اصولية الإمامة

اشارة

مولف:خليفه عبيد الكلباني العماني
ناشر:دارالحجة البيضاء

المقدمه

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاه والسلام علي محمد واله الطاهرين. وبعد فان هذه سلسله كتبها الأخ العزيز الشيخ خليفه بن عبيد الكلباني العماني تتعلق بالمسائل الخلافيه التي تختلف حولها نظرات المذاهب الإسلاميه عموما والتي كانت مثارا للحوار و لم تزل كذلك... وقد راعي المؤلف أن تكون ميسره لمختلف المستويات بعيده عن التعقيد والإطاله، ومع ذلك فانه جعلها مذيله بالمصادرالتاريخيه والحديثيه التي اعتمدها أهل السنه دين ما تفرد به اتباع أهل البيت (ع) حتي تكون بالغه الحجه، قويه الدلاله... هذا وقد جاءت هذه المقالات نتيجه تجريه عاشها المصنف وبذل فيها طاقته ووفق لأن يفتح للنورطريقا فيستضيءمن كان يبحث عنه. وفي هذا الكتيب يسلط المصنف الضوء علي أصوليّه الإمامه بأسلوب مبسط بديع نرجو لأن ينال إعجاب القالي، وليسرح القاري عن نفسه حجاب التعصب وليسرع الخطي حتي يصل للحقيقه وينجو بها... الناشر [ صفحه 3] بسم الله الرحمن الرحيم بعد أن انتهيت من الحديث عن مبدأ التشيع وبيّنت بأن خط التشيع هو خط أهل البيت وهو الخط الإسلامي الصحيح وقلت بأن ما عند الشيعه هوالأمر الذي عبَّدنا به الشارع المقدس بالأدله الشرعيه. وعلي هذا فلا بد وأن أبين المسائل الخلافيه بيننا وبين غيرنا من المذاهب ومن هذه المسائل مسأله أصوليه الإمامه وما هو الدليل عليها؟

هل الإمامه من أصول الدين

الجواب: أقول نعم هي من الأصول، ولكن هل هي من أصول الدين أو أصول المذهب؟ [ صفحه 4]

لماذا هذا التفريق بين أصول الدين وأصول المذهب

الجواب: هذا التفريق وضعه علماء المذهب لأجل الآخرين فإن الأكثر ربما لم يصله الدليل أو أنه وصله ولم يقتنع به فلا نريد أن نحمله تبعات ترك الاعتقاد بالإمامه للوازم الخطره المترتبه علي هذه المسأله ومن هنا قلنا إنها من أصول المذهب فنحن قد وصلنا الدليل وهو واضح لنا كل الوضوح.

وما هي تلك الأدله، نقل الأدلة علي أصولية الإمامية

الجواب: أقول إنَّ الإمامه من الأصول كما أن النبوه من الأصول فكذلك الإمامه، لأن الغرض الذي من أجله أرسلت الرسل والأنبياء (حسب قاعده اللطف). وهي أن الله عز وجل خلق الخلائق من أجل هدف وهو الوصول للكمالات والابتعاد عن الانحراف وبما أن مرحله وجود الأنبياء متقطعه وغير مستمره والمده بين كل نبي وأخر فتره طويله واذا علمنا بأن النبي محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله وسلم هو خاتم الأنبياء والرسل فلابد في هذه الفتره من إتمام الغرض. (وهو الوصول إلي الكمالات والابتعاد عن الانحراف وهذا الغرض لا يحصل إلا بقياده مختاره من الله سبحانه وتعالي وعارفه بما يريد الله ومعصومه من الزلل). [ صفحه 5]

لماذا هذه الشروط الثلاثه (الاختيار من الله وكونه معصوما عارفا بالأحكام)

الجواب: أقول لورجعنا إلي الأعراف البشريه فإننا نجد أن كل حاكم لأي قِطْر ودوله علي وجه الأرض فإنه من آجل تنظيم دولته، حكومه وشعبًا فإنه يسن ويشرع مجموعه من القوانين والتشريعات الملزمه والتي ينبغي علي أتباعه أتباع تلك التشريعات وبما أن الشعب لا يمكنه أن يتصل بالحاكم ليتعرف علي هذه القوانين والتشريعات فإن الحاكم في هذه الحاله يختارمن شعبه الشخص الجدير الفاهم لتوصيل هذه التشريعات للشعب ولايوكل الأمرلأي واحد من أبناء الشعب. سؤال: عرفنا لماذا الاختيار ولكن لماذا العصمه والمعرفه؟ الجواب: أقول عرفنا الهدف، فلو فرضنا أن هذا الشخص المعين كان جاهلا أو حتي لو فرضنا انه كان عارفا ولكن معرفه اجتهاده جزئيه فعلي هذا فسوف يعطي العباد مجموعه من الأحكام الخاطئه غير الصحيحه فبدلا [ صفحه 6] من أن يوصلهم بإلله فسوف يبعدهم عن المطالب الإلهيه فينتفي الغرض الذي من أجله يتم إرسال الرسل. وكذلك القول في العصمه فإذا فرضنا أنه غير معصوم فاحتمال إتباعه للشيطان والهوي أمر واقع فلو حصل شيء من هذا فهل يجب علي العباد إتباعه أومخالفته؟ فإتباعه في مثل هذا لا يجوزمن باب لا طاعه لمخلوق في معصيه الخالق ومخالفته يولد انشقاقاً في الأمه فماذا نفعل؟ وعليه: قلنا بالعصمه دفعا لهذه الأمور. هناسؤال: في هذا الزمان الذي تقولون بأن الإمام المعين هو المهدي ولكنه غير موجود ولا يمكنه أن يوصل الأحكام إلي الأمه فماذا تقولون في الجواب؟ الجواب: أقول أنه عندما نصل إلي الإمام الثاني عشر سوف نبين ذلك ولكن وباختصار أقول: بأن الانتفاع من الإمام لم يعدم نهائيًا فنحن نعتقد بوجوده ومشاركته للأمه ولكن لا نعرفه بشخصه فهو له وجود وحضوربين الأمه، نعم حرمنا من فوائده المطلقه وهذا من باب العقاب لنا من قبل السماء لأننا نحن الذين تسببنا في هذه الغيبه وهذا الأمر قد حصل في الأمم السابقه حيث غاب عنهم أنبياؤهم في بعض الفترات عقوبه لهم. [ صفحه 7]

لماذا أنتم دون غيركم من المذاهب تقولون باصوليه الإمامة

الجواب: أقول نعم نحن تميزنا عن غيرنا بهذا القول لأجل الدليل الذي مر عليك عقلاً وبقي أن نثبته كتابًا وسنه، ولكن لو تركنا القول الذي تميزنا به عن غيرنا ورجعنا إلي مجال العمل والتطبيق فإننا سوف نجد كل المذاهب تتعامل مع الإمامه معامله خاصه غير تلك المعامله المختصه بالفروع فعلي سبيل المثال لو وقع اختلاف في ثبوت الهلال وعدمه ووجوب الجهاد وعدمه وحكم من يترك بعض الفروع فإنهم يرجعون هذا الاختلاف إلي الاجتهاد وأن الاختلاف حق مشروع إذا كان مرجعه إلي الاجتهاد ولكن هلم بنا لنقرأ كلامهم في الخروج علي الحاكم أو عدم طاعته لتري كيف يتعاملون مع الإمامه فإنهم يقولون بوجوب طاعه الحاكم أو الخليفه طاعه مطلقه ولا يجوزمخالفته والرد عليه والخروج عنه والخارج عليه يجوزقتله إذا لم يرجع. فمثلاً نقرأ قول الشيخ سعد الذين يقول: «وقد ظهر الفسق واشتهر الجورفي الأئمه والأمراء بعد الخلفاء الراشدين، والسلف كانوا ينقادون لهم ويقيمون الجمع والأعياد بإذنهم ولا يرون الخروج عليهم» [1] . ويقول الماوردي: «ففرض علينا طاعه أولي الأمر فينا وهم [ صفحه 8] الأئمه المتآمرون علينا» [2] . ويقول ابن خلدون: «ويجب علي الخلق جميعًا طاعته لقوله تعالي وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» [3] . ويقول أحمد بن حنبل: «السمع والطاعه للأئمه وأمير المؤمنين، البر والفاجر ومن ولي الخلافه فأجمع الناس ورضوا به ومن غلبهم بالسيف، وسمي أمير المؤمنين، والغزو ماضي مع الأمراء إلي يوم القيامه، البر والفاجر، واقامه الحدود إلي الأئمه، وليس لأحد أن يطعن عليهم وينازعهم... الخ» [4] . ويقول أيضًا «ومن خرج علي إمام من أئمه المسلمين وقد كان الناس قد اجتمعوا عليه وأقروا له بالخلافه باي وجه من الوجوه، كان بالرضاء أو الغلبه فقد شق الخارج عصا المسلمين وخالف الآثارعن رسول الله صلي الله عليه و اله وسلم فإن مات الخارج عليه، مات ميته جاهليه» [5] . فلماذا لم يعامل معامله المجتهد ونقول بانه ماجور بدلا أن نحكم عليه بالقتل وميتته ميته جاهليه إلا أن تكون الإمامه تختلف عن الفروع وأنها ليست بفرع. ولقد قال الأمام الأشعري من جمله ما عليه أهل الحديث [ صفحه 9] والسنه: «ويرون العيد والجمعه والجماعه خلف كل إمام بر وفاجر. إلي أن قال: ويرون الدعاء لأئمه المسلمين بالصلاح، ولا يخرجوا عليهم بالسيف، وأن لايقاتلوا في الفتن» [6] . وكذلك قال الإمام أبو اليسر محمد بن عبدالكريم البزودي: «الإمام إذا جار أو فسق لا ينعزل عند أصحاب أبي حنيفه بأجمعهم وهو المذهب المرضي» [7] . وقال الأمام أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني وأصحاب الحديث: «لا ينخلع بهذه الأمورولا يجب الخروج عليه بل يجب وعظه وتخويفه وترك طاعته في شئ مما يدعوا إليه من معاصي الله إذ إحتجوا في ذلك بأخباركثيره متضافره عن النبي صلي الله عليه واله وسلم وعن أصحابه في وجوب طاعه الأئمه وان جاروا واستأثروا بالأموال» [8] . وقال الشيخ نجم الدين أبي حفص عمر بن محمد النسفي في العقائد النسفيه: «ولا ينزل الإمام بالفسق والجورويجوز الصلاه خلف كل بر و فاجر وعلله الشارح التفتازاني بقوله: لأنه قد ظهر الفسق واشتهر الجورمن الأئمه والأمراء بعد الخلفاء الراشدين، والسلف كانوا ينقادون لهم ويقيمون الجمع والأعياد بإذنهم ولا يرون الخروج عليهم». فمن أراد أن يتتبع كلمات الأعلام عند غيرنا يجد أن المسأله واضحه وأنهم يتعاملون مع الإمامه علي أنها أمر غير شخصي اجتهادي، [ صفحه 10] وانما هو أمر كلي إلهي لا يجوز الاجتهاد الانفرادي فيه، ومن فعل فلا يعذر وانما يستتاب، وان رفض يقتل، ويعتبرون ميتته ميته جاهليه لأنه مات بغير إمام. فتبين أن هذا القول ليس بقولنا فقط وسوف يتبين لك فيما ياتي بشكل أوسع حيث صرحوا بان مسأله الإمامه مساله إلهيه التعيين وهوالمصرح به عند الشيعه.

ما هو دليلكم من الكتاب إن كان هناك دليل

اشاره

الجواب: اقول لدينا أدله متعدده وللاختصارناخذ بعضًا منها:

قوله تعالي: (وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الارض خليفه قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إِني أعلم ما لا تعلمون)

البقره الآيه 30. والمستفاد من هذه مجمومه أمورهي: الأمر الأول: أن الجعل من الله ومن مختصاته سبحانه وتعالي ومن شئونه [ صفحه 11] حيث قال سبحانه وتعالي أني جاعل فنسب الجعل إليه سبحانه وتعالي وذلك لعلمه بالمصالح والمفاسد التي لا يدركها المخلوق وليس فقط الإنسان ومن هنا نجد الرد منه سبحانه وتعالي علي الملائكه إني أعلم ما لا تعلمون وعليه فأي اختيارمن غير الله ومن دون الله يعتبر اختيارا غير صحيح لعدم إدراك المخلوقين لخفايا الأمور. الأمرالثاني: هذا أن الجعل مستمر علي طول المسيره و في كل الأزمنه من آدم إلي يوم القيامه أستفيد هذا القول عقلاً ولغه. أمّا من ناحيه العقل فغرض المولي من جعل آدم علي نبينا وعليه السلام لم يكن غرضا محدودا بفتره زمنيه محدده وانما غرضه سبحانه وتعالي أن يجعل في الأرض خليفه ولا تخلو الأرض من خليفه له طوال الفتره الزمنيه الممتده من آدم إلي يوم القيامه، وآدم هو فرد من هذه الخلافه الطويله، فلو قلنا أنها مخصوصه بآدم الذي تواجد في فتره قصيره وقصيره جدًا من عمر الإنسانيه فإنه لا يتحقق الهدف المراد، ولأجل تحقق الهدف فلا بد من القول باستمرار تواجد الخليفه المجعول والمعين من قبل المولي سبحانه وتعالي. وأما لغويًا فلقد ذكر السيد الأستاذ الحيدري في كتابه (مدخل إلي الإمامه) ما نصه: «أن هذا الخليفه أرضي، وهو موجود في كل زمان، والدال علي ذلك قوله (جاعل) لأن الجمله الاسميه، وكون الخبر علي صيغه (فاعل) التي بمنزله الفعل المضارع، تفيد الدوام والاستمرار، مضافًا إلي أن الجعل في اللغه، كما يقول الراغب في المفردات، له استعمالات متعدده [ صفحه 12] ومنها (تصيير الشيء علي حاله دون حاله)» [9] . وهذا ما أكده جمله من المفسرين، كالرازي في التفسير الكبير [10] والآلوسي في روح المعاني [11] وعندما يقارن هذا الجعل بما يناظره من الموارد في القرآن الكريم نجد أنه يفيد معني السنه الإلهيه كقوله تعالي: (جَعَلَ لَكَُم مِمَّا خََلََق ظِللاً) [12] و (وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِن نُورًا) [13] ونحوها. انتهي كلامه دام ظله. الأمرالثالث: الذي يستفاد من الآيه أن هذا الخليفه من جنس الإنسان لكي يكون قدوه وأسوه لغيره لأنه لو كان من جنس آخر لما صلح لذلك ولسوف يحتج المخالف من البشر باني لا أستطيع ان أقوم بما يقوم به هذا الخليفه للاختلاف بيننا في القدرات فمن هنا كان هذا الخليفه من صنف/ سنخ البشريه. الأمر الرابع: المستفاد من الآيه أن هذا الخليفه يتمتع بالصفتين اللتين ذكرتهما في بدايه البحث ألا وهما العلميه والعصمه وذلك مستفاد من قوله تعالي: (وَعَلَّمَءَادَمَ الأسماءَ كُلَّها) [14] وقوله تعالي: (قَالَ يادَمُ أنبِئهُم بِأسمَائِهم) [15] فمن هنا ثبت للملائكه أن هذا المخلوق يفضلهم بالعلم [ صفحه 13] والواقعي وأنهم لا يصلون إلي مستواه وادراكاته. ونستفيد العصمه من قوله تعالي: (قَالُوا أتَجعَلُ فِيهَا مَن يُفسِدُ فيها و يسفك الدماء) [16] فإذا كان خوف الملائكه من الإفساد في الأرض، والإفساد لا يكون إلا من الظلمه ولذلك قالوا للمولي سبحانه وتعالي: (وَ نَحنُ نُسَبّحُ بِحَمدِكَ وَنقَدِّسُ لَكَ) [17] . أي أننا لو كنا نحن في هذا المنصب لن يحدث الفساد لأننا من الصالحين فكان الجواب منه سبحانه وتعالي لهم أني أعلم مالا تعلمون بتقدير أي تخافوا من هذا الأمر فانا أعلم بمن أجعله في هذا المنصب وأنه في أعلي درجات الإيمان.

قوله تعالي (وإِذ ابتلي إبراهيم ربه، بكلمت فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظلمين)

اشاره

البقره الآيه 124. فإننا نجد النقاط التي ذكرتها في الآيه السابقه تتكرر هنا فنجد أن الجعل من الله سبحانه وتعالي فهو الذي جعل آدم (ع) وبقيه الرسل والأنبياء وهو الذي جعل إبراهيم (ع) وللأسباب نفسها التي ذكرتها حول آدم (ع). [ صفحه 14] وأننا نجد الاستمرار هنا أيضًا بقوله سبحانه وتعالي: (إِنِّي جَا عِلَُكَ) حيث أن هذه الجمله تفيد الاستمرار. وتتأكد هنا بدعاء أبراهيم (ع) حيث قال: (وَمِن ذُريتي) فلو أنه لم يعلم ولم يعرف باستمراريه النبوه والإمامه في الأرض لما طلب ذلك من الله. ونعلم أيضًا بان الله وعد باستجابه الدعاء من المؤمنين فلا بد أنه استجاب دعوه ابراهيم (ع) ولكن بقيد عدم إعطاء الإمامه للظلمه من ذريته وهنا يبرز شرط العصمه بوضوح تام، وعلي هذا يثبت لنا أن الجعل لايكون من الناس وانما يكون منه وحده سبحانه وتعالي. سؤال:

ما هو قولكم في هذه الآية (و جعلناهم أئمة يدعون إلي النار و يوم القيامة لا ينصرون)

ولكن هذا الكلام يوقعكم في إشكال كبير وحاصله أنكم إذا تمسكتم بآيات الجعل هنا فاننا نجد آيات بهذا المعني ولكن الجعل يختلف هنا لأن المجعول هو إمام ليس للمؤمنين وإنما أئمه يدعون إلي النار؟ مثال علي ذلك هذه الآيات: (وَجَعَلنهُم أئِمه يَدعُونََ إِلَي [ صفحه 15] اَلنًَّارِ وَيَؤمَ اَلقِيمَهِ لَا يُنصرونََ) [18] . فاقول في الجواب علي هذه المسأله يجب علينا أن نرجع للوراء نوعًا ما لنسأل هذا السؤال هل نجوّز الظلم علي الله سبحانه وتعالي؟ قطعًا سوف يكون الجواب بالنفي أي بنفي الظلم عنه سبحانه وتعالي واثبات العدل إليه جل وعلا وعلي هذا الجواب.

و هو أن التعيين لمنصب النبوه والإمامه والخلافه من الله، سبحانه وتعالي هل هذا التعيين بالاستحقاق أو بغير استحقاقه

وبمعني أدق أن الذين أختارهم الله لهذه المهام هل يستحقون هذه المناصب أم لا؟ فقطعًا الجواب سوف يكون نعم أنهم نالوا ذلك بالاستحقاق حيث أنهم ترفعوا عن حطام الدنيا وارتبطوا بالله ذلك الارتباط الخاص [ صفحه 16] الوثيق فكان حقهم وجزاؤهم الطبيعي أن يجعلهم في هذه المواقع والا للزم الظلم عليه وهو مستحيل وكذلك في أئمه الظلال والظلم والجور فهم اختاروا واستحقوا هذا الموقع حيث أنهم اختاروا بإرادتهم السيئه هذا الطريق إلا وهو البعد عن الله سبحانه وتعالي وسنوا الظلم والجور في البلاد والعباد فجعلهم الله في هذا الموقع الاستحقاقي الذي اختاروه هم. مع ملاحظه: أن هناك اختلاف في الجعلين. حيث أن الجعل الأول هو جعل للافراد من قبل، فالله جعل هذا الفرد ممثلاً له وخليفه عنه لقياده العباد إلي الله والي السعاده وأما الجعل في أئمه الجوروأنهم أئمهَ لقياده الناس إلي النارفإن المراد أن الله جعل مبدأ أولئك الأشخاص الظلمه طريقا وسببا للدخول إلي الناروعليه فإن هؤلاء الظلمه أصبحوا قاده بهذا المبدأ الذي سنُّوه يقودون الناس به إلي الجحيم مع ترك الاختيارللبشريه في اختيار أي المبدأين مبدأ الخير الذي يدعوا إليه أهل الإصلاح ويوصل إلي الجنه والمبدأ الثاني مبدأ الشر الذي يدعوا إليه أهل الجوروالظلم والفساد.

قوله تعالي (يا أيهاالذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله و الرسول إن كنتم تومنون بالله و اليوم الآخر، ذلك خير و آحسن تأويلا)

قوله تعالي: (يَأيها الَّذِينَءَإمَنُؤأ أطِيعُوأ اللَّهَ وَأطِيعُوأ الرَّسُِولَ وَأولي لأمرِ مِنكُم فإِن تَنزَعتُم فِي شَئءٍ فَرُدُّوهُ إِلَي اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتم تُؤمِنُونَ بِاللَّهِ واليوم الأخِر ذَلِكَ خَير وَأحسَنُ تَأَويلاً) [19] . [ صفحه 17] فهذه الآيه القرآنيه الكريمه حسمت موضوع القياده حيث جعلت الحاكميه بعيده عن الاختيار وأنه أمر لا يتعلق بالبشر وانما هو أمر يتعلق بالمولي سبحانه وتعالي فهو الآمر، وهذا الأمر لا يتعلق بمجموعه دون أخري وانمأ هو أمر عام مفروض علي كل مؤمن وعلي مجموع الأمه، وأن هذه الطاعه المفروضه طاعه مطلقه لا تختص بجهه دنيويه وانما الأساس فيها الحاكميه والمرجعيه الدينيه حيث قال سبحانه وتعالي: (فَإِن تَنَزَعتُم فِي شيءٍ فَرُدُّوهُ إِلَي اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتم تُؤمِنونَ بِاَللَّهِ واليوم الأَخِر فإننا نجد أن الله يربط الأمر المختلف فيه بألإيمان (إِن كُنتم تُؤمِنونَ بِاَللَّهِ وَاليَوم الأخر) فعدم الرد إلي الله والرسول وأولي الأمر يعتبر نقضًا للإيمان. فالنتيجه أن عدم الرد يعتبر خللا في العقيده وفي الطاعه فلا بد وأن يكون الإتباع والانصياع لله وللرسول وأولي الأمر أكبر من مسأله فروع واجتهاد. حيث أننا نجد في آيه أخري أن أمر بالرجوع للرسول ولأولي الأمر حيث يقول سبحانه وتعالي: (وإذَا جَاءهُم أمر من الأمن او الخوف أذَاعُوأ بِهِ وََلَو رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ و الي أولِي اَلأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَستَنبِطُونَهُ، مِنهم وَ لَولَا فَضل اللَّهِ عَلََيكم وَرَحمَتُهُ، لاتَّبَعتُمُ الشيطَن إِلا قََليلا) [20] . فتبين لنا أن الإرجاع في كلا الآيتين هو إلي الرسول والي أولي [ صفحه 18] الأمر وهذا يستبطن الاعتقاد بأن زمن أولي الأمر غير زمان الرسول، وألا ففي زمن الرسول فالرد إلي الرسول ولا يرد إلي غيره مهما كان. وعلي هذا فإننا سوف نستكشف من هاتين الآيتين ثلاث نقاط، أي أن أولي الأمر يتمتعون بصفات ثلاث هي كما يلي: الصفه الأولي: الصمه: حيث أنه طلب منا الطاعه المطلقه لهم وعدم جوازالمخالفه وهذا الأمر لا يتم أبدًا إلا إذا قلنا بعصمه أولي الأمر وألا لو لم نقل بعصمتهم وقلنا بجواز المعصيه عليهم فسوف تصبح الأمه بين خيارين لا ثالث لهما وهما: الطاعه أوالمعصيه. وبمعني أوضح إما أن نعصيهم وأما أن نطيعهم ولكن كلا هذين الخيارين قد نهانا الشارع عنهما لأن المخالفه لهم أمر يخالف الطاعه المطلقه حيث أننا أمرنا بطاعتهم طاعه مطلقه غير مقيده بأي قيد كان فلا تجوز إذًا المخالفه وقد نُهينا أيضًا عن الركون للظلمه وعدم طاعه العاصي وعدم طاعه المكذب ولا المسرفين حيث قال سبحانه وتعالي: (وَلَا تُطِع مَن أغفَلنَا قَلبَهُ،) [21] ، (فَلَا تُطِعِ المُكََذِّبِينَ) [22] ، (وَلَا تُطِع مِنهمءَاثِمًا أوكَفُورًا) [23] ، (وََلَا تُطِيعو أمر المُسرِفِينَ - اَلَّذِينَ يُفسِدُوَنَ فِي الأَرضِ ولَا يُصلِحُونَ) [24] ، (وَلَا تَركَنُوا إِلَي الَّذِينَ ظَلَمُوأ فتََمَسَّكُمُ النار [25] فلابد من [ صفحه 19] القول بالعصمه ولا مجال لغير ذلك علي الإطلاق وسوف ياتي مزيد من التفصيل عند الكلام حوله العصمه. الصفه الثائيه: العالميه. أي كونهم علماء عارفين بالمسائل معرفه تأمه ولأجل ذلك أَمرنا سبحانه وتعالي بالرجوع إليهم في ما نختلف فيه من المسائل مطلقًا أي في جميع الأموروتكفل هو سبحانه وتعالي وأخبرنا بان أولي الأمر المذكورين سوف يبينون لكم ما اختلفتم فيه، فلو أنهم جهال وغير ملمين بالعلوم كلها لما تم هذا الإرجاع المطلق إليهم. الصفه الثالثه: الاستمراريه. من هذه الآيات يتضح الاستمرار لهؤلاء الاشخاص الذين هم أولي الأمر، لأن الخطاب في كلا الآيتين غير مخصص بزمان وبأقوام وانما هو أمر مطلق من عهد النبي صلي الله عليه وآله وسلم إلي يوم القيامه فلو أننا نحن في هذا الزمان اختلفنا في شيء فالخطاب متوجه إلينا أن نرده إلي أولي الأمر لكي يبينوا لنا الأمر المختلف فيه وهذا يقتضي وجودهم في كل زمان ومكان ولكي يتسني للأمه الرجوع إليهم. وهذا الكلام لا يتم في الحكام والسلاطين لأنهم لا يفقهون شيئا من العلوم الدينيه وهذا ما سوف يتبين بوضوح تام عندما نتكلم عن الأخباروالروايات إن شاء الله تعالي. [ صفحه 20]

وهل هناك دليل من السنه المطهره

الجواب: نعم. ولعل من أوضح الواضحات في المقام حديث الثقلين، هذا الحديث المبارك، وسوف أعود وأستدل بهذا الحديث أيضًا مره ثانيه عندما أتكلم عن النص علي الإمامه وفي من هي وسوف أطرحه هنا بشكل وبثوب وأطرحه هناك بثوب آخرمغاير.

ما هو هذا الحديث

الجواب: إليك نصوص الحديث، قال النبي (ص): ((أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربي فاجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدي والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث علي كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي، اذكركم الله فيأهل بيتي» [26] . وفي خبر آخر عنه (ص) أنه قال: «يا أيها الناس، أني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي» [27] . وفي لفظ آخر مروٍ عن زيد بن أرقم وأبي سعيد قالا: «قال رسول الله (ص) إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما [ صفحه 21] أعظم من الاخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» [28] . وفي لفظ آخرعن علي (ع) عن النبي (ص)... قال؟ «وقد تركت ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، سببه بيده، وسببه بأيديكم، وأهل بيتي» [29] . ونقله البوصيري عن زيد بن ثابت، قال: «قال رسول الله (ص): إني تارك معكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: «كتاب الله وعترتي، وانهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» [30] . وعن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال: «إني أوشك أدعي فأجيب، واني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض، وعترتي أهل بيتي، وأن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض فانظروا بم تخلفوني فيهما» [31] . [ صفحه 22] وعن زيد بن أرقم، قال: «قال رسول الله (ص): إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وأنهما لن يتفرقا حتي يردا علي الحوض» [32] . وعن زيد بن أرقم+ قال: «نزل رسول الله (ص) بين مكه والمدينه عند شجرات خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت الشجرات، ثم راح رسول الله (ص) عشيه فصلي، ثم قام خطيبًا، فحمد الله وأثني عليه وذكر ووعظ ما شاء الله أن يقول، ثم قال: أيها الناس، إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي» [33] وعن زيد بن أرقم أيضًا قال: «لمارجع رسول الله (ص) من حجه الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن، فقال: كاني دعيت فاجبت: إني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» [34] . [ صفحه 23] وهذا الحديث ثابت مصحح ولقد صححه مجموعه من الأعلام منهم الحاكم حيث قال السيوطي في الخصائص الكبري: وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن زيد بن أرقم أن النبي (ص) قال: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي» انتهي [35] . وصححه الذهبي كما في تلخيص المستدرك [36] ، وصحّحه الألباني كما في صحيح الجامع الصغير [37] فالروايه لا إشكال فيها من ناحيه السند. وقال ابن حجر: ومن ثم صح أنه (ص) قال: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي» [38] . وقد ذكر الألباني هذا الحديث في سلسلته الصحيحه، وخرج بعض طرقه وأسانيده والصحيحه والحسنه وذكر بعض شواهده وحسنها فوصف من ضعف هذا الحديث بنه حديث عهد بصناعه الحديث وأنه قصر تقصيرًا فاحشَا في تحقيق الكلام عليه وأنه فاته كثيرُ من الطرق والأسانيد التي هي بذاتها صحيحه أوحسنه فضلاً عن الشواهد والمتابعات وأنه لم يلتفت إلي أقوال المصححين للحديث من العلماء إذ اقتصر في تخريجه علي بعض المصادر المطبوعه المتداوله دين غيرها فوقع في هذا [ صفحه 24] الخطأ الفادح في تضعيف الحديث الصحيح [39] . وبهذا نثبت هذا الحديث وسوف أعيده في الأعداد القادمه بصيغه أخري وأما الآن فابين الاستدلال بالحديث علي أصوليه الإمامه.

البحث في حديث الآخر كتاب الله و سنتي

قبل البحث عن الأستدلال أقول علي فرض صحه هذا الخبر فأنه يكون معارضا لحديث آخر مفاده أن الرسول [ص] قال إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي فما هو الجواب؟ الجواب: أقول أوّلاً: إنه لا مجال هنا أن تقول علي فرض صحه الخبر الأول الكتاب والعتره لأني بينت لك مصادره ومن صححه من العلماء وقبل الحكم بالمعارضه ينبغي علينا البحث في حديث كتاب الله وسنتي من الناحيه السنديه ومن ثم البحث في الدلاله ومن ثم المعارضه إن وجدت. أما رواه الحديث فقد أخرجه جماعه من علماء إخوتنا أبناء المذاهب الأخري ولكن بعد المتابعه والتدقيق تبين ضعف الطرق المذكوره وهي ثلاثه طرق وقد أغنانا السقاف عن المشكله إذ أنه جزاه الله خيرًا قام بمهمه البحث السندي. [ صفحه 25] وها أنا ذا أثبته من كتاب وركبت السفينه لمروان خليفات: الحديث تركت فيكم ما أن تمسكتم بهما فلن تضلوا أبدًا كتاب الله وسنتي غير صحيح نعم هومشهور بين العامه ويكرّره خطباء المساجد في خطبهم ولكن هذا لا يعني صحته فرب مشهورلا أصل له وعلماء أهل السنه أنفسهم يطعنون به. واذا نظرنا إلي متن الحديث وجدناه لا يستقيم، فكيف يقول الرسول (ص) تركت فيكم... كتاب الله وسنتي والسنه غير مجموعه؟ا واذا قال النبي (ص) هذا فيستلزم حفظ السنه من الضياع كما هو حال القران، ولكننا وجدنا أن الكثير من السنه اندرس وفي هذا خير دليل علي أن النبي (ص) لم يقل الحديث السابق.. ونحن نترك الكلام لاثنين من علماء أهل السنه، لنري قيمه الحديث العلميه. قال أحمد سعد حمدون في تخريجه للحديث المذكور (سند ضعيف) فيه (صالح بن موسي الطلحي)، قال فيه الذهبي (ضعيف) وقال يحيي (ليس بشيء ولا يكتب حديثه)، وقال البخاري (منكر الحديث) وقال النسائي (متروك) أسد حيدر [40] . وفصل المحدث الحسن بن علي السقاف الشافعي الكلام حول سند الحديث فقال (سئلت عن حديث) (تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله و...) هل الحديث الصحيح بلفظ (عترتي وأهل بيتي) أوهوبلفظ (سنتي) نرجو توضيح ذلك من جهه الحديث وسنده؟ [ صفحه 26] الجواب: الحديث الثابت الصحيح هو بلفظ (وأهل بيتي) والروايه التي فيها لفظ (سنتي) باطله من ناحيه السند والمتن ونوضح هنا إن شاء الله تعالي قضيه السند لأن السؤال وقع بها، فنقول: روي الحديث مسلم في صحيحه عن سيدنا زيد ابن أرقم قال:«قام رسول الله (ص) يومًا فينا خطيبًا بماءيدعي خمًا بين مكه والمدينه فحمد الله فأثني عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشريوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدي والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث علي كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي» [41] . هذا لفظ مسلم، ورواه أيضًا بهذا اللفظ الذارمي في سننه [42] بإسناد صحيح كالشمس وغيرهما وأما لفظ وسنتي فلا أشك بأنه موضوع لضعف سنده ووهائه ولعوامل أمويه أثرت في ذلك. واليك إسناده ومتنه: روي الحاكم في المستدرك [43] الحديث بإسناده من طريق ابن أبي أويس عن أبيه عن ثور ابن زيد الديلي عن عكرمه عن ابن عباس وفيه: «يا أيها الناس إلي قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدًا كتاب الله وسنه نبيه (ص)». [ صفحه 27] وأقول في سنده ابن أبي أويس وأبوه قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال [44] في ترجمه الابن- ابن أبي أويس-. وأنقل قول من جرحه قال: معاويه بن صالح عن يحيي ابن معين أبو أويس وابنه ضعيفان وعن يحيي بن معين- أيضًا- ابن أبي أويس وأبوه يسرقان الحديث وعن يحيي- أيضًا- مخلط يكذب ليس بشئ. وقال أبو حاتم محله الصدق مغفلاً وقال: النسائي ضعيف وقال النسائي في موضع آخر ليس بثقه وقال أبو القاسم اللألكاني بالغ النسالي في الكلام عليه إلي أن يؤدي إلي تركه وقال أبو أحمد أبن عدي وابن أبي أويس هذا روي عن خاله مالك أحاديث غرائب لا يتابعه أحد عليه قلت قال الحافظ بن حجر في مقدمه فتح الباري [45] عن ابن أبي أويس هذا: (و علي هذا لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره) قال الحافظ السيد أحمد بن ا لصديق [46] . وقال سلمه بن شبيب سمعت إسماعيل ابن أبي أويس يقول: ربما كنت أضع لأهل المدينه إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم. الرجل متهم بالوضع وقد رماه ابن معين بالكذب وحديثه الذي فيه لفظ وسنه ليس في واحد من الصحيحين وأما أبوه فقال أبو حاتم [ صفحه 28] الرازي كما في كتاب ابنه الجرح والتعديل [47] يكتب حديثه ولا يحتج به وليس بالقوي. ونقل في المصدرنفسه ابن أبي حاتم عن ابن معين أنه قال فيه ليس بثقه. قلت: وسند فيه مثل هذا قدمنا الكلام عليهما لايصح حتي يلج الجمل في سم الخياط لا سيما وما جاءا به مخالف للثابت في الصحيح فتأمل جيدًا هداك الله تعالي. وقد اعترف الحاكم بضعف الحديث فلذلك لم يصححه في المستدرك وانما جلب له شاهد لكنه واهٍ ساقط الإسناد فازداد الحديث ضعفًا إلي ضعفه. وتحققنا أن ابن أبي أويس أو أباه قد سرق واحدٍ منهما حديث ذلك الواهي الذي سنذكره ورواه من عند نفسه وقد نص ابن معين وهو من هوعلي أنهما كانا يسرقان الحديث. فروي الحاكم [48] ذلك حيث قال وقد وجدت له شاهدًا من حديث أبي هريره ثم روي بسنده من طريق الضبي حدثنا صالح بن موسي الطلحي عن عبد العزيز بن رفيع عن ابي صالح عن أبي هريره مرفوعًا «إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يفترقا حتي يردا عليِّ الحوض». [ صفحه 29] قلت هذا موضوع أيضًا واقتصر الكلام هنا علي رجل واحد في السند وهو صالح بن موسي الطلحي واليك كلام أئمه أهل الحديث من كبارالحفاط اللذين طعنوا فيه من تهذيب الكمال [49] . قال يحيي بن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث منكر الحديثَ جدًا كثير المناكير عن الثقات. وقال النسائي: لا يكتب حديثه. وقال في موضع آخر: متروك الحديث. وفي تهذيب التهذيب [50] قال ابن حبان: كان يروي عن الثقات ما لايشبه حديث الإثبات حتي يشهد المستمع لها أنها معموله أو مقلوبه. لا يجوزالاحتجاج به. وقال أبو نعيم: متروك الحديث يروي المناكير. قلت: وقد حكم الحافظ عليه في التقريب [51] بانه متروك. والذهبي في الكاشف [52] بأنه واهٍ... وأورد الذهبي في الميزان [53] حديثه هذا في ترجمته علي أنه من منكراته. [ صفحه 30] وقد ذكر مالك هذا الحديث في الموطا [54] بلاغًا بلا سند ولا قيمه لذلك بينا وهاء إسناده. وقد ذكر الحافظ ابن عبدالبر في التمهيد [55] سندًا ثالثًا لهذا الحديث الواهي الموضوع فقال: (وحدثنا عبدالرحمن بن يحيي قال: حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن ابراهيم الديبلي قال: حدثنا علي بن زيد الفرائضي قال: قال حدثنا الحنيني عن كثير بن عبدالله بن عمروبن عوف عن أبيه عن جده) به. قلت: نقتصر علي عله واحده فيه وهي أنَّ كثير بن عبد الله هذا الذي في إسناده: قال عنه الإمام الشافعي رحمه الله تعالي: أحد أركان الكذب (قول الإمام الشافعي وأبو داود في التهذيب) [56] . وقال عنه أبوداود: كان أحد الكذابين. وقال ابن حبان: روي عن أبيه عن جده نسخه موضوعه لا يحل ذكرها في الكتب ولا الروايه عنه إلا علي جهه التعجب) [57] . قال النسائي والدارقطني: متروك الحديث. وقال الإمام أحمد: منكر الحديث ليس بشيء. وقال يحيي بن معين: ليس بشيء. [ صفحه 31] قلت: وقد أخطأ الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالي في التقريب عندما اقتصر علي قوله فيه: ضعيف ثم قالا وقد أفرط من رماه بالكذب. قلت: كلا لم يفرط بل هوواقع حاله كما تري من كلام الأئمه فيه لا سيما وقد قال عنه الذهبي في الكشاف: واه وهوكذلك وحديثه موضول فلايصلح للمتابعه ولا للشواهد بل يضرب عليه والله الموفق. فتبين بوضوح أن حديث كتاب الله وعترتي هو الصحيح الثابت في صحيح مسلم وأن لفظ كتاب الله وسنتي باطل من جهه السند غير صحيح. فعلي خطباء المساجد والوعاظ والأئمه أن يتركوا اللفظ الذي لم يرد عن رسول الله (ص) وأن يذكروا للناس اللفظ الصحيح الثابت عنه عليه الصلاه والسلام في صحيح مسلم «كتاب الله وأهل بيتي أو وعترتي» انتهـي) [58] . نقلت هذا من كتاب (وركبت السفينه) لمروان خليفات [59] . وبعد هذا التحقيق العلمي الرصين تبين أنه لامقايسه بين الحديثين (كتاب الله وعترتي) (وكتاب الله وسنتي) وعلي هذا فلا مجال للمقارنه بين الحديثين علي الإطلاق فأحدهما صحيح متواتر والآخر ضعيف مسروق. ولكن علي فرض التنزل نبحث في المتن ومفردات الحديث حيث أننا نجد في الحديث الأول الكتاب والعتره فالكتاب واضح والعتره أيضًا [ صفحه 32] كذلك وفي الحديث الثاني الكتاب والسنه فالكتاب واضح ولكن ما هي السنه؟ هل المقصود منها السنه الصادره من النبي (ص) أم الواصله حتي نتمسك بها كما أمرنا بذلك فإن قلت المراد السنه الصادره فهي واضحه ولكن الطريق الموصل إليها ما هو هل هو طريق أهل البيت أو الأزواج أو الصحابه فتصبح المسأله خلافيه فلا يمكن التمسك بشيء والوصول إليه ما لم نشخص الطريق الموصل إليه. قد تقول: بأن أي طريق من الطرق التي ذكرتها موصل للسنه فلا تمايز بينها. أقول: صحيح بأن النظر الأولي يؤدي إلي ما قلت ولكن هل سالت نفسك في حال التعارض بين النقل الصحيح للروايات نتمسك باي الطرق فلا بد من مرجح لأحد الطرق المذكوره علي غيره من الطرق. وان قلنا بأن المراد من السنه هي السنه الواصله إلينا فالخلاف هنا أكبر من الأول. لأن المذاهب المعترف بها في زماننا هذا ما يقارب ثمانيه مذاهب، ولكل مذهب له سنه يرجع إليها فبأي سنه نتمسك يا تري؟ ثم أننا نجد أن هناك مفرده من مفردات اللفظ تقول لن يفترقا ماذا يقصد بهذه الكلمه؟ أليس معناه بأن الكتاب معصوم لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فكذلك ينبغي أن تكون السنه وألا لثبت الافتراق بينهما؟ وبما أنه من المتفق عليه أن كما غفيرا من السنه مكذوب فيه [ صفحه 33] علي رسول الله (ص). كما أن هناك افتراقا آخر حيث نجد أن السنه تخالف الكتاب في بعض والكتاب يخالف السنه، ففي هذه الحاله نأخذ باي واحد منهما وعلي كلا الفرضين نكون قد تخلينا عن أحدهما أما عن الكتأب وأما عن السنه. وأم! من ناحيه الدلاله فما هوالمراد أليس التمسك والإتباع؟ فعلمنا في ما سبق أن السنه المراد التمسك بها غير واضح المراد منها ولكن هناك إشكال آخر مفاده أن الكتاب صامت والسنه صامته فالكتاب والسنه يحتاج كل واحد منهما إلي من يفسره فمن هو المفسر لهما؟ لأن العمل والإتباع متوقف علي معرفه المعني فإذا لم يعرف المعني المراد منه فلن يتم الإتباع. فمن هو المبين؟ وهذا الإشكال لا يرد علي حديث (وعترتي) لأن العتره بشر لهم قدره علي البيان ومع كل ما تقدم من الإشكالات أقول أنه لا تعارض بينهما من ناحيه الدلاله والمراد وان كان هناك تعارض من ناحيه الصدور (أيهما الصادرمن النبي (ص) تقول: كيف ذلك؟؟ أقول: لقد ثبت حديث الكتاب والعتره وقد ثبت عن النبي (ص) قوله عليكم بسنتي وسنه الخلفاء الراشدين من بعدي وثبت بالدليل الصحيح القطعي أن خلفاء النبي (ص) هم اثنا عشر خليفه كما في البخاري ومسلم وسوف يأتي مزيد بيان حول الموضوع عند الكلام عن البحث في حديث الأئمه الإثني عشر. وقد ثبت لدينا بان الرسول (ص) قد أرجعنا إلي أهل البيت لأخذ [ صفحه 34] العلم منهم وبالخصوص أمير المؤمنين (ع) فهذه بعض أقوال الرسول (ص): قال رسول الله (ص): «أنا مدينه الحكمه وعلي بابها» [60] . وقال الرسول (ص): «علي باب علمي ومبين من بعدي لأمتي ما أرسلت به حبه إيمان وبغضه نفاق» [61] . وقال (ص) لعلي: «أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي» [62] . وقال: «أنا مدينه العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأتي الباب». المصادر: ترجمه الإمام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 2 ص 464 حديث 984 و 985 و 986 و 987 و988 و989 وما فوق شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 ص 334 حديث 459 المستدرك للحاكم ج 3 ص 126 و 127 وصححه، وأسد الغابه ج 4 ص 22 ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص 80 حديث 120 و 121 .... الخ، كفايه الطالب للكنجي الشافعي ص 220 و 221 الطبعه الحيدريه المناقب [ صفحه 35] للخوارزمي الحنفي ص 40 نظم دررالسمطين للزرندي الحنفي ص 113، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 170، اسعاف الراغبين بهامش نورالإبصارص 140 ط العثمانيه، تذكره الخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي ص 47-48، فيض القدير للشوكاني ج 3 ص 46، الاستيعاب بهامش الإصابه ج 3 ص 38، الميزان للذهبي ج 1 ص 415 والجزء2 ص 251 وغيرها من المصادر. وعلي هذا فيكون أخذ السنه - بأمر من النبي (ص)- أن نأخذها من علي بن أبي طالب (ع) فانتهي الخلاف والتناقض بين الحديثين، فأصبح المرجع الكتاب والعتره، وأما علم علي بن أبي طالب فسوف ياتي البيان عنه عند الكلام عن فضائل الصحابه.

ما هو وجه الإستدلال

الجواب: علي نقاط منه: النقطه الأولي: أقول من المعلوم الواضح للأمه قاطبه أن قول النبي (ص) وحي من الله تعالي بقوله تعالي (وَمَا يَنطق عن الهوي - إن هُوَ إِلا وَحي يوحي) [63] وعلي هذا يكون أمر التعيين هو أمر إلهي أوصله النبي (ص) للأمه والتعيين هنا لشيئين الكتاب و العتره، فأمرتعيين المرجعيه اذن هو أمر إلهي ليس للبشريه فيه أي اختيار و انما يجب علي البشر الانقياد [ صفحه 36] والانصياع لهذه الأوامر الصادره من المولي بواسطه النبي الاكرم (ص). النقطه الثائيه: عصمه المرجعيه المطروحه، فالعصمه في الكتاب واضحه وذلك بقوله تعالي (لا يَأتيه البطل مِن بَين يديه وَلا من خَلفِه) [64] حيث أن هذا دليل عصمه الكتاب فكيف تكون عصمه العتره؟ أقول تثبت عصمه العتره من جهتين: الأولي: أن النبي (ص) قال (لن يفترقا) وبما أنه قد ثبتت عصمه الكتاب فلا بد من ثبوت عصمه العتره لأن عدم عصمتهم وثبوت المعصيه يعد افتراق بين الاثنين وبما أنه لا افتراق فلا بد من القول بالعصمه فكما أن الكتاب معصوم فكذلك العتره معصومه... الثانيه: لقد أمرنا النبي (ص) بالتمسك مطلقا في جميع الأحوال وضمن لمن تمسك بهما معًا النجاح وعدم الظلال وهذا لا يتم إلا إذا افترضنا لهم العصمه، وألا فلو افترضنا إمكان المعصيه عليهم فلازم ذلك تقييد الرجوع، أي ارجعوا إليهم في الطاعه وأما في المعصيه فلا، وكذلك تقييد عدم الظلال بحاله الطاعه دين المعصيه وبما أنه لم لثبت لدينا أي تقييد ثبت لنا الرجوع المطلق ومن لوازمه العصمه. النقطه الثالثه: ثبوت العلميه للعتره علي نحو الإطلاق وأنهم أعلم من غيرهم والا لو كان هناك من هوأعلم منهم فإنه لا يلزم عليه الرجوع لمن هودونه في العلم فإن هذا أمر قبيح بأن يرجع العالم للجاهل وبما أنه قد ثبت لدينا الإرجاع المطلق، أي أنه يجب علي كل أفراد الأمه الرجوع [ صفحه 37] للكتاب و العتره فيثبت أعلميتهم المطلقه وأنها غير متجزئه وأنهم المصدر الوحيد لعلوم النبي (ص) ولا مصدر آخر مأمون علي الأحكام الإلهيه.

هنا سؤال قبل النقطه الرابعه، وهو علي هذا الكلام لا يوجد مصدر للكناب والسنه النبويه إلا عن هذا الطريق فلازم ذللث إشكالان

الإشكال الأول: أن كل الأحكام التي بيد الصحابه باطله وكذلك السنه المتواجده لديهم. الاشكال الثاني: يلزم من حصر التلقي عن العتره اختفاءكم كبير من السنه لعدم تواجد الإمام علي (ع) طوال الوقت مع النبي (ص) ففي فتره غيابه تغيب الأحكام التي لم يسمعها في غيابه فما هو الحل لديكم؟ الجواب: أقول بان الروايه تقول ارجعوا للكتاب والسنه ولماذا نرجع يا تري؟ لكي تأخذوا منهم أحكامكم الواقعيه فإذا ثبت أن الصحابي الفلاني قد نقل لنا حكمًا صحيحا من النبي (ص) وأن ما قاله لم يخالف خط أهل البيت ففي هذه الحاله نرجع إليه و نأخذ من عنده. أما لو لم يثبت وثاقته أوثبت أنه مخالف لتعاليم أهل البيت [ صفحه 38] الذين ثبت لنا وجوب اتباعهم وعدم وجب إتباع غيرهم فعند ذلك نترك الرأي المخالف لهم ونتمسك بهم دون غيرهم. وأما بالنسبه للأشكال الثاني والذي هو أن تواجد الإمام غير مستمر مع الرسول (ص) ولازم صدور أحكام لم يطلع عليها الإمام علي (ع) وبالنتيجه ضياعها فهذا كلام غير صحيح، لأن الأحكام الشرعيه هي مجموعه أوامر إلهيه صدرت من المولي إلي الرسول (ص) وهذه الأوامر بعينها نقلها الرسول (ص) للإمام علي (ع). تقول كيف ذلك؟ أقول لقد ثبت لك فيما مضي إرجاع الرسول (ص) الأمه إلي علي (ع) بنحو مطلق، وقد اعتبره باب مدينه علمه ولا يكون كذلك إلا إذا كان الإمام علي (ع) مطلع علي كل علوم النبي وقد مر عليك فيما مضي من البحث نفسه.

قد يقول لكم قائل لماذا اقتصرتم بالأخذ عن أهل البيت ولم تاخذوا عن الصحابه

اشاره

أقول: لقد بينت لك وأزيد هنا، لقد ثبت لك أننا قد أمرنا من قبل الشارع المقدس بالأخذ عن أهل البيت وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بنحو خاص وأما لماذا لم ناخذ عن الصحابه بنحو مطلق فلأسباب منها:

لأنهم غيروا الأحكام الشرعيه فكيف أطمئن إلي أخذ أي حكم عنهم

ومن أين لكم أنهم قد غيروا الأحكام الشرعيه؟ أقول لقد أخرج البخاري في صحيحه: عن الزهري أنه قال: [ صفحه 39] «دخلت علي أنس بن مالك بدمشق وهويبكي، فقلت ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاه وهذه الصلاه قد ضيعت» [65] . وفي روايه أخري في المصدرنفسه: قإل ما أعرف شيئا مما كان علي عهد النبي (ص)، قيل الصلاه؟ قال: أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها؟ يراجع المصادرالتاليه: سنن الترمذي الجزء الرابع ص 633 كتاب صفه القيامه والرقائق والورع. ومسند أحمد بن حنبل الجزء الثالث ص 101 إلي 208 والموطأ ص 42. وفي مسند عن أم الدرداء أنها قالت: «دخل علي أبوالدرداء وهو مغضب فقلت: من أغضبك؟ قال والله لا أعرف منهم من أمر محمد (ص) شينا إلا أنهم يصلون جميعًا» [66] . ولعل هنالك روايه أخري تقول لقد اخرج أحمد في مسنده عن أنس قال: «ما أعرف فيكم اليوم شيئا كنت أعهده علي عهد رسول الله (ص) غير قولكم لا إله إلا الله، قال فقلت: يا أبا حمزه الصلوه؟ قال قد صليت حين تغرب الشمس أفكانت تلك صلاه رسول الله (ص)» [67] . [ صفحه 40]

والمتتبع للأخبارالنبويه يكشف أكثر من تغيير الأحكام

سؤال: وما هو الشيءالأكثر يا تري؟ الجواب: أقول اسمع ما يقول عنهم النبي (ص) فلقد قال (ص): «يرد علي يوم القيامه رهط من أصحابي فيحلون عن الحوض فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك أنهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري» [68] . وقوله (ص): «إني فرطكم علي الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا، ثم قال ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم. قال أبو حازم: فسمعني النعمان ابن أبي عياش فقال: هكذا سمعت من سهل؟ فقلت: نعم، فقال: أشهد علي أبي سعيد الخدري لسمعته وهويزيد فيها: فاقول أنهم مني فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول: سحقا لمن غير بعدي» [69] . قال في تفسير ابن كثير: «وقد روي البخاري والنسائي وغيرهما من حديث جماعه منهم يونس ويحيي بن سعيدوموسي بن عقبه وبن أبي عتيق عن الزهري عن [ صفحه 41] أبي سلمه عن أبي سعيد أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال ما بعث الله من نبي ولا أستخلف من خليفه إلا كانت له بطانتان بطانه تأمره بالخير وتحضه عليه وبطانه تأمره بالسوء وتحضه عليه والمعصوم من عصم الله وقد رواه الأوزاعي ومعاويه بن سلام عن الزهري عن أبي سلمه عن أبي هريره مرفوعا» [70] . وقال البخاري في صحيحه: «حدثنا أصبغ أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن أبي سلمه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفه إلا كانت له بطانتان بطانه تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانه تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصم الله تعالي» [71] . وقال في صحيح ابن حبان: «أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمه عن أبي هريره قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ما من نبي إلا وله بطانتان بطانه تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانه لا تألوه خبالا فمن وقي شرها فقدوقي» [72] . فبعد هذه الأقوال كيف يسوغ لي أن أرجع لمثل هؤلاء لأخذ [ صفحه 42] شريعتي وديني منهم بشكل عام وسوف نشير فيما يأتي في الأعداد القادمه الي مجموعه من الأحكام المغيره مع الدليل. النقطه الربعه: الاستمراريه والدوام، أي استمرار وجود هذه القياده إلي يوم القيامه. تقول كيف؟ أقول لك: ألم يقل النبي (ص) تمسكوا بهما؟ وهذا خطاب للأمه من عصر النبي (ص) إلي يوم القيامه فلازم ذلك تواجد الكتاب والعتره في كل الأزمنه فلا يخل منها زمان ما من الأزمنه ولو خلا أي زمان منهما أو من أحدهما فلازم ذلك عدم توجد الخطاب لأهل ذلك الزمان ولا دليل لدينا علي خروج أحد من هذا الخطاب، هذا أولاً. وثانيا قال (ص): أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض فإذا افترضنا انفصال أو انقطاع أهل البيت في أي فتره من الفترات فهذا هو افتراق لأحدهما عن الآخر بينما النبي (ص) يقول: لن يفترقا حتي يردا علي الحوض.

و هل هنالك من أقوال لبعض العلماء

الجواب: نعم، فمثلاً ابن حجر قال: «والحاصل أن الحث علي التمسك بالكتاب والسنه وبالعلماء من أهل البيت... ويستفاد من مجموع ذلك [ صفحه 43] بقاء الأمورالثلاثه إلي قيام الساعه» [73] . وقال في موضع آخر: «وفي أحاديث الحث علي التمسك بأهل البيت إشاره إلي عدم انقطاع متاهل منهم للتمسك به إلي يوم القيامه كما أن الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما يأتي، ويشهد لذلك الخبر السابق (في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ألا وان أئمتكم وفدكم إلي الله فانظروا من تفدون)» [74] . وقال المناوي في كتاب فيض القدير: «قال الشريف: هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلاً للتمسك به من أهل البيت والعتره الطاهره في كل زمن إلي قيام الساعه حتي يتوجه الحث المذكور إلي التمسك بهم كما أن الكتاب كذلك، فلذلك كانوا أمانا لأهل الأرض، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض» [75] . وللمناوي في فيض القدير كلمه جميله جدًا وهي قوله: «إن التمسك بأهل البيت واجب علي الأمه وجوب الفرائض المؤكد التي لا عذر لأحد في تركها» [76] . وقال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغه: «كي لا يخلو الزمان ممن هو مهيمن لله تعالي علي عباده، ومسيطر عليهم وهذا [ صفحه 44] يكاد يكون تصريح بمذهب الإماميه إلا أن أصحابنا يحملونه علي أن المراد به الأبدال» [77] . ويقول ابن حجر في فتح الباري في شرح صحيح البخاري: «وفي صلاه عيسي (ع) خلف رجل من هذه الأمه مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعه دلاله للصحيح من الأقوال أن الأرض لا تخلو من قائم لله بحجه» [78] .

وهل هناك من أقوال وأخبار أخر

الجواب: عندنا مجموعه من الأخبار الصادره من النبي (ص) والتي مفادها: أن الأرض لا تخلو من قائم لله بحجه، راجع المصادرالتاليه: المعيار والموارنه ص 81، وعيون الأخبارص 7، وتاريخ اليعقوبي الجزء الثاني ص 405، وتاريخ بغداد الجزء السادس ص 479، وفتح الباري بشرح صحيح البخاري الجزء السادس ص 270، والجزء الأول ص 274 والعقد الفريد وغيرها من المصادر. [ صفحه 45]

وهلي هناك حديث واضح المعالم

الجواب: أقول نعم أنه حديث من مات وليس في عنقه بيعه. وما هونص الحديث؟ أقول الحديث له ألفاظ متعدده منها: قوله)ص): «من مات وليس في عنقه بيعه مات ميته الجاهليه» [79] . ومنها قوله (ص): «من مات بغير إمام مات ميته جاهليه» [80] . وفي لفظ آخر قال (ص): «من مات وليس عليه إمام مات ميته جاهليه». وفي آخر: ((من مات وليست عليه طاعه مات ميته جاهليه» [81] . فهل بعد هذا من إشكال علي أصوليه الإمامه واستمراريتها وما سوف يقال من أن إمامهم النبي محمد بن عبدالله (ص) أو أن إمامهم القران فهذا كلام لا يقبله حتي الأطفال لأن النبي (ص) والقرآن الكريم [ صفحه 46] ليس فيهم تعدد حسب الأزمنه وانما هما شيء واحد في كل الأزمنه بينما الإمام متغير فكل زمان له إمام غير الإمام المتقدم في الزمان الماضي. والحمد لله رب العالمين علي نعمته التي أنعم بها علي ووفقني لإكمال هذا البحث. حرر بتاريخ25 رجب 1424 الموافق 22 سبتمبر 2003 م أبوحسام خليفه بن عبيد الكلباني العماني

پاورقي

[1] شرح العقائد النسفيه، ص 180 و 181.
[2] الأحكام السلطانيه، ص 5.
[3] تاريخ ابن خلدون في المقدمه ج 1 ص 342.
[4] تاريخ المذاهب الإسلاميه لأبي زهره، ج 2، ص 322.
[5] المصدرنفسه، ج 2، ص 321.
[6] مقالات الإسلاميين، ص 323.
[7] أصول الدين للأنام البزودي، ص 190- 192، ط القا هره.
[8] كتاب التمهيد للباقلالي، ص 186، ط القاهره.
[9] المفردات في غريب القرآن، ص 94، ماده جعل. [
[10] التفسير الكبير، ج 3، ص 165.
[11] روح المعاني، ج 1، ص 220.
[12] النحل الآيه 81.
[13] نوح الآيه 16.
[14] البقره ا لآيه 31.
[15] البقره الآيه 33.
[16] البقره الآيه 30.
[17] البقره الآيه 30.
[18] القصص الآيه 41.
[19] النساء الآيه 59.
[20] النساء الآيه 83.
[21] الكهف الآيه 28.
[22] القلم الآيه 8.
[23] الإنسان الآيه 24.
[24] الشعراء الآيتان 151، 152.
[25] هود الآيه 113.
[26] صحيح مسلم، ج 4، ص 1873، كتاب فضائل علي بن أبي طالب.
[27] سنن الترمذي، ج 5، ص 622؛كتاب المناقب، باب مناقب أهل بيت النبي ورواه صاحب مشكاه المصابيح، ج 3، ص 1735؛ سلسه الأحاديث الصحيحه للألباني، ج 4، ص 356، وقال عنه الحديث صحيح وهومروي عن جابر بن عبدالله.
[28] سنن الترمذي، ج 5، ص 663؛ مشكاه المصابيح للطحاوي، ج 3، ص 1735؛ صحيح الجامع الصغير للألبا ني، ج 1، س 482، حديث 2458 وصحّحه.
[29] المطالب العاليه لابن حجر، ج 4، ص 65، وقال عنه هذا إسناد صحيح: مختصر إتحاف الساده المهره للبوصيري حيث قال رواه إسحاق بسند صحيح.
[30] مختصر إتحاف الساده المهره للبوصيري، ج 8، ص 461. وقال: رواه أبوبكر بن أبي شيبه وعبد بن حميد ورواته ثقات.
[31] مسند احمد بن حنبل، ج 2، ص 17؛ ابن سعد في الطبقات الكبري، ج 2، ص 194؛ وقال عنه الألباني: وهو إسناد حسن في الشواهد كما في سلسله الأحاديث الصحيحه، ج4، ص 357.
[32] مسند أحمد، ج 5، ص 181 وما بعدها: الهيثمي في مجمع الزوائد، ج 9، ص 162 الألباني في صحيح الجامع الصغير، ج 1، ص 482، حديث 2457 وصححه.
[33] المستدرك علي الصحيحين للحاكم، ج 3، ص 109.
[34] مسند أحمد، ج 3، ص 14 وما بعدها؛ الحاكم في المستدرك، ج 3، ص109؛ ولقد قال عنه الحاكم هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله، شاهده حديث سلمه بن كهيل، عن أبي الطفيل، وهوأيضَا صحيح علي شرطهما (أي البخاري ومسلم) ووافقه الذهبي علي التصحيح وابن أبي عاصم في كتاب السنه، ج، ص630: البدايه والنهايه لابن كثير، ج 5، ص 184.
[35] الخصائص الكبري، ج 2، ص 266.
[36] تلخيص المستدرك، ج 3، ص 533.
[37] صحيح الجامع الصغير، ص 367.
[38] الصواعق المحرقه، ص 145؛ وقال المناوي: قال الهيثمي: (رجا له موثقون). ورواه أبو يعلي بسند لا بأس به. ووهم من زعم وضعه كابن الجوزي، النهايه في غريب الحديث، ج 9، ص162.
[39] سلسله الأحاديث الصحيحه، ج 4، ص 355، حديث 1761.
[40] نقلاً عن الدين الخالص، ج 3، ص 511- ص 514.
[41] صحيح مسلم، ج 3، ص 1873، رقم 2408، ط عبد الباقي.
[42] سنن الدرامي، ج 2، ص 431 و 432.
[43] المستدرك علي الصحيحين، ج 1، ص 93.
[44] تهذيب الكمال، ج 3، ص 127.
[45] فتح الباري، ص 391، ط دارالمعرفه.
[46] فتح الملك العليم، ص 15.
[47] الجرح والتعديل، ج 5، ص 92.
[48] مستدرك الحاكم، ج 1، ص 93.
[49] تهذيب الكمال، ج 13، ص 96.
[50] تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر، ج 4، ص 355.
[51] التقريب، ترجمه 2891.
[52] الكاشف، 2412.
[53] الميزان، ج2، ص 302.
[54] الموطأ، ص 899، رقم 3.
[55] التمهيد، ج24، ص 331.
[56] المصدر نفسه، ج 8، ص 377، دارالفكر، تهذيب الكمال للسقاف، ج 24، ص 138.
[57] انظر: المجروحين للحافظ ابن حبان، ج 2، ص 221، عن السقاف.
[58] صحيح صفه صلاه النبي، ص 289-294.
[59] وركبت السفينه لمروان خليفات، ص 377-381.
[60] مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي، ص 86، حديث 128؛ فتح الملك العلي بصحه حديث باب مدينه العلم علي، ص 26، ط مصر؛ المصدرنفسه، ص 59، ط أخري.
[61] فتح الملك العلي بصحه حديث باب مدينه العلم علي، ص 18، ط الأزهر.
[62] ترجمه الإمام علي بن ابي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي، ج 2، ص 488، حديث 1008 و 1009؛ مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي، مج 1، ص 86؛ المناقب للخوارزمي، ص 236؛ كنوزالحقائق للمناوي، ص 203، ط بولاق؛ ينابيع الوده للقندوزي الحنفي، ص 182، ط إسلامبول، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد، ج 5، ص 33.
[63] النجم الآيتان 4، 3.
[64] فصلت الآيه 42.
[65] صحيح البخاري، ج 1، ص 133، كتاب مواقيت الصلاه وفضها، باب تضييع الصلاه عن وقتها.
[66] مسند أحمد، ج 6، ص 443؛ والمصدرنفسه، ج 5، ص 195.
[67] مسند أحمد، ج 3 ص 270؛ البغوي في شرح السنه، ج 14، ص 394؛ البوصبري في مختصر الإ تحاف، ج 2، ص 307.
[68] راجع: صحيح البخاري، ج 8، ص 150، كتاب الرقاق باب الحوض، صحيح مسلم، ج 4، ص 1796، كتاب الفضائل باب رقم 9؛ مسند احمد، ج 1، ص 384.
[69] راجع: صحيح البخاري، ج 8، ص 150؛ صحيح مسلم، ج 4، ص 1793.
[70] تفسير ابن كثير، ج 1، ص 399.
[71] صحيح البخاري، ج 6، ص 2632.
[72] صحيح ابن حبان، ج 14، ص70.
[73] الصواعق المحرقه، ص 180.
[74] المصدر نفسه، ص 181.
[75] فيض القدير للمناوي، ج 3، ص 15.
[76] المصدر نفسه، ج 3، ص 14.
[77] شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد، ج 18، ص 351.
[78] شرح صحيح البخاري، ج 2، ص 385.
[79] صحيح مسلم، ج 3، ص 1478، كتاب الإماره باب 13؛ السنن الكبري للبيهقي، ج 8، ص 156(مجمع الزوائد للهيثمي، ج 5، ص 218؛ مشكاه المصابيح، ج 2، ص 1088، الحديث 3674؛ سلسله الأحاديث الصحيحه للألباني، ج 2، ص 715.
[80] مسند أحمد، ج 4، ص 96؛ مجمع الزوائد للهيثمي، ج 5، ص 218؛ الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان، ج 7، ص 49؛ مسند الطياليسي، ص 259؛ كئز العمال، ج 1، ص 103؛كتاب السنه للألبالي، ص 489، حديث 1057، إسناده حسن ورجا له ثقه.
[81] كنز العمال، ج 6، ص 65، الحديث 14861؛ كلتاب السنه للشيبالي، ص 290، حديث 1058؛ مسند أحمد، ج 2، ص 446؛ المطالب العاليه لابن حجر العسقلاني، ج 2، ص 228.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.