براءه الشيعه من مفتريات الوهابيه

اشارة

عنوان و نام پديدآور : براءه الشيعه من مفتريات الوهابيه/ محمد احمد حامدخير ؛ مراجعه: محمدرضا الحسيني الاميني

مشخصات نشر : تهران: دارالكتب الاسلاميه، 1413ق.=1371.

مشخصات ظاهري : 80 ص.

وضعيت فهرست نويسي : در انتظار فهرستنويسي (اطلاعات ثبت)

شماره كتابشناسي ملي : 1962875

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام علي سيدنا محمد خاتم النبين و علي آله الطيبين الطاهرين و صحبه الكرام المباركين. ان أي أمة من الأمم لا يمكن أن تكون قوية الا اذا كانت موحدة و لذا فقد نهي الله هذه الأمة عن النزاع مبينا أنه سبب فناء الأممم (و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم) و لذلك فقد حث الله هذه الائمة علي وحدة الكلمة فقال جل جلاله (و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا)، كذلك فان الاسلام قد وضع الأسس التي تشد بين أبناء الأمة الاسلامية حتي تجعلهم جسدا واحدا اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر و الحمي؛ و القرآن الكريم حين يتحدث عن الأمة المسلمة يقر أنها موحدة (ان هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون)، ان أن توحد الامة لا ينفصل اطلاقها عن توحيدها، و الأمم المبعثرة لا يمكن أن تنسب نفسها الي الرسالة المحمدية (ان الذين فرقوا دينهم شيعا لست منهم). ان كل ما حدث في المجتمع الاسلامي من نزاعات علي مر التاريخ ينطلق من ضعف في الالتزام بمبادي ء الاسلام... نعم قد يختلف مسلمان في المسائل الفكرية و العلمية، و الاختلاف من طبيعة البشر و لذلك كان باب الاجتهاد المتلزم بالاصول الاسلامية مفتوحا في الاسلام، أما اذا أدي [ صفحه 6] اختلافها الي نزاع فهذا النزاع لا ينطلق الا من هوي

نفس أحدهما أو كليهما أو من هوي نفس شخص ثالث أوقع بينهما. و الهوي هو التعبير القرآني للمصالح الفردية و المطالع الشخصية التي قد تطغي علي الفرد و تصبح الها يعبد من دون الله (أرأيت من اتخذ الهه هواه)؟. و بسبب ضعف الالتزام بالعقيدة لدي بعض الافراد كانت تثور في عصر رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) نعرات جاهلية.. قبلية أو طبقية فيسارع الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) الي اخمادها بكل صرامة. و في العصور التالي تجسدت النعرات الجاهلية و المصالح الذاتية و الأهواء المستفعلة تجسدت في العداء لآل بيت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). و سبب العداء لهذا البيت ليس عداء قبليا كما يحلو للبعض أن يصوره و بل هو عداء بين الجاهلية و الاسلام. فلئن انها الذين في قلوبهم مرض بعد فتح مكة فقد لموا شتاتهم لمواجهة الاسلام في مراحل تالية؛ و تمثلت هذه المواجهة في نصب العداء لأهل البيت باعتبارهم الامتداد الطبيعي للقائد الأول عليه أفضل الصلاة و السلام و باعتبارهم المرجع الذي به يتميزا الحق علي الباطل. و قد بدأ العداء أولا يتجه الي من كان من النبي بمنزلة هارون من موسي [1] ... الي الامام علي والذي كان في زمان رسول الله (صلي الله عليه و آله [ صفحه 7] و سلم) ميزانا يعرف به المؤمن من المنافق [2] ثم امتد العداء الي سائر الأئمه الاثني عشر [3] من أهل بيت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). و هنا لابد أن أشير الي نقطة مهمة و هي أن هذا الاتجاه المعادي لأهل بيت رسول الله (صلي الله

عليه و آله و سلم) كان محصورا في فئة مصلحية و في بطانتهم التي كانت تقاتات علي موائدهم، أما جماهير المسلمين فكانوا يوالون أهل البيت و يحاولون أن يأخذوا منهم أمور دينهم و يسعون الي مناصرتهم علي الرغم من كل سدود البطش و الارهاب المضروبة بين الناس و بين هؤلاء الائمة الميامين. و دار الزمن... و سقطت عروش الظلم التي ناصبت العداء لأهل البيت و اتيحت الفرصة لامامين محمد بن علي الباقر و ابنه جعفر الصادق أن ينشرا علوم الاسلام التي توارثاها عن آبائهما عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) فأخذ منهم من أخذ من أئمة المسلمين و منهم أئمة المذاهب الأربعة. و هكذا نري أن أئمة أهل البيت صانوا الاسلام من انحرافات المنحرفين و أصحاب الاهواء الذين جعلوا القرآن عضين، صانوه عبر سدود البطش و الارهاب و السجن و التقليل و أو صلوه الي خلف الأمة الباحث عن الاسلام و قدموا في سبيل ذلك التضحيات الجسام فرضي الله عنهم و أرضاهم و جعلنا [ صفحه 8] من المستكين بهم. و الموالون لأهل بيت عرفوا علي مر التاريخ بالشيعة و هي فرق أهمها و أشهرها الشيعة الأثني عشرية التي تؤمن بأن حملة الرسالة الاسلامية بعد رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)اثني عشر اماما أولهم علي و آخرهم المهدي (عليه السلام). [4] . و هم يأخذون أحكامهم من أهل بيت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) أهل البيت أدري بالرسالة و يأخذونها من سائر الصحابة و التابعين الا من عادي عليا و أهل بيته لأن المعاي لهم منافق كما صرح بذلك الرسول الأعظم (صلي الله عليه

و آله و سلم). كما أن كتب الصحاح و المسانيد و المسانيد و السنن تروي أيضا عن أئمة الشيعة و عن تلامذة أئمة الشيعة؛ و قد ذكر السيد عبدالحسين الموسوي في المراجعات علي سبيل المثال مائة من رجال الشيعة قد احتج بهم أهل السنة في الرواية عن رسول (صلي الله عليه و آله و سلم). [5] . من هنا فان كل المسلمين شيعة بالمعني العام للتشيع و هو الولاء لأهل بيت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)... و كل المسلمين سنة بالمعني العام للتسنن و هو الرجوع الي سنة الرسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)بعد القرآن الكريم في أخذ العقيدة و الأحكام. [ صفحه 9] غير أن بين المذهب المسمي اليوم بالمذهب الجعفري نسبة الي الامام جعفر بن محمد بن «الصادق» و المذاهب الأربعة اختلاف لا تزيد عن الاختلافات الموجودة بين المذاهب الأربعة نفسها. من هنا فلا يوجد أي مبر عقائدي للنزاع بين الأمة الأسلامية علي اختلاف مذاهبها؛ و اذا حدث تمة نزاع فلا بد أن يكون من ورائه «البغي» و أن يكون وراءه من تهدد وحدة المسلمين مصالحه، لابد أن يكون وراءها الهوي.. هوي فرد أو هوي سلطان يهدد الأفراد. و اذا كان دأب أهل الأهواء التفرقة علي مر العصور فلا بد أن يشد أهل التوحيد العزم علي الوحده و نبذ الفرقة. و السودان يحمل الخصائص التي تؤهله لكي ينهص بهمة «توحيد الكلمة بين المسلمين» لأن حب أهل البيت متأصل في أعماق أهل السودان و ذلك نسبة لموروث التصوف الخارج أساسا من مشكاة أهل البيت و من تلاميذ الأئمة الاثني عشر. و مع أن الولاء العميق لآل بيت

رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) الموجود في السودان يشكل حاجزا قويا أمام الهجمات الجاهلية المعادية لأهل البيت و التي ترفع عقيرتها اليوم باسم الوهابية، فان ثمة محاولات يائسة تبذل هنا و هناك للتهجم علي الشيعة و التشكيك علي عقائدهم. و من العبث مخاطبة الرؤوس التي تقف و راء هذه النعرات الطائفية المفرقة لأنها لا تتحرك من وحي عقيدة و ايمان بل من وحي مصلحة التربع علي كراسي الحكم و من مصلحة الاستمرار في نهب ثروات المسلمين. و لا أدل علي ذلك من أن هذه الرؤوس العميلة كثفت نشاطها و صعدت تحركها بعد الانتصار الاسلامي العظيم الذي تحقق في ايران و بعد أن انهارت [ صفحه 10] عروش أعتي الطواغيت أمام المد الاسلامي العارم و أقيمت دولة الاسلام بقيادة فقيه عالم من أبناء رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) في ذلك البلد المسلم. نعم الصحوة الاسلامية... و العودة الاسلامية تواجه اليوم مع شديد الأسف باثارة النعرات الطائفية المذهبية من أجل بث اليأس في قلوب المسلمين تجاه أية عودة شاملة الي الاسلام و تجاه كل تحرك يستهدف القضاء علي أعداء المسلمين و مذليهم و منتهكي كرامتهم و ناهبي ثرواتهم. و من المضحك المبكي أن تقوم بهذا الدور الخياني دوائر تسمي نفسها «لجنة مكافة التنصير و المذاهب الهدامة» أهي مكافحة أم مناصرة؟ و هل يتوغل التنصير الا من خلال ثغرات التفرقة بين المسلمين؟ هذه اللجنة و زعت منشورا تضمن أنواع الأباطيل و ألوان التهم لمدرس أهل بيت... و كان من اللازم ازاء هذه الافترات كتابة بحث مستقل عن أهل البيت و مدرستهم و أتباعهم و لكن ذلك يستغرق وقتا طويلا... لذلك

فقد قمت بالرد علي مفترياتهم في أربعة أبواب و وضحت في الباب الخامس لماذا تجب موالاة الجمهورية الاسلامية الايرانية علي كل مسلم و ذلك لأن هدف المنشور الأساسي هو تنفير السلمين عن الجمهورية الاسلامية؛ و كلي أمل أن يوفقني الله لبحث أو في لخدمة الاسلام و المسلمين و منه سبحانه أستمد العون و السداد والله ولي التوفيق. محمد أحمد حامد محمد خير الخرطوم -السودان 14 / 12 / 1987 م [ صفحه 13]

نشأة الشيعة

المنشور شكلت أولا في نشأة الشيعة و اعتبر «التشيع» بدعة منكرة أسسه عبداالله بن سبأ اليهودي الذي أشاع فكرة الغلو في علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). عجبا - كيف يعيد أصحاب المنشور اسطورة عبدالله بن سبأ و التي أثبت زيفها مئات العلماء القدامي و المعاصرين و بينوا أن شخصية عبدالله بن سبأ مختلفة و صنعها الراوي المجمع علي كذبه و دسه و افترائه «سيف بن عمر» [6] . ثم أثبت المحققون بما لا يقبل مجالا للشك أن شخصية عبدالله بن سبأ لا وجود لها وما نسبوة الي هذه الشخصية انما هو محض افتراء هذفه الاساءة الي الامام علي و أهل بيته. و في الحقيقة فان التشيع و هو الاتجاه نحو أهل البيت و موالاتهم و الأخذ عنهم أحاديث الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) و أحكام الدين انما ينطلق من تأكيد القرآن و السنة الصريحة علي ذلك و سنورد في هذا الباب من الدلائل الكافية ما يوضح وجوب موالاة أهل البيت علي كل مسلم. روي الزمخشري في تفسيره [7] عند تفسير قول الله تعالي (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي) أي أن المعني المقصود هو

وجوب موالاة أهل [ صفحه 14] بيت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و روي في هذا المعني أن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «من مات حب آل محمد مات شهيدا، ألا و من مات علي حب آل محمد مات مغفور له، ألا و من مات علي حب آل محمد مات تائبا، ألا و من مات علي حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان، ألا و من مات علي حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة، ثم منكر و نكير، ألا و من مات علي حب آل محمد يزف الي الجنة كما تزف العروس الي بيت زوجها، ألا و من مات علي حب آل محمد فتح له في قبره بابان الي الجنة، ألا و من مات علي حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة، ألا و من مات علي حب آل محمد مات علي السنة و الجماعة، ألا و من مات علي بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينية آيس من رحمة الله» [8] . و روي الامام مسلم في صحيحة عن زيد بن أرقم (رضي الله عنه) أن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «اني تارك فيكم الثقلين أحدهما كتاب الله فيه الهدي و الصدق فاستمسكوا بكتاب الله و خذوا به، و أهل بيتي عترتي أذكركم الله في أهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي» [9] ؛ و هذا الحديث متواتر عند أهل السنة فقد رواه الامام أحمد في المسند [10] و رواه الحاكم في المستردك [11] و رواه الامام الترمذي في جامعه و

رواه النسائي و الطبراني و ابن أبي شبيه و أبويعلي و غيرهم... علي اختلاف في الصيغة. و روي الحاكم في المستدرك [12] أن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) [ صفحه 15] قال:«الأ أن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفيفة نوح من ركبها نجا و من تخف عنها غرق.». و أخرج الطبراني و الرافعي بالاسناد الي ابن عباس أن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «من سره يحيا حياتي و يموت و مماتي و يسكن جنة عدن غرسها ربي فليوا الي عليا من بعدي و ليوال وليه و ليقتد بأهل بيتي من بعدي فانهم عتري خلقوا من طيني و رزقوا فهمي و علمي فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنا لهم الله شفاعتي». [13] . أيها القاري ء الكريم كل هذه النصوص توضح وجوب موالاة أهل بيت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) علي كل هذه الأمة. والشيعة منذ فجر الاسلام كانوا الذين استجابوا لأمر الله و الرسول بموالاة أهل بيت دون تأويل أو تعطيل أو تضليل. و المتتبع لتاريخ هذه الأمة يجد أن كل السلف كانوا من الموالين لأهل بيت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) ماعدا فئة جاهلية مصلحية قليلة العدد كانت توالي بني أمية طمعا في نعيم الدينا الزائلة. و لئن كان بعض من الفئة التي والت بني أميه البداية متأولا أو مخدوعا بفرية بني أمية من ادراكم لثأر عثمان فقد ثبت له خروجه علي أوامر الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) في واقعة صفين بعد مقتبل سيدنا عمار بن ياسر و ذلك لأن الرسول (صلي الله عليه

و آله و سلم) ذكر أن عمارا ستقتله الفئة الباغية [14] . [ صفحه 16] تو هكذا فان كل من أهمل ولاية أهل البيت في عصر الصحابة انما كان يدور في فلك بني اميه الخارجين علي وصية الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) في أهل بيته. و لما جاء عصر التابعين و ظهرت المذاهب المختلفة من مذاهب أهل السنة و الجماعة كان كل أهل العلم و الفضل من الموالين لأهل بيت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)؛ فالأئمة الأربعة و علماء الحجاز و قراء القرآن و نقلة الحديث الشريف و علماء اللغة و السيرة، كلهم كانوا من الموالين لأهل البيت بل أن كل العلوم الاسلامية انما خرجت من مشكاة أهل البيت و من تلاميذ أهل البيت. فمن المعروف أن الامام سعيد بن المسيب و القاسم بن محمد و الذين يرجع اليها جل علم أهل الحجاز كانا من الشيعة و من تلاميذ الامام علي زين العابدين بن الحسين و الامام مالك امام أهل الحجاز كان من تلاميذ الامام جعفر الصادق و علماء الكوفة مثل سفيان الثوري و ابن أبي ليلي و ابن شبرمة و الامام أبي حنيفة كانوا من تلاميذ الامامين جعفر الصادق وزيد بن علي بن الحسين. و سيدنا سعيد بن جبير وراث علوم القران عن ابن عباس كان من الشيعة و لذا قتله الحجاج و الي بني أمية علي العراق. و عبدالرزاق الصنعاني شيخ اللامام أحمد و مرجع البخاري و مسلم كان من الشيعة و من المعروف أن أول من صنف في علوم الحديث هو الحاكم النيسابوري شيخ المحدثين و كان من الشيعة. و أول من فتق علم أصول الفقه الامام الباقر (عليه السلام)

و أول من كتب في علم العربية أبوالأسود الدؤلي و من هو شيعة الامام علي و قد أخذ هذا العلم مباشرة علي الامام علي. و ابن اسحاق عالم السيرة كان من الشيعة. [ صفحه 17] و جابر بن حيان أستاذ الكيمياء الأول أخذها من الامام جعفر الصادق. ان علماء أهل السنة الكبار كلهم كانوا من الموالين لأهل بيت كالنسائي [15] الذي قتله النواصب حين قرر أنه لم يصح عنده حديث في فضائل معاوية؛ و الطبري الذي رجمه المبتدعه حين قرر ولاية أهل البيت. ان الامام أبي يزيد البسطامي شيخ الصوفية الأكبر كان تمليذ الامام جعفر الصادق و معروف الكرخي الذي اليه المتنهي [16] في سند أغلب الطرق الصوفية كان من تلاميذ الامام علي الرضا و مواليه. ان المذاهب الأربعة ماهي الا قطرات من بحر العلوم أهل البيت و أئمتهم بالاضافة الي اجتهادات الأئمة الأربعة. و لئن اختلف أصحاب المذاهب الأربعة علي الكثير الا أنهم لم يختلفوا قط علي وجوب محبة أهل بيت و مودتهم؛ و موالاة هؤلاء الائمة لأهل البيت لا تحتاج الي برهان فالامام أبوحنيفة [17] هو الذي أفتي بوجوب الخروج مع الامام زيد و قال:«لقد ضاهي خروجه خروح رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) يوم بدر» و لذلك حقد عليه بنو العباس و افتعلوا معه مشكلة القضاء و جلدوه الي أن مات. و الامام مالك [18] أفتي أهل المدينة بوجوب الخروج مع النفس الزكية «الامام محمد بن عبداله بن الحسن»؛ و أخبرهم بأن بيعتهم لأبي جعفر المنصور ساقطة رغم أن المنصور كان يستخلفهم عليها بالطلاق؛ فأفتاهم الامام مالك بأن طلاق المكره لا يجوز و أنهم قد أكرهوا علي بيعة المنصور؛ و لذا

[ صفحه 18] جلده بنو العباس و خلعوا كتفه. و الامام الشافعي و الي أهل البيت حتي رموه بالرفض، فقال: ان كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي و الامام أحمد حين كتب خصائصه العلوية في مناقب الامام علي، افتعل معه بنو العباس مشكلة خلق القرآن و جلدوه طوال خلافة المعتصم و الواثق الي أن أخرجه المتوكل. و الخلاصة أيها القاري ء الكريم أن معظم سلف هذه الأمة كانوا من الشيعة و من الموالين لأهل البيت، رغم اختلاف مذاهبهم الفقيهة. و لكن كان هناك من السلف من آثر أن يتابع مذاهب أهل البيت كالمذهب الجعفري والمذهب الزيدي و هؤلاء كانوا صفوة الموالين لأهل البيت لأنهم جمعوا بين موالاة الأئمة و بين التعبد علي مذهبهم غير عابئين بارجاف المرجفين أو تهديد المهددين من جواسيس جبابرة بني امية وبني العباس. و هكذا نجد أيها القاري ء أن أهل السنة قديما كانوا من الشيعة الذين تمذهبوا بمذابهم الخاصة مع موالاتهم التامة لأهل البيت؛ و بعد أن تتملذوا علي أئمة أهل البيت أو تلاميذ الأئمة ردحا من الزمان. و مع مرور الزمان حسب البعض أن سلف الأمة و أصحاب المذاهب الأربعة و اتباعهم و علماء أهل السنة و الجماعة الأقدمين لم يكن لهم علاقة بالشيعة و لا بأئمة أهل البيت، ثم لما جاءت عصور الانحطاط و عهود تفكك الدولة الاسلامية و ضعف ترابطها و ضياع هيبتها في العالم و انتشرت بين الأمة الاسلامية أراجيف المرجفين من الصليبيين و أذيالهم حسب ممن ينسبون الي أهل السنة أن هنالك فرقا كبيرا بين أتباع المذهب الجعفري و أتباع أهل المذاهب الأخري، حتي من ناحية التعبد و من ناحية العقيدة، و حسبوا أن

الشيعة خرقوا اجماع أهل السنة و الجماعة منذ القدم. [ صفحه 19] و الذي يدحض هذه الفريقة من أساسها أن معظم أهل السنة و الجماعة قديما كانوا شيعة و من الموالين لأهل البيت كما أثبتنا ذلك في صدر هذا الباب؛ و الخلاف و المزعوم اليوم بين السنة و الشيعة ما هو الا اختلاف طفيف كالاختلاف بين المذاهب الحنفي والمذاهب الحنبلي؛ و القول بأنه خلاف بين السنة و الشيعة خطا كبير والصحيح أن يقال خلاف بين أتباع المذاهب الأربعة و بين أتباع المذهب الجعفري. ان الناظر اليوم بعين فاحصة و منصفة الي كل المذاهب يجد أن مذهب أهل البيت هو أعظم المذاهب و أقربها الي روح العصر، بل و أسهلها و أقربها الي الفطرة الانسانية؛ و سر ذلك أن المذاهب كلما اقترب من رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) كلما كان أكثر رحمة، لأن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) هو منبع الرحمة (و ما ارسلناك الا رحمة للعالمين) و أهل بيته بضعة منه و جزء من هذه الرحمة المهداة و النعمة المسداة. أيها القاري ء الكريم: ان مذاهب أهل البيت هو أصل الاسلام و هو المذهب الذي كان بحياة رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و هو المذهب الذي خضع لتمحيص اثني عشر اماما من آل بيت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و هم شجرة النبوة و محط الرسالة و مختلف الملائكة و معادن العلم و ينابيع الحكمة و هل يرتاب في هذا مؤمن؟. ان الهجوم علي الشيعة و تشويه تاريخهم لم يبدأ اليوم و انما ابتدأ منذ عهد بني اميه الذين سموا أنفسهم

بأتباع أهل السنة و سموا شيعة آل محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) بالشيعة و الرافضة. ثم تبني بني العباس نفس التسمية و وسموا بها خير البشر ممن و والوا الأئمة الأثني عشر وارثي علوم المصطفي (صلي الله عليه و آله و سلم) كابرا عن كابر. ثمم جاءت الآن الحركات الجاهلية الصليبية تحاول القاء نفس التهمة علي الشيعة في محاولة يائسة لاءيقاف المد الاسلامي الثوري. [ صفحه 20] و علي رأس هذه الحركات الجاهلية الدعوة الوهابية؛ ومن العجيب أن يدعي الوهابية أنهم من أهل السنة أو من أتباع المذاهب لأنهم يكفرون كل أهل السنة من أتباع المذاهب الأربعة؛ و أعجب من ذلك أن يصدق بعض أتباع المذاهب الأربعة ممن هم كفار و مشركون في نظر الوهابية هذه المفتريات عن شيعة آل محمد (صلي الله عليه و آله و سلم). أيها القاري ء الكريم: ان الخيرية و الأفضلية في هذه الأمة تابعة لمحبة و مودة الرسنول (صلي الله عليه و آله و سلم) و أهل بيته والمتتبع لتاريخ هذه الأمة يجد ثناء الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) علي من علم أنهم سيوالون أهل بيته من بعده. يقول الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم):«سلمان منا أهل البيت» [19] ؛؛ و كان سيدنا سلمان الفارسي مشهورا بحبه و ولائه للرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) و أهل بيته. و ثناء الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) علي الأنصار غير مجهول [20] و واضح لكل ذي معرفة بالسنة المحمدية و قد تنبأ الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) للأنصار بأنهم سيلقون أثرة [21] من بعده «أي حرمان

و معاناة»، و أمرهم بالصبر حتي يلاقوه علي الحوض؛ و قد حدثت تلك لاثرة في زمان معاوي و زمان بني امية، اذ عادوا الأنصار و حرموهم من مال المسلمين و كل ذلك لأن الأنصار كان هواهم مع آل البيت. لقد وقف الأنصار مع الامام علي موقف رجل واحد و شهدوا معه كل المشاهد وناصروا الامام الحسن حتي بايع معاوية حقنا لدماء المسلمين، ثم [ صفحه 21] ثاروا علي يزيد ثورة في واقعة الحرة التي استحل فيها الأمويون حرمة المدينة؛ و لم يتوقف تأييد الأنصار لأهل البيت فقد ثاروا مرة اخري علي بني العباس مع النفس الزكية في زمان المنصور و ظلوا طوال التاريخ موالين لأهل البيت و حافظين وصية الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) فيهم. و لقد أثني الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) علي همدان بقوله «نعم الحي همدان ما أسرعها الي النصر و اصبرها علي الجهد و منهم أبدال و هم أوتاد الاسلام». و ولاء الهمدانيين [22] لأهل البيت غير منكور فهاهم يتسابقون يوم صفين للجهاد مع الامام علي حتي قال فيهم: و لما رأيت الخيل تقصف بالقينا فوارسها حمر النحور دوامي تيممت همدان الذين هموا هموا اذا ناب دهر جنتي و سهامي فجاوبني من خيل همدان عصبة فوارس من همدان غير لئام فخاضوا حشاها و استطاروا شرارها و كانوا لدي الهيجا كشرب مدام فلو كنت بوابا علي باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام ان أويس [23] سيد التابعين الممدوح علي لسان سيدنا محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) كان من الشيعة و قتل مع الامام علي في صفين... قيل، ولما أرادوا دفنه، و جدوا قبره

محفورا و كفنه منشورا. و لقد أثني الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) علي كل فرد في هذه الأمة يحب أهل البيت و يواليهم فقال (صلي الله عليه و آله و سلم): «من مات علي حب آل محمد مات شهيدا، ألا و من مات علي حب آل محمد مات مغفورا له، ألا [ صفحه 22] و من مات علي حب آل محمد مات تائبا، ألا و من مات علي حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان...» الي آخر الحديث المذكور في أول هذا الباب. من كل ذلك يتضح لك أيها القاري ء الكريم عظمة الذين و الوا أهل البيت طوال التاريخ الاسلامي، لأن النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) أثني عليهم و مدحهم و خصهم بخصوصيات لم يحظ بها غيرهم. فثناء الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) علي سلمان جعله في مقام أهل البيت لموالاته لهم، و ثناء الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) علي الأنصار جعلهم في مقام أهل البيت تماما أي جعل حبهم علامة الايمان و بغضهم علامة النفاق. و ثناء الرسول علي همدان جعلهم أساس الاسلام و حركته الدافعة و ثناء الرسول علي أويس جعله سيدا لأهل زمانه. و ثناء الرسول علي موالي أهل البيت جعله ناجيا يوم القيامة... فشيعة آل محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) هم في مقام أهل البيت و يحشرون معهم، و هم علامة الايمان لمن أحبهم و علامة النفاق لمن أبغضهم و هو أساس الاسلام و قوته الدافعة الي يوم القيامة و هم سادة هذه الأمة و هم الناجون يوم القيامة. فما عليك أيها القاري ء بعد هذا الا

أن تصنف أين يقع الوهابية علي ضوء ما ذكرناه. صفحه=25@

الشيعة و خصائص الأئمة

يقول المنشور:«الشيعي يعقتد أن عليا شريك الله في جنته و ناره و أن حبه حسنة لا تضر معها سيئة و ان النظر الي وجهه عباد و انه لا يحتاز أحد الصراط الا من بعد اذنه». قلت: الادعاء بأن الشيعة يؤلهون عليا أو يزعمون أنه رسول الله أو أن الرسالة كانت أساسا لسيدنا علي فاخطأ جبرئيل و أنزلها علي محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) لأنهما كانا يتشابهان شبه الغراب بالغراب، هذا الادعاء هو من الاساطير الصليبية و اليهودية و التي وجدت لها مكانا خصبا في عقول بعض العوام في مختلف الجهات. و الحقيقة التي لا ريب فيها أن الشيعة ما أحبطوا الامام علي و أهل بيته الا لحب الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) لهم و وصيتة بهم؛ و لم يزعم واحد من الشيعة قط طوال تاريخهم أن سيدنا عليا كان رسولا أو كان الها.. و ها هي كتب الشيعة و مراجعهم في كل مكان فما علي الباحث عن الحق الا الرجوع اليها ان كان منصفا. و الشيعة يحبون أهل البيت و يعظمون الأئمة لتعظيم الله و رسوله لهم و غاية ما يقولون في الامام علي أنه وصي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)؛ و هذا ما تواتر عند أهل السنة بالسند الصحيح. يقول الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم): «ان الله مولاي و أنا ولي كل [ صفحه 26] مؤمن...» ثم أخذ بيد علي و قال:«من كنت وليه فهذا وليه، اللهم و ال من والا و عاد من عاداه» [24] . و عن سعد

بن أبي وقاص، ان النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) قال لعلي (رضي الله عنه): «أنت مني بمنزلة هارون من موسي» [25] ؛ و منزلة هارون من موسي نص القرآن الكريم عليها، قال تعالي:(و واعدنا موسي ثلاثين ليلة و اتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة - و قال موسي لأخيه هارون اخلفني في قومي و اصلح و لا تتبع سبيل المفسيدن) [26] . و قال تعالي حكاية عن سيدنا موسي أنه دعا (قال رب اشرح لي صدري - و يسر لي أمري - و احلل عقدة من لساني - يفقهوا قولي - و اجعل لي وزيرا من أهلي - هارون أخي - اشدد به أرزي - واشر كه في أمري - كي نسبحك كثيرا - نذكرك كثيرا - انك كنت بنا بصيرا - قال قد أوتيت سؤلك يا موسي) [27] . فسيدنا علي بن أبي طالب، كان بنص هذه الآيات و الاحاديث التي سبقتها وزير رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و نصيره و خليفتة و وصية؛ و مما يدل علي ذلك أكثر و أكثر أن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) حين آخي بين أصحابه في المدينة آخي بينه و بين الامام علي (كرم الله وجهه)... فمقام أميرالمؤمنين علي كان المقام السامي بحياة رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)؛ و لا ريب أنه وصيا و أي وصي! [ صفحه 27] و عليه فان الشيعة حينما يعظمون أمير المؤمنين و يذكرون ولايته انما يأتمرون بأمر الله و يقرون ما أثبته القرآن و السنة الصحيحة عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). و الطائفة

التي تقول أن الرسالة كانت لعلي هلي طائفة ضالة يهودية لا علاقة لها بالشيعة كانت تمسي بالطائفية الغرابية و انفرضت في التاريخ و لم يبق منها الآن أحد. و الوهابية حين ينكرون الآن ولاية أميرالمؤمنين فانهم يمثلون بحق و حقيقة الامتداد الطبيعي للخوارج الذين أنكروا ولاية أميرالمؤمنين و كفروا بامامته. أما القول بأن سيدنا علي شريك لله في جنته و ناره فلم يقل به أحد من الشيعة و لكن تواترت الاحاديث عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) بأن حب أميرالمؤمنين علي يدخل الناس الجنة و أن بغضه يدخلهم النار. فقد أخرج الحاكم بالاسناد الي أميرالمؤمنين علي أنه قال: «نقف يوم القيامة بين الجنة و النار فمن نصرنا عرفناه بسيماه و أدخلناه الجنة، و من أبغضنا عرفناه بسيماه» [28] ؛ ومفهوم الحديث أن مصير مبغضهم الي النار. و أخرج الحاكم بالسند الصحيح الي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) أنه قال:«من أحب عليا فقدا أحبني و من أبغض عليا فقد أبغضني» [29] . و أورد الدار قطني في الافراد عن ابن عباس «علي باب حطة من دخل منه كان مؤمنا و من خرج كان كافرا» [30] . و تواتر عن عدد من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) أنهم قالوا:«كنا نعرف المنافقين ببغض علي» [31] . [ صفحه 28] و أخرج مسلم [32] بالسند الصحيح عن سيدنا علي «والذي فلق الحبة و برأ النسمة أنه العهد النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) لا يحبني الا مؤمن و لا يبغضني الا منافق». كل هذه الأحاديث توضح أن بغض أميرالمؤمنين نفاق و بغض لرسول الله (صلي

الله عليه و آله و سلم) فلم يقل أحد أن سيدنا علي شريك لله في جنة و ناره ولكن كما ثبت عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) فان حبه نجاة و بغضه هاوية مالها من قرار. و أما انكارا المنشور علي الشيعة بأنهم يقولون بأنه لا يحتاز أحد الصراط الا باذن أميرالمؤمنين علي فهو يدل علي جهل تام بالسنة؛ فقد روي السماك عن أبي مكرم و نقله عن الهيثمي أن أبابكر قال:«سمعت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) يقول: «لا يجوز أحد الصراط الا من كتب له علي الجواز. [33] .». و أما انكار المنشور أن النظر الي وجه الامام علي عبادة فهو من العجائب، لأنه اذا ثبت أن النظر الي وجه العالم عبادة فكيف ننكر ذلك علي سيد العلماء و أميرهم و أقضي الأمة و هارونها؟... كذلك فقد روي ابن عساكر و الطبراني و الحاكم عن ابن مسعود (رضي الله عنه) أن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) قال:«النظر الي وجه علي عبادة» [34] . ثم يقول المنشور ان الشيعة يعتقدون أن جميع أصحاب رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قد ارتدوا علي الاسلام لمبايعتهم أبابكر دون علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما) و يعتبرون لعن الصحابة أفضل من ذكر الله؛ [ صفحه 29] و لهم دعاء يرددونه كل صباح و مساء يسمونه دعاء صنمي قريش و يعنون بها أبابكر و عمر (رضي الله عنهما). قلت: لم تثبت هذه الفرية قط علي الشيعة و قصاري ما يقولون أن سيدنا علي هو خليفة رسول الله كان أحق بالخلافة من سيدنا أبي بكر... و مثل هذا القول لا

يكفر أحدا و لا يجرم أحدا فذلك ما كان يعتقده كل بني هاشم «والذين لم يحضر واحد منهم حادثة السقيفة» و ما كان يعتقده عدد كبير من الصحابة (رضي الله عنهم أجمعين) [35] . و من المعروف أن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم)ميرالمؤمنين قد نص علي الخليفة من بعده في حديث الغدير المتواتر عن أهل السنة و الشيعة «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم و آل من والاه و عاد من عاداه»؛ و بهذا النص القاطع أخذت الشيعة؛ و لكنهم لم يكفروا قط من رأي غير رأيهم و لم يزعموا أن تلك المسألة عقيدة يعتبر من لن يعتقدها خارج من جماعة المسلمين. و الحقيقة التي لا ريب فيها أن سيدنا أبابكر لم يكمن مجهول المكانة بين أصحاب رسول (صلي الله عليه و آله و سلم)؛ و ارتضاه جل المهاجرين حسما للأمر من منازعة الأنصار؛ و كذلك لأنه كان رحيما و مألوفا للقرشيين الذين كانت دماؤهم لم تجف بعد من سيف أبي الحسين علي بن أبي طالب؛ و اذا كان بعض القرشيين قد خرج علي الامام علي بعد خمس و عشرين عاما من موت النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) فكيف كان يكون الحال لو تولي الأمر بعده وفاة رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)؟ لذا فقد اقتضت حكمة الله أن يلي الخلافة ثلاثة من كبار الصحابة كلهم كان يعرف فضل الامام علي و عظمته و كانوا يستشيرونه و يقفون عند رأيه في كل [ صفحه 30] صغيرة و كبيرة؛ و لئن الخلافة من سيدنا علي الا انه كان وليا وراعيا للامانه و شهيدا و لذا قال سيدنا عمر:

«اللهم لا تنزلن شدة الا وأبوحسن جنبي» [36] . و هكذا ولي الأمر الخلفاء الثلالة حتي اذا جفت الدماء و لانت القلوب جاءت ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)؛ و كان في ذلك سر آخر و هو لكي لا يقول البعض أن الاسلام ملكية أو وراثه من قريب لقريب. أما زعم المنشور بأن الشيعة يسبون الشيخين فهو محض افتراء و الدليل علي ذلك ممارسات الشيعة أنفسهم و التي تنطلق من توجيهات الائمة، يقول الامام علي لأصحابه: «أكره لكم أن تكونوا سبابين» [37] و لذلك فان الشيعة لا يسبون الشيخين و لا غيرهم؛ و تجدر الاشارة في هذا المجال الي أن الصليبيين كانوا قد ألفوا كتا في سب الشيخين و الصحابة علي لسان أئمة الشيعة و وزعوها في جنوب ايران في أواخر القرن التاسع عشر؛ و قد انتبه علماء الشيعة لتلك الكتب و حرقوا جلها و سجنوا الجاسوس الصليبي الذي جاء بها حتي مات في السجن؛ و لكن بقيت بعض الكتب في أيدي بعض العوام و بعض أهل السنة فحسبوا أن الشيعة يسبون الصحابة و الشيعة برآء من الفرية براءة الذنب من دم ابن يعقوب. و الخلاصة أن الشيعة (رضي الله عنهم) يعلمون حق العلم أن الخلاف بينهم و بين بعض أهل السنة خلاف سياسي منذ فجر الاسلام؛ و يدركون أن معظم سلف هذه الأمة و خلفها من الموالين لأهل البيت بغض النظر عن اختلافهم و ذلك لأنه لم يأت في الأمة من بعد الخلفاء الثلالة الأوائل من هو مثلهم أو يقاربهم في المكانة حتي يقاس بأئمة اهل البيت؛ و لذلك فان أهل [ صفحه 31] السنة الذين كانوا يعتقدون بأحقيه سيدنا أبي بكر بالخلافة لم يزعموا قط أن معاوية

كان أحق بالخلافة من سيدنا علي أو سيدنا الحسن، أو أن يزيد كان أحق بالخلافة من الامام الحسين، بل ان اجماع الأمة سنة و شيعة أن معاوية كان مخطئا و أن يزيد كان ظالما مستحقا للعن؛ و لذا فان المسألة تبدو لعين الناظر الحادب علي مصلحة الاسلام مسألة تاريخية بحته تجاوزها التاريخ؛ و أن المهم اليوم هو الوحدة الاسلامية حتي نستطيع مواجهة أعداء الاسلام. و الشيعة هم أول من أدركوا هذه الحقيقة و لذا فقد طرحت الجمهورية الاسلامية مبدأ الوحده بين المسلمين و دعت الي رأب الصدع، في حين ابتلي أهل السنة بحكام عملاء ما كان همهم الا الاساءة الي الشيعة و التفريق بين المسلمين. و عليه فان اثارة نقاط الخلاف في هذا المسائل لا تصدر الا من نفس جاهلية حاقدة تحركها يد صليبيه قذرة. ثم يقول المنشورة «ان الشيعي يعتقد بعصمة الأئمة و يمنحهم بمقتضاها حق النسخ و التشريع». قلت:ليس الشيعة وحدهم هم الذين يعتقدون بعصمة الأئمة من أهل البيت بل كل مؤمن؛ فعصمة الأئمة من الضلال وردت في كتاب الله تعالي (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)؛ و ما هو الرجس أليس الذنب و الضلال؟ و يقول تعالي: (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي)؛ فهل افترض المولي سبحانة مودة أهل البيت و هو يعلم ضلالهم؟ حاشالله؛ فأئمة أهل البيت محفوظون من الضلال و مطلق أهل البيت ذنوبهم مغفورة و لذا فان الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) أمر الأمة [ صفحه 32] بالتمسك بهم في حديث الثقلين المتواتر عن أهل السنة و قد جزم الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) بأن

أهل البيت و كتاب الله لن يفترقا حتي يردا عليه الحوض. ان القول بضلال أهل البيت كفر صريح لأن يستلزم أن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) أمر الأمة بالتمسك بمن هو غارق في الضلالة؛ و لا يهولنك أيها القاري ء قولنا أن أئمة البيت معصومون؛ فالعصمة هي الحفظ من الله تعالي اللأنسان من الخطاء... و هو من الله تعالي فلا عاصم غيره و اذا كان الأمر منسوبا الي قدرة الله فالانكار فيه موبقة من الموبقات. و قد تواتر عن سلف هذه الأمة من أهل السنة جزمهم بخصوصية أئمة أهل البيت بل ذكر بعضهم أن مطلق الاشراف [38] «غير الائمة» تعتبر أخطاؤهم من قبيل الاقدار التي لا يلام فيها أحد. و قال الامام العدوي: «أهل البيت يتوسل بهم الي الله تعالي و ان كانوا فساقا» [39] ؛ و اذا ثبت عن بعض الأولياء كالقطب الدرديري أنه قال أنه ظل أربعين عاما يعمل خلاف الأولي فما ظنك بأرباب الولاية العظمي من أئمة آل بيت رسول اله (صلي الله عليه و آله و سلم).. و الامامة بتعريفها تستلزم درجة من العصمة أو الحفظ، قال تعالي: (و اذا ابتلي ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال و من ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)؛ فالامام منزه عن كل أنواع الظلم و الا لما كان اماما، لأنه يقتدي به و كيف يقتدي بالمخطي ء؟ و المنكر علي الأئمة عصمتهم أقل ما يوصف به سوء الظن في أئمة البيت؛ فماذا يضيره لو ظن أنهم معصومون؟ أو ما يضيره لو ظن أن كل [ صفحه 33] الأئمة من سلف هذه الأمة كانت درجة في الحفظ و العصمة؟ ان

الأئمة من أهل البيت أمرهم عظيم و خطرهم جسيم و هم قائمون في أمة محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) مقام الأنبياء في الأمم السابقة. فقد قال تعالي في أنبياة بني اسرائيل: (و من قوم موسي أمة يهدون بالحق و به يعدلون)؛ و قال في أئمة أهل البيت: (و ممن خلقنا امة يهدون بالحق و به يعدلون) [40] ؛ و اذا نظرت الي كلمة يهدون تبين لك سر الامام و الذي هو المرشد لك الي الحق و الهداية و الذي هو باب الله و مرشدك في الطريق اليه و لذا قال المصطفي في سيد الأئمة: «أنا مدينة العلم و علي بابها»؛ فهل يظن بالمرشد و الهادي الي الحق الضلال؟. و قد أمر الله تعالي باتباع الأئمة و الكون معهم، قال تعالي:(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين) [41] و الكون مع الصادقين معناه طاعتهم و الائتمار بأمرهم و موالاتهم. و قال تعالي:(و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا) و حبل الله هو الأئمة من أهل البيت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) [42] كما نقل ذلك عن الامام جعفر الصادق (رضي الله عنه)؛ و في ذلك يقوم الامام الشافعي: و لما رأيت الناس قد ذهبت بهم مذاهبهم في أبحر الغي و الجهل ركتب علي اسم الله في سفن النجا و هم أهل بيت المصطفي خاتم الرسل و أمسكت حبل الله و هو ولاؤهم كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل و قال الامام الباقر في تفسير قول الله تعالي:(فامنوا بالله و رسوله و النور [ صفحه 34] الذي أنزلنا)... هذا النور هو و الله الأئمة من آل محمد

(صلي الله عليه و آله و سلم) الي يوم القيامة. ان أئمة أهل البيت [43] في الأمة المحمدية هم سبب النجا و منبع الهدي و بهم يستجلي العمي و هم الأبواب كما قال ذلك سيدنا علي (عليه السلام). و قال تعالي في كتابه المكنون مشيرا الي عظمة الائمة (و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون). فهؤلاء أرفع درجة من كل المؤمنين فهم يهدون بأمر الله و يرشدون الأمة؛ و لقد اختارهم لله لهذا المقام العظيم لعلمه سبحانه و تعالي بصبرهم و أنهم من الموقنين بآياته و لذا قال يوقنون و لم يقل يؤمنون فشتان بين من يوقن و من يؤمن. و قد أشار المولي سبحانه و تعالي الي أن المقام لهؤلاء يتطلع اليه المقربون من عباد الرحمن... فبعد أن وصف المولي سبحانه عباده ذكر من أوصافهم أنهم يقولون:(و اجعلنا للمتقين اماما)... فاذا كانت التقوي أساس الدين فما بالك، بمن صار أماما لهؤلاء المتقين. و لأئمة هم سبب نجاة الأمة في الدنيا و في الآخرة و يدل علي ذلك قول الله تعالي: (يوم ندعو كل الناس بامامهم)؛ و يفسر هذه الآية ما أورده الملا في سيرته أن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) قال:«في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين... ألا ان أئمتكم و فدكم الي الله فانظروا و امن توفدون»... [ صفحه 35] و بعد كل هذا أيها القاري ء الكريم هل يظن بأهل البيت و أئمتهم الضلال و كيف يهدون الناس و يرشدونهم و يكنون سبب نجاتهم و في نفس الوقت يكونون من الخطائين المذنبين؟...

و أما قول المنشور بأن الشيعة يمنحون أئمتهم حق النسخ و التشريع فهو قول غريب جدا و يدل علي سوء فهم لأساسيات الدين، لأن أي مسلم يعلم أن الله سبحانه و تعالي أوقف استنباط أحكامة علي العلماء؛ و العلماء مهمتهم استخراج أحكام الله من الكتاب و السنة المطهرة؛ و معظم اختلاف المذاهب انما نتج لاختلاف أئمة المذاهب في ثبوت الأحاديث و في الناسخ و المنسوخ مع أسباب أخري يعرفها علماء الاصول؛ فاستنباط الأئمة من الشريعة يعتبر ملزما لمن يقلدهم من العوام لأنهم بنوا هذا الاستنباط علي قواعد أصولية مأخوذه في الأساس من أئمة التابعين هؤلاء أخذوها علي علماء الصحابة و اولئك أخذوها عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)؛ و هذا الاستنباط لا يمسي تشريعا منفصلا بل هو توسيع لأحكام شرعية موجودة... هذا بالنسبة لعامة العلماء في الأمة المحمدية... أما بالنسبة للأئمة فالأمر أخطر من ذلك لأن علم الأئمة أعظم من علوم غيرهم، بالاضافة الي أن لهم مرويات خاصة من امام لامام الي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و هو توضيح ما كان و ما يكون الي يوم القيامة؛ و لذلك كانوا بدور دهر هم و نجوم زمانهم و كانوا اعدل الكتاب عليهم صلاة الله و سلامه. فانكار الاستنباط و النسخ علي الأئمة لا يدل الا علي جهل المنكر أما العصمة و الحق في تشريع الأحكام بالنسبة للأمام المهدي آخر الزمان فقد وردا بالنص الصريح عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)؛ اذ يقول الرسول [ صفحه 36] (صلي الله عليه و آله و سلم) في عصمة الامام المهدي: «يقفنوا أثري و لا يخطي ء»... كما

ورد أنه ينسخ الجزية الي آخر أوصافه التي وردت بالنص الصريح، فانكارها انكار لما انزل علي محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) [44] . ثم يقول المنشور: «الشيعي يعتقد في أئمته علم الغيب والقدرة علي التصرف في الكائنات و لهذا فهو يستغيث بهم و يشد الرحال الي قبورهم و يقدم لهم النذور و يلجأ اليهم في السراء الضراء». قلت: اعتقاد هذه الأشياء في الأئمة و الأولياء هو مما أجمعت عليه الأمة و لم يشذ عن أجماعها الا طائفة الوهابية و التي تزعم أنها تستهدي بان تيميه و ابن القيم و ابن كثير. و رغم ردود علماء الامة من أهل السنة و الشيعة علي مفتريات الوهابية بهذا الخصوص الا أنه لا بأس من ذكر بعض الدلائل التي توضح صحة العقيدة أعلاه و ذلك من كتب أئمة الوهابية المزعومين. أما علم الأئمة بالغيب فهو علم الله الذي تفضل عليهم به و خصهم به و لم يدع واحدا منهم قط أنه علم الغيب أصالة من نفسه من دون الله... قال تعالي في بيان أنه يطلع الأولياء علي الغيب: (ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون الذين آمنوا و كانوا يقتون لهم البشري في الحياة الدنيا و في الآخرة). و ما هي البشري أليست اعلام الله تعالي اياهم بشي ء لم يكن و كيف يبشر الانسان بما يعرف؟. ثم أن أحد أئمة الوهابية المزعومين و هو «ابن القيم» نقل في كتابه [ صفحه 37] مدارج السالكين [45] في باب الفراسة أن شيخه و هو «ابن تيمية» تنبأله بأشياء عديدة و منها هزيمة التتار و أن ابن تيميه ذكر أنه قرأ ذلك في اللحوح المحفوظ؛ فلماذا يعتقد الوهابية في ائمتهم

علم الغيب و ينكرونه علي الناس؟. أما قدرة الأولياء و الأئمة علي التصرف في الكائنات فليست مجال نقاش فهي ثابتة بكتاب الله؛ فها هو أحد أولياء الله تعالي من أمة سيدنا سليمان ينقل عرش بلقيس في طرفة عين من اليمن الي شمال الجزيرة... و أين أولياء الأمة السليمانية من أولياء المحمدية الذين يقول فيهم المولي سبحانه (كنتم خير أمة أخرجت للناس»؛ و أين أولياء الأمة المحمدية من الائمة من آل بيت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)؟. ثم ان امام الوهابية ابن تيمية نقل في بعض كتبه [46] قصة الرجل الصالح الذي أحيا حماره؛ و قصة الرجل الذي أحيا فرسه و قصة سيدنا الحسن البصري حين اختفي من جنود الحجاج فهل كان ذلك تصريفا أم كان سحرا و ماذا يقول الوهابية فيما نقله امامهم بالسند الصحيح؟. أما انكارا الاستغاثة بالأولياء و الصالحين و الأئمة فيكفي للرد عليها الحديث الذي رواه ابن القيم في كتابه عمل اليوم و الليلة [47] أن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «اذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليقل يا عباد الله احسبوا فان الله حاضرا سيحبسه» أليس هذا استغاثه بعباد الله. ثم أن مما رواه محمد بن عبدالوهاب في كتابه آداب المشي الي الصلاة حيث الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «اللهم اني اسألك بحق السائلين [ صفحه 38] عليك و بحق مماشي هذا اليك...» الي آخر الحديث، أليس هذا توسلا بكل الصالحين السائلين الله تعالي؟. و انظر كيف قدم الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) توسله بالسائلين و هم أشخاص من أهل الخير علي توسله بعمله (صلي الله عليه و

آله و سلم) و هو من عمل الخير.. و انظر كيف يبطل هذا الحديث شرح الوهابية لقول الله تعالي (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله و ابتغوا اليه الوسيلة و جاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون) بأن الوسلية هي العمل فقط و ليس الصالحين. ثم ان استغاثه الصحابة بالرسول في صحيح البخاري [48] فليت شعري هل يدعي الوهابية علما أكثر من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)؟ ان التجاء الشيعة الي أئمتهم و التوسل بهم في السراء و الضراء و الاستغاثه بهم هو مطلوب الدين، فياليتنا كنا بالقرب من مشاهد الأئمة اذا لقبلنا ترابا مسته تلك الأقدام الشريفة و كنا مرغنا خدودنا علي أرض ضمت أجساد خير العباد. [ صفحه 41]

براءة الشيعة من شبهة تحريف القرآن

يقول المنشور النجدي «الشيعي يشك في سلامة القرآن من التحريف و يعتقد بأن عثمان زاد فيه و نقص كما أنه يرفض قبول كل ما روي عن الرسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). أما القول بأن الشيعة يعتقدون أن سيدنا عثمان قد زاد أو نقص في القرآن فهو كذب ظاهر و قول باطل. فليس هناك فرد من الشيعة يعتقد أن القرآن محرف و لو رجعنا الي كتب الشيعة لتأكدنا من أنهم يعتقدون اعتقادا جازما بحفظ القرآن و سلامته من التحريف. ففي كتاب الفصول المهمة في تأليف الامة للامام عبدالحسين شرف الدين الموسوي يقول الامام:«و القرآن الحكيم لا يأتيه الباطل من بين يدنه و لا من خلفه و هو ما في أيدي الناس لا يزيد حرفا و لا ينقص حرفا و لا تبدبل فيه لكمة بكلمة و لا لحرف بحرف و كل حرف من حروفه متواتر تواتر قطعيا الي

عهد الوحي و النبوة و كان مجموعا في ذلك العهد الأقدس مؤلفا علي ما هو عليه الآن»؛ فانظر الي هذا التأكيد من أمام هو من أعظم ائمة الشيعة. و قال العلامة الكبير الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء في أصل الشيعة و أصولها: «ان الكتاب الموجود بين المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله للاعجاز و التحدي و أنه لا نقص ولا تحريف و لا زيادة فيه و علي هذا اجماع الشيعة» [49] . [ صفحه 42] و قال العالم الجليل محسن الأمين الحسيني في أعيان الشيعة [50] : «لا يقول أحد من الامامية لا قديما و لا حديثا ان القرآن مزيد فيه قليل أو كثير بل كلهم متفقون علي عدم الزيادة و من يعتقد بقوله من محققيهم متفقون علي أنه لم ينقص منه». و قال شيخ الطائفة أبوجعفر محمد بن الحسن الطوسي في تفسيره المسمي بالتبيان [51] : «أما الكلام في زيادته و نقصانه فمما لا يليق به أيضا كما أن الزيادة فيه مجمع علي بطلانها و النقصان منه الظاهر في مذهب المسلمين خلافها و هو الأليق بالصحيح من مذهبنا». و قال شيخ المحدثين محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي: «اعتقادنا في القرآن الذي أنزله الله تعالي علي نبيه محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) هو ما بين الدفتين و هو ما في أيدي الناس ليس باكثر من ذلك... و من نسب الينا انا نقول أنه أكثر من ذلك فهو كاذب» [52] . و من أدل الدلائل علي بطلان هذه الفرية علي الشيعة الامامية هو أن بعضهم قد ألف رسالة كاملة في نفي التحريف عن القرآن الكريم كالشهرستاني و الذي سمي

كتابه حفظ الكتاب الشريف عن شبهة القول بالتحريف [53] . أما ادعاء الوهابية بأن الشيعة يعتقدون أن سيدنا عثمان قد زاد أو نقص فيه فهو ادعاء باطل و يكفي للرد عليه ما رواه ابن أبي داود بسند صحيح [54] عن سويد بن غفلة الي الامام علي «لا تقولوا في عثمان لا خيرا فو الله ما فعل الذي [ صفحه 43] فعل في المصاحف الا عن ملا منا.. قال ما تقولون في هذه القراءة فقد بلغني أن بعضهم يقول قراءتي خير من قراءتك و هذا يكاد يكون كفرا.. قلنا تري قال أري أن يجمع الناس علي مصحف واحد فلا تكون فرقة و لا اختلاف قلنا فنعم ما رأيت».. فهذا أيها القاري ء الكريم رأي الامام علي الذي صارت الشيعة بموالاته تسمي شيعة فهل يصدق عاقل مثل هذه الفرية علي الشيعة. أما ورد بعض الروايات عن أن جزاء من القرآن قد نسي أو نسخ فهذه و أمثالها توجد عند السنة أكثر من الشيعة و هي روايات ضعيفة و باطلة و لا يعتقدها مؤمن.. و قد دعا الامام الأكبر آية الله منتظري نائب الامام في بداية هذا العام)1987(كل الأمة الاسلامية سنة و شيعة الي نبذ الروايات التي تشكلت في سلامة القرآن من التحريف. أما القول بأن الشيعة لا يسلمون ببعض روايات أهل السنة فلا غضاضة في ذلك اذ أن اختلاف المذاهب الأربعة انما نتج لأن ما صح عند بعضهم من الأحاديث لم يصح عند البعض الآخر فلماذا نجيز لائمتنا ما نحرمه علي الشيعة؟. ثم يقول المنشور:«ان التشيع بجميع صوره انما هو أعظم مؤمراة علي الاسلام». و الحقيقة التي لا ريب فيها أن أعظم مؤمرا علي الاسلام و المسلمين هي مؤمراة ابن

عبدالوهاب و الذين دعموه.. و لذلك فان الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) حذر منها و من نجد؛ و قال:«ان منها يخرج قرن الشيطان». فقد ورد في صحيح البخاري [55] . و مسلم أن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «يخرج ناس من قبل المشرق و يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم [ صفحه 44] يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودونه حتي يعود السهم الي فوقه... قيل ما سيماهم؟ قال: سيماهم التحليق». و من المعروف أن ابن عبدالوهاب كان يحلق لا تباعه بمجرد دخلوهم في دعوته تدصديقا لنبوءته (صلي الله عليه و آله و سلم). و ورد في صحيح البخاري عن ابن عمر أنه سمع رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و هو مستقبل المشرق يقول: «الا ان الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان». [56] . و روي البخاري [57] عن ابن عمر، قال: ذكر النبي (صلي الله عليه و آله و سلم): «اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا.. قالوا يا رسول الله: و في نجدنا؛ فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل و الفتن و بها يطلع قرن الشيطان». قال البعض المحققين: «كما أن للقرن طرفان فان الطرف الأول كان هو مسيلمة الكذاب الذي خرج من نجد و الطرف الثاني هو ابن عبدالوهاب». و من الغريب أن منطقة نجد ظلت طوال العصور الاسلامية مكان خروج الخوارج و كانوا يخرجون من منطقة تسمي «الحجر» تكاد تكون في منطقة الرياض الآن. و من المعروف لدي كل التاريخيين و الجغرافيين أن الرياض تقع في منتصف وادي بني حنيفة حيث استفحلت فتن مسيلمة

الكذاب. و قد روي الامام زيني دحلان [58] أن سيدنا أبابكر الصديق قال: «أهل نجد لن يزالوا في فتنة من كذا بهم الي يوم القيامة». [ صفحه 45] و ورد أن أميرالمؤمنين علي حين أباد الخوارج في واقعة «النهروان» قال له أصحابه: «الحمد لله الذي أبادهم و أرواحنا منهم».. قال الامام علي: و«و الذي نفسي بيده ان منهم لمن هو في أصلاب الرجال لم تحمله النساء.. و ليكونن آخرهم مع المسيح الدجال..»، نسأل الله السلامة من اتباع الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. و هكذا فان اعظم مؤامرة علي الاسلام و المسلمين كانت هي فتنة ابن عبدالوهاب و التي ساواها الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) بفتنة موته و فتنة الاستعمار. روي عوف بن مالك قال: أتيت النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) في غزوة تبوك و هي في قبة آدم فقال: «أعدد ستا بين يدي الساعة، موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتي يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقي بيت في العرب الا دخلته ثم هدنة تكون بينكم و بين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم في ثمانين راية تحت كل راية ثهانين الفا». [59] . و من المعروف لدي العلماء أن هذه الفتنة المشار اليها و التي دخلت في كل بيت من بيوت العرب هي فتنة الوهابية و هي قد سبقت ظهور الاستعمار و مهدت له. فقد روي الجاسوس البريطاني «همفر» في مذكراته أنه كان موفدا من قبل وزراة المستعمرات البريطانية ليعرف نقاط الضعف عند المسلمين و ذلك في أواخر القرن الثاني عشر

الهجري... و بعد تحديد نقاظ ضعف المسلمين جاء الجاسوس البريطاني بدين جديد من وزارة المستعمرات ليقنع به أحد علماء المسلمين حتي يمكن من هدم الاسلام من الداخل... و قد وجد ضالته في [ صفحه 46] محمد بن عبدالوهاب... و ابن عبدالوهاب من أصل يهودي من يهود «الدونمة» في تركيا؛ وجده يسمي شولمان بن قرقوذي [60] .. و هكذا أقتع همفر ابن عبدالوهاب بدنيه الجديد و الذي كان يرتكز علي عدد من القواعد ذكرها همفر [61] في كتابه و هي: 1- تكفير كل المسلمين و اباحة قتلهم علي أساس أنهم مشركون. 2- السعي لخلع الخليفة و محاربة الأشراف. 3- هدم القباب و الاضرحة بحجة أنها وثنية و الاستهانة بشخصية النبي (صلي الله عليه و آله و سلم). 4- هدم الكعبة أخيرا بحجة أنها و ثنية و هدم المقدسات الاسلامية. 5- نشر الفوضي و الارهاب في البلاد حسب الامكان. 6- نشر قرآن بالتعديل الذي ثبت في الأحاديث من زيادة و نقيصة. و قد نفذ ابن عبدالوهاب المخطط الصليبي بدقة متناهية... الا أنه خاف من هدم الكعبة. أما الآثار الاسلامية فقد هدمها كلها حتي يصبح الاسلام ذات يوم خبرا بعد عين؛ و لذلك فقد دفنوا الخندق الذي حفره الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) بيده و أقاموا مكتبة في مكان البيت الذي ولد فيه رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)... الخ. و الخلاصة أن ابن عبدالوهاب وبدعم الصليبيين استطاع أن يوهن جسم الدولة الاسلامية بهجومه علي الحجاز و العراق و غاراته علي بلاد المسلمين و اذ كاء نار الفرقة بين أبناء الأمة الواحدة. [ صفحه 47] و بعد أن تأكد الأوربيون من نجاح

ابن عبدالوهاب و وقوف الوهابين معهم علي الدوام غدورا بالمسلمين و باخلافة و بالدولة الاسلامية التي كانت معهم في موادعة و جاءت جيوش الاستعمار البريطاني و الفرنسية و الهولندية و الايطالية.. و احتلت كل بلاد المسلمين. و قد كانت الجيوش في العداد و العدة كما تنبأ الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) تحت ثمانين راية؛ و تحت كل راية ثمانين ألفا... لقد كان الاستعمار امتداد للحروب الصليبية و لذلك فان اللورد النبي حينما دخل سوريا ضرب قبر صلاح الدين بمسدسه قائلا: «لقد عدنا يا صلاح الدين». و من العجب أن الصليبيين حين احتلوا كل بلاد المسلمين لم يحتلوا أرض الحجاز ذلك لأن الوهابية و الذين كانوا علي مشارف الحجاز كانوا في تحالف مستمر مع الصليبيين و كيف لماذا يحتل الصليبيين الحجاز و عملاؤهم قد قاموا بدور الكنيسة تماما في الجزيرة العربية فهدموا مقامات الصحابة و آل بيت بل و حاولوا هدم القبة الخصراء [62] . و الخلاصة فان الوهابية سبقت الاستعمار و مهدت له ولذا كانت أكبر فتنة في تاريخ المسلمين لأنها أو هنت المسلمين و شغلتهم بخلافات داخلية في مسائل ما كان فيها ثمة خلاف قط. أيها القاري ء الكريم: اذا نظرت الي خطة وزارة المستعمرات البريطانية لا بدو و أن تنتبة الي مسألتين هامتين: الأولي: هي أن ابن عبدالوهاب كان يهدف الي هدم الكعبة بحجة أنها شرك و كفر و أن الناس تطوف بها و هي مجرد حجارة، و الذي يدلك علي [ صفحه 48] استخاف الوهابية بالكعبة هو أن زعيم الوهابية في السودان المدعو ب«محمد هاشم الهدية» ذكر في سنة 1976 في صلاة الجمعة الملك فيصل: «أن من أهم الواجبات اليوم

علي ملوك السعودية هو هدم مقام ابراهيم لأنه مظهر من مظاهر الشرك». و المسألة الثانية: هي أن أحد أهداف ابن عبدالوهاب كان نشر قرآن محرف و قد خاف عدوالله من نشره كما ذكر ذلك الجاسوس همفر ولكن من يدري لعل القرآن المحرف الذي ينسبه الوهابية الي الشيعة هو من تأليفات ابن عبدالوهاب و التي حاول اتباعه أن يرموا بها الشيعة و هم يعلمون حق العلم براءة الشيعة من ذلك... و هكذا فان الوهابية ظلوا و طوال تاريخهم اليد المنفذة لمؤمرات الصليبيين في كل البلاد الاسلامية... و ظلوا يدعمون كل الدعوات الضالة و الحركات المشبوهة التي شغلت المسلمين عن الدعوة الي الله و جعلتهم يوجهون كل مجهوداتهم للدفاع عن معقتداتهم. [ صفحه 51]

تهم أخري تثار ضدالشيعة

اشاره

في هذا الباب سأتعرض للرد علي بقية المفتريات التي أثارها المنشور الوهابي الوارد من نجد، و هذه المفتريات لا تستحق أن يفرد لها الباحث بابا منفصلا لأنها مجرد سفاهات لا طائل تحتها و القصد منها فقط الاساءة و مجرد الاساءة. و لو لا الحرص علي أن لا تشوش هذه السفاهات علي القراء لأعرضت عنها فهي لا تستحق الا الاعراض (خذ العفو و أمر بالعرف و اعرض عن الجاهلين)؛ و لكن رب ضارة نافعة. يقول المنشور: «الشيعي يستحل دماء أمة محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) و يسيمها الأمة اللمعونة». قلت: الشيعة (رضي الله عنه) لم يثبت عنهم استحلالهم لدماء المسلمين أو لعنهم أو تكفير هم لأمة محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) طوال تاريخهم و لم يسمي واحد منهم قط هذه الأمة بالأمة المللعونة و هم لا يعلنون حتي أعداء الأئمة. ولكن الوهابية معروفون باستحلالهم دماء أمة محمد

(صلي الله عليه و آله و سلم) و لعن هذه الأمة و تكفيرها و تاريخ الوهابية شاهد علي ذلك و التاريخ لا يغفل شيئا. فالوهابية قتلوا كل من رفض دعوة ابن عبدالوهاب في الأحساء و الفصول ونهبوا ممتلكاتهم [63] علي أساس أنهم مشركون. [ صفحه 52] و من الثابت أن ألامير سعود الوهابي هجم علي كربلاء في عام 1216 ه- و قتل فيها حوالي (20 ألف) شخص [64] و كان متبعا في ذلك نهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب الصليبي بانتهاك الحرمات و استحلال دماء المسلمين!.

بيان زواج المتعة

يقول المنشور: «الشيعي يبيح المتعة الدورية التي يشترك فيها عدة رجال يتمتعون بامرأءة واحدة؛ أما الشيعي القرمطي و الاسماعيلي و النصيري فانه يبيح نكاح المحارم». قلت: الشيعة لم يبيحوا قط المتعة الدورية و لا نكاح المحارم، ولكن تواترت الأخبار عن بعض قري نجد أن بعض القبائل النجدية تمارس نكاح المحارم. أما نكاح المتعة الذي يبيحه الشيعة فهو ما كان جائزا بحياة رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) ثم نسخ عند أهل السنة، أما الشيعة فقد ذهبوا الي فتوي ابن عباس و هي ثابتة عند أهل السنة بالسند الصحيح (انظر صحيح مسلم)، و رغم أن نكاح المتعة باطل عند أصحاب المذاهب الأربعة [65] . و حاصل قصة نكاح المتعة كما هو وارد في صحيح مسلم أن المسلمين استمتعوا علي عهد رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و أبي بكر و عمر، ثم نهي عمر عنها الناس فأهل السنة يفولولن أن سيدنا عمر توصل الي الأمر الناسخ عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)؛ و الشيعة لايسلمون بدلك لأن ابن عباس أفتي بعد ذلك بجوازها؛

و فتوي ابن عباس ثابتة في مراجع أهل السنة و ورد عنه أنه قال: «ما كانت المتعه الا رحمة من الله عزوجل رحم بها أمه محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) و لو لا نهي عمر عنها ما اضطر الي الزنا الا شقي، أنظر تقصيل هذا الأمر في بداية المجتهد و نهاية المقتصد للامام ابن رشد المالكي ج 2 ص 44. الا أنهم ترددوا في ايجاب الحد علي فاعله؛ و لم يكن ذلك التردد منهم استهانة [ صفحه 53] بحدود الله ولكنهم نظروا الي فتوي ابن عباس حبر الأمة؛ و لم يفرضوا اجتهاد هم علي كل المسلمين. و هكذا فان الذين يسبون الشيعة لاباحتهم نكاح المتعة ما هم الا طائفة من الجهلة و المقبوحين الذين لا يعرفون عن الدين أي شي ء، كما أن نكاح المتعة عند الشيع مضبوط بقواعد معينة و ليس مهملا كما يظن أهل السنة و للتأكد من هذا الأمر انظر كتاب النهاية لشيخ الطائفة الطوسي (قدس الله سره) [66] .

البداء و تفسيره

ثم يقول المنشور:«الشيعي في الله البداء و معناه العلم بعد الجهل و الظهور بعد الخلفاء و أن يقضي أمرا ثم ينقص ما أبرمه الله تعالي عن ذلك علوا كبيرا». قلت: الشيعة لا يعتقدون هذه العقيدة الغربية التي رمتهم بها لجنة مناصرة التنصير. فالبداء هو:أن يتبدل عزم القاصد لعمل شي ء لطروء شي ء جديد و علم جديد و هو بهذا المعني يستحيل علي الله عزوجل، قال الامام الصادق:«من زعم أن الله بدالة في شي ء بداء ندامة فهو كافر بالله العظيم» [67] . و ما فهمه أعداء الشيعة عن البداء هو بخلاف ما تفهمه الشيعة و بخلاف ما يؤمن به المحققون من أهل السنة. و

الحقيقة التي لا ريب فيها أن علم الله المطلق و الذي هو عنده لا يتبدل ولا يتغيرو و لا يطرأ عليه جديد و لا بداء؛ و لكن العلوم التي هي عند الملائكة و عند الاولياء قابلة للمحو و الاثبات و التبدل و التغير بأمرالله تعاي، قال [ صفحه 54] تعالي: «يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب) أي أنه يمحو ما يشاء و يثبته في الكون و عنده علمه المطلق الذي لا يتغير و لا يتبدل؛ فقد يغير الله و ماشاء في الكون بالدعاء و هو يعلم أزلا أن هذا الأمر سيتغير بالدعاء و ذلك سر قوله (صلي الله عليه و آله و سلم): «و الدعاء ينفع مما نزل و مما لم ينزل» [68] . وفي المحو و الاثبات سر بديع و هو أنه لو لم يكن هناك المحو و الاثبات لتمت الاحاطة بعلم الله المطلق و هو يقول:(و لا يحيطون بشي ء من علمه الا بما شاء وسع كرسية السماوات و الارض و لا يؤدوه حفظهما و هو العلي العظيم.) و قد ذكر ابن المبارك عن شيخه سيدي عبدالعزيز الدباغ أنه كان يقول: ان الأولياء يعلمون علم اليقين ان ما عندهم من العلوم و الكشف خاضع للمحو و الاثبات و لذلك تري الولي يأكل و يشرب و يضحك و هو يري في اللوح المحفوظ أنه سيموت قتلا بعد ساعة و ذلك لأنه يعلم أن العلم عند الله قد يكون بخلاف ما رأي. و لو كانت علوم الأولياء مطلقة لما صح منهم الدعاء، اذ كيف يدعو الانسان و هو يعلم علما مطلقا ان ذلك كائن لا بد منه؟. و هكذا فان الأولياء بدعائهم الصالح يرفعون

البلاء و الفتن و المحن فيمحوها الباري جل جلاله و عنده أم الكتاب و تعالي سبحانه أن يطرا عليه علم جديد. و هذه دقائق في العلم لا تدركها عقول الرجال فضلا عن مدارك أشباه الرجال من الوهابية. [ صفحه 55]

بيان ما يوجبه الشيعة علي الله عزوجل

و يقول المنشور: «الشعي يوجب علي الله اللطف و العوض و نصب الائمة و فعل الأصلح؛ و معلوم أن الوجب لا يترب الي علي مكلف و المكلف لا يصلح لأن يكون الها يعبد». قلت: الشيعة يوجبون ذلك ليس بمعني الايجاب الذي هو كالأمر من الأعلي الي الأدني بل هو كمعني وجوب الوجود و القدم و البقاء علي الله عزوجل و هذا اختلاف ظاهر. و الخلاصة ان قول الشيعة في هذه الامور ما هو الا مذهب من مذاهب المسلمين في العقائد كمذهب الأشعري و الماتريدي و الزيدية و المعتزلة؛ و من المعروف أن بين هذه المذاهب اختلافات بعض الجزئيات و لم يكفر بعضهم بعضا. ولكن الثابت عن الوهابية أنهم يزعمون أن الله جالس في السماء علي سرير كالبشر و هي عقيدة يهودية وثنية؛ و يكفي أن ابن تيمية [69] امام الوهابية الأول جلس علي المنبر و فسر آية «الرحمن علي العرش استوي» قائلا: (استوي كاتسوائي هذا)؛ و ابن عبدالوهاب و ابن تيمية و عقيدتهما الواسطية المشهورة لاتحتاج الي كبير لاثبات خروجها علي المللة. و الشيعة حين يقولون بايجاب هذه الأشياء علي الباري لأنهم يعتقدون أنها من كماله و هو الاله المعبود المتصف بكل كمال و المنزه عن كل نقص؛ و ليس خلاف الشيعة في هذا الأمر بأعظم من خلاف بعض أهل السنة الذين قروا جواز فعل الصغاير علي الأنبياء. [ صفحه 56]

بيان التقية عند الشيعة

ثم يقول المنشور: «الشيعي يتدين بالتقية التي كان يتدين بها المنافقون في زمان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و لذلك فانه ينطبق عليهم كل ما وصف الله به المنافقين في كتابه و يجب أن يعاملوا بمقتضاه».قلت: نعم الشيعة يؤمنون بالتقية لدفع الضرر

عنهم و عن أتباعهم و حقنا لدماء المسلمين و طاعة لأمر رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) بذلك. و من خرج من أئمة آل البيت علي الظلمة انما خرج اتباعا لأمر المصطفي (صلي الله عليه و آله)؛ و لكن كانت التقية هي السمة الغالبة لمعظم أئمة أهل البيت؛ و ذلك لأنهم كانوا يعلمون ان الخروج علي الظلمة قبل قيام دولة الامام المهدي في آخر الزمان لن يؤدي الا قتل الامام الخارج و لذلك نهي الامام الباقر أخاه زيدا عن الخروج رغم أنه مات قبله و نهي الامام الصادق ابن عمة النفس الزكية عن الخروج و كلا هما تنبأ لمن خرج بأنه مقتول لا محالة. و التقية دليلها من القرآن (و قال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه) و قوله تعالي: (الا أن تتقوا منهم تقاه) و قوله: (الا من أكره و قبلة مطمئن بالايمان). و التقيهة عمل بها أصحاب رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و الأئمة الأطهار من أهل البيت حين تجبر الطواغيت من بني أمية و الجبابرة من بني العباس و لولا التقية لهلك كل آل البيت. التقية هي المدارة و هي التي يقول فيها رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) [ صفحه 57] كما روي ذلك الديلمي في الفردوس: «أن الله أمرني بمدارة الناس كما أمرني باقامة الفرائض.». أيها القاري: هذه هي دلائل التقية التي يؤمن بها الشيعة فكيف يتهمهم الوهابية بالنفاق؟.

الشيعة و الشيوعية

ثم يقول المنشور: «ان كل شيعي شيوعي بطبعه، شيوعي بفكره، شيوعي بأهدافه و عمالتة للشيوعة». قلت: لا ريب أن لجنة مناصرة التنصير والمذاهب الهدامة قد تشابه عليها البقر فظنت أن

الشيعي شيوعي و ذلك لتقارب الكلمتين؛ و الا فقل لي بربك أيها القاري ء ما الذي يربط بين الشيعي الذي يؤمن بالله و بولاية أهل البيت و بين الشيوعي الذي لا يؤمن بعالم خارج نطاق المادة. ان مثل هذه الفرية توضح بجلاء عقلية الوهابية الصليبية و التي تعتمد علي نفس اسلوب و كالة المخابرات الأمريكية في القاء التهم جزافا دونما حياء! و ما أشبه هذه التهمة بادعاء و كالة المخابرات أن ايران استلمت سلاحا من اسرائيل مع أن الصليبيين يعلمون حق العلم أن كل الكوارث التي و اجهت الجمهورية الاسلامية من حرب و عداوات انما كان سببها موقف الجمهورية المبدئي من زوال اسرائيل النهائي. أيها القرآن الكريم: ان الشيعة في العراق هم الذين تصدوا للفكر الشيوعي الذي طغي بعد العصر الملكي و فندوه و زلزلوا كيان الحزب الشيوعي العراقي؛ و منهم الامام باقر الصدر [70] الذي قدم في حقل الفلسفة و الاقتصاد أعظم طرح اسلامي [ صفحه 58] يدمر المزاعم الشيوعية بأقوي الحجج و أدقها و أعمقها. ثم ان أكبر حزب شيوعي في الشرق الأوسط و هو حزب «توده» الايراني انها فكريا أمام الثورة الاسلامية و اطروحتها المستقاة من منهج أهل البيت؛ و راح الايدولجي الشيوعي المعروف «احسان طبري» يتراجع امام وهج المنهج الاسلامي الذي أثبت في ايران مقتدرته علي تعبئة الجماهير و تفجير طاقتها. ان مدرسة أهل البيت ترفض كل تجبر و طغيان و كل تمييز طبقي في المجتمع و هذا الاتجاه في مدرسة أهل البيت هو ذاته الاسلام الأصيل الذي جاء به رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). و اليوم فان المتلاعبين بمقدرات المسلمين و المبذرين لثروات العالم الاسلامي لا يحلو

لهم اتجاه أهل البيت و سلوك قادة الدولة الاسلامية الايرانية بمناصرة المستضعفين، و سلوك قائد هذه الدولة الذي ترك قصور الشاه و اختار بيتا متواضعا و بيده خزائن البلاد، لا يحلو لهم كل ذلك لأنه يقدم للشعوب المظلومة مثلا حيا للحكومة الاسلامية الحقة فما كان منهم الا أن يلصقوا بأتباع أهل البيت [71] تهمة الشيوعية و ما أتفهها من تهمة!.

الشيعة و سجودهم علي الأحجاز

و مما يثيره أعداء الشيعة عليهم هو قولهم: «أن الشيعة يخالفون جمهور أهل السنة لسجودهم علي أحجار من الطين يحملونها في جيوبهم و يقدسونها تقديسا». و الحقيقة أن الشيعة يحملون ألواحا من الطين من التربة التي دفن فيها سيدنا الحسين و يتبركون بها عند سجودهم.. [ صفحه 59] و تفسير هذه المسألةبسيط جدا و هو أن الشيعة حسب المذاهب الجعفري يعتقدون أن السجود علي الأرض أو ما خرج منها واجب و هم لم ينفردوا بهذا الرأي بل أن الراجح من مذهب السادة المالكية أن السجود علي الأرض أفضل و لذلك فهم يحملون هذه الأحجار و يسجدون عليها حيثما ذهبوا. أما القول بأن هذه الأحجار من تربة كربلاء و أنهم يتبركون بها فلا بأس من ذلك.. فقد تواتر عند الأئمة من أهل البيت أنهم كانوا يسجدون علي تربة سيدنا الحسين.. و قد روي شيخ الطائفة الطوسي [72] أنه كان للامام الصادق بن محمد الباقر خريطة من ديباج صفراء فكان اذا حضرت الصلاة صبها علي سجادته و سجد عليها و قال: «ان السجود علي تربة أبي عبدالله يخرق الحجب السبع». ان فضل التربة التي ضمت سيدنا الحسين فضل عظيم و لها خبر عجيب، لقد كان أول من عظم هذه التربة الرسول (صلي الله عليه و آله و

سلم).. فقد روي الحاكم و البيهقي و أبي نعيم عن عدد من الصحابة أن أم سلمة دخلت علي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) فوجدت بيده تربة حمراء و الحسين في حجره و عينا رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) تهرقان الدموع؛ فقالت أم سلمة: ما هذه التربة يا رسول الله؟.. فقال الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم): «أتاني جبرئيل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا و أتاني بتربة من تربة حمراء»؛ و ورد في بعض الروايات أن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) سلم تلك التربة الي أم سلمة و قال لها: «اذا رأيتها فاضت دما فاعلمي أن الحسين قتل...»؛ فكانت تتعهدها و حفظتها في قارورة الي أن وجدتها فاضت دما يوم عاشوراء؛ فقالت لجاريتها: «اعلمي أن ابني قد قتل». [ صفحه 60] و المقصود أن تربة سيدنا الحسين يتركت بيد النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) و أن فيها سر سيدنا الحسين و بركته اذ تغيرت بموته؛ و لذا تبرك بها أتباع أهل البيت الي يوم القيامة و حرم الله منها من حرم.

الشيعة و ذكر الولاية في الأذان

كذلك يقول بعض أعداء الشيعة: «ان الشيعة يدخلون في الأذان ما ليس فيه مثل: و أشهد أن عليا ولي الله». و الحقيقة ان الشيعة يفعلون ذلك ولكن لم يقل واحد منهم قط ان ذكر الولاية في الأذان هو من الأذان، اذ أنهم يدخلونها تبركا لأن الائمة طلبوا منهم أن يذكروا أنفسهم بالولاية حيثما ذكروا الرسالة. و عليه فان اضافة و أشهد أن عليا ولي الله» عند الشيعة هي تماما مثل اضافة أهل السنة «ان الله و ملائكة يصلون علي النبي...»

و اضافة الصلاة علي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) في الأذان؛ و الصلاة خير من النوم في أذان الصبح. أما المنكر لحقيقة أن عليا ولي الله فما هو الا جاحد زنديق منافق، اذ أن مما تواتر عن الصحابة أنهم كانوا يعرفون المنافقين ببعضهم عليا. [ صفحه 61]

لماذا تجب مناصرة الجمهورية الاسلامية الايرانية

نبوءة الرسول بكثير من الأشياء التي ظهرت في الخليج

لقد تنبأ الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) بكثير من الأشياء و الحوادث التي ظهرت اليوم و يهمنا في هذا المجال أن نوضح ماتنبأ به الرسول فيما يتعلق بالخليج و الجزيرة العربية. روي أئمة الحديث عن أبي هريرة، أن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضر فلا يأخذ منه شيئا» [73] . [ صفحه 62] و في رواية لمسلم: «يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون و يقول كل واحد لعلي أكون أنا الذي أنجو» [74] . و في رواية لابن ماجة: «فيقتل الناس عليه فيقتل من كل عشرة تسعة» [75] . و في رواية لمسلم: «تفي ء الأرض أفلاذ أكبادها أمثال الاسطوان من الذهب و الفضة» [76] ؛ فالمقصود من هذه الاحاديث ظهور الكنوز المخفية في باطن الارض و هي البترول أو الذهب الأسود كما تعارف عليه الناس. و الاشارة الي الفرات ليس المقصود منها العراق فقط و انما كل منطقة الفرات أو منطقة الخليج و الناظر اليها يري تركز ظهور البترول في المناطق المحيطة بالفرات و بالخليج الذي يصب فيه الفرات شرقا و غربا. و قد ذكر الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) أنه مع ظهور

هذا الكنز فستظهر في الخليخ الكثير من القاسد كقطع الارحام و السرقة و المؤمرات و فعل المنكرات و قد حذر الرسول من الاستكثار من ذلك المال و الأخذ منه فهو يلهي الانسان عن الدين؛ ففي رواية لمسلم التمرمذي: «تفي ء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الاسطوان من الذهب و الفضة فيجي ء القاتل فيقول في هذا قتلت و يحجي ء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي و يحجي ء السارق فيقول في هذا قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا»؛ و هذا ما حدث تماما في العراق و الخليج فكل القتل و قطع الأرحام و السرقة الحادثة فيه انما سببها هذا المال الذي خرج من الأرض و تركه أولي، لأن ظهوره يكون مع اشراط الساعة حين يكون الاستكثار من الدنيا منتهي الجهل و الغرور. ثم تنبأ الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) للخليج بكارثة عجيبة و هو أنه [ صفحه 63] سيقتل من كل عشرة تسعة أو من كل مائة تسع و تسعون؛ و هذا الأمر كائن و لا بد منه اذ أن الخليج مكان تقاطع أحلام الدول العظمي و تضارب مصالحها؛ فلا بد أن تحدث فيه مواجهة كبري بين القوي العظمي في يوم من الأيام كم تنبأ بذلك سيد الوجود (صلي الله عليه و آله و سلم). و من الأشياء التي تنبأ بها الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) هو ظهور الفتن عند أهل البادية و هم عرب الجزيرة العربية و تطاولهم في البنيان ففي الحديث الصحيح المروي عن سيدنا عمر ذكر الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) أن من علامات الساعة و أشراطها: «أن تري الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون

في الابنيان».. و هذا ما حدث تماما فهما هم الأعراب الأجلاف الذين كانوا في الجزيرة و في الخليج حفاة عراة يسترزقون من الحجاج يتطاولون في البنيان و يمتلكون القصور الفارهة و المدائن الكبيرة. و قد روي السيوطي في الجامع الكبير و روي الامام أحمد في المسند [77] أن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) قال في حديث طويل: «لن تقوم الساعة حتي تعود أرض العرب مروجا و أنهارا»؛ و قد حدث ذلك تماما فهاهم الأعراب يزرعون الصحاري بتكلفه هائلة و يشقون القنوات و كل ذلك لكي يتوسعوا في راحة الدنيا الزائلة. [ صفحه 64]

نبوءة الرسول بالامام الخميني

ان من المعروف عند المحققين من علما أهل السنة أن من علامات ظهور الامام المهدي في آخر الزمان هو أن يتجمع اليهود في وطن واحد بين الشام و العراق بعد أن قطعوا في الأرض امما و منهم يظهر المسيح الدجال. ففي تذكرة القرطبي: «المهدي من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا و أنه يخرج من مع عيسي (عليه الصلاةالسلام) يساعده علي قتلي المسيح الدجال باب لد من أرض فلسيطين و أنه يوم هذه الأمة و يصلي عيسي بن مريم». [78] . و روي أبوداوود: «المهدي مني واسع الجبهة أقني الأنف يملأ الأرض قسطا كما ملئت جورا و ظلما» [79] . و أورد الامام أحمد و أبوداوود أن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «المهدي من عترتي من ولد فاطمة» [80] . و روي ان الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «ليصيبن هذه الامة بلاء حتي لا يجد الرجل ملجاء اليه من الظلم فيبعث الله تعالي رجلا من عترتي أهل بيتي يملا الأرض قسطا و

عدلا كما ملئت جورا و ظلما يرضي عنه ساكن السماء الأرض لا تدع السماء من قطرها شيئا الا صبة مدرارا و لا تدع الأرض من نباتها شيئا الا أخرجته حتي يتمني الأحيلاء العيش، يمكث الناس علي ذلك سبع سنن أو تسع سنين» [81] . [ صفحه 65] و تدل كل الدلائل علي أن الامام المهدي قد أطل زمانه فقد ظهرت كل علاماته التي ذكرها الرسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و لم يبق الا ظهور الامام نفسه. و يقال أنه عند ظهور الامام المهدي فان معاقل الكفر الكبري تدك نفسها و ينفسها و لعل ذلك يحدث عند نشوب الحرب النووية بين روسيا و أمريكا و التي أشار اليها الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) في صحيح البخاري بقوله: «ان من أول امارات الساعة نار تأكل الناس من المشرق الي المغرب»؛ و ممن ذكروا هذه الحرب المتوقعة بين الشرق و الغرب الامام محمد ماضي أبوالعزائم الشريف الحسيني في كتابه الجعفر. و من المعروف عند أهل السنة أن الامام المهدي امام مجتهد و من خصائصه أنه ينسخ الجزية و أنه امام معصوم لأن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) قال عنه: «يقفو أثري و لا يخطي ء». غير أن من أهم علامات ظهور الامام المهدي ظهور دولة في المشرق تؤسس له سلطانه و مما لا ريب فيه أن تلك الدولة هي الجمهورية الاسلامية الايرانية. فقد روي ابن ماجة عن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم): «يخرج أناس من المشرق فيوطئون للمهدي كرسي سلطانه» [82] . و أشارت بعض الأحاديث الي أنهم سيقاتلون و سينتصرون علي اليهود فمن ذلك ما أخرجه

الامام أحمد و البيهقي في الدلائل من حديث أبي هريرة: «يخرج من خراسان رايات سود لا يردها شي ء حتي تنصب بايلياء [83] - أي بيت المقدس»؛ و هذا ما حدث فقد اتحد الشرق و الغرب ضد ايران فما و هنوا [ صفحه 66] و ما استكانوا و لا ستطاع و لا الشراق و لا الغرب أن يردهم. و مما يدل أن المهدي سيظهر عند هؤلاء الايرانيين هو ما رواه الأزدي عن ابن مسعود مرفوعا: «اذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها فان فيها خليفة الله المهدي» [84] . و قد أخرج الحاكم في المستدرك [85] من حديث ابن مسعود و روي نحوه أبوالشيخ في كتاب الفتن أن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «انا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة علي الدنيا و انه سيلقي أهل بيتي تطريدا و تشريدا حتي ترفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه فيقاتلون و ينتصرون فمن أدركهم منكم أو من أعقابكم فليأت امام أهل بيتي و لو حبوا علي الثلج؛ فانها رايات هدي يدفعونها الي رجل من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي فيلمؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما»؛ فانظر الي دقة هذا الحديث و كيف أشار الي الحرب العراقية - الايرانية؛ و ان الايرانيين رفعوا راية الاسلام و طلبوا من العراق الانسحاب من أراضيهم فرفض العراقيون فقاتلهم الايرانيون و انتصروا عليهم؛ و انظر كيف حث الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) كل الأمة بأن تأت الي امام أهل بيته و هو الامام الخميني دام ظله الوارف؛ و انظر كيف وضح الحديث أن الايرانيين سيسلمون

الراية الي الامام المهدي الذي سيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما. و اوضح من هذا الحديث ما رواه الحاكم في المستدرك أن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «رجل من أهل بيتي يقاتل في ثلاث رايات أهل سبع رايات» [86] ، قال أستادنا الشيخ علي زين العابدين: ان هذا الرجل المقصود [ صفحه 67] هو الامام الخميني فالامام الخميني و معه (سوريا [87] و ليبيا) يقاتل أهل سبع رايات (العراق و السعودية و الكويت و الأردن و مصر و الامارات و السودان). و أوضح من ذلك كله الحديث الذي رواه ابن ماجة و رواه الحاكم في المستدرك: «انا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة علي الدنيا و ان أهل بيتي سيلقون من بعدي بلاء و تشريدا وتطريدا حتي يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الحق فلا يعطونه فيقاتلون فينتصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتي يدفعوها الي رجل من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي فيملك الأرض فيملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما؛ فمن أدرك ذلك منكم أو من أعقابكم فليأتهم و لو حبوا علي الثلج.». ففي هذا الحديث اشارةء واضحة الي العرض الذي قدمته دول الخليج الي ايران بعد انتصارها بانسحاب العراق و دفع تعويضات للايرانيين و قد رفض الايرانيون تماما كما ذكر الحديث. و من أوضح الأحاديث التي تشير الي أن الايرانيين هم أنصار الامام المهدي و طلائع دولته ما أورده أبوغنم الكوفي في كتاب الفتن أن سيدنا علي بن أبي طالب مر بالطالقان فقال: «و يحا للطالقان فان الله فيهم كنوزا ليست من ذهب و لا فضة ولكن بها رجال

عرفوا الله حق معرفته و هم أنصار المهدي آخر الزمان» [88] . فانظر الي هذه النبوءة العجيبة ببترول ايران و بأن الايرانيين هم أنصار الامام المهدي آخر الزمان و أنهم عرفوا الله حق معرفته و أنهم لن يليهيم هذا [ صفحه 68] البترول عن معرفته و نصر الامام المهدي. و قد ذكرت بعض الاحاديث النبوية أنه و مع ظهور الامام المهدي يرتد ثلت الأمة و يفر ثلث الأمة و يقاتل مع الامام ثلث آخر فالفرقتان الأولي و الثانية سواء في الذنب لا يقبل الله لهم صرفا و لا عدلا و التي تقاتل مع المهدي، الميت منها يباهي هي الله به شهداء بد و أحد؛ والحي منهم فهو من خيار أهل الأرض يومئذ. قال شيخنا علي زين العابدين: ان موقف السعودية و الامارات و الكويت و مصر و السودان و الأردن ضدالثورة الاسلامية الايرانية هو بداية هذه الردة؛ و ردة هذه الدول دليل قاطع علي أن زمان المهدي قد اقترب. أما احتماء الكويتيين بالأمريكان و تحرشهم بالثورة الاسلامية الايرانية فهو كفر لا ريب فيه، قال تعالي: (و من يتولهم منكم فانه منهم) و طالما أن الكويتيين قد تولوا الصليبيين و احتموا بهم فهم صليبييون ولا ريب في ذلك. و الامام الخميني امام هذا الزمان و مجدد هذا القرن و يجب علي كل مسلم أن يقف معه و ينصره بالسلاح و بالقلم و ذلك اتباعا لأمر الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم)الذي أمر الأمة بأن تأت هذا الامام القائم من أمته بين يدي الامام المهدي. ان الامام الخميني (أطال الله عمره) امام عظيم ولايته واجبة علي كل المسلمين و علي يده يكون بعث الاسلام فهو

الذي نفخ الروح في الأمة الاسلامية و أخاف أهل الصليب من المشرق الي المغرب حتي قال «جاك شيراك» رئيس وزراء فرنسا: «ان المشكلة الأساسية التي تواجه الغرب الآن هي الاصولية الاسلامية التي بدأت في ايران و تهدد بالانتشار الي كل أنحاء العالم الاسلامي». [ صفحه 69] ان أمامية الخميني علي كل المسلمين ليست محل نزاع من أحمد و هذا ماندين الله به و نلقاه عليه و هذا ما أمرنا به رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). فقد أورد الخطيب عن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) أنه قال: «اذا أقبلت الرايات السود فاكرموا الفرس دولتكم معهم»؛ و هي اشارة واضحة أن دولة الاسلام تكون في آخر الزمان علي يد الايرانيين.

عقيدتنا في الامام المهدي

المحققون من الصوفية يؤمنون ايمانا قاطعا بأن الامام المهدي هو الامام الغائب محمد بن الحسن (عجل الله ظهوره). فقد أورد القطب الشعراني - و هو المرجع الأول للصوفية بعد الامام الغزالي -، أورد في كتابه اليواقيت والجواهر في عقائد الأكابر [89] أن الشيخ حسن العراقي و أن شيخه علي الخواص أخبره بأن الامام المهدي هو من أولاد الامام الحسن العسكري و قد ولد ليلة النصف من شعبان سنة 255 ه و هو باق الي أن يجتمع بعيسي بن مريم. و قد ذكر القطب الشعراني أن شيخ الخواص التقي بالامام المهدي؛ و من المعروف فان كبار الأولياء من أهل السنة كثيرا و ما ذكروا أنهم التقوا بالامام المهدي في حضرات برزخية و فهموا من ذلك أنه الامام الغائب، اذ كيف يظهر لهم من لم يظهر في عالم الأجساد اذا سلمنا بقول البعض أنه البعض امام آخر غير الامام الغائب؟. [

صفحه 70] و أما الذين ادعوا المهدية كمحمد أحمد المهدي في السودان؛ فأغلب الظن أنهم أولياء صالحون التبست عليهم بعض المقامات في أول الطريق فحسبوا أنهم قد وصلوا الي مقام الامام المهدي ولكن هيهات هيهات - و كلهم خرجوا علي أساس أنهم المهدي المنتظر المذكور في السنة ثم تبين لهم عند الموت أنهم لم يكونوا هذا المهدي الموعود. و لخروج هؤلاء الذين ادعوا المهدية قبل الامام المهدي فائدة كبري كما قال الامام محمد سر الختم الميرغني: «لا بد لظهور الفجر الصادق من ظهور الفجر الكاذب». و عليه فاننا كصوفية لابد أن نؤيد الثورة الاسلامية الايرانية و نقف معها ضد كل القوي الاستعمارية و الامبريالية وقفه المسلم مع أخيه المسلم و ذلك لوحدة العقيدة و المنهج و التاريخ و المصير؛ و لأنهم طلائع الامام المهدي. و يجب أن نتأكد من حقيقة واحدة و هي أن الثورة الاسلامية منتصره باذن الله؛ و ذلك بنص أحاديث الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) المذكورة في الفصول السابقة. بل و أن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) قد ذكر بعض تفصيلات الحرب؛ فمما ورد في صحيح مسلم [90] أن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «يوشك أهل العراق أن لا يجبي اليهم فقيز و لا درهم، قلنا من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم، يمنعون ذاك»؛ و هي اشارة واضحة الي أن الايرانيين سيحاصرون العراق حصارا شاملا؛ فلا يجبي اليه أي شي ء و هذا ما حدث. و روي الامام القرطبي في التذكرة أن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «لا تقوم الساعة حتي يمنع الفرس البصرة الماء»؛ و هي اشارة

واضحة [ صفحه 71] الي حصار الايرانيين للبصرة؛ و لعل المقصود: «بيمنعونها من الماء» أي يمنعونها من الخليج و هو ما حدث تماما. و ليس في ذكر كلمة «الفرس» اساءة الي الايرانيين بل بالعكس في ذلك أعظم التكريم لهم؛ فقد قال الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) فيهم [91] فيما رواه الحاكم: «أعظم الناس نصيبا في الاسلام أهل فارس»؛ و روي الديلمي أن الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «ان الله خيرتين من خلقه فخيرته من خلقه من العرب قريش و من العجم فارس»؛ و للحاكم في تاريخه عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم): «فارس عصبتنا أهل البيت»؛ و أورد الحاكم عن ابن عمر: «لو كان الايمان عند الثريا لذهب به رجل من أبناء فارس حتي يتناوله».

لماذا تحب مناصرة الجمهورية الاسلامية الايرانية

ان من المعروف لكل مسلم اليوم أن الصليبية العالمية بأساطيرها أصحبت لا تقنع أحدا كما و أن المسيحية نفسها منهج أخلاقي لا ينظم كل مجالات الحياة. و لذا فقد لجأت الصليبية العالمية بعد أن يئست من تنصير الشعوب و الهيمنة عليها الي أساليب عديدة للسيطرة علي هذه الشعوب كاتخاذ عملاء من الحكام و الأفراد و بعض وعاظ السلاطين و الذين يحاولون باسم التجديد و المسامحة و السلام و الادعاء بنبذ الارهاب الي طمس معالم الدين الاسلامي. ثم ابتداء الصليبيون علي يد عملائهم من الحكام الخونة و بمساعدتهم لجأوا الي ضرب بكل الحركات الاسلامية التحررية و الحكومات التقديمة؛ فضرب أمريكا لليبيا عام 1986 م و محاولتهم ضرب الجيش السوري في عام 1985 م و تهديدهم المستمر لايران، ثم اشعالهم لحرب الخليج علي يد العملاء الذين [ صفحه 72] أقنعوا صدام

حسين بالدخول في الحرب ثم دخول الفرنسيين و الأمريكان الي تشاد بجيوشهم الصليبية.. كل ذلك ليس بعيدا عن الأذهان و يدل بجلاء علي حقد هؤلاء الصليبيين و الذين لم يكفهم نهب خيرات البلاد الاسلامية أيام الاستعمار؛ و لا نهبها الآن باسم المساعدات؛ فحاولوا فرض سيطرتهم علي هذه الشعوب و لكن هيهات هيهات. أما الشرق الشيوعي الملحد فهو يدعي مناصرة الشعوب ضد الاستعمار ليخلوله الجو في السيطرة علي هذه الدول و مقدراتها و ها وجه السوفيت الانتهازي البشع و قد ظهر في احتلال أفغانستان و في السيطرة الفعلية علي جنوب اليمن. و الغرب و الشرق يحاولون تمزيق العالم الاسلامي لسبين، أولهما: خوف هذه الدول الكبري من الاسلام و عقدتهما التاريخية من الاسلام فنحن أمة ماضيها عظيم و عميق في الحضارة و لكن ما هو ماضي الأمريكا والسوفيت؟ و السبب الثاني: هو أن حكومات هذه الدول هي خلاصة الأفراد و الشعوب؛ و شعوبهم هي حثالة البشر ممن أقرب الي الحيوانات ممن يمارسون كل ما يأباه الضميرا الحي و الخلق؛ و لذا فهم يصدرون فسادهم الي دول العالم. والصليبية العالمية و الأمبريالية الروسية تعلم حق العلم اننا اذا اتحدنا فستكون لنا نفس السطوة القديمة و نفس الدور الرسالي الي كل العالم مما يعني نهاية سيطرتها الي الأبد؛ و لهذا يتحد الشرق و الغرب في عداء الاسلام. و وحدة المسلمين ليست ببعيدة فنحن ألف مليون مسلم نمتد من الصين الي المحيط يحكمنا كتاب واحد لا اختلاف في حرف واحد فيه. ان الثورة الاسلامية الايرانية هي طليعة الزخف الاسلامي المقدس و قد طرحت مبدأ الوحدة بين المسلمين و مبدأ نبذ كل تقاليد و عملاء الشرق و الغرب. [ صفحه 73]

ان البعث الاسلامي قد ابتدأ من ايران و علي المسلمين اليوم أن يعوا هذه الحقيقة و يتعاونوا مع الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل قيام الدولة الاسلامية الكبري. لقد استطاعات الجمهورية الاسلامية في عمرها القصيران أن تنجز ما لم تستطع كل الدول العربية و الاسلامية أن تقوم به طوال فترة ما بعد الاستقلال. فالجمهورية الاسلامية هي الدولة الوحيدة التي تمسك بالاصول الاسلامية و قدمتها للعالم في ثوب أصولي و عصري ملائم و رفضت الشرق و الغرب و تقاليد هما و مناهجهما المقبوحة. و الجمهورية الاسلامية الايرانية استطاعت تأسيس أول دولة الاسلامية تقوم علي الشوري و التناصح و علي أسس دينية أصلية، لأول مرة بعد الخلافة الراشدة. و الجمهورية الاسلامية هي الدولة الوحيدة التي تنادي بوحدة المسلمين علي أساس اسلامي لا عرقي و لا قومي و لا محوري. و الجمهورية الاسلامية الدولة الوحيدة التي نصرت المستضعفين في الأرض من المسلمين و دعمت كل حركات التحرر الاسلامية من عملاء الاستعمار و كلاء الاستكبار العالمي. و الجمهورية الاسلامية الايرانية هي الدولة الوحيدة تنادي بزوال اسرائيل النهائي و القائها في البحر و لم تعترف بها كبقية العرب. الجمهوري الاسلامية هي التي استطاعت أن تجبر الاتحاد السوفيتي علي التكفير الجاد بالانسحاب من أفغانستان و ذلك بدعملها المتواصل للثوار الأفغان في الوقت الذي يقف فيه كل العالم الاسلامي متفرجا. الجمهورية الاسلامية هي التي استطاعت أن توقف الغز و الاسرائيلي [ صفحه 74] المتكرر لجنوب لبنان بدعمها لحزب الله و جبهة أمل الشيعية و الحركات الوطنية البنانية. و الجمهورية الاسلامية هي التي حطمت الجيش العراقي المدعوم من الشرق و الغرب. و الجمهورية الاسلامية هي التي هزمت الجيوش الصليبية الغربية و علي رأسها أمريكا

في الخليج فلم تتمكن الأساطيل حتي من حماية نفسها. و الجمهورية الاسلامية هي التي استطاعت تصنيع الأسلحة الحديثة التي يقف العالم اليوم متحيرا أماوها و لا يتمكن الا من الزعم و الادعاء بأنها صينية أو أنها تم تهريبها من اسرائيل.. و أني لاسرائيل صناعة صاروخ يخرج من طهران فيدك دار حزب البعث في العراق؟. و أخيرا الجمهورية الاسلامية هي ذات المواقف الصلبه ضد الصليبيين و الشيوعيين.. و هي هيبتنا و مجدنا الذي ضاع في التاريخ. ان الثورة الاسلامية الايرانية تمثل في عالم اليوم جماعة المسلمين و قائدها هو امام المسلمين؛ و عليه فان الواجب علي كل مسلم دعم هذه الثورة بكل ما يملك و بكل ما تيسر له لأن الانحياز الي جماعة المسلمين واجب علي كل مسلم. و الواجب اليوم عي كل مسلم محاربة الغرب الصليبي والشرق الشيوعي؛ و رفض هذه القوي الاستكبارية الاستعمارية بصورة عملية و اعتبار رعاياها جواسيس و سفاراتها أو كار لنشر الفساد و الافساد ولدعم الحركات الانشقاقية المارقة ضد المسلمين. و الواجب علي كل مسلم مناصرة الجمهورية الاسلامية الايرانية في حربها المقدسة ضد المستعمرين حتي يتم انشاء الدولة الاسلامية الكبري و هي قادمة باذن الله؛ و كما نص علي ذلك رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). [ صفحه 75]

خاتمة

أيها القرآن الكريم: ما كان هدفنا من هذا الكتاب توجيه الكلام الي الذين ينشرون العداء لأهل البيت في العالم الاسلامي فهؤلاء سيبقون معادين لأهل البيت ما دامت مدرسة أهل البيت تدعو الي العدالة الاجتماعية و الي الثورة ضد الظالمين. ولكنا أردنا أن نقف بوجه هذا التشكيك تثبيتا لدعائم الوحدة بين المسلمين. و من أقدم العصور كان الابتعاد عن

أهل البيت هو سبب التفريق بين المسلمين فهذا هو الامام أبومحمد علي بن الحسين زين العابدين يقول: «ذهب آخرون الي التقصير في أمرنا و احتجوا بمتشابه القرآن فتأولوا بآرائهم و أتهموا مأثور الخبر فينا».. لالي أن قال: «فالي من يفزع خلق هذه الأمة و قد درست أعلام هذه المللة و دانت الأمة بالفرقة و الاختلاف يكفر بعضهم بعضا و الله تعالي يقول: (و لا تكونوا كالدين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات) فمن الموثوق به علي ابلاغ الحجة و تأويل الحكم الا أعدال الكتاب و أبناء أئمة الهدي و مصابيح الدجي الذين احتج الله بهم علي عباده؛ و لم يدع الخلق سدي من غير حجة هل تعرفونهم أو تجدونهم الا من فروع الشجرة المباركة و بقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و برأهم من الآفات و افترض مودتهم و في الكتاب؟». و دأب المفرقين اليوم كدأب المفرقين بالأمس يتخذون من محاربة أهل البيت وسلية لمحاربة الاسلام الصحيح البعيد عن الانحرافات و وسيلة لتشتيت المسلمين. [ صفحه 76] هذه واحدة. و المسألة الأخري اننا نعاني في السودان من مشاكل عديدة و علي رأسها المشكلة الاقتصادية و يعتقد البعض أننا لا نستطيع التغلب علي هذه المشكلة دون عن من هذا أو ذاك؛ و يعتقدون أننا لابد أمام هذا العون من أن نتنازل في بعض المسائل. أنا طبعا لي رأي آخر في طريق حل المشكلة الأقتصادية و لا أو من بقدرة المهونات علي حل هذه المشكلة و لكن بافتراض صحة ما يذهب اليه هؤلاء فهل هذه يعني أن نتنازل من كل قناعاتنا الفكرية ومقدساتنا و رموز وحدتنا الاسلامية؟. هذا لا يجوز أبدا

فهو مصادرة لاستقلالنا و هدر لأعظم رصيد لوحدتنا و طعن في مبدأ مقدس ترتكز عليه زعامتنا و هو مبدأ الولاء لآل بيت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). لقد كان موقفنا من حادثة الحرم مخزيا اذ أدنا المظلوم الذي التزم بمبادي ء الاسلام مما جعلنا نبدو في نظر كل الدول كدولة ضعيفة تدور في الفلك الأمريكي المشؤوم. من هنا فانني أدعو كل المخلصين من أبناء هذا الوطن الي اعلاء كلمة الوحدة و التفاهيم بين المسلمين عن طريق التركيز علي الاسس التي يشترك فيها كل المسلمين و الموقوف بوجه كل دعوة ضالة تريد أن تفرق الصفوف. و أدعو حكامنا و زعمائنا الي اعادة النظر في سياستهم و معرفة أن المستقبل للشعوب المسلمة المظلومة ترزح تحت نير الظلم و الاستعباد و الاستكبار العالمي؛ و أنها لن تنسي من كانوا معها و من كانوا يؤيدون سلاطينها أهل التجبر والطغيان. [ صفحه 77] ان الهجوم الشرس علي الشيعة بعد انتصار الاسلام في ايران ليس وراءه الا اهداف استكبارية عداونية تستهدف اطفاء جذوة الصحوة الاسلامية و بث اليأس في القلوب تجاه محاولة العودة الشاملة الي الاسلام. وهذا الهجوم الشرس لا يستفيد منه الا أعداء الاسلام و أصحاب الأهواء و حركات التنصير و المذاهب الهدامة. أدعو ثانية كل أصحاب الفكر و الهادف و الكلمة الملتزمة في السودان من العلماء و غيرهم أن ينهضوا بدورهم في لم شتات المسلمين بمختلف مذابهم فهذه البلد الكريم مؤهل للقيام بهذه المهمة أكثر من غيره. و آخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.

پاورقي

[1] قول الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسي الا أنه لا بني

بعدي»، ورد أيضا بألفاظ أخري و هو من الأحاديث المتواتره و قد رواه جماعة كثيرة من الصاحبة أكثر من عشرين صحابيا؛ و انظر صحيح البخاري كتاب المغازي باب عزوه تبوك؛ و صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضائل سيدنا علي بن أبي طالب و صحيح الترمذي الحديث رقم 3808 و مسند الامام أحمد الحديث رقم 1490 و سنن ابن ماجة الحديث رقم 115 و 121 و غيرها من كتب الحديث و السيرة و التاريخ.

[2] و هذا ما أخبر النبي عليا من انه لا يجبه الن مؤمن و لا يبغضه الا منافق، رواه عدد من الصحابة و كان ذلك شائعا في زمان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و روي عن أبي ذر و أبي سعيد الخدري و عبدالله بن عباس و جابر أنهم كانوا يعرفون المنافقين علي عهد رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) ببعضهم علي بن أبي طالب، راجع صحيح مسلم باب الدليل علي أن حب الأنصار و علي من الايمان و بغضهم من علامات النفاق و صحيح الترمذي باب مناقب علي و سنن النسائي باب علامة المؤمن وباب علامة المنافق من كتاب الايمان و خصائص النسائي ص 38 و مسند الامام أحمد 84/1 و 95 و 128.

[3] عدد الأئمة الاثني عشر يستند الي ما تواتر عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قوله:«لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش»، راجع صحيح مسلم باب الناس تبع لقريش من كتاب الامارة؛ و صحيح البخاري كتاب الأحكام و صحيح الترمذي باب ما جاء في الخلفاء من أبواب الفتن و سنن أبي داوود كتاب المهدي و

مسند الامام أحمد 86/5.

[4] مسألة المهدي المنتظر مسألة اسلامية أخبرها عنها رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و وردت عنه بالتواتر: «يظهر حين تمتلي ء الأرض ظلما وجورا فيملأها قسطا و عدلا و هو من ولد فاطمة»، تضافرت الأحاديث فيه و نقلها كتب الصحاح و السنن و المسانيد و كتب التاريخ و أفرد العلماء كتبا مستلقة عن المهدي لا يسعنا ذكرها، غير أنه مما يجدر ذكره أن جل المسلمين يعتقدون أن الامام الثاني عشر هو الامام المهدي و علي سبيل المثال القطب الشعراني أستاذ الصوفية في العصور المتأخرة ذكر في كتابه «اليواقيت و الجواهر في عقائد الأكابر» أن الامام المهدي هو الامام الغائب محمد بن الحسن العسكري المولود في سنة 255 ه-، انظرج 9 ص 147 من الكتاب المذكور.

[5] المراجعة 16 من الكتاب.

[6] راجع علي سبيل المثال الكتاب القيم عبدالله بن سبأ للعلامة مرتضي العسكري و كتاب «خمسون و مائة صحابي مختلق» للعلامة العسكري أيضا لتعرف مدي انتشار أكاذيب سيف في كتب التاريخ.

[7] أنظر تفسير الكشاف للزمخشرشي عند تفسير آية المودة من سورة الشوري.

[8] روي الحديث أيضا الثعلبي في تفسيره الكبير.

[9] صحيح مسلم المجلد الثاني ص (361 و 362) [

[10] الجزء الخامس من المسند ص 182 و ص 189.

[11] الجزء الثالث من المستدرك ص 148.

[12] الجزء الثالث من المستدرك ص 151.

[13] هو الحديث رقم 3819 من كنز العمال للأمام السيوطي و قد رواه الامام أحمد في مسنده و في كتاب مناقب سيدنا علي بن أبي طالب.

[14] أنظر هذا الحديث في كل السنن و التواريخ و علي سبيل المثال المستدرك للحاكم ج 3 فضائل سيدنا عمار بن ياسر.

[15] أنظر مقدمة سنن النساني م (1) ص

(ه).

[16] انظر كتاب «سبع رسائل مرغنية» رسالة بيان سند الطريقة.

[17] مناقب أبي حنيفة لا بن البزازي ج 1 ص 52.

[18] انظر كتاب تزيين الممالك بمناقب سيدنا الامام مالك للامام السيوطي في مقدمه المدونه، المجلد الأول ص (12 و 13).

[19] المستدرك للحاكم م 2 ص 598.

[20] صحيح مسلم م 2 ص 403.

[21] أنظر القصة في خصائص السيوطي ج 9 في فصل اخبار النبي (صلي الله عليه و سلم) بالمغيبات.

[22] أنظر موقف الهمدانيين مع الامام في صفين في كل التواريخ وبالتفصيل في كتاب «وقعة صفين» بشر بن مزاحم المنقري ص 274 و 437 و كيف قال لهم الامام:«أنتم درعي ورمحي».

[23] انظر فضائل في صحيح مسلم م 2 ص 414 و انظر قصة استشهادة مع الامام علي في صفين في المستدرك للحاكم م 2 ص 408.

[24] رواه النسائي في الخصائص العلوية (72) و رواه الامام أحمد في المسند ج 1 ص 119 و الحاكم في المستدرك ج 2 ص 109.

[25] أجرجه الترمذي (235/10) و الطبراني في الصغير (22/2) و الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ (523/2)، و رواه البخاري م 1 ج 2 ص 333.

[26] الأعراف الآية 142.

[27] سورة طه (25 الي 36).

[28] أنظر ص 155 من كتاب الاستاذ علي زين العابدين تاج الأولياء.

[29] الحاكم في المستدرك ج 2 ص 130 و قد أقرة الذهبي.

[30] منتخب الكنز المجلد الخامس من مسند الامام أحمد ص 30.

[31] المستدرك م 2 ص 129.

[32] صحيح مسلم ج 2 نووي ص 64؛ و الترمذي (10 ص 279) و النسائي في الخصائص ص 87؛ و ابن ماجة ص 114.

[33] أنظر تفصيل خصائص الامام علي يوم القيامة في ص 155 من كتاب تاج اولياء لأستاذنا الشيخ علي زين

العابدين.

[34] أنظر تاريخ الخلفاء للامام السيوطي ص 88.

[35] أنظر كل التواريخ الاسلامية و التي توضح مبايعة سيدنا علي لسيدنا أبي بكر بعد وفاة السيدة فاطمة؛ و اعتراض سيدنا العباس علي خلافة سيدنا أبي بكر؛ و أن بني هاشم لم يحضر واحد منهم السقيفة، بل و اعترف عمر بأن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقي الله المسلمين شرها.

[36] منتخب الكنز المجلد الثاني من المسند ص 346 و الحديث رواه ابن عساكر.

[37] نهج البلاغة ص 323.

[38] أنظر كتاب الشرف المؤيد لآل محمد للنبهائي.

[39] أنظر حواشي الامام العدوي الفقهية؛ و اما الشيعة فلا تقول بذلك.

[40] روي ابن مردوية أن هذه الآية نزلت في الائمة و شيعتهم.

[41] ابن حجر في الصواعق الفصل الاول من الباب 11

[42] ابن حجر في الصواعق الباب 11 من ص 90

[43] أئمة أهل البيت الأثني عشر لهم خصوصية معينه كذلك فوق كل الامة لمعرفة ذلك بالتفصيل أنظر كتاب الامام الطبري «دلائل الامامة»؛ و كتاب ابن الجوزي «مثير الغرام الساكن الي أشرف الأماكن» لتجد أن ما نقله أهل السنة من هؤلاء الائمة أعجب ممانقله الشيعة.

[44] أنظر صفات الامام المهدي المذكورة في أغلب السنن و الصحاح؛ و للسيوطي رسالة في الامام المهدي «أنظر كتابه الحاوي للفتاوي».

[45] مدارج السالكين م 2 ص 517.

[46] أنظر كتاب ابن تيميه «الفرقان بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان».

[47] أنظر عمل اليوم و الليلة ص 51.

[48] استغاثه الصحابة بالرسول واردة في كل كتب السنة و أنظر قصة عثمان بن حنيف في تاريخ البخاري؛و الترمذي و النسائي و ابن ماجة و البيهقي و الحاكم.

[49] ص 3 ع 1 من الكتاب المذكور.

[50] ج 1 ص 108.

[51] ج 1 ص 3.

[52] أنظر كتابه «اعتقادات الصدوق».

[53] للتأكد من براءة الشيعة من هذه الفرية أنظر كتاب الأستاذ لطف

الله الصافي «مع الخطيب في خطوطه العريضة» ص 37 و 38 و قد نقلنا منه ما تيسر لنا في هذا الباب.

[54] الاتقان في علوم القرآن للسيوطي ص 59.

[55] البخاري م 2 ص 348 من الجزء الرابع.

[56] البخاري م 2 ج 4 ص 312

[57] البخاري م 2 ج 4 ص 255.

[58] أنظر كتابه الدرر السنية في الرد علي الوهابية.

[59] أنظر مختصر تذكرة القرطبي ص 141 و الحديث رواه البخاري.

[60] أنظر كتاب تاريخ آل السعود لناصر الدين السعيد.

[61] أنظر مذكرات الجاسوس همفر ص 91.

[62] انظر كتاب التقلاوي (أحد زعمائهم) و الذي يدعوفيه الي هدم القبة الخضراء.

[63] تاريخ المملكة العربية السعودية ج 1 ص 51.

[64] تاريخ كربلاء (ص 174-172).

[65] أنظر صحيح مسلم المجلد الأول ص 588 ، 587 ، 586 ، 585

[66] ص 489.

[67] أنظر كتاب الله عقائد الامامية للشيخ محمد رضا المظفر ص 45.

[68] الحديث رواه الامام أحمد والطبراني و نصه: «لن ينفع حذر من قدر ولكن الدعاء ينفع مما نزل و مما نزل ينزل فعليكم بالدعاء عباد الله» انظر منتخب الكنز ص 63 المجلد الثاني من هامش مسند الامام أحمد.

[69] قال ابن تيمية في عقيدته الواسطية ص 401: «ان الله سبحانه فوق سماواته علي عرشه علي علي خلقه»؛ و قوله هذا في اثبات الجهة و الجسمية لله عزوجل.

[70] راجع مؤلفاته فلسفتنا و اقتصادنا.

[71] لمعرفة أن الاسلام اول من بشر بالعدالة الاجتماعية أنظر كتاب سيد قطب «العدالة الاجتماعية في الاسلام».

[72] أنظر رسالة التربة الحسينية.

[73] راجع الحديث في مختصر التذكرة للشعراني ص 154.

[74] راجع هذه الحديث في مختصر التذكرة للشعراني ص 154.

[75] راجع هذه الحديث في مختصر التذكرة للشعراني ص 154.

[76] راجع هذه الحديث في مختصر التذكرة للشعراني ص

154.

[77] مسند الامام أحمد المجلد الثاني ص 370.

[78] ، مختصر تذكرة القرطبي ص 147.

[79] مختصر تذكرة القرطبي ص 147.

[80] مختصر تذكرة القرطبي ص 147.

[81] مختصر تذكرة القرطبي ص 147.

[82] ص 146 من الكتاب المذكور و منتخب الكنزم 6 ص 29.

[83] دلائل النبوة للبيهقي و منتخب الكنزم 6 ص 29.

[84] منتخب الكنزم 6 ص 29.

[85] م 4 ص 464.

[86] م 4 ص 553.

[87] و من أعجب النبوءات قول الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) فيما رواه الامام أحمد في مسند المجلد الخامس ص 249: «لا تقوم الساعة حتي يتحول خيار أهل العراق الي الشام و يتحول شرار أهل الشام الي العراق»؛ ففي هذا الحديث اشارة الي الجوء عفلق و جماعته الي العراق و لجوء مجموعة كبيرة من علماء العراق الي الشام و مقرهم الان في سوريا مشهد السيدة زينب الكبري.

[88] م 6 منتخب الكنز ص 34.

[89] ج 2 ص 147.

[90] مختصر التذكرة ص 154.

[91] منتخب الكنز ص 305 المجلد الخامس من مسند الامام أحمد «باب: فضائل فارس».

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.