الامامة و الحكومة

اشارة

الامامة والحكومة - محمد حسين الأنصاري
الكتاب: الامامة والحكومة
المؤلف: محمد حسين الأنصاري
الجزء:
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر سيرة النبي والائمة
تحقيق: تقديم: السيد مرتضي الرضوي
الطبعة: الأولي
سنة الطبع: ١٤١٨ - ١٩٩٨ م
المطبعة:
الناشر:
ردمك:
ملاحظات:
المصدر:

تقديم الكتاب

تأليف محمد حسين الأنصاري
صفحه(٥)

الاهداء

الاهداء: - أهدي مجهودي المتواضع هذا إلي أستاذي الأول ومعلمي بأفعاله قبل أقواله.. والدي المبجل راجيا منه أن يقبل بعض نتاجه، فإنه أهل للعطاء والجود والكرم.. ودمتم يا والدي لخادمكم محمد حسين الأنصاري
صفحه(٦)

مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين.
والصلاة والسلام علي أشرف خلقه، وسيد بريته، الحاكم بامره محمد المصطفي وآله الطيبين الطاهرين، وعلي صحبه المنتجبين، والتابعين لهم باحسان إلي قيام يوم الدين.
واللعن الدائم علي أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين:
وقع الاختلاف بين الناس.
والله يقول: (وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلي الله).
وكل يدعي أنه الحق..
(والله يقص الحق وهو خير الفاصلين).
وهو القائل: (يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم).
فعلي المسلمين كافة أن يرجعوا إلي الله ورسوله ليحكم بينهم، ويتمعنوا فيما أتي وثبت.
وعليهم أخيرا أن يذعنوا وألا يقولوا إلا سمعنا وأطعنا، إذعانا وتسليما لقوله
(٧)
صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الطهارة (1)
(إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلي الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا).
حتي نكون جميعا من المؤمنين، ونوفق للقول الثابت، والعمل الصالح في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
وهذا ما أردته في كتابي هذا. قم المقدسة محمد حسين الأنصاري
صفحه(٨)

القسم الأول - الحكومة

القسم الأول: - الحكومة
صفحه(٩)

تمهيد: معني مادة - حكم - وما تدل عليه من معني

تمهيد: - الحاكم وهو علي زنة فاعل، مشتق من مادة حكم.
وكل معاني مادة (حكم) لو تدبرناها لرأيناها مأخوذة من ربط شئ بشئ، بحيث تسد الفجوات وتملا الفراغات بلا خلل.
سوأ قلنا أن الحكم هو (الصرف والمنع للاصلاح ومنه حكمة الفرس، ومنه الحكيم، والاحكام والاتقان أيضا) (1).
أو قلنا أن الحكم هو (الفصل والبث والقطع علي الاطلاق، وآيات محكمات معناه أحكمت عبارتها بأن حفظت من الاحتمال) (2).
قال الراغب في مفرداته: - حكم أصله منع منعا لاصلاح، ومنه سميت اللجام حكمة الدابة (3).
والمنع، وسد الخلل كلاهما واحد، إذ بسد الخلل يمنع الأغيار من الدخول ويمنع الشئ من الانحلال.
ولقد أجاد صاحب الميزان قد. إذ قال:
(مادة الحكم تدل علي نوع من الاتقان، يتلائم به أجزأ الشئ، وينسد به
(1) و (2) القاضي أيوب بن موسي الحنفي الكفوي (أبو البقاء) الكليات في اللغة / فصل الحاء / 16 الحكم / ص 144.
(3) مادة حكم.
(١١)
صفحهمفاتيح البحث: المنع (2)
خلله وفرجه، ولا يتجزأ إلي الا جزأ، ولا يتلاشي إلي الأبعاض حتي يضعف أثره، ويكسر سورته، وإلي ذلك يرجع المعني بين تفاريق مشتقاته، كالاحكام، والتحكيم، والحكمة والحكومة وغير ذلك) (1).
إلي أن يقول قد.: - (وبالجملة الامر في أمره، والقاضي في قضائه، كأنهما يوجدان نسبة في مورد الامر والقضاء يحكمانه بها، ويرفعان به وهنا وفتورا، وهو الذي يسمي الحكم).
ويقول بعدها (فهذا ما نعقله من معني الحكم وهو إثبات شئ لشئ، أو إثبات شئ عند شئ) (2).
ولو دققنا النظر لرأينا أن الحكم بإثبات شئ لشئ أو غيره، لا يتم إلا بوجود طرفين علي الأقل، ويجب أن يكون صاحب الحكم ومنشؤه صاحب سلطة وسلطنة علي الأطراف كلها، وإلا لما تعقلنا الامر كله فيه أصلا.
وبما أن صاحب السلطنة الحقيقية هو الله تعالي لأنه الموجد والمكون ولا يمكن للممكن أن يستمر بوجوده إلا بالواجب الوجود إذا يكون صاحب الحكم الحقيقي هو الله تعالي دائما.
ومن هنا تعقلنا الحكم التشريعي، والحكم التكويني له تعالي.
ويظهر الحكم التكويني له سبحانه في آيات كثيرة منها قوله تعالي في خطابه لرسوله صلي الله عليه وآله: (قل إني علي بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله..) (3).
ولم يستعجلوا حكما تشريعيا، بل استعجلوا أمرا آخر من معجزات هم اقترحوها، وأمور هم تصوروها.
(1) العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي / تفسير الميزان / ج 7 / ص 115 (2) نفس المصدر السابق.
(3) الآية " 57 " سورة الأنعام - 6 -
(١٢)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، تفسير الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي (1)، سورة الأنعام (1)

اقسام الحكم وتعريفها

وكذلك يظهر الامر هذا في سورة يوسف في خطاب يعقوب لولده (وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شئ إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون) (1).
فليس المراد به هنا الحكم التشريعي علي ما هو الظاهر.
بناءا علي هذا يمكن أن نقسم الحكم بدوا إلي قسمين: - القسم الأول: الحكم التكويني.
القسم الثاني: الحكم التشريعي.
والحكم التشريعي بدوره يقسم إلي قسمين هما:
1 - الحكم التكليفي.
2 - الحكم الوضعي.
وقد عرفوا الحكم التشريعي بقسميه الوضعي منه، والتكليفي بأنه: - (جعل بالتكليف أو بالوضع متعلق بفعل الانسان من حيث المنع عنه، والرخصة فيه، أو ترتب الأثر عليه) (2).
والجاعل هو الله تعالي كما قدمنا لأنه صاحب السلطنة الحقيقية أولا وبالذات.
ومنه سبحانه وتعالي تمتد تلك السلطنة بحسب ما يريد هو لمن يريد لان من له الحكم له الحق ومن له الحق له الولاية، لان الولاية معناها السلطان علي من عليه يكون متسلطا، وذلك لتمكنه منه، فتكون حينئذ الولاية المطلقة لله تعالي وحده أولا وبالذات.
ثم منه تمتد تلك السلطنة كما في ولاية النبي علي المؤمنين، ويظهر ذلك في قوله تعالي: -.
(1) الآية " 67 " سورة يوسف - 12 - (2) السيد محمد بحر العلوم / بلغة الفقيه / في رسالته الموسومة ب " الفرق بين الحق والحكم " ط 4 / ج 1 / ص 13
(١٣)
صفحهمفاتيح البحث: سورة يوسف (2)، كتاب بلغة الفقيه للسيد محمد بحر العلوم (1)
(النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم..) (1).
وبناءا علي تلك الولاية الأصلية والمترشحة قال تعالي:
(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم..) (2).
وقال تعالي (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلي الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا) (3).
فسلطنة النبي وحكمه منه سبحانه وتعالي وإذا بين حينئذ رسوله (صلي الله عليه وآله) بإن ما ثبت له ثبت لغيره يكون كلامه هو الحق الذي يجب اتباعه.
(وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي) (4).
(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عند فانتهوا) (5).
من هنا ثبتت سلطنة بعض علي بعض.
ومنها ثبتت ولاية علي عليه السلام علي المؤمنين بتمهيد من الرسول الكريم (صلي الله عليه وآله) في غدير خم في السنة العاشرة للهجرة المباركة في يوم (18) من ذي الحجة المبارك بقوله: - (ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم قالوا:
بلي يا رسول الله.. قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه،..) (6).
فإذا تم هذا ثبتت له تلك السلطنة.
ومنها ثبتت ولاية باقي الخلفاء الاثني عشر من قريش، وبأدلة مفصلة ثبتت سلطنة أخري لنوابهم العلماء بحسب الدليل سعة وضيقا.
(1) الآية " 6 " الأحزاب - 33 - (2) الآية " 36 " الأحزاب - 33 - (3) الآية " 51 " سورة النور - 24 - (4) الآية " 3 " - " 4 " سورة النجم - 53 - (5) الآية " 7 " سورة الحشر - 59 - (6) وستأتي تخريجاته.
(١٤)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، شهر ذي الحجة (1)، غدير خم (1)، الوسعة (1)، سورة النور (1)، سورة النجم (1)، سورة الحشر (1)
ولقد قال الله تعالي في بيان خطابه لداود علي نبينا وآله وعليه السلام (إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق) (1).
وقال تعالي عن قوم آخرين (أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم.) (2).
وقال تعالي لنبيه صلي الله عليه وآله (فاحكم بينهم بما أنزل الله) (3).
بل خاطبه جل اسمه: - (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله..) (4).
ولم يخاطب أحدا غيره بذلك أبدا.
فالحكم بالأصالة له سبحانه وتعالي ويكون لغيره تبعا سعة وضيقا.
وربما يكون ذلك للناس دون أصفيائه وخلصائه.
قال تعالي: - (وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه) (5).
ومثال ذلك واضح في أمور كثيرة منها مثلا العزة..
قال تعالي: - (فلله العزة جميعا) (6).
بل أكد ذلك في مورد ثان فقال تعالي: (فإن العزة لله جميعا) (7).
ثم قال في مورد آخر (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) (8).
(1) الآية " 26 " سورة " ص " - 38 - (2) الآية " 89 " سورة الأنعام - 6 - (3) الآية " 48 " سورة المائدة - 5 - (4) الآية " 105 " سورة النساء - 4 - (5) الآية " 47 " سورة المائدة - 5 - (6) الآية " 10 " سورة فاطر - 35 - (7) الآية " 139 " سورة النساء - 4 - (8) الآية " 8 " سورة المنافقون - 63 -
(١٥)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الوسعة (1)، سورة المائدة (2)، سورة الأنعام (1)، سورة المنافقون (1)، سورة النساء (2)، سورة فاطر (1)، سورة ص (1)
بل قد ينسب الفعل له تارة وأخري لمسبباته التي جعلها له..
قال تعالي (الله يتوفي الأنفس حين موتها) (1).
وقال تعالي (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم) (2).
وقال تعالي (الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) (3).
وقال تعالي (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين) (4).
وهكذا..
(1) الآية " 42 " سورة الزمر - 39 - (2) الآية " 11 " سورة السجدة - 32 - (3) الآية " 28 " سورة النحل - 16 - (4) الآية " 32 " سورة النحل - 16 -
(١٦)
صفحهمفاتيح البحث: الموت (1)، سورة السجدة (1)، سورة النحل (2)، سورة الزمر (1)

الفصل الأول: الحاكم الأول في الاسلام

الفصل الأول: - الحاكم الأول
صفحه(١٧)
الفصل الأول: - الحاكم الأول بعد هذه التوطئة نقول متوكلين علي الله تعالي: - الحاكم الأول المطلق هو الله تعالي.
الحاكم الأول في الاسلام المنصوص والمدلول عليه من قبل الله تعالي هو النبي (صلي الله عليه وآله وسلم).
قال تعالي: - (فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) (1).
بعد استقرار الدليل العقلي علي أن لله سبحانه وتعالي خلقا يمثلونه في الأرض مبشرين ومنذرين.
قال أبو عبد الله عليه السلام: (إنا لما أثبتنا أن لنا خالقا صانعا متعاليا عنا وعن جميع ما خلق، وكان ذلك الصانع حكيما، لم يجز أن يشاهده خلقه، ولا يلامسهم ولا يلامسوه، ولا يباشرهم ولا يباشروه، ولا يحاجهم ولا يحاجوه، فثبت أن له سفراء في خلقه وعباده يدلونهم علي مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه
الآية " 65 " سورة النساء - 4 -
(١٩)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو عبد الله (1)، سورة النساء (1)
فناؤهم، فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه.
وثبت عند ذلك أن له معبرين وهم الأنبياء وصفوته من خلقه، حكماء مؤدبين بالحكمة، مبعوثين بها غير مشاركين للناس في أحوالهم علي مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب) (1).
وقد ثبت ذلك في كتابه، قال تعالي: - (وما كان ربك مهلك القري حتي يبعث في أمها رسولا) (2).
وقال تعالي:
(لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما) (3).
وهؤلاء يصطفون من خلقه.
قال تعالي: (الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس) (4).
وقال تعالي: (الله أعلم حيث يجعل رسالته) (5).
فتوفر شروط كثيرة في هذا المبلغ عن الله تعالي منها ظاهرية ومنها خفية لا يستطيع أن يلم بها بشر، بل هو سبحانه أعلم بها وبارشاد منه سبحانه وبيان نستدل بوجودها فيه، ومن أروعها وأجلاها العصمة.
وكفي قوله تعالي دليلا علي ذلك بالنسبة إلي نبينا (صلي الله عليه وآله) (وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي) (6).
ولذا أمرنا بطاعته مطلقا ويظهر ذلك جليا في آيات كثيرة منها: قوله تعالي
(1) الشيخ الصدوق " قدس " / التوحيد / ص 249 (2) الآية " 6 " سورة القصص - 28 - (3) الآية " 166 " سورة النساء - 4 - (4) الآية " 76 " سورة الحج - 22 - (5) الآية " 125 " سورة الأنعام - 6 - (6) الآية " 3 "، " 4 " سورة النجم - 53 -
(٢٠)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الهلاك (1)، الحج (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الشيخ الصدوق (1)، سورة الأنعام (1)، سورة النساء (1)، سورة القصص (1)، سورة النجم (1)، سورة الحج (1)
(وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله) (1).
بل طاعته طاعته بعينها قال تعالي (من يطع الرسول فقد أطاع الله) (2).
بل قال تعالي: - (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا بعيدا) (3).
(1) الآية " 56 " سورة النساء - 4 - (2) الآية " 81 " سورة نساء - 4 - (3) الآية " 37 " سورة الأحزاب - 33 -
(٢١)
صفحهمفاتيح البحث: سورة الأحزاب (1)، سورة النساء (1)
الفصل الثاني: - الحاكم الثاني
صفحه(٢٣)
الفصل الثاني: - الحاكم الثاني وهو الذي يسمي عند المسلمين بالامام.
والعبء الذي يقوم به يسمي بالإمامة.
ويؤمن بالإمامة المسلمون قاطبة، وعليها قام إجماعهم، وهي تمثل الخلافة عندهم.
إلا أن الاختلاف وقع في نمطها وكيفيتها.
فهل هي مثل النبوة لا تكون إلا بالتعيين من المصدر الأول للسلطة والحاكمية أم لا؟!!
بل هي أمر متروك للرعية، فهي التي تختار.
وعلي هذا تكون الإمامة بناءا علي الرأي الأول أصلا من أصول الدين.
وتكون علي الرأي الثاني فرعا من فروعه.
فعلي الأول حينئذ لا يجوز فيها التقليد بتاتا ولا الاختيار، بل هي أمر تعبدي ثابت من السماء يجب إتباعه لا يمكن تغييره كالنبوة.
وعلي الثاني فيجوز التقليد فيها.
ومن هنا حدث أهم افتراق بين المسلمين.
(٢٥)
صفحهمفاتيح البحث: أصول الدين (1)، الجواز (1)

الأطروحة الأولي: الإمامة الراجعة إلي الأمة

الأطروحة الأولي: - الإمامة الراجعة إلي الأمة طريق ثبوتها إما أن يكون: - ألف - بالاجماع.
ب - بالشوري.
ح - بالبيعة.
وركيزة هذه الأفرع الثلاثة أما أن يكون: - 1 - الكثرة.
2 - أو اتفاق أهل الحل والعقد.
ولو أحببنا أن نسبر غور كلا منهما لرأينا.
1 - في جانب الكثرة لا يقف إلا زيادة العدد.
وازدياد العدد لم يكن يوما من الأيام بحجة شرعا ولا عقلا.
ويشير إلي ذلك القرآن الكريم في مواطن كثيرة، فها هو يذم الكثرة ويمدح القلة.
قال تعالي: (وقليل من عبادي الشكور) (1).
وقال تعالي: (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (2).
.(1) الآية " 13 " سورة سبأ - 34 - (2) الآية " 187 " سورة الأعراف - 7 -
(٢٦)
صفحهمفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)، الحج (1)، سورة الأعراف (1)، سورة سبإ (1)

ركيزتها الاجماع والشوري والبيعة

الأطروحة الأولي: - الإمامة الراجعة إلي الأمة طريق ثبوتها إما أن يكون: - ألف - بالاجماع.
ب - بالشوري.
ح - بالبيعة.
وركيزة هذه الأفرع الثلاثة أما أن يكون: - 1 - الكثرة.
2 - أو اتفاق أهل الحل والعقد.
ولو أحببنا أن نسبر غور كلا منهما لرأينا.
1 - في جانب الكثرة لا يقف إلا زيادة العدد.
وازدياد العدد لم يكن يوما من الأيام بحجة شرعا ولا عقلا.
ويشير إلي ذلك القرآن الكريم في مواطن كثيرة، فها هو يذم الكثرة ويمدح القلة.
قال تعالي: (وقليل من عبادي الشكور) (1).
وقال تعالي: (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (2).
.(1) الآية " 13 " سورة سبأ - 34 - (2) الآية " 187 " سورة الأعراف - 7 -
(٢٦)
صفحهمفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)، الحج (1)، سورة الأعراف (1)، سورة سبإ (1)

رد الكثرة

الأطروحة الأولي: - الإمامة الراجعة إلي الأمة طريق ثبوتها إما أن يكون: - ألف - بالاجماع.
ب - بالشوري.
ح - بالبيعة.
وركيزة هذه الأفرع الثلاثة أما أن يكون: - 1 - الكثرة.
2 - أو اتفاق أهل الحل والعقد.
ولو أحببنا أن نسبر غور كلا منهما لرأينا.
1 - في جانب الكثرة لا يقف إلا زيادة العدد.
وازدياد العدد لم يكن يوما من الأيام بحجة شرعا ولا عقلا.
ويشير إلي ذلك القرآن الكريم في مواطن كثيرة، فها هو يذم الكثرة ويمدح القلة.
قال تعالي: (وقليل من عبادي الشكور) (1).
وقال تعالي: (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (2).
.(1) الآية " 13 " سورة سبأ - 34 - (2) الآية " 187 " سورة الأعراف - 7 -
(٢٦)
صفحهمفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)، الحج (1)، سورة الأعراف (1)، سورة سبإ (1)

أ - الاجماع

وقال تعالي: (وأكثرهم للحق كارهون) (1).
فلا نري سببا عقلائيا واحدا يحدونا للتمسك بهذا أبدا.
إذ حتي في أشد الأمور احتياجا للكثرة، صرح القرآن بعدم نفعها مع وجود القلة المدركة إذ قال تعالي: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) (2).
2 - اتفاق أهل الحل والعقد.
الامر فيه سيتضح بعد المداولة والمذاكرة لكل من الطرق الثلاثة.
الطريق الأول: الاجماع ومدرك حجيته إما الكثرة وتقدم ما فيها - بالإضافة إلي أنها تحتاج إلي من يثبت حجيتها فترجع بهذا إلي الشق الثاني، أو غيرها.
فإما أن تكون الحجية مصدرها الكتاب أو السنة أو العقل ولا يمكن أن يكون الاجماع للزوم الدور كما هو واضح.
.(1) الآية " 70 " سورة الأعراف - 7 - (2) الآية " 249 " سورة البقرة - 2 -
(٢٧)
صفحهمفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)، سورة الأعراف (1)، سورة البقرة (1)

المصدر الأول لحجية الاجماع الكتاب

المصدر الأول: - 1 - الكتاب واستدلوا بآيات (لا تنهض دليلا علي مقصودهم. وأولاها بالذكر آية سبيل المؤمنين، وهي قوله تعالي:
(ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدي ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولي ونصله جهنم وساءت مصيرا) (1).
ويكفينا في رد الاستدلال بها ما استظهره الشيخ الغزالي منها إذ قال: - والظاهر أن المراد بها أن من يقاتل الرسول ويشاقه، ويتبع غير سبيل المؤمنين في مشايعته ونصرته ودفع الأعداء عنه نوله ما تولي.
فكأنه لم يكتف بترك المشاقة، حتي تنضم إليه متابعة سبيل المؤمنين من نصرته والذب عنه، والانقياد له فيما يأمر وينهي.
ثم قال: (وهذا هو الظاهر السابق إلي الفهم)، وهو كذلك كما استظهره) (2).
(فسبيل المؤمنين بما هم مجتمعون علي الايمان هو الاجتماع علي طاعة الله ورسوله وإن شئت فقل علي طاعة رسوله - فإن ذلك هو الحافظ لوحدة سبيلهم).
وقال تعالي: (وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل
(1) الآية " 114 " سورة نساء - 4 - (2) محمد رضا المظفر / أصول الفقه / ج 2 / ص 90
(٢٨)
صفحهمفاتيح البحث: القتل (1)، الشيخ محمد رضا المظفر (1)، أصول الفقه (1)

مقدار حجيته عليه

المصدر الأول: - 1 - الكتاب واستدلوا بآيات (لا تنهض دليلا علي مقصودهم. وأولاها بالذكر آية سبيل المؤمنين، وهي قوله تعالي:
(ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدي ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولي ونصله جهنم وساءت مصيرا) (1).
ويكفينا في رد الاستدلال بها ما استظهره الشيخ الغزالي منها إذ قال: - والظاهر أن المراد بها أن من يقاتل الرسول ويشاقه، ويتبع غير سبيل المؤمنين في مشايعته ونصرته ودفع الأعداء عنه نوله ما تولي.
فكأنه لم يكتف بترك المشاقة، حتي تنضم إليه متابعة سبيل المؤمنين من نصرته والذب عنه، والانقياد له فيما يأمر وينهي.
ثم قال: (وهذا هو الظاهر السابق إلي الفهم)، وهو كذلك كما استظهره) (2).
(فسبيل المؤمنين بما هم مجتمعون علي الايمان هو الاجتماع علي طاعة الله ورسوله وإن شئت فقل علي طاعة رسوله - فإن ذلك هو الحافظ لوحدة سبيلهم).
وقال تعالي: (وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل
(1) الآية " 114 " سورة نساء - 4 - (2) محمد رضا المظفر / أصول الفقه / ج 2 / ص 90
(٢٨)
صفحهمفاتيح البحث: القتل (1)، الشيخ محمد رضا المظفر (1)، أصول الفقه (1)
فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) (1) (2).
(أما الآيات الأخري فقد اعترف الغزالي كغيره في عدم ظهورها في حجية الاجماع فلا نطيل بذكرها، ومناقشة الاستدلال بها) (3).
(1) الآية " 153 " سورة الأنعام.
(2) السيد محمد حسين طباطبائي / الميزان في تفسير القران / ج 5 / ص 82 (3) المظفر / الأصول / ج 2 / ص 90
(٢٩)
صفحهمفاتيح البحث: تفسير الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي (1)، سورة الأنعام (1)

المصدر الثاني: السنة

المصدر الثاني: - 2 - السنة لقد روي عن النبي (صلي الله عليه وآله) (لا يجمع الله هذه الأمة علي الضلالة أبدا) وما يؤدي هذا المعني في عدة من الروايات.
ويشكل أمر هذه الروايات من جهتين: - الأولي: جهة السند.
الثانية: جهة المضمون، والدلالة.
(٣٠)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)

الاشكال علي حجية ذلك

المصدر الثاني: - 2 - السنة لقد روي عن النبي (صلي الله عليه وآله) (لا يجمع الله هذه الأمة علي الضلالة أبدا) وما يؤدي هذا المعني في عدة من الروايات.
ويشكل أمر هذه الروايات من جهتين: - الأولي: جهة السند.
الثانية: جهة المضمون، والدلالة.
(٣٠)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)

الجهة الأولي: جهة السند

الجهة الأولي: - السند وهو غير معتبر.
أما لدي الخاصة فواضح.
وأما عن طريق الجماعة فهي مروية بطرق مجهولة، ولذا لو حوكمت بميزان أصول الحديث لسقطت عن الاعتبار.
فالصحاح الستة خالية منها.
نعم رواها الحاكم في مستدركه، إلا أنه أشار إلي عدم نقاء سندها (1).
(وأما تعدد الرواية فلا ينفعنا في المقام بدعوي الاستفاضة، فإننا نحتمل قويا اختلاقها بنكتة عامة لتصحيح الاجماع الذي تخيل أنه يصحح أساس مذهبهم، ومع احتمال نكتة عامة في الاختلاف لا يتحقق شرط الاستفاضة أو التواتر.
ولعل من يلاحظ ظروف نقل هذه الروايات، وحال رواتها يزداد ظنا باختلاقها بنكتة عامة في الجميع) (2).
.(١) من أراد تفصيل عدم نقاء السند فعليه بكتاب " مباحث الأصول " / ج ٢ / من القسم الثاني / السيد كاظم الحائري / ص ٢٨٩ / الهامش.
(٢) السيد كاظم الحائري / مباحث الأصول / تقريرا لأبحاث السيد محمد باقر الصدر (قدس) / ج 2 / ص 292.
(٣١)
صفحهمفاتيح البحث: الجماعة (1)

الجهة الثانية: جهة المضمون والدلالة

الجهة الثانية: - دلالة المضمون (لا تجتمع أمتي علي ضلالة.) أو ما يؤدي هذا المعني معناه: - أنها معصومة.
فوصف العصمة هذا، هل يترشح إلي جميع الافراد بنحو أفرادي؟ ولا أظن أن أحدا يقول به.
وإذا كان علي البعض دون الاخر، فهذا وصف البعض لا وصف الأمة، فإذا اجتمع هذا البعض كانت العصمة، وفيه: - أولا: إن القائل لا يدعي العصمة لاحد، فكيف يصح منه هذا القول.
ثانيا: إن ذلك سيكون وصفا لذلك البعض لا للأمة فيصبح الكلام المقدس في غير محله، كما هو واضح.
ثالثا: من رجح هذا البعض علي الآخرين، ولم يبين رسوله الكريم ذلك؟!
وحديثنا في قوة ذلك المرجح لو كان.
ورابعا: الاخبار كان عن جميع الأمة، وأنها لا تجتمع علي خطأ ولا علي ضلال.
والذي يراد أن يثبت هو اجتماع أهل الحل والعقد فأين هذا من ذاك.
إذ أن أهل الحل والعقد جز من الأمة، ولا يمكن أن يكونوا هم الأمة هذا وأهل الحل والعقد لا يراد منهم في أغلب الأحيان إلا أنفسهم في زمن من الأزمنة، وفي عصر من العصور.
ولا يراد بهم في أحيان أخري إلا فقهاء معروفين.
(٣٢)
صفحهمفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (1)، الضلال (1)

ما يمكن ان يوجه نقدا لعصمة أهل الحل والعقد

وهؤلاء أيضا يكونون من طائفة معينة من الأمة.
وهذه كلها ليست أمة محمد (صلي الله عليه وآله) بألفها ولامها ولا يائها، فكيف يصح لا تجتمع أمتي، أو هذه الأمة، علي الضلالة إذا كان يراد منها ذلك؟!
ولذا صرح السيد الطباطبائي في ميزانه بأن الرواية (أجنبية عن المورد فإنها إن صحت فإنما تنفي اجتماع الأمة علي خطأ، ولا تنفي اجتماع أهل الحل والعقد منهم علي خطأ، وللأمة معني ولأهل الحل والعقد معني آخر. ولا دليل علي إرادة معني الثاني من لفظ الأول).
ثم أضاف (قدس). (وكذا لا تنفي الخطأ عن اجتماع الأمة، بل تنفي الاجتماع علي خطأ. وبينهما فرق) (1).
ثم من حقنا أن نتسأل: - (ما هو العامل الموجب لعصمة أهل الحل والعقد من المسلمين فيما يرونه من الرأي!؟ هذه العصابة التي شأنها الحل والعقد في الأمور غير مختصة بالأمة المسلمة، بل كل أمة من الأمم العظام، بل الأمم الصغيرة، بل القبائل والعشائر، لا تفقد عدة من أفرادها لهم مكانة في مجتمعهم ذات قوة وتأثير في الأمور العامة، وأنت إذا فحصت التاريخ في الحوادث الماضية وما في عصرنا من الأمم والأجيال وجدت موارد كثيرة اجتمع أهل الحل والعقد منهم في مهام الأمور وعزائمها علي رأي استصوبوه ثم عقبوه بالعمل، فربما أصابوا، وربما أخطأوا، فالخطأ وإن كان في الآراء الفردية أكثر منه في الآراء الاجتماعية، لكن الآراء الاجتماعية ليست بحيث لا تقبل الخطأ أصلا.
فهذا التاريخ وهذه المشاهدة يشهدان منه علي مصاديق وموارد كثيرة جدا:
(1) الآية " 189 " سورة البقرة - 2 -
(٣٣)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، سورة البقرة (1)
فلو كان الرأي الاجتماعي من أهل الحل والعقد في الاسلام مصونا عن الخطأ فإنما هو بعامل ليس من سنخ العوامل العادية، بل عامل من سنخ العوامل المعجزة الخارقة للعادة، ويكون حينئذ كرامة باهرة تخص بها هذه الأمة تقيم صلبهم، وتحفظ حماهم، وتقيهم من كل شر يدب في جماعتهم ووحدتهم، وبالآخرة سببا معجزا إلهيا يتلو القرآن الكريم، ويعيش ما عاش القرآن، نسبته إلي حياة الأمة العملية، نسبة القرآن إلي حياتهم العلمية.
فكان من اللا زم: - أن يبين القرآن حدوده، وسعة دائرته، ويمتن الله به كما امتن بالقرآن وبمحمد (صلي الله عليه وآله)، ويبين لهذه العصابة وظيفتهم الاجتماعية كما يبين لنبيه ذلك، وأن يوصي به النبي صلي الله عليه وآله أمته، ولا سيما أصحابه الكرام وهم الذين صاروا بعده اهلا للحل والعقد، وتقلدوا ولاية الأمة، وأن يبين أن هذه العصابة المسماة بأولي الامر ما حقيقتها؟! وما حدها؟!
وما سعة دائرة عملها؟!
وهل يتشكل هيئة حاكمة واحدة علي جميع المسلمين في الأمور العامة لجميع الأمة الاسلامية؟! أو تنعقد في كل جمعية اسلامية جمعية أولي الامر فيحكم في نفوسهم وأعراضهم وأموالهم؟!
ولكان من اللا زم أن يهتم بها المسلمون ولا سيما الصحابة فيسألوا عنه ويبحثوا فيه وقد سألوا عن أشياء لا قدر لها بالنسبة إلي هذه المهمة كالأهلة، وماذا ينفقون والأنفال.
قال تعالي: (يسألونك عن الأهلة) (1).
.(1) الآية " 189 " سورة البقرة - 2 -
(٣٤)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، القرآن الكريم (5)، الوسعة (1)، الكرم، الكرامة (1)، سورة البقرة (1)
(يسألونك ماذا ينفقون) (1).
(يسألونك عن الأنفال) (2).
فما بالهم لم يسألوا؟!!
أو أنهم سألوا ثم لعبت به الأيدي فخفي علينا؟! فليس الامر مما يخالف هوي أكثرية الأمة الجارية علي هذه الطريقة حتي يقضوا عليه بالاعراض، فالترك حتي ينسي.
(ولكان من الواجب أن يحتج به في الاختلافات والفتن الواقعة بعد ارتحال النبي صلي الله عليه وآله حينا بعد حين).
فما لهذه الحقيقة لا توجد لها عين ولا أثر في احتجاجاتهم ومناظراتهم، وقد ضبطها النقلة بكلماتها وحروفها، ولا توجد في خطاب ولا كتاب؟!!
ولم تظهر بين قدماء المفسرين من الصحابة والتابعين حتي ذهب إليه شرذمة من المتأخرين: الرازي وبعض من بعده) (3)، وقد أشار بهذا لما فسر عند من ذكر بأن أولي الامر الوارد في آية.
(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم) (4).
بأنهم أهل الحل والعقد.
وأني لهم أن يثبتوا ذلك ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا؟!
.(1) الآية " 215 " سورة البقرة - 2 - (2) الآية " 1 " سورة الأنفال - 8 - (3) السيد الطباطبائي / الميزان / ج 4 / ص 394 - 396.
(4) الآية " 59 " سورة النساء - 4 -
(٣٥)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، سورة الأنفال (1)، سورة النساء (1)، سورة البقرة (1)

أ - استعراض روايات عدم اجتماع الأمة علي الضلالة

ولنستعرض الروايات: - (لا يجمع الله هذه الأمة علي الضلالة أبدا).
(لا يجمع الله هذه الأمة (أو أمتي) علي الضلالة).
(لا يجمع الله أمتي (أو هذه الأمة) علي الضلالة أبدا، ويد الله مع الجماعة).
أو كما نقل (لا تجتمع أمتي علي خطأ) (1).
نحاور هذه المرويات بطريق آخر: - نقول إن الرواية الأخيرة يمكن أن تكون اللام فيها للنهي لا للنفي، فتكون وصية للأمة.
ونقول بعدها: - أ - ورد عن طرق الفريقين بما لا مجال للشك فيه أنه صلي الله عليه وآله وسلم قال: تفترق أمتي إلي ثلاث وسبعين فرقة كلهم هالك إلا واحدة.
وأي كانت هذه الفرقة.
هل يشك شاك بعد هذا أن اجتماع فرقة من الأمة، أو طائفة من الأمة، لا يعني بأي حال من الأحوال اجتماع الأمة؟!!
نعم لو التزمنا بما يقولون جدلا فستكون النتيجة أن اجتماع تلك الفرق كلها علي أمر، كاشف عن أن هذا الامر ليس فيه ضلالة كاجتماعهم علي وجوب الصلاة مثلا، أو بقية الضروريات.
وهذا أجنبي عن الاجماع المدعي.
ب - ورد عنه صلي الله عليه وآله عن طرق الفريقين أيضا (اختلاف أمتي رحمة).
(1) انظر مستدرك الصحيحين / الجلد الأول / ص 115 - 117
(٣٦)
صفحهمفاتيح البحث: الضلال (1)، الهلاك (1)، الجماعة (1)، الوجوب (1)

ب - المقارنة بينها وبين ما ورد عنه (ع) (اختلاف أمتي رحمة)

ولنستعرض الروايات: - (لا يجمع الله هذه الأمة علي الضلالة أبدا).
(لا يجمع الله هذه الأمة (أو أمتي) علي الضلالة).
(لا يجمع الله أمتي (أو هذه الأمة) علي الضلالة أبدا، ويد الله مع الجماعة).
أو كما نقل (لا تجتمع أمتي علي خطأ) (1).
نحاور هذه المرويات بطريق آخر: - نقول إن الرواية الأخيرة يمكن أن تكون اللام فيها للنهي لا للنفي، فتكون وصية للأمة.
ونقول بعدها: - أ - ورد عن طرق الفريقين بما لا مجال للشك فيه أنه صلي الله عليه وآله وسلم قال: تفترق أمتي إلي ثلاث وسبعين فرقة كلهم هالك إلا واحدة.
وأي كانت هذه الفرقة.
هل يشك شاك بعد هذا أن اجتماع فرقة من الأمة، أو طائفة من الأمة، لا يعني بأي حال من الأحوال اجتماع الأمة؟!!
نعم لو التزمنا بما يقولون جدلا فستكون النتيجة أن اجتماع تلك الفرق كلها علي أمر، كاشف عن أن هذا الامر ليس فيه ضلالة كاجتماعهم علي وجوب الصلاة مثلا، أو بقية الضروريات.
وهذا أجنبي عن الاجماع المدعي.
ب - ورد عنه صلي الله عليه وآله عن طرق الفريقين أيضا (اختلاف أمتي رحمة).
(1) انظر مستدرك الصحيحين / الجلد الأول / ص 115 - 117
(٣٦)
صفحهمفاتيح البحث: الضلال (1)، الهلاك (1)، الجماعة (1)، الوجوب (1)

توجيه أحاديث الباب

فعلي توجيههم لهذا الحديث، وأخذهم بظاهره كيف سيجتمع مع قوله صلي الله عليه وآله (لا يجمع الله هذه الأمة علي الضلالة أبدا) فإذا كان الاختلاف رحمة، فالاجتماع الذي ليس فيه ضلالة لا تكون فيه الرحمة، أو أنه يريد أن يبين أن أمته لا تجتمع علي أمر أبدا فتكون النتيجة منافية لغرضهم فمن يلتزم بهذا؟!
نعم يمكن أن توجه الأحاديث تلك بطريقين اثنين لا ثلاث لهما: - الطريق الأول: - ما وجه به صاحب الميزان قد. مضمون تلك الروايات بمؤدي لا تجتمع أمتي علي خطأ (إلي أن الخطأ في مسألة من المسائل لا يستوعب الأمة، بل يكون دائما فيهم من هو علي الحق: أما كلهم أو بعضهم ولو معصوم واحد.
فيوافق ما دل من الآيات والروايات علي أن دين الاسلام، لا يرتفع من الأرض بل هو باق إلي يوم القيامة.
قال تعالي: (فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين) (1).
فعلي هذا تجتمع مع الروايات الواردة علي افتراق الأمة إلي ثلاثة وسبعين فرقة.
(1) الآية " 89 " سورة الأنعام - 6 -
(٣٧)
صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الضلال (1)، سورة الأنعام (1)

الطريق الأول

فعلي توجيههم لهذا الحديث، وأخذهم بظاهره كيف سيجتمع مع قوله صلي الله عليه وآله (لا يجمع الله هذه الأمة علي الضلالة أبدا) فإذا كان الاختلاف رحمة، فالاجتماع الذي ليس فيه ضلالة لا تكون فيه الرحمة، أو أنه يريد أن يبين أن أمته لا تجتمع علي أمر أبدا فتكون النتيجة منافية لغرضهم فمن يلتزم بهذا؟!
نعم يمكن أن توجه الأحاديث تلك بطريقين اثنين لا ثلاث لهما: - الطريق الأول: - ما وجه به صاحب الميزان قد. مضمون تلك الروايات بمؤدي لا تجتمع أمتي علي خطأ (إلي أن الخطأ في مسألة من المسائل لا يستوعب الأمة، بل يكون دائما فيهم من هو علي الحق: أما كلهم أو بعضهم ولو معصوم واحد.
فيوافق ما دل من الآيات والروايات علي أن دين الاسلام، لا يرتفع من الأرض بل هو باق إلي يوم القيامة.
قال تعالي: (فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين) (1).
فعلي هذا تجتمع مع الروايات الواردة علي افتراق الأمة إلي ثلاثة وسبعين فرقة.
(1) الآية " 89 " سورة الأنعام - 6 -
(٣٧)
صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الضلال (1)، سورة الأنعام (1)

الطريق الثاني

الطريق الثاني: - بيان أن الأمة المقصود منها قوم بالخصوص، لا كل المسلمين إذ ورد عن أبي عبد الله عليه السلام فيما رواه أبو بصير: - (قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: من آل محمد صلي الله عليه وآله؟! قال ذريته.
فقلت: أهل بيته؟!
قال: الأئمة الأوصياء.
فقلت: من عترته؟!
قال: أصحاب العبء.
فقلت: من أمته؟!
قال: المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند الله عز وجل، والمتمسكون بالثقلين اللذين أمروا بالتمسك بهما: كتاب الله عز وجل، وعترته أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهما الخليفتان علي الأمة بعده) (1).
وعلي هذين تخرج هذه المرويات عما استدلوا عليه أصلا.
.(1) الشيخ الصدوق / معاني الاخبار / ص 94
(٣٨)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، أبو بصير (1)، الطهارة (1)، الوصية (1)، الشيخ الصدوق (1)

المصدر الثالث لحجية الاجماع العقل

المصدر الثالث: - 3 - العقل وغاية ما يمكن تصويره به أن الصحابة إذا بينوا أمرا وقطعوا به، فلا بد أن يكون قطعهم راجعا إلي حجة شرعية، وكلما أزداد عددهم أزداد احتمال الاشتباه والخطأ عليهم بعدا.
والتابعون بما أنهم أخذوا عنهم، فكلما اجتمعوا عليه فكذلك.
وتابعوا التابعين كذلك.
وهكذا.
فيقرب من المستحيل، بل يستحيل عادة إلا يكونوا قد أدركوا الحكم الشرعي بهذا.
وهذا كما تري.
فيه: أولا: المفروض أن الصحابة كلهم قد أجمعوا علي أمر، وكذا الباقين فكيف إذا لم يكن ذلك، بل شذ عنهم من شذ.
ثانيا: إذا اجتمعوا اجتماعا نستكشف به رأي المعصوم، الواجب الاتباع فبها ونعمت، وسيكون حينئذ رأي المعصوم هو المتبع، ولا يكون الاجماع حينئذ دليلا قائما بذاته مقابل كل من الكتاب والسنة الشريفة.
ثالثا: إذا اجتمعوا وفرضنا بأننا لم نكتشف رأي المعصوم بهذا الاجتماع فسيكون قطعهم مهما كان قابلا للغفلة، أو الاشتباه، أو الغلط أو بعضها أو كلها مجتمعة، فكيف نقطع بحكمهم أنه هو الحكم الشرعي.
(٣٩)
صفحهمفاتيح البحث: الأحكام الشرعية (2)، الحج (1)

الاشكال علي ما ذهبوا إليه من ان اتفاق الصحابة دليل علي الحكم

المصدر الثالث: - 3 - العقل وغاية ما يمكن تصويره به أن الصحابة إذا بينوا أمرا وقطعوا به، فلا بد أن يكون قطعهم راجعا إلي حجة شرعية، وكلما أزداد عددهم أزداد احتمال الاشتباه والخطأ عليهم بعدا.
والتابعون بما أنهم أخذوا عنهم، فكلما اجتمعوا عليه فكذلك.
وتابعوا التابعين كذلك.
وهكذا.
فيقرب من المستحيل، بل يستحيل عادة إلا يكونوا قد أدركوا الحكم الشرعي بهذا.
وهذا كما تري.
فيه: أولا: المفروض أن الصحابة كلهم قد أجمعوا علي أمر، وكذا الباقين فكيف إذا لم يكن ذلك، بل شذ عنهم من شذ.
ثانيا: إذا اجتمعوا اجتماعا نستكشف به رأي المعصوم، الواجب الاتباع فبها ونعمت، وسيكون حينئذ رأي المعصوم هو المتبع، ولا يكون الاجماع حينئذ دليلا قائما بذاته مقابل كل من الكتاب والسنة الشريفة.
ثالثا: إذا اجتمعوا وفرضنا بأننا لم نكتشف رأي المعصوم بهذا الاجتماع فسيكون قطعهم مهما كان قابلا للغفلة، أو الاشتباه، أو الغلط أو بعضها أو كلها مجتمعة، فكيف نقطع بحكمهم أنه هو الحكم الشرعي.
(٣٩)
صفحهمفاتيح البحث: الأحكام الشرعية (2)، الحج (1)
رابعا: ربما يكون هذا الاجماع قد أتي من مجرد عادة كانت عندهم، أو عقيدة طمست علي أعينهم.
بالإضافة إلي أن هذا كما ذكرنا سابقا يكون موردا للشك إذ ربما ميل إليه لاجل تصحيح ما حدث بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وآله، فما كان حاله كذلك لا يصلح أن يكون حجة.
ولذا اشترط المنطقيون في قبول الخبر المتواتر إلا يتطرق إليه احتمال اشتباه المخبرين، أو غلطهم في فهم الحادثة، أو تعمد الركون إلي أمر لتصحيح آخر دبر بليل.
فلا تنفع حينئذ الاستفاضة ولا التواتر.
ولذا لا يؤخذ بهما فيما استفاض أو تواتر عند الملل المنحرفة عندنا بأي حال من الأحوال.
ونقول أخيرا: - إن الحقائق الدينية لاي دين سماوي يكون طريقها الوحي الإلهي.
ولا يخرج الاسلام عن هذه الدائرة.
والوحي فيه متمثل بالقرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
والقرآن كما لاحظنا، ونلاحظ أكد علي حجية سنة رسول الله صلي الله عليه وآله بمعناها الشامل، وأشار أن لم يصرح بصورة واضحة إلي حجية سنة أهل البيت عليهم السلام كما بين ووضح وأشار إلي ذلك الرسول الكريم صلي الله عليه وآله وسلم كذلك، فكانت عندنا حجية السنة بمعناها الأعم واضحة وضوحا لا مجال للشك فيه.
ولا يعدو الاجماع عن ذلك.
(٤٠)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، القرآن الكريم (2)، الباطل، الإبطال (1)، الكرم، الكرامة (1)، الحج (1)، الوفاة (1)
فلا بد من تصريح وتوضيح وبيان له ولحجيته.
وإذا ألقينا السمع باصرين فلا يعدو الاجماع عن أن يكون بمنزلة (الخبر الواحد)، أو بمنزلة حكم الخبر الواحد.
والخبر الواحد كما نعلم لا يفيد إلا ظنا.
والظن لا يغني من الحق شيئا.
فإذا قلنا أن الإمامة من أصول الدين فالامر فيها واضح، إذ لا يكون - الظن - فيها حجة أصلا، لأنها كما نعلم يجب أن تكون مستندة علي امر وعلم قطعي، وهو ليس كذلك.
وإذا قلنا أن الإمامة فرع من فروع الدين فكذلك، وذلك لأنه لا يكون الظن فيها حجة ما لم يقم دليل معتبر يبين حجية ذلك الظن بالخصوص من الكتاب والسنة كما قلنا أولا، أو بعد قبول حجية العقل أيضا عن طريقهما في هذه الأمور، والعقل لا يقول بحجية الظن أصلا وخاصة في مثلها، إلا عند الانسداد والدليل موجود فلا انسداد، ولا دليل معتبر علي حجيته لا من الكتاب ولا من السنة، فالنتيجة تكون عدم حجية الاجماع بأي حال من الأحوال.
ب - الشوري.
ج - البيعة.
والكلام المتقدم كله أو جله يأتي فيهما فلا نعيد (1).
بقي شئ:
لو تنزلنا وقلنا بحجيتها وإن كان ذلك أشبه بالمستحيل لما بين أيدينا من أدلة قدمها القوم ويقدمونها لا تقوي علي النهوض، وكأنهم بعملهم هذا يطرقون علي حديد بارد، يريدون بذلك بعث الحياة فيه، وما هو بذي حياة، ولا هم بباعثين.
(1) وسيأتي زيادة توضيح في مطاوي البحوث التالية.
(٤١)
صفحهمفاتيح البحث: أصول الدين (1)، الحج (2)، الظنّ (3)

مصداقية الاجماع في حكومة الخلفاء

مصداقية الاجماع في حكومة الخلفاء: - نقول مقدما أن الحكومة ثبتت في الدولة الاسلامية لكل من أبي بكر بن أبي قحافة، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب.
ولم يحظ واحد منهم بنصيب من الاجماع إلا الأخير.
بيان ذلك: - إن أريد بالاجماع كثرة الناس في ذلك الوقت، فهذا ليس بحجة جزما مع وجود المخالف.
وإن أريد بالاجماع، الاجماع الحاصل من أهل الحل والعقد كما هو المدعي فالمناقشة فيه ظاهرة وثابتة علي المسلكين المعروفين، علي المسلك الأول من المسلمين وهو الذي يقول بأنه لا حجة بالاجماع ما لم يحرز دخول المعصوم فيه، وهذا الاجماع خال من المعصوم فلا يكون حجة.
وعلي المسلك الثاني أيضا، وذلك لان قوة حجية الاجماع مأخوذة من اجتماع أهل الحل والعقد من أمة محمد صلي الله عليه وآله، وهذا - مع الأسف - لم يحصل لا للخليفة الأول لان اللبنة الأولي للخلافة أسست في سقيفة بني ساعدة ولم يكن حاضرا فيها إلا مجموعة من الأنصار ومجموعة أخري من المهاجرين قد لا يتعدون أصابع اليد عددا (1)، أغلبهم لم يكن من أصحاب الحل والعقد، إن لم يكن كلهم.
وأما أهل الحل والعقد من المسلمين فكانوا مشغولين بالنبي الكريم صلي الله.
(1) وهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح، وسالم مولي أبي حذيفة راجع كتب التاريخ والسير، ومنها شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد / ص 187
(٤٢)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخليفة عثمان بن عفان (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، علي بن أبي طالب (1)، السقيفة (1)، الكرم، الكرامة (1)، الحج (3)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، سالم مولي أبي حذيفة (1)
عليه وآله بالاتفاق، كعلي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، وعبد الله بن العباس والزبير بن العوام وطلحة، والمقداد بن أبي الأسود الدؤلي، وعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وفروة بن عمرو، وخالد بن سعيد بن العاص، وأبي بن كعب، والبراد بن عازب، وقيس بن سعد بن عباده، وخزيمة بن ثابت، وبقية بني هاشم (1).
ومن الغريب أنهم قالوا للأنصار علي لسان عمر (من ينازعنا سلطان محمد وميراثه، ونحن أهله وعشيرته) (2).
ومن العجيب أنهم في ذلك اليوم تركوا النص الجلي في إمامة أمير المؤمنين علي وتشبثوا بنص آخر في حسم النزاع بينهم وبين الأنصار، إذ بعد رد وبدل قال الأنصار منا أمير ومنكم أمير فقال أبو بكر: إن النبي صلي الله عليه وآله قال: الأئمة من قريش.
فسقط ما في أيدي الأنصار، إذ قام عمرو أبو عبيدة وصفقا علي يد أبي بكر وقالا: السلام عليك يا خليفة رسول الله.
ولم يلحظ مدي صحة ذلك القول، المنسوب إليه صلي الله عليه وآله.
ولا مدي دلالة ما جاء عنه صلي الله عليه وآله علي هؤلاء، أو أن المقصود بهذا غير أولئك، وهم ما أتفق عليه القوم كل القوم بأنهم اثنا عشر، وأنهم من أهل
(1) انظر مروج الذهب / ج 2 / ص 301، العقد الفريد / ج 4 / ص 259، تاريخ الطبري / ج 3 / ص 208، الكامل في التاريخ / ج 2 / ص 325، تاريخ اليعقوبي / ج 2 / ص 103، تاريخ أبي الفداء / ج 2 / ص 63 (2) وهم قد منعوا ابنته ميراثها، ومنعوا سلطان محمد صلي الله عليه وآله ابن عمه وعميد عشيرته وقومه. راجع ما قالوه وما فعلوه كتب التاريخ مثل كتاب الطبري / ج 7 / ص 198 الإمامة والسياسة / ابن قتيبة النظام السياسي في الاسلام / احمد حسين يعقوب 126 - 133
(٤٣)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، أبوذر الغفاري (1)، خالد بن سعيد بن العاص (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، العباس بن عبد المطلب (1)، الزبير بن العوام (1)، علي بن أبي طالب (1)، خزيمة بن ثابت (1)، عمار بن ياسر (1)، بنو هاشم (1)، سعد بن عبادة (1)، أبي بن كعب (1)، كتاب النظام السياسي في الإسلام للشيخ باقر شريف القرشي (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)
البيت، وأن جلهم من نسل علي وفاطمة، كل هذا ضاع في غمرة لحظات تلك الساعة القصيبة والحرجة ليس في تاريخ المسلمين فحسب بل في تاريخ الانسانية كلها..
(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) (1).
فتم الامر علي حين غفلة من أولي الحل والعقد، وعجلة من قوم آخرين.
ولذا خرج سعد بن عبادة مغضبا.
وإذا قيل أن من ذكرت بايعوا بعد ذلك.
فلقائل أن يقول: ان منهم من لم يبايع حتي قتلته (الجن) كسعد بن عباده سيد الخزرج بل الأنصار يومها.
كما أن اتفاقهم بعد ذلك لا يمكن أن يكون حجة، وذلك لاحتمال الاجبار والاكراه، والمحافظة علي بيضة الاسلام وكلمته.
وإذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال.
والاكراه وارد علي كل حال، وظاهر لمن تتبع تاريخيا أحداث تلك الأيام.
ذكر ابن أبي الحديد المعتزلي في باب نبذ من أخبار عمر إن عمر هو الذي وطأ الامر لابي بكر، وقام فيه حتي أنه دفع في صدر المقداد، وكسر سيف الزبير، قال: - (وعمر هو الذي شيد بيعة أبي بكر ووقم المخالفين فيها فكسر سيف الزبير لما جرده، ودفع في صدر المقداد، ووطي في السقيفة سعد بن عبادة، وقال: اقتلوا سعدا، قتل الله سعدا، وحطم أنف الحباب بن المنذر الذي قال يوم السقيفة: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، وتوعد من لجأ إلي دار فاطمة عليها السلام
(1) الآية " 25 " سورة الأنفال - 8 -
(٤٤)
صفحهمفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، سعد بن عبادة (3)، السقيفة (2)، الباطل، الإبطال (1)، القتل (2)، الحج (1)، سورة الأنفال (1)
من الهاشميين، وأخرجهم منها) (1).
وفي موضع ثان قال: أن الحباب بعد ما قال ما قال أخذ ووطئ في بطنه ودسوا في فيه التراب (2).
وقال غيره: - أنه نادي علي سعد بغضب (أقتلوا سعدا، إنه منافق) (3).
وقد قام إليه قائلا (لقد هممت أن أطأك حتي يندر عضوك، أو تندر عيونك) (4).
وأخذ قيس بن سعد بلحية عمر قائلا (والله لو حصصت منه شعرة ما رجعت وفي فيك واضحة) (5).
وعندما رفع الزبير يومها سيفه قائلا (لا أغمده حتي يبايع علي).
قال عمر: (عليكم الكلب).
فأخذ سيفه منه، عندما عثر، وضرب به الحجر، وكسر (6).
عندما بعث أبو بكر عمر وجماعة إلي من كان في بيت فاطمة الزهراء بنت النبي الأكرم صلي الله عليه وآله وقال له: (فإن أبوا فقاتلهم).
فأقبل الرجل بقبس من نار، يريد إحراق بيت النبوة، فصاحت عليه الزهراء فاطمة عليها السلام: (أجئت لتحرق دارنا؟!).
قال: (نعم، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة) (7).
(1) نهج البلاغة / شرح ابن أبي الحديد / ج 1 / ص 86 / نبذة من اخبار عمر.
(2) النهج / ج 2 / ص 129.
(3) ابن عبد ربه / العقد الفريد / ج 3 / ص 62، شرح النهج / ج 2 / ص 128 (4) نفس المصدرين السابقين (5) تاريخ الطبري / ج 3 / ص 210 (6) تاريخ الطبري / ج 3 / ص 199.
(7) العقد الفريد / ج 3 / ص 63، ابن قتيبة / الإمامة السياسة / ج 1 / ص 19، ابن أبي الحديد / ج 2 / ص 134. والشهرستاني في الملل والنحل بلفظ مقارب / ج 1 / ص 56
(٤٥)
صفحهمفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، قيس بن سعد (1)، الوطئ (1)، الجماعة (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (2)، كتاب نهج البلاغة (1)، كتاب تاريخ الطبري (2)
وفي رواية الطبري أنه قال: (لتخرجن إلي البيعة، أو لأحرقن علي من فيها).
فقيل له: (إن فيها فاطمة).
قال: (وإن).
فخرجت الزهراء عليها السلام بعدها وهي تنادي بأعلي صوتها: - (يا أبت يا رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب، وابن أبي قحافة؟!) (1).
وقد سيق الإمام علي عليه السلام إلي المسجد، وقيل له: (بايع).
فقال: (إن لم أفعل فمه؟!) فقال: (إذن والله الذي لا إله إلا هو، نضرب عنقك).
قال: (إذن تقتلون عبد الله وأخا رسوله) (2).
ولهذا وغيره كثير قالت أم مسطح بن أثاثة (3) وهي تخاطب الرسول صلي الله عليه وآله.
قد كان بعدك أنبأ وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب (4) (وقال البراء بن عازب:.. وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة، وهم محتجزون بالأزر الصنعانية، لا يمرون بأحد.
(1) الإمامة والسياسة / ج 1 / ص 20، اعلام النساء / عمر رضا كحاله / ج 4 / ص 114 (2) نفس المصدر الأول السابق (3) وقد تنسب هذه الأبيات بالإضافة إلي غيرها إلي الزهراء فاطمة عليها السلام كما في الاحتجاج / 1 (4) ابن أبي الحديد / شرح النهج / ج 2 / ص 136، ابن سعد / الطبقات / ط دار الفكر / ج 2 / ص 332.
(٤٦)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (2)، أصحاب السقيفة (1)، البراء بن عازب (1)، مسطح بن أثاثة (1)، القتل (1)، السجود (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)
إلا خبطوه، وقدموه فمدوا يده فمسحوها علي يد أبي بكر يبايعه، شاء ذلك أو أبي، فأنكرت عقلي..
فمكثت أكابد ما في نفسي، ورأيت في الليل المقداد، وسلمان، وأبا ذر، وعبادة بن الصامت، وأبا الهيثم بن التيهان، وحذيفة، وعمارا، وهم يريدون أن يعيدوا الامر شوري بين المهاجرين) (1).
(١) شرح النهج / ابن أبي الحديد / ج / ص ١٠٦ وان كان في كلامه ونقله نحو تأمل، وذلك لان إعادة الامر شوري لا محل لها هنا أصلا، إذ لو رجعنا إلي نص حديثه الذي يذكره هو بنفسه بعد ذلك في صفحة (١٨٤) فيقول فدعوني إليهم فاتيتهم، فوجدت المقداد بن الأسود.. ويذكرهم واحدا بعد واحد، وإذا بحذيفة يقول لهم " والله ليكونن ما أخبرتكم به، والله ما كذبت ولا كذبت، " فلو تأملت هذا القول ستري غرابة " وإذا القوم يريدون ان يعيدوا الامر شوري بين المهاجرين "، ويحتمل في هذه الإضافة واحتمالين اما ان تكون قد جاءت من قبل الراوي، وأضيفت إلي كلام البراء أو انها جاءت تبرعا من الناقل نفسه، ولم يفهم حديثهم، فظن هذا الظن والا فمقتضي سياق الكلام ان حذيقة وبما أنه من الاشخاص العارفين بالمنافقين وبأسمائهم واشخاصهم، فلديه علم من المعصوم عليه السلام بما سيجري علي هذه الأمة بعد بيعة السقيفة، فأخبرهم بذلك، والقرينة علي هذا قوله ما كذبت ولا كذبت فهذا يقتضي الاخبار لا الانشاء بحدوث امر معين هذا أولا، وثانيا قوله ثم قال: ائتوا أبي بن كعب، فقد علم ما علمت، قال فانطلقنا إلي أبي، فضربنا عليه بابه، حتي صار خلف الباب فقال: من أنتم؟!
فكلمه المقداد، فقال ما حاجتكم؟! فقال له: افتح عليك بابك فان الامر أعظم من أن يجري من وراء حجاب قال: ما انا بفاتح بابي، وقد عرفت ما جئتم له، كأنكم أردتم النظر في هذا العقد. فقلنا: نعم فقال أفيكم حذيقة؟! فقلنا: نعم، قال: فالقول ما قال، وبالله ما افتح عني بابي حتي يجري علي ما هي جارية، ولما يكون بعدها شر منها، والي الله المشتكي " شرح النهج / ج 1 / ص 184 وهناك قرينة خارجية توضح هذا الامر بصورة جلية إذ بعد قتل عثمان، ومبايعة علي عليه السلام، خطب حذيقة هذا في الكوفة مع شدة مرضه ومن جملة ما قال " فعليكم بتقوي الله وانصروا عليا وآزروه، فوالله انه لعلي الحق اخرا وأولا وانه لخير من مضي بعد نبيكم وخير من بقي إلي يوم القيامة. ثم أطبق بيمينه علي يساره ثم قال: اللهم اشهد اني قد بايعت عليا " والتفت إلي ابنيه صفوان وسعد قائلا لهما " احملاني وكونا معه فستكون له حروب كثيرة فيهلك فيها خلق من الناس، فاجتهدا ان تستشهدا معه فإنه والله علي الحق ومن خالفه علي الباطل ". راجع مروج الذهب / المسعودي / ج 3 / ص 65 - 66.
(٤٧)
صفحهمفاتيح البحث: عبادة بن الصامت (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، يوم القيامة (1)، مدينة الكوفة (1)، يوم عرفة (1)، المقداد بن الأسود (1)، أبي بن كعب (1)، السقيفة (1)، الكذب، التكذيب (4)، المرض (1)، القتل (1)
وأما ما روي من طرق الخاصة فهو كثير.
وقد كان بنو هاشم منشغلين بالنبي الكريم صلي الله عليه وآله، إذ مكث ثلاثة أيام لم يدفن.
والقوم قد تلاقفوها تلاقف الكرة بيد الصبيان علي حد وصية أبي سفيان لبني أمية أيام أن أتت إلي عثمان.
وبهذا لم يثبت الاجماع المدعي علي حكومة الخليفة الأول (1).
وأما الثاني: فواضح فيه ذلك أكثر وذلك لأنه قد تعين من قبله، فلا يكون ثمة إجماع.
وأما الثالث: فالامر فيه كما في أخويه من قبل، لان الاجماع ما حصل، بل الذي حصل هو اجتماع ستة من المهاجرين قد تم تعيينهم مسبقا من قبل الحاكم الثاني، ودخلت الأهواء في البين فضيعت علي الأمة فرصة النهوض تارة أخري مع الأسف.
وأما الرابع: فقد تم الامر له من قبل المهاجرين والأنصار جميعا وسلموا له تسليما لولا هن وهن، فحدث ما حدث من سوء تصرفات سابقة، وأمور لاحقة.
نعم لا نقاش لنا مع من قال بانعقاد الخلافة لشخص بشخصين (2) إذ هذا لا يتعقل بدين كالاسلام، فضلا علي أن ينظر فيه ويناقش.
هذا هو حال الطريق الأول.
(1) راجع " الاحتجاج " للطبرسي مثلا لتجد ذلك واضحا ج 1 / ص 75 - 80.
(2) الأحكام السلطانية / الماوردي / ص 4.
(٤٨)
صفحهمفاتيح البحث: المهاجرون والأنصار (1)، الخليفة أبو بكر بن أبي قحافة (1)، بنو هاشم (1)، الكرم، الكرامة (1)، الدفن (1)، الوصية (1)، كتاب الإحتجاج للطبرسي (1)

مصداقية الطريق الثاني الشوري

مصداقية الطريق الثاني: - الشوري ما قام الأول، ولا الثاني بالشوري كما هو واضح وأما الثالث فحدث ما حدث من أمرها، ولم يكن بقية أهل الحل والعقد من حضارها.
ولا هم من عينوهم.
فلا تكون شوراهم حجة حينئذ علي مسلك من يقول بحجيتها.
بل هذه الشوري صورية، لا شكل لها ولا مضمون..
إذ كيف يجتمع قول من جعلها: - (إن رسول الله مات وهو راض عن هذه الستة من قريش، علي وعثمان وطلحة والزبير وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، وقد رأيت أن أجعلها شوري بينهم ليختاروا لأنفسهم) (1).
وقوله بعد ذلك لطلحة: (أما إني أعرفك منذ أصيبت إصبعك يوم أحد، والبأو (أي الكبرياء) الذي حدث لك، ولقد مات رسول الله صلي الله عليه وآله ساخطا عليك بالكلمة التي قلتها يوم أنزلت آية الحجاب) (2).
وقد علق ابن أبي الحديد في شرحه علي ذلك قائلا: (قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ لو قال لعمر قائل: أنت قلت: أن رسول الله صلي الله عليه وآله مات وهو راض عن الستة، فكيف تقول الآن لطلحة أنه مات ساخطا عليك للكلمة التي.
(1) ابن أبي الحديد / شرح النهج / ج 1 / ص 91.
(2) نفس المصدر السابق.
(٤٩)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، إبن أبي الحديد المعتزلي (2)، عبد الرحمن بن عوف (1)، الموت (4)، الحج (1)

إبطال مبدأ الشوري

مصداقية الطريق الثاني: - الشوري ما قام الأول، ولا الثاني بالشوري كما هو واضح وأما الثالث فحدث ما حدث من أمرها، ولم يكن بقية أهل الحل والعقد من حضارها.
ولا هم من عينوهم.
فلا تكون شوراهم حجة حينئذ علي مسلك من يقول بحجيتها.
بل هذه الشوري صورية، لا شكل لها ولا مضمون..
إذ كيف يجتمع قول من جعلها: - (إن رسول الله مات وهو راض عن هذه الستة من قريش، علي وعثمان وطلحة والزبير وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، وقد رأيت أن أجعلها شوري بينهم ليختاروا لأنفسهم) (1).
وقوله بعد ذلك لطلحة: (أما إني أعرفك منذ أصيبت إصبعك يوم أحد، والبأو (أي الكبرياء) الذي حدث لك، ولقد مات رسول الله صلي الله عليه وآله ساخطا عليك بالكلمة التي قلتها يوم أنزلت آية الحجاب) (2).
وقد علق ابن أبي الحديد في شرحه علي ذلك قائلا: (قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ لو قال لعمر قائل: أنت قلت: أن رسول الله صلي الله عليه وآله مات وهو راض عن الستة، فكيف تقول الآن لطلحة أنه مات ساخطا عليك للكلمة التي.
(1) ابن أبي الحديد / شرح النهج / ج 1 / ص 91.
(2) نفس المصدر السابق.
(٤٩)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، إبن أبي الحديد المعتزلي (2)، عبد الرحمن بن عوف (1)، الموت (4)، الحج (1)
قلتها؟! لكان قد رماه بمشاقصه) (1).
وكذلك بين قوله الأول وبين أمره بقتلهم؟!
إذ أنه دعا أبا طلحة الأنصاري، وقال له: (انظر يا أبا طلحة، إذا عدتم من حفرتي فكن في خمسين رجلا من الأنصار حاملي سيوفكم فخذ هؤلاء النفر بإمضاء الامر وتعجيله، واجمعهم في بيت، وقف بأصحابك علي باب البيت، ليتشاوروا ويختاروا واحدا منهم، فإن أتفق خمسة وأبي واحد فاضرب عنقه، وأن اتفق أربعه وأبي اثنان فاضرب أعناقهما، وإن اتفق ثلاثة وخالف ثلاثة، فانظر الثلاثة التي فيها عبد الرحمن فارجع إلي ما قد اتفقت عليه، فأن أصرت الثلاثة الأخري علي خلافها فاضرب أعناقها.
وإن مضت ثلاثة أيام ولم يتفقوا علي أمر، فاضرب أعناق الستة، ودع المسلمين يختاروا لأنفسهم) (2).
وما هذا التقسيم؟!!
وما وجه ترجيح عبد الرحمن وهو قد خاطبه قبل ذلك (ولكن ليس يصلح هذا الامر لمن فيه ضعف كضعفك، وما زهرة وهذا الامر؟!!) (3).
وكيف سيختار المسلمون لأنفسهم؟!
إلي غيرها من الاستفسارات التي لا تجد جوابا أصلا لا في مسألة الشوري ونظريتها، ولا في أطروحة عدم التعيين.
وانظر إلي قوله أولا (وقد رأيت أن اجعلها شوري بينهم ليختاروا لأنفسهم).
تجد العجب.
هل جاء بذلك ملك كريم؟! أم أنه أخذه عن رسول الله صلي الله عليه وآله؟!!
.(1) نفس المصدر السابق / ص 92 (2) - (3) نفس المصدر السابق.
(٥٠)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الإختيار، الخيار (1)، الكرم، الكرامة (1)
أم ماذا؟!
ولا بأس بنقل خلاصة كلام الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر (قدس).
في أبطال مبدأ الشوري، حيث يذكر تلميذه السيد كاظم الحائري تلك الخلاصة بقوله: - (إننا لا نحتمل أن يكون الرسول صلي الله عليه وآله قد اعتمد علي مبدأ الشوري في تعيين الخليفة من بعده، وذلك لأنه لو كان صلي الله عليه وآله اعتمد عليه، لكان علي الرسول صلي الله عليه وآله أن يوضح هذا المبدأ، ولا يمكن أن يكتفي بهذه الآية - ويقصد بها (وأمرهم شوري بينهم) (1) إذ لا بد من إيضاح حدود الشوري وشرائطها.
وما هو الحل فيما لو اختلف المتشاورون، فهل يؤخذ برأي الأكثرية؟!
أو برأي الثلة الواعية ولو كانوا أقلية؟!
وما هي شرائط المشتركين في عملية الادلاء بالآراء؟!.. وما إلي ذلك..
فهذه الأمور وغيرها لم توضح للأمة، بل إننا نري أن فكرة الشوري لم تكن موجودة حتي عند أعمدة الخط السني وقتئذ (أبي بكر، وعمر) أنفسهم، فحينما حضرت الوفاة أبا بكر نراه أوصي بالخلافة - من بعده - إلي عمر بن الخطاب.
فلو كان الرسول صلي الله عليه وآله قد أوضح للأمة مبدأ الشوري، فمن عمل به، هل السنة أم الشيعة؟!
فالشيعة طريقهم واضح، والمسألة عندهم مسألة نص.
وأما السنة، فهذا أبو بكر لم يعمل بشئ من هذا القبيل، فقد عين عمر بن الخطاب.
وكذا عمر بن الخطاب الذي كان قد ناقش في بيعة أبي بكر نفسه، حيث
(1) الآية " 38 " سورة الشوري - 42 -
(٥١)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، الخليفة عمر بن الخطاب (2)، الشهادة (1)، الوصية (1)، سورة الشوري (1)
وصفها بأنها فلتة، ولم يعمل بهذا المبدأ عند ما حضرته الوفاة - أيضا - حيث حصر الامر في ستة أشخاص، وجعلها شوري بينهم فقط، ولم يجعلها شوري ضمن الأمة كلها.
إذن فمن الذي فهم فكرة الشوري وقتذاك؟
فالشيعة لم يقولوا بها، والسنة لم يفهموها ولم يطبقوها حتي من قبل أئمتهم) (1).
فلذا نري لما تقدم مجانبة من عرف الدولة الاسلامية ببنود كان الخامس منها (إن الأمة هي صاحبة الحق في السلطة، وتختار ولاة الأمور عن طريق الشوري، واختيار الكفئ والأصلح قال تعالي: (وأمرهم شوري بينهم) (2) (3).
ونضيف لما تقدم أن الخليفة نفسه لا يلتزم بمبدأ الشوري بعد قوله (لو أدركت ابا عبيدة باقيا استخلفته ووليته، ولو أدركت معاذ بن جبل استخلفته. ولو أدركت خالد بن الوليد لوليته، ولو أدركت سالما مولي أبي حذيفة وليته.) (4).
بل لا يلتزم بما أخذ السلطة به من الأنصار يوم السقيفة هو وصاحبه إذ في ذلك اليوم رفعا شعار (الأئمة من قريش، نحن عشيرة رسول الله صلي الله عليه
(١) السيد كاظم الحائري / امامة وقيادة المجتمع / ص ٥٧.
(٢) الآية " ٣٨ " الشوري - ٤٢ - (٣) كتاب سيرة الرسول صلي الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام / لجنة من مؤسسة البلاغ / ج ٢ / ص ٧٠٧ وفات أولئك بان تفسيرها لا يمكن ان يكون ذلك لاختلاف المصطلحات - بل مؤداه - بلسان العرب - هو مشاورة العقل، لا رأي الأغلبية كما هو المصطلح الآن، هذا أولا وثانيا لو تنزلنا وقلنا بأنه يؤدي إلي رأي الأغلبية جدلا لبطل ما يذهبون إليه أنفسهم من ترجيح " النخبة " ولا تقوم لهم بذلك قائمة ابدا (4) راجع في ذلك كله الإمامة والسياسة / ص 6 - 8 وموارد اخر منها تاريخ الطبري / ج 2 / ص 580، الأنساب للبلاذري / ج 5 / ص 16 بتفاوت بسيط.
(٥٢)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، خالد بن الوليد (1)، معاذ بن جبل (1)، السقيفة (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)
وآله، العرب لا ينبغي أن تولي هذا الامر إلا من كانت النبوة فيهم، من ينازعنا سلطان محمد وميراثه، نحن أولياؤه وعشيرته إلا مدل بباطل أو متجانف لاثم، أو متورط في هلكة) (1).
إذ شتان بين هذه الأقوال وبين قوله الأخير هذا - وحبل الكذب قصير - فسالم من الموالي، ولا يعرف له نسب في العرب.
ومعاذ من الأنصار. (فابتسم ألما وحسرة بينك وبين نفسك إذ تري حجم المؤامرة).
وخالد من بني مخزوم، وقد أسلم بعد اللتيا والتي فلعله يعد من الطبقة العاشرة من طبقات الصحابة وليست له سابقة في الاسلام.
فأين بقية المهاجرين والأنصار؟!! وأين الشوري وغيرها؟!
(1) راجع في ذلك كله الإمامة والسياسة / ص 6 - 8 وموارد اخر منها تاريخ الطبري / ج 2 / ص 580، الأنساب للبلاذري / ج 5 / ص 16 بتفاوت بسيط
(٥٣)
صفحهمفاتيح البحث: المهاجرون والأنصار (1)، الكذب، التكذيب (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

مصداقية الطريق الثالث البيعة في حكومتهم

مصداقية الطريق الثالث: - البيعة ولما تقدم نري أن البيعة لم تكن حاصلة إلا بالاكراه والاجبار أو المباغتة وعدم الروية، أو بعد ذلك حفاظا علي بيضة الاسلام وكلمته فلا تكون تامة بأي حال من الأحوال.
والبيعة كما تقدم لا يمكن أن تكون لازمة إلا إذا كان لها رصيدها الإلهي وحجيتها، فأين حجية بيعة القوم؟!! من الكتاب أو السنة، أو العقل المؤيد بهما.
وكل ما جمعوه استحسانات وتقولات.
وبعد الرجوع لاحداث تلك الساعات والأيام والسنين والتي نقلنا جزا يسيرا منها، لاختفاء أغلبه، لأنه ضد السلطة، والتاريخ يكتبه المنتصر، ومع هذا ظهر هذا وغيره فنري أن ما أسسوه وما سماه اللاحق بعد السابق يصح أن يخاطبوا بان هذه الأمور كلها ما هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما انزل الله بها من سلطان.
فالبيعة بما هي لا تكون حجة إلا إذا قامت علي أسس شرعية صحيحة، وإلا لو تمت كما تمت لمروان بن الحكم بعد اتفاقه مع روح بن زنباع الذي كان معه أربعمائة رجل من حزام جعلهم يؤيدون ولده عبد العزيز بن مروان في تنصيبه لأبيه (1)، هل تكون صحيحة مسلمة (2)؟!!
(1) راجع الإمامة والسياسة / ابن قتيبة / ج 2 / ص 16 (2) وقال الشاعر:
لي الله قوما امروا " خيط باطل " * * علي الناس يعطي من يشاء ويمنع لان مروان هذا كان يمسي ب " خيط باطل " / راجع مروج الذهب للمسعودي.
(٥٤)
صفحهمفاتيح البحث: مروان بن الحكم (1)، عبد العزيز (1)، الحج (1)، الموت (2)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)

أقل ما تنعقد به الإمامة والاشكال في ذلك

وأخيرا لنا وقفة مع: - من قال: - أقل ما تنعقد به الإمامة من أهل الحل والعقد خمسة يجتمعون علي عقدها، أو يرضي أربعة منهم بما عقده الخامس منهم مستدلين علي ذلك بأن بيعة أبي بكر تمت كذلك فقد بايعوه أولا خمسة، ثم تابع الناس ذلك (1).
أولا: نقول له من حدد هذا العدد ألله ورسوله؟! فجعل به سلطة لفرد من الأمة علي آلاف الناس من الأمة بل ملايينها.
وثانيا: الحكم حتي علي مبني من قال أن المصدر للتشريع هو الكتاب ثم السنة.
لا يوجد هذا لا في كتاب الله ولا في سنته كما ذكرنا أولا،؟؟؟؟ سنة الخلفاء أو غير الخلفاء لا يمكن أن تكون سنة مشرعة لنا، بأي حال من الأحوال، مع ما يلتزم القائل بهذا بأن رسول الله صلي الله عليه وآله ليس معصوما إلا في تبليغ الاحكام، كيف يقول بعصمة غيره؟! وليس له أن يقول بأني لا أدعيها، فالالتزام بجعل تصرفه حجة ملزمة استنبط منها الحكم يجعله معصوما وهذا من موارد اختلاف النظرية عن التطبيق عند العامة كما أشرنا إلي ذلك في كتابنا (المعايير العلمية لنقد الحديث).
وثالثا: لو قال بأنكم نسيتم المصدرين الآخرين وهما الاجماع والعقل فالاجماع مر ما فيه فراجع، وأما العقل فأي عقل يقصدون؟!!
لا يمكن أن يساعد علي ما ذكر بأي حال من الأحوال، لما تقدم.
(1) راجع / الأحكام السلطانية / الماوردي / ص 4
(٥٥)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الموت (1)

الاشكال في حجية بيعة أبي بكر

وأخيرا لنا وقفة مع: - من قال: - أقل ما تنعقد به الإمامة من أهل الحل والعقد خمسة يجتمعون علي عقدها، أو يرضي أربعة منهم بما عقده الخامس منهم مستدلين علي ذلك بأن بيعة أبي بكر تمت كذلك فقد بايعوه أولا خمسة، ثم تابع الناس ذلك (1).
أولا: نقول له من حدد هذا العدد ألله ورسوله؟! فجعل به سلطة لفرد من الأمة علي آلاف الناس من الأمة بل ملايينها.
وثانيا: الحكم حتي علي مبني من قال أن المصدر للتشريع هو الكتاب ثم السنة.
لا يوجد هذا لا في كتاب الله ولا في سنته كما ذكرنا أولا،؟؟؟؟ سنة الخلفاء أو غير الخلفاء لا يمكن أن تكون سنة مشرعة لنا، بأي حال من الأحوال، مع ما يلتزم القائل بهذا بأن رسول الله صلي الله عليه وآله ليس معصوما إلا في تبليغ الاحكام، كيف يقول بعصمة غيره؟! وليس له أن يقول بأني لا أدعيها، فالالتزام بجعل تصرفه حجة ملزمة استنبط منها الحكم يجعله معصوما وهذا من موارد اختلاف النظرية عن التطبيق عند العامة كما أشرنا إلي ذلك في كتابنا (المعايير العلمية لنقد الحديث).
وثالثا: لو قال بأنكم نسيتم المصدرين الآخرين وهما الاجماع والعقل فالاجماع مر ما فيه فراجع، وأما العقل فأي عقل يقصدون؟!!
لا يمكن أن يساعد علي ما ذكر بأي حال من الأحوال، لما تقدم.
(1) راجع / الأحكام السلطانية / الماوردي / ص 4
(٥٥)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الموت (1)
وقال علماء من الكوفة: إنها تنعقد بثلاثة.
ومع من قال من علماء الكوفة: بإنها تنعقد بثلاثة يتولاها أحدهم برضا الاثنين ليكون ثمة حاكمان وشاهدان، كما يصح عقد النكاح بولي وشاهدين، وأنت تري ما في هذا كله.
فعقد الولاية ليست كعقد النكاح.
وحتي لو تنزلنا وقلنا هما واحد، فالنكاح متقوم ليس بالشاهدين ولا بالحاكم، بل هما يؤيدان رضي الطرفين وتلفظهما بهذا الرضا، واثبات ذلك.
فالولاية لو جعلناها كذلك، فليست هي متقومة، بالشاهدين ولا بمن يحكم بإن هذا أصبح متوليا وواليا، بل تقول ان هؤلاء يؤيدون رضي الطرفين وتلفظهما بالولاية، وإثبات ذلك وهما هنا الأمة والحاكم المنصوب.
والأمة لا يمكن أن تمثل بأي حال من الأحوال بعدد معين لا باثنين ولا بثلاثة ولا بخمسة، كما هو واضح لكل من تدبر وتفكر، وخاصة لو عقدوا بلا مشاورة ولا مراجعة.
إذ من جعل السلطة لاي عدد من الناس في جعل زمام أمور أمة كاملة بيد فرد واحد؟!
ما هذا إلا افتراء.
من هذا نري ما في قول من قال، من أنها تنعقد وإن لم تجتمع الأمة، فلا يشترط في عقد الإمامة الاجماع.
والعجيب أنه أيضا يستدل بامامة أبي بكر وإنها لما عقدت ابتدر بإمضاء أحكام المسلمين، ولم يتأن لانتشار الاخبار إلي من نأي من الصحابة في الأقطار.
أو حتي من قال إنها لا تنعقد إلا بجمهور أهل الحل والعقد من كل بلد ليكون الرضا عاما، والتسليم لإمامته إجماعا.
(٥٦)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (2)
لان هذا لم يحدث، ولن يحدث، لأنه ما حدث عندما كان المجتمع قليلا فكيف يحدث والمجتمع بهذه السعة وبهذا العدد!؟
وكيف الامر سيكون لو بايعوه، ثم لم يرض به عدد منهم، أولم يرض به جلهم، أو لم يرض به كلهم؟!
ما هذا إلا أثارة فتن وعداوات وما هو إلا اختلاف كبير ولو كان من عند ألله لما وجدوا فيه اختلافا كبيرا.
والعجيب أنهم يستدلون ببيعة أبي بكر وفيها: - أولا: إنها بحد ذاتها ليست حجة بأي حال من الأحوال.
ثانيا: أنها (فلتة) علي حد تعبير الخليفة الثاني وعلي حد تعبير الأول كذلك، فعلي أي معني حملنا (الفلتة) فلا يمكن أن تكون مقياسا للحكم.
وذلك لأنه إن كانت فلتة بمعني إنها ليست ذات أسس صحيحة وليس لها رصيد إلهي فهي ساقطة من الجذور جزما.
وإن كانت علي رأي من دافع عن الحاكمية الأولي بمعني المباغتة فكذلك لان ما كان حاله كذلك كيف يجعل مقياسا لاستنباط الاحكام الإلهية.
وثالثا: إنها لم تثبت للخليفة الثاني كذلك.
ورابعا: إنها لم تكن باعتراف الخليفة الثاني أيضا لا من الله ولا من رسوله إذ قام وقال بصريح العبارة وواضحها: - (ايها الناس إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت مما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهده إلي رسول الله صلي الله عليه وآله) (1).
فالبيعة نعود ونكرر ونقول بإنها لا يمكن أن تكون حجة علينا أو علي أي
(1) راجع سيرة ابن هشام / ح 4 / ص 311.
(٥٧)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (2)، الوسعة (1)، الحج (2)
مسلم ما لم تملك رصيدا إلهيا.
كأن يكون وعلي أقل تقدير مثلا بيعة أهل الحل والعقد من المسلمين، وقد رأيت فيما تقدم ما كان فيها من خدش.
(قل الله أذن لكم..) (1).
بل نفس أهل الحل والعقد من جعل لهم السلطة علي هذا الامر؟!!
وكما قلنا أولا بإن السلطة الحقيقية والأولي له سبحانه وتعالي ولا يمكن أن تترشح علي أحد، ويدعيها أحد إلا منه وحده، فالذي يعطيها إياه فهو صاحب السلطة، وإلا فلا.
وإذا جعل له سلطنة وسلطه في جعل السلطة والسلطنة لاي أحد كان الامر كما أفاد بحدودها التي يجعلها ويبينها هو، وإلا لتغيرت أحكام الله وقوانينه في البر والبحر.
فلذا نقول بأنه لا يمكن أن يكون اجتماع أهل الحل والعقد حجة بأي حال من الأحوال ما لم يقم دليل واضح علي حجيته.
فتكون حينئذ سلطنتهم وسلطنته ثابتة ونافذة.
(1) الآية " 59 " سورة يونس - 10 -
(٥٨)
صفحهمفاتيح البحث: الحج (1)، سورة يونس (1)

الأطروحة الثانية: - الإمامة لا تثبت إلا بالتعيين

الأطروحة الثانية: - الإمامة لا تثبت إلا بالتعيين نقول مقدما: - أضرار عدم التعيين وإشكالاته: - أولا: لا يمكن للرسول صلي الله عليه وآله وهو العظيم في خلقه وخلقه أن يترك الأنصار بعد وفاته عرضة لقريش وأحقادها، ولقمة سهلة لمن وتربهم حينما أقاموا صرح الاسلام وشيدوه، إذا قام الموتورون أنفسهم بالأمر من بعده، ووصلوا إليه، إن لم يعين فيكون بذلك خاذلا لمن نصره وأيده أول الامر - وحاشاه أن يكون كذلك -.
(روي أبو بكر (أحمد بن عبد العزيز الجوهري) قال: أخبرنا أحمد بن إسحاق بن صالح: قال حدثنا عبد الله بن عمر، عن حماد بن زيد عن يحيي بن سعيد عن القاسم بن محمد، قال: لما توفي النبي صلي الله عليه وآله اجتمعت الأنصار إلي سعد بن عباده، فأتاهم أبو بكر وعمر وأبو عبيده، فقال الحباب بن المنذر: منا أمير ومنكم أمير.
إنا والله ما ننفس (أي نحسد) هذا الامر عليكم أيها الرهط، ولكنا نخاف أن يليه بعدكم من قتلنا أبناءهم وآباءهم، وإخوانهم).
فقال عمر بن الخطاب: (إذا كان ذلك قمت إن استطعت..).
قلت: قرأت هذا الخبر علي أبي جعفر بن محمد العلوي الحسيني المعروف
(٥٩)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، أحمد بن عبد العزيز الجوهري (1)، جعفر بن محمد العلوي (1)، عبد الله بن عمر (1)، أحمد بن إسحاق (1)، يحيي بن سعيد (1)، القاسم بن محمد (1)، سعد بن عبادة (1)، حماد بن زيد (1)

أضرار عدم التعين وإشكالاته

الأطروحة الثانية: - الإمامة لا تثبت إلا بالتعيين نقول مقدما: - أضرار عدم التعيين وإشكالاته: - أولا: لا يمكن للرسول صلي الله عليه وآله وهو العظيم في خلقه وخلقه أن يترك الأنصار بعد وفاته عرضة لقريش وأحقادها، ولقمة سهلة لمن وتربهم حينما أقاموا صرح الاسلام وشيدوه، إذا قام الموتورون أنفسهم بالأمر من بعده، ووصلوا إليه، إن لم يعين فيكون بذلك خاذلا لمن نصره وأيده أول الامر - وحاشاه أن يكون كذلك -.
(روي أبو بكر (أحمد بن عبد العزيز الجوهري) قال: أخبرنا أحمد بن إسحاق بن صالح: قال حدثنا عبد الله بن عمر، عن حماد بن زيد عن يحيي بن سعيد عن القاسم بن محمد، قال: لما توفي النبي صلي الله عليه وآله اجتمعت الأنصار إلي سعد بن عباده، فأتاهم أبو بكر وعمر وأبو عبيده، فقال الحباب بن المنذر: منا أمير ومنكم أمير.
إنا والله ما ننفس (أي نحسد) هذا الامر عليكم أيها الرهط، ولكنا نخاف أن يليه بعدكم من قتلنا أبناءهم وآباءهم، وإخوانهم).
فقال عمر بن الخطاب: (إذا كان ذلك قمت إن استطعت..).
قلت: قرأت هذا الخبر علي أبي جعفر بن محمد العلوي الحسيني المعروف
(٥٩)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، أحمد بن عبد العزيز الجوهري (1)، جعفر بن محمد العلوي (1)، عبد الله بن عمر (1)، أحمد بن إسحاق (1)، يحيي بن سعيد (1)، القاسم بن محمد (1)، سعد بن عبادة (1)، حماد بن زيد (1)
بابن أبي زيد نقيب البصرة في سنة عشر وستمائة من كتاب السقيفة لأحمد بن عبد العزيز الجوهري، قال: - (لقد صدقت فراسة الحباب، فإن الذي وقع يوم الحرة، وأخذ من الأنصار ثأر المشركين يوم بدر) (1).
ثانيا: لا يمكن له صلي الله عليه وآله ولا ينبغي له أن يترك آله وذريته، عرضة لأطماع الطامعين والموتورين كذلك.
ولذا أتم ابن أبي الحديد المعتزلي نقله بقوله: - (ثم قال لي: - ومن هذا خاف رسول الله صلي الله عليه وآله علي ذريته وأهله، فإنه كان عليه السلام - وآله - قد وتر الناس وعلم إن مات وترك ابنته وولدها سوقة ورعية تحت أيدي الولاة، كانوا بعرض خطر عظيم، فما زال يعزز لابن عمه قاعدة الامر من بعده، حفظا لدمه ودماء أهل بيته، فإنهم إذا كانوا ولاة الأمر كانت دماؤهم أقرب إلي الصيانة والعصمة مما إذا كانوا سوقة تحت يد وال من غيرهم، فلم يساعده القضاء والقدر (2).
وكان من الامر ما كان.
ثم أفضي أمر ذريته فيما بعد إلي ما قد علمت.) (3).
ثالثا: لا يمكن له صلي الله عليه وآله أن يترك ابن عمه، وناصره في المواطن كلها لهذا الخطر العظيم.
(قرأت في كتاب صنفه أبو حيان التوحيدي في تقريظ الجاحظ.
.(1) ابن أبي الحديد / شرح النهج / ج 1 / ص 184 - 185 (2) تمعن في عبارته، لتجد الحق وأهله.. لم لم يساعده القضاء والقدر؟! هذا من عجائب الامر وغرائبه.
(3) ابن أبي الحديد / شرح النهج / ج 1 / ص 185.
(٦٠)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (3)، مسألة القضاء والقدر (2)، مدينة البصرة (1)، السقيفة (1)، الموت (1)، الخوف (1)
قال: نقلت من خط الصولي قال: الجاحظ …
(ولست ألوم العرب، لا سيما قريشا في بغضها له (1)، وانحرافها عنه، فإنه وترها، وسفك دماءها، وكشف القناع في منابذتها، ونفوس العرب وأكبادها كما تعلم.
وليس الاسلام بمانع من بقاء الأحقاد في النفوس، كما نشاهده اليوم عيانا، والناس كالناس الأول، والطبائع واحدة.
فاحسب أنك كنت من سنتين أو ثلاث جاهليا أو من بعض الروم وقد قتل واحد من المسلمين ابنك وأخاك، ثم أسلمت أكان اسلامك يذهب عنك ما تجده من بغض ذلك القاتل وشنآنه؟!!
كلا. إن ذلك لغير ذاهب، هذا إذا كان الاسلام صحيحا، والعقيدة محققة، لا كاسلام كثير من العرب، فبعضهم أسلم تقليدا، وبعضهم للطمع والكسب وبعضهم خوفا من السيف، وبعضهم علي طريق الحمية والانتصار، أو لعداوة قوم آخرين من أضداد الاسلام وأعدائه.
وأعلم أن كل دم أراقه رسول الله صلي الله عليه وآله بسيف علي عليه السلام وبسيف غيره، فإن العرب بعد وفاته صلي الله عليه وآله عصبت تلك الدماء بعلي بن أبي طالب عليه السلام وحده، لأنه لم يكن في رهطه من يستحق في شرعهم وسنتهم وعادتهم أن يعصب به تلك الدماء إلا بعلي وحده.
وهذه عادة العرب إذا قتل منها قتلي طالبت بتلك الدماء القاتل، فإن مات، أو تعذرت عليها مطالبته، طالبت بها أمثل الناس من أهله) (2).
فإذا علم ذلك الجاحظ أجهله رسول الله صلي الله عليه وآله!؟
(1) يقصد بذلك عليا عليه السلام.
(2) المصدر السابق / المجلد الرابع / ص 130 - 131.
(٦١)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، أبو طالب عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الشهادة (1)، القتل (4)، الموت (1)
ولذا لا نعجب من سؤال ابن أبي الحديد حيث يقول: - (سألت النقيب أبا جعفر يحيي بن زيد، فقلت له: إني لأعجب من علي عليه السلام كيف بقي تلك المدة الطويلة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله؟! وكيف ما اغتيل، وفتك به في جوف منزله، مع تلظي الأكباد عليه؟!
فقال: لولا أنه أرغم أنفه بالتراب، ووضع خده في حضيض الأرض لقتل.
ولكنه أخمل نفسه، واشتغل بالعبادة والصلاة والنظر في القرآن، وخرج عن ذلك الزي الأول، وذلك الشعار ونسي السيف، وصار كالفاتك يتوب ويصير سائحا في الأرض، أو راهبا في الجبال.
ولما أطاع القوم الذين ولوا الامر، - ويصعب علي أن أنقل كلمته ولكن أذكرها لأبين مدي الجرأة منهم علي الله ورسوله وأولياءه - وصار أذل لهم من الحذاء (1) تركوه وسكتوا عنه.
ولم تكن العرب لتقدم عليه إلا بمواطأة من متولي الامر، وباطن في السر منه.
فلما لم يكن لولاة الامر باعث وداع إلي قتله وقع الامساك عنه.
ولولا ذلك لقتل، ثم أجل بعد معقل حصين).
وهم كادوا يفعلون ولما، فها هو يتم حديثه قائلا (فقلت له: أحق ما يقال في حديث خالد؟!
فقال: إن قوما من العلوية يذكرون ذلك.
ثم قال: وقد روي أن رجلا جاء إلي زفر بن الهذيل صاحب أبي حنيفة فسأل.
(1) وقد نقل هذه العبارة مع ضخامة وقعها علي السمع والفؤاد والروح والجسد ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة بلا تعليق أو تعقيب مع أنه يرد ابسط الكلمات ويوجهها إذا اتت موجهة للخلفاء، وقد نقلتها لرد أولئك الذين يدعون أن ابن أبي الحديد المعتزلي من الشيعة فهذا أوضح دليل وأنصعه، لأنه لو كان من شيعته لما نقلها، وإذا فعل لعلق بما يشفي الغليل.
(٦٢)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (3)، يحيي بن زيد (1)، زفر بن الهذيل (1)، القرآن الكريم (1)، القتل (3)، الصّلاة (1)، كتاب نهج البلاغة (1)، التعقيب (1)
عما يقول أبو حنيفة في جواز الخروج من الصلاة بأمر غير التسليم، نحو الكلام والفعل الكثير والحدث.
فقال: إنه جائز، قد قال أبو بكر في تشهده ما قال..) (1).
فبناءا علي ذلك نستبعد من شخص كريم، كرسول الله صلي الله عليه وآله أن يترك من نصره وآواه علي وجه العموم، وأهل بيته بالخصوص، وأقرب الناس إليه بالأخص غرضا لكل تلك الدواهي العظيمة.. فهيهات ثم هيهات.
رابعا: أكان حرص أبي بكر علي الاسلام أشد من حرص رسول الله صلي عليه وآله (أحضر أبو بكر عثمان - وهو يجود بنفسه فأمره أن يكتب عهدا، وقال: - أكتب: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد عبد الله بن عثمان (وهو اسم أبي بكر واسم أبيه) إلي المسلمين، أما بعد. ثم أغمي عليه..
وكتب عثمان قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب.
وأفاق أبو بكر، فقال: اقرأ.
فقرأه، فكبر أبو بكر، وسر.
وقال: أراك خفت أن يختلف الناس إن مت في غشيتي!
قال: نعم.
قال: جزاك الله خيرا عن الاسلام وأهله.
ثم أتم العهد.
وأمر أن يقرأ علي الناس فقرئ عليهم.) (2).
فإذا خاف أن يختلف الناس إن مات في غشيته، فكيف لا يخاف رسول الله.
(1) شرح النهج / المجلد الرابع / ص 131 (2) راجع كتب الاخبار والسير ومنها / شرح النهج / ج 1 / ص 82، تاريخ الطبري / ج 3 / ص 429، سيرة عمر / ابن الجوزي / ص 37، تاريخ ابن خلدون / ج 2 / ص 120
(٦٣)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، عبد الله بن عثمان (1)، الشهادة (1)، الموت (1)، الخوف (3)، الجود (1)، الصّلاة (1)، الكرم، الكرامة (1)، الجواز (1)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)
صلي الله عليه وآله، وهو أولي بذلك.
وأقف أخيرا مذهولا، وأزداد تعجبا ممن لا يقر بالنص وهو يقرأ هذا في التاريخ!!!
أكان أبو بكر أوعي من محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله؟!
أم كان أحرص علي إلا يختلف الناس؟!
أم كانت الشوري واضحة لدي الخليفة، ولم يعرها أي أهمية، ونصب عمر علي المسلمين فخالف الله ورسوله بذلك؟!
ثم لاحظ عبد الله بن عمر حين دخل علي أبيه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة قائلا له: - (يا أمير المؤمنين، استخلف علي أمة محمد، فإنه لو جاءك راعي إبلك أو غنمك وترك إبله وغنمه ولا راعي لها للمته وقلت له: كيف تركت أمانتك ضائعة؟!
فكيف يا أمير المؤمنين بأمة محمد؟!) (1).
أتراه وضح له من الامر ما لم يتضح لنبي الله صلي الله عليه وآله؟!
أو لاحظ قول عائشة قبل ذلك حين خاطبت عبد الله بن عمر هذا (يا بني أبلغ عمر سلامي، وقل له: لا تدع أمة محمد بلا راع، استخلف عليهم، ولا تدعهم بعدك هملا، فإني أخشي عليهم الفتنة) (2).
فلاحظ قولها ولا تدعهم بعدك هملا..
وقولها فإني أخشي عليهم الفتنة.
فهل الرسول صلي الله عليه وآله يا - أم المؤمنين - ويا - مؤمنون - ويا - عقلا - قد ترك أمته بعده هملا..
(1) الإمامة والسياسة / ص 23، تاريخ الطبري / ص 34، مروج الذهب للمسعودي / ج 2 / ص 353.
(2) المصدر السابق نفسه
(٦٤)
صفحهمفاتيح البحث: أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، عبد الله بن عمر (2)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)
وهل لم يخش عليهم الفتنة..
مالكم كيف تحكمون؟!
وهل ينادي الرسول - صلي الله عليه وآله - من بعد - وحاشاه ثم حاشاه - مثل ما نادي خليفة خليفة المسلمين وآخذ الأمور من بعده عمر بن الخطاب (كل الناس أفقه منك يا عمر حتي المحجلات في البيوت.)؟!
خامسا: إن كتب التاريخ والسير تذكر أن رسول الله صلي الله عليه وآله ما ترك المدينة في أيام حياته يوما، إلا وعين فيها واليا عليها من قبله، حتي يرجع، فكيف يتركها بلا تعيين من عنده، وهو يعلم بأنه سيفارق الدنيا.
سادسا: الناس العاديون حتي البسطاء منهم يفعلون ذلك، فضلا عن القادة والملوك والرؤساء، فكيف مالا يخفي علي هؤلاء خفي علي رسول الله صلي الله عليه وآله وهو القائد النبيه، وبالأخص أن الأمة لم تنضج بعد.
سابعا: الإمبراطورية الكسروية من جهة، والامبراطورية القيصرية من جهة ثانية وهما أقوي قوتين في عالم ذاك اليوم تراقبان بقلق كل ما يجري في الجزيرة العربية، كيف يترك القائد المحنك أمته الفتية لسبب مهم للانقسام والفرقة مع وجود هاتين القوتين الضاربتين، مع وجود الأعوان لهم من الداخل المتمثلين بالمنافقين، وهي فرصة عظيمة للدخول في هذا الامر الخطير والتأثير علي مجريات أحداث المنطقة كلها.
(٦٥)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)

دواعي: التعيين

دواعي التعيين
صفحه(٦٧)
دواعي التعيين: - كل ما مر عليك سابقا يستدعي التعيين، مع الحفاظ علي كلمة الأمة الفتية، وعدم نضوجها لاختيار القائد من بينها، وعدم توضيح الامر لهم وخصوصياته لا من سابق ولا من لاحق كما عرفت.
وعدم ترك أي سبب للانقسام حتي وإن كان بسيطا في مجتمع لا زالت العصبية تلعب دورا مهما فيه، ووجود المنافقين والذين يتربصون الدوائر به.
وكما هو ديدن العقلاء في التعيين، والشارع رأسهم وأميرهم.
ولذا حتي أعمدة الفكر الأموي قد أقر بهذا ومنهم ابن خلدون حيث يقول (أن الامام ينظر للناس في حال حياته، ويتبع ذلك أن ينظر لهم بعد وفاته.) (1).
فهل هذه الخصوصية لكل نبي الأئمة، وإمام الأنبياء؟!
مالكم كيف تحكمون؟!
وكما هو مقتضي كون الرسالة هي الرسالة الخاتمة، كما سيمر عليك.
أو يشك فضلا علي أن يقطع وحتي أن يظن بان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم مات ولم يعين؟!!
(فإذا قال المسلمون أنه لم يعين المرجع من بعده، ولم يحدد من الذي سيقوم بوظائفه، ولا حدد من سيبين للناس أحكام العقيدة، ولا من الذي يحدد لهم دائرة.
(1) ابن خلدون المقدمة
(٦٩)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم عرفة (1)، الموت (1)، النفاق (1)، الظنّ (1)
الشرعية والمشروعية، ولا بين من هو ولي الأمة من بعده، ولا من هو ركن مجدها القائم مقامه، ولا من هو ثقلها، ولا من هو مثلها الأعلي ولا من هو الذي سيقود معركة تحرير البشرية وإنقاذها.
فإذا قال المسلمون ذلك، فإن قولهم هذا يناقض كمال الدين وتمام النعمة، لان هذه الأمور من صلب الدين ومن صميم النعمة، ومن المحال أن تغفلها العقيدة الإلهية، ثم أنهم لو أصروا علي ذلك لوجدوا أن العقيدة الإلهية تتحدي إصرارهم هذا وتعيبه ولا تقره، وان هذا الاصرار يتعارض مع المنطق، والعقل، وأساسيات الحياة، فضلا عن تناقضه الصارخ مع قواعد العقيدة الإلهية.) (1) التعيين: - الذي يمكن أن نستشف منه التعيين أمران: - الأول منهما: كلي له مصاديق كثيرة، قد لا يتحقق في بعض موارده إلا بمصداق واحد، وقد يذكر هذا المصداق في موارد أخر، وسنتعرض لبعضها علي سعة المجال.
والثاني: واقعة واحدة قد تكون نافعة في المقام عند بعض.
ونقدم الحديث عن الواقعة الثانية أولا.
.(١) نظرية عدالة الصحابة / احمد حسين يعقوب / ص 158
(٧٠)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب كمال الدين وتمام النعمة (1)، الصّلب (1)

المورد الأول لما يحتمل أن يكون تعيينا وهو الواقعة اليتيمة في التعيين علي الخليفة الأول

الواقعة اليتيمة في التعيين علي الخليفة الأول: - وهو المورد الأول: - فأمر النبي صلي الله عليه وآله أبا بكر بالصلاة بالمسلمين عندما اشتد به المرض، وجعله بذلك إماما في الصلاة يقتضي هذا الامر وهذا الفعل تقديمه علي كافة المسلمين بمقدمة مفادها أن المقدم فيها مقدم في غيرها.
فهل هذه الواقعة أولا ومقدماتها ثانيا ونتائجها ثالثا تتحمل الصمود أمام ما يأتيها من نقاش وتبقي علي ثباتها، أم يكون حالها حال رماد اشتدت به الريح، لاقرار لها ولا اعتبار؟!!!
والمناقشة تتم من وجوه: - 1 - في نفس الواقعة 2 - في مقدمات ما جعلوه نصا.
3 - في النتائج بالإضافة إلي المقدمة.
4 - في الكل كمجموع.
إن ذلك لو كان تاما فهو نص منه صلي الله عليه وآله، ولو كان كذلك لاحتج به هو نفسه وأنصاره يوم السقيفة فيما احتجوا به علي الأنصار.
فكيف ما لم يكن حجة عندهم وعند الصحابة نجعله حجة وأصلا نبني عليه.
3 - في النتائج: - التقديم حتي لو ثبت فهو لا يعني شيئا، وإلا لو كان يعني لكان صهيب الرومي أولي من الستة الذين عينهم عمر بن الخطاب لاختيار من يلي المسلمين، لأنه عين صهيبا ليصلي بالناس.
2 - في مقدمات الاستدلال: - إن التقديم في الصلاة لا يعني أنه مقدم في غيرها، ولا في الإمامة بالخصوص أصلا وذلك: -
(٧١)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، الخليفة أبو بكر بن أبي قحافة (1)، السقيفة (1)، المرض (1)، الحج (2)، الصّلاة (2)

المناقشة فيها

الواقعة اليتيمة في التعيين علي الخليفة الأول: - وهو المورد الأول: - فأمر النبي صلي الله عليه وآله أبا بكر بالصلاة بالمسلمين عندما اشتد به المرض، وجعله بذلك إماما في الصلاة يقتضي هذا الامر وهذا الفعل تقديمه علي كافة المسلمين بمقدمة مفادها أن المقدم فيها مقدم في غيرها.
فهل هذه الواقعة أولا ومقدماتها ثانيا ونتائجها ثالثا تتحمل الصمود أمام ما يأتيها من نقاش وتبقي علي ثباتها، أم يكون حالها حال رماد اشتدت به الريح، لاقرار لها ولا اعتبار؟!!!
والمناقشة تتم من وجوه: - 1 - في نفس الواقعة 2 - في مقدمات ما جعلوه نصا.
3 - في النتائج بالإضافة إلي المقدمة.
4 - في الكل كمجموع.
إن ذلك لو كان تاما فهو نص منه صلي الله عليه وآله، ولو كان كذلك لاحتج به هو نفسه وأنصاره يوم السقيفة فيما احتجوا به علي الأنصار.
فكيف ما لم يكن حجة عندهم وعند الصحابة نجعله حجة وأصلا نبني عليه.
3 - في النتائج: - التقديم حتي لو ثبت فهو لا يعني شيئا، وإلا لو كان يعني لكان صهيب الرومي أولي من الستة الذين عينهم عمر بن الخطاب لاختيار من يلي المسلمين، لأنه عين صهيبا ليصلي بالناس.
2 - في مقدمات الاستدلال: - إن التقديم في الصلاة لا يعني أنه مقدم في غيرها، ولا في الإمامة بالخصوص أصلا وذلك: -
(٧١)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، الخليفة أبو بكر بن أبي قحافة (1)، السقيفة (1)، المرض (1)، الحج (2)، الصّلاة (2)

المناقشة في الواقعة والمقدمات والنتائج ككل

الواقعة اليتيمة في التعيين علي الخليفة الأول: - وهو المورد الأول: - فأمر النبي صلي الله عليه وآله أبا بكر بالصلاة بالمسلمين عندما اشتد به المرض، وجعله بذلك إماما في الصلاة يقتضي هذا الامر وهذا الفعل تقديمه علي كافة المسلمين بمقدمة مفادها أن المقدم فيها مقدم في غيرها.
فهل هذه الواقعة أولا ومقدماتها ثانيا ونتائجها ثالثا تتحمل الصمود أمام ما يأتيها من نقاش وتبقي علي ثباتها، أم يكون حالها حال رماد اشتدت به الريح، لاقرار لها ولا اعتبار؟!!!
والمناقشة تتم من وجوه: - 1 - في نفس الواقعة 2 - في مقدمات ما جعلوه نصا.
3 - في النتائج بالإضافة إلي المقدمة.
4 - في الكل كمجموع.
إن ذلك لو كان تاما فهو نص منه صلي الله عليه وآله، ولو كان كذلك لاحتج به هو نفسه وأنصاره يوم السقيفة فيما احتجوا به علي الأنصار.
فكيف ما لم يكن حجة عندهم وعند الصحابة نجعله حجة وأصلا نبني عليه.
3 - في النتائج: - التقديم حتي لو ثبت فهو لا يعني شيئا، وإلا لو كان يعني لكان صهيب الرومي أولي من الستة الذين عينهم عمر بن الخطاب لاختيار من يلي المسلمين، لأنه عين صهيبا ليصلي بالناس.
2 - في مقدمات الاستدلال: - إن التقديم في الصلاة لا يعني أنه مقدم في غيرها، ولا في الإمامة بالخصوص أصلا وذلك: -
(٧١)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، الخليفة أبو بكر بن أبي قحافة (1)، السقيفة (1)، المرض (1)، الحج (2)، الصّلاة (2)

المناقشة في النتائج بالإضافة إلي المقدمة

الواقعة اليتيمة في التعيين علي الخليفة الأول: - وهو المورد الأول: - فأمر النبي صلي الله عليه وآله أبا بكر بالصلاة بالمسلمين عندما اشتد به المرض، وجعله بذلك إماما في الصلاة يقتضي هذا الامر وهذا الفعل تقديمه علي كافة المسلمين بمقدمة مفادها أن المقدم فيها مقدم في غيرها.
فهل هذه الواقعة أولا ومقدماتها ثانيا ونتائجها ثالثا تتحمل الصمود أمام ما يأتيها من نقاش وتبقي علي ثباتها، أم يكون حالها حال رماد اشتدت به الريح، لاقرار لها ولا اعتبار؟!!!
والمناقشة تتم من وجوه: - 1 - في نفس الواقعة 2 - في مقدمات ما جعلوه نصا.
3 - في النتائج بالإضافة إلي المقدمة.
4 - في الكل كمجموع.
إن ذلك لو كان تاما فهو نص منه صلي الله عليه وآله، ولو كان كذلك لاحتج به هو نفسه وأنصاره يوم السقيفة فيما احتجوا به علي الأنصار.
فكيف ما لم يكن حجة عندهم وعند الصحابة نجعله حجة وأصلا نبني عليه.
3 - في النتائج: - التقديم حتي لو ثبت فهو لا يعني شيئا، وإلا لو كان يعني لكان صهيب الرومي أولي من الستة الذين عينهم عمر بن الخطاب لاختيار من يلي المسلمين، لأنه عين صهيبا ليصلي بالناس.
2 - في مقدمات الاستدلال: - إن التقديم في الصلاة لا يعني أنه مقدم في غيرها، ولا في الإمامة بالخصوص أصلا وذلك: -
(٧١)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، الخليفة أبو بكر بن أبي قحافة (1)، السقيفة (1)، المرض (1)، الحج (2)، الصّلاة (2)

المناقشة في المقدمة

الواقعة اليتيمة في التعيين علي الخليفة الأول: - وهو المورد الأول: - فأمر النبي صلي الله عليه وآله أبا بكر بالصلاة بالمسلمين عندما اشتد به المرض، وجعله بذلك إماما في الصلاة يقتضي هذا الامر وهذا الفعل تقديمه علي كافة المسلمين بمقدمة مفادها أن المقدم فيها مقدم في غيرها.
فهل هذه الواقعة أولا ومقدماتها ثانيا ونتائجها ثالثا تتحمل الصمود أمام ما يأتيها من نقاش وتبقي علي ثباتها، أم يكون حالها حال رماد اشتدت به الريح، لاقرار لها ولا اعتبار؟!!!
والمناقشة تتم من وجوه: - 1 - في نفس الواقعة 2 - في مقدمات ما جعلوه نصا.
3 - في النتائج بالإضافة إلي المقدمة.
4 - في الكل كمجموع.
إن ذلك لو كان تاما فهو نص منه صلي الله عليه وآله، ولو كان كذلك لاحتج به هو نفسه وأنصاره يوم السقيفة فيما احتجوا به علي الأنصار.
فكيف ما لم يكن حجة عندهم وعند الصحابة نجعله حجة وأصلا نبني عليه.
3 - في النتائج: - التقديم حتي لو ثبت فهو لا يعني شيئا، وإلا لو كان يعني لكان صهيب الرومي أولي من الستة الذين عينهم عمر بن الخطاب لاختيار من يلي المسلمين، لأنه عين صهيبا ليصلي بالناس.
2 - في مقدمات الاستدلال: - إن التقديم في الصلاة لا يعني أنه مقدم في غيرها، ولا في الإمامة بالخصوص أصلا وذلك: -
(٧١)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، الخليفة أبو بكر بن أبي قحافة (1)، السقيفة (1)، المرض (1)، الحج (2)، الصّلاة (2)

المناقشة في نفس الواقعة

ألف - لان الصلاة أمر خاص، والإمامة أمر عام، وما يدل علي الخاص لا يمكن أن يدل علي العام بأي وجه من الوجوه.
ب - علي مذهب القائل والمائل لهذا الرأي يجوز تقديم الفاسق في الصلاة جزما إذا كان يحسن القراءة، ولا يشترط العدالة فيها.
أما من جهة الإمامة فقد قام الاجماع علي اشتراط العدالة في الامام بحيث لو فسق وجب علي الأمة عزله.
فإذا كان كذلك بطل ما بنوا عليه الاستدلال من أن، كل مقدم في الصلاة مقدم في غيرها.
لأنه قد يتقدم من كان حاله الفسق فلا يتم الاستدلال.
1 - في نفس الواقعة: - هذا التقديم باطل عند الكل، لأنه قد وردت روايات عند الخاصة والعامة توضح بإن ذلك لم يكن بامر من الرسول صلي الله عليه وآله.
فإذا لم يكن منه صلي الله عليه وآله بطل الاستدلال من أصله.
وأما من يدعي أن ذلك حصل بامر منه صلي الله عليه وآله فيمكن المناقشة بدعواه لما يلي: - أولا: إن ما جاء به بلال من الامر لم يكن مشافهة من رسول الله صلي الله عليه وآله، بل كان بواسطة.
ولم يعلم مدي صدق الواسطة بذلك، مع وجود لغط في كذبها، وهي - أي الواسطة - لم تكن معصومة بأي حال من الأحوال، وإذا وجد احتمال ذلك لم تبق حجة في هذا الاخبار أصلا.
بالإضافة إلي أن خروجه صلي الله عليه وآله وهو علي تلك الحالة من المرض، وتنحيته لابي بكر من الصلاة، وصلاته هو بالناس يدل علي ذلك بصورة واضحة جدا، هذا ثانيا.
(٧٢)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الباطل، الإبطال (2)، التصديق (1)، الصّلاة (3)، الجواز (1)
وثالثا: إذا كان الامر منه صلي الله عليه وآله، فكيف خرج ونحاه وأتم الصلاة بنفسه الشريفة علي ما اتفق روايته من الجميع، وما هما إلا عملان ينقض أحدهما الاخر، وحاشا لرسول الله صلي الله عليه وآله أن يفعل ذلك.
ورابعا: لو ثبت ما قلتم أولا لثبت النسخ أخيرا، إذ أن تنحيته عن ذلك بمنزلة نسخه لذلك الامر الأول.
وأخيرا نقول: - لو كان أمر إمامة الصلاة صالحا للدلالة علي الإمامة، لصلح أمر إمرة الجيش المبعوث - إمام الصلاة - فيه في الحملة الأخيرة بطريق أولي وأوضح، فهو تابع لا متبوع، فإذا تقدم هو تقدم ذاك عليه، لأنه من مجموعته وهو الذي يعين من يتقدم بالصلاة ممن يتأخر.
فكان من نصب أميرا جزما علي من نصب لامامة الصلاة فقط أولي بالإمامة قطعا، لأنه أحد جنوده بامر صريح منه صلي الله عليه وآله.
وبذا يكون أسامة بن زيد أولي بالإمامة من أبي بكر أو أي فرد في حملته، فبهذا نري بطلان هذا التقديم.
لأنه إما غير واقع أصلا، أو قد وقع إلا أنه لا يصلح أبدا لأنه خاص والإمامة أمر عام، أولا يدل علي مزية، ولو كان ذا مزية فمزية الامر تقتضي التقديم علي الجندي، أو أنه قد نسخ.
وهذا الامر لما فيه لا يناسب أهمية التعيين وعظمته، فيسقط من الاعتبار.
ولا يدفع كثيرا من مضار عدم التعيين التي سبق وذكرناها خاصة مع وجود قول غيره أوضح منه وأقرب.
(٧٣)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، صلح (يوم) الحديبية (1)، أسامة بن زيد (1)، الباطل، الإبطال (1)، الصّلاة (3)

المورد الثاني: الذي هو كلي له مصاديق، بعضها يذكر صريحا وبعضها يستشف منه ذلك، وبعضها كلي صرح بأحد مصاديقه، وبعضها ذلك المصداق يعينه

المورد الثاني: - الذي هو كلي له مصاديق كثيرة، بعضها صريح في ذلك، وبعضها يستشف منها ذلك، وبعضها كلي والذي صرح به أحد المصاديق، وبعضها علي شخص ذلك المصداق تنطبق انطباقا، ولو لم يكن كل واحد منها دليلا قائما بنفسه، فعلي الأقل بعضها، ولو لم يكن هذا البعض كذلك فمجموعها يولد الاطمئنان بل الجزم بهذا الامر.
النص في شريعتنا له طريقان لا ثالث لهما: - 1 - الكتاب.
2 - السنة.
ونتعرض لذلك بحسب خطة الكتاب، وهو مطلب دقيق لا يمكن استيعابه بصورة شاملة وتامة، ومن أراد الاستزادة فعليه بكتب العقائد المطولة، وبالمناظرات التاريخية المنقولة
صفحه(٧٤)

الدليل الأول من الكتاب الكريم

الدليل الأول: - الكتاب الكريم بما أن الحاكمية لها طرفان طرف مرتبط بالحاكم ذي السلطة، وطرف مرتبط بالمحكوم.
فيكون في الطرف الأول سلطه وسلطنة الحاكم التي معناها ولاية الحاكم علي المحكوم، وإلا لما استطاع الحاكم أن يحكم الطرف الثاني فيصدر حكمه عليه أوله ولا أن ينفذ حكمه فيه.
وهذا واضح لا لبس فيه.
ومقابل هذا حتي يجري ما قرر الحاكم وينفذ يجب أن يكون هناك خضوع لتلك السلطة والسلطنة من الطرف الثاني وهذا ما يسمي بالإطاعة.
فمن جانب هناك ولاية، ومن الجانب الاخر تكون إطاعة، ليتم الامر، وتجري الأمور بالشكل المطلوب.
وإذا أردنا أن نتبع كتاب الله المجيد لنجد هذه النقطة المهمة فيه، لرأينا آياته موافقة لحكم العقل الذي أثبت خالقية الباري عز وجل، وافتقار الممكن له، فثبتت سلطنته عليه بأجلي صور السلطة والسلطنة، وهذا يظهر في الأمور التكوينية بأتم صورة وأوضحها.
قال تعالي: - (ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو
صفحه(٧٥)

السلطة لها طرفان

الدليل الأول: - الكتاب الكريم بما أن الحاكمية لها طرفان طرف مرتبط بالحاكم ذي السلطة، وطرف مرتبط بالمحكوم.
فيكون في الطرف الأول سلطه وسلطنة الحاكم التي معناها ولاية الحاكم علي المحكوم، وإلا لما استطاع الحاكم أن يحكم الطرف الثاني فيصدر حكمه عليه أوله ولا أن ينفذ حكمه فيه.
وهذا واضح لا لبس فيه.
ومقابل هذا حتي يجري ما قرر الحاكم وينفذ يجب أن يكون هناك خضوع لتلك السلطة والسلطنة من الطرف الثاني وهذا ما يسمي بالإطاعة.
فمن جانب هناك ولاية، ومن الجانب الاخر تكون إطاعة، ليتم الامر، وتجري الأمور بالشكل المطلوب.
وإذا أردنا أن نتبع كتاب الله المجيد لنجد هذه النقطة المهمة فيه، لرأينا آياته موافقة لحكم العقل الذي أثبت خالقية الباري عز وجل، وافتقار الممكن له، فثبتت سلطنته عليه بأجلي صور السلطة والسلطنة، وهذا يظهر في الأمور التكوينية بأتم صورة وأوضحها.
قال تعالي: - (ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو
صفحه(٧٥)

الطرف الأول للسلطة: الولاية

كرها قالتا أتينا طائعين) (1).
فالسلطة الحقيقية، وأولا وبالذات له سبحانه وتعالي كما كررنا ذلك مرارا.
إلا أنه لو أرادها لاحد فمقتضي سلطنته ونفوذها أنها تثبت له بالحدود التي حددها هو سبحانه وتعالي.
فهل أشار القرآن الكريم إلي غير الباري عز وجل بهذا الامر الخطير؟!
لو تتبعنا آياته كاملة لرأينا أن ذلك ثابت لاشخاص معينين بأوضح صور التعيين وأدقها.
ألف - الرسل والأنبياء.
ب - الرسول الكريم صلي الله عليه وآله بالتعيين.
وعن هذه الصورة التي نبحث عنها بالخصوص يتجلي الامر واضحا للنبي الكريم صلي الله عليه وآله الطرف الأول قال تعالي فيه: - (النبي أوي بالمؤمنين من أنفسهم..) (2).
فثبتت له هذه الولاية وهي الطرف الأول..
أما الطرف الثاني الذي هو الإطاعة فقد برز في كثير من آياته منها قوله تعالي: (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون) (3).
ومنها (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول..) (4).
إلي ما شاء الله من الآيات الكثيرة التي تبين بعضها أن إطاعته إطاعته قال تعالي: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) (5).
.(1) الآية " 11 " سورة فصلت - 41 - (2) الآية " 6 " سورة الأحزاب - 33 - (3) الآية " 132 " سورة آل عمران - 3 - (4) الآية " 33 " سورة محمد - 47 - (5) الآية " 80 " سورة النساء - 4 -
(٧٦)
صفحهمفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)، الكرم، الكرامة (1)، سورة آل عمران (1)، سورة الأحزاب (1)، سورة النساء (1)، سورة فصلت (1)، سورة محمد (1)

الطرف الثاني للسلطة: الإطاعة

كرها قالتا أتينا طائعين) (1).
فالسلطة الحقيقية، وأولا وبالذات له سبحانه وتعالي كما كررنا ذلك مرارا.
إلا أنه لو أرادها لاحد فمقتضي سلطنته ونفوذها أنها تثبت له بالحدود التي حددها هو سبحانه وتعالي.
فهل أشار القرآن الكريم إلي غير الباري عز وجل بهذا الامر الخطير؟!
لو تتبعنا آياته كاملة لرأينا أن ذلك ثابت لاشخاص معينين بأوضح صور التعيين وأدقها.
ألف - الرسل والأنبياء.
ب - الرسول الكريم صلي الله عليه وآله بالتعيين.
وعن هذه الصورة التي نبحث عنها بالخصوص يتجلي الامر واضحا للنبي الكريم صلي الله عليه وآله الطرف الأول قال تعالي فيه: - (النبي أوي بالمؤمنين من أنفسهم..) (2).
فثبتت له هذه الولاية وهي الطرف الأول..
أما الطرف الثاني الذي هو الإطاعة فقد برز في كثير من آياته منها قوله تعالي: (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون) (3).
ومنها (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول..) (4).
إلي ما شاء الله من الآيات الكثيرة التي تبين بعضها أن إطاعته إطاعته قال تعالي: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) (5).
.(1) الآية " 11 " سورة فصلت - 41 - (2) الآية " 6 " سورة الأحزاب - 33 - (3) الآية " 132 " سورة آل عمران - 3 - (4) الآية " 33 " سورة محمد - 47 - (5) الآية " 80 " سورة النساء - 4 -
(٧٦)
صفحهمفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)، الكرم، الكرامة (1)، سورة آل عمران (1)، سورة الأحزاب (1)، سورة النساء (1)، سورة فصلت (1)، سورة محمد (1)

ظهور الطرف الأول للنبي (ص)

كرها قالتا أتينا طائعين) (1).
فالسلطة الحقيقية، وأولا وبالذات له سبحانه وتعالي كما كررنا ذلك مرارا.
إلا أنه لو أرادها لاحد فمقتضي سلطنته ونفوذها أنها تثبت له بالحدود التي حددها هو سبحانه وتعالي.
فهل أشار القرآن الكريم إلي غير الباري عز وجل بهذا الامر الخطير؟!
لو تتبعنا آياته كاملة لرأينا أن ذلك ثابت لاشخاص معينين بأوضح صور التعيين وأدقها.
ألف - الرسل والأنبياء.
ب - الرسول الكريم صلي الله عليه وآله بالتعيين.
وعن هذه الصورة التي نبحث عنها بالخصوص يتجلي الامر واضحا للنبي الكريم صلي الله عليه وآله الطرف الأول قال تعالي فيه: - (النبي أوي بالمؤمنين من أنفسهم..) (2).
فثبتت له هذه الولاية وهي الطرف الأول..
أما الطرف الثاني الذي هو الإطاعة فقد برز في كثير من آياته منها قوله تعالي: (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون) (3).
ومنها (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول..) (4).
إلي ما شاء الله من الآيات الكثيرة التي تبين بعضها أن إطاعته إطاعته قال تعالي: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) (5).
.(1) الآية " 11 " سورة فصلت - 41 - (2) الآية " 6 " سورة الأحزاب - 33 - (3) الآية " 132 " سورة آل عمران - 3 - (4) الآية " 33 " سورة محمد - 47 - (5) الآية " 80 " سورة النساء - 4 -
(٧٦)
صفحهمفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)، الكرم، الكرامة (1)، سورة آل عمران (1)، سورة الأحزاب (1)، سورة النساء (1)، سورة فصلت (1)، سورة محمد (1)

ظهور الطرف الثاني له (ص)

فهل هذان الجانبان موجودان لاحد غيره..
ومن عجيب المقادير، ودقة الخلق، واتقان الامر، (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) (1).
نري أن ذلك لم يثبت إلا لبعضهم بأعلي مراتب الاثبات وأنصعها..
فولايتهم جاء إثباتها وقد حصرت مع ولاية الله ورسوله بأداة حصر، فلا ولاية لاحد بهذه السعة إلا للمحصورين بها، وقد أوضح ذلك الطرف الاخر الذي تذكر فيه الطاعة وقد جاءت كذلك مقرونة مع إطاعة الله ورسوله فانظره وتفكر واغتنم.
قال تعالي: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).
وإنما في لغة العرب تفيد الحصر، فنستفيد منها حصر الولاية بالله وبرسوله وبالذين آمنوا الذين لهم صفة خاصة قد وضحت وقد تعينت بالروايات المتضافرة أن لم تكن المتواترة بإنها مخصوصة بأفراد معينين، وجاء ذلك وله الحمد من طرق الفريقين.
ولو أدعيت لاحد، فعلينا أن نبحث عن الطرف الاخر هل هو ثابت له من الكتاب المجيد، فإن وجد فالامر تام وإلا تبقي الدعوي لا رصيد لها ولا بقاء، تحتاج إلي تصريح من صاحب السلطة والسلطنة الحقيقية.
فليس لاحد علي أحد سلطه وسلطنة، وخاصة بهذه القوة إلا لمن قام الدليل القطعي عليه، وتمت الحجة علي الناس به.
فهل الإطاعة موجودة لاحد أدعي تلك المنزلة، وكان مصداقا للآية؟!
(1) الآية " 82 " سورة النساء - 4 -
(٧٧)
صفحهمفاتيح البحث: الزكاة (1)، الوسعة (1)، سورة النساء (1)

ظهور الطرف الأول لأشخاص معينين

فهل هذان الجانبان موجودان لاحد غيره..
ومن عجيب المقادير، ودقة الخلق، واتقان الامر، (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) (1).
نري أن ذلك لم يثبت إلا لبعضهم بأعلي مراتب الاثبات وأنصعها..
فولايتهم جاء إثباتها وقد حصرت مع ولاية الله ورسوله بأداة حصر، فلا ولاية لاحد بهذه السعة إلا للمحصورين بها، وقد أوضح ذلك الطرف الاخر الذي تذكر فيه الطاعة وقد جاءت كذلك مقرونة مع إطاعة الله ورسوله فانظره وتفكر واغتنم.
قال تعالي: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).
وإنما في لغة العرب تفيد الحصر، فنستفيد منها حصر الولاية بالله وبرسوله وبالذين آمنوا الذين لهم صفة خاصة قد وضحت وقد تعينت بالروايات المتضافرة أن لم تكن المتواترة بإنها مخصوصة بأفراد معينين، وجاء ذلك وله الحمد من طرق الفريقين.
ولو أدعيت لاحد، فعلينا أن نبحث عن الطرف الاخر هل هو ثابت له من الكتاب المجيد، فإن وجد فالامر تام وإلا تبقي الدعوي لا رصيد لها ولا بقاء، تحتاج إلي تصريح من صاحب السلطة والسلطنة الحقيقية.
فليس لاحد علي أحد سلطه وسلطنة، وخاصة بهذه القوة إلا لمن قام الدليل القطعي عليه، وتمت الحجة علي الناس به.
فهل الإطاعة موجودة لاحد أدعي تلك المنزلة، وكان مصداقا للآية؟!
(1) الآية " 82 " سورة النساء - 4 -
(٧٧)
صفحهمفاتيح البحث: الزكاة (1)، الوسعة (1)، سورة النساء (1)
لو تتبعنا القرآن الكريم لشاهدنا أن الإطاعة قد وردت فيه لكل من: - 1 - الباري عز وجل. وهذا لا حديث فيه.
2 - الرسل والأنبياء. وهذا قد تم.
3 - رسولنا بالخصوص. وهو قد ثبت.
4 - إطاعة الشيطان، والسادات. الخ وهو ما عاب عليهم الله به.
5 - إطاعة الزوجة لزوجها.
قال تعالي: - (الرجال قوامون علي النسأ بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا) (1).
فهي مخصوصة في النسأ فقط، وليس كلهن بل النسأ المتزوجات فالمورد خارج عن الحديث هذا أولا.
ولدفع كثير من الالتباس والشبه نقول إن الطاعة هنا ليست مطلقة، بل جاءت مقابل النشوز، فهي مخصصة المورد بلا ريب ولا شك.
فإن أطعنكم في عدم النشوز فلا تبغوا عليهن سبيلا.
والنشوز وعدمه قد بين في كتب الفقه بالمقدار الذي يعرفه كل مسلم تقريبا وعدمه التمكين.
فالإطاعة ليست مطلقة علي كل حال.
وهذه المنزلة بينها الباري عز وجل بهذا المقدار لأهميتها.
(1) الآية " 34 " سورة النساء - 4 -
(٧٨)
صفحهمفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)، الزوجة (1)، الزوج، الزواج (1)، سورة النساء (1)

ظهور الطرف الثاني للسلطة للأشخاص أنفسهم

ولأهمية البيت الاسلامي وتمشية أموره أمر بها، لكن بحدود عدم النشوز وقد ثبت بما لا مجال للشك فيه أن الإطاعة ليست مطلقة.
فهذا بهذا يخرج من حديثنا لمحدوديته ولان الطرف الأول فيه عليه محدد بحدود قد بينته الروايات، ولم يشر إليه في كتاب الله المجيد، وقد ذكرناه دفعا للشبهة، ورفع اللبس، دفعا لمن يقول بإن الإطاعة قد وردت لغير من ذكرت.
6 - إطاعة قوم معينين:
قال تعالي: - (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم..) (1).
أولا نقول بدأ الباري عز وجل هذه الآية المباركة بخطاب الذين آمنوا وهو مزيد اعتناء بالأمر الذي سيصدر، وثانيا تنبيه علي أن إطاعة ذلك الامر هو من صفات الذين آمنوا.
وثالثا: إذا لاحظنا الآية المباركة لشاهدنا، إن هناك إطاعة وبجانبها إطاعة أخري، ولو كانت إطاعة الله وبجانبها إطاعة الرسول صلي الله عليه وآله فقط لما كان ذلك مستغربا، إذ ورد ذلك في كثير من آياته، إلا أن هناك إطاعة وبجانبها إطاعة الرسول منظمة لها إطاعة قوم آخرين.
وإطاعة الله معلومة وهو صاحب الحق الأزلي.
وإطاعة رسوله ثابتة ومفصلة وهي مترشحة منها.
فتكون إطاعة أولئك أيضا بهذه القوة.
وقد تعرضنا في كتابنا (المدخل إلي سنن التاريخ في القران الكريم) لتفصيل ما تؤدي إليه هذه الآية المباركة من الإطاعة المطلقة لله ولرسوله ولأولي الامر.
(1) الآية " 59 " النساء - 4 -
(٧٩)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، القرآن الكريم (1)
وبما أن الله سبحانه وتعالي قد أمر الذين آمنوا بذلك مطلقا، والله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلي النور، فيجب أن يكون الرسول محض نور وأولوا الامر نورا مثله كذلك، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا إذا كانوا معصومين.
فبإضافة هذا إلي ذاك نعلم من أن الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، والذين حصر الباري عز وجل ولاية المؤمنين بالله وبرسوله صلي الله عليه وآله وبهم، ما هم إلا أولوا الامر الذين أمر الذين آمنوا أن يطيعوهم كما يطيعون الله ورسوله.
وبهذا تكتمل الصورة، الطرف الأول الولاية لهؤلاء والاخر الإطاعة لهم.
ولو تتبعنا تفاسير المسلمين قاطبة وأسباب النزول لعلمنا من هم أولئك القوم.
بالإضافة إلي ورود سنة متظافرة من رسول الله صلي الله عليه وآله إن لم تكن متواترة توضح هذه الولاية بصورة أوضح وأصرح، بظروف مناسبة لذلك جدا، وبهذا يتبين أنه حتي لو وجدت تفاسير أخر لقوم آخرين ستكون محكومة بالخيبة والكذب، لتوافق الكتاب في أكثر من مورد، مع الروايات لكلا الطرفين وهما ما اجتمعا عليه علي أن ذلك لهؤلاء وليس لأولئك، وقد تمت الحجة.
ومن هنا نري وضوح يوم الغدير وضوحا تاما.
وقد ذكر المفسرون وعلماء الفريقين أن هاتين الآيتين المباركتين آية الولاية الإطاعة نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام، حتي أنه نقل الاجماع من بعضهم في ذلك كالقوشجي في مبحث الإمامة من كتاب شرح التجريد (1).
.(1) ومن أراد معرفة المصادر الكثيرة لذلك فليراجع كتاب نظريه عدالة الصحابة للأستاذ احمد حسين يعقوب / ص 190 وص 191 ففيه ما يبغي. وقد اخترنا هذا الكتاب بالذات لأنه أثبت للقلب وأكثر اطمئنانا لان مؤلفه كان من مفكري ومثقفي إخواننا السنة والذين زادوا هدي أخيرا فاتبعوا الصراط المستقيم فنطق بالحق وبه جاء
(٨٠)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، آية الولاية (1)، الموت (1)، الصّلاة (1)، كتاب الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي (1)
وكذا قوله تعالي: (يا أيها الرسول بلغ ما أزل إليك من ربك..) (1) وقوله تعالي بعد ذلك بعد أدائه التبليغ في يوم الغدير العظيم (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا.) (2).
ولو استقصينا الآيات الواردة في آل البيت عليهم السلام، وفي علي بالخصوص التي تدل علي مرجعيتهم وإمامتهم للمسلمين والمؤمنين لرأيناها كثيرة، ومن أراد الاستزادة فعليه بالمطولات (3).
(1) و (2) ومن أراد معرفة المصادر الكثيرة لذلك فليراجع كتاب نظريه عدالة الصحابة للأستاذ احمد حسين يعقوب / ص 190 وص 191 ففيه ما يبغي. وقد اخترنا هذا الكتاب بالذات لأنه أثبت للقلب وأكثر اطمئنانا لان مؤلفه كان من مفكري ومثقفي إخواننا السنة والذين (3) قد اقتصرنا هنا علي الأكثر ظهورا ووضوحا في الحاكمية والإمامة.
(٨١)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)

الدليل الثاني: السنة

الدليل الثاني: - السنة جاء عن رسول الله صلي الله عليه وآله حديث الثقلين ويعني بهما الكتاب الكريم وأهل بيت النبوة عليهم السلام في أكثر من طريق، وبعدة صيغ، من كلا الطرفين بحيث لا يشك المتتبع لما رواه الفريقان من أن هذا قد صدر منه صلي الله عليه وآله وسلم، فإن لم يكن تواترا لفظيا فهو متواتر تواترا معنويا عند كلا الطرفين بلا ريب ولا شك.
فقد جاء عنه صلي الله عليه وآله.
(يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي) (1).
وقد روي عنه صلي الله عليه وآله.
(إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الاخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض، وعترتي أهل بيتي. ولن يفترقا حتي يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟!) (2).
فهنا إخبار وتأييد بعدم الضلال بالأخذ بهما، واخبار وتأييد بعدم افتراقهما، فكما علمنا عصمة القرآن الكريم يقتضي بهذا عصمة عترته أهل بيته أيضا مطلقا،
(١) صحيح الترمذي / باب مناقب اهل بيت النبي صلي الله عليه وآله / ج ١٣ / ص ١٩٩ (٢) المصدر السابق / ص ٢٠١، أسد الغابة في معرفة الصحابة / ابن الأثير في ترجمة الإمام الحسن عليه السلام، الدر المنثور / السيوطي / في تفسير اية المودة
(٨٢)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، حديث الثقلين (1)، القرآن الكريم (1)، الضلال (1)، فضائل أهل البيت عليهم السلام (1)، آية المودة (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب صحيح الترمذي (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، إبن الأثير (1)
وإلا لافترقا في موارد عدم العصمة، وما صدق حينئذ كلام الرسول صلي الله عليه وآله وهذا ما لا يقوله مسلم، هذا أولا وثانيا يريد أن يبين أن الذي يأخذ بالقرآن بالصورة الصحيحة لابد أن يرجع لأهل البيت عليهم السلام، وإلا لا يكون رجوعه الأول رجوعا للقرآن الكريم وذلك لعدم افتراقهما وأقرب مثال لذلك الصلاة، فالله تعالي يقول (إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر) فعندما يصلي الانسان ولا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر يعلم جزما بإن صلاته ليست بتامة، بل وجودها كعدمها لان الله سبحانه وتعالي أكد في كتابه الكريم بأنها تنهي عن الفحشاء والمنكر والخارج ليس كذلك فيعلم من عدم وجود التالي عدم وجود المقدم.
ومثله ورد في مكان آخر: - (إني تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر، كتاب الله وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟! فإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض) (1).
وقد ورد الحديث بصيغة الامر كذلك.
(إني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدي والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به.. وأهل بيتي) (2).
كما جاء بألفاظ مقاربة لهذه (3).
(1) مستدرك الصحيحين / ج 3 / ص 109.
(2) صحيح مسلم / باب فضائل علي بن أبي طالب.
مسند أحمد / ج 4 / ص 366.
سنن البيهقي / ج 2 / ص 148، ج 7 / ص 30 سنن الدارمي / ج 2 / ص 431 (3) مسند أحمد في أكثر من مورد واحد ج 4 / ص 371، ص 467 وكذلك ج 5 / ص 181 حلية الأولياء / ج 1 / ص 355، ج 9 / ص 64 مشكل الآثار / الطحاوي / ج 4 ص 368 أسد الغابة / ج 3 / ص 147 تاريخ بغداد / ج 8 / ص 442 كنز العمال / ج 1 / ص 48 مجمع الزوائد / الهيثمي / ج 1 / ص 163 - 164
(٨٣)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، القرآن الكريم (1)، التصديق (1)، الكرم، الكرامة (2)، الصّلاة (2)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (2)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، علي بن أبي طالب (1)

استعراض حديث الثقلين ومصادره (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)

وقد جاء عنه صلي الله عليه وآله أيضا (مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجي..) (1).
وقد ورد عنه صلي الله عليه وآله (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) (2).
وقد ذكر الثعلبي في تفسيره باسناده في تفسير قوله تعالي (يوم ندعو كل.
(1) مستدرك الصحيحين / الحاكم النيسابوري / ج 2 / ص 343 الصواعق المحرقة / ابن حجر / ص 186 المعجم الكبير / الطبراني / ج 12 / ص 27 (2) مسند أحمد / ج 4 / ص 96 صحيح مسلم شرح النووي / ج 12 / ص 440 صحيح البخاري / ج 5 / ص 13 باب الفتن، المعجم الكبير / الطبراني / ج 19 / ص 388 الحديث (910) كنز العمال / لابن حسام الدين الهندي / ج 1 / ص 103 الحديث (464) كنزل العمال / لابن حسام الدين الهندي / ج 6 / ص 65 الحديث (14863) وقد رواه كثير من الشيعة الإمامية منهم الكليني في أصول الكافي في عدة موارد منها الحديث رقم 5 / ص 103 / ج 1 مجمع الزوائد / أبو بكر الهيثمي / ج 5 / ص 218 حلية الأولياء / ج 3 / ص 224 سنن البيهقي / ج 8 / ص 156
(٨٤)
صفحهمفاتيح البحث: حديث من مات ولم يعرف امام زمانه (1)، الثعلبي (1)، شيعة أهل البيت عليهم السلام (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، الحاكم النيسابوري (1)، الطبراني (2)، كتاب صحيح مسلم (1)

(لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة، أو يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلهم من قريش)

أناس بإمامهم) (1) آلي النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: (كل قوم يدعون بإمام زمانهم).
وقد جاء عنه صلي الله عليه وآله.
(لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة، أو يكون عليكم أثنا عشر خليفة كلهم من قريش) (2). (3) أو ما يؤدي هذا المعني.
(١) الآية (٧١) سورة الإسراء (٢) صحيح مسلم / ج ٦ / ص ٣ - ٤ باب الناس تبع لقريش أخرجه من تسعه طرق (ج ٢ / ص ١١٩ كتاب الامارة).
صحيح البخاري / ج ٤ / ص ١٦٥ (كتاب الاحكام). باب الاختلاف صحيح الترمذي / في أبواب الفتن / باب ما جاء في الخلفاء / ج ٢ / ص ٥٤ مسند أحمد / في عدة موارد / ج ٥ / ص ٨٦، ص ٩٠، ص ٩٣، / ص ١٠١، ص ١٠٦ ص ١٠٨ حلية الأولياء / لابي نعيم الأصبهاني / ج ٤ / ص ٣٣٣ كنز العمال / ج ١٣ / ص ٢٧ - ٧٦ مسند الطيالسي / الحديث رقم (٧٦٧) والحديث رقم (١٢٧٨) تاريخ الخلفاء / السيوطي / ص ٤١ تاريخ البغدادي / الخطيب / ج ٢ / ص ١٢٦ المعجم الكبير / الطبراني / ج ٢ / ص ٤١٢ (٣) هذا ولو يراجع كتاب " المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي " من كتب سلسلة المعارف الاسلامية رقم (١) اصدار مركز الرسالة / ص ٧٤ - ٩٦ / ففيه تحليل لطيف لهذه الأحاديث وزيادة فائدة ١) - بعض مصادر حديث الدار عند نزول اية " وانذر عشيرتك الأقربين " ١ - مسند أحمد / ط مصر ١٣١٣ ه / ج ١ ص ١١١، ص ١٥٩ ٢ - التاريخ الكبير / الطبري / ج ٢ / ص ٣١٦ - ٣١٧ / ط مصر ١٣٠٠ ه ٣ - الكامل في التاريخ / ابن الأثير / ج ٢ / ص ٤١ - ٤٢ / ط دار الكتاب العربي - بيروت / ١٣٨٧ ه ٤ - البداية والنهاية / ابن كثير / ط مصر ١٣٥١ ه / ج ٣ / ص ٣٩ ٥ _ تاريخ أبي الفداء / ج ١ / ص ١١٩ / ط القسطنطينية ١٢٨٦ ه ٦ - السيرة الجلية / علي بن برهان الدين الحلبي / ج ١ / ص ٣١١ / ط مصر ١٣٣٠ ه ٧ - نقض كتاب العثمانية للجاحظ / أبو جعفر الإسكافي / ص ٢١ / ط مصر ١٣٥٢ هم ٨ - كنز العمال / المتقي / ج ٦ / ص ٣٩٢ - ٣٩٧ ٩ - كفاية الطالب / الكنجي / ص ٢٠٤ - ٢٠٧ / ط. الحيدرية ١٣٩٠ ه ١٠ - فرائد السمطين / الحمويين / ج ١ / باب ١٦ ١١ - تفسير الخازن / ط مصر ١٢١٧ / ج ٢ ص ٣٧١ ١٢ - الدر المنثور / السيوطي / ج ٥ / ص ١٩٧ / ط مصر ١٣١٤ ه ١٣ - خصائص النسائي / ط مصر ١٢٠٨ ه / ص ١٢ ١٤ - مستدرك الصحيحين / الحاكم النيسابوري / ج ٢ / ص ١٣٣ / ط حيدرآباد ١٣٤٢ ه ١٥ - البغوي في تفسيره " معالم التنزيل " / ج ٤ / ص ٢٧٨ ٢) - مصادر لا سيف الا ذو الفقار لا فتي الا علي ١ - الكامل لابن الأثير / غزوة أحد ٢ - تاريخ الطبري / ج ٣ / ص ١٧ ٣ - ذخائر العقبي / المحب الطبري / ص ٧٤ ٤ - كفاية الطالب / القريشي الكنجي الشافعي / ص ١٤٤ - ١٤٨ بتسعه طرق ٥ - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد / ج ١ / ص ٩ / ج ٢ / ص ٢٣٦ / ج ٣ / ص ٢٨١ / ط مصر. ١٣٢٩ ه ٦ - فرائد السمطي / باب ٤٩ / ج ١ ٣) - بعض مصادر سد الأبواب الا بابه ١ - مسند أحمد / ج ١ / ص ١٧٥ / ج ٢ / ص ١٢٦ ٢ - مستدرك الصحيحين / ج ٣ / ص ١٢٥ ٣ - جامع الترمذي / ج ٢ / ص ٤٦٢ ٤ - كنز العمال / ج ٦ / ص ٣٩٣ - ص ٤٠٨ ٥ - الدر المنثور / السيوطي / ج ٦ / ص ١٢٣ ٦ - ينابيع المودة / ص ٨٧ ٧ - ذخائر العقبي / المحب الطبري / ص ٧٦ ٤) - بعض مصادر حديث المنزلة.
١ - صحيح البخاري / في غزوة تبوك / ج ١٤ / ص ٣٨٦ / ج ١٧ / ص ٤٧٥ ٢ - صحيح مسلم / في فضائل علي عليه السلام / ج ٢ / ص ٣٢٣ - ٣٢٤ ٣ - مسند أحمد / ج ١ ص ١٧٠ / بطرق كثيرة / ج ٣ / ص ٣٢ / ج ٦ / ص ٣٦٩ ٤ - مستدرك الحاكم / ج ٢ / ص ١٠٨ ٥ - جامع الترمذي / ج ٢ / ص ٤٦٠ - ٤٦١ ٦ - سنن ابن ماجة / ط مصر ١٣١٣ ه / ج ١ / ص ٢٨ ٧ - خصائص النسائي / ط مصر ١٣٠٨ ه / ص ٨، ص ٢٨ ٨ - تاريخ الخطيب البغدادي / ط مصر ١٣٤٩ ه / ج ٣ / ص ٢٩٩ ٩ - البداية والنهاية / ج ٧ / ص ٢٣٩ - ٣٤٠ ١٠ - تاريخ ابن عساكر / ط مصر ١٣٣٢ ه / في ترجمة علي (ع) ١١ - مصابيح السنة / البغوي / ط مصر ١٣١٨ ه / ج ٢ / ص ٢٠١ ١٢ - الكامل في التاريخ / ابن الأثير / ط مصر ١٣٠٣ ه / ج ٢ / ص ١٠٦ ١٣ كنز العمال / المتقي الحنفي / ج ٦ / ص ١٥٣ ١٤ - ذخائر العقبي / المحب الطبري / ص 58 - 62 15 - وفيات الأعيان / ابن خلكان / ج 2 / ص 104 16 - كفاية الطالب / الكنجي الشافعي / ص 148، ص 151، ص 154 17 - العقد الفريد / ط بولاق 1302 / ج 2 / ص 194
(٨٥)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، حديث الدار (2)، حديث المنزلة (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (4)، كتاب سنن إبن ماجة (1)، كتاب الكامل لإبن الأثير (1)، كتاب المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي لمركز الرسالة (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (4)، كتاب الخصائص للنسائي (2)، كتاب صحيح الترمذي (1)، كتاب البداية والنهاية (2)، جلال الدين السيوطي الشافعي (3)، معركة تبوك (1)، معركة أحد (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب صحيح البخاري (2)، كتاب ذخائر العقبي (3)، الحاكم النيسابوري (1)، الطبراني (1)، كتاب صحيح مسلم (2)، مدينة بيروت (1)، إبن عساكر (1)، محب الدين الطبري (3)، كتاب تاريخ الطبري (1)، سورة الإسراء (1)، الخطيب البغدادي (1)

بعض مصادر حديث الدار

أناس بإمامهم) (1) آلي النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: (كل قوم يدعون بإمام زمانهم).
وقد جاء عنه صلي الله عليه وآله.
(لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة، أو يكون عليكم أثنا عشر خليفة كلهم من قريش) (2). (3) أو ما يؤدي هذا المعني.
(١) الآية (٧١) سورة الإسراء (٢) صحيح مسلم / ج ٦ / ص ٣ - ٤ باب الناس تبع لقريش أخرجه من تسعه طرق (ج ٢ / ص ١١٩ كتاب الامارة).
صحيح البخاري / ج ٤ / ص ١٦٥ (كتاب الاحكام). باب الاختلاف صحيح الترمذي / في أبواب الفتن / باب ما جاء في الخلفاء / ج ٢ / ص ٥٤ مسند أحمد / في عدة موارد / ج ٥ / ص ٨٦، ص ٩٠، ص ٩٣، / ص ١٠١، ص ١٠٦ ص ١٠٨ حلية الأولياء / لابي نعيم الأصبهاني / ج ٤ / ص ٣٣٣ كنز العمال / ج ١٣ / ص ٢٧ - ٧٦ مسند الطيالسي / الحديث رقم (٧٦٧) والحديث رقم (١٢٧٨) تاريخ الخلفاء / السيوطي / ص ٤١ تاريخ البغدادي / الخطيب / ج ٢ / ص ١٢٦ المعجم الكبير / الطبراني / ج ٢ / ص ٤١٢ (٣) هذا ولو يراجع كتاب " المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي " من كتب سلسلة المعارف الاسلامية رقم (١) اصدار مركز الرسالة / ص ٧٤ - ٩٦ / ففيه تحليل لطيف لهذه الأحاديث وزيادة فائدة ١) - بعض مصادر حديث الدار عند نزول اية " وانذر عشيرتك الأقربين " ١ - مسند أحمد / ط مصر ١٣١٣ ه / ج ١ ص ١١١، ص ١٥٩ ٢ - التاريخ الكبير / الطبري / ج ٢ / ص ٣١٦ - ٣١٧ / ط مصر ١٣٠٠ ه ٣ - الكامل في التاريخ / ابن الأثير / ج ٢ / ص ٤١ - ٤٢ / ط دار الكتاب العربي - بيروت / ١٣٨٧ ه ٤ - البداية والنهاية / ابن كثير / ط مصر ١٣٥١ ه / ج ٣ / ص ٣٩ ٥ _ تاريخ أبي الفداء / ج ١ / ص ١١٩ / ط القسطنطينية ١٢٨٦ ه ٦ - السيرة الجلية / علي بن برهان الدين الحلبي / ج ١ / ص ٣١١ / ط مصر ١٣٣٠ ه ٧ - نقض كتاب العثمانية للجاحظ / أبو جعفر الإسكافي / ص ٢١ / ط مصر ١٣٥٢ هم ٨ - كنز العمال / المتقي / ج ٦ / ص ٣٩٢ - ٣٩٧ ٩ - كفاية الطالب / الكنجي / ص ٢٠٤ - ٢٠٧ / ط. الحيدرية ١٣٩٠ ه ١٠ - فرائد السمطين / الحمويين / ج ١ / باب ١٦ ١١ - تفسير الخازن / ط مصر ١٢١٧ / ج ٢ ص ٣٧١ ١٢ - الدر المنثور / السيوطي / ج ٥ / ص ١٩٧ / ط مصر ١٣١٤ ه ١٣ - خصائص النسائي / ط مصر ١٢٠٨ ه / ص ١٢ ١٤ - مستدرك الصحيحين / الحاكم النيسابوري / ج ٢ / ص ١٣٣ / ط حيدرآباد ١٣٤٢ ه ١٥ - البغوي في تفسيره " معالم التنزيل " / ج ٤ / ص ٢٧٨ ٢) - مصادر لا سيف الا ذو الفقار لا فتي الا علي ١ - الكامل لابن الأثير / غزوة أحد ٢ - تاريخ الطبري / ج ٣ / ص ١٧ ٣ - ذخائر العقبي / المحب الطبري / ص ٧٤ ٤ - كفاية الطالب / القريشي الكنجي الشافعي / ص ١٤٤ - ١٤٨ بتسعه طرق ٥ - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد / ج ١ / ص ٩ / ج ٢ / ص ٢٣٦ / ج ٣ / ص ٢٨١ / ط مصر. ١٣٢٩ ه ٦ - فرائد السمطي / باب ٤٩ / ج ١ ٣) - بعض مصادر سد الأبواب الا بابه ١ - مسند أحمد / ج ١ / ص ١٧٥ / ج ٢ / ص ١٢٦ ٢ - مستدرك الصحيحين / ج ٣ / ص ١٢٥ ٣ - جامع الترمذي / ج ٢ / ص ٤٦٢ ٤ - كنز العمال / ج ٦ / ص ٣٩٣ - ص ٤٠٨ ٥ - الدر المنثور / السيوطي / ج ٦ / ص ١٢٣ ٦ - ينابيع المودة / ص ٨٧ ٧ - ذخائر العقبي / المحب الطبري / ص ٧٦ ٤) - بعض مصادر حديث المنزلة.
١ - صحيح البخاري / في غزوة تبوك / ج ١٤ / ص ٣٨٦ / ج ١٧ / ص ٤٧٥ ٢ - صحيح مسلم / في فضائل علي عليه السلام / ج ٢ / ص ٣٢٣ - ٣٢٤ ٣ - مسند أحمد / ج ١ ص ١٧٠ / بطرق كثيرة / ج ٣ / ص ٣٢ / ج ٦ / ص ٣٦٩ ٤ - مستدرك الحاكم / ج ٢ / ص ١٠٨ ٥ - جامع الترمذي / ج ٢ / ص ٤٦٠ - ٤٦١ ٦ - سنن ابن ماجة / ط مصر ١٣١٣ ه / ج ١ / ص ٢٨ ٧ - خصائص النسائي / ط مصر ١٣٠٨ ه / ص ٨، ص ٢٨ ٨ - تاريخ الخطيب البغدادي / ط مصر ١٣٤٩ ه / ج ٣ / ص ٢٩٩ ٩ - البداية والنهاية / ج ٧ / ص ٢٣٩ - ٣٤٠ ١٠ - تاريخ ابن عساكر / ط مصر ١٣٣٢ ه / في ترجمة علي (ع) ١١ - مصابيح السنة / البغوي / ط مصر ١٣١٨ ه / ج ٢ / ص ٢٠١ ١٢ - الكامل في التاريخ / ابن الأثير / ط مصر ١٣٠٣ ه / ج ٢ / ص ١٠٦ ١٣ كنز العمال / المتقي الحنفي / ج ٦ / ص ١٥٣ ١٤ - ذخائر العقبي / المحب الطبري / ص 58 - 62 15 - وفيات الأعيان / ابن خلكان / ج 2 / ص 104 16 - كفاية الطالب / الكنجي الشافعي / ص 148، ص 151، ص 154 17 - العقد الفريد / ط بولاق 1302 / ج 2 / ص 194
(٨٥)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، حديث الدار (2)، حديث المنزلة (1)، كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (4)، كتاب سنن إبن ماجة (1)، كتاب الكامل لإبن الأثير (1)، كتاب المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي لمركز الرسالة (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (4)، كتاب الخصائص للنسائي (2)، كتاب صحيح الترمذي (1)، كتاب البداية والنهاية (2)، جلال الدين السيوطي الشافعي (3)، معركة تبوك (1)، معركة أحد (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب صحيح البخاري (2)، كتاب ذخائر العقبي (3)، الحاكم النيسابوري (1)، الطبراني (1)، كتاب صحيح مسلم (2)، مدينة بيروت (1)، إبن عساكر (1)، محب الدين الطبري (3)، كتاب تاريخ الطبري (1)، سورة الإسراء (1)، الخطيب البغدادي (1)

بعض مصادر حديث المنزلة

هذا ولو تتبعنا القرآن الكريم، والسنة النبوية معا، لرأيناهما قد وضحا منذ بداية الخيط الأول من فجر الاسلام، وسلطا الضوء علي من يحمل الراية معه وبعده، إلي آخر لحظات بقائه في هذه الحياة، مرورا بكل موقف وواقعة..
فعندما نزلت (وانذر عشيرتك الأقربين).
راجع التاريخ وسله عمن ارجع عشيرته إليه ليطاع؟!
ومن آزره علي هذا الامر؟!
ولم قالوا لابي طالب وهو شيخهم مستهزئين أنه أمرك أن تطيع هذا الفتي
(٨٧)
صفحهمفاتيح البحث: حديث الدار (1)، القرآن الكريم (1)
ابنك؟! (1) (126).
ولم فعل رسول الله صلي الله عليه وآله ذلك؟!
ومن شهد له من السماء فالأرض ب (لا فتي إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار) (2).
ومن الذي بقي بابه كباب رسول الله صلي الله عليه وآله عندما سد الأبواب كلها إلا بابه؟! (3).
ومن قال له رسول الله صلي الله عليه وآله (أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي (4).
ومن … ؟!
ومن..؟! …
ومن كان أخيرا صاحب بيعة الغدير؟!!
إذا استعرضت هذا كله وغيره وتفكرت به علمت أن الرسول صلي الله عليه وآله أعين الخليفة من بعده أم لا؟!!
وإذا روي لغيره ذلك أيضا، فقارن بين كل هذه الأحاديث وتلك والآيات والروايات لتري ما هو الحديث الموضوع ولم وضع؟!!!
وعندها تعرف أن الرسول صلي الله عليه وآله إنه، إذا عين فمن الذي قد عين؟!!!
يقرب الإمام علي عليه السلام ذلك لنا بقوله:
(إن أولي الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاؤوا به، ثم تلي: - (إن أولي الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا) (5).
(1) و (2) و (3) و (4) مصادر هذه الأحاديث في الورقة الملحقة (5) الآية " 68 " سورة آل عمران - 3 -
(٨٨)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، الشهادة (1)، سورة آل عمران (1)

الاستدلال بطريقة مبسطة علي تقدم أهل البيت: وإمامتهم

وهذا يمثل مساحة واسعة، يمكن للكل أن ينسبوا بعضها أو كلها لهم دون غيرهم أيضا.
ولو قارنا ما جاءت به السير وما نطق به الرسول صلي الله عليه وآله من مدح فلان وفلان لعلمنا من مدح واقعا ممن لم يمدحه إلا أن الوضاع قد وضعوه لاجل السلطة والمال والحقد والحسد.
ولنبتعد قليلا عن الاستدلالات العميقة، والتي ربما يتشعب منها شعب بعد شعب.
ونكمل الاستدلال بطريقة بسيطة يفهمها حتي البسيط من الناس.
فنقول: إن أهل البيت عليهم السلام لهم منزلة خاصة وواضحة عند كل مسلم لا يشك فيها أحد - ولنترك تفصيل أن المقصود، منهم ما يعم الأزواج أم لا - حتي أن الباري خاطب نبيه صلي الله عليه وآله قائلا له.
(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي) (1).
فإذا مودة القربي واضح وجوبها.
ولو نوقش في ذلك، فإننا نتوجه بآية أخري.
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (2).
فهذه تبين معان في الانتقاء والتطهير لم تذكر لغيرهم.
فهم أهل بيت محمد صلي الله عليه وآله.
وهم الذين أوجب الله مودتهم.
وهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
وهم الذين باهل بهم نصاري نجران ونزلت.
(1) الآية " 42 " سورة الشوري - 42 - (2) الآية " 33 " الأحزاب - 33 -
(٨٩)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، آية التطهير (1)، المودة في القربي (2)، الطهارة (2)، الوسعة (1)، سورة الشوري (1)
(فقل تعالوا ندعوا أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) (1).
وهم الذين.. وهم الذين..
فلا يمكن أن يتقدم عليهم أحد.
ولعل لرسوخ ذلك في أذهان المسلمين كان الترجيح للمهاجرين علي الأنصار يوم السقيفة لكونهم من قريش فهم أولي بالنبي صلي الله عليه وآله.
وفات الكل بإن بني هاشم أقرب من قريش له صلي الله عليه وآله.
وإن أهل البيت أقرب من بني هاشم.
وعلي عميدهم.
وبهذا رسخ عند الكل ولا أهل البيت عليهم السلام، وتعظيمهم، ووجوب حبهم (بل حبهم فرض من ضروريات الدين الاسلامي التي لا تقبل الجدل والشك، وقد اتفق عليه جميع المسلمين علي اختلاف نحلهم وآرائهم).
(ولا يمكن أن نتصور أنه تعالي يفرض حب من يرتكب المعاصي، أو لا يطيعه حق طاعته فإنه ليس له قرابة مع أحد أو صداقه، وليس عنده الناس بالنسبة إليه إلا عبيدا مخلوقين علي حد سوأ، وإنما أكرمهم عند الله اتقاهم.
فمن أوجب حبه علي الناس كلهم لابد أن يكون أتقاهم وأفضلهم جميعا، وإلا كان غيره أولي بذلك الحب، أو كان الله يفضل بعضا علي بعض في وجوب الحب والولاية عبثا أو لهوا، بلا جهة استحقاق وكرامة؟!) (2)، حاشا لله تعالي ذلك.
ثم نضيف بعد ذلك بما لا يمكن إنكاره أيضا: - هذه الصلاة المكتوبة التي هي واجبة علي كل مسلم، يؤديها كل يوم خمس.
(1) الآية " 61 " سورة آل عمران - 3 - (2) الشيخ محمد رضا المظفر / عقائد الامامية / ص 324 / ط
(٩٠)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، بنو هاشم (2)، السقيفة (1)، الصّلاة (1)، الوجوب (1)، عقائد الشيعة الإمامية (1)، الشيخ محمد رضا المظفر (1)، سورة آل عمران (1)
مرات علي الأقل بملاحظة أنه يصلي الصلاة اليومية الواجبة فقط وإلا لو كان يؤدي المستحبة كذلك فالعدد يكبر والامر يتسع - وجوب الصلاة علي محمد وآل محمد صلي الله عليه وآله مما لا يمكن إنكاره من أغلب المسلمين إن لم يكن كلهم، ولا تتم الصلاة بالاخلال بها.
ويقول الفخر الرازي في مفاتيح غيبه في تفسير آية (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي) الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جعل خاتم التشهد، وهذا التعظيم لم يوجد في غير الال، وكل ذلك يدل علي أن حب آل محمد واجب.
نقول: من تجب الصلاة عليه علي كل مسلم في كل يوم تسع مرات علي الأقل هل ميزانه عند الله تعالي - وهو اللطيف الخبير - مساو لمن قد لا تجب الصلاة عليه طول العمر ولو مرة واحدة؟!
كل هذه تساؤلات مشروعة، علي كل مسلم أن يطرحها علي نفسه ليعرف من الذي يكون حينذاك أحق بالاتباع؟!!
فإن الآخرة آتية والله يبعث من في القبور فعلينا تهيئة الجواب والحجة وقد قال تعالي:
(وقفوهم إنهم مسؤولون).
فمن هنا ومن غيره الكثير الكثير نعلم ويخترم بإن المقدم يجب أن يكون من الآن أنفسهم، ومنزلته عظيمة عند الله تعالي جدا، بحيث أوجب علينا ذلك كله له.
ولو تتبعنا السيرة النبوية بعين الانصاف والعدل، لا بعين الأهواء ورؤية الاباء لرأينا كل ذلك واضحا، فهي تبين التفصيل بعد الاجمال، والتوضيح بعد الابهام.
وحتي القرآن الكريم لو ألقينا لباس التعصب لرأيناه يشخص ويعين لو تدبرنا آياته وأردنا اتباعه.
(٩١)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، القرآن الكريم (1)، المودة في القربي (1)، اللبس (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الإستحباب (1)، القبر (1)، الصّلاة (6)، الوجوب (1)
وإذا قارنت بعين الانصاف ما جاء عن الرسول صلي الله عليه وآله.
تفصيلا، مع ما جاء به القرآن تلميحا وتأصيلا، مع ما حكم به العقل صريحا، لعلمت بان هذا الامر لا يخرج عن العرب دون الناس.
وعن قريش دون العرب.
وعن قريش دون العرب.
وعن بني هاشم دون قريش.
وعن أهل بيت محمد صلي الله عليه وآله وسلم دون بني هاشم.
وعن علي بن أبي طالب عليه السلام بالخصوص، وعن أولاده المعروفين المذكورين دون غيرهم قطعا.
فإذا ورد هذا كله عن رسول الله صلي الله عليه وآله بعدم الضلالة باتباع القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام وهم الحبل الممدود بين السماء والأرض، وإنهما لا يفترقان حتي يردا عليه الحوض.
وأخبر صلي الله عليه وآله بأن الدين قائم ما دام هناك اثنا عشر خليفة كلهم من قريش فيقتضي أنهم من قريش ومن أهل البيت عليهم السلام بالخصوص.
وإذا تتبعنا واستقصينا لرأينا أنه يعينهم بما لا مزيد عليه، ويرفع بذلك اللبس عنهم (1).
وإذا دققنا كتب القوم، ولم يكن كلهم قد ذكر أو أشير إليه، فعلي أقل تقدير أن علي ابن أبي طالب عليه السلام قد ذكر فيها، والزهراء البتول عليها السلام قد ذكرت والحسن والحسين عليهما السلام، وإذا ذكر واحد من ولد الحسين عليه
(1) من أحب الاطلاع علي عدد لا بأس به من المصادر التي تذكر عددهم وأسماءهم فعليه بكتاب السيد طالب الخرسان اللؤلوة البيضاء / في الفضيلة (27) / ص 185 - 186 - 187 / ط قم المقدسة:
(٩٢)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (3)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، القرآن الكريم (2)، بنو هاشم (2)
السلام فهو، ولا يعنينا عدم الذكر، لان هذه الكتب أيضا روت أن الحجة والامام الذي سيملأها عدلا بعدما ملئت ظلما وجورا هو من نسل علي وفاطمة، إن لم تصرح بعض المصادر بكونه ابنا للحسن العسكري، فقد ذكر الكنجي الشافعي في كتاب (المناقب) أن العسكري عليه السلام خلف ابنه وهو الامام المنتظر، وقال أبو المظفر ابن الجوزي في (الخصائص): وقد ذكرنا وفاة الحسن بن علي عليهما السلام وأنها سنة ستين ومائتين وذكرا ولادة منهم محمد الامام، ومثله رواه محمد بن طلحة الشافعي خطيب دمشق) (1).. (2).
وقد أتعب القوم أنفسهم في توجيه هذه (الاثني عشر) فلم يأتوا العقلاء بامر.
(1) اللؤلؤة البيضاء في فضائل فاطمة الزهراء السيد طالب الخرسان / ص 160 / ط قم المقدسة (2) وقد " ذكر منهم مؤلف (كشف الاستار) العلامة النوري أربعين عالما من مشاهير اعلامهم واستدرك عليه مؤلف والشيعة والرجعة " العلامة الطبسي ما يزيد علي عشرين عالما وللباحث مجال واسع وطريق رحب للعثور علي اضعاف ذلك العدد من علمائهم الذين قالوا بمقالة الشيعة في الإمام عليه السلام والي القاري الكريم جملة منهم تأكيدا للباحث وتتميما للفصل وهم 1 - محمد بن طلحه الشافعي في كتابه (مطالب المسؤول) 2 - محمد بن يوسف الكنجي في كتاب (البيان في اخبار صاحب الزمان) 3 - ابن الصباغ المالكي في كتابه (الفصول المهمة) 4 - سبط ابن الجوزي في كتابه (تذكرة خواص الأمة) 5 - محي الدين بن عربي في كتابه (الفتوحات) 6 - عبد الوهاب الشعراني في كتابه (اليواقيت) 7 - ابن محمود البخاري في (فصل الخطاب) 8 - محمد بن أبي الغوارس في (الأربعين) 9 - البلخي في (ينابيع المودة) 10 - محمد بن الصبان في (اسعاف الراغبين) 11 - أبو المعالي سراج الدين الرفاعي في (صحاح الاخبار) 12 - البيهقي الشافعي في (شعب الايمان)
(٩٣)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام (1)، الحسن بن علي (1)، دمشق (1)، الوفاة (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب إسعاف الراغبين لابن الصبان الشافعي (1)، كتاب فصل الخطاب لسليمان أخ محمد بن عبد الوهاب (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، السبط إبن الجوزي (1)، محمد بن يوسف (1)، محمد بن طلحة (1)، الكرم، الكرامة (1)، الوسعة (1)
مفيد أصلا (1).
فإذا كان العقل يرجح التعيين.
والأنبياء السابقون لهم أوصياؤهم.
والظروف تستدعي التعيين.
والخلفاء الاثنا عشر من قريش لا هوية لهم في توجيهات القوم أصلا (2).
والقرآن الكريم والعقل يميلان لعصمة من يملا فراغ النبي صلي الله عليه وآله.
إن لم يكن ظاهرا منهما ذلك.
ويوجد قوم يدعون أنهم اتباع اثني عشر إماما، ويذكرون أسماءهم، فإذا بأولهم قد ذكره الرسول صلي الله عليه وآله في أكثر من مواطن بما ظاهره التقديم أن لم يكن نص منه.
ويذكر إمامة اثنين منهما تصريحا (ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا) (3).
ويصرف الكل بهذا.
ويذكر آخرهم أيضا وينعته بالإمامة.
وواحدهم ولد الثاني إلا الحسن والحسين عليهما السلام.
فهم من قريش.
.(١) لقد تعرض لهذا التوجيه عدة كتب منها تفسير ابن كثير ج ٢ / ص 34 عند تفسير اية " ولقد اخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا.. " من سورة المائدة، السلوك لمعرفة دول الملوك المقريزي ج 1 / ص 13 - 15 من القسم الأول (2) راجع بهذا الصدد ينابيع المودة للقندوزي الحنفي الباب (77) عند تحقيق هذا الحديث ص 105 / ج 3 لتري انه لا يمكن حمله لما حملوه كما وضح ذلك هناك بلا زيادة توضيح (3) اجمع عليه اهل القبلة، كما قال ابن شهرآشوب في مناقبه ذلك / ص 22 محمد رضا شمس الدين العاملي / المصلح المنتظر في الاسلام / اصدار مكتبة نينوي / ص 62
(٩٤)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، القرآن الكريم (1)، كتاب تفسير ابن كثير (1)، الشيخ سلمان البلخي القندوزي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، سورة المائدة (1)، ابن شهرآشوب (1)، نينوي (1)
وهم من أهل البيت.
وهم اثنا عشر كنقباء بني إسرائيل (1).
وهم يدعون العصمة، ويدعيها اتباعهم لهم.
وهم علماء، ابرار، أتقيأ، ليس فيهم مغمز ولا مهمز وحاشاهم من ذلك.
وهم بهذه الكيفية والمواصفات والشروط التي يحكم بها القرآن، ويرشدنا إليها القرآن الكريم، ويشير إليها أن لم يصرح بها رسول الله صلي الله عليه وآله، وينطق بها العقل.
إلا يجعل ذلك كله الاطمئنان في نفوسنا بأنهم هم المقصودون، وعلينا أن نأخذ معالم ديننا منهم؟!!!
فضلا عن ورود نصوص كثيرة عن طرق متبعيهم في نص الواحد علي الاخر، وتروي بعضها المعاجز والكرامات الدالة علي قربهم من الله سبحانه، وتدل بذلك علي إمامتهم وربما نقل التاريخ بعضها.
فماذا بعد الحق إلا الضلال؟!!
فأين يريد الذاهب أن يذهب.
وأين يريد السالك أن يسلك.
وأين يريد القاصد أن يقصد.
لابد أن ينتهي إلي الله …
والله أراد ذلك (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهير) فلذا والله العظيم يعتريني العجب عندما أقرأ القرآن الكريم وأتدبر، وأقرأ.
(1) بل إن لكل نبي اثني عشر وصيا وقد استقصاهم المسعودي في كتابه (اثبات الوصية) وذكرهم مع بعض تراجمهم، وقد ذكر كذلك الأئمة الاثني عشر وذكر تراجمهم، فراجع
(٩٥)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، آية التطهير (1)، القرآن الكريم (3)، الضلال (1)، الكرم، الكرامة (1)، كتاب إثبات الوصية للمسعودي (1)
السنة الشريفة وأتمعن بها، واستقرأ التاريخ متفحصا.. يأخذني العجب من أن هناك قوما من العلماء يذهبون لغير هذا وهم من حملة العلم، ويفهمون الكلام العربي جيدا..
وها هو القرآن قد لمح ووضح، وأستطيع أن أقول بكل جرأة أنه نوه باسم علي عدة مرات بأبلغ من التصريح واثبت..
ولكي لا يكون القرآن العظيم بمعرض خطر من تغيير الاسم، كما فعلوا في ما روي عن الرسول صلي الله عليه وآله،.
إلا أن العالم لو تفكر لرأي زيفها بما أتاه الله تعالي من العلم الذي هو حجة عليه يوم القيامة إن لم يتبع ما أنزل الله سبحانه..
وقال: حسبنا كتاب الله …
وأخذ يؤل برأيه ويبين علي هواه مخالفا لامر مولاه..
قد باع الآخرة بالأولي..
فتربت يداه..
ولعن بما قال..
وبئس ما اشتروا به أنفسهم..
والله المستعان.
(٩٦)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم القيامة (1)، القرآن الكريم (2)
ولنتكلم بشكل آخر:
القسم الثاني: - الإمامة
صفحه(٩٧)

القسم الثاني: - الإمامة

الإمامة: - لا يمكن الولوج إلي عالم الإمامة بصورة تامة إلا بالمرور بالقرآن والسنة والعقل ولو بصورة سريعة.
ومن خلال تطابق ما يأمر به العقل وما جاء به الشرع، بحيث تكون الأطراف كلها متساوية، لا تبقي ثمة فجوة بدون أن تملا، لتكون الصورة حينئذ كاملة ناطقة، والمصداق ناصعا ومبينا.
نقول توطئة بإن الجامع لشرائط التكليف عليه أن يعرف أمورا كثيرة: - منها: ما يجب عله معرفتها عن طريق الشرع والشرع فقط، ولا دخل لغيره فيها، وهذه هي التي ورد فيها: (فدعوا الرأي والقياس فإن دين الله لم يوضع علي القياس (1).
ومن هنا أبطل القياس والاستحسان من أبطله.
وليس الحديث عن هذه من ابتلائنا الآن.
ومنها: ما يجب عليه أن يحصلها بما أنه عاقل، ولا دخل للشارع المقدس بها ابتداءا أصلا، لان الايمان بها عن طريقه لازم للدور المضمر أو الظاهر، وتنتفي بذلك فائدة بعثة الرسل:
إذ يلزم {إفحام الأنبياء واندحاض حجتهم، لان النبي عليه السلام إذا جاء إلي المكلف، وأمره بتصديقه واتباعه لم يجب عليه ذلك، إلا بعد العلم بصدقه، إذ.
(1) (عن) جعفر بن محمد الصادق عليه السلام … روي في كتاب الاحتجاح / ج 2 / ص 115 / ط النجف
(٩٩)
صفحهمفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، مدينة النجف الأشرف (1)

الأمور التي يجب علي المكلف أن يعرفها

الإمامة: - لا يمكن الولوج إلي عالم الإمامة بصورة تامة إلا بالمرور بالقرآن والسنة والعقل ولو بصورة سريعة.
ومن خلال تطابق ما يأمر به العقل وما جاء به الشرع، بحيث تكون الأطراف كلها متساوية، لا تبقي ثمة فجوة بدون أن تملا، لتكون الصورة حينئذ كاملة ناطقة، والمصداق ناصعا ومبينا.
نقول توطئة بإن الجامع لشرائط التكليف عليه أن يعرف أمورا كثيرة: - منها: ما يجب عله معرفتها عن طريق الشرع والشرع فقط، ولا دخل لغيره فيها، وهذه هي التي ورد فيها: (فدعوا الرأي والقياس فإن دين الله لم يوضع علي القياس (1).
ومن هنا أبطل القياس والاستحسان من أبطله.
وليس الحديث عن هذه من ابتلائنا الآن.
ومنها: ما يجب عليه أن يحصلها بما أنه عاقل، ولا دخل للشارع المقدس بها ابتداءا أصلا، لان الايمان بها عن طريقه لازم للدور المضمر أو الظاهر، وتنتفي بذلك فائدة بعثة الرسل:
إذ يلزم {إفحام الأنبياء واندحاض حجتهم، لان النبي عليه السلام إذا جاء إلي المكلف، وأمره بتصديقه واتباعه لم يجب عليه ذلك، إلا بعد العلم بصدقه، إذ.
(1) (عن) جعفر بن محمد الصادق عليه السلام … روي في كتاب الاحتجاح / ج 2 / ص 115 / ط النجف
(٩٩)
صفحهمفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، مدينة النجف الأشرف (1)
بمجرد الدعوي لا يثبت صدقه، بل ولا بمجرد ظهور المعجزة علي يده، ما لم ينظم إليه مقدمات:
منها: إن هذا المعجز من عند الله تعالي فعله لغرض التصديق.
ومنها: إن كل من صدق الله تعالي فهو صادق.
لكن العلم بصدقه حيث توقف علي هذه المقدمات النظرية لم يكن ضروريا، بل يكون نظريا، فللمكلف أن يقول لا أعرف صدقك إلا بالنظر، والنظر لا أفعله إلا إذا وجب علي وعرفت وجوبه، ووجوبه لا أعرفه إلا بقولك وقولك ليس بحجة قبل العلم بصدقك فتنقطع حجة النبي عليه السلام ولا يبقي له جواب يخلص به.
فتنتفي فائدة بعثة الرسل حيث لا يحصل الانقياد إلي قولهم، ويكون المخالف معذورا} (1).
أو إذا لم نقل بذلك وأوجبنا أن يكون قوله حجة للعلم بصدقه عن طريق اخباره هو يلزم الدور كما هو ظاهر.
ولا يمكن علي هذا إثبات شريعة ولا منهاج أصلا.
وليس للشارع المقدس في هذه الأمور إلا الارشاد والتوضيح والتصحيح وبيان الحدود لها، بعد الايمان به بواسطتها.
فعليه يجب علي المكلف أن يعرفها بلا تقليد ولا أتباع (2).
ولا فرق بين العامي والفقيه في ذلك أصلا، إلا أن الاختلاف في الايجاز والاطناب ورد الشبهة، وتوضيح الصورة بعد تشوشها عند العالم، وما يأتي من هنا وهناك عليها، إلا أن الايمان بها في الجملة حاصل منها بلا فرق.
(١) كشف الحق ونهج الصدق / العلامة الحلي (قدس) / ص ١٢ / ط بغداد سنة ١٢٤٤ ه (٢) يراجع للتوسعة في ذلك الكتب العقائدية المطولة ككتاب الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد الشيخ محمد حسن الطوسي / الفصل (2) منه. ص 25) ط. الآداب - النجف الأشرف.
(١٠٠)
صفحهمفاتيح البحث: يوم عرفة (1)، التصديق (1)، الحج (2)، البعث، الإنبعاث (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، العلامة الحلي (1)، مدينة بغداد (1)، الصدق (1)
ولو طرأت علي العامي شبهة مثلا فعليه تحصيل معرفة ردها، وإلا فإنه سيحاسب علي ذلك.
وبهذا تتفاوت الاقدار.
وهذه كما هو معلوم تسمي بأصول الدين.
واختلف في عددها: - وإن كان المتعارف جعلها ثلاثة هي التوحيد والنبوة والمعاد وهذه تسمي بأصول الاسلام، لان كل المسلمين يؤمنون بها ويدينون، وإن كان هناك اختلاف في الجملة في تفريعاتها.
ومنهم من جعلها خمسة وسماها بأصول الايمان وهي المذكورة مع إضافة العدل ثانيا والإمامة بعد النبوة رابعا.
وبما أن موضوعنا يدور حول الإمامة نقول: -
(١٠١)
صفحهمفاتيح البحث: أصول الدين (1)

الدليل علي أن الإمامة من أصول الدين

لماذا كانت الإمامة أصلا من أصول الدين؟!
الأصل: هو الأساس، وما يتبني عليه غيره.
فعليه أصول الدين هي ما يبتني عليه الدين.
فإن {الحديث والفقه والتفسير مبنية علي صدق الرسول، وصدق الرسول متوقف علي ثبوت المرسل وصفاته وعدله وامتناع القبح عليه} (1) وهي كذلك مبنية كما سنري علي صدق الامام لكونه حافظا للشرع، ولكون اللطف الذي تبتني عليه الإمامة بقاعدة قوية من ركائز العدل الإلهي، وإن للناس بعد ذلك معادا وحسابا وإلا لبطل التكليف..
والمعاد يقتضيه إرسال المرسلين وإلا لكان عبثا.
وكلما نجدد النظر إلي الإمامة نراها بهذا الميزان الثقيل، ودليلنا من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلي الله عليه وآله وسلم: - 1 - كتاب الله: قال تعالي: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم..) (2).
لو تتبعنا الأيام التي تلت انتقال الرسول الكريم صلي الله عليه وآله إلي الفردوس الأعلي لرأينا بان هناك عدة حوادث ذكرت وشاعت ليس لها علاقة بهذا الامر، وأراد بعضهم أن ينفخ فيها من روحه ليجعلها من قريب أو بعيد قريبة من هذه الفاجعة العظيمة فنجح في جانب وخاب آخر.
ذكرت الكتب وزمرت عن الردة وحروبها..
لو تتبعنا من حورب بهذه الوقائع، ومن هم الاشخاص الذين ارتدوا بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وآله لرأيناهم بين من ارتد في حياة الرسول محمد صلي الله عليه وآله أمثال مسيلمة الكذاب فقد ارتد في سن 10 ه وادعي النبوة (3).
(١) النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر / ص ٤ / ط سنة ١٢٧٠ ه (٢) الآية " ١٤٥ " سورة آل عمران - ٣ - (٣) و (٣) تاريخ الطبري / ج ٣ / ص ١٢٨ / ط المعارف / مصر.
(١٠٢)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مسيلمة الكذاب (1)، أصول الدين (2)، التصديق (2)، الكرم، الكرامة (1)، القتل (1)، الموت (1)، الصدق (1)، سورة آل عمران (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

كتاب الله المجيد

لماذا كانت الإمامة أصلا من أصول الدين؟!
الأصل: هو الأساس، وما يتبني عليه غيره.
فعليه أصول الدين هي ما يبتني عليه الدين.
فإن {الحديث والفقه والتفسير مبنية علي صدق الرسول، وصدق الرسول متوقف علي ثبوت المرسل وصفاته وعدله وامتناع القبح عليه} (1) وهي كذلك مبنية كما سنري علي صدق الامام لكونه حافظا للشرع، ولكون اللطف الذي تبتني عليه الإمامة بقاعدة قوية من ركائز العدل الإلهي، وإن للناس بعد ذلك معادا وحسابا وإلا لبطل التكليف..
والمعاد يقتضيه إرسال المرسلين وإلا لكان عبثا.
وكلما نجدد النظر إلي الإمامة نراها بهذا الميزان الثقيل، ودليلنا من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلي الله عليه وآله وسلم: - 1 - كتاب الله: قال تعالي: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم..) (2).
لو تتبعنا الأيام التي تلت انتقال الرسول الكريم صلي الله عليه وآله إلي الفردوس الأعلي لرأينا بان هناك عدة حوادث ذكرت وشاعت ليس لها علاقة بهذا الامر، وأراد بعضهم أن ينفخ فيها من روحه ليجعلها من قريب أو بعيد قريبة من هذه الفاجعة العظيمة فنجح في جانب وخاب آخر.
ذكرت الكتب وزمرت عن الردة وحروبها..
لو تتبعنا من حورب بهذه الوقائع، ومن هم الاشخاص الذين ارتدوا بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وآله لرأيناهم بين من ارتد في حياة الرسول محمد صلي الله عليه وآله أمثال مسيلمة الكذاب فقد ارتد في سن 10 ه وادعي النبوة (3).
(١) النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر / ص ٤ / ط سنة ١٢٧٠ ه (٢) الآية " ١٤٥ " سورة آل عمران - ٣ - (٣) و (٣) تاريخ الطبري / ج ٣ / ص ١٢٨ / ط المعارف / مصر.
(١٠٢)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مسيلمة الكذاب (1)، أصول الدين (2)، التصديق (2)، الكرم، الكرامة (1)، القتل (1)، الموت (1)، الصدق (1)، سورة آل عمران (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

الآية الأولي (وما محمد الا رسول … )

لماذا كانت الإمامة أصلا من أصول الدين؟!
الأصل: هو الأساس، وما يتبني عليه غيره.
فعليه أصول الدين هي ما يبتني عليه الدين.
فإن {الحديث والفقه والتفسير مبنية علي صدق الرسول، وصدق الرسول متوقف علي ثبوت المرسل وصفاته وعدله وامتناع القبح عليه} (1) وهي كذلك مبنية كما سنري علي صدق الامام لكونه حافظا للشرع، ولكون اللطف الذي تبتني عليه الإمامة بقاعدة قوية من ركائز العدل الإلهي، وإن للناس بعد ذلك معادا وحسابا وإلا لبطل التكليف..
والمعاد يقتضيه إرسال المرسلين وإلا لكان عبثا.
وكلما نجدد النظر إلي الإمامة نراها بهذا الميزان الثقيل، ودليلنا من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلي الله عليه وآله وسلم: - 1 - كتاب الله: قال تعالي: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم..) (2).
لو تتبعنا الأيام التي تلت انتقال الرسول الكريم صلي الله عليه وآله إلي الفردوس الأعلي لرأينا بان هناك عدة حوادث ذكرت وشاعت ليس لها علاقة بهذا الامر، وأراد بعضهم أن ينفخ فيها من روحه ليجعلها من قريب أو بعيد قريبة من هذه الفاجعة العظيمة فنجح في جانب وخاب آخر.
ذكرت الكتب وزمرت عن الردة وحروبها..
لو تتبعنا من حورب بهذه الوقائع، ومن هم الاشخاص الذين ارتدوا بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وآله لرأيناهم بين من ارتد في حياة الرسول محمد صلي الله عليه وآله أمثال مسيلمة الكذاب فقد ارتد في سن 10 ه وادعي النبوة (3).
(١) النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر / ص ٤ / ط سنة ١٢٧٠ ه (٢) الآية " ١٤٥ " سورة آل عمران - ٣ - (٣) و (٣) تاريخ الطبري / ج ٣ / ص ١٢٨ / ط المعارف / مصر.
(١٠٢)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مسيلمة الكذاب (1)، أصول الدين (2)، التصديق (2)، الكرم، الكرامة (1)، القتل (1)، الموت (1)، الصدق (1)، سورة آل عمران (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)
وطليحة وقد ارتد بعد حجة الوداع وادعي النبوة (1).
ومالك بن نويرة لم يشرك بعد إيمانه قط، ولكنه امتنع من أداء الزكاة، بل امتنع من جمعها من قومه بني يربوع وقال لهم: (تربصوا بها حتي يقوم قائم بعد النبي صلي الله عليه وآله وننظر ما يكون من أمره) بل نهاهم عن منع الصدقة (2).
حتي أن عمرا قد رأي هذا وأراد أن يقيم الحد علي خالد بطل تلك الحروب يقول ابن جرير في تاريخه {ودخل المسجد - يعني خالدا - وعليه قباء قد غرز في عمامته أسهما فقام إليه عمر فانتزعها فحطمها، وقال له قتلت امرءا مسلما ثم نزوت علي امرأته، والله لأرجمنك بأحجارك - وخالد لا يكلمه يظن أن رأي أبي بكر مثله..} (3).
فمتي ارتد هذا؟ وهو قد أدي صلاته أمامهم (4).
وكيف علقت الآية المباركة ارتداد مثل هؤلاء علي وفاة رسول الله صلي الله عليه وآله أو قتله.
إذا المقصود غيرهم جزما.
كيف انقلبوا علي أعقابهم؟! ومتي؟!
أما السؤال الثاني فمعروف جوابه إذ أنه حدث بعد وفاته صلي الله عليه وآله.
وأما الأول فلا يمكن أن يكون إلا بتركهم الولاية، لأنه لم يكن هناك أمر جامع لانقلاب الغالبية إلا تخلفهم عن بيعة علي عليه السلام التي هي أس الإمامة.
فيكون رفضها كرفض الشهادتين فبرفض أحدهما يكون الارتداد ورفضها كان حاصلا خاصة إذا تدبرنا بالآية المباركة: - ففي الآية الاستفهام كما هو واضح ليس حقيقيا.
لان حقيقة الاستفهام ليس إلا طلب الفهم، وهذا يقتضي سبق الجهل، وهو محال عليه سبحانه وتعالي.
2) المصدر نفسه / ج 2 / ص 276 / ط (3) و (6) تاريخ الطبري / ج 2 / ص 276 - 280.
(١٠٣)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، حجة الوداع (1)، الباطل، الإبطال (1)، الزكاة (1)، القتل (1)، المنع (1)، الجهل (1)، السجود (1)، الظنّ (1)، الإرتداد (1)، التصدّق (1)، الوفاة (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)
ولذا حصر الدسوقي في شرحه لمغني اللبيب ما ورد في القرآن من الاستفهام بالتقرير أو التوبيخ أو الانكار (1).
وهنا الاستفهام ليس للتقرير لأنه لا يريد منهم أن يقروا علي شئ كما هو واضح لكل لسان عربي. فلم يبق إلا الانكاري والتوبيخي وكلاهما يمكن إذ أنكر عليهم فعلهم ووبخهم عليه أشد توبيخ.
وقد قيل بإن هذه الآية نزلت في أحد، فعليه كيف نقلت لما تقولون؟!
ولكنه ليس بشئ كما تري.
أولا: لان الآية لا يمكن أن تجمد علي الواقعة التي نزلت فيها وإلا لبطل القرآن، وبطل الاستدلال به، ولما قام للتشريع من قائمة.
وثانيا: الذي يدل علي ما نقول: إن الدعوي في ذلك اليوم المعين كانت قتل محمد وليس موته، فإذا كانت الآية مختصة به لما جي بذكر الموت أصلا، وقد جاء فيعلم بإن هذه الواقعة كان لها المجال الواسع للإشارة لما سيحدث بعد رحيله صلي الله عليه وآله وبالفعل أشار من خلالها فقال: (أفإن مات أو قتل انقلبتم..) (2).
وأما صيغة المضي فيها فلا تدل علي مطلبهم بعدما بينا الذي بيناه، بل تدل علي الانقلاب الحقيقي بعد رحيله صلي الله عليه وآله، ولذا أخبر به لأنه مكشوف لديه وكأنه لوقوعه قد وقع فعلا وما شاء الله من الاستعمالات القرآنية في ذلك، وخاصة مع وجود الشرط والجزاء قال الشريف المرتضي (قدس). (لان الشارط لا يشرط إلا فيما يستقبل فيقول القائل إن زرتني زرتك يريد إن تزرني أزرك قال الله تعالي (إن شاء جعل لك خيرا من ذلك) يعني إن يشأ يجعل) (3) وقال (قدس) (ومما يقوي مذهب من وضع لفظة الماضي في موضع الحال والاستقبال.
(1) حاشية الشيخ مصطفي محمد عرفه الدسوقي علي مغني اللبيب / ج 1 / ص 9 / ط مكتبة ومطبعة المشهد الحسيني - القاهرة. (2) الآية " 145 " سورة آل عمران - 3 - (3) امالي السيد المرتضي / ج 4 / ص 106 / ط 1907 / مصر
(١٠٤)
صفحهمفاتيح البحث: الشريف المرتضي (1)، القرآن الكريم (2)، الوسعة (1)، الموت (3)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب مغني اللبيب لابن هشام الأنصاري (1)، يوم عرفة (1)، سورة آل عمران (1)، الشهادة (1)

الآية الثانية: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك … )

قوله تعالي (وإذ قال الله يا عيسي بن مريم) وقوله تعالي (ونادي أصحاب الجنة أصحاب النار) وقولهم في الدعاء غفر الله لك.. قال الشاعر:
فأدركت من قد كان قبلي ولم أدع لمن كان بعدي في الفضائل مقعدا أراد لمن يكون بعدي) (1).
2 - قوله تعالي: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته..) (2).
بناءا علي ما يحمله هذا التهديد الإلهي من أمر جسيم لامر جسيم، يقابل تبليغ الشهادتين وما تفرع عليهما بحيث إنه إذا لم يفعله لم يكن قد بلغ الرسالة أصلا، ومن هنا تظهر أهمية هذا الامر بقدر ما يحمله هذا التهديد من قوة لمثل من أتعب نفسه وجاهد في سبيل الله تعالي ذلك الجهاد المر.
وما كان ذلك التبليغ إلا تبليغ إمامة علي عليه السلام كما صرح بذلك أهل التفسير (3)، وقد روي السيوطي في الدر المنثور (4) عن الحافظ بن مردويه بإسناده عن أبي سعيد الخدري إنها نزلت يوم غدير خم في علي بن أبي طالب، واخرج حديثا آخر عن ابن مسعود.
وقد ذكر تفسير الكشف والبيان لابي إسحاق الثعلبي النيسابوري مضمون ذلك عن ابن عباس وغيرهم كل في كتابه (5). وبهذا يظهر أنه أصل وأي أصل، ومنه تظهر أهمية الإمامة وإنها بميزان كل ما أتي به رسول الله صلي الله عليه وآله كميزان صاحبها عندما قال فيه صلي الله عليه وآله (برز الايمان كله إلي الشرك كله). يوم الخندق.
.(1) المصدر نفسه / ج 4 / ص 107. (2) الآية " 68 " سورة المائدة - 5 - (3) وقد روي ذلك جمع غفير من علماء المسلمين وقد أحصاهم الشيخ الأميني " قدس " في غديره فبلغوا ثلاثين نفسا من اجلائهم. (4) الدر المنثور / السيوطي / ج 2 / ص 298 (5) للاطلاع والاستزادة ومعرفة أسماء العلماء والكتب عليك بكتاب الغدير للشيخ الأميني (قدس) / ج 1 ص 214 - 229.
(١٠٥)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (2)، أبو سعيد الخدري (1)، علي بن أبي طالب (1)، سبيل الله (1)، غدير خم (1)، الثعلبي (1)، سورة المائدة (1)

الدليل الثاني سنة رسوله (ص)

2 - سنة رسوله صلي الله عليه وآله: - نستطيع أن نقسم الروايات الواردة الصالحة لمقامنا هذا إلي ثلاث طوائف: - الطائفة الأولي: الروايات الواردة بانقلاب الأمة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله كروايات الحوض.
{بينما أنا قائم فإذا زمرة، حتي إذا عرفتهم خرج من بيني وبينهم فقال: هلم فقلت أين؟! قال إلي النار والله. قلت وما شأنهم؟ قال أنهم ارتدوا بعدك علي ادبارهم القهقري، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم} (1).
وفي صحيح البخاري كذلك وصحيح مسلم عن أنس: {إن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني، حتي إذا رأيتهم ورفعوا إلي اختلجوا دوني، فلأقولن أي رب أصحابي، فيقال لي أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك}.
وأخرجا كذلك عن سهل بن سعد (سمعت النبي صلي الله عليه وآله أنا فرطكم علي الحوض من ورد شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا. وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم. قال أبو حازم فسمع النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم هذا الحديث فقال: هكذا سمعت سهلا يقول؟! فقلت نعم. قال: وأنا أشهد علي أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيقول انهم مني فيقال انك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدي).
وهكذا وردت روايات كثيرة مبثوثة في الصحاح وفي كتب الأحاديث حتي أن مسألة الحوض هذه تكاد تكون من المسلمات بل عدها الزبيدي صاحب تاج
(1) صحيح البخاري / كتاب الحوض
(١٠٦)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، أبو سعيد الخدري (1)، كتاب صحيح البخاري (2)، كتاب صحيح مسلم (1)، سهل بن سعد (1)

الطائفة الأولي: الروايات الواردة بانقلاب الأمة بعد رسول الله (ص)

2 - سنة رسوله صلي الله عليه وآله: - نستطيع أن نقسم الروايات الواردة الصالحة لمقامنا هذا إلي ثلاث طوائف: - الطائفة الأولي: الروايات الواردة بانقلاب الأمة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله كروايات الحوض.
{بينما أنا قائم فإذا زمرة، حتي إذا عرفتهم خرج من بيني وبينهم فقال: هلم فقلت أين؟! قال إلي النار والله. قلت وما شأنهم؟ قال أنهم ارتدوا بعدك علي ادبارهم القهقري، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم} (1).
وفي صحيح البخاري كذلك وصحيح مسلم عن أنس: {إن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني، حتي إذا رأيتهم ورفعوا إلي اختلجوا دوني، فلأقولن أي رب أصحابي، فيقال لي أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك}.
وأخرجا كذلك عن سهل بن سعد (سمعت النبي صلي الله عليه وآله أنا فرطكم علي الحوض من ورد شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا. وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم. قال أبو حازم فسمع النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم هذا الحديث فقال: هكذا سمعت سهلا يقول؟! فقلت نعم. قال: وأنا أشهد علي أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيقول انهم مني فيقال انك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدي).
وهكذا وردت روايات كثيرة مبثوثة في الصحاح وفي كتب الأحاديث حتي أن مسألة الحوض هذه تكاد تكون من المسلمات بل عدها الزبيدي صاحب تاج
(1) صحيح البخاري / كتاب الحوض
(١٠٦)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، أبو سعيد الخدري (1)، كتاب صحيح البخاري (2)، كتاب صحيح مسلم (1)، سهل بن سعد (1)

(من مات ولم يعرف امام زمانه … )

العروس من الأحاديث المتواترة (1).
فكيف ارتدوا علي أدبارهم؟! وماذا أحدثوا بعده صلي الله عليه وآله؟! ولم يكن ثمة أمر ذا أهمية قد تركوه وراء ظهورهم بأغلبيتهم إلا مسألة بيعة علي عليه السلام ولذا جاءت أخبار عن النبي صلي الله عليه وآله وأحاديث كثيرة تبين انقلاب الأمة وتوضح أنهم سيحذون سنن بني إسرائيل حذو النعل بالنعل وبأنهم يرتدون علي أدبارهم القهقري ويصيرون إلي النار ولا يخلص منهم إلا مثل همل النعم وبان الأمة ستغدر بأمير المؤمنين (2).
الطائفة الثانية:
لسانها: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) أو نحو ذلك من الألفاظ ذات المعني المذكور (3).
فهذه لسانها عام ليس مخصصا بوقت دون وقت..
فمن هو إمام الزمان الذي يقصد به في هذه الأحاديث المباركة؟!
إن كان الخلفاء الراشدون هم الأئمة فقد انتهوا وانتهي زمانهم معهم وأهل زمانهم بهم لحقوا فما بال القرون التالية؟!
وإن كان العلماء هم المقصودين فلا أحد يجر أن يدعي هذه الدعوي وأن الفرد المسلم إذا مات ولم يعرف عالم وقته يموت ميتة جاهلية.
فضلا عن أنه قد يكون هناك عدد كثير من العلماء في أقاصي الدنيا فهل يجب
(1) اللآلي المتناثرة في الأحاديث المتواترة / أبو الفيض محمد بن مرتضي الحسيني الزبيدي صاحب تاج العروس / تحقيق محمد عبد القادر عطا / ص 251 / الحديث السبعون / توزيع دار البار - مكة المكرمة. (2) الحاكم في المستدرك / ج 3 / ص 140 (3) وقد مرت تخريجاته.
(١٠٧)
صفحهمفاتيح البحث: حديث من مات ولم يعرف امام زمانه (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الموت (3)، الجهل (1)، البول (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، محمد بن مرتضي (1)

الطائفة الثانية: الاخبار الكثيرة التي جعلت الايمان منوطا بحب آل محمد (ص)

العروس من الأحاديث المتواترة (1).
فكيف ارتدوا علي أدبارهم؟! وماذا أحدثوا بعده صلي الله عليه وآله؟! ولم يكن ثمة أمر ذا أهمية قد تركوه وراء ظهورهم بأغلبيتهم إلا مسألة بيعة علي عليه السلام ولذا جاءت أخبار عن النبي صلي الله عليه وآله وأحاديث كثيرة تبين انقلاب الأمة وتوضح أنهم سيحذون سنن بني إسرائيل حذو النعل بالنعل وبأنهم يرتدون علي أدبارهم القهقري ويصيرون إلي النار ولا يخلص منهم إلا مثل همل النعم وبان الأمة ستغدر بأمير المؤمنين (2).
الطائفة الثانية:
لسانها: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) أو نحو ذلك من الألفاظ ذات المعني المذكور (3).
فهذه لسانها عام ليس مخصصا بوقت دون وقت..
فمن هو إمام الزمان الذي يقصد به في هذه الأحاديث المباركة؟!
إن كان الخلفاء الراشدون هم الأئمة فقد انتهوا وانتهي زمانهم معهم وأهل زمانهم بهم لحقوا فما بال القرون التالية؟!
وإن كان العلماء هم المقصودين فلا أحد يجر أن يدعي هذه الدعوي وأن الفرد المسلم إذا مات ولم يعرف عالم وقته يموت ميتة جاهلية.
فضلا عن أنه قد يكون هناك عدد كثير من العلماء في أقاصي الدنيا فهل يجب
(1) اللآلي المتناثرة في الأحاديث المتواترة / أبو الفيض محمد بن مرتضي الحسيني الزبيدي صاحب تاج العروس / تحقيق محمد عبد القادر عطا / ص 251 / الحديث السبعون / توزيع دار البار - مكة المكرمة. (2) الحاكم في المستدرك / ج 3 / ص 140 (3) وقد مرت تخريجاته.
(١٠٧)
صفحهمفاتيح البحث: حديث من مات ولم يعرف امام زمانه (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الموت (3)، الجهل (1)، البول (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، محمد بن مرتضي (1)

الطائفة الثالثة

استقصاؤهم علي المكلف المسكين؟!
أم يجب عليه أن يعرف بعضهم دون البعض الاخر؟
وهذا يخالف المقام في أمور: - الأول: ترجيح لهذا البعض بلا مرجح أصلا.
الثاني: تعبير الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله من مات ولم يعرف إمام زمانه الظاهر منه وحدة ذلك الامام وانه إمام لذلك الزمان.
الثالث: نسبة الرسول صلي الله عليه وآله الامام إلي الزمان ألا يشعر بنكتة دفينة يخرجها التأمل.. لأنه لو كان المقصود الذي يقولونه لما أضافه إلي الزمان بل لأضافه إلي المحلة أو المنطقة أو الولاية أو غير ذلك حسب المقام.
وما خطر ذلك الامام الذي بسبب الجهل به يموت المسلم ميتة جاهلية؟!
فلا يحصل المطلوب علي جميع الأقوال إلا علي ما ذهبنا إليه من ثبوت الإمامة علي مالا يخفي علي المتأمل.
الطائفة الثالثة:
الاخبار الكثيرة التي جعلت الايمان منوطا بحب آل محمد صلي الله عليه وآله والكفر ببغضهم.
(لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي ولا يبغضنا إلا منافق شقي) (لو أن رجلا صف بين الركن والمقام فصلي وصام، ثم لقي الله مبغضا لأهل بيت محمد دخل النار) (1).
والملازمة لمن تدبر واضحة.
(١) ذكره محب الدين الطبري في كتابه ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربي / ص 28 / ط دار القادسية - بغداد
(١٠٨)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، معرفة الإمام (1)، البغض (1)، الموت (3)، الجهل (2)، الصّلاة (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، محب الدين الطبري (1)، مدينة بغداد (1)
فالايمان والكفر ماهيتان خاليتان من حب آل محمد وجودا وعدما - فلا بد أن يكون هذا كناية عن ذاك.
(إلا ومن مات علي حب آل محمد مات مؤمنا، إلا ومن مات علي حب آل محمد مات علي السنة والجماعة، إلا ومن مات علي بغض آل محمد مات كافرا) (1).
بل عن كنز العمال ما هو كالصريح في أنه أصل أن لم يكن صريحا بالفعل فعن النبي صلي الله عليه وآله: (أساس الاسلام حبي وحب أهل بيتي) (2).
كما ورد أنهم الفلك الجارية وأنهم كسفينة نوح (3). إلي غير ذلك من الروايات الكثيرة كما أننا سنستدل أخيرا إن شاء الله تعالي أن الإمامة ثابتة كما ثبتت النبوة عين القذة بالقذة عقلا وهي أصل فهي أصل.
وبعد أن تم استعراض الدليل الشرعي نستعرض الدليل في الحكمة.
(١) تفسير الكشاف / في تفسير قوله تعالي " قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربي ".
تفسير الثقلين / في تفسيرها كذلك (٢) كنز العمال / المتقي الحنفي / ج ٧ / ص ١٠٢ (٣) الحاكم في المستدرك / ج ٢ / ص ٢٤٢ - ج ٢ / ص ١٥١ - كنز العمال ج ٦ / ص 216 - الصواعق المحرقة / ابن حجر الآية السابقة الواردة في أهل البيت وقد ذكر ان التشبيه هذا (جاء من طرق عديدة يقوي بفصل بعضا)
(١٠٩)
صفحهمفاتيح البحث: الايمان والكفر (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (3)، الموت (5)، كتاب تفسير الكشاف للزمخشري (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، المودة في القربي (1)

الدليل علي وجوب الإمامة في الحكمة

الدليل علي وجوب الإمامة في الحكمة:
المقدمة الأولي: الانسان اجتماعي بالطبع.
المقدمة الثانية: كل انسان يريد أن تتقدم مصالحه وما ترجع به فائدته إليه لحب البقاء المرتكز في نفسه.
المقدمة الثالثة: نعلم يقينا بإن الله تعالي عندما أوجد الخلق أوجدهم لترجع المصلحة إليهم أنفسهم.
ولوجود المقدمة الثانية كان هناك الوازع والدافع الأساس في سحق مصالح الغير، بل سحقه سحقا.
فيحدث التزاحم والتعارض والتشاحن، وربما يؤدي ذلك إلي نهاية الخلق وهو خلاف المقتضي لانشائه.
فاقتضي ذلك وجود شرع ملزم لهم غير مكره لهم تكوينا، لمكان العقل فيهم، وإلا لأصبح الانسان كالبهائم والجمادات.
وبما أن الله منزه عن الجسمية، كان وجود فرد إنساني يبين ويوضح لهم ذلك لابد منه، ومن هنا عبر الإمام الصادق عليه السلام علي ما جاء في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق (قدس). (إنا لما أثبتنا أن لنا خالقا.. وكان ذلك الصانع حكيما..
فثبت أن له سفراء في خلقه..) (1).
والانسان كما نعلم تارة يعلم الامر بواسطة عقله، وحتي هذا يحتاج في أغلب الأحيان إلي توضيح وبيان. وأخري لا يعلم أصلا من الامر شيئا، إلا أن يعلمه الله به، فطريقه منحصر به دون سواه.
.(1) كتاب التوحيد / الشيخ الصدوق / ص 249
(١١٠)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الشيخ الصدوق (2)، الوجوب (1)
كما أن الأمور كلها بقسميها لابد لها من مذكر ومؤيد وحافظ كي لا يحدث للانسان السهو والنسيان والابتعاد عن حقيقة امرهما، ولو حدث هذا كله لسبب من الأسباب فذاك المذكر والمؤيد والحافظ يرجع الامر إلي نصابه.
فالذي يقوم بالمهمة الأولي النبي والمرسل.
والذي يقوم بالمهمة الأخري أخيرا الامام.
أو للبيان نقول بتعبير آخر:
هناك هدايتان:
هداية داخلية وهي العقل.
وهداية خارجية وهي الشرع.
والهداية الخارجية وظيفتها أما:
1 - أن تؤيد العقول فيما وصلت إليه وتوضح لها.
2 - أو تبين ما لم تصل إليه وبكلا الطريقين للهداية الخارجية حفظ ذلك كله من التلف والتغيير بالمتابعة.
ثم بعد هذه المقدمة نقول:
إن الاخبار قد كثرت عن صاحب الشرع نفسه صلي الله عليه وآله بحيث أختلط حتي التبيين والتوضيح، فلا بد من وجود من يقوم مقامه للمهمة التي جاء من أجلها يوضح ويهدي الناس سبل الرشاد وإلا ضاعت فائدة البعثة أصلا.
والذي يقوم بهذه المهمة الامام.
ونوضح أكثر فنقول:
بما أن نبينا خاتم الأنبياء وشريعته خاتمة الشرائع، فلا نبي بعده كما هو ضروري.
إذا تشريعه مستمر ما استمر الكون وبقي.
(١١١)
صفحهمفاتيح البحث: النسيان (1)، البعث، الإنبعاث (1)، السهو (1)

من هو حافظ الشرع؟

وبما أن من يأتي بعده لابد له من الاستمرار علي نهجه وطريقه، فيجب أن يكون ذلك النهج والطريق محفوظا بكامله ولو اختفي لاي سبب شئ منه فلا بد من ظهوره يوما ما ناصعا واضحا لتستفيد البشرية منه، أي يكون النهج محفوظا ولا يمكن أن يكون محفوظا إلا بالامام.
بيان ذلك: - لحدوث ما حدث، وحدوث ما سيحدث تغير ما تغير وسيتغير الشئ الكثير كذلك فما أدرانا ما هو الصحيح من الفاسد؟!
فهل سينتهي التشريع؟ وهل ضاع؟!
ولا يجاب بإن الصحيح هو قول المجتهدين والعلماء.
لأنهم قد اختلفوا فيما بينهم وسيختلفون..
فما هو الحق؟!
ولطول الفترة قد يبتعد النهج عن النهج المرسوم لضياع كثير من الأحاديث وعدم معرفة المكذوب فيه من الصحيح.
إذا لا بد من حافظ لهذا الشرع وراع له.
ومقتضي الحكمة والأدلة العقلية لها وجوب وجود نبي من قبل الله تعالي ولا يمكن أن تتخلف الحكمة..
ولكن لدينا مقدمة أخري ثابتة وهي من ضروريات ديننا بأنه لا نبي بعد نبينا وأن المنكر لذلك خارج عن ربقة المسلمين. فينحصر ذلك الوجود بالامام لأنه يمثل النبي فالنبي يؤدي عن الله بلا واسطة من البشر وأما هو فيؤدي عنه بواسطة النبي.
(١١٢)
صفحهمفاتيح البحث: الوجوب (1)

أ - التواتر

وبصيغة أخري نقول: إن حافظ الشريعة إما أن يكون: - ألف - التواتر: - (ولا يجوز أن تكون محفوظة بالتواتر لأنه ليس جميع الشريعة متواترا بها، بل التواتر موجود في مسائل قليلة نزرة. فكيف يعمل بها في باقي الشريعة؟! علي أن ما هو متواتر يجوز أن يصير غير متواتر بأن يترك في كل وقت جماعة من الناقلين نقله، إلي أن يصير أحادا، إما لشبهة تدخل عليهم، أو اشتغال بمعاش وغير ذلك من القواطع) (1).
أو ب - الاجماع: - (ولا يجوز أن تكون محفوظة بالاجماع لان الاجماع ليس بحاصل في أكثر الاحكام بل هو حاصل في مسائل قليلة) (2).
فضلا أنه قد يكون ثمة إجماعان متعارضين بحالات أخر.
فأي منهما أحق بالاتباع وهو الحافظ؟!
أو ج - يكون الحافظ أخبار الآحاد: - وخبر الواحد لا يفيد إلا الظن، وإن ثبت فهو حجة للمجتهد بينه وبين الله تعالي، أما أنه هو حقيقة الشرع وهو الحكم الواقعي لله تعالي فلا.
والشارع قد جعله حجة لئلا تتعطل أحكامه، وأما الأحكام الواقعية فإن لم تختف لحد الآن، فإنها لا سامح الله ستختفي فيتبدل شرع الله كما هو ظاهر لعين الحق. وحتي علي القول بإن أحكام الله الواقعية تابعة لاحكام المجتهدين - أي بناءا علي ما يقوله المصوبة.
فالاحكام بعد فترة تطول أو تقصر ستتغير وتتبدل، فيكون شرع محمد صلي الله عليه وآله غير شرعه، فلا يكون حلال محد صلي الله عليه وآله حلال إلي يوم القيامة وحرامه حرام إلي يوم القيامة.
.(١) الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتماد / الشيخ الطوسي / ص 302 / منشورات جمعية منتدي النشر - النجف الأشرف. (2) المصدر نفسه / ص 302
(١١٣)
صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الحج (2)، الظنّ (1)، الجواز (3)، مدينة النجف الأشرف (1)، الشيخ الطوسي (1)

ب - الاجماع

وبصيغة أخري نقول: إن حافظ الشريعة إما أن يكون: - ألف - التواتر: - (ولا يجوز أن تكون محفوظة بالتواتر لأنه ليس جميع الشريعة متواترا بها، بل التواتر موجود في مسائل قليلة نزرة. فكيف يعمل بها في باقي الشريعة؟! علي أن ما هو متواتر يجوز أن يصير غير متواتر بأن يترك في كل وقت جماعة من الناقلين نقله، إلي أن يصير أحادا، إما لشبهة تدخل عليهم، أو اشتغال بمعاش وغير ذلك من القواطع) (1).
أو ب - الاجماع: - (ولا يجوز أن تكون محفوظة بالاجماع لان الاجماع ليس بحاصل في أكثر الاحكام بل هو حاصل في مسائل قليلة) (2).
فضلا أنه قد يكون ثمة إجماعان متعارضين بحالات أخر.
فأي منهما أحق بالاتباع وهو الحافظ؟!
أو ج - يكون الحافظ أخبار الآحاد: - وخبر الواحد لا يفيد إلا الظن، وإن ثبت فهو حجة للمجتهد بينه وبين الله تعالي، أما أنه هو حقيقة الشرع وهو الحكم الواقعي لله تعالي فلا.
والشارع قد جعله حجة لئلا تتعطل أحكامه، وأما الأحكام الواقعية فإن لم تختف لحد الآن، فإنها لا سامح الله ستختفي فيتبدل شرع الله كما هو ظاهر لعين الحق. وحتي علي القول بإن أحكام الله الواقعية تابعة لاحكام المجتهدين - أي بناءا علي ما يقوله المصوبة.
فالاحكام بعد فترة تطول أو تقصر ستتغير وتتبدل، فيكون شرع محمد صلي الله عليه وآله غير شرعه، فلا يكون حلال محد صلي الله عليه وآله حلال إلي يوم القيامة وحرامه حرام إلي يوم القيامة.
.(١) الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتماد / الشيخ الطوسي / ص 302 / منشورات جمعية منتدي النشر - النجف الأشرف. (2) المصدر نفسه / ص 302
(١١٣)
صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الحج (2)، الظنّ (1)، الجواز (3)، مدينة النجف الأشرف (1)، الشيخ الطوسي (1)

ج - أخبار الآحاد

وبصيغة أخري نقول: إن حافظ الشريعة إما أن يكون: - ألف - التواتر: - (ولا يجوز أن تكون محفوظة بالتواتر لأنه ليس جميع الشريعة متواترا بها، بل التواتر موجود في مسائل قليلة نزرة. فكيف يعمل بها في باقي الشريعة؟! علي أن ما هو متواتر يجوز أن يصير غير متواتر بأن يترك في كل وقت جماعة من الناقلين نقله، إلي أن يصير أحادا، إما لشبهة تدخل عليهم، أو اشتغال بمعاش وغير ذلك من القواطع) (1).
أو ب - الاجماع: - (ولا يجوز أن تكون محفوظة بالاجماع لان الاجماع ليس بحاصل في أكثر الاحكام بل هو حاصل في مسائل قليلة) (2).
فضلا أنه قد يكون ثمة إجماعان متعارضين بحالات أخر.
فأي منهما أحق بالاتباع وهو الحافظ؟!
أو ج - يكون الحافظ أخبار الآحاد: - وخبر الواحد لا يفيد إلا الظن، وإن ثبت فهو حجة للمجتهد بينه وبين الله تعالي، أما أنه هو حقيقة الشرع وهو الحكم الواقعي لله تعالي فلا.
والشارع قد جعله حجة لئلا تتعطل أحكامه، وأما الأحكام الواقعية فإن لم تختف لحد الآن، فإنها لا سامح الله ستختفي فيتبدل شرع الله كما هو ظاهر لعين الحق. وحتي علي القول بإن أحكام الله الواقعية تابعة لاحكام المجتهدين - أي بناءا علي ما يقوله المصوبة.
فالاحكام بعد فترة تطول أو تقصر ستتغير وتتبدل، فيكون شرع محمد صلي الله عليه وآله غير شرعه، فلا يكون حلال محد صلي الله عليه وآله حلال إلي يوم القيامة وحرامه حرام إلي يوم القيامة.
.(١) الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتماد / الشيخ الطوسي / ص 302 / منشورات جمعية منتدي النشر - النجف الأشرف. (2) المصدر نفسه / ص 302
(١١٣)
صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الحج (2)، الظنّ (1)، الجواز (3)، مدينة النجف الأشرف (1)، الشيخ الطوسي (1)

د - القياس

أو د - القياس: - ولا يمكن الإحاطة بعليته وبه، لان دين الله لا يصاب بالعقول، ولعل ما نراه علة ليس بعلة، وما لا نراه كذلك هو علة. وقد بين بطلانه في كتب الأصول والمنطق ولم يترك هناك شك لكل ذي شك. كما أن الذي يقول به لا يقول به في جميع أحكام الشريعة فلا يمكن أن يكون حافظا.
أو ه - يكون الحافظ شخصا يقوم مقام النبي لحفظ الشريعة عن الانحراف عن الجادة الصحيحة، ولو انحرف لطول الفترة فسيظهر ليظهر الحق ويعيد الامر إلي نصابه.
ولذا قال تعالي: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) (1).
علي أن تكون هذه الواو استئنافية لا عاطفة، أو باب عطف جملة علي جملة أخري.
وأخيرا نقول:
لو لم تكن الإمامة واجبة، والامام موجودا، فالرسالة الاسلامية ليست بخاتمة الرسالات الاسلامية، لان الحكمة التي اقتضت الرسالات لم ترتفع أو تتبدل.
وبما أنه من الضروري الثابت والذي لا ريب فيه أن الرسالة الاسلامية خاتمة الرسالات السماوية.
إذا يجب أن تكون الإمامة واجبة، والامام موجودا، كما هو واضح وبين بحمد الله تعالي وتوفيقه.
(1) الآية " 8 " سورة الرعد - 13 -
(١١٤)
صفحهمفاتيح البحث: سورة الرعد (1)

ه - شخص يقوم مقام النبي (ص)

أو د - القياس: - ولا يمكن الإحاطة بعليته وبه، لان دين الله لا يصاب بالعقول، ولعل ما نراه علة ليس بعلة، وما لا نراه كذلك هو علة. وقد بين بطلانه في كتب الأصول والمنطق ولم يترك هناك شك لكل ذي شك. كما أن الذي يقول به لا يقول به في جميع أحكام الشريعة فلا يمكن أن يكون حافظا.
أو ه - يكون الحافظ شخصا يقوم مقام النبي لحفظ الشريعة عن الانحراف عن الجادة الصحيحة، ولو انحرف لطول الفترة فسيظهر ليظهر الحق ويعيد الامر إلي نصابه.
ولذا قال تعالي: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) (1).
علي أن تكون هذه الواو استئنافية لا عاطفة، أو باب عطف جملة علي جملة أخري.
وأخيرا نقول:
لو لم تكن الإمامة واجبة، والامام موجودا، فالرسالة الاسلامية ليست بخاتمة الرسالات الاسلامية، لان الحكمة التي اقتضت الرسالات لم ترتفع أو تتبدل.
وبما أنه من الضروري الثابت والذي لا ريب فيه أن الرسالة الاسلامية خاتمة الرسالات السماوية.
إذا يجب أن تكون الإمامة واجبة، والامام موجودا، كما هو واضح وبين بحمد الله تعالي وتوفيقه.
(1) الآية " 8 " سورة الرعد - 13 -
(١١٤)
صفحهمفاتيح البحث: سورة الرعد (1)

ما هو طريق تعيين الامام؟!

ما هو طريق تعيين الامام؟!
قالوا باختيار الناس.
وقلنا من الله.
والحق قولنا لأمور:
1 - {لا يجوز اسناد أمر الإمامة إلي المكلفين لأنها أهم أركان الدين، فالذي شرع الاحكام وجب عليه النص علي من لا تتم الاحكام إلا بنصبه} (1).
2 - {وإذا كان الله تعالي ورسوله لم يتركا صغيرا ولا كبيرا من الأمور إلا وبينا الحكم فيها - فيه -، وقطع الله بذلك عذر العباد بجعل تلك النواميس النظامية والعبادية، فكيف لا يجعل لهم المصلح الحافظ وهو القدير علي إقامته، فيخل الله بالواجب أو يعجز عن إيجاد الحجة تعالي الله عما يقولون علوا كبيرا} (2).
3 - قد يكون الاختيار مفسدا للأمة أكثر من عدم نصب الإمام نفسه خاصة مع القول باكتفاء اختيار الواحد من الأمة.
كما حدث.
4 - قد يقع الاختلاف بين الأمة في الاختيار إذ تختار كل طائفة واحدا، فتحدث الخصومة والنزاع فيقع ما استدعي دفعه النصب.
وإذا قيل بثبوت المتقدم للإمامة فهو كما تري:
ألف - لوقوع الاختلاف فيه مثلا.
ب - والانتظار لهم إلي أن يختاروا من بينهم ربما كان مدعاة للفساد لطول الفترة مثلا أو لغير ذلك.
.(1) الألفين الفارق بين الصدق والمين / العلامة / ص 25 (2) المصدر نفسه / ص 25 كذلك
(١١٥)
صفحهمفاتيح البحث: الإختيار، الخيار (2)، الجواز (1)، الصدق (1)

ردع قول من قال أنه باختيار الناس

ما هو طريق تعيين الامام؟!
قالوا باختيار الناس.
وقلنا من الله.
والحق قولنا لأمور:
1 - {لا يجوز اسناد أمر الإمامة إلي المكلفين لأنها أهم أركان الدين، فالذي شرع الاحكام وجب عليه النص علي من لا تتم الاحكام إلا بنصبه} (1).
2 - {وإذا كان الله تعالي ورسوله لم يتركا صغيرا ولا كبيرا من الأمور إلا وبينا الحكم فيها - فيه -، وقطع الله بذلك عذر العباد بجعل تلك النواميس النظامية والعبادية، فكيف لا يجعل لهم المصلح الحافظ وهو القدير علي إقامته، فيخل الله بالواجب أو يعجز عن إيجاد الحجة تعالي الله عما يقولون علوا كبيرا} (2).
3 - قد يكون الاختيار مفسدا للأمة أكثر من عدم نصب الإمام نفسه خاصة مع القول باكتفاء اختيار الواحد من الأمة.
كما حدث.
4 - قد يقع الاختلاف بين الأمة في الاختيار إذ تختار كل طائفة واحدا، فتحدث الخصومة والنزاع فيقع ما استدعي دفعه النصب.
وإذا قيل بثبوت المتقدم للإمامة فهو كما تري:
ألف - لوقوع الاختلاف فيه مثلا.
ب - والانتظار لهم إلي أن يختاروا من بينهم ربما كان مدعاة للفساد لطول الفترة مثلا أو لغير ذلك.
.(1) الألفين الفارق بين الصدق والمين / العلامة / ص 25 (2) المصدر نفسه / ص 25 كذلك
(١١٥)
صفحهمفاتيح البحث: الإختيار، الخيار (2)، الجواز (1)، الصدق (1)
ج - مع احتمال أن يكون الثاني أصلح.
د - وهذا يوجب الضغينة بينهم، وربما يمد عنقه من ليس أهلا وقد حدثت الأمور الثلاثة الأخيرة.
5 - ان تكليف الاختيار لا يخلو إما أن يكون: - 1 - بالجميع 2 - بالبعض 3 - بالواحد فقط.
أما بالواحد فباطل للحيف الظاهر.
وأما بالبعض فحيف كذلك وبلا سلطان من قبل الله تعالي جعله لهؤلاء علي كافة الناس.
كما أنهم قد يجهلون، بل هم يجهلون عدالته الواقعية إذ عليهم الظاهر.
وإذا كان قبول قولهم مشروط باطلاعهم علي عدالته الواقعة وجمعه لشرائط الإمامة فهو مستحيل، لعدم الاطلاع علي دخائل النفس.
فضلا عن معارضتها بشهادة أخري كما يحدث كثيرا.
مع أنهم لم يبينوا لنا (كيف يتم تكوينهم؟! ما حدود سلطانهم؟! هل يحق لهم عزل الامام؟! ما الضمانات المكفولة لهم لتتم الانتخابات في حرية؟!) (1).
كما تنبه لذلك الدكتور أحمد محمود صبحي في مناقشته لنظرية الإمامة وواصل كلامه بقوله (فلم يعرف عن أهل الحل والعقد شئ من الناحية النظرية وربما الواقعية كذلك مع أنهم أعلي السلطات، بل أن فيلسوفا مدققا كابن خلدون قد جعل حاشية الخليفة وبطانته وأقاربه، بصرف النظر عن مدي علمهم واجتهادهم وتقواهم هم أهل الحل والعقد الذين عارضوا الخليفة المأمون أن ينقل الخلافة إلي علي الرضا من بعده) (2). وذلك باعتقادي لان الحجج العقلية الدامغة.
(١) نظريه الإمامة لدي الشيعة الاثني عشريه / د. احمد محمود صبحي / ص ١٦ / ط دار المعارف - مصر. (2) المصدر السابق / ص 26
صفحه(١١٦)
وربما الشرعية الناطقة تجبرهم علي القول بالإمامة، إلا أنهم لا يجدون لها سبيلا فيما ارتكب الأولون ولا تصحيحا غير هذا، فيخلطون الحابل بالنابل تخلصا من وصمات واضحة.. ربما ستلحق بهؤلاء وهؤلاء.. منها عدم المبالاة بالدين.. ولذا أخذوا يتكلمون ويخططون لامر هم صنعوه، ولا وجود له في الواقع كما تخيلوه كما هو ظاهر للمتأمل المنصف.
6 - لا بد من عصمة الامام كما سنستدل علي ذلك إن شاء الله تعالي، وهذا الامر لا يعلمه إلا الله سبحانه، فكيف لهؤلاء من الوصول إليه؟!
7 - إن تعيين الامام واجب علي الله سبحانه، فسقط بذلك الوجوب عن الأمة.
وطريق ذلك كتاب الله حيث يقول:
(إن علينا للهدي..) (1).
ومن ركائز الهدي الإمامة كما كانت النبوة كذلك، وبالخصوص في شريعتنا لما تقدم.
وحيث يقول: (كتب ربكم علي نفسه الرحمة..) (2).
وكما كانت النبوة رحمة للعباد فكذا امتدادها.
ويقول تعالي: - (إن الحكم إلا الله..) (3).
وأساس الحكم وقوامه الامام.
وقال تعالي: (ألا له الحكم..) (4) وأساس الحكم الامام.
.(1) الآية " 13 " سورة الليل - 92 - (2) الآية " 55 " سورة الأنعام - 6 - (3) الآية " 58 " سورة الأنعام - 6 - (4) الآية " 62 " سورة الأنعام - 6 -
(١١٧)
صفحهمفاتيح البحث: سورة الأنعام (3)، سورة الليل (1)

تعيين الامام واجب علي الله سبحانه وتعالي طريق ذلك كتاب الله المجيد وللعقل طريق آخر

وللعقل طريق آخر لبيان هذا الوجوب:
وقد أشار القران وربط ما جاء به ودل عليه العقل:
أولا: (لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل) (1).
وتمام دفع حجة الناس بعد الرسل، استمرار رسالة الرسل بحافظها والقائم بها وإلا فما فائدة الرسول بلا رسالة من هذه الزاوية التي جاء نور هذه الآية المباركة منها؟!
فعليه يجب وجود الحافظ والمبلغ الذي هو الامام وإلا لتمت الحجة للناس علي الله تعالي.
وثانيا: بقاعدة اللطف.
8 - قالوا أن خلو الوقت من خليفة موجب للفساد، فنصبه دفع ضرر مظنون، ودفعه واجب إجماعا.
وعندما يقولون ذلك نقول لهم إذا كان الامر كذلك فكيف للعاقل أن يدعي بإن محمدا قد ترك أمته كذلك؟!
هل لم يكن يعقل ذلك وحاشاه؟! أم.. ماذا؟!
9 - إن خلو الوقت من خليفة ممتنع، وقد تواتر إجماع المسلمين في الصدر الأول علي ذلك، ونقل علي هذا قول أبي بكر علي ما روي {إلا إن محمدا قد مات ولابد لهذا الدين ممن يقوم به}.
فهل عرف شيئا قد جهله رسول الله صلي الله عليه وآله وقبل ذلك جهله الله إذ لم يأمر رسوله بنصبه وهو يعلم بأنه سيفارق الأمة عن قريب؟!
.(1) الآية " 166 " سورة النساء - 5 -
(١١٨)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، القرآن الكريم (1)، الجهل (2)، الحج (2)، الضرر (1)، سورة النساء (1)
بل قال عمر (بيعة أبي بكر فلته..) (1).
ولا يمكن أن يراد بالفلتة هنا المباغتة، للقرينة المقالية في القول.. إذ قال بعد ذلك (وقي الله المسلمين شرها) فهي إذا تحمل شرا، ولا يمكن أن يكون دفع ضرر المسلمين مما أوجبه الله عليهم يحمل شرا وقد ورد أنه (لا ضرر ولا ضرار في الاسلام) فكيف يكون اشغال مثل هذا المنصب الخطير شرا؟ وأي شر هذا الذي يهدد به الخليفة الثاني ويجعله يقول {فمن عاد لمثلها فاقتلوه}؟!
فإذا كانت حقا كان القتل باطلا، وإذا كانت باطلا كان القتل حقا.
فعن أيهما يمنع؟! وبأيهما يأمر؟!
10 - قالوا بإن الشارع قد أمر بإقامة الحدود وتجهيز الجيوش وسد الثغور، وهذه كلها واجبة شرعا، وهي لا تتم إلا بنصب إمام.. إذا نصب الإمام واجب، لان ما لا يتم الواجب إلا به واجب.
وهذا مردود بما تقدم كا هو ظاهر، إذ بعد التعيين من قبل الله سبحانه وتعالي لا حاجة لتعيينه من قبلنا إلي غير ذلك من الأمور المذكورة سابقا ولاحقا.
فضلا عن أنه يناقش في محله من كتب الأصول هل ان ما لا يتم الواجب إلا به واجب مطلقا أم لا؟! فليراجع.
11 - إن منصب الإمامة كمنصب النبوة لها السلطة العامة علي المكلفين جميعا، في الأمور الدينية والدنيوية.
والناس غير قادرين علي هذا الاختيار الخطير لأنهم لا يحيطون بالمصلحة الإلهية. بل إن هذا الشخص نادر الوجود ولو وجد في وقت فما بال الوقت الذي لا.
(1) تاريخ الطبري / ج 3 / ص 200 - السيرة الحلبية / ج 3 / ص 388 - الكامل لابن الأثير / / ج 2 ص 135 شرح النهج لابن أبي الحديد / ج 2 / ص 26 / ط دار احياء الكتب العربية كنز العمال / ج 3 / ص 139. وغيرها.
(١١٩)
صفحهمفاتيح البحث: الخليفة عمر بن الخطاب (1)، القتل (3)، المنع (1)، الضرر (1)، البول (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب الكامل لإبن الأثير (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)
يوجد فيه من يحمل هذه الصفات؟!
ولا يقال بإن ما تقولونه في حال الغيبة الكبري نقوله هنا، لأنا نقول بإنه في حال الغيبة الامام موجود إلا أنه لا يمكن الاطلاع عليه، أما في دعواكم وافتراضنا فلا وجود له ولا يمكن أن يخلو الزمان من إمام كما هو المفروض فقولكم علي هذا باطل بالضرورة.
ولو أمكن للناس اختيار مثل هذا الشخص فهذا يعني أنهم متمكنون من اختيار النبي ولترك لهم هذا الاختيار وهو باطل ضرورة.
12 - (ومن نختاره اليوم قد ننقم عليه غدا، ويتبين لنا بأننا قد أخطأنا، ولم نحسن الاختيار، كما وقع ذلك لعبد الرحمن بن عوف نفسه عندما اختار للخلافة عثمان بن عفان، وندم بعد ذلك، ولكن ندمه لم يفد الأمة شيئا بعد توريطها.
وإذا كان صحابي جليل من الرعيل الأول وهو عثمان لا يفي بالعهد الذي أعطاه لعبد الرحمن بن عوف، وإذا كان صحابي جليل من الرعيل الأول وهو عبد الرحمن بن عوف لا يحسن الاختيار، فلا يمكن لعاقل أن يرتاح لهذه النظرية العقيمة، والتي ما تولد منها إلا الاضطراب، وعدم الاستقرار وإراقة الدماء.
فإذا كانت بيعة أبي بكر فلتة كما وصفها عمر بن الخطاب وقد وقي الله المسلمين شرها.
وقد خالف وتخلف جمع غفير من الصحابة.
وإذا كانت بيعة علي بن أبي طالب بعد ذلك علي رؤوس الملا - وهي أصح بيعة قامت علي هذه المقاييس وأتمها - ولكن بعض الصحابة نكث البيعة، وانجر ذلك إلي حرب الجمل، وحرب صفين، وحرب النهروان، وزهقت فيها أرواح بريئة.
فكيف يرتاح العقلاء بعد لهذه القاعدة التي جربت وفشلت فشلا ذريعا من
(١٢٠)
صفحهمفاتيح البحث: الخليفة عثمان بن عفان (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، عبد الرحمن بن عوف (2)، الغيبة الكبري (1)، علي بن أبي طالب (1)، الإختيار، الخيار (1)، الحرب (1)
بدايتها، وكانت وبالا علي المسلمين.
وبالخصوص إذا عرفنا أن هؤلاء الذين يقولون بالشوري يختارون الخليفة، ولا يقدرون بعد ذلك علي تبديله أو عزله.
وقد حاول المسلمون جهدهم عزل عثمان، فأبي قائلا: لا أنزع قميصا قمصنيه الله) (1).
ثم يضيف الدكتور التيجاني (2): (فما أعظم عقيدة الشيعة في القول بان الخلافة أصل من أصول الدين، وما أعظم قولهم بإن هذا المنصب هو باختيار الله سبحانه، فهو قول سديد ورأي رشيد يقبله العقل، ويرتاح إليه الضمير، وتؤيده النصوص من القرآن والسنة) (3).
13 - وأخيرا نقول إذا كان نصب الإمام لابد منه من قبل المسلمين علي ما قالوا لما ذكروا من أمور، فمن حقنا أن نسأل: هل هذا مختص بوقت دون وقت؟!
إذ إننا لم نسمع أنهم قد نصبوا إماما بعد هؤلاء مطلقا.
فأين ذهب هذا الوجوب؟!
وأين راحت الضرورة؟!
وإذا عطل هذا الامر المهم من قبل المتساهلين بأمور الشرع، فما بال الملتزمين؟!
14 - قال الصادق عليه السلام: - (. فلا تخلو أرض الله من حجة يكون معه علم يدل علي صدق مقال الرسول.
(1) الدكتور محمد التيجاني السماوي / مع الصادقين / ط 2 / ص 113 (2) والدكتور هذا ممن رأي الحق أخيرا فاتبعه بعد عمر طويل قضاه بين الادغال، وقد دافع عن العقيدة ألحقه بنتاجات عديدة وبمناظرات عدة ثبتنا الله تعالي وإياه علي طريق الحق طريق أهل البيت العصمة عليهم السلام. (3) نفس المصدر / ص 114
(١٢١)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، عقائد الشيعة الإمامية (1)، أصول الدين (1)، القرآن الكريم (1)، التصديق (1)، الحج (1)، الإختيار، الخيار (1)
ووجوب عدالته.) (1).
وقال عليه السلام: - (إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شئ فيقول لا أدري) (2).
وقال سلام الله عليه: - (ولا يختار لرسالته ولا يصطفي من عباده من يعلم أنه يكفر به ويعبد الشيطان دونه، ولا يتخذ علي خلقه حجة إلا معصوما) (3).
.(١) كتاب التوحيد / ص ٢٤٩. (٢) المصدر نفسه / ص ٢٧٥ (٣) عن الخصال - التوحيد / ص 7 - 4.
(١٢٢)
صفحهمفاتيح البحث: الحج (2)

في وجوب العصمة

في وجوب العصمة: - 1 - الحفظ العلمي والعملي فللامام كما كان للنبي حفظ الشريعة علما وعملا.
وإذا كان واجبا عليه ذلك فيجب أن يكون معصوما.. وذلك:
لان غير المعصوم إما أن يكون: - ألف - عادلا: وإذا كان كذلك ولم يكن معصوما لا تحصل فوائد نصب الإمام ووجوده، حتي وإن كان معذورا بارتكاب ما يرتكبه من ذنوب وآثام، فإن المعذورية شئ وتفويت الفوائد شئ آخر.
كما أن السهو بارتكابها لا يرفع إلا العقاب، فتبقي الحاجة إلي من يرد فاعلها.
كما أن العادل قد يرتكب الصغائر، ولا يقدح ذلك بعدالته، بل قد يرتكب الكبائر سهوا.. فيحتاج في كليهما إلي من يرده، وبالخصوص إذا ارتكبها عمدا، وإن كان حصول ذلك نادرا ما يكون.
بل قد يفسق، وإذا حصل هذا لا يستطاع عزله لكونه الامام المفترض الطاعة، بل أكثر من ذلك قد يبتلي الناس بإمام ظاهره العدالة وباطنه الفسق والفجور.
فيجب علي جميع هذي الوجوه نصب آخر، والحديث فيه كالحديث فيه، فيجب آخر وهكذا، وهو كما تري.
ب - فاسقا:
فلا يصلح لهذا المنصب بطريق أولي.
2 - الانتصاف من الظالم للمظلوم: -
(١٢٣)
صفحهمفاتيح البحث: الظلم (1)، السهو (1)، الوجوب (1)، الحاجة، الإحتياج (1)
فإذا كان هو ظالما لفرض كونه غير معصوم فمن ينتصف منه؟!
3 - رفع مادة الفساد والفتن: - فإذا كان هو بذرة لهما لكونه كذلك فمن يرفعه؟!
4 - حمل الناس علي فعل الطاعات واجتناب المحرمات ويقيم حدود الله والفرائض: - فإذا قصر في هذا كله أو بعضه لكونه خاليا من العصمة فمن يحمله علي ذلك؟
ولو قلنا بآخر لتسلسل كما في الوجوه المذكورة لان الحديث في الاخر هو الحديث نفسه كما هو اضح.
5 - بل في حالات وإن كانت نادرة ما أدرانا بأنه قد عصي وهو حافظ للشرع؟ فالشرع سيكون خارجا عن الاستقامة ويصبح الشرع بعد مدة ولو طويلة شرعا آخر كما هو ظاهر لمن تدبر.
6 - لو عصي الامام لكونه غير معصوم لوجب ردعه وهذا يسبب له إيذاءا ويجتمع بذلك النقيضان: - تفصيل ذلك:
الله تعالي يقول (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم) (1).
إذا هو بمقتضي هذه الآية المباركة وكما سنتعرض لذلك عما قريب واجب الإطاعة.
فإذا ارتكب معصية.. فيجب علينا مخالفته بل ردعه فيجتمع هنا مصداق الإطاعة ومصداق الردع كلاهما في واحد.
7 - لو صدرت منه المعصية لسقط محله من القلوب والنفوس فلا تنقاد
(1) الآية " 60 " سورة النساء - 4 -
(١٢٤)
صفحهمفاتيح البحث: سورة النساء (1)

ما يستفاد من بعض أنوار الآية المباركة: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم)

النفوس إليه، فيكون هذا مخالفا لغرض البعثة: - 8 - كما أن القاعدة المستفادة وهي حسنات الأبرار سيئات المقربين تشمله، فيكون أقل شخص في المجتمع أكرم منه وأتقي، كما لا يخفي علي المتدبر البصير: - 9 - قوله تعالي: (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) (1).
والذنب ظلم لأنه به يتعدي حدود الله، والله تعالي يقال.
(ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون) (2).
وإذا قيل، كما قيل بإن هذا في النبوة فكيف سقتموه هنا، قلنا إن الإمامة والنبوة في خط واحد من هذه الجهة وهي القيادة والزعامة.
كما أن الآية الكريمة صريحة في الإمامة، والامام هو الذي يحذي حذوه، فلا يمكن للمحتذي إلا أن يكون معصوما. سوأ كان نبيا أم إماما.
بل النبي بما أنه إمام وقدوة يجب أن يكون معصوما كما هو الظاهر.
10 - (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم) (3).
نستفيد من هذه الآية المباركة ما يلي (4): - الاستفادة الأولي: إطاعة الله مطلقة غير مقيدة بقيد، وبما أن إطاعة الرسول جاءت كذلك وعطفت علي إطاعة الله سبحانه إذا يجب أن تكون مطلقة كذلك.
الاستفادة الثانية:
.(1) الآية " 125 " سورة البقرة - 2 - (2) الآية " 230 " سورة البقرة - 2 - (3) الآية " 60 " سورة النساء - 4 - (4) ما ورد في هذه الآية المباركة من بحث قد كنت أوردته في كتابي الخطي السنن القرآنية لا سس المسار التاريخي للفرد والمجتمع
(١٢٥)
صفحهمفاتيح البحث: الظلم (1)، الكرم، الكرامة (2)، البعث، الإنبعاث (1)، سورة النساء (1)، سورة البقرة (2)
بما أن الله سبحانه منيع العصمة إذا يجب أن يكون الرسول معصوما وإلا لاختلت الإطاعة الثانية ولما عطفت علي الإطاعة الأولي كما هو ظاهر.
الاستفادة الثالثة:
قوله تعالي في نهاية هذه الآية المباركة: (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا).
يظهر وجوب كون الرسول صلي الله عليه وآله معصوما وإلا لطلب منهم إن يردوه إلي الله فقط لئلا يحدث الخطأ بخطأ رسوله صلي الله عليه وآله، ولما قال في نهاية الآية (ذلك خير وأحسن تأويلا) لأنه إن لم يكن معصوما لأغرانا الله بالباطل سبحانه وأدلانا به.
هذا أولا وثانيا إن الارجاع إلي الله غير واضح علي ما هو عليه لان الله غير ملموس ولا محسوس فالارجاع إليه ارجاع إلي حكمه، وحكمه مستفاد من قبل الرسول صلي الله عليه وآله وهو الذي يمثله فقوله تعالي فردوه إلي الله كاف، أو إلي الرسول كاف علي هذا إلا أنه لم يكتف بذلك بل قال فردوه إلي الله والرسول ليبين أن الرد إلي الرسول صلي الله عليه وآله بمنزلة الرد إلي الله وما بينه الرسول بمنزلة ما بينه الله سوأ أظهر هذا الرسول وقال هذا حكم الله أم لم يظهر ذلك بل حتي وإن قال هذا حكمي كما هو بين في أي أمر صدر منه وما هذا الامر إلا العصمة. ولعله لما ذكرنا لم يكرر حرف الجر بل عطف الرسول علي الله بدونه ليدلنا علي عدم الاثنينية في ذلك، بعد أن كرر لفظ الإطاعة ليؤكدها وليركزها في أذهان الذين آمنوا.
الاستفادة الرابعة: - عطف أولي الامر علي الرسول وإطاعتهما علي إطاعة الله يقتضي عصمتهم لما قدمناه في عصمة الرسول صلي الله عليه وآله: بل نقول أكثر ببركة ورود أمر واحد بالإطاعة للرسول ولأولي الامر فإطاعتهما واحدة ولذا لم
(١٢٦)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، الوجوب (1)
يذكر أولي الامر مرة أخري في نهاية الآية لاندكاكهم في الرسول صلي الله عليه وآله وللبيان والتوضيح أتي بهم أولا، وللاختصار ولبيان وحدتهم بعد أن جعل لهما إطاعة واحدة لم يذكر إلا الرسول صلي الله عليه وآله أخيرا وهو واضح بحمد الله وبركته ولو جوزنا إلا تكون إطاعة أولي الامر مطلقة كما كانت إطاعة الرسول صلي الله عليه وآله للزم أن يكون استعمال للفظ اما من باب استعمال المشترك في أكثر من معني وهذا ما لا يجوزه أكثر أصحاب التحقيق إن لم يكن كلهم.
أو من باب المجاز وهو خلاف الظاهر فضلا من أن السياق لا يساعد عليه بعد قوله تعالي (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلي الله والرسول..) ولم يذكر أولي الامر لما ذكرناه وبعد قوله ختاما (ذلك خير وأحسن تأويلا) كما هو واضح لمن تدبر.
وقد أقر الرازي بدلالة هذه الآية علي العصمة ولكنه لحاجة في نفسه أول أولي الامر بأهل الاجماع (1). بلا دليل يرتكز عليه.
وقد رده الشيخ محمد حسن المظفر (قدس). في دلائل الصدق (2).
{وفيه أن المنصرف من أولي الامر من له الزعامة} وهذا خلاف أهل الاجماع.
وهذا نوافق عليه.
{إن ظاهر الآية إفادة عصمة كل واحد منهم لا مجموعهم لان ظاهرها إيجاب طاعة كل واحد منهم}.
وهذا غير واضح من الآية وبذلك يستطيع أن يدعي خلافه.
{علي أن العمل بمقتضي الاجماع ليس من باب الطاعة لهم، لان الاجماع من.
(1) يراجع للاطلاع علي رأية تفصيلا كتابه مفاتيح الغيب / ج 3 / ص 357 (2) ص 10.
(١٢٧)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الصدق (1)، كتاب مفاتيح الغيب للرازي (1)
قبيل الخبر الحاكي}.
وهذا ليس محل ذلك ففيه ما فيه.
فلم يبق إلا التمسك بأن تأويله لأولي الامر باهل الاجماع خلاف الظاهر أصلا ويحتاج إلي دليل واضح لا سبيل له ولا دلالة للآية المباركة عليهم لا من قريب ولا من بعيد مع الانصراف المذكور أولا فيتعين من له الزعامة والإمامة، وهو الامام بزعمنا لا غير.
وقد أشكل الرازي علي أن المراد بهم الأئمة عليهم السلام بوجوه مشبوهة:
الوجه الأول: إن الطاعة لهم مشروطة بمعرفتهم وقدرة الوصول إليهم.
وإذا قلنا أنه يجب علينا ذلك إذا صرنا عارفين بهم وبمذاهبهم صار مشروطا وهو مطلق.
وفيه: - ألف - النقض:
بطاعة الله ورسوله وطاعة أهل الاجماع علي رأيه - الشريف -.
ب - الحل:
فالطاعة ليست مشروطة بمعرفتهم وبقدرة الوصول إليهم بل مطلقا كما هي طاعة الله ورسوله.. فيجب تحصيل المعرفة لهم كما في معرفة الله والرسول صلي الله عليه وآله وإلا لو التزمنا بما ذكر في أولي الامر لوجب ذلك أيضا في الله والرسول وهو كما تري.
الوجه الثاني: إن أولي الامر جمع وعندهم لا يكون في الزمان إلا أمام واحد وحمل الجمع علي الفرد خلاف الظاهر.
{وفيه إن المراد هو الجمع ولكن بلحاظ التوزيع في الأزمنة ولا منافاة فيه
صفحه(١٢٨)
للظاهر} (1)، بل نقول أكثر من ذلك وهو وجوب طاعتهم كلهم علي حد سوأ وإن كان الامام واحدا في كل عصر وهذان مقامان مختلفان وهو واضح لمن تدبر.
الوجه الثالث: (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلي الله والرسول) ولو كان المراد بأولي الامر الإمام المعصوم لوجب أن يقال فإن تنازعتم في شئ فردوه إلي الإمام المعصوم.
وفيه {إن الرد إلي أولي الامر أيضا مأمور به ولكن اكتفي عن ذكرهم في آخر الآية بما ذكره في أولها من مساواة طاعتهم بطاعة الله ورسوله} (2) بل نقول أكثر من ذلك من أن المصدر الرئيس للتشريع هو الله سبحانه ولا يجب إطاعة أي مخلوق فهو الأساس في الإطاعة والمصدر لها وإطاعة المخلوقين تأتي وتترشح من الباري عز وجل، فذكر تفصيلا من تجب طاعته ابتداءا وفصل، ثم أخيرا بين الطرفين الأساسيين في عملية الإطاعة وهي المرسل والمرسل لان الأساس إطاعة الله ثم بواسطة المرسلين تترشح هذه الإطاعة كما أنه بالمعاجز يثبتها وثبوت الإمامة وولاية الامر متوقفة علي الرسول لبيانها وتوضيحها فولاية الامر مستفادة من الله ورسوله.
فولاية الامر هي كذلك من الأمور التي يمكن أن يقع التنازع فيها كما وقع وهذا الارجاع إرجاع كلي ولو أرجع إليهم أيضا للزم الدور كما هو واضح فلذا لم يذكر الرد إلا إلي الله والرسول، وهو من الخفايا العجيبة التي استفدتها بعد التمعن ولله الحمد، وكما ذكرنا أولا ولاية الامر مندكة في المرسل لا تفترق عنه فهو المصدر لها ومبينها، ولهذا وذاك ذكر الارجاع إليه مكتفيا به كما هو واضح لمن ألقي السمع وهو بصير.
.(1) و (2) دلائل الصدق / الشيخ محمد حسن المظفر " قدس ". / ص 11
(١٢٩)
صفحهمفاتيح البحث: الوجوب (1)، الصدق (1)

التعليق علي بعض ما جاء في كتاب: (نظرية الإمامة لدي الشيعة الاثني عشرية) للدكتور أحمد محمود صبحي

ومن نافلة القول صرف عنان الكلام إلي بعض ما جاء في كتاب نظرية الإمامة لدي الشيعة الاثني عشرية للدكتور أحمد محمود صبحي.
وقد اخترنا بعض مواضيعه التي تعرضت لما تعرضنا له سابقا تتميما للفائدة ولدفع بعض التوهمات وتوضيح بعض النقاط.
أولا وقبل كل شئ نسأل الدكتور المحترم كيف ترمي الشيعة بعقائدها وتقول [كيف يصح أن تكون دراسة عقائد الشيعة ضمن أبحاث الفلسفة الاسلامية مع ما تشتمل عليه هذه العقائد من سخف وخرافات، وما تقتضيه الفلسفة من أصالة في الرأي وطرافة في التفكير؟} (1).
والحمد لله إنك انتبهت إلي مقالتك لهذه ورددت علي نفسك بقولك {ليس يكفي الحكم علي هذه العقيدة بعد أربعة عشر قرنا بالسخف لحسم الموضوع لان هذا حكم العاجز لا حكم الباحث} (2).
وكأنك من صفحتك الأولي في مقدمتك منته من كون عقائدهم سخيفة وهذه ليست مقدمة الباحث.
ثم تؤكد قولك حيث تقول {وما أكثر ما تشتمل عليه عقيدة الإمامة من غيبيات وخرافات} (3). وأنت بعد لم تبتل قدماك بالبحث فأين قولك إذ تقول {وقد حاولت بصدد هذه الرسالة أن يكون كل تعقيب لي صادرا عن حرية يكتنفها تجنب الرعونة في إبداء الرأي} (4). فأي تجنب هذا وأنت متحامل علي عقائد الشيعة من أول نطفتك في كتابك لاخر مضغتك منه حتي حشوته العظام حشوا.
وأما قولك من أن الشيعة تمنت {أن لو بقي نظام الحكم المثالي زمن النبي بعده.
(1) نظرية الأمة لدي الشيعة الاثني عشريه / د. احمد محمود صبحي / ص 9 (2) المصدر نفسه / ص 9.
(3) المصدر نفسه - ص 13 (4) المصدر نفسه - ص 12
(١٣٠)
صفحهمفاتيح البحث: عقائد الشيعة الإمامية (1)، التعقيب (1)
فصاغوا نظرية يوتوبية في السياسة تشخصت وتجسدت في علي} (1) فهذا مدح لهم لأنهم تمنوا استمرار الحق وهذا ما يتمناه كل محب للحق.
وأما أنهم صاغوا نظرية يوتوبية فهو مجانبة منك للحق حيث يقول الباري عز من قائل (وأن لو استقاموا علي الطريقة لأسقيناهم ماءا غدقا..) (2).
وهي سنة تاريخية ولذا قالت الزهراء عليها السلام عندما دخلت عليها نساء المهاجرين والأنصار لعيادتها عندما مرضت عليها السلام في جملة ما قالت {ولسار بهم - تعني أمير المؤمنين عليه السلام - سيرا سجحا لا يكلم حشاشه ولا يكل سائره ولا يمل راكبه، ولأوردهم منهلا نميرا، صافيا رويا تطفح ضفتاه ولا يترنق جانباه، ولأصدرهم بطانا، ونصح لهم سرا وإعلانا - إلي أن تقول عليها السلام - ولبان لهم الزاهد من الراغب والصادق من الكاذب (ولو أن أهل القري آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين.)} (3) فهو الحق من ربك..
وقال الإمام الحسن المجتبي عليه السلام: - (وأقسم بالله لو تمسكت الأمة بالثقلين لأعطتهم السماء قطرها، والأرض بركتها، ولأكلوا نعمتها خضراء، من فوقهم ومن تحت أرجلهم من غير اختلاف إلي يوم القيامة قال الله عز وجل:
(ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) وقال عز وجل (ولو أن أهل القري آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا.
(1) المصدر نفسه - ص 65. (2) الآية " 17 " سورة الجن - 72 - (3) الاحتجاج / الطبري / ص 148 / ج 1 / ط. 1966
(١٣١)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، المهاجرون والأنصار (1)، يوم القيامة (1)، سورة الجن (1)
يكسبون) (1).
ونحن بحمد الله لا نتكلم بنظريات فارغة، بل نذكر حقائق دامغة وأدلة ناصعة، من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن أحاديث رويت عن النبي صلي الله عليه وآله من طرقهم لا من طرقنا وهذه الكتب بين اليدين وهذا أحدهم وهو الحاكم يذكر في آية (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) (عن ابن عباس قال: لما نزلت - الآية - قال رسول الله صلي الله عليه وآله من ظلم عليا مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء قبلي) (2).
فلا المأساة قد صنعت الشيعة ولا الواقعية الديمقراطية قد صنعت غيرهم كما هو ظاهر لأدني متعلم.
وأما سؤالك وجوابك عندما قلت {لماذا ظلت مشكلة أحقية علي بالخلافة بعد النبي عقيدة حية إلي اليوم في قلوب الشيعة؟!
وأجبت بعد ذلك ليست المسألة اختلافا بين أشخاص وإنما هي اختلاف المبادئ.
تمني الشيعة أن لو بقي نظام الحكم المثالي زمن النبي بعده فصاغوا نظرية يوتوبية في السياسة تشخصت وتجسدت في علي. والتزم أهل السنة بما تم في الواقع بعد النبي فردوا علي الشيعة بنظرية واقعية في السياسة.
فالخلاف بين الفرقتين هو في جوهره اختلاف بين الثيوقراطية اليوتوبية وبين.
(1) الروائع المختارة من خطب الإمام الحسن السبط / ص 58 / ط. مصر (2) شواهد التنزيل لقواعد التفضيل / الحافظ الكبير عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني الحذاء الحنفي النيسابوري / ج 1 / ص 206 / منشورات الأعلمي - بيروت
(١٣٢)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، الباطل، الإبطال (1)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (1)، مدينة بيروت (1)، عبيد الله بن عبد الله (1)
الديمقراطية الواقعية} (1).
أولا نقول: ألم تتمن مثل غيرك من العقلاء كالشيعة إن لو بقي النظام المثالي في زمن رسول الله صلي الله عليه وآله؟!
وثانيا: نقول كما قالوا أن (أهل السنة تشبثوا بكل شئ ليبرروا هذا الواقع الذي حدث، تشبثوا بالنص، وعندما خذلهم النص تشبثوا بالافتراض، وعندما أنهار الافتراض، تشبثوا بالشوري، وعندما انهارت الشوري تشبثوا بالرأفة بالمسلمين، والحرص علي مصلحتهم ووحدتهم ومستقبلهم حتي لا يتركوا هملا بلا راع.
واستقروا بعد طول ترحال علي مبدأ أن الإمام القائم أو الخليفة القائم هو الذي يسمي من يليه، أي يحدد للأمة الشخص الذي عليها أن تبايعه) (2) وثالثا: أي ديمقراطية واقعية كانت تلك؟!
مبايعة الخليفة الأول في السقيفة كانت منها؟! وقد تخلف من تخلف.
أم بيعة الخليفة الثاني كانت من الديمقراطية وقد نصبه أبو بكر نفسه؟
أم مبايعة عثمان كانت منها؟!
ثم أنت تتكلم بالديمقراطية والواقعية ونحن نتكلم عن الاسلام وما يريده الله لا ما وقع.
وإلا فمن جملة ما وقع أن يزيد أصبح أميرا - للمؤمنين - فهل هذا هو الحق والإسلام؟! وهل الديمقراطية هي الاسلام؟ ".
(1) النظرية / ص 65 (2) احمد حسين يعقوب / نظريه عدالة الصحابة / ص 163، ومن أراد أن يستعرض جميع النظريات التي تشبث بها اهل السنة ونقدها بصورة علمية لطيفة فعليه بكتاب النظام السياسي في الاسلام للمؤلف نفسه / ص 8 فما فوق
(١٣٣)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، الخليفة أبو بكر بن أبي قحافة (1)، السقيفة (1)، البيعة (1)
{وتعني الديمقراطية حكومة الشعب أي اختيار الشعب لحكومته، وغلبة السلطة الشعبية أو سيطرة الشعب علي هذه الحكومة التي يختارها} (1).
وهل السلطة في الاسلام باختيار الشعب؟
وأساس السلطة النبي، فيجب أن يتم اختياره من قبلهم، وهذا الاختيار قد سفهه الله في كتابه إذ قال تعالي: (وقالوا لولا نزل هذا القرآن علي رجل من القريتين عظيم أهم يقسمون رحمة ربك.) (2) وهو اختيار فاسد كما تري (3).
بل لو اختار هذا الشعب غير الاسلام فبناءا علي هذا يكون ذلك صحيحا وواجب الاتباع والقرآن يصرخ بخلافه (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) (4).
أم إننا نتمسك باصطلاحات رنانة لها صداها اليوم لكي نثير في دواخلنا بعض ما تحمله تلك الكلمات في نفوسنا من بريق وصدي، والواقع خلافها.
والحق يجيب عن السؤال الذي طرحوه.
قد بقت أحقية علي بالخلافة بعد النبي عقيدة حية إلي اليوم، وستبقي إلي الغد في قلوب الشيعة، لان هذا هو الذي أمر به الله تعالي، وصدع رسوله بذلك، وأوجبه علينا اعتقادا وعملا، فضلا عن إننا لمسناه قبل ذلك بعقولنا فجأ الشرع مطابقا لما أمر به العقل كما هو ديدنه، ولكن متي سيفهم من لا يريد أن يفهم؟!.
هذا أولا وثانيا قد صرح بعضهم وهو الحق من أن ذلك دليل قوي علي كون الشيعة هم الفرقة الناجية، لان مقتضي القواعد والأسس التي جري عليها سير
(1) الموسوعة السياسية / اشراف د. عبد الوهاب الكيالي وكامل زهيري / المؤسسة العربية - بيروت / ص 273. (2) الآية " 32 " و " 33 " سورة الزخرف - 34 - (3) ولو سلمنا جدلا بعدم الفرق فهل تم اختيار الخليفة الثاني بغلبه السلطة الشعبية؟! أم بغلبتها قد تم اختيار الثالث فضلا عن الكلام المتشعب في الأول كما بينا بعض ذلك فيما سبق (4) الآية " 20 " سورة آل عمران - 3 -
(١٣٤)
صفحهمفاتيح البحث: القرآن الكريم (2)، الإختيار، الخيار (5)، الخسران (1)، مدينة بيروت (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، سورة آل عمران (1)، سورة الزخرف (1)
المجتمعات والأفكار أن أي فرقة ومبدأ يمر بجز يسير مما مرت به هذه الفرقة من ضغوط وتشريد وقتل مقتضي ذلك أن تبيد وتنتهي فبقاؤها دليل علي أن لله فيها شأنا وأن الحافظ لها هو دون أي أحد وإلا لانطمرت وأصبحت في خبر كان كما هو واضح وبين.
ويتم الكاتب المحترم كلامه في مرحلة أخري فيقول {ولعل أعنف هذه الانتقادات هي ما ذكرها ابن تيمية مستنكرا بذلك وجه اللطف أو الفائدة للعباد من وجود إمام غائب إذ يقول: الامام الذي تصفونه مفقود غائب ومعدوم لا حقيقة له عند سواكم، ومثله لا يحصل به شئ من مقاصد الإمامة، بل الامام الذي يقوم وفيه جهل وظلم أنفع لمصالح الأمة ممن لا ينفعهم بوجه، فإن احتج بإن الرعية لم تملكه فهو ذنبهم، قيل إذا كان عاجزا مقهورا عن دفع الظلم عن نفسه فما الظن برعيته، وكيف يتم اللطف وهو عندكم خائف لم يمكنه الظهور خوفا من القتل.
ولا فرق بين أن يخلق الله إماما معصوما ولكنه غائب وبين ألا يخلقه فلا يكون ذلك واجبا عليه وحينئذ فلا يلزم وجوده، فالقول بوجوب وجوده، دون تمكينه باطل} (1). ويتم حديثه فيقول:
{ويرد الحلي علي هذه الانتقادات. بقوله: لكي تكون الإمامة لطفا لابد أن تتم أمور:
خلق الامام وتمكينه بالقدرة والعلوم والنص عليه باسمه ونسبه..
وهذا واجب علي الله وقد فعله، ثم تحمل الإمامة وقبولها وهذا يجب علي الامام وقد فعله، ثم النصرة والذب عنه والامتثال لأوامره وقبول قوله وهذا يجب علي الرعية، فعدم التمكين قصور من ناحية الأمة لا من ناحية الله تعالي ولا من.
(1) النظرية / ص 75
(١٣٥)
صفحهمفاتيح البحث: ابن تيمية (1)، الظلم (1)، الظنّ (1)، القتل (2)، الخوف (1)
ناحية الامام، هذا فضلا عن أن التمكين من الله والاجبار ينافي التكليف، ولو جاز علي الله تمكين الامام لجاز عليه قهر العباد علي الطاعات ومنعهم عن المعاصي من غير واسطة الامام وفي هذا إلجأ، بينما طاعة الامام امتثال لأوامر الله تعالي ونواهيه دون قهر علي الطاعة أو علي الامتثال} (1).
وأنت تري هذا كله حيث أن جواب العلامة (قدس). الذي نقله فيه الكفاية لمن ألقي السمع وهو شهيد فلا مجال لقوله بعد ذلك {غير أن الحلي قد بسط وجهة نظر الشيعة ولم يفند انتقادات أهل السنة التي لا تزال قائمة، يقول الرازي: إن الواحد منا إذا احتاج إلي هذا الامام - غير المتمكن ليستفيد منه علما أو دينا أو يجلب بواسطته إلي نفسه منفعة أو يدفع عنها مضرة، فلو أتي أي حيلة كانت لم يجد منه البتة أثرا ولا خبرا، وإذا كان المقصود من نصب هذا الامام إما منفعة دينية أو دنيوية فالانتفاع يعتمد علي إمكان الوصول إليه، فلما تعذر ذلك تعذر الانتفاع به، وإذا تعذر الانتفاع به لم تكن في نصبه فائدة أصلا، فكان القول بوجوب نصبه عبثا.
والخوف من الامام مشروط بوجوده، لان الخوف من المعدوم محال فيستحيل حصول الخوف منه مع تجويز عدمه} (2).
لأننا لا نقول بذلك مطلقا بل نقول إن أحد الأوجه من الانتفاع به هو إمكان الوصول إليه أما الحصر بهذا الوجه فلا، والفرق واضح.
وإذا توقفنا علي هذا الوجه فاتت فائدة أنبياء كثيرين في فترات كثيرة فهذا موسي - علي نبينا وآله وعليه السلام - ترك قومه وذهب يناجي ربه فهل بقي علي نبوته في تلك الفترة أم انزاحت منه النبوة بذهابه، وعدم تمكنهم من الوصول إليه؟!
وما فائدة بقاءه نبيا في تلك الفترة؟!
.(1) المصدر نفسه / ص 75. (2) المصدر نفسه / ص 76
(١٣٦)
صفحهمفاتيح البحث: الشهادة (1)، الخوف (2)
والرسول الكريم محمد صلي الله عليه وآله عندما حوصر في شعب مكة وابتعد الناس عنه فإنه اقتضي عدم النفع به لهم فيكون وجوده عبثا؟!
وإن أجاب بإنه بعد ذلك أتي قومه فاستفادوا منه قلنا ذلك في الحجة عليه السلام إذ سيستفيد الناس منه بخروجه هذا أولا وثانيا نسأل: لو لم يسأل الرسول ولم يتبع ولم يؤمن به من آمن أكان أمانا للعذاب لقومه أم لا؟! مع علم الجاحدين بذلك أم لا.
والجواب يكون من كتاب الله إذا استنطقناه بذلك.
(وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم..) (1).
ونقول في الامام ما قلناه في الرسول صلي الله عليه وآله لأنه من نوره ومنهاجه وبه وبأمثاله رفع العذاب عنا وعنهم.
ولعله لذا وأمثاله ذكر سلام الله عليه وجه الانتفاع به عندما قال: - (وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الابصار السحاب. وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء.) (2).
وعندما يقول مؤيدا ومصفقا لابن تيمية {ولا يحلق ابن تيمية في الجدل النظري إنما ينتقد صميم العقيدة الشيعية في الامام المستور حين يقول: إن كان الله أوجب علي الناس طاعتهم ولكن الخلق عصوهم قيل لم يحصل في العالم لا لطف ولا رحمة فالمنتظر لم ينتفع به من أقر به أو من جحده.} (3).
نري مدي جحده وبعده عن الحق بما قدمناه لأنه حتي وإن قصر عقله عن استيعاب فائدة الامام المستور الآن فلا بد أن يستوعب بأن له فائدته عند رفع.
(1) الآية " 34 " سورة الأنفال - 8 - (2) عن توقيع صاحب الزمان عليه السلام كما ورد في كتاب الاحتجاج / ج 2 ص 284 (3) النظرية / ص 76.
(١٣٧)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مدينة مكة المكرمة (1)، ابن تيمية (2)، الكرم، الكرامة (1)، العذاب، العذب (1)، الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، كتاب الإحتجاج للطبرسي (1)، سورة الأنفال (1)
الستار عنه وإظهاره هذا أولا ولو لم يستوعبه.
نقول ثانيا بإن الأدلة التي سقناها بينت لنا وجوب وجود إمام معصوم وبأن الأرض لا تخلو من ذلك لا زالت قائمة تصرخ في وجوههم مع غض النظر عن قاعدة اللطف أفلا يكفي في إظهار الحق ذلك؟!!!!!!.
ولا يكتفي بهذا بل يتم كلامه {وأما سائر الأئمة الاثني عشر سوي علي فكانت المنفعة بأحدهم كالمنفعة بأمثالهم من أئمة الدين والعلم وأما المنفعة المطلوبة من أولي الامر فلم تحصل بهم فما ذكر من اللطف تلبيس وكذب} (1).
تري مدي مجانبته عن الحق (2)، بعد قول رسول الله صلي الله عليه وآله (في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين) (3) أولا نسأله لفظ (نفع) ماذا يقصد به؟!
هل يقصد به الاخذ ومجرده بأي قول هو نفع بذلك القول؟!
أم ماذا؟!
وهل يري المنصف أن فائدة الحسن عليه السلام في زمنه كفائدة معاوية.
أم أن فائدة الحسين كفائدة يزيد..
أم أن فائدتهما عليهما السلام كفائدة بقية الصحابة وحتي لو أخذنا منهم ابن عباس مثلا.. لا أري بإن أحدا من المسلمين يقول ذلك مع كرامة وعلم وفضل ابن.
(١) المصدر السابق / ص ٧٦ (٢) للاستزادة وطلب معرفة مدي مجانبته للحق يراجع الصواعق المحرقة لابن حجر وكنز العمال وجامع الترمذي وغيرها من الكتب المعتبرة لتري علم ونفع آل بيت النبوة وشأنهم الذي وضحه الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله باعتراف الجميع.
(٣) الصواعق المحرقة / ابن حجر / ص ١٤٨، ينابيع المودة / القندوزي الحنفي / ص ٢٢٦ ذخائر العقبي / محب الدين الطبري الشافعي / ص 17
(١٣٨)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الوجوب (1)، الشيخ سلمان البلخي القندوزي (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب ذخائر العقبي (1)، كتاب الصواعق المحرقة (2)، محب الدين الطبري (1)
عباس فكيف بغيره؟!
وهل نفع جعفر الصادق في أمته كنفع الجاحظ في محفله؟!
وهذه أنباؤهم في التاريخ كان المتفقهون أمثال الذين يزمر لهم هذا وغيره يخشونهم ولا يخشون الله..
فضلا عن أن الأئمة كانوا المرشدين الحقيقين للناس أما غيرهم فأغلبهم كان علي الظن والشك وربما مجانبة الصواب.
عن تفسير العياشي {عن زرقان صاحب ابن أبي داود وصديقه بشدة قال:
رجع ابن أبي داود ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتم فقلت له في ذلك فقال وددت اليوم إني قد مت منذ عشرين سنة.
قال: قلت له ولم ذاك؟! قال لما كان من هذا الأسود أبا جعفر محمد بن علي بن موسي اليوم بين يدي أمير المؤمنين المعتصم، قال: قلت وكيف كان ذلك؟! قال:
إن سارقا أقر علي نفسه بالسرقة وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحد عليه فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه، وقد أحضر محمد بن علي فسألنا عن القطع في أي موضع يجب أن يقطع؟ قال: فقلت من الكرسوع لقول الله في التيمم: (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم) واتفق معي علي ذلك قوم.
وقال آخرون، بل يجب القطع من المرفق قال وما الدليل علي ذلك؟! قالوا لان الله لما قال (وأيديكم إلي المرافق) في الغسل دل علي ذلك أن حد اليد هو المرفق.
قال فالتفت إلي محمد بن علي فقال: ما تقول في هذا يا أبا جعفر؟
فقال: قد تكلم القوم فيه يا أمير المؤمنين. قال: دعني بما تكلموا به أي شئ عندك؟! قال: أعفني عن هذا يا أمير المؤمنين.
قال: أقسمت عليك بالله لما أخبرت بما عندك فيه.
(١٣٩)
صفحهمفاتيح البحث: ابن أبي داود (2)، محمد بن علي (3)، الصدق (1)، الظنّ (1)، الغسل (1)، التيمّم (1)، السرقة (1)
فقال: أما إذا أقسمت علي بالله إني أقول أنهم أخطأوا فيه السنة، فإن القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فتترك الكف.
قال وما الحجة في ذلك؟!
قال: قول رسول الله صلي الله عليه وآله: السجود علي سبعة أعضاء الوجه واليدين والركبتين والرجلين، فإذا قطعت يده من الكرسوع! أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها، وقال الله تبارك وتعالي: (وأن المساجد لله) يعني هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها (فلا تدعوا مع الله أحدا) وما كان لله لم يقطع.
قال: فأعجب المعتصم ذلك فأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف.
قال ابن أبي داود: قامت قيامتي وتمنيت اني لم أك حيا.
قال ابن أبي زرقان: إن ابن أبي داود قال: صرت إلي المعتصم بعد ثالثة فقلت:
إن نصيحة أمير المؤمنين علي واجبة وأنا أكلمه بما أعلم اني أدخل به النار. قال وما هو؟!
قلت: إذا جمع أمير المؤمنين في مجلسه فقهاء رعيته وعلمائهم لامر واقع من أمور الدين فسألهم عن الحكم فيه فأخبروه بما عندهم من الحكم في ذلك وقد حضر المجلس بنوه وقواده ووزراؤه وكتابه، وقد تسامع الناس بذلك من وراء بابه ثم يترك أقاويلهم كلهم لقول رجل يقول شطر هذه الأمة بإمامته، ويدعون أنه أولي منه بمقامه ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء، قال: فتغير لونه، وانتبه لما نبهته له، وقال جزاك الله عن نصيحتك خيرا} (1).
.(1) تفسير العياشي عن زرقان صاحب ابن أبي داود / كما ذكر ذلك صاحب الميزان في ميزانه / ج 5 / ص 335
(١٤٠)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، ابن أبي داود (3)، السجود (4)، السرقة (1)
أعن هؤلاء الفقهاء يتكلم؟!
وإذا كان القياس كذلك فعلي الاسلام السلام.
لان محمدا بشرعه كلينين بتشريعه.
فهذا أتبع وهذا اتبع.
وكيف يجرأ أن يقول هذا وهذا علي بن أبي طالب (1) يقول:
{لا يقاسن بال محمد صلي الله عليه وآله من هذه الأمة أحد، ولا يسوي بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم يفئ الغالي، وبهم يلحق التالي ولهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية والوراثة.} (2).
وقال تعالي (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) (3) وهي الآية المباركة التي جاء بها الإمام الرضا عليه السلام محتجا علي العلماء الذين جمعهم الخليفة المأمون العباسي، مبينا لهم أن هذه الآية تقصد أئمة أهل البيت عليهم السلام وهم المصطفون ووارثوا الكتاب، وقد اعترفوا بذلك كلهم (4).
وبعد ذلك يسوق أدلة الشيعة علي وجوب نصب الإمام، ثم بعدها يقول وقد أصاب بقوله {لا شك إن أدلة الشيعة جديرة بالاعتبار، ولا شك أن انتقاداتهم المتتالية لمبدأ الاختيار لها ما يبررها} (5).
إلا أنه يحاول أن يبرر فعل الآخرين بالمشابهة والتطبيق بين نظامهم والنظام الديمقراطي حيث يوجه مصب هذه الانتقادات علي ذلك النظام حينما يبدأ.
(1) نهج البلاغة شرح ابن أبي الحديد / ج 1 / ص 45 (2) وفيما ذكرنا سابقا من أحاديث تبين مقام أهل البيت عليهم السلام وفيما ذكره القوم المعين الصافي والكافي لمن طلب الحق وإرادة. (3) الآية " 32 " سورة فاطر.
(4) ابن عبد ربه / العقد الفريد / ج 3 / ص 42 (5) النظرية / ص 98
(١٤١)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، علي بن أبي طالب (1)، الوصية (1)، الوجوب (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب نهج البلاغة (1)، سورة فاطر (1)
بالدفاع بقوله {والواقع أن هذه الانتقادات موجهة إلي النظام الديمقراطي بوجه عام حيث قيامه علي مبدأ سلطة الأمة وأحقيتها في اختيار الإمام..} (1).
وكأننا في بحث سياسي ونريد أن نضع النقاط علي الحروف بالنسبة لهذا النظام بالذات، وفاته بإن إسلامنا كامل، ولا يحتاج إلي اختبار واختبار وإلي إضافات رجال لكي يكون كاملا، وحديثه تام بلا شك ولكن ضمن القوانين الوضعية، وهذه من أساسيات انتقاداتها إلا أنه منحرف عن جادة الله وهي التي نتكلم بها والتي قال الله فيها (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) (2).
فكيف يكون لهم العذر كما ذكر.
وتراه حين يسوق أدلة الشيعة بوجوب صدور استخلاف من النبي لأنه يعلم بتفرق أمته إلي ثلاث وسبعين فرقة فكيف شجعهم علي هذا الاختلاف المأتي من عدم نصب الإمام؟!
وإذا لم يكن نبيا قد جاء بشرعه لكل الأمم، فليكن سياسيا ومفكرا، له بعد نظر، لا يترك قومه والآخرين علي شفا حفرة من الهلاك والضياع بين الاتجاه لهذا والاتجاه لذاك وليحدد مسيرتهم..
تراه حين يعرض ذلك بالتفصيل يقول {وقد استندوا في ذلك إلي برهان الخلف حين افترضوا عكس النتيجة التي أرادوا الوصول إليها ثم دللوا علي بطلانها فإذا كانت الفتن قد لزمت من عدم الاستخلاف، وإذا كان النبي يعلم ذلك فلا بد أنه استخلف} (3).
(1) المصدر السابق / ص 99. (2) الآية " 4 " المائدة - 5 - (3) النظرية / ص 102.
(١٤٢)
صفحهمفاتيح البحث: آية الإكمال (1)، الهلاك (1)، الإختيار، الخيار (1)
ثم يعقب علي ذلك ويقول (غير أن برهان الخلف ليس هو النهج الصحيح الواجب إتباعه في استقرأ وقائع التاريخ وإنما يستند المنهج التاريخي إلي الخبر والرواية) (1).
إلي أن يقول (فاستخلاف النبي أو عدم استخلافه إنما يرجع إلي ما روي عنه من أحاديث) (2).
هذا الذي قاله أخيرا صحيح وتام ولذا نحن نرجع إلي ما روي عنه من أحاديث ونتمسك بمثل (أنت مني بمنزلة هارون من موسي..) (قل تعالوا ندعوا أبناءنا وأبنائكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) مرورا بغيرها من الآيات والروايات وانتهاءا بيوم الغدير الخالد (3).
والشيعة عندما جاؤوا ببرهان الخلف ما جاؤوا به ليثبتوا أنه قد حدث هذا الخطأ الجسيم في الأمة والمفروض عدم وقوعه إذا يجب أن يكون قد استخلف لان هذا القول معناه منطقيا فإذا كان قد استخلف فلا خطأ والخطأ موجود إذا فهو لم يكن مستخلفا هذا من جهة ومن جهة أخري لان الوقائع التاريخية لا يمكن الرجوع لها واسترجاعها.
إلا أنهم يقولون: - بإن رسول الله صلي الله عليه وآله يعلم علم اليقين بأن الفتنة ستقع من جرأ عدم الاستخلاف، وعلمه هذا من الله تعالي، فحفاظا علي أمته التي ضحي من أجلها كل غال ورخيص عليه أن يستخلف وينبههم علي هذا الامر ويقيمه لهم واضحا لا اعوجاج فيه، وحتي لو لم يعلمه الله تعالي بذلك - وفرض المستحيل ليس مستحيلا - فعليه كقائد محنك ورئيس إنساني أن ينصب لهم هاديا ومرشدا.
(1) و (2) النظرية / ص 102 (3) وقد تم تخريج أغلب الروايات حول هذا الامر المهم وتم الكلام فيه
(١٤٣)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)
بعده ويلزمهم السير علي نهجه، لا أن يترك لهم قاعدة عريضة لحد نهاية هذا القرن وبعد مئات السنين من التطبيق والفشل والفشل والتطبيق لم تبن معالمها ولم تعرف أطرافها.
فيضيعوا. فعليه عليه أن يبين لهم هذا، وإذا انحرفوا كما انحرفوا لسوء أعمالهم فهو غير مسؤول عن انحرافهم..
وبتعبير آخر نقول:
إن الشيعة لم يقولوا فإذا كانت الفتن قد لزمت من عدم الاستخلاف فلا بد أنه قد استخلف.
بل يقولون إذا كانت الفتن لازمة لعدم الاستخلاف وهذا ما لا ينكره عاقل في مجتمع لم ينضج بعد فكريا لتشعب جذور الجاهلية في نفوسه ولقصر مدة الاسلام في ربوعه هذا أولا وثانيا أن أي مصلح وسياسي بسيط عندما يتبع لابد له من نصب خليفة له فكيف بمحمد صلي الله عليه وآله؟
فإذا كأن كل ذلك فعليه يجب أن يكون قد استخلف..
ويضيفون بأنه قد استخلف ومع استخلافه وتركيزه علي هذا الاستخلاف أنكر ذلك حتي ضاع موقف شهده أكثر من مائه وعشرين ألف مسلم في رابعة النهار وتجرأ بعضهم فقال بإنه لم يستخلف ومشي قوله فحدث ما حدث وانكمش الحق باهله..
فكيف به لو لم يستخلف أصلا لضاع الحق وانطمر ولكان الاسلام بخبر كان هذا بعينه الذي يقو لونه يا دكتورنا الاجل وهو الذي يقررونه فراجع.
(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا
(١٤٤)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الجهل (1)
الألباب) (1).
(أفمن يهدي إلي الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون) (2).
.(1) الآية " 10 " سورة الزمر - 39 -. (2) الآية " 36 " سورة يونس - 10 -
(١٤٥)
صفحهمفاتيح البحث: سورة يونس (1)، سورة الزمر (1)

يوم الغدير

يوم الغدير
صفحه(١٤٧)
يوم الغدير: - ومن هنا نري وضوح يوم الغدير وضوحا تاما.
وقد أغنانا عناءا البحث صاحب كتاب الغدير الشيخ عبد الحسين الأميني (قدس) وأطنب وأفاض.
فمن أراد معرفة ذلك بالتفصيل فعليه بهذا الكتاب الممتع والحجة الدامغة ونحن سنحاول أن نلخص ما جاء منه (قدس) فيه مما له شأن بحديثنا:
ذكر الغدير خمسة وعشرون من المؤرخين من البلاذري المتوفي في حدود سنة 279 ه إلي نور الدين الحلبي في السيرة الحلبية المتوفي في سنة 1044 ه.
ومن أئمة الحديث الشافعي، وأحمد بن حنبل وقد ذكر منهم 27 سبعا وعشرين واحدا (1).
وذكر واقعة الغدير (2) من أئمة التفسير أحد عشر مفسرا.
ومن المتكلمين أحد عشر متكلما.
ومن اللغويين خمسة.
فضلا من أن رواة الحديث من الصحابة الذين وصلت روايتهم إلينا (110) عشرة وازدادوا مائة.
قد ذكرهم (قدس) علي حروف الهجاء مبتدئين بابي هريرة الدوسي في حرف الألف ومنتهين بابي مرازم يعلي بن مرة بن وهب الثقفي، ويقول (قدس) بعد ذكرهم (هؤلاء مائة وعشرة من أعاظم الصحابة الذين وجدنا روايتهم لحديث
(1) الغدير / الشيخ عبد الحسين الأميني / ج 1 / ص 7 (2) المصدر نفسه / ج 1 / ص 11
(١٤٩)
صفحهمفاتيح البحث: أبو هريرة العجلي (1)، يعلي بن مرة (1)، أحمد بن حنبل (1)، الوفاة (2)
الغدير ولعل فيما ذهب علينا أكثر من ذلك بكثير، وطبع الحال يستدعي أن تكون رواة الحديث أضعاف المذكورين لان السامعين الوعاة له كانوا مائة ألف أو يزيدون) (1).
ثم يذكر (قدس) (84) من التابعين مع الكتب التي وردت روايتهم فيها.
ثم ينتقل إلي من روي تلك الواقعة قرنا فقرنا..
ومجمل القول: إن حديث الغدير من الأحاديث المتواترة ولو لم يكن كذلك فلا خبر متواتر عند المسلمين أصلا.
والخبر المتواتر حجة كما ثبت ذلك في محله.
إذا واقعة الغدير حجة بلا شك ولا ريب.
هذا أولا وثانيا فإن لحديث الغدير تسلط علي طريق الرواية من جميع وجوهها وذلك لان الخبر إما أن ينقله رواة ثقات فيكون حجة من هذه الجهة، أو يكون متواترا فيكون حجة، أو يقوم علي مضمونه الاجماع فيكون حجة، أو يكون الخبر ضعيفا فيجبر بعمل المشهور علي رأي طائفة كبيرة من الفقهاء فيكون حجة..
أو يكون الطرق فيه كلها ضعيفة إلا أن مضمونها يشد بعضه بعضا فيكون حجة من كثرتها واختلاف مصادرها.
وحديث الغدير لو سلمنا وفرضنا - وفرض المستحيل ليس مستحيلا - ضعف طرقه فبالطريقين الأخيرين يكون حجة فضلا عن أنه قد ملك التواتر وملك أيضا صحة بعض طرقه إلي المعصوم مع توفر الطرق الأخري فيكون حديث الغدير الحديث الوحيد الذي ملك كل هذا صحة وتواترا واستفاضة واجماعا وعملا..
وكيف السبيل وهذا هو الغدير حجة علينا مهما حاولنا التنصل والهروب ودفن الرؤوس في الرمال؟!!
(1) المصدر السابق / ج 1 / ص 60
(١٥٠)
صفحهمفاتيح البحث: حديث الغدير (4)، الحج (9)

واقعة الغدير

واقعة الغدير (1):
إن رسول الله محمد صلي الله عليه وآله وسلم بعد أن جمع الناس وخطب بهم قال {فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين}..
إلي أن قال صلي الله عليه وآله [فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا] ثم أخذ بيد علي فرفعها حتي رؤي بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون فقال: (أيها الناس من أولي الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟!).
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: [إن الله مولاي، وأنا مولي المؤمنين، وأنا أولي بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه] يقولها ثلاث مرات وفي لفظ أحمد بن حنبل إمام الحنابلة أربع مرات.
ثم قال: [اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه..].
الولاية: بالفتح مأخوذة من ولي، يلي، كوقي يقي. وهي لغة كما عن القاموس والمجمع مصدر بمعني الربوبية والنصرة.
و - بالكسر - اسم بمعني الامارة.
واصطلاحا: {هي سلطة علي الغير عقلية أو شرعية، نفسا كان أو مالا أو كليهما بالأصل أو بالعارض} (2).
وبعد أن عد السيد بحر العلوم في بلغته أنواع الولايات قال (قدس): -
(1) علي ما نقله الشيخ الأميني (قدس) من واقعة الغدير علي الاجمال من دون ان يدخل في تفاصيل اختلاف المتن، وفيما لا يضر في المتن الرئيس / ج 1 / ص 11 (2) بلغة الفقيه / السيد محمد آل بحر العلوم " قدس " / تحقيق السيد حسين بحر العلوم / ج 3 / ص 210 / دار مكتبه العلمين العامة - النجف الأشرف / ط 3 / 1976
(١٥١)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، المذهب الحنبلي (1)، يوم عرفة (1)، أحمد بن حنبل (1)، الهلاك (1)، كتاب بلغة الفقيه للسيد محمد بحر العلوم (1)، مدينة النجف الأشرف (1)
{ثم إن أكمل الولايات وأقواها. هي ولاية الله سبحانه وتعالي علي خلقه من الممكنات بعد أن كانت بأسرها في جميع شؤونها وكافة أطوارها مفتقرة في وجودها إلي الواجب.
مقهورة تحت سلطانه متقلبة بقدرته، إذ لا استقلالية للممكن في الوجود، لكونه ممكنا بالذات موجودا بالغير.
وعدم التعلق في الممتنع لنقص في المتعلق، لا لقصور في التعلق وإلا فهو علي كل شئ قدير.} (1).
ثم بعد أن كانت له الولاية المطلقة والتصرف التام في خلقه..
له أن يعطي من يشأ ما يشأ منها ضمن حسابات دقيقة لا نعلمها، الله يعلمها.
وربما نشاهد بعض آثارها بحسب تفاوت الدرجات والقرب منه سبحانه.
وهكذا كان..
وبعد أن أعطاها لله تعالي محمدا رسوله الكريم كما ذكر المهم منها في كتابه حيث قال: (النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم) (2).
فجعل له الولاية المطلقة عليهم كما هو ظاهر الآية المباركة..
وبعد أن عرفها المسلمون ووعوها أخذ إقرارهم بها في ذلك اليوم حيث قال صلي الله عليه وآله: (ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم) أو ما يؤدي مؤداها قالوا بلي يا رسول الله (3).
وبعد الاقرار له بالولاية عليهم أثبت تلك الولاية بعينها لعلي عليه السلام حيث قال: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه).
(1) المصدر نقسه / ج 3 / ص 213. (2) الآية " 7 " سورة الأحزاب - 34 - (3) وقد روي هذه المقدمة حوالي (64) من حفاظ اهل السنة وأئمتهم أشار إليهم الأميني " قدس " في غديره / ج 1 / ص 271
(١٥٢)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الكرم، الكرامة (1)، سورة الأحزاب (1)
(ويزيدك وضوحا وبيانا ما في (التذكرة) لسبط ابن الجوزي الحنفي ص 20 فإنه بعد عد معان عشرة للمولي وجعل عاشرها الأولي قال: والمراد من الحديث:
الطاعة المخصوصة،، فتعين الوجه العاشر وهو الأولي ومعناه: من كنت أولي به من نفسه فعلي أولي به.
وقد صرح بهذا المعني الحافظ أبو الفرج يحيي بن سعيد الثقفي الأصبهاني في كتابه المسمي بمرج البحرين فإنه روي هذا الحديث باسناده إلي مشايخه وقال فيه: فاخذ رسول الله صلي الله عليه وآله بيد علي فقال: من كنت وليه وأولي به من نفسه فعلي وليه (1).
(1) الغدير / الشيخ الأميني / ج 1 / ص 371 - 372
(١٥٣)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، السبط إبن الجوزي (1)، يحيي بن سعيد (1)، الفرج (1)

الولاية التكوينية

الولاية..
إن الولاية علي قسمين..
1 - الولاية التكوينية..
ولمن يملكها التصرف المطلق بالأمور التكوينية أو ضمن حدود محددة. وقد أشار إليها الكتاب العزيز بقوله تعالي: (قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين) (1).
فهذا العفريت له هذا التصرف العجيب.. حيث أنه يستطيع أن ينقل عرش بلقيس من اليمن إلي القدس بهذا الزمن البسيط. فما أعجب خلق الله..
ولا نقول بإن هذا يحدث اعتباطا أو دون أسس ودراية.. بل يحدث ضمن قوانين وأسس معينة الله ورسوله أعلم بها..
ويظهر ذلك أوضح عند قوله تعالي (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) (2).
فكان ما وعد به..
وكذلك تظهر هذه الولاية ظهورا واضحا عند نبي الله داود حيث قال تعالي:
(ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد) (3) (ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين.
(1) الآية " 40 " سورة النمل - 27 -. (2) الآية " 41 " سورة النمل - 27 - (3) الآية " 11 " سورة سبأ - 34 -
(١٥٤)
صفحهمفاتيح البحث: الولاية التكوينية (1)، العزّة (1)، سورة النمل (2)، سورة سبإ (1)
القطر..) (1).
وقال تعالي علي لسان عيسي علي نبينا وآله وعليه السلام (وأبرء الأكمه والأبرص وأحيي الموتي بإذن الله) (2).
فكان لكل من ذكر الولاية التكوينية علي من شاء وما شاء كما هو ظاهر الآيات المباركة المذكورة آنفا..
فكيف بحبيب الله وخليله وخاتم رسله صلي الله عليه وآله..
وكان ذلك لا بخصوصه لوليه، إذ كان من عنده علم من الكتاب يستطيع هذا فكيف بمن عنده علم الكتاب..
استنادا إلي تفسير آية (قل كفي بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) (3).
بأن المراد بمن عنده علم الكتاب هو علي بن أبي طالب عليهما السلام بضوء الروايات الواردة في تفسيرها وهي متظافرة..
منها ما جاء في أصول الكافي للكليني (قدس). بتفسير هذه الآية المباركة عن السدير عن الامام أبي عبد الله عليه السلام (4).
ومنها ما جاء عن محمد بن علي عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان الأحمر عن الصادق عليه السلام لا بتفسير هذه الآية، بل باعتباره أفضل من وصي سليمان عليه السلام (5).
وبهذا المضمون ما رواه أحمد بن محمد بن علي بن الحكم عن محمد بن.
(1) الآية " 13 " سورة سبأ - 34 -. (2) الآية " 49 " سورة آل عمران - 3 - (3) الآية " 44 " سورة الرعد - 12 - (4) أصول الكافي / الكليني / ج 1 / ص 257 (5) بحار الأنوار / ج 14 / ص 115
(١٥٥)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، النبي سليمان عليه السلام (1)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (2)، أحمد بن محمد بن علي بن الحكم (1)، الولاية التكوينية (1)، علي بن إبراهيم (1)، أبان الأحمر (1)، محمد بن علي (1)، الموت (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، سورة آل عمران (1)، سورة الرعد (1)، سورة سبإ (1)
الفضيل عن سعد أبي عمرو والجلاب عن أبي عبد الله عليه السلام (1).. (2).
فضلا عن كونه نفس محمد صلي الله عليه وآله..
وقد عبر عنها السيد بحر العلوم في بلغته بالولاية الباطنية إذ قال بعد أن ذكر (قدس). ولاية الله تعالي {ومن رشحات هذه الولاية - ولاية النبي صلي الله عليه وآله وخلفائه المعصومين عليهم السلام بالولاية الباطنية فإن لهم التصرف في الممكنات من الذرة إلي الذروة بإذنه تعالي} (3).
وقد قال الله تعالي: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) (4).
قال صاحب شواهد التنزيل إنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام، وكذلك ذكر مثله البحراني في غاية مرامه (5).
فإذا كان علي عليه السلام ممن ورث الكتاب، وممن اصطفاه الله من عباده، وإذا كان الكتاب الكريم يقول:
(ولو أن قرانا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتي) (6).
ويقول في موضع آخر:
(وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين) (7).
(1) المصدر السابق / ص 114 كل ذلك عن كتاب دراساتنا / الشيخ علي المروجي / ص 39 (2) راجع كتاب ينابيع المودة لسليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي / الباب " 30 " / في تفسير قوله تعالي " ومن عنده علم الكتاب " / ص 103 / ط دار الكتب العراقية.
(3) بلغة الفقيه / السيد بحر العلوم / ج 3 / ص 213 (4) الآية " 32 " سورة فاطر - 35 - (5) الحسكاني الحنفي / شواهد التنزيل / ج 2 / ص 155 - 157 الحديث 782 - 783 البحراني / غاية المرام / ص 351. (6) الآية " 31 " سورة الرعد - 13 - (7) الآية " 75 " سورة النمل - 27 -
(١٥٦)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (2)، الكرم، الكرامة (1)، الشيخ سلمان البلخي القندوزي (1)، كتاب بلغة الفقيه للسيد محمد بحر العلوم (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، سورة الرعد (1)، سورة النمل (1)، سورة فاطر (1)، دولة العراق (1)
وقال تعالي:
(ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ) (1).
ألا يعني هذا بناءا علي ترتب النتائج علي المقدمات أنه يملك ذلك كله بواسطة هذه القوة الربانية.
ولماذا نستبعد ذلك؟!.. ونضرب مثلا..
نحن لا نستبعد مثلا رفع الثقل الهائل ممن يرفعه بواسطة عتلات متحركة، مع أن الجسم البشري يعجز عن ذلك؟!
ولماذا نستبعد ذلك مع أن من يملك أي آلة من المخترعات الحديثة يستطيع أن يفعل بها ما كان يعجز عنه حتي عشرات البشر بل ملايينهم؟!
فهذا قد تصرف بهذا بهذا، وذاك يستطيع أن يتصرف بما أعطاه الله تعالي بذلك.
وهناك ما شاء الله تعالي من الأحاديث والاخبار المستفيضة في أن عليا مع القرآن والقرآن مع علي.
ويكفينا حديث الثقلين.
فمن ذلك نعلم أنه أقرب الناس إلي القرآن، وبما أن الباري عز وجل قد خص قوما بوراثته فهو أرجح من غيره بهذه الوراثة، هذا إذا لم يرد خبر عن الرسول صلي الله عليه وآله بإنه هو الوارث، وإلا فالمعني أثبت وأدق وأجلي.
وهذا يظهر جلينا كذلك عند تمعنك في قوله تعالي:
(إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون) (2).
ومن هم هؤلاء؟!
لعل قوله تعالي:
.(1) الآية " 89 " سورة النحل - 16 - (2) الآية " 77 " و " 78 " و " 79 " سورة الواقعة - 56 -
(١٥٧)
صفحهمفاتيح البحث: حديث الثقلين (1)، القرآن الكريم (3)، الكرم، الكرامة (1)، سورة الواقعة (1)، سورة النحل (1)
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (1) يكشف لنا ذلك بصورة واضحة.
فأهل البيت عليهم السلام هم المطهرون فهم المعنيون بتوضيح من القرآن الكريم نفسه.
.(1) الآية " 33 " سورة الأحزاب - 33 -
(١٥٨)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، آية التطهير (1)، القرآن الكريم (1)، سورة الأحزاب (1)

الولاية التشريعية

2 - الولاية التشريعية وتظهر كذلك في آيات كثيرة من كتاب الله..
قال تعالي (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم) (1).
وما هذه الإطاعة إلا للولاية التشريعية إذ لا يكون قولهم إلا تشريعا ولذا أمرنا الله تعالي بإطاعة من ذكر..
وقال تعالي: (النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم) (2).
فله الولاية عليهم وقد أثبتها لوصيه كما قدمنا..
وقال تعالي: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة..) (3).
وقال تعالي: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) (4).
فحذر بعد أن بين لهم.
ثم ذكر من له الولاية.
بصريح قوله (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (5).
وهل بعد هذا البيان من بيان..؟!
وهل قصر رسول الله صلي الله عليه وآله في دعوته وفي توضيحه لرسالته؟!
.(1) الآية " 60 " سورة النساء - 4 - (2) الآية " 7 " سورة الأحزاب - 33 - (3) الآية " 37 " سورة الأحزاب - 33 - (4) الآية " 64 " سورة النور - 24 - (5) الآية " 56 " سورة المائدة - 5 -
(١٥٩)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الولاية التشريعية (2)، الزكاة (1)، سورة المائدة (1)، سورة الأحزاب (2)، سورة النساء (1)، سورة النور (1)
وهل ترك أمته سدي بعد هذا كله؟!
وهل للأمة الاختيار؟!
وما انحراف المجتمعات إلا من ذلك الانحراف لقوله تعالي: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة..) (1).
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقد عبر السيد بحر العلوم (قدس) في بلغته عن هذه الولاية بالولاية الظاهرية إذ قال (قدس) {ولهم كما ستعرف الولاية الظاهرية أيضا علي كافة الرعية..} (2).
وبهذا نري سر أن يأخذ الرسول الأكرم محمد صلي الله عليه وآله إقرارهم بولايته ابتداءا ثم بعد ذلك يثبتها لعلي عليه السلام. لكي لا يبقي مجال لمغمز أو شبهة لمشتبه بل توضيح ما بعده توضيح.
.(1) الآية " 26 " سورة الأنفال - 8 - (2) بلغة الفقيه / السيد بحر العلوم / ج 3 / ص 213
(١٦٠)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الكرم، الكرامة (1)، كتاب بلغة الفقيه للسيد محمد بحر العلوم (1)، سورة الأنفال (1)

الخاتمة

الخاتمة: - وختاما لكل ما تقدم نقول هذا المدح والثناء الإلهي، وبيان المقام المكثف لآل البيت عليهم السلام.
وهذا المدح والثناء المحمدي لآله صلي الله عليه وآله وسلم، وبيان مقامهم بكلماته وأفعاله.
وهذه المودة الواجبة لهم التي هي من ضروريات الدين.
كل هذا ألا يعني شيئا؟!!
هل هذا البيان المفصل لنا - نحن المسلمين - من الله ورسوله، وتبعا لذلك هذا الشعور الملازم لنا، لا يعني سوي أن حب آل البيت عليهم السلام مطلوب وكفي؟!!
ألا يكون هذا أشعارا بأنه لو تعددت السبل، فسبيل آل البيت عليهم السلام هو الصحيح؟!!
ألا يعني أنه إذا قال أناس نحن الفرقة الناجية، وقال آخرون ذلك أيضا فالمسلمون سيعرفون الفرقة الناجية بوجود آل البيت عليهم السلام معهم فيها؟!!
والكل يدعي الولا والمحبة …
وقلنا أن الكلام لا يفي، وقلنا أن سياق الأدلة وكثرتها لا تدل علي وجوب
(١٦١)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (4)، الثناء (2)، الوجوب (1)
المحبة القلبية فقط، لأنها ليست بظاهرة، فالكل يدعيها.
إذا نستطيع أن نشخص الضال ممن سلك طريق الهدي ببركة وجود آل البيت عليهم السلام.
فالأخذ بأحاديثهم لو تعددت الأحاديث.
والاخذ بآرائهم لو تعددت الآراء.
ف (الغاية الشرعية من خصوصية القرابة حقيقة أنها تشريف، ولكنها بجوهرها تكليف لها معني، ولها وظائف.
فمعناها: - أنها نقطة ارتكاز للمسلمين، فبهم تكتمل الدائرة ويتحدد مركزها، فيستقطبون الأمة كلما تفرقت، فتقدم لهم الحل بالتأشير علي نقطة الارتكاز الإلهية فلا يذهب المسلمون لا للشرق ولا للغرب، ولا للشمال ولا للجنوب، إنما يذهبون للقرابة الطاهرة، ويتجمعون حولها فتجمعهم، وهي بنفس الوقت مرجعية للدين، ومرجعية للمسلمين، فتبين الدين للمسلمين وغير المسلمين، وتسمع من المسلمين ثم تقدم لهم الفهم الأمثل لهذا الدين والموافق للمقصود الإلهي) (1) هذا هو مقتضي ضخامة هذا التراث الهائل في مودة أهل البيت عليهم السلام، وهو يعني بالضرورة النجاة، لو أردنا النجاة.
وإلا فمجرد الحب الذي قد لا يظهر أثره أصلا في حياة المر ولو مرة واحدة أو مرات، لا يقوم مقابل هذا الوجود المكثف لآل البيت عليهم السلام، في الآيات القرآنية، والبيانات الرسالية.
وبعد هذا كله أهناك قرية بعد مكة؟!
(١) نظرية عدالة الصحابة / الأستاذ احمد حسين يعقوب / ص 122 - 123
(١٦٢)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، مدينة مكة المكرمة (1)، الضلال (1)، الوراثة، التراث، الإرث (1)
إذ يشدنا لآل البيت عقلنا بما يسوق من أدلة لا تنطبق إلا عليهم.
وسنة رسول الله صلي الله عليه وآله: حيث لا بيان قبلها ولا سبيل.
وقرآن الله، إن قرآن الله كان مشهودا.. حيث لا حجة بعده ولا دليل.
والحمد لله رب العالمين.
محمد حسين الشيخ عبد الغفار الأنصاري
(١٦٣)
صفحهمفاتيح البحث: السنة النبوية الشريفة (1)، الحج (1)

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.