آيتي الشوري و ما يتعلق بنظرية الشوري

اشارة

مولف:خليفه عبيد الكلباني العماني
ناشر:دارالحجة البيضاء

المقدمه

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاه والسلام علي محمد واله الطاهرين. وبعد فان هذه سلسله كتبها الأخ العزيزالشيخ خليفه بن عبيد الكلباني العماني تتعلق بالمسائل الخلافيه التي تختلف حولها نظرات المذاهب الإسلاميه عموما والتي كانت مثارا للحوارولم تزل كذلك... وقد راعي المؤلف أن تكون ميسره لمختلف المستويات بعيده عن التعقيد والإطاله، ومع ذلك فانه جعلها مذيله بالمصادر التاريخيه والحديثيه التي اعتمدها أهل السنه دون ما تفرد به أتباع أهل البيت (ع) حتي تكون بالغه الحجه، قويه الدلاله.... هذا وقد جاءت هذه المقالات نتيجه تجربه عاشها المصنف وبذل فيها طاقته ووفق لأن يفتح للنورطريقا فيستضيءمن كان يبحث عنه. وفي هذا الكتيب يسلط المصنف الضوء علي آيتي الشوري وما يتعلّق بنظريه الشوري بأسلوب مبسط بديع نرجولأن ينال إعجاب القاري، وليسرح القاري عن نفسه حجاب التعصب وليسرع الخطي حتي يصل للحقيقه وينجو بها... الناشر [ صفحه 3] بسم الله الرحمن الرحيم لقد كان الكلام في ما مضي يدورحول النظريات المطروحه بين الأمه في اختيارالخليفه وقلت فيما مضي أن النظريات الأساسيه ثلاث نظريات وان كان هناك أقوال أخري كالقول بالغلبه والقهر وغيرها ولكن ما يهمني الان النظريات الثلاث ولقد تم الكلام عن النظريه الأولي. وقلت بانها جيده ومطلوبه ولكن عيبها يكمن في كونها لا تعرفنا علي الأفضل، وان كان في مثل علي بن أبي طالب (ع) واضحه ولكن في غيره قد تناقش المسأله ومع ذلك ثبت لنا أفضليه الإمام علي (ع) علي غيره في كل المجالات.

سوف يكون الكلام عن الشوري

سؤال: والأن الي أين سوف يتجه البحث وهل من موضوع جديد أم سوف تكمل ما بدأت به من النظريات الثلاث؟ [ صفحه 4] الجواب: سوف أكمل البحث في النظريات الثلاث وسوف يكون الكلام عن الشوري.

و هل عندك شك في أن الشوري هي احدي الطرق المنصوص عليها من الشريعه المقدسه والقرآن خير شاهد علي ذلك لأن القرآن قد ذكر الشوري في آيتين من القرآن

الجواب: سبحان الله وهل كل شي ذكره القرآن يحق لكم بأن تعتبرونه دليلا فلقد ذكر البقره والحماروالنمل وغير ذلك فهل هو دليل وكذلك ذكر الوصيه فهل تقولون بالوصيه أم لا؟ أخي الفاضل المستشكل أقول لك لابد لنا من أن نبحث في هاتين الأيتين لنعرف ما هو المقصود منهما وما هو مدلولهما، وبعد ذلك نعطي الحكم فالتسرع غير صحيح أبدًا. ومن هنا سوف نبتدي أولا بأقوال المفسرين للآيتين ومن ثم [ صفحه 5] نعلق علي ذلك، وقد نعلق احيانا في الأثناء إن كان يحتاج إلي تعليق..

و سوف أبتدي بقوله تعالي: (وأمرهم شوري بينهم)

اقوال المفسرين في الآية الكريمة

الشوري الأيه 38. لنري ماذا يقول أهل التفسير في ذلك: قال الفخر الرازي: " وأمّا قوله تعالي: (وأمرُهُم شُورَي بَينَهُم) فقيل كان إذا وقعت بينهم واقعه اجتمعوا وتشاوروا فاثني الله عليهم أي لا ينفردون برأي بل ما لم يجتمعوا عليه لايقدمون عليه وعن الحسن ما تشاورقوم إلا هدوا لأرشد أمرهم والشوري مصدركالفتيا بمعني التشاورومعني قوله وأمرهم شوري بينهم أي ذوشوري» [1] . وفي الدرالمنثورللسيوطي: «وأخرج الخطيب في رواه مالك عن أبي هريره رضي الله عنه- مرفوعا استرشدوا العاقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا. وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه واله وسلم قال من أراد أمرا فشاور فيه وقضي اهتدي لأرشد الأمور. [ صفحه 6] وأخرج البيهقي عن يحيي بن أبي كثير رضي الله عنه قال قال سليمان بن داود عليه السلام لابنه يا بني عليك بخشيه الله فإنها غايه كل شيء. يا بني لا تقطع أمرا حتي تؤمر مرشدا فإنك إذا فعلت ذلك رشدت عليه يا بني عليك بالحبيب الأول فإن الأخير لا يعدله» [2] . وقال البغوي:» (وأمرُهُم شُورَي بَينَهُم) يتشاورون فيما يبدو لهم ولايعجلون» [3] . وقال صاحب تفسير البيضاوي:» (وأقا مُوا الصَّلَوه وأمرُهُم شُورَي بَينَهُم) ذوشوري بينهم لا ينفردون برأي حتي يتشاوروا ويجتمعوا عليه وذلك من فرط تدبرهم وتيقظهم في الأموروهي مصدركالفتيا بمعني التشاور» [4] . وقال ابن الجوزي: «(وأمرُهُم شُورَي بَينهُم) قال ابن قتيبه أي يتشاورون فيه بينهم وقال الزجاج المعني أنهم لا ينفردون برأي حتي يجتمعواعليه» [5] . [ صفحه 7] وقال الزمخشري في الكشاف: «وعن الحسن ما تشاورقوم إلا هدوا لأرشد أمرهم والشوري مصدركالفتيا بمعني التشاور ومعني قوله وامرهم شوري بينهم أي ذوشوري وكذلك قولهم ترك رسول الله صلي الله عليه و اله وسلم وعمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافه شوري» [6] . هذه هي كلمات المفسرين فحتي لا يطول الكلام ولثقل علي القاري الكريم اكتفينا بهذه النقولات فقط.

ولكن لم تقل لي ألم تري بان هذه الأية تمتدح أصحاب الشوري والذين لا يفعلون أمر إلا بعد المشورة

سؤال: ولكن لم تتعرض إلي ما في هذه الأيه من مدءلأصحاب الشوري والذين لا يفعلون أمرا إلا بعد الشوري؟ الجواب: نعم عرفت ذلك وهذا أمرمستحسن وأمر جميل ولا خلاف بيني وبينك في ان الاستشاره خير في كل عمل يخص من استشارولا نزاع في ذلك. [ صفحه 8]

هل سلمت الأن بان الشريعه قدمت للأمه هذا الأمر كطريقه لاختيار ولي أمرهم أم لا

الجواب: كلامك هذا مرفوض حيث انك اشتبهت وقلت بأ ن الشريعه شرعت أو قدمت للأمه وهذا خطأ واضح فالشوري المذكوره هنا في هذه الآيه لم تكن مشروعأ جديدا وانما هو امتداح من الشريعه لمجموعه من المسلمين كانوا يتعاملون بهذا المبدأ في حياتهم فاقرتهم علي هذا العمل وامتدحتهم.

و من هم هؤلاء الذين كانوا يتعاملون بالشوري

الجواب: جميل جدا لنعود لأقوال المفسرين من جديد لنبحث عن من هم الذين نزل فيهم هذا المدح. [ صفحه 9] قال الزمخشري: «(والَّذين استجابوا لِرَبهم) نزلت في الأنصار دعاهم الله عز وجل للأيمان به وطاعته فاستجابوا له بان آمنوا به وأطاعوه وأقاموا الصلواه وأتموا الصلوات الخمس وكانوا قبل الإسلام وقبل مقدم رسول الله صلي الله عليه واله وسلم المدينه إذا كان بهم أمراجتمعوا وتشاوروا فاثني الله عليهم أي لا ينفردون برأي حتي يجتمعوا عليه» [7] . وقال السمعاني وقوله: «(وأمرُهُم شُورَي بَينَهُم) ذكر النقاش أن هذا في الأنصار وكانوا يتشاورون في الأمر بينهم فمدحهم الله علي ذلك وذلك دليل علي اتفاق الكلمه وترك الاستبداد بالرأي والرجوع إلي الرأي عند نزول الحادثه وقيل إن الأنصارتشاوروا فيما بينهم حين دعاهم النبي إلي الإيمان ثم أجابوا إلي الايمان» [8] . وقال الألوسي: (وَالذين استجَابُوا لِرَبهم و اقاموا الصلوه) للأيمان به وطاعته سبحانه قيل نزلت في الأنصاردعاهم الله تعالي علي لسان رسوله فاستجابوا له فاثني عليهم جل وعلا بما أثني وعليه فهو من ذكر الخاص بعد العام لبيان شرفه لأيمانهم دون تردد وتلعثم والأيه إن كانت مدنيه فالأمرظاهر و اذا كانت مكيه [ صفحه 10] فالمراد بالأنصارمن آمن بالمدينه قبل الهجره أو المراد بهم أصحاب العقبه» [9] . وقال الشوكاني: «(والَّذين استجَابوا لرَبهم وأقا مُوا الصَّلَوه) أي أجابوه إلي ما دعاهم إليه وأقاموا ما أوجبه عليهم من فريضه الصلاه قال ابن زيد هم الأنصاربالمدينه استجابوا الي الإيمان بالرسول حين أنفذ إليهم أثني عشر نقيبا منهم قبل الهجره. وأقاموا الصلاه لمواقيتها بشروطها وهيئاتها (وأمرُهُم شُورَي بَينَهُم) أي يتشاورون فيما بينهم ولا يعجلون ولا ينفردون بالرأي» [10] . [ صفحه 11]

و ما هي الفائده من سرد هذه الأقوال في أسباب نزول هذه الآيه و خاصه كونها في الأنصار

الجواب: أنت سألت وأنا أجبت ولي في ذلك غرض آخرمن هذا الطرح والبيان وهو أني أريد أن أبين لك بان هذه الآيه لم تشرع، مسأله الشوري و انما أتت مادحه للأنصارلأنهم يتعاملون في شؤون حياتهم بهذا المبدأ وليس للحاكميه أي ذكر. وعليه فالآيه تتكلم عن أمرآخر غير ما استشهد به المخالف ولا دليل أبدًا علي ما قالوه بان الأيه تدورحول اختيار الخليفه أبدًا.

و ما هي إذا موارد استخدام الشوري بينهم و في أي أمر من أمورهم إذا لم نقل بأنها حول الخلافه والحاكميه

قال ابن كثير: «(أمرُهُم شُورَي بَينَهُم) أي لا يبرمون أمرا حتي يتشاوروا فيه ليتساعدوا بآرائهم في مثل الحروب وما جري مجراها كما قال تبارك وتعالي: (وشاورهُم في الأمر [11] الآيه ولهذا كان يشاورهم في الحروب ونحوها ليطيب بذلك قلوبهم» [12] . [ صفحه 12] قال الآلوسي: «(ؤأمرُهُم شُورَي بينهم) وقد كانت الشوري بين النبي وأصحابه فيما يتعلق بمصالح الحروب وكذا بين الصحابه رضي الله تعالي عنهم بعده عليه الصلاه والسلام وكانت بينهم أيضا في الأحكام كقتال أهل الرده وميراث الجد وعدد حد الخمر وغير ذلك والمراد بالأحكام ما لم يكن لهم فيه نص شرعي والا فالشوري لا معني لها وكيف يليق بالمسلم العدول عن حكم الله عز وجل إلي آراء الرجال والله سبحانه هو الحكيم الخبير» [13] . وقال السيوطي في الدرالمنثور: «أخرج عبد بن حميد والبخاري في الأدب وابن المنذرعن الحسن رضي الله عنه- قال ما تشاورقوم قط إلا هدوا وأرشد أمرهم ثم تلا وأمرهم شوري بينهم. وأخرج الخطيب في رواه مالك عن علي رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله الأمرينزل بنا بعدك لم ينزل فيه قرآن ولم يسمع منك فيه شيء قال اجمعوا له العابد من أمتي واجعلوه بينكم شوري ولا تقضوه برأي واحد» [14] . وعلي هذا الكلام ثبت لنا بان موارد الشوري كانت في الحرب ومواقع الحرب و ما شاكل ذلك من الأموروأما الأمورالتي ثبت النص [ صفحه 13] فيها فلا يجوزالشوري فيها وكذلك أن الشوري في ما يخصهم وليس فيما يخص الله وأحكامه والإمامه من الواجبات، مثلها مثل الصوم والصلاه وغيرها من الواجبات.

ولكن وردت هناك بعضي التفاسير تقول بان عمر استند للآيه وجعلها شوري أليس بصحيح

الجواب: أقول جزاك الله خير الجزاء علي هذه الكلمات وأقول لعلك تريد أن تنقل لنا مثل هذه الاقوال: كما قال الآندلسي: «وقد جعل عمر بن الخطاب الخلافه وهي أعظم النوازل شوري وقال الحسن والله ما تشاورقوم بينهم إلا هداهم الله لأفضل ما بحضرتهم» [15] . وقال ابن كثير: «وهكذا لما حضرت عمر بن الخطاب رضي الله عنه الوفاه حين طعن جعل الأمربعده شوري في سته نفر وهم [ صفحه 14] عثمان وعلي وطلحه والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم فاجتمع رأي الصحابه كلهم رضي الله عنهم علي تقديم عثمان عليهم رضي الله عنهم» [16] . أخي الفاضل أقول لك بان هذه الكلمات هي استحسانات من المؤلف فاراد أن يبرر بعض المواقف المخالفه، والا فانه سوف ياتيك في المستقبل القريب أن الخليفه عمر لايعترف بالشوري أصللأ وقد وصلت إليه الخلافه بالنص لا بالشوري، فلو كانت الشوري شرط فكيف جاز له أن يتقبل الخلافه من دون شوري. وبهذا أكون قد انتهيت من الآيه الأولي وسوف ننتقل للآيه الثانيه وهي قوله تعالي: (وشَاورهُم في الأمر) [17] .

الآية الثانيه قوله تعالي: وشاورهم في الأمر و البحث حولها سؤال: ماذا سوف تبحث في هذه الآيه أم أن البحث هو كما مر في الأيه السابقه

الجواب: البحث هو سوف يكون مثل البحث في الايه السابقه لنفس [ صفحه 15] الدواعي والاسباب.

سوف أنقل أقوال المفسرين

قال الرازي: «المسأله الأولي: يقال شاورهم مشاوره وشوارا ومشوره والقوم شوري وهي مصدرسمي القوم بها كقوله: (و اذ هم نجوي) [18] قيل المشاوره مأخوذه من قولهم شرت العسل أشوره إذا أخذته من موضعه واستخرجته وقيل مأخوذه من قولهم شرت الدابه شورا إذا عرضتها والمكان الذي يعرض فيه الدواب يسمي مشوارا كانه بالعرض يعلم خيره وشره فكذلك بالمشاوره يعلم خير الأموروشرها» [19] . وقال السيوطي: «وأخرج سعيد بن منصوروابن المنذر و ابن أبي حاتم و البيهقي في سننه عن الحسن في قوله: (وشاورهُم في الأمر) قال قد علم الله أنه ما به إليهم من حاجه ولكن أراد أن يستن به من بعده» [20] . وقال الزمخشري: [ صفحه 16] «(وشاورهُم في الأمر) يعني في أمر الحرب ونحوه مما لم ينزل عليك فيه وحي لتستظهر برأيهم ولما فيه من تطييب نفوسهم والرفع من أقدارهم وعن الحسن رضي الله عنه قد علم الله انه ما به إليهم حاجه ولكنه أراد ان يستن به من بعده وعن النبي صلي الله عليه وعلي آله وسلم (ما تشاورقوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم). وعن أبي هريره رضي الله عنه ما رأيت أحدًا أكثر مشاوره من أصحاب الرسول صلي الله عليه وآله وسلم وقيل كان سادات العرب إذا لم يشاوروا في الامرشق عليهم فامر الله رسوله صلي الله عليه وآله وسلم بمشاوره أصحابه لئلا يثقل عليهم استبداده بالرأي دونهم وقرء (وشاورهم في بعض الأمر)» [21] . وقال البغوي: «(وشاورهُم في الأمر) أي استخرج آراءهم واعلم ما عندهم من قول العرب شرت الدابه وشورتها إذا استخرجت جريها وشرت العسل وأشرته إذا أخذته من موضعه واستخرجته» [22] . وقال الطبري: «قوله (وشاورهُم في الأمر) قال ما أمر الله عزوجل نبيه [ صفحه 17] صلي الله عليه واله وسلم بالمشوره إلا لما علم فيها من الفضل حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثنا معتمر بن سليمان عن إياس بن دغفل عن الحسن ما شاورقوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم وقال آضرين إنما أمره الله بمشاوره أصحابه فيما أمره بمشاورتهم فيه مع إغنائه بتقويمه إياه وتدبيره أسبابه عن ارائهم ليتبعه المؤمنون من بعده فيما حزبهم من أمر دينهم ويستنوا بسنته في ذلك ويحتذوا المثال الذي رأوه يفعله في حياته من مشاورته في أموره مع المنزله التي هو بها من الله أصحابه وأتباعه في الأمرينزل بهم من أمر دينهم ودنياهم فيتشاوروا بينهم ثم يصدروا عما اجتمع عليه ملؤهم لأن المؤمنين إذا تشاوروا في أمور دينهم متبعين الحق في ذلك لم يخلهم الله عز وجل من لطفه وتوفيقه للصواب من الرأي والقول فيه. قالوا وذلك نظير قوله عز وجل الذي مدح به أهل الإيمان وأمرهم شوري» [23] . وقال القرطبي: «قوله تعالي: (فاعف عنهم واستغفر لهم و شاورهم في الامر) فيه ثمان مسائل الأولي قال العلماء أمرالله تعالي نبيه صلي الله عليه وسلم بهذه الأوامر التي هي بتدريج بليغ وذلك أنه أمره بأن يعفو عنهم ماله في خاصته عليهم من تبعه فلما صاروا في هذه [ صفحه 18] الدرجه أمره أن يستغفر فيما لله عليهم من تبعه أيضا فإذا صاروا في هذه ادرجه صاروا أهلا للأستشاره في الأمورقال أهل اللغه الاستشاره مأخوذه من قول العرب شرت الدابه وشورتها إذا علمت خبرها يجزي أوغيره ويقال للموضع الذي تركض فيه مشواروقد يكون من قولهم شرت العسل واشترته فهو مشور و مشتار إذا أخذته من موضعه قال عدي بن زيد في سماع ياذن الشيخ له ثم وحديث مثل ماذي مشارالثانيه قال ابن عطيه والشوري من قواعد الشريعه وعزائم الأحكام من لا يستشير أهل فعزله واجب هذا مالا خلاف فيه وقد مدح الله المؤمنين بقوله وأمرهم شوري بينهم قال أعرابي ما غبنت قط حتي يغبن قومي قيل» [24] . وعلي هذا عرفت- وباختصار- أهم الأقوال في الآيه وعليه ننتقل للأسئله الأهم في الأيه الكريمه. [ صفحه 19]

هنا هو لماذا شاور النبي أصحابه ما هو الهدف من مشورته لهم

الجواب: في هذه الأقوال لكبارالمفسرين من إخوتنا أبناء المذهب السني. قال الفخر الرازي: «المسأله الثانيه الفائده في أنه تعالي أمر الرسول بمشاورتهم وجوه: الأول: أن مشاوره الرسول صلي الله عليه و اله وسلم إياهم توجب علو شأنهم ورفعه درجتهم وذلك يقتضي شده محبتهم له وخلوصهم في طاعته ولولم يفعل ذلك لكان ذلك إهانه بهم فيحصل سوء الخلق والفظاظه. الثاني: أنه عليه السلام وان كان أكمل الناس عقلا إلا أن علوم الخلق متناهيه فلا يبعد أن يخطر ببال إنسان من وجوه المصالح ما لا يخطر بباله لا سيما فيما يفعل من أمورالدنيا فإنه عليه السلام قال أنتم أعرف بامور دنياكم وأنا أعرف باموردينكم. ولهذا السبب قال عليه السلام: (ما تشاورقوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم). الثالث: قال الحسن وسفيان بن عيينه إنما أمر بذلك ليقتدي به غيره في المشاوره ويصير سنه في أمته. الرابع: أنه عليه السلام شاورهم في واقعه أحد فاشاروا [ صفحه 20] عليه بالخروج وكان ميله إلي أن يخرج فلما خرج وقع ما وقع فلو ترك مشاورتهم بعد ذلك لكان ذلك يدل علي أنه بقي في قلبه منهم بسبب مشاورنهم بقيه أثر فامره الله تعالي بعد تلك الواقعه بأن يشاورهم ليدل علي أنه لم يبق في قلبه أثر من تلك الواقعه. الخامس: وشاورهم في الأمر لا لتستفيد منهم رأيا وعدما لكن لكي تعلم مقادير عقولهم وافهامهم ومقادير حبهم لك واخلاصهم في طاعتك فحينئذ يتميز عندك الفاضل من المفضول فبين لهم علي قدرمنازلهم. السادس: وشاورهم في الأمر لا لأنك محتاج إليهم ولكن لأجل أنك إذا شاورتهم في الأمر اجتهد كل واحد منهم في استخراج الوجد الأصلح في تلك الواقعه فتصير الأرواح متطابقه متوافقه علي تحصيل أصلح الوجوه فيها وتطابق الأرواح الطاهره علي الشيء الواحد مما يعين علي حصوله وهذا هو السر عند الاجتماع في الصلوات وهو السر في أن طوه الجماعه أفضل من صلاه المنفرد. السابع: لما أمر الله محمدا عليه السلام بمشاورتهم ذل ذلك علي أن لهم عند الله قدرا وقيمه فهذا يفيد أن لهم قدرا عند الله وقدرا عند الرسول وقدرا عند الخلق. الثامن: الملك العظيم لا يشاورفي المهمات العظيمه الا خواصه والمقربين عنده فهؤلاء لما اذنبوا عفا الله عنهم فربما خطر [ صفحه 21] ببالهم أن الله تعالي وان عفا عنا بفضله إلا أنه ما بقيت لنا تلك الدرجه العظيمه فبين الله تعالي أن تلك الدرجه ما انتقصت بعد التوبه بل أنا أزيد فيها وذلك أن قبل هذه الواقعه ما أمرت رسولي بمشاورتكم وبعد هذه الواقعه أمرته بمشاورتكم لتعلموا أنكم الأن أعظم حالا مما كنتم قبل ذلك والسبب فيه أنكم قبل هذه الواقعه كنتم تعولون علي أعمالكم وطاعتكم والان تعولون علي فضلي وعفوي فيجب أن تصير درجتكم ومنزلتكم الآن أعظم مما كان قبل ذلك لتعلموا أن عفوي أعظم من عملكم وكرمي أكثر من طاعتكم والوجوه الثلاثه الأولي مذكوره والبقيه مما خطر ببالي عند هذا الموضع والله أعلم بمراده وأسراركتابه» [25] . وقال ابن كثير: «(فاعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الامر) و لذلك كان رسول الله صلي الله عليه و اله وسلم يشاورأصحابه في الأمر إذا حدث تطييبا لقلوبهم ليكون أنشط لهم فيما يفعلونه» [26] . وقال السيوطي: «وأخرج سعيد بن منصوروابن المنذروابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن الحسن في قوله (و شاورهُم في الأمر) قال قد [ صفحه 22] علم الله أنه ما به إليهم من حاجه ولكن أراد أن يستن به من بعده. وأخرج ابن جرير وابن المنذروابن أبي حاتم عن قتاده في قوله (وشاورهُم في الأمر) قال أمر الله نبيه أن يشاورأصحابه في الأموروهويأتيه وحي السماء لأنه أطيب لأنفس القوم وان القوم إذا شاور بعضهم بعضا وأرادوا بذلك وجه الله عزم لهم علي رشده» [27] . وقال الزمخشري: «(وشاورهُم في الأمر) يعني في أمر الحرب ونحوه مما لم ينزل عليك فيه وحي لتستظهر برأيهم ولما فيه من تطييب نفوسهم والرفع من أقدارهم وعن الحسن رضي الله عنه قد علم الله أنه ما به إليهم حاجه ولكنه أراد أن يستن به من بعده وعن النبي صلي الله عليه وعلي آله وسلم (ما تشاورقوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم). وعن أبي هريره رضي الله عنه ما رأيت أحدا أكثر مشاوره من أصحاب الرسول صلي الله عليه وآله وسلم وقيل كان سادات العرب إذا لم يشاوروا في الأمرشق عليهم فأمر الله رسوله صلي الله عليه و اله وسلم بمشاوره أصحابه لئلا يثقل عليهم استبداده بالرأي دونهم وقرء (وشاورهم في بعض الأمر)» [28] . [ صفحه 23] وقال البغوي: «وقال مقاتل وقتاده أمر الله تعالي بمشاورتهم تطييبا لقلوبهم فإن ذلك أعطف لهم عليه وأذهب لأضغانهم فإن سادات العرب كانوا إذا لم يشاروا في الأمرشق ذلك عليهم وقال الحسن قد علم الله عز وجل أنه ما به إلي مشاورتهم حاجه ولكنه أراد أن يستن به من بعده أخبرنا أبوطاهر المطهر بن علي بن عبيد الله الفارسي قال أخبرنا أبوذرمحمد بن إبراهيم بن علي الصالحاني أخبرنا عبد الله بن محمدبن جعفر» [29] . وقال البيضاوي: «(وشاورهُم في الأمر) أي في أمر الحرب إذ الكلام فيه أو فيما يصح أن يشاور فيه استظهارا برأيهم وتطييبا لنفوسهم وتمهيدا لسنه المشاوره طأمه» [30] . وقال الطبري: «بقوله (و شاورهم في الامر) بمشاوره أصحابه في مكايد الحرب وعند لقاء العدوتطييبا منه بذلك أنفسهم وتألفا لهم علي دينهم وليروا أنه يسمع منهم ويستعين بهم وان كان الله عزوجل قد [ صفحه 24] أغناه بتدبيره له أموره وسياسته إياه وتقويمه أسبابه عنهم. ذكر من قال ذلك حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتاده قوله وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل علي الله إن الله يحب المتوكلين أمرالله عز وجل نبيه صلي الله عليه وآله وسلم أن يشاورأصحابه في الأموروهويأتيه وحي السماء لأنه أطيب لأنفس القوم وان القوم إذا شاوربعضهم بعضا وأرادوا بذلك وجه الله عزم لهم علي أرشده. حدثت عن عمارقال ثنا بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع وشاورهم في الأمرقال أمر الله نبيه صلي الله عليه وآله وسلم أن يشاورأصحابه في الأموروهويأتيه الوحي من السماء لأنه أطيب لأنفسهم. حدثنا بن حميد قال حدثنا سلمه عن بن إسحاق وشاورهم في الأمر أي لتربهم أنك تسمع منهم وتستعين بهم وان كنت عنهم غنيا تؤلفهم بذلك علي دينهم وقال اخرون بل أمره بذلك في ذلك وان كان له الرأي وأصوب الأمورفي التدبير لما علم في المشوره تعالي ذكره من الفضل ذكر من قال ذلك حدثنا بن وكيع قال ثنا أبي عن سلمه بن نبيط عن الضحاك بن مزاحم قوله وشاورهم في الأمر قال ما أمرالله عزوجل نبيه صلي الله عليه وآله وسلم بالمشوره إلا لما علم فيها من الفضل حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثنا [ صفحه 25] معتمر بن سليمان عن إياس بن دغفل عن الحسن ما شاورقوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم» [31] . لقد اتضح لك أخي العزيز السبب الذي من أجله كان النبي يستشير أصحابه لكي يطيب خاطرهم فقط ووضح أنه غير محتاج لرأيهم فكيف نتمسك بهذه الشوري كدليل أنها شرط في اختيار الحاكم.

و هو هل أن النبي ملزم باتباع أيهم أم لا

الجواب: طبعا لا لأن رأيه هوالاكمل والأصوب والرجوع إليهم فقط للأخذ بخواطرهم لا أكثر من ذلك. [ صفحه 26]

ما هو الدليل علي هذا الكلام

الجواب: إليك الدليل من أقوال المفسرين: قال السيوطي: «وأخرج ابن جرير وابن المنذرعن قتاده في قوله (فَإذا عَزَمت فَتوكل عَلي اللَّهِ) [32] قال أمرالله نبيه صلي الله عليه واله وسلم إذا عزم علي أمرأن يمضي فيه ويستقيم علي أمر الله ويتوكل علي الله» [33] . وقال الزمخشري: «فإذا عزمت فإذا قطعت الرأي علي شيء بعد الشوري فتوكل علي الله في إمضاء أمرك علي الأرشد الأصلح فإن ما هوأصلح لك لا يعلمه إلا الله لا أنت ولا من تشاور وقرء (فَإذا عَزَمت) بضم التاء بمعني فإذا عزمت لك علي شيء وأرشدتك إليه فتوكل علي ولا تشاور بعد ذلك أحدًا» [34] . وقال البيضأوي: «(فَإذا عَزَمت) فإذا وطنت نفسك علي شيء بعد الشوري [ صفحه 27] (فتوكل عَلَي اللَّه) في إمضاء أمرك علي ما هو» [35] . وقال القرطبي: «والله تعالي يقول: (وشاورهم في الأمر) فإذا عزمت فالمشاوره وما كان في معناها هوالحزم والعرب تقول قد أحزم لو أعزم وقرأ جعفر الصادق وجابر بن زيد فإذا عزمت بضم التاء نسب العزم إلي نفسه سبحانه إذ هوبهدايته وتوفيقه كما قال وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي ومعني الكلام أي عزمت لك ووفقتك وأرشدتك فتوكل علي الله والباقون بفتح التاء قال المهلب وامتثل هذا النبي صلي الله عليه وسلم من أمرربه فقال لاينبغي لنبي يلبس لامته أن يضعها حتي يحكم الله أي ليس ينبغي له إذا عزم أن ينصرف لأنه نقض للتوكل الذي شرطه الله عز وجل مع العزيمه فلبسه لأمته صلي الله عليه وسلم حين أشارعليه بالخروج يوم أحد من أكرمه الله بالشهاده فيه وهم صلحاء المؤمنين ممن كان فاتته بدر يا رسول الله أخرج بنا إلي عدونا دال علي العزيمه وكان» [36] . وقال الطبري: «ذكر من قال ذلك حدثنا بشر قال حدثنا يولد قال حدثنا سعيد عن قتاده قوله: (فَإذا عَزَمت فَتوكل علي الله اِنَّ الله يُحِبُّ [ صفحه 28] المتؤكلين) أمر الله عز وجل نبيه صلي الله عليه وآله وسلم أن يشاورأصحابه في الأموروهوياتيه وحي السماء لأنه أطيب لأنفس القوم يمان القوم إذا شاوربعضهم بعضا وأرادوا بذلك وجه الله عزم لهم علي أرشده. حدثت عن عمارقال ثنا بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع وشاورهم في الأمرقال أمرالله نبيه صلي الله عليه و اله وسلم أن يشاورأصحابه في الأموروهويأتيه الوحي من السماء لأنه أطيب لأنفسهم» [37] . وبهذا الاختصارتبين لنا بأن النبي غير ملزم بأقوالهم وانما الأمريعود لله وله، ورأيهم إنما هو للاستيناس لا أكثر ولا أقل من ذلك هذه هي أقوال أهل التفسير. [ صفحه 29]

ما هي موارد الاستشاره التي كان النبي يستشير فيها أصحابه

الجواب: جيد، هذا سؤال جميل جدا وسوف أعود أيضا لأقوال أهل التفسير لعلي أجد عندهم الجواب فلقد قالوا: بأن المشوره كانت في الحرب وما شاكله واليكم بعضا من كلماتهم: قال الزمخشري: «(وشاورهُم في الأمر) يعني في أمر الحرب ونحوه مما لم ينزل عليك فيه وحي لتستظهر برأبهم ولما فيه من تطييب نفوسهم والرفع من أقدارهم» [38] . وقال أبوالسعود في تفسيره: «(وشاورهُم في الأمر) أي في أمر الحرب إذ هو المعهود أوفيه وفي أمثاله مما تجري فيه المشاوره عاده استظهارا بآرائهم وتطييبا لقلوبهم وتمهيدا لسنه المشاوره للأمه وقري وشاورهم في بعض الأمر! [39] وقال ابن كثير في تفسيره: " (وأمرهم شوري بينهم) أي لا يبرمون أمرا حتي يتشاوروا فيه ليتساعدوا بآرائهم في مثل الحروب وما جري مجراها كما قال تبارك وتعالي (وشاورهُم في الامر) الآيه ولهذا كان (ص) يشاورهم في الحروب ونحوها ليطيب بذلك قلوبهم وهكذا لما حضرت عمر بن الخطاب رضي الله عنه الوفاه حين طعن [ صفحه 30] جعل الأمربعده شوري في سته نفر وهم عثمان وعلي وطلحه والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم فاجتمع رأي الصحابه كلهم رضي الله عنهم علي تقديم عثمان عليهم رضي الله عنهم» [40] . وقال البغوي: «واختلفوا في المعني الذي لأجله أمر الله نبيه صلي الله عليه وآله وسلم بالمشاوره مع كمال عقله وجزاله رأيه ونزول الوحي عليه ووجوب طاعته علي الخلق فيما أحبوا أوكرهوا فقال بعضهم هو خاص في المعني أي وشاورهم فيما ليس عندك فيه من الله تعالي عهد وقال الكلبي يعني ناظرهم في لقاء العدو و مكايد الحرب عند الغزو» [41] . وقال البيضأوي: «(وشاورهُم في الأمر) أي في أمر الحرب إذ الكلام فيه أو فيما يصح أن يشاورفيه استظهارا برأيهم وتطييبا لنفوسهم وتمهيدا لسنه المشايره للأمه (فَإذا عَزَمت) فإذا وطنت نفسك علي شيءبعدالشوري (فَتوكل عَلي اللَّهِ)) في إمضاءأمرك علي ماهو» [42] . [ صفحه 31] والي هنا أعتقد بأنه تم البحث عن الآيتين ولم نجد فيهما أي قول يشير إلي الخلافه والشوري في الخلافه نعم من بأب الأمانه أقول وردت بعض الإشارات من أقوال أهل التفسير إلي تصرف عمر وأن عمر طبق الآيتين علي الخلافه ولكن أقول سوف اثبت لكم بأن عمر لم يقل ذلك وانما الجماعه تبرعوا له. كما أن موقف عمرواضح في أنه لايعتقد بالشوري وسوف يتبين لكم ذلك إن شاء الله تعالي.

اكمل الكلام حول الشوري

سؤال: وأين سوف يكون أورم الأن وفي أي مبحث بعد الكلام عن القرآن؟ الجواب: أنا في أتم الحيره الأن فالمفروض أن أبحث عن أقوال النبي صلي الله عليه و اله وسلم إن وجدت في هذا الموضوع. [ صفحه 32] سؤال: وهل يعني كلامك عدم وجود روايات في هذه القضيه المهمه؟ الجواب: نعم الروايات قليله جدا وسوف أحاول أن أبحث عن الوجود وأقدمه للقاري الكريم، وهذه الروايات التي اطلعت عليها هي: في كتاب الترغيب والترهيب للمنذري: «وروي عن أبي هريره رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله وسلم إذا كان أمراؤكم خباركم وأغنياؤكم سمحاءكم وأموركم شوري بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها واذا كانت أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاءكم وأموركم إلي نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب» [43] . وفي البيان والتعريف لابن حمزه الحسيني: «إذا كانت أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاءكم وأموركم شوري بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها و اذا كانت أمراؤكم [ صفحه 33] أشراركم وأغنياؤكم بخلاءكم وأموركم إلي نسائكم فبطن الأرض خبر لكم من طهرها أخرجه الترمذي عن أبي هريره رضي الله عنه وقال غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح المزي» [44] . قال الهيثمي صالح المزي وقال ابن حزم في الأحكام: «كتب إلي يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري قال حدثنا عبد الوارث بن سفيان ثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن عبد السلام الخشني قال حدثنا إبراهيم بن أبي الفياض البرقي الشيخ الصالح حدثنا سليمان بن بزيغ الإسكندراني حدثنا مالك بن أنس عن يحيي بن سعيد الانصاري عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب قال قلت يا رسول الله الأمرينزل بنا لم ينزل فيه قرآن ولم يمض فيه منك سنه قال اجمعوا له العالمين أو قال العابدين من المؤمنين فاجعلوه شوري بينكم ولا تقضوا فيه برأي واحد» [45] . وفي مجمع الزوائد للهيثمي: «قال علي يا رسول الله أرأيت إن عرض لنا أمر لم ينزل فيه قرأن ولم تمض فيه سنه منك قال تجعلونه شوري بين العابدين من المؤمنين ولا تقضونه برأي خاصه فلو كنت مستخلفا أحدا لم يكن أحق منك لقدمك في الإسلام وقرابتك من رسول الله صلي الله عليه وآله [ صفحه 34] وسلم وعندك سيده نساء المؤمنين وقبل ذلك ما كان من بلاء أبي طالب إياي ونزل القرآن وأنا حريص علي أن أدعي له في ولده. رواه الطبراني في الكبير و فيه عبدالله بن كيسان قال البخاري منكر الحديث» [46] . وأيضا في مجمع الزوائد: «وعن ابن عباس قال قلت يا رسول الله أرأيت أن عرض لنا أمرلم ينزل فيه قران ولم تمض فيه سنه منك قال تجعلونه شوري بين العابدين من المؤمنين ولا تقضونه برأي خاصه فذكر الحديث وهو بتمامه في باب القياس رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن كيسان قال البخاري منكر الحديث وعن علي قال قلت يا رسول الله إن نزل بنا أمرليس فيه بيان أمرولا نهي فما تأمرني قال شاوروا فيه الفقهاء والعابدين ولا تمضوا فيه رأي خاصه رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون من أهل الصحيح باب الاجتهاد. و عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم لما أراد أن يسرح معاذ إلي اليمن فاستشارناسا من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحه والزبير وأسيد بن حضير فاستشارهم فقال أبوبكر لولا أنك استشرتنا ما تكلمنا فقال إني [ صفحه 35] فيما لم يوح إلي كأحدكم قال فتكلم القوم فتكلم كل إنسان برأيه فقال ما تري يا معاذ فقلت أدي ما قال أبوبكر فقال رسول الله صلي الله عليه و اله وسلم إن الله يكره فوق سمائه أن يخطئ أبوبكر رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو العطوف لم أرمن ترجمه يروي عن الوضين بن عطاء وبقيه رجاله موثقون وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يطوف في النخل بالمدينه فجعل الناس يقولون فيها وسق فقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فيها كذا وكذا فقال صدق الله ورسوله. فقال رسول الله إنما أنا بشر مثلكم فما حدثتكم عن الله فهوحق وما قلت فيه من قبل نفسي فإنما أنا بشر أصيب وأخطئ رواه البزارواسناده حسن! لا أن إسماعيل بن عبد الله الأصبهاني شيخ البزار» [47] . هذا ما وجدته من أقوال النبي صلي الله عليه واله وسلم في الشوري ولم أجد في أي واحد من هذه الأخبارما يدل علي أن الشوري مبدأ من المبادي في اختيارالخليفه ولا ادري كيف استدل علي الشوري وبماذا!

مواقف للنبي

وهناك نقولات أخري ليس نس من النبي صلي الله عليه وآله وسلم ولكنها مواقف مذكوره للنبي منها مثلا ما ذكره البخاري: [ صفحه 36] «وشاور النبي صلي الله عليه وآله وسلم أصحابه يوم أحد في المقام والخروج فرأوا له الخروج فلما ليس لأمته وعزم قالوا أقم فلم يمل إليهم بعد العزم وقال لا ينبغي لنبي يلبس لأمته فيضعها حتي يحكم الله. وشاورعليا وأسامه فيما رمي به أهل الإفك عائشه فسمع منهما حتي نزل القرآن فجلد الرامين ولم يلتفت إلي تفازعهم ولكن حكم بما أمره الله. وكانت الأئمه بعد النبي صلي الله عليه وآله وسلم يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمورالمباحه ليأخذوا بأسهلها فإذا وضح الكتاب أو السنه لم يتعدوه إلي غيره اقتداء بالنبي صلي الله عليه وآله وسلم. حدثنا الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن بن شهاب حدثني عروه وبن المسيب وعلقمه بن وقاص وعبيد الله عن عائشه رضي الله عنها حين قال لها أهل الإفك ما قالوا قالت ودعا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب وأسامه بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي يسألهما وهويستشيرهما في فراق أهله فاما أسامه فأشاربالذي يعلم من براءه أهله وأما علي فقال لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسل الجاريه تصدقك فقال هل رأيت من شيءيريبك قالت ما رأيت أمرا أكثر من أنها جاريه [ صفحه 37] حديثه السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتاكله فقام علي المنبر فقال يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي والله ما علمت علي أهلي إلا خيرا فذكر براءه عائشه» [48] . لا أطيل عليكم المنقولات ولكن لوتأملتم معي هذه الأخبار كلها لوجدتموها تتكلم عن الشوري بشكل ضيق وتتعلق بالأمور التي لا تخص الأمورالإلهيه والواجبات الشرعيه وكذلك تتكلم عن الأمور التي لا نص فيها.

بعض الآيات والروايات لا تسمح لأي إنسان بان يختار بعد أمر الله

وأما الأمورالتي فيها نصوص فلا يصح لأحد أن يشاورفيها أحد علي الإطلاق بل وجدت أن هناك بعض الآيات والروايات لا تسمح لأي إنسان بان يختار بعد أمر الله. [ صفحه 38]

و ما هي تلك الآيات ممكن أن تبينها لنا بارك الله فيك

الجواب: أقول سوف أتعرض لآيتين وهما: قال تعالي: (وَرَبك يَخلُقُ مَا يَشَاء ويختارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخيره سبحن الله وتعلي عما يشركون) [49] . وقال تعالي: (وَما كان لمؤمن و لا مؤمنه اذا قضي الله وَرَسُوله أمرا ان يكون لهم الخيره من أمرهم و من يعص الله و رسوله فقد ضل ضللا مبينا) [50] . فقد قال الشنقيطي: «وقوله: (وَما كان لمؤمن و لا مؤمنه اذا قضي الله وَرَسُوله أمرا أن يكون لهم الخيره من أمرهم) فجعل أمره وأمررسوله صلي الله عليه و اله وسلم مانعا من الاختيار موجبا للامتثال» [51] . وأضاف: «قالوا: وقد قال تعالي: (وَما كان لمؤمن و لا مؤمنه اذا قَضي الله وَرَسُوله امرا ان يكون لهم الخيره من أمرهم) فإنما منعهم من الخيره عندحكمه وحكم رسوله لاعند آراء الرجال وأقيستهم وظنونهم وقد أمر سبحانه رسوله بأتباع ما أوحاه إليه خاصه وقال: [ صفحه 39] (إِن أتبع الا ما يوحي الي) [52] و قال (وَ أن احكم بينهم بما أنزل الله) [53] ، وقال تعالي: (أم لهم شركؤا شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به اللَّه( [54] . قالوا فدل هذا النص علي أن ما لم يأذن به الله من الدين فهو شرع غيره بالباطل قالوا وقد أخبر النبي صلي الله عليه وآله وسلم عن ربه تبارك وتعالي أن كل ما سكت عن إيجابه أوتحريمه فهو عفو عفا عنه لعباده مباح إبأحه العفو فلا يحوزتحريمه ولا إيجابه» [55] . وقال ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم: «وأما معني الحديث من الاوامروالنواهي وغيرها فيحب ما أمر به ويكره ما نهي عنه وقد ورد القرآن بمثل هذا في غير موضع قال تعالي: (فلا و ربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما) [56] ، وقال تعالي: (و ما كان لمؤمن و لا مؤمنه اذا قضي الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيره من أمرهم)، وذم سبحانه من كره ما أحبه الله وأحب ما كرهه الله [ صفحه 40] قال الله تعالي: (ذلك بانهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعملهم) [57] ، وقال تعالي: (ذلِك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله و كرهوا رضونه فَأَحبط أعملَهُم) [58] ، فألواجب علي كل مؤمن أن يحب ما أحبه الله محبه توجب له الإتيان بما وجب عليه منه فإن زادت المحبه حتي أتي بما ندب إليه منه كان ذلك فضلا وأن يكره ما كرهه الله تعالي كراهه توجب له الكف عما حرم عليه منه فإن زادت الكراهه حتي أوجبت» [59] . وقال الهيثمي: «عن زينب بنت جحش قالت خطبني عده من قريش فأرسلت أختي حمنه إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أستشيره فقال لها رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنه نبيها قالت ومن هويا رسول الله قال زيد بن حارثه قال فغضبت حمنه غضبا شديدا وقالت يارسول الله تزوج بنت عمك مولاك قالت وجاءتني فأعلمتني فغضبت أشد من غضبها وقلت أشد من قولها فأنزل الله تعالي: (و ما كان لمؤمن و لا مؤمنه اذا قضي الله [ صفحه 41] و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيره من أمرهم)» [60] . وقال ابن حزم في كتاب الأحكام: «فصح أن البيان كله موقوف علي كلام الله تعالي وكلام نبيه صلي الله عليه وآله وسلم وقال عز وجل: (و ما كان لمؤمن و لا مؤمنه اذا قضي الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيره بها أمرهم وَمَن يعص الله و رسوله فقد ضل ضللا مبينا)، قال علي هذه الآيه كافيه من عند رب العالمين في أنه ليس لنا اختيارعند ورود أمر الله تعالي وأمررسوله صلي الله عليه وآله وسلم وأنه من خير نفسه في التزام أوترك أوفي الرجوع إلي قول قائل دين رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم فقد عصي الله بنص هذه الآيه فقد ضل ضلالا مبينا وأن المقيم علي أمر سماه الله ضلالا لمخذول وقال تعالي: (و ما أرسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله و لو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) [61] ،وقال تعالي: (ما أفاء الله علي رسوله من أهل القري فلله و للرسول و لذي القربي و اليتمي و المسكين و ابن السبيل كي لا يكون دوله بين الأغنياء منكم و ما ءاتيكم الرسول فخذوه و مانهيكم عنه فانتهوا و اتقوا الله ان [ صفحه 42] الله شديد العقاب)» [62] . وقال صاحب التسهيل: «وربك بخلق مايشاء ويختار قيل سبيها استغراب قريش لاختصاص سيدنا محمد صلي الله عليه و آله وسلم بالنبوه فالمعني أن الله بخلق مايشاءوبختارلرسالته من يشاء من عباده ولفظها أعم من ذلك والأحسن حمله علي عمومه أي يختارما يشاء من الأمورعلي الإطلاق ويفعل ما يريد ما كان لهم الخيره ما نافيه والمعني ما كان للعباد اختيار انما الاختيارو الإراده لله وحده فألوقف علي قوله و يختار» [63] . وقال الفخر الرازي: «واعلم أن القوم كانوا يذكرون شبهه أخري ويقولون (و قالوا لولا نزل هذا القرءان علي رجل من القريتين عظيم) [64] يعنون الوليد بن المغيره أوأبا مسعود الثقفي فاجاب الله تعالي عنه بقوله وربك يخلق ما يشاء ويختاروالمراد أنه المالك المطلق وهو منزه عن النفع والضرفله أن يخص من شاء بما شاء لا اعتراض عليه البته وعلي طريقه المعتزله لما ثبت أنه حكيم مطلق علم أنه كل ما فعله [ صفحه 43] كان حكمه وصوابا فليس لأحد أن يعترض عليه وقوله ما كان لهم الخيره والخيره اسم من الاختيارقام مقام المصدر و الخيره أيضا اسم للمختار يقال محمد خيره الله في خلقه إذا عرفت هذا فنقول في الآيه وجهان الأول وهو الأحسن أن يكون تمام الوقف علي قوله ويختار ويكون ما نفيا والمعني وربك يخلق مايشاء ويختارليس لهم الخيره إذ ليس لهم أن يختاروا علي الله أن يفعل والثاني أن يكون ما بمعني الذي فيكون الوقف عند قوله وربك يخلق مايشاء ثم يقول ويختار ما كان لهم الخيره» [65] . وفي الدرالمنثور: «قوله تعالي: (و ما كان لمؤمن و لا مؤمنه اذا قضي الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيره من أمرهم و من يعص الله و رسوله فقد ضل ضللا مبينا) أخرج ابن جرير و ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم انطلق ليخطب علي فتاه فيلد بن حارثه فدخل علي زينب بنت جحش الأسديه فخطبها قالت لست بناكحته قال بلي فأنكحيه قالت يا رسول الله أوامر في نفسي فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآيه علي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضي الله ورسوله أمرا الآيه قالت قد رضيته لي يا رسول الله [ صفحه 44] منكحا قال نعم قالت إذن لا أعصي رسول الله قد أنكحته نفسي» [66] . وعلي هذا ثبت لدينا أنه لا يجوزلأي شخص أن يخالف الله والرسول وانما يجب علي الأمه الامتثال والانصياع للحكم الرباني ولا يحق لاي إنسان أن يختارفي قبال الله ورسوله. وعلي هذا انتهت أدله القوم من الكتاب والسنه فلا دليل بقي لديهم إلا عمل الصحابه كما يدعي وهوليس بحجه علينا وان كنا سوف نبحث ذلك لنجد هل الخلفاءالذين وصلوا للحكم يؤمنون بالشوري أم لا!!!

اقول قبل أن تصل لهذه النتيجه لإبد لك من إثبات أمرين

الأمر الأول: أن الإمامه من الواجبات الالهيه حتي يكون الكلام السابق صحيح وأنه لا يحق لنا بان نعمل بالشوري في الواجبات الالهيه. [ صفحه 45] والأمر الثاني: أن تثبتوا بأن الشريعه المقدسه لها حكم ونص في المساله فإذا ثبت ذلك فعند ذلك لا يحق لنا العمل بالشوري لأن مجال الشوري في غير هذين المجالين. الجواب: كلام جميل.. وسوف أحاول أن أثبت الأمر الأول هنا والأمر الثاني في البحوث اللاحقه إن شاء الله تعالي. سؤال: وكيف ذلك وبأي طريقه سوف تثبتون الوجوب و بأي وجوب؟؟ بالوجوب العقلي أم السمعي؟ وهل تعيين الإمام واجب علي الله أم علي الأمه؟ الجواب: إشكالان علي اختيار الأمه: [ صفحه 46] الإشكال الأول: لقد اجتمعت كلمتهم علي أن التعيين واجب ولكنه واجب سمعي علي الأمه، وجعل الاختيار للأمه هي التي تختارلنفسها ضمن مقاييس. ثم قالوا: وبعد الاختيارفإنه يحب علينا الطاعه لمن يتم اختياره لأن الله قال أطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم. أقول: صحيح بأن الله طلب منا طاعه ولي الأمر ولكنه نهانا عن طاعه الظالم، والكذاب وذلك بقوله تعالي: (و لا تطع من أغفَلنَا قلبه،) [67] ، وقوله: (فلا تطع المكذبين) [68] ، وقوله: (و لا تطيعوا امر المسرفين - الذين يفسدون في الأرض و لا يصلحون) [69] ، و قوله: (و لا تركنوا الي الذين ظلموا) [70] . فإذا كان الاختيار بايدينا نحن البشر فلن نختارشخص لا توجد فيه هذه الصفات، وعليه فان من نختاره لا يجوز لنا طاعته فماذا نفعل هل نطيعه لاءنه ولي أمر أو نعصيه لأنه ظالم وكذاب ومفسد وغافل عن ذكر الله. [ صفحه 47] فيحصل التعارض بين الطاعه وعدمها فلا نستطيع أن نطيعه ولا نستطيع أن نرفضه!!!!؟ ولكن لو جعلنا الاختيارلله فهو أعلم بالصالح من الطالح والمؤمن من الفاسق فإذا اختارلنا شخصآ وأمرنا بأتباعه نعلم بأن طاعته واجبه ونعلم بانه غير فأسد. هذا هو الإشكال الأول علي مساله الاختيار للأمه. الاشكال الثاني: ما هي الضابطه لاختيار الخليفه وكيف يعين لأن ما ذكروه من الأساليب لاختيارالخليفه فإنه سوف يدمر الأمه ويقودها للفرقه والانحدار و الدمار؟ سؤال: وكيف ذلك يا تري؟ الجواب: لتقرأ ما يقولون: يقول الآيجي في المواقف: «واذا ثبت حصول الإمامه بالاختيار و البيعه، فأعلم أن [ صفحه 48] ذلك لا يفتقر إلي الإجماع، إذ لم يقم عليه دليل من العقل أو السمع. بل الواحد والاثنان من الحل والعقد كاف ويبرر ذلك ببيعه عمر لأبي بكر و عبد الرحمن لعثمان» [71] . فسبحان الله أي أمر هذا و أي كارثه علي الأمه عندما نعطي الصلاحيه لواحد أو اثنين ليختاروا شخصا ومن ثم نقول يجب طاعته علي الأمه. أي إساءه أعظم من هذه الإساءه للأمه وجعلوا الدليل عمل فلان وفلان من الصحابه. بل إنهم زادوا علي ذلك وقالوا بانه من غلب علي أمور المسلمين بالقوه وأصبح إماما أوخليفه فيجب علي الأمه أن تطيعه [72] . وعلي هذا يثبت لنا بأن قولهم بان تعيين الإمام واجب علي الأمه أنه فيه اعتراف منهم بالوجوب ولكنهم اخطئوا في التطبيق لأن الاختيارللأمه يقودها للكوارث وهذا ما حصل بالفعل. [ صفحه 49]

هل تريد أن تقول بأن الشوري التي قام بها الصحابه أمرغير شرعي

الجواب: أقول بأنه لم يثبت لنا بأن أحد من الخلفاء كان يعتقد بألشوري من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي عليه السلام وسوف أبين لك الآن بالدليل بأن أبابكر لا يعتقد بالشوري علي الإطلاق وخير دليلإعلي ذلك بانه قد عين عمر بعده فإن كان يعتقد بالشوري وأنها دليل شرعي مفترض علينا فلماذا خالفه وعين عمر ونص عليه فهو يعتقد بماذا؟؟ بألنص أم بالشوري؟؟ [ صفحه 50]

و ما حدث في السقيفه أليس هي الشوري التي أمرنا بها

الجواب: لا وذلك لأن ما حصل في السقيفه تهديد ووعيد بالقتل وغير ذلك بل هو انقلاب مخطط له بإحكام جدا وضمن خطوات إليك بعضامنها. الخطوه الأولي: منع النبي من كتابه الكتاب في رزيه الخميس. وهي كما يلي: ففي البخاري: «حدثنا قتيبه حدثنا سفيان عن سليمان الأحول عن سعيد بن جببر قال قال بن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله صلي الله عليه واله وسلم وجعه فقال ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولاينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما شانه أهجر استفهموه فذهبوا يردين عليه فقال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه وأوصاهم بثلاث قال أخرجوا المشركين من جزيره العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت عن الثالثه أوقال فنسيتها. حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبه عن بن عباس رضي الله [ صفحه 51] عنهما قال لما حضررسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وفي البيت رجال فقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده فقال بعضهم إن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ومنهم من يقول غير ذلك فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم قوموا قال عبيد الله فكان يقول بن عباس إن الرزيه كل الرزيه ما حال بين رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم. حدثنا يسره بن صفوان بن جميل اللخمي حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروه عن عائشه رضي الله عنها قالت دعا النبي صلي الله عليه وآله وسلم فاطمه عليها السلام في شكواه الذي قبض فيه فسارها بشيء فبكت ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت فسألناها عن ذلك فقالت سارني النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته يتبعه فضحكت. حدثني محمد بن بشارحدثنا غندرحدثنا شعبه عن سعد عن عروه عن عائشه قالت كنت أسمع أنه لا يموت نبي حتي يخير بين الدنيا والآخره فسمعت النبي صلي الله عليه واله وسلم يقول في [ صفحه 52] مرضه الذي مات فيه وأخذته بحه يقول (مع الذين أنعم الله عليهم) الآيه فظننت أنه خير» [73] . «حدثنا ابراهيم بن موسي حدثنا هشام عن معمر وحدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس رضي الله عنهما قال لما حضر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي صلي الله عليه و اله وسلم هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال عمر إن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي صلي الله عليه و آله وسلم كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم قوموا قال عبيد الله فكان بن عباس يقول إن الرزيه كل الرزيه ما حال بين رسول الله صلي الله عليه و اله وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم» [74] . و فيه أيضًا: [ صفحه 53] «حدثنا ابراهيم بن موسي أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال لما حضر النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده قال عمر إن النبي صلي الله عليه وآله وسلم غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله واختلف أهل البيت اختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلي الله عليه واله وسلم كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال قوموا عني قال عبيد الله فكان بن عباس يقول إن الرزيه كل الرزيه ما حال بين رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم» [75] . وقال مسلم في صحيحه: «حدثنا سعيد بن منصور و قتيبه بن سعيد وأبوبكر بن أبي شيبه وعمرو الناقد واللفظ لسعيد قالوا حدثنا سفيان عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير قال قال بن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكي حتي بل دمعه الحصي فقلت يا بن عباس وما يوم الخميس قال اشتد برسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وجعه فقال ائتوني أكتب لكم كتابأ لا تضلوا بعدي فتنازعوا. [ صفحه 54] و ما ينبغي عند نبي تنازع وقالوا ما شانه أهجر استفهموه قال دعوني فالذي أنا فيه خبر أوصيكم بثلاث أخرجوا المشركين من جزيره العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم قال وسكت عن الثالثه أوقالها فأنسيتها قال أبو إسعاق إبراهيم حدثنا الحسن بن بشر قال حدثنا سفيان بهذا الحديث» [76] . وفيه أيضًا: «حدثنا إسحاق بن ابراهيم أخبرنا وكيع عن مالك بن مغول عن طلحه بن مصرف عن سعيد بن جبير عن بن عباس أنه قال يوم الخميس وما يوم الخميس ثم جعل تسيل دموعه حتي رأيت علي خديه كأنها نظام اللؤلؤ قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم انتوني بالكتف والدواه أو اللوح والدواه أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقالوا إن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يهجر. وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبه عن بن عباس قال لما حضررسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم هلم أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده [ صفحه 55] فقال عمر إن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قوموا قال عبيد الله فكان بن عباس يقول إن الرزيه كل الرزيه ما حال بين رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم» [77] . ألا يحق لنا أن نسأل القوم لماذا يقض عمر هذا الموقف من النبي الأكرم صلي الله عليه واله وسلم ويتجرأ علي مقام الرساله ويرد أوامر النبي صلي الله عليه و اله وسلم ويتهمه بهذه الاتهامات التي لا تقال لرجل عادي في بيته وعلي فراش الموت وماذا يضير ابن الخطاب أن يكتب النبي صلي الله عليه واله وسلم الكتاب إن لم يكن قد خطط للمسأله التخطيط الكامل لمنع النبي من أي يكتب ما يريد وكان عمريعرف ماذا يريد النبي صلي الله عليه وآله وسلم. قال ابن عباس كما في شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد: «دخلت علي عمر في أول خلافته، وقد ألقي له صاع من [ صفحه 56] تمر علي خصفه، فدعاني إلي الاكل، فأكلت تمره واحده، وأقبل يأكل حتي أتي عليه، ثم شرب من جر كان عنده، وأستلقي علي مرفق له، وطفق يحمد الله، يكرر ذلك، ثم قال: من أين جئت يا عبد الله؟ قلت: من المسجد. قال: كيف خلفت ابن عمك؟ فظننته يعني عبد الله بن جعفر. قلت: خلفته يلعب مع أترابه. قال: لم أعن ذلك، إنما عنيت عظيمكم أهل البيت. قلت: خلفته يمتح بالغرب علي نخيلات من فلان، وهويقرأ القرآن، قال: عبد الله، عليك دماء البدن إن كتمتنيها؟ هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافه؟ قلت: نعم. قال: أيزعم أن رسول الله صلي الله عليه و اله وسلم نص عليه؟ قلت: نعم وأزيدك، سالت أبي عما يدعيه، فقال: صدق. فقال عمر: لقد كان من رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في أمره ذرو من قول لا يثبت حجه، ولايقطع عذرا، ولقد كان يربع في أمره وقتا ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرح بأسمه فمنعت من ذلك اشفاقا وحيطه علي الإسلام!! ا لأورب هذه البنيه لا تجتمع عليه قريش أبدأ؟ ولووليها لانتقضت عليه العرب من أقطارها، فعلم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أني علمت ما في نفسه، فأمسك، وأبي الله إلا إمضاء ما حتم» [78] . [ صفحه 57] إذا هذه النقطه الأولي من المخطط وسوف تأتي النقاط تباعا إن شاءالله.

و ما هي النقطه الثانيه التي تبين بان ما حدث هو انقلاب و ليس بشوري

الجواب: أقول النقطه الثانيه لإثبات هذه المسأله هي التآمر علي بعث جيش أسامه وعدم الانصياع لأوامر النبي صلي الله عليه وآله وسلم. والقصه هي كما يلي: فمن كتاب السقيفه لأحمد بن عبد العزيز الجوهري قال: «حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح عن أحمد بن سيارعن سعيد بن كثير الآنصاري عن رجاله عن عبد الله بن عبد الرحمن: أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في مرض موته أمر أسامه بن زيد بن الحارثه علي جيش فيه جله من المهاجرين والأنصارمنهم أبو بكر، [ صفحه 58] وعمر، وأبوعبيده بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحه، والزبير- وأمره أن يغير علي حيث قتل أبوه زيد بن الحارثه وأن يغزوا وادي فلسطين فتثاقل أسامه وتثاقل الجيش بتثاقله وجعل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في مرضه يثقل ويخف ويؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث حتي قال له أسامه: بأبي أنت وأمي أتاذن لي أن أمكث أيامآ حتي يشفيك الله تعالي فقال صلي الله عليه وآله وسلم: أخرج وسر علي بركه الله، فقال: يا رسول إن أنا خرجت وأنت علي هذه الحاله، خرجت وفي قلبي قرحه فقال صلي الله عليه وآله وسلم: سر علي النصر والعافيه. فقال: يا رسول الله إني أكره أسائل عنك الركبان فقال صلي الله عليه وآله وسلم: أنفذ لما أمرتك به، ثم أغمي علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وقام أسامه فتجهز للخريج فلما أفاق رسول الله صلي الله عليه و اله وسلم سأل عن أسامه والبعث فاخبر أنهم يتجهزون فجعل يقول أنفذوا بعث أسامه لعن الله من تخلف عنه وكررذلك، فخرج أسامه واللواء علي رأسه والصعابه بين يديه حتي إذا كان بالجرف نزل ومعه أبو بكر وعمر وأكثر المهاجرين ومن الأنصارأسيد بن حضير وبشير بن سعد وغيرهم من الوجوه، فجاءه رسول أم ايمن يقول له: أدخل فإن رسول الله يموت، فقام من فوره فذخل المدينه واللواء معه، فجاء به حتي ركزه بباب الرسول صلي الله عليه وآله وسلم ورسول الله قد مات في تلك الساعه. [ صفحه 59] و هنا نقاط: الأولي: أن أبابكر وعمر كان في من كان في تلك السريه» [79] . وعلي هذا نسأل من الكل لماذا النبي صلي الله عليه وآله وسلم اختارهذا الوقت بالذات لكي يرسل هذا البعث ويخرج أكثر الصحابه وأكابرهم. وهوصلي الله عليه وآله وسلم يعلم بأنه سوف يموت؟؟ ألا يكشف ذلك عن أمر مفاده أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم كان يريد أن يبعد الجماعه عن المدينه لأنه صلي الله عليه واله وسلم علم بما يخططون له؟؟ وأيضًا ألا تدركون بأن عمر ومن معه قد عرفوا هدف النبي صلي الله عليه وآله وسلم ولذلك تمردوا علي أوامرالنبي صلي الله عليه وآله وسلم وهم يعلمون علم اليقين بأن مخالفه أوامر النبي [ صفحه 60] فسق واضح ورد علي الله لان الله يقول: (أطيعوأ اللَّه وَأطيعوا الرسُولَ...) [80] فلماذا لم يطيعوا الله يا تري؟؟!! ولماذا لم يمتثلوا لأوامره صلي الله عليه واله وسلم!! نترك الجواب لكم... دفاع ورد قد يقال انهم خافوا عليه أن يموت وغير ذلك لان هذا الأمر بينه أسامه للنبي ولم يوافقه النبي علي ذلك ولي وقفه مع نقطه أخري إن شاء الله.

و ما هي النقطه الآتيه إن وجدت

الجواب: النقطه الآتيه المسرحيه العمريه أو مقوله عمر بأن النبي صلي الله عليه و آله وسلم لم يمت وإنما هو حي يرزق وأنه رفع [ صفحه 61] للسماء وسوف يعود مره أخري وغير ذلك من الأقوال. لماذا فعل ذلك؟ وما هي مصلحته؟ وهل فعلايعتقد عمر بهذه العقيده؟ وهل فعلا صدم عمر بالخبر؟ أسئله لم أجد لها حل ولعل القاري الكريم يساعدني، ولكن أولاً سوف أورد موقف عمر ونبحث بعد ذلك عن هذه الأسئله إن شاء الله تعالي. إليكم ما ذكره القوم: قال المقدسي في البدء والتاريخ: «قالوا وارتجت المدينه بالصراخ والبكاء واقتحم الناس يقولون مات رسول الله محمد مات محمد فجاء عمربن الخطاب رضي الله عنه فقام علي الباب وقال إن المنافقين يزعمون أن محمدا قد مات وأن رسول الله لم يمت ولكنه ذهب إلي ربه كما ذهب موسي بن عمران فقد غاب عن قومه أربعين ليله ثم عاد إليهم بعد أن قيل قد مات وليرجعن رسول الله كما رجع موسي فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أن رسول الله قد مات وقال عمر نظن أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لا يموت حتي يفتح الأرض لوعد الله فلذلك قال ما قال وبلغ الخبر أبا بكر فأقبل مسرعا علي فرس عمر يكلم الناس فلم يلتفت إليه حتي دخل بيت عائشه فإذا رسول الله صلي الله عليه واله وسلم مسجي عليه برد حبره فكشف عن وجهه وقبله وقال بأبي أنت وأمي أما الموته التي كتب الله عليك فقد ذقتها [ صفحه 62] فلا تذوق بعدها أبدا ثم خرج إلي الناس وعمريكلمهم فقال علي رسلك يا عمر أنصت فأبي إلا أن يتكلم فلما رآه أبوبكر لا ينصت إليه أقبل علي الناس فلما سمع الناس كلام أبي بكر تركوا عمر وأقبلوا عليه فحمد الله وأثني عليه وصلي علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم ثم قال يا أيها الناس إن الله قد نعي نبيكم إلي نفسه وهوحي بين أظهركم ونعاكم إلي أنفسكم فقال: (انك ميت و انهم ميتون) [81] فعلم الناس حينئذ أن رسول الله قد مات وروي عن عمر أنه قال فما هوإلا أن سمعتها من أبي بكر فعقرت حتي وقعت علي الأرض ما نقلني رجلاي ثم تلا أبوبكر (وَمَا محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفاين مات أو قتل انقلبتم علي اعقبكم و من ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاكرين) [82] ثم قال يا أيها الناس من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمدا أويراه إلها فإن محمدا قد مات ووعظ الناس وحضهم علي التقوي ونزل عن المنبر [83] . وقال ابن الاثير في الكامل في التاريخ: «ولما توفي كان أبوبكر بمنزله بالسنح وعمر حاضر فلما توفي قام عمر فقال إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله [ صفحه 63] توفي وانه والله ما مات ولكنه ذهب إلي ربه كما ذهب موسي بن عمران والله ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا انه مات وأقبل أبوبكر وعمريكلم الناس ولم يلتفت إلي شيء حتي دخل علي رسول الله وهو مسجي في ناحيه البيت عليه برده حبره فكشف عن وجهه ثم قبله وقال بأبي أنت وأمي طيب حيا وميتا أما الموته التي كتب الله عليك فقد متها ثم رد الثوب علي وجهه ثم كج وعمريكلم الناس فأمره بألسكوت فأبي! لا أن يتكلم فلما راه أبوبكر لا ينصت أقبل علي الناس فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركرا عمر فحمد الله وأثني عليه ثم قال أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم تلا هذه الآيه (وَمَا محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفاين مات أو قتل انقلبتم علي اعقبكم و من ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاكرين) قال فوالله لكأن الناس ما سمعوها غلا منه قال عمر فوالله ما هو إلا إذا سمعتها فعقرت حتي وقعت علي الأرض ما تحملني رجلاي وقد علمت أن رسول الله قد مات» [84] . وقال في تاريخ الطبري: «قال أبوجعفر توفي رسول الله وأبو بكر بالسنح وعمر حاضر فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمه عن ابن إسحاق عن [ صفحه 64] الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريره قال لما توفي رسول الله قام عمر بن الخطاب فقال إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفي وان رسول الله والله ما مات ولكنه ذهب إلي ربه كما ذهب موسي بن عمران فغاب عن قومه أربعين ليله ثم رجع بعد أن قيل قد مات والله ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أن رسول الله مات قال وأقبل أبوبكر حتي نزل علي باب المسجد حين بلغه الخبر وعمريكلم الناس فلم يلتفت إلي شيء حتي دخل علي رسول الله في بيت عائشه ورسول الله مسجي في ناحيه البيت عليه برد حبره فاقبل حتي كشف عن وجهه ثم أقبل عليه فقبله ثم قال بأبي أنت وأمي أما الموته التي كتب الله عليك فقد ذقتها ثم لن يصيبك بعدها موته أبدا ثم رد الثوب علي وجهه ثم خرج وعمر يكلم الناس فقال علي رسلك يا عمر فأنصت فأبي إلا أن يتكلم فلما رآه أبوبكر لا ينصت أقبل علي الناس فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركرا عمر فحمد الله وأثني عليه ثم قال أيها الناس إنه من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم تلا هذه الآيه (وَ مَا محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل) إلي آخر الآيه قال فوالله لكان الناس لم يعلموا أن هذه الآيه نزلت علي رسول الله حتي تلاها أبوبكريومئذ قال وأخذها الناس عن أبي بكر فإنما هي في أفواههم قال أبوهريره قال عمر والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكريتلوها فعقرت حتي وقعت إلي الأرض ما [ صفحه 65] تحملني رجلاي وعرفت أن رسول الله قد مات. حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيره عن أبي معشر زياد بن كليب عن أبي أيوب عن إبراهيم قال لما قبض النبي كان أبو بكر غانبا فجاء بعد ثلاث ولم يجتري أحد أن يكشف هن وجهه حتي اربد بطنه فكشف عن وجهه وقبل بين عينيه ثم قال بابي أنت وأمي طبت حيا وطبت ميتا ثم خرج أبوبكر فحمد الله وأثني عليه ثم قال من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ثم قرأ (وَمَا محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفاين مات أو قتل انقلبتم علي اعقبكم و من ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاكرين) [85] وقال ابن سعد في الطبقات الكبري: «أخبرنا محمد بن عمر حدثني مسلمه بن عبد الله بن عروه عن زيد بن أبي عتاب عن أبي سلمه بن عبد الرحمن قال اقتحم الناس علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم في بيت عائشه ينظرون إليه فقالوا كيض يموت وهوشهيد علينا ونحن شهداء علي الناس فيموت ولم يظهر علي الناس لا والله ما مات ولكنه رفع كمارفع عيسي بن مريم عليه السلام وليرجعن وتوعدوا من قال إنه مات ونادوا في حجره عائشه وعلي الباب لا تدفنوه فإن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لم يمت أخبرنا [ صفحه 66] محمد بن عمر حدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال لما قبض رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم خرج العباس بن عبد المطلب فقال هل عند أحد منكم عهد من رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في وفاته فيحدثانه فقالوا لا قال هل عندك يا عمر من ذلك قال لا قال العباس اشهدوا أن أحدا لا يشهد علي نبي الله صلي الله عليه وآله وسلم بعهد إليه بعد وفاته إلا كذاب والله الذي لا إله إلا هولقد ذاق رسول الله صلي الله عليه واله وسلم الموت أخبرنا محمد بن عمر حدثني القاسم بن إسحاق عن أمه عن أبيها القاسم بن محمد بن أبي بكر أوعن أم معاويه أنه لما شك في موت النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال بعضهم قد مات وقال بعضهم لم يمت وضعت أسماء بنت عميس يدها بين كتفيه وقالت قد توفي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قد رفع الخاتم من بين كتفيه» [86] . وقال أيضا: «عن عائشه قالت لما توفي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم استأذن عمر والمغيره بن شعبه فذخلا عليه فكشفا الثوب عن وجهه فقال عمر واغشيا ما أشد غشي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ثم قاما فلما انتهيا إلي الباب قال المغيره يا عمر مات والله رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقال عمر كذبت ما مات رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ولكنك رجل تحوشك فتنه ولن يموت [ صفحه 67] رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم حتي يفني المنافقين ثم جاء أبوبكر وعمر يخطب الناس فقال له أبوبكر اسكت فسكت فصعد أبو بكر فحمد الله وأثني عليه ثم قرأ (انك ميت و انهم ميتون) ثم قرأ (وَمَا محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفاين مات أو قتل انقلبتم علي اعقبكم) حتي فرغ من الآيه ثم قال من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال فقال عمر هذا في كتاب الله قال نعم فقال أيها الناس هذا أبو بكر وذو شيبه المسلمين فبايعوه فبايعه الناس أخبرنا أبوبكر بن عبد» [87] . والمصادركثيره وهي من المسائل المجمع عليها فراجعوها في سيره ابن هشام وتفسير القرطبي وتفسير الزمخشري وأنساب الاشراف والملل والنحل ومسند احمد وغيرها من المصادر. فنعود ونسأل أتري لم يطلع عمر علي هذه الروايات والآيات؟ وهي كثيره جدا تخبر بموت النبي صلي الله عليه وآله ورومن مثل قوله تعالي: (وَمَا محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفاين مات أو قتل انقلبتم علي اعقبكم)، وقوله تعالي: (نَفس ذائقه الموت) [88] ، وقوله قعالي: (إِنك ميت و انهم ميتون) أفلم يطلع عليها عمر كلها؟؟ أمر محتمل بأن عمر لم يطلع [ صفحه 68] عليها لأنها ليست من سوره البقره التي اطلع عليها عمر بن الخطاب ا ا! ولكن ألم يكن عمر في حجه الوداع موجود؟؟!! وقد سمع النبي يردد كلمات الوداع وهويقول لعلي لا أراكم بعد عامي هذا. واليكم بعضا من تلك الأقوال كما ينقلها القوم: قال مسلم في صحيحه: «حدثنا إسحاق بن ابراهيم وعلي بن خشرم جميعا عن عيسي بن يونس قال بن خشرم أخبرنا عيسي عن بن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول رأيت النبي صلي الله عليه وآله وسلم يرمي علي راحلته يوم النحر ويقول لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه» [89] . وقال ابن حجر في المطالب العاليه: «وقال أبويعلي حدثنا عمروبن الضحاك بن مخلد حدثنا أبي حدثنا ربيعه بن عبد الرحمن بن حصين الغنوي حدثتني جدتي السري بنت نبهان بن عمرو وكانت ربه بيت في الجاهليه قالت سمعت [ صفحه 69] رسول الله في حجه الوداع يقول أتدرون أي يوم هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا أوسط أيام التشريق قال تدرون أي بلد هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا المشعر الحرام قال إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ألا أن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام بعضكم علي بعض كحرمه يومكم هذا في بلدكم هذا حتي تلقوا الله عزوجل فيسألكم عن أعمالكم. ألا فليبلغ أدناكم أقصاكم قال ثم أتبعها اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت فتوفي حين بلغ المدينه» [90] . وقال ابن رجب الحنبلي جامع العلوم والحكم: ا «فقلنا يا رسول الله كانها موعظه مودعه فأوصنا يدل علي أنه كان صلي الله عليه وآله وسلم قد أبلغ في تلك الموعظه ما لم يبلغ في غيرها فلذلك فهموا أنها موعظه مودع فإن المودع يستقصي ما لم يستقص غيره في القول والفعل ولذلك أمرالنبي صلي الله عليه وآله وسلم أن يصلي صلاه مودع لأنه من استشعر أنه مودع بصلاته أتقنها علي أكمل وجوهها وربما كان قد وقع منه صلي الله عليه و آله وسلم تعريض في تلك الخطبه بالتوديع كما عرض بذلك في خطبته في حجه الوداع وقال لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا وطفق يودع الناس فقالوا هذه حجه الوداع» [91] . [ صفحه 70] وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: «وعن سراء بنت نبهان وكانت ربه بيت في الجاهليه قالت سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول في حجه الوداع هل تدرون أي يوم هذا وهو الذي تدعون يوم الروس قالوا الله ورسوله أعلم قال إن هذا أوسط أيام التشريق قال هل تدرون أي بلد هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا مشعر الحرام ثم قال إني لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا! لا وان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمه يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا حتي تلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم! لا فليبلغ أقصاكم أدناكم ألا هل بلغت» [92] . وقال ابن حزم في الإحكام: «إلي حجه الوداع التي قال فيها خذوا عني مناسككم لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا» [93] . فعلمنا بأن عمر كان يعلم بأن النبي سوف يموت بلا إشكال في ذلك لوضوح الأمر ولكنه اخترع هذه المسرحيه لغرض في نفسه وهو انتظار الشريك أبي بكر بن أبي قحافه لأن الرجل غير موجود والخوف بأن يتم الاختيار فتذهب اللعبه. [ صفحه 71] ومن هنا نسأل من جديد، من الذي بعث في طلب ابن قحافه بهذه السرعه؟؟!! ونسأل أيضًا من الكل لماذا بعد أن عرف عمر الواقعه الحقيقيه بأن النبي صلي الله عليه واله وسلم قد مات لم يدخل إليه ويقوم بمهام التجهيز و إنما تحرك من فوره وساعته للسقيفه والصراع علي الرئاسه؟!؟!! ان المصدوم لا يتصرف بهذه التصرفات وكذلك المحب فإنه يبقي بجانب الحبيب إلا عمر فأنه ترك النبي من أجل الخلافه... فسبحان الله!!! وللكلام بقيه...

و ما هي النقطه الأخري يا تري، و هل بقي من النقاط شيء أم لا

الجواب: عندي نقطه أخري تساعدنا علي الوصول للاحتمال الذي فرضناه وهو أنه لم يكن هناك اختيار و مشوره و انما هي حرب [ صفحه 72] و انقلاب وعند الكلام عن السقيفه سوف يتبين ذلك أكثر ولكن الكلام هنا عن أمرحدث بعد السقيفه مباشره. وهو قدوم قبيله أسلم وهي قبيله ليست من قبائل المدينه وانما من خارج المدينه وهي القبيله التي أراحت قلب الخليفه عمر وضمنت البيعه للخليفه أبي بكر. فلقد قال الطبري: «قال هشام قال أبو مخنف فحدثني أبو بكر بن محمد الخزاعي أن أسلم أقبلت بجماعتها حتي تضايق بهم السكك فبايعوا أبا بكر فكان عمريقول ما هوإلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر» [94] . وقال في الكامل في التاريخ: «فقوموا فبايعوا أبابكر فقاموا إليه فبايعوه فانكسر علي سعد والخزرج ما أجمعوا عليه وأقبل الناس يبايعون أبابكر من كل جانب ثم تحول سعد بن عباده إلي داره فبقي أياما وأرسل إليه أن اقبل فبايعه فإن الناس قد بايعوا فقال لا والله حتي أرميكم بما في كنانتي من نبلي وأخضب سنان رمحي وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي وأقاتلكم باهل بيتي ومن أطاعني ولو اجتمع معكم الجن والإنس ما بايعتكم حتي أعرض علي ربي فقال عمر لا تدعه حتي [ صفحه 73] يبايع فقال بشير بن سعد إنه قد لج وأبي ولا يبايعكم حتي يقتل وليس بمقتول حتي يقتل معه أهله وطائفه من عشيرته فأتركوه ولا يضركم تركه وانما هورجل واحد فتركره وجاءت أسلم فبايعت فقوي أبوبكر بهم وبايع الناس بعد. قيل إن عمروبن حريث قال لسعيد بن يلد متي بويع أبو بكر قال يوم مات رسول الله كرهوا أن يبقوا بعض يوم وليسوا في جماعه قال الزهري بقي علي وبنو هاشم والزبير سته أشهر لم يبايعوا أبا بكر حتي ماتت فاطمه رضي الله عنها فبايعوه فلما كان الغد من بيعه أبي بكر جلس علي المنبر وبايعه الناس بيعه عامه ثم تكلم فحمد الله وأثني عليه ثم قال أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فاعينوني وان أسأت فقوموني الصدق أمانه والكذب خيانه والضعيف فيكم» [95] . السؤال المطروح هنا. هل كان عمر داخل في حرب وخلاف حتي يقول مقولته هذه «ما أيقنت بالنصرحتي رأيت أسلم» يعني علي أمل النصر لأني قد أعددت له عدته وهيأت الأمور ولكن خفت أن يحصل خلل في التنفيذ ولكن لما رأيت أسلم في المدينه أيقنت بالنتيجه المخطط لها جيدا قبل [ صفحه 74] وفاه النبي صلي الله عليه واله وسلم. والا فكيف أتت هذه القبيله في هذه السرعه لحفظ الأمن للقياده الجديده ومن الذي أرسل إليها ومن الذي أرسل؟ لا نعرف.. هل هي الصدفه؟ أمر محتمل أن تأتي هذه القبيله وتصطك بهم سكك المدينه. وهل كانت صدفه مقوله عمر «ما أيقنت بألنصر حتي رأيت أسلم». فمن الذي أخبره أن أسلم جاءت لتكون معاه وليس ضده؟ من الواضح ان السبب هووجود انقسام بين الصحابه فمن أخبر عمر بأن أسلم كلها معه وليست مع المعارضين. ولكن ألا تتأملون معي بان هناك ثلاثه أشخاص فقط من المهاجرين كانوا يتكلمون بقوه وبلغه الواثق أمام أهل الدار و أهل البلد؟! أعتقد انه ليس من الممكن أن يقوم غريب بتهديد أهل البلد لولم يعد العده لذلك من قبل. وفعلاً هذا الذي حصل فبمجرد أن قدمت أسلم بايعت لأبي بكر فقوي بهم وقويت شوكتهم فتبين بأن التهديد والوعيد مدعوم بحركه مسبقه معد لها إعدادا محكما جدا. [ صفحه 75]

الي أين سوف تتوجه بالبحث الآن و هل انتهت النقاط الانقلابيه أم لأ

الجواب: نكاد أن نفرغ من النقاط الانقلابيه وسوف يتجه البحث إلي السقيفه لنري كيف كانت الشوري هناك هل بالحجج أو بالأصوات أو بالقوه والتهديد أو بماذا؟ وأي أسلوب استخدم للوصول لتلك النتيجه التي وصل فيها أبوبكر للخلافه؟؟ ولكن لدي سؤال قبل البدء يحديث السقيفه وقديكون سؤالا ساذجا الا انه سؤال مهم وهو: لماذا ترك النبي صلي الله عليه وآله وسلم مسجي وذهب القوم للسقيفه؟ أليس تجهيز النبي صلي الله عليه و اله وسلم أمر مهم لهذه الدرجه لأن كرامه الميت في التعجيل به ودفنه فلماذا تركوه [ صفحه 76] وانصرفواللسقيفه؟ قد يقال... لأنهم ذهبوا لاختيار قائد للأمه ومن الخطر الفادح أن تبقي الأمه من غير قائد وهذا أمر مهم لدفع الخطر المتوجه للأمه. أقول كيف يعقل ان ابابكر وعمر وأبو عبيده أحسوا بهذا الخطر ولم يحس به النبي صلي الله عليه واله وسلم وكان بإمكانه أن يقيم للناس من يرجعون إليه ويدفع هذا الخطر عن الأمه!! إلا أن يقال أن حرص الثلاثه علي الأمه أكثر من حرص النبي صلي الله عليه وآله وسلم عليها وهذا أمرمحتمل جدا و وارد بلا إشكال في ذلك لدرجه أن عمر أمربقتل أهل الشوري إذا لم يعينوا أحدا خلال ثلاثه أيام وهم من أهل الجنه كما يقال وكان مهتماً بالأمه أكثر من النبي صلي الله عليه وآله وسلم و قبله كان أبوبكر لم يشأ أن يترك الأمه من دون قياده فعين لهم شخصأ من حرصه علي الأمه والنبي صلي الله عليه وآله وسلم لم يحس بذلك ولم يفعل شي للأمه، الأمر لله الواحد القهار من هكذا إساءه للنبي الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم علي العموم. أرجع لجواب القوم لماذا تركوا النبي صلي الله عليه وآله وسلم لأجل اختيارخليفه للأمه؟! [ صفحه 77] ولكن هل هناك شرط أن يكون الخليفه هو أبوبكر؟ قد تقول لماذا هذا السؤال؟ أقول: لأن الأنصار قد قاموا بالأمر وهم صحابه وعدول وسوف يختاروا للأمه من يقودها، وأعتقد بأن الأنصارهم أكثر حرصاً علي الأمه من المهاجرين، ولقد نصروا الإسلام في بدايته فإذا هذه الحجه مندفعه إذا كان الهدف هو تعيين من يقود الأمه إلا أن يراد اختيارمن يقود الأمه وهو أبوبكر دون غيره فهذا أمر آخر لا جواب عندي عليه. ولكن يخطر ببالي سؤال آخر: لماذا ترك النبي صلي الله عليه وآله وسلم ثلات أيام متواليه؟ وهل كانوا يتوقعون قدوم الحكام ووسائل الإعلام لتغطيه الحدث؟ أم أن هناك أمر قد صل في العاصمه الإسلاميه ممايسمي في هذه الأيام بفرض حظر التجوال وفرض الأحكام العرفيه علي الأمه؟؟ [ صفحه 78] وألا لماذا لم يدفن بعد اختيارالخليفه مباشره؟ لم أجد جواباً لسؤالي هذا وأترك الأمر لأهل العلم لكي يجيبونني إجابه شافيه وهم أهل لذلك. نتوجه الآن للسقيفه ونقول لماذا لم يذهب من المهاجرين إلا هؤلاء النفرولم بخبر بقيه الصحابه لكي تكون شوري متكامله؟ لا أعلم، لعله لأمر سري اقتضته المصلحه الإسلاميه والعلم عند الله وعند من له مصلحه في الأمر.

هل سوف تسرد لنا الآن القصه الكا مله للسقيفه وأحداثها

الجواب: لا لأني لم اقصد من الأساس هذا الكلام وانما كلامي متوجد للشوري فقط وحجيه الشوري، ولذلك سوف أتناول جزئيات لبعض ما حدث وأطبق مبادي الشوري عليه. [ صفحه 79]

و ماذا سوف تختار لنا من السقيفه و ما جري فيها و بعدها يا تري

الجواب: سوف أختار أولا تزوير عمر لأعرف ماذا زور و ماذا حصل منه لدعم السقيفه؟ قد تسألني وتقول أي تزوير هذا أقول اذهب للتاريخ فأنا سوف أنقل من التاريخ وأترك لكم وللتاريخ الحكم، لن أحكم بنفسي عليه أبدًا. وهذه بعض ما توصلت إليه من كلمات التاريخ أنقلها لكم واليكم الحكم. قال ابن كثير في البدايه والنهايه: «فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت قد زورت مقاله أعجبتني أردت أن أقولها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحد وهوكان أحكم مني وأوقر والله ما ترك من كلمه أعجبتني في تزويري إلا قالها في بديهته حتي سكت» [96] . [ صفحه 80] وقال ابن الجوزي في المنتظم: «فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت قد نورت مقاله أعجبتني أردت أن أقولها بين يدي أبي بكر رضي الله عنه وقد كنت أداري منه بعض الحد وهوكان أحلم مني وأوقر فقال أبو بكر رضي الله عنه علي رسلك فكرهت أن أغضبه وكان أحلم مني وأوقر والله ما ترك كلمه أعجبتني في تزويري إلا قالها في بديهته وأفضل حتي سكت» [97] . وقال العاصمي في سمط النجوم العوالي: «فلما سكت أردت أن أتكلم وقد كنت زورت مقاله أعجبتني أردت أن أقولها بين يدي أبي بكر فقال لي أبوبكر علي رسلك فكرهت أن أعصيه وكان أعلم مني ثم تكلم فوالله ما ترك من كلمه أعجبتني في تزويري إلا قالها في بديهته وأفضل» [98] . وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء: «فلما سكت أردت أن أتكلم وقد كنت زورت مقاله أعجبتني أردت أن أقولها بين يدي أبي بكر وقد كنت أداري منه بعض الحد وهو كان أحلم مني وأوقر فقال أبوبكر علي رسلك فكرهت أن أغضبه وكان [ صفحه 81] أعلم مني والله ما ترك من كلمه أعجبتني في تزويري إلا قال في بداهته (مثلها) وأفضل منها حتي سكت» [99] . وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق: «قال عمر فإذا هم يريدين أن يختزلونا من أصلنا ويحصنونا من الأمر فلما قضي مقالته أردت أن أتكلم قال وكنت قد زورت مقاله أعجبتني أريد أن أقوم بها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحده فلما أردت أن أتكلم قال أبوبكر علي رسلك فكرهت أن أغضبه فتكلم أبوبكر وهوكان أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمه أعجبتني في تزويري إلا تكلم بمثلها أوأفضل في بديهته حتي سكت فتشهد أبوبكر وأثني علي الله بما هوأهله ثم قال أما بعد أيها الأنصارفما ذكرتم فيكم من خير فأنتم أهله ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم هذين» [100] . وقال ابن الأثير في الكامل في التاريخ: «فلما سكت وكنت قد زورت في نفسي مقاله أقولها بين يدي أبي بكر فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر علي رسلك فكرهت أن [ صفحه 82] أعصيه فقام فحمد الله وما ترك شيئا كنت زورت في نفسي إلا جاء به أوباحسن منه [101] . وقال ابن كثير في البدايه والنهايه: «وقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثني عليه بما هوأهله ثم قال أيها الناس إني قد كنت قلت لكم بألأمس مقاله ما كانت وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهدها الي رسول الله ولكني كنت الي أن رسول الله سيدبر أمرنا يقول يكون آخرنا وان الله قد أبقي فيكم كتابه الذي هدي به رسول الله فان اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله له» [102] . وقال أيضا: «وكان الغد جلس أبوبكر فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثني عليه بما هوأهله ثم قال أيها الناس إني قد قلت لكم بالأمس مقاله ما كانت وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهده إلي رسول الله ولكني قد كنت أدي أن رسول الله سيدبر أمرنا يقول يكون آخرنا و ان الله قد أبقي فيكم الذي به هدي رسول الله فان اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله» [103] . [ صفحه 83] وقال في تاريخ الطبري: «فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثني عليه بما هوأهله ثم قال أيها الناس إني قد كنت قلت لكم بالأمس مقاله ما كانت إلا عن رأيي وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدًا عهده إلي رسول الله ولكني قد كنت أري أن رسول الله سيدبر أمرنا حتي يكون آخرنا وان الله قد أبقي فيكم كتابه الذي هدي به رسول الله فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له» [104] . وقال المقدسي في البدء والتاريخ: «فقام عمر فحمد الله وأثني عليه ثم قال أيها الناس إني كنت قلت لكم بالأمس مقاله ما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهده إلي رسول الله ولكني كنت أري أن رسول الله سيدبر أمرنا ويكون آخرنا فإن الله عز وجل قد أبقي فيكم كتابه الذي هدي به رسوله فمن اعتصم به هداه كما كان هداه له» [105] . يا سبحان الله إذا هنا تزوير من احدهما فهمه الثاني واكتشفه لا أعرف بواسطه الغيب أو الإلهام أو الاتفاق المسبق أو بماذا!! [ صفحه 84] المهم أنهما كلاهما زورعلي الأنصار، وأن الكلام المعسول الذي قاله أبوبكر هو كلام مزور و ليس بصحنا! إما كذب أوأنه محسن ومعدل وليس هو ما يعتقدانه اتجاه الأنصار و انما الظروف والحاجه دعت أبا بكر يقوله وعمر يزوره.

ماذا قال أبوبكر يا تري

الجواب: اقرأ ما قال: قال المقدسي في البدء والتاريخ: «فقال أبوبكر أما ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش أوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم وأخذ بيد عمر وأبي عبيده بن الجراح فقال الحباب بن المنذرأنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتي خيف الاختلاف ففال عمر لأبي بكر ابسط [ صفحه 85] يدك أبايعك فبسط يده فبايعه [106] . هنا التزوير محتمل في نقاط من هذه الكلمات منها تصديقه لكلمات الأنصار فأنا أعتقد أنه لم يصدقهم في الواقع ولكن استرضاهم بالتصديق. ومنها مقولته لن ترضي لكم العرب بهذا الأمر يعني لا يعتقد بأن الشريعه لا ترضي وانما العرب لن يرضوا لهم بذلك!! فأقول العرب لم ترضي للرسول صلي الله عليه وآله وسلم ولكنها دانت غصبا عنها بسبب الأنصاروبني هاشم عندما كانت العرب وقريش يعبدون الأصنام فهذا كلام مزورأيضا. فلو لم يكن مزورلكان الواجب عليهم أن يقدموا بني هاشم لأنهم الأشرف والاكمل والافضل علي كل الأصعده وخاصه إن الأنصار دعت إلي بيعه الإمام عليه السلام كما سوف يأتي فخاف القوم أن يخرج الأمر منهم فعجلوا بالبيعه لأبي بكر. ومنها مقولته وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم وأخذ بيد عمر وأبي عبيده بن الجراح فهذا كلام مزور قاله لكي لا يقول الناس أنه قدم نفسه وباتفاق مسبق هويقدم احد الرجلين وهما يقدمانه فتصبح المسرحيه مخرجه إخراجا محكما [ صفحه 86] أليس كذلك؟ فأبوبكر لا يقبل بعمر فلقد قال عنه ما هوبخير له أن يلي امه محمد صلي الله عليه و آله وسلم [107] فكيف يتقدم حفارالقبور ابن الجراح والجاهل الجبان عمر علي سعد بن عباده الذي حمي الإسلام وجاهد هووعشيرته من أجله وحفظه أنها السياسه يا قوم. فهذا هو الكلام المزورفلو ألقاه عمر لما استطاع أن يوصله للناس لأنه أحمق وجلف لا يحسن الحنكه والتصرف فأناب صاحبه لقي يلقيه نيابه عنه.

هذا التزوير الأول عرفناه، و هل هناك من تزوير آخر

الجواب: نعم هناك تزوير آخر لم نعرفه أبدا! ا وهل هو نفس هذا التزوير أم أنه تزوير آخرلم يصل إلينا وما أكثر الاشياء التي لم تصل؟ [ صفحه 87] نعم وصل إلينا الاعتراف بهذا التزوير فقط ولم تصلنا مادته وألفاظه وحيثياته واليكم الاعتراف من السيد عمر بن الخطاب. فلقد قال في البدايه والنهايه لابن كثير: «وقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثني عليه بما هوأهله ثم قال أيها الناس إني قد كنت قلت لكم بالأمس مقاله ما كانت وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهدها إلي رسول الله» [108] . وقال أيضا: «وكان الغد جلس أبوبكر فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثني عليه بما هو أهله ثم قال أيها الناس إني قد قلت لكم بالأمس مقاله ما كانت وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدًا عهده إلي رسول الله» [109] . وقال الطبري في تاريخه: «فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثني عليه بما هوأهله ثم قال أيها الناس إني قد كنت قلت لكم بالأمس مقاله ما [ صفحه 88] كانت إلا عن رأيي وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهده إلي رسول الله» [110] . وقال المقدسي في البدء والتاريخ: «فقام عمر فحمد الله وأثني عليه ثم قال أيها الناس إني كنت قلت لكم بالأمس مقاله ما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهده إلي رسول الله» [111] . أي مقاله كنت زورتها وكذبت علي الأمه بها يا سيدنا عمر؟! هل هي مقولتك كفانا كتاب الله عند طلب النبي صلي الله عليه وآله وسلم لكي يكتب الكتاب؟ أم أنك تقصد التمثيليه التي اخترعتها عن عدم موت النبي صلي الله عليه وآله وسلم؟ ولماذا كذبت يا تري عليهم من أجل الخلافه يا ابن الخطاب وهل الخلافه عندك بهذا المستوي حتي تختلق وتزورلأجلها الله يا دنيا والله يا كرسي تستحق كل هذا من عمر!!!؟؟؟!!! النقطه الأخري في البحث... [ صفحه 89]

و ما هي النقطه الأخري و هل أيضا مهمه لكي تذكر

الجواب: أترك الحكم في أهميتها للقاري الكريم وليس لي والنقطه هي: لماذا تم الاستعجال في اتخاذ القرار بألبيعه لأبي بكر ولم يكملوا النقاش وطرح الأفكاروتداولها هل طرح أحد قول ما خوف الجماعه؟ لا أعلم ولكن أنقل لكم الخوف الذي حصل عند عمر بن الخطاب الراعي الرسمي لهذه القضيه:. قال ابن كثير في البدايه والنهايه: «قال فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتي خشينا الاختلاف فقلت أبسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار و نزونا علي سعد بن عباده فقال قائل منهم قتلتم سعدا فقلت قتل الله سعدا قال عمر أما والله ما وجدنا فيما حضرنا أمرا هوأرفق من مبايعه أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن [ صفحه 90] بيعه أن يحدثوا بعدنا بيعه فإما نبايعهم علي مالا نرضي و اما أن نخالفهم فيكون فساد» [112] . وقال ابن الأثير في الكامل في التاريخ: «فلما قضي أبوبكر كلامه قام منهم رجل فقال أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير وارتفعت الأصوات وكثر اللغط فلما أشفقت الاختلاف قلت لأبي بكر ابسط يدك أبايعك فبسط يده فبايعته وبايعه الناس ثم نزونا علي سعد بن عباده فقال قائلهم قتلتم سعدا فقلت قتل الله سعدا وانا والله ما وجدنا أمرا هو أقوي من بيعه أبي بكر خشيت إن فارقت القوم ولم تكن بيعه أن يحدثوا بعدنا بيعه فإما أن نتابعهم علي ما لا نرضي به و اما أن نخالفهم فيكون فسادًا» [113] . وقال في تاريخ الطبري: «فلما قضي أبوبكر كلامه قام منهم رجل فقال أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أميريا معشر قريش قال فأرتفعت الأصوات وكثر اللغط فلما أشفقت الاختلاف قلت لأبي بكر ابسط يدك أبايعك فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون وبأيعه الأنصارثم نزونا علي سعد حتي قال قائلهم قتلتم سعد بن عباده [ صفحه 91] فقلت قتل الله سعدا وانا والله ما وجدنا أمرا هوأقوي من مبايعه أبي بكر خشينا إن فأرقنا القوم ولم تكن بيعه أن يحدثوا بعدنا بيعه فإما أن نتابعهم علي ما نرضي أونخالفهم فيكون فساد» [114] . وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء: «فقال قائل من الأنصارأنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش وكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتي خشيت الاختلاف فقلت أبسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصارأما والله ما وجدنا فيما حضرنا أمرا هو أوفق من مبايعه أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعه أن يحدثوا بعدنا بيعه فإما أن نبايعهم علي ما لا نرضي واما أن نخلفهم فيكون فيه فساد» [115] . وقال ابن عساكر في تاريخ مدينه دمشق: «فلما قضي أبو بكر مقالته قال قائل من الأنصار أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أميريا معشر قريش قال عمر فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتي أشفقت الاختلاف قلت ابسط يدك يا أبا بكر فبسط أبوبكر يده فبايعته وبايعه المهاجرون والأنصارفنزونا علي سعد بن عباده فقال قائل من الأنصارقتلتم [ صفحه 92] سعدا قال عمر فقلت وأنا مغضب قتل الله سعدا فإنه صاحب فتنه وشر وأنا والله ما رأينا فيما حضر من أمرنا أمرأقوي من بيعه أبي بكر خشينا أن فارقنا القوم قبل أن تكون بيعه أن يحدثوا بعدنا بيعه فأما أن نبايعهم علي ما لا نرضي واما أن نخالفهم فيكون فسادا فلا يغترن امرؤأن يقول إن بيعه أبا بكر كانت فلته فتمت فقد كانت فلته ولكن الله وقال شرها ألا وانه ليس فيكم اليوم مثل أبي بكر» [116] . وقال أيضًا: «فقام الحباب بن المنذرالسلمي فقال أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش إن شئتم أعدنا الحرب جذعه فارتفعت الأصوات وكثر اللغط حتي خشيت الاختلاف فقلت يا أبابكر ابسط يدك فبسطها فبايعته وبايعه أبا عبيده بن الجراح وبايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار و نزونا علي سعد فقال قائل الأنصارقتلتم سعدا فقلت قتل الله سعدا إنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمرنا أقوي من مبايعه أبي بكر خفنا إن فارقنا القوم أن يحدثوا بعدنا بيعه فإما بايعناهم علي ما نكره أو نخالفهم فيكون فسادا ولا نعرف امرأ أن يقول إن بيعه أبي بكر كانت فلته إلا أنها كانت فلته ولكن الله وقال شرها» [117] . [ صفحه 93]

ملاحظه: انتبهوا للأخطاء حتي بأيعه المهاجرون و الأنصار فإنه لا يوجد أحد من الأنصار إلا عمر و ابن الجراح و يحتمل سالم فمن أين أتي بهم الطبري و غيره و أما الأنصار فسوف يتبين لك موقفهم

أقول جميل جدايا عمر أنك خفت الفتنه وتعجلت الأمر وصدقت سيدتي ومولاتي الزهراء عليها السلام حيث تقول روحي لها الفداء: «فلما اختارالله لنبيه صلي الله عليه واله وسلم دار أنبيائه، ومحل أصفيائه، ظهرت حسيكه النفاق، وانسمل جلباب الدين، وأخلق عهده، وانتقض عقده، ونطق كاظم، ونبغ خامل، وهدر فنيق الباطل: يخطر في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه، صارخا بكم، فألفاكم لدعوته مصيخين (في بعض النسخ مستجيبين) وللغره ملاحظين، استنهضكم فوجدكم خفافا، وأحمشكم فألفكم غضابا، فخطمتم (فوستم) غير ابلكم، وأوردتموها غير شربكم، بدارا زعمتم خوف الفتنه. (ألا في الفتنه سقطوا و ان جهنم لمحيطه بالكفرين). هذا مقطع من خطبه الزهراء كما نقلها ابن الاثير في منال [ صفحه 94] الطالب في شرح طوال الغرائب [118] . إذا استعجل عمر خوف الفتنه وعقب بقوله خفت أن يعقدوا بيعه وماذا فيها يا عمر بايعهم يقول لا لأننا لا نقبل بتلك البيعه التي سوف يعقدوها بغض النظر عن من هو الذي سوف تعقد إليه البيعه. عمر لا يقبل بهذه البيعه؟! لا أعرف لماذا لايقبل!! أليس الهم الذي شغل قلبك هو اختيارقياده للأمه يا عمر!! فلماذا لا تقبل بألقائد الذي تختاره الأمه أومن يمثلها. في الأمر سر واحساس خطير علي عمر ومن عمر إذا المسأله ليست شوري واختيار و انما هو فرض علي الأمه أمر لا تريده!! [ صفحه 95]

و ما هو الأمر الذي خوف عمر

الجواب: سوف نعود لأقوال الأنصارالتي خوفت عمر لعلنا نجد بصيص أمل في المعرفه لذلك الأمر المخوف والذي هز كيان عمر وأرعبه لعله الدعوه لمنانس أقوي من أبي بكر وغيره ومن قريش التي دعا إليها أبوبكر فتكون الحجه قويه وملزمه لعمر ولغيره. قال ابن الاثير في الكامل في التاريخ: «ثم قال أبوبكر قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر وأبا عبيده أمين هذه الأمه فقال عمر أيكم يطيب نفسا أن يخلف قدمين قدمهما النبي فبايعه عمر وبايعه الناس فقالت الأنصارأو بعض الأنصارلا نبايع إلا عليا قال وتخلف علي وبنو هاشم والزبير وطلحه عن البيعه وقال الزبير لا أغمد سيفا حتي يبايع علي فقال عمر خذوا سيفه واضربوا به الحجر ثم أتاهم عمر فاخذهم للبيعه» [119] . وقال الطبري في تاريخه: «ثم قال أبوبكر إني قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر أوأبا عبيده إن النبي جاءه قوم فقالوا ابعث معنا أمينا فقال لأبعثن معكم أمينا حق أمين فبعث معهم أبا عبيده بن الجراح وأنا أرضي لكم أبا عبيده فقام عمر فقال أيكم تطيب نفسه أن يخلف [ صفحه 96] قدمين قدمهما النبي فبايعه عمر وبايعه الناس فقالت الأنصارأو بعض الأنصارلا نبايع إلا عليا. حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيره عن زياد بن كليب قال أتي عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحه والزبير ورجال من المهاجربن فقال والله لأحرقن عليكم أولتخرجن إلي البيعه فخرج عليه الزبير مصلتا السيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه» [120] . وقال في تاريخ اليعقوبي: «ثم نادي أبوعبيده يا معشر الأنصارإنكم كنتم أول من نصر فلا تكونوا أول من غير وبدل وقام عبد الرحمن بن عوف فتكلم فقال يا معشر الأنصارإنكم وان كنتم علي فضل فليس فيكم مثل أبي بكر وعمر وعلي وقام المنذر بن أرقم فقال ما ندفع فضل من ذكرت يمان فيهم لرجلا لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد يعني علي بن أبي طالب» [121] . وقال أيضًا: «وجاء البراء بن عازب فضرب الباب علي بني هاشم [ صفحه 97] وقال يا معشر بني هاشم بويع أبوبكر فقال بعضهم ما كان المسلمون يحدثون حدثا نغيب عنه ونحن أولي بمحمد فقال العباس فعلوها ورب الكعبه وكان المهاجرون والأنصارلا يشكون في علي فلما خرجوا من الدارقام الفضل بن العباس وكان لسان قريش فقال يا معشر قريش إنه ما حقت لكم الخلافه بالتمويه ونحن أهلها دونكم وصاحبنا أولي بها منكم. وقام عتبه بن أبي لهب فقال: ما كنت أحسب أن الأمر منصرف عن هاشم ثم منها عن أبي الحسن عن أول الناس إيمانا وسابقه وأعلم الناس بألقران والسنن وآخر الناس عهدا بالنبي ومن جبريل عون له في الغسل والكفن من فيه ما فيهم لا يمترون به وليس في القوم ما فيه من الحسن فبعث إليه علي فنهاه» [122] . عرفتم الآن أي عنصر دخل وغير الموازين؟؟ إنها الدعوه لمبايعه علي بن أبي طالب (ع)، وحيث أن كل الشروط متوفره فيه فلا مجال لهم لرفضه والوقوف في وجهه فاستعجل عمر الأمر و قرر إنهاء القضيه والبيعه لأبي بكر بن أبي قحافه. هذه هي الشوري يا قوم!! [ صفحه 98] صراخ وتهديد بالقتل وتهديد وتوعيد!!

هل أحد من الخلفاء يعتقد بان الشوري هي مبداء شرعي لاختيار الخليفة

فهل هذه هي الشوري المطلوبه لاختيارالخليفه وهل كانت ضمن المقاييس الشرعيه؟ لا أجد جوابا... ولكن عمر بن الخطاب لديه الجواب. سؤال: وما هو جواب عمر؟ الجواب: إليك جواب عمر كما نقله وبينه التاريخ قال المقدسي في البدء والتاريخ: «وقال إن بيعه أبي بكر كانت فلته وقي الله شرها فمن عاد إلي مثلها من غير مشوره فاقتلوه» [123] . وقال ابن كثير في البدايه والنهايه: وقد بلغني أن قائلا منكم يقول لو قد مات عمر بايعت فلانا [ صفحه 99] فلايغترن امروء أن يقول إن بيعه أبي بكر كانت فلته فتمت ألا وأنها كانت كذلك إلا إن الله وقي شرها» [124] . وقال ابن الأثير في الكامل في التاريخ: «إنه بلغني أن قائلا منكم يقول لومات أمير المؤمنين بايعت فلانا فلايغرن امرءا أن يقول إن بيعه أبي بكر كانت فلته فقد كانت كذلك ولك الله وقي شرها» [125] . وقال الطبري في تاريخه: «ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول لوقد مات أمير المؤمنين بأيعت فلانا فلايغرن امرأ أن يقول إن بيعه أبي بكر كانت فلته فقدكانت كذلك غير أن الله وقي شرها» [126] . وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق: «ثم إنه بلغني أن فلانا منكم يقول والله لو قد مات عمر لقد بأيعت فلانا فلا يغترن امرؤ أن يقول إن بيعه أبي بكر كانت فلته فتمت فإنها قد كانت كذلك ألا وان الله عز وجل وقي شرها» [127] . [ صفحه 100] وقال أيضًا: «فنزونا علي سعد بن عباده فقال قائل من الأنصار قتلتم سعدا قال عمر فقلت وأنا مغضب قتل الله سعدا فإنه صاحب فتنه وشر وأنا والله ما رأينا فيما حضر من أمرنا أمرأقوي من بيعه أبي بكر خشينا أن فارقنا القوم قبل أن تكون بيعه أن يحدثوا بعدنا بيعه فأما أن نبايعهم علي ما لا نرضي يماما أن نخالفهم فيكون فسادًا فلا يغرن امرؤأن يقول إن بيعه أبابكر كانت فلته فتمت فقد كانت فلته ولكن الله وقال شرها» [128] . وقال الزمخشري في الفائق: «قلت خطب رضي الله تعالي عنه الناس فقال إن بيعه أبي بكركانت فلته وقي الله شرها إنه لا بيعه إلا عن مشوره وأيما رجل بايع من غير مشوره فإنه لا يؤمر واحد منهما تغره أن يقتلا» [129] . نعم هذا هوجواب عمر!! جوزها لأبي بكر ونهي الناس عنها لماذا يا عمر لا أجد جوابا؟! [ صفحه 101] بقي الكلام أخوتي وأخواتي في النقطه الأخيره هل أحد من الخلفاءيعتقد بأن الشوري هي مبدأ شرعي لاختيار الخليفه. أعتقد لا، لأن الخليفه الأول عين عمر بعد وفاته فلو كان يعتقد بأنها شوري فقد خالف الدليل الشرعي بالتنصيص والتعيين لمن بعده. فتبين لي بذلك أن الخليفه طبق الاثنين الشوري والتنصيص فإذا هو اجتهاد من الخليفه يختارالأسلوب الأمثل في اختيار الخليفه. وأما عمر فإنه استلم الخلافه من أبي بكر بالنص، فإذا كان يعتقد بأنها شوري لماذا استلم الخلافه منه وهويعلم بأن هذا الأمر مخالف للشريعه المقدسه وقد ثبت عن عمر أنه قال: (إن استخلف فقد استخلف من هوخير مني يعني أبا بكر وان أترك فقد ترك من هوخير مني)- يعني رسول الله-. واليك نقولات الأعلام: ففي البدايه والنهايه: «ثبت في الصحيحين من حديث هشام بن عروه عن أبيه عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب لما طعن قيل له ألا تستخلف يا أمير المؤمنين فقال إن استخلف فقد استخلف من هوخير مني يعني أبا بكر [ صفحه 102] وان أترك فقد ترك من هوخير مني يعني رسول الله قال ابن عمر فعرفت حين ذكررسول الله أنه غير مستخلف وقال سفيان الثوري عن عمروبن قيس عن عمروبن سفيان قال لما ظهر علي علي الناس قال يا أيها الناس إن رسول الله لم يعهد إلينا في هذه الأماره شيئا حتي رأينا من الرأي أن يستخلف أبا بكر فأقام واستقام حتي مضي لسبيله ثم إن أبا بكر رأي من الراي أن يستخلف عمر فأقام واستقام حتي مضي لسبيله أو قال حتي ضرب» [130] . وفي تاريخ دمشق: «أخبرنا أبوعبد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم ثم أخبرنا أبومحمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أنا سهل بن بشر قالا أخبرنا أبوالحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الطفال أخبرنا القاضي أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبدوس بن كامل أخبرنا محمد بن الصباح الجرجاني أخبرنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عمر مولي غفره عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عمر قال قال عمر لأصحاب الشوري لله درهم إن وروها الأصلع كيف يحملهم علي الحق و ان حملا علي عنقه بالسيف قال فقلت أتعلم ذلك منه ولا توله فقال إن أستخلف فقد استخلف [ صفحه 103] من هو خير مني وان أترك فقد ترك من هوخير مني صلي الله عليه وآله وسلم [131] . وقال محمد بن يحيي بن أبي بكر في مقتل الشهيد عثمان: «وروي سيف بن عمررضي الله عنه عن عبد الملك بن جريح عن نافع عن بن عمررضي الله عنهما قال قلت لعمر استخلف ما تقول لربك إذا قدمت عليه وقد تركت أمه محمد صلي الله عليه و آله وسلم لا راعي لها فقال إن أستخلف فقد استخلف من هوخير مني وأن أترك فقد ترك من هوخير مني فقلت أرأيت لو أن راعيك أتاك وترك غنمك ما كنت قائلا له فعند ذلك جعلها شوري وعند ذلك قال إني لأعلم أنهم لا يعدلون بهذين الرجلين» [132] . وقال ابن سعد في الطبقات الكبري: «قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد قال أخبرنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكه أن بن عمر قال لعمر بن الخطاب لواستخلفت قال من قال تجتهد فإنك لست لهم برب تجتهد أرأيت لو أنك بعثت إلي قيم أرضك ألم تكن تحب أن يستخلف مكانه حتي يرجع إلي الأرض قال بلي قال أرأيت لو بعثت إلي راعي غنمك [ صفحه 104] ألم تكن تحب أن يستخلف رجلا حتي يرجع قال حماد فسمعت رجلا يحدث أيوب أنه قال إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني وان أترك فقد ترك من هوخير مني فلما عرض بهذا ظننت أنه ليس بمستخلف» [133] . وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: «أخبرنا علي بن محمد الحافظ واسماعيل بن مكتوم وعيسي بن أبي محمد وأحمد بن أبي طالب وأبوالعز بن عساكر قالوا أخبرنا عبد الله بن عمر أخبرنا أبو الوقت أخبرنا الداوودي أخبرنا ابن حمويه أخبرنا إبراهيم بن خزيم حدثنا عبد بن حميد حدثنا محمد بن بشر عن هشام ابن عروه عن أبيه عن ابن عمر قال قيل لعمر ألا تستخلف قال إن أترك فقد ترك من هوخير مني رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و ان أستخلف فقد أستخلف من هو خير مني أبوبكررضي الله عنه متفق عليه من حديث هشام» [134] . وقال ابن الأثير في الكامل في التاريخ: أما لقد جهدت نفسي وحرمت أهلي وان نجوت كفافا لا وزر ولا أجر إني لسعيد أنظر فإن استخلف فقد استخلف من هو خبر مني [ صفحه 105] وان أترك فقد ترك من هوخير مني ولن يضيع الله دينه» [135] . وقال الطبري في تاريخه: «وأنظر فإن استخلفت فقد استخلف من هو خبر مني و ان أترك فقد ترك من هو خير مني ولن يضيع الله دينه» [136] . إذا تبين لكم أعزائي بأن الخليفه عمر لا يقول بالشوري ولا بألنص وهو المنظر للشوري. فمن أين لكم بدليل الشوري وقد وضح لكم موقف عمر بن الخطاب جليا واضحا؟؟ بل أقول بأن عمر كان يريد أن يعين ولكنه لم يجد الرجل الكفؤ. ومن هنا قال هذه الكلمات الطيبه لو كان سالم حياً ما تخالجني فيه شك. واليكم هذه الأقوال من التاريخ: فقد ذكرابن قتيبه في تأويل مختلف الحديث: «فذكرسالما فقال لوكان حيا ما تخالجني فيه الشك وذكر [ صفحه 106] الجارود العبدي فقال لو كان أعيمش بني عبد القيس حيا لقدمته [137] . سؤال: قد يقول لكم قائل أراد أن يقدمه للصلاه وليس للقياده والخلافه؟ الجواب: نعم ولقد دافع بعضهم بهذا الدفاع واليك أقوالهم: قال ابن قتيبه في تأويل مختلف الحديث: «قال عمررضي الله عنه عند وفاته لوكان سالم حيا ما تخالجني فيه الشك يريد لقدمته للصلاه بألناس إلي أن يتفق أصحاب الشوري علي تقديم رجل منهم ثم قدم صهيبا» [138] . وأضاف أيضًا: «ثم رويتم عن عمررضي الله عنه أنه قال عند موته لو كان سالم مولي أبي حذيفه حيا ما تخالجني فيه الشك وسالم ليس [ صفحه 107] مولي لأبي حذيفه وانما هومولي لامرأه من الأنصار و هي أعتقته وربته ونسب إلي أبي حذيفه بجلف فجعلتم الإمامه تصلح لموالي الأنصار و لو كان مولي لقريش لأمكن أن تحتجوا بأن مولي القوم منهم ومن أنفسهم قالوا وهذا تناقض واختلاف قالا أبو محمد ونحن نقول إنه ليس في هذا القول تناقض وانما كان يكون تناقضا لو قال عمر لوكان سالم حيا ما تخالجني الشك في توليته عليكم أو في تأميره فأما قوله ما تخالجني الشك فيه فقد يحتمل غير ما ذهبوا إليه وكيف يظن بعمر رضي الله عنه أنه يقف في خيار المهاجرين والذين شهد لهم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بالجنه فلا يختارمنهم ويجعل الأمر» [139] . ولكن هذا الدفاع لا يصمد أمام النقاش لمخالفته للصريح من قول عمر فإنه قد نص علي الأماره وليس الصلاه وهذه أقواله في حق سالم وأبي عبيده. ففي الطبقات الكبري لابن سعد: «ثم قال لو أدركني أحد رجلين فجعلت هذا الأمر إليه لوثقت به سالم مولي أبي حذيفه وأبي عبيده بن الجراح قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن الأعمش عن إبراهيم قال قال عمر من أستخلف لو كان أبوعبيده بن الجراح فقال له رجل يا أمير المؤمنين فأين أنت [ صفحه 108] من عبد الله بن عمر فقال قاتلك الله والله ما أردت الله بهذا استخلف رجلاً ليس يحسن يطلق امرأته» [140] . وقال النووي في تهذيب الأسماء: «وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يثني عليه كثيرا حتي قال حين أوصي قبل وفاته لوكان سالم حيا ما جعلته شوري. قال أبوعمر بن عبد البر رحمه الله معناه أنه كان يصدر عن رأيه فيمن ينجز له توليه الخلافه» [141] . وقال في البدايه والنهايه: «وروي عن عمر أنه قال لما احتضر لو كان سالم حيا لما جعلتها شوري قال أبوعمر بن عبد البر معناه أنه كان يصدرعن رأيه فيمن..» [142] . وقال الصفدي في الوافي بالوفيات: «وروي عن عمر أنه قال لوكان سالم حيا ما جعلتها شوري وذلك بعد أن طعن» [143] . [ صفحه 109] وقال ابن الذهبي في المعين في طبقات المحدثين: «وقال صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد وراشد بن سعد وغيرهما قالوا لما بلغ عمر سرغ وحدث أن بالشام الوباء فقال إن أدركني أجلي وأبوعبيده حي استخلفته» [144] . والي هنا انتهي البحث في مسأله الشوري وما يتعلق بها والحمد لله رب العالمين علي نعمته وتوفيقه لي لإكماله أسأل الله أن ينفعني وينفع به الراغبين في البحث للوصول للحقيقه. وعلي هذا أكون قد وصلت لنهايه البحث فأرجوا المسامحه من الكل وأرجو من الله القبول والتوفيق و من أهل البيت الرعايه والشفاعه. انتهيت في تاريخ 21-7-2004 م الموافق 4-6-1425 هجري مع تحيات أبوحسام خليفه بن عبيد الكلباني العماني

پاورقي

[1] التفسير الكبير للرازي، ج 27، ص 152.
[2] الدر المنثور للسيوطي، ج 7، ص 357.
[3] تفسير البغوي، ج 4، ص 129.
[4] تفسير البيضاوي، ج 5، ص 133.
[5] زاد المسير ابن الجوزي، ج 7، ص 291.
[6] الكشاف للزمخشري، ج 4، ص 233.
[7] الكشاف للزمخشري، ج 4، ص 233.
[8] تفسير السمعاني، ج 5، ص 81.
[9] روح المعاني لألوسي، ج 25، ص 46. [
[10] فتح القدير للشوكاني، ج 4، ص540.
[11] آل عمران الآيه 159.
[12] تفسير ابن كثير، ج 4، ص 119.
[13] روح المعاني للألوسي، ج 25، ص 46.
[14] الدر المنثور للسيوطي، ج 7، ص 357.
[15] المحررالوجيز في تفسير الكتاب العزيز للاندلسي، ج 1، ص534.
[16] تفسير ابن كثير، ج 4، ص 119.
[17] آل عمران الآيه 159.
[18] الإسراء الايه 47.
[19] التفسير الكبير للرازي، ج 9، ص 54.
[20] الدر المنثور للسيوطي، ج 2، ص 358.
[21] الكشاف للزمخشري، ج 1، ص 459.
[22] تفسير البغوي، ج 1، ص 365.
[23] تفسير الطبري، ج4، ص 152.
[24] تفسير القرطبي، ج 4، ص 250.
[25] التفسير الكبير للرازي، ج 9، ص، 54.
[26] تفسير ابن كثير، ج 1، ص 421.
[27] الدر المنثور للسيوطي، ج 2، ص 358.
[28] الكشاف للزمخشري، ج 1، ص 459.
[29] تفسير البغوي، ج 1، ص365.
[30] تفسير البيضأوي، ج 2، ص 108.
[31] تفسير الطبري، ج 4، ص 152.
[32] آل عمران الأيه 159.
[33] الدر المنثورللسيوطي، ج 2، ص 359.
[34] الكشاف للزمخشري، ج 1، ص 459.
[35] تفسير البيضاوي، ج 2، ص 108.
[36] تفسير القرطبي، ج 4، ص 253.
[37] تفسير الطبري، جه، ص 152.
[38] الكشاف للزمخشري، ج 1، ص 459.
[39] تفسير أبي السعود، ج 2، ص 105.
[40] تفسير ابن كثير، ج 4، ص 119.
[41] تفسير البغوي، ج 1، ص 365.
[42] تفسير البيضاوي، ج 2، ص 108.
[43] الترغيب والترهيب، ج 3، ص 259.
[44] البيان والتعريف، ج 1، ص 76.
[45] الأحكام، ج 6، ص 201.
[46] مجمع الزوالد، ج 1، ص 180.
[47] مجمع الفوائد، ج 1، ص 178.
[48] صحيح البخاري، ج 6، ص 2682.
[49] القصص الآيه 68.
[50] الأحزاب الآيه 36.
[51] أضواء البيان للشنقيطي، ج 4، ص 91.
[52] الأنعام الآيه 50.
[53] المائده الآيه 49.
[54] الشوري الآيه 21.
[55] أضواء البيان للشنقيطي، ج 4، ص 204.
[56] النساءالآيه 65.
[57] محمد الآيه 9.
[58] محمد الآيه 28.
[59] جامع العلوم والحكم، ج 1، ص388.
[60] مجمع الزوائد، ج 9، ص 246.
[61] النساء الآيه 64.
[62] الحشر الآيه 7. الإحكام، ج 1، ص 97.
[63] التسهيل لعلوم التنزبل للكلبي، ج 3، ص 110.
[64] الزخرف الآيه 31.
[65] التفسير الكبير للرازي، ج 25، ص 9.
[66] الدر المنثور للسيوطي، ج 6، ص 609.
[67] الكهف الآيه 28.
[68] القلم الآيه 8.
[69] الشعراء الآيتان 151، 152.
[70] هود الآيه 113.
[71] المواقف، ص 100.
[72] راجع في ذلك حاشيه الباجوري علي شرح القزي، ج 2، ص 259.
[73] صحيح البخاري، ج 4، ص 1612.
[74] المصدرنفسه، ج5، ص 2146، بأب قول المريض قوموا عني.
[75] صحيح البخاري، ج 6، ص2680.
[76] صحيح مسلم، ج 3، ص 1258.
[77] صحيح مسلم، ج 3، ص 1259.
[78] شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد، ج 12، ص 21، 20.
[79] راجع الطبقات الكبري لابن سعد، ج 3، ص 190؛ تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 93؛ الكامل لابن الأثير، ج 3، ص 317؛ شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد، ج 1، ص 53؛ المصدرنفسه، ج 2، ص 21، أوفست علي الطبعه الأولي بمصر؛ سمط النجوم العوالي لعبدالملك العاصمي - المكي، ج 3، ص 224؛ السيره الحلبيه للحلبي الشافعي، ج 3، ص 207؛ السيره النبويه لزين دحلان بهامش السيره الحلبيه، ج 3، ص 339، كنز العمال، ج ه، ص 312؛ منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد، ج 4، ص 180؛ أنساب الأشراف، ج 1، ص 474؛ تهذيب ابن عساكر، ج 2، ص 391، بترجمه أسا مه؛ وكنز العمأل، ج 5 ص 312، ط الأولي؛ المصدرنفسه، ج 10، ص 570، ط حلب؛ أنساب الأشراف للبلاذري، ج 1، ص 474؛ تهذيب ابن عساكر، ج 2؛ ص 391؛ أسد الغابه، ج 1، ص 68؛ تاريخ أبي الفداء، ج 1، ص 156، وغيرها.
[80] النساء الآيه 59.
[81] الزمر الآيه 30.
[82] آل عمران الآيه 144.
[83] البدء والتاريخ، ج 5، ص 62- 64.
[84] الكامل في التاريخ، ج 2، ص 187.
[85] تاريخ الطبري، ج 2، ص 232-233.
[86] الطبقات الكبري، ج 2، ص 271.
[87] الطبقات الكبري، ج 2، ص 267.
[88] آل عمران الآيه 185.
[89] صحيح مسلم، ج 2، ص 943.
[90] المطالب العاليه، ج 7، ص 75.
[91] جامع العلوم والحكم، ج 1، ص 261.
[92] مجمع الزوائد، ج 3، ص 273.
[93] الإحكام، ج 3، ص 313.
[94] تاريخ الطبري، ج 2، ص 244.
[95] الكامل في التاريخ، ج2، ص 194.
[96] البدايه والنهايه، ج 5، ص 246.
[97] المنتظم، ج4، ص 65.
[98] سمط النجوم العوالي، ج 2، ص 330.
[99] تاريخ الخلفاء، ج 1، ص 68. [
[100] تاريخ مدينه دمشق، ج30، ص 282.
[101] الكامل في التاريخ، ج 2، ص 191.
[102] البدايه والنهايه، ج 5، ص 248.
[103] المصدر نفسه، ج 6، ص 301.
[104] تاريخ الطبري، ج 2، ص 237.
[105] البدء والتاريخ، ج 5، ص 66.
[106] البدء والتاريخ، ج 5، ص 65.
[107] راجع كتاب الثقاه لابن حبان، ج 2، ص 192.
[108] البدايه والنهايه، ج 5، ص 248.
[109] المصدر نفسه، ج 6، ص 301.
[110] تاريخ الطبري، ج 3، ص 237.
[111] البدء والتأريخ، ج 5، ص 66.
[112] البدايه والنهايه، ج 5، ص 246.
[113] الكامل في التأريخ، ج 2، ص 191.
[114] تاريخ الطبري، ج 2، ص 235.
[115] تاريخ الخلفاء، ج 1، ص 68.
[116] تاريخ مدينه دمشق، ج30، ص 283.
[117] المصدر نفسه، ج 30، ص285.
[118] منال الطائب في شرح طوال الغرائب، ص 501-507، نقلاً عن كتاب محنه فاطمه للشيخ عبدالله الناصر.
[119] الكامل في التريخ، ج 3، ص 189.
[120] تاريخ الطبري، ج 2، ص 233.
[121] تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 123.
[122] تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 124.
[123] البدء والتاريخ، ج 5، ص190.
[124] البدايه والنهايه، ج 5، ص245.
[125] الكامل في التاريخ، ج 2، ص190.
[126] تاريخ الطبري، ج 3، ص 235.
[127] تاريخ مدينه دمشق، ج30، ص 281.
[128] تاريخ مدينه دمشق، ج30، ص 283.
[129] الفائق للزمخشري، ج 3، ص 139.
[130] البدايه والنهايه، ج 5، ص 250.
[131] تاريخ مدينه دمشق، ج 42، ص 428.
[132] مقتل الشهيد عثمان، ج 1، ص 28.
[133] الطبقات الكبري، ج 3، ص 243.
[134] سير أعلام النبلاء، ج 9، ص 267.
[135] الكامل في التاريخ، ج 2، ص 459.
[136] تاريخ الطبري، ج 2، ص580.
[137] تاويل مختلف الحديث، ج 1، ص 123.
[138] المصدر نفسه، ج 1، ص 306.
[139] تاويل مختلف الحديث، ج 1، ص 122.
[140] الطبقات الكبري، ج 3، ص 343.
[141] تهذيب الأسماء، ج 1، ص 202.
[142] البدايه والنهايه، ج 6، ص 336.
[143] الوافي بالوفيات، ج 15، ص 58.
[144] المعين في طبقات المحدثين، ج 1، ص 18.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.