مودة أهل البيت عليهم السلام

اشارة

مودة أهل البيت (ع) - مركز الرسالة
الكتاب: مودة أهل البيت (ع)
المؤلف: مركز الرسالة
الجزء:
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر سيرة النبي والائمة
تحقيق:
الطبعة: الأولي
سنة الطبع: ١٤١٩
المطبعة:
الناشر:
ردمك:
ملاحظات:
المصدر:

المقدمة

المقدمة الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم علي محمد المصطفي الأمين وآله الهداة الميامين.
وبعد: إن حب أهل البيت عليهم السلام عترة النبي المصطفي صلي الله عليه وآله وسلم يعد ضرورة من ضرورات الدين الإسلامي الثابتة بالقطع كتابا وسنة، قال تعالي: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي).
وتواتر عن النبي المصطفي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال: " أحبوا الله لما يغذوكم من نعمته، وأحبوني بحب الله، وأحبوا أهل بيتي بحبي ".
وتواتر عنه صلي الله عليه وآله وسلم: " أن حبهم علامة الإيمان، وأن بغضهم علامة النفاق " و " أن من أحبهم أحب الله ورسوله، ومن أبغضهم أبغض الله ورسوله " وعشرات الأحاديث التي تحث علي حبهم وتنهي عن بغضهم.
ومما لا ريب فيه أنه تعالي لم يفرض حبهم ومودتهم إلي جانب وجوب التمسك بهم إلا لأنهم أهل للحب والولاء من حيث قربهم إليه سبحانه ومنزلتهم عنده وطهارتهم من الشرك والمعاصي ومن كل ما يبعد عن دار كرامته وساحة رضاه.
لذا فإن حب أهل البيت عليهم السلام عقيدة مستمدة من كتاب الله تعالي وسنة نبيه المصطفي صلي الله عليه وآله وسلم، وليس هو مجرد هوي عابر أو عاطفة مجردة، إنه مبدأ يتعلق بحب القادة الرساليين الذين جعلهم الله تعالي هداة للبشر
(٧)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، المودة في القربي (1)، الصّلاة (1)، الوجوب (1)
بعد نبيه الكريم صلي الله عليه وآله وسلم وحباهم أفضل صفات الكمال من شجاعة وعفة وصدق وعلم وحكمة وخلق، وجعلهم أبوابه والسبل إليه والأدلاء عليه وعيبة علمه وخزان معرفته وتراجمة وحيه وأركان توحيده.
إنه مبدأ يتعلق بحب أحد الثقلين اللذين أوجب الرسول المصطفي صلي الله عليه وآله وسلم علي أمته التمسك بهما حتي يردا عليه الحوض، وجعلهم أمانا لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، وكسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوي.
وفي هذا البحث حاولنا إلقاء الضوء علي بعض الجوانب المهمة التي تخص مودة أهل البيت عليهم السلام باعتبارها فرضا علينا وواجبا في أعناقنا، وذلك من خلال خمسة فصول:
الفصل الأول: من هم أهل البيت؟
الفصل الثاني: حبهم عليهم السلام في الكتاب والسنة والأدب.
الفصل الثالث: بعض فضائلهم عليهم السلام في الكتاب والسنة.
الفصل الرابع: معطيات حبهم عليهم السلام.
الفصل الخامس: أهل البيت عليهم السلام بين الغلو والبغض.
نرجو من الله تعالي أن ينفع به الأخوة المؤمنين وأن يجعله خيرا لنا في الدنيا وذخرا في الآخرة.
والله ولي التوفيق
(٨)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الكرم، الكرامة (1)

الفصل الأول من هم أهل البيت؟

الفصل الأول من هم أهل البيت؟
المبحث الأول أهل البيت في اللغة والاصطلاح أولا: أهل البيت في اللغة والعرف:
يحدد المفهوم اللغوي لكلمة أهل بما يضاف إليها، فأهل القري: سكانها، وأهل الشئ: صاحبه، وأهل الكتاب: أتباعه أو قراؤه، وكذلك أهل التوراة وأهل الإنجيل، وقد ورد بعض هذه الألفاظ في القرآن الكريم (1).
وأهل الرجل: عشيرته وذوو قرباه (2)، وأخص الناس به (3)، ومن
١) راجع الأنباء بما في كلمات القرآن من أضواء - محمد جعفر الكرباسي: ٢٤١ - ٢٤٢، منشورات الوفاق - النجف الأشرف.
٢) القاموس المحيط - مجد الدين الفيروزآبادي ١: ٣٣١ - مادة أهل -، مؤسسة الرسالة - بيروت.
3) لسان العرب - ابن منظور 11: 28 - 29 - مادة أهل -، أدب الحوزة - قم.
(٩)
صفحهمفاتيح البحث: القرآن الكريم (2)، أهل الكتاب (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة بيروت (1)

المبحث الأول: أهل البيت في اللغة والاصطلاح

الفصل الأول من هم أهل البيت؟
المبحث الأول أهل البيت في اللغة والاصطلاح أولا: أهل البيت في اللغة والعرف:
يحدد المفهوم اللغوي لكلمة أهل بما يضاف إليها، فأهل القري: سكانها، وأهل الشئ: صاحبه، وأهل الكتاب: أتباعه أو قراؤه، وكذلك أهل التوراة وأهل الإنجيل، وقد ورد بعض هذه الألفاظ في القرآن الكريم (1).
وأهل الرجل: عشيرته وذوو قرباه (2)، وأخص الناس به (3)، ومن
١) راجع الأنباء بما في كلمات القرآن من أضواء - محمد جعفر الكرباسي: ٢٤١ - ٢٤٢، منشورات الوفاق - النجف الأشرف.
٢) القاموس المحيط - مجد الدين الفيروزآبادي ١: ٣٣١ - مادة أهل -، مؤسسة الرسالة - بيروت.
3) لسان العرب - ابن منظور 11: 28 - 29 - مادة أهل -، أدب الحوزة - قم.
(٩)
صفحهمفاتيح البحث: القرآن الكريم (2)، أهل الكتاب (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة بيروت (1)

أولا: أهل البيت في اللغة والعرف

الفصل الأول من هم أهل البيت؟
المبحث الأول أهل البيت في اللغة والاصطلاح أولا: أهل البيت في اللغة والعرف:
يحدد المفهوم اللغوي لكلمة أهل بما يضاف إليها، فأهل القري: سكانها، وأهل الشئ: صاحبه، وأهل الكتاب: أتباعه أو قراؤه، وكذلك أهل التوراة وأهل الإنجيل، وقد ورد بعض هذه الألفاظ في القرآن الكريم (1).
وأهل الرجل: عشيرته وذوو قرباه (2)، وأخص الناس به (3)، ومن
١) راجع الأنباء بما في كلمات القرآن من أضواء - محمد جعفر الكرباسي: ٢٤١ - ٢٤٢، منشورات الوفاق - النجف الأشرف.
٢) القاموس المحيط - مجد الدين الفيروزآبادي ١: ٣٣١ - مادة أهل -، مؤسسة الرسالة - بيروت.
3) لسان العرب - ابن منظور 11: 28 - 29 - مادة أهل -، أدب الحوزة - قم.
(٩)
صفحهمفاتيح البحث: القرآن الكريم (2)، أهل الكتاب (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة بيروت (1)
يجمعه وإياهم نسب أو دين (١).
قال تعالي ﴿وأمر أهلك بالصلاة﴾ (٢) أي ذوي قرباك ومن يرتبط بك في النسب.
وقال تعالي ﴿يا نوح إنه ليس من أهلك﴾ (٣) مشيرا إلي ابنه، وهو من أهله من حيث النسب، لكنه تعالي أراد أنه ليس من أهل دينك وملتك والسائرين علي منهجك.
وأهل بيت الرجل: ذوو قرباه ومن يجمعه وإياهم نسب (٤)، وأطلقت في الكتاب الكريم علي أولاد إبراهيم عليه السلام وأولاد أولاده، قال تعالي: ﴿رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد﴾ (٥).
وصار " أهل البيت " متعارفا بين المسلمين في آل النبي صلي الله عليه وآله وسلم (٦)، تبعا للنصوص، وهم كما في حديث الكساء وغيره: محمد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم والإمام علي والزهراء والحسن والحسين عليهم السلام، والذين نزلت فيهم آية التطهير ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ (7)..
١) مفردات الراغب: ٢٩ - أهل -، المكتبة المرتضوية.
٢) سورة طه: ٢٠ - ١٣٢.
٣) سورة هود: ١١ - ٤٦.
٤) مفردات الراغب: ٢٩ - أهل -.
٥) سورة هود: ١١ - ٧٣.
٦) مفردات الراغب: ٦٤ - بيت -.
٧) سورة الأحزاب: ٣٣ - ٣٣، راجع: صحيح مسلم - كتاب فضائل الصحابة 4: 1883 - 2424.
وسنن الترمذي - كتاب التفسير 5: 351 - 3205. ومصابيح السنة - البغوي 4: 183 - 4796. وجامع الأصول 9: 155 - 6702 و 6703 و 6705. ومسند أحمد 4: 107. ومستدرك الحاكم 2: 416 و 3: 147 - 148.
(١٠)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، النبي إبراهيم (ع) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، حديث الكساء (1)، آية التطهير (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، سورة الأحزاب (1)، سورة هود (2)، سورة طه (1)
ويطلق عليهم آل النبي صلي الله عليه وآله وسلم أو عترته أيضا، والآل مقلوب عن الأهل (1)، فيقال: آل الله وآل رسوله، أي أولياؤه، أصلها أهل، ثم أبدلت الهاء همزة، فصارت في التقدير أأل، فلما توالت الهمزتان أبدلوا الثانية ألفا (2).
والعترة هم أهل البيت عليهم السلام، صرح به ابن منظور، مستدلا بقوله صلي الله عليه وآله وسلم " إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي " قال: فجعل العترة أهل البيت عليهم السلام (3).
وثمة فرق بين أهل الرجل وأهل بيت الرجل، فقد عبر في اللغة مجازا بأهل الرجل عن امرأته، قال الزبيدي في تاج العروس: (ومن المجاز: الأهل للرجل زوجته) (4).
أما أهل بيت الرجل: فهم من يجمعه وإياهم نسب، وتعورف في أسرة النبي صلي الله عليه وآله وسلم (5).
١) مفردات الراغب: ٣٠ - آل -.
٢) لسان العرب ١١: ٢٨ - ٢٩ - أهل -.
٣) لسان العرب ٩: ٣٤ - عتر -.
4) تاج العروس من جواهر القاموس - محمد مرتضي الزبيدي 7: 217 - أهل -، المطبعة الخيرية - مصر ط 1.
5) مفردات الراغب: 29 - أهل -.
(١١)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (3)، حديث الثقلين (1)، الزوجة (1)

ثانيا: أهل البيت في اصطلاح الكتاب والسنة

ثانيا: أهل البيت في اصطلاح الكتاب والسنة:
ول " أهل البيت " في لسان الكتاب والسنة معني خاص، فالمراد من أهل البيت هم:
رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، والإمام علي، وفاطمة الزهراء، وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهم السلام، ويلحق بهم الذرية الطاهرة، وهم الأئمة التسعة المعصومون من ولد الإمام الحسين عليهم السلام، وهؤلاء هم أقرب الناس إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم وأخصهم به من حيث العلم، وأعرفهم بدينه، وأعلمهم بسنته ونهجه.
وهناك جملة وافرة من الروايات الصحيحة عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم من الطرفين المصرحة بأسمائهم (1)، زيادة علي تواتر نصوص سابقهم علي إمامة لاحقهم عند الإمامية، وهذا ما ينطبق تمام الانطباق علي ما جاء في الصحيحين، عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم من أن الأئمة اثنا عشر وكلهم من قريش (2). وقد اختص عنوان أهل البيت بهم دون غيرهم، مهما كان قربه من النبي صلي الله عليه وآله وسلم، سواء بذلك نساؤه أو أتباعه أو ذوو قرباه، وهذا ما نطق به القرآن الكريم، وما ذكرته السنة النبوية المطهرة، وما نقله الصحابة والتابعون ورواة الحديث.
جاء عن أم سلمة أنه عندما نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قالت: فأرسل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إلي علي
١) أنظر ينابيع المودة - القندوزي الحنفي ٣: ٢٨١ - ١، دار الأسوة ط ١.
٢) صحيح البخاري ٩: ١٤٧ - ٧٩ باب الاستخلاف، عالم الكتب - بيروت ط ٥. وصحيح مسلم ٤: ١٨٨٣.
(١٢)
صفحهمفاتيح البحث: مولد الإمام الحسين (ع) (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، القرآن الكريم (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الطهارة (1)، الشيخ سلمان البلخي القندوزي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، مدينة بيروت (1)
وفاطمة والحسن والحسين، فقال: " هؤلاء أهل بيتي " (1).
وعن عائشة قالت: كان أحب الرجال إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم - تعني الإمام عليا عليه السلام - لقد رأيته وقد أدخله تحت ثوبه، وفاطمة وحسنا وحسينا، ثم قال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي " (2).
وعن الإمام علي عليه السلام أنه عندما نزلت آية التطهير قال: " فقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: يا علي هذه الآية نزلت فيك وفي سبطي والأئمة من ولدك " (3).
هذا بالإضافة إلي أن المراد من البيت في لفظة (أهل البيت) ليس المسكن، وإنما المراد هو بيت الرسالة أي البيت النبوي، وأهل البيت عليهم السلام هم الذين تربوا ودرجوا في أحضان الرسالة، ونشأوا في بيت الطهارة والعلم، وعرفوا كل صغيرة وكبيرة، وأحاطوا بكل شاردة وواردة، لذلك تجد أنهم قد أجابوا علي كل مسألة ومعضلة وجهت إليهم وفي كل مجالات الدين وعلومه، ولا تجد ذلك عند غيرهم مهما بلغ في العلم والمعرفة.
روي أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، عندما قرأ قوله تعالي: (في بيوت أذن الله أن
١) المستدرك علي الصحيحين ٣: ١٥٨ - ٤٧٠٥. والسنن الكبري - البيهقي ٧: ٦٣.
٢) ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق ٢: ١٦٣ - ١٦٤ - ٦٤٢.
وشواهد التنزيل لقواعد التفضيل - الحاكم الحسكاني ٢: ٦١ - ٦٨٢ - ٦٨٤، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ط ١. وعمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار - ابن البطريق: ٤٠ - ٢٣، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.
٣) كفاية الأثر في النص علي الأئمة الاثني عشر - أبو القاسم الخزاز الرازي: 156، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.
(١٣)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، آية التطهير (1)، الطهارة (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب كفاية الأثر للخزار (1)، كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (1)، القاسم الخزاز (1)

المبحث الثاني: أهل البيت في آية التطهير

ترفع ويذكر فيها اسمه) (١) سئل: أي بيوت هذه؟ فقال صلي الله عليه وآله وسلم: " بيوت الأنبياء "، قال أبو بكر: يا رسول الله، هذا البيت منها؟ - يعني بيت علي وفاطمة - قال صلي الله عليه وآله وسلم: " نعم، من أفاضلها " (٢).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: " نحن بيت النبوة، ومعدن الحكمة، أمان لأهل الأرض، ونجاة لمن طلب " (٣).
وقال الإمام الحسين عليه السلام: " إنا أهل بيت النبوة " (٤).
المبحث الثاني أهل البيت في آية التطهير المراد بآية التطهير قوله تعالي: ﴿ … إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ (5).
ولقد أكدت مصادر الحديث والتفسير علي أن المراد من أهل البيت الذين نزلت فيهم هذه الآية هم: محمد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، وعلي بن أبي طالب، وفاطمة الزهراء، والسبطان الحسن والحسين (صلوات الله عليهم أجمعين).
١) سورة النور: ٢٤ - ٣٦.
٢) الدر المنثور ٥: ٥٠. وروح المعاني - الآلوسي ١٨: ١٧٤. وشواهد التنزيل ١:
٥٦٧ - ٥٦٨.
٣) نثر الدرر ١: ٣١٠.
٤) مقتل الإمام الحسين - الخوارزمي ١: ١٨٤، مكتبة المفيد - قم. واللهوف في قتلي الطفوف - ابن طاووس: ١٠، مكتبة الداوري - قم.
٥) سورة الأحزاب: ٣٣ - 33.
(١٤)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، آية التطهير (2)، علي بن أبي طالب (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، سورة الأحزاب (1)، سورة النور (1)
فقد أخرج مسلم في الصحيح بالإسناد إلي عائشة، قالت: خرج النبي صلي الله عليه وآله وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (1).
وذكر الفخر الرازي هذه الرواية في تفسيره وعقب عليها بقوله: واعلم أن هذه الرواية كالمتفق علي صحتها بين أهل التفسير والحديث (2).
وأخرج الترمذي في سننه حديث أم سلمة: أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم جلل علي الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء وقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ فقال: إنك علي خير " (3).
وأخرج الحاكم في المستدرك عن أم سلمة، قالت: في بيتي نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، قالت: فأرسل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إلي علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: " هؤلاء أهل بيتي ".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح علي شرط البخاري ولم يخرجاه (4).
١) صحيح مسلم - كتاب فضائل الصحابة - ٤: ١٨٨٣ - ٢٤٢٤.
٢) التفسير الكبير ٨: ٨٥ عند الآية ٦١ من سورة آل عمران.
٣) سنن الترمذي ٥: ٣٥١ - ٣٢٠٥ كتاب التفسير، و ٥: ٦٦٣ - ٣٧٨٧، و ٦٦٩ - ٣٨٧١ كتاب المناقب.
4) المستدرك علي الصحيحين 3: 146.
(١٥)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (3)، كتاب صحيح مسلم (2)، الحسن بن علي (1)، الطهارة (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، سورة آل عمران (1)

حديث الكساء بين الرواة والمصادر

وعن واثلة بن الأسقع، قال: أتيت عليا فلم أجده، فقالت لي فاطمة: " انطلق إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يدعوه " فجاء مع رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فدخلا ودخلت معهما، فدعا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الحسن والحسين، فأقعد كل واحد منهما علي فخذيه، وأدني فاطمة من حجره وزوجها، ثم لف عليهم ثوبا وقال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، ثم قال: " هؤلاء أهل بيتي، اللهم أهل بيتي أحق ".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه (1).
حديث الكساء بين الرواة والمصادر:
رواة الحديث من الفريقين:
لقد روي حديث الكساء المبين لآية التطهير في كتب العامة جمع كبير من كبار الصحابة والتابعين، مؤكدين نزول الآية في الخمسة أهل الكساء عليهم السلام.
كأنس بن مالك والبراء بن عازب وثوبان مولي النبي صلي الله عليه وآله وسلم والإمام الحسن المجتبي عليه السلام وأبي الحمراء مولي النبي صلي الله عليه وآله وسلم وحكيم بن سعد وحماد بن سلمة ودحية بن خليفة الكلبي وأبو الدرداء وزيد بن أرقم وزينب بنت أبي سلمة وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وأم سلمة وشداد بن عمار وشهر بن حوشب وعائشة وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن معين مولي أم سلمة وعطاء بن أبي رباح وعطاء بن يسار وعطية العوفي والإمام علي بن أبي طالب عليه السلام والإمام علي
١) المستدرك ٣: ١٤٦ - 147.
(١٦)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، حديث الكساء (2)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، عبد الله بن عباس (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، أهل الكساء (1)، آية التطهير (2)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (2)، أبو سعيد الخدري (1)، واثلة بن الأسقع (1)، البراء بن عازب (1)، عطاء بن يسار (1)، عطية العوفي (1)، أبو الدرداء (1)، أنس بن مالك (1)، حماد بن سلمة (1)، زيد بن أرقم (1)، شهر بن حوشب (1)

رواة الحديث من الفريقين

وعن واثلة بن الأسقع، قال: أتيت عليا فلم أجده، فقالت لي فاطمة: " انطلق إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يدعوه " فجاء مع رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فدخلا ودخلت معهما، فدعا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الحسن والحسين، فأقعد كل واحد منهما علي فخذيه، وأدني فاطمة من حجره وزوجها، ثم لف عليهم ثوبا وقال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، ثم قال: " هؤلاء أهل بيتي، اللهم أهل بيتي أحق ".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه (1).
حديث الكساء بين الرواة والمصادر:
رواة الحديث من الفريقين:
لقد روي حديث الكساء المبين لآية التطهير في كتب العامة جمع كبير من كبار الصحابة والتابعين، مؤكدين نزول الآية في الخمسة أهل الكساء عليهم السلام.
كأنس بن مالك والبراء بن عازب وثوبان مولي النبي صلي الله عليه وآله وسلم والإمام الحسن المجتبي عليه السلام وأبي الحمراء مولي النبي صلي الله عليه وآله وسلم وحكيم بن سعد وحماد بن سلمة ودحية بن خليفة الكلبي وأبو الدرداء وزيد بن أرقم وزينب بنت أبي سلمة وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وأم سلمة وشداد بن عمار وشهر بن حوشب وعائشة وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن معين مولي أم سلمة وعطاء بن أبي رباح وعطاء بن يسار وعطية العوفي والإمام علي بن أبي طالب عليه السلام والإمام علي
١) المستدرك ٣: ١٤٦ - 147.
(١٦)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، حديث الكساء (2)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، عبد الله بن عباس (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، أهل الكساء (1)، آية التطهير (2)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (2)، أبو سعيد الخدري (1)، واثلة بن الأسقع (1)، البراء بن عازب (1)، عطاء بن يسار (1)، عطية العوفي (1)، أبو الدرداء (1)، أنس بن مالك (1)، حماد بن سلمة (1)، زيد بن أرقم (1)، شهر بن حوشب (1)
ابن الحسين زين العابدين عليه السلام وعمر بن أبي سلمة وعمرة بنت أفعي وقتادة ومجاهد بن جبر المكي ومحمد بن سوقة وأبي المعدل الطفاوي ومعقل ابن يسار وواثلة بن الأسقع (1) وغيرهم.
ورواه مفسرو الشيعة ومحدثوهم عن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام وولده الإمام الحسن السبط والإمام علي بن الحسين زين العابدين والإمام محمد بن علي الباقر والإمام جعفر بن محمد الصادق والإمام علي بن موسي الرضا عليهم السلام.
ورووه أيضا عن أبي الأسود الدؤلي وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله الأنصاري وأبي الحمراء مولي النبي صلي الله عليه وآله وسلم وأبي ذر الغفاري وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وأم سلمة وشهر بن حوشب وعائشة وعبد الله ابن عباس وعطاء بن يسار وعطية العوفي وعلي بن زيد وعمر بن ميمون الأودي وواثلة بن الأسقع وغيرهم (2).
١) راجع مسند أحمد ٢: ١٨ و ٣: ٢٨٥، ٣٥٩ و ٦: ٢٩٢، ٢٩٦، ٢٩٨، ٣٠٤، ٣٢٣.
وتفسير الطبري ٢٢: ٥ - ٧ وقد رواه بأربعة عشر طريقا. وتفسير القرطبي ١٤: ١٨٢.
وتفسير ابن كثير ٣: ٤٩٢ - ٤٩٥ وقد رواه بتسعة عشر طريقا. والبحر المحيط ٧: ٢٢٨. والدر المنثور ٥: ١٩٨ - ١٩٩. وفتح القدير ٤: ٣٤٩ - ٣٥٠ وقال فيه: إن هذا القول قول الجمهور.
٢) راجع تفسير فرات الكوفي: ١٢١، المطبعة الحيدرية - النجف الأشرف. وتفسير الحبري: ٢٩٧ - ٣١١، مؤسسة آل البيت عليهم السلام ط ١. وتفسير التبيان ٨: ٣٣٩.
وتفسير مجمع البيان - الطبرسي ٨: ٤٦٢ - ٤٦٣، دار المعرفة - بيروت. وتفسير الميزان ١٦: ٣١١. وأصول الكافي - الكليني ١: ٢٨٦ - ٢٨٧ - ١، دار الأضواء - بيروت ط ٣.
وكمال الدين وتمام النعمة - الصدوق ١: ٢٧٨ - ٢٥، مؤسسة النشر الإسلامي ط ٣. وسعد السعود - ابن طاووس: ١٠٦ - ١٠٧، منشورات الرضي - قم. والعمدة - ابن البطريق: ٣١ - ٤٦. ونهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي 1:
88، مؤسسة النشر الإسلامي ط 3. والصراط المستقيم إلي مستحقي التقديم - زين الدين العاملي النباطي 1: 184 - 188، المكتبة المرتضوية ط 1. وغاية المرام في علم الكلام - الآمدي: 259 - القاهرة.
(١٧)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبوذر الغفاري (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، عبد الله بن عباس (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، واثلة بن الأسقع (1)، جابر بن عبد الله (1)، عطاء بن يسار (1)، أنس بن مالك (1)، محمد بن سوقة (1)، شهر بن حوشب (1)، علي بن زيد (1)، محمد بن علي (1)، جعفر بن محمد (1)، الصدق (2)، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مجمع البيان للطبرسي (1)، كتاب تفسير ابن كثير (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)، كتاب كمال الدين وتمام النعمة (1)، كتاب التبيان للشيخ الطوسي (1)، كتاب تفسير الطبري (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة بيروت (2)، الشيخ الصدوق (1)، العلامة الحلي (1)، ابن البطريق (1)

مصادر حديث الكساء

ومما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن طرق العامة إلي حديث الكساء قد بلغت أربعين طريقا، وطرق الشيعة الإمامية قد بلغت ثلاثين طريقا (1).
مصادر حديث الكساء:
أما المصادر التي دونت حديث الكساء ونصت علي نزول آية التطهير في الخمسة الذين شملهم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بردائه فهي كثيرة جدا، نقتصر علي ذكر بعض مصادر العامة:
1 - مسند أحمد بن حنبل 1: 331 و 3: 259، 285 و 4: 107 و 6: 292، 296، 298، 304، دار الفكر - بيروت.
2 - فضائل الصحابة - أحمد بن حنبل 2: 66 - 67 - 102 وغيره، مؤسسة الرسالة - بيروت ط 1.
3 - التاريخ الكبير - البخاري 1: القسم الثاني: 69 - 70 و 110، دار الكتب العلمية - بيروت.
4 - صحيح مسلم 4: 1883 - 2424، دار الفكر - بيروت ط 2.
5 - الجامع الصحيح للترمذي 5: 351، 352، 663، 699، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
6 - خصائص أمير المؤمنين عليه السلام - النسائي: 37، 49 وغيرها، مكتبة
1) راجع تفسير الميزان - العلامة الطباطبائي 16: 311، مؤسسة الأعلمي - بيروت ط 2.
(١٨)
صفحهمفاتيح البحث: شيعة أهل البيت عليهم السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، حديث الكساء (3)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، آية التطهير (1)، كتاب صحيح الترمذي (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، مدينة بيروت (6)، أحمد بن حنبل (1)، الوراثة، التراث، الإرث (1)، تفسير الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي (1)
المعلا - الكويت ط 1.
7 - المعجم الكبير - الطبراني 3: 46 - 2662 و 3: 47 - 2666 و 3: 49 - 2698، وغيرها كثير، دار إحياء التراث العربي - بيروت ط 2.
8 - المعجم الصغير - الطبراني 1: 135، دار الكتب العلمية - بيروت.
9 - أنساب الأشراف - البلاذري 2: 104، مؤسسة الأعلمي - بيروت ط 1.
10 - مصابيح السنة - البغوي 4: 183 - 3796، دار المعرفة - بيروت ط 1.
11 - معالم التنزيل - البغوي 4: 464، دار الفكر - بيروت.
12 - الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 9: 61 - 6937، دار الكتب العلمية - بيروت، ط 1.
13 - مشكل الآثار - الطحاوي 1: 332، دار صادر - بيروت ط 1.
14 - العقد الفريد - ابن عبد ربه الأندلسي 4: 311، دار الكتاب العربي - بيروت.
15 - المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري 2: 416 و 3: 133، 146، 147، 158، 172، دار الفكر، بيروت.
16 - أسباب النزول - الواحدي: 203، دار الكتب العربية - بيروت ط 1.
17 - الإستيعاب في معرفة الصحابة - ابن عبد البر 3: 1100، دار الجيل، بيروت ط 1.
(١٩)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، الطبراني (2)، مدينة بيروت (11)، الوراثة، التراث، الإرث (1)
18 - تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي 10: 278 - 5396، دار الكتاب العربي - بيروت.
19 - تفسير الخازن 5: 259، دار المعرفة - بيروت.
20 - أسد الغابة في معرفة الصحابة - ابن الأثير 2: 10، 13، 19، 21 و 4: 46 - 47 و 4: 110 و 5: 407 و 6: 78 - 79، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
21 - جامع الأصول - ابن الأثير الجزري 9: 155 - 6702 و 6703 و 6705، دار الفكر - بيروت ط 2.
22 - أحكام القرآن - الجصاص 3: 529، المكتبة التجارية - مكة المكرمة.
23 - أحكام القرآن - ابن عربي 3: 1538، دار المعرفة - بيروت.
24 - تذكرة الخواص - سبط ابن الجوزي: 233، مؤسسة أهل البيت عليهم السلام - بيروت.
25 - الكشاف - الزمخشري 1: 369، دار الكتاب العربي - بيروت ط 3.
26 - مفاتيح الغيب - الرازي 8: 71.
27 - ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ دمشق - ابن عساكر، تحقيق محمد باقر المحمودي 1: 273 - 274 - 322، دار التعارف - بيروت ط 1. وترجمة الإمام الحسين عليه السلام: 61 - 77، مؤسسة المحمودي - بيروت ط 1.
28 - منهاج السنة - ابن تيمية 3: 4 و 4: 20، المكتبة العلمية - بيروت.
(٢٠)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب تفسير الكشاف للزمخشري (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب مفاتيح الغيب للرازي (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، كتاب أحكام القرآن للجصاص (2)، مدينة بيروت (10)، إبن عساكر (1)، إبن الأثير (2)، ابن تيمية (1)، ابن عربي (1)، دمشق (1)، الوراثة، التراث، الإرث (1)
29 - تاريخ الإسلام - الذهبي 3: 44 و 5: 95 - 96، دار الكتاب العربي - بيروت ط 1.
30 - سير أعلام النبلاء - الذهبي 2: 122 وصححه، مؤسسة الرسالة - بيروت، ط 1.
31 - البداية والنهاية - ابن كثير 7: 338، دار الفكر - بيروت ط 3.
32 - الإصابة في تمييز الصحابة - ابن حجر 4: 270، دار الكتب العلمية - بيروت.
33 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد - الهيثمي 7: 91 و 9: 119، 121، 146، 167 - 169، 172، دار الكتاب العربي - بيروت ط 3.
34 - تهذيب التهذيب - ابن حجر العسقلاني 2: 297، حيدر آباد - الهند ط 1.
35 - الإتقان - السيوطي 4: 277، منشورات الرضي - قم ط 2.
36 - الدر المنثور - السيوطي 5: 198، 199، مكتبة آية الله المرعشي النجفي - قم.
37 - الصواعق المحرقة - ابن حجر الهيتمي: 139، 143، 144، 229، مكتبة القاهرة - مصر ط 2.
38 - كنز العمال - المتقي الهندي 13: 163 - 36496 وغيره، مؤسسة الرسالة - بيروت ط 5.
39 - فتح القدير - الشوكاني 4: 349 - 350، دار المعرفة - بيروت ط 2.
(٢١)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لإبن حر (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (2)، الحافظ ابن حجر العسقلاني (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، مدينة بيروت (7)، إبن حجر الهيتمي (1)، التاريخ الإسلامي (1)، الهند (1)

صحة الحديث

40 - جميع كتب مناقب أهل البيت عليهم السلام في آية التطهير.
وهناك مصادر أخري كثيرة يطول المقام بذكرها جميعا، وهي بمجموعها تؤكد أن أهل البيت هم النبي صلي الله عليه وآله وسلم والإمام علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وهو ما أطبق علي روايته الشيعة الإمامية وأجمع عليه كافة علمائهم (1)، ورواه العامة في صحاحهم وسننهم ومسانيدهم وأجمع عليه مفسروهم وأيدته الغالبية العظمي من علمائهم كما تقدم من ذكر رواة الحديث ومصادره.
صحة الحديث:
لم يقتصر رواة حديث الكساء علي روايته وحسب، بل صرح كثير منهم بصحته وعدم ترقي الشك إليه، كأحمد بن حنبل في مسنده، والحاكم النيسابوري في المستدرك، والذهبي في تلخيص المستدرك، والبيهقي في السنن وغيرهم.
وصرح بعض العلماء بقوله: أجمع المفسرون، وروي الجمهور (2).
وممن صرح بصحة الحديث ابن تيمية المعروف بعدائه السافر لأهل البيت عليهم السلام ومحاولاته في طمس فضائلهم ومناقبهم، قال في حديث الكساء: (وأما حديث الكساء فهو صحيح، رواه أحمد والترمذي من حديث أم سلمة، ورواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة) (3).
1) وقد أفرد الكثير من علماء الإمامية آية التطهير بتأليف خاص.
2) راجع نهج الحق: 173.
3) منهاج السنة 3: 4 و 4: 20.
(٢٢)
صفحهمفاتيح البحث: فضائل أهل البيت عليهم السلام (1)، شيعة أهل البيت عليهم السلام (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، حديث الكساء (3)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، آية التطهير (2)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، الحاكم النيسابوري (1)، ابن تيمية (1)

التشكيك في مفهوم أهل البيت

وقال بعد أن ذكر طائفة من الروايات التي تؤكد علي أن الآية خاصة في أهل البيت عليهم السلام: (ولما بين سبحانه أنه يريد أن يذهب الرجس عن أهل بيته ويطهرهم تطهيرا، دعا النبي صلي الله عليه وآله وسلم لأقرب أهل بيته وأعظمهم اختصاصا به، وهم: علي وفاطمة رضي الله عنهما وسيدا شباب أهل الجنة، جمع الله لهم بين أن قضي لهم بالتطهير وبين أن قضي لهم بكمال دعاء النبي صلي الله عليه وآله وسلم) (1).
وقال الذهبي في حديث الكساء: (وصح أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم جلل فاطمة وزوجها وابنيهما بكساء، وقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ") (2).
التشكيك في مفهوم أهل البيت:
مما تقدم من النصوص الصحيحة والتي فاقت حد التواتر يتضح بشكل جلي لا لبس فيه أن المراد بأهل البيت المذكورين في آية التطهير هم الخمسة أهل الكساء لا غيرهم.
ورغم الوضوح في تحديد مفهوم أهل البيت الذين نزلت فيهم آية التطهير المباركة وحصرهم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم تحت الكساء ليؤكد علي اختصاصهم بالآية ويقطع الطريق لمن تسول له نفسه الادعاء بشمولها لغيرهم، فقد حاول البعض التشكيك والتعويم لهذا المفهوم متجاوزا الصحيح من سنة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم المنقول عن أئمة الهدي وجمع غفير من
1) رسالة فضل أهل البيت وحقوقهم - ابن تيمية تعليق أبي تراب الظاهري: 22، دار القبلة للثقافة الإسلامية - السعودية ط 1.
2) سير أعلام النبلاء - الذهبي 2: 122.
(٢٣)
صفحهمفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، حديث الكساء (1)، أهل الكساء (1)، آية التطهير (2)، الطهارة (1)، ابن تيمية (1)
الصحابة والتابعين.
في هذا السياق تجد آراء وأقوال أخري في تحديد المراد بأهل البيت في آية التطهير، وجميعها مناقضة لسبب نزول الآية المصرح به في أغلب التفاسير وكتب الحديث، ومعارضة للسنة الصحيحة المتمثلة في قول النبي صلي الله عليه وآله وسلم وفعله وتقريره علي ما سيأتي بيانه.
وأهم هذه الوجوه:
أولا: أن المراد من أهل البيت: النبي صلي الله عليه وآله وسلم وحده (1).
وهذا قول شاذ وغريب ومخالف لما صح وتواتر عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم في تعيين أهل البيت في كتب الفريقين.
ثانيا: أن المراد من أهل البيت: من حرمت عليهم الصدقة من أقارب النبي صلي الله عليه وآله وسلم كآل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس، ومستند هذا القول رواية منسوبة إلي زيد بن أرقم (2).
وهذا القول مردود من عدة وجوه منها:
1 - إن تفسير زيد للمراد من أهل البيت في آية التطهير اجتهاد منه في مقابل النصوص الصريحة والمتواترة عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم في تعيين أهل البيت.
2 - إن هذا الحديث معارض بحديث آخر لزيد بن أرقم نفسه، يثبت فيه أن نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم غير داخلات في أهل البيت، فقد سئل زيد: من
١) الصواعق المحرقة: ١٤٣.
٢) صحيح مسلم ٤: ١٨٧٣ - ٣٦. وتفسير ابن كثير ٣: ٤٨٦. والجامع لأحكام القرآن ١٤: ١٨٣. وفتح القدير ٤: ٣٥٠. والدر المنثور ٥: ١٩٨ - 199.
(٢٤)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، آية التطهير (2)، زيد بن أرقم (2)، التصدّق (1)، كتاب تفسير ابن كثير (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، القرآن الكريم (1)
أهل بيته، نساؤه؟ فقال: لا وأيم الله، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها فترجع إلي أبيها وقومها، أهل بيته أصله (1).
3 - إن هذا الحديث يوحي بإخراج النبي صلي الله عليه وآله وسلم عن أهل البيت، وهو خلاف المشهور والوارد عنه صلي الله عليه وآله وسلم وما جاء في سبب نزول الآية.
4 - إن حرمة الصدقة لا تنحصر بالمذكورين في حديث زيد، فإن بني عبد المطلب بل وجميع بني هاشم يشاركونهم في التحريم أيضا، وهذا يعني دخولهم جميعا في مفهوم أهل البيت، الأمر الذي يناقض الأحاديث الصحيحة الواردة في تحديدهم من قبل مشرع الإسلام النبي الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم.
ثالثا: إن المراد من أهل البيت خصوص نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم، لأن سياق الآية في بيان حالهن، وهذا الرأي منسوب إلي رواية عكرمة البربري، وإلي عروة بن الزبير، ومقاتل بن سليمان (2).
وهناك رأي آخر متفرع من هذا القول يذهب إلي أن أهل البيت هم علي وفاطمة والسبطان مع زوجات النبي صلي الله عليه وآله وسلم (3).
١) صحيح مسلم ٤: ١٨٧٤ - ٣٧. وفتح القدير ٤: ٣٥٠. وكنز العمال ١٣: ٦٤١.
والصواعق المحرقة: ٢٢٦. والسنن الكبري - البيهقي ٢: ١٤٨. ومسند أحمد بن حنبل ٢:
١١٤ و ٤: ٣٦٧. والمستدرك ٣: ١٠٩.
٢) جامع البيان ٢٢: ٧. وتفسير ابن كثير ٢: ٤٨٣. والدر المنثور ٥: ١٩٨. وفتح القدير ٤: ٣٤٨ - ٣٤٩. وسير أعلام النبلاء ٨: ٢٠٨. وأسباب النزول: ٢٠٤.
والصواعق المحرقة: ١٤٣. ونور الأبصار: ١١٠.
٣) السنن الكبري ٢: ١٥٠. وفتح القدير ٤: ٣٥٠. والجامع لأحكام القرآن 14: 183.
(٢٥)
صفحهمفاتيح البحث: أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، مقابل بن سليمان (1)، بنو هاشم (1)، التصدّق (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، كتاب تفسير ابن كثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب جامع البيان لإبن جرير الطبري (1)، كتاب الصواعق المحرقة (2)، كتاب صحيح مسلم (1)، القرآن الكريم (1)
والرأي الثالث قد لاقي رواجا كبيرا لدي بعض الكتاب والباحثين الذين احتجوا بورود آية التطهير في سياق الخطاب لنساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم.
وفيما يلي أهم النقاط التي تؤكد بطلان هذا القول:
1 - إن هذا القول منسوب إلي عكرمة ومقاتل وعروة بن الزبير، وهؤلاء مشهورون بالكذب والخلاف لأهل البيت عليهم السلام.
أما عكرمة فهو من الخوارج الصفرية وقيل: الأباضية، ولا ينتظر من خارجي يكفر الإمام عليا عليه السلام أن يجعله من أهل البيت الذين نزلت فيهم آية التطهير، فضلا عن أن عكرمة مشهور بالكذب وخصوصا علي ابن عباس، فعن عبد الله بن الحارث، قال: دخلت علي علي بن عبد الله بن عباس، وعكرمة موثق علي باب الكنيف. فقلت أتفعلون هذا بمولاكم؟! فقال: إن هذا الخبيث يكذب علي أبي.
وعن ابن عمر أنه قال لمولاه نافع: اتق الله، لا تكذب علي كما كذب عكرمة علي ابن عباس.
وقال فيه ابن سيرين ويحيي بن معين ومالك: كذاب.
وقال محمد بن سعد: ليس يحتج بحديثه.
لذلك حرم مالك الرواية عنه، وشهد معظم أهل العلم بكذبه.
أما من حيث عقيدته الفاسدة، فقد عرف عنه أنه يتهاون بالصلاة، فقد ذكر عند أيوب بأن عكرمة لا يحسن الصلاة، فقال أيوب: أو كان يصلي؟!
وعرف عكرمة أيضا بطعنه في الدين، وذلك لمقولاته الباطلة، منها:
(٢٦)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (3)، آية التطهير (2)، عبد الله بن الحارث (1)، محمد بن سعد (1)، الخوارج (1)، الكذب، التكذيب (1)، الباطل، الإبطال (1)، القتل (1)، الصّلاة (1)
قوله وقد وقف ذات يوم علي باب مسجد النبي صلي الله عليه وآله وسلم: ما فيه إلا كافر!
وكان يحب الغناء ويستمعه، ويلعب بالنرد، وكان خفيف العقل، ولهذا نراهم قد زهدوا فيه وتركوا جنازته ولم يشيعه أحد، فاكتروا له أربعة من السودان (1).
وأما مقاتل بن سليمان فشأنه شأن عكرمة في عدائه لأمير المؤمنين عليه السلام، وكان من الكذابين والمتروكين ومن القائلين بالإرجاء والتشبيه.
قال خارجة بن مصعب: كان جهم ومقاتل عندنا فاسقين فاجرين.
وقال: لم أستحل دم يهودي ولا ذمي، ولو قدرت علي مقاتل بن سليمان في موضع لا يراني فيه أحد لقتلته.
وقال الجوزجاني: كان كذابا جسورا.
وقال عمرو بن علي: متروك الحديث، كذاب.
وقال ابن حبان: كان يكذب في الحديث.
وقال أبو حاتم: متروك الحديث.
١) راجع: ميزان الاعتدال في نقد الرجال - الذهبي ٣: ٩٣ - ٩٦، دار إحياء الكتب العربية - القاهرة ط ١. وتهذيب التهذيب ٧: ٢٦٣ - ٢٧٣. والطبقات الكبري - ابن سعد ٥: ٢٨٧ - ٢٨٩، دار صادر - بيروت. وشذرات الذهب - أبو الفلاح الحنبلي ١: ١٣٠، مكتبة القدسي - القاهرة. والضعفاء الكبير - العقيلي المكي ٣: ٣٧٣ - ٣٧٤ - ١٤١٣، دار الكتب العلمية - بيروت ط ١. ووفيات الأعيان - ابن خلكان ٣: ٢٦٥، منشورات الشريف الرضي - قم ط ٢. والمغني في الضعفاء - الذهبي ٢: ٤٣٨ - ٤٣٩، دار المعارف - سورية ط 1.
(٢٧)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مقابل بن سليمان (2)، خارجة بن مصعب (1)، عمرو بن علي (1)، القتل (1)، السجود (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، مدينة بيروت (2)، الشريف الرضي، أبو الحسن محمد بن الحسين (1)
وقال النسائي: كذاب، ثم قال: الكذابون المعروفون بوضع الحديث علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أربعة، وعد مقاتلا منهم.
وقال الذهبي: أجمعوا علي تركه (١).
أما عروة بن الزبير، فكان ممن يحملون عداء شديدا لأمير المؤمنين علي عليه السلام حتي إنه إذا ذكر علي عليه السلام نال منه.
وعده الإسكافي من التابعين الذين كانوا يضعون أخبارا قبيحة في الإمام علي عليه السلام (٢).
٢ - أما دعوي وحدة السياق باعتبار أن آية التطهير وردت ضمن آيات الخطاب لنساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم، فإن اختلاف الضمائر بين آية التطهير والآيات السابقة عليها والآيات اللاحقة لها يدل علي اختلاف المخاطب، فالخطاب قبل آية التطهير كان موجها لنساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم بضمير التأنيث ﴿يا نساء النبي لستن كأحد من النساء﴾ (3)، ثم جاء الخطاب في آية التطهير بضمير التذكير، فلو كان المراد بها نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم لبقي الخطاب بضمير التأنيث (عنكن) و (يطهركن)، وقد روي هذا الاستدلال عن زيد بن
١) راجع: ميزان الاعتدال ٤: ١٧٣. وسير أعلام النبلاء ٧: ٢٠١. وشذرات الذهب ١:
٢٢٧. وتهذيب التهذيب ١٠: ٢٧٩ - ٢٨٥. ووفيات الأعيان ٥: ٢٥٥. ولسان الميزان - ابن حجر العسقلاني ٦: ٨٢، مؤسسة الأعلمي - بيروت ط ٢. والضعفاء والمتروكين - الدارقطني: ٦٤، مكتبة المعارف - الرياض ط ١. والجرح والتعديل - ابن أبي حاتم ٨:
٣٥٤، حيدر آباد - الهند ط ١. والمغني في الضعفاء ٢٠: ٦٧٥. والضعفاء الكبير ٤:
٢٣٨ - ٢٤١ - ١٨٣٣.
٢) شرح ابن أبي الحديد ٤: ٦٣، دار إحياء الكتب العلمية ط ٢. والغارات - الثقفي ٢: ٥٧٦.
٣) سورة الأحزاب: ٣٣ - 32.
(٢٨)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، آية التطهير (3)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب لسان الميزان لإبن حجر (1)، الحافظ ابن حجر العسقلاني (1)، مدينة بيروت (1)، سورة الأحزاب (1)، الهند (1)
علي بن الحسين عليهم السلام (1).
وقال أبو حيان الأندلسي في تفسيره في معرض رده علي من ذهب إلي اختصاص الآية بالأزواج: ليس بجيد، إذ لو كان كما قالوا لكان التركيب: (عنكن) و (يطهركن) (2).
ثم إن اختلاف المخاطب لا يقدح بوحدة سياق الآيات القرآنية، لأن الانتقال في سياق الضمائر وارد في القرآن الكريم في كثير من الآيات (3)، ووارد في الفصيح من لسان العرب وأشعارهم وأقوالهم، وهو أحد وجوه البديع في علم البلاغة العربية، ويسمي الالتفات.
ومن خلال تتبع الروايات التي تحدثت عن آية التطهير، يبدو واضحا أنها لم تنزل مع الآيات التي تخاطب نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم بل نزلت بصورة منفردة وفي واقعة معينة وقضية خاصة، كما توحي بذلك روايات أم سلمة التي نزلت الآية في بيتها (4).
وذلك يدل علي عدم صحة الاحتجاج بوحدة السياق التي روج لها بعض من يهمهم التشكيك في كل فضيلة لعترة النبي المصطفي (صلوات الله عليهم أجمعين).
3 - لقد صرحت الكثير من الروايات التي جاءت علي لسان أزواج النبي صلي الله عليه وآله وسلم بعدم شمول آية التطهير لهن، وقد قدمنا رواية الترمذي التي
١) تفسير القمي ٢: ١٩٣.
2) البحر المحيط - أبو حيان الأندلسي 7: 231، دار الفكر - بيروت ط 2.
3) راجع: سورة يوسف: 12 - 28 - 29. وسورة الواقعة: 56 - 76. وسورة المنافقين:
63 - 7.
4) راجع: مشكل الآثار - الطحاوي 1: 333. ومستدرك الحاكم 3: 146.
(٢٩)
صفحهمفاتيح البحث: أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (1)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، آية التطهير (2)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، القرآن الكريم (1)، الصّلاة (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، مدينة بيروت (1)، سورة الواقعة (1)، سورة يوسف (1)، النفاق (1)
أخرجها عن أم سلمة، أنها قالت: وأنا معهم يا رسول الله؟ فقال صلي الله عليه وآله وسلم: " إنك علي خير ".
وأخرج الطحاوي عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وفي البيت سبعة:
جبريل وميكائيل وعلي وفاطمة والحسن والحسين - ورسول الله - وأنا علي الباب، قلت:
ألست من أهل البيت؟ قال صلي الله عليه وآله وسلم: " إنك إلي خير، إنك من أزواج النبي " (1).
وفي رواية أخري: قالت أم سلمة: ألست من أهل البيت؟ قال صلي الله عليه وآله وسلم: " أنت إلي خير، إنك من أزواج النبي، وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين (2).
وفي رواية الحاكم: أنه صلي الله عليه وآله وسلم منع زينب من الدخول معهم، وقال لها: " مكانك، فإنك إلي خير إن شاء الله " (3).
فهذه الروايات وغيرها كثير التي جاءت بألفاظ متقاربة قد أخرجت نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم عن مفهوم أهل البيت، ومن الروايات الأخري التي جاءت من غير أزواجه صلي الله عليه وآله وسلم، ما رواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم
1) مشكل الآثار - الطحاوي 1: 333. والدر المنثور - السيوطي 5: 198.
2) مشكل الآثار 1: 334.
3) المستدرك علي الصحيحين 2: 415. والروايات في هذا المعني كثيرة، راجع: أسباب النزول - الواحدي: 203. والصواعق المحرقة: 143 - 144. ومسند أحمد 6: 292 و 304. والسنن الكبري - البيهقي 5: 112 - 8409. وكفاية الطالب - الكنجي الشافعي: 212، دار إحياء تراث أهل البيت عليهم السلام - طهران ط 3.
(٣٠)
صفحهمفاتيح البحث: أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (3)، كتاب صحيح مسلم (1)، زيد بن أرقم (1)، المنع (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، مدينة طهران (1)
وقد سئل: من أهل بيته، نساؤه؟ قال: لا وأيم الله، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها فترجع إلي أبيها وقومها، أهل بيته أصله (١).
٤ - لقد مارس الرسول صلي الله عليه وآله وسلم إجراء عمليا في ضم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام بردائه ليؤكد نزول آية التطهير فيهم دون غيرهم من أهل بيته وأزواجه وسائر المسلمين، ولم يكتف صلي الله عليه وآله وسلم بهذا القدر، بل أكد علي تطبيق هذا المفهوم مرارا ليؤكد للناس أن هؤلاء هم أهل بيته دون غيرهم وليبين عظم منزلتهم.
فقد روي عن أبي الحمراء أنه قال: حفظت من رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ثمانية أشهر بالمدينة، ليس من مرة يخرج إلي صلاة الغداة إلا أتي إلي باب علي فوضع يده علي جنبتي الباب، ثم قال: " الصلاة الصلاة (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) " (٢)، وذلك بعد نزول قوله تعالي ﴿وأمر أهلك بالصلاة﴾ (3).
وفي رواية أخري عن أبي الحمراء، قال: شهدنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم تسعة أشهر يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب عند وقت كل صلاة فيقول: " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) " (4).
١) صحيح مسلم ٤: ١٨٧٤ - ٣٧ كتاب فضائل الصحابة.
٢) الدر المنثور - السيوطي ٥: ١٩٩.
٣) سورة طه: ٢٠ - 132.
4) مشكل الآثار - الطحاوي 1: 338.
(٣١)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، آية التطهير (1)، علي بن أبي طالب (1)، الصّلاة (4)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، سورة طه (1)
وروي نحوه عن ابن عباس (1).
ولم يكن هذا الإجراء اعتباطيا من نبي الهدي صلي الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي، بل إنه قول وفعل وتقرير ينبئ عن الإرادة الإلهية في تحديد المصداق الحقيقي لأهل البيت في آية التطهير.
5 - إن آية التطهير تقضي بإذهاب الرجس الذي هو الذنوب والآثام عن أهل البيت، وقد صدر النص بأقوي أدواة الحصر (إنما) لإرادة التطهير وإذهاب الرجس.
قال الزمخشري: تطهر من الإثم: تنزه منه (2).
وقال الرازي: (ليذهب عنكم الرجس) أي يزيل عنكم الذنوب (3).
وقال الطبري: إنما يريد الله ليذهب عنكم السوء والفحشاء يا أهل بيت محمد ويطهركم من الدنس الذي يكون في أهل معاصي الله تطهيرا.
وروي بسنده إلي سعيد بن قتادة أنه قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم
١) الدر المنثور ٥: ١٩٩، وفي رواية ستة أشهر، وفي أخري سبعة أشهر، وفي ثالثة عشرة، وفي رابعة سبعة عشر شهرا، وفي خامسة تسعة عشر شهرا، وقيل: استمر النبي صلي الله عليه وآله وسلم بذلك إلي آخر عمره الشريف، وذلك بحسب الفترة التي حفظها الراوي أو شاهدها، وراجع مصادر أخري لهذه الأحاديث: جامع البيان ٢٢: ٥ و ٦.
وتفسير ابن كثير ٣: ٤٨٣. وكنز العمال ١٦: ٢٥٧. ومجمع الزوائد ٩: ١٢١ و ١٦٨.
ومسند أحمد ٣: ٢٥٩ و ٢٨٥. والجامع الصحيح ٥: ٣٥٢. والمستدرك ٣: ١٥٨ وصححه.
ومسند الطيالسي ٨: ٢٧٤. وأسد الغابة ٥: ٤٠٧ و ٦: ٧٨ - ٧٩. والبداية والنهاية ٥: ٣٢١ و 8: 205 وغيرها كثير.
2) أساس البلاغة - الزمخشري: 399 مادة طهر، دار الفكر - بيروت.
3) التفسير الكبير 25: 29.
(٣٢)
صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، آية التطهير (2)، الزمخشري (2)، الطهارة (2)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب تفسير ابن كثير (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب جامع البيان لإبن جرير الطبري (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، مدينة بيروت (1)
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فهم أهل بيت طهرهم الله من السوء وخصهم برحمة منه (1).
وروي عن ابن عطية أنه قال: الرجس اسم يقع علي الإثم والعذاب وعلي النجاسات والنقائص، فأذهب الله جميع ذلك عن أهل البيت (2).
فالآية حسب كلام هؤلاء الأعلام تفيد عصمة أهل البيت عليهم السلام، وأن الله تعالي أذهب عنهم الذنوب والآثام وطهرهم من كل ألوان المعاصي، وذلك مقتضي العصمة.
والسيرة الفعلية لبعض نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم في حياته الشريفة وبعد وفاته تنبئ بخروجهن عن دائرة العصمة والطهارة من الذنوب والآثام، فقوله تعالي في بعضهن: (إن تتوبا إلي الله) (3) يدل علي وقوع المعصية، لأن التوبة مترتبة علي المعصية.
وقوله تعالي (فقد صغت قلوبكما) (4) أي عدلت ومالت عن الحق، وهو صريح بمخالفتهما.
وفي قوله تعالي: (وإن تظاهرا عليه) (5)، روي البخاري في الصحيح عن ابن عباس أنه سأل عمر بن الخطاب عن اللتين تظاهرتا علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم من أزواجه، فقال: هما حفصة وعائشة (6).
١) تفسير الطبري ٢٢: ٥.
٢) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي ١٣: ٧٢، تحقيق المجلس العلمي بمكناس.
٣) و ٤) و ٥) سورة التحريم: ٦٦ - ٤.
٦) صحيح البخاري ٦: ٢٧٧ - ٤٠٧ كتاب التفسير و ٧: ٥٠ - ١٢١ كتاب النكاح. وراجع مزيدا من الأمثلة عن سيرة حفصة وعائشة التي تدل علي خروجهما من آية التطهير في كتاب النص والاجتهاد - الإمام شرف الدين العاملي: 413 - 428، وقد نقلها من أوثق كتب الجمهور.
(٣٣)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، الطهارة (1)، آية التطهير (1)، كتاب تفسير الطبري (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، سورة التحريم (1)، العزّة (1)
وقال الزمخشري في تفسيره لبعض الآيات التي ذكرت ونوهت بنساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم: (وفي طي هذين التمثيلين بأمي المؤمنين - يعني عائشة وحفصة - وما فرط منهما من التظاهر علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بما كرهه، وتحذير لهما علي أغلظ وجه وأشده، لما في التمثيل من ذكر الكفر) (1).
وأما بعد وفاة النبي صلي الله عليه وآله وسلم فمعلوم في السيرة والتاريخ موقف عائشة من عثمان وتأليبها الناس علي قتله وتسميته بنعثل، ولما قتل وعلمت بمبايعة الناس الإمام عليا عليه السلام، ادعت أن عثمان قتل مظلوما، وفي ذلك يقول عبيدة بن أبي سلمة وهو ابن أم كلاب:
فمنك البداء ومنك الغير * ومنك الرياح ومنك المطر وأنت أمرت بقتل الإمام * وقلت لنا إنه قد كفر (2) ومن ثم خروجها بعد ذلك علي الخليفة الشرعي وتجهيزها جيشا لمحاربته، وقتل نتيجة تلك الحرب ثلاثون ألفا من المسلمين.
ومثل هذه الأعمال تخرج صاحبها عن حد الطهارة والعصمة من الآثام، سيما وأن إرادة الطهارة في الآية لا يمكن تفسيرها بالإرادة التشريعية القاضية بإذهاب الرجس عن جميع المكلفين لا عن خصوص أهل البيت عليهم السلام بل هي إرادة التسديد والتوفيق اللذين يمد بهما سبحانه
١) الكشاف ٤: ٥٧١.
٢) تاريخ الطبري ٣: ١٢ حوادث سنة 36، دار الكتب العلمية - بيروت ط 2. والكامل في التاريخ - ابن الأثير 2: 313، دار إحياء التراث العربي - بيروت ط 1.
(٣٤)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، الزمخشري (1)، القتل (5)، الظلم (1)، الحرب (1)، الوفاة (1)، الطهارة (1)، مدينة بيروت (2)، إبن الأثير (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، الوراثة، التراث، الإرث (1)
بعض عباده الذين يصطنعهم علي عينه، ويختارهم بعلمه، ويراهم أهلا لحمل مشعل دينه وهدايته، ويؤيدهم بتسديده ولطفه بوسائل قد نعلمها وقد لا نعلمها، ومن هنا قال تعالي: (الله أعلم حيث يجعل رسالته) (1).
ويمكن القول إن الإرادة في آية التطهير إرادة تكوينية خص بها الله تعالي أهل البيت عليهم السلام دون سواهم من الناس وحصر ذلك بأقوي أدوات الحصر، والإرادة التكوينية متعلقها الأمور الواقعية من أفعال المكلفين، ومحال أن يتخلف فيها مراده تعالي عما يريد (2).
وقد ثبت من خلال هذه الأدلة أن آية التطهير لا تشمل نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم، كما أنه لم تدع واحدة من نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم نزول الآية فيهن مع ما فيها من شرف عظيم ومنزلة تمد إليها الأعناق.
وعليه فالآية خاصة بالخمسة أهل الكساء: النبي وعلي والزهراء والسبطان الحسن والحسين عليهم السلام، وهو ما ورد في صحيح الأخبار وقام الدليل علي إثباته وبالله التوفيق.
1) راجع: روح التشيع - عبد الله نعمة: 424، دار الفكر اللبناني - بيروت.
2) راجع التشيع - الغريفي: 208، دار الصباغ - دمشق ط 6.
(٣٥)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، أهل الكساء (1)، آية التطهير (2)، مدينة بيروت (1)، دمشق (1)

الفصل الثاني حب أهل البيت (عليهم السلام) في الكتاب والسنة

الفصل الثاني حب أهل البيت عليهم السلام في الكتاب والسنة إن محبة أهل البيت عليهم السلام والولاء لهم عنصر أساسي من عناصر العقيدة ومقومات الإيمان ومرتكزات الرسالة المحمدية الغراء، ولقد جاءت النصوص القرآنية والحديثية واضحة وصريحة في تأصيل هذا المبدأ الولائي وتعميق دلالاته ومعطياته.
وسنتناول في هذا الفصل بعض الأمثلة من النصوص القرآنية التي تظافرت الروايات علي نزولها في أهل البيت عليهم السلام لتوكيد محبتهم وفرض مودتهم، ونعرض كذلك بعض الأحاديث والأخبار التي جاءت لتعميق هذا المبدأ العقائدي القويم، وذلك في مبحثين:
(٣٧)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (3)

المبحث الأول: حب أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن الكريم

المبحث الأول حب أهل البيت: في القرآن الكريم فيما يلي نعرض أهم النصوص القرآنية النازلة في محبة أهل البيت عليهم السلام أو المفسرة بذلك مع بيان الروايات والأخبار الموضحة لذلك من المصادر المعتبرة.
١ - قوله تعالي: ﴿قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي﴾ (1).
هذه هي آية المودة التي أكدت أغلب كتب التفسير وكثير من مصادر الحديث والسيرة والتاريخ نزولها في قربي النبي صلي الله عليه وآله وسلم: علي والزهراء والحسن والحسين وذريتهم الطاهرين عليهم السلام.
روي السيوطي وغيره في تفسير هذه الآية بالإسناد إلي ابن عباس، قال: لما نزلت هذه الآية (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي) قالوا: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟
قال صلي الله عليه وآله وسلم: " علي وفاطمة وولداهما " (2).
١) سورة الشوري: ٢١ - ٢٣.
٢) الدر المنثور - السيوطي ٦: ٧، وروي الحديث أيضا في: فضائل الصحابة - أحمد بن حنبل ٢: ٦٦٩ - ١١٤١. والمستدرك علي الصحيحين ٣: ١٧٢. وشواهد التنزيل - الحسكاني ٢: ١٣٠ من عدة طرق. والصواعق المحرقة - ابن حجر: ١٧٠. وتفسير الرازي ٢٧: ١٦٦. ومجمع الزوائد - الهيثمي ٩: ١٦٨. والكشاف - الزمخشري ٤: ٢١٩. وذخائر العقبي - المحب الطبري: ٢٥. وإسعاف الراغبين - الصبان: ١١٣. وسائر كتب المناقب والتفاسير. وراجع كتاب التشيع - السيد الغريفي: 215 - 216.
(٣٨)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، آية المودة (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (2)، القرآن الكريم (1)، المودة في القربي (2)، الطهارة (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب تفسير الكشاف للزمخشري (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب إسعاف الراغبين لابن الصبان الشافعي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، محب الدين الطبري (1)، سورة الشوري (1)

(1) قوله تعالي: " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي "

المبحث الأول حب أهل البيت: في القرآن الكريم فيما يلي نعرض أهم النصوص القرآنية النازلة في محبة أهل البيت عليهم السلام أو المفسرة بذلك مع بيان الروايات والأخبار الموضحة لذلك من المصادر المعتبرة.
١ - قوله تعالي: ﴿قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي﴾ (1).
هذه هي آية المودة التي أكدت أغلب كتب التفسير وكثير من مصادر الحديث والسيرة والتاريخ نزولها في قربي النبي صلي الله عليه وآله وسلم: علي والزهراء والحسن والحسين وذريتهم الطاهرين عليهم السلام.
روي السيوطي وغيره في تفسير هذه الآية بالإسناد إلي ابن عباس، قال: لما نزلت هذه الآية (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي) قالوا: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟
قال صلي الله عليه وآله وسلم: " علي وفاطمة وولداهما " (2).
١) سورة الشوري: ٢١ - ٢٣.
٢) الدر المنثور - السيوطي ٦: ٧، وروي الحديث أيضا في: فضائل الصحابة - أحمد بن حنبل ٢: ٦٦٩ - ١١٤١. والمستدرك علي الصحيحين ٣: ١٧٢. وشواهد التنزيل - الحسكاني ٢: ١٣٠ من عدة طرق. والصواعق المحرقة - ابن حجر: ١٧٠. وتفسير الرازي ٢٧: ١٦٦. ومجمع الزوائد - الهيثمي ٩: ١٦٨. والكشاف - الزمخشري ٤: ٢١٩. وذخائر العقبي - المحب الطبري: ٢٥. وإسعاف الراغبين - الصبان: ١١٣. وسائر كتب المناقب والتفاسير. وراجع كتاب التشيع - السيد الغريفي: 215 - 216.
(٣٨)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، آية المودة (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (2)، القرآن الكريم (1)، المودة في القربي (2)، الطهارة (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب تفسير الكشاف للزمخشري (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب إسعاف الراغبين لابن الصبان الشافعي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، محب الدين الطبري (1)، سورة الشوري (1)
وهذه الآية تدل علي وجوب المودة لأهل البيت الذين نص الحديث علي تحديدهم، وقد استدل الفخر الرازي علي ذلك بثلاثة وجوه، فبعد أن روي الحديث عن الزمخشري قال:
فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي صلي الله عليه وآله وسلم، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد من التعظيم، ويدل عليه وجوه:
الأول: قوله تعالي: (إلا المودة في القربي).
الثاني: لا شك أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم يحب فاطمة عليها السلام، قال صلي الله عليه وآله وسلم: " فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما يؤذيها " وثبت بالنقل المتواتر عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أنه كان يحب عليا والحسن والحسين، وإذا ثبت ذلك وجب علي كل الأمة مثله، لقوله تعالي: ﴿واتبعوه لعلكم تهتدون﴾ (١)، ولقوله: ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره﴾ (2).
الثالث: إن الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة، وهو قوله: " اللهم صل علي محمد وآل محمد وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل، فكل ذلك يدل علي أن حب محمد وآل محمد واجب.
وقال الشافعي:
يا راكبا قف بالمحصب من مني * واهتف بساكن خيفها والناهض سحرا إذا فاض الحجيج إلي مني * فيضا كما نظم الفرات الفائض
١) سورة الأعراف: ٧ - ١٥٨.
٢) سورة النور: ٢٤ - 63.
(٣٩)
صفحهمفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، الزمخشري (1)، نهر الفرات (1)، المودة في القربي (1)، الصّلاة (1)، الأكل (1)، الوجوب (1)، الشهادة (1)، سورة الأعراف (1)، سورة النور (1)

ما روي عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في هذه الآية

إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي (1) وأشار الشافعي إلي نزول آية المودة في أهل البيت عليهم السلام بقوله:
يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله (2) ما روي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في هذه الآية:
احتج أئمة الهدي المعصومون عليهم السلام بهذه الآية علي فرض مودتهم ووجوب محبتهم وحقهم علي كل مسلم، فقد روي زادان عن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام، أنه قال: " فينا في آل حم آية، لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن " ثم قرأ: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي) (3).
وإلي هذا أشار الكميت الأسدي بقوله:
وجدنا لكم في آل حم آية * تأولها منا تقي ومعرب (4) وروي عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال: خطب الحسن بن علي عليه السلام الناس حين قتل علي عليه السلام فحمد الله وأثني عليه، ثم قال: " … وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم علي كل مسلم، فقال تبارك وتعالي: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي ومن يقترف حسنة نزد له فيها
١) تفسير الرازي: ٢٧ - ١٦٦.
٢) الصواعق المحرقة - ابن حجر: ١٤٨ - ١٧٥. وشرح المواهب - الزرقاني ٧: ٧.
والإتحاف بحب الأشراف - الشبراوي: ٨٣، المطبعة الأدبية - مصر. وإسعاف الراغبين - الصبان: ١١٩.
٣) مجمع الزوائد ٩: ١٤٦. وتاريخ أصبهان ٢: ١٦٥. وكنز العمال ٢: ٢٩٠ - ٤٠٣٠ أخرجه عن ابن مردويه وابن عساكر. والصواعق المحرقة: ١٧٠. وشواهد التنزيل ٢: ٢٠٥ - 838. ومجمع البيان 9: 43.
4) من قصيدة الكميت البائية من الهاشميات.
(٤٠)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، آية المودة (1)، المودة في القربي (2)، الحسن بن علي (1)، القرآن الكريم (1)، القتل (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب إسعاف الراغبين لابن الصبان الشافعي (1)، كتاب مجمع البيان للطبرسي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب تفسير الرازي للرازي (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، كتاب الصواعق المحرقة (2)، إبن عساكر (1)
حسنا) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت " (1).
وأخرج ابن جرير عن أبي الديلم، أنه قال: لما جئ بعلي بن الحسين عليه السلام أسيرا، فأقيم علي درج دمشق، قام رجل من أهل الشام، فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرني الفتنة.
فقال له علي بن الحسين عليه السلام: " أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: أقرأت آل حم، قال: قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم. قال: ما قرأت: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي)؟ قال: وأنكم لأنتم هم؟ قال: نعم " (2).
وروي إسماعيل بن عبد الخالق عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - قال: سمعته عليه السلام يقول لأبي جعفر الأحول: " ما يقول أهل البصرة في هذه الآية (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي)؟ فقال: جعلت فداك، أنهم يقولون: إنها لأقارب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم. فقال: كذبوا إنما نزلت فينا خاصة، في أهل البيت، في علي وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء " (3).
١) المستدرك علي الصحيحين ٣: ١٧٢. ومجمع الزوائد ٩: ١٤٦. والصواعق المحرقة:
١٧٠. والفصول المهمة - ابن الصباغ المالكي: ١٦٦. وذخائر العقبي: ١٣٨. وشرح ابن أبي الحديد ١٦: ٣٠.
٢) تفسير الطبري ٢٥: ١٦. والبحر المحيط - أبو حيان ٧: ٥١٦. والصواعق المحرقة:
١٧٠. وشرح المواهب ٧: ٢٠. وروح المعاني - الآلوسي ٢٥: ٣١، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
٣) الكافي ٨: ٧٩ - 66. وقرب الإسناد - أبو العباس الحميري: 128 - 450، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم ط 2.
(٤١)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أهل الكساء (1)، إسماعيل بن عبد الخالق (1)، المودة في القربي (2)، مدينة البصرة (1)، جعفر الأحول (1)، القرآن الكريم (2)، الشام (1)، دمشق (1)، الفدية، الفداء (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب تفسير الطبري (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (2)، مدينة بيروت (1)، أبو العباس الحميري (1)، الوراثة، التراث، الإرث (1)

تأويلات أخري في الآية

تأويلات أخري في الآية:
مما تقدم يتبين أن آية المودة واضحة وصريحة في وجوب محبة أهل البيت عليهم السلام، وهو المعني المتبادر من الآية كما ذكره العلماء كالكرماني (1)، والعيني (2) وغيرهما، فضلا عن الأحاديث المفسرة للآية الواردة عن أهل البيت عليهم السلام وعن جمع من الصحابة والتابعين وأئمة الحديث (3).
ورغم أن الآية واضحة الدلالة وضوح الشمس في رائعة النهار إلا أن البعض حاول إزالة الحق عن موضعه متأولا كلام الله بما تشتهي نفسه مبتدعا بعض الأقوال التي لا تستند إلي دليل علمي أو هي قائمة علي دليل واه لا يصلح حجة ولا ينهض برهانا وافيا في بيان المراد من الآية الكريمة، وفيما يلي أهم هذه الأقوال:
القول الأول: قيل إن الخطاب لقريش والأجر المسؤول هو مودتهم للنبي صلي الله عليه وآله وسلم لقرابته منهم، وذلك لأنهم كانوا يكذبونه ويبغضونه لتعرضه لآلهتهم علي ما في بعض الأخبار، فأمر صلي الله عليه وآله وسلم أن يسألهم في حال عدم إيمانهم المودة، لمكان قرابته منهم، وأن لا يؤذوه ولا يبغضوه.
ومستند هذا القول هو رواية عن طاووس قال: (سأل رجل ابن عباس عن قول الله عز وجل: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي) فقال
١) الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري - الكرماني ١٨: ٨٠، دار الفكر - بيروت ط ١.
٢) عمدة القاري في شرح صحيح البخاري - العيني ١٩: ١٥٧، دار الفكر - بيروت.
٣) روي حديث نزول الآية في محبة أهل البيت عليهم السلام ستة من الأئمة المعصومين عليهم السلام وأكثر من عشرة من الصحابة والتابعين، وورد الحديث في نحو سبعة وخمسين مصنفا من مصنفات أئمة الحديث. راجع تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات - السيد الميلاني 1: 236 - 239. والغدير - العلامة الأميني 3: 172.
(٤٢)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (3)، عبد الله بن عباس (1)، آية المودة (1)، المودة في القربي (1)، الكرم، الكرامة (1)، النهوض (1)، الحج (1)، الوجوب (1)، كتاب الغدير للعلامة الأميني (1)، كتاب صحيح البخاري (2)، مدينة بيروت (2)
سعيد بن جبير: قربي محمد صلي الله عليه وآله وسلم، قال ابن عباس: عجلت، وإن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لم يكن بطن من بطون قريش إلا ولرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فيهم قرابة فنزلت: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي) إلا أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم من القرابة) (1).
وفي هذا القول أمور، منها:
1 - إن نظرة أولية لسند هذه الرواية تسقطها من الاعتبار، ففي سندها شعبة بن الحجاج وهو معروف بالوضع والكذب، وفيه يحيي بن عباد الضبعي وهو من الضعفاء، كما صرح بذلك ابن حجر عن الساجي (2).
ولم يعقب الذهبي علي كلام الساجي في تضعيفه (3). وفيه محمد بن جعفر (4) وقد ذكره ابن حجر مع من تكلم فيه، وذكر قول ابن أبي حاتم: (.. لا يحتج به) (5).
وفيه محمد بن بشار وهو أيضا ممن تكلم فيه علماء الجرح والتعديل، وذكروا أنه ضعيف (6).
ومما تقدم يتبين أن سند الرواية يدل علي أنها ساقطة من الاعتبار ولا تكون محلا للاحتجاج.
١) مسند أحمد ١: ٢٢٩ و ٢٨٦. وصحيح البخاري ٦: ٢٣١ - ٣١٤ كتاب التفسير. والمطالب العالية - ابن حجر ٣: ٣٦٨.
٢) مقدمة فتح الباري - ابن حجر العسقلاني: ٤٥٢، دار إحياء التراث العربي - بيروت ط ٢.
٣) ميزان الاعتدال ٤: ٣٨٧.
٤) محمد بن جعفر في رواية البخاري.
٥) الجرح والتعديل ٧: ٢٢٢. وراجع: مقدمة فتح الباري: ٤٣٧.
٦) مقدمة فتح الباري: ٤٣٧. وميزان الاعتدال ٣: ٤٩٠.
(٤٣)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عبد الله بن عباس (1)، سعيد بن جبير (1)، المودة في القربي (1)، محمد بن جعفر (2)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مقدمة فتح الباري لابن حجر (3)، كتاب صحيح البخاري (1)، مدينة بيروت (1)، الوراثة، التراث، الإرث (1)
2 - إن هذه الرواية معارضة لما تواتر من الأحاديث الصحيحة عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم، وقد ذكرنا بعضها آنفا، ومعارضة لحديث آخر صحيح عن ابن عباس (1)، وآخر لسعيد بن جبير، يصرحان بأن المراد من القربي في الآية هم: (الإمام علي، والزهراء، والحسن، والحسين عليهم السلام) (2).
3 - إن الآية مدنية لا مكية كما جاء في سبب نزولها، وإن الخطاب فيها لكافة المسلمين لا لخصوص قريش.
القول الثاني: معني القربي في آية المودة التقرب إلي الله، والمودة في القربي هي التودد إليه تعالي بالطاعة والتقرب، فالمعني: لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تودوه وتحبوه تعالي بالتقرب إليه.
ومستند هذا القول رواية منسوبة إلي ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال: " قل لا أسألكم عليه أجرا علي ما جئتكم به من البينات والهدي إلا أن تتقربوا إلي الله بطاعته " (3).
وفي هذا القول عدة أمور، منها:
1 - إن الرواية التي يستند إليها هذا القول ضعيفة السند كما صرح بذلك ابن حجر (4).
١) البحر المحيط ٧: ٥١٦. وذخائر العقبي: ٣٥. ومناقب ابن المغازلي: ١٩٢ - ٢٦٣، دار الأضواء - بيروت.
٢) ينابيع المودة ١: ٢١٥ - ٢١٦ - ١ و ٢ و ٣.
٣) تفسير الرازي ٢٧: ١٦٥. وفتح الباري - ابن حجر العسقلاني ٨: ٤٥٨، دار إحياء التراث العربي - بيروت ط ٢.
٤) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ٨: ٤٥٨.
(٤٤)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (2)، آية المودة (1)، سعيد بن جبير (1)، المودة في القربي (1)، كتاب تفسير الرازي للرازي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، الحافظ ابن حجر العسقلاني (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب فتح الباري (2)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (2)
2 - لم يرد في لغة العرب استعمال لفظ القربي بمعني التقرب.
3 - إن التقرب إلي الله سبحانه هو محتوي ومضمون الرسالة نفسها، فكيف يطلب النبي صلي الله عليه وآله وسلم التقرب إلي الله تعالي لأجل التقرب إلي الله تعالي، وهذا أمر لا يعقل ولا يرتضيه الذوق السليم لأنه يؤدي إلي أن يكون الأجر والمأجور عليه واحد.
علي أن في هذه الآية قولين آخرين هما أبعد مما ذكرناه، فلا يعبأ بهما، ومن مجمل ما تقدم يتبين أن المراد بالمودة في القربي، مودة قرابة النبي صلي الله عليه وآله وسلم وهم عترته من أهل بيته عليهم السلام، وقد تكاثرت الروايات من طرق العامة والشيعة في تفسير الآية بهذا المعني علي ما بيناه في أول الفصل، ويؤيده الأخبار المتواترة من طرق الفريقين علي وجوب موالاة أهل البيت عليهم السلام ومحبتهم.
وقال الزمخشري بعد اختياره لهذا الوجه: فإن قلت: هلا قيل: إلا مودة القربي، أو إلا المودة للقربي؟ وما معني قوله: إلا المودة في القربي؟
قلت: جعلوا مكانا للمودة ومقرا لها، كقولك: لي في آل فلان مودة، ولي فيهم هوي وحب شديد، تريد أحبهم وهم مكان حبي ومحله.
قال: وليست (في) بصلة للمودة كاللام، إذا قلت: إلا المودة للقربي، إنما هي متعلقة بمحذوف تعلق الظرف به في قولك: المال في الكيس، وتقديره: إلا المودة ثابتة في القربي ومتمكنة فيها (1).
إن التأمل في هذا التأكيد علي ثبوت المودة في القربي وتمكنها فيهم
1) الكشاف 4: 219.
(٤٥)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الزمخشري (1)، المودة في القربي (4)، الوجوب (1)

شبهات وردود

وكونهم جعلوا مكانا للمودة ومقرا لها، والتأمل في الروايات المتواترة الواردة من طرق الفريقين عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم المتضمنة لإرجاع الناس في فهم كتاب الله بما فيه من أصول معارف الدين وفروعها وبيان حقائقه إلي أهل البيت كحديث الثقلين وحديث السفينة وغيرهما، لا يدع ريبا في أن إيجاب مودتهم عليهم السلام علي كل مسلم وجعلها أجرا للرسالة، إنما كان وسيلة لإرجاع الناس إليهم، لما لهم من المكانة العلمية ولبيان دورهم الرسالي والريادي في حياة الأمة.
شبهات وردود:
بعد أن ثبت أن الآية تخص أهل بيت العصمة عليهم السلام المتمثلين بالإمام علي والبتول فاطمة وذريتهما من الأئمة المعصومين عليهم السلام، أثيرت حولها شبهات من قبل المخالفين والمبغضين لأهل البيت عليهم السلام، ليصرفوها عن وجهها الصحيح، وفيما يلي نعرض هذه الشبهات مع الرد عليها:
الأولي: سورة الشوري مكية:
مضمون هذه الشبهة هو نفي كون الآية ثابتة في أهل بيت النبوة عليهم السلام والروايات المؤكدة والمؤيدة لها، وذلك من خلال ادعاء أن سورة الشوري مكية، ولم يتزوج الإمام علي من الزهراء عليهما السلام، ولم يكن هناك الحسن والحسين عليهما السلام، حتي تكون الآية نازلة في حقهم.
الجواب:
أولا: إن الأخبار والأحاديث الواردة عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم والأئمة الطاهرين عليهم السلام وتصريح الأصحاب والتابعين والعلماء علي أن الآية ثابتة بحق أهل البيت عليهم السلام كاف في رد الشبهة وإبطالها.
(٤٦)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (3)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الأئمة الأثنا عشر عليهم السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، حديث السفينة (1)، سورة الشوري (2)، الطهارة (1)

الأولي: سورة الشوري مكية

وكونهم جعلوا مكانا للمودة ومقرا لها، والتأمل في الروايات المتواترة الواردة من طرق الفريقين عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم المتضمنة لإرجاع الناس في فهم كتاب الله بما فيه من أصول معارف الدين وفروعها وبيان حقائقه إلي أهل البيت كحديث الثقلين وحديث السفينة وغيرهما، لا يدع ريبا في أن إيجاب مودتهم عليهم السلام علي كل مسلم وجعلها أجرا للرسالة، إنما كان وسيلة لإرجاع الناس إليهم، لما لهم من المكانة العلمية ولبيان دورهم الرسالي والريادي في حياة الأمة.
شبهات وردود:
بعد أن ثبت أن الآية تخص أهل بيت العصمة عليهم السلام المتمثلين بالإمام علي والبتول فاطمة وذريتهما من الأئمة المعصومين عليهم السلام، أثيرت حولها شبهات من قبل المخالفين والمبغضين لأهل البيت عليهم السلام، ليصرفوها عن وجهها الصحيح، وفيما يلي نعرض هذه الشبهات مع الرد عليها:
الأولي: سورة الشوري مكية:
مضمون هذه الشبهة هو نفي كون الآية ثابتة في أهل بيت النبوة عليهم السلام والروايات المؤكدة والمؤيدة لها، وذلك من خلال ادعاء أن سورة الشوري مكية، ولم يتزوج الإمام علي من الزهراء عليهما السلام، ولم يكن هناك الحسن والحسين عليهما السلام، حتي تكون الآية نازلة في حقهم.
الجواب:
أولا: إن الأخبار والأحاديث الواردة عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم والأئمة الطاهرين عليهم السلام وتصريح الأصحاب والتابعين والعلماء علي أن الآية ثابتة بحق أهل البيت عليهم السلام كاف في رد الشبهة وإبطالها.
(٤٦)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (3)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الأئمة الأثنا عشر عليهم السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، حديث السفينة (1)، سورة الشوري (2)، الطهارة (1)
ثانيا: إن ظاهرة وجود آيات مدنية في سور مكية، أو وجود آيات مكية في سور مدنية، كثيرة جدا في القرآن الكريم، ولا يمكن لأحد إنكارها أو التشكيك فيها، ومن أمثلة ذلك:
1 - سورة الرعد فإنها مكية إلا قوله تعالي: (ولا يزال الذين كفروا … ) (1).
2 - سورة الإسراء فإنها مكية إلا قوله تعالي: (وإن كادوا ليستفزونك …
واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا) (2).
3 - سورة المدثر فإنها مكية غير آية من آخرها (3).
4 - سورة المطففين فإنها مكية إلا الآية الأولي (4).
هذا بالنسبة إلي وجود آيات مدنية في سور مكية.
ومن الآيات المكية التي جاءت في سور مدنية:
1 - سورة المجادلة فإنها مدنية إلا العشر الأول (5).
2 - سورة البلد فإنها مدنية إلا من الآية الأولي إلي الآية الرابعة (6).
١) تفسير القرطبي ٩: ٢٨٧. وتفسير الرازي ١٨: ٢٣٠، مكتبة عبد الرحمن محمد - مصر ط ١. والسراج المنير - الشربيني ٢: ١٣٧.
٢) تفسير القرطبي ١٠: ٢٠٣. وتفسير الرازي ٢٠: ١٤٥. والسراج المنير ٢: ٢٦١.
٣) تفسير الخازن ٤: ٣٤٣، دار المعرفة - بيروت.
٤) تفسير الطبري ٣٠: ٥٨.
٦) تفسير أبي السعود ٨: ٢١٥ في الهامش، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
والسراج المنير 4: 210.
7) الإتقان 1: 17.
(٤٧)
صفحهمفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)، سورة الإسراء (1)، سورة المجادلة (1)، سورة المطففين (1)، سورة المدثر (1)، سورة الرعد (1)، سورة البلد (1)، كتاب تفسير الطبري (1)، مدينة بيروت (2)، الوراثة، التراث، الإرث (1)

الثانية: الآية لا تتناسب مع مقام النبوة ومنافية لبعض الآيات

وغيرها كثير.
ثالثا: صرح الكثير من العلماء والمفسرين علي أن آية المودة مع ثلاث آيات بعدها قد نزلت بالمدينة المنورة.
قال الشوكاني في ذلك: (وروي ابن عباس وقتادة أنها - سورة الشوري - مكية إلا أربع آيات منها أنزلت بالمدينة: (قل لا أسألكم … )) (1).
وقال الآلوسي في معرض الجواب: (هي مكية إلا أربع آيات، من قوله تعالي: (قل لا أسألكم … ) إلي أربع آيات، وقال مقاتل فيها مدني) (2).
كما أجاب القرطبي بقوله: (قال ابن عباس وقتادة: إلا أربع آيات منها أنزلت بالمدينة (قل لا أسألكم … ) إلي آخرها) (3)، كذلك ذكر النيسابوري والخازن في تفسيرهما (4).
الثانية: الآية لا تتناسب مع مقام النبوة ومنافية لبعض الآيات:
مضمون هذه الشبهة: إن طلب الأجر علي الرسالة والهداية من قبل النبي صلي الله عليه وآله وسلم، لا يتناسب مع مقام النبوة السامي، لأن النبي صلي الله عليه وآله وسلم متفان في الله سبحانه، وأن كل الذي عاناه من العذاب والمشقة والهجرة وسوء المعاملة والحصار والمحاربة حتي من عشيرته وقومه، والذي تحمله بصبر وإيمان منقطع النظير، كان في عين الله وفي سبيله لا يبتغي منه إلا مرضاة الله سبحانه وتعالي، وأنه لا يطلب أي شئ علي ذلك،
١) فتح القدير ٤: ٦٧١ - ٦٧٢.
٢) روح المعاني - الآلوسي ٢٥: ١٠.
٣) تفسير القرطبي ١٦: ١.
4) تفسير الخازن 4: 49.
(٤٨)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (2)، آية المودة (1)، المدينة المنورة (1)، سورة الشوري (1)، القتل (1)، العذاب، العذب (1)
فلا يناسبه صلي الله عليه وآله وسلم أن يطلب أجرا علي الرسالة في مودة قرباه.
وقالوا إن الآية تناقض بعض الآيات القرآنية التي تنفي طلب الأجر، مثل قوله تعالي: ﴿ … قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين﴾ (١).
وقوله تعالي: (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا علي الله وهو علي كل شئ شهيد) (٢).
وقوله تعالي: ﴿قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلي ربه سبيلا﴾ (٣).
وقوله تعالي: ﴿قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكري للعالمين﴾ (٤).
الجواب:
إن المتتبع لسيرة النبي صلي الله عليه وآله وسلم وبالأخص في بداية الدعوة الإسلامية يجد أن النبي الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم قد وقف بكل صلابة وإيمان راسخ في محاربة العصبية القبلية والحمية الجاهلية التي كانت سائدة في المجتمع الجاهلي آنذاك، وقد وضع الإسلام مقابل ذلك ميزانا آخر للأفضلية وهو التقوي والعمل الصالح، قال تعالي: ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ (5).
وعلي هذا الأساس حارب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم كل من حارب الإسلام
١) سورة ص: ٣٨ - ٨٦.
٢) سورة سبأ: ٣٤ - ٤٧.
٣) سورة الفرقان: ٢٥ - ٥٧.
٤) سورة الأنعام: ٦ - ٩٠.
٥) سورة الحجرات: ٤٩ - 13.
(٤٩)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، الشهادة (1)، الجهل (1)، سورة الأنعام (1)، سورة الحجرات (1)، سورة الفرقان (1)، سورة سبإ (1)، سورة ص (1)
ووقف عقبة أمام نشره ولو كان أقرب الناس إليه في القرابة مثل عمه وعشيرته، فتراه لعن عمه أبا لهب وتبرأ منه: ﴿تبت يدا أبي لهب وتب * ما أغني عنه ماله وما كسب … ﴾ (1)، ومن جانب آخر قرب إليه من آمن به وصدق بنبوته ولو كان لا يمس إليه بصلة أو قرابة، بل حتي لو كان عبدا حبشيا أو مولي، كما قال صلي الله عليه وآله وسلم في حق سلمان الفارسي: " سلمان منا أهل البيت " (2).
فالنبي صلي الله عليه وآله وسلم عندما يطلب المودة لأقربائه ويجعلها أجرا علي رسالته، لا يعني بذلك جميع أقربائه، لأن ذلك ينافي صريح القرآن الكريم، إذ كيف يطلب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم مودة من لعنه الله في محكم كتابه مثل أبي لهب، وإنما يطلب المودة لمجموعة خاصة وأفراد معينين من أقربائه، والذين بهم يتم حفظ الرسالة الإسلامية والنبوة المحمدية، ومنهم يؤخذ الدين الصحيح، وبهم النجاة من الاختلاف والانحراف، وهم الأئمة المعصومون عليهم السلام من أهل البيت.
فالنبي صلي الله عليه وآله وسلم إذن يطلب الأجر الذي هو بالحقيقة عائد إلي المسلمين، لا إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم ولا إلي أهل بيته عليهم السلام، لأنهم لم يكونوا بحاجة إلي هذه المودة، إلا بالقدر الذي يفيد سائر الأمة في الحفاظ علي مبادئ الدين وكتاب الله المبين وسيرة سيد المرسلين صلي الله عليه وآله وسلم.
وبهذا يتضح أنه ليس ثمة منافاة بين الآية وبين الآيات التي تنفي طلب الأجر، فالأجر في الآيات هو أجر حقيقي، وهذا ما لا يطلبه رسول
١) سورة المسد: ١١١ - ١ - ٢.
٢) أسد الغابة ٢: ٤٢١. ومسند أبي يعلي ٦: ١٧٧ - 6739، دار المأمون للتراث - دمشق ط 1.
(٥٠)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الأئمة الأثنا عشر عليهم السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، القرآن الكريم (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، الكسب (1)، الصدق (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، سورة المسد (1)، دمشق (1)

(2) قوله تعالي: " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا "

الله صلي الله عليه وآله وسلم وإنما عمله خالص لله تعالي، أما الأجر في الآية فهو لفظي، لأنه يرجع بكل بركاته ومعطياته علي المسلمين، وهو صريح قوله تعالي: (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم … ).
وقد تأكد مما قدمناه أن آية المودة والنصوص المفسرة لها كافية في إثبات وجوب حب أهل البيت عليهم السلام علي كل مسلم، ولتأصيل هذا المبدأ وتعميق دلالاته نورد بعض الآيات الأخري المفسرة بهذا المعني.
٢ - قوله تعالي: ﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا﴾ (1).
فقد ورد عن جابر بن عبد الله قوله: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب عليه السلام: " يا علي قل: رب اقذف لي المودة في قلوب المؤمنين، رب اجعل لي عندك عهدا، رب اجعل لي عندك ودا "، فأنزل الله تعالي: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) فلا تلقي مؤمنا ولا مؤمنة إلا وفي قلبه ود لأهل البيت عليهم السلام (2).
وروي الحديث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (3). وعن أبي سعيد الخدري (4)، والبراء بن عازب (5)، ومحمد بن الحنفية (6).
١) سورة مريم: ١٩ - ٩٦.
٢) شواهد التنزيل ١: ٤٦٤ - ٤٨٩. وغاية المرام: ٣٧٣ باب ٧٣.
٣) مجمع الزوائد ٩: ١٢٥. وخصائص الوحي المبين: ١٠٨ فصل ٧. والدر المنثور ٤:
٢٨٧.
٤) شواهد التنزيل ١: ٤٧٤ - ٥٠٤.
٥) فرائد السمطين ١: ٨ باب ١٤. ومناقب ابن المغازلي: ٣٢٧ - ٣٧٤. وكشف الغمة ١:
٣١٤. وتفسير الكشف والبيان في تفسير الآية. وخصائص الوحي المبين: ٧١ فصل 7.
6) الرياض النضرة - المحب الطبري 2: 125، دار الكتب - بيروت. والصواعق المحرقة:
172. ونور
(٥١)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، أبو طالب عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، آية المودة (1)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، أبو سعيد الخدري (1)، سعيد بن جبير (1)، جابر بن عبد الله (1)، الوجوب (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (2)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، محب الدين الطبري (1)، سورة مريم (1)

(3) قوله تعالي: " من جاء بالحسنة فله منها "

٣ - قوله تعالي: ﴿من جاء بالحسنة فله خير منها … ﴾ (١).
عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: " دخل أبو عبد الله الجدلي علي أمير المؤمنين فقال له: يا أبا عبد الله ألا أخبرك بقوله تعالي: (من جاء بالحسنة فله خير منها..)؟ قال: بلي جعلت فداك. قال عليه السلام: الحسنة حبنا أهل البيت والسيئة بغضنا، ثم قرأ الآية " (٢).
ونفس الحديث ورد علي لسان أبي عبد الله الجدلي (٣).
٤ - قوله تعالي: ﴿الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ (4).
عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: " أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لما نزلت هذه الآية قال صلي الله عليه وآله وسلم: ذاك من أحب الله ورسوله وأحب أهل بيتي صادقا غير كاذب، وأحب المؤمنين شاهدا وغائبا، ألا بذكر الله يتحابون " (5).
هذا وقد وردت آيات كثيرة مفسرة في تأكيد هذا المعني بطرق صحيحة عن أهل البيت عليهم السلام أعرضنا عن ذكرها إيثارا للاختصار.
الأبصار: ١٢٤.
١) سورة القصص: ٢٨ - ٨٤.
٢) كشف الغمة ١: ٣٢١ و ٣٢٤. وتفسير البرهان - الحسيني البحراني ٣: ٢١٢، مؤسسة البعثة - قم ط ١. ومجمع البيان في تفسير الآية. وينابيع المودة ١: ٢٩٢ - ٥.
وفرائد السمطين ٢: ٢٩٧ - ٢٩٩. وأرجح المطالب: ٨٤. ومناقب ابن المغازلي: ١٣٨.
٣) فرائد السمطين ٢: ٢٩٧. وتفسير الكشف والبيان - الثعلبي في تفسير الآية.
٤) سورة الرعد: ١٣ - ٢٨.
٥) كنز العمال ١: ٢٥٠. والدر المنثور ٤: ٥٨.
(٥٢)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو عبد الله الجدلي (1)، الفدية، الفداء (1)، الشهادة (1)، كتاب مجمع البيان للطبرسي (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب تفسير البرهان (1)، كتاب فرائد السمطين (2)، إبن المغازلي (1)، سورة الرعد (1)، سورة القصص (1)، الثعلبي (1)

(4) قوله تعالي: " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب "

٣ - قوله تعالي: ﴿من جاء بالحسنة فله خير منها … ﴾ (١).
عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: " دخل أبو عبد الله الجدلي علي أمير المؤمنين فقال له: يا أبا عبد الله ألا أخبرك بقوله تعالي: (من جاء بالحسنة فله خير منها..)؟ قال: بلي جعلت فداك. قال عليه السلام: الحسنة حبنا أهل البيت والسيئة بغضنا، ثم قرأ الآية " (٢).
ونفس الحديث ورد علي لسان أبي عبد الله الجدلي (٣).
٤ - قوله تعالي: ﴿الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ (4).
عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: " أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لما نزلت هذه الآية قال صلي الله عليه وآله وسلم: ذاك من أحب الله ورسوله وأحب أهل بيتي صادقا غير كاذب، وأحب المؤمنين شاهدا وغائبا، ألا بذكر الله يتحابون " (5).
هذا وقد وردت آيات كثيرة مفسرة في تأكيد هذا المعني بطرق صحيحة عن أهل البيت عليهم السلام أعرضنا عن ذكرها إيثارا للاختصار.
الأبصار: ١٢٤.
١) سورة القصص: ٢٨ - ٨٤.
٢) كشف الغمة ١: ٣٢١ و ٣٢٤. وتفسير البرهان - الحسيني البحراني ٣: ٢١٢، مؤسسة البعثة - قم ط ١. ومجمع البيان في تفسير الآية. وينابيع المودة ١: ٢٩٢ - ٥.
وفرائد السمطين ٢: ٢٩٧ - ٢٩٩. وأرجح المطالب: ٨٤. ومناقب ابن المغازلي: ١٣٨.
٣) فرائد السمطين ٢: ٢٩٧. وتفسير الكشف والبيان - الثعلبي في تفسير الآية.
٤) سورة الرعد: ١٣ - ٢٨.
٥) كنز العمال ١: ٢٥٠. والدر المنثور ٤: ٥٨.
(٥٢)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو عبد الله الجدلي (1)، الفدية، الفداء (1)، الشهادة (1)، كتاب مجمع البيان للطبرسي (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب تفسير البرهان (1)، كتاب فرائد السمطين (2)، إبن المغازلي (1)، سورة الرعد (1)، سورة القصص (1)، الثعلبي (1)

المبحث الثاني: حب أهل البيت عليه السلام في السنة المطهرة

المبحث الثاني حب أهل البيت عليهم السلام في السنة المطهرة أثبتت النصوص القرآنية كما تقدم في المبحث الأول مبدأ المودة لأهل البيت عليهم السلام بشكل صريح لا يقبل التأويل، وفي هذا المبحث سنسلط الضوء علي بعض ما ورد في السنة المباركة في تأكيد المودة والولاء لأهل البيت عليهم السلام وبيان فضل حبهم وخصائصه وعلاماته.
وقد أكدت السنة المباركة علي أن حب أهل البيت عليهم السلام أساس الإسلام وعلامة الإيمان وأفضل العبادة وأن حبهم حب الله ورسوله، والتأكيد علي هذه المضامين يدل علي أن حب أهل البيت عليهم السلام يجسد عمق الولاء والمحبة للرسالة بجميع مفرداتها، بل هو مرتكز أساس لعمق الانتماء للإسلام وأصالة الارتباط بالعقيدة وقوة التفاعل معها.
والقراءة المتأملة للنصوص الحديثية التي سنوردها في هذا المبحث تبرز لنا بوضوح أصالة العلاقة بين مبدأ المحبة لهم عليهم السلام وبين الانتماء للرسالة، فبمقدار ما يترسخ هذا المبدأ في شعور الأمة ووجد أنها يتعزز المستوي الولائي للرسالة والعقيدة وتتحدد الهوية الإيمانية للأمة.
وفيما يلي نشير إلي أهم مضامين الحب والمودة لأهل البيت عليهم السلام الواردة في السنة المطهرة، مذكرين بأن النصوص الحديثية المعبرة عن تلك المضامين قد جاءت علي نحوين، الأول منها: عبر عن الأئمة المعصومين عليهم السلام بأهل البيت، والثاني: عبر عن أعيانهم وأشار إلي
(٥٣)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (5)، الأئمة الأثنا عشر عليهم السلام (1)، الطهارة (1)

الحث علي محبتهم عليه السلام

أسمائهم.
الحث علي محبتهم عليهم السلام:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " أدبوا أولادكم علي ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وقراءة القرآن " (1).
2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي " (2).
3 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " أحسن الحسنات حبنا، وأسوأ السيئات بغضنا " (3).
حبهم حب الله ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي " (4).
2 - وعن زيد بن أرقم، قال: كنت عند رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فمرت فاطمة عليها السلام وهي خارجة من بيتها إلي حجرة النبي صلي الله عليه وآله وسلم ومعها ابناها الحسن والحسين، وعلي عليهم السلام في آثارهم، فنظر إليهم النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال:
١) كنز العمال ١٦: ٤٥٦ - ٤٥٤٠٩. والصواعق المحرقة: ١٧٢. وفيض القدير ١: ٢٢٥ - ٣١١.
٢) صحيح مسلم ٤: ١٨٧٣ - ٢٤٠٨. ومسند أحمد ٤: ٣٦٧. والسنن الكبري - البيهقي ٢:
١٤٨ و ٧: ٣٠.
٣) غرر الحكم ١: ٢١١ - ٣٣٦٣.
٤) سنن الترمذي ٥: ٦٦٤ - ٣٧٨٩. وحلية الأولياء وطبقات الأصفياء - أبو نعيم الأصفهاني ٣: ٢١١، دار الكتاب العربي - بيروت، ط ٤. وتاريخ بغداد ٤: ١٥٩. وأسد الغابة ٢: ١٣. والمستدرك علي الصحيحين 3: 150. وقال عنه: حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
(٥٤)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، زيد بن أرقم (1)، القرآن الكريم (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، الحافظ أبو نعيم (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، مدينة بيروت (1)

حبهم حب الله ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم

أسمائهم.
الحث علي محبتهم عليهم السلام:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " أدبوا أولادكم علي ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وقراءة القرآن " (1).
2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي " (2).
3 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " أحسن الحسنات حبنا، وأسوأ السيئات بغضنا " (3).
حبهم حب الله ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي " (4).
2 - وعن زيد بن أرقم، قال: كنت عند رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فمرت فاطمة عليها السلام وهي خارجة من بيتها إلي حجرة النبي صلي الله عليه وآله وسلم ومعها ابناها الحسن والحسين، وعلي عليهم السلام في آثارهم، فنظر إليهم النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال:
١) كنز العمال ١٦: ٤٥٦ - ٤٥٤٠٩. والصواعق المحرقة: ١٧٢. وفيض القدير ١: ٢٢٥ - ٣١١.
٢) صحيح مسلم ٤: ١٨٧٣ - ٢٤٠٨. ومسند أحمد ٤: ٣٦٧. والسنن الكبري - البيهقي ٢:
١٤٨ و ٧: ٣٠.
٣) غرر الحكم ١: ٢١١ - ٣٣٦٣.
٤) سنن الترمذي ٥: ٦٦٤ - ٣٧٨٩. وحلية الأولياء وطبقات الأصفياء - أبو نعيم الأصفهاني ٣: ٢١١، دار الكتاب العربي - بيروت، ط ٤. وتاريخ بغداد ٤: ١٥٩. وأسد الغابة ٢: ١٣. والمستدرك علي الصحيحين 3: 150. وقال عنه: حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
(٥٤)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، زيد بن أرقم (1)، القرآن الكريم (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، الحافظ أبو نعيم (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، مدينة بيروت (1)

حبهم أساس الإسلام

" من أحب هؤلاء فقد أحبني، ومن أبغضهم فقد أبغضني " (1).
3 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول: أنا سيد ولد آدم، وأنت يا علي والأئمة من بعدك سادة أمتي، من أحبنا فقد أحب الله، ومن أبغضنا فقد أبغض الله، ومن والانا فقد والي الله، ومن عادانا فقد عادي الله، ومن أطاعنا فقد أطاع الله، ومن عصانا فقد عصي الله " (2).
4 - وقال الإمام الصادق عليه السلام: " من عرف حقنا وأحبنا، فقد أحب الله تبارك وتعالي " (3).
حبهم أساس الإسلام:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " أساس الإسلام حبي وحب أهل بيتي " (4).
2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " لكل شئ أساس، وأساس الإسلام حبنا أهل البيت " (5).
3 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " قال لي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: يا علي، إن الإسلام عريان، لباسه التقوي، ورياشه الهدي، وزينته الحياء، وعماده الورع، وملاكه العمل الصالح، وأساس الإسلام حبي وحب أهل بيتي " (6).
١) ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق: ٩١ - ١٢٦.
٢) أمالي الصدوق: ٣٨٤ - ١٦، منشورات مؤسسة الأعلمي - بيروت ط ٥.
٣) الكافي ٨: ١١٢ - ٩٨. ومجموعة ورام ٢: ١٣٧، دار صعب، دار التعارف - بيروت.
٤) كنز العمال ١٢: ١٠٥ - ٣٤٢٠٦. والدر المنثور ٦: ٧.
٥) المحاسن - البرقي ١: ٢٤٧ - ٤٦١، المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام - قم ط ١.
٦) كنز العمال ١٣: ٦٤٥ - 37631.
(٥٥)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، البغض (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (1)، مدينة بيروت (2)

حبهم عبادة

حبهم عبادة:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " حب آل محمد يوما خير من عبادة سنة ومن مات عليه دخل الجنة " (1).
2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " اعلم أن أول عبادته المعرفة به.. ثم الإيمان بي والإقرار بأن الله أرسلني إلي كافة الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلي الله بإذنه وسراجا منيرا، ثم حب أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " (2) خف.
3 - وقال الإمام الصادق عليه السلام: " إن فوق كل عبادة عبادة، وحبنا أهل البيت أفضل عبادة " (3).
حبهم علامة الإيمان:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " لا يؤمن عبد حتي أكون أحب إليه من نفسه، وأهلي أحب إليه من أهله، وعترتي أحب إليه من عترته، وذاتي أحب إليه من ذاته " (4).
١) الفردوس بمأثور الخطاب - الديلمي ٢: ١٤٢ - ٢٧٢١، دار الكتب العلمية - بيروت ط ١. ونور الأبصار: ١٢٧. والكافي ٢: ٤٦ - ٣.
٢) أمالي الطوسي: ٥٢٦ - ١١٦٢، مؤسسة البعثة - قم ط ١. ومكارم الأخلاق - الطبرسي ٢: ٣٦٣ - ٢٦٦١، مؤسسة النشر الإسلامي - قم. ومجموعة ورام ٢: ٥١ - ٥٢.
٣) المحاسن ١: ٢٤٧ - 462.
4) المعجم الأوسط - الطبراني 6: 116 - 5790. والمعجم الكبير - الطبراني 7: 86 - 6416. والفردوس 5: 154 - 7796. وأمالي الصدوق: 274 - 9. وعلل الشرائع - الصدوق: 140 - 3، منشورات المكتبة الحيدرية - النجف الأشرف.
(٥٦)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الموت (1)، مكارم الأخلاق (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، كتاب علل الشرايع للصدوق (1)، كتاب أمالي الصدوق (2)، مدينة النجف الأشرف (1)، الطبراني (2)، مدينة بيروت (1)، البعث، الإنبعاث (1)

حبهم علامة الإيمان

حبهم عبادة:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " حب آل محمد يوما خير من عبادة سنة ومن مات عليه دخل الجنة " (1).
2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " اعلم أن أول عبادته المعرفة به.. ثم الإيمان بي والإقرار بأن الله أرسلني إلي كافة الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلي الله بإذنه وسراجا منيرا، ثم حب أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " (2) خف.
3 - وقال الإمام الصادق عليه السلام: " إن فوق كل عبادة عبادة، وحبنا أهل البيت أفضل عبادة " (3).
حبهم علامة الإيمان:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " لا يؤمن عبد حتي أكون أحب إليه من نفسه، وأهلي أحب إليه من أهله، وعترتي أحب إليه من عترته، وذاتي أحب إليه من ذاته " (4).
١) الفردوس بمأثور الخطاب - الديلمي ٢: ١٤٢ - ٢٧٢١، دار الكتب العلمية - بيروت ط ١. ونور الأبصار: ١٢٧. والكافي ٢: ٤٦ - ٣.
٢) أمالي الطوسي: ٥٢٦ - ١١٦٢، مؤسسة البعثة - قم ط ١. ومكارم الأخلاق - الطبرسي ٢: ٣٦٣ - ٢٦٦١، مؤسسة النشر الإسلامي - قم. ومجموعة ورام ٢: ٥١ - ٥٢.
٣) المحاسن ١: ٢٤٧ - 462.
4) المعجم الأوسط - الطبراني 6: 116 - 5790. والمعجم الكبير - الطبراني 7: 86 - 6416. والفردوس 5: 154 - 7796. وأمالي الصدوق: 274 - 9. وعلل الشرائع - الصدوق: 140 - 3، منشورات المكتبة الحيدرية - النجف الأشرف.
(٥٦)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الموت (1)، مكارم الأخلاق (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، كتاب علل الشرايع للصدوق (1)، كتاب أمالي الصدوق (2)، مدينة النجف الأشرف (1)، الطبراني (2)، مدينة بيروت (1)، البعث، الإنبعاث (1)

حبهم علامة طيب الولادة

2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي، ولا يبغضنا إلا منافق شقي " (1).
3 - وقال الإمام الباقر عليه السلام: " حبنا إيمان، وبغضنا كفر " (2).
4 - وقال عليه السلام: " إنما حبنا أهل البيت شئ يكتبه الله في قلب العبد، فمن كتبه الله في قلبه لم يستطع أحد أن يمحوه، أما سمعت الله يقول: (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه) فحبنا أهل البيت من أصل الإيمان " (3).
حبهم علامة طيب الولادة:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم مشيرا إلي أمير المؤمنين عليه السلام: " يا أيها الناس امتحنوا أولادكم بحبه، فإن عليا لا يدعو إلي ضلالة، ولا يبعد عن هدي، فمن أحبه فهو منكم، ومن أبغضه فليس منكم " (4).
2 - وروي عن أبي بكر أنه قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم خيم خيمة، وهو متكئ علي قوس عربية، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: " معشر المسلمين، أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة، وحرب لمن حاربهم، ولي لمن والاهم، لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ردئ الولادة " (5).
١) ذخائر العقبي: ٢١٨. والصواعق المحرقة: ٢٣٠.
٢) الكافي ١: ١٨٨ - ١٢. والمحاسن ١: ٢٤٧ - ٤٦٣.
٣) شواهد التنزيل ٢: ٣٣٠ - ٩٧١.
٤) ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق ٢: ٢٢٥ - 730.
5) الرياض النضرة 2: 189. ومناقب العشرة: 189. وأرجح المطالب: 309.
(٥٧)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، طيب (طهارة) المولد (1)، الضلال (1)، البغض (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)

حبهم مما يسأل عنه يوم القيامة

2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي، ولا يبغضنا إلا منافق شقي " (1).
3 - وقال الإمام الباقر عليه السلام: " حبنا إيمان، وبغضنا كفر " (2).
4 - وقال عليه السلام: " إنما حبنا أهل البيت شئ يكتبه الله في قلب العبد، فمن كتبه الله في قلبه لم يستطع أحد أن يمحوه، أما سمعت الله يقول: (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه) فحبنا أهل البيت من أصل الإيمان " (3).
حبهم علامة طيب الولادة:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم مشيرا إلي أمير المؤمنين عليه السلام: " يا أيها الناس امتحنوا أولادكم بحبه، فإن عليا لا يدعو إلي ضلالة، ولا يبعد عن هدي، فمن أحبه فهو منكم، ومن أبغضه فليس منكم " (4).
2 - وروي عن أبي بكر أنه قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم خيم خيمة، وهو متكئ علي قوس عربية، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: " معشر المسلمين، أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة، وحرب لمن حاربهم، ولي لمن والاهم، لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ردئ الولادة " (5).
١) ذخائر العقبي: ٢١٨. والصواعق المحرقة: ٢٣٠.
٢) الكافي ١: ١٨٨ - ١٢. والمحاسن ١: ٢٤٧ - ٤٦٣.
٣) شواهد التنزيل ٢: ٣٣٠ - ٩٧١.
٤) ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق ٢: ٢٢٥ - 730.
5) الرياض النضرة 2: 189. ومناقب العشرة: 189. وأرجح المطالب: 309.
(٥٧)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، طيب (طهارة) المولد (1)، الضلال (1)، البغض (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)
3 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام في وصية النبي صلي الله عليه وآله وسلم لأبي ذر رضي الله عنه قال: " قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم: يا أبا ذر، من أحبنا أهل البيت فليحمد الله علي أول النعم. قال: يا رسول الله، وما أول النعم؟ قال: طيب الولادة، إنه لا يحبنا إلا من طاب مولده " (1).
4 - وقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " يا علي، من أحبني وأحبك وأحب الأئمة من ولدك، فليحمد الله علي طيب مولده، فإنه لا يحبنا إلا من طابت ولادته، ولا يبغضنا إلا من خبثت ولادته " (2).
5 - وقال الإمام الصادق عليه السلام: " والله لا يحبنا من العرب والعجم إلا أهل البيوتات والشرف والمعدن، ولا يبغضنا من هؤلاء وهؤلاء إلا كل دنس ملصق " (3).
6 - وقال عبادة بن الصامت: كنا نبور (4) أولادنا بحب علي بن أبي طالب، فإذا رأينا أحدا لا يحب علي بن أبي طالب، علمنا أنه ليس منا، وأنه لغير رشدة (5).
7 - وقال محبوب بن أبي الزناد: قالت الأنصار: إن كنا لنعرف الرجل لغير أبيه ببغضه علي بن أبي طالب (6).
١) أمالي الطوسي: ٤٥٥ - ١٠١٨. ومعاني الأخبار - الصدوق: ١٦١ - ١، دار المعرفة - بيروت. وأمالي الصدوق: ٣٨٣ - ١٢. وعلل الشرائع: ١٤١ - ١. والمحاسن ١: ٢٣٢ - ٤١٩.
٢) أمالي الصدوق: ٣٨٤ - ١٤. ومعاني الأخبار: ١٦١ - ٣.
٣) الكافي ٨: ٢٦٢ - ٤٩٧.
٤) أي نجرب ونختبر.
٥) ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق ٢: ٢٢٤ - ٧٢٧.
٦) ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق ٢: ٢٢٤ - 728 و 729.
(٥٨)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، عبادة بن الصامت (1)، علي بن أبي طالب (3)، البغض (2)، الوصية (1)، كتاب علل الشرايع للصدوق (1)، كتاب أمالي الصدوق (3)، كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (2)، مدينة بيروت (1)، الشيخ الصدوق (1)
حبهم مما يسأل عنه يوم القيامة:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " أول ما يسأل عنه العبد حبنا أهل البيت " (1).
2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله فيما أنفقه ومن أين كسبه، وعن حبنا أهل البيت " (2).
3 - وعنه صلي الله عليه وآله وسلم مثله، وزاد في آخره: فقيل: يا رسول الله، فما علامة حبكم؟ فضرب بيده علي منكب علي عليه السلام (3).
١) عيون أخبار الرضا عليه السلام - الصدوق ٢: ٦٢ - ٢٥٨، المطبعة الحيدرية - النجف الأشرف.
٢) المعجم الكبير للطبراني ١١: ١٠٢ - ١١١٧٧. والمعجم الأوسط - الطبراني ٩: ٢٦٤ - ٢٦٥ - ٩٤٠٦. والمناقب - ابن المغازلي: ١٢٠ - ١٥٧. الخصال - الصدوق: ٢٥٣ - ١٢٥، جماعة المدرسين - قم. وكنز العمال ٧: ٢١٢. ومجموعة ورام 2: 75.
3) المعجم الأوسط - الطبراني 2: 348 - 2191. ومناقب الخوارزمي: 77 - 59.
(٥٩)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم القيامة (2)، كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام (1)، كتاب الخصال للشيخ الصدوق (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الطبراني (2)، إبن المغازلي (1)، الشيخ الصدوق (1)، الخوارزمي (1)

حب الإمام علي عليه السلام

حب الإمام علي عليه السلام:
إن المضامين التي أشرنا إليها آنفا والتي تمثل خلاصة النصوص الإسلامية المعبرة عن فضل حب أهل البيت عليهم السلام وخصائصه وعلاماته، تتجسد أيضا في أفرادهم، ويتجلي ذلك واضحا بقراءة الأحاديث الواردة في حب أمير المؤمنين عليه السلام باعتباره علامة لحب أهل البيت عليهم السلام.
روي عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال: " لا يؤمن رجل حتي يحب أهل بيتي لحبي " فقال عمر بن الخطاب: وما علامة حب أهل بيتك؟ قال صلي الله عليه وآله وسلم: " هذا " وضرب بيده علي علي (1).
ومن هنا فإن التأكيد علي محبة أمير المؤمنين علي عليه السلام هو تأكيد علي محبة أهل البيت جميعا وعلي التمسك بهم والاقتداء بآثارهم.
فضل حبه عليه السلام:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " عنوان صحيفة المؤمن حب علي " (2).
2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " براءة من النار حب علي " (3).
3 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " يا علي، طوبي لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك " (4).
١) الصواعق المحرقة: ٢٢٨. ونظم درر السمطين: ٢٣٣.
٢) تاريخ بغداد ٤: ٤١٠. والجامع الصغير - السيوطي ٢: ١٨٢ - ٥٦٣٣، دار الفكر - بيروت ط ١. والمناقب - ابن المغازلي: ٢٤٣.
٣) المستدرك علي الصحيحين ٢: ٢٤١.
٤) المستدرك علي الصحيحين ٣: ١٣٥. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وتاريخ بغداد ٩: ٧١. والبداية والنهاية ٧: ٣٥٥. ومجمع الزوائد ٩: ١٣٢. وذخائر العقبي: ٩١.
(٦٠)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، الصدق (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (2)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب نظم درر السمطين للزرندي (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، مدينة بغداد (1)

فضل حبه عليه السلام

حب الإمام علي عليه السلام:
إن المضامين التي أشرنا إليها آنفا والتي تمثل خلاصة النصوص الإسلامية المعبرة عن فضل حب أهل البيت عليهم السلام وخصائصه وعلاماته، تتجسد أيضا في أفرادهم، ويتجلي ذلك واضحا بقراءة الأحاديث الواردة في حب أمير المؤمنين عليه السلام باعتباره علامة لحب أهل البيت عليهم السلام.
روي عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال: " لا يؤمن رجل حتي يحب أهل بيتي لحبي " فقال عمر بن الخطاب: وما علامة حب أهل بيتك؟ قال صلي الله عليه وآله وسلم: " هذا " وضرب بيده علي علي (1).
ومن هنا فإن التأكيد علي محبة أمير المؤمنين علي عليه السلام هو تأكيد علي محبة أهل البيت جميعا وعلي التمسك بهم والاقتداء بآثارهم.
فضل حبه عليه السلام:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " عنوان صحيفة المؤمن حب علي " (2).
2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " براءة من النار حب علي " (3).
3 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " يا علي، طوبي لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك " (4).
١) الصواعق المحرقة: ٢٢٨. ونظم درر السمطين: ٢٣٣.
٢) تاريخ بغداد ٤: ٤١٠. والجامع الصغير - السيوطي ٢: ١٨٢ - ٥٦٣٣، دار الفكر - بيروت ط ١. والمناقب - ابن المغازلي: ٢٤٣.
٣) المستدرك علي الصحيحين ٢: ٢٤١.
٤) المستدرك علي الصحيحين ٣: ١٣٥. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وتاريخ بغداد ٩: ٧١. والبداية والنهاية ٧: ٣٥٥. ومجمع الزوائد ٩: ١٣٢. وذخائر العقبي: ٩١.
(٦٠)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، الصدق (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (2)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب نظم درر السمطين للزرندي (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، مدينة بغداد (1)

لماذا نحب عليا عليه السلام

لماذا نحب عليا عليه السلام؟
إن حبنا لأمير المؤمنين عليه السلام لم يكن اعتباطيا، بل هو من صميم العقيدة الإسلامية ومن أهم مسلماتها، وقد وردت نصوص الحديث وهي تحمل دلالات هذا المبدأ وأبعاده وأسبابه، ولو تأملنا هذه النصوص لتبين لنا صدق هذه المحبة وعمق أساسها وذلك للأسباب التالية:
أولا: حبه عليه السلام أمر إلهي:
أمر الله تعالي رسوله الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم بمحبة أمير المؤمنين عليه السلام، لذلك يتوجب علينا العمل بما أمر به تعالي رسوله صلي الله عليه وآله وسلم.
روي بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " إن الله أمرني أن أحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم " فقالوا: من هم يا رسول الله؟ فقال:
" علي منهم، علي منهم " يكررها ثلاثا " وأبو ذر، والمقداد، وسلمان أمرني بحبهم " (1) وتكرار النبي صلي الله عليه وآله وسلم لاسم أمير المؤمنين عليه السلام ثلاث مرات يعرب عن مدي اهتمامه بهذا الأمر، والأمر بمحبة أبي ذر والمقداد وسلمان هي فرع من محبة أمير المؤمنين عليه السلام، ذلك لأن هؤلاء الصحابة رضي الله عنه كانوا المصداق الحقيقي لشيعة أمير المؤمنين عليه السلام ومحبيه والسائرين علي منهجه، وسيرتهم تكشف عمق إخلاصهم وولائهم له.
١) سنن الترمذي ٥: ٦٣٦ - ٣٧١٨. وسنن ابن ماجة ١: ٥٣ - ١٤٩. والمستدرك علي الصحيحين ٣: ١٣٠. ومسند أحمد ٥: ٣٥١. وأسد الغابة ٥: ٢٥٣. والترجمة من تاريخ ابن عساكر ٢: ١٧٢ - ٦٦٦. والإصابة ٦: ١٣٤. والصواعق المحرقة: ١٢٢ باب ٩.
وتاريخ الخلفاء - السيوطي: ١٨٧. وسير أعلام النبلاء ٢: ٦١. والرياض النضرة 3:
188. ومناقب الخوارزمي: 34.
(٦١)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، التصديق (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب سنن إبن ماجة (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، إبن عساكر (1)، الخوارزمي (1)

أولا: حبه أمر إلهي

لماذا نحب عليا عليه السلام؟
إن حبنا لأمير المؤمنين عليه السلام لم يكن اعتباطيا، بل هو من صميم العقيدة الإسلامية ومن أهم مسلماتها، وقد وردت نصوص الحديث وهي تحمل دلالات هذا المبدأ وأبعاده وأسبابه، ولو تأملنا هذه النصوص لتبين لنا صدق هذه المحبة وعمق أساسها وذلك للأسباب التالية:
أولا: حبه عليه السلام أمر إلهي:
أمر الله تعالي رسوله الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم بمحبة أمير المؤمنين عليه السلام، لذلك يتوجب علينا العمل بما أمر به تعالي رسوله صلي الله عليه وآله وسلم.
روي بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " إن الله أمرني أن أحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم " فقالوا: من هم يا رسول الله؟ فقال:
" علي منهم، علي منهم " يكررها ثلاثا " وأبو ذر، والمقداد، وسلمان أمرني بحبهم " (1) وتكرار النبي صلي الله عليه وآله وسلم لاسم أمير المؤمنين عليه السلام ثلاث مرات يعرب عن مدي اهتمامه بهذا الأمر، والأمر بمحبة أبي ذر والمقداد وسلمان هي فرع من محبة أمير المؤمنين عليه السلام، ذلك لأن هؤلاء الصحابة رضي الله عنه كانوا المصداق الحقيقي لشيعة أمير المؤمنين عليه السلام ومحبيه والسائرين علي منهجه، وسيرتهم تكشف عمق إخلاصهم وولائهم له.
١) سنن الترمذي ٥: ٦٣٦ - ٣٧١٨. وسنن ابن ماجة ١: ٥٣ - ١٤٩. والمستدرك علي الصحيحين ٣: ١٣٠. ومسند أحمد ٥: ٣٥١. وأسد الغابة ٥: ٢٥٣. والترجمة من تاريخ ابن عساكر ٢: ١٧٢ - ٦٦٦. والإصابة ٦: ١٣٤. والصواعق المحرقة: ١٢٢ باب ٩.
وتاريخ الخلفاء - السيوطي: ١٨٧. وسير أعلام النبلاء ٢: ٦١. والرياض النضرة 3:
188. ومناقب الخوارزمي: 34.
(٦١)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، التصديق (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب سنن إبن ماجة (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، إبن عساكر (1)، الخوارزمي (1)

ثانيا: إن الله ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم يحبان أمير المؤمنين عليه السلام

ثانيا: إن الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم يحبان أمير المؤمنين عليه السلام:
والنصوص الدالة علي هذا المعني كثيرة جدا نكتفي منها بحديثين:
1 - حديث الطائر:
وهو يثبت أن أمير المؤمنين عليه السلام أحب الخلق إلي الله، فقد روي بالإسناد عن أنس بن مالك، قال: كان عند النبي صلي الله عليه وآله وسلم طير أهدي إليه، فقال: " اللهم إئتني بأحب الخلق إليك ليأكل معي هذا الطير " فجاء علي فرددته، ثم جاء فرددته، فدخل في الثالثة، أو في الرابعة، فقال له النبي صلي الله عليه وآله وسلم: " ما حبسك عني؟ "، قال: " والذي بعثك بالحق نبيا، إني لأضرب الباب ثلاث مرات ويردني أنس ".
فقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " لم رددته؟ " قلت: كنت أحب معه رجلا من الأنصار، فتبسم النبي صلي الله عليه وآله وسلم (1).
2 - حديث الراية:
وهو دليلنا الآخر علي محبة الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين
١) سنن الترمذي ٥: ٦٣٦ - ٣٧٢١. والخصائص - النسائي: ٥. وفضائل الصحابة - أحمد بن حنبل ٢: ٥٦٠ - ٩٤٥. والمستدرك علي الصحيحين ٣: ١٣٠ - ١٣٢ وصححه وقال: رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفسا. ومصابيح السنة ٤: ١٧٣ - ٤٧٧٠. وأسد الغابة ٤:
١١٠ - ١١١. وتأريخ الإسلام ٣: ٦٣٣. والبداية والنهاية ٧: ٣٥٠ - ٣٥٣. وجامع الأصول ٨: ٦٥٣ - ٦٤٩٤. وأخرجه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام ٢:
١٠٦ - ١٣٤ من أربعة وأربعين طريقا. والرياض النضرة ٣: ١١٤ - ١١٥. وذخائر العقبي: ٦١. وكفاية الطالب: 144 - 156 وأحصي 86 رجلا كلهم رووه عن أنس. وفي مقتل الحسين عليه السلام - الخوارزمي: 46، قال: أخرج ابن مردويه هذا الحديث بمائة وعشرين إسنادا.
(٦٢)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (6)، أنس بن مالك (1)، الطيران، الطير (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، إبن عساكر (1)، التاريخ الإسلامي (1)، الخوارزمي (1)

(1) حديث الطائر

ثانيا: إن الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم يحبان أمير المؤمنين عليه السلام:
والنصوص الدالة علي هذا المعني كثيرة جدا نكتفي منها بحديثين:
1 - حديث الطائر:
وهو يثبت أن أمير المؤمنين عليه السلام أحب الخلق إلي الله، فقد روي بالإسناد عن أنس بن مالك، قال: كان عند النبي صلي الله عليه وآله وسلم طير أهدي إليه، فقال: " اللهم إئتني بأحب الخلق إليك ليأكل معي هذا الطير " فجاء علي فرددته، ثم جاء فرددته، فدخل في الثالثة، أو في الرابعة، فقال له النبي صلي الله عليه وآله وسلم: " ما حبسك عني؟ "، قال: " والذي بعثك بالحق نبيا، إني لأضرب الباب ثلاث مرات ويردني أنس ".
فقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " لم رددته؟ " قلت: كنت أحب معه رجلا من الأنصار، فتبسم النبي صلي الله عليه وآله وسلم (1).
2 - حديث الراية:
وهو دليلنا الآخر علي محبة الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين
١) سنن الترمذي ٥: ٦٣٦ - ٣٧٢١. والخصائص - النسائي: ٥. وفضائل الصحابة - أحمد بن حنبل ٢: ٥٦٠ - ٩٤٥. والمستدرك علي الصحيحين ٣: ١٣٠ - ١٣٢ وصححه وقال: رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفسا. ومصابيح السنة ٤: ١٧٣ - ٤٧٧٠. وأسد الغابة ٤:
١١٠ - ١١١. وتأريخ الإسلام ٣: ٦٣٣. والبداية والنهاية ٧: ٣٥٠ - ٣٥٣. وجامع الأصول ٨: ٦٥٣ - ٦٤٩٤. وأخرجه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام ٢:
١٠٦ - ١٣٤ من أربعة وأربعين طريقا. والرياض النضرة ٣: ١١٤ - ١١٥. وذخائر العقبي: ٦١. وكفاية الطالب: 144 - 156 وأحصي 86 رجلا كلهم رووه عن أنس. وفي مقتل الحسين عليه السلام - الخوارزمي: 46، قال: أخرج ابن مردويه هذا الحديث بمائة وعشرين إسنادا.
(٦٢)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (6)، أنس بن مالك (1)، الطيران، الطير (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، إبن عساكر (1)، التاريخ الإسلامي (1)، الخوارزمي (1)

(2) حديث الراية

ثانيا: إن الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم يحبان أمير المؤمنين عليه السلام:
والنصوص الدالة علي هذا المعني كثيرة جدا نكتفي منها بحديثين:
1 - حديث الطائر:
وهو يثبت أن أمير المؤمنين عليه السلام أحب الخلق إلي الله، فقد روي بالإسناد عن أنس بن مالك، قال: كان عند النبي صلي الله عليه وآله وسلم طير أهدي إليه، فقال: " اللهم إئتني بأحب الخلق إليك ليأكل معي هذا الطير " فجاء علي فرددته، ثم جاء فرددته، فدخل في الثالثة، أو في الرابعة، فقال له النبي صلي الله عليه وآله وسلم: " ما حبسك عني؟ "، قال: " والذي بعثك بالحق نبيا، إني لأضرب الباب ثلاث مرات ويردني أنس ".
فقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " لم رددته؟ " قلت: كنت أحب معه رجلا من الأنصار، فتبسم النبي صلي الله عليه وآله وسلم (1).
2 - حديث الراية:
وهو دليلنا الآخر علي محبة الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين
١) سنن الترمذي ٥: ٦٣٦ - ٣٧٢١. والخصائص - النسائي: ٥. وفضائل الصحابة - أحمد بن حنبل ٢: ٥٦٠ - ٩٤٥. والمستدرك علي الصحيحين ٣: ١٣٠ - ١٣٢ وصححه وقال: رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفسا. ومصابيح السنة ٤: ١٧٣ - ٤٧٧٠. وأسد الغابة ٤:
١١٠ - ١١١. وتأريخ الإسلام ٣: ٦٣٣. والبداية والنهاية ٧: ٣٥٠ - ٣٥٣. وجامع الأصول ٨: ٦٥٣ - ٦٤٩٤. وأخرجه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام ٢:
١٠٦ - ١٣٤ من أربعة وأربعين طريقا. والرياض النضرة ٣: ١١٤ - ١١٥. وذخائر العقبي: ٦١. وكفاية الطالب: 144 - 156 وأحصي 86 رجلا كلهم رووه عن أنس. وفي مقتل الحسين عليه السلام - الخوارزمي: 46، قال: أخرج ابن مردويه هذا الحديث بمائة وعشرين إسنادا.
(٦٢)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (6)، أنس بن مالك (1)، الطيران، الطير (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، إبن عساكر (1)، التاريخ الإسلامي (1)، الخوارزمي (1)

ثالثا: حبه حب الله ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم

والتي توجب علينا محبته والتمسك بولايته والسير علي هديه، والراية هي راية خيبر، إذ بعث بها رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أبا بكر، فعاد ولم يصنع شيئا، فأرسل بعده عمر، فعاد ولم يفتح (1)، وفي رواية الطبري: فعاد يجبن أصحابه ويجبنونه (2).
فقام رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فيهم، فقال: " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار " وفي رواية: " لا يخزيه الله أبدا، ولا يرجع حتي يفتح عليه " (3).
ثالثا: حبه حب لله ولرسوله صلي الله عليه وآله وسلم:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " من أحب عليا فقد أحبني، ومن أبغض عليا فقد أبغضني " (4).
١) الكامل في التاريخ ٢: ٢١٩. وأسد الغابة ٤: ١٠٤ و ١٠٨. والخصائص - النسائي:
٥. والبداية والنهاية ٧: ٣٣٦. وحلية الأولياء ١: ٦٢. ودلائل النبوة - البيهقي ٤: ٢٠٩، دار الكتب العلمية - بيروت ط ١.
٢) تاريخ الطبري ٣: ٩٣. وصححه الحاكم في المستدرك ٣: ٣٧ ووافقه الذهبي.
٣) صحيح البخاري ٥: ٨٧ - ١٩٧ - ١٩٨ و ٢٧٩ - ٢٣١ باب فضائل الصحابة. وصحيح مسلم ٤: ١٨٧١ - ٣٢ - ٣٤. وسنن الترمذي ٥: ٦٣٨ - ٣٧٢٤. وسنن ابن ماجة ١: ٤٣ - ١١٧.
ومسند أحمد ١: ١٨٥ و ٥: ٣٥٨. والمستدرك علي الصحيحين ٣: ٣٧ و ١٠٩. ومصابيح السنة ٤: ٩٣ - ٤٦٠١. وخصائص النسائي: ٤ - ٨. ودلائل النبوة - البيهقي ٤: ٢٠٥ - ٢٠٦. والاستيعاب ٣: ٣٦. وفضائل الصحابة - أحمد بن حنبل ٢: ٥٨٤ - ٩٨٧ و ٩٨٨ وغيرهما. وتاريخ الطبري ٣: ٩٣. والكامل في التاريخ ٢: ٢١٩. وأسد الغابة ٤: ١٠٤ و ١٠٨. والبداية والنهاية ٧: ٢٢٤ و ٣٣٦. وحلية الأولياء ١: ٦٢. وجامع الأصول ٨:
٦٥٠ - ٦٤٩١ و ٦٤٩٥ و ٦٤٩٧ وغيرها كثير.
٤) المستدرك علي الصحيحين ٣: ١٣٠. ومناقب الخوارزمي: ٤١. والجامع الصغير ٢:
٥٥٤ - ٨٣١٩. وأسد الغابة ٤: ٣٨٣. والإصابة ٣: ٤٩٧. وذخائر العقبي: ٦٥. والرياض النضرة ١: ١٦٥. ومجمع الزوائد ٩: ١٠٨ و ١٢٩. وكنز العمال ٦: ١٥٤.
(٦٣)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، خيبر (1)، البغض (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (2)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (2)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب سنن إبن ماجة (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (3)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الخصائص للنسائي (2)، كتاب البداية والنهاية (2)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، مدينة بيروت (1)، كتاب تاريخ الطبري (2)، أحمد بن حنبل (1)، الخوارزمي (1)

رابعا: حبه إيمان وبغضه نفاق

2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " من أحبني فليحب عليا، ومن أبغض عليا فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل، ومن أبغض الله أدخله النار " (1).
3 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " من أحب عليا فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغض عليا فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل " (2).
ومما تقدم تبين أن محبة أمير المؤمنين عليه السلام تفضي إلي محبة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم ومحبة الله سبحانه، وذلك غاية ما يصبو إليه المؤمنون بالله، ومنتهي أمل الآملين.
رابعا: حبه إيمان وبغضه نفاق:
1 - روي بالإسناد عن أم سلمة، قالت: كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول: " لا يحب عليا منافق، ولا يبغضه مؤمن " (3).
2 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق " (4).
١) تاريخ بغداد ١٣: ٣٢.
٢) الرياض النضرة ٣: ١٢٢. والصواعق المحرقة: ١٢٣. والاستيعاب ٣: ١١٠٠.
٣) سنن الترمذي ٥: ٦٣٥ - ٣٧١٧. وجامع الأصول ٨: ٦٥٦ - ٦٤٩٩. ومجمع الزوائد ٩:
١٣٣.
٤) صحيح مسلم ١: ٨٦ - ١٣١. وسنن الترمذي ٥: ٦٤٣ - ٣٧٣٦. وسنن النسائي ٨: ١١٦ و ١١٧. وسنن ابن ماجة ١: ٤٢ - ١١٤. ومصابيح السنة ٤: ١٧١ - ٤٧٦٣. وترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق ٢: ١٩٠ - ٦٨٢ - ٦٨٥. والبداية والنهاية ٧: ٥٤. والإصابة ٤: ٢٧١. ومسند أحمد 1: 84 و 95 و 128. وتأريخ الخلفاء: 187.
(٦٤)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، البغض (4)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب سنن إبن ماجة (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، كتاب صحيح مسلم (1)
3 - وقال عليه السلام: " لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا علي أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بجماتها علي المنافق علي أن يحبني ما أحبني، وذلك أنه قضي فانقضي علي لسان النبي الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال: يا علي، لا يبغضك مؤمن، ولا يحبك منافق " (1).
4 - وعن أبي سعيد الخدري، قال: (إنا كنا نعرف المنافقين - نحن معاشر الأنصار - ببغضهم علي بن أبي طالب) (2).
5 - وعن أبي ذر، قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلاة، والبغض لعلي (3).
وعليه فإن حب أمير المؤمنين علي عليه السلام من علامات الإيمان، وليس أحد ممن آمن بالله تعالي ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم إلا ويود التحلي بصفات الإيمان والتي من أهم مصاديقها مودة من أمر الله تعالي بمودته ومحبة من يحبه الله ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم.
وبغض الإمام علي عليه السلام من علامات النفاق، ولا يبغضه إلا منافق، كما هو صريح الأحاديث المتقدمة، وفي هذا المضمون قال أحمد بن حنبل:
١) نهج البلاغة: الحكمة (٤٥). ومجمع البيان ٣: ٥٣٢. والكافي ٨: ٢٢٤ - ٣٩٦.
وروضة الواعظين - الفتال النيسابوري: ٣٢٣، منشورات الرضي - قم.
٢) سنن الترمذي ٥: ٦٣٥ - ٣٧١٧. وإسعاف الراغبين: ١١٣. ونور الأبصار: ٨٨.
ومجمع الزوائد ٩: ١٣٢. والرياض النضرة ٣: ٢٤٢. والصواعق المحرقة: ١٢٢. وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ٢: ٣٩١ - ٢١٤٦ عن جابر.
٣) المستدرك علي الصحيحين ٣: ١٢٩ وقال: صحيح علي شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
وأسمي المناقب في تهذيب أسني المطالب - الجزري الشافعي: ٥٧، مؤسسة المحمودي - بيروت. وكنز العمال ١٣: ١٠٦.
(٦٥)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، أبو سعيد الخدري (1)، علي بن أبي طالب (1)، أحمد بن حنبل (1)، النفاق (3)، الضرب (1)، الصّلاة (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب إسعاف الراغبين لابن الصبان الشافعي (1)، كتاب مجمع البيان للطبرسي (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، كتاب نهج البلاغة (1)، الطبراني (1)، مدينة بيروت (1)
(ولكن الحديث الذي ليس عليه لبس قول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: " لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق "، وقال الله عز وجل ﴿إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار﴾ (1)، فمن أبغض عليا فهو في الدرك الأسفل من النار) (2).
١) سورة النساء: ٤ - 145.
2) مختصر تاريخ مدينة دمشق - ابن منظور 17: 375، دار الفكر - دمشق ط 1.
(٦٦)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، النفاق (1)، كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (1)، سورة النساء (1)، دمشق (1)

حب فاطمة الزهراء عليه السلام

حب فاطمة الزهراء عليها السلام:
فاطمة الزهراء عليها السلام من أهل البيت الذين وجبت علينا محبتهم، وحب الزهراء عليها السلام نابع من حب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لها، فهي أم أبيها وبضعته وروحه التي بين جنبيه، وكان صلي الله عليه وآله وسلم يحبها حبا لا يشبه محبة الآباء لبناتهم، تلك المحبة التي تنبعث من العاطفة الأبوية وحسب، بل كان حبه صلي الله عليه وآله وسلم لها مشوبا بالاحترام والتبجيل، وذلك لما تتمتع به الزهراء عليها السلام من الفضائل الفريدة والمواهب والمزايا الفذة، فهي ابنة الإسلام الأولي التي درجت وترعرعت في أحضان النبوة وشبت في كنف الإمامة، وهي المعصومة من كل دنس وعيب، فكانت المرأة المثلي في الإسلام، والجديرة بالاقتداء بها في كل عصر ومصر.
وما كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يدع فرصة أو مناسبة تمر إلا ونوه بعظمة الزهراء عليها السلام وإظهار فضلها وبيان مكانتها عند الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم، وذلك لكي يحث المسلمين علي مودتها والتقدير لها من بعده، لأنها بقيته الباقية وأم الأئمة المعصومين وقادة المسلمين المحافظين علي رسالة الإسلام وسنة جدهم المصطفي صلي الله عليه وآله وسلم.
وفيما يلي بعض ما جاء عن الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم وما حكي من سيرته صلي الله عليه وآله وسلم في محبة الزهراء عليها السلام:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " فاطمة بضعة مني، من أغضبها أغضبني " (1).
١) صحيح البخاري ٥: ٩٢ - ٢٠٩ و ١٥٠ - ٢٥٥. وصحيح مسلم ٤: ١٩٠٢ - ٩٣ - ٢٤٤٩.
وسنن الترمذي ٥: ٦٩٨ - ٣٨٦٧. ومصابيح السنة ٤: ١٨٥ - ٤٧٩٩. والمستدرك للحاكم ٣: ١٥٨. ومجمع الزوائد ٩: ٢٠٣. والجامع الصغير ٢: ٢٠٨ - 5833.
(٦٧)
صفحهمفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (5)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب صحيح مسلم (1)
2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " فاطمة بضعة مني، يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها " (1).
3 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " يا فاطمة، إن الله يغضب لغضبك، ويرضي لرضاك " (2).
4 - روي عن عائشة أنها قالت: ما رأيت أحدا أشبه حديثا وكلاما برسول الله صلي الله عليه وآله وسلم من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه وكان النبي صلي الله عليه وآله وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها (3).
5 - وروي أن عائشة سئلت: أي الناس كان أحب إلي رسول الله؟ قالت: فاطمة. قيل: ومن الرجال؟ قالت: زوجها (4).
6 - وعن بريدة، قال: كان أحب النساء إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فاطمة،
١) صحيح البخاري ٧: ٦٥ - ٦٦ - ١٥٩ كتاب النكاح. ونحوه في مسند أحمد ٤: ٥ و ٣٢٣ و ٣٢٨ و ٣٣٢. وسنن الترمذي ٥: ٦٩٨ - ٣٨٦٩. ومستدرك الحاكم ٣: ١٥٤ و ١٥٨ و ١٥٩.
وخصائص النسائي: ٣٦. وحلية الأولياء ٢: ٢٤٠. وكنز العمال ٦: ٢١٩ و ٨: ٣١٥.
والصواعق المحرقة: ١٩٠. والإمامة والسياسة ١: ١٤.
٢) مستدرك الحاكم ٣: ٥١٣. وأسد الغابة ٧: ٢٢٤. والإصابة ٨: ١٥٩. والصواعق المحرقة: ١٧٥ باب ١١ فصل ١ المقصد الثالث. والخصائص الكبري ٢: ٢٦٥. وتهذيب التهذيب ١٢: ٤٤١. وكنز العمال ٦: ٢١٩ و ٧: ١١١. وذخائر العقبي: ٣٩.
٣) سنن الترمذي ٥: ٧٠٠ - ٣٨٧٢. وفضائل الصحابة - النسائي: ٦٨.
٤) سنن الترمذي ٥: ٧٠١ - ٣٨٧٤. ومستدرك الحاكم ٣: ١٥٧ وصححه. وأسد الغابة ٧: ٢٢٣. والبداية والنهاية ٧: ٢٥٤.
(٦٨)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الزوج، الزواج (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (3)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)
ومن الرجال علي (١).
ورغم ثبوت محبة الزهراء عليها السلام قرآنا وسنة كما تقدم، فإنها تعرضت عقيب وفاة أبيها صلي الله عليه وآله وسلم لأبشع أنواع التعسف والظلم، فقد سلبوها ميراث أبيها، وأغضبوها وآذوها حتي اضطرت إلي المواجهة والاحتجاج بما جاء علي لسان أبيها المصطفي عليها السلام من فرض محبتها ومودتها علي المسلمين حيث قالت: " نشدتكما الله، ألم تسمعا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني؟ " قالا: نعم.. (٢).
وكأن القوم لم يسمعوا بذلك، بل لم يسمعوا أن الله يغضب لغضبها ويرضي لرضاها!!
وأن الله تعالي قال: ﴿إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا﴾ (3) فباءوا بهذا الخطر العظيم حينما ودعت الزهراء عليها السلام هذه الحياة وهي غضبي عليهم غير راضية عنهم.
١) سنن الترمذي ٥: ٦٩٨ - ٣٨٦٨. ومستدرك الحاكم وصححه.
٢) الإمامة والسياسة - ابن قتيبة ١: ١٣ - ١٤، مؤسسة الوفاء - بيروت.
٣) سورة الأحزاب: ٣٣ - 57.
(٦٩)
صفحهمفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الوفاة (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، مدينة بيروت (1)، سورة الأحزاب (1)

حب السبطين الحسن والحسين عليهما السلام

حب السبطين الحسن والحسين عليهما السلام:
الحسن والحسين عليهما السلام سبطا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وريحانتاه، وسيدا شباب أهل الجنة، ومن أهل الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وقد ثبتت محبتهما بنص القرآن الكريم في آية المودة المتقدمة في أول هذا الفصل، ونضيف هنا طرفا من الحديث الصحيح الوارد في محبة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لهما وتأكيده علي حبهما والتمسك بهما، وذلك لأنهما يمثلان الخط الرسالي الصحيح الذي يدعو إلي التمسك بمبادئ الإسلام الأصيل ومنهج الكتاب الكريم والسنة المحمدية الغراء قولا وعملا.
وفيما يلي بعض ما ورد في محبة الحسنين عليهما السلام من صحيح الأثر ومتواتر الخبر:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " الحسن والحسين ابناي، من أحبهما أحبني، ومن أحبني أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار " (1).
2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " هذان ابناي، الحسن والحسين، اللهم إني أحبهما، اللهم فأحبهما وأحب من يحبهما " (2).
١) المستدرك علي الصحيحين للحاكم ٣: ١٦٦ وقال: صحيح علي شرط الشيخين. ومسند أحمد ٢: ٢٨٨. وسنن الترمذي ٥: ٦٥٦ - ٦٦٠. وكنز العمال ١٣: ١٠٥. ومجمع الزوائد ٩:
١٧٩ و ١٨١. الصواعق المحرقة: ١٩١ - ١٩٢ باب ١١. ذخائر العقبي: ١٢٣.
٢) صحيح البخاري ٥: ١٠٠ - ١٠١ - ٢٣٥. وسنن الترمذي ٥: ٦٥٦ و ٣٧٦٩ و ٣٧٧٢. ومسند أحمد ٢: ٤٤٦ و ٥: ٣٦٩. ومسند الطيالسي ١٠: ٣٣٢، دار المعرفة - بيروت. والتاريخ الكبير - البخاري ٢: ٢٨٦. ومجمع الزوائد ٩: ١٨٠. وكنز العمال ٦: ٢٢٠. وأسد الغابة ٢: ١٢.
(٧٠)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، آية المودة (1)، أهل الكساء (1)، القرآن الكريم (1)، البغض (5)، الطهارة (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، مدينة بيروت (1)
وسنن الترمذي 5: 698 - 3867. ومصابيح السنة 4: 185 - 4799. والمستدرك للحاكم 3: 158. ومجمع الزوائد 9: 203. والجامع الصغير 2: 208 - 5833.
3 - وفي حديث أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول في الحسن والحسين: " من أحبني فليحب هذين " (1).
4 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " ذروهما بأبي وأمي، من أحبني فليحب هذين " (2).
5 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: وقد اعتنق الحسن عليه السلام: " اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه " (3).
6 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط " (4).
7 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " الحسن والحسين ريحانتاي " (5).
8 - وعن أبي أيوب الأنصاري، قال: دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم
١) مسند الطيالسي ١٠: ٣٢٧. وتاريخ الإسلام - الذهبي ٥: ١٠٠.
٢) حلية الأولياء ٨: ٣٠٥. والمعجم الكبير ٣: ٤٠ - ٢٦٤٤. وذخائر العقبي: ١٢٣.
وكنز العمال ١٣: ١٠٧. والجامع الصغير ٢: ٣٢٨. والإصابة ١: ٣٢٩. ومجمع الزوائد ٩: ١٧٩.
٣) سنن الترمذي ٥: ٦٤١ و ٦٤٢.
٤) التاريخ الكبير - البخاري ٨: ٤١٥ - ٣٥٣٦. وسنن الترمذي ٥: ٦٥٨ - ٣٧٧٥. وسنن ابن ماجة ١: ١٥١ - ١٤٤. ومسند أحمد ٤: ١٧٢. والمستدرك - الحاكم ٣: ١٧٧.
ومصابيح السنة ٤: ١٩٥ - ٤٨٣٣. وأسد الغابة ٢: ١٩. والجامع الصغير ١: ٥٧٥ - ٣٧٢٧. وجامع الأصول ١٠: ٢١ وغيرها كثير.
٥) صحيح البخاري ٥: ١٠٢ - ٢٤١ و ٨: ١١ - ٢٣ كتاب الأدب. وسنن الترمذي ٥: ٦٥٧ - ٣٧٧٠. ومسند أحمد ٢: ٨٥ و ٩٣ و ١١٤ و ١٥٣. ومسند الطيالسي ٨: ٢٦٠ - ٢٦١. وحلية الأولياء ٥: ٧٠. وفتح الباري ٨: ١٠٠. وأسد الغابة ٢: ٢٠.
(٧١)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (2)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، أبو أيوب الأنصاري (1)، أبو هريرة العجلي (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (2)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب فتح الباري (1)، التاريخ الإسلامي (1)، إبن ماجة (1)
والحسن والحسين يلعبان بين يديه، فقلت: يا رسول الله أتحبهما؟ فقال: " وكيف لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا أشمهما " (١).
ومما تقدم يتبين أن حب الحسن والحسين عليهما السلام واجب علي كل مسلم ومسلمة لقوله تعالي: ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة﴾ (2)، وهذا الحب جزء لا يتجزأ من مودة النبي صلي الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين والزهراء عليهما السلام والذي يقتضي الرضوان ونيل أرفع الدرجات، وقد روي عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أنه أخذ بيد الحسن والحسين فقال: " من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة " (3).
علي أن المراد من إيجاب مودة أهل البيت عليهم السلام ليس مجرد المحبة وحسب، بل العمل بما تقتضيه من الاقتداء بهديهم والتولي لهم والبراءة من أعدائهم، قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بأهل بيتي من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين بهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي " (4).
١) كنز العمال ٦: ٢٢٢ و ٧: ١١٠. ومجمع الزوائد ٩: ١٨١. وبنحوه في سنن الترمذي ٥: ٦٥٧ - ٣٧٧٠ و ٣٧٧٢.
٢) سورة الأحزاب: ٣٣ - ٢١.
٣) صحيح الترمذي ٥: ٦٤١ - ٦٤٢ - ٣٧٣٣. ومسند أحمد ١: ٧٧. جامع الأصول ٩: ١٥٧ - ٦٧٠٦.
٤) شرح ابن أبي الحديد ٩: ١٧٠ - ١٢. وحلية الأولياء ١: ٨٦. وكنز العمال ١٢:
١٠٣ - ٢٤١٩٨.
وكفاية الطالب: ٢١٤. ومجمع الزوائد ٩: ١٠٨. وترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق ٢: ٩٥.
(٧٢)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم القيامة (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب صحيح الترمذي (1)، كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (1)، سورة الأحزاب (1)

المبحث الثالث: حب أهل البيت عليهم السلام في الشعر العربي

المبحث الثالث حب أهل البيت عليهم السلام في الشعر العربي لا يخفي أن بعض الشعر مستودع للحكمة والفصاحة فضلا عن أنه ديوان حافل بالأحداث والوقائع التاريخية المهمة.
وقد سجل شعراء الإسلام منذ عهد الرعيل الأول وإلي اليوم آيات الولاء والحب التي تكنها قلوبهم وضمائرهم وتعتلج في صدورهم تجاه النبي المصطفي صلي الله عليه وآله وسلم وعترته الأطهار عليهم السلام، مؤكدين أصالة هذا المبدأ العقائدي وإلهيته ومبينين أهم آثاره ومعطياته.
ولا ريب أن أول شعراء الإسلام شيخ البطحاء وعم سيد الأنبياء أبا طالب رضي الله عنه كان في طليعة الشعراء الذين أكدوا إلهية هذا الحب وأصالته حيث قال:
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا * نبيا كموسي خط في أول الكتب وأن عليه في العباد محبة * ولا شك فيمن خصه الله بالحب (1)
١) السيرة النبوية - ابن هشام ١: ٣٧٧ مطبعة البابي - مصر. والبداية والنهاية ٣:
٨٤. وخزانة الأدب - البغدادي ١: ٢٦١، دار صادر - بيروت. وشرح ابن أبي الحديد ١٤: ٧٣.
والفصول المختارة: ٢٣٠.
(٧٣)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، أبو طالب عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، مدينة بيروت (1)
ومن هنا جاء اعترافه بالنبوة وإقراره بالرسالة، وصدق ولائه ونصرته وعمق محبته التي تصل إلي حد الجود بالنفس وهو أقصي غاية الجود، وقد عبر عن ذلك بقوله:
لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد * وأحببته حب الحبيب المواصل وجدت بنفسي دونه وحميته * ودارأت عنه بالذري والكلاكل كذبتم وبيت الله نسلم أحمدا * ولما نطاعن دونه ونقاتل ونسلمه حتي نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل (1) إن شعر الولاء والحب لعترة النبي المصطفي صلي الله عليه وآله وسلم يعتبر من الأغراض السامية الخالدة التي تؤكد عمق الولاء لرسالة الإسلام وشدة الارتباط بالقادة الرساليين، وتكشف عن التزام الشاعر بواحد من أهم المبادئ الإسلامية، ألا وهو مودة ذوي القربي أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله وسلم، التي تضمن سعادة الدارين.
وفيما يلي بعض النماذج المختارة التي تؤكد الولاء والمحبة لأهل البيت عليهم السلام مرتبة وفقا لوفيات الشعراء:
١) ديوان شيخ الأباطح أبي طالب: ٣ - ١٢، مكتبة نينوي الحديثة - طهران. والسيرة النبوية - ابن هشام ١: ٢٩١ - ٢٩٩. والسنن الكبري ٣: ٣٥٢. ودلائل النبوة - البيهقي ٦: ١٤١. والخصائص الكبري ١: ١٤٦. وأعلام النبوة - الماوردي: ١٧٢ دار الكتاب العربي - بيروت. وشرح ابن أبي الحديد ١٤: ٧٩. وخزانة الأدب ١: ٢٥٢ - 261.
(٧٤)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الجود (2)، الخلود (1)، الصدق (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، مدينة بيروت (1)، مدينة طهران (1)، نينوي (1)
1 - حرب بن المنذر بن الجارود (من أعلام القرن الأول):
قال في حبهم عليهم السلام:
فحسبي من الدنيا كفاف يقيمني * وأثواب كتان أزور بها قبري وحبي ذوي قربي النبي محمد * فما سؤلنا إلا المودة من أجر (1) 2 - الفرزدق، همام بن غالب التميمي الدارمي، أبو فراس (ت - 110 ه):
قال في مطلع قصيدته الميمية التي أنشدها بمحضر هشام بن عبد الملك مادحا الإمام زين العابدين عليه السلام:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم إلي أن قال:
مشتقة من رسول الله نبعته * طابت مغارسه والخيم والشيم من معشر حبهم دين، وبغضهم * كفر، وقربهم منجي ومعتصم مقدم بعد ذكر الله ذكرهم * في كل بدء ومختوم به الكلم يستدفع الشر والبلوي بحبهم * ويسترب به الإحسان والنعم (2) 3 - الكميت بن زيد الأسدي (ت - 126 ه):
قال في مطلع قصيدته البائية من (الهاشميات):
1) البيان والتبيين - الجاحظ 3: 205، دار ومكتبة الهلال ط 1.
2) ديوان الفرزدق 2: 178 - 181، دار صادر - بيروت. وشرح الديوان - إيليا حاوي 2: 353. ورجال الكشي: 13 - 207. وحلية الأولياء 3: 139.
(٧٥)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الشاعر الفرزدق (2)، الكميت بن زيد الاسدي (1)، هشام بن عبد الملك (1)، الحرب (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب رجال الكشي (1)، مدينة بيروت (1)، الهلال (1)
طربت وما شوقا إلي البيض أطرب * ولا لعبا مني وذو الشوق يلعب إلي أن قال:
ولكن إلي النفر البيض الذين بحبهم * إلي الله فيما نالني أتقرب خفضت لهم مني جناحي مودة * إلي كنف عطفاه أهل ومرحب فقل للذي في ظل عمياء جونة (1) * تري الجور عدلا أين لا أين تذهب بأي كتاب أم بأية سنة * تري حبهم عارا علي وتحسب فما لي إلا آل أحمد شيعة * وما لي إلا مشعب الحق مشعب ومن غيرهم أرضي لنفسي شيعة * ومن بعدهم لا من أجل وأرجب (2) فإني عن الأمر الذي تكرهونه * بقولي وفعلي ما استطعت لأجنب يشيرون بالأيدي إلي وقولهم * ألا خاب هذا والمشيرون أخيب فطائفة قد كفرتني بحبكم * وطائفة قالوا مسئ ومذنب فما ساءني تكفير هاتيك منهم * ولا عيب هاتيك التي هي أعيب وجدنا لكم في آل حاميم آية * تأولها منا تقي ومعرب (3) أناس بهم عزت قريش فأصبحوا * وفيهم خباء المكرمات المطنب (4)
1) الجونة: السوداء، أي الفتنة المظلمة.
2) أرجب: أهاب وأعظم.
3) الآية هي آية المودة، والتقي: الذي يتقي الخوض في الأمور ويلتزم السكوت، والمعرب: المبين.
4) الهاشميات - الكميت: 25 - 38، مؤسسة الأعلمي - بيروت.
(٧٦)
صفحهمفاتيح البحث: آية المودة (1)، مدينة بيروت (1)
4 - السيد الحميري (ت - 173 ه):
قال في ولاء أهل البيت عليهم السلام وحبهم:
إنا ندين بحب آل محمد * دينا ومن يحبهم يستوجب منا المودة والولاء ومن يرد * بدلا بآل محمد لا يحبب ومتي يمت يرد الجحيم ولا يرد * حوض الرسول وإن يرده يضرب (1) وقال أيضا:
تتم صلاتي بالصلاة عليهم * وليست صلاتي بعد أن أتشهدا بكاملة إن لم أصل عليهم * وأدعو لهم ربا كريما ممجدا بذلت لهم ودي ونصحي ونصرتي * مدي الدهر ما سميت يا صاح سيدا وإن امرءا يلحي (2) علي صدق ودهم * أحق وأولي فيهم أن يفندا (3) وقال مبينا أحد آثار مودة أمير المؤمنين عليه السلام:
أحب الذي من مات من أهل وده * تلقاه بالبشري لدي الموت يضحك ومن مات يهوي غيره من عدوه * فليس له إلا إلي النار مسلك أبا حسن إني بفضلك عارف * وإني بحبل من هواك لممسك
١) الغدير في الكتاب والسنة والأدب - العلامة الأميني ٢: ٢١٣ - ٢١٤، دار الكتاب العربي - بيروت ط ٥.
٢) أي يلوم ويعذل، أو يقبح ويلعن.
٣) الغدير ٢: ٢١٥.
(٧٧)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، التصديق (1)، الضرب (1)، الموت (3)، مدينة بيروت (1)
وأنت وصي المصطفي وابن عمه * فإنا نعادي مبغضيك ونترك مواليك ناج مؤمن بين الهدي * وقاليك معروف الضلالة مشرك (1) 5 - سفيان بن مصعب العبدي، (من أعلام القرن الثاني):
قال مؤكدا ولاء أهل البيت عليهم السلام:
آل النبي محمد * أهل الفضائل والمناقب المرشدون من العمي * والمنقذون من اللوازب الصادقون الناطقون * السابقون إلي الرغائب فولاهم فرض من الر * حمن في القرآن واجب وهم الصراط فمستقيم * فوقه ناج وناكب (2) وقال أيضا:
يا سادتي يا بني علي * يا آل طه وآل صاد من ذا يوازيكم وأنتم * خلائف الله في البلاد أنتم نجوم الهدي اللواتي * يهدي بها الله كل هاد لا زلت في حبكم أوالي * عمري وفي بغضكم أعادي وما تزودت غير حبي * إياكم وهو خير زاد
١) أمالي الطوسي ١: ٤٨. ورجال الكشي: ٢٨٧ - ٥٠٦. وكشف الغمة ١: ١٤١.
٢) الغدير ٢: ٣٠٥.
(٧٨)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، سفيان بن مصعب (1)، القرآن الكريم (1)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)
وذاك ذخري الذي عليه * في عرصة الحشر اعتمادي ولاكم والبراء ممن * يشنأكم اعتقادي (1) 6 - أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي (ت - 204 ه):
قال في مودة أهل البيت عليهم السلام:
يا آل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله يكفيكم من عظيم الفخر أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له (2) وقال:
قالوا ترفضت قلت كلا * ما الرفض ديني ولا اعتقادي لكن توليت غير شك * خير إمام وخير هاد إن كان حب الولي رفضا * فإن رفضي إلي العباد (3) وقال أيضا:
يا راكبا قف بالمحصب من مني * واهتف بقاعد خيفها والناهض سحرا إذا فاض الحجيج إلي مني * فيضا كملتطم الفرات الفائض إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي (4)
١) الغدير ٢: ٣١٧.
2) ديوان الشافعي: 72، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
3) ديوان الشافعي: 35.
4) ديوان الشافعي: 55.
(٧٩)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، محمد بن ادريس الشافعي (1)، نهر الفرات (1)، أبو عبد الله (1)، القرآن الكريم (1)، الصّلاة (1)، مدينة بيروت (1)، الوراثة، التراث، الإرث (1)
وقال:
لو فتشوا قلبي لألفوا به * سطرين قد خطا بلا كاتب العدل والتوحيد في جانب * وحب أهل البيت في جانب (1) وقال:
لئن كان ذنبي حب آل محمد * فذلك ذنب لست عنه أتوب هم شفعائي يوم حشري وموقفي * وبغضهم للشافعي ذنوب (2) 7 - دعبل بن علي الخزاعي (ت - 246 ه):
قال في تائيته المشهورة التي أنشدها بمحضر الإمام علي بن موسي الرضا عليه السلام ومطلعها:
تجاوبن بالأرنان والزفرات * نوائح عجم اللفظ والنطقات إلي أن قال:
فيا وارثي علم النبي وآله * عليكم سلام دائم النفحات ملامك في آل النبي فإنهم * أحباي ما عاشوا وأهل ثقات تخيرتهم رشدا لأمري فإنهم * علي كل حال خيرة الخيرات نبذت إليهم بالمودة صادقا * وسلمت نفسي طائعا لولاتي فيارب زدني من يقيني بصيرة * وزد حبهم يا رب في حسناتي
1) ينابيع المودة 3: 351.
2) ينابيع المودة 3: 48 - 49 - 64.
(٨٠)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، دعبل بن علي (1)، كتاب ينابيع المودة (2)
أحب قصي الرحم من أجل حبكم * وأهجر فيكم أسرتي وبناتي فيا نفس طيبي ثم يا نفس أبشري * فغير بعيد كل ما هو آت فإني من الرحمن أرجو بحبهم * حياة لدي الفردوس غير بتات (1) وقال في غيرها:
في حب آل المصطفي ووصيه * شغل عن اللذات والقينات (2) إن النشيد (3) بحب آل محمد * أزكي وأنفع لي من القنيات (4) فاحش القصيد بهم وفرغ * فيهم قلبا حشوت هواه باللذات وأقطع حبالة من يريد سواهم * في حبه تحلل بدار نجاة (5) 8 - أبو الفتح كشاجم (ت - 360 ه):
قال في حب أهل البيت عليهم السلام:
طهرتم فكنتم مديح المديح * وكان سواكم هجاء الهجاء قضيت بحبكم ما علي * إذا ما دعيت لفصل القضاء وأيقنت أن ذنوبي به * تساقط عني سقوط الهباء
١) ديوان دعبل: ١٤١ - ١٤٦، دار الكتاب اللبناني - بيروت.
٢) القينات: جمع قينة، وهي الأمة المغنية.
٣) في لسان الميزان: اليسير.
٤) القنيات: ما اكتسب من مال ونحوه.
٥) ديوان دعبل: ١٤٦. ولسان الميزان ٢: ٤٣١.
(٨١)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، كتاب لسان الميزان لإبن حجر (2)، مدينة بيروت (1)
فصلي عليكم إله الوري * صلاة توازي نجوم السماء (1) وقال في حب أمير المؤمنين عليه السلام:
حب الوصي مبرة وصله * وطهارة بالأصل مكتفله والناس عالمهم يدين به * حبا ويجهل حقه الجهلة (2) 9 - الناشئ الصغير (ت - 365 ه):
قال في حبهم عليهم السلام:
يا آل ياسين من يحبكم * بغير شك لنفسه نصحا أنتم رشاد من الضلال كما * كل فساد بحبكم صلحا وكل مستحسن لغيركم * إن قيس يوما بفضلكم قبحا (3) وقال أيضا:
بآل محمد عرف الصواب * وفي أبياتهم نزل الكتاب محبتهم صراط مستقيم * ولكن في مسالكه عقاب هم النبأ العظيم وفلك نوح * وباب الله وانقطع الخطاب (4)
١) الغدير ٤: ١٦.
٢) الغدير ٤: ١٧.
٣) الغدير ٤: ٢٤.
٤) الغدير ٤: ٢٥.
(٨٢)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الضلال (1)، الصّلاة (2)، الوصية (1)
10 - ابن حماد العبدي (من أعلام القرن الرابع):
قال في حبهم عليهم السلام:
آل النبي محمد خير الوري * وأجلهم عند الإله مكانا قوم إذا أصفي هواهم مؤمن * يعطي غدا مما يخاف أمانا قوم يطيع الله طائع أمرهم * وإذا عصاه فقد عصي الرحمانا وهم الصراط المستقيم وحبهم * يوم المعاد يثقل الميزانا وتوالت الأخبار أن محمدا * بولائهم وبحفظهم أوصانا وأتي القرآن بفرض طاعتهم علي * كل البرية فاسمع القرآنا (1) وقال:
وإن يك حب أهل البيت ذنبي * فلست بمبتغ عنه منابا أحبهم وأمنحهم مديحا * وأمنح من يسبهم سبابا ولم أمدحهم قط اكتسابا * ولكني مدحتهم ارتغابا (2) 11 - الصاحب بن عباد (ت - 385 ه):
قال في حبهم عليهم السلام:
حبي محض لبني المصطفي * بذاك قد يشهد أضماري
١) الغدير ٤: ١٤٥.
٢) الغدير ٤: ١٧٠.
(٨٣)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي (1)، القرآن الكريم (1)، الخوف (1)، الشهادة (1)
ولا مني جاري في حبهم * فقلت بعدا لك من جار والله ما لي عمل صالح * أرجو به العتق من النار إلا موالاة بني المصطفي * آل الرسول الخالق الباري (1) وقال:
إذا تراضي مديحي آل ياسينا * وجدت في القلب أحزانا أفانينا يا طبع فض بمديح الطاهرين ولا * تغض وجدد ثناءا للوصيينا الحمد لله لما أن هديت إلي * محبة السادة الغر الميامينا حب النبي وأهل البيت معتمدي * إذا الخطوب أساءت رأيها فينا (2) وقال في حب أمير المؤمنين عليه السلام:
إن المحبة للوصي فريضة * أعني أمير المؤمنين عليا قد كلف الله البرية كلها * واختاره للمؤمنين وليا (3) وقال:
بحب علي تزول الشكوك * وتسمو النفوس ويعلو النجار فأين رأيت محبا له * فثم الزكاء وثم الفخار وأين رأيت عدوا له * ففي أصله نسب مستعار
1) ديوان الصاحب بن عباد: 219، مؤسسة القائم عليه السلام - قم.
2) ديوان الصاحب: 106.
3) ديوان الصاحب: 301.
(٨٤)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الطهارة (1)، العتق (1)، الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)
فلا تعذلوه علي فعله * فحيطان دار أبيه قصار (1) وقال:
حب علي بن أبي طالب * هو الذي يهدي إلي الجنة والنار تصلي لذوي بغضه * فما لهم من دونها جنه والحمد لله علي أنني * ممن أوالي وله المنه (2) وقال:
حب الوصي علامة * في الناس من أقوي الشهود فإذا رأيت محبه * فاحكم علي كرم وجود (3) 12 - مهيار الديلمي (ت 428 ه):
قال في حبهم عليهم السلام:
لهف نفسي يا آل طه عليكم * لهفة كسبها جوي وخبال وقليل لكم ضلوعي تهتز * مع الوجد أو دموعي تزال كان هذا كذا وودي لكم حسب * وما لي في الدين بعد اتصال وطروسي (4) سود فكيف بي الآن ومنكم بياضها والصقال
1) ديوان الصاحب: 96.
2) ديوان الصاحب: 97.
3) ديوان الصاحب: 96.
4) الطروس: جمع طرس، وهو الصحيفة أو الكتاب، والشاعر يريد كتاب أعماله.
(٨٥)
صفحهمفاتيح البحث: علي بن أبي طالب (1)، الوصية (1)
حبكم فك أسري من الشر * ك وفي منكبي له أغلال كم تزملت بالمذلة حتي * قمت في ثوب عزكم اختال (1) وقال أيضا:
وفيكم ودادي وديني معا * وإن كان في فارس مولدي خصمت ضلالي بكم فاهتديت * ولولاكم لم أكن أهتدي وجردتموني وقد كنت في * يد الشرك كالصارم المغمد (2) 13 - الشيخ العارف محيي الدين بن عربي (ت - 638 ه):
قال في حبهم عليهم السلام:
فلا تعدل بأهل البيت خلقا * فأهل البيت هم أهل الشهادة فبغضهم من الإنسان خسر * حقيقي وحبهم عباده (3) 14 - كمال الدين الشافعي (ت - 652 ه):
قال في حبهم عليهم السلام وتعداد فضائلهم:
هم العروة الوثقي لمعتصم بها * مناقبهم جاءت بوحي وإنزال وهم أهل بيت المصطفي فودادهم * علي الناس مفروض بحكم وأسجال (4)
١) الغدير ٤: ٢٣٦.
٢) الغدير ٤: ٢٤٢.
٣) نور الأبصار: ١١٦. وينابيع المودة ٣: ١٧٤.
٤) الغدير ٥: ٤١٦.
(٨٦)
صفحهمفاتيح البحث: الخسران (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)
وقال:
يا رب بالخمسة أهل العبا * ذوي الهدي والعمل الصالح ومن هم سفن نجاة ومن * والاهم ذو متجر رابح فإنني أرجو بحبي لهم * تجاوزا عن ذنبي الفادح فهم لمن والاهم جنة * تنجيه من طائره البارح (1) 15 - صفي الدين الحلي (ت 752 ه):
قال في حبهم عليهم السلام:
بكم يهتدي يا بني الهدي * ولي إلي حبكم ينتسب به يكسب الأجر في بعثه * ويخلص من هول ما يكتسب (2) وقال:
يا عترة المختار يا من بهم * يفوز عبد يتولاهم أعرف في الحشر بحبي لكم * إذ يعرف الناس بسيماهم (3) وقال:
يا عترة المختار يا من بهم * أرجو نجاتي من عذاب أليم حديث حبي لكم سائر * وسر ودي في هواكم مقيم
١) الغدير ٥: ٤١٧.
2) ديوان صفي الدين الحلي: 86.
3) ديوان صفي الدين الحلي: 87.
(٨٧)
صفحهمفاتيح البحث: البعث، الإنبعاث (1)
قد فزت كل الفوز إذ لم يزل * صراط ديني بكم مستقيم فمن أتي الله بعرفانكم * فقد أتي الله بقلب سليم (1) وقال:
توال عليا وأبناءه * تفز في المعاد وأهواله إمام له عقد يوم الغدير * بنص النبي وأقواله له في التشهد بعد الصلاة * مقام يخبر عن حاله فهل بعد ذكر إله السماء * وذكر النبي سوي آله (2) 16 - شمس الدين المالكي (ت - 780 ه):
قال في حب الحسنين عليهما السلام:
هما قرتا عين الرسول وسيدا * شباب الوري في جنة وتخلد وقال هما ريحانتاي أحب من * أحبهما، فأصدقهما الحب تسعد (3) 17 - شهاب الدين أحمد بن أحمد الحلواني الشافعي (ت - 1308 ه):
له قصيدة يقول فيها:
بنفسي أهل البيت من مثلهم علا * وهم في عيون المجد نور قد افترا ومن ذا يساوي أو يقارب بضعة * لهم تنتهي العلياء والرتبة الكبري
١) ديوان صفي الدين الحلي: ٨٧.
٢) ديوان صفي الدين الحلي: ٩٠.
٣) الغدير ٦: ٥٩.
(٨٨)
صفحهمفاتيح البحث: الصّلاة (1)، الشهادة (1)
محبتهم باب الرضا ورضاهم * يسام بأرواح المحبين لو يشري بمدحتهم جاء الأمين فأصبحت * عشورا تؤدي كلما قارئ يقرا لعمري هذا المجد والعز والعلا * وأرقي مراقي الفخر والشرف الاسرا فيا أيها الساعي ليمحو مجدهم * رويدك لا تستطيع أن تطمس البدرا ويا من يعاديهم لفرط شقائه * تمتع قليلا أنت في سقر الحمرا ويا من يواليهم ويحفظ ودهم * ويكرم مثواهم هنيئا لك البشري فلا بد يوم العرض تسمع قائلا * تفضل تفضل فادخل الجنة الخضرا (1) 18 - الشيخ عبد المنعم الفرطوسي (المولود سنة 1335 ه):
قال في أرجوزته الشهيرة (ملحمة أهل البيت) مشيرا إلي قول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: " من أحب أهل بيتي دخل الجنة ".
أخذ المصطفي النبي بكفي * حسن والحسين أخذ اصطفاء قال هذان والزكية منا وهي * بنتي وسيد الأوصياء من أحب الجميع منهم ووالي * كل فرد منهم بخير ولاء نال بعد الدخول جنة عدن * درجات لخاتم الأصفياء (2) وقال تحت عنوان (حب فاطمة عليها السلام ينفع في مواطن):
1) مجلة الموسم العدد " 13 ": 351 - 352.
2) فاطمة الزهراء عليها السلام في ديوان الشعر العربي: 250، قسم الدراسات الإسلامية، مؤسسة البعثة - بيروت.
(٨٩)
صفحهمفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة بيروت (1)، البعث، الإنبعاث (1)
إن حب الزهراء ينفع حقا * أهله في مواطن للبلاء وأقل الأهوال منها بلاء * ساعة الموت عند وقت الفناء وعذاب القبور والحشر منها * وعبور الصراط يوم البقاء وحساب العباد والوزن عدلا * عند وضع الميزان يوم اللقاء ليس ينجي العباد بالأمن منها * غير حب الزكية الحوراء فمحب الزهراء يدخل حقا * في جنان المأوي مع الصلحاء (1) 19 - السيد محسن الأمين العاملي (ت - 1371 ه):
قال في مودة آل البيت عليهم السلام:
آل النبي هم مصابيح الهدي * تجلي بنور هداهم الظلمات جبهاتهم بالنور تشرق كلما * قد أظلمت من غيرهم جبهات أجر الرسالة ودهم نزلت له * في الذكر من رب السما الآيات هم عصبة بسوي الصلاة عليهم * من مسلم لا تقبل الصلوات يا آل بيت محمد بولائكم * تمحي الذنوب وتضاعف الخيرات وبغير حبكم إذا جمع الوري * يوم الجزا لا تقبل الطاعات حبي لكم ذخري وإن جوانحي * عمر الزمان عليه مطويات (2)
1) فاطمة الزهراء عليها السلام في ديوان الشعر العربي: 261 - 268.
2) المنتخب من الشعر الحسيني - علي أصغر المدرسي: 49، انتشارات عاشوراء - قم.
(٩٠)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الموت (1)، القبر (1)، الصّلاة (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، يوم عاشوراء (1)

الفضل الثالث فضائل أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنة

الفصل الثالث فضائل أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنة المتتبع للنصوص الإسلامية قرآنا وسنة يجد وبوضوح أنه لم يرد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في أحد مثلما ورد في أهل البيت عليهم السلام من تعداد فضائلهم المتميزة ومناقبهم التي اختصوا بها من بين أفراد الأمة وحازوها من دونهم.
ومما لا شك فيه أن وصول هذا الكم الهائل من الروايات في فضل أهل البيت عليهم السلام وبيان منزلتهم رغم محاولات الطمس والتحريف والتغيير التي تعرضت لها تلك الروايات، يشير بوضوح إلي موقعهم الريادي في قيادة مسيرة الأمة وكونهم يحملون مؤهلات واستعدادات لتلك القيادة.
ونحن أمام هذه الكثافة الكبيرة من نصوص المناقب والفضائل الخاصة بأهل البيت عليهم السلام لا يسعنا إلا أن نقدم نماذج منها لتكون مؤشرات صريحة علي الخصوصية التي تميز بها أهل البيت عليهم السلام دون سائر الأمة، وذلك من خلال مبحثين.
(٩١)
صفحهمفاتيح البحث: فضائل أهل البيت عليهم السلام (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، القرآن الكريم (2)، الطهارة (1)

المبحث الأول: فضائل أهل البيت عليهم السلام في القران الكريم

المبحث الأول فضائل أهل البيت عليهم السلام في القرآن الكريم عرض الكتاب الكريم جوانب مهمة من فضائل أهل البيت عليهم السلام وموقعهم المتميز في حياة الأمة، فأكد علي حالة الاقتران بين الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله وسلم وأهل بيته المعصومين عليهم السلام، ومن الشواهد المتفق عليها آية المباهلة وآية التطهير، وأكد علي أهمية الولاء والحب لأهل البيت عليهم السلام وأوجبه علي المسلمين، كما جاء في آية المودة، وثمة مظاهر متعددة من فضائلهم ومناقبهم التي اختصوا بها تدل عليها الآيات الكثيرة النازلة في حقهم، والتي سنذكر بعضها في هذا المبحث:
١ - قوله تعالي: ﴿فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين﴾ (1).
جاء هذا الخطاب الإلهي علي أثر المحاجة بين الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم ووفد نصاري نجران الذين ادعوا الحق لأنفسهم والظهور علي الدين، فدعاهم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إلي المباهلة بناء علي هذه الآية المباركة، وكان نتيجة ذلك أن رد ادعاءهم إلي نحورهم، وأفحمهم بالحجة وغلبهم بالبرهان، فاختاروا الموادعة ودفع الجزية علي أن يباهلوا الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام بعد أن تيقنوا العذاب الأليم واللعنة الدائمة،
١) سورة آل عمران: ٣ - 61.
(٩٢)
صفحهمفاتيح البحث: فضائل أهل البيت عليهم السلام (2)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، آية المودة (1)، آية التطهير (1)، القرآن الكريم (1)، آية المباهلة (1)، الكرم، الكرامة (1)، العذاب، العذب (1)، سورة آل عمران (1)
والقصة أشهر من أن تذكر تفاصيلها وجزئياتها، فقد تكفلت كتب التاريخ والحديث والسيرة والتفسير ببيانها علي وجه التفصيل.
والذي يهمنا هنا هو بيان مصاديق هذه الآية المباركة الذين اصطفاهم الله تعالي لتلك المنازل العظمي، وبيان مدلولات هذا الاختيار الإلهي الهادف.
أجمعت كتب التفسير والحديث والسيرة علي أن الذين انتخبهم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بناء علي الأمر الإلهي كمصاديق للآية الكريمة هم علي وفاطمة والحسن والحسين ولا أحد سواهم (1).
فعن سعد بن أبي وقاص، قال: لما نزلت هذه الآية (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا عليهم السلام فقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي " (2).
وعن جابر بن عبد الله، قال: (أنفسنا وأنفسكم) رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وعلي، و (وأبناءنا) الحسن والحسين، و (نساءنا) فاطمة (3)، وروي
١) راجع: صحيح مسلم ٤: ١٨٧١. وسنن الترمذي ٥: ٢٢٥ - ٢٩٩٩. ومصابيح السنة ٤:
١٨٣ - ٤٧٩٥. والكامل في التاريخ ٢: ٢٩٣. وأسباب النزول للواحدي: ٦٠. وتفسير الرازي ٨: ٨١. وتفسير الزمخشري ١: ٣٦٨. وتفسير القرطبي ٤: ١٠٤. وتفسير الآلوسي ٣: ١٨٨ - ١٨٩. وتفسير النسفي ١: ٢٢١. وفتح القدير - الشوكاني ١: ٣٤٧.
ومعالم التنزيل - البغوي ١: ٤٨٠. وجامع الأصول ٩: ٤٧٠ - ٦٤٧٩ وغيرها كثير.
٢) مسند أحمد ١: ١٨٥. والمستدرك علي الصحيحين ٣: ١٥٠. وقال: صحيح علي شرط الشيخين، وصححه الذهبي أيضا. وفتح الباري ٧: ٦٠. وأسد الغابة ٤: ١٠٥.
والاستيعاب - ابن عبد البر ٣: ٣٧، وراجع المصادر المتقدمة.
٣) الدر المنثور ٢: ٣٨ - 39.
(٩٣)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، جابر بن عبد الله (1)، الكرم، الكرامة (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب فتح الباري (1)، الزمخشري (1)، كتاب صحيح مسلم (1)
نحوه عن الشعبي (1)، بل وروي ذلك نحو 24 بين صحابي وتابعي، وأكثر من (52) من رواة الحديث وعلماء التفسير (2).
وقال الزمخشري منبها إلي سبب تقديم الأبناء والنساء علي الأنفس في الآية المباركة: وقدمهم في الذكر علي الأنفس لينبه علي لطف مكانهم وقرب منزلتهم، بأنهم مقدمون علي الأنفس مندكون بها، وفيه دليل لا شئ أقوي منه علي فضل أصحاب الكساء، وفيه برهان واضح علي صحة نبوة النبي صلي الله عليه وآله وسلم (3).
أما الدلالات التي يحملها هذا النص القرآني، فهي:
الدلالة الأولي:
إن تعيين شخصيات المباهلة ليس حالة عفوية مرتجلة، وإنما هو اختيار إلهي هادف، وقد أجاب الرسول صلي الله عليه وآله وسلم حينما سئل عن هذا الاختيار بقوله: " لو علم الله تعالي أن في الأرض عبادا أكرم من علي وفاطمة والحسن والحسين، لأمرني أن أباهل بهم، ولكن أمرني بالمباهلة مع هؤلاء، فغلبت بهم النصاري ".
الدلالة الثانية:
إن ظاهرة الاقتران الدائم بين الرسول صلي الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام تعبر عن مضمون رسالي كبير يحمل دلالات فكرية وروحية وسياسية خطيرة،
١) أسباب النزول - الواحدي: ٥٩.
٢) راجع تشييد المراجعات 1: 344 - 348.
3) تفسير الكشاف 1: 369 - 370.
(٩٤)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، الزمخشري (1)، الكرم، الكرامة (1)، الإختيار، الخيار (1)، كتاب تفسير الكشاف للزمخشري (1)
فالمسألة ليست تكريسا للمفهوم القبلي الذي ألفته الذهنية العربية، بل هو الإعداد الرباني الهادف لصياغة الوجود الإمتدادي في حركة الرسالة، هذا الوجود الذي يمثله أهل البيت عليهم السلام بما يملكونه من إمكانات تؤهلهم لذلك.
الدلالة الثالثة:
لو حاولنا أن نستوعب مضمون المفردة القرآنية التي جاءت في هذا النص وهي قوله تعالي: (أنفسنا) لاستطعنا أن ندرك قيمة هذا النص في الأدلة المعتمدة لإثبات الإمامة.
إن هذه المفردة القرآنية تعتبر عليا عليه السلام الحالة التجسيدية الكاملة لشخصية الرسول صلي الله عليه وآله وسلم، نستثني النبوة التي تمنح لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم خصوصية لا يشاركه فيها أحد مهما كان موقعه، فعلي عليه السلام بما يملكه من هذه المصداقية الكاملة هو المؤهل الوحيد لتمثيل الرسول صلي الله عليه وآله وسلم في حياته وبعد مماته (1).
2 - قوله تعالي: (فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) (2).
فقد توافق المفسرون والمحدثون علي أن هذه الآيات نزلت في أهل البيت عليهم السلام خاصة، في قصة تصدق علي وفاطمة والحسنين عليهم السلام علي المسكين واليتيم والأسير، وظاهر من اللفظ القرآني أن الله تعالي بشرهم
1) التشيع - عبد الله الغريفي: 224.
2) سورة الإنسان: 76 - 11 - 12.
(٩٥)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الصبر (1)، سورة الإنسان (الدهر) (1)
بالجنة والرضوان (١).
٣ - قوله تعالي: ﴿إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾ (2)، ففي هذه الآية المباركة أوجب الله تعالي الصلاة علي الآل كما أوجبها علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم، وذلك يحكي عن حالة الاقتران بين النبي وآله كما شهدناه في آية التطهير والمودة.
وجاء في الصحيح المتفق عليه أنه قيل لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟
فقال صلي الله عليه وآله وسلم: " قولوا: اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد كما صليت علي إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك علي محمد وعلي آل محمد كما باركت علي إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد " (3).
وقد عبر الشافعي عن فرض الصلاة علي الآل بقوله:
يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله
١) راجع: تفسير الرازي ٣٠: ٢٤٣. وروح المعاني ٢٩: ١٥٧ - ١٥٨. وتفسير الكشاف ٤: ٦٧٠. وفتح القدير - الشوكاني ٥: ٣٤٩. ومعالم التنزيل - البغوي ٥: ٤٩٨.
وتفسير أبي السعود ٩: ٧٣. وتفسير البيضاوي ٢: ٥٢٥ - ٥٢٦. وتفسير النسفي ٣: ٦٢٨. وأسباب النزول - الواحدي: ٢٥١. ونور الأبصار: ١٠٢. والرياض النضرة ٢: ٢٢٧.
وروح البيان - الشيخ إسماعيل حقي ١٠: ٢٦٨.
٢) سورة الأحزاب: ٣٣ - ٥٦.
٣) صحيح البخاري ٦: ٢١٧ - ٢٩١. وصحيح مسلم ١: ٣٠٥ - ٤٠٥ و ٤٠٦. وسنن الترمذي ٥:
٣٥٩ - ٣٢٢٠. وسنن ابن ماجة ١: ٢٩٣ - ٩٠٤. ومسند أحمد ٥: ٣٥٣. وتفسير الرازي ٢٥: ٢٢٧. والمعجم الصغير - الطبراني 1: 180. والمعجم الأوسط - الطبراني 3: 88 - 2389 وغيرها كثير.
(٩٦)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، آية التطهير (1)، القرآن الكريم (1)، الصّلاة (5)، كتاب تفسير الكشاف للزمخشري (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، كتاب سنن إبن ماجة (1)، كتاب تفسير الرازي للرازي (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، الطبراني (2)، كتاب صحيح مسلم (1)، سورة الأحزاب (1)
كفاكم من عظيم الشأن أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له (١) ٤ - قوله تعالي: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا﴾ (٢).
فقد جاء عن الإمام الرضا عليه السلام، عن أبيه عن آبائه عن الإمام علي عليه السلام قال: " قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: من أحب أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقي ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليا وليأتم بالهداة من ولده " (٣).
كما ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في قوله تعالي: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) قال: " نحن حبل الله " (٤).
٥ - قوله تعالي: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾ (5).
جاء عن الإمام الباقر عليه السلام في هذه الآية قوله: " مع آل محمد عليهم السلام " (6).
وورد عن عبد الله بن عمر قوله في الآية: (اتقوا الله) قال: أمر الله أصحاب محمد بأجمعهم أن يخافوا الله ثم قال لهم: (كونوا مع الصادقين) يعني محمدا وأهل بيته (7).
١) الصواعق المحرقة: ١٤٨.
٢) سورة آل عمران: ٣ - ١٠٣.
٣) شواهد التنزيل ١: ١٦٨ - ١٧٧.
٤) خصائص الوحي المبين: ١٨٣ الفصل ١٥. وأمالي الطوسي ١: ٢٧٨ - ٥١.
٥) سورة التوبة: ٩ - ١١٩.
٦) ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق ٢: ٤٢١ - ٩٣٠.
٧) مناقب آل أبي طالب - ابن شهرآشوب ٣: ١١١، دار الأضواء - بيروت ط ٢. وتفسير البرهان ٢: ٨٦٥ - 9.
(٩٧)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عمر (1)، الصّلاة (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب خصائص الوحي المبين للحافظ ابن البطريق (1)، كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (1)، كتاب مناقب آل أبي طالب عليه السلام (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، مدينة بيروت (1)، سورة البراءة (1)، سورة آل عمران (1)، ابن شهرآشوب (1)

علي في القرآن

٦ - قوله تعالي: ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾ (١).
عن الإمام الباقر عليه السلام قال: " لما نزلت هذه الآية … قال علي عليه السلام: نحن أهل الذكر الذي عنانا الله جل وعلا في كتابه " (٢).
٧ - قوله تعالي: ﴿إنما أنت منذر ولكل قوم هاد﴾ (٣).
جاء عن الإمام أبي جعفر عليه السلام قوله في الآية: " رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم المنذر، ولكل زمان منا هاد يهديهم إلي ما جاء به نبي الله صلي الله عليه وآله وسلم، ثم الهداة من بعده علي ثم الأوصياء واحد بعد واحد " (٤).
٨ - قوله تعالي: ﴿وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم﴾ (5).
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: " الراسخون في العلم أمير المؤمنين والأئمة من بعده " (6).
علي عليه السلام في القرآن:
ويضاف إلي الآيات المفسرة في أهل البيت عليهم السلام ما اختص به أمير المؤمنين علي عليه السلام من الآيات الكثيرة التي بينت فضله ومنزلته وخصائصه ومكارم أخلاقه ووجوب إطاعته، وهي كثيرة عبر عنها حبر الأمة عبد الله
١) سورة النحل: ١٦ - ٤٣. وسورة الأنبياء: ٢١ - ٧.
٢) تفسير الطبري ١٤: ١٠٨. وخصائص الوحي المبين: ٢٢٩ فصل ٢٢.
٣) سورة الرعد: ١٣ - ٧.
٤) أصول الكافي ١: ١٩١ - ١٩٢ - ٢ باب أن الأئمة عليهم السلام هم الهداة.
٥) سورة آل عمران: ٣ - ٧.
٦) أصول الكافي ١: ٢١٣ - 3 باب أن الأئمة عليهم السلام هم الراسخون في العلم.
(٩٨)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (2)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، القرآن الكريم (1)، الوصية (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (2)، كتاب تفسير الطبري (1)، سورة الأنبياء (1)، سورة آل عمران (1)، سورة الرعد (1)، سورة النحل (1)
ابن عباس بقوله: ما نزل في أحد من كتاب الله تعالي ما نزل في علي (1).
وبقوله: ليست آية في كتاب الله (يا أيها الذين آمنوا) إلا وعلي أولها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد صلي الله عليه وآله وسلم ولم يذكر عليا إلا بخير. أخرجه الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس (2).
وبالنظر لكثرة الآيات النازلة فيه عليه السلام فقد اهتم قدامي المحدثين والمفسرين بإفراد موضوع ما نزل من القرآن في علي عليه السلام بالتصنيف والتأليف، كالجلودي والطبراني وأبي نعيم ومحمد بن مؤمن الشيرازي والحسكاني وأبي الفرج الأصفهاني والحبري والمرزباني وأبي إسحاق الثقفي وأبي جعفر القمي والمجاشعي وأبي عبد الله الخراساني وغيرهم (3).
وفيما يلي نذكر نخبة من آي القرآن الكريم النازلة في ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام خاصة:
1 - قوله تعالي: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
١) تاريخ الخلفاء - السيوطي: ١٨٩، دار التعاون - مكة المكرمة. ونور الأبصار:
٩٠.
٢) نور الأبصار: ٨٧ و ٩٠. وكفاية الطالب: ١٣٩. والرياض النضرة ٢: ٢٧٤.
وذخائر العقبي: ٣٨٩. ومجمع الزوائد ١: ٣١٧ و ٩: ١١٢. وترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق ٢: ٤٢٨ - ٤٣٠ - ٩٣٥ - ٩٣٩. وشواهد التنزيل ١: ٤٨ - ٥٤ - ٦٧ - ٨٥. ومناقب الخوارزمي: ١٨٨.
٣) أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربية - عبد العزيز الطباطبائي: ٤٤٤ - ٤٥٥، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم ط ١. والذريعة إلي تصانيف الشيعة - آقا بزرك الطهراني ١٩: ٢٨ - ٢٩، منشورات إسماعيليان - قم. والنور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في الإمام علي عليه السلام - أبو نعيم الأصبهاني: 14 - 19، وزارة الإرشاد الإسلامي - قم ط 1.
(٩٩)
صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، أبو طالب عليه السلام (1)، آية الإكمال (1)، عبد الله بن عباس (2)، أبو الفرج الإصبهاني (الإصفهاني) (1)، الطبراني (2)، القرآن الكريم (3)، محمد بن مؤمن (1)، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (2)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، الحافظ أبو نعيم (1)، كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، عبد العزيز (1)، الخوارزمي (1)
ورضيت لكم الإسلام دينا) (1) هذه الآية نزلت في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (فقد تعاضدت الروايات الصحيحة الأسانيد التي تصرح بنزول هذه الآية علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بعد المسير من حجة الوداع، وفي أثناء خطبة الغدير، وقد ثبت هذا من عدة طرق رجالها ثقات، عن عدد كبير من الصحابة، منهم علي بن أبي طالب عليه السلام، وعبد الله بن عباس، وأبو سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم، وسلمان الفارسي، وأبو ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، والمقداد بن الأسود، وأبو هريرة) (2).
وجاء فيها: أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم يوم دعا الناس إلي غدير خم، وذلك يوم الخميس، ثم دعا الناس إلي علي بن أبي طالب، فأخذ بضبعه فرفعها حتي نظر الناس إلي بياض إبطيه، وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله " ثم لم يتفرقا حتي نزلت هذه الآية: (اليوم أكملت لكم دينكم … ) فقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " الله أكبر علي إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضي الرب برسالتي والولاية لعلي " (3).
وسجل شاعر الرسول صلي الله عليه وآله وسلم حسان بن ثابت الأنصاري هذا الحدث التاريخي بكلمات من نور بعد أن استأذن الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله وسلم فأذن له،
١) سورة المائدة: ٥ - ٣.
٢) راجع منهج في الانتماء المذهبي - الأستاذ صائب عبد الحميد: ١٤٨، مركز الغدير - قم ط ٥.
٣) راجع مناقب الخوارزمي: ٨٠. ومقتل الإمام الحسين عليه السلام له أيضا: ٤٧.
وترجمة الإمام علي عليه السلام - ابن عساكر ٢: ٧٥ - ٥٧٧ - ٥٨٠. وتاريخ بغداد ٨:
٢٩٠. وتاريخ اليعقوبي ٢: ٤٣. وشواهد التنزيل: 157 - 210 - 215. ومناقب ابن المغازلي: 19. وتذكرة الخواص - ابن الجوزي: 29. وفرائد السمطين 1: 315. والدر المنثور - السيوطي 2: 259. والإتقان له أيضا 1: 75.
(١٠٠)
صفحهمفاتيح البحث: أبو طالب عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، أبوذر الغفاري (1)، عبد الله بن عباس (1)، أبو هريرة العجلي (1)، أبو سعيد الخدري (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، علي بن أبي طالب (1)، البراء بن عازب (1)، عمار بن ياسر (1)، حسان بن ثابت (1)، حجة الوداع (1)، زيد بن أرقم (1)، غدير خم (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، إبن عساكر (1)، سورة المائدة (1)، عبد الحميد (1)، الخوارزمي (1)
فقال حسان:
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالرسول مناديا يقول فمن مولاكم ووليكم * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا إنك مولانا وأنت ولينا * ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا فقال له قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أنصار صدق مواليا هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادي عليا معاديا (1) ومن قصيدة لأمير المؤمنين علي عليه السلام مطلعها:
محمد النبي أخي وصنوي * وحمزة سيد الشهداء عمي إلي أن يقول عليه السلام:
فأوجب لي الولاء معا عليكم * رسول الله يوم غدير خم فويل ثم ويل ثم ويل * لمن يلقي الإله غدا بظلمي (2)
١) الإرشاد - الشيخ المفيد ١: ١٧٧، مؤسسة آل البيت عليهم السلام - قم ط ١.
والفصول المختارة - الشيخ المفيد: ٢٠٩ و ٢٣٥، مكتبة الداوري - قم ط ٤. والأمالي - الصدوق: ٤٦٠ - ٣ المجلس ٨٤. والمناقب - الخوارزمي: ٨٠. ومقتل الإمام الحسين عليه السلام له أيضا: ٤٧. وتذكرة الخواص - ابن الجوزي: ٣٣. والمناقب - ابن شهرآشوب ٣: ٢٧. وكنز الفوائد - الكراجكي ١: ٢٦٨، دار الأضواء - بيروت. وكشف الغمة - الإربلي ١: ٣١٩. وإعلام الوري - الطبرسي ١: ٢٦٢. والطرائف - ابن طاووس:
١٤٦. وكفاية الطالب: ٦٤. وفرائد السمطين ١: ٧٣ - ٧٤. وأخرجها العلامة الأميني في الغدير ٢: ٣٤ من ٣٨ طريقا.
٢) كنز الفوائد - الكراجكي ١: ٢٦٦. وتذكرة الخواص - ابن الجوزي: ١٠٢. والاحتجاج - الطبرسي: ١٨٠. والفصول المهمة - ابن الصباغ: ٣٢. وروضة الواعظين: ٨٧. وكنز العمال ١٣: ١١٢. ومختصر تاريخ دمشق - ابن منظور ١٨: ٧٧. وأخرجها العلامة الأميني في الغدير ٢: ٢٥ من 37 طريقا.
(١٠١)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، غدير خم (1)، التصديق (1)، الشهادة (1)، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب الإرشاد للشيخ المفيد (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (2)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب إعلام الوري بأعلام الهدي (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، مدينة بيروت (1)، الشيخ المفيد (قدس سره) (1)، الشيخ الصدوق (1)، ابن شهرآشوب (1)، الخوارزمي (1)، دمشق (1)
٢ - قوله تعالي: ﴿يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس﴾ (١) وهذه الآية، نزلت في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وبنفس المناسبة التي نزلت فيها الآية الأولي، فقد روي الواحدي بالإسناد عن أبي سعيد الخدري، قال: نزلت هذه الآية يوم غدير خم في علي بن أبي طالب رضي الله عنه (٢).
وروي السيوطي والشوكاني عن ابن مسعود أنه قال: كنا نقرأ علي عهد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) أن عليا مولي المؤمنين (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) (٣).
٣ - قوله تعالي: ﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون﴾ (4)، هذه الآية نزلت في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام أيضا، فقد أكدت أكثر كتب التفسير علي نزول هذه الآية في الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام حين تصدق بخاتمه وهو راكع في صلاته (5)، ومعني الولي في هذه الآية لا يكاد ينصرف عن المعني المتبادر وهو مالك
١) سورة المائدة: ٥ - ٦٧.
٢) أسباب النزول: ١١٥.
٣) الدر المنثور ٢: ٢٩٨. وفتح القدير - الشوكاني ٢: ٦٠.
٤) سورة المائدة: ٥ - ٥٥.
٥) أسباب النزول - الواحدي ٣: ١١٤. ولباب النقول في أسباب النزول - السيوطي: ٨١. وتفسير أبي السعود ٣: ٥٢. والكشاف - الزمخشري ١: ٦٤٩. ومعالم التنزيل - البغوي ٢: ٢٧٢. وجامع الأصول - الجزري ٨: ٦٦٤ - ٦٥١٥ وسائر مصنفات المناقب والتفاسير.
(١٠٢)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، جلال الدين السيوطي الشافعي (2)، أبو سعيد الخدري (1)، غدير خم (1)، الزكاة (1)، الصّلاة (1)، كتاب تفسير الكشاف للزمخشري (1)، سورة المائدة (2)
الأمر والأولي بالتصرف، أي من له صلاحية الولاية علي أمور الناس والأولي بها منهم، وهو الإمام، وهي نص صريح علي إمامة أمير المؤمنين عليه السلام بعد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، وأنشأ حسان بن ثابت في هذا المعني قائلا:
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي * وكل بطئ في الهدي ومسارع أيذهب مدحي والمحبين ضائعا * وما المدح في جنب الإله بضائع فأنت الذي أعطيت إذ أنت راكع * فدتك نفوس القوم يا خير راكع فأنزل فيك الله خير ولاية * وبينها في محكمات الشرائع (١) ٤ - قوله تعالي: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ (2).
جاء في كتب التفسير والسيرة في سبب نزول هذه الآية: أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم دعا بني عبد المطلب وأولم لهم، ثم توجه إليهم قائلا: " يا بني عبد المطلب، والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به، إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالي أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني علي هذا الأمر، علي أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ " فأحجم القوم عنها جميعا، فقال علي عليه السلام أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ صلي الله عليه وآله وسلم برقبته، ثم قال: " إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا " (3).
١) الغدير - العلامة الأميني ٢: ٥٢. كما ذكرت الأبيات في فرائد السمطين ١:
١٨٩ - ١٩٠. والمناقب - الخوارزمي ١٨٦. وتذكرة الخواص - ابن الجوزي: ١٥. وكفاية الطالب: ٢٢٨ وبألفاظ أخري.
٢) سورة الشعراء: ٢٦ - ٢١٤.
٣) تاريخ الطبري ٢: ٢١٧. والسيرة الحلبية - علي بن إبراهيم الحلبي الشافعي ١:
٢٨٦، دار إحياء التراث العربي - المكتبة الإسلامية - بيروت. ومعالم التنزيل - البغوي ٤: ٢٧٨.
وشرح ابن أبي الحديد ١٣: ٢١٠. وكنز العمال ١٣: ١٣١ - 36469.
(١٠٣)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، حديث الدار (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، حسان بن ثابت (1)، الجنابة (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب الغدير للعلامة الأميني (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، مدينة بيروت (1)، علي بن إبراهيم (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، سورة الشعراء (1)، الخوارزمي (1)

المبحث الثاني: فضائل أهل البيت عليهم السلام في السنة المطهرة

والآيات النازلة في شأن أمير المؤمنين علي عليه السلام كثيرة، لا يسعنا الإحاطة بها في هذا المختصر، ومن أراد المزيد فليرجع إلي الكتب المصنفة في هذا الموضوع (1).
المبحث الثاني فضائل أهل البيت عليهم السلام في السنة المطهرة لم يرد في السنة المباركة في فضل أحد مثلما ورد في أهل البيت عليهم السلام من الأحاديث الصحيحة والمتواترة التي تصرح بخصائص تفردوا بها وفضائل لا يشاركهم فيها أحد، فهم سفن النجاة وأزمة الحق وألسنة الصدق وأمان الأمة والعروة الوثقي ودعائم الدين وأبواب العلم.. إلي آخر الصفات التي تصرح بها الأحاديث النبوية.
ولم يكن تأكيد الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم علي تلك الخصائص والصفات منطلقا من بواعث ذاتية أو عاطفية، بل أنه يعبر عن تأصيل المبدأ القيادي للأمة بعد الرسول صلي الله عليه وآله وسلم، وذلك يتضح من جملة الظواهر المستمدة من النصوص الحديثية، كالتأكيد علي حالة الاقتران بين الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله وسلم وبين أهل البيت عليهم السلام، والاقتران بين الكتاب الكريم وأهل البيت عليهم السلام، ولزوم التمسك بهم والاقتداء بنهجهم، وتأكيد الحب والموالاة لهم، وبيان
١) راجع شواهد التنزيل - الحاكم الحسكاني، وتفسير الحبري، وخصائص الوحي المبين - ابن البطريق.
(١٠٤)
صفحهمفاتيح البحث: فضائل أهل البيت عليهم السلام (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، الكرم، الكرامة (1)، الصدق (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، ابن البطريق (1)
الموقع المتميز لهم دون سائر أفراد الأمة، كما هو واضح في حديث الثقلين وحديث السفينة وحديث الكساء والمنزلة وغيرها..
وفيما يلي نورد طائفة من هذه الأحاديث المتفق عليها عند الفريقين:
1 - قال صلي الله عليه وآله وسلم: " إني تارك فيكم الثقلين، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتي يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما " (1).
2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق " (2).
3 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان
١) أخرج هذا الحديث بهذا اللفظ وبألفاظ أخري متواترة معني في صحيح مسلم ٤: ١٨٧٣ - ٢٤٠٨ و ٥: ٦٦٣ - ٣٧٨٦ و ٣٧٨٨. والمستدرك - الحاكم ٣: ١٤٨. ومسند أحمد ٣: ١٤ و ١٧ و ٢٦ و ٥٩، ٤: ٣٧١، ٥: ١٨٢ و ١٨٩. وفي فضائل الصحابة - أحمد بن حنبل ٢: ٦٠٣ - ١٠٣٥. والخصائص - النسائي: ٢١. ومصابيح السنة ٤: ١٨٥ - ٤٨٠٠ و ١٩٠ - ٤٨١٦.
ومجمع الزوائد ٩: ١٦٣ - ١٦٤. والجامع الصغير - السيوطي ١: ٢٤٤ - ١٦٠٨. والصواعق المحرقة - ابن حجر: ٧٥ و ٨٩. والخصائص الكبري - السيوطي ٢: ٢٦٦. وتفسير الدر المنثور - السيوطي ٢: ٦٠. وتفسير الرازي ٨: ١٦٣. وحلية الأولياء ١: ٣٥٥.
وسنن البيهقي ٢: ١٤٨ و ٧: ٣٠. وأسد الغابة ٢: ١٣. وتاريخ بغداد ٨: ٤٤٢.
والمعجم الكبير - الطبراني ٣: ٢٠١ - ٣٠٥٢ وغيرها كثير.
٢) المستدرك - الحاكم ٢: ٣٤٣ وصححه علي شرط مسلم و ٣: ١٥١. والخصائص الكبري - السيوطي ٢: ٢٦٦. والجامع الصغير - السيوطي ٢: ٥٣٣ - ٨١٦٢. وروح المعاني - الآلوسي ٢٥: ٣٢. وتفسير ابن كثير ٤: ١٢٣. وتاريخ بغداد ١٢: ٩١. وحلية الأولياء ٤: ٣٠٦. والصواعق المحرقة: ١٨٤ و ٢٣٤. ومجمع الزوائد ٩: ١٦٨. وذخائر العقبي: ١٢٠. وكفاية الطالب: 378. ونور الأبصار: 104 وغيرها.
(١٠٥)
صفحهمفاتيح البحث: حديث الكساء (1)، حديث الثقلين (2)، السفينة (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (2)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (2)، كتاب تفسير ابن كثير (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (5)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، الطبراني (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، أحمد بن حنبل (1)
لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا، فصاروا حزب إبليس " (1).
4 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام: " أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم " (2).
وفي لفظ آخر: " أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم " (3).
5 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم وقد جلس مع علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام: " اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم عاد من عاداهم ووال من والاهم " (4).
6 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني
١) مستدرك الحاكم ٣: ١٤٩ وصححه. والخصائص الكبري - السيوطي ٢: ٢٦٦. وفضائل الصحابة - أحمد بن حنبل ٣: ٦٧١ - ١١٤٥. والصواعق المحرقة: ١١١ و ١٤٠. وذخائر العقبي: ١٧. وكنز العمال ١٢: ٩٦ - ٣٤١٥٥ و ١٠١ - ٣٤١٨٨ و ١٠٢ - ٣٤١٨٩. والجامع الصغير - السيوطي ٢: ٦٨٠ - ٩٣١٣. ومجمع الزوائد ٩: ١٧٤. وفيض القدير ٦: ٢٩٧ وغيرها.
٢) سنن الترمذي ٥: ٦٩٩ - ٣٨٧٠. ومستدرك الحاكم ٣: ١٤٩. وسنن ابن ماجة ١: ٥٢ - ١٤٥. ومسند أحمد ٢: ٤٤٢. وأسد الغابة ٧: ٢٢٥. ومجمع الزوائد ٩: ١٦٩.
ومصابيح السنة ٤: ١٩٠. والصواعق المحرقة: ١٨٧. والرياض النضرة ٣: ١٥٤.
وشواهد التنزيل ٢: ٢٧. ومناقب الخوارزمي: ٩١. والمعجم الكبير - الطبراني ٣: ٣٠ - ٢٦١٩. وكنز العمال ٦: ٢١٦. وصحيح ابن حبان ٧: ١٠٢ وغيرها.
٣) مسند أحمد ٢: ٤٤٢. ومستدرك الحاكم ٣: ١٦١. وتاريخ بغداد ٧: ١٣٧. والمعجم الكبير - الطبراني ٣: ٣١ - ٢٦٢١. والبداية والنهاية ٨: ٣٦. وسير أعلام النبلاء ٢: ١٢٢ و ١٢٥. وتأريخ الإسلام ٣: ٤٥ وغيرها.
٤) التاريخ الكبير - البخاري ٢: ٦٩ - ٧٠. ومسند أبي يعلي ١٢: ٣٨٣ - ٦٩٥١. ومجمع الزوائد ٩: ١٦٦ - 167 وقال: إسناده جيد.
(١٠٦)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الحرب (2)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (3)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (2)، كتاب سنن إبن ماجة (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (2)، كتاب البداية والنهاية (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (2)، كتاب الصواعق المحرقة (2)، الطبراني (2)، التاريخ الإسلامي (1)، أحمد بن حنبل (1)، الخوارزمي (1)
إسرائيل، من دخله غفر له " (1).
7 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد " (2).
8 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم موصيا: " أنشدكم الله في أهل بيتي " (3).
9 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " من حفظني في أهل بيتي فقد اتخذ عند الله عهدا " (4).
10 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " من أحب أن يبارك له في أجله وأن يمتعه الله بما خوله، فليخلفني في أهلي خلافة حسنة " (5).
11 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " أخلفوني في أهل بيتي " (6).
12 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " استوصوا بأهل بيتي خيرا، فأني أخاصمكم عنهم غدا، ومن أكن خصمه أخصمه، ومن أخصمه دخل النار " (7).
١) المعجم الأوسط - الطبراني ٦: ١٤٧ - ٥٨٧٠. والمعجم الصغير له أيضا ٢: ٢٢.
والصواعق المحرقة - ابن حجر: ١٥٢. وكفاية الطالب: ٣٧٨. ومجمع الزوائد ٩: ١٦٨ وغيرها.
٢) فردوس الديلمي ٤: ٢٨٣ - ٦٨٣٨. وذخائر العقبي: ١٧. وكنز العمال ٦: ٢١٨. وكنوز الحقائق - عبد الرؤوف المناوي: ١٥٣، دار الكتب العلمية - بيروت. وفرائد السمطين ١:
٤٥.
٣) المعجم الكبير ٥: ١٨٣ - ٥٠٢٧. وكنز العمال ١٣: ٦٤٠ - ٣٧٦١٩. وإحقاق الحق - نور الله الحسيني التستري ٩: ٤٣٤.
٤) ذخائر العقبي: ١٨. وينابيع المودة ٢: ١١٤ - ٣٢٣. وإحقاق الحق ٩: ٤١٨.
٥) كنز العمال ١٢: ٩٩ - ٣٤١٧١.
٦) الصواعق المحرقة: ١٥٠. والجامع الصغير ١: ٥٠ - ٣٠٢. ومجمع الزوائد ٩: ١٦٣.
وينابيع المودة ١: ١٢٦ - ٦٢.
٧) الصواعق المحرقة: ١٥٠، ذخائر العقبي: ١٨٠.
(١٠٧)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (3)، كتاب ينابيع المودة (2)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب ذخائر العقبي (3)، كتاب الصواعق المحرقة (3)، الطبراني (1)، مدينة بيروت (1)

فضائل أمير المؤمنين عليه السلام

فضائل أمير المؤمنين عليه السلام:
اختص أمير المؤمنين علي عليه السلام بفضائل لا تداني ومنزلة لا تضاهي، فهو أخو رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وأول من آمن به وصدقه، وأحب الناس إلي الله تعالي وإلي رسوله صلي الله عليه وآله وسلم، وهو وصي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ووارثه وصفيه ووزيره وباب مدينة العلم وولي كل مؤمن بعده.
وفضائله المبينة عن منزلته السامية عند الله تعالي كثيرة تفوق حد الإحصاء، أفردها كثير من العلماء والمحدثين بالتصنيف والتأليف (1).
روي الحاكم بإسناده عن أحمد بن حنبل، قال: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم من الفضائل أكثر ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه السلام (2).
ورواه ابن عساكر (3)، وابن حجر، وقال الأخير: وكذا قال النسائي وغير واحد (4).
وقال ابن أبي الحديد: اعلم أن أمير المؤمنين عليه السلام لو فخر بنفسه، وبالغ في تعديد مناقبه وفضائله بفصاحته التي آتاه الله تعالي إياها واختصه بها، وساعده علي ذلك فصحاء العرب كافة، لم يبلغوا إلي معشار ما نطق به الرسول الصادق صلوات الله عليه في أمره (5).
١) كالسيد الرضي في الخصائص. وابن المغازلي في المناقب. والخوارزمي في المناقب وغيرهم.
٢) المستدرك علي الصحيحين ٣: ١٠٧.
٣) ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق ٣: ٨٣ - ١١٧. وطبقات الحنابلة - أبو يعلي ١: ٣١٩، دار المعرفة - بيروت. والاستيعاب ٣: ٥١.
٤) تهذيب التهذيب ٧: ٣٣٩.
5) شرح ابن أبي الحديد 9: 166.
(١٠٨)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (5)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، إبن أبي الحديد المعتزلي (2)، إبن عساكر (1)، أحمد بن حنبل (1)، الصدق (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (1)، المذهب الحنبلي (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، الخوارزمي (1)
وفيما يلي بعض تلك الفضائل التي اختص بها أمير المؤمنين عليه السلام من بين أفراد الأمة:
1 - إنه أحب الخلق إلي الله تعالي، وذلك في حديث الطائر المشهور المتواتر، وقد أوردناه في المبحث الثاني من الفصل الثاني صفحة (62) مع مصادره، فراجع.
2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم مخاطبا أمير المؤمنين علي عليه السلام: " أنت مني بمنزلة هارون من موسي، إلا أنه لا نبي بعدي " (1).
والظاهر من القرآن الكريم أن هارون كان وزير موسي عليه السلام وخليفته في قومه (2)، وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام، فهو نص صريح في خلافته عليه السلام.
3 - ولعل حديث الراية في يوم خيبر ومجيئه بالفتح والظفر، هو أربي فضائله عليه السلام، وقد مر نصه في المبحث الثاني من الفصل الثاني صفحة (63) مع جملة من مصادره، فراجع.
4 - وفي تبليغ سورة براءة، بعث رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أبا بكر إلي أهل مكة، فسار بها ثلاثا، ثم قال لعلي عليه السلام: " الحقه، فرد علي أبا بكر، وبلغها أنت " ففعل وأخذها منه وسار إلي مكة، ورجع أبو بكر إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم قائلا: يا رسول الله، أحدث في شئ؟ قال صلي الله عليه وآله وسلم: " لا، ولكن أمرت أن لا يبلغها
١) صحيح البخاري ٥: ٨٩ - ٢٠٢. وصحيح مسلم ٤: ١٨٧٠ - ٢٤٠٤. وسنن الترمذي ٥:
٦٤٠ - 3730. والمستدرك للحاكم 2: 337. ومسند أحمد 1: 173 و 175 و 182 و 184.
ومصابيح السنة 4: 170 - 4762. وجامع الأصول 8: 649 - 6489 و 6490 و 6491 ولا يكاد يخلو منه مصدر من مصادر الحديث.
2) راجع: سورة طه: 20 - 29 - 32. وسورة الفرقان: 25 - 35. وسورة الأعراف: 7 - 142.
(١٠٩)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، القرآن الكريم (1)، خيبر (1)، الطيران، الطير (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، سورة الأعراف (1)، سورة الفرقان (1)، سورة طه (1)
إلا أنا أو رجل مني " وفي رواية: " لا يبلغ عني إلا أنا، أو رجل مني " (1).
5 - ودعا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام يوم الطائف فانتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه مع ابن عمه، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " ما أنا انتجيته، ولكن الله انتجاه " (2) ".
6 - وفي حديث سد الأبواب الشارعة في مسجد النبي، قال صلي الله عليه وآله وسلم:
" سدوا الأبواب إلا باب علي " فتكلم الناس بذلك، فقال صلي الله عليه وآله وسلم:
" أما بعد، فإني أمرت بسد هذه الأبواب إلا باب علي، وقال فيه قائلكم، والله ما سددته ولا فتحته، ولكن أمرت فاتبعته " (3).
7 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب " (4)، وفي لفظ آخر " أنا دار الحكمة وعلي بابها " (5).
١) مسند أحمد ١: ٣ و ٣٣١، ٣: ٢١٢ و ٢٨٣، ٤: ١٦٤ و ١٦٥. وسنن الترمذي ٥: ٦٣٦ - ٣٧١٩. وجامع الأصول ٨: ٦٦٠ - ٦٥٠٨. ومجمع الزوائد ٩: ١١٩. والصواعق المحرقة:
١٢٢. والجامع الصغير ٢: ١٧٧ - ٥٥٩٥. والبداية والنهاية ٧: ٣٧٠. وتفسير الطبري ١٠: ٤٦ وغيرها.
٢) سنن الترمذي ٥: ٦٣٩ - ٣٧٢٦. ومصابيح السنة ٤: ١٧٥ - ٤٧٧٣. وجامع الأصول ٩: ٦٤٩٣. والرياض النضرة ٣: ١٧٠. والبداية والنهاية ٧: ٣٦٩ وغيرها كثير.
٣) سنن الترمذي ٥: ٦٤١ - ٢٧٣٢. ومسند أحمد ١: ٣٣١. وفتح الباري ٧: ١٣.
والمستدرك ٣: ١٢٥. ومجمع الزوائد ٩: ١١٤. والرياض النضرة ٣: ١٥٨. وجامع الأصول ٨: ٦٥٩ - ٦٥٠٦. والبداية والنهاية ٧: ٣٥٥، وجميع كتب المناقب.
٤) مستدرك الحاكم ٣: ١٢٦ و ١٢٧ وصححه. وجامع الأصول ٨: ٦٥٧ - ٦٥٠١. والبداية والنهاية ٧: ٣٧٢. وتاريخ بغداد ١١: ٤٩ - ٥٠ وأثبت صحته. والصواعق المحرقة: ١٢٢ وغيرها.
٥) سنن الترمذي ٥: ٦٣٧ - ٣٧٢٣. ومصابيح السنة ٤: ١٧٤ - ٤٧٧٢. والجامع الصغير ١: ٤١٥ - ٢٧٠٤. والبداية والنهاية ٧: ٣٧٢. وحلية الأولياء 1: 64 وغيرها.
(١١٠)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، حديث مدينة العلم (1)، المسجد النبوي الشريف (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (2)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2)، كتاب البداية والنهاية (4)، كتاب تفسير الطبري (1)، كتاب الصواعق المحرقة (2)، كتاب فتح الباري (1)
8 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي " (1).
9 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " لكل نبي وصي ووارث، وإن عليا وصيي ووارثي " (2).
10 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " من آذي عليا فقد آذاني " (3).
فهذه النصوص النبوية وغيرها الكثير، دلائل بينة تحكي عن فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام علي جميع أفراد الأمة، وكونه المؤهل لتسنم الدور القيادي في حياة الأمة وتحمل أعباء الرسالة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.
١) مسند أحمد ٤: ٤٣٩، وسنن الترمذي ٥: ٦٣٢ - ٣٧١٢، وخصائص النسائي: ٦٣ و ٧٥ والمصنف - ابن أي شيبة ٧: ٥٠٤ - ٥٨، دار الفكر - بيروت ط ١. والمعجم الكبير - الطبراني ١٨: ١٢٨ - ٢٦٥. وجامع الأصول ٨: ٦٥٢ - ٦٤٩٣.
٢) ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ ابن عساكر ٣: ٥ - ١٠٣٠ و ١٠٣١. والرياض النضرة ٣: ١٣٨. وذخائر العقبي: ٧١. ومناقب الخوارزمي: ٤٢. والفردوس - الديلمي ٣: ٣٣٦ - ٥٠٠٩. ومناقب ابن المغازلي: ٢٠١ - ٢٣٨. وكفاية الطالب: ٢٦٠.
٣) مسند أحمد ٣: ٤٨٣. ومستدرك الحاكم ٣: ١٢٢ وصححه. ودلائل النبوة - البيهقي ٥: ٣٩٥. والجامع الصغير ٢: ٥٤٧ - ٨٢٦٦. ومجمع الزوائد ٩: ١٢٩. والبداية والنهاية ٧: ٣٥٩. والرياض النضرة 3: 121. والصواعق المحرقة: 123 وغيرها.
(١١١)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، أبو طالب عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (2)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب الخصائص للنسائي (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، الطبراني (1)، إبن المغازلي (1)، مدينة بيروت (1)، إبن عساكر (1)، الخوارزمي (1)

الفضل الرابع معطيات حب أهل البيت عليهم السلام

الفصل الرابع معطيات حب أهل البيت عليهم السلام حب أهل البيت عليهم السلام مبدأ رسالي يتضمن أبعادا مهمة وخطيرة، لها آثارها في حياة الفرد المسلم وحياة المجتمع الإسلامي، فحبهم لم يكن مجرد علاقة قلبية أو ارتباط عاطفي يشدنا إلي أفراد معينين لأنهم قربي النبي صلي الله عليه وآله وسلم وعترته، بل إنه تعلق بحبل الله الممدود من السماء إلي الأرض بعد النبي صلي الله عليه وآله وسلم والذي يتحقق من خلاله ارتباط حياة الفرد والمجتمع بتعاليم السماء وبإرادة الخالق العزيز، ذلك لأنهم عليهم السلام يمثلون الثقل الإلهي في الأرض وهم آيات الله والدالون عليه وفيهم تتجسد الصفات والكمالات التي يريدها الله تعالي.
فحبهم يمثل في الواقع حب لله وللقيم الربانية والكمالات الإلهية، وهو يسمو بالمؤمن في مدارج الوصول إلي الكمال الذي يريده الله سبحانه.
ومن جانب آخر فإن حبهم عليهم السلام يضمن سلامة الطريق المؤدي إلي الأهداف التي تريدها الرسالة الإسلامية، ذلك لأنهم النبع الصافي والمصدر الأمين لأحكام الرسالة ومفاهيمها والانفتاح علي قيمها
(١١٣)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، العزّة (1)

(1) حب أهل البيت عليهم السلام حب لله وفي الله

الأخلاقية وعطاءاتها التربوية، وبذلك فإن مودة أهل البيت عليهم السلام ضمان لصيانة الشريعة الإسلامية وخط الرسالة المحمدية وأفكارها وحفظ الأمة من الانحراف كي تسير في السبيل المستقيم الذي يؤمن لها الخير والكمال.
وفيما يلي أهم الآثار المترتبة علي حب أهل البيت عليهم السلام عترة النبي المصطفي المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) والمعطيات الدنيوية والأخروية لمودتهم وفقا لما جاء في النصوص الإسلامية:
١ - حب أهل البيت عليهم السلام حب لله وفي الله:
إن حب أهل البيت عليهم السلام يجسد حب الله تعالي وحب رسوله صلي الله عليه وآله وسلم في أجلي صوره، وذلك غاية أمل المؤمنين، قال تعالي: ﴿والذين آمنوا أشد حبا لله﴾ (١). وقال تعالي: ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله﴾ (2).
وقد تقدم في الفصل الثاني ما يدل علي أن حبهم عليهم السلام هو حب الله سبحانه ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم.
كما أن حبهم عليهم السلام من أكبر المصاديق للحب في الله، لأنه حب يتوجه إلي أفراد يحبهم الله ويندب إلي حبهم، وبغض أعدائهم يجسد البغض في الله، لأنه بغض يتوجه إلي أفراد يبغضهم الله ويأمر ببغضهم، وذلك حقيقة الإيمان وأوثق عراه، قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " أوثق عري الإيمان الحب والبغض في الله " (3).
١) سورة البقرة: ٢ - ١٦٥.
٢) سورة آل عمران: ٣ - ٣١.
٣) الكافي ٢: ١٢٥ - ١٢٦ - ٦. وكنز العمال ١: ٤٣ - 105 وبنحوه 9: 6 - 24657.
(١١٤)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (4)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، الصّلاة (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، سورة آل عمران (1)، سورة البقرة (1)

(2) معرفة الحق والسلامة من الانحراف

وعندما يكون حبهم عليهم السلام لله ننال به سعادة الدارين والقرب من منازل الصالحين، قال الإمام الحسين عليه السلام: " من أحبنا للدنيا، فإن صاحب الدنيا يحبه البر والفاجر، ومن أحبنا لله كنا نحن وهو يوم القيامة كهاتين " وقرن بين سبابتيه (1).
2 - معرفة الحق والسلامة من الانحراف:
لا ريب أن الفرد المسلم بحاجة إلي المنهل الرائق والنبع الأصيل الذي يضمن له معرفة الحق من الباطل ويحقق له أقرب الطرق التي تؤمن الوصول إلي خير الدنيا والآخرة، وبما أن الإنسان يميل إلي الأخذ ممن أحب وممن تعلق قلبه به، فإن من يهوي أهل البيت عليهم السلام سوف يأخذ العلم من أهله، والدين من محله، والتنزيل من منزله، والاعتقاد من أصله، وبذلك تكون محبتهم عليهم السلام وقاء وعاصما من الانحراف في تيارات الباطل والفرق الضالة، وتكون فيصلا للدين الحق عن تمويهات المبطلين وتشبيهات المغرضين.
3 - استكمال الدين:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: حب أهل بيتي وذريتي استكمال الدين (2).
4 - طاعة الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم:
إن حب أهل البيت عليهم السلام والتمسك بولائهم هو أمر إلهي ورد في الكتاب الكريم وعلي لسان الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله وسلم كما تقدم في الفصل الثاني من
1) المعجم الكبير - الطبراني 3: 134 - 2880.
2) أمالي الصدوق: 161 - 1.
(١١٥)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، يوم القيامة (1)، الباطل، الإبطال (2)، كتاب أمالي الصدوق (1)، الطبراني (1)

(3) استكمال الدين

وعندما يكون حبهم عليهم السلام لله ننال به سعادة الدارين والقرب من منازل الصالحين، قال الإمام الحسين عليه السلام: " من أحبنا للدنيا، فإن صاحب الدنيا يحبه البر والفاجر، ومن أحبنا لله كنا نحن وهو يوم القيامة كهاتين " وقرن بين سبابتيه (1).
2 - معرفة الحق والسلامة من الانحراف:
لا ريب أن الفرد المسلم بحاجة إلي المنهل الرائق والنبع الأصيل الذي يضمن له معرفة الحق من الباطل ويحقق له أقرب الطرق التي تؤمن الوصول إلي خير الدنيا والآخرة، وبما أن الإنسان يميل إلي الأخذ ممن أحب وممن تعلق قلبه به، فإن من يهوي أهل البيت عليهم السلام سوف يأخذ العلم من أهله، والدين من محله، والتنزيل من منزله، والاعتقاد من أصله، وبذلك تكون محبتهم عليهم السلام وقاء وعاصما من الانحراف في تيارات الباطل والفرق الضالة، وتكون فيصلا للدين الحق عن تمويهات المبطلين وتشبيهات المغرضين.
3 - استكمال الدين:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: حب أهل بيتي وذريتي استكمال الدين (2).
4 - طاعة الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم:
إن حب أهل البيت عليهم السلام والتمسك بولائهم هو أمر إلهي ورد في الكتاب الكريم وعلي لسان الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله وسلم كما تقدم في الفصل الثاني من
1) المعجم الكبير - الطبراني 3: 134 - 2880.
2) أمالي الصدوق: 161 - 1.
(١١٥)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، يوم القيامة (1)، الباطل، الإبطال (2)، كتاب أمالي الصدوق (1)، الطبراني (1)

(4) طاعة الله تعالي وسوله صلي الله عليه وآله وسلم

وعندما يكون حبهم عليهم السلام لله ننال به سعادة الدارين والقرب من منازل الصالحين، قال الإمام الحسين عليه السلام: " من أحبنا للدنيا، فإن صاحب الدنيا يحبه البر والفاجر، ومن أحبنا لله كنا نحن وهو يوم القيامة كهاتين " وقرن بين سبابتيه (1).
2 - معرفة الحق والسلامة من الانحراف:
لا ريب أن الفرد المسلم بحاجة إلي المنهل الرائق والنبع الأصيل الذي يضمن له معرفة الحق من الباطل ويحقق له أقرب الطرق التي تؤمن الوصول إلي خير الدنيا والآخرة، وبما أن الإنسان يميل إلي الأخذ ممن أحب وممن تعلق قلبه به، فإن من يهوي أهل البيت عليهم السلام سوف يأخذ العلم من أهله، والدين من محله، والتنزيل من منزله، والاعتقاد من أصله، وبذلك تكون محبتهم عليهم السلام وقاء وعاصما من الانحراف في تيارات الباطل والفرق الضالة، وتكون فيصلا للدين الحق عن تمويهات المبطلين وتشبيهات المغرضين.
3 - استكمال الدين:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: حب أهل بيتي وذريتي استكمال الدين (2).
4 - طاعة الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم:
إن حب أهل البيت عليهم السلام والتمسك بولائهم هو أمر إلهي ورد في الكتاب الكريم وعلي لسان الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله وسلم كما تقدم في الفصل الثاني من
1) المعجم الكبير - الطبراني 3: 134 - 2880.
2) أمالي الصدوق: 161 - 1.
(١١٥)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، يوم القيامة (1)، الباطل، الإبطال (2)، كتاب أمالي الصدوق (1)، الطبراني (1)

(5) التمسك بالعروة الوثقي

هذا البحث، وعليه فإن محبتهم طاعة لله تعالي وللرسول صلي الله عليه وآله وسلم: ﴿ ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما﴾ (١).
٥ - التمسك بالعروة الوثقي:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم مخاطبا أمير المؤمنين علي عليه السلام: " يا علي، من أحبكم وتمسك بكم، فقد تمسك بالعروة الوثقي " (٢).
وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقي، فليتمسك بحب علي وأهل بيتي " (٣).
وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: " العروة الوثقي المودة لآل محمد صلي الله عليه وآله وسلم " (٤).
٦ - اطمئنان القلب وطهارته:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: " إن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لما نزلت هذه الآية ﴿ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ (5) قال: ذاك من أحب الله ورسوله، وأحب أهل بيتي صادقا غير كاذب، وأحب المؤمنين شاهدا وغائبا، ألا بذكر الله يتحابون " (6).
وقال الإمام الباقر عليه السلام: " لا يحبنا عبد ويتولانا حتي يطهر الله قلبه، ولا
١) سورة الأحزاب: ٣٣ - ٧١.
٢) كفاية الأثر: ٧١. وإرشاد القلوب - الديلمي: ٤١٥، منشورات الشريف الرضي - قم ط ٢.
٣) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٥٨ - ٢١٦. وينابيع المودة ٢: ٢٦٨ - ٧٦١.
٤) ينابيع المودة ١: ٣٣١ - ٢.
٥) سورة الرعد: ١٣ - ٢٨.
٦) كنز العمال ٢: ٤٤٢ - ٤٤٤٨. والدر المنثور ٤: ٦٤٢ عن ابن مردويه. والجعفريات: 224.
(١١٦)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، الشهادة (1)، كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام (1)، كتاب كفاية الأثر للخزار (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب ينابيع المودة (2)، كتاب ارشاد القلوب (1)، سورة الأحزاب (1)، الشريف الرضي، أبو الحسن محمد بن الحسين (1)، سورة الرعد (1)

(6) اطمئنان القلب وطهارته

هذا البحث، وعليه فإن محبتهم طاعة لله تعالي وللرسول صلي الله عليه وآله وسلم: ﴿ ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما﴾ (١).
٥ - التمسك بالعروة الوثقي:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم مخاطبا أمير المؤمنين علي عليه السلام: " يا علي، من أحبكم وتمسك بكم، فقد تمسك بالعروة الوثقي " (٢).
وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقي، فليتمسك بحب علي وأهل بيتي " (٣).
وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: " العروة الوثقي المودة لآل محمد صلي الله عليه وآله وسلم " (٤).
٦ - اطمئنان القلب وطهارته:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: " إن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لما نزلت هذه الآية ﴿ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ (5) قال: ذاك من أحب الله ورسوله، وأحب أهل بيتي صادقا غير كاذب، وأحب المؤمنين شاهدا وغائبا، ألا بذكر الله يتحابون " (6).
وقال الإمام الباقر عليه السلام: " لا يحبنا عبد ويتولانا حتي يطهر الله قلبه، ولا
١) سورة الأحزاب: ٣٣ - ٧١.
٢) كفاية الأثر: ٧١. وإرشاد القلوب - الديلمي: ٤١٥، منشورات الشريف الرضي - قم ط ٢.
٣) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٥٨ - ٢١٦. وينابيع المودة ٢: ٢٦٨ - ٧٦١.
٤) ينابيع المودة ١: ٣٣١ - ٢.
٥) سورة الرعد: ١٣ - ٢٨.
٦) كنز العمال ٢: ٤٤٢ - ٤٤٤٨. والدر المنثور ٤: ٦٤٢ عن ابن مردويه. والجعفريات: 224.
(١١٦)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، الشهادة (1)، كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام (1)، كتاب كفاية الأثر للخزار (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب ينابيع المودة (2)، كتاب ارشاد القلوب (1)، سورة الأحزاب (1)، الشريف الرضي، أبو الحسن محمد بن الحسين (1)، سورة الرعد (1)

(7) الحكمة

يطهر الله قلب عبد حتي يسلم لنا ويكون سلما لنا، فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب، وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر " (1).
وقال الإمام الصادق عليه السلام: " لا يحبنا عبد إلا كان معنا يوم القيامة، فاستظل بظلنا، ورافقنا في منازلنا " (2).
7 - الحكمة:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " من أراد التوكل علي الله فليحب أهل بيتي، … ومن أراد الحكمة فليحب أهل بيتي، … فوالله ما أحبهم أحد إلا ربح الدنيا والآخرة " (3).
وقال الإمام الصادق عليه السلام: " من أحبنا أهل البيت، وحقق حبنا في قلبه، جرت ينابيع الحكمة علي لسانه، وجدد الإيمان في قلبه " (4).
8 - الاغتباط عند الموت:
قال أمير المؤمنين عليه السلام للحارث الأعور: " لينفعنك حبنا عند ثلاث: عند نزول ملك الموت، وعند مساءلتك في قبرك، وعند موقفك بين يدي الله " (5).
١) الكافي ١: ١٩٤ - ١ باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل.
٢) دعائم الإسلام - أبو حنيفة ١: ٧٣، دار المعارف - القاهرة. وشرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار - أبو حنيفة ٣: ٤٧١ - ١٣٦٧، مؤسسة النشر الإسلامي - قم ط ١.
٣) مقتل الحسين عليه السلام - الخوارزمي ١: ٥٩، مكتبة المفيد - قم. والمناقب المائة: 106. وفرائد السمطين 2: 294 - 551. وينابيع المودة 2: 332 - 969.
وجامع الأخبار: 62 - 77.
4) المحاسن - البرقي 1: 134 - 167.
5) أعلام الدين - الديلمي: 461.
(١١٧)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم القيامة (2)، الموت (2)، الفزع (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، الخوارزمي (1)، القتل (1)

(8) الاغتباط عند الموت

يطهر الله قلب عبد حتي يسلم لنا ويكون سلما لنا، فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب، وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر " (1).
وقال الإمام الصادق عليه السلام: " لا يحبنا عبد إلا كان معنا يوم القيامة، فاستظل بظلنا، ورافقنا في منازلنا " (2).
7 - الحكمة:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " من أراد التوكل علي الله فليحب أهل بيتي، … ومن أراد الحكمة فليحب أهل بيتي، … فوالله ما أحبهم أحد إلا ربح الدنيا والآخرة " (3).
وقال الإمام الصادق عليه السلام: " من أحبنا أهل البيت، وحقق حبنا في قلبه، جرت ينابيع الحكمة علي لسانه، وجدد الإيمان في قلبه " (4).
8 - الاغتباط عند الموت:
قال أمير المؤمنين عليه السلام للحارث الأعور: " لينفعنك حبنا عند ثلاث: عند نزول ملك الموت، وعند مساءلتك في قبرك، وعند موقفك بين يدي الله " (5).
١) الكافي ١: ١٩٤ - ١ باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل.
٢) دعائم الإسلام - أبو حنيفة ١: ٧٣، دار المعارف - القاهرة. وشرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار - أبو حنيفة ٣: ٤٧١ - ١٣٦٧، مؤسسة النشر الإسلامي - قم ط ١.
٣) مقتل الحسين عليه السلام - الخوارزمي ١: ٥٩، مكتبة المفيد - قم. والمناقب المائة: 106. وفرائد السمطين 2: 294 - 551. وينابيع المودة 2: 332 - 969.
وجامع الأخبار: 62 - 77.
4) المحاسن - البرقي 1: 134 - 167.
5) أعلام الدين - الديلمي: 461.
(١١٧)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم القيامة (2)، الموت (2)، الفزع (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، الخوارزمي (1)، القتل (1)

(9) الشفاعة يوم القيامة

9 - الشفاعة يوم القيامة:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي، وهم شيعتي " (1).
وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " الزموا مودتنا أهل البيت، فإنه من لقي الله يوم القيامة وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا " (2).
10 - التوبة والمغفرة وقبول الأعمال:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " من مات علي حب آل محمد مات شهيدا، ألا ومن مات علي حب آل محمد مات مغفورا له، ألا ومن مات علي حب آل محمد مات تائبا، ألا ومن مات علي حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان " (3).
وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " حبنا أهل البيت يكفر الذنوب ويضاعف الحسنات " (4).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " من أحبنا أهل البيت عظم إحسانه، ورجح
١) تاريخ بغداد ٢: ١٤٦. والجامع الصغير ٢: ٤٩.
٢) المعجم الأوسط ٣: ٢٦ - ٢٢٥١. ومجمع الزوائد ٩: ١٧٢. وأمالي الشيخ المفيد:
١٣ - ١. وأمالي الشيخ الطوسي: ١٨٧ - ٣١٤. والمحاسن - البرقي ١: ١٣٤ - ١٦٩.
وبشارة المصطفي لشيعة المرتضي - أبو جعفر الطبري: ١٠٠، المطبعة الحيدرية - النجف ط ٢. وإرشاد القلوب: ٢٥٤.
٣) الكشاف - الزمخشري ٤: ٢٢٠ - ٢٢١. والجامع لأحكام القرآن ١٦: ٢٣. وتفسير الرازي ٢٧: ١٦٥. وفرائد السمطين ٢: ٢٥٥ - ٥٢٤. وينابيع المودة ٢: ٣٣٣ - ٩٧٢.
والعمدة - ابن البطريق: ٥٤ - ٥٢. وبشارة المصطفي: ١٩٧. وجامع الأخبار: 473 - 1335. والفصول المهمة: 110.
4) أمالي الشيخ الطوسي: 164 - 274. وإرشاد القلوب - الديلمي: 253.
(١١٨)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، يوم القيامة (2)، الموت (7)، كتاب تفسير الكشاف للزمخشري (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب أمالي الصدوق (3)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب ارشاد القلوب (2)، مدينة النجف الأشرف (1)، ابن البطريق (1)، القرآن الكريم (1)

(10) التوبة والمغفرة وقبول الأعمال

9 - الشفاعة يوم القيامة:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي، وهم شيعتي " (1).
وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " الزموا مودتنا أهل البيت، فإنه من لقي الله يوم القيامة وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا " (2).
10 - التوبة والمغفرة وقبول الأعمال:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " من مات علي حب آل محمد مات شهيدا، ألا ومن مات علي حب آل محمد مات مغفورا له، ألا ومن مات علي حب آل محمد مات تائبا، ألا ومن مات علي حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان " (3).
وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " حبنا أهل البيت يكفر الذنوب ويضاعف الحسنات " (4).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " من أحبنا أهل البيت عظم إحسانه، ورجح
١) تاريخ بغداد ٢: ١٤٦. والجامع الصغير ٢: ٤٩.
٢) المعجم الأوسط ٣: ٢٦ - ٢٢٥١. ومجمع الزوائد ٩: ١٧٢. وأمالي الشيخ المفيد:
١٣ - ١. وأمالي الشيخ الطوسي: ١٨٧ - ٣١٤. والمحاسن - البرقي ١: ١٣٤ - ١٦٩.
وبشارة المصطفي لشيعة المرتضي - أبو جعفر الطبري: ١٠٠، المطبعة الحيدرية - النجف ط ٢. وإرشاد القلوب: ٢٥٤.
٣) الكشاف - الزمخشري ٤: ٢٢٠ - ٢٢١. والجامع لأحكام القرآن ١٦: ٢٣. وتفسير الرازي ٢٧: ١٦٥. وفرائد السمطين ٢: ٢٥٥ - ٥٢٤. وينابيع المودة ٢: ٣٣٣ - ٩٧٢.
والعمدة - ابن البطريق: ٥٤ - ٥٢. وبشارة المصطفي: ١٩٧. وجامع الأخبار: 473 - 1335. والفصول المهمة: 110.
4) أمالي الشيخ الطوسي: 164 - 274. وإرشاد القلوب - الديلمي: 253.
(١١٨)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، يوم القيامة (2)، الموت (7)، كتاب تفسير الكشاف للزمخشري (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب أمالي الصدوق (3)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب ارشاد القلوب (2)، مدينة النجف الأشرف (1)، ابن البطريق (1)، القرآن الكريم (1)

(11) نور يوم القيامة

ميزانه، وقبل عمله، وغفر زلله، ومن أبغضنا لا ينفعه إسلامه " (1).
وقال الإمام الحسن عليه السلام: " إن حبنا ليساقط الذنوب من ابن آدم كما يساقط الريح الورق من الشجر " (2).
وقال الإمام الباقر عليه السلام: " بحبنا تغفر لكم الذنوب " (3).
11 - نور يوم القيامة:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " أكثركم نورا يوم القيامة أكثركم حبا لآل محمد " (4).
وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " أما والله لا يحب أهل بيتي عبد إلا أعطاه الله عز وجل نورا حتي يرد علي الحوض، ولا يبغض أهل بيتي عبد إلا احتجب الله عنه يوم القيامة " (5).
12 - الأمن من أهوال القيامة:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " ألا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط " (6).
١) مشارق أنوار اليقين - البرسي: ٥١، مؤسسة الأعلمي - بيروت.
٢) الإختصاص - المفيد: ٨٢، مكتبة الزهراء عليها السلام - قم. ورجال الكشي - الطوسي: ١١١ - ١١٢ - ١٧٨، طبع مشهد.
٣) أمالي الطوسي: ٤٥٢ - ١٠١٠. وبشارة المصطفي: ٦٧.
٤) شواهد التنزيل ٢: ٣١٠ - ٩٤٨.
٥) شواهد التنزيل ٢: ٣١٠ - ٩٤٧.
٦) فضائل الشيعة - الصدوق: ٤٧ - ١، مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام - قم ط ١.
وأعلام الدين: ٤٦٤.
وبشارة المصطفي: ٣٧. ومائة منقبة: ٩٣. وإرشاد القلوب: ٢٣٥. وفرائد السمطين ٢: ٢٥٨ - ٥٢٦. ومقتل الحسين عليه السلام - الخوارزمي ١: ٤٠. والمناقب له أيضا:
73 - 51.
(١١٩)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، يوم القيامة (3)، البغض (1)، الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (2)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسي (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، مدينة بيروت (1)، الشيخ الصدوق (1)، الخوارزمي (1)، الشهادة (1)

(12) الأمن من أهوال القيامة

ميزانه، وقبل عمله، وغفر زلله، ومن أبغضنا لا ينفعه إسلامه " (1).
وقال الإمام الحسن عليه السلام: " إن حبنا ليساقط الذنوب من ابن آدم كما يساقط الريح الورق من الشجر " (2).
وقال الإمام الباقر عليه السلام: " بحبنا تغفر لكم الذنوب " (3).
11 - نور يوم القيامة:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " أكثركم نورا يوم القيامة أكثركم حبا لآل محمد " (4).
وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " أما والله لا يحب أهل بيتي عبد إلا أعطاه الله عز وجل نورا حتي يرد علي الحوض، ولا يبغض أهل بيتي عبد إلا احتجب الله عنه يوم القيامة " (5).
12 - الأمن من أهوال القيامة:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " ألا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط " (6).
١) مشارق أنوار اليقين - البرسي: ٥١، مؤسسة الأعلمي - بيروت.
٢) الإختصاص - المفيد: ٨٢، مكتبة الزهراء عليها السلام - قم. ورجال الكشي - الطوسي: ١١١ - ١١٢ - ١٧٨، طبع مشهد.
٣) أمالي الطوسي: ٤٥٢ - ١٠١٠. وبشارة المصطفي: ٦٧.
٤) شواهد التنزيل ٢: ٣١٠ - ٩٤٨.
٥) شواهد التنزيل ٢: ٣١٠ - ٩٤٧.
٦) فضائل الشيعة - الصدوق: ٤٧ - ١، مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام - قم ط ١.
وأعلام الدين: ٤٦٤.
وبشارة المصطفي: ٣٧. ومائة منقبة: ٩٣. وإرشاد القلوب: ٢٣٥. وفرائد السمطين ٢: ٢٥٨ - ٥٢٦. ومقتل الحسين عليه السلام - الخوارزمي ١: ٤٠. والمناقب له أيضا:
73 - 51.
(١١٩)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، يوم القيامة (3)، البغض (1)، الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (2)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسي (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، مدينة بيروت (1)، الشيخ الصدوق (1)، الخوارزمي (1)، الشهادة (1)

(13) دخول الجنة والنجاة من النار

وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " من أحبنا أهل البيت حشره الله تعالي آمنا يوم القيامة " (1).
وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهن عظيمة: عند الوفاة، وفي القبر، وعند النشور، وعند الكتاب، وعند الحساب، وعند الميزان، وعند الصراط " (2).
وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " أثبتكم قدما علي الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي " (3).
وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " ما أحبنا أهل البيت أحد فزلت به قدم، إلا ثبتته قدم أخري، حتي ينجيه الله يوم القيامة " (4).
13 - دخول الجنة والنجاة من النار:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " ألا ومن مات علي حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير، ألا ومن مات علي حب آل محمد يزف إلي الجنة كما تزف العروس إلي بيت زوجها، ألا ومن مات علي حب آل محمد فتح له من قبره بابان إلي الجنة، ألا ومن مات علي حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة، ألا ومن مات علي حب آل محمد مات علي
١) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٥٩ - ٢٢٠.
٢) روضة الواعظين: ٢٧١. وأمالي الصدوق: ١٨ - ٣. والخصال: ٣٦٠ - ٤٩. وبشارة المصطفي: ١٧ - ١٨. وجامع الأخبار: ٥١٣ - ١٤٤١. وكفاية الأثر: ١٠٨.
٣) كنز العمال ١٢: ٩٧ - 34163. والصواعق المحرقة: 187.
4) درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية - يحيي بن الحسين: 51، مؤسسة الأعلمي - بيروت ط 1.
(١٢٠)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم القيامة (1)، الموت (5)، الزوج، الزواج (1)، القبر (3)، كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام (1)، كتاب روضة الواعظين (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب كفاية الأثر للخزار (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، مدينة بيروت (1)، يحيي بن الحسين (1)

(14) الحشر مع النبي صلي الله عليه وآله وسلم وآله عليه السلام

السنة والجماعة " (1).
وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " من أحبنا لله أسكنه الله في ظل ظليل يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله، ومن أحبنا يريد مكافأتنا كافأه الله عنا الجنة " (2).
وعن حذيفة قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أخذ بيد الحسين بن علي فقال: " أيها الناس، جد الحسين أكرم علي الله من جد يوسف بن يعقوب، وإن الحسين في الجنة، وأباه في الجنة، وأمه في الجنة، وأخاه في الجنة، ومحبهم في الجنة، ومحب محبهم في الجنة " (3).
وقال الإمام الصادق عليه السلام: " والله لا يموت عبد يحب الله ورسوله ويتولي الأئمة فتمسه النار " (4).
14 - الحشر مع النبي صلي الله عليه وآله وسلم وآله عليهم السلام:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " يرد علي الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين " يعني السبابتين (5).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: " إن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أخذ بيد الحسن والحسين، فقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما، كان معي في
١) الكشاف - الزمخشري ٤: ٢٢٠ - ٢٢١. ومصادر أخري ذكرناها في الفقرة (١٠).
٢) الفصول المهمة: ٢٠٣. ونور الأبصار: ١٥٤.
٣) مقتل الحسين عليه السلام - الخوارزمي ١: ٦٧.
٤) رجال النجاشي ١: ١٣٨، دار الأضواء - بيروت ط ١. وشرح الأخبار ٣: ٤٦٣ - ١٣٥٥.
٥) مقاتل الطالبيين - أبو الفرج الأصفهاني: ٧٦، مؤسسة الأعلمي - بيروت ط ٢.
وشرح ابن أبي الحديد ١٦: ٤٥. وذخائر العقبي: ١٨. والغارات ٢: ٥٨٦.
(١٢١)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، يوم القيامة (1)، يوسف بن يعقوب (1)، الحسين بن علي (1)، الكرم، الكرامة (1)، الموت (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، كتاب تفسير الكشاف للزمخشري (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، مدينة بيروت (2)، الخوارزمي (1)، القتل (1)

(15) خير الدنيا والآخرة

درجتي يوم القيامة " (1).
وقال عليه السلام: " من أحبنا كان معنا يوم القيامة، ولو أن رجلا أحب حجرا لحشره الله معه " (2).
وقال الإمام الصادق عليه السلام: " من أحبنا، لم يحبنا لقرابة بيننا وبينه، ولا لمعروف أسديناه إليه، إنما أحبنا لله ولرسوله، فمن أحبنا جاء معنا يوم القيامة كهاتين " وقرن بين سبابتيه (3).
15 - خير الدنيا والآخرة:
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " من رزقه الله حب الأئمة من أهل بيتي، فقد أصاب خير الدنيا والآخرة، فلا يشكن أحد أنه في الجنة، فإن في حب أهل بيتي عشرين خصلة، عشر منها في الدنيا، وعشر منها في الآخرة.
أما التي في الدنيا: فالزهد، والحرص علي العمل، والورع في الدين، والرغبة في العبادة، والتوبة قبل الموت، والنشاط في قيام الليل، واليأس مما في أيدي الناس، والحفظ لأمر الله ونهيه عز وجل، والتاسعة بغض الدنيا، والعاشرة السخاء.
وأما التي في الآخرة: فلا ينشر له ديوان، ولا ينصب له ميزان، ويعطي
١) مسند أحمد ١: ٧٧. وسنن الترمذي ٥: ٦٤١ - ٣٧٧٣. وفضائل الصحابة - أحمد بن حنبل ٢: ٦٩٤ - ١١٨٥. وتاريخ بغداد ١٣: ٢٨٧. ومناقب الخوارزمي: ١٣٨ - ١٥٦. وأمالي الصدوق: ١٩٠ - ١١. وبشارة المصطفي: ٣٢.
٢) أمالي الصدوق: ١٧٤ - ٩. وروضة الواعظين: ٤٥٧. ومشكاة الأنوار في غرر الأخبار - الطبرسي: 84 - المكتبة الحيدرية ط 2.
3) أعلام الدين: 460.
(١٢٢)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم القيامة (2)، الموت (1)، السخاء (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب أمالي الصدوق (2)، الشيخ الصدوق (1)، أحمد بن حنبل (1)، الخوارزمي (1)
كتابه بيمينه، وتكتب له براءة من النار، ويبيض وجهه، ويكسي حلل من حلل الجنة، ويشفع في مائة من أهل بيته، وينظر الله عز وجل إليه بالرحمة، ويتوج من تيجان الجنة، والعاشرة يدخل الجنة بغير حساب، فطوبي لمحبي أهل بيتي " (1).
وواضح من هذا الحديث ومما تقدم من أحاديث هذا الفصل أن حب أهل البيت عليهم السلام يعني حب خصال الخير ومكارم الأخلاق التي ندب إليها الله تعالي ورسوله الكريم صلي الله عليه وآله وسلم كالزهد، والورع في الدين، والرغبة في العبادة، والتوبة قبل الموت، وقيام الليل، وغيرها مما يؤدي بالعبد إلي منازل الأخيار والفوز بالرضوان.
ومن هنا يتضح أيضا أن إيجاب حبهم عليهم السلام يعني إيجاب التمسك بهم كقادة رساليين يمثلون إرادة الحق وسنة سيد المرسلين صلي الله عليه وآله وسلم لإقامة دعائم الدين وتهذيب النفوس لتبلغ منازل الكمال التي أرادها الله تعالي لها.
وكذلك وجوب محبة شيعتهم والتبري من أعدائهم، لأن مجرد حبهم عليهم السلام دون العمل بما يقتضيه ذلك الحب لا يغني عن صاحبه شيئا ولا يوصله إلي نيل المعطيات التي أشرنا إليها في هذا الفصل.
ولهذا ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: " ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت، لأنك لا تجد أحدا يقول: أنا أبغض محمدا وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتوالونا وتتبرأون من أعدائنا " (2).
١) الخصال: ٥١٥ - ١. وروضة الواعظين: ٢٩٨.
٢) معاني الأخبار: ٣٦٥ - ١. وصفات الشيعة: ٩ - 17.
(١٢٣)
صفحهمفاتيح البحث: مكارم الأخلاق (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الموت (1)، الوجوب (1)
وجاء عن الإمام أبي الحسن الكاظم عليه السلام أنه قال: " من عادي شيعتنا فقد عادانا، ومن والاهم فقد والانا، لأنهم منا، خلقوا من طينتنا، من أحبهم فهو منا، ومن أبغضهم فليس منا … " (1).
١) صفات الشيعة: ٣ - 4 - 5.
(١٢٤)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)

الفضل الخامس أهل البيت عليهم السلام بين الغلو والبغض

الفصل الخامس أهل البيت عليهم السلام بين الغلو والبغض مما لا شك فيه أن خصال الخير والمكارم تقع بين محذورين أو قل بين رذيلتين، فالشجاعة تقع بين التهور والجبن، والكرم يقع بين البخل والإسراف، والاعتدال في حب أهل البيت عليهم السلام يقع بين الغلو والبغض، وقد نبه النبي المصطفي صلي الله عليه وآله وسلم والأئمة الهداة عليهم السلام علي هلاك الغالين والمبغضين ونجاة المعتدلين في حبهم عليهم السلام.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: " قال لي النبي صلي الله عليه وآله وسلم: فيك مثل من عيسي، أبغضته اليهود حتي بهتوا أمه، وأحبته النصاري حتي أنزلوه بالمنزلة التي ليس به ".
ثم قال عليه السلام: " يهلك في رجلان: محب مفرط يقرظني بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني علي أن يبهتني " (1).
١) مسند أحمد ١: ١٦٠. والصواعق المحرقة: ١٢٣. ومسند أبي يعلي ١: ٤٠٦ - ٥٣٤.
وترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق ٢: ٢٣٧ - 742. وأمالي الطوسي 256 - 462. والسنة - ابن أبي عاصم: 470 - 1004، المكتب الإسلامي - بيروت ط 2.
(١٢٥)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الهلاك (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، مدينة بيروت (1)

الغلو

وعليه فلا بد من بيان منازل حبهم عليهم السلام ليتسني لنا الإمساك بالنمط الأوسط والنمرقة الوسطي التي بها يلحق التالي وإليها يرجع الغالي.
الغلو:
الغلو في اللغة: هو مجاوزة الحد والخروج عن القصد (١)، قال تعالي: ﴿يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا علي الله إلا الحق إنما المسيح عيسي ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلي مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد﴾ (2).
قال الشيخ المفيد رضي الله عنه: فنهي عن تجاوز الحد في المسيح، وحذر من الخروج عن القصد في القول، وجعل ما ادعته النصاري فيه غلوا لتعديه الحد (3).
والغلو في الاصطلاح: هو مجاوزة الحد المعقول والمفروض في العقائد الدينية والواجبات الشرعية.
والغالي عند الشيعة الإمامية: من يقول في أهل البيت عليهم السلام ما لا يقولون في أنفسهم كما يدعون فيهم النبوة والألوهية (4).
قال الإمام الصادق عليه السلام: " لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا، لعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا، وإليه مآبنا ومعادنا، وبيده
١) لسان العرب ١٥: ٢ - غلا -. ومختار الصحاح: ٤٨٠.
٢) سورة النساء: ٤ - 171.
3) تصحيح الإعتقاد - المفيد: 109، سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد، دار المفيد - بيروت ط 2.
4) مجمع البحرين - فخر الدين الطريحي - غلو - 2: 1332، مؤسسة البعثة - قم ط 1.
(١٢٦)
صفحهمفاتيح البحث: شيعة أهل البيت عليهم السلام (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الشيخ المفيد (قدس سره) (2)، مدينة بيروت (1)، سورة النساء (1)، البعث، الإنبعاث (1)

أسباب نشوء الغلو

نواصينا " (١).
أسباب نشوء الغلو:
الغلو ظاهرة غير طبيعية تنم عن الانحطاط الفكري والفساد العقيدي، ومرد هذا الفساد إلي عدم فهم الدين والابتعاد عن حقيقة العبودية لله والانبهار بكرامات المخلوق دون معجزات الخالق.
وقد نشأ الغلو لأسباب عديدة، منها الرواسب والآثار الفكرية المتسربة من الأديان السابقة، وقد أشار الكتاب الكريم إلي وجود هذا الانحراف عند أهل الكتاب كما مر في الآية المتقدمة وفي قوله تعالي: ﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم﴾ (2).
ومنها أسباب سياسية تهدف إلي التسلط علي رقاب الناس وطلب الرئاسة والزعامة، أو إلي الحط من مكانة الأشخاص الذين يغالون فيهم وتشويه سمعتهم والتقليل من شأنهم وتكفيرهم، أو إلي اتهام إحدي الفرق بتأليه البشر لإفساد عقيدتها وتشويه مبادئها وإبعاد الناس عنها.
قال الإمام الرضا عليه السلام: " إن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا، وجعلوها علي ثلاثة أقسام: أحدها الغلو، وثانيها التقصير في أمرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا، فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلي القول بربوبيتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا، وقد قال الله عز وجل:
١) بحار الأنوار - المجلسي ٢٥: ٢٩٧ - ٥٩ عن رجال الكشي، مؤسسة الوفاء - بيروت ط ٢.
٢) سورة المائدة: ٥ - 17.
(١٢٧)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، أهل الكتاب (1)، الكرم، الكرامة (1)، القصر، التقصير (2)، كتاب رجال الكشي (1)، العلامة المجلسي (1)، مدينة بيروت (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، سورة المائدة (1)

مقولات الغلاة وفرقهم

(ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) (1).
ومنها المصالح المادية والأطماع الشخصية الهادفة إلي ابتزاز أموال الناس وأكلها بالباطل، ومنها النزوات الفردية الدنيئة الناشئة من الشذوذ الخلقي والعقد النفسية التي دعت أصحابها إلي التمرد علي شرعة الخالق العزيز، فأباحوا المحرمات واستخفوا بالعبادات وركنوا إلي اللهو والدعة، ولجميع الأسباب التي ذكرناها وبشكل عام يمكن القول إن الغلو بمظاهره المختلفة ظاهرة طارئة نشأت بدعم منظم من قبل أعداء الإسلام الذين عجزوا عن مواجهته في مواطن الوغي وساحات القتال، فظلوا يكيدون له ويتربصون به الدوائر، ليسلبوا مبادئ الإسلام من نفوس أبنائه، ويشوهوا أساسياته وضرورياته ومعتقداته، ولم يتم لهم مرادهم، فقد قطع الأئمة الهداة عليهم السلام الطريق أمام هذا الداء الوبئ وحاربوه بكل ما أتيح لهم من عناصر القوة والإمكان.
مقولات الغلاة وفرقهم:
أهم مقولات الغلاة هو القول بألوهية النبي صلي الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام وبكونهم شركاء لله سبحانه في الربوبية، وكونهم يرزقون ويخلقون، وأن الله تعالي حل فيهم أو اتحد بهم، وأنهم يعلمون الغيب من غير وحي أو إلهام، والاعتقاد بكونهم من القدم مع نفي الحدوث عنهم، والقول بأن معرفتهم تغني عن جميع الطاعات والعبادات، ولا تكليف مع تلك المعرفة، والقول بأن الله فوض إليهم أمر العباد بالتفويض المطلق علي جهة
١) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٢٣٧ - ٦٣. وبشارة المصطفي: ٢٢١ والآية من سورة الأنعام: 6 - 108.
(١٢٨)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، العزّة (1)، القتل (1)، كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام (1)، سورة الأنعام (1)

موقف أهل البيت عليهم السلام من الغلاة

الاستقلال، والقول بأن الأئمة عليهم السلام أنبياء، والقول بتناسخ أرواح بعضهم إلي بعض، وإنكار موتهم وشهادتهم بمعني أنهم لم يقتلوا بل شبه لقاتليهم، وتفضيل الأئمة عليهم السلام علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم في العلم أو الشجاعة وغيرها من مكارم الأخلاق، إلي غير ذلك من العقائد الفاسدة التي تنقص من عظمة الخالق وقدرته وشأنه وإنزال المخلوق بمنزلته تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا، أو تلك التي تفرط في حق الأئمة عليهم السلام وتنزلهم في غير المنزلة التي جعلها الله لهم والرتبة التي خصهم بها.
وفرق الغلاة كثيرة نشأت في أدوار مختلفة، منهم البيانية والخطابية والشعيرية والمغيرية والبابية والغرابية والعليائية والمخمسة والبزيعية والمنصورية (1)، وغيرهم من فرق الضلال التي انقرضت جميعا والحمد لله.
ومن يدين ولو ببعض معتقداتهم فهو كافر ملعون خارج عن الإسلام بنص الكتاب الكريم والسنة المطهرة وإجماع الطائفة المحقة الاثني عشرية علي ما سيأتي بيانه.
موقف أهل البيت عليهم السلام من الغلاة:
وقف أهل البيت عليهم السلام موقفا صريحا مضادا لحركة الغلو، فاجتهدوا في محاربته، وبذلوا كل ما بوسعهم للقضاء علي الغلو والغلاة والحيلولة دون انتشاره، وبينوا أن الغلو كفر وشرك وخروج عن الإسلام، ولعنوا الغلاة وتبرأوا منهم، وقطع الطريق أمامهم وكشفوا عن تمويهاتهم وأكاذيبهم،
1) راجع، الفرق بين الفرق - البغدادي. والمقالات والفرق - الأشعري. وفرق الشيعة - النوبختي. والملل والنحل - الشهرستاني. وموسوعة الفرق الإسلامية - محمد جواد مشكور.
(١٢٩)
صفحهمفاتيح البحث: مكارم الأخلاق (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الضلال (1)، الطهارة (1)
وحذروا شيعتهم منهم، وفيما يلي طائفة من الأخبار الواردة في هذا الشأن.
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين " (1).
2 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " بني الكفر علي أربع دعائم: الفسق، والغلو، والشك، والشبهة " (2).
3 - وقال عليه السلام: " إياكم والغلو فينا، قولوا: عبيد مربوبون، وقولوا في فضلنا ما شئتم " (3).
4 - وقال الإمام الصادق عليه السلام: " قل للغالية توبوا إلي الله، فإنكم فساق كفار مشركون " (4).
5 - وقال عليه السلام: " لعن الله عبد الله بن سبأ، إنه ادعي الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام، وكان والله أمير المؤمنين عليه السلام عبدا لله طائعا، الويل لمن كذب علينا، وإن قوما يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا، نبرأ إلي الله منهم، نبرأ إلي الله منهم " (5).
6 - وعنه عليه السلام وقد سأله سدير: إن قوما يزعمون أنكم آلهة، يتلون بذلك
١) الطبقات الكبري - ابن سعد ٢: ١٨٠ - ١٨١. والسنن الكبري - البيهقي ٥: ١٢٧.
٢) أصول الكافي ٢: ٣٩١ - ١.
٣) الخصال: ٦١٤ - ١٠. وتحف العقول عن آل الرسول صلي الله عليه وآله وسلم - ابن شعبة الحراني: 104، المطبعة الحيدرية - النجف الأشرف ط 5. وغرر الحكم: 2740.
4) رجال الكشي: 297 - 527.
5) رجال الكشي: 106 - 170 - 174.
(١٣٠)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن سبأ (1)، الكذب، التكذيب (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، كتاب رجال الكشي (2)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، مدينة النجف الأشرف (1)

موقف أعلام الإمامية من الغلاة

علينا قرآنا ﴿وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله﴾ (1)؟ فقال عليه السلام: " يا سدير، سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء براء، وبرئ الله منهم، ما هؤلاء علي ديني ولا علي دين آبائي، والله لا يجمعني الله وإياهم يوم القيامة إلا وهو ساخط عليهم " (2).
7 - وقال عليه السلام: " احذروا علي شبابكم الغلاة لا يفسدونهم، فإن الغلاة شر خلق الله، يصغرون عظمة الله ويدعون الربوبية لعباد الله، والله إن الغلاة شر من اليهود والنصاري والمجوس والذين أشركوا " (3).
موقف أعلام الإمامية من الغلاة:
وقف أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام من أعلام الفرقة المحقة موقفا واضحا وصريحا من حركة الغلو والغلاة، يستند إلي الأخبار الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، فأجمعوا علي البراءة من مقولاتهم الفاسدة ولعنوهم وبينوا كذبهم وافتراءاتهم في العديد من كتب العقائد والكلام، وإليك نماذج من أقوالهم.
قال الشيخ الصدوق رضي الله عنه: (اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنهم كفار بالله تعالي، وأنهم شر من اليهود والنصاري والمجوس والقدرية والحرورية، ومن جميع أهل البدع والأهواء والمضلة) (4).
وقال الشيخ المفيد رضي الله عنه: (والغلاة من المتظاهرين بالإسلام، هم الذين
١) سورة الزخرف: ٤٣ - ٨٤.
٢) أصول الكافي ١: ٢٦٩ - 6.
3) أمالي الطوسي: 650 - 1349.
4) إعتقادات الصدوق: 97 - 37، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد - قم ط 1.
(١٣١)
صفحهمفاتيح البحث: مدرسة أهل البيت عليهم السلام (1)، يوم القيامة (1)، الشيخ المفيد (قدس سره) (2)، الشيخ الصدوق (2)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)، سورة الزخرف (1)
نسبوا أمير المؤمنين والأئمة من ذريته عليهم السلام إلي الألوهية والنبوة … وهم ضلال كفار، حكم فيهم أمير المؤمنين عليه السلام بالقتل والتحريق بالنار، وقضت الأئمة عليهم السلام عليهم بالإكفار والخروج عن الإسلام) (1).
وقال الشيخ المظفر رضي الله عنه: (لا نعتقد في أئمتنا عليهم السلام ما يعتقده الغلاة والحلوليين (كبرت كلمة تخرج من أفواههم) بل عقيدتنا الخاصة أنهم بشر مثلنا، لهم ما لنا، وعليهم ما علينا، وإنما هم عباد مكرمون، اختصهم الله تعالي بكرامته، وحباهم بولايته، إذ كانوا في أعلي درجات الكمال اللائقة في البشر من العلم والتقوي والشجاعة والكرم والعفة وجميع الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، لا يدانيهم أحد من البشر فيما اختصوا به.
قال إمامنا الصادق عليه السلام: " ما جاءكم عنا مما يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه وردوه إلينا، وما جاءكم عنا مما لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردوه إلينا " (2).
وقال الشيخ كاشف الغطاء في معرض حديثه عن الغلاة ومقالاتهم: (أما الشيعة الإمامية وأئمتهم عليهم السلام فيبرأون من تلك الفرق براءة التحريم … ويبرأون من تلك المقالات، ويعدونها من أشنع الكفر والضلالات، وليس دينهم إلا التوحيد المحض، وتنزيه الخالق عن كل مشابهة للمخلوق..) (3).
1) تصحيح الإعتقاد: 131 فصل في الغلو والتفويض.
2) عقائد الإمامية - الشيخ المظفر: 326 - 28 عقيدتنا في الأئمة عليهم السلام، مؤسسة الإمام علي عليه السلام - قم ط 1.
3) أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء: 173 - 177، مؤسسة الإمام علي عليه السلام - قم ط 1.
(١٣٢)
صفحهمفاتيح البحث: شيعة أهل البيت عليهم السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، القتل (1)، الجواز (2)، عقائد الشيعة الإمامية (1)، كتاب أصل الشيعة وأصولها للشيخ كاشف الغطاء (1)

بغض أهل البيت عليهم السلام

بغض أهل البيت عليهم السلام:
إلي جانب الغلو في النبي والأئمة عليهم السلام فإن البعض يقصر في حقهم وينتقص من قدرهم ويحط من مكانتهم الحقة عند الله تعالي ومنزلتهم ودورهم في تبليغ الرسالة والحفاظ عليها وتنفيذ أحكامها، منكرين ما ينسب إليهم من معاجز وكرامات ذهبت بها الركبان وشهد لها الموالف والمخالف، فجعلوهم كسائر الناس، والأنكي من ذلك أن البعض من الناصبة قد يصل إلي حد البغض المقيت والحقد الدفين لكل ما يمت إلي أهل البيت عليهم السلام من عقائد ومكارم وفضائل ولكل من يدين بحبهم ويقتدي بهم كقادة رساليين انتجبهم الله تعالي لتبليغ دينه وإتمام رسالته.
وبغضهم عليهم السلام عصيان لأمر الله تعالي ولأمر رسوله صلي الله عليه وآله وسلم القاضي بمحبتهم والتمسك بحبلهم والاقتداء بهديهم، وهو بغض لله تعالي ولرسوله صلي الله عليه وآله وسلم، قال الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم مشيرا إلي أهل البيت عليهم السلام: " من أبغضهم فقد أبغضني " (1)، وقال الإمام الرضا عليه السلام: " من أبغضكم فقد أبغض الله " (2)، وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله " (3).
وبغضهم عليهم السلام من علامات النفاق والشقاء ورداءة الولادة، قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " من أبغضنا أهل البيت فهو منافق " (4).
١) ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق: ٩١ - ١٢٦.
٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٢ - ٢٧٩.
٣) المستدرك - الحاكم ٣: ١٢١. وكنز العمال ٦: ٤٠١. ومسند أحمد ٦: ٣٢٣. وخصائص النسائي: ٢٤.
٤) فضائل الصحابة ٢: ٦٦١ - ١١٢٦. والدر المنثور ٦: ٧. وكشف الغمة ١: ٤٧. وذخائر العقبي: ١٨.
(١٣٣)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، البغض (1)، السب (2)، كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (1)

آثار بغضهم

وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " لا يبغضنا إلا منافق شقي " (1).
وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " لا يبغضهم إلا شقي الجد ردئ الولادة " (2).
آثار بغضهم عليهم السلام:
إذا كانت مودة أهل البيت عليهم السلام تضمن للمرء سعادة الدارين، فإن بغضهم ونصب العداء لهم يوجب الخروج عن الملة ودخول النار وغضب الجبار والشقاء الأبدي كما هو مدلول الأحاديث الصحيحة الآتية:
1 - قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " والذي نفسي بيده، لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار " (3).
2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الإسلام:
الناصب لأهل بيتي حربا، وغال في الدين مارق منه " (4).
3 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم مشيرا إلي الحسن والحسين عليهما السلام: " من أبغضهما فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، ومن أبغض الله أدخله النار " (5).
١) ذخائر العقبي: ١٨. وينابيع المودة ٢: ١٣٤ - ٣٨١. والصواعق المحرقة: ٢٣٠.
٢) الرياض النضرة ٢: ١٨٩. وأرجح المطالب: ٣٠٩. ومناقب العشرة: ١٨٩.
٣) المستدرك - الحاكم ٣: ١٦٢ - ٤٧١٧ وصححه. والدر المنثور ٦: ٧. والصواعق المحرقة: ١٤٣. والخصائص الكبري ٢: ٢٦٦. وسير أعلام النبلاء ٢: ١٢٣ وغيرها.
٤) من لا يحضره الفقيه ٣: ٢٥٨ - ١٠ كتاب النكاح، باب ما أحل الله عز وجل من النكاح وما حرم منه.
٥) مسند أحمد ٢: ٢٨٨. والمستدرك - الحاكم ٣: ١٦٦. وسنن الترمذي ٢: ٢٤ و ٣٠٧.
والمعجم الكبير: ١٣٣. وكنز العمال ١٣: ١٠٥. ومجمع الزوائد ٩: ١٨١. وذخائر العقبي: ١٢٣. وتاريخ بغداد ١: ١٤١.
(١٣٤)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، البغض (4)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (2)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)

الاعتدال في محبة أهل البيت عليهم السلام

4 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " من أبغضهم أبغضه الله " (1).
5 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: " من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهوديا " قال جابر بن عبد الله الأنصاري: فقلت: يا رسول الله، وإن صام وصلي وزعم أنه مسلم؟ قال صلي الله عليه وآله وسلم: " وإن صام وصلي وزعم أنه مسلم " (2).
6 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " لمبغضينا أفواج من سخط الله " (3).
7 - وقال الإمام الباقر عليه السلام: " جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، أكل من قال لا إله إلا الله مؤمن؟ قال صلي الله عليه وآله وسلم: إن عداوتنا تلحق باليهود والنصاري " (4).
الاعتدال في محبة أهل البيت عليهم السلام:
مما تقدم تبين لنا أن النجاة تتمثل في الاعتدال بحبهم عليهم السلام، فهو الحد الوسط الذي يقع بين الإفراط والتفريط، وهو الحب الذي أمرنا به، وعلينا أن ندين به ونلقي الله عليه، وهو حب لله وفي الله سبحانه.
قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: " يا علي، إن فيك مثلا من عيسي بن مريم، أحبه قوم فأفرطوا في حبه فهلكوا فيه، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا فيه، واقتصد فيه قوم فنجوا " (5).
١) كنز العمال ١٢: ٩٨ - ٣٤١٦٨. وبشارة المصطفي: ٤٠.
٢) المعجم الأوسط - الطبراني ٤: ٣٨٩ - ٤٠٠٢. وأمالي الصدوق: ٢٧٣ - ٢. وروضة الواعظين: ٢٩٧. ومجمع الزوائد ٩: ١٧٢.
٣) تحف العقول: ١١٦. والخصال: ٦٢٧ - ١٠. وغرر الحكم: ٧٣٤٢.
٤) أمالي الصدوق: ٢٢١ - ١٧. وبشارة المصطفي: ١٢٠.
٥) أمالي الطوسي: ٣٤٥. وكشف الغمة ١: ٣٢١. وتقدم في أول الفصل قريب منه ومن مصادر أخري.
(١٣٥)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، يوم القيامة (1)، جابر بن عبد الله (1)، البغض (1)، الأكل (1)، الصّلاة (1)، كتاب أمالي الصدوق (3)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، الطبراني (1)
وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: " أحبونا بحب الإسلام، فإن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال: لا تعرفوني فوق حقي، فإن الله تعالي اتخذني عبدا قبل أن يتخذني رسولا " (1).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " سيهلك في صنفان: محب مفرط يذهب به الحب إلي غير الحق، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلي غير الحق، وخير الناس في حالا النمط الأوسط فالزموه " (2).
وقال عليه السلام: " يهلك فينا أهل البيت فريقان: محب مطري، وباهت مفتري " (3).
وقال الإمام الرضا عليه السلام: " نحن آل محمد النمط الأوسط الذي لا يدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي " (4).
اللهم اجعلنا أنصار صدق لهم، وأمتنا علي محبتهم، واحشرنا علي موالاتهم، إنك نعم المولي ونعم النصير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم علي محمد المصطفي وآله الهداة الميامين
١) المعجم الكبير - الطبراني ٣: ١٣٨ - ٢٨٨٩.
٢) نهج البلاغة: الخطبة (١٢٧).
٣) السنة - ابن أبي عاصم: ٤٧٠ - ١٠٠٥.
٤) أصول الكافي ١: ١٠١ - 3 باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالي.
(١٣٦)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الهلاك (1)، التصديق (1)، الصّلاة (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)، كتاب نهج البلاغة (1)، الطبراني (1)، النهي (1)

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.