تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد

اشارة

مولف:محمد بخيت الحنفي
ناشر:مكتبة اشيق

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم يا من تنزهت عن الشريك في الذات والصفات والأفعال وتقدست عن الند وتفردت بالعظمة والجلال وربطت الأسباب بالمسببات سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا وأبدعت الخلق علي أحسن نظام وأكمل وأودعت فيه من الحكم ما فصله الإنسان وأجمل تبارك الله أحسن الخالقين صل وسلم علي لسان الصدق وترجمان الحق ذي المقام الأسمي والواسطة العظمي حقيقة الحقائق محمد وأقرب الخلق إلي الله أحمد وعلي أصحابه نجوم الهداية وآله ذوي الرواية والدراية ومن تبعهم بإحسان حتي أتاه اليقين (وبعد) فإن الله جل شأنه جعل لكل إنسان نفسا دراكة يصدق بوجودها بالضرورة ويخفي عليه كنهها وكيفية إدراكها فلذلك ضرب الله لإدراكها حقائق الأشياء في عالم الملك مثلا تقاس هي عليه فأوجد فيه عينا تدرك المبصرات ليكون إدراك العين المبصرات مثالا لإدراك النفس لحقائق الأشياء حتي يكون الإنسان من نفسه علي بصيرة فكما أن العين إنما تدرك بقوة أودعت فيها يزول بزوالها الادراك وإن بقيت العين كذلك النفس إنما تدرك في عالم الملك بقوة هي العقل يزول بزواله التمييز وإن بقيت النفس وكما أنه يشترط في إدراك العين محاذاة المبصر لها وأن لا يكون قريبا جدا كحدقتها ولا بعيدا جدا لا تصل إليه أشعتها وأن لا يكون مما لم يخلق فيها استعداد لإدراكه بحيث لو كان الشئ غير محاذ أو كان قريبا جدا أو بعيدا جدا لا تصل إليه الأشعة أو كان مما لم يخلق في العين استعداد إبصاره كالهواء فالعين [ صفحه 3]

علم الله تعالي

لا تدركه كذلك النفس لا تدرك إلا ما كان من عالم الملك ما دامت فيه ولا تدرك كنه ما كان خارجا عنه فوق طور العقل ولا تدرك كنه نفسها لشدة القرب ولا ما لم يخلق فيها استعداد لإدراكه كحقيقة الخالق وصفاته وكما أن العين قد تخلق خالية عن قوة الإبصار كعين الأكمه أو يعرض لها بعد خلق القوة فيها ما يزيل أو ينقص تلك القوة كذلك النفس قد توجد في هذا العالم من أول الأمر خالية عن قوة التمييز وتبقي كذلك إلي أن تعود إلي عالمها عالم النفوس والأرواح وقد يعرض لها في عالم الأجسام ما يزيل أو ينقص إدراكها للحقائق علي وجهها كالجنون وارتكاب المعاصي والتعصب والعناد والغرض وكما أن العيون متفاوتة في قواها فبعضها يدرك القريب والمتوسط والبعيد وبعضها لا يدرك إلا المتوسط والقريب أو القريب فقط كذلك النفوس متفاوتة في قواها فبعضها يدرك الجلي والخفي والأخفي وبعضها يدرك الجلي فقط أو الجلي والخفي ولا يدرك الأخفي وكما أن العين لا تبصر الأشياء إلا إذا أشرق عليها النور وخرجت من الظلمات وارتفعت الحجب كذلك النفوس لا تدرك حقائق الأشياء إلا إذا أشرق عليها نور التعليم الذي جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام في شرائعهم من لدن العليم الخبير وخرجت به الحقائق من ظلمات الخفاء وكما أنه يلزم للعين أدوية تحفظها مما يعرض لها من الأمراض التي تزيل أو تنقص قوة إبصارها وأدوية تزيد في جلائها بإزالة أمراضها الخفية فيقوي إدراكها وأدوية تزيل ما عرض لها من الأمراض الظاهرة كذلك النفوس يلزم لها أدوية تحفظها من عروض الأمراض النفسانية لها التي تزيل أو تنقص إدراكها للحقائق وأدوية تزيد في قوة إدراكها حتي تجول في ملكوت السماوات والأرض فتزداد معارفها ويفاض عليها من العلوم والمعارف ما لا يفاض عليها بدون استعمال تلك الأدوية وأدوية تزيل ما عرض لها من تلك الأمراض وكما أنه لا يقف علي أمراض العيون وأنواعها ويقدر علي تمييزها وتشخيصها ويعرف [ صفحه 4] الأدوية النافعة لكل مرض والواقية من عروضه والمقوية للأبصار وكيفية استعمالها والمواضع والأوقات التي يلزم أن تستعمل فيها والمقادير التي تلزم إلا الطبيب الحاذق الواقف تمام الوقوف علي علم الطب العارف بوظائف أعضاء البدن واتصال بعضها ببعض وبخواص الأدوية ومنافعها ومضارها وما يجب علي الإنسان من الوسائط التي يلزم اتخاذها للوقاية من الأمراض وغير ذلك مما لا ينكره عاقل ولذا قد يضع الطبيب الدواء في موضع قد ينكره عليه من لم يكن عالما بالطب مثله لكن يجب علي العاقل أن يمتثل أوامر الطبيب الحاذق ويأخذها مسلمة ولا يناقشها بمقدماته العقلية ولا يخالفه في شئ وإلا هلك لأن ما أدركه بعقله ظانا أنه حق خلاف الحق وإنما جاء إليه من عدم الاطلاع علي ما اطلع عليه الطبيب لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون كذلك لا يقف علي أمراض النفوس ويقوي علي تشخيصها وتمييز أنواعها ويعرف الأدوية النافعة والواقية والمقوية علي نحو ما ذكر في العين إلا العالم بكنه النفس وكنه أمراضها وكيفية اتصالها بالبدن والأدوية اللازمة لها علي النحو المذكور وما ذلك إلا الله جل شأنه ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فلذلك جاء بشرعه علي لسان الرسل عليهم الصلاة والسلام تعليما وإرشادا للخلق وبيانا لأمراض النفوس وأدويتها علي الوجه الأتم الأكمل فأمر بأعمال حث علي فعلها أو ندب إليه ونهي عن أعمال حث علي تركها أو ندب إليه فكان المدار في نجاة النفوس وسلامتها من الأمراض علي امتثال الأوامر واجتناب النواهي الذي هو الدواء الوحيد الموضوع لذلك من قبل الخالق جل شأنه فباستعماله تحفظ النفس من عوارض الأمراض وتحيا حياة أبدية وتقوي في إدراكها وتفاض عليها أنوار التحقيق حتي تخرج من ظلمات الجهل إلي النور الحقيقي وتسبح فيه متلذذة متنعمة في نعيم مقيم لا يفني ولا يبيد محفوظة من الزلل والخطأ في مقعد صدق عند مليك مقتدر وهذا هو المقصود بالذات فيجب علي العاقل أن يعرض جميع أفعاله وأقواله علي [ صفحه 5] قانون الشارع ويجعلها مطابقة له أمرا ونهيا وإلا هلكت نفسه من حيث لا يشعر وهلاكها الهلاك الأبدي فتبقي في عذاب مقيم لا يفني وتندم حيث لا ينفع الندم لعدم إمكان التدارك والرجوع إلي هذه الدار دار العمل بعد الخروج منها إلي الدار الأخري وحرام علي قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون ومما ضربه الله مثلا في هذا العالم لإدراك النفوس فيه للحقائق انطباع الصور في المرايا علي وجه الانعكاس ليقاس ذاك علي هذا فكما أن المرأة إذا كانت صغيرة بحيث لا يحاذيها ذو الصورة بجميع أجزائه لا تنطبع فيها الصورة كاملة تمثل صاحبها بجميع الأجزاء بل لا تمثل إلا ما انطبع صورته منه فلا يري الناظر في المرآة إلا مقدار ما انطبع فقط وكذلك إذا كان عليها صدأ يمنع الانطباع كلا أو بعضا أو كانت معوجة فإن الصورة تنطبع فيها علي حسب استعدادها واختلاف أحوالها كذلك النفس إذا كانت صغيرة بحيث لا تقوي علي اكتناه الحقائق من كل وجه أو علاها صدأ المعاصي ومخالفة الأوامر الإلهية أو كانت منحرفة معوجة عن وجه الحق لعناد أو تعصب أو غرض لا تنطبع فيها صور الحقائق إلا علي حسب استعدادها وأحوالها لكن النفس لجهلها بنفسها واستعداداتها وأحوالها ربما جزمت بأن ما وصلت إليه هو الحق وليس وراء ذلك شئ وذلك خطأ مبين وما أوتيتم من العلم إلا قليلا وانظر إلي صاحب كتابي تحرير المرأة الجديدة كيف نظر إلي المبحث الذي تكلم فيه من وجهة واحدة ورمي إلي غرض واحد فقاده تعصبه لغرضه الذي يرمي إليه إلي أن قال ما خرج به عن جادة الصواب وتجاوز حدود الشرع المقدس فظن أن الحجاب للمرأة مانع لها من التربية التي تفيدها معرفة ما لها وعليها من الحقوق بين قومها وأن تعرف طرق الكسب والمعيشة مع أنه عند تدقيق النظر لا يري العقلاء علاقة بين الحجاب والتربية المذكورة فإن الحجاب لا يمنعها وعدم الحجاب لا يستلزمها بل المدار في ذلك علي التعليم والحس شاهد عدل فإن أكثر الرجال مع عدم الحجاب تراهم لا يعرفون شيئا مما ذكر [ صفحه 6]

في باب من زار قبر النبي

قال رسول الله صلي الله عليه و آله: من زار قبري و جبت له شفاعتي في باب أن من زار قبره صلي الله عليه وسلم بعد وفاته كان كمن زار حضرته في حال حياته أخبرنا بذلك عبد المؤمن بن خلف وعلي بن محمد وغيرهما مشافهة عن القاضي أبي نصر محمد بن هبة الله الشيرازي قال أنبأنا الحافظ أبو القاسم بن عساكر قال أنبأنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيي القرشي القاضي بدمشق أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي أنبأنا تراب بن عمر بن عبيد حدثنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل حدثنا عبيد بن محمد الوراق حدثنا موسي بن هلال العبدي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من زار قبري وجبت له شفاعتي فقد أنفقت الروايات عن الدارقطني عن المحاملي علي عبيد الله مصغرا وكذلك رواه غير الدارقطني عن غير المحاملي عن عبيد بن محمد أنبأنا بذلك عبد المؤمن بن خلف وغيره إذنا عن أبي نصر الشيرازي أنبأنا ابن عساكر أنبأنا أبو القاسم السحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن زنجويه العشيري حدثنا عبيد بن محمد بن القاسم بن أبي مريم الوراق - وكان نيسابوري الأصل سكن بغداد - حدثنا موسي بن هلال العبدي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من زار قبري وجبت له شفاعتي - فقد ثبت عن عبيد ابن محمد روايته علي التصغير وعبيد بن محمد ثقة قال الخطيب رحمه الله تعالي ورواه عن موسي بن هلال عن عبيد بن محمد جماعة منهم جعفر بن محمد البزوري قال العقيلي في كتابه حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا جعفر بن محمد البزوري حدثنا موسي بن هلال البصري عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من زار قبري فقد وجبت له شفاعتي هكذا رأيته في النسخة عبيد الله ومنهم محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي واختلف عليه فروي عنه مصغرا كما رواه غيره أخبرنا بذلك عبد المؤمن وغيره إذنا عن أبي نصر أنا علي بن الحسن الحافظ [ صفحه 7] أنبأنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ أنبأنا أحمد بن علي بن خلف أنبأنا أبو القاسم ابن حبيب حدثنا أبو بكر أحمد بن نصر بن نصير بن بكار البخاري أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبيد الله حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي عن موسي بن هلال عن عبيد الله وروي عنه مكبرا أنبأنا بذلك اقسيان بن محفوظ بن محمود بن هلال بقراءتي عليه سنة ست وسبعمائة أنا أبو سعيد قايماز بن عبد الله المعظمي أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي أنبأنا أبو سعيد أحمد بن الحسن بن أحمد بن علي بن الخصيب الخانساري أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد المقري إمام الجامع بإصبهان ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن يوسف بن يعقوب الإمام حدثنا عبيد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي حدثنا موسي بن هلال العبدي عن عبد الله بن عمر هكذا نقلته من خط الحافظ أبي محمد عبد العظيم المنذري رحمه الله وهكذا قاله أبو أحمد بن عدي في كتاب الكامل كما أنبأنا عبد المؤمن وآخرون عن أبي الحسن بن المقير عن أبي الكرم بن الشهرزوري أنبأنا إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي (ح) وأنبأنا عبد المؤمن وغيره أيضا عن ابن محيل أنبأنا علي بن الحسن الدمشقي أنبأنا أبو القاسم السحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو سعيد الماليني - (ح) - قال الدمشقي وأنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف قالا أنبأنا أبو أحمد بن عدي الحافظ حدثنا محمد بن موسي الحلواني (ح) قال الدمشقي وأخبرنا علي بن إبراهيم الخطيب أنبأنا رشاء بن لطيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل حدثنا أحمد بن مروان حدثنا محمد بن عبد العزيز الدينوري قالا حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة حدثنا موسي بن هلال حدثنا عبد الله ابن عمر - وكذلك كتب إلي عثمان بن محمد من مكة شرفها الله تعالي أنه قرأ علي الحافظ يحيي بن علي أنبأنا الحافظ علي بن المفضل قراءة عليه مرة والقاضي أبو القاسم حمزة بن علي بن عثمان المخزومي قالا أنبأنا الحافظ أبو طاهر السلفي (ح) [ صفحه 8]

الاحاديث الواردة في الزيارة

أنبأنا جماعة عن جماعة عنه أنبأنا أبو إبراهيم الخليل بن عبد الجبار أنبأنا سليم بن أيوب أنبأنا أحمد بن عبد الله المعدل بالري أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي حدثنا موسي بن هلال عن عبد الله بن عمر - ومرض الحافظ يحيي بن علي القرشي هذه الرواية وذكر أن الصواب عبيد الله بالتصغير ورأيت في تاريخ ابن عساكر بخط أبي عبد الله البرزالي المحفوظ عن ابن سمرة - عبيد الله - وقال أبو أحمد بن عدي في كتاب الكامل فيما أنبأنا جماعة بالإسناد المتقدم إليه عبد الله أصح وفيما قاله نظر والذي يترجح أن يكون عبيد الله لتضافر روايات عبيد بن محمد كلها وبعض روايات ابن سمرة ولما سنذكره من متابعة مسلمة الجهني لموسي بن هلال كما سيأتي في الحديث الثالث ويحتمل أن يكون الحديث عن عبيد الله وعبد الله جميعا ويكون موسي سمعه منهما وتارة حدث به عن هذا وتارة عن هذا وممن رواه عن موسي عن عبد الله الفضل بن سهل فيما أنبأنا أبو محمد الدمياطي وغيره إذنا عن أبي نصر أنبأنا ابن عساكر أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد البغدادي أنبأنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد أنبأنا أبو سعيد الصيرفي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا الفضل بن سهل حدثنا موسي بن هلال حدثنا عبد الله بن عمر وهكذا قاله أبو الحسين يحيي بن الحسن الحسيني في كتاب أخبار المدينة قال حدثنا رجل من طلبة العلم حدثنا الفضل بن سهل فذكره - قال حفيد صاحب الكتاب الحسن بن محمد بن يحيي في موضع آخر منه يعني أبا بكر وكذلك رواه ابن الجوزي في (مثير الغرام الساكن) ونقلته من خطه قال أنبأنا الحريري أنبأنا الخياط أنبأنا ابن درست حدثنا ابن صفوان حدثنا أبو بكر القرشي - وهو ابن أبي الدنيا فذكره وهذه الطريق إن صحت تحمل علي أن الحديث عنهما كما قدمناه فإنه لا تنافي في ذلك علي أن عبد الله المكبر روي له مسلم مقرونا بغيره [ صفحه 9] وقال أحمد رحمه الله صالح وقال أبو حاتم رأيت أحمد بن حنبل يحسن الثناء عليه وقال يحيي بن معين ليس به بأس يكتب حديثه وقال في نافع إنه صالح وقال ابن عدي لا بأس به صدوق وقال ابن حبان كان ممن غلب عليه الصلاح حتي غلب عن ضبط الأخبار وجودة الحفظ للآثار تقع المناكير في روايته قلما فحش خطؤه استحق الترك وهذا الكلام من ابن حبان يعرفك أنه لم يتكلم فيه لجرح في نفسه وإنما هو لكثرة غلطه وأما حكمه باستحقاقه الترك فمخالف لإخراج مسلم رحمه الله تعالي له في المتابعات وليس هذا الحديث في مظنة أن يحصل فيه التباس علي عبد الله لا في سنده ولا في متنه فإنه في نافع كما سبق وخصيص به ومتن الحديث في غاية القصر والوضوح فاحتمال خطئه فيه بعيد والرواة جميعهم إلي موسي بن هلال ثقات لا ريبة فيهم وموسي بن هلال قال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به وأما قول أبي حاتم الرازي فيه إنه مجهول فلا يضره فإنه إما أن يريد جهالة العين أو جهالة الوصف فإن أراد جهالة العين وهو غالب اصطلاح أهل هذا الشأن في هذا الاطلاق فذلك مرتفع عنه لأنه قد روي عنه أحمد بن حنبل ومحمد بن جابر المحاربي ومحمد بن إسماعيل الأحمسي وأبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي وعبيد بن محمد الوراق والفضل ابن سهل وجعفر بن محمد البزوري وبرواية اثنين تنتفي جهالة العين فكيف برواية سبعة وإن أراد جهالة الوصف فرواية أحمد عنه ترفع من شأنه لا سيما مع ما قاله ابن عدي فيه وممن ذكره في مشايخ أحمد رحمه الله تعالي أبو الفرج ابن الجوزي وأبو إسحاق الصريفيني وأحمد رحمه الله لم يكن يروي إلا عن ثقة وقد صرح الخصم بذلك في الكتاب الذي صنفه في الرد علي البكري بعد عشر كراريس منه قال إن القائلين بالجرح والتعديل من علماء الحديث نوعان منهم من لم يرو إلا عن ثقة عنده كمالك وشعبة ويحيي بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وكذلك البخاري [ صفحه 10] وأمثاله وقد كفانا الخصم بهذا الكلام مؤنة تبيين أن أحمد لا يروي إلا عن ثقة وحينئذ لا يبقي له مطعن فيه - وأما قول العقيلي إنه لا يتابع عليه وقول البيهقي سواء قال عبيد الله أم عبد الله فهو منكر عن نافع عن ابن عمر لم يأت به غيره فهذا وما في معناه يدلك علي أنه لا علة لهذا الحديث عندهم إلا تفرد موسي به وأنهم لم يحتملوه له لخفاء حاله وإلا فكم من ثقة يتفرد بأشياء وتقبل منه وأما بعد قول ابن عدي فيه ما قال ووجود متابع فإنه يتعين قبوله وعدم رده ولذلك والله أعلم ذكره عبد الحق رحمه الله في الأحكام الوسطي والصغري وسكت عنه وقد قال في خطبة الأحكام الصغري إنه تخيرها صحيحة الإسناد معروفة عند النقاد قد نقلها الأثبات وتداولها الثقات وقال في خطبة الوسطي وهي المشهورة اليوم بالكبري إن سكوته عن الحديث دليل علي صحته فيما نعلم وأنه لم يتعرض لإخراج الحديث المعتل كله وأنا أخرج منه يسيرا مما عمل به أو بأكثره عند بعض الناس واعتمد وفزع إليه الحفاظ عند الحاجة وأنه إنما يعلل من الحديث ما كان فيه أمر أو نهي أو يتعلق به حكم وأما ما سوي ذلك فربما في بعضها سمح وليس منها شئ عن متفق علي تركه وسبقه الحافظ أبو علي بن السكن إلي تصحيح الحديث الثالث كما سنذكره وهو متضمن لمعني هذا الحديث وقول ابن القطان قول ابن عدي صدر عن تصفح روايات موسي بن هلال لا عن مباشرة أحواله لا يضر أيضا لأن كثيرا من جرح المحدثين وتوثيقهم علي هذا النحو بل هو أولي من ثبوت العدالة المجردة من غير نظر في حديثه وقد وجدنا لرواية موسي بن هلال متابعة وشواهد من وجوه سنذكرها وبذلك تبين أن أقل درجات هذا الحديث أن يكون حسنا إن نوزع في دعوي صحته فإن الحسن قسمان أحدهما ما في إسناده مستور لم يتحقق أهليته وهو ليس مغفلا كثير الخطأ ولا ظهر منه سبب مفسق ومتن الحديث مع ذلك روي مثله أو نحوه من وجه آخر وأقل درجات موسي بن هلال رحمه الله [ صفحه 11] تعالي أن يكون بهذه الصفة وحديثه بهذه المثابة والقسم الثاني للحسن أن يكون راويه مشهورا بالصدق والأمانة لم يبلغ درجة رجال الصحيح لقصوره في الحفظ وهو مع ذلك يرتفع عن حال من يعد ما ينفرد به من حديثه منكرا وهذا الحديث قد يقتضي إطلاق اسم الحسن علي بعض ما سنذكره من الأحاديث أيضا - وليس لقائل أن يقول إن هذا يقتضي سلب اسم الحسن عن الحديث الذي نحن فيه فإن ما ذكرناه ليس اختلافا في حد الحسن بل هو تقسيم له والحديث الحسن صادق علي كل من النوعين - ثم إن الأحاديث التي جعلناها في الزيارة بضعة عشر حديثا مما فيه لفظ الزيارة غير ما يستدل به لها من أحاديث أخر وتظافر الأحاديث يزيدها قوة حتي إن الحسن قد يترقي بذلك إلي درجة الصحيح - والضعيف قسمان قسم يكون ضعف راويه ناشئا من كونه متهما بالكذب ونحوه فاجتماع الأحاديث الضعيفة من هذا الجنس لا يزيدها قوة وقسم يكون ضعف راويه ناشئا من ضعف الحفظ مع كونه من أهل الصدق والديانة فإذا رأينا ما رواه قد جاء من وجه آخر عرفنا أنه مما قد حققه ولم يختل فيه ضبطه له هكذا قاله ابن الصلاح رحمه الله وغيره فاجتماع الأحاديث الضعيفة من هذا النوع يزيدها قوة وقد يترقي بذلك إلي درجة الحسن أو الصحيح ولهذا لما تكلم النووي رحمه الله في أن ميقات ذات عرق هل هو منصوص عليه أو مجتهد فيه وصحح أنه منصوص عليه ذكر عن جمهور أصحابنا تصحيحه للأحاديث الواردة فيه وإن كانت أسانيد مفرداتها ضعيفة فجموعها يقوي بعضه بعضا ويصير الحديث حسنا ويحتج به هكذا ذكره (في شرح المهذب) في كتاب الحج - فهذه مباحث في إسناد هذا الحديث - أولها تحقيق كونه من رواية عبيد الله المصغر وترجيح ذلك علي من ورآه عن عبد الله المكبر - وثانيها القول بأنه عنهما جميعا وثالثها علي تقدير التنزل وتسليم أنه عن عبد الله المكبر وحده فإنه داخل في قسم الحسن لما ذكرناه - ورابعها علي تقدير أن يكون ضعيفا من هذا الطريق وحده وحاشا لله [ صفحه 12] الطلاق فإنه لا يقع عليه بل عليه كفارة يمين ولم يقل بالكفارة أحد من المسلمين قبله وأن طلاق الحائض لا يقع وكذا الطلاق في طهر جامع فيه وأن الصلاة إذا تركت عمدا لا يجب قضاؤها وأن الحائض يباح لها الطواف بالبيت ولا كفارة عليها وأن الطلاق الثلاث يرد إلي واحدة وكان هو قبل ادعائه ذلك نقل إجماع المسلمين علي خلافه وأن المكوس حلال لمن أقطعها وأنها إذا أخذت من التجار أجزأتهم عن الزكاة وإن لم تكن باسم الزكاة ولا رسمها وأن المائعات لا تنجس بموت حيوان فيها كالفأرة وأن الجنب يصلي تطوعه بالليل ولا يؤخره إلي أن يغتسل قبل الفجر وإن كان بالبلد وأن شرط الواقف غير معتبر بل وقف علي الشافعية صرف إلي الحنفية وبالعكس وعلي القضاة صرف إلي الصوفية وفي أمثال ذلك من مسائل الأصول مسألة الحسن والقبح التزم كل ما يرد عليها وأن مخالف الاجماع لا يكفر ولا يفسق وأن ربنا سبحانه وتعالي عما يقول الظالمون والجاهلون علوا كبيرا محل الحوادث تعالي الله عن ذلك وتقدس وأنه مركب تفتقر ذاته افتقار الكل للجزء تعالي الله عن ذلك وتقدس وأن القرآن محدث في ذات الله تعالي الله عن ذلك وأن العالم قديم بالنوع ولم يزل مع الله مخلوقا دائما فجعله موجبا بالذات لا فاعلا بالاختيار تعالي الله عن ذلك وقوله بالجسمية والجهة والانتقال وإنه بقدر العرش لا أصغر ولا أكبر تعالي الله عن هذا الافتراء (الشنيع) القبيح والكفر البراح الصريح وخذل متبعيه وشتت شمل معتقديه وقال إن النار تفني وإن الأنبياء غير معصومين وإن رسول الله صلي الله عليه وسلم لا جاه له ولا يتوسل به وإن إنشاء السفر إليه بسبب الزيارة معصية لا تقصر الصلاة فيه وسيحرم ذلك يوم الحاجة إلي شفاعته وإن التوراة والإنجيل لم تبدل ألفاظهما وإنما بدلت معانيهما ا ه وقال بعضهم ومن نظر إلي كتبه لم ينسب إليه أكثر هذه المسائل غير أنه قائل بالجهة وله في إثباتها جزء ويلزم أهل هذا المذهب الجسمية والمحاذاة والاستقرار فلعله في بعض الأحيان كان يصرح بتلك اللوازم فنسبت إليه [ صفحه 13] سيما ومن نسب إليه ذلك من أئمة الإسلام المتفق علي جلالته وإمامته وديانته وأنه الثقة العدل المرتضي المحقق المدقق فلا يقول شيئا إلا عن تثبت وتحقق ومزيد احتياط وتحر سيما إن نسب إلي مسلم ما يقتضي كفره وردته وضلاله وإهدار دمه فإن صح عنه مكفر ومبدع يعامله الله بعدله وإلا يغفر الله لنا وله ا ه كلام ابن حجر - ولما أن تظاهر قوم في هذا العصر بتقليد ابن تيمية في عقائده الكاسدة وتعضيد أقواله الفاسدة وبثها بين العامة والخاصة واستعانوا علي ذلك بطبع كتابه المسمي بالواسطة ونشره وقد اشتمل هذا الكتاب علي كثير مما ابتدعه ابن تيمية مخالفا في ذلك الكتاب والسنة وجماعة المسلمين فأيقظوا فتنة كانت نائمة فقياما بما يجب علينا كنا عزمنا علي جمع مؤلف في الرد علي ذلك الكتاب حتي لا يقع المسلمين بواسطة ابن تيمية ومن هم علي شاكلته في مهواة الضلال والهلاك الأبدية غير أنا وجدنا كتاب الإمام الجليل والمجتهد الكبير تقي الدين أبي الحسن السبكي المسمي (بشفاء السقام في زيارة خير الأنام) أو شن الغارة علي من أنكر فضل الزيارة وافيا بالغرض المقصود آتيا علي ما قاله ابن تيمية في ذلك الكتاب وغيره مفوضا لبنيانه مزعزعا لأركانه ماحيا لآثاره ماحقا لأباطيله مظهرا لفساده مبينا لعناده فاكتفينا بطبعه ونشره بين المسلمين ليطلعوا عليه ويعلموا سوء المقاصد وباطل العقائد فيسلكوا سبيل الرشاد والسداد ويعرضوا عن طرق الغي والعناد ويضربوا بما قاله ابن تيمية وأمثاله عرض الحائط والله من ورائهم محيط وقد ألحقنا بكتاب السبكي رسالة للعلامة الحموي وأخري للعلامة السجاعي وفتوي للعلامة الشوبري وجميعها تتضمن الرد علي أمثال ابن تيمية ممن أنكروا الوسائط مع أنها ليست إلا أسبابا ارتبط بها مسبباتها بحكم سنة الله في خلقه والتأثير والخلق والإيجاد لله وحده ألا له الخلق والأمر وقد تقرر عقلا ونقلا أن توقف الممكنات بعضها علي بعض لنقص في الممكنات لا لعجز في الفاعل جل شأنه وهذا مما كاد [ صفحه 14]

يجوزان نتوسل بروج الميت في قضاء مصلحة

أن يكون بديهيا وكما جاز أن يتوسط حي في قضاء مصلحة حي والفعل لله وحده يجوز أن تتوسط روح ميت في قضاء مصلحة حي أو ميت والفعل لله وحده والأرواح باقية علي الحياة وأفعالها في عالم الملك إنما تظهر بواسطة البدن ما دام حيا بالحياة الحيوانية فإذا مات وفقد الحياة الحيوانية بقيت نفسه وروحه علي حياتها الملكوتية وتعلقت بجسمه تعلقا آخر علي وجه آخر يعلمه الله تعالي كما دل عليه نعيم القبر وعذابه فإذا كان الفعل في الواقع ونفس الأمر إنما هو للنفس والروح والجسم آلة يظهر به الفعل والروح باقية خالدة ففعلها باق وتصرفها في أفعالها لا يتغير إلا بعدم ظهور الأفعال بواسطة البدن فلا مانع عقلا أن يكون بعض أرواح الأولياء والصالحين بعد موت الأجساد سببا بدعائها وتوجهها إلي الله تعالي في قضاء حوائج بعض الزائرين لهم المتوسلين بهم بدون أن يكون لها مدخل في التأثير وأي فرق بين التوسط بالأحياء في قضاء الحوائج مع اعتقاد أن لا فاعل إلا الله وبين توسط أرواح الأموات مع اعتقاد ذلك والقول بأن ملوك الدنيا إنما يحتاجون إلي الوسائط لجواز الغفلة عليهم عن حوائج بخلاف العليم الخبير سفسطة ظاهرة وتمويه علي العقول فإن الملك ووسائطه واسطة في قضاء حوائج الطالب من الله تعالي إذ لا فاعل سواه فلو كان اتخاذ الواسطة شركا بعد اعتقاد أن المؤثر هو الله وحده لكان معاونة بعضنا لبعض في قضاء المصالح شركا وهذا باطل بالضرورة لما يترتب عليه من بطلان الشرائع وفساد نظام العالم وعدم نسبة الأفعال الاختيارية إلي فاعليها فتبطل الحدود والزواجر ويختل النظام فعليك بالإنصاف - قال المناوي في شرح عينية ابن سينا في النفس قال الناظم في كتاب زيارة القبور تعلق النفس بالبدن عظيم جدا حتي أنها بعد المفارقة تشتاق وتلتفت إلي الأجزاء البدنية المدفونة فإذا زار إنسان قبر آخر وتغاضي عن العلائق الجسمانية والعلائق الطبيعية توجهت نفسه إلي العالم العقلي فتواجه نفسه نفس الميت ويحصل منهما المقابلة كما في المرآتين فيرتسم فيها [ صفحه 15] صورة عقلية بطريق الانعكاس ويحصل لها بذلك كمال ا ه وقد ذكر الغزالي نحو ذلك مع زيادة بسط وتحقيق فقال المقصود من زيارة الأنبياء والأولياء والأئمة الاستمداد من سؤال المغفرة وقضاء الحوائج من أرواحهم والعبارة عن هذا الإمداد الشفاعة وهذا يحصل من جهتين الاستمداد من هذا الجانب والإمداد من ذلك الجانب ولزيارة المشاهد أثر عظيم في هذين الركنين أما الاستمداد فبانصراف همة صاحب الحاجة عن أموره العادية باستيلاء ذكر المزور علي الخاطر حتي تصير كلية همته مستغرقة في ذلك ويقبل بكليته علي ذكره وخطورة بباله وهذه الحالة سبب منبه لروح ذلك الشفيع أو المزور حتي تمد روح المزور الطيبة ذلك الزائر بما يستمد منها ومن أقبل بكليته وهمته علي إنسان في دار الدنيا فإن ذلك الإنسان يحس بإقبال ذلك المقبل عليه لخبره بذلك فمن لم يكن في هذا العالم فهو أولي بالتنبيه وهو مهيأ لذلك التنبيه فإن اطلاع من هو خارج عن أحوال العالم علي بعض أحوال العالم ممكن كما يطلع من هو في المنام علي أحوال من هو في الآخرة أهو مثاب أم معاقب فإن النوم صنو الموت وأخوه فبسبب النوم صرنا مستعدين لمعرفة أحوال لم نكن مستعدين في حال اليقظة لها فكذا من وصل إلي دار الآخرة ومات موتا حقيقيا كان بالاطلاع علي أحوال هذا العالم أولي وأحري فأما كلية أحوال هذا العالم في جميع الأوقات فلم تكن مندرجة في سلك معرفتهم كما لم تكن أحوال الماضين حاضرة في معرفتنا في منامنا عند الرؤيا ولإيجاد المعارف معينات ومخصصات منها همة صاحب الحاجة وهي استيلاء ذكر صاحب تلك الروح العزيزة علي صاحب الحاجة وكما تؤثر مشاهدة صورة الحي في خطور ذكره وحضور نفسه بالبال فكذا تؤثر مشاهدة ذلك الميت ومشاهدة تربته التي هي حجاب قالبه فإن أثر ذلك الميت في النفس عند غيبة قالبه ومشهده ليس كأثره في حال حضوره ومشاهدة قالبه ومشهده ومن ظن أنه قادر علي أن يحضر في نفسه ذلك الميت عند غيبة مشهده كما يحضره عند مشاهدة مشهده [ صفحه 16] أخبره قراءة عليه وهو يسمع بحلب أنبأنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد ابن الأخوة وزوجه عين الشمس بنت أبي سعيد بن الحسن قالا أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال المؤيد سماعا وقالت زوجه إجازة قال أنا الشيخان أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي وأبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم قالا أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم المقري (ح) وأخبرنا عبد المؤمن بن خلف وغيره إذنا عن أبي نصر أنبأنا علي بن الحسن بن هبة الله أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الإصبهاني أنبأنا منصور بن الحسين وأبو طاهر بن محمود قالا أنبأنا أبو بكر بن المقري حدثنا محمد بن أحمد بن محمد الشطوي ببغداد حدثنا عبد الله ابن يزيد الخثعمي ثنا عبد الله بن محمد حدثني مسلمة بن سالم الجهني إمام مسجد بني حرام ومؤدبهم بالبصرة قال حدثني عبيد الله بن عمر العمري عن نافع وسالم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من جاءني زائرا لا ينزعه إلا زيارتي كان حقا علي الله عز وجل أن أكون له شفيعا يوم القيامة وفي رواية ابن عساكر حق بالرفع وهذه الطرق كلها متفقة عن عبد الله بن محمد العبادي عن مسلمة عن عبيد الله مصغرا ورواه مسلم بن حاتم الأنصاري عن مسلمة عن عبد الله أخبرنا بذلك ابن خلف وغيره إذنا عن ابن هبة الله أنبأنا الدمشقي أنا أبو علي الحداد في كتابه ثم حدثني عبد الرحيم بن علي أبو مسعود عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو محمد بن حبان حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي حدثنا مسلم بن حاتم الأنصاري حدثنا مسلمة بن سالم الجهني حدثني عبد الله يعني العمري حدثني نافع عن سالم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من جاءني زائرا لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا يوم القيامة - هذه طرق هذا الحديث وقد ذكره الإمام الحافظ أبو علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي المصري البزار في كتابه المسمي بالسنن الصحاح المأثورة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو كتاب محذوف [ صفحه 17] الأسانيد قال في خطبته - أما بعد فإنك سألتني أن أجمع لك ما صح عندي من السنن المأثورة التي نقلها الأئمة من أهل البلدان الذين لا يطعن عليهم طاعن فيما نقلوه فتدبرت ما سألتني عنه فوجدت جماعة من الأئمة قد تكلفوا ما سألتني من ذلك وقد وعيت جميع ما ذكروه وحفظت عنهم أكثر ما نقلوه واقتديت بهم وأجبتك إلي ما سألتني من ذلك وجعلته أبوابا في جميع ما يحتاج إليه من أحكام المسلمين فأول من نصب نفسه لطلب صحيح الآثار البخاري وتابعه مسلم وأبو داود والنسائي وقد تصفحت ما ذكروه وتدبرت ما نقلوه فوجدتهم مجتهدين فيما طلبوه فما ذكرته في كتابي هذا مجملا فهو مما أجمعوا علي صحته وما ذكرته بعد ذلك مما يختاره أحد من الأئمة الذين سميتهم فقد بينت حجته في قبول ما ذكره ونسبته إلي اختياره دون غيره وما ذكرته مما يتفرد به أحد من أهل النقل للحديث فقد بينت علته ودللت علي انفراده دون غيره وبالله التوفيق - قال في هذا الكتاب في آخر كتاب الحج باب ثواب من زار قبر النبي صلي الله عليه وسلم - عن ابن عمر قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من جاءني زائرا لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون شفيعا له يوم القيامة - صلي الله عليه وسلم ولم يذكر ابن السكن في هذا الباب غير هذا وذلك منه حكم بأنه مجمع علي صحته بمقتضي الشرط الذي شرطه في الخطبة وابن السكن هذا إمام حافظ ثقة كثير الحديث واسع الرحلة سمع بالعراق والشام ومصر وخراسان وما وراء النهر من خلائق وهو بغدادي سكن مصر ومات بها في النصف من المحرم سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وتبويب ابن السكن يدل علي أنه فهم منه أن المراد بعد الموت أو أن ما بعد الموت داخل في العموم وهو صحيح.

من حج فزار قبري

(الحديث الرابع) من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي - رواه الدارقطني في سننه وغيرها ورواه غيره أيضا أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ أنبأنا يوسف بن خليل الحافظ أنبأنا ناصر بن محمد أبو برح أنبأنا إسماعيل [ صفحه 18] والنهي عن المنكر وما علموا أن العلماء بإلقاء دروس العلوم الشرعية في أكثر المساجد وبيان الأحكام لكل طالب بدون أن يمنع عن مواردهم أي وارد قائمون بذلك حق القيام علي الطريق الذي يلزم لذلك شرعا خصوصا في مثل هذا العصر ولا يجوز أن يزال المنكر بمنكر آخر فلا يليق بالعلماء أن يستعملوا في إزالة المنكرات طريقا يترتب عليها بالفتن والقلاقل فيقعوا في فتنة عامة ومنكر أشد وهل تزال النجاسة بالنجاسة ومع كل ذلك فالعلماء لسان والأمراء سنان والعلماء أمناء الدين والدين أساس والأمراء قوام عليه والقوام حراس وليس وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاصا بالعلماء بل هو فرض كفاية يجب علي جميع أفراد الأمة القيام به ولكن متي قام به البعض سقط عن الباقين وإلا وقع الكل في الإثم المبين فافهم حكمة ما أشرنا إليه وما يعقلها إلا العالمون ولو أن هؤلاء الذين يدعون القيام بالأمر في هذا العصر أخلصوا لله الدعوة في السر والعلن واجتنبوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن لأصابت سهام أقوالهم كبد الحقيقة وأصابت الواقع واستقاموا علي الطريقة وكسيت أقوالهم جلباب القبول وبلغوا المأمول وفوق المأمول ولكن لما بيت طائفة منهم غير الذي تقول ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤا بغضب من الله والله لا يهدي كيد الخائنين ولو صدق هؤلاء فيما يزعمون لقاموا بالنهي عما أجمعت الأمة علي إنكاره كالزنا والربا وشرب الخمر والمجاهرة بها وترك الصلاة والصوم وغير ذلك مما لا يحصي ولا يستقصي وهم يشاهدونه أو يفعلونه آناء الليل وأطراف النهار ولكنهم بالنهي عما اختلفت فيه الأئمة وانتصارهم للمذاهب الباطلة قصدوا تفريق كلمة المسلمين وإيغار صدور المؤمنين لينالوا بذلك التفريق جمع حطام الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع والآخرة خير وأبقي هذه نصيحتنا نقدمها إليكم يا معشر المسلمين لتحذروا الوقوع في شرك الضالين المضلين فاسمعوا وعوا وأنيبوا إلي ربكم وأسلموا ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا وقوا أنفسكم [ صفحه 19] وأهليكم نارا وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به وإياكم أن تغتروا بزخرف القول الذي لا يقصد به وجه الله وإنما يقصد به إلقاء بذور الفساد في عقائد العباد ودس الدسائس والفتن والتمويه علي ضعفاء العقول فخذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه (كتبه الفقير إليه سبحانه وتعالي محمد بخيت المطيعي الحنفي غفر الله له) (يقول المتوسل بذي المقام المحمود خادم التصحيح الفقير إلي الله سبحانه طه بن محمود) نحمدك اللهم يا من أعظم للمحسنين الجزاء وأكرم في الحياة وبعد الممات الأولياء وأنزل علي نبيه في محكم الأنباء ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء ونشكرك علي نعمك الدائمة يا من أنهض بالحق رجالا قاعدة الدين بهم قائمة ونصلي ونسلم علي من بعثته بخير الأديان سيدنا محمد الذي كان خلقه القرآن وعلي آله وأصحابه وكل متأدب بآدابه (أما بعد) فمن فضل الله العام وإحسانه التام طبع مقدمة شفاء السقام المسماة تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد تأليف الإمام الأمثل والهمام الفيصل العالم العلامة الفقيه الحجة المتقن المتفنن حضرة مولانا الشيخ محمد بخيت من أعيان علماء الأزهر الشريف وأحد أعضاء المحكمة العليا الشرعية بمصر أكثر الله من أمثاله في حملة الشرع ورجاله وأيد به الحق وأرغم به أنف الباطل " وهذا دعاء للبرية شامل " قام " حفظه الله " مقاما محمودا بما يجب علي كل مسلم فضلا عمن أصبح من العلماء معدودا من إحقاق الحق والإرشاد إليه وإبطال الباطل وتسفيه رأي من عكفوا عليه دائبا في ذلك دأب السلف الصالح ممن كان همهم في درء المفاسد وجلب [ صفحه 20] المصالح فجزاء الله عنا خير الجزاء ووفق لمثل عمله السادة العلماء فإنهم أطباء القلوب البصراء بالمحاسن والعيوب وهم المصابيح في الحوالك الأدلاء عند اشتباه المسالك فمن يأمر بالمعروف إذا لم يأمروا ومن ينكر المنكر ما لم ينكروا فدونك أيها الطالب مقدمة أنتجت أحسن إنتاج وسلكت بطلاب الحق أقوم منهاج ولا يصدنك عنها أن كانت في حجمها صغري فإنها في العلم وعظيم النفع كبري وكم من لطيف غلا وخف محملا وما مثلها إلا لدينار لطف حجمه وأغني عن القنطار ألا إن علم الدين أفضل ملتمس++ لمن رام تطهير الفؤاد من الدنس وما العلم إلا ما أتي عن نبينا++ فمن نوره الأنوار والله تقتبس فدونك علما نافعا أفصحت به++ مقدمة ترمي الأباطيل بالخرس مقدمة جاءت تؤنب معشرا++ تعاطوا كؤوسا ملؤها الإفك والهوس ينادون فينا لا تزوروا نبيكم++ وقد مات ما في الميت نفع فيلتمس مؤلفها المولي محمد الذي++ بإرشاده الناس جدد ما اندرس فيا ليت أهل العلم يحذون حذوه++ فينطق ذو صمت ويجهر من همس (كتبه الفقير إليه سبحانه طه محمود)

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.