النصال الخارقة لنحور المارقة

اشارة

نوع: كتاب
پديدآور: حسيني آل مجدد شيرازي، حسن
عنوان و شرح مسئوليت: النصال الخارقة لنحور المارقة [منبع الكترونيكي] / تأليف حسن الحسيني آل المجدد الشيرازي
ناشر: موسسه تحقيقات و نشر معارف اهل البيت (ع)
توصيف ظاهري: 1 متن الكترونيكي: بايگاني HTML؛ داده هاي الكترونيكي (20 بايگاني: 49.8KB)
يادداشت: كتابنامه به صورت زيرنويس
موضوع: عقايد شيعه اماميه
لعن خلفاي بني اميه
لعن يزيد

المقدمة

الحمد لله محيي الحقّ وناصره، ومميت الباطل وقاهره، وصلّي الله وسلَّم علي سيّد أنبيائه ورسله، محمّدٍ الهادي إلي أقوم محاجّه وسُبُله، وعلي آله المطهَّرين من الاَدناس، المنزَّهين عن الاَقذار والاَرجاس، ولعنة الله علي أعدائهم الغاشمين الغُواة، الضالّين المضلّين الفجرة العُتاة. أمّا بعد: فإنّ طُغاماً من القوم المخالفين، ولئاماً من حُثالات المعاصرين والسالفين، قد تجرّأوا علي تصويب فعل يزيد، في قتله أبا عبد الله الحسين السبط الشهيد عليه السلام، فلا يرون جواز نسبة ذلك الفاجر إلي فسقٍ أو كبيرةٍ، بل ينزِّهونه عن كلّ جرمٍ وجريرةٍ، وهم مع ذلك يتولّونه ويحظرون التكلّم في عظائمه، ويوجبون الاِمساك عن لعنه والخوضِ في تفاصيل جرائمه، مع ما تواتر عنه من هتك حُرُمات الشريعة المطهَّرة، حتّي كاد يلحق بالضروريّات. [ صفحه 2] ويعتلّون لذلك بنحو قوله صلي الله عليه وآله وسلم: «لا تسبّوا الاَموات، فإنّهم قد أفضوا إلي ما قدّموا» [1] . ويقولون ـ مُضلِّلين ـ: ما يجديكم التكلّم في لعن يزيد وطَرْق هذا الباب، وقد أفضي إلي ما قدّم وهلك منذ قرون وأحقاب؟! فيقال لهؤلاء المخذولين: إنّ الحديث محلّه في غير كافرٍ ومتظاهرٍ بفسقٍ أو بدعةٍ، فلا يحرم سبّ هؤلاء ولا ذكرهم بشرٍّ؛ بقصد التحذير من طريقتهم والاقتداء بآثارهم ـ كما قال المُناوي الشافعي [2] . وجرو معاوية لم ينفكّ عن واحدة من هذه الخصال.. (فماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال) [3] .. ولله درّ من قال: ألعن اللعن إنْ لعنت يزيدا +++ انما اللعنُ عينُ ذاك اللعين وهذه رسالة ضمّنتها الاَدلّة القاطعة، والبراهين النيّرة الساطعة، الدالّة علي جواز لعن يزيد بن معاوية، أسكنهما الله في قعر الهاوية، والردّ علي من منع ذلك من جهلة المفتين، لينقطع منهم الدابر والوتين، إنّه سبحانه خير ناصرٍ ومعينٍ. وينبغي قبل الخوض في المقصود بيان أُمورٍ: [ صفحه 3]

حقيقة اللعن

قال الجوهريّ في الصحاح [4] : اللعن: الطرد والاِبعاد من الخير. وقال الزمخشري في أساس البلاغة [5] : لعنه أهله: طردوه وأبعدوه، وهو لعينٌ طريدٌ، وقد لعن الله إبليس: طرده من الجنّة وأبعده من جوار الملائكة، ولعنت الكلب والذئب: طردتهما. وقال الراغب [6] : اللعن: الطرد والاِبعاد علي سبيل السخط، وذلك من الله تعالي في الآخرة عقوبة، وفي الدنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه، ومن الاِنسان دعاء علي غيره. وقال ابن سيدة في المحكم [7] : لعنه الله يلعنه لعناً، عذّبه. وقال المحقّق الكركي رحمه الله في نفحات اللاهوت: إذا قيل: لعنه الله علي طريق الدعاء كان معناه طرده الله وأبعده من رحمته. قال: والمراد من الطرد والاِبعاد هنا نزول العقوبة والعذاب به، وحرمان الرحمة، وهو لازم المعني، وليس معني الغضب ببعيدٍ عنه، إذ المتعقَّل من غضب الله سبحانه فعل أثر الغضب، لا حصول الغضب الحقيقيّ الذي هو من توابع الاَجسام، فإنّ ذلك محال عليه تعالي. انتهي. [ صفحه 4]

مشروعية اللعن

لا ريب في مشروعيّة اللعن في الجملة، وإن اختلف العامّة في جواز لعن المعيَّن، وسيأتي بيان الحقّ فيه إن شاء الله تعالي. وقد دلّ الكتاب والسُنّة علي ذلك، قال الله تعالي: (أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) [8] . وقال سبحانه: (قل هل أُنبّئُكم بشرٍّ من ذلك مثوبةً عند الله من لعنه الله وغضب عليه) [9] .. الآية. وقال تبارك اسمه: (أولئك الّذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمي أبصارهم) [10] . وقال عزّ سلطانه: (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفّار نار جهنّم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم) [11] . وقال عزّ من قائل: (فأذّن مؤذّن بينهم أن لعنة الله علي الظالمين) [12] . وقال جلّ وعلا: (وإنّ عليك اللعنة إلي يوم الدين) [13] . [ صفحه 5] وقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: «لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها»، رواه أبو داود والحاكم عن ابن عمر [14] . وقال صلي الله عليه وآله وسلم: «لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم»، رواه أحمد والترمذي والحاكم عن أبي هريرة [15] ، والطبراني في المعجم الكبير عن أُمّ سلمة رضي الله عنها [16] . وقال صلي الله عليه وآله وسلم: «لعن الله الربا وآكله وموكله وكاتبه وشاهده وهم يعلمون، والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمّصة»، رواه الطبراني في المعجم الكبير عن ابن مسعود [17] . وقال صلي الله عليه وآله وسلم: «لعن الله المحلّل والمحلّل له»، رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن عليٍّ عليه السلام [18] ، والترمذي والنسائي عنه وعن ابن مسعود [19] ، ورواه الترمذيّ أيضاً عن جابر [20] . [ صفحه 6] وقال صلي الله عليه وآله وسلم: «لُعِن عبدُ الدينار، لُعِن عبدُ الدرهم»، رواه الترمذيّ عن أبي هريرة [21] . وقال صلي الله عليه وآله وسلم: «ستّة لعنتهم، لعنهم الله وكلّ نبيٍّ مجابٍ: الزائد في كتاب الله، والمكذّب بقدر الله تعالي، والمتسلّط بالجبروت فيعزّ بذلك من أذلّ الله ويذلّ من أعزّ الله، والمستحلّ لحرم الله، والمستحلّ من عترتي ما حرّم الله، والتارك لسُنّتي»، رواه الحاكم عن عائشة [22] . وغير ذلك ممّا لا يحصي كثرةً. وبالجملة: فلا يرتاب ذو تحصيلٍ في أنّ اللعن طاعةٌ يستحقّ عليها الثواب إذا وقع علي وجهه، وهو أن يلعن مستحقّ اللعنة تقرّباً إلي الله تعالي لا للعصبيّة والهوي، وقد يكون واجباً كما إذا قصد به البراءة من أعداء الله واقتصر عليه، وسيأتي الكلام في ذلك إن شاء الله تعالي. هذا، وإنّك لخبيرٌ بأنّ تلك الاَُمور التي استحقّ فاعلها اللعن ليست بأعظم من قتل الحسين عليه السلام وأصحابه، والرضا به، واستباحة المدينة، وهدم الكعبة وضربها بالمجانيق، إن لم تكن دونه، فإذا جاز اللعن هناك فليجز هنا أيضاً. بل الحقّ أنّ جوازه هنا بطريق أَوْلي، إذ لا رزيّة ولا مصيبة في الاِسلام أعظم ممّا وقع يوم عاشوراء بكربلاء، كما لا يخفي علي من أنار الله بصيرته، وطهَّر من الخبث سريرته. فإنْ قال قائل: قد ورد النهي عن كون المؤمن لعّاناً في قوله صلي الله عليه وآله وسلم: [ صفحه 7] «لا تكونوا لعّانين» وقوله صلي الله عليه وآله وسلم: «لا ينبغي لصدّيقٍ أنْ يكون لعّاناً» [23] . قلنا: هذا وارد في النهي عن اتّخاذ اللعن خُلُقاً بسبب المبالغة فيه والاِفراط في ارتكابه بحيث ينجرّ إلي أن يلعن اللعّان من لا يستحقّ اللعن - كما حكي ذلك ابن الجوزيّ عن خطّ القاضي أبي الحسين محمّد بن أبي يعلي بن الفرّاء [24] . وليس فيه النهي عن لعن المستحقّين، وإلاّ لقال صلي الله عليه وآله وسلم: لا تكونوا لاعنين، ولا ينبغي لصدّيقٍ أن يكون لاعناً، فإنّ بينهما [25] فرقاً يعلمه من أحاط بدقائق تصاريف لسان العرب. وأمّا نهي عليٍّ عليه السلام أصحابه عن لعن أهل الشام، فإنّه عليه السلام كان يرجو إسلامهم ورجوعهم إليه، كما هو شأن الرئيس المشفق علي الرعيّة، ولذلك قال عليه السلام: «قولوا: اللّهمّ أصلح ذات بيننا وبينهم». وهذا قريب من قول الله تعالي في قصّة فرعون: (فقولا له قولاً ليّناً) [26] ، كذا قال أصحابنا رحمهم الله تعالي [27] . وقال ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي في (شرح النهج) [28] : الذي كرهه عليه السلام منهم أنّهم كانوا يشتمون أهل الشام، ولم يكن يكره منهم لعنهم [ صفحه 8] إيّاهم والبذاءة منهم. انتهي. وله في هذا المقام كلام ينبغي لروّاد الحقائق الوقوف عليه [29] ، والله الموفّق والمستعان.

الصفات المقتضية للعن

اشاره

قال الغزّاليّ في (الاِحياء) [30] : الصفات المقتضية للّعن ثلاثة: الكفر والبدعة والفسق. وقال الشيخ الاِمام المحقّق الكركي رحمه الله تعالي في (النفحات) [31] : لا ريب أنّ اللعن من الله تعالي هو الطرد والاِبعاد من الرحمة، وإنزال العقوبة بالمكلَّف، وكلّ فعلٍ أو قولٍ اقتضي نزول العقوبة بالمكلَّف من فسقٍ أو كفرٍ فهو مقتضٍ لجواز اللعن، ويدلّ عليه قوله تعالي في القاتل: (وغضب الله عليه ولعنه) [32] ، وقوله تعالي: (والخامسة أنّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين) [33] رتّب اللعن علي الكذب، وهو إنّما يقتضي الفسق، وكذا قوله تعالي: (والخامسة أنّ غضب الله عليها إن كان من الصادقين) [34] رتّب الغضب علي صدقه في كونها زنت، والزنا ليس بكفر. وقوله تعالي: (ألا لعنة الله علي الظالمين) [35] أي علي كلّ ظالم، [ صفحه 9] لاَنّ الجمع المعرَّف للعموم، والفاسق ظالم لنفسه كما يرشد إليه قوله تعالي: (فمنهم ظالم لنفسه) [36] حيث جعله سبحانه قسيماً للمقتصد وقسيماً للسابق بالخيرات. قال رحمه الله: ولا ريب أنّ الكبائر مجوّزةٌ للّعن، لاَنّ الكبيرة مقتضيةٌ لاستحقاق الذمّ والعقاب في الدنيا والآخرة، وهو معني اللعن. وأمّا الصغائر فإنّها تقع مكفَّرةً لقوله تعالي: (الّذين يجتنبون كبائر الاِثمِ والفواحشَ إلاّ اللَمَم) [37] فقد فُسّر بصغائر الذنوب، فلهذا لا ينقص إيمان فاعلها، ولا تردّ شهادته، ولا تسقط عدالته. نعم، لو أصرّ عليها أُلحقت بالكبائر، وصار اللعن بها سائغاً. انتهي كلامه رحمه الله.

جواز لعن يزيد من الكتاب

إذا تمهّد هذا فلنشرع في تقرير ما دلّ علي جواز لعن يزيد بن معاوية ـ لعنهما الله تعالي ـ من الكتاب والسُنّة بحول الله وقوّته. أمّا الكتاب العزيز: 1 ـ فقوله تعالي: (فهل عسيتم إن تولّيتم أن تفسدوا في الاَرض وتقطّعوا أرحامكم - أولئك الّذين لعنهم الله..) [38] .. الآية. استدلّ به الاِمام أحمد بن حنبل علي لعن يزيد، كما حكاه أبو الفرج ابن الجوزيّ في الردّ علي المتعصّب العنيد المانع من ذمّ يزيد، عن القاضي أبي يعلي محمّد بن الحسين بن الفرّاء، إذ روي في كتابه المعتمد [ صفحه 10] في الاَُصول بإسناده عن صالح بن أحمد، قال: قلت لاَبي: إنّ قوماً ينسبوننا إلي توالي يزيد. فقال: يا بُنيّ! وهل يتوالي يزيد أحد يؤمن بالله؟! فقلت: لِمَ لا تلعنه؟! فقال: ومتي رأيتني ألعن شيئاً؟! لِمَ لا يُلعن من لعنه الله في كتابه؟! فقلت: وأين لعن الله يزيد في كتابه؟! فقرأ: (فهل عسيتم..) ـ الآية، فهل يكون فساد أعظم من القتل [39] . وفي رواية: يا بُنيّ! ما أقول في رجلٍ لعنه الله في كتابه؟! 2 ـ وقوله تعالي: (والّذين... ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الاَرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) [40] . قال الاِمام أحمد: وأيُّ قطيعةٍ أفظع من قطيعته صلي الله عليه وآله وسلم في ابن بنته الزهراء ـ كما حكاه الشبراويّ في (الاِتحاف) [41] . 3 ـ وقوله تعالي: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناكَ إلاّ فتنةً للناس والشجرةَ الملعونةَ في القرآن) [42] . أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في (الدلائل) وابن عساكر عن سعيد بن المسيّب، قال: رأي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بني أُميّة علي المنابر، فساءه ذلك [43] . [ صفحه 11] قال الفخر الرازي: وهذا قول ابن عبّاس في رواية عطاء [44] . وأخرج ابن أبي حاتمٍ عن يعلي بن مرّة، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: «أُريت بني أُميّة علي منابر الاَرض، وسيتملّكونكم فتجدونهم أرباب سوء»، واهتمّ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لذلك، فأنزل الله (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلاّ فتنةً للناس) [45] . وأخرج ابن مردويه نحوه عن الحسين بن عليّ عليهما السلام [46] . قلت: ولا ريب أنّ يزيد داخل في الملعونين من بني أُميّة دخولاً أَوّليّاً. قال ابن حجر الهيتميّ المكيّ في تطهير الجنان واللسان [47] : صحّ أنّه صلي الله عليه وآله وسلم رأي ثلاثة منهم ـ يعني بني الحكم بن أبي العاص ـ ينزون علي منبره نزو القردة، فغاظه ذلك وما ضحك بعده إلي أن توفّاه الله سبحانه وتعالي. قال: ولعلّه هؤلاء ويزيد بن معاوية، فإنّه من أقبحهم وأفسقهم، بل قال جماعة من الاَئمّة بكفره. انتهي. 4 ـ وقوله تعالي: (إنّ الّذين يؤذونَ اللهَ ورسولَهُ لعنهمُ اللهُ في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مُهيناً) [48] . فمن ذا الذي يشكّ في أنّ قتل الحسين عليه السلام وجماعةٍ من آل الرسول صلي الله عليه وآله وسلم، وسبي الذرّيّة الطاهرة علي أقتاب الجمال، وضرب الثنايا الشريفة بالقضيب، وغير ذلك ممّا يذوب الفؤاد بذكره، إيذاءٌ [ صفحه 12] لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وعليٍّ وفاطمة عليهما السلام ومحاربة لهم؟! ـ مع ما قد فرض الله من مودّتهم وأوجب علي العباد من محبّتهم ـ. وما أحسن قول عمر الهيتي في ذلك [49] . بأيّةِ آيةٍ يأتي يزيد ++ غداةَ صحائف الاَعمال تُتْلا وقام رسول ربّ العالمين يتلو +++ وقد صمت جميع الخلق ـ: (قل لا) يعني قوله تعالي: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربي) [50] . أمّا النبيّ صلي الله عليه وآله وسلم فالحسين عليه السلام منه، كما قال صلي الله عليه وآله وسلم: «حسينٌ منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسينٌ سبطٌ من الاَسباط»، رواه الترمذي وابن ماجة، والبخاري في الاَدب المفرد، وأحمد والحاكم [51] . وأمّا عليّ وفاطمة عليهما السلام فذلك معلوم بالضرورة والوجدان، وقد قال صلي الله عليه وآله وسلم: «من آذي عليّاً فقد آذاني»، رواه أحمد، والبخاري في (تاريخه) وابن حبّان في (صحيحه)، وابن مندة، والحاكم في (المستدرك) [52] . وقال صلي الله عليه وآله وسلم لفاطمة عليها السلام: «إنّ الله يغضب لغضبك ويرضي لرضاك»، [ صفحه 13] رواه الحاكم عن عليّ عليه السلام وأبو يعلي والطبرانيّ، وأبو نعيم في فضائل الصحابة [53] . وقال صلي الله عليه وآله وسلم: «فاطمة بضعة منّي، فمن أغضبها أغضبني»، رواه البخاريّ ومسلم والترمذيّ والحاكم [54] . قال الشريف السمهوديّ [55] ومعلوم أنّ أولادها بضعة منها، فيكونون بواسطتها بضعة منه صلي الله عليه وآله وسلم. انتهي. وقال الحافظ ابن حجر [56] فيه تحريم أذي من يتأذّي المصطفي صلي الله عليه وآله وسلم بتأذّيه، فكلّ من وقع منه في حقّ فاطمة 3 شيء تأذّت به فالنبيّ صلي الله عليه وآله وسلم يتأذّي به بشهادة هذا الخبر. قال: ولا شيء أعظم من إدخال الاَذي عليها من قِبَل ولدها، ولهذا عُرف بالاستقراء معاجلة من تعاطي ذلك بالعقوبة (ولعذاب الآخرة أشدّ) [57] انتهي. قلت: ويلحق بذلك وجه إلزاميّ، وهو أنّ يزيد ـ لعنه الله ـ آذي الصحابة بقتل الحسين عليه السلام، وإيذاء كلّ واحدٍ منهم إيذاء للنبيّ صلي الله عليه وآله وسلم ـ عند القوم ـ [ صفحه 14] ولا خلاف في أنّ إيذاءه صلي الله عليه وآله وسلم موجب لاستحقاق اللعن. أمّا الصغري فظاهرة، وأمّا الكبري فقد أخرج الترمذيّ في (سننه) [58] عن عبد الله بن مغفّل، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: «الله الله في أصحابي، الله الله في أصحابي، لا تتّخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبّهم فبحبّي أحبّهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذي الله، ومن آذي الله فيوشك أن يأخذه». 5 ـ وقوله تعالي: (وعَدَ اللهُ المنافقين والمنافقاتِ والكفّارَ نارَ جهنّم خالدين فيها هي حسبهمْ ولعنهمُ اللهُ ولهمْ عذابٌ مقيمٌ) [59] . وقد كان اللعين منافقاً ظاهر النفاق، دلّت علي ذلك أقواله وأفعاله وأحواله. فقد اشتهر عنه أنّه لمّا جاءه رأس الحسين عليه السلام جمع أهل الشام وجعل ينكت رأسه بالخيزران وينشد أبيات ابن الزبعري المشهورة: ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا ++ جزع الخزرج من وقع الاَسلْ فأهلّوا واستهلّوا فرحاً ++ ثمّ قالوا: يا يزيد لا تشلْ قد قتلنا القرم من ساداتهم ++ وعدلناه ببدرٍ فاعتدلْ [60] . قال الاِمام أحمد ـ في ما حكاه عنه القاضي أبو يعلي في كتاب [ صفحه 15] الوجهين والروايتين ـ: إن صحّ ذلك عن يزيد فقد فسق [61] . وزاد فيها بيتين مشتملين علي صريح الكفر، وهما قوله ـ فضّ الله فاه ـ: لست من خندف إن لم أنتقم ++ من بني أحمد ما كان فعلْ لعبت هاشم بالملك فلا ++ خبر جاء ولا وحي نزلْ قال مجاهد [62] نافق. وقال الزهريّ: لمّا جاءت الرؤوس كان يزيد في منظره علي جيرون، فأنشد لنفسه: لمّا بدت تلك الحمول وأشرقت ++ تلك الشموس علي رُبي جيرونِ نعب الغراب فقلت صِحْ أو لا تصح ++ فلقد قضيت من الغريم ديوني [63] . وإلي ذلك أشار عبد الباقي العمري في الباقيات الصالحات [64] بقوله: نقطع في تكفيره إن صحّ ما ++ قال للغُراب لمّا نعبا قال ابن عقيل ـ من الحنابلة ـ: وممّا يدلّ علي كفره وزندقته فضلاً عن سبّه ولعنه أشعاره التي أفصح بها بالاِلحاد، وأبان عن خبث الضمائر وسوء الاعتقاد، فمنها قوله في قصيدته التي أوّلها: عُليّة هاتي أعلني وترنّمي ++ بذلك أنّي لا أُحبّ التناجيا حديث أبي سفيان قدماً سما بها ++ إلي أُحدٍ حتّي أقام البواكيا ألا هاتِ فاسقيني علي ذاك قهوة ++ تخيّرها العنسي كرماً وشاميا [ صفحه 16] إذا ما نظرنا في أُمور قديمة ++ وجدنا حلالاً شربها متواليا وإن متّ يا أُمّ الاَُحيمر فانكحي ++ ولا تأملي بعد الفراق تلاقيا فإنّ الذي حُدّثت عن يوم بعثنا ++ أحاديث طسم تجعل القلب ساهيا ولا بُدّ لي من أن أزور محمّداً ++ بمشمولةٍ صفراء تروي عظاميا [65] . وممّا يُعزي إليه، قوله: معشر الندمان قوموا ++ واسمعوا صوت الاَغاني واشربوا كأس مدام ++ واتركوا ذِكر المغاني أشغلتني نغمة العيدان ++ عن صوت الاَذانِ وتعوّضت عن الحور ++ خموراً في الدنانِ ومنها قوله: ولو لم يمسّ الاَرض فاضل بردها ++ لَما كان عندي مسحة في التيمّم وذكر ابن أبي الدنيا أنّه لمّا نكت بالقضيب ثنايا الحسين عليه السلام أنشد لحصين بن الحمام المرّي: صبرنا وكان الصبر منّا سجيّة ++ بأسيافنا تفرين هاماً ومعصما نفلقن هاماً من رؤوس أحبّة ++ إلينا وهم كانوا أعقّ وأظلما [66] . قال مجاهد: نافق فيها، ثمّ والله ما بقي في عسكره أحد إلاّ تركه، أي عابه وسبّه. قال ابن أبي الدنيا: وكان عنده أبو برزة الاَسلميّ، فقال له: يا يزيد! ارفع قضيبك، فوالله لطالما رأيت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقبّل ثناياه [67] . [ صفحه 17] وهذا كلّه كفر بواح، ونفاق صراح، وإنكار للرسالة والبعث والمعاد، وتناهٍ في ضروب الزندقة والاِلحاد. وقد أجمع أصحابنا الاِماميّة ـ أعلي الله كلمتهم ـ تبعاً لاَئمّة العترة الطاهرة علي كفره وخروجه عن ربقة الاِسلام، وقطع بذلك بعض أئمّة الجمهور ـ كما تقدّم ويأتي إنْ شاء الله تعالي ـ. 6 ـ وقوله تعالي: (فأذّن مؤذّنٌ بينهم أنْ لعنةُ الله علي الظالمين) [68] . ويزيد ظالم غشوم بلا شبهة، فيشمله اللعن الوارد في الآية، بل هو من أتمّ مصاديق الظالم، والله العالم. وقد تبيّن لك ـ بما قرّرنا ـ أنّ الآيات بإطلاقها وعمومها تدلّ علي جواز لعن هذا اللعين وأضرابه من الفاسقين، كما ذهب إليه الاِمام أحمد وغيره من جهابذة المحقّقين.

جواز لعن يزيد من السنة

هذا، وقد دلّت السُنّة المطهّرة أيضاً علي جواز لعن يزيد - لعنه الله ـ وهي أحاديث: منها: قوله صلي الله عليه وآله وسلم لعليٍّ وفاطمة والحسنين عليهم السلام: «أنا حرب لمن حاربكم، وسلْم لمن سالمكم». أخرجه الاِمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة [69] ، وروي الترمذي عن زيد بن أرقم: «أنا حرب لمن حاربتم، وسلْم لمن سالمتم» [70] . وقد دلّ الحديث علي أنّ محاربة الحسين عليه السلام محاربة لجدّه [ صفحه 18] المصطفي صلي الله عليه وآله وسلم، وهو كفر بالاِجماع، فيكون فاعله مستحقّاً للّعن والعذاب الاَليم. ومنها: قوله صلي الله عليه وآله وسلم: «ستّة لعنتهم، لعنهم الله وكلّ نبيّ مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذّب بقدر الله تعالي، والمتسلّط بالجبروت فيعزّ من أذلّ الله ويذلّ من أعزّ الله، والمستحلّ لحرم الله، والمستحلّ من عترتي ما حرّم الله، والتارك لسُنّتي»، رواه الحاكم عن عائشة [71] . قال المُناوي في قوله صلي الله عليه وآله وسلم «والمستحلّ من عترتي ما حرّم الله»: يعني من فعل بأقاربي ما لا يجوز فعله من إيذائهم أو ترك تعظيمهم، فإن اعتقد حلّه فكافر، وإلاّ فمذنب. قال: وخصّ الحرم والعترة باللعن لتأكّد حقّ الحرم والعترة وعظم قدرهما بإضافتهما إلي الله وإلي رسوله صلي الله عليه وآله وسلم. [72] انتهي. قلت: لا يرتاب من كان له مثقال حبّة من خردلٍ من إنصاف في أنّ يزيد ومن خرج لقتال الحسين عليه السلام إنّما استحلّوا منه ما حرّم الله، فهم كفرة بمقتضي هذا الحديث، وعلي فرض التنزّل فإنّهم فسقة مذنبون، فاللعن مسجّل عليهم علي كلا التقديرين، والله تعالي أعلم. ومنها: قوله صلي الله عليه وآله وسلم: «من أخاف أهل المدينة أخافه الله عزّ وجلّ، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً [ صفحه 19] ولا عدلاً»، رواه أحمد ومسلم [73] . وأخرج الطبراني [74] من حديث السائب بن خلاّد عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، قال: «اللّهمّ من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخِفْه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً»، ورواه الطبراني أيضاً في الاَوسط والكبير عن عبادة بن الصامت بإسناد جيّد ـ كما قال الحافظ المنذري [75] . وأخرج الطبرانيّ في المعجم الكبير عن عبد الله بن عمرو، أنّ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال: «من آذي أهل المدينة آذاه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منه صرف ولا عدل» [76] . قال الاِمام أحمد: أليس قد أخاف أهل المدينة؟! [77] . قلت: لا خلاف أنّ يزيد ـ لعنه الله ـ أخاف أهل المدينة وظلمهم وآذاهم، وذلك في وقعة الحرّة، وما أدراك ما وقعة الحرّة! ذكرها الحسن البصريّ مرّة فقال: والله ما كاد ينجو منهم، قتل فيها خلق من الصحابة ومن غيرهم. [ صفحه 20] وحكي المدائنيّ في كتاب الحَرّة عن الزهريّ، قال: كان القتلي يوم الحرّة سبعمائةٍ من وجوه الناس من قريشٍ والاَنصار والمهاجرين ووجوه الموالي، وأمّا من لم يُعرف من عبدٍ أو حرٍّ أو امرأةٍ فعشرة آلاف، وخاض الناس في الدماء حتّي وصلت الدماء إلي قبر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وامتلاَت الروضة والمسجد. قال مجاهد: التجأ الناس إلي حُجرة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ومنبره والسيف يعمل فيهم. انتهي [78] . وأُبيحت المدينة أيّاماً بأمر يزيد لعنه الله ـ كما قال الحافظ ابن حجر [79] ـ وبطلت الجماعة من المسجد النبويّ أيّاماً، واختفت أهل المدينة أيّاماً، فلم يمكن أحداً دخول مسجدها حتّي دخلته الكلاب والذئاب وبالت علي منبره صلي الله عليه وآله وسلم، وافتضّ فيها نحو ألف بِكْرٍ، وحمل فيها من النساء اللاّتي لا أزواج لهنّ نحوٌ من ألف امرأة، وقيل: عشرة آلاف امرأة، وكان الرجل بعد ذلك إذا زوّج ابنته لا يضمن بكارتها، ويقول: لعلّها افتضّت في وقعة الحرّة. ولم يرض مسلم بن عقبة المرّي - أمير ذلك الجيش ـ إلاّ بأن يبايعوه ليزيد علي أنّهم خَوَلٌ له، إن شاء باع وإن شاء أعتق، فذكر له بعضهم البيعة علي كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وآله وسلم فضرب عنقه. ثمّ سار الجيش إلي قتال ابن الزبير، فرموا الكعبة بالمنجنيق وأحرقوها بالنار. فأيّ شيءٍ أعظم من هذه العظائم الموبقة التي وقعت في إمرته ناشئةً.

پاورقي

[1] أخرجه عن عائشة أحمد في مسنده 6:180، والبخاري في صحيحه 2:214 ح 148، والنسائي في سننه 4:53.
[2] فيض القدير 6:329.
[3] سورة يونس 10: 32.
[4] الصحاح 6:2196 مادّة «لعن».
[5] أساس البلاغة: 567 مادّة «لعن».
[6] مفردات الراغب: 471 مادّة «لعن».
[7] نفحات اللاهوت: 42 ـ 43.
[8] سورة الرعد 13: 25.
[9] سورة المائدة 5: 60. [
[10] سورة محمّد 47: 23.
[11] سورة التوبة 9: 68.
[12] سورة الاَعراف 7: 44.
[13] سورة الحجر 15: 35.
[14] سنن أبي داود 3:324 ح 3674، المستدرك علي الصحيحين 2:37 ح 2235.
[15] مسند أحمد 2:387 ـ 388، المستدرك علي الصحيحين 4:115 ح 7067، سنن الترمذي 3:622 ح 1336؛ وفيه: لعن رسول الله (صلي الله عليه و آله وسلم) الراشي والمرتشي في الحكم.
[16] المعجم الكبير 23:398 ح 951.
[17] الجامع الصغير 2/ 406ح 7256.
[18] مسند أحمد 1:78 مقتضب من الحديث؛ وفيه: «لعن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم... الحديث»، سنن أبي داود 2:234 ح 2076 و2077، سنن الترمذي 3:427 ح 1119، سنن ابن ماجة 1:622 ح 1935؛ وفيه: قال: «لعن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم... الحديث».
[19] سنن الترمذي 3:428 ح 1120، سنن النسائي 6:149 مقتضب من الحديث؛ وفيه: «لعن رسول الله (صلي الله عليه و آله وسلم)... الحديث».
[20] سنن الترمذي 3:428 ذيل ح 1119.
[21] سنن الترمذي 4:507 ح 2375.
[22] المستدرك علي الصحيحين 1:91 ح 102.
[23] صحيح مسلم باب النهي عن لعن الدوابّ وغيرها 4:2005 ح 2097، سنن البيهقي 10:193.
[24] الردّ علي المتعصّب العنيد: 19.
[25] أي بين وزن «فاعل» ووزن «فعّال».
[26] سورة طه 20: 44.
[27] نفحات اللاهوت: 44، رياض السالكين: 545، المحجّة البيضاء 5:222.
[28] شرح نهج البلاغة 11:21.
[29] شرح نهج البلاغة 11:22 ـ 23.
[30] إحياء علوم الدين 3:106.
[31] نفحات اللاهوت: 44 ـ 45.
[32] سورة النساء 4: 93.
[33] سورة النور 24: 7.
[34] سورة النور 24: 9.
[35] سورة هود 11: 18.
[36] سورة فاطر 35: 32.
[37] سورة النجم 53: 32.
[38] سورة محمّد 47: 22 و23.
[39] الردّ علي المتعصّب العنيد: 16 ـ 17.
[40] سورة الرعد 13: 25.
[41] الاِتحاف بحبّ الاَشراف: 64.
[42] سورة الاِسراء 17: 60.
[43] الدرّ المنثور 4:191.
[44] تفسير الفخر الرازي 10:238.
[45] الدرّ المنثور 4:191.
[46] الدرّ المنثور 4:191.
[47] تطهير الجنان واللسان: 53.
[48] سورة الاَحزاب 33: 57.
[49] روح المعاني 25:31.
[50] سورة الشوري 42: 23.
[51] سنن الترمذي 5:617 ح 3775، سنن ابن ماجة 1:51 ح 144، مسند أحمد 4:172، المستدرك علي الصحيحين 3:194 ح 4820، الاَدب المفرد: باب معانقة الصبي، فضائل الخمسة 3:321، الجامع الصغير بشرح المناوي 3:387.
[52] مسند أحمد 3:483، تاريخ البخاري 6:306 رقم 2482، صحيح ابن حبان 9:39، المستدرك علي الصحيحين 3:131 ح 4619.
[53] المستدرك علي الصحيحين 3:167 ح 4730، المعجم الكبير 1:108 ح 182 و22:401 ح 1001، فضائل الصحابة.
[54] صحيح البخاري 5:92 ح 209، فتح الباري 7:98 ح 3714، صحيح مسلم 7:141، سنن الترمذي 5:655 ح 3867 و656 ح 3869، المستدرك علي الصحيحين 3:172 و173 ح 4747 و4750 و4751.
[55] فيض القدير 4:421.
[56] فيض القدير 4:421.
[57] سورة طه 20: 127.
[58] سنن الترمذي 5:653 ح 3854.
[59] سورة التوبة 9: 68.
[60] مجاهراً بكفره ومظهراً لشركه:..، ثمّ قال الطبري ـ بعد ذكر الاَبيات ـ: هذا هو المروق من الدين، وقول مَن لا يرجع إلي الله ولا إلي دينه ولا إلي كتابه ولا إلي رسوله، ولا يؤمن بالله ولا بما جاء من عند الله.
[61] تذكرة الخواصّ: 261.
[62] تذكرة الخواصّ: 261، البداية والنهاية 8:154، الاِتحاف بحبّ الاَشراف: 57.
[63] تذكرة الخواصّ: 235 و261.
[64] الباقيات الصالحات: 17.
[65] تذكرة الخواصّ: 290 ـ 291.
[66] الردّ علي المتعصّب العنيد: 45 ـ 47.
[67] الردّ علي المتعصّب العنيد: 47 ـ 48، تذكرة الخواصّ: 262.
[68] سورة الاَعراف 7: 44.
[69] مسند أحمد 2:442.
[70] سنن الترمذي 5:656 ح 3870.
[71] المستدرك علي الصحيحين 2:572 ح 3941، مجمع الزوائد 1:176، فضائل الخمسة 3:349 ـ 350.
[72] فيض القدير 4:96.
[73] مسند أحمد 4:55 و56، صحيح مسلم 4:114 و115، مجمع الزوائد 3:306.
[74] المعجم الكبير 7:144 ح 6636، مجمع الزوائد 3:307، كنز العمّال 12:246 ح 34884، علل الحديث - لاَبي حاتم الرازي ـ: 787 و2605، الترغيب والترهيب 2:233 ـ 235.
[75] الترغيب والترهيب 2:232، المعجم الاَوسط ح 3613.
[76] الترغيب والترهيب 2:241.
[77] الردّ علي المتعصّب العنيد: 61.
[78] الردّ علي المتعصّب العنيد: 55، تذكرة الخواصّ: 289.
[79] فتح الباري 13:75، تهذيب التهذيب 6:227، الاِتحاف بحبّ الاَشراف: 65 ـ 66.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.