قول العطر في نبوة سيدنا الخضر

اشارة

عنوان : قول العطر في نبوة سيدنا الخضر
پديدآورندگان : حسن بن علي سقاف(پديدآور)
حضرت خضر عليه السلام(توصيف گر)
صاحب محتوا : موسسه فرهنگي و اطلاع رساني تبيان

المقدمة

المقدمة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي سيدنا ومولانا محمد ذي القدر العظيم، وعلي آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحابته المتقين أما بعد: فهذه رسالة لطيفة أوضح وأثبت فيها نبوة سيدنا الخضر عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام، كان السبب في تأليفها أنني حضرت في مجلس بتاريخ (26 / 7 / 1987 م) فادعي بعض القوم الذين كانوا في ذلك المجس بأن الحقيقة تخالف الشريعة!! وأن الباطن يخالف الظاهر!! يعني بذلك ما يقول به بعض منحرفي المتصوفة من أن الحرام المنصوص عليه في الشريعة حلال لهم في الحقيقة لأنهم من أهل الباطن!! واستدل بقصة سيدنا الخضر مع سيدنا موسي عليهما السلام المذكورة في سورة الكهف!! بناء علي أن الخضر فيما يزعم القائل ولي وليس بنبي!!
فأنكرت عليه في ذلك المجلس أشد الانكار ورددت علي مزاعمه ثم كتبت هذه الورقات ولا زلت أزيد فيها كلما تبين لي دليل أو قول والله المعين والموفق، وهذا أوان الشروع في البيان والايضاح.
(٣)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الصّلاة (2)، الطهارة (1)، السب (1)

اسم سيدنا الخضر عليه السلام وكنيته

فصل اسم سيدنا الخضر عليه السلام وكنيته أما اسم سيدنا الخضر فمختلف فيه، وأثبت الأقوال فيه هو:
بليا بن ملكان، قال بعض العلماء نظما:
الخضر المشهور عند الناس * بليا بن ملكان أبو العباس قال الحافظ ابن حجر في (الفتح) (6 / 433):
(الخضر قد اختلف في اسمه قبل ذلك وفي اسم أبيه وفي نسبه وفي نبوته وفي تعميره، فقال وهب بن منبه هو بليا بفتح الموحدة وسكون اللام بعدها تحتانية، ووجد بخط الدمياطي في أول الاسم بنقطتين وقيل كالأول بزيادة ألف بعد الباء، وقيل اسمه إلياس، وقيل: اليسع، وقيل عامر، وقيل خضرون، والأول أثبت) اه.
ثم قال الحافظ:
(واختلف في اسم أبيه فقيل ملكان، وقيل كليان،. قيل عاميل، وقيل قابل، والأول أشهر) اه.
(٤)
صفحهمفاتيح البحث: النبي خضر عليه السلام (1)، وهب بن منبه (1)
فرع وأما الزمن الذي ولد فيه فلا يجزم فيه بشئ إلا أننا نجزم بأنه كان حيا في عصر سيدنا موسي، للحديث الصحيح الثابت في ذلك.
وقال الحافظ في (الفتح) (6 / 433) عند ذكر الأقوال في نسبه:
(ابن ملكان ابن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفشخذ بن سام بن نوح، فعلي هذا فمولده قبل إبراهيم الخليل لأنه يكون ابن عم جد إبراهيم، وقد حكي الثعلبي قولين في أنه كان قبل الخليل أو بعده قال وهب: وكنيته أبو العباس) اه.
(٥)
صفحهمفاتيح البحث: الثعلبي (1)

سبب تسميته بالخضر

فرع سبب تسميته بالخضر قال الامام البخاري في صحيحه (6 / 433 الفتح):
حدثنا محمد بن سعيد الأصفهاني، أخبرنا ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: (إنما سمي الخضر لأنه جلس علي فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء).
قال الحافظ ابن حجر في شرحه (6 / 433):
[ذكر المصنف في هذا الباب حديث أبي هريرة (إنما سمي الخضر لأنه جلس علي فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء) وتعلقه بالباب ظاهر من جهة ذكر الخضر فيه، وقد زاد عبد الرزاق في مصنفه بعد أن أخرجه بهذا الاسناد: الفرو الحشيش الأبيض وما أشبهه، قال عبد الله بن أحمد بعد أن رواه عن أبيه عنه: أظن هذا تفسيرا من عبد الرزاق. اه وجزم بذلك عياض، وقال الحربي: الفروة من الأرض قطعة يابسة من حشيش، وهذا موافق لقول عبد الرزاق، وعن أبي الأعرابي: الفروة أرض بيضاء ليس فيها نبات وبهذا جزم الخطابي ومن تبعه، وحكي عن مجاهد أنه قيل له الخضر: لأنه كان إذا صلي اخضر ما حوله] اه من الفتح.
(٦)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو هريرة العجلي (2)، ابن المبارك (1)، محمد بن سعيد (1)، الحرب (1)

أدلة نبوته

فصل أدلة نبوة سيدنا الخضر عليه السلام أولا: من القرآن الكريم:
لقد أثبتت الآيات التي ذكرها الله تعالي في سورة الكهف بأنه نبي ومنها:
قوله تعالي: (فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما).
وقوله تعالي: (هل أتبعك علي أن تعلمني مما علمت رشدا).
وقوله تعالي: (وما فعلته عن أمري).
قال ابن كثير في (تاريخه) (1 / 328) - ناقلا:
(وقد دل سياق القصة علي نبوته من وجوه:
(أحدها): قوله تعالي: (فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما).
(الثاني): قول موسي له: (هل أتبعك علي أن تعلمني مما علمت رشدا * قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر علي ما لم تحط به خبرا * قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا * قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتي أحدث لك منه ذكرا) فلو كان وليا
(٧)
صفحهمفاتيح البحث: النبي خضر عليه السلام (1)، القرآن الكريم (1)، سورة الكهف (1)، الصبر (1)
وليس بنبي لم يخاطبه موسي بهذه المخاطبة ولم يرد علي موسي هذا الرد، بل موسي إنما سأل صحبته لينال ما عنده من العلم الذي اختصه الله به دونه، فلو كان غير نبي لم يكن معصوما، ولم تكن لموسي وهو نبي عظيم ورسول كريم واجب العصمة كبير رغبة ولا عظيم طلبة في علم ولي غير واجب العصمة، ولما عزم علي الذهاب إليه والتفتيش عليه، ولو أنه يمضي حقبا من الزمان قيل ثمانين سنة، ثم لما اجتمع به تواضع له وعظمه واتبعه في صورة مستفيد منه دل علي أنه نبي مثله يوحي إليه كما يوحي إليه، وقد خص من العلوم اللدنية والاسرار النبوية بما لم يطلع الله عليه موسي عليه السلام الكليم نبي بني إسرائيل الكريم وقد احتج بهذا المسلك بعينه الرماني علي نبوة الخضر عليه السلام (الثالث): أن الخضر أقدم علي قتل ذلك الغلام وما ذاك إلا للوحي إليه من الملك العلام، وهذا دليل مستقل علي نبوته وبرهان ظاهر علي عصمته لان الولي لا يجوز له الاقدام علي قتل النفوس بمجرد ما يلقي في خلده، لان خاطره ليس بواجب العصمة إذ يجوز عليه الخطأ بالاتفاق. ولما أقدم الخضر علي قتل ذلك الغلام الذي لم يبلغ الحلم علما منه بأنه إذا بلغ يكفر ويحمل أبويه علي الكفر لشدة محبتهما له فيتابعانه عليه ففي قتله مصلحة عظيمة تربو علي بقاء مهجته صيانة لأبويه عن الوقوع في الكفر وعقوبته، دل ذلك علي نبوته وأنه مؤيد من الله بعصمته.
.(1) هو أبو الحسن علي بن عيسي الرماني النحوي المفسر ترجمته في (سير أعلام النبلاء) (16 / 533).
(٨)
صفحهمفاتيح البحث: النبي خضر عليه السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الكرم، الكرامة (2)، القتل (4)، الجواز (1)، علي بن عيسي (1)
وقد رأيت أبا الفرج ابن الجوزي طرق هذا المسلك بعينه في الاحتجاج علي نبوة الخضر وصححه، وحكي الاحتجاج عليه الرماني أيضا.
(الرابع): أنه فسر الخضر تأويل تلك الأفاعيل لموسي ووضح له عن حقيقة أمره وجلي، قال بعد ذلك كله (وما فعلته عن أمري) يعني ما فعلته من تلقاء نفسي بل أمرت به وأوحي إلي فيه.
فدلت هذه الوجوه علي نبوته، ولا ينافي ذلك حصول ولايته بل ولا رسالته كما قال آخرون، وأما كونه ملكا من الملائكة فغريب جدا، وإذا ثبتت نبوته كما ذكرناه لم يبق لمن قال بولايته وأن الولي يطلع علي حقيقة الأمور دون أرباب الشرع الظاهر مستند يستندون إليه ولا معتمد يعتمدون عليه) اه من تاريخ ابن كثير.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالي في (الإصابة) (1 / 430):
[باب ما ورد في كونه نبيا:
قال الله تعالي في خبره مع موسي حكاية عنه: (وما فعلته عن أمري) وهذا ظاهر أنه فعله بأمر الله تعالي والأصل عدم الواسطة، ويحتمل أن يكون بواسطة نبي آخر وهو بعيد، ولا سبيل إلي القول بأنه إلهام لان ذلك لا يكون من غير النبي وحيا حتي يعمل به ما عمل من قتل النفس وتعريض الأنفس للغرق، فإن قلنا أنه نبي فلا إنكار في ذلك، وأيضا فكيف يكون غير النبي أعلم من النبي، وقد أخبر النبي صلي الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح أن الله
(٩)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الفرج (1)، القتل (1)
تعالي قال لموسي: (بلي عبدنا الخضر - هو أعلم منك -) وأيضا فكيف يكون النبي تابعا لغير نبي؟! وقد قال الثعلبي هو نبي في سائر الأقوال، وكان بعض أكابر العلماء يقول: أول عقد يحل من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبيا لان الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبي إلي أن الولي أفضل من النبي كما قال قائلهم:
مقام النبوة في برزخ * فويق الرسول ودون الولي] انتهي كلام الحافظ من (الإصابة).
(١٠)
صفحهمفاتيح البحث: الثعلبي (1)

أدلة نبوته من الحديث الشريف

أدلة نبوة سيدنا الخضر من الحديث الشريف قال الامام الحافظ الطحاوي في (مشكل الآثار) (2 / 357):
(حدثنا أبو أمية، حدثنا سليمان بن عبيد الله الأنصاري الرقمي حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا محمد بن زياد الألهاني، عن أبي امامة الباهلي، أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال ذات يوم لأصحابه:
(ألا أحدثكم عن الخضر؟) قالوا: بلي يا رسول الله، قال:
(بينا هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب، فقال: تصدق علي بارك الله فيك، قال الخضر: آمنت بالله ما يريد الله عز وجل من أمر يكون، ما عندي شئ أعطيكه، فقال المسكين: أسألك بوجه الله لما تصدقت علي إني نظرت إلي سيماء الخير في وجهك ورجوت البركة عندك، قال الخضر: آمنت ما عندي شئ أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني، فقال المسكين: هل يستقيم هذا؟! قال: نعم، الحق أقول لك، لقد سألتني بأمر عظيم، مالي لا أجيبك لوجه ربي فبعني، فقدمه إلي السوق فباعه بأربع مائة درهم، فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شئ، فقال الخضر: أما إنك ابتعتني التماس خيري فأوصني بعمل فقال: أكره أن أشق عليك وأنت شيخ كبير، فقال: ليس يشق علي، فقال: قم فانقل هذه الحجارة وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم، فخرج
(١١)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، محمد بن زياد (1)
الرجل ليقضي حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة، فقال له: أحسنت وأحكمت وأطقت ما لم أرك تطيقه، ثم عرض للرجل سفر فقال: إني أحسبك أمينا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة، قال:
أوصني بعمل، قال: أني أكره أن أشق عليك (قال: ليس يشق علي، قال فاضرب من اللبن لبيتي حتي أقدم عليك قال:) (2) فمضي الرجل لسفره فرجع وقد شيد بناءه، فقال الرجل: أسألك بوجه الله ما حسبك وما أمرك!! قال سألتني بوجه الله عز وجل ووجه الله أوقعني في العبودية، فقال: سأخبرك من أنا، أن الخضر الذي سمعت به سألني مسكين صدقة فلم يكن عندي شيئا أعطيه، ثم سألني بوجه الله عز وجل فأمكنته من رقبتي فباعني، وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو يقدر وقف يوم القيامة وليس بوجهه جلد ولا لحم ولا دم إلا عظم يتقعقع، قال: آمنت بذلك شققت عليك يا رسول الله، احكم في أهلي وما لي بما أراك الله عز وجل أو أخيرك فأخلي سبيلك، قال: أحب أن تخلي سبيلي يا عبد الله، فخلي سبيله فقال الخضر: الحمد لله الذي أوقعني في العبودية وأخرجني منها).
قلت: ورواه الطبراني (8 / 132) باسنادين عن بقية وقد عنعن فيه بقية. لكنه صرح بالتحديث عند الطحاوي. وقال الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد) (3 / 103): (رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون إلا أن فيه بقية بن الوليد وهو مدلس ولكنه ثقة) وكذا قال.
(2) ما بين القوسين زيادة من (المجمع) من رواية الطبراني.
(١٢)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، يوم القيامة (1)، الطبراني (3)، التصدّق (1)

أقوال الأئمة في نبوته

في (المجمع) (8 / 213).
قلت: فالحديث حسن أو صحيح.
وقد وقع في الطبراني وغيره بلفظ: (يا نبي الله وفي (مشكل الآثار) بلفظ (يا رسول الله) وهي من تصرفات الرواة والقصد والغاية هو إثبات النبوة للخضر عليه السلام في كلا اللفظين من هذا الحديث والله الموفق.
أقوال الأئمة من أهل العلم في نبوة سيدنا الخضر 1 - قال الامام الحافظ النووي في كتابه (الأسماء واللغات) (3) في ترجمة سيدنا الخضر صلي الله عليه وسلم: (قال الشيخ أبو عمرو ابن الصلاح رحمه الله تعالي في فتاويه:
هو نبي واختلفوا في كونه مرسلا، وكذا قاله بهذه الحروف غير الشيخ من المتقدمين، وذكر أبو إسحاق الثعلبي المفسر قال: والخضر علي جميع الأقوال نبي معمر محجوب عن الابصار) اه.
وانظر فتاوي الحافظ ابن الصلاح (1 / 185 - 186) طبعة المعرفة.
2 - قال الامام الحافظ ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري) (1 / 219):
.(3) القسم الأول، صحيفة رقم (177) رقم الترجمة (147).
(١٣)
صفحهمفاتيح البحث: النبي خضر عليه السلام (1)، الحافظ ابن حجر العسقلاني (1)، كتاب فتح الباري (1)، الطبراني (1)، الثعلبي (1)
[قوله (هو أعلم منك) ظاهر في أن الخضر نبي، بل نبي مرسل، إذ لو لم يكن للزم تفضيل العالي علي الاعلي وهو باطل من القول] اه.
3 - وقال الإمام ابن حجر أيضا في (الفتح) (1 / 220):
[ومن أوضح ما يستدل به علي نبوة الخضر قوله (وما فعلته عن أمري)، وينبغي اعتقاد كونه نبيا لئلا يتذرع بذلك أهل الباطل في دعواهم أن الولي أفضل من النبي حاشا وكلا] اه.
4 - وفي الفتاوي الحديثية ص (180) للعلامة ابن حجر الهيثمي أنه سئل فقيل له:
(ما المعتمد في الخضر هل هو نبي حي وكذا إلياس؟!
فأجاب بقوله: المعتمد حياتهما ونبوتهما) اه.
5 - نص الامام القرطبي في ذلك: قال الامام الحافظ ابن حجر العسقلاني في (الفتح) (6 / 434):
(وقال القرطبي: هو نبي عند الجمهور والآية تشهد بذلك، لان النبي صلي الله عليه وسلم لا يتعلم ممن هو دونه، ولأن الحكم بالباطل لا يطلع عليه إلا الأنبياء) اه.
قلت: انظر تفسير الامام القرطبي (11 / 16).
(١٤)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الحافظ ابن حجر العسقلاني (1)، إبن حجر الهيثمي (1)، الباطل، الإبطال (2)، الشهادة (1)
6 - ونص علي ذلك الإمام ابن عطية:
وقال الحافظ ابن حجر في (الفتح) أيضا (6 / 434):
(وحكي ابن عطية البغوي عن أكثر أهل العلم أنه نبي ثم اختلفوا هل هو رسول أم لا) اه.
قلت: ابن عطية هذا أظنه هو الامام العلامة أبو محمد عبد الحق بن الحافظ أبي بكر غالب بن عطية المحاربي الغرناطي المترجم في (سير أعلام النبلاء) (19 / 587).
وأما لفظة (البغوي) فأظنها سبق قلم من الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالي أو من النساخ. والله تعالي أعلم.
7 - ونص علي ذلك شيخنا إمام العصر المحدث المفيد (سيدي) أبو الفضل عبد الله بن الصديق الغماري الحسني في كتابه (خواطر دينية) ص (64) حيث قال:
[أدلة نبوة الخضر عليه السلام:
قول الخضر عليه السلام (وما فعلته عن أمري) دليل علي أنه فعل تلك الأمور بوحي من الله تعالي فيكون نبيا، وهو الصحيح.
وما قاله كثير من المفسرين: إنه فعل بإلهام، بناء علي قولهم بولايته، ليس بصحيح. لوجوه:
أحدها: أن ما أقدم عليه من خرق السفينة، وقتل الغلام، لا يجوز حصوله بأمر إلهام.
(١٥)
صفحهمفاتيح البحث: النبي خضر عليه السلام (2)، الصدق (1)، القتل (1)، الجواز (1)، السفينة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)
ثانيها: لا يجوز أن يدرك الخضر - وهو ولي - أن الغلام سيرهق أبويه كفرا، ولا يدرك موسي وهو نبي.
ثالثها: لا يجوز أن يكون الولي - ولو بلغ أعلي درجات الولاية - أعلم من النبي.
رابعها: لو فعل ما فعله عن إلهام كما يقال، لوجب عليه القصاص في قتل الغلام ودفع قيمة تعييب السفينة، ولا تعفيه ولايته من ذلك: لكن شيئا من ذلك لم يحصل، فدل علي أنه كان يفعل بوحي تشريع.
خامسها: أن تعليله لما فعل بقوله (فأردت أن أعيبها) (فأردنا أن يبدلهما ربهما) (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما) يدل علي أنه واثق من نتيجة عمله، جازم بها، وهي غيب لا يدرك إلا بوحي نبوة. ولو كان إلهاما لقال: فرجوت أن يكون كذا، ولم يجزم أبدا بحال.
سادسها: لو لم يكن نبيا يوحي إليه، لم يدرك بمجرد الالهام أن الله أراد أن يبلغ اليتيمان أشدهما، ويستخرجا كنزهما.
سابعها: قوله لموسي عليه السلام - بأسلوب الواثق المتأكد مما يقول (إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر علي ما لم تحط به خبرا) هذا وهو يعلم أن موسي رسول بني إسرائيل كما ثبت في الصحيحين وغيرهما. فلولا أنه نبي يعلم أنه علي شريعة لا يعرفها موسي، ما تجرأ علي مخاطبته بهذا الأسلوب اعتمادا علي مجرد الالهام الذي يناله الأولياء! فضلا عن رسول كريم.
(١٦)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، القتل (1)، الصبر (1)، الكرم، الكرامة (1)، الجواز (2)، السفينة (1)
ثامنها: أن موسي حين قابل الخضر عليهما السلام قال له (هل أتبعك علي أن تعلمني مما علمت رشدا) فأراد أن يتعلم منه علما زيادة علي ما عنده في التوراة، وذلك بأن يتعلم تشريعات ليست في شريعته، والالهام ليس بعلم ولا تشريع، وليس له قاعدة ينضبط بها، وإنها هو - كما قال أهل الأصول - إيقاع شئ في القلب ينشرح له الصدر. وهو لا يفيد اليقين، لجواز أن يكون للشيطان دخل فيه، إذ الولي غير معصوم، كما هو معلوم. فهل يعقل أن يطلب موسي.
أن يتعلم من شخص شيئا - ولا أقول علما - للشيطان فيه دخل؟!
إذن الخضر كان نبيا، وهذا ما يفيده سياق قصتهما في القرآن الكريم، وصرح بنبوته في السنة النبوية. انظر كتابنا (سمير الصالحين) ج 2 والله الموفق]. انتهي كلام سيدي الامام عبد الله بن الصديق وكتابه المذكور لم أقف عليه بعد.
(١٧)
صفحهمفاتيح البحث: النبي خضر عليه السلام (1)، القرآن الكريم (1)

فصل فيما يتعلق بحياته، وهل هو حي الآن؟

فصل فيما يتعلق بحياته، وهل هو حي الآن؟!
قال الامام الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (6 / 434):
[قال ابن الصلاح: (هو حي عند جمهور العلماء والعامة معهم في ذلك، وإنما شذ بإنكاره بعض المحدثين) وتبعه النووي وزاد (أن ذلك متفق عليه بين الصوفية وأهل الصلاح، وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به أكثر من أن تحصر) انتهي. والذي جزم بأنه غير موجود الان: البخاري وإبراهيم الحربي وأبو جعفر بن المنادي وأبو يعلي بن الفراء وأبو طاهر العبادي وأبو بكر ابن العربي وطائفة، وعمدتهم الحديث المشهور عن ابن عمر وجابر وغيرهما أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال في آخر حياته: (لا يبقي علي الأرض بعد مائة سنة ممن هو عليها اليوم أحد، قال ابن عمر: أراد بذلك انخرام قرنه. وأجاب من أثبت حياته بأنه كان حينئذ علي وجه البحر، أو هو مخصوص من الحديث كما خص منه إبليس بالاتفاق.
ومن حجج من أنكر ذلك قوله تعالي: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) وحديث ابن عباس: (ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه) أخرجه البخاري ولم يأت في خبر صحيح أنه جاء إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم ولا قاتل معه، وقد قال صلي الله عليه وآله وسلم يوم بدر (اللهم إن
(١٨)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، الحافظ ابن حجر العسقلاني (1)، كتاب فتح الباري (1)، الطهارة (1)، الحرب (1)
تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض) فلو كان الخضر موجودا لم يصح هذا النفي. وقال صلي الله عليه وآله وسلم (رحم الله موسي لوددنا لو كان صبر حتي يقص علينا من خبرهما) فلو كان الخضر موجودا لما حسن هذا التمني ولأحضره بين يديه وأراه العجائب وكان أدعي لإيمان الكفرة لا سيما أهل الكتاب.
وجاء في اجتماعه مع النبي صلي الله عليه وآله وسلم حديث ضعيف أخرجه ابن عدي من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده (أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم سمع وهو في المسجد كلاما فقال: يا أنس أذهب إلي هذا القائل فقل له يستغفر لي، فذهب إليه فقال: قل له إن الله فضلك علي الأنبياء بما فضل به رمضان علي الشهور، قال فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر) إسناده ضعيف. وروي ابن عساكر من حديث أنس نحوه بإسناد أوهي منه. وروي الدارقطني في (الافراد) من طريق عطاء عن ابن عباس مرفوعا (يجتمع الخضر وإلياس كل عام في الموسم، فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه. ويفترقان عن هؤلاء الكلمات: (بسم الله ما شاء الله) الحديث، في إسناده محمد بن أحمد بن زيد بمعجمة ثم موحدة ساكنة وهو ضعيف. وروي ابن عساكر من طريق هشام بن خالد عن الحسن بن يحيي عن ابن أبي رواد نحوه وزاد (ويشربان من ماء زمزم شربة تكفيهم إلي قابل) وهذا معضل. ورواه أحمد في الزهد بإسناد حسن عن أبي رواد وزاد أنهما (يصومان رمضان ببيت المقدس) وروي الطبري من طريق عبد الله بن شوذب نحوه وروي عن علي أنه
(١٩)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، شهر رمضان المبارك (2)، إبن عساكر (2)، كثير بن عبد الله (1)، الحسن بن يحيي (1)، أهل الكتاب (1)، محمد بن أحمد (1)، الصبر (1)، السجود (1)
(دخل الطواف فسمع رجلا يقول يا من لا يشغله سمع عن سمع) الحديث فإذا هو الخضر، أخرجه ابن عساكر من وجهين في كل منهما ضعف، وهو في (المجالسة) من الوجه الثاني. وجاء اجتماعه ببعض الصحابة فمن بعدهم أخبار أكثرهم واهي الاسناد. منها ما أخرجه ابن أبي الدنيا والبيهقي من حديث أنس: (لما قبض النبي صلي الله عليه وآله وسلم دخل فتخطاهم - فذكر الحديث في التعزية - فقال أبو بكر وعلي: هذا الخضر) في إسناده عباد بن عبد الصمد وهو واه.
وروي ابن أبي حاتم من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن علي نحوه. وروي ابن وهب من طريق ابن المنكدر (أن عمر صلي علي جنازة، فسمع قائلا يقول: لا تسبقنا - فذكر القصة - وفيها: أنه دعا للميت (فقال عمر: خذوا الرجل، فتواري عنهم فإذا أثر قدمه ذراع فقال عمر: هذا والله الخضر) في إسناده مجهول مع انقطاعه.
وروي أحمد في الزهد من طريق مسعر عن معن بن عبد الرحمن عم عون بن عبد الله قال: بينا رجل بمصر في فتنة ابن الزبير مهموما إذ لقيه رجل فسأله فأخبره باهتمامه بما فيه الناس من الفتن، قال: قل اللهم سلمني وسلم مني، قال فقالها فسلم. قال مسعر يرون أنه الخضر. وروي يعقوب بن سفيان في تاريخه وأبو عروبة من طريق رياح بالتحتانية ابن عبيده قال: (رأيت رجلا يماشي عمر بن عبد العزيز معتمدا علي يديه فلما انصرف قلت له من الرجل؟ قال:
رأيته؟ قلت: نعم. قال أحسبه رجلا صالحا، ذاك أخي الخضر بشرني أني سأولي وأعدل). لا بأس برجاله. ولم يقع لي إلي الآن خبر ولا أثر بسند جيد غيره، وهذا لا يعارض الحديث الأول في مائة سنة
(٢٠)
صفحهمفاتيح البحث: إبن عساكر (1)، عون بن عبد الله (1)، عبد العزيز (1)، جعفر بن محمد (1)، الطواف، الطوف، الطائفة (1)، الزهد (1)، الجهل (1)
فإن ذلك كان قبل المائة. وروي ابن عساكر من طريق كرز بن وبرة قال: أتاني أخ لي من أهل الشام فقال أقبل مني هذه الهدية، إن إبراهيم التيمي حدثني قال: كنت جالسا بفناء الكعبة أذكر الله، فجاني رجل فسلم علي، لم أر أحسن وجها منه ولا أطيب ريحا.
فقلت: من أنت؟ فقال أنا أخوك الخضر: قال فعلمه شيئا إذا فعله رأي النبي صلي الله عليه وآله وسلم في المنام. وفي إسناده مجهول وضعيف. وروي ابن عساكر في ترجمة أبي زرعة الرازي بسند صحيح أنه رأي وهو شاب رجلا نهاه عن غشيان أبواب الامراء. ثم رآه بعد أن صار شيخا كبيرا علي حالته الأولي فنهاه عن ذلك أيضا، قال فالتفت لأكلمه فلم أره، فوقع في نفسي أنه الخضر، وروي عمر الجمحي في فوائده والفاكهي في كتاب مكة بسند فيه مجهول عن جعفر بن محمد أنه رأي شيخا كبيرا يحدث أباه ثم ذهب، قال له أبوه رده علي، قال فطلبته فلم أقدر عليه، فقال لي أبي: ذاك الخضر.
وروي البيهقي من طريق الحجاج بن فرافصة أن رجلين كانا يتبايعان عند ابن عمر، فقام عليهم رجل فنهاهما عن الحلف بالله ووعظهم بموعظة، قال ابن عمر لأحدهما: اكتبها منه، فاستعاده حتي حفظها ثم تطلبه فلم يره، قال: وكانوا يرون أنه الخضر]. اه فعلي هذا الكلام المنقول عن ابن حجر يتبين أن الأحاديث التي احتج بها من قال بموت الخضر يمكن تخصيصها وإخراجه منها.
فحياته هو القول الراجح مع إمكان أن يكون قد مات، والله تعالي أعلم.
(٢١)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، إبن عساكر (2)، جعفر بن محمد (1)، الشام (1)، الموت (1)، الجهل (1)

فصل في مسألة الباطن والظاهر والشريعة والحقيقة

فصل في مسألة الباطن والظاهر والشريعة والحقيقة قال بعض الناس: (إن الحقيقة تخالف الشريعة وتخرقها، وإن الباطن يخالف الظاهر). وعمدة استدلالهم بقصة الخضر عليه الصلاة والسلام المذكورة في القرآن الكريم!!
ونحن نقول لهم: إن هذا خطأ فادح وليس في قصة سيدنا الخضر ما يؤيد ما تذهبون إليه فأولا: لان في ثبوت نبوته بالأدلة التي قدمناها ما يهدم هذا كله وثانيا: لان الأمور التي فعلها سيدنا الخضر ليس فيها ما يخالف شرعنا كما وضح ذلك الامام الحافظ ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري) (1 / 222) حيث قال:
[قال: القرطبي: وقد بلغنا عن بعضهم أنه قال: أنا لا آخذ عن الموتي وإنما آخذ عن الحي الذي لا يموت، وكذا قال آخر أنا آخذ عن قلبي عن ربي، وكل ذلك كفر باتفاق أهل الشرائع ونسأل الله تعالي الهداية والتوفيق.
وقال غيره: من استدل بقصة الخضر علي أن الولي يجوز أن يطلع من خفايا الأمور علي ما يخالف الشريعة ويجوز له فعله فقد
(٢٢)
صفحهمفاتيح البحث: الحافظ ابن حجر العسقلاني (1)، القرآن الكريم (1)، الموت (2)، الجواز (1)
ضل، وليس ما تمسك به صحيحا، فإن الذي فعله الخضر ليس في شئ منه ما يناقض الشرع، فإن نقض لوح من ألواح السفينة لدفع الظالم عن غصبها ثم إذا تركها أعيد اللوح جائز شرعا وعقلا، ولكن مبادرة سيدنا موسي بالانكار بحسب الظاهر، وقد وقع ذلك واضحا في رواية أبي إسحاق التي أخرجها مسلم ولفظه (فإذا جاء الذي يسخرها فوجدها منخرقة تجاوزها فأصلحها) فيستفاد منه وجوب التأني عن الانكار في المحتملات، وأما قتله الغلام فلعله كان في تلك الشريعة، وأما إقامة الجدار فمن مقابلة الإساءة بالاحسان، والله أعلم]. انتهي كلام الحافظ ابن حجر.
فقتل الغلام كان بأمر الله تعالي، وما كان بأمر الله تعالي لا يقال إنه مخالف للشريعة، وذلك لان الشريعة هي عبارة عن امتثال أمر الله تعالي وتنفيذه، واجتناب نهيه، وهو نبي - أي الخضر - وقد قال (وما فعلته عن أمري) أي: إن هذا تنفيذا لأمر الله تعالي، فأين خرق الشريعة بالحقيقة التي جاء القرآن بإثباتها؟!
ولا يخفي علي أهل العلم أن محققي علماء الاسلام أهل السنة والجماعة نصوا علي كفر من قال أو ادعي بأن الحقيقة تخالف الشريعة أو أن الباطن يخالف الظاهر، وممن نص علي ذلك الامام الغزالي رحمه الله تعالي في كتابه (الاحياء) (1 / 100) حيث قال:
(فمن قال: إن الحقيقة تخالف الشريعة أو الباطن يناقض الظاهر فهو إلي الكفر أقرب منه إلي الايمان) اه.
(٢٣)
صفحهمفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)، القتل (1)، السفينة (1)
وقد بسط الامام الغزالي رحمه الله تعالي هذا الموضوع هناك وتوسع فيه ولا بد من مطالعته بتمعن.
وقال الامام الحافظ ابن حجر أيضا في (فتح الباري) (1 / 221) نقلا عن القرطبي ما نصه:
[الثانية: ذهب قوم من الزنادقة إلي سلوك طريقة تستلزم هدم أحكام الشريعة فقالوا: إنه يستفاد من قصة موسي والخضر أن الأحكام الشرعية العامة تختص بالعامة والأغبياء، وأما الأولياء والخواص فلا حاجة بهم إلي تلك النصوص بل إنما يراد منهم ما يقع في قلوبهم، ويحكم عليهم بما يغلب علي خواطرهم، لصفاء قلوبهم من الأكدار وخلوها عن الأغيار. فتنجلي لهم العلوم الإلهية والحقائق الربانية، فيقفون علي أسرار الكائنات ويعلمون الاحكام الجزئيات فيستغنون بها عن أحكام الشرائع الكليات، كما اتفق للخضر، فإنه استغني بما ينجلي له من تلك العلوم عما كان عند موسي، ويؤيده الحديث المشهور (استفت قلبك وإن أفتوك) (4) قال القرطبي: وهذا
(4) هذا حديث ضعيف أخرجه الإمام أحمد في مسنده (4 / 228) عن يزيد بن هارون ثنا حماد بن سلمة عن الزبير أبي عبد السلام عن أيوب بن عبد الله بن مكرز عن وابصة مرفوعا وفيه: " يا وابصة استفت نفسك، البر ما اطمأن إليه القلب واطمأنت إليه النفس والاثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وان أفتاك الناس ".
ورواه أيضا أبو يعلي في " مسنده " (3 / 160 - 162) والدارمي في مسنده أو سننه (2 / 246) كلهم من طريق حماد بن سلمة به.
قلت: الزبير أبو عبد السلام لم يرو عنه الا حماد بن سلمة وقد وثقه ابن حبان في " الثقات " (6 / 333) وليس ذلك بنافع في توثيقه، لان البخاري قال في تاريخه (3 / 413):
" الزبير أبو عبد السلام روي عنه حماد بن سلمة مراسيل " قلت: فهو مجهول والظاهر أنه ضعيف أيضا فقد وقع في " مسند أحمد " (4 / 228) بأن أبا عبد السلام هذا لم يسمع من أيوب قال الإمام أحمد:
" حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا الزبير أبو عبد السلام عن أيوب بن عبد الله بن مكرز ولم يسمع منه، قال حدثني جلساؤه وقد رأيته عن وابصة الأسدي قال عفان حدثني غير مرة ولم يقل جلساؤه ".
قلت: فهذا يقتضي تضعيفه بالتدليس ونحوه وهو جرح واضح مفسر. وشيخه أيوب بن عبد الله بن مكرز قال فيه ابن المديني: " مجهول " كما في " تهذيب التهذيب " (1 / 356) وقال الحافظ الهيثمي في " المجمع " (1 / 175): " وفيه أيوب بن عبد الله بن مكرز قال ابن عدي لا يتابع علي حديثه ووثقه ابن حبان " اه.
قلت: لم أجد ترجمة أيوب هذا في الكامل المطبوع والظاهر أنها سقطت منه، لان الذهبي أيضا قال في ترجمته في " الميزان " (1 / 290):
" قال ابن عدي: له حديث لا يتابع عليه " اه.
وبذا يتبين ضعف هذا الحديث، والله الموفق.
(٢٤)
صفحهمفاتيح البحث: الأحكام الشرعية (1)، كتاب فتح الباري (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (2)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، حماد بن سلمة (5)، الجهل (2)
القول زندقة وكفر، لأنه إنكار لما علم من الشرائع فإن الله قد أجري سنته وأنفذ كلمته بأن أحكامه لا تعلم إلا بواسطة رسله السفراء بينه وبين خلقه المبينين لشرائعه وأحكامه، كما قال الله تعالي (يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس) وقال (الله أعلم حيث يجعل رسالته) وأمر بطاعتهم في كل ما جاءوا به، وحث علي طاعتهم والتمسك بما أمروا به فإن فيه الهدي. وقد حصل العلم اليقين واجماع
صفحه(٢٥)
السلف علي ذلك، فمن ادعي أن هناك طريقا أخري يعرف بها أمره ونهيه غير الطرق التي جاءت بها الرسل يستغني بها عن الرسول فهو كافر يقتل ولا يستتاب]. انتهي من (فتح الباري).
(٢٦)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب فتح الباري (1)، القتل (1)

أقوال باطلة متداولة يجب التنبيه عليها

أقوال باطلة متداولة يجب التنبيه عليها أقول وبما أن الكلام قد انفتح في هذه المسألة فلا بد أن ننبه ههنا علي مسائل يتناقله بعض من ينتسب إلي التصوف ويعتقدونها ويردونها وهي أغلاط فادحة وأغلاط فاحشة، فأقول وبالله تعالي التوفيق:
[مسألة]: حديث (حفظت من رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وعائين فأما أحدهما فبثثته، وأما الاخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم) رواه البخاري (1 / 216) قال الحافظ ابن حجر في شرحه:
(وحمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه علي الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم، وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه ولا يصرح به خوفا علي نفسه منهم (5)، كقوله أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان يشير إلي خلافة يزيد بن معاوية لأنها كانت سنة ستين من الهجرة، واستجاب الله دعاء أبي هريرة فمات قبلها بسنة).
ثم قال الحافظ:
(قال ابن المنير: جعل الباطنية هذا الحديث ذريعة إلي تصحيح باطلهم حيث اعتقدوا أن للشريعة ظاهرا وباطنا، وذلك الباطن إنما
(1) أي من معاوية وأضرابه.
(٢٧)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو هريرة العجلي (2)، يزيد بن معاوية لعنهما الله (1)
حاصله الانحلال من الدين. قال: وإنما أراد أبو هريرة بقوله (قطع) أي قطع أهل الجور رأسه إذا سمعوا عيبه لفعلهم وتضليله لسعيهم … ) فتأمل.
[مسألة]: زعم بعض منحرفي المتصوفة بأن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم كان يعرف القرآن قبل نزوله عليه، ويؤكد ذلك عندهم قوله تعالي: (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه) سورة طه:
(114). وادعوا بأن القرطبي يؤيدهم في زعمهم هذا في تفسيره!!
وقد جاءني أحدهم وقال لي ذلك بعدما كنت قد قرأت ذلك في كتاب لاحد منحرفيهم فجئته بتفسير القرطبي وقرأت له أمام عينيه تفسير قوله تعالي (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه) وتفسير قوله (لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه) القيامة: 16 - 17، فقال: (إن نسختك هذه محرفة ونسخة القرطبي الأصلية فيها ما نقول) فضحكت من حسن تصرفه الساذج لما وقع في هذه الورطة!!!
والحق في المسألة: أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لم يكن يعرف القرآن الذي لم ينزل عليه قبل نزوله، والدليل عليه من القرآن قوله تعالي (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا، ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان) الآيات الشوري: 52.
وقال تعالي: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون) العنكبوت: 48.
(٢٨)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو هريرة العجلي (1)، سورة طه (1)، القرآن الكريم (5)
وحديث الإفك الثابت في الصحيح (6) من أكبر الأدلة علي أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لم يكن يعرف القرآن الذي لم ينزل بعد عليه، وإلا لما احتار في المسألة وانتظر الوحي حتي ينفذ ما يقضي الله تعالي في الامر، وفي الحديث:
(فدعا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله).
وفيه: (وقد لبث شهرا لا يوحي إليه في شأني … ) (7).
وقد أفتي العلماء المحققون بأن من زعم أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم كان يعرف القرآن قبل نزوله وأنه كان يسابق سيدنا جبريل عليه السلام به عند قراءته كافر مرتد والعياذ بالله تعالي.
وكذلك لا يجوز لأي مسلم أن يعتقد بأن النبي صلي الله عليه وآله وسلم يعلم الغيب كله أو أن الله تعالي أطلعه علي جميع الغيبيات، ولا أدل علي ذلك من قوله تعالي (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون) النمل: 65. وقال تعالي: (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء، إن أنا إلا نذير وبشير (8) لقوم يؤمنون)
(6) رواه البخاري (8 / 452) ومسلم (4 / 2129).
(7) انظر البخاري (8 / 453 - 454 فتح).
(8) ولا يعني هذا أنه لا يشفع للناس أو لا جاه له حاشا وكلا، وإنما نقول بأنه: رسول له المكانة السامية علي جميع الخلق فضلا عن البشر، وجميعهم تحت لوائه آدم عليه السلام فمن دونه، وقد أعطي ذلك بفضل الله تعالي (وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء) الحديد: 29، فمن قال: إن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عبارة عن حامل رسالة كساعي بريد أو طارش بلغة قوم فقد ارتد وخرج من الاسلام وتزندق، لأنه استهان واستخف بالرسول الأعظم صلي الله عليه وآله وسلم قال تعالي: (فالذين آمنوا وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) الأعراف: 157.
ومعني عزروه: عظموه ووقروه ومنه بالسيادة والله أعلم.
(٢٩)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (6)، علي بن أبي طالب (1)، أسامة بن زيد (1)، القرآن الكريم (2)، الجواز (1)، النبي آدم عليه السلام (1)
الأعراف: 188. وقوله تعالي: (وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا علي النفاق لا تعلمهم. نحن نعلمهم.
سنعذبهم مرتين ثم يردون إلي عذاب عظيم).
ولو استقرينا نصوص الكتاب والسنة الصحيحة فربما نجمع مئات النصوص المثبتة لذلك. ولا يعني هذا أن الله تعالي لم يطلع نبيه أو بعض ملائكته علي بعض الأمور التي ستحدث في المستقبل كأشراط الساعة وما يحدث في آخر الزمان ونحو ذلك تحقيقا لقوله سبحانه (عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا * إلا من ارتضي من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا) الجن: 25. فهذه الآية تثبت أن الله تعالي أطلع نبيه صلي الله عليه وآله وسلم علي بعض الأمور التي ستحصل في المستقبل، فالواجب اعتقاد أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم لا يعلم الغيب بنفسه بل بإطلاع الله له، وكذلك لا يعلم جميع الغيب، ومن خالف هذا ضل وأضل، فضلا عن بعض السذج الذين يعتقدون بأن الولي
(٣٠)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، آخر الزمان (1)
يعلم الغيب ويعلم جميع ما حصل لأي إنسان مثلا وكذلك جميع ما سيحصل اللهم إنا نبرأ إليك من مثل هذا الاعتقاد، وهذا لا ينفي أنه قد يري الانسان رؤيا أو يلهمه الله أن ينطق بشئ يخطر في قلبه علي أنه حصل كذا أو سيحصل كذا لان هذا لا يعني أنه يعرف الغيب كله.
وبهذا تم بيان وعرض أدلة سيدنا الخضر عليه السلام وهذا ما ندين الله تعالي به مع أنا لا نكفر من قال بولايته ولا نضلله مع قولنا بتخطئته وغلطه إلا أن يتذرع بقوله إنه ولي ليثبت بعض العقائد الزائغة فساعتئذ يحكم عليه بحسب تلك العقيدة، فنصيحتي لمن يدعي أنه يري الخضر ويجتمع به ويدعي أن الحقيقة تخالف الشريعة وأن الباطن يخالف الظاهر أن يتقي الله تعالي وأن يرجع إلي الصواب، هدانا الله إلي الحق والي الصراط المستقيم.
(٣١)
صفحهمفاتيح البحث: النبي خضر عليه السلام (1)، كتاب الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي (1)

تنبه ذوي الألباب إلي عدم جواز العدد علي كمال المولي الوهاب

تنبيه ذوي الألباب إلي عدم جواز العدد علي كمال المولي الوهاب الحمد لله كما ينبغي لجلاله، وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وبعد: فقد أحببت تذكير نفسي وإخواني السادة الفضلاء، إلي خطأ في بعض صيغ الصلاة علي الحبيب الأعظم صلي الله عليه وآله وسلم ليبدل هذا الخطأ الذي درج بعض الناس عليه بالصواب في صيغة (اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله).
فكلمة (عدد كمال الله) خطأ مخالف لعقيدة أهل الحق، لأنها تفيد أن كمال الله تعالي له عدد، أي حد فهو محصور، ومن المعلوم المقرر أن كمال الله تعالي لا عدد له، نبهنا علي ذلك شيخنا إمام العصر سيدي عبد الله بن الصديق الغماري الحسني متعه الله تعالي بالعافية، وقد غفل عن هذه الكلمة بعض الناس فليتنبه إلي ذلك طالب الحق الذي يريد وجه الله تعالي.
كما نبه علي ذلك جماعة من المحققين منهم جدي علوي بن أحمد السقاف ونقل ذلك عن المحقق ابن عابدين صاحب الحاشية علي (الدر المختار).
(٣٣)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب الدر المختار للحصكفي (1)، الصدق (1)، الصّلاة (3)، الجواز (1)
وأنني أنقل نص جدي السيد العلامة علوي السقاف من كتابه (الفوائد المكية) ص 19 فأقول: قال رحمه الله تعالي:
[وفي الدر المختار مع حاشيته للعلامة ابن عابدين ما نصه … (تنبيه): لينظر في أنه يقال مثل ذلك في نحو ما يؤثر من الصلوات مثل: اللهم صل علي محمد عدد علمك وحلمك ومنتهي رحمتك، وعدد كلماتك وعدد كمال الله ونحو ذلك، فإنه يوهم تعدد الصفة الواحدة أو انتهاء متعلقات نحو العلم ولا سيما مثل عدد ما أحاط به علمك ووسعه سمعك وعدد كلماته إذ لا منتهي لعلمه ولا لرحمته ولا لكلماته تعالي، ولفظة عدد ونحوها توهم خلاف ذلك، ورأيت في شرح العلامة الفاسي علي دلائل الخيرات البحث في ذلك فقال: قد اختلف العلماء في جواز إطلاق الموهم عند من لا يتوهم به، أو كان سهل التأويل واضح المحل أو تخصص بطرق الاستعمال في معني صحيح، وقد اختار جماعة من العلماء كيفيات في الصلاة علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم وقالوا إنها أفضل الكيفيات منهم الشيخ عفيف الدين اليافعي والشرف البارزي والبهاء ابن القطان ونقله عنه تلميذه المقدسي اه أقول: ومقتضي كلام أئمتنا المنع من ذلك إلا فيما ورد عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم علي ما اختاره الفقيه فتأمل]. انتهي كلام العلامة علوي السقاف من كتاب الفوائد المكية.
خطأ فلتصلح لفظة (عدد كمال الله) وتبدل بلفظة صحيحة وهي صواب (عدد خلق الله) فليس لأي أحد بعد هذا البيان أن يقول: لقد
(٣٤)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، كتاب الدر المختار للحصكفي (1)، الصّلاة (1)، الجواز (1)
وجدنا كثيرا من المشايخ يقولونها بلا نكير، لان هذا الكلام بعد بيان الحق الواضح ليس حجة شرعية مقبولة عند الله تعالي، ولا سيما أن جماعة من المحققين منهم فقهاء ومحدثين أنكروها، وكذا ليس لأي انسان أن يقول: إن لها تأويلا صحيحا عنده، إلي غير ذلك من أجوبة غثة هزيلة لا تثبت عند التمحيص العلمي مع ما فيها من الايهام للخطأ أو للاعتقاد الفاسد. والمطلوب من كل من رأي خطأ وخصوصا من أهل الله تعالي أو وهما أو غلطا أن يصلحه ويأمر باصلاحه ويأمر إخوانه باستبداله بكلام صحيح مقبول شرعا، وفقنا الله وإياكم لكل خير والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
(٣٥)
صفحهمفاتيح البحث: الحج (1)

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.