تاريخ الكوفه

اشارة

سرشناسه : براقي، حسين، 1845-1914م.

عنوان قراردادي : تاريخ الكوفه .فارسي

عنوان و نام پديدآور : تاريخ كوفه/ حسين براقي نجفي؛ ترجمه سعيد راد رحيمي.

مشخصات نشر : مشهد: بنياد پژوهشهاي اسلامي ، 1388.

مشخصات ظاهري : 560 ص.

شابك : 964-444-422-1 ؛ 67000ريال:چاپ دوم: 978-964-444-422-7

وضعيت فهرست نويسي : فاپا(چاپ دوم)

يادداشت : چاپ دوم.

يادداشت : كتابنامه به صورت زير نويس.

موضوع : كوفه -- تاريخ

موضوع : كوفه -- آثار تاريخي

موضوع : كوفه -- مسجدها

شناسه افزوده : راد رحيمي، سعيد، 1344 - ، مترجم

شناسه افزوده : بنياد پژوهش هاي اسلامي

رده بندي كنگره : DS79/9/ك 9ب 42041 1388

رده بندي ديويي : 956/75

شماره كتابشناسي ملي : م 80-9890

مقدمة التحقيق

مقدمة التحقيق بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد وعلي آله الأطهار، والحمد لله سابغ النعم، والشكر لله ذو الجود والكرم، وبعد:

من ألطاف الله عز وجل علينا أن وفقنا للعمل في حقل التراث الإسلامي المبارك، وجعل مدادنا يخالط مداد العلماء الكبار الذين حملوا راية الدين والهدي، وجعلنا ممن يساهم في إحياء ذكرهم وعلمهم، وهذا وحده مما لا يسعه شكر ولا يحده ثناء.

ونقدم خالص شكرنا وتقديرنا لسماحة الأستاذ أبي زينب الكتبي صاحب انتشارات المكتبة الحيدرية، الذي بادر بفكرة تحقيق هذا الكتاب القيم الذي يعد مصدرا من المصادر الإسلامية المهمة التي لا يمكن الاستغناء عنه، خدمة للمكتبة الإسلامية.

ونكتفي بما قدمه المحمدان الشبيبي والمظفر من ترجمة للمؤلف ومقدمة للكتاب، ونقدم اليوم بين يدي القراء الكرام هذا المصدر التاريخي - تاريخ الكوفة - بهذه الحلة الجميلة المحققة والمزدانة بالصور والفهارس، تسهيلا للقراء الكرام، معتمدين في تحقيقه علي النسختين المطبوعتين بالمطبعة الحيدرية للمكتبة المرتضوية في النجف الأشرف، والنسخة الأولي منه طبعت في سنة 1356 ه ق وتقع في 463 صفحة، والثانية سنة 1379 ه ق وتقع في 448 صفحة، وثبتنا

نصا صحيحا من النسختين، وأسمينا الطبعة الأولي منه: المطبوع الأول، والطبعة الثانية:

المطبوع الثاني، وكلمة المطبوع عنينا بها كلا الطبعتين، وقمنا بكافة مراحل التحقيق التي بذلنا فيها جهدنا، وأبقينا أكثر ما دونه السيد محمد صادق بحر العلوم (رحمه الله) في الهامش، آملين أن نوفق لخدمة ديننا المبارك الحنيف، سائلين المولي أن يتقبل منا ويوفقنا لما فيه الخير والصلاح إنه نعم المولي ونعم النصير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ماجد بن أحمد العطية

(٣)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الشكر (1)، الكرم، الكرامة (2)، الجود (1)، الوراثة، التراث، الإرث (1)، الصّلاة (1)

كلمة الناشر

كلمة الناشر هذا الكتاب واحد من المؤلفات القيمة والكتب النفيسة، التي قامت بنشرها مكتبتنا ومطبعتها في النجف الأشرف علي عهد والدنا الشيخ محمد صادق الكتبي (رحمه الله)، فقد عني في حياته بمجموعة نادرة من كتب التاريخ والأدب والكلام والرجال وغيرها، فبذل علي اخراجها ووفق إلي خدمة المكتبة العربية خدمة تذكر فتشكر.

وكان من عناية الله به وفضله علينا، أن وفقنا لاقتفاء أثره واتباع طريقته في الاهتمام لتلك الآثار الخالدة التي تركها سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، فقد تمكنا من إحياء مجموعة كبيرة منها وحلنا دون ضياعها أو تلفها، ويبلغ عدد الكتب التي أخرجتها (المكتبة الحيدرية ومطبعتها) علي نفقتها الخاصة نحو (1500) مجلد بين كبير وصغير، وقد نشر فهرستها في آخر (فرق الشيعة) وتلك نعمة تستوجب الشكر لله تعالي.

وهذا الكتاب - تاريخ الكوفة - مما نشرته المكتبة سنة 1356 ه (ثم أعدنا طباعته في سنة 1379 ه) ولما كان من الآثار المهمة والمصادر الموثوق بها تلاقفته الأيدي بوقته، ولم تمض عليه مدة حتي نفد من الأسواق، أما في هذه الأواخر فقد ندر وجوده فلا

تكاد تقع العين عليه إلا في بعض المكتبات العامة والخاصة، لذلك تصدينا لإعادة طبعه لنجعله في متناول أيدي الباحثين وأهل الفن، ونحن نقدمه إلي القراء آملين أن نكون قد حققنا لهم رغبة وأسدينا لهم خدمة والله تعالي هو الموفق.

الناشر محمد كاظم الكتبي مدير المكتبة الحيدرية

(٥)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الخلود (1)

ترجمة المؤلف

ترجمة المؤلف بقلم الأستاذ العلامة الكبير الشيخ محمد رضا الشبيبي (1) 1 - نشأته وتحصيله:

ما زلت تلهج بالتاريخ تكتبه * حتي رأيناك بالتاريخ مكتوبا من مؤرخينا الذين خدموا تاريخ هذه البلاد وخططها إجمالا، بما أثبتوه من الأحداث التي أدركوها وأفاقوا عليها، وبما ضموه إلي ذلك، مما استخرجوه من بطون الدفاتر والآثار، أو ما نقبوا عنه بين الجنادل والأحجار، المؤرخ العراقي الكبير السيد حسين ابن أحمد بن إسماعيل بن زيني الحسني النجفي الشهير بالبراقي.

ولد في النجف سنة 1261 ه أو بعدها بسنة، ومال منذ نعومة أظفاره إلي البحث والعلم وذويهما، مباينا جميع أفراد أسرته في ذلك، وأولع بالتاريخ خاصة كأنما جبل علي استقراء الحوادث وتتبع الأحداث، فجلس إلي العلماء، واختلف إلي أندية المعمرين من أهل العلم والخبرة، واستفاد مما يدور علي ألسنتهم غير ما كان يتقدم إلي السؤال عنه بنفسه، وقد نشأ واعيا جيد الانتباه، فكانت تسترعي التفاته كل واقعة تقع حوله، فيبادر إلي تدوينها وهي علي طرف التمام منه، سوي ما كان ينتهي إليه من جوائب أخبار البلاد النائية، فكان يقيد أكثر ذلك ويحصيه حتي لا يفوته منه شئ، ومن محاسن الاتفاق أنه عمر طويلا وسبق له الاشتغال بالتدوين والتقييد منذ مراهقته، فعظمت مجموعة ما أحصاه من الوقائع التاريخية التي رافقت أيامه، عدا ما استخرجه من بطون الدفاتر والآثار، وقد

كان عاكفا علي جمع الكتب والنظر فيها، لا سيما ما كان منها تاريخيا، وكان تخلف حاله وقلة ماله يمنعانه من اقتنائها، فالتجأ إلي انتساخ ما يحتاجه من الأسفار حتي انتسخ بيده بعض المطبوعات، لما لم يتهيأ له الاحتواء عليها، فورق لنفسه بنفسه مكتبة صغيرة فيها

1 - نقلا عن مجلة الاعتدال النجفية: 1 / 113 - 117.

(٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (2)، أحمد بن إسماعيل (1)، دولة العراق (1)

جملة من الآثار المهمة النادرة، وقد أفادته الوراقة وانتساخ الكتب فائدة مزدوجة، وذلك أنه استنفض جميع ما ورقه من الكتب بالمطالعة، فاتسعت مادته التأريخية من هذه الناحية، أضف إلي ذلك وقوفه في دور الكتب - وما أكثرها في عهده - علي كثير من الأمهات المطبوعة والمخطوطة، فعكف علي مطالعتها بحذافيرها حتي استخرج حقائق تأريخية كثيرة مما لا مظنة للتاريخ فيه من كتب الفقه والحديث والرجال، فدل علي عظم اجتهاده ومضاء عزيمته، كما تسني له التطواف في رقعة عريضة من سواد العراق، فشاهد طائفة من المعالم والأطلال العراقية القديمة حيث قرن العلم بالعمل فيها، ثم لما كان ممن يميل إلي الاتساع في تاريخ العراق - من بعد انقراض الدولة العباسية - لا مناص له من التعويل علي اللغة الفارسية إذ أن شطرا من تاريخ بلادنا إذ ذاك مدون بلغة الفرس، لقيام الدولة الأجنبية الصرفة علي أنقاض الدولة العباسية، فقد مال البراقي إلي تتبع كتب التاريخ الفارسية بغية الاستفادة مما دون فيها من تاريخ العراق.

وبالجملة كان جل همه مصروفا إلي التاريخ، فلذلك استقل واختص فيه ولم يشارك في شئ سواه من العلوم والفنون … اللهم إلا في علمي الأنساب والرجال لاتصالهما بذلك الفن، فقد ضرب إليهما مؤرخنا بعرق عريق، وقد

كان ضيق العطل في اللغة العربية زهيد البضاعة في الإنشاء والترسل، فلا مطمع لعشاق البلاغة والفصاحة في شئ من آثاره، لأن لغته في أكثرها نمط وسط بين لغة العامة والفصحاء، وفي آثاره أيضا كثير من الحشو الذي لا يوافقه عليه ذوو العقول النيرة في هذا العصر، وفيها أيضا ما فيها من الخطأ في الاجتهادات والاستنتاجات التأريخية، دع عنك ما يغلب عليها شأن أكثر الكتب القديمة من التشويش وسوء الترتيب والتبويب إلي هذا ونحوه، علي أن ذلك بأجمعه لا يغض من منزلة كتبه وآثاره الخطيرة بالقياس إلي فوائدها الجليلة.

2 - أخلاقه وأحواله:

كنا خلال أيام الطفولة نكثر من الاختلاف إلي دار إقامة السيد البراقي في النجف للاستظهار من القرآن المجيد، فكانت داره لا تخلو من غروس مخضرة ومن شجرة ونخيلة قائمة، وهناك شويهة مرتبطة، وها هنا وحشية مقتنصة، وثم طويرات جميلة تتطاير في فضاء الدار أو تتدافع في ساحتها الواسعة، يتعهدها شيخ مشرق الوجه

(٨)

صفحهمفاتيح البحث: الدولة العباسية (العباسيون) (2)، دولة العراق (4)، مدينة النجف الأشرف (1)، القرآن الكريم (1)، الضرب (1)، الوسعة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)

باسم الثغر نحيف إلي الطول والسمرة، وكل ما يبدو لك في الدار يدل علي لطف الطبع، واجتناب التكلف، والميل إلي الحياة في مظاهرها الفطرية الصحيحة، وكان البراقي مع ذلك رقيق القلب جم المروة، منفاقا علي عياله الكثيرين، ممتعضا متبرما من أخلاق معاصريه، لا سيما الطبقة التي انتظم في سلكها، وطالما شكا في مؤلفاته مما تسرب إلي بيئته إذ ذاك من مساوئ غريبة لا تتفق مع ما طبع عليه العربي الصريح من شيم محمودة وأخلاق فاضلة، حتي حمله ذلك علي الانتزاح إلي قرية من قري السواد، هي قرية اللهيبات، إحدي قري الحيرة

وذلك في حدود سنة 1320 ه، فأقام فيها علي نكد من العيش وضيق المكسب، يستغل هو وأولاده ضيعة صغيرة تفاديا من مسألة اللئام، إلي أن توفي (رحمه الله) في ضيعته المذكورة، وذلك في شعبان سنة 1332 ه.

كان أيضا علي جانب لا يستهان به من قوة الحافظة وجودة الذكر وحضور البال وكثرة التتبع والاستقراء، إلي هذا ومثله من مزايا المؤرخين علي الإجمال، كما يظهر ذلك مما تركه من الآثار الكثيرة تأليفا وانتساخا، مع قلة ذات يده، وانصرافه إلي تدبير معاشه، وقد اتفقت لنا زيارته في ضيعته سنة 1331 - أي قبل وفاته بسنة - وذلك بعد غياب طويل لمشارفة بعض كتبه التي لم يسبق لنا الاطلاع عليها، ولمذاكرته في بعض المسائل التاريخية التي عرف بالتنقيب عنها في بعض جهات العراق.

3 - مؤلفاته وآثاره:

تربو مؤلفات المؤرخ البراقي (رحمه الله) علي ثمانين مجلدا رأينا أهمها بخط يده، ولم يطبع منها شئ علي ما نعلم إلي الآن، وهي نتيجة أبحاثه وتتبعه مدة عمره، وفيها مادة تاريخية غزيرة علي علاتها إجمالا، وقد رمي في بعض مؤلفاته المذكورة إلي أغراض إصلاحية نسله، ومن ذلك أنه أزاح الستار عن حقيقة كثير من القبور والمزارات المنتشرة في قري السواد المنسوبة إلي بني الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) وبناتهم، وأشار إلي أن الأصل في معظمها من عمل المرتزقة الذين يستغلون جهل العامة، قال: ويوجد أمثال هذه المزارات في الشام والحجاز وأكثرها مصنوع، وقد أورد ذلك في مجموعة الحكايات، وهي إحدي مجاميعه، وإليك قائمة بأسماء

(٩)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، شهر شعبان المعظم (1)، الشام (1)، الطهارة (1)

مؤلفاته:

1 - بهجة المؤمنين في أحوال الأولين والآخرين، أربع مجلدات ضخمة كبيرة وهو تاريخ عام انتهي به إلي أيامه.

2 -

قلائد الدرر والمرجان فيما جري في السنين من طوارق الحدثان. تاريخ أيضا في مجلد واحد عول فيه علي كتب نادرة.

3 - براقية السيرة في تحديد الحيرة، وفيه فصول تاريخية قيمة عن الحيرة، ومنه يستدل علي أنه كان مطبوعا علي التنقيب عن تاريخ العراق وآثاره القديمة.

4 - كتاب الحنانة والثوية، رسالة لطيفة في تحقيق هذين الموضعين.

5 - الجوهرة الزاهرة في فضل كربلاء ومن حل فيها من العترة الطاهرة، مجلد واحد وفيه مادة تأريخية عن كربلاء.

6 - السيرة البراقية في رد صاحب التحفة العنبرية، في الأنساب.

7 - عقد اللؤلؤ والمرجان في تحديد أرض كوفان ومن سكن فيها من القبائل والعربان (1). مجلد واحد، وهو من أمتع آثاره ومن أوعي ما كتب عن الكوفة، وقد ألم فيه بتاريخها القديم والحديث إلي أواخر أيامه.

8 - اليتيمة الغروية في الأرض المباركة الزكية، وهو تاريخ للنجف.

9 - النخبة الجلية في أحوال الوهابية، وفيه تاريخ ظهورهم ووقائعهم في العراق وغيره.

10 - كتاب قريش وأحوالهم.

11 - كتاب بني أمية وأحوالهم.

12 - إكسير المقال في مشاهير الرجال.

13 - منبع الشرف، رسالة في مشاهير علماء النجف، وقد استعيرت منه نسخة الأصل لهذا الكتاب ولم تعد إليه من قبل المستعير، كما ذكره لنا بحينه.

14 - تغيير الأحكام فيمن عبد الأصنام.

15 - كشف النقاب في فضل السادة الأنجاب.

16 - الهاوية في تاريخ يزيد بن معاوية.

1 - وهو هذا الكتاب الذي بأيدينا.

(١٠)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (2)، مدينة كربلاء المقدسة (2)، مدينة الكوفة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، يزيد بن معاوية لعنهما الله (1)، بنو أمية (1)

17 - معدن الأنوار في النبي وآله الأطهار (عليهم السلام).

18 - البقعة البهية، مختصر في تاريخ الكوفة الزكية.

19 - السر المكنون في الغائب

المصون، وهو رد علي الجهلاء الذين عينوا زمان ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) زاعمين أننا في آخر زمان.

20 - ارشاد الأمة في جواز نقل الأموات إلي مشاهد الأئمة (عليهم السلام).

21 - كشف الأستار في أولاد خديجة من النبي المختار (صلي الله عليه وآله).

22 - رسالة في تاريخ الشيخ المفيد (رحمه الله).

23 - رسالة في السهو والنسيان وهل ثبتا للنبي (صلي الله عليه وآله) وكثير غير ذلك.

هذا وقد حملت مؤلفاته المذكورة في جملة ما حمل من كتبه ومعظمها بخط يده وذلك من قبل ورثته، وهم يجهلون الاحتفاظ بالآثار، وذلك لينادي عليها في سوق الكتب في النجف، وذلك في شوال سنة 1333، فداخلنا لذلك من الغم شئ عظيم لعلمنا بما ستصير إليه حال هذه الكتب إذا احتوي عليها منتحلو الآثار وما أكثرهم في هذه الديار، وكان ذلك آخر عهدنا بها، ففي ذمة التاريخ.

(١١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة الكوفة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، شهر شوال المكرم (1)، الشيخ المفيد (قدس سره) (1)، النسيان (1)، الجواز (1)، السهو (1)

المقدمة

المقدمة بقلم العلامة الأستاذ الشيخ محمد رضا المظفر عميد كلية الفقه في النجف الأشرف ما أعظم تاريخ الكوفة وما أجل ما أبقته لنا من آثار أدبية وعلمية لا تنسي مدي الدهر، مصرها الإسلام في إبان نهضته الكبري، وفي زمان كان يقفز بأجنحة من الإيمان ليحلق علي العالم كله بهدايته، ويكتسح جبابرة الكفر وطواغيت الشرك، لقد كان وهو يناطح مملكة فارس العظيمة يبحث جيشه عن مقر للقيادة العامة تتوفر فيه شروط الصحة والراحة، فرحبت به هذه الأرض (أرض كوفان) وهي ضاحكة له بسمائها المجلوة، ومائها

العذب، ونسيمها الساحر الذي يتألف من نسيم السواد المبلول وهبوب الصحراء الجافة، وأصبحت (كوفة الجند) … وهذا مبدأ تكونها التاريخي.

ولكن جامعها العظيم هو قلب الكوفة النابض، أو المركز الجذاب لدائرة الجند العربي، فلف حوله هذا الجند الفاتح الفخور بقوته وإيمانه، والذي يتمثل في هذه القبائل العربية، فراحت كل قبيلة تلتمس في هذا الجامع فخرا إلي فخر، أو ميزة لعزها بالاختصاص بأحد جوانب الجامع الأعظم، فأصبحت الكوفة (كوفة القبائل) أيضا، وقسمت إلي أرباعها المعروفة، كل ربع إلي جانب من الجامع تختص به عدة قبائل، وكان أحظاها هاتي التي اختصت بالجانب الشرقي أفضل جوانب المسجد، وهم قبائل اليمن، وقسمت بعد ذلك إلي محلاتها السبع.

فمرت عليها - بحكم ضرورة التقدم - أطوار العمران، من مضارب وخيم، إلي دور بنيت باللبن غير المشوي فأنشأت الشوارع والسكك، إلي دور وقصور بنيت بالآجر، وهذا حديث شيق يغري المؤرخ علي البحث والتنقيب.

ولما تمصرت الكوفة علي هذا النحو أصبحت مركزا للسياسة الإسلامية وعاصمة للخلافة، فمرت عليها - بتأثير مركزها - أدوار متناقضة هي جملة أدوار الإمبراطورية الإسلامية، فمنيت بحروب وحوادث محزنة ومدهشة، كل هذا ما

(١٣)

صفحهمفاتيح البحث: الشيخ محمد رضا المظفر (1)، مدينة الكوفة (6)، مدينة النجف الأشرف (1)

جعل لها منزلتها التاريخية اليوم وفي كل يوم التي ترتبط بتاريخ تطورات الإسلام في أهم عصوره وأدق ظروفه، والتي تستهوي غواة التتبع والبحث.

ثم لم ترض بذلك حتي جعلت لها مركزا للأدب والعلم - نتيجة لمركزها السياسي - هو الوحيد بين البلاد الإسلامية، ما عدا البصرة يومئذ التي تنازعها هذه المنزلة فيتصارعان ويتجاولان، وكثيرا ما جر هذا التحزب إلي الخلاف في الآراء العلمية والأبحاث الأدبية، ولا زلنا نسمع قال الكوفيون وقال البصريون.

فكانت الكوفة أيضا كوفة العلم والأدب،

أو مدرسة الثقافة الإسلامية الجامعة وهذا ما زاد في قيمتها التاريخية بآثارها العلمية والأدبية، وبما أنجبت من علماء وأدباء وشعراء، هم مفاخر التاريخ الإسلامي في أهم أدوار نهضته الثقافية.

كلنا يعرف عن الكوفة شيئا من أهميتها التاريخية في هذه النواحي التي تقدمت - وفي نواح أخري تعرفها في غضون هذا المؤلف الذي بين أيدينا - ولكنا لم نعرفها في مؤلف واحد جمع شتات تأريخها علي ما بها من مغريات للباحثين والمؤرخين، وإنما التاريخ الإسلامي في أدواره التي مرت، والكوفة مركز حركته السياسية والعلمية والأدبية بل التجارية، يعطينا فكرة عامة مشوشة عنها تحتاج إلي التنظيم والتنسيق، ولا يزال كثير من نواحيها يحتاج إلي تدقيق عميق وبحث طويل في المصادر التاريخية المنوعة، وفي مواقع متفرقة في كتب اللغة والحديث والأدب والرجال والبلدان التي لا تحصي، فما أشرف الناس إلي مؤلف يشبع نهمتهم في تاريخ هذه البلدة القديمة، ولماذا غفل المؤرخون عن هذه النقطة الأخاذة.

نعم، سمعنا وقرأنا عن بعض المؤلفات القديمة التي طواها الدهر معه وضن بها علي الباحثين، فلم تبق لها عين ولا أثر، منها:

1 - تاريخ الكوفة، لأبي الحسين محمد بن جعفر المعروف بابن النجار الكوفي المتوفي في سنة 402 ه ذكره في كشف الظنون.

2 - تاريخ الكوفة، لابن مجاهد المعروف، ذكره في كشف الظنون أيضا.

3 - كتاب الكوفة وما فيها من الآثار والفضل، للنجاشي صاحب كتاب الرجال المشهور، ذكر في ترجمته.

4 - كتاب في المزار وفضل الكوفة ومساجدها، لجعفر بن الحسن بن شهريار المتوفي في سنة 340 ه، ذكره النجاشي المتقدم في رجاله.

(١٤)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب كشف الظنون لحاجي خليفة (2)، مدينة الكوفة (8)، مدينة البصرة (1)، جعفر بن الحسن (1)، محمد بن جعفر (1)

ولما ألقي المستشرق

الفرنسي المشهور المسيو ماسنيون محاضرته عن الكوفة في الجامعة المصرية، لفت الأنظار إلي هذا الموضوع التاريخي المهم، وكان لها وقع جميل في نفوس المثقفين، مما دل علي شغف الناس في تعرف تاريخ الكوفة هذه البلدة القديمة، وليس هذا مما يشفي العليل وينقع الغلة، أين المحاضرة الواحدة مهما كان صاحبها من تاريخ هذه البلدة العظيمة الكبيرة التي امتدت عدة قرون، شعلة من حروب وحركات سياسية وأدبية وعلمية إلي أن انطفأت مرة واحدة، علي أنا لا نزال بحاجة إلي كتاب قديم يصح أن نعول عليه كسند تاريخي نحتج به.

إذن بماذا نسد هذه الحاجة، وأين لنا بالكتاب الذي يطمئن رغبة المولعين بالآثار القديمة؟

أظن - لأدني تفكير - يذهب فكر القارئ لينجو من هذه الحيرة إلي اقتراح جمع المتفرقات فيما يخص الكوفة المبثوثة في غضون الكتب المتنوعة، فتؤلف تأليفا منسقا في كتاب واحد علي شريطة ألا يقحم رأي المؤلف بين آراء القدماء، ولا يتصرف بأكثر من نقل أقوالهم وتنظيمها، وبذلك يهيأ كتاب قديم في أقواله وآرائه كما نروم، وإن كان حديثا في جمعه، فيتمكن به الباحث أن يصل إلي الحقائق مع الوقوف علي حفريات الأثريين الحديثة، ويحقق الغرض الذي من أجله يعني المحققون بالكتب القديمة.

ولكن هل يظن المقترح أن من السهل تلبية مثل هذا الاقتراح؟ وكم تراه يحتاج إلي مجهود عظيم وسبر طويل في بطون الكتب التي لا حد لها، وكم يحتاج إلي أمانة في النقل ودقة في الملاحظة وإتقان في الوضع.

ومن حسن الصدف أو من توفيق الباحثين أن يلبي هذا الاقتراح قبل وقوعه، فيخرج لنا العلامة الأستاذ السيد محمد صادق آل بحر العلوم (1) هذا الكتاب الذي

١ - وهو أحد أعلام أسرة بحر العلوم العريقة، والتي عرفت بالعلم

والتقوي، ونسب نفسه بأرجوزته:

وبعد جاء في الصحيح المسند * عن النبي المصطفي محمد بأن كل سبب ونسب * ينبت إلا سببي ونسبي فاستمعن يا أيها الخل الوفي * نظم الفقير الفاطمي الأشرف أرجوزة سمت علي الجوزاء * إذا قد حوت لنسب الآباء أنهيت فيها لعلي نسبي * أربعة بعد ثلاثين أبي مبتدأ بوالدي المهذب * وفقه الله لنيل الأرب وهو سمي المجتبي الزكي الحسن * ذا شبل إبراهيم صاحب المنن نسل الحسين بن الرضا بن المهدي * حليف سؤدد ربيب المجد.

وينتهي نسبه إلي إسماعيل بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثني ابن الإمام الحسن المجتبي (عليه السلام)، وعرف السيد محمد صادق بحر العلوم بأنه صاحب التأليفات والتحقيقات المشهورة والكثيرة، ومن تأليفاته: السلاسل الذهبية، والمجموع الرائق، ولؤلؤة البحرين، ودليل القضاء الشرعي، وغيرها كثير، أما تحقيقاته فهي كثيرة جدا، منها: رجال الطوسي، الفهرست للطوسي، فرق الشيعة، تاريخ اليعقوبي، رجال ابن داود، رجال الخاقاني، وغيرها كثير، وأما الكتب التي صدرها بمقدمة فهي كثيرة جدا، توفي سنة ١٣٩٩ ه ق.

وللتفصيل راجع ترجمته في الفوائد الرجالية: ١ / 173 - 177 رقم 6.

(١٥)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، الظنّ (1)، الحاجة، الإحتياج (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (1)، كتاب رجال الخاقاني للشيخ علي الخاقاني (1)، كتاب رجال الطوسي للشيخ الطوسي (1)، إبراهيم الغمر بن الحسن المثني (1)، يوم عرفة (1)

بين أيدينا من تأليف الفاضل المرحوم السيد حسين البراقي، ذلك المؤلف الشهير المشكور علي تنبهاته لكثير من المواضيع التاريخية التي لم يطرقها غيره من المؤلفين، وعنايته الخاصة بها، ولا تزال مؤلفاته المخطوطة بمكتبات النجف مصدرا نافعا لتاريخ النجف وعلمائها يعتمد عليها، ومن مؤلفاته الثمينة المبتكرة

له هذا الكتاب (تاريخ الكوفة) الذي قد سمعت حاجة الباحثين إلي مثله وفقدان المؤلفات القديمة التي سمعنا عنها ولم نرها.

وقد وفي هذا المؤلف بشرط المقترح، فجمع أقوال العلماء المتقدمين والأحاديث والسنن كما هي، ليوقفك علي إضمامة من تاريخ الكوفة لا تستطيع أن تقف عليها في غير هذا الكتاب مجموعة.

ولما كان الكتاب الأصلي غير واف باستقصاء تاريخ الكوفة، انبري له صديقنا الأستاذ السيد محمد صادق آل بحر العلوم، فزاد فيه زيادة ذات شأن يذكر فيشكر، ونقحه تنقيحا زاد في جماله وقيمته التأريخية، حتي أصبح كتابا مشتركا بينهما، وإذا كان قد نسبه إلي مؤلفه الأصلي، فلأجل الاعتراف بفضل المتقدم و إبتكاره للموضوع الذي كان أساسا متينا بني عليه هذا الكتاب، فخرج وافيا بالغرض.

(١٦)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، مدينة النجف الأشرف (2)

وتعرف تصرفاته وزياداته علي الأكثر في أواسط الكتاب وأواخره، إذ تشم أن الأسلوب قد تغير، لما لم يتفق له مؤلف في عصر السيد البراقي، ويتجلي ذلك لك عندما تقرأ المنقول عن المؤلفات التي طبعت أو عن المقالات التي أنشأت بعد البراقي بسنين كثيرة.

ولا يسعني إلا أن أعظم مجهود صديقي الأستاذ، وتحرياته الثمينة وتنقيباته عن كل شاردة وواردة، بما لم يتفق له باحث غيره، ولئن زج بعض محاكماته التاريخية وآرائه الخاصة أحيانا، فتلك ضرورة البحث تدعوه وإلا فهو محتفظ بشرط المقترح، ينقل لنا أقوال المتقدمين وآراء المتأخرين كما هي، فأعطانا أثمن مجموعة نادرة في هذا الموضوع.

ومن المواضيع التي استقل بها وحده في هذا الكتاب ولم يكن لها أساس في الأصل: معجم أسماء الكوفة وقرائها ومحلاتها وما يتعلق بها من النواحي والبقاع والديارات والقصور … الخ، ومعجم نقبائها وقضاتها وولاتها وتاريخ حوادثها وفتنها وغير ذلك كثير.

فأرجو لكتابه التوفيق وأداء

الغاية التي جمع لأجلها.

النجف الأشرف محمد رضا المظفر

(١٧)

صفحهمفاتيح البحث: الشيخ محمد رضا المظفر (1)، مدينة الكوفة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)

خارطة الكوفة القديمة

(١٨)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)

مقدمة المؤلف

[مقدمة المؤلف] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، والسماوات والأرضين، أحمده وأستعين به، وأصلي علي نبيه وأمينه محمد سيد المرسلين، وعلي آل بيته الطيبين الطاهرين، سادات الأولين والآخرين، الذين بولايتهم ومودتهم يكمل الدين و نعد من المؤمنين.

أما بعد:

فيقول المفتقر إلي رحمة ربه الغني، حسين بن أحمد الحسني، الشهير بالسيد حسون البراقي النجفي عامله الله بلطفه الخفي: لما فرغت من تأليف كتاب البقعة البهية فيما ورد في مبدأ الكوفة الزكية، وذكرت فيه فضل الكوفة وفضل مسجد سهيل وما ورد فيهما وأعمالهما، وغير ذلك من تحديدها، وبنائها، ونزول القبال فيها وخرابها، أحببت أن أذكر فيها رسالة مختصرة نافعة لمن نظر فيها، وأن أبين أن الكوفة قديمة لا سيما مسجدها.

(١٩)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، الإخفاء (1)، الطهارة (1)، السجود (1)

فضل مسجد الكوفة

فضل مسجد الكوفة إن مسجد الكوفة أقدم من كل المساجد عدا بيت الله الحرام، كما ورد في الأخبار المأثورة في كتب السير والتواريخ.

وورد أنه كان معبد الملائكة من قبل خلق آدم، وأنه البقعة المباركة التي بارك الله فيها، وأنه معبد أبينا آدم وما بعده من الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) ومعبد الأولياء و الصديقين، وأن من فضله عند الله أن المسافر حكمه التقصير في الصلاة إلا في أربعة مواضع: أحدها مسجد الكوفة، فله التخيير في القصر والإتمام.

وقد وردت في فضل مسجد الكوفة أخبار كثيرة، وأن جميع فقهائنا ممن ألف و صنف من عصر الأئمة إلي عصرنا، ذكرها وذكر فضلها وشرفها وما لمن تعبد في مسجدها، وكذلك ذكرها أهل السير والتواريخ من الخاصة والعامة، وأطنبوا في ذكرها وما في مسجدها من المزية علي سائر المساجد عدا بيت الله الحرام ومسجد النبي (صلي الله عليه وآله).

مسجد

الكوفة قال المجلسي في الجزء الثاني والعشرين من البحار بحذف الإسناد: عن حبة العرني وميثم الكناني قالا: أتي رجل عليا (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين إني تزودت

(٢٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مسجد، جامع الكوفة (5)، العلامة المجلسي (1)، السجود (3)، الصّلاة (1)، القصر، التقصير (1)

زادا وابتعت راحلة وقضيت ثباتي - أي حوائجي - وأريد أن أنطلق إلي بيت المقدس.

قال له (عليه السلام): «انطلق فبع راحلتك وكل زادك وعليك بمسجد الكوفة، فإنه أحد المساجد الأربعة، ركعتان فيه تعدلان كثيرا فيما سواه من المساجد، والبركة منه علي رأس اثني عشر ميلا من حيث ما جئته، وقد ترك من أسه ألف ذراع، ومن زاويته فار التنور، وعند الأسطوانة الخامسة صلي إبراهيم الخليل، وصلي فيه ألف نبي وألف وصي، وفيه عصا موسي وخاتم سليمان، وشجرة اليقطين، ووسطه روضة من رياض الجنة، وفيه ثلاثة أعين يزهرن، عين من ماء، وعين من دهن، وعين من لبن، أنبتت من ضغث تذهب الرجس وتطهر المؤمنين، ومنه مسير لجبل الأهواز، وفيه صلي نوح النبي، وفيه أهلك يغوث ويعوق، ويحشر منه يوم القيامة سبعون ألفا ليس عليهم حساب ولا عذاب، جانبه الأيمن ذكر وجانبه الأيسر مكر، ولو علم الناس ما فيه من الفضل لأتوه (حبوا)» (1).

وروي المجلسي أيضا: بالإسناد عن حماد بن زيد الحارثي قال: كنت عند جعفر بن محمد (عليه السلام) والبيت غاص من الكوفيين فسأله رجل منهم: يا بن رسول الله إني ناء عن المسجد وليس لي نية الصلاة فيه.

فقال: «أئته، فلو يعلم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا».

قال: إني أشتغل.

قال: «فأته ولا تدعه ما أمكنك، وعليك بميامنه مما يلي أبواب كندة، فإنه مقام

إبراهيم، وعند الخامسة مقام جبرئيل، والذي نفسي بيده لو يعلم الناس من فضله ما أعلم لازدحموا عليه» (2).

وفي محاسن البرقي والبحار: بالإسناد عن هارون بن خارجة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «كم بينك وبين مسجد الكوفة يكون ميلا؟»

١ - بحار الأنوار: ٧٩ / ٣٩٤ - ٣٩٥ ح ٢٨، وكذا: الكافي: ٣ / ٤٩١ ح ٢، التهذيب: ٣ / ١ ٢٥١ ح ٩، كامل الزيارات: ٨٠ ح ٧٦، المزار للمشهدي: ١٢٧ ح ٨، وما بين القوسين أثبتناه من المصادر.

٢ - بحار الأنوار: ٧٩ / ٣٩٥ ح ٣٠، وكذا: فضل الكوفة ومساجدها للمشهدي: ٣٥، والمزار: ١٢٩ ح ١٠، ومستدرك الوسائل: ٣ / 409 ح 1.

(٢١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (2)، يوم القيامة (1)، العلامة المجلسي (1)، هارون بن خارجة (1)، حماد بن زيد (1)، السجود (2)، الصّلاة (2)، كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه (1)، كتاب مستدرك الوسائل (1)، مدينة الكوفة (1)، كتاب بحار الأنوار (2)

قلت: لا.

قال: «فتصلي فيه الصلاة كلها؟» قلت: لا.

قال: «أما لو كنت حاضرا بحضرته لرجوت أن لا تفوتني فيه صلاة، أوتدري ما فضل ذلك الموضع؟

ما من نبي ولا عبد صالح إلا وقد صلي في مسجد الكوفة، حتي أن رسول الله (صلي الله عليه وآله) لما أسري به إلي السماء قال له جبرئيل (عليه السلام): أتدري أين أنت يا محمد الساعة؟ أنت مقابل مسجد كوفان.

قال: فاستأذن لي أصلي فيه ركعتين.

فنزل فصلي فيه، وأن مقدمه لروضة من رياض الجنة وميمنته وميسرته لروضة من رياض الجنة، وأن وسطه لروضة من رياض الجنة، وأن مؤخره لروضة من رياض الجنة، والصلاة فيه فريضة تعدل بألف صلاة

والنافلة فيه بخمسمائة صلاة» (1).

وذكر في الأمالي: بالإسناد عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثل ما مر آنفا، وزاد في آخره: «وإن الجلوس فيه بغير صلاة ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا» (2).

وفي الأمالي والبحار: بالإسناد عن محمد بن الحسن، عن هارون بن خارجة قال: قال لي الصادق (عليه السلام): «كم بين منزلك وبين مسجد الكوفة؟» فأخبرته، قال: «ما بقي ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد صالح دخل الكوفة إلا وصلي فيه، وأن رسول الله (صلي الله عليه وآله) مر به ليلة أسري به فاستأذن له الملك فصلي فيه ركعتين، والصلاة فيه الفريضة بألف صلاة، والنافلة فيه بخمسمائة صلاة، والجلوس فيه من غير تلاوة قرآن عبادة، فأته ولو زحفا» (3).

وفي تفسير العياشي والبحار أيضا: عن هارون بن خارجة قال: قال أبو عبد

١ - المحاسن: ١ / ٥٩ ح ٨٦، بحار الأنوار: ٧٩ / ٣٩٨ ح ٣٩.

٢ - أمالي الطوسي: ٤٢٩ ح ٩٥٧، وكذا: الكافي: ٣ / ٤٩١ ح ١، كامل الزيارات: ٧٣ ح 6.

3 - أمالي الطوسي: 428 ح 14، أمالي الصدوق: 469 ح 4، البحار: 80 / 359 ح 11.

(٢٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مسجد، جامع الكوفة (2)، كتاب أمالي الصدوق (5)، مدينة الكوفة (1)، هارون بن خارجة (3)، محمد بن الحسن (1)، الصّلاة (11)، الركوع، الركعة (1)، السجود (1)، كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه (1)، كتاب بحار الأنوار (1)

الله (عليه السلام): «يا هارون كم بين منزلك وبين المسجد (1) الأعظم؟» فقلت: قريب.

قال: «يكون ميلا؟»

فقلت: لكنه أقرب.

قال: «فما تشهد الصلاة كلها فيه؟» فقلت: لا والله جعلت فداك ربما شغلت.

فقال لي: «أما إني لو كنت بحضرته ما فاتني فيه الصلاة».

ثم قال هكذا بيده: «ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد صالح إلا وقد صلي في مسجد كوفان، حتي محمد (صلي الله عليه وآله) ليلة أسري به جبرئيل فقال: يا محمد هذا مسجد كوفان.

فقال: استأذن لي حتي أصلي فيه ركعتين.

فاستأذن له فهبط به وصلي فيه ركعتين.

ثم قال: أما علمت أن عن يمينه روضة من رياض الجنة، وعن يساره روضة من رياض الجنة، أما علمت أن الصلاة المكتوبة فيه تعدل ألف صلاة في غيره، والنافلة فيه بخمسمائة صلاة، والجلوس فيه من غير قراءة قرآن عبادة».

ثم قال - هكذا بإصبعه فحركها -: «ما بعد المسجدين أفضل من مسجد كوفان» (2).

وفي الأمالي والبحار: بالإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «جاء رجل إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو في مسجد الكوفة فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

فرد عليه السلام فقال: جعلت فداك إني أردت المسجد الأقصي فأردت أن أسلم عليك وأودعك.

فقال: وأي شئ أردت بذلك؟

فقال: الفضل جعلت فداك.

قال: فبع راحلتك وكل زادك وصل في هذا المسجد، فإن الصلاة المكتوبة فيه

١ - في المطبوع زيادة: (الكوفة).

٢ - تفسير العياشي: ٢ / ٢٧٧ ح ٦، بحار الأنوار: ١٨ / 404 ح 109.

(٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، المسجد الأقصي (1)، الركوع، الركعة (2)، الفدية، الفداء (3)، الشهادة (1)، السجود (5)، الصّلاة (7)، مدينة الكوفة (1)، كتاب بحار الأنوار (1)

حجة مبرورة والنافلة عمرة مبرورة، والبركة منه

علي اثني عشر ميلا، يمينه يمن ويساره مكر، وفي وسطه عين من دهن وعين من لبن وعين من ماء شرابا للمؤمنين وعين من ماء طهرا للمؤمنين، منه سارت سفينة نوح وكان فيه نسر ويغوث ويعوق وصلي فيه سبعون نبيا وسبعون وصيا أنا أحدهم».

وقال بيده في صدره: «ما دعا فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج إلا أجابه الله وفرج عنه كربته» (1).

وفي الأمالي والبحار: بالإسناد عن إسحاق بن يزداد قال: أتي رجل أبا عبد الله (عليه السلام) فقال: إني قد ضربت علي كل شئ لي ذهبا وفضة وبعت ضياعي فقلت:

أنزل مكة؟

فقال: «لا تفعل فإن أهل مكة يكفرون بالله جهرة».

قال: ففي حرم رسول الله (صلي الله عليه وآله)؟

قال: «هم شر منهم».

قال: فأين أنزل؟

قال: «عليك بالعراق الكوفة، فإن البركة منها علي اثني عشر ميلا هكذا وهكذا وإلي جانبها قبر ما أتاه مكروب قط ولا ملهوف إلا فرج الله عنه» (2).

وفي فرحة الغري والبحار: بالإسناد الطويل عن ابن البطائني عن صفوان عن أبي أسامة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «الكوفة روضة من رياض الجنة، فيها قبر نوح وإبراهيم وقبور ثلاثمائة نبي وسبعين نبيا وستمائة وصي، وقبر سيد الأوصياء أمير المؤمنين (عليه السلام)» (3).

وفي تفسير العياشي والبحار: عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن المساجد التي لها الفضل فقال: «المسجد الحرام ومسجد الرسول».

قلت: والمسجد الأقصي جعلت فداك؟

فقال: «ذاك في السماء إليه أسري رسول الله (صلي الله عليه وآله)».

١ - كامل الزيارات: ٨٠ ح ١٩، بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٠٣ ح ٥٩، وقال العلامة المجلسي:

وأما العيون فستظهر فيها في زمن القائم (عليه السلام) كما يومي إليه بعض الأخبار.

٢ - كامل الزيارات: ٣١٥

ح ٩، بحار الأنوار: ٩٦ / ٨٣ ح ٣٩ و ٩٧ / ٤٠٤ ح ٦٠.

٣ - فرحة الغري: ٩٨ ح ٤٥، بحار الأنوار: ٩٧ / 404 ح 61.

(٢٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، كتاب أمالي الصدوق (1)، المسجد الأقصي (1)، دولة العراق (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، مدينة الكوفة (2)، إسحاق بن يزداد (1)، مسجد الحرام (1)، القبر (2)، السجود (1)، الحج (1)، الضرب (1)، الفدية، الفداء (1)، الوصية (1)، السفينة (1)، الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه (2)، العلامة المجلسي (1)، كتاب بحار الأنوار (3)

فقلت: إن الناس يقولون: إنه بيت المقدس؟

فقال: «مسجد الكوفة أفضل منه» (1).

وفي الأمالي والبحار: بالإسناد عن الثمالي: أن علي بن الحسين (عليه السلام) أتي مسجد الكوفة عمدا من المدينة فصلي فيه ركعتين، ثم جاء حتي ركب راحلته وأخذ الطريق (2).

وفي البحار: بالإسناد إلي أبي حمزة الثمالي قال: بينا أنا قاعد يوما في المسجد عند السابعة، إذا برجل مما يلي أبواب كندة قد دخل، فنظرت إلي أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا وأنظفهم ثوبا، معمم بلا طيلسان ولا إزار، وعليه قميص ودراعة (3) وعمامة، وفي رجليه نعلان عربيان، فخلع نعليه ثم قام عند السابعة ورفع مسبحتيه حتي بلغتا (شحمتي) أذنيه ثم أرسلهما بالتكبير، فلم تبق في بدني شعرة إلا قامت، ثم صلي أربع ركعات أحسن ركوعهن وسجودهن وقال: «إلهي إن كنت قد عصيتك فقد أطعتك» إلي أن قال: «يا كريم» ثم خر ساجدا ثم رفع رأسه.

فتأملته فإذا هو مولاي زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)، فانكببت

علي يديه أقبلهما، فنزع يده مني وأومأ إلي بالسكوت فقلت: يا مولاي أنا من عرفته في ولائكم فما الذي قد أتي بك إلي ها هنا؟

قال: «هو ما رأيت» (4).

وفي الأمالي والبحار: بالإسناد عن الثمالي قال: دخلت مسجد الكوفة فإذا أنا برجل عند الأسطوانة السابعة قائم يصلي يحسن ركوعه وسجوده، فجئت لأنظر إليه، فسبقني إلي السجود فسمعته يقول: - ثم ساق الدعاء إلي أن قال: - ثم انفتل وخرج من باب كندة، فتبعته حتي أتي مناخ (5) الكلبيين، فمر بأسود فأمره بشئ لم أفهمه، فقلت: من هذا؟

١ - تفسير العياشي: ٢ / ٢٧٩ ح ١٣، بحار الأنوار: ١٨ / ٣٨٥ ح ٩١.

٢ - كامل الزيارات: ٧٠ / ح ١، بحار الأنوار: ٤٦ / ٦٤ ح ٢٤ و ٩٧ / ٣٨٩ ح ٤١.

٣ - الدراعة: هو ثوب الصوف. مجمع البحرين: ٢ / ٢٦.

٤ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٨٨ ح ١٢، وكذا: فضل الكوفة: ٧٧، وما بين القوسين أثبتناه من المصادر.

٥ - المناخ: مبرك الإبل. مجمع البحرين: ٣ / 203.

(٢٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، مسجد، جامع الكوفة (3)، كتاب أمالي الصدوق (2)، السجود (2)، الركوع، الركعة (2)، الكرم، الكرامة (1)، الصّلاة (1)، كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه (1)، مدينة الكوفة (1)، كتاب بحار الأنوار (3)

فقال: هذا علي بن الحسين (عليه السلام).

فقلت: جعلني الله فداك ما أقدمك هذا الموضع؟

فقال: «الذي رأيت» (1).

وفي الأمالي والبحار: بالإسناد عن ابن نباتة قال: بينا (نحن) ذات يوم حول أمير المؤمنين (عليه السلام) في مسجد الكوفة إذ قال: «يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحدا، ففضل مصلاكم وهو

بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلي إبراهيم الخليل ومصلي أخي الخضر ومصلاي، وأن مسجدكم هذا أحد المساجد الأربعة التي اختارها الله عز وجل لأهلها، وكأني به يوم القيامة في ثوبين أبيضين شبيه بالمحرم، يشفع لأهله ولمن صلي فيه، فلا ترد شفاعته، ولا تذهب الأيام حتي ينصب الحجر الأسود فيه، وليأتين عليه زمان يكون مصلي المهدي من ولدي ومصلي كل مؤمن، ولا يبقي علي الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قلبه إليه، فلا تهجرن وتقربوا إلي الله عز وجل بالصلاة فيه، وارغبوا إليه في قضاء حوائجكم، فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض ولو حبوا علي الثلج» (2).

وفي البحار: بالإسناد عن عبد الله بن الوليد قال: دخلنا علي أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في زمان مروان فقال: «ممن أنتم؟» فقلنا: من أهل الكوفة.

قال: «ما من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة لا سيما هذه العصابة، إن الله هداكم لأمر جهله الناس، فأحببتمونا وأبغضنا الناس وتابعتمونا وخالفنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس، فأحياكم الله محيانا وأماتكم مماتنا، فأشهد علي أبي أنه كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يري ما تقر به عينه أو يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هكذا وأهوي بيده إلي حلقه، وقد قال الله عز وجل في كتابه: (ولقد أرسلنا رسلا من

١ - أمالي الصدوق: ٣٨٩ ح ١٢، بحار الأنوار: ٨٣ / ١٩٥ ح ٢ و ٩٧ / ٣٩٠ ح ١٥.

٢ - أمالي الصدوق: ٢٩٨ ح ٨، بحار الأنوار: ٩٧ / 389 - 390 ح 14، وقال المجلسي:

نصب الحجر الأسود فيه كان في زمان القرامطة حيث خربوا الكعبة ونقلوا الحجر إلي مسجد الكوفة ثم ردوه إلي موضعه

ونصبه القائم (عليه السلام) بحيث لم يعرفه الناس.

(٢٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، كتاب أمالي الصدوق (3)، يوم القيامة (1)، مدينة الكوفة (4)، عبد الله بن الوليد (1)، الحجر الأسود (2)، الجهل (1)، الفدية، الفداء (1)، الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، العلامة المجلسي (1)، كتاب بحار الأنوار (2)

قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) (1) فنحن ذرية رسول الله (صلي الله عليه وآله)» (2).

وفي ثواب الأعمال والبحار: عن المفضل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «صلاة في الكوفة تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد» (3).

وفي ثواب الأعمال والبحار: بالإسناد عن أبي بصير قال: سمعت الصادق (عليه السلام) يقول: «نعم المسجد مسجد الكوفة، صلي فيه ألف نبي وألف وصي، ومنه فار التنور، وفيه نجرت السفينة، ميمنته رضوان الله ووسطه روضة من رياض الجنة وميسرته مكر».

فقلت لأبي بصير: ما يعني بقوله مكر؟

قال: يعني منازل الشيطان (4).

وفي ثواب الأعمال والبحار: بالإسناد عن محمد بن سنان قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: «الصلاة في مسجد الكوفة فرادي أفضل من سبعين صلاة في غيره جماعة» (5).

وفي البحار: بالإسناد عن الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «الصلاة في مسجد الكوفة الفريضة تعدل حجة مقبولة، والتطوع فيه يعدل عمرة مقبولة» (6).

وفي الكامل والبحار: بالإسناد عن الأصبغ بن نباتة عن علي (عليه السلام) قال: «النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي، والفريضة فيه تعدل حجة مع النبي، وقد صلي فيه ألف نبي وألف وصي» (7).

وفي الكامل والبحار: عن القلانسي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:

«الصلاة في مسجد الكوفة بألف

صلاة» (8).

١ - سورة الرعد: ٣٨.

٢ - بحار الأنوار: ٢٧ / ١٦٥ ح ٢٢ و ٦٥ / ٢٠ ح ٣٤ و ٩٧ / ٣٩٣ ح ٢٤.

٣ - ثواب الأعمال: ٣٠، بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٩٧ ح ٣٦.

٤ - ثواب الأعمال: ٣٠، بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٩٧ ح ٣٧.

٥ - ثواب الأعمال: ٣٠، بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٩٧ ح ٣٤.

٦ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٠٠ ح ٤٧، وكذا: كامل الزيارات: ٧١ ح ٤.

٧ - كامل الزيارات: ٧٢ ح، بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٠٠ ح ٤٨.

٨ - كامل الزيارات: ٧٣ ح ٧، بحار الأنوار: ٩٧ / 400 ح 49.

(٢٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (3)، مدينة الكوفة (2)، أبو بصير (2)، الأصبغ بن نباتة (1)، محمد بن سنان (1)، الحج (2)، السجود (3)، الصّلاة (7)، السفينة (1)، كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه (3)، كتاب بحار الأنوار (7)، سورة الرعد (1)

وفي البحار: بالإسناد عن المدائني قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «مكة حرم الله، والمدينة حرم محمد رسول الله (صلي الله عليه وآله)، والكوفة حرم علي بن أبي طالب (عليه السلام)، إن عليا حرم من الكوفة ما حرم إبراهيم من مكة وما حرم محمد من المدينة» (1).

وفي الكامل والبحار: بالإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «مكة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي، الصلاة فيها بمائة ألف صلاة والدرهم فيها

بمائة ألف درهم، والمدينة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالب، الصلاة فيها (في مسجدها) (2) بعشرة آلاف صلاة، والدرهم فيها بعشرة آلاف درهم، والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، الصلاة في مسجدها بألف صلاة» (3).

وفي الكامل والبحار: بالإسناد قال أبو عبد الله (عليه السلام): «نفقة درهم بالكوفة تحسب بمائة درهم فيما سواها، وركعتان فيها تحسب بمائة ركعة» (4).

وفي رواية: «الدرهم فيها بألف درهم» (5).

هذا ما ذكرناه في فضل مسجد الكوفة وقد اختصرنا، وأن الأخبار في فضله كثيرة والكتب مشحونة لا حصر لعدها، ومن أراد الزيادة علي ما ذكرناه فليراجع كتب الفقهاء والمزارات والأخبار والتواريخ ومنها: أصول الكافي، وكامل الزيارات، وثواب الأعمال، وأمالي الصدوق، والشيخ المفيد، وعلل الشرائع إلي غير ذلك، وقد اغترفنا منها وفيها الكفاية، وربما نذكر بعد هذا طرفا من فضله.

وأما ما مر من فضل الصلاة في مسجد الكوفة في رواية بحجة، وفي رواية بألف، وفي غيرها أقل أو أكثر، فهذا غير خفي علي أهل المعرفة، وقد أشار إلي ذلك العلامة المجلسي (رحمه الله) في قوله: لعل الاختلافات الواقعة في تلك الأخبار محمولة علي اختلاف الصلوات والمصلين ونياتهم وحالاتهم، مع أن الأقل لا ينافي

١ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٩٩ ح ٤٣، وكذا: أمالي الطوسي: ٦٧٢ ح ٢٣.

٢ - ما بين القوسين لم يرد في الكامل.

٣ - كامل الزيارات: ٧٣ - ٧٤ ح ٨، بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٠٠ ح ٥١.

٤ - كامل الزيارات: ٧٠ ح ٢، بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٩٩ ح ٤٢.

٥ - كامل الزيارات: ٧٤ ح 8، فضل الكوفة: 12.

(٢٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول

الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب علل الشرايع للصدوق (1)، مسجد، جامع الكوفة (2)، كتاب أمالي الصدوق (2)، كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)، مدينة مكة المكرمة (3)، مدينة الكوفة (5)، العلامة المجلسي (1)، الشيخ المفيد (قدس سره) (1)، علي بن أبي طالب (1)، أبو عبد الله (1)، الحج (1)، الصّلاة (8)، كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه (3)، كتاب بحار الأنوار (3)

الأكثر إلا بالمفهوم (1).

وأما الأخبار التي ذكرها من أن ميمنة الكوفة يمن أو روضة من رياض الجنة أو بركة، فذلك أيضا أشار إليه العلامة المجلسي (رحمه الله) وقال: هذا إشارة إلي أرض الغري وكربلاء (2).

وذكرنا أيضا فيما مر: وفيه عصا موسي.

قال المجلسي: أي كانت مودعة فيه فأخذها النبي (صلي الله عليه وآله) والآن أيضا مودعة فيه، وكلما أراد الإمام (عليه السلام) أخذه (3).

وروي في الكافي والبحار: بالإسناد عن أبي عبيدة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:

«مسجد كوفان روضة من رياض الجنة، صلي فيه ألف نبي وسبعون نبيا، وميمنته رحمة وميسرته مكرمة، فيه عصا موسي وشجرة يقطين وخاتم سليمان، ومنه فار التنور ونجرت السفينة، وهي صرة بابل ومجمع الأنبياء» (4).

قال الفاضل المجلسي: صرة بابل: أي أشرف أجزائها، لأن الصرة مجمع النقود التي هي (أنفع) (5) الأموال.

وفي رواية العياشي: سرة بابل بالسين (6).

قال في القاموس: سرة الوادي: أفضل مواضعه (7).

وفي العلل: عن أبي سعيد الخدري قال: قال لي رسول الله: «الكوفة جمجمة العرب ورمح الله تبارك وتعالي وكنز الإيمان» (8).

قال ابن الأثير في نهاية الحديث: أئت الكوفة فإن بها جمجمة العرب، أي ساداتها، لأن الجمجمة الرأس وهو أشرف الأعضاء.

١ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٠١ ذيل ح ٥٢.

٢

- بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٠٤ ذيل ح ٦٠.

٣ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٨٩ ذيل ح ١٣.

٤ - الكافي: ٣ / ٤٩٣ ح ٩، بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٨٩ ح ١٣.

٥ - في المصدر: (أفضل).

٦ - تفسير العياشي: ٢ / ١٤٧ ح ٢٣.

٧ - القاموس المحيط: ٢ / ٤٧.

٨ - علل الشرائع: ٢ / 460 ح 1.

(٢٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، أبو سعيد الخدري (1)، مدينة الكوفة (3)، العلامة المجلسي (3)، إبن الأثير (1)، بابل (3)، السجود (1)، السفينة (1)، كتاب علل الشرايع للصدوق (1)، كتاب بحار الأنوار (4)

وقيل: جماجم العرب التي تجمع البطون فتنسب إليها دونهم (1).

(وقال في موضع آخر): إن العرب تجعل الرمح كناية عن الدفع والمنع، انتهي (2).

فالمعني: أن الله يدفع بها البلايا عن أهلها، وأما كونها كنز الإيمان، فلكثرة نشوء المؤمنين الكاملين وانتشار شرائع الإيمان فيها (3).

وفي البحار: بالإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «أما إنه ليس بلدة من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة» (4).

١ - النهاية لابن الأثير: ١ / ٢٨٩.

٢ - النهاية لابن الأثير: ٢ / ٢٦٢، وما بين القوسين أثبتناه من البحار.

٣ - انظر: بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٩٧ ذيل ح ٣٣.

٤ - بحار الأنوار: ٩٧ / 399 ح 44.

(٣٠)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، إبن الأثير (2)، كتاب بحار الأنوار (2)

قدم مسجد الكوفة

قدم مسجد الكوفة وأما قدم مسجد الكوفة، فإنه ذكر ذلك جماعة كثيرة من فقهائنا منهم: شيخنا الصدوق محمد بن علي بن موسي بن الحسين بن بابويه القمي (رحمه الله) صاحب التصانيف الكثيرة،

فإنه ذكر ذلك في كتابه من لا يحضره الفقيه (1)، وآخر من ذكر قدم مسجد الكوفة العلامة الكبير السيد محمد ابن السيد عبد الكريم الطباطبائي (رحمه الله) (2)، وهذا السيد هو جد العلامة الحجة البالغة السيد محمد مهدي الشهير ببحر العلوم (قدس سره) وله تصانيف منها: رسالة في فضل الكوفة، فإنه ذكر في أولها نبذة من فضائل مسجد الكوفة الأعظم وفضل الصلاة فيه، قال: وقال النبي (صلي الله عليه وآله): «لما أسري بي مررت بموضع مسجد الكوفة وأنا علي البراق ومعي جبرئيل فقال: يا محمد هذه كوفان وهذا مسجدها، إنزل فصل في هذا المكان.

قال: فنزل فصليت، فقلت: يا جبرئيل أي شيء هذا الموضع؟

قال: يا محمد هذه كوفان وهذا مسجدها، أما إني فقد رأيتها عشرين مرة خرابا وعشرين مرة عمرانا ما بين كل مرتين خمسمائة عام» انتهي (3).

قال البراقي: انظر أيها القارئ إلي قدم مسجد الكوفة، ويحتمل لكلام جبرئيل (عليه السلام) وجهان:

أحدهما: أن يكون رآه قبل أن يخلق آدم بهذه المدة وهي عشرون ألف سنة، فيكون علي ما ذكرنا في أول كتابنا هذا، أنه كان معبدا للملائكة.

١ - من لا يحضره الفقيه: ١ / ٢٢٨ - ٢٣٠، باب حد مسجد الكوفة وفضلها.

٢ - هو السيد محمد بن عبد الكريم ابن السيد مراد ابن شاه أسد الله ابن السيد جلال الدين أمير الحسني الحسيني الطباطبائي البروجردي المتوفي بها سنة ١١٦٠ وله فيها قبر يزار، وهو جد آية الله بحر العلوم، له مؤلفات كثيرة منها: إثبات عصمة الأئمة الطاهرين، رسالة في فضل مسجد الكوفة والصلاة فيها، وأسرار أشكال حروف الهجاء، والأعلام اللامعة، وتحفة الغري، وتاريخ الأئمة، والجبر والاختيار، ودفع شبهة ابن كمونة، والرد علي سهو النبي، وشرح الزيارة

الجامعة، وصلاة الجماعة، ورسالة في الأمر، ورسالة في شهادة النساء، ورسالة في طالع الولادة، وشرح مفاتيح الشرائع وغيرها.

٣ - من لا يحضره الفقيه: ١ / 231 ح 695.

(٣١)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مسجد، جامع الكوفة (8)، كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (3)، مدينة الكوفة (1)، الشيخ الصدوق (1)، موسي بن الحسين (1)، محمد بن علي (1)، عبد الكريم (1)، الصّلاة (2)، السجود (2)، مسألة الجبر والإختيار (الجبر والتفويض) (1)، الزيارة الجامعة للأئمة عليهم السلام (1)، محمد بن عبد الكريم (1)، صلاة الجماعة (1)، جلال الدين (1)، القبر (1)، الطهارة (1)، الوفاة (1)

والوجه الثاني: وهو غير متجه، أنه رآه من حين ما خلق آدم إلي زمان نبينا، فعلي هذا الوجه لم يتجه، لأن من خلق آدم إلي نبينا ستة آلاف بالاتفاق من المؤرخين وأهل السير والأخبار، نعم إن فيما بينهم اختلافا في الزيادة علي الستة آلاف بمقدار من السنين، فبعضهم يزيد مائة سنة وبعضهم أقل وبعضهم أكثر (1).

وقال السيد المذكور في رسالته: نقل أنه قد خطط ذلك المسجد أبو البشر آدم (عليه السلام) لما ذكر من حديث جبرئيل (عليه السلام).

ثم قال: ولا ينافي ما ذكرنا من أنه خطه آدم بناء علي ما نقل واشتهر: أنه كان من ابتداء خلق آدم إلي زمان نبينا (صلي الله عليه وآله) ستة آلاف سنة أو قريب منها، فلو كان المسجد مبنيا من زمانه (عليه السلام) لكان رؤية جبرئيل إياها من زمانه إلي زمان نبينا (صلي الله عليه وآله) اثنتي عشرة مرة، وذلك لجواز كون الباقي ثماني وعشرين مرة أخري في زمان خلافة الملائكة والجن قبل آدم، وعمارته في زمانهما يمكن أن

تكون بالعبادة أو مع البناء الظاهر.

انتهي.

فاتضح: أن مسجد الكوفة كان قبل خلق أبينا آدم (عليه السلام) بألوف من السنين، وأنه كان قبل آدم معبدا للملائكة ولمن شاء الله من خلقه.

١ - انظر: تاريخ الطبري: ١ / 634.

(٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: النبي آدم عليه السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مسجد، جامع الكوفة (1)، السجود (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

أول من أسس مسجد الكوفة

أول من أسس مسجد الكوفة إن أول من أسس مسجد الكوفة وبناه هو آدم (عليه السلام) كما هو المشهور والمأثور، ولعل الملائكة فيما قبل بنته وإن كان لم يذكر أحد ذلك من أهل الأخبار، لكن بمقتضي كلام جبرئيل للنبي: إني رأيته خرابا ورأيته عمرانا، أن تكون عمرته الملائكة بأمر الله تعالي ثم عمره آدم (عليه السلام).

قال البراقي: ويؤيد ما ذكرناه من أن مسجد الكوفة خطه آدم (عليه السلام)، الأخبار الكثيرة الآتية عن قريب من أن: مسجد الكوفة قد نقص عن بنائه كثيرا والأخبار في ذلك كثيرة نذكر طرفا منها:

أما السيد الطباطبائي فقال: وكان هو أعظم مما هو الآن بكثير.

وأما الأخبار: فقد ذكر الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه والمجلسي في البحار، بالإسناد عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: «حد مسجد الكوفة آخر السراجين خطه آدم (عليه السلام) وأنا أكره أن أدخله راكبا».

فقيل له: فمن غيره عن خطته؟

قال: «أما أول ذلك فالطوفان في زمن نوح، ثم غيره بعد أصحاب كسري والنعمان بن منذر، ثم غيره زياد بن أبي سفيان» (1).

وذكر ما مر من خبر الرجل الذي سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) فأجابه الإمام بقوله: «بع راحلتك وكل زادك وعليك بمسجد الكوفة» إلي أن قال: «والبركة منه إلي اثني عشر ميلا من

حيث ما جئته، وقد ترك من أسه ألف ذراع».

وفي رواية أخري في البحار عنه (عليه السلام) قال: «إن مسجد الكوفة رابع أربعة مساجد للمسلمين، ركعتان (فيه) أحب إلي من عشرة فيما سواه، ولقد نجرت سفينة نوح (عليه السلام) في وسطه وفار التنور من زاويته (اليمني)، والبركة منه علي اثني عشر ميلا من حيث ما أتيته، ولقد نقص منه اثنا عشر ألف ذراع بما كان علي عهدهم» (2).

١ - من لا يحضره الفقيه: ٣ / ٢٥٥ ح ٢٤، بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٨٦ ح ٦.

٢ - بحار الأنوار: ٩٧ / 395 ح 29، وما أثبتناه من المصدر.

(٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، النبي نوح عليه السلام (1)، النبي آدم عليه السلام (4)، مسجد، جامع الكوفة (7)، كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (2)، العلامة المجلسي (1)، الشيخ الصدوق (1)، كتاب بحار الأنوار (2)

وفي البحار: بالإسناد عن حذيفة قال: والله إن مسجدكم هذا لأحد المساجد الأربعة المعدودة: المسجد الحرام، ومسجد المدينة، والمسجد الأقصي، ومسجدكم هذا - يعني مسجد الكوفة - ألا وإن زاويته اليمني مما يلي أبواب كندة منها فار التنور، وإن السارية الخامسة مما يلي صحن المسجد عن يمنة المسجد مما يلي أبواب كندة مصلي إبراهيم الخليل، وإن وسطه لنجرت فيه سفينة نوح، ولئن أصلي فيه ركعتين أحب إلي من أن أصلي في غيره عشر ركعات، ولقد نقص من ذرعه من الأس الأول اثنا عشر ألف ذراع، وإن البركة منه علي اثني عشر ميلا من أي الجوانب جئته (1).

وفي الكافي والبحار: بالإسناد عن ابن البطائني عن أبي بصير قال: سمعت الصادق (عليه

السلام) يقول: «نعم المسجد مسجد الكوفة، صلي فيه ألف نبي وألف وصي ومنه فار التنور وفيه نجرت السفينة، ميمنته رضوان الله ووسطه روضة من رياض الجنة وميسرته مكر».

فقلت لأبي بصير: ما يعني بقوله مكر؟

قال: يعني منازل الشياطين.

ثم قال: وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقوم علي باب المسجد ثم يرمي بسهمه فيقع في موضع التمارين، فيقول: «ذاك من المسجد».

وكان يقول: «قد نقص من أساس المسجد مثل ما نقص في تربيعه» (2).

وفي تفسير العياشي والبحار: عن المفضل بن عمر قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) بالكوفة أيام قدم علي أبي العباس، فلما انتهينا إلي الكناسة نظر عن يساره ثم قال: «يا مفضل ها هنا صلب عمي زيد».

ثم مضي بأصحابه حتي أتي طاق (الزياتين) (3) وهو آخر السراجين، فنزل وقال لي: «انزل، فإن هذا الموضع كان مسجد الكوفة الأول الذي خطه آدم (عليه السلام) وأنا أكره أن أدخله راكبا».

فقلت له: فمن غيره عن خطته؟

١ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٩٦ ح ٣١.

٢ - الكافي: ٣ / ٤٩٢ ح ٣، بحار الأنوار: ٩٧ / 397 ح 38.

3 - في البحار والمطبوع الأول: (الرفائين).

(٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، النبي آدم عليه السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (3)، المسجد الأقصي (1)، مدينة الكوفة (1)، أبو بصير (2)، المفضل بن عمر (1)، مسجد الحرام (1)، السجود (7)، الركوع، الركعة (2)، الصّلب (1)، السفينة (2)، كتاب بحار الأنوار (2)

قال: «أما أول ذلك فالطوفان في زمن نوح (عليه السلام)، ثم غيره بعد أصحاب كسري والنعمان بن منذر ثم غيره زياد بن أبي سفيان».

فقلت له: جعلت فداك وكانت الكوفة

ومسجدها في زمن نوح (عليه السلام)؟

فقال: «نعم يا مفضل وكان منزل نوح وقومه في قرية علي متن الفرات مما يلي غربي الكوفة».

قال: «وكان نوح رجلا نجارا فأرسله الله وانتجبه، ونوح أول من عمل سفينة فجرت علي ظهر الماء، وأن نوحا لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما (١) يدعوهم إلي الهدي فيمرون به ويسخرون منه، فلما رأي ذلك منهم دعا عليهم وقال: (رب لا تذر علي الأرض من الكافرين ديارا) إلي قوله: ﴿ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا﴾ (2).

فأوحي الله إليه: يا نوح أن أصنع الفلك وأوسعها وعجل عملها بأعيننا ووحينا.

فعمل نوح السفينة في مسجد الكوفة بيده يأتي بالخشب من بعد حتي فرغ منها».

قال المفضل: ثم أنقطع حديث أبي عبد الله (عليه السلام) عند ذلك عند زوال الشمس فقام فصلي الظهر ثم صلي العصر ثم انصرف من المسجد، فالتفت عن يساره وأشار بيده إلي موضع دار (الداريين) (3) وهو موضع دار ابن حكيم وذلك فرات اليوم وقال لي: «يا مفضل ها هنا نصبت أصنام قوم نوح (عليه السلام) ويغوث ويعوق ونسرا».

ثم مضي حتي ركب دابته فقلت له: جعلت فداك في كم عمل نوح سفينة وفرغ

١ - الفرق بين العام والسنة: هو أن العام جمع أيام السنة والسنة جمع الشهور، والعام يفيد كونه وقتا لشئ والسنة لا تفيد ذلك، ولهذا يقال: عام الفيل ولا يقال: سنة الفيل، ومع هذا فان العام هو السنة والسنة هي العام.

وقال ابن الجواليقي: السنة من أول يوم عددته إلي مثله والعام لا يكون إلا شتاء وصيفا وعليه فالعام أخص من السنة فكل عام سنة وليس كل سنة عاما.

انظر: الفروق اللغوية: ٣٤٨ - ٣٤٩ رقم ١٣٩٣ و ١٣٩٤، مجمع البحرين: ٣ / ٢٨٠.

٢

- سورة نوح: ٢٦ - 27.

3 - أي العطارين، وما بين القوسين لم يرد في المطبوع الأول.

(٣٥)

صفحهمفاتيح البحث: النبي نوح عليه السلام (3)، مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة الكوفة (2)، نهر الفرات (1)، الفدية، الفداء (2)، السجود (1)، الصّلاة (1)، السفينة (2)، العصر (بعد الظهر) (1)، سورة نوح (1)، الأكل (1)

منها؟

قال: «في الدورين».

فقلت: كم الدوران؟

قال: «ثمانون سنة».

قلت: إن العامة تقول: عملها في خمسمائة عام؟

فقال: «كلا، كيف والله يقول: (ووحينا)» (١).

قال المفضل: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أرأيت قول الله: ﴿حتي إذا جاء أمرنا وفار التنور﴾ (2) ما هذا التنور وأين كان موضعه وكيف كان؟

فقال: «وكان التنور حيث وصفت لك».

فقلت: فكان بدء خروج الماء من ذلك التنور؟

فقال: «نعم، إن الله أحب أن يري قوم نوح الآية، ثم إن الله بعد أن أرسل إليهم مطرا يفيض فيضا وفاض الفرات فيضا أيضا والعيون كلهن عليها فأغرقهم الله وأنجي نوحا ومن معه في السفينة».

فقلت له: فكم لبث نوح ومن معه في السفينة حتي نضب الماء وخرجوا منها؟

فقال: «لبثوا فيها سبعة أيام بلياليها وطافت بالبيت ثم استوت علي الجودي وهو فرات الكوفة».

فقلت له: إن مسجد الكوفة لقديم؟

فقال: «نعم، وهو مصلي الأنبياء، ولقد صلي فيه رسول الله (صلي الله عليه وآله) حيث انطلق به جبرئيل علي البراق، فلما انتهي به إلي دار السلام وهو ظهر الكوفة وهو يريد بيت المقدس قال له: يا محمد هذا مسجد (أبيك) آدم (عليه السلام) ومصلي الأنبياء، فأنزل فصل فيه.

فنزل رسول الله (صلي الله عليه وآله) فصلي ثم انطلق به إلي بيت المقدس فصلي، ثم إن جبرئيل عرج (به) إلي السماء» (3).

١ - تفسير العياشي: ٢ / ١٤٤ - ١٤٥ ح ١٩، بحار الأنوار: ٩٧

/ ٣٨٥ - ٣٨٦ ح ٦.

والآية في سورة هود: ٣٧، والمؤمنون: ٢٧.

٢ - سورة هود: ٤٠.

٣ - تفسير العياشي: ٢ / ١٤٦ ح ٢١، بحار الأنوار: ٩٧ / 386 - 387 ح 7، وما بين القوسين أثبتناه من المصادر.

(٣٦)

صفحهمفاتيح البحث: النبي آدم عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة الكوفة (2)، نهر الفرات (1)، السجود (1)، الصّلاة (2)، السفينة (2)، كتاب بحار الأنوار (2)، سورة هود (2)

قال البراقي: يتضح لك مما ذكرناه: أن مسجد الكوفة قديم وفضله عظيم، وأنه قد خطه آدم (عليه السلام) فما دونه من الأنبياء، وأنه كان عظيما جدا، وأنه قد نقص منه اثنا عشر ألف ذراع أو أقل بيسير أو أكثر كما بينا فيما تقدم من الأخبار، وأن نقيصته تكون والله أعلم من جهة عكس القبلة، وذلك لما مر في حديث المفضل من قوله: (لما انتهينا إلي الكناسة نظر الصادق عن يساره ثم قال: يا مفضل ها هنا صلب عمي زيد، ثم مضي حتي أتي طاق (الزياتين) (1) وهو آخر السراجين فنزل وقال لي: إنزل فإن هذا الموضع كان مسجد الكوفة الأول الذي خطه آدم) إلي آخر ما مر، فالكناسة هي الآن فيها مقام زيد بن علي، وهو مقام دفنه وحرقه، وهو عن قرية الكفل علي بعد خمسة أميال، وكان مجيء الصادق (عليه السلام) من ذلك المكان، فنقصانه والله أعلم يكون أوله من قرب مقام يونس، ويبعد كل البعد أن يكون نقصانه من الجهة القبلة، ذلك لأن قصر الإمارة من جهة قبلة المسجد ومحاذيه، وأوضح من هذا أن دار أمير المؤمنين (عليه السلام) يخرج الخارج منها ويدخل المسجد، ولو كان

موضعها من المسجد لما اتخذه أمير المؤمنين (عليه السلام) مسكنا، وأن هذا البيت بيت أمير المؤمنين لا ريب، ويؤيد ذلك ما أخبر عنه أهل التواريخ، ولعله يأتي ذلك إن شاء الله.

ولا يصح القول بأن أمير المؤمنين (عليه السلام) أباح الله له من المساجد ما أبيح للنبي (صلي الله عليه وآله)، لأنه إنما أباح الله ذلك للنبي ولأمير المؤمنين ولفاطمة وللحسنين (عليهم السلام) فحسب لا لسائر أزواج أمير المؤمنين (عليه السلام) ولا لمطلق أولاده، لأن ذلك مخصوص بالمعصوم.

وأوضح برهان علي ذلك تسالم الناس من عصر إلي عصر واتفاقهم علي أن هذه هي دار أمير المؤمنين (عليه السلام).

1 - في المطبوع الأول: (الرفائين).

(٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (5)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، النبي آدم عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مسجد، جامع الكوفة (2)، زيد بن علي (1)، الصدق (1)، الزوج، الزواج (1)، السجود (3)، الصّلب (1)

تحديد مقامات مسجد الكوفة

تحديد مقامات مسجد الكوفة وفيما ذكر العلامة المجلسي في تحديد المقامات التي في مسجد الكوفة دلالة علي ما قلناه، قال (رحمه الله) في البحار: اعلم أن لهذا المسجد في زماننا هذا بابين متقابلين: أحدهما في جانب بيت أمير المؤمنين (عليه السلام) مما يلي القبلة، والآخر مقابله في دبر القبلة، وسائر الأبواب مسدودة إلي آخر كلامه (1).

وكتب القاضي الميرزا عبد الله أفندي (2) تلميذ العلامة المجلسي علي هامش المجلد الثاني والعشرين من البحار بخطه ما هذا نصه: نقلا عن كتاب محمد بن المثني عن جعفر بن محمد بن شريح عن ذريح المحاربي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن حد المسجد إلي

أن قال: وسألته عن بيت علي.

فقال: «إذا دخلت فهو من عضادته اليمني إلي ساحة المسجد وكان بينه وبين نبي الله خوخة» (3).

يريد بيت نبي الله بيت نوح، وهو المقام الملاصق للمنبر الموجود الآن الذي هو ما بين مقام نوح (عليه السلام) ومقام أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو الباب الذي ذكره المجلسي فيما مر من كلامه بقوله: بابين متقابلين أحدهما في جانب بيت أمير المؤمنين مما يلي القبلة، إلي آخر ما مر، وهو بيت نوح (عليه السلام)، وسيأتي ما يؤيد ذلك.

قال المجلسي: قال الشهيد: روي حبيب بن أبي ثابت عن عبد الرحمن بن الأسود الكاهلي قال: قال لي: ألا تذهب بنا إلي مسجد أمير المؤمنين (عليه السلام) فنصلي

١ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٠٦ ذيل ح ٦٥.

٢ - هو الميرزا عبد الله أفندي ابن الميرزا عيسي بن محمد صالح بيك ابن الحاج مير محمد بيك ابن خضر شاه الجيراني الأصفهاني، ولد حدود ١٠٦٦ وتوفي سنة ١١٣٠، وجال في أكثر البلاد وسافر في البر والبحر ورأي بلاد آذربايجان وخراسان والعراق والحجاز ومصر وبلاد الروم وحج ثلاث مرات، وله تصانيف كثيرة منها: الأمان من النيران في تفسير القرآن الكريم، ورياض العلماء الذي اشتهر به، وشرح شكل العروس، وشرح الصحيفة السجادية، وغيرها. راجع ترجمته في كتابه رياض العلماء، والذريعة: ٢ / ٣٤٣ رقم ١٣٦٤.

٣ - رواه في بحار الأنوار: ٩٧ / 180 ح 46.

(٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، النبي نوح عليه السلام (2)، مسجد، جامع الكوفة (2)، العلامة المجلسي (4)، حبيب بن أبي ثابت (1)، جعفر بن محمد بن شريح (1)، الشهادة (1)، السجود (4)، دولة العراق (1)، كتاب تفسير القرآن لعبد

الرزاق الصنعاني (1)، كتاب بحار الأنوار (2)، آذربيجان (1)، عيسي بن محمد (1)، خراسان (1)، الحج (2)

فيه؟

قلت: وأي المساجد هذا؟

قال: مسجد بني كاهل، لم يبق منه سوي أسه وأس مأذنته.

قلت: حدثني بحديثه.

قال: صلي علي بن أبي طالب بنا في مسجد بني كاهل الفجر (١).

قال المجلسي: والآن توجد آثار تلك المأذنة وهي بجنب قبور بباب بيت أمير المؤمنين (عليه السلام)، وصلي الصادق (عليه السلام) أيضا الفجر في مسجد بني كاهل (٢).

قال البراقي: يريد المجلسي بقوله: والآن توجد آثار تلك المأذنة، أي في عصره في حدود الثمانين بعد الألف من الهجرة، وكذا ذكر القاضي الميرزا عبد الله أفندي في الهامش بخطه، فقال: أقول: الآن أيضا توجد آثار تلك المأذنة وهي بجنب قبور بباب بيت أمير المؤمنين (عليه السلام).

وذكر العلامة المتتبع السيد عبد الله شبر في مزاره فقال: وأما بيت أمير المؤمنين (عليه السلام) فهو وإن لم ترد في زيارته والصلاة فيه رواية، إلا أنه لما كان مشرفا بسكناه فيه، فالدعاء والصلاة فيه لا يخلوان من فضل عظيم، وقد وردت أخبار مطلقة في تعظيم مساكنهم ومشاهدهم.

ثم قال: ومزار بعض بنات أمير المؤمنين (عليه السلام) حوالي مسجد الكوفة معروف.

قال البراقي: كما وردت أخبار مطلقة في تعظيم مساكنهم ومشاهدهم، فقد نطق القرآن الكريم بذلك فقال عزوجل: ﴿في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه﴾ (3) الآية. وذلك أقوي حجة وبرهان.

وذكر ابن بطوطة (4) الرحالة في رحلته التي هي في حدود السبع مائة من

١ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٥٢.

٢ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٥٣.

٣ - سورة النور: ٣٦.

٤ - هو شمس الدين - شرف الدين - أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي

الطنجي المغربي، ولد سنة ٧٠٣ بطنجة وتقلب في بلاد العراق وصر والشام واليمن والهند ودخل مدينة دهلي واتصل بملكها وساح في الأقطار الصينية والتترية وأواسط أفريقية وبلاد السودان والأندلس، ثم انقلب إلي المغرب واتصل بالسلطان أبي عنان من ملوك بني مدين، وزار ضريح أمير المؤمنين (عليه السلام) سنة ٧٢٥، واستغرقت رحلته ٢٧ سنة وكان معاصرا لفخر المحققين ابن العلامة الحلي، وألف كتابه: تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، المعروف برحلة ابن بطوطة، ومات في مراكش سنة ٧٧٩.

انظر: الدرر الكامنة: 3 / 480، أعلام الزركلي: 6 / 236.

(٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، القرآن الكريم (1)، العلامة المجلسي (2)، علي بن أبي طالب (1)، القبر (1)، الحج (1)، الصّلاة (3)، السجود (4)، دولة العراق (1)، كتاب بحار الأنوار (2)، محمد بن عبد الله بن محمد (1)، أبو عبد الله (1)، العلامة الحلي (1)، سورة النور (1)، الشام (1)، الهند (1)

الهجرة، وهو من أعاظم العلماء الخبيرين، وقد ساح في البلدان إلي أن وصل إلي مدينة الكوفة فقال في ذكر المحراب ما نصه: ومحراب محلق بأعواد الساج مرتفع وهو محراب أمير المؤمنين، وهنالك ضربه الشقي ابن ملجم والناس يقصدونه للصلاة به، وفي الزاوية من آخر هذا البلاط مسجد صغير محلق عليه أيضا بأعواد الساج يذكر أنه الموضع الذي فار منه التنور حين طوفان نوح (عليه السلام)، وفي ظهره خارج المسجد بيت يزعمون أنه بيت نوح، وبإزائه بيت يزعمون أنه متعبد إدريس، ويتصل بذلك فضاء متصل بالجدار القبلي من المسجد يقال: إنه موضع إنشاء سفينة نوح (عليه السلام) وفي آخر

هذا الفضاء دار علي بن أبي طالب والبيت الذي غسل فيه، ويتصل به بيت يقال أيضا أنه بيت نوح (عليه السلام).

قال البراقي: إن ابن بطوطة شاهد آثارا كثيرة، وفي زماننا هذا ليس لها عين ولا أثر، ويظهر من كلامه في محراب أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه المحراب الموجود الآن الذي بجنبه المنبر المبني بالجص والحجارة.

محراب أمير المؤمنين (ع)

(٤٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، النبي نوح عليه السلام (3)، مدينة الكوفة (1)، ابن ملجم المرادي لعنه الله (1)، علي بن أبي طالب (1)، الضرب (1)، الشهادة (1)، الغسل (1)، السجود (2)

التياسر في قبلة مسجد الكوفة

وبقوله: في الزاوية من آخر هذا البلاط، يشير إلي الزاوية الغربية، وهي الآن حجرة كبيرة، فعلي كلامه يكون منها فار التنور.

ويظهر من قوله: في ظهره خارج المسجد بيت يزعمون أنه بيت نوح (عليه السلام)، أن بيت نوح ملاصق للزاوية الغربية ويتصل بالباب الذي ذكرنا أنه مقام نوح (عليه السلام) الذي بجنب المنبر، وهو الباب الذي يدخل منه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) إلي المسجد.

وأما متعبد إدريس، فليس له اليوم عين ولا أثر.

وأما الفضاء الذي ذكره المتصل بالجدار القبلي من المسجد الذي نجرت فيه السفينة: فهو هذا الفضاء الموجود ما بين بيت أمير المؤمنين وبيت نوح الذي هو ملاصق للحائط القبلي، وستطلع علي زيادة بيان لذلك فيما يأتي إن شاء الله.

التياسر في قبلة مسجد الكوفة أما قبلة مسجد الكوفة فإن فيها التياسر للمصلين، قال المجلسي (رضي الله عنه) ما نصه:

فائدة: قال شيخنا الفاضل الكامل السيد السند البارع التقي، أمير شرف الدين علي الشولستاني الساكن في مشهد الغري حيا وميتا قدس الله روحه في بعض فوائده: لا يخفي أنه إنما تعلم

الكعبة وجهتها بمحراب المعصوم (إذا علم أن بناءه بنصب المعصوم) وأمره (عليه السلام) في زمانه أو في زمان غيره، لكنه (عليه السلام) صلي إليه من غير تيامن وتياسر، وعلي هذا أمر مسجد الكوفة مشكل، إذ بناؤه كان قبل زمان أمير المؤمنين (عليه السلام) والحائط القبلي، والمحراب المشهور بمحراب أمير المؤمنين (عليه السلام) ليسا موافقين لجعل الجدي خلف المنكب الأيمن، بل فيهما تيامن بحيث يصير الجدي قدام المنكب الأيمن، وكنت في هذا متأملا ومتحيرا وأيد تحيري بأنهما كانا عكس ضريحه المقدس، فإنه كان فيه تياسر كثير، ووقت عمارته بأمر السلطان الأعظم شاه صفي قدس الله روحه وقلت للمعمار: غيره إلي التيامن، فغيره، ومع هذا فيه تياسر في الجملة ومخالف لمحراب مسجد الكوفة، وحملته علي أنه كان بناه غير المعصوم من القائلين بالتياسر، وكنت في الروضة المقدسة متيامنا وفي الكوفة متياسرا، لأنه نقل أنه صلي في مسجدها ولم ينقل أنه (عليه السلام) صلي باستقامة من

(٤١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، النبي نوح عليه السلام (2)، مسجد، جامع الكوفة (4)، مدينة الكوفة (1)، العلامة المجلسي (1)، الشهادة (1)، السجود (4)

غير تيامن وتياسر، وكان في وسط الحائط المذكور محراب كبير متروك العبادة عنده غير مشهور بمحراب أمير المؤمنين (عليه السلام) ولا بمحراب أحد من الأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، ولما صار المسجد خرابا وتهدمت الأسطوانات الكائنة فيه واختفي فرشه الأصلي بالأحجار والتراب، أراد الوزير الكبير ميرزا تقي الدين محمد (رحمه الله) تنظيف المسجد من الكثافات الواقعة فيه وعمارة الجانب القبلي من المسجد ورفع التراب والأحجار المرمية في صحنه إلي الفرش الأصلي، ونظف وسوي دكتين في الجهتين الشرقية والغربية.

فظهر أن المحراب والباب المشهورين بمحرابه وبابه

(عليه السلام) (ما) كانا متصلين بالفرش الأصلي، بل كانا مرتفعين عنه قريبا من ذراعين، والمحراب المتروك الذي كان في وسط الحائط القبلي كان متصلا وواصلا إليه.

وظهر أيضا باب كبير قريب منه واصل إليه، وكانت عند الحائط القبلي من أوله إلي آخره أسطوانات وصفات، وبني الوزير الأمجد عمارته عليها.

وعند ذلك المحراب كانت صفة كبيرة قدر صفتين من أطرافها لم يكن بينها أثر أسطوانات، ولما صار هذا المحراب الكبير عتيقا كثيفا أمر الوزير بقلع وجهه ليبيضوه، فقلعوا فإذا تحت الكثافة المقلوعة أنه بيضوه ثلاث مرات وحمروه كذلك، وفي كل مرتبة بياض وحمرة أمالوه إلي اليسار، فتحير الأمير في ذلك فأحضرني وأرانيه وكان معه جمع كثير من العلماء والعقلاء الأخيار وكانوا متحيرين متفكرين في الوجه.

فخطر ببالي: أن ذلك المحراب كان محراب أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان يصلي إليه لوصوله إلي الفرش الأصلي، ولوقوعه في صفة كبيرة يجتمع فيها العلماء والأخيار خلف الإمام (عليه السلام) ولذلك كان الباب بابه (عليه السلام) الذي يجيء من البيت إلي المسجد منه لاتصاله بالفرش، ولما كان الجدار قديما وكان ذلك المحراب فيه ولم يكن موافقا للجهة شرعا تياسر (عليه السلام) وبعده المسلمون حرفوا وأمالوا البياض والحمرة إلي التياسر، ليعلم الناس أنه (عليه السلام) تياسر فيه، وحمروه ليعلموا أنه (عليه السلام) قتل عنده.

وكان تكرار البياض والحمرة لتكرار الاندراس والكثافة، ولما خرب المسجد واندرست الأسطوانات والصفات، واختفي الفرش الأصلي وحدث فرش آخر، أحدث بعض الناس ذلك المحراب الصغير وفتح بابا صغيرا قريبا منه علي السطح

(٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، القتل (1)، السجود (4)

الجديد واشتهر بمحرابه وبابه (عليه السلام)، وعرضت علي الوزير والحضار، فكلهم صدقوني (وقبلوا مني) (1) وصلوا

الصلاة المقررة والمعهودة عند محرابه (عليه السلام) (عنده) وقرأوا الدعاء المشهور قراءته بعد الصلاة عنده وتياسروا في الصلاة علي ما رأوا في المحراب، وأمر الوزير بزينته زائدا علي زينة سائر المحاريب، وتساهل المعمار فيها فحدث ما حدث في العراق، وبقي علي ما كان عليه كسائر المحاريب، والسلام علي من اتبع الهدي.

إلي هنا كلام العلامة شرف الدين الشولستاني (رحمه الله) (2).

قال المجلسي: وجدت محاريب العراق وأبنيتها مختلفة غاية الاختلاف وأقربها إلي (القواعد) الرياضية قبلة حائر الحسين (عليه السلام)، ولكنها أيضا منحرفة عن نصف النهار أقل مما تقتضيه القواعد بقليل، وأما ضريح أمير المؤمنين (عليه السلام) وضريح الكاظمين (عليهما السلام)، فهما علي نصف النهار من غير انحراف بين، وضريح العسكريين (عليهما السلام) منحرف عن يسار نصف النهار قريبا من عشرين درجة، ومحراب مسجد الكوفة منحرف عن يمين نصف النهار نحوا من أربعين درجة وهو قريب من قبلة أصفهان، وليس علي ما ذكره السيد (رحمه الله) من كون الجدي قدام المنكب وإلا لكان قريبا من المغرب، وانحراف الكوفة بحسب القواعد الرياضية اثنتا عشرة درجة عن يمين نصف النهار، وانحراف بغداد قريب منه، وانحراف سر من رأي قريب من ثماني درجات من جهة اليمين، وقبلة مسجد السهلة قريب من القواعد، فظهر مما ذكرنا أن روضة أمير المؤمنين (عليه السلام) أقرب إلي القواعد من محراب مسجد الكوفة، ولعل هذه الاختلافات مبنية علي التوسعة في أمر القبلة، ولا يبعد أن يكون الأمر بالتياسر لأهل العراق لكون المحاريب المشهورة المبنية فيها في زمان خلفاء الجور، لا سيما المسجد الأعظم علي هذا الوجه ولم يمكنهم إظهار خطأ هؤلاء، فأمروا شيعتهم بالتياسر عن تلك المحاريب وعللوها بما عللوا به تقية، لئلا يشتهر منهم الحكم

بخطأ من مضي من خلفاء الجور.

إلي هنا كلام المجلسي أخذنا منه موضع الحاجة (3).

١ - في المطبوع: (وقبلوني)، وما أثبتناه من المصدر.

٢ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٣١ - ٤٣٢، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

٣ - بحار الأنوار: ٩٧ / 433.

(٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، مسجد، جامع الكوفة (2)، دولة العراق (3)، مدينة الكاظمين (1)، مدينة الكوفة (1)، مدينة إصفهان (1)، العلامة المجلسي (2)، مدينة بغداد (1)، السجود (2)، الصّلاة (3)، الحاجة، الإحتياج (1)، كتاب بحار الأنوار (2)

تخيير المسافر في مسجد الكوفة

تخيير المسافر بين القصر والتمام في مسجد الكوفة من فضل مسجد الكوفة: أن المسافر حكمه التقصير وإذا دخله المسافر يصلي تماما، وذلك لما ورد عن جميع الفقهاء عن الأئمة (عليهم السلام) وإنا نقتصر علي بعض ما ذكره الحر العاملي في الوسائل، فإنه أفرد لذلك بابا تحت عنوان: باب تخيير المسافر في مكة والمدينة والكوفة والحائر، مع عدم نية الإقامة بين القصر والتمام واستحباب اختيار التمام.

عن محمد بن الحسن: بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن أبي عبد الله البرقي، عن علي بن مهزيار وأبي علي بن راشد جميعا، عن حماد بن عيسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: «من مخزون علم الله الاتمام في أربعة مواطن: حرم الله، وحرم رسوله (صلي الله عليه وآله)، وحرم أمير المؤمنين (عليه السلام)، وحرم الحسين بن علي (عليه السلام)» (1).

ورواه الصدوق في الخصال، عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن الحسن بن علي بن النعمان (2).

ورواه ابن قولويه في المزار عن العياشي، عن علي بن

محمد (عن محمد) بن أحمد، عن الحسن بن علي بن النعمان مثله (3).

وعنه: عن محمد بن همام، عن جعفر بن محمد يعني (مالك عن) محمد بن حمدان، عن زياد القندي قال: قال أبو الحسن: «يا زياد أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لك ما أكره لنفسي، أتم الصلاة في الحرمين وفي الكوفة وعند قبر

١ - وسائل الشيعة: ٨ / ٥٢٤ ح ١١٣٤٣.

٢ - الخصال: ٢٥٢ ح ١٢٣، وقال الصدوق (رحمه الله) بعده: يعني أن ينوي الإنسان في حرمهم (عليهم السلام) مقام عشرة أيام ويتم ولا ينوي مقام دون عشرة أيام فيقصر، وليس ما يقوله غير أهل الاستبصار بشئ: أنه يتم في هذه المواضع علي كل حال.

٣ - كامل الزيارات: ٤٣١، وذكرها محقق الكتاب في هامشه علي أنها وقعت زيادة في النسخ من تلميذ المؤلف، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

(٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مسجد، جامع الكوفة (2)، مدينة مكة المكرمة (1)، الشيخ الحر العاملي (1)، مدينة الكوفة (2)، الحسن بن علي بن النعمان (1)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، عبد الله البرقي (1)، الشيخ الصدوق (2)، علي بن مهزيار (1)، علي بن النعمان (2)، حماد بن عيسي (1)، ابن قولويه (1)، زياد القندي (1)، محمد بن تمام (1)، علي بن راشد (1)، محمد بن الحسن (2)، علي بن محمد (1)، جعفر بن محمد (1)، القبر (1)، الإختيار، الخيار (1)، الصّلاة (1)، القصر، التقصير (1)، كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه (1)، كتاب وسائل الشيعة

للحر العاملي (1)

الحسين (عليه السلام)» (1).

ورواه ابن قولويه في المزار: بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود القندي، عن الحسين بن علي بن سفيان، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن محمد بن حمدان المدائني، عن زياد القندي (2).

وبإسناده: عن محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، عن محمد بن سنان، عن عبد الملك القمي، عن إسماعيل بن جابر، عن عبد الحميد خادم إسماعيل بن جعفر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «تتم الصلاة في أربعة مواطن: في المسجد الحرام، ومسجد الرسول (صلي الله عليه وآله)، ومسجد الكوفة، وحرم الحسين (عليه السلام)» (3).

ورواه الكليني: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد (4).

ورواه ابن قولويه في المزار: عن أبيه وأخيه وعلي بن الحسين رحمهم الله، عن سعد (بن عبد الله) (5)، عن أحمد بن محمد، إلا أنه ترك ذكر محمد بن سنان (6).

ورواه الشيخ في المصباح: عن إسماعيل بن جابر والذي قبله عن زياد القندي مثله (7).

وعن علي بن محمد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن حذيفة ابن منصور وعمن سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «تتم الصلاة في المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد الكوفة وحرم الحسين (عليه السلام)» (8).

ورواه الشيخ: عن حذيفة بن منصور مثله.

ثم قال: وفي خبر آخر: «في حرم الله وحرم رسوله (صلي الله عليه وآله) وحرم أمير

١ - وسائل الشيعة: ٨ / ٥٢٧ ح ١١٣٥٥، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

٢ - كامل الزيارات: ٤٣١ ح ٦.

٣ - وسائل الشيعة: ٨ / ٥٢٨ ح ١١٣٥٦.

٤ - الكافي: ٤ / ٥٨٧ ح ٥.

٥ - في المطبوع: (عن إسماعيل)، وما أثبتناه من

المصدر.

٦ - كامل الزيارات: ٤٣٠ ح ٤.

٧ - مصباح المتهجد: ٦٧٤.

٨ - وسائل الشيعة: ٨ / 530 ح 11365.

(٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مسجد، جامع الكوفة (2)، الحسين بن علي بن سفيان (1)، محمد بن أحمد بن داود (1)، محمد بن علي بن محبوب (1)، جعفر بن محمد بن مالك (1)، إسماعيل بن جابر (2)، إسماعيل بن جعفر (1)، سعد بن عبد الله (1)، عبد الملك القمي (1)، علي بن الحسين (1)، حذيفة بن منصور (1)، ابن قولويه (2)، زياد القندي (2)، محمد بن الحسين (1)، محمد بن حمدان (1)، أحمد بن محمد (3)، محمد بن سنان (3)، مسجد الحرام (2)، علي بن محمد (1)، عبد الحميد (1)، السجود (1)، الصّلاة (2)، كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه (2)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (3)

المؤمنين (عليه السلام) وحرم الحسين (عليه السلام)» (1).

وعن محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن حريز، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «تتم الصلاة في أربعة مواطن: في المسجد الحرام ومسجد الرسول (صلي الله عليه وآله) ومسجد الكوفة وحرم الحسين (عليه السلام)» (2).

ورواه الشيخ: بإسناده عن محمد بن يعقوب وكذا قبله (3).

وروي محمد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق (عليه السلام): «من الأمر المذخور إتمام الصلاة في أربعة مواطن: مكة والمدينة ومسجد الكوفة وحائر الحسين (عليه السلام)» (4).

وروي جعفر بن محمد بن قولويه في المزار: عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن

أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن حماد بن عيسي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من الأمر المذخور إتمام الصلاة في أربعة مواطن: بمكة والمدينة ومسجد الكوفة والحائر» (5).

والقول بالتخيير وترجيح الإتمام مذهب جميع الإمامية أو أكثرهم وخلافه شاذ نادر، انتهي ما ذكره في الوسائل (6).

ومن أراد الزيادة علي ما ذكرناه، فإن جميع فقهائنا ذكروا ذلك في تصانيفهم أجمع، من عصر الأئمة إلي حين التاريخ وعليه عملهم وفتاواهم.

١ - مصباح المتهجد: ٦٧٤.

٢ - وسائل الشيعة: ٨ / ٥٣١ ح ١١٣٦٧.

٣ - الكافي: ٤ / ٥٨٦ ح ٢.

٤ - وسائل الشيعة: ٨ / ٥٣١ ح ١١٣٦٨.

٥ - كامل الزيارات: ٤٣٠ - ٤٣١ ح ٥.

٦ - راجع وسائل الشيعة: ٨ / 524 - 548 ح 11343 - 11376.

(٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (3)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مسجد، جامع الكوفة (2)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، مدينة الكوفة (1)، أبو بصير (1)، أحمد بن أبي عبد الله البرقي (1)، محمد بن علي بن الحسين (1)، محمد بن قولويه (1)، محمد بن يحيي (1)، محمد بن الحسين (1)، محمد بن يعقوب (1)، محمد بن سنان (1)، مسجد الحرام (1)، السجود (1)، الصّلاة (1)، كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (3)

استحباب الاعتكاف في مسجد الكوفة

استحباب الاعتكاف في مسجد الكوفة قد وردت أخبار كثيرة عن الأئمة (عليهم السلام) في الاعتكاف بمسجد الكوفة، وجميع فقهائنا من عصر الأئمة أيضا إلي حين

التاريخ، ذكروا ذلك وأفتوا فيه وعليه عملهم، ونشير إلي طرف من الأخبار الواردة في ذلك ونقتصر علي بعض ما أشار إليه الحر العاملي في الوسائل، وقد أفرد له بابا تحت عنوان: اشتراط كون الاعتكاف في المسجد الحرام ومسجد النبي ومسجد الكوفة ومسجد البصرة أو في مسجد جامع.

عن محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل عن الاعتكاف.

قال: «لا يصلح الاعتكاف إلا في المسجد الحرام أو مسجد الرسول أو مسجد الكوفة أو مسجد جماعة وتصوم ما دمت معتكفا» (1).

وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن عمر ابن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في الاعتكاف ببغداد في بعض مساجدها؟

فقال: «لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة قد صلي فيه إمام عدل بصلاة جماعة ولا بأس أن يعتكف في مسجد الكوفة والبصرة ومسجد المدينة ومسجد مكة» (2).

ورواه الشيخ: بإسناده عن محمد بن يعقوب إلا أنه ترك قوله: والبصرة (3).

ورواه أيضا: بإسناده عن علي بن الحسن بن فضال، عن محمد بن علي بن الحسن بن محبوب مثله وزاد فيه: ومسجد البصرة (4).

وعن محمد بن محمد المفيد في المقنعة: قال: روي أنه لا يكون الاعتكاف إلا في مسجد جمع فيه نبي أو وصي نبي، وهي أربعة مساجد: المسجد الحرام جمع فيه رسول الله، ومسجد المدينة جمع فيه رسول الله وأمير المؤمنين، ومسجد

١ - وسائل الشيعة: ١٠ / ٥٤٠ ح ١٤٠٦٨.

٢ - وسائل الشيعة: ١٠ / ٥٤٠ ح ١٤٠٦٩.

٣ - الاستبصار: ٢ / ١٢٦ ح ٤٠٩، تهذيب الأحكام: ٤ / ٢٩٠ ح ٨٨٢.

٤ -

الاستبصار: ٢ / ١٢٦ ح ٤١٠، تهذيب الأحكام: ٤ / 290 ح 883.

(٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب الإرشاد للشيخ المفيد (1)، مسجد، جامع الكوفة (4)، المسجد النبوي الشريف (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، الشيخ الحر العاملي (1)، مدينة الكوفة (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، علي بن إبراهيم (1)، ابن أبي عمير (1)، مدينة البصرة (2)، سهل بن زياد (1)، الحسن بن محبوب (2)، محمد بن يعقوب (2)، مسجد الحرام (3)، محمد بن علي (1)، محمد بن محمد (1)، السجود (12)، الإعتكاف (7)، كتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي (2)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (2)

الكوفة، ومسجد البصرة جمع فيهما أمير المؤمنين (1).

ورواه الصدوق في المقنع أيضا مرسلا نحوه (2).

ونقل العلامة في المختلف: عن ابن أبي عقيل أنه قال: الاعتكاف عند آل رسول الله (صلي الله عليه وآله) لا يكون إلا في المساجد وأفضل الاعتكاف في المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد الكوفة وسائر الأمصار مساجد الجماعات (3).

ونقل عن ابن الجنيد أنه قال: روي ابن سعيد يعني الحسين، عن أبي عبد الله (عليه السلام): جواز الاعتكاف في كل مسجد صلي فيه إمام عدل صلاة الجمعة جماعة وفي المسجد الذي تصلي فيه الجمعة بإمام وخطبة (4).

إلي هنا ما ذكره الحر العاملي في الوسائل، وفيما ذكرناه الكفاية وليس في وسعنا ذكر جميع ما ورد في ذلك، إذ التطويل يوجب الملل.

١ - المقنعة: ٣٦٣، وقال: المراد بالجمع فيما ذكرناه هاهنا صلاة الجمعة بالناس دون غيرها من الصلاة.

٢ - المقنع: ٢٠٩، باب الاعتكاف.

٣ - مختلف الشيعة: ٣ / ٥٧٨.

٤ - وسائل الشيعة: ١٠ / 542 ح 14075.

(٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مسجد، جامع الكوفة

(1)، الشيخ الحر العاملي (1)، مدينة الكوفة (1)، صلاة الجمعة (2)، الشيخ الصدوق (1)، ابن أبي عقيل (1)، مدينة البصرة (1)، ابن الجنيد (1)، مسجد الحرام (1)، السجود (5)، الجواز (1)، الإعتكاف (4)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، الصّلاة (1)

فضل الصلاة في مسجد الكوفة

فضل الصلاة في مسجد الكوفة نقتصر في ذلك علي ما ذكره الحر العاملي في الوسائل:

قال: عن محمد بن علي بن الحسين في الخصال (1)، عن أبيه ومحمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن يحيي، عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن بعض أصحابنا، عن الحسن بن علي وأبي الصخر جميعا يرفعانه إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد الكوفة» (2).

ورواه مرسلا: عن محمد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمد، عن أحمد ابن الحسن، عن محمد بن الحسين وعلي بن حديد ومحمد بن سنان، عن عمرو بن خالد، عن أبي حمزة الثمالي: أن علي بن الحسين (عليه السلام) أتي مسجد الكوفة عمدا من المدينة، فصلي فيه ركعات ثم عاد حتي ركب راحلته وأخذ الطريق (3).

وبإسناده: عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن الحسين الجوهري، عن محمد بن الحسين، عن علي بن حديد، عن محمد بن سليمان، عن عمرو بن خالد مثله، إلا أنه قال: فصلي فيه ركعتين بما جاء (4).

وعن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن علي بن الحكم عن مالك ابن عطية، عن أبي حمزة قال: إن أول ما عرفت عن علي بن الحسين أني رأيت رجلا دخل من باب الفيل فصلي أربع ركعات، فتبعته حتي أتي بئر الركوة وإذا بناقتين معقولتين ومعهما غلام أسود فقلت له:

من هذا؟

فقال: علي بن الحسين.

فدنوت إليه فسلمت عليه فقلت له: ما أقدمك بلادا قتل فيها أبوك وجدك؟

فقال: «زرت أبي وصليت في هذا المسجد».

١ - الخصال: ١٤٣ ح ١٦٦.

٢ - وسائل الشيعة: ٥ / ٢٦٢ ح ٦٢٩٦.

٣ - وسائل الشيعة: ٥ / ٢٥٤ ح ٦٤٧٢.

٤ - وسائل الشيعة: ٥ / 254 ح 6473.

(٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (3)، الشيخ الحر العاملي (1)، يوم عرفة (1)، محمد بن الحسين الجوهري (1)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، محمد بن علي بن الحسين (1)، صالح بن أبي حماد (1)، محمد بن قولويه (1)، علي بن الحسين (2)، محمد بن يحيي (1)، محمد بن الحسين (2)، محمد بن سليمان (1)، الحسن بن علي (1)، علي بن الحكم (1)، علي بن حديد (2)، محمد بن الحسن (1)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن سنان (1)، مسجد الحرام (1)، علي بن محمد (1)، محمد بن علي (1)، السجود (2)، القتل (1)، الركوع، الركعة (3)، الصّلاة (4)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (3)

ثم قال: «ها هو ذا وجهي» (1).

وعن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن جده، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن سدير، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال لرجل من أهل الكوفة:

«أتصلي في مسجد الكوفة كل صلواتك؟» قال: لا.

قال: «أتغتسل من فراتكم كل يوم مرة؟» قال: لا.

قال: «ففي كل جمعة؟» قال: لا.

قال: «ففي كل شهر؟» قال: لا.

قال: «ففي كل سنة؟» قال: لا.

قال أبو جعفر (عليه السلام): «إنك لمحروم من الخير».

ثم قال: «أتزور قبر الحسين (عليه

السلام) في كل جمعة؟» قال: لا.

قال: «في كل شهر؟» قال: لا.

قال: «في كل سنة؟» قال: لا.

قال أبو جعفر (عليه السلام): «إنك لمحروم من الخير» (2).

وبالإسناد عن الحسن بن محبوب، عن علي بن (رئاب) (3)، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «لا تدع يا أبا عبيدة الصلاة في مسجد الكوفة، ولو

١ - وسائل الشيعة: ٥ / ٢٥٤ ح ٦٤٧١.

٢ - وسائل الشيعة: ٥ / 259 ح 6488.

3 - في المطبوع: (زياد)، وما أثبتناه من المصدر.

(٥٠)

صفحهمفاتيح البحث: قبر الحسين (ع) (1)، الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (4)، مسجد، جامع الكوفة (2)، مدينة الكوفة (1)، محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار (1)، علي بن رئاب (1)، الحسن بن محبوب (1)، حنان بن سدير (1)، الصّلاة (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (2)

أتيته حبوا فإن الصلاة فيه تعدل سبعين صلاة في غيره من المساجد» (1).

وعن محمد بن الحسن، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عبد الله الخزاز، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: «يا هارون بن خارجة كم بينك وبين مسجد الكوفة، يكون ميلا؟» قلت: لا.

قال: «فتصلي فيه الصلوات كلها؟» قلت: لا.

قال: «أما لو كنت بحضرته لرجوت أن لا تفوتني صلاة، أو تدري ما فضل ذلك الموضع؟ ما من عبد صالح ولا نبي إلا وقد صلي في (مسجدكم) (2)، حتي أن رسول الله (صلي الله عليه وآله) لما أسري الله به قال له جبرئيل: أتدري أين أنت الساعة يا رسول الله؟ أنت مقابل مسجد كوفان.

قال: فاستأذن لي ربي حتي آتيه فأصلي فيه ركعتين.

فاستأذن الله عزوجل فأذن له،

وأن ميمنته لروضة من رياض الجنة وأن وسطه لروضة من رياض الجنة وأن مؤخره لروضة من رياض الجنة، وأن الصلاة المكتوبة فيه لتعدل بألف صلاة، وأن النافلة فيه لتعدل بخمسمائة صلاة، وأن الجلوس فيه بغير تلاوة ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا».

قال (سهل) (3): وروي لي عن عمرو: أن الصلاة فيه لتعدل بحجة، وأن النافلة لتعدل بعمرة (4).

ورواه الشيخ مرسلا من قوله: «ما من عبد صالح»، إلي قوله: «لأتوه ولو حبوا» وترك قوله: «وأن وسطه لروضة من رياض الجنة» (5).

ورواه أيضا: بإسناده عن سهل بن زياد مثله، إلي قوله: «ولو حبوا» (6).

١ - وسائل الشيعة: ٥ / ٢٥٩ ح ٦٤٨٩.

٢ - في المصدر: (مسجد كوفان).

٣ - أثبتناه من المصدر.

٤ - وسائل الشيعة: ٥ / ٢٥٢ - ٢٥٣ ح ٦٤٦٩.

٥ - تهذيب الأحكام: ٦ / ٣٢ ح ٦٢.

٦ - تهذيب الأحكام: ٣ / 250 ح 688.

(٥١)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، محمد بن عبد الله الخزاز (1)، هارون بن خارجة (2)، سهل بن زياد (2)، محمد بن الحسن (1)، علي بن محمد (1)، الحج (1)، الركوع، الركعة (1)، السجود (3)، الصّلاة (8)، كتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي (2)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (2)

ورواه الصدوق في المجالس: عن محمد بن علي بن المفضل، عن محمد بن جعفر المعروف (بابن التبان) (1)، عن محمد بن القاسم (النهمي) (2)، عن محمد بن عبد الوهاب، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن توبة بن الخليل، عن محمد بن الحسن، عن ابن خارجة، نحوه كما في رواية الشيخ (3).

ورواه الطوسي في الأمالي: عن أبيه، عن

الحسين بن عبد الله عن ابن بابويه بالإسناد (4).

ورواه البرقي في المحاسن: عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن زياد، عن هارون بن خارجة مثله، إلي قوله: «خمسمائة صلاة» (5).

محمد بن علي بن الحسين قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «لا يشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد الكوفة» (6).

قال: وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): «لما أسري بي مررت بموضع مسجد الكوفة وأنا علي البراق ومعي جبرئيل فقال: يا محمد إنزل فصل في هذا المكان.

قال: فنزلت فصليت»، الحديث (7).

وعن أبيه ومحمد بن عبد الله جميعا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي، عن الحسن بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن فضيل الأعور، عن ليث بن أبي سليم، عن عائشة، عن النبي (صلي الله عليه وآله) قال: «عرج بي إلي السماء فأهبطت إلي مسجد الكوفة فصليت فيه ركعتين».

ثم قال: «وإن الصلاة المفروضة فيه تعدل حجة مبرورة، والنافلة تعدل عمرة مبرورة» (8).

١ - في المطبوع: (ابن نباتة)، وما أثبتناه من المصدر والبحار، وفي أمالي الطوسي: (ابن البياتي).

٢ - في المطبوع: (التميمي)، وما أثبتناه من المصادر.

٣ - أمالي الصدوق: ٤٦٩ ح ٦٢٥.

٤ - أمالي الطوسي: ٤٢٨ ح ٩٥٧.

٥ - المحاسن: ١ / ٥٦ ح ٨٦.

٦ - وسائل الشيعة: ٥ / ٢٥٧ ح ٦٤٨٢.

٧ - وسائل الشيعة: ٥ / ٢٥٧ ح ٦٤٨٣.

٨ - وسائل الشيعة: ٥ / 260 ح 6492.

(٥٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مسجد، جامع الكوفة (3)، كتاب أمالي الصدوق (4)، عبد الله بن جعفر الطيار بن

أبي طالب عليه السلام (1)، إبراهيم بن محمد الثقفي (1)، إبراهيم بن مهزيار (1)، محمد بن علي بن الحسين (1)، الحسين بن عبد الله (1)، ليث بن أبي سليم (1)، هارون بن خارجة (1)، الشيخ الصدوق (1)، محمد بن عبد الله (1)، محمد بن القاسم (1)، الحسن بن سعيد (1)، علي بن الحكم (1)، عمرو بن عثمان (1)، محمد بن زياد (1)، مسجد الحرام (1)، محمد بن علي (1)، السجود (2)، الحج (1)، الركوع، الركعة (1)، الصّلاة (2)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (3)

علي بن موسي بن طاووس في مصباح الزائر (1): قال: روي أن الفريضة في مسجد الكوفة (تعدل) (2) بألف فريضة والنافلة بخمسمائة.

قال: وروي أن الفريضة (فيه) بحجة والنافلة بعمرة (3).

وعنه: عن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن جده، عن علي ابن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن (ظريف بن ناصح) (4)، عن خالد القلانسي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «صلاة في مسجد الكوفة بألف صلاة» (5).

وبالإسناد عن خالد القلانسي عن الصادق (عليه السلام) قال: «مكة حرم الله وحرم رسوله (صلي الله عليه وآله) وحرم علي بن أبي طالب (عليه السلام)» ثم ساق الحديث وقد مر إلي قوله: «والكوفة حرم الله وحرم رسوله (صلي الله عليه وآله) وحرم علي بن أبي طالب (عليه السلام) الصلاة فيها بألف صلاة» وسكت عن الدرهم (6).

ورواه الصدوق: بإسناده عن خالد بن ماد القلانسي (7).

ورواه الكليني: عن علي بن إبراهيم وغيره، عن أبيه، عن خالد بن ماد القلانسي وزاد: والدرهم فيها بألف درهم (8).

وعن ابن قولويه: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن

علي بن فضال، عن إبراهيم بن محمد، عن المفضل بن زكريا، عن نجم بن حطيم، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: «لو يعلم الناس ما في مسجد الكوفة لأعدوا له الزاد والراحلة من مكان بعيد».

وقال: «صلاة الفريضة فيه تعدل حجة، وصلاة النافلة تعدل عمرة» (9).

وعنه عن أبي القاسم، عن الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن

١ - مصباح الزائر: ٣٥.

٢ - لم ترد في المصدر.

٣ - وسائل الشيعة: ٥ / ٢٦٠ ح ٦٤٩٣ و ٦٤٩٤.

٤ - في المطبوع الأول: (طريف بن نافع).

٥ - وسائل الشيعة: ٥ / ٢٥٥ - ٢٥٦ ح ٦٤٧٧.

٦ - وسائل الشيعة: ٥ / ٢٥٦ ح ٦٤٧٨.

٧ - من لا يحضره الفقيه: ١ / ٢٨٨ ح ٦٨٠.

٨ - الكافي: ٤ / ٥٨٦ ح ١، وفيه: والدرهم بمائة ألف درهم.

٩ - كامل الزيارات: ٧١ ح ٦٠، وسائل الشيعة: ٥ / 256 ح 6480.

(٥٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، كتاب مصباح الزائر للسيد إبن طاووس (2)، مسجد، جامع الكوفة (3)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (1)، محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار (1)، الحسن بن عبد الله بن محمد (1)، محمد بن الحسن بن الوليد (1)، خالد بن ماد القلانسي (2)، الحسن بن علي بن فضال (1)، علي بن إبراهيم (1)، إبراهيم بن محمد (1)، الشيخ الصدوق (1)، الحسين بن سعيد (1)، خالد القلانسي (2)، ابن قولويه (1)، ابن مهزيار (1)، ظريف بن ناصح (1)،

نجم بن حطيم (1)، الحج (2)، الصّلاة (4)، كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (1)، كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (4)

ابن محبوب، عن عبد الله بن جبلة، عن سلام بن أبي عميرة، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي والفريضة (فيه) تعدل حجة مع النبي وقد صلي فيه ألف نبي وألف وصي» (1).

وبإسناده: عن الأصبغ بن نباتة: أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عزوجل بما لم يحب به أحدا، ففضل مصلاكم وهو بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلي إبراهيم الخليل ومصلي أخي الخضر ومصلاي، وأن مسجدكم هذا لأحد المساجد الأربعة التي اختارها الله عزوجل لأهلها، وكأني به قد أتي به يوم القيامة في ثوبين أبيضين شبيه بالمحرم يشفع لأهله ولمن يصلي فيه، فلا ترد شفاعته ولا تذهب الأيام والليالي حتي ينصب الحجر الأسود فيه، وليأتين عليه زمان يكون مصلي المهدي ومصلي كل مؤمن، ولا يبقي علي الأرض مؤمن إلا وصلي به أو حن قلبه إليه، فلا تهجروه وتقربوا إلي الله عزوجل بالصلاة فيه وارغبوا إليه في قضاء حوائجكم، فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض ولو حبوا علي الثلج» (2).

وفي المجالس: عن محمد بن علي بن الفضل الكوفي، عن محمد بن جعفر المعروف بابن التبان، عن إبراهيم بن خالد المقري الكسائي، عن عبد الله بن داهر، عن أبيه، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة مثله (3).

وفي ثواب الأعمال: عن محمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن أبي القاسم،

عن محمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «الصلاة في مسجد الكوفة تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد» (4).

عن جعفر بن محمد بن قولويه في المزار: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن

١ - كامل الزيارات: ٧٢ ح ٦٢، وسائل الشيعة: ٥ / ٢٥٧ ح ٦٤٨١.

٢ - وسائل الشيعة: ٥ / ٢٥٧ - ٢٥٨ ح ٦٤٨٤.

٣ - أمالي الصدوق: ٢٩٧ ح ٣٣٤.

٤ - ثواب الأعمال: ٣٠.

(٥٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، مسجد، جامع الكوفة (1)، يوم القيامة (1)، مدينة الكوفة (1)، محمد بن إسماعيل بن بزيع (1)، محمد بن علي ماجيلويه (1)، محمد بن أبي عبد الله (1)، محمد بن أبي القاسم (1)، عبد الله بن داهر (1)، محمد بن علي بن الفضل (1)، إبراهيم بن خالد (1)، الأصبغ بن نباتة (3)، عبد الله بن جبلة (1)، سعد بن عبد الله (1)، محمد بن قولويه (1)، محمد بن الحسين (1)، منصور بن يونس (1)، الحجر الأسود (1)، محمد بن سنان (1)، محمد بن جعفر (1)، الحج (1)، السجود (3)، الصّلاة (3)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (2)

سليمان مولي طربال وغيره قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «نفقة درهم بالكوفة تحسب بمائة درهم فيما سواها، وركعتان فيها تحسب بمائة ركعة» (1).

وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن رجل، عن محمد

بن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن داود بن فرقد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «الصلاة في مسجد الكوفة الفريضة تعدل حجة مقبولة، والتطوع فيه يعدل عمرة مقبولة» (2).

قال البراقي: إنما كررنا ذكر بعض الأحاديث، لاختلاف سندها أو لزيادات بعضها دون بعض أو لاختلاف المتن فيها، ولكن كلها واردة في كتب الأخبار.

ومن فضل مسجد الكوفة: أن الذي ينفق فيه الدرهم أما في مطعمه أو في غير ذلك يضاعف له في الأجر.

وقد مر عليك قول الصادق (عليه السلام): «نفقة درهم بالكوفة تحسب بمائة درهم فيما سواها».

وما رواه الكليني عن القلانسي عن الصادق (عليه السلام): «إن مكة حرم الله» إلي قوله:

«والصلاة فيها بألف صلاة والدرهم فيها بألف درهم».

إلي غير ذلك، كما مر أيضا: «أن مسجد الكوفة يشفع لمن صلي فيه».

ومر أيضا رواية الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: «يا أهل الكوفة لقد حباكم الله» إلي قوله: «وكأني به قد أتي به يوم القيامة بثوبين أبيضين شبيه بالمحرم يشفع لأهله ولمن يصلي فيه فلا ترد شفاعته» إلي آخر الحديث.

وروي العلامة المجلسي: عن النبي (صلي الله عليه وآله) قال: «لكأني بمسجد كوفان يأتي يوم القيامة محرما في ملاءتين يشهد لمن صلي فيه ركعتين» (3).

قال المجلسي أيضا: قال مؤلف المزار الكبير: أخبرني السيد الأجل عبد الحميد ابن التقي، عن عبد الله بن أسامة الحسيني في ذي القعدة سنة ثمانين وخمسمائة قراءة عليه بحلة الجامعين، (قال): أخبرنا الشيخ أبو الفرج أحمد القرشي، عن أبي الغنائم محمد بن علي، عن الشريف محمد بن علي بن الحسن

١ - كامل الزيارات: ٧٠ ح ٥٩.

٢ - كامل الزيارات: ٧١ ح ٦١.

٣ - بحار الأنوار: ٩٧ / 396

ح 32.

(٥٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مسجد، جامع الكوفة (3)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، شهر ذي القعدة (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، يوم القيامة (1)، مدينة الكوفة (3)، العلامة المجلسي (2)، محمد بن علي بن الحسن (1)، الأصبغ بن نباتة (1)، سليمان مولي طربال (1)، أبو عبد الله (1)، داود بن فرقد (1)، محمد بن علي (1)، الفرج (1)، السجود (1)، الحج (1)، الصّلاة (3)، الركوع، الركعة (1)، الشهادة (1)، الغنيمة (1)، كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه (2)، كتاب بحار الأنوار (1)

العلوي، عن أبي تمام عبد الله بن أحمد الأنصاري، عن عبد الله بن كثير العامري، عن محمد بن إسماعيل الأحمسي، عن محمد بن فضيل الضبي، عن محمد بن سوقة، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن الأسود، عن عبد الله بن الأسود، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): «يا (بن) مسعود لما أسري بي إلي السماء الدنيا أراني مسجد الكوفة فقلت: يا جبرئيل ما هذا؟

قال: مسجد مبارك كثير الخير عظيم البركة اختاره الله لأهله وهو يشفع لهم يوم القيامة» وذكر الحديث بطوله، وفي ذلك أخبار كثيرة (1).

ومن فضل مسجد الكوفة: أنه من كانت له حاجة وقصده وصلي فيه، فإنها تقضي، كما ذكر المجلسي والحر العاملي وغيرهما.

عن المفيد، عن محمد بن الحسين المقري، عن ابن عقدة، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن

عبد الرحمن بن إبراهيم شيخ من أصحابنا، عن صباح الحذاء قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «من كانت له إلي الله حاجة فليقصد إلي مسجد الكوفة وليسبغ وضوءه وليصل في المسجد ركعتين يقرأ في كل واحدة منهما فاتحة الكتاب وسبع سور معها وهي المعوذتان، وقل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون، وإذا جاء نصر الله والفتح، وسبح اسم ربك الأعلي، وإنا أنزلناه في ليلة القدر، فإذا فرغ من الركعتين وتشهد وسلم سأل الله حاجته، فإنها تقضي بعون الله إن شاء الله».

قال علي بن الحسن بن فضال: وقال لي هذا الشيخ: إني فعلت ذلك ودعوت الله أن يوسع في رزقي، فأنا من الله تعالي بكل نعمة، ثم دعوته أن يرزقني الحج فرزقته، وعلمته رجلا كان من أصحابنا مقترا عليه في رزقه، فرزقه الله تعالي ووسع عليه (2).

وفي المصباح: عنه (عليه السلام) مرسلا مثله (3).

١ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٩٤ ح ٢٧، وما بين القوسين من المصدر.

٢ - أمالي الطوسي: ٤١٥ ح ٩٣٦، بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٩٣ ح ٢٥، وسائل الشيعة: ٨ / ١٣٤ ح ١٠٢٤١.

٣ - مصباح المتهجد: ٢٢٥.

(٥٦)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مسجد، جامع الكوفة (3)، يوم القيامة (1)، العلامة المجلسي (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، إبراهيم النخعي (1)، عبد الله بن أحمد (1)، عبد الله بن مسعود (1)، عبد الله بن كثير (1)، أبو عبد الله (1)، محمد بن إسماعيل (1)، الحسن بن فضال (1)، محمد بن الحسين (1)، صباح الحذاء (1)، الركوع، الركعة (2)، السجود (2)، الصّلاة (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، كتاب

بحار الأنوار (2)

مسجد الكوفة من دخله كتبت له مغفرة

مسجد الكوفة من دخله كتبت له مغفرة ذكر المجلسي في البحار، والحر العاملي في الوسائل، وابن طاووس في فرحة الغري: عن نصير الدين، عن والده، عن السيد فضل الله، عن ذي الفقار، عن الشيخ المفيد، عن محمد بن بكران النقاش، عن الحسين بن محمد المالكي، عن أحمد بن هلال، عن أبي (شعيب) (١) الخراساني قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): أيما أفضل زيارة قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) أو زيارة قبر الحسين (عليه السلام) إلي أن قال: قال لي: «أين تسكن؟» قلت: الكوفة.

قال: «فإن مسجد الكوفة بيت نوح، لو دخله الرجل مائة مرة لكتب الله له مائة مغفرة، لأن فيه دعوة نوح حيث قال: ﴿رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا﴾ (2)».

قال: قلت: من عني بوالديه؟

قال: «آدم وحواء» (3).

١ - في المطبوع: (سعد)، وما أثبتناه من المصادر.

٢ - سورة نوح: ٢٨.

٣ - فرحة الغري: ١٣٠ ح ٧٣، بحار الأنوار: ٩٧ / ٢٦١ ح ١٤، وسائل الشيعة: ١٤ / 381 - 382 ح 19432.

(٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: قبر الحسين (ع) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، زيارة القبور (1)، مسجد، جامع الكوفة (2)، مدينة الكوفة (1)، العلامة المجلسي (1)، الحسين بن محمد (1)، محمد بن بكران (1)، الزيارة (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، سورة نوح (1)

أبواب مسجد الكوفة

أبواب مسجد الكوفة أما أبواب مسجد الكوفة فأحدها: باب السدة: وهي التي كان يدخل منها أمير المؤمنين (عليه السلام)، والثانية: باب كندة (1): وهي من طرف يمين المسجد من جهة الغرب وأقرب ما يكون من الزاوية الغربية بإيوانين، ثم باب الأنماط:

وهي تحاذي باب الفيل، ثم باب الفيل: وهي في الأصل تسمي: باب الثعبان، لما روي في البحار ومدينة المعاجز وغرر المناقب بالإسناد قالوا: بينما أمير المؤمنين (عليه السلام) يخطب علي منبر الكوفة إذ ظهر ثعبان من جانب المنبر وجعل يجر ويرقي، حتي دنا من أمير المؤمنين (عليه السلام)، فارتاع الناس من ذلك وهموا أن يدفعوه عن الإمام (عليه السلام)، فأومي بالكف عنه، فلما صار الثعبان علي المنبر رقي إلي المرقاة التي عليها الإمام، ثم قام الثعبان ثم انحني الإمام علي الثعبان فتطاول الثعبان إليه حتي التقم أذنه، فتحير الناس من ذلك وهو يحدثه، فسمع من كان قريبا كلام الثعبان ثم زال عن مكانه، وأمير المؤمنين (عليه السلام) جعل يحرك شفتيه والثعبان كالمصغي إليه، ثم سار الثعبان وعاد أمير المؤمنين (عليه السلام) إلي خطبته وتممها، فلما فرغ نزل من المنبر فاجتمع إليه الناس يسألونه عن حال الثعبان والأعجوبة فيه.

فقال (عليه السلام): «ليس ذلك كما ظننتم، وإنما كان هذا حاكما علي الجن فالتبست عليه قضية وصعبت عليه فجاء ليستفهمها فأفهمته إياها، فدعا لي بالخير وانصرف» (2).

وكان قد دخل الثعبان من الباب الكبير الذي يدخل منه الناس اليوم وهو بجهة عكس القبلة، فسمي باب الثعبان واشتهر بذلك، فكره بنو أمية ظهور هذه الفضيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) فربطوا في ذلك الباب فيلا وراموا أن تنسي تلك الفضيلة، فعرفت بباب الفيل حتي اليوم.

١ - وهو الباب الذي هرب منه شبيب بن بجرة الذي كان مع عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله.

٢ - مناقب آل أبي طالب: ٢ / ٨٨، مدينة المعاجز: ١ / ١٣٩ ح ٧٨، بحار الأنوار: ٣٩ / 178 ح 78.

(٥٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن

ابي طالب عليهما السلام (4)، مسجد، جامع الكوفة (2)، كتاب مدينة المعاجز (1)، مدينة الكوفة (1)، يوم عرفة (1)، بنو أمية (1)، السجود (1)، كتاب مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني (1)، كتاب مناقب آل أبي طالب عليه السلام (1)، كتاب بحار الأنوار (1)

باب الفيل والأبواب للمسجد كثيرة، لأن قبائل الكوفة كان لكل قبيلة منهم باب باسمه، لكن بتداول الأيام والحوادث الكارثة سدت الأبواب ولم يبق منها إلا باب الثعبان.

(٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، السجود (1)

آثار السيد بحر العلوم في مسجدي الكوفة والسهلة

آثار السيد بحر العلوم (١) في مسجدي الكوفة والسهلة إن للعلامة الكبير الحجة السيد محمد مهدي النجفي الشهير ببحر العلوم رحمه الله تعالي آثارا خالدة:

منها: أن المقامات الكريمة في مسجد الكوفة لم تزل من سالف الأيام مجهولة عند الناس مستنكرة الأعلام، لا يعرفها إلا أولوا البصيرة في الدين ﴿وقليل ما هم﴾ (2) فتصدي السيد (رحمه الله) لتعيين تلك المقامات الشريفة، وبني فيها العلامات والمحاريب، ووضع عمودا صخريا في محراب النبي (صلي الله عليه وآله) لتعيين القبلة، وهو الشاخص المعروف اليوم بالرخامة، وشيد أيضا فيه الحجرات حتي تكون أظلة يلوذ إليها من أصهرته الشمس من العبادة، أو يعتكف فيها من أراد الاعتكاف في أيام الشتاء، كل ذلك إعانة علي البر والتقوي وتخليدا لمآثر الأنبياء وأئمة الدين (عليهم السلام).

ومنها: أن أرض مسجد الكوفة في الأصل هي أرض السفينة والسرداب المعروف ببيت الطشت (3)، وكانت تمر عليه المارة وتطأها أرجل الواطئين ويجتمع

١ - هو السيد محمد المهدي ابن السيد مرتضي ابن السيد محمد ابن السيد عبد الكريم ابن السيد مراد ابن السيد شاه أسد الله، وينتهي إلي السيد إبراهيم الملقب بطباطبا ثم إلي الحسن المثني، ولد في كربلاء المقدسة ليلة الجمعة في غرة

شوال سنة ١١٥٥، ودرس المقدمات والسطح والخارج في كربلاء ثم انتقل إلي النجف الأشرف سنة ١١٦٩، لقب بسيد الطائفة وبصاحب الكرامات، وضرب به المثل في العلم والزهد والتقوي والإدارة في غضون شبابه، له كرامات كثيرة منها: تشرفه بلقاء صاحب الزمان (عليه السلام) في مسجد السهلة وسامراء، وقصة فتح باب الصحن والحرم الشريف له، وتضليله الغمامة لتقيه حر الشمس، وسبب لقبه ببحر العلوم: أنه حين سافر إلي إيران وأقام في خراسان نحو ستة أعوام يدرس الفلسفة الإسلامية عند الشيخ محمد مهدي الأصفهاني، فاعجب به أستاذه لشدة ذكائه وفهمه، وأطلق عليه ذلك اللقب الكبير وقال له أثناء الدرس: إنما أنت بحر العلوم، فاشتهر به، وله مؤلفات كثيرة، وتوفي في رجب سنة ١٢١٢ عن عمر يناهز السابعة والخمسين.

٢ - سورة ص: ٢٤.

٣ - وقصة الطشت عن عمار بن ياسر وزيد بن أرقم قالا: كنا بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان يوم الاثنين أربع عشر خلت من صفر وإذا بزعقة عظيمة أصمت المسامع وكان علي علي دكة القضاء فقال: «يا عمار أئتني بذي الفقار»، وكان وزنه سبعة أمنان وثلثي من مكي.

فجئت به فانتضاه من غمده وتركه علي فخذه وقال: «يا عمار هذا يوم أكشف فيه لأهل الكوفة الغمة، يا عمار أئتني بمن علي الباب». قال عمار: فخرجت فإذا علي الباب امرأة في قبة علي جمل وهي تشتكي وتصيح: يا غياث المستغيثين ويا بغية الطالبين ويا كنز الراغبين ويا ذا القوة المتين ويا مطعم اليتيم ويا رازق القديم ويا محيي كل عظم رميم ويا قديما سبق قدمه كل قديم ويا عون من ليس له عون ولا معين يا طود من لا طود له يا كنز من لا كنز له

إليك توجهت وبوليك توسلت وخليفة رسولك قصدت فبيض وجهي وفرج عني كربتي.

فقال عمار: وكان حولها ألف فارس بسيوف مسلولة قوم لها وقوم عليها، فقلت: أجيبوا أمير المؤمنين أجيبوا علم النبوة. قال: فنزلت المرأة من القبة ونزل القوم ودخلوا المسجد، فوقفت المرأة بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) وقالت: يا مولاي يا إمام المتقين إليك أتيت وإياك قصدت فاكشف كربتي وما بي من غمة فإنك قادر علي ذلك وعالم بما كان وما يكون إلي يوم القيامة، فعند ذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «يا عمار نادي في الكوفة من أراد أن ينظر إلي ما أعطاه الله أخا رسوله فليأت المسجد». قال: فاجتمع الناس حتي امتلأ المسجد بالناس فقام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: «سلوني ما بدا لكم يا أهل الشام». فنهض شيخ من بينهم قد شاب وعليه بردة يمانية فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين هذه الجارية ابنتي وقد خطبها ملوك العرب والآن قد فضحتني لأنها قد حملت بحمل لا أدري من أين هو. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «ما تقولين يا جارية؟» فقالت: يا مولاي وحقك ما علمت في نفسي خيانة قط وإني أعلم أنك بنفسي أعلم بي مني. قال عمار: فأخذ الإمام (عليه السلام) ذا الفقار وصعد المنبر وقال: «الله أكبر الله أكبر جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا - ثم قال -: علي بداية الكوفة». فجاؤوا بها، فقال لها أمير المؤمنين: «اضربي فيما بينك وبين الناس حجابا وانظري هذا الجارية عاتق أم لا - العاتق: الجارية التي أدركت وبلغت - حامل أم لا؟». ففعلت ما أمر به (عليه السلام) ثم قالت: نعم يا سيدي هي عاتق حامل. فالتفت إلي أبي الجارية

وقال: «يا أبا الغضب ألست من قرية كذا وكذا من إعمال دمشق». قال: وما هذه القرية؟ قال: «هي قرية تسمي أسعار؟». قال: بلي يا أمير المؤمنين. فقال (عليه السلام): «من منكم يقدر علي قطعة ثلج في هذه الساعة؟» قال: يا مولاي الثلج في بلادنا كثير ولكن ما نقدر عليه هاهنا. فقال (عليه السلام): «بينكم وبيننا مائتان وخمسون فرسخا». قال: نعم يا مولاي. قال (عليه السلام): «أيها الناس انظروا إلي ما أعطي الله عليا من العلم النبوي الذي أودعه الله ورسوله من العلم الرباني». قال عمار: فمد يده من أعلي منبر الكوفة ورماها وإذا فيها قطعة ثلج يقطر الماء منها، فعند ذلك ضج الناس وماج الجامع بأهله، فقال (عليه السلام): «اسكتوا فلو شئت أتيت بجبالها». ثم قال لها: «يا داية خذي هذه القطعة من الثلج واخرجي الجارية من المسجد واتركي تحتها طشتا وضعي هذه القطعة ما يلي الفرج فسترين علقة وزنها سبعمائة وخمسون درهما ودانقان». فقالت: سمعا وطاعة لله ولك يا أمير المؤمنين، ثم أخذتها وخرجت بها من الجامع وجاءت بطشت ووضعت الثلج كما أمرها الإمام فرأت علقة وزنتها الدابة فوجدتها كما قال (عليه السلام) فأقبلت ووضعتها بين يديه فقال (عليه السلام): «يا أبا الغضب خذ ابنتك فوالله ما زنت وإنما دخلت الموضع الذي فيه الماء فدخلت هذه العلقة في جوفها وهي بنت عشرة سنين وكبرت إلي الآن في بطنها». فنهض أبوها وهو يقول: أشهد أنك تعلم ما في الأرحام وما في الضمائر وأنت باب الدين وعموده …

انظر: نوادر المعجزات: ٢٦ ح ١٠، الفضائل لشاذان: ١٥٥، مدينة المعاجز: ٢ / 35 ح 339.

(٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مسجد،

جامع الكوفة (2)، مدينة الكوفة (5)، الكرم، الكرامة (2)، الإعتكاف (1)، السفينة (1)، الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، كتاب نوادر المعجزات لمحمد بن جرير الطبري (الشيعي) (1)، دولة ايران (1)، مدينة كربلاء المقدسة (2)، كتاب مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني (1)، يوم القيامة (1)، مدينة سامراء المقدسة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، شهر رجب المرجب (1)، شهر شوال المكرم (1)، عمار بن ياسر (1)، زيد بن أرقم (1)، عبد الكريم (1)، سورة ص (1)، خراسان (1)، الشام (1)، دمشق (1)، الفرج (1)، الباطل، الإبطال (2)، السجود (3)، الشهادة (1)، الغضب (1)، الزنا (1)، الزهد (1)، اليتم (1)

أخلاط الناس وفيهم الأعراب رجالا ونساءا، معهم الصبية الصغار ينزلون في زوايا المسجد ويبيتون فيها ليالي، فلربما يصل إلي أرض المسجد شيء من القذارات يكون الواجب تنزيهها عنه، فتنحت الأرض نحتا ويطرح ترابها إلي خارج المسجد، وفيه من المحذور الشرعي ما لا يخفي، فاعتني السيد (رحمه الله) بهذا الشأن وطم أرض المسجد بالتراب الطاهر من خارجها، صونا للبقعة الشريفة عما يمس بطهارتها وتيسيرا لإزالة الدرن عنها، فصارت أرض فوق أرض، ووضع محاريب فوق المحاريب الأصلية علي صورة يراها اليوم كل قاصد ومرتاد، ثم لما كثر في عصرنا الفساد في تلك الحجر، جاء الحاج ميرزا أبو القاسم الكرباسي في سنة 1310 فهدم قواطع الحجر وجعلها إيوانات، كل ذلك حفظا للمسجد من وقوع الفساد فيه، ثم إنه في سنة 1325 تصدي السيد علي كمونة سادن الحرم العلوي، فصنع خانا عظيما إلي جنب المسجد من الجهة الغربية وهو علي طوله، وبني فيه حجرا وبني سوقا لأجل الزائرين القاصدين للمسجد، وعمل مرابط

للحيوانات علي باب الخان، وقد ساعده علي بذل الأموال سيد شهم من أهل البحرين، فبني وتم بناؤه سنة 1327.

ومنها: أن في مسجد سهيل، المعروف بمسجد السهلة، مقاما لحجة الله الإمام المنتظر عجل الله فرجه، ولم يكن معهودا بين الناس، فأمر السيد بحر العلوم (رحمه الله) ببناء القبة فيه تعيينا لذلك المقام الكريم، ولا غرو فإنه (رحمه الله) أعرف به وأدري، ولا ينبؤك مثل خبير.

(٦٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، السجود (7)، الكرم، الكرامة (1)، الحج (1)، الجنابة (1)

في أن مسجد الكوفة أفضل البقاع

في أن مسجد الكوفة أفضل البقاع روي المجلسي والحر العاملي وغيرهما، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله أو عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: أي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله؟

فقال: «الكوفة يا أبا بكر هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين والمرسلين وغير المرسلين والأوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا إلا وقد صلي فيه، ومنها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمه، والقوام من بعده وهي منازل النبيين والأوصياء الصالحين» (1).

وفي البحار وفرحة الغري: قال: حدثنا سلامة قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن محمد بن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن صفوان، عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «الكوفة روضة من رياض الجنة، فيها قبر نوح وإبراهيم وقبور ثلاثمائة نبي وسبعين نبيا وستمائة وصي وقبر سيد الأوصياء أمير المؤمنين (عليه السلام)».

وفي البحار وبشائر الرضوان: قال: «إن الكوفة جمجمة (العرب) (2)، ورمح الله، وكنز الإيمان» (3).

والطيبة الزكية، وروضة من رياض الجنة، وفيها قبر آدم ونوح وإبراهيم وقبور ثلاثمائة وسبعين نبيا وستمائة وصي، وقبر

سيدهم وهي حرمه (عليه السلام) ودار هجرته، ولما عرض ولايته (عليه السلام) علي السماوات والأرض أجابت منها السماء السابعة أولا ثم الرابعة ثم الأولي ثم أرض الحجاز، فشرفت بالحرم ثم أرض الشام فشرفت ببيت المقدس ثم أرض طيبة فشرفت بقبر النبي (صلي الله عليه وآله) ثم أرض كوفان فشرفت بقبر وصيه (عليه السلام) (4).

١ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٤٠ ح ١٧، وسائل الشيعة: ٥ / ٢٥٥ ح ٦٤٦٧، وكذا: كامل الزيارات: ٧٦ ح ٦٩، تهذيب الأحكام: ٦ / ٣١ ح ٥٧.

٢ - في المطبوع: (العراق)، وما أثبتناه من المصادر.

٣ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٩٦، وكذا: الكافي: ٦ / ٢٤٣ ح ١، علل الشرائع: ٢ / ٤٦٠ ح ١.

٤ - انظر: الغارات للثقفي: ٢ / ٨٤٤، بحار الأنوار: ٢٧ / 281 ح 4.

(٦٣)

صفحهمفاتيح البحث: قبر النبي (ص) (1)، الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة الكوفة (3)، العلامة المجلسي (1)، الحسن بن علي (1)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن جعفر (1)، الشام (1)، القبر (3)، البعث، الإنبعاث (1)، السجود (1)، الوصية (1)، كتاب علل الشرايع للصدوق (1)، دولة العراق (1)، كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي (1)، كتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، كتاب بحار الأنوار (3)

مسجد الكوفة أول ما عبد الله فيه

مسجد الكوفة أول ما عبد الله فيه روي في البحار والوسائل: بالإسناد قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «أول بقعة عبد الله عليها ظهر الكوفة، لما أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم فسجدوا علي ظهر الكوفة، (وأن الملائكة لتنزل في كل ليلة إلي مسجد الكوفة)»

(1).

وفي البحار والوسائل والكافي: بالإسناد عن ابن أسباط قال: وحدثني غيره:

أنه كان ينزل في كل ليلة ستون ألف ملك يصلون عند السابعة - في مسجد الكوفة - ثم لا يعود منهم ملك إلي يوم القيامة (2).

كراهية الخروج من مسجد الكوفة قبل الظهر من يوم الجمعة روي المجلسي في البحار والحر في الوسائل، في باب كراهية الخروج من مكة والكوفة والحائر قبل انتظار الجمعة: عن محمد بن الحسن بإسناده، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من خرج من مكة أو المدينة أو مسجد الكوفة أو الحائر الحسيني قبل أن ينتظر الجمعة نادته الملائكة أين تذهب لا ردك الله» (3).

١ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٢٣٢ ح ٢٥، مستدرك الوسائل: ٤ / ٤٨٤ ح ٥٢٢٧، وما بين القوسين لم يرد في المصادر.

٢ - الكافي: ٣ / ٤٩٣ ح ٥، بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٠١ ح ٥٥، الوسائل: ٥ / ٢٦٣ ح ٦٤٩٩.

٣ - بحار الأنوار: ٩٧ / ١٣٢ ح ١٩، وسائل الشيعة: ١٤ / 542 ح 19782.

(٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (5)، مدينة مكة المكرمة (2)، يوم القيامة (1)، مدينة الكوفة (3)، العلامة المجلسي (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، حفص بن البختري (1)، محمد بن الحسن (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، كتاب مستدرك الوسائل (1)، كتاب بحار الأنوار (3)

كراهية الخروج من مسجد الكوفة

مسجد الكوفة أول ما عبد الله فيه روي في البحار والوسائل: بالإسناد قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «أول بقعة عبد الله عليها ظهر الكوفة، لما أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم فسجدوا علي ظهر الكوفة، (وأن

الملائكة لتنزل في كل ليلة إلي مسجد الكوفة)» (1).

وفي البحار والوسائل والكافي: بالإسناد عن ابن أسباط قال: وحدثني غيره:

أنه كان ينزل في كل ليلة ستون ألف ملك يصلون عند السابعة - في مسجد الكوفة - ثم لا يعود منهم ملك إلي يوم القيامة (2).

كراهية الخروج من مسجد الكوفة قبل الظهر من يوم الجمعة روي المجلسي في البحار والحر في الوسائل، في باب كراهية الخروج من مكة والكوفة والحائر قبل انتظار الجمعة: عن محمد بن الحسن بإسناده، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من خرج من مكة أو المدينة أو مسجد الكوفة أو الحائر الحسيني قبل أن ينتظر الجمعة نادته الملائكة أين تذهب لا ردك الله» (3).

١ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٢٣٢ ح ٢٥، مستدرك الوسائل: ٤ / ٤٨٤ ح ٥٢٢٧، وما بين القوسين لم يرد في المصادر.

٢ - الكافي: ٣ / ٤٩٣ ح ٥، بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٠١ ح ٥٥، الوسائل: ٥ / ٢٦٣ ح ٦٤٩٩.

٣ - بحار الأنوار: ٩٧ / ١٣٢ ح ١٩، وسائل الشيعة: ١٤ / 542 ح 19782.

(٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (5)، مدينة مكة المكرمة (2)، يوم القيامة (1)، مدينة الكوفة (3)، العلامة المجلسي (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، حفص بن البختري (1)، محمد بن الحسن (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، كتاب مستدرك الوسائل (1)، كتاب بحار الأنوار (3)

ما ورد من القرآن في مدح الكوفة

ما ورد من القرآن في مدح الكوفة وفي البحار والوسائل أيضا: عن المظفر بن جعفر العلوي، عن جعفر بن محمد ابن مسعود، عن أبيه، عن الحسين بن أشكيب،

عن عبد الرحمن بن حماد، عن أحمد بن الحسن، عن صدقة بن حسان، عن مهران بن أبي نصر، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي سعيد الإسكافي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ﴿وآويناهما إلي ربوة ذات قرار ومعين﴾ (١).

قال: الربوة الكوفة، والقرار المسجد، والمعين الفرات» (٢).

وفي البحار والوسائل أيضا: عن محمد بن علي بن الحسين في معاني الأخبار (٣)، عن أبيه، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبي عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن موسي بن بكر، عن أبي الحسن موسي بن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): «إن الله اختار من البلدان أربعة فقال عزوجل: ﴿والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين﴾ (4) فالتين المدينة، والزيتون بيت المقدس، وطور سنين الكوفة، وهذا البلد الأمين مكة» (5).

[وقال المجلسي في كتاب السماء والعالم من البحار: قوله: (وآويناهما إلي ربوة) قال الطبرسي (6): أي جعلناهما مكانا مرتفعا مستويا واسعا، وهي حيرة الكوفة وسوادها، والقرار مسجد الكوفة، والمعين الفرات، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) (7).

١ - سورة المؤمنون: ٥٠.

٢ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٢٢٧ ح ٣، وسائل الشيعة: ١٤ / ٣٦١ - ٣٦٢ ح ١٨.

٣ - معاني الأخبار: ٣٦٤ - ٣٦٥ ح ١.

٤ - سورة التين: ١ - ٣.

٥ - بحار الأنوار: ٩٦ / ٧٧ ح ٢، وسائل الشيعة: ١٤ / ٣٦١ ح ١٩٣٨٩.

٦ - تفسير مجمع البيان: ٧ / ١٩٢.

٧ - بحار الأنوار: ٥٧ / 202.

(٦٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام

(2)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (4)، العلامة المجلسي (1)، نهر الفرات (2)، الحسن بن علي بن أبي عثمان (1)، محمد بن علي بن الحسين (1)، أحمد بن محمد بن خالد (1)، مهران بن أبي نصر (1)، الحسين بن إشكيب (1)، محمد بن يحيي (1)، أحمد بن الحسن (1)، موسي بن بكر (1)، جعفر بن محمد (1)، القرآن الكريم (1)، السجود (1)، التصدّق (1)، كتاب مجمع البيان للطبرسي (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (2)، كتاب بحار الأنوار (3)، سورة المؤمنون (1)، سورة التين (1)

وفي كتاب السماء والعالم، ومعاني الأخبار، والخصال: عن الحسين بن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن أحمد الأشعري، عن أبي عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن موسي بن بكر، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): «إن الله اختار من البلدان أربعة فقال عزوجل: (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين) فالتين المدينة، والزيتون بيت المقدس، وطوس سنين الكوفة، وهذا البلد الأمين مكة» (1).

قال المجلسي: بيان: كني عن الكوفة بطور سينين، لأن ظهرها وهو النجف كان محل مناجاة سيد الأوصياء كما أن الطور كان محل مناجاة موسي، أو لأن الجبل الذي سأل موسي عليه الرؤية فتقطع ووقع جزء منه هناك كما ورد في بعض الأخبار، أو أنه لما أراد ابن نوح أن يعتصم بهذا الجبل تقطع فصار بعضه في طور سيناء، أو أنه هو طور سيناء حقيقة وغلط فيه المفسرون واللغويون] (2) (3).

١ - الخصال:

٢٢٥ ح ٥٨، معاني الأخبار: ٣٦٤ ح ١.

٢ - ما بين المعقوفتين كان في الباب الآتي وأثبتناه في مكانه المناسب.

٣ - بحار الأنوار: ٥٧ / 204 - 205 ذيل ح 2.

(٦٦)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (2)، مدينة النجف الأشرف (1)، العلامة المجلسي (1)، الحسن بن علي بن أبي عثمان (1)، محمد بن أحمد الأشعري (1)، موسي بن بكر (1)، الوصية (1)، كتاب بحار الأنوار (1)

مسجد الكوفة قصر من قصور الجنة

مسجد الكوفة قصر من قصور الجنة روي في الوسائل والبحار: عن الحسن بن محمد الطوسي في مجالسه (1)، عن أبيه، عن هلال بن محمد الحفار، عن إسماعيل بن علي الدعبلي، عن علي بن أخي دعبل، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «أربعة من قصور الجنة في الدنيا: المسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة» (2).

ما ورد في مدح تربة الكوفة وأهلها في السماء والعالم والبصائر: عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله عرض ولايتنا علي أهل الأمصار فلم يقبلها إلا أهل الكوفة» (3).

وفي البحار والبصائر: عن يعقوب بن يزيد، عن ابن سنان، عن (عتيبة) (4) بياع القصب، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إن ولايتنا عرضت علي السماوات والأرض والجبال والأمصار ما قبلها قبول أهل الكوفة» (5).

وفي السماء والعالم: بإسناده عن عبد الواحد البصري، عن أبي وائل، عن عبد الله الليثي، عن ثابت (البناني) (6)، عن أنس بن مالك قال: كنت جالسا ذات يوم عند النبي (صلي الله

عليه وآله) إذ دخل عليه علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال (صلي الله عليه وآله): «إلي يا أبا الحسن».

١ - أمالي الطوسي: ٣٦٩ ح ٧٨٨.

٢ - بحار الأنوار: ٩٦ / ٢٤٠ ح ٤، وسائل الشيعة: ٥ / ٢٨٢ - ٢٨٣ ح ٦٥٥٥.

٣ - بصائر الدرجات: ٩٦ ح ١، بحار الأنوار: ٥٧ / ٢٠٩ ح ١٠.

٤ - في المطبوع: (عنبسة)، وما أثبتناه من المصادر.

٥ - بصائر الدرجات: ٩٧ ح ٤، بحار الأنوار: ٥٧ / 209 ح 11.

6 - في المطبوع: (الشبامي)، وما أثبتناه من المصدر.

(٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مسجد، جامع الكوفة (2)، مدينة الكوفة (3)، أبو بصير (1)، إسماعيل بن علي (1)، يعقوب بن يزيد (1)، أنس بن مالك (1)، الحسن بن محمد (1)، أحمد بن محمد (1)، مسجد الحرام (1)، محمد الحلبي (1)، السجود (2)، الهلال (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، كتاب بحار الأنوار (3)

ما ورد في مدح تربة الكوفة وأهلها

مسجد الكوفة قصر من قصور الجنة روي في الوسائل والبحار: عن الحسن بن محمد الطوسي في مجالسه (1)، عن أبيه، عن هلال بن محمد الحفار، عن إسماعيل بن علي الدعبلي، عن علي بن أخي دعبل، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «أربعة من قصور الجنة في الدنيا: المسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة» (2).

ما ورد في مدح تربة الكوفة وأهلها في السماء والعالم والبصائر: عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن

الله عرض ولايتنا علي أهل الأمصار فلم يقبلها إلا أهل الكوفة» (3).

وفي البحار والبصائر: عن يعقوب بن يزيد، عن ابن سنان، عن (عتيبة) (4) بياع القصب، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إن ولايتنا عرضت علي السماوات والأرض والجبال والأمصار ما قبلها قبول أهل الكوفة» (5).

وفي السماء والعالم: بإسناده عن عبد الواحد البصري، عن أبي وائل، عن عبد الله الليثي، عن ثابت (البناني) (6)، عن أنس بن مالك قال: كنت جالسا ذات يوم عند النبي (صلي الله عليه وآله) إذ دخل عليه علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال (صلي الله عليه وآله): «إلي يا أبا الحسن».

١ - أمالي الطوسي: ٣٦٩ ح ٧٨٨.

٢ - بحار الأنوار: ٩٦ / ٢٤٠ ح ٤، وسائل الشيعة: ٥ / ٢٨٢ - ٢٨٣ ح ٦٥٥٥.

٣ - بصائر الدرجات: ٩٦ ح ١، بحار الأنوار: ٥٧ / ٢٠٩ ح ١٠.

٤ - في المطبوع: (عنبسة)، وما أثبتناه من المصادر.

٥ - بصائر الدرجات: ٩٧ ح ٤، بحار الأنوار: ٥٧ / 209 ح 11.

6 - في المطبوع: (الشبامي)، وما أثبتناه من المصدر.

(٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مسجد، جامع الكوفة (2)، مدينة الكوفة (3)، أبو بصير (1)، إسماعيل بن علي (1)، يعقوب بن يزيد (1)، أنس بن مالك (1)، الحسن بن محمد (1)، أحمد بن محمد (1)، مسجد الحرام (1)، محمد الحلبي (1)، السجود (2)، الهلال (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، كتاب بحار الأنوار (3)

ما ورد في أن البلاء مدفوع عن الكوفة وأهلها

ثم اعتنقه وقبل ما بين عينيه وقال: «يا علي إن الله عز

اسمه عرض ولايتك علي السماوات فسبقت إليها السماء السابعة فزينها بالعرش، ثم سبقت إليها السماء الرابعة فزينها بالبيت المعمور، ثم سبقت إليها السماء الدنيا فزينها بالكواكب، ثم عرضها علي الأرضين فسبقت إليها مكة فزينها بالكعبة، ثم سبقت إليها المدينة فزينها بي، ثم سبقت إليها الكوفة فزينها بك، ثم سبقت إليها قم فزينها بالعرب وفتح لها بابا من أبواب الجنة» (1).

وفي السماء والعالم وتاريخ قم: عن محمد بن قتيبة الهمداني والحسن بن علي الكشمارجاني، عن علي بن النعمان، عن أبي الأكراد (علي بن) (2) ميمون الصائغ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله احتج بالكوفة علي سائر البلاد، وبالمؤمنين من أهلها علي غيرهم من أهل البلاد، واحتج ببلدة قم علي سائر البلا، وبأهلها علي جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والأنس» الحديث (3).

ما ورد في أن البلاء مدفوع عن الكوفة وأهلها روي في البحار وتاريخ قم، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن خالد البرقي، عن سعد بن سعد الأشعري، عن جماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا عمت البلايا فالأمن في الكوفة ونواحيها من السواد وقم من الجبل» الحديث (4).

وفي البحار وتاريخ قم أيضا: عن محمد بن سهل بن اليسع، عن أبيه، عن جده، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا (فقد) (5) الأمن من البلاد وركب الناس علي الخيول واعتزلوا النساء والطيب فالهرب الهرب عن جوارهم».

فقلت: جعلت فداك إلي أين؟

١ - بحار الأنوار: ٥٧ / ٢١٢ ح ٢١.

٢ - في المطبوع: (عن)، وما أثبتناه من المصدر.

٣ - بحار الأنوار: ٥٧ / ٢١٢ - ٢١٣ ح ٢٢.

٤ - تاريخ قم: ٩٧، بحار الأنوار: ٥٧ / 214 ح 28.

5

- في المطبوع: (نفذ)، وما أثبتناه من المصدر.

(٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (4)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، محمد بن سهل بن اليسع (1)، علي بن النعمان (1)، الحسن بن علي (1)، محمد بن خالد (1)، سعد بن سعد (1)، الفدية، الفداء (1)، كتاب بحار الأنوار (3)

ما ورد من الأخبار في مدح الكوفة

قال: «إلي الكوفة ونواحيها أو إلي قم وحواليها، فإن البلاء مدفوع عنها» (1).

وفي البحار وتاريخ قم أيضا: عن يعقوب بن يزيد، عن أبي الحسن الكرخي، عن سليمان بن صالح قال: كنا ذات يوم عند أبي عبد الله (عليه السلام) فذكر فتن بني العباس وما يصيب الناس منهم فقلنا: جعلنا فداك فأين المفزع والمفر في ذلك الزمان؟

فقال: «إلي الكوفة وحواليها وإلي قم ونواحيها» (2).

ما ورد من الأخبار في مدح الكوفة وفي البحار وتاريخ قم: روي عدة من أهل الري: أنهم دخلوا علي أبي عبد الله (عليه السلام) وقالوا: نحن من أهل الري.

فقال (عليه السلام): «مرحبا بإخواننا من أهل قم».

فقالوا: نحن من أهل (الري) (3)؟

فأعاد عليهم الكلام، (قالوا ذلك) مرارا وأجابهم (عليه السلام) بمثل ما أجابهم أولا فقال (عليه السلام): «إن لله حرما وهو مكة، وإن للرسول حرما وهو المدينة، وإن لأمير المؤمنين حرما وهو الكوفة، وإن لنا حرما وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمي فاطمة فمن زارها وجبت له الجنة».

قال الراوي: وكان هذا الكلام منه قبل أن يولد الكاظم (عليه السلام) (4).

وفي البحار وتاريخ قم: عن الحسن بن يوسف، عن خالد بن أبي يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله اختار من جميع البلاد الكوفة وقم وتفليس» (5).

وفي البحار وتاريخ قم أيضا: عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن

أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن زرارة بن أعين، عن الصادق (عليه السلام) قال: «أهل خراسان

١ - تاريخ قم: ٩٧، بحار الأنوار: ٥٧ / ٢١٤ ح ٢٩، وفيه: (العباد) بدل: (البلاد).

٢ - تاريخ قم: ٩٨، بحار الأنوار: ٥٧ / ٢١٥ ح ٣٥.

٣ - في المطبوع: (قم)، وما أثبتناه من المصادر.

٤ - تاريخ قم: ٢١٤: بحار الأنوار: ٥٧ / ٢١٦ - ٢١٧ ح ٤١.

٥ - تاريخ قم: ٩٧، بحار الأنوار: ٥٧ / ٢١٣ ح ٢٥، وتفليس: بلد بأرمينية وبعض يقول: بأران وهي قصبة ناحية جرزان. معجم البلدان: ٢ / 35.

(٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (5)، بنو عباس (1)، محمد بن أبي عمير (1)، زرارة بن أعين (1)، سليمان بن صالح (1)، يعقوب بن يزيد (2)، الحسن بن يوسف (1)، جميل بن دراج (1)، خراسان (1)، الفدية، الفداء (1)، كتاب معجم البلدان (1)، كتاب بحار الأنوار (4)

أعلامنا، وأهل قم أنصارنا، وأهل الكوفة أوتادنا، وأهل هذا السواد منا ونحن منهم» (1).

وفيهما وفي مجالس الشيخ: عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن التلعكبري، عن محمد بن همام، عن عبد الله الحميري، عن الطيالسي، عن رزيق الخلقاني قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) يوما إذ دخل عليه رجلان من أهل الكوفة من أصحابنا، قال أبو عبد الله (عليه السلام): «تعرفهما؟» قلت: نعم هما من مواليك.

فقال: «نعم الحمد لله الذي جعل أجلة موالي بالعراق» الخبر (2).

وفيهما وفي مجالس الشيخ أيضا: عن ابن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير، عن علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر،

عن عبد الله بن الوليد قال: دخلنا علي أبي عبد الله (عليه السلام) فسلمنا عليه وجلسنا بين يديه فسألنا من أنتم؟

فقلنا: من أهل الكوفة.

فقال: «أما إنه ليس بلد من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة ثم هذه العصابة خاصة، إن الله هداكم لأمر جهله الناس أحببتمونا وأبغضنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس واتبعتمونا وخالفنا الناس، فجعل الله محياكم محيانا ومماتكم مماتنا» الخبر (3).

قال المجلسي: بيان: ثم هذه العصابة، أي هم فيها أكثر من غيرها من البلدان والمراد عصابة الشيعة، فإن المحب أعم منها والعصابة بالكسر الجماعة من الناس (4).

١ - تاريخ قم: ٩٧، بحار الأنوار: ٥٧ / ٢١٤ ح ٣٠.

٢ - أمالي الطوسي: ٦٩٧ ح ١٤٩٠، تاريخ قم: ٩٩، بحار الأنوار: ٥٧ / ٢٢٢ ح ٥٤.

٣ - أمالي الطوسي: ٦٧٨ ح ١٤٤٠، تاريخ قم: ٩٩.

٤ - بحار الأنوار: ٥٧ / 222 ح 53.

(٧٠)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (4)، العلامة المجلسي (1)، الحسين بن عبيد الله الغضائري (1)، عبد الله بن الوليد (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، عبد الله الحميري (1)، أبو عبد الله (1)، العباس بن عامر (1)، محمد بن تمام (1)، علي بن محمد (1)، الجهل (1)، الجماعة (1)، كتاب أمالي الصدوق (2)، كتاب بحار الأنوار (3)

ما قصدها جبار بسوء إلا وانتقم الله منه

الكوفة ما قصدها جبار بسوء إلا وانتقم الله منه إن الكوفة نزلت بها النوازل، وحدثت فيها الحوادث، وحكمت فيها الجبابرة، وإن الله عاقبهم وأهلكهم، لأن من فضلها ما قصدها جبار إلا وانتقم الله منه.

ذكر المجلسي في السماء والعالم: فقال: من كلام له (عليه السلام) يعني أمير المؤمنين في ذكر الكوفة: «كأني بك يا كوفة تمدين مد الأديم العكاظي، تعركين بالنوازل، وتركبين بالزلازل، وأني

لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوء إلا ابتلاه الله بشاغل، أو رماه بقاتل».

قال المجلسي: بيان، الأديم: الجلد المدبوغ، وعكاظ: بالضم موضع بناحية مكة كانت العرب تجتمع فيه في كل سنة، ويقيمون به سوقا مدة شهر، ويتعاكظون: أي يتفاخرون ويتناشدون، وينسب إليه الأديم لكثرة البيع فيه، والأديم العكاظي: مستحكم الدباغ شديد المد وذلك وجه الشبه، والعرك: الدلك والحك، وعركه: أي حمل عليه الشر، وعركت القوم الحرب إذا مارستهم حتي أتعبتهم، والنوازل: المصائب والشدائد، والزلازل: البلايا، وتركبين: علي بناء المجهول كالفعلين السابقين، أي تجعلين مركوبة لها أو بها علي أن تكون الباء للسببية كالسابقة، والشدائد التي أصابت الكوفة وأهلها معروفة مذكورة في السير.

وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: «هذه مدينتنا ومحلنا ومقر شيعتنا».

وعن الصادق (عليه السلام) أنه قال: «تربة تحبنا ونحبها».

وعنه (عليه السلام): «اللهم ارم من رماها وعاد من عاداها» (1).

وذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج الخطبة كما ذكرها المجلسي، ثم قال قوله: تمدين مد الأديم، استعارة لما ينالها من العسف والخبط، وقوله: تعركين، من عركت القوم الحرب إذا مارستهم حتي أتعبتهم (2).

١ - بحار الأنوار: ٥٧ / ٢٠٩ - ٢١٠ ح ١٢.

٢ - شرح نهج البلاغة: ٣ / 197 - 198.

(٧١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (5)، العلامة المجلسي (3)، البيع (1)، الحرب (2)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (1)، كتاب بحار الأنوار (1)

ما ذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج

قال في المجمع: مدت: أي بسطت، ومد الأرض: أي بسطها طولا وعرضا (1).

ما ذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج في

فضل الكوفة قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: قد جاء في فضل أهل الكوفة عن أهل البيت (عليهم السلام) شيء كثير، نحو قول أمير المؤمنين (عليه السلام): «نعمت المدرة».

وقوله (عليه السلام): «إنه يحشر من ظهرها يوم القيامة سبعون ألفا وجوههم علي صورة القمر».

وقوله (عليه السلام): «هذه مدينتنا ومحلتنا ومقر شيعتنا».

وقول جعفر بن محمد (عليه السلام): «اللهم ارم من رماها وعاد من عاداها».

وقوله (عليه السلام): «تربة تحبنا، ونحبها».

فأما ما هم به الملوك وأرباب السلطان فيها من السوء ودفاع الله عنها فكثير:

قال المنصور لجعفر بن محمد (عليه السلام): إني قد هممت أن أبعث إلي الكوفة من ينقض منازلها ويجمر نخلها ويستصفي أموالها ويقتل أهل الريبة منها فأشر علي.

فقال: «يا أمير المؤمنين إن المرء ليقتدي بسلفه ولك أسلاف ثلاثة: سليمان أعطي فشكر وأيوب ابتلي فصبر، ويوسف قدر فغفر، فاقتد بأيهم شئت».

فصمت قليلا ثم قال: قد غفرت.

وروي أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي في كتاب المنتظم (2): أن زيادا لما حصبه أهل الكوفة وهو يخطب علي المنبر قطع أيدي ثمانين منهم، وهم أن يخرب دورهم ويجمر نخلهم، فجمعهم حتي ملأ بهم المسجد والرحبة يعرضهم علي البراءة من علي، وعلم أنهم سيمتنعون فيحتج بذلك علي استئصالهم وإخراب بلدهم.

قال عبد الرحمن بن السائب الأنصاري: فإني لمع نفر من قومي والناس يومئذ في أمر عظيم، إذ هومت تهويمة فرأيت شيئا أقبل طويل العنق مثل عنق البعير أهدر

١ - مجمع البحرين: ٤ / 179.

2 - المنتظم: 5 / 227 ضمن حوادث سنة 50 (باختصار).

(٧٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، إبن أبي الحديد المعتزلي (2)، يوم القيامة

(1)، مدينة الكوفة (4)، الفرج (1)، القتل (1)، السجود (1)

الجبابرة الذين قصدوا الكوفة بسوء فابتلاهم الله

أهدل فقلت: ما أنت؟

فقال: أنا النقاد ذو الرقبة بعثت إلي صاحب هذا القصر.

فاستيقظت فزعا فقلت لأصحابي: هل رأيتم مثل ما رأيت؟

قالوا: لا.

فأخبرتهم وخرج علينا خارج من القصر فقال: انصرفوا فإن الأمير يقول لكم: إني عنكم اليوم مشغول.

وإذا بالطاعون قد ضربه فكان يقول: إني لأجد في النصف من جسدي حر النار حتي مات.

فقال عبد الرحمن بن السائب:

ما كان منتهيا عما أراد بنا * حتي تناوله النقاد ذو الرقبة فأثبت الشق منه ضربة عظمت * كما تناول ظلما صاحب الرحبة قلت: قد يظن ظان أن قوله: صاحب الرحبة، يمكن أن يحتج به من قال: إن قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) في رحبة المسجد بالكوفة، ولا حجة في ذلك، لأن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يجلس معظم زمانه في رحبة المسجد يحكم بين الناس، فجاز أن ينسب إليه بهذا الاعتبار، إلي هنا ما في شرح النهج (1).

الجبابرة الذين قصدوا الكوفة بسوء فابتلاهم الله في البحار: قال محمد بن الحسين الكيدري في شرح النهج (2): فمن الجبابرة الذين ابتلاهم الله بشاغل فيها زياد، وقد جمع الناس في المسجد ليلعن عليا صلوات الله عليه فخرج الحاجب وقال: انصرفوا فإن الأمير مشغول، وقد أصابه الفالج في هذه الساعة، وابنه عبيد الله بن زياد وقد أصابه الجذام، والحجاج بن يوسف وقد

١ - شرح نهج البلاغة: ٣ / ١٩٨ - ١٩٩.

٢ - الموسوم بحدائق الحقائق في تفسير دقائق أحسن الخلائق، وله أيضا: منهاج المنهج في الفضائل، وأنوار العقول من أشعار وصي الرسول، وكفاية البرايا في معرفة الأنبياء والأولياء، ولب الألباب في بعض مسائل الكلام، وبصائر الأنس بحظائر القدس، وينسب اليه الدرة الباهرة من

أصداف الطاهرة.

(٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة الكوفة (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، محمد بن الحسين (1)، القبر (1)، الضرب (1)، الموت (1)، الحج (1)، السجود (2)، الظنّ (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (1)

تولدت الحيات في بطنه حتي هلك، وعمر بن هبيرة وابنه يوسف وقد أصابهما البرص، وخالد القسري وقد حبس فطولب حتي مات جوعا.

وأما الذين رماهم الله بقاتل فعبيد الله بن زياد ومصعب بن الزبير وأبو السرايا وغيرهم فقتلوا جميعا، ويزيد بن المهلب قتل علي أسوء حال (1).

وفي مجمع البحرين: في مادة (جبر) قال: وفي حديث الكوفة: «ما أراد بك جبار سوء إلا ابتلاه الله بشاغل أو رماه بقاتل».

قيل: ومن الجبابرة الذين أرادوا بها السوء زياد بن أبيه، روي أنه كان جمعهم في المسجد لسب علي (عليه السلام) والبراءة منه، ويقتل من يعصيه في ذلك، فبينا هم مجتمعون إذ خرج صاحبه فأمرهم بالانصراف وقال: إن الأمير مشغول عنكم. وكان قد رمي في تلك الساعة بالفالج.

(ومنهم: عبيد الله وأصابه الجذام).

ومنهم: الحجاج تولدت في بطنه الحيات واحترق دبره حتي هلك.

ومنهم: عمر بن هبيرة وابنه يوسف رميا بالبرص.

ومنهم: خالد القسري ضرب وحبس حتي مات جوعا.

وممن رمي بقاتل: عبيد الله بن زياد، ومصعب بن الزبير، ويزيد بن المهلب وأحوالهم مشهورة (2).

وفي عيون الأخبار والبحار: بإسناد التميمي عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: ذكر علي (عليه السلام) الكوفة فقال: «يدفع البلاء عنها كما يدفع عن أخبية النبي (صلي الله عليه وآله)» (3).

وفي أمالي المفيد والبحار: عن الكاتب عن الزعفراني، عن الثقفي، عن إبراهيم ابن ميمون، عن مصعب بن سلام، عن ابن طريف، عن ابن نباتة قال: كان أمير المؤمنين

(عليه السلام) يصلي عند الأسطوانة السابعة من باب الفيل مما يلي الصحن، إذ أقبل رجل عليه بردان أخضران وله عقيصتان سوداوان (4)، أبيض اللحية، فلما سلم أمير

١ - بحار الأنوار: ٥٧ / ٢١٠.

٢ - مجمع البحرين: ١ / ٣٨٨، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

٣ - عيون أخبار الرضا: ١ / ٧١ ح ٢٩١، بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٩٢ ح ٢٢.

٤ - عقيصتان: أي ضفيرتان. الصحاح: ٢ / 722.

(٧٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، مدينة الكوفة (2)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (2)، عمر بن هبيرة (2)، مصعب بن سلام (1)، القتل (2)، الموت (2)، الضرب (1)، الهلاك (2)، كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام (1)، كتاب بحار الأنوار (2)

المساجد المباركة بالكوفة

المؤمنين (عليه السلام) من صلاته أكب عليه فقبل رأسه ثم أخذ بيده فأخرجه من باب كندة قال: فخرجنا مسرعين خلفهما ولم نأمن عليه، فاستقبلنا (عليه السلام) في چهار سوج (1) قد أقبل راجعا فقال: «ما لكم؟» فقلنا: لم نأمن عليك هذا الفارس.

فقال: «هذا أخي الخضر، ألم تروا حيث أكب علي».

قلنا: بلي.

قال: «إنه قال لي: إنك في مدرة لا يريدها جبار بسوء إلا قصمه الله واحذر الناس، فخرجت معه لأشيعه لأنه أراد الظهر».

قال المجلسي: المدرة بالتحريك: البلدة (2).

المساجد المباركة بالكوفة إن بالكوفة مساجد كثيرة، إلا أن فيها مساجد مباركة ومساجد ملعونة، وقد ذكرها المجلسي في البحار والحر العاملي في الوسائل وغيرهما (3)، وذكروا فضلها مفصلا وقال: ألفت كتابا كبيرا في الكوفة وفي بقية مساجدها منها: مسجد

سهيل وفيه أخبار كثيرة يأتي ذكر بعضها، ويقال له: مسجد بني ظفر، ومسجد غني وهو مسجد مبارك، فقد ورد أنه صلي فيه ودعا الإمام علي بن الحسين (عليه السلام)، ومسجد جعفي وهو مبارك أيضا، فقد ورد أنه صلي فيه ودعا الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومسجد الحمراء وهو مسجد يونس بن متي (عليه السلام) وليس هو قبره، فقد ورد أن أمير المؤمنين (عليه السلام) صلي فيه.

١ - أي في مفترق أربع جهات.

٢ - أمالي الطوسي: ٥١ ح ٦٧، بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٩٢ ح ٢٣.

٣ - راجع: فضل الكوفة ومساجدها للمشهدي: ٣٩٦، وسائل الشيعة: ٥ / ٣٩٦ باب ٣٤ - ٣٩، ومستدرك الوسائل: ٣ / 396 باب 43 - 49.

(٧٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (4)، العلامة المجلسي (2)، السجود (6)، القبر (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، كتاب مستدرك الوسائل (1)، كتاب بحار الأنوار (1)

المساجد الملعونة في الكوفة

المساجد الملعونة في الكوفة إن المساجد الملعونة في الكوفة هي مسجد ثقيف، ومسجد الأشعث ما بين السهلة والكوفة وقد بقي منه حائط قبلته ومنارته، وهو المسجد الذي يدعونه بمسجد الجواشن، بناه الأشعث علي بغض أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومسجد جرير بن عبد الله البجلي، ومسجد سماك بن مخرمة وهو بالموضع الذي فيه الحدادون قريب منه، وذكر أنه يسمي بمسجد الحوافر، ومسجد شبث بن ربعي في السوق آخر درب الحجاج، ومسجد بالحمراء بني علي قبر فرعون من الفراعنة، وهو بمحلة النجار، ومسجد تيم، ومسجد بني السيد، ومسجد بني عبد الله بن رازم.

روي المجلسي في البحار بحذف الإسناد:

عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: «بالكوفة مساجد ملعونة ومساجد مباركة، فأما المباركة فمسجد غني، والله إن قبلته لقاسطة وإن طينته لطيبة، ولقد بناه رجل مؤمن ولا تذهب الدنيا حتي تنفجر عنده عينان ويكون فيهما جنتان، وأهله ملعونون وهو مسلوب منهم، ومسجد بني ظفر، ومسجد السهلة، ومسجد الحمراء، ومسجد جعفي، وليس هو مسجدهم اليوم ويقال: درس.

وأما المساجد الملعونة: فمسجد ثقيف، ومسجد الأشعث، ومسجد جرير البجلي، ومسجد سماك، ومسجد بالحمراء بني علي قبر فرعون من الفراعنة» (1).

وروي أيضا بحذف الإسناد: عن خالد بن عرعرة قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: «إن بالكوفة مساجد مباركة ومساجد ملعونة، فأما المباركة فمنها: مسجد غني وهو مسجد مبارك، والله إن قبلته لقاسطة، ولقد أسسه رجل مؤمن، وإنه لفي سرة الأرض وإن بقعته لطيبة، ولا تذهب الليالي والأيام حتي تنفجر فيه عيون، ويكون علي جنبيه جنتان، وإن أهله ملعونون وهو مسلوب عنهم، ومسجد جعفي مسجد مبارك، وربما اجتمع فيه ناس من العرب من أوليائنا فيصلون فيه، ومسجد بني ظفر مسجد مبارك، والله إن فيه لصخرة خضراء وما بعث الله من نبي إلا فيها

١ - بحار الأنوار: ٩٧ / 438 ح 10.

(٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (5)، العلامة المجلسي (1)، شبث بن ربعي اليربوعي (1)، محمد بن مسلم (1)، السجود (26)، القبر (2)، اللعن (3)، كتاب بحار الأنوار (1)

تمثال وجهه وهو مسجد السهلة، ومسجد الحمراء وهو مسجد يونس بن متي (عليه السلام) ولينفجرن فيه عين يظهر علي السبخة وما حولها.

وأما المساجد الملعونة: فمسجد الأشعث بن قيس، ومسجد جرير بن عبد الله البجلي، ومسجد ثقيف، ومسجد سماك (1)، ومسجد

بالحمراء بني علي قبر فرعون من الفراعنة.

ثم قال: بيان:

هذا الخبر يدل علي اتحاد مسجد بني ظفر ومسجد السهلة، فيمكن أن يكون في الخبر السابق زيدت الواو من النساخ أو يكون العطف للتفسير.

ثم قال: وفي المزار الكبير (ومسجد سهيل وهو مسجد مبارك)، الظاهر أن مسجد الحمراء هو المعروف الآن بمسجد يونس (عليه السلام) وقبره، ولم نجد في خبر كونه (عليه السلام) مدفونا هناك (2).

وعن سالم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «جددت أربعة مساجد بالكوفة فرحا بقتل الحسين (عليه السلام)، مسجد الأشعث بن قيس، ومسجد جرير بن عبد الله البجلي، ومسجد سماك، ومسجد شبث بن ربعي» (3).

١ - مسجد سماك منسوب إلي سماك بن مخرمة بن حمين بن بلث الأسدي من بني الهالك بن عمرو بن أسد بن خزيمة بن مدركة، وفي سماك هذا يقول الأخطل:

إن سماكا بني مجدا لأسرته * حتي الممات وفعل الخير يبتدر قد كنت أحسبه قينا وأخبره * فاليوم طير عن أثوابه الشرر ٢ - المزار: ١١٨، بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٣٨ - ٤٣٩ ح ١٣، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

٣ - بحار الأنوار: ٤٥ / 189 ح 35.

(٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، مدينة الكوفة (1)، شبث بن ربعي اليربوعي (1)، جرير بن عبد الله (2)، السجود (18)، اللعن (1)، كتاب بحار الأنوار (2)، الموت (1)

بقية المساجد المباركة في الكوفة

بقية المساجد المباركة في الكوفة من المساجد المباركة في الكوفة:

مسجد بني كاهل: قال الشهيد والمجلسي والحر العاملي رحمهم الله: إن مسجد بني كاهل يعرف بمسجد أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنه لم يبق منه سوي أسه وأس مأذنته (1).

قال المجلسي: والآن توجد

آثار تلك المأذنة بجنب قبور بباب بيت أمير المؤمنين (عليه السلام) (2).

وقد تقدم ما رواه المجلسي، عن الشهيد، عن حبيب بن أبي ثابت، عن الكاهلي فراجع.

ومنها: مسجد صعصعة بن صوحان: صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد رأي صاحب الزمان (عليه السلام) صلي فيه ودعا، والحديث طويل (3).

مسجد صعصعة بن صوحان

١ - المزار للشهيد الأول: ٢٧٦، بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٥٢.

٢ - لم نجد هذا القول في البحار، والظاهر أنه قول تلميذه عبد الله أفندي.

٣ - راجع: المزار للمشهدي: ١٤٣ - ١٤٦، المزار للشهيد الأول: ٢٦٤ - ٢٦٦، بحار الأنوار: ٩٧ / 446 - 447 ح 23.

(٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، مدينة الكوفة (2)، العلامة المجلسي (3)، حبيب بن أبي ثابت (1)، صعصعة بن صوحان (2)، السجود (4)، القبر (1)، الشهادة (2)، كتاب بحار الأنوار (1)

روي الشهيد ومؤلف المزار الكبير قالا: بالإسناد إلي علي بن محمد بن عبد الرحمن التستري أنه قال: مررت ببني رواس فقال لي بعض إخواني: لو ملت بنا إلي مسجد صعصعة فصلينا به، فإن هذا رجب وتستحب فيه زيارة هذه المواضع المشرفة التي وطئها الموالي بأقدامهم وصلوا فيها، ومسجد صعصعة منها.

قال: فملت معه إلي المسجد، وإذا ناقة معقولة مرحلة قد أنيخت بباب المسجد فدخلنا، فإذا برجل عليه ثياب الحجاز وعمته كعمتهم قاعد يدعو بهذا الدعاء، فحفظته أنا وصاحبي وهو:

«اللهم يا ذا المنن السابغة - إلي قوله - وعيشا قريرا وملكا كبيرا وصلي الله علي محمد وآله كثيرا».

ثم سجد طويلا وقام وركب الراحلة وذهب، فقال صاحبي: نراه الخضر فما بالنا لا نكلمه، كأنما أمسك علي ألسنتنا.

فخرجنا فلقينا ابن أبي داود

الرواسي فقال: من أين أقبلتما؟

قلنا: من مسجد صعصعة، وأخبرناه بالخبر.

فقال: هذا الراكب يأتي مسجد صعصعة في اليومين والثلاثة لا يتكلم.

قلنا: من هو؟

قال: فمن تريانه أنتما؟

قلنا: نظنه الخضر.

فقال: أنا والله ما أراه إلا من الخضر محتاج إلي رؤيته.

فانصرفا راشدين فقال لي صاحبي: هو والله صاحب الزمان (1).

وذكر محمد بن أبي داود الرواسي: أنه خرج مع محمد بن جعفر الدهان إلي مسجد السهلة في يوم من أيام رجب فقال: مل بنا إلي مسجد صعصعة فهو مسجد مبارك، وقد صلي به أمير المؤمنين (عليه السلام) ووطئه الحجيج بأقدامهم.

فملنا إليه فبينا نحن نصلي، إذا برجل قد نزل عن ناقته وعقلها بالظلال، ثم دخل وصلي ركعتين أطال فيهما ثم مد يديه وقال: اللهم يا ذا المنن السابغة - إلي آخر الدعاء - ثم قام إلي راحلته وركبها.

1 - المصدر السابق.

(٧٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، شهر رجب المرجب (2)، ابن أبي داود (1)، علي بن محمد (1)، محمد بن جعفر (1)، السجود (5)، الركوع، الركعة (1)، الشهادة (1)، الزيارة (1)، الصّلاة (1)

فقال لي ابن جعفر الدهان: ألا نقوم إليه فنسأله من هو.

فقمنا إليه فقلنا له: ناشدناك الله من أنت؟

فقال: «ناشدتكم من ترياني؟» قال ابن جعفر الدهان: نظنك الخضر.

فقال: «وأنت أيضا؟» فقلت: أظنك إياه.

فقال: «إني لمن الخضر مفتقر إلي رؤيته، انصرفا فأنا إمام زمان كما» (1).

ومنها: مسجد السهلة: فإنه بيت إدريس النبي (عليه السلام) الذي كان يخيط ويصلي فيه، ومن دعا الله بما أحب، قضي له حوائجه ورفعه يوم القيامة مكانا عليا إلي درجة إدريس، وأجير من مكروه الدنيا ومكائد أعدائه.

١ - إقبال الأعمال: ٣ / ٢١٢، بحار الأنوار: ٩٧ / 447 ح 24، والدعاء

هو:

اللهم يا ذا المنن السابغة والآلاء الوازعة والرحمة الواسعة والقدرة الجامعة والنعم الجسيمة والمواهب العظيمة والأيادي الجميلة والعطايا الجزيلة، يا من لا ينعت بتمثيل ولا يمثل بنظير ولا يغلب بظهير، يا من خلق فرزق وألهم فأنطق وابتدع فشرع وعلا فارتفع وقدر فأحسن وصور فأتقن واحتج فأبلغ وأنعم فأسبغ وأعطي فأجزل ومنح فأفضل، يا من سما في العز ففات خواطر الأبصار ودنا في اللطف فجاز هواجس الأفكار، يا من توحد بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه وتفرد بالكبرياء والآلاء فلا ضد له في جبروت شأنه، يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام وانحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام، يا من عنت الوجوه لهيبته وخضعت الرقاب لعظمته ووجلت القلوب من خيفته، أسألك بهذه المدحة التي لا تنبغي إلا لك وبما وأيت به علي نفسك لداعيك من المؤمنين وبما ضمنت الإجابة فيه علي نفسك للداعين، يا أسمع السامعين ويا أبصر المبصرين ويا أنظر الناظرين ويا أسرع الحاسبين ويا أحكم الحاكمين ويا أرحم الراحمين صل علي محمد خاتم النبيين وعلي أهل بيته الطاهرين الأخيار، وأن تقسم لي في شهرنا هذا خير ما قسمت، وأن تحتم لي في قضائك خير ما حتمت وتختم لي بالسعادة فيمن ختمت واحيني ما أحييتني موفورا وأمتني مسرورا مغفورا وتول أنت نجاتي من مسألة البرزخ، وادرء عني منكرا ونكيرا وارعني مبشرا وبشيرا، واجعل لي إلي رضوانك وجنانك مصيرا وعيشا قريرا وملكا كبيرا، وصل علي محمد وآله بكرة وأصيلا يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين.

(٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، إمام زمان (1)، السجود (1)، كتاب إقبال الأعمال (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، الصّلاة (1)، الطهارة (1)، الوسعة (1)

مسجد السهلة وفي البحار: عن

ابن مهران، عن الصادق (عليه السلام) قال: «إذا دخلت الكوفة فأت مسجد السهلة فصل فيه واسأل الله حاجتك لدينك ودنياك، فإن مسجد السهلة بيت إدريس النبي (عليه السلام) الذي كان يخيط فيه ويصلي فيه، ومن دعا الله فيه بما أحب قضي له حوائجه ورفعه يوم القيامة مكانا عليا إلي درجة إدريس، وأجير من مكروه الدنيا ومكائد أعدائه» (1).

وفي البحار والوسائل وغيرهما: بالإسناد عن عمار اليقظان قال: كان عند أبي عبد الله (عليه السلام) جماعة وفيهم رجل يقال له: أبان بن نعمان فقال: «أيكم له علم بعمي زيد بن علي؟» فقال: أنا أصلحك الله.

قال: «وما علمك به؟» قال: كنا عنده ليلة فقال: هل لكم في مسجد السهلة، فخرجنا معه إليه فوجدنا معه اجتهادا كما قال.

فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «كان بيت إبراهيم الذي خرج منه إلي العمالقة، وكان

١ - بحار الأنوار: ٩٧ / 434 ح 1.

(٨١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، يوم القيامة (1)، مدينة الكوفة (1)، أبو عبد الله (1)، زيد بن علي (1)، السجود (3)، الصّلاة (1)، كتاب بحار الأنوار (1)

بيت إدريس الذي كان يخيط فيه، وفيه صخرة خضراء وفيها صورة وجوه النبيين، وفيها مناخ الراكب». يعني الخضر (عليه السلام).

ثم قال: «لو أن عمي زيدا أتاه حين خرج فصلي فيه واستجار بالله لأجاره عشرين سنة، وما أتاه مكروب قط فصلي فيه ما بين العشاءين ودعا الله إلا فرج الله عنه» (1).

وبالإسناد عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: «يا أبا محمد كأني أري نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله».

قلت: يكون منزله؟

قال: «نعم، هو منزل إدريس، وما بعث الله نبيا إلا وقد صلي فيه، والمقيم

فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه، وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة يأوون إلي هذا المسجد يعبدون الله فيه، يا أبا محمد أما إني لو كنت بالقرب منكم ما صليت صلاة إلا فيه، ثم إذا قام قائمنا انتقم لله ولرسوله ولنا أجمعين» (2).

في الكتب المذكورة والكافي: بالإسناد عن أبي عبد الله بن أبان قال: دخلنا علي أبي عبد الله (عليه السلام) فسألنا: «أفيكم أحد عنده علم عن زيد بن علي؟» فقال رجل من القوم: عندي علم من عمك، كنا عنده ذات ليلة في دار معاوية ابن إسحاق الأنصاري إذ قال: انطلقوا بنا نصلي في مسجد السهلة.

فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «وفعل؟» فقال: لا، جاءه أمر فشغله عن الذهاب.

فقال: «أما والله لو أعاذ الله به حولا لأعاذه، أما علمت أنه موضع إدريس النبي (عليه السلام) الذي كان يخيط فيه، ومنه سار إبراهيم إلي اليمن بالعمالقة، ومنه سار داود إلي جالوت، وأن فيه لصخرة خضراء فيها مثال كل نبي، ومن تحت تلك الصخرة أخذت طينة كل نبي، وأنه لمناخ الراكب» قيل: ومن الراكب؟

١ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٣٤ ح ١، وسائل الشيعة: ٥ / ٢٦٦ ح ٦٥٠٦، فضل الكوفة: ٤٣.

٢ - بحار الأنوار: ٩٧ / 435 ح 3.

(٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: النبي خضر عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، أبو بصير (1)، عبد الله بن أبان (1)، أبو عبد الله (1)، زيد بن علي (1)، السجود (3)، الصّلاة (3)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، مدينة الكوفة (1)، كتاب بحار الأنوار (2)

قال: «الخضر» (1).

وزاد في

المزار الكبير: «أما والله لو استعاذ بالله حولا لأعاذه الله سنتين، ومنه سار داود (عليه السلام) إلي طالوت».

قال: وأين كانت منازلهم؟

قال: «في زواياه، وأن فيه لصخرة خضراء فيها مثال وجه كل نبي» (2).

وبالإسناد قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): «من صلي في مسجد السهلة ركعتين زاد الله في عمره سنتين» (3).

وفي الكافي والبحار: بالإسناد عن عبد الرحمن بن سعيد الخزاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال: «بالكوفة مسجد يقال له: مسجد السهلة، لو أن عمي زيدا أتاه فصلي فيه واستجار الله، لأجاره عشرين سنة، وفيه مناخ الراكب، وبيت إدريس النبي (عليه السلام)، ما أتاه مكروب قط فصلي فيه بين العشاءين ودعا الله إلا وفرج الله كربته» (4).

وبالإسناد: عن عثمان عن صالح بن أبي الأسود قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) وذكر مسجد السهلة: «أما إنه منزل صاحبنا إذا قام بأهله» (5).

وفي التهذيب والبحار: عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: «ما من مكروب يأتي مسجد السهلة فيصلي فيه ركعتين بين العشاءين ويدعو الله إلا فرج الله كربه» (6).

وفي الكامل والبحار: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «حد مسجد السهلة الروحاء» (7).

وروي أيضا فيه بحذف الإسناد: عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: «تصلي في

١ - الكافي: ٣ / ٤٩٤ ح ١، بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٣٥ ح ٤، وسائل الشيعة: ٥ / ٢٦٦ ح ٦٥٠٦.

٢ - المزار للمشهدي: ١٣٣ ح ٣.

٣ - المزار للمشهدي: ١٣٤ ح ٦.

٤ - الكافي: ٣ / ٤٩٥ ح ٣، بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٣٩ ح ١٦.

٥ - الكافي: ٣ / ٤٩٥ ح ٢، بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٣٩ ح ١٥.

٦ - تهذيب الأحكام: ٦ /

٣٨ ح ٧٧، بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٤٠ ح ٢٠.

٧ - كامل الزيارات: ٧٤ ح ٦٦، بحار الأنوار: ٩٧ / 440 ح 18.

(٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، صالح بن أبي الأسود (1)، أبو عبد الله (1)، الركوع، الركعة (1)، السجود (4)، الصّلاة (1)، كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه (1)، كتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، كتاب بحار الأنوار (5)

المسجد الذي عندكم الذي تسمونه مسجد السهلة ونحن نسميه مسجد (الثري) (1)؟» قلت: إني لأصلي فيه جعلت فداك.

قال: «ائته فإنه لم يأته مكروب إلا وفرج الله كربته - أو قال: - قضي حاجته وفيه زبرجدة فيها صورة كل نبي وكل وصي» (2).

وقال السيد ابن طاوس (رحمه الله) في مصباح الزائر ما نصه: (إذا أردت أن تمضي إلي السهلة فاجعل ذلك بين المغرب والعشاء الآخرة من ليلة الأربعاء، وهو أفضل من غيره من الأوقات» (3).

وقال المجلسي في البحار: قال الشيخ السعيد الشهيد قدس الله روحه (روي عن بشار)، وقال مؤلف المزار الكبير: حدثنا جماعة عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن ابن محمد بن علي الطوسي، وعن الشريف أبي الفضل المنتهي ابن أبي زيد الحسيني، وعن الشيخ الأمين محمد بن شهريار الخازن، وعن الشيخ الجليل ابن شهرآشوب، عن المقري، عن عبد الجبار الرازي، وكلهم يروون عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي المفضل محمد بن عبيد الله السلمي، قالوا: حدثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي، والشيخ محمد بن أحمد بن

شهريار، قالا: حدثنا محمد بن أحمد ابن عبد العزيز العكبري المعدل في داره ببغداد سنة سبع وستين وأربعمائة قال: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، عن محمد بن يزيد، عن أبي الأزهر النحوي، عن محمد بن عبد الله بن زيد النهشلي، عن أبيه، عن الشريف زيد بن جعفر العلوي، عن محمد بن وهبان، عن الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس بن محمد بن أحمد العلوي، عن محمد بن جمهور العمي، عن الهيثم بن عبد الله الناقد، عن بشار المكاري، قال: دخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام) بالكوفة وقد قدم له طبق رطب طبرزد وهو يأكل فقال لي: «يا بشار أدن

١ - في المطبوع: (البري)، وما أثبتناه من المصار.

٢ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٣٧ ح ٩، وكذا: قرب الإسناد: ١٥٩ ح ٥٨٢، وسائل الشيعة: ٥ / 268 ح 7.

3 - مصباح الزائر: 54.

(٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مصباح الزائر للسيد إبن طاووس (2)، السيد إبن طاووس (1)، مدينة الكوفة (1)، العلامة المجلسي (1)، الحسين بن عبيد الله الغضائري (1)، محمد بن عبد الله بن المطلب (1)، الحسين بن علي بن سفيان (1)، محمد بن عبد الله بن زيد (1)، محمد بن أحمد بن شهريار (1)، الهيثم بن عبد الله (1)، الشيخ المفيد (قدس سره) (2)، محمد بن أحمد العلوي (1)، محمد بن عبيد الله (1)، أحمد بن إدريس (1)، محمد بن جمهور (1)، محمد بن أحمد (1)، محمد بن علي (2)، عبد العزيز (1)، الفدية، الفداء (1)، الشهادة (1)، السجود (2)، الأكل (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، كتاب بحار الأنوار (1)

فكل».

قلت: هنأك الله وجعلني فداك، قد

أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي أوجع قلبي وبلغ مني.

فقال لي: «بحقي لما دنوت فأكلت».

قال: فدنوت فأكلت.

قال لي: «حديثك».

قلت: رأيت جلوازا يضرب رأس امرأة يسوقها إلي الحبس وهي تنادي بأعلي صوتها المستغاث بالله ورسوله ولا يغيثها أحد.

قال: «ولم فعل بها ذلك؟» قال: سمعت الناس يقولون: إنها عثرت فقالت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، فارتكب منها ما ارتكب.

قال: فقطع الأكل ولم يزل يبكي حتي ابتل منديله ولحيته وصدره بالدموع ثم قال: «يا بشار قم بنا إلي مسجد السهلة فندعوا الله ونسأله خلاص هذه المرأة».

قال: ووجه بعض الشيعة إلي باب السلطان وتقدم إليه بأن لا يبرح إلا أن يأتيه رسوله، فإن حدث بالمرأة حدث صار إلينا حيث كنا.

قال: فصرنا إلي مسجد السهلة وصلي كل واحد منا ركعتين، ثم رفع الصادق (عليه السلام) يده إلي السماء وقال: «أنت الله لا إله إلا أنت» إلي آخر الدعاء (1).

قال: ثم خر ساجدا لا أسمع منه إلا النفس ثم رفع رأسه فقال: «قم فقد أطلقت المرأة».

1 - وتكملته: لا إله إلا أنت مبدئ الخلق ومعيدهم، وأنت الله لا إله إلا أنت خالق الخلق ورازقهم، وأنت الله لا إله إلا أنت القابض الباسط، وأنت الله لا إله إلا أنت مدبر الأمور وباعث من في القبور، وأنت وارث الأرض ومن عليها، أسألك باسمك المخزون المكنون الحي القيوم، وأنت الله لا إله إلا أنت عالم السر وأخفي، أسألك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت، وأسألك بحق محمد وأهل بيته وبحقهم الذي أوجبته علي نفسك أن تصلي علي محمد وآل محمد وأن تقضي لي حاجتي الساعة الساعة يا سامع الدعاء يا سيداه يا مولاه يا غياثاه، أسألك بكل اسم سميت

به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلي علي محمد وآل محمد وأن تعجل خلاص هذه المرأة، يا مقلب القلوب والأبصار يا سميع الدعاء.

(٨٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الضرب (1)، الأكل (2)، الركوع، الركعة (1)، الفدية، الفداء (1)، السجود (2)، الصّلاة (1)، المرأة (1)، البلل (1)، القبر (1)، الوراثة، التراث، الإرث (1)

قال: فخرجنا جميعا، فبينا نحن في بعض الطريق، إذ لحق بنا الرجل الذي وجهنا به إلي باب السلطان فقال له: «ما الخبر؟» قال له: لقد أطلق عنها.

قال: «كيف كان إخراجها؟» قال: لا أدري، ولكنني كنت واقفا علي باب السلطان إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها: ما الذي تكلمت به؟

قالت: عثرت فقلت: لعن الله ظالميك يا فاطمة ففعل بي ما فعل.

قال: فأخرج مائتي درهم وقال: خذي هذه واجعلي الأمير في حل.

فأبت أن تأخذها، فلما رأي ذلك منها دخل وأعلم صاحبه بذلك ثم خرج فقال: انصرفي إلي بيتك، فذهبت إلي منزلها.

فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «أبت أن تأخذ مائتي درهم!» قال: نعم وهي والله محتاجة إليها.

فقال: فأخرج من جيبه صرة فيها سبعة دنانير وقال: «اذهب أنت بهذه إلي منزلها فاقرأها مني السلام وادفع إليها هذه الدنانير».

فقال: فذهبنا جميعا فأقرأناها منه السلام فقلت: بالله أقرأني جعفر بن محمد السلام؟

فقلت لها: رحمك الله، والله إن جعفر بن محمد أقرأك السلام.

فشهقت ووقعت مغشية عليها.

(قال): فصبرنا حتي أفاقت وقالت: أعدها علي، فأعدناها عليها حتي فعلت ذلك ثلاثا.

ثم قلنا لها: خذي هذا ما أرسل به إليك وأبشري بذلك.

فأخذته منا وقالت: سلوه أن يستوهب أمته من الله فما أعرف أحدا أتوسل به إلي الله أكبر منه ومن آبائه وأجداده (عليهم السلام).

فرجعنا إلي أبي

عبد الله (عليه السلام) فجعلنا نحدثه بما كان منها.

فجعل يبكي ويدعو لها، ثم قلت: ليت شعري متي أري فرج آل محمد (صلي الله عليه وآله).

قال: «يا بشار إذا توفي ولي الله وهو الرابع من ولدي في أشد البقاع بين شرار العباد، فعند ذلك يصل إلي ولد فلان مصيبة سوداء مظلمة، فإذا رأيت ذلك التقت

(٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، أبو عبد الله (1)، جعفر بن محمد (2)

حلق البطان ولا مرد لأمر الله» (1).

ومنها: مسجد زيد بن صوحان فقد صلي فيه الخضر بعد أن خرج من مسجد السهلة، قال المجلسي ما نصه:

دخل إلي مسجد صغير بين يدي السهلة فصلي فيه ركعتين بسكينة ووقار ثم بسط كفه فقال: إلهي قد مد إليك الخاطئ المذنب يديه … إلي آخر الدعاء (2)، ثم بكي وعفر خده الأيمن وقال: ارحم … الخ (3)، ثم قلب خده الأيسر وقال: عظم الذنب … الخ (4)، ثم خرج فاتبعته وقلت له: يا سيدي بم يعرف هذا المسجد؟

فقال: إنه مسجد زيد بن صوحان صاحب علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهذا دعاؤه وتهجده.

ثم غاب عنا فلم نره، فقال لي صاحبي: إنه الخضر (عليه السلام) (5).

١ - المزار للمشهدي: ١٣٥ ح ٨، المزار للشهيد الأول: ٢٥٤، بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٤٠ - ٤٤٢ ح ٢١.

٢ - والدعاء هو: إلهي قد مد إليك الخاطئ المذنب يديه لحسن ظنه بك، إلهي قد جلس المسي بين يديك مقرا لك بسوء عمله وراجيا منك الصفح عن زلله، إلهي قد رفع إليك الظالم كفيه راجيا لما لديك فلا تخيبه برحمتك من فضلك، إلهي جثا العائد إلي المعاصي بين يديك خائفا من يوم يجثوا فيه الخلائق بين

يديك، إلهي قد جاءك العبد الخاطئ فزعا مشفقا ورفع إليك طرفه حذرا راجيا وفاضت عبرته مستغفرا نادما، وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك جاهل ولا لعقوبتك متعرض ولا لنظرك مستخف، ولكن سولت لي نفسي وأعانتني علي ذلك شقوتي وغرني سترك المرخي علي، فمن الآن من عذابك يستنقذني وبحبل من اعتصم إن قطعت حبلك عني، فيا سوأتاه غدا من الوقوف بين يديك إذا قيل للمخفين جوزوا وللمثقلين حطوا، أفمع المخفين أجوز أم مع المثقلين أحط؟ ويلي كلما كبر سني كثرت ذنوبي، ويلي كلما طال عمري كثرت معاصيي، فكم أتوب وكم أعود؟ أما آن لي أن استحي من ربي، اللهم فبحق محمد وآل محمد اغفر لي وارحمني يا أرحم الراحمين وخير الغافرين.

٣ - ارحم من أساء واقترف واستكان واعترف.

٤ - عظم الذنب من عبدك، فليحسن العفو من عندك يا كريم.

٥ - بحار الأنوار: ٩٧ / 444.

(٨٧)

صفحهمفاتيح البحث: النبي خضر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، العلامة المجلسي (1)، زيد بن صوحان (2)، الركوع، الركعة (1)، السجود (5)، الصّلاة (1)، كتاب بحار الأنوار (2)، الظنّ (1)، الجهل (1)، الكرم، الكرامة (1)

مسجد السهلة مسجد زيد بن صوحان ومنها: مسجد الحنانة قال ابن طاوس في فرحة الغري: رأيت في المناقب لابن شهرآشوب، وفيما أجاز لي روايته والدي قدس الله روحه، عن السيد السعيد شمس الدين فخار عنه قال: وسأل ابن مسكان الصادق (عليه السلام) عن القائم المائل في طريق الغريين.

فقال: «نعم لما جازوا بسرير أمير المؤمنين (عليه السلام) انحني أسفا وحزنا علي أمير المؤمنين (عليه السلام)» (1).

وفي أمالي الشيخ: عن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان،

عن إبراهيم بن محمد المذاري، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن ابن مسكان، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: سألته عن القائم (المائل) في طريق الغري.

فقال: «نعم، إنه لما جازوا بسرير أمير المؤمنين (عليه السلام) انحني أسفا وحزنا علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكذلك سرير أبرهة لما دخل عليه عبد المطلب انحني ومال» (2).

وذكر المجلسي هذا الحديث ثم قال: أقول: رأيت بخط الشيخ محمد بن علي

١ - فرحة الغري: ١٢٧ ح 69.

2 - أمالي الطوسي: 682 ح 1451، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

(٨٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، كتاب أمالي الصدوق (2)، العلامة المجلسي (1)، محمد بن أحمد بن الحسن (1)، زيد بن صوحان (1)، ابن شهرآشوب (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد بن علي (1)، محمد بن جعفر (1)، السجود (2)

الجباعي (1) نقلا من خط الشهيد قدس الله روحيهما: ولعل موضع القائم المائل هو المسجد المعروف الآن بمسجد الحنانة قرب النجف، ولذا يصلي الناس فيه (2).

وروي المجلسي: عن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان، عن علي بن محمد القلانسي، عن حمزة بن القاسم، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي عمير، عن المفضل قال: جاز مولانا الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) (بالقائم المائل) (3) في طريق الغري فصلي عنده ركعتين فقيل له: ما هذه الصلاة؟

قال: «هذا موضع رأس جدي الحسين (عليه السلام) وضعوه هاهنا» (4).

قال المجلسي: قال مؤلف المزار الكبير (5): زيارة للحسين (عليه السلام) مختصرة (يزار بها في كل يوم وفي كل شهر و)

يزار بها عند قائم الغري، فقد جاء في الأثر: أن رأس الحسين (عليه السلام) هناك وأن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) زاره هناك بهذه الزيارة وصلي عنده أربع ركعات، والزيارة هي هذه: السلام عليك يا بن رسول الله، السلام عليك يا بن أمير المؤمنين، السلام عليك يا بن الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين … إلي آخرها (6).

وكتب القاضي ملا عبد الله أفندي تلميذ العلامة المجلسي بخطه علي هامش هذه الزيارة حديثا أعرضت عن ذكره، ومضمونه: أن رأس الحسين (عليه السلام) مدفون بالحنانة، وذكر هذه الأخبار المذكورة الحر العاملي في الوسائل (7)، والعلامة الوحيد البهبهاني (8)، والسيد عبد الله شبر (9)، والشيخ خضر شلال (10)، كل منهم في مزاره

١ - هو الشيخ محمد بن علي بن الحسين بن محمد بن صالح اللويزاني الجبعي العاملي، وهو جد الشيخ محمد بن الحسين البهائي، وينقل عنه كثيرا العلامة في البحار والسيد حسن الصدر في تكملة الأمل.

٢ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٥٥ ذيل ح ٢٩.

٣ - في المطبوع: (بالمائل)، وما أثبتناه من المصدر.

٤ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٥٤ ح ٢٨.

٥ - المزار للمشهدي: ٥١٦ - ٥١٧ ح ١١.

٦ - بحار الأنوار: ٩٨ / ٢٥٦ ح ٤٠، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

٧ - انظر: وسائل الشيعة: ١٤ / ٣٩٩ باب استحباب زيارة رأس الحسين (عليه السلام).

٨ - في كتابه المزار، كما ذكره له الشيخ الطهراني في الذريعة: ٢٠ / ٣٢١ برقم ٣٢١٥.

٩ - عالم متبحر فقيه، له مؤلفات في علوم شتي منها: حق اليقين، والأصول الأصيلة، وتفسير القرآن، ومصابيح الظلام، وبغية الطالبين، وضياء الثقلين، وجامع الأحكام، وجلاء العيون، وطب الأئمة، وارشاد المستبصر، والأنوار اللامعة، وجامع المعارف، والأخلاق،

والبرهان المبين، وعلامات الظهور، وغيرها.

10 - هو الشيخ خضر بن شلال آل خدام العفكاوي، من أصحاب الكرامات ومن تلاميذ الشيخ الأكبر كاشف الغطاء، له كتاب: أبواب الجنان وبشائر الرضوان في الزيارات وأعمال السنة، وجنة الخلد، والتحفة الغروية في شرح اللمعة.

(٨٩)

صفحهمفاتيح البحث: زيارة الحسين عليه السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (4)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، الشيخ الحر العاملي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، العلامة المجلسي (3)، محمد بن أحمد بن الحسن (1)، ابن أبي عمير (1)، سعد بن عبد الله (1)، حمزة بن القاسم (1)، جعفر بن محمد (1)، السجود (1)، الركوع، الركعة (2)، الشهادة (1)، الصّلاة (2)، العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، كتاب حق اليقين للسيد الشبر (1)، كتاب بحار الأنوار (3)، علي بن الحسين بن محمد (1)، علامات الظهور (1)، محمد بن الحسين (1)، القرآن الكريم (1)، الكرم، الكرامة (1)، الزيارة (1)

وغير هؤلاء.

وهناك أخبار أخر لا يمكن حصرها لكثرتها، وقد ذكرها الكليني وابن طاوس والمجلسي منها: مجيء الإمام الصادق (عليه السلام) وأنه صلي ركعتين، ثم سار ونزل وصلي ركعتين، ثم سار ونزل وصلي ركعتين، فسأله صفوان عن ذلك فقال: «الركعتان الأوليتان موضع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، والركعتان الثانيتان موضع رأس الحسين (عليه السلام)، والركعتان الثالثتان موضع منبر القائم (عليه السلام)» (1).

ومنها: مسجد جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين من بني أسد:

قاله الحموي في المعجم (2).

ومنها: مسجد بني عنزة.

فهذه مساجد الكوفة، ومن أراد تفصيل ذكرها وفضلها فعليه بالكتب المبسوطة، وأما ما رواه المفيد وابن طاوس ومؤلف المزار الكبير والشهيد وغيرهم في أعمال مسجد الكوفة، والصلاة فيه وآداب الدخول

فقالوا: إذا وردت شريعة الكوفة، فاغتسل وصل عند المسجد الذي بقرب القنطرة الجديدة من الجانب الشرقي، فإنه موضع شريف.

روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) صلي فيه، ثم توجه إلي زيارة يونس بن متي واقصد

١ - الكافي: ٤ / ٥٧١ - ٥٧٢ ح ٢، فرحة الغري: ٨٧ ح ٣١، بحار الأنوار: ٩٧ / ٢٤٧ ح ٣٥.

٢ - معجم البلدان: ٢ / 116.

(٩٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة الكوفة (2)، العلامة المجلسي (1)، بنو أسد (1)، القبر (1)، السجود (4)، الصّلاة (2)، الركوع، الركعة (2)، الزيارة (1)، كتاب معجم البلدان (1)، كتاب بحار الأنوار (1)

مشهده وقف علي الباب واستأذن عليه … إلي آخر كلامهم (1).

قال البراقي: لا يبعد أن يكون موضع القنطرة الجديدة من الجانب الشرقي هو الآن قريب من معبر الجسر المعروف بعبرة البازول، محاذ للبستان الراجعة إلي آل السيد رضا الرفيعي سدنة الحرم العلوي، وإلي القصر الذي بني فيها.

وأما أعمال مسجد السهلة، وفضل الصلاة فيه، وآداب الدخول، فقد ذكرها المجلسي وغيره فراجع (2).

١ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٠٧ ح ٦٦.

٢ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٤٣ الباب السابع، وكذا: كامل الزيارات: ٧٠ الباب ٨، والمزار للشيخ المفيد: ١٢ / باب ٤ باب فضل مسجد الكوفة، وفضل الكوفة للمشهدي: ٣٩ / باب ذكر ما ورد من الفضل في مسجد السهلة، والمزار للشهيد الأول: ٢٥٤ / الفصل الثالث فضل مسجد السهلة والصلاة والدعاء فيه، ووسائل الشيعة: ٥ / 248 باب 43.

(٩١)

صفحهمفاتيح البحث:

العلامة المجلسي (1)، السجود (2)، الصّلاة (2)، مسجد، جامع الكوفة (1)، كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، مدينة الكوفة (1)، كتاب بحار الأنوار (2)، الشيخ المفيد (قدس سره) (1)

العلويون الذين دفنوا بالكوفة ونواحيها

العلويون الذين دفنوا بالكوفة ونواحيها إن الذين دفنوا في الكوفة من العلويين من أولاد الأئمة المعصومين (عليهم السلام) كثيرون، إلا أننا نذكر الذين ذكرهم صاحب العمدة، وبحر الأنساب، والمجدي، وتحفة الأزهار، وسبك الذهب، ومقاتل الطالبيين وغيرهم (1)، فمنهم:

إبراهيم الغمر بن الحسن المثني بن الحسن السبط (عليه السلام)، وهو جد السادات الطباطبائيين، دفن بقرب مسجد السهلة بجنب المحجة الحديدية، لقب بالغمر لجوده، قال في عمدة الطالب: وكان سيدا شريفا روي الحديث، وهو صاحب الصندوق بالكوفة، يزار قبره، وقبض عليه أبو جعفر المنصور مع أخيه، وتوفي في حبسه سنة 145 وله تسع وستون سنة (2).

إبراهيم أحمر العين بن عبد الله المحض بن الحسن المثني بن الحسن السبط، قتل سنة 145، ودفن بباخمراء (3) من أعمال الكوفة (4).

قال البراقي: وهو القبر الذي بقرب قرية أبو قوارير، وأهلها اليوم مكارية من الرماحية، يدفنون موتاهم بقربه، أو القبر الذي في العذار، بقرب الحلة السيفية وهو

١ - عمدة الطالب: للسيد جمال الدين أحمد بن علي بن الحسين بن المهني بن عنبة المتوفي سنة ٨٢٨، وبحر الأنساب: له أيضا، والمجدي في الأنساب: لنجم الدين ابن أبي الغنائم المعروف بأبي الصوفي، وتحفة الأزهار وزلال الأنهار: للسيد ضامن بن شدقم، وسبك الذهب في شبك النسب: للنسابة محمد بن القاسم بن معية الديباجي المتوفي سنة ٧٧٦، ومقاتل الطالبيين: لأبي الفرج الأصفهاني.

٢ - وفي المقاتل ١٦١: ابن سبع وستين.

٣ - قال الحموي: باخمرا: موضع بين الكوفة وواسط وهو

إلي الكوفة أقرب، بها كانت الوقعة بين أصحاب أبي جعفر المنصور وإبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، فقتل إبراهيم هناك، فقبره به إلي الآن يزار، وإياها عني دعبل بن علي بقوله:

وقبر بأرض الجوزجان محله * وقبر بباخمرا لدي الغربات.

معجم البلدان: ١ / 316.

4 - وألف الشيخ عبد العزيز بن يحيي الجلودي المتوفي سنة 332 كتابا اسمه أخبار إبراهيم ابن عبد الله المحض بن الحسن.

(٩٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الأئمة الأثنا عشر عليهم السلام (1)، مدينة الكوفة (6)، إبراهيم الغمر بن الحسن المثني (1)، القتل (4)، القبر (3)، السجود (1)، الدفن (2)، أبو الفرج الإصبهاني (الإصفهاني) (1)، كتاب معجم البلدان (1)، إبراهيم بن عبد الله (1)، محمد بن القاسم بن معية (1)، عبد العزيز بن يحيي (1)، علي بن الحسين (1)، جمال الدين (1)، دعبل بن علي (1)، الوفاة (2)

الأشبه.

أحمد بن رميثة بن محمد أبي نمي الحسني، دفن بالمشهد الغروي، وقد ذكره في عمدة الطالب (1).

أحمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي الأمير بالكوفة، ابن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط، دفن بالكوفة.

أحمد بن زيد بن الحسين بن عيسي بن زيد ميتم الأشبال، دفن بالكوفة (2).

أحمد بن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد، دفن بالكوفة (3).

إسماعيل بن إبراهيم طباطبا، دفن بالهاشمية (4).

الحسن المثلث بن الحسن المثني بن الحسن السبط (عليه السلام)، دفن بالهاشمية (5).

الحسن بن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد، دفن بالكوفة (6).

الحسين بن الحسن بن علي بن محمد بن جعفر بن الحسن بن موسي الكاظم (عليه السلام) المعروف بالبلاء، قتل بطريق قصر ابن هبيرة (7).

قال

البراقي: أي إلي جنب الهاشمية في العذار.

الحسين بن موسي الكاظم (عليه السلام)، مات بالكوفة، ودفن بالعباسية.

قلت: وهو القبر الذي بقرب أم البعرور المعروف عندهم بقبر الحسن.

الحسين الفدان بن محمد بن عمر بن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد، دفن بالكوفة (8).

١ - عمدة الطالب: ١٤٦ - ١٤٨.

٢ - وسمي بذلك لأنه قتل لبوة لها أشبال، مقاتل الطالبيين: ٤٣٨، عمدة الطالب: ٢٩٣.

٣ - المجدي: ١٦٦.

٤ - قال الحموي في معجم البلدان ٥ / ٣٨٩: الهاشمية: مدينة بناها السفاح بالكوفة وفيها حبس المنصور عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب وكان معه من أهل بيته.

المجدي: ٧٢، عمدة الطالب: ١٧٣.

٥ - مقاتل الطالبيين: ١٢٦.

٦ - المجدي: ١٦٩.

٧ - المجدي: ١٢٢، عمدة الطالب: ٢٣٢.

٨ - عمدة الطالب: ٢٧٤.

(٩٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (2)، مدينة الكوفة (8)، الحسين بن علي بن الحسين بن علي (1)، يحيي بن الحسين بن زيد (3)، إسماعيل بن إبراهيم (1)، الحسن بن علي بن محمد (1)، الحسين بن عيسي (1)، القاسم بن الحسن (1)، الحسن بن موسي (1)، زيد بن الحسن (1)، محمد بن عمر (1)، القتل (2)، الموت (1)، الشهادة (3)، القبر (1)، الدفن (7)، الجنابة (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (2)، كتاب معجم البلدان (1)، علي بن أبي طالب (1)

زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام)، صلب بكناسة الكوفة (1).

قلت: وهو علم لا يخفي، ومقامه علي مسافة خمسة أميال عن مشهد ذي الكفل، وهذا المقام مقام صلبه وحرقه.

زيد بن الحسين بن عيسي ميتم الأشبال، دفن بالكوفة (2).

عبد الله بن الحسن المثلث بن الحسن المثني

بن الحسن السبط (عليه السلام)، دفن بالهاشمية من نواحي العذار (3).

عبد الله المحض بن الحسن المثني بن الحسن السبط (عليه السلام)، دفن بالهاشمية من نواحي العذار (4).

عبد الله بن الحسن المكفوف بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر ابن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، دفن بالكوفة (5).

قلت: وأظنه هو القبر الذي بالقائم بقرب قرية الشنافية.

عبيد الله الأصغر بن علي باغر (6) بن عبيد الله الأمير بمكة والكوفة ابن عبد الله ابن الحسن بن جعفر بن الحسن المثني، دفن بالكوفة (7).

عبيد الله بن موسي الكاظم (عليه السلام)، دفن بالكوفة (8).

العباس بن الحسن المثلث بن الحسن المثني، دفن بالهاشمية من نواحي العذار (9).

عيسي بن زيد ميتم الأشبال، دفن بالكوفة (10)، وهو صاحب القبر علي مسافة

١ - مقاتل الطالبيين: ٩٧، عمدة الطالب: ٢٥٧.

٢ - عمدة الطالب: ٢٩٥.

٣ - مقاتل الطالبيين: ١٢٥.

٤ - المجدي: ٣٧.

٥ - عمدة الطالب: ٣٤٦.

٦ - سمي باغر لأنه صارع باغر التركي غلام المتوكل العباسي وكان شديد القوة، فقهره العلوي فتعجب الناس منه وسمي به.

٧ - عمدة الطالب: ١٨٧.

٨ - المجدي: ١١١، عمدة الطالب: ٢٢٣ - ٢٢٤.

٩ - مقاتل الطالبيين: ١٣٤.

١٠ - مقاتل الطالبيين: ٢٦٨، عمدة الطالب: ٢٨٦.

(٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، عبد الله بن الحسن (ع) (2)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (7)، الحسن بن جعفر بن الحسن (1)، الحسين بن عيسي (1)، عيسي بن زيد (1)، الشهادة (1)، القبر (2)، الصّلب (1)، الدفن (7)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (4)

ثلاثة أميال عن قرية الشنافية، المعروف عند آل شبل:

النبي عيسي، وله كرامات منها: أنهم بنوا بناية بقربه فلما تم بناؤه سقطت لنفسها، ثم بنيت أخري فسقطت أيضا، وكان ذلك في سنة 1327.

عيسي بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار، مات بالحبس بالكوفة (1).

علي الشديد بن الحسن المثلث بن الحسن المثني، دفن بالهاشمية من نواحي العذار (2).

علي بن محمد بن عبد الله المحض بن الحسن المثني، دفن بالهاشمية من نواحي العذار (3).

قلت: هذا والذين قبله ممن دفنوا بالهاشمية، حبسهم المنصور الدوانيقي بالمطبق - أي في سرداب - وردمه عليهم، فماتوا جوعا وعطشا، وكلهم في مكان واحد، وتعرف قبورهم اليوم ب (القبور الخمسة) وهو علم لا يخفي.

علي بن محمد الأكبر الجواني ابن عبيد الله الأعرج بن الحسين ابن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، مات بالكوفة وبني علي قبره مشهد مما يلي كندة.

قال في المجدي: علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد الجواني بن عبيد الله الأعرج بن الحسين ابن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، قبره مما يلي كندة بالكوفة (4).

علي الأمير بن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط (عليه السلام)، قبره بالكوفة (5).

علي كتيلة بن يحيي بن الحسين بن زيد ابن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، قبره بالكوفة.

١ - مقاتل الطالبيين: ٤٣٤.

٢ - المجدي: ٢٣، عمدة الطالب: ٩٣ - ٩٤، وذكر بالسديد.

٣ - مقاتل الطالبيين: ٣١٧، المجدي: ٣٨.

٤ - المجدي: ١٩٦ - ١٩٧.

٥ - المجدي: ٢٢، عمدة الطالب: ٧٥، وقال ابن عنبة: البطحاني: بفتح الباء منسوبا إلي البطحاء وبضمها منسوبا إلي بطحان واد بالمدينة.

(٩٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، الإمام الحسين بن علي

سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، مدينة الكوفة (5)، إبراهيم بن محمد بن الحسن (1)، يحيي بن الحسين بن زيد (1)، إبراهيم بن محمد بن علي (1)، علي بن محمد بن عبد الله (1)، القاسم بن الحسن (1)، إسماعيل بن جعفر (1)، محمد الجواني (1)، زيد بن الحسن (1)، علي بن محمد (1)، الشهادة (1)، الموت (2)، القبر (5)، الدفن (2)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (2)

علي بن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد، قبره بالكوفة.

عمر أبو علي بن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد، قبره بالكوفة.

القاسم بن العباس بن الكاظم (عليه السلام)، قبره بشوشي في سواد الكوفة (1)، وهو بقرب مقام زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام) قريب من قرية ذي الكفل، وهو الذي تغرب وزرع البقل وأرسل ابنته إلي المدينة، وهو صاحب القصة التي ينسبونها الخطباء علي المنابر اشتباها إلي القاسم ابن الكاظم (عليه السلام) ويزيدون عليها عبارات من عند أنفسهم.

القاسم بن علي الأمير بالكوفة ابن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن ابن زيد ابن الحسن بن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قبره بالكوفة.

القاسم بن موسي الكاظم (عليه السلام)، قبره في سوراء (2).

قلت: وهو في الهاشمية.

محمد ابن عضد الدين أبو محمد عبد الله الفارس بن أبي نمي، مات بالحلة ودفن بالمشهد الغروي بظهر النجف (3).

محمد بن إبراهيم طباطبا، دفن بالكوفة (4).

محمد الصوفي بن يحيي بن عبد الله بن محمد بن عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قتله الرشيد محبوسا، ودفن بمقابر قرب مسجد السهلة بالكوفة (5).

محمد الأدرع بن عبيد الله الأمير بمكة والكوفة ابن عبد الله بن الحسن بن

جعفر ابن الحسن المثني، كان رئيسا بالكوفة ومات بها ودفن بالكناسة (6).

محمد بن منصور بن جعفر بن يحيي بن الحسين بن يحيي بن يحيي بن الحسين بن زيد بن الحسين الشهيد، قبره بالكوفة.

محمد بن الحسين بن القاسم بن محمد بن يحيي بن زيد بن الحسين الشهيد

١ - عمدة الطالب: ٢٢٩.

٢ - عمدة الطالب: ٢٢٧.

٣ - عمدة الطالب: ١٤٥.

٤ - عمدة الطالب: ١٧٢.

٥ - المجدي: ٢٨٢.

٦ - المجدي: ٨٦، عمدة الطالب: ١٨٨.

(٩٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (3)، عبد الله بن الحسن (ع) (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (10)، مدينة النجف الأشرف (1)، يحيي بن عبد الله بن محمد (1)، يحيي بن الحسين بن زيد (2)، الحسين بن القاسم بن محمد (1)، إبراهيم طباطبا (1)، الحسين بن يحيي (1)، يحيي بن الحسين (1)، القاسم بن الحسن (1)، القاسم بن علي (1)، يحيي بن زيد (1)، جعفر بن يحيي (1)، محمد بن منصور (1)، القتل (1)، الموت (1)، القبر (6)، الشهادة (4)، السجود (1)، الدفن (1)

قبره بالكوفة.

محمد بن زيد بن الحسين بن عيسي ميتم الأشبال ابن زيد الشهيد، قبره بالكوفة.

محمد بن جعفر بن محمد بن زيد الشهيد، قبره بالكوفة.

موسي بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار، مات بالكوفة.

موسي بن يحيي بن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد، قبره بالكوفة.

يحيي أبو الحسين بن عمر بن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد، قتل بنواحي شاهي من الكوفة (1).

قلت: يكون قبره بنواحي الهاشمية من العذار، ولعله

القبر الذي بقرب قنطرة السنية الشافعية.

يحيي بن عبد الله بن محمد بن عمر ابن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قبره بالكوفة قرب مسجد السهلة.

يحيي بن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد، قبره بالكوفة.

يحيي إمام مسجد الجامع بالكوفة ابن أبي الحسين علي بن العاثر بن زيد بن أحمد بن يحيي بن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد، قبره بالكوفة.

يحيي العالم بالكوفة ابن الحسين بن أحمد بن عمر بن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد، قبره بالكوفة.

يحيي أبو الحسين بن عمر بن يحيي بن الحسين بن أحمد بن عمر بن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد، ظهر بالكوفة وقتل فيها.

يحيي بن عمر بن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد، خرج بالكوفة وقتل بقرية شاهي من قري الكوفة.

قلت: ولعله القبر الذي هو بالشافعية.

يحيي بن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد، قبره بالكوفة.

1 - قال في المجدي 170: شاهي قرية بسواد الكوفة.

(٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، مدينة الكوفة (16)، يحيي بن عبد الله بن محمد (1)، يحيي بن الحسين بن زيد (7)، إبراهيم بن محمد بن علي (1)، موسي بن إسماعيل (1)، يحيي بن الحسين (1)، الحسين بن عيسي (1)، محمد بن جعفر بن محمد (1)، أحمد بن يحيي (1)، الحسين بن أحمد (1)، الحسين بن زيد (1)، عمر بن يحيي (1)، يحيي بن عمر (1)، الحسين بن عمر (2)، محمد بن زيد (1)، القتل (3)، الموت (1)، القبر (11)، الشهادة (9)، السجود (1)

تعيين قبر مسلم بن عقيل

تعيين قبر مسلم بن عقيل (رضي الله عنه) لا ريب أن قبر مسلم بن

عقيل هو مشهده الآن، وإن لم يرد في تعيين قبره خبر، إلا أن كتب الأخبار التي ألفها علماؤنا رضي الله عنهم متفقة علي أن هذا قبره، مضافا إلي تسالم الناس عليه من عصر إلي عصر لم يخالف أحد في ذلك، وهذا الاتفاق والشهرة والتسالم في عصر بعد عصر من غير مخالف، حجة كافية وبرهان قاطع علي أن هذا القبر هو قبره (عليه السلام)، وهو كاشف عن رأي الإمام (عليه السلام)، وعليه اليوم شباك فضي، وله رواق مبلط بالقاشاني، وعليه قبة كبيرة من القاشاني أيضا.

ضريح مسلم بن عقيل (عليه السلام)

(٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: مسلم بن عقيل عليه السلام (3)، القبر (6)، الحج (1)

يقصده الزائرون من كل حدب وصوب، ويعظمونه غاية التعظيم، وينذرون له نذورا كثيرة يطلبون من الله تعالي عنده قضاء حوائجهم المهمة، وأن فقهاءنا أجمع أشاروا إلي القبر، فإنهم رضوان الله عليهم لما ذكروا مسجد الكوفة وفضله والأعمال فيه في جميع مقاماته، وذكروا مقام الصادق (عليه السلام) والصلاة والدعاء علي دكته (عليه السلام).

قالوا: ثم إمض إليها وهي قريبة من قبر مسلم بن عقيل (رضي الله عنه)، وممن ذكر ذلك: صاحب المزار الكبير والشهيد والمجلسي والحر العاملي وغيرهم، فقالوا: فإذا فرغت فامض إلي قبر مسلم بن عقيل (رضي الله عنه) فقف علي قبره وقل: … إلي آخر زيارته، ولم يذكروا اختلافا في ذلك (1).

وكذلك الشيخ الديلمي في إرشاده، فإنه لما ذكر رفع عذاب البرزخ عمن دفن بالغري قال: وعن القاضي ابن بدر الهمداني الكوفي - وكان رجلا صالحا - قال: كنت في جامع الكوفة ذات ليلة مطيرة فدق باب مسلم جماعة، ففتح لهم الباب وذكر بعضهم: أن معهم جنازة فأدخلوها وجعلوها علي الضفة التي تجاه مسلم ابن عقيل،

الحديث.

وقد ذكر هذا الحديث ابن طاووس في فرحة الغري، والحر العاملي في الوسائل، والسيد عبد الله شبر، والآغا البهبهاني، والشيخ خضر شلال، كل في مزاره، والمجلسي في البحار، بل جميع فقهائنا ذكروه، وهذا لو لم يكن معروفا لأوضحوا المقال فيه (2).

وأقوي حجة علي ما قلناه: أن مسلم بن عقيل (رضي الله عنه) قتل يوم التروية قبل قدوم الحسين (عليه السلام) بأربعة وعشرين يوما، وكان أئمتنا في عصرهم وكذا أولادهم وأولاد أولادهم وأصحابهم كل في عصره، قد أخذ الناس عنهم في تعيين مرقد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ومرقد غيره، فلو كان قبر مسلم رضوان الله عليه بغير هذا الموضع المعروف اليوم، لأوضحوا للناس ذلك ولأزالوا اشتباههم وأبانوا لهم موضع قبره، فسكوتهم عن ذلك أقوي حجة علي ما بيناه وأدل دليل علي ما ذكرناه.

١ - المزار للمشهدي: ١٧٧، المزار للشهيد الأول: ٢٧٨، بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٢٨ ح ٧١.

٢ - ارشاد القلوب: ٢ / ٤٣٩، فرحة الغري: ١٧٩، بحار الأنوار: ٩٧ / 232.

(٩٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، مسلم بن عقيل عليه السلام (3)، مسجد، جامع الكوفة (2)، العلامة المجلسي (2)، القبر (5)، القتل (1)، الحج (2)، الصّلاة (1)، كتاب ارشاد القلوب (1)، كتاب بحار الأنوار (2)

تعيين قبر هاني بن عروة

تعيين قبر هاني بن عروة (رضي الله عنه) إن قبر هاني بن عروة رضوان الله عليه هو في موضعه المعروف اليوم خلف قبر مسلم بن عقيل في الجهة الشمالية، وسط شباك من نحاس أصفر وعليه قبة من القاشاني يقصده الزائرون من كل فج، وهو ومسلم رضوان الله عليهما أول الشهداء وقد ترحم عليه وعلي مسلم الحسين

(عليه السلام) لما أتاه نبأ قتلهما ولا مغمز فيه بكل وجه، أنظر ترجمته التفصيلية في كتاب الفوائد الرجالية لسيدنا الحجة آية الله السيد محمد المهدي بحر العلوم، تجد فيه الضالة المنشودة (1).

الجهة الشريفة للجامع الكبير ويسير من الجهة الشمالية

١ - الفوائد الرجالية: ٤ / 18 - 52.

(١٠٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، مسلم بن عقيل عليه السلام (1)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (2)، كتاب الجامع الكبير للطبراني (1)، هاني بن عروة (2)، القبر (2)

تعيين قبر المختار بن أبي عبيد الثقفي

تعيين قبر المختار بن أبي عبيد الثقفي إن العلامة الأكبر شيخ العراقين الشيخ عبد الحسين الطهراني (قدس سره) (1) لما يمم الأعتاب المقدسة بالعراق ونهض بعمارتها، فحص عن مرقد المختار في مناحي مسجد الكوفة ليجدد عمارته، وكانت علامة قبره في صحن مسلم بن عقيل سلام الله عليه الملاصق بالجامع، وفوق الدكة الكبيرة أمام حرم هاني بن عروة رضوان الله عليه، فحفروها فظهر فيها علامات الحمام وبان أنه ليس بقبره فمحي الأثر، ثم لم يزل الشيخ يفحص عنه، فأنهي إليه عن العلامة الكبير السيد الرضا (2) ابن آية الله بحر العلوم الطباطبائي (رحمه الله): أن أباه كان إذا اجتاز علي الزاوية الشرقية بجنب الحائط القبلي من مسجد الكوفة - حيث يعرف بقبره الآن - يقول: لنقرأ سورة الفاتحة للمختار فيقرأها، فأمر الشيخ بحفر الموضع، فظهرت صخرة منقوش عليها: هذا قبر المختار بن أبي عبيد الثقفي.

فعلم المكان قبرا له وهو خارج عن باحة المسجد تحت جداره القبلي وإن كان مدخله منه، وكانت سنة عمارته في حدود سنة 1285، وقد نقل ذلك عن جماعة من الأعلام منهم، العلامة الحجة الشيخ ميرزا حسين ابن الميرزا خليل الطهراني

النجفي (قدس سره) (3).

١ - قال الشيخ عباس القمي: قال شيخنا في المستدرك في ذكر مشايخه: ومنها ما أخبرني به إجازة شيخي وأستاذي ومن اليه في العلوم الشرعية استنادي، أفقه الفقهاء وأفضل العلماء، العالم العليم الرباني الشيخ عبد الحسين بن علي الطهراني أسكنه الله تعالي بحبوحة جنته، كان نادرة الدهر وأعجوبة الزمان في الدقة والتحقيق وجودة الفهم وسرعة الانتقال وحسن الضبط والاتقان، وكثرة الحفظ في الفقه والحديث والرجال واللغة، حامي الدين ورافع شبهة الملحدين، جاهد في الله في محو صولة المبتدعين، أقام أعلام الشعائر في العتبات العاليات، وبالغ مجهوده في عمارة القباب الساميات. توفي في ٢٢ رمضان سنة ١٢٨٦. الكني والألقاب: ٢ / ٣٩٧ - ٣٩٨.

٢ - من العلماء الأعلام والفقهاء الكبار، له مؤلفات منها: كتاب في الفقه الاستدلالي في عشر مجلدات، وشرح اللمعة، وأصحاب الاجماع، وشرح الشرائع، توفي سنة ١٢٥٣.

٣ - ونقل تلك القصة بعينها العلامة الخبير الأستاذ الميرزا محمد علي الأردوبادي الغروي في رسالته الثمينة التي ألفها في تنزيه المختار وأسماها (سبيك النضار) بسند أنهاه إلي شيخ العراقين ثم قال بعد ذكر القصة ما هذا نصه: (يا هل تري إن شيخ العراقين كان يعتقد في المختار انحرافه عن سوي الصراط ثم يتهالك في تشييد قبره وإحياء ذكره فيكون إعادة لجدة أباطيله؟ أو أن آية الله بحر العلوم كان يعلم منه خلة في معتقده أو ضلة في نزعته ثم يقف علي قبره ويعظم محله ويقرأ له سورة الفاتحة فيعود ذلك نفخا فيما أضرمه من مضلاته؟ لاها الله ليس هذا ولا ذاك وإنما عرفا منه ما عرف قبلهما العلماء الأعلام من صحة عقيدته وسداد رأيه ونهوضه بعبئ الجهاد في سبيل الله والدعوة إليه).

(١٠١)

صفحهمفاتيح البحث: مسلم

بن عقيل عليه السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (2)، دولة العراق (1)، هاني بن عروة (1)، سورة الفاتحة (2)، القبر (3)، السجود (1)، الإستحمام، الحمام (1)، شهر رمضان المبارك (1)، الحسين بن علي (1)، سبيل الله (1)

تعيين قبر ميثم التمار وغيره

تعيين قبر ميثم التمار وغيره تري خارج مسجد الكوفة بقرب بيت الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، بنية واسعة فيها قبر ميثم التمار رضوان الله عليه، وهو مقام صلبه في السبخة، يقصده الزائر ويتبرك به، وأما رشيد الهجري فإنه دفن بباب النخيلة من الكوفة وقبره بقرب قرية ذي الكفل، وأما عبد الله بن عفيف الأزدي، فإنه دفن بالسبخة وقبره قريب من مقام يونس (عليه السلام).

قبر ميثم التمار

(١٠٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، ميثم بن يحيي التمار النهرواني (3)، عبد الله بن عفيف الأزدي (1)، مدينة الكوفة (1)، رشيد الهجري (1)، القبر (2)، الدفن (2)

وفي الثوية (1) قبور خواص الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) منهم خباب بن الأرت، مات بالكوفة سنة 39 (2).

وجويرية بن مسهر العبدي، قتله زياد بن أبيه في أيام ولايته لمعاوية، فقطع يده ورجله ثم صلبه بالكوفة.

وكميل بن زياد النخعي، قتله الحجاج بالكوفة، وكان شهد مع علي (عليه السلام) صفين.

والأحنف بن قيس التميمي، شهد مع علي (عليه السلام) صفين، وتوفي بالكوفة سنة 67.

وسهل بن حنيف الأنصاري، شهد بدرا والمشاهد كلها مع النبي (صلي الله عليه وآله)، مات بالكوفة سنة 38 وصلي عليه علي (عليه السلام) وكبر عليه خمسا.

وعبد الله بن أبي أوفي، بايع بيعة الرضوان وشهد خيبر وما بعدها من المشاهد ولم يزل بالمدينة حتي قبض رسول الله (صلي الله عليه وآله)، ثم تحول إلي الكوفة وهو

آخر من بقي بالكوفة من أصحاب النبي (صلي الله عليه وآله)، وتوفي سنة 86 بعدما كف بصره.

وعبد الله بن يقطر، رضيع الحسين (عليه السلام) ورسوله إلي أهل الكوفة، ظفر به ابن زياد فرمي به من فوق القصر فتكسر، فقام إليه عمرو الأزدي فذبحه، ويقال: بل فعل ذلك عبد الملك بن عمير اللخمي قاضي الكوفة.

وعبيد الله بن أبي رافع كاتب أمير المؤمنين (عليه السلام).

هذه القبور لم يعلم اليوم لها عين ولا أثر، إلا قبر كميل وميثم رضوان الله عليهما.

وفي الحنانة دفن رأس الحسين (عليه السلام) كما تقدم في بعض الروايات.

وفيما بين مسجد الكوفة والسهلة موضع يعرف بجبل الصياغ يقال: إنه موضع حرق جثة الشقي ابن ملجم لعنه الله.

وفي فرحة الغري والبحار والوسائل وجميع المزارات: بالإسناد عن

١ - الثوية: بالفتح ثم الكسر وياء مشددة، ويقال بلفظ التصغير، موضع قريب من الكوفة، وقيل: بالكوفة، وقيل: كانت سجنا للنعمان بن المنذر.

معجم البلدان: ٢ / 87.

2 - قال في الاستيعاب: إنه كان من فضلاء المهاجرين الأولين شهد بدرا وما بعدها من المشاهد إلي أن نزل الكوفة ومات بها بعد أن شهد مع علي (عليه السلام) صفين والنهروان وصلي عليه علي (عليه السلام).

(١٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (7)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة الكوفة (12)، عبد الله بن أبي أوفي (1)، عبيد الله بن أبي رافع (1)، ابن ملجم المرادي لعنه الله (1)، عبد الله بن يقطر (1)، جويرية بن مسهر (1)، عبد الملك بن عمير (1)، خيبر (1)،

الأحنف بن قيس (1)، كميل بن زياد (1)، سهل بن حنيف (1)، القبر (3)، الشهادة (5)، القتل (2)، الموت (1)، الصّلاة (2)، الدفن (1)، كتاب معجم البلدان (1)

عودا علي بدء

الصادق (عليه السلام) قال: «الكوفة روضة من رياض الجنة، فيها قبر نوح وإبراهيم وقبور ثلاثمائة نبي وسبعين نبيا وستمائة وصي، وقبر سيد الأوصياء أمير المؤمنين (عليه السلام)» (1).

وقالوا أيضا: توفي بالكوفة ثلاثمائة وثلاثة وعشرون من الصحابة لا يدري قبر أحد منهم إلا قبر علي (عليه السلام) (2).

قال المجلسي: الثوية تل بقرب القائم المائل المسمي بالحنانة، فيه قبور خواص أمير المؤمنين (عليه السلام) (3).

وقال العلامة الكبير المحدث السيد مهدي القزويني النجفي (4) في رسالته (فلك النجاة): وأصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) جملة في تلعة في مسجد الحنانة من الغري.

وكذلك ذكر السيد عبد الله شبر والآغا البهبهاني والشيخ خضر شلال والمحدث النوري في مزاراتهم.

عودا علي بدء نعود إلي ذكر المسجد، وأنه كان قبل آدم معمورا كما مر من كلام جبرئيل إلي النبي (صلي الله عليه وآله): «إني رأيته عشرين مرة عمرانا وعشرين مرة خرابا، وإن آدم خطه بيده».

١ - فرحة الغري: ٩٨ ح ٤٥، بحار الأنوار: ٩٧ / ٢٥١، وسائل الشيعة: ١٤ / ٣٨٧ ح ١٩٤٤٠.

٢ - نسب هذا القول إلي أبي الغنائم ابن النرسي، انظر: الغارات للثقفي: ٢ / ٨٦٥، فرحة الغري: ١٥٠، الصراط المستقيم: ٣ / ١٢٣، بحار الأنوار: ٤٢ / ٣٣٩.

٣ - بحار الأنوار: ٩٧ / 282.

4 - هو السيد محمد مهدي بن حسن بن أحمد الحسيني القزويني الحلي النجفي، من العلماء الأعلام، ولد بالنجف وسكن الحلة وتوفي عائدا من الحج قبل بلوغه السماوة، له مؤلفات كثيرة منها: شرح التبصرة في ثمان مجلدات، حلية المجتهدين، شرح

الروضة البهية، السبائك المذهبة، الشهاب الرامض، القواعد الفقهية، فلك النجاة، مشارق الأنوار، منظومة في العبادات، مواهب الأفهام، هدي المنصفين، بوار الغالبين، وغيرها كثير، توفي سنة 1300.

(١٠٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة الكوفة (2)، العلامة المجلسي (1)، القبر (2)، السجود (2)، الوصية (1)، كتاب الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي (1)، كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، كتاب بحار الأنوار (3)، الحج (1)، الغنيمة (1)

ومر أيضا في حديث المفضل أنه قال له الإمام: «إنزل فإن هذا الموضع كان مسجد الكوفة الأول الذي خطه آدم (عليه السلام)، وإن أول من غيره الطوفان في زمن نوح (عليه السلام)».

وفي الروضتين: بالإسناد قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إن نوحا لما فرغ من السفينة وكان ميعاده فيما بينه وبين ربه في إهلاك قومه أن يفور التنور ففار، فقالت امرأته: إن التنور قد فار - أي خرج منه ماء - فقام إليه فختمه، فقام وأدخل من أراد إدخاله وأخرج من أراد أن يخرج، ثم جاء إلي خاتمه فنزعه، يقول الله: ﴿ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقي الماء علي أمر قد قدر وحملناه علي ذات أ لواح ودسر﴾ (1) وكان نجرها في وسط مسجدكم، ولقد نقص من ذرعه سبعمائة ذراع» (2).

وفي الروضتين أيضا: بالإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام): «أنه جاءت امرأة نوح (عليه السلام) وهو يعمل السفينة فقالت له: إن التنور قد خرج منه ماء، فقام إليه مسرعا حتي جعل

الطبق عليه وختمه بخاتمه فأقام الماء (3)، فلما فرغ من السفينة جاء إلي الخاتم ففضه وكشف الطبق ففار الماء» (4).

قال البراقي: ثم عمره نوح (عليه السلام)، وقد مر قول الإمام الصادق (عليه السلام) للمفضل حين سأله عمن غيره فقال (عليه السلام): «إن الطوفان ضربه ثم غيره أصحاب كسري والنعمان بن المنذر ثم غيره زياد بن أبي سفيان» … الخ.

فظهر من حديث الصادق (عليه السلام) أن الأكاسرة بنوه ونقصوا من المسجد، وكذلك آل النعمان، وكذلك زياد ابن أبيه أيضا بناه ونقص منه.

قال ابن قتيبة في كتاب المعارف: وزياد ابن أبيه هو باني مسجد الكوفة (5).

وقال ابن الأثير في الكامل: وفي سنة خمس وخمسين ومائة عمل المنصور

١ - سورة القمر: ١١ - ١٣.

٢ - الكافي: ٨ / ٢٨١ - ٢٨٢ ح ٤٢٢.

٣ - في المصدر: (فقام الماء)، ومعناه: إذا ثبت متحيرا لا يجد منفذا أو إذا جمد. لسان العرب: ١٢ / ٤٩٧.

٤ - الكافي: ٨ / ٢٨٢ ح ٤٢٤.

٥ - المعارف لابن قتيبة: 315.

(١٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، النبي نوح عليه السلام (3)، النبي آدم عليه السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (2)، إبن الأثير (1)، الضرب (1)، السجود (1)، السفينة (2)، سورة القمر (1)

قصر الإمارة في الكوفة

للكوفة سورا (1).

ثم ظهروا آل بويه فعمروا قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) وقبة الكاظم والجواد (عليهم السلام) وبنوا المساجد والجوامع، وعملوا القنوات وجاؤا بها إلي الكوفة.

وكذلك السلاطين الصفوية، فإنهم أيضا عمروا المشاهد الشريفة وعملوا القناة إلي الكوفة، وقد تقدم حديث شرف الدين الشولستاني الذي نقله المجلسي (رحمه الله) (2) فمن ذلك كله يتضح لنا أن المسجد عمر مرارا

عديدة.

قصر الإمارة في الكوفة لما أمر سعد بن أبي وقاص أبا الهيجاء الأسدي بتخطيط الكوفة سنة 17 بعد عودته من فتح المدائن وخططها وخطط المسجد الأعظم، بني لسعد قصرا بحياله فشيده وجعل فيه بيت المال وسكن ناحيته، ثم إن بيت المال نقب عليه نقبا وأخذ من المال، فكتب سعد بذلك إلي عمر، فكتب إليه عمر: أن انقل المسجد حتي تضعه إلي جنب الدار، واجعل الدار قبلته، فإن للمسجد أهلا بالنهار وبالليل وفيهم حصن لمالهم.

فنقل المسجد وأراغ بنيانه، فقال دهقان من أهل همذان يقال له: روز به بن بزرجمهر: أنا أبنيه لك وأبني لك قصرا فأصلهما ويكون بنيانا واحدا.

فخط قصر الكوفة علي ما خط عليه ثم أنشأه من نقض آجر قصر كان للأكاسرة في ضواحي الحيرة علي مساحته ولم يسمح به، ووضع المسجد بحيال بيوت الأموال منه إلي منتهي القصر يمنة عن القبلة، ثم مد به عن يمين ذلك إلي منقطع رحبة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والرحبة قبلته، ثم مد به فكانت قبلة المسجد إلي الرحبة وميمنة القصر.

فكان يعرف بقصر سعد وبقصر الإمارة وبدار الإمارة، وكان منزلا خاصا للخلفاء والملوك والأمراء بعد سعد، وتكون به مؤامراتهم ومشاوراتهم، وأعظم مجتمع لهم ولبطانتهم، وأحكم حصن لهم إذا اعترتهم الكوارث وألجأتهم الظروف عند

١ - الكامل في التاريخ: ٦ / 5.

2 - راجع ص 43.

(١٠٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام محمد بن علي الجواد عليهما السلام (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، مدينة الكوفة (6)، العلامة المجلسي (1)، القبر (1)، الشهادة (1)، السجود (8)، الجنابة (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)

الحوادث والحروب، فلم يزل علي بنائه وإحكامه حتي

هدمه عبد الملك بن مروان تشأما به (1).

قال القاضي الديار بكري المالكي المتوفي سنة 966 في تاريخ الخميس: في سنة 71 هدم عبد الملك بن مروان قصر الإمارة بالكوفة، وسببه أنه جلس ووضع رأس مصعب بين يديه، فقال له عبد الملك بن عمير: يا أمير المؤمنين جلست أنا وعبيد الله بن زياد في هذا المجلس ورأس الحسين بين يديه، ثم جلست أنا والمختار بن أبي عبيد فإذا رأس عبيد الله بن زياد بين يديه، ثم جلست أنا ومصعب هذا فإذا رأس المختار بين يديه، ثم جلست مع أمير المؤمنين فإذا رأس مصعب بين يديه، وأنا أعيذ أمير المؤمنين من شر هذا المجلس.

فارتعد عبد الملك وقام من فوره وأمر بهدم القصر (2).

وفي تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: قال عبيد بن عمير: لقد رأيت في هذا القصر عجبا - يعني قصر الكوفة - رأيت رأس الحسين بين يدي ابن زياد موضعا، ثم رأيت رأس ابن زياد بين يدي المختار موضعا، ثم رأيت رأس المختار بين يدي مصعب بن الزبير، ثم رأيت مصعب بن الزبير بين يدي عبد الملك بن مروان.

قيل له: فكم كانت المدة؟

فقال: مقدار ثلاث سنين، فأف لدنيا تنتهي إلي هذا (3).

وفي الصواعق المحرقة: ومن عجيب الاتفاق قول عبد الملك بن عمير: دخلت قصر الإمارة بالكوفة علي ابن زياد والناس عنده سماطان، ورأس الحسين علي ترس عن يمينه، ثم دخلت علي المختار فيه فوجدت رأس ابن زياد وعنده الناس كذلك، ثم دخلت علي مصعب بن الزبير فيه فوجدت رأس المختار عنده كذلك، ثم دخلت علي عبد الملك بن مروان فيه فوجدت عنده رأس مصعب كذلك، فأخبرته بذلك.

فقال: لا أراك الله الخامس. ثم أمر بهدمه (4).

١ -

تاريخ الطبري: ٣ / 150.

2 - تاريخ الخميس: 2 / 309.

3 - تذكرة الخواص: 260.

4 - الصواعق المحرقة: 198.

(١٠٧)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (2)، مدينة الكوفة (3)، كتاب الصواعق المحرقة (2)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (2)، عبد الملك بن عمير (2)، الوفاة (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

وذكر مثله الشبلنجي في نور الأبصار نقلا عن الكنز المدفون (1)، ولكن أورد المسعودي في مروج الذهب الحديث كما تقدم وزاد بعده: فوثب عبد الملك بن مروان وأمر بهدم الطاق الذي علي المجلس، ثم قال: ذكر هذا الحديث الوليد بن خباب وغيره، انتهي (2).

وفي هذه الأيام أرسلت مديرية الآثار القديمة ببغداد بعض الخبراء بالحفريات، لإجراء عملية الاستكشاف علي قصر الإمارة، كي يهتدوا إلي أثريات مطمورة تحت التراب علي ما يزعمون، وكتابات تكشف عن خبايا هذه البلدة، فلقد نشرت جريدة الأخبار البغدادية في العدد 15 من السنة الأولي: أنه قد جري الحفر لأول مرة في ثلاث جهات: الجهة الشرقية والجهة الشمالية وفي زاوية الشمال الشرقي، فظهرت جدران ضخمة بسمك أربعة أمتار وارتفاع سبعة أمتار تقريبا، وبنتيجة تقاطع الجدران الداخلية والخارجية ظهر أن طور القصر 170 مترا وعرضه 170 مترا كذلك ويوجد في زواياه الأربع، حيث تقاطع الجدران الخارجية أبراج أربعة قطرها ستة أمتار ومحيطها 14 مترا، والأبنية كلها مبنية بالطابوق الضخم والجص، غير أن هندسة بنائه عربية لم يتكلف فيه بالزخرفة والنقوش، ويظهر أنها بنيت بسرعة كما أنها هدمت كذلك بسرعة، وقد تبين أن للقصر بابين، بابا كبيرا في الجهة الشمالية قرب البرج الملتصق بالجامع مما يحاذي قبر المختار بن أبي عبيد الثقفي، وبابا صغيرا في الجهة الغربية ملاصقا للجهة الجنوبية من الجامع، وكذلك

ظهر أن للقصر عدة أبراج كبيرة وجانبية، ولم يعثر فيه علي آثار قيمة تستحق الذكر لحد الآن، عدا عدة قطع زجاجية من الزجاج الملوكي الراقي الذي كان يستعمل في ذلك العصر ذي الصنع الدقيق، مثل الأكواب وأواني الشراب وأمثالها، ولكنها غير كاملة.

وعثر أيضا علي قطع متنوعة من الفخار المحزز غير المزجج، وقطع قليلة من الفخار المزجج.

وعثر علي طابوقة مزخرفة مكتوب عليها: دار، ويظهر أنها كانت متممة لعدة طابوقات أخري مكتوبة.

1 - نور الأبصار: 276.

2 - مروج الذهب: 3 / 110.

(١٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب نور الأبصار للشبلنجي (2)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (2)، القبر (1)، العصر (بعد الظهر) (1)

وعثر علي نقود نحاسية متنوعة، وقطعة نحاسية تشبه سكاكين العصور الماضية، وعثر علي قطع صخرية متنوعة يظهر أنها كانت تستعمل (سنارات) للأبواب، أو توضع فوق أعمدة الرخام أو تحتها.

وعثر علي طابوق من أشكال متنوعة وبأحجام مختلفة وألوان متعددة، يستبان منها أنها أبنية إسلامية لبساطتها وعدم تكلف التزوق والنقوش في جدرانها، كما كانت تفعله ملوك الكلدان والآشور قبل الإسلام، ولأن هندسة بنائها بسيطة جدا.

ووجدت في الركن الشمالي الغربي مما يتصل بركن المسجد غرفة، طولها نحو ثمانية أمتار وعرضها خمسة أمتار ولها بابان، وبجنبها مما يلي المسجد أربع غرف أخري صغيرة، وكذلك ظهرت في داخل القصر عدة أبنية أخري ربما كانت غرفا أو مخازن متنوعة وهي كثيرة داخل القصر.

ولقد وجدت في الركن الشمالي الشرقي غرفة مزججة بالمسك، ولا تزال رائحة المسك تفوح منها بشدة لكل من اقترب منها، وهي بديعة جدا وفواحة برائحة عطرية شديدة.

ولقد اكتشف حوالي القصر من داخله عدة مجاري للمياه مبنية بالجص والآجر، وربما كانت متصلة بآبار وبالوعات لنقل المياه الوسخة، أو أنها كانت مجاري لمياه الشرب من

النهر إلي القصر، واكتشفت بداخله عدة بالوعات وآبار مبنية بالحصا والحجارة أيضا، انتهي.

(١٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: السجود (2)

ملاحم آخر الزمان تتعلق بالكوفة

ملاحم آخر الزمان تتعلق بالكوفة روي المجلسي في البحار، في باب علامات ظهوره (عليه السلام): عن صاحب كتاب سرور أهل الإيمان، عن السيد علي بن عبد الحميد بإسناده، عن إسحاق يرفعه إلي الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول للناس: «سلوني قبل أن تفقدوني لأني بطرق السماء أعلم من العلماء، وبطرق الأرض أعلم من العالم …

فليس منا إمام إلا وهو عارف بجميع أهل ولايته، وذلك قوله عزوجل: ﴿إنما أنت منذر ولكل قوم هاد﴾ (1).

ألا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني، فتشغر برجلها فتنة شرقية وتطأ في خطامها بعد موتها وحياتها، وتشب نار بالحطب الجزل من غربي الأرض … إلي أن قال: ولذلك آيات وعلامات، أولهن: احصار الكوفة بالرصد والخندق، وتخريق الزوايا في سكك الكوفة، وتعطيل المساجد أربعين ليلة، وكشف الهيكل، وخفق رايات حول المسجد الأكبر تهتز، القاتل والمقتول في النار، وقتل سريع وموت ذريع، وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين، والمذبوح بين الركن والمقام، وقتل الأسبع المظفر صبرا في بيعة الأصنام … إلي أن قال: ويبعث مائة وثلاثين ألفا إلي الكوفة وينزلون الروحاء والفاروق، فيسير منها ستون ألفا حتي ينزلوا الكوفة موضع قبر هود (عليه السلام) بالنخيلة، فيهجمون إليهم يوم الزينة وأمير الناس جبار عنيد يقال له: الكاهن الساحر، فيخرج من مدينة الزوراء إليهم أمير في خمسة آلاف من الكهنة، ويقتل علي جسرها سبعين ألفا حتي يحتمي الناس من الفرات ثلاثة أيام من الدماء ونتن الأجساد، ويسبي من الكوفة سبعين ألف بكر، لا يكشف عنها كف ولا قناع حتي يوضعن في المحامل ويذهب بهن إلي

الثوية - وهي الغري - ثم يخرج من الكوفة مائة ألف ما بين مشرك ومنافق، حتي يقدموا دمشق لا يصدهم عنها صاد - وهي إرم ذات العماد - وتقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة ليست بقطن ولا كتان ولا حرير مختومة في رأس القنا بخاتم السيد الأكبر،

١ - سورة الرعد: ٧.

(١١٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (8)، العلامة المجلسي (1)، نهر الفرات (1)، الأصبغ بن نباتة (1)، آخر الزمان (1)، عبد الحميد (1)، دمشق (1)، القتل (4)، القبر (1)، السجود (2)، سورة الرعد (1)

يسوقها رجل من آل محمد (عليهم السلام) تظهر بالمشرق، وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر، يسير الرعب أمامها شهرا حتي ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم» (1).

وفي البحار أيضا: عن تفسير الثعلبي، بالإسناد إلي حذيفة بن اليمان: أن النبي (صلي الله عليه وآله) ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب، قال: «فبينا هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتي ينزل دمشق، فيبعث جيشين جيشا إلي المشرق وآخر إلي المدينة، حتي ينزلوا بأرض بابل من المدينة (الملعونة) - يعني بغداد - فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويفضحون أكثر من مائة امرأة … ثم ينحدرون إلي الكوفة فيخربون ما حولها، ثم يخرجون متوجهين إلي الشام، فتخرج راية هدي من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم، ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام بلياليها، ثم يخرجون متوجهين إلي مكة، حتي إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرئيل فيقول: يا جبرئيل اذهب فأبدهم.

فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها، ولا يفلت منهم إلا رجلان من

جهينة» (2).

وقال الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة: بالإسناد إلي جابر، أنه قال لأبي جعفر الباقر (عليه السلام): متي يكون هذا الأمر؟

فقال: «أني يكون ذلك يا جابر ولما تكثر القتلي بين الحيرة والكوفة» (3).

وفيه أيضا: عنه (عليه السلام) قال: «تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلي الكوفة، فإذا ظهر المهدي بعث إليه بالبيعة» (4).

وفيه أيضا: بالإسناد إلي أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «عام أو سنة الفتح ينشق الفرات حتي يدخل أزقة الكوفة» (5).

١ - بحار الأنوار: ٢٥ / ٢٧٢ - ٢٧٤ ح ١٦٧.

٢ - بحار الأنوار: ٢٥ / ١٨٦ - ١٨٧، وما بين القوسين من المصدر.

٣ - الغيبة للشيخ الطوسي: ٤٤٦ ح ٤٤١.

٤ - الغيبة للشيخ الطوسي: ٤٥٢ ح ٤٥٧.

٥ - الغيبة للشيخ الطوسي: 451 ح 456.

(١١١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب الغيبة للشيخ محمد رضا الجعفري (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، كتاب تفسير الثعلبي للثعلبي (1)، مدينة الكوفة (6)، نهر الفرات (1)، حذيفة بن اليمان (1)، مدينة بغداد (1)، الشيخ الطوسي (4)، خراسان (1)، الشام (1)، بابل (1)، دمشق (1)، اللعن (1)، القتل (1)، كتاب بحار الأنوار (2)

وقال الصدوق في إكمال الدين: بالإسناد إلي أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال:

«تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلي الكوفة، فإذا (ظهر) (1) المهدي بعث إليه بالبيعة» (2).

وفيه أيضا: بالإسناد إلي أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنه قال: «يخرج … رجل ربعة وحش الوجه ضخم الهامة، بوجهه أثر الجدري، إذا رأيته

حسبته أعور، حتي يأتي أرضا ذات قرار ومعين - يريد أرض الكوفة - فيستوي علي منبرها» (3).

ثم قال (عليه السلام): «ورجفة تكون بالشام يهلك فيها مائة ألف رجل، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا للكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلي أصحاب البراذين الشهب والرايات الصفر (تقبل) (4) من المغرب حتي تحل بالشام، فإذا كان ذلك فانظروا خسفا في قرية من قري الشام يقال لها: حرستا، فإذا كان كذلك فانتظروا …

وقد أظلتكم فتنة مظلمة عمياء منكسفة لا ينجو منها إلا النومة».

قيل: وما النومة؟

قال (عليه السلام): «الذي (لا) يعرف الناس ما في نفسه» (5).

وفي الخرائج والجرائح: ذكر قطب الدين بإسناده قال: قال الصادق (عليه السلام): «لا يخرج القائم حتي يخرج اثنا عشر (رجلا) من بني هاشم كلهم يدعوا إلي نفسه» (6).

وقال (عليه السلام): «ليس بين قيام القائم وقتل النفس الزكية إلا خمس عشرة ليلة» (7).

وقال (عليه السلام): «إذا هدم حائط مسجد الكوفة مؤخره مما يلي دار عبد الله بن مسعود فعند ذلك زوال ملك بني فلان، أما إن هادمه لا يبنيه» (8).

١ - في المطبوع: (بعث)، وما أثبتناه من المصادر.

٢ - لم يرد في كمال الدين، وورد في: الغيبة للشيخ الطوسي: ٤٥٢ ح ٤٥٧، الخرائج والجرائح: ٣ / ١١٥٨، بحار الأنوار: ٥٢ / ٢١٧ ح ٧٧.

٣ - كمال الدين: ٦٥١ ح ٩، الخرائج والجرائح: ٣ / ١١٥٠.

٤ - في المطبوع: (تقرب)، وما أثبتناه من المصدر.

٥ - الخرائج والجرائح: ٣ / ١١٥١ - ١١٥٢، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

٦ - الخرائج والجرائح: ٣ / ١١٦٢، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

٧ - الخرائج والجرائح: ٣ / ١١٦٢.

٨ - الخرائج والجرائح: ٣ / 1163.

(١١٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي

الباقر عليه السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، كتاب الخرائج والجرائح للقطب الراوندي (6)، مدينة الكوفة (2)، الشيخ الصدوق (1)، بنو هاشم (1)، خراسان (1)، الشام (3)، الهلاك (1)، القتل (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، الشيخ الطوسي (1)

وفي إكمال الدين أيضا: بالإسناد أنه قال (عليه السلام): «بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض، وجراد في غير حينه أحمر كلون الدم، فأما الموت الأحمر فالسيف، وأما الموت الأبيض فالطاعون» (1).

وفي جوامع الكلم: قال الحسن بن علي (عليه السلام): «لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرون حتي يبرأ بعضكم من بعض، ويتفل بعضكم في وجه بعض، وحتي يشهد بعضكم بالكفر علي بعض».

قيل: ما في ذلك خير؟

قال: «الخير (كله) في ذلك، عند ذلك يقوم القائم فيرفع ذلك كله» (2).

وفيه: قال الصادق (عليه السلام): «قدام القائم موت أحمر وموت أبيض، حتي يذهب من كل سبعة خمسة، فالموت الأحمر السيف، والموت الأبيض الطاعون» (3).

وفيه: بالإسناد عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) يقول: «لو خرج قائم آل محمد لنصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبيين، يكون جبرئيل أمامه، وميكائيل عن يمينه، وإسرافيل عن يساره، والرعب مسيرة شهر أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله، والملائكة المقربون حذاه، أول من (يبايعه) (4) محمد رسول الله (صلي الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) الثاني، ومعه سيف مخترط يفتح الله به الروم والصين والترك والديلم والسند والهند وكابل شاه والخزر.

يا أبا حمزة: لا يقوم القائم إلا في خوف شديد، وزلزال، وفتنة، وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب،

واختلاف شديد بين الناس، وتشتت في دينهم، وتغير في حالهم، حتي يتمني (المتمني) الموت صباحا ومساء، من عظم ما يري من كلب الناس وأكل بعضهم بعضا.

١ - وردت في: الغيبة للشيخ الطوسي: ٤٣٨ ح ٤٣٠، والخرائج والجرائح: ٣ / ١١٥٢.

٢ - الغيبة للشيخ الطوسي: ٤٣٨ ح ٤٢٩، الخرائج والجرائح: ٣ / ١١٥٢ ح ٥٩، بحار الأنوار: ٢٥ / ٢١١ ح ٥٨، وما بين القوسين أثبتناه من المصادر، وفي المصادر: (قائمنا)، بدل: (القائم).

٣ - كمال الدين: ٦٥٥ ح ٢٧، بحار الأنوار: ٥٢ / 207 ح 42.

4 - في المصادر: يتبعه.

(١١٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الهند (1)، الموت (3)، الخوف (1)، كتاب الخرائج والجرائح للقطب الراوندي (2)، كتاب بحار الأنوار (1)، الشيخ الطوسي (2)

وخروجه إذا خرج عند (الإياس) (1) والقنوط، فيا طوبي لمن أدركه وكان من أنصاره، والويل كل الويل لمن ناواه وخالف أمره وكان من أعدائه».

ثم قال: «يقوم بأمر جديد وكتاب جديد وسنة جديدة وقضاء جديد علي العرب شديد، ليس شأنه إلا القتل، لا يستتيب أحدا، لا تأخذه في الله لومة لائم» (2).

وفيه: عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج، لأحب أكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش، فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف، حتي يقول أكثر الناس: ما هذا من آل محمد ولو كان من آل محمد لرحم» (3).

وفيه: عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه

السلام) قال: «ما تستعجلون بخروج القائم فوالله ما لباسه إلا الغليظ ولا طعامه إلا الجشب، وما هو إلا السيف والموت تحت ظل السيف» (4).

وفيه: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إذا خرج القائم (عليه السلام)، لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف، ما يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف وما يستعجلون بخروج القائم، والله ما لباسه إلا الغليظ وما طعامه إلا الشعير الجشب، وما هو إلا السيف والموت تحت ظل السيف» (5).

١ - في المطبوع: (الآيات)، وما أثبتناه من المصادر.

٢ - الغيبة للنعماني: ٢٣٤ ح ٢٢، بحار الأنوار: ٥٢ / ٣٤٨ ح ٩٩.

٣ - الغيبة للنعماني: ٢٣٣ ح ١٨، بحار الأنوار: ٥٢ / ٣٥٤ ح ١١٣.

٤ - الغيبة للنعماني: ٢٣٣ ح ٢٠، بحار الأنوار: ٥٢ / ٣٥٤ ح ١١٥.

٥ - الغيبة للنعماني: ٢٣٤ ح ٢١، بحار الأنوار: ٥٢ / 355 ح 116.

(١١٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، أبو بصير (1)، أبو عبد الله (1)، محمد بن مسلم (1)، القتل (2)، الطعام (2)، كتاب بحار الأنوار (4)

إذا ظهر المهدي يكون حكمه في مسجد الكوفة

في أنه (عليه السلام) إذا ظهر يكون حكمه في مسجد الكوفة في البحار: بالإسناد عن أسعد بن الأصبغ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من كان له دار بالكوفة فليتمسك بها» (1).

وعن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن قائمنا إذا قام يبني له في ظهر مسجد الكوفة مسجد له ألف باب، وتتصل بيوت الكوفة بنهر كربلاء حتي يخرج الرجل يوم الجمعة علي بغلة (2) يريد الجمعة فلا يدركها» (3).

وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إذا دخل المهدي الكوفة قال الناس:

يا بن رسول الله إن الصلاة معك تضاهي الصلاة خلف رسول الله (صلي الله عليه وآله) وهذا لا يسعنا، فيخرج إلي الغري فيخط مسجدا له ألف باب يسع الناس، ويبعث فيجري خلف قبر الحسين (عليه السلام) نهرا يجري إلي الغري حتي يجري إلي النجف، ويعمل هو علي فوهة النهر قناطر وأرحاء في السبيل» (4).

وفي جوامع الكلم: عن حبة العرني قال: خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) إلي الحيرة فقال: «لتصلن هذه بهذه - وأومي بيده إلي (الكوفة و) الحيرة - حتي يباع الذراع فيما بينهما بدينارين (5) وليبنين بالحيرة مسجدا له خمسمائة باب، يصلي فيه خليفة القائم، لأن مسجد الكوفة ليضيق عنهم، وليصلين فيه اثنا عشر إماما عدلا».

قلت: يا أمير المؤمنين ويسع مسجد الكوفة هذا (الذي) تصف الناس يومئذ؟

قال: «يبني لهم أربعة مساجد الكوفة أصغرها، وهذا، ومسجدان (في) طرفي مسجد الكوفة من هذا الجانب (وهذا الجانب)» وأومي بيده نحو نهر البصريين والغريين (6).

١ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٨٥ ح ٢.

٢ - في المصدر زياد: (سفواء)، وقال المجلسي: سفواء: خفيفة سريعة.

٣ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٨٥ ح ٣.

٤ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٣٨٥ ح ٤.

٥ - في المصادر: (بدنانير).

٦ - تهذيب الأحكام: ٣ / ٢٥٣ ح ٦٩٩، بحار الأنوار: ٥٢ / 374 ح 173، وما أثبتناه من المصادر.

(١١٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مسجد، جامع الكوفة (5)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، مدينة الكوفة (5)، مدينة النجف الأشرف (1)، المفضل بن

عمر (1)، السجود (2)، الصّلاة (2)، كتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي (1)، العلامة المجلسي (1)، كتاب بحار الأنوار (4)

وفيه أيضا: عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل منه قال: «إذا قام القائم سار إلي الكوفة، وليهدم بها أربعة مساجد، ولم يبق مسجد علي وجه الأرض له شرف إلا هدمها وجعلها جماء (1)، ووسع الطريق الأعظم وكسر كل جناح خارج في الطريق، وأبطل الكنف والميازيب إلي الطرقات، فلا يترك بدعة إلا أزالها ولا سنة إلا أقامها، ويفتح الصين وقسطنطينية وجبال الديلم» … الخ (2).

وفيه أيضا: قال أبو جعفر (عليه السلام): «إن القائم إذا قام بمكة وأراد أن يتوجه إلي الكوفة نادي مناديه: (ألا) لا يحمل منكم أحد طعامه ولا شرابه، ويحمل حجر موسي بن عمران (عليه السلام) وهو وقر بعير، فلا ينزل منزلا إلا انبعث عين منه، فمن كان جائعا شبع ومن كان ظمآن روي، فهو زادهم حتي ينزل النجف من ظهر الكوفة» (3).

وفيه أيضا: عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته متي يقوم قائمكم؟

قال: «يا أبا الجارود لا تدركون».

قلت: أهل زمانه؟

فقال: «و (لا) تدرك أهل زمانه، يقوم قائمنا بالحق بعد أياس من الشيعة ويدعوا الناس ثلاثا فلا يجيبه أحد، فإذا كان اليوم الرابع تعلق بأستار الكعبة فقال:

يا رب انصرني، ودعوته لا تسقط، فيقول الله للملائكة الذين نصروا رسول الله (صلي الله عليه وآله) يوم بدر ولم يحطوا سروجهم ولم يضعوا أسلحتهم فيبايعون، ثم يبايعه من الناس ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، ثم يسير إلي المدينة فيسير الناس حتي يرضي الله، فيقتل ألفا وخمسمائة قرشيا ليس فيهم إلا (فرخ زنية) (4) ثم يدخل المسجد (فينقض) الحائط حتي يضعه إلي الأرض،

ويهدم قصر المدينة، ويسير إلي الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفا من البترية، شاكين في السلاح قراء القرآن فقهاء في

١ - جماء: أي ملساء. لسان العرب: ١٢ / ١٠٩.

٢ - روضة الواعظين: ٢٦٤، بحار الأنوار: ٥٢ / ٣٣٩ ح ٨٤، وسائل الشيعة: ٢٥ / ٤٣٦ ح ٣٢٢٩٥.

٣ - الكافي: ١ / ٢٣١ ح ٣، بحار الأنوار: ١٣ / 185 ح 20.

4 - في المطبوع: (فوح الزيبية)، وما أثبتناه من المصدر.

(١١٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (3)، النبي موسي بن عمران عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (4)، مدينة النجف الأشرف (1)، أبو بصير (1)، القرآن الكريم (1)، السجود (2)، الطعام (1)، كتاب روضة الواعظين (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، كتاب بحار الأنوار (2)

الدين، قد نزعوا جباههم وشمروا ثيابهم وعممهم النفاق وكلهم يقول: يا بن فاطمة ارجع لا حاجة لنا فيك.

فيضع فيهم السيف علي ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلي العشاء فيقتلهم أسرع من جزر جزور، فلا يفوت منهم رجل ولا يصاب من أصحابه أحد، دماؤهم قربان إلي الله، ثم يدخل الكوفة فيقتل مقاتليها حتي يرضي الله تعالي».

قال: فلم أعقل المعني، فمكثت طويلا ثم قلت: وما يدريه جعلت فداك حتي يرضي الله؟

قال: «يا أبا الجارود إن الله تعالي أوحي إلي أم موسي وهو خير من أم موسي، وأوحي إلي النحل وهو خير من النحل».

فعقلت المذهب فقال: «أعقلت المذهب؟» قلت: نعم.

قال: «إن القائم ليملك ثلاثمائة وتسع سنين، كما لبث أصحاب الكهف في الكهف، يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، ويفتح الله عليه شرق الأرض ومغربها،

يقتل الناس حتي لا يري إلا دين محمد (صلي الله عليه وآله) يسير بسيرة سليمان ابن داود (عليه السلام) يدعو الشمس والقمر فيجيبانه، وتطوي له الأرض ويوحي الله إليه فيعمل بأمر الله» (1).

وفيه أيضا: عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «أول ما يبدأ القائم بأنطاكية فيستخرج منها التوراة من غار فيه عصا موسي وخاتم سليمان».

قال: «وأسعد الناس به أهل الكوفة».

قال: «وإنما سمي المهدي، لأنه يهدي إلي أمر خفي، حتي أنه يبعث إلي رجل لا يعلم الناس له ذنبا فيقتله، حتي أن أحدهم يتكلم في بيته فيخاف أن يشهد عليه الجدار» (2).

وفيه: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «كأني أنظر إلي القائم علي ظهر النجف، فإذا استوي علي ظهر النجف ركب فرسا أدهم أبلق بين عينيه شمراخ (3)، ثم ينتفض به

١ - دلائل الإمامة: ٤٥٥ ح ٤٣٥.

٢ - بحار الأنوار: ٥٢ / ٣٩٠ ح ٢١٢.

٣ - الشمراخ: غرة الفرس إذا دقت وسالت وجللت الخيشوم ولم تبلغ الجحفلة.

الصحاح: ١ / 425.

(١١٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة الكوفة (2)، مدينة النجف الأشرف (3)، أبو عبد الله (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الفدية، الفداء (1)، القتل (2)، العصر (بعد الظهر) (1)، كتاب بحار الأنوار (1)

فرسه فلا يبقي أهل بلدة إلا وهم يظنون أنه معهم في بلادهم، فإذا نشر راية رسول الله (صلي الله عليه وآله) انحط عليه ثلاثة عشر ألف ملكا كلهم ينتظرون القائم، وهم الذين كانوا مع نوح (عليه السلام) في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم (عليه السلام) حيث ألقي في النار، وكانوا مع عيسي (عليه السلام) حين رفع، وأربعة آلاف

مسومين ومردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا يوم بدر، وأربعة آلاف (ملك) الذين هبطوا يريدون القتال مع الحسين (عليه السلام) فلم يؤذن لهم فصعدوا إلي السماء وهبطوا وقد قتل الحسين (عليه السلام)، فهم شعث غبر يبكون عند قبر الحسين (عليه السلام) إلي يوم القيامة، وما بين قبره والسماء مختلف الملائكة» (1).

وفيه: عنه (عليه السلام) قال: «إذا بلغ السفياني أن القائم توجه (إليه) من ناحية الكوفة فيجرد بخيله حتي يلقي القائم فيخرج فيقول: أخرجوا إلي ابن عمي.

فيخرج إليه السفياني فيبايعه ثم ينصرف إلي أصحابه فيقولون له: ما صنعت؟

فيقول: أسلمت وتابعت (2).

فيقولون: قبح الله رأيك بينما أنت متبوع فصرت تابعا.

فيستقبله فيقاتله، (ثم) يمسون تلك الليلة ثم يصبحون للقائم بالحرب فيقتتلون يومهم ذلك، ثم إن الله تعالي يمنح القائم (عليه السلام) وأصحابه أكتافهم فيقتلونهم حتي يفنوهم، حتي أن الرجل يختفي في الشجرة والحجرة فتقول الشجرة والحجرة: يا مؤمن هذا رجل كافر فاقتله (فيقتله).

قال: فتشبع السباع من لحومهم، فيقيم بها القائم ما شاء الله.

قال: ثم يعقد بها القائم ثلاث رايات: لواء إلي القسطنطينية يفتح الله له، ولواء إلي الصين (يفتح الله له)، ولواء إلي جبال الديلم فيفتح الله له» (3).

وفيه: قال الصادق (عليه السلام): «كأني أنظر إلي القائم علي منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر عدة أصحاب بدر، وهم أصحاب الألوية وهم حكام

١ - كمال الدين: ٦٧١ - ٦٧٢ ح ٢٢، بحار الأنوار: ٥٢ / ٣٢٥ - ٣٢٦ ح ٤٠، وما بين القوسين أضفناه من المصدر.

٢ - في المصدر: (وبايعت).

٣ - بحار الأنوار: ٥٢ / 388 ح 206، وما بين القوسين من المصدر.

(١١٨)

صفحهمفاتيح البحث: قبر الحسين (ع) (1)، الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد

الشهداء (عليهما السلام) (2)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، النبي إبراهيم (ع) (1)، النبي عيسي بن مريم عليهما السلام (1)، النبي نوح عليه السلام (1)، يوم القيامة (1)، مدينة الكوفة (2)، القتل (3)، القبر (1)، الظنّ (1)، العقد (1)، السفينة (1)، كتاب بحار الأنوار (2)

الله في أرضه علي خلقه، حتي يستخرج من قبائه كتابا مختوما بخاتم من ذهب عهد معهود من رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فيجفلون عليه إجفال الغنم، فلا يبقي منهم إلا الوزير - المراد بالوزير عيسي بن مريم وسلمان الفارسي من النقباء - وأحد عشر نقيبا، كما بقوا مع موسي بن عمران (عليه السلام)، فيجولون الأرض فما يجدون عنه مذهبا فيرجعون إليه، فوالله إني لأعرف الكلام الذي يقوله لهم فيكفرون به» (1).

وفي الوسائل والبحار: عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال لأبي بصير: «يا أبا محمد كأني أري نزول القائم (عليه السلام) في مسجد السهلة بأهله وعياله».

قلت: يكون منزله جعلت فداك؟

قال: «نعم، كان فيه منزل إدريس، وكان منزل إبراهيم خليل الرحمن، وما بعث الله نبيا إلا وقد صلي فيه، وفيه مسكن الخضر (عليه السلام)، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه، وفيها صخرة فيها صورة كل نبي، وما صلي فيه أحد فدعا الله بنية صادقة إلا وصرفه الله بقضاء حاجته، وما من أحد استجاره إلا أجاره الله مما يخاف».

قلت: هذا لهو الفضل.

قال: «نزيدك؟» قلت: نعم.

قال: «هو من البقاع التي أحب الله أن يدعي فيها، وما من يوم وليلة إلا والملائكة تزور هذا المسجد يعبدون الله فيه، أما إني لو كنت بالقرب منكم ما صليت

صلاة إلا فيه، يا أبا محمد وما لم أصف أكثر».

قلت: جعلت فداك لا يزال القائم فيه أبدا؟

قال: «نعم».

قلت: فمن بعده؟

قال: «هكذا من بعده إلي انقضاء الخلق» (2).

وفي البحار: عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «يا أبا حمزة هل شهدت عمي ليلة خرج؟»

١ - كمال الدين: ٦٧٢ - ٦٧٣ ح ٢٥، بحار الأنوار: ٥٢ / ٣٢٦ ح ٤٢.

٢ - بحار الأنوار: ٩٧ / ٤٣٦ ح ٧، مستدرك الوسائل: ٣ / 417 - 418 ح 3907.

(١١٩)

صفحهمفاتيح البحث: النبي خضر عليه السلام (1)، الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، النبي موسي بن عمران عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، أبو بصير (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، أبو عبد الله (1)، الصدق (1)، الفدية، الفداء (2)، الخوف (1)، السجود (2)، الصّلاة (1)، كتاب مستدرك الوسائل (1)، كتاب بحار الأنوار (2)

قال: نعم.

قال: «فهل صلي في مسجد سهيل؟» قال: وأين مسجد سهيل، لعلك تعني مسجد السهلة؟

قال: «نعم».

قال: لا.

قال: «أما إنه لو صلي فيه ركعتين ثم استجار الله لأجاره سنة».

فقال له أبو حمزة: بأبي أنت وأمي هذا مسجد السهلة.

قال: «نعم، فيه بيت إبراهيم الذي كان يخرج منه إلي العمالقة، وفيه بيت إدريس الذي كان يخيط فيه، وفيه مناخ الراكب، وفيه صخرة خضراء فيها صورة جميع النبيين، (وتحت الصخرة الطينة التي خلق الله عزوجل منها النبيين)، وفيها المعراج وهو الفاروق الأعظم موضع منه، وهو ممر الناس وهو من كوفان، وفيه ينفخ في الصور وإليه المحشر، ويحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، أولئك الذين أفلج الله حججهم وضاعف نعمهم المستبقون الفائزون القانتون، يحبون أن يدرؤا

عن أنفسهم المفخر ويجلون بعدل الله عن لقائه، وأسرعوا في الطاعة فعملوا وعلموا أن الله بما يعملون بصير، ليس عليهم حساب ولا عذاب يذهب الضغن يطهر المؤمنين، ومن وسطه سار جبل الأهواز وقد أتي عليه زمان وهو معمور».

قال المجلسي: قوله: (وفيه المعراج) لعل المراد: أن النبي (صلي الله عليه وآله) لما نزل ليلة المعراج وصلي في مسجد الكوفة أتي هذا الموضع وعرج منه إلي السماء.

أو المراد: أن المعراج المعنوي يحصل فيه للمؤمنين.

قوله (عليه السلام): (وهو الفاروق الأعظم موضع منه) أي: المعراج وقع في موضع منه وهو المسمي (بالفاروق) (1)، أو أن في موضع منه يفرق القائم بين الحق والباطل، كما ورد في خبر آخر أن فيها يظهر عدل الله.

وقوله (عليه السلام): (هو ممر الناس) أي: إلي المحشر (2).

١ - في المطبوع: (بالغار)، وما أثبتناه من المصدر.

٢ - بحار الأنوار: ٩٧ / 436 - 437 ح 8، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

(١٢٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، العلامة المجلسي (1)، الركوع، الركعة (1)، السجود (4)، الصّلاة (1)، كتاب بحار الأنوار (1)

نقل الحجر الأسود من مكة إلي الكوفة

نقل الحجر الأسود من مكة إلي الكوفة روي المجلسي في البحار: عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) رواية منها: «يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عزوجل بما لم يحب به أحدا، ففضل مصلاكم بيت آدم و (بيت) نوح وبيت إدريس ومصلي إبراهيم الخليل ومصلي أخي الخضر (عليه السلام) - إلي أن قال -: ولا تذهب الأيام والليالي حتي ينصب الحجر الأسود، وليأتين (عليه) زمان يكون مصلي المهدي من ولدي» الخ (1).

قال (رحمه الله) في البيان: قوله: (ولا تذهب الأيام والليالي

… الخ: يمكن أن يكون نصب الحجر بطريق الحق من المعصوم لا عدوانا، ويكون من خصائص زمانه (صلي الله عليه وآله) كأشياء كثيرة، ويخدش فيه: أنه لم ينقل من خصائصه ذلك النقل والتحويل، ولعل المراد: الإخبار بما وقع عدوانا زمن القرامطة، حيث نقلوا الحجر من مكة إلي الكوفة ونصبوه في ذلك المسجد، وكان فيه مدة مديدة حتي انقرضوا، فنقل إلي موضعه، واشتهر أن في نقله من مكة انكسر من ثقله كثير من الإبل، وفي إعادته حمله بعير واحد، وكانت الإعادة في عهد محمد بن قولويه وله قصة عجيبة (2).

وسبب نقله:

أن زكرويه القرمطي (3) خرج في سنة ثلاث وتسعين ومائتين وابتدع دينا، ودعا الناس إليه فأجابوه وقوي أمره واستفحل، فأخذ يقتل الناس قتلا ذريعا حتي قتل

١ - بحار الأنوار: ٩٧ / 389 - 390 ح 14، وما بين القوسين من المصدر.

2 - لم نجد هذا البيان في المصدر.

3 - زكرويه بن مهرويه القرمطي، من زعماء القرامطة ومتألهيهم، من أهل القطيف، اختفي أربع سنين في أيام المعتضد العباسي فلم يظفر به، ولما مات المعتضد أظهر نفسه واستهوي طوائف من أهل بادية العراق وبث الدعاة، وكان أتباعه يسجدون له ويسمونه السيد والمولي، ولم يكن يظهر لعسكره بل يسير وهو محجوب ويتولي أموره أحد ثقاته، وأغار زكرويه علي حجاج خراسان وكانوا نحو عشرين ألفا فأفني أكثرهم، وانتشرت جموعه بين زبالة وفيد والنباج وحفير أبي موسي، وانتدب المكتفي الجيوش لقتاله فأصيب في معركة بين القادسية وخفان فمات بعد أيام وحملت جثته إلي بغداد فأحرقت وأرسل رأسه إلي خراسان لئلا ينقطع أهلها عن الحج.

(١٢١)

صفحهمفاتيح البحث: النبي خضر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة

مكة المكرمة (3)، مدينة الكوفة (3)، العلامة المجلسي (1)، الأصبغ بن نباتة (1)، محمد بن قولويه (1)، الحجر الأسود (1)، القتل (3)، السجود (1)، دولة العراق (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، مدينة بغداد (1)، خراسان (2)، الحج (1)، الموت (1)

زكرويه في أحد المواقع، فقام مقامه أبو طاهر القرمطي (1) وأخذ يقتل وينهب إلي سنة سبع عشرة وثلاثمائة، فقصد مكة المشرفة وفي يوم التروية دخلها وقتل الحاج قتلا ذريعا في المسجد الحرام وفي البيت وفي فجاج مكة، ونهب أموالهم وقلع الحجر الأسود وأنفذه إلي هجر (2)، وخرج أهل مكة فقاتلوه فقتلهم كلهم، ثم إن أبا طاهر قلع باب البيت وأصعد الخبيث رجلا من أصحابه ليقلع الميزاب، فسقط الرجل ومات، وعمد اللعين القرمطي فطرح القتلي في بئر زمزم ودفن الباقين في المسجد الحرام حيث قتلوا، وأخذ كسوة البيت فقسمها بين أصحابه، ونهب دور أهل مكة، وصعد اللعين علي البيت وقال شعرا:

أنا بالله وبالله أنا * يخلق الخلق وأفنيهم أنا وكان لما قلع الحجر الأسود قال شعرا:

ولو كان هذا البيت معبد ربنا * لصب علينا النار من فوقه صبا لأنا حججنا حجة جاهلية * مما حلة لم تبق شرقا ولا غربا وإنا تركنا بين زمزم والصفا * جنائز لا تبغي سوي ربها ربا وهذا الشعر دليل علي كفره، ومكث الحجر عندهم اثنين وعشرين سنة (3)، وكان بحكم التركي الذي استولي علي بغداد في أيام الراضي بالله، دفع إليهم خمسين ألف دينار علي رده، فأبوا أن يردوه وحملوه إلي الكوفة وعلقوه بجامعها حتي رآه الناس، وفي سنة تسع وثلاثين ردوه إلي مكة وقالوا: أخذناه بأمر وأعدناه بأمر.

فأعادت القرامطة الحجر الأسود إلي مكانه في ذي القعدة (4).

١ - أبو طاهر

سليمان بن الحسن بن بهرام الجنابي الهجري القرمطي، ملك البحرين وزعيم القرامطة، خارجي، طاغية جبار، وثب علي البصرة سنة ٣١١ ونهبها وسبي نساءها، وكتب إلي المقتدر أن يضم اليه البصرة والأهواز فلم يجبه، فأغار علي الكوفة سنة ٣١٢ فأقام فيها ستة أيام وحمل منها ما حمل، وسير المقتدر جيشا لقتاله فشتته القرمطي، وأغار علي مكة يوم التروية سنة ٣١٧ وبلغ عدد القتلي ثلاثين ألفا واقتلع الحجر الأسود، ومات كهلا بالجدري في هجر.

٢ - هجر: بفتح أوله وثانيه، مدينة وهي قاعدة البحرين، وقيل: ناحية البحرين كلها هجر، وقيل: هجر قصبة البحرين. معجم البلدان: ١ / ٣٤٧ و ٥ / ٣٩٣.

٣ - أي من سنة ٣١٧ إلي سنة ٣٣٩.

٤ - راجع: البداية والنهاية: ١١ / ١٨٢، الكامل في التاريخ: ٨ / ٤٨٦، النجوم الزاهرة: ٣ / ٢٢٥، تاريخ الخميس: ٢ / ٣٨٣، فوات الوفيات: ١ / 175.

(١٢٢)

صفحهمفاتيح البحث: شهر ذي القعدة (1)، مدينة مكة المكرمة (6)، مدينة الكوفة (2)، مدينة بغداد (1)، الحجر الأسود (4)، مسجد الحرام (2)، الطهارة (2)، الحج (1)، القتل (6)، الجهل (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب معجم البلدان (1)، سليمان بن الحسن (1)، مدينة البصرة (2)

قال في الخرائج والجرائح: عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال: لما وصلت بغداد في سنة (تسع) (1) وثلاثين وثلاثمائة عزمت علي الحج، وهي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر في مكانه إلي البيت، فكان أكثر همي الظفر بمن ينصب الحجر، لأنه لا يضعه في مكانه إلا الحجة في الزمان، كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين (عليه السلام) في مكانه فاستقر، فاعتللت علة صعبة خفت منها علي

نفسي ولم يتهيأ (لي) ما قصدت له، فعرفت أن ابن هشام يمضي إلي الحرم، فكتبت رقعة وأعطيته إياها مختومة، أسأل فيها عن مدة عمري وهل تكون الموتة في هذه العلة أم لا؟ وقلت له: همي في إيصال هذه الرقعة إلي واضع الحجر في مكانه.

قال ابن هشام: ثم مضيت إلي الحرم وأخذت معي من يمنعني ازدحام الناس، وكلما عمد إنسان أن يضعه في موضعه اضطرب ولم يستقم، فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه، فتناوله ووضعه في مكانه فاستقام كأنه لم يزل عنه، وعلت لذلك الأصوات.

فانصرف خارجا من الباب، فنهضت من مكاني أتبعه وأدفع الناس عني يمينا وشمالا حتي ظن بي خلاط، والناس يفرجون له وعيني لا تفارقه حتي انقطع عن الناس فكنت أسرع المشي خلفه، وهو يمشي علي تؤدة (2) ولا أدركه، فلما حصل بحيث لا يراه أحد غيري وقف والتفت إلي وقال: «هات ما معك».

فناولته الرقعة فقال من غير أن ينظر إليها: «قل له: لا خوف عليك في هذه العلة ويكون ما لابد منه بعد ثلاثين سنة».

قال: فوقع علي الزمع (3) حتي لم أطق حراكا وتركني وانصرف.

قال أبو القاسم: فحضر وأعلمني بهذه الجملة، قال: فلما كانت سنة ثلاثين اعتل أبو القاسم فأخذ ينظر في أمره بتحصيل جهاز قبره وكتب وصيته واستعمل الجد في ذلك.

فقيل له: ما هذا الخوف، ونرجوا أن يتفضل الله بالسلامة فما عليك مخوفة.

١ - في المصدر والمطبوع: (سبع)، وما أثبتناه هو الموافق للمصادر التاريخية.

٢ - التؤدة: التأني والرزانة. مجمع البحرين: ١ / ٢٧٧٨.

٣ - الزمع: الذهول والدهشة. مجمع البحرين: ٢ / 290.

(١٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، كتاب الخرائج والجرائح للقطب الراوندي (1)، يوم عرفة (1)،

محمد بن قولويه (1)، مدينة بغداد (1)، الحج (1)، الخوف (3)، القبر (1)، الظنّ (1)

فقال: هذه السنة التي خوفت فيها. فمات في علته (1).

وقد حكي العلامة الكبير السيد محمد الطباطبائي في رسالته التي ألفها في فضل مسجد الكوفة، القصة التي أشار إليها المجلسي في إعادة الحجر الأسود فقال: فقد حكي أنه - أي محمد بن قولويه - لما سمع أنه يعاد إلي مكة وكان هو ببغداد، عزم علي المسير معه ليري صاحب الأمر (عليه السلام)، لعلمه بأنه لا يضع الحجر مقامه إلا من عصمه الله سبحانه، فلما بلغ إلي الكوفة مرض مرضا شديدا عجز عن المسير معه، فأرسل أحدا من أمنائه بأموال كثيرة لقوام المسجد الحرام وخدمته وقال له: التمس منهم أن يحضروك عند الركن حين يضعون الحجر.

وأرسل بيده عريضة مختومة إلي صاحب الأمر (عليه السلام) وقال له: أعط هذا المكتوب من يضع الحجر مقامه.

فسار ذلك الأمين معه حتي وصلوا إلي مكة ففعل ما أمر به، فأحضره القوام عند الركن حين أرادوا وضع الحجر في مقامه، فرأي مشايخ العرب وصناديدهم جاؤوا ووضعوا الحجر في ثوب ورفعوا بأجمعهم ذلك الثوب حتي وصل محاذي مقام الحجر، فإذا بشاب حسن الهيئة قد أخذ الحجر من الثوب وأقامه مقامه، وخرج من بين القوم خارجا من المسجد، فسارع خلفه حتي أنه راح إلي خلف جبال مكة فنادي: «يا فلان جئني بكتاب محمد بن قولويه».

فذهب إليه وأعطاه إياه فقال: «قل لمحمد بن قولويه إني دعوت لك فقد عافاك الله من هذا الداء العضال وأنك ستمرض مرضا شديدا يقنط من برئه من يراك مكررا ويشفيك الله منها إلي ثلاثين سنة، ففي ساعة كذا من ليلة كذا يقبض الله روحك من غير مرض».

ثم

غاب (عليه السلام) فقال ذلك الرسول، فحينئذ عرفت أنه صاحب الأمر، فلما رجع إلي بغداد أخبر صاحبه بما رأي وسمع، وكان محمد بن قولويه كثيرا ما يمرض بعد ذلك مرضا شديدا ييأس منه الأطباء والأقرباء وهو يؤنسهم ويقول: إني لا أموت من هذا المرض، فلما جاءت الليلة الموعودة جمع أقرباءه وخلطاءه وودعهم قائلا: إني أقبض في ساعة كذا من هذه الليلة.

١ - الخرائج والجرائح: ١ / 475 - 477 ح 18.

(١٢٤)

صفحهمفاتيح البحث: مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة مكة المكرمة (3)، مدينة الكوفة (1)، العلامة المجلسي (1)، يوم عرفة (1)، محمد بن قولويه (4)، مدينة بغداد (1)، الحجر الأسود (1)، مسجد الحرام (1)، المرض (3)، السجود (1)، الطب، الطبابة (1)، كتاب الخرائج والجرائح للقطب الراوندي (1)

الكوفة في معاجم اللغة

فقالوا: إنك تمرض كثيرا مرضا شديدا وإنا كنا نيأس منك وكنت تؤنسنا، والليلة ليس بك عاهة ولا بك عارضة، فمن أين لك تلك ومن أتي لك هذا؟

فقص عليهم القصة وقبض في الساعة الموعود فيها.

ثم قال (رحمه الله): قوله: (ولا تذهب الأيام والليالي حتي ينصب الحجر الأسود) لعله تأييدا لما ذكرناه، لدلالته علي وقوع ذلك قريبا من عهده صلوات الله عليه.

الكوفة في معاجم اللغة قال في القاموس، وشرحه تاج العروس:

الكوفة: بالضم الرملة الحمراء المجتمعة: وقيل: المستديرة أو كل رملة تخالطها حصباء أو الرملة ما كانت.

والكوفة: مدينة العراق الكبري، وهي قبة الإسلام ودار هجرة المسلمين، قيل: مصرها سعد بن أبي وقاص، وكان قبل ذلك منزل نوح (عليه السلام) وبني مسجدها الأعظم، واختلف في سبب تسميتها، فقيل: سميت لاستدارتها، وقيل: بسبب اجتماع الناس بها: وقيل: لكونها كانت رملة حمراء، أو لاختلاط ترابها بالحصا، قاله النووي (1).

قال الصاغاني: ووردت رامة بنت الحصين بن منقذ

بن الطماح الكوفة فاستوبلتها (2) فقالت:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * وبيني وبين الكوفة النهران فإن ينجني منها الذي ساقني لها * فلابد من عمر ومن شنآن ويقال لها أيضا: كوفان بالضم، نقله النووي في شرح مسلم عن أبي بكر الحازمي الحافظ وغيره، واقتصروا علي الضم، قال أبو نؤاس:

ذهبت بنا كوفان مذهبها * وعدمت عن ظرفائها خيري

١ - شرح مسلم للنووي: ٤ / ١٧٥ - ١٧٦.

٢ - إستوبل الأرض: إذا لم توافقه في بدنه وإن كان محبا لها، واستوبلت الأرض والبلد:

استوخمتها. لسان العرب: ١١ / 720.

(١٢٥)

صفحهمفاتيح البحث: النبي نوح عليه السلام (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (5)، الحجر الأسود (1)، الصّلاة (1)، كتاب شرح مسلم للنووي (1)

وقال اللحياني: كوفان اسم للكوفة، وبها كانت تدعي قبل، وقال الكسائي: كانت الكوفة تدعي كوفان، قوله: ويفتح، إنما نقل ذلك عن ابن عباد في قولهم: إنه لفي كوفان كما سيأتي.

ويقال لها أيضا: كوفة الجند، لأنه اختطت فيها خطط العرب أيام عثمان (رضي الله عنه) وفي العباب أيام عمر (رضي الله عنه).

خططها: أي تولي تخطيطها السائب بن الأقرع بن عوف الثقفي (رضي الله عنه) وهو الذي شهد فتح نهاوند مع النعمان بن مقرن، وقد ولي أصبهان أيضا وبها مات وعقبه بها، ومنه قول عبدة بن الطبيب العبشمي:

إن التي ضربت بيتا مهاجرة * بكوفة الجند غالت ودها غول وسميت بكوفان، وهو جبيل صغير فسهلوه وأختطوا عليه، وقد تقدم ذلك عن اللحياني والكسائي، أو من الكيف، وهو القطع، لأن أبرويز أقطعه لبهرام، أو لأنها قطعة من البلاد والأصل كيفة، فلما سكنت الياء وانضم ما قبلها جعلت واوا، أو هي من قولهم: هم في كوفان

بالضم ويفتح وهذه عن ابن عباد، والضم عن الأموي، وكوفان: محركة مشددة الواو، أي في عز ومنعة، أو لأن جبل ساتيذما محيط بها كالكاف، أو لأن سعدا - أي ابن أبي وقاص (رضي الله عنه) - لما أراد أن يبني الكوفة ارتاد هذه المنزلة للمسلمين قال لهم: تكوفوا في هذا المكان، أي اجتمعوا فيه، أو لأنه قال:

كوفوا هذه الرملة، أي نحوها وانزلوا، وهذا قول المفضل نقله ابن سيدة.

قال ياقوت: ولما بني عبيد الله بن زياد مسجد الكوفة صعد المنبر وقال: يا أهل الكوفة إني قد بنيت لكم مسجدا لم يبن علي وجه الأرض مثله، وقد أنفقت علي كل أسطوانة سبع عشرة مائة، ولا يهدمه إلا باغ أو حاسد (1).

وروي عن بشر بن عبد الوهاب القرشي مولي بني أمية وكان ينزل دمشق، وذكر أنه قدر الكوفة فكانت ستة عشر ميلا وثلثي ميل.

وذكر أن فيها خمسين ألف دار للعرب من ربيعة ومضر، وأربعة وعشرين ألف دار لسائر العرب، وستة وثلاثين ألف دار لليمن، والمسافة ما بين الكوفة والمدينة نحو عشرين مرحلة، وكويفة، كجهينة موضع بقربها أي الكوفة، ويضاف لابن عمر

١ - معجم البلدان: ٤ / 492، وفيه: (جاحد) بدل: (حاسد).

(١٢٦)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن سعد لعنه الله (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة الكوفة (9)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، بنو أمية (1)، النعمان بن مقرن (1)، دمشق (1)، الموت (1)، الضرب (1)، الطب، الطبابة (1)، كتاب معجم البلدان (1)

لأنه نزلها وهو عبد الله بن عمر بن الخطاب، هكذا ذكره الصاغاني.

والصواب ما في اللسان: يقال له: كويفة عمرو وهو عمرو بن قيس من الأزد، كان أبرويز لما انهزم من بهرام جور نزل به فقراه، فلما رجع

إلي ملكه أقطعه ذلك الموضع (1).

والكوفان بالضم ويفتح عن ابن عباد، والكوفان والكوفان كهيبان وجلسان، الرملة المستديرة، وهو أحد أوجه تسمية الكوفة كوفة كما تقدم.

والكوفان: الأمر المستدير، يقال: ترك القوم في كوفان. نقله الجوهري (2).

وتكوف الرمل تكوفا وكوفانا بالفتح استدار، وكذلك الرجل، وتكوف الرجل تشبه بالكوفيين أو انتسب إليهم أو تعصب لهم وذهب مذهبهم، ومما يستدرك عليه كوف الشيء نحاه، وقيل: جمعه، وكوف القوم أتوا الكوفة، قال:

إذا ما رأت يوما من الناس راكبا * يبصر من جيرانها ويكوف وقال يعقوب: كوف صار إلي الكوفة (3). انتهي.

وقال في مختصر الصحاح: الكوفة الرملة الحمراء وبها سميت الكوفة (4).

وقال في المصباح المنير: الكوفة مدينة مشهورة بالعراق، قال: سميت الكوفة لاستدارة بنائها لأنه يقال: تكوف القوم إذا اجتمعوا واستداروا (5).

وفي نهاية ابن الأثير: قال في حديث سعد لما أراد أن يبني الكوفة قال: تكوفوا في هذا الموضع، أي اجتمعوا فيه، وبه سميت الكوفة.

وقيل: كان اسمها قديما كوفان (6).

١ - لسان العرب: ٩ / ٣١٢.

٢ - الصحاح: ٤ / ١٤٢٤ - ١٤٢٥.

٣ - تاج العروس: ٦ / ٢٤٠ - ٢٤١.

٤ - مختار الصحاح: ٢٩٩.

٥ - المصباح المنير: ٥٤٤.

٦ - النهاية لابن الأثير: 4 / 210.

(١٢٧)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، مدينة الكوفة (10)، عمرو بن قيس (1)، إبن الأثير (2)

الكوفة في عهد ابن جبير الرحالة

الكوفة في عهد ابن جبير الرحالة يصف لنا الرحالة الكبير ابن جبير (1) الكوفة في رحلته، وقد دخلها يوم الجمعة 28 شهر المحرم سنة 580 وشاهد آثارها الجميلة فيقول: هي مدينة كبيرة عتيقة البناء، قد استولي الخراب علي أكثرها، فالغامر منها أكثر من العامر، ومن أسباب خرابها قبيلة خفاجة المجاورة لها فهي لا تزال تضر بها،

وكفاك بتعاقب الأيام والليالي محييا ومميتا (2)، وبناء هذه المدينة بالآجر خاصة ولا سور لها، والجامع العتيق آخرها مما يلي شرقي البلد ولا عمارة تتصل به من جهة الشرق، وهو جامع كبير في الجانب القبلي منه خمسة أبلطة وفي سائر الجوانب بلاطان، وهذه البلاطات علي أعمدة من السواري الموضوعة من صم الحجارة المنحوتة قطعة علي قطعة مفرغة بالرصاص ولا قسي عليها، وهي في نهاية الطول متصلة بسقف المسجد، فتحار العيون في تفاوت ارتفاعها، فما أري في الأرض مسجدا أطول أعمدة منه ولا أعلي سقفا، ولهذا الجامع المكرم آثار كريمة:

فمنها:

بيت بإزاء المحراب عن يمين مستقبل القبلة يقال: إنه كان مصلي إبراهيم الخليل (عليه السلام) وعليه ستر أسود صونا له، ومنه يخرج الخطيب لابسا ثياب السواد للخطبة، فالناس يزدحمون علي هذا الموضع المبارك للصلاة فيه، وعلي مقربة منه مما يلي الجانب الأيمن من القبلة، محراب محلق عليه بأعواد الساج مرتفع عن صحن البلاط كأنه مسجد صغير، وهو محراب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وفي ذلك الموضع ضربه الشقي اللعين عبد الرحمن بن ملجم بالسيف فالناس يصلون فيه باكين داعين.

1 - هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن جبير بن محمد بن عبد السلام الكناني البلنسي المالكي، ولد ببلنسية سنة 540 وتوفي بالإسكندرية سنة 614.

2 - في المصدر: (محييا ومفنيا).

(١٢٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (2)، شهر محرم الحرام (1)، الضرب (1)، السجود (2)، الصّلاة (1)، محمد بن عبد السلام (1)، أبو عبد الله (1)، محمد بن أحمد (1)

محراب أمير المؤمنين (عليه السلام) وفي الزاوية من آخر هذا البلاط القبلي المتصل بآخر البلاط الغربي شبيه مسجد

صغير محلق عليه أيضا بأعواد الساج، هو موضع مفار التنور الذي كان آية لنوح (عليه السلام)، وفي ظهره خارج المسجد بيته الذي كان فيه، وفي ظهره بيت آخر يقال: إنه كان متعبد إدريس (عليه السلام)، ويتصل بهما فضاء متصل بالجدار القبلي من المسجد يقال: إنه كان منشأ السفينة، ومع آخر هذا الفضاء دار علي بن أبي طالب (عليه السلام) والبيت الذي غسل فيه، ويتصل به بيت يقال: إنه كان بيت ابنة نوح.

(١٢٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، النبي نوح عليه السلام (1)، الغسل (1)، السجود (1)، السفينة (1)

دار الإمام علي (عليه السلام) وهذه الآثار الكريمة تلقيناها من ألسنة أشياخ من أهل البلد، وفي الجهة الشرقية من الجامع بيت صغير يصعد إليه في قبر مسلم بن عقيل بن أبي طالب (عليه السلام)، وفي جوف الجامع علي بعد منه يسير سقاية كبيرة من ماء الفرات، فيها ثلاث أحواض كبار.

وفي غداء يوم السبت رحلنا ونزلنا قرب الظهر علي نهر منسرب من الفرات، والفرات من الكوفة علي مقدار نصف فرسخ مما يلي الجانب الشرقي، والجانب الشرقي كله حدائق نخيل ملتفة يتصل سوادها ويمتد امتداد البصر (1).

1 - رحلة ابن جبير: 187 - 189.

(١٣٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، أبو طالب عليه السلام (1)، مسلم بن عقيل عليه السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، نهر الفرات (3)، القبر (1)، الكرم، الكرامة (1)

الكوفة في عهد ابن بطوطة الرحالة

الكوفة في عهد ابن بطوطة الرحالة ويصفها لنا الرحالة الكبير ابن بطوطة في رحلته، وقد دخلها أواخر سنة 725 فيقول:

هي إحدي أمهات البلاد العراقية المتميزة فيها بفضل المزية، مثوي الصحابة والتابعين، ومنزل العلماء والصالحين، وحضرة علي بن

أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام)، إلا أن الخراب قد استولي عليها بسبب أيدي العدوان التي امتدت إليها، وفسادها من عرب خفاجة المجاورين لها، فإنهم يقطعون طريقها ولا سور عليها، وبناؤها بالآجر وأسواقها حسان، وأكثر ما يباع فيها التمر والسمك، وجامعها الأعظم جامع كبير شريف، بلاطاته سبعة قائمة علي سواري حجارة ضخمة منحوتة قد صنعت قطعا ووضع بعضها علي بعض وأفرغت بالرصاص وهي مفرطة الطول، وبهذا المسجد آثار كريمة فمنها: بيت إزاء المحراب عن يمين مستقبل القبلة يقال: إن الخليل صلوات الله عليه كان له مصلي بذلك الموضع، وعلي مقربة منه محراب محلق عليه بأعواد الساج مرتفع وهو محراب علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهنالك ضربه الشقي ابن ملجم والناس يقصدون الصلاة به، وفي الزاوية من آخر هذا البلاط مسجد صغير محلق عليه أيضا بأعواد الساج، يذكر أنه الموضع الذي فار منه التنور حين طوفان نوح (عليه السلام)، وفي ظهره خارج المسجد بيت يزعمون أنه بيت نوح (عليه السلام)، وإزاءه بيت يزعمون أنه متعبد إدريس (عليه السلام)، ويتصل بذلك فضاء متصل بالجدار القبلي من المسجد يقال: إنه موضع إنشاء سفينة نوح (عليه السلام)، وفي آخر هذا الفضاء دار علي بن أبي طالب (عليه السلام) والبيت الذي غسل فيه، ويتصل به بيت يقال أيضا: إنه بيت نوح (عليه السلام)، وفي الجهة الشرقية من الجامع بيت مرتفع يصعد إليه فيه قبر مسلم بن عقيل بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وبمقربة منه خارج المسجد قبر عاتكة وسكينة بنتي الحسين (عليه السلام)، وأما قصر الإمارة بالكوفة الذي بناه سعد بن أبي وقاص فلم يبق منه إلا أساسه، والفرات من الكوفة علي مسافة نصف فرسخ في الجانب الشرقي

منها، وهو منتظم بحدائق النخل الملتفة المتصل بعضها ببعض، ورأيت بغربي جبانة الكوفة موضعا مسودا شديد السواد في بسيط أبيض فأخبرت أنه قبر

(١٣١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، أبو طالب عليه السلام (1)، النبي نوح عليه السلام (4)، مسلم بن عقيل عليه السلام (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، مدينة الكوفة (4)، نهر الفرات (1)، ابن ملجم المرادي لعنه الله (1)، علي بن أبي طالب (1)، القبر (2)، الضرب (1)، الصّلاة (2)، الغسل (1)، السجود (5)، دولة العراق (1)، التمر (1)، السفينة (1)

الشقي ابن ملجم، وأن أهل الكوفة يأتون في كل سنة بالحطب الكثير فيوقدون النار علي موضع قبره سبعة أيام، وعلي قرب منه قبة أخبرت أنها علي قبر المختار بن أبي عبيد (1).

1 - رحلة ابن بطوطة: 1 / 198.

(١٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، ابن ملجم المرادي لعنه الله (1)، القبر (2)

الكوفة في التاريخ

الكوفة في التاريخ لم يزل تاريخ الكوفة بالرغم من كثرة البحث والاستطلاع كامنا في الزوايا غير منكشف الستار، ولقد كانت الكوفة حرية بالتتبع والبحث لدي المؤرخين وأرباب الخطط، لكونها من أمهات المدن العراقية، وقد سكنها جمع كبير من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين والعلماء والصالحين والأمراء والولاة والشعراء وغيرهم، وفيها من (جميع) (1) الآثار والمشاهد الكريمة ما كان حقيقا بالظهور والتعريف، ولو رام باحث أن يبحث عن جمع آثارها وتراجم من ورد إليها أو سكنها وما وقع فيها من الحوادث والوقائع، لتعذر عليه أو تعسر، غير أنا نذكر النزر القليل مما أوقفنا عليه التتبع ومما تطمئن إليه النفس وتساعد عليه القرائن، وإليك أولا طائفة من كلمات المؤرخين

في سبب تمصيرها.

قال ابن حوقل (2): مدينة الكوفة قريبة من مدينة البصرة في الكبر، هواؤها أصح وماؤها أعذب، وهي علي الفرات، بناؤها كبناء البصرة، وهي خطط لقبائل العرب إلا أنها خراب بخلاف البصرة، لأن ضياع الكوفة قديمة جدا وضياع البصرة إحياء موات في الإسلام.

وقال القزويني (3): هي التي مصرها الإسلاميون بعد البصرة بسنتين، يأتيها الماء بعذوبة وبرودة، وأما البصرة فبعد تغيره وفساده، وزعموا أن من أصدق ما يقول الناس في أهل كل بلدة قولهم: الكوفي لا يوفي، ومما نقم علي أهل الكوفة أنهم طعنوا الحسن بن علي (عليه السلام) وقتلوا الحسين (عليه السلام) بعد أن استدعوه.

1 - ما بين القوسين لم يرد في المطبوع الثاني.

2 - هو الرحالة المؤرخ أبو القاسم محمد بن علي بن حوقل البغدادي الموصلي، المعروف بابن حوقل، كان تاجرا، سافر إلي الأندلس وتوفي بها سنة 350، له كتاب المسالك والممالك أو صورة الأرض.

3 - هو حمد الله بن أتابك بن حمد المستوفي القزويني، المتوفي سنة 750 له نزهة القلوب (فارسي)، وتاريخ گزيده.

(١٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (6)، نهر الفرات (1)، مدينة البصرة (6)، الكرم، الكرامة (1)، القتل (1)، دولة العراق (1)، محمد بن علي (1)، الوفاة (1)

وقال سراج الدين (عمر) (1) ابن الوردي في خريدة العجائب: الكوفة مدينة علوية مدنها علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهي كبيرة حسنة علي شاطئ الفرات، لها بناء حسن وحصن حصين، ولها نخل كثير وثمرة طيبة جدا، وهي كهيئة بناء البصرة وعلي ستة أميال منها، وفيها قبة عظيمة يقال: إنها قبر علي بن أبي طالب (عليه السلام)،

وما استدار بتلك القبة مدفن آل علي، والقبة بناء أبي العباس عبد الله بن حمدان في دولة بني العباس.

وقال البلاذري في فتوح البلدان: إن عمر بن الخطاب كتب إلي سعد بن أبي وقاص يأمره أن يتخذ للمسلمين دار هجرة وقيروانا، وأن لا يجعل بينه وبينهم بحرا.

فأتي الأنبار وأراد أن يتخذها منزلا، فكثر علي الناس الذباب فتحول إلي موضع آخر فلم يصلح، فتحول إلي الكوفة فاختطها وأقطع الناس المنازل وأنزل القبائل منازلهم وبني مسجدها وذلك في سنة سبع عشرة (2).

وقال أيضا: لما فرغ سعد بن أبي وقاص من وقعة القادسية، وجه إلي المدائن فصالح أهل الرومية وبهرسير، ثم افتتح المدائن وأخذ أسبانبر (3) وكرد بنداذ عنوة فأنزلها جنده فاحتووها، فكتب إلي سعد: أن حولهم، فحولهم إلي سوق حكمة، وبعضهم يقول: حولهم إلي كويفة دون الكوفة.

وقال الأثرم: وقد قيل: التكوف الاجتماع، وقيل أيضا: إن المواضع المستديرة من الرمل تسمي كوفان، وبعضهم يسمي الأرض التي فيها الحصباء مع الطين والرمل كوفة.

قالوا: فأصابهم البعوض فكتب سعد إلي عمر يعلمه أن الناس قد بعضوا وتأذوا بذلك، فكتب إليه عمر: أن العرب بمنزلة الإبل لا يصلحها إلا ما يصلح الإبل فارتد لهم موضعا عذبا ولا تجعل بيني وبينهم بحرا.

وولي الاختطاط للناس أبا الهياج الأسدي عمرو بن مالك بن جنادة (4)، ثم إن

١ - في المطبوع الثاني: (ذكر) بدل: (عمر).

٢ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٣٨ ح ٦٩٨.

٣ - قال الحموي: أسبانبر: اسم أجل مدائن كسري وأعظمها وهي التي فيها إيوان كسري. معجم البلدان: ١ / 171.

4 - أول شيء اختطه أبو الهياج بالكوفة المسجد الجامع وضعه في موضع أصحاب الصابون والتمارين غير الموضع الذي اختطه سعد حين النزول ثم حفر خندقا

عليه وبني في مقدمته صفة علي رخام للأكاسرة جيء به من الحيرة وكان قدرها مائتي ذراع لاجتماع الناس فيها، كيلا يزدحموا ثم بني أساطينها بغير مجنبات ولا مواخير ولم يكن للمسجد جدران، قال الشعبي فيما حدث ابن شبرمة عنه: كان الرجل يجلس في المسجد فيري باب الجسر ودير هند، ثم بقي علي ذلك الوضع إلي زمن معاوية فزاد فيه المغيرة بن شعبة أيام ولايته الكوفة وبناه، ثم زاد فيه زياد بن أبيه عشرين ذراعا وبناه بناءا مفخما جعل له أبوابا وجدرانا كان ارتفاعها ثلاثين ذراعا وجيئ برخامة من جبال الأهواز فصرف علي كل أسطوانة ألفا وثمانمائة ثم هدمه الحجاج بن يوسف الثقفي وبناه، وفي أيام يوسف بن عمر الثقفي سقط الحائط مما يلي دار المختار بن أبي عبيد الثقفي فبناه.

(١٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، مدينة الكوفة (6)، نهر الفرات (1)، بنو عباس (1)، مدينة البصرة (1)، القبر (1)، السجود (3)، كتاب معجم البلدان (1)، المغيرة بن شعبة (1)

عبد المسيح بن بقيلة أتي سعدا وقال له: أدلك علي أرض انحدرت عن الفلاة وارتفعت عن المباق.

فدله علي موضع الكوفة اليوم، وكان يقال لها: سورستان، فلما انتهي إلي موضع مسجدها أمر رجلا فغلا بسهم قبل مهب القبلة فأعلم علي موقعه، ثم غلا بسهم آخر قبل مهب الشمال وأعلم علي موقعه، ثم غلا بسهم قبل مهب الجنوب وأعلم علي موقعه، ثم غلا بسهم قبل مهب الصبا فأعلم علي موقعه، ثم وضع مسجدها ودار إمارتها في مقام الغالي وما حوله، وأسهم لنزار وأهل اليمن بسهمين علي أنه من خرج بسهمه أولا فله

الجانب الأيسر وهو خيرهما، فخرج سهم أهل اليمن فصارت خططهم في الجانب الشرقي، وصارت خطط نزار في الجانب الغربي من وراء تلك العلامات، وترك ما دونها فناء للمسجد ودار الإمارة.

ثم إن المغيرة بن شعبة وسعه وبناه زياد فأحكمه وبني دار الإمارة، وكان زياد يقول: أنفقت علي كل أسطوانة من أساطين مسجد الكوفة ثماني عشرة ومائة، وبني فيها عمرو بن حريث المخزومي بناء، وكان زياد يستخلفه علي الكوفة إذا شخص إلي البصرة، ثم بني العمال فيها فضيقوا رحابها وأفنيتها.

قال: وصاحب زقاق عمرو بالكوفة بنو عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة (1).

وعن الشعبي قال: كنا - يعني أهل اليمن - اثني عشر ألفا وكانت نزار ثمانية آلاف، ألا تري إنا أكثر أهل الكوفة وخرج سهمنا بالناحية الشرقية، فلذلك صارت

١ - فتوح البلدان: ٢ / 338 - 339 ح 699.

(١٣٥)

صفحهمفاتيح البحث: مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة الكوفة (4)، المغيرة بن شعبة (1)، عبد الله بن عمر (1)، مدينة البصرة (1)، عمرو بن عثمان (1)، عمرو بن حريث (2)، السجود (2)

خططنا بحيث هي (1).

وقال أيضا: زاد المغيرة في مسجد الكوفة وبناه ثم زاد فيه زياد، وكان سبب القاء الحصا فيه وفي مسجد البصرة، أن الناس كانوا يصلون فإذا رفعوا أيديهم وقد تربت نفضوها.

فقال زياد: ما أخوفني أن يظن الناس علي غابر الأيام أن نفض الأيدي سنة في الصلاة.

فزاد في المسجد ووسعه وأمر بالحصا فجمع وألقي في صحن المسجد، وكان الموكلون بجمعه يتعنتون الناس ويقولون لمن وظفوه عليه: إيتونا به علي ما نريكم.

وانتقوا منه ضروبا اختاروها فكانوا يطلبون ما أشبهها فأصابوا مالا، فقيل: حبذا الإمارة ولو علي الحجارة.

وقال الأثرم: قال

أبو عبيدة (إنما قيل ذلك لأن الحجاج بن عتيك الثقفي أو ابنه تولي قطع حجارة أساطين مسجد البصرة من جبل الأهواز، فظهر له مال فقال الناس: حبذا الإمارة ولو علي الحجارة.

وقال أبو عبيدة): وكان تكويف الكوفة في سنة ثمان عشرة.

قال: وكان زياد اتخذ في مسجد الكوفة مقصورة، ثم جددها خالد بن عبد الله القسري (2).

وقال أيضا: أقام المسلمون بالمدائن واختطوها وبنوا المساجد فيها، ثم إن المسلمين استوخموها واستوبؤها، فكتب بذلك سعد بن أبي وقاص إلي عمر فكتب إليه عمر: أن تنزلهم منزلا غريبا، فارتاد كويفة ابن عمر، فنظروا فإذا الماء محيط بها فخرجوا حتي أتوا موضع الكوفة اليوم فانتهوا إلي الظهر، وكان يدعي خد العذراء، ينبت الخزامي والاقحوان والشيح والقيصوم والشقائق فاختطوها (3).

وحدثني شيخ من الكوفيين: أن ما بين الكوفة والحيرة كان يسمي الملطاط.

قال: وكانت دار عبد الملك بن عمير للضيفان، أمر عمر أن يتخذ لمن يرد من

١ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٣٩ - ٣٤٠ ح ٧٠٠.

٢ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٤٠ ح ٧٠١، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

٣ - فتوح البلدان: ٢ / 340 - 341 ح 702.

(١٣٦)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن سعد لعنه الله (1)، مسجد، جامع الكوفة (2)، مدينة الكوفة (3)، خالد بن عبد الله (1)، عبد الملك بن عمير (1)، مدينة البصرة (2)، السجود (5)، الظنّ (1)

الآفاق دارا فكانوا ينزلونها (1).

وقال: اتخذ سعد بن أبي وقاص بابا مبوبا من خشب وخص علي قصره خصا من قصب، فبعث عمر بن الخطاب محمد بن مسلمة الأنصاري حتي أحرق الباب والخص، وأقام سعدا في مسجد الكوفة فلم يقل فيه إلا خيرا (2).

وقال أيضا: كان مع رستم يوم القادسية أربعة آلاف يسمون: جند

شهانشاه، فاستأمنوا علي أن ينزلوا حيث أحبوا ويحالفوا من أحبوا ويفرض لهم في العطاء، فأعطوا الذي سألوه وحالفوا زهرة بن (حوية) (3) السعدي من بني تميم، وأنزلهم سعد بحيث اختاروا وفرض لهم في ألف ألف، وكان لهم نقيب منهم يقال له: ديلم، فقيل: حمراء ديلم (4).

وقال أيضا: جبانة السبيع نسبت إلي ولد السبيع بن سبع بن صعب الهمداني، وصحراء بني قرار نسبت إلي بني قرار بن ثعلبة بن مالك بن حرب بن طريف بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار.

قال: وكانت دار الروميين مزبلة لأهل الكوفة، تطرح فيها القمامات والكساحات حتي استقطعها عنبسة بن سعيد بن العاصي من يزيد بن عبد الملك فأقطعه إياها، فنقل ترابها بمائة ألف وخمسين ألف درهم (5).

وقال: حمام أعين نسب إلي أعين مولي سعد بن أبي وقاص، وأعين هذا هو الذي أرسله الحجاج بن يوسف إلي عبد الله بن الجارود العبدي من رستقاباذ (6) حين خالف وتابع الناس علي إخراج الحجاج من العراق ومسألة عبد الملك تولية غيره.

فقال له حين أدي الرسالة: لولا أنك رسول لقتلتك (7).

١ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٤١ ح ٧٠٣.

٢ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٤١ ح ٧٠٤.

٣ - في المطبوع الثاني: (جويرية).

٤ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٤٣ ح ٧٠٨.

٥ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٤٤ ح ٧١٠.

٦ - ذكرها الحموي باسم رستقباذ: أرض من دستوا من نواحي الأهواز. معجم البلدان: ٢ / ٤٥٥.

٧ - فتوح البلدان: ٢ / 345 ح 711.

(١٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن سعد لعنه الله (2)، مسجد، جامع الكوفة (1)، دولة العراق (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، مدينة الكوفة (1)، عبد الله بن الجارود (1)،

يزيد بن عبد الملك (1)، زهرة بن حوية (1)، عنبسة بن سعيد (1)، محمد بن مسلمة (1)، الحرب (1)، كتاب معجم البلدان (1)

قال ابن مسعود: وسمعت أن الحمام قبله كان لرجل من العباد يقال له: جابر أخو حيان، الذي ذكره الأعشي وهو صاحب مسناة جابر بالحيرة فابتاعه من ورثته (1).

وقال: وشهار سوج بجيلة (2)، إنما نسب إلي بني بجلة وهم ولد مالك بن ثعلبة ابن بهثة بن سليم بن منصور، وبجلة أمهم وهي غالبة علي نسبهم فغلط الناس فقالوا: بجيلة (3).

وقال: وجبانة بشر، نسبت إلي بشر بن ربيعة بن عمرو بن منارة بن قمير الخثعمي الذي يقول:

تحن بباب القادسية ناقتي * وسعد بن وقاص علي أمير (4).

وقال أيضا: وقال ابن مسعود: وكان بالكوفة موضع يعرف بعنترة الحجام، وكان أسود، فلما دخل أهل خراسان الكوفة كانوا يقولون: حجام عنترة، فبقي الناس علي ذلك، وكذلك حجام فرج، وضحاك رواس (5).

قال: وقصر مقاتل نسب إلي مقاتل بن حسان بن ثعلبة بن أوس بن إبراهيم بن أيوب بن محروق، أحد بني امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم.

قال: وقرية أبي صلابة التي علي الفرات نسبت إلي صلابة بن مالك بن طارق بن جبر بن همام العبدي، وأقساس مالك نسبت إلي مالك بن قيس بن عبد هند بن لجم أحد بني حذافة بن زهر بن إياد بن نزار.

قال: ودير قرة (نسب إلي قرة) أحد بني أمية بن حذاقة، وإليهم بنسب دير السوا، والسوا العدل، كانوا يأتونه فيتناصفون فيه ويحلف بعضهم لبعض علي الحقوق، وبعض الرواة يقول: السوا امرأة منهم.

قال: ودير الجماجم لإياد، وكانت بينهم وبين بهراء بن عمرو بن الحاف بن

١ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٤٥ ح ٧١٢.

٢ -

شهار سوج: هو فارسي معناه بالعربية: أربع جهات، والحموي في المعجم يجعل شهار سوج بجلة هذه محلة بالبصرة ولم يذكر محلة بالكوفة بهذا الاسم.

٣ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٤٥ ح ٧١٤.

٤ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٤٦ ح ٧١٥.

٥ - فتوح البلدان: ٢ / 346 ح 716.

(١٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، نهر الفرات (1)، بنو أمية (1)، قيس بن زيد (1)، خراسان (1)، القتل (2)، الإستحمام، الحمام (1)

قضاعة، وبين بني القين بن حسر بن شيع الله بن وبرة بن ثعلب بن حلوان بن عمران ابن الحاف حرب، فقتل فيها من إياد خلق، فلما انقضت الوقعة دفنوا قتلاهم عند الدير، وكان الناس بعد ذلك يحفرون، فخرج جماجم فسمي دير الجماجم.

هذه رواية الشرقي بن القطامي (1).

وقال محمد بن السائب الكلبي: كان مالك الرماح بن محرز الأيادي قتل قوما من الفرس ونصب جماجمهم عند الدير فسمي دير الجماجم، ويقال: إن دير كعب لأياد ويقال لغيرهم، ودير هند لأم عمرو بن هند، وهو عمرو بن المنذر بن ماء السماء وأمه كنديه (2).

قالوا: وكانت طيزناباذ تدعي: ضيزناباذ (3)، فغيروا اسمها، وإنما نسبت إلي الضيزن بن معاوية بن العبيد السليحي، واسم سليح: عمر بن طريف بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وربة الخضراء النضيرة بنت الضيزن، وأم الضيزن جهلة بنت تزيد بن حيران بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.

قال: والذي نسب إليه مسجد سماك بالكوفة (سماك) بن مخرمة بن حمين الأسدي من بني الهالك بن عمرو بن أسد، وهو الذي يقول له الأخطل:

إن سماكا بني مجدا لأسرته * حتي الممات وفعل الخير يبتدر قد كنت أحسبه قينا وأخبره * فاليوم طير عن أثوابه الشرر وكان الهالك أول من عمل الحديد،

وكان ولده يعيرون بذلك، فقال سماك للأخطل: ويحك ما أعياك أردت أن تمدحني فهجوتني.

وكان هرب من علي بن أبي طالب من الكوفة ونزل الرقة (4).

قال: وقال ابن الكلبي: موضع دار عيسي بن موسي التي يعرف بها اليوم، كان للعلاء بن عبد الرحمن بن محرز بن حارثة بن ربيعة بن عبد العزي بن عبد شمس بن عبد مناف، وكان العلاء علي ربع الكوفة أيام ابن الزبير، وسكة ابن محرز تنسب

١ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٤٦ - ٣٤٧ ح ٧١٧، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

٢ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٤٧ ح ٧١٨.

٣ - طيزناباذ: موضع بين الكوفة والقادسية علي حافة الطريق علي جادة الحاج. معجم البلدان: ٤ / ٥٥.

٤ - فتوح البلدان: ٢ / 348 ح 719، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

(١٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (4)، علي بن أبي طالب (1)، الموت (1)، القتل (2)، السجود (1)، الحرب (1)، الحج (1)

إليه، وبالكوفة سكة تنسب إلي عميرة بن شهاب بن محرز بن أبي شمر الكندي، الذي كانت أخته عند عمر بن سعد بن أبي وقاص، فولدت له حفص بن عمر، وصحراء شبث، نسبت إلي شبث بن ربعي الرياحي من بني تميم (1).

قال: ودار حجير بالكوفة، نسبت إلي حجير بن الجعد الجمحي.

وقال: بئر المبارك في مقبرة جعفي، نسبت إلي المبارك بن عكرمة بن حمير الجعفي، وكان يوسف بن عمر ولاه بعض السواد (2).

قال: ومسجد بني عنز، نسب إلي بني عنز بن وائل بن قاسط، ومسجد بني جذيمة نسب إلي بني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد، ويقال إلي بني جذيمة بن رواحة العبسي، وفيه حوانيت الصيارفة.

قال:

وبالكوفة مسجد، نسب إلي بني المقاصف بن ذكوان بن زبينة بن الحارث ابن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان، ولم يبق منهم واحد.

قال: ومسجد بني بهدلة، نسب إلي بني بهدلة بن المثل بن معاوية من كندة.

قال: وبئر الجعد بالكوفة، نسبت إلي الجعد مولي همدان.

قال: ودار أبي أرطاة، نسبت إلي أرطاة بن مالك البجلي (3).

وقال أيضا: كان خالد بن عبد الله بن أسد بن كرز القسري من بجيلة، بني لأمه بيعة هي اليوم سكة البريد بالكوفة، وكانت أمه نصرانية.

قال: وبني خالد حوانيت أنشأها وجعل سقوفها آزاجا معقودة بالآجر والجص، وحفر خالد النهر الذي يعرف بالجامع، واتخذ بالقرية قصرا يعرف بقصر خالد، واتخذ أخوه أسد بن عبد الله القرية التي تعرف بسوق أسد، وسوقها ونقل الناس إليها فقيل: سوق أسد، وكان العبر الآخر ضيعة عتاب بن ورقاء الرياحي، وكان معسكره حين شخص إلي خراسان واليا عليها عند سوقه هذا (4).

وقال أيضا: قال ابن مسعود: وكان عمر بن هبيرة بن معية الفزاري أيام ولايته

١ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٤٨ - ٣٤٩ ح ٧٢٠.

٢ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٤٩ ح ٧٢١.

٣ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٤٩ - ٣٥٠ ح ٧٢٣.

٤ - فتوح البلدان: ٢ / 350 - 351 ح 725.

(١٤٠)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن سعد لعنه الله (1)، مدينة الكوفة (5)، شبث بن ربعي اليربوعي (1)، خالد بن عبد الله (1)، عمر بن هبيرة (1)، أسد بن كرز (1)، سعد بن قيس (1)، خراسان (1)، الضياع (1)، السجود (4)

العراق، أحدث قنطرة الكوفة ثم أصلحها خالد بن عبد الله القسري واستوثق منها وقد أصلحت بعد ذلك مرات.

قال: وقال بعض

أشياخنا: كان أول من بناها رجل من العباد من جعفي في الجاهلية ثم سقطت فاتخذ في موضعها جسرا، ثم بناها في الإسلام زياد بن أبي سفيان، (ثم ابن هبيرة) (1) ثم خالد بن عبد الله، ثم يزيد بن عمر بن هبيرة، ثم أصلحت بعد بني أمية مرات (2).

وقال أيضا: حدثني ابن مسعود الكوفي قال: حدثنا يحيي بن سلمة بن كهيل الحضرمي، عن مشايخ من أهل الكوفة: أن المسلمين لما فتحوا المدائن أصابوا بها فيلا، وقد كانوا قتلوا ما لقيهم قبل ذلك من الفيلة، فكتبوا فيه إلي عمر، فكتب إليهم: أن بيعوه إن وجدتم له مباعا.

فاشتراه رجل من أهل الحيرة، فكان عنده يريه الناس ويجلله ويطوف به في القري فمكث عنده حينا، ثم إن أم أيوب بنت عمارة بن عقبة بن أبي معيط امرأة المغيرة بن شعبة - وهي التي خلف عليها زياد بعده - أحبت النظر إليه وهي تنزل دار أبيها، فأتي به ووقف علي باب المسجد الذي يدعي اليوم: باب الفيل، فجعلت تنظر إليه ووهبت لصاحبه شيئا وصرفته، فلم يخط إلا خطي يسيرة حتي سقط ميتا، فسمي الباب: باب الفيل.

وقد قيل: إن الناظرة إليه امرأة الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وقيل: إن ساحرا أري الناس أنه أخرج من هذا الباب فيلا علي حمار، وذلك باطل، وقيل: إن الأجانة التي في المسجد حملت علي فيل وأدخلت من هذا الباب فسمي باب الفيل، وقال بعضهم: إن فيلا لبعض الولاة اقتحم هذا الباب فنسب إليه، والخبر الأول أثبت هذه الأخبار (3).

وقال أيضا: أخذ المنصور أهل الكوفة بحفر خندقها، وألزم كل امرئ منهم للنفقة عليه أربعين درهما، وكان ذاما لهم لميلهم إلي الطالبيين وإرجافهم

١ - ما بين

القوسين لم يرد في المطبوع الثاني.

٢ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٥١ ح ٧٢٦.

٣ - فتوح البلدان: ٢ / 352 - 353 ح 728.

(١٤١)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (3)، خالد بن عبد الله (2)، المغيرة بن شعبة (1)، الوليد بن عقبة (1)، بنو أمية (1)، سلمة بن كهيل (1)، عمر بن هبيرة (1)، القتل (1)، السجود (2)

بالسلطان (1).

وقال: حدثنا أبو نصر التمار، قال: حدثنا شريك بن عبد الله بن أبي شريك العامري، عن جندب عن سلمان - الفارسي - قال: الكوفة قبة الإسلام يأتي علي الناس زمان لا يبقي مؤمن إلا وهو بها أو يهوي قلبه إليها (2).

وقال ابن جرير الطبري في التاريخ الكبير في حوادث سنة 17: كتب عمر إلي سعد: أنبئني ما الذي غير ألوان العرب ولحومهم.

فكتب إليه: إن العرب خددهم وكفي ألوانهم وخومة المدائن ودجلة.

فكتب إليه: إن العرب لا يوافقها إلا ما وافق إبلها من البلدان، فابعث سلمان رائدا وحذيفة - وكانا رائدي الجيش - فيرتادا منزلا بريا بحريا ليس بيني وبينكم فيه بحر ولا جسر.

ولم يكن بقي من أمر الجيش شيء إلا وقد أسنده إلي رجل، فبعث سعد حذيفة وسلمان، فخرج سلمان حتي يأتي الأنبار فسار في غربي الفرات لا يرضي شيئا حتي أتي الكوفة - والكوفة علي حصباء، وكل رملة حمراء يقال لها: سهلة، وكل حصباء ورمل هكذا مختلطين، فهو كوفة - فأتيا عليها وفيها ديرات ثلاثة: دير حرقة، ودير أم عمرو، ودير سلسلة، وخصاص خلال ذلك فأعجبتهما البقعة فنزلا فصليا، وقال كل واحد منهما: اللهم رب السماء وما أظلت ورب الأرض وما أقلت والريح وما ذرت والنجوم وما هوت والبحار وما جرت والشياطين وما أضلت والخصاص وما

أجنت، بارك لنا في هذه الكوفة واجعله منزل ثبات.

وكتب إلي سعد بالخبر (3).

وقال أيضا: لما هزم الناس يوم جلولاء رجع سعد بالناس، فلما قدم عمار خرج بالناس إلي المدائن فاجتووها قال عمار: هل يصلح بها الإبل؟

قالوا: لا، إن بها البعوض.

قال: قال عمر: إن العرب لا تصلح بأرض لا يصلح بها الإبل.

قال: فخرج عمار بالناس حتي نزل الكوفة.

١ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٥٣ ح ٧٢٩.

٢ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٥٤ ح ٧٣٤.

٣ - تاريخ الطبري: ٣ / 145 - 146.

(١٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (6)، نهر الفرات (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، شريك بن عبد الله (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

وقال أيضا: ولما اجتوي (1) المسلمون المدائن بعدما نزلناها وآذاهم الغبار والذباب، وكتب إلي سعد في بعثه روادا يرتادون منزلا بريا بحريا، فإن العرب لا يصلحها من البلدان إلا ما أصلح البعير والشاة، سأل من قبله عن هذه الصفة فيما بينهم.

فأشار عليه من رأي العراق من وجوه العرب باللسان - وظهر الكوفة يقال له:

اللسان، وهو فيما بين النهرين إلي العين عين بني الحذاء، كانت العرب تقول: أدلع البر لسانه في الريف، فما كان يلي الفرات منه فهو الملطاط، وما كان يلي الطين منه فهو النجاف - فكتب إلي سعد يأمره به.

وقال أيضا: لما قدم سلمان وحذيفة علي سعد وأخبراه عن الكوفة، وقدم كتاب عمر بالذي ذكرا له، كتب سعد إلي القعقاع بن عمرو: أن خلف علي الناس بجلولاء قباذ فيمن تبعكم إلي من كان معه من الحمراء، ففعل وجاء حتي قدم علي سعد في جنده، وكتب سعد إلي عبد الله بن المعتم: أن خلف علي الموصل مسلم ابن عبد الله الذي كان

أسر أيام القادسية، فيمن استجاب لكم من الأساورة ومن كان معكم منهم، ففعل وجاء حتي قدم علي سعد في جنده.

فارتحل سعد بالناس من المدائن حتي عسكر بالكوفة في المحرم سنة سبع عشرة، وكان بين وقعة المدائن ونزول الكوفة سنة وشهران، وكان بين قيام عمر وإختطاط الكوفة ثلاث سنين وثمانية أشهر، اختطت سنة أربع من إمارة عمر في المحرم سنة سبع عشرة من التاريخ، وأعطوا العطايا بالمدائن في المحرم من هذه السنة قبل أن يرتحلوا، وفي بهر سير في المحرم سنة ست عشرة، واستقر بأهل البصرة منزلهم اليوم بعد ثلاث نزلات قبلها كلها، ارتحلوا عنها في المحرم سنة سبع عشرة واستقر باقي قرارهما اليوم في شهر واحد.

وقال الواقدي: سمعت القاسم بن معين يقول: نزل الناس الكوفة في آخر سنة سبع عشرة.

قال: وحدثني ابن أبي الرقاد عن أبيه قال: نزلوها حين دخلت سنة ثمان عشرة في أول السنة.

١ - اجتوي: إذا كره المقام بها وإن كان في نعمة. لسان العرب: ١١ / 720.

(١٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (6)، نهر الفرات (1)، مدينة البصرة (1)، البعث، الإنبعاث (1)

وقال أيضا: قالوا: وكتب عمر إلي سعد بن مالك وإلي عتبة بن غزوان: أن يتربعا بالناس في كل حين ربيع في أطيب أرضهم، وأمر لهم بمعاونهم في الربيع من كل سنة، وباعطائهم في المحرم من كل سنة، وبفيئهم عند طلوع الشعري في كل سنة، وذلك عند إدراك الغلات، وأخذوا قبل نزول الكوفة عطاءين.

وقال أيضا: لما نزل سعد الكوفة كتب إلي عمر: إني قد نزلت بكوفة منزلا بين الحيرة والفرات، بريا وبحريا ينبت الحلي والنصي، وخيرت المسلمين بالمدائن فمن أعجبه المقام فيها تركته فيها كالمسلحة، فبقي أقوام من الأفناء وأكثرهم

بنو عبس.

وقال أيضا: لما نزل أهل الكوفة الكوفة واستقرت بأهل البصرة الدار، عرف القوم أنفسهم وثاب إليهم ما كانوا فقدوا، ثم إن أهل الكوفة استأذنوا في بنيان القصب واستأذن فيه أهل البصرة.

فقال عمر: العسكر أجد لحربكم وأذكي لكم وما أحب أن أخالفكم وما القصب؟

قالوا: العكرش إذا روي قصب فصار قصبا.

قال: فشأنكم.

فابتني أهل المصرين بالقصب، ثم إن الحريق وقع بالكوفة وبالبصرة وكان أشدهما حريقا الكوفة، فاحترق ثمانون عريشا ولم يبق فيها قصبة في شوال، فما زال الناس يذكرون ذلك، فبعث سعد منهم نفرا إلي عمر يستأذنون في البناء باللبن فقدموا عليه بالخبر عن الحريق وما بلغ منهم وكانوا لا يدعون شيئا ولا يأتونه إلا وآمروه فيه.

فقال: افعلوا ولا يزيدن أحدكم علي ثلاث أبيات، ولا تطاولوا في البنيان، والزموا السنة تلزمكم الدولة.

فرجع القوم إلي الكوفة بذلك، وكتب عمر إلي عتبة وأهل البصرة بمثل ذلك وعلي تنزيل أهل الكوفة أبو الهياج بن مالك وعلي تنزيل أهل البصرة عاصم بن الدلف أبو الجرباء.

قال: وعهد عمر إلي الوفد وتقدم إلي الناس أن لا يرفعوا بنيانا فوق القدر.

قالوا: وما القدر؟

(١٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (10)، نهر الفرات (1)، شهر شوال المكرم (1)، عتبة بن غزوان (1)، مدينة البصرة (4)، سعد بن مالك (1)

قال: مالا يقربكم من السرف ولا يخرجكم من القصد (1).

وقال أيضا: فتوح المدائن السواد وحلوان وماسبذان وقرقيسياء، فكانت الثغور ثغور الكوفة أربعة: حلوان عليها القعقاع بن عمرو، وماسبذان عليها ضرار بن الخطاب الفهري، وقرقيسياء عليها عمر بن مالك، أو عمرو بن عتبة بن نوفل بن عبد مناف، والموصل عليها عبد الله بن المعتم، فكانوا بذلك والناس مقيمون بالمدائن بعدما تحول سعد إلي تمصير الكوفة وانضمام هؤلاء النفر ا لي الكوفة

واستخلافهم علي الثغور من يمسك بها ويقوم عليها، فكان خليفة القعقاع علي حلوان قباذ بن عبد الله، وخليفة عبد الله علي الموصل مسلم بن عبد الله، وخليفة ضرار رافع بن عبد الله، وخليفة عمر عشنق بن عبد الله.

وكتب إليهم عمر: أن يستعينوا بمن احتاجوا إليه من الأساورة ويرفعوا عنهم الجزاء، ففعلوا.

فلما اختطت الكوفة وأذن للناس بالبناء نقل الناس أبوابهم من المدائن إلي الكوفة فعلقوها علي ما بنوا وأوطنوا الكوفة، وهذه ثغورهم وليس في أيديهم من الريف إلا ذلك.

وقال أيضا: كانت الكوفة وسوادها والفروج: حلوان والموصل وماسبذان وقرقيسياء.

وقال: ولي سعد بن مالك علي الكوفة بعدما اختطت ثلاث سنين ونصفا سوي ما كان بالمدائن قبلها، وعمالته ما بين الكوفة وحلوان والموصل وماسبذان وقرقيسياء إلي البصرة (2).

وقال الإصطخري في المسالك والممالك: وأما الكوفة فإنها قريبة من البصرة في الكبر، وهواؤها أصح وماؤها أعذب من البصرة، وهي علي الفرات وبناؤها مثل بناء البصرة ومصرها سعد بن أبي وقاص، وهي أيضا خطط لقبائل العرب إلا أنها خراجية بخلاف البصرة، لأن ضياع الكوفة جاهلية وضياع البصرة إحياء موات في الإسلام، والقادسية والحيرة والخورنق هي علي طرف البادية مما يلي الغرب، ويحيط بها مما يلي الشرق النخيل والأنهار والزروع وهما والكوفة في أقل من

١ - تاريخ الطبري: ٣ / ١٤٦ - ١٤٨.

٢ - تاريخ الطبري: ٣ / 152 - 153.

(١٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن سعد لعنه الله (1)، مدينة الكوفة (12)، نهر الفرات (1)، مدينة البصرة (6)، سعد بن مالك (1)، الجهل (1)، كتاب تاريخ الطبري (2)

مرحلة.

والحيرة: مدينة جاهلية طيبة التربة مفترشة البناء كبيرة، إلا أنها خلت عن الأهل لما عمرت الكوفة وهواؤها وترابها أصح من الكوفة، وبينها وبين الكوفة نحو فرسخ، وقريب

من الكوفة قبر علي (عليه السلام) (١).

وقال المسعودي في التنبيه والاشراف: تنوزع في تمصير سعد بن أبي وقاص الكوفة فمنهم من قال: كان ذلك في سنة ١٧، وإلي هذا ذهب الواقدي في آخرين، وذهب آخرون إلي أنها مصرت سنة ١٥، وأن عبد المسيح بن بقيلة الغساني دل سعدا علي موضعها وقال: أدلك علي أرض ارتفعت عن البق وانحدرت عن الفلاة.

ولا خلاف بينهم جميعا أن البصرة والكوفة بنيتا بعد فتح المدائن دار مملكة فارس، وخروج الملك يزدجرد بن شهريار بن كسري أبرويز عنها إلي حلوان ووقعة جلولاء الوقيعة (٢)، ومثله ما ذكره في مروج الذهب (٣).

وقال حمد الله بن أبي بكر بن أحمد المستوفي القزويني المتوفي سنة ٧٥٠ في نزهة القلوب ما ترجمته: وأما بلاد الكوفة فهي دار الملك ومدفن أمير المؤمنين (عليه السلام) والإقليم الثالث وأنها بلاد الإسلام، وطولها من جزائر الخالدات تسع وتسعون درجة واثنان وثلاثون دقيقة، وعرضها من خط الاستواء إحدي وستون درجة، وهذا قدر الطول منها والعرض بحسب (تجلس: عط: لب: لآل).

ثم قال: وكان هوشنك عمرها في قديم الزمان، ثم خرجت بعد وجدد عمارتها سعد بن أبي وقاص، وكان الطالع عند عمارته لها برج الدلو، وأن أمير المؤمنين (عليه السلام) أحدث بجنبها قري، والمنصور الدوانيقي أتم بناءها وبني فيها دارا للإمارة، ودور تلك الدار ثمانية عشر ألف خطوة، وكان هواء رياحها أحر من هواء بغداد وأكثر هوائها الشمالي، وماؤها من نهر التاجية خارج من الفرات، وفيها النخل الكثير، ومواشيها أحسن وأسمن من بقية الأماكن، والتنور الذي فار فيه الماء علي عهد نوح نبع منها، والقرآن المجيد شاهد بذلك في قوله تعالي: ﴿وفار التنور﴾ (4) ونبع من

١ - المسالك والممالك: ٥٨.

٢ - التنبيه

والأشراف: ٣١٠.

٣ - مروج الذهب: ٣ / ٣٢٠.

٤ - سورة هود: ٤٠.

(١٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، عمر بن سعد لعنه الله (2)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (2)، مدينة الكوفة (7)، القرآن الكريم (1)، نهر الفرات (1)، مدينة البصرة (1)، مدينة بغداد (1)، بكر بن أحمد (1)، القبر (1)، الشهادة (1)، الجهل (1)، الوفاة (1)، سورة هود (1)

مكان في الأرض هو الآن داخل المسجد في الزاوية ما بين القبلي والغرب، وأن المرادي لعنه الله لما ضرب أمير المؤمنين (عليه السلام) في المسجد ضرب (عليه السلام) بيده علي الأسطوانة فأثرت يده فيها فبقي أثر كفه في تلك الأسطوانة مدة، وأنه لما كثر مس الناس لها والتبرك بها انطمس وانمحي ذلك الأثر.

وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) حفر بالكوفة بئرا وليس بالكوفة بئر عذب ماؤها سوي تلك البئر التي حفرها أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأن غيرها من الآبار مياهها مالحة ومرة، وأن الكوفة بحسب هذا الزمان خراب، وأغلب أهلها شيعة اثني عشرية وألسنتهم عربية، وفيها مزارات كثيرة للصحابة، وآخر نيشان قبر عبد الله بن بكر.

وفي سنة 86 لم يبق لها أثر، ومن جملة قبور الأكابر والمشايخ، قبر أبي عمر، والكوفة ثالث القري السبعة، وكان لها ولايات كثيرة وتوابع عظيمة، ومداخل حكامها من أموال مقررة معروفة، وديارات عراق العرب وبساتينها فيها خراج كثير فبعضه مقرر معروف كان من القديم وبعضه كان حادثا، وكان يؤخذ من زراعة الشتوي والصيفي ثلث للديوان وثلث لصاحب الزراعة وثلث لبذل المصارف والبزر، وملاكية الكوفة في هذا الزمان مقررة من الديوان، ومن جهة طرف القبلة علي بعد فرسخين من الكوفة مشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) ويسمي المشهد الغروي، وأن

أمير المؤمنين (عليه السلام) لما أن ضربه المرادي لعنه الله في مسجد الكوفة أوصي أن يحمل جسده الشريف بعد وفاته علي بعير وقال: «إذا وضعتموني علي ظهر البعير دعوه ينطلق ويسير بنفسه فأينما وقف البعير فادفنوني هناك».

ففعلوا ذلك، فأناخ البعير بمكان مشهده الآن.

وقال اليعقوبي أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب في كتاب البلدان:

الكوفة مدينة العراق الكبري، والمصر الأعظم، وقبة الإسلام، ودار هجرة المسلمين، وهي أول مدينة اختطها المسلمون بالعراق في سنة أربع عشرة، وبها خطط العرب، وهي علي معظم الفرات ومنه شرب أهلها، وهي من أطيب البلدان وأفسحها وأغذاها وأوسعها، وخراجها داخل في خراج طساسيج السواد.

وطساسيجها التي تنسب إليها: طسوج الجبة وطسوج البدأة وفرات بادقلا والصالحين ونهر يوسف، والحيرة منها علي ثلاثة أميال، والحيرة علي النجف

(١٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (5)، مسجد، جامع الكوفة (1)، دولة العراق (3)، مدينة الكوفة (7)، مدينة النجف الأشرف (1)، نهر الفرات (1)، الشهادة (2)، القبر (3)، الضرب (3)، الغلّ (1)، السجود (2)، الوصية (1)

والنجف كان ساحل بحر الملح (1).

وقال ابن قتيبة في المعارف: لما نزل المسلمون المدائن وطال بها مكثهم وآذاهم الغبار والذباب، كتب عمر إلي سعد في بعثه روادا يرتادون منزلا بريا بحريا، فإن العرب لا يصلحها من البلدان إلا ما صلح الشاة والبعير، فسأل من قبله عن هذه الصفة، فأشار عليه من رأي العراق من وجوه العرب باللسان وهو ظهر الكوفة، وكانت العرب تقول: أدلع البر لسانه في الريف، فما كان يلي الفرات منه فهو الملطاط، وما كان يلي الطين منه فهو النجاف.

فكتب عمر إلي سعد يأمره به، وكان نزولهم الكوفة سنة 17، فالبصرة أقدم من الكوفة بثلاث سنين (2).

وقال

ابن الأثير في الكامل في حوادث سنة 17: اختطت الكوفة وتحول سعد إليها من المدائن.

وكان سبب ذلك: أن سعدا أرسل وفدا إلي عمر بهذه الفتوح المذكورة، فلما رآهم عمر سألهم عن تغير ألوانهم وحالهم.

فقالوا: وخومة البلاد غيرتنا.

فأمرهم عمر أن يرتادوا منزلا ينزله الناس، وكان قد حضر مع الوفد نفر من بني تغلب ليعاقدوا عمر علي قومهم فقال عمر: أعاقدهم علي أن من أسلم منكم كان له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، ومن أبي فعليه الجزية.

فقالوا: إذن يهربون ويصيرون عجما.

وبذلوا له الصدقة فأبي فجعلوا جزيتهم مثل صدقة المسلم، فأجابهم علي أن لا ينصروا وليدا، فهاجر هؤلاء التغلبيون ومن أطاعهم من النمر وإياد إلي سعد بالمدائن ونزلوا بالمدائن ونزلوا معه بعد بالكوفة.

وقيل: بل كتب حذيفة إلي عمر: إن العرب قد رقت بطونها وجفت أعضادها وتغيرت ألوانها وكان مع سعد.

فكتب عمر إلي سعد: أخبرني ما الذي غير ألوان العرب ولحومهم؟

فكتب إليه سعد: إن الذي غيرهم وخومة البلاد، وإن العرب لا يوافقها إلا ما

١ - البلدان لليعقوبي: ٧٣.

٢ - المعارف: ٣١٤ - 315.

(١٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (5)، مدينة النجف الأشرف (1)، نهر الفرات (1)، صلح (يوم) الحديبية (1)، إبن الأثير (1)، البعث، الإنبعاث (1)، التصدّق (2)

وافق إبلها من البلدان.

فكتب إليه عمر: أن ابعث سلمان وحذيفة رائدين، فليرتادا منزلا بريا بحريا ليس بيني وبينكم فيه بحر ولا جسر.

فأرسلهما سعد فخرج سلمان حتي أتي الأنبار، فسار في غربي الفرات لا يرضي شيئا حتي أتي الكوفة، وسار حذيفة في شرقي الفرات لا يرضي شيئا حتي أتي الكوفة - وكل رملة وحصباء مختلطين فهو كوفة - فأتيا عليها، وفيها ديرات ثلاث: دير حرقة،

ودير أم عمرو، ودير سلسلة، وخصاص خلال ذلك فأعجبتهما البقعة فنزلا فصليا ودعوا الله تعالي أن يجعلها منزل الثبات، فلما رجعا إلي سعد بالخبر وقدم كتاب عمر إليه أيضا، كتب سعد إلي القعقاع بن عمرو وعبد الله بن المعتم: أن يستخلفا علي جندهما ويحضرا عنده.

ففعلا، فارتحل سعد من المدائن حتي نزل الكوفة في المحرم سنة سبع عشرة، وكان بين نزول الكوفة ووقعة القادسية سنة وشهران، وكان فيما بين قيام عمر واختطاط الكوفة ثلاث سنين وثمانية أشهر، ولما نزلها سعد كتب إلي عمر: إني قد نزلت بالكوفة منزلا فيما بين الحيرة والفرات بريا وبحريا تنبت الحلفاء والنصي وخيرت المسلمين بينها وبين المدائن، فمن أعجبه المقام بالمدائن تركته فيها كالمسلحة، ولما استقروا بها عرفوا أنفسهم ورجع إليهم ما كانوا فقدوا من قوتهم.

واستأذن أهل الكوفة في بنيان القصب، واستأذن فيه أهل البصرة أيضا، واستقر منزلهم فيها في الشهر الذي نزل فيه أهل الكوفة بعد ثلاث نزلات قبلها.

فكتب إليهم: أن العسكر أشد لحربكم وأذكر لكم وما أحب أن أخالفكم.

فابتني أهل المصرين بالقصب، ثم إن الحريق وقع في الكوفة والبصرة وكانت الكوفة أشد حريقا في شوال، فبعث سعد نفرا منهم إلي عمر يستأذنونه في البنيان باللبن، فقدموا عليه بخبر الحريق واستئذانه أيضا فقال: افعلوا ولا يزيدن أحدكم علي ثلاثة أبيات ولا تطاولوا في البنيان والزموا السنة تلزمكم الدولة.

فرجع القوم إلي الكوفة بذلك، وكتب عمر إلي البصرة بمثل ذلك، وكان علي تنزيل الكوفة أبو هياج بن مالك، وعلي تنزيل البصرة عاصم بن دلف أبو الجرباء، وقدر المناهج أربعين ذراعا وما بين ذلك عشرين ذراعا، والأزقة سبعة أذرع والقطائع ستين ذراعا.

(١٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (13)، نهر الفرات (3)، شهر شوال المكرم (1)،

مدينة البصرة (3)، البعث، الإنبعاث (1)

وأول شيء خطه فيهما وبني مسجداهما وقام في وسطهما رجل شديد النزع، فرمي في كل جهة بسهم وأمر أن يبني ما وراء ذلك، وبني (ظلة) (1) في مقدمة مسجد الكوفة علي أساطين رخام من بناء الأكاسرة في الحيرة، وجعلوا علي الصحن خندقا لئلا يقتحمه أحد ببنيان، وبنوا لسعد دارا بحياله وهي قصر الكوفة اليوم، بناه روز به من آجر بنيان الأكاسرة بالحيرة، وجعل الأسواق علي شبه المساجد من سبق إلي مقعد فهو له حتي يقوم منه إلي بيته ويفرغ من معه، وبلغ عمر أن سعدا قال - وقد سمع أصوات الناس من الأسواق -: سكتوا عني السيوط.

وأن الناس يسمونه قصر سعد، فبعث محمد بن مسلمة إلي الكوفة وأمره أن يخرق باب القصر ثم يرجع، ففعل.

فبلغ سعدا ذلك فقال: هذا رسول أرسل لهذا.

فاستدعاه سعد فأبي أن يدخل إليه، فخرج إليه سعد وعرض عليه نفقة فلم يأخذ، وأبلغه كتاب عمر إليه: بلغني أنك اتخذت قصرا جعلته حصنا ويسمي قصر سعد بينك وبين الناس باب، فليس بقصرك ولكنه قصر الخبال، أنزل منه مما يلي بيوت الأموال وأغلقه وألا تجعل علي القصر بابا يمنع الناس من دخوله.

فحلف له سعد ما قال الذي قالوا، فرجع محمد فأبلغ عمر قول سعد فصدقه.

وكانت ثغور الكوفة أربعة: حلوان وعليها القعقاع، وماسبذان وعليها ضرار بن الخطاب، وقرقيسياء وعليها عمر بن مالك أو عمرو بن عتبة بن نوفل، والموصل وعليها عبد الله بن المعتم، وكان بها خلفاؤهم إذا غابوا عنها، وولي سعد الكوفة بعدما اختطت ثلاث سنين ونصفا سوي ما كان بالمدائن قبلها (2).

وقال أبو بكر أحمد بن محمد الهمذاني المعروف بابن الفقيه في كتاب البلدان:

قال قطرب: سميت الكوفة من

قولهم: تكوف الرمل، أي ركب بعضه بعضا، والكوفان الاستدارة، وقال أبو حاتم السجستاني: الكوفة رملة مستديرة يقال: كأنهم في كوفان.

وقال المغيرة بن شعبة: أخبرنا الفرس الذين كانوا بالحيرة قالوا: رأينا قبل الإسلام في موضع الكوفة فيما بين الحيرة إلي النخيلة نارا تأجج فإذا أتينا موضعها لم

١ - في المطبوع الثاني: (المظلة).

٢ - الكامل في التاريخ: ٢ / 527 - 530.

(١٥٠)

صفحهمفاتيح البحث: مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة الكوفة (7)، المغيرة بن شعبة (1)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن مسلمة (1)، المنع (1)، السجود (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)

نر شيئا.

فكتب في ذلك صاحب الحيرة إلي كسري، فكتب إليه: أن ابعث إلي من تربتها.

قال: فأخذنا من حواليها ووسطها وبعثنا به إليه، فرآه علماء وكهنة فقالوا: يبني في هذا الموضع قرية يكون علي يدي أهلها هلاك الفرس.

قالوا: فرأينا والله الكوفة في ذلك الموضع.

قالوا: وأول من اختط مسجد الكوفة سعد بن أبي وقاص، وقال غيره: اختط الكوفة السائب بن الأقرع وأبو الهياج الأسدي، وكانت العرب تقول: أدلع البر لسانه في الريف، فما كان يلي الفرات فهو الملطاط وما كان يلي الطين فهو النجف (1).

ويروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: «الكوفة كنز الإيمان وجمجمة الإسلام وسيف الله ورمحه يضعه حيث يشاء، والذي نفسي بيده لينصرن الله جل وعز بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجاز».

وكان (عليه السلام) يقول: «حبذا الكوفة، أرض سهلة معروفة تعرفها جمالنا المعلوفة».

ويقال: إن موضع الكوفة اليوم كانت سورستان.

وكان سلمان يقول: أهل الكوفة أهل الله وهي قبة الإسلام يحن إليها كل مسلم.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «ليأتين علي الكوفة زمان وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا بها أو قلبه يحن إليها».

وكان

عبد الله بن عمر يقول: يا أهل الكوفة أنتم أسعد الناس بالمهدي.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) للكوفة: «ويحك يا كوفة وأختك البصرة كأني بكما تمدان مد الأديم وتعركان عرك العكاظي، إلا أني أعلم فيما أعلمني الله عزوجل أنه ما أراد بكما جبار سوء إلا ابتلاه الله بشاغل».

وكتب عمر بن الخطاب: أني أختبرتكم فأحببت النزول بين أظهركم لما أعرف من حكم الله ولرسوله، وقد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرا وعبد الله بن مسعود مؤذنا ووزيرا وهما من النجباء من أهل بدر، فخذوا عنهما واقتدوا بهما وقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود علي نفسي (2).

1 - البلدان لابن الفقيه: 200.

2 - البلدان لابن الفقيه: 201.

(١٥١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، مدينة الكوفة (10)، مدينة النجف الأشرف (1)، نهر الفرات (1)، عبد الله بن مسعود (2)، عبد الله بن عمر (1)، مدينة البصرة (1)، عمار بن ياسر (1)، البعث، الإنبعاث (1)

وقال أيضا: نزل الكوفة من الخلفاء والأئمة علي والحسن (عليهما السلام)، ومن الملوك والخلفاء معاوية وعبد الملك وأبو العباس وأبو جعفر المنصور والمهدي وهارون الرشيد، وكان عمال العراق والدعوة لهم في العطاء قبل أهل البصرة (1).

وقال أيضا: عدة أهل الكوفة ثمانون ألفا ومقاتلهم أربعون ألفا.

وكان زياد يقول: أهل الكوفة أكثر طعاما وأهل البصرة أكثر دراهما.

وقال الأحنف بن قيس: نزل أهل الكوفة في منازل كسري بن هرمز بين الجنان الملتفة والمياه الغزيرة والأنهار المطردة، تأتيهم ثمارهم غضة لم تخضد ولم تفسد، ونزلنا أرضا هشاشة في طرف فلاة وطرف ملح أجاج في سبخة نشاشة لا يجف ثراها ولا

ينبت مرعاها، يأتينا ما يأتينا في مثل مرعي نعامه.

قال: ولما ظهر أمير المؤمنين (عليه السلام) علي أهل البصرة قال أعشي همدان:

أكسع البصري إن لاقيته * إنما يكسع من قل وذل واجعل الكوفي في الختل ولا * تجعل البصري إلا في النفل وإذا فاخرتمونا فاذكروا * ما فعلنا بكم يوم الجمل بين شيخ خاضب عثنونه * وفتي أبيض وضاح رفل جاءنا يخطر في سابغة * فذبحناه ضحي ذبح الجمل وعفونا فنسيتم عفونا * وكفرتم نعمة الله الأجل (2).

وقال فطر بن خليفة: نازعني قتادة في الكوفة والبصرة فقلت: دخل الكوفة سبعون بدريا ودخل البصرة عتبة بن غزوان فسكت.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «قبة الإسلام الكوفة، والهجرة بالمدينة، والأبدال بالشام، والنجباء بمصر وهم قليل» (3).

وقالوا: من نزل الكوفة فلم يقر لهم بفضل ثلاث فليست لهم بدار، بفضل ماء الفرات، ورطب المشان، وفضل أمير المؤمنين (عليه السلام) (4).

قالوا: ومن أسخياء الكوفة: هلال بن عتاب وأسماء بن خارجة وعكرمة بن

1 - البلدان لابن الفقيه: 202.

2 - البلدان لابن الفقيه: 203.

3 - البلدان لابن الفقيه: 203.

4 - البلدان لابن الفقيه: 203.

(١٥٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (9)، نهر الفرات (1)، عتبة بن غزوان (1)، مدينة البصرة (4)، الأحنف بن قيس (1)، فطر بن خليفة (1)، الشام (1)، الهلال (1)

ربعي الفياض، ومن فتيانها: خالد بن عتاب وأبو سفيان بن عروة بن المغيرة بن شعبة، وعمرو بن محمد بن حمزة (1).

وقال سعيد بن مسعود المازني لسليمان بن عبد الملك: منا أحلم الناس الأحنف وأحملهم بحمالة إياس بن قتادة، وأسخاهم طلحة بن عبد الله بن

خلف، وأشجعهم عباد بن حصين والحريش، وأعبدهم عامر بن عبد قيس.

فقال نظار الكوفة: منا أشجع الناس الأشتر، وأسخاهم خالد بن عتاب، وأحملهم عكرمة الفياض، وأعبدهم عمرو بن عتبة بن فرقد.

وقالوا جميعا: إذا كان علم الرجل حجازيا وطاعته شاميا وسخاوته كوفيا فقد كمل (2).

وقال ابن خلدون في تاريخه: وفي هذه السنة وهي أربع عشرة، بلغ عمر أن العرب تغيرت ألوانهم، ورأي ذلك في وجوه وفودهم فسألهم فقالوا: وخومة البلاد غيرتنا.

وقيل: إن حذيفة وكان مع سعد، كتب بذلك إلي عمر فسأل عمر سعدا فقال:

غيرتهم وخومة البلاد، والعرب لا يوافقها من البلاد إلا ما وافق إبلها.

فكتب إليه: أن يبعث سلمان وحذيفة شرقية، فلم يرضيا إلا بقعة الكوفة، فصليا فيها ودعيا أن تكون منزل ثبات ورجعا إلي سعد، فكتب إلي القعقاع وعبد الله ابن المعتمر أن يستخلفا علي جندهما ويحضرا، وارتحل من المدائن فنزل الكوفة في المحرم سنة 17 لسنتين وشهرين من وقعة القادسية، ولثلاث سنين وثمانية أشهر من ولاية عمر، وكتب إلي عمر: أني قد نزلت الكوفة بين الحيرة والفرات بريا بحريا بين الجلاء والنصر، وخيرت الناس بينهما وبين المدائن، ومن أعجبته تلك جعلته فيها مسلحة، فلما استقروا بالكوفة ثاب إليهم ما فقدوه من حالهم ونزل أهل البصرة منازلهم في وقت واحد مع أهل الكوفة بعد ثلاث مرات نزلوها من قبل، واستأذنوا جميعا في بناء القصب، فكتب عمر: أن العسكر أشد لحربكم وأذكر لكم وما أحب أن أخالفكم (فابتنوا بالقصب ثم وقع الحريق في القصرين) فاستأذنوا في البناء باللبن فقال: افعلوا ولا يزيد أحد علي ثلاثة بيوت، ولا تطاولوا في البنيان، والزموا السنة

1 - البلدان لابن الفقيه: 204.

2 - البلدان لابن الفقيه: 204.

(١٥٣)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (6)، نهر

الفرات (1)، إياس بن قتادة (1)، طلحة بن عبد الله (1)، عامر بن عبد قيس (1)، مدينة البصرة (1)، محمد بن حمزة (1)، البعث، الإنبعاث (1)

تلزمكم الدولة.

وكان علي تنزيل الكوفة أبو هياج بن مالك، وعلي تنزيل البصرة أبو المحرب عاصم بن الدلف، وكانت ثغور الكوفة أربعة: حلوان وعليها القعقاع، وماسبذان وعليها ضرار بن الخطاب، وقرقيسياء وعليها عمر بن مالك، والموصل وعليها عبد الله بن المعتمر، ويكون بها خلفاؤهم إذا غابوا (1).

وفي كتاب حماة الإسلام الجزء الأول: أن المدائن كانت قاعدة إعمال العراق زمنا، حتي رأي عمر في وجوه العرب تغيرا وفي أبدانهم ضعفا، فأمر سعد أن يرتاد منزلا فاختار الكوفة، واختطت وبنيت دورها باللبن، وجعل النهج الشارع الأعظم 40 ذراعا، وما بين ذلك 30 ذراعا، والأزقة سبعة أذرع، وأسس مسجدها وصارت قاعدة إعمال العراق تتبع لها من إعمال الفرس الباب وأذربيجان وهمدان والري وأصبهان وماه والموصل وقرقيسياء، وكلها في الجهة الشمالية.

هذا ما كان يهمنا أن نمليه عليك من كلمات المؤرخين حول تمصير الكوفة، ولعلك إذا ألقيت نظرة علي ما فيها من الخلاف في بعض المواد التاريخية، تعرف أن أهمه ما كان في تخطيط الكوفة، وأن سعدا بن أبي وقاص هل ألقي عهدة التخطيط إلي أبي الهياج الأسدي أو إلي السائب بن الأقرع أو إليهما معا؟

وإلا ما كان في عام تمصيرها، وأنه هل كان سنة 14 أو سنة 15، أو 16، أو 17، أو أول سنة 18، غير أنك لو سبرت كلمات المؤرخين سبرا صحيحا لاتضح لك أن الأثبت أنه سنة 17 وهو المشهور من بين الأقوال.

١ - تاريخ ابن خلدون: ٢ / 110 - 111، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

(١٥٤)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن سعد

لعنه الله (1)، دولة العراق (2)، مدينة الكوفة (5)، آذربيجان (1)، مدينة البصرة (1)، السجود (1)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (1)

حدود الكوفة

حدود الكوفة كانت الكوفة واسعة كبيرة، تتصل قراها وجباناتها إلي الفرات الأصلي وقري العذار، فهي تبلغ ستة عشر ميلا وثلثي ميل.

الجهة المطلة علي الفرات من بلدة الكوفة قال ياقوت في المعجم: ذكر أن فيها من الدور خمسين ألف دار للعرب من ربيعة ومضر، وأربعة وعشرين ألف دار لسائر العرب، وستة آلاف دار لليمن (1).

وعد الطبري في التاريخ: من اليمن الأزد وبجيلة وخثعم والأنصار وخزاعة وقضاعة وحضرموت، وعد من مضر تميما وهوازن وأبناء أعصر وأسدا وغطفان ومذحج وهمدان (2).

قال البراقي: أحد حدودها خندق الكوفة المعروف بكري سعد، والحد الآخر القاضي الذي هو بقرب القائم إلي أن يصل قريبا من القرية المعروفة اليوم بالشنافية، والحد الآخر الفرات الذي هو ممتد من الديوانية إلي الحسكة إلي القرية المعروفة

١ - معجم البلدان: ٤ / ٤٩٢.

٢ - تاريخ الطبري: ٤ / 193 - 194.

(١٥٥)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (4)، نهر الفرات (3)، الوسعة (1)، كتاب معجم البلدان (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

تخطيط الكوفة

اليوم ب (أبو قوارير) وهي منزل الرماحية، والحد الرابع قري العذار التي هي من نواحي الحلة السيفية.

تخطيط الكوفة قال الطبري في التاريخ الكبير في حوادث سنة 17: لما أجمعوا علي أن يضعوا بنيان الكوفة، أرسل سعد إلي أبي الهياج فأخبره بكتاب عمر في الطرق، أنه أمر بالمناهج أربعين ذراعا وما يليها ثلاثين ذراعا وما بين ذلك عشرين، وبالأزقة سبعة أذرع، ليس دون ذلك شيء، وفي القطائع ستين ذراعا إلا الذي لبني ضبة.

فاجتمع أهل الرأي للتقدير، حتي إذا أقاموا علي شيء قسم أبو الهياج عليه، فأول شيء خط بالكوفة وبني حين عزموا علي البناء المسجد، فوضع في موضع أصحاب الصابون والتمارين من السوق، فاختطوه ثم قام رجل في وسطه رام

شديد النزع فرمي عن يمينه، فأمر من شاء أن يبني وراء موقع ذلك السهم، ورمي من بين يديه ومن خلفه، وأمر من شاء أن يبني وراء موقع السهمين، فترك المسجد في مربعة علوه من كل جوانبه، وبني ظلة في مقدمه ليست لها مجنبات ولا مواخير، والمربعة لاجتماع الناس لئلا يزدحموا، وكذلك كانت المساجد ما خلا المسجد الحرام، فكانوا لا يشبهون به المساجد تعظيما لحرمته، وكانت ظلته مائتي ذراع علي أساطين رخام كانت للأكاسرة سماؤها كإسمية الكنائس الرومية، وأعلموا علي الصحن بخندق لئلا يقتحمه أحد ببنيان، وبنوا لسعد دارا بحياله بينهما طريق منقب مائتي ذراع، وجعل فيها بيوت الأموال وهي قصر الكوفة اليوم، بني ذلك له روز به من آجر بنيان الأكاسرة بالحيرة، ونهج في الودعة من الصحن خمسة مناهج وفي قبلته أربعة مناهج وفي شرقيه ثلاثة مناهج وفي غربيه ثلاثة مناهج وعلمها، فأنزل في ودعة الصحن سليما وثقيفا مما يلي الصحن علي طريقين، وهمدان علي طريق، وبجيلة علي طريق آخر، وتيم اللات علي آخرهم وتغلب، وأنزل في قبلة الصحن بني أسد علي طريق، وبين بني أسد والنخع طريق، وبين النخع وكندة طريق، وبين كندة وأزد طريق، وأنزل في شرقي الصحن الأنصار ومزينة علي طريق، وتميم ومحارب علي طريق، وأسد وعامر علي طريق، وأنزل في غربي الصحن

(١٥٦)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (4)، بنو أسد (2)، السجود (4)

بجالة وبجلة علي طريق، وجديلة وأخلاط علي طريق، وجهينة وأخلاط علي طريق، فكان هؤلاء الذين يلون الصحن وسائر الناس بين ذلك ومن وراء ذلك واقتسمت علي السهمان، فهذه مناهجها العظمي.

وبنوا مناهج دونها تحاذي هذه ثم تلاقيها، وأخر تتبعها وهي دونها في الذرع، والمحال من ورائها وفيما بينهما، وجعل هذه الطرقات من

وراء الصحن، ونزل فيها الأعشار من أهل الأيام والقوادس، وحمي لأهل الثغور والموصل أماكن حتي يوافوا إليها، فلما ردفتهم الروادف البدء والثناء وكثروا عليهم ضيق الناس المحال، فمن كانت رادفته كثيرة شخص إليهم وترك محلته، ومن كانت رادفته قليلة أنزلوهم منازل من شخص إلي رادفته لقلته إذا كانوا جيرانهم، وإلا وسعوا علي روادفهم وضيقوا علي أنفسهم، فكان الصحن علي حاله زمان عمر كله، لا تطمع فيه القبائل ليس فيه إلا المسجد والقصر والأسواق في غير بنيان ولا أعلام.

وقال عمر: الأسواق علي سنة المساجد من سبق إلي مقعد، فهو له حتي يقوم منه إلي بيته أو يفرغ من بيعه، وقد كانوا أعدوا مناخا لكل رادف، فكان كل من يجيء سواء فيه - وذلك المناخ اليوم دور بني البكاء - حتي يأتوا أبا الهياج فيقوم في أمرهم حتي يقطع لهم حيث أحبوا.

وقد بني سعد في الذي خطوا للقصر قصرا بحيال محراب مسجد الكوفة اليوم فشيده وجعل فيه بيت المال وسكن ناحيته، ثم إن بيت المال نقب عليه نقبا وأخذ من المال، وكتب سعد بذلك إلي عمر (ووصف له موضع الدار وبيوت المال من الصحن مما يلي ودعة الدار) (1).

فكتب إليه عمر: أن انقل المسجد حتي تضعه إلي جنب الدار، واجعل الدار قبلته، فإن للمسجد أهلا بالنهار وبالليل وفيهم حصن لمالهم.

فنقل المسجد وأراغ بنيانه فقال له دهقان من أهل همذان يقال له: روزبه بن بزرجمهر: أنا أبنيه لك وأبني لك قصرا فأصلهما ويكون بنيانا واحدا.

فخط قصر الكوفة علي ما خط عليه، ثم أنشأه من نقض آخر قصر كان للأكاسرة في ضواحي الحيرة علي مساحته اليوم ولم يسمح به، ووضع المسجد بحيال بيوت

1 - ما بين القوسين أثبتناه من

المصدر.

(١٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة الكوفة (1)، البكاء (1)، السجود (6)، الثناء (1)، الجنابة (1)

الأموال منه إلي منتهي القصر يمنة عن القبلة، ثم مد به عن يمين ذلك إلي منقطع رحبة علي بن أبي طالب (عليه السلام) والرحبة قبلته، ثم مد به فكانت قبلة المسجد إلي الرحبة وميمنة القصر، وكان بنيانه علي أساطين من رخام كانت لكسري بكنائس بغير مجنبات، فلم يزل علي ذلك حتي بني زمان معاوية بن أبي سفيان بنيانه اليوم علي يدي زياد، ولما أراد زياد بنيانه دعا ببنائين من بنائي الجاهلية فوصف لهم موضع المسجد وقدره وما يشتهي من طوله في السماء وقال: أشتهي من ذلك شيئا لا أقع علي صفته.

فقال له بناء قد كان بناء لكسري: لا يجيء هذا إلا بأساطين من جبال أهواز تنقر ثم تثقب ثم تحشي بالرصاص، وبسفافيد الحديد فترفعه ثلاثين ذراعا في السماء ثم تسقفه وتجعل له مجنبات ومواخير فيكون أثبت له.

فقال: هذه الصفة التي كانت نفسي تنازعني إليها ولم تعبرها.

وغلق باب القصر وكانت الأسواق تكون في موضعه بين يديه، فكانت غوغاؤهم تمنع سعدا الحديث.

فلما بني ادعي الناس عليه ما لم يقل وقالوا: قال سعد: سكن عني الصويت.

وبلغ عمر ذلك، وأن الناس يسمونه: قصر سعد، فدعا محمد بن مسلمة فسرحه إلي الكوفة وقال: اعمد إلي القصر حتي تحرق بابه ثم ارجع عودك علي بدئك.

فخرج حتي قدم الكوفة فاشتري حطبا ثم أتي به إلي القصر فأحرق الباب، وأتي سعدا فأخبر الخبر فقال: هذا رسول أرسل لهذا من الشأم.

وبعث لينظر من هو، فإذا هو محمد بن مسلمة، فأرسل إليه رسولا بأن ادخل فأبي، فخرج إليه سعد فأراده علي الدخول والنزول فأبي وعرض عليه نفقة فلم يأخذ،

ودفع كتاب عمر إلي سعد: بلغني أنك بنيت قصرا اتخذته حصنا ويسمي قصر سعد، وجعلت بينك وبين الناس بابا، فليس بقصرك ولكنه قصر الخبال، انزل منه منزلا مما يلي بيوت الأموال وأغلقه، ولا تجعل علي القصر بابا يمنع الناس من دخوله وتنفيهم به عن حقوقهم ليوافقوا مجلسك، ومخرجك من دارك إذا خرجت.

فحلف له سعد ما قال الذي قالوا، ورجع محمد بن مسلمة من فوره حتي إذا دنا من المدينة فني زاده، فتبلغ بلحاء من لحاء الشجر فقدم علي عمر وقد سبق فأخبره

(١٥٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، معاوية بن أبي سفيان لعنهما الله (1)، مدينة الكوفة (2)، محمد بن مسلمة (3)، الشام (1)، المنع (1)، السجود (1)، الجهل (1)

تعديل العشائر والقبائل

خبره كله.

فقال: فهلا قبلت من سعد.

فقال: لو أردت ذلك كتبت لي به أو أذنت لي فيه.

فقال عمر: إن أكمل الرجال رأيا من إذا لم يكن عنده عهد من صاحبه عمل بالحزم أو قال به ولم ينكل.

وأخبره بيمين سعد وقوله، فصدق سعدا وقال: هو أصدق ممن روي عليه ومن أبلغني.

وقال أيضا: عن عطاء أبي محمد مولي إسحق بن طلحة قال: كنت أجلس في المسجد الأعظم قبل أن يبنيه زياد، وليست له مجنبات ولا مواخير فأري منه دير هند وباب الجسر (1).

تعديل العشائر والقبائل وقال أيضا: قالوا: ورجح الأعشار بعضهم بعضا رجحانا كثيرا، فكتب سعد إلي عمر في تعديلهم، فكتب إليه: أن عدلهم.

فأرسل إلي قوم من نساب العرب وذوي رأيهم وعقلائهم، منهم سعيد بن نمران ومشعلة بن نعيم فعدلوهم علي الأسباع فجعلوهم أسباعا، فصارت كنانة وحلفاؤها من الأحابيش وغيرهم، وجديلة وهم بنو عمرو بن قيس عيلان سبعا، وصارت قضاعة ومنهم يومئذ غسان

بن شبام، وبجيلة (2) وخثعم وكندة وحضرموت والأزد سبعا، وصارت مذحج وحمير وهمدان وحلفاؤهم سبعا، وصارت تميم وسائر الرباب وهوازن سبعا، وصارت أسد وغطفان ومحارب والنمر وضبيعة وتغلب سبعا، وصارت إياد وعك وعبد القيس وأهل هجر والحمراء سبعا، فلم يزالوا بذلك زمان عمر وعثمان وعلي وعامة إمارة معاوية حتي ربعهم زياد (3).

١ - تاريخ الطبري: ٣ / ١٤٨ - ١٥١.

٢ - في المطبوع الثاني: (ونجيلة).

٣ - تاريخ الطبري: ٣ / 151 - 152.

(١٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: عمرو بن قيس (1)، كتاب تاريخ الطبري (2)

إعادة تعريف الناس

إعادة تعريف الناس وقال أيضا: وعرفوهم علي مائة ألف درهم، فكانت كل عرافة من القادسية خاصة ثلاثة وأربعين رجلا وثلاثا وأربعين امرأة وخمسين من العيال لهم مائة ألف درهم، وكل عرافة من أهل الأيام عشرين رجلا علي ثلاثة آلاف وعشرين امرأة، وكل عيل علي مائة ألف درهم، وكل عرافة من الرادفة الأولي ستين رجلا وستين امرأة وأربعين من العيال ممن كان رجالهم ألحقوا علي ألف وخمسمائة علي مائة ألف درهم، ثم علي هذا من الحساب.

وقال عطية بن الحارث: قد أدركت مائة عريف، وعلي مثل ذلك كان أهل البصرة، كان العطاء يدفع إلي أمراء الأسباع وأصحاب الرايات (والرايات) (1) علي أيادي العرب، فيدفعونه إلي العرفاء والنقباء والأمناء فيدفعونه إلي أهله في دورهم (2).

وقال اليعقوبي أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب في كتاب البلدان: كتب عمر بن الخطاب إلي سعد بن أبي وقاص لما افتتح العراق، يأمره أن ينزل بالكوفة ويأمر الناس أن يختطوها، فاختط كل قبيلة مع رئيسها، فأقطع عمر أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله) فكانت عبس إلي جانب المسجد، ثم تحول قوم منهم إلي أقصي الكوفة، واختط سلمان بن ربيعة

الباهلي والمسيب بن نجبة الفزاري وناس من قيس حيال دار مسعود، واختط عبد الله بن مسعود وطلحة بن عبيد الله وعمرو بن حريث الدور حول المسجد، وأقطع عمر بن جبير بن مطعم، فبني دارا ثم باعها من موسي بن طلحة، وأقطع سعد بن قيس عند دار سلمان بن ربيعة بينهما طريقا، واستقطع سعد ابن أبي وقاص لنفسه الدار التي تعرف بدار عمر بن سعد، وأقطع خالد بن عرفطة وخباب بن الإرث وعمرو بن الحرث بن أبي ضرار وعمارة بن رويبة التميمي، وأقطع أبا مسعود عقبة بن عمر الأنصاري، وأقطع بني شمج بن فزارة مما يلي جهينة، وأقطع هاشم بن عتبة بن أبي وقاص شهارسوج خنيس، وأقطع شريح بن الحارث

١ - في المطبوع الثاني: (والروايات).

٢ - تاريخ الطبري: ٣ / 152.

(١٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن سعد لعنه الله (4)، دولة العراق (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، مدينة الكوفة (2)، طلحة بن عبيد الله (1)، عبد الله بن مسعود (1)، عمارة بن رويبة (1)، عطية بن الحارث (1)، هاشم بن عتبة (1)، مدينة البصرة (1)، سلمان بن ربيعة (2)، مسيب بن نجبة (1)، عمرو بن حريث (1)، جبير بن مطعم (1)، سعد بن قيس (1)، السجود (2)، كتاب تاريخ الطبري (1)

الطائي، وأقطع عمر بن أسامة بن زيد دارا ما بين المسجد إلي دار عمرو بن الحارث ابن أبي ضرار، وأقطع أبا موسي الأشعري نصف الآري، وكان فضاء عند المسجد، وأقطع حذيفة بن اليمان مع جماعة من عبس نصف الآري، وهو فضاء كانت فيه خيل المسلمين، وأقطع عمرو بن ميمون الآوي الرحبة التي تعرف بعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأقطع أبا جبيرة الأنصاري وكان علي ديوان الجند،

وأقطع علي بن حاتم وسائر طي ناحية جبانة بشر، وأقطع الزبير بن العوام، وأقطع جرير بن عبد الله البجلي وسائر بجيلة قطعة واسعة كبيرة، وأقطع الأشعث بن قيس الكندي وكندة من ناحية جهينة إلي بني أود، وجاء قوم من الأزد فوجدوا فرجة فيما بين بجيلة وكندة فنزلوا، وتفرقت همدان بالكوفة، وجاءت تميم وبكر وأسد فنزلوا الأطراف وأقطع أبا عبد الله الجدلي في بجيلة فقال جرير بن عبد الله: لم نزل هذا فينا وليس منا؟

فقال له عمر: انتقل إلي ما هو خير لك.

فانتقل للبصرة وانتقلت عامة أحمس عن جرير بن عبد الله إلي الجبانة، وقد تغيرت الخطط وصارت تعرف بقوم اشتروا بعد ذلك وبنوا.

وكان لكل قبيلة جبانة تعرف بهم وبرؤسائهم منها: جبانة عرزم، وجبانة كندة، وجبانة الصائدين، وصحراء أثير، وصحراء بني يشكر، وصحراء بني عامر.

وكتب عمر بن الخطاب إلي سعد: أن يجعل سكك الكوفة خمسين ذراعا بالسواء، وجعلت السوق من القصر والمسجد إلي دار الوليد إلي القلائين إلي دور ثقيف وأشجع، وعليها ظلال بواري إلي أيام خالد بن عبد الله القسري، فإنه بني الأسواق وجعل لأهل كل باعة دارا وطاقا وجعل غلالها للجند، وكان ينزلها عشرة آلاف مقاتل (1).

وقال العلامة الشيخ علي الشرقي (2)، فيما نشره في مجلة الاعتدال النجفية تحت عنوان عروبة المتنبي:

مصرت الكوفة في العام السابع عشر للهجرة، وتكاملت كمدينة أكواخ في

1 - البلدان لليعقوبي: 74 - 76.

2 - هو الشيخ علي بن جعفر الشرقي الخاقاني، من شعراء العراق، ولد سنة 1309 ه في الشطرة وتعلم في النجف وعين قاضيا لمحكمة البصرة سنة 1933 م، واختير رئيسا لمجلس التمييز الشرعي الجعفري وأصبح من أعضاء مجلس الأعيان، توفي سنة 1384 ه.

(١٦١)

صفحهمفاتيح البحث: الخليفة عمر بن

الخطاب (1)، مدينة الكوفة (3)، أشعث بن قيس الكندي (1)، الزبير بن العوام (1)، حذيفة بن اليمان (1)، خالد بن عبد الله (1)، جرير بن عبد الله (3)، أسامة بن زيد (1)، عمرو بن ميمون (1)، الشكر (1)، القتل (1)، السجود (3)، الوسعة (1)، دولة العراق (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة البصرة (1)، علي بن جعفر (1)

خمس سنوات، وفي عهد المغيرة نهضت جدر من اللبن غير المشوي تقبعها خيام ومضارب بصورة ثابتة، وعلي عهد زياد شيدت بالآجر، وأول ما شيد بالآجر أبواب الدور، وأول دور نهضت من هذا النوع كانت في شارع كندة التي هي محلة المتنبي، وخططت الكوفة من جانبين شرقي الجامع وغربيه، فالجانب الشرقي وهو الأفضل والأقرب من الماء لليمانيين والغربي لنزار.

وقد قسمت ادارتها إلي أرباع، علي كل ربع زعيم يقوم بإدارته، أما تقسيمها من حيث التخطيط، فكان ذلك المخيم الواسع موزعا توزيعا عسكريا يتألف من سبعة أفواج، كل فوج يضم قسما من محلاتها المعروفة باسم قبائلها، ولم تكن في الكوفة أولا شوارع، بل كانت خليطا من تجمعات سبع، كل مجموعة من عدة عشائر تنزل في جهة، وكان العرب أول هبوطهم إلي العراق ينزلون الشواطئ من الريف والسواد ويبنون بشكل هندسي مكون من خيمتين خيمتين، وإذا طغي النهر ارتفعوا عن الشواطئ ملتجئين إلي المخيمين الكبيرين البصرة والكوفة، وإليكم التقسيمات السبعة التي كانت عليها الكوفة:

الأول: كنانة وحلفاؤها وجديلة، وقد كانت هذه القبائل سناد العامل في الكوفة من زمن سعد إلي العهد الأموي وهم المعروفون بأهل العالية، كان لهم العدد الأوفر ولكنه أخذ يتضاءل تدريجا.

والقسم الثاني: قضاعة وبجيلة وغسان وخثعم وكندة وحضرموت والأزد.

الثالث: مذحج وحمير وهمدان، وقد لعب هذا القسم دوره في حوادث الكوفة

وكانت له المواقف البارزة.

الرابع: تميم ورباب.

الخامس: بنو أسد ومحارب ونمر من بني بكر وتغلب، وأكثرية هؤلاء من ربيعة.

والسادس: إياد وبنو عبد قيس وأهل هجر والحمر، والأولان من هذا القسم بقية قبائل كانت تقيم هناك من السابق، أما بنو عبد القيس فقد هبطوا من البحرين تحت زعامة زهرة بن حوية، وقد كان الحمر حلفاء زهرة وينزلون معه، وهؤلاء الحمر عدتهم أربعة آلاف جندي فارسي يسمون جند شاهنشاه، كما ذكر البلاذري: استأموا يوم القادسية علي أن ينزلوا حيث أحبوا ويخالفوا من أحبوا، ويفرض لهم في العطاء

(١٦٢)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (6)، زهرة بن حوية (1)، مدينة البصرة (1)، بنو أسد (1)، الوسعة (1)

فأعطوا الذي سألوه، وكان لهم نقيب يقال له: ديلم، فقيل لهم: حمراء ديلم (1).

ولما جاء عهد زياد فرقهم في الشام والبصرة والكوفة.

وكان لهذا القسم السادس دور ثقافي في الكوفة والبصرة.

السابع: ململمة أظهرهم طي.

وقد غير الإمام علي (عليه السلام) تشكيل هذه التجمعات عندما تولي قيادة الكوفيين فكانت:

أولا: همدان وحمير والحمر.

ثانيا: مذحج وأشعر وطي، والعلم في هذا القسم يحمله نصر بن مزاحم.

ثالثا: قيس وعبس وذبيان وعبد القيس.

رابعا: كندة وحضرموت وقضاعة ومهرة.

خامسا: الأزد وبجيلة وخثعم والأنصار.

سادسا: بكر وتغلب وبقية ربيعة.

سابعا: قريش وكنانة وأسد وتميم وضبة ورباب.

ولما تم تمصير الكوفة شقت فيها شوارع سكك، وكان عرض السكة خمسين ذراعا، وكانت السكك تنور أثناء الليل بالمشاعل، وقد وصل إلينا من السكك سكة البريد وسكة العلاء وسكة بني محرز وسكة شبث وسكة عميرة وسكة دار الروميين قريبة من قصر الإمارة، وكثير غيرها كانت تعرف بأسماء الأعلام والتجار من قبيل سكة عنترة الحجام، وأهم سكك الكوفة سكة البريد، وموقعها بين الجسر الذي كان في الجانب الشرقي وبين القصر وبين الكناسة،

وموقع القصر اليوم إلي جانب الجامع من الجنوب الشرقي.

أما موقع الكناسة فستعرفه في الشمال الشرقي بين مسجد السهلة ومسجد الكوفة، وكانت أرباع الكوفة تنقسم إلي خمسة عشر منهجا:

فمنهاج الربع الأول - وهو الواقع شمال الجامع - محلات سليم وثقيف وهمذان وبجيلة وتيم اللات وتغلب.

ومناهج الربع الثاني - وموقعه في جهة القبلة جنوبا - محلات بني أسد ونخع

1 - انظر: فتوح البلدان للبلاذري: 2 / 343.

(١٦٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (6)، بنو أسد (1)، نصر بن مزاحم (1)، الشام (1)، السجود (1)

وكندة والأزد.

ومناهج الربع الثالث - وموقعه شرقي الجامع - محلات الأنصار ومزينة وتميم ومحارب وأسد وعامر.

ومناهج الربع الرابع - وموقعه غربي الجامع - محلات بجيلة غطفان وبجيلة قيس وجديلة وجهينة وغيرها من عدة عشائر.

لم ينشأ للكوفة سور، وإنما كان في الشمال الشرقي موضع خندق معروف وكانت مسناة جابر في محلة مزينة، وإلي الجنوب الشرقي نهر بني سليم ومنه يشق أسواق وحمامات، وأخذ المنصور الكوفيين بحفر خندق يحيط بها يأخذ من الفرات ويعبر بواسطة قناطر لها أبواب، وكانت القوارب تجري في هذا الخندق تسهيلا لأعمال التجارة.

وفي خلال القرن الأول لم تكن في الكوفة بئر للاستقاء، وإنما كانت بعض أقنية والناس يعتمدون علي السقائين الذين يحملون الماء من الشريعة، وبعد ذلك عرفت بئر علي واستقي الناس منها، وأحدث ابن هبيرة قنطرة الكوفة، وربما تكون قنطرة الكوفة هي المكان المعروف اليوم عند العامة باسم «كنيدرة» وموقعها في الجنوب الشرقي من الجامع، ثم أصلح قنطرة الكوفة خالد القسري وأصلحت بعد ذلك مرات.

وقيل: أنشأت قبل الإسلام ثم سقطت واتخذ مكانها جسرا ثم بناها زياد، فابن هبيرة فخالد القسري فيزيد بن عمر،

ثم أصلحت بعد بني أمية مرات عديدة.

ومن المواقع البارزة في وضع الكوفة الهندسي: الجبانات والصحاري، فكان يترك في كل خطة ووسط كل محلة رحبة من الأرض فسيحة تري أمثالها اليوم في المدن العربية، مثل يثرب والنجف والكوفة والزبير وشطرة المنتفق يسمونها صفا، وصفاوة، وفضوة، ومناخة، وكان يطلق علي قسم من تلك الرحاب الجبانة، وهي المحل الذي يدفن أهل تلك المحلة موتاهم فيه، ويطلق علي الباقي صحراء وهو محل الاحتفالات والاجتماعات العامة أقدمها وأهمها جبانة الثوية، وهي لثقيف وقريش، وهذه الثوية تكرر ذكرها في شعر المتنبي، وموقعها اليوم بين النجف والكوفة المكان المعروف عند عامة الناس ب «كميل» وهو قبر كميل بن زياد، أحد التابعين المدفون بالثوية، وقريب من الثوية البسيطة، وهي المحلة الجديدة من

(١٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (8)، مدينة النجف الأشرف (2)، نهر الفرات (1)، يوم عرفة (1)، المدينة المنورة (1)، بنو أمية (1)، كميل بن زياد (1)، القبر (1)، الدفن (1)

الصحاري

محلات النجف المعروفة بمحلة غازي، وفيها يقول المتنبي:

بسيطة مهلا سقيت القطارا * تركت عيون عبيدي حياري (1).

وجبانة السبيع، وهي المحلة التي ذكرت في شعر المتنبي، وجبانة عرزم الفزاري لقيس.

وجبانة بشر الخثعمي لعشيرة طي.

وجبانة مخنف للأزد.

وجبانة سالم لبني عامر بن قيس.

وجبانة مراد لمذحج.

وجبانة كندة لكندة وربيعة، ومحلة كندة وردت في شعر المتنبي.

وجبانة الصعيدين لبني أسد الذين هم من قيس.

وجبانة عثير الأسدي كانت أولا إلي عبس ثم عادت لعشيرة السكون، ومحلة السكون ذكرت في شعر المتنبي.

وجبانة رهط زعيم همذان، وكان هذا الموقع مشهورا ومعروفا للاجتماعات العامة وفيه شيد الحجاج داره.

أما جبانة ميمون وجبانة يشكر وجبانة يعقوب وجبانة بني عامر، فقد قال المستشرق ماسنيون: إنها لم تعرف بعد (2).

الصحاري صحراء عبد القيس، وصحراء عثير، وصحراء شبث،

وصحراء أم سلمة، وصحراء سالم، وصحراء البردخت نسبة إلي البردخت الشاعر الضبي، وصحراء عرزم، وصحراء بني قرار، وصحراء أثير، وكان في الكوفة نوع من الإقطاع وهو إقطاع يتعلق برحاب وسطها، دور وإقطاع يتعلق بالأرضين الزراعية، أي إقطاع للسكني وإقطاع للحرث، أما الإقطاع للسكني: فقد كان إلي جنب تلك الرحاب التي يطلق عليها صحاري دور، في وسط سوح فسيحة اتخذت لبعض النابهين وسكنت علي

1 - ديوان المتنبي: 400.

2 - مجلة الاعتدال: مجلد 4 / ج 1 ص 41.

(١٦٥)

صفحهمفاتيح البحث: السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، مدينة الكوفة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، بنو أسد (1)، الشكر (1)، الجنابة (1)

الحالة الاقتصادية وأثر المال في الكوفة

النظام الإقطاعي، للصحابة منها فقط تسع عشرة دارا، وفي العهد الأموي اختص أيضا جماعة بدور عديدة من هذا القبيل، أما الإقطاع أو توزيع أراضي الحرث ما بين الفاتحين، فلما كان السواد أو أراضي الكوفة من المواقع المفتوحة عنوة كانت أرضها خراجية وهي علي أنواع ثلاثة:

الأراضي المأهولة بعرب الحيرة الذين انكشفوا عنها علي أثر حوادث الفتح، وهي الممسوحة والمسجلة بأسماء أصحابها كما نقول اليوم: لزمه، والأراضي الخاضعة للجباية الساسانية كما نقول اليوم: أميرية.

والأراضي المملوكة للساسانيين كما نقول اليوم: طابو.

كل هذه الأنواع أعطيت إقطاعا للزعماء والنابهين قرية قرية، ولم يبتدئ الإقطاع علي عهد عثمان كما هو معروف، بل الظاهر أنه كان أسبق من ذلك، فإن أبا عبيد الثقفي بطل (قس الناطف) (1) ترك لابنه المختار طسوجا قريبا من بابل كان إقطاعا له، وأبو عبيد لم يدرك عهد عثمان.

وقد ذكر الطبري: أن هذا الإقطاع لما وصل إلي أرض الملطاط، وهي الواقعة بين الحيرة والكوفة، سبب نزاعا بين أشراف الكوفة.

وفي عهد المتنبي بلغت الكوفة الغاية

في العمران، فكانت مساحة المعمور منها ستة عشر ميلا وثلثي ميل، وفيها خمسون ألف دار لربيعة ومضر، و 24000 دار لغيرهم من العرب، و 6000 دار لأهل اليمن، وذلك في عام 314 للهجرة، حسبما ذكر ذلك بشر بن عبد الوهاب القرشي (2).

الحالة الاقتصادية وأثر المال في الكوفة وجد العمل المالي المتقن في الحيرة أولا ثم الكوفة، ثم المدائن، ثم بغداد وإليك التفصيل:

كانت الحيرة محطة تجارية كبري بين بلاد الفرس والهند، وبين سورية وبلاد

١ - قس الناطف: موضع قريب من الكوفة علي شاطئ الفرات الشرقية، وفيه حدثت الواقعة بين المسلمين والفرس قرب الحيرة. معجم البلدان: ٢ / ١٤٠ و ٤ / ٣٤٩.

٢ - انظر: تاج العروس: ٦ / 240.

(١٦٦)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (7)، مدينة بغداد (1)، الهند (1)، بابل (1)، الباطل، الإبطال (1)، كتاب معجم البلدان (1)، نهر الفرات (1)

الروم واليونان، فعظمت الحركة الاقتصادية فيها وفاض المال، حتي أن أهالي الحيرة من سعة ذات اليد كانوا أولا يتعاملون بالذهب وزنا، فقد ابتاع أوس بن قلام لأيوب ابن معروف أرضا لبناء دار بثلاثمائة أوقية ذهبا وأنفق علي عمارتها مأتي أوقية، وكان من العباديين نصاري الحيرة الصيارفة والتجار.

ولما جاء دور الكوفة نشأت فيها مدينة الرزق كما يقول البلاذري (1)، أو دار الرزق التي أنهضها المسلمون في الكوفة، ومثلها في البصرة والفسطاط، وكان يجمع في هذه الدار متاع المقاتلة أولا، ثم أصبحت دار مضاربة اقتصادية، وقد لعبت هذه الدار دورا مهما في الكوفة أثناء الفتن، وموقع هذه الدار كان قريبا من شارع اليهود بين الجسر في شرقي الكوفة وبين المحل المعروف ب (النبي يونس)، ومقام النبي يونس اليوم معروف في قصبة الكوفة قائم علي النهر في وسط العمارات من

الشمال الغربي للجامع، وعلي هذا فدار الرزق أو مدينة الرزق يكون موقعها في محل السوق المعروف اليوم بسوق آل شمسة أو قريبا منه، وكانت أسواق الكوفة تنتظم من قصر الإمارة وموقعه شرقي الجامع وإلي جنبه إلي دار الوليد بن عقبة من جهة، ومن الجهة الأخري إلي مساكن ثقيف وأشجع، وموقعها اليوم ما بين الشرقي للجامع إلي ما يقارب مسجد سهيل (السهلة)، لأن هذه الأسواق تتصل بالكناسة والكناسة - كما ستعرفه - في ذلك المكان، وكانت هذه الأسواق مغطاة بالحصر وعلي عهد خالد القسري عقدت بالحجارة، وكان في هذه الأسواق محكمة القضاء يجلس فيها المحتسب، وفي هذه الأسواق الصيارفة والمسلفون (2)، وفيها دكاك العبيد ومحلات المراهنين علي الحيوانات العاملة يجمعونها في الكناسة، وكانت الصيرفة عملا كبيرا ورابحا في الكوفة، لأنها كانت تمون المؤامرات والأحداث بصفقات رابحة، وكان المسلفون والصرافون يمتلكون ناحية البلد بعملهم هذا، ومن هنا تعهد الصيرفي ابن مقرن للمنصور في عام 145 للهجرة بالدعة والطمأنينة في الكوفة، وقد أتقنت الكوفة عمل الصيرفة ونظمته علي شبه (بنوكة اليوم) وصيارفة اليهود في بغداد اليوم مدينون للكوفة بعملهم، لأن الكوفة كانت تدير المدائن بعملها الصيرفي مباشرة وكان في المدائن أقلية مسيحية برعت في الصيرفة، حتي أصبحت الواسطة

١ - فتوح البلدان: ١ / 252.

2 - وروي أن مؤمن الطاق كان ممن يمتهن الصيرفة بالكوفة وله دكان بها بطاق المحامل.

(١٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (12)، الوليد بن عقبة (1)، مدينة البصرة (1)، مدينة بغداد (1)، الرزق (3)، الوسعة (1)، السجود (1)، القتل (1)، مؤمن الطاق (1)

الكناسة

الوحيدة بين فضة الفرس وذهب الرومان، وأكبر محلات الصيرفة في الكوفة كانت للمسيحيين الذين كانوا في الحيرة، وفي القرن العاشر للميلاد تلقف فن الصيرفة

هذا جماعة من يهود بغداد آخذين له من المدائن.

الكناسة كانت أولا تعرف بكناسة أسد، ثم صارت محلة أو سوقا أو محطة تجارية كبري للعرب، وهي في الكوفة مثل المربد في البصرة، وموقعها من المدخل الغربي للكوفة، وفيها تمركزت الأشغال التجارية مع البلاد العربية فكانت موضعا للحمولة، توضع فيها الأحمال وترفع منها، وكان في ناحية من نواحي الكناسة أسواق البراذين تجري فيها المعاملات علي الماشية من بغال وحمير وإبل بيعا واكتراءا من قبل النخاسين وهناك يباع الرقيق، وكان في الكناسة محل للشنق، وفيه عرض جثمان زيد بن علي، واليوم توجد بناية قائمة بين مسجد سهيل (السهلة) وقريبة منه وبين مسجد الكوفة يؤمها الناس وتعرف باسم زيد بن علي، ويعتقدون أنها المحل الذي عرض فيه جثمانه شنقا، فيكون موقع الكناسة اليوم بين مسجد السهلة ومسجد الكوفة.

هذا كلام الأستاذ الشرقي حول الكناسة وتعيين موقعها، ومن الغريب جدا صدور ذلك منه، فإنا لم نعهد اليوم ولا قبل اليوم بناية قائمة بين مسجد السهلة والكوفة يؤمها الناس وتعرف عندهم باسم زيد بن علي كي يعقد أحد أنها المحل الذي عرض فيه جثمانه شنقا، فيحكم الأستاذ أنه موقع الكناسة؟

وإنما البناية التي توجد اليوم هناك هي مسجد زيد بن صوحان صاحب الإمام علي (عليه السلام) وهي التي يؤمها الناس وتعرف عندهم بمسجد زيد بن صوحان، يؤدون فيه من الوظائف الشرعية ما هو مدون في كتب الأدعية، ولم يزد الحموي في المعجم علي قوله: الكناسة بالضم، محلة بالكوفة عندها أوقع يوسف بن عمر الثقفي بزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) (1).

١ - معجم البلدان: ٤ / 481.

(١٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام

(2)، مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة الكوفة (6)، مدينة البصرة (1)، علي بن الحسين (1)، زيد بن صوحان (2)، مدينة بغداد (1)، زيد بن علي (3)، السجود (5)، العقد (1)، كتاب معجم البلدان (1)

قال العلامة الخبير السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم في كتاب زيد الشهيد صفحة 153: ليس بالهين معرفة موقع الكناسة مع ما لها من الشهرة وتكرر الذكر في صفحات التاريخ بمناسبة الحوادث الواقعة فيها، إذ لم تكن خارطة تخطط أرجاءها ولا بقيت من آثارها ما يتعرف بها الأحوال إلا أعلام دارسة وصوي (1) مجهولة، كما هو الشأن في آثار الأمم البائدة والديار الخاوية، فليس في وسع المنقب الجزم بشيء منها إلا بالتقريب بالوقوف علي الرسوم والأتلال والحفريات، أو الركون إلي كلمات مستطردة خلال السير، وحتي الآن لم يتسن لنا شيء من تلك القرائن سوي ما وجدناه في فلك النجاة للعلامة الحجة السيد مهدي القزويني (قدس سره): إن المشهد المعروف لزيد بن علي الذي يزار ويتبرك به محل صلبه وحرقه (2).

وهذه الكلمة من سيدنا البحاثة، يجب الاحتفاظ بها لما هو المعهود من غزارة علمه وسعة إحاطته، وقد وثق بها وأرسلها إرسال المسلمات أخذا عن أوثق المصادر المتوفرة عليه، لذلك لم تترك لنا منتدحا عن الإذعان بها بأن هذا المشهد القائم في شرق قرية ذي الكفل واقع في محل الكناسة، ويشهد له أن الصلب وأشباهه مما يقصد فيه الإرهاب وتمثيل قوة البأس وشدة السلطان، لا يكون إلا في المحتشدات العامة ومختلف زرافات الناس، وهذا الموضع قريب من النخيلة وهي العباسية في كلام ابن نما (3)، والعباسيات اليوم، ولا شك أن النخيلة كانت باب الكوفة للخارج إلي الشام والمدائن وكربلاء، ومن هنا عسكر فيها علي (عليه

السلام) لما خرج إلي صفين، وعسكر الحسن بن علي (عليه السلام) لما خرج إلي معاوية، وعسكر ابن زياد لما جهز الجيوش لحرب الحسين (عليه السلام)، فمناسب أن يكون الصلب في الموضع العام أو بالقرب منه، علي أن لا يفوت الغرض المقصود من الإرهاب وإراءة الغلبة وقوة السلطان، وهذا الاعتبار يؤيد ما أرسله السيد المتتبع، وبقي تحديد الموضع الذي دفن فيه قبل النبش والإخراج علي ذمة التاريخ وسعة المنقب.

١ - الصوي: الأعلام من الحجارة، ومفردها: صوة. الصحاح: ٦ / ٢٤٠٤.

٢ - زيد الشهيد: ١٦٤.

٣ - مثير الأحزان: ٦٥.

(١٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، مدينة الكوفة (1)، زيد بن علي (1)، الشام (1)، كتاب مثير الأحزان (1)، الشهادة (1)

مدرسة الكوفة

مدرسة الكوفة كانت المدن ولا تزال دون الريف والقري، مركزا للعلم والفن والأدب، لأنها أوفر مؤنا وأوسع عمرانا، تتوفر فيها الوسائل المهيئة للحركة الفكرية أكثر من غيرها، لأن العمران ووسائل العمران تستتبع شيئا من الغني والرفاهية، وهذه تستتبع شيئا من الرقي في الفكر والعاطفة والذوق، وعند ذلك يحدث الرأي وتبتدع الطريقة فينشأ العلم ويعمر الأدب، نعم إن الشؤون وآداب الشؤون تستدعي قوانين تنتظم علوما يحصل بها رقي للعقل.

والعراق العربي تركزت شؤونه في الكوفة والبصرة، ولا تزال المدن تختلف في لون الذهنية الذي يظهر فيها ويكون مدرستها الخاصة، تبعا لتوفر أسباب وتظافر عوامل تستدعي ذلك اللون، علي هذا الأساس كانت مدرسة الكوفة مدرسة آداب اللغة العربية علي الأكثر دون بقية العلوم، لأن كل شيء فيها عربي، وقد قيل: إن آداب اللغة العربية ميراث الكوفة.

وكانت الكوفة بعيدة عن الذهنية الهندية التي

طغت موجتها علي البصرة، وبعيدة عن مخلفات الأدب الفارسي الذي غشي المدرسة البغدادية، ولم يؤثر الحمر أو الأساورة علي صبغتها الأدبية، الكوفة من أسارير خد الغذراء، ذلك النشز الذي ازدهر فيه الأدب العربي أيام الحيرة وعلي عهد المناذرة، وأن الكوفة تسلمت الأمانة من الحيرة، ولا حاجة بنا إلي رواية حماد القائلة: إن النعمان بن المنذر نسخت له أشعار العرب ومزاياهم الأدبية فاختزنها في قصره الأبيض، وكان الناس من الكوفيين يشيرون إلي ذلك المكان قائلين: إن هنا كنزا، حتي جاء المختار وكشف الموضع فظهرت كنوز العرب الأدبية (1).

وموقع القصر الأبيض اليوم في الجعارة، نهض عليه بيت آل زوين أو مضيفهم، وهم بيت علوي شريف وإلي اليوم يسمون ذلك المكان بالقصر، وفيه آثار للعمارة القديمة من بقايا سوار وجدر لا حاجة بنا إلي هذا، لأن وحدة المكان والزمان واللغة

١ - انظر: لسان العرب: ٢ / 317.

(١٧٠)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (7)، مدينة البصرة (1)، الغني (1)، الوسعة (1)، الوراثة، التراث، الإرث (1)

ورابطة الدم وانسكاب الحيرة في الكوفة، يستلزم أن تتحول المزايا الأدبية من الحيرة إلي الكوفة، كما أنها ولا شك تحولت علي مثل هذا من الكوفة إلي النجف، فتكون الحيرة قد انسكبت في الكوفة والكوفة قد انسكبت في النجف، وعليه فإن خد العذراء الذي من أساريره اليوم مدينة النجف، وفي جنوبها علي عشرة أميال الحيرة، وفي شرقيها علي خمسة أميال الكوفة، كان ولا يزال محطة الأدب العالي للعروبة.

كانت مدرسة الكوفة علي عهد المتنبي عربية محضة، تعرف ذلك جيدا من كتاب ابن النديم (الفهرست) فقد كان ابن النديم معاصرا للمتنبي (1) وتأخر عنه قليلا، وأن كتابه هذا خير دليل علي لون الحركة الفكرية في الكوفة أيام

المتنبي، تجده يخبرك عن الأقلام العربية وآثارها في الكوفة (2).

في هذه المدرسة العربية تثقف المتنبي ثقافة عربية بحتة، دخل وهو صبي كتاتيب الأشراف، وبعد أن تخرج منها انخرط في صفوف الجامعة الأدبية في الكوفة، وهي تلك الحلقات والمجالس العلمية الأدبية التي كانت تنعقد في مسجد الكوفة وفي الضاحية، وقرأ علي أئمة الأدب العربي، وتوفر بالاطلاع علي أخبار العرب ومنازلهم ومياههم، أما مبلغه في اللغة فتشهد له أولا المجموعة الغالية التي اشتمل عليها ديوانه، وثانيا ملحه ونوادره المروية في مجالس علماء اللغة، ومنها شهادة أبي علي (3) عندما استجوبه عن الجموع علي وزن فعلي.

وأما خبرته بمنازل العرب ومياههم، فتشهد له قصيدته المقصورة، فقد اشتملت تلك القصيدة علي كثير من المنازل والمياه التي سلكها عند رحلته من مصر، وأن الطريق التي سلكها وذكرها في مقصورته طريق غير مسلوكة لا يتغلغل فيها وينفذ منها إلا الخريت.

١ - هو أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن الجعفي الكندي المتنبي، ولد سنة ٣٠٣ وقتل في رمضان سنة ٣٥٤، وراجع ترجمته في: الأنساب للسمعاني: ٥ / ١٩٢، تاريخ بغداد: ٤ / ٣٢٤، لسان الميزان: ١ / ١٥٩ رقم ٥١٢.

٢ - راجع: الفهرست لابن النديم البغدادي: 102 - 123، الفن الثاني من المقالة الثانية، في أخبار النحويين واللغويين الكوفيين.

3 - أي أبي علي الفارسي.

(١٧١)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، مدينة الكوفة (11)، مدينة النجف الأشرف (3)، ابن النديم (3)، كتاب لسان الميزان لإبن حجر (1)، شهر رمضان المبارك (1)، أحمد بن الحسين بن الحسن (1)، مدينة بغداد (1)

وقد صقل ثقافته العربية تجواله في البادية، وتطوافه في الجزيرة أول نشأته محاولا تجديد ما فيه من أخلاق العروبة وتقاليدها، حتي طبع نفسه بذلك

الطابع العربي الناصع وجدد ما فيه من روح ودم، ولما عاد إلي الكوفة تردد علي المكتبات العامة ودكاكين الوراقين، تلك الحوانيت الغاصة بالورق الصيني والتهامي والخراساني والقرطاس المصري والجلود والصكاك، التي حفظت علوم العرب ونتاجهم العقلي.

وقد كان غاية في الحفظ، كما تشعر بذلك قصته في حانوت أحد الوراقين عندما استعرض من أحد الدلالين كتابا من كتب الأصمعي (1).

1 - كان المتنبي جالسا عند أحد الوراقين فأحضر رجل كتابا من كتب الأصمعي نحو ثلاثين ورقة ليبيعه، فأخذه المتنبي وأطال النظر فيه، فقال له الرجل: يا هذا أريد بيعه وقد قطعتني عن ذلك فان كنت تريد حفظه من هذه المدة فبعيد. فقال له المتنبي، ان كنت حفظته فمالي عليك؟

قال: أهب لك الكتاب. فأخذ الوراق الكتاب من يده وأقبل المتنبي يتلوه علي الوراق إلي آخره، ثم استلبه وجعله في كمه وقام. فعلق به صاحبه وطالبه بالثمن، فقال له المتنبي: ما إلي ذلك سبيل قد وهبته لي. قال الوراق: فمنعناه منه وقلنا له: أنت شرطت علي نفسك هذا للغلام، فتركه.

(١٧٢)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)

السدير في الحيرة أو كري سعد في الكوفة

السدير في الحيرة أو كري سعد في الكوفة (1) لقد اشتهر في تاريخ الحيرة والكوفة نهران لا زالا يترددان علي لسان العام والخاص وهما: نهر السدير الذي عرف باسم النعمان بين بقايا آثار الحيرة، وكري سعد بين آثار الكوفة، أما آثار نهر السدير فهي ظاهرة بالقرب من خورنق النعمان المطل علي طف الحيرة جنوبا، ويقع غربي الخورنق المذكور بمسافة قدرها 300 متر تقريبا ومصبه طف الحيرة، وأما الآثار التي تنسب لكري سعد فهي تخترق آثار مباني الكوفة الحادثة علي عهد الإسلام، والذي ظهر لنا مما كنا نسمع ونري بأنهما نهران متباينان يستقل أحدهما عن الآخر،

إلا أن تتبعاتنا المتوالية قد أثبتت لنا أنهما شيء واحد، وأن هذين النهرين هما نهر واحد يعرف في الحيرة المندرسة باسم السدير للنعمان، وفي كوفة الجند الإسلامية باسم كري سعد.

لقد تتبعنا هذا الأثر مبتدئين من نهر السدير المار الذكر سائرين علي ضفته، فلم يختلف خط طريقنا، بل أخذنا نشق آثار نهر السدير أولا بالقرب من بقايا الحيرة القديمة في مسافة لا تزيد علي ال 6 كيلو مترات، حتي وصلنا بدء آثار الكوفة وإذا بنا نشق آثار كري سعد الذي يخترق مدينة الكوفة، ولم نشاهد أي اختلاف أثناء الفحص الذي قمنا به بين آثاره البارزة، فكان هذا النهر نهرا واحدا يبتدئ من مصبه بعد أن يخترق آثار الحيرة والكوفة ويمتد علي ظهر كوفان بخط مستقيم حتي يصل أكناف طف كربلاء بمسافة قدرها 95 كيلو مترا تقريبا، وكانت العلائم والإمارات تدل علي أن هذا النهر له اتصال بأراضي الدليم غربي كربلاء، ويرافق أكناف أراضي الطفوف الغربية من الجهات الشمالية حتي طف كربلاء وطف الغري (بحر النجف) وطف الحيرة، وأن الفروع المنبعثة منه كالجداول والأقنية الأرضية القديمة المنصبة منه علي جهات مدينة النجف وطف الحيرة والمشخاب والمحاجير وغيرها المتفرعة بالقرب من جامع سهيل بالكوفة، ومن بين جامع الكوفة القديم وقصر الخورنق تدل دلالة واضحة بأن هذا النهر كان جدولا رئيسيا للري علي (ظهر كوفان للجهات الجنوبية والشرقية من أراضي الطفوف علي) (2) عهد الحكومات العربية

1 - ورد هذا الموضوع في مجلة الاعتدال النجفية: ج 6 / السنة الثانية ص 249.

2 - ما بين القوسين لم يرد في المطبوع الثاني.

(١٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة كربلاء المقدسة (3)، مدينة الكوفة (9)، مدينة النجف الأشرف (2)

قبل الإسلام، حيث وجدنا

بين آثار مدينة الحيرة القديمة (كنيدرة) قنوات تحت الأرض تخترق آثار مباني المدينة القديمة وتصب في منخفضات طف الحيرة (بين النجف وأبو صخير) والذي كان يحملنا علي الاعتقاد القوي بأن نهر السدير وكري سعد واحد، وإنما وجد هذا الاختلاف في التسمية، وكان سببه اختلاف الحكومات العربية وتعاقبها علي هذه المنطقة في غابر العصور، ويمكننا التدليل علي صحة هذا الظن بما هو مشاهد في العصر الحاضر، حيث نري اليوم أسماء الترع والأنهر بل وأغلب المشاريع تتبدل أسماؤها باعتبار الحكومات المتعاقبة من وقت لآخر، كنهر النجف الحالي الذي كان يسمي بالسنية نسبة للسلطان عبد الحميد في عهد الدولة العثمانية، وقد سمي اليوم بعد إحيائه ثانيا باسم الملك الغازي (عاهل البلاد) (1)، وكذلك نهر البديرية في ناحية الحيرة، فإنه سمي اليوم الفيصلي، نسبة إلي فيصل الأول، وعلي هذه القاعدة المطردة في التاريخ - القديم والحديث - ينبغي أن يكون قد تبدل اسم السدير للنعمان علي عهد فاتح هذه الديار سعد بن أبي وقاص، فسمي بكري سعد، لأن الأرض كما نري واحدة، والنهر واحد لا غير، والتاريخ يعيد نفسه في كل الأمور، كما كنا نري في هذه الرقعة من الأرض آثارا متصلة بعضها ببعض يسمي طرف منها آثار الحيرة والطرف الآخر يسمي آثار الكوفة، وهي مدينة واحدة تتطور أسماؤها بحسب مقتضيات الظروف والحوادث من شتي وجوه التسمية.

وعلي كل فقد تبين لنا من التتبعات المقترنة باستقرآتنا الفنية بالمسح الطبوغرافي الحديث الذي بين لنا وضعية ارتفاعات وانخفاضات الأراضي في هذه الديار، بأن هذا النهر هو المصدر الوحيد لإرواء هذه المدن العربية القديمة علي ظهر كوفان، من طريق طف كربلاء، وكان يجري ماؤه كلما تمركز نفوذ العرب علي هذا السنام المرتفع بين

أراضي الفرات الأوسط، سواء كان ذلك في زمن حكومات بابل أو المناذرة أو غيرهما في الحيرة قبل الإسلام أو في الكوفة بعد الإسلام، ولا ريب في أن منبعه أنبار الحبانية في لواء الدليم.

نعم، إن آثاره كانت تدلنا علي أنه يجري ماؤه كلما ارتفع مستوي الماء في أعالي الفرات، سواء كان بواسطة الخزن في الأنبار المار الذكر، أو بالسدود الفنية، وكان

1 - ما بين القوسين لم يرد في المطبوع الثاني.

(١٧٤)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن سعد لعنه الله (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، مدينة الكوفة (2)، مدينة النجف الأشرف (2)، نهر الفرات (2)، عبد الحميد (1)، بابل (1)، العصر (بعد الظهر) (1)

المنازل من الكوفة إلي مكة والبصرة ودمشق

يدوم مجراه كلما استتب الأمن والسلام في هذه الديار، كما وينقطع مجراه كلما فسد نظام الري في المنبع أو انخفض مستوي الماء في أعالي الفرات، بسبب تخريب السدود والنواظم التي تخلفها الحروب والحوادث التاريخية … كحروب جنكيز، وتاتار، وأمثالها، أو كلما قل النفوذ الذي يحافظ بطبيعته علي تلك السدود.

المنازل من الكوفة إلي مكة والبصرة ودمشق ذكر ابن رستة في الأعلاق النفيسة، الطرق التي سلكها المسافرون من الكوفة إلي مكة وإلي البصرة، فقال في صفحة 175 - 176: من الكوفة إلي القادسية 15 ميلا ومن القادسية إلي العذيب 6 أميال - وهي مسلحة كانت للفرس علي طريق البادية - وبين العذيب والقادسية حائطان متصلان من جانبيهما نخيل، فإذا خرجت منه دخلت البرية، ومن القادسية إلي المغيثة 30 ميلا، وهو منزل فيه برك لماء السماء والمتعشي فيه بوادي السباع علي رأس 15 ميلا، ومن المغيثة إلي القرعاء 32 ميلا، ومن القرعاء إلي الواقصة 24 ميلا، وهو منزل كثير الأهل فيه دور وقصور والماء فيه برك وآبار، ومن الواقصة

إلي العقبة 39 ميلا، ومن العقبة إلي القاع 24 ميلا، ومن القاع إلي زبلة 24 ميلا، وهي قرية عظيمة بها أسواق، ومن زبلة إلي الشقوق 21 ميلا، ومن الشقوق إلي بطان - وهو قبر العبادي - 39 ميلا، ومن بطان إلي الثعلبية 39 ميلا، وهي مدينة عليها سور وفيها حمامات وسوق وهي ثلث الطريق إلي مكة، وفيها مسجد وجامع ومنبر والماء من البرك، ومن الثعلبية إلي الخزيمية 32 ميلا، وكان هذا المنزل يسمي زرود، ومن الخزيمية إلي الأجفر 42 ميلا، ومن الأجفر إلي فيد 31 ميلا … الخ.

وأما الطريق من الكوفة إلي البصرة، فقد قال ابن رستة أيضا في الأعلاق النفيسة ص 180: من الكوفة إلي القرعاء وبها مسجد سعد، ومنها إلي مارق، ومنها إلي القلع ثم إلي سلمستان ثم إلي أقر ثم إلي الأخاديد ثم إلي عين صيد ثم إلي عين جمل ثم إلي البصرة.

هذا هو الطريق فيما بين الكوفة والبصرة، الذي كان يسلكه العمال أيام بني أمية، ومسافة هذا الطريق 85 فرسخا، ذكر ذلك هشام ابن الكلبي عن أبيه.

(١٧٥)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (3)، مدينة الكوفة (6)، نهر الفرات (1)، مدينة البصرة (3)، دمشق (1)، القبر (1)، السجود (2)، الصيد (1)

وذكر ابن بلال بن أبي بردة: أنه سارها في يوم وليلة من البصرة إلي الكوفة أيام خالد بن عبد الله القسري (1).

وأما الطريق من الكوفة إلي دمشق، فقد قال ابن خرداذبه ما يأتي:

هو من الحيرة إلي القطقطانة، ثم إلي البقعة، ثم إلي الأبيض وإلي الحوشي وإلي الجمع وإلي الخطير وإلي الجبة وإلي القلوفي الرواري، ثم إلي الساعدة والبقيعة فالأعناك فالأذرعات فالمنزل فدمشق (2).

وقال اليعقوبي في كتاب البلدان في ذكر المنازل من الكوفة إلي

المدينة ومكة:

من أراد أن يخرج من الكوفة إلي الحجاز، خرج علي سمت القبلة في منازل عامرة ومناهل قائمة فيها قصور لخلفاء بني هاشم، فأول المنازل القادسية ثم المغيثة ثم القرعاء ثم الواقصة ثم العقبة ثم القاع ثم زبالة ثم الشقوق ثم بطان، وهذه الأربعة الأماكن ديار بني أسد.

والثعلبية هي مدينة عليها سور، وزرود، والأجفر منازل طي، ثم مدينة فيد وهي المدينة التي ينزلها عمال طريق مكة وأهلها طي وهي في سفح جبلهم المعروف بسلمي، وتوز هي منازل طي أيضا، وسميراء والحاجر وأهلهما قيس وأكثرهم بنو عبس، والنقرة ومعدن النقرة وأهلهما أخلاط من قيس وغيرهم، ومنها يعطف من أراد مدينة رسول الله (صلي الله عليه وآله) علي بطن نخلة، ومن قصد مكة فإلي مغيث، ماوان وهي ديار بني محارب ثم الربذة ثم السليلة ثم العمق ثم معدن بني سليم ثم أفيعية ثم المسلح ثم غمرة، ومنها يهل بالحج ثم ذات عرق ثم بستان ابن عامر ثم مكة (3).

وقال الإصطخري في المسالك والممالك: من الكوفة إلي المدينة نحو من 20 مرحلة (4) ومن المدينة إلي مكة نحو من 10 مراحل، وطريق الجادة من الكوفة إلي مكة أقصر من هذا الطريق بنحو 3 مراحل، إذا انتهي إلي معدن النقرة عدل عن المدينة حتي يخرج علي معدن بني سليم إلي ذات عرق حتي ينتهي إلي مكة، وأما

1 - الأعلاق النفيسة: 180.

2 - المسالك والممالك لابن خرداذبه: 99.

3 - البلدان لليعقوبي: 76.

4 - المرحلة: المسافة التي يقطعها المسافر في يومه، وتقدر عندهم بثمانية فراسخ.

(١٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة مكة المكرمة (7)، مدينة الكوفة (6)، خالد بن عبد الله (1)، مدينة البصرة

(1)، بنو هاشم (1)، بنو أسد (1)، دمشق (2)، الحج (1)، العرق، التعرق (2)

طريق البصرة إلي المدينة نحو 18 مرحلة، ويلتقي مع طريق الكوفة بقرب معدن النقرة (1).

1 - المسالك والممالك للاصطخري: 60.

(١٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، مدينة البصرة (1)

المعجم الهجائي

المعجم الهجائي تري فيما يلي معجما منظما علي ترتيب حروف الهجاء، يتضمن ذكر أسماء الكوفة وقراها ومحلاتها، والقري التي في سوادها ونواحيها وبقاعها ومياهها وصحاريها وأوديتها ودياراتها وقصورها، وغير ذلك مما له علاقة بتاريخ الكوفة مقتصرين علي ما ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان، وما ذكره صاحب مراصد الاطلاع، وإليك ما يلي:

إستينيا: بالكسر، ثم السكون، وكسر التاء، وياء ساكنة، ونون مكسورة، وياء، وألف، قرية بالكوفة.

قال المدائني: كان الناس يقدمون علي عثمان بن عفان فيسألونه أن يعوضهم مكان ما خلفوا من أرضهم بالحجاز وتهامة ويقطعهم عوضه بالكوفة والبصرة، فأقطع خباب بن الأرت إستينيا قرية بالكوفة (1).

أقساس: قرية بالكوفة أو كورة يقال لها: أقساس مالك، منسوبة إلي مالك بن عبد هند بن نجم - بالجيم بوزن زفر - ابن منعة بن برجان بن الدوس بن الديل بن أمية ابن حذاقة بن زهو بن إياد بن نزار، والقس في اللغة: تتبع الشيء وطلبه، وجمعه أقساس، فيجوز أن يكون مالك تطلب هذا الموضع وتتبع عمارته فسمي بذلك، وينسب إلي هذا الموضع أبو محمد يحيي بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي ابن محمد بن يحيي بن الحسين بن زيد بن علي (بن الحسين بن علي) بن أبي طالب (عليه السلام)، الأقساسي، توفي سنة نيف وسبعين وأربعمائة بالكوفة (2)، وجماعة من العلويين ينسبون كذلك إليها (3).

الأكيراح: بالضم ثم الفتح، وياء ساكنة، وراء، وألف، وحاء مهملة: رستاق نزه بأرض الكوفة،

والأكيراح أيضا: بيوت صغار تسكنها الرهبان الذين لا قلالي لهم، يقال لواحدها: كرح، بالقرب منها ديران يقال لأحدهما: دير مر عبدا وللآخر دير

١ - معجم البلدان: ١ / ١٧٦.

٢ - قال السمعاني في أنسابه ١ / ٢٠٠: كان ثقة نبيلا، وعرف بهذا النسب من أهل الكوفة.

٣ - معجم البلدان: ١ / 236، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

(١٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: الخليفة عثمان بن عفان (1)، مدينة الكوفة (9)، كتاب معجم البلدان (3)، يحيي بن الحسين بن زيد (1)، علي بن الحسين بن علي (1)، الحسن بن محمد بن علي (1)، ياقوت الحموي (1)، خباب بن الأرت (1)، يحيي بن محمد (1)

حنة، وهو موضع بظاهر الكوفة، كثير البساتين والرياض وفيه يقول أبو نؤاس:

يا دير حنة من ذات الأكيراح * من يصح عنك فإني لست بالصاحي يعتاده كل محفو مفارقه * من الدهان عليه سحق أمساح في فتية لم يدع منهم تخوفهم * وقوع ما حذروه غير أشباح لا يدلفون إلي ماء بباطية * إلا اغترافا من الغدران بالراح (١).

بابل: بكسر الباء، اسم ناحية منها الكوفة والحلة، ينسب إليها السحر والخمر، قال المفسرون في قوله تعالي: ﴿وما انزل علي الملكين ببابل هاروت وماروت﴾ (2).

قيل: بابل العراق، وقيل: بابل دنباوند، وقال أبو الحسن: بابل الكوفة (3).

بانقيا: بكسر النون، ناحية من نواحي الكوفة ذكرها في الفتوح (4)، وفي أخبار إبراهيم الخليل (عليه السلام): خرج من بابل علي حمار له ومعه ابن أخيه لوط يسوق غنما ويحمل دلوا علي عاتقه حتي نزل بانقيا، وكان طولها اثني عشر فرسخا، وكانوا يزلزلون في كل ليلة، فلما بات إبراهيم عندهم لم يزلزلوا فقال لهم شيخ بات عنده إبراهيم (عليه السلام): والله ما دفع عنكم

إلا بشيخ بات عندي، فإني رأيته كثير الصلاة.

فجاؤوه وعرضوا عليه المقام عندهم وبذلوا له البذول.

فقال: إنما خرجت مهاجرا إلي ربي.

وخرج حتي أتي النجف، فلما رآه رجع أدراجه، أي من حيث مضي.

فتباشروا وظنوا أنه رغب فيما بذلوا له، فقال لهم: لمن تلك الأرض؟ يعني النجف.

قالوا: هي لنا.

قال: فتبيعونيها؟

قالوا: هي لك، فوالله ما تنبت شيئا.

فقال: لا أحبها إلا شراء.

١ - معجم البلدان: ١ / ٢٤٢.

٢ - سورة البقرة: ١٠٢.

٣ - معجم البلدان: ١ / ٣٠٩.

وراجع: تفسير التبيان: ١ / ٣٧٤، تفسير الطبري: ١ / ٦٤٣، تفسير القرطبي: ٢ / ٥٢.

٤ - فتوح البلدان: ٢ / 299 - 300.

(١٧٩)

صفحهمفاتيح البحث: النبي إبراهيم (ع) (2)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (4)، مدينة النجف الأشرف (2)، بابل (6)، الصّلاة (1)، كتاب التبيان للشيخ الطوسي (1)، كتاب تفسير الطبري (1)، كتاب معجم البلدان (2)، سورة البقرة (1)

فدفع إليهم غنيمات كن معه به، والغنم يقال لها بالنبطية: نقيا.

فقال: أكره أن آخذها بغير ثمن، فصنعوا ما صنع أهل بيت المقدس بصاحبهم وهبوا له أرضهم، فلما نزلت بها البركة رجعوا عليه.

وذكر إبراهيم (عليه السلام) أنه يحشر من ولده من ذلك الموضع سبعون ألف شهيد، فاليهود تنقل موتاها إلي هذا الكان لهذا السبب، لما رأي (عليه السلام) غدرهم به تركهم ومضي نحو مكة في قصة فيها طول، وقد ذكرها الأعشي، فقال:

فما نيل مصر إذ تسامي عبابه * ولا بحر بانقيا إذا راح مفعما بأجود منه نائلا إن بعضهم * إذا سئل المعروف صد وجمجما (1).

وقال أيضا:

قد سرت ما بين بانقيا إلي عدن * وطال في العجم تكراري وتسياري (2).

وأما ذكرها في الفتوح، فقال أحمد بن يحيي: لما قدم

خالد بن الوليد (رضي الله عنه) العراق بعث بشير بن سعد أبا النعمان بن بشير الأنصاري إلي بانقيا، فخرج عليه فرخبنداذ في جيش فهزمهم بشير وقتل فرخبنداذ وانصرف بشير وبه جراحة فمات بعين التمر، ثم بعث خالد جرير بن عبد الله إلي بانقيا، فخرج إليه بصبهري بن صلوبا فاعتذر إليه وصالحه علي ألف درهم وطيلسان وقال: ليس لأحد من أهل السواد عهد إلا لأهل الحيرة وأليس وبانقيا.

فلذلك قالوا: لا يصلح بيع أرض دون الجبل إلا أرض بني صلوبا وأرض الحيرة.

وذكر إسحق بن بشير أبو حذيفة فيما قرأته بخط أبي عامر العبدري: بإسناده إلي الشعبي: أن خالد بن الوليد سار من الحيرة حتي نزل بصلوبا صاحب بانقيا وسميا علي ألف درهم وزن ستة، وكتب لهم كتابا فهو عندهم إلي اليوم معروف.

قال: فلما نزل بانقيا علي شاطئ الفرات قاتلوه ليلة حتي الصباح، فقال في ذلك ضرار بن الأزور الأسدي:

أرقت ببانقيا ومن يلق مثل ما * لقيت ببانقيا من الحرب يأرق فلما رأوا أنه لا طاقة لهم بحربه، طلبوا منه الصلح فصالحهم وكتب لهم كتابا فيه:

1 - ديوان الأعشي: 189.

2 - ديوان الأعشي: 69، وفيه:

قد طفت ما بين بانقيا إلي عدن * وطال في العجم ترحالي وتسياري.

(١٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: النبي إبراهيم (ع) (1)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، دولة العراق (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، نهر الفرات (1)، صلح (يوم) الحديبية (1)، جرير بن عبد الله (1)، خالد بن الوليد (2)، أحمد بن يحيي (1)، النعمان بن بشير (1)، بشير بن سعد (1)، الشهادة (1)، القتل (1)، الحرب (1)، السب (1)، البيع (1)

بسم الله الرحمن الرحيم:

هذا كتاب من خالد بن الوليد لصلوبا بن بصبهري ومنزله بشاطئ الفرات،

أنك آمن بأمان الله علي حقن دمك في إعطاء الجزية عن نفسك وجيرتك وأهل قريتك بانقيا وسميا علي ألف درهم جزية، وقد قبلنا منك ورضي من معي من المسلمين بذلك، فلك ذمة الله وذمة النبي محمد (صلي الله عليه وآله) وذمة المسلمين، علي ذلك شهد هشام ابن الوليد وجرير بن عبد الله بن أبي عوف وسعيد بن عمرو، وكتب سنة 13 والسلام.

ويروي ذلك: أنه كان سنة 12 (1).

البداة: بفتح الدال، طسوج من سواد الكوفة.

برثة: بالفتح، موضع بنواحي الكوفة، له ذكر في الأخبار (2).

البردان: بالراء والدال المهملتين، بالكوفة، وكان منزل وبرة بن رومانس، وقال هشام: هو وبرة الأصغر بن رومانس بن معقل بن محاسن بن عمرو بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة أخو النعمان بن المنذر لأمه، فمات ودفن بهذا الموضع، فلذلك يقول مكحول بن حرثة يرثيه:

إلا يا عين جودي باندفاق * علي مردي قضاعة بالعراق فما الدنيا بباقية لحي * ولا حي علي الدنيا بباق لقد تركوا علي البردان قبرا * وهموا للتفرق بانطلاق (3).

بقيقا: من قري الكوفة، كانت بها وقعة الخوارج، وكان مصعب قد استخلف علي الكوفة الحرث بن عبد الله بن أبي ربيعة القباع، فبلغه أن قطري بن الفجاءة سار إلي المدائن فخرج إلي القباع فكان مسيره من الكوفة إلي باجوا شهرا، وقال عند ذلك بعض الشعراء:

سار بنا القباع سيرا ملسا * بين بقيقا وبديقا خمسا قال: وفيما بينهما نحو ميلين، وقال أيضا:

١ - معجم البلدان: ١ / ٣٣١ - ٣٣٢.

٢ - معجم البلدان: ١ / ٣٧٢.

٣ - معجم البلدان: ١ / 376.

(١٨١)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد

بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (6)، نهر الفرات (1)، عبد الله بن أبي ربيعة (1)، جرير بن عبد الله (1)، خالد بن الوليد (1)، سعيد بن عمرو (1)، الخوارج (1)، الشهادة (1)، كتاب معجم البلدان (3)

سار بنا القباع سيرا نكرا * يسير يوما ويقيم شهرا (1).

البويب: بلفظ تصغير الباب، نهر كان بالعراق موضع الكوفة، فمه عند دار الرزق يأخذ من الفرات، كانت عنده وقعة أيام الفتوح بين المسلمين والفرس في أيام أبي بكر الصديق، وكان مجراه إلي موضع دار صالح بن علي بالكوفة، ومصبه في الجوف العتيق، وكان مغيضا للفرات أيام المدود ليزيدوا به الجوف تحصينا، وقد كانوا فعلوا ذلك الجوف حتي كانت السفن البحرية ترفأ إلي الجوف (2).

البهقباذ: بالكسر ثم السكون، وضم القاف، وباء موحدة، وألف، وذال معجمة الأسفل، خمسة طساسيج (3) أحدها الكوفة (4).

بيعة خالد: منسوبة إلي خالد بن عبد الله القسري، أمير الكوفة، كان بناها لأمه وكانت نصرانية، وبني حولها حوانيت بالآجر والجص، ثم صارت سكة البريد (5).

بيعة عدي: هو عدي بن الدميك اللخمي، بالكوفة أيضا (6).

التاجية: نهر عليه كور، بناحية الكوفة (7).

تل بونا: بفتحتين وتشديد النون، من قري الكوفة، قال مالك بن أسماء الفزاري:

حبذا ليلتي بتل بونا * حيث نسقي شرابنا ونغني ومررنا بنسوة عطرات * وسماع وقرقف فنزلنا حيث ما دارت الزجاجة درنا * يحسب الجاهلون أنا جننا (8).

الثوية: بالفتح ثم الكسر، وياء مشددة، ويقال: الثوية، بلفظ التصغير: موضع قريب

١ - معجم البلدان: ١ / ٤٧٤.

٢ - معجم البلدان: ١ / ٥١٢، مراصد الاطلاع: ١ / ٢٣٢.

٣ - الأستان ينقسم إلي الرساتيق، وتنقسم إلي الطساسيج، وينقسم كل طسوج إلي عدة من القري،

وأكثر ما تستعمل هذه اللغة في سواد العراق، وقد قسموا سواد العراق علي ستين طسوجا أضيف كل طسوج إلي اسم.

٤ - معجم البلدان: ١ / ٥١٦.

٥ - معجم البلدان: ١ / ٥٣٢.

٦ - معجم البلدان: ١ / ٥٣٢.

٧ - معجم البلدان: ٢ / ٥.

٨ - معجم البلدان: ٢ / 40.

(١٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، دولة العراق (3)، مدينة الكوفة (7)، نهر الفرات (1)، خالد بن عبد الله (1)، صالح بن علي (1)، الصدق (1)، كتاب معجم البلدان (7)

من الكوفة، وقيل: بالكوفة، وقيل: خريبة إلي جانب الحيرة علي ساعة منها، ذكر العلماء: أنها كانت سجنا للنعمان بن المنذر، كان يحبس بها من أراد قتله، فكان يقال لمن حبس بها: ثوي، أي أقام، فسميت الثوية بذلك، وقد ذكرها المتنبي في شعره (1).

جبانة: بالفتح، ثم التشديد، والجبان في الأصل الصحراء، وأهل الكوفة يسمون المقابر جبانة، كما يسمونها أهل البصرة المقبرة، وبالكوفة محال تسمي بهذا الاسم وتضاف إلي القبائل منها: جبانة كندة مشهورة، وجبانة السبيع، كان بها يوم للمختار بن عبيد (2)، وجبانة ميمون، منسوبة إلي أبي بشير ميمون مولي محمد بن علي بن عبد الله بن عباس صاحب الطاقات ببغداد بالقرب من باب الشام، وجبانة عرزم نسب إليها بعض أهل العلم عرزميا، وجبانة سالم تنسب إلي سالم بن عمارة بن عبد الحارث بن ملكان بن نهار بن مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، وغير هذه، وجميعها بالكوفة (3).

الجبة: بضم الجيم، طسوج من سواد (4) الكوفة (5).

جرزة: بالهاء، اسم أرض باليمامة من أرض الكوفة، وهي لبني ربيعة (6).

١ - معجم البلدان: ٢ / ٨٧ - ٨٨.

٢ - انظر: تاريخ الطبري: ٤ /

٥١٩ - ٥٢١، ذوب النضار: ١١٥.

٣ - معجم البلدان: ٢ / ٩٩ - ١٠٠.

٤ - السواد: هي البساتين والمزارع من النخيل والأشجار إذا التفت واتصل بعضها ببعض، وكان سواد الكوفة مما يلي الفرات من جهة شرقي مسجد الكوفة إلي ما ورائه من جهة الشمال، والفرات: هو فرات الحلة السيفية، وهو عمود الأصل ويجري إلي مكان يقال له اليوم: الديوانية، وهي بلدة حادثة ثم يجري إلي مكان قرية الحمزة، إلي أن ينحط إلي جملة قري، منها أم النجرس وأبو قوارير والرميثة ويقال له: الدهلة، ثم يصل إلي بلدة السماوة، ومن فرات الحلة حفروا أنهارا، وأن قري الكوفة متصلة إلي الفرات وبساتينها ومزارعها علي الفرات، ولكثرتها والتفاف بعضها ببعض سميت سوادا.

قال في مجمع البحرين: وسواد الكوفة نخيلها وأشجارها ومثله سواد العراق سمي بذلك لخضرة الأشجار وزرعه.

٥ - مراصد الاطلاع: ١ / ٣١٣.

٦ - معجم البلدان: ٢ / 126.

(١٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، مدينة الكوفة (10)، مدينة البصرة (1)، الشام (1)، القتل (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، دولة العراق (1)، كتاب ذوب النضار لابن نما الحلي (1)، كتاب معجم البلدان (3)، نهر الفرات (4)، كتاب تاريخ الطبري (1)

الجرعة: بالتحريك، وقيد الصدفي بسكون الراء، وهو موضع قرب الكوفة، المكان الذي فيه سهولة ورمل، ويقال: جرع وجرع وجرعاء بمعني، وإليه يضاف يوم الجرعة المذكور في كتاب مسلم (1)، وهو يوم خرج فيه أهل الكوفة إلي سعيد ابن العاص وقت قدم عليهم واليا من قبل عثمان فردوه وولوا أبا موسي، ثم سألوا عثمان حتي أقره عليهم، وبخط العبدري: لما قدم خالد العراق نزل بالجرعة بين النجف والحيرة، وضبطه بسكون الراء (2).

جرير: موضع بالكوفة، كانت به وقعة زمن عبيد الله

بن زياد لما جاءها (3).

الجوسق الخرب: بظاهر الكوفة عند النخيلة، وكانت الخوارج قد اختلفت يوم النهروان، فاعتزلت طائفة في خمسمائة فارس مع فروة بن نوفل الأشجعي وقالوا: لا نري قتال علي بل نقاتل معاوية.

وانفصلت حتي نزلت بناحية شهرزور، فلما قدم معاوية من الكوفة بعد قتل علي (رضي الله عنه) تجمعوا وقالوا: لم يبق عذر في قتال معاوية.

وساروا حتي نزلوا النخيلة بظاهر الكوفة، فنفذ إليهم معاوية طائفة من جنده، فهزمتهم الخوارج فقال معاوية لأهل الكوفة: هذا فعلكم ولا أعطيكم الأمان حتي تكفوني أمر هؤلاء.

فخرج إليهم أهل الكوفة فقاتلوهم فقتلوهم، وكان عند المعركة جوسق خرب ربما ألجأت الخوارج إليه ظهورها، فقال قيس بن الأصم يرثي الخوارج:

إني أدين بما دان الشراة به * يوم النخيلة عند الجوسق الخرب النافرين علي منهاج أولهم * من الخوارج قبل الشك والريب قوما إذا ذكروا بالله أو ذكروا * خروا من الخوف للأذقان والركب ساروا إلي الله حتي أنزلوا غرفا * من الأرائك في بيت من الذهب ما كان إلا قليل ريث وقفتهم * من كل أبيض صافي اللون ذي شطب حتي فنوا ورأي الرائي رؤوسهم * تغدو بها قلص مهرية نجب

١ - انظر: صحيح مسلم: ٨ / ١٧٤.

٢ - معجم البلدان: ٢ / ١٢٧ - ١٢٨.

٣ - معجم البلدان: ٢ / 131.

(١٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (8)، مدينة النجف الأشرف (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، الخوارج (5)، القتل (2)، الخوف (1)، كتاب معجم البلدان (2)، كتاب صحيح مسلم (1)

فأصبحت عنهم الدنيا قد انقطعت * وبلغوا الغرض الأقصي من الطلب (1).

حبانية: منسوبة من قري الكوفة، كانت بها

وقعة بين زياد بن خراس العجلي من الخوارج وطائفة معه وبين أهل الكوفة، هزم فيها الكوفيين وقتل منهم جماعة، وذلك في أيام زياد بن أبيه (2).

حراضة: بالضم، سوق بالكوفة يباع فيها الحرض، وهو الأشنان (3).

حرام: بلفظ ضد الحلال، محلة وخطة كبيرة بالكوفة، يقال لهم: بنو حرام مسماة ببطن تميم، وهو حرام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم، منهم عيسي بن المغيرة الحرامي، روي عن الشعبي وغيره، روي عنه الثوري (4).

حروراء: بفتحتين، وسكون الواو، وراء أخري، وألف ممدودة: قرية بظاهر الكوفة، وقيل: موضع علي ميلين منها نزل بها الخوارج الذين خالفوا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) فنسبوا إليها، وقال ابن الأنباري: حروراء كورة، وقال أبو منصور:

الحرورية منسوبون إلي موضع بظاهر الكوفة، نسبت إليه الحرورية من الخوارج، وبها كان أول تحكيمهم واجتماعهم حين خالفوا عليه (5).

الحصاصة: بالفتح، وتشديد ثانية، من قري السواد قرب قصر ابن هبيرة، من إعمال الكوفة (6).

حفر السبيع: بفتح السين، وكسر الباء الموحدة، والسبيع قبيلة، وهو السبيع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن خيوان بن نوف بن همدان، ولهم بالكوفة خطة معروفة، قال محمد بن سعد: حفر السبيع موضع بالكوفة، ينسب إليه أبو داود الحفري، يروي عن الثوري، روي عنه أبو بكر بن أبي شيبة، مات سنة 203 وقيل: سنة 206 (7).

١ - معجم البلدان: ٢ / ١٨٥.

٢ - معجم البلدان: ٢ / ٢١١.

٣ - معجم البلدان: ٢ / ٢٣٤.

٤ - معجم البلدان: ٢ / ٢٣٤.

٥ - معجم البلدان: ٢ / ٢٤٥.

٦ - معجم البلدان: ٢ / ٢٦٣.

٧ - معجم البلدان: ٢ / 275.

(١٨٥)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (9)، سعد بن

مالك (1)، سعد بن زيد (1)، محمد بن سعد (1)، الخوارج (3)، الموت (1)، القتل (1)، كتاب معجم البلدان (7)

حمام أعين: (بتشديد الميم) بالكوفة، ذكره في الأخبار مشهور، منسوب إلي أعين مولي سعد بن أبي وقاص (1).

حمام سعد: موضع في طريق الحاج، بالكوفة (2).

حوز: بالفتح، ثم السكون، وزاي: موضع بالكوفة ينسب إليه أبو علي الحسن ابن علي بن زيد بن الهيثم الحوزي، حدث عن محمد بن الحسن النحاس، حدث عنه أبي (النرمي) (3) ومحمد بن علي بن ميمون وابنه أبو محمد يحيي بن الحسن بن علي بن زيد الحوزي، حدث عن محمد بن عبد الله بن هشام التيملي، حدث عنه أبي (4).

خانقين: بلدة بالكوفة (5).

خد العذراء: في كتاب الساجي: كانوا يسمون الكوفة: خد العذراء، لنزاهتها وطيبها وكثرة أشجارها وأنهارها (6).

الخرارة: بفتح الخاء، وتشديد الراء: موضع قرب السيلحون من نواحي الكوفة (7).

خطة بني عبد الله بن دارم: بالكوفة، مما يلي الخندق (8).

خفان وخفية: إجمتان قريبتان من مسجد سعد بن أبي وقاص، بالكوفة (9).

خندق سابور (10): في برية الكوفة، حفره سابور ملك الفرس، بينه وبين

١ - معجم البلدان: ٢ / ٢٩٩، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

٢ - معجم البلدان: ٢ / ٢٩٩.

٣ - في المطبوع: (البرسي)، وما أثبتناه من المصدر.

٤ - معجم البلدان: ٢ / ٣١٨ - ٣١٩.

٥ - معجم البلدان: ٢ / ٣٤١.

٦ - معجم البلدان: ٢ / ٣٤٨.

٧ - معجم البلدان: ٢ / ٣٥٠.

٨ - معجم البلدان: ٢ / ٥٤١.

٩ - معجم البلدان: ٢ / 379.

10 - قال ابن الأثير في الكامل إنما سمي المنصور بالدوانيقي لبخله وذلك لما حفر الخندق بالكوفة قسط علي كل منهم دانقا فضة وصرفه إلي الحفر، والدانق سدس الدرهم،

ثم قال: وفي سنة خمس وخمسين ومائة عمل المنصور للكوفة والبصرة سورا وخندقا وأمر لمن عمل بالسور والخندق لكل واحد خمسة دراهم، فلما فرغوا أمر بجمعهم وأخذ من كل واحد أربعين درهما فقال الشاعر:

يا لقوم ما لقينا * من أمير المؤمنينا قسم الخمسة فينا * وجبانا الأربعينا وهذا هو خندق الكوفة الذي حفره سابور وجدده المنصور، وهو المعروف اليوم بكري سعد.

(١٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن سعد لعنه الله (2)، مدينة الكوفة (12)، عبد الله بن هشام (1)، يحيي بن الحسن (1)، علي بن ميمون (1)، علي بن زيد (2)، محمد بن الحسن (1)، السجود (1)، الحج (1)، كتاب معجم البلدان (8)، إبن الأثير (1)

العرب خوفا من شرهم، قالوا: وكانت هيت وعانات مضافة إلي طسوج الأنبار، فلما ملك أنوشروان بلغه أن طوائف من الأعراب يغيرون علي ما قرب من السواد إلي البادية، فأمر بتجديد سور مدينة تعرف بالنسر، كان سابور ذو الأكتاف بناها، وجعلها مسلحة تحفظ ما قرب من البادية، وأمر بحفر خندق من هيت يشق طف البادية إلي كاظمة مما يلي البصرة وينفذ إلي البحر، وبني عليها المناظر والجواسق ونظمه بالمسالح، ليكون ذلك مانعا لأهل البادية من السواد، فخرجت هيت وعانات بسبب ذلك الخندق من طسوج شاه فيروز، لأن عانات كانت قري مضمومة إلي هيت (1).

الخورنق: بفتح أوله وثانيه، وراء ساكنة، ونون مفتوحة، وآخره قاف، ذكرته العرب في أشعارها وضربت به الأمثال في أخبارها، موضع بالكوفة.

قال أبو منصور: هو نهر، وأنشد:

وتجبي إليه السيلحون ودونها * صريفون في أنهارها والخورنق قال: وهكذا قال ابن السكيت في الخورنق، والذي عليه الأثر والأخبار: أن الخورنق قصر كان بظهر الحيرة، وقد اختلفوا في بانيه، فقال الهيثم بن عدي: الذي أمر

ببناء الخورنق النعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن الحارث بن عمرو ابن لخم بن عدي بن مرة بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يعرب بن قحطان، ملك ثمانين سنة، وبني الخورنق في ستين سنة بناه له رجل من الروم يقال له:

سنمار، فكان يبني السنتين والثلاث ويغيب الخمس سنين وأكثر من ذلك وأقل فيطلب فلا يوجد، ثم يأتي فيحتج، فلم يزل يفعل هذا الفعل ستين سنة حتي فرغ

١ - معجم البلدان: ٢ / 392.

(١٨٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، الهيثم بن عدي (1)، مدينة البصرة (1)، الحارث بن عمرو (1)، الخمس (1)، كتاب معجم البلدان (1)

من بنائه، فصعد النعمان علي رأسه ونظر إلي البحر تجاهه والبر خلفه، فرأي الحوت والضب والظبي والنخل فقال: ما رأيت مثل هذا البناء قط.

فقال له سنمار: إني أعلم موضع آجرة لو زالت لسقط القصر كله.

فقال النعمان: أيعرفها أحد غيرك؟

قال: لا.

قال: لا جرم لأدعنها وما يعرفها أحد.

ثم أمر به فقذف من أعلي القصر إلي أسفله فتقطع، فضربت العرب به المثل فقال شاعر:

جزاني جزاه الله شر جزائه * جزاء سنمار وما كان ذا ذنب سوي رمه البنيان ستين حجة * يعل عليه بالقراميد والسكب فلما رأي البنيان تم سحوقه * وآض كمثل الطود والشامخ الصعب فظن سنمار به كل حبوة * وفاز لديه بالمودة والقرب فقال: اقذفوا بالعلج من فوق رأسه * فهذا لعمر الله من أعجب الخطب وقد ذكرها كثير منهم وضربوا سنمار مثلا.

وكان النعمان هذا قد غزا الشام مرارا، وكان من أشد الملوك بأسا، فبينما هو ذات يوم جالس في مجلسه في الخورنق فأشرف علي النجف وما يليه من البساتين والنخل والجنان والأنهار، مما

يلي المغرب وعلي الفرات مما يلي المشرق والخورنق مقابل الفرات يدور عليه علي عاقول كالخندق، فأعجبه ما رأي من الخضرة والنور والأنهار فقال لوزيره: أرأيت مثل هذا المنظر وحسنه؟

فقال: لا والله أيها الملك ما رأيت مثله لو كان يدوم.

قال: فما الذي يدوم؟

قال: ما عند الله في الآخرة.

قال: فبم ينال ذلك؟

قال: بترك هذه الدنيا وعبادة الله والتماس ما عنده.

فترك ملكه في ليلته ولبس المسوح وخرج متخفيا هاربا ولا يعلم به أحد، ولم يقف الناس علي خبره إلي الآن، فجاؤوا بابه بالغداة علي رسمهم فلم يؤذن لهم عليه كما جرت العادة، فلما أبطأ الآذن أنكروا ذلك وسألوا عن الأمر، فأشكل الأمر عليهم

(١٨٨)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، نهر الفرات (2)، الشام (1)، الحج (1)

أياما، ثم ظهر تخليه من الملك ولحاقه بالنسك في الجبال والفلوات، فما رؤي بعد ذلك.

ويقال: إن وزيره صحبه ومضي معه، وفي ذلك يقول عدي بن زيد:

وتبين رب الخورنق إذ أشر * ف يوما وللهدي تفكير سره ما رأي وكثرة ما يم * - لك والبحر معرضا والسدير فارعوي قلبه وقال فما غب * - طة حي إلي الممات يصير ثم بعد الفلاح والملك والأم * - ة وارتهم هناك القبور ثم صاروا كأنهم ورق ج * - ف فألوت به الصبا والدبور وقال عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة عند غلبة خالد بن الوليد علي الحيرة في خلافة أبي بكر (رضي الله عنه):

أبعد المنذرين أري سواما * تروح بالخورنق والسدير تحاماه فوارس كل حي * مخافة ضيغم عالي الزئير فصرنا بعد هلك أبي قبيس * كمثل الشاء في اليوم المطير تقسمنا القبائل من معد * كأنا بعض أجزاء الجزور وقال ابن الكلبي: صاحب الخورنق

والذي أمر ببنائه بهرام جور بن يزدجرد بن سابور ذي الأكتاف، وذلك أن يزدجرد كان لا يبقي له ولد، وكان قد لحق ابنه بهرام جور في صغره علة تشبه الاستسقاء، فسأل عن منزل مرئ صحيح من الأدواء والأسقام، ليبعث بهرام إليه خوفا عليه من العلة.

فأشار عليه أطباؤه أن يخرجه من بلده إلي أرض العرب ويسقي أبوال الإبل وألبانها، فأنفذه إلي النعمان وأمره أن يبني له قصرا مثله علي شكل بناء الخورنق، فبناه له وأنزله إياه وعالجه حتي برأ من مرضه، ثم استأذن أباه في المقام عند النعمان فأذن له، فلم يزل عنده نازلا قصره الخورنق حتي صار رجلا ومات أبوه، فكان من أمره في طلب الملك حتي ظفر بما هو متعارف مشهور.

وقال الهيثم بن عدي: لم يقدم أحد من الولاة الكوفة إلا وأحدث في قصرها المعروف بالخورنق شيئا من الأبنية، فلما قدم الضحاك بن قيس بني فيه مواضع وبيضه وتفقده، فدخل إليه شريح القاضي فقال: يا أبا أمية أرأيت بناء أحسن من هذا؟

(١٨٩)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، خالد بن الوليد (1)، الهيثم بن عدي (1)، الضحاك بن قيس (1)، شريح القاضي (1)، الموت (1)، المرض (1)، الهلاك (1)، الإستسقاء (1)

قال: نعم، السماء وما بناها.

قال: ما سألتك عن السماء، أقسم لتسبن أبا تراب.

قال: لا أفعل.

قال: ولم؟

قال: لأنا نعظم أحياء قريش ولا نسب موتاهم.

قال: جزاك الله خيرا.

وقال علي بن محمد العلوي الكوفي المعروف بالحماني:

سقيا لمنزلة وطيب * بين الخورنق والكثيب بمدافع الجرعات من * أكناف قصر أبي الخصيب دار تخيرها الملو * ك فهتكت رأي اللبيب أيام كنت من ألغوا * ني في السواد من القلوب لو يستطعن خبأنني * بين المخانق والجيوب أيام كنت وكن لا

* متحرجين من الذنوب غرين يشتكيان ما * يجدان بالدمع السروب لم يعرفا نكدا سوي * صد الحبيب عن الحبيب وقال علي بن محمد الكوفي أيضا:

كم وقفة لك بالخور * نق ما توازي بالمواقف بين الغدير إلي السدي * - ر إلي ديارات الأساقف فمدارج الرهبان في * أطمار خائفة وخائف دمن كأن رياضها * يكسين أعلام المطارف وكأنما غدرانها * فيها عشور في مصاحف وكأنما أغصانها * تهتز بالريح العواصف طرر الوصائف يلتقي * - ن بها إلي طرر المصاحف تلقي أواخرها أوا * ئلها بألوان الرفارف بحرية شتواتها * برية فيها المصائف

(١٩٠)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن محمد العلوي (1)، علي بن محمد (1)

درية الصهباء كا * فورية منها المشارف (1).

دار الحكيم: محلة بالكوفة مشهورة، منسوبة إلي الحكيم بن سعد بن ثور البكائي من بني البكاء بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة (2).

دار قمام: بالكوفة، منسوبة إلي قمامة بنت الحارث بن هاني الكندي، عند دار الأشعث بن قيس (3).

دار المقطع: بالكوفة، تنسب إلي المقطع الكلبي، وله يقول عدي بن الرقاع:

علي ذي منار تعرف العين متنه * كما تعرف الأضياف دار المقطع (4).

درتا: بضم الدال، وسكون الراء، ناحية من نواحي الكوفة، كان فيها من الناس الأعداد المتوافرة، ومن النخل أكثر من مائة وعشرين ألف رأس، ومن الشجر المختلف الأصناف الجربان العظيمة (5).

دوران: بضم أوله، موضع خلف جسر الكوفة، كان به قصر لإسماعيل القسري أخي خالد بن عبد الله القسري أمير الكوفة (6).

دوما: بالكوفة والنجف محلة منها، ويقال اسمها: دومة، لأن عمر لما أجلي أكيدر صاحب دومة الجندل، قدم الحيرة فبني بها حصنا وسماه دومة أيضا (7).

ديارات الأساقف: الديارات جمع دير، والأساقف جمع أسقف وهم

رؤساء النصاري، وهذه الديارات بالنجف ظاهر الكوفة، وهو أول الحيرة، وهي قباب وقصور، بحضرتها نهر يعرف بالغدير عن يمينه قصر أبي الخصيب وعن شماله السدير، وفيه يقول علي بن محمد بن جعفر العلوي الحماني:

كم وقفة لك بالخور * نق ما توازي بالمواقف بين الغدير إلي السدي * - ر إلي ديارات الأساقف

١ - معجم البلدان: ٢ / ٤٠١ - ٤٠٣.

٢ - معجم البلدان: ٢ / ٤١٩.

٣ - معجم البلدان: ٢ / ٤٢٣، وفي المصدر: (قمامة) بدل: (قمام).

٤ - معجم البلدان: ٢ / ٤٢٣.

٥ - معجم البلدان: ٢ / ٤٤٩.

٦ - معجم البلدان: ٢ / ٤٨٠.

٧ - معجم البلدان: ٢ / 486.

(١٩١)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (8)، مدينة النجف الأشرف (2)، محمد بن جعفر العلوي (1)، خالد بن عبد الله (1)، عامر بن ربيعة (1)، البكاء (1)، كتاب معجم البلدان (7)

فمدارج الرهبان في * أطمار خائفة وخائف دمن كأن رياضها * يكسين أعلام المطارف وكأنما غدرانها * فيها عشور في مصاحف بحرية شتواتها * برية فيها المصائف (1).

دير الأعور: هو بظاهر الكوفة، بناه رجل من إياد يقال له: الأعور، من بني حذافة بن زهر بن إياد (2).

دير حنه: بظاهر الكوفة والحيرة (3).

دير الشاء: بأرض الكوفة، علي رأس فرسخ وميل من النخيلة (4).

رحا عمارة: محلة بالكوفة، تنسب إلي عمارة بن عقبة بن أبي معيط (5).

رحبة خنيس: محلة بالكوفة، تنسب إلي خنيس بن سعد، أخي النعمان بن سعد، جد أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن خنيس القاضي (6).

رصافة الكوفة: أحدثها المنصور العباسي، وقد ذكرها الحسين بن السري الكوفي فقال:

ولقد نظرت إلي الرصا * فة فالثنية فالخورنق جر البلي أذياله * فيها فأدرسها وأخلق (7).

زرارة: محلة بالكوفة، سميت

بزرارة بن يزيد بن عمرو بن عدس من بني البكار، وكانت منزله فأخذها معاوية منه ثم أصفيت حتي أقطعها أبو جعفر محمد بن الأشعث بن عقبة الخزاعي، وكان زرارة علي شرطة سعيد بن العاص إذ كان بالكوفة، وفي الحديث: نظر علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلي زرارة فقال: «ما هذه القرية؟»

١ - معجم البلدان: ٢ / ٤٩٨.

٢ - معجم البلدان: ٢ / ٤٩٩.

٣ - معجم البلدان: ٢ / ٥٠٧.

٤ - معجم البلدان: ٢ / ٥١٨.

٥ - معجم البلدان: ٣ / ٣٢.

٦ - معجم البلدان: ٣ / ٣٣.

٧ - معجم البلدان: ٣ / 49.

(١٩٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (8)، يعقوب بن إبراهيم (1)، كتاب معجم البلدان (7)

قالوا: قرية تدعي زرارة، يلحم فيها ويباع فيها الخمر.

فعبر إليها الفرات علي الجسر ثم قال: «علي بالنيران، أضرموا فيها فإن الخبيث يأكل بعضه بعضا».

قال: فاحترقت من غربيها حتي بلغت بستان خواستابر حيرونا (1).

زورة: موضع بالكوفة (2).

زيدان: موضع بالكوفة (3).

سكن: بفتح أوله، وكسر ثانيه: موضع بأرض الكوفة، عن العمراني (4).

سنينيا: بعد النون المكسورة ياء ساكنة، ثم نون أخري، ثم ياء وألف مقصورة:

قرية من نواحي الكوفة، أقطعها عثمان بن عفان عمار بن ياسر رضي الله عنهما (5).

السوادية: بالفتح: قرية بالكوفة، منسوبة إلي سواد بن زيد بن عدي بن زيد بن أيوب بن محروق بن عامر بن عصية بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم (6).

السوارية: محلة بالكوفة، منسوبة إلي سوار بن يزيد بن عدي بن يزيد العبادي الشاعر (7).

سوق أسد: بالكوفة، منسوب إلي أسد بن عبد الله القسري، أخي خالد بن عبد الله أمير العراقين (8).

سوق حكمة: بالتحريك، موضع بنواحي الكوفة،

قال أحمد بن يحيي بن جابر: نسب إلي حكمة بن حذيفة بن بدر، وكان قد نزل عنده، قال: وأم حكمة: هي أم قرفة التي كانت تؤلب علي رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فقتلها زيد بن حارثة في بيتها، وقال أبو اليقظان: نسبت إلي رجل من ولد حكمة يقال له: حكم، والله أعلم، كان فيه يوم

١ - معجم البلدان: ٣ / ١٣٥.

٢ - معجم البلدان: ٣ / ١٥٧.

٣ - معجم البلدان: ٣ / ١٦٣.

٤ - معجم البلدان: ٣ / ٢٣١.

٥ - معجم البلدان: ٣ / ٢٧٠.

٦ - معجم البلدان: ٣ / ٢٧٥.

٧ - معجم البلدان: ٣ / ٢٧٦.

٨ - معجم البلدان: ٣ / 283.

(١٩٣)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخليفة عثمان بن عفان (1)، مدينة الكوفة (8)، نهر الفرات (1)، أحمد بن يحيي (1)، أبو اليقظان (1)، عمار بن ياسر (1)، زيد بن حارثة (1)، قيس بن زيد (1)، كتاب معجم البلدان (8)

لشبيب الخارجي، قتل فيه عتاب بن ورقاء الرياحي (1).

سوق يوسف: بالكوفة، منسوب إلي يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي (2).

السهلة: بفتح أوله، ومعناه مفهوم، مسجد بالكوفة، قال أبو حمزة الثمالي: قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (رضي الله عنه): «يا أبا حمزة هل تعرف مسجد سهل؟» قلت: عندنا مسجد يسمي السهلة.

قال: «أما إني لم أرد سواه، لو أن زيدا أتاه فصلي فيه واستجار به من القتل لأجاره، إن فيه لموضع البيت الذي كان يخيط فيه إدريس (عليه السلام)، ومنه رفع إلي السماء، ومنه كان إبراهيم (عليه السلام) يخرج إلي العمالقة، وفيه موضع الصخرة التي صورت الأنبياء فيها، ومنه

الطينة التي خلق الله الأنبياء منها، وهو موضع مناخ الخضر، وما أتاه مغموم إلا فرج الله عنه» (3).

السيب: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وأصله مجري الماء كالنهر وهو كورة (4) من سواد الكوفة، وهما سيبان الأعلي والأسفل من طسوج، سورا عند قصر ابن هبيرة، ينسب إليها أحمد بن محمد بن أحمد بن علي السيبي، أبو بكر الفقيه الشافعي، ولد بقصر ابن هبيرة سنة 276، ومات به سنة 392 (5).

شانيا: رستاق من نواحي الكوفة من طسوج، سورا من السيب الأعلي (6).

شوميا: موضع في بقعة الكوفة، نزله جيش مهران لمحاربة المثني، والمسلمين قالوا: وشوميا: هي موضع دار الرزق بالكوفة (7).

١ - معجم البلدان: ٣ / ٢٨٣.

٢ - معجم البلدان: ٣ / ٢٨٥.

٣ - معجم البلدان: ٣ / ٢٩٠ - ٢٩١.

٤ - الكورة: كل صقع يشتمل علي عدة قري، ولابد لتلك القري من قصبة أو مدينة أو نهر يجمع اسمها ذلك اسم الكورة.

٥ - معجم البلدان: ٣ / ٢٩٣.

٦ - معجم البلدان: ٣ / ٣١٥.

٧ - معجم البلدان: ٣ / 374.

(١٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، النبي إبراهيم (ع) (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة الكوفة (5)، أبو حمزة الثمالي (1)، أحمد بن محمد بن أحمد (1)، محمد بن الحكم (1)، الرزق (1)، القتل (1)، السجود (1)، الصّلاة (1)، كتاب معجم البلدان (6)

شيلي: ناحية من نواحي الكوفة، ولها نهر يعرف بنهر شيلي، لها ذكر في الفتوح (1)، والنهر اليوم يعرف: بنهر زياد، ينسب إلي زياد بن أبيه، والله أعلم (2).

صحراء أثير: كأنه تصغير أثر، صحراء أثير: بالكوفة تنسب إلي أثير بن عمرو السكوني الطبيب الكوفي، يعرف بابن عمريا، قال عبد الله بن مالك: جمع الأطباء

لعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه) لما ضربه ابن ملجم لعنه الله تعالي، وكان أبصرهم بالطب أثير، فأخذ أثير رئة شاة حارة فتتبع عرقا فيها فاستخرجه وأدخله في جراحة علي (عليه السلام)، ثم نفخ العرق واستخرجه فإذا عليه بياض الدماغ، وإذا الضربة قد وصلت إلي أم رأسه فقال: يا أمير المؤمنين أعهد عهدك فإنك ميت.

وفي صحراء أثير أحرق علي بن أبي طالب (عليه السلام) الطائفة الغلاة (3).

صحراء أم سلمة: موضع بالكوفة، ينسب إلي أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة ابن عبد الله بن الوليد بن المغيرة المخزومية زوجة السفاح، وبالكوفة عدة مواضع تعرف بالصحراء (4).

صحراء البردخت: هي محلة بالكوفة، نسبت إلي البردخت الشاعر الضبي العكلي، واسمه علي بن خالد (5).

صريفين: من قري الكوفة، منها الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن سليمان الدهقان المقري المعدل الصريفيني، أبو القاسم الكوفي أحد أعيانها ومقدميها، وكان قد ختم عليه خلق كثير كتاب الله، وكان قارئا فهما محدثا مكثرا ثقة أمينا مستورا، وكان يذهب إلي مذهب الزيدية، ورد بغداد في المحرم سنة 480 وقرئ عليه الحديث، سمع أبا محمد جناح بن نذير بن جناح المحاري وغيره، روي عنه جماعة، توفي ليلة المحرم السابع عشر منه سنة 490 (6).

الصنين: بالكسر، ثم التشديد، مفتوح، بلفظ تثنية الصن، بلد كان بظاهر

١ - فتوح البلدان: ٢ / ٣٣٦ - ٣٣٧.

٢ - معجم البلدان: ٣ / ٣٨٦.

٣ - معجم البلدان: ١ / ٩٣.

٤ - معجم البلدان: ٣ / ٣٩٤.

٥ - معجم البلدان: ٣ / ٣٩٤.

٦ - معجم البلدان: ٣ / 404.

(١٩٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، السيدة أم سلمة

بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (2)، مدينة الكوفة (6)، أبو القاسم الكوفي (1)، عبد الله بن الوليد (1)، محمد بن الحسين بن علي (1)، ابن ملجم المرادي لعنه الله (1)، عبد الله بن مالك (1)، مدينة بغداد (1)، علي بن خالد (1)، الضرب (1)، الزوج، الزواج (1)، الطب، الطبابة (1)، كتاب معجم البلدان (5)

الكوفة، كان من منازل المنذر، وبه نهر ومزارع، باعه عثمان بن عفان من طلحة بن عبيد الله، وكتب له به كتابا مشهورا مذكورا عند المحدثين، وجدت نسخته سقيمة فلم أنقله (1).

الصين: بالكسر، وآخره نون، موضع بالكوفة، قاله العمراني (2).

ضباب: بكسر أوله، وتكرير الباء الموحدة، قلعة الضباب بالكوفة، ينسب إليها الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن حمزة الحسيني العلوي الضبابي الزيدي النحوي (3).

عبس: محلة بالكوفة، تنسب إلي القبيلة، وهو عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار، وقد نسب إليها (4).

العراقان: البصرة والكوفة (5).

عرزم: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وزاي مفتوحة، اسم جبانة بالكوفة، وقيل:

عرزم محلة بالكوفة تعرف بجبانة عرزم، نسبت إلي رجل كان يضرب فيها اللبن اسمه عرزم، وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم منهم: عبد الملك بن ميسرة بن عمر بن محمد بن عبيد الله، أبو عبد الله بن أبي سليمان العرزمي، حدث عن عطاء وسعيد ابن جبير، روي عن سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج ويحيي بن سعيد القطان وغيرهم، وكان ثقة يخطئ في بعض الحديث، توفي سنة 145 وابن أخيه أبو عبد الرحمن محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العرزمي، يروي عن عطاء، روي عنه أبو أفنون ومات سنة 155 (6).

عقر بابل: قرية

من نواحي الكوفة، قرب كربلاء، وقد روي أن الحسين بن علي (عليه السلام) لما انتهي إلي كربلاء وأحاطت به خيل عبيد الله بن زياد قال: «ما اسم تلك القرية؟»

١ - معجم البلدان: ٣ / ٤٣١.

٢ - معجم البلدان: ٣ / ٤٤٠.

٣ - معجم البلدان: ٣ / ٤٥١.

٤ - معجم البلدان: ٤ / ٧٩.

٥ - معجم البلدان: ٣ / ٥٧.

٦ - معجم البلدان: ٤ / 100.

(١٩٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الخليفة عثمان بن عفان (1)، مدينة كربلاء المقدسة (2)، مدينة الكوفة (8)، محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان (1)، يحيي بن سعيد القطان (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، محمد بن حمزة الحسيني (1)، عبد الملك بن ميسرة (1)، محمد بن عبيد الله (1)، إبراهيم بن محمد (1)، أبو عبد الله (1)، سفيان الثوري (1)، شعبة بن الحجاج (1)، مدينة البصرة (1)، سعد بن قيس (1)، بابل (1)، الضرب (1)، كتاب معجم البلدان (6)

وأشار إلي العقر، فقيل له: اسمها العقر.

فقال: «نعوذ بالله من العقر، فما اسم هذه الأرض التي نحن فيها؟» قالوا: كربلاء.

قال: «أرض كرب وبلاء».

وأراد الخروج منها فمنع، حتي كان ما كان، قتل عنده يزيد بن المهلب بن أبي صفرة في سنة 102، وكان خلع طاعة بني مروان ودعا إلي نفسه، وأطاعه أهل البصرة والأهواز وفارس وواسط، وخرج في مائة وعشرين ألفا، فندب له يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة، فوافقه بالعقر من أرض بابل، فأجلت الحرب عن قتل يزيد بن المهلب (1).

عين جمل: بنواحي الكوفة من النجف، قرب القطقطانة، مات عندها جمل فسميت به، وقيل: بل الذي استخرجها اسمه جمل (2).

الغاضرية: بعد الألف ضاد

معجمة، منسوبة إلي غاضرة من بني أسد، وهي قرية من نواحي الكوفة قريبة من كربلاء (3).

الغريان: تثنية الغري، وهو المطلي بالغراء ممدود، والغري: نصب كان يذبح عليه العتائر، والغريان: طربالان، وهما بناءان كالصومعتين بظاهر الكوفة، قرب قبر علي بن أبي طالب (عليه السلام).

قال: فأما الغريان بالكوفة، فحدث هشام بن محمد الكلبي قال: حدثني شرقي ابن القطامي قال: بعثني المنصور إلي بعض الملوك، فكنت أحدثه بحديث العرب وأنسابها، فلا أراه يرتاح لذلك ولا يعجبه.

قال: فقال لي رجل من أصحابه: يا أبا المثني أي شيء الغري في كلام العرب؟

قلت: الغري: الحسن، والعرب تقول: هذا رجل غري، وإنما سميا الغريين لحسنهما في ذلك الزمان، وإنما بني الغريان اللذان في الكوفة علي مثل الغريين، بناهما صاحب مصر وجعل عليهما حرسا، فكل من لم يصل لهما قتل، إلا أنه يخيره خصلتين ليس فيهما النجاة من القتل ولا الملك، ويعطيه ما يتمني في الحال ثم

١ - معجم البلدان: ٤ / ١٣٦.

٢ - معجم البلدان: ٤ / ١٧٧.

٣ - معجم البلدان: ٤ / 183.

(١٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة كربلاء المقدسة (3)، مدينة الكوفة (5)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة البصرة (1)، هشام بن محمد (1)، بنو أسد (1)، بابل (1)، القتل (4)، الموت (1)، الأكل (1)، الحرب (1)، كتاب معجم البلدان (3)

يقتله، فغبر بذلك دهرا.

قال: فأقبل قصار من أهل إفريقية، ومعه حمار له وكذين (1) فمر بهما، فلم يصل فأخذه الحرس فقال: مالي؟

فقالوا: لم تصل للغريين.

فقال: لم أعلم.

فذهبوا به إلي الملك فقالوا: هذا لم يصل للغريين.

فقال له: ما منعك أن تصلي لهما.

قال: لم أعلم، وأنا رجل غريب من أهل إفريقية، أحببت أن أكون في

جوارك لأغسل ثيابك وثياب خاصتك، وأصيب من كنفك خيرا، ولو علمت لصليت لهما ألف ركعة.

فقال له: تمن.

فقال: وما أتمني؟

فقال: لا تتمن الملك، ولا أن تنجي نفسك من القتل، وتمن ما شئت.

قال: فأدبر القصار وأقبل وخضع وتضرع وأقام عذره لغربته.

فأبي أن يقبل، فقال: إني أسألك عشرة آلاف درهم.

فقال: علي بعشرة آلاف درهم.

قال: وبريدا.

فأتي البريد فسلم إليه وقال: إذا أتيت إفريقية فسل عن منزل فلان القصار، فادفع هذه العشرة آلاف درهم إلي أهله.

ثم قال له الملك: تمن ثانية.

فقال: أضرب كل واحد منكم بهذا الكذين ثلاث ضربات: واحدة شديدة، وأخري وسطي، وأخري دون ذلك.

قال: فارتاب الملك ومكث طويلا ثم قال لجلسائه: ما ترون؟

قالوا: نري أن لا تقطع سنة سنها آباؤك.

قالوا: فبمن تبدأ؟

١ - الكذان: حجارة كأنها المدر فيها رخاوة. لسان العرب: ٣ / 505.

(١٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: القتل (2)

قال: أبدأ بالملك ابن الملك، الذي سن هذا.

قال: فنزل عن سريره ورفع القصار الكذين فضرب أصل قفاه، فسقط علي وجهه.

فقال الملك: ليت شعري، أي الضربات هذه! والله لئن كانت الهينة ثم جاءت الوسطي والشديدة لأموتن، فنظر إلي الحرس وقال: أولاد الزنا تزعمون أنه لم يصل وأنا والله رأيته حيث صلي، خلوا سبيله واهدموا الغريين.

قال: فضحك القصار حتي جعل يفحص برجله من كثرة الضحك.

قلت أنا: فالذي يقع لي ويغلب علي ظني: أن المنذر لما صنع الغريين ظاهر الكوفة سن تلك السنة ولم يشرط قضاء الحوائج الثلاثة التي كان يشرطها ملك مصر، والله أعلم.

وأن الغريين بظاهر الكوفة، بناهما المنذر بن امرئ القيس بن ماء السماء، وكان السبب في ذلك: أنه كان له نديمان من بني أسد يقال لأحدهما خالد بن نضلة والآخر عمرو بن مسعود فمثلا، فراجعا الملك ليلة في بعض كلامه، فأمر وهو

سكران، فحفر لهما حفيرتان في ظهر الكوفة ودفنهما حيين، فلما أصبح استدعاهما فأخبر بالذي أمضاه فيهما، فغمه ذلك وقصد حفرتهما، وأمر ببناء طربالين عليهما وهما صومعتان.

فقال المنذر: ما أنا بملك إن خالف الناس أمري، لا يمر أحد من وفود العرب إلا بينهما.

وجعل لهما في السنة يوم بؤس ويوم نعيم، يذبح في يوم بؤسه كل من يلقاه ويغري بدمه الطربالين، فإن رفعت له الوحش طلبتها الخيل، وإن رفع طائر أرسل عليه الجوارح، حتي يذبح ما يعن ويطليان بدمه.

ولبث بذلك برهة من دهره، وسمي أحد اليومين: يوم البؤس، وهو اليوم الذي يقتل فيه ما ظهر له من إنسان وغيره، وسمي الآخر: يوم النعيم، يحسن فيه إلي كل من يلقي من الناس ويحملهم ويخلع عليهم، فخرج يوما من أيام بؤسه إذ طلع عليه عبيد بن الأبرص الأسدي الشاعر، وقد جاء ممتدحا، فلما نظر إليه قال: هلا كان الذبح لغيرك يا عبيد.

فقال عبيد: أتتك بحائن رجلاه، فأرسلها مثلا.

(١٩٩)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، بنو أسد (1)، الذبح (2)، الزنا (1)، الضحك (1)

فقال له المنذر: أو أجل قد بلغ أناه.

فقال رجل ممن كان معه: أبيت اللعن، اتركه فإني أظن أن عنده من حسن القريض أفضل ما تريد من قتله، فاسمع فإن سمعت حسنا فاستزده، وإن كان غيره قتلته، وأنت قادر عليه.

فأنزل فطعم وشرب، ثم دعا به المنذر فقال له: زدنيه ما تري؟

قال: أري المنايا علي الحوايا.

ثم قال المنذر: أنشدني، فقد كان يعجبني شعرك.

فقال عبيد: حال الجريض دون القريض، وبلغ الحزام الطبيين، فأرسلهما مثلين.

فقال له بعض الحاضرين: انشد الملك هبلتك أمك.

فقال عبيد: وما قول قائل مقتول، فأرسلها مثلا، أي لا تدخل في همك من لا يهتم بك.

قال المنذر: قد أمللتني فأرحني قبل

أن آمر بك.

قال عبيد: من عز بز، فأرسلها مثلا.

فقال المنذر: أنشدني قولك:

أقفر من أهله ملحوب فقال عبيد:

أقفر من أهله عبيد * فاليوم لا يبدي ولا يعيد عنت له منية تكود * وحان منها له ورود فقال له المنذر: أسمعني يا عبيد قولك قبل أن أذبحك.

فقال:

والله إن مت ما ضرني * وإن عشت ما عشت في واحدة فأبلغ بني وأعمامهم * بأن المنايا هي الواردة لها مدة فنفوس العباد * إليها وإن كرهت قاصدة فلا تجزعوا لحمام دنا * فللموت ما تلد الوالدة فقال المنذر: ويلك أنشدنا.

فقال:

(٢٠٠)

صفحهمفاتيح البحث: القتل (1)

هي الخمر بالهزل تكني الطلا * كما لذئب يكني أبا جعده فقال المنذر: يا عبيد لابد من الموت، وقد علمت أن النعمان ابني لو عرض لي يوم بؤسي لم أجد بدا من أن أذبحه، فأما إن كانت لك وكنت لها، فاختر إحدي ثلاث خلال: (إن شئت فصدتك من الأكحل) (1)، وإن شئت من الأبجل، وإن شئت من الوريد.

فقال عبيد: أبيت اللعن، ثلاث خلال كساحيات وآردها شر وارد وحاديها شر حاد ومعاديها شر معاد، فلا خير فيها لمرتاد، إن كنت لا محالة قاتلي فاسقني الخمر حتي إذا ماتت لها مفاصلي وذهلت منها ذواهلي فشأنك وما تريد من مقاتلي.

فاستدعي له المنذر الخمر فشرب، فلما أخذت منه وطابت نفسه، وقدمه المنذر أنشأ يقول:

وخيرني ذو البؤس في يوم بؤسه * خلالا أري في كلها الموت قد برق كما خيرت عاد من الدهر مرة * سحائب ما فيها لذي خيرة أنق سحائب ريح لم توكل ببلدة * فتتركها إلا كما ليلة الطلق ثم أمر به المنذر ففصد حتي نزف دمه، فلما مات غري بدمه الغريين.

فلم يزل علي ذلك حتي مر به في

بعض أيام البؤس رجل من طيء يقال له:

حنظلة، فقرب ليقتل.

فقال: أبيت اللعن، إني أتيتك زائرا ولأهلي من بحرك مائرا، فلا تجعل ميرتهم ما تورده عليهم من قتلي.

قال له المنذر: لابد من قتلك، فسل حاجتك تقض لك قبل موتك.

فقال: تؤجلني سنة أرجع فيها إلي أهلي فأحكم فيهم بما أريد، ثم أسير إليك فينفذ في أمرك.

فقال له المنذر: ومن يكفلك أنك تعود؟

فنظر حنظلة في وجوه جلسائه، فعرف شريك بن عمرو بن شراحيل الشيباني فقال:

يا شريك يا بن عمرو * هل من الموت محاله

1 - ما بين القوسين لم يرد في المطبوع الثاني.

(٢٠١)

صفحهمفاتيح البحث: الموت (4)، الشراكة، المشاركة (2)

يا شريك يا بن عمرو * يا أخا من لا أخا له يا أخا المنذر فك ال * - يوم رهنا قد أناله يا أخا كل مضاف * وأخا من لا أخا له إن شيبان قبيل * أكرم الناس رجاله وأبو الخيرات عمرو * وشراحيل الحما له رقباك اليوم في المج * - د وفي حسن المقالة فوثب شريك وقال: أبيت اللعن، يدي بيده ودمي بدمه، إن لم يعد إلي أجله.

فأطلقه المنذر، فلما كان من القابل قعد المنذر في مجلسه في يوم بؤسه ينتظر حنظلة، فأبطأ عليهم فقدم شريك ليقتل، فلم يشعر إلا وراكب قد طلع، فإذا هو حنظلة وقد تحنط وتكفن، ومعه نادبته تندبه.

فلما رأي المنذر ذلك عجب من وفائه وقال: ما حملك علي قتل نفسك؟

فقال: أيها الملك إن لي دينا يمنعني من الغدر.

قال: وما دينك؟

قال: النصرانية.

فاستحسن ذلك منه وأطلقهما معا وأبطل تلك السنة، وكان سبب تنصره وتنصر أهل الحيرة فيما زعموا.

وروي الشرقي بن القطامي قال: الغري: الحسن من كل شيء، وإنما سميا الغريان لحسنهما، وكان المنذر بناهما علي

صورة غريين، كان بعض ملوك مصر بناهما.

وقرأت علي ظهر كتاب شرح سيبويه للمبرد بخط الأديب عثمان بن عمر الصقلي النحوي الخزرجي ما صورته: وجدت بخط أبي بكر السراج (رحمه الله) علي ظهر جزء من أجزاء كتاب سيبويه: أخبرني أبو عبد الله اليزيدي قال: حدثني ثعلب قال:

مر معن بن زائدة بالغريين فرأي أحدهما وقد شعث وهدم فأنشأ يقول:

لو كان شيء له أن لا يبيد علي * طول الزمان لما باد الغريان ففرق الدهر والأيام بينهما * وكل إلف إلي بين وهجران (1).

١ - معجم البلدان: ٤ / 196 - 201.

(٢٠٢)

صفحهمفاتيح البحث: أبو عبد الله (1)، الكرم، الكرامة (1)، القتل (1)، الشراكة، المشاركة (3)، كتاب معجم البلدان (1)

غطط: رستاق بالكوفة، متصل بشانيا من السيب الأعلي، قرب سورا (1).

قبة: بالضم والتشديد، قبة الكوفة: وهي الرحبة بها، ينسب إليها عمرو بن كثير القبي الكوفي، سمع سعيد بن جبير، روي عنه حسان بن أبي يحيي الكندي، نسبه يحيي بن معين (2).

قسين: بالضم، ثم الكسر، والتشديد، وياء مثناة من تحت، ونون، كورة من نواحي الكوفة (3).

قصر أبي الخصيب: بظاهر الكوفة، قريب من السدير، بينه وبين السدير ديارات الأساقف، وهو أحد المنتزهات، يشرف علي النجف … وأبو الخصيب ابن ورقاء مولي المنصور أحد حجابه، وفي (قصر) (4) أبي الخصيب يقول بعضهم:

يا دار غير رسمها * مر الشمال مع الجنوب بين الخورنق والسدير * فبطن قصر أبي الخصيب فالدير فالنجف الأشم * جبال أرباب الصليب (5).

قصر العدسيين: جمع العدسي الذي يطبخ العدس، وهو قصر كان بالكوفة في طرف الحيرة، لبني عمار بن عبد المسيح بن قيس بن حرملة بن علقمة بن عشير بن الرماح ابن عامر المذمم بن عوف بن عامر الأكبر بن

عوف بن بكر بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، وإنما نسبوا إلي أمهم عدسة بنت مالك بن عامر بن عوف الكلبي، كذا قال ابن الكلبي في جمهرته، وهو أول شيء فتحه المسلمون لما غزوا العراق (6).

قصر الكوفة: ينسب إليه عبد الخالق بن محمد بن المبارك الهاشمي، أبو جعفر ابن أبي هاشم بن أبي القاسم القصري الكوفي، مولده في سنة 513، ومات ببغداد

١ - معجم البلدان: ٤ / ٢٠٧.

٢ - معجم البلدان: ٤ / ٣٠٨.

٣ - معجم البلدان: ٤ / ٣٥٠.

٤ - أثبتناه من المصدر.

٥ - معجم البلدان: ٤ / ٣٥٤، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

٦ - معجم البلدان: ٤ / 360.

(٢٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (6)، مدينة النجف الأشرف (2)، سعيد بن جبير (1)، عبد الخالق بن محمد (1)، يحيي الكندي (1)، مالك بن عامر (1)، كتاب معجم البلدان (5)

في سنة 589 ثاني رجب، ودفن بباب الأزج عند ابن الخلال (1).

قصر ابن هبيرة: ينسب إلي يزيد بن عمر بن هبيرة بن معية بن سكين بن خديج ابن بغيض بن مالك بن سعد بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، كان لما ولي العراق من قبل مروان بن محمد بن مروان، بني علي فرات الكوفة مدينة فنزلها ولم يستتمها، حتي كتب إليه مروان بن محمد يأمره بالاجتناب عن مجاورة أهل الكوفة، فتركها وبني قصره المعروف به بالقرب من جسر سورا، فلما ملك السفاح نزله واستتم تسقيف مقاصير فيه وزاد في بنائه، وسماه الهاشمية، وكان الناس لا يقولون إلا قصر ابن هبيرة علي العادة الأولي.

فقال: ما أري ذكر ابن هبيرة يسقط عنه،

فرفضه وبني حياله مدينة، ونزلها أيضا (المنصور) (2) واستتم بناء كان قد بقي فيها وزاد فيها أشياء، وجعلها علي ما أراد، ثم تحول منها إلي بغداد فبني مدينة وسماها مدينة السلام.

قال ابن طاهر: حدث من هذا القصر علي بن محمد بن علي بن الحسن المكني أبا الحسن، وهو أخو أحمد بن محمد، روي عن عبد الله بن إبراهيم الأزدي وغيره، روي عنه ابن أخيه أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد، وعبد الله بن إبراهيم بن محمد بن الحسن الأزدي القصري الضرير، حدث عن الحسن الحلواني وأحمد الدورقي، روي عنه أبو أحمد ابن عدي وأبو بكر الإسماعيلي وغيرهما، وعبد الكريم بن علي بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبد الله، أبو عبيد الله التميمي المعروف بابن السيني القصري، روي عن محمد بن عمر بن زنبور، وأبي محمد الأكفاني، روي عنه أبو بكر الخطيب ووثقه، توفي سنة 459، وأبو بكر محمد بن جعفر بن رميس القصري، ومحمد بن طوسي القصري، الذي ينسب إليه تعليق الكتاب عن أبي علي الفارسي، قاله أبو منصور المقدر الأصبهاني في كتاب له صنفه في ثلب أبي الحسن الأشعري (3).

قطوان: بالتحريك، وآخره نون، قال أبو الفضل بن طاهر المقدسي: قطوان:

موضع بالكوفة وليس باسم قبيلة، ينسب إليه أبو الهيثم خالد بن مخلد القطواني

١ - معجم البلدان: ٤ / ٣٦٣.

٢ - أثبتناه من المصدر.

٣ - معجم البلدان: ٤ / 365، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

(٢٠٤)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (3)، شهر رجب المرجب (1)، علي بن الحسين بن عبد الله (1)، عبد الله بن إبراهيم (2)، محمد بن علي بن الحسن (1)، أبو عبد الله (1)، عمر بن هبيرة

(1)، مدينة بغداد (1)، محمد بن مروان (1)، علي بن أحمد (1)، محمد بن الحسن (1)، أحمد بن محمد (2)، محمد بن عمر (1)، الطهارة (2)، كتاب معجم البلدان (2)

المحدث المشهور، وعبد الله بن أبي زياد القطواني، سمع عبيد الله بن موسي، روي عنه أبو بكر بن خزيمة وغيره، ويحيي بن يعلي أبو زكريا الأسلمي القطواني، وليس بيحيي بن يعلي المحاربي، فإن المحاربي ثقة والأسلمي ضعيف، وإسماعيل بن خالد القطواني الكوفي (1).

قورا: بالفتح، طسوج من ناحية الكوفة، ونهر عليه عدة قري منها، سوار وغرما (2).

الكناسة: بالضم، محلة بالكوفة، عندها أوقع يوسف بن عمر الثقفي بزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، وفيها يقول الشاعر:

يا أيها الراكب الغادي لطيته * يؤم بالقوم أهل البلدة الحرم أبلغ قبائل عمرو إن أتيتهم * أو كنت من دارهم يوما علي أمم إنا وجدنا (فقروا) (3) في بلادكم * أهل الكناسة أهل اللوم والعدم أرض تغير أحساب الرجال بها * كما رسمت بياض الريط بالحمم (4).

كوفان: والكوفة واحد، وقال علي بن محمد الكوفي العلوي المعروف بالحماني:

ألا هل سبيل إلي نظرة * بكوفان يحيي بها الناظران يقلبها الصب دون السدير * حيث أقام بها القائمان وحيث أناف بأرواقه * محل الخورنق والماديان وهل أبكرن وكثبانها * تلوح كأودية الشاهجان وأنوارها مثل برد النبي * ردع بالمسك والزعفران وقال أبو نؤاس وقدم الكوفة واستطابها وأقام بها مدة وقال:

ذهبت بها كوفان مذهبها * وعدمت عن أربابها صبري ما ذاك إلا أنني رجل * لا أستخف صداقة البصري (5).

الكوفة: بالضم، المصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق، ويسميها قوم خد

١ - معجم البلدان: ٤ / ٣٧٥.

٢ - معجم البلدان:

٤ / ٤١١.

٣ - في المصدر طبعة إحياء التراث: (قفيرا)، وفي طبعة ليدن: (فقيرا).

٤ - معجم البلدان: ٤ / ٤٨١.

٥ - معجم البلدان: ٤ / 489 - 490، وفي المصدر: (الصب) بدل: (الضب).

(٢٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (5)، عبيد الله بن موسي (1)، علي بن الحسين (1)، علي بن محمد (1)، بابل (1)، كتاب معجم البلدان (4)، الوراثة، التراث، الإرث (1)

العذراء.

قال أبو بكر محمد بن القاسم: سميت الكوفة لاستدارتها، أخذا من قول العرب: رأيت كوفانا، وكوفانا بضم الكاف وفتحها، للرميلة المستديرة، وقيل:

سميت الكوفة كوفة لاجتماع الناس بها من قولهم: قد تكوف الرمل، وطول الكوفة تسع وستون درجة ونصف، وعرضها إحدي وثلاثون درجة وثلثان، وهي في الإقليم الثالث، يتكوف تكوفا إذا ركب بعضه بعضا، ويقال: أخذت الكوفة من الكوفان، يقال: هم في كوفان، أي في بلاء وشر.

وقيل: سميت كوفة، لأنها قطعة من البلاد من قول العرب: قد أعطيت فلانا كيفة، أي قطعة، ويقال: كفت أكيف كيفا، إذا قطعت، فالكوفة قطعة من هذا انقلبت الياء فيها واوا لسكونها، وانضمام ما قبلها.

وقال قطرب: يقال: القوم في كوفان، أي في أمر يجمعهم، قال أبو القاسم: قد ذهب جماعة إلي أنها سميت كوفة بموضعها من الأرض، وذلك أن كل رملة يخالطها حصباء تسمي كوفة، قال آخرون: سميت كوفة، لأن جبل ساتيد ما يحيط بها كالكفاف عليها، وقال ابن الكلبي: سميت بجبل صغير في وسطها كان يقال له:

كوفان، وعليه اختطت مهرة موضعها، وكان هذا الجبل مرتفعا عليها فسميت به فهذا في اشتقاقها كاف.

وقد سماها عبدة بن الطبيب كوفة الجند، فقال:

إن التي وضعت بيتا مهاجرة * بكوفة الجند غالت ودها

غول.

وأما تمصيرها وأوليته، فكانت أيام عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في السنة التي مصرت فيها البصرة وهي سنة 17، وقال قوم: إنها مصرت بعد البصرة بعامين في سنة 19، وقيل: سنة 18.

قال أبو عبيدة معمر (بن) (1) المثني: لما فرغ سعد بن أبي وقاص من وقعة رستم بالقادسية، وضمن أرباب القري ما عليهم، بعث من أحصاهم ولم يسمهم حتي يري عمر فيهم رأيه، وكان الدهاقين ناصحوا المسلمين ودلوهم علي عورات فارس، وأهدوا لهم وأقاموا لهم الأسواق، ثم توجه سعد نحو المدائن إلي يزدجرد، وقدم

1 - أثبتناه من المصدر.

(٢٠٦)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن سعد لعنه الله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، مدينة الكوفة (12)، مدينة البصرة (2)، محمد بن القاسم (1)، الطب، الطبابة (1)

خالد بن عرفطة حليف بني زهرة بن كلاب، فلم يقدر عليه سعد حتي فتح خالد ساباط المدائن، ثم توجه إلي المدائن فلم يجد معابر، فدلوه علي مخاضة عند قرية الصيادين أسفل المدائن، فأخاضوها الخيل حتي عبروا وهرب يزدجرد إلي إصطخر، فأخذ خالد كربلاء عنوة وسبي أهلها فقسمها سعد بين أصحابه، ونزل كل قوم في الناحية التي خرج (بها) (1) سهمه فأحيوها، فكتب بذلك سعد إلي عمر، فكتب إليه عمر: أن حولهم.

فحولهم إلي سوق حكمة، ويقال: إلي كويفة ابن عمر دون الكوفة فقضوا.

فكتب سعد إلي عمر بذلك، فكتب إليه: أن العرب لا يصلحها من البلدان إلا ما أصلح الشاء والبعير، فلا تجعل بيني وبينهم بحرا، وعليك بالريف.

فأتاه ابن بقيلة فقال له: أدلك علي أرض انحدرت عن الفلاة وارتفعت عن المبقة؟

قال: نعم.

فدله علي موضع الكوفة اليوم، وكان يقال له: سورستان، فانتهي إلي موضع مسجدها، فأمر راميا فرمي بسهم قبل مهب القبلة فعلم علي موقعه،

ثم غلا بسهم قبل مهب الشمال فعلم علي موقعه، ثم علم دار إمارتها ومسجدها في (مقام الغالي) (2) وفيما حوله، ثم أسهم لنزار وأهل اليمن سهمين، فمن خرج اسمه أولا فله الجانب الشرقي وهو خيرهما، فخرج سهم أهل اليمن فصارت خططهم في الجانب الشرقي، وصارت خطط نزار في الجانب الغربي من وراء تلك الغايات والعلامات وترك ما دون تلك العلامات، فخط المسجد ودار الإمارة فلم يزل علي ذلك.

وقال ابن عباس: كانت منازل أهل الكوفة قبل أن تبني أخصاصا من قصب، إذا غزوا قلعوها وتصدقوا بها، فإذا عادوا بنوها فكانوا يغزون ونساؤهم معهم، فلما كان في أيام المغيرة بن شعبة، بنت القبائل باللبن من غير ارتفاع ولم يكن لهم غرف، فلما كان في أيام إمارة زياد بنوا أبواب الآجر، فلم يكن في الكوفة أكثر أبواب آجر من مراد والخزرج.

1 - من المصدر.

2 - في المطبوع: (معالم العالي)، وما أثبتناه من المصدر.

(٢٠٧)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، مدينة الكوفة (4)، المغيرة بن شعبة (1)، السجود (1)

وكتب عمر بن الخطاب إلي سعد: أن اختط موضع المسجد الجامع علي عدة مقاتلتكم، فخط علي أربعين ألف إنسان، فلما قدم زياد زاد فيه عشرين ألف إنسان، وجاء بالآجر وجاء بأساطينه من الأهواز.

قال أبو الحسن محمد بن علي بن عامر الكندي البندار: أنبأنا علي بن الحسن بن صبيح البزاز قال: سمعت بشر بن عبد الوهاب القرشي مولي بني أمية، وكان صاحب خير وفضل، وكان ينزل دمشق، وذكر قدر الكوفة فكانت ستة عشر ميلا وثلثي ميل، وذكر أن فيها خمسين ألف دار للعرب من ربيعة ومضر، وأربعة وعشرين ألف دار لسائر العرب، وستة آلاف دار لليمن، أخبرني بذلك

سنة (264) (1).

وقال الشعبي: كنا نعد أهل اليمن اثني عشر ألف، وكانت نزار ثمانية آلاف، وولي سعد بن أبي وقاص السائب بن الأقرع وأبا الهياج الأسدي، خطط الكوفة فقال ابن الأقرع لجميل بن بصبهري دهقان الفلوجة: اختر لي مكانا من القرية.

قال: ما بين الماء إلي دار الإمارة. فاختط لثقيف في ذلك الموضع.

وقال الكلبي: قدم الحجاج بن يوسف علي عبد الملك بن مروان ومعه أشراف العراقيين، فلما دخلوا علي عبد الملك بن مروان تذاكروا أمر الكوفة والبصرة، فقال محمد بن عمير العطاردي الكوفة: سفلت عن الشام ووبائها، وارتفعت عن البصرة وحرها، فهي (برية) (2) مريئة مريعة، إذا أتتنا الشمال ذهبت مسيرة شهر علي مثل رضراض الكافور، وإذا هبت الجنوب جاءتنا ريح السواد وورده وياسمينه واترنجه، ماؤنا عذب وعيشنا خصب.

فقال عبد الملك بن الأهتم السعدي: نحن والله يا أمير المؤمنين أوسع منهم برية، وأعد منهم في السرية، وأكثر منهم ذرية، وأعظم منهم نفرا، يأتينا ماؤنا عفوا صفوا، ولا يخرج من عندنا إلا سائق أو قائد.

فقال الحجاج: يا أمير المؤمنين إن لي بالبلدين خبرا.

فقال: هات غير متهم فيهم.

فقال: أما البصرة: فعجوز شمطاء بخراء دفراء أوتيت من كل حلي، وأما الكوفة: فبكر عاطل عيطاء لا حلي لها ولا زينة.

1 - في المطبوع: (314)، وما أثبتناه من المصدر.

2 - من المصدر.

(٢٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن سعد لعنه الله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، مدينة الكوفة (5)، بنو أمية (1)، مدينة البصرة (2)، علي بن الحسن (1)، علي بن عامر (1)، الشام (1)، دمشق (1)، السجود (1)

فقال عبد الملك: ما أراك إلا قد فضلت الكوفة (1).

وكان علي (عليه السلام) يقول: «الكوفة كنز الإيمان وجمجمة الإسلام وسيف الله ورمحه يضعه حيث شاء،

والذي نفسي بيده لينتصرن الله بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجاز» (2).

وكان سلمان الفارسي يقول: أهل الكوفة أهل الله، هي قبة الإسلام يحن إليها كل مؤمن (3).

وأما مسجدها: فقد رويت فيه فضائل كثيرة، روي حبة العرني قال: كنت جالسا عند علي (عليه السلام) فأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين هذه راحلتي وزادي أريد هذا البيت أعني بيت المقدس.

فقال (عليه السلام): «كل زادك وبع راحلتك، وعليك بهذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - فإنه أحد المساجد الأربعة، ركعتان فيه تعدلان عشرا فيما سواه من المساجد، والبركة منه علي اثني عشر ميلا من حيث ما أتيته، وهي نازلة من كذا ألف ذراع، وفي زاويته فار التنور، وعند الأسطوانة الخامسة صلي إبراهيم (عليه السلام)، وقد صلي فيه ألف نبي وألف وصي، وفيه عصا موسي، والشجرة اليقطين، وفيه هلك يغوث ويعوق وهو الفاروق، وفيه مسير لجبل الأهواز، وفيه مصلي نوح (عليه السلام)، ويحشر منه يوم القيامة سبعون ألفا ليس عليهم حساب، ووسطه علي روضة من رياض الجنة، وفيه ثلاث أعين من الجنة، يذهب الرجس وتطهر المؤمنين، لو يعلم الناس ما فيه من الفضل لأتوا حبوا».

وقال الشعبي: مسجد الكوفة: ستة أجربة وأقفزة، وقال: زادا نفروخ: هو تسعة أجربة.

ولما بني عبيد الله بن زياد مسجد الكوفة، جمع الناس ثم صعد المنبر وقال: يا أهل الكوفة قد بنيت لكم مسجدا لم يبن علي وجه الأرض مثله، وقد أنفقت علي كل أسطوانة سبع عشرة مائة ولا يهدمه إلا باغ أو جاحد.

وقال عبد الملك بن عمير: شهدت زيادا وطاف بالمسجد، فطاف به وقال: ما

1 - البلدان لابن الفقيه: 201.

2 - البلدان لابن الفقيه: 210.

3 - البلدان لابن الفقيه: 210.

(٢٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير

المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، النبي إبراهيم (ع) (1)، النبي نوح عليه السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (2)، يوم القيامة (1)، مدينة الكوفة (5)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، عبد الملك بن عمير (1)، الطواف، الطوف، الطائفة (1)، السجود (4)

أشبهه بالمساجد، قد أنفقت علي كل أسطوانة ثمان عشرة مائة، ثم سقط منه شيء فهدمه الحجاج وبناه، ثم سقط بعد ذلك الحائط الذي يلي دار المختار فبناه يوسف ابن عمر، وقال السيد إسماعيل بن محمد الحميري يذكر مسجد الكوفة:

لعمرك ما من مسجد بعد مسجد * بمكة ظهرا أو مصلي بيثرب بشرق ولا غرب علمنا مكانه * من الأرض معمورا ولا متجنب بأبين فضلا من مصلي مبارك * بكوفان رحب ذي أواس ومحصب مصلي به نوح تأثل وابتني * به ذات حيزوم وصدر محنب وفار به التنور ماءا وعنده * له قيل يا نوح ففي الفلك فاركب وباب أمير المؤمنين الذي به * ممر أمير المؤمنين المهذب عن مالك بن دينار قال: كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) إذا أشرف علي الكوفة قال:

يا حبذا مقالنا بالكوفة * أرض سواء سهلة معروفة تعرفها جمالنا العلوفة وقال سفيان بن عيينة: خذوا المناسك عن أهل مكة، وخذوا القراءة عن أهل المدينة، وخذوا الحلال والحرام عن أهل الكوفة.

ومع ما قدمنا من صفاتها الحميدة، فلن تخلو الحسناء من ذام، قال النجاشي يهجوا أهلها:

إذا سقي الله قوما صوب غادية * فلا سقي الله أهل الكوفة المطرا التاركين علي طهر نساءهم * والنايكين بشاطي دجلة البقرا والسارقين إذا ما جن ليلهم * والدارسين إذا ما أصبحوا السورا ألق العداوة والبغضاء بينهم

* حتي يكونوا لمن عاداهم جزرا وأما ظاهر الكوفة، فإنها منازل النعمان بن المنذر، والحيرة والنجف والخورنق والسدير والغريان، وما هناك من المتنزهات والديرة الكبيرة، فقد ذكرت في هذا الكتاب حيث ما اقتضاه ترتيب أسمائها، ووردت رامة بنت الحسين بن المنقذ بن الطماح الكوفة فاستوبلتها فقالت:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * وبيني وبين الكوفة النهران فإن ينجني منها الذي ساقني لها * فلابد من عمر ومن شنآن وأما المسافات، فمن الكوفة إلي المدينة نحو عشرين مرحلة، ومن المدينة إلي مكة

(٢١٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة مكة المكرمة (3)، مدينة الكوفة (8)، مدينة النجف الأشرف (1)، سفيان بن عيينة (1)، إسماعيل بن محمد (1)، الطهارة (1)، السجود (2)

نحو عشرة مراحل في طريق الجادة، ومن الكوفة إلي مكة أقصر من هذا الطريق نحو من ثلاث مراحل، لأنه إذا انتهي الحاج إلي معدن النقرة عدل عن المدينة حتي يخرج إلي معدن بني سليم، ثم إلي ذات عرق حتي ينتهي إلي مكة.

ومن حفاظ الكوفة: محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي، سمع بالكوفة عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، ووكيع بن الجراح وخلقا غيرهم، وروي عنه محمد بن يحيي الذهلي، وعبد الله بن يحيي الذهلي، وعبد الله بن يحيي بن حنبل، وأبو يعلي الموصلي، والحسن بن سفيان الثوري، وأبو عبد الله البخاري، ومسلم بن الحجاج، وأبو داود السجستاني، وأبو عيسي الترمذي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وابن ماجة القزويني، وأبو عروة المرادي وخلق سواهم.

وكان ابن عقدة يقدمه علي جميع مشايخ الكوفة في الحفظ والكثرة فيقول: ظهر لابن كريب بالكوفة ثلاثمائة ألف حديث، وكان

ثقة مجمعا عليه، ومات لثلاث بقين من جمادي الأولي سنة 243 وأوصي أن تدفن كتبه، فدفنت (1).

اللسان: لسان البر الذي أدلعه في الريف عليه الكوفة اليوم والحيرة قبل اليوم، قالوا: ولما أراد سعد تمصير الكوفة، أشار عليه من رأي العراق من وجوه العرب باللسان، وظهر الكوفة يقال له: اللسان، وهو فيما بين النهرين إلي العين عين بني الجراء، وكانت العرب تقول: أدلع البر لسانه في الريف، فما كان يلي الفرات منه فهو الملطاط، وما كان يلي البطن فهو النجاف (2).

محلة السبيع: بفتح أوله، وكسر ثانيه، ثم ياء، وآخره عين مهملة: محلة بالكوفة، كان يسكنها الحجاج بن يوسف، وهي مسماة بقبيلة السبيع رهط أبي إسحق السبيعي، وهو السبيع بن السبع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، واسم همدان أوسلة بن مالك بن زيد بن أوسلة بن زيد بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان، وقد نسب إلي هذه المحلة جماعة من أهل العلم (3).

١ - معجم البلدان: ٤ / ٤٩٠ - ٤٩٤.

٢ - معجم البلدان: ٥ / ١٦.

٣ - معجم البلدان: ٣ / 187.

(٢١١)

صفحهمفاتيح البحث: شهر جمادي الأولي (1)، دولة العراق (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، مدينة الكوفة (9)، نهر الفرات (1)، عبد الله بن المبارك (1)، عبد الله بن يحيي (2)، عبد الله بن إدريس (1)، الحسن بن سفيان (1)، زيد بن ربيعة (1)، محمد بن العلاء (1)، محمد بن يحيي (1)، مسلم بن الحجاج (1)، حفص بن غياث (1)، إبن ماجة (1)، الحج (1)، الدفن (1)، الوصية (1)، العرق، التعرق (1)، كتاب معجم البلدان (3)

محلة شيطان: بفتح

الشين، ثم سكون الياء: بطن من تميم، تنسب إليهم محلة بالكوفة، وهو شيطان بن زبير بن شهاب بن ربيعة بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم (1).

مسجد جذيمة: ينسب إلي جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين من بني أسد (2).

مسلية: بضم أوله، وسكون ثانيه، وكسر اللام، وتخفيف الياء المثناة من تحتها:

محلة بالكوفة سميت باسم القبيلة، وهو مسلية بن عامر بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب ومالك هو مذحج، وقد نسب إلي هذه المحلة أبو العباس أحمد بن يحيي بن الناقة المسلي، سكن المحلة فنسب إليها، وكان فاضلا شاعرا، سمع الحديث الكثير وجمع فيه كتابا، سمع أبا البقاء المعمر بن محمد بن علي بن الحبال، وأبا الغنائم أبي النرسي، ذكره أبو سعد في شيوخه (3).

المصران: البصرة والكوفة (4).

ملح: بفتحتين، موضع بسواد الكوفة (5).

النجف: بالتحريك، هو بظهر الكوفة كالمسناة، تمنع مسيل الماء أن يعلو الكوفة ومقابرها، والنجف قشور الصليان، وبالقرب من هذا الموضع قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وقد ذكرته الشعراء في أشعارها فأكثرت، فقال علي بن محمد العلوي المعروف بالحماني الكوفي:

فيا أسفي علي النجف المعري * وأودية منورة الأقاحي وما بسط الخورنق من رياض * مفجرة بأفنية فساح ووا أسفا علي القناص تغدو * خرائطها علي مجري الوشاح وقال إسحق بن إبراهيم الموصلي يمدح الواثق ويذكر النجف:

يا راكب العيس لا تعجل بنا وقف * نحي دارا لسعدي ثم ننصرف وابك المعاهد من سعدي وجارتها * ففي البكاء شفاء الهائم الدنف

١ - معجم البلدان: ٣ / ٣٨٤ - ٣٨٥.

٢ - معجم البلدان: ٢ / ١١٦.

٣ - معجم البلدان: ٥ / ١٢٩.

٤

- معجم البلدان: ٥ / ١٣٧.

٥ - معجم البلدان: ٥ / 190.

(٢١٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (6)، مدينة النجف الأشرف (4)، علي بن محمد العلوي (1)، أحمد بن يحيي (1)، مدينة البصرة (1)، بنو أسد (1)، البكاء (1)، القبر (1)، الغنيمة (1)، كتاب معجم البلدان (5)

أشكو إلي الله يا سعدي جوي كبد * حري عليك متي ما تذكري تجف أهيم وجدا بسعدي وهي تصرمني * هذا لعمرك شكل غير مؤتلف دع عنك سعد فسعدي عنك نازحة * واكفف هواك وعد القول في لطف ما إن أري الناس في سهل ولا جبل * أصفي هواء ولا أعذي من النجف كأن تربته مسك يفوح به * أو عنبر دافه العطار في صدف حفت ببر وبحر من جوانبها * فالبر في طرف والبحر في طرف وبين ذاك بساتين تسيح بها * نهر يجيش بجاري سيله القصف وما يزال نسيم من أيامنه * يأتيك منه بريا روضة أنف تلقاك منه قبيل الصبح رائحة * تشفي السقيم إذا أشفي علي التلف لو حله مدنف يرجو الشفاء به * إذن شفاه من الأسقام والدنف يؤتي الخليفة منه كلما طلعت * شمس النهار بأنواع من التحف والصيد منه قريب إن هممت به * يأتيك مؤتلفا في زي مختلف فياله منزلا طابت مساكنه * بحيز من حاز بيت العز والشرف خليفة واثق بالله همته * تقوي الآله بحق الله معترف (1).

نشاستج: ضيعة أو نهر بالكوفة، كانت لطلحة بن عبيد الله التميمي، وكانت عظيمة، كثيرة الدخل، اشتراها من أهل الكوفة المقيمين بالحجاز بمال كان له بخيبر، وعمرها فعظم دخلها، حتي قال سعيد بن العاص -

وقيل له: إن طلحة بن عبيد الله جواد إن من له مثل نشاستج لحقيق أن يكون جوادا -: والله لو أن (لك) (2) مثله لأعاشك الله به عيشا رغدا.

وقال الواقدي: عن إسحاق بن يحيي، عن موسي بن طلحة قال: أول من أقطع بالعراق عثمان بن عفان قطائع مما كان من صوافي آل كسري ومما جلا عنه أهله، فقطع لطلحة بن عبيد الله النشاستج، وقيل: بل أعطاه إياها عوضا عن مال كان له بحضرموت (3).

نعماباذ: قال الكلبي: قرية بسواد الكوفة، يقال لها: نعماباذ، فهي منسوبة إلي

١ - معجم البلدان: ٥ / ٢٧١ - ٢٧٢.

٢ - في المطبوع الثاني: (لي).

٣ - معجم البلدان: ٥ / 285 - 286.

(٢١٣)

صفحهمفاتيح البحث: الخليفة عثمان بن عفان (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (3)، مدينة النجف الأشرف (1)، طلحة بن عبيد الله (2)، إسحاق بن يحيي (1)، موسي بن طلحة (1)، العزّة (1)، الضياع (1)، الجود (1)، كتاب معجم البلدان (2)

نعم سرية النعمان قطيعة لها، وبها سميت (1).

نهر سورا: بالضم، ويقال: سوراء من نواحي الكوفة (2).

نهر القورا: طسوج من ناحية الكوفة، عليه عدة قري منها سورا (3).

نينوي: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح النون والواو: ناحية بسواد الكوفة منها كربلاء (4).

وادي السباع: من نواحي الكوفة (5).

الهاشمية: مدينة بناها السفاح بالكوفة، وذلك لما ولي الخلافة نزل بقصر ابن هبيرة واستتم بناءه وجعله مدينة، وسماها: الهاشمية، فكان الناس ينسبونها إلي ابن هبيرة علي العادة، فقال: ما أري ذكر ابن هبيرة يسقط عنها، فرفضها وبني حيالها مدينة سماها: الهاشمية ونزلها، ثم اختار نزول الأنبار، فبني مدينتها المعروفة، فلما توفي دفن بها، واستخلف المنصور فنزلها أيضا، واستتم بناء كان بقي فيها وزاد فيها علي ما أراد،

ثم تحول عنها فبني مدينة بغداد وسماها: مدينة السلام، وبالهاشمية هذه حبس المنصور عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ومن كان معه من أهل بيته (6).

ملاحظة:

إن هذه الأماكن التي ذكرناها في المعجم الهجائي، هي عين ما نص عليها ياقوت في معجم البلدان، وعبد المؤمن صفي الدين في مراصد الاطلاع، وليس من بينها - كما عرفت - البسيطة بالتصغير، التي ذكرها الأستاذ الشرقي - المتقدم - وقال:

(إنها المحلة الجديدة من محلات النجف المعروفة بمحلة غازي) وأنها التي ذكرها المتنبي في شعره، ذلك لأن التي عناها المتنبي في شعره، والتي ذكرها شراح ديوانه

١ - معجم البلدان: ٥ / ٢٩٣.

٢ - معجم البلدان: ٥ / ٣٢١.

٣ - معجم البلدان: ٥ / ٣٢٣، مراصد الاطلاع: ٣ / ١٤٠٥.

٤ - معجم البلدان: ٥ / ٣٣٩.

٥ - معجم البلدان: ٥ / 343.

6 - معجم البلدان: 389.

(٢١٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، مدينة الكوفة (5)، مدينة النجف الأشرف (1)، كتاب معجم البلدان (7)، يوم عرفة (1)، مدينة بغداد (1)، عبد المؤمن (1)، نينوي (1)، الدفن (1)

وياقوت في المعجم، هي أرض في البادية بين الشام والعراق، حدها من جهة الشام ماء يقال له: أمر، ومن جهة القبلة موضع يقال له: قعبة العلم، وهي أرض مستوية، فيها حصا منقوش أحسن ما يكون، وليس بها ماء ولا مرعي، أبعد أرض الله من السكان، سلكها أبو الطيب المتنبي لما هرب من مصر إلي العراق، فلما توسطها قال بعض عبيده - وقد رأي ثورا وحشيا -: هذه منارة الجامع، وقال آخر منهم - وقد رأي نعامة -: وهذه نخلة.

فضحكوا، فقال

المتنبي:

بسيطة مهلا سقيت القطارا * تركت عيون عبيدي حياري فظنوا النعام عليك النخيل * وظنوا الصوار عليك المنارا فأمسك صحبي بأكوارهم * وقد قصد الضحك منهم وجارا (1).

وليس التي عناها المتنبي في شعره هي البسيطة - بفتح أوله وكسر ثانيه - فإن ذلك موضع بين الكوفة وحزن يربوع، أو أرض بين العذيب والقاع، والمتنبي لم يسلكه ولم يقل شعره فيه (2).

١ - ديوان المتنبي: ٤٠٠.

٢ - معجم البلدان: ١ / 424.

(٢١٥)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (2)، مدينة الكوفة (1)، الشام (2)، الضحك (1)، كتاب معجم البلدان (1)

الأنهار والعيون والأقنية

الأنهار والعيون والأقنية نورد لك فيما يلي طائفة من الأنهار والعيون والأقنية التي في الكوفة ونواحيها وسوادها، سواء شقت الأنهار، أو نبعت العيون، أو عملت الأقنية في الكوفة نفسها، أو في خارجها ومرت علي أرضها، وقد أوردنا بعضها في المعجم الهجائي.

إن الفرات هو الأصل للأنهار التي نذكرها، ومنه تشق وتسقي الزروع، والفرات نهر من أنهار الجنة، وفي الخبر: «الفرات والنيل مؤمنان، ودجلة وبرهوت كافران» (1).

وقال عبد الملك بن عمير: الفرات نهر من أنهار الجنة، ولولا ما يخالطه من الأذي، ما تداوي به مريض إلا أبرأه الله، فإن عليه ملكا يذود عنه الأدواء (2).

ومخرج الفرات من فاليقلا، ويدور بتلك الجبال حتي يدخل أرض الروم ويجيء إلي كمخ وإلي ملطية ويجيء إلي جبلتا وعيونها حتي يبلغ سميساط، فيحمل من هناك السفن ثم يصب إليه الأنهار الصغار نهر سنجة ونهر كيسوم ونهر ديصان والبليخ، ثم يجيء إلي الرقة ثم يتفرق فيصير أنهارا، فمن أنهاره نهر سورا وهو أكبرها، ونهر الملك ونهر صرصر، ونهر عيسي والصراتين، ونهر الخندق، وكوثي وسوق أسد ونهر الكوفة والفرات العتيقة (3).

نهر سورا: وهو عمود الفرات، أوله من القرية

المعروفة بالجديدة من قري العذار، ويكون مجراه ما بين قرية ذي الكفل وبين قرية القاسم ابن الإمام الكاظم (عليه السلام) وإلي قرية القاسم (عليه السلام) أقرب، وكانت سورا بلدة قديمة وفيها نهر عظيم.

قال الحموي في المعجم: سورا، ألفه مقصورة علي وزن بشري: موضع بالعراق من أرض بابل، وهي مدينة السريانيين، وهي قريبة من الوقف والحلة المزيدية (4).

وقال العلامة الكبير السيد مهدي القزويني (رحمه الله) في رسالته فلك النجاة: والقاسم

١ - ورد عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): «أربعة أنهار من الجنة: النيل والفرات وسيحان وجيحان … »، انظر: الخصال: ٢٥٠ ح ١١٦، روضة الواعظين: ٤٠٦.

٢ - معجم البلدان: ٤ / ٢٤٢.

٣ - كتاب البلدان لابن الفقيه: ٢٠٢.

٤ - معجم البلدان: ٣ / 278.

(٢١٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (3)، نهر الفرات (8)، عبد الملك بن عمير (1)، بابل (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب روضة الواعظين (1)، كتاب معجم البلدان (2)

ابن الكاظم (عليه السلام) في سورا المعروفة الآن بأرض نهر الجربوعية، من أعمال الحلة السيفية (1).

ونهر سورا بعدما يسقي الزروع وينتفع بمائه يصب فاضله - ما كان في غربيه - إلي بطائح الكوفة، وعلي السيب قري كثيرة تستقي منه، ثم يقع فاضله في البطائح، وهو بر الكوفة علي ظهر النجف.

نهر كوثي: بضم الكاف، ثم الواو الساكنة، والثاء المثلثة المفتوحة، وألف مقصورة، تكتب بالياء، لأنها رابعة الاسم، قال الحموي في المعجم: قال أبو المنذر:

سمي نهر كوثي بالعراق بكوثي من بني أرفخشد بن سام بن نوح (عليه السلام)، وهو الذي كراه فنسب إليه، وهو جد إبراهيم (عليه السلام) أبو أمه

بونا بنت كزنبا بن كوثي، وهو أول نهر أخرج بالعراق من الفرات، ثم حفر سليمان نهرا كلف ثم كثرت الأنهار، وكوثي العراق كوثيان: أحدهما: كوثي الطريق، والآخر: كوثي ربي، وبها مشهد إبراهيم الخليل (عليه السلام) وبها مولده، وهما من أرض بابل، وبها طرح إبراهيم (عليه السلام) بالنار، وهما ناحيتان، وسار سعد من القادسية في سنة عشر ففتح كوثي (2).

وبين الكوثيين تلول من رماد يقال: إنه من رماد النار التي أوقدها نمرود لإحراق إبراهيم الخليل (عليه السلام) والله أعلم، ونهر الكوفة بالجانب الغربي منها.

نهر أبا: بفتح الهمزة، وتشديد الباء الموحدة والقصر، بين الكوفة وقصر ابن هبيرة، حفره أبا بن الصمغان النبطي (3).

نهر البردان: بالكوفة، كان منزل وبرة بن رومانس (4).

نهر البويب: بلفظ التصغير، كان فمه عند دار الرزق، مأخذه من الفرات، وكان مجراه إلي موضع دار صالح بن علي بالكوفة، ومصبه بالجوف العتيق (5).

نهر الغدير: عند ديارات الأساقف (6).

١ - فلك النجاة: ٣٣٦.

٢ - معجم البلدان: ٤ / ٤٨٧.

٣ - معجم البلدان: ١ / ٥٩ و ٥: ٣١٥.

٤ - معجم البلدان: ١ / ٣٧٦.

٥ - معجم البلدان: ١ / ٥١٢.

٦ - معجم البلدان: ٢ / 498.

(٢١٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، النبي إبراهيم (ع) (3)، النبي نوح عليه السلام (1)، دولة العراق (3)، مدينة الكوفة (6)، مدينة النجف الأشرف (1)، نهر الفرات (2)، صالح بن علي (1)، أبو المنذر (1)، بابل (1)، الرزق (1)، الشهادة (1)، كتاب معجم البلدان (5)

نهر شيلي: وشيلي في ناحية من نواحي الكوفة، ويعرف النهر اليوم بنهر زياد، مأخذه من الفرات (1).

نهر الصنين: بظاهر الكوفة، وعليه مزارع (2).

نهر نرس: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره سين مهملة، وهو نهر

حفره نرسي ابن مهرام بن بهرام بن بهرام بنواحي الكوفة، مأخذه من الفرات، عليه عدة قري قد نسب إليه قوم، والثياب النرسية منه (3).

نهر نشاستج: قيل: إن نشاستج نهر، وقيل: ضيعة بالكوفة كانت لطلحة بن عبيد الله التميمي، وكانت عظيمة كثيرة الدخل، اشتراها من أهل الكوفة المقيمين بالحجاز بمال كان له بخيبر، وعمرها فعظم دخلها (4).

نهر القورا: طسوج من ناحية الكوفة، عليه عدة قري منها سورا (5).

عين جمل: بنواحي الكوفة من النجف، قرب القطقطانة (6).

عين صيد: بين واسط العراق وخفان بالسواد، مما يلي البر تعد في الطف بالكوفة، سميت بذلك لكثرة السمك الذي كان يصاد بها (7).

عين النسوخ: بالضم، وسين مهملة، وآخره خاء معجمة، وهي عين عليها قرية لولد عيسي بن علي بن عبد الله بن العباس، يقال لها: النسوخ، من ورائها خفان علي يسار القادسية (8).

عين الرهيمة: بالتصغير، هي عين بعد خفية بثلاثة أميال إذا أردت الشام من الكوفة (9).

خليج النيل: النيل: بليدة بسواد الكوفة، قرب حلة بني مزيد، يخترقها خليج

١ - معجم البلدان: ٣ / ٣٨٦.

٢ - معجم البلدان: ٣ / ٤٣١.

٣ - معجم البلدان: ٥ / ٢٨٠.

٤ - معجم البلدان: ٥ / ٢٨٦.

٥ - معجم البلدان: ٥ / ٣٢٣.

٦ - معجم البلدان: ٤ / ١٧٧.

٧ - معجم البلدان: ٤ / ١٧٩.

٨ - معجم البلدان: ٥ / ٢٨٥.

٩ - معجم البلدان: ٣ / 109.

(٢١٨)

صفحهمفاتيح البحث: يوم عاشوراء (1)، عبد الله بن عباس (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (10)، مدينة النجف الأشرف (1)، نهر الفرات (2)، عيسي بن علي (1)، الشام (1)، الضياع (1)، الصيد (1)، كتاب معجم البلدان (9)

كبير يتخلج من الفرات الكبير، حفره الحجاج بن يوسف وسماه بنيل مصر.

نهر التاجية: مأخوذ

من الفرات، ويصل إلي مسجد الكوفة ثم ينتهي إلي النجف.

قال المؤرخ الشهير محمد بن خاوند شاه (1) في روضة الصفا: في أيام أبا أقا خان ابن هلاكو خان، خواجة شمس الدين محمد ابن صاحب ديوان خواجة وأخوه علاء الدين (2) عطاء ملك الجويني، فإنه حفر نهرا إلي أرض النجف، أنفق عليه ما يزيد علي مائة ألف دينار أحمر، حتي أوصل الماء إلي مسجد الكوفة.

وقال وصاف أفندي في تاريخه (3): ولما قام الخان العادل أبا أقا خان ابن هلاكو خان ابن أورخان بن جنكيز خان بالأمر، وفتح بغداد، وقتل المستعصم الخليفة العباسي آخر الخلفاء العباسيين، وانقطعت الخلافة من بغداد، وأمن أهلها، وصاروا في أرغد عيش وأهنأه، بعدما كانوا في تمام الخوف والذل من سطوة أبا أقا خان، حصل في أثناء ذلك التلطف والالتفات من وزيره ونبهه علي الأعمال الخيرية والصدقات الجارية، فمن جملة ما عمل من رأفته ولطفه وشفقته وحسن سيرته وعدالته: أن جمع المعمارين وأمرهم بصنع الخيرات، وتفضل علي جميع الناس

1 - هو محمد مير خواند ابن خاوند شاه ابن محمد ابن السيد برهان الدين من نسل زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام)، ولد سنة 837، وتوفي سنة 903.

2 - الصاحب عطاء الملك هو علاء الدين بن بهاء الدين محمد، وهو أخو شمس الدين محمد، تقلد هو وأخوه محمد الوزارة في أيام هلاكو خان وأيام الملك العادل أبا أقا خان ابن هلاكو خان وأيام السلطان أحمد، كان لهما في دولته الحل والعقد ونالا في دولته من الجاه والحشمة ما يجاوز الحد والوصف، وقد قاما بكثير من الخيرات وقربا العلماء والأدباء وبنيا المدارس والرباطات والخانقاهات (تكايا الصوفية) وكانا سخيين خدمهما كثير من العلماء في مؤلفاتهم

ومدحتهما الشعراء، قال محمد بن علي العريضي في عطاء الملك:

ولأنت وابن أبيك قد شيدتما * وبنوكما بيتا فويق الفرقد يبقي علي مر الزمان وما وهي * بيت يقل ذراه ستة أعمد كان مولد الصاحب عطاء الملك سنة 623، وكانت وفاة أخيه محمد في شهر شعبان سنة 683. انظر: ماضي النجف وحاضرها.

3 - الموسوم بتجزئة الأمصار وتزجية الأعصار، المعروف بتاريخ وصاف أو وصاف الحضرة، فارسي.

(٢١٩)

صفحهمفاتيح البحث: مسجد، جامع الكوفة (2)، مدينة النجف الأشرف (3)، نهر الفرات (2)، شمس الدين محمد (1)، مدينة بغداد (2)، الجويني (1)، القتل (1)، الخوف (1)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، شهر شعبان المعظم (1)، محمد بن علي (1)، الوفاة (1)

بالإحسان والمسرات، وعمل الباقيات الصالحات، فأمر بحفر نهر لإجراء الماء من نهر الفرات إلي أرض النجف.

فامتثل المنهدسون والمعمارون أمره وأسرعوا لما أراد ورغب، بعد أن بذل الأموال الطائلة ما يزيد علي المائة ألف دينار من الذهب الأحمر، واكتروا نهرا من شط الفرات العذب من سلسال عين الحياة، فجري ذلك الماء إلي الكوفة روح الله روح ساكنها، وكانت تلك الأرض قبل ذلك خالية من العمارات، مقفرة العرصات، موحشة لعدم النزهة فيها والكلاء، فحدثت بحدوث النهر الأشجار، وجرت في جوانبها الأنهار، ﴿والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا﴾ (1)، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، فجري ذلك بواد غير ذي زرع، فأحدقت بهجتها برياضها، من بعد ما كانت موحشة أطلالها، فزهرت لها أنوارها، ولم يكن قبل ذلك ممن تقدم من الملوك والسلاطين من يهتدي إلي هذه الخيرية الشاملة لثواب يوم الدين، مع أنهم قد جمعوا وادخروا.

وكان تاج الدين علي ابن أمير الدين من بعض فضلاء ذلك

العصر، وكان أيضا من جملة المأمورين بهذا العمل واستخراج ماء الفرات واستنباط ذلك الخير النبيل، وإجراء الفضل الجزيل، فمما في ذلك قيل: ألفاظها كسلسل بل أين الفرات عن الرحيق الأسلس، ومعانيها تزدري برياض الجنات، فقال القائل في هذه الكلمات:

آضت به أرض النجف، روضة غناء، وحلة زهراء، موشية بعد أن كانت موسخة، كأن ثراها عنبر سحيق، أو مسك فتيق، يتصبب منها زلال سحها الدرور، ويرقص علي ايقاع تصفيق مائها السرور، فسقناه إلي بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها وكذلك النشور:

والماء يبدو في الوقائع لامعا * كالبحر مع نور الغزالة تشرق فإذا تخلل في الخمائل خلته * صلا يحاذر وقع نصل يمرق تتراقص الأغصان من فرح بها * ويمر بالأنهار وهو يصفق قد اخضرت بأزهار الحدائق روضها، وأعشبت بأنوار الخمائل أرضها، وتأرج بنفحات الرياحين ونسمات البساتين طولها وعرضها، كأنها حقائب تجار، أو بيت

١ - سورة الكهف: ٤٦.

(٢٢٠)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، نهر الفرات (4)، العصر (بعد الظهر) (1)، سورة الكهف (1)

عطار، ولقد أحسن من قال:

يا نزهة اليوم المطير * بين الخورنق والسدير والماء شبه بواطن ال * - حيات مجدول الظهور والطل في دمن الثري * كالبكر في ثوب حرير تأوي إليها الوحوش من القفار، وتصفق بها المياه علي غناء الأطيار، فتعم القاصي والداني فائدتها، ويشمل الحاضر والبادي والطاري والنائي نفعها وعائدتها.

وقال محمد بن أحمد الهاشمي: روضة تلحظ منها الأبصار زهرا، فتقطفه الأذهان فتراه درا، فتحققه الأفكار فتجده سحرا، فلا تعلم شاهدت روضة أم رأيت بحرا؟ هذا غير بدع ولا بعيد، فمن أيده الصاحب الأعظم وجده السعيد الذي أجري بتدبيره المصلح في أرض النجف ماء الفرات، وأدخل بفكره المنجح فيها ما أخرجت

به من كل الثمرات، فتجدد تلك الأرض، وعاد ماء الفرات يجيء من أطواد، فيا لها مكرمة أحرز قرب أجرها وبعد صوتها، فانظر إلي آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها:

ناجته همته العليا بما نصكت * كل الخواطر عن إمكانه ركبا واستبعدت أن يري ماء الفرات بأك * - ناف الغري ويجري دافقا صببا واستكثرت دونه الانفاق إذ علمت * إمكانه فرأت انفاقه عجبا حتي أتاه بعزم نافذ وندي * غمر فسهل منه كل ما صعبا فصمم العزم حتي تم مطلبه * ونال منه الذي في نيله رغبا وافتض مكرمة بكرا فأولدها * أجرا جزيلا وشكرا ينفذ الحقبا وصير النجف المهجور يغمره * ماء الفرات فيسقي النخل والعنبا وهكذا الكوفة المعمور جامعها * أجري بها الماء يبغي أجر من شربا لأنه خلد الرحمن دولته * يريد أن لا يخلي موضعا خربا فالله يعطيه في تأييد دولته * وبسط قدره شمس الدين ما طلبا (1) صنوان لا افترقا شمسان لا أفلا * بدران لا نقصا نجمان لا غربا أيا بني صاحب الديوان لا برح ال * - دين الحنيف بكم للخلق منتصبا (2)

1 - شمس الدين هذا هو: الخواجة محمد بن صاحب ديوان الدولة.

2 - يعني ببني صاحب الديوان: شمس الدين المذكور وأخاه الصاحب عطاء ملك ابني محمد الجويني، ولهذين الأخوين خدمات جلي أيام وزارتهما، ومن آثارهما عمارة ضريح مسلم بن عقيل (عليه السلام) في سنة 681 كما وجد مكتوبا علي أحد جدرانه، وكان المتولي لذلك محمد بن محمود الرازي وأبو المحاسن بن أحمد التبريزي، ولكن لم يكن لهذه الكتابة اليوم عين ولا أثر.

(٢٢١)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، نهر الفرات (4)، محمد

بن أحمد الهاشمي (1)، مسلم بن عقيل عليه السلام (1)، محمد بن صاحب (1)، الجويني (1)

الله قد وهب الإسلام نصرته * بكم ولم يسترد الله ما وهبا.

وقال السيد ابن طاوس في فرحة الغري: ولقد أحسن الصاحب عطاء ملك ابن محمد الجويني صاحب ديوان الدولة الإيلخانية، حيث أجري الماء إلي النجف في شهر رجب سنة 676، وابتدأ بعمل البركة في جامع الكوفة في ذي القعدة وأوائل ذي الحجة سنة 667، وفرغ منها سنة 669 (1).

وسمي هذا النهر: بنهر التاجية، نسبة إلي المتولي علي حفره السيد تاج الدين علي ابن أمير الدين (2)، وكان من بعض فضلاء ذلك العصر وأعلامهم، وهذا النهر غير نهر التاجية الذي ذكره الحموي في المعجم في حرف التاء حيث قال: هو نهر عليه كور بناحية الكوفة (3)، لأن ذلك حفر في عصره في أواخر القرن السادس أو قبل عصره، وهذا حفر في أواخر القرن السابع كما عرفت.

نهر الشاه: أو نهر المكرية، وقد حدث هذا النهر بعد نهر التاجية، فإنه بعد تداول السنين والأعوام قد طم نهر التاجية وآل إلي الخراب، فأصدر الشاه طهماسب الصفوي (4) سنة 943 الأمر بحفر نهر من الفرات إلي الكوفة ثم إلي النجف، غير أنه لم يتوفق لذلك، فإنه قد وصل إلي قرب المكان المعروف: بالنمرود، ووقف العمل، ويعرف النهر بنهر الطهماسية، نسبة إلي الشاه طهماسب، فصحف إلي الطهمازية، ثم إنه لما جاء الشاه عباس الأول (5) إلي النجف لزيارة الإمام أمير

١ - فرحة الغري: ١٥٨.

٢ - انظر: ماضي النجف وحاضرها: ١ / ١٨٦.

٣ - معجم البلدان: ٢ / 5.

4 - الشاه طهماسب الأول ابن الشاه إسماعيل الأول، ولد يوم الأربعاء في 28 من شهر ذي الحجة سنة

919 في قرية شهاب آباد من أعمال أصفهان، وملك تسع عشرة سنة وكان جلوسه علي سرير الملك سنة 930، وتوفي في العاشر من شهر صفر سنة 984.

5 - هو ابن الشاه محمد خدابنده بن طهماسب، ولد ليلة الاثنين غرة رمضان سنة 979 في هراة وتوفي ليلة الخميس سنة 1037.

(٢٢٢)

صفحهمفاتيح البحث: مسجد، جامع الكوفة (1)، شهر ذي القعدة (1)، السيد إبن طاووس (1)، مدينة الكوفة (2)، مدينة النجف الأشرف (4)، شهر رجب المرجب (1)، نهر الفرات (1)، يوم عرفة (1)، الجويني (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، شهر رمضان المبارك (1)، كتاب معجم البلدان (1)، مدينة إصفهان (1)، شهر صفر الظفر (1)

المؤمنين (عليه السلام) سنة 1032 أمر بتنظيف النهر الذي حفره الشاه إسماعيل الأول من الفرات سنة زيارته مرقد جده الإمام علي (عليه السلام) وهي سنة 914، حيث إنه قد طم في زمن محاصرة الروم أرض النجف أيام السلطان سليم، فحفر وعمر وجري الماء فيه حتي دخل مسجد الكوفة، ويعرف هذا النهر بنهر الشاه، نسبة إلي الشاه عباس المذكور، ويعرف اليوم بنهر المكرية أيضا.

نهر الشاه صفي: ولما زار مرقد الأمير (عليه السلام) الشاه صفي (1) سنة 1042، أمر بشق نهر من حوالي الحلة إلي مسجد الكوفة ومنه إلي الخورنق، وعمل قناة من الخورنق إلي بحر النجف، وأحدثوا له هناك بحيرة يجتمع فيها الماء، ثم أوصلوه إلي البلدة وجاء في مادة تاريخه: آب ما أز مدد ساقي كوثر آمد (2).

نهر الهندية: إن يحيي خان الملقب بآصف الدولة اللكهنوي، المتوفي سنة 1220، كان من رجال الهند الشهيرين، وله آثار خالدة، وصيت طائر، وكان وزيرا لمحمد شاه الهندي، وقد بعث أموالا طائلة علي يد العلامة الجليل السيد علي الكبير الطباطبائي،

لحفر نهر من الفرات وإيصاله إلي النجف، فاجتمعت القبائل ووفر عليهم العطاء، يبتدئ هذا النهر من عمود الفرات (المسيب) وهو المندفع الأعظم لمائه، فحفر وسمي كما هو اليوم: نهر الهندية، ولما أوصلوه إلي الكوفة صنعوا له قناة في وسط خندق الكوفة المعروف: بكري سعد وأجري الماء فيه إلي النجف، وكان ذلك سنة 1208، وجاء في مادة تاريخه: صدقة جارية.

فصادف هذا النهر أراضي منخفضة، فجري عليها الماء، فحدثت منها أهوار كثيرة منها: هور الدخن، والعوينة، وأبو طرفة، وهور الكفل، وبحيرة يونس، وبحر الشنافية، وبحر النجف، وكان الراكب يجيء في سفينة من البصرة حتي يصل إلي النجف.

وحدثت علي حافتي هذا النهر الأشجار والبساتين والمزارع الكثيرة، وحدثت أيضا عليه قري عديدة مثل: طويريج، والجعارة، والشنافية، وأم البعرور وغيرها، وسكنت علي حافتيه القبائل الكثيرة: كآل فتلة، وبني حسن، والحميدات، وآل شبل، وآل زياد وغيرهم، ولم تزل تلك القري في تقدم عمراني حتي اليوم.

1 - هو حفيد الشاه عباس الأول، توفي في قاشان سنة 1062.

2 - انظر: ماضي النجف وحاضرها: 1 / 194.

(٢٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (2)، مدينة الكوفة (2)، مدينة النجف الأشرف (7)، نهر الفرات (3)، مدينة البصرة (1)، الهند (1)، الزيارة (1)، الوفاة (1)، التصدّق (1)، السفينة (1)

القبائل التي نزلت الكوفة

القبائل التي نزلت الكوفة أوردنا لك عند تخطيط الكوفة مواقع نزول القبائل فيما ذكره الطبري في تاريخه في حوادث سنة 17، وإليك فيما يلي أسماء القبائل التي نزلتها: أما قبل الإسلام فنزلتها تغلب والنمر وإياد، وأما بعد الإسلام فقد نزلتها:

1 - كندة: واسمه ثور بن عفير بن عدي بن الحارث (بن مرة) بن أدد بن زيد (بن يشجب) (1)

بن عريب (بن زيد) بن كهلان، ولقب بكندة، لأنه كند أباه، (أي كفر نعمته) (2)، فاشتهر به، وهم: معاوية، الأشرس، بنو عمرو، بنو وهب، السكون، السكاسك، تجيب العوادر، الصدف (3).

2 - مذحج: وهو ابن أدد بن زيد بن عمر بن عريب بن كهلان، وهم:

جلد، سعد العشيرة، مراد - واسمه يحابر -، عنس، الحارثيون، عبد المدان، بنو الدنان، بنو مسلية - لهم مسجد بالكوفة -، النخع، جنب، مرثد، مازن، أدد، صداء الفلي، هفان، شمران، سيحان، بنو عبيدة، حكم، صعب، جعفر، حرث، غطيف، سلمان، قرن - لهم مسجد بالكوفة -، أنعم، سيف، محادرة، رواق، زهر، حرب، يام، قرية، حكم، قدح، هيس، صدقة، بندقة، عمرو، صومعة، بنو عبد الجد، عبس، الجحافل، بنو نهيك، صعب.

3 - طي: واسمه: جلهمة بن أدد بن زيد بن عمر بن عريب بن كهلان - وهم جذيلة، الغوث، الثعالب وهم: ثعلبة بن رومان، وثعلبة بن ذهل، وثعلبة بن جدعان ابن ذهل بن رومان، بنو تيم - غير تيم قريش -، بنو صنبر، بنو طريف، بنو ثمامة، بنو لام، بنو ثعل، بحتر، سنبس، جرم، نبهان، بولان.

4 - أشعر: أخو طي ومذحج، وهم:

الجماهر، جدة، أنعم، أدعم كاهل، عبد شمس، عبد الثريا، عامر، عارض، ثابت، ناعم، الركب، تاج، شعذف، يقرم، جماد، شهلة، المحتار، حسيب، عيدل،

1 - في المطبوع: (بن عمر)، وما أثبتناه من المصادر.

2 - في المطبوع الأول: (أي عقه).

3 - تاريخ دمشق: 9 / 118، معجم قبائل العرب لكحالة: 3 / 998.

(٢٢٥)

صفحهمفاتيح البحث: مسجد، جامع الكوفة (2)، مدينة الكوفة (2)، التصدّق (1)، الجنابة (1)، دمشق (1)

الأفخوذ، الأخلود، الأخبوق، الأخدوع، الأعيوق، ناجية، الحنيك، وائل، غاسل، دحران، صمامة، حسامة، سدوس، سايب، ياسر، مجيد، بجيلة، مريطة، زعيج، بنو أعر،

الزجالة، الزمالة، بنو بجير، المساور، بنو حكيم، عبس.

5 - لخم: واسمه: مالك بن عدي بن الحارث بن مرة وهم: الداريون بنو أراش، بنو جدس، بنو نمارة.

6 - جذام: واسمه: عامر وهو أخو لخم وهم: أفصي، غطفان، عاملة.

7 - أزد: وهو ابن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان وهم:

جفنة، غلبة، خزاعة، مازن، بارق، المعي، الحجر، العتيك، راسب، عامل، والبة، ثمالة، لهب، زهران، الحدان، يشكر، عك، دوس، فهم، الجهاضم، الأشاقر، قسامل، الفراديس، سليح، عوف، بنو عدي، بنو فهير، سلول، مصطلق، الحبا.

8 - خثعم: وهم: شهران، نهيس، ولود، أكلب، قسر، منهم خالد بن عبد الله القسري والي العراق، عرينة، أحمس، دهن.

9 - همدان: وهم:

حاشد، بكيل، حجور، قدم، أدران، أهنوم، راهب، شاور، خيوان، غدر، وادعة، يام، شبام، جشم، تغلب، مذكر، هبيرة، العزة، دعام، مرهبة، أرحب، شاكر، سفيان، ذبيان، بنو حريم، بنو صاع، بنو مدلج، بنو حملة، أسلم، الاقروح، فهؤلاء النزاريون.

أما المضريون فمنهم:

1 - قيس عيلان: وبطونه: هوازن، غطفان، سليم، فهم، عدوان، غني، باهلة.

أما مدركة فبطونه:

قريش، أسد، القارة، هذل.

وأما طابخة فبطونه:

تميم، الرباب، ضبة، مزينة، حميس، كاهل، فقعس، دودان، عمرو، صعب، والبة، صيدا، ناشب، غاضرة، غنم، ثعلبة، عضل، بنو لحيان، بنو دهمان، بنو غازيه، بنو صاهلة، بنو ضاعنه، بنو فناعة، هذيل، تميم بن مر، دارم، مجاشع، نهشل، سدوس، حنظلة، يربوع، رياح، سليط، البراجم، كليب، الهجيم، مازن، بنو

(٢٢٦)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، خالد بن عبد الله (1)، الشكر (1)

منقرة، عمر، قيس، غالب، طلفة، ظليم، بنو العنبر، بنو عطارد، بنو عدانة، عدي، عوف، ثور، أطحل، أشيب، عكل، عامر، كلاب الضباب، جعدة، الجريش، قشيل، عقيل، خفاجة عجلان، نمير، هلال، سلول، نصير، غزية، جشم، سعد، ثقيف، عامر، بنو مطرود، بنو الشريد، بنو

ذكوان، بنو أبهر، ذبيان، عبس، بنو أشجع، بنو عبد الله، بنو أعود، بنو مخزوم، بنو رواحة، بنو سهم، بنو فزارة، بنو أنمار، هؤلاء كلهم يجمعهم مضر الحمراء.

2 - ربيعة: أخو مضر وهم:

عنزة، عبد قيس، تيم، بنو غدن، جشم، بنو حصين، بنو أرقم.

3 - إياد: أخو مضر وربيعة - وهم:

بقت، بنو حذافة، بنو دعمي، بنو طماح.

4 - قضاعة: وهم:

بنو الحارث، بنو الحافي، بنو عمران، بنو أسلم، بنو حلوان، نهد، جهينة، عذرة، جرم، البرك، كلب، أسد، حيدان، مهرة، بلي، مجيد، يزيد، بهرا، خولان، حي، رزاح، صحاري، هاني، رسوان، سعد، وداعة، الأقارع، مسبح، الكحل، هزان، الكرب، منبه، بنو جماعة، بنو غالب، بنو حرب، ربيعة، بنو أبحر، العقارب، بنو عوف، بنو مالك، الأنبار، الفاطميون، بنو عبيدة، بنو سليح، بنو تنوخ، القين، الحنش، زبيد - غير زبيد مذحج -، فهؤلاء بطون قضاعة بن معد بن عدنان.

5 - العكوك: أولاد عك بن عدنان، أخي معد وهم: النعمان، والضحاك والشهد، وعبد الله، وتفرعت منهم:

غافق، ساعدة، بنو قين، بنو مقصر، رهينة، رامي، دب، لعسان، شبام، الركب، لام، صخر، دعج، يعج، رعل، قاصية، علافة، هامل، والبه، قحر، فخر، وابصة، وزن، رقابة، راشد، زهير، مالك، زوال، صريف، زيد، بنو حييس، بنو المحدون، عبيدة، الحجبة، غنم، ناج منك، عمران، بجيلة، الخبا، الهزمة، الحوية، سيعة، وهم أهل القرية المسماة بالسيعة، المطارفة، الحديون، صهيب، الزيول، الأضم، هليل، الواغط، العبديون، الكعبيون، المياريون، الراسبون، بنو رضوان، بنو حبيش، بنو وهبان، العليون، نسبة إلي علي بن راشد، الحربيون.

(٢٢٧)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن راشد (1)، الحرب (1)، الهلال (1)

فهؤلاء الذين توطنوا الكوفة، وهم زهاء 400 بطن.

قال لوط بن يحيي الأزدي، وعبد الله بن العلا، وأبو الحسن البكري وغيرهم:

إنه كان بالكوفة ثلاثمائة وستون قبيلة

وأربعمائة راية.

أما الأشعريون منهم: فإنهم هاجروا من الكوفة وتوطنوا بلدة قم من بلاد إيران، وكان السبب في ذلك: أنه لما قتل الحجاج بن يوسف الثقفي محمد بن السائب بن مالك الأشعري، هرب الأشعريون من سطوته وسكنوا بلدة قم، وأسسوا فيها النوادي العلمية، وازدهرت بهم البلدة، وبثوا فيها الآثار الدينية (1).

قال العلامة المجلسي في السماء والعالم من البحار: كان أكثر أهل قم من الأشعريين.

وروي فيه وفي تاريخ قم عن النبي (صلي الله عليه وآله) أنه قال: «اللهم اغفر للأشعريين صغيرهم وكبيرهم».

وقال (صلي الله عليه وآله): «الأشعريون مني وأنا منهم» (2).

وإن أول من أظهر التشيع في بلدة قم منهم: موسي بن عبد الله بن سعد الأشعري، وقد ورد أنه قال الإمام علي بن موسي الرضا (عليه السلام) أنه قال لزكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري: «إن الله يدفع البلاء بك عن أهل قم كما يدفع البلاء عن أهل بغداد بقبر موسي بن جعفر (عليه السلام)» (3).

وهم الذين اشتروا من دعبل الخزاعي - الشاعر الشهير - ثوب الإمام الرضا (عليه السلام) الذي أكرمه إياه بألف درهم من الذهب.

وقد ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنه قال لعمر بن عبد الله الأشعري: «أظلك الله يوم لا ظل إلا ظله» (4).

والأخبار في فضلهم كثيرة تجدها في السماء والعالم من البحار، وفي تاريخ قم وغيرها.

١ - انظر: تاريخ قم للحسن بن محمد القمي: ١١٩، گنجينة آثار قم: ١٣٨، الكليني والكافي للغفاري: ٦١ - ٩٥.

٢ - بحار الأنوار: ٥٧ / ٢٢٠.

٣ - بحار الأنوار: ٥٧ / ٢٢٠.

٤ - بحار الأنوار: ٥٧ / 220 - 221.

(٢٢٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، الإمام جعفر

بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، دولة ايران (1)، مدينة الكوفة (3)، العلامة المجلسي (1)، موسي بن عبد الله بن سعد (1)، الشاعر دعبل الخزاعي (1)، يحيي الأزدي (1)، عمر بن عبد الله (1)، زكريا بن آدم (1)، مدينة بغداد (1)، القتل (1)، السب (1)، كتاب بحار الأنوار (3)

المفاخرة بين الكوفيين والبصريين

المفاخرة بين الكوفيين والبصريين إن من يلقي نظرة في التاريخ، لا سيما في العهد العباسي الأول، يري أن المناظرة والمفاخرة كانت رائجة بين الكوفيين والبصريين في مسائل كثيرة في الفقه والنحو والأدب واللغة وغير ذلك، الأمر الذي سبب المنافرة بين الفريقين بحيث انتمي إلي كل مذهب طائفة حتي قيل: مذهب الكوفيين ومذهب البصريين.

ويقال: إن أهل البصرة أرسخ قدما وأوسع علما وأولي بالثقة، ولكن السياسة اقتضت ظهور الكوفيين بعد قيام الدولة العباسية فقدمهم خلفاؤها، لأنهم كانوا من أنصارهم، ذلك لأنه نصروهم لما قاموا لطلب الخلافة، فكانوا يقربونهم دون البصريين ويختارون منهم أساتذة لأولادهم، فالكسائي والفراء والمفضل الضبي والشرقي بن القطامي كلهم من أهل الكوفة، وقد علموا أبناء الخلفاء ولولا الغرض السياسي لم يكن لهم ذكر، وتحامل الأمين علي سيبويه في المناظرة التي عقدها بينه وبين الكسائي بشأن العقرب والزنبور، أشهر من أن تذكر (1).

وأنك ستري مما يلي، كيف يتعصب أبو العباس السفاح للكوفيين، حتي يقول بعد ختام المفاخرة: الكوفة بلاد الأدب ووجه العراق ومبزغ أهلة … الخ.

وإليك ما يلي صورة المفاخرة بين الكوفيين والبصريين، وقد أوردها ابن الفقيه في كتاب البلدان:

قال: اجتمع عند أبي العباس السفاح عدة من بني علي وعدة من بني العباس، وفيهم بصريون وكوفيون، منهم

أبو بكر الهذلي وكان بصريا (2)، وابن عياش وكان كوفيا (3)، فقال أبو العباس: تناظروا حتي يعرف لمن الفضل منكم.

قال بعض بني علي: إن أهل البصرة قاتلوا عليا (عليه السلام) يوم الجمل وشقوا عصا

١ - وهي المناظرة المعروفة بالزنبورية، فصلها السيوطي في بغية الوعاة، سير أعلام النبلاء: ٨ / 352.

2 - هو سلمي بن عبد الله بن سلمي، وقيل: اسمه روح، مات سنة 167.

3 - هو ابن عياش الكوفي الحناط الأسدي، مولي لبني أسد، من علماء الكوفة، كان يبيع الحنطة، ولد سنة 95 أو 96، ومات سنة 193.

(٢٢٩)

صفحهمفاتيح البحث: الدولة العباسية (العباسيون) (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (3)، بنو عباس (1)، مدينة البصرة (2)، القتل (1)، الوسعة (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، بنو أسد (1)، الموت (1)

المسلمين.

قال أبو العباس: ما تقول يا أبا بكر؟

قال: معاذ الله أن يجهل أهل البصرة، إنما كانت شرذمة منها شذت عن سبل المنهج واستحوذ عليها الشيطان، وفي كل قوم صالح وطالح، فأما أهل البصرة فهم أكثر أموالا وأولادا، وأطوع للسلطان، وأعرف برسوم الإسلام.

قال ابن عياش: نحن أعلم بالفتوح منكم، نحن نفينا كسري عن البلاد، وأبرنا جنوده، وأبحنا ملكه، وفتحنا الأقاليم، وإنما البصرة من العراق بمنزلة المثانة من الجسد ينتهي إليها الماء بعد تغييره وفساده، مضغوطة قبل ظهرها بأخشن أحجار الحجاز، وأقلها خيرا، مضغوطة من فوقها ببطحتها، وإن كانوا يستعذبون ماءهم ولولا ذلك ما انتفعوا بالعيش، ومضغوطة بالبحر الأخضر من أسفلها، ونحن قللناهم علي وجه المعزاء، وبعثنا إليهم من جندنا ما كان منه قوامهم، وإنما أهل البصرة بمنزلة الرسل لنا، ومحل الكوفة محل اللهوات واللسان من الجسد، وموضعها علي صدور الأرضين، ينتهي إليها الماء ببرده وعذوبته ويتفرق في بلادنا

ويجوز بالعذبة الزكية، الفرات ودجلة، والبصرة من العراق بمنزلة المثانة من الجسد.

قال أبو بكر: أنتم مع ما وصفت أكثر أنبياء، وما لنا إلا نبي واحد وهو محمد (صلي الله عليه وآله) وعامة أنبيائكم الحاكة.

فضحك أبو العباس حتي كاد يسقط عن السرير ثم قال: لله درك يا أبا بكر.

فقال أبو بكر: وما رأيت الأنبياء مصلوبين إلا ببلاد الكوفة.

قال ابن عياش: عيرت أهل الكوفة بثلاثة مجانين من السفلة، ادعوا النبوة بالجنون فصلبهم الله بالكوفة، فمن يعير به أهل البصرة من المدعين للعقول والشرف والروايات للحديث كثير، كلهم يزعم أنه يهدي نفسه ويضلها، والمتنبئ بالجنون أيسر خطبا من ادعاء الصحيح هدي نفسه وضلالها، فلقد ادعوا الربوبية في قول بعضهم.

فقال أبو العباس: هذه بتلك أو أشد يا أبا بكر.

فاعترض عليهم بعض العلوية وهو الحسن بن زيد، فقال: يا أبا بكر قاتلتم عليا يوم الجمل؟

فقال: بلي، قاتله شرذمة، وكف الله عزوجل أيدينا وسلاحنا عن قتله، نظرا منه

(٢٣٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، دولة العراق (2)، مدينة الكوفة (4)، نهر الفرات (1)، مدينة البصرة (5)، الحسن بن زيد (1)، القتل (2)، الجهل (1)

لنا، ثم رجع إلي الكوفة فقتلوه وولده وولد ولده وبني عمه، وأخرجوا الحسن بن علي (عليه السلام) بعد بيعتهم له حتي هرب منهم.

قال ابن عياش: بل قصر الله أيديكم بطول أيدي الكوفة وبنصرتهم عليكم، وكيف تعيرنا بباطل رجل واحد منا يبلغ بباطله ما عجز عنه عامتكم؟ ولقد حدثني أشياخ من النخع: أن أهل الكوفة كانوا يوم الجمل تسعة آلاف رجل مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان عليه ثلاثون ألفا مع طلحة والزبير وعائشة، فلما التقوا

لم يكن أهل البصرة إلا كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف.

فقال أبو بكر: ومتي كان أهل البصرة ثلاثين ألفا يقاتلون أمير المؤمنين، وقد اعتزلهم الأحنف بن قيس في سعد والرباب، وقد دخلنا بعد ذلك الكوفة، فذبحنا بها ستة آلاف رجل من أصحاب نبيهم المختار، كما يذبح الحملان سوي من هرب، بعد أن جاء أسماء بن خارجة الفزاري ومحمد بن الأشعث الكندي وشبث بن ربعي التميمي، واستعانوا بأهل البصرة وشكوا إليهم المختار وأصحابه وما قتل من رجالهم واستباح من حريمهم، فخرجنا مع مصعب بن الزبير حتي قتلنا نبيهم المختار (1) ومن قدرنا عليه من أصحابه وأعتقانهم من الرق، فلنا الفضل علي أهل الكوفة ولنا المنة عليهم وعلي أعقابهم لو كانوا يشكرون.

قال ابن عياش: أتاكم أهل الكوفة يوم الجمل مع علي (عليه السلام) فقتلوكم، فأري أهل الكوفة غالبين ومغلوبين علي الحق؟ وأري أهل البصرة غالبين ومغلوبين علي

1 - لم يكن المختار نبي أهل الكوفة ولا ادعاها هو، وإنما وصمه بها أضداده كأشياء أخر اختلقوها عليه تشتيتا لأمره وتفخيذا للملأ عنه، وكان لتلك النسب المكذوبة مكاء وتصدية من الزبيريين في الحجاز والبصرة، ومن الأمويين في الشام، ومن بقايا قتلة السبط الشهيد (عليه السلام) في الكوفة، فألقتها رواة السوء في أسانيد ضعيفة ومتون متهافتة إلي من بعدهم فحسبها الأغرار كحقيقة راهنة، ولم يقتل المختار إلا من أهدر الدين الإلهي دمه ممن أجلبوا بخيلهم ورجلهم علي آل الرسول (عليهم السلام) فقتلوهم ظلما ومنعوهم الروي ونهبوا خيامهم وسبوا نساءهم كما تسبي نساء الترك والديلم، ووطئوا صدر السبط (عليه السلام) وظهره بسنابك الخيل، فأي حرمة لزبانية الكفر والإلحاد حتي يغمز في المختار بقتلهم، وكيف يكون المختار كما يقولون وقد ترحم عليه

الإمامان الباقر والصادق (عليهما السلام) ونفي الباقر (عليه السلام) الكذب عنه، ونهي عن سبه، وجزاه الإمام السجاد (عليه السلام) خيرا، وأنك تجد تفصيل هذه الجمل في كتاب: سبيك النضار في تنزيه المختار للعلامة الكبير الميرزا محمد علي الغروي الأردوبادي.

(٢٣١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، مدينة الكوفة (9)، شبث بن ربعي اليربوعي (1)، مدينة البصرة (4)، الأحنف بن قيس (1)، محمد بن الأشعث (1)، الذبح (1)، القتل (3)، الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الدولة الأموية (1)، الشام (1)، الكذب، التكذيب (1)

الباطل؟

فقال أبو العباس: يا أبا بكر دونك، فإني أري ابن عياش مفوها جدلا.

قال أبو بكر: ما لهم بنا طاقة.

قال ابن عياش: لسنا في حرب فيري مغالبنا، وإنما نحن في كلام فأحسن الكلام أوضحه حجة.

فقال الحسن بن زيد: يا أبا بكر لا تغالب أهل الكوفة ولا تفاخرهم، فإنهم أكثر فقهاء وأشرافا منكم.

فقال أبو بكر: معاذ الله أني يكون هذا وما كان فيهم شريف إلا وفينا أشرف منه، وما كان في تميم الكوفة مثل الأحنف في تميم البصرة، ولا في عبد القيس الكوفة مثل الحكم بن الجارود في عبد القيس البصرة، ولا كان في قيس الكوفة مثل قتيبة بن مسلم في قيس البصرة.

قال ابن عياش: زدنا يا أبا بكر إن وجدت مزيدا، فعندنا أضعاف ما ذكرت، وما أنت ذاكر إن شاء الله.

قال أبو بكر: كفي بهذا فخرا وعزا وشرفا.

قال ابن عياش: قطع بك يا

أبا بكر، إنما أهل البصرة مثل نظام البعر المستوي واسطته درة، فهي فيهم مشهورة، وأهل الكوفة مثل نظيم الدر فواسطته منه لها أشباه كثيرة، ذكرت الأحنف في تميم البصرة وفي تميم الكوفة محمد بن عمير بن عطارد ابن حاجب بن زرارة بن عديس، رهن (قوسه) (1) عن جميع العرب، والنعمان بن مقرن صاحب النبي (صلي الله عليه وآله) المقدم علي جميع جيوش المسلمين أيام عمر بن الخطاب، وحسان بن المنذر بن ضرار من بيت ضبة، وسيدها عتاب بن ورقاء جواد العرب، وشبث بن ربعي التميمي قائد أهل البصرة وسائقهم مع مصعب بن الزبير، وعكرمة بن ربعي التميمي الذي قيل فيه: وعكرمة الفياض رب الفضائل، فهؤلاء سادة تميم الكوفة، والعجب لفخرك بمالك بن مسمع بن بكر بن وائل علي مصقلة بن هبيرة، وقد أقر بين يدي علي بن أبي طالب (عليه السلام) بشرفه وفضله، ومنهم خالد بن معمر وشقيق بن ثور السدوسي وسويد بن منجوف وحريث

1 - في المطبوع الأول: (فرسه).

(٢٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (7)، شبث بن ربعي اليربوعي (1)، مصقلة بن هبيرة (1)، مدينة البصرة (6)، عمير بن عطارد (1)، الحسن بن زيد (1)، شقيق بن ثور (1)، خالد بن معمر (1)، الباطل، الإبطال (1)، الحج (1)، الحرب (1)

ابن جابر والحضين بن المنذر ومحدوج المخزومي ويزيد بن رؤيمة الشيباني والقعقاع بن شور الذهلي، وأما فخرك بقتيبة بن مسلم فما أنت وذاك، إنما هو رجل من باهلة صنعه الحجاج، والشرف من قيس في عامر بن صعصعة في بني لبيد بن ربيعة الشاعر جاهليا وإسلاميا، وإنما فخرت بواحد من مائة إلا

أني أجمل لك:

أميرنا علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ومؤذننا عبد الله بن مسعود، وقاضينا شريح، فهات في أهل البصرة واحدا من هؤلاء الثلاثة.

قال أبو بكر: أميرنا عبد الله بن عباس.

قال ابن عياش: نحن بطانة عبد الله وظهارته وأنصاره وجنده عليكم، ونحن أحق به منكم.

فقال أبو بكر: فإن كان مؤذنكم عبد الله بن مسعود، فمنا أنس بن مالك خادم النبي (صلي الله عليه وآله).

فقال ابن عياش: وأين أنس من ابن مسعود فتقيسه به؟ ولقد نزل الكوفة سوي من سميت لك سبعون رجلا من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله) فنقيم لك واحدا بأنس ثم نفتخر عليك بتسعة وستين باقين.

فقال أبو بكر: فإن كان شريح قاضيكم، ففينا الحسن البصري سيد التابعين، وابن سيرين، في فضلهما وفقههما.

فقال ابن عياش: إن عددت هذين وباهيت بهما، عددنا لك أويسا القرني الذي يشفع في مثل ربيعة ومضر، وربيع بن خثيم، والأسود بن يزيد، وعلقمة، ومسروقا، وهبيرة بن بريم، وأباه ميسرة، وسعيد بن جبير، والحارث الأعور صاحب علي بن أبي طالب (عليه السلام) وراويته، وأين أنت عمن لم تر عينك مثله في زمانه من أصحاب النبي (صلي الله عليه وآله)، ولا أحفظ لما سمع، ولا أفقه في الدين، ولا أصدق في الحديث، ولا أعرف بمغازي النبي (صلي الله عليه وآله)، وأيام العرب، وحدود الإسلام، والفرائض، والغريب، والشعر، ولا أوصف لكل أمر من عامر بن شراحيل الشعبي.

فقال كل من حضر: لقد كان كذلك.

وبالكوفة بيوتات العرب الأربعة: فحاجب بن زرارة بيت تميم، وآل زيد بيت قيس، وآل ذي الجدين بيت ربيعة، وآل قيس بن معدي كرب الزبيدي بيت اليمن، وبالكوفة فرسان العرب الأربعة في الجاهلية والإسلام: عمرو بن معدي كرب،

(٢٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة

(أصحاب) رسول الله (ص) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، أبو طالب عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، عبد الله بن عباس (1)، مدينة الكوفة (3)، سعيد بن جبير (1)، الأسود بن يزيد (1)، عبد الله بن مسعود (2)، الحارث الأعور (1)، مدينة البصرة (1)، أنس بن مالك (1)، الحسن البصري (1)، ربيع بن خثيم (1)، الجهل (1)

والعباس بن مرداس السلمي، وطليحة بن خويلد الأسدي، وأبو محجن الثقفي، وأهل الكوفة جند سعد بن أبي وقاص يوم القادسية، وأصحاب الجمل وصفين وخانقين وجلولاء ونهاوند، وفرسانهم المعدودون في الإسلام: مالك بن الحارث الأشتر النخعي، وسعد بن قيس الهمداني، وعروة بن زيد الطائي صاحب وقعة الديلم، وعبد الرحمن بن محمد الأشعث الكندي.

فقال أبو بكر: هذا الذي سلب الحسين بن علي (عليه السلام) قطيفة فسماه أهل الكوفة عبد الرحمن قطيفة، فقد كان ينبغي أن لا تذكره.

فضحك أبو العباس من قول أبي بكر.

فقال ابن عياش: والذي سار تحت لوائه أهل الكوفة والبصرة وجماعة أهل العراق، وبالكوفة من أحياء العرب بأسرهم ما ليس بالبصرة منهم إلا أهل بيت واحد، وهم الذين يقول فيهم علي بن أبي طالب (عليه السلام):

ولو كنت بوابا علي باب جنة * لقلت لهمدان ادخلي بسلام.

فقال أبو بكر: فهل فيمن سميت أحدا إلا قاتل الحسين بن علي (عليه السلام) وأهل بيته، أو خذلهم، أو سلبهم وأوطأ الخيل صدورهم؟

فقال ابن عياش: تركت الفخر وأقبلت علي التعيير، أنتم قتلتم أباه علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فأما أهل الكوفة فكان منهم مع الحسين يوم قتل أربعون رجلا، وإنما كان معه سبعون رجلا فماتوا كلهم دونه، وقتل كل

واحد منهم عدوه قبل أن يقتل.

فقال أبو بكر: إن أهل الكوفة قطعوا الرحم ووصلوا المثانة، كتبوا إلي الحسين بن علي (عليه السلام): إنا معك مائة ألف، وغروه حتي إذا جاء خرجوا إليه فقتلوه وأهل بيته صغيرهم وكبيرهم، ثم ذهبوا يطلبون دمه! فهل سمع السامعون بمثل هذا؟

فقال ابن عياش: ومن أهل الكوفة أبو عبد الله الجدلي الذي صار ناصرا لبني هاشم حين حصرهم ابن الزبير، حتي صير الله بني هاشم حيث أحبوا، فهل كان فيهم بصري؟

فنهض أبو العباس وهو يقول: الكوفة بلاد الأدب، ووجه العراق، ومبزغ أهله، وعليها الجحاش، وهي غاية الطالب، ومنزل خيار الصحابة، وأهل الشرف، وأن

(٢٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، دولة العراق (2)، مدينة الكوفة (8)، أبو عبد الله الجدلي (1)، بنو هاشم (1)، سعد بن قيس (1)، القتل (4)، الإختيار، الخيار (1)، الجماعة (1)

أهل البصرة لأشبه الناس بهم. ثم قام (1).

ثم قال ابن الفقيه في كتابه: قال المدائني اجتمع أهل العراق عند يزيد بن عمر ابن هبيرة، فقال ابن هبيرة: أي البلدين أطيب ثمرة الكوفة أم البصرة؟

فقال خالد بن صفوان: ثمرتنا أطيب أيها الأمير منها كذا ومنها كذا.

فقال عبد الرحمن بن بشير العجلي: لست أشك أيها الأمير إلا وأنكم قد اخترتم للخليفة ما تبعثون به إليه.

فقال: أجل.

فقال: قد رضينا بأن تحكم لنا وعلينا، فأي الرطب تحملون إليه؟

قال: المشان.

قال: فليس بالبصرة منه واحدة، فأي التمر تحملون إليه؟

قال: النرسيان.

قال: وهذا فليس بالبصرة منه واحدة.

قال: والهيرون والأزاذ.

قال: وهذا فليس بالبصرة منهما واحدة.

ثم قال: فأي القسب تحملون إليه؟

قال: قسب العنبر.

قال: وهذا فليس بالبصرة منه واحدة.

قال:

أفلست تعلم أنها أفضل من البصرة، وأنت تري كيف يتعصب أمير الكوفة ابن هبيرة لبلده فيحكم بأنها أفضل من البصرة، حيث يجد ثمرتها أطيب من ثمرة البصرة (2).

وكان هذا ديدن ملوك الكوفة وأمرائها، يعقدون المحافل والنوادي للمناظرة في كل أنواعها، فقهية كانت أو كلامية أو نحوية أو لغوية أو غير ذلك من أنواع العلوم، وتجدهم يطربون إذا رأوا الكوفي يستظهر علي البصري في مسألة من المسائل، هكذا شأن كل أحد نسبه إلي بلده، سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا.

سئل خالد عن الكوفة فقال: نحن منابتنا قصب، وأنهارنا عجب، وثمارنا رطب

1 - البلدان لابن الفقيه، 176 - 177.

2 - البلدان لابن الفقيه: 204 - 211.

(٢٣٥)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (4)، مدينة البصرة (5)، التمر (1)

وأرضنا ذهب.

قال الأحنف: نحن أبعد منكم سرية، وأعظم منكم بحرية، وأعذي منكم برية.

وقال أبو بكر الهذلي: نحن أكثر منكم ساجا وعاجا وديباجا وخراجا ونهرا عجاجا (1).

١ - عيون الأخبار لابن قتيبة: ١ / ٢١٧، لسان العرب: ٢ / ٣١٩، تاج العروس: ٢ / 71.

صفحه(٢٣٦)

الخط العربي أو الخط الكوفي

الخط العربي أو الخط الكوفي تاريخه:

ليس في آثار العرب ما يدل علي أنهم كانوا يعرفون الكتابة إلا قبيل الإسلام، مع أنهم كانوا محاطين شمالا وجنوبا بأمم من العرب، خلفوا نقوشا كتابية كثيرة، وأشهر تلك الأمم: حمير في اليمن كتبوا بالحرف المسند، والأنباط في الشمال كتبوا بالحرف النبطي، وآثارهم باقية إلي هذه الغاية في ضواحي حوران والبلقاء، والسبب في ذلك: أن الحجازيين أو عرب مضر، كانت البداوة غالبة علي طباعهم والكتابة من الصنائع الحضرية، علي أن بعض الذين رحلوا منهم إلي العراق أو الشام قبل الإسلام، تخلقوا بأخلاق الحضر واقتبسوا الكتابة منهم علي سبيل

الاستعارة، فعادوا وبعضهم يكتب العربية بالحرف النبطي أو العبراني أو السرياني، ولكن النبطي والسرياني ظل عندهم إلي ما بعد الفتوح الإسلامية، فتخلف عن الأول الخط النسخي - الدارج - وعن الثاني الخط الكوفي، نسبة إلي مدينة الكوفة، وكان الخط الكوفي يسمي قبل الإسلام الحيري، نسبة إلي الحيرة وهي مدينة عرب العراق قبل الإسلام، وابتني المسلمون الكوفة بجوارها.

ومعني ذلك: أن السريان في العراق كانوا يكتبون ببضعة أقلام من الخط السرياني، في جملتها قلم يسمونه السطر نجيلي، كانوا يكتبون به الأسفار النصرانية فاقتبسه العرب في القرن الأول قبل الإسلام، وكان من أسباب تلك النهضة عندهم، وعنه تخلف الخط الكوفي وهما متشابهان إلي الآن.

واختلفوا في من نقله إلي بلاد العرب، والأشهر أن أهل الأنبار نقلوه، وذلك أن رجلا منهم اسمه: بشر بن عبد الملك الكندي، أخو أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل، تعلم هذا الخط من الأنبار وخرج إلي مكة فتزوج الصهباء بنت حرب ابن أمية أخت أبي سفيان والد معاوية، فعلم جماعة من أهل مكة فكثر من يكتب بمكة من قريش (1) عند ظهور الإسلام، ولذلك توهم بعضهم أن أول من نقل الخط

1 - المزهر: 2 / 177.

(٢٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، دولة العراق (3)، مدينة مكة المكرمة (3)، مدينة الكوفة (2)، الشام (1)

إلي العرب سفيان بن أمية.

والخلاصة: أن العرب تعلموا الخط النبطي من حوران في أثناء تجاراتهم إلي الشام، وتعلموا الخط الكوفي من العراق قبل الهجرة بقليل، وظل الخطان معروفين عندهم بعد الإسلام، والأرجح أنهم كانوا يستخدمون القلمين معا، الكوفي لكتابة القرآن الكريم ونحوه من النصوص الدينية، كما كان سلفه السطر نجيلي يستخدم عند السريان لكتابة الأسفار النصرانية، والنبطي لكتابة المراسلات

والمكاتبات الاعتيادية.

ومما يدل علي تخلف القلم الكوفي عن السطر نجيلي فضلا عن شكله، أن الألف إذا جاءت حرف مد في وسط الكلمة تحذف، وتلك قاعدة مطردة في الكتابة السريانية، وكان ذلك شائعا في أوائل الإسلام وخصوصا في القرآن المجيد، فيكتبون: الكتب، بدل: الكتاب، و: الظالمين، بدل: الظالمين.

فجاء الإسلام والكتابة معروفة في الحجاز، ولكنها غير شائعة، فلم يكن يعرف الكتابة إلا بضعة عشر إنسانا أكثرهم من كبار الصحابة وهم: الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وعمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، وطلحة بن عبيد الله، وعثمان، وأبان ابنا سعيد بن خالد بن حذيفة، ويزيد بن أبي سفيان، وحاطب بن عمرو بن عبد شمس، والعلاء بن الحضرمي، وأبو سلمة بن عبد الأشهل، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وحويطب بن عبد العزي، وأبو سفيان بن حرب، وولده معاوية، وجهيم ابن الصلت بن مخرمة، ثم تعلم غيرهم من الصحابة.

ومنهم خرج كتاب الدواوين للخلفاء الراشدين وكتاب الرسائل وكتاب القرآن، فكتبوا القرآن بالكوفي أيام الراشدين وأيام بني أمية، وفي أيامهم تفرع الخط المذكور إلي أربعة أقلام اشتقها بعضها من بعض كاتب اسمه: قطبة، كان أكتب أهل زمانه، وكان يكتب لبني أمية المصاحف، ثم اشتهر بعده الضحاك بن عجلان في أوائل الدولة العباسية فزاد علي قطبة، وزاد بعده إسحق بن حماد وغيره، فبلغ عدد الأقلام العربية إلي أوائل الدولة العباسية 12 قلما وهي:

1 - قلم الجليل.

2 - قلم السجلات.

3 - قلم الديباج.

(٢٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: الدولة العباسية (العباسيون) (2)، دولة العراق (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، القرآن الكريم (4)، طلحة بن عبيد الله (1)، العلاء بن الحضرمي (1)، بنو أمية (2)، الشام (1)، الظلم (2)، الحرب (1)

4 - قلم أسطور

مار الكبير.

5 - قلم الثلاثين.

6 - قلم الزنبور.

7 - قلم المفتح.

8 - قلم الحرم.

9 - قلم المدامرات.

10 - قلم العهود.

11 - قلم القصص.

12 - قلم الحرفاج.

فحين ظهر الهاشميون حدث خط يسمي: العراقي، وهو المحقق ولم يزل يزيد حتي انتهي الأمر إلي المأمون فأخذ كتابه بتجويد خطوطهم، وظهر رجل يعرف بالأحول المحرر، فتكلم علي رسومه وجعله أنواعا، ثم ظهر قلم المرصع، وقلم النساخ، وقلم الرياسي، نسبة إلي مخترعه ذي الرئاستين الفضل بن سهل، وقلم الرقاع، وقلم غبار الحلية (1)، فزادت الخطوط علي عشرين شكلا، وكلها تعد من الكوفي.

وأما الخط النسخي أو النبطي، فقد كان شائعا بين الناس لغير المخطوطات الرسمية، حتي إذا نبغ ابن مقلة المتوفي سنة 328 فأدخل في الخط المذكور تحسينا جعله علي نحو ما هو عليه الآن وأدخله في كتابة الدواوين، والمشهور عند المؤرخين: أن ابن مقلة نقل الخط من صورة القلم الكوفي إلي صورة القلم النسخي، والغالب في اعتقادنا أن الخطين كانا شائعين معا من أول الإسلام الكوفي للمصاحف ونحوها، والنسخي أو النبطي للرسائل ونحوها كما تقدم، وأن ابن مقلة إنما جعل الخط النسخي علي قاعدة جميلة حتي يصلح لكتابة المصاحف، وقد شاهدنا في معرض الخطوط العربية القديمة في دار الكتب السلطانية عقد نكاح مكتوبا في أواسط القرن الثالث للهجرة سنة 264 علي رق مستطيل في أعلاه صورة العقد بالقلم الكوفي المنتظم، وتحتها خطوط الشهود بالقلم النسخي بغاية الاختلال، فابن مقلة

١ - كشف الظنون: ١ / 466.

(٢٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: الفضل بن سهل (1)، دولة العراق (1)، الوفاة (1)، كتاب كشف الظنون لحاجي خليفة (1)

حسن هذا الخط تحسينا وأدخله في كتابة المصاحف.

ثم تفرع الخط النسخي المذكور بتوالي الأعوام إلي فروع كثيرة، وأصبحت الأقلام الرئيسية

في اللغة العربية اثنين: الكوفي والنسخي، ولكل منها فروع كثيرة اشتهر منها بعد القرن السابع للهجرة ستة أقلام وهي: الثلث، والنسخي، والتعليقي، والريحاني، والمحقق، والرقاع.

واشتهر من الخطاطين جماعة كبيرة ألفوا فيه الكتب والرسائل، بعضها في أدوات الخط كالأقلام وطرق بريها، وأحوال الشق، والقط، والدواة، والمداد، والكاغد وغير ذلك (1)، وما زال الخط يتفرع إلي اليوم ولن يزال إلي ما شاء الله عملا بسنة الارتقاء (2).

قال القلقشندي في صبح الأعشي: والخط العربي هو المعروف الآن بالكوفي، ومنه استنبطت الأقلام التي هي الآن.

وقد ذكر ابن الحسين في كتابه في قلم الثلث: أن الخط الكوفي فيه عدة أقلام، مرجعها إلي أصلين وهما: التقوير والبسط.

فالمقور: هو المعبر عنه الآن باللين، وهو الذي تكون عراقاته وما في معناها منخسفة منحطة إلي أسفل كالثلث والرقاع ونحوها.

والمبسوط: هو المعبر عنه الآن باليابس، وهو ما لا انخساف وانحطاط فيه كالمحقق، وعلي ترتيب هذين الأصلين الأقلام الموجودة الآن.

وذكر صاحب إعانة المنشئ: أن أول ما نقل الخط العربي من الكوفي إلي ابتداء هذه الأقلام المستعملة الآن في أواخر خلافة بني أمية وأوائل خلافة بني العباس (3).

كيف اشتهر الخط الكوفي دون غيره في صدر الإسلام إن الإسلام هو ولا ريب مبعث حضارة العرب، والأساس الأعظم في تمدنهم، والخط إنما هو من لوازم الحضارة وتوابع العمران، كما نص عليه ابن خلدون قال في مقدمته: لهذا نجد أكثر البدو أميين لا يكتبون ولا يقرأون، ومن قرأ منهم أو كتب فيكون خطه قاصرا وقراءته غير نافذة، ونجد تعليم الخط في الأمصار الخارج

١ - كشف الظنون: ١ / 711.

2 - تاريخ التمدن الإسلامي لجرجي زيدان: 3 / 54 - 56.

3 - صبح الأعشي: 3 / 15.

(٢٤٠)

صفحهمفاتيح البحث: بنو عباس (1)،

بنو أمية (1)، البعث، الإنبعاث (1)، كتاب كشف الظنون لحاجي خليفة (1)

عمرانها عن الحد أبلغ وأحسن وأسهل طريقا لاستحكام الصنعة فيها (1).

ولا شك أيضا أن الإسلام قد صبغ بصبغة أهله أكثر الديار التي دخلها، بل كل البلاد التي دخلت في طاعته زمن الخلفاء الراشدين من حيث اللغة والعادات، لأن العرب وهم يومئذ معتزون بعربيتهم حاكمون بسلطتهم، لأن منهم دعاة الإسلام وحملة القرآن، وقد نزل القرآن بلسانهم، فزادهم ذلك استمساكا بما هم عليه من العصبية العربية، كانوا إذا فتحوا بلادا واستعمروها لا يجدون بعد دينهم أمرا يحتفظون به أعظم من عاداتهم التي قبلها الإسلام منهم وأقرهم عليها، ومن ذلك الكتابة، فإنها وإن عرفت في ديار اليمن وكانت الحميرية لهم، وفي ديار العراق وكان الجزم خطهم، إلا أن انتشارها كان بانتشار المسلمين الذين تلقاها الصدر الأول منهم، فكتبوا بها القرآن (2) واحتذي سبيلهم جميع المسلمين يومئذ، فانمحت الكتابة الحميرية من اليمن وحل محلها الخط الكوفي (3).

وجدت هذه الكتابة علي إحدي مقابر المسلمين في الكوفة، غير أنه لم تؤرخ كي يتضح لنا عهدها علي التحقيق، وتري علي اليمين آية الكرسي إلي قوله: (العلي العظيم) مبتدأ فيها بالبسملة، وعلي اليسار سورة التوحيد، وفي آخرها: هذا قبر جعفر بن معمر رحمه الله وغفر له، صلي الله علي محمد وعلي آل محمد.

وتحته: الله ولي التوفيق.

وأما المربعة التي في الوسط، فهي الصلاة علي محمد وآله، وأما السطران المستطيلان من تحت، فهما البسملة مع قوله تعالي: (والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين علي سرر موضونة

١ - تاريخ ابن خلدون: ١ / ٤١٨.

٢ - قال في كشف الظنون ١ / 710: قال ابن إسحاق: أول من كتب

المصاحف في الصدر الأول ويوصف بحسن الخط خالد بن أبي الهياج، وكان سعد نصبه لكتب المصاحف والشعر والأخبار للوليد بن عبد الملك، ومن كتاب المصاحف خشنام البصري والمهدي الكوفي وكانا في أيام الرشيد، ومنهم أبو حدي وكان يكتب المصاحف في أيام المعتصم من كبار الكوفيين وحذاقهم.

3 - المفصل في تاريخ الإسلام للدكتور جواد: 8 / 154.

(٢٤١)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (1)، يوم عرفة (1)، القرآن الكريم (3)، الصّلاة (1)، القبر (1)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (1)، كتاب كشف الظنون لحاجي خليفة (1)، التاريخ الإسلامي (1)، الجود (1)

متكئين عليها) (1) وأما البقية فلم نهتد لقراءتها.

نموذج من الخط الكوفي وقد كان كتبة الوحي من المهاجرين والأنصار، يرجع السند في اتصال الكتابة إليهم إلي حرب بن أمية، أب الصهباء زوج بشر بن عبد الملك الكندي، أو إلي بشر وحده كما تقدم، وكان خطهم يومئذ هو المعروف بعدهم باسم الكوفي، ولا ريب أن المسلمين بعد ذلك ساروا بسيرة كتبة الوحي، الذين هم أول من كتب في الإسلام واتخذوا شكل حروفهم، فعمت حينئذ الكتابة الكوفية، ولم يقم أحد يومئذ بالدعوة إلي غيرها، حتي استبحر عمران الإسلام وتفرقت أمصاره، فتفاوتت البلاد في العناية بأمره (2).

١ - سورة الواقعة: ١٠ - ١٦.

٢ - راجع مفصلا: فهرست ابن النديم: ٩ - 11، رسالة الخط للعلامة البارع الشيخ أحمد رضا العاملي النباطي: 17 - 18 طبع صيدا سنة 1332.

(٢٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: المهاجرون والأنصار (1)، الحرب (1)، الزوج، الزواج (1)، سورة الواقعة (1)، ابن النديم (1)

نقباء الأشراف في الكوفة

نقباء الأشراف في الكوفة توطئة:

النقابة: ونعني بها نقابة الأشراف، سموها بذلك إشارة إلي أنها تتعلق بأشراف المسلمين وهم أهل بيت النبي (صلي الله عليه وآله)، وذلك

أن عائلة النبي كانت في أوائل الإسلام محفوظة الحرمة لقرب عهدهم من النبوة، فكانوا يجعلون علي أهل بيت النبي (صلي الله عليه وآله) رئيسا منهم يتولي أمورهم، ويضبط أنسابهم، ويدون مواليدهم ووفياتهم، وينزههم عن المكاسب الدنيئة، ويمنعهم من ارتكاب المآثم، ويطالب بحقوقهم، ويدعوهم إلي أداء الحقوق، وينوب عنهم في المطالبة بحقوقهم في سهم ذوي القربي من الفيء والغنيمة، ويقسمه بينهم، ويمنع أيامهم أن يتزوجن إلا من الأكفاء (1).

قال النبهاني في الشرف المؤبد: ويلزمه لهم بتقلدها اثنا عشر حقا:

أحدها: حفظ أنسابهم من داخل فيها وليس منها أو خارج عنها وهو منها.

الثاني: معرفة أنسابهم وتمييز بطونهم، ويثبتهم في ديوانه علي التمييز.

الثالث: معرفة من ولد منهم من ذكر أو أنثي فيثبته ومعرفة من مات فيذكره.

الرابع: أن يحملهم علي الآداب التي تضاهي شرف أنسابهم وكرم محتدهم لتكون حشمتهم في النفوس موفورة وحرمة رسول الله (صلي الله عليه وآله) فيهم محفوظة.

الخامس: أن ينزههم عن المكاسب الدنيئة ويمنعهم من المطالب الخبيثة حتي لا يستقل ولا يستضام منهم أحد.

السادس: أن يكفهم عن ارتكاب المآثم ويمنعهم من انتهاك المحارم ليكونوا علي الدين الذي نصروه أغير وللمنكر الذي أزالوه أنكر، فلا ينطلق بذمهم لسان ولا يشنؤهم إنسان.

السابع: أن يمنعهم من التسلط علي العامة لشرفهم والتشطط عليهم لنسبهم فيدعوهم ذلك إلي المقت والبغض، ويبعثهم علي المناكرة والبعد، وأن يندبهم إلي

1 - تاريخ التمدن الإسلامي: 1 / 245.

(٢٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (2)، مدينة الكوفة (1)، الموت (1)

استعطاف القلوب وتألف النفوس ليكون الميل إليهم أوفي والقلوب لهم أصفي.

الثامن: أن يكون عونا لهم في استيفاء حقوقهم حتي

لا يضعفوا عنها، وعونا عليهم في أخذ الحقوق منهم حتي لا يمنعوا أهلها منها ليصيروا بالمعونة لهم منتصفين وبالمعونة عليهم منصفين، فإن من عدل السيرة فيهم إنصافهم واإتصافهم.

التاسع: أن ينوب عنهم في حقوقهم في بيت مال المسلمين.

العاشر: أن يمنع نساءهم أن يتزوجن إلا من الأكفاء لشرفهن علي سائر النساء صيانة لأنسابهن وتعظيما لحرمتهن.

الحادي عشر: أن يقوم ذوي الهفوات منهم، ويقيل ذا الهيئة منهم عثرته ويغفر بعد الوعظ زلته.

الثاني عشر: أن يراعي وقوفهم بحفظ أصولها وتنمية فروعها ويراعي قسمتها عليهم بحسب الشروط والأوصاف.

ويزاد علي ذلك في النقابة العامة خمسة أشياء أخري:

أحدها: الحكم بينهم فيما تنازعوا فيه.

الثاني: الولاية علي أيتامهم فيما ملكوه.

الثالث: إقامة الحدود عليهم فيما ارتكبوه.

الرابع: تزويج الأيامي اللاتي لا يتعين أولياؤهن أو قد تعينوا فعضلوهن.

الخامس: إيقاع الحجر علي من عته منهم أو سفه وفكه إذا أفاق ورشد (1).

ولا تصح ولاية النقابة إلا من إحدي ثلاث جهات: إما من جهة الخليفة المستولي علي كل الأمور، وإما ممن فوض إليه تدبير الأمور كوزير التفويض وأمير الإقليم، وإما من نقيب عام الولاية، يعني به نقيب النقباء (2).

وكانت نقابة الأشراف من المناصب السامية ولها الشأن الأول من الشرف بعد الخلافة، ولذلك قال الشريف الرضي نقيب الأشراف يخاطب الخليفة القادر بالله العباسي من قصيدة:

عطفا أمير المؤمنين فإننا * في دوحة العلياء لا نتفرق ما بيننا يوم الفخار تفاوت * أبدا كلانا في المعالي معرق

1 - الشرف المؤبد: 47، وكذا: الأحكام السلطانية: 82 - 86.

2 - الأحكام السلطانية للماوردي: 92.

(٢٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب الأشراف للشيخ المفيد (2)، الشريف الرضي، أبو الحسن محمد بن الحسين (1)، المنع (1)، الزوج، الزواج (1)

إلا الخلافة ميزتك فإنني * أنا عاطل منها وأنت مطوق (1).

وكان الخلفاء يكتبون

لنقباء الأشراف عهودا وتقاليدا تدل علي جلالة قدرهم ورفعة منزلتهم، وكانوا كثيرا ما يعهدون إليهم بسقاية الحاج وديوان المظالم من الخطط السامية، وما زالت الدول الإسلامية تحترم نقابة الأشراف في كل أدوار تاريخها حتي الدول العثمانية، فإنها لا تزال محافظة علي ذلك إلي الآن، فنقيب الأشراف فيها يقدم في التشريفات الرسمية علي سائر رجال الدولة العلية، حتي الصدر الأعظم وشيخ الإسلام (2).

وإليك فيما يلي أسماء الذين تولوا نقابة الكوفة، ومنهم من جمع بينها وبين نقابة المشهدين - الغري والحائر - ونقابة الحلة، كما أن منهم من ضم إلي ذلك إمارة الحاج وديوان المظالم، ومنهم من كان نقيب النقباء في العراق:

1 - القاسم بن الحسين السبيعي، يكني أبا القاسم، ابن القاسم، بن أحمد، بن عبد الله، بن علي الشديد، ابن الحسن، بن زيد، بن الحسن، ابن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، نسب إلي محلة بالكوفة يقال لها: السبيعية (3).

2 - ناصر الدين مطهر، ابن رضي الدين محمد، بن علي، ابن عرب شاه حمزة، بن أحمد، ابن السيد عبد العظيم، بن عبد الله، بن علي الشديد الحسني، تولي نقابة المشهدين والحلة والكوفة أشهرا (4).

3 - أبو جعفر محمد بن الحسن الأعور الجواد، ابن محمد، بن عبد الله الأشتر الكابلي ابن محمد ذي النفس الزكية الحسني، وقد قتل (5).

4 - أبو عبد الله الحسين بن الحسن الأعور، الجواد الحسني المذكور، كان له عقب بالكوفة يعرفون ببني الأشتر، انقرضوا بعد أن بقيت بقيتهم إلي المائة السادسة (6).

١ - خصائص الأئمة: ٢٣ - ٢٤، شرح نهج البلاغة: ١ / ٣٤، عمدة الطالب: ٢١٠.

٢ - ماضي النجف وحاضرها: ١ / ٢٨١، تاريخ التمدن الإسلامي: ١ / ٢٤٥.

٣ - عمدة

الطالب: ٩٤، وفيه: (السديد) بدل: (الشديد).

٤ - عمدة الطالب: ٩٥.

٥ - عمدة الطالب: ١٠٧، وقال: كان سيدا نقيبا وقتل بفيد.

٦ - عمدة الطالب: ١٠٧.

(٢٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (3)، مدينة الكوفة (4)، عبد العظيم بن عبد الله بن علي (1)، القاسم بن الحسين (1)، عبد الله بن علي (1)، محمد بن عبد الله (1)، أبو عبد الله (1)، الحسين بن الحسن (1)، الحسن بن زيد (1)، حمزة بن أحمد (1)، محمد بن الحسن (1)، محمد بن علي (1)، الشهادة (2)، القتل (2)، الجود (2)، الحج (1)، الظلم (2)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (1)، كتاب خصائص الأئمة للشريف الرضي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)

5 - أبو الحسن محمد، الملقب بكمال الشرف، ابن أبي القاسم الأديب، الحسن ابن أبي جعفر محمد، بن علي الزاهد، بن محمد الأقساسي، ولاه الشريف المرتضي نقابة الكوفة وإمارة الحاج، فحج بالناس مرارا، وفي ولده جلالة ورئاسة (1).

6 - أبو الحسن محمد بن الحسين، بن علي كتيلة، بن يحيي، بن يحيي، بن الحسين ذي العبرة، بن زيد الشهيد (عليه السلام) (2).

7 - ناصر بن علي، المعروف بالدخ، ابن الحسين، بن علي كتيلة المذكور (3).

8 - زيد بن أبي الفتح ناصر، ابن أبي الحسين زيد، بن الحسين، بن علي كتيلة المذكور، كان نقيب المشهد والكوفة، ذكره ابن مهنا العبيدلي في شجرته (4).

9 - السيد شريف الدين محمد، المعروف بابن السدرة، نازع أبا الحسين زيدا الأسود بن الحسين بن كتيلة فضيق عليه وغلبه وصار هو النقيب، وسافر إلي المشهد الغري في النجف، وأقام فيه سنة 308 حتي توفي، وخلف من الذكور سبعة ومن الإناث خمسة، وكثروا وانتشروا واشتهروا

ببني السدرة (5).

10 - جلال الدين عبد الحميد ابن أبي طالب محمد، بن عبد الحميد، بن عبد الله التقي النسابة، ابن أسامة الحسيني، كان عالما فاضلا نسابة، تولي نقابة المشهد والكوفة، وتوفي سنة 666 ودفن بالمشهد الغروي (6).

11 - أبو الفتح محمد ابن أبي طاهر عبد الله، ابن الأمير أبي الفتح محمد، ابن الأمير أبي الحسن محمد الأشتر، ابن عبيد الله الثالث، ابن علي بن عبيد الله الثاني الحسيني (7).

١ - توفي سنة ٤١٥، ورثاه الشريف المرتضي بقصيدة مطلعها:

عرفت ويا ليتني ما عرفت * فمر الحياة لمن قد عرفت.

انظر: عمدة الطالب: ٤٦٢، المنتظم لابن الجوزي: ٨ / ٢٠، الغدير: ٥ / ٥.

٢ - غاية الاختصار: ١١٣، عمدة الطالب: ٤٦٢.

٣ - عمدة الطالب: ٢٧٠، والدخ: الدخان. لسان العرب: ٣ / ١٤.

٤ - عمدة الطالب: ٢٧١.

٥ - عمدة الطالب: ٢٧١.

٦ - غاية الاختصار: ١١٥، عمدة الطالب: ٢٧٧.

٧ - عمدة الطالب: ٣٢٤، ولقب بالأشتر لضربة كانت في وجهه.

(٢٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، مدينة الكوفة (3)، مدينة النجف الأشرف (1)، محمد بن الحسين بن علي (1)، علي بن عبيد الله (1)، محمد بن عبد الحميد (1)، الحسين بن علي (2)، جلال الدين (1)، محمد بن علي (1)، عبد الحميد (1)، الحج (2)، الطهارة (1)، الشهادة (1)، يوم عرفة (3)، الشريف المرتضي (1)

12 - أبو محمد عمر، ابن أبي الفتح محمد، بن أبي طاهر المذكور الحسيني (1).

13 - أبو عبد الله أحمد، أمير الحاج، ابن أبي علي محمد أمير الحاج، ابن الأمير محمد الأشتر المذكور، ولي نقابة الطالبيين مدة عمره ومات سنة 389، وفيها قتل أخوه أبو العلاء مسلم الأحول الحسيني (2).

14 - الأمير

شمس الدين أبو الفتح محمد، ابن أبي طاهر محمد، ابن أبي البركات محمد، بن زيد، بن الحسين، بن أحمد، ابن أبي علي محمد الأمير الرئيس بالكوفة، حج بالحاج سنة 353، ابن الأمير أبي الحسن محمد الأشتر (3).

15 - شهاب الدين أبو عبد الله أحمد، ابن أبي محمد عمر نقيب الكوفة، ابن أبي الفتح محمد مجد الدين نقيب الكوفة، ابن الفقيه أبي طاهر عبد الله نقيب الكوفة، ابن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة، هكذا ساق نسبه ابن مهنا العبيدلي في مشجرته (4).

16 - أبو العباس غراب البين، ابن أبي طاهر محمد، بن علي، بن شهاب الدين، ابن محمد بن أبي طاهر، ابن أبي البركات محمد، بن زيد، بن الحسين، بن أحمد، ابن أبي علي محمد، ابن الأمير أبي الحسن محمد الأشتر، كان نقيبا في المشهدين والكوفة، ذكره ابن مهنا العبيدلي في مشجرته (5).

17 - عميد الدين أبو جعفر، ابن أبي نزار عدنان نقيب المشهد، ابن عبد الله أبي الفضل، ابن أبي علي عمر المختار، ابن أبي العلاء مسلم الأحول، ابن أبي علي محمد أمير الحاج، ابن الأمير محمد الأشتر (6).

18 - شمس الدين أبو القاسم علي، ناظر الكوفة، جمع بين نقابة الكوفة والنجف، قال ابن أنجب في كتابه الدر الثمين في أسماء المصنفين (7): حضرت داره

١ - عمدة الطالب: ٣٢٤.

٢ - عمدة الطالب: ٣٢٨.

٣ - عمدة الطالب: ٣٢٤، ماضي النجف وحاضرها: ١ / ٢٩٠.

٤ - عمدة الطالب: ٣٢٥، وذكره باسم شهاب الشرف.

٥ - عمدة الطالب: ٣٠٢.

٦ - عمدة الطالب: ٣٣٠.

7 - هو المؤرخ تاج الدين علي بن أنجب المعروف بابن الساعي البغدادي خازن كتب المدرسة المستنصرية وصاحب التصانيف الكثيرة، توفي سنة 674.

(٢٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (8)،

مدينة النجف الأشرف (2)، محمد بن أبي طاهر (2)، أبو عبد الله (2)، الحسين بن أحمد (2)، أبو العلاء (1)، محمد بن زيد (2)، محمد بن علي (1)، الطهارة (3)، الحج (4)، الشهادة (1)

بالكوفة فأحسن ضيافتي وناولني ديوان شعره بخطه، وكان قد جمع فضلاء العلويين الحسينيين من أهل الكوفة، فلما عرف الناصر فضله استحضره إلي بغداد لتقليده نقابة الطالبيين، فحضر إلي بغداد فكتب ضراعة - عريضة - يسأل فيها ذلك، فأجيب سؤله، وكتب تقليده وأحضرت الخلع إلي دار الوزير، فحضر في الليلة التي يريدون أن يخلعوا عليه في صبيحتها دار زعيم الدين أستاذ الدار ابن الضحاك، فوقع غيث كثير فركب في الليل متوجها إلي داره بظاهر باب المراتب، فسقط من دابته فانكسرت رجله، فحمل في محفة إلي داره، فلما انتهت حاله تقرر أن يولي أخوه (1).

19 - فخر الدين الأطروش، فغير الاسم في التقليد، وخلع علي فخر الدين خلع النقابة، حبس شمس الدين بالكوفة بأمر الناصر العباسي، وكان عم أمه صفي الدين الفقيه محمد بن معد في تلك الأيام، ذا مكانة سامية ومنزلة رفيعة عند الناصر ووزيره القمي، فكتب شمس الدين إليه يستنجده ويسأله التوصل في الإفراج عنه قصيدة - منها -:

يا قادرين علي الإحسان ما لكم * من غير جرم عدتنا منكم النعم مالي إذا دكما ذيدت محلأة * عن وردها ولديكم مورد شبم مولده سنة 536 كما عن غاية الاختصار (2)، وكان حيا إلي سنة 584 كما يظهر من فرحة الغري، عند ذكر بعض الكرامات الواقعة في شهر رمضان في السنة المذكورة (3)، ويقال: إنه قتل في دخول التاتار بغداد (4).

20 - أبو طاهر هبة الله، الملقب بزين الدين ابن الفقيه العامل، فخر

الدين يحيي ابن أبي طاهر هبة الله، ابن شمس الدين أبي الحسن علي بن محمد مجد الشرف، ابن أبي نصر أحمد، بن أحمد أبي الفضل علي، ابن أبي تغلب علي، نقيب النقباء بسوراء، ابن الحسن الأصم السوراوي، ابن أبي الحسن محمد الفارس النقيب، ابن

١ - غاية الاختصار: ١٤٧.

٢ - غاية الاختصار: ١٩.

٣ - فرحة الغري: ١٧٤.

٤ - عمدة الطالب: ٣٣٠، ماضي النجف وحاضرها: 1 / 287.

(٢٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، شهر رمضان المبارك (1)، ابن أبي نصر (1)، مدينة بغداد (3)، علي بن محمد (1)، محمد بن معد (1)، القتل (1)، الطهارة (2)، الكرم، الكرامة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)

يحيي بن الحسين النسابة، ابن أحمد، بن عمر، بن يحيي، بن الحسين ذي العبرة، هكذا سرد نسبه في عمدة الطالب، وقال: إنه تولي النقابة الطاهرية وصدارة البلاد الفراتية وغيرها، (وقتل) (1) بظاهر بغداد سنة 701، وقتله بنو محاسن بدم صفي الدين ابن محاسن، وكان السيد قد أمر به فرفس فمات، وقتلوه قتلة شنيعة ورخص لهم في ذلك: أدينه، حاكم بغداد (2).

وفي غاية الاختصار: النقيب الكبير زين الدين هبة الله ابن أبي طاهر، ولد في سنة 667، وولي صدارة البلاد الحلية والكوفة ونقابتها مع المشهدين الغروي والحائري، فاستقر فيها عن سياسة ورئاسة وسماحة، وهو اليوم أوفي الطالبيين عزة، وقد فاق أضرابه كرما ونبلا ورفعة وصلاة وبرا وشرفا، وكان أبوه الفقيه فخر الدين يملأ العين قرة والقلب مسرة، وأخوه تاج الدين كذلك (3).

21 - السيد علي بن أبي طالب، نقيب الكوفة ورئيسها، العالم (4).

22 - الحسين بن أحمد بن عمر بن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد (عليه السلام)، أبو عبد الله، جمع النسب، وأخذ تعليقة ابن دينار

النسابة الكوفي، وظفر ابن دينار بجرائده فأفاد منها (5).

23 - الشريف أبو الحسين، فخر الدين حمزة، من أولاد الشريف الأمير علي الحاج، أبي الحسن محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن محمد بن يحيي بن الحسين بن زيد بن علي الشهيد (عليه السلام) (6).

هؤلاء الذين نص علي نقابتهم في عمدة الطالب والمجدي وغاية الاختصار ومشجرة ابن مهنا العبيدلي، ولعل في الكوفة نقباء كثيرين لم نهتد إليهم بالرغم من كثرة التتبع.

١ - في المطبوع: (وصل): وما أثبتناه من المصدر.

٢ - عمدة الطالب: ٢٨١ - ٢٨٢.

٣ - غاية الاختصار: ٧٣ - ٧٤.

٤ - المجدي: ١٧٦، عمدة الطالب: ٢٧٥.

٥ - المجدي: ١٧١، عمدة الطالب: ٢٧٤.

٦ - المجدي: ١٨٠، عمدة الطالب: ٣٠٢.

(٢٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، مدينة الكوفة (3)، يحيي بن الحسين بن زيد (1)، علي بن محمد بن يحيي (1)، علي بن أبي طالب (1)، يحيي بن الحسين (2)، الحسين بن أحمد (1)، الحسين بن زيد (1)، مدينة بغداد (2)، الحسن بن محمد (1)، أحمد بن عمر (1)، الشهادة (1)، القتل (4)، الطهارة (1)

قضاة الكوفة

قضاة الكوفة توطئة:

القضاء - ويراد به منصب الفصل بين الناس في الخصومات - قديم (1)، لأن الإنسان لم يستغن عمن يفصل في قضاياه من أول أزمان وجوده، وكان قضاة القبائل عقلاؤها وكبارها وهم أيضا حكامها وأمراؤها، فكان الرجل إذا نبغ في عقله وقوته تولي حكومة قبيلته وحكم في قضاياها، وهو حال البدو علي فطرتهم، وكذلك كان العرب في جاهليتهم، فقد كانوا يتقاضون إلي وجهائهم وعقلائهم، واشتهر من هؤلاء القضاة قبل الإسلام جماعة كبيرة يحكم كل منهم في قبيلته، فمن تميم: حاجب بن زرارة، والأقرع بن حابس، وربيعة

بن مخاشن (2)، ومن ثقيف: غيلان بن سلمة (3)، ومن قريش: هاشم بن عبد مناف، وعبد المطلب بن هاشم، وأبو طالب بن عبد المطلب عم النبي (صلي الله عليه وآله)، والعاص بن وائل (4)، ومن بني أسد: ربيعة بن حذار (5)، ومن كنانة: سلمي بن نوفل (6)، وغير هؤلاء ممن اشتهر في كل القبائل مثل: أكثم بن صيفي (7)، وعامر بن الظرب وغيرهما (8)، وكان العرب أيضا يتقاضون إلي الكهان والعرافين، هكذا كان القضاء قبل الإسلام.

١ - انظر: تاريخ ابن خلدون: ١ / ٢٢٠.

٢ - انظر: الإصابة: ١ / ٦٥٧ رقم ١٣٦٠ و ١ / ٢٥٣، الأعلام للزركلي: ٢ / ٥ و ١٥٢، المحبر: ١٣٤.

٣ - تاريخ ابن خلدون: ٢ / ٣٠٩، وفي المطبوع: (مسلمة)، والصحيح ما أثبتناه من المصادر الرجالية.

٤ - المحبر: ١٣٢، سير أعلام النبلاء: ١ / ٣٠٢، الأعلام: ٣ / ٢٤٧.

٥ - أسد الغابة: ٢ / ٩١، الاعلام: ٣ / ١٦.

٦ - المحبر: ١٣٣.

٧ - تهذيب الكمال: ٧ / ٤٣٨، الإصابة: ١ / ٣٥٠ رقم ٤٨٥.

٨ - المصنف لعبد الرزاق الصنعاني: ١٠ / ٣٠٩ ح ١٩٢٠٧، تاريخ اليعقوبي: ١ / 227.

(٢٥٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة الكوفة (1)، الأقرع بن حابس (1)، بنو أسد (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (2)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)

منصب القضاء:

القضاء منصب جليل ومرتبة سامية، فإنه إمارة شرعية، وغصن من دوحة الرئاسة العامة الثابتة للنبي والأئمة وخلافة عنهم (عليهم السلام)، وخطره عظيم جدا إذ القاضي علي شفير جهنم، ولما ولي الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) شريحا القضاء في الكوفة اشترط

عليه أن لا ينفذ القضاء حتي يعرضه عليه، وقال له يوما: «يا شريح قد جلست مجلسا لا يجلسه إلا نبي أو وصي نبي أو شقي» (١).

وعن النبي (صلي الله عليه وآله): «لسان القاضي بين جمرتين من نار حتي يقضي بين الناس، فإما في الجنة وإما في النار» (٢).

إن الدين الإسلامي يوجب القضاء علي كل من له الأهلية وجوبا كفائيا، بحيث إذا قام به من فيه الكفاية سقط عن الآخرين، وقد يوجبه وجوبا عينيا علي كل من جمع شروطه، وذلك إذا لم يكن في بلده أو ما يقرب منه مما لا يتعسر الرجوع إليه للمرافعة من له أهلية غيره، فإنه يجب عليه حينئذ عينا مع فرض حاجتهم إلي القاضي وعدم إمكان (رفع التنازع بالمصالحة ونحوها) (٣).

وإن الدين الإسلامي يشترط في القاضي شروطا عديدة منها: الاجتهاد، فلا ينفذ قضاء غير المجتهد، وإن بلغ من العلم والفضل ما بلغ، لإجماع المسلمين علي ذلك، لأن منصب القضاء - كما عرفت - مختص بالنبي والأئمة (عليهم السلام)، لقوله تعالي:

﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول﴾ (4)، وقد تقدم قول الإمام علي (عليه السلام) لشريح القاضي، فحينئذ يتوقف جواز القضاء من غير النبي والأئمة علي الإذن منهم (عليهم السلام).

وقد وردت الآثار من أئمة الهدي (عليهم السلام) بالإذن في القضاء للمجتهد العادل خاصة، القادر علي استنباط الأحكام من أدلتها الشرعية، فإن الإمام الصادق (عليه السلام) يقول فيما يحدثنا به الصدوق (رحمه الله) في الفقيه: «إياكم أن يحاكم بعضكم بعضا إلي أهل الجور، ولكن انظروا إلي رجل منكم يعلم شيئا من قضايانا فاجعلوه بينكم،

١ - الكافي: ٧ / ٤٠٦ ح ٢، الفقيه: ٣ / ٥ ح ٣٢٢٣، التهذيب: ٦ / ٢١٧ ح

٥٠٩.

٢ - تهذيب الأحكام: ٦ / ٢٩٢ ح ٨٠٨، وسائل الشيعة: ٢٧ / ٢١٤ ح ٣٣٦٢٢.

٣ - ما بين القوسين لم يرد في المطبوع الثاني.

٤ - سورة النساء: ٥٩.

(٢٥١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة الكوفة (1)، يوم عرفة (1)، الشيخ الصدوق (1)، شريح القاضي (1)، الوقوف (1)، الجواز (1)، كتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، سورة النساء (1)

فإني قد جعلته قاضيا فتحاكموا إليه» (١).

وقال (عليه السلام) أيضا: «القضاة أربعة: ثلاثة في النار وواحد في الجنة: رجل قضي بجور وهو يعلم فهو في النار، ورجل قضي بجور وهو لا يعلم فهو في النار، (ورجل قضي بحق وهو لا يعلم فهو في النار)، ورجل قضي بالحق وهو يعلم فهو في الجنة» (٢).

وقال الله تعالي: ﴿ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون﴾ (٣)، وفي آية أخري: ﴿هم الكافرون﴾ (٤).

وقد حرم الدين الإسلامي أخذ الرشوة للقاضي، وهي: ما يبذله أحد المترافعين للقاضي ليحكم له بالباطل، أو ليحكم له حقا كان أو باطلا، أو ليعلمه طريق المخالفة حتي يغلب علي خصمه (٥)، قال الله تعالي: ﴿ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلي الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم﴾ (6).

وقد جوز الدين الإسلامي ارتزاق القاضي من بيت مال المسلمين، لأنه معد لمصالح المسلمين والقضاء منها، لتوقف انتظام أمورهم عليه، وإن كان الأولي تركه توفرا علي سائر المصالح، وقد ترك كثير من القضاة أخذ ذلك تورعا في الدين أو توفيرا لمصالح المسلمين.

وقد علم الإمام علي أمير

المؤمنين (عليه السلام) شريحا القاضي آداب القضاء، وذلك فيما حدثنا به الكليني في الكافي في باب آداب القاضي: عن سلمة بن كهيل قال:

سمعت عليا (عليه السلام) يقول لشريح: «أنظر إلي أهل المعك والمطل (7) ودفع حقوق الناس من أهل المقدرة واليسار، ممن يدلي بأموال الناس إلي الحكام، فخذ للناس

١ - الفقيه: ٣ / ٢ - ٣ ح ٣٢١٦، وكذا: الكافي: ٧ / ٤١٢ ح ٤، التهذيب: ٦ / ٢١٩ ح ٥١٦.

٢ - الفقيه: ٣ / ٤ ح ٣٢٢١، وكذا: الكافي: ٧ / ٤٠٧ ح ١، التهذيب: ٦ / ٢١٨ ح ٥١٣، وما بين القوسين أثبتناه من المصادر.

٣ - سورة المائدة: ٤٧.

٤ - سورة المائدة: ٤٤.

٥ - انظر: تكملة العروة الوثقي للسيد اليزدي: ٢ / ٢٢ مسألة ١٩.

٦ - سورة البقرة: ١٨٨.

٧ - المعك: الرجل المطول، والمماعك: مماطل، والمطل: التسويف والمدافعة بالعدة والدين، الفائق للزمخشري: ٣ / ٢٤٩، لسان العرب: ١١ / 624.

(٢٥٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، علم المعصوم (1)، سلمة بن كهيل (1)، الباطل، الإبطال (1)، الرشوة، الإرتشاء (1)، الجواز (1)، الزمخشري (1)، سورة المائدة (2)، سورة البقرة (1)

بحقوقهم منهم وبع فيها العقار والديار، فإني سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: مطل المسلم الموسر ظلم للمسلم.

ومن لم يكن له عقار ولا دار ولا مال فلا سبيل عليه، واعلم أنه لا يحمل الناس علي الحق إلا من ورعهم عن الباطل، ثم واس بين المسلمين بوجهك ومنطقك ومجلسك، حتي لا يطمع قريبك في حيفك ولا ييأس عدوك من عدلك، ورد اليمين علي المدعي مع بينته، فإن ذلك أجلي للعمي وأثبت في القضاء، واعلم أن المسلمين عدول بعضهم علي

بعض إلا مجلود في حد لم يتب منه، أو معروف بشهادة زور، أو ظنين، وإياك والتضجر والتأذي في مجلس القضاء الذي أوجب الله فيه الأجر، ويحسن فيه الذخر لمن قضي بالحق، واعلم أن الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا حرم حلالا أو أحل حراما، واجعل لمن ادعي شهودا غيبا أمدا بينهما، فإن أحضرهم أخذت له بحقه، وإن لم يحضرهم أوجبت عليه القضية، وإياك أن تنفذ قضية في قصاص أو حد من حدود الله أو حق من حقوق المسلمين، حتي تعرض ذلك علي إن شاء الله، ولا تقعد في مجلس القضاء حتي تطعم» (1).

هذه الكلمات الذهبية، وجوامع الكلم التي علمها الإمام علي (عليه السلام) لشريح القاضي، هي مجموعة صالحة من قوانين إسلامية، يدور عليها أكثر أحكام القضاء بأوجز الكلام وأبلغه.

وقد قال (عليه السلام) يوما لعمر بن الخطاب: «ثلاث إن حفظتهن وعملت بهن كفتك ما سواهن، وإن تركتهن لم ينفعك شيء سواهن».

قال عمر: وما هن يا أبا الحسن؟

قال: «إقامة الحدود علي القريب والبعيد، والحكم بكتاب الله في الرضا والسخط، والقسم بالعدل بين الأحمر والأسود».

قال عمر: لعمري لقد أوجزت وأبلغت (2).

١ - الكافي: ٧ / ٤١٢ ح ١، الفقيه: ٣ / ١٥ ح ٣٢٤٣، التهذيب: ٦ / ٢٢٥ ح ٥٤١.

٢ - التهذيب: ٦ / ٢٢٧ ح ٥٤٧، وسائل الشيعة: ٢٧ / 212 ح 33619.

(٢٥٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، صلح (يوم) الحديبية (1)، شهادة الزور (1)، الباطل، الإبطال (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)

القضاء في الإسلام:

إن أول من تولي القضاء في الإسلام النبي (صلي الله

عليه وآله)، صاحب الشريعة الإسلامية نفسه ثم تولاه خلفاؤه، لأن القضاء من المناصب الداخلة تحت الخلافة - كما عرفت - فكان الخلفاء في صدر الإسلام يباشرونه بأنفسهم ولا يجعلونه إلي من سواهم، حتي إذا اتسع سلطانهم وكثرت مهام منصبهم اضطروا إلي استنابة من يقوم عنهم بالقضاء في مركز الخلافة وفي الأعمال، وأول من فعل ذلك منهم عمر بن الخطاب، فولي أبا الدرداء معه في المدينة، وولي شريحا بالبصرة، وولي أبا موسي الأشعري بالكوفة (1).

أما مصر، فالقضاء فيها كان موكولا إلي أمرائها، وهم الذين كانوا يولون قضاتها، وكان عمر بن الخطاب قد أراد أن يولي قاضي مصر كما ولي قضاة المدينة والبصرة والكوفة، فكتب إلي عمرو بن العاص أن يولي القضاء كعب بن يسار بن ضنة، وكان ممن قضي في الجاهلية، فأبي كعب أن يقبل ذلك وقال: قضيت في الجاهلية ولا أعود إليه في الإسلام.

فولي عمرو عثمان بن قيس بن أبي العاص (2)، وما زال أمير مصر هو الذي يولي القضاة، حتي أفضت الخلافة إلي بني العباس، فأرادوا توطيد سلطانهم علي مصر فجعلوا تولية القضاء إليهم، وأول قاض ولاه الخلفاء علي مصر مباشرة عبد الله بن لهيعة الحضرمي، ولاه أبو جعفر المنصور سنة 155 (3)، ثم صارت تولية قضاة مصر إلي الخلفاء حتي عهد الدولة العثمانية.

وكان القضاة في أول الأمر يولون علي الأقاليم علي كل إقليم قاض، فلما عمرت المملكة واتسعت، تعدد القضاة حتي صاروا يولون في المدن الكبري عدة قضاة، كل قاض في جانب من جوانبها، والخليفة هو الذي يولي كلا منهم بنفسه إلي زمن الرشيد وقد اتسعت بغداد في أيامه، ونبغ يومئذ القاضي أبو يوسف الشهير وكان

١ - انظر: تاريخ دمشق: ٢٣ / ٢٨،

الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٨٦، تهذيب الكمال: ١٢ / ٤٣٧ و: ٤ / ٢٨٦، تهذيب التهذيب: ٤ / ٢٨٧، الأعلام: ٥ / ٩٨.

٢ - الإصابة: ٥ / ٤٥٩ رقم ٧٤٥٠.

٣ - تاريخ اليعقوبي: ٢ / 389 و 401.

(٢٥٤)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (2)، مدينة الكوفة (2)، بنو عباس (1)، يوم عرفة (1)، عمرو بن العاص (1)، مدينة بغداد (1)، عثمان بن قيس (1)، الجهل (2)، الوسعة (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، دمشق (1)

الرشيد يكرمه ويجله فدعاه: قاضي القضاة، وهو أول من دعي بذلك (1)، وصار قاضي القضاة بعده هو الذي يولي قضاة مدينة بغداد، ثم صار يولي قضاة الأقاليم واقتدي بالعباسيين من عاصرهم وخلفهم من الخلفاء في الأندلس ومصر، وصاروا يولون قاضي القضاة وهو يولي القضاة.

وكانت وظيفة القاضي في صدر الإسلام محصورة في الفصل بين الخصوم، ثم صاروا يتعاطون أمورا أخري علي ما تقتضيه الأحوال، بحسب اشتغال الخلفاء بأمور السياسة، فأضيف إلي أعمال القاضي استيفاء بعض الحقوق العامة للمسلمين، كالنظر في أموال المحجور عليهم من المجانين واليتامي والمفلسين وأهل السفه، وفي وصايا المسلمين وأوقافهم وتزويج الأيامي عند فقد الأولياء، ثم امتدت سلطتهم إلي النظر في مصالح الطرقات والأبنية وتصفح الشهود والأمناء والنواب واستيفاء العلم والخبرة فيهم بالعدالة والجرح.

وتوسع بعض الخلفاء حتي جعل للقضاة قيادة الجهاد في عساكر الصوائف، منهم: يحيي بن أكثم، فقد كان يخرج في أيام المأمون بالصائفة (2) إلي أرض الروم (3)، وكذلك منذر بن سعيد قاضي عبد الرحمن الناصر الأموي بالأندلس (4)، وولي العزيز بالله الفاطمي علي بن النعمان القضاء بمصر، وأضاف إليه

قضاء الشام والحرمين والمغرب وجميع مملكة العزيز والخطابة والإمامة والعيار في الذهب والفضة والموازين والمكاييل (5)، ثم تولي القضاء أبو محمد البازوري سنة 441 وأضيف إليه الوزارة، وهو أول قاض جمع بينهما، ثم أضيفت إلي غيره بعده.

فتري فيما تقدم أن منصب القضاء كان واسعا جدا، علي أنه لم يكن كذلك في كل الأعصر، وإنما اختلف باختلاف الدول كما رأيت، ثم إن الخلفاء كانوا في أوائل الإسلام لا يولون القضاء إلا أهل عصبتهم من العرب أو مواليهم بالحلف أو بالرق أو

١ - البداية والنهاية: ١٠ / ١٩٤، سير أعلام النبلاء: ٨ / ٥٣٥ و ٥٣٨، الأعلام: ٨ / ١٩٣.

٢ - الصائفة: الغزو في الصيف وبها سميت غزوة الروم لأنهم كانوا يغزون صيفا لمكان البرد والثلج. لسان العرب: ٩ / ٢٠٢.

٣ - الأعلام: ٨ / ١٣٨.

٤ - سير أعلام النبلاء: ١٦ / ١٧٥.

٥ - سير أعلام النبلاء: ١٦ / 209 و 367.

(٢٥٥)

صفحهمفاتيح البحث: يحيي بن أكثم (1)، علي بن النعمان (1)، مدينة بغداد (1)، الشام (1)، العزّة (2)، كتاب البداية والنهاية (1)

بالاصطناع، ممن يوثق بكفائته أو غنائه فيما يدفع إليه، فلما تحولت الخلافة الإسلامية من الغرض الديني إلي الغرض السياسي وصار الأمر كله ملكا أو سلطانا (1)، ضعف هذا الشرط ثم تحولت أزمة الأحكام إلي الأعاجم، فتقاصرت واجبات القاضي بالتدريج إلي الفصل بين الخصوم والحكم في الأحوال الشخصية، ثم انحصرت في الأحوال الشخصية بالمحاكم الشرعية كما هو اليوم.

وكان القضاة يجلسون في المساجد للحكم بين الناس، فإذا جاءهم الخصوم حكموا بينهم هناك، هذا الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان له في جامع الكوفة أيام خلافته موضع يعرف حتي الآن بدكة القضاء (2)، وهو إلي جانب الموضع

المعروف ببيت الطشت، كان يجلس فيه لفصل الحكومة بين الخصمين، وكانت هناك أسطوانة قصيرة مكتوب عليها: إن الله يأمر بالعدل والإحسان، ولكن محتها يد الجور والعدوان، كما محت غيرها من الآثار، فلم يكن لها اليوم عين ولا أثر.

وكانوا يعدون القضاء من الأعمال الشاقة الخطرة بالنظر إلي الدين، لما فيه من تحمله التبعة فيما قد يخطئ به القاضي فيحكم علي صاحب الحق فيظلمه وهو مسؤول عنه، فكثيرا ما كان العلماء ورجال التقوي يأبون ولايته، وكثيرا ما كانوا يقهرون علي توليه، وكان منهم من لم يتقاض الراتب الشهري إزاء قضائه، تورعا منه واحتياطا في الدين (3).

وكانوا إذا ولوا القاضي جاؤوا به الجامع واحتفلوا هناك بقراءة السجل الصادر له بذلك، وكان القاضي حرا في حكمه، فيحكم علي مذهبه واجتهاده، ولا يجبر أن يحكم وفق مذهب من المذاهب، ولكن بتداول الأيام ودخول أكثر الممالك

١ - ولذلك قال محمد بن عمر: لقد كان الرجلان يتقاولان بالمدينة في أول الزمان فيقول أحدهما لصاحبه: لأنت أفلس من القاضي، فصار القضاة اليوم ولاة وجبابرة وملوكا وأصحاب غلات وضياع وتجارات وأموال. الطبقات الكبري: ٥ / ٢٨٠.

٢ - انظر: نوادر المعجزات: ٢٦ ح ١٠، الفضائل لشاذان القمي: ٧٤، بحار الأنوار: ٨٠ / ٣٦٢، وقال: قال الراوندي: الظاهر من دكة القضاء والمشهور في ذلك وقوع الحكم فيها غالبا ولم يذكر موضع آخر لجلوسه (عليه السلام) للحكم فيه.

٣ - انظر: الطبقات الكبري: ٦ / 82، الثقات لابن حبان: 4 / 268، تاريخ دمشق: 13 / 361.

(٢٥٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، السجود (1)، كتاب نوادر المعجزات لمحمد بن جرير الطبري (الشيعي) (1)، كتاب الثقات لابن حبان (1)،

كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (2)، كتاب بحار الأنوار (1)، محمد بن عمر (1)، دمشق (1)

الإسلامية في قبضة الدولة العثمانية المقلد جمهور حكامهم لأبي حنيفة النعمان، انتهي الأمر أن صار حصر القضاء وفق مذهب إمامهم.

وأما راتب القاضي فيختلف باختلاف الدول والأزمان، فإن عمر بن الخطاب ولي شريحا قضاء البصرة وفرض له مائة درهم في كل شهر ومؤنته من الحنطة (1)، وظلت رواتب القضاة علي نحو ذلك في سائر أيام الراشدين، ثم تصاعدت في أيام بني أمية مثل تصاعد رواتب الجند وسائر العمال.

فلما كانت أيام العباسيين أصبح راتب قاضي مصر ثلاثين دينارا في الشهر، وأول من اقتضي هذا الراتب ابن لهيعة الذي ولاه المنصور كما تقدم (2)، ثم تصاعد الراتب تصاعدا عظيما في أيام المأمون، فبلغ عطاء عيسي بن المنكدر قاضي مصر يومئذ 4000 درهم أو نحو 270 دينارا، وهو راتب فاحش ربما جعل كذلك لغرض خاص، لأنه أجيز فوق هذا الراتب بألف دينار.

وعاد راتب قاضي مصر بعد ذلك بضعا وعشرين سنة إلي ألف دينار في السنة، وأول من اقتضي هذا الراتب بكار بن قتيبة الذي تولي قضاء مصر علي عهد أحمد بن طولون سنة 245 (3)، وزاد ذلك في الدولة الفاطمية فأصبح راتب القاضي وهو قاضي القضاة يومئذ 12000 دينار في السنة ما عدا المؤونة والهدايا، ولعلها استمرت علي ذلك في دولة الأيوبيين ومن تلاهم.

أما بغداد فاختلف راتب القاضي فيها باختلاف الأزمان، وكان في زمن المعتضد نحو 500 دينار في الشهر بما فيه أجور عشرة من الفقهاء وخليفة القاضي، ثم دخل القضاء في الالتزام فصار القضاة يضمنون دخل القضاء بمال يؤدونه إلي الخليفة أو السلطان، وأول من ضمن القضاء عبد الله بن الحسن بن أبي

الشوارب سنة 350 في أيام معز الدولة ابن بويه، فقد سمي قاضي قضاة بغداد، والتزم القضاء علي أن يؤدي 200000 درهم كل سنة، ثم صار ذلك أمرا مألوفا وصاروا يضمنون الحسبة والشرطة (4).

١ - انظر: تاريخ دمشق: ٢٣ / ١٨، سير أعلام النبلاء: ٤ / ١٠٢.

٢ - انظر: تذكرة الحفاظ: ١ / ٢٣٩، ميزان الاعتدال: ٢ / ٤٧٨.

٣ - انظر: سير أعلام النبلاء: ١٢ / ٦٠٣.

٤ - انظر: تاريخ بغداد: ٢ / 197، تاريخ التمدن الإسلامي: 1 / 215 - 230.

(٢٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن الحسن (ع) (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، معز الدولة الديلمي (1)، بنو أمية (1)، مدينة البصرة (1)، مدينة بغداد (2)، القمح، الحنطة (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب تذكرة الحفاظ للذهبي (1)، دمشق (1)

وإليك طائفة كبيرة ممن تولي القضاء بالكوفة من لدن تمصيرها حتي أواخر العصر العباسي وما بعده:

1 - عروة بن أبي الجعد، ولاه عمر قضاء الكوفة قبل شريح (1).

2 - شريح بن الحارث بن قيس، ولي قضاء الكوفة من أيام عمر، وبقي علي القضاء إلي أيام يزيد بن معاوية، واستقضي المختار شريحا علي الكوفة، فسمع الناس يقولون: إنه عثماني، وإنه شهد علي حجر بن عدي، وإنه لم يبلغ مرادا ما قاله هانئ بن عروة فتمارض، فاستعمل علي القضاء عبد الله بن عتبة بن مسعود فمرض، فجعل مكانه عبد الله بن مالك الطائي، وولي شريح القضاء لعبد الله بن الزبير أيضا، توفي شريح في الكوفة سنة 76، أو 78 أو 79، أو 80 (2).

3 - سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو بن سهم بن ثعلبة بن غنم، ولاه عمر القضاء، ولما غزا بلنجر (3) في

خلافة عثمان بن عفان قتل بها سنة 30 (4).

4 - مسروق بن الأجدع عبد الرحمن بن ملك بن أمية، استقضاه زياد بالكوفة سنة، وكان لا يأخذ علي القضاء رزقا، وكان شريح القاضي يستشيره، مات بالسلسلة بواسط سنة 63 (5).

5 - عبد الملك بن عمير بن سويد بن حارثة القرشي، ويقال: اللخمي، أبو عمرو المعروف بالقبطي، ولاه القضاء زياد بن أبيه، توفي سنة 136 وله يومئذ 103 سنين (6).

6 - عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي حليف بني زهرة بن كلاب، روي عن ابن مسعود، تولي القضاء للمختار ولمصعب بن الزبير، توفي سنة 73، وقيل: سنة

١ - تاريخ بغداد: ١ / ٢٠٧، تاريخ دمشق: ٤٠ / ٢١٦، تهذيب الكمال: ٢٠ / ٦.

٢ - انظر: تاريخ دمشق: ٢٣ / ٧ و ١٢، الإصابة: ٣ / ٢٧١، مقتل الحسين: ٣٤٦.

٣ - بلنجر: مدينة ببلاد الخزر. معجم البلدان: ١ / ٤٩٠.

٤ - تاريخ دمشق: ٢١ / ٤٧٥، أسد الغابة: ٢ / ٣٢٧.

٥ - انظر: الطبقات الكبري: ٦ / ٨٢ - ٨٤، تاريخ بغداد: ١٣ / ٢٣٤ - ٢٣٦، تهذيب الكمال: ٢٧ / ٤٥٥.

٦ - سير أعلام النبلاء: ٥ / 455.

(٢٥٨)

صفحهمفاتيح البحث: الخليفة عثمان بن عفان (1)، مدينة الكوفة (6)، هاني بن عروة (1)، يزيد بن معاوية لعنهما الله (1)، حجر بن عدي الكندي (1)، عبد الله بن عتبة (2)، عبد الله بن مالك (1)، عبد الملك بن عمير (1)، ربيعة بن يزيد (1)، الحارث بن قيس (1)، شريح القاضي (1)، الشهادة (1)، القتل (1)، الموت (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (2)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب تهذيب الكمال

للمزي (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، كتاب معجم البلدان (1)، دمشق (3)

74 (1).

7 - أبو بردة بن أبي موسي الأشعري، واسمه عامر بن عبد الله بن قيس، استقضاه الحجاج علي الكوفة بعد شريح، وألزمه سعيد بن جبير كاتبا ووزيرا، وتوفي بالكوفة سنة 103 أو سنة 104 (2).

8 - عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، ولي القضاء في أيام عبد الملك بن مروان، وتوفي سنة 94، وقيل: سنة 95، وقيل: غير ذلك (3).

9 - أبو قرة بن سلمة الكندي، ولي قضاء الكوفة، روي عن سلمان وحذيفة بن اليمان (4).

10 - بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسي بن عبد الرحمن بن أبي ليلي الأنصاري، ولي قضاء الكوفة بضع عشرة سنة ثم عزل، وتوفي بعد ذلك بالكوفة سنة 211، أو سنة 212 (5).

11 - نوح بن دراج النخعي مولاهم، كان قاضي الجانب الشرقي من الكوفة، عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق (عليه السلام)، وكان يخفي أمره، روي الكشي في رجاله عن محمد بن مسعود قال: سألت أبا جعفر حمدان بن أحمد الكوفي عن نوح بن دراج، فقال: كان من الشيعة وكان قاضي الكوفة.

فقيل له: لم دخلت في أعمالهم؟

فقال: لم أدخل في أعمال هؤلاء حتي سألت أخي جميلا يوما فقلت: لم لا تحضر المسجد؟

فقال: ليس لي إزار. توفي سنة 182 (6).

12 - عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي الكوفي، وهو من حمير، وعداده في

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٢٠، أسد الغابة: ٢ / ٣١٦.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٦٨، معرفة الثقات: ٢ / ٣٨٧ رقم ٢٠٨٩، تاريخ دمشق: ٢٦ / ٥٦.

٣ - الثقات لابن حبان: ٥

/ ٦٣.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٤٨.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٠٦.

٦ - رجال الطوسي: ٣١٤ رقم ٤٦٧١، نقد الرجال: ٥ / 19 رقم 5602.

(٢٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، كتاب رجال الكشي (1)، مدينة الكوفة (7)، سعيد بن جبير (1)، عبيد الله بن عبد الله (1)، عبد الله بن عيسي (1)، عامر بن عبد الله (1)، الشيخ الطوسي (1)، نوح بن دراج (2)، محمد بن مسعود (1)، السجود (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب رجال الطوسي للشيخ الطوسي (1)، كتاب الثقات لابن حبان (2)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (4)، دمشق (1)

همدان، ولد سنة 19، وقد ولاه قضاء الكوفة عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وكان والي عمر بن عبد العزيز علي العراق، توفي الشعبي سنة 103 وقيل غير ذلك (1).

13 - القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي، تولي القضاء ليزيد ابن عبد الملك بن مروان، توفي سنة 120، وقيل: سنة 116، وكان لا يأخذ علي القضاء أجرا (2).

14 - القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله ولي قضاء الكوفة، وكان لا يأخذ عليه أجرا، وكان شاعرا نحويا، توفي وهو علي القضاء سنة 175 (3).

15 - سعد بن نمران الهمداني، سيد همدان كاتب علي (عليه السلام)، ولي القضاء لعبد الله بن الزبير (4).

16 - أبو بكر بن أبي موسي الأشعري، ولي القضاء للوليد بن عبد الملك بن مروان (5).

17 - الحسين بن الحسن الكندي، ولي القضاء ليزيد بن عبد الملك (6).

18 - محارب بن دثار، من بني سدوس بن شيبان بن

ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، أبو مطرف، ولي القضاء لخالد بن عبد الله القسري، توفي في خلافة هشام بن عبد الملك سنة 116 (7).

19 - سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني، ولي القضاء في خلافة هشام، وتوفي في ولاية خالد بن عبد الله القسري سنة 110 (8).

١ - تاريخ بغداد: ١٢ / ٢٧٧، تذكرة الحفاظ: ١ / ٨٠.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٠٣، تاريخ دمشق: ٤٩ / ٩٢ - ١٠٠.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٨٤، تهذيب الكمال: ٢٣ / ٤٥٠ - ٤٥١.

٤ - تاريخ الطبري: ٤ / ٤٥١، الاعلام: ٣ / ١٠٣.

٥ - البداية والنهاية: ٩ / ٨٧، سير أعلام النبلاء: ٥ / ٦.

٦ - تاريخ دمشق: ٤٩ / ٩٦.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٠٧، ميزان الاعتدال: ٣ / ٤٤٠ رقم ٧٠٧٨.

٨ - تهذيب الكمال: ١١ / 16.

(٢٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (2)، الحسين بن الحسن الكندي (1)، هشام بن عبد الملك (1)، خالد بن عبد الله (2)، يزيد بن عبد الملك (1)، عبد الله بن مسعود (2)، عمر بن عبد العزيز (1)، أبو عبد الله (1)، القاسم بن معن (1)، سعيد بن عمرو (1)، عبد الحميد (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب تذكرة الحفاظ للذهبي (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (2)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (3)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (2)

20 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي بن بلال بن بليل بن أحيحة بن الجلاح الأنصاري، ولي القضاء لهشام بن عبد

الملك، ثم وليه لأبي العباس السفاح في ولاية عيسي بن موسي علي الكوفة، وتوفي بها سنة 148 (1).

21 - عبد الله بن شبرمة بن حسان بن المنذر بن ضرار بن عمرو بن مالك بن زيد ابن كعب بن بجالة الضبي، أبو شبرمة الكوفي، كان شاعرا جوادا، ولد سنة 72 وتوفي سنة 144، وقد ولي القضاء لهشام عبد الملك (2).

22 - السري بن إسماعيل الهمداني، من الصائديين أنفسهم، وكان كاتبا للشعبي وابن عمه، وقد ولي القضاء بعده، توفي بعد سنة 100 (3).

23 - عيسي بن المسيب البجلي، ولاه القضاء خالد بن عبد الله القسري، توفي في خلافة أبي جعفر المنصور العباسي (4).

24 - غيلان بن جامع بن أشعث المحاربي، أبو عبد الله الكوفي وقاضيها، أخذ عن محمد بن أبي ليلي، وتوفي في ولاية يزيد بن عمر بن هبيرة علي العراق، قتله المسودة (5) في أول ما جاؤوا بين واسط والكوفة سنة 132 (6).

25 - الحجاج بن عاصم المحاربي، ولي القضاء في أيام مروان الحمار، وتوفي في سلطان بني أمية (7).

26 - شريك بن عبد الله بن أبي شريك الحارث بن أوس بن الحارث بن الأذهل ابن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع، من مذحج، أبو عبد الله، ولاه أبو جعفر المنصور قضاء الكوفة بالقهر عليه فلم يزل عليها حتي مات أبو جعفر، وولي المهدي فأقره علي القضاء ثم عزله، وتوفي شريك بالكوفة يوم السبت مستهل ذي القعدة

١ - وفيات الأعيان: ١ / ٤٥٢، الأعلام: ٦ / ١٨٩.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٥١، تاريخ دمشق: ٤٨ / ١٣٢.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٦٩.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٤٦، ميزان الاعتدال: ٣ / ٣٢٣

رقم ٦٦٠٧.

٥ - المسودة: هم أصحاب الدعوة العباسية، وسموا بذلك لأنهم كانوا يلبسون ثيابا سودا.

مجمع البحرين: ٢ / ٤٥.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٥٢، تهذيب الكمال: ٢٣ / ١٣٠.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / 353.

(٢٦١)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، شهر ذي القعدة (1)، مدينة الكوفة (4)، محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي (1)، عبد الله الكوفي (1)، هشام بن عبد الملك (1)، خالد بن عبد الله (1)، عبد الله بن شبرمة (1)، شريك بن عبد الله (1)، الحارث بن أوس (1)، بنو أمية (1)، أبو عبد الله (1)، غيلان بن جامع (1)، عمر بن هبيرة (1)، ضرار بن عمرو (1)، سعد بن مالك (1)، الموت (1)، الشراكة، المشاركة (2)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (5)، دمشق (1)، اللبس (1)

سنة 177 عن نيف وثمانين سنة (1).

27 - حفص بن غياث بن طلق بن معاوية بن مالك بن الحارث بن ثعلبة بن عامر ابن ربيعة، أبو عمر، ولاه هارون القضاء ببغداد بالشرقية، ثم ولاه قضاء الكوفة فلم يزل قاضيا بها إلي أن مات في عشر ذي الحجة سنة 194 (2).

28 - سعيد بن جبير الوالبي، مولاهم الكوفي المقري المفسر الفقيه المحدث، أحد الأعلام، ولاه الحجاج القضاء في الكوفة فضج أهل الكوفة وقالوا: لا يصلح للقضاء إلا عربي (3)، فعزله واستقضي مكانه أبا بردة ابن (أبي) موسي الأشعري، وأمره أن لا يقطع أمرا دونه، ثم قتله في شعبان سنة 95.

29 - الحكم بن عتيبة بن النهاس العجلي الكوفي وقاضيها، توفي سنة 115 (4).

30 - عدي بن ثابت الأنصاري، كان قاضي الشيعة وإمام مسجدهم، توفي سنة 116 (5).

31 - أبو عتاب منصور

بن المعتمر السلمي، الحافظ، أكره علي قضاء الكوفة فقضي شهرين، توفي بالمدينة سنة 132 (6).

32 - حفص بن سليمان الغاضري الكوفي، تلميذ عاصم، عاش تسعين سنة وتوفي سنة 180 (7).

33 - علي بن غراب الكوفي، وكان شيعيا، توفي سنة 184 (8).

34 - حفص بن غياث بن طلق النخعي، أبو عمر، قاضي الكوفة وبغداد، وكان

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٧٩.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٩٠، الاعلام: ٢ / ٢٦٤.

٣ - ذكرت المصادر أن هذا القول موجها ليحيي بن وثاب، انظر: معرفة الثقات للعجلي: ٢ / ٣٥٩ رقم ١٩٩٩، سير أعلام النبلاء: ٤ / ٣٨١.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٣٢، ميزان الاعتدال: ١ / ٥٧٧ رقم ٢١٨٩، تهذيب التهذيب:

٢ / ٣٧٤.

٥ - تهذيب التهذيب: ٧ / ١٥٠ رقم ٣٣٠.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٣٧، معرفة الثقات: ٢ / ٢٩٩، تهذيب الكمال: ٢٨ / ٥٥٤.

٧ - تهذيب الكمال: ٧ / ١٥، ميزان الاعتدال: ١ / ٥٥٩.

٨ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٩٢، تهذيب الكمال: ٢١ / 95.

(٢٦٢)

صفحهمفاتيح البحث: شهر ذي الحجة (1)، مدينة الكوفة (5)، شهر شعبان المعظم (1)، سعيد بن جبير (1)، مالك بن الحارث (1)، منصور بن المعتمر (1)، حفص بن سليمان (1)، حفص بن غياث (2)، علي بن غراب (1)، القتل (1)، الموت (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (3)، كتاب الثقات لابن حبان (2)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (5)

من أوثق أصحاب الأعمش، توفي آخر سنة 194 (1).

35 - أحمد بن بديل، أبو جعفر، اليامي الكوفي، كان يسمي: راهب الكوفة لعبادته، توفي سنة 258 في أيام المهتدي العباسي (2).

36 - أبو الحسن علي بن محمد بن هارون الحميري الكوفي الفقيه، تولي

القضاء في أيام الراضي بالله، وتوفي سنة 323 (3).

37 - أحمد بن كامل بن شجرة أبو بكر البغدادي، تلميذ محمد بن جرير وصاحب التصانيف في الفنون، عاش تسعين سنة، وتوفي في المحرم سنة 350 في أيام معز الدولة (4).

38 - أبو عبد الله الحسين بن هارون، البغدادي الضبي، ولي قضاء مدينة المنصور، وقضاء الكوفة في أيام القادر بالله، وتوفي سنة 398 (5).

39 - عبد الواحد بن أحمد بن محمد الثقفي، أبو جعفر، ولاه المستنجد القضاء توفي سنة 555 (6).

هذا ما تيسر جمعه من القضاة علي العجالة، ولا ريب أن في الكوفة كثيرين تولوا القضاء حتي خرابها، لا سيما في عهد ملوك الشيعة.

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٩٠، الثقات لابن حبان: ٦ / ٢٠١.

٢ - تاريخ بغداد: ٤ / ٢٦٩، تهذيب الكمال: ١ / ٢٧٢، سير أعلام النبلاء: ١٢ / ٣٣١ رقم ١٢٨.

٣ - تاريخ بغداد: ١٢ / ٦٨ رقم ٦٤٦٦، سير أعلام النبلاء: ١٥ / ١٣ رقم ٦.

٤ - ميزان الاعتدال: ١ / ١٢٩، لسان الميزان: ١ / ٢٤٩ رقم ٧٧٧.

٥ - الأنساب للسمعاني: ٥ / ٣٩٣، تاريخ بغداد: ٧ / ٣١٥، وقالا: توفي سنة ٤١١.

٦ - ذيل تاريخ بغداد: ١ / 123 رقم 114.

(٢٦٣)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، معز الدولة الديلمي (1)، علي بن محمد بن هارون (1)، أبو بكر البغدادي (1)، الحسين بن هارون (1)، أبو عبد الله (1)، أحمد بن محمد (1)، محمد بن جرير (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (4)، كتاب لسان الميزان لإبن حجر (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)

ولاة الكوفة

ولاة الكوفة توطئة:

يراد بالولاية الإمارة علي البلاد،

فيولي السلطان أو الملك من يقوم مقامه في حكومة الولايات وهي الأعمال في اصطلاحهم، وهذا النوع من الحكومة قديم، وكانت الشام لما فتحها المسلمون، ولاية واحدة من ولايات الروم يسمونها: ولاية الشرق، وتقسم إلي 11 إقليما، تحت كل إقليم عدة بلاد، ولكل إقليم قصبة، وكان لكل إقليم حاكم أو عامل، والغالب أن يكون بطريقا، والبطريق عند الروم غير البطريرك، وإنما هو لقب جماعة من شرفاء المملكة الرومانية، نشأوا بنشوء مدينة رومية، وكان لهم نفوذ عظيم في دولة الرومان، وكانوا بعد انقسام المملكة الرومانية قد انحط شأنهم ولم يعد لهم عمل في الحكومة، فلما امتدت تلك المملكة إلي إفريقية وسائر الشرق، رأت الحكومة أن هذه الولايات البعيدة تحتاج إلي من يتولاها ويكون له هيبة وسطوة، فجعلوا يولونهم الحكومات في تلك المستعمرات، وفي جملتها الشام ومصر وما يليهما، فكان علي كل إقليم من أقاليم الشام حاكم يقيم في قصبتها ومعه الجند في القلاع، وكان علي كل من هذه الأقاليم حاكم عام يقيم في أنطاكية، ولهذا الحاكم أن يولي ويعزل من يشاء من حكام الأقاليم، وهو يتولي جباية الخراج والإنفاق علي الجند وسائر أعمال الولاية، وكانت مصر أيضا علي نحو هذا النظام من حيث الانقسام إلي أقاليم وبلاد، وحاكمها العام كان يقيم في الإسكندرية.

وكانت العراق وبلاد فارس هكذا أيضا، وربما كان ولاتها أكثر تقليدا من ولاة الشام ومصر لقرب دار الملك منهم.

الولايات في الإسلام (1):

فلما ظهر الإسلام ونهض المسلمون للفتح، كانوا إذا أرسلوا قائدا إلي فتح بلد

1 - انظر العهد الذي عهده الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لمالك الأشتر حين ولاه مصر وأعمالها، لما اضطر أمر أميرها محمد بن أبي بكر وهو أطول عهد

كتبه (عليه السلام) وأجمعه محاسن، وقد أورده الشريف الرضي (رحمه الله) في نهج البلاغة، أنظر شرحه لابن أبي الحديد: 4 / 119 - 153، وقد شرح هذا العهد شروحا عديدة وترجم إلي لغات أجنبية.

(٢٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (1)، الشام (4)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب نهج البلاغة (1)، محمد بن أبي بكر (1)، مالك الأشتر (1)، الشريف الرضي، أبو الحسن محمد بن الحسين (1)

ولوه عليه قبل خروجه لفتحه أو شرطوا عليه إذا فتحه فهو أمير عليه، وكان ذلك شأنهم من أيام النبي (صلي الله عليه وآله)، فإنه أرسل في السنة الثامنة للهجرة أبا زيد الأنصاري وعمرو بن العاص ومعهما كتاب منه يدعو الناس إلي الإسلام وقال لهما: «إن أجاب القوم إلي شهادة الحق وأطاعوا الله ورسوله، فعمرو الأمير وأبو زيد علي الصلاة وأخذ الإسلام علي الناس وتعليمهم القرآن والسنن» وكان كذلك (1).

فلما تولي أبو بكر وبعث البعوث لفتح الشام، كان إذا عقد لأحدهم لواء علي بلد أو إقليم ولاه عليه قبل ذهابه لفتحه، هكذا فعل في أول بعث بعثه، وهم ثلاثة:

فعقد لواء لعمرو بن العاص وأمره أن يسلك طريق إيلة عامدا إلي فلسطين، وعقد لواء آخر ليزيد بن أبي سفيان وأمره أن يسلك طريق تبوك إلي دمشق، وعقد لشرحبيل بن حسنة علي أن يسير في طريق تبوك أيضا إلي الأردن، وولي كل واحد منهم البلد الذي هو سائر لفتحه وقال لهم: إذا كان بكم قتال فأميركم الذي تكونون في عمله (2).

ولما تولي عمر بن الخطاب الخلافة ولي أبا عبيدة بن الجراح أمر الشام كله وإمرة الأمراء في الحرب والسلم (3)، فأشبه عمله هذا ما كانت عليه

الشام قبل فتحها وهي أن يكون علي كل إقليم عامل وعلي عمال الأقاليم وال عام كما رأيت.

ولكن حاكم الروم العام كان يقيم في أنطاكية، فاختار المسلمون دمشق بدلا منها لبعدها عن البحر وقربها من بلاد العرب، عملا برغبة عمر بن الخطاب أن لا يقيم المسلمون في مكان يحول بينه وبينهم ماء.

وكانت ولاية الأعمال في بادئ الرأي أشبه بالاحتلال العسكري منه بالتملك، وكان العمال أو الولاة عبارة عن قوات الجند المقيم بضواحي البلاد المفتوحة، بما يعبرون عنه بالرابطة أو الحامية، وكانت الجنود الإسلامية منقسمة إلي قوات تقيم في محطات عسكرية بأماكن أقرب إلي طريق الصحراء منها إلي السواحل للأسباب التي قدمناها.

فكانت عساكر الشام أربعة أجناد تقيم في: دمشق وحمص والأردن

1 - فتوح البلدان للبلاذري: 1 / 92.

2 - فتوح البلدان للبلاذري: 1 / 129.

3 - فتوح البلدان للبلاذري: 1 / 138.

(٢٦٥)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (2)، عمرو بن العاص (2)، القرآن الكريم (1)، الشام (4)، دمشق (3)، القتل (1)، الشهادة (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الحرب (1)

وفلسطين، ومنها تسمية هذه الأقاليم بالأجناد (1)، وقوات العراق كانت تقيم في الكوفة والبصرة، وقوات مصر في الفسطاط وضواحي الإسكندرية، ولم يكونوا يسكنون القري ولا المدن ولا يختلطون بالأهلين، وقد منعهم عمر بن الخطاب من اتخاذ الزرع وشدد عليهم في ذلك، فكانوا يقيمون في معسكراتهم إلي زمن الربيع فيسرحون خيولهم بالمرعي في القري، يسوقها الأتباع ومعهم طوائف من السادات، وكانوا كثيري العناية بتربية خيولهم وإسمانها، ومن أقوال عمرو بن العاص لجنده في مصر:

(لا أعلمن ما أتي رجلا قد أسمن جسمه وأهزل فرسه، واعلموا أني معترض الخيل كاعتراض الرجل، فمن

أهزل فرسه من غير علة حططت من فريضته قدر ذلك) (2).

وكان عمرو بن العاص إذا جاء الربيع، كتب لكل قوم بربيعهم ولبنهم إلي حيث أحبوا، فتفرق العرب في القري علي حسب راياتهم وقبائلهم، وخصوصا في منوف وسمنود وأهناس وطحا، فكانت قري مصر كلها في جميع الأقاليم مملوءة بالقبط والروم، ولم ينتشر الإسلام في قري مصر إلا بعد المائة الأولي من تاريخ الهجرة، ثم تضاعف في أواسط المائة الثانية، ولم يقووا إلا في المائة الثالثة، يؤيد ذلك أن المسلمين لم ينشئوا في القري مساجد قبل ذلك الحين، وأن القبط كانوا إذا انتقضوا أتعبوا المسلمين ولا يهون علي هؤلاء اخضاعهم، وما زالوا في ذلك حتي أوقع المأمون بهم سنة 216 وجعل الإسلام ينتشر في القري.

وقس علي ذلك حال الأندلس لما فتحها المسلمون سنة 92، فإنهم أقروا أهلها علي ما كانوا عليه إداريا وسياسيا ودينيا، وتركوا لهم أعمال الحكومة وإدارة شؤونها وإنما أبقوا لأنفسهم الرئاسة العامة وقيادة الجند.

١ - قال البلاذري: اختلفوا في تسمية الأجناد فقال بعضهم: سمي المسلمون فلسطين جندا لأنه جمع كورا وكذلك دمشق وكذلك الأردن وكذلك حمص مع قنسرين، وقال بعضهم:

سميت كل ناحية لها جند يقبضون أطماعهم بها جندا، وذكروا أن الجزيرة كانت إلي قنسرين فجندها عبد الملك بن مروان أي أفردها فصار جندها يأخذون أطماعهم من خراجها. انظر: فتوح البلدان: ١ / 156.

2 - تاريخ دمشق: 46 / 163، وفيه عن رسول الله (صلي الله عليه وآله).

(٢٦٦)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، مدينة الكوفة (1)، عمرو بن العاص (2)، السجود (1)، المنع (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، دمشق (2)

هكذا كانت حال الأعمال الإسلامية

في أوائل الإسلام، إلا ما قرب منها من مركز الخلافة كالشام في أيام بني أمية والعراق في أيام بني العباس.

فكان العمال في عهد الخلفاء الراشدين، قواد الجند الذين افتتحوا تلك الأعمال، وواجباتهم في الأكثر مراقبة سير الأحكام في البلاد التي افتتحوها وإقامة الصلاة واقتضاء الخراج.

إن أعمال الحكومة في البلاد المفتوحة في مصر والشام والعراق، ظلت سائرة علي ما كانت عليه قبل الفتح إلي أواسط بني أمية، وبدأت ولايات الأعمال تتحول إلي حكومات محلية من أواخر دولة الراشدين حتي كانت أيام عبد الملك بن مروان، فأتم السيطرة الإسلامية بنقل الدواوين إلي رجل من المسلمين، ثم تنوعت الولايات وصارت درجات متفاوتة علي ما اقتضاه الزمان والمكان، ولكنها ترجع إلي إمارتين: إمارة عامة وإمارة خاصة، والإمارة العامة ضربان: إمارة استكفاء وإمارة استيلاء، إمارة الاستكفاء أو إمارة التفويض: هي التي كان يعقدها الخليفة لمن يختاره من رجاله الأكفاء، فيفوض إليه إمارة الإقليم علي جميع أهله، ويجعله عام النظر في كل أموره، ويشتمل نظره فيه علي سبعة أمور:

الأول: تدبير الجيوش وترتيبهم في النواحي، وتقدير أرزاقهم إلا إذا كان الخليفة قدرها.

الثاني: النظر في الأحكام وتقليد القضاء والحكام.

الثالث: جباية الخراج وقبض الصدقات وتقليد العمال فيهما، وتفريق ما استحق منهما.

الرابع: حماية الدين والدفاع عن الحريم.

الخامس: إقامة حدود الشرع.

السادس: الإمامة في الصلوات.

السابع: تسيير الحج، وإذا كان الإقليم المشار إليه متآخما لعدو، ترتب علي العامل أمر ثامن هو جهاد ذلك العدو، وقسمة الغنائم في المقاتلة وأخذ خمسها لأهل الخمس (1).

1 - انظر: الأحكام السلطانية: 24.

(٢٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (2)، بنو عباس (1)، بنو أمية (2)، الشام (2)، الحج (1)، القتل (1)، الصّلاة (1)، الخمس (1)، الغنيمة (1)

وكان أكثر ولايات الإسلام علي هذه الصورة، وخصوصا لما

بعد منها عن مركز الخلافة كالعراق في بني أمية ومصر والشام في بني العباس وخراسان في كليهما.

ومن عمال الاستكفاء في بني أمية في العراق زياد بن أبيه، وابنه عبيد الله، وبشر بن مروان، والحجاج بن يوسف، ويزيد بن الملهب، ومسلمة بن عبد الملك، وعمر بن هبيرة، وخالد بن عبد الله القسري، ويوسف بن عمر الثقفي، وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عمر بن هبيرة، وكانت تسمي إمارة كل منهم: إمارة العراقين، لاشتمالها علي الكوفة والبصرة.

فكان كل أمير من هؤلاء يتصرف في إمارته تصرف الملوك المستقلين بالكيفية التي قدمناها، فيعين العمال علي البلاد تحت إمارته وسائر عمال حكومته، ويجبي الأموال فينفق منها علي جنده، وفيما تقتضيه العمارة، من إصلاح الجسور، وإحتفار الترع ونحو ذلك، ويرسل ما يبقي عنده إلي بيت المال في الشام.

وكانت الحال نحو ذلك في مصر، فقد كان عاملها من عمال الاستكفاء من عهد عمرو بن العاص فما بعده، وربما كان عامل مصر أكثر استقلالا من سواه وخصوصا عمرو بن العاص لما تولاها المرة الأخيرة بأمر معاوية بعد أن نصره علي علي (عليه السلام)، وربما فعل معاوية مثل ذلك بزياد بن أبيه، لما ولاه خراسان، وبالمغيرة بن شعبة لما ولاه الكوفة رغبة منه في أطماع هؤلاء الدهاة كما تقدم.

ولما أفضت الخلافة إلي بني العباس ساروا علي نحو هذه الخطة، لكنهم قلما كانوا يجعلون أمر العراق مفوضا للعمال لقربه من مركز الخلافة، علي أنهم كانوا يفوضون العمال في الأقاليم البعيدة، كالشام ومصر وخراسان وسائر ما وراء العراق نحو الشرق، إلي أقصي بلاد الترك وما وراء النهر، ولما تمكن البرامكة من الدولة وغلب نفوذهم فيها، ولي الرشيد أحدهم جعفر بن يحيي الغرب كله

من الأنبار إلي أفريقيا، وقلد أخاه الفضل بن يحيي الشرق كله من شروان إلي أقصي بلاد الترك سنة 176، فأقام جعفر بمصر وأرسل العمال بأمره إلي الشام وإفريقيا وغيرهما، وأما الفضل فإنه سار إلي عمله حتي وصل إلي خراسان، فأصلح وبدل واستخلف عمالا وعاد إلي العراق.

وكثيرا ما كان الخلفاء يفوضون إلي بعض خاصتهم عملا من الأعمال، فيرسل هذا من يقوم مقامه في ذلك العمل ويبقي هو في بلاد الخليفة، وأكثر ما كان يقع في

(٢٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، دولة العراق (5)، مدينة الكوفة (2)، بنو عباس (2)، خالد بن عبد الله (1)، عمر بن عبد العزيز (1)، الفضل بن يحيي (1)، بنو أمية (2)، عمرو بن العاص (2)، جعفر بن يحيي (1)، عمر بن هبيرة (2)، بشر بن مروان (1)، خراسان (4)، الشام (4)

الدولة العباسية.

وكانت إمارة الاستكفاء هذه من جملة الأسباب التي ساعدت علي تشعب المملكة العباسية إلي دولة مستقلة، لأن الوالي كان يقيم في ولايته كأنه ملك مستقل إلا فيما يتعلق بإرسال فضلات الخراج إلي الخليفة والخطبة له وضرب النقود باسمه وأمور أخري لا تضغط علي ارادته، فإذا كان الوالي ذا دهاء وأنس من الخليفة ضعفا جمع أهل الإقليم علي ولائه واستقل بعمله إما استقلالا تاما وإما علي مال معين يبعث به إلي الخليفة ببغداد، أو علي شروط أخري، وعلي نحو هذا النمط استقل الأغالبة في أفريقية وابن طاهر في خراسان وابن طولون في مصر، ولكن تلك الأقاليم ما زالت تعد إمارات عباسية ويعبرون عنها بإمارة الاستكفاء.

وأما إمارة الاستيلاء - ويراد بها أن يعقد الخليفة لأمير علي إقليم اضطرارا بعد أن يستولي الأمير علي ذلك الإقليم بالقوة

- فكان الخليفة يثبته في إمارته ويفوض إليه تدبير سياسته، فيكون الأمير باستيلائه مستبدا بالسياسة والتدبير، والخليفة بإذنه منفذا لأحكام الدين، ولهذه الإمارة شروط تفرض علي الأمير في مقابل ذلك وهي:

1 - حفظ منصب الإمامة في خلافة النبوة وتدبير أمور الملة.

2 - ظهور الطاعة الدينية.

3 - اجتماع الكلمة علي الألفة والتناصر، لتكون للمسلمين يد علي سواهم.

4 - أن تكون عقود الولايات الدينية جائزة والأحكام فيها نافذة.

5 - أن يكون استيفاء الأموال الشرعية بحق تبرأ به ذمة مؤديها.

6 - أن تكون الحدود مستوفاة بحق وقائمة علي مستحق.

7 - أن يهتم الأمير في حفظ الدين، ولأمير الاستيلاء أن يستخدم الوزراء وغيرهم.

ومن هذه الإمارات ما انتهت إليه الدولة العباسية من التشعب وظهور الدول الصغري فيها، كالدولة الحمدانية والبويهية والغزنوية والإخشيدية وغيرها، وكلها كانت إمارات مستقلة تدعو للخليفة علي المنابر وتضرب السكة باسمه وترسل إليه مالا معينا في السنة يتم الاتفاق عليه، وهو الذي يثبت أمراءها ويكون متسلسلا في أعقابهم علي نحو حال الخديوية المصرية بالنظر إلي الدولة العثمانية، هذا كله في الإمارة العامة.

(٢٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: الدولة العباسية (العباسيون) (3)، خراسان (1)، الطهارة (1)، العقد (1)، الضغط (1)

وأما الإمارة الخاصة فهي: أن يكون الأمير فيها مقصورا علي تدبير الجيش وسياسة الرعية وحماية البيضة والدفاع عن الحريم ضمن حدود معينة، وليس له أن يتعرض للقضاء أو الأحكام أو لجباية الخراج أو الصدقات في شيء، حتي الإمامة في الصلاة، فربما كان القاضي أولي بها منه، والخليفة يعين لهذه الإمارة قضاة وجبات من عنده، فالجبات يجمعون الخراج لحساب بيت المال المركزي وهم يؤدون أعطيات الجند وغيرها مما يجمعونه، والإمارات الخاصة كانت قليلة في إبان الدولة العباسية.

أما رواتب العمال فقد قدرها عمر بن الخطاب

بعد تدوين الدواوين وتعيين أرزاق الجند، وأول من فعل ذلك لما وجه عمار بن ياسر إلي الكوفة وولاه صلاتها وجيوشها، فجعل له ستمائة درهم في الشهر، وعين الرواتب لولاته وكتابه ومؤذنيه ومن كان يلي معه، فبعث عثمان بن حنيف علي مساحة الأرض وعبد الله بن مسعود علي قضاء الكوفة، وشريحا علي قضاء البصرة، وأجري علي عثمان ربع شاة وخمسة دراهم كل يوم، وجعل عطاءه خمسة آلاف درهم في السنة، وأجري علي عبد الله مائة درهم في الشهر وربع شاة في اليوم، وأجري علي شريح مائة درهم وعشرة أجربه في الشهر.

فتري مما تقدم أنه فضل عمار بن ياسر عليهم أجمعين، لأنه كان علي الصلاة والجند وهي الإمارة يومئذ، ولما ولي عمر معاوية بن أبي سفيان علي الشام، جعل له ألف درهم كل سنة.

وأما بنو أمية فقد نال عمال الأقاليم في أيامهم امتيازات كثيرة منحهم إياها معاوية، ترغيبا لهم في البقاء علي ولائه، فولي زياد بن أبيه البصرة وخراسان وسجستان ووسع له بما يريد، وفعل نحو ذلك في عمرو بن العاص بمصر.

وجري العباسيون علي نحو ذلك، فلما ولي المأمون الفضل بن سهل علي الشرق جعل له 3000000 درهم في السنة، وكانت رواتب العمال تختلف باختلاف نوع العمل وسعته وأهميته (1).

وإليك فيما يلي أسماء الذين كانوا ولاة في الكوفة من أول تمصيرها حتي آخر

1 - تاريخ التمدن الاسلامي: 1 / 128 و 134.

(٢٧٠)

صفحهمفاتيح البحث: معاوية بن أبي سفيان لعنهما الله (1)، الدولة العباسية (العباسيون) (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، مدينة الكوفة (3)، عبد الله بن مسعود (1)، بنو أمية (1)، مدينة البصرة (2)، عمار بن ياسر (2)، عمرو بن العاص (1)، عثمان بن حنيف (1)، الفضل بن

سهل (1)، خراسان (1)، الشام (1)، الصّلاة (1)

العهد العباسي حسب ما وقفنا عليه:

1 - سعد بن أبي وقاص، أبو إسحق، وهو الذي افتتح القادسية ونزل الكوفة ومصرها - كما عرفت فيما تقدم - ولاه عمر بن الخطاب، وأقره عثمان زمنا ثم عزله عنها فعاد إلي المدينة وأقام قليلا وفقد بصره، فمات في قصره بالعقيق سنة 55 ودفن بالبقيع (1).

2 - المغيرة بن شعبة، أبو عبد الله، ولاه عمر بن الخطاب وعزله عثمان بن عفان عنها، فلما ولي معاوية الخلافة ولاه إياها، فلم يزل فيها إلي أن مات سنة 50 (2).

3 - عمار بن ياسر، أبو اليقظان، ولاه عمر، قتل بصفين سنة 37 ودفن هناك وهو ابن ثلاث وتسعين سنة (3).

4 - الوليد بن عقبة بن أبي معيط، ولاه عثمان سنة 25 بعد سعد بن أبي وقاص، وكان أخاه لأمه أروي بنت عامر بن كريز ثم عزله، توفي سنة 61 (4).

5 - سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، ولاه عثمان بعد عزله الوليد بن عقبة وقد أخرجه أهل الكوفة سنة 34، ورضوا بأن يكون الوالي أبا موسي الأشعري وكتبوا إلي عثمان فأقره (5).

6 - عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري البدري، يكني أبا مسعود، استخلفه الإمام علي (عليه السلام) لما خرج إلي صفين ثم عزله عنها، توفي سنة 40 (6).

7 - عمارة بن شهاب، كان عامل علي (عليه السلام) سنة 36 (7).

8 - أبو موسي الأشعري، عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب من بني الأشعر، من قحطان، صحابي، ولاه عمر البصرة سنة 17، ولما ولي عثمان أقره

١ - الطبقات الكبري: ٣ / ١٤٨، الأخبار الطوال: ١٢٩، تهذيب الكمال: ١ / ٣١٢

- ٣١٣.

٢ - تاريخ دمشق: ٦٠ / ١٦، تهذيب الكمال: ٢٨ / ٣٧٤.

٣ - تاريخ دمشق: ٤٣ / ٤٣٨، تهذيب الكمال: ٢١ / ٢٢٦.

٤ - تهذيب الكمال: ٣١ / ٥٣ - ٥٤، البداية والنهاية: ٨ / ٢٣٤، الأعلام: ٨ / ١٢٢.

٥ - الطبقات الكبري: ٥ / ٣٢، تاريخ دمشق: ٢١ / ١١٤ - ١١٥.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٦، تاريخ دمشق: ٤٠ / ٥٢٢.

٧ - الإصابة: ٤ / ٤٧٩ رقم ٥٧٣٥، البداية والنهاية: ٧ / 256.

(٢٧١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، مقبرة بقيع الغرقد (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (2)، مدينة الكوفة (2)، يوم عرفة (1)، أبو موسي الأشعري (1)، عبد الله بن قيس (1)، المغيرة بن شعبة (1)، الوليد بن عقبة (2)، أبو عبد الله (1)، أبو اليقظان (1)، مدينة البصرة (1)، عمار بن ياسر (1)، عمرو بن ثعلبة (1)، القتل (1)، الموت (1)، الحرب (1)، كتاب البداية والنهاية (2)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (4)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (3)، دمشق (4)

عليها ثم عزله فانتقل إلي الكوفة، فطلب أهلها من عثمان توليته عليهم - بعدما أخرجوا سعيد بن العاص كما تقدم - فولاه إياها، فأقام بها إلي أن قتل عثمان فأقره الإمام علي (عليه السلام)، ثم كانت وقعة الجمل وأرسل علي (عليه السلام) يدعو أهل الكوفة لينصروه فأمرهم أبو موسي بالقعود في الفتنة، فعزله علي (عليه السلام)، فأقام إلي أن كان التحكيم وخدعه عمرو بن العاص، فارتد أبو موسي إلي الكوفة فتوفي فيها سنة 44 (1).

9 - زياد بن أبيه، ولاه معاوية البصرة والكوفة، فلم يزل علي ولايته إلي أن

توفي سنة 53 (2).

10 - الضحاك بن قيس بن خالد الفهري، القرشي، ولاه معاوية بن أبي سفيان سنة 53 بعد موت زياد بن أبيه، فانصرف يدعو الناس إلي بيعة عبد الله بن الزبير، وحارب مروان بن الحكم، وقتل في مرج راهط سنة 65، وكانت ولادته سنة 5 (3).

11 - عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص المخزومي، ولاه معاوية بن أبي سفيان (4).

12 - (سعيد) بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزي، من خزاعة ولاه معاوية، توفي سنة 50 أو سنة 51 (5).

13 - عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان بن ربيعة الثقفي، وهو ابن أم الحكم أخت معاوية بن أبي سفيان، ولاه خاله معاوية الكوفة سنة 57، فلم تحمد سيرته فأخرجه أهل الكوفة، فعاد إلي الشام فولاه معاوية مصر، توفي سنة 66 (6).

14 - النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة الأنصاري، الخزرجي، أبو عبد الله، آخر من ولي الكوفة لمعاوية بن أبي سفيان، قتل سنة 65 (7).

١ - غريب الحديث لابن سلام: ٤ / ١٧٣، أسد الغابة: ٥ / ٣٠٩، الأعلام: ٤ / ١١٤.

٢ - الطبقات الكبري: ٧ / ٩٩ - ١٠٠، تاريخ دمشق: ١٩ / ١٦٥، سير أعلام النبلاء: ٣ / ٤٩٦.

٣ - تاريخ دمشق: ٢٤ / ٢٨٣ - ٢٨٤، سير أعلام النبلاء: ٣ / ٢٤٢.

٤ - تاريخ خليفة: ١٦٥.

٥ - الطبقات الكبري: ٣ / ٣٨٥، تهذيب الكمال: ١٠ / ٤٥٣، وفي المطبوع: (سعد)، وما أثبتناه من المصادر.

٦ - الطبقات الكبري: ٥ / ٥١٩، تاريخ دمشق: ٣٥ / ٤٧.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٣، تهذيب الكمال: ٢٩ / 414.

(٢٧٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي

طالب عليهما السلام (3)، معاوية بن أبي سفيان لعنهما الله (3)، مدينة الكوفة (7)، مروان بن الحكم (1)، عبد الله بن الزبير (1)، عبد الله بن عثمان (1)، عبد الله بن خالد (1)، أبو عبد الله (1)، النعمان بن بشير (1)، مدينة البصرة (1)، الضحاك بن قيس (1)، عمرو بن العاص (1)، سعيد بن زيد (1)، الشام (1)، القتل (3)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب غريب الحديث لابن قتيبة (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (2)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (4)، دمشق (3)

15 - عبيد الله بن زياد بن أبيه، ولاه يزيد بن معاوية الكوفة لما دخلها مسلم بن عقيل بن أبي طالب (عليه السلام) سنة 60 يدعو للحسين (عليه السلام)، وكان عبيد الله واليا ليزيد بالبصرة فضم إليه الكوفة، وكان الوالي عليها يومئذ النعمان بن بشير الأنصاري، فعزله يزيد وأعطي المصرين لعبيد الله، قتله إبراهيم بن مالك الأشتر قائد المختار بن أبي عبيد الثقفي سنة 67 (1).

16 - عمرو بن حريث بن عمر بن عثمان المخزومي القرشي، ولي الإمارة لزياد ابن أبيه، كان إذا خرج من الكوفة استخلفه عليها، ووليها أيضا لعبيد الله بن زياد، توفي سنة 85 (2).

17 - عامر بن مسعود بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي، ولي الكوفة بعد هلاك يزيد باختيار أهل الكوفة إلي أن تعين لهم الخليفة، ثم وليها لعبد الله بن الزبير (3).

18 - السائب بن مالك الأشعري، كان المختار إذا خرج إلي المدائن جعله واليا بالكوفة (4).

19 - عبد الله بن يزيد بن زيد الخطمي، من بني خطمة، الأوسي، الأنصاري، من أصحاب علي (عليه السلام)، شهد الحديبية وهو صغير، وشهد

الجمل وصفين مع علي (عليه السلام) وولي مكة لعبد الله بن الزبير، ثم ولاه إمارة الكوفة، فتوفي فيها نحو سنة 70 (5).

20 - عبد الله بن مطيع بن الأسود الكعبي القرشي العدوي، استعمله ابن الزبير علي الكوفة فأخرجه المختار بن أبي عبيد منها، فعاد إلي مكة فلم يزل فيها إلي أن قتل مع ابن الزبير في حصار الحجاج له، وأرسل رأسه إلي الشام مع رأسي ابن الزبير وصفوان، وذلك سنة 73 (6).

١ - الثقات لابن حبان: ٢ / ٣٠٧، سير أعلام النبلاء: ٣ / ٥٤١.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٣.

٣ - تاريخ دمشق: ٣٧ / ٤٥٨، أسد الغابة: ٣ / ٩٥.

٤ - تاريخ الطبري: ٤ / ٥٦٩.

٥ - تهذيب الكمال: ١٦ / ٢٠٣، تهذيب التهذيب: ٦ / ٧١ رقم ١٥٦.

٦ - الطبقات الكبري: ٥ / ١٤٧، تهذيب الكمال: ١٦ / 154.

(٢٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، أبو طالب عليه السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، مدينة الكوفة (8)، إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (2)، عبد الله بن الزبير (2)، يزيد بن معاوية لعنهما الله (1)، عبد الله بن يزيد (1)، السائب بن مالك (1)، النعمان بن بشير (1)، عامر بن مسعود (1)، عمرو بن حريث (1)، عمر بن عثمان (1)، الشام (1)، الشهادة (1)، القتل (1)، الإختيار، الخيار (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (2)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (2)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (1)

21 - مصعب بن الزبير بن

العوام الأسدي، القرشي، ولاه أخوه عبد الله البصرة سنة 67 ثم عزله عنها مدة سنة، وأعاده في أواخر سنة 68 وأضاف إليه الكوفة، قتله جيش عبد الملك بن مروان سنة 71 (1).

22 - الحارث بن عبد الله، أبي ربيعة بن أبي ربيعة، عمرو بن المغيرة بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم، الأمير المخزومي، المعروف بالقباع، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله) مرسلا، استعمله ابن الزبير علي البصرة ثم استعمله علي الكوفة، توفي قبل سنة 70 (2).

23 - قطن بن عبد الله الحارثي، ولاه عبد الملك بن مروان (3).

24 - بشر بن مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي، الأموي، ولي أمرة البصرة والكوفة لأخيه عبد الملك، توفي بالبصرة سنة 75 عن نيف وأربعين سنة (4).

25 - الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي، ولاه عبد الملك بن مروان الكوفة وجمع له العراقين فسار بالناس سيرة جائرة، أخرج الترمذي من طريق هشام بن حسان ما نصه: (أحصينا من قتله الحجاج صبرا فبلغ مائة ألف وعشرين ألفا) (5).

وقد كفره جماعة منهم: سعيد بن جبير، والنخعي، ومجاهد، وعاصم بن أبي النجود، والشعبي وغيرهم، حتي قال عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم، مات بواسط سنة 95 وأجري علي قبره الماء فاندرس (6).

26 - عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي، أبو يعفور، ولاه الحجاج الكوفة سنة 75 وكان من أفاضل أهل بيته، توفي بعد سنة 90 (7).

27 - يزيد بن أبي كبشة السكسكي، الدمشقي، من أهل بيت لهيا، استخلفه

١ - الطبقات الكبري: ٥ / ١٨٣، تاريخ اليعقوبي: ٢ / ٢٦٥ - ٢٦٦.

٢ - تهذيب التهذيب: ٤ / ٢٦٧، معجم البلدان: ١ / ٤٧٤.

والقباع:

هو مكيال الوزن وله قعر. النهاية لابن الأثير: ٤ / ٧.

٣ - تاريخ الطبري: ٥ / ١٢، تاريخ دمشق: ١٠ / ٢٥٥ و ١٥ / ١٧٨.

٤ - تاريخ دمشق: ١٠ / ٢٥٣ و ٢٦٤.

٥ - سنن الترمذي: ٣ / ٣٣٩ ح ٢٣١٩.

٦ - الأخبار الطوال: ٢٧٥ و ٣٢٨، تاريخ دمشق: ١٢ / ١٨٦، تهذيب التهذيب: ٢ / ١٨٥.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / 269، تاريخ دمشق: 40 / 299 - 300.

(٢٧٤)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة الكوفة (5)، مروان بن الحكم (1)، سعيد بن جبير (1)، الحارث بن عبد الله (1)، الزبير بن العوام (1)، المغيرة بن شعبة (1)، عمر بن عبد العزيز (1)، مدينة البصرة (3)، القتل (1)، الموت (1)، القبر (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (2)، كتاب معجم البلدان (1)، إبن الأثير (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (4)

الوليد بن عبد الملك، توفي في خلافة سليمان بن عبد الملك بعد سنة 100 (1).

28 - يزيد بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي، أبو خالد، ولاه سليمان بن عبد الملك بن مروان، قتله مسلمة بن عبد الملك بعد مقاتلة وقعت بينهما سنة 102، وكانت ولادته سنة 53 (2).

29 - حرملة اللخمي، ولاه سليمان بن عبد الملك بن مروان (3).

30 - (بشير) بن حسان النهدي، ولاه سليمان بن عبد الملك بن مروان (4).

31 - عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، العدوي، أبو عمر، ولاه عمر بن عبد العزيز، توفي بحران في خلافة هشام نحو سنة 115 (5).

32 - محمد بن عمرو، ذو الشامة، ولاه يزيد بن عبد الملك بن مروان (6).

33 - مسلمة بن

عبد الملك بن مروان، ولاه أخوه يزيد علي الكوفة والبصرة سنة 101، وتوفي سنة 121 (7).

34 - عمر بن هبيرة الفزاري، ولاه يزيد بن عبد الملك، ثم عزله هشام بن عبد الملك سنة 105 فانقطع خبره، توفي نحو سنة 110 (8).

35 - خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري، من بجيلة، ولاه هشام بن عبد الملك الكوفة والبصرة سنة 105، فأقام بالكوفة وطالت مدته إلي أن عزله هشام سنة 120، وولي مكانه يوسف بن عمر الثقفي وأمره أن يحاسبه، فسجنه يوسف وعذبه ثم قتله بالحيرة في أيام الوليد بن يزيد سنة 126، وكان خالد يرمي بالزندقة، وكان

١ - تاريخ دمشق: ١٢ / ١٩٢، تهذيب التهذيب: ١١ / ٣١١، سير أعلام النبلاء: ٤ / ٤٤٤.

٢ - تاريخ جرجان: ٢٣٦، تاريخ دمشق: ٦٣ / ١٨١، سير أعلام النبلاء: ٤ / ٥٠٣ - ٥٠٦.

٣ - هو حرملة بن عمير اللخمي، تاريخ الطبري: ٥ / ٢٩١، البداية والنهاية: ٩ / ١٩٣.

٤ - تاريخ خليفة: ٢٤٧، تاريخ الطبري: ٥ / ٢٩١، وفي المطبوع: (بشر)، وما أثبتناه من المصار.

٥ - الطبقات الكبري: ٥ / ٣٤١.

٦ - هو محمد بن عمرو بن الوليد بن عقبة، تاريخ الطبري: ٥ / ٣٤٠ و ٣٥٩، تاريخ دمشق: ٣٤ / ٧٧، الكامل في التاريخ: ٥ / ٨٩.

٧ - تاريخ دمشق: ٥٨ / ٤٦، تاريخ ابن خلدون: ٣ / ٨٠، تقريب التهذيب: ٢ / ١٨٣.

٨ - تاريخ دمشق: ٤٥ / ٣٧٣، سير أعلام النبلاء: ٤ / 562.

(٢٧٥)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، عبد الله بن يزيد (1)، يزيد بن عبد الملك (2)، عمر بن عبد العزيز (1)، عمر بن هبيرة (1)، محمد بن عمرو (2)، عبد

الحميد (1)، القتل (2)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب تاريخ جرجان لحمزة بن يوسف السهمي (1)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (1)، كتاب تقريب التهذيب لابن حجر (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، الوليد بن عقبة (1)، كتاب تاريخ الطبري (3)، دمشق (5)

ناصبيا جلدا يقع في الإمام علي (عليه السلام) (1).

36 - يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم، أبو يعقوب، الثقفي، ولاه هشام بن عبد الملك سنة 121، بعد قتل خالد بن عبد الله القسري، وأقام بالكوفة إلي أيام يزيد بن الوليد، فعزله يزيد في أواخر سنة 126، وقبض عليه وحبسه في دمشق إلي أن قتله يزيد بن خالد القسري بثار أبيه سنة 127 (2).

37 - منصور بن جمهور، ولاه يزيد بن الوليد بن عبد الملك (3).

38 - عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن مروان، ولاه يزيد بن الوليد بن عبد الملك (4).

39 - النضر بن محمد بن موسي الجرشي، أبو محمد، اليمامي، مولي بني أمية، ولاه مروان الحمار (5)، توفي بعد سنة 200 (6).

40 - يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري، ولي الكوفة والبصرة لمروان الحمار، وله خمس وأربعون سنة، قتله أبو جعفر المنصور سنة 132 (7).

41 - موسي بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة، كان عاملا لعمر بن هبيرة علي الكوفة، توفي سنة 103، قاله ابن سعد في الطبقات (8).

١ - الإمامة والسياسة: ١٥٠ - ١٥٣، تاريخ دمشق: ١٦ / ١٣٥ - ١٣٩.

٢ - تاريخ ابن خلدون: ٣ / ٩٦، سير أعلام النبلاء: ٥ / ٤٤٢ رقم ١٩٧.

٣ - تاريخ

خليفة: ٢٩٤، تاريخ دمشق: ٦٠ / ٣١١ رقم ٧٦٦٠.

٤ - تاريخ دمشق: ٣١ / ٢١٦ رقم ٣٤٢٥.

٥ - هو مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الأموي، يعرف بالجعدي وبالحمار، آخر خلفاء بني أمية في الشام، وذكر ابن الأثير والذهبي وابن كثير أن سبب تسميته بالحمار لجرأته وثباته في الحروب!!! فهل سمع أو قرأ عن حمار يثبت في الحروب؟

والحق ما قاله ابن حبان في ثقاته: إنما عرف بالحمار لقلة عقله، وقال السمعاني: شنعة عليه.

انظر: الأنساب: ٢ / ٦٦، الثقات لابن حبان: ٢ / ٣٢١، الكامل في التاريخ: ٥ / ٤٢٤ - ٤٢٩، البداية والنهاية: ١٠ / ٥٠، شذرات الذهب: ١ / ١٥٣، تاريخ الإسلام: ٥ / ٣٢.

٦ - تهذيب الكمال: ٢٩ ٤٠٢ رقم ٦٤٣، تقريب التهذيب: ٢ / ٢٤٧.

٧ - تاريخ خليفة: ٣٣٠، تاريخ دمشق: ٦٥ / ٣٣٥.

٨ - الطبقات الكبري: ٥ / 162 - 163.

(٢٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (3)، طلحة بن عبيد الله (1)، خالد بن عبد الله (1)، عمر بن عبد العزيز (1)، يزيد بن خالد (1)، عمر بن هبيرة (2)، عثمان بن عمرو (1)، محمد بن موسي (1)، محمد بن الحكم (1)، دمشق (5)، القتل (3)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (1)، كتاب تقريب التهذيب لابن حجر (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، مروان بن الحكم (1)، إبن الأثير (1)، التاريخ الإسلامي (1)، بنو أمية (1)، الشام (1)

42 - الصقر بن عبد الله المزني، كان عاملا لعمر بن هبيرة

علي الكوفة (1).

43 - داود بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، ولاه عمه السفاح العباسي إمارة الكوفة ثم عزله، وولاه إمارة المدينة ومكة واليمن واليمامة والطائف، مات بالمدينة سنة 133 (2).

44 - عيسي بن موسي بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، ولاه السفاح الكوفة وسوادها سنة 132، وجعله ولي عهد المنصور، فاستنزله المنصور عن ولاية عهده سنة 147 وعزله عن الكوفة وأرضاه بمال وفير وجعل له ولاية عهد ابنه المهدي، فلما ولي المهدي خلعه سنة 160 بعد تهديد ووعيد، فقام بالكوفة إلي أن توفي سنة 167 (3).

45 - محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، ولاه المنصور الكوفة ثم عزله سنة 155، وتوفي سنة 173 (4).

46 - عمر بن زهير الضبي، أخو المسيب بن زهير الذي كان علي شرط المنصور والمهدي، ولاه بعد عزل محمد بن سليمان سنة 155 (5).

47 - روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب الأزدي، ولاه المهدي العباسي السند ثم نقله إلي البصرة ثم إلي الكوفة، وولاه الرشيد علي القيروان سنة 171 فلم يزل واليا عليها إلي أن مات سنة 174 (6).

48 - إسحق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث الكندي، أبو يعقوب، ولاه المهدي العباسي، ثم لما مات المهدي أقره الرشيد عليها، توفي بمصر سنة 277 (7).

١ - الطبقات الكبري: ٥ / ١٦٣، تاريخ دمشق: ٦٠ / ٤٢٦.

٢ - تاريخ خليفة: ٣٣١ و ٣٣٣، تاريخ دمشق: ١٧ / ١٦٥.

٣ - تاريخ دمشق: ٤٨ / ٧ رقم ٥٥٢٤.

٤ - تاريخ دمشق: ٥٣ / ١٢٨ رقم ٦٤٢١.

٥ - تاريخ ابن خلدون: ٣ / ٢٠٢.

٦ - تاريخ دمشق: ١٨

/ ٢٣٤ - ٢٣٨ رقم ٢١٩٧، سير أعلام النبلاء: ٧ / ٤٤١ رقم ١٦٦.

٧ - تاريخ الطبري: ٦ / ٣٥٦، تهذيب الكمال: ٢ / 436 رقم 359.

(٢٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (3)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (7)، عمران بن إسماعيل (1)، المسيب بن زهير (1)، مدينة البصرة (1)، عمر بن هبيرة (1)، محمد بن الأشعث (1)، داود بن علي (1)، محمد بن سليمان (2)، عمر بن زهير (1)، موسي بن محمد (1)، الموت (2)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (5)

49 - إسماعيل بن أبي إسماعيل، ولاه المهدي العباسي (1).

50 - هاشم بن سعيد بن منصور، ولاه المهدي العباسي (2).

51 - موسي بن عيسي بن موسي بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ولاه الهادي العباسي، وأقره الرشيد، توفي ببغداد سنة 183 (3).

52 - يعقوب بن أبي جعفر، ولاه الرشيد (4).

53 - محمد بن إبراهيم، ولاه الرشيد (5).

54 - عبيد الله بن محمد بن إبراهيم، ولاه الرشيد.

55 - العباس بن عيسي بن موسي العباسي، ولاه الرشيد (6).

56 - جعفر بن أبي جعفر ولاه الرشيد (7).

57 - العباس بن موسي العباسي، ولاه الرشيد (8).

58 - عبيد الله بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن ابن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولاه المأمون العباسي (9).

59 - أبو عيسي ابن هارون الرشيد، ولاه أخوه المأمون سنة 204 (10).

60 - سليمان بن منصور، ولاه الحسن بن سهل وزير المأمون.

61 - العباس بن موسي بن عيسي، العباسي، ولاه الأمين أخ المأمون، مات

في بلبيس (11) سنة 199 (12).

١ - تاريخ الطبري: ٦ / ٣٥٥.

٢ - تاريخ الطبري: ٦ / ٣٧٩.

٣ - تاريخ دمشق: ٥٣ / ١٣٠ و ٦١ / ١٩٠.

٤ - تاريخ دمشق: ١٦ / ١٩١.

٥ - تاريخ خليفة: ٣٥٨.

٦ - تاريخ الطبري: ٦ / ٥٢٩.

٧ - تاريخ الطبري: ٦ / ٥٢٩.

٨ - تاريخ خليفة: ٣٧٩، تاريخ الطبري: ٦ / ٤٤٥ و ٤٨٩.

٩ - المجدي: ٨٤.

١٠ - تاريخ خليفة: ٣٨٨.

١١ - بلبيس: بكسر البائين وسكون اللام، مدينة بينها وبين فسطاط مصر عشرة فراسخ، علي طريق الشام. معجم البلدان: ١ / ٤٧٩.

١٢ - تاريخ الطبري: ٦ / ٥٢٩، تاريخ اليعقوبي: ٢ / 444 - 445.

(٢٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عبد الله بن عباس (1)، عبد الله بن الحسن (ع) (1)، جعفر بن الحسن بن الحسن (1)، عبيد الله بن محمد (1)، محمد بن إبراهيم (1)، العباس بن عيسي (1)، العباس بن موسي (2)، جعفر بن أبي جعفر (1)، هارون الرشيد (1)، موسي بن عيسي (1)، الحسن بن سهل (1)، سعيد بن منصور (1)، موسي بن محمد (1)، الموت (1)، كتاب معجم البلدان (1)، كتاب تاريخ الطبري (6)، الشام (1)، دمشق (2)

62 - العباس ابن الإمام موسي بن جعفر العلوي، استعمله علي الكوفة حميد بن عبد الحميد - الذي كان عاملا للحسن بن سهل وزير المأمون في قصر ابن هبيرة أيام المأمون العباسي - وأمره أن يدعو لأخيه الإمام الرضا علي بن موسي (عليه السلام) بعد المأمون، وذلك سنة 202 (1).

63 - الفضل بن محمد بن الصباح الكندي، ولاه الكوفة سعيد بن الساجور القائد وأبو البط وأصحابهما، لما هجموا علي الكوفة سنة

202 أيام إبراهيم المهدي، ثم عزلوه لميله إلي أهل بلده واستعملوا مكانه.

64 - غسان بن أبي الفرج، ثم عزلوه بعد ما قتل أبا عبد الله، أخا أبي السرايا واستعملوا مكانه.

65 - الهول ابن أخي سعيد بن الساجور، فلم يزل عليها حتي قدمها حميد بن عبد الحميد فهرب الهول (2).

66 - محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن ابن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولاه الكوفة الحسين بن أحمد بن حمزة ابن عبد الله ابن الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام)، ذلك الطالبي الذي ظهر بالكوفة سنة 251 (3).

67 - الناصر لدين الله، أبو أحمد الموفق، ولاه أخوه المعتمد سنة 261 (4).

68 - جعفر بن ورقاء الشيباني، ولي في زمن المقتدر العباسي (5).

69 - أيوب بن الحسن بن موسي بن جعفر بن سليمان الهاشمي، ولاه محمد بن عبد الله بن طاهر الخزاعي سنة 250، في خلافة المستعين أحمد بن محمد بن

١ - تاريخ الطبري: ٧ / ١٤٣.

٢ - تاريخ الطبري: ٧ / ١٤٥، تاريخ ابن خلدون: ٣ / ٢٤٨، الكامل في التاريخ: ٦ / ٣٤٤.

٣ - في المصدر: محمد بن جعفر بن الحسين بن جعفر بن الحسين، والطالبي: الحسين بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام).

انظر: تاريخ الطبري: ٧ / ٤٧٧.

٤ - تاريخ ابن خلدون: ٣ / ٣٠٧.

٥ - صلة تاريخ الطبري: ٨٥، تاريخ ابن خلدون: ٣ / 377.

(٢٧٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي

طالب عليهما السلام (2)، مدينة الكوفة (5)، الحسن بن جعفر بن الحسن (1)، عبد الله بن طاهر (1)، أيوب بن الحسن (1)، ابن أخي سعيد (1)، الحسين بن أحمد (1)، محمد بن الصباح (1)، جعفر بن سليمان (1)، موسي بن جعفر (1)، جعفر بن الحسن (1)، أحمد بن محمد (1)، عبد الحميد (2)، محمد بن جعفر (2)، الفرج (1)، القتل (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (3)، كتاب صلة تاريخ الطبري للقرطبي (1)، الحسين بن علي بن الحسين (1)، حمزة بن عبد الله (1)، كتاب تاريخ الطبري (3)، الحسين بن جعفر (1)

المعتصم ابن العباسي، وهي السنة التي ظهر فيها بالكوفة يحيي بن عمر بن يحيي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ومحاربة محمد بن عبد الله بن طاهر له (1).

70 - أحمد بن (نصر) بن حمزة بن مالك الخزاعي، ولاه المعتز بالله (2).

71 - أبو أحمد محمد بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولاه المعتز الكوفة بعدما هزم مزاحم بن خاقان عنها، العلوي الذي ظهر بالكوفة سنة 251، وهو الحسين بن أحمد بن حمزة بن عبد الله بن الحسين بن علي ابن أبي طالب (عليه السلام) (3).

هذا ما وقفنا عليه من أسماء الولاة في الكوفة حسب الجهد والطاقة، ولعله قد فاتنا الكثير مما لم تصل إليه يد التتبع والفحص.

١ - أنظر: تاريخ الطبري: ٧ / ٤٢٥، تاريخ ابن الأثير: ٧ / ١٢٦، البداية والنهاية: ١١ / ٨.

٢ - في المطبوع: (نصير)، وما أثبتناه من المصدر. انظر: تاريخ الطبري: ٧ / ٤٧٧.

٣

- تاريخ الطبري: ٧ / 511.

(٢٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، أبو طالب عليه السلام (1)، مدينة الكوفة (4)، جعفر بن الحسن بن الحسن (1)، عبد الله بن الحسين (1)، عبد الله بن طاهر (1)، الحسين بن أحمد (1)، الحسين بن زيد (1)، علي بن الحسين (1)، عمر بن يحيي (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، إبن الأثير (1)، كتاب تاريخ الطبري (3)

صدارة الخلافة في الكوفة

صدارة الخلافة في الكوفة صدارة الخلافة رتبة من الرتب السامية، ولم يكن يعرف هذا النعت إلا في أواسط القرن السابع، والذي يترجح في النظر أنه في الأصل من الرتب التي اتخذتها الفرس في حكوماتها، وهي رتبة زعامة يمنحها الوالي أو الخليفة فيقوم ذلك الصدر بأعمال حكومية في كل المملكة أو بعضها، حسب وظيفته العامة أو الخاصة، وممن منح هذه الرتبة في أخريات القرن السابع:

1 - السيد النقيب الكبير، زين الدين، هبة الله بن أبي طاهر، المولود سنة 667، ولي صدارة البلاد الحلية والكوفة ونقابتها مع المشهدين الغروي والحائر، فاستقر فيها عن سياسة ورئاسة وسماحة (1).

قال في غاية الاختصار: وهو اليوم أوفي الطالبيين عزة، وقد فاق أضرابه كرما ونبلا ورفعة وصلاة وبرا وشرفا، وكان أبوه الفقيه فخر الدين يملأ العين قرة والقلب مسرة، وأخوه تاج الدين كذلك (2).

2 - فخر الدين مظفر بن الطراح، رتب صدرا في الحلة والكوفة والمسيب، رتبه والي العراق جمال الدين الدستجرداني، وكان جوادا سخيا كريما، ذا ناموس عظيم وسياسة، يخافه الأعراب وسائر الرعايا، رتب صدرا مرارا عديدة ثم عزل، وآلت حاله إلي القتل سنة 694، ودفنت جثته في مشهد الإمام موسي بن جعفر (عليه السلام)، وكان قد تجاوز في العمر ستين سنة، وكان

يقول الشعر الجيد، وله أشعار كثيرة مدح بها الصاحب علاء الدين ابن الجويني وأخاه شمس الدين، وآخر ما قاله وهو في

١ - هبة الدين، زين الدين، ابن الفقيه العامل فخر الدين يحيي بن أبي طاهر هبة الله بن شمس الدين أبي الحسن علي بن محمد مجد الشرف ابن أبي نصر أحمد بن أحمد أبي الفضل علي ابن أبي تغلب علي، نقيب النقباء بسوراء ابن الحسن الأصم السوراوي ابن أبي الحسن محمد الفارس النقيب ابن يحيي بن الحسين النسابة، ابن أحمد بن عمر بن يحيي بن الحسين ذي العبرة، هكذا أنهي نسبه في عمدة الطالب: ٣٢٤ - 326، وقد مر ذكره في عداد النقباء فراجع.

2 - غاية الاختصار: 73 - 74.

(٢٨١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (3)، جمال الدين (1)، الجويني (1)، الشهادة (2)، الطهارة (2)، القتل (1)، يحيي بن الحسين (1)، ابن أبي نصر (1)، عمر بن يحيي (1)، علي بن محمد (1)

السجن بدار النيابة ببغداد قبل أن يقتل بأيام، وجدت بخطه:

القول فيما مضي من عمرنا هذر * فدعه واصبر لما يأتي به القدر واستشعر الصبر إن نابتك نائبة * فالصبر أجمل ما حلي به البشر إلي أن قال:

وكل حادثة في الدهر هينة * إذا غدا سالما في طيها العمر قل للعتات من الغايات ويحكم * طيبوا فقد فقد الرئبالة الذمر وقل لبيض السيوف المرهفات لدي ال * أغماد قري فقد أودي به القدر مضي المظفر ليث الغاب عن كثب * فليهني أعداءه من بعده الظفر (1).

وممن ولي نظارة الكوفة:

عز الدين عبد العزيز الأربلي، وقد أمر أمير الأشراف بالعراق سعد الدولة سنة 687 بإعادة ما أخذ

من الرعية في السنة الحالية من القرض، ثم طولب ولاة الأعمال والضمناء بما عليهم من البقايا، وضويقوا علي ذلك فأدوا أموالا كثيرة، وضرب عز الدين عبد العزيز الأربلي فباع أملاكه فلم يقم بما عليه، وكان مريضا فمات من تواتر الضرب والعقاب (2).

وممن ولي حماية الكوفة:

أبو طريف عليان بن ثمال الخفاجي، وهي أول إمارة بني ثمال، وكان ذلك سنة 374 (3).

١ - الحوادث الجامعة للفوطي: ٣٤٩ - ٥٠٠، تاريخ العراق: ١ / ٣٦٩.

٢ - الحوادث الجامعة: ٤٥٤.

٣ - الكامل في التاريخ: ٩ / 39.

(٢٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (2)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، مدينة الكوفة (2)، عبد العزيز (2)، الصبر (2)، القتل (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)

المسكوكات الكوفية

المسكوكات الكوفية نذكر في هذا الفصل النقود التي كان أهل الكوفة يتعاملون بها، وكانت مضروبة بالخط الكوفي، سواء أكان دار الضرب الكوفة أو غيرها من مدن العراق.

كان العرب قبل الإسلام يتعاملون بنقود كسري وقيصر، وهي الدراهم والدنانير، وكانت الدنانير نقودا ذهبية والدراهم نقودا فضية، وكانوا يعبرون عن الذهب بالعين وعن الفضة بالورق (1)، وكانت عندهم أيضا نقودا نحاسية منها: الحبة، والدانق (2) ومرجع قيمة هذه النقود إلي الوزن، لأن المراد بالدينار: قطعة من الذهب وزنها مثقال، عليه نقش للملك والسلطان الذي ضربه، والمراد بالدرهم: وزن درهم من الفضة ويسمونه أيضا الوافي (3)، وكان الدينار عندهم عشرة دراهم، وربما اختلفت قيمته إلي 13، أو 15 درهما، أو أكثر علي حسب الأحوال.

وكانت النقود علي نوعين: السوداء الوافية وهي: البغلية والطبرية العتق، وهما غالبا ما كان البشر يتعاملون به، وكانت لهم أيضا دراهم تسمي: جوارقية، وكانت لهم أيضا الدراهم السمرية الثقال، وزن الواحد منها ستة مثاقيل، والدراهم السمرية الخفاف

وزن الواحد منها خمسة مثاقيل، وكلها فارسية (4).

وكانت الدنانير عند العرب قبيل الإسلام صنفين: هرقلية أو رومية، ودنانير كسروية أو فارسية (5)، وكذلك كانت الدراهم، ولكن الغالب كانت معاملتهم بالدنانير الرومية والدراهم الفارسية، ولذلك كانت الهرقلية أعز عندهم وأرغب، حتي ضربوا المثل بجمالها وزهوها (6).

١ - قال الجوهري: العين: الذهب والدنانير، والورق: الدراهم المضروبة.

انظر: الصحاح: ٣ / ١٠٨٣ و ٤ / ١٥٦٤.

٢ - الحبة والدانق: سدس الدرهم، والدنقة: حبة سوداء مستديرة من الحنطة.

انظر: الصحاح: ٤ / ١٤٧٧، لسان العرب: ١٠ / ١٠٦.

٣ - لسان العرب: ١٥ / ٣٩٩، وقال: يسمونه كذلك إذا كان وزنه مثقالا.

٤ - انظر: مستدرك الوسائل: ٧ / ٨٦.

٥ - فتوح البلدان: ٣ / ٥٧٤.

٦ - للتفصيل راجع: الأوزان والمقادير للمقريزي: ٤٤، الأحكام السلطانية: ١٥٠، الأوزان والمقادير للشيخ إبراهيم سلمان: 25.

(٢٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (2)، العزّة (1)، الضرب (1)، العتق (1)، كتاب الأوزان والمقادير للشيخ إبراهيم سليمان (1)، كتاب مستدرك الوسائل (1)، القمح، الحنطة (1)

النقود الإسلامية:

وما زال العرب يتعاملون بالنقود الفارسية والرومية، ولما ظهر النبي (صلي الله عليه وآله) وابتعث للنبوة أقر أهل مكة علي ذلك وقال (صلي الله عليه وآله): «الميزان ميزان أهل مكة»، وفي رواية: «ميزان المدينة» (1).

ولما استخلف أبو بكر لم يغير منها شيئا، وكذلك لما استخلف عمر لم يعترض لها وأقرها علي حالها، فلما كانت سنة 18 من الهجرة أتته الوفود منهم: وفد البصرة وفيهم الأحنف بن قيس، فكلم عمر بن الخطاب في مصالح أهل البصرة … فضرب الدراهم علي نقش الكسروية وشكلها بأعيانها، غير أنه زاد في بعضها: الحمد لله، وفي بعضها: محمد رسول الله، وفي بعضها: لا إله إلا الله وحده.

وفي آخر مدة

عمر جعل وزن كل عشرة دراهم ستة مثاقيل (2).

ذكر الدميري في ج 1 من حياة الحيوان، في فصل خلافة عبد الملك بن مروان وجه تسمية الدراهم بالبغلي قال:

إن رأس البغل، ضراب مشهور بهذا الاسم، ضربها لعمر بن الخطاب بسكة كسروية في الإسلام، مكتوب عليها صورة الملك وتحت الكرسي مكتوب بالفارسية: نوش خور، أي: كل هنيئا.

ولما بويع عثمان بن عفان، ضرب في خلافته دراهم نقشها: الله أكبر (3).

وقد نقل بعض الخبراء عن المجلد 17 من دائرة المعارف البريطانية ص 904، الطبعة 13 ما تعريبه: إن أول من أمر بضرب السكة الإسلامية علي الفضة هو الخليفة علي (عليه السلام) بالبصرة سنة أربعين من الهجرة، موافقة لسنة ستين وست مائة م.

وفي ج 49 ص 58 من مجلة المقتطف ما نصه: وفي خلافة حضرة علي كرم الله وجهه كان مكتوبا علي دائرة السكة التي ضربت في سنة 37 بالخط الكوفي: ولي الله.

١ - وروي: المكيال مكيال أهل مكة والميزان ميزان أهل المدينة.

انظر: غريب الحديث لابن سلام: ٣ / ٤١، كنز العمال: ٤ / ١٢١ ح ٩٨٥٠ و ٩٨٥١.

٢ - الأعلام: ٥ / 45.

3 - حياة الحيوان: 1 / 91.

(٢٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الخليفة عثمان بن عفان (1)، كتاب حياة الحيوان للدميري (2)، الخليفة عمر بن الخطاب (2)، مدينة مكة المكرمة (3)، مدينة البصرة (2)، الأحنف بن قيس (1)، الدميري (1)، الضرب (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب غريب الحديث لابن قتيبة (1)

وفي عهد إمارة معاوية، ضرب السود الناقصة من ستة دوانيق، فتكون 15 قيراطا ينقص حبة أو حبتين،

وضرب منها زياد - أيام إمارته في الكوفة والبصرة - وجعل وزن كل عشرة دراهم سبعة مثاقيل، وكتب عليها فكانت تجري مجري الدراهم، وضرب معاوية أيضا دنانير عليها تمثاله متقلدا سيفا.

ولما قام عبد الله بن الزبير بمكة ضرب دراهم مدورة، فكان أول من ضرب الدراهم المستديرة، وكان ما ضرب منها قبل ذلك ممسوحا غليظا قصيرا، ونقش بدورها: عبد الله، وبأحد الوجهين: محمد رسول الله، وبالآخر: أمر الله بالوفاء والعدل (1).

وضرب أخوه مصعب بن الزبير دراهم بالعراق، وجعل كل عشرة دراهم سبعة مثاقيل وأعطاها الناس في العطاء، حتي قدم الحجاج بن يوسف العراق من قبل عبد الملك بن مروان فقال: ما نبقي من سنة الفاسق، أو قال: المنافق شيئا. فغيرها.

ثم لما استوسق الأمر لعبد الملك بن مروان بعد مقتل عبد الله ومصعب ابني الزبير، فحص عن النقود والأوزان والمكاييل، وضرب الدنانير والدراهم في سنة 76 من الهجرة، فجعل وزن الدينار اثنين وعشرين قيراطا إلا حبة بالشامي، وجعل وزن الدرهم خمسة عشرة قيراطا سوا، والقيراط أربع حبات، وكل دانق قيراطين ونصفا، وكتب إلي الحجاج وهو بالعراق: أن اضربها قبلك، فضربها وقدمت مدينة رسول الله (صلي الله عليه وآله) وبها بقايا من الصحابة (رض) فلم ينكروا منها سوي نقشها فإن فيه صورة.

علي أن هذه المسكوكات لم تكن تعتبر رسمية في الدول الاسلامية، بل كانت أكثر معاملاتهم بالنقود الرومية والفارسية (2).

فاتفق أيام عبد الملك بن مروان سنة 65 - 86، أن هذا الخليفة أراد تغيير الطراز من الرومية إلي العربية، فشق ذلك علي ملك الروم فبعث إليه يهدده بأن ينقش علي دنانيره شتم النبي (صلي الله عليه وآله) فعظم هذا الأمر علي عبد الملك، فجمع إليه كبار المسلمين واستشارهم،

فلم يجد عند أحد منهم رأيا يعمل به، فقال له روح بن زنباع: إنك لتعلم المخرج من الأمر، ولكنك تتعمد تركه.

فقال له: ويحك من؟

١ - تاريخ دمشق: ٥٧ / ١٤٠، الأعلام: ٤ / ٨٧.

٢ - انظر: نصب الراية: ٢ / ٤٣٧، سبل الهدي والرشاد: ٩ / 3 - 5.

(٢٨٥)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، دولة العراق (3)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (1)، عبد الله بن الزبير (1)، الضرب (3)، القتل (1)، النفاق (1)، كتاب سبل الهدي والرشاد للصالحي الشامي (1)، دمشق (1)

فقال: عليك بالباقر من أهل بيت النبي (صلي الله عليه وآله).

قال: صدقت، ولكنه ارتج علي الرأي فيه.

فكتب إلي عامله بالمدينة أن اشخص إلي محمد بن علي بن الحسين مكرما ومتعه بمائة ألف درهم لجهازه وبثلاث مائة ألف درهم لنفقته، وأرح عليه في جهازه وجهاز من يخرج معه من أصحابه.

وحبس الرسول قبله إلي موافاة محمد بن علي، فلما وافاه أخبره الخبر فقال له محمد بن علي (عليه السلام): «لا يعظم هذا عليك، فإنه ليس بشيء من جهتين: إحداهما أن الله عزوجل لم يكن ليطلق ما تهدد به صاحب الروم في رسول الله (صلي الله عليه وآله)، والأخري وجود الحيلة فيه».

ثم علمه الإمام (عليه السلام) وجه الحيلة (1).

فبعث عبد الملك نقوده إلي جميع بلدان الإسلام، وتقدم إلي الناس في التعامل

1 - ووجه الحيلة هو ما قاله (عليه السلام): تدعو في هذه الساعة بصناع فيضربون بين يديك سككا للدراهم والدنانير وتجعل النقش عليها سورة التوحيد وذكر رسول الله (صلي الله عليه وآله) أحدهما: في وجه الدرهم والدينار، والآخر: في الوجه الثاني، وتجعل مدار الدرهم والدينار ذكر البلد الذي

يضرب فيه والسنة التي يضرب فيها تلك الدراهم والدنانير وتعمد إلي وزن ثلاثين درهما عددا من الأصناف الثلاثة التي تكون العشرة منها وزن عشرة مثاقيل وعشرة منها وزن ستة مثاقيل وعشرة منها وزن خمسة مثاقيل، فتكون أوزانها جميعا إحدي وعشرين مثقالا، فتجزئتها من الثلاثين كل عشرة وزن سبعة مثاقيل، وتصحب صنجات (قوالب) من قوارير لا تستحيل إلي زيادة ولا نقصان، فتضرب الدراهم علي وزن الأجزاء العشرة التي تعادل سبعة مثاقيل وتضرب الدنانير علي وزن سبعة مثاقيل التي تعادل عشرة دراهم فتكون كل عشرة دراهم يعادل وزنها سبعة دنانير، فيصير وزن كل درهم نصف مثقال وخمسة.

ففعل ذلك عبد الملك، وأمره محمد بن علي بن الحسين الباقر (عليه السلام) أن تكتب السكك في جميع بلدان الإسلام وأن تتقدم إلي الناس في التعامل بها وأن يتهدد بقتل من يتعامل بغير هذه السكة من الدراهم والدنانير وأن تبطل وترد إلي مواضع العمل حتي تعاد إلي السكك الإسلامية.

ففعل ذلك عبد الملك ورد رسول ملك الروم وقال له: إن الله عزوجل مانعك مما قد أردت أن تفعله وقد تقدمت إلي عمالي في أقطار البلاد بكذا وكذا وبإبطال السكك والطروز الرومية.

فقيل لملك الروم: افعل ما كنت تهدد به ملك العرب.

فقال: إنما أردت أن أغيظه بما كتبت اليه لأني كنت قادرا عليه فأما الآن فلا.

(٢٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، محمد بن علي بن الحسين (2)، محمد بن علي (1)، الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الباطل، الإبطال (1)، الضرب (1)، القتل (1)

بها، وهدد بقتل من

يتعامل بغير هذه السكة من الدراهم والدنانير وغيرها، وأن تبطل تلك وترد إلي مواضع العمل حتي تعاد إلي السكك الإسلامية.

أنظر تفصيل القصة في ج 1 من حياة الحيوان للدميري في فصل خلافة عبد الملك بن مروان (1).

وتسمي دنانير عبد الملك: الدنانير الدمشقية، وأمر الحجاج عامله في العراق أن يضرب الدراهم علي 15 قيراطا من قراريط الدنانير، ثم صار أمراء العراق يضربون النقود لبني أمية في الأكثر (2).

ومات عبد الملك والأمر علي ما تقدم، فلم يزل من بعده في خلافة الوليد ثم سليمان بن عبد الملك، ثم عمر بن عبد العزيز، إلي أن استخلف يزيد بن عبد الملك فضرب الهبيرية بالعراق عمر بن هبيرة علي عيار ستة دوانيق، فلما قام هشام بن عبد الملك، أمر خالد بن عبد الله القسري أن يعيد العيار إلي وزن سبعة وأن يبطل السكك من كل بلدة إلا واسط، فضرب الدراهم بواسط فقط، وكبر السكة فضربت الدراهم علي السكة الخالدية، حتي عزل خالد في سنة 120 وولي من بعده يوسف بن عمر الثقفي فصغر السكة وأجراها علي وزن سبعة، وضربها في واسط وحدها حتي قتل الوليد بن يزيد سنة 126، فلما استخلف مروان بن محمد الجعدي آخر خلفاء بني أمية ضرب الدراهم بالجزيرة علي السكة بحران إلي أن قتل (3).

وأتت دولة بني العباس، فضرب عبد الله بن محمد السفاح الدراهم بالأنبار وعملها علي نقش الدنانير، وكتب عليها: السكة العباسية، وقطع منها ونقصها حبة ثم نقصها حبتين.

فلما قدم من بعده أبو جعفر المنصور نقصها ثلاث حبات، وسميت تلك الدراهم ثلاثة أرباع قيراط، لأن القيراط أربع حبات فكانت الدراهم كذلك، وحدثت الهاشمية علي المثقال البصري إلي سنة 158 فضرب المهدي محمد بن جعفر

سكة مدورة فيها نقطة، ولم يكن لموسي الهادي بن محمد المهدي سكة تعرف، وتمادي الأمر علي ذلك إلي شهر رجب سنة 178 فصار نقصانها قيراطا إلا ربع حبة.

١ - حياة الحيوان: ١ / ٩١ - ٩٢.

٢ - فتوح البلدان: ٣ / ٥٧٢.

٣ - انظر: فتوح البلدان: ٣ / ٥٧٦، تاريخ ابن خلدون: ٣ / ٤٥، البداية والنهاية: ٩ / 20.

(٢٨٧)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب حياة الحيوان للدميري (2)، دولة العراق (3)، شهر رجب المرجب (1)، بنو عباس (1)، خالد بن عبد الله (1)، يزيد بن عبد الملك (1)، عمر بن عبد العزيز (1)، عبد الله بن محمد (1)، بنو أمية (1)، عمر بن هبيرة (1)، محمد بن جعفر (1)، الضرب (2)، القتل (2)، الباطل، الإبطال (1)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (1)، كتاب البداية والنهاية (1)

فلما صير هارون الرشيد السكك إلي جعفر بن يحيي البرمكي كتب اسمه بمدينة السلام وبالمحمدية من الري علي الدنانير والدراهم، وصير نقصان الدرهم قيراطا إلا حبة.

وضرب المأمون الدنانير والدراهم وأسقط منها اسم أخيه محمد الأمين، فلم تجز مدة وسميت الرباعيات، واستمر الأمر علي ذلك إلي شهر رمضان سنة 184 فصار النقص أربعة قراريط وحبة ونصف حبة، فلما قتل هارون الرشيد جعفرا صير السكك إلي السندي، فضرب الدراهم علي مقدار الدنانير، وكان سبيل الدنانير في جميع ما تقدم ذكره سبيل الدراهم، فلما كان شهر رجب سنة 191 نقصت الدنانير الهاشمية نصف حبة، حتي كان أيام الأمين محمد بن هارون الرشيد، فصير دور الضرب إلي العباس بن الفضل بن الربيع، فنقش في السكة بأعلي السطر: ربي الله، ومن أسفلها: العباس بن الفضل، فلما عهد الأمين إلي ابنه موسي ولقبه الناطق بالحق المظفر بالله،

ضرب الدنانير والدراهم باسمه وجعل زنة كل واحد عشرة ونقش عليه:

كل عز ومفخر * فلموسي المظفر ملك خص ذكره * في الكتاب المسطر فلما قتل الأمين واجتمع الأمر لعبد الله المأمون لم يجد أحدا ينقش الدراهم، فنقشت بالمخراط كما تنقش الخواتيم.

وقد ضرب المأمون دراهم باسم الإمام علي بن موسي الرضا (عليه السلام) وذلك بعد ولاية عهده، وقيل: ضرب اسمه علي الدينار والدرهم.

أنظر: الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (1)، ووفيات الأعيان عند ترجمة الإمام الرضا (عليه السلام) (2)، وتذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي، وكشف الغمة للأربلي وغيرها (3).

وما برحت النقود علي ما ذكر أيام المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل، فلما

١ - الأغاني: ٢٠ / ٤٨٢.

٢ - وفيات الأعيان: ٣ / ٢٦٩ صمن ترجمة رقم ٤٢٣.

٣ - كشف الغمة: ٣ / ٧١، المجدي: ١٢٨، مناقب أهل البيت للشيرواني: ٢٧٩، ينابيع المودة: ٣ / ١٦٧، الأعلام: ٥ / 26.

(٢٨٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، أبو الفرج الإصبهاني (الإصفهاني) (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (2)، شهر رجب المرجب (1)، شهر رمضان المبارك (1)، العباس بن الفضل (2)، هارون الرشيد (3)، جعفر بن يحيي (1)، القتل (2)، الضرب (3)

قتل المتوكل، وتغلب الموالي من الأتراك، وتناثر سلك الخلافة، وتفننت الدولة العباسية في الترف، وقوي عامل كل جهة علي ما يليه، وكثرت النفقات، وقلت المجابي بتغلب الولاة علي الأطراف، حدثت بدع كثيرة من جملتها غش الدراهم، ويقال: أول من غش الدراهم عبيد الله بن زياد حين فر من البصرة سنة 64 ثم فشت في الأمصار (1).

إن للنقود الإسلامية تاريخا طويلا، ولكنا نقول بالإجمال: إن المسكوكات الإسلامية ضربت في كل عواصم الإسلام وفي

أشهر مدنها في العراق والشام والأندلس وخراسان وصقلية والهند وغيرها، وهي تختلف رسما وسعة ونصا باختلاف الدول والعصور.

وكانت الكتابة علي النقود تنقش بالحرف الكوفي، ثم تحولت إلي الحرف النسخي الاعتيادي سنة 621 في أيام العزيز محمد ابن صلاح الدين الأيوبي بمصر، وكانوا لم يذكروا اسم البلد التي ضربت النقود فيه إلي أوائل القرن الثاني للهجرة، وكانوا إذا ذكروا تاريخ الضرب سبقوه بلفظ: السنة، ثم أبدلوه بلفظ: عام، وكثيرا ما كانوا يقولون: شهور سنة كذا، أو شهور عام كذا، أو في أيام دولة فلان، وكان يكتب التاريخ أولا بالحروف علي حساب الجمل ثم كتب بالأرقام، وأقدم ما عثروا عليه مؤرخا بالأرقام سنة 614.

وكانت دار الضرب ضرورية للدولة كما نراها ضرورية في هذه الأيام، إذ لا تخلو دولة من دول الأرض المتمدنة من دار تضرب فيها النقود، وكان ذلك شأن الدول الإسلامية في كل أدوارها، ولم تكن تخلو عاصمة أو قصبة من دار للضرب في بغداد والقاهرة ودمشق والبصرة وقرطبة وغيرها شيء كثير.

وكان لدار الضرب ضريبة علي ما يضرب فيها من النقود يسمونها: ثمن الحطب وأجرة الضراب، ومقدار ذلك درهم عن كل مئة درهم، أي واحد في المائة، وربما اختلفت هذه الضريبة باختلاف المدن، فكان للدولة من ذلك دخل حسن (2).

وكانت صناعة ضرب النقود في تلك العصور لا تزال في أبسط أحوالها، وهي عبارة عن طابع من حديد تنقش فيه الكلمات التي يراد ضربها علي النقود مقلوبة،

١ - سبل الهدي والرشاد: ٩ / ٥.

٢ - انظر: تاريخ الطبري: ٨ / ٧٩، شرح نهج البلاغة: ٨ / 186.

(٢٨٩)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، مدينة البصرة (1)، مدينة بغداد (1)، خراسان (1)، الشام

(1)، الهند (1)، دمشق (1)، الضرب (4)، القتل (1)، العزّة (1)، كتاب سبل الهدي والرشاد للصالحي الشامي (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

ثم يقسمون الذهب أو الفضة أجزاء بوزن الدنانير والدراهم، ويضعون الطابع فوق تلك القطعة ويضربون عليها بمطرقة ثقيلة حتي تتأثر وتظهر الكتابة عليها، وكانت هذه الحديدة تسمي أولا: السكة، ثم نقل هذا المعني إلي أثرها في النقود وهي النقوش، ثم نقل إلي القيام علي ذلك العمل والنظر في استيفاء حاجاته وشروطه، هي الوظيفة فصارت علما عليها (1).

ذكر ابن الأثير في ج 6 في حوادث ظهور أبي السرايا في الكوفة سنة 199: أنه ضرب الدراهم فيها باسمه (2).

وذكر يوسف رزق الله غنيمة في كتاب الحيرة ص 281: أن قطع المسكوكات التي اكتشفتها البعثة الأثرية عرفت تواريخ بعضها، فوجدت واحدة منها من ضرب البصرة لسنة 152 هجرة، وواحدة من ضرب الكوفة لسنة 167، وهناك قطعتان من ضرب بغداد لسنة 157، ونحو عشرين قطعة لم يعرف محل ضربها وهي من منتصف القرن الثاني للهجرة.

ومما تقدم عرفت أنه كان بالكوفة دار لضرب النقود الإسلامية، كما كانت كذلك في سائر البلدان، وأن كثيرا من المسكوكات الإسلامية التي كانت تضرب في غير الكوفة كان يتعامل بها في الكوفة لا ريب، وهذا غاية ما أردنا أن نثبته في هذا البحث.

١ - انظر: شذور العقود في ذكر النقود للمقريزي طبع النجف سنة ١٣٥٦، وتاريخ التمدن الإسلامي لجرجي زيدان: ١ / ١٢٠ - ١٢٣.

٢ - الكامل في التاريخ: ٦ / 305.

(٢٩٠)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (5)، إبن الأثير (1)، يوم عرفة (2)، مدينة البصرة (1)، مدينة بغداد (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الضرب (1)، كتاب الكامل في

التاريخ لابن الأثير (1)، مدينة النجف الأشرف (1)

نفسية أهل الكوفة

نفسية أهل الكوفة لم يسجل التاريخ لرجالات الكوفة - بالرغم من شهرة هذه المدينة العظيمة وموقعها التاريخي الكبير في بدء تمصيرها، وكونها مرتكز الخلافة الكبري ردحا من الزمن، ونبوغ رجالات الأمة فيها - مآثر جديرة بالتقدير، وكأن من انتحي نحوها يوم مصرت إنما تبوأها ليبث روح الشقاق، أو يزرع بأرجائها بذور النفاق، ويخبئ بين فجاجها جراثيم الفساد، لذلك لما أينعت وبسقت أغصانها لم يشهد فيها غير الإنثيال عن الحق وأهله، والميل إلي الجور، والإصاخة (1) إلي داعية ضلال.

هذه نفسية القوم عرفوا بها منذ العهد العلوي، فيوم كان يستنصرهم علي (عليه السلام) في وقعة الجمل ويخذلهم عنه أبو موسي الأشعري، وما كان نفيرهم إليه إلا بعد هن وهن (2)، وقدوم الأشتر واستنفارهم بقوة بأسه، ولا تنس يوم رفع المصاحف بصفين، يوم جاؤوا بالفاجعة الكبري شوهاء شنعاء، التقت بها حلقتا البطان، ثم ندموا علي ما فرطوا في جنب ولي الله، فأثاروا فتنة النهروان غير متأثمين، وألقوا المسؤولية فيها علي عاتق علي (عليه السلام) بحجة داحضة، وبعد أن مسحهم السيف الإلهي وتطامنت النفوس علي حرب معاوية، لم يبرح الإمام (عليه السلام) يستشيرهم الآونة بعد الآونة، وهو لا يجد إلا متترسا بالأعذار أو متسترا بالفشل أو مضمرا غدرا، أو متحيزا إلي فئة، فجرعوه الغصص حتي مجهم وتمني أن معاوية عوضه واحدا من الشام بعشرة منهم صرف الدينار بالدرهم (3)، وقال فيهم: «قاتلكم الله لقد ملأتم

١ - أصاخ: استمع. الصحاح: ١ / ٤٢٦.

٢ - الهن: علي وزن أخ كناية عن شي قبيح، وقيل: هن وهن: يعني الأدنياء من الناس وتقول العرب: فلان هني وهو تصغير هن، أي دون الناس ويريدون تصغير أموره،

ووردت ضمن خطبة للإمام علي (عليه السلام): «فصغا رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مه هن وهن» قال ابن أبي الحديد: أي مع أمور يكني عنها ولا يصرح بذكرها. انظر: شرح نهج البلاغة: ١ / ١٨٤، حلية الأبرار: ٢ / ٢٩٤.

٣ - شرح نهج البلاغة: ٧ / 70 ضمن خطبة رقم 96.

(٢٩١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، مدينة الكوفة (2)، أبو موسي الأشعري (1)، الشام (1)، الحج (1)، الضلال (1)، الحرب (1)، الشهادة (1)، الجنابة (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2)

قلبي قيحا» الخ (1).

وتلت تلك الفضائع ما إحتقبوه أمام المجتبي سبط الرسول (صلي الله عليه وآله) يوم سار إلي معاوية فوافوا وحشو إهابهم عار وملء عيابهم (2) عيوب ومخازي، وخامرهم حب الشهوات، فتركوا داعية الحق أمام معاوية فشلا، ولم يقنعهم ذلك حتي انتهبوا ثقله وهتكوا حرمته وطعنوه بمغول في فخذه (3).

ومهما ننسي لأهل الكوفة كل كارثة، فلا ننسي يومهم مع الحسين (عليه السلام)، فلقد جاؤوا بما هو أدهي وأنكي:

أتت كتبهم في طيهن كتائب * وما رقمت إلا بسم الأراقم.

تواردت عليه كتب القوم - اثنا عشر ألفا - ينادون فيها بصوت واحد:

أن أقدم علينا يا بن بنت محمد * لك الدهر عبد والزمان غلام.

فلما حل بين أظهرهم قلبوا عليه ظهر المجن، وقابلوه بأسنة الرماح وشفار السيوف، فكانت هناك مجزرة لآل رسول الله (صلي الله عليه وآله) وعصابة الإيمان، ومستأصل العترة الطاهرة، فخلدوها صحيفة سوداء إلي يوم الإشهاد، وما اكتفوا بكل ذلك حتي ارتكبوا ما تندي منه جبهة البشرية وتتقلص جلدة وجه الإنسانية، سلب مخدرات النبوة وسوقهن إلي الشام أسري عليهن ثوب الحزن

سربال.

وقبل ذلك يوم مسلم بن عقيل رضوان الله عليه، فلقد بايعه اثنا عشر ألفا أو يزيدون علي النصر والهدي، فما أسرع من أن نأوا عنه يخذل بعضهم بعضا، حتي لم يبق معه أحد يدله علي الطريق.

وبعده يوم المختار واجتماعهم عليه وثباتهم مع ابن مطيع، وبعد خروج ابن الأشتر إبراهيم لمقابلة ابن سمية والتياثهم (4) حول راية ابن الزبير، في كل ذلك لم

١ - شرح نهج البلاغة: ٢ / ٧٥ ضمن خطبة رقم ٢٧.

٢ - إهابهم: أي أجسادهم. لسان العرب: ١ / ٢١٧.

والعياب: ما يجعل فيه الثياب، والعرب تكني عن الصدور والقلوب التي تحتوي علي الضمائر المخفاة بالعياب. لسان العرب: ١ / ٦٣٤.

٣ - المغول: شبه سيف قصير يشتمل به الرجل تحت ثيابه فيغطيه. النهاية لابن الأثير: ٣ / ٣٩٧.

٤ - التياثهم: أي اجتماعهم حوله. لسان العرب: ٢ / 188.

(٢٩٢)

صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، مسلم بن عقيل عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة الكوفة (1)، الشام (1)، الحزن (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (1)، إبن الأثير (1)

تنقطع عنهم المخازي في الفينة بعد الفينة (1) مع الهاشميين وغيرهم فكل يوم يغرون واحدا منهم بأعدائهم، ثم يسلمونه إلي البلاء وحيدا.

وبعده غدرهم بالشهيد زيد (رضي الله عنه)، فلقد بايعه من أهل الكوفة خمسة وعشرون ألفا، حتي قتلوه شر قتلة، وصلبوا جسده الطاهر منكوسا بسوق الكناسة سنتين أو أكثر، حتي اتخذته الفاختة وكرا، ثم أنزلوه من جذعه وأحرقوه بالنار وجعلوه في قواصر (2) وحملوه في سفينة وذروه في الفرات.

إلي غير هاتيك من جرائر لا

مبرر لها وجرائم لا مبرئ لمرتكبها، مما أثبتها لهم التاريخ، حديث خزاية لا يدحرها عنهم أي تحوير في القول، ولعذاب الآخرة أشد وأبقي (3).

ولما أرادت سكينة بنت الحسين بن علي (عليه السلام) الرحيل من الكوفة إلي المدينة - بعد قتل زوجها المصعب بن الزبير - حف بها أهل الكوفة وقالوا: أحسن الله صحابتك يابنة رسول الله.

فقالت: لا جزاكم الله خيرا من قوم، ولا أحسن الخلافة عليكم، قتلتم أبي وجدي وأخي وعمي وزوجي، أيتمتوني صغيرة (وأرملتموني) كبيرة (4).

خطبة أم كلثوم (عليه السلام) في الكوفة:

وقد كشفت عن نفسية أهل الكوفة أم كلثوم بنت الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) لما جيء بها مع السبايا إلي الكوفة، وأبانت ما فيهم من الغدر والخديعة والشقاق والنفاق.

يحدثنا أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر طيفور، عن سعيد بن محمد الحميري أبو معاذ، عن عبد الله بن عبد الرحمن - رجل من أهل الشام - عن شعبة، عن حذام

١ - الفينة بعد الفينة: أي الحين بعد الحين. الصحاح: ٦ / ٢١٧٩.

٢ - القواصر: أوعية التمر، وهي من قصب. كتاب العين: ٥ / ٣٢٢.

٣ - انظر: كتاب زيد الشهيد: ١٦٤ - ١٦٥.

٤ - أنساب الأشراف: ١٩٣، المجدي: 92، العقد الفريد: 4 / 277، درر السمط لابن الأبار: 115، وفي المطبوع: (وأيتمتموني) وما أثبتناه من المصدر.

(٢٩٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، مدينة الكوفة (6)، نهر الفرات (1)، سعيد بن محمد (1)، الشام (1)، القتل (2)، الطهارة (1)، الزوج، الزواج (1)، الأكل (1)، النفاق (1)، السفينة (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، الشهادة (1)، التمر (1)

الأسدي قال: قدمت الكوفة سنة ٦١ وهي السنة التي قتل فيها الحسين (عليه السلام)،

فرأيت نساء أهل الكوفة يومئذ (يلتدمن) (١) مهتكات الجيوب، ورأيت علي بن الحسين (عليهما السلام) وهو يقول بصوت ضئيل وقد نحل من المرض: «يا أهل الكوفة إنكم تبكون علينا فمن قتلنا غيركم؟» ثم ذكر الحديث.

ورأيت أم كلثوم (عليها السلام)، ولم أر خفرة (٢) والله أنطق منها، كأنما تنطق وتفرغ علي لسان أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد أومأت إلي الناس أن اسكتوا، فلما سكنت الأنفاس وهدأت الأجراس قالت:

أبدأ بحمد الله، والصلاة والسلام علي نبيه، أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختر والخذل، ألا فلا رقأت العبرة ولا هدأت الرنة، إنما مثلكم كمثل التي ﴿نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم﴾ (٣)، ألا وهل فيكم إلا الصلف والشنف وملق الإماء وغمز الأعداء؟

وهل أنتم إلا كمرعي علي دمنة؟ وكفضة علي ملحودة؟ ألا ساء ما قدمت أنفسكم أن سخط الله عليكم، وفي العذاب أنتم خالدون.

أتبكون؟ إي والله فابكوا وإنكم والله أحرياء بالبكاء، فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا، فلقد فزتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا، وأني ترحضون قتل سليل خاتم النبوة، ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة، ومنار محجتكم ومدرة حجتكم، ومفرخ نازلتكم؟ فتعسا ونكسا، لقد خاب السعي وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضب من الله، وضربت عليكم الذلة والمسكنة: ﴿لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا﴾ (٤).

أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم؟ وأي كريمة له أبرزتم؟ وأي دم له سفكتم؟ لقد جئتم بها شوهاء خرقاء، شرها طلاع الأرض والسماء، أفعجبتم أن قطرت السماء دما ﴿ولعذاب الآخرة أخزي وهم لا ينصرون﴾ (5) فلا يستخفنكم

١ - أثبتناه من المصدر.

٢ - خفرة: الشديدة الحياء. لسان العرب: ٤ / ٢٥٣.

٣ - سورة النحل: ٩٢.

٤

- سورة مريم: ٨٩ - ٩٠.

٥ - سورة فصلت: ١٦.

(٢٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، مدينة الكوفة (4)، المرض (1)، القتل (1)، الصّلاة (1)، العذاب، العذب (1)، سورة النحل (1)، سورة مريم (1)، سورة فصلت (1)

المهل، فإنه لا تحفزه المبادرة، ولا يخاف عليه فوت الثأر، كلا إن ربك لنا ولهم لبالمرصاد. ثم ولت عنهم.

قال: فرأيت الناس حياري وقد ردوا أيديهم إلي أفواههم، ورأيت شيخا كبيرا من بني جعفي وقد اخضلت لحيته من دموع عينيه وهو يقول:

كهولهم خير الكهول ونسلهم * إذا عد نسل لا يبور ولا يخزي (١).

ومما نقموا به علي أهل الكوفة: أنهم أبغضوا عمار بن ياسر (رضي الله عنه) ذلك العبد الصالح، وكان أميرا عليهم سنة وبعض سنة، حتي اجترأ عليه عطارد وقال له: أيها العبد الأجدع (٢).

وشكوه إلي عمر بن الخطاب وقالوا له: إنه لا يحتمل ما هو فيه، وإنه ليس بأمين ويرأ به أهل الكوفة، وقالوا: إنه غير كاف وغير عالم بالسياسة ولا يدري علي ما استعملته.

فدعاه عمر، فخرج معه وفد، فكانوا أشد عليه ممن تخلف عنه، وكان منهم سعد بن مسعود الثقفي عم المختار وجرير بن عبد الله، فسعيا به فعزله عمر وقال عمر لعمار: أساءك العزل؟

قال: ما سرني حين استعملت ولقد ساءني حين عزلت.

فقال له: قد علمت ما أنت بصاحب عمل، ولكني تأولت ﴿نريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين﴾ (3).

ثم أقبل عمر علي أهل الكوفة فقال: من تريدون؟

قالوا: أبا موسي.

فأمره عليهم بعد عمار، وكان ذلك سنة 22 فأقام عليهم سنة، فباع غلامه العلف، فشكاه الوليد بن عبد شمس

وجماعة معه وقالوا: إن غلامه يتجر في

١ - بلاغات النساء لابن طيفور: ٢٣ - ٢٤.

٢ - تاريخ الطبري: ٣ / ٢٤٠، نصب الراية: ٤ / ٢٦٥، مجمع الزوائد: ٥ / ٣٤٠.

وممن قال ذلك لعمار أيضا خالد بن الوليد فأجابه رسول الله (صلي الله عليه وآله) حينئذ بقوله: «يا خالد لا تسب عمارا فان من سب عمارا فقد سب الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله ومن لعن عمارا لعنه الله». انظر: تفسير الطبري: ٥ / ٢٠٦، تفسير ابن كثير: ١ / ٥٣٠.

٣ - سورة القصص: ٥.

(٢٩٥)

صفحهمفاتيح البحث: الخليفة عمر بن الخطاب (1)، مدينة الكوفة (3)، جرير بن عبد الله (1)، عمار بن ياسر (1)، سعد بن مسعود (1)، الخوف (1)، الجماعة (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب تفسير ابن كثير (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب تفسير الطبري (1)، خالد بن الوليد (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، سورة القصص (1)، البغض (1)، السب (2)

(حشرنا) (1).

فعزله عنهم وصرفه إلي البصرة، وصرف عمر بن سراقة إلي الجزيرة وخلا عمر في ناحية المسجد فنام، فأتاه المغيرة بن شعبة فحرسه حتي استيقظ فقال: ما فعلت هذا يا أمير المؤمنين إلا من عظيم.

فقال: وأي شيء أعظم من مائة ألف لا يرضون علي أمير ولا يرضي عنهم أمير.

وأحيطت الكوفة علي مائة ألف مقاتل وأتاه أصحابه فقالوا: ما شأنك؟

فقال: إن أهل الكوفة قد عضلوني، واستشارهم فيمن يوليه وقال: ما تقولون في تولية رجل ضعيف مسلم أو رجل قوي مسدد (2).

فقال المغيرة: أما الضعيف المسلم فإن إسلامه لنفسه وضعفه عليك، وأما القوي المسدد فإن سداده لنفسه وقوته للمسلمين.

فولي المغيرة الكوفة فبقي عليها حتي مات عمر

وذلك نحو سنتين وزيادة (3).

هكذا كانت الكوفة وهكذا كان أهلها، فقد غلب فيها أولوا الجهل والعماية، وقل فيها العقلاء، وكثر فيها السفهاء، ولم يبق لها في قلوب الناس أي أثر، فحدثت بعدئذ فيها فتن وكوارث مما ستسمع فيما بعد إن شاء الله.

إذا سقي الله قوما صوب غادية * فلا سقي الله أرض الكوفة المطرا ألق العداوة والبغضاء بينهم * حتي يكونوا لمن عاداهم جزرا (4).

١ - في المطبوع: (جسرنا) وما أثبتناه من المصادر.

٢ - في المصادر: (مشدد).

٣ - تاريخ الطبري: ٣ / ٢٤٢ - ٢٤٣، أسد الغابة: ٤ / ٤٦، تاريخ دمشق: ٤٣ / ٤٥٠، سير أعلام النبلاء: ١ ٤٢٣.

٤ - الأبيات لقيس بن عمرو النجاشي، شرب الخمر في شهر رمضان فضربه الإمام علي (عليه السلام) بالسوط وأوقفه أمام الناس فهجا أهل الكوفة بقوله هذا.

انظر: الغارات للثقفي: ٢ / ٩٠٣، معجم البلدان: ٤ / 493.

(٢٩٦)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (6)، المغيرة بن شعبة (1)، مدينة البصرة (1)، الموت (1)، الجهل (1)، القتل (1)، السجود (1)، الغلّ (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، شرب الخمر (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي (1)، شهر رمضان المبارك (1)، كتاب معجم البلدان (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (1)

فتن الكوفة وحوادثها

فتن الكوفة وحوادثها ليست الكوفة بدعا من لداتها (1) من الأوساط الفخمة والحواضر الكبري التي تزدلف إليها أخلاط من الناس من هنا وهنا فمن تجع علما، إلي طالب وفرا، إلي ميمم بلغة، إلي مستأمن بفنائها من ملمة الحطب وعادية المرجفين، إلي متقو بمن فيها يريد تطفيف المكاييل مع متغلب عليه، فكان بطبع الحال فيها طبقات من الأمم، علماء أبرار،

ونساك زهاد، وعقلاء ساسة، وما لكون أمراء، وفا تكون ثوار، ورعرعة دهماء.

فكانت الأفكار فيها تتضارب والنزعات تتخالف، فربما أخذت الحقائق بأعضاد ذويها، وربما ساعدت الحظوظ وثابة النهمة والشره، وكلما خبا ذكر أحد الفريقين تربص الفريق الآخر به الدوائر، حتي تتضاءل مرة صاحبه وتلين قوته، ولم يزل تباين الخطط بهذه العاصمة الإسلامية حتي حكم ما انتابها من الكوارث والفتن من جرائه عليها بالتدمير، وألحقتها بحديث أمس الدابر.

وأعجب شيء كان بالكوفة - وهي عاصمة أمير المؤمنين (عليه السلام) وفيها شيعته ومحبوه، وبها أنصاره وأعضاده - أن تلك الدوائر المقلقة للسلام ما دارت علي أي أحد كما دارت علي أشياعه ومن لاث به وبنيه وذويه، ذلك أن المقعي (2) علي أنقاض ولايتها، بعده كانوا في الغالب جبابرة طغاة ينصبون له ولشيعته العداء، وتحدوهم المطامع في سيب الأمويين إلي الوقيعة فيهم والنيل منهم.

وفي الكوفة زعانفة (3) يميلون مع كل ناعق، هم أعضاد كل ظالم، لكن الحقيقة الناصعة أبقت لعلي (عليه السلام) وولده وشيعته، صحيفة بيضاء يتلوها الملوان (4) وذكري خالدة يتداولها مر الجديدين، وما عند الله خير وأبقي.

١ - لداتها: أي أترابها، ومفردها لدة. النهاية لابن الأثير: ٤ / ٢٤٦.

٢ - المقعي: هو الجالس علي أطراف أصابعه ورافع قدميه. الصحاح: ٦ / ٢٣٠٠.

٣ - الزعانف: الأدعياء. الفائق للزمخشري: ٢ / ٨٣.

٤ - الملوان: الليل والنهار. لسان العرب: ١٥ / 291.

(٢٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الدولة الأموية (1)، مدينة الكوفة (4)، الظلم (1)، الزمخشري (1)، إبن الأثير (1)

حادثة ابن الحيسمان

وأما من ناواهم فقد طحنهم الفناء بكلكله (1) وأبادهم سوء الأحدوثة، فها هم لا ذكر جميل يعني، ولا رمة بالية تأم وتقصد، فلم تبق إلا

ثياب خزاية ألبستهم إياها الخلاعة والهرطقة (2)، ولعذاب الآخرة أشد وأبقي.

وإليك ما يلي أهم الفتن والحوادث التي انتابتها مرتبة علي العصور، أخذناها من أوثق المصادر التأريخية:

1 - حادثة ابن الحيسمان الخزاعي (3):

إن الكوفة أول مصر نزغ الشيطان بين أهله في الإسلام - كما عرفت - وكان بدء ذلك: أن سعد بن أبي وقاص كان أمير الكوفة في خلافة عثمان بوصية من عمر، وكان عبد الله بن مسعود أمين بيت المال، فاستقرض سعد من عبد الله بن مسعود من بيت المال مالا، فلما جاء الأجل أتي ابن مسعود إلي سعد وقال له: أد المال الذي قبلك.

فقال له سعد: ما أراك إلا ستلقي شرا، أهل أنت إلا ابن مسعود عبد من هذيل؟

فقال: أجل والله إني لابن مسعود وإنك لابن حمينة.

فقال هاشم بن عتبة بن أبي وقاص: أجل، والله إنكما لصاحبا رسول الله (صلي الله عليه وآله) ينظر إليكما.

فطرح سعد عودا كان في يده - وكان رجلا فيه حدة - ورفع يده وقال: اللهم رب السماوات والأرض.

فقال عبد الله: ويلك قل خيرا، ولا تلعن.

فقال سعد: أما والله لولا اتقاء الله لدعوت عليك دعوة لا تخطئك.

فولي عبد الله سريعا حتي خرج، ولم يتيسر لسعد الاسراع بأداء المال، فاستعان عبد الله بأناس علي استخراج المال من سعد، واستعان سعد بأناس علي استنظاره، وافترقوا وبعضهم يلوم سعدا وبعضهم يلوم عبد الله، ووصل الخبر بذلك إلي عثمان فغضب عليهما وهم بهما ثم ترك ذلك، وعزل سعدا وأخذ ما عليه وأقر

١ - الكلكل: الصدر، أي بصدره. الصحاح: ٥ / ١٨١٢.

٢ - الهرطقة: ما هو باطل في حكم الشرع. معجم ألفاظ الفقه الجعفري: ٨٤.

٣ - ترجمته: تاريخ الطبري: ٢ / ١٥٩، الإصابة: ٢ /

١٢٩ رقم ١٩٠٢، أسد الغابة: ٢ / 70.

(٢٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عمر بن سعد لعنه الله (2)، مدينة الكوفة (2)، يوم عرفة (1)، عبد الله بن مسعود (2)، هاشم بن عتبة (1)، الوصية (1)، الأحكام الشرعية (1)، كتاب معجم ألفاظ الفقه الجعفري للدكتور أحمد فتح الله (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

عبد الله بن مسعود وتقدم إليه في ذلك.

ولما عزل عثمان سعدا ولي الوليد بن عقبة الكوفة - وكان قبل ذلك عاملا علي الجزيرة من عهد عمر - فلما قدم الوليد كان أحب الناس في الناس وأرفقهم بهم، فكان كذلك خمس سنين وليس علي داره باب (1).

حدث في أثناء ولاية الوليد: أن شبابا من شباب الكوفة نقبوا (2) علي ابن الحيسمان الخزاعي داره وكاثروه ونذر بهم فخرج إليهم بسيفه، فلما رأي كثرتهم استصرخ وكان أبو شريح الخزاعي جارا له - وهو من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله) نقل أهله من المدينة إلي الكوفة ليكون قريبا من الغزو - فلما سمع استصراخ ابن الحيسمان أطل هو وابنه، فإذ هو بأولئك الشباب يقولون لجاره: لا تصح فإنما هي ضربة حتي نريحك.

وضربوه فقتلوه وأبو شريح يصيح بهم، وأحاط الناس بهم فأخذوهم وفيهم زهير بن جندب الأزدي، ومورع بن أبي مورع الأسدي، وشبيل بن أبي الأزدي، في عدة فشهد عليهم أبو شريح وابنه أنهم دخلوا عليه فقتله بعضهم.

فكتب الوليد إلي عثمان فيهم، وارتحل إليه أبو شريح ونقل أهله إلي المدينة.

ولهذا الحديث لما كثر أحدثت القسامة، وأخذ بقول ولي المقتول ليفطم الناس عن القتل عن ملأ من الناس يومئذ، وقال عثمان: القسامة علي المدعي

عليه، وعلي أوليائه يقسم منهم خمسون رجلا إذا لم تكن بينة، فإن نقصت قسامتهم أو إن نكل منهم رجل واحد ردت قسامتهم ووليها المدعون، فإن حلف منهم خمسون استحقوا وقد ثبت القتل علي هؤلاء النفر.

فكتب فيهم الوليد إلي عثمان، فكتب إليه في قتلهم فقتلوا علي باب القصر في الرحبة، وقد قال في ذلك عمرو بن عاصم التميمي:

لا تأكلوا أبدا جيرانكم سرفا * أهل الذعارة في ملك ابن عفان وقال:

إن ابن عفان الذي جربتموه * فطم اللصوص بمحكم الفرقان

١ - مصنف ابن أبي شيبة: ٧ / ٢٥٥ ح ٤٣، تاريخ الطبري: ٣ / ٣١١، تاريخ دمشق: ٢٠ / ٣٤٣ - ٣٤٤، وفي المصنف وتاريخ دمشق: (حمنة) بدل: (حمينة).

٢ - نقبوا: طوفوا وفتشوا. لسان العرب: ١ / 769.

(٢٩٩)

صفحهمفاتيح البحث: صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، مدينة الكوفة (3)، عبد الله بن مسعود (1)، الوليد بن عقبة (1)، عمرو بن عاصم (1)، القتل (3)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (2)

ما زال يعمل بالكتاب مهيمنا * في كل عنق منهم وبنان ولما قتل هؤلاء الرهط قصاصا بمن قتلوا أضطغن آباؤهم علي الوليد لذلك، وصاروا يتحينون الفرص للإيقاع به، وكان للوليد سمار يسمرون عنده ومنهم أبو زبيد الطائي كان رجلا نصرانيا معروفا بشرب الخمر قد عرفه الوليد أيام نصرانيته، وكان مقامه في تغلب أخواله أيام كان الوليد أميرا عليهم بالجزيرة، وكان يغشي الوليد بالجزيرة أيام كان فيها وبالمدينة إذ كان بها، فلما جاء الوليد الكوفة قدم عليه أبو زبيد، وكان للوليد عنده يد حين أسلم إذ اضطهده أخواله كراهة لدخوله في الإسلام، فأخذ له الوليد بحقه فشكرها له أبو زبيد وانقطع إليه وجاء إليه الكوفة مسلما معظما علي مثل ما

كان يأتيه بالجزيرة والمدينة، وقد حسن إسلامه فاستدخله الوليد وكان عربيا شاعرا، فأتي آت أبا زينب وأبا مورع وجندبا وهم يحقدون عليه مذ قتل أبناءهم ويضعون له العيون فقال: هل لكم في الوليد يشارب أبا زبيد.

فثاروا في ذلك وقالوا لأناس من أهل الكوفة: هذا أميركم وأبو زبيد خيرته وهما عاكفان علي الخمر.

فقاموا معهم إلي منزل الوليد وليس عليه باب، واقتحموا عليه فلم يفجأ إلا بهم فنحي شيئا فأدخله تحت السرير، فأدخل بعضهم يده فأخرجه، فإذا طبق عليه تفاريق عنب، وإنما نحاه استحياء من أن يري طبقه وليس عليه إلا تفاريق عنب، فأقبل الناس علي المرجفين يسبونهم ويلعنونهم وأقبل آخرون يقولون فيه، فدعاهم ذلك إلي التجسس والبحث.

ستر عليهم الوليد وطوي ذلك عن عثمان، ولم يشأ أن يدخل بين الناس في ذلك بشيء فسكت وصبر، وجاء جندب ورهط معه إلي ابن مسعود فقالوا: الوليد يعتكف علي شرب الخمر.

فقال ابن مسعود: من استتر عنا بشيء لم نتبع عورته ولم نهتك ستره.

ونمي كلامه إلي الوليد فعاتبه وقال: أيرضي من مثلك بأن يجيب قوما موتورين بما أجبت علي، أي شيء أستتر به؟ إنما يقال هذا للمريب.

فتلاحيا وافترقا علي تغاضب، وأذاع المرجفون بعكوفه علي الخمر وطرحوه علي ألسنة الناس.

وقد أتي الوليد بساحر وهو علي الكوفة، فأرسل إلي ابن مسعود يسأله عن

(٣٠٠)

صفحهمفاتيح البحث: شرب الخمر (2)، مدينة الكوفة (4)، يوم عرفة (1)، القتل (3)، القصاص (1)

حده.

فقال: وما يدريكم أنه ساحر؟

قالوا: يزعم ذاك.

قال: أساحر أنت؟

قال: نعم.

قال: وتدري ما السحر؟

قال: نعم، وثار إلي حمار فجعل يركبه من قبل ذنبه ويريهم أنه يدخل من فمه ويخرج من أسته ويدخل من أسته ويخرج من فمه.

فقال ابن مسعود: فاقتله.

فانطلق الوليد، فنادوا في المسجد: أن رجلا يلعب السحر

عند الوليد.

جاء جندب - واغتنمها - يقول: أين هو حتي أريه، فضربه وقتله.

فاجتمع عبد الله والوليد علي حبسه، وكان جندب يعتذر بأنه ما كان يعلم أن الوليد سيقيم الحد علي ذلك الساحر، وأنه ظن أنه عطل حده فأراد أن يستوفيه.

وكتب الوليد إلي عثمان، فأجاب أن استحلفوه بالله ما علم برأيكم فيه وأنه لصادق فيما ظن من تعطيل حده وعزروه وخلوا سبيله، وتقدم إلي الناس في أن لا يعملوا بالظنون وأن لا يقيموا الحدود دون السلطان، فإنا نقيد المخطئ ونؤدب المصيب.

فعل به الوليد ما أمر به عثمان، وغضب لجندب أصحابه واتفقوا فيما بينهم علي الكيد للوليد بالذهاب إلي المدينة، وشكوي الوليد إلي الخليفة واستعفائه منه، فجاؤوا عثمان فقال لهم: تعملون بالظنون وتخطؤون في الإسلام وتخرجون بغير إذن، ارجعوا.

فلما رجعوا إلي الكوفة لم يبق موتور في نفسه إلا أتاهم، فاجتمعوا علي رأي فأصدروه ثم تغفلوا الوليد، وكان ليس عليه حجاب، فدخل عليه أبو زينب الأزدي وأبو مورع الأسدي، وبقيا معا إلي أن نام فسلا خاتمه من إصبعه وهو نائم، فلما لم يجد خاتمه بعد أن استيقظ سأل جاريتين له، فقالتا: جاءك رجلان وأحدهما كانت يده علي يدك ثم وصفتهما له، فعرف أنهما أبو زينب وأبو مورع وقال: قد أرادوا داهية، فليت شعري ماذا يريدان وطلبهما فلم يجدهما، وكان وجههما المدينة

(٣٠١)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، السجود (1)، القتل (1)، الظنّ (2)، النوم (1)

فقدما علي عثمان ومعهما نفر يعرفهم عثمان ممن قد عزل الوليد عن الأعمال فقال:

من يشهد؟

قالوا: أبو زينب وأبو مورع وكاع الآخران.

فقال: كيف رأيتماه؟

قالا: كنا من غاشيته فدخلنا عليه وهو يقيء الخمر، وفي رواية: اعتصرناها من لحيته وهو يقيئها.

فقال: ما يقيء الخمر إلا شاربها فبعث إليه، فلما

قدم الوليد رآهما عند عثمان فقال:

ما إن خشيت علي أمر خلوت به * فلم أخفك علي أمثالها حار وحلف الوليد وأخبره خبرهم، فقال عثمان: نقيم الحدود ويبوء شاهد الزور بالنار فاصبر يا أخي.

وأمر سعيد بن العاص فجلده أربعين، فأورث ذلك عدواة بين ولديهما، والصحيح أن الذي جلده عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، لأن عليا (عليه السلام) أمر ابنه الحسن أن يجلده فقال الحسن: ول حارها من تولي قارها.

فأمر عبد الله بن جعفر فجلده، وعزله عثمان عن الكوفة وولي بعده سعيد بن العاص، وكان بقية العاص بن أمية، وكان ذلك سنة 30 (1).

قدم سعيد أميرا علي الكوفة ومعه أولئك النفر الذين كادوا للوليد ومنهم: أبو (خشة) (2) الغفاري، وجندب بن عبد الله، وأبو مصعب بن جثامة، فصعد سعيد المنبر فحمد الله وأثني عليه وقال:

والله لقد بعثت إليكم وإني لكاره، ولكني لم أجد بدا إذ أمرت أن أئتمر، ألا إن الفتنة قد أطلعت خطمها وعينيها، ووالله لأضربن وجهها حتي أقمعها أو تعييني، وإني لرائد نفسي اليوم.

ونزل وسأل عن أهل الكوفة، فأقيم علي حالها وما عليه أهلها، فكتب إلي عثمان بالذي انتهي إليه: أن أهل الكوفة قد اضطرب أمرهم وغلب أهل الشرف منهم والبيوتات والسابقة والقدمة، والغالب علي تلك البلاد روادف ردفت وأعراب

١ - تاريخ الطبري: ٣ / 326 - 330، تاريخ دمشق: 63 / 245.

2 - في المطبوع: (خشنة)، وما أثبتناه من المصادر.

(٣٠٢)

صفحهمفاتيح البحث: جعفر بن أبي طالب عليهما السلام (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، مدينة الكوفة (4)، جندب بن عبد الله (1)، الشهادة (2)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (1)

لحقت، حتي ما ينظر إلي ذي شرف وبلاء

من نازلتها ولا نابتتها.

فكتب إليه عثمان:

أما بعد ففضل أهل السابقة والقدمة ممن فتح الله عليه تلك البلاد، وليكن من نزلها بسببهم تبعا، إلا أن يكونوا تثاقلوا عن الحق وتركوا القيام به وقام به هؤلاء، واحفظ لكل منزلته وأعطهم جميعا بقسطهم من الحق، فإن المعرفة بالناس بها يصاب العدل.

فأرسل سعيد إلي وجوه الناس من أهل أيام القادسية فقال: أنتم وجوه من وراءكم والوجه ينبئ عن الجسد، فأبلغونا حاجة ذي الحاجة وخلة ذي الخلة، وأدخل معهم من يحتمل من اللواحق والروادف (1) وخلص بالقراء والمتسمتين في سمره، فكأنما كانت الكوفة يبسا شملته نار، فانقطع إلي ذلك الضرب (ضربهم) (2) وفشت القالة والإذاعة.

وذلك أمر طبيعي، لأن أولئك الشاغبين الذين أزالوا سلطان الوليد، كانوا يرون أقل جزاء لهم من سعيد أن يشركهم في سلطانه، ولا يصدر إلا بإذنهم ولا يورد إلا عن رأيهم، فلما فاتهم ما أملوا في سلطانه عادوا سيرتهم الأولي.

كتب سعيد إلي عثمان بأمرهم، فلما وصل إليه كتابه نادي مناديه الصلاة جامعة، فاجتمعوا فأخبرهم بالذي بلغه من أول ولايته وبما كتب به إليه وبما جاءه من القالة والإذاعة.

فقالوا: أصبت فلا تسعفهم في ذلك ولا تطمعهم فيما ليسوا له بأهل، فإنه إذا نهض في الأمور من ليس لها بأهل لم يحتملها وأفسدها.

وقد أشار عثمان علي من في المدينة أن يستبدلوا بأموالهم في الحجاز وجزيرة العرب أموالا بنواحي الكوفة وفارس، وقصده من ذلك أن يوجد في هذه الأمصار قوما من أهل السابقة والفضل ليكونوا سادتهم وقادتهم، وتنقطع أطماع غيرهم في السياسة والرئاسة، فلم يجد ذلك نفعا، بل زاد الأمر ونما غرس الفساد (3).

١ - اللواحق: ضامرة البطن وأقرب إلي الخاصرة، أي أقرب من الروادف.

والروادف: الذين في المؤخرة. لسان العرب:

١ / ٤٣٣.

٢ - في المطبوع: (حزبهم)، وما أثبتناه من المصادر.

٣ - تاريخ الطبري: ٣ / 331 - 333، تاريخ دمشق: 21 / 121 - 122.

(٣٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (2)، الحاجة، الإحتياج (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (1)

حادثة عبد الرحمن بن حبيش

2 - حادثة عبد الرحمن بن حبيش (1):

كان سعيد بن العاص لا يغشاه إلا نازلة أهل الكوفة ووجوه أهل الأيام وأهل القادسية والقراء والمتسمتون، وكان هؤلاء دخلته إذا خلا فإذا جلس مجلسا عاما دخل عليه كل أحد فجلس للناس يوما، فبينما هم جلوس يتحدثون قال حبيش الأسدي: ما أجود طلحة بن عبيد الله؟

فقال سعيد: إن من له مثل النشاستج (2) لحقيق أن يكون جوادا، والله لو أن لي مثله لأعاشكم الله عيشا رغدا.

فقال عبد الرحمن بن حبيش وهو حدث: والله لوددت أن هذا الملطاط لك، يعني ما كان لآل كسري علي الفرات الذي يلي الكوفة.

قالوا: فض الله فاك، والله لقد هممنا بك.

فقال أبوه حبيش: غلام فلا تجاوزوه.

فقالوا: يتمني له من سوادنا؟

فقال: ويتمني لكم أضعافه.

فقالوا: لا يتمني لنا ولا له.

فقال: ما هذا بكم؟

فقالوا: أنت والله أمرته بها.

وثار إليه ابن ذي (الحبكة) (3) وجندب وصعصعة وابن الكوا وعمير بن ضابئ فأخذوه، وهب أبوه ليمنعه منهم، فضربوهما حتي غشي عليهما، وجعل سعيد يناشدهم وهم لا يلتفتون إليه حتي اشتفوا منهما.

وسمعت بذلك بنو أسد فجاؤوا وفيهم طليحة، فأحاطوا بالقصر وكثرت القبائل، ففزع الضاربون إلي سعيد وقالوا: أفلتنا وتخلصنا.

١ - انظر ترجمته في: إكمال الكمال: ٢ / ٣٣٧ رقم ٣٥٨، الإصابة: ٥ / ٨١ رقم ٦٣٨٤، وبعض المصادر سمته عبد الرحمن بن خنيس.

٢ - نشاستج: ضيعة كبيرة كثيرة الدخل، اشتراها طلحة بن عبيد الله من أهل الكوفة المقيمين بالحجاز وعمرها وكثر

دخلها، ولذلك ضرب بها المثل. معجم البلدان: ٥ / 285.

3 - في المطبوع: (الحنكة)، وما أثبتناه من المصادر.

(٣٠٤)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، نهر الفرات (1)، طلحة بن عبيد الله (2)، بنو أسد (1)، كتاب إكمال الكمال لابن ماكولا (1)، كتاب معجم البلدان (1)، الضياع (1)، الضرب (1)

فخرج سعيد إلي الناس فقال: أيها الناس قوم تنازعوا وتهاونوا وقد رزق الله العافية، ثم قعدوا وعادوا في حديثهم وتراجعوا وسألهم (1) وردهم، ولما أفاق الرجلان قال لهما: أبكما حياة؟

قالا: قتلتنا غاشيتك.

قال: لا يغشوني والله أبدا، فاحفظا علي ألسنتكما ولا تجرئا علي الناس، ففعلا.

وحفظ عن سعيد أنه قال: إنما هذا السواد بستان قريش، وكان حاضرا مالك بن كعب الأرحبي والأسود بن يزيد وعلقمة بن قيس النخعيان وغيرهم، فزادوا عليه وأساؤا إلي صاحب شرطته، فمنعهم سعيد أن يسمروا عنده (2).

ولما انقطع رجاء أولئك النفر عن غشيان مجلسه وقعدوا في بيوتهم، أقبلوا علي الإذاعة وشتم عثمان وسعيد، حتي لامه أهل الكوفة في إرخاء الحبل لهم والسكوت عنهم علي ما بهم من شر، وكتب سعيد وأشرافهم إلي عثمان في إخراجهم من الكوفة.

فكتب إليهم: إذا اجتمع ملأكم علي ذلك فألحقوهم بمعاوية.

فأخرجوهم إليه، فذلوا وانقادوا وخرجوا حتي أتوه فوبخهم، ثم جاء الأمر من عثمان بإعادتهم إلي الكوفة، ولكنهم أشفقوا من ذلك، فبقوا في الجزيرة، وفي تلك الأثناء فرق سعيد العمال والأمراء فيما يليه من فارس، فخلت الكوفة من الرؤساء والأشراف وأهل السابقة، وكان سعيد قد خرج إلي عثمان فلم يفجأ الناس إلا بهم قد عادوا إلي بغيهم وفسادهم، فلما أراد سعيد العودة إلي الكوفة تلقوه من الجرعة وردوه لا يريدون دخوله عليهم أميرا، فعاد إلي عثمان فلم يغير من إرادة القوم، وأرادوه علي أن

يولي عليهم أبا موسي الأشعري، فنزل عندما يريدون وولي عليهم أبا موسي وصرف سعيدا عنهم، وكانت تلك الحادثة سنة 33 (3).

١ - في بعض المصادر: (فساءهم) وفي بعضها: (فعلهم) بدل: (وسألهم).

٢ - انظر: الطبقات الكبري: ٥ / ٣٣، تاريخ الطبري: ٣ / ٣٦٥، تاريخ دمشق: ٢١ / ١١٤.

٣ - انظر: الفتنة ووقعة الجمل للضبي: ٣٦ - ٤٠، تاريخ الطبري: ٣ / 361 - 364، تاريخ دمشق: 24 / 94 - 96.

(٣٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (5)، الأسود بن يزيد (1)، علقمة بن قيس (1)، كتاب الفتنة ووقعة الجمل لسيف بن عمر الضبي (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، كتاب تاريخ الطبري (2)، دمشق (2)

حادثة أبي موسي الأشعري

3 - حادثة أبي موسي الأشعري (1):

لما خرج الإمام علي (عليه السلام) إلي البصرة لحرب الجمل سنة 36، كان أبو موسي الأشعري واليا في الكوفة من قبل علي (عليه السلام)، وكان يثبط أهل الكوفة عن نصرته، فلما بلغه ذلك أرسل - وهو بذي قار - محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر إليه يلومه علي ذلك ويردعه عن مثل هذا الفساد.

فلم يرتدع فرجعا، ثم أرسل الأشتر وابن عباس إليه، فلم ينجع أيضا وأصر علي عناده، فرجعا إلي علي (عليه السلام) فأخبراه الخبر، فأرسل ابنه الحسن (عليه السلام) وعمار بن ياسر رضوان الله عليه، فأقبلا حتي دخلا المسجد وأقبل الحسن (عليه السلام) علي أبي موسي فقال له: لم تثبط الناس عنا؟ فوالله ما أردنا إلا الإصلاح ولا مثل أمير المؤمنين يخاف علي شيء.

فقال: صدقت بأبي أنت وأمي، ولكن المستشار مؤتمن سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: «إنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير

من الراكب، وقد جعلنا الله إخوانا، وقد حرم علينا دماءنا وأموالنا».

فغضب عمار وسبه وقام وقال: أيها الناس إنما قال له وحده: أنت فيها قاعد خير منك قائما.

فقام رجل من بني تميم فسب عمارا وقال: أنت أمس مع الغوغاء واليوم تسافه أميرنا؟

وثار زيد بن صوحان وطبقته وثار الناس، وجعل أبو موسي يكفكف الناس، ووقف زيد علي باب المسجد ومعه كتاب إليه من عائشة تأمره فيه بملازمة بيته أو نصرتها، وكتاب إلي أهل الكوفة بمعناه، فأخرجهما فقرأهما علي الناس، فلما فرغ منهما قال: أمرت أن تقر في بيتها وأمرنا أن نقاتل حتي لا تكون فتنة، فأمرتنا بما أمرت به وركبت ما أمرنا به.

فقال له شبث بن ربعي: يا عماني - لأنه من عبد القيس وهم يسكنون عمان -

١ - انظر ترجمته في: الطبقات الكبري: ٢ / ٣٤٤، التاريخ الكبير: ٥ / ٢٢ رقم ٣٥، تاريخ دمشق: ٣٢ / ١٨، تهذيب الكمال: ١٥ / ٤٤٦ رقم ٣٤٩١، سير أعلام النبلاء: ٢ / 380 رقم 82.

(٣٠٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (2)، عبد الله بن عباس (1)، مدينة الكوفة (3)، شبث بن ربعي اليربوعي (1)، محمد بن أبي بكر (1)، مدينة البصرة (1)، عمار بن ياسر (1)، زيد بن صوحان (1)، محمد بن جعفر (1)، السجود (2)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، دمشق (1)

سرقت بجلولاء فقطعت يدك وعصيت أم المؤمنين، وتهاوي الناس وقام أبو موسي وقال: أيها الناس أطيعوني وكونوا جرثومة من جراثيم العرب، يأوي إليكم المظلوم ويأمن فيكم الخائف، إن الفتنة إذا أقبلت فقد شبهت فإذا أدبرت بنيت، وإن

هذه الفتنة باقرة كداء البطن، تجري لها الشمال والجنوب والصبا والدبور تذر الحليم وهو حيران كابن أمس، شيموا سيوفكم وقصدوا رماحكم وقطعوا أوتاركم والزموا بيوتكم، خلوا قريشا إذا أبوا إلا الخروج من دار الهجرة وفراق أهل (العلم بالأمرة) (1)، استنصحوني ولا تستغشوني، أطيعوني يسلم لكم دينكم ودنياكم ويشقي بحر هذه الفتنة من جناها.

فقام زيد فشال يده المقطوعة فقال: يا عبد الله بن قيس ردت الفرات علي أدراجه أردده من حيث يجيء حتي يعود كما بدأ، فإن قدرت علي ذلك فستقدر علي ما تريد، فدع عنك ما لست مدركه، سيروا إلي أمير المؤمنين وسيد المسلمين انفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق.

فقام القعقاع بن عمرو فقال: إني لكم ناصح وعليكم شفيق، أحب لكم أن ترشدوا ولأقولن لكم قولا وهو الحق، أما ما قال الأمير فهو الحق لو أن إليه سبيلا، وأما ما قال زيد فزيد عدو هذا الأمر فلا تستنصحوه، والقول الذي هو الحق أنه لابد من إمارة تنظم الناس وتنزع الظالم وتعز المظلوم، وهذا أمير المؤمنين ولي بمن ولي وقد أنصف في الدعاء، وإنما يدعوا إلي الإصلاح، فانفروا وكونوا من هذا الأمر بمرأي ومسمع.

وقال عبد الخير الخيواني: يا أبا موسي هل بايع طلحة والزبير؟

قال: نعم.

قال: هل أحدث علي ما يحل به نقض بيعته؟

قال: لا أدري.

قال: لا دريت، نحن نتركك حتي تدري، هل تعلم أحدا خارجا من هذه الفتنة، إنما الناس أربع فرق: علي بظهر الكوفة، وطلحة والزبير بالبصرة، ومعاوية بالشام، وفرقة بالحجاز لا غناء بها ولا يقاتل بها عدو.

1 - في المطبوع: (علم بالأمراء)، وما أثبتناه من المصادر.

(٣٠٧)

صفحهمفاتيح البحث: أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (1)، مدينة الكوفة (1)، نهر الفرات (1)، عبد الله بن قيس (1)، الشام

(1)، القتل (1)، الخوف (1)، الظلم (2)

فقال أبو موسي: أولئك خير الناس وهي فتنة.

فقال عبد الخير: غلب عليك غشك يا أبا موسي.

فقال سيحان بن صوحان: أيها الناس لابد لهذا الأمر وهؤلاء الناس من وال يدفع الظالم ويعز المظلوم ويجمع الناس، وهذا واليكم يدعوكم لتنظروا فيما بينه وبين صاحبيه، وهو المأمون علي الأمة، الفقيه في الدين، فمن نهض إليه فإنا سائرون معه.

فلما فرغ سيحان، قال عمار: هذا ابن عم رسول الله (صلي الله عليه وآله) يستنفركم إلي زوجة رسول الله (صلي الله عليه وآله) وإلي طلحة والزبير، أشهد أنها زوجته في الدنيا والآخرة فانظروا ثم انظروا في الحق فقاتلوا معه.

فقال له رجل: إنا مع من شهدت له بالجنة علي من لم تشهد له.

فقال له الحسن (عليه السلام): «اكفف عنا فإن للإصلاح أهلا».

وقام الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال: «أيها الناس أجيبوا دعوة أميركم وسيروا إلي إخوانكم فإنه سيوجد إلي هذا الأمر من ينفر إليه، ووالله لئن يليه أولو النهي أمثل في العاجل والآجل وخير في العافية فأجيبوا دعوتنا وأعينونا علي ما ابتلينا به وابتليتم، وإن أمير المؤمنين يقول: قد خرجت مخرجي هذا ظالما أو مظلوما، وإني أذكر الله رجلا رعي حق الله إلا نفر، فإن كنت مظلوما أعانني وإن كنت ظالما أخذ مني، والله إن طلحة والزبير لأول من بايعني وأول من غدر، فهل استأثرت بمال أو بدلت حكما، فانفروا فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر».

فسامح الناس وأجابوا ورضوا، وأتي قوم من طيء عدي بن حاتم فقالوا: ماذا تري وما تأمر؟

فقال: قد بايعنا هذا الرجل وقد دعانا إلي جميل وإلي هذا الحدث العظيم لننظر فيه ونحن سائرون وناظرون.

فقام هند بن عمرو فقال: إن أمير المؤمنين قد دعانا

وأرسل إلينا رسله حتي جاءنا ابنه فاسمعوا إلي قوله وانتهوا إلي أمره وانفروا إلي أميركم فانظروا معه في هذا الأمر وأعينوه برأيكم.

وقام حجر بن عدي فقال: أيها الناس أجيبوا أمير المؤمنين وانفروا خفافا وثقالا مروا وأنا أولكم.

(٣٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، حجر بن عدي الكندي (1)، سيحان بن صوحان (1)، عدي بن حاتم (1)، الزوجة (1)، الظلم (2)، الشهادة (2)، الغلّ (1)

فأذعن الناس للمسير، فقال الحسن (عليه السلام): «أيها الناس إني غاد فمن شاء منكم أن يخرج معي علي الظهر ومن شاء في الماء».

فنفر معه قريب من تسعة آلاف، أخذ في البر ستة آلاف ومائتان وأخذ في الماء ألفان (وثمانمائة) (1).

وقيل: إن عليا (عليه السلام) أرسل الأشتر بعد ابنه الحسن وعمار إلي الكوفة، فدخلها والناس في المسجد وأبو موسي يخطبهم ويثبطهم والحسن وعمار معه في منازعة وكذلك سائر الناس كما تقدم، فجعل الأشتر لا يمر بقبيلة فيها جماعة إلا دعاهم ويقول: اتبعوني إلي القصر.

فانتهي إلي القصر في جماعة من الناس فدخله وأبو موسي في المسجد يخطبهم ويثبطهم والحسن يقول له: «اعتزل عملنا لا أم لك وتنح عن منبرنا».

وعمار ينازعه، فأخرج الأشتر غلمان أبي موسي من القصر فخرجوا يعدون وينادون: يا أبا موسي هذا الأشتر قد دخل القصر فضربنا وأخرجنا.

فنزل أبو موسي فدخل القصر فصاح به الأشتر: أخرج لا أم لك أخرج الله نفسك.

فقال: أجلني هذه العشية.

فقال: هي لك ولا تبيتن في القصر الليلة.

ودخل الناس ينهبون متاع أبي موسي، فمنعهم الأشتر وقال: أنا له جار فكفوا عنه، فنفر الناس في

العدد المذكور.

وقيل: إن عدد من سار إلي الكوفة اثنا عشر ألف رجل ورجل.

قال أبو الطفيل: سمعت عليا يقول ذلك قبل وصولهم، فقعدت فأحصيتهم فما زادوا رجلا ولا نقصوا رجلا.

وكان علي كنانة وأسد وتميم والرباب ومزينة: معقل بن يسار الرياحي، وكان علي سبع قيس: سعد بن مسعود الثقفي عم المختار، وعلي بكر وتغلب: وعلة بن محدوج الذهلي، وكان علي مذحج والأشعريين: حجر بن عدي، وعلي بجيلة وأنمار وخثعم والأزد: مخنف بن سليم الأزدي، فقدموا علي أمير المؤمنين (عليه السلام)

1 - في المطبوع: (وأربعمائة)، وما أثبتناه من المصادر.

(٣٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (2)، مخنف بن سليم الأزدي (1)، حجر بن عدي الكندي (1)، أبو الطفيل (1)، معقل بن يسار (1)، سعد بن مسعود (1)، السجود (1)

حادثة الإمام علي

بذي قار فلقيهم في أناس معه فيهم ابن عباس فرحب بهم وقال:

«يا أهل الكوفة أنتم قاتلتم ملوك العجم وفضضتم جموعهم حتي صارت إليكم مواريثهم فمنعتم حوزتكم وأعنتم الناس علي عدوهم، وقد دعوتكم لتشهدوا معنا إخواننا من أهل البصرة، فإن يرجعوا فذلك الذي نريد، وإن يلجوا داويناهم بالرفق حتي يبدؤنا بظلم، ولم ندع أمرا فيه صلاح إلا آثرناه علي ما فيه الفساد إن شاء الله».

ثم إنهم توجهوا إلي البصرة فكان من أمرهم ما كان (1).

4 - حادثة الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

هي أم الحوادث وأشجاها وأفظعها في الإسلام، فقد روي المفيد في الإرشاد عن الفضل بن دكين، عن حيان بن العباس، عن عثمان بن المغيرة قال: لما دخل شهر رمضان كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يتعشي ليلة عند الحسن (عليه السلام) وليلة عند الحسين

(عليه السلام) وليلة عن عبد الله بن العباس (جعفر خ ل) وكان لا يزيد علي ثلاث لقم فقيل له في ليلة من تلك الليالي في ذلك.

فقال: «يأتيني أمر الله وأنا خميص إنما هي ليلة أو ليلتان»، فأصيب (عليه السلام) في آخر الليل.

وقد سمع علي (عليه السلام) ينعي نفسه إلي أهله وأصحابه قبل قتله، يقول (عليه السلام) وهو علي المنبر: «ما يمنع أشقاها أن يخضبها من فوقها بدم» ويضع يده علي لحيته (2).

قال الحس بن كثير عن أبيه: خرج علي (عليه السلام) من الفجر فأقبل الأوز يصحن في وجهه فطردوهن عنه، فقال: «ذروهن فإنهن نوائح»، فضربه ابن ملجم في ليلته (3).

وقال الحسن بن علي (عليه السلام) يوم قتل علي (عليه السلام): «خرجت البارحة وأبي يصلي في مسجد داره فقال لي: يا بني إني بت أوقظ أهلي، لأنها ليلة الجمعة صبيحة بدر فملكتني عيناي فنمت فسنح لي رسول الله (صلي الله عليه وآله) فقلت: يا رسول الله ماذا لقيت من

١ - تاريخ الطبري: ٣ / ٤٩٧ - ٥٠١، الجمل للشيخ المفيد: ١٣٢ - ١٣٧، البداية والنهاية: ٧ / ٢٦٣ - ٢٦٤، تاريخ ابن خلدون: ٢ / ١٥٩ - ١٦٠.

٢ - الارشاد: ١ / ١٣ - ١٤.

٣ - تاريخ دمشق: ٤٢ / ٥٥٥، كنز العمال: ١٣ / 195 ح 36584.

(٣١٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (6)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب الإرشاد للشيخ المفيد (1)، عبد الله بن عباس (2)، مدينة الكوفة (1)، شهر رمضان المبارك (1)، ابن ملجم

المرادي لعنه الله (1)، مدينة البصرة (2)، الفضل بن دكين (1)، القتل (2)، المنع (1)، السجود (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (1)، الشيخ المفيد (قدس سره) (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (1)

أمتك من الأود واللدد.

فقال لي: أدع عليهم.

فقلت: اللهم أبدلني بهم من هو خير (منهم) (1) وأبدلهم بي من هو شر مني.

فجاء ابن النباح فآذنه بالصلاة، فخرج وخرجت خلفه فضربه ابن ملجم فقتله».

وكان قد ضربه ليلة تسع عشرة من رمضان فبقي إلي الليلة الحادية والعشرين منه قبل الفجر وتوفي سنة 40 من الهجرة، وكان (عليه السلام) إذا رأي ابن ملجم قال:

أريد حياته ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مرادي (2).

وكان سبب قتله (عليه السلام): أن عبد الرحمن بن ملجم المرادي والبرك بن عبد الله التميمي الصريمي، وقيل: اسم البرك الحجاج (3)، وعمرو بن بكر التميمي السعدي وهم من الخوارج، اجتمعوا فتذاكروا أمر الناس وعابوا عمل ولاتهم، ثم ذكروا أهل النهروان فترحموا عليهم، وقالوا: ما نصنع بالبقاء بعدهم، فلو شرينا أنفسنا وقتلنا أئمة الضلال وأرحنا منهم البلاد.

فقال ابن ملجم: أنا أكفيكم عليا، وقال البرك بن عبد الله: أنا أكفيكم معاوية، وقال عمرو بن بكر: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، فتعاهدوا أن لا ينكص أحدهم عن صاحبه الذي توجه إليه حتي يقتله أو يموت دونه، وأخذوا سيوفهم فسموها واتعدوا لتسع (4) عشرة من شهر رمضان وقصد كل رجل منهم الجهة التي يريد، فأتي ابن ملجم الكوفة فلقي أصحابه بالكوفة وكتمهم أمره، ورأي يوما أصحابا له من تيم الرباب وكان علي (عليه السلام) قد قتل منهم يوم النهروان عدة، فتذاكروا قتلي النهروان ولقي معهم امرأة من تيم الرباب

اسمها: قطام، وقد قتل أبوها وأخوها يوم النهروان، وكانت فائقة الجمال فلما رآها أخذت قلبه فخطبها، فقالت: لا أتزوجك حتي تشتفي لي.

١ - في المطبوع: (مني)، وما أثبتناه من المصادر.

٢ - تاريخ دمشق: ٤٢ / ٥٥٦ - ٥٥٧، أسد الغابة: ٤ / ٣٦، والبيت لعمرو بن معدي كرب، انظر: الأغاني: ١٠ / ٢٧، العقد الفريد: ١ / ١٢١.

٣ - أنساب الأشراف: ٤٩٠.

4 - في بعض المصادر: لسبع.

(٣١١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (2)، شهر رمضان المبارك (2)، ابن ملجم المرادي لعنه الله (4)، عمرو بن العاص (1)، تيم الرباب (1)، الخوارج (1)، الضرب (1)، القتل (5)، الموت (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، دمشق (1)

فقال: وما تريدين؟

قالت: ثلاثة آلاف وعبدا وقينة وقتل علي.

فقال: أما قتل علي فما أراك ذكرتيه وأنت تريدينني.

قالت: بلي التمس غرته، فإن أصبته شفيت نفسك ونفسي ونفعك العيش معي، وإن قتلت فما عند الله خير من الدنيا وما فيها.

قال: والله ما جاء بي إلا قتل علي فلك ما سألت.

قالت: سأطلب لك من يشد ظهرك ويساعدك.

وبعثت إلي رجل من قومها اسمه: وردان وكلمته فأجابها، وأتي ابن ملجم رجلا من أشجع اسمه: شبيب بن بجرة فقال له: هل لك في شرف الدنيا والآخرة؟

قال: وماذا؟

قال: قتل علي.

قال شبيب: ثكلتك أمك لقد جئت شيئا إدا، كيف تقدر علي قتله؟

قال: أكمن له في المسجد، فإذا خرج إلي صلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه، فإن نجونا فقد شفينا أنفسنا، وإن قتلنا فما عند الله خير من الدنيا وما فيها.

قال: ويحك لو كان غير علي كان أهون، قد عرفت سابقته وفضله وبلاءه في الإسلام، وما أجدني

أنشرح لقتله.

قال: أما تعلم أنه قتل أهل النهروان العباد الصالحين.

قال: بلي.

قال: فنقتله بمن قتل من أصحابنا.

فأجابه، فلما كان ليلة الجمعة - وهي الليلة التي واعد ابن ملجم أصحابه علي قتل علي (عليه السلام) وقتل معاوية وعمرو - أخذ سيفه ومعه شبيب ووردان وجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي (عليه السلام) للصلاة، وقد كانوا قبل ذلك ألقوا إلي الأشعث بن قيس ما في نفوسهم من العزيمة علي قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) وواطأهم علي ذلك، وحضر الأشعث بن قيس في تلك الليلة لمعونتهم علي ما اجتمعوا عليه، وكان حجر بن عدي (رحمه الله) في تلك الليلة بائتا في المسجد، فسمع الأشعث يقول: يا بن ملجم النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح.

فأحس حجر بما أراد الأشعث فقال له: قتلته يا أعور، وخرج مبادرا ليمضي

(٣١٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، يوم عرفة (1)، ابن ملجم المرادي لعنه الله (2)، القتل (11)، السجود (2)، الصّلاة (2)

إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) ليخبره الخبر ويحذره من القوم، وخالفه أمير المؤمنين (عليه السلام) الطريق، فدخل المسجد فسبقه ابن ملجم فضربه بالسيف، وأقبل حجر والناس يقولون: قتل أمير المؤمنين.

وذكر عبد الله بن محمد الأزدي قال: إني لأصلي في تلك الليلة في المسجد الأعظم مع رجال من أهل المصر كانوا يصلون في ذلك الشهر من أوله إلي آخره، إذ نظرت إلي رجال يصلون قريبا من السدة، وخرج علي بن أبي طالب (عليه السلام) لصلاة الفجر فأقبل ينادي: «الصلاة الصلاة»، فما أدري أنادي أم رأيت بريق السيوف وسمعت قائلا يقول: لله الحكم يا علي لا لك ولا لأصحابك.

وسمعت عليا (عليه السلام) يقول: «لا يفوتنكم الرجل».

فإذا علي (عليه السلام)

مضروب وقد ضربه شبيب بن بجرة فأخطأه ووقعت ضربته في الطاق، وهرب القوم نحو أبواب المسجد وتبادر الناس لأخذهم.

فأما شبيب بن بجرة فأخذه رجل فصرعه وجلس علي صدره وأخذ السيف من يده ليقتله به، فرأي الناس يقصدون نحوه فخشي أن يعجلوا عليه ولم يسمعوا منه، فوثب عن صدره وخلاه وطرح السيف من يده، ومضي شبيب هاربا حتي دخل منزله ودخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره، فقال له: ما هذا، لعلك قتلت أمير المؤمنين؟

فأراد أن يقول: لا، فقال: نعم، فمضي ابن عمه واشتمل علي سيفه ثم دخل عليه فضربه به حتي قتله.

وأما ابن ملجم فإن رجلا من همدان لحقه فطرح عليه قطيفة كانت في يده ثم صرعه وأخذ السيف من يده وجاء به إلي أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأفلت الثالث وانسل بين الناس، فلما أدخل ابن ملجم علي أمير المؤمنين (عليه السلام) نظر إليه قال ثم: «النفس بالنفس، فإن أنا مت فاقتلوه كما قتلني، وإن أنا عشت رأيت فيه رأيي».

فقال ابن ملجم: والله لقد ابتعته بألف وسممته بألف، فإن خانني فأبعده الله.

قال: ونادته أم كلثوم: يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين.

قال: إنما قتلت أباك.

قالت: يا عدو الله إني لأرجوا أن لا يكون عليه بأس.

قال لها: فأراك إنما تبكين علي، إذن والله لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل

(٣١٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (6)، ابن ملجم المرادي لعنه الله (4)، عبد الله بن محمد (1)، القتل (3)، الضرب (1)، السجود (2)، الصّلاة (2)

الأرض لأهلكتهم.

فأخرج من بين يديه (عليه السلام) وأن الناس ينهشون لحمه بأسنانهم كأنهم سباع وهم يقولون: يا عدو الله ماذا فعلت أهلكت أمة محمد (صلي

الله عليه وآله) وقتلت خير الناس، وأنه لصامت لم ينطق، فذهب به إلي الحبس وجاء الناس إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) فقالوا له: يا أمير المؤمنين مرنا بأمرك في عدو الله لقد أهلك الأمة وأفسد الملة.

فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام): «إن أنا عشت رأيت فيه رأيي وإن هلكت فاصنعوا به كما يصنع بقاتل النبي (صلي الله عليه وآله)، اقتلوه ثم حرقوه بعد ذلك بالنار».

قال: فلما قضي أمير المؤمنين (عليه السلام) نحبه وفرغ أهله من دفنه جلس الحسن (عليه السلام) وأمر أن يؤتي بابن ملجم فجيء به، فلما وقف بين يديه قال له: «يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين وأعظمت الفساد في الدين».

ثم أمر به فضربت عنقه واستوهبت أم الهيثم بنت الأسود النخعية جثته منه لتتولي إحراقها، فوهبها لها فأحرقتها بالنار، وفي أمر قطام وقتل أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول ابن أبي مياس المرادي:

فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة * كمهر قطام من فصيح وأعجم ثلاثة آلاف وعبد وقينة * وضرب علي بالحسام المسمم ولا مهر أغلي من علي وإن غلا * ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم وأما الرجلان اللذان كانا مع ابن ملجم في العقد علي قتل معاوية وعمرو بن العاص، فإن أحدهما ضرب معاوية وهو راكع فوقعت ضربته في أليته ونجا منها، وأخذ وقتل من وقته، وأما الآخر فإنه وآفي عمروا في تلك الليلة وقد وجد علة فاستخلف رجلا يصلي بالناس يقال له: خارجة بن أبي حبيبة العامري، فضربه بسيفه وهو يظن أنه عمرو فأخذ وأتي به عمروا فقتله، ومات خارجة في اليوم الثاني (1).

١ - الطبقات الكبري: ٣ / ٣٦، تاريخ الطبري: ٤ / ١١٠ - ١١٣، مقاتل الطالبيين: ٢٠،

أنساب الأشراف: ٤٩٣، الارشاد للشيخ المفيد: ١ / ١٨ - ٢٣، مناقب الخوارزمي: ٣٨١ - ٣٨٣، كشف الغمة: ٢ / ٥٥ - ٥٨، أسد الغابة: ٤ / 35 - 37، تذكرة الخواص: 186.

(٣١٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، ابن ملجم المرادي لعنه الله (3)، عمرو بن العاص (1)، القتل (3)، الهلاك (1)، الضرب (1)، الظنّ (1)، كتاب الإرشاد للشيخ المفيد (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، الخوارزمي (1)

حادثة حجر بن عدي وعمرو بن الحمق

5 - حادثة حجر بن عدي وعمرو بن الحمق وأصحابهما:

إن الذي سبب هذه الكارثة العظمي - قتل حجر بن عدي (1) وعمرو بن الحمق (2) وأصحابهما - هو أن معاوية لما استعمل المغيرة بن شعبة علي الكوفة سنة 41 وأمره عليها، دعاه وقال له: أما بعد، فإن لذي الحلم قبل اليوم (ما) تقرع العصا وقد يجزي عنك الحكيم بغير التعليم، وقد أردت إيصاءك بأشياء كثيرة أنا تاركها اعتمادا علي بصرك ولست تاركا إيصاءك بخصلة لا تترك، شتم علي وذمه والترحم علي عثمان والاستغفار له والعيب لأصحاب علي والإقصاء لهم والإطراء بشيعة عثمان والإدناء لهم.

فقال له المغيرة: قد جربت وجربت وعملت قبلك لغيرك، فلم يذممني وستبلوا فتحمد أو تذم.

فقال: بل نحمد إن شاء الله.

فأقام المغيرة عاملا علي الكوفة (3) وهو لا يدع شتم علي والوقوع فيه والدعاء

لعثمان والاستغفار له، فإذا سمع ذلك حجر بن عدي قال: بل إياكم فذم الله ولعن، ثم قام وقال: أنا أشهد أن من تذمون أحق بالفضل ومن تزكون أولي بالذم.

فيقول له المغيرة: يا حجر اتق هذا السلطان وغضبه وسطوته، فإن غضب السلطان يهلك أمثالك، ثم يكف عنه ويصفح، فلما كان آخر إمارته قال في علي

1 - حجر بن عدي بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي، كان ممن وفد هو وأخوه هاني بن عدي علي النبي (صلي الله عليه وآله) وممن شهد القادسية والجمل وصفين وصحب عليا (عليه السلام) فكان من شيعته.

قال حجر بن عدي - علي ما رواه الكشي في رجاله -: قال لي علي بن أبي طالب: كيف تصنع أنت إذا ضربت وأمرت أن تلعنني. قلت: كيف أصنع؟ قال: العني ولا تبرأ مني فإني علي دين الله. قال: ولقد ضربه محمد بن يوسف وأمره أن يلعن عليا (عليه السلام) وأقامه علي باب مسجد صنعاء. قال: إن الأمير - يعني معاوية - أمرني أن ألعن عليا فالعنوه لعنه الله، فرأيت محواذا - جمعا - من الناس إلا رجلا واحدا فهمها وسلم.

2 - عمرو بن الحمق بن الكاهن الخزاعي، شهد مع علي (عليه السلام) مشاهده وكان فيمن سار إلي عثمان وأعان علي قتله، قبض عليه زياد وأمر أن يطعن تسع طعنات فمات في الأولي أو الثانية، وذلك سنة 51 وأرسل زياد برأسه إلي معاوية، وكان أول رأس حمل في الإسلام.

3 - مدة سبع سنين وأشهر.

(٣١٥)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (2)، حجر بن عدي الكندي (5)، المغيرة بن شعبة (1)، عمرو بن الحمق (2)، الهلاك (1)، القتل (2)، الشهادة (3)، الإمام أمير المؤمنين

علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب رجال الكشي (1)، علي بن أبي طالب (1)، محمد بن يوسف (1)، الضرب (2)

وعثمان ما كان يقوله، فقام حجر فصاح صيحة بالمغيرة سمعها كل من بالمسجد، وقال له: مر لنا أيها الإنسان بأرزاقنا فقد حبستها عنا وليس ذلك لك وقد أصبحت مولعا بذم أمير المؤمنين (عليه السلام).

فقام أكثر من ثلثي الناس يقولون: صدق حجر وبر، مر لنا بأرزاقنا فإن ما أنت عليه لا يجدي علينا نفعا، وأكثروا من هذا القول وأمثاله، فنزل المغيرة فاستأذن عليه قومه ودخلوا وقالوا: علام تترك هذا الرجل يجترئ عليك في سلطانك ويقول لك هذه المقالة فيوهن سلطانك ويسخط عليك معاوية.

فقال لهم المغيرة: إني قد قتلته، سيأتي من بعدي أمير يحسبه مثلي فيصنع به ما ترونه يصنع بي فيأخذه ويقتله، إني قد قرب أجلي ولا أحب أن أقتل خيار أهل هذا المصر فيسعدون وأشقي، ويعز في الدنيا معاوية ويشقي في الآخرة المغيرة.

ثم توفي المغيرة، وولي زياد فقام في الناس فخطبهم عند قدومه ثم ترحم علي عثمان وأثني علي أصحابه ولعن قاتليه، فقام حجر ففعل كما كان يفعل بالمغيرة ورجع زياد إلي البصرة واستخلف علي الكوفة عمرو بن حريث، فبلغه أن حجرا يجتمع إليه شيعة علي (عليه السلام) ويظهرون لعن معاوية والبراءة منه وأنهم حصبوا عمرو بن حريث، فشخص زياد إلي الكوفة حتي دخلها فصعد المنبر فحمد الله وأثني عليه - وحجر جالس - ثم قال:

أما بعد، فإن غب البغي والغي وخيم، إن هؤلاء جمعوا وأشروا وأمنوني فاجترؤا علي الله، لئن لم تستقيموا لأداوينكم بدوائكم، ولست بشيء إن لم أمنع الكوفة من حجر

وأدعه نكالا لمن بعده، ويل أمك يا حجر سقط العشاء بك علي سرحان، وأرسل إلي حجر يدعوه وهو بالمسجد، فلما أتي رسول زياد يدعوه قال أصحابه: لا تأته ولا كرامة.

فرجع الرسول فأخبر زيادا، فأمر صاحب شرطته وهو شداد بن الهيثم الهلالي أن يبعث إليه جماعة ففعل فسبهم أصحاب حجر، فرجعوا وأخبروا زيادا فجمع أهل الكوفة وقال: تشجون بيد وتأسون بأخري، أبدانكم معي وقلوبكم مع حجر الأحمق، هذا والله من دحسكم، والله لتظهرن لي براءتكم أو لآتينكم بقوم أقيم بهم أودكم وصعركم.

فقالوا: معاذ الله أن يكون لنا رأي إلا طاعتك وما فيه رضاك.

(٣١٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، مدينة الكوفة (4)، مدينة البصرة (1)، عمرو بن حريث (1)، القتل (1)، التصديق (1)، البعث، الإنبعاث (1)، السجود (2)، الإختيار، الخيار (1)

قال: فليقم كل رجل منكم فليدع من عند حجر من عشيرته وأهله.

ففعلوا وأقاموا أكثر أصحابه عنه، وقال زياد لصاحب شرطته: انطلق إلي حجر فإن تبعك فأتني به وإلا فشدوا عليهم بالسيوف حتي تأتوني به.

فأتاه صاحب الشرطة يدعوه، فمنعه أصحابه من إجابته فحمل عليهم فقال أبو العمرطة الكندي لحجر: إنه ليس معك من معه سيف غيري وما يغني عنك سيفي، قم فالحق بأهلك يمنعك قومك.

وزياد ينظر إليهم وهو علي المنبر، وغشيهم أصحاب زياد وضرب رجل من الحمراء رأس عمرو بن الحمق بعموده فوقع وحمله أصحابه إلي الأزد فاختفي عندهم حتي خرج، وانحاز أصحاب حجر إلي أبواب كندة، وضرب بعض الشرطة يد عائذ بن حملة التميمي وكسر نابه، وأخذ عمودا من بعض الشرط فقاتل به وحمي حجرا وأصحابه حتي خرجوا من أبواب كندة، وأتي حجر بغلته فقال له أبو العمرطة: اركب فقد قتلتنا

ونفسك، وحمله حتي أركبه وركب أبو العمرطة فرسه ولحقه يزيد بن طريف المسلي فضرب أبا العمرطة علي فخذه بالعمود، وأخذ أبو العمرطة سيفه فضرب به رأسه فسقط ثم برأ، وكان ذلك السيف أول سيف ضرب به في الكوفة في اختلاف بين الناس.

ومضي حجر وأبو العمرطة إلي دار حجر واجتمع إليهما ناس كثير ولم يأته من كندة كثير أحد.

فأرسل زياد وهو علي المنبر مذحجا وهمدان إلي جبانة كندة، وأمرهم أن يأتوه بحجر، وأرسل سائر أهل اليمن إلي جبانة الصائدين وأمرهم أن يمضوا إلي صاحبهم حجر فيأتوه به ففعلوا، فدخل مذحج وهمدان إلي جبانة كندة فأخذوا كل من وجدوا، فأثني عليهم زياد، فلما رأي حجر قلة من معه أمرهم بالانصراف وقال لهم:

لا طاقة لكم بمن قد اجتمع عليكم، وما أحب أن تهلكوا.

فخرجوا فأدركهم مذحج وهمدان فقاتلوهم وأسروا قيس بن يزيد ونجا الباقون.

فأخذ حجر طريقا إلي بني حوت فدخل دار رجل منهم يقال له: سليم بن يزيد، وأدركه الطلب فأخذ سليم سيفه ليقاتل فبكته بناته.

فقال حجر: بئسما أدخلت علي بناتك إذن.

قال: والله لا تؤخذ من داري أسيرا ولا قتيلا وأنا حي.

(٣١٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، قيس بن يزيد (1)، عمرو بن الحمق (1)، القتل (2)، الضرب (1)، المنع (1)

فخرج حجر من خوخة في داره فأتي النخع فنزل دار عبد الله بن الحرث أخي الأشتر فأحسن لقاءه، فبينما هو عنده إذ قيل له: إن الشرط تسأل عنك في النخع، وسبب ذلك أن أمة سوداء لقيتهم فقالت: من تطلبون؟

فقالوا: حجر بن عدي.

فقالت: هو في النخع.

فخرج حجر من عنده فأتي الأزد فاختفي عند ربيعة بن ناجد، فلما أعياهم طلبه، دعا زياد محمد بن الأشعث وقال له: والله لتأتيني به أو لأقطعن

كل نخلة لك وأهدم دورك، ثم لا تسلم مني حتي أقطعك إربا إربا. فاستمهله فأمهله ثلاثا.

وأحضر قيس بن يزيد أسيرا فقال له زياد: لا بأس عليك قد عرفت رأيك في عثمان وبلاءك مع معاوية بصفين، وإنك إنما قاتلت مع حجر حمية وقد غفرتها لك، ولكن ائتني بأخيك عمير فاستأمن له منه علي ماله ودمه، فأمنه.

فأتاه به وهو جريح فأثقله حديدا وأمر الرجال أن يرفعوه ويلقوه، ففعلوا به ذلك مرارا.

فقال قيس بن يزيد لزياد: ألم تؤمنه؟

قال: بلي قد أمنته علي دمه ولست أهريق له دما، ثم ضمنه وخلي سبيله.

ومكث حجر بن عدي في بيت ربيعة يوما وليلة فأرسل إلي محمد بن الأشعث يقول له: ليأخذ له من زياد أمانا حتي يبعث به إلي معاوية.

فجمع محمد جماعة منهم: جرير بن عبد الله وحجر بن يزيد وعبد الله بن الحرث أخو الأشتر، فدخلوا علي زياد واستأمنوا له علي أن يرسله إلي معاوية، فأجابهم فأرسلوا إلي حجر بن عدي، فحضر عند زياد، فلما رآه قال: مرحبا بك أبا عبد الرحمن، حرب (في) أيام الحرب، وحرب وقد سالم الناس، علي أهلها تجني براقش (1).

فقال حجر: ما خلعت طاعة ولا فارقت جماعة وإني علي بيعتي.

فأمر به إلي السجن فلما ولي قال زياد: والله لأحرصن علي قطع خيط رقبته.

١ - براقش اسم كلبة دلت علي أهلها، لأنها سمعت وقع حوافر دواب فنبحت فاستدلوا بنباحها علي القبيلة فاستباحوهم، فذهب مثلا. انظر: القاموس المحيط: ٢ / ٢٦٢، تاج العروس: ٤ / 282.

(٣١٨)

صفحهمفاتيح البحث: يوم عرفة (1)، حجر بن عدي الكندي (3)، جرير بن عبد الله (1)، ربيعة بن ناجد (1)، محمد بن الأشعث (2)، قيس بن يزيد (2)، البعث، الإنبعاث (1)، الحرب (2)

وطلب أصحابه

فخرج عمرو بن الحمق حتي أتي الموصل ومعه رفاعة بن شداد فاختفيا بجبل هناك، فرفع خبرهما إلي عامل الموصل فسار إليهما فخرجا إليه، فهرب رفاعة وقتل عمرو بالطعن، ثم إن زيادا جمع من أصحاب عدي اثني عشر رجلا في السجن ثم دعا رؤساء الأرباع يومئذ وهم: عمرو بن حريث علي ربع أهل المدينة، وخالد بن عرفطة علي ربع تميم وهمدان، وقيس بن الوليد علي ربع ربيعة وكندة، وأبا بردة بن أبي موسي الأشعري علي ربع مذحج وأسد، فشهد هؤلاء أن حجرا جمع إليه الجموع وأظهر شتم الخليفة، ودعا إلي حرب أمير المؤمنين وزعم أن هذا الأمر لا يصلح إلا في آل أبي طالب، ووثب بالمصر، وأخرج عامل أمير المؤمنين وأظهر عذر أبي تراب والترحم عليه والبراءة من عدوه وأهل حربه، وأن هؤلاء النفر الذين معه هم رؤوس أصحابه علي مثل رأيه وأمره.

ونظر زياد في شهادة الشهود وقال: إني لأحب أن يكونوا أكثر من أربعة، فدعا الناس ليشهدوا، فشهد إسحق وموسي ابنا طلحة بن عبيد الله، والمنذر بن الزبير، وعمارة بن عقبة بن أبي معيط، وعمر بن سعد بن أبي وقاص وغيرهم، وكتب في الشهود شريح بن الحرث القاضي وشريح بن هاني، فأما شريح بن هاني فكان يقول: ما شهدت وقد لمته.

ثم دفع زياد حجر بن عدي وأصحابه إلي وائل بن حجر الحضرمي وكثير بن شهاب، وأمرهما أن يسيرا بهم إلي الشام فخرجوا عشية، فلما بلغوا الغريين لحقهم شريح بن هاني وأعطي وائلا كتابا وقال: أبلغه أمير المؤمنين.

فأخذه وساروا حتي انتهوا بهم إلي مرج عذراء عند دمشق، وكانوا: حجر بن عدي الكندي، والأرقم بن عبد الله الكندي، وشريك بن شداد الحضرمي، وصيفي ابن فسيل الشيباني، وقبيصة

بن ضبيعة العبسي، وكريم بن عفيف الخثعمي، وعاصم بن عوف البجلي، وورقاء بن سمي البجلي، وكدام بن حيان، وعبد الرحمن بن حسان العنزيان، ومحرز بن شهاب التميمي، وعبد الله بن حوية السعدي التميمي، فهؤلاء اثنا عشر رجلا وأتبعهم زياد برجلين وهما: عتبة بن الأخنس من سعد بن بكر، وسعد بن نمران الهمداني، فتموا أربعة عشر رجلا، فأمر معاوية بترك ستة منهم وقتل ثمانية بعد أن عرض عليه البراءة من علي (عليه السلام) واللعن له فأبوا.

(٣١٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، طلحة بن عبيد الله (1)، حجر بن عدي الكندي (1)، شريح بن هاني (3)، رفاعة بن شداد (1)، وايل بن حجر (1)، عمرو بن الحمق (1)، عمرو بن حريث (1)، سعد بن بكر (1)، الشام (1)، دمشق (1)، الحرب (1)، القتل (2)، الشهادة (1)

حادثة جويرية بن مسهر

وقالت هند بنت زيد الأنصارية ترثي حجرا وكانت تتشيع:

ترفع أيها القمر المنير * تبصر هل نري حجرا يسير يسير إلي معاوية بن حرب * ليقتله كما زعم الأمير تجبرت الجبابر بعد حجر * وطاب لها الخورنق والسدير وأصبحت البلاد له محولا * كأن لم يحيها مزن مطير ألا يا حجر حجر بني عدي * تلقتك السلامة والسرور أخاف عليك ما أردي عديا * وشيخا في دمشق له زئير فإن تهلك فكل زعيم قوم * من الدنيا إلي هلك يصير.

وقيل: إنه قال لمن حضره من قومه حين القتل: لا تطلقوا عني حديدا ولا تغسلوا عني دما، فإني لاق معاوية غدا علي الجادة.

قال ابن سيرين: بلغنا أن معاوية لما حضرته الوفاة جعل يقول: يومي منك يا حجر طويل.

وكانت تلك الحادثة المؤلمة

سنة 51 (1).

6 - حادثة جويرية بن مسهر العبدي (2):

كان جويرية بن مسهر العبدي الكوفي صالحا، وكان لعلي (عليه السلام) صديقا، وكان علي (عليه السلام) يحبه، نظر يوما إليه وهو يسير فناداه: «يا جويرية الحق بي فإني إذا رأيتك هويتك» (3).

قال إسماعيل بن أبان: فحدثني الصباح عن مسلم، عن حبة العرني قال: سرنا مع علي (عليه السلام) يوما فالتفت، فإذا جويرية خلفه بعيدا فناداه: «يا جويرية الحق بي لا أبا لك، ألا تعلم أني أهواك وأحبك».

قال: فركض نحوه فقال له: «إني محدثك بأمور فاحفظها» ثم اشتركا في

١ - تاريخ الطبري: ٤ / ١٨٨ - ٢٠٩، الكامل في التاريخ: ٣ / ٤٧٢ - ٤٨٥.

٢ - انظر ترجمته في: رجال الطوسي: ٥٩ رقم ٤٩٩، رجال ابن داود: ٦٧ رقم ٣٥١، خلاصة الأقوال: ٣٠٨، نقد الرجال: ١ / ٣٧٦ رقم ١٠٧٧، أعيان الشيعة: ١٧ / ١٩٥، معجم رجال الحديث: ٥ / ١٥١ رقم ٢٤٢٠.

٣ - شرح نهج البلاغة: ٢ / ٢٩٠، بحار الأنوار: ٤١ / 342.

(٣٢٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، إسماعيل بن أبان (1)، جويرية بن مسهر (2)، دمشق (1)، القتل (1)، الأكل (1)، الحرب (1)، الهلاك (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (1)، كتاب رجال الطوسي للشيخ الطوسي (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

الحديث سرا، فقال له جويرية: يا أمير المؤمنين، إني رجل نساء.

فقال: «أنا أعيد عليك الحديث لتحفظه»، ثم قال في آخر ما حدثه إياه: «يا جويرية أحب حبيبنا ما أحبنا، فإذا أبغضنا فأبغضه، وأبغض بغضنا ما

أبغضنا، فإذا أحبنا فأحبه».

قال: فكان ناس ممن يشك في أمر علي (عليه السلام) يقولون: أتراه جعل جويرية وصيه كما يدعي هو من وصية رسول الله؟

قال: يقولون ذلك لشدة اختصاصه له، حتي دخل علي علي (عليه السلام) يوما وهو مضطجع وعنده قوم من أصحابه فنادي به جويرية: أيها النائم استيقظ فلتضربن علي رأسك ضربة تخضب منها لحيتك.

قال: فتبسم أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم قال: «وأحدثك يا جويرية بأمرك، أما والذي نفسي بيده لتعتلن (1) إلي العتل الزنيم وليقطعن يدك ورجلك وليصلبنك تحت جذع كافر».

قال: فوالله ما مضت الأيام علي ذلك حتي أخذ زياد اللعين جويرية فقطع يده ورجله، وصلب إلي جانب (جذع) ابن معكر، وكان جذعا طويلا فصلبه علي جذع قصير إلي جانبه (2).

كان زياد بن أبيه ممن نصب العداء لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان يتتبع أصحاب علي (عليه السلام) وهو بهم أبصر فيقتلهم تحت كل حجر ومدر، وكان عبد الرحمن بن حسان العنزي من أصحاب علي (عليه السلام)، أقام بالكوفة يحرض الناس علي بني أمية، فقبض عليه زياد وأرسله إلي الشام، فدعاه معاوية إلي البراءة من علي (عليه السلام) فأغلظ عبد الرحمن في الجواب، فرده معاوية إلي زياد فقتله سنة 51 (3).

١ - تعتلن: أي يؤخذ بمجامعك وتجر جرا عنيفا. لسان العرب: ١١ / ٤٢٣.

٢ - الارشاد: ١ / ٣٢٢، شرح نهج البلاغة: ٢ / ٢٩٠ - ٢٩١، معجم رجال الحديث: ٥ / ١٥٢، وفي بعض المصادر: (ابن مكعبر)، بدل: (ابن معكر)، وما بين القوسين أثبتناه من المصادر.

٣ - تاريخ الطبري: ٤ / ٢٠٦، تاريخ دمشق: ٨ / ٢٦، النصائح الكافية: ٨٤.

(٣٢١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (7)، مدينة الكوفة

(1)، بنو أمية (1)، الشام (1)، الوصية (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (1)، كتاب الكافئة للشيخ المفيد (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (1)

حادثة عبد الله بن يقطر

7 - حادثة عبد الله بن يقطر رضيع الحسين (عليه السلام) (1):

كان عبد الله بن يقطر الحميري صحابيا، وكان لدة الحسين (عليه السلام)، كما ذكره ابن حجر في الإصابة والجزري في أسد الغابة (2)، واللدة: الترب الذي ولد معك وتربي (3)، لأن يقطر أباه كان خادما عند رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وكانت زوجته ميمونة في بيت أمير المؤمنين (عليه السلام) فولدت عبد الله قبل ولادة فاطمة الحسين (عليه السلام) بثلاثة أيام، وكانت ميمونة حاضنة له، فلذا عرف عبد الله برضيع الحسين (عليه السلام)، وإلا فالحسين لم يرضع من غير ثدي أمه فاطمة (عليها السلام) (4).

قال أبو مخنف: لما بلغ الحسين (عليه السلام) الحاجر من بطن الرمة، بعث أخاه من الرضاعة عبد الله بن يقطر الحميري إلي مسلم بن عقيل بعد خروجه من مكة في جواب كتاب مسلم إلي الحسين (عليه السلام)، يسأله القدوم ويخبره باجتماع الناس، فقبض عليه الحصين بن نمير التميمي بالقادسية وأرسله إلي عبيد الله بن زياد، فسأله عن حاله فلم يخبره فقال له: اصعد القصر والعن الكذاب ابن الكذاب ثم انزل حتي أري فيك رأيي.

فصعد القصر، فلما أشرف علي الناس قال: أيها الناس أنا رسول الحسين بن علي ابن بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله) إليكم لتنصروه وتوازروه علي ابن مرجانة وابن سمية الدعي ابن الدعي.

فأمر به عبيد الله بن زياد فألقي من فوق القصر إلي الأرض، فتكسرت عظامه وبقي به رمق، فأتاه عبد الملك بن عمير اللخمي - وكان قاضي الكوفة

وفقيهها - فذبحه بمدية، فلما عيب عليه قال: إني أردت أن أريحه.

ولما جاء خبره وخبر مسلم وهاني إلي الحسين (عليه السلام) وهو بزبالة (5)، نعاه

١ - انظر ترجمته في: رجال الطوسي: ١٠٣ رقم ١٠٠٦، خلاصة الأقوال: ١٩٢ رقم ٩، نقد الرجال: ٣ / ١٥٤ رقم ٢٨٤، معجم رجال الحديث: ١١ / ٤٠٨ رقم ٧٢٤٧.

٢ - الإصابة: ٥ / ٨ رقم ٦١٨٠، وذكره باسم (بقطر)، ولم نجده في أسد الغابة.

٣ - لسان العرب: ٣ / ٤٦٩.

٤ - الفوائد الرجالية: ٤ / ٣٢.

٥ - زبالة: بضم أوله، منزل معروف بطريق مكة من الكوفة، وسميت زبالة لزبلها الماء أي بضبطها له وأخذها منه، وقيل: لأن امرأة من العمالقة نزلتها اسمها زبالة بنت مسعر، فسميت باسمها. معجم البلدان: ٣ / 129.

(٣٢٢)

صفحهمفاتيح البحث: إبن بنت رسول الله صلي الله عليه وآله (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (7)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، مسلم بن عقيل عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (2)، مدينة مكة المكرمة (2)، مدينة الكوفة (2)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (2)، عبد الله بن يقطر (3)، عبد الملك بن عمير (1)، حصين بن نمير (1)، ابن مرجانة لعنه الله (1)، الزوجة (1)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (1)، كتاب رجال الطوسي للشيخ الطوسي (1)، كتاب معجم البلدان (1)

لأصحابه، فقال مما قال: «أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر وقد خذلتنا شيعتنا» الخ (1).

أما الطبري في التاريخ، والأربلي

في كشف الغمة، فإنهما ذكرا أن الذي أرسله الحسين (عليه السلام) في جواب كتاب مسلم هو قيس بن مسهر الصيداوي، فقبض عليه الحصين بن نمير التميمي بالقادسية وبعثه إلي عبيد الله بن زياد، فسأله ابن زياد عن الكتاب فقال: خرقته.

قال: ولم؟

قال: لئلا تعلم ما فيه.

قال: إلي من؟

قال: إلي قوم لا أعرف أسماءهم.

قال: إن لم تخبرني فاصعد المنبر وسب الكذاب ابن الكذاب، يعني به الحسين (عليه السلام).

فصعد المنبر فقال: أيها الناس إن الحسين بن علي (عليه السلام) خير خلق الله وابن فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وأنا رسوله إليكم وقد فارقته بالحاجر من بطن الرمة فأجيبوه، ثم لعن عبيد الله بن زياد ولعن يزيد بن معاوية وأباه، وصلي علي أمير المؤمنين (عليه السلام).

فأمر ابن زياد فأصعد القصر ورمي به من أعلاه فتقطع فمات (رضي الله عنه) (2).

أما عبد الله بن يقطر فيقولان (الطبري والأربلي): فقد بعثه الحسين (عليه السلام) مع مسلم بن عقيل (رضي الله عنه) فلما أن رأي مسلم الخذلان من أهل الكوفة قبل أن يتم عليه ما تم، بعث عبد الله بن يقطر إلي الحسين (عليه السلام) يخبره بالأمر الذي انتهي، فقبض عليه الحصين بن نمير التميمي وجري عليه ما ذكرنا (3).

١ - مقتل الحسين: ٧٨ - ٧٩، الارشاد: ٢ / ٧٥.

٢ - تاريخ الطبري: ٤ / ٢٩٧ - ٢٩٨.

٣ - تاريخ الطبري: ٤ / 300.

(٣٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (5)، مسلم بن عقيل عليه السلام (2)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، قيس بن مسهر الصيداوي سفير الحسين (ع) (1)، مدينة الكوفة (1)، هاني بن عروة (1)، عبيد الله

بن زياد لعنه الله (2)، يزيد بن معاوية لعنهما الله (1)، عبد الله بن يقطر (2)، حصين بن نمير (2)، القتل (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الصّلاة (1)، السب (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب تاريخ الطبري (2)

حادثة مسلم بن عقيل وهاني بن عروة

8 - حادثة مسلم بن عقيل (1) وهاني بن عروة (2):

لما بلغ أهل الكوفة هلاك معاوية، أرجفوا بيزيد وعرفوا خبر الحسين (عليه السلام) وامتناعه وخروجه إلي مكة، فاجتمعت الشيعة في دار سليمان بن صرد الخزاعي فذكروا ما كان، وتؤامروا علي أن يكتبوا للحسين (عليه السلام) بالقدوم إليهم، وخطبت بذلك خطباؤهم فكتبوا إليه كتبا وسرحوها مع عبد الله بن مسمع وعبد الله بن وال، وأمروهما بالنجاء فجدا حتي دخلا مكة لعشر مضين من شهر رمضان، ثم كتبوا إليه بعد يومين وسرحوا الكتب مع قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي، ثم كتبوا إليه بعد يومين آخرين وسرحوا الكتب مع هاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي، حتي بلغت الكتب اثني عشر ألفا، وهي تنطوي علي الاستبشار بهلاك معاوية والاستخفاف بيزيد، وطلب قدومه والعهد له ببذل النفس والنفيس دونه، وكان من المكاتبين: حبيب بن مظهر، ومسلم بن عوسجة، وسليمان ابن صرد، ورفاعة بن شداد، والمسيب بن نجبة، وشبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، ويزيد بن الحرث بن رؤيم، وعزرة بن قيس، وعمرو بن الحجاج، ومحمد بن عمير، وأمثالهم من الوجوه.

فلما رأي الحسين (عليه السلام) ذلك، دعا مسلم بن عقيل (رضي الله عنه) وأمره بالرحيل إلي الكوفة وأوصاه بما يجب، وكتب معه إلي أهل الكوفة مجيبا لما كتبوه إليه:

«أما بعد، فإن هانيا وسعيدا قدما علي بكتبكم وكانا آخر من قدم علي من رسلكم،

وقد فهمت ما اقتصصتم من مقالة جلكم: إنه ليس علينا إمام فاقبل لعل الله يجمعنا بك علي الحق والهدي، وإني باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل، فإن كتب إلي أنه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجي

١ - انظر ترجمته في: الثقات لابن حبان: ٥ / ٣٩١، رجال ابن داود: ١٨٩ رقم ١٥٦٢، الكامل في التاريخ: ٤ / ١٩، نقد الرجال: ٤ / ٣٧٣ رقم ١٢، معجم رجال الحديث: ١٩ / ١٦٥ رقم ١٢٣٦٢، الأعلام: ٧ / ٢٢٢.

٢ - انظر ترجمته في: مقاتل الطالبيين: ٩٧، الأخبار الطوال: ٢٣٣، الثقات لابن حبان: ٢ / ٣٠٧ - ٣٠٩، تهذيب الكمال: ٦ / ٤٢٤، الفوائد الرجالية: ٤ / ١٨، معجم رجال الحديث:

٢٠ / ٢٧٣ رقم ١٣٣٠٨، الأعلام: ٨ / 67 - 86.

(٣٢٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (3)، مسلم بن عقيل عليه السلام (3)، مدينة مكة المكرمة (2)، قيس بن مسهر الصيداوي سفير الحسين (ع) (1)، سليمان بن صرد الخزاعي (1)، مدينة الكوفة (3)، شهر رمضان المبارك (1)، هاني بن هاني السبيعي (1)، هاني بن عروة (1)، شبث بن ربعي اليربوعي (1)، عبد الله بن وال (1)، سعيد بن عبد الله (1)، رفاعة بن شداد (1)، مسلم بن عوسجة (1)، مسيب بن نجبة (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب الثقات لابن حبان (2)

والفضل منكم علي مثل ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم، فإني أقدم إليكم وشيكا إن شاء الله، فلعمري

ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الدائن بدين الحق، الحابس نفسه علي ذات الله، والسلام» (1).

وكان مسلم (رضي الله عنه) كبقية آل علي (عليهم السلام) رجل الصدق والصفاء ومثال الشجاعة والإيمان، فقام لأمر صهره وسيده الحسين (عليه السلام)، وما قدم الكوفة إلا وتكوفت جماهير الرؤساء لأخذ يمينه يبايعونه نائبا عن الحسين (عليه السلام)، ونزل دار المختار بن أبي عبيد الثقفي، فحضرته الشيعة واجتمعت له فقرأ عليهم كتاب الحسين (عليه السلام) الذي أجابهم به فأخذوا يبكون، وخطبت بمحضره خطباؤهم كعابس بن أبي شبيب الشاكري، وحبيب بن مظهر الأسدي، فانتهي ديوانه إلي ثمانية عشر ألف مبايع أو أكثر.

وقد كان لآل علي (عليه السلام) وفي صدورهم عتاب مع أهل الكوفة في خذلانهم الحسن بن علي (عليه السلام) واغترارهم بدراهم معاوية، لكن حسن استقبالهم لمسلم محا كل عتاب، وكفر كل ذنب، فكتب مسلم إلي الحسين (عليه السلام) بإقبال العامة وإخلاص الخاصة نادمين علي ما فرطوا في جنب البيت الهاشمي، الذي كان سلطانه أنفع لدينهم ودنياهم، وحث الحسين (عليه السلام) علي القدوم إلي العراق ليجدد علي ربوعه معالم أسلافه، وسرح الكتاب مع عابس بن أبي شبيب الشاكري وسأله الإعجال بالقدوم عليه.

أخذت هذه القضية تحرك العزائم وتنبه المشاعر في الدوائر الأموية، وساد القلق علي حلفائهم وأوليائهم، فكتب عمر بن سعد، وعمارة بن عقبة وعبد الله بن مسلم الحضرمي وأضرابهم إلي يزيد: أما بعد، فإن مسلم بن عقيل قدم الكوفة وبايعته الشيعة للحسين، فإن يكن لك في الكوفة حاجة، فابعث إليها رجلا قويا ينفذ أمرك ويعمل مثل عملك في عدوك، فإن النعمان بن بشير - والي الكوفة - رجل ضعيف أو يتضعف (2).

١ - انظر: مقتل الحسين لأبي مخنف: ١٧، الإمامة

والسياسة: ٢ / ٨، إعلام الوري: ١ / ٤٣٦.

٢ - انظر: مقتل الحسين لأبي مخنف: ٢٢، تاريخ الطبري: ٤ / ٢٦٥، تاريخ ابن خلدون: ٣ / 22.

(٣٢٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (5)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، مسلم بن عقيل عليه السلام (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، الدولة الأموية (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (5)، عابس بن أبي شبيب (2)، النعمان بن بشير (1)، الصدق (1)، الجنابة (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (2)، كتاب إعلام الوري بأعلام الهدي (1)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

أما يزيد فلم يكن منه بادئ بدء سوي استشارة سرحون، مولي أبيه معاوية في كتب القوم إليه، فأشار عليه باستعمال عبيد الله بن زياد علي العراق، وكانت بينه وبين يزيد برودة، وأبرز سرحون ليزيد عهدا كان معاوية قد كتبه في هذا الشأن قبيل وفاته حسب ما ذكره المؤرخون (1)، وأنهي إلي ابن زياد أمره وهو يومئذ واليا بالبصرة، فضم إليه معها الكوفة، وكتب إليه: أما بعد، فإنه كتب إلي شيعتي من أهل الكوفة يخبرونني أن ابن عقيل فيها يجمع الجموع ليشق عصا المسلمين، فسر حين تقرأ كتابي هذا حتي تأتي الكوفة فتطلب ابن عقيل طلب الخرزة، حتي تثقفها وتوثقه أو تقتله أو تنفيه.

فأخذ ابن زياد من كتاب يزيد ورسوله قوة وبصيرة وصلاحية واسعة في صرف المال وبث المواعيد، ومنحه الاختيارات التامة فحسب ذلك ضربا من الترفيع، فمهد أمره في البصرة وعهد بأزمتها إلي أخيه وإلي أعوانه المجربين، خوفا من نشر الدعاية فيها لابن الزبير أو الحسين (عليه السلام)، وتأهب إلي الكوفة

من حيث لم يعلم العامة أمره، وسرعان ما قدمها بكل جسارة ودخلها متنكرا ومتلثما، وعليه عمامة سوداء يوهم الناس أنه الحسين بن علي (عليه السلام)، وصار من يصادفونه في خطط الكوفة وطرقاتها يزعمونه الحسين السبط (عليه السلام)، فيسلمون عليه بالإمامة ويحيونه بكل كرامة ويقبلون يديه ورجليه وهو لا يكلم أحدا فوق راحلته، حتي بلغ قصر الإمارة، فطرق الباب وعلي واليها المحصور النعمان بن بشير، حتي إذا عرفه فتح الباب ودخل، عند ذلك فشا خبره وأنه ابن زياد.

فباتت الكوفة تلك الليلة تغلي كالمرجل بين مثبت ومثبط وابن زياد دخل البلدة وحده وعلي حين غرة، ولم ينزل إلا في مركز الحكم، وأخذ في قبضته المال والسلاح ورتب في ليلته علي الدوائر المهمة من لم يتجاهر بمعية مسلم (رضي الله عنه)، وأصبح مناديه يجمع الناس لخطابته في الجامع الأعظم، فرقي المنبر بكل جسارة - وجسارة الخطيب تعطي لكلامه قوة نفوذ وتأثير علي الأوهام - فصار يعد ويوعد، لا عن لسان الله ورسوله بل عن لسان أميره يزيد، فبلغهم سلامه، ولكن الناس لم يردوا السلام عليه أولا، حتي أخذ يطمع المطيع بمواعيد جسام ويهدد مخالفيه بحد

١ - انظر: مقتل الحسين لأبي مخنف: ٢٢، تاريخ الطبري: ٤ / ٢٦٥، الارشاد: ٢ / ٤٢، روضة الواعظين: ١٧٣، إعلام الوري: 1 / 437.

(٣٢٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (3)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (6)، يوم عرفة (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، النعمان بن بشير (1)، مدينة البصرة (1)، القتل (1)، الوسعة (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب روضة الواعظين (1)، كتاب إعلام الوري بأعلام الهدي (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

الحسام والسيف

مصلت بيده.

فعند ذلك رد السلام عليه نفر قليل، ثم أضحي مناديه يجمع الرؤساء والعرفاء إليه، لأخذ المواثيق وإنجاز المواعيد وتوزيع العطايا ومعاقبة المتخلفين عقوبة صارمة، فهرع لندائه خلق كثير وانقلبت القلوب وانحرفت الوجوه وتبدلت لهجات الأندية ونشريات الشيع.

نعم، لا ينقضي العجب من خيبة الكوفة في نهضتها إلا بعد التدبر في أسبابها وأسرارها، إذ باغت ابن زياد الكوفيين بزي الحسين (عليه السلام) حتي استقر في دار الإمارة بين حامية مستعدة، وقد كان الواجب علي أهل الكوفة بعدما لبي الحسين (عليه السلام) دعوتهم وإرساله مسلما (رضي الله عنه) وكيلا عنه، أن تجتمع أحياؤها ويتحد رؤساؤها فيخرجوا عامل يزيد وحاشيته ويسلموا دوائرها إلي وكيل الحسين (عليه السلام)، وأن يقترحوا عليه من الأعمال المهمة ما هم أدري به وأعرف، ومسلم (رضي الله عنه) لم يقدم عليهم كوال مختار أو مفوض مطلق ليستقل في أعمال له وأعمالهم بالتصرف والمسؤولية، وإنما بعثه الحسين (عليه السلام) كمعتمد يشرف علي أمرهم ويستطلع حقيقة خبرهم، لكن الكوفيين غروا مسلما واغتروا، ولم يغتنموا صفاء وجوهم وتواني عدوهم إلي أن دهمهم ابن زياد وفرق جمعهم بالوعد والوعيد، وسكن فورتهم بالطمع والتهديد، حتي إذا سكت الضجيج من حول مسلم (رضي الله عنه)، نفي الرجال العاملين لمعونة مسلم من بلده، وزج في السجن من وجوه الشيعة أمثال المختار بن أبي عبيد الثقفي والمسيب بن نجبة وسليمان ورفاعة وغيرهم ممن لم تؤثر عليهم التضييقات ولا اغتروا بباطل الوعد، وإستوظف آخرين واختفي بعد ذلك أكثر المتهوسين في زوايا البيوت (1).

إن مسلما - وهو الذي بايعه أكثر من ثلاثين ألف مسلم - بقي وحيدا فريدا بعد القبض علي الوجوه من أوليائه، كالمختار الثقفي وسليمان الخزاعي، فلاذ بصديقه هاني أكبر مشايخ الكوفة

سنا وشأنا وبصيرة وعشيرة، إذ كان معمرا فوق الثمانين وشيخ كندة أعظم أرباع الكوفة، وكان إذا صرخ لباه ثلاثون ألف سيف، وكان هو وأبوه من أحبة علي (عليه السلام) وأنصاره في حروبه العراقية.

١ - انظر: مقتل الحسين لأبي مخنف: ٦١، تاريخ الطبري: ٤ / 286.

(٣٢٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (4)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (4)، مسيب بن نجبة (1)، دولة العراق (1)، البعث، الإنبعاث (1)، السكوت (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

فهنا هاني مسلما بالرحب والسعة والحفاظ حتي يفرج الله عنه، والتزم هاني بالتمارض مجاملة مع ابن زياد في عدم إجابته لدعوته، لكن ابن زياد يطمع في هاني وسابقته معه، ويري في جذب أمثاله من المتنفذين الحقيقيين معونة كبري لانفاذ مقاصده.

ويروي: أن هانيا أو شريكا اقترح علي عميد آل عقيل ومندوب الحسين مسلم، الفتك بابن زياد غيلة وغفلة، لكن مسلما لم يجب بسوي كلمة: إنا أهل بيت نكره الغدر.

كلمة كبيرة المغزي، بعيدة المرمي، فإن آل علي (عليه السلام) من قوة تمسكهم بالحق والصدق، نبذوا الغدر والمكر حتي لدي الضرورة، واختاروا النصر الآجل بقوة الحق علي النصر العاجل بالخديعة، شنشنة فيهم معروفة عن أسلافهم وموروثة في أخلافهم، كأنهم مخلوقون لإقامة حكومة الحق والفضيلة في قلوب العرفاء الأصفياء، وقد حفظ التاريخ لهم الكراسي في القلوب.

وبالجملة فقد دبر ابن مرجانة حيلة الفتك بهاني، فأحضره لديه بحجة مداولة الرأي معه في الشؤون الداخلية، غير أن هانيا بعدما حضر لديه غدر به ابن زياد وشتم عرضه وهشم أنفه وقطع رأسه.

وكان لهذه الحادثة دوي في الرؤوس وفي النفوس، واستولت بذلك دهشة علي

الجمهور، أدت إلي تفرق الناس من حول مسلم (رضي الله عنه)، فأمسي وحيدا حائرا بنفسه ومبيته، وأشرف في طريقه علي امرأة صالحة في كندة تسمي: طوعة - وهي أم ولد حازت شرف التاريخ، إذ عرفت قيمة الفضيلة، بينما قومها ضيعوا هذا الشرف الخالد وغرتهم المطامع - جالسة علي باب دارها، فاستسقاها مسلم ماء، فجاءته به وشرب، ثم وقف يطيل النظر إلي مبدأ الشارع تارة وإلي منفذه أخري، كأنه يتوقع من يتطلبه، فتوسمت المرأة فيه غربته وسألته.

فقال: نعم أنا مسلم بن عقيل، خذلني هؤلاء.

فاستعظمت طوعة ذلك ودعته إلي بيتها لتخفيه حتي الصباح، وفرشت له في بيت وعرضت عليه العشاء فلم يتعش، ولم يكن بأسرع من أن جاء ابنها (1) وقد كان

1 - وهو بلال بن أسيد.

(٣٢٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مسلم بن عقيل عليه السلام (1)، يوم عرفة (1)، ابن مرجانة لعنه الله (1)، الحج (1)، الوسعة (1)

مع الغوغاء، فأوهمه تردد أمه إلي البيت فقال لها: والله ليريبني كثرة دخولك هذا البيت.

ثم ألح عليها، فأخذت عليه العهود كي لا يفشي سرها وسر مندوب الحسين (عليه السلام) مسلم، وأخبرته بالأمر بعد الأيمان، ثم إن الغلام غدا عند الصباح إلي ابن الأشعث وأفشي له سر مسلم ومبيته، فأبلغ بذلك ابن زياد فأرسل الجموع للقبض عليه.

وكان مسلم يتلو القرآن دبر صلاته، إذ سمع وقع حوافر الخيل وهمهمة الفرسان فأوحت إليه نفسه بدنو الأجل، فبرز ليث بني عقيل من عرينه مستقبلا باب الدار والعسكر وعليهم محمد بن الأشعث، وانتهي أمر المتقابلين إلي النزال، ومسلم راجل وهم فرسان، لكن فحل بني عقيل شد عليهم شد الضرغام علي الأنعام وهم يولونه الأدبار ويستنجدون بالحاميات، وقذائف

النار ترمي عليه من السطوح، وهو لا يزال يضرب فيهم بسيفه ويقول في خلال ذلك متحمسا:

أقسمت لا أقتل إلا حرا * وإن رأيت الموت شيئا نكرا كل امرئ يوما ملاق شرا * أو يخلط البارد سخنا مرا رد شعاع النفس فاستقرا * أخاف أن أكذب أو أغرا ثم اختلف هو وبكير بن حمران الأحمري بضربتين، فضرب بكير فم مسلم فقطع شفته العليا وأسرع السيف في السفلي ونصلت لها ثنيتان، فضربه مسلم ضربة منكرة في رأسه، وثني بأخري علي حبل عاتقه كادت تأتي علي جوفه، فاستنقذه أصحابه، وعاد مسلم ينشد شعره.

اضطر ابن الأشعث إلي وعده مسلما بالأمان إذا ألقي سلاحه، فقال: لا أمان لكم.

وبعدما كرروا عليه رأي التسليم فريضة محافظة للنفس وحقنا للدماء، فسلم إليه نفسه وسلاحه، ثم استولوا عليه فعرف أنه مخدوع، فندم ولات حين مندم.

ثم أقبل محمد بن الأشعث بمسلم إلي باب القصر، فاستأذن فأذن له فأخبر عبيد الله بخبر مسلم وضرب بكير إياه.

فقال: بعدا له.

فأخبره بأمانه فقال: ما أرسلناك لتؤمنه، إنما أرسلناك لتأتي به.

(٣٢٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، محمد بن الأشعث (2)، القرآن الكريم (1)، الكذب، التكذيب (1)، الضرب (1)، الموت (1)

فسكت، وانتهي مسلم إلي باب القصر وهو عطشان، وعلي باب القصر أناس ينتظرون الأذن منهم: عمارة بن عقبة بن أبي معيط، وعمرو بن حريث، ومسلم بن عمرو الباهلي، وكثير بن شهاب، فاستسقي مسلم (رضي الله عنه) الماء وقد رأي قلة (1) موضوعة علي الباب، فقال مسلم الباهلي: أتراها ما أبردها، لا والله لا تذوق منها قطرة حتي تذوق الحميم في نار جهنم.

فقال له: ويحك من أنت؟

قال: أنا من عرف الحق إذ أنكرته، ونصح لإمامه إذ غششته،

وسمع وأطاع إذ عصيته وخالفته، أنا مسلم بن عمرو الباهلي.

فقال: لأمك الثكل، ما أجفاك وما أفظك وأقسي قلبك وأغلظك، أنت يا بن باهلة أولي بالحميم والخلود في نار جهنم مني.

ثم تساند وجلس إلي الحائط، فبعث عمرو بن حريث مولاه سليمان فجاءه بقلة، وبعث عمارة غلامه قيسا فجاءه بقلة عليها منديل، فصب له ماءا بقدح، فأخذ كلما شرب امتلأ القدح دما من فمه، حتي إذا كانت الثالثة سقطت ثنيتاه في القدح فقال: الحمد لله لو كان من الرزق المقسوم لي لشربته.

ولما أدخلوه علي عبيد الله لم يسلم عليه بالإمرة، فقال له الحرسي: ألا تسلم علي الأمير؟

فقال: إن كان يريد قتلي فما سلامي عليه؟

فقال له ابن زياد: لعمري لتقتلن.

قال: فدعني أوص بعض قومي.

قال: افعل.

فنظر مسلم (رضي الله عنه) إلي جلساء عبيد الله وفيهم عمر بن سعد بن أبي وقاص، فقال:

يا عمر إن بيني وبينك قرابة ولي إليك حاجة وهي سر.

فامتنع عمر أن يسمع منه، فقال له عبيد الله: لم تمتنع أن تنظر في حاجة ابن عمك؟

فقام معه فجلس حيث ينظر إليهما ابن زياد، فقال له: إن علي بالكوفة سبعمائة

١ - القلة: إناء للعرب كالجرة الكبيرة. الصحاح: ٥ / 1804.

(٣٣٠)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن سعد لعنه الله (1)، مدينة الكوفة (1)، كثير بن شهاب (1)، عمرو بن حريث (2)، الرزق (1)، القتل (1)، الإناء، الأواني (1)

درهم، فبع سيفي ودرعي فاقضها عني، وإذا قتلت فاستوهب جثتي من ابن زياد فوارها، وابعث إلي الحسين (عليه السلام) من يرده، فإني كتبت إليه وأعلمته أن الناس معه ولا أراه إلا مقبلا ومعه تسعون إنسانا بين رجل وامرأة وطفل.

فقال عمر لابن زياد: أتدري أيها الأمير ما قال لي؟

فقال له ابن زياد - علي ما

رواه في العقد الفريد (1) -: اكتم علي ابن عمك.

قال: هو أعظم من ذلك، إنه ذكر كذا وكذا.

فقال له ابن زياد: إنه لا يخونك الأمين، ولكن قد ائتمن الخائن، أما ماله فهو له، ولسنا نمنعك أن تصنع به ما أحببت، وأما جثته فإنا لا نبالي إذا قتلناه ما صنع بها، وأما حسين فإن هو لم يردنا لم نرده.

ثم قال لعمر بن سعد: أما والله إذ دللت عليه لا يقاتله أحد غيرك.

ثم أقبل ابن زياد علي مسلم يشتمه ويشتم الحسين وعليا وعقيلا، ومسلم لا يكلمه، ثم قال ابن زياد: اصعدوا به فوق القصر وادعوا بكير بن حمران الأحمري الذي ضربه مسلم.

فصعدوا به وهو يكبر ويستغفر الله ويصلي علي رسوله ويقول: اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكذبونا وخذلونا.

فأشرف به علي موضع الحذائين، فضرب عنقه بكير بن حمران ثم أتبع رأسه جسده من أعلا القصر.

وكان مقتل مسلم (رضي الله عنه) يوم الأربعاء في اليوم الثامن من ذي الحجة - يوم التروية - وهو اليوم الذي خرج فيه الحسين (عليه السلام) يقصد الكوفة ملبيا دعوتها.

وجاء الحسين (عليه السلام) هذا النبأ المفجع وهو بزرود (2)، فلم يبد من مظاهر الحزن سوي الاسترجاع، وأخفي كل حزنه في أعماق قلبه، لأن العيون لدي الشدائد شاخصة إلي الزعيم، فإن بدا عليه لائحة حزن عم الغم أحباءه، وتوهم كل منهم ما شاء الله أن يتوهم.

ولما شاع نعي مسلم في ركب الحسين (عليه السلام) وانقلاب الكوفة ضده بعد أن كانت المطمع الوحيد لتحقيق آمال أهله وصحبه، صار كثير من ذوي الطمع وذباب

١ - العقد الفريد: ٤ / ٤٨٢.

٢ - زرود: تقع بين الثعلبية والخزيمية بطريق الحاج من الكوفة. معجم البلدان: ٣ / 139.

(٣٣١)

صفحهمفاتيح البحث:

الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (4)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، شهر ذي الحجة (1)، مدينة الكوفة (3)، الحزن (1)، الضرب (1)، القتل (2)، الصّلاة (1)، كتاب معجم البلدان (1)، الحج (1)

المجتمع يتفرقون عنه سرا وجهارا، ليلا ونهارا، وسلموا ولي نعمتهم حين الوثبة وخذلوه عند النكبة، بعدما كانوا يضيقون فسح خوانه حتي علي إخوانه، لا ضير فإن خف رحل الحسين (عليه السلام) من القش وذوي الغش، فقد ملأ فراغهم أبطال صدق ممن عشقوا الحسين (عليه السلام)، لا خوفا من رجاله ولا طمعا في ماله، بل وجدوا من اختار نفسه ونفيسه فداء للإسلام ففدوه بكل ما عز وهان (1).

وأما هاني بن عروة، فقد كان محبوسا عند ابن زياد فأخرج من الحبس - بعد قتل مسلم - وجئ به إلي السوق الذي يباع فيه الغنم مكتوفا، فجعل ينادي: وا مذحجاه ولا مذحج لي اليوم، وا مذحجاه وأين مني مذحج.

فلما رأي أن أحدا لا ينصره جذب يده فنزعها من الكتاف ثم قال: أما من عصا أو سكين أو حجر أو عظم يجاهد به رجل عن نفسه.

فتواثبوا عليه وشدوه وثاقا ثم قيل له: أمدد عنقك.

فقال: ما أنا بها سخي، وما أنا بمعينكم علي نفسي.

فضربه مولي لعبيد الله بن زياد تركي يقال له: رشيد، بالسيف فلم يصنع سيفه شيئا.

فقال هاني: إلي الله المعاد، اللهم إلي رحمتك ورضوانك.

ثم ضربه ضربة أخري فقتله، وكان ذلك يوم التاسع من ذي الحجة بعد قتل مسلم بيوم واحد، وكان له من العمر سبع وتسعون سنة، وأمر ابن زياد فسحب جثتاهما من أرجلهما بالأسواق والناس ينظرون إليهما، يا له منظرا فظيعا وعبرة للمعتبر.

ثم إن ابن زياد بعث برأسي مسلم وهاني إلي يزيد

الخنا، مع هاني بن أبي حية الوادعي والزبير بن الأروح التميمي، واستوهب جثتيهما ودفنوهما عند القصر حيث موضعهما اليوم، وقبراهما كل علي حدة، قال عبد الله بن الزبير الأسدي يؤبنهما من أبيات:

فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري * إلي هاني في السوق وابن عقيل

١ - انظر: مقتل الحسين لأبي مخنف: ٤٥ - ٥٦، تاريخ الطبري: ٤ / ٢٧٧ - ٢٨٤، الأخبار الطوال: ٢٣٨ - ٢٤٢، الارشاد: ٢ / ٥٢ - ٦٣، الكامل في التاريخ: ٤ / ١٩ - ٣٥، مروج الذهب: ٣ / ٧٠ - ٧٣، إعلام الوري: ١ / ٤٣٧ - ٤٤٤، البداية والنهاية: ٨ / 167 - 172.

(٣٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، شهر ذي الحجة (1)، عبد الله بن الزبير الأسدي (1)، هاني بن عروة (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، التصديق (1)، الضرب (1)، الموت (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب إعلام الوري بأعلام الهدي (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

إلي بطل قد هشم السيف وجهه * وآخر يهوي من طمار قتيل (1).

ثم إن ابن زياد كان قد حبس جماعة ممن نصر مسلم وأخذ البيعة للحسين (عليه السلام) فأخرجهم واحدا بعد واحد وأمر بضرب عنقه، وهم:

1 - عبيد الله بن عمرو بن عزيز الكندي، وكان فارسا شجاعا كوفيا من الشيعة، وشهد مع أمير المؤمنين علي (عليه السلام) مشاهده كلها، وكان من الذين بايعوا مسلما وممن يأخذ البيعة من أهل الكوفة للحسين (عليه السلام) هو ومسلم بن عوسجة، فلما رأي مسلم بن عقيل اجتماع الناس عقد لمسلم بن عوسجة الأسدي علي

ربع مذحج وأسد، وعلي ربع كندة وربيعة عبيد الله بن عمرو بن عزيز الكندي، فلما تخاذل الناس عن مسلم قبض عليه الحصين بن نمير التميمي فسلمه إلي عبيد الله بن زياد فحبسه، ولما قتل مسلم بن عقيل أحضره ابن زياد فسأله ممن أنت؟

قال: من كندة.

قال: أنت صاحب راية كندة وربيعة؟

قال: نعم.

قال: انطلقوا به فاضربوا عنقه.

قال: فانطلقوا به فضربت عنقه (رضي الله عنه) (2).

2 - عبيد الله بن الحارث بن نوفل بن عمرو بن الحارث بن ربيعة بن بلال بن أنس ابن سعد الهمداني، أدرك الصحبة، وشهد صفين مع الإمام علي (عليه السلام)، وكان يأخذ البيعة من أهل الكوفة للحسين (عليه السلام)، فلما خرج مسلم (رضي الله عنه) خرج معه براية حمراء وعليه ثياب حمر فركزها علي باب دار عمرو بن حريث، وقال: إنما خرجت لأمنع عمرا (3).

١ - انظر: مقتل الحسين: ٥٦، تاريخ الطبري: ٤ / ٢٨٤، الارشاد: ٢ / ٦٤، اللهوف: ٣٦، الإصابة: ٦ / ٤٤٥ رقم ٩٠٥١، البداية والنهاية: ٨ / ١٦٦ و ١٦٩.

٢ - انظر: مقتل الحسين لأبي مخنف: ٤٢، تاريخ الطبري: ٤ / ٢٧٥، وفي مقاتل الطالبيين: ٧٠، عبد الرحمن بن عزيز الكندي، وفي الأخبار الطوال: ٢٣٨ عبد الرحمن بن كريز الكندي.

3 - نسبت المصادر هذا القول إلي المختار بن أبي عبيد الثقفي، والذي كان خارجا معه براية خضراء.

(٣٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (3)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، مسلم بن عقيل عليه السلام (1)، مدينة الكوفة (2)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، عبيد الله بن عمرو (2)، الحارث بن نوفل (1)، مسلم بن عوسجة (2)، حصين بن نمير

(1)، عمرو بن حريث (1)، الباطل، الإبطال (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (2)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب اللهوف في قتلي الطفوف (1)، كتاب تاريخ الطبري (2)

لأن ابن الأشعث والقعقاع بن شور الذهلي وشبث بن ربعي قاتلوا مسلما وأصحابه عشية سار مسلم إلي قصر ابن زياد قتالا شديدا، فلما تخاذل الناس عن مسلم أمر عبيد الله بن زياد أن يطلب عبيد الله بن الحارث، فقبض عليه كثير بن شهاب فسلمه إلي ابن زياد فحبسه مع من حبس، ولما قتل مسلم (رضي الله عنه) أحضره عبيد الله فسأله: من أنت؟

فلم يتكلم، فقال: أنت الذي خرجت براية حمراء وركزتها علي باب دار عمرو ابن حريث، وبايعت مسلما، وكنت تأخذ البيعة للحسين.

فسكت، فقال ابن زياد: انطلقوا به إلي قومه فاضربوا عنقه.

فانطلقوا به فضربت عنقه (رضي الله عنه) (1).

3 - عبد الأعلي بن يزيد الكلبي العليمي، من بني عليم، كان فارسا شجاعا قارئا، من الشيعة، كوفيا، وكان هو وحبيب بن مظهر الأسدي يأخذان البيعة من أهل الكوفة للحسين (عليه السلام)، ثم خرج مع مسلم بن عقيل فيمن خرج، فلما تخاذل الناس عن مسلم، قبض عليه كثير بن شهاب فسلمه إلي عبيد الله بن زياد فحبسه مع من حبس، ولما قتل مسلم وهاني دعاه ابن زياد فسأله عن حاله فقال له: أخبرني بأمرك.

فقال: أصلحك الله خرجت لأنظر ما يصنع الناس فأخذني كثير بن شهاب.

فقال له ابن زياد: فعليك من الأيمان المغلظة إن كان ما أخرجك إلا ما زعمت.

فأبي أن يحلف، فقال ابن زياد: انطلقوا بهذا إلي جبانة السبيع (2) فاضربوا عنقه.

فانطلقوا به فضربت عنقه (رضي الله عنه) (3).

4 - العباس بن جعدة الجدلي، كان من الشيعة الذين بايعوا

مسلم بن عقيل (رضي الله عنه) في الكوفة، ومن المخلصين في الولاء لأهل البيت، وكان يأخذ البيعة من الناس للحسين بن علي (عليه السلام)، قال عبد الله بن حازم: أنا والله رسول ابن عقيل إلي القصر لأنظر إلي ما صار أمر هاني، فلما ضرب وحبس ركبت فرسي وكنت أول أهل الدار

١ - انظر: مقتل الحسين لأبي مخنف: ٦١، تاريخ الطبري: ٤ / ٢٨٦.

٢ - جبانة السبيع: محلة بالكوفة كان بها يوم للمختار بن عبيد، وقال البلاذري: نسبت إلي ولد السبيع بن سبع بن مصعب الهمداني. فتوح البلدان: ٢ / ٣٤٤ رقم ٧١٠، معجم البلدان: ٢ / ٩٩.

٣ - انظر: مقتل الحسين لأبي مخنف: ٥٧، تاريخ الطبري: ٤ / 284.

(٣٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، مسلم بن عقيل عليه السلام (2)، مدينة الكوفة (3)، شبث بن ربعي اليربوعي (1)، عبد الأعلي بن يزيد (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (2)، كثير بن شهاب (2)، القتل (3)، الضرب (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (2)، كتاب تاريخ الطبري (2)

حادثة ميثم التمار

ممن دخل علي مسلم بن عقيل بالخبر، فأمرني أن أنادي في أصحابه فاجتمعوا إليه، وعقد لعباس بن جعدة الجدلي علي ربع المدينة، ثم أقبل نحو القصر فلما بلغ ابن زياد إقباله تحرز في القصر وغلق الأبواب، فلما تخاذل الناس عن مسلم، قبض عليه محمد بن الأشعث الكندي فسلمه إلي ابن زياد فحبسه، ولما قتل مسلم أحضره ابن زياد وقال له: أنت العباس بن جعدة الذي عقد لك ابن عقيل علي ربع المدينة؟

قال: نعم.

قال: انطلقوا به فاضربوا عنقه. فانطلقوا به فضربت عنقه (رضي الله عنه) (1).

5 - عمارة بن صلخب الأزدي، كان

فارسا شجاعا من الشيعة الذين بايعوا مسلم ابن عقيل (رضي الله عنه)، وكان يأخذ البيعة من أهل الكوفة للحسين بن علي (عليه السلام)، كان خرج مع مسلم لنصرته، فلما تخاذل الناس عنه خرج محمد بن الأشعث حتي وقف عند دور بني عمارة، وجاء عمارة بن صلخب وعليه سلاحه فقبض عليه فبعث به إلي ابن زياد فحبسه، فلما قتل مسلم (رضي الله عنه) أحضره ابن زياد فسأله: ممن أنت؟

قال: من الأزد.

فقال: انطلقوا به إلي قومه فاضربوا عنقه.

فانطلقوا به إلي الأزد فضربت عنقه بين ظهرانيهم (رضي الله عنه) (2).

9 - حادثة ميثم التمار:

كان ميثم التمار الأسدي (رضي الله عنه) ممن نزل الكوفة وله بها ذرية، وكان من خاصة الإمام علي (عليه السلام)، وكان (عليه السلام) طالما يخرج من جامع الكوفة فيجلس عنده فيحادثه، وربما كان يبيع له التمر إذا غاب، قال له ذات يوم: «ألا أبشرك يا ميثم؟» فقال: بماذا يا أمير المؤمنين؟

قال: «بأنك تموت مصلوبا».

فقال: يا مولاي وأنا علي فطرة الإسلام؟

قال: «نعم».

١ - انظر: مقتل الحسين لأبي مخنف: ٤٢، تاريخ الطبري: ٤ / ٢٧٥.

٢ - انظر: مقتل الحسين لأبي مخنف: ٤٤ و ٥٨، تاريخ الطبري: ٤ / 276 و 285.

(٣٣٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مسلم بن عقيل عليه السلام (1)، مسجد، جامع الكوفة (1)، ميثم بن يحيي التمار النهرواني (2)، مدينة الكوفة (2)، محمد بن الأشعث (2)، القتل (2)، البيع (1)، الموت (1)، التمر (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (2)، كتاب تاريخ الطبري (2)

ثم قال له: «يا ميثم تريد أريك الموضع الذي تصلب فيه والنخلة التي تتعلق عليها

وعلي جذعتها؟» قال: نعم يا أمير المؤمنين.

فجاء به إلي رحبة الصيارف وقال له: «ها هنا» ثم أراه نخلة قال له: «علي جذع هذه».

فما زال ميثم (رضي الله عنه) يتعاهد تلك النخلة حتي قطعت وشقت نصفين وبقي النصف الآخر، فما زال يتعاهد النصف ويصلي في ذلك الموضع ويقول لبعض جيران الموضع: يا فلان إني أريد أن أجاورك عن قريب فأحسن جواري.

فيقول ذلك الرجل في نفسه: يريد ميثم أن يشتري دارا في جواري، ولا يعلم ما يريد بقوله حتي قبض الإمام علي (عليه السلام) وظفر عبيد الله بن زياد وأصحابه وأخذ ميثم فيمن أخذ وأمر بصلبه، فصلب علي ذلك الجذع في ذلك المكان، فلما رأي ذلك الرجل أن ميثما قد صلب في جواره قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم أخبر الناس بقصة ميثم وما قاله في حياته، وما زال ذلك الرجل يتعاهده ويكنس تحت الجذع ويبخره ويصلي عنده ويكرر الرحمة عليه (1).

يحدثنا الكشي في رجاله فيقول: مر ميثم التمار علي فرس له، فاستقبل حبيب ابن مظاهر الأسدي الفقعسي عند مجلس بني أسد، فتحدثا حتي اختلفت أعناق فرسيهما ثم قال حبيب: لكأني بشيخ أصلع ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الرزق قد صلب في حب أهل بيت نبيه، تبقر بطنه علي الخشبة.

فقال ميثم: وإني لأعرف رجلا أحمر له ضفيرتين يخرج لنصرة ابن بنت نبيه فيقتل ويجال برأسه بالكوفة. ثم افترقا.

فقال أهل المجلس: ما رأينا أحدا أكذب من هذين.

قال: فلم يفترق أهل المجلس حتي أقبل رشيد الهجري فطلبهما فسأل أهل المجلس عنهما فقالوا: افترقا وسمعنا مما يقولان كذا وكذا.

فقال رشيد: رحم الله ميثما نسي: ويزاد في عطاء الذي يجيء بالرأس مائة درهم. ثم أدبر.

١ - الفضائل لشاذان: ١٠٣،

بحار الأنوار: ٤٢ / 138 ح 19.

(٣٣٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، ميثم بن يحيي التمار النهرواني (1)، كتاب رجال الكشي (1)، مدينة الكوفة (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، رشيد الهجري (1)، بنو أسد (1)، الكذب، التكذيب (1)، البيع (1)، الصّلب (2)، النسيان (1)، الصّلاة (2)، كتاب بحار الأنوار (1)

فقال القوم: هذا والله أكذبهم.

فقال القوم: والله ما ذهبت الأيام والليالي حتي رأيناه مصلوبا علي باب دار عمرو بن حريث، وجئ برأس حبيب بن مظاهر قد قتل مع الحسين بن علي (عليهما السلام) ورأينا كل ما قالوا (1).

روي ابن حجر العسقلاني في الإصابة قال:

كان ميثم عبدا لامرأة من بني أسد فاشتراه علي منها وأعتقه وقال له: «ما اسمك؟» قال: سالم.

قال: «أخبرني رسول الله (صلي الله عليه وآله) أن اسمك الذي سماك به أبواك في العجم: ميثم» قال: صدق الله ورسوله وأمير المؤمنين، والله إنه لا سمي.

قال: «فارجع إلي اسمك الذي سماك به رسول الله (صلي الله عليه وآله) ودع سالما».

فرجع ميثم واكتني بأبي سالم فقال له علي ذات يوم: «إنك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة، فإذا جاء اليوم الثالث ابتدر منخراك وفوك دما فتخضب لحيتك، وتصلب علي باب عمرو بن حريث عاشر عشرة وأنت أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة، فامض حتي أريك النخلة التي تصلب علي جذعها».

فأراه إياها، وكان ميثم يأتيها فيصلي عندها ويقول: بوركت من نخلة لك خلقت ولي غذيت، فلم يزل يتعاهدها حتي قطعت.

ثم كان يلقي عمرو بن حريث فيقول له: إني مجاورك فأحسن جواري.

فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم، وهو لا يعلم ما يريد.

ثم حج في السنة

التي قتل فيها، فدخل (علي) (2) أم سلمة أم المؤمنين زوجة النبي (صلي الله عليه وآله) فقالت له: من أنت؟

قال: أنا ميثم.

فقالت: والله لربما سمعت من رسول الله (صلي الله عليه وآله) يذكرك ويوصي بك عليا (عليه السلام).

1 - رجال الكشي: 1 / 292.

2 - في المصدر: (غلام).

(٣٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، الحافظ ابن حجر العسقلاني (1)، حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله عليه (1)، بنو أسد (1)، عمرو بن حريث (3)، التصديق (1)، الكذب، التكذيب (1)، القتل (2)، الحج (1)، الطهارة (1)، كتاب رجال الكشي (1)

فسألها عن الحسين بن علي، فقالت: هو في حائط له.

فقال: أخبريه أني أحببت السلام عليه فلم أجده، ونحن ملتقون عند رب العرش إن شاء الله.

فدعت أم سلمة (رض) بطيب فطيب به لحيته فقالت: أما إنها ستخضب بدم.

فقدم الكوفة فأخذه عبيد الله بن زياد فأدخل عليه فقيل له: هذا كان آثر الناس عند علي بن أبي طالب.

قال: ويحكم هذا الأعجمي.

فقيل له: نعم.

فقال له: أين ربك؟

قال: بالمرصاد للظلمة، وأنت منهم.

قال: إنك علي أعجميتك لتبلغ الذي تريد، أخبرني ما الذي أخبرك صاحبك أني فاعل بك.

قال: أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة، وأنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة.

قال: لنخالفنه.

قال: كيف تخالفه! والله ما أخبرني إلا عن النبي (صلي الله عليه وآله) عن جبرئيل عن الله عزوجل، ولقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه، وأني أول خلق الله ألجم في الإسلام.

فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيد الثقفي - بعد شهادة

مسلم بن عقيل وهاني بن عروة بيومين أو ثلاث - فقال ميثم للمختار: إنك ستفلت وتخرج ثائرا بدم الحسين فتقتل هذا الذي يريد أن يقتلك.

فلما أراد عبيد الله بن زياد أن يقتل المختار، وصل بريد من يزيد يأمره بتخلية سبيله، فخلاه وأمر بميثم أن يصلب، فلما رفع علي الخشبة عند باب عمرو بن حريث قال عمرو: قد كان والله يقول لي: إني مجاورك.

فجعل ميثم يحدث الناس بفضائل علي وبني هاشم.

فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد.

قال: ألجموه.

(٣٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: مسلم بن عقيل عليه السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، مدينة الكوفة (1)، يوم عرفة (1)، هاني بن عروة (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (2)، علي بن أبي طالب (1)، الحسين بن علي (1)، بنو هاشم (1)، القتل (1)، الشهادة (1)

حادثة رشيد الهجري

فكان أول من ألجم في الإسلام، فلما أن كان اليوم الثالث من صلبه طعن بالحربة، فكبر، ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دما.

وكان ذلك قبل مقدم الحسين بن علي العراق بعشرة أيام (1).

10 - حادثة رشيد الهجري:

كان رشيد الهجري رضي الله عنه يسميه الإمام علي (عليه السلام) رشيد البلايا، ويقال له: راشد أيضا (2)، وكان قد ألقي إليه علم البلايا والمنايا، فكان يلقي الرجل ويقول له: يا فلان بن فلان تموت ميتة كذا، وأنت يا فلان تقتل قتلة كذا، فيكون الأمر كما قاله راشد (رحمه الله) (3).

يحدثنا الثقة العدل محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات (4): عن ابن محبوب، عن عبد الكريم يرفعه إلي رشيد الهجري، قال: لما طلب عبيد الله بن زياد

رشيدا الهجري اختفي رشيد، فجاء ذات يوم إلي أبي أراكة وهو جالس علي بابه في جماعة من أصحابه، فدخل منزل أبي أراكة ففزع لذلك أبو أراكة وخاف وقام فدخل في أثره فقال: ويحك قتلتني وأيتمت ولدي وأهلكتهم.

قال: وما ذاك؟

قال: أنت مطلوب وجئت حتي دخلت داري وقد رآك من كان عندي.

فقال: ما رآني أحد منهم.

قال: (وتسخر بي) (5) أيضا، فأخذه وشده كتافا ثم أدخله بيتا وأغلق عليه بابه ثم خرج إلي أصحابه فقال لهم: إنه خيل إلي أن رجلا شيخا قد دخل داري آنفا.

قالوا: ما رأينا أحدا.

فكرر ذلك عليهم، كل ذلك يقول أصحابه: ما رأينا أحدا فسكت عنهم.

١ - الإصابة: ٦ / ٢٤٩ - ٢٥٠ رقم ٨٤٩٣.

٢ - انظر: بشارة المصطفي: ١٥١ ح ١٠٩، المحتضر: ٨٦، بحار الأنوار: ٤٢ / ١٢١ ح ١.

٣ - انظر: الاختصاص: ٧٧، الهداية الكبري: ١٣٢، مناقب آل أبي طالب: ٢ / ١٠٥.

٤ - الظاهر هنا اشتباه في النقل عن البحار، لأنه ذكر الرواية عن (ختص) أي الاختصاص، لا البصائر.

5 - في المصدر: (وستجربن).

(٣٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، دولة العراق (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، محمد بن الحسن الصفار (1)، الحسين بن علي (1)، رشيد الهجري (3)، عبد الكريم (1)، القتل (2)، الموت (2)، كتاب مناقب آل أبي طالب عليه السلام (1)، كتاب الهداية الكبري (1)، كتاب بحار الأنوار (1)

ثم إنه تخوف أن يكون قد رآه غيره، فذهب إلي مجلس زياد بن أبيه ليتجسس هل يذكرونه، فإن هم أحسوا بذلك أخبرهم أنه عنده ودفعه إليهم، فسلم علي زياد وقعد عنده وكان الذي بينهما لطيف، قال: فبينا هو كذلك إذ أقبل رشيد علي

بغلة أبي أراكة مقبلا نحو مجلس زياد، فلما نظر إليه أبو أراكة تغير وجهه وأسقط في يده وأيقن في الهلاك، فنزل رشيد عن البغلة وأقبل علي زياد فسلم عليه.

فقام إليه زياد فاعتنقه فقبله، ثم أخذ يسأله كيف قدمت وكيف من خلفت وكيف كنت في مسيرك؟ وأخذ يجيبه، ثم مكث هنيئة ثم قام فذهب.

فقال أبو أراكة لزياد: أصلح الله الأمير من هذا الشيخ؟

فقال: هذا أخ من إخواننا من أهل الشام قدم علينا زائرا.

فانصرف أبو أراكة إلي منزله، فإذا رشيد بالبيت كما تركه، فقال له أبو أراكة: أما إذا كان عندك من العلم مثل ما أري فاصنع ما بدا لك وادخل علينا كيف شئت (1).

حدث أبو عمرو الكشي في رجاله: بإسناده إلي أبي حيان العجلي، عن قنواء بنت رشيد الهجري قال: قلت لها أخبريني ما سمعت من أبيك؟

قالت: سمعت أبي يقول: أخبرني أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: «يا رشيد كيف صبرك، (إذا) (2) أرسل إليك دعي بني أمية فقطع يديك ورجليك ولسانك؟» قلت: يا أمير المؤمنين آخر ذلك إلي الجنة؟

فقال: «يا رشيد أنت معي في الدنيا والآخرة».

قالت: فوالله ما ذهبت الأيام حتي أرسل عبيد الله بن زياد الدعي، فدعاه إلي البراءة من أمير المؤمنين (عليه السلام) فأبي أن يبرأ منه، فقال له الدعي: فبأي ميتة قال لك تموت؟

فقال له: أخبرني خليلي أنك تدعوني إلي البراءة منه فلا أبرأ، فتقدمني فتقطع يدي ورجلي ولساني.

فقال: والله لأكذبن قوله (فيك) (3).

قال: فقدموه فقطعوا يديه ورجليه، وتركوا لسانه.

١ - الاختصاص: ٧٨ - ٧٩، بحار الأنوار: ٤٢ / 140 ح 23.

2 - في المطبوع: (متي)، وما أثبتناه من المصدر.

3 - أثبتناه من المصدر.

(٣٤٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما

السلام (2)، كتاب رجال الكشي (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، بنو أمية (1)، رشيد الهجري (1)، الشام (1)، الهلاك (1)، الموت (1)، كتاب بحار الأنوار (1)

حادثة التوابين

فحملت أطراف يديه ورجليه، فقلت: يا أبه هل تجد ألما مما أصابك؟

فقال: لا يا بني إلا كالزحام بين الناس.

فلما احتملناه وأخرجناه من القصر اجتمع الناس حوله فقال: ايتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم ما يكون إلي يوم الساعة، فأرسل إليه الحجام حتي قطع لسانه فمات (رحمه الله) في ليلته (1).

11 - حادثة التوابين:

لما قتل الحسين (عليه السلام) ورجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة (2) ودخل الكوفة، تلاقته الشيعة بالتلاوم والمنادمة، ورأت أن قد أخطأت خطأ كبيرا بدعائهم الحسين (عليه السلام) وتركهم نصرته وإجابته حتي قتل إلي جانبهم، ورأوا أنه لا يغسل عارهم والإثم عليهم إلا قتل من قتله والقتل فيهم، فاجتمعوا بالكوفة إلي خمسة نفر من رؤساء الشيعة إلي: سليمان بن صرد الخزاعي - وكانت له صحبة - وإلي المسيب بن نجبة الفزاري - وكان من أصحاب علي (عليه السلام) - وإلي عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي، وإلي عبد الله بن وال التيمي - تيم بكر بن وائل - وإلي رفاعة بن شداد البجلي، وكانوا من خيار أصحاب علي (عليه السلام)، فاجتمعوا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي، فبدأهم المسيب بن نجبة فخطب في أصحابه خطبة طويلة أبان فيها ندمه علي عدم نصرة الحسين (عليه السلام)، وحثه أصحابه علي القيام بأخذ ثأره، ثم تلاه الآخر بعد الآخر، وكل منهم يظهر شدة الندم في خطبته، وعقدوا المؤامرات في ذلك.

ما زالوا بجمع آلة الحرب ودعاء الناس في السر إلي الطلب بدم الحسين (عليه السلام)، فكان يجيبهم النفر

ولم يزالوا علي ذلك إلي أن هلك يزيد بن معاوية سنة 64، فلما مات يزيد جاء إلي سليمان بن صرد أصحابه فقالوا له: قد هلك هذا الطاغية، والأمر ضعيف، فإن شئت وثبنا علي عمرو بن حريث - وكان خليفة ابن زياد علي الكوفة - ثم أظهرنا الطلب بدم الحسين (عليه السلام) وتتبعنا قتلته ودعونا الناس إلي أهل هذا البيت المستأثر عليهم المدفوعين عن حقهم.

فقال سليمان بن صرد: لا تعجلوا إني قد نظرت فيما ذكرتم، فرأيت أن قتلة

١ - رجال الكشي: ١ / ٢٩٠ - ٢٩١ رقم ١٣١.

٢ - موضع قرب الكوفة علي جهة الشام. معجم البلدان: ٥ / 278.

(٣٤١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (5)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، سليمان بن صرد الخزاعي (4)، مدينة الكوفة (4)، يزيد بن معاوية لعنهما الله (1)، عبد الله بن وال (1)، رفاعة بن شداد (1)، مسيب بن نجبة (1)، عمرو بن حريث (1)، القتل (6)، الغسل (1)، الهلاك (2)، الحرب (1)، الإختيار، الخيار (1)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب معجم البلدان (1)، الشام (1)

الحسين (عليه السلام) هم أشراف الكوفة وفرسان العرب، وهم المطالبون بدمه، ومتي علموا ما تريدون كانوا أشد الناس عليكم، ونظرت فيمن تبعني منكم فعلمت أنهم لو خرجوا لم يدركوا ثأرهم، ولم يشفوا نفوسهم، وكانوا جزرا لعدوهم، ولكن بثوا دعاتكم وادعوا إلي أمركم.

بث أولئك دعاتهم في البلدان، واستجاب لهم ناس كثير بعد هلاك يزيد، وأن أهل الكوفة أخرجوا عمرو بن حريث وبايعوا لابن الزبير، وسليمان وأصحابه ما زالوا يدعون الناس إلي ذلك.

لم تمض علي هلاك يزيد الفجور إلا ستة أشهر، حتي قدم المختار بن أبي عبيد

الثقفي (رضي الله عنه) الكوفة في النصف من رمضان، وقدم عبد الله بن يزيد الأنصاري أميرا علي الكوفة من قبل ابن الزبير لثمان بقين من رمضان، وقدم إبراهيم بن محمد بن طلحة معه علي خراج الكوفة، فأخذ المختار يدعوا الناس إلي قتال قتلة الحسين (عليه السلام) ويقول: جئتكم من عند محمد بن الحنفية وزيرا أمينا، فرجع إليه طائفة من الشيعة، وكان يقول: إنما يريد سليمان أن يخرج فيقتل نفسه ومن معه وليس له بصرة في الحرب.

وبلغ الخبر عبد الله بن يزيد بالخروج عليه بالكوفة في هذه الأيام.

وقيل له: ليحبسه وخوف عاقبة أمره إن تركه.

فقال عبد الله: إن هم قاتلونا قاتلناهم، وإن تركونا لم نطلبهم، إن هؤلاء القوم يطلبون بدم الحسين بن علي (عليه السلام)، فرحم الله هؤلاء القوم آمنون، فليخرجوا ظاهرين وليسيروا إلي من قاتل الحسين (عليه السلام)، فقد أقبل إليهم - يعني ابن زياد - وأنا لهم ظهير، هذا ابن زياد قاتل الحسين (عليه السلام) وقاتل أخياركم وأمثالكم قد توجه إليكم، وقد فارقوه علي ليلة من جسر منبج، فالقتال والاستعداد إليه أولي من أن تجعلوا بأسكم بينكم فيقتل بعضكم بعضا، فيلقاكم عدوكم وقد ضعفتم، وتلك أمنيته، وقد قدم عليكم أعدي خلق الله لكم من ولي عليكم هو وأبوه سبع سنين لا يقلعان عن قتل أهل العفاف والدين، هو الذي من قبله أتيتم، والذي قتل من تنادون بدمه قد جاءكم فاستقبلوه بحدكم وشوكتكم واجعلوها به ولا تجعلوها بأنفسكم، إني لكم ناصح.

وكان مروان قد سير ابن زياد إلي الجزيرة، ثم إذا فرغ منها سار إلي العراق.

فلما فرغ عبد الله بن يزيد من قوله، قال إبراهيم بن محمد بن طلحة: أيها الناس

(٣٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي

سيد الشهداء (عليهما السلام) (5)، دولة العراق (1)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، مدينة الكوفة (6)، شهر رمضان المبارك (2)، عبد الله بن يزيد (3)، إبراهيم بن محمد (2)، عمرو بن حريث (1)، القتل (4)، الحرب (1)

لا يغرنكم من السيف والغشم مقالة هذا الداهن، والله لئن خرج علينا خارج لنقتله، ولئن استيقنا أن قوما يريدون الخروج علينا لنأخذن الوالد بولده والمولود بوالده والحميم بالحميم والعريف بما في عرافته، حتي يدينوا للحق ويذلوا للطاعة.

فوثب إليه المسيب بن نجبة فقطع عليه منطقه ثم قال: يا بن (الناكثين) (1) أنت تهددنا بسيفك وغشمك وأنت والله أذل من ذلك، إنا لا نلومك علي بغضنا وقد قتلنا أباك وجدك، وأما أنت أيها الأمير فقد قلت قولا سديدا.

فقال إبراهيم: والله ليقتلن وقد أوهن (2) هذا، يعني عبد الله بن يزيد.

فقال له عبد الله بن وال: ما اعتراضك فيما بيننا وبين أميرنا ما أنت علينا بأمير، إنما أنت أمير هذه الجزية فاقبل علي خراجك، ولئن أفسدت أمر هذه الأمة فقد أفسده والداك وكانت عليهما دائرة السوء.

فشتمهم جماعة ممن مع إبراهيم فشاتموه، فنزل الأمير من علي المنبر وتهدده إبراهيم بأن يكتب إلي ابن الزبير يشكوه، فجاءه عبد الله في منزله واعتذر إليه فقبل عذره، ثم إن أصحاب سليمان بن صرد خرجوا يشترون السلاح ظاهرين ويتجهزون.

لما أراد سليمان بن صرد الشخوص سنة 65، بعث إلي رؤوس أصحابه فأتوه، فلما أهل ربيع الآخر خرج في وجوه أصحابه، وكانوا تواعدوا للخروج تلك الليلة فلما أتي النخيلة دار في الناس فلم يعجبه عددهم، فأرسل حكيم بن منقذ الكندي والوليد بن عصير الكناني فناديا في الكوفة: يا لثارات الحسين.

فكانا أول خلق الله دعا

يا لثارات الحسين، فأصبح من الغد وقد أتاه نحو مما في عسكره، ثم نظر في ديوانه فوجدهم ستة عشر ألفا ممن بايعه.

فقال: سبحان الله ما وافانا من ستة عشر ألفا إلا أربعة آلاف.

فقيل له: إن المختار يثبط الناس عنك إنه قد تبعه ألفان.

فقال: قد بقي عشرة آلاف، أما هؤلاء بمؤمنين؟ أما يذكرون الله والعهود والمواثيق؟

فأقام بالنخيلة ثلاثا يبعث إلي من تخلف عنه، فخرج إليه نحو من ألف رجل، فقام إليه المسيب بن نجبة فقال: رحمك الله إنه لا ينفعك الكاره ولا يقاتل معك إلا

1 - في المطبوع: (الساكنين)، وما أثبتناه من المصدر.

2 - في المصدر: (أدهن).

(٣٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: سليمان بن صرد الخزاعي (2)، مدينة الكوفة (1)، شهر ربيع الثاني (1)، يا لثارات الحسين (2)، عبد الله بن يزيد (1)، عبد الله بن وال (1)، مسيب بن نجبة (2)، القتل (1)، البعث، الإنبعاث (1)

من أخرجته النية، فلا تنتظر أحدا وجد في أمرك.

قال: نعم ما رأيت.

ثم قام سليمان في أصحابه فقال: أيها الناس من كان خرج يريد بخروجه وجه الله والآخرة فذلك منا ونحن منه، فرحمة الله عليه حيا وميتا، ومن كان إنما يريد الدنيا فوالله ما يأتي فيئ نأخذه وغنيمة نغنمها ما خلا رضوان الله، وما معنا من ذهب ولا فضة ولا متاع ما هو إلا سيوفنا علي عواتقنا وزاد قدر البلغة، فمن كان ينوي هذا فلا يصحبنا.

فتنادي أصحابه من كل جانب: إنا لا نطلب الدنيا وليس لها خرجنا، إنما خرجنا نطلب التوبة والطلب بدم ابن بنت رسول الله نبينا (صلي الله عليه وآله).

ثم ساروا حتي انتهوا إلي قبر الحسين (عليه السلام)، فلما وصلوا صاحوا صيحة واحدة فما رؤي أكثر باكيا من ذلك اليوم، فترحموا عليه وتابوا

عنده من خذلانه وترك القتال معه، وأقاموا عنده يوما وليلة يبكون ويتضرعون ويترحمون عليه وعلي أصحابه، وكان من قولهم عند ضريحه:

اللهم ارحم حسينا الشهيد ابن الشهيد، المهدي ابن المهدي، الصديق ابن الصديق، اللهم إنا نشهدك إنا علي دينهم وسبيلهم وأعداء قاتليهم وأولياء محبيهم، اللهم إنا خذلنا ابن بنت نبينا (صلي الله عليه وآله) فاغفر لنا ما مضي منا وتب علينا، فارحم حسينا وأصحابه الشهداء الصديقين، وإنا نشهدك إنا علي دينهم وعلي ما قتلوا عليه، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

وزادهم النظر إليه حنقا، ثم ساروا بعد أن كان الرجل يعود إلي ضريحه كالمودع له، فازدحم الناس عليه أكثر من ازدحامهم علي الحجر الأسود، ثم ساروا علي الأنبار حتي وصلوا إلي عين الوردة (1) وأقبل أهل الشام في عساكرهم وعلي رأسهم عبيد الله بن زياد، فوقعت هناك مقتلة عظيمة قتل فيها سليمان بن صرد وأصحابه، ولم ينج منهم غير رفاعة بن شداد ونفر يسير عادوا إلي الكوفة، وكان قتل سليمان وأصحابه في شهر ربيع الآخر.

ولما بلغ رفاعة الكوفة كان المختار محبوسا - في سجن عبد الله بن يزيد

١ - مدينة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين ودنيسر، وتسمي رأس العين. معجم البلدان: ٤ / 180.

(٣٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: قبر الحسين (ع) (1)، إبن بنت رسول الله صلي الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، سليمان بن صرد الخزاعي (1)، مدينة الكوفة (2)، شهر ربيع الثاني (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، عبد الله بن يزيد (1)، رفاعة بن شداد (1)، الحجر الأسود (1)، الشام (1)، الصدق (1)، القتل (4)، الشهادة (3)، الخسران (1)

حادثة المختار الثقفي

الخطمي عامل ابن

الزبير - فأرسل إليه: أما بعد فمرحبا بالعصبة الذين عظم الله لهم الأجر حين انصرفوا ورضي فعلهم حين قتلوا، أما ورب البيت ما خطا خاط منكم خطوة ولا ربا ربوة، إلا كان ثواب الله أعظم من الدنيا، إن سليمان قد قضي ما عليه، وتوفاه الله وجعل روحه مع أرواح النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ولم يكن بصاحبكم الذي به تنصرون، إني أنا الأمير المأمور والأمين المأمون وقاتل الجبارين، والمنتقم من أعداء الدين المقيد من الأوتار، فأعدوا واستعدوا وأبشروا، أدعوكم إلي كتاب الله وسنة نبيه والطلب بدم أهل البيت والدفع عن الضعفاء وجهاد المحلين والسلام (١).

ثم خرج المختار بالكوفة علي ما سيوافيك خبره فيما يأتي.

١٢ - حادثة المختار بن أبي عبيد الثقفي:

لم يكن المختار (٢) ببدع من عظماء أمته في نشأته الراقية بين أكابر من رجالات بيته الرفيع من ثقيف، بين زعامة وإمارة وقيادة جيش ووجاهة عند الناس.

يقول ابن قتيبة في المعارف: إن جده مسعودا هو عظيم القريتين (٣).

وكأنه يريد ما حكاه الله سبحانه عن مشركي قريش بقوله: ﴿لولا نزل هذا القرآن علي رجل من القريتين عظيم﴾ (4).

يقول ابن حجر في الإصابة: عن ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق ابن عباس: إنها نزلت في رجل من ثقيف ورجل من قريش، والثقفي هو مسعود بن عمرو (5).

كان من قضاء الطبيعة في منابذة الخصماء وتحري كل الغوائل، قذف من

١ - انظر: مقتل الحسين لأبي مخنف: ٢٤٨ - ٣١٠، تاريخ الطبري: ٤ / ٤٢٦ - ٤٧١.

٢ - أبو إسحق المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي، كذا سرد نسبه ابن حجر في الإصابة: ٧ /

٢٢٣ رقم ١٠٢٢٨، وابن الأثير في أسد الغابة: ٥ / ٢٤٨.

٣ - المعارف: ٢٢٦.

٤ - سورة الزخرف: ٣١.

٥ - الإصابة: ٦ / 81 رقم 7974، ضمن ترجمة مسعود بن عمرو الثقفي.

(٣٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، القرآن الكريم (1)، الشهادة (1)، القتل (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، إبن الأثير (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، عمرو بن عمير (1)، سورة الزخرف (1)

يريدون الفتك به بكل ما يسعهم من عوامل الوقيعة فيه من كلام قاتل وكلام شائن، يستثير عليه العواطف ويبلغ به لأجله اللغوب (1) فتا في عضده وتشتيتا لقوته التي كان عليها في سبيل مبتغاه، لأن يصرفها في تدمير العدو وإبادة نفوذه، فهو يحسب من سعادته أن يكتفي في ملاشاة أضداده بتفخيذ الملأ عنها وتنفير الجامعة منها، أو استجاشة الأفئدة عليها مهما أمكنه، ويكون له منتدح (2) عن سوق العساكر والإنفاق في سبيله من الأموال والنفوس مهما كان هو الغالب علي السلطة، وعلي الأقل يكون فيه تبريرا لعمله وصونا لحسن سمعته عن الوقيعة.

كانت الشهوات تختلف في رمي الأعداء بأنواع من القذائف حسب الظروف والأحوال والمباءات (3) التي تكون فيها، فهي في الأوساط الدينية غيرها في الحواضر السياسية، كما أنها في الجامعات المدنية غيرها في الوحشية.

كان المختار يوم نهض بأمره في محيط عريق في الإسلامية، هنالك منهم أمم متهالكون في ولاء أهل البيت (عليهم السلام)، وهم الذين لاثوا به وأخذوا بناصره، وعاصمة ملكه هي الكوفة، وفيها أشراف العرب وزعماؤهم وذوو النجدة والبأس منهم، وكانت البغضاء متواصلة بينه وبين ابن الزبير، الذي كان يطمع فيه أن يخضع له العباد والبلاد، فلم يفلس منه (4) إلا وقد أفلت عن سيطرته ممالك

وأمصار، أضف إلي ذلك ما كانت تحتدم بينه وبين عبد الملك من الأحقاد، شأن كل علوي في دينه وأموي في هواه، غير ما كان يحقده علي إشغاله فراغا واسعا من فضاء الملك، خسره المقعي يومذاك علي أنقاض مملكة الإسلام.

كل ذلك وفي حشوة الناس ورعاعهم قتلة السبط الشهيد صلوات الله عليه، الذين توطدت إمرة المختار باجتياح أصولهم واكتساح أشواكهم المتكدسة أمام السير الديني والبشري، وفيهم ذوو رأي وشيطنة ورئاسة، غير من كان يلتف منهم بالرايتين الزبيرية والأموية.

كل هذه كانت كمراجل تغلي علي المختار غيظا وحنقا، ومن جرائها كانت

١ - اللغوب: التعب والإعياء. الصحاح: ١ / ٢٢٠.

٢ - أي سعة وفسحة. لسان العرب: ٢ / ٦١٣.

٣ - المباءة: هي منزل القوم في كل موضع. الصحاح: ١ / ٣٧.

٤ - أي طلبه فأخطأ موضعه. لسان العرب: ٦ / 116.

(٣٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، مدينة الكوفة (1)، القتل (2)، الشهوة، الإشتهاء (1)، الوسعة (1)

حروب طاحنة مع ابن مطيع عامل ابن الزبير أولا، حتي نفي من الكوفة مخذولا، ومع مصعب بن الزبير وفيها كانت شهادة المختار أخيرا ووقعة الخازر (1)، ولقد عادت مجزرة كبري لزبائن الكفر والإلحاد من طغمة الأمويين، وفيها مقتل ابن زياد ابن أبيه الموجف علي ابن رسول الله (صلي الله عليه وآله) بخيله ورجله، وقبلها وقعة ابن زياد مع يزيد بن أنس الأسدي (رحمه الله)، وفيها توفي يزيد المذكور، وبينهما انتكاث الكوفيين علي المختار، واستعادته ابن الأشتر عن مسيره إلي ابن زياد، حتي أخمد لهبهم وفرقهم أيدي سبأ (2)، ثم ارتجع عائدا إلي مناضلة ابن زياد، فكان إذ ذاك من الأمر الذي دبر

بليل لانثيال المسلمين عنه، أن عزوا إليه دعوة النبوة ونزول الوحي عليه، فإنهم كانوا ولا يبرحون يكفرون صاحب تلك الدعوي ويوجبون قتله ولإنفضاض خصوص الشيعة عنه، أن قذفوه بحب أضداد أهل البيت (عليهم السلام) تارة، وبعدم الاستقامة في طريقته أخري، ولتثبط أهل النسك والعبادة الذين كانوا معه عنه.

عملوا له كل قول مائن من نسبة الكذب إليه آونة، وحب الملك والجاه، وأن ما تظاهر به من الدعاية إلي إدراك الثأر، كان فخا من فخوخه يصطاد به البسطاء طورا إلي غير ذلك، وألقوا إلي زعماء الكوفة أنه يزلف إليه أبناء العجم ويشركهم مع العرب في الفيء ويسلط الموالي علي السادات، فخذلوا فريقا منهم عن نصرته.

هكذا كانت تأتي المختار القذائف والطامات، حتي إذا بعد المدي حسبت الأغرار تلك اللهجات حقائق ذهبت بها الأعصر الخالية، وأني لا أعجب ممن قال ذلك في العصور المظلمة، من الذين حدت بهم الأهواء والميول، وإنما العجب كله ممن نشأ في عصر النور وبلغ من الحنكة أن عاد مدرسا في جامعة كمثل الأزهر، كمثل الشيخ علي محفوظ في كتابه وهو يقتص أثر أولئك المهملجين مع الشهوات، وإن كان شواظ الحقد الثائر يقذف بصاحبه إلي حيث تنيخ العصبية العمياء.

كان بين المختار وبين عبد الله بن الزبير إحن مستحكمة، فإن ابن الزبير كان

١ - الخازر: نهر بين الموصل وأربل، قال الحموي: هو موضع كانت عنده وقعة بين عبيد الله بن زياد وإبراهيم بن مالك الأشتر النخعي في أيام المختار ويومئذ قتل ابن زياد الفاسق.

انظر: معجم البلدان: ٢ / ٣٣٧.

٢ - أيدي سبأ، وأيادي سبأ، أي: تفرقوا أو تبددوا. لسان العرب: ١ / ٩٤، القاموس المحيط: ٤ / 340، وللميداني في مجمع الأمثال: 1 / 278 كلام

طويل فراجع.

(٣٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الدولة الأموية (1)، مدينة الكوفة (2)، عبد الله بن الزبير (1)، الكذب، التكذيب (1)، الشهوة، الإشتهاء (1)، القصاص (1)، القتل (3)، الشهادة (1)، كتاب معجم البلدان (1)، إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي (1)، إربل (1)

يطمع في أن يضمه إليه ويتخذه عضدا له في قيادة الجيوش وإخضاع البلاد له، والمختار كان علي بصيرة من أمره وسداد في عقله، يتحري نيل الأمنية الوحيدة من إدراك الأوتار التي لم تزل تتغلغل بين صدره والتراقي، وقد أحني عليه أضالعه منذ بشر بتلك السعادة الرابحة وهو يطوي الجديدين، يتطلب وليجة إلي ذلك من أي الطرق وسعة، حتي حسب بصيصا منه في جانب ابن الزبير، لأنه قبل هلاك يزيد بن معاوية كان ربما يهتف بثارات الحسين (عليه السلام) وأصحابه، ويغري الناس بيزيد ويوثبهم عليه، لأنه كان يجده أقرب الوسائل إلي التنكيل به وهدم قوي الأمويين، فلما هلك يزيد أعرض عنه، فبان أنه كان يطلب الملك لنفسه، وأن ما كان يبديه من ذلك كان فخا من فخوخه يصطاد به شيعة آل محمد (عليهم السلام) علي ما كان هو عليه من نزعته العثمانية، وسوابقه فيها معلومة منذ عهد الجمل إلي أن قتل، وإذا تواصلت الأنباء بمظاهراته تلك إلي المختار يممه عسي يجد عنده بغيته، لكنه بالرغم من حرصه علي تلك الأمنية ألفاه - بعد أن خبره ردحا - وقد قلب ظهر المجن ومحض الدعوة لنفسه من غير ما جدارة أو حنكة فانتكص عنه وقال:

ذو مخاريق وذو مندوحة * وركابي حيث وجهت ذلل لأبيتن منزلا تكرهه * فإذا زلت بك النعل فزل

فخرج من مكة متوجها إلي الكوفة، فلقي في طريقه هاني بن أبي حية الوداعي فسأله عن أهلها.

فقال: لو كان لهم رجل يجمعهم علي شيء واحد لأكل الأرض بهم.

فقال المختار: أنا والله أجمعهم علي الحق، وألقي بهم ركبان الباطل، وأقتل بهم كل جبار عنيد إن شاء الله، ولا قوة إلا بالله.

ثم سأله المختار عن سليمان بن صرد هل توجه لقتال المحلين؟

قال: لا، ولكنهم عازمون ذلك.

ثم سار المختار حتي انتهي إلي نهر الحيرة يوم الجمعة، فنزل واغتسل ولبس ثيابه وتقلد سيفه وركب فرسه ودخل الكوفة نهارا، لا يمر علي مسجد القبائل ومجالس القوم ومجتمع المحال، إلا وقف وسلم وقال: أبشروا بالفرج، فقد جئتكم

(٣٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الدولة الأموية (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، سليمان بن صرد الخزاعي (1)، مدينة الكوفة (2)، الباطل، الإبطال (1)، القتل (2)، السجود (1)

بما تحبون وأنا المسلط علي الفاسقين، والطالب بدم أهل بيت (نبي) (1) رب العالمين.

ثم دخل الجامع وصلي فيه، فرأي الناس ينظرون إليه ويقول بعضهم لبعض:

هذا المختار ما قدم إلا لأمر نرجو به الفرج (2).

يقول ابن الأثير في الكامل في حوادث سنة 66:

في هذه السنة رابع عشر ربيع الأول، وثب المختار بالكوفة وأخرج عنها عبد الله ابن المطيع عامل عبد الله بن الزبير، فلما كان المغرب صلي إبراهيم الأشتر بأصحابه ثم خرج يريد المختار وعليه وعلي أصحابه السلاح، وقد أتي إياس بن مضارب عبد الله بن مطيع فقال له: إن المختار خارج عليك بإحدي هاتين الليلتين وقد بعثت ابني إلي الكناسة، فلو بعثت في كل جبانة عظيمة بالكوفة رجلا من أصحابك في جماعة من أهل الطاعة،

لهاب المختار وأصحابه الخروج عليك.

فبعث ابن مطيع عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني إلي جبانة السبيع وقال: اكفني قومك ولا تحدثن بها حدثا.

وبعث كعب بن أبي كعب الخثعمي إلي جبانة بشر، وبعث زجر بن قيس الجعفي إلي جبانة كندة، وبعث عبد الرحمن بن مخنف إلي جبانة الصائدين، وبعث شمر بن ذي الجوشن إلي جبانة سالم، وبعث يزيد بن رؤيم إلي جبانة مراد، وأوصي كلا منهم أن لا يؤتي من قبله، وبعث شبث بن ربعي إلي السبخة وقال: إذا سمعت صوت القوم فوجه نحوهم.

وكان خروجهم إلي الجبانين يوم الاثنين، وخرج إبراهيم بن الأشتر يريد المختار ليلة الثلاثاء، وقد بلغه أن الجبانين قد ملئت رجالا وأن إياس بن مضارب في الشرط قد أحاط بالسوق والقصر، فأخذ معه من أصحابه نحو مائة دارع وقد لبسوا عليها الأقبية فقال له أصحابه: تجنب الطريق.

فقال: والله لأمرن وسط السوق بجنب القصر، ولأرعبن عدونا ولأرينهم هوانهم علينا.

فسار علي باب الفيل ثم علي دار عمرو بن حريث، فلقيهم إياس بن مضارب

١ - أضفناه للسياق.

٢ - مقتل الحسين لأبي مخنف: ٢٧٨، تاريخ الطبري: ٤ / ٤٤٧، ذوب النضار: ٧٨.

(٣٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (2)، إبن الأثير (1)، شبث بن ربعي اليربوعي (1)، عبد الله بن الزبير (1)، شهر ربيع الأول (1)، شمر بن ذي الجوشن لعنه الله (1)، سعيد بن قيس (1)، عمرو بن حريث (1)، الفرج (1)، الصّلاة (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب ذوب النضار لابن نما الحلي (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

في الشرط مظهرين السلاح فقال: من أنتم؟

فقال إبراهيم: أنا إبراهيم بن الأشتر.

فقال إياس: ما هذا الجمع الذي معك وما تريد؟ ولست بتاركك حتي آتي بك الأمير.

فقال إبراهيم:

خل سبيلا.

قال: لا أفعل.

وكان مع إياس بن مضارب رجل من همدان يقال له: أبو قطن، وكان يكرمه وكان صديقا لابن الأشتر فقال له ابن الأشتر: ادن مني يا أبا قطن.

فدنا منه وهو يظن أن إبراهيم يطلب منه أن يشفع فيه إلي إياس، فلما دنا منه أخذ رمحا كان معه وطعن به إياسا في ثغرة نحره فصرعه، وأمر رجلا من قومه فاحتز رأسه وتفرق أصحاب إياس ورجعوا إلي ابن مطيع، فبعث مكانه ابنه راشد بن إياس علي الشرط، وبعث مكان راشد إلي الكناسة سويد بن عبد الرحمن المنقري أبا القعقاع بن سويد، وأقبل إبراهيم بن الأشتر إلي المختار وقال: إنا أتعدنا للخروج القابلة وقد جاء أمر لابد من الخروج الليلة.

وأخبره الخبر، ففرح المختار بقتل إياس وقال: هذا أول الفتح إن شاء الله.

ثم قال لسعيد بن منقذ: قم فأشعل النيران في الهوادي (1) والقصب وأرفعها، وسر أنت يا عبد الله بن شداد فناد: يا منصور أمت، وقم أنت يا سفيان بن ليلي (2)، وأنت يا قدامة بن مالك فناديا: يا لثارات الحسين.

ثم لبس سلاحه فقال له إبراهيم: إن هؤلاء الذين في الجبانين يمعنون أصحابنا من إتياننا، فلو سرت إلي قومي بمن معي ودعوت من أجابني وسرت بهم في نواحي الكوفة ودعوت بثأرنا، لخرج إلينا من أراد الخروج، ومن أتاك حبسته عندك إلي من معك، فإن عوجلت كان عندك من يمنعك إلي أن آتيك.

فقال له: افعل وعجل، وإياك أن تسير إلي أميرهم تقاتله، ولا تقاتل أحدا وأنت تستطيع أن لا تقاتله إلا أن يبدأك أحد بقتال.

١ - في المطبوع والمصدر: (الهوادي)، وفي بعض المصادر: (الهرادي)، والهرادي:

قصبات تضم ملوية بطاقات الكرم تحمل عليها قضبانه. لسان العرب: ٣ / 436.

2

- اختلف في اسم أبيه، فذكر تارة (ليل)، وتارة (أبي ليلي)، وتارة (ليلي).

(٣٥٠)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، يا لثارات الحسين (1)، عبد الله بن شداد (1)، القتل (2)، المنع (1)، الظنّ (1)، الكرم، الكرامة (1)

فخرج إبراهيم وأصحابه حتي أتي قومه واجتمع إليه جل من كان أجابه، وسار بهم في سكك المدينة ليلا طويلا، وهو يتجنب المواضع التي فيها الأمراء الذين وضعهم ابن المطيع، فلما انتهي إلي مسجد السكون أتاه جماعة من خيل زجر بن قيس الجعفي ليس عليهم أمير، فحمل عليهم إبراهيم فكشفهم حتي أدخلهم جبانة كندة وهو يقول: اللهم إنك تعلم أنا غضبنا لأهل بيت نبيك وثرنا لهم فانصرنا علي هؤلاء.

ثم رجع إبراهيم عنهم بعد أن هزمهم، ثم سار إبراهيم حتي أتي جبانة أثير فتنادوا بشعارهم، فوقف فيها فأتاه سويد بن عبد الرحمن المنقري، ورجا أن يصيبهم فيحظي بها عند ابن مطيع، فلم يشعر به إبراهيم إلا وهو معه فقال إبراهيم لأصحابه: يا شرطة الله انزلوا فإنكم أولي بالنصر من هؤلاء الفساق الذين خاضوا في دماء أهل بيت نبيكم. فنزلوا.

ثم حمل عليهم إبراهيم حتي أخرجهم إلي الصحراء فانهزموا، فركب بعضهم بعضا وهم يتلاومون، وتبعهم حتي أدخلهم الكناسة، فقال لإبراهيم أصحابه:

اتبعهم واغتنم ما دخلهم من الرعب.

فقال: لا، ولكن نأتي صاحبنا يؤمن الله بنا وحشته ويعلم ما كان من نصرنا له فيزداد هو وأصحابه قوة، مع أني لا آمن أن يكون قد أوتي.

ثم سار إبراهيم حتي أتي باب المختار، فسمع الأصوات عالية والقوم يقتتلون، وقد جاء شبث بن ربعي من قبل السبخة، فعبأ له المختار يزيد بن أنس، وجاء حجار ابن أبجر العجلي فجعل المختار في وجهه أحمر بن شميط، فبينما الناس يقتتلون إذ جاء إبراهيم

من قبل القصر، فبلغ حجارا وأصحابه أن إبراهيم قد أتاهم من ورائهم، فتفرقوا في الأزقة قبل أن يأتيهم، وجاء قيس بن طهفة النهدي في قريب من مائة وهو من أصحاب المختار، فحمل علي شبث بن ربعي وهو يقاتل يزيد بن أنس، فخلي لهم الطريق حتي اجتمعوا، وأقبل شبث إلي ابن مطيع وقال له: اجمع الأمراء الذين بالجبانين وجميع الناس، ثم أنفذ إلي هؤلاء القوم فقاتلهم، فإن أمرهم قد قوي وقد خرج المختار وظهر واجتمع له أمره.

فلما بلغ قوله المختار خرج في جماعة من أصحابه حتي نزل في ظهر دير هند في السبخة، وخرج أبو عثمان النهدي فنادي في شاكر وهم مجتمعون في دورهم

(٣٥١)

صفحهمفاتيح البحث: شبث بن ربعي اليربوعي (2)، القتل (1)، السجود (1)

يخافون أن يظهروا لقرب كعب الخثعمي منهم، وكان قد أخذ عليهم أفواه السكك، فلما أتاهم أبو عثمان في جماعة من أصحابه نادي: يا لثارات الحسين، يا منصور أمت، أمت يا أيها الحي المهتدون، إن أمين آل محمد ووزيرهم قد خرج فنزل دير هند، وبعثني إليكم داعيا ومبشرا فأخرجوا رحمكم الله.

فخرجوا يتداعون: يا لثارات الحسين، وقاتلوا كعبا حتي خلي لهم الطريق، فأقبلوا إلي المختار فنزلوا معه، وخرج عبد الله بن قتادة في نحو مائتين فنزل مع المختار، وكان قد تعرض لهم كعب، فلما عرف أنهم من قومه خلي عنهم، وخرجت شبام وهم حي من همدان من آخر ليلتهم، فبلغ خبرهم عبد الرحمن بن سعيد الهمداني، فأرسل إليهم إن كنتم تريدون المختار فلا تمروا علي جبانة السبيع، فلحقوا بالمختار فتوافي إلي المختار ثلاثة آلاف وثمانمائة من اثني عشر ألفا كانوا بايعوه فاجتمعوا له قبل الفجر، فأصبح وقد فرغ من تعبئته وصلي بأصحابه بغلس، وأرسل ابن

مطيع إلي الجبانين فأمر من بها أن يأتوا المسجد، وأمر راشد بن إياس فنادي في الناس: برئت الذمة من رجل لم يأت المسجد الليلة.

فاجتمعوا، فبعث ابن مطيع شبث بن ربعي في نحو ثلاثة آلاف إلي المختار، وبعث راشد بن إياس في أربعة آلاف من الشرط.

فسار شبث إلي المختار فبلغه خبره وقد فرغ من صلاة الصبح، فأرسل من أتاه بخبرهم، وأتي إلي المختار ذلك الوقت سعر بن أبي سعر الحنفي وهو من أصحابه لم يقدر علي اتيانه إلا تلك الساعة، فرأي راشد بن إياس في طريقه فأخبر المختار خبره أيضا، فبعث المختار إبراهيم بن الأشتر إلي راشد في سبعمائة فارس وستمائة راجل (1)، وبعث نعيم بن هبيرة أخا مصقلة بن هبيرة في ثلاثمائة فارس وستمائة راجل، وأمره بقتال شبث بن ربعي ومن معه وأمرهما بتعجيل القتال وأن لا يستهدفا لعدوهما فإنه أكثر منهما، فتوجه إبراهيم إلي راشد وقدم المختار يزيد بن أنس في موضع مسجد شبث بن ربعي في تسعمائة أمامه، فتوجه نعيم إلي شبث فقاتله قتالا شديدا فجعل نعيم سعر بن أبي سعر علي الخيل ومشي هو في الرجالة فقاتلهم حتي أشرقت الشمس وانبسطت، فانهزم أصحاب شبث حتي دخلوا البيوت فناداهم

1 - في بعض المصادر: (تسعمائة فارس).

(٣٥٢)

صفحهمفاتيح البحث: شبث بن ربعي اليربوعي (3)، يا لثارات الحسين (2)، مصقلة بن هبيرة (1)، القتل (3)، السجود (3)، الصّلاة (2)

شبث وحرضهم، فرجع إليه منهم جماعة فحملوا علي أصحاب نعيم وقد تفرقوا فهزموهم وصبر نعيم فقتل وأسر سعر بن أبي سعر وجماعة من أصحابه، فأطلق العرب وقتل الموالي، وجاء شبث حتي أحاط بالمختار وكان قد وهن لقتل نعيم، وبعث ابن مطيع يزيد بن الحريث بن رؤيم في ألفين فوقفوا

في أفواه السكك، وولي المختار يزيد بن أنس خيله وخرج هو في الرجالة، فحملت عليه خيل شبث فلم يبرحوا مكانهم.

فقال لهم يزيد بن أنس: يا معشر الشيعة إنكم كنتم تقتلون وتقطع أيديكم وأرجلكم وتسمل أعينكم وترفعون علي جذوع النخل في حب أهل بيت نبيكم وأنتم مقيمون في بيوتكم وطاعة عدوكم، فما ظنكم بهؤلاء القوم إذا ظهروا عليكم اليوم؟ والله لا يدعون منكم عينا تطرف وليقتلنكم صبرا، ولترون منهم في أولادكم وأزواجكم وأموالكم ما الموت خير منه، والله لا ينجيكم منهم إلا الصدق والصبر والطعن الصائب والضرب الدراك، فتهيئوا للحملة.

فتيسروا ينتظرون أمره وجثوا علي ركبهم.

وأما إبراهيم بن الأشتر فإنه لقي راشدا فإذا معه أربعة آلاف، فقال إبراهيم لأصحابه: لا يهولنكم كثرة هؤلاء، فوالله لرب رجل خير من عشرة والله مع الصابرين.

وقدم خزيمة بن نصر إليهم في الخيل ونزل هو يمشي في الرجالة، وأخذ إبراهيم يقول لصاحب رايته: تقدم برايتك، إمض بهؤلاء وبها.

اقتتل الناس قتالا شديدا وحمل خزيمة بن نصر العبسي علي راشد فقتله، ثم نادي: قتلت راشدا ورب الكعبة.

وانهزم أصحاب راشد، وأقبل إبراهيم وخزيمة ومن معهما بعد قتل راشد نحو المختار، وأرسل البشير إلي المختار بقتل راشد، فكبر هو وأصحابه وقويت نفوسهم، ودخل أصحاب ابن مطيع الفشل، وأرسل ابن مطيع حسان بن قائد بن بكر العبسي في جيش كثيف نحو ألفين، فاعترض إبراهيم ليرده عمن بالسبخة من أصحاب ابن مطيع، فتقدم إليهم إبراهيم فانهزموا من غير قتال، وتأخر حسان يحمي أصحابه فحمل عليه خزيمة فعرفه فقال: يا حسان لولا القرابة لقتلتك فأنج بنفسك.

فعثر به فرسه فوقع فابتدره الناس فقاتل ساعة، فقال له خزيمة: أنت آمن فلا تقتل نفسك.

(٣٥٣)

صفحهمفاتيح البحث: يوم عرفة (1)، القتل (8)، الصدق (1)،

الموت (1)، الجماعة (1)

وكف عنه الناس وقال لإبراهيم: هذا ابن عمي وقد أمنته.

فقال: أحسنت، وأمر بفرسه فأحضر، فأركبه وقال: ألحق بأهلك.

أقبل إبراهيم نحو المختار وشبث بن ربعي محيط به، فلقيه يزيد بن الحرث وهو علي أفواه السكك التي تلي السبخة، فأقبل إلي إبراهيم ليصده عن شبث وأصحابه، فبعث إبراهيم إليه طائفة من أصحابه مع خزيمة بن نصر وسار نحو المختار وشبث فيمن بقي معه، فلما دنا منهم إبراهيم حمل علي شبث وحمل يزيد بن أنس فانهزم شبث ومن معه إلي أبيات الكوفة، وحمل خزيمة بن نصر علي يزيد بن الحرث فهزمه وازدحموا علي أفواه السكك وفوق البيوت، وأقبل المختار فلما انتهي إلي أفواه السكك رمته الرماة بالنبل فصدوه عن الدخول إلي الكوفة من ذلك الوجه.

رجع الناس من السبخة منهزمين إلي ابن مطيع، وجاء قتل راشد بن إياس فسقط في يده، فقال له عمرو بن الحجاج الزبيدي: أيها الرجل لا تلق بيدك واخرج إلي الناس وأندبهم إلي عدوك، فإن الناس كثير وكلهم معك إلا هذه الطائفة التي خرجت والله يخزيها، وأنا أول مندوب فانتدب معي طائفة ومع غيري طائفة.

خرج ابن مطيع فقام في الناس ووبخهم علي هزيمتهم وأمرهم بالخروج إلي المختار وأصحابه، ولما رأي المختار أنه قد منعه يزيد بن الحرث من دخول الكوفة، عدل إلي بيوت مزينة وأحمس وبارق وبيوتهم منفردة، فسقوا أصحابه الماء ولم يشرب هو، فإنه كان صائما، فقال أحمر بن شميط لابن كامل: أتراه صائما؟

قال: نعم.

قال: لو أفطر كان أقوي له، إنه معصوم وهو أعلم بما يصنع.

فقال أحمر: صدقت أستغفر الله.

فقال المختار: نعم المكان للقتال هذا.

فقال إبراهيم: إن القوم قد هزمهم الله وأدخل الرعب في قلوبهم، سر بنا فوالله ما دون القصر

مانع.

فترك المختار هناك كل شيخ ضعيف ذي علة وثقلهم، واستخلف عليهم أبا عثمان النهدي، وقدم إبراهيم أمامه، وبعث ابن مطيع عمرو بن الحجاج في ألفين، فخرج عليهم فأرسل المختار إلي إبراهيم: أن اطوه ولا تقم عليه. فطواه وأقام.

أمر المختار يزيد بن أنس أن يواقف عمرو بن الحجاج فمضي إليه، وسار

(٣٥٤)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، عمرو بن حجاج الزبيدي (1)، شبث بن ربعي اليربوعي (1)، القتل (2)

المختار في أثر إبراهيم ثم وقف في موضع مصلي خالد بن عبد الله، ومضي إبراهيم ليدخل الكوفة من نحو الكناسة، فخرج إليه شمر بن ذي الجوشن في ألفين، فسرح إليه المختار سعيدا بن منقذ الهمداني فواقعه، وأرسل إلي إبراهيم يأمره بالمسير فسار حتي انتهي إلي سكة شبث فإذا نوفل بن مساحق في ألفين، وقيل: خمسة آلاف، وهو الصحيح، وقد أمر ابن مطيع مناديا فنادي في الناس: أن ألحقوا بابن مساحق، وخرج ابن مطيع فوقف بالكناسة واستخلف شبث بن ربعي علي القصر فدنا ابن الأشتر من ابن مطيع فأمر أصحابه بالنزول وقال لهم: لا يهولنكم أن يقال جاء شبث وآل عتيبة بن النهاس وآل الأشعث وآل يزيد بن الحرث وآل فلان، فسمي بيوتات أهل الكوفة.

ثم قال: إن هؤلاء لو وجدوا حر السيوف لانهزموا عن ابن مطيع انهزام المعزي من الذئب.

ففعلوا ذلك، وأخذ ابن الأشتر أسفل قبائه فأدخله في منطقته - وكان القباء علي الدرع - فلم يلبثوا حين حمل عليهم أن انهزموا يركب بعضهم بعضا علي أفواه السكك وازدحموا.

انتهي ابن الأشتر إلي ابن مساحق فأخذ بعنان دابته ورفع السيف عليه فقال له:

يا بن الأشتر أنشدك الله هل بيني وبينك من إحنة (1) أو تطلبني بثأر.

فخلي سبيله وقال: اذكرها.

فكان يذكرها له، ودخلوا

الكناسة في آثارهم حتي دخلوا السوق والمسجد وحصروا ابن مطيع ومعه الأشراف من الناس، غير عمرو بن حريث فإنه أتي داره ثم خرج إلي البر، وجاء المختار حتي نزل جانب السوق، وولي إبراهيم حصار القصر ومعه يزيد بن أنس وأحمر بن شميط، فحصروهم ثلاثا فاشتد الحصار عليهم، فقال شبث لابن مطيع: أنظر لنفسك ولمن معك، فوالله ما عندهم غني عنك ولا عن أنفسهم.

فقال: أشيروا علي.

فقال شبث: الرأي أن تأخذ لنفسك ولنا أمانا وتخرج ولا تهلك نفسك ومن

١ - إحنة: أي حقد. الصحاح: ٥ / 2068.

(٣٥٥)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، مدينة الكوفة (2)، شبث بن ربعي اليربوعي (1)، خالد بن عبد الله (1)، شمر بن ذي الجوشن لعنه الله (1)، عمرو بن حريث (1)، الغني (1)

معك.

فقال ابن مطيع: إني لأكره أن آخذ منه أمانا والأمور لأمير المؤمنين مستقيمة بالحجاز والبصرة.

قال: فتخرج ولا يشعر بك أحد فتنزل بالكوفة عند من تثق إليه، حتي تلحق بصاحبك.

وأشار بذلك عبد الرحمن بن سعيد وأسماء بن خارجة وابن مخنف وأشراف الكوفة، فأقام حتي أمسي وقال لهم: قد علمت إن الذين صنعوا هذا بكم أنهم أراذلكم وأخساؤكم، وأن أشرافكم وأهل الفضل منكم سامعون مطيعون، وأنا مبلغ ذلك صاحبي ومعلمه طاعتكم وجهادكم حتي كان الله الغالب علي أمره، فأثنوا عليه خيرا.

خرج عنهم وأتي دار أبي موسي فجاء ابن الأشتر ونزل القصر ففتح أصحابه الباب وقالوا: يا بن الأشتر آمنون نحن.

قال: أنتم آمنون.

فخرجوا فبايعوا المختار، ودخل المختار القصر فبات فيه وأصبح أشراف الناس في المسجد وعلي باب القصر، وخرج المختار فصعد المنبر فحمد الله وأثني عليه، فقال:

الحمد لله الذي وعد وليه النصر وعدوه الخسر، وجعله فيه إلي آخر الدهر وعدا مفعولا وقضاء

مقضيا، وقد خاب من افتري، أيها الناس إنا رفعت لنا راية، ومدت لنا غاية، فقيل لنا في الراية: أن ارفعوها (1)، وفي الغاية: أن اجروا إليها ولا تعدوها.

فسمعنا دعوة الداعي ومقالة الواعي، فكم من ناع وناعية لقتلي في الواعية، وبعدا لمن طغي وأدبر وعصي وكذب وتولي، ألا فأدخلوا أيها الناس وبايعوا بيعة هدي، فلا والذي جعل السماء سقفا مكفوفا، والأرض فجاجا سبلا، ما بايعتم بعد بيعة علي بن أبي طالب وآل علي أهدي منها.

ثم نزل ودخل عليه أشراف الكوفة، فبايعوه علي كتاب الله وسنة رسول الله (صلي الله عليه وآله) والطلب بدماء أهل البيت (عليهم السلام) وجهاد المحلين والدفع عن الضعفاء وقتال

1 - في بعض المصادر زيادة: (ولا تضيعوها).

(٣٥٦)

صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، مدينة الكوفة (3)، علي بن أبي طالب (1)، القتل (1)، السجود (1)

من قاتلنا وسلم من سالمنا.

وكان ممن بايعه المنذر بن حسان وابنه حسان، فلما خرجا من عنده إستقبلهما سعيد بن منقذ الثوري في جماعة من الشيعة، فلما رأوهما قالوا: هذان والله من رؤوس الجبارين، فقتلوا المنذر وابنه حسانا، فنهاهم سعيد حتي يأخذوا أمر المختار فلم ينتهوا، فلما سمع المختار ذلك كرهه، وأقبل المختار يمني الناس ويستجر مودة الأشراف ويحسن السيرة.

وقيل له: إن ابن مطيع في دار أبي موسي.

فسكت، لما أمسي بعث له بمائة ألف درهم وقال: تجهز بهذه فقد علمت مكانك، وأنك لم يمنعك من الخروج إلا عدم النفقة، وكان بينهما صداقة.

ووجد المختار في بيت المال تسعة آلاف ألف، فأعطي أصحابه الذين قاتل بهم حين حصر ابن مطيع في القصر وهم ثلاثة (آلاف) (1) وخمسمائة، لكل رجل منهم خمسمائة درهم، وأعطي ستة آلاف من أصحابه أتوه بعدما

أحاط بالقصر وأقاموا معه تلك الليلة وتلك الأيام الثلاثة، مائتين مائتين، واستقبل الناس بخير وجعل الأشراف جلساءه (2).

تفرغ المختار لتتبع قتلة الحسين (عليه السلام) الذين شركوا في دمه، فجد في الأمر وبالغ في النصرة، وتتبع أولئك الأرجاس فقتل ثمانية عشر ألف، ولكثرة الفتك والقتل هرب إلي البصرة من أشراف الكوفة زهاء عشرة آلاف رجل، والتحقوا بمصعب - علي ما حدث الدينوري في الأخبار الطوال (3) - وكان فيهم شبث بن ربعي جاء راكبا بغلة قد قطع ذنبها وقطع أطراف أذنها في قباء مشقوق، وهو ينادي: وا غوثاه.

فقال الأشراف لمصعب: سر بنا إلي محاربة هذا الفاسق الذي هدم دورنا، وأخذوا يحرضونه علي ذلك.

بالرغم من ذلك الجد والجهد شاءت الأقدار أن يحاصره ابن الزبير بقصر الإمارة مع أربعمائة رجل من أصحابه ثلاثة أيام أو أربعين يوما - بعد أن وقعت مقتلة عظيمة

١ - من المصدر.

٢ - الكامل في التاريخ: ٤ / ٢١١ - ٢٢٨، وكذا: مقتل الحسين: لأبي مخنف: ٣٢٧ - ٣٤٤، تاريخ الطبري: ٤ / ٤٩٦ - ٥٠٩.

٣ - الأخبار الطوال: ٣٠٤.

(٣٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (3)، مدينة الكوفة (1)، شبث بن ربعي اليربوعي (1)، مدينة البصرة (1)، القتل (4)، المنع (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

بينهما قتل فيها خلق كثير - حتي فني طعامهم، وكان معه في القصر صاحب رسول الله (صلي الله عليه وآله) أبو الطفيل عامر بن واثلة، ولما اشتد الأمر رمي بنفسه من القصر وأفلت فلم يقتل وقال:

ولما رأيت الباب قد حيل دونه * تكسرت باسم الله فيمن تكسرا

ولأربع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان خرج المختار بمن معه مستميتين، فقتلوا وقتل المختار عند موضع الزياتين، قتله أخوان من بني حنيفة يقال لأحدهما:

طارف، وللآخر طريف ابنا عبد الله بن دجاجة.

وقيل: قتله صراف بن يزيد الحنفي، وجاءا برأسه إلي مصعب بن الزبير، فأجازهما بثلاثين ألف درهم، ثم قطع كفه وسمرها إلي جنب المسجد الأعظم بمسمار حديد، واستمرت علي هذا الحال إلي أن استولي الحجاج، فذكرت له فأنزلها وكفنها ودفنها، ثم بعث مصعب الرأس إلي أخيه عبد الله، فلم يدفع لحامله شيئا وقال له: خذ الرأس جائزتك (1).

يقول ابن الأثير: قيل: إن مصعبا لقي ابن عمر فسلم عليه وقال له: أنا ابن أخيك مصعب.

فقال له ابن عمر: أنت القاتل سبعة آلاف من أهل القبلة في غداة واحدة غير ما بدا لك.

فقال مصعب: إنهم كانوا كفرة فجرة.

فقال: والله لو قتلت عدتهم غنما من تراث أبيك لكان ذلك سرفا.

وقال ابن الزبير لعبد الله بن عباس: ألم يبلغك قتل الكذاب؟

قال: ومن الكذاب؟

قال: ابن أبي عبيدة.

قال: قد بلغني قتل المختار.

قال: كأنك أنكرت تسميته كذابا ومتوجع له؟

قال: ذاك رجل قتل قتلتنا وطلب ثأرنا وشفي غليل صدورنا، وليس جزاؤه منا الشتم والشماتة (2).

١ - تاريخ الطبري: ٥٥٨ - ٥٧٢، البداية والنهاية: ٨ / ٣١٧ - ٣١٨، ذوب النضار: ١٤٩.

٢ - الكامل في التاريخ: ٤ / 278.

(٣٥٨)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، شهر رمضان المبارك (1)، إبن الأثير (1)، عامر بن واثلة (1)، أبو الطفيل (1)، القتل (7)، السجود (1)، الجنابة (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب ذوب النضار لابن نما الحلي (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

حادثة شبيب الخارجي

ولما قتل المختار تتبع مصعب أصحابه بالكوفة،

فقتل من الناهظين معه سبعة آلاف رجل كلهم خرجوا للطلب بدم الحسين (عليه السلام)، ثم بعث علي حرم المختار ودعاهن إلي البراءة منه، ففعلن إلا امرأتان له، إحداهما: أم ثابت بنت سمرة بن جندب الفزاري، وثانيتهما: عمرة ابنة النعمان بن بشير الأنصاري.

قالتا: كيف نتبرأ من رجل يقول: ربي الله، وكان صائما نهاره قائما ليله، قد بذل دمه لله ولرسوله (صلي الله عليه وآله) في طلب قتلة ابن بنت رسول الله وأهله وشيعته، فأمكنه الله منهم حتي شفي النفوس.

فكتب مصعب إلي أخيه عبد الله بخبرهما، فكتب إليه: إن رجعتا عما هما عليه وتبرأتا منه وإلا فاقتلهما.

فعرضهما مصعب علي السيف فرجعت ابنة سمرة بن جندب ولعنته، وتبرأت منه وقالت: لو دعوتني إلي الكفر مع السيف لأقررت، أشهد أن المختار كافر.

وأبت ابنة النعمان بن بشير وقالت: شهادة أرزقها ثم أتركها، كلا إنها موتة ثم الجنة والقدوم علي الرسول وأهل بيته (عليهم السلام)، والله لا يكون أتي مع ابن هند فأتبعه وأترك ابن أبي طالب، اللهم اشهد أني متبعة نبيك وابن بنته وأهل بيته وشيعته.

فأمر بها مصعب فأخرجت إلي ما بين الحيرة والكوفة وقتلت صبرا، وفي قتلها يقول عمر بن أبي ربيعة القرشي:

إن من أعجب العجائب عندي * قتل بيضاء حرة عطبول قتلت هكذا علي غير جرم * إن لله درها من قتيل كتب القتل والقتال علينا * وعلي المحصنات جر الذيول (1).

13 - حادثة شبيب الخارجي (2):

كان أبو الضحاك شبيب بن يزيد بن نعيم بن قيس الشيباني، من أبطال العالم وأحد كبار الثائرين علي بني أمية، كان داهية طماحا إلي السيادة، وإليه تنسب الفرقة

١ - الأخبار الطوال: ٣٠٩، تاريخ اليعقوبي: ٢ / ٢٦٤، تاريخ الطبري: ٤ / ٥٧٤،

تاريخ دمشق: ٦٩ / ٢٩٦ - ٢٩٧، البداية والنهاية: ٨ / ٣١٩.

٢ - انظر ترجمته في: تاريخ اليعقوبي: ٢ / ٢٧٤، شرح نهج البلاغة: ٤ / ٢٢٥، سير أعلام النبلاء: ٤ / ١٤٦ رقم ٥٠، الكني والألقاب: ١ / ١٠٦، الأعلام: ٣ / 156.

(٣٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة الكوفة (2)، بنو أمية (1)، النعمان بن بشير (2)، سمرة بن جندب (1)، القتل (7)، الشهادة (2)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (1)

الشبيبية من فرق النواصب.

قال الجاحظ في نعته: كان يصيح في جنبات الجيش إذا أتاه، فلا يلوي أحد علي أحد، خرج في الموصل مع صالح بن مسرح علي الحجاج الثقفي فقتل صالح ابن مسرح، فنادي شبيب بالخلافة فبايعه نحو 120 رجلا ثم قويت شوكته، فوجه إليه الحجاج خمسة قواد قتلهم واحدا بعد واحد ومزق جموعهم، ثم رحل من الموصل يريد الكوفة، فقصده الحجاج بنفسه - كما ستعرف - فنشبت بينهما معارك فشل فيها الحجاج، فأنجده عبد الملك بجيش من الشام ولي قيادته سفيان بن الأبرد الكلبي، فتكاثر الجمعان علي شبيب، فقتل كثيرون من أصحابه ونجا بمن بقي منهم، فمر بجسر دجيل - في نواحي الأهواز - فنفر به فرسه وعليه الحديد الثقيل من درع ومغفر وغيرهما، فاضطربت الحجر تحته ونزل حافر الفرس علي جرف السفينة فسقط في الماء، فلما سقط قال: ليقضي الله أمرا كان مفعولا، وانغمس في الماء ثم ارتفع وقال: ذلك تقدير العزيز العليم، وغرق (1).

وقيل

في قتله غير ذلك، وكان ذلك سنة 77، وإليك فيما يلي نص الحادثة علي ما ذكره ابن الأثير في حوادث سنة 77:

سار شبيب من سورا فنزل حمام أعين، فدعا الحجاج الحرث بن معاوية الثقفي فوجهه في ناس من الشرط لم يشهدوا يوم عتاب وغيرهم فخرج في نحو ألف، فنزل زرارة فبلغ ذلك شبيبا فجعل إلي الحرث بن معاوية، فلما انتهي إليه حمل عليه فقتله وانهزم أصحابه، وجاء المنهزمون فدخلوا الكوفة، وجاء شبيب فعسكر بناحية الكوفة وأقام ثلاثا فلم يكن في اليوم الأول غير قتل الحرث، فلما كان اليوم الثاني أخرج الحجاج مواليه فأخذوا بأفواه السكك، فجاءه شبيب فنزل السبخة وابتني بها مسجدا، فلما كان اليوم الثالث أخرج الحجاج أبا الورد مولاه عليه تجفاف (2) ومع غلمان له، وقالوا: هذا الحجاج.

فحمل عليه شبيب فقتله، وقال: إن كان هذا الحجاج فقد أرحتكم منه.

ثم أخرج الحجاج غلامه طهمان في مثل تلك العدة والحالة فقتله شبيب،

١ - البيان والتبيين: ١ / ٧١.

٢ - التجفاف: هو شي من سلاح يترك علي الفرس يقيه من الأذي وقد يلبسه الإنسان أيضا.

النهاية لابن الأثير: 1 / 270.

(٣٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، إبن الأثير (2)، الشام (1)، القتل (5)، العزّة (1)

وقال: إن كان هذا الحجاج فقد أرحتكم منه.

ثم إن الحجاج خرج ارتفاع النهار من القصر فطلب بغلا يركبه إلي السبخة، فأتي ببغل فركبه ومعه أهل الشام فخرج، فلما رأي الحجاج شبيبا وأصحابه نزل، وكان شبيب في ستمائة فارس، فأقبل نحو الحجاج، وجعل الحجاج سبرة بن عبد الرحمن بن مخنف علي أفواه السكك في جماعة الناس، ودعا الحجاج بكرسي فقعد عليه ثم نادي: يا أهل الشام أنتم أهل السمع والطاعة واليقين، فلا يغلبن باطل هؤلاء

الأرجاس حقكم، غضوا الأبصار وأجثوا علي الركب واستقبلوهم بأطراف الأسنة.

ففعلوا وأشرعوا الرماح وكأنهم حرة سوداء، وأقبل شبيب في ثلاثة كراديس:

كتيبة معه، وكتيبة مع سويد بن سليم، وكتيبة مع المحلل بن وائل، وقال لسويد:

احمل عليهم في خيلك.

فحمل عليهم، فثبتوا له ووثبوا في وجهه بأطراف الرماح، فطعنوه حتي انصرف هو وأصحابه.

وصاح الحجاج: هكذا فافعلوا، وأمر بكرسيه فقدم، وأمر شبيب المحلل فحمل عليهم، ففعلوا به كذلك، فناداهم الحجاج: هكذا فافعلوا، وأمر بكرسيه فقدم.

ثم إن شبيبا حمل عليهم في كتيبة فثبتوا له وصنعوا به كذلك، فقاتلهم طويلا.

ثم إن أهل الشام طاعنوه حتي ألحقوه بأصحابه، فلما رأي صبرهم نادي: يا سويد احمل عليهم بأصحابك علي أهل هذه السكة، لعلك تزيل أهلها وتأتي الحجاج من ورائه ونحمل نحن عليه من أمامه.

فحمل سويد فرمي من فوق البيوت وأفواه السكك فرجع، وكان الحجاج قد جعل عروة بن المغيرة بن شعبة في ثلاثمائة رجل من أهل الشام ردءا له لئلا يؤتوا من خلفهم، فجمع شبيب أصحابه ليحمل بهم، فقال الحجاج: اصبروا لهذه الشدة الواحدة ثم هو الفتح.

فجثوا علي الركب وحمل عليهم شبيب بجميع أصحابه فوثبوا في وجهه، وما زالوا يطاعنونه ويضاربونه قدما ويدفعونه وأصحابه حتي أجازوهم مكانهم، وأمر شبيب أصحابه بالنزول فنزل نصفهم، وجاء الحجاج حتي انتهي إلي مسجد شبيب

(٣٦١)

صفحهمفاتيح البحث: المغيرة بن شعبة (1)، الشام (4)، السجود (1)، الصبر (1)

ثم قال: يا أهل الشام هذا أول الفتح، وصعد المسجد ومعه جماعة معهم النبل ليرموهم إن دنوا منه، فاقتتلوا عامة النهار أشد قتال رآه الناس، حتي أقر كل واحد من الفريقين لصاحبه.

ثم إن خالد بن عتاب قال للحجاج: ائذن لي في قتالهم فإني موتور.

فأذن له فخرج ومعه جماعة من أهل الكوفة وقصد عسكرهم من

ورائهم، فقتل مصادا أخا شبيب وقتل امرأته غزالة وحرق في عسكره، وأتي الخبر الحجاج وشبيبا فكبر الحجاج وأصحابه، وأما شبيب فركب هو وأصحابه وقال الحجاج لأهل الشام:

احملوا عليهم فإنهم قد أتاهم ما أرعبهم، (فشدوا عليهم) (1) فهزموهم وتخلف شبيب في حامية الناس فبعث الحجاج إلي خيله: أن دعوه، فتركوه ورجعوا، ودخل الحجاج الكوفة فصعد المنبر ثم قال: والله ما قوتل شبيب قبلها، ولي والله هاربا وترك امرأته يكسر في أستها القصب (2).

وقيل في هزيمته غير ذلك، وهو أن الحجاج كان قد بعث إلي شبيب أميرا، فقتله، أحدهما أعين صاحب حمام أعين، ثم جاء شبيب حتي دخل الكوفة ومعه زوجته غزالة - وكانت نذرت أن تصلي في جامع الكوفة ركعتين تقرأ فيهما البقرة وآل عمران - واتخذ في عسكره إخصاصا، فجمع الحجاج ليلا بعد أن لقي من شبيب الناس ما لقوا، فاستشارهم في أمر شبيب فأطرقوا، وفصل قتيبة من الصف فقال:

أتأذن لي في الكلام؟

قال: نعم.

قال: إن الأمير ما راقب الله ولا أمير المؤمنين ولا نصح الرعية.

قال: وكيف ذلك؟

قال: لأنك تبعث الرجل الشريف وتبعث معه رعاعا فينهزمون ويستحي أن ينهزم فيقتل.

قال: فما الرأي؟

قال: الرأي أن تخرج إليه فتحاكمه.

قال: فانظر لي معسكرا.

١ - أثبتناه من المصدر.

٢ - الكامل في التاريخ: ٤ / 425 - 427.

(٣٦٢)

صفحهمفاتيح البحث: مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة الكوفة (3)، الشام (2)، القتل (3)، الركوع، الركعة (1)، السجود (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)

فخرج الناس يلعنون عنبسة بن سعيد، لأنه هو الذي كلم الحجاج فيه حتي جعله من صحابته.

وصلي الحجاج من الغد الصبح واجتمع الناس وأقبل قتيبة وقد رأي معسكرا حسنا، فدخل إلي الحجاج ثم خرج ومعه لواء منشور، وخرج الحجاج يتبعه حتي

خرج إلي السبخة وبها شبيب، وذلك يوم الأربعاء فتواقفوا.

وقيل للحجاج: لا تعرفه مكانه.

فأخفي مكانه وشبه له أبا الورد مولاه، فنظر إليه شبيب فحمل عليه فضربه بعمود فقتله، وحمل شبيب علي خالد بن عتاب ومن معه وهو علي ميسرة الحجاج فبلغ بهم الرحبة، وحمل علي مطر بن ناجية وهو علي ميمنة الحجاج فكشفه، فنزل عند ذلك الحجاج ونزل أصحابه وجلس علي عباءة ومعه عنبسة بن سعيد، فإنهم علي ذلك إذ تناول مصقلة بن مهلهل الضبي لجام شبيب وقال: ما تقول في صالح بن مسرح وبم تشهد عليه؟

قال: أعلي هذه الحال؟

قال: نعم.

قال: فبرئ من صالح.

فقال له مصقلة: برئ الله منك، وفارقه إلا أربعين فارسا.

فقال الحجاج: قد اختلفوا، وأرسل إلي خالد بن عتاب فأتي به في عسكرهم فقاتلهم فقتلت غزالة، ومر برأسها إلي الحجاج مع فارس، فعرفه شبيب فأمر رجلا فحمل علي الفارس فقتله وجاء بالرأس فأمر به فغسل ثم دفنه.

ومضي القوم علي حاميتهم ورجع خالد فأخبر الحجاج بانصرافهم، فأمره باتباعهم فاتبعهم يحمل عليهم، فرجع إليه ثمانية نفر فقاتلوه حتي بلغوا به الرحبة (1).

١ - الكامل في التاريخ: ٤ / 428 - 430.

(٣٦٣)

صفحهمفاتيح البحث: يوم عرفة (1)، عنبسة بن سعيد (2)، الشهادة (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)

حادثة الحجاج وابن الأشعث

14 - حادثة الحجاج وابن الأشعث:

لما فرغ الحجاج وعبد الرحمن بن الأشعث من وقعة يوم الزاوية - وهي الوقعة الشديدة في البصرة التي اقتتل فيها عسكر الحجاج وعسكر ابن الأشعث في المحرم سنة 82، وأسفرت النتيجة عن انهزام عبد الرحمن وجيشه إلي الكوفة - أقام الحجاج أول صفر بالبصرة ثم خرج منها واستعمل عليها الحكم بن أيوب الثقفي حتي دخل الكوفة، وكان قد استعمل عليها عند مسيره إلي

البصرة عبد الرحمن بن عبد الله بن عامر الحضرمي في القصر ووثب أهل الكوفة مع مطر، فأخرج ابن الحضرمي ومن معه من أهل الشام وكانوا أربعة آلاف واستولي مطر علي القصر واجتمع الناس وفرق فيهم مائتي درهم مائتي درهم.

وصل ابن الأشعث إلي الكوفة وكان مطر بالقصر فخرج أهل الكوفة يستقبلونه ودخل الكوفة وقد سبق إليه همدان، فكانوا حوله فأتي القصر فمنعه مطر بن ناجية ومعه جماعة من بني تميم فاصعد عبد الرحمن الناس في السلاليم إلي القصر فأخذوه فأتي عبد الرحمن بمطر بن ناجية فحبسه ثم أطلقه وصار معه، فلما استقر عبد الرحمن بالكوفة اجتمع إليه الناس وقصده أهل البصرة منهم عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة الهاشمي بعد قتاله الحجاج بالبصرة، وقتل الحجاج يوم الزاوية بعد الهزيمة أحد عشر ألفا خدعهم بالأمان، وأمر مناديا فنادي لا أمان لفلان بن فلان فسمي رجالا، فقال العامة: قد أمن الناس فحضروا عنده فأمر بهم فقتلوا (1).

15 - حادثة قنبر مولي علي (عليه السلام):

روي أصحاب السيرة من طرق مختلفة، علي ما يحدثنا المفيد في إرشاده: أن الحجاج بن يوسف الثقفي قال ذات يوم: أحب أن أصيب رجلا من أصحاب أبي تراب فأتقرب إلي الله بدمه.

١ - تاريخ الطبري: ٥ / ١٤٥ - ١٥٥ و ١٨٢، البداية والنهاية: ٩ / ٥٠، تاريخ ابن خلدون: ٣ / 48، تاريخ ابن الأثير: 4 / 467 - 469.

(٣٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب الإرشاد للشيخ المفيد (1)، مدينة الكوفة (7)، مدينة البصرة (3)، عباس بن ربيعة (1)، الشام (1)، القتل (3)، كتاب البداية والنهاية (1)، إبن الأثير (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

حادثة قنبر مولي علي

14 - حادثة

الحجاج وابن الأشعث:

لما فرغ الحجاج وعبد الرحمن بن الأشعث من وقعة يوم الزاوية - وهي الوقعة الشديدة في البصرة التي اقتتل فيها عسكر الحجاج وعسكر ابن الأشعث في المحرم سنة 82، وأسفرت النتيجة عن انهزام عبد الرحمن وجيشه إلي الكوفة - أقام الحجاج أول صفر بالبصرة ثم خرج منها واستعمل عليها الحكم بن أيوب الثقفي حتي دخل الكوفة، وكان قد استعمل عليها عند مسيره إلي البصرة عبد الرحمن بن عبد الله بن عامر الحضرمي في القصر ووثب أهل الكوفة مع مطر، فأخرج ابن الحضرمي ومن معه من أهل الشام وكانوا أربعة آلاف واستولي مطر علي القصر واجتمع الناس وفرق فيهم مائتي درهم مائتي درهم.

وصل ابن الأشعث إلي الكوفة وكان مطر بالقصر فخرج أهل الكوفة يستقبلونه ودخل الكوفة وقد سبق إليه همدان، فكانوا حوله فأتي القصر فمنعه مطر بن ناجية ومعه جماعة من بني تميم فاصعد عبد الرحمن الناس في السلاليم إلي القصر فأخذوه فأتي عبد الرحمن بمطر بن ناجية فحبسه ثم أطلقه وصار معه، فلما استقر عبد الرحمن بالكوفة اجتمع إليه الناس وقصده أهل البصرة منهم عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة الهاشمي بعد قتاله الحجاج بالبصرة، وقتل الحجاج يوم الزاوية بعد الهزيمة أحد عشر ألفا خدعهم بالأمان، وأمر مناديا فنادي لا أمان لفلان بن فلان فسمي رجالا، فقال العامة: قد أمن الناس فحضروا عنده فأمر بهم فقتلوا (1).

15 - حادثة قنبر مولي علي (عليه السلام):

روي أصحاب السيرة من طرق مختلفة، علي ما يحدثنا المفيد في إرشاده: أن الحجاج بن يوسف الثقفي قال ذات يوم: أحب أن أصيب رجلا من أصحاب أبي تراب فأتقرب إلي الله بدمه.

١ - تاريخ الطبري: ٥ / ١٤٥ - ١٥٥

و ١٨٢، البداية والنهاية: ٩ / ٥٠، تاريخ ابن خلدون: ٣ / 48، تاريخ ابن الأثير: 4 / 467 - 469.

(٣٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب الإرشاد للشيخ المفيد (1)، مدينة الكوفة (7)، مدينة البصرة (3)، عباس بن ربيعة (1)، الشام (1)، القتل (3)، كتاب البداية والنهاية (1)، إبن الأثير (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

فقيل له: ما نعلم أحدا كان أطول صحبة لأبي تراب من قنبر مولاه.

فبعث في طلبه فأتي به، فقال له: أنت قنبر؟

قال: نعم.

قال: أبو همدان؟

قال: نعم.

قال: مولي علي بن أبي طالب؟

قال: الله مولاي وأمير المؤمنين علي ولي نعمتي.

قال: أبرأ من دينه.

قال: فإذا برئت من دينه تدلني علي دين غيره أفضل منه؟

قال: إني قاتلك، فاختر أي قتلة أحب إليك.

قال: قد صيرت ذلك إليك.

قال: ولم؟

قال: لأنك لا تقتلني قتلة إلا قتلتك مثلها، ولقد أخبرني أمير المؤمنين (عليه السلام) أن ميتتي تكون ذبحا ظلما بغير حق، قال فأمر به فذبح (١).

وحدث الكشي في رجاله، قال: إن قنبرا مولي أمير المؤمنين (عليه السلام) دخل علي الحجاج بن يوسف فقال له: ما الذي كنت تلي من علي بن أبي طالب؟

فقال: كنت أوضئه.

فقال له: ما كان يقول إذا فرغ من وضوئه؟

فقال: كان يتلو هذه الآية: ﴿فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتي إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين﴾ (2).

فقال الحجاج: أظنه كان يتأولها علينا؟

قال: نعم.

فقال: ما أنت صانع إذا ضربت علاوتك - رأسك -؟

١ - الارشاد: ١ / ٣٢٨.

٢ - سورة الأنعام: ٤٤ - 45.

(٣٦٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام

(3)، كتاب رجال الكشي (1)، علي بن أبي طالب (2)، القتل (3)، الضرب (1)، سورة الأنعام (1)

حادثة كميل بن زياد

قال: إذن أسعد وتشقي. فأمر به (1).

16 - حادثة كميل بن زياد النخعي:

كميل بن زياد بن نهيك بن الهيثم بن سعيد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن سعيد بن مالك بن النخع، من مذحج، وقيل: كميل بن عبد الله، وقيل: ابن عبد الرحمن.

روي عن الإمام علي (عليه السلام)، وعن ابن مسعود، وروي عنه أبو إسحق السبيعي والعباس بن ذريح وعبد الله بن يزيد الصهباني وعبد الرحمن بن عابس والأعمش وغيرهم (2).

قال ابن سعد في الطبقات: شهد مع علي صفين، وكان شريفا مطاعا في قومه، وكان ثقة قليل الحديث (3).

وقال ابن عمار: كان من رؤساء الشيعة (4).

وذكره المدائني في عباد أهل الكوفة (5).

وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج: كان عامل علي (عليه السلام) علي هيت (6).

وقال ابن حجر العسقلاني في الإصابة: أدرك من الحياة النبوية ثمان عشرة سنة (7).

١ - رجال الكشي: ١ / ٢٩٠ رقم ١٣٠.

٢ - انظر: تهذيب الكمال: ٢٤ / ٢١٨ رقم ٤٩٩٦، تهذيب التهذيب: ٨ / ٤٠٢ رقم ٨١٣، تاريخ دمشق: ٥٠ / ٢٤٧ رقم ٥٨٢٩، الإصابة: ٥ / ٤٨٥ رقم ٧٥١٦، ميزان الاعتدال: ٣ / ٤١٥ رقم ٦٩٧٨.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٧٩ - ١٨٠، والظاهر أن كلمة: (ثقة) قد حذفت من هذه الطبعة، ووردت في مصادر كثيرة، راجع مصادر ترجمته.

٤ - الغارات للثقفي: ٥٠ / ٢٥١، وراجع مصادر ترجمته.

٥ - المصدر السابق.

٦ - شرح نهج البلاغة: ١٧ / ١٤٩.

٧ - الإصابة: ٥ / 485 رقم 7516.

(٣٦٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، إبن أبي الحديد

المعتزلي (1)، الحافظ ابن حجر العسقلاني (1)، مدينة الكوفة (1)، عبد الله بن يزيد (1)، مالك بن الحارث (1)، كميل بن زياد (2)، سعيد بن مالك (1)، الشهادة (1)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (1)، كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، دمشق (1)

ولما ولي الحجاج طلب كميل بن زياد فهرب منه فحرم قومه عطاهم، فلما رأي كميل ذلك قال: أنا شيخ كبير وقد نفد عمري ولا ينبغي أن أحرم قومي عطاءهم، فخرج فدفع بيده إلي الحجاج، فلما رآه قال له: لقد كنت أحببت أن أجد عليك سبيلا.

فقال له كميل: لا تصرف علي أنيابك ولا تهر علي، فوالله ما بقي من عمري إلا (كواثل الغبار) (1)، فاقض ما أنت قاض، فإن الموعد الله وبعد القتل الحساب، ولقد أخبرني أمير المؤمنين (عليه السلام) أنك قاتلي.

فقال له الحجاج: الحجة عليك إذن.

فقال له كميل: ذاك إذا كان القضاء إليك.

قال: بلي، قد كنت فيمن قتل عثمان بن عفان، اضربوا عنقه فضربت عنقه (2).

ويقول ابن حجر: أخرج ابن أبي الدنيا من طريق الأعمش قال: دخل الهيثم بن الأسود علي الحجاج فقال له: ما فعل كميل بن زياد؟

قال: شيخ كبير في البيت.

قال: فأين هو؟

قال: ذلك شيخ كبير خرف.

فدعاه، فقال له: أنت صاحب عثمان.

قال: ما صنعت بعثمان.

قال: لطمني فطلبت القصاص فأقادني فعفوت.

قال: فأمر الحجاج بقتله (3).

وكان قتله سنة 82، وقيل: سنة 88 وهو ابن سبعين سنة علي ما يقول ابن حجر في الإصابة عن ابن أبي خيثمة، وقبره عند الثوية معروف يزار ويتبرك به (4).

١ - اختلفت هذه العبارة في المصادر، فوردت: (كواسل الغبار) و

(كواسر الغبار) و (كواهل الغبار) وفي الطبري: (ظم الحمار)، أي: لم يبق من عمره إلا اليسير. الصحاح: ١ / ٦١.

٢ - الارشاد: ١ / ٣٢٧، بحار الأنوار: ٤٢ / ١٤٨ ح ١٢، وراجع مصادر ترجمته.

٣ - الإصابة: ٥ / 486، وكذا: تاريخ دمشق: 12 / 127.

4 - وقبره الآن في محلة حي الحسين (عليه السلام) في محافظة النجف الأشرف.

(٣٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الخليفة عثمان بن عفان (1)، كميل بن زياد (2)، القتل (4)، القصاص (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، دمشق (1)

حادثة سعيد بن جبير

17 - حادثة سعيد بن جبير:

سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي، مولاهم أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله الكوفي، روي عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري، وروي عنه سلمة بن كهيل والأعمش بن السائب والمنهال بن عمرو وغيرهم (1).

قال يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة: كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول: أليس فيكم ابن أم الدهماء، يعني سعيد بن جبير (2).

وقال عمرو بن ميمون عن أبيه: لقد مات سعيد بن جبير وما علي ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلي علمه (3).

قال عثمان بن بوذويه: كنت مع وهب بن منبه وسعيد بن جبير يوم عرفة فقال وهب لسعيد: أبا عبد الله كم لك منذ خفت من الحجاج؟

قال: خرجت من امرأتي وهي حامل فجاءني الذي في بطنها وقد جرح وجهه (4).

وقال هشيم: حدثني عتبة مولي الحجاج قال: حضرت سعيد بن جبير حتي أتي به الحجاج بواسط، فجعل الحجاج يقول له: ألم أفعل بك ألم أفعل بك؟

فيقول: بلي.

قال: فما حملك

علي ما صنعت من خروجك علينا؟

١ - انظر ترجمته في: الطبقات الكبري: ٦ / ٢٥٦، الإمامة والسياسة: ٦٠، حلية الأولياء:

٤ / ٢٧٢، الثقات لابن حبان: ٤ / ٢٧٥، أخبار أصبهان: ١ / ٣٢٤، مشاهير علماء الأمصار: ١٣٣ رقم ٥٩١، سير أعلام النبلاء: ٤ / ٣٢١ رقم ١١٦، رجال ابن داود: ١٠٢ رقم ٦٨٧، خلاصة الأقوال: ١٥٧ رقم ٢، تهذيب الكمال: ١٠ / ٣٥٨ رقم ٢٢٤٥، البداية والنهاية: ٩ / ١١٣، تاريخ ابن خلدون: ٣ / ٦٥، نقد الرجال: ٢ / ٣١٩ رقم ١٢.

٢ - الجرح والتعديل للرازي: ٤ / ٩، تهذيب الكمال: ١٠ / ٣٦٤، سير أعلام النبلاء: ٤ / ٣٢٥، تهذيب التهذيب: ٤ / ١١..

٣ - تهذيب الكمال: ١٠ / ٣٦٤، سير أعلام النبلاء: ٤ / ٣٢٥، تهذيب التهذيب: ٤ / ١٢، البداية والنهاية: ٩ / 116، إسعاف المبطأ للسيوطي: 40.

4 - المصدر السابق، وفي بعضها: (خرج) و (شعر)، بدل: (جرح).

(٣٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (2)، أبو سعيد الخدري (1)، مدينة الكوفة (1)، سعيد بن جبير (6)، يوم عرفة (1)، سلمة بن كهيل (1)، عمرو بن ميمون (1)، وهب بن منبه (1)، يعقوب القمي (1)، الموت (1)، الخوف (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب الجرح والتعديل للرازي (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (3)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)

قال: بيعة كانت علي.

قال: فغضب الحجاج وصفق بيديه وقال: فبيعة أمير المؤمنين كانت أسبق وأولي، وأمر به فضربت عنقه (1).

وقال عمر بن سعيد بن أبي حسين: دعا

سعيد بن جبير ابنه حين دعي ليقتل فجعل ابنه يبكي فقال: ما يبكيك ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة (2)؟

وقال أبو القاسم الطبري: هو ثقة، إمام، حجة علي المسلمين، قتل في شعبان سنة 95 وهو ابن 49 سنة (3).

وقال أبو الشيخ: قتله الحجاج صبرا سنة 95 (4).

وقال ابن حبان في الثقات: كان فقيها، عابدا، فاضلا، ورعا، وكان يكتب لعبد الله بن عتبة بن مسعود حيث كان علي قضاء الكوفة، ثم كتب لأبي بردة بن أبي موسي الأشعري، ثم خرج مع ابن الأشعث في جملة القراء، فلما هزم ابن الأشعث هرب سعيد بن جبير إلي مكة، فأخذه خالد القسري بعد مدة وبعث به إلي الحجاج فقتله الحجاج سنة 95 وهو ابن 49 سنة ثم مات الحجاج بعده بأيام (5).

وقيل: إن قتله كان في آخر سنة أربع وتسعين (6).

يقول ابن الأثير في تاريخه في حوادث 94: قيل: وفي هذه السنة قتل سعيد بن جبير، وكان سبب قتله خروجه مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وكان الحجاج قد جعله علي عطاء الجند حين وجه عبد الرحمن إلي رتبيل (7) لقتاله، فلما خلع عبد الرحمن الحجاج كان سعيد فيمن خلع، فلما هزم عبد الرحمن ودخل بلاد

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٦٥، حلية الأولياء: ٤ / ٢٩٠، تهذيب الكمال: ١٠ / ٣٦٨، سير أعلام النبلاء: ٤ / ٣٢٨، تهذيب التهذيب: ٤ / ١٢، وقال خلف بن خليفة، عن أبيه: فلما بان رأسه قال: لا إله إلا الله لا إله إلا الله، ثم قالها الثالثة فلم يتمها.

٢ - تهذيب الكمال: ١٠ / ٣٧٥، سير أعلام النبلاء: ٤ / ٣٣٣، تهذيب التهذيب: ٤ / ١٢، تذكرة الحفاظ: ١ /

٧٦.

٣ - عنه تهذيب الكمال: ١٠ / ٣٧٦.

٤ - طبقات المحدثين بأصبهان: ١ / ٣١٥، تهذيب التهذيب: ٤ / ١٢.

٥ - الثقات: ٤ / ٢٧٥ - ٢٧٦.

٦ - تهذيب التهذيب: ٤ / 13.

7 - رتبيل: ملك الترك فيما وراء سجستان.

(٣٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، كتاب الثقات لابن حبان (2)، مدينة الكوفة (1)، شهر شعبان المعظم (1)، سعيد بن جبير (2)، إبن الأثير (1)، محمد بن الأشعث (1)، عمر بن سعيد (1)، القتل (6)، الموت (1)، الحج (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، كتاب تذكرة الحفاظ للذهبي (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (3)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)

رتبيل، هرب سعيد إلي أصبهان، فكتب الحجاج إلي عاملها بأخذ سعيد، فخرج العامل من ذلك فأرسل إلي سعيد يعرفه ذلك ويأمره بمفارقته، فسار عنه فأتي أذربيجان فطال عليه القيام، فاغتم بها فخرج إلي مكة فكان بها هو وأناس أمثاله يستخفون فلا يخبرون أحدا أسماءهم، فلما ولي خالد بن عبد الله مكة قيل لسعيد: إنه رجل سوء فلو سرت عن مكة.

فقال: والله لقد فررت حتي استحييت من الله وسيجيئني ما كتب الله لي.

فلما قدم خالد مكة كتب إليه الوليد بحمل أهل العراق إلي الحجاج، فأخذ سعيد بن جبير ومجاهدا وطلق بن حبيب، فأرسلهم إليه فمات طلق بالطريق وحبس مجاهد حتي مات الحجاج، وكان سيرهم مع حرسين فانطلق أحدهما لحاجة وبقي الآخر فقال لسعيد - وقد استيقظ من نومه ليلا -: يا سعيد إني أبرأ إلي الله من دمك إني رأيت في منامي فقيل لي: ويلك تبرأ من دم سعيد بن جبير، فاذهب حيث شئت فإني لا أطلبك.

فأبي سعيد، فرأي ذلك الحرسي مثل تلك الرؤيا ثلاثا، ويأذن لسعيد

في الذهاب وهو لا يفعل، فقدموا به الكوفة فأنزل في داره، وأتاه قراء الكوفة فجعل يحدثهم وهو يضحك وبنية له في حجره، فلما نظرت إلي القيد في رجله بكت.

ثم أدخلوه علي الحجاج فلما أتي به قال: لعن الله ابن النصرانية - يعني خالدا وكان هو أرسله - أما كنت أعرف مكانه، بلي والله والبيت الذي هو فيه بمكة، ثم أقبل عليه فقال: يا سعيد ألم أشركك في إمامتي؟ ألم أفعل؟ ألم أستعملك؟

قال: بلي.

قال: فما أخرجك علي؟

قال: إنما أنا امرؤ من المسلمين يخطئ مرة ويصيب مرة.

فطابت نفس الحجاج ثم عاوده في شيء فقال: إنما كانت بيعة في عنقي.

فغضب الحجاج وانتفخ وقال: يا سعيد ألم أقدم مكة فقتلت ابن الزبير وأخذت بيعة أهلها وأخذت بيعتك لأمير المؤمنين عبد الملك؟

قال: بلي.

قال: ثم قدمت الكوفة واليا فجددت البيعة فأخذت بيعتك لأمير المؤمنين ثانية؟

(٣٧٠)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة مكة المكرمة (6)، مدينة الكوفة (3)، سعيد بن جبير (2)، آذربيجان (1)، خالد بن عبد الله (1)، النوم (1)، البكاء (1)، الموت (1)

قال: بلي.

قال: فتنكث بيعتين لأمير المؤمنين وتوفي بواحدة للحائك ابن الحائك، والله لأقتلنك.

قال: إني إذن لسعيد كما سمتني أمي.

فضربت رقبته، فبدر رأسه عليه كمة بيضاء لاطية (1)، فلما سقط رأسه هلل ثلاثا أفصح بمرة ولم يفصح بمرتين.

فلما قتل التبس عقل الحجاج فجعل يقول: قيودنا قيودنا.

فظنوا أنه يريد القيود، فقطعوا رجلي سعيد من أنصاف ساقيه وأخذوا القيود وكان الحجاج إذا نام يراه في منامه يأخذ بمجامع ثوبه فيقول: يا عدو الله فيما قتلتني؟

فيقول: مالي ولسعيد بن جبير مالي ولسعيد بن جبير.

هذا ما ذكره ابن الأثير في خبر قتله (2).

ولكن ابن قتيبة الدينوري في كتاب الإمامة والسياسة، يذكر لنا وجها آخر

في ذلك فيقول: وذكروا أن مسلمة بن عبد (الملك) (3) كان واليا علي أهل مكة، فبينما هو يخطب علي المنبر إذ أقبل خالد بن عبد الله القسري من الشام واليا عليها فدخل المسجد، فلما قضي مسلمة خطبته صعد خالد المنبر، فلما ارتقي في الدرجة الثالثة تحت مسلمة أخرج طومارا مختوما ففضه ثم قرأه علي الناس فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلي أهل مكة، أما بعد فإني وليت عليكم خالد بن عبد الله القسري فاسمعوا له وأطيعوا، ولا يجعلن امرؤ علي نفسه سبيلا، فإنما هو القتل لا غير، وقد برئت الذمة من رجل آوي سعيد بن جبير والسلام.

ثم التفت إليهم خالد وقال: والذي نحلف به ونحج إليه، لا أجده في دار أحد إلا قتلته وهدمت داره ودار كل من جاوره واستبحت حرمته، وقد أجلت لكم فيه ثلاثة

١ - الكمة اللاطية: القلنسوة الصغيرة المدورة الراخية. الصحاح: ٣ / ١١٥٦ و ٥ / ٢٠٢٤.

٢ - الكامل في التاريخ: ٤ / 580، وكذا ابن سعد في الطبقات: 6 / 265.

3 - في المطبوع: (الله)، وما أثبتناه من المصدر.

(٣٧١)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (2)، سعيد بن جبير (3)، إبن الأثير (1)، خالد بن عبد الله (2)، الشام (1)، القتل (3)، النوم (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)

أيام.

ثم نزل ودعا مسلمة برواحله ولحق بالشام، فأتي رجل إلي خالد فقال له: إن سعيد بن جبير بواد من أودية مكة مختفيا بمكان كذا.

فأرسل خالد في طلبه فأتاه الرسول، فلما نظر إليه الرسول قال: إنما أمرت بأخذك وأتيت لأذهب بك إليه، وأعوذ بالله من ذلك، فالحق بأي بلد شئت وأنا معك.

قال له سعيد بن جبير: ألك

هاهنا أهل وولد؟

قال: نعم.

قال: إنهم يؤخذون وينالهم من المكروه مثل الذي كان ينالنا.

قال الرسول: فإني أكلهم إلي الله.

فقال سعيد: لا يكون هذا.

فأتي به إلي خالد، فشده وثاقا وبعث به إلي الحجاج، فقال له رجل من أهل الشام: إن الحجاج قد أنذر (بك) (1) وأشعر قبلك فما عرض له، فلو جعلته فيما بينك وبين الله لكان أزكي من كل عمل يتقرب به إلي الله.

فقال خالد - وقد كان ظهره إلي الكعبة قد استند إليها -: والله لو علمت أن عبد الملك لا يرضي عني إلا بنقض هذا البيت حجرا حجرا لنقضته في مرضاته.

فلما قدم سعيد علي الحجاج قال له: ما اسمك؟

قال: سعيد.

قال: ابن من؟

قال: ابن جبير.

قال: بل أنت شقي ابن كسير.

قال سعيد: أمي أعلم باسمي واسم أبي.

قال الحجاج: شقيت وشقيت أمك.

قال سعيد: الغيب يعلمه غيرك.

قال الحجاج: لأوردنك حياض الموت.

1 - في المطبوع: (به)، وما أثبتناه من المصدر.

(٣٧٢)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، سعيد بن جبير (2)، الشام (2)، الكراهية، المكروه (1)، الموت (1)

قال سعيد: أصابت إذن أمي اسمي.

فقال الحجاج: لأبدلنك بالدنيا نارا تلظي.

قال سعيد: ولو أني أعلم أن ذاك بيدك لاتخذتك إلها.

قال الحجاج: فما قولك في محمد؟

قال سعيد: نبي الرحمة ورسول رب العالمين إلي الناس كافة بالموعظة الحسنة.

فقال الحجاج: فما قولك في الخلفاء؟

قال سعيد: لست عليهم بوكيل، كل امرئ بما كسب رهين.

قال الحجاج: أشتمهم أم امدحهم؟

قال سعيد: لا أقول ما لا أعلم، إنما استحفظت أمر نفسي.

قال الحجاج: أيهم أعجب إليك؟

قال: حالاتهم يفضل بعضهم علي بعض.

قال الحجاج: صف لي قولك في علي، أفي الجنة هو أم في النار؟

قال سعيد: لو دخلت الجنة فرأيت أهلها علمت، ولو رأيت من في النار علمت، فما سؤالك عن غيب قد حفظ

بالحجاب؟

قال الحجاج: فأي رجل أنا يوم القيامة؟

فقال سعيد: أنا أهون علي الله من أن يطلعني علي الغيب.

قال الحجاج: أبيت أن تصدقني.

قال سعيد: بل لم أرد أن أكذبك.

فقال الحجاج: فدع عنك هذا كله، أخبرني مالك لم تضحك قط؟

قال: لم أر شيئا يضحكني، وكيف يضحك مخلوق من طين والطين تأكله النار ومنقلبه إلي الجزاء، واليوم يصبح ويمسي في الابتلاء.

قال الحجاج: فأنا أضحك.

فقال سعيد: كذلك خلقنا الله أطوارا.

قال الحجاج: هل رأيت شيئا من اللهو؟

قال: لا أعلمه.

فدعا الحجاج بالعود والناي، قال: فلما ضرب بالعود ونفخ في الناي بكي سعيد.

(٣٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الكسب (1)، الضرب (1)

قال الحجاج: ما يبكيك؟

قال: يا حجاج ذكرتني أمرا عظيما، والله لا شبعت ولا رويت ولا اكتسيت ولا زلت حزينا لما رأيت.

قال الحجاج: وما كنت رأيت هذا اللهو؟

فقال سعيد: بل هذا والله (الحزن) (1)، أما هذه النفخة فذكرتني يوم النفخ في الصور، وأما هذا المصران فمن نفس ستحشر معك يوم الحساب، وأما هذا العود فنبت بحق وقطع لغير حق.

فقال الحجاج: أنا قاتلك.

قال سعيد: قد فرغ من تسبب موتي.

قال الحجاج: أنا أحب إلي الله منك.

قال سعيد: لا يقدم أحد علي ربه حتي يعرف منزلته منه، والله بالغيب أعلم.

قال الحجاج: كيف لا أقدم علي ربي في مقامي هذا وأنا مع إمام الجماعة وأنت مع إمام الفرقة والفتنة.

قال سعيد: ما أنا بخارج عن الجماعة ولا أنا براض عن الفتنة، ولكن قضاء الرب نافذ لا مرد له.

قال الحجاج: كيف تري ما نجمع لأمير المؤمنين؟

قال سعيد: لم أر.

فدعا الحجاج بالذهب والفضة والكسوة والجوهر فوضع بين يديه.

قال سعيد: هذا حسن إن قمت بشرطه.

قال الحجاج: وما شرطه؟

قال: أن تشتري له بما تجمع الأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة، وإلا فإن كل

مرضعة تذهل عما أرضعت، ويضع كل ذي حمل حمله، ولا ينفعه إلا ما طاب منه.

قال الحجاج: فتري جمعنا طيبا؟

قال: برأيك جمعته وأنت أعلم بطيبه.

قال الحجاج: أتحب أن لك منه شيئا؟

1 - في المطبوع: (الخرق)، وما أثبتناه من المصدر.

(٣٧٤)

صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الحزن (1)، الفزع (1)، الجماعة (2)، الخرق (1)

قال: لا أحب ما لا يحب الله.

قال الحجاج: ويلك.

قال سعيد: الويل لمن زحزح عن الجنة فأدخل النار.

قال الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه.

قال: إني أشهدك يا حجاج أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، استحفظ كهن يا حجاج حتي ألقاك.

فلما أدبر ضحك، قال الحجاج: ما يضحكك يا سعيد؟

قال: عجبت من جرأتك علي الله وحلم الله عليك.

قال الحجاج: إنما أقتل من شق عصا الجماعة ومال إلي الفرقة التي نهي الله عنها، اضربوا عنقه.

قال سعيد: حتي أصلي ركعتين، فاستقبل القبلة وهو يقول: ﴿وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أ نا من المشركين﴾ (١).

قال الحجاج: اصرفوه عن القبلة إلي قبلة النصاري الذين تفرقوا واختلفوا بغيا بينهم فإنه من حزبهم.

فصرف عن القبلة، فقال سعيد: ﴿فأينما تولوا فثم وجه الله﴾ (2) الكافي بالسرائر.

قال الحجاج: لم نوكل بالسرائر وإنما وكلنا بالظواهر.

قال سعيد: اللهم لا تترك له ظلمي واطلبه بدمي واجعلني آخر قتيل يقتل من أمة محمد.

فضربت عنقه، ثم قال الحجاج: هاتوا من بقي من الخوارج.

فقرب إليه جماعة فأمر بضرب أعناقهم، وقال: ما أخاف إلا دعاء من هو في ذمة الجماعة من المظلومين، فأما أمثال هؤلاء فإنهم ظالمون حين خرجوا من جمهور المسلمين وقائد سبيل المتوسمين.

وقال قائل: إن الحجاج لم يفرغ من قتله حتي خولط في عقله وجعل يصيح:

قيودنا قيودنا، يعني القيود التي كانت في رجل سعيد

بن جبير.

١ - سورة الأنعام: ٧٩.

٢ - سورة البقرة: ١١٥.

(٣٧٥)

صفحهمفاتيح البحث: سعيد بن جبير (1)، الخوارج (1)، القتل (3)، الظلم (1)، الركوع، الركعة (1)، الشراكة، المشاركة (1)، الجماعة (2)، سورة الأنعام (1)، سورة البقرة (1)

حادثة زيد بن علي الشهيد

ويقال: متي كان الحجاج يسأل عن القيود أو يعبأ بها، وهذا يمكن القول فيه لأهل الأهواء في الفتح والاغلاق (1).

18 - حادثة زيد الشهيد صليب الكناسة:

كانت كنية زيد التي يعرف بها، أبا الحسين، أحد أولاده، وهو ذو الدمعة، وعلي هذا مشهور المؤرخين وأرباب السير والتراجم (2)، وقد نشأ في حجر أبيه السجاد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وتخرج عليه وعلي الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام)، ومنهم أخذ لطائف المعارف وأسرار الأحكام، فأفحم العلماء وأكابر المناظرين من سائر الملل والأديان، ولا بدع ممن تخرج من مدرسة الإمامة وتربي في جامعة النبوة، أن كانت له في حلبة العلم والعرفان مواقف محمودة ومناظرات مشهودة.

وكان عنده ما تحمله آباؤه الهداة من سرعة الجواب والوضوح في البيان ممزوجا ببراعة في الخطاب، فبلغ من ذلك كله مقاما لم يترك لأحد ملتحدا عن الإذعان له بالعبقرية والنبوغ، حتي أنك تجد المتنكبين عن خطة آبائه (عليهم السلام) لم تدع لهم الحقيقة من ندحة عن الاعتراف بفضله الظاهر، فهذا أبو حنيفة يقول: شاهدت زيد بن علي كما شاهدت أهله، فما رأيت في زمانه أفقه منه ولا أسرع جوابا ولا أبين قولا (3).

وينفي الشعبي أن تلد النساء مثل زيد في الفقه والعلم (4).

وأما الحافظ ابن شبة، وابن حجر الهيثمي، والذهبي، وابن تيمية، فكلماتهم

١ - الإمامة والسياسة: ٦٠ - ٦٣.

٢ - انظر ترجمته في: الطبقات الكبري: ٥ / ٣٢٥، تاريخ الطبري: ٥ / ٤٨١، مقاتل الطالبيين:

٨٦، الارشاد للمفيد: ١ / ١٧١، تهذيب الكمال: ١٠ / ٩٥ رقم ٢١٢٠، تاريخ دمشق: ١٩ / ٤٥٠ رقم ٢٣٤٤، سير أعلام النبلاء: ٥ / ٣٨٩ رقم ١٧٨، تهذيب التهذيب: ٣ / ٣٦٢ رقم ٧٦٩.

٣ - الخطط المقريزية: ٤ / ٣٠٧، الأعلام: ٣ / 59.

4 - المصدر السابق.

(٣٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، إبن حجر الهيثمي (1)، علي بن الحسين (1)، ابن تيمية (1)، زيد بن علي (1)، الشهادة (1)، كتاب الإرشاد للشيخ المفيد (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (1)

تشهد بأنه من أكابر العلماء وأفاضل أهل البيت في العلم والفقه (1).

ومن عثرنا علي كلامه من أصحابنا الإمامية، وجدناه مصرحا بفضله في العلم وتبصره بالمناظرات.

وكان عمر بن موسي الوجيهي يقول: رأيت زيد بن علي (رضي الله عنه) فما رأيت أحدا يفضله في معرفة الناسخ والمنسوخ والمتشابه من الكتاب المجيد (2).

وفي حديث أبي خالد الواسطي: صحبت زيدا بالمدينة خمس سنين، كل سنة أقيم شهرا وقت الحج ولم أفارقه حتي أقدم الكوفة، فما رأيت مثله في العلم، فلذا اخترت صحبته (3).

ويشهد لذلك كله حديث أبي غسان الأزدي قال: قدم زيد بن علي الشام أيام هشام بن عبد الملك، فما رأيت رجلا أعلم بكتاب الله منه، ولقد حبسه هشام خمسة أشهر وهو يقص علينا ونحن معه في الحبس تفسير سورة الحمد وسورة البقرة هذ ذلك هذا (4)، وذكر الكتاب فقال فيه: واعلموا رحمكم الله أن القرآن والعمل به يهدي للتي هي أقوم، لأن الله شرفه وكرمه ورفعه وعظمه، وسماه روحا ورحمة وشفاء وهدي

ونورا، وقطع منه بمعجز التأليف أطماع الكائدين، وأبانه بعجيب النظم عن حيل المتكلفين، وجعله متلوا ومسموعا لا تمجه الآذان، وغضا لا يخلق من كثرة الرد، وعجيبا لا تنقضي عجائبه، ومفيدا لا تنفد فوائده، والقرآن علي أربعة أوجه: حلال وحرام لا يسع الناس جهله، وتفسير لا يعلمه إلا العلماء، وعربية تعرفها العرب، وتأويل لا يعلمه إلا الله، وهو ما يكون مما لم يكن.

واعلموا رحمكم الله أن للقرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلقا، فظهره تنزيله، وبطنه تأويله، وحده فرائضه وأحكامه، ومطلقه ثوابه وعقابه.

وقد كان زيد بن علي مصدرا لجمع كثير من حملة الآثار وعليه معولهم، لما عرفوا منه غزارة في العلم ونزاهة في التحمل والنشر، أمثال ابنه يحيي، ومحمد بن

١ - انظر: تاريخ الإسلام: ٨ / ١٠٥، ومنهاج السنة: ١ / ٣٥.

٢ - الفهرست للشيخ الطوسي: ١٨٦ رقم ٧، وفيه: وما رأيت أعلم بكتاب الله عزوجل وناسخه ومنسوخه ومشكله واعرابه منه.

٣ - الروض النضير: ١ / ١٢٨.

٤ - الهذ: سرعة القراءة. لسان العرب: ٣ / 517.

(٣٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، هشام بن عبد الملك (1)، زيد بن علي (2)، عمر بن موسي (1)، القرآن الكريم (2)، الشام (1)، الحج (1)، الجهل (1)، الشهادة (1)، التاريخ الإسلامي (1)، الشيخ الطوسي (1)

مسلم، ومحمد بن بكير، وعبيد الله بن صالح، وهاشم بن الزبير، وأبي جعفر بن أبي زياد الأحمر، وأبي الجارود زياد بن المنذر، وكثير بن طارق، وعمر بن موسي ابن الوجهي، وعبيد الله بن أبي العلاء، ورزين بياع الأنماط، وأبان بن عثمان الأجلح، والفضيل، وعمر بن خالد، والزهري، والأعمش، وسعيد بن خيثم، وإسماعيل السدي، وزبيد اليامي، وزكريا بن زائدة، وعبد

الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، وابن أبي الزناد، وشعبة.

وفي التحفة الاثني عشرية لعبد العزيز الدهلوي: أن أبا حنيفة أخذ العلم والطريقة من الإمام الباقر ومن الصادق (عليهما السلام) ومن عمه زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام) (1).

وفي الروض النضير: تلمذ أبو حنيفة علي زيد مدة سنتين ولم يمنعه من التجاهر بذلك إلا سلطان بني أمية، وكان سلمة بن كهيل ويزيد بن أبي زياد وهارون ابن سعيد وأبو هاشم الرماني وحجاج بن دينار في عدد كثير من فقهاء الكوفة، يأتون إلي زيد ويأخذون منه العلم والفقه، وكانوا علي رأيه (2).

وتروي الزيدية: أن جماعة كثيرة روت الحديث عن زيد، ذكر أسماءهم في الروض ج 1 ص 62.

وعن تهذيب الكمال للحافظ المزي: أن آدم بن عبد الله الخثعمي وإسحق بن سالم وبسام الصيرفي وراشد بن سعد الصائغ وزياد بن علاقة وعبد الله بن عمرو بن معاوية، حملوا الحديث عن زيد (3).

وهؤلاء غير رجالات أهل البيت الهاشمي، كإبراهيم بن الحسن المثني وأخيه الحسن المثلث والحسين ابن الإمام زين العابدين (عليه السلام) وعبيد الله وعبد الله ابني محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فإنهم كانوا يأتون إليه ويأخذون منه العلم والحديث (4).

وقد كان لزيد الشهيد المثل الأعلي للفضائل بعد الأئمة الهداة (عليهم السلام)، فقد

١ - التحفة الاثني عشرية: ٨، طبع بمبي.

٢ - الورض النضير: ١ / ٦٦.

٣ - تهذيب الكمال: ١٠ / 96.

4 - الروض النضير: 1 / 65.

(٣٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن

ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (2)، مدينة الكوفة (1)، يزيد بن أبي زياد (1)، رزين بياع الأنماط (1)، عبيد الله بن صالح (1)، إبراهيم بن الحسن (1)، عبد الله بن عمرو (1)، هاشم الرماني (1)، بنو أمية (1)، أبان بن عثمان (1)، زياد بن المنذر (1)، حجاج بن دينار (1)، سلمة بن كهيل (1)، كثير بن طارق (1)، سعيد بن خيثم (1)، زيد بن علي (1)، عمر بن موسي (1)، عمر بن خالد (1)، عبد العزيز (1)، محمد بن عمر (1)، الشهادة (1)

احتذي مثال آبائه في كثرة العبادة والاستغفار والتفكر في آلاء الله وصنائعه، فطار صيته بذلك واشتهر بأنه حليف القرآن والعبادة (1).

قال أبو الجارود: قدمت المدينة فجعلت كلما أسأل عن زيد قيل لي: ذاك حليف القرآن، ذاك أسطوانة المسجد، من كثرة صلاته (2).

ويقول أبو حنيفة حينما يسئل عنه: هو حليف القرآن منقطع القرين (3).

وفي كلام الفخري والذهبي والشبلنجي وأحمد بن حميد: أنه من أكابر الصلحاء وأعاظم أهل البيت عبادة وزهدا وورعا ودينا وخضوعا (4).

وكان زيد الشهيد معروفا بفصاحة المنطق، وجزالة القول، والسرعة في الجواب، وحسن المحاضرة، والوضوح في البيان، والإيجاز في تأدية المعاني علي أبلغ وجه، وكان كلامه يشبه كلام جده علي بن أبي طالب (عليه السلام) بلاغة وفصاحة (5).

فلا بدع إذن إن عده الجاحظ من خطباء بني هاشم (6)، ووصفه أبو إسحق السبيعي والأعمش بأنه أفصح أهل بيته لسانا وأكثرهم بيانا (7).

ويشهد له: أن هشام بن عبد الملك لم يزل منذ دخل زيد الكوفة، يبعث الكتاب إثر الكتاب إلي عامله بالعراق، يأمره بإخراج زيد من الكوفة ومنع الناس من حضور مجلسه، لأنه الجذاب للقلوب بعلمه الجم وبيانه السهل، وأن

له لسانا أقطع من السيف وأحد من شبا الأسنة، وأبلغ من السحر والكهانة، ومن النفث في العقد (8).

وجوابه لهشام بن عبد الملك يوم قال له: بلغني أنك تذكر الخلافة وتتمناها ولست هناك وأنت ابن أمة، شاهد عدل علي تلك الدعوي التي لم تقع محل التشكيك، فلقد بان عليه في ذلك المجلس المحتشد بوجوه أهل الشام العجز

١ - راجع المصدر السابق.

٢ - سر السلسلة العلوية: ٥٧، مقاتل الطالبيين: ٨٨، الارشاد: ٢ / ١٧٢.

٣ - الخطط المقريزية: ٤ / ٣٠٧.

٤ - انظر: نور الأبصار للشبلنجي: ٤٠٢، والحدائق الوردية: ١ / ١٣٨.

٥ - الحدائق الوردية: ١ / ١٣٨.

٦ - البيان والتبيين: ١ / ١٩٠.

٧ - الخطط المقريزية: ٤ / ٣٠٧.

٨ - تاريخ الطبري: ٥ / 482، نور الأبصار للشبلنجي: 84.

(٣٧٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (2)، هشام بن عبد الملك (2)، أبو الجارود (1)، بنو هاشم (1)، القرآن الكريم (3)، الشام (1)، الشهادة (2)، البعث، الإنبعاث (1)، السجود (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (2)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

والانقطاع (1).

كان السبب الوحيد الدافع للشهيد زيد علي النهضة هو (2): تنبيه الأمة علي زلات ولاة الأمر، وتعريفهم مضار تلك السطوة الغاشمة وذلك الحكم الجائر، ولولا نهضة الهاشميين في سائر الأنحاء والأزمان لذهب الدين الحنيف الذي لاقي المتاعب صادعة، وكابد في تأييده كل شدة إدراج المنكرات، وذلك النهوض الباهر أفاد الأمة شعورا وإحساسا بما عليه القوة العادية من الأخذ بالمشاق والحكم بالشفاعات، كما عرفهم الصالح للقيام بتلك الوظيفة التي لا يقوم بها إلا نبي أو وصي نبي، ولا شك في محبوبية ذلك القيام

للأئمة الأطهار (3)، لما فيه من فوائد ومنافع أهمها إبقاء الناس علي موالاتهم واعتقاد تقدمهم ومظلوميتهم، وإليه يشير الإمام الصادق (عليه السلام) بقوله: «خير الناس بعدنا من ذاكر بأمرنا ودعا إلي ذكرنا» (4).

وكون زيد قاصدا تلك الغاية فشئ لا ينكر، خصوصا بعدما نقرأ في حديث أهل البيت المتواتر: «إنما دعا إلي الرضا من آل محمد ولو ظفر لوفي بما دعا إليه، إنما خرج إلي سلطان مجتمع لينقضه» (5).

وقوله لجابر بن عبد الله الأنصاري: إني شهدت هشاما ورسول الله يسب عنده، فوالله لو لم يكن إلا أنا وآخر لخرجت عليه (6).

تعرفنا هذه المصارحة مقاصده العالية، ونيته الحسني في أمة جده واسترجاع الإمامة إلي أهلها، تراجمة الوحي ومصدر الحكم والأسرار، فلقد تلاعب الأمويون بالدين الإسلامي تلاعب الصبيان بالأكر.

لم يوقفه عن الإصحار بالحقيقة كل ما كان يلاقيه من الذل والهوان من هشام بن

١ - تاريخ الطبري: ٥ / ٤٨٦، العقد الفريد: ٤ / ٣٢، شرح نهج البلاغة: ٣ / ٣٨٦.

٢ - انظر: عيون أخبار الرضا: ٢ / ٢٢٥، الارشاد: ٢ / ١٧١، وسائل الشيعة: ١٥ / ٥٣.

٣ - عن عباد بن صهيب عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: دخل زيد بن علي علي أخيه أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فلما رآه تلا هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله) ثم قال: أنت والله يا زيد من أهل ذلك. الروض النضير: ١ / ٥٥.

٤ - أمالي الطوسي: ٢٢٤ ح ٤٠، بشارة المصطفي: ١٧٥ ح ١٤٧، وعنه في البحار.

٥ - الكافي: ٨ / ٢٦٤ ح ٣٨١، وسائل الشيعة: ١٥ / ٥٠ ح ١.

٦ - الكافي: ٨ / ٣٩٥ ح ٥٩٣، كشف الغمة: ٢ / ٣٥٣،

بحار الأنوار: ٤٦ / 192 ح 59.

(٣٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، الدولة الأموية (1)، جابر بن عبد الله (1)، السب (1)، الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب كشف الغمة للإربلي (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (2)، كتاب بحار الأنوار (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، عباد بن صهيب (1)، زيد بن علي (1)

عبد الملك، فإنه كان يقيم بالشام الأيام المتطاولة، وفي كل يوم يطلب الإذن من هشام ليرفع إليه القصص، وفيها الشكايات من سوء معاملة عماله معه، فلم يأذن له، في حين أنه يشاهد الإذن للأذناب ومن لاحظ له في العلم والعرفان، وإذا أذن له أمر أهل المجلس بالتضايق وعدم التوسع له، لئلا يظهر للناس كلامه وحسن بيانه، ولكن لم يمنعه ذلك من الجواب وأداء المقصود والرد عليه، فكان يسمع هشاما من الكلام ما هو أحد من السيف وأنفذ من السهم (1).

قال هشام لزيد في جملة تلك الأيام - وقد احتشد المجلس بأهل الشام -: ما يصنع أخوك البقرة.

فغضب زيد حتي كاد يخرج من إهابه وقال: سماه رسول الله (صلي الله عليه وآله) الباقر وأنت تسميه البقرة لشد ما اختلفتما، لتخالفه في الآخرة كما خالفته في الدنيا فيرد الجنة وترد النار.

فانقطع هشام عن الجواب وبان عليه العجز ولم يستطع دون أن صاح بغلمانه:

أخرجوا هذا الأحمق المائق، فأخذه الغلمان بيده فأقاموه (2).

وفي حديث عبد الأعلي الشامي: أن زيدا بن علي لما قدم الشام ثقل ذلك علي هشام، لما كان فيه من حسن الخلق وحلاوة اللسان، فشكا ذلك إلي مولي

له.

فقال: ائذن للناس إذنا عاما وأحجب زيدا، ثم ائذن له في آخر الناس، فإذا دخل عليك وسلم فلا ترد عليه، ولا تأمره بالجلوس، فإذا رأي أهل الشام هذا سقط من أعينهم.

ففعل بكل ما أشار عليه، أذن للناس وحجبه ثم أذن له في آخر الناس، ولما دخل عليه قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فلم يرد عليه.

فقال: السلام عليك يا أحول، فإنك تري نفسك أهلا لهذا الاسم.

فقال له هشام: بلغني أنك تذكر الخلافة وتتمناها ولست هناك وأنت ابن أمة.

فقال له زيد: إن الأمهات لا يقعدن بالرجال عن الغايات، وقد كانت أم إسماعيل

١ - الارشاد: ٢ / ١٧٢، روضة الواعظين: ٢٧٠، الكامل في التاريخ: ٥ / ٢٣١، كشف الغمة: ٢ / ٢٤١.

٢ - عيون الأخبار لابن قتيبة: ١ / ٣١٢، سر السلسلة العلوية: ٣٣، مناقب آل أبي طالب: ٣ / ٣٢٨، شرح نهج البلاغة: ٣ / 286.

(٣٨١)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الشام (4)، الشهادة (1)، كتاب روضة الواعظين (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (1)، كتاب مناقب آل أبي طالب عليه السلام (1)

أمة لأم إسحق، فلم يمنعه ذلك أن بعثه الله نبيا وجعله أبا للعرب وأخرج من صلبه خير الأنبياء محمدا (صلي الله عليه وآله)، وأخرج من إسحق القردة والخنازير وعبدة الطاغوت (1).

فغضب هشام وأمر بضربه ثمانين سوطا (2).

فخرج زيد من المجلس وهو يقول: لن يكره قوم حر السيوف إلا ذلوا.

فحملت كلمته إلي هشام فعرف أنه خارج عليه، فقال: ألستم تزعمون أن أهل هذا البيت قد بادوا، فلعمري ما انقرض من مثل هذا خلفهم (3).

وتمثل زيد هذين البيتين:

إن المحكم ما

لم يرتقب حسدا * لو يرهب السيف أو وخز القنا (هتفا) من عاذ بالسيف لاقي فرجة عجبا * موتا علي عجل أو عاش فانتصفا (4).

وتمثل بهذه الأبيات أيضا (5):

شرده الخوف وأزري به * كذاك من يطلب حر الجلاد منخرق الكفين يشكو (الوجي) * تنكبه أطراف مر حداد قد كان في الموت له راحة * والموت حتم في رقاب العباد إن يحدث الله له دولة * يترك آثار العدي كالرماد (6).

لما ولي يوسف بن عمر الثقفي العراق لهشام بن عبد الملك، أخذ يحاسب خالد بن

١ - العقد الفريد: ٢ / ٣٨١، تاريخ دمشق: ١٩ / ٤٧١، وفيه: أنه خرج من مجلسه وأنشأ يقول:

مهلا بني عمنا عن نحت أثلتنا * سيروا رويدا كما كنتم تسيرونا لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم * وأن نكف الأذي عنكم وتؤذونا الله يعلم أنا لا نحبكم * ولا نلومكم ألا تحبونا كل امرئ مولع في بغض صاحبه * نحمد الله نقلوكم وتقلونا.

٢ - تذكرة الخواص: ٣٣٣.

٣ - سر السلسة العلوية: ٥٨، عمدة الطالب: ٢٥٦.

٤ - تاريخ دمشق: ١٩ / ٤٦٧، سير أعلام النبلاء: ٥ / ٣٩٠، وفي المطبوع: (صفا)، وما أثبتناه من المصادر.

٥ - مروج الذهب: ٢ / ١٨١.

٦ - العقد الفريد: ١ / ٣٢، تاريخ اليعقوبي: ٢ / 326، مروج الذهب: 2 / 181، تاريخ دمشق: 66 / 346، وفي المطبوع: (الجوي)، وما أثبتناه من المصادر، والوجي: الحفا.

(٣٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، هشام بن عبد الملك (1)، الموت (1)، الخوف (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الكراهية، المكروه (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (2)، دمشق (3)

عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز البجلي ثم

القسري علي بيت المال، وكان قبله واليا علي العراق فحبسه وعذبه، فادعي خالد أنه اشتري أرضا بالمدينة من زيد بن علي (رضي الله عنه) بعشرة آلاف دينار، فكتب يوسف بن عمر إلي هشام بذلك، فاستحضر زيدا وسأله عن الأرض، فأنكر واستحلفه فحلف له فخلي سبيله.

وكتب يوسف بن عمر كتابا ثانيا، يقول فيه: إن خالدا ادعي أنه أودع مالا جزيلا عند زيد بن علي، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، وداود بن علي بن عبد الله ابن العباس بن عبد المطلب، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وأيوب ابن سلمة بن عبد الله بن العباس بن الوليد المخزومي.

فكتب هشام إلي عامله بالمدينة أن يحمل إليه الجماعة، فحملهم إليه مكرهين، ولما اجتمعوا عند هشام سألهم عن المال فأنكروا فاستحلفهم فحلفوا، وأقر بعضهم بأنه لم يستفد من خالد سوي الجائزة.

فقال لهم هشام: إنا باعثون بكم إلي يوسف بن عمر ليجمعكم مع خالد.

فقال زيد: نشدتك بالله يا هشام والرحم أن لا تبعث بنا إليه فإنا نخاف أن يتعدي علينا.

فقال: كلا أنا باعث معكم رجلا من الحرس يأخذه بذلك.

فبعث هشام بهم إلي العراق، واجتنب أيوب بن سلمة لخؤلته، فقدموا علي يوسف بن عمر فسألهم عن المال فأنكروا، ثم قال زيد: كيف يودعني خالد المال وهو يشتم آبائي علي منبره.

فأخرج خالدا إليهم وقال له: هؤلاء الذين ادعيت عندهم.

فاعترف بأنه لم يكن له عندهم شيء، فغضب يوسف وقال: أفبي تهزأ أم بأمير المؤمنين؟ وضربه حتي خشي عليه الهلاك.

فقال زيد لخالد: ما الذي دعاك إلي ذلك؟

قال: شدة العذاب ورجوت به الفرج (1).

أقام الشهيد زيدا بالكوفة أياما بعد أن وضح حاله للوالي وعرف براءته من تلك التهمة، ثم قفل راجعا

إلي المدينة، وفي القادسية أو الثعلبية لحقه جماعة من أهل

١ - مقاتل الطالبيين: ٩٠ - ٩١، تاريخ الطبري: ٥ / 482 - 483 العقد الفريد: 4 / 32.

(٣٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، عبد الله بن عباس (1)، دولة العراق (2)، مدينة الكوفة (1)، عبد الرحمن بن عوف (1)، العباس بن عبد المطلب (1)، عبد الله بن يزيد (1)، علي بن أبي طالب (1)، علي بن عبد الله (1)، سعد بن إبراهيم (1)، زيد بن علي (1)، أسد بن كرز (1)، محمد بن عمر (1)، الفرج (1)، الهلاك (1)، الشهادة (1)، العذاب، العذب (1)، الجماعة (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

الكوفة واستجاروا به من جور الأمويين وظلمهم الفاحش، وطلبوا منه المصير إلي بلادهم، وقالوا له: نحن أربعون ألفا نضرب بأسيافنا دونك، وليس من عندنا من أهل الشام إلا عدة وبعض قبائلها يكفيهم بإذن الله تعالي، وأعطوه العهود والمواثيق أن لا يخذلوه.

فقال لهم: إني أخاف أن تفعلوا معي كفعلكم مع أبي وجدي.

فحلفوا له بالأيمان المغلظة علي أن يجاهدوا بين يديه.

فلما عزم علي موافقتهم عرفه جماعة ممن يمحضه الود والنصيحة غدر أهل الكوفة، وأنهم لا ثبات لهم في قول ولا عمل، لما أجاب أهل الكوفة ورجع إليها عظم ذلك علي صحبه وأهل بيته، فبالغوا في تخويفه وعرفوه عواقب هذا الوفاق لما عليه أولئك الخونة من الشقاق والميل إلي الأطماع، وأول من حذره داود بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، وكان مع زيد بالثعلبية، قال له: لا يغروك هؤلاء من نفسك، أليس قد خذلوا من كان أعز عليهم منك؟ جدك علي بن

أبي طالب (عليه السلام) حتي قتل والحسن (عليه السلام) من بعده، بايعوه ثم وثبوا عليه فانتزعوه رداءه من عنقه وانتهبوا فسطاطه وجرحوه؟ أوليس قد أخرجوا جدك الحسين (عليه السلام) وحلفوا له بأوكد الأيمان ثم خذلوه وأسلموه ثم لم يرضوا بذلك حتي قتلوه؟ فلا ترجع معهم.

فقال كل من حضر من أهل الكوفة: إن هذا لا يريد أن تظهر أنت، ويزعم أنه وأهل بيته أحق بهذا الأمر منكم.

فقال زيد لداود: إن معاوية كان يقاتل عليا (عليه السلام) بذهابه، وأن الحسين (عليه السلام) قاتله يزيد والأمر عليهم مقبل.

فقال له داود: إني لخائف إن رجعت إليهم أن لا يكون أحد أشد عليك منهم، ومضي داود إلي المدينة ورجع زيد إلي الكوفة (1).

دخل زيد الكوفة في شهر شوال سنة 120، وقيل: سنة 119، فأقام بالكوفة خمسة عشر شهرا وفي البصرة شهرين (2) فأخذت الشيعة وغيرهم من المحكمة (3)

١ - مقاتل الطالبيين: ٩١، تاريخ الطبري: ٥ / ٤٨٨، الخطط المقريزية: ٤ / ٣١٠.

٢ - عمدة الطالب: ٢٥٦.

3 - المحكمة: هم الخوارج سموا بذلك لقولهم: لا حكم إلا لله.

(٣٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، أبو طالب عليه السلام (1)، عبد الله بن عباس (1)، الدولة الأموية (1)، مدينة الكوفة (7)، شهر شوال المكرم (1)، يوم عرفة (1)، مدينة البصرة (1)، الشام (1)، العزّة (1)، النّهب (1)، القتل (2)، النصح (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، الخوارج (1)

تختلف إليه يبايعونه، فبلغ ديوانه خمسة وعشرين ألفا، وقيل: أربعين ألفا.

وقال أبو معمر: بلغ ثمانين ألفا كلهم من أهل الكوفة (1)، وبايعه من أهل المدائن والبصرة وواسط

والموصل والجزيرة والري وخراسان وجرجان خلق كثير (2)، وفيمن بايعه من أهل الكوفة: نصر بن خزيمة العبسي، ومعاوية بن إسحاق ابن زيد بن حارث الأنصاري، وحجية بن الأجلح الكندي، وكان نصر علي إحدي مجنبتيه، وكان معمر بن خيثم وفضيل الرسان يدخلان الناس عليه وعليهم براقع لئلا يعرف موضع زيد (3).

وبايعه من فقهاء الكوفة وقضاتها ومحدثيها عدد كثير، نذكر بعضا ممن وقفنا عليه كمثل يتعرف منه القراء أن الشهيد زيد لم يتبعه سواد الناس ومن لا معرفة له بمقاصد الرجال الناهضين، بل الذين اتبعوه مع هؤلاء خواص الناس ومن لهم المعرفة التامة بالسبب الدافع لزيد علي هذه النهضة الهاشمية التي لم يقصد بها إلا إحياء السنة وإقامة العدل، وإليك أسماء من بايعه من الفقهاء:

1 - عبد الله بن شبرمة بن الطفيل، من بني ضبة، كان فقيها، شاعرا، تابعيا، تقلد القضاء للمنصور علي سواد الكوفة، توفي بالكوفة سنة 144 (4).

2 - الأعمش، سليمان بن مهران، أحد أعلام الشيعة بالكوفة، روي في فضل الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) عشرة آلاف حديث، ولد سنة 60 وتوفي سنة 148 (5).

١ - الروض النضير: ١ / ٧٥.

٢ - تاريخ الطبري: ٥ / ٤٩١، سر السلسلة العلوية: ٥٨، مقاتل الطالبيين: ٩١، الخطط المقريزية: ٤ / ٣١٠، عمدة الطالب: ٢٥٦، وفي أكثر المصادر: (خمسة عشر) بدل: (خمسة وعشرين).

٣ - تاريخ الطبري: ٥ / ٥٠٢، الروض النضير: ١ / ٧٥.

٤ - انظر ترجمته في: الطبقات الكبري: ٦ / ٣٥٠، التاريخ الكبير: ٥ / ١١٧ رقم ٣٤٩، تاريخ خليفة: ٢٨٣، تهذيب الكمال: ١٥ / ٧٦ رقم ٢٣٢٨، معرفة الثقات: ٢ / ٣٣ رقم ٩٠١، مشاهير علماء الأمصار: ٢٦٥ رقم ١٣٣٣، تهذيب التهذيب: ١٢

/ ٣٢٩.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٤٢، طبقات خليفة: ٢٧٨، التاريخ الكبير: ٤ / ٣٧ رقم ١٨٨٦، معرفة الثقات: ١ / ٤٣٢ رقم ٦٧٦، الثقات لابن حبان: ٤ / ٣٠٢، تهذيب التهذيب: ٤ / ١٩٥ رقم ٢٨٦، تذكرة الحفاظ: ١ / ١٥٤ رقم ١٤٩، سير أعلام النبلاء: ٦ / ٢٢٦ رقم ١١٠، ميزان الاعتدال: ٢ / 224 رقم 3517.

(٣٨٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (6)، عبد الله بن شبرمة (1)، سليمان بن مهران (1)، معمر بن خيثم (1)، خراسان (1)، الشهادة (1)، الإقامة (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (1)، كتاب طبقات خليفة لخليفة بن خياط العصفري (1)، كتاب تذكرة الحفاظ للذهبي (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب الثقات لابن حبان (3)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (2)، كتاب تاريخ الطبري (2)

3 - مسعر بن كدام، من بني صعصعة، من مشاهير رواة الحديث في الكوفة، كان يبسط له في المسجد الأعظم لبد (1) يجلس عليه يحدث، طلبه المنصور للقضاء فأبي، ومات سنة 152 ولم يتول شيئا من ذلك (2).

4 - قيس بن الربيع الأسدي، كان من فقهاء الكوفة، ولكثرة أحاديثه وسماعه الحديث قيل له: الحوال، قال أبو الوليد: كتبت عن قيس ستة آلاف حديث، توفي بالكوفة سنة 168 (3).

5 - الحسن بن عمارة البجلي، مولي لهم، تولي قضاء بغداد، وتوفي سنة 153 (4).

6 - أبو حصين عثمان بن عاصم بن حصين، من بني جشم، كان من المحدثين بالكوفة، مات سنة 128 (5).

وهؤلاء الستة نص علي بيعتهم لزيد وأخذهم برأيه وتنشيط الناس علي متابعته، (حميد بن أحمد) في الحدائق الوردية (6).

١ - اللبد: الصوف. الصحاح:

٢ / ٥٣٣.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٦٤، التاريخ الكبير: ٨ / ١٣ رقم ١٩٧١، معرفة الثقات: ٢ / ٢٧٤ رقم ١٧١٠، تهذيب الكمال: ٢٧ / ٤٦١ رقم ٥٩٠٦، تهذيب التهذيب: ١٠ / ١٠٢ رقم ٢١٠، سير أعلام النبلاء: ٧ / ١٦٣ رقم ٥٥.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٧٧، طبقات خليفة: ٢٨٧، التاريخ الكبير: ٧ / ١٥٦ رقم ٧٠٤، معرفة الثقات: ٢ / ٢٢٠ رقم ١٥٣٠، تهذيب الكمال: ٢٤ / ٢٥ رقم ٤٩٠٣.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٦٨، التاريخ الكبير: ٢ / ٣٠٣ رقم ٢٥٤٩، تاريخ بغداد: ٧ / ٣٥٦ رقم ٣٨٧٠، تهذيب الكمال: ٦ / ٢٦٥ رقم ١٢٥٢، ميزان الاعتدال: ١ / ٥١٣ رقم ١٩١٨، تهذيب التهذيب: ٢ / ٢٦٣ رقم ٥٣٢.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٢١، طبقات خليفة: ٢٧٠، التاريخ الكبير: ٦ / ٢٤٠ رقم ٢٢٧٧ معرفة الثقات: ٢ / ١٢٩ رقم ١٢١٣، تاريخ دمشق: ٣٨ / ٣٩٧ رقم ٤٦٠٧، تهذيب الكمال:

١٩ / ٤٠١ رقم ٣٨٢٨، سير أعلام النبلاء: ٥ / ٤١٢ رقم ١٨٢.

٦ - الحدائق الوردية في أحوال الأئمة الزيدية، للفقيه أبي عبد الله حسام الدين حميد بن أحمد المحلي الهمداني المعروف بالقاضي الشهيد، وفي المطبوع: (أحمد بن حميد)، وما أثبتناه من المصدر. انظر: الذريعة: ٦ / ٢٩١ رقم ١٥٦٢ و ٢٠ / ١٩٤ رقم ٢٥٤٠، معجم المؤلفين: ٤ / 84.

(٣٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (4)، قيس بن الربيع (1)، أبو الوليد (1)، مدينة بغداد (1)، مسعر بن كدام (1)، الموت (1)، السجود (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب طبقات خليفة لخليفة بن خياط العصفري (2)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (4)، كتاب الثقات لابن حبان (3)، كتاب

الطبقات الكبري لإبن سعد (4)، دمشق (1)، الشهادة (1)

7 - يزيد بن أبي زياد القرشي، الهاشمي، مولاهم، كان أحد أعلام الشيعة بالكوفة، مات سنة 137 (1).

8 - هارون بن سعيد العجلي، ويقال: الجعفي، الأعور، الفقيه، كان من حملة الآثار في الكوفة، عده ابن معين من غلاة الشيعة (2).

9 - حجاج بن دينار كان كثير الرواية، أخذ عنه العلماء والمحدثون (3).

10 - أبو هاشم الرماني، اسمه يحيي بن دينار، من الفقهاء التابعين (4).

11 - منصور بن المعتمر، يكني أبا عتاب، كان رفيعا عاليا في الشيعة، كثير الحديث، توفي سنة 132، ولاه يزيد بن عمر القضاء، فجلس للناس وتقدموا إليه فجعل يقول: لا أحسن، حتي عزل (5).

12 - أبو اليقظان عثمان بن عمير، الثقفي، الكوفي، البجلي، قال ابن معين: كان غاليا في التشيع، مؤمنا بالرجعة، يكتب حديثه، مات ما بين العشرين والثلاثين بعد المائة (6).

13 - سفيان الثوري، نسبة إلي ثور بن عبد مناة، سمي بذلك لأنه نزل جبل ثور الذي به الغار، كان من أعيان فقهاء الكوفة ورواة الحديث، استقضاه المهدي علي

١ - تهذيب الكمال: ٣٢ / ١٣٥ رقم ٦٩٩١، سير أعلام النبلاء: ٦ / ١٢٩ رقم ٤١، تهذيب التهذيب: ١١ / ٢٨٧ رقم ٥٣١.

٢ - تهذيب التهذيب: ١١ / ٦ رقم ٩.

٣ - التاريخ الكبير للبخاري: ٢ / ٣٧٥ رقم ٢٨٢٠، الثقات لابن حبان: ٦ / ٢٠٥، تهذيب الكمال: ٥ / ٤٣٥ رقم ١١١٨، سير أعلام النبلاء: ٧ / ٧٧ رقم ٣٣.

٤ - الطبقات الكبري: ٧ / ٣١٠، تاريخ ابن معين: ١ / ٣٦٩، التاريخ الكبير: ٩ / ٩٢ رقم ٩٩١، تهذيب الكمال: ٣٤ / ٣٦٢ رقم ٧٦٨٠، ميزان الاعتدال: ٤ / ٥٨١ رقم ١٠٦٨٦.

٥

- الطبقات الكبري: ٦ / ٣٣٧، تاريخ ابن معين: ١ / ٢٥٠ رقم ١٦٤٥، تاريخ خليفة: ٣٢٦ التاريخ الكبير: ٧ / ٣٤٦ رقم ١٤٩١، الثقات لابن حبان: ٧ / ٤٧٣، تهذيب الكمال: ٢٨ / ٥٤٦ رقم ٦٢٠١، تهذيب التهذيب: ١٠ / ٢٧٧ رقم ٥٤٧.

٦ - الجرح والتعديل: ٦ / ١٦١ رقم ٨٨٤، تهذيب الكمال: ١٩ / ٤٦٩ رقم ٣٨٥١، تهذيب التهذيب: ٧ / 132 رقم 293.

(٣٨٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، يزيد بن أبي زياد (1)، هاشم الرماني (1)، أبو اليقظان (1)، سفيان الثوري (1)، منصور بن المعتمر (1)، حجاج بن دينار (1)، الموت (2)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (4)، كتاب الثقات لابن حبان (2)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (2)

الكوفة فامتنع، وتولاه شريك بن عبد الله النخعي فقال الشاعر:

تحرز سفيان (وفر) بدينه * وأمسي شريك مرصدا للدراهم (1) مات بالبصرة سنة 161، وكان مختفيا من السلطان، قال في الروض النضير: بايع زيدا علي الخروج، ولما بلغه قتل زيد قال: لقد بذل مهجته لربه وقام بالحق لخالقه ولحق بالشهداء المرزوقين من آبائه (2).

14 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي الأنصاري، كان من أصحاب الرأي، تولي قضاء الكوفة وأقام حاكما 33 سنة، ولي لبني أمية ثم لبني العباس، ومات علي القضاء سنة 148 وله 74 سنة (3).

15 - زبيد بن الحارث اليامي، نسبة إلي يام بطن من همدان، كان من الشيعة المحدثين في الكوفة ومن التابعين (4).

16 - الحسن بن (سعد) الفقيه، كان راوية للحديث في الكوفة (5).

17 - هلال بن (حباب) (6)، كان عالما، فاضلا، راويا، تولي قضاء المدائن، ومات بها سنة 144.

ذكر بيعة هؤلاء أبو الفرج في المقاتل (7).

١ - انظر: تفسير الثوري:

٢٥، السنن الكبري للبيهقي: ١٠ / ٩٩، وفي المطبوع:

(وفاز)، وما أثبتناه من المصادر.

٢ - الروض النضير: ١ / ٥٥.

وانظر: الطبقات الكبري: ٦ / ٣٧١، معرفة الثقات: ١ / ٤٠٧ رقم ٦٢٥، تهذيب الكمال: ١١ / ١٥٤ رقم ٢٤٠٧، سير أعلام النبلاء: ٧ / ٢٢٩ رقم ٨٢.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٥٨، معرفة الثقات: ٢ / ٨٦ رقم ١٠٧٢، تهذيب الكمال: ٢٥ / ٦٢٢ رقم ٥٤٠٦، ميزان الاعتدال: ٣ / ٦١٣ رقم ٧٨٢٥، تهذيب التهذيب: ٩ / ٢٦٨ رقم ٥٠٣.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٠٩، التاريخ الكبير: ٣ / ٤٥٠ رقم ١٤٩٩، معرفة الثقات: ١ / ٣٦٧ رقم ٤٩١، الثقات لابن حبان: ٦ / ٣٤١، مشاهير علماء الأمصار: ٢٦٣ رقم ١٣٢٢، سير أعلام النبلاء: ٥ / ٢٩٦ رقم ١٤١، ميزان الاعتدال: ٢ / ٦٦ رقم ٢٨٢٩.

٥ - مقاتل الطالبيين: ١٠٠، وفي المطبوع: (سعيد)، وما أثبتناه من المصدر.

٦ - في المطبوع: (خباب)، وما أثبتناه من المصدر.

٧ - مقاتل الطالبيين: ٩٨ - 101، تسمية من عرف ممن خرج مع زيد بن علي من أهل العلم ونقلة الآثار والفقهاء.

(٣٨٨)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي الأنصاري (1)، مدينة الكوفة (4)، بنو عباس (1)، شريك بن عبد الله (1)، بنو أمية (1)، الفرج (1)، القتل (1)، الشراكة، المشاركة (1)، الهلال (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (2)، كتاب تفسير الثوري لسفيان الثوري (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (2)، كتاب الثقات لابن حبان (4)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (3)، زيد بن علي (1)

18 - سليمان بن خالد بن دهقان بن نافلة، مولي عفيف بن معدي كرب، عم الأشعث بن قيس لأبيه، وأخوه لأمه أبو الربيع

بن الأقطع، كان سليمان من رجال الشيعة ومحدثيها، روي الحديث عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق (عليهما السلام)، خرج مع زيد ولم يخرج من أصحاب أبي جعفر (عليه السلام) معه غيره، ولما أسر أتي به إلي يوسف بن عمر الثقفي، فقطع يده، فقيل له: الأقطع.

مات في حياة الصادق (عليه السلام) فتوجع لفقده، ودعا لولده وأوصي بهم أصحابه، وكان لسليمان كتاب رواه عن عبد الله بن مسكان (1).

هذا ما وقفنا عليه من موافقة فقهاء الكوفة علي هذه النهضة التي ذكرت الناس جور الخلفاء، ولم يمنع أولئك الفقهاء من الخروج معه إلا تخاذل الناس عنه وخوف السلطان، وكان الأعمش يقول: لولا ضرارة بي لخرجت معه، والله ليخذلنه أهل العراق وليسلمنه كما فعلوا بجده وعمه (2).

لم يزل هشام بن عبد الملك منذ عرف بقاء زيد في الكوفة، يبعث إلي العامل يوسف بن عمر الثقفي الرسل والكتب، يستحثه فيها علي إخراج زيد من الكوفة، لئلا يبايعه أهلها، فإنه الجذاب للقلوب بعلمه وورعه ولسانه ونسبه.

وبعد أن وقف الوالي علي الكتب وفهم رأي الخليفة، طلب زيدا طلب الخرزة، وكتب إلي عامله علي الكوفة - الحكم بن الصلت من آل بني عقيل - وهو يومئذ بالحيرة يأمره بطلب زيد، فخفي علي الحكم موضعه، فدس مملوكا خراسانيا ألكن (3) وأعطاه خمسة آلاف درهم وأمره أن يلطف ببعض الشيعة فيخبره أنه قدم من خراسان حبا لأهل البيت وأن معه مالا يريد أن يقويهم به.

فلم يزل المملوك يلقي الشيعة ويخبرهم عن المال الذي معه، حتي أدخلوه علي زيد فسلمه المال ثم خرج من عنده وأعلم يوسف بن عمر بموضعه (4).

١ - رجال النجاشي: ١٨٣، رجال الطوسي: ٢ / ٦٤٤ رقم ٦٦٤، الجرح والتعديل

للرازي:

٤ / ١٣١ رقم ٥٧٠، الثقات لابن حبان: ٨ / ٢٨٠.

٢ - الروض النضير: ١ / ٥٥.

٣ - اللكنة: عجمة في اللسان وعي. الصحاح: ٦ / ٢١٩٦.

٤ - انظر: مقتل الحسين لأبي مخنف: ٣١، أنساب الأشراف: ٧٩، تاريخ الطبري: ٤ / ٢٧٠، مقاتل الطالبيين: ٦٤، الارشاد: ٢ / ٤٥، روضة الواعظين: ١٧٤، إعلام الوري: ١ / ٤٣٩، مثير الأحزان: ٢١.

(٣٨٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (4)، عبد الله بن مسكان (1)، هشام بن عبد الملك (1)، الحكم بن الصلت (1)، سليمان بن خالد (1)، أبو الربيع (1)، خراسان (1)، البعث، الإنبعاث (1)، المنع (1)، الوصية (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب روضة الواعظين (1)، كتاب إعلام الوري بأعلام الهدي (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (1)، كتاب رجال الطوسي للشيخ الطوسي (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، كتاب الجرح والتعديل للرازي (1)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، كتاب مثير الأحزان (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

وجاء سليمان بن سراقة البارقي إلي يوسف بن عمر ودله علي رجلين يختلفان إلي زيد وقد بايعاه، يقال لأحدهما: عامر، وللآخر: طعمة من بني تميم ابن أخت لبارق، وأن زيدا نازل فيهم، فبعث يوسف عليهما فجيء بهما ولم يوجد زيد في منزلهما ولما كلمهما استبان له أمر زيد وأصحابه، فأمر بالرجلين فضربت أعناقهما.

لما عرف زيد من يوسف بن عمر التطلب له والإستبحاث عن أمره وتتبع شيعته، وبلغه خبر الرجلين اللذين أخذا وقتلا، خاف علي نفسه أن يؤخذ غيلة، فتعجل الخروج قبل الأجل الذي كان بينه وبين

الأمصار، وأمر من ثبت معه بالتهيؤ والاستعداد، وكان ظهوره بالكوفة ليلة الأربعاء أول ليلة من صفر سنة (122) (1)، ونص أبو الفرج في المقاتل: أنه خرج ليلة الأربعاء لسبع بقين من المحرم (2)، وإذا لاحظنا ما أثبته من استدامة الحرب يومين فقط، وأنه قتل يوم الجمعة من صفر، يتبين الخطأ في ذلك الحكم.

قال ابن جرير الطبري: جمع الحكم بن الصلت أهل الكوفة في المسجد الأعظم قبل خروج زيد، وبعث إلي العرفاء والشرط والمناكب والمقاتلة فحصرهم في المسجد، ومكث الناس ثلاثة أيام وثلاث ليالي في المسجد الأعظم يؤتي إليهم بالطعام والشراب من منازلهم، ونادي مناديه: ألا إن أمير المؤمنين يقول: من أدركنا زيدا في رحله فقد برئت منه الذمة.

وكان يومئذ علي ربع المدينة إبراهيم بن عبد الله بن جرير البجلي، وعلي ربع مذحج وأسد عمرو بن أبي بذل العبدي، وعلي ربع كندة وربيعة المنذر بن محمد ابن الأشعث بن قيس الكندي، وعلي ربع تميم وهمدان محمد بن مالك الهمداني ثم الخيواني.

في يوم الثلاثاء قبل خروج زيد، أمر الحكم بن الصلت بدروب السوق فغلقت وغلقت أبواب المسجد علي أهل الكوفة، وبعث إلي يوسف بن عمر وهو بالحيرة يعلمه الحال، فأمر يوسف مناديه فنادي في أصحابه: من يأتي الكوفة ويقترب من

١ - انظر: تاريخ الطبري: ٥ / ٤٩٩، وفي المطبوع: (١١١)، وما أثبتناه من المصدر.

٢ - مقاتل الطالبيين: ٩٢.

(٣٩٠)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (4)، إبراهيم بن عبد الله (1)، أشعث بن قيس الكندي (1)، مالك الهمداني (1)، الحكم بن الصلت (2)، المنذر بن محمد (1)، الفرج (1)، القتل (1)، السجود (3)، الخوف (1)، الحرب (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

هؤلاء القوم، فركب جعفر

بن العباس الكندي في خمسين فارسا حتي انتهي إلي جبانة سالم السلولي، فعرف موضعهم ورجع إليه (1).

وفي ليلة الأربعاء أول ليلة من صفر، طلبوا زيدا في دار معاوية بن إسحاق بن زيد ابن حارثة الأنصاري فلم يجدوه، لأنه خرج من دار معاوية في ليلة شديدة البرد والظلمة، وأصحابه يستضيئون بالهرادي يشعلون فيها النار، وما زالوا علي هذا الحال طول ليلهم وشعارهم كأصحاب بدر: يا منصور أمت.

وفي صباح يوم الأربعاء، خرج يوسف بن عمر إلي تل قريب من الحيرة، فنزل عليه ومعه جماعة من كبار قريش وأشراف الناس، وبعث الريان بن سلمة الأراشي في ألفين وثلاثمائة من القيقانية (2) معهم النشاب، قوة لصاحب شرطته العباس بن سعيد المزني، وفي هذا اليوم بعث زيد القاسم بن كثير بن يحيي بن صالح بن يحيي ابن عزيز بن عمرو بن مالك بن خزيمة التنعي (3) ثم الحضرمي، ورجلا آخر يقال له:

صدام، يناديان بشعارهما: يا منصور أمت، فالتقيا مع جعفر بن العباس الكندي في صحراء عبد القيس واقتتلا معهم، فقتل صدام وارتث القاسم فأسر وجئ به إلي ابن الصلت، فكلمه فلم يرد عليه، فأمر به فضربت عنقه علي باب القصر، فقالت ابنته سكينة ترثيه:

عين جودي لقاسم بن كثير * بدرور من الدموع غزير أدركته سيوف قوم لئام * من أولي الشرك والردي والشرور سوف أبكيك ما تغني حمام * فوق غصن من الغصون نضير لم يواف زيدا ممن بايعه في هذا اليوم غير مائتين وثمانية عشر رجلا، فقال زيد:

سبحان الله أين الناس؟

قيل: إنهم محصورون في المسجد الأعظم.

قال: والله ما هذا لمن بايعنا بعذر.

وسمع نصر بن خزيمة النداء، فأقبل إليه ولقي عمرو بن عبد الرحمن صاحب

١ - تاريخ الطبري: ٥ /

٤٩٩.

٢ - نسبة إلي قيقان وهي بلاد قرب طبرستان. معجم البلدان: ٤ / 423.

3 - هكذا أورده في الطبري، وفي المقاتل: (التبعي)، والتبعي نسبة إلي بني تنع بطن من همدان، وقيل: نسبة إلي تنعة مدينة قرب حضرموت.

(٣٩١)

صفحهمفاتيح البحث: القتل (1)، السجود (1)، كتاب معجم البلدان (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

شرطة الحكم بن الصلت في خيله من جهينة عند دار الزبير بن حكيمة في الطريق الخارج إلي مسجد بني عدي، فقال نصر بن خزيمة: يا منصور أمت.

فلم يرد عليه شيئا، فحمل عليه نصر وأصحابه فقتل عمرو بن عبد الرحمن وانهزم من كان معه، وأقبل نصر إلي زيد، فالتقي معه في جبانة الصائدين، وفيها خمسمائة من أهل الشام فحمل عليهم زيد فيمن معه فهزمهم، وتحت زيد برذون بهيم اشتراه رجل من بني نهد بن كهمس بن مروان النجاري بخمسة وعشرين دينارا ثم صار بعد زيد إلي الحكم بن الصلت، وانتهي زيد إلي باب رجل من الأزد يقال له:

أنس بن عمرو، وكان ممن بايعه، فناداه زيد: يا أنس اخرج إلي رحمك الله فقد جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.

فلم يخرج إليه، فقال زيد: ما أخلفكم فقد فعلتموها الله حسيبكم.

ومضي زيد حتي انتهي إلي الكناسة، وكان بها جماعة من أهل الشام، فحمل عليهم وهزمهم ثم خرج حتي أتي الجبانة، وكانت فيما بين الحيرة والكوفة، ويوسف بن عمر علي تل قريب من الحيرة معه من قريش وأشراف الناس نحو مائتي رجل، فيهم حزام بن مرة المزني وزمزم بن سليم الثعلبي، ولو أقبل علي يوسف لقتله، وكان الريان بن سلمة يتبع أثر زيد في أهل الشام فمانعه عن التوجه نحو يوسف بن عمر، فأخذ زيد علي مصلي خالد بن

عبد الله القسري حتي دخل الكوفة وقد انشعب أصحابه لما قصد الجبانة، فذهب بعضهم نحو جبانة مخنف بن سليم ثم تراجعوا إلي جبانة كندة، وبينا هم يسيرون إذ طلعت عليهم خيل أصحاب يوسف بن عمر فلما رأوهم دخلوا زقاقا ونجوا منهم إلا رجلا دخل مسجدا يصلي فيه ركعتين، وبعد أن فرغ خرج إلي أصحاب يوسف وقاتلهم فتكاثروا عليه وصرعوه وحمل عليه رجل بعمود فقتله، وخرج أولئك النفر الذين دخلوا الزقاق وقاتلوا أصحاب يوسف بن عمر فاقتطع أهل الشام منهم رجلا دخل دار عبد الله بن عوف فهجموا عليه وأسروه وأتوه به إلي يوسف بن عمر فقتله.

ولما دخل زيد الكوفة أشار عليه نصر بن خزيمة بالتوجه نحو المسجد الأعظم لاجتماع الناس فيه.

فقال له زيد: إنهم فعلوها حسينية.

فقال نصر: أما أنا فأضربن معك بسيفي هذا حتي أقتل.

(٣٩٢)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، خالد بن عبد الله (1)، الحكم بن الصلت (2)، أنس بن عمرو (1)، الشام (4)، الثعلبي (1)، الباطل، الإبطال (2)، القتل (1)، الركوع، الركعة (1)، السجود (2)

وبينا يسير زيد نحو المسجد الأعظم، إذ طلع عليه عبيد الله بن العباس الكندي في أهل الشام والتقي معه علي باب عمر بن سعد بن أبي وقاص، فأراد الحملة عبيد الله وتكعكع مولاه سلمان وبيده اللواء، فصاح به: احمل يا بن الخبيثة.

فحمل عليهم ولم ينصرف حتي خضب اللواء بالدم، وضرب واصل الحناط عبيد الله وقال: خذها وأنا الغلام الحناط، فلم تعمل فيه شيئا.

وقال عبيد الله: قطع الله يدي إن أكلت بقفيز أبدا.

ثم ضرب الحناط فلم يصنع شيئا واشتد القتال بينهم، ولكثرة من قتل من أصحاب عبيد الله فر بمن بقي معه وانتهي إلي دار عمرو بن حريث، وكانت في السبخة

قريبة من المسجد الأعظم، وأقبل زيد بأصحابه وانتهي إلي باب الفيل، فأدخل أصحابه راياتهم من فوق الأبواب وهم يقولون: يا أهل المسجد أخرجوا إلي العز، اخرجوا إلي الدين والدنيا، فإنكم لستم في دين ولا دنيا.

فأشرف عليهم أهل الشام يرمونهم بالحجارة من فوق المسجد.

وفي عشية الأربعاء انصرف الريان بن سلمة إلي الحيرة، وخرج زيد فيمن معه فنزل دار الرزق، فأتاه الريان بن سلمة وقاتله هناك قتالا شديدا، فخرج بعض أصحاب الريان وقتل منهم كثير وفر الباقون، فتبعهم أصحاب زيد من دار الرزق حتي انتهوا إلي المسجد، ورجع أهل الكوفة عشية الأربعاء بأسوأ حال.

وفي صباح يوم الخميس الثاني من صفر، بعث يوسف بن عمر العباس بن سعيد المزني صاحب شرطه في جماعة من أصحابه، فأتوا زيدا وهو في دار الرزق، فاقتتلوا هناك والطريق متضايق بخشب كثير للنجار، وعلي ميمنة زيد وميسرته نصر بن خزيمة العبسي ومعاوية بن إسحاق الأنصاري، فصاح العباس بأصحابه: الأرض الأرض.

فنزلوا عن خيولهم واشتد القتال، فضرب نائل بن فروة نصر بن خزيمة علي فخذه وضربه نصر فقتله، ولم يلبث نصر أن مات، وقتل في هذه الصدمة من أصحاب العباس بن سعيد نحو من سبعين رجلا وفر الباقون، وفي عشية الخميس عبأ يوسف بن عمر أصحابه وسيرهم إلي زيد فاقتتلوا، ثم كشفهم زيد إلي السبخة

(٣٩٣)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن سعد لعنه الله (1)، مدينة الكوفة (1)، عبيد الله بن العباس (1)، عمرو بن حريث (1)، الشام (2)، الرزق (2)، القتل (5)، الموت (1)، الضرب (1)، السجود (5)

واشتد القتال فيها، فكانت الدبرة (1) علي أصحاب يوسف بن عمر، وتبعهم زيد بمن معه حتي أخرجهم إلي بني سليم وطاردهم في خيله ورجاله فأخذوا طريق المسناة، ثم ظهر لهم

فيما بين بارق ورؤاس (2) فقاتلهم، وصاحب لوائه عبد الصمد ابن أبي مالك بن مسروح من بني سعد بن زيد حليف العباس بن عبد المطلب، وكان مسروح السعدي متزوجا صفية بنت العباس بن عبد المطلب، وتمثل زيد يوم السبخة بأبيات ضرار بن الخطاب الفهري التي قالها يوم الخندق (3):

مهلا بني عمنا ظلامتنا * إن بنا سورة من القلق لمثلكم نحمل السيوف ولا * نغمز أحسابنا من الرقق إني لأنمي إذا انتميت * إلي عز عزيز ومعشر صدق بيض سباط كأن أعينهم * تكحل يوم الهياج بالعلق.

وفي حديث محمد بن فرات الكوفي: كان الناس ينظرون إلي زيد يقاتل يوم السبخة وعلي رأسه سحابة صفراء تدور معه حيثما دار (4).

وبينا زيد يقاتل أصحاب يوسف بن عمر، إذ انفصل رجل من كلب علي فرس له رائع وصار بالقرب من زيد، فشتم الزهراء فاطمة (عليها السلام)، فغضب زيد وبكي حتي ابتلت لحيته والتفت إلي من معه وقال: أما أحد يغضب لفاطمة، أما أحد يغضب لرسول الله (صلي الله عليه وآله)، أما أحد يغضب لله؟

قال سعيد بن خيثم: أتيت إلي مولي لي كان معه مشمل (5) فأخذته منه وتسترت خلف النظارة والناس يومئذ فرقتان مقاتلة ونظارة، ثم صرت وراء الكلبي وقد تحول من فرسه وركب بغلة، فضربته في عنقه فوقع رأسه بين يدي البغلة، وشد أصحابه علي وكادوا يرهقونني، فلما رأي أصحابنا ذلك كبروا وحملوا عليهم واستنقذوني، فركبت البغلة وأتيت زيدا فقبل بين عيني وقال: أدركت والله

١ - الدبرة: أي الهزيمة. النهاية لابن الأثير: ٢ / ٩٨.

٢ - في المقاتل: (دواس).

٣ - وتمثل بها علي (عليه السلام) يوم صفين، والحسين (عليه السلام) يوم الطف، ويحيي بن زيد يوم الجوزجان، وإبراهيم

بن عبد الله المحض يوم باخمري.

٤ - انظر: مقاتل الطالبيين: ٨٩.

٥ - المشمل: سيف صغير يتغطي تحت الثوب. القاموس المحيط: ٣ / 403.

(٣٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، العباس بن عبد المطلب (2)، سعيد بن خيثم (1)، سعد بن زيد (1)، القتل (3)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، يوم عاشوراء (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (1)، إبن الأثير (1)، إبراهيم بن عبد الله (1)، يحيي بن زيد (1)

ثأرنا، أدركت والله شرف الدنيا والآخرة وذخرهما، ثم أعطاني البغلة.

وسار زيد حتي انتهي إلي الجسر ونادي أصحابه: والله لو كنت أعلم عملا أرضي لله من قتال هؤلاء لفعلته، وقد كنت نهيتكم أن لا تتبعوا مدبرا، ولا تجهزوا علي جريح، ولا تفتحوا بابا مغلقا، ولكني سمعتهم يسبون عليا (عليه السلام) فاقتلوهم من كل وجه، فوالله لا ينصرني رجل عليهم اليوم إلا أخذت بيده وأدخلته الجنة.

واشتد القتال، فكانت خيل أهل الكوفة لا تثبت لخيل أصحاب زيد، فبعث العباس بن سعيد المزني إلي يوسف بن عمر يستمده الرجال والخيل، فمده بسليمان بن كيسان الكلبي في القيقانية والنجارية وهم نشابة (1)، وحرص زيد حين انتهوا إليه أن يصرفهم نحو السبخة فلم يتمكن، وفي هذه الصدمة قاتل معاوية بن إسحاق حتي قتل، وكان زيد يتمثل:

أذل الحياة وعز الممات * وكلا أرآه طعاما وبيلا فإن كان لابد من واحد * فسيري إلي الموت سيرا جميلا ولما جنح الليل من ليلة الجمعة الثالثة من صفر سنة 121 ه رمي زيد بسهم غرب (2) أصاب جبهته

ووصل إلي الدماغ، فرجع زيد ورجع أصحابه، ولم يظن أصحاب يوسف بن عمر إلا أنهم رجعوا للمساء والليل، وكان الرامي له مملوك ليوسف بن عمر اسمه راشد، ويقال من أصحابه اسمه داود بن كيسان.

وجاء بزيد أصحابه فأدخلوه بيت حران بن كريمة مولي لبعض العرب في سكة البريد (3) في دور أرحب وشاكر، وجاؤا بطبيب يقال له: شقير - وفي مقاتل أبي الفرج، اسمه: سفيان - فقال له الطبيب: إن نزعته من رأسك مت.

فقال: الموت أهون علي مما أنا فيه.

١ - في المقاتل: ٩٦: (القيقانية وهم نجارية)، وفي الطبري: (والبخارية) بدل:

(والنجارية)، والبخارية: سكة بالبصرة أسكنها عبيد الله بن زياد أهل بخاري الذين نقلهم من بخاري إلي البصرة وبني لهم هذه السكة فعرفت بهم. معجم البلدان: ١ / ٣٥٦.

٢ - يقال: سهم غرب: إذا كان لا يعرف راميه، وقيل: إذا أتاه من حيث لا يدري. النهاية لابن الأثير: ٣ / ٣٥٠.

٣ - تقع هذه السكة بالقرب من المسجد الأعظم، وفيها بني خالد القسري لأمه بيعة وكانت نصرانية. معجم البلدان: ١ / 532.

(٣٩٥)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، الموت (3)، القتل (5)، الظنّ (1)، السب (1)، الطب، الطبابة (1)، كتاب معجم البلدان (2)، يوم عرفة (1)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، مدينة البصرة (1)، السجود (1)

فأخذ الكلبتين فانتزعه، فساعة انتزعه مات رضوان الله عليه، ولعن قاتله وخاذله، وكان له يوم قتله اثنتان وأربعون سنة علي ما نص عليه ابن سعد في الطبقات (1) والمقريزي في الخطط (2) والشيخ المفيد في الإرشاد (3)، وعلي ذلك جمهور المؤرخين (4).

لما بلغ يوسف بن عمر قتل زيد، أقبل من الحيرة ودخل الكوفة ورقي المنبر وخطب خطبة هدد بها أهل الكوفة، ثم

نزل وبعث أصحابه يطوفون في دور الكوفة يلتمسون الجرحي، فكانوا يخرجون النساء إلي صحن الدار ويفتشون البيوت، ثم نادي مناديه: ألا من جاء برأس فله خمسمائة درهم.

فجاءه محمد بن عباد برأس نصر بن خزيمة، فأمر له بألف درهم، وجاءه الأحول مولي الأشعريين برأس معاوية بن إسحاق فقال له: أنت قتلته؟

قال: لا، ولكني رأيته فعرفته.

فأمر له بسبعمائة درهم ولم يمنعه من الألف إلا أنه لم يقتله.

لما قتل زيد اختلف أصحابه في دفنه ومواراته، بصورة تخفي عن الأعداء خوفا من إخراجه والتمثيل به، فقال بعضهم: نلبسه درعه ونطرحه في الماء، وهذه الوسيلة تمناها الصادق (عليه السلام)، قال لسليمان بن خالد: «كم بين الموضع الذي واروه فيه وبين الفرات؟» قال سليمان: قذفة حجر.

فقال الصادق (عليه السلام): «سبحان الله، أفلا كنتم أوقرتموه حديدا وقذفتموه في الفرات وكان أفضل» (5).

وأشار بعض من حضر من أصحابه بدفنه في العباسية وهي النخيلة، وارتأي آخرون حز رأسه وإلقاءه بين القتلي حتي لا يعرف.

١ - الطبقات الكبري: ٥ / ٣٢٦.

٢ - الخطط للمقريزي: ٤ / ٣١٢.

٣ - الارشاد: ٢ / ١٧٤.

٤ - انظر: تاريخ دمشق: ١٩ / ٤٥٦ عمدة الطالب: ٢٥٨، تهذيب الكمال: ١٠ / ٩٨.

٥ - الكافي: ٨ / ٢٥١ ح ٣٥١، وسائل الشيعة: ٣ / 207 ح 3421.

(٣٩٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، كتاب الإرشاد للشيخ المفيد (1)، مدينة الكوفة (3)، نهر الفرات (2)، سليمان بن خالد (1)، القتل (6)، الموت (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، دمشق (1)

فلم يوافق ابنه يحيي علي هذا الرأي وقال: لا والله لا تأكل لحم أبي الكلاب (1).

يشير إلي أن

هذه الوسيلة لإخفاء الجسد الطاهر عن الأعداء لا يدفع محذور التمثيل به، فإن الكلاب لا تصل إليه وتتحاماه، فيوجب ذلك اهتداء الأعداء إليه فيعود المحذور.

قال سلمة بن ثابت: لما كثر الخلاف بين أصحابه، أشرت عليه أن ننطلق به إلي نهر هناك وندفنه فيه فقبلوا الرأي، وكان في النهر ماء كثير حتي إذا أمكنا له دفناه ووضعنا عليه الحشيش والتراب وأجري عليه الماء، وكان النهر في بستان رجل يقال له: زائدة، وقيل: يعقوب.

دخل يوسف بن عمر الكوفة بعد قتل زيد وتطلب مكان دفنه، ونادي مناديه:

ألا من أخبر بمكان دفنه فله الجائزة.

فجاءه الطبيب الذي أخرج السهم، وكان حاضرا دفنه فأعلمه بمكانه، وكان مملوكا لعبد الحميد الرواسي، وقيل: إن مملوكا سنديا لزيد بن علي أخبر بمكان دفنه.

وحدث أبو مخنف عن كهمس: أن نبطيا كان يسقي زرعا له بتلك الناحية رآهم حين دفنوه فأخبر به.

وبعد أن استبان للوالي موضع دفنه بعث العباس بن سعيد المزني، وفي نقل آخر: بعث الحجاج بن القاسم بن محمد بن أبي عقيل ويقال: بعث خراش بن حوشب بن يزيد الشيباني وكان علي شرط يوسف بن عمر، وحمل الجسد الطاهر علي جمل وكان عليه قميص هروي، فألقي علي باب القصر فخر كأنه جبل، فأمر يوسف بن عمر بقطع رأسه.

وفي حديث أبي مخنف: قطع رأسه ابن الحكم بن الصلت، فإن الحكم بن الصلت بعث ابنه وصاحب الشرطة العباس بن سعيد المزني لاستخراج زيد، فكره العباس أن يغلب ابن الحكم عليه فتركه، وسرح الحجاج بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل بشيرا إلي يوسف بن عمر.

لما جيء بالجسد الطاهر وألقي أمام الوالي - وكان هناك عدد كثير من جثث

1 - في المقاتل: السباع.

(٣٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة

الكوفة (1)، الحكم بن أبي عقيل (1)، الحكم بن الصلت (1)، القاسم بن محمد (2)، زيد بن علي (1)، عبد الحميد (1)، القتل (1)، الطب، الطبابة (1)

أصحابه - أمر بالجسد فصلب منكوسا بسوق الكناسة، وصلب معه أصحابه وفيهم معاوية بن إسحاق ونصر بن خزيمة العبسي وزياد الهندي، وأمر بحراسة زيد لئلا ينزل من الخشبة، وكان فيمن يحرسه زهير بن معاوية بن جديح بن الرحيل.

حدث ابن تيمية في منهاج السنة: لما صلب زيد كان أهل الكوفة يأتون خشبته ليلا ويتعبدون عندها (1).

وبقي مرفوعا علي الخشبة زمنا طويلا حتي اتخذته الفاختة وكرا، قيل: سنة وأشهرا، وقيل: ثلاث سنين، وقيل: أربع سنين، وقيل: خمس سنين، وقيل: ست سنين.

ثم أمر هشام بإحراقه، وقيل: إن الذي أمر بإحراقه الوليد بن يزيد بن عبد الملك عند ظهور يحيي بن زيد سنة 125 كتب إلي يوسف بن عمر: إذا أتاك كتابي فأنزل عجل أهل العراق وانسفه في اليم نسفا، فلما وقف علي الكتاب أمر خراش بن حوشب (2) فأنزله من جذعه وأحرقه بالنار وجعله في قواصر وحمله في السفينة وذراه في الفرات.

وفي حديث أبي حمزة الثمالي: بعد أن أحرقه دق عظمه بالهواوين وذراه بالعريض من أسفل العاقول (3).

لما قطع يوسف بن عمر رأسه، بعث به وبرؤوس أصحابه إلي هشام بن عبد

١ - منهاج السنة: ١ / ٣٥.

٢ - وفي ذلك يقول السيد الحميري:

بت ليلي مسهدا * ساهر الطرف مقصدا ولقد قلت قولة * وأطلت التلبدا لعن الله حوشبا * وخراشا ومزيدا ويزيدا فإنه * كان أعتي وأعندا ألف ألف وألف ألف * من اللعن سرمدا إنهم حاربوا الآل * وآذوا محمدا شركوا في دم * المطهر زيد تعندا ثم عالوه فوق *

جذع صريعا مجردا يا خراش بن حوشب * أنت أشقي الوري غدا.

٣ - العاقول: معظم البحر أو موجه، ومعطف الوادي والنهر. القاموس المحيط: ٤ / 19.

(٣٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (1)، نهر الفرات (1)، زهير بن معاوية (1)، يزيد بن عبد الملك (1)، يحيي بن زيد (1)، ابن تيمية (1)، الصّلب (1)

الملك مع زهرة بن سليم، وفي ضيعة أم الحكم ضربه الفالج فانصرف وأتته جائزته من هشام، ودفع هشام لمن أتاه بالرأس عشرة دراهم، ونصبه علي باب دمشق.

ويروي أنه: ألقي الرأس أمامه فأقبل الديك ينقر رأسه، فقال بعض من حضر من الشاميين:

اطردوا الديك عن ذوابة زيد * فلقد كان لا يطأه الدجاج (1).

بعث هشام بالرأس من الشام إلي مدينة الرسول (صلي الله عليه وآله)، فنصب عند قبر النبي (صلي الله عليه وآله) يوما وليلة، وكان العامل علي المدينة محمد بن إبراهيم بن هشام المخزومي، فتكلم معه ناس من أهل المدينة أن ينزله فأبي إلا ذلك، فضجت المدينة بالبكاء من دور بني هاشم وكان كيوم الحسين (عليه السلام)، ثم سير الرأس الشريف إلي مصر، فنصب بالجامع فسرقه أهل مصر ودفنوه في مسجد محرس الخصي.

قال الكندي في كتاب الأمراء: قدم إلي مصر سنة 122 أبو الحكم بن أبي الأبيض القيسي خطيبا برأس زيد بن علي يوم الأحد لعشر خلون من جمادي الآخرة واجتمع عليه الناس في المسجد.

وذكر الشريف (الحسن بن) (2) محمد بن أسعد الجواني في كتاب الجوهر المكنون في ذكر القبائل والبطون: أن رأس زيد بن علي دفن بمصر بين الكومين بطريق جامع ابن طولون وبركة الفيل، وهذا المسجد يعرف بمسجد محرس الخصي، وهو مشهد صحيح، لأنه طيف به بمصر ثم نصب علي المنبر

بالجامع سنة 122 (3).

١ - الكني والألقاب: ١ / ٢٣١.

٢ - أثبتناه من الذريعة: ٢٦ / ٢٦٥ رقم ١٣٣١، ومعجم المؤلفين: ٣ / ٢٧٥.

٣ - زيد الشهيد للسيد المقرم: ١٦٤ - ١٦٥.

وللتفصيل راجع: مقاتل الطالبيين: ٨٦ - ١٠٢، تاريخ الطبري: ٥ / ٤٨١ - ٤٩٧، عمدة الطالب: ٢٥٥ - ٢٥٩، تاريخ ابن خلدون: ٣ / 98.

(٣٩٩)

صفحهمفاتيح البحث: قبر النبي (ص) (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، شهر جمادي الثانية (1)، محمد بن إبراهيم (1)، بنو هاشم (1)، زيد بن علي (2)، الشام (1)، دمشق (1)، السجود (4)، الضياع (1)، الشهادة (2)، الضرب (1)، الدفن (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (1)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

حادثة عبد الله بن معاوية الطالبي

19 - حادثة عبد الله بن معاوية الطالبي:

كان عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي من شجعان الطالبيين ورؤسائهم وشعرائهم، ظهر سنة 127 بالكوفة خالعا طاعة بني مروان وداعيا إلي نفسه، فبايع له أهل الكوفة وأتته بيعة المدائن، ثم قاتله عبد الله بن عمر والي الكوفة - علي ما ستسمع - فتفرق عنه أصحابه فخرج إلي المدائن، فلحق به جمع من أهل الكوفة فغلب بهم علي حلوان والجبال وهمذان وأصبهان والري واستفحل أمره، فجبي له خراج فارس وكورها، وأقام بإصطخر، فسير أمير العراق ابن هبيرة الجيوش لقتاله، فصبر لها ثم انهزم إلي شيراز ومنها إلي هراة، فقبض عليه عاملها وقتله بأمر أبي مسلم الخراساني سنة 129.

وأما سبب ظهوره بالأمر علي ما ذكره ابن الأثير في حوادث سنة 127 من تاريخه فهو:

أنه قدم علي عبد الله بن عمر بن عبد العزيز والي الكوفة فأكرمه وأجازه وأجري عليه وعلي أخوته كل يوم ثلاثمائة درهم، فكانوا كذلك حتي هلك يزيد بن الوليد، وبايع الناس أخاه إبراهيم بن الوليد وبعده عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك، فلما بلغ خبر بيعتهما عبد الله بن عمر بالكوفة، بايع الناس وزاد في العطاء وكتب بيعتهما إلي الآفاق فجاءته البيعة، ثم بلغه امتناع مروان بن محمد من البيعة ومسيره إليهما إلي الشام، فحبس عبد الله بن معاوية عنده وزاده فيما كان يجري عليه وأعده لمروان بن محمد إن هو ظفر بإبراهيم بن الوليد ليبايع له ويقاتل به مروان، فماج الناس وورد مروان الشام وظفر بإبراهيم، فانهزم إسماعيل بن عبد الله القسري إلي الكوفة مسرعا، وافتعل كتابا علي لسان إبراهيم بأمرة الكوفة، وجمع اليمانية وأعلمهم ذلك فأجابوه وامتنع عبد الله بن عمر عليه وقاتله.

فلما رأي الأمر كذلك، خاف أن يظهر أمره فيفتضح ويقتل، فقال لأصحابه: إني أكره سفك الدماء فكفوا أيديكم.

فكفوا، وظهر أمر إبراهيم وهربه، ووقعت العصبية بين الناس، وكان سببها أن عبد الله بن عمر كان أعطي مضر وربيعة عطايا كثيرة ولم يعط جعفر بن القعقاع بن شور الذهلي وعثمان بن الخيبري من تيم اللات بن ثعلبة شيئا وهما من ربيعة فكانا مغضبين، وغضب لهما ثمامة بن خوشب بن رؤيم الشيباني، وخرجوا من عند

(٤٠٠)

صفحهمفاتيح البحث: جعفر بن أبي طالب عليهما السلام (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (8)، عبد الله بن معاوية بن عبد الله (1)، إبن الأثير (1)، إسماعيل بن عبد الله (1)، عبد العزيز بن الحجاج (1)، عمر بن عبد العزيز (1)، عبد الله بن عمر (4)، الشام (2)، القتل

(5)، الخوف (1)، الهلاك (1)

عبد الله بن عمر وهو بالحيرة إلي الكوفة فنادوا: يا آل ربيعة.

فاجتمعت ربيعة وتنمروا وبلغ الخبر عبد الله بن عمر فأرسل إليهم أخاه عاصما فأتاهم وهم بدير هند فألقي نفسه بينهم، وقال: هذه يدي لكم فاحكموا.

فاستحيوا ورجعوا وعظموا عاصما وشكروه.

فلما كان المساء أرسل عبد الله بن عمر إلي عمر بن الغضبان القبعثري بمائة ألف، فقسمها في قومه بني همام بن مرة بن ذهل الشيباني، وإلي ثمامة بن خوشب بمائة ألف فقسمها في قومه، وأرسل إلي جعفر بن نافع بمال وإلي عثمان بن الخيبري بمال، فلما رأت الشيعة ضعف عبد الله بن عمر طمعوا فيه ودعوا إلي عبد الله بن معاوية واجتمعوا في المسجد وثاروا، وأتوا عبد الله بن معاوية وأخرجوه من داره وأدخلوه القصر، ومنعه عاصم بن عمر عن القصر فلحق بأخيه بالحيرة.

وجاء ابن معاوية الكوفيون فبايعوه فيهم: عمر بن الغضبان، ومنصور بن جمهور، وإسماعيل بن عبد الله القسري أخو خالد، وأقام أياما يبايعه الناس، وأتته البيعة من المدائن وفم النيل، واجتمع إليه الناس فخرج إلي عبد الله بن عمر بالحيرة فقيل لابن عمر: قد أقبل ابن معاوية في الخلق.

فأطرق مليا، وأتاه رئيس خبازيه فأعلمه بإدراك الطعام، فأمر بإحضاره فأحضره فأكل هو ومن معه وهو غير مكترث، والناس يتوقعون أن يهجم عليهم ابن معاوية، وفرغ من طعامه وأخرج المال ففرقه في قواده، ثم دعا مولي له كان يتبرك به ويتفأل باسمه، كان اسمه إما: ميمونا، وإما: رباحا، أو: فتحا، أو اسما يتبرك به، فأعطاه اللواء وقال له: امض به إلي موضع كذا فأركزه، وادع أصحابك وأقم حتي آتيك، ففعل.

خرج عبد الله فإذا الأرض بيضاء من أصحاب ابن معاوية، فأمر ابن عمر

مناديا فنادي: من جاء برأس فله خمسمائة، فأتي برؤوس كثيرة وهو يعطي ما ضمن، وبرز رجل من أهل الشام فبرز إليه القاسم بن عبد الغفار العجلي، فسأله الشامي فعرفه فقال: قد ظننت أنه لا يخرج إلي رجل من بكر بن وائل، والله ما أريد قتالك ولكن أحببت أن ألقي إليك حديثا أخبرك أنه ليس معكم رجل من أهل اليمن لا إسماعيل ولا منصور ولا غيرهما إلا وقد كاتب ابن عمر وكاتبته مضر، وما أري لكم يا ربيعة كتابا ولا رسولا وأنا رجل من قيس، فإن أردتم الكتاب أبلغته ونحن غدا بإزائكم

(٤٠١)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، يوم عرفة (1)، إسماعيل بن عبد الله (1)، عبد الله بن عمر (5)، عاصم بن عمر (1)، الشام (1)، الطعام (2)، السجود (1)

حادثة أولاد الحسن

فإنهم اليوم لا يقاتلونكم.

فبلغ الخبر ابن معاوية فأخبر به عمر بن الغضبان، فأشار عليه أن يستوثق من إسماعيل ومنصور وغيرهما فلم يفعل.

أصبح الناس من الغد غادين علي القتال، فحمل عمر بن الغضبان علي ميمنة ابن عمر فانكشفوا، ومضي إسماعيل ومنصور من فور هما إلي الحيرة فانهزم أصحاب ابن معاوية إلي الكوفة، وابن معاوية معهم فدخلوا القصر وبقي من بالميسرة من ربيعة ومضر ومن بإزائهم من أصحاب ابن عمر، فقال لعمر بن الغضبان: ما كنا نأمن عليكم ما صنع الناس بكم فانصرفوا.

فقال ابن الغضبان: لا أبرح حتي أقتل.

فأخذ أصحابه بعنان دابته فأدخلوه الكوفة، فلما أمسوا قال لهم ابن معاوية: يا معشر ربيعة قد رأيتم ما صنع الناس بنا وقد علقنا دماءنا في أعناقكم، فإن قاتلتم قاتلنا معكم، وإن كنتم ترون الناس يخذلنا وإياكم فخذوا لنا ولكم أمانا.

فقال له عمر بن الغضبان: ما نقاتل معكم وما نأخذ لكم أمانا

كما نأخذ لأنفسنا.

فأقاموا في القصر والزيدية علي أفواه السكك يقاتلون أصحاب ابن عمر أياما.

ثم إن ربيعة أخذت أمانا لابن معاوية ولأنفسهم وللزيدية ليذهبوا حيث شاؤوا، وسار ابن معاوية من الكوفة فنزل المدائن، فأتاه قومه من أهل الكوفة فخرج بهم فغلب علي حلوان والجبال وهمذان وأصبهان والري، وخرج إليه عبيد أهل الكوفة واستفحل أمره، وحدثت هناك حوادث عظيمة قتل فيها ابن معاوية (1).

20 - حادثة أولاد الحسن (عليه السلام):

يقول ابن الأثير في حوادث سنة 144: في هذه السنة استعمل المنصور علي المدينة رياح بن عثمان المري، وعزل محمد بن خالد بن عبد الله القسري عنها، وكان سبب عزله وعزل زياد قبله، أن المنصور أهمه أمر محمد وإبراهيم ابني عبد

١ - الكامل في التاريخ: ٥ / ٣٢٤ - ٣٢٧، وكذا: تاريخ خليفة: ٢٩٨، أنساب الأشراف: ٦٢، تاريخ الطبري: ٥ / ٥٩٩، ذكر أخبار إصبهان: ٢ / ٤٢، البداية والنهاية: ١٠ / ٣٧، عمدة الطالب: ٣٨.

(٤٠٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (5)، إبن الأثير (1)، محمد بن خالد بن عبد الله (1)، القتل (2)، كتاب ذكر أخبار إصبهان للحافظ الأصبهاني (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

الله (1) بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وتخلفهما عن الحضور عنده، مع من حضره من بني هاشم عام حج أيام السفاح سنة 136، وذكر أن محمد بن عبد الله كان يزعم أن المنصور ممن بايعه ليلة تشاور بني هاشم بمكة فيمن يعقدون له الخلافة حين اضطرب أمر مروان بن محمد، فلما حج المنصور سنة 136 سأل عنهما.

فقال له

زياد بن عبيد الله الحارثي: ما يهمك من أمرهما أنا آتيك بهما.

وكان معه بمكة فرده المنصور إلي المدينة، فلما استخلف المنصور لم يكن همه إلا أمر محمد والمسألة عنه وما يريد، فدعا بني هاشم رجلا رجلا يسأله سرا عنه، فكلهم يقول: قد علم أنك عرفته يطلب هذا الأمر فهو يخافك علي نفسه وهو لا يريد لك خلافا وما أشبه هذا الكلام.

ألح المنصور علي عبد الله بن الحسن المحض في إحضار ابنه محمد سنة حج.

فقال عبد الله لسليمان بن علي بن عبد الله بن عباس: يا أخي بيننا من الصهر والرحم ما تعلم فما تري؟

فقال سليمان: والله لكأني أنظر إلي أخي عبد الله بن علي حين حالت المنية بينه وبيننا وهو يشير إلينا هذا الذي فعلتم بي، فلو كان عافيا عفا عن عمه.

فقبل عبد الله رأي سليمان وعلم أنه قد صدقه ولم يظهر ابنه.

لم يزل عبد الله هذا في ضيق وضنك أيام المنصور بسبب ابنيه محمد وإبراهيم، فقد حبسه المنصور بالمدينة في دار مروان وبقي محبوسا ثلاث سنين، ولم يكتف به حتي حبس من بني الحسن ما يزيد علي الخمسة عشر.

وقيل: إن رياحا هو الذي حبسهم.

قال علي بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي: حضرنا باب رياح في المقصورة فقال الآذن: من كان هاهنا من بني الحسين فليدخل.

١ - ولد عبد الله هذا بالمدينة في بيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) سنة ٧٠، وكنيته أبو محمد، ولقبه المحض لأنه أول من جمعت له ولادة الحسنين فإن أباه الحسن المثني ابن الحسن السبط، وأمه فاطمة بنت الحسين السبط، ومن هنا كان يقول: ولدني رسول الله (صلي الله عليه وآله) مرتين، وكان أكبر أخويه لأمه وأبيه الحسن

المثلث وإبراهيم، وكان شاعرا خطيبا شجاعا له هيبة ولسان فصيح. انظر: مقاتل الطالبيين: ١٢٣ - 124.

(٤٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، عبد الله بن الحسن (ع) (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، عبد الله بن محمد بن عمر بن علي (1)، الحسن بن علي بن أبي طالب (1)، عبد الله بن علي (1)، محمد بن عبد الله (1)، بنو هاشم (3)، زياد بن عبيد (1)، الحج (3)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (1)، فاطمة بنت الحسين (1)

فدخلوا من باب المقصورة، وخرجوا من باب مروان، ثم قال: من كان هاهنا من بني الحسن فليدخل.

فدخلوا من باب المقصورة، ودخل الحدادون من بني مروان فدعا بالقيود فقيدهم وحبسهم، وكانوا: عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي، والحسن وإبراهيم ابني الحسن بن الحسن، وجعفر بن الحسن بن الحسن، وسليمان وعبد الله ابني داود ابن الحسن بن الحسن، ومحمدا وإسماعيل وإسحق بني إبراهيم بن الحسن بن الحسن، وعباس بن الحسن بن الحسن بن علي، وموسي بن عبد الله بن الحسن بن الحسن.

فلما حبسهم لم يكن فيهم علي بن الحسن بن الحسن بن علي العابد، فلما كان الغد بعد الصبح، إذ قد أقبل رجل متلفف فقال له رياح: مرحبا بك ما حاجتك؟

قال: جئتك لتحبسني مع قومي.

فإذا هو علي بن الحسن بن الحسن، فحبسه معهم، وكان محمد قد أرسل ابنه عليا إلي مصر يدعو إليه فبلغ خبره عامل مصر.

وقيل: إنه أتي علي الوثوب بك والقيام عليك بمن شايعه، فقبضه وأرسله إلي المنصور، فاعترف له وسمي أصحاب أبيه، وكان فيمن سمي: عبد الرحمن

بن أبي الوالي، وأبو حبير، فضربهما المنصور وحبسهما، وحبس عليا فبقي محبوسا إلي أن مات.

وكتب المنصور إلي رياح: أن يحبس معهم محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان المعروف بالديباج، وكان أخا عبد الله بن الحسن بن الحسن، لأن أمهما جميعا فاطمة بنت الحسين بن علي، فأخذه معهم.

وقيل: إن المنصور حبس عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي وحده وترك باقي أولاد الحسن، فلم يزل محبوسا، فبقي الحسن بن الحسن بن الحسن قد نصل خضابه حزنا علي أخيه عبد الله، وكان المنصور يقول: ما فعلت الجادة.

ومر الحسن بن الحسن بن الحسن علي إبراهيم بن الحسن وهو يعلف إبلا له فقال: أتعلف إبلك وعبد الله محبوس، يا غلام أطلق عقلها.

فأطلقها، ثم صاح في أدبارها فلم يوجد منها بعير، فلما طال حبس عبد الله بن الحسن قال عبد العزيز بن سعيد للمنصور: أتطمع في خروج محمد وإبراهيم وبنو

(٤٠٤)

صفحهمفاتيح البحث: الخليفة عثمان بن عفان (1)، عبد الله بن الحسن (ع) (4)، محمد بن عبد الله بن عمرو (1)، جعفر بن الحسن بن الحسن (1)، إبراهيم بن الحسن (2)، فاطمة بنت الحسين (1)، الحسن بن الحسن (7)، الحسن بن علي (2)، عبد العزيز (1)، الحزن (1)

الحسن مخلون، والله للواحد منهم أهيب في صدور الناس من الأسد.

فكان ذلك سبب حبس الباقين.

ولما حج المنصور سنة 144 أمر واليه علي المدينة رياح بن عثمان أن يحملهم إلي الربذة مقيدين مغللين، فحملهم علي غير وطاء، ومعادل كل واحد منهم جندي، ولما خرج بهم رياح من المدينة وقف الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) من وراء ستر يراهم ولا يرونه وهو يبكي ودموعه تجري علي لحيته وهو يدعو الله،

ثم قال: «والله لا يحفظ الله حرمته بعد هؤلاء».

وجئ بهم إلي المنصور مكتفين عراة وأوقفوا في الشمس، فقال له عبد الله هذا: ما هكذا فعلنا بأسراكم يوم بدر.

فأطرق برأسه وثقل عليه هذا التلميح والإشارة، وأمر بهم أن يحملوا إلي العراق فحبسوا بالهاشمية عند قنطرة الكوفة في سرداب، ما كانوا يعرفون فيه الليل والنهار، ولم يكن عندهم ماء للطهور، فكانوا يبولون ويتغوطون في مواضعهم حتي اشتدت عليهم الرائحة.

وبعد أن مضي عليهم ستون ليلة في الحبس، جاء أمر المنصور بقتلهم فدفن إبراهيم بن الحسن حيا، وأما محمد بن إبراهيم بن الحسن فقد أحضره المنصور - وكان أحسن الناس صورة - فقال له: أنت الديباج الأصغر؟

قال: نعم.

قال: لأقتلنك قتلة لم أقتلها أحدا، ثم أمر به فبني عليه أسطوانة وهي حي فمات فيها.

وقيل: أمر بهم المنصور فسقوا السم فماتوا.

وقيل: إن المنصور أمر بهم فقتلوا، أما عبد الله المحض فقد مات مخنوقا.

وقيل: وضع المنصور علي عبد الله من قال له: إن ابنه محمدا قد خرج فقتل، فانصدع قلبه فمات، وكانت شهادته يوم عيد الأضحي سنة 145 عن 75 سنة، وقبره في موضع الحبس مع جماعة من بني الحسن تعرف قبورهم بالسبعة.

قال ابن الأثير: لم ينج منهم إلا سليمان وعبد الله ابنا داود بن الحسن بن الحسن ابن علي، وإسحق وإسماعيل ابنا إبراهيم بن الحسن بن الحسن، وانقضي

(٤٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (1)، إبن الأثير (1)، إبراهيم بن الحسن (3)، داود بن الحسن (1)، القتل (2)، الموت (1)، القبر (1)، الشهادة (1)، الحج (1)

حادثة ابن طباطبا وأبي السرايا

أمرهم (1).

روي السيد ابن طاووس في الفصل المتعلق بيوم عاشوراء من كتابه الإقبال حديثا يسنده إلي فاطمة

بنت الحسين عن أبيها، قال: «يقتل منك نفر بشط الفرات ما سبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون» (2).

وفي حديثها الآخر عن أبيها: «يدفن من ولدك سبعة بشط الفرات لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون» (3).

21 - حادثة ابن طباطبا العلوي وأبي السرايا:

في أيام المأمون سنة 199 ظهر بالكوفة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) لعشر خلون من جمادي الآخرة، يدعو إلي الرضا من آل محمد (صلي الله عليه وآله) والعمل بالكتاب والسنة، وهو الذي يعرف بابن طباطبا، وكان القيم بأمره في الحرب أبو السرايا السري بن منصور، وكان يذكر أنه من ولد هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود الشيباني.

كان سبب خروجه: أن المأمون لما صرف طاهرا عما كان إليه من الأعمال التي افتتحها ووجه الحسن بن سهل إليها، تحدث الناس بالعراق: أن الفضل بن سهل قد غلب علي المأمون، وأنه أنزله قصرا حجبه فيه عن أهل بيته وقواده، وأنه يستبد بالأمر دونه، فغضب لذلك بنو هاشم ووجوه الناس واجترؤا علي الحسن بن سهل، وهاجت الفتن في الأمصار، فكان أول من ظهر ابن طباطبا بالكوفة.

وقيل: كان سبب اجتماع ابن طباطبا بأبي السرايا: أن أبا السرايا كان يكري

١ - الكامل في التاريخ: ٥ / ٥١٣ - ٥٢٧.

٢ - إقبال الأعمال: ٣ / ٨٦.

٣ - إقبال الأعمال: ٣ / ٨٧، وفيه: (ولدي) بدل: (ولدك).

وللتفصيل في هذه الحوادث راجع: مقاتل الطالبيين: ١٣١ - ١٤٧، تاريخ الطبري: ٦ / ١٥٥ - ١٧٢، مروج الذهب: ٢ / ٢٤٢، المسائل الجارودية: ٥، تاريخ دمشق: ٢٧ / ٣٨٨، البداية والنهاية: ١٠ / ٨٦، تاريخ ابن خلدون: ٣ /

188.

(٤٠٦)

صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، يوم عاشوراء (1)، دولة العراق (1)، شهر جمادي الثانية (1)، السيد إبن طاووس (1)، مدينة الكوفة (2)، نهر الفرات (2)، إسماعيل بن إبراهيم (1)، فاطمة بنت الحسين (1)، محمد بن إبراهيم (1)، أبو عبد الله (1)، بنو هاشم (1)، الحسن بن الحسن (1)، الحسن بن سهل (2)، الفضل بن سهل (1)، الطهارة (1)، القتل (1)، الحرب (1)، الدفن (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (1)، كتاب إقبال الأعمال (2)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (1)

الحمير ثم قوي حاله، فجمع نفرا فقتل رجلا من بني تميم بالجزيرة وأخذ ما معه، فطلب فاختفي وعبر الفرات إلي الجانب الشامي، فكان يقطع الطريق في تلك النواحي، ثم لحق بيزيد بن مزيد الشيباني بأرمينية ومعه ثلاثون فارسا، فقوده فجعل يقاتل معه الخرمية (1) وأثر فيهم وفتك وأخذ معه غلامه أبا الشوك، فلما عزل أسد عن أرمينية صار أبو السرايا إلي أحمد بن مزيد، فوجهه أحمد طليعة إلي عسكر هرثمة في فتنة الأمين والمأمون، وكانت شجاعته قد اشتهرت، فراسله هرثمة يستميله فمال إليه، فانتقل إلي عسكره وقصده العرب من الجزيرة واستخرج لهم الأرزاق من هرثمة، فصار معه نحو ألفي فارس وراجل فصار يخاطب بالأمير، فلما قتل الأمين نقصه هرثمة من أرزاقه وأرزاق أصحابه فاستأذنه في الحج، فأذن له وأعطاه عشرين ألف درهم، ففرقها في أصحابه ومضي وقال لهم: اتبعوني متفرقين.

ففعلوا فاجتمع معه منهم نحو مائتي فارس، فسار بهم إلي عين التمر

(2) وحصر عاملها وأخذ ما معه من المال وفرقه في أصحابه، وسار فلقي عاملا آخر ومعه مال علي ثلاثة بغال فأخذها وسار، فلحقه عسكر كان قد سيره هرثمة خلفه فعاد إليهم وقاتلهم فهزمهم، ودخل البرية وقسم المال بين أصحابه.

وانتشر جنده فلحق به من تخلف عنه من أصحابه وغيرهم فكثر جمعه، فسار نحو دقوقا (3) وعليها أبو ضرغامة العجلي في سبعمائة فارس، فخرج إليه فلقيه فاقتتلوا، فانهزم أبو ضرغامة ودخل قصر دقوقا فحصره أبو السرايا وأخرجه من القصر بالأمان وأخذ ما عنده من الأموال، وسار إلي الأنبار وعليها إبراهيم الشروي مولي المنصور، فقتله أبو السرايا وأخذ ما فيها، وسار عنها ثم عاد إليها بعد إدراك الغلال فاحتوي عليها، ثم ضجر من طول السري في البلاد فقصد الرقة، فمر بطوق ابن مالك التغلبي وهو يحارب القيسية، فأعانه عليهم وأقام معه أربعة أشهر يقاتل علي غير طمع إلا للعصبية الربيعية علي المضرية، فظفر طوق وانقادت له قيس.

١ - الخرمية: طائفة تنسب إلي بابك الخرمي.

٢ - عين التمر: بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة، وتشتهر بكثرة التمر. معجم البلدان: ٤ / ١٧٦.

٣ - قال في معجم البلدان: ٢ / 459: داقوقاء: بفتح أوله وضم ثانيه، وبعد الواو قاف أخري وألف ممدودة ومقصورة، مدينة بين إربل وبغداد معروفة.

(٤٠٧)

صفحهمفاتيح البحث: نهر الفرات (1)، الحج (1)، القتل (1)، التمر (3)، مدينة الكوفة (1)، كتاب معجم البلدان (2)، إربل (1)

وسار عنه أبو السرايا إلي الرقة (1)، فلما وصلها لقيه محمد بن إبراهيم المعروف بابن طباطبا فبايعه وقال له: انحدر أنت في الماء وأسير أنا علي البر حتي نوافي الكوفة، فدخلاها.

أول ما ابتدأ أبو السرايا بقصر العباس بن موسي بن عيسي، فأخذ ما فيه

من الأموال والجواهر، وكان عظيما لا يحصي وبايعهم أهل الكوفة.

وقيل: كان سبب خروجه: أن أبا السرايا كان من رجال هرثمة فمطله بأرزاقه، فغضب ومضي إلي الكوفة فبايع ابن طباطبا وأخذ الكوفة واستوسق له أهلها، وأتاه الناس من نواحي الكوفة والأعراب فبايعوه، وكان العامل عليها الحسن بن سهل بن سليمان بن المنصور، فلامه الحسن ووجه زهير بن المسيب الضبي إلي الكوفة في عشرة آلاف فارس وراجل، فخرج إليه ابن طباطبا وأبو السرايا فواقعوه في قرية شاهي، فهزموه واستباحوا عسكره.

وكانت الوقعة سلخ جمادي الآخرة، فلما كان الغد مستهل رجب مات محمد ابن إبراهيم بن طباطبا فجأة، سمه أبو السرايا، وكان سبب ذلك: أنه لما غنم ما في عسكر زهير منع عنه أبو السرايا وكان الناس له مطيعين، فعلم أبو السرايا أنه لا حكم له معه، فسمه فمات وأخذ مكانه غلام أمرد يقال له: محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فكان الحكم إلي أبي السرايا، ورجع زهير إلي قصر ابن هبيرة فأقام به، ووجه الحسن بن سهل عبدوس بن محمد بن أبي خالد المروروذي في أربعة آلاف فارس، فخرج إليه أبو السرايا فلقيه بالجامع (2) لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب، فقتل عبدوسا ولم يفلت من أصحابه أحد، كانوا بين قتيل وأسير وانتشر الطالبيون في البلاد، وضرب أبو السرايا الدراهم بالكوفة، وسير جيوشه إلي البصرة وواسط ونواحيهما، فولي البصرة العباس بن محمد بن عيسي بن محمد الجعفري، وولي مكة الحسين بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي الذي يقال له: الأفطس، وجعل إليه الموسم، وولي اليمن إبراهيم بن موسي بن

١ - الرقة: بفتح أوله وثانيه وتشديده، وأصله

كل أرض إلي جنب واد ينبسط عليها الماء، وهي مدينة مشهورة علي الفرات، بينها وبين حران ثلاثة أيام، معدودة في بلاد الجزيرة لأنها من جانب الفرات الشرقي. معجم البلدان: ٣ / ٥٨.

٢ - الجامع: من قري الغوطة. معجم البلدان: ٢ / 96.

(٤٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، شهر جمادي الثانية (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (7)، شهر رجب المرجب (2)، الحسن بن علي بن الحسين (1)، إبراهيم بن موسي (1)، محمد بن إبراهيم (1)، محمد بن محمد بن زيد (1)، العباس بن موسي (1)، مدينة البصرة (2)، علي بن الحسين (1)، العباس بن محمد (1)، الحسن بن سهل (2)، عيسي بن محمد (1)، القتل (1)، الموت (1)، المنع (1)، كتاب معجم البلدان (2)، نهر الفرات (2)، الجنابة (1)

جعفر، وولي فارس إسماعيل بن موسي بن جعفر، وولي الأهواز زيد بن موسي بن جعفر، فسار إلي البصرة وغلب عليها وأخرج عنها العباس بن محمد الجعفري ووليها مع الأهواز.

ووجه أبو السرايا محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي إلي المدائن، وأمره أن يأتي بغداد من الجانب الشرقي، فأتي المدائن وأقام بها، وسير عسكره إلي ديالي، وكان بواسط عبد الله بن سعيد الحرشي واليا عليها من قبل الحسن بن سهل، فانهزم من أصحاب أبي السرايا إلي بغداد.

فلما رأي الحسن أن أصحابه لا يلبثون لأصحاب أبي السرايا، أرسل إلي هرثمة يستدعيه لمحاربة أبي السرايا، وكان قد سار إلي خراسان مغاضبا للحسن، فحضر بعد امتناع وسار إلي الكوفة في شعبان، وسير الحسن إلي المدائن وواسط علي بن سعيد، فبلغ الخبر أبا السرايا وهو بقصر ابن هبيرة، فوجه جيشا إلي

المدائن فدخلها أصحابه في رمضان، وتقدم حتي نزل بنهر صرصر (1) وجاء هرثمة فعسكر بإزائه بينهما النهر.

وسار علي بن سعيد في شوال إلي المدائن، فقاتل بها أصحاب أبي السرايا فهزمهم واستولي علي المدائن، وبلغ الخبر أبا السرايا فرجع من نهر صرصر إلي قصر ابن هبيرة فنزل به، وسار هرثمة في طلبه فوجد جماعة من أصحابه فقتلهم ووجه رؤوسهم إلي الحسن بن سهل، ونازل هرثمة أبا السرايا فكانت بينهما وقعة، قتل فيها جماعة من أصحاب أبي السرايا فانحاز إلي الكوفة، ووثب من معه من الطالبيين علي دور بني العباس ومواليهم وأتباعهم، فهدموها وانتهبوها وخربوا ضياعهم وأخرجوهم من الكوفة وعملوا أعمالا قبيحة واستخرجوا الودائع التي كانت لهم عند الناس.

وكان هرثمة يخبر الناس أنه يريد الحج، وحبس من قدم للحج من خراسان وغيرها ليكون هو أمير الموسم، ووجه إلي مكة داود بن عيسي بن موسي بن عيسي ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وكان الذي وجهه أبو السرايا إلي مكة حسين بن حسن الأفطس بن علي بن علي بن الحسين بن علي (عليه السلام)، ووجه أيضا إلي

١ - صرصر: قريتان من سواد بغداد علي ضفة نهر عيسي، معجم البلدان: ٣ / 401.

(٤٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، عبد الله بن عباس (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، مدينة الكوفة (3)، شهر رمضان المبارك (1)، شهر شعبان المعظم (1)، بنو عباس (1)، شهر شوال المكرم (1)، إسماعيل بن موسي بن جعفر (1)، عبد الله بن سعيد (1)، سليمان بن داود (1)، داود بن عيسي (1)، مدينة البصرة (1)، موسي بن عيسي (1)، الحسن بن الحسن (1)، العباس بن محمد (1)، مدينة بغداد

(3)، زيد بن موسي (1)، الحسن بن سهل (2)، علي بن سعيد (1)، محمد بن علي (1)، خراسان (2)، الحج (2)، القتل (2)، كتاب معجم البلدان (1)

المدينة محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن علي فدخلها، ولم يقاتله بها أحد.

ولما بلغ داود بن عيسي توجيه أبي السرايا حسين بن حسن إلي مكة لإقامة الموسم، جمع أصحاب بني العباس ومواليهم، وكان مسرور الكبير قد حج في مائتي فارس فتعبأ للحرب وقال لداود: أقم إلي شخصك أو بعض ولدك وأنا أكفيك.

فقال: لا أستحل القتال في المحرم، والله لئن دخلوها من هذا الفج لأخرجن من غيره.

وانحاز داود إلي ناحية المشاش (1) وافترق الجمع الذين كان جمعهم، وخاف مسرور أن يقاتلهم، فخرج في أثر داود راجعا إلي العراق وبقي الناس بعرفة، فصلي بهم رجل من عرض الناس بغير خطبة ودفعوا من عرفة بغير إمام، وكان حسين بن حسن بسرف (2) يخاف دخول مكة حتي خرج إليه قوم أخبروه أن مكة قد خلت من بني العباس، فدخلها في عشرة أنفس فطافوا بالبيت وبين الصفا والمروة ومضوا إلي عرفة، فوقفوا ليلا ثم رجعوا إلي مزدلفة فصلي بالناس الصبح وأقام بمني أيام الحج، وبقي بمكة إلي أن انقضت السنة.

وكذلك أيضا أقام محمد بن سليمان بالمدينة حتي انقضت السنة، وأما هرثمة فإنه نزل بقرية شاهي (3) ورد الحاج واستدعي المنصور بن المهدي وكاتب رؤساء أهل الكوفة.

وأما علي بن سعيد فإنه توجه من المدائن إلي واسط فأخذها، وتوجه إلي البصرة فلم يقدر علي أخذها هذه السنة.

وفي سنة 200 هرب أبو السرايا من الكوفة، وكان قد حصره فيها ومن معه هرثمة وجعل يلازم قتالهم حتي ضجروا وتركوا القتال، فلما رأي ذلك أبو السرايا تهيأ

للخروج من الكوفة فخرج في ثمانمائة فارس، ومعه محمد بن محمد بن زيد

١ - المشاش: بالضم، نهر يجري من جبال الطائف إلي جبال عرفات ويصل إلي مكة، معجم البلدان: ٥ / ١٣١.

٢ - سرف: بالفتح ثم الكسر، وآخره فاء، موضع علي ستة أميال من مكة، بني به رسول الله (صلي الله عليه وآله) بميمونة بنت الحارث وفيه ماتت، معجم البلدان: ٣ / ٢١٢.

٣ - قرية شاهي: قرية بسواد الكوفة، وقيل: موضع قرب القادسية. معجم البلدان: ٣ / 316، المجدي: 170.

(٤١٠)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة مكة المكرمة (6)، مدينة الكوفة (4)، بنو عباس (2)، يوم عرفة (3)، محمد بن محمد بن زيد (1)، سليمان بن داود (1)، داود بن عيسي (1)، مدينة البصرة (1)، محمد بن سليمان (1)، الحسن بن علي (1)، علي بن سعيد (1)، الحج (3)، القتل (5)، الخوف (1)، الصّلاة (1)، كتاب معجم البلدان (3)

حادثة إبراهيم بن المهدي وابن عبد الحميد

ودخلها هرثمة فأمن أهلها ولم يتعرض إليهم، وكان هربه سادس عشر المحرم، وأتي القادسية وسار منها إلي السوس (1) بخوزستان، فلقي مالا قد حمل من الأهواز فأخذه وقسمه بين أصحابه.

وأتاه الحسن بن علي المأموني فأمره بالخروج من عمله وكره قتاله، فأبي أبو السرايا إلا قتاله، فقاتله فهزمهم المأموني وجرحه وتفرق أصحابه، وسار هو ومحمد ابن محمد وأبو الشوك نحو منزل أبي السرايا برأس عين، فلما انتهوا إلي جلولاء (2) ظفر بهم حماد الكندغوش فأخذهم وأتي بهم الحسن بن سهل وهو بالنهروان، فقتل أبا السرايا وبعث رأسه إلي المأمون، ونصبت جثته علي جسر بغداد، وسير محمد ابن محمد إلي المأمون.

وأما هرثمة فإنه أقام بالكوفة يوما واحدا وعاد، واستخلف بها غسان بن أبي الفرج أبا إبراهيم ابن غسان صاحب

حرس والي خراسان، هذه رواية ابن الأثير في حوادث سنة 199 وسنة 200 (3).

وأما ابن جرير الطبري في تاريخه وأبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين، فإنهما يرويان الحادثة بوجه آخر يختلف مع ما ذكرناه اختلافا يسيرا (4).

22 - حادثة إبراهيم بن المهدي وحميد بن عبد الحميد:

كان بقصر ابن هبيرة حميد بن عبد الحميد عاملا للحسن بن سهل، ومعه من القواد سعيد بن الساجور، وأبو البط، وغسان بن أبي الفرج، ومحمد بن إبراهيم الأفريقي وغيرهم، فكاتبوا إبراهيم بن المهدي العباسي علي أن يأخذوا له قصر ابن هبيرة، وكانوا قد تحرفوا عن حميد، وكتبوا إلي الحسن بن سهل يخبرونه أن حميدا يكاتب إبراهيم، وكان حميد يكتب فيهم بمثل ذلك.

١ - وهي تعريب الشوش، وفيها قبر النبي دانيال (عليه السلام). معجم البلدان: ٣ / ٢٨٠.

٢ - جلولاء: تقع في طريق خراسان، بينها وبين خانقين سبعة فراسخ. معجم البلدان: ٢ / ١٥٦.

٣ - الكامل في التاريخ: ٦ / ٣٠٢ - ٣١٠.

٤ - مقاتل الطالبيين: ٣٤٤، تاريخ الطبري: ٧ / 117.

(٤١١)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (2)، أبو الفرج الإصبهاني (الإصفهاني) (1)، مدينة الكوفة (1)، إبن الأثير (1)، محمد بن إبراهيم (1)، مدينة بغداد (1)، الحسن بن سهل (2)، الحسن بن علي (1)، عبد الحميد (2)، خراسان (2)، الفرج (1)، القتل (2)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب معجم البلدان (2)، كتاب تاريخ الطبري (1)، القبر (1)

فكتب الحسن إلي حميد يستدعيه إليه، فلم يفعل، خاف أن يسير إليه فيأخذ هؤلاء القواد ماله وعسكره ويسلمونه إلي إبراهيم، فلما ألح الحسن عليه بالكتب سار إليه في ربيع الآخر، وكتب أولئك القواد إلي إبراهيم لينفذ إليهم عيسي بن محمد

بن أبي خالد، فوجهه إليهم فانتهبوا ما في عسكر حميد، فكان مما أخذوا له مائة بدرة، وأخذ ابن حميد جواري أبيه وسار إليه وهو بعسكر الحسن، ودخل عيسي القصر وتسلمه لعشر خلون من ربيع الآخر سنة 202، فقال حميد للحسن: ألم أعلمك لكنك خدعت؟

وعاد إلي الكوفة فأخذ أمواله واستعمل عليها العباس بن موسي بن جعفر العلوي، وأمره أن يدعو لأخيه علي بن موسي (عليه السلام) بعد المأمون وأعانه بمائة ألف درهم، وقال له: قاتل عن أخيك فإن أهل الكوفة يجيبونك إلي ذلك وأنا معك.

فلما كان الليل خرج حميد إلي الحسن، وكان الحسن قد وجه حكيما الحارثي إلي النيل، فسار إليه عيسي بن محمد فاقتتلوا فانهزم حكيم، فدخل عيسي النيل ووجه إبراهيم إلي الكوفة سعيدا وأبا البط لقتال العباس بن موسي، وكان العباس قد دعا أهل الكوفة فأجابه بعضهم.

وأما الشيعة فإنهم قالوا: إن كنت تدعونا لأخيك وحده فنحن معك، وأما المأمون فلا حاجة لنا فيه.

فقال: إنما أدعو للمأمون وبعده لأخي، فقعدوا عنه.

فلما أتاه سعيد وأبو البط ونزلوا قرية شاهي، بعث إليهم العباس ابن عمه علي ابن محمد بن جعفر وهو ابن الذي بويع له بمكة، وبعث معه جماعة منهم أخو أبي السرايا فاقتتلوا ساعة فانهزم علي بن محمد العلوي وأهل الكوفة، ونزل سعيد وأصحابه الحيرة، وكان ذلك ثاني جمادي الأولي.

ثم تقدموا فقاتلوا أهل الكوفة، وخرج إلي شيعة بني العباس ومواليهم فاقتتلوا إلي الليل، وكان شعارهم: يا أبا إبراهيم يا منصور لا طاعة للمأمون، وعليهم السواد وعلي أهل الكوفة الخضرة، فلما كان الغد اقتتلوا، وكان كل فريق منهم إذا غلب علي شيء أحرقه ونهبه، فلما رأي ذلك رؤساء أهل الكوفة خرجوا إلي سعيد فسألوه الأمان للعباس وأصحابه،

فأمنهم علي أن يخرجوا من الكوفة فأجابوه إلي ذلك.

ثم أتو العباس فأعلموه ذلك فقبل منهم، وتحول عن داره، فشغب أصحاب

(٤١٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، شهر جمادي الأولي (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (9)، بنو عباس (1)، شهر ربيع الثاني (2)، علي بن محمد العلوي (1)، العباس بن موسي (2)، عيسي بن محمد (2)، محمد بن جعفر (1)، القتل (2)، الخوف (1)، الغلّ (1)

حادثة يحيي بن عمر العلوي

العباس بن موسي علي من بقي من أصحاب سعيد وقاتلوهم، فانهزم أصحاب سعيد إلي الخندق، ونهب أصحاب العباس دور عيسي بن موسي وأحرقوا وقتلوا من ظفروا به، فأرسل العباسيون إلي سعيد وهو بالحيرة يخبرونه أن العباس بن موسي قد رجع عن الأمان، فركب سعيد وأصحابه وأتوا الكوفة عتمة، فقتلوا من ظفروا به ممن انتهب وأحرقوا ما معهم من النهب، فمكثوا عامة الليل، فخرج إليهم رؤساء الكوفة فأعلموهم أن هذا فعل الغوغاء وأن العباس لم يرجع عن الأمان فانصرفوا عنهم.

فلما كان الغد دخلها سعيد وأبو البط، ونادوا بالأمان ولم يتعرضوا إلي أحد، وولوا علي الكوفة الفضل بن محمد بن الصباح الكندي، ثم عزلوه لميله إلي بلده، واستعملوا مكانه غسان بن أبي الفرج، ثم عزلوه بعدما قتل أبا عبد الله أخا أبي السرايا، واستعملوا الهول ابن أخي سعيد فلم يزل عليها حتي قدمها حميد بن عبد الحميد فهرب الهول، وأمر إبراهيم بن المهدي عيسي بن محمد أن يسير إلي ناحية واسط علي طريق النيل، وأمر ابن عائشة الهاشمي ونعيم بن حازم أن يسيرا جميعا، ولحق بهما سعيد وأبو البط والإفريقي، وعسكروا جميعا بالصيادة قرب واسط عليهم جميعا عيسي بن محمد، فكانوا يركبون ويأتون عسكر الحسن بواسط فلا

يخرج إليهم منهم أحد وهم متحصنون بالمدينة.

ثم إن الحسن أمر أصحابه بالخروج إليهم، فخرجوا إليهم لأربع بقين من رجب، فاقتتلوا قتالا شديدا إلي الظهر، وانهزم عيسي وأصحابه حتي بلغوا طرنايا والنيل، وغنموا عسكر عيسي وما فيه (1).

23 - حادثة يحيي بن عمر العلوي:

كان يحيي بن عمر بن يحيي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) يكني أبا الحسين، وكانت أمه فاطمة بنت الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وكان فارسا شجاعا شديد البدن مجتمع القلب، بعيدا من رهق الشباب وما يعاب به مثله، وكان له عمود من

١ - الكامل في التاريخ: ٦ / 342 - 344.

(٤١٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، أبو طالب عليه السلام (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، مدينة الكوفة (3)، شهر رجب المرجب (1)، يحيي بن الحسين بن زيد (1)، فاطمة بنت الحسين (1)، العباس بن موسي (2)، ابن أخي سعيد (1)، علي بن الحسين (1)، محمد بن الصباح (1)، يحيي بن عمر (2)، عيسي بن محمد (2)، الفرج (1)، القتل (2)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)

حديد ثقيل يكون معه في منزله، وكان ربما سخط علي العبد أو الأمة من حشمه فيلوي العمود في عقنه، فلا يقدر أحد أن يحله عنه حتي يحله يحيي.

ظهر يحيي بالكوفة أيام المستعين العباسي، وكان سبب ظهوره علي ما ذكره ابن الأثير من تاريخه في حوادث سنة 250: هو أنه نالته ضيقه ولزمه دين ضاق به ذرعا، فلقي عمر بن الفرج الرخمي،

وهو يتولي أمر الطالبيين عند مقدمه من خراسان أيام المتوكل، فكلمه في صلته فأغلظ له عمر القول وحبسه، فلم يزل محبوسا حتي كفله أهله فأطلق، فسار إلي بغداد فأقام بها بحال سيئة، ثم رجع إلي سامراء فلقي وصيفا في رزق يجري له فأغلظ له وصيف وقال: لأي شيء يجري علي مثلك.

فانصرف عنه إلي الكوفة وبها أيوب بن الحسن بن موسي بن جعفر بن سليمان الهاشمي عامل محمد بن عبد الله بن طاهر، فجمع أبو الحسين يحيي جمعا كثيرا من الأعراب وأهل الكوفة وأتي الفلوجة فكتب صاحب البريد بخبره إلي محمد بن عبد الله بن طاهر، فكتب محمد إلي أيوب وعبد الله بن محمود السرخسي عامله علي معاون السواد يأمرهما بالاجتماع علي محاربة يحيي بن عمر.

فمضي يحيي إلي بيت مال الكوفة يأخذ الذي فيه، وكان فيما قيل: ألفي دينار وسبعين ألف درهم، وأظهر أمره بالكوفة وفتح السجون وأخرج من فيها وأخرج العمال عنها، فلقيه عبد الله بن محمود السرخسي فيمن معه، فضربه يحيي بن عمر ضربة علي وجهه أثخنه بها، فانهزم عبد الله وأخذ أصحاب يحيي ما كان معهم من الدواب والمال.

وخرج يحيي إلي سواد الكوفة وتبعه جماعة من الزيدية وجماعة من أهل تلك النواحي إلي ظهر واسط، وأقام بالبستان فكثر جمعه، فوجه محمد بن عبد الله إلي محاربته الحسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسين بن مصعب في جمع من أهل النجدة والقوة، فسار إليه فنزل في وجهه لم يقدم عليه، فسار يحيي والحسين في أثره حتي نزل الكوفة، ولقيه عبد الرحمن بن الخطاب المعروف بوجه الفلس قبل دخولها، فقاتله وانهزم عبد الرحمن إلي ناحية شاهي، ووافاه الحسين فنزلا بشاهي.

واجتمعت الزيدية إلي يحيي بن عمر،

ودعا بالكوفة إلي الرضا من آل محمد (صلي الله عليه وآله)، فاجتمع الناس إليه وأحبوه وتولاه العامة من أهل بغداد، ولا يعلم أنهم

(٤١٤)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة سامراء المقدسة (1)، مدينة الكوفة (8)، محمد بن عبد الله بن طاهر (1)، إسماعيل بن إبراهيم (1)، عبد الله بن محمود (2)، أيوب بن الحسن (1)، محمد بن عبد الله (1)، الحسين بن مصعب (1)، جعفر بن سليمان (1)، يحيي بن عمر (3)، مدينة بغداد (2)، محمد بن عبد (1)، خراسان (1)، الفرج (1)، الطهارة (1)، الجماعة (1)

ولوا أحدا من بيته سواه، وبايعه جماعة من أهل الكوفة ممن له تدبير وبصيرة في تشيعهم، ودخل فيهم أخلاط لا ديانة لهم، وأقام الحسين بن إسماعيل بشاهي واستراح واتصلت بهم الأمداد.

وأقام يحيي بالكوفة يعد العدد ويصلح السلاح، فأشار عليه جماعة من الزيدية ممن لا علم له بالحرب بمعاجلة الحسين بن إسماعيل وألحوا عليه، فزحف إليه ليلة الاثنين لثلاث عشرة خلت من رجب، ومعه الهيثم العجلي وغيره، ورجالة من أهل الكوفة ليس لهم علم ولا شجاعة، وأسروا ليلتهم وصبحوا حسينا وهو مستريح، فثار بهم في الغلس، وحمل عليهم أصحاب الحسين فانهزموا ووضعوا فيهم السيف، وكان أول أسير الهيثم العجلي، وانهزم رجالة أهل الكوفة وأكثرهم بغير سلاح، فداستهم الخيل وانكشف العسكر عن يحيي بن عمر وعليه جوشن قد تقطر به فرسه، فوقف عليه ابن لخالد بن عمران فقال له: خير، فلم يعرفه، وظنه رجلا من أهل خراسان لما رأي عليه الجوشن، فأمر رجلا فنزل إليه فأخذ رأسه وعرفه رجل كان معه، وسير الرأس إلي محمد بن عبد الله بن طاهر، وادعي قتله غير واحد،

فسير محمد الرأس إلي المستعين، فنصب بسامراء لحظة ثم حطه ورده إلي بغداد لينصب بها، فلم يقدر محمد علي ذلك لكثرة من اجتمع من الناس، فخاف أن يأخذوه، فلم ينصبه وجعله في صندوق في بيت السلاح.

ووجه الحسين بن إسماعيل برؤوس من قتل وبالأسري فحبسوا ببغداد، وكتب محمد بن عبد الله يسأل العفو عنهم، فأمر بتخليتهم وأن تدفن الرؤوس ولا تنصب، ففعل ذلك.

ولما وصل الخبر بقتل يحيي، جلس محمد بن عبد الله يهنأ بذلك، فدخل عليه داود بن القسم أبو هاشم الجعفري فقال: أيها الأمير إنك لتهنأ بقتل رجل لو كان رسول الله (صلي الله عليه وآله) حيا لعزي به.

فما رد عليه محمد شيئا، فخرج داود وهو يقول:

يا بني طاهر كلوه وبيئا * إن لحم النبي غير مري إن وترا يكون طالبه الل * - ه لوتر نجاحه بالحري وأكثر الشعراء مراثي يحيي لما كان عليه من حسن السيرة والديانة، فمن ذلك قول بعضهم:

(٤١٥)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة سامراء المقدسة (1)، مدينة الكوفة (4)، شهر رجب المرجب (1)، يوم عرفة (1)، محمد بن عبد الله بن طاهر (1)، أبو هاشم الجعفري (1)، محمد بن عبد الله (2)، يحيي بن عمر (1)، مدينة بغداد (1)، خراسان (1)، القتل (4)، الطهارة (1)، الدفن (1)

بكت الخيل شجوها بعد يحيي * وبكاه المهند المصقول وبكته العراق شرقا وغربا * وبكاه الكتاب والتنزيل والمصلي والبيت والركن والح * - جر جميعا له عليه عويل كيف لم تسقط السماء علينا * يوم قالوا أبو الحسين قتيل وبنات النبي تبدين شجوا * موجعات دموعهن همول قطعت وجهه سيوف الأعادي * بأبي وجهه الوسيم الجميل

إن يحيي أبقي بقلبي غليلا * سوف يودي بالجسم ذاك الغليل قتله مذكر لقتل علي * وحسين ويوم أوذي الرسول صلوات الإله وقفا عليهم * ما بكي موضع وحن ثكول (1).

وأورد أبو الفرج في المقاتل قصيدة في 110 بيتا لعلي بن العباس الرومي في رثاء يحيي، يقول في أولها:

أمامك فانظر أي نهجيك تنهج * طريقان شتي مستقيم وأعوج ألا أيهذا الناس طال ضريركم * بآل رسول الله فاخشوا أو إرتجوا (أفي كل يوم) (2) للنبي محمد * قتيل زكي بالدماء مضرج تبيعون فيه الدين شر أئمة * فلله دين الله قد كان يمرج إلي أن قال:

أبعد المكني بالحسين شهيدكم * تضيء مصابيح السماء فتسرج (3).

وقد أورد أيضا في المقاتل قصائد أخر في رثائه فراجع (4).

١ - الكامل في التاريخ: ٧ / ١٢٦ - ١٣٠.

٢ - في المصدر: (أكل أوان).

٣ - مقاتل الطالبيين: ٤٢٤ - ٤٢٨.

٤ - مقاتل الطالبيين: ٤٢٩ - 430.

(٤١٦)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، علي بن العباس (1)، الفرج (1)، القتل (1)، البكاء (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (2)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، الأكل (1)

حادثة الحسين بن أحمد الطالبي

24 - حادثة الحسين بن أحمد الطالبي:

ظهر بالكوفة سنة 251 رجل من الطالبيين اسمه: الحسين بن (أحمد) (1) بن حمزة بن عبد الله بن (2) الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، واستخلف بها محمد ابن جعفر بن حسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، يكني أبا أحمد، فوجه إليه المستعين العباسي مزاحم بن خاقان، وكان الحسين بسواد الكوفة في جماعة من بني أسد ومن الزيدية، وأجلي عنها عامل الخليفة وهو أحمد بن نصير بن حمزة

بن مالك الخزاعي إلي قصر ابن هبيرة.

واجتمع مزاحم وهشام بن أبي دلف العجلي، فسار مزاحم إلي الكوفة فحمل أهل الكوفة العلوية علي قتالهما ووعدهم النصرة، فتقدم مزاحم وقاتلهم، وكان قد سير قائدا معه جماعة، فأتي أهل الكوفة من ورائهم فأطبقوا عليهم فلم يفلت منهم واحد، ودخل الكوفة فرماه أهلها بالحجارة فأحرقها بالنار، فاحترق منها سبعة أسواق حتي خرجت النار إلي السبيع (3)، ثم هجم علي الدار التي فيها الحسين فهرب، وأقام المزاحم بالكوفة، فأتاه كتاب المعتز يدعوه إليه فسار إليه (4).

25 - حادثة علي بن زيد العلوي:

ظهر بالكوفة سنة 256 رجل من العلويين اسمه: علي بن زيد بن الحسين بن عيسي بن زيد بن علي بن الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأمه بنت القاسم بن عقيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب (رضي الله عنه)، استولي علي الكوفة وبايعه نفر من عوامها وأعرابها، ولم يكن للزيدية وأهل الفضل والوجوه فيه هوي، أخرج عن الكوفة نائب الخليفة واستقر بها، فسير إليه الشاه بن

١ - كذا في الكامل في التاريخ، وفي المقاتل والطبري والبداية: (محمد).

٢ - في بعض المصادر زيادة: (الحسين بن علي بن) ٣ - السبيع: موضع بالكوفة. معجم البلدان: ٢ / ٢٧٥.

٤ - انظر: مقاتل الطالبيين: ٤٣٠، تاريخ الطبري: ٧ / ٤٧٧، البداية والنهاية: ١١ / ١٣، الكامل في التاريخ: ٧ / 164 - 165.

(٤١٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، أبو طالب عليه السلام (1)، مدينة الكوفة (11)، عبد الله بن محمد بن عقيل (1)، جعفر بن الحسن بن الحسن (1)، حمزة بن عبد الله (1)، الحسين بن أحمد

(2)، علي بن الحسين (1)، عيسي بن زيد (1)، بنو أسد (1)، علي بن زيد (2)، عقيل بن محمد (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (2)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب معجم البلدان (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، الحسين بن علي (1)

حادثة علي بن زيد العلوي

24 - حادثة الحسين بن أحمد الطالبي:

ظهر بالكوفة سنة 251 رجل من الطالبيين اسمه: الحسين بن (أحمد) (1) بن حمزة بن عبد الله بن (2) الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، واستخلف بها محمد ابن جعفر بن حسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، يكني أبا أحمد، فوجه إليه المستعين العباسي مزاحم بن خاقان، وكان الحسين بسواد الكوفة في جماعة من بني أسد ومن الزيدية، وأجلي عنها عامل الخليفة وهو أحمد بن نصير بن حمزة بن مالك الخزاعي إلي قصر ابن هبيرة.

واجتمع مزاحم وهشام بن أبي دلف العجلي، فسار مزاحم إلي الكوفة فحمل أهل الكوفة العلوية علي قتالهما ووعدهم النصرة، فتقدم مزاحم وقاتلهم، وكان قد سير قائدا معه جماعة، فأتي أهل الكوفة من ورائهم فأطبقوا عليهم فلم يفلت منهم واحد، ودخل الكوفة فرماه أهلها بالحجارة فأحرقها بالنار، فاحترق منها سبعة أسواق حتي خرجت النار إلي السبيع (3)، ثم هجم علي الدار التي فيها الحسين فهرب، وأقام المزاحم بالكوفة، فأتاه كتاب المعتز يدعوه إليه فسار إليه (4).

25 - حادثة علي بن زيد العلوي:

ظهر بالكوفة سنة 256 رجل من العلويين اسمه: علي بن زيد بن الحسين بن عيسي بن زيد بن علي بن الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأمه بنت القاسم بن عقيل بن

محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب (رضي الله عنه)، استولي علي الكوفة وبايعه نفر من عوامها وأعرابها، ولم يكن للزيدية وأهل الفضل والوجوه فيه هوي، أخرج عن الكوفة نائب الخليفة واستقر بها، فسير إليه الشاه بن

١ - كذا في الكامل في التاريخ، وفي المقاتل والطبري والبداية: (محمد).

٢ - في بعض المصادر زيادة: (الحسين بن علي بن) ٣ - السبيع: موضع بالكوفة. معجم البلدان: ٢ / ٢٧٥.

٤ - انظر: مقاتل الطالبيين: ٤٣٠، تاريخ الطبري: ٧ / ٤٧٧، البداية والنهاية: ١١ / ١٣، الكامل في التاريخ: ٧ / 164 - 165.

(٤١٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، أبو طالب عليه السلام (1)، مدينة الكوفة (11)، عبد الله بن محمد بن عقيل (1)، جعفر بن الحسن بن الحسن (1)، حمزة بن عبد الله (1)، الحسين بن أحمد (2)، علي بن الحسين (1)، عيسي بن زيد (1)، بنو أسد (1)، علي بن زيد (2)، عقيل بن محمد (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (2)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب معجم البلدان (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، الحسين بن علي (1)

حادثة القرامطة

ميكال في جيش كثير فالتقوا واقتتلوا، فانهزم الشاه وقتل جماعة كثيرة من أصحابه ونجا الشاه.

ثم وجه المعتمد إلي محاربته كيجور التركي وأمره أن يدعوه إلي الطاعة وبذل له الأمان، فطلب علي بن زيد أمورا لم يجبه إليها كيجور، فتنحي علي بن زيد عن الكوفة إلي القادسية فعسكر بها، ودخل كيجور إلي الكوفة ثالث شوال من السنة، ومضي علي بن زيد إلي خفان (1) ودخل بلاد بني أسد، وكان قد صاهرهم، وأقام

هناك ثم سار إلي جنبلاء (2)، وبلغ كيجور خبره فأسري إليه من الكوفة سلخ ذي الحجة من السنة، فواقعه فانهزم علي بن زيد وطلبه كيجور، وقتل نفرا من أصحابه وأسر آخرين، وعاد كيجور إلي الكوفة، فلما استقامت أمورها عاد إلي سر من رأي بغير أمر الخليفة، فوجه إليه الخليفة نفرا من القواد فقتلوه بعكبرا في ربيع الأول سنة 257 (3).

26 - حادثة القرامطة:

كان ابتداء أمرهم: أن رجلا منهم قدم من ناحية خوزستان إلي سواد الكوفة فكان بموضع يقال له: النهرين، يظهر الزهد والتقشف ويسف الخوص ويأكل من كسب يده ويكثر الصلاة، فأقام علي ذلك مدة، فكان إذا قعد إليه رجل ذاكره أمر الدين وزهده في الدنيا، وأعلمه أن الصلاة المفروضة علي الناس خمسون صلاة في كل يوم وليلة، حتي فشا ذلك بموضعه، ثم أعلمهم أنه يدعو إلي إمام من آل بيت الرسول، فلم يزل علي ذلك حتي استجاب له جمع كثير.

وكان يقعد إلي بقال هناك، فجاء قوم إلي البقال يطلبون منه رجلا يحفظ عليهم ما صرموا من نخلهم، فدلهم عليه وقال لهم: إن أجابكم إلي حفظ تمركم فإنه بحيث

١ - خفان: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وآخره نون، موضع قرب الكوفة يسلكه الحاج أحيانا، وقيل: هو فوق القادسية. معجم البلدان: ٢ / ٣٧٩.

٢ - جنبلاء: بضمتين، وثانيه ساكن، وهو منزل بين واسط والكوفة. معجم البلدان: ٢ / ١٦٨.

٣ - مقاتل الطالبيين: ٤٣٥، تاريخ ابن خلدون: ٣ / ٣٣٩، الكامل في التاريخ: ٧ / 239.

(٤١٨)

صفحهمفاتيح البحث: شهر ذي الحجة (1)، مدينة الكوفة (7)، شهر شوال المكرم (1)، بنو أسد (1)، علي بن زيد (4)، الزهد (1)، القتل (2)، الصّلاة (3)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (1)،

كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (1)، كتاب معجم البلدان (2)

تحبون.

فكلموه في ذلك، فأجابهم علي أجرة معلومة، فكان يحفظ لهم ويصلي أكثر نهاره ويصوم، ويأخذ عند إفطاره من البقال رطل تمر فيفطر عليه ويجمع نوي ذلك التمر ويعطيه البقال، فلما حمل التجار تمرهم حاسبوا أجيرهم عند البقال ودفعوا إليه أجرته، وحاسب الأجير البقال علي ما أخذ منه من التمر وحط ثمن النوي، فسمع أصحاب التمر محاسبته للبقال بثمن النوي فضربوه وقالوا له: ألم ترض بأكل تمرنا حتي بعت النوي؟

فقال لهم البقال: لا تفعلوا، وقص عليهم القصة، فندموا علي ضربه واستحلوا منه ففعل، وازداد بذلك عند أهل القرية لما وقفوا عليه من زهده.

ثم مرض فمكث علي الطريق مطروحا، وكان في القرية رجل أحمر العينين يحمل علي أثوار له يسمونه: كرميتة، لحمرة عينيه، وهو بالنبطية: أحمر العين، فكلم البقال الكرميتة في حمل المريض إلي منزله والعناية به، ففعل، وأقام عنده حتي برأ، ودعا أهل تلك الناحية إلي مذهبه فأجابوه، وكان يأخذ من الرجل إذا أجابه دينارا، ويزعم أنه للإمام، واتخذ منهم اثني عشر نقيبا أمرهم أن يدعوا الناس إلي مذهبهم وقال: أنتم كحواري عيسي بن مريم.

فاشتغل أهل كور تلك الناحية عن أعمالهم بما رسم لهم من الصلوات.

وكان للهيثم في تلك الناحية ضياع، فرأي تقصير الأكرة في عمارتها فسأل عن ذلك فأخبر بخبر الرجل، فأخذه وحبسه وحلف أن يقتله لما اطلع علي مذهبه.

وأغلق باب البيت عليه وجعل مفتاح البيت تحت وسادته واشتغل بالشرب، فسمع بعض من في الدار من الجواري بحبسه، فرقت للرجل، فلما نام الهيصم أخذت المفتاح وفتحت الباب وأخرجته ثم أعادت المفتاح إلي مكانه، فلما أصبح الهيصم فتح الباب

ليقتله فلم يجده، وشاع ذلك في الناس فافتتن أهل تلك الناحية وقالوا: رفع.

ثم ظهر في ناحية أخري ولقي جماعة من أصحابه وغيرهم وسألوه عن قصته فقال: لا يمكن أحدا أن ينالني بسوء.

فعظم في أعينهم، ثم خاف علي نفسه فخرج إلي ناحية الشام، فلم يوقف له علي خبر، وسمي باسم الرجل الذي كان في داره: كرميتة صاحب الأثوار، ثم خفف

(٤١٩)

صفحهمفاتيح البحث: الشام (1)، الضرب (1)، المرض (2)، القتل (1)، الخوف (1)، الصّلاة (2)، النوم (1)، التمر (2)

فقيل: قرمط، هذا ذكره بعض أصحاب زكرويه عنه.

وقيل: إن قرمط لقب رجل كان بسواد الكوفة، ووقف الطائي أحمد بن محمد علي أمرهم فجعل علي الرجل منهم في السنة دينارا، فقدم قوم من الكوفة فرفعوا أمر القرامطة والطائي إلي السلطان وأخبروه أنهم قد أحدثوا دينا غير دين الإسلام، وأنهم يرون السيف علي أمة محمد (صلي الله عليه وآله) إلا من بايعهم، فلم يلتفت إليهم ولم يسمع قولهم.

وكان فيما حكي عن القرامطة من مذهبهم: أنهم جاؤوا بكتاب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم يقول الفرج بن عثمان وهو من قرية يقال لها: نصرانة، داعية المسيح وهو عيسي وهو الكلمة وهو المهدي وهو أحمد بن محمد بن الحنفية وهو جبرئيل، وذكر أن المسيح تصور له في جسم إنسان وقال له: إنك الداعية وإنك الحجة وإنك الناقة وإنك الدابة وإنك يحيي بن زكريا وإنك روح القدس، وعرفه أن الصلاة أربع ركعات ركعتان قبل طلوع الشمس، وركعتان بعد غروبها، وأن الأذان في كل صلاة أن يقول المؤذن:

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله مرتين، أشهد أن آدم رسول الله، أشهد أن نوحا رسول الله، أشهد أن إبراهيم رسول الله، أشهد أن

موسي رسول الله، أشهد أن عيسي رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن أحمد بن محمد ابن الحنفية رسول الله، وأن يقرأ في كل ركعة الاستفتاح وهي من المنزل علي أحمد ابن محمد بن الحنفية، والقبلة إلي بيت المقدس، وأن الجمعة يوم الاثنين لا يعمل فيه شيء والسورة: الحمد لله بكلمته وتعالي باسمه المتخذ لأوليائه بأوليائه، قل إن الأهلة مواقيت للناس، ظاهرها ليعلم عدد السنين والحساب والشهور والأيام، وباطنها أوليائي الذين عرفوا عبادي سبيلي، إتقوني يا أولي الألباب، وأنا الذي لا أسئل عما أفعل وأنا العليم الحكيم، وأنا الذي أبلو عبادي وأمتحن خلقي فمن صبر علي بلائي ومحنتي وإختباري، ألقيته في جنتي وأخلدته في نعمتي، ومن زال عن أمري وكذب رسلي أخذته مهانا في عذابي وأتممت أجلي وأظهرت أمري علي ألسنة رسلي، وأنا الذي لم يعل علي جبار إلا وضعته ولا عزيز إلا أذللته، وليس الذي أصر علي أمره ودام علي جهالته، وقالوا: لن نبرح عليه عاكفين وبه موقنين أولئك هم الكافرون، ثم يركع ويقول في ركوعه: سبحان ربي رب العزة وتعالي عما يصف

(٤٢٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (2)، مدينة الكوفة (2)، يوم عرفة (1)، يحيي بن زكريا (1)، أحمد بن محمد (2)، الفرج (1)، الشهادة (6)، الصّلاة (1)، الأذان (2)، الركوع، الركعة (1)

الظالمون، يقولها مرتين، فإذا سجد قال: الله أعلي الله أعلي الله أعظم الله أعظم.

ومن شريعته أن يصوم يومين في السنة، وهما المهرجان والنيروز، وأن النبيذ حرام والخمر حلال، ولا غسل من جنابة إلا الوضوء كوضوء الصلاة، وأن من حاربه وجب قتله، ومن لم

يحاربه ممن يخالفه أخذ منه الجزية، ولا يأكل كل ذي ناب ولا كل ذي مخلب.

وكان مسير قرمط إلي سواد الكوفة قبل قتل صاحب الزنج، فسار قرمط إليه وقال له: إني علي مذهب ورأي، ومعي مائة ألف ضارب سيف فتناظرني فإن اتفقنا علي المذهب ملت إليك بمن معي وإن تكن الأخري انصرفت عنك.

فتناظرا فاختلفت آراؤهما فانصرف قرمط عنه.

هذا ما أورده ابن الأثير في شرح حالهم في حوادث سنة 278 ج 7 (1)، وقريب منه ما أورده ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس (2).

وقيل: إنما عرف حمدان هذا بقرمط، من أجل قصر قامته وقصر رجليه وتقارب خطوه (3)، وكان يقال له: صاحب الخال، والمدثر، والمطوق، وكان ابتداء أمره في سنة 264 وحيث كان ظهوره بسواد الكوفة اشتهر مذهبه بالعراق، ثم قام بالبحرين منهم أبو سعيد بن بهرام الجنابي من أهل جنابة وذلك في سنة 288، قتله خادمه في الحمام بهجر سنة 301، وولي الأمر بعده ابنه أبو طاهر سليمان فقوي أمره إلي أن مات بالجدري في هجر سنة 332 (4).

لما عبثت القرامطة في البلاد الإسلامية ووصلوا إلي هيت وأهلها غافلون، نهبوا ربضها وامتنع أهل المدينة بسورهم ونهبوا السفن وقتلوا من أهل المدينة مائتي نفس ونهبوا الأموال والمتاع وأوقروا ثلاثة آلاف راحلة من الحنطة، وبلغ الخبر إلي المكتفي العباسي فسير محمد بن إسحاق بن كنداج، فلم يقيموا لمحمد ورجعوا إلي الماءين، فنهض محمد خلفهم فوجدهم قد غوروا المياه فأنفذ إليه من بغداد الأزواد

١ - الكامل في التاريخ: ٧ / ٤٤٤ - ٤٤٩.

٢ - تلبيس إبليس: ١٠٥.

٣ - فهرست ابن النديم: ٢٣٨، أنساب السمعاني: ٤ / ٤٧٨، تاريخ ابن خلدون: ٣ / ٣٣٥.

٤ - الأنساب للسمعاني: ٢ / ٨٩،

تاريخ دمشق: ١٣ / ٦، سير أعلام النبلاء، ١٣ / ٤٧٠، تاريخ ابن خلدون: ٤ / 85.

(٤٢١)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (2)، إبن الأثير (1)، محمد بن إسحاق (1)، مدينة بغداد (1)، الصيام، الصوم (1)، القتل (4)، الطهارة (1)، الغسل (1)، الأكل (1)، الصّلاة (1)، الغفلة (1)، الوضوء (1)، القمح، الحنطة (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (2)، ابن النديم (1)، دمشق (1)

والدواب وكتب ابن حمدان بالمسير إليهم من جهة الرحبة ليجتمع هو ومحمد علي الايقاع بهم ففعل ذلك.

فلما أحس الكلبيون بإقبال الجيش إليهم وثبوا بنصر فقتلوه، قتله رجل منهم يقال له: الذئب بن القائم، وسار برأسه إلي المكتفي متقربا بذلك مستأمنا فأجيب إلي ذلك وأجيز بجائزة سنية، وأمر بالكف عن قومه، واقتتلت القرامطة بعد نصر حتي سالت بينهم الدماء، وسارت فرقة كرهت أمورهم إلي بني أسد بنواحي عين التمر واعتذروا إلي الخليفة فقبل عذرهم، وبقي علي الماءين بقيتهم ممن له بصيرة في دينه، فكتب الخليفة إلي ابن حمدان يأمره بمعاودتهم واجتثاث أصلهم، فأرسل إليهم زكرويه بن مهرويه داعية له يسمي: القاسم بن أحمد، ويعرف بأبي محمد وأعلمهم أن فعل الذئب قد نفره منهم وأنهم قد ارتدوا عن الدين وأن وقت ظهورهم قد حضر، وقد بايع له من أهل الكوفة أربعون ألفا، وأن يوم موعدهم الذي ذكره الله في شأن موسي (ص) وعدوه فرعون إذ يقول: ﴿موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحي﴾ (1) ويأمرهم أن يخفوا أمرهم وأن يسيروا حتي يصبحوا الكوفة يوم النحر سنة 293 فإنهم لا يمنعون منها، وأنه يظهر لهم وينجز لهم وعده الذي يعدهم إياه، وأن يحملوا إليه القاسم بن

أحمد.

فامتثلوا رأيه ووافوا باب الكوفة وقد انصرف الناس عن مصلاهم، وعاملهم إسحق بن عمران ووصلوها في 800 فارس عليهم الدروع والجواشن والآلات الحسنة وقد ضربوا علي القاسم بن أحمد قبة وقالوا: هذا أثر رسول الله (صلي الله عليه وآله) ودعوا: يا لثارات الحسين، يعنون الحسين بن زكرويه المصلوب ببغداد، وشعارهم: يا أحمد يا محمد، يعنون ابني زكرويه المقتولين، فأظهروا الأعلام البيض وأرادوا استمالة رعاع الناس بالكوفة بذلك، فلم يمل إليهم أحد، فأوقع القرامطة بمن لحقوه من أهل الكوفة وقتلوا نحوا من عشرين نفسا، وبادر الناس الكوفة وأخذوا السلاح، ونهض بهم إسحق ودخل مدينة الكوفة من القرامطة مائة فارس فقتل منهم عشرين نفسا، وأخرجوا عنها، وظهر إسحق وحاربهم إلي العصر، ثم انصرفوا نحو القادسية، وعاثوا بالبلاد الإسلامية وقطعوا طريق الحاج علي المسلمين وقتلوا منهم

١ - سورة طه: ٥٩.

(٤٢٢)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة الكوفة (7)، يا لثارات الحسين (1)، بنو أسد (1)، القتل (4)، الحج (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، الصّلب (1)، سورة طه (1)

عددا كثيرا وقتل زكرويه سنة 294.

وفي سنة 312 دخل أبو طاهر القرمطي (1) إلي الكوفة، وكان سبب ذلك: أن أبا طاهر أطلق من كان عنده من الأسري الذين كان أسرهم من الحجاج وفيهم ابن حمدان وغيره وأرسل إلي المقتدر يطلب البصرة والأهواز، فلم يجبه إلي ذلك، فسار من هجر يريد الحاج، وكان جعفر بن ورقاء الشيباني متقلدا أعمال الكوفة وطريق مكة، فلما سار الحاج من بغداد سار جعفر بين أيديهم خوفا من أبي طاهر ومعه ألف رجل من بني شيبان، وسار مع الحاج من أصحاب السلطان ثمل صاحب البحر وجني الصفواني وطريف السبكري وغيرهم

في ستة آلاف رجل، فلقي أبو طاهر القرمطي جعفر الشيباني فقاتله جعفر، فبينما هو يقاتله إذ طلع جمع من القرامطة عن يمينه فانهزم من بين أيديهم فلقي القافلة الأولي وقد انحدرت من العقبة فردهم إلي الكوفة ومعهم عسكر الخليفة، وتبعهم أبو طاهر إلي باب الكوفة فقاتلهم فانهزم عسكر الخليفة، وقتل منهم وأسر جنيا الصفواني وهرب الباقون والحجاج من الكوفة.

دخل الكوفة أبو طاهر وأقام ستة أيام بظاهرها يدخل البلد نهارا فيقيم بالجامع إلي الليل ثم يخرج يبيت في عسكره، وحمل منها ما قدر علي حمله من الأموال والثياب وغير ذلك وعاد إلي هجر ودخل المنهزمون بغداد، فتقدم المقتدر إلي مؤنس المظفر بالخروج إلي الكوفة فسار إليها فبلغها وقد عاد القرامطة عنها فاستخلف عليها ياقوتا، وسار مؤنس إلي واسط خوفا عليها من أبي طاهر، وخاف أهل بغداد وانتقل الناس إلي الجانب الشرقي ولم يحج في هذه السنة من الناس أحد.

وفي سنة 315 وردت الأخبار بمسير أبي طاهر من هجر نحو الكوفة، ثم وردت الأخبار من البصرة بأنه اجتاز قريبا منهم نحو الكوفة، فكتب المقتدر إلي يوسف بن أبي الساج يعرفه هذا الخبر ويأمره بالمبادرة إلي الكوفة، فسار إليها عن واسط آخر شهر رمضان، وقد أعد له بالكوفة الأنزال له ولعسكره، فلما وصلها أبو طاهر هرب نواب السلطان عنها واستولي عليها أبو طاهر وعلي تلك الأنزال والعلوفات، وكان

١ - انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء: ١٥ / 320 رقم 159.

(٤٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (11)، شهر رمضان المبارك (1)، مدينة البصرة (2)، مدينة بغداد (3)، القتل (3)، الطهارة (8)، الحج (4)

فيها مائة كر دقيقا وألف كر شعيرا، وكان قد فني ما معه من الميرة والعلوفة

فقووا بما أخذوه، ووصل يوسف إلي الكوفة بعد وصول القرمطي بيوم واحد فحال بينه وبينها وكان وصوله يوم الجمعة ثامن شوال، فلما وصل إليهم أرسل إليهم يدعوهم إلي طاعة المقتدر فإن أبوا فموعدهم الحرب يوم الأحد.

فقالوا: لا طاعة علينا إلا لله تعالي والموعد بيننا للحرب بكرة غد.

فلما كان الغد ابتدأ أوباش العسكر بالشتم ورمي الحجارة.

رأي يوسف قلة القرامطة فاحتقرهم وقال: إن هؤلاء الكلاب بعد ساعة في يدي.

وتقدم بأن يكتب كتاب الفتح والبشارة بالظفر قبل اللقاء تهاونا بهم وزحف الناس بعضهم إلي بعض، فسمع أبو طاهر أصوات البوقات والزعقات، فقال لصاحب له: ما هذا؟

فقال: فشل.

قال: أجل، لم يزد علي هذا.

فاقتتلوا من ضحوة النهار يوم السبت إلي غروب الشمس وصبر الفريقان، فلما رأي أبو طاهر ذلك باشر الحرب بنفسه ومعه جماعة يثق بهم وحمل بهم فطحن أصحاب يوسف ودقهم فانهزموا بين يديه وأسر يوسف وعددا كثيرا من أصحابه، وكان أسره وقت المغرب وحملوه إلي عسكرهم، ووكل به أبو طاهر طبيبا يعالج جراحه، وورد الخبر إلي بغداد بذلك، فخاف الخاص والعام من القرامطة خوفا شديدا وعزموا علي الهرب إلي حلوان وهمذان، ودخل المنهزمون بغداد أكثرهم رجالة حفاة عراة، فبرز مؤنس المظفر ليسير إلي الكوفة فأتاهم الخبر بأن القرامطة قد ساروا إلي عين التمر، فأنفذ من بغداد خمسمائة سميرية فيها المقاتلة لتمنعهم من عبور الفرات، وسير جماعة من الجيش إلي الأنبار لحفظها ومنع القرامطة من العبور هنالك.

ثم إن القرامطة عادوا من هيت إلي الكوفة، فبلغ الخبر إلي بغداد فأخرج هارون ابن غريب وبني بن نفيس ونصر الحاجب إليها، ووصلت خيل القرمطي إلي قصر ابن هبيرة فقتلوا منه جماعة، ثم انصرفوا إلي البرية.

وفي سنة 374 ورد إسحق وجعفر البحريان وهما

من الستة القرامطة الذين

(٤٢٤)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، نهر الفرات (1)، شهر شوال المكرم (1)، مدينة بغداد (4)، الطهارة (3)، القتل (1)، الحرب (2)، التمر (1)

حادثة قرواش وابن ثمال

يلقبون بالسادة، فملكا الكوفة وخطبا لشرف الدولة فانزعج الناس لذلك لما في النفوس من هيبتهم وبأسهم، وكان لهم من الهيبة ما أن عضد الدولة وبختيار أقطعاهم الكثير، وكان نائبهم ببغداد - الذي يعرف بأبي بكر ابن شاهويه - يتحكم تحكم الوزراء، فقبض عليه صمصام الدولة، فلما ورد القرامطة الكوفة كتب إليهما صمصام الدولة يتلطفهما ويسألهما عن سبب حركتهما، فذكرا أن قبض نائبهم هو السبب في قصدهم بلاده، وبثا أصحابهما وجبيا المال، ووصل أبو قيس الحسن بن المنذر إلي الجامعين (1) وهو من أكابرهم، فأرسل صمصام الدولة العساكر ومعهم العرب فعبروا الفرات إليه وقاتلوه فانهزم عنهم، وأسر أبو قيس وجماعة من قواده فقتلوا، فعاد القرامطة وسيروا جيشا آخر في عدد كثير وعدة فالتقوا هم وعساكر صمصام الدولة بالجامعين أيضا، فأجلت الوقعة عن هزيمة القرامطة، وقتل مقدمهم وغيره وأسر جماعة ونهب سوادهم، فلما بلغ المنهزمون إلي الكوفة رحل القرامطة وتبعهم العسكر إلي القادسية فلم يدركوهم، وزال من حينئذ ناموسهم (2).

27 - حادثة قرواش العقيلي وابن ثمال الخفاجي:

كان معتمد الدولة أبو المنيع قرواش بن المقلد بن المسيب العقيلي من هوازن صاحب الموصل والكوفة والمدائن وسقي الفرات، وليها بعد مقتل أبيه سنة 391، وكان أديبا شاعرا، أحسن تدبير ملكه وسياسته، ودامت إمارته خمسين سنة، فوقع خصام بينه وبين أخيه بركة بن المقلد، قبض عليه بركة سنة 441 وحبسه في إحدي قلاع الموصل، ثم نقله ابن أخيه قريش بن بدران بن المقلد إلي قلعة الجراحية من أعمال الموصل فتوفي فيها سنة 444 (3)، وكان

أبو علي بن ثمال الخفاجي ولاه الرحبة الحاكم بأمر الله صاحب مصر فسار إليها، فخرج إليه عيسي بن خلاط العقيلي

١ - الجامعين: هي حلة بني مزيد التي بأرض بابل، علي الفرات بين بغداد والكوفة، وهي الآن مدينة كبيرة آهلة. معجم البلدان: ٢ / ٩٦.

٢ - تاريخ الطبري: ٨ / ١٥٩ - ٢٤٠، تاريخ ابن خلدون: ٣ / ٣٣٥ و ٤ / ٤٥٩.

٣ - انظر: فوات الوفيات: ٢ / 131.

(٤٢٥)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (5)، نهر الفرات (3)، الحسن بن المنذر (1)، القتل (2)، السب (1)، الجماعة (1)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (1)، كتاب معجم البلدان (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، مدينة بغداد (1)، بابل (1)

حادثة العلويين والعباسيين

فقتله وملك الرحبة، وكان ذلك سنة 399 (1).

وفي سنة 397 جرت وقعة بين قرواش بن المقلد وبين أبي علي بن ثمال الخفاجي، كان سببها أن قرواشا جمع جمعا كثيرا وسار إلي الكوفة وأبو علي غائب عنها فدخلها ونزل بها، وعرف أبو علي الخبر فسار إليه فالتقوا واقتتلوا فانهزم قرواش وعاد إلي الأنبار مغلولا، وملك أبو علي الكوفة وأخذ أصحاب قراوش فصادرهم (2).

28 - حادثة العلويين والعباسيين:

في سنة 415 وقعت بالكوفة فتنة بين العلويين والعباسيين، كان سببها أن المختار أبا علي بن عبيد الله العلوي وقعت بينه وبين الزكي أبي علي النهر سابسي وبين أبي الحسن علي بن أبي طالب بن عمر مباينة، فاعتضد المختار بالعباسيين فساروا إلي بغداد وشكوا ما يفعل بهم النهر سابسي، فتقدم الخليفة القادر بالله بالإصلاح بينهم مراعاة لأبي القاسم الوزير المغربي، لأن النهر سابسي كان صديقه وابن أبي طالب كان صهره، فعادوا واستعان كل فريق بخفاجة، فأعان كل فريق من الكوفيين طائفة من خفاجة، فجري

بينهم قتال، فظهر العلويون وقتل من العباسيين ستة نفر وأحرقت دورهم ونهبت، فعادوا إلي بغداد ومنعوا من الخطبة يوم الجمعة، وثاروا وقتلوا ابن أبي العباس العلوي، وقالوا: إن أخاه كان في جملة الفتكة بالكوفة.

فبرز أمر الخليفة إلي المرتضي يأمره بصرف ابن أبي طالب عن نقابة الكوفة وردها إلي المختار، فأنكر الوزير المغربي ما يجري علي صهره ابن أبي طالب من العزل، وكان عند قرواش بسر من رأي، فاعترض أرحاء كانت للخليفة بدرزيجان (3)، فأرسل الخليفة القاضي أبا جعفر السمناني في رسالة إلي قرواش

١ - الكامل في التاريخ: ٩ / ٢١٠.

٢ - انظر: سير أعلام النبلاء: ١٧ / ٦٣٣ رقم ٤٢٧، البداية والنهاية: ١٢ / ٧٨، تاريخ ابن خلدون: ٣ / ٤٤٢، الكامل في التاريخ: ٩ / ١٩٧.

٣ - درزيجان: قرية كبيرة تحت بغداد علي دجلة بالجانب الغربي، أصلها درزيندان فعربت علي درزيجان. معجم البلدان: ٢ / 450.

(٤٢٦)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (5)، علي بن أبي طالب (1)، علي بن عبيد الله (1)، مدينة بغداد (3)، القتل (3)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (2)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب معجم البلدان (1)

حادثة خفاجة

يأمره بإبعاد المغربي عنه، (ففعل) فسار المغربي إلي ابن مروان بديار بكر، وغضب الخليفة علي النهر سابسي وبقي تحت السخط إلي سنة 418 فشفع فيه الأتراك وغيرهم فرضي عنه، وحلفه علي الطاعة فحلف (1).

29 - حادثة خفاجة:

كانت خفاجة من القبائل العظيمة في العراق (2)، وكانت عدة من البلدان العراقية يقاسي أهلها الأمرين من جراء الغارات التي تغيرها عليهم هذه القبيلة الوحشية، وكانت تبدي من الأعمال البربرية ما يندي له وجه الإنسانية خجلا، نهبا وسلبا وعذابا وقتلا وسبيا، وقد وقعت بينهم وبين الأهالي حروب دامية

سجلها المؤرخون، لذلك كانت السلطة الوقتية تراقب سطوتها وعيثها في البلدان، فكانت تمنحها من الوظائف الدولية ما لعلها تطمع به ويكون عائقا لها عن تلك الأعمال الوحشية نوعا ما.

يحدثنا ابن الأثير في حوادث سنة 452 من تاريخه يقول: في هذه السنة خلع السلطان طغر لبك علي محمود بن الأخرم الخفاجي وردت إليه إمارة بني خفاجة وولاية الكوفة وسقي الفرات، وضمن خواص السلطان هناك بأربعة آلاف دينار كل سنة، وصرف عنها رجب بن منيع (3).

ولكن عبثا حاولت السلطة إذ لا يجدي ذلك، فقد توالت منها الغارات علي الحلة وواسط والكوفة، ويسند بعض المؤرخين تدهور مدينة الكوفة وتأخر عمرانها وخرابها إلي هذه القبيلة المتوحشة.

١ - سير أعلام النبلاء: ١٧ / ٦٣٣ رقم ٤٢٧، البداية والنهاية: ١٢ / ٧٨: تاريخ ابن خلدون: ٣ / ٤٤٢، الكامل في التاريخ: ٩ / ٣٣٦، وما بين القوسين أثبتناه من المصادر.

٢ - بنو خفاجة: بطن من بني عقيل بن عامر بن صعصعة، وقد انتقلوا في أواخر الأيام إلي العراق والجزيرة، وكان لهم ببادية العراق دولة، قال المؤيد صاحب حماة: وهم أمراء العراق من قديم الزمان وإلي الآن، وقد ذكر الحمداني منهم طائفة ببلاد البحيرة من الديار المصرية، ولهم اليوم بقية في العراق يسكنون الفرات ودجلة.

٣ - الكامل في التاريخ: ١٠ / 12.

(٤٢٧)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (5)، كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي (2)، مدينة الكوفة (3)، شهر رجب المرجب (1)، نهر الفرات (2)، إبن الأثير (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (2)، كتاب البداية والنهاية (1)

ويقول ابن الأثير في حوادث سنة 485: سار الحجاج هذه السنة من بغداد فقدموا الكوفة، ورحلوا منها فخرجت عليهم خفاجة، وقد طمعوا بموت السلطان ملكشاه ابن

ألب أرسلان وبعد العسكر، فأوقعوا بهم وقتلوا أكثر الجند الذين معهم وانهزم باقيهم، ونهبوا الحجاج وقصدوا الكوفة فدخلوها وأغاروا عليها، وقتلوا في أهلها، فرماهم الناس بالنشاب فخرجوا بعد أن نهبوا، وأخذوا ثياب من لقوه من الرجال والنساء، فوصل الخبر إلي بغداد فسيرت العساكر منها، فلما سمع بهم بنو خفاجة انهزموا، فأدركهم العسكر فقتل منهم خلق كثير ونهبت أموالهم، وضعفت خفاجة بعد هذه الوقعة (1).

هذه أهم الحوادث التي وصلت إلينا بالتتبع والاستقراء قدر الجهد والطاقة، معتمدين في نقلها علي أهم المصادر الوثيقة، ولعله قد فاتنا البعض مما لم نهتد إليه فإن أصبنا الهدف فذلك غاية ما كنا نتمناه، وإن فاتنا ذلك فإنه عن قصور وقصر باع، وفوق كل ذي علم عليم.

١ - الكامل في التاريخ: ١٠ / 217.

(٤٢٨)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (2)، إبن الأثير (1)، مدينة بغداد (2)، القتل (3)، الهدف (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)

الصحابة الذين نزلوا الكوفة

الصحابة الذين نزلوا الكوفة بما أن الكوفة عادت بعد ردح من تمصرها من أكبر العواصم الإسلامية، يوم احتلها سيد المسلمين وأمير المؤمنين (عليه السلام) (1) - أول خليفة هاشمي انعقدت له الخلافة الكبري بين لابتي العالم، وخفقت بنوده علي المسلمين وبلادهم جمعاء - أزدلفت إليها زرافات من خيار الصحابة ورجالات التابعين ورواد العلم وحفاظ الحديث، فمن والج مدينة العلم من بابه المفتوح علي هذه الحاضرة الدينية بكلا مصراعيه، ومن كارع من بحر فضله المديد الوافر متهذب بخلقه العذب النمير ومعتبر بعظاته البالغة، وآخذ منه معالم دينه وراو عنه صدق الحديث، ومحض الحقيقة، ومن عامل له في شؤون مملكته الإدارية والعسكرية.

فمن كل ذلك كان في الكوفة من كل هؤلاء فريق لا يستهان بعدتهم، وإليك فيما يلي مختصرا من

تراجم الصحابة، معتمدين في ذكرها علي أوثق المصادر، وجل اعتمادنا علي طبقات ابن سعد:

1 - الإمام أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب (عليه السلام) بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أبو الحسن، نزل الكوفة في الرحبة (2) التي يقال لها: رحبة علي في إخصاص كانت فيها، ولم ينزل القصر الذي كانت تنزله الولاة قبله، ولد بمكة في بيت الله الحرام يوم الجمعة 13 رجب سنة 30 من عام الفيل، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، ضربه اللعين عبد الرحمن بن ملجم، سحر ليلة التاسع عشر من شهر رمضان، وتوفي ليلة 21 منه سنة 40 من الهجرة، وله يومئذ ثلاث وستون سنة، ودفن بالنجف في موضع قبره الآن (3).

2 - سعد بن أبي وقاص، أبو إسحق، شهد بدرا، وهو الذي افتتح القادسية، ونزل الكوفة وخطها خططا لقبائل العرب، وابتني بها دارا، ووليها لعمر بن الخطاب

١ - دخلها (عليه السلام) بعد الفراغ من وقعة الجمل سنة ٣٦ للهجرة.

٢ - الرحبة: قرية بحذاء القادسية علي مرحلة من الكوفة علي يسار الحجاج إذا أرادوا مكة، وفيها كان يقضي (عليه السلام)، وفيها ناشد الناس علي يوم الغدير، وقيل: فيها دفن (عليه السلام).

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ١١ - ١٢، أسد الغابة: ٤ / ١٦، الإصابة: ٤ / 464 رقم 5704.

(٤٢٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، السيدة فاطمه بنت أسد أم أمير المؤمنين عليهما السلام (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، مدينة الكوفة (6)، مدينة النجف الأشرف (1)، شهر

رجب المرجب (1)، شهر رمضان المبارك (1)، التصديق (1)، الشهادة (1)، الضرب (1)، الإختيار، الخيار (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، الدفن (1)

وعثمان بن عفان ثم عزل عنها، توفي سنة 55 ودفن بالبقيع (1).

3 - سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزي، أبو الأعور، شهد بدرا، توفي سنة 50 وهو ابن بضع وسبعين سنة (2).

4 - عبد الله بن مسعود، الهذلي، حليف بني زهرة بن كلاب، أبو عبد الرحمن، شهد بدرا، توفي بالمدينة سنة 32 وهو ابن بضع (وستين) (3) سنة، وكان ابتني بالكوفة دارا، وقد بعثه عمر إلي الكوفة وزيرا (4).

5 - عمار بن ياسر، من عنس، من اليمن، أبو اليقظان، شهد مع علي (عليه السلام) مشاهده، وقتل بصفين سنة 37 ودفن هناك، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، وقد شهد بدرا (5).

6 - خباب بن الأرت، مولي لأم أنمار ابنة سباع بن عبد العزي، أبو عبد الله، شهد بدرا، وابتني بالكوفة دارا في جهار سوج خنيس، وتوفي بها منصرف علي (عليه السلام) من صفين سنة 37، فصلي عليه ودفنه بظهر الكوفة، وكان يوم مات ابن ثلاث وسبعين سنة (6).

7 - سهل بن حنيف، أبو عدي، شهد بدرا، ولاه علي (عليه السلام) المدينة، توفي سنة 38 بالكوفة، وصلي عليه علي (عليه السلام) وكبر عليه ستا (7).

8 - حذيفة بن اليمان، أبو عبد الله، شهد أحدا وما بعد ذلك من المشاهد، وتوفي بالمدائن سنة 36 (8).

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٢، الثقات: ٣ / ١٥٠، الإصابة: ٣ / ٦٢ رقم ٣٢٠٢.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٣، أسد الغابة: ٢ / ٣٠٦، الإصابة: ٣ /

٨٧ رقم ٣٢٧١..

٣ - في المطبوع: (وسبعين)، وما أثبتناه من المصادر.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٣، تاريخ دمشق: ٣٣ / ١٩١، سير أعلام النبلاء: ١ / ٤٩٩.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٤، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٠١، الإصابة: ٤ / ٤٧٣ رقم ٥٧٢٠.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٤، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٠٦، الإصابة: ٢ / ٢٢١ رقم ٢٢١٥.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٥، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٧٠، الإصابة: ٣ / ١٦٥ رقم ٣٥٤٠.

٨ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٥، الثقات لابن حبان: ٣ / ٨٠، الإصابة: ٢ / 39 رقم 1651.

(٤٣٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، الخليفة عثمان بن عفان (1)، مقبرة بقيع الغرقد (1)، مدينة الكوفة (5)، حذيفة بن اليمان (1)، عبد الله بن مسعود (1)، خباب بن الأرت (1)، أبو عبد الله (2)، أبو اليقظان (1)، عمار بن ياسر (1)، سعيد بن زيد (1)، سهل بن حنيف (1)، الشهادة (6)، الموت (1)، القتل (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الصّلاة (2)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب الثقات لابن حبان (5)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (7)، دمشق (1)

9 - أبو قتادة بن ربعي، الأنصاري، شهد أحدا، توفي بالمدينة سنة 54 وهو ابن سبعين سنة (1).

10 - أبو مسعود، الأنصاري، واسمه عقبة بن عمرو، من بني خدارة، مات بالمدينة في أواخر خلافة معاوية بن أبي سفيان (2).

11 - أبو موسي الأشعري، من مذحج، واسمه عبد الله بن قيس، أول مشاهده خيبر، نزل الكوفة وابتني بها دارا، وهو أحد الحكمين، توفي بالكوفة سنة 42 (3).

12 - سلمان الفارسي، أبو عبد

الله، أول مشاهده الخندق، أسلم عند قدوم النبي (صلي الله عليه وآله) المدينة، وكان عبدا لقوم من بني قريظة فكاتبهم، فأدي رسول الله (صلي الله عليه وآله) كتابته وعتق، ووالي بني هاشم، وأول مشاهده الخندق، توفي بالمدائن سنة 36، وقيل غير ذلك (4).

13 - البراء بن عازب بن الحارث، الأنصاري، أبو عمارة، نزل الكوفة وابتني بها دارا، توفي بالمدينة في زمن مصعب بن الزبير، أرخ وفاته ابن حبان سنة 72 (5).

14 - عبيد بن عازب، هو أحد العشرة من الأنصار الذين وجههم عمر بن الخطاب مع عمار بن ياسر إلي الكوفة (6).

15 - قرظة بن كعب، الأنصاري، أحد العشرة من الأنصار الذين وجههم عمر إلي الكوفة، وابتني بها دارا في الأنصار، ومات بها في خلافة علي (عليه السلام)، وقد صلي

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٥، الثقات لابن حبان: ٣ / ٧٣، الإصابة: ٧ / ٢٧٢ رقم ١٠٤١١.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٦، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٧٩، الإصابة: ٤ / ٤٣٢ رقم ٥٦٢٢.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٦، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٢١، الإصابة: ٤ / ١٨١ رقم ٤٩١٦.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٦، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٥٧، تهذيب الكمال: ١١ / ٢٤٥ رقم ٢٤٣٨.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٧، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٦.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٧، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٨٣، الإصابة: ٤ / 344 رقم 5360.

(٤٣١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، معاوية بن أبي سفيان لعنهما الله (1)، مدينة الكوفة (5)،

أبو مسعود الأنصاري (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، أبو موسي الأشعري (1)، عبد الله بن قيس (1)، أبو عبد الله (1)، البراء بن عازب (1)، خيبر (1)، عمار بن ياسر (1)، بنو هاشم (1)، عقبة بن عمرو (1)، قرظة بن كعب (1)، الشهادة (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب الثقات لابن حبان (6)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (6)

عليه (1).

16 - زيد بن أرقم، الأنصاري، أبو أنيس، أول مشاهده مع النبي (صلي الله عليه وآله) المريسيع (2)، ابتني بالكوفة دارا في كندة، وتوفي بها أيام المختار سنة 68 (3).

17 - الحارث بن زياد، الأنصاري، أحد بني ساعدة، ابتني بالكوفة دارا في الأنصار، وكان بدريا (4).

18 - عبد الله بن يزيد بن زيد، الخطمي، من الأنصار، ابتني بالكوفة دارا، ومات بها في خلافة عبد الله بن الزبير، وكان عبد الله ولاه الكوفة (5).

19 - النعمان بن عمرو بن مقرن، أبو عمرو، أول مشاهده الخندق، قتل في وقعة نهاوند سنة 21، ونعاه عمر بن الخطاب علي المنبر (6).

20 - معقل بن مقرن، أبو عبد الله، قال ابن حجر في الإصابة: قال الواقدي وابن نمير: كان بنو مقرن سبعة كلهم صحب النبي (صلي الله عليه وآله)، ولهم بقية بالكوفة (7).

21 - سنان بن مقرن، شهد الخندق، وقد ذكره ابن حجر في الإصابة (8).

22 - سويد بن مقرن، أبو عدي، قال ابن حجر في الإصابة: روي حديثه مسلم وأصحاب السنن (9).

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٧، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٤٧، الإصابة: ٥ / ٣٢٩ رقم ٧١١٣.

٢ - المريسيع: هي غزوة بني المصطلق، وقعت في شعبان سنة خمس للهجرة، وكان الشعار فيها: يا

منصور أمت، وسميت بذلك لأن بني المصطلق كانوا ينزلون علي بئر لهم يقال له: المريسيع.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٨، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٣٩، الإصابة: ٢ / ٤٨٨ رقم ٢٨٨٠.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٨، الثقات لابن حبان: ٣ / ٧٥، أسد الغابة: ١ / ٣٢٩.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٨، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٢٥، الإصابة: ٤ / ٢٢٧ رقم ٥٠٤٨.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٨ - ١٩، أسد الغابة: ٥ / ٣٠، الإصابة: ٦ / ٣٥٤ رقم ٨٧٧٣.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٩، الإصابة: ٦ / ١٤٥ رقم ٨١٥٧.

٨ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٩، الإصابة: ٣ / ١٥٩ رقم ٣٥٢٤.

٩ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٩، الإصابة: ٣ / 190 رقم 3623.

(٤٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، مدينة الكوفة (5)، عبد الله بن الزبير (1)، عبد الله بن يزيد (1)، الحارث بن زياد (1)، أبو عبد الله (1)، النعمان بن عمرو (1)، زيد بن أرقم (1)، سويد بن مقرن (1)، الشهادة (1)، القتل (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (2)، كتاب الثقات لابن حبان (4)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (8)، شهر شعبان المعظم (1)

23 - عبد الرحمن بن مقرن المزني، يقال إن اسمه: عبد عمرو، فغيره النبي (صلي الله عليه وآله) قاله ابن حجر (1).

24 - عقيل بن مقرن، أبو حكيم المزني (2).

25 - عبد الرحمن بن عقيل بن مقرن المزني، شهد الخندق (3).

26 - المغيرة بن شعبة، أبو عبد الله، شهد الحديبية وغيرها، توفي بالكوفة في شعبان سنة 50 في

خلافة معاوية وهو ابن سبعين سنة (4).

27 - خالد بن عرفطة، كان سعد بن أبي وقاص ولاه القتال يوم القادسية ابتني بالكوفة دارا، توفي سنة 60، وقيل: 61 (5).

28 - عبد الله بن أبي أوفي علقمة، أبو معاوية، من أصحاب الشجرة، ابتني بالكوفة دارا في أسلم، وتوفي بها سنة 86، وهو آخر من مات بها من أصحاب النبي (صلي الله عليه وآله) (6).

29 - عدي بن حاتم، الطائي، أحد بني ثعل، أبو طريف، ابتني بالكوفة دارا في طيء ولم يزل مع علي (عليه السلام) وشهد معه الجمل وصفين، وذهبت عينه يوم الجمل، مات بالكوفة سنة 68 زمن المختار (7).

30 - جرير بن عبد الله البجلي، أبو عمرو، ابتني بالكوفة دارا في بجيلة، وتوفي بالسراة في ولاية (الضحاك) (8) بن قيس علي الكوفة سنة 51، وقيل: سنة 54 (9).

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٩، الإصابة: ٤ / ٢٨٢ رقم ٥١٨٣.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ١٩، أسد الغابة: ٣ / ٤٢٤، الإصابة: ٤ / ٤٣٩ رقم ٥٦٤٥.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٠، تقريب التهذيب: ١ / ٥٩١، الإصابة: ٤ / ٢٨٢ رقم ٥١٨٣، وفي بعض المصادر: (معقل) بدل: (عقيل)..

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٠، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٧٢، الإصابة: ٦ / ١٥٥ رقم ٨١٩٧.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢١، الإصابة: ٢ / ٢٠٨ رقم ٢١٨٧.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢١، أسد الغابة: ٣ / ١٢١، الإصابة: ٤ / ١٦ رقم ٤٥٧٣.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٢، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣١٧، الإصابة: ٤ / ٣٨٨ رقم ٥٤٩١.

٨ - في المطبوع: (النعمان)، وما أثبتناه من المصادر.

٩ - الطبقات

الكبري: ٦ / ٢٢، الثقات لابن حبان: ٣ / ٥٥، الإصابة: ١ / 582 رقم 1138.

(٤٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، مدينة الكوفة (7)، شهر شعبان المعظم (1)، عبد الله بن أبي أوفي (1)، جرير بن عبد الله (1)، المغيرة بن شعبة (1)، أبو عبد الله (1)، عدي بن حاتم (1)، الشهادة (2)، الموت (1)، القتل (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (2)، كتاب تقريب التهذيب لابن حجر (1)، كتاب الثقات لابن حبان (3)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (8)

31 - الأشعث بن قيس بن معدي كرب، الكندي، أبو محمد، شهد مع علي (عليه السلام) صفين وله معه أخبار، ابتني بالكوفة دارا في كندة، ومات بها في زمن الحسن بن علي (عليه السلام) وصلي هو عليه، وكانت ابنة الأشعث تحته، وقيل: مات سنة 42، وله ثلاث وستون سنة (1).

32 - سعيد بن حريث بن عمرو بن عثمان، شهد فتح مكة مع النبي (صلي الله عليه وآله) وهو ابن خمس عشرة سنة، ثم تحول فنزل الكوفة مع أخيه عمرو بن حريث، ومات بالكوفة (2).

33 - عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان، أبو سعيد، ابتني بالكوفة دارا إلي جانب المسجد، وهي كبيرة مشهورة فيها أصحاب الخز اليوم، مات بها سنة 85 (3).

34 - سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير بن رياب بن حبيب بن سواءة بن عامر ابن صعصعة، حليف بني زهرة، توفي سنة 58، وقيل: سنة 59، وقيل: في أول سنة 61 (4).

35 - جابر بن سمرة، السوائي، أبو عبد الله،

حليف بني زهرة بن كلاب، ابتني بالكوفة دارا في بني سواءة، وتوفي بها في أول خلافة عبد الملك بن مروان، قال ابن حجر: توفي في ولاية بشر علي العراق سنة 74 (5).

36 - حذيفة بن أسيد، الغفاري، أبو سريحة، شهد مع النبي (صلي الله عليه وآله) الحديبية وهو أول مشهده معه، قال ابن حبان: مات سنة 42، قاله ابن حجر في الإصابة (6).

37 - الوليد بن عقبة بن أبي معيط، أبو وهب، وهو أخو عثمان لأمه، ابتني بالكوفة دارا كبيرة إلي جنب المسجد، تسمي دار القصارين، اعتزل الحرب التي وقعت بين علي (عليه السلام) ومعاوية، ولكن يحرض معاوية علي قتال علي (عليه السلام) بكتبه

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٢، الإصابة: ١ / ٢٣٩ - ٢٤٠ رقم ٢٠٥.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٣، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٥٦.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٣، الإصابة: ٤ / ٥٠٩ رقم ٥٨٢٤.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٤، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٧٥، الإصابة: ٣ / ١٤٩ رقم ٣٤٨٧.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٤، الثقات لابن حبان: ٣ / ٥٢، الإصابة: ١ / ٥٤٣ رقم ١٠١٩.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٤، الثقات لابن حبان: ٣ / ٨١، الإصابة: ٢ / 38 رقم 1649.

(٤٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (4)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، دولة العراق (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (6)، عثمان أبو سعيد (1)، الوليد بن عقبة (1)، حذيفة بن أسيد (1)، أبو عبد الله (1)، عمرو بن عثمان (1)، جابر بن سمرة (1)، حريث بن عمرو

(1)، عمرو بن حريث (1)، جندب بن حجير (1)، الشهادة (3)، الموت (3)، السجود (2)، القتل (1)، الحرب (1)، الصّلاة (1)، الجنابة (1)، كتاب الثقات لابن حبان (4)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (6)

وبشعره، وهو الذي نزل فيه قوله تعالي: ﴿إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا﴾ (1) الآية (2)، وقصة عزله عن ولاية الكوفة في خلافة عثمان لشربه الخمر وجلده وصلاته بالناس الصبح أربعا وهو سكران مشهورة مخرجة في الصحيحين (3)، قاله ابن حجر في الإصابة (4).

38 - عمرو بن الحمق بن الكاهن، الخزاعي، شهد مع علي (عليه السلام) مشاهده، وكان فيمن سار إلي عثمان وأعان علي قتله، قتل سنة 51، قيل: أول رأس حمل في الإسلام رأس عمرو بن الحمق (5).

39 - سليمان بن صرد بن الجون، الخزاعي، أبو مطرف، ابتني بالكوفة دارا في خزاعة، شهد مع علي صفين، وكان فيمن كتب إلي الحسين بن علي (عليه السلام) يسأله القدوم عليهم الكوفة ولكن لم يشهد معه، كان من الثائرين بعده بدمه مع التوابين، وكان يرأسهم، قتل بعين الوردة في شهر ربيع الآخر سنة 65، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة (6).

40 - هاني بن أوس، الأسلمي، ابتني بالكوفة دارا في أسلم، توفي في خلافة معاوية، وفي ولاية المغيرة بن شعبة علي الكوفة (7).

41 - حارثة بن وهب، الخزاعي، أمه أم كلثوم بنت جرول بن مالك الخزاعية،

١ - سورة الحجرات: ٦.

٢ - انظر: أسباب النزول للواحدي: ٢٦١، تفسير الطبري: ٢٦ / ١٦٠، تفسير القرطبي: ١٦ / ٣١١، تفسير ابن كثير: ٤ / ٢٢٣، زاد المسير: ٧ / ١٨٠، فتح القدير: ٥ / ٦٠، تهذيب الكمال: ٣١ / ٥٦، تهذيب التهذيب: ١١ / ١٢٦، وقال ابن حجر في

الإصابة: ٦ / ٤٨١ عن ابن عبد البر: ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت أن قوله عزوجل: (إن جاءكم فاسق بنبأ) نزلت في الوليد بن عقبة، وعنه في أسد الغابة: ٥ / ٩٠.

٣ - انظر: مسند أحمد: ١ / ١٤٠ و ١٤٤، صحيح البخاري: ٤ / ٢٤٥.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٤ - ٢٥، الإصابة: ٦ / ٤٨١ رقم ٩١٦٧.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٥، الإصابة: ٤ / ٥١٤ رقم ٥٨٣٤.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٥ - ٢٦، الإصابة: ٣ / ١٤٤ رقم ٣٤٧٠.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٦، وذكر في كثير من المصادر باسم أهبان بن أوس الأسلمي، راجع: تهذيب الكمال: ٣ / ٣٨٤ رقم ٥٧٢، الإصابة: ١ / ٢٨٩ رقم ٣٠٧، تهذيب التهذيب: ١ / 332.

(٤٣٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، سليمان بن صرد الخزاعي (1)، مدينة الكوفة (5)، شهر ربيع الثاني (1)، المغيرة بن شعبة (1)، حارثة بن وهب (1)، عمرو بن الحمق (2)، الشهادة (3)، القتل (3)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب تفسير ابن كثير (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب تفسير الطبري (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (4)، أهبان بن أوس (1)، الوليد بن عقبة (1)، سورة الحجرات (1)، القرآن الكريم (1)

فهو أخو عبيد الله بن عمر لأمه (1).

42 - وائل بن حجر، الحضرمي، قال أبو نعيم: أصعده النبي (صلي الله عليه وآله) علي المنبر وأقطعه وكتب له عهدا وقال: «هذا وائل سيد الأقيال»

ثم نزل وائل الكوفة وعقبه بها، توفي في خلافة معاوية (2).

43 - صفوان بن عسال، المرادي، غزا مع النبي (صلي الله عليه وآله) اثنتي عشرة غزوة (3).

44 - أسامة بن شريك، الثعلبي، من قيس عيلان، روي الحديث عن النبي (صلي الله عليه وآله) (4).

45 - مالك بن عوف بن نضلة بن خديج، والد أبي الأحوص صاحب عبد الله بن مسعود (5).

46 - عامر بن شهر، الهمداني، أبو الكنود، كان أحد عمال النبي (صلي الله عليه وآله) علي اليمن (6).

47 - نبيط بن شريط، الأشجعي، من قيس عيلان، أبو سلمة، بقي بعد النبي (صلي الله عليه وآله) زمانا (7).

48 - سلمة بن يزيد بن مشجعة، المذحجي، وفد علي النبي وأسلم، له ذكر في صحيح مسلم (8).

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٦، الثقات لابن حبان: ٣ / ٧٩، الإصابة: ١ / ٧٠٨ رقم ١٥٣٥.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٦، الثقات لابن حبان: ٣ / ٤٢٤ - ٤٢٥، الإصابة: ٦ / ٤٦٦ - ٤٦٧ رقم ٩١٢٠.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٧، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٩١، الإصابة: ٣ / ٣٥٢ رقم ٤١٠٠.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٧، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢ - ٣، الإصابة: ١ / ٢٠٣ رقم ٩٠.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٨، أسد الغابة: ٤ / ٢٩٤، وذكر باسم مالك بن نضلة، وقال ابن حجر: إن مالك بن نضلة هو والد أبي الأحوص.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٨ - ٢٩، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٩٣، الإصابة: ٣ / ٤٧٢ رقم ٤٤١٢.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ٢٩، الثقات لابن حبان: ٣ / ٤١٨، الإصابة: ٦ /

٣٣٢ رقم ٨٧٠٤.

٨ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٠، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٦٥، الإصابة: ٣ / 131 رقم 3417.

(٤٣٦)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (5)، الحافظ أبو نعيم (1)، مدينة الكوفة (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، عبيد الله بن عمر (1)، أسامة بن شريك (1)، وايل بن حجر (1)، الثعلبي (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب الثقات لابن حبان (7)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (8)

49 - عرفجة بن شريح، الأشجعي، له حديث في صحيح مسلم وأبي داود والنسائي (1).

50 - صخر بن العيلة بن عبد الله بن ربيعة، البجلي، أبو حازم، أخرج حديثه أبو داود (2).

51 - عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة، الطائي، كان من بيت الرئاسة في قومه، وجده كان سيدهم وكذا أبوه (3).

52 - الهلب بن يزيد بن عدي، الطائي، وكان اسمه سلامة، فوفد علي النبي (صلي الله عليه وآله) وهو أقرع، فمسح رأسه فنبت شعره فسمي الهلب (4).

53 - زاهر أبو مجزأة بن زاهر، الأسلمي، كان ممن بايع تحت الشجرة، وكان من أصحاب عمرو بن الحمق، عاش إلي خلافة معاوية (5).

54 - نافع بن عتبة بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف، وهو ابن أخي سعد بن أبي وقاص، كان من مسلمة الفتح (6).

55 - لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة، أبو عقيل، مات بالكوفة ليلة نزل معاوية النخيلة لمصالحة الحسن بن علي (عليه السلام) سنة 41، ودفن في صحراء بني جعفر بن كلاب (7).

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٠، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٢٠، الإصابة: ٤ / ٤٠٠ رقم ٥٥٢٣.

٢

- الطبقات الكبري: ٦ / ٣١، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٩٣، الإصابة: ٣ / ٣٣٥ رقم ٤٠٦٩.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣١، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣١٣، الإصابة: ٤ / ٤٠٨ رقم ٥٥٤٣.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٢، أسد الغابة: ٥ / ٦٩، الإصابة: ٦ / ٤٣٢ رقم ٩٠١٢.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٢، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٤٣، الإصابة: ٧ / ٢٩٨ رقم ١٠٥٠٥.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٢، الثقات لابن حبان: ٣ / ٤١٢، الإصابة: ٦ / ٣٢٢ رقم ٨٦٨١.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٣، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٦٠، الإصابة: ٥ / 500 رقم 7557.

(٤٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، مدينة الكوفة (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، عبد الله بن ربيعة (1)، زاهر الأسلمي (1)، نافع بن عتبة (1)، عمرو بن الحمق (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب الثقات لابن حبان (6)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (7)

56 - حبة وسواء ابنا خالد، الأسديان، روي حديثهما عن النبي (صلي الله عليه وآله) ابن ماجة من طريق الأعمش عن أبي شرحبيل (1).

57 - سلمة بن قيس، الأشجعي، الغطفاني، له رواية عن النبي (صلي الله عليه وآله) (2).

58 - ثعلبة بن الحكم بن عرفطة الليثي، شهد مع النبي (صلي الله عليه وآله) (خيبر) (3)، مات بين السبعين إلي الثمانين (4).

59 - عروة بن أبي الجعد، البارقي، من الأزد، استعمله عمر علي قضاء الكوفة قبل شريح، وضم إليه سلمان بن ربيعة

(5).

60 - سمرة بن جندب بن هلال بن (حريج) (6) بن مرة، أبو سليمان، كان من خلفاء الأنصار، توفي سنة 58، وقيل: سنة 59، وقيل: أول سنة 60 (7).

61 - جندب بن عبد الله بن سفيان، البجلي (8).

62 - مخنف بن سليم بن الحارث بن عوف، الأزدي، وبيت الأزد بيت بالكوفة، ومن ولده أبو مخنف لوط بن يحيي بن سعيد بن مخنف بن سليم (9).

63 - الحارث بن حسان، البكري، الذهلي، روي له أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة (10).

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٣، الثقات لابن حبان: ٣ / ٩٠، الإصابة: ٢ / ١٣ رقم ١٥٦٧.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٣، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٦٥، الإصابة: ٣ / ١٢٨ رقم ٣٤٠٤.

٣ - في المطبوع: (خيبر)، وما أثبتناه من المصادر.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٣، الثقات لابن حبان: ٣ / ٤٦، الإصابة: ١ / ٥١٧ رقم ٩٣٢.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٤، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣١٤ وفيه: (عروة بن الجعد بن أبي الجعد)، الإصابة: ٥ / ٩٦ رقم ٦٤٣٨ وفيه: (عروة بن عياش بن أبي الجعد).

٦ - في المطبوع: (جريح)، وما أثبتناه من المصادر.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٤، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٧٤، الإصابة: ٣ / ١٥٠ رقم ٣٤٨٨.

٨ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٥، الثقات لابن حبان: ٣ / ٥٦، الإصابة: ١ / ٦١٣ رقم ١٢٢٥.

٩ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٥، الثقات لابن حبان: ٣ / ٤٠٦، الإصابة: ٦ / ٤٥ رقم ٧٨٦٥.

١٠ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٥، الثقات لابن حبان: ٣ / ٧٥، الإصابة: ١ / 664 رقم 1397.

(٤٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول

الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، مدينة الكوفة (2)، جندب بن عبد الله بن سفيان (1)، يحيي بن سعيد بن مخنف (1)، الحارث بن حسان (1)، خيبر (2)، سلمان بن ربيعة (1)، الحارث بن عوف (1)، ثعلبة بن الحكم (1)، إبن ماجة (2)، سمرة بن جندب (1)، الشهادة (1)، الهلال (1)، كتاب الثقات لابن حبان (8)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (8)

64 - جابر بن أبي طارق، الأحمسي، من بجيلة، حديثه صحيح عند النسائي (1).

65 - عوف بن عبد الحارث بن عوف، أبو حازم البجلي، والد قيس بن عوف، قتل بصفين (2).

66 - قطبة بن مالك من بني ثعلبة، وهو عم زياد بن علاقة، أخرج له مسلم دون البخاري (3).

67 - معن بن يزيد بن الأخنس بن حبيب، شهد يوم مرج راهط (4) مع الضحاك ابن قيس الفهري في سنة 54، وقتل فيها هو وأبوه (5).

68 - طارق بن الأشيم، الأشجعي، وهو أبو أبي مالك، واسم أبي مالك: سعد (6).

69 - أبو مريم، السلولي، واسمه: مالك بن ربيعة، وهو أبو بريد بن أبي مريم، شهد الشجرة مع النبي (صلي الله عليه وآله) (7).

70 - حبشي بن جنادة بن نصر بن أسامة، شهد مع علي (عليه السلام) مشاهده (8).

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٦، الثقات لابن حبان: ٣ / ٥٣، الإصابة: ١ / ٥٤٤ رقم ١٠٢٣.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٦ وفيه: (عوف بن عبد الحارث بن حشيش)، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٠٥ وفيه: (عبد عوف بن الحارث)، الإصابة: ٤ / ٣١٦ رقم ٥٢٦٥ وفيه: (عبد عوف بن عبد الحارث).

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٦، الثقات لابن حبان:

٣ / ٣٤٧، الإصابة: ٥ / ٣٤٠ رقم ٧١٣٧.

٤ - المرج: هو الموضع الذي ترعي فيه الدواب، وراهط: رجل من قضاعة، ومرج راهط: موضع في غوطة دمشق، جرت فيه الوقعة المشهورة بين مروان بن الحكم والضحاك بن قيس انتهت بقتل الأخير، وتفصيلها في تاريخ الطبري: ٤ / ٤١٥.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٦، الثقات لابن حبان: ٣ / ٤٠١، الإصابة: ٦ / ١٥١ رقم ٨١٧٩.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٧، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٠٢، الإصابة: ٣ / ٤١١ رقم ٤٢٤١.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٧، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٨٨، الإصابة: ٥ / ٥٣٦ رقم ٧٦٤٧.

٨ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٧، الثقات لابن حبان: ٣ / ٩٦، الإصابة: ٢ / 12 رقم 1563.

(٤٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، الحارث بن عوف (1)، حبشي بن جنادة (1)، معن بن يزيد (1)، الشهادة (2)، القتل (3)، كتاب الثقات لابن حبان (7)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (7)، مروان بن الحكم (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، عوف بن الحارث (1)، دمشق (1)

71 - دكين بن سعيد، الخثعمي، ويقال: المزني، له حديث واحد تفرد أبو إسحق السبيعي بروايته عنه (1).

72 - برمة بن معاوية بن أبي سفيان بن منقذ، وهو أبو قبيصة بن برمة (2).

73 - خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو، كان ابنه أيمن بن خريم شاعرا فارسا شريفا، مات في عهد معاوية (3).

74 - ضرار بن الأزور، واسم الأزور: مالك بن أوس بن خزيمة، استشهد باليمامة (4).

75 - فرات بن حيان بن

ثعلبة بن عبد العزي، ابتني بالكوفة دارا في بني عجل وله عقب بها، وكان ممن شهد الخندق (5).

76 - يعلي بن مرة بن وهب بن جابر، الثقفي، وهو الذي يقال له: يعلي بن سيابة وهي أمه أو جدته، شهد مع النبي (صلي الله عليه وآله) بيعة الرضوان وخيبر وفتح مكة وغزوة الطائف وحنين (6).

77 - عمارة بن (رويبة) (7)، وقيل: اسم أبيه: رؤبة أبو زهرة، الثقفي، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله) (8).

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٨، الثقات لابن حبان: ٣ / ١١٨، الإصابة: ٢ / ٣٢٦ رقم ٢٤٠٦.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٨، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٤٥، الإصابة: ١ / ٤١٨ رقم ٦٣١.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٨، الثقات لابن حبان: ٣ / ١١٣، الإصابة: ٢ / ٢٣٦ رقم ٢٢٥١، وفي الأخيرين: (خريم بن فاتك).

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٩، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٠٠، الإصابة: ٣ / ٣٩٠ رقم ٤١٩٢.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٠، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٣٣، الإصابة: ٥ / ٢٧٢ رقم ٦٩٨٠.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٠، الثقات لابن حبان: ٣ / ٤٤٠، الإصابة: ٦ / ٥٤٠ رقم ٩٣٨٢.

٧ - في المطبوع: (رومية)، وما أثبتناه من المصادر.

٨ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٠، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٩٤، الإصابة: ٤ / 478 رقم 5731.

(٤٤٠)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، معاوية بن أبي سفيان لعنهما الله (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (1)، عمارة بن رويبة (1)، يعلي بن مرة (1)، الشهادة (2)، الموت (1)، كتاب الثقات لابن حبان

(7)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (7)

78 - عبد الرحمن بن أبي عقيل، الثقفي، من رهط الحجاج بن يوسف، روي عنه هشام بن المغيرة (1).

79 - عتبة بن فرقد، وهو يربوع بن حبيب بن مالك بن أسعد بن رفاعة بن ربيعة، من بيت بالكوفة يقال لهم: الفراقدة، ولاه عمر في الفتوح ففتح الموصل سنة 18 مع عياض بن غنم، مات بالكوفة (2).

80 - عبيد بن خالد، السلمي، شهد صفين مع الإمام علي (عليه السلام)، قال العسكري:

بقي إلي أيام الحجاج (3).

81 - طارق بن عبد الله، المحاربي، من محارب خصفة، روي عنه أبو الشعثاء وربعي بن خراش وأبو ضمرة (4).

82 - ابن أبي شيخ، المحاربي، ذكره ابن سعد في الطبقات (5).

83 - سالم بن عبيد، الأشجعي، من أهل الصفة ثم نزل الكوفة، وروي له من أصحاب السنن حديثين في العطاس (6).

84 - نوفل بن فروة، الأشجعي، والد فروة وعبد الرحمن وسحيم، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله)، وروي عنه أولاده (7).

85 - سلمة بن نعيم بن مسعود، الأشجعي، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله) (8).

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤١، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٥٧، الإصابة: ٤ / ٢٨٢ رقم ٥١٨٤.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤١، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٩٧، الإصابة: ٤ / ٣٦٤ رقم ٤٥٢٨ وقال ابن حجر: عتبة بن فرقد بن يربوع.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٢، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٨٤، الإصابة: ٤ / ٣٤٠ رقم ٥٣٤٨.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٢، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٠٢، الإصابة: ٣ / ٤١٤ رقم ٤٢٤٦.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٣، وكذا: الإصابة: ٤

/ ١١٣ رقم ٤٧٧٤.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٤، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٥٨، الإصابة: ٣ / ٨ رقم ٣٠٥٢.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٤، الثقات لابن حبان: ٣ / ٤١٦، الإصابة: ٦ / ٣٨٠ رقم ٨٨٥٥.

٨ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٤، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٦٦، الإصابة: ٣ / 129 رقم 3411.

(٤٤١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، مدينة الكوفة (3)، عياض بن غنم (1)، نوفل بن فروة (1)، ربعي بن خراش (1)، سالم بن عبيد (1)، الشهادة (1)، الموت (1)، العطس (1)، كتاب الثقات لابن حبان (7)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (8)

86 - شكل بن حميد، العبسي، وهو أبو شتير بن شكل، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله) وعن الإمام علي (عليه السلام) (1).

87 - الأسود بن ثعلبة، اليربوعي، شهد خطبة النبي (صلي الله عليه وآله) في حجة الوداع (2).

88 - رشيد بن مالك، السعدي، ويكني أبا عميرة، من بني تميم، ويقال:

الأسدي من أسد بن خزيمة (3).

89 - الفجيع بن عبد الله بن (حندج) بن البكاء بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، العامري، وفد علي النبي (صلي الله عليه وآله) وكتب له كتابا (4).

90 - عتاب بن شمير، بالمعجمة، وقيل: نمير بالنون، الضبي، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله) (5).

91 - ذو الجوشن، الضبابي، اسمه: شرحبيل بن الأعور بن عمرو بن معاوية، وهو الضباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، قيل: إنما لقب بذي الجوشن لأنه دخل علي

كسري فأعطاه جوشنا فلبسه، فكان أول عربي لبسه (6).

92 - غالب بن أبجر، المزني، له حديث في سنن أبي داود في الحمر الأهلية (7).

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٥، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٩٠، الإصابة: ٣ / ٢٨٥ رقم ٣٩٣٦.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٥، الثقات لابن حبان: ٣ / ٩، الإصابة: ١ / ٢٢٢ رقم ١٥١.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٥، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٢٧، الإصابة: ٢ / ٤٠٥ رقم ٢٦٦٤.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٦، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٣٤، الإصابة: ٦ / ٤٥٤ رقم ٩٠٨٤، وفي المطبوع: (خندج)، وفي الإصابة ورد باسم: (الهجنع بن عبد الله بن جندع بن البكاء)، وما بين القوسين أثبتناه من الطبقات والثقات.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٦، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٠٤، الإصابة: ٤ / ٣٥٨ رقم ٥٤١٠.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٦، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٢٠، الإصابة: ٢ / ٣٤٢ رقم ٢٤٥٥، والجوشن: الدرع. الصحاح: ٥ / ٢٠٩٢.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٨، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٢٧، الإصابة: ١ / 363 رقم 504.

(٤٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، كتاب سنن أبي داود (1)، عامر بن ربيعة (1)، حجة الوداع (1)، شتير بن شكل (1)، البكاء (1)، الشهادة (1)، كتاب الثقات لابن حبان (7)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (7)

93 - عامر أبو هلال بن عمرو، المزني، والد هلال بن عامر، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله) (1).

94 - الأغر بن يسار، المزني،

ويقال: الجهني، من المهاجرين، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله) (2).

95 - هاني بن يزيد بن نهيك بن دريد بن سفيان بن الضباب، من بني الحارث بن كعب، أبو الحكم، والد شريح (3).

96 - أبو سبرة، واسمه: يزيد بن مالك بن عبد الله بن الذؤيب بن سلمة بن عمرو ابن ذهل بن مران بن جعفي بن سعد العشيرة، من مذحج، روي عنه الأعمش، توفي بعد سنة 100 (4).

97 - المسور بن يزيد، الأسدي، الكاهلي (5).

98 - بشير بن الخصاصية، واسمه: زحم بن معبد، السدوسي (6).

99 - نمير أبو مالك، الخزاعي، روي عنه ابنه مالك بن نمير (7).

100 - أبو رمثة، التيمي، من تيم الرباب، واسمه: حبيب بن حيان، وقيل: رفاعة ابن يثربي، وقيل: يثربي بن رفاعة، وبه جزم الطبراني، روي له أصحاب السنن الثلاثة (8).

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٨ وفيه: (عامر المزني)، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٥، الإصابة: ١ / ٢٤٧ رقم ٢٢٣.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٩، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٥، الإصابة: ١ / ٢٤٧ رقم ٢٢٣.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٩، الثقات لابن حبان: ٣ / ٤٣٢، الإصابة: ٦ / ٤١١ رقم ٨٩٣٣.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٤٩، الثقات لابن حبان: ٣ / ٤٤٣، الإصابة: ٧ / ١٤١ رقم ٩٩٨٩.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٠، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٩٥، الإصابة: ٦ / ٩٥ رقم ٨٠١٣.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٠، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٣، الإصابة: ١ / ٤٤٤ رقم ٧٠٤، والخصاصية اسم أمه.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥١، الثقات لابن حبان: ٣ / ٤٢١، الإصابة: ٦ /

٣٧٣ رقم ٨٨٣٠.

٨ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥١، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٢٦، الإصابة: ٧ / 118 رقم 9905.

(٤٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (2)، الطبراني (1)، بشير بن الخصاصية (1)، تيم الرباب (1)، مالك بن عبد (1)، الهلال (2)، كتاب الثقات لابن حبان (8)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (8)

101 - أبو أمية، الفزاري، ذكره ابن سعد في الطبقات، وابن حجر في الإصابة (1).

102 - خزيمة بن ثابت بن الفاكه، الخطمي، من الأنصار، ويكني أبا عمارة، وهو ذو الشهادتين، قدم الكوفة مع الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فلم يزل معه حتي قتل بصفين سنة 37 (2).

103 - مجمع بن جارية بن عامر بن مجمع، وهو الذي روي الكوفيون أنه جمع القرآن علي عهد النبي (صلي الله عليه وآله) إلا سورة أو سورتين منه، توفي في خلافة معاوية (3).

104 - ثابت بن وديعة بن جذام من بني عمرو بن عوف، وكان قد نزل الكوفة بآخره (4).

105 - سعد بن بجير بن معاوية، وهو الذي يقال له: سعد بن حبتة، وهو من بجيلة، مات بالكوفة، من ولده خنيس بن سعد صاحب شهار سوج خنيس بالكوفة، ومن ولده أبو يوسف القاضي يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد، وقد شهد سعد أحدا (5).

106 - قيس بن سعد بن عبادة بن دليم، من بني ساعدة، أبو عبد الملك، خدم النبي (صلي الله عليه وآله) عشر سنين، ولحق بعلي (عليه السلام) بالكوفة فلم يزل معه، وكان علي شرطة الخميس، وشهد معه صفين، وتوفي بالمدينة سنة 85 في خلافة عبد الملك (6).

107 - النعمان بن بشير بن سعد، من بني

الحارث بن الخزرج، أبو عبد الله، وكان أول مولود من الأنصار ولد بالمدينة بعد هجرة النبي (صلي الله عليه وآله)، ولد علي رأس أربعة عشر شهرا من هجرته (صلي الله عليه وآله)، استعمله معاوية علي الكوفة قبل عبيد الله بن زياد، قتله أهل

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥١، الإصابة: ٧ / ٣ رقم ٩٤٩٦.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥١، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٠٧، الإصابة: ٢ / ٢٣٩ رقم ٢٢٥٦.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٢، الثقات لابن حبان: ٣ / ٦٠، الإصابة: ٥ / ٥٧٧ رقم ٧٧٤٩.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٢ وفيه: (خذام) بدل: (جذام)، الثقات لابن حبان: ٣ / ٤٣، الإصابة: ١ / ٥١٣ رقم ٩١٥ وفيه: (خذام).

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٢، أسد الغابة: ٢ / ٢٧٠، الإصابة: ٣ / ٤٠ رقم ٣١٣٧.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٢، الثقات لابن حبان ٣ / ٣٣٩، الإصابة: ٥ / 359 رقم 7192.

(٤٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، مدينة الكوفة (6)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، أبو يوسف القاضي (1)، يعقوب بن إبراهيم (1)، ذو الشهادتين (1)، خزيمة بن ثابت (1)، أبو عبد الله (1)، النعمان بن بشير (1)، سعد بن عبادة (1)، القرآن الكريم (1)، القتل (1)، الموت (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب الثقات لابن حبان (4)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (6)

حمص سنة 65، واحتزوا رأسه ووضعوه في حجر امرأته الكلبية (1).

108 - أبو ليلي، واسمه: بلال بن بليل بن أحيحة، له دار بالكوفة

في جهينة شهد أحدا وما بعدها، ثم سكن الكوفة، وكان مع علي (عليه السلام) في حروبه، وقيل: إنه قتل بصفين (2).

109 - عمرو بن بليل بن أحيحة بن الجلاح (3).

110 - شيبان، جد أبي هبيرة، وكان من الأنصار (4).

111 - قيس بن أبي غرزة بن عمير بن وهب بن (حراق) (5) بن حارثة بن غفار الغفاري، وقيل: الجهني، أو البجلي، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله) (6).

112 - حنظلة بن الربيع الكاتب، من بني تميم، ثم من بني أسيد بن عمرو بن تميم، كتب مرة كتابا للنبي (صلي الله عليه وآله) فسمي كاتبا، وكانت الكتابة في العرب قليلا، وهو ابن أخي أكثم بن صيفي، شهد القادسية ونزل الكوفة، وتخلف عن علي (عليه السلام) يوم الجمل، ونزل قرقيساء حتي مات في خلافة معاوية (7).

113 - رياح بن الربيع بن صيفي، التميمي، أخو حنظلة المذكور، ويقال: بالباء الموحدة، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله) (8).

114 - معقل بن سنان، الأشجعي، قتل يوم الحرة صبرا في ذي الحجة سنة 63 (9).

115 - عدي بن عميرة، الكندي، أبا زرارة، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله)، توفي بالكوفة

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٣، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٣٣٩، الإصابة: ٦ / ٣٤٦ رقم ٨٧٤٩.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٤، الثقات لابن حبان ٣ / ٤٤٨، الإصابة: ٧ / ٢٩٢ رقم ١٠٤٧٨.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٤، إكمال الكمال: ١ / ٣٥٥، الإصابة: ٤ / ٤٩٩ رقم ٥٧٩٦.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٤، الثقات لابن حبان ٣ / ١٨٨، الإصابة: ٣ / ٢٩٦ رقم ٣٩٦٠.

٥ - في المطبوع: (حران)، وما أثبتناه من المصادر.

٦

- الطبقات الكبري: ٦ / ٥٥، الثقات لابن حبان ٣ / ٣٤٢، الإصابة: ٥ / ٣٧٤ رقم ٧٢٣٢.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٥، الثقات لابن حبان ٣ / ٢٩، الإصابة: ٢ / ١١٧ رقم ١٨٦٤.

٨ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٥، الثقات لابن حبان ٣ / ١٢٧، الإصابة: ١ / ٢٩٢ رقم ١٨٧٧.

٩ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٥، الثقات لابن حبان ٣ / ٣٩٣، الإصابة: ٦ / 143 رقم 8154.

(٤٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (4)، شهر ذي الحجة (1)، مدينة الكوفة (4)، أكثم بن صيفي (1)، الشهادة (1)، القتل (1)، الموت (1)، كتاب إكمال الكمال لابن ماكولا (1)، كتاب الثقات لابن حبان (7)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (8)

سنة 40 (1).

116 - مرداس بن مالك، الأسلمي، روي عنه قيس بن أبي حازم، شهد بيعة الرضوان (2).

117 - عبد الرحمن بن حسنة، الجهني، وهو ابن المطاع بن عبد الله بن الغطريف، وحسنة أمه، وهو أخو شرحبيل بن حسنة (3).

118 - عبد الله بن المعرض بن عمر بن أسد بن خزيمة، أبو المغيرة بن عبد الله المعروف بالأقيشر (4).

119 - أبو شهيم صاحب الجبيذة - تصغير جبذة -، قيل: اسمه زيد أو يزيد بن أبي شيبة، وقيل: عبيد بن كعب، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله) (5).

120 - أبو الخطاب، لا يوقف له علي اسم، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله) (6).

121 - حريز أو أبو حريز، غير منسوب، روي له الطبراني والبغوي رواية عن النبي (صلي الله عليه وآله) (7).

122 - الرسيم، ولعله العبدي الهجري

الذي وفد علي النبي (صلي الله عليه وآله)، وكان فقيها من أهل هجر (8).

123 - ابن سيلان جابر، أو عبد ربه (9).

124 - أبو طيبة، صاحب منحة رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وقيل: أبو ظبية بالظاء المعجمة ثم الباء الموحدة، حدث في الكوفة قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): «بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، والمؤمن يموت

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٥، الثقات لابن حبان ٣ / ٣١٧، الإصابة: ٤ / ٣٩٣ رقم ٥٥٠٣.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٥، الثقات لابن حبان ٣ / ٣٩٨، الإصابة: ٦ / ٦٠ رقم ٧٩١١.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٦، الثقات لابن حبان ٣ / ٢٥٦، الإصابة: ٤ / ٣٠٢ رقم ٥٢١٨.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٦، أسد الغابة: ٣ / ٢٦٤، الإصابة: ٤ / ٢٠٥ رقم ٤٩٨٤.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٦، الثقات لابن حبان ٣ / ٤٥٥، الإصابة: ٧ / ١٧٧ رقم ١٠١١٤، وفي الأخيرين: (شهم) بدل: (شهيم).

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٧، أسد الغابة: ٥ / ١٨١، الإصابة: ٧ / ٩١ رقم ٩٨٤٣.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٧، أسد الغابة: ١ / ٤٠٠، الإصابة: ٢ / ٥٠ رقم ١٦٩٣.

٨ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٧، أسد الغابة: ٢ / ١٧٥، الإصابة: ٢ / ٤٠٣ رقم ٢٦٥٩.

٩ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٨، أسد الغابة: ٥ / ٣٢٧، الإصابة: ٧ / 167 رقم 10076.

(٤٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (6)، مدينة الكوفة (1)، الطبراني (1)، أبو المغيرة (1)، الشهادة (1)،

الموت (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (5)، كتاب الثقات لابن حبان (4)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (9)

له الولد الصالح فيحتسبه».

روي هذا الحديث عنه أبو سلام مولي قريش، قاله ابن حجر في الإصابة (1).

125 - رجل من بني تغلب، وهو جد حرب بن هلال الثقفي من قبل أمه (2).

126 - طلحة بن مصرف الأيامي (3).

127 - أبو مرحب، سويد بن قيس، العبدي، أو محمد بن صفوان الأنصاري (4).

128 - قيس بن الحارث، الأسدي، وهو جد قيس بن الربيع (5).

129 - الفلتان بن عاصم، الجرمي، وهو خال عاصم بن كليب الجرمي، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله) (6).

130 - عمرو بن الأحوص، الجشمي، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله)، وشهد معه حجة الوداع، وهو أبو سليمان، وأم سليمان أم جندب الأزدية التي روت عن رسول الله (صلي الله عليه وآله)، روي عنه ابنه (7).

131 - نقادة بن عبد الله بن خلف بن عميرة، الأسدي، يكني أبا (نهيسة) (8)، روي عنه زيد بن أسلم والبراء السيلطي (9).

132 - المستورد بن شداد بن عمرو، من بني محارب بن فهر، نزل الكوفة، وروي عنه الكوفيون، وروي هو عن النبي (صلي الله عليه وآله)، توفي بالإسكندرية سنة 45 (10).

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٨، أسد الغابة: ٥ / ٢٣٦، الإصابة: ٧ / ٢٠٤ رقم ١٠٠١٧٩.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٩، تعجيل المنفعة لابن حجر: ٤٦٥.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٩، الثقات لابن حبان: ٤ / ٣٩٣، أسد الغابة: ٤ / ٣٤٦.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٥٩، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٧٧، الإصابة: ٣ / ١٨٩ رقم ٣٦٢٠، ومحمد بن صفوان سيأتي برقم

١٣٤.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦٠، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٤١، الإصابة: ٥ / ١٤ رقم ٧٧٩٣.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦٠، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٣٣، الإصابة: ٥ / ٢٨٨ رقم ٧٠٢١.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦٠، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٧٨، الإصابة: ٤ / ٤٩٢ رقم ٥٧٧٤.

٨ - في المطبوع: (بهيه)، وما أثبتناه من المصادر.

٩ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦١، أسد الغابة: ٥ / ٣٨، الإصابة: ٦ / ٤٠١ رقم ٨٩٢٥.

١٠ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦١، الثقات لابن حبان: ٣ / ٤٠٣، الإصابة: ٦ / 71 رقم 7946.

(٤٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، مدينة الكوفة (1)، عبد الله بن خلف (1)، قيس بن الربيع (1)، محمد بن صفوان (2)، زيد بن أسلم (1)، قيس العبدي (1)، الحرب (1)، الهلال (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (3)، كتاب تعجيل المنفعة لابن حجر (1)، كتاب الثقات لابن حبان (6)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (9)

133 - محمد بن صفوان، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله)، ولعله أبو مرحب المتقدم (1).

134 - محمد بن صيفي بن سهل بن الحرث، الخطمي، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله) حديثا في صوم يوم عاشوراء، وقيل: إنه محمد بن صفوان المتقدم (2).

135 - وهب بن خنبش الطائي (3).

136 - مالك بن عبد الله، الخزاعي، ويقال: الخثعمي، غزا مع النبي (صلي الله عليه وآله) (4).

137 - أبو كاهل، الأحمسي، من بجيلة، واسمه: قيس بن عائذ، وقيل: عبد الله ابن مالك، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله)، توفي أيام المختار (5).

138 - عمرو بن

خارجة بن المنتفق، الأسدي، حليف آل أبي سفيان، وكان رسول أبي سفيان إلي النبي (صلي الله عليه وآله) (6).

139 - الصنابح بن الأعسر، الأحمسي، من بجيلة، روي عنه قيس بن أبي حازم (7).

140 - مالك بن عمير، ويكني أبا صفوان، روي عنه سماك بن حرب (8).

141 - عمير ذو مران بن أفلح بن شراحيل بن ربيعة، وهو جد مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني، وهو الذي كتب إليه رسول الله (صلي الله عليه وآله) لما أسلم ومن معه من

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦١، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٦٤، الإصابة: ٦ / ١٤ رقم ٧٧٩٣.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦٢، تهذيب الكمال: ٢٥ / ٤٠٢ رقم ٥٣٠٤، الإصابة: ٦ / ١٥ رقم ٧٧٩٥.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦٢، أسد الغابة: ٥ / ٩٤، الإصابة: ٦ / ٤٨٨ رقم ٩١٧٩.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦٢، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٧٧، الإصابة: ٥ / ٥٤١ رقم ٧٦٦١١.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦٢، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٤٠، الإصابة: ٥ / ٣٧٠ رقم ٧٢١٣.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦٣، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٧٠، الإصابة: ٤ / ٥١٧ رقم ٥٨٣٨.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦٣، الثقات لابن حبان: ٣ / ١٩٦، الإصابة: ٣ / ٣٦٢ رقم ٤١٢١.

٨ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦٣، الثقات لابن حبان: ٣ / ٣٧٥، الإصابة: ٥ / 549 رقم 7687، وفي المطبوع: (عمير)، وما أثبتناه من المصادر.

(٤٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: صوم يوم عاشوراء (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (6)، محمد بن صفوان (2)، محمد بن صيفي (1)، سماك

بن حرب (1)، مالك بن عبد (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب الثقات لابن حبان (6)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (8)

همدان (1).

142 - أبو جحيفة، السوائي، واسمه: وهب بن عبد الله من بني سواءة بن عامر بن صعصعة، توفي بالكوفة في ولاية بشر بن مروان سنة 74، وقيل: تأخر إلي ما بعد الثمانين (2).

143 - طارق بن زياد، الجعفي، توفي بعد سنة 100 (3).

144 - عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش، أبو الطفيل الكناني، عمر إلي أن توفي سنة 110، وهو آخر من مات من الصحابة (4).

145 - الجحدمة، غير منسوب، له رواية عن النبي (صلي الله عليه وآله)، وقيل: جهدمة بالهاء بدل الحاء المهملة بعد الجيم (5).

146 - يزيد بن نعامة، أبو مودود الضبي، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله) وقيل: إنه تابعي يروي عن أنس بن مالك (6).

147 - أبو خلاد، روي عن النبي (صلي الله عليه وآله) (7).

١ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦٣، أسد الغابة: ٤ / ١٤٧، الإصابة: ٥ / ١٢٦ رقم ٦٥٥٠.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦٣، الثقات لابن حبان: ٣ / ٤٢٨، الإصابة: ٦ / ٤٩٠ رقم ٩١٨٧، وفي المطبوع: (جحيفة)، وما أثبتناه من المصادر.

٣ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦٤، الثقات لابن حبان: ٤ / ٣٩٥، الإصابة: ٣ / ٤٤٧ رقم ٤٣٢٨.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦٤، الثقات لابن حبان: ٣ / ٢٩١، الإصابة: ٧ / ١٩٣ رقم ١٠١٦٦.

٥ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦٥، الثقات لابن حبان: ٣ / ٦٧، الإصابة: ١ / ٦٥١ رقم ١٣٥٢.

٦ - الطبقات الكبري: ٦ /

٦٥، الثقات لابن حبان: ٣ / ٤٤٢، الإصابة: ٦ / ٥٣٠ رقم ٩٣٣٨.

٧ - الطبقات الكبري: ٦ / ٦٥، أسد الغابة: ٥ / ١٨١، الإصابة: ٧ / 92 رقم 9846.

(٤٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (3)، مدينة الكوفة (1)، وهب بن عبد الله (1)، عبد الله بن عمرو (1)، عامر بن واثلة (1)، أبو الطفيل (1)، أنس بن مالك (1)، بشر بن مروان (1)، الموت (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (2)، كتاب الثقات لابن حبان (5)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (7)

الأسر العلمية في الكوفة

الأسر العلمية في الكوفة 1 - آل أبي الجعد رافع الغطفاني (1) الأشجعي، مولاهم، وأبناؤه: سالم وعبيدة وزياد، من أصحاب الأمام علي (عليه السلام)، ورافع بن سلمة بن زياد بن أبي الجعد من رجال الإمام الباقر (عليه السلام)، وسلمة بن زياد مولي بني أمية من رجال الإمام الصادق (عليه السلام) (2).

وفي التقريب لابن حجر: سالم بن أبي الجعد رافع، الغطفاني، الأشجعي، مولاهم، الكوفي، ثقة، وكان يرسل كثيرا، مات سنة سبع أو ثمان وتسعين، وقيل: مائة أو بعد ذلك، ولم يثبت أنه جاوز المائة (3).

وذكر جملة من آل أبي الجعد ابن حجر في التقريب (4).

2 - آل أبي الجهم القابوسي، اللخمي، من ولد قابوس بن النعمان بن المنذر، بيت كبير جليل بالكوفة، منهم: أبو الحسين سعيد بن أبي الجهم، وابناه الحسين بن سعيد، والمنذر ابن سعيد، ومحمد بن المنذر بن سعيد، والمنذر بن محمد بن المنذر بن سعيد صاحب كتاب جامع الفقه (5).

3 - آل أبي رافع من أرفع بيوت الشيعة بنيانا، وأعلاها شأنا، وأقدمهم إسلاما، منهم: عبيد الله وعلي، كانا كاتبي الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)،

وأبوهما رافع مولي رسول

١ - الغطفاني: بالفتح، نسبة إلي قبيلة كبيرة من قيس عيلان. انظر: الصحاح: ٤ / ١٤١١.

٢ - رجال النجاشي: ١٦٩ رقم ٤٤٧، رجال الطوسي: ٢٠٥ رقم ٤٧، رجال ابن داود: ٩٣ رقم ٦٠٤، الفوائد الرجالية: ١ / ٢٦٩.

٣ - تقريب التهذيب: ١ / ٣٣٤ رقم ٢١٧٦.

٤ - ١ / ٣١٨ و ٣٣٧ و ٤٨٣ و ٦٤٣ و ٦٧٠ و ٢ / ٣٢٤ و ٣٧٥.

٥ - رجال النجاشي: ١٧٩ رقم ٤٧٢ و ٤١٨ رقم ١١١٨، رجال ابن داود: ١٠٢ رقم ٦٨٣ و ١٩٢ رقم ١٦٠٢، خلاصة الأقوال: ١٥٧ رقم ٣ و ٢٨٠ رقم ١٥، الفوائد الرجالية: ١ / 272.

(٤٥٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (2)، زياد بن أبي الجعد (1)، سعيد بن أبي الجهم (1)، سالم بن أبي الجعد (1)، محمد بن المنذر بن سعيد (2)، بنو أمية (1)، الحسين بن سعيد (1)، سلمة بن زياد (1)، رافع بن سلمة (1)، الموت (1)، كتاب رجال النجاشي (2)، كتاب رجال ابن داود (2)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (2)، كتاب رجال الطوسي للشيخ الطوسي (1)، كتاب تقريب التهذيب لابن حجر (1)

الله (صلي الله عليه وآله)، وقد شهد مع علي (عليه السلام) حروبه، وكان صاحب بيت ماله بالكوفة، ومات في أوائل خلافته (1).

4 - آل أبي سارة أهل بيت فضل وأدب، منهم: محمد بن الحسن بن أبي سارة، أبو جعفر الرواسي، روي هو وأبوه عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، ومحمد بن أبي سارة من رجال الصادق

(عليه السلام)، ومعاذ وعمر ابنا مسلم بن أبي سارة (2).

5 - آل أبي شعبة الحلبيون بيت كبير بالكوفة، روي جدهم أبو شعبة عن الحسن والحسين (عليهما السلام)، وابناه:

علي وعمر، وبنو علي وهم: عبيد الله ومحمد وعمران وعبد الأعلي كلهم من أصحاب الصادق (عليه السلام)، ويحيي بن عمران بن علي من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام)، وأحمد بن عمر بن أبي شعبة، وكان عبيد الله كبيرهم ووجههم، وكان يتجر هو وأبوه وأخوته إلي حلب فغلب عليهم النسبة إليها (3).

6 - آل أبي صفية واسم أبي صفية دينار، وهو أبو ثابت المعروف بأبي حمزة الثمالي، الكوفي، وأولاد أبي حمزة الثلاثة: نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد بن علي (عليه السلام) (4).

7 - آل أعين بفتح الهمزة وسكون العين وفتح المثناة من تحت، وهم أكبر بيت في الكوفة

١ - رجال النجاشي: ٤ رقم ١، رجال الطوسي: ١١٧ رقم ١٨، معالم العلماء: ١١٢ رقم ٥٤٢، ايضاح الاشتباه: ٧٩ رقم ١، الفوائد الرجالية: ١ / ٢٠٣.

٢ - رجال النجاشي: ٣٢٤ رقم ٨٨٣، رجال الطوسي: ٢٧٩ رقم ٦٣، رجال ابن داود: ١٦٨ رقم ١٣٤٤، الفوائد الرجالية: ١ / ٢٧٦.

٣ - رجال النجاشي: ٩٨ رقم ٢٤٥ و ٢٣٠ رقم ٦١٢ و ٣٢٥ رقم ٨٨٥ و ٤٤٤ رقم ١١٩٩، رجال ابن داود: ٢٠٤ رقم ١٧١٣، خلاصة الأقوال: ٢٩٤ رقم ١٢، الفوائد الرجالية: ١ / ٢١٤.

٤ - رجال الطوسي: ١٢٩ رقم ٢ و ٣٣٣ رقم ١، الفهرست للطوسي: ٩٠ رقم ١، خلاصة الأقوال: ٨٥ رقم ٥، نقد الرجال: ١ / ٣١١ رقم ١٤، الفوائد الرجالية: ١ / 258، والثمالي:

نسبة إلي ثمالة بطن من الأزد.

(٤٥١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)،

الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، مدينة الكوفة (3)، محمد بن الحسن بن أبي سارة (1)، أحمد بن عمر بن أبي شعبة (1)، يحيي بن عمران بن علي (1)، محمد بن أبي سارة (1)، مسلم بن أبي سارة (1)، الشهادة (1)، القتل (1)، كتاب رجال النجاشي (3)، كتاب رجال ابن داود (2)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (4)، كتاب معالم العلماء (1)، كتاب رجال الطوسي للشيخ الطوسي (3)

من شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، وأعظمهم شأنا، وأكثرهم رجالا وأعيانا، وأطولهم مدة وزمانا، أدرك أوائلهم السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام)، وبقي أواخرهم إلي أوائل الغيبة الكبري، وكان فيهم العلماء والفقهاء والقراء والأدباء ورواة الحديث، ومن مشاهيرهم: حمران، وزرارة، وعبد الملك، وبكير بن أعين، وحمزة بن حمران، وعبيد بن زرارة، وضريس بن عبد الملك، وعبد الله بن بكير، ومحمد بن عبد الله بن زرارة، والحسن بن الجهم بن بكير، وسليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير، وأبو طاهر محمد بن سليمان بن الحسن، وأبو غالب أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان، وكان أبو غالب (رحمه الله) شيخ علماء عصره وبقية آل أعين، وله في بيان أحوالهم ورجالهم رسالة عهد فيها إلي ابن ابنه محمد بن عبد الله بن أحمد، وهو آخر من عرف من هذا البيت، (وقد أجاز له جده في رسالته إليه جميع ما رواه من الكتب، وذكر طريقه إلي أصحابها) (1)، وهي رواية الشيخ الفقيه أبي عبد الله الحسين بن عبد الله الواسطي الغضائري شيخ النجاشي والشيخ الطوسي، وقد ألحق بها جملة من

أحوال آل أعين وبعض ما لم يقع منها لشيخه أبي غالب رضوان الله عليه.

قال أبو غالب في الرسالة المذكورة:

إنا أهل بيت أكرمنا جل وعز بدينه، واختصنا بصحبة أوليائه، وحججه علي خلقه، من أول ما نشأنا إلي وقت الفتنة التي امتحنت بها الشيعة، فلقي عمنا حمران سيدنا وسيد العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)، ولقي حمران وجدنا زرارة وبكير أبا جعفر محمد بن علي وأبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام)، ولقي بعض أخوتهم وجماعة من أولادهم مثل: حمزة بن حمران، وعبيد بن زرارة، ومحمد بن حمران وغيرهم أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام).

وآل أعين أكبر أهل بيت في الشيعة، وأكثرهم حديثا وفقها، وذلك موجود في كتب الحديث، ومعروف عند رواته، ولقي عبيد بن زرارة وغيره من بني أعين أبا الحسن موسي بن جعفر (عليه السلام)، وكان جدنا الأدني الحسن بن الجهم من خواص سيدنا أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، وله كتاب معروف، وكان للحسن بن الجهم جدنا

١ - ما بين القوسين أثبتناه من الفوائد الرجالية.

(٤٥٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، شيعة أهل البيت عليهم السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (3)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الغيبة الكبري (1)، محمد بن عبد الله بن أحمد (1)، محمد بن سليمان بن الحسن (1)، الحسين بن عبد الله (1)، أحمد بن محمد بن محمد (1)، عبد الله بن بكير (1)، ضريس بن عبد الملك (1)، محمد بن عبد الله (1)، سليمان بن الحسن (1)، الحسن بن الجهم (2)، عبيد بن زرارة (3)، بكير بن

أعين (1)، حمزة بن حمران (2)، الشيخ الطوسي (1)، جهم بن بكير (1)، محمد بن حمران (1)، محمد بن علي (1)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (1)

(أبناء) (1): سليمان ومحمد والحسين، ولم يبق لمحمد والحسين ولد، وكانت أم الحسن بن الجهم ابنة عبيد بن زرارة، ومن هذه الجهة نسبنا إلي زرارة ونحن من ولد بكير، وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم، وأول من نسب منا إلي زرارة جدنا سليمان، نسبه إليه سيدنا أبو الحسن علي بن محمد (عليهما السلام) صاحب العسكر، كان إذا ذكره في توقيعاته إلي غيره قال: «الزراري» تورية عنه وسترا له، ثم اتسع ذلك وسمينا به.

وكان (عليه السلام) يكاتبه في أمور له بالكوفة وبغداد، وأمه أم ولد يقال لها: رومية.

وكان الحسن بن الجهم اشتراها جلبا ومعها ابنة لها صغيرة، فرباها فخرجت بارعة الجمال، وأدبها فحسن أدبها، فاشتريت لعبد الله بن طاهر، فأولدها عبيد الله ابن عبد الله، وكان سليمان خال عبد الله، وانتقل إليه من الكوفة وباع عقاره بها في محلة بني أعين، وخرج معه إلي خراسان عند خروجه إليها، فتزوج بنيشابور امرأة من وجوه أهلها، فولدت له جدي محمد بن سليمان وعم أبي علي بن سليمان وأختا لهما تزوجها عند عود سليمان إلي الكوفة محمد بن يحيي المعادي، فأولدها محمد ابن محمد بن يحيي وأخته فاطمة بنت محمد.

وقد روي محمد بن يحيي طرفا من الحديث، وروي محمد بن محمد بن يحيي ابن عمة أبي أيضا صدرا صالحا من الحديث، ولم تطل أعمارها فيكثر النقل عنهما، فلما صرف آل طاهر عن خراسان أراد سليمان أن ينقل عياله بها وولده إلي العراق، فامتنعت زوجته (ووطنت) (2) بعمتها وأهلها، فاحتال عليها بالحج

ووعدها بالرجوع بها إلي خراسان، فرغبت في الحج فأجابته إلي ذلك، فخرج بها وبولدها فحج بها ثم عاد إلي الكوفة، وخلف من الولد بعد ابنه الذي مات في حياته جدي محمد بن سليمان، وكان أسن ولده، وعليا أخاه من أمه، وحسنا، وحسينا، وجعفرا، وأربع بنات إحداهن زوجة المعادي من المرأة النيشابورية، وباقي البنين والبنات من أمهات أولاد.

وكان عمال الحرب والخراج يركبون إلي سليمان وسيدنا أبو الحسن (عليه السلام) يكاتبه

1 - أثبتناه من المصدر.

2 - في المطبوع: (وظنت)، وما أثبتناه من المصدر.

(٤٥٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (4)، محمد بن محمد بن يحيي (1)، عبد الله بن طاهر (1)، الحسن بن الجهم (2)، فاطمة بنت محمد (1)، عبيد بن زرارة (1)، علي بن سليمان (1)، محمد بن يحيي (3)، محمد بن سليمان (1)، خراسان (3)، الحج (3)، الزوجة (1)، الطهارة (1)، الموت (1)، الزوج، الزواج (1)، الوسعة (1)، الحرب (1)

إلي أن مات، فكانت الكتب (بعد ذلك) (1) ترد علي جدي محمد بن سليمان إلي أن مات، وكاتب الصاحب (عليه السلام) جدي محمد بن سليمان بعد موت أبيه إلي أن وقعت الغيبة، وقل منا رجل إلا وقد روي الحديث، وحدثني أبو عبد الله بن الحجاج - وكان من رواة الحديث - أنه قد جمع من روي الحديث من آل أعين فكانوا ستين رجلا، وحدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن لاحق الشيباني عن مشايخه: أن بني أعين بقوا أربعين سنة أربعين رجلا لا يموت منهم رجل إلا ولد فيهم غلام وهم علي ذلك يستولون علي دور بني شيبان في خطة

بني سعد بن همام، ولهم مسجد الخطة يصلون فيه، وقد دخله سيدنا أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) وصلي فيه.

وفي هذه المحلة دور بني أعين متقاربة، قال أبو غالب: وكان أعين غلاما روميا اشتراه رجل من بني شيبان من الجلب، فرباه وتبناه وأحسن تأديبه، فحفظ القرآن وعرف الأدب، وخرج بارعا أديبا، فقال له مولاه: أستلحقك؟

فقال: لا، ولائي منك أحب إلي من النسب.

فلما كبر قدم عليه أبوه من بلاد الروم، وكان راهبا اسمه: سنسن، وذكر أنه من غسان ممن دخل بلد الروم في أول الإسلام، وقيل: إنه كان يدخل بلاد الإسلام بأمان فيزور ابنه أعين ثم يعود إلي بلاده، فولد أعين: عبد الملك، وحمران، وزرارة، وبكيرا، وعبد الرحمن بن أعين، هؤلاء كبراؤهم معروفون، وقعنب، ومالك، ومليك من بني أعين غير معروفين، فذلك ثمانية أنفس، ولهم أخت يقال لها: أم الأسود، ويقال: إنها أول من عرف هذا الأمر منهم من جهة أبي خالد الكابلي، وروي أن أول من عرف هذا الأمر عبد الملك، عرفه من صالح بن ميثم ثم عرفه حمران من أبي خالد الكابلي.

وكان بكير يكني أبا الجهم، وحمران أبا حمزة، وزرارة أبا علي، ولآل أعين من الفضائل وما روي فيهم أكثر من أن أكتبه لك، وهو موجود في كتب الحديث، وكان مليك وقعنب ابنا أعين يذهبان مذهب العامة مخالفين لإخوتهم، وخلف أعين:

حمران، وزرارة، وبكيرا، وعبد الملك، وعبد الرحمن، (ومالكا) (2)، وموسي، وضريسا، ومليكا، وكذا قعنب، فذلك عشرة أنفس.

1 - أثبتناه من المصدر.

2 - ورد بدله في المصدر: (عبيد الله).

(٤٥٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، يوم عرفة (2)، عبد الله بن الحجاج (1)، محمد بن سليمان (2)، صالح بن ميثم

(1)، أحمد بن محمد (1)، القرآن الكريم (1)، الموت (2)، السجود (1)، الصّلاة (1)

وروي ابن المغيرة عن أبي محمد الحسن بن حمزة العلوي، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي المشهور بكثرة الحديث: أنهم سبعة عشر رجلا، إلا أنه لم يذكر أسماءهم، وما يتهم في معرفته ولا شك في علمه (1).

8 - آل حيان التغلبي مولي بني تغلب، بيت كبير في الشيعة، كوفيون، صيارفة، معروفون بهذه الصنعة وبالنسبة إلي تغلب، منهم: إسحق بن عمار بن حيان الصيرفي التغلبي، وأخوته: إسماعيل، وقيس، ويوسف، ويونس، وأولادهم: محمد، ويعقوب ابنا إسحق، وبشر وعلي ابنا إسماعيل، وعبد الرحمن بن بشر، ومحمد بن يعقوب بن إسحاق وعلي بن محمد بن يعقوب، وأبوهم عمار بن حيان من أصحاب الحديث روي عن الصادق (عليه السلام)، وقد عد الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق (عليه السلام): إسحق بن عمار، وإسماعيل بن عمار، ويونس بن عمار، وبشر بن إسماعيل، وأحمد بن بشر بن عمار، وعبد الرحمن بن بشر (2).

وعد البرقي في رجاله من أصحاب الكاظم (عليه السلام) علي بن إسماعيل بن عمار (3).

9 - آل نعيم الأزدي الغامدي بيت كبير، منهم: عبد الرحمن بن نعيم وأبناؤه: محمد وشديد وعبد السلام، وأولادهم: بكر بن محمد وموسي والمثني ابنا عبد السلام وجعفر بن المثني (4).

10 - آل أبي أراكة مولي كندة البجلي، واسم أبي أراكة: ميمون مولي بني وابش، وكان ابنا ميمون هذا بشير وشجرة وأبناؤهما: إسحق بن بشير، وعلي بن شجرة، والحسن بن شجرة

١ - تاريخ آل زرارة: ٢ / ٢ - ٣٠، الفهرست لابن النديم: ٣٢٢، الفوائد الرجالية: ١ / ٢٢٢، وقلما تجد مصدرا يخلو من ذكر آل زرارة.

٢

- رجال الطوسي: ١٦١ رقم ١٢٥ و ١٦٢ رقم ١٣٥ و ٣٢٤ رقم ٦٨ و ١٦٩ رقم ١٢ و ١٥٥ رقم ٣.

٣ - رجال النجاشي: ٧١ رقم ١٦٩، رجال الطوسي: ٣٢٧ رقم ٩، رجال ابن داود: ٤٨ رقم ١٦٤، خلاصة الأقوال: ٣١٧ رقم ١، الفوائد الرجالية: ١ / ٢٨٩.

٤ - رجال النجاشي: ١٠٨ رقم ٢٧٣ و ١٢١ رقم ٣٠٩، رجال ابن داود: ٦٤ رقم ٣٢٢، خلاصة الأقوال: ٨٠ رقم ١، نقد الرجال: ٣ / ٦١ رقم ٦، الفوائد الرجالية: ١ / 283.

(٤٥٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، علي بن إسماعيل بن عمار (1)، محمد بن يعقوب بن إسحاق (1)، علي بن محمد بن يعقوب (1)، أحمد بن محمد بن سعيد (1)، إسماعيل بن عمار (1)، عمار بن حيان (2)، ابن المغيرة (1)، جعفر بن المثني (1)، الحسن بن حمزة (1)، الشيخ الطوسي (1)، علي بن شجرة (1)، أحمد بن بشر (1)، بكر بن محمد (1)، كتاب رجال النجاشي (2)، كتاب رجال ابن داود (2)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (3)، كتاب رجال الطوسي للشيخ الطوسي (2)، ابن النديم (1)

من بيوت الشيعة، وممن روي عن الأئمة (عليهم السلام) وفيهم الثقات (1).

قال النجاشي (رحمه الله): علي بن شجرة بن ميمون روي أبوه عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، وأخوه الحسن بن شجرة روي، وكلهم ثقات وجوه جلة، ولعلي كتاب روي عنه الحسن بن علي بن فضال (2).

وفي فهرست الشيخ (رحمه الله): له كتاب، روي الحسن بن محمد بن سماعة والقاسم ابن إسماعيل القرشي عنه (3).

وعد الشيخ (رحمه الله) في رجاله بشير

النبال في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) (4).

وكذا البرقي في رجاله وقال: إنه شيباني، وذكر في أصحاب الباقر (عليه السلام) إسحق ابن بشير النبال، وأبو أراكة هذا هو الذي اختفي عنده رشيد الهجري لما طلبه عبيد الله بن زياد وله قصة (5).

11 - بنو الحر الجعفي والحر هذا مولي، جعفي، وبنوه: أديم، وأيوب، وزكريا، من أصحاب الصادق (عليه السلام)، ذكرهم النجاشي في فهرسته وأثبت لأديم وأيوب أصلا ووثقهما، وأثبت لزكريا كتابا وقال: هو أخو أديم وأيوب (6)، وأيوب يعرف بأخي أديم، ووثقه الشيخ الطوسي في الفهرست، وجعل أصله كتابا (7)، وقد يوجد في بعض النسخ ابن أبجر مكان ابن الحر، والصواب ما تقدم.

وذكر النجاشي في أول فهرسته: عبيد الله بن الحر، الفارس، الفاتك، الشاعر، وعده من سلفنا الصالحين المتقدمين في التصنيف وقال: له نسخة يرويها عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (8).

١ - رجال الكشي: ٢ / ٦٦٦، الفوائد الرجالية: ١ / ٢٦٤.

٢ - رجال النجاشي: ٢٧٤ رقم ٧٢٠.

٣ - الفهرست للشيخ الطوسي: ١٦٠ رقم ٣٧.

٤ - رجال الطوسي: ١٢٧ رقم ٤.

٥ - رجال البرقي: ١٣، وانظر قصته في حادثة رشيد الهجري المتقدمة.

٦ - رجال النجاشي: ١٠٣ رقم ٢٥٦ و ١٠٦ رقم ٢٦٧ و ١٧٤ رقم ٤٥٩.

٧ - الفهرست: ١٣٢ رقم ٢.

٨ - رجال النجاشي: ٩ رقم 6.

(٤٥٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، الحسن بن محمد بن سماعة (1)، الحسن بن علي بن فضال (1)، عبيد الله بن الحر (1)، ابن إسماعيل (1)، شجرة بن ميمون (1)، رشيد الهجري (2)، الشيخ الطوسي (2)، بشير النبال (2)، كتاب رجال النجاشي

(3)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (1)، كتاب رجال الطوسي للشيخ الطوسي (1)

وعبيد الله هذا هو: عبيد الله بن المجمع بن خزيم الجعفي من أشراف الكوفة عربي صميم، وليس هو من أخوة أديم مولي جعفي، لما ذكرناه من قولنا: عربي صميم (1)، مع بعد الطبقة، والعجب من النجاشي (رحمه الله) كيف عد هذا من سلفنا الصالح وهو الذي خذل الحسين (عليه السلام) وقد مشي إليه يستنصره فأبي أن ينصره، وعرض عليه فرسه لينجو عليها فأعرض عنه الحسين (عليه السلام) وقال: «لا حاجة لنا فيك ولا في فرسك وما كنت متخذ المضلين عضدا» (2).

ثم إنه قام مع المختار في طلب الثأر ورجع مغاضبا لإبراهيم بن الأشتر، حيث استقل العطاء، وأغار علي سواد الكوفة فنهب القري وقتل العمال وأخذ الأموال ومضي إلي مصعب بن الزبير، وقصته معروفة (3)، وله في ذلك أشعار يتأسف فيها ويتلهف علي ما فاته من نصر الحسين (عليه السلام) ومن أخذه بالثأر مع المختار (رضي الله عنه) (4).

قالوا: وتداخله من الندم شيء عظيم، حتي كادت نفسه تفيض، والرجل صحيح الاعتقاد سئ العمل، وقد يرجي له النجاة بحسن عقيدته وبحنو الحسين (عليه السلام) وتعطفه عليه، حيث أمره بالفرار من مكانه حتي لا يسمع الواعية فيكبه الله علي وجهه في النار، والله أعلم بحقيقة حاله (5).

12 - بنو الياس البجلي منهم: أبو الياس عمرو بن الياس، من أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) وروي عنهما (عليهما السلام)، له كتاب رواه عنه ابن جبلة، وابنه الياس بن عمرو شيخ من أصحاب الصادق (عليه السلام) متحقق بهذا الأمر، له كتاب رواه عنه الحسن بن علي الأشعري، وهو جد الحسن بن علي

ابن بنت الياس المعروف بذلك وبالوشا والخزاز، وأولاد الياس بن عمرو وهم: عمرو، ويعقوب، ورقيم، ثقات رووا عن أبي

١ - أي أن العربي الصميم غير الذي من الموالي.

٢ - أمالي الصدوق: ١٣٢، الارشاد: ٢ / ٨٢.

٣ - الأخبار الطوال: ٢٩٧.

٤ - الأخبار الطوال: ٢٦٢، ذوب النضار: ٨٥.

٥ - انظر: تاريخ الطبري: ٤ / ٥٦٧، تاريخ دمشق: ٣٧ / ٤١٧ رقم ٤٤٣٤، الفوائد الرجالية:

١ / 323.

(٤٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (4)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، مدينة الكوفة (2)، الحسن بن علي ابن بنت إلياس (1)، إلياس بن عمرو (2)، الحسن بن علي (1)، القتل (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (1)، كتاب ذوب النضار لابن نما الحلي (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، دمشق (1)

عبد الله الصادق (عليه السلام) أيضا (1).

13 - بنو عبد ربه بن أبي ميمونة بن يسار الأسدي الذي عده الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وقال: إنه مولي كوفي، وأولاده: شهاب، ووهب، وعبد الرحيم، وعبد الخالق، وإسماعيل بن عبد الخالق (2).

قال النجاشي في فهرسته: إسماعيل بن عبد الخالق بن عبد ربه بن أبي ميمونة ابن يسار، مولي بني أسد، وجه من وجوه أصحابنا، وفقيه من فقهائنا، وهو من بيت الشيعة، عمومته شهاب وعبد الرحيم ووهب، وأبوه عبد الخالق، كلهم ثقات، رووا عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، وإسماعيل نفسه روي عن أبي عبد الله الصادق وأبي الحسن الكاظم (عليهما السلام)، له كتاب، روي عنه جماعة منهم محمد بن خالد (3).

وقال أيضا: وهب بن عبد ربه بن أبي ميمونة بن يسار الأسدي، مولي

بني نصر ابن قعين أخو شهاب بن عبد ربه، وعبد الخالق ثقة له كتاب يرويه جماعة، منهم الحسن بن محبوب (4).

وقال في شهاب: له كتاب رواه ابن أبي عمير (5).

وذكره الشيخ في الفهرست وجعل كتابه أصلا (6).

وقال الكشي في رجاله: شهاب وعبد الرحيم وعبد الخالق ووهب ولد عبد ربه، من موالي بني أسد من صلحاء الموالي (7).

١ - رجال النجاشي: ١٠٧ رقم ٢٧٢، رجال الطوسي: ٣٥٤ رقم ٥، رجال ابن داود: ٥٣ رقم ٢٢٠، خلاصة الأقوال: ٢١٤ رقم ٧، نقد الرجال: ١ / ٢٤٤ رقم ١، الفوائد الرجالية: ١ / ٣٢٩.

٢ - رجال الطوسي: ٢٤٢ رقم ٢٥٥.

٣ - رجال النجاشي: ٢٧ رقم ٥.

٤ - رجال النجاشي: ٤٣٠ رقم ١١٥٦.

٥ - رجال النجاشي: ١٩٦ رقم ٥٢٣.

٦ - الفهرست: ١٤٥ رقم 2.

7 - رجال الكشي: 2 / 712 رقم 778.

(٤٥٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، كتاب رجال الكشي (2)، إسماعيل بن عبد الخالق (1)، شهاب بن عبد ربه (1)، ابن أبي عمير (1)، وهب بن عبد ربه (1)، الحسن بن محبوب (1)، بنو أسد (2)، كتاب رجال النجاشي (4)، كتاب رجال ابن داود (1)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (1)، كتاب رجال الطوسي للشيخ الطوسي (2)

14 - بنو أبي سبرة قال النجاشي في الفهرست: بسطام بن الحصين بن عبد الرحمن الجعفي بن أخي خيثمة، وإسماعيل كان وجها في أصحابنا وأبوه وعمومته، وكان أوجههم إسماعيل، وهم بيت بالكوفة من جعفي يقال لهم: بنو أبي سبرة، منهم خيثمة بن عبد الرحمن صاحب عبد الله بن مسعود له كتاب، روي عنه محمد بن عمرو بن النعمان

الجعفي (1).

وذكر الشيخ الطوسي في رجاله: إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام)، وقال: إنه تابعي سمع أبا الطفيل عامر بن واثلة وأخاه خيثمة في أصحابهما (عليهما السلام)، وكناه أبا عبد الرحمن وبسطام بن الحصين في أصحاب الصادق (عليه السلام) (2).

15 - بنو سوقة حفص وزياد ومحمد، أبناء سوقة، ثقات جميعا، قال النجاشي: حفص بن سوقة العمري مولي عمرو بن حريث المخزومي، روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) وأبي الحسن (عليه السلام)، ذكره أبو العباس بن نوح في رجالهما (عليهما السلام)، أخواه زياد ومحمد ابنا سوقة أكثر منه رواية عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، روي محمد بن سوقة عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن علي (عليه السلام) حديث تفرقة هذه الأمة، وروي زياد عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قوله: «لا تصلوا خلف الناصب»، لحفص كتاب رواه عنه محمد بن أبي عمير (3).

وذكر الشيخ الطوسي في رجال الصادق (عليه السلام): عثمان بن سوقة الكوفي (4)، وزيد بن سوقة البجلي مولي حريز بن عبد الله أبا الحسن الكوفي، والظاهر كونهما من أخوة حفص، ولا يبعد أن يكون زيد وزياد واحدا (5).

١ - رجال النجاشي: ١١٠ رقم ٢٨١.

٢ - رجال الطوسي: ١٢٤ رقم ١٥ و ١٣٣ رقم ٣ و ١٧٢ رقم ٧٦.

٣ - رجال النجاشي: ١٣٥ رقم ٣٤٨.

٤ - رجال الطوسي: ٢٦٠ رقم ٦٠٧.

٥ - لم نجد زيد بن سوقة في رجال الطوسي، وذكر في: نقد الرجال: ٢ / ٢٨٥ رقم ١٩، الفوائد الرجالية: ١ / 369.

(٤٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (3)، الإمام أمير المؤمنين

علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، إسماعيل بن عبد الرحمن (1)، أبو العباس بن نوح (1)، عبد الله بن مسعود (1)، حريز بن عبد الله (1)، عبد الرحمن الجعفي (1)، عامر بن واثلة (2)، بسطام بن الحصين (2)، عثمان بن سوقة (1)، الشيخ الطوسي (2)، عمرو بن حريث (1)، محمد بن سوقة (1)، محمد بن عمرو (1)، كتاب رجال النجاشي (2)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (1)، كتاب رجال الطوسي للشيخ الطوسي (3)

16 - بنو نعيم الصحاف محمد، وعلي، والحسين، وعبد الرحمن، قال النجاشي: الحسين بن نعيم الصحاف، مولي بني أسد، ثقة، وأخواه علي ومحمد رووا عن الصادق (عليه السلام)، له كتاب رواه عنه ابن أبي عمير، قال عثمان بن حاتم المنتاب: قال محمد بن عبدة:

وعبد الرحمن بن نعيم الصحاف مولي بني أسد أعقب، وأخوه الحسين كان متكلما مجيدا، له كتاب بروايات كثيرة منها رواية ابن أبي عمير (1).

وعد الشيخ الطوسي في رجاله علي بن نعيم الصحاف الكوفي وأخويه: حسينا ومحمدا من أصحاب الصادق (عليه السلام) (2).

17 - بنو عطية محمد، وعلي، والحسن، وجعفر، أولاد عطية، والثلاثة الأول ثقات، قال النجاشي: الحسن بن عطية الحناط، كوفي، مولي، ثقة، وأخواه أيضا محمد وعلي، وكلهم رووا عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وهو الحسن بن عطية الدغشي المحاربي أبو ناب، ومن ولده: علي بن إبراهيم بن الحسن، روي عن أبيه عن جده، ما رأيت أحدا من أصحابنا ذكر له تصنيفا (3).

ثم قال: محمد بن عطية الحناط: أخو الحسن وجعفر، كوفي، روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) وهو صغير، له كتاب رواه عنه

ابن أبي عمير (4).

وقال الشيخ في الفهرست: علي بن عطية، له كتاب رواه عنه ابن أبي عمير (5).

وقال أيضا في رجاله في باب من لم يرو عنهم (عليهم السلام): علي بن إبراهيم الخياط، روي عنه حميد أصولا، مات سنة 207 وصلي عليه إبراهيم بن محمد العلوي، ودفن عند مسجد السهلة (6).

ولعل هذا هو علي بن إبراهيم بن الحسن بن عطية الحناط المتقدم في كلام

١ - رجال النجاشي: ٥٣ رقم ١٢٠.

٢ - رجال الطوسي: ٢٤٦ رقم ٣٣٠.

٣ - رجال النجاشي: ٤٦ رقم ٩٣.

٤ - رجال النجاشي: ٣٥٦ رقم ٩٥٢.

٥ - الفهرست: ١٦٢ رقم ٤٧.

٦ - رجال الطوسي: ٤٣٠ رقم 21.

(٤٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، إبراهيم بن الحسن بن عطية (1)، علي بن إبراهيم الخياط (1)، محمد بن عطية الحناط (1)، إبراهيم بن الحسن (1)، إبراهيم بن محمد (1)، ابن أبي عمير (4)، الحسين بن نعيم (1)، عثمان بن حاتم (1)، الحسن بن عطية (2)، علي بن عطية (1)، الشيخ الطوسي (1)، بنو أسد (2)، علي بن نعيم (1)، محمد بن عبدة (1)، الموت (1)، السجود (1)، الصّلاة (1)، كتاب رجال النجاشي (3)، كتاب رجال الطوسي للشيخ الطوسي (2)

النجاشي، وما في نسخ رجال الشيخ (رحمه الله) من (الخياط) بالمعجمة والياء، تصحيف (الحناط) بالمهملة والنون (1).

18 - بنو رباط أهل بيت كبير، من بجيل أو من مواليهم، منهم الرواة والثقات وأصحاب المصنفات، ومن مشاهيرهم: عبد الله، والحسن، وإسحق، ويونس، أولاد رباط، ومحمد بن عبد الله بن رباط، وعلي بن الحسن، وجعفر بن محمد بن إسحاق ابن رباط، ومحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن رباط، وهو من رجال الغيبة وآخر من يعرف

من هذا البيت.

قال النجاشي: الحسن بن رباط البجلي، كوفي، روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) وأخوته: إسحق، ويونس، وعبد الله، له كتاب رواه عن الحسن بن محبوب.

ثم ذكر: محمد بن عبد الله، وعلي بن الحسن، وجعفر بن محمد، ومحمد بن محمد، وأثبت لهم كتبا ووثقهم في تراجمهم، ووثق عبد الله بن رباط في ترجمة ابنه محمد بن عبد الله (2).

قال الكشي: قال نصر بن الصباح: بنو رباط كانوا أربعة أخوة: الحسن، والحسين، وعلي، ويونس، كلهم أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام)، وله أولاد كثيرة من حملة الحديث (3).

19 - بنو فرقد داود، ويزيد، وعبد الرحمن، وعبد الحميد، وعبد الملك، قال النجاشي:

داود بن فرقد، مولي آل أبي السمال، الأسدي، النصري، وفرقد يكني أبا يزيد، كوفي، ثقة، روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) وأبي الحسن الكاظم (عليه السلام)، وأخوته: يزيد، وعبد الرحمن، وعبد الحميد، قال ابن فضال: داود ثقة، له كتاب رواه عنه عدة من أصحابنا منهم: صفوان بن يحيي، وإبراهيم بن أبي السمال (4).

١ - الفوائد الرجالية: ١ / ٣٧٧.

٢ - رجال النجاشي: ٤٦ رقم ٩٤ و ٣٥٦ رقم ٩٥٥ و ٢٥١ رقم ٦٥٩ و ١٢١ رقم ٣١١ و ٣٩٣ رقم ١٠٥١.

٣ - رجال الكشي: ٦٦٣ رقم ٦٨٥.

٤ - رجال النجاشي: ١٥٨ رقم 418.

(٤٦١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، محمد بن عبد الله بن رباط (1)، محمد بن أحمد بن إسحاق (1)، جعفر بن محمد بن إسحاق (1)، عبد الله بن رباط (1)، صفوان بن يحيي (1)، محمد بن عبد الله (2)، الحسن بن رباط (1)، الحسن بن محبوب (1)، علي بن الحسن (2)، داود بن فرقد (1)، عبد الحميد

(2)، جعفر بن محمد (1)، كتاب رجال النجاشي (2)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (1)

وذكره الشيخ في الفهرست، وروي كتابه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، وعده في رجاله من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام) ووثقه (1).

وذكر: يزيد، وعبد الحميد، وعبد الملك، أبناء فرقد في أصحاب الصادق (عليه السلام)، وقال في عبد الملك: إنه أخو داود، وفي يزيد: إنه نهدي (2).

20 - بنو دراج جميل بن دراج، وأخوه نوح، وابن أخيه أيوب، قال النجاشي: جميل بن دراج، ودراج يكني بأبي الصبيح بن عبد الله، أبو علي النخعي، وقال ابن فضال: أبو محمد شيخنا، ووجه الطائفة، ثقة، روي عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، أخذ عن زرارة، وأخوه نوح بن دراج القاضي، كان أيضا من أصحابنا، وكان يخفي أمره، وكان أكبر من نوح، وعمي في آخر عمره، ومات في أيام الرضا (عليه السلام)، له كتاب روي عنه ابن أبي عمير (3).

ووثقه الشيخ الطوسي في الفهرست، وجعل كتابه أصلا (4)، وعده الكشي في رجاله من أصحاب الإجماع، وحاله في الثقة والجلالة شهير، وكذا ابن أخيه أيوب، روي عن العسكري (عليه السلام) توثيقه (5)، وقال النجاشي أيضا: أيوب بن نوح النخعي، أبو الحسين، كان وكيلا لأبي الحسن وأبي محمد (عليهما السلام)، عظيم المنزلة عندهما، مأمونا، وكان شديد الورع، كثير العبادة، ثقة في رواياته، وأبوه نوح بن دراج كان قاضيا بالكوفة، وكان صحيح الاعتقاد، روي أيوب عن جماعة من أصحاب الصادق (عليه السلام)، ولم يرو عن أبيه وعن عمه شيئا (6).

ومن بني دراج: الحسن بن أيوب بن نوح، وهو أحد الشهود الأربعين علي وكالة عثمان بن سعيد، وممن رأي القائم

(عليه السلام) وروي النص عليه (7).

١ - الفهرست: ١٢٦ رقم ٩.

٢ - رجال الطوسي: ٢٤٠ رقم ٢٠٥ و ٣٢٤ رقم ٧٣ و ٢٦٥ رقم ٧١٦.

٣ - رجال النجاشي: ١٢٦ رقم ٣٢٨.

٤ - الفهرست: ٩٤ رقم ١.

٥ - رجال الكشي: ٢ / ٥٢٠ و ٨٤١.

٦ - رجال الكشي: ٢ / ٨٤١.

٧ - الفوائد الرجالية: ١ / 383.

(٤٦٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام (1)، الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، ابن أبي عمير (1)، الحسن بن أيوب (1)، أيوب بن نوح (1)، عثمان بن سعيد (1)، الشيخ الطوسي (1)، جميل بن دراج (1)، نوح بن دراج (2)، أحمد بن محمد (1)، عبد الحميد (1)، الصدق (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب رجال الكشي (2)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (1)، كتاب رجال الطوسي للشيخ الطوسي (1)

21 - بنو عمار البجلي الدهني مولاهم، والد معاوية بن عمار المشهور، يكني به، واختلف في اسم أبيه فقيل: معاوية، وقيل: أبو معاوية خباب بن عبد الله بالمعجمة والبائن، قال النجاشي: كان عمار بن أبي معاوية خباب بن عبد الله الدهني ثقة في العامة، وجها (1).

وقال الشيخ في الفهرست: عمار بن معاوية الدهني، له كتاب ذكره ابن النديم (2).

وعده في كتاب الرجال من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وقال: عمار بن خباب، أبو معاوية العجلي الدهني الكوفي، والعجلي فيه تصحيف البجلي (3).

وظاهر كلام النجاشي: أن عمارا هذا ليس منا، وهو خلاف ظاهر

الشيخ (رحمه الله) في كتابيه خصوصا الفهرست، فإنه موضوع لذكر المصنفين من أصحابنا.

وقد ذكر عمارا علماء العامة ومدحوه ووثقوه ونسبوه إلينا، ففي التقريب: عمار ابن معاوية الدهني، بضم أوله وسكون الهاء، بعدها نون، أبو معاوية، البجلي، الكوفي، صدوق، يتشيع، من الخامسة، مات سنة 133 (4).

وفي تهذيب الكمال: عمار بن معاوية، ويقال: ابن أبي معاوية، وابن صالح (وابن خباب) (5) الدهني، البجلي، الكوفي، مولي الحكم بن نفيل ووالد معاوية بن عمار، ودهن هو ابن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار، وفي عبد القيس دهن بن عذرة، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه وإسحق ومنصور عن يحيي بن معين وأبو حاتم والنسائي: ثقة، وقال علي بن المدائني عن سفيان: قطع بشر بن مروان - والي الكوفة - عرقوبيه فقلت: في أي شيء؟

قال: في التشيع.

وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، مات سنة 133، روي له جماعة سوي

١ - رجال النجاشي: ٤١١ رقم ١٠٩٦.

٢ - الفهرست لابن النديم: ٢٧٥، الفهرست للشيخ الطوسي: ١٨٩ رقم ٣.

٣ - رجال الطوسي: ٢٥١ رقم ٤٣٤، وفيه: البجلي.

٤ - تقريب التهذيب: ١ / 708.

5 - في المصدر: (وابن حيان).

(٤٦٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، مدينة الكوفة (1)، عمار بن معاوية الدهني (1)، عمار بن أبي معاوية (1)، عبد الله بن أحمد (1)، معاوية بن عمار (1)، بشر بن مروان (1)، الموت (2)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب رجال الطوسي للشيخ الطوسي (1)، كتاب تقريب التهذيب لابن حجر (1)، الشيخ الطوسي (1)، ابن النديم (1)

البخاري (1).

وأما ولده معاوية بن عمار، من جلة أصحابنا، وأفاضل علمائنا،

عده الشيخ الطوسي (رحمه الله) في الفهرست من هذه الطائفة، وذكر كتبه ورواها عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيي ومحمد بن سكين (2).

وقال النجاشي (رحمه الله) في فهرسته: معاوية بن عمار بن أبي معاوية خباب بن عبد الله الدهني - ودهن من بجيلة - كان وجها في أصحابنا ومقدما، كبير الشأن، عظيم المحل، ثقة، روي عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، وله كتب منها: كتاب الحج، رواه عنه جماعة كثيرة من أصحابنا منهم: ابن أبي عمير، ومات معاوية سنة 175 (3).

وفي التقريب لابن حجر: معاوية بن عمار بن أبي معاوية، الدهني، صدوق، من الثامنة (4)، وهو يؤيد ما قلناه.

ويشهد لاستقامته ما قاله النجاشي في عبد الله بن القاسم الحارثي: إنه صحب معاوية بن عمار ثم خلط وفارقه (5).

وكانت أخت معاوية بن عمار منية بنت عمار الدهني، أم يونس بن يعقوب البجلي الدهني من خواص الصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام)، قاله النجاشي في ترجمة يونس (6).

ومن بني عمار: محمد بن معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمار، وهو من أصحاب العسكري (عليه السلام)، وممن روي النص علي الحجة القائم (عليه السلام) وعلي توكيل عثمان بن سعيد العمري (رضي الله عنه)، وقد روي أنه كان في الشهود علي ذلك وهم أربعون رجلا من رؤساء الشيعة، ويعطي ذلك جلالة محمد ورئاسته، وهو آخر من يعرف

١ - تهذيب الكمال: ٢١ / ٢٠٨ رقم ٤١٧١، الثقات لابن حبان: ٥ / ٢٦٨.

٢ - الفهرست للشيخ الطوسي: ٢٤٧ رقم ٢.

٣ - رجال النجاشي: ٤١١ رقم ١٠٩٦.

٤ - تقريب التهذيب: ٢ / ١٩٦.

٥ - رجال النجاشي: ٢٢٦ رقم ٥٩٣.

٦ - رجال النجاشي: ٤٤٦ رقم 1207.

(٤٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسن بن علي

العسكري عليهما السلام (1)، الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، عثمان بن سعيد العمري السمان (1)، معاوية بن عمار بن أبي معاوية (2)، معاوية بن حكيم بن معاوية (1)، عبد الله بن القاسم الحارثي (1)، معاوية بن عمار (3)، صفوان بن يحيي (1)، ابن أبي عمير (2)، يونس بن يعقوب (1)، عمار الدهني (1)، محمد بن سكين (1)، الحج (1)، الصدق (1)، كتاب رجال النجاشي (3)، كتاب تقريب التهذيب لابن حجر (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، الشيخ الطوسي (1)

من بني عمار (1).

تنبيه:

قد أورد ابن سعد في الطبقات الكبري (2) تراجم 850 تابعيا ممن نزل الكوفة، وابتني كثير منهم دارا فيها، وتقلد بعضهم الوظائف الحكومية، وكان لأكثرهم المكانة العليا الروحية، والمنزلة السامية في الزعامة، وكلهم رواة محدثون تلقوا الحديث من الصحابة، وانتهلوا من المنبع الفياض باب مدينة العلم الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما أنه نزل الكوفة الجم الغفير من حفاظ الحديث، وممن تلقي العلم من الأئمة الهداة، كالحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وغيرهم من الأئمة (عليهم السلام)، لا سيما بعدما دخلوا الكوفة وبثوا العلم فيها، وخصوصا من روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) يوم ازدهر العلم في عصره واتسع نطاقه، ويوم أتيحت له الفرص في الفترة بين انقراض دولة الأمويين واستفحال أمر بني العباس، وفي أولياتهم إذ لم يتفرغوا بعد إلي سحق الخطط الغير الملائمة لنزعاتهم، فنشر أحاديث جده النبي (صلي الله عليه وآله) وآبائه الهداة (عليهم السلام)، وبث علومه في أرجاء البسيطة، وقد صنف الحافظ أبو العباس

ابن عقدة أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الكوفي المتوفي سنة 333، كتابا في أسماء الرجال الذين رووا الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام)، فذكر ترجمة 4000 رجل، خرج فيه لكل رجل الحديث الذي رواه (3).

١ - انظر: الفوائد الرجالية: ١ / ٣٩٨، طرائف المقال: ١ / ٢٥٩ رقم ١٦٧٤، معجم رجال الحديث: ١٨ / ٢٧٩ رقم ١١٨٣٣.

٢ - انظر: الطبقات الكبري: ٦ / ٥، مشاهير علماء الأمصار: ١٥٩ - ١٨٠.

٣ - الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد مولي عبد الرحمن بن سعيد بن قيس السبيعي الهمداني، المعروف بابن عقدة الحافظ، من أصحاب الحديث، مشهور بالحفظ، حيث نقل أنه كان يحفظ مائة وعشرين ألف حديث بأسانيدها، وكان زيديا جاروديا وعلي ذلك مات، ولكثرة مخالطته ومداخلته مع الشيعة، ذكر في ترجم ورجال الشيعة، مات بالكوفة سنة ٣٣٣، وقيل: سنة ٣٣٢.

وألف عدة كتب منها: (رجال ابن عقدة) وهو في خصوص رجال أصحاب الصادق (عليه السلام)، قال الشيخ الطوسي: قد ذكر كل إنسان منهم من أصحابنا المصنفين طرفا إلا ما ذكره ابن عقدة من رجال الصادق (عليه السلام) فإنه بلغ الغاية في ذلك ولم يذكر رجال باقي الأئمة عليهم السلام.

وقال النجاشي في عداد تصانيفه: وكتاب الرجال.

انظر: رجال النجاشي: ٩٤ رقم ٢٣٣، الفهرست: ٢٨ رقم ٨٦، نقد الرجال: ١ / ١٥٨ رقم ١٤٤، ايضاح الاشتباه: ٥ / ١٠٧ رقم ٧٦، الذريعة: ١٠ / 86 رقم 161.

(٤٦٥)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (4)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، علم المعصوم (1)، الدولة الأموية (1)،

مدينة الكوفة (4)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (2)، بنو عباس (1)، أحمد بن محمد بن سعيد (2)، علي بن الحسين (1)، الوفاة (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (1)، الشيخ الطوسي (1)، سعيد بن قيس (1)، الموت (2)

وقد ألف أربعمائة رجل من أجوبة مسائله (عليه السلام) أربعمائة مصنف سموها الأصول الأربعمائة، ويوجد كثير منها اليوم في أيدينا (1)، ولقد بقي (عليه السلام) في الكوفة سنتين أيام أبي العباس السفاح، فازدلفت إليه الشيعة من كل فج زرافات ووحدانا تستقي منه العلم وترتوي من منهله العذب الروي وتروي عنه الأحاديث في مختلف العلوم، وكان منزله (عليه السلام) في بني عبد القيس.

قال محمد بن معروف الهلالي: مضيت إلي الحيرة إلي جعفر بن محمد (عليه السلام) فما كان لي فيه حيلة من كثرة الناس، فلما كان اليوم الرابع رآني فأدناني وتفرق الناس عنه ومضي يريد قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، فتبعته وكنت أسمع كلامه وأنا معه أمشي (2).

وقال الحسن بن علي بن زياد الوشاء البجلي لابن عيسي القمي: إني أدركت في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد (عليه السلام) (3).

وممن أكثر من الرواية عنه (عليه السلام): أبان بن تغلب بن رباح، أبو سعيد البكري، الجريري - مولي جرير بن عباد - الكوفي، نزيل كندة، المتوفي سنة 141، فإنه روي عنه (عليه السلام) 30000 حديث (4).

١ - لقد ترجم الشيخ أغا بزرك الطهراني في الذريعة لمائتي رجل من مصنفي تلامذة الإمام الصادق (عليه السلام) عدا غيرهم من المؤلفين من أصحاب سائر الأئمة، وذكر لهم من كتب الأصول ٧٣٩ كتابا.

انظر: الذريعة: ٦ / ٣٠١ -

٣٧٤، تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: ٢٧٥، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة: ١ / ٥٠٠، دراسة حول الأصول الأربعمائة للسيد محمد حسين الجلالي.

٢ - مناقب آل أبي طالب: ٣ / ٣٦٣، فرحة الغري: ٨٨، بحار الأنوار: ٤٧ / ٩٣ ح ١٠٤.

٣ - رجال النجاشي: ٤٠ رقم ٨٠ ضمن ترجمة الحسن بن علي الوشاء، معجم رجال الحديث: ٦ / ٣٨ رقم ٢٩٦٨.

٤ - انظر ترجمته في: الطبقات الكبري: ٦ / ٣٦٠، الثقات لابن حبان: ٦ / ٦٧، رجال النجاشي: ١١ رقم ٧، رجال الكشي: ٢ / ٦٢٢، رجال ابن داود: ٢٩ رقم ٤، ايضاح الاشتباه:

٨١ رقم ٣، تهذيب الكمال: ٢ / ٦ رقم ١٣٥، ميزان الاعتدال: ١ / ٥ رقم ٢، سير أعلام النبلاء: ٦ / 308 رقم 131.

(٤٦٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2)، مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة الكوفة (1)، الحسن بن علي بن زياد (1)، أبان بن تغلب (1)، عيسي القمي (1)، محمد بن معروف (1)، القبر (1)، السجود (1)، الوفاة (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، كتاب مناقب آل أبي طالب عليه السلام (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، الحسن بن علي الوشاء (1)

وممن أكثر من الرواية عنه وعن أبيه الإمام الباقر (عليه السلام): محمد بن مسلم بن رباح أبو جعفر، الأوقص، الطحان، الأعور، السمان، الطائفي، الكوفي، المتوفي سنة 105، فإنه روي عنهما (عليهما السلام) 40000 حديث (1).

ومنهم: جابر بن يزيد الجعفي المتوفي سنة 128، فإنه روي عنهما

(عليهما السلام) 90000 حديث (2).

وقد نصر الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء عدد غير يسير من أهل الكوفة ممن حظوا بالسعادة وأبلوا بلاء حسنا ورزقوا الشهادة، أولئك الذين عجم الحسين (عليه السلام) عودهم (3) واختبر حدودهم وكسب منهم الثقة البليغة، وأسفرت امتحاناته كلها عن فوزه بصحب أوفياء وأصفياء، وإخوان صدق عند اللقاء، قل ما فاز أو يفوز بأمثالهم ناهض، فلا نجد أدني مبالغة في وصفه لهم عندما قال: «أما بعد، فإني لا أعلم أصحابا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت أبر وأوفي من أهل بيتي» (4).

وكانوا يفتدونه بأنفسهم كما كان يتمني القتل لنفسه قبلهم، وأخيرا قتلوا، وكان سبيلهم سبيل من قبلهم من الأنبياء والمصلحين إلي روح وريحان وجنة ورضوان، فاستراحوا من آلام الحياة الدنيا الفانية، وسعدوا بحياة راقية باقية.

١ - انظر ترجمته في: تاريخ ابن معين: ١٩٧ رقم ٧٢١، رجال النجاشي: ٣٢٤ رقم ٨٨٢، رجال الكشي: ١ / ٣٨٣، رجال الطوسي: ٢٩٤ رقم ٣١٨، رجال ابن داود: ١٨٤ رقم ١٥٠٤، خلاصة الأقوال: ٢٥١ رقم ٦٠، ايضاح الاشتباه: ٢٦١ رقم ٥٤١، ميزان الاعتدال: ٤ / ٤٠ رقم ٨١٧٢، نقد الرجال: ٤ / ٣٢٢ رقم ٧٢٠.

٢ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٤٥، معرفة الثقات للعجلي: ١ / ٢٦٤ رقم ٢٠٦، رجال النجاشي: ١٢٨ رقم ٣٣٢، رجال الكشي: ٢ / ٤٣٦، رجال الطوسي، ١٢٩ رقم ٦، الفهرست: ٩٥ رقم ١، رجال ابن داود: ٦١ رقم ٢٩٠ و ٢٣٥ رقم ٨٧، خلاصة الأقوال: ٩٤ رقم ٢، ميزان الاعتدال: ١ / ٣٧٩ رقم ١٤٢٥، نقد الرجال: ١ / ٣٢٥ رقم ١٥.

٣ - عجمت عودهم: أي بلوت أمرهم وخبرت حالهم. الصحاح: ٥ / ١٩٨١.

٤ - تاريخ الطبري: ٤ / ٣١٧، الارشاد:

٢ / ٩١، اللهوف: ٥٥، إعلام الوري: 1 / 455، ينابيع المودة: 3 / 65.

(٤٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، يوم عاشوراء (1)، مدينة الكوفة (1)، جابر بن يزيد (1)، محمد بن مسلم (1)، التصديق (1)، الشهادة (1)، القتل (2)، الوفاة (2)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب رجال الكشي (2)، كتاب رجال ابن داود (2)، كتاب إعلام الوري بأعلام الهدي (1)، كتاب رجال الطوسي للشيخ الطوسي (2)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، كتاب ينابيع المودة (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، كتاب اللهوف في قتلي الطفوف (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)

أجل كانت جماعة الحسين (عليه السلام) مفعمة رؤوسها بشعور التضحية، حتي إذا أذن لهم بذلك لبسوا القلوب علي الدروع وأقبلوا يتهافتون كالفراش علي المصباح لتضحية الأرواح، فكلما أذن حجة الله لأحدهم، وآدعه وداع من لا يعود، وهم يتطايرون من مخيمه إلي خصومه تطاير السهام لإنفاذ الغرض المقدس، بأراجيز بليغة وحجج بالغة من شأنها إزاحة الشبهات عن البعيد والقريب وعن الشاهد والغائب، لكن المستمعين ﴿صم بكم عمي فهم لا يعقلون﴾ (١) قد غشيت الأطماع أبصارهم وغشت المخاوف بصائرهم، فلا يفكرون بسوي دراهم ابن زياد وعصاه، ومن لا يهتم إلا بالسيف والرغيف، فلا نصح يفيده ولا دليل يحيده.

نعم، نصروا الحسين (عليه السلام) من الكوفيين صيد جحاجيح أمثال: حبيب بن مظاهر الأسدي، ومسلم بن عوسجة الأسدي، وبرير بن خضير الهمداني المشرفي، وقيس ابن مسهر الأسدي الصيداوي، وعمرو بن خالد الأسدي الصيداوي، وأبي ثمامة عمرو الهمداني الصائدي، وعابس بن أبي شبيب الهمداني الشاكري، وحنظلة بن أسعد الهمداني الشبامي، والحجاج بن مسروق المذحجي الجعفي، ويزيد بن

مغفل المذحجي الجعفي، وعمرو بن قرظة الأنصاري الخزرجي، وزهير بن القين الأنماري البجلي، ومسلم بن كثير الأعرج الأزدي، والحر بن يزيد الرياحي، وغير هؤلاء ممن حاز السعادة والشهادة.

من كل أبيض وضاح الجبين له * نوران من جانبيه الفضل والنسب تجلو العفاة لهم تحت القنا غررا * تلاعب البيض فيها والقنا السلب فوارس اتخذوا سمر القنا سمرا * فكلما سجعت ورق القنا طربوا يستنجعون الردي شوقا لغايته * كأنما الضرب في أفواهها الضرب واستأثروا بالردي من دون سيدهم * قصدا وما كل إيثار به الأدب فقتلوا تقتيلا ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون﴾ (2) أحياء بأرواحهم، أحياء بتاريخهم المجيد، ولهم لسان صدق في الآخرين.

١ - سورة البقرة: ١٧١.

٢ - سورة آل عمران: ١٦٩.

(٤٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: القتل، القتال في سبيل الله (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، زهير بن القين البجلّي (1)، الحر بن يزيد الرياحي (1)، حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله عليه (1)، عابس بن أبي شبيب (1)، مسلم بن كثير الأعرج (1)، الحجاج بن مسروق (1)، مسلم بن عوسجة (1)، عمرو بن خالد (1)، عمرو بن قرظة (1)، الشهادة (1)، التصديق (1)، الحج (1)، القتل (1)، الصيد (1)، سورة آل عمران (1)، سورة البقرة (1)

البيوتات الطالبية والعلوية في الكوفة

البيوتات الطالبية والعلوية في الكوفة كانت في الكوفة أسر طالبية وبيوتات علوية ليست بالنزر القليل، وكان لبعضهم السلطة والسيطرة، لا سيما أيام ازدهرت بخلافة الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان لأفراد منهم النقابة فيها والزعامة البدنية والروحية، مضافا إلي شرفهم العلوي بانتسابهم إلي زعيمهم الإمام علي (عليه السلام)، ذلك الشرف الباذخ والنسب الوضاح، وقد بقيت لبعضهم بقية إلي

القرن الثامن.

وإليك فيما يلي بعض البيوتات التي نص عليها النجفي النسابة في المشجر، وصاحب عمدة الطالب، والمجدي وغيرهم من النسابين:

1 - بيت عبد الله بن الحسين بن محمد بن مسلم، كانت له بقية بالكوفة (1).

2 - بيت أبي عبد الله الحسين الثائر بقزوين، الذي هو من ولد علي بن داود بن أبي الكرام عبد الله بن محمد الرئيس ابن عبد الله بن عبد الله بن جعفر الطيار (رضي الله عنه) (2).

3 - بنو جعفر، ينتهي نسبهم إلي عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب (رضي الله عنه)، منهم فاطمة النائحة بالحلة المعروفة ببنت الهريش (3).

4 - بنو غريزة، أبوهم علي يعرف بابن غريزة، ويكني أبا عيسي، وهو ابن الحسين بن محمد بن هارون بن محمد البطحاني ابن القاسم بن الحسن بن زيد ابن الإمام الحسن (عليه السلام) (4).

5 - بنو أبي عبد الله الحسين بن زيد بن الحسين بن أحمد بن عمر بن يحيي يلقب بالحصا (5).

6 - بيت طاهر الفقيه، بالكوفة، المعروف بابن كأس ابن أحمد بن طاهر بن

١ - المجدي: ٣٠٩، عمدة الطالب: ٣٤.

٢ - المجدي: ٣٠٥، عمدة الطالب: ٥٢.

٣ - المجدي: ٣١٣، عمدة الطالب: ٣٤.

٤ - المجدي: ٢٤ وفيه: (بنو عزيز)، عمدة الطالب: ٧٣ وفيه: (بنو عزيزة).

٥ - المجدي: ١٧٢، عمدة الطالب: ٢٧٤.

(٤٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، أبو طالب عليه السلام (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، مدينة الكوفة (4)، عبد الله بن الحسين بن محمد (1)، القاسم بن

الحسن (1)، عبد الله بن محمد (1)، الحسين بن أحمد (1)، الحسين بن زيد (1)، محمد بن هارون (1)، عمر بن يحيي (1)، محمد بن عقيل (1)، الكرم، الكرامة (1)، الطهارة (2)

يحيي ابن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد (عليه السلام) (1).

7 - بنو سخطة، ينتمون إلي الشريف أبي الهيجاء عبد الله بن محمد بن جعفر ابن محمد بن الحسين بن يحيي بن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد (عليه السلام) (2).

8 - بيت العراقي، ينتمون إلي أبي الهيجاء محمد بن القاسم بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن عيسي بن زيد الشهيد (عليه السلام) (3).

9 - بيت علي بن إبراهيم أبي الحسن الجليل النسابة ابن محمد بن الحسن بن محمد الجواني بن عبيد الله بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولد علي بن إبراهيم هذا بالمدينة، ونشأ بالكوفة، وتوفي بها، وقبره مما يلي كندة، وقد ذكره النجاشي في فهرسته، وقال: له كتاب أخبار الحسين صاحب فخ، وكتاب أخبار يحيي بن عبد الله بن الحسن، ثم ذكر طريقه إلي روايتهما، والجواني: نسبة إلي الجوانية قرية بالمدينة (4).

10 - بيت علي بن عبيد الله بن الحسين الأصغر المذكور، أبي الحسن الزوج الصالح، وكان علي ورعا دينا، شهد مع أبي السرايا بالكوفة، ذكره النجاشي في الفهرست (5).

11 - بيت محمد الكوفي الزاهد ابن الشريف الورع الكريم، إبراهيم بن علي بن عبيد الله بن الحسين الأصغر المذكور (6).

12 - بيت المختار، أبي علي عمر بن أبي العلاء مسلم الأحول ابن أبي علي محمد أمير الحاج ابن الأمير محمد بن عبد الله الأشتر بن محمد

ذي النفس الزكية الحسني (7).

١ - المجدي: ٢٦٨، عمدة الطالب: ١٨١.

٢ - المجدي: ١٨٢، عمدة الطالب: ٢٦٩.

٣ - المجدي: ١٩١، عمدة الطالب: ٢٩٤.

٤ - المجدي: ١٩٧، عمدة الطالب: ٣٢٠، رجال النجاشي: ٢٦٢ رقم ٦٨٧، وانظر: معجم البلدان: ٢ / ١٧٥.

٥ - المجدي: ١٩٧، عمدة الطالب: ٣٢١، رجال النجاشي: ٢٥٦ رقم ٦٧١.

٦ - المجدي: ١٩٨.

٧ - المجدي: ٢٠٠، عمدة الطالب: ٣٢٨.

(٤٧٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (3)، عبد الله بن الحسن (ع) (1)، مدينة الكوفة (2)، علي بن عبيد الله بن الحسين (1)، يحيي بن الحسين بن زيد (2)، عبد الله بن محمد بن جعفر (1)، علي بن الحسين بن علي (2)، عبيد الله بن الحسين (2)، إبراهيم بن علي (1)، علي بن إبراهيم (2)، الحسين بن يحيي (1)، محمد بن عبد الله (1)، القاسم بن محمد (1)، محمد الجواني (1)، عيسي بن زيد (1)، محمد بن الحسن (1)، الكرم، الكرامة (1)، الشهادة (1)، دولة العراق (1)، الحج (1)، كتاب رجال النجاشي (2)

13 - بيت الحسن بن إبراهيم بن محمد البطحاني المذكور (1).

14 - بيت أبي القاسم حمزة، الملقب بتكة ابن محمد الكوفي بن إبراهيم بن محمد البطحاني (2).

15 - بيت إبراهيم الأكبر أبي محمد ابن محمد الكوفي بن إبراهيم بن محمد البطحاني (3).

16 - بيت أبي الحسن علي المصاب، الملقب طنجيرا ابن محمد الكوفي ابن إبراهيم بن محمد البطحاني (4).

17 - بيت جعفر أبي عبد الله ابن محمد الكوفي بن إبراهيم بن محمد البطحاني (5).

18 - بيت عيسي بن محمد بن هارون بن محمد البطحاني، كان رئيسا بالكوفة وجها (6).

19 - بيت أبي محمد الحسن بن حمزة بن محمد بن إبراهيم

بن محمد البطحاني (7).

20 - بيت أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد بن القاسم بن محمد البطحاني (8).

21 - بيت إبراهيم بن محمد بن القاسم بن محمد البطحاني (9).

22 - بيت أبي عبد الله محمد، العالم بالكوفة ابن علي بن الحسن بن علي بن الحسين البرسي بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد البطحاني (10).

١ - المجدي: ٢٧، عمدة الطالب: ٧٦.

٢ - المجدي: ٢٨، وفيه: (بنكه).

٣ - المجدي: ٢٨.

٤ - المجدي: ٢٨.

٥ - المجدي: ٢٨.

٦ - عمدة الطالب: ٧٤.

٧ - عمدة الطالب: ٧٦.

٨ - عمدة الطالب: ٧٩.

9 - المجدي: 28.

10 - المجدي: 345.

(٤٧١)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (2)، محمد بن إبراهيم بن محمد (1)، علي بن الحسن بن علي (1)، الحسن بن إبراهيم (1)، أحمد بن إبراهيم (1)، إبراهيم بن محمد (4)، محمد بن هارون (1)، القاسم بن محمد (3)، الحسن بن حمزة (1)

23 - بنو البرسي الحسين، المكني أبا عبد الله ابن عبد الرحمن بن القاسم البطحاني (1).

24 - بيت أبي علي الحسن بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن علي بن معية، ومعية أمه، وهو ابن الحسن بن الحسن بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر ابن الحسن المثني ابن الإمام الحسن (عليه السلام) (2).

25 - بنو عبد العظيم، نسبة إلي أبي محمد عبد العظيم بن الحسين الكوفي بن علي بن معية (3).

26 - بيت سليمان البرسي، من أولاد إسماعيل البرسي، وكان سليمان له قدر وتقدم بالكوفة (4).

27 - بيت علي بن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي (عليه السلام)، وكان علي أميرا بالكوفة (5).

28 - بيت محمد الأكبر بن علي الأصغر بن الحسين بن زيد

بن علي بن الحسين (عليه السلام) (6).

29 - بيت زيد الشهيد بن علي بن الحسين (عليه السلام)، صليب الكناسة (7).

30 - بنو القاسم بن عبد الله بن الحسين الأصغر، وكان القاسم خيرا فاضلا مقيما بطبرستان، ولكن ذريته بالكوفة (8).

31 - بيت الحسن المكفوف بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر ابن الإمام علي زين العابدين (عليه السلام)، وكان الحسن أولا بمكة، ولكن أخرجه منها إلي الكوفة ورقاء بن

١ - المجدي: ٢٩، عمدة الطالب: ٨٢.

٢ - المجدي: ٧١، عمدة الطالب: ١٦٣.

٣ - المجدي: ٧١.

٤ - المجدي: ٢٩، عمدة الطالب: ٨٢.

٥ - المجدي: ٢٢، عمدة الطالب: ٧٢.

٦ - المجدي: ١٦٤، عمدة الطالب: ٢٨٥، ويسمي ذي الدمعة وذي العبرة، ولقب بذلك لكثرة بكائه علي أبيه.

٧ - المجدي: ١٥٩، عمدة الطالب: ٢٦٤ و ٢٧٣.

٨ - المجدي: ٢٠٦ وقال: ومن ولده علي يقال لولده: العمرية، عمدة الطالب: ٣١٦.

(٤٧٢)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (2)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (4)، عبد الله بن الحسين الأصغر (1)، عبد العظيم بن الحسين (1)، محمد بن الحسن بن علي (1)، الحسن بن إسماعيل (1)، القاسم بن الحسن (1)، الحسين بن زيد (1)، زيد بن الحسن (1)، الحسن بن محمد (1)، علي بن محمد (1)، الشهادة (1)

زيد (1).

32 - بيت العباس الجمال الكوفي، ابن أحمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن الأفطس (2).

33 - بنو بقبق وبنو كندة، ينتمون إلي أبي الطيب أحمد الداعي بن حمزة بن الحسين صوفة بن زيد

الطويل بن جعفر الثالث بن عبد الله رأس المذري بن جعفر الثاني بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحنفية ابن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) (3).

34 - بنو إسماعيل بن عبد الله بن عبيد الله الأمير بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) (4).

35 - بيت أبي الغارات، ينتمون إلي حمزة بن زيد سيد الكوفي بن الحسن بن محمد الصوفي الآتي ذكر نسبه في بني الصوفي (5).

36 - بنو حمزة بن محمد ابن صاحب الزواريق يحيي بن هارون بن محمد بن الحسن بن أبي القاسم محمد بن الحسن بن محمد ابن الشجري الحسني (6).

37 - بنو الحسن بن علي السيد بن عبد الرحمن، الشجري، الحسني (7).

38 - بنو الأشتر، وهم عقب أبي عبد الله الحسين، نقيب الكوفة ابن الحسن الأعور الجواد بن محمد بن عبد الله الأشتر الكابلي ابن ذي النفس الزكية ابن عبد الله المحض بن الحسن المثني ابن الإمام الحسن المجتبي (عليه السلام)، انقرضوا بعد أن بقيت منهم بقية إلي المائة السادسة (8).

39 - بيت أبي طالب محمد العالم، المحدث بهمدان، ونقيب الكوفة ابن الحسين بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي جعفر محمد، نقيب الكوفة

١ - المجدي: ٢١٥، عمدة الطالب: ٣٤٦.

٢ - المجدي: ٢١٧.

٣ - المجدي: ٢٣٠.

٤ - المجدي: ٢٤١، عمدة الطالب: ٢٩٠.

٥ - المجدي: ٢٨٥.

٦ - المجدي: ٩٠.

٧ - المجدي: ٣٢، عمدة الطالب: ٩١.

٨ - المجدي: ٤٠، عمدة الطالب: ١٠٧.

(٤٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام

(1)، كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي (1)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، مدينة الكوفة (3)، الحسين بن علي بن الحسين (1)، عبد الله بن عبيد الله (1)، الحسن بن علي بن الحسين (1)، عبد الله رأس المذري (1)، محمد بن عبد الله (1)، الحسن بن علي (1)، حمزة بن زيد (1)، الحسن بن محمد (1)، حمزة بن محمد (1)، الجود (1)

ابن الحسن الأعور المذكور (1).

40 - السبيعيون، ينتسبون إلي أبي محمد القاسم بن الحسين، نقيب الكوفة ابن القاسم بن أحمد بن عبد الله بن علي الشديد بن الحسن بن زيد ابن الإمام الحسن المجتبي (عليه السلام)، نسبوا إلي محلة بالكوفة يقال لها: السبيعية، وكان القاسم السبيعي من أعيان العلويين (2).

41 - بنو أبي طاهر، الحسن بن علي بن معية بن الحسن بن الحسن بن إسماعيل الديباج ابن إبراهيم الغمر بن الحسن المثني ابن الإمام الحسن المجتبي (عليه السلام) له عقب بالكوفة، منهم العالم النسابة عبد الجبار بن الحسن بن محمد بن جعفر ابن أبي طاهر الحسن المذكور، ينسب له مسجد عبد الجبار بالكوفة (3).

42 - بيت أبي جعفر محمد الأدرع بن عبيد الله أمير الكوفة، ابن عبد الله بن الحسن بن جعفر الغدار بن الحسن بن جعفر بن الحسن ابن الإمام الحسن ابن الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، كان أبو جعفر محمد الأدرع رئيسا بالكوفة وخراسان وما وراء النهر وغيرها، مات بالكوفة ودفن بالكناسة (4).

43 - بنو أحمد بن القاسم بن العباس ابن الإمام موسي الكاظم (عليه السلام) (5).

44 - بنو طويل الباع، محمد بن محمد بن يحيي ابن أبي الحارث محمد ابن أبي الحسن علي المعروف بابن

الديلمية ابن أبي طاهر عبد الله ابن أبي الحسن محمد المحدث ابن أبي الطيب طاهر بن الحسين القطيعي بن موسي أبي شجة بن إبراهيم المرتضي ابن الإمام موسي الكاظم (عليه السلام) (6).

45 - بيت أبي البركات الشريف، عمر بن إبراهيم، قاضي حمص المكني بأبي علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي دانقين بن الحسين بن علي بن حمزة بن

١ - عمدة الطالب: ١٠٧.

٢ - المجدي: ٣٥، عمدة الطالب: ٩٤.

٣ - المجدي: ٧١، عمدة الطالب: ١٦٣.

٤ - المجدي: ٨٦، عمدة الطالب: ١٨٦ و ١٨٨، ولقب بالأدرع لأنه كانت له أدرع كثيرة، وقيل: لأنه قتل أسدا أدرع.

٥ - عمدة الطالب: ٢٢٩.

٦ - عمدة الطالب: ٢١٥.

(٤٧٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (2)، الإمام الحسن بن علي المجتبي عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (7)، إبراهيم الغمر بن الحسن المثني (1)، أحمد بن عبد الله بن علي (1)، الحسن بن جعفر بن الحسن (1)، محمد بن محمد بن يحيي (1)، محمد بن أحمد بن علي (1)، الحسن بن إسماعيل (1)، القاسم بن الحسين (1)، طاهر بن الحسين (1)، عمر بن إبراهيم (1)، أحمد بن القاسم (1)، الحسين بن علي (1)، الحسن بن زيد (1)، الحسن بن علي (1)، الحسن بن جعفر (1)، الحسن بن محمد (1)، علي بن محمد (1)، خراسان (1)، الطهارة (2)، الموت (1)، السجود (1)، القتل (1)

يحيي بن الحسين ذي الدمعة ابن زيد الشهيد (عليه السلام)، مات أبو البركات الشريف سنة 539، وكان أديبا لغويا نحويا محدثا مكثرا صدوقا فقيها زيدي المذهب (1).

46 - بيت عمار أخي الشريف أبي البركات عمر المذكور

(2).

47 - بيت محمد الأصغر الأقساسي - نسبة إلي أقساس قرية من قري الكوفة - ابن يحيي بن الحسن ذي العبرة ابن زيد الشهيد (عليه السلام) (3).

48 - بيت أبي جعفر محمد بن علي الزاهد بن محمد الأقساسي المذكور (4).

49 - بيت أبي محمد يحيي بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن محمد بن يحيي بن الحسين ذي العبرة بن زيد الشهيد (عليه السلام)، توفي أبو محمد يحيي المذكور سنة نيف وسبعين وأربعمائة بالكوفة، ذكره ياقوت في معجم البلدان في مادة أقساس (5).

50 - بنو الصابوني، وهم ولد أبي الفضل محمد الصابوني ابن أبي الحسن علي ابن أبي الغنائم محمد بن زيد الأسود بن الحسين بن علي كتيلة بن يحيي بن يحيي بن الحسين ذي العبرة بن زيد الشهيد (عليه السلام) (6).

51 - بيت يحيي بن عمر، المكني أبا الحسين ابن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد (عليه السلام)، صاحب شاهي، أحد أئمة الزيدية، الذي خرج داعيا إلي الرضا من آل محمد (عليهم السلام)، وكان من أزهد الناس، وكان مثقلا بالطالبيات، يجهد نفسه في برهن، وأمه أم الحسن بنت الحسن بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار (رضي الله عنه)، ظهر بالكوفة أيام المستعين فحاربه محمد بن عبد الله بن طاهر فقتله وحمل رأسه إلي سامراء، وكان ذلك سنة 250 (7).

52 - بيت أبي الفوارس، محمد بن عيسي الفارس بن زيد الجندي بن الحسين

١ - عمدة الطالب: ٢٦٣.

٢ - عمدة الطالب: ٢٦٣.

٣ - عمدة الطالب: ٢٦٣.

٤ - عمدة الطالب: ٢٦٣.

٥ - المجدي: ١٨٠، معجم البلدان: ١ / ٢٣٦.

٦ - عمدة الطالب: ٢٧٠.

٧ - المجدي: ١٧٠، عمدة الطالب: ٢٧٣.

(٤٧٥)

صفحهمفاتيح البحث:

الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (5)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، مدينة سامراء المقدسة (1)، مدينة الكوفة (3)، كتاب معجم البلدان (2)، محمد بن عبد الله بن طاهر (1)، يحيي بن الحسين بن زيد (1)، الحسن بن محمد بن علي (1)، الحسن بن عبد الله (1)، يحيي بن الحسين (2)، يحيي بن الحسن (1)، الحسين بن علي (1)، يحيي بن محمد (1)، يحيي بن عمر (1)، محمد بن عيسي (1)، محمد الأصغر (1)، محمد بن زيد (1)، محمد بن علي (1)، الموت (1)، الغنيمة (1)

الفدان بن محمد بن عمر بن يحيي بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد (عليه السلام)، وكان هذا البيت بطنا بالكوفة (1).

53 - بنو زيد - المعروف بعم عمر - ابن الحسين النسابة بن أحمد المحدث بن عمر بن يحيي بن الحسين ذي العبرة بن زيد الشهيد (عليه السلام) (2).

54 - بنو قاسم، هم ولد قاسم بن محمد بن جعفر بن إبراهيم الأشل بن محمد ابن إبراهيم ابن أبي جعفر محمد ابن أبي الحسن علي الجرار بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن علي الصالح بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر ابن الإمام علي زين العابدين (عليه السلام) (3).

55 - بنو الأشتر، ينتسبون إلي الإمام أبي الحسين محمد الأشتر بن عبيد الله الثالث بن علي بن عبيد الله الثاني بن علي الصالح بن عبيد الله الأعرج المذكور، ويلقب بالأشتر، لضربة كانت في وجهه ضربه إياها غلام الفدان الزيدي، وقد مدحه أبو الطيب المتنبي الشاعر الشهير في صباه بالقصيدة المثبتة في أول ديوانه التي أولها:

أهلا بدار سباك أغيدها * أبعد ما بان

عنك خردها فيها يذكر الضربة بقوله:

يا ليت لي ضربة أتيح لها * كما أتيحت لها محمدها وأعقب الأشتر نيفا وعشرين ولدا تقدموا بالكوفة، وملكوا حتي قال الناس: السماء لله والأرض لبني عبيد الله.

وهم غير بني الأشتر الذين تقدم ذكرهم آنفا، لأنهم حسينيون والذين تقدموا حسنيون كما عرفت (4).

56 - بيت عبد الحميد ابن أبي طالب محمد ابن جلال الدين التقي النسابة عبد الحميد ابن أبي طالب عبد الله بن أسامة، العلوي الحسيني، وكان عبد الحميد عالما فاضلا نسابة كجده، تولي نقابة المشهد والكوفة، وتوفي سنة 666، وقد ذكرناه في

١ - عمدة الطالب: ٢٧٤.

٢ - عمدة الطالب: ٢٧٤.

٣ - عمدة الطالب: ٣٢٢.

٤ - المجدي: ٢٠٠، عمدة الطالب: ٣٢٣.

(٤٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، القاسم بن محمد بن جعفر بن ابي طالب (1)، مدينة الكوفة (3)، يوم عرفة (1)، علي بن عبيد الله (1)، إبراهيم بن علي (1)، يحيي بن الحسين (2)، الحسن بن علي (1)، صالح بن عبيد (2)، جلال الدين (1)، عبد الحميد (2)، محمد بن عمر (1)، الضرب (1)، الشهادة (1)

فصل النقابة، وابنه السيد محمد بن عبد الحميد، كان جليلا زاهدا ورعا شريف الأسرة، ولد سنة 637، وتوفي في شهر ربيع الأول سنة 697 (1).

57 - بنو محمد ابن أبي علي الحسن ابن أبي الحسين محمد ابن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة ابن أبي طاهر عبد الله ابن الأمير أبي الفتح محمد ابن الأمير أبي الحسن محمد الأشتر المذكور آنفا (2).

58 - بنو فوارس ابن أبي علي الحسن، وهو أخو محمد المذكور (3).

59 - بنو علي الشاب، المكني أبا الحسن، أخ الفوارس ومحمد المذكورين، وتعرف بقيتهم اليوم في الغري

والرماحية بآل الفتال (4).

60 - بنو أبي جعفر شرف الدين هبة الله، وقيل: محمد ابن شهاب الشرف أحمد ابن أبي محمد عمر ابن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة المذكور (5).

61 - بنو أبي الفرح محمد ابن أبي الغنائم محمد ابن أبي الفرح محمد بن الأشتر المذكور (6).

62 - بنو مصابيح، ينتمون إلي علي ابن أبي العلاء مسلم الأحول، أمير الحاج ابن أبي علي محمد أمير الحاج ابن الأمير محمد الأشتر المذكور (7).

63 - المخائطة، بيت معروف بالكوفة ينتمون إلي الحسين مخيط بن أحمد بن الحسين ابن أبي هاشم داود ابن الأمير أبي أحمد القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيي، النسابة الحسيني، وكان الحسين مخيط عابدا ورعا، ولي المدينة سبعة أشهر، وكان مقيما بمصر، ولقب بمخيط، لأنه كان كلما أتي بمكلوب يقول: آتوني بمخيط، وهي الإبرة فلقب بذلك، وهو جد المخائطة بالمدينة (8).

١ - عمدة الطالب: ٢٧٧.

٢ - عمدة الطالب: ٣٢٥.

٣ - عمدة الطالب: ٣٣٢.

٤ - عمدة الطالب: ٣٢٥.

٥ - عمدة الطالب: ٣٢٥.

٦ - عمدة الطالب: ٣٢٥.

٧ - عمدة الطالب: ٣٢٩.

٨ - عمدة الطالب: ٣٣٦.

(٤٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، شهر ربيع الأول (1)، محمد بن عبد الحميد (1)، قاسم بن عبيد (1)، الطهارة (2)، الحج (1)، الغنيمة (1)

64 - بنو شعر أبط، وهو لقب للقاسم بن الحسن المكفوف بن الحسن الأفطس ابن علي الأصغر ابن الإمام زين العابدين (عليه السلام) (1).

65 - بنو الصياد، ينتمون إلي محمد الصياد عبد الله بن أحمد الداعي بن حمزة ابن الحسين صوفة بن زيد الطويل بن جعفر الثالث بن عبد الله رأس المذري بن جعفر الثاني بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحنفية ابن الإمام علي

أمير المؤمنين (عليه السلام) (2).

66 - بنو الأيسر، ينتمون إلي أبي القاسم حسين بن حمزة بن الحسين صوفة المذكور (3).

67 - بيت موسي بن عبد الله بن الحسن بن عبيد الله الأمير، قاضي قضاة الحرمين ابن الحسن بن عبيد الله بن العباس ابن الإمام علي (عليه السلام)، ويعرف موسي هذا بالملاح الأطروش الشجاع (4).

68 - بنو الصوفي، ينتمون إلي يحيي الطحان بدرب الزرقاء ابن أبي القاسم الحسن نقيب المشهد ابن أبي الطيب يحيي بن الحسن بن محمد الصوفي بن يحيي الصالح بن عبد الله بن محمد بن عمر الأطرف ابن الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان لآل الصوفي عقب في الكوفة إلي سنة 800، وهم أهل ثروة وأملاك كثيرة في الكوفة ونواحيها، تولي بعضهم نقابة الأشراف في المشهد العلوي (5).

69 - بنو قفح، ينتمون إلي علي بن الحسن ابن أبي طالب محمد بن الحسن بن محمد الصوفي المذكور (6).

70 - بيت اللين، ينتمون إلي عبد الله بن محمد الصوفي المذكور (7).

١ - عمدة الطالب: ٣٤٦.

٢ - عمدة الطالب: ٣٥٤.

٣ - عمدة الطالب: ٣٥٤.

٤ - المجدي: ٢٤١، عمدة الطالب: ٣٦٠.

٥ - المجدي: ٢٨٢، عمدة الطالب: ٣٦٨.

٦ - عمدة الطالب: ٣٦٩.

٧ - المجدي: ٢٨٤، عمدة الطالب: ٣٦٩.

(٤٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، عبد الله بن الحسن (ع) (1)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، مدينة الكوفة (2)، عبد الله بن محمد بن عمر (1)، عبد الله رأس المذري (1)، عبيد

الله بن العباس (1)، عبد الله بن أحمد (1)، عبد الله بن محمد (1)، يحيي بن الحسن (1)، علي بن الحسن (1)، محمد بن الحسن (1)، الشهادة (2)

نحاة الكوفيين

نحاة الكوفيين ذكرنا لك في فصل المفاخرة بين الكوفيين والبصريين، صورة مصغرة مما كان بين هذين الفريقين من المجادلات الأدبية، وأن الحرب كانت قائمة بينهما في كثير من المسائل العربية في النحو والأدب واللغة، حتي انتمي إلي كل فريق وتكون لكل أحزاب وأصحاب.

وقد ضبط أبو البركات عبد الرحمن بن أبي الوفاء الأنباري المتوفي سنة 577 في كتابه: الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين (طبع باريس سنة 1913)، المسائل الخلافية بين الفريقين فأنهاها إلي 102 مسألة، وتبعه في ذلك أبو البقاء العكبري عبد الله بن الحسين النحوي الضرير المتوفي سنة 616 في كتابه: التبيين في مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين، وزاد علي ذلك جلال الدين السيوطي المتوفي سنة 911 نقلا عن ابن إياز مسألتين، أنظر الأشباه والنظائر له (ج 2 ص 147 طبع حيدر آباد)، ومن أشهر المجادلات الأدبية مسألة الزنبور والعقرب، التي انتشبت نارها بين سيبويه (1) من البصرة والكسائي (2) من الكوفة، وكان الكسائي يعلم الأمين بن الرشيد، فكان الأمين ينصره، كأن علي انتصار أحد

١ - هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر، مولي بني الحارث بن كعب، الفارسي، البصري، المشهور بسيبويه، برع في العربية وساد أهل العصر، وكان فيه مع فرط ذكائه حبسة في عبارته وانطلاق في قلمه، وسمي بسيبويه لأن وجنتيه كانتا كالتفاحتين، وقيل: لأنه كان يكثر من شم التفاح، وكان بديع الحسن وله ذوابتان، مات في شيراز.

انظر ترجمته في: تاريخ بغداد: ١٢ / ١٩٠ رقم ٦٦٥٨، إكمال الكمال: ٤ /

٤١٩، سير أعلام النبلاء: ٨ / ٣٥١ رقم ٩٧، البداية والنهاية: ١١ / ٨٠.

٢ - هو علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي، مولاهم، من فارس، إمام النحو، شهد له بذلك الإمام الشافعي وابن الأنباري، علم الرشيد وابنه الأمين، وسمي بالكسائي لأنه أحرم في كساء عليه، وقيل: لأنه حضر مجلس حمزة في مسجد السبيع بالكوفة وهو ملتف بكساء، مات بالري سنة ١٨٩.

انظر ترجمته في: التاريخ الكبير: ٦ / ٢٦٨، الثقات لابن حبان: ٨ / ٤٥٨، تاريخ بغداد: ١١ / ٤٠٢، سير أعلام النبلاء: ٩ / ١٣١، تهذيب التهذيب: ٧ / 275 رقم 533.

(٤٧٩)

صفحهمفاتيح البحث: جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، مدينة الكوفة (2)، عبد الله بن الحسين (1)، مدينة البصرة (1)، الحرب (1)، الوفاة (3)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (2)، كتاب إكمال الكمال لابن ماكولا (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، محمد بن ادريس الشافعي (1)، حمزة بن عبد الله (1)، عمرو بن عثمان (1)، الشهادة (1)، الموت (2)، السجود (1)، العصر (بعد الظهر) (1)

النحويين يتوقف انتصار أهل بلده جميعا.

وإليك خلاصة المسألة الزنبورية، كي يظهر لك مقدار اهتمام الملوك العباسيين في المسائل العلمية:

كان الكسائي مقيما في بغداد يعلم الأمين، واتفق أن سيبويه قدم إليها من البصرة، فجمع الأمين بينهما في مجلس فتناظرا في أمور كثيرة، من جملتها مسألة الزنبور والعقرب، فذكر الكسائي من أمثال العرب مثلا رواه علي هذه الصورة: كنت أظن أن الزبور أشد لسعا من العقرب فإذا هو إياها.

فقال سيبويه: ليس المثل كذلك بل: فإذا هو هي.

وتشاجروا طويلا واتفقا علي مراجعة عربي خالص لا يشوب كلامه شيء من كلام أهل الحضر.

وكان الأمين شديد العناية بالكسائي

لكونه معلمه، فاستدعي عربيا وسأله فقال كما قال سيبويه، فقال له: نريد أن تقول كما قال الكسائي.

فقال: لساني لا يطاوعني علي ذلك، فإنه ما يسبق إلا إلي الصواب.

فقرروا معه أن شخصا يقول: قال سيبويه كذا وقال الكسائي كذا، فالصواب مع من منهما؟

فيقول العربي: مع الكسائي.

فقال: هذا يمكن.

ثم عقد لهما المجلس واجتمع أئمة النحو، وحضر العربي وقيل له ذاك فقال:

الصواب مع الكسائي وهو كلام العرب.

فعلم سيبويه أنهم تحاملوا عليه وتعصبوا للكسائي، فخرج من بغداد وقد حمل في نفسه لما جري عليه، وقصد بلاد فارس فأقام بها حتي مات ولم يعد إلي البصرة (1).

وزها القرن الثاني وبعض الثالث في الكوفة، ونبغ فيها النحاة والرواة والحفاظ والأدباء والشعراء، قيل: كانت البصرة متقدمة في ذلك وأهل الكوفة يأخذون عن أهل البصرة، وهؤلاء يستنكفون أن يأخذوا عن أهل الكوفة، لاعتقادهم أنهم غير

١ - تفسير مجمع البيان: ٤ / ٣٢١، شرح الرضي علي الكافية: ٣ / ١٩٤، سير أعلام النبلاء: ٨ / ٣٥٢، مغني اللبيب: ١ / ٨٨، البداية والنهاية: ١١ / 80.

(٤٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، مدينة البصرة (4)، مدينة بغداد (2)، الوقوف (1)، الموت (1)، كتاب مجمع البيان للطبرسي (1)، كتاب مغني اللبيب لابن هشام الأنصاري (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب الكافئة للشيخ المفيد (1)

محققين، ولم يعلم أن أحدا من البصريين أخذ عن أهل الكوفة إلا أبو زيد الأنصاري، علي أن الشعر كان في الكوفة أكثر وأجمع منه في البصرة، ولكن كثيرا منه مصنوع.

وقد نبغ بعد فوز الكسائي جماعة كبيرة من أهل الكوفة، لأن انتصاره علي سيبويه كان انتصارا لبلده، واشتهر جماعة منهم في بغداد: كالفراء، وابن الأعرابي، وهشام بن معاوية الضرير، وابن السكيت، وإليك فيما يلي أسماء

طائفة من النحاة الذي نبغوا في الكوفة وألفوا في النحو وغيره، معتمدين في ذكرهم علي ما أورده أبو بكر محمد الزبيدي الأشبيلي المتوفي سنة 379 في كتابه طبقات اللغويين والنحاة في المشرق والأندلس من زمن أبي الأسود إلي قرب زمنه، وما أورده جلال الدين السيوطي في بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة.

1 - أبو الأسود الدؤلي، ظالم بن عمر بن ظالم، أول من أسس النحو، تلقاه من الإمام علي (عليه السلام)، وكان من سادات التابعين، ومن أصحابه (عليه السلام)، وشهد معه صفين، ولي قضاء البصرة، وهو أول من نقط المصحف، توفي سنة 67 بالطاعون الجارف (1).

2 - أبو جعفر الرواسي، اسمه محمد بن الحسن ابن أبي سارة، أستاذ الكوفيين في النحو، وهو أول من وضع من الكوفيين كتابا في النحو، وكان أستاذ الكسائي توفي نحو سنة 190 (2).

3 - معاذ بن مسلم، الهراء، كان يبيع الهروي من الثياب، وكان أستاذ الكسائي توفي سنة 187 (3).

4 - أبو الحسن، علي بن حمزة، المعروف بالكسائي، مولي بني أسد، إمام الكوفيين في النحو واللغة، وأحد القراء السبعة المشهورين، وسمي الكسائي لأنه أحرم في كساء دخل الكوفة وهو غلام، وكان مؤدب ولد الرشيد العباسي، توفي بالري سنة 189 (4).

1 - طبقات النحويين واللغويين: 21 رقم 1.

2 - طبقات النحويين واللغويين: 125 رقم 56.

3 - طبقات النحويين واللغويين: 125 رقم 57.

4 - طبقات النحويين واللغويين: 127 رقم 59.

(٤٨١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، مدينة الكوفة (5)، أبو الأسود الدؤلي (1)، معاذ بن مسلم الهراء (1)، مدينة البصرة (2)، مدينة بغداد (1)، بنو أسد (1)، جلال الدين (1)، محمد بن

الحسن (1)، البيع (1)، الظلم (2)، الوفاة (1)

5 - أبو زكريا الفراء، يحيي بن زياد بن عبد الله، الباهلي، وكان أبرع الكوفيين في علمهم، توفي في طريق مكة سنة 207 (1).

6 - القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، الهذلي، كان قاضيا في الكوفة، توفي سنة 175، وقيل: 188 (2).

7 - علي بن المبارك، الأحمر، أدب محمد الأمين ابن هارون الرشيد العباسي، توفي في طريق الحج سنة 194 (3).

8 - هشام بن معاوية، الضرير، أبو عبد الله، أحد أعيان أصحاب الكسائي، توفي سنة 209 (4).

9 - أبو طالب المكفوف، عبد العزيز بن محمد، أخذ النحو عن الكسائي أيضا (5).

10 - سلمويه، أخذ عن الكسائي أيضا (6).

11 - إسحق البغوي، أخذ عن الكسائي أيضا (7).

12 - أبو مسحل، عبد الله بن خريش، قال أبو بكر الأنباري: كان مسحل يروي عن علي بن المبارك الأحمر أربعين ألف بيت شاهدا في النحو، ذكره ابن النديم في الفهرست وسماه عبد الوهاب (8).

13 - قتيبة الجعفي، كان في عصر المهدي العباسي (9).

14 - قتيبة بن مهران، الأزاذاني، أبو عبد الرحمن الأصبهاني، قال في البلغة:

أحد نحاة الكوفة أخذ عن الكسائي وصحبه وصار إماما (10).

1 - طبقات النحويين واللغويين: 131 رقم 60.

2 - طبقات النحويين واللغويين: 133 رقم 61.

3 - طبقات النحويين واللغويين: 134 رقم 62.

4 - طبقات النحويين واللغويين: 134 رقم 63.

5 - طبقات النحويين واللغويين: 135 رقم 64، بغية الوعاة: 2 / 16 رقم 1320.

6 - طبقات النحويين واللغويين: 135 رقم 65.

7 - طبقات النحويين واللغويين: 135 رقم 66.

8 - طبقات النحويين واللغويين: 135 رقم 67.

9 - طبقات النحويين واللغويين: 135 رقم 68، بغية الوعاة: 2

/ 265 رقم 1945.

10 - بغية الوعاة: 2 / 264 رقم 1944.

(٤٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (2)، قتيبة بن مهران (1)، عبد الله بن مسعود (1)، عبد العزيز بن محمد (1)، أبو عبد الله (1)، هارون الرشيد (1)، القاسم بن معن (1)، ابن النديم (1)، الحج (1)، الشهادة (1)

15 - سلمة بن عاصم، أبو محمد، والد المفضل بن سلمة، روي عن الفراء كتاب الحدود في النحو (1).

16 - عبد الله بن أحمد بن عبد الله، الطوال، أبو محمد، حدث عن الأصمعي، توفي سنة 243 (2).

17 - محمد بن عبد الله بن قادم، أستاذ ثعلب، توفي سنة 251 تقريبا في خلافة المعتز (3).

18 - محمد بن سعدان، أبو جعفر الضرير، ولد سنة 161، وتوفي يوم عيد الأضحي سنة 231 (4).

19 - محمد بن حبيب، أبو جعفر، مولي العباس بن محمد العباسي، وكان من أعلم شيوخ ثعلب، توفي بسامراء في ذي الحجة سنة 245 (5).

20 - أبو العباس، أحمد بن يحيي بن زيد، المعروف بثعلب، مولي بني شيبان ولد سنة 200، وتوفي سنة 291 (6).

21 - هارون بن الحائك، الضرير، أحد أعيان أصحاب ثعلب، أصله يهودي من أهل الحيرة (7).

22 - أبو موسي، سليمان بن محمد، الحامض، لقب بالحامض لشراسة أخلاقه، توفي سنة 305 (8).

23 - أحمد بن محمد بن عبد الله، المعبدي، من ولد معبد بن العباس بن عبد المطلب، من أصحاب ثعلب، توفي سنة 292 (9).

24 - محمد بن القاسم (بن محمد) بن بشار بن الحسن، الأنباري، توفي سنة

1 - بغية الوعاة: 1 / 596 رقم 1260، وفيه: (المسلوك في النحو).

2 - بغية الوعاة: 2 / 318 رقم 13050.

3 - بغية الوعاة:

1 / 140 رقم 232.

4 - بغية الوعاة: 1 / 111 رقم 182.

5 - بغية الوعاة: 1 / 73 رقم 126.

6 - بغية الوعاة: 1 / 396 رقم 787.

7 - بغية الوعاة: 2 / 319 رقم 2076.

8 - بغية الوعاة: 1 / 601 رقم 1274.

9 - بغية الوعاة: 1 / 370 رقم 722.

(٤٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: شهر ذي الحجة (1)، مدينة سامراء المقدسة (1)، أحمد بن محمد بن عبد الله (1)، أحمد بن عبد الله (1)، مولي بني شيبان (1)، محمد بن عبد الله (1)، أحمد بن يحيي (1)، العباس بن محمد (1)، القاسم بن محمد (1)، سليمان بن محمد (1)، محمد بن سعدان (1)، محمد بن حبيب (1)

327، وقيل: سنة 328 (1).

25 - نفطويه، وهو أبو عبد الله، إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة، العتكي، الأزدي، توفي سنة 323 (2).

26 - محمد بن الحسن بن يونس، أبو العباس، الهذلي، توفي سنة 332 (3).

27 - محمد بن فرج، الغساني، أبو جعفر، أخذ عن سلمة بن عاصم صاحب الفراء (4).

28 - محمد بن هبيرة، الأسدي، أبو سعيد، المعروف بصعوداء، من أعيان الكوفة وعلمائها، اختص بعبد الله بن المعتز (5).

29 - أحمد بن علي بن أحمد، الهمداني، ثم الكوفي الحنفي، فخر الدين ابن الفصيح، كان له صيت في العراق، توفي في شعبان سنة 755 (6).

30 - أحمد بن يحيي بن أحمد بن زيد بن ناقد، المسيكي، أبو العباس، ولد سنة 477، وتوفي سنة 559 (7).

31 - إبراهيم بن إسحاق بن راشد، الكوفي، نزيل حران، أبو إسحق، روي القراءة عن حمزة (8).

32 - جعفر بن عنبسة بن عمر بن يعقوب،،

أبو محمد، اليشكري، توفي بالكوفة سنة 275 (9).

33 - جوية بن عائذ، ويقال: ابن عاتك، من بني نضر بن معاوية، ويقال:

الأسدي، كان ممن دخل علي معاوية بن أبي سفيان (10).

1 - بغية الوعاة: 1 / 212 رقم 379، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

2 - بغية الوعاة: 1 / 428 رقم 868.

3 - بغية الوعاة: 1 / 90 رقم 142.

4 - بغية الوعاة: 1 / 209 رقم 370.

5 - بغية الوعاة: 1 / 256 رقم 476.

6 - بغية الوعاة: 1 / 339 رقم 645.

7 - بغية الوعاة: 1 / 395 رقم 785.

8 - بغية الوعاة: 1 / 407 رقم 814.

9 - بغية الوعاة: 1 / 486 رقم 1002.

10 - بغية الوعاة: 1 / 490 رقم 1016.

(٤٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: معاوية بن أبي سفيان لعنهما الله (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (2)، شهر شعبان المعظم (1)، يوم عرفة (1)، إبراهيم بن إسحاق (1)، أحمد بن علي بن أحمد (1)، إبراهيم بن محمد (1)، أبو عبد الله (1)، أحمد بن يحيي (1)، الحسن بن يونس (1)، جعفر بن عنبسة (1)

34 - محمد بن جعفر بن محمد بن هارون، أبو الحسين، التميمي، يعرف بابن النجار الكوفي، له تاريخ الكوفة ينقل عنه كثيرا، ولد سنة 303 بالكوفة، وتوفي سنة 460 في جمادي الأولي (1).

35 - الحسن بن داود بن الحسن بن عون، المعروف بالنقار، صلي بالناس بجامع الكوفة ثلاثا وأربعين سنة، صنف أصول النحو، توفي بالكوفة سنة 352 (2).

36 - داود بن الهيثم بن إسحاق بن البهلول، أبو سعيد، التنوخي، الأنباري، الكوفي، توفي بالأنبار سنة 316 وله ثمان وثمانون سنة (3).

37 - ربيع بن محمد، الكوفي، عفيف الدين، له شرح

مقصورة ابن دريد، قال السيوطي في البغية: رأيت خطه عليها في جمادي الأولي سنة 682 (4).

38 - سعد بن شداد، المعروف بسعد الرابية، موضع كان يعلم فيه النحو، أخذ عن أبي الأسود الدؤلي، وكان مزاحا مضحكا (5).

39 - صالح بن عبد الله بن جعفر بن علي بن صالح، الأسدي، أبو التقي الفقيه، ولد سنة 639، وتوفي سنة 727 (6).

40 - عبد الله بن أحمد بن علي بن أحمد، الفقيه، النحوي، جلال الدين، ولد في شوال سنة 702، وتوفي سنة 745 (7).

41 - عبد الله بن محمد بن حرب بن خطاب، الخطابي، أبو محمد، شاعر، نحوي، صنف أربعة كتب في النحو (8).

42 - عبيدة - بفتح العين - بن حميد بن صهيب، الحذاء، أبو عبد الرحمن، روي عنه البخاري والأربعة، توفي سنة 190 (9).

1 - بغية الوعاة: 1 / 69 رقم 117.

2 - بغية الوعاة: 1 / 503 رقم 1042.

3 - بغية الوعاة: 1 / 563 رقم 1179.

4 - بغية الوعاة: 1 / 566 رقم 1183.

5 - بغية الوعاة: 1 / 579 رقم 1211.

6 - بغية الوعاة: 2 / 10 رقم 1307.

7 - بغية الوعاة: 2 / 32 رقم 1359.

8 - بغية الوعاة: 2 / 54 رقم 1318.

9 - بغية الوعاة: 2 / 131 رقم 1621.

(٤٨٥)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، شهر جمادي الأولي (2)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، مدينة الكوفة (4)، شهر شوال المكرم (1)، أبو الحسين التميمي (1)، أحمد بن علي بن أحمد (1)، داود بن الهيثم (1)، عبد الله بن محمد (1)، محمد بن جعفر بن محمد (1)، الحسن بن داود (1)، علي بن صالح

(1)، جلال الدين (1)، ربيع بن محمد (1)، الحرب (1)

43 - علي بن محمد بن عبدوس، مصنف البرهان في علل النحو، ومعاني الشعر وميزان الشعر (1).

44 - علي بن محمد بن عبيد بن الزبير، الأسدي، أبو الحسن، المعروف بابن الكوفي، من أجل أصحاب ثعلب صاحب الخط المشهور بالصحة والضبط، ولد سنة 254 وتوفي في ذي القعدة سنة 348 (2).

45 - عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد، العلوي، الزيدي، من أئمة النحو واللغة والفقه والحديث، ولد سنة 442، وتوفي سنة 539 (3).

46 - عيسي بن (مروان)، أبو موسي، أخذ النحو عن المفضل بن سلمة، وروي وصنف كتاب القياس علي أصول النحو (4).

47 - الفضل بن إبراهيم بن عبد الله، المقري، أبو العباس، أخذ عن الكسائي (5).

48 - المفضل بن سلمة بن عاصم، أبو طالب، كان من خاصة الفتح بن خاقان وزير المتوكل، توفي نحو سنة 250 (6).

49 - يحيي بن محمد بن أحمد بن سعيد، الحارثي، ولد سنة 708، وتوفي بالكوفة سنة 752 (7).

50 - يعقوب بن إسحاق، أبو يوسف ابن السكيت، كان عالما بنحو الكوفيين وعلم القرآن واللغة والشعر، راوية ثقة، وله تصانيف كثيرة في النحو ومعاني الشعر وتفسير دواوين العرب زاد فيها علي من تقدمه، كان مؤدبا لأولاد المتوكل ومنادما له، وقد أمر المتوكل العباسي فسلوا لسانه من قفاه فمات لقصة ذكرت في البغية، وكان ذلك يوم الاثنين لخمس خلون من رجب سنة 244، ووجه ديته إلي أمه، أنظر أخباره في بغية الوعاة للسيوطي وغيرها من المعاجم (8).

1 - بغية الوعاة: 2 / 194 رقم 1771.

2 - بغية الوعاة: 2 / 195 رقم 1772.

3 - بغية الوعاة: 2 / 215 رقم 1824.

4 -

بغية الوعاة: 2 / 238 رقم 1882، في المطبوع: (مردان)، وما أثبتناه من المصدر.

5 - بغية الوعاة: 2 / 244 رقم 1900.

6 - بغية الوعاة: 2 / 296 رقم 2013.

7 - بغية الوعاة: 2 / 341 رقم 2136.

8 - قال السيوطي في معرض ذكر قصته: بينما هو مع المتوكل في بعض الأيام إذ مر بهما ولداه المعتز والمؤيد فقال له: يا يعقوب من أحب إليك ابناي هذان أم الحسن والحسين؟

فغض يعقوب من ابنيه وقال: قنبر خير منهما، وأثني علي الحسن والحسين بما هما أهله.

وقيل: قال: والله إن قنبرا خادم علي خير منك ومن ابنيك، فأمر الأتراك فداسوا بطنه فحمل فعاش يوما وبعض الآخر، وقيل: حمل ميتا في بساط، وقيل: قال: سلوا لسانه من قفاه، ففعلوا به ذلك فمات.

انظر: بغية الوعاة: 2 / 349 رقم 2159.

(٤٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: شهر ذي القعدة (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (2)، مدينة الكوفة (1)، شهر رجب المرجب (1)، إبراهيم بن عبد الله (1)، يحيي بن محمد بن أحمد (1)، إبراهيم بن محمد (1)، يعقوب بن إسحاق (1)، محمد بن عبدوس (1)، محمد بن عبيد (1)، القرآن الكريم (1)

اللغويون من الكوفيين

اللغويون من الكوفيين لما أخذ المسلمون في تفسير القرآن، احتاجوا إلي ضبط معاني ألفاظه وتفهم أساليب عباراته، فجرهم ذلك إلي البحث في أساليب العرب وأقوالهم وأشعارهم وأمثالهم، ولا يكون ذلك سالما من العجمة والفساد، إلا إذا أخذ عن عرب البادية الذين كانت قريش في الجاهلية تتخير من ألفاظهم وأساليبهم، فعني جماعة كبيرة من المسلمين في الرحلة إلي بادية العرب والتقاط الأشعار والأمثال والسؤال من أفواه العرب عن معاني الألفاظ وأساليب التعبير، وسموا الاشتغال بذلك مع ما يتبعه من صرف ونحو وبلاغة بعلم الأدب.

والذين

نقلوا اللغة وأساليبها عن القبائل وأثبتوها في الكتب وصيروها علما، هم أهل البصرة والكوفة فقط (1)، وكان أكثر المشتغلين في جمع اللغة وآدابها العجم، لحاجتهم إلي ذلك أكثر من العرب.

ومن أقدم المشتغلين في جمع اللغة والأدب وأوسعهم حفظا ورواية، أبو عمر ابن العلاء التميمي المتوفي بالكوفة سنة 154 وهو من مواليد مكة، وكانت كتبه عن العرب الفصحاء تملأ بيته إلي قريب السقف (2) وقال مع ذلك: ما انتهي إليكم مما قالت العرب إلا أقله، ولو جاءكم وافرا لجاءكم علم وشعر كثير (3).

ونبغ في العراق جماعة كبيرة من طلاب الأدب واللغة في القرن الثاني للهجرة، أشهرهم أربعة في عصر واحد، وهم: أبو زيد وأبو عبيدة والأصمعي والخليل، وكان العلم كله عندهم، والثلاثة الأول أخذوا اللغة والنحو والشعر والقراءة عن أبي عمرو

1 - المزهر للسيوطي: 1 / 105.

2 - وفيات الأعيان لابن خلكان: 1 / 386.

3 - المحصول للرازي: 1 / 214.

(٤٨٧)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، كتاب تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (2)، مدينة البصرة (1)، الجهل (1)، الوفاة (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب المحصول للرازي (1)

الكوفي المذكور (1).

وكان الحفاظ والرواة يدققون فيما يأخذونه عن العرب من شعر أو مثل أو قول أو غير ذلك وما يسمعونه من معانيها، لأن عليها يتوقف تفسير القرآن، ولذلك فإنهم تحدوا في نقل اللغة طريقة الإسناد المتسلسل، كما كانوا يفعلون في رواية الحديث وعني الناس بحفظها مثل عنايتهم بحفظه، لاعتبارهم أن ناقل اللغة يجب أن يكون عدلا كما يشترط في ناقل الحديث، لأنها واسطة تفسيره وتأويله، علي أنهم لم يستطيعوا ذلك تماما.

ولما بنيت بغداد وانتقل العلم إليها، غلب ورود أهل الكوفة إليها

لقربهم منها، وكان العباسيون يكرمونهم، لأنهم نصروهم لما قاموا لطلب الخلافة، فقدمهم الخلفاء علي أهل البصرة واستقدموهم إليهم ووسعوا لهم، ورغب الناس في الروايات الشاذة، وتفاخروا في النوادر، وتباهوا بالترخيصات، وتركوا الأصول، واعتمدوا علي الفروع.

ولما قدم العباسيون أهل الكوفة، ارتقوا في عين أنفسهم وأرادوا مسابقة أهل البصرة ومفاخرتهم، فقامت المجادلات بين البلدين في مسائل كثيرة في النحو والأدب واللغة، وكانت علوم اللغة في أول أمرها مشتركة مختلطة ثم تميزت وتشعبت فصارت علوما عديدة، كل منها مستقل عن الآخر، كالنحو والصرف واللغة والمعاني والبيان والاشتقاق والعروض والقوافي وأخبار العرب وأمثالهم والجدل وغيرها، وقد يطلقون عليها علم الأدب، ولكل منها تاريخ وشروح (2).

وإليك فيما يلي أسماء طائفة من الكوفيين نبغوا في اللغة ودونوا فيها علي الأكثر، معتمدين في نقل أسمائهم علي: طبقات اللغويين الكوفيين، لأبي بكر الزبيدي الأشبيلي (طبع ليدن)، وعلي: بغية الوعاة، لجلال الدين السيوطي (طبع مصر)، وربما اعتمدنا علي غيرهما من المعاجم.

1 - حماد بن هرمز، أبو ليلي، ذكره الزبيدي في الطبقة الأولي من اللغويين الكوفيين (3).

1 - المزهر: 2 / 202.

2 - تاريخ التمدن الإسلامي: 3 / 77 - 80.

3 - طبقات النحويين واللغويين: 191 رقم 112.

(٤٨٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، مدينة الكوفة (2)، مدينة البصرة (2)، مدينة بغداد (1)، الوقوف (1)، الغلّ (1)

2 - أبو البلاد الأعمي، عده الزبيدي في الطبقة الأولي منهم أيضا (1).

3 - المفضل بن محمد بن يعلي بن سالم الضبي، أبو العباس، صنف للمهدي العباسي كتاب المفضليات (مطبوع)، توفي سنة 168 (2).

4 - أبو محمد، عبد الله بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص، الأموي، روي عنه أبو عبيد

(3).

5 - خالد بن كلثوم، الكلبي، له تصانيف منها أشعار القبائل، عده الزبيدي في الطبقة الثانية (4).

6 - محمد بن عبد الأعلي بن كناسة، عده الزبيدي في الطبقة الثانية، توفي بالكوفة (سنة) 207 (5).

7 - أبو عمرو الشيباني، هو إسحق بن مرار، وكان يؤدب في أحياء بني شيبان بالكوفة فنسب إليهم، وكان له بنون وبنو بنين يروون عنه كتبه، وذكر أحد أولاده أن أباه جمع أشعار نيف وثمانين قبيلة، وكان كلما جمع أشعار قبيلة وأخرجها للناس كتب مصحفا وجعله في مسجد الكوفة، وعاش أكثر من مائة سنة وتوفي سنة 206 (6).

8 - علي بن حازم، اللحياني، غلام الكسائي، لقي العلماء الفصحاء من الأعراب، وعنه أخذ أبو عبيد القاسم بن سلام (7).

9 - أبو عبد الله، محمد بن زياد، الأعرابي، مولي العباس بن محمد بن علي بن العباس، توفي سنة 231، وأخوه (8).

10 - أبو توبة، زيادة بن زياد، يروي عنه ثعلب، ذكرهما الزبيدي في الطبقة

1 - طبقات النحويين واللغويين: 191 رقم 113.

2 - طبقات النحويين واللغويين: 193 رقم 114.

3 - طبقات النحويين واللغويين: 193 رقم 115.

4 - طبقات النحويين واللغويين: 194 رقم 116.

5 - طبقات النحويين واللغويين: 194 رقم 117، وما بين أثبتناه للسياق.

6 - طبقات النحويين واللغويين: 194 رقم 118.

7 - طبقات النحويين واللغويين: 195 رقم 119.

8 - طبقات النحويين واللغويين: 195 رقم 120.

(٤٨٩)

صفحهمفاتيح البحث: مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة الكوفة (2)، أبان بن سعيد بن العاص (1)، عبد الله بن سعيد (1)، أبو عبد الله (1)، العباس بن محمد (1)، أبو البلاد (1)، محمد بن زياد (1)، المفضل بن محمد (1)، محمد بن عبد (1)

الثانية، وكان أبو توبة مولي لعمر بن سعيد بن

سلم (1).

11 - محمد بن حبيب بن أمية، أبو جعفر، روي عن ابن الأعرابي وقطرب وأبي عبيدة، تقدم ذكره في فصل النحاة (2).

12 - أبو عبيد، القاسم بن سلام، الخزاعي، توفي بمكة سنة 224، وله ثلاث وسبعون سنة (3).

13 - أبو يوسف، يعقوب بن إسحاق، السكيت، قتله المتوكل علي التشيع سنة 244، وقد تقدم (4).

14 - عمرو بن أبي عمرو، الشيباني، ذكره الزبيدي في الطبقة الثالثة، وقال:

توفي سنة 231 (5).

15 - أبو جعفر، أحمد بن عبيد بن ناصح، يعرف بأبي عصيدة، من موالي بني هاشم، توفي سنة 273، وقيل: سنة 278 (6).

16 - أبو موسي، هارون بن الحارث، السامري، ذكره الزبيدي (7).

17 - أبو محمد، ثابت بن أبي ثابت، من أصحاب أبي عبيد القاسم بن سلام، وهو من كبار الكوفيين، وقد لقي فصحاء الأعراب، ذكره الزبيدي وابن النديم في الفهرست (8).

18 - علي بن عبد الله بن سنان، التميمي، الطوسي، وكان من أعلم أصحاب أبي عبيد (9).

19 - أبو عبد الرحمن، أحمد بن سهل، ذكره الزبيدي (10).

١ - طبقات النحويين واللغويين: ١٩٧ رقم ١٢١.

٢ - طبقات النحويين واللغويين: ١٩٨ رقم ١٢٢.

٣ - طبقات النحويين واللغويين: ١٩٩ رقم ١٢٣.

٤ - طبقات النحويين واللغويين: ٢٠٢ رقم ١٢٤.

٥ - طبقات النحويين واللغويين: ٢٠٤ رقم ١٢٥.

٦ - طبقات النحويين واللغويين: ٢٠٤ رقم ١٢٦.

٧ - طبقات النحويين واللغويين: ٢٠٤ رقم ١٢٧.

٨ - الفهرست: ٧٦، طبقات النحويين واللغويين: 205 رقم 128.

9 - طبقات النحويين واللغويين: 205 رقم 129.

10 - طبقات النحويين واللغويين: 205 رقم 130.

(٤٩٠)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، يعقوب بن إسحاق السكيت (1)، ثابت بن أبي ثابت (1)، عمرو بن أبي عمرو (1)، عبد الله بن سنان (1)، أحمد

بن عبيد (1)، ابن النديم (1)، محمد بن حبيب (1)، عمر بن سعيد (1)، القتل (1)

20 - أحمد بن عاصم، ذكره الزبيدي (1).

21 - علي بن ثابت بن أبي ثابت، ذكره الزبيدي (2).

22 - نصر بن داود، الصاغاني، أبو منصور، ذكره الزبيدي (3).

23 - محمد بن وهب، المشعري، ذكره الزبيدي (4).

24 - محمد بن عبد الخالق بن منصور، النيسابوري، ذكره الزبيدي (5).

25 - أحمد بن يوسف، الثعلبي، ذكره الزبيدي (6).

26 - أحمد بن القاسم، ذكره الزبيدي (7).

27 - إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الرحمن، البغوي، وأخوه (8).

28 - علي بن عبد العزيز بن عبد الرحمن، ذكرهما الزبيدي (9).

29 - أحمد بن يحيي، ثعلب، توفي سنة 291، تقدم في فصل النحاة (10).

30 - محمد بن الحسن بن دينار، أبو العباس، الأحول، ذكره الزبيدي في طبقة المبرد وثعلب (11).

31 - بندار بن عبد الحميد، أبو عمر، الأصفهاني، كان يحفظ 700 قصيدة أول كل قصيدة بانت سعاد، وكان في أيام المتوكل العباسي (12).

32 - القاسم بن (محمد بن) بشار، الأنباري، والد أبي بكر محمد المتوفي سنة

1 - طبقات النحويين واللغويين: 205 رقم 131.

2 - طبقات النحويين واللغويين: 205 رقم 132.

3 - طبقات النحويين واللغويين: 206 رقم 133.

4 - طبقات النحويين واللغويين: 206 رقم 134.

5 - طبقات النحويين واللغويين: 206 رقم 137، وفيه: عبد الخالق بن منصور، وذكر قبله محمد بن سعيد الهروي برقم 135، ومحمد بن المغيرة البغدادي برقم 136.

6 - طبقات النحويين واللغويين: 207 رقم 138.

7 - طبقات النحويين واللغويين: 207 رقم 139.

8 - طبقات النحويين واللغويين: 207 رقم 140.

9 - طبقات النحويين واللغويين: 207 رقم 141.

10 - طبقات النحويين واللغويين: 207 رقم 142.

11 - طبقات

النحويين واللغويين: 208 رقم 143.

12 - طبقات النحويين واللغويين: 208 رقم 144.

(٤٩١)

صفحهمفاتيح البحث: إبراهيم بن عبد العزيز (1)، ثابت بن أبي ثابت (1)، علي بن عبد العزيز (1)، محمد بن عبد الخالق (1)، أحمد بن القاسم (1)، أحمد بن يحيي (1)، أحمد بن يوسف (1)، القاسم بن محمد (1)، محمد بن الحسن (1)، عبد الحميد (1)، الثعلبي (1)، الوفاة (1)، محمد بن سعيد (1)

327، ذكره الزبيدي (1).

33 - عبد الله بن رستم، مستملي يعقوب بن السكيت، ذكره الزبيدي في الطبقة الرابعة (2).

34 - داود بن محمد بن صالح، أبو الفوارس، المروزي، مات بمصر سنة 283 (3).

35 - محمد بن عبد الواحد، أبو عمرو الزاهد، غلام ثعلب، توفي سنة 345 (4).

36 - محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن، أبو بكر، العطار، المقري، ولد سنة 265، وسمع ثعلبا، وتوفي لثمان خلون من ربيع الآخر سنة 303، وقيل: سنة 355 (5).

37 - الحسين بن أحمد، الفزاري، أبو عبد الله، ذكره الزبيدي (6).

38 - خشاف الكوفي، صاحب اللغة، توفي سنة 175 (7).

39 - محمد بن هبيرة، الأسدي، أبو سعيد، المعروف بصعوداء، تقدم في فصل النحاة (8).

40 - أبان بن تغلب بن رباح، الجريري، أبو سعيد، البكري، مولي بني جرير بن عباد، له غريب القرآن وغيره، توفي سنة 141، تقدم (9).

41 - الحسن بن داود بن الحسن بن عون، النقار، صنف كتاب اللغة في مخارج الحروف، توفي بالكوفة سنة 352، تقدم في فصل النحاة (10).

1 - طبقات النحويين واللغويين: 208 رقم 145، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

2 - طبقات النحويين واللغويين: 208 رقم 146.

3 - طبقات النحويين واللغويين: 208 رقم 147، وفيه: (المروروذي).

4 - طبقات النحويين واللغويين: 209

رقم 148.

5 - طبقات النحويين واللغويين: 209 رقم 149.

6 - طبقات النحويين واللغويين: 209 رقم 150.

7 - بغية الوعاة: 1 / 551 رقم 1156.

8 - بغية الوعاة: 1 / 256 رقم 476.

9 - بغية الوعاة: 1 / 404 رقم 803.

10 - بغية الوعاة: 1 / 503 رقم 1042.

(٤٩٢)

صفحهمفاتيح البحث: مفردات غريب القرآن للراغب الإصفهاني (1)، مدينة الكوفة (1)، شهر ربيع الثاني (1)، محمد بن عبد الواحد (1)، أبو عبد الله (1)، الحسين بن أحمد (1)، أبو الفوارس (1)، أبان بن تغلب (1)، الحسن بن داود (1)، الحسن بن يعقوب (1)، داود بن محمد (1)، الموت (1)

42 - داود بن الهيثم بن إسحاق بن البهلول، أبو سعد، التنوخي، الأنباري، الكوفي، توفي بالأنبار سنة 316 تقدم (1).

43 - علي بن حمزة، المعروف بالكسائي، أبو الحسن، مولي بني أسد، المتوفي سنة 189، تقدم (2).

44 - علي بن محمد بن عبيد بن الزبير، الأسدي، المعروف بابن الكوفي، صنف: الفرائد والقلائد في اللغة، توفي سنة 348، تقدم (3).

45 - عمر بن إبراهيم بن محمد، العلوي، الزيدي، من أئمة اللغة، ولد سنة 442، وتوفي سنة 539، تقدم (4).

46 - المفضل بن سلمة بن عاصم، أبو طالب، صاحب: البارع في اللغة، توفي نحو سنة 250، تقدم (5).

47 - أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود بن حمدون، النديم، أبو عبد الله أستاذ أبي العباس ثعلب، وكان خصيصا بالمتوكل ونديما له، ذكره الشيخ في الفهرست والنجاشي وقالا: إنه شيخ أهل اللغة ووجههم، وكان من أهل المائة الثالثة (6).

48 - محمد بن أحمد بن إبراهيم، المعروف بالصابوني، من أصحاب الإمام علي الهادي (عليه السلام)، له المفاخر في اللغة، توفي سنة 300 (7).

١ - بغية

الوعاة: ١ / ٥٦٣ رقم ١١٧٩.

٢ - بغية الوعاة: ٢ / ١٦٢ رقم ١٧٠١.

٣ - بغية الوعاة: ٢ / ١٩٥ رقم ١٧٧٢.

٤ - بغية الوعاة: ٢ / ٢١٥ رقم ١٨٢٤.

٥ - بغية الوعاة: ٢ / ٢٩٦ رقم ٢٠١٣.

٦ - رجال النجاشي: ٩٣ رقم ٢٣٠، الفهرست للشيخ الطوسي: ٧٢ رقم ٢١، بغية الوعاة: ١ / ٢٩١ رقم ٥٣١.

٧ - رجال النجاشي: ٣٧٤ رقم 1022، بغية الوعاة: 1 / 18 رقم 28.

(٤٩٣)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام (1)، إبراهيم بن إسماعيل بن داود (1)، محمد بن أحمد بن إبراهيم (1)، داود بن الهيثم (1)، إبراهيم بن محمد (1)، أبو عبد الله (1)، بنو أسد (1)، محمد بن عبيد (1)، كتاب رجال النجاشي (2)، الشيخ الطوسي (1)

شعراء الكوفة

شعراء الكوفة كانت الكوفة - لا سيما في العصر الأموي - بؤرة العلم والأدب، وملتقي العلماء والأدباء والشعراء، يزدحمون في المسجد أو غيره من الجوامع العامة والنوادي والمحافل، للمفاخرة أو المناظرة أو المناضلة أو المناشدة، وكان أشراف الكوفة يخرجون إلي ضواحيها أيضا لمثل هذا الغرض، لما كان في ضواحيها من جالية العرب أهل البادية من القبائل التي نزحت إلي هناك بعد الإسلام، فكانت الكوفة وضواحيها كسوق عكاظ في الجاهلية والمربد في البصرة الذي كان سوقا من أسواقها يعرف بسوق الإبل، ثم صار محلة عظيمة سكنها الناس وأقاموا بها مفاخرات الشعراء ومجالس الخطباء، يؤمها الأدباء من كل فج للمناشدة والمحاكمة، ومثلهما الكوفة، فقد كانت تتألف فيها لفحول شعرائها حلقات المناشدة والمفاخرة ومجالس العلم والأدب.

وكان الشعر في الكوفة أكثر منه في البصرة، ووقف المختار بن أبي عبيد الثقفي في أثناء حروبه بالعراق علي أشعار مدفونة في القصر الأبيض بالكوفة، مما

يدل علي عناية الكوفيين بالشعر، لكن أكثره مصنوع ومنسوب إلي من لم يقله (1).

ولم ينبغ شاعر أو خطيب في بلاد العرب كلها، إلا جاء البصرة والكوفة، فازدحمت الأقدام فيهما ونبغ الرواة والأدباء وغيرهم فيهما.

وبما أن لقول الشاعر من التأثير في نفوس عشيرته لأنه لسان حالها، ازداد الشعراء بذلك نفوذا وتقربا من الخلفاء والأمراء، وكان الخليفة يعد مدح الشاعر له دليلا علي رضا قبيلته عن أغراضه، لأنه لسان حالها، والقبيلة تعد إكرام الخليفة لشاعرها إكراما لها، وكان للشعراء رواتب في بيت المال مثل سائر المسلمين، فلم يكن الشعراء يرون بدا من استرضاء الخلفاء والأمراء خوفا من قطع أعطيتهم فضلا عما يرجونه من الجوائز إذا أحسنوا إرضاءهم.

وكان لبعض الملوك والأمراء شغف بالأدب منهم: معاوية وعبد الملك وهشام،

1 - المزهر للسيوطي: 2 / 206 - 208.

(٤٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (8)، مدينة البصرة (3)، السجود (1)، الجهل (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)

وكان لهم عناية بالأدباء وخصوصا عبد الملك، والأدب لا ينمو ويثمر إلا في ظل محبيه من الملوك والأمراء، فلا عجب إذا كان أكثر أحاديث الناس في مجتمعاتهم ومنتدياتهم في الشعر ومن هو أشعر الشعراء.

وفي الكوفة احتك العرب بغيرهم من الأمم المتمدنة، وفيها اشتغل المسلمون بجمع أخبار العرب وأشعارهم وأمثالهم، وفيها ولدت الآداب اللسانية، فتكاثرت فيها الأندية الأدبية، وذلك من جملة البواعث علي زهو الشعر في الكوفة، فلا غرو إذا نبغ فيها الشعراء والأدباء، ولعل شعراء السياسة أكثر من غيرهم من سائر الطبقات، إذ قلما نبغ شاعر لم يتعرض لأحد الأحزاب التي كانت شائعة يومئذ، لا سيما في الكوفة التي كانت معروفة بأنها علوية المبدأ علي الأكثر، فكان فيها من أنصار

العلويين أو الهاشميين، ومن أنصار الأمويين، وفيها من أنصار الخوارج، وآل الزبير وغيرهم.

هكذا كانوا الشعراء أيام الخلفاء والأمراء الأمويين، أما في العصر العباسي فكان الغرض الغالب من تقريب الشعراء رغبة الخلفاء والأمراء في الأدب، وكثيرا ما كانت تعقد مجالس الشعراء لغرض أدبي كوصف منظر أو سيف، كما فعل الهادي إذ استقدم الشعراء إليه واقترح عليهم أن يصفوا سيفا أهداه إليه المهدي وهو سيف معدي كرب، فوضع السيف بين يديه وقال للشعراء: صفوه.

فنال الجائزة ابن يامين البصري (1).

وإليك فيما يلي أسماء طائفة من الشعراء الذي نبغوا في الكوفة، معتمدين علي

١ - وما قاله ابن يامين:

حاز صمصامه الزبيدي من * بين جميع الأنام موسي الأمين سيف عمرو وكان فيما سمعنا * خير ما أغمدت عليه الجفون أخضر اللون بين حديه برد * من ذعاف تميس فيه المنون أوقدت فوقه الصواعق نارا * ثم شابت فيه الذعاف القيون فإذا ما سللته بهر الشمس * ضياء فلم تكد تستبين ما يبالي من انتضاه لضرب * أشمال سطت به أم يمين وكأن الفرند والجوهر الجاري * في صفحتيه ماء معين نعم مخراق ذي الحفيظة في * الهيجاء يعصي به ونعم القرين انظر: فتوح البلدان: ١ / ١٤٣، اعجاز القرآن للباقلاني: 242، مروج الذهب: 2 / 188.

(٤٩٥)

صفحهمفاتيح البحث: الدولة الأموية (2)، مدينة الكوفة (4)، الخوارج (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، القرآن الكريم (1)

الأكثر في نقل أسمائهم علي: المؤتلف والمختلف، لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي المتوفي سنة 370 (طبع القاهرة)، ومعجم الشعراء لأبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني المتوفي سنة 384، وكتاب الشعر والشعراء لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفي سنة

276، وفهرست ابن النديم، وبغية الوعاة لجلال الدين السيوطي.

1 - المنازل بن الأعرف، أخو فرعان، كان ينزل الكوفة، وهو القائل يتشكي ابنه، من أبيات:

تظلمني مالي خليج وعقني * علي حين كانت كالحني عظامي (1).

2 - مرداس بن خذام، أو حزام، كان ينزل الكوفة، وكان تزوج امرأة من أهل الري يقال لها: دختكا، كثيرة المال، وله فيها أشعار كثيرة (2).

3 - عجرد، أحد بني جندل بن نهشل بن دارم، كان ينزل الكوفة، وأنشد له:

فقلت له وأنكر بعض شأني * ألم تعرف رقاب بني تميم رقاب لم تقر بيوم خسف * أبيات علي الملك الغشوم (3).

4 - عمر بن يزيد بن هلال بن سعد بن عمرو بن سلامان النخعي، وهو القائل لإبراهيم بن الأشتر معاتبا له من أبيات:

أبلغ لديك أبا النعمان معتبة * فهل لديك لمن يرجوك معتتب.

5 - عمرو بن الحسن الأباضي، من الموالي، أحد شعراء الخوارج، وهو القائل يرثي الأباضية من قصيدة طويلة:

في فتية شرطوا نفوسهم * للمشرفية والقنا السمر (4).

6 - عمير بن ضابي بن الحرث البرجمي، هو وأبوه ممن سكن الكوفة، حبسه عثمان بن عفان لهجائه قوما من الأنصار، فمات في الحبس (5).

7 - عمارة بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس، وكان

1 - المؤتلف والمختلف: 65.

2 - المؤتلف والمختلف: 155.

3 - المؤتلف والمختلف: 234.

4 - معجم الشعراء: 229.

5 - معجم الشعراء: 244.

(٤٩٦)

صفحهمفاتيح البحث: الخليفة عثمان بن عفان (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، مدينة الكوفة (4)، عمرو بن أمية (1)، هلال بن سعد (1)، ابن النديم (1)، عمر بن يزيد (1)، الحسن بن بشر (1)، الخوارج (1)، الزوج، الزواج (1)، الوفاة (3)

ممن رثي عثمان بن عفان

(1).

8 - عقاب بن قيس الطائي، القائل لبني أسد، من أبيات:

تعالوا أقاضيكم أأعيار فقعس * إلي المجد أدني أم عشيرة حاتم (2).

9 - عتاب بن عبد الله بن عنبسة بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، كان في أيام المهدي العباسي (3).

10 - عيينة بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، شريف جليل، وأخوه (4).

11 - مالك بن أسماء بن خارجة، يكني أبا الحسن، وأمه أم ولد تسمي: صفية، وشعره كثير، وكان هو وأبوه من أشراف أهل الكوفة، وكان الحجاج متزوجا بهند بنت أسماء أخت مالك، وللحجاج معها أخبار، وكان غزلا ظريفا تقلد خوارزم (5).

12 - علي بن أديم البزاز، كان في صدر الدولة العباسية، وعشق جارية يقال لها:

منهلة، وله معها حديث (6).

13 - علي بن الخليل، مولي يزيد بن مزيد الشيباني، ويكني أبا الحسن، أحد شعراء الكوفة وظرفائهم، طلبه الرشيد العباسي مع الزنادقة فاشتهر اشتهارا طويلا ثم قصده بالرقة وهو شيخ كبير فأنشده قصيدة فآمنه ووهب له 5000 آلاف درهم (7).

14 - علي بن حمزة الكسائي، أبو الحسن، إمام أهل الكوفة في النحو، تقدم في فصل النحاة.

15 - فضالة بن شريك بن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر الموقد بن نمير بن أسامة بن والبة بن الحرث بن ثعلبة بن دودان بن أسد، وشعره حجة، وهو القائل لما

١ - معجم الشعراء: ٢٤٦.

٢ - نسبت إلي حريث بن عناب أو عتاب، يلقب بالغباب، انظر: تصحيفات المحدثين للعسكري: ٨٧٩، الصحاح: ٦ / 2443.

3 - معجم الشعراء: 266.

4 - معجم الشعراء: 267.

5 - الشعر والشعراء: 527.

6 - معجم الشعراء: 283.

7 - معجم الشعراء: 283.

(٤٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: الدولة العباسية (العباسيون) (1)، الخليفة

عثمان بن عفان (1)، مدينة الكوفة (3)، عنبسة بن سعيد (1)، بنو أسد (1)، الحج (1)، الشراكة، المشاركة (1)

مات يزيد بن معاوية من أبيات:

وإنك لو شهدت بكاء هند * ورملة إذ تصكان الخدودا رأمت بكل معولة ثكول * أباد الدهر واحدها الفقيدا (1).

16 - الفضل بن العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث، الخزاعي، له أشعار كثيرة، ولي بلخ وطخارستان وغزا كابل، وله فيها أثر حسن، ولدعبل الخزاعي في العباس أب الفضل مدح كثير (2).

17 - الفضل بن جعفر، أبو علي البصير ابن الفضل بن يونس، الكاتب، الأنباري أصلهم من الأنبار وانتقلوا إلي الكوفة فنزلوا في النخع، لقب بالبصير لذكائه وكان ضريرا، توفي في سامراء سنة 251 (3).

18 - فائد بن حبيب بن الكميت بن ثعلبة بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن جخوان ابن فقعس، الأسدي، إسلامي معروف (4).

19 - القعقاع بن شور، الربعي، الذهلي، الذي يقول فيه بعض الكوفيين:

وكنت جليس قعقاع بن شور * ولا يشقي بقعقاع جليس (5).

20 - القحيف العقيلي بن (خمير) بن سليم الندي بن عبد الله بن عوف بن حزن بن خفاجة، واسمه معاوية بن عمرو بن عقيل، شاعر مفلق لحق الدولة العباسية، وله قصيدة قالها في الفتنة عند قتل الوليد بن يزيد (6).

21 - القاسم بن أحمد، الكاتب، أبو الحسن، كتب إليه عبيد الله بن عبد الله بن طاهر يتشوقه، من أبيات:

محبك شاك ولو يستطيع * أتاك لإعظام حق الصديق (7).

1 - معجم الشعراء: 308.

2 - معجم الشعراء: 311.

3 - معجم الشعراء: 315.

4 - معجم الشعراء: 316.

5 - معجم الشعراء: 330.

6 - المؤتلف والمختلف: 129، وفي المطبوع: (حمير)، وما أثبتناه من المصدر.

7 - معجم الشعراء: 336.

(٤٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: الدولة

العباسية (العباسيون) (1)، مدينة سامراء المقدسة (1)، مدينة الكوفة (1)، عبيد الله بن عبد الله (1)، جعفر بن محمد بن الأشعث (1)، يزيد بن معاوية لعنهما الله (1)، الفضل بن العباس (1)، الفضل بن يونس (1)، الحزن (1)، البكاء (1)، الصدق (1)، القتل (1)، الموت (1)

22 - كندة بن هذيم الطائي القائل:

أيا راكبا أما عرضت فبلغن * بني قبطي كلهم وبني خضف فلا تقطعوا حبل المودة بيننا * وصدوا وأنتم إن صددتم علي النصف (1).

23 - مالك بن الشرعبي، السكوني، ذكره دعبل وقال: هو كثير الشعر (2).

24 - مالك بن أبي حبال، الأسدي من فرسان الكوفة، خرج علي الحجاج في بعض السواد فأسره الحجاج وقتله (3).

25 - المنذر بن الطفيل، الربعي، المرثدي القائل:

كفيت بني عجل وسعد بن مالك * من الدهر يوما كاسف الوجه أقتما (4).

26 - المنذر بن صخر، الأسدي القائل:

إذا المجلس العبدي يوما تقابلوا * رأي كلهم وجها لئيما يقابله وإن سيل أي الناس ألام والدا * أشار إلي العبدي من أنت سائله (5).

27 - المغيرة بن عبد الله بن الأسود بن وهب، من بني ناعج بن عمرو بن أسد، ويكني أبا المعرض، وهو أحد مجان الكوفة وشعرائهم، وهجا عبد الملك ورثي مصعب بن الزبير (6).

28 - منظور بن سحيم، الفقعسي، إسلامي، يقول في الحماسة من أبيات:

ولست بهاج في القري أهل منزل * علي زادهم أبكي وأبكي البواكيا (7).

29 - مسعود بن علية، إسلامي، قال دعبل: كان شاعرا محسنا (8).

1 - معجم الشعراء: 356.

2 - معجم الشعراء: 365.

3 - معجم الشعراء: 365.

4 - معجم الشعراء: 367.

5 - معجم الشعراء: 367.

6 - المؤتلف والمختلف: 71.

7 - المؤتلف والمختلف: 147.

8 - معجم الشعراء: 376.

(٤٩٩)

صفحهمفاتيح البحث:

مدينة الكوفة (2)، سعد بن مالك (1)، القتل (1)

30 - معاذ بن مسلم، الهراء، النحوي، واضع علم الصرف، كان من أصحاب الصادق (عليه السلام)، وكان صديق الكميت بن زيد الأسدي، تقدم في فصل النحاة (1).

31 - المفضل بن قدامة، القائل في بيعة الزبير علي رواية دعبل من أبيات:

دعا ابن مطيع للبياع فجئته * إلي بيعة قلبي لها غير عارف (2).

32 - المؤمل بن أميل، المحاربي، أحد بني جسر بن محارب، وكان يقال له: البارد، مدح المهدي العباسي في أيام أبيه، وله مع المنصور خبر مشهور، توفي نحو سنة 190 (3).

33 - المعذل بن غيلان بن الحكم بن أعين، العبدي، من عبد القيس من أنفسهم، وهو أبو أحمد الفقيه، وعبد الصمد الشاعر ابني المعذل، ويكني أبا عمرو، وله من الولد أحد عشر ابنا وكلهم أدباء شعراء، كان من أهل الكوفة وقدم البصرة مع عيسي بن جعفر بن المنصور وأقام بها هو وولده (4).

34 - معن بن زائدة بن عبد الله، الشيباني، أبو الوليد، من أشهر أجواد العرب وشجعانهم، أدرك العصر الأموي والعباسي، ولاه المنصور ولاية سجستان فأقام مدة وقتل فيها غيلة سنة 151 (5).

35 - معدان بن جواس، الكندي، السكوني، له حلف في ربيعة، مخضرم، نزل الكوفة وكان نصرانيا فأسلم في أيام عمر بن الخطاب، وقام الزبير بن العوام بأمره فمدحه (6).

36 - المتوكل الليثي، ابن عبد الله بن نهشل بن وهب بن عمرو بن لقيط بن يعمر بن عوف (بن كعب) بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، يكني أبا جهمة، وكان علي عهد معاوية بن أبي سفيان، وهو القائل:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم

1

- بغية الوعاة: 2 / 290 رقم 2006.

2 - معجم الشعراء: 383.

3 - معجم الشعراء: 384.

4 - معجم الشعراء: 388.

5 - معجم الشعراء: 400.

6 - المؤتلف والمختلف: 250.

(٥٠٠)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، معاوية بن أبي سفيان لعنهما الله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، مدينة الكوفة (2)، معاذ بن مسلم الهراء النحوي (1)، الكميت بن زيد الاسدي (1)، الزبير بن العوام (1)، مدينة البصرة (1)، الحكم بن أعين (1)، أبو الوليد (1)، العصر (بعد الظهر) (1)

قد يكثر النكث المقصر همه * ويقل مال المرء وهو كريم (1).

37 - محمد بن عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط، المعروف بذي الشامة، وبابن أبي قطيفة، ولاه عبد الملك الكوفة، تقدم في فصل الولاة (2).

38 - محمد بن عبيد الله، أبو بكر العرزمي، من اليمن من حضرموت، نزل الكوفة، أدرك أول الدولة العباسية، وجل شعره آداب وأمثال (3).

39 - محمد البجلي، مأموني، وكان هجاء للحسن بن رجاء بن أبي الضحاك (4).

40 - محمد بن جميل، الكاتب، التميمي، مولي بني تميم، من المادحين لأبي غانم الأمير حميد بن عبد الحميد الطوسي (5).

41 - محمد بن أبي الحارث، ذكر دعبل أن له أشعارا كثيرة حسانا ملاحا (6).

42 - محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه)، أبو طالب، الجعفري، شاعر مقل يسكن الكوفة، فلما جري بين الطالبيين والعباسيين بالكوفة ما جري وطلب الطالبيون قال أبو طالب:

بني عمنا لا تذمرونا سفاهة * فينهض في عصيانكم من تأخرا وإن ترفعوا عنا يد الظلم تجتنوا * لطاعتكم منا نصيبا موفرا وإن تركبونا بالمذلة

تبعثوا * ليوثا تري ورد المنية أغدرا (7).

43 - محمد بن نوفل، التيمي، العامري، من ولد الحارث بن تيم، له قصيدة طويلة يطعن فيها علي يحيي بن عمر العلوي عند ظهوره بالكوفة، أولها:

عجبت ليحيي الطالبي وحينه * وتغريره بالنفس عند فسا العمر (8).

44 - محمد بن الدقيقي، ويقال: أحمد، كنيته أبو جعفر، كان خبيث اللسان، وهو

1 - المؤتلف والمختلف: 272، وما بين القوسين أثبتناه من المصدر.

2 - معجم الشعراء: 416.

3 - معجم الشعراء: 417.

4 - معجم الشعراء: 421.

5 - معجم الشعراء: 421.

6 - معجم الشعراء: 434.

7 - معجم الشعراء: 435.

8 - معجم الشعراء: 441.

(٥٠١)

صفحهمفاتيح البحث: أبو طالب عليه السلام (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، الدولة العباسية (العباسيون) (1)، مدينة الكوفة (5)، محمد بن عبد الله بن الحسين (1)، محمد بن عبيد الله (1)، الوليد بن عقبة (1)، يحيي بن عمر (1)، محمد بن جميل (1)، محمد بن عمرو (1)، محمد بن نوفل (1)، عبد الحميد (1)، الظلم (1)، الكرم، الكرامة (1)

صاحب القصيدة التي سماها السنية، مزدوجة ذكر فيها جميع رؤساء الدولة في أيام المتوكل العباسي من أهل سر من رأي وبغداد ورماهم بالقبائح، وأبوه الدقيقي شاعر أيضا (1).

45 - المكاء بن هميم، الربعي، إسلامي، وهو القائل:

إني امرؤ من بني شيبان قد علمت * هذي القبائل أمي منهم وأبي إني إذا ما شربت الخمر ينكرني * قومي وتعرف مني آية الغضب (2).

46 - المستهل بن الكميت بن زيد، الشاعر الأسدي، وفد علي أبي العباس السفاح بالأنبار فأخذه الطائف بها فحبسه فكتب إلي أبي العباس:

إذا نحن خفنا في زمان عدوكم * وخفناكم إن البلاء لراكد.

فأمر بتخليته وأحسن جائزته، ووفد بعد

ذلك علي المنصور وله معه حديث (3).

47 - مطيع بن إياس، الكناني، من بني ليث بن بكر، يكني أبا سلم، وهو من ظرفاء أهل الكوفة ومجانهم، وكان حسن الوجه، وفي صحابة المنصور ثم انقطع إلي ابنه جعفر (4).

48 - مرزوق، مولي عمر بن سماك بن حصين الأسدي، كان أسود دميما قصيرا، أدرك الدولة العباسية، وله في المهدي قصيدة أولها:

دعاك الشوق والأدب * ومات بقلبك الطرب (5).

49 - الهذيل بن عبد الله بن سالم - وقيل: سليم - بن هلال بن الحراق بن زبينة بن عصم بن زبينة بن هلال، الأشجعي، أحد شعراء الكوفة ومجانها، هجا قضاة الكوفة عبد الملك بن عمير والشعبي وابن أبي ليلي، وهو القائل للشعبي أيام قضائه الأبيات التي أولها:

فتن الشعبي لما * رفع الطرف إليها (6).

1 - معجم الشعراء: 443.

2 - معجم الشعراء: 477.

3 - معجم الشعراء: 479.

4 - معجم الشعراء: 480.

5 - معجم الشعراء: 480.

6 - معجم الشعراء: 482.

(٥٠٢)

صفحهمفاتيح البحث: الدولة العباسية (العباسيون) (1)، مدينة الكوفة (3)، عبد الله بن سالم (1)، ابن أبي ليلي (1)، عبد الملك بن عمير (1)، الكميت بن زيد (1)، الغضب (1)، الهلال (2)

50 - أبو عمران الضرير، يحيي بن سعيد، مولي لآل طلحة بن عبيد الله التميمي، وهو القائل:

إذا أنا لم أثن بخير مجازيا * ولم أذمم الرجس البخيل المذمما ففيم عرفت الخير والشر باسمه * وشق لي الله المسامع والفما (1).

51 - يحيي بن زياد بن عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان، أبو الفضل ابن خال أبي العباس السفاح، كان أديبا ظريفا، ماجنا خليعا، وكان صديق مطيع بن إياس وحماد عجرد، وهو القائل:

ولما رأيت الشيب حل بياضه * بمفرق رأسي قلت

للشيب مرحبا (2).

52 - يحيي بن بلال، العبدي، أبو محمد، البحراني، كوفي، نزل همذان وهو محسن، وله في الرشيد مدائح حسنة، وهو القائل:

وللموت خير من حياة زهيدة * وللمنع خير من عطاء مكدر فعش مثريا أو مكديا من عطية * تمني وإلا فاسأل الله واصبر (3).

53 - يحيي بن أبي الخصيب، ماجن، كان في أيام المعتضد العباسي، وله قصيدة طويلة ذكر فيها خلوته بامرأة لقيها في الطريق بالكوفة، أولها:

أبا حسن إن لي قصة * ولولا أعاجيبها لم تطل (4).

54 - يوسف بن لقوة، الكاتب، كان الفضل بن سهل يفضله في الكتبة ويصفه، وله القصيدة الحرفية الطويلة التي يقول في آخرها:

إن صرف الزمان ضعضع ركني * ما أري لي من الزمان مجيرا ليس ذنبي إلي الزمان سوي أن * - ني أحببت شبرا وشبيرا وعليا أباهما أفضل الأم * - ة بعد النبي سبقا وخيرا فعلي حبهم أموت وأحيا * وعلي هديهم ألاقي النشورا (5).

55 - أبو السمال الأسدي، كوفي، محدث، رشيدي، لم يقع إلينا اسمه، وهو

1 - معجم الشعراء: 497.

2 - معجم الشعراء: 497.

3 - معجم الشعراء: 499.

4 - معجم الشعراء: 502.

5 - معجم الشعراء: 508.

(٥٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، يوم عرفة (1)، عبيد الله بن عبد الله (1)، طلحة بن عبيد الله (1)، يحيي بن سعيد (1)، الفضل بن سهل (1)

معروف بكنيته (1).

56 - أبو اللفائف، لم يقع لنا اسمه أيضا، وهو مشهور بكنيته.

57 - محمد بن الأشعث بن فجوة، القرشي، ثم الزهري، كان كاتبا ومن فتيان أهل الكوفة وظرفائهم، وكان حسن الوجه، يقول الشعر ويتغني به، وكان يألف الزرقاء جارية ابن رامين، وقال فيها شعرا، وكان ابن رامين مولي الزرقاء أجل مقيم بالكوفة

وأكبرهم.

58 - أبو جلدة (2)، اليشكري بن عبد الله بن منقذ بن حجر، من بني يشكر بن بكر بن وائل، ومن شعراء الدولة الأموية، وكان ممن خرج مع ابن الأشعث فقتله الحجاج، وله ديوان شعر (3).

59 - قيس بن عمرو بن مالك من بني حارث بن كلب، وهو المعروف بالنجاشي، كان فاسقا رقيق الإسلام، ضربه الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) سبعة وثمانين سوطا لشربه الخمر في شهر رمضان، هو وأبو سماك العدوي، وهو الذي هجا أهل الكوفة بقوله من أبيات:

إذا سقي الله أرضا صوب غادية * فلا سقي الله أهل الكوفة المطرا (4).

60 - علي بن محمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الحماني (5)، المعروف بالأفوه.

كان يقول: أنا شاعر وأبي شاعر وجدي شاعر إلي أبي طالب.

وسأل المتوكل العباسي الإمام علي الهادي (عليه السلام) فقال له: من أشعر الناس؟

فقال: «الحماني».

وقال الناصر: لو جاز قراءة شعر في الصلاة لكان شعر الحماني، توفي سنة

١ - المؤتلف والمختلف: ٢٠٢، وقال الآمدي: واسمه سمعان بن هبيرة بن مساحق.

٢ - في المطبوع: (كلدة)، وما أثبتناه من المصدر.

٣ - الشعر والشعراء: ٧١١.

٤ - الشعر والشعراء: ١١٥.

٥ - سمي بذلك نسبة إلي محلة بالكوفة، وحمان قبيلة من تميم، وهم بنو حمان بن عبد العزيز بن كعب، واسم حمان عبد العزي، وكل من نزل هذه المحلة نسب إليها وإن لم يكن منها. معجم البلدان: ٥ / 300، معجم الأدباء: 5 / 285.

(٥٠٤)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام (1)، أبو طالب عليه السلام (1)، الدولة الأموية (1)، مدينة

الكوفة (5)، شهر رمضان المبارك (1)، محمد بن زيد بن علي (1)، علي بن محمد بن جعفر (1)، محمد بن الأشعث (1)، الضرب (1)، الشكر (1)، الصّلاة (1)، كتاب معجم البلدان (1)

260 (1).

61 - عبد الله بن محمد بن حرب بن خطاب، الخطابي، أبو محمد النحوي، تقدم في فصل النحاة (2).

62 - أعشي ربيعة، عبد الله بن خارجة، من شيبان (ربيعة)، كان مرواني المذهب يتعصب لبني أمية تعصبا شديدا، توفي سنة 85 (3).

63 - عبد الله بن الزبير، الأسدي، وهو غير عبد الله بن الزبير القائم بالدعوة في الحجاز، وهو شاعر هجاء يرهب شره، وكان يتعصب لبني أمية، وأخيرا كان مع مصعب بن الزبير لما غلب علي الكوفة، ولما قتل سنة 71 عمي عبد الله ومات في خلافة عبد الملك (4).

64 - حمزة بن بيض، هو حنفي، من بكر وائل (ربيعة) من أهل الكوفة، خليع ماجن، وكان منقطعا لآل المهلب وولده، توفي سنة 120 (5).

65 - الطرماح بن حكيم بن الحكم، هو من طي من فحول الشعراء الإسلاميين وفصحائهم، وكان هجاء، نشأ بالشام وانتقل إلي الكوفة، واعتقد مذهب الشراة والأزارقة، وكان صديقا للكميت بن زيد، وله ديوان شعر، توفي سنة 100 (6).

66 - أبو العتاهية، هو مولي، واسمه إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان، ولد بعين التمر سنة 130، ونشأ في الكوفة، وكان يصطنع الجرار ويحملها في قفص علي ظهره ويدور في الكوفة ويبيع منه، له ديوان شعر مطبوع في بيروت، توفي سنة 211 (7).

67 - دعبل الخزاعي بن علي بن رزين، هو عربي من اليمن، شديد التعصب للقحطانية علي النزارية، أصله من الكوفة وجاء بغداد بطلب من الرشيد العباسي،

١ - سر السلسلة العلوية:

٦٨، معجم الشعراء: 286.

2 - بغية الوعاة: 2 / 54 رقم 1318.

3 - المؤتلف والمختلف للآمدي: 11.

4 - حلية الأولياء: 1 / 329، تاريخ دمشق: 28 / 259.

5 - المؤتلف والمختلف: 140.

6 - المؤتلف والمختلف: 219.

7 - الشعر والشعراء: 534.

(٥٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (6)، مدينة بيروت (1)، عبد الله بن الزبير الأسدي (1)، عبد الله بن الزبير (1)، الشاعر دعبل الخزاعي (1)، القاسم بن سويد (1)، عبد الله بن محمد (1)، بنو أمية (2)، مدينة بغداد (1)، الشام (1)، القتل (1)، الحرب (1)، الغلّ (1)، التمر (1)، كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (1)، دمشق (1)

وأكثر مدائحه في أهل البيت (عليهم السلام)، لأنه كان شديد التعصب لعلي وأهله (عليهم السلام)، توفي سنة 246 (1).

68 - أبو دلامة الأسدي، زند بن الجون، سمي أبا دلامة نسبة إلي ابنه دلامة، وهو كوفي المنشأ، أسود اللون، مولي لبني أسد، توفي سنة 161 (2).

69 - حماد، عجرد بن عمر بن يونس، هو مولي أيضا، نشأ في الكوفة وعاصر الدولتين، وكان ماجنا ظريفا خليعا، توفي بشيراز سنة 161 ودفن بها (3).

70 - مطيع بن إياس، هو عربي الأصل، يرجع نسبه إلي كنانة، وقد عاصر الدولتين الأموية والعباسية، كان ماجنا خليعا ظريفا مليح النادرة، ولد ونشأ بالكوفة وانقطع للمنصور، ولاه المهدي العباسي الصدقات بالبصرة فتوفي فيها سنة 166 (4).

71 - حماد الراوية، هو حماد بن ميسرة، أصله ديلمي من موالي بني بكر بن وائل، نشأ بالكوفة، وكان من أعلم الناس بأيام العرب وأشعارها وأخبارها، لكنه اختص بجمع الشعر، توفي سنة 156 (5).

72 - سليمان بن صرد، الخزاعي، كان من الصحابة المهاجرين والنازلين بالكوفة، شهد مع علي (عليه السلام) الجمل وصفين، قتل مع

التوابين سنة 65، تقدم في حادثة التوابين (6).

73 - القاضي عبد الله بن شبرمة الضبي، عده ابن شهرآشوب في شعراء أهل البيت المتقين من أصحاب زين العابدين (عليه السلام) (7)، توفي سنة 144، تقدم في فصل القضاة.

74 - محمد بن غالب بن الهذيل، المكني بأبي الهذيل، عده الشيخ الطوسي (رحمه الله)

١ - الشعر والشعراء: ٥٧٦.

٢ - الشعر والشعراء: ٥٢٣، المؤتلف والمختلف: ١٩٢.

٣ - الشعر والشعراء: ٥٢٥.

٤ - معجم الشعراء: ٤٨٠.

٥ - أمالي المرتضي: ١ / ٩٠، الأغاني: ٦ / ٧٠، وفيات الأعيان: ١ / ١٦٤.

٦ - تهذيب الكمال: ١١ / ٤٥٤ رقم ٢٥٣١، سير أعلام النبلاء: ٣ / ٣٩٤ رقم ٦١.

٧ - معالم العلماء: ١٨٦.

(٥٠٦)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الدولة الأموية (1)، سليمان بن صرد الخزاعي (1)، مدينة الكوفة (4)، عبد الله بن شبرمة (1)، غالب بن الهذيل (1)، ابن شهرآشوب (1)، الشيخ الطوسي (1)، بنو أسد (1)، الشهادة (1)، القتل (1)، كتاب أمالي الصدوق (1)، كتاب معالم العلماء (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)

في رجاله من أصحاب الصادق (عليه السلام) وصرح بكونه شاعرا (1)، وذكره ابن شهرآشوب في شعراء أهل البيت (عليهم السلام) (2)، توفي في المائة الثانية (3).

75 - شريك بن عبد الله، القاضي، النخعي، عده المرزباني من شعراء الشيعة، وذكر له خبرا مع المهدي العباسي يدل علي تشيعه، توفي بالكوفة سنة 177، تقدم في فصل القضاة (4).

76 - علي بن حمزة، الكسائي، النحوي، قال ابن النديم في الفهرست: شاعر مقل (5)، توفي سنة 179، تقدم في فصل

النحاة واللغويين (6).

77 - يوسف بن الحسين، الحلبي، المكني بأبي المحاسن، المعروف بالشوا، له ديوان شعر في أربع مجلدات، توفي سنة 635 (7).

78 - الكميت بن زيد بن خنيس بن مجالد بن وهيب بن عمرو بن سبيع بن مالك ابن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر، ويكني أبا المستهل، شاعر مقدم، عالم بلغات العرب، خبير بآياتها، من شعراء مضر وألسنتها المتعصبين علي القحطانية القارعين لشعرائهم، العلماء بالمثالب والأيام المفاخرين بها، ومذهبه في التشيع ومدح أهل البيت (عليهم السلام) في أيام بني أمية مشهور، وقصائده فيهم تسمي: الهاشميات، وهي من جيد شعره، وكانت أول منظوماته، طبعت بمصر وفي ليدن ولها شرح مخطوط في المكتبة الخديوية.

قيل: جاء الفرزدق وعرض عليه شعره فسمع له وهو يستخف به حتي بلغ إلي قوله:

بني هاشم رهط النبي فإنني * بهم ولهم أرضي مرارا وأغضب خفضت لهم مني جناحي مودة * إلي كنف عطفاه أهل ومرحب

١ - رجال الشيخ الطوسي: ٢٩٢ رقم ٢٧٥.

٢ - معالم العلماء: ١٨٥.

٣ - تهذيب الكمال: ٢٣ / ٩٣ رقم ٤٦٨٢، تهذيب التهذيب: ٨ / ٢١٨ رقم ٤٤٩.

٤ - الطبقات الكبري: ٦ / ٣٧٩.

٥ - الفهرست لابن النديم: ١٨٧.

٦ - بغية الوعاة: ٢ / ١٦٢ رقم ١٧٠١.

٧ - سير أعلام النبلاء: ٢٣ / 28 رقم 21، وفيات الأعيان: 7 / 231.

(٥٠٧)

صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (1)، مدينة الكوفة (1)، الشاعر الفرزدق (1)، شريك بن عبد الله (1)، الكميت بن زيد (1)، بنو أمية (1)، بنو هاشم (1)، ابن شهرآشوب (1)، ابن النديم (2)، كتاب معالم العلماء (1)،

كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، الشيخ الطوسي (1)

وكنت لهم من هؤلاء وهؤلاء * محبا علي أني أحب وأغضب وأرمي وأرمي بالعداوة أهلها * وإني لأوذي فيهم وأؤنب.

فقال له الفرزدق: يا بن أخي أذع ثم أذع فأنت والله أشعر من مضي وأشعر من بقي.

توفي سنة 126 وله ستون سنة، وكان يبلغ شعره لما مات 5289 بيتا (1).

79 - أبو الطيب المتنبي، أحمد بن الحسين بن عبد الصمد، الجعفي، الكندي، وبنو جعفي بطن من سعد العشيرة من القحطانية، فهو عريق بالعروبة، ولد بالكوفة سنة 303 في محلة تسمي: كندة، فنسب إليها، وليس هو من كندة القبيلة المعروفة، وكان أبوه من العامة يسقي الناس ويسمونه: عبدان السقاء، لكن أبا الطيب نشأ علي طلب العلم والأدب، وكان قوي الحافظة، مطبوعا علي الشعر، فلما ترعرع حمله أبوه إلي الشام ينتقل به من باديتها إلي حاضرتها، وأخذ العلم من أصحابه، فمهر أولا باللغة فحفظ غريبها وحوشيها وأشعار الجاهلية وغيرهم، واشتهر بالفصاحة والبلاغة، ونال من الشهرة الأدبية ما لم ينله سواه، فراجت سوق شعره بما أصابه من رغبة الملوك والأمراء فيه، فنظم القصائد في أغراض مختلفة، وفاق معاصريه علي الإطلاق، فتسابق الملوك إلي استدعائه بالجوائز ففعل، وبدأ بسيف الدولة ابن حمدان، فقدم عليه سنة 337 ومجلسه حافل بفحول الشعراء، فأحرز المتنبي قصب السبق بقصائد سار بذكرها الركبان.

ثم فارق سيف الدولة وخرج إلي مصر مغضبا، لقضية صدرت، فاتصل بكافور الأخشيدي سنة 346 لما يعلم من عداوته لبني حمدان وامتدحه، ثم خرج من مصر مغضبا سنة 350 فأتي بغداد، ثم ذهب إلي بلاد فارس وامتدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي فأجزل عطاءه، ثم رجع من فارس سنة 354

قاصدا بغداد معه ابنه محسد وغلامه مفلح، حتي إذا كان بالقرب من النعمانية في موضع يقال له: الصافية في الجانب الغربي من سواد بغداد عند دير العاقول بينهما مسافة ميلين، عرض له فاتك ابن أبي الجهل الأسدي في عدة من أصحابه فاقتتلا، فأحس المتنبي بالضعف فعمد إلي الفرار، فقال له غلامه مفلح: لا يتحدث الناس عنك بالفرار وأنت القائل:

فالخيل والليل والبيداء تعرفني * والسيف والرمح والقرطاس والقلم.

1 - الشعر والشعراء: 385، الأغاني: 15 / 115.

(٥٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، الشاعر الفرزدق (1)، الحسين بن عبد الصمد (1)، مدينة بغداد (3)، الشام (1)، الموت (1)، الجهل (2)

فكر راجعا حتي قتل سنة 354 (1).

أما شعره: ففي الدرجة الأولي من المتانة والبلاغة، وهو مشهور بفخامة المعاني ومتانة المباني، ولم يدع بابا من أبواب الشعر إلا طرقه وأجاد فيه، وخصوصا الحكم والحماسة والمديح والفخر والعتاب (2)، وحوي شعره من الفلسفة والحكمة ما جري علي ألسنة الناس مجري الأمثال (3)، واقتبس كثيرون من المنشئين معانيه، وحلوا شعره إلي نثر أدخلوه في نثرهم، كما فعل الصاحب بن عباد (4)، أو نظموه لأنفسهم كما فعل أبو بكر الخوارزمي وغيره.

مضي علي شعره نحو ألف سنة ولا يزال موضع مناقشات أهل الأدب، وكثيرا ما اشتغلوا في تفسير أشعاره وحل مشكلها وعويصها، وألفت الكتب في ذكر جيده ورديئه، وتكلم الأفاضل في الوساطة بينه وبين خصومه (5)، والإفصاح عن أبكار كلامه، وتفرقوا فرقا في مدحه والقدح فيه والتعصب له وعليه (6)، وذلك دليل علي وفور فضله وتقدمه علي أقرانه، والكامل من عدت سقطاته والسعيد من حسبت هفواته.

وممن درس شعر المتنبي وبين حسنه وقبيحه (7) ونقده أبو منصور الثعالبي في الجزء الأول من يتيمة الدهر، فإنه بين

حسناته وسيئاته مفصلا مع سائر أخباره في نحو مائة صفحة (8)، ولم يبق شاعر أو أديب جاء بعد المتنبي إلا انتقده.

وقد جمع ديوانه ورتب علي الحروف، وشرحه كثيرون، وطبع في الهند ومصر والشام وغيرها، ومن شروحه المطبوعة: شرح الواحدي علي بن أحمد المتوفي

١ - سير أعلام النبلاء: ١٦ / ١٩٩ رقم ١٣٩، وفيات الأعيان: ١ / ١٠٣، يتيمة الدهر: ٣ / ١٠٩.

٢ - كتب الصاحب بن عباد في ذلك: نخبة من أمثال المتنبي وحكمه.

٣ - كتب في ذلك محمد مهدي علام كتابه: فلسفة المتنبي من شعره.

٤ - انظر: يتيمة الدهر: ١ / ٨٧.

٥ - كتب الجرجاني: الوساطة بين المتنبي وخصومه.

٦ - كتب المتيم الأفريقي: الانتصار المنبي عن فضل المتنبي، وكتب الحاتمي: الرسالة الموضحة في سرقات أبي الطيب وساقط شعره.

7 - كتب الصاحب بن عباد: الكشف عن مساوئ شعر المتنبي.

8 - وله كتاب في ذلك اسمه: أبو الطيب المتنبي وماله وما عليه.

(٥٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب يتيمة الدهر للثعالبي (3)، علي بن أحمد (1)، الخوارزمي (1)، الشام (1)، الهند (1)، القتل (1)، الوفاة (1)

سنة 468 طبع في بمباي سنة 1271، وشرح أبي البقاء العكبري المتوفي سنة 616 المعروف بالتبيان طبع بولاق سنة 1860 وطبع بمصر سنة 1287، وأحدث شروحه العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب للشيخ ناصيف اليازجي المتوفي سنة 1287 طبع في بيروت غير مرة، وشرح عبد الرحمن البرقوقي في جزءين طبع بمصر سنة 1348.

هذه خلاصة تاريخ الكوفة، وأهم أخبارها في العصور السالفة، وقد كانت عامرة حتي القرن الثامن الهجري علي ما نحسب، ثم توالي عليها التدهور والخراب وهجرها أهلها فعادت مقفرة العرصات حتي سنة 1290، فنزلها بعض النازلين وبنوا فيها بيوتا من القصب علي ضفة

الفرات اليمني بالقرب من مقام النبي يونس (عليه السلام) فكثر سكانها فأحدثوا بساتين علي جانبي الفرات وبنوا فيها حماما وبركة للماء، فأخذت البلدة بالعمران شيئا فشيئا، وفي سنة 1310 تصدي العلامة الكبير ميرزا أبو القاسم الكلباسي أحد أعلام النجف الأشرف لعمارة بعض الحجر في الجامع الكبير، ثم إنه لما جف بحر النجف وشح الماء فيها سنة 1305، تقدم عمران بلدة الكوفة فأخذوا يحدثون فيها الدور والأسواق والحمامات، وفي سنة 1317 يوم الأحد الموافق للخامس والعشرين من شهر ذي الحجة نصبوا الجسر علي نهر الفرات ثم تخرب الحمام العتيق، فتصدي السيد عبد الرحمن الخلخالي لبناء حمام جديد، فبني في موضعه اليوم وقد تم بناؤه أول يوم من شهر رمضان سنة 1318، ثم مدت أسلاك البرق إليها من الحلة سنة 1323، وفي سنة 1325 تصدي السيد علي كمونة سادن الحرم العلوي، فبني محلا واسعا بجنب الجامع مع الجهة الغربية في موضعه اليوم، وبني فيه حجرا، وبني سوقا لراحة الزائرين، وقد تم بناؤه سنة 1327، ثم مدت السكة الحديدية (ترامواي) من الكوفة إلي النجف، وتم عملها في أول شهر رمضان سنة 1327، وقد أنشأتها شركة أهلية.

والكوفة اليوم ناحية لقضاء النجف تبعد عنها سبعة أميال، وهي قصبة جميلة حسنة الهواء، كثيرة البيوت، منظمة الجادات، تحيط بها الحدائق وتكتنفها البساتين الجميلة، وفيها من النفوس حسب الإحصاءات الأخيرة 150000 نسمة.

ويكون الجامع الكبير علي بعد نصف ميل منها.

(٥١٠)

صفحهمفاتيح البحث: شهر ذي الحجة (1)، كتاب الجامع الكبير للطبراني (1)، مدينة الكوفة (4)، مدينة النجف الأشرف (4)، شهر رمضان المبارك (2)، نهر الفرات (3)، مدينة بيروت (1)، الوفاة (2)، الإستحمام، الحمام (1)

إلي هنا نختم الكلام، ونرجو أن نكون قد وصلنا إلي ما قصدناه من

جمع أهم ما يتعلق بتاريخ الكوفة في هذا الموجز، وإن كان نزرا، وأن نكون قد مهدنا الطريق لمن أراد السلوك في هذا السبيل ويكتب في هذا الموضوع، فلقد طرحنا بين يديه مواد غزيرة، وجمعنا له مواضيع نحسبها ليست قليلة، اعتمدنا فيها علي أهم المصادر الوثيقة، فإن أتينا بما رجونا وأصبنا الهدف فهو أقصي ما نتمني ونرجو، وإن لم نوفق لذلك فما هو عن تقصير في البحث وتساهل في التتبع، فلقد بذلنا من الجهد ما وسعته الطاقة، وما كل ما يتمني المرء يدركه.

وبالختام نصلي علي النبي وآله الهداة الكرام (عليهم السلام).

(٥١١)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، الكرم، الكرامة (1)، الهدف (1)

الفهارس العامة

الفهارس العامة 1 - فهرس الآيات 2 - فهرس الأحاديث 3 - فهرس الأشعار 4 - فهرس الأعلام 5 - فهرس الفرق والجماعات 6 - فهرس البقع والأماكن 7 - فهرس الأنهار 8 - فهرس مصادر التحقيق 9 - فهرس المحتويات

صفحه(٥١٣)

فهرس الآيات

فهرس الآيات اغفر لي ولوالدي ولمن … 57 إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا … 435 إنما أنت منذر ولكل قوم هاد … 110 حتي إذا جاء أمرنا وفار … 36، 146 رب لا تذر علي الأرض من … 35 صم بكم عمي فهم لا يعقلون … 468 فإن تنازعتم في شيء فردوه … 251 فأينما تولوا فثم وجه الله … 375 ففتحنا أبواب السماء بماء … 105 فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا … 365 في بيوت أذن الله أن ترفع … 39 لقد جئتم شيئا إدا … 294 لولا نزل هذا القرآن … 345 موعدكم يوم الزينة وأن يحشر … 422 نريد أن نمن علي … 295 نقضت غزلها من بعد قوة … 294 وآويناهما إلي ربوة ذات … 65 والباقيات الصالحات خير عند … 220 والتين والزيتون وطور سينين … 65، 66 والسابقون السابقون أولئك … 241 وجهت وجهي للذي فطر … 375 ولا تأكلوا أموالكم بينكم … 252 ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل … 468 ولعذاب الآخرة أخزي … 294 ولقد أرسلنا رسلا من قبلك … 26 وما انزل علي الملكين ببابل … 179 ومن لم يحكم بما أنزل الله … 252

(٥١٤)

صفحهمفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)، بابل (1)، القتل (1)

فهرس الأحاديث

فهرس الأحاديث ائته فإنه لم يأته مكروب … 84 ائته فلو يعلم الناس ما فيه … 21 اتانا خبر فظيع قتل مسلم بن … 323 أتزور قبر الحسين في … 50 أتصلي في مسجد الكوفة … 50 أخبرني رسول الله أن اسمك … 337 إذا بلغ السفياني أن القائم … 118 إذا خرج القائم لم يكن … 114 إذا دخل المهدي

الكوفة قال … 115 إذا دخلت الكوفة فأت … 81 إذا دخلت فهو من عضادته … 38 إذا عمت البلايا فالأمن في … 68 إذا فقد الأمن من البلاد … 68 إذا قام القائم سار إلي … 116 إذا وضعتموني علي ظهر البعير … 147 إذا هدم حائط مسجد الكوفة … 112 اذهب أنت بهذه إلي منزلها … 86 أربعة من قصور الجنة في … 67 ارض كرب وبلاء … 196 أظلك الله يوم لا ظل إلا ظله … 228 اعتزل عملنا لا أم لك وتنح … 309 أفيكم أحد عنده علم عن … 82 إقامة الحدود علي القريب … 253 اكفف عنا فإن للإصلاح أهلا … 308 الا أبشرك يا ميثم … 335 الأشعريون مني وأنا منهم … 228 الخير كله في ذلك … 113 الدرهم فيها بألف درهم … 28 الذي لا يعرف الناس ما في … 112 الربوة الكوفة والقرار … 65 الصلاة في مسجد الكوفة … 27، 54، 55 الصلاة في مسجد الكوفة الفريضة … 27 الصلاة في مسجد الكوفة فرادي … 27 القضاة أربعة ثلاثة في النار … 252 الكوفة جمجمة العرب ورمح … 29 الكوفة روضة من رياض الجنة … 24، 104 الكوفة كنز الإيمان وجمجمة … 151، 208 الكوفة يا أبا بكر هي … 63 اللهم ارم من رماها وعاد … 71، 72 اللهم اغفر للأشعريين … 228 اللهم أبدلني بهم من هو … 311 اللهم يا ذا المنن السابغة … 79 الميزان ميزان أهل مكة … 284 النافلة في هذا المسجد … 27، 54

(٥١٥)

صفحهمفاتيح البحث: مسجد، جامع الكوفة (5)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (7)، القبر

(1)، القتل (1)، السجود (1)

النفس بالنفس فإن أنا مت … 313 الهي إن كنت قد عصيتك فقد … 25 إلي الكوفة وحواليها وإلي … 69 إلي الكوفة ونواحيها أو … 69 اما إنه لو صلي فيه ركعتين … 120 اما إنه ليس بلد من البلدان … 30، 70 اما إنه منزل صاحبنا إذا … 83 أما أول ذلك فالطوفان في … 33، 35 أما بعد فإن هانيا وسعيدا … 324 اما لو كنت حاضرا بحضرته … 22 اما والله لو استعاذ بالله … 83 اما والله لو أعاذ الله به … 82 انا أعيد عليك الحديث لتحفظه … 321 ان الطوفان ضربه ثم غيره … 105 ان القائم إذا قام بمكة … 116 ان القائم ليملك ثلاثمائة وتسع … 117 ان الكوفة جمجمة العرب … 63 ان الله احتج بالكوفة علي سائر … 68 ان الله اختار من البلدان … 65، 66 ان الله اختار من جميع البلاد … 69 ان الله عرض ولايتنا علي أهل … 67 ان الله يدفع البلاء بك عن أهل … 228 ان أجاب القوم إلي شهادة … 265 ان بالكوفة مساجد مباركة … 76 انزل فإن هذا الموضع كان … 34، 105 انطلق فبع راحلتك وكل … 21 انظر إلي أهل المعك والمطل … 252 ان قائمنا إذا قام يبني … 115 إنك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن … 337 انك لمحروم من الخير … 50 ان لله حرما وهو مكة وإن … 69 إنما دعا إلي الرضا من آل … 380 ان مسجد الكوفة رابع … 33 ان مسجد الكوفة يشفع لمن … 55 ان نوحا لما فرغ من

السفينة … 105 ان ولايتنا عرضت علي السماوات … 67 إنها ستكون فتنة القاعد … 306 انه جاءت امرأة نوح وهو يعمل … 105 أنه قال لي إنك في مدرة … 75 انه يحشر من ظهرها يوم القيامة … 72 اني رأيته عشرين مرة عمرانا … 104 اني لمن الخضر مفتقر إلي … 80 اني يكون ذلك يا جابر ولما … 111 أول بقعة عبد الله عليها … 64 أول ما يبدأ القائم بأنطاكية … 117 أهل خراسان أعلامنا وأهل قم … 70 إياكم أن يحاكم بعضكم بعضا … 251 أيكم له علم بعمي زيد بن … 81 أيها الناس إني غاد فمن … 309 أيها الناس أجيبوا دعوة أميركم … 308 بالكوفة مساجد ملعونة ومساجد … 76 بالكوفة مسجد يقال له مسجد … 83 بخ بخ لخمس ما أثقلهن … 446 بع راحلتك وكل زادك وعليك … 33 بين يدي القائم موت أحمر … 113 تتم الصلاة في المسجد … 45 تتم الصلاة في أربعة مواطن … 45، 46 تربة تحبنا ونحبها … 71، 72 تصلي في المسجد الذي … 84 تنزل الرايات السود التي … 111، 112 ثلاث إن حفظتهن وعملت بهن … 253 جددت أربعة مساجد بالكوفة … 77 حبذا الكوفة أرض سهلة معروفة … 151 حد مسجد السهلة الروحاء … 83

(٥١٦)

صفحهمفاتيح البحث: مسجد، جامع الكوفة (2)، مدينة مكة المكرمة (2)، يوم القيامة (1)، مدينة الكوفة (9)، خراسان (1)، الضرب (1)، السجود (8)، الركوع، الركعة (1)، الشهادة (1)، الصّلاة (2)، السفينة (1)

حد مسجد الكوفة آخر … 33 خرجت البارحة وأبي يصلي … 310 خير الناس بعدنا من ذاكر … 380 ذاك في

السماء إليه أسري … 24 ذاك من المسجد … 34 ذروهن فإنهن نوائح … 310 زرت أبي وصليت في هذا … 49 سبحان الله أفلا كنتم أوقرتموه … 396 سلوني قبل أن تفقدوني لأني … 110 صلاة الفريضة فيه تعدل حجة … 53 صلاة في الكوفة تعدل ألف صلاة … 27 صلاة في مسجد الكوفة بألف … 53 عام أو سنة الفتح ينشق … 111 عرج بي إلي السماء فأهبطت … 52 علي بالنيران أضرموا فيها … 192 عليك بالعراق الكوفة فإن … 24 فان مسجد الكوفة بيت نوح … 57 فأته ولا تدعه ما أمكنك … 21 فبع راحلتك وكل زادك وصل … 23 فبينا هم كذلك يخرج عليهم … 111 فهل صلي في مسجد سهيل … 120 في الدورين … 36 في زواياه وأن فيه لصخرة … 83 قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي … 291 قبة الإسلام الكوفة والهجرة … 152 قدام القائم موت أحمر … 113 قد نقص من أساس المسجد … 34 قل له لا خوف عليك في هذه … 123 كان بيت إبراهيم الذي … 81 كأني أنظر إلي القائم … 117، 118 كأني بك يا كوفة تمدين مد … 71 كل زادك وبع راحلتك وعليك … 209 كم بين الموضع الذي واروه … 396 كم بينك وبين مسجد الكوفة … 21 كم بين منزلك وبين مسجد … 22 لا اعتكاف إلا في مسجد … 47 لا تدع يا أبا عبيدة الصلاة … 50 لا تشد الرحال إلا إلي … 49 لا تصلوا خلف الناصب … 459 لا تفعل فإن أهل مكة يكفرون … 24 لا حاجة لنا فيك ولا

في … 457 لا يخرج القائم حتي يخرج … 112 لا يشد الرحال إلا إلي … 52 لا يعظم هذا عليك فإنه ليس … 286 لا يكون هذا الأمر الذي … 113 لبثوا فيها سبعة أيام … 36 لتتصلن هذه بهذه حتي يباع … 115 لسان القاضي بين جمرتين … 251 لكأني بمسجد كوفان يأتي … 55 لما أسري بي مررت بموضع … 52 لو أن عمي زيدا أتاه حين … 82 لو خرج قائم آل محمد لنصره … 113 لو يعلم الناس ما في مسجد … 53 لو يعلم الناس ما يصنع … 114 ليس بين قيام القائم وقتل … 112 ليس ذلك كما ظننتم وإنما … 58 ما أراد بك جبار سوء إلا … 74 ما بقي ملك مقرب ولا نبي … 22 ما تستعجلون بخروج القائم … 114 ما دعا فيه مكروب بمسألة … 24 ما من البلدان أكثر محبا لنا … 26 ما من مكروب يأتي مسجد … 83 ما من ملك مقرب ولا نبي … 23 ما يمنع أشقاها أن يخضبها … 310

(٥١٧)

صفحهمفاتيح البحث: مسجد، جامع الكوفة (4)، دولة العراق (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (4)، السجود (8)، الحج (1)، المنع (1)، القتل (1)، الخوف (1)، الصّلاة (2)

مرحبا بإخواننا من أهل قم … 69 مسجد كوفان روضة من رياض … 29 مطل المسلم الموسر ظلم للمسلم … 253 مكة حرم الله والمدينة … 28 مكة حرم الله وحرم رسوله … 28، 53 من الأمر المذخور إتمام … 46 من خرج من مكة أو المدينة … 64 من صلي في مسجد السهلة … 83 من كانت له إلي الله

حاجة … 56 من كان له دار بالكوفة … 115 من مخزون علم الله الاتمام … 44 ناشدتكم من ترياني … 80 نعم الحمد لله الذي جعل أجلة … 70 نعم المسجد مسجد الكوفة … 27، 34 نعم إنه لما جازوا بسرير … 88 نعمت المدرة … 72 نعم فيه بيت إبراهيم الذي … 120 نعم لما جازوا بسرير أمير … 88 نعم وهو مصلي الأنبياء … 36 نعم هو منزل إدريس وما … 82 نعم يا مفضل وكان منزل نوح … 35 نعوذ بالله من العقر فما اسم … 196 نفقة درهم بالكوفة تحسب … 28، 55 وأسعد الناس به أهل الكوفة … 117 والله لا يحفظ الله حرمته بعد … 405 وانما سمي المهدي لأنه … 117 وأحدثك يا جويرية بأمرك أما … 321 ورجفة تكون بالشام يهلك … 112 وكان نوح رجلا نجارا فأرسله … 35 ولا تدرك أهل زمانه يقوم … 116 ويحك يا كوفة وأختك البصرة … 151 هات ما معك … 123 هذا أخي الخضر ألم تروا … 75 هذا موضع رأس جدي الحسين … 89 هذا وائل سيد الأقيال … 436 هذه مدينتنا ومحلنا ومقر … 71، 72 هكذا من بعده إلي انقضاء … 119 هو من البقاع التي أحب الله … 119 يا أبا الجارود إن الله … 117 يا أبا الجارود لا تدركون … 116 يا أبا حمزة لا يقوم القائم … 113 يا أبا حمزة هل تعرف مسجد سهل … 194 يا أبا حمزة هل شهدت عمي … 119 يا أبا محمد كأني أري … 82، 119 يا أمير المؤمنين إن المرء … 72 يا

أهل الكوفة إنكم تبكون … 294 يا أهل الكوفة أنتم قاتلتم … 310 يا أهل الكوفة لقد حباكم … 26، 54 55، 121 يا بشار إذا توفي ولي الله … 86 يا بشار أدن فكل … 85 يا بشار قم بنا إلي مسجد … 85 يا بن مسعود لما أسري … 56 يا جويرية الحق بي فإني … 320 يا جويرية الحق بي لا أبا … 320 يا جويرية أحب حبيبنا ما أحبنا … 321 يا حبذا مقالنا بالكوفة … 210 يا رشيد أنت معي في الدنيا … 340 يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل … 340 يا زياد أحب لك ما أحب … 44 يا شريح قد جلست مجلسا … 251 يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين … 314 يا علي إن الله عز اسمه … 68 يا فلان جئني بكتاب محمد بن … 124

(٥١٨)

صفحهمفاتيح البحث: مسجد، جامع الكوفة (1)، مدينة مكة المكرمة (3)، مدينة الكوفة (8)، مدينة البصرة (1)، الشام (1)، الهلاك (1)، الأكل (1)، السجود (4)

يا مفضل ها هنا صلب عمي … 34 يا مفضل ها هنا نصبت أصنام … 35 يا ميثم تريد أريك الموضع … 336 يا هارون بن خارجة كم بينك … 51 يا هارون كم بين منزلك … 23 يأتيني أمر الله وأنا خميص … 310 يخرج رجل ربعة وحش الوجه … 112 يدفع البلاء عنها كما يدفع … 74 يدفن من ولدك سبعة بشط الفرات … 406 يقتل منك نفر بشط الفرات … 406 يقوم بأمر جديد وكتاب … 114

(٥١٩)

صفحهمفاتيح البحث: نهر الفرات (2)، هارون بن خارجة (1)، الصّلب (1)

فهرس الأشعار

فهرس الأشعار المقدمة: 7 ما زلت تلهج بالتاريخ تكتبه

* حتي رأيناك بالتاريخ مكتوبا عبد الرحمن بن السائب: 73 ما كان منتهيا عما أراد بنا * حتي تناوله النقاد ذو الرقبة فأثبت الشق منه ضربة عظمت * كما تناول ظلما صاحب الرحبة أبو طاهر القرمطي: 123 أنا بالله وبالله أنا * يخلق الخلق وأفنيهم أنا أبو طاهر القرمطي: 123 ولو كان هذا البيت معبد ربنا * لصب علينا النار من فوقه صبا لأنا حججنا حجة جاهلية * مما حلة لم تبق شرقا ولا غربا وإنا تركنا بين زمزم والصفا * جنائز لا تبغي سوي ربها ربا رامة بنت الحصين: 125 ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * وبيني وبين الكوفة النهران فإن ينجني منها الذي ساقني لها * فلابد من عمر ومن شنآن أبو نؤاس: 125 ذهبت بنا كوفان مذهبها * وعدمت عن ظرفائها خيري

(٥٢١)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، الطهارة (2)، الحج (1)، الجهل (1)

عبدة بن الطبيب العبشمي: 126 إن التي ضربت بيتا مهاجرة * بكوفة الجند غالت ودها غول ص: 127 إذا ما رأت يوما من الناس راكبا * يبصر من جيرانها ويكوف بشر بن ربيعة الخثعمي: 138 تحن بباب القادسية ناقتي * وسعد بن وقاص علي أمير الأخطل: 139 إن سماكا بني مجدا لأسرته * حتي الممات وفعل الخير يبتدر قد كنت أحسبه قينا وأخبره * فاليوم طير عن أثوابه الشرر أعشي همدان: 125 أكسع البصري إن لاقيته * إنما يكسع من قل وذل واجعل الكوفي في الختل ولا * تجعل البصري إلا في النفل وإذا فاخرتمونا فاذكروا * ما فعلنا بكم يوم الجمل بين شيخ خاضب عثنونه * وفتي أبيض وضاح رفل جاءنا يخطر في سابغة * فذبحناه ضحي ذبح الجمل

وعفونا فنسيتم عفونا * وكفرتم نعمة الله الأجل المتنبي: 165 بسيطة مهلا سقيت القطارا * تركت عيون عبيدي حياري أبو نؤاس: 179 يا دير حنة من ذات الأكيراح * من يصح عنك فإني لست بالصاحي

(٥٢٢)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، الموت (1)، الضرب (1)، الطب، الطبابة (1)

يعتاده كل محفو مفارقه * من الدهان عليه سحق أمساح في فتية لم يدع منهم تخوفهم * وقوع ما حذروه غير أشباح لا يدلفون إلي ماء بباطية * إلا اغترافا من الغدران بالراح الأعشي: 180 فما نيل مصر إذ تسامي عبابه * ولا بحر بانقيا إذا راح مفعما بأجود منه نائلا إن بعضهم * إذا سئل المعروف صد وجمجما الأعشي: 180 قد سرت ما بين بانقيا إلي عدن * وطال في العجم تكراري وتسياري ضرار بن الأزور الأسدي: 180 أرقت ببانقيا ومن يلق مثل ما * لقيت ببانقيا من الحرب يأرق مكحول بن حرثة: 181 إلا يا عين جودي باندفاق * علي مردي قضاعة بالعراق فما الدنيا بباقية لحي * ولا حي علي الدنيا بباق لقد تركوا علي البردان قبرا * وهموا للتفرق بانطلاق ص: 181 سار بنا القباع سيرا ملسا * بين بقيقا وبديقا خمسا ص: 182 سار بنا القباع سيرا نكرا * يسير يوما ويقيم شهرا مالك بن أسماء الفزاري: 182 حبذا ليلتي بتل بونا * حيث نسقي شرابنا ونغني

(٥٢٣)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، الحرب (1)

ومررنا بنسوة عطرات * وسماع وقرقف فنزلنا حيث ما دارت الزجاجة درنا * يحسب الجاهلون أنا جننا قيس بن الأصم: 184 إني أدين بما دان الشراة به * يوم النخيلة عند الجوسق الخرب النافرين علي منهاج أولهم * من الخوارج قبل الشك والريب

قوما إذا ذكروا بالله أو ذكروا * خروا من الخوف للأذقان والركب ساروا إلي الله حتي أنزلوا غرفا * من الأرائك في بيت من الذهب ما كان إلا قليل ريث وقفتهم * من كل أبيض صافي اللون ذي شطب حتي فنوا ورأي الرائي رؤوسهم * تغدو بها قلص مهرية نجب فأصبحت عنهم الدنيا قد انقطعت * وبلغوا الغرض الأقصي من الطلب أبو منصور: 187 وتجبي إليه السيلحون ودونها * صريفون في أنهارها والخورنق ص: 188 جزاني جزاه الله شر جزائه * جزاء سنمار وما كان ذا ذنب سوي رمه البنيان ستين حجة * يعل عليه بالقراميد والسكب فلما رأي البنيان تم سحوقه * وآض كمثل الطود والشامخ الصعب فظن سنمار به كل حبوة * وفاز لديه بالمودة والقرب فقال: اقذفوا بالعلج من فوق رأسه * فهذا لعمر الله من أعجب الخطب عدي بن زيد: 189 وتبين رب الخورنق إذ أشر * ف يوما وللهدي تفكير سره ما رأي وكثرة ما يم * - لك والبحر معرضا والسدير فارعوي قلبه وقال فما غب * - طة حي إلي الممات يصير ثم بعد الفلاح والملك والأم * - ة وارتهم هناك القبور

(٥٢٤)

صفحهمفاتيح البحث: الخوارج (1)، الموت (1)، الحج (1)، الخوف (1)، القبر (1)

ثم صاروا كأنهم ورق ج * - ف فألوت به الصبا والدبور عبد المسيح بن عمرو: 189 أبعد المنذرين أري سواما * تروح بالخورنق والسدير تحاماه فوارس كل حي * مخافة ضيغم عالي الزئير فصرنا بعد هلك أبي قبيس * كمثل الشاء في اليوم المطير تقسمنا القبائل من معد * كأنا بعض أجزاء الجزور علي بن محمد الحماني: 190 سقيا لمنزلة وطيب * بين الخورنق

والكثيب بمدافع الجرعات من * أكناف قصر أبي الخصيب دار تخيرها الملو * ك فهتكت رأي اللبيب أيام كنت من ألغوا * ني في السواد من القلوب لو يستطعن خبأنني * بين المخانق والجيوب أيام كنت وكن لا * متحرجين من الذنوب غرين يشتكيان ما * يجدان بالدمع السروب لم يعرفا نكدا سوي * صد الحبيب عن الحبيب علي بن محمد العلوي الحماني: 190 كم وقفة لك بالخور * نق ما توازي بالمواقف بين الغدير إلي السدي * - ر إلي ديارات الأساقف فمدارج الرهبان في * أطمار خائفة وخائف دمن كأن رياضها * يكسين أعلام المطارف وكأنما غدرانها * فيها عشور في مصاحف وكأنما أغصانها * تهتز بالريح العواصف طرر الوصائف يلتقي * - ن بها إلي طرر المصاحف تلقي أواخرها أوا * ئلها بألوان الرفارف

(٥٢٥)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن محمد العلوي (1)، علي بن محمد (1)، الهلاك (1)

بحرية شتواتها * برية فيها المصائف درية الصهباء كا * فورية منها المشارف عدي بن الرقاع: 192 علي ذي منار تعرف العين متنه * كما تعرف الأضياف دار المقطع الحسين بن السري الكوفي: 192 ولقد نظرت إلي الرصا * فة فالثنية فالخورنق جر البلي أذياله * فيها فأدرسها وأخلق عبيد بن الأبرص الأسدي: 200 أقفر من أهله عبيد * فاليوم لا يبدي ولا يعيد عنت له منية تكود * وحان منها له ورود عبيد بن الأبرص الأسدي: 200 والله إن مت ما ضرني * وإن عشت ما عشت في واحدة فأبلغ بني وأعمامهم * بأن المنايا هي الواردة لها مدة فنفوس العباد * إليها وإن كرهت قاصدة فلا تجزعوا لحمام دنا * فللموت ما تلد الوالدة عبيد

بن الأبرص الأسدي: 201 هي الخمر بالهزل تكني الطلا * كما لذئب يكني أبا جعده عبيد بن الأبرص الأسدي: 201 وخيرني ذو البؤس في يوم بؤسه * خلالا أري في كلها الموت قد برق كما خيرت عاد من الدهر مرة * سحائب ما فيها لذي خيرة أنق سحائب ريح لم توكل ببلدة * فتتركها إلا كما ليلة الطلق

(٥٢٦)

صفحهمفاتيح البحث: الموت (1)

حنظلة: 201 - 202 يا شريك يا بن عمرو * هل من الموت محاله يا شريك يا بن عمرو * يا أخا من لا أخا له يا أخا المنذر فك ال * - يوم رهنا قد أناله يا أخا كل مضاف * وأخا من لا أخا له إن شيبان قبيل * أكرم الناس رجاله وأبو الخيرات عمرو * وشراحيل الحما له رقباك اليوم في المج * - د وفي حسن المقالة معن بن زائدة: 202 لو كان شيء له أن لا يبيد علي * طول الزمان لما باد الغريان ففرق الدهر والأيام بينهما * وكل إلف إلي بين وهجران ص: 203 يا دار غير رسمها * مر الشمال مع الجنوب بين الخورنق والسدير * فبطن قصر أبي الخصيب فالدير فالنجف الأشم * جبال أرباب الصليب ص: 205 يا أيها الراكب الغادي لطيته * يؤم بالقوم أهل البلدة الحرم أبلغ قبائل عمرو إن أتيتهم * أو كنت من دارهم يوما علي أمم إنا وجدنا فقروا في بلادكم * أهل الكناسة أهل اللوم والعدم أرض تغير أحساب الرجال بها * كما رسمت بياض الريط بالحمم

(٥٢٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، الكرم، الكرامة (1)، الموت (1)، الشراكة، المشاركة (2)

علي بن محمد الحماني: 205 ألا هل سبيل إلي نظرة

* بكوفان يحيي بها الناظران يقلبها الصب دون السدير * حيث أقام بها القائمان وحيث أناف بأرواقه * محل الخورنق والماديان وهل أبكرن وكثبانها * تلوح كأودية الشاهجان وأنوارها مثل برد النبي * ردع بالمسك والزعفران أبو نؤاس: 205 ذهبت بها كوفان مذهبها * وعدمت عن أربابها صبري ما ذاك إلا أنني رجل * لا أستخف صداقة البصري عبدة بن الطبيب: 206 إن التي وضعت بيتا مهاجرة * بكوفة الجند غالت ودها غول.

إسماعيل بن محمد الحميري: 210 لعمرك ما من مسجد بعد مسجد * بمكة ظهرا أو مصلي بيثرب بشرق ولا غرب علمنا مكانه * من الأرض معمورا ولا متجنب بأبين فضلا من مصلي مبارك * بكوفان رحب ذي أواس ومحصب مصلي به نوح تأثل وابتني * به ذات حيزوم وصدر محنب وفار به التنور ماءا وعنده * له قيل يا نوح ففي الفلك فاركب وباب أمير المؤمنين الذي به * ممر أمير المؤمنين المهذب النجاشي: 210 إذا سقي الله قوما صوب غادية * فلا سقي الله أهل الكوفة المطرا التاركين علي طهر نساءهم * والنايكين بشاطي دجلة البقرا والسارقين إذا ما جن ليلهم * والدارسين إذا ما أصبحوا السورا ألق العداوة والبغضاء بينهم * حتي يكونوا لمن عاداهم جزرا

(٥٢٨)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة الكوفة (2)، إسماعيل بن محمد (1)، علي بن محمد (1)، الطهارة (1)، السجود (2)، الطب، الطبابة (1)

رامة بنت الحسين بن المنقذ: 210 ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * وبيني وبين الكوفة النهران فإن ينجني منها الذي ساقني لها * فلابد من عمر ومن شنآن علي بن محمد الحماني: 212 فيا أسفي علي النجف المعري * وأودية منورة الأقاحي

وما بسط الخورنق من رياض * مفجرة بأفنية فساح ووا أسفا علي القناص تغدو * خرائطها علي مجري الوشاح إسحق بن إبراهيم الموصلي: 212 - 213 يا راكب العيس لا تعجل بنا وقف * نحي دارا لسعدي ثم ننصرف وابك المعاهد من سعدي وجارتها * ففي البكاء شفاء الهائم الدنف أشكو إلي الله يا سعدي جوي كبد * حري عليك متي ما تذكري تجف أهيم وجدا بسعدي وهي تصرمني * هذا لعمرك شكل غير مؤتلف دع عنك سعد فسعدي عنك نازحة * واكفف هواك وعد القول في لطف ما إن أري الناس في سهل ولا جبل * أصفي هواء ولا أعذي من النجف كأن تربته مسك يفوح به * أو عنبر دافه العطار في صدف حفت ببر وبحر من جوانبها * فالبر في طرف والبحر في طرف وبين ذاك بساتين تسيح بها * نهر يجيش بجاري سيله القصف وما يزال نسيم من أيامنه * يأتيك منه بريا روضة أنف تلقاك منه قبيل الصبح رائحة * تشفي السقيم إذا أشفي علي التلف لو حله مدنف يرجو الشفاء به * إذن شفاه من الأسقام والدنف يؤتي الخليفة منه كلما طلعت * شمس النهار بأنواع من التحف والصيد منه قريب إن هممت به * يأتيك مؤتلفا في زي مختلف فياله منزلا طابت مساكنه * بحيز من حاز بيت العز والشرف خليفة واثق بالله همته * تقوي الآله بحق الله معترف

(٥٢٩)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، علي بن محمد (1)، العزّة (1)، البكاء (1)

المتنبي: 215 بسيطة مهلا سقيت القطارا * تركت عيون عبيدي حياري فظنوا النعام عليك النخيل * وظنوا الصوار عليك المنارا فأمسك صحبي بأكوارهم

* وقد قصد الضحك منهم وجارا ص: 220 والماء يبدو في الوقائع لامعا * كالبحر مع نور الغزالة تشرق فإذا تخلل في الخمائل خلته * صلا يحاذر وقع نصل يمرق تتراقص الأغصان من فرح بها * ويمر بالأنهار وهو يصفق ص: 221 يا نزهة اليوم المطير * بين الخورنق والسدير والماء شبه بواطن ال * - حيات مجدول الظهور والطل في دمن الثري * كالبكر في ثوب حرير ص: 221 ناجته همته العليا بما نصكت * كل الخواطر عن إمكانه ركبا واستبعدت أن يري ماء الفرات بأك * - ناف الغري ويجري دافقا صببا واستكثرت دونه الانفاق إذ علمت * إمكانه فرأت انفاقه عجبا حتي أتاه بعزم نافذ وندي * غمر فسهل منه كل ما صعبا فصمم العزم حتي تم مطلبه * ونال منه الذي في نيله رغبا وافتض مكرمة بكرا فأولدها * أجرا جزيلا وشكرا ينفذ الحقبا وصير النجف المهجور يغمره * ماء الفرات فيسقي النخل والعنبا وهكذا الكوفة المعمور جامعها * أجري بها الماء يبغي أجر من شربا لأنه خلد الرحمن دولته * يريد أن لا يخلي موضعا خربا فالله يعطيه في تأييد دولته * وبسط قدره شمس الدين ما طلبا

(٥٣٠)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، نهر الفرات (2)، الضحك (1)

صنوان لا افترقا شمسان لا أفلا * بدران لا نقصا نجمان لا غربا أيا بني صاحب الديوان لا برح ال * - دين الحنيف بكم للخلق منتصبا الله قد وهب الإسلام نصرته * بكم ولم يسترد الله ما وهبا.

علي بن أبي طالب (عليه السلام): 234 ولو كنت بوابا علي باب جنة * لقلت لهمدان ادخلي بسلام.

الشريف الرضي: 244 عطفا أمير

المؤمنين فإننا * في دوحة العلياء لا نتفرق ما بيننا يوم الفخار تفاوت * أبدا كلانا في المعالي معرق إلا الخلافة ميزتك فإنني * أنا عاطل منها وأنت مطوق شمس الدين أبو القاسم: 248 يا قادرين علي الإحسان ما لكم * من غير جرم عدتنا منكم النعم مالي إذا دكما ذيدت محلأة * عن وردها ولديكم مورد شبم مظفر بن الطراح: 282 القول فيما مضي من عمرنا هذر * فدعه واصبر لما يأتي به القدر واستشعر الصبر إن نابتك نائبة * فالصبر أجمل ما حلي به البشر وكل حادثة في الدهر هينة * إذا غدا سالما في طيها العمر قل للعتات من الغايات ويحكم * طيبوا فقد فقد الرئبالة الذمر وقل لبيض السيوف المرهفات لدي ال * أغماد قري فقد أودي به القدر مضي المظفر ليث الغاب عن كثب * فليهني أعداءه من بعده الظفر ص: 288 كل عز ومفخر * فلموسي المظفر ملك خص ذكره * في الكتاب المسطر

(٥٣١)

صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الشريف الرضي، أبو الحسن محمد بن الحسين (1)، الصبر (2)

ص: 292 أتت كتبهم في طيهن كتائب * وما رقمت إلا بسم الأراقم.

ص: 292 أن أقدم علينا يا بن بنت محمد * لك الدهر عبد والزمان غلام.

شيخ من بني جعفي: 295 كهولهم خير الكهول ونسلهم * إذا عد نسل لا يبور ولا يخزي.

ص: 296 إذا سقي الله قوما صوب غادية * فلا سقي الله أرض الكوفة المطرا ألق العداوة والبغضاء بينهم * حتي يكونوا لمن عاداهم جزرا عمرو بن عاصم التميمي: 299 لا تأكلوا أبدا جيرانكم سرفا * أهل الذعارة في ملك ابن عفان عمرو

بن عاصم التميمي: 299 إن ابن عفان الذي جربتموه * فطم اللصوص بمحكم الفرقان ما زال يعمل بالكتاب مهيمنا * في كل عنق منهم وبنان الوليد بن عقبة: 302 ما إن خشيت علي أمر خلوت به * فلم أخفك علي أمثالها حار علي بن أبي طالب: 312 أريد حياته ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مرادي

(٥٣٢)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، علي بن أبي طالب (1)، الوليد بن عقبة (1)، عمرو بن عاصم (2)

ابن أبي مياس المرادي: 314 فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة * كمهر قطام من فصيح وأعجم ثلاثة آلاف وعبد وقينة * وضرب علي بالحسام المسمم ولا مهر أغلي من علي وإن غلا * ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم هند بنت زيد الأنصارية: 320 ترفع أيها القمر المنير * تبصر هل نري حجرا يسير يسير إلي معاوية بن حرب * ليقتله كما زعم الأمير تجبرت الجبابر بعد حجر * وطاب لها الخورنق والسدير وأصبحت البلاد له محولا * كأن لم يحيها مزن مطير ألا يا حجر حجر بني عدي * تلقتك السلامة والسرور أخاف عليك ما أردي عديا * وشيخا في دمشق له زئير فإن تهلك فكل زعيم قوم * من الدنيا إلي هلك يصير.

مسلم بن عقيل: 329 أقسمت لا أقتل إلا حرا * وإن رأيت الموت شيئا نكرا كل امرئ يوما ملاق شرا * أو يخلط البارد سخنا مرا رد شعاع النفس فاستقرا * أخاف أن أكذب أو أغرا عبد الله بن الزبير الأسدي: 332 فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري * إلي هاني في السوق وابن عقيل إلي بطل قد هشم السيف وجهه * وآخر يهوي من

طمار قتيل المختار: 348 ذو مخاريق وذو مندوحة * وركابي حيث وجهت ذلل

(٥٣٣)

صفحهمفاتيح البحث: مسلم بن عقيل عليه السلام (1)، عبد الله بن الزبير الأسدي (1)، ابن ملجم المرادي لعنه الله (1)، دمشق (1)، الكذب، التكذيب (1)، الباطل، الإبطال (1)، الموت (2)، الأكل (1)، الحرب (1)، الهلاك (1)

لأبيتن منزلا تكرهه * فإذا زلت بك النعل فزل عامر بن واثلة: 358 ولما رأيت الباب قد حيل دونه * تكسرت باسم الله فيمن تكسرا عمر بن أبي ربيعة القرشي: 359 إن من أعجب العجائب عندي * قتل بيضاء حرة عطبول قتلت هكذا علي غير جرم * إن لله درها من قتيل كتب القتل والقتال علينا * وعلي المحصنات جر الذيول زيد بن علي: 382 إن المحكم ما لم يرتقب حسدا * لو يرهب السيف أو وخز القنا هتفا من عاذ بالسيف لاقي فرجة عجبا * موتا علي عجل أو عاش فانتصفا زيد بن علي: 382 شرده الخوف وأزري به * كذاك من يطلب حر الجلاد منخرق الكفين يشكو الوجي * تنكبه أطراف مر حداد قد كان في الموت له راحة * والموت حتم في رقاب العباد إن يحدث الله له دولة * يترك آثار العدي كالرماد ص: 388 تحرز سفيان وفر بدينه * وأمسي شريك مرصدا للدراهم سكينة بنت القاسم بن كثير: 391 عين جودي لقاسم بن كثير * بدرور من الدموع غزير أدركته سيوف قوم لئام * من أولي الشرك والردي والشرور سوف أبكيك ما تغني حمام * فوق غصن من الغصون نضير

(٥٣٤)

صفحهمفاتيح البحث: عامر بن واثلة (1)، زيد بن علي (2)، القتل (3)، الموت (1)، الشراكة، المشاركة (1)، الخوف (1)

ضرار بن الخطاب الفهري: 394 مهلا

بني عمنا ظلامتنا * إن بنا سورة من القلق لمثلكم نحمل السيوف ولا * نغمز أحسابنا من الرقق إني لأنمي إذا انتميت * إلي عز عزيز ومعشر صدق بيض سباط كأن أعينهم * تكحل يوم الهياج بالعلق.

زيد بن علي: 395 أذل الحياة وعز الممات * وكلا أرآه طعاما وبيلا فإن كان لابد من واحد * فسيري إلي الموت سيرا جميلا أحد الشاميين: 399 اطردوا الديك عن ذوابة زيد * فلقد كان لا يعطاه الدجاج أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري: 415 يا بني طاهر كلوه وبيئا * إن لحم النبي غير مري إن وترا يكون طالبه الل * - ه لوتر نجاحه بالحري ص: 416 بكت الخيل شجوها بعد يحيي * وبكاه المهند المصقول وبكته العراق شرقا وغربا * وبكاه الكتاب والتنزيل والمصلي والبيت والركن والح * - جر جميعا له عليه عويل كيف لم تسقط السماء علينا * يوم قالوا أبو الحسين قتيل وبنات النبي تبدين شجوا * موجعات دموعهن همول قطعت وجهه سيوف الأعادي * بأبي وجهه الوسيم الجميل إن يحيي أبقي بقلبي غليلا * سوف يودي بالجسم ذاك الغليل قتله مذكر لقتل علي * وحسين ويوم أوذي الرسول

(٥٣٥)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، داود بن القاسم (1)، زيد بن علي (1)، الموت (2)، القتل (1)، الطهارة (1)

صلوات الإله وقفا عليهم * ما بكي موضع وحن ثكول علي بن العباس الرومي: 416 أمامك فانظر أي نهجيك تنهج * طريقان شتي مستقيم وأعوج ألا أيهذا الناس طال ضريركم * بآل رسول الله فاخشوا أو إرتجوا أفي كل يوم للنبي محمد * قتيل زكي بالدماء مضرج تبيعون فيه الدين شر أئمة * فلله دين الله قد

كان يمرج ص: 468 من كل أبيض وضاح الجبين له * نوران من جانبيه الفضل والنسب تجلو العفاة لهم تحت القنا غررا * تلاعب البيض فيها والقنا السلب فوارس اتخذوا سمر القنا سمرا * فكلما سجعت ورق القنا طربوا يستنجعون الردي شوقا لغايته * كأنما الضرب في أفواهها الضرب واستأثروا بالردي من دون سيدهم * قصدا وما كل إيثار به الأدب المتنبي: 476 أهلا بدار سباك أغيدها * أبعد ما بان عنك خردها يا ليت لي ضربة أتيح لها * كما أتيحت لها محمدها ما زل بن الأعرف: 496 تظلمني مالي خليج وعقني * علي حين كانت كالحني عظامي عجرد: 496 فقلت له وأنكر بعض شأني * ألم تعرف رقاب بني تميم رقاب لم تقر بيوم خسف * أبيات علي الملك الغشوم

(٥٣٦)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن العباس (1)، الصّلاة (1)

عمر بن يزيد النخعي: 496 أبلغ لديك أبا النعمان معتبة * فهل لديك لمن يرجوك معتتب.

عمرو بن الحسن الأباضي: 496 في فتية شرطوا نفوسهم * للمشرفية والقنا السمر عقاب بن قيس الطائي: 497 تعالوا أقاضيكم أأعيار فقعس * إلي المجد أدني أم عشيرة حاتم فضالة بن شريك: 498 وإنك لو شهدت بكاء هند * ورملة إذ تصكان الخدودا رأمت بكل معولة ثكول * أباد الدهر واحدها الفقيدا ص: 498 وكنت جليس قعقاع بن شور * ولا يشقي بقعقاع جليس عبيد الله بن عبد الله بن طاهر: 498 محبك شاك ولو يستطيع * أتاك لإعظام حق الصديق كندة بن هذيم الطائي: 499 أيا راكبا أما عرضت فبلغن * بني قبطي كلهم وبني خضف فلا تقطعوا حبل المودة بيننا * وصدوا وأنتم إن صددتم علي النصف المنذر بن الطفيل:

499 كفيت بني عجل وسعد بن مالك * من الدهر يوما كاسف الوجه أقتما

(٥٣٧)

صفحهمفاتيح البحث: عبيد الله بن عبد الله (1)، يزيد النخعي (1)، سعد بن مالك (1)، البكاء (1)، الطهارة (1)، الشراكة، المشاركة (1)

المنذر بن صخر الأسدي: 499 إذا المجلس العبدي يوما تقابلوا * رأي كلهم وجها لئيما يقابله وإن سيل أي الناس ألام والدا * أشار إلي العبدي من أنت سائله منظور بن سحيم الفقعسي: 499 ولست بهاج في القري أهل منزل * علي زادهم أبكي وأبكي البواكيا المفضل بن قدامة: 500 دعا ابن مطيع للبياع فجئته * إلي بيعة قلبي لها غير عارف المتوكل الليثي: 500 لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم قد يكثر النكث المقصر همه * ويقل مال المرء وهو كريم محمد بن عبد الله الجعفري: 501 بني عمنا لا تذمرونا سفاهة * فينهض في عصيانكم من تأخرا وإن ترفعوا عنا يد الظلم تجتنوا * لطاعتكم منا نصيبا موفرا وإن تركبونا بالمذلة تبعثوا * ليوثا تري ورد المنية أغدرا محمد بن نوفل: 501 عجبت ليحيي الطالبي وحينه * وتغريره بالنفس عند فسا العمر المكاء بن هميم الربعي: 502 إني امرؤ من بني شيبان قد علمت * هذي القبائل أمي منهم وأبي إني إذا ما شربت الخمر ينكرني * قومي وتعرف مني آية الغضب

(٥٣٨)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن عبد الله الجعفري (1)، محمد بن نوفل (1)، الظلم (1)، الغضب (1)

المستهل بن الكميت بن زيد: 502 إذا نحن خفنا في زمان عدوكم * وخفناكم إن البلاء لراكد.

مرزوق: 502 دعاك الشوق والأدب * ومات بقلبك الطرب الهذيل بن عبد الله: 502 فتن الشعبي لما * رفع الطرف إليها

أبو عمران يحيي بن سعيد: 503 إذا أنا لم أثن بخير مجازيا * ولم أذمم الرجس البخيل المذمما ففيم عرفت الخير والشر باسمه * وشق لي الله المسامع والفما يحيي بن زياد بن عبد الله: 503 ولما رأيت الشيب حل بياضه * بمفرق رأسي قلت للشيب مرحبا يحيي بن بلال العبدي:

وللموت خير من حياة زهيدة * وللمنع خير من عطاء مكدر فعش مثريا أو مكديا من عطية * تمني وإلا فاسأل الله واصبر يحيي بن أبي الخصيب: 503 أبا حسن إن لي قصة * ولولا أعاجيبها لم تطل يوسف بن لقوة: 503 إن صرف الزمان ضعضع ركني * ما أري لي من الزمان مجيرا ليس ذنبي إلي الزمان سوي أن * - ني أحببت شبرا وشبيرا وعليا أباهما أفضل الأم * - ة بعد النبي سبقا وخيرا فعلي حبهم أموت وأحيا * وعلي هديهم ألاقي النشورا

(٥٣٩)

صفحهمفاتيح البحث: يوم عرفة (1)، الكميت بن زيد (1)، يحيي بن سعيد (1)

قيس بن عمرو بن مالك: 504 إذا سقي الله أرضا صوب غادية * فلا سقي الله أهل الكوفة المطرا الكميت بن زيد: 508 بني هاشم رهط النبي فإنني * بهم ولهم أرضي مرارا وأغضب خفضت لهم مني جناحي مودة * إلي كنف عطفاه أهل ومرحب وكنت لهم من هؤلاء وهؤلاء * محبا علي أني أحب وأغضب وأرمي وأرمي بالعداوة أهلها * وإني لأوذي فيهم وأؤنب المتنبي: 508 فالخيل والليل والبيداء تعرفني * والسيف والرمح والقرطاس والقلم.

(٥٤٠)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، الكميت بن زيد (1)، بنو هاشم (1)

فهرس الأعلام

فهرس الأعلام أبا بن الصمغان … 217 أبان بن تغلب … 466، 492 أبان بن سعيد … 238 أبان بن عثمان

الأجلح … 378 أبان بن نعمان … 81 إبراهيم … 119، 120، 179، 180 194، 209، 217 إبراهيم الأشتر … 273، 292، 347 349، 350، 351 352، 353، 354 355، 356، 547، 496 إبراهيم الشروي … 407 إبراهيم الغمر بن الحسن … 92 إبراهيم المهدي … 279 إبراهيم النخعي … 56 إبراهيم بن أبي السمال … 461 إبراهيم بن إسحاق بن راشد … 484 إبراهيم بن الحسن المثني … 378 إبراهيم بن الحسن بن الحسن … 404، 405 إبراهيم بن المهدي … 411، 412، 413 إبراهيم بن الوليد … 400 إبراهيم بن خالد … 54 إبراهيم بن عبد العزيز … 491 إبراهيم بن عبد الله البجلي … 390 إبراهيم بن عبد الله المحض … 92، 402 إبراهيم بن محمد الثقفي … 52، 53 إبراهيم بن محمد العلوي … 460 إبراهيم بن محمد المذاري … 88 إبراهيم بن محمد بن إبراهيم … 471 إبراهيم بن محمد بن القاسم … 471 إبراهيم بن محمد بن طلحة … 342، 343 إبراهيم بن محمد بن عرفة = نفطويه إبراهيم بن موسي بن جعفر … 408 إبراهيم بن مهزيار … 52 إبراهيم بن ميمون … 74 أبرويز … 126، 127 أبرهة الحبشي … 88 ابن أبي الحديد … 71، 72، 366 ابن أبي الدنيا … 367 ابن أبي الرقاد … 143 ابن أبي الزناد … 378 ابن أبي العباس العلوي … 426 ابن أبي حاتم … 345 ابن أبي خيثمة … 367 ابن أبي شيخ المحاربي … 441 ابن أبي عقيل … 48

(٥٤١)

صفحهمفاتيح البحث: إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، يوم عرفة (1)، إبراهيم بن محمد المذاري (1)، إبراهيم بن موسي

بن جعفر (1)، إبراهيم بن محمد الثقفي (1)، إبراهيم بن عبد العزيز (1)، إبراهيم بن عبد الله (2)، إبراهيم بن مهزيار (1)، إبراهيم بن إسحاق (1)، إبراهيم بن ميمون (1)، إبراهيم بن الحسن (2)، إبراهيم بن خالد (1)، إبراهيم النخعي (1)، إبراهيم بن محمد (5)، ابن أبي عقيل (1)، أبان بن عثمان (1)، أبان بن تغلب (1)

ابن أبي ليك … 502 ابن أبي مياس المرادي … 314 ابن أسباط … 64 ابن الأثير … 29، 148، 150، 127، 290 322، 349، 358، 360، 369 371، 400، 402، 405، 411 414، 421، 427، 428 ابن الاعرابي … 481، 490 ابن الأنباري … 185 ابن البطائني … 24، 34 ابن الجنيد … 48 ابن الجوزي … 421 ابن الحسين … 240 ابن الحيسمان الخزاعي … 298، 299 ابن الخلال … 203 ابن السكيت … 187، 486 481، 490، 492 ابن الضحاك … 248 ابن العلاء التميمي … 487 ابن الفقيه … 229، 235 ابن الكوا … 304 ابن المغيرة … 455 ابن المهنا العبيدلي … 247، 249 ابن النديم … 171، 463، 479، 482 490، 496، 507 ابن أنجب … 247 ابن أياز … 479 ابن بدر الهمداني … 99 ابن بطوطة … 39، 40، 131 ابن بقيلة … 206 ابن بلال بن أبي بردة … 176 ابن بويه الديلمي … 508 ابن بويه معز الدولة … 257 ابن تيمية … 376، 398 ابن ثمال الخفاجي … 425، 426 ابن جبلة … 457 ابن جبير … 128 ابن جرير الطبري … 142، 155، 156، 166 225، 390، 323، 411 ابن حبان … 463، 369، 431، 434 ابن

حجر العسقلاني … 322، 337، 345 366، 432، 433، 434 435، 444، 447، 450، 464 ابن حجر الهيثمي … 376 ابن حكيم … 337 ابن حمدان … 422، 423، 508 ابن حوقل … 133 ابن حيان العجلي … 340 ابن خرداذبه … 176 ابن خلدون … 153، 240 ابن دريد … 485 ابن دينار النسابة … 249 ابن ذي الحبكة … 304 ابن رامين … 504 ابن رستة … 175 ابن سعد … 276، 366، 396 429، 441، 444، 465 ابن سمية … 292 ابن سيدة … 126 ابن سيرين … 233، 320 ابن شبة … 376 ابن شهرآشوب … 84، 88، 506، 507 ابن طاهر … 204، 269 ابن طباطبا … 406، 408

(٥٤٢)

صفحهمفاتيح البحث: الحافظ ابن حجر العسقلاني (1)، إبن الأثير (1)، معز الدولة الديلمي (1)، إبن حجر الهيثمي (1)، ابن تيمية (1)، ابن المغيرة (1)، ابن شهرآشوب (1)، ابن الجنيد (1)، ابن النديم (1)، الطهارة (1)

ابن طولون … 269 ابن عائشة الهاشمي … 413 ابن عباد … 126، 127 ابن عبدون … 70 ابن عقدة … 56، 211، 455، 465 ابن عمار … 366 ابن عياش … 230، 231، 232 ابن عياش 233، 234 ابن عيسي القمي … 466 ابن فضال … 461، 462 ابن قتيبة الدينوري … 147، 105، 345 357، 371، 496 ابن قولويه … 44، 45، 46، 49 53، 54، 123 ابن كامل … 354 ابن ماجة … 438 ابن مخنف … 356 ابن مردويه … 345 ابن مسكان … 88 ابن مطيع … 292 ابن مكبرا … 321 ابن معين … 387 ابن مقرن الصيرفي … 167 ابن مقلة

… 239 ابن مهران … 81 ابن نباتة … 74 ابن نمير … 432 ابن هشام … 123 ابن هولاكو … 219 ابن يامين البصري … 495 أبو احمد الموفق … 279 أبو أحمد بن عدي … 204 أبو أراكة … 339، 340 أبو اسامة … 24، 63 أبو إسحاق السبيعي … 366، 379، 440 أبو أفنون … 196 أبو الأزهر النحوي … 84 أبو الأسود الدؤلي … 481، 485 أبو البط … 279، 411، 413 أبو البقاء العكبري … 509 أبو البلاد الأعمي … 489 أبو الجارود … 116، 117، 378، 379 أبو الحسن … 179 أبو الحسن الأشعري … 204 أبو الحسن البكري … 228 أبو الحسن الكرخي … 69 أبو الحكم بن أبي الأبيض … 399 أبو الخصيب بن ورقاء … 203 أبو الخطاب … 446 أبو الدرداء … 254 أبو الربيع بن الأقطع … 389 أبو السرايا … 74، 279، 290، 407 408، 409، 410، 470 أبو السمال الأسدي … 503 أبو الشعثاء … 441 أبو الشوك … 407، 411 أبو الشيخ … 369 أبو الطفيل … 309 أبو العباس … 34 أبو العباس بن نوح … 459 أبو العتاهية = إسماعيل بن القاسم أبو العمرطة الكندي … 317 أبو الغنائم … 212 أبو الفرج الإصفهاني … 288، 388، 390

(٥٤٣)

صفحهمفاتيح البحث: أبو الفرج الإصبهاني (الإصفهاني) (1)، أبو الأسود الدؤلي (1)، أبو إسحاق السبيعي (1)، أبو العباس بن نوح (1)، أبو الجارود (1)، ابن قولويه (1)، أبو الدرداء (1)، أبو البلاد (1)، أبو الربيع (1)، أبو الطفيل (1)، عيسي القمي (1)، إبن ماجة (1)، الغنيمة (1)

395، 411، 416 أبو الفضل بن أبي

زيد … 84 أبو الفضل بن طاهر … 204 أبو القاسم … 54، 205 أبو القاسم الطبري … 369 أبو القاسم الكرباسي … 62 أبو القاسم الكلباسي … 510 أبو القاسم المغربي … 426، 427 أبو اللفائف … 504 أبو المنذر … 217 أبو النرمي … 186 أبو النعمان بن بشير … 180 أبو الورد … 360، 363 أبو الوليد … 386 أبو الهياج … 106، 151، 144، 149 15، 156، 157، 208 أبو اليقظان … 193 أبو أمية الفزاري … 444 أبو بردة بن أبي موسي الأشعري … 262، 319 369 أبو بصير … 27، 34، 46، 82 67، 114، 116، 118 أبو بكر الإسماعيلي … 204 أبو بكر الحازمي … 125 أبو بكر الحضرمي … 63 أبو بكر الخطيب … 204 أبو بكر الخوارزمي … 509 أبو بكر السراج … 202 أبو بكر الصديق … 182، 189، 265، 284 أبو بكر الفقيه … 194 أبو بكر الهذلي … 229، 230، 231، 232 233، 234، 236 أبو بكر بن أبي شيبة … 185 أبو بكر بن أبي موسي الأشعري … 260 أبو بكر بن خزيمة … 204 أبو بكر بن شاهويه … 425 أبو بكر محمد الزبيدي … 489، 490 491، 492 أبو تمام = عبد الله بن أحمد الأنصاري أبو ثابت بن دينار … 451 أبو ثمامة … 468 أبو جبيرة الأنصاري … 161 أبو جعفر السمناني … 426 أبو جعفر بن أبي زياد … 378 أبو جعفر بن أبي هاشم … 203 أبو جعفر بن عدنان … 247 أبو جلدة اليشكري … 504 أبو جميلة … 67 أبو حاتم … 463 أبو

حاتم السجستاني … 150 أبو حبير … 404 أبو حمزة الثمالي … 25، 27، 49 55، 194، 389، 113، 119 أبو حنيفة النعمان … 257، 378، 379 أبو خالد الكابلي … 454 أبو خالد الواسطي … 377 أبو خشة الغفاري … 302 أبو خلاد … 449 أبو داود … 437 أبو داود … 442 أبو داود الحفري … 185 أبو داود السجستاني … 211 أبو زبيد الطائي … 300 أبو زيد … 487

(٥٤٤)

صفحهمفاتيح البحث: أبو بصير (1)، أبو بكر بن أبي شيبة (1)، أبو خالد الواسطي (1)، أبو خالد الكابلي (1)، أبو حمزة الثمالي (1)، عبد الله بن أحمد (1)، أبو بكر الحضرمي (1)، ثابت بن دينار (1)، النعمان بن بشير (1)، أبو اليقظان (1)، أبو الوليد (1)، أبو المنذر (1)، الخوارزمي (1)، الصدق (1)، الطهارة (1)

أبو زيد الأنصاري … 265، 481 أبو سعد … 212 أبو سعيد الإسكافي … 65 أبو سعيد البكري … 466 أبو سعيد الخدري … 29، 368 أبو سفيان بن حرب … 238 أبو سفيان بن عروة … 153 أبو سلام … 447 أبو سلمة بن عبد الله الأشهل … 238 أبو سماك العدوي … 504 أبو شرحبيل … 438 أبو شريح الخزاعي … 299 أبو شعيب الخراساني … 57 أبو صخر … 49 أبو ضرغامة العجلي … 407 أبو ضمرة … 441 أبو طالب … 501 أبو طالب بن عبد المطلب … 250 أبو طاهر القرمطي … 122 أبو طاهر سليمان … 421، 423، 424 أبو طيبة … 446 أبو ظبية … 446 أبو عامر العبدري … 180، 184 أبو عبد الله الجدلي … 161، 234 أبو عبد الله

الرازي … 63، 65، 66 أبو عبد الله اليزيدي … 202 أبو عبد الله بن الحجاج … 454 أبو عبيد الثقفي … 166 أبو عبيد الله التميمي … 204 أبو عبيدة … 29، 50، 136 487، 489، 490 أبو عبيدة الجراح … 265 أبو عثمان النهدي … 351، 352 أبو عروة المرادي … 211 أبو علوي النهر سابسي … 426، 427 أبو علي الفارسي … 204 أبو علي بن راشد … 44 أبو عمر … 147 أبو عمران الضرير = يحيي بن سعيد أبو عمرو الكوفي … 487 أبو عيسي بن هارون الرشيد … 278 أبو غسان الأزدي … 377 أبو قتادة بن ربعي … 431 أبو قرة بن سلمة … 259 أبو قطن الهمداني … 350 أبو محجن الثقفي … 234 أبو محمد الأكفاني … 204 أبو محمد البازوري … 255 أبو مخنف = لوط بن يحيي أبو مريم السلولي = مالك بن ربيعة أبو مسعود الأنصاري = عقبة بن عمرو أبو مسلم الخراساني … 400 أبو مصعب بن جثامة … 302 أبو معمر … 385 أبو منصور … 185، 187 أبو منصور الأصبهاني … 204 أبو منصور الثعالبي … 509 أبو مورع … 300، 301، 302 أبو موسي الأشعري … 161، 184، 271 272، 254، 291 295، 305، 306 307، 308، 309 356، 357، 431 أبو نصر التمار … 142

(٥٤٥)

صفحهمفاتيح البحث: أبو سعيد الخدري (1)، أبو عبد الله الرازي (1)، أبو عبد الله الجدلي (1)، أبو مسعود الأنصاري (1)، أبو موسي الأشعري (1)، أبو عبيدة الجراح (1)، عبد الله بن الحجاج (1)، أبو علي الفارسي (1)، أبو علي بن راشد (1)، سلمة بن

عبد الله (1)، أبو عبد الله (1)، يحيي بن سعيد (1)، هارون الرشيد (1)، لوط بن يحيي (1)، عقبة بن عمرو (1)، الطهارة (2)، الحرب (1)

أبو نعيم … 436 أبو نؤاس … 67، 179، 205 أبو وائل … 67 أبو هاشم الجعفري … 415 أبو هاشم الرماني = يحيي بن دينار أبو يعلي الموصلي … 211 أبو يوسف القاضي = يعقوب بن إبراهيم أثرم … 134، 136 أثير بن عمرو السكوني … 195 احمد الدورقي … 204 احمد القرشي … 55 أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل … 493 أحمد بن إبراهيم بن محمد … 471 أحمد بن أبي يعقوب … 147 أحمد بن أحمد بن محمد … 204 أحمد بن إدريس العلوي … 84 أحمد بن الحسن … 49، 65 أحمد بن الحسين … 508، 809 أحمد بن الحسين = المتنبي أحمد بن الحسين بن علي … 93 أحمد بن القاسم … 491 أحمد بن القاسم بن العباس … 474 أحمد بن بديل … 263 أحمد بن بشير بن عمار … 455 أحمد بن حمزة الداعي … 473 أحمد بن حميد … 379 أحمد بن رميثة … 93 أحمد بن زيد بن الحسين … 93 أحمد بن سهل … 490 أحمد بن طيفور … 293 أحمد بن عاصم … 491 أحمد بن علي الحنفي … 484 أحمد بن عمر … 247 أحمد بن عمر بن أبي شعبة … 451 أحمد بن كامل … 263 أحمد بن محمد … 45، 49، 53، 67 أحمد بن محمد الحسيني … 247 أحمد بن محمد السيبي … 194 أحمد بن محمد الطائي … 420 أحمد بن محمد الهمداني …

150 أحمد بن محمد بن أبي نصر … 462 أحمد بن محمد بن الحنفية … 420 أحمد بن محمد بن خالد … 65 أحمد بن محمد بن سعيد = ابن عقدة أحمد بن محمد بن عبد الله … 483 أحمد بن محمد بن علي … 204 أحمد بن محمد بن عيسي … 68 أحمد بن محمد بن لاحق … 454 أحمد بن محمد بن محمد … 452، 454 أحمد بن مزيد … 407 أحمد بن نصر بن حمزة … 280، 417 أحمد بن هلال … 57 أحمد بن يحيي … 180 أحمد بن يحيي المسلي … 212 أحمد بن يحيي بن أحمد … 484 أحمد بن يحيي بن الحسين … 93 أحمد بن يحيي بن جابر … 193 أحمد بن يحيي بن زيد … 483، 486، 493 أحمد بن يعقوب … 160 أحمد بن يوسف … 491 احمد طليعة … 407 احمر بن شميط … 351، 345، 355 الأحنف بن قيس … 103، 152، 153 231، 232، 236، 284

(٥٤٦)

صفحهمفاتيح البحث: الحافظ أبو نعيم (1)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل (1)، أحمد بن عمر بن أبي شعبة (1)، أحمد بن محمد بن عبد الله (1)، أحمد بن محمد بن أبي نصر (1)، أحمد بن الحسين بن علي (1)، أحمد بن محمد الهمداني (1)، أبو يوسف القاضي (1)، أحمد بن محمد بن عيسي (1)، أبو هاشم الجعفري (1)، يعقوب بن إبراهيم (1)، أحمد بن محمد بن خالد (1)، أحمد بن محمد بن سعيد (1)، أحمد بن إبراهيم (1)، أحمد بن محمد بن علي (1)، أحمد بن محمد

بن محمد (1)، يحيي بن الحسين (1)، هاشم الرماني (1)، أحمد بن القاسم (2)، أحمد بن يحيي (5)، أحمد بن الحسين (2)، أحمد بن إدريس (1)، الأحنف بن قيس (1)، أحمد بن هلال (1)، أحمد بن يعقوب (1)، أحمد بن يوسف (1)، أحمد بن الحسن (1)، أحمد بن بشير (1)، أحمد بن حمزة (1)، أحمد بن علي (1)، محمد الحسيني (1)، أحمد بن محمد (5)، أحمد بن عمر (1)

الأخطل … 139 إدريس … 41، 54، 82، 119 120، 121، 129، 131 ادم … 20، 31، 32، 33 34، 37، 54، 57 63، 104، 121 ادم بن عبد الله … 378 أديم بن الحر … 456 أذينة … 249 الأربلي … 288، 323 أرطأة بن مالك … 140 أرقم بن عبد الله … 319 أروي بنت عامر … 271 أزد بن الغوث … 226 اسامة بن شريك … 436 إسحاق … 110، 382، 463 إسحاق البغوي … 482 إسحاق القرمطي … 424 إسحاق بن إبراهيم الموصلي … 212 إسحاق بن إبراهيم بن الحسن … 404، 405 إسحاق بن الصباح … 277 إسحاق بن بشير … 180، 455، 456 إسحاق بن حريز … 46 إسحاق بن حماد … 238 إسحاق بن رباط … 461 إسحاق بن سالم … 378 إسحاق بن طلحة … 319 إسحاق بن علي … 65، 66 إسحاق بن عمار بن حيان … 455 إسحاق بن عمران … 422 إسحاق بن مرار … 489 إسحاق بن يحيي … 214 إسحاق بن يزداد … 24 أسد … 407 أسد بن عبد الله … 140، 193 أسعد بن الأصبغ … 115 إسماعيل … 381 إسماعيل الأول

… 223 إسماعيل السدي … 378 إسماعيل بن ابان … 320 إسماعيل بن إبراهيم … 93 إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن … 404، 405 إسماعيل بن أبي إسماعيل … 278 إسماعيل بن القاسم … 505 إسماعيل بن جابر … 45 إسماعيل بن جعفر … 45 إسماعيل بن خالد … 204 إسماعيل بن عبد الخالق … 458 إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي … 459 إسماعيل بن عبد الله القسري … 191، 400 401، 402 إسماعيل بن عبد الله بن عبيد الله … 473 إسماعيل بن علي الدعبلي … 67 إسماعيل بن عمار بن حيان … 455 إسماعيل بن محمد الحميري … 209 إسماعيل بن موسي بن جعفر … 409 أسماء بن خارجة … 152، 355 اسود بن ثعلبة … 442 اسود بن يزيد … 233، 305 أسيد بن عمرو … 445 الأشتر بن الحرث … 318 الأشعث بن قيس … 161، 191، 89 434، 312 الأصبغ بن نباتة … 26، 27، 54

(٥٤٧)

صفحهمفاتيح البحث: إسحاق بن عمار بن حيان (1)، إسماعيل بن موسي بن جعفر (1)، عبد الله بن عبيد الله (1)، إسماعيل بن إبراهيم (2)، إسماعيل بن عبد الخالق (1)، إسماعيل بن عبد الله (1)، إسماعيل بن عبد الرحمن (1)، إسحاق بن إبراهيم (2)، إسماعيل بن أبان (1)، الأصبغ بن نباتة (1)، إسحاق بن يحيي (1)، إسماعيل بن جابر (1)، إسماعيل بن عمار (1)، إسحاق بن يزداد (1)، إسماعيل بن علي (1)، أسامة بن شريك (1)، إسماعيل بن جعفر (1)، إسماعيل بن محمد (1)، إسحاق بن بشير (1)، إسحاق بن حريز (1)

55، 110، 121 الأصمعي … 172، 483، 487 أعشي ربيعة … 505 أعشي همدان …

152 الأعمش … 138، 180، 366 367، 368، 378، 379 385، 389، 438، 443 أعين … 137، 362، 454 أعين مولي سعد … 186 أغر بن يسار … 443 أقرع بن حابس … 250 أكثم بن صيفي … 250، 445 أكيدر … 191 أكيدر بن عبد الملك … 237 الإصطخري … 145، 176 العباس بن جعدة … 334، 335 الفرات … 35 أم الأسود بنت أعين … 454 أم الحسن بنت الحسن … 475 أم الحكم بنت أبي سفيان … 272 أم الهيثم بنت الأسود … 314 أم أنمار بنت سباع … 430 أم أيوب بنت عمارة … 141 أم ثابت بنت سمرة … 359 أم جندب الأزدية … 447 أم حكمة … 193 أم سلمة … 337، 338 أم سلمة بنت يعقوب … 195 أم سليمان … 447 أم كلثوم بنت الحسين … 293، 294 أم كلثوم بنت جرول … 435 أم كلثوم بنت علي … 313 الأمين … 278، 288، 407 479، 480، 482 انس بن عمرو … 392 انس بن مالك … 67، 233، 449 أنو شروان … 187 أوس بن قلام … 167 أوسلة بن مالك … 211 أويس القرني … 233 اياد بن قيس … 153 اياس بن مضارب … 349، 350 أيمن بن خريم … 440 أيوب … 72 أيوب بن الحر … 456 أيوب بن الحسن … 279 أيوب بن الحسن بن موسي … 414 أيوب بن سلمة … 383 أيوب بن معروف … 167 أيوب بن نوح … 462 البخاري … 211، 439، 485، 464 البراقي … 31، 33، 37، 40، 55 90، 92، 93، 105، 155

البراء السيلطي … 447 البراء بن عازب … 431 برد خت الضبي … 165 البرقي … 455، 456 برك بن عبد الله … 311 بركة بن المقلد … 425 برمة بن معاوية … 440 بريد بن خضير … 468 بسام الصيرفي … 378 بسطام بن الحصين … 459 بشار … 84

(٥٤٨)

صفحهمفاتيح البحث: السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (2)، نهر الفرات (1)، أيوب بن الحسن (2)، أيوب بن الحر (1)، البراء بن عازب (1)، بسطام بن الحصين (1)، أويس القرني (1)، أيوب بن نوح (1)، أكثم بن صيفي (1)، أنس بن مالك (1)، أنس بن عمرو (1)

بشار المكاري … 84 بشر … 434 بشر بن إسماعيل بن عمار … 455 بشر بن ربيعة … 138 بشر بن عبد الملك … 237، 242 بشر بن عبد الوهاب … 126، 166، 207 بشر بن مروان … 268، 274 449، 463 بشير النبال … 456 بشير بن الخصاصية … 443 بشير بن حسان … 275 بشير بن سعد … 180 بشير بن ميمون … 455 بصبهري بن صلوبا … 180 بضيرة بنت الضيزن … 139 البغوي … 446 بكار بن قتيبة … 257 بكر بن عبد الرحمن … 259 بكر بن محمد … 455 بكير بن أعين … 452، 453، 454 بكير بن حمران … 329، 331 البلاذري … 134، 162، 167 بلال بن بليل … 445 بندار بن عبد الحميد … 491 بني بن نفيس … 424 بونا بنت كزنبا … 217 بهرام … 126، 127، 421 بهرام جور بن يزدجرد … 189 بهراء بن عمرو … 138 تاج الدين … 281

الترمذي … 211، 274، 438 تقي الدين محمد … 42 تلعكبري … 70 توبة بن الخليل … 52 ثابت البناني … 67 ثابت بن أبي ثابت … 490 ثابت بن وديعة … 444 ثعلب … 202، 483، 489، 491، 492 ثعلبة بن الحكم … 438 ثعلبة بن جدعان … 225 ثعلبة بن ذهل … 225 ثعلبة بن رومان … 225 الثعلبي … 111 الثقفي … 74 ثمامة بن خوشب … 400، 401 ثور بن عبد مناة … 387 ثور بن عفير … 225 الثوري … 185 جابر أخو حيان … 138 جابر بن أبي طارق … 439 جابر بن سمرة … 434 جابر بن سيلان … 446 جابر بن عبد الله … 380 جابر بن عبد الله الأنصاري … 111، 117 جابر بن يزيد … 467 الجاحظ … 360، 379 جالوت … 82 جبهلة بنت تزيد … 139 جحدمة … 449 جذيمة بن مالك … 212 جرير بن عباد … 466 جرير بن عبد الله … 161، 180، 181 295، 318، 433 الجعد مولي همدان … 140

(٥٤٩)

صفحهمفاتيح البحث: ثابت بن أبي ثابت (1)، بشير بن الخصاصية (1)، جابر بن عبد الله (2)، إسماعيل بن عمار (1)، جرير بن عبد الله (1)، بكير بن أعين (1)، جابر بن يزيد (1)، بشير بن ميمون (1)، ثعلبة بن الحكم (1)، جابر بن سمرة (1)، بشر بن مروان (1)، بشير النبال (1)، بشير بن سعد (1)، عبد الحميد (1)، بكر بن محمد (1)، الثعلبي (1)

جعفر القرمطي … 424 جعفر بن أبي المغيرة … 368 جعفر بن أبي جعفر … 278 جعفر بن الحسن بن الحسن … 404 جعفر بن

العباس … 391 جعفر بن القعقاع … 400 جعفر بن المثني … 455 جعفر بن سليمان … 453 جعفر بن عطية … 460 جعفر بن عنبسة … 484 جعفر بن محمد … 38، 44، 45 جعفر بن محمد البطحاني … 471 جعفر بن محمد بن إسحاق … 461 جعفر بن محمد بن مسعود … 65 جعفر بن معمر … 241 جعفر بن نافع … 401 جعفر بن ورقاء … 279، 423 جعفر بن يحيي … 268 جعفر بن يحيي البرمكي … 287 جلهمة بن أدد … 225 جمال الدين الدستجرداني … 281 جميل بن بصبهري … 208 جميل بن دراج … 69، 462 جناح بن نذير … 195 جندب بن عبد الله … 300، 301، 302 304، 438 جنكيز خان … 175 جني الصفواني … 423 الجوهري … 127 جويرية بنت مسهر … 320، 321 جويرية بن مهر … 103 جوية بن عائذ … 484 جهيم بن الصلت … 238 حاجب بن زرارة … 233، 250 الحارث الأعور … 233 الحارث بن تيم … 501 الحارث بن حسان … 438 الحارث بن زياد … 432 الحارث بن عبد الله … 274 حارثة بن وهب … 435 حاطب بن عمرو … 238 حبشي بن جنادة … 439 حبة العرني … 20، 115، 209، 320 حبة بن خالد … 438 حبيب بن أبي ثابت … 38، 78 حبيب بن حيان … 443 حبيب بن مظاهر … 324، 325، 334 336، 337، 468 الحجاج بن يوسف … 73، 74، 103 165، 208، 209، 211، 218 228، 233، 273، 259، 262 268، 285، 286، 358، 360 361، 362، 363،

364، 365 367، 368، 369، 370، 371 372، 441، 497، 499، 504 الحجاج بن القاسم … 397 الحجاج بن دينار … 378، 387 الحجاج بن عاصم … 261 الحجاج بن عتيك … 136 الحجاج بن مسروق … 468 الحجاج بن يوسف … 137 حجار بن أبجر … 324، 351 حجر بن عدي … 258، 308، 309 312، 315، 316

(٥٥٠)

صفحهمفاتيح البحث: حجار بن أبجر (1)، حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله عليه (1)، حبيب بن أبي ثابت (1)، الحارث بن عبد الله (1)، جعفر بن الحسن بن الحسن (1)، جعفر بن محمد بن إسحاق (1)، حجر بن عدي الكندي (1)، جعفر بن محمد بن مسعود (1)، الحارث بن زياد (1)، الحارث الأعور (1)، جعفر بن أبي جعفر (1)، جندب بن عبد الله (1)، الحارث بن حسان (1)، الحجاج بن مسروق (1)، حارثة بن وهب (1)، حجاج بن دينار (1)، حبشي بن جنادة (1)، جعفر بن يحيي (2)، جعفر بن المثني (1)، جعفر بن سليمان (1)، جميل بن دراج (1)، جعفر بن عطية (1)، جمال الدين (1)، جعفر بن عنبسة (1)، جعفر بن محمد (2)

317، 318، 319، 320 حجر بن يزيد … 318 حجير بن الجعد … 140 حجية بن الأجلح … 385 حذام الأسدي … 293 حذيفة بن أسيد … 434 حذيفة بن اليمان … 34، 111، 142 143، 148، 149 153، 161، 259، 430 حذيفة بن منصور … 45 الحر الجعفي … 456 الحر العاملي … 44، 47، 48، 49 56، 57، 63، 64 75، 78، 89، 99 حرام بن سعد … 185 حران بن كريمة … 395 حرب بن أمية … 242 حرب بن

هلال … 447 الحر بن يزيد … 468 الحرث بن عبد الله … 181 الحرث بن معاوية … 360 حرملة اللخمي … 275 حريث بن جابر … 232 حريز بن عبد الله … 459 حريش … 153 حزام بن مرة … 392 حسان بن أبي يحيي … 202 حسان بن المنذر … 232، 357 حسان بن قائد … 353 الحسن البصري … 233 حسن الحلواني … 204 الحسن المثلث بن الحسن المثني … 93 الحسن بن إبراهيم البطحاني … 471 الحسن بن الجهم … 452، 453 الحسن بن الحسن الأفطس … 472 الحسن بن الحسن بن الحسن … 404 الحسن بن المنذر … 425 الحسن بن أيوب بن نوح … 462 الحسن بن بشير … 496 الحسن بن حمزة العلوي … 455 الحسن بن حمزة بن محمد … 471 الحسن بن داود النقار … 492 الحسن بن داود بن الحسن … 485 الحسن بن رباط … 461 الحسن بن رجاء … 501 الحسن بن زيد … 230، 232 الحسن بن سعد الفقيه … 388 الحسن بن سعيد … 52، 53 الحسن بن سفيان … 211 الحسن بن سليمان … 453 الحسن بن سهل … 278، 279، 406 408، 409، 411، 412 الحسن بن شجرة … 455، 456 الحسن بن عبد الله بن محمد … 54 الحسن بن عطية … 460 الحسن بن علي … 49 الحسن بن علي الأشعري … 457 الحسن بن علي البجلي … 466 الحسن بن علي الحوزي … 186 الحسن بن علي الكشمارجاني … 68 الحسن بن علي المأموني … 411 الحسن بن علي بن أبي حمزة … 63 الحسن بن

علي بن النعمان … 44 الحسن بن علي بن عبد الرحمن … 473

(٥٥١)

صفحهمفاتيح البحث: الحر بن يزيد الرياحي (1)، الشيخ الحر العاملي (1)، علي بن أبي حمزة البطائني (1)، الحسن بن عبد الله بن محمد (1)، الحسن بن علي بن النعمان (1)، الحسن بن إبراهيم (1)، حذيفة بن اليمان (1)، حريز بن عبد الله (1)، الحسن بن أيوب (1)، حذيفة بن أسيد (1)، الحسن بن سليمان (1)، الحسن بن الجهم (1)، الحسن بن سفيان (1)، الحسن بن داود (2)، الحسن بن عطية (1)، الحسن بن المنذر (1)، حذيفة بن منصور (1)، الحسن بن الحسن (2)، الحسن بن رباط (1)، الحسن بن بشير (1)، الحسن بن حمزة (2)، الحسن بن سعيد (1)، الحسن البصري (1)، الحسن بن زيد (1)، الحسن بن سهل (1)، الحسن بن علي (7)، حريث بن جابر (1)، الهلال (1)

الحسن بن علي بن فضال … 53، 456 الحسن بن علي بن معيه … 474 الحسن بن عمارة … 386 الحسن بن كثير … 310 الحسن بن محبوب … 47، 50، 54 458، 461 الحسن بن محمد الجواني … 399 الحسن بن محمد بن سماعة … 456 الحسن بن محمد بن معيه … 472 الحسن بن يحيي بن الحسين … 93 الحسن بن يوسف … 69 الحسين بن أحمد الطالبي … 417 الحسين بن أحمد الفزاري … 492 الحسين بن أحمد بن حمزة … 279، 280 الحسين بن أحمد بن عمر … 249 الحسين بن أحمد مخيط … 477 الحسين بن إدريس … 66 الحسين بن إسماعيل … 414، 415 الحسين بن أشكيب … 65 الحسين بن الحسن الأعور … 245، 473 الحسين بن

الحسن الأفطس … 408 الحسين بن الحسن الكندي … 260 الحسين بن الحسن بن الجهم … 453 الحسين بن الحسن بن علي … 93 الحسين بن السري … 192 الحسين بن حسن الأفطس … 410 الحسين بن حمزة الأيسر … 478 الحسين بن زكرويه … 422 الحسين بن زيد بن الحسين … 469 الحسين بن سعيد … 45، 48، 450 الحسين بن سليمان … 453 الحسين بن عبد الرحمن بن القاسم … 472 الحسين بن عبد الله الغضائري … 70، 84 الحسين بن عبد الله الواسطي … 452 الحسين بن علي بن سفيان … 45، 84 الحسين بن محمد الصريفيني … 195 الحسين بن محمد الفدان … 93 الحسين بن محمد المالكي … 57 الحسين بن موسي الكاظم … 93 الحسين بن نعيم … 460 الحسين بن هارون … 263 الحسين خليل الطهراني … 101 الحصين بن نمير … 322، 323، 333 حضين بن المنذر … 233 حفص بن البختري … 64 حفص بن سليمان … 262 حفص بن سوقة … 459 حفص بن عمر … 140 حفص بن غياث … 211، 262 الحكم بن الصلت … 389، 390، 391 392، 397 الحكم بن أيوب … 364 الحكم بن عتيبة … 262 الحكم بن نفيل … 463 حكمة بن حذيفة … 193 حكيم الحارثي … 412 حكيم بن سعد … 191 حكيم بن منقذ … 343 الحلبي … 47 حماد … 170 حماد الكندغوش … 411 حماد بن زيد … 21 حماد بن عيسي … 44، 46، 47 حماد بن ميسرة الراوية … 506

(٥٥٢)

صفحهمفاتيح البحث: الحسين بن الحسن بن الجهم (1)، الحسين بن علي بن

سفيان (1)، الحسين بن الحسن الكندي (1)، الحسن بن محمد بن سماعة (1)، الحسن بن علي بن فضال (1)، الحسين بن عبد الله (2)، الحسين بن هارون (1)، يحيي بن الحسين (1)، الحسين بن سليمان (1)، الحسين بن إشكيب (1)، الحسين بن موسي (1)، الحسين بن الحسن (3)، الحسين بن أحمد (5)، الحكم بن الصلت (1)، الحسين بن حمزة (1)، الحسين بن سعيد (1)، الحسين بن نعيم (1)، حفص بن البختري (1)، الحسين بن زيد (1)، الحسن بن يوسف (1)، حماد بن عيسي (1)، محمد الجواني (1)، الحسين بن محمد (3)، الحسن بن كثير (1)، الحسن بن محبوب (1)، حفص بن سليمان (1)، الحسن بن علي (1)، حصين بن نمير (1)، حفص بن غياث (1)، حماد بن زيد (1)، الحسن بن محمد (1)، حفص بن سوقة (1)، حفص بن عمر (1)

حماد بن هرمز … 488 حمد الله القزويني … 146 حمدان بن أحمد … 259 حمران بن أعين … 452، 454 حمزة بن أبي حمزة الثمالي … 451 حمزة بن القاسم … 89 حمزة بن بيض … 505 حمزة بن حمران … 452 حمزة بن زيد … 473 حمزة بن محمد … 473 حمزة بن محمد الكوفي … 471 حميد … 460 حميد بن أحمد … 386 حميد بن عبد الحميد … 279، 411 412، 413، 501 حنان بن سدير … 50 حنظلة … 201 حنظلة بن أسعد … 468 حنظلة بن الربيع … 445 حويطب بن عبد العزي … 238 حيان بن العباس … 310 خارجة الفزاري … 231 خارجة بن أبي حبيبة … 314 خالد القلانسي … 53، 55 خالد بن أبي يزيد

… 69 خالد بن الوليد … 180، 181، 189 خالد بن صفوان … 235 خالد بن عبد الله القسري … 74، 136، 140 141، 161، 164، 167 176، 182، 184، 191 193، 226، 260، 261 268، 275، 276، 287 355، 369، 370، 371 372، 383، 392 خالد بن عتاب … 153، 362، 363 خالد بن عرعرة … 76 خالد بن عرفطة … 160، 206 433، 319 خالد بن عمر … 415 خالد بن كلثوم … 489 خالد بن مخلد … 204 خالد بن معمر … 232 خالد بن نضلة … 199 خباب بن الأرت … 103، 160، 430، 178 خباب بن عبد الله … 463 خراش بن حوشب … 397، 398 خريم بن الأخرم … 440 خزيمة بن نصر … 353، 354 خزيمة بن ثابت … 444 خشاف الكوفي … 492 الخضر … 54، 75، 79، 80 82، 83، 87 119، 121، 194 خضر شلال … 89، 99، 104 الخليل … 487 خنيس بن سعد … 192، 444 خيثمة بن عبد الرحمن … 459 داود … 82، 83 داود بن القاسم = أبو هاشم الجعفري داود بن الهيثم … 485، 493 داود بن علي بن عبد الله … 277، 383، 384 داود بن عيسي بن موسي … 409، 410 داود بن فرقد … 55، 461 داود بن كيسان … 395

(٥٥٣)

صفحهمفاتيح البحث: أبو هاشم الجعفري (1)، خالد بن عبد الله (1)، داود بن الهيثم (1)، علي بن عبد الله (1)، خباب بن الأرت (1)، داود بن القاسم (1)، خالد بن الوليد (1)، خزيمة بن ثابت (1)، حمزة بن القاسم (1)، داود بن عيسي (1)، خالد القلانسي

(1)، حمزة بن حمران (1)، حنظلة بن أسعد (1)، حنان بن سدير (1)، داود بن فرقد (1)، حمزة بن زيد (1)، خالد بن معمر (1)، حمزة بن محمد (2)، عبد الحميد (1)

داود بن محمد بن صالح … 492 دختكا … 496 دعبل … 501 دعبل الخزاعي … 228، 498، 499 500، 505 دكين بن سعيد … 440 الدميري … 284، 287 الدهن بن عذرة … 463 الديار بكري المالكي … 107 ديلم النقيب … 163 الديلمي … 99 الذئب بن القاسم … 422 ذريح المحاربي … 38 ذو الفقار … 57 الذهبي … 376، 379 راشد المملوك … 395 راشد بن اياس … 350، 352، 353، 354 راشد بن سعد … 378 الراضي بالله … 122، 263 رافع الغطفاني … 450 رافع بن سلمة بن زياد … 450 رافع بن عبد الله … 145 رامة بنت الحسين بن منقذ … 210 رامة بنت الحصين … 125 رباح … 401 ربعي بن خراش … 441 ربيع بن خيثمة … 233 ربيع بن محمد … 485 ربيعة بن حذار … 250 ربيعة بن مخاشن … 250 ربيعة بن ناجذ … 318 رتبيل … 369، 370 رجب بن منيع … 427 رزيق الخلقاني … 70 رزين … 378 رستم … 137 رسيم العبدي … 446 الرشيد … 481، 482، 503، 505 رشيد الهجري … 336، 339، 440، 456 رشيد بن مالك … 442 رشيد مولي … 332 رضا بحر العلوم … 101 رفاعة بن شداد … 319، 324، 327 341، 344، 345 رفاعة بن يثربي … 443 رقيم بن الياس … 457 روح بن حاتم … 277 روح

بن زنباع … 285 روز به … 106، 150، 156، 157 رومية … 453 رياح بن الربيع … 445 رياح بن عثمان … 402، 404، 405 ريان بن سلمة … 391، 392، 393 زائدة … 397 زاهر بن زاهر … 437 زبيد اليامي … 378 زبيد بن الحارث … 388 الزبير … 231 الزبير بن الأروح … 332 الزبير بن العوام … 161، 307، 308، 500 الزبير بن حكيمة … 392 زجر بن قيس … 349، 351 زحم بن معبد … 443 زرارة بن أعين … 69، 452، 454، 462

(٥٥٤)

صفحهمفاتيح البحث: شهر رجب المرجب (1)، الشاعر دعبل الخزاعي (1)، الزبير بن العوام (1)، رافع بن عبد الله (1)، رقيم بن إلياس (1)، زرارة بن أعين (1)، رفاعة بن شداد (1)، ربيعة بن ناجذ (1)، سلمة بن زياد (1)، رشيد الهجري (1)، ربعي بن خراش (1)، داود بن محمد (1)، ربيع بن محمد (1)، الدميري (1)

زرارة بن يزيد … 192 الزرقاء … 504 الزعفراني … 74 زكرويه … 420 زكرويه القرمطي … 121، 122 زكرويه بن مهرويه … 422، 423 زكريا بن ادم … 228 زكريا بن الحر … 456 زكريا بن زائدة … 378 زمزم بن سليم … 392 زند بن الجون … 506 زهرة بن حوية … 137، 162 زهرة بن سليم … 399 الزهري … 378 زهير بن القين … 468 زهير بن المسيب … 408 زهير بن جندب … 299 زهير بن معاوية … 398 زياد القندي … 44، 45 زياد النهدي … 398 زياد بن أبيه … 33، 35، 72، 73، 74 103، 135، 141، 105، 136 152، 158، 159، 162،

163 164، 194، 207، 268، 270 272، 273، 285، 316، 317 318، 319، 321، 340 زياد بن المنذر = أبو الجارود زياد بن خراس … 185 زياد بن رافع … 450 زياد بن سوقة … 459 زياد بن عبيد الله الحارثي … 402، 403 زياد بن علاقة … 378، 439 زيادة بن زياد … 489 زيد الأسود بن الحسين … 246 زيد بن أبي الفتح … 246 زيد بن أبي شيبة … 446 زيد بن أرقم … 432 زيد بن اسلم … 447 زيد بن جعفر العلوي … 84 زيد بن الحسين … 476 زيد بن الحسين بن عيسي … 93 زيد بن حارثة … 193 زيد بن سوقة … 459 زيد بن صوحان … 306، 307 زيد بن علي … 37، 81، 82، 83، 94 168، 169، 194، 205، 293 376، 377، 378، 379، 380 381، 382، 383، 384، 385 386، 388، 389، 390، 391 392، 393، 394، 395، 396 397، 398، 399، 451، 472 زيد بن موسي بن جعفر … 409 السائب بن الأقرع … 151، 154 208، 126 السائب بن مالك … 273 سابور … 187 سالم … 77 سالم بن أبي الجعد … 450 سالم بن رافع … 450 سالم بن عبيد … 441 سالم بن عمارة … 183 سبرة بن عبد الرحمن … 361 سبط ابن الجوزي … 107، 288 السبيع بن الصعب … 185

(٥٥٥)

صفحهمفاتيح البحث: زهير بن القين البجلّي (1)، سالم بن أبي الجعد (1)، زهير بن معاوية (1)، السائب بن مالك (1)، السبط إبن الجوزي (1)، الحسين بن عيسي (1)، زهرة بن حوية (1)، زياد بن المنذر (1)،

زياد بن سوقة (1)، أبو الجارود (1)، زكريا بن الحر (1)، زكريا بن آدم (1)، زياد بن عبيد (1)، زيد بن حارثة (1)، زياد القندي (1)، زيد بن صوحان (1)، زيد بن موسي (1)، سالم بن عبيد (1)، زيد بن أرقم (1)، زيد بن أسلم (1)، زيد بن علي (1)

السبيع بن سبع … 137، 211 سحيم بن نوفل … 441 سرحون … 326 السري بن إسماعيل … 261 السري بن منصور = أبو السرايا سعد بن إبراهيم … 383 سعد بن أبي وقاص … 429، 433، 437 106، 125، 126، 127، 131 134، 135، 136، 137، 138 142، 143، 144، 145، 146 148، 149، 150، 151، 153 154، 156، 157، 158، 159 160، 161، 162، 174، 187 205، 206، 207، 208، 211 217، 233، 271، 298 299، 429، 433، 437 سعد بن بجير … 444 سعد بن حبتة … 444 سعد بن خيثم … 394 سعد بن زيد … 394 سعد بن سعد الأشعري … 68 سعد بن طريف … 54 سعد بن عبد الله … 45، 54، 89 سعد بن قيس … 160، 234 سعد بن مالك … 144، 145، 499 سعد بن مسعود … 295، 305 سعد بن نمران … 260، 319 سعر بن أبي سعر … 352 سعيد بن أبي الجهم … 450 سعيد بن الساجور … 279، 411، 412، 413 سعيد بن العاص … 184، 192، 213، 271 272، 203، 303، 304، 305 196، 202، 233، 259، 262 274، 368، 369، 370، 371 372، 373، 374، 375 سعيد بن حريث … 434 سعيد بن خيثم … 378 سعيد بن زيد …

272، 430 سعيد بن شداد … 485 سعيد بن عبد الله … 324 سعيد بن عمرو … 181 سعيد بن عمرو بن أشوع … 260 سعيد بن محمد الحميري … 293 سعيد بن مسعود … 153 سعيد بن منقذ … 350، 355، 357 سعيد بن نمران … 159 السفاح … 152، 195، 204، 214 229، 230، 232، 234، 261 277، 287، 466، 502، 503 سفيان … 463 سفيان الثوري … 196، 387 سفيان الطبيب … 395 سفيان بن الأبرد … 360 سفيان بن أمية … 238 سفيان بن عيينة … 210 سفيان بن ليلي … 350 السفياني … 111، 118 سكينة بنت الحسين … 131، 293 سكينة بنت القاسم بن كثير … 391 سلام بن أبي عميرة … 54 سلامة … 63 سلمان الفارسي … 142، 143، 149، 151 153، 119، 209، 259، 431 سلمان بن ربيعة … 258، 438

(٥٥٦)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن سعد لعنه الله (1)، سلمان المحمدي (الفارسي) رضوان الله عليه (1)، سعيد بن أبي الجهم (1)، سفيان بن عيينة (1)، سعيد بن عبد الله (1)، سعد بن إبراهيم (1)، سعد بن عبد الله (1)، سفيان الثوري (1)، سلمان بن ربيعة (1)، سعيد بن خيثم (1)، سعيد بن زيد (1)، سعيد بن عمرو (2)، سعد بن مالك (1)، سعيد بن محمد (1)، سعد بن مسعود (1)، سعد بن زيد (1)، سعد بن قيس (1)، سعد بن سعد (1)، الطب، الطبابة (1)

سلمان بن ربيعة الباهلي … 160 سلمان مولي عبيد الله … 393 سلمويه … 482 سلمة بن ثابت … 397 سلمة بن عاصم … 483، 484 سلمة بن قيس … 438 سلمة بن

كهيل … 252، 368، 378 سلمة بن نعيم … 441 سلمة بن يزيد … 436 سلمي بن نوفل … 250 سليم السلطان … 223 سليمان … 29، 72، 117، 217 سليمان بن إسماعيل … 472 سليمان بن الحسن … 452 سليمان بن خالد … 389، 396 سليمان بن داود بن الحسن … 404، 405 سليمان بن سراقة … 390 سليمان بن صالح … 69 سليمان بن صرد … 324، 327، 435 341، 342، 343 344، 345، 348، 506 سليمان بن عبد الملك … 153، 275، 287 سليمان بن علي بن عبد الله … 403 سليمان بن كيسان … 395 سليمان بن محمد … 483 سليمان بن منصور … 278 سليمان بن مهران = الأعمش سليمان مولي … 330 سليمان مولي طربال … 55 سليم بن يزيد … 317 سماك بن حرب … 448 سماك بن مخرمة … 139 سمرة بن جندب … 434، 438 سنان بن مقرن … 432 سندي … 288 سنسن … 454 سنمار … 187، 188 سواد بن زيد … 193 سواء بن خالد … 438 سويد بن سليم … 361 سويد بن عبد الرحمن … 350، 351 سويد بن قيس … 447 سويد بن مقرن … 432 سويد بن منجرف … 232 سهل بن حنيف … 103، 430 سهل بن زياد … 47، 51 سيبويه … 202، 229 479، 480، 481 سيحان بن صوحان … 308 السيوطي … 485، 486، 488 496، 479، 481 شاه بن ميكال … 417، 418 شاه صفي … 41، 223 شبث بن ربعي … 140، 231، 232 306، 324، 334، 349، 351 352، 353، 354، 355،

357 الشبلنجي … 108، 379 شبيب الخارجي … 193 شبيب بن بجرة … 312، 313 شبيب بن يزيد … 359، 360، 361 362، 363 شبيل بن أبي الأزدي … 299، 301، 302 شتير بن شكل … 442 شجرة بن ميمون … 455

(٥٥٧)

صفحهمفاتيح البحث: جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، سليمان بن صرد الخزاعي (1)، شبث بن ربعي اليربوعي (1)، سليمان مولي طربال (1)، سليمان بن مهران (1)، علي بن عبد الله (1)، سليمان بن داود (1)، سيحان بن صوحان (1)، سليمان بن الحسن (1)، سليمان بن خالد (1)، سليمان بن صالح (1)، سلمان بن ربيعة (1)، سلمة بن كهيل (1)، سهل بن زياد (1)، شجرة بن ميمون (1)، سليمان بن محمد (1)، سهل بن حنيف (1)، سويد بن مقرن (1)، شتير بن شكل (1)، سماك بن حرب (1)، سمرة بن جندب (1)

شداد بن الهيثم … 316 شديد بن عبد الرحمن … 455 شرحبيل بن الأعور … 442 شرحبيل بن حسنة … 265، 446 شرقي بن القطامي … 139، 197 202، 229 شريح … 38، 207، 259 شريح القاضي … 189، 233، 251 252، 253، 257، 258، 438 شريح بن الحارث … 160، 319 شريح بن هاني … 319، 443 الشريف الرضي … 244 شريك بن شداد … 319 شريك بن عبد الله … 142، 261 … 388، 507 شريك بن عمرو … 201، 202 شعبة … 293، 378 شعبة بن الحجاج … 196 الشعبي … 135، 180، 185، 208 209، 261، 274، 376، 502 شقير الطبيب … 395 شقيق بن ثور … 232 شكل بن حميد … 442 الشمر بن ذي الجوشن … 349، 355 شمس

الدين بن الجويني … 281 شمس الدين علي … 247 شمس الدين محمد … 219 شهاب بن عبد ربه … 458 شهد بن عدنان … 227 شيبان … 445 شيطان بن زبير … 211 الصاغاني … 125، 127 صالح بن أبي الأسود … 83 صالح بن أبي حماد … 49 صالح بن عبد الله … 485 صالح بن علي … 182، 217 صالح بن مسرح … 360، 363 صالح بن ميثم … 454 صباح … 320 صباح الحذاء … 56 صخر بن العيلة … 437 صدام … 391 صدقة بن حسان … 65 الصدوق … 28، 31، 33، 44، 48 49، 52، 53، 65، 251 صراف بن يزيد … 358 صعصعة … 304 الصفار … 44، 53 صفوان … 24، 63، 90، 273 صفوان بن عسال … 436 صفوان بن يحيي … 461، 464 صفي الدين بن محاسن … 249 صفية … 497 صفية بنت العباس … 394 صقر بن عبد الله … 277 صلابة بن مالك … 138 صلوبا بن بصبهري … 181 الصنابح بن الأعسر … 448 صهباء بنت حرب … 237، 242 صيفي بن فسيل … 319 ضحاك بن عجلان … 227، 238 ضحاك بن قيس … 189، 272 433، 439 ضرار بن الأزور … 180، 440

(٥٥٨)

صفحهمفاتيح البحث: صالح بن أبي الأسود (1)، صالح بن أبي حماد (1)، صالح بن عبد الله (1)، شريك بن عبد الله (1)، شمر بن ذي الجوشن لعنه الله (1)، شهاب بن عبد ربه (1)، صفوان بن يحيي (1)، الشيخ الصدوق (1)، شريح بن هاني (1)، شعبة بن الحجاج (1)، شريح القاضي (1)، صيفي بن فسيل (1)،

شمس الدين محمد (1)، صالح بن ميثم (1)، صباح الحذاء (1)، صالح بن علي (1)، الشريف الرضي، أبو الحسن محمد بن الحسين (1)، شقيق بن ثور (1)، الجويني (1)، الحرب (1)، الطب، الطبابة (1)

ضرار بن الخطاب … 145، 150 ضرار بن الخطاب … 154، 394 ضريس بن أعين … 454 ضريس بن عبد الملك … 452 ضيزن بن معاوية … 139 طارف بن عبد الله … 358 طارق بن الأشيم … 439 طارق بن زياد … 449 طارق بن عبد الله … 441 طالوت … 83 طاهر … 406 طاهر بن أحمد الفقيه … 469 الطبراني … 443، 446 الطبرسي … 65 الطرماح بن حكيم … 505 طريف البكري … 423 طريف بن عبد الله … 358 طعمة التميمي … 390 طغر لبك … 427 طلحة … 231، 307، 308 طلحة بن عبد الله بن خلف … 153 طلحة بن عبيد الله … 160، 195، 213 214، 218، 238، 304 طلحة بن مصرف … 447 طلق بن حبيب … 370 طليحة بن خويلد … 234 الطوسي … 45، 46، 51، 52، 67 70، 84، 88، 111، 259، 452 455، 456، 458، 459، 460 461، 462، 463، 464، 493، 506 طوعة الكندية … 328 طهماسب الصفوي … 222 طهمان … 360 طيالسي … 70 ظالم بن عمر = أبو الأسود الدؤلي ظريف بن ناصح … 53 عائذ بن حملة … 317 عائشة … 52، 231، 306 عابس بن أبي شبيب … 325، 468 عاتكة بنت الحسين … 131 عاص بن أمية … 302 عاص بن وائل … 250 عاصم … 262 عاصم بن أبي النجود …

274 عاصم بن الدلف … 144، 149، 154 عاصم بن عمر … 401 عاصم بن عوف … 319 عاصم بن كليب … 447 عامر التميمي … 390 عامر بن الظرب … 250 عامر بن شراحيل … 259، 260، 233 عامر بن شهر … 436 عامر بن صعصعة … 233 عامر بن عبد الله بن قيس … 259 عامر بن عبد قيس … 153 عامر بن عدي … 226 عامر بن عمرو … 443 عامر بن مسعود … 273، 358 449، 459 عباد بن حصين … 153 العبادي … 175 العباس الأول … 222، 223 العباس بن أحمد … 473 العباس بن الحسن المثلث … 94

(٥٥٩)

صفحهمفاتيح البحث: الطبراني (1)، أبو الأسود الدؤلي (1)، طلحة بن عبيد الله (1)، عابس بن أبي شبيب (1)، عامر بن عبد الله (1)، طلحة بن عبد الله (1)، ضريس بن عبد الملك (1)، العباس بن أحمد (1)، عامر بن عبد قيس (1)، طاهر بن أحمد (1)، ضريس بن أعين (1)، ظريف بن ناصح (1)، عامر بن مسعود (1)، عاصم بن عمر (1)

العباس بن الحسن بن الحسن … 404 العباس بن الفضل … 288 العباس بن الكاظم … 279 العباس بن ذريح … 366 العباس بن سعيد … 391، 393 395، 397 العباس بن عامر … 70 العباس بن عبد المطلب … 394 العباس بن عيسي … 278 العباس بن محمد العباسي … 483 العباس بن محمد بن علي … 489 العباس بن محمد بن عيسي … 408، 409 العباس بن مرداس … 234 العباس بن موسي العباسي … 278 العباس بن موسي بن عيسي … 278، 408 412، 413 عبد الأعلي

الشامي … 381 عبد الأعلي بن علي بن أبي شعبة … 451 عبد الأعلي بن يزيد … 334 عبد الجبار الرازي … 84 عبد الجبار بن الحسن … 474 عبد الحسين الطهراني … 101 عبد الحميد الخادم … 45 عبد الحميد الرواسي … 397 عبد الحميد السلطان … 174 عبد الحميد بن التقي … 55 عبد الحميد بن عبد الرحمن … 260، 275 عبد الحميد بن فرقد … 461، 462 عبد الحميد بن محمد … 246، 476 عبد الخالق بن عبد ربه … 458 عبد الخالق بن محمد … 203 عبد الخير الخيواني … 307، 308 عبد الرحمن الأنباري … 479، 482 عبد الرحمن البرقوقي … 510 عبد الرحمن الخلخالي … 510 عبد الرحمن الناصر … 255 عبد الرحمن بن إبراهيم … 56 عبد الرحمن بن أبي الوالي … 404 عبد الرحمن بن أبي عقيل … 441 عبد الرحمن بن أعين … 454 عبد الرحمن بن الأسود … 38 عبد الرحمن بن الأشعث … 364، 369، 504 عبد الرحمن بن الجوزي … 72 عبد الرحمن بن الحارث … 378 عبد الرحمن بن الخطاب … 414 عبد الرحمن بن السائب … 72، 73 عبد الرحمن بن العباس … 364 عبد الرحمن بن بشر … 455 عبد الرحمن بن بشير … 235 عبد الرحمن بن حبيش … 304 عبد الرحمن بن حسان … 319، 321 عبد الرحمن بن حسنة … 446 عبد الرحمن بن حماد … 65 عبد الرحمن بن سعيد … 83، 349 352، 356 عبد الرحمن بن عابس … 366 عبد الرحمن بن عبد الله … 272، 324، 364 عبد الرحمن بن عقيل … 433

عبد الرحمن بن فرقد … 461 عبد الرحمن بن محمد الأشعث … 234 عبد الرحمن بن مخنف … 349 عبد الرحمن بن مقرن … 433 عبد الرحمن بن ملجم … 40، 103، 128 131، 147، 195، 310

(٥٦٠)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الحميد بن التقي (1)، عبد الأعلي بن يزيد (1)، عبد الخالق بن عبد ربه (1)، العباس بن عبد المطلب (1)، عبد الأعلي بن علي (1)، عبد الخالق بن محمد (1)، العباس بن عيسي (1)، عبد الحميد بن فرقد (1)، عبد الحميد بن محمد (1)، العباس بن موسي (2)، العباس بن الفضل (1)، العباس بن عامر (1)، الحسن بن الحسن (1)، العباس بن محمد (3)، عبد الحميد (4)

311، 312، 313، 314، 429 عبد الرحمن بن نعيم … 455، 460 عبد الرحمن بن نوفل … 441 عبد الرحيم بن عبد ربه … 458 عبد الرزاق المقرم … 169 عبد السلام بن عبد الرحمن … 455 عبد الصمد بن أبي مالك … 394 عبد العزيز الأربلي … 282 عبد العزيز الدهلوي … 378 عبد العزيز بن الحجاج … 400 عبد العزيز بن سعيد … 404 عبد العزيز بن محمد … 482 عبد العظيم بن الحسين … 472 عبد الكريم … 339 عبد الكريم بن علي … 204 عبد الله أفندي … 38، 39، 89 عبد الله الحميري … 70 عبد الله الليثي … 67 عبد الله بن ابان … 82 عبد الله بن إبراهيم الأزدي … 204 عبد الله بن أبي أوفي … 103، 433 عبد الله بن أبي زياد … 204 عبد الله بن أحمد الأنصاري … 56 عبد الله بن أحمد الفقيه … 485 عبد الله بن

أحمد بن حنبل … 463 عبد الله بن أحمد بن عبد الله … 483 عبد الله بن إدريس … 211 عبد الله بن اسامة … 55 عبد الله بن الأسود … 56 عبد الله بن الجارود … 137 عبد الله بن الحرث … 318 عبد الله بن الحسن المثلث … 94 عبد الله بن الحسن المحض … 403، 404 عبد الله بن الحسن المحض … 405 عبد الله بن الحسن المكفوف … 94 عبد الله بن الحسن بن أبي الشوارب … 257 عبد الله بن الحسين العكبري … 479 عبد الله بن الحسين بن محمد … 469 عبد الله بن الزبير … 139، 234، 258، 260 272، 273، 274، 285، 292 326، 332، 342، 343، 345 346، 347، 348، 349، 358 432 عبد الله بن الزبير الأسدي … 505 عبد الله بن العباس … 393 عبد الله بن العلاء … 228 عبد الله بن القاسم الحارثي … 464 عبد الله بن المبارك … 211 عبد الله بن المعتز … 484 عبد الله بن المعتم … 142، 145، 149، 150 عبد الله بن المعتمر … 153، 154 عبد الله بن المعرض … 446 عبد الله بن الوليد … 26، 70 عبد الله بن بكير … 452 عبد الله بن جبلة … 54 عبد الله بن جعفر … 302 عبد الله بن حازم … 334 عبد الله بن حسن بن حسن … 214 عبد الله بن حمدان … 134 عبد الله بن حوية … 319 عبد الله بن خارجة = أعشي ربيعة عبد الله بن خالد … 272 عبد الله بن خريش … 482 عبد الله بن

داود بن الحسن … 404، 405

(٥٦١)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، عبد الله بن الحسن (ع) (5)، عبد الله بن القاسم الحارثي (1)، عبد الله بن الزبير الأسدي (1)، عبد الله بن أبي أوفي (1)، عبد الله بن أحمد الفقيه (1)، عبد الله بن الحسين بن محمد (1)، عبد الله بن إبراهيم (1)، عبد الله بن الجارود (1)، عبد الرحيم بن عبد ربه (1)، عبد العزيز بن الحجاج (1)، عبد الله بن الوليد (1)، عبد العظيم بن الحسين (1)، عبد الله بن المبارك (1)، عبد الله بن العلاء (1)، عبد الله بن الحسين (1)، عبد الله بن الزبير (1)، عبد الله بن أبان (1)، عبد الله بن إدريس (1)، عبد الله الحميري (1)، أحمد بن عبد الله (1)، عبد الله بن أحمد (2)، عبد الله بن خالد (1)، عبد الله بن بكير (1)، عبد الله بن جبلة (1)، عبد العزيز بن محمد (1)، داود بن الحسن (1)، عبد العزيز (3)، عبد الكريم (2)

عبد الله بن داهر … 54 عبد الله بن رباط … 461 عبد الله بن رستم … 492 عبد الله بن سعد … 238، 341 عبد الله بن سعيد … 489 عبد الله بن سعيد الحرشي … 409 عبد الله بن شبرمة … 261، 385، 506 عبد الله بن شداد … 350 عبد الله بن صالح … 378 عبد الله بن طاهر … 453 عبد الله بن عباس … 207، 233، 306 310، 345، 358، 368 عبد الله بن عبد الرحمن … 293 عبد الله بن عتبة … 258، 369 عبد

الله بن عدنان … 227 عبد الله بن عفيف … 102 عبد الله بن علي … 403 عبد الله بن عمر … 127، 151 358، 400، 401 عبد الله بن عمر بن عبد العزيز … 276، 268 عبد الله بن عمرو … 378 عبد الله بن عوف … 392 عبد الله بن قتادة … 352 عبد الله بن قيس = أبو موسي الأشعري عبد الله بن كثير العامري … 56 عبد الله بن لهيعة … 254، 257 عبد الله بن مالك … 195، 258، 259، 448 عبد الله بن محمد الأزدي … 313 عبد الله بن محمد الخطابي … 485، 505 عبد الله بن محمد بن جعفر … 470 عبد الله بن محمد بن عمر … 378 عبد الله بن محمود … 414 عبد الله بن مسعود … 56، 112، 137، 140 141، 151، 160، 233 270، 298، 299، 300، 301 337، 366، 430، 436، 459 عبد الله بن مسكان … 389 عبد الله بن مسلم … 325 عبد الله بن مسلم بن عبد الله … 469 عبد الله بن مسمع … 324 عبد الله بن مطيع … 273، 347، 349، 350 351، 352، 353، 354 355، 356، 357 عبد الله بن معاوية … 400، 401، 402 عبد الله بن وال … 324، 341، 343 عبد الله بن يحيي الذهلي … 211 عبد الله بن يحيي بن حنبل … 211 عبد الله بن يزيد … 342، 343، 345، 366 عبد الله بن يزيد الخطمي … 273 عبد الله بن يزيد بن زيد … 432 عبد الله بن يقطر … 103، 322، 323 عبد الله شبر

… 39، 89، 99، 104 عبد المسيح بن بقلة … 135، 146 عبد المسيح بن عمرو … 189 عبد المطلب … 88 عبد المطلب بن هاشم … 250 عبد الملك القمي … 45 عبد الملك بن أعين … 452، 454 عبد الملك بن الأهتم … 208 عبد الملك بن عمير … 103، 107، 136 209، 216، 258 322، 402، 502 عبد الملك بن فرقد … 461، 462 عبد الملك بن مروان … 107، 108، 152

(٥٦٢)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، عبد الله بن محمد بن جعفر (1)، عبد الله بن محمد بن عمر (1)، أبو موسي الأشعري (1)، عبد الله بن يحيي (2)، عبد الله بن داهر (1)، عبد الله بن طاهر (1)، عبد الله بن عتبة (1)، عبد الله بن يزيد (3)، عبد الله بن وال (1)، عبد الله بن مسكان (1)، عبد الملك بن أعين (1)، عبد الله بن رباط (1)، عبد الله بن شبرمة (1)، عبد الله بن شداد (1)، عبد الله بن صالح (1)، عبد الله بن مالك (1)، عبد الله بن مسعود (1)، عبد الله بن سعيد (2)، عبد الله بن عفيف (1)، عبد الله بن كثير (1)، عبد الله بن محمود (1)، عبد الله بن يقطر (1)، عبد الله بن علي (1)، عبد الله بن عمرو (1)، عبد الله بن قيس (1)، عبد الملك بن عمير (1)، عمر بن عبد العزيز (1)، عبد الله بن محمد (2)، عبد الله بن عمر (1)، عبد الملك القمي (1)، عبد الملك بن فرقد (1)

208، 267، 274، 284، 285 286، 287، 346، 360، 370 372، 434، 444، 494، 495 499، 501، 505

عبد الملك بن ميسرة … 196 عبد المؤمن صفي الدين … 215 عبد الواحد البصري … 67 عبد الواحد بن أحمد … 263 عبدان السقا … 508 عبدوس بن محمد … 408 عبدة بن الطبيب … 126، 205 عبس بن بغيض … 196 عبيد الله بن أبي العلاء … 378 عبيد الله بن أبي رافع … 103 عبيد الله بن الحارث … 333، 334 عبيد الله بن الحر … 456 عبيد الله بن المجمع … 457 عبيد الله بن رافع … 450 عبيد الله بن زياد … 73، 74، 103، 107 126، 169، 185، 196، 209 268، 273، 289، 322، 323 326، 327، 328، 329، 330 331، 332، 333، 334، 335 336، 338، 339، 340، 341 342، 344، 347، 444، 456 468 عبيد الله بن عبد الله … 453 عبيد الله بن عبد الله بن الحسن … 278 عبيد الله بن عبد الله بن طاهر … 498 عبيد الله بن عبد الله بن عتبة … 259 عبيد الله بن علي … 451 عبيد الله بن علي باغر … 94 عبيد الله بن عمر … 436 عبيد الله بن عمرو بن عزيز … 333 عبيد الله بن محمد … 278 عبيد الله بن محمد بن عمر … 378 عبيد الله بن موسي … 204 عبيد الله بن موسي الكاظم … 94 عبيد بن الأبرص … 199، 200، 201 عبيد بن خالد … 441 عبيد بن زرارة … 452، 453 عبيد بن عمير … 107 عبيد بن كعب … 446 عبيدة بن حميد الحذاء … 485 عبيدة بن رافع … 450 عبيدة بن عازب … 431 عتاب

بن شمير … 442 عتاب بن عبد الله … 497 عتاب بن ورقاء … 140، 193، 232 عتبة بن الأخنس … 319 عتبة بن غزوان … 144، 152 عتبة بن فرقد … 441 عتبة مولي الحجاج … 368 عتيبة … 67 عثمان … 83 عثمان بن الخيبري … 400، 401 عثمان بن المغيرة … 310 عثمان بن بوذويه … 368 عثمان بن حاتم … 460 عثمان بن حنيف … 270 عثمان بن سعيد … 238، 462، 464 عثمان بن سوقة … 459 عثمان بن عاصم … 386 عثمان بن عفان … 126، 159، 166

(٥٦٣)

صفحهمفاتيح البحث: الخليفة عثمان بن عفان (1)، عبد الله بن الحسن (ع) (1)، عبيد الله بن أبي رافع (1)، عبيد الله بن عبد الله (3)، عبيد الله بن زياد لعنه الله (1)، عبيد الله بن موسي (2)، عبيد الله بن الحر (1)، عبيد الله بن علي (2)، عبيد الله بن عمرو (1)، عبد الملك بن ميسرة (1)، عبيد الله بن محمد (2)، عبيد الله بن عمر (1)، عتبة بن غزوان (1)، عثمان بن حاتم (1)، عبيد بن زرارة (1)، عثمان بن سوقة (1)، عثمان بن حنيف (1)، عثمان بن سعيد (1)، عبد المؤمن (1)، الطهارة (1)، الطب، الطبابة (1)

178، 184، 193، 195، 214 258، 271، 272، 284، 298 299، 300، 301، 302، 303 305، 315، 316، 318، 367 430، 434، 435، 496، 497 عثمان بن عمر الصقلي … 202 عثمان بن عمير … 387 عثمان بن قيس … 254 عجرد … 496 عجرد بن عمر … 503، 506 عدسة بن مالك … 203 عدي بن الدميك … 182 عدي بن الرقاع …

191 عدي بن ثابت … 262 عدي بن حاتم الطائي … 433 عدي بن زيد … 189 عدي بن عميرة … 445 عرفجة بن شريح … 437 عروة بن أبي الجعد … 258، 438 عروة بن المغيرة … 274، 361 عروة بن مضرس … 437 عزرة بن قيس … 324 عسكري … 441 عشنق بن عبد الله … 145 عطارد … 196، 295 عطاء الجويني … 219، 222 عطاء مولي اسحق … 159 عطية بن الحارث … 160 عفيف بن معدي كرب … 389 عقاب بن قيس … 497 عقبة بن عمر … 160، 271، 431 عقيل بن مقرن … 433 عك بن عدنان … 227 عكرمة الفياض … 153 عكرمة بن ربعي … 152، 232 علاء الدين بن الجويني … 281 علاء بن الحضرمي … 238 علاء بن عبد الرحمن … 139 علقمة … 233 علقمة بن الأسود … 56 علقمة بن قيس … 305 علي الأمير بن محمد البطحاني … 95 علي الشديد بن الحسن … 95 علي الشرقي … 161، 168، 215 علي الشولستاني … 41، 43، 106 علي الطباطبائي … 223 عليان بن ثمال … 282 علي بن إبراهيم … 47، 53 علي بن إبراهيم النسابة … 470 علي بن إبراهيم بن الحسن … 460 علي بن إبراهيم بن محمد … 95 علي بن أبي شعبة … 451 علي بن أبي طالب النقيب … 249 علي بن أبي طالب بن عمر … 426 علي بن أحمد الواحدي … 509 علي بن أديم … 497 علي بن إسماعيل بن عمار … 455 علي بن الحسن البزاز … 207 علي بن الحسن الشاب

… 477 علي بن الحسن الصوفي … 478 علي بن الحسن بن الحسن … 404 علي بن الحسن بن رباط … 461 علي بن الحسن بن فضال … 47، 56 67، 70

(٥٦٤)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن إسماعيل بن عمار (1)، علي بن الحسن بن رباط (1)، علي بن الحسن بن فضال (1)، إبراهيم بن الحسن (1)، علي بن أبي طالب (2)، علي بن أبي شعبة (1)، علي بن إبراهيم (3)، عطية بن الحارث (1)، الحسن بن الحسن (1)، عدي بن حاتم (1)، الحسن البزاز (1)، عثمان بن قيس (1)، علي بن الحسن (2)، علقمة بن قيس (1)، علي بن أحمد (1)، الجويني (2)

علي بن الحسين … 45 علي بن الحسين بن غريزة … 469 علي بن الحكم … 49، 52 علي بن الخليل … 497 علي بن العباس الرومي … 416 علي بن المبارك الأحمر … 482 علي بن النعمان … 68، 255 علي بن أمير الدين … 220، 222 علي بن ثابت … 491 علي بن حاتم … 161 علي بن حازم … 489 علي بن حديد … 49 علي بن خالد … 195 علي بن داود بن أبي الكرام … 469 علي بن رئاب … 50 علي بن راشد … 227 علي بن رافع … 450 علي بن زيد … 417، 418 علي بن سعيد … 409، 410 علي بن سليمان … 453، 454 علي بن شجرة … 455، 456 علي بن طاوس … 53، 57، 84، 88 90، 99، 222، 406 علي بن عبد الحميد … 110 علي بن عبد العزيز … 491 علي بن عبد الله بن سنان … 490 علي بن

عبد الله بن محمد … 403 علي بن عبيد الله بن الحسين … 470 علي بن عطية … 460 علي بن غراب … 262 علي بن محمد … 44، 45، 49، 51 علي بن محمد البطحاني … 472 علي بن محمد التستري … 79 علي بن محمد الجواني … 95 علي بن محمد الحماني … 190، 191، 205 212، 504 علي بن محمد الحميري … 263 علي بن محمد بن الزبير … 70 علي بن محمد بن المحض … 95 علي بن محمد بن جعفر … 412 علي بن محمد بن عبدوس … 486 علي بن محمد بن عبيد … 486، 493 علي بن محمد بن علي … 204 علي بن محمد بن يعقوب … 455 علي بن محمد طنجيرا … 471 علي بن مسلم الأحول … 477 علي بن مهزيار … 44، 50، 52، 53 علي بن ميمون … 68 علي بن نعيم … 460 علي بن يحيي بن الحسين … 96 علي كتيلة بن يحيي … 95 علي كمونة … 62، 510 عمادة بن رويبة … 160 عمار اليقظان … 81 عمار بن إبراهيم … 475 عمار بن حيان … 455 عمار بن معاوية … 463 عمار بن ياسر … 142، 151، 193 270، 271، 295، 306 308، 309، 430، 431 عمارة بن رويبة … 440 عمارة بن شهاب … 271 عمارة بن صلخب … 335 عمارة بن عقبة … 192، 319

(٥٦٥)

صفحهمفاتيح البحث: علي بن عبيد الله بن الحسين (1)، علي بن عبد الله بن محمد (1)، علي بن محمد التستري (1)، علي بن محمد بن الزبير (1)، علي بن محمد بن يعقوب

(1)، عبد الله بن سنان (1)، علي بن عبد العزيز (1)، يحيي بن الحسين (1)، عمارة بن رويبة (1)، علي بن محمد بن جعفر (1)، علي بن مهزيار (1)، علي بن النعمان (1)، علي بن العباس (1)، عمار بن ياسر (1)، علي بن الحسين (2)، علي بن سليمان (1)، عمار بن حيان (1)، علي بن ثابت (1)، علي بن حاتم (1)، علي بن رئاب (1)، محمد الجواني (1)، علي بن عطية (1)، علي بن ميمون (1)، علي بن الحكم (1)، علي بن خالد (1)، علي بن راشد (1)، علي بن رافع (1)، علي بن غراب (1)، علي بن حديد (1)، علي بن سعيد (1)، علي بن شجرة (1)، علي بن نعيم (1)، علي بن زيد (1)، محمد بن عبدوس (1)، محمد بن عبيد (1)، علي بن محمد (7)، عبد الحميد (1)، الكرم، الكرامة (1)

325، 330، 496 عمران بن علي بن أبي شعبة … 451 العمراني … 193، 196 عمر بن إبراهيم الضبابي … 196 عمر بن إبراهيم العلوي … 493 عمر بن إبراهيم القاضي … 474 عمر بن إبراهيم بن محمد … 486 عمر بن أبي ربيعة … 359 عمر بن أبي شعبة … 451 عمر بن اسامة … 161 عمر بن الخطاب 106، 126، 134، 136 137، 141، 142، 143، 144 148، 149، 150، 151، 153 154، 156، 157، 159، 160 161، 191، 205، 206، 207 232، 238، 252، 253، 254 257، 258، 265، 266، 270 271، 284، 295، 296، 298 299، 429، 430، 431، 432 438، 441، 500 عمر بن الغضبان … 401، 402 عمر بن الفرج … 414 عمر بن الوردي …

134 عمر بن جبير … 160 عمر بن خالد … 378 عمر بن زهير … 277 عمر بن سراقة … 296 عمر بن سعد … 140، 319، 325 330، 331، 369، 393 عمر بن سعيد بن سالم … 490 عمر بن سماك … 502 عمر بن عبد العزيز … 175، 260 274، 287 عمر بن عبد الله الأشعري … 228 عمر بن مالك … 145، 150، 154 عمر بن محمد الحسيني … 247 عمر بن مسلم الأحول … 470 عمر بن مسلم بن أبي سارة … 451 عمر بن موسي … 377، 378 عمر بن هبيرة … 74، 140، 164 268، 275، 276 277، 287، 400 عمر بن يحيي بن الحسين … 96 عمر بن يزيد … 47 عمر بن يزيد النخعي … 496 عمرو الأزدي … 103 عمرو بن أبي بذل … 390 عمرو بن أبي عمرو … 490 عمرو بن الأحوص … 447 عمرو بن الحارث … 160، 161 عمرو بن الحجاج … 324، 354 عمرو بن الحسن الأباضي … 496 عمرو بن الحمق … 315، 317، 319 435، 437 عمرو بن الحسن الأباضي … 496 عمرو بن العاص … 254، 265، 266 268، 270، 272 311، 312، 314 عمرو بن المنذر … 139 عمرو بن الياس … 457 عمرو بن بكر … 311 عمرو بن بليل … 445 عمرو بن حريث … 135، 160، 273، 316 330، 334، 337، 338

(٥٦٦)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن سعد لعنه الله (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، مسلم بن أبي سارة (1)، علي بن أبي شعبة (1)، عمرو بن أبي عمرو (1)، يحيي بن الحسين (1)، إبراهيم

بن محمد (1)، عمر بن أبي شعبة (1)، عمر بن إبراهيم (3)، عمر بن عبد العزيز (1)، عمر بن عبد الله (1)، عمرو بن العاص (1)، عمر بن هبيرة (1)، يزيد النخعي (1)، عمرو بن الحمق (1)، سعيد بن سالم (1)، محمد الحسيني (1)، عمر بن زهير (1)، عمر بن يزيد (1)، عمرو بن حريث (1)، عمر بن موسي (1)، عمر بن خالد (1)، عمر بن جبير (1)، عمر بن مسلم (1)، الفرج (1)

341، 342، 349، 355 359، 393، 434 عمرو بن خارجة … 448 عمرو بن خالد … 49، 468 عمرو بن طريف … 139 عمرو بن عاصم التميمي … 299 عمرو بن عبد الرحمن … 391، 392 عمرو بن عتبة … 145، 150، 153 عمرو بن عثمان … 51، 52 عمرو بن قرظة … 468 عمرو بن قيس … 127 عمرو بن كثير … 202 عمرو بن مالك … 134 عمرو بن محمد بن حمزة … 153 عمرو بن مسعود … 199 عمرو بن معدي كرب … 233 عمرو بن ميمون … 161، 368 عمرة بنت النعمان … 359 عمير بن أفلح … 448 عمير بن ضابي … 304، 496 عمير بن يزيد … 318 عميرة بن شهاب … 140 عنبسة بن سعيد … 137، 363 عوف بن عبد الحارث … 439 العياشي … 29، 34، 44 عياض بن غنم … 441 عيسي بن إسماعيل بن جعفر … 95 عيسي بن المسيب … 261 عيسي بن المغيرة … 185 عيسي بن المنكدر … 257 عيسي بن جعفر بن المنصور … 500 عيسي بن خلاط … 425 عيسي بن زيد … 94 عيسي بن

محمد … 413 عيسي بن محمد بن أبي خالد … 412 عيسي بن محمد بن هارون … 471 عيسي بن مروان … 486 عيسي بن مريم … 419 عيسي بن موسي … 139، 261، 413 عيسي بن موسي بن محمد … 277 عيينة بن أسماء … 497 غازي الملك … 174 غالب بن أبجر … 442 غراب البين بن محمد … 247 غزالة … 362، 363 غسان بن أبي الفرج … 279، 411، 413 غسان بن شبام … 159 غيلان بن جامع … 261 غيلان بن مسلمة … 250 فائد بن حبيب … 498 فاتك بن أبي الجهل … 508 فاطمة بنت أسد … 429 فاطمة بنت الحسين … 404، 406 فاطمة بنت الحسين بن عبد الله … 413 فاطمة بنت الهريش … 469 فاطمة بنت محمد بن يحيي … 453 الفتح … 401 الفتح بن خاقان … 486 الفجيع بن عبد الله … 442 الفخار … 88 فخر الدين … 281 فخر الدين الأطروش … 248، 249 فخر الدين حمزة … 249 الفخري … 379

(٥٦٧)

صفحهمفاتيح البحث: السيدة فاطمه بنت أسد أم أمير المؤمنين عليهما السلام (1)، عياض بن غنم (1)، عمرو بن قيس (1)، الحسين بن عبد الله (1)، فاطمة بنت الحسين (1)، محمد بن أبي خالد (1)، إسماعيل بن جعفر (1)، غيلان بن جامع (1)، فاطمة بنت محمد (1)، محمد بن هارون (1)، عمرو بن ميمون (1)، عيسي بن زيد (1)، عمرو بن عثمان (1)، عنبسة بن سعيد (1)، عمرو بن خالد (1)، عمرو بن عاصم (1)، عيسي بن محمد (1)، عمرو بن قرظة (1)، موسي بن محمد (1)، محمد بن حمزة (1)،

الفرج (1)، الجهل (1)

الفدان الزيدي … 476 الفرات بن حيان … 440 الفراء … 229، 481، 482، 483 فرج بن عثمان … 420 فرخبنداذ … 180 الفرزدق … 507، 508 فرعان بن الأعرف … 496 فروة بن نوفل … 184، 441 فضالة بن شريك … 497 الفضل … 378 فضل الله … 57 الفضل بن إبراهيم بن عبد الله … 486 الفضل بن العباس الخزاعي … 498 الفضل بن جعفر … 498 الفضل بن دكين … 310 الفضل بن سهل … 239، 270، 406، 503 الفضل بن محمد بن الصباح … 279، 413 الفضل بن يحيي … 268 الفضيل الأعور … 52 فضيل الرسان … 385 فطر بن خليفة … 152 فلتان بن عاصم … 447 فوارس بن الحسن … 477 فيصل الأول … 174 قابوس بن النعمان … 450 القادر بالله … 244، 263، 426 القاسم بن أحمد … 422 القاسم بن أحمد الكاتب … 498 القاسم بن إسماعيل … 456 القاسم بن الحسن المكفوف … 478 القاسم بن الحسين … 245 القاسم بن الحسين السبيعي … 474 القاسم بن العباس … 96 القاسم بن الكاظم … 96، 216 القاسم بن سلام … 489، 490 القاسم بن عبد الرحمن … 260 القاسم بن عبد الغفار … 401 القاسم بن عبد الله بن الحسين … 472 القاسم بن عقيل … 417 القاسم بن علي الأمير البطحاني … 96 القاسم بن كثير … 391 القاسم بن محمد بن بشار … 491 القاسم بن محمد بن جعفر … 476 القاسم بن معن … 260، 482 القاسم بن معين … 143 قباذ بن عبد الله … 145 قبيصة

بن ضبيعة … 319 قتادة … 152 قتيبة … 362 قتيبة الجعفي … 482 قتيبة بن مسلم … 232، 233 قتيبة بن مهران … 482 قحيف العقيلي … 498 قدامة بن مالك … 350 قرظة بن كعب … 431 قرمط … 420، 421 قرواش بن المقلد … 425، 426 قريش بن بدران … 425 قزويني … 133 قضاعة بن معد … 227 قطام … 311، 314 قطب الدين الراوندي … 112 قطبة … 238 قطبة بن مالك … 439

(٥٦٨)

صفحهمفاتيح البحث: القاسم بن محمد بن جعفر بن ابي طالب (1)، نهر الفرات (1)، الشاعر الفرزدق (1)، إبراهيم بن عبد الله (1)، قطب الدين الراوندي (1)، القاسم بن عبد الله (1)، القاسم بن الحسين (2)، قتيبة بن مهران (1)، الفضل بن العباس (1)، الفضل بن يحيي (1)، الفضيل الأعور (1)، القاسم بن الحسن (1)، القاسم بن علي (1)، القاسم بن محمد (1)، محمد بن الصباح (1)، القاسم بن معن (1)، الفضل بن دكين (1)، الفضل بن سهل (1)، فطر بن خليفة (1)، قرظة بن كعب (1)، الشراكة، المشاركة (1)

قطرب … 205، 490 القطري بن الفجاءة … 181 قطن بن عبد الله … 274 القعقاع بن شور … 233، 498، 334 قعقاع بن عمرو … 142، 144، 149 150، 153، 154، 307 قعنب بن أعين … 454 القلانسي … 27، 89 القلقشندي … 240 قمامة بنت الحارث … 191 قنبر مولي علي … 364، 365 قنواء بنت رشيد … 340 قيس بن أبي حازم … 446، 448 قيس بن أبي غرزة … 445 قيس بن الأصم … 184 قيس بن الحارث … 447 قيس بن الربيع … 386،

447 قيس بن الوليد … 319 قيس بن سعد بن عبادة … 444 قيس بن طهفة … 351 قيس بن عائذ … 448 قيس بن عمار بن حيان … 455 قيس بن عمرو = النجاشي قيس بن عوف … 439 قيس بن مسهر … 323، 324، 468 قيس بن يزيد … 317، 318 قيس مولي … 330 قيصر … 283 كافور الأخشيدي … 508 الكاهلي … 78 كثير بن شهاب … 319، 334 كثير بن طارق … 378 كدام بن حيان … 319 كرميتة … 419 كريم بن عفيف … 319 الكسائي … 126، 229، 479، 480 481، 482، 486، 489 493، 497، 507 33، 35، 39، 105 151، 158، 214، 230 283، 304، 442 الكشي … 259، 336، 340، 364 458، 461، 463 كعب الخثعمي … 351، 352 كعب بن أبي كعب … 349 كعب بن يسار … 254 الكلبي … 214 الكليني … 45، 46، 47، 53 55، 90، 252 الكميت بن زيد … 500، 505، 507 كميل بن زياد … 103، 164 366، 367 كندة البجلي … 455 كندة بن هذيم … 499 الكندي … 399 كهمس … 397 كيجور التركي … 418 لبيد بن ربيعة … 437 لحياني … 126 لوط … 179 لوط بن يحيي … 228، 322 397، 438 ليث بن أبي سليم … 52 ماسنيون … 165

(٥٦٩)

صفحهمفاتيح البحث: قيس بن مسهر الصيداوي سفير الحسين (ع) (1)، ليث بن أبي سليم (1)، الكميت بن زيد (1)، عمار بن حيان (1)، قيس بن الربيع (1)، لوط بن يحيي (1)، كثير بن شهاب (1)، كميل بن زياد (1)، قيس بن يزيد

(1)، سعد بن عبادة (1)، قعنب بن أعين (1)، كثير بن طارق (1)، قيس بن عوف (1)

مالك الأشتر … 153، 291 306، 309 مالك بن أبي حبال … 499 مالك بن أسماء … 497182، مالك بن أعين … 454 مالك بن الحارث … 234 مالك بن الشرعبي … 499 مالك بن حرز … 139 مالك بن دينار … 210 مالك بن ربيعة … 439 مالك بن عبد الله … 448 مالك بن عبد هند … 178 مالك بن عثمان … 138 مالك بن عدي … 226 مالك بن عطية … 50 مالك بن عمير … 448 مالك بن عوف … 436 مالك بن قيس … 138 مالك بن كعب … 305 مالك بن مسمع … 232 مالك بن نمير … 443 المأمون … 255، 266، 270، 278 279، 288، 406 407، 411، 412 مبارك بن عكرمة … 140 المبرد … 202، 491 المتنبي … 161، 162، 164، 165 166، 171، 183 215، 476، 508 المتوكل … 288، 289، 414، 486 490، 491، 493، 502، 504 المتوكل بن عبد الله الليثي … 500 المثني … 194 المثني بن عبد السلام … 455 مجالد بن سعيد … 448 مجاهد … 274، 370 المجلسي … 20، 21، 28، 29، 33 38، 39، 41، 43، 55 56، 57، 63، 64، 65 66، 70، 71، 75، 76 78، 84، 87، 88، 89 90، 91، 99، 104، 106 110، 120، 121، 124، 228 مجمع بن جارية … 444 محارب بن دثار … 260 محدوج المخزومي … 233 محرز بن شهاب … 319 محسد بن أحمد … 508 محلل بن وائل …

361 محمد البجلي … 501 محمد الحلبي … 67 محمد الزبيدي … 481، 488، 489 محمد الطباطبائي … 124 محمد بن إبراهيم … 278 محمد بن إبراهيم الإفريقي … 411 محمد بن إبراهيم بن إسماعيل = ابن طباطبا محمد بن إبراهيم بن الحسن … 404، 405 محمد بن إبراهيم بن علي … 470 محمد بن إبراهيم بن هشام … 399 محمد بن إبراهيم طباطبا … 96 محمد بن أبي الحارث … 501 محمد بن أبي الغنائم … 477 محمد بن أبي القاسم … 54 محمد بن أبي بكر … 306

(٥٧٠)

صفحهمفاتيح البحث: العلامة المجلسي (1)، إبراهيم بن إسماعيل (1)، محمد بن أبي القاسم (1)، إبراهيم بن الحسن (1)، إبراهيم طباطبا (1)، مثني بن عبد السلام (1)، إبراهيم بن علي (1)، محمد بن إبراهيم (3)، مالك بن الحارث (1)، محمد بن أبي بكر (1)، مالك بن أعين (1)، مالك الأشتر (1)، مالك بن عطية (1)، مالك بن عبد (2)، محمد الحلبي (1)، الغنيمة (1)

محمد بن أبي داود … 79 محمد بن أبي عمير … 47، 64، 69، 89 89، 458، 459 460، 462، 464 محمد بن أبي ليلي … 261 محمد بن أحمد … 44، 45، 63 محمد بن أحمد الأشعري … 66 محمد بن أحمد الصابوني … 493 محمد بن أحمد العكبري … 84 محمد بن أحمد الهاشمي … 221 محمد بن أحمد بن شاذان … 88، 89 محمد بن أحمد بن محمد … 477 محمد بن أحمد بن يحيي … 44 محمد بن إسحاق بن عمار … 455 محمد بن إسحاق بن كنداج … 421، 422 محمد بن إسماعيل الأحمسي … 56 محمد بن إسماعيل

بن بزيع … 54 محمد بن الأشعث … 231، 318، 329 334، 335 محمد بن الأشعث الخزاعي … 192 محمد بن الأشعث بن فجوة … 504 محمد بن الحسن … 22، 44 محمد بن الحسن … 49، 51، 52، 64 محمد بن الحسن الأعور … 245 محمد بن الحسن الصفار … 339 محمد بن الحسن العطار … 492 محمد بن الحسن النحاس … 186 محمد بن الحسن بن أبي سارة … 451، 481 محمد بن الحسن بن الجهم … 453 محمد بن الحسن بن الوليد … 53 محمد بن الحسن بن محمد … 477 محمد بن الحسن بن مهزيار … 53 محمد بن الحسن بن يونس … 484 محمد بن الحسين … 45، 46، 49، 54، 89 محمد بن الحسين الجوهري … 49 محمد بن الحسين العالم … 473 محمد بن الحسين الكيدري … 73 محمد بن الحسين المقري … 56 محمد بن الحسين بن القاسم … 96 محمد بن الحسين بن علي كتيلة … 246 محمد بن الحنفية … 342 محمد بن الدقيقي … 501 محمد بن السائب … 139، 228 محمد بن السدرة … 246 محمد بن العلاء بن كريب … 210، 211 محمد بن الفرج … 484 محمد بن الفضيل … 56 محمد بن القاسم … 205 محمد بن القاسم الأديب … 246 محمد بن القاسم الأنباري … 483 محمد بن القاسم النهمي … 52 محمد بن القاسم بن محمد … 470 محمد بن المثني … 38 محمد بن المنذر … 450 محمد بن بكران … 57 محمد بن بكير … 378 محمد بن جرير … 263 محمد بن جعفر … 63،

88، 306 محمد بن جعفر التبان … 52، 54 محمد بن جعفر الدهان … 79، 80 محمد بن جعفر بن الحسن … 279، 280 محمد بن جعفر بن حسن … 417 محمد بن جعفر بن رميس … 204 محمد بن جعفر بن محمد … 97، 485

(٥٧١)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، محمد بن الحسن بن أبي سارة (1)، محمد بن الحسين الجوهري (1)، محمد بن إسماعيل بن بزيع (1)، محمد بن الحسن بن الوليد (1)، محمد بن أحمد الهاشمي (1)، محمد بن أحمد بن يحيي (1)، محمد بن أحمد بن شاذان (1)، محمد بن إسحاق بن عمار (1)، محمد بن الحسن بن الجهم (1)، محمد بن أحمد الأشعري (1)، محمد بن الحسين بن علي (1)، محمد بن الحسن الصفار (1)، محمد بن الحسن العطار (1)، الحسين بن القاسم (1)، محمد بن أحمد بن محمد (1)، محمد بن أبي عمير (1)، محمد بن جعفر بن محمد (1)، محمد بن إسماعيل (1)، الحسن بن يونس (1)، القاسم بن محمد (1)، محمد بن الأشعث (3)، محمد بن العلاء (1)، محمد بن القاسم (4)، محمد بن إسحاق (1)، محمد بن الحسين (4)، محمد بن الفضيل (1)، محمد بن المثني (1)، محمد بن المنذر (1)، الحسن بن محمد (1)، جعفر بن الحسن (1)، محمد بن الحسن (5)، محمد بن الفرج (1)، محمد بن بكران (1)، محمد بن أحمد (3)، محمد بن جرير (1)، محمد بن جعفر (5)

محمد بن جمهور … 84 محمد بن جميل … 501 محمد بن حبيب … 483 محمد بن حبيب بن أمية … 490 محمد بن حمدان … 44، 45

محمد بن حمران … 452 محمد بن خالد … 458 محمد بن خالد القسري … 402 محمد بن خاوند شاه … 219 محمد بن زياد … 52، 489 محمد بن زيد بن الحسين … 97 محمد بن سعدان … 483 محمد بن سكين … 464 محمد بن سليمان … 49، 452 453، 454 محمد بن سليمان بن داود … 409، 410 محمد بن سليمان بن علي … 277 محمد بن سنان … 27، 45، 56 49، 54، 67 محمد بن سوقة … 56، 459 محمد بن سهلة بن اليسع … 68 محمد بن شهريار … 84 محمد بن صفوان … 447، 448 محمد بن صلاح الدين … 289 محمد بن صيفي … 448 محمد بن طوسي … 204 محمد بن عباد … 396 محمد بن عبد الأعلي … 489 محمد بن عبد الحميد … 477 محمد بن عبد الخالق … 491 محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي … 388 محمد بن عبد الرحمن بن أبي هاشم … 55 محمد بن عبد الرحمن بن نعيم … 455 محمد بن عبد الكريم … 31، 33 محمد بن عبد الله … 52 محمد بن عبد الله الأشتر … 246 محمد بن عبد الله البرقي … 21، 44، 46 52، 54، 68 محمد بن عبد الله التيملي … 186 محمد بن عبد الله الحميري … 46، 52، 55 محمد بن عبد الله الخزاز … 51 محمد بن عبد الله الشيباني … 84 محمد بن عبد الله الصياد … 478 محمد بن عبد الله الفارس … 96 محمد بن عبد الله النهشلي … 84 محمد بن عبد الله بن

أحمد … 452 محمد بن عبد الله بن الحسن … 402، 403 محمد بن عبد الله بن الحسين … 501 محمد بن عبد الله بن رباط … 461 محمد بن عبد الله بن زرارة … 452 محمد بن عبد الله بن طاهر … 279، 280 414، 415، 475 محمد بن عبد الله بن عمرو … 404 محمد بن عبد الله بن قادم … 483 محمد بن عبد الواحد … 492 محمد بن عبد الوهاب … 52 محمد بن عبدة … 460 محمد بن عبيد الله الأدرع … 96، 474 محمد بن عبيد الله الأشتر … 476 محمد بن عبيد الله السلمي … 84 محمد بن عبيد الله العرزمي … 196، 501 محمد بن عطية … 460 محمد بن علي أبو الغنائم … 55 محمد بن علي الأصغر … 472

(٥٧٢)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن الحسن (ع) (1)، محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي (1)، محمد بن عبد الوهاب (1)، محمد بن عبد الله بن الحسين (1)، محمد بن عبد الله بن زرارة (1)، محمد بن عبد الله بن طاهر (1)، محمد بن عبد الله الحميري (1)، محمد بن عبد الله بن أحمد (1)، محمد بن عبد الله بن رباط (1)، محمد بن عبد الله الخزاز (1)، محمد بن عبد الله بن عمرو (1)، عبيد الله العرزمي (1)، محمد بن خالد القسري (1)، محمد بن عبد الواحد (1)، محمد بن عبيد الله (3)، عبد الله البرقي (1)، محمد بن عبد الخالق (1)، محمد بن عبد الحميد (1)، محمد بن عبد الكريم (1)، سليمان بن داود (1)، محمد بن عبد الله (8)، محمد بن سليمان (2)، محمد

بن زياد (1)، محمد بن صفوان (1)، محمد بن جمهور (1)، محمد بن صيفي (1)، محمد بن عطية (1)، محمد بن سوقة (1)، محمد بن حمدان (1)، محمد بن حمران (1)، محمد بن سعدان (1)، محمد بن خالد (1)، محمد بن سنان (1)، محمد بن جميل (1)، محمد بن حبيب (2)، محمد بن سكين (1)، محمد بن عبدة (1)، محمد بن زيد (1)، محمد بن علي (2)، محمد بن عبد (3)، الغنيمة (1)

محمد بن علي الجباعي … 88 محمد بن علي الزاهد … 475 محمد بن علي الصابوني … 475 محمد بن علي الطوسي … 84 محمد بن علي العالم … 471 محمد بن علي العلوي … 55 محمد بن علي الكندي … 207 محمد بن علي بن أبي شعبة … 451 محمد بن علي بن الحسن … 47، 49 محمد بن علي بن الفضل … 54 محمد بن علي بن المفضل … 52 محمد بن علي بن بابويه = الصدوق محمد بن علي بن عبد الله … 183 محمد بن علي بن محبوب … 45 محمد بن علي بن ميمون … 186 محمد بن علي ماجيلويه … 49، 54 محمد بن عمر … 383 محمد بن عمران … 496 محمد بن عمر بن زنبور … 204 محمد بن عمرو … 275 محمد بن عمرو الجعفي … 459 محمد بن عمرو بن الوليد … 501 محمد بن عمير … 324 محمد بن عمير العطاردي … 208 محمد بن عمير بن عطارد … 232 محمد بن عيسي … 88 محمد بن عيسي الفارس … 475 محمد بن غالب … 506 محمد بن فرات … 394 محمد

بن قتيبة … 68 محمد بن قولويه … 121، 122، 124 محمد بن مالك … 390 محمد بن محمد الأشتر … 247 محمد بن محمد بن أحمد … 461 محمد بن محمد بن النعمان = المفيد محمد بن محمد بن زيد … 408، 410 محمد بن محمد بن يحيي … 453، 474 محمد بن مسعور … 259 محمد بن مسلم … 76، 114 377، 467 محمد بن مسلمة … 137، 150، 158 محمد بن معاوية … 464 محمد بن معد … 248 محمد بن معروف الهلالي … 466 محمد بن منصور بن جعفر … 96 محمد بن نعيم الصحاف … 460 محمد بن نوفل … 501 محمد بن وهب … 491 محمد بن وهبان … 84 محمد بن هبيرة … 484، 492 محمد بن همام … 44، 70 محمد بن يحيي … 46، 49، 65 محمد بن يحيي الأقساسي … 475 محمد بن يحيي الذهلي … 211 محمد بن يحيي الصوفي … 96 محمد بن يحيي المعادي … 453 محمد بن يزيد … 84 محمد بن يعقوب بن إسحاق … 455 محمد شاه الهندي … 223 محمد مهدي بحر العلوم … 31، 60 62، 100 محمود بن الأخرم … 427 المختار … 101، 107، 108، 131، 166 170، 183، 209، 231، 272

(٥٧٣)

صفحهمفاتيح البحث: محمد بن علي بن أبي شعبة (1)، محمد بن علي ماجيلويه (1)، محمد بن يعقوب بن إسحاق (1)، محمد بن محمد بن النعمان (1)، محمد بن محمد بن يحيي (1)، محمد بن علي بن الحسن (1)، محمد بن علي بن الفضل (1)، محمد بن نعيم الصحاف (1)، محمد بن علي بن محبوب

(1)، محمد بن (محمد بن) أحمد (1)، علي بن بابويه (1)، علي بن عبد الله (1)، محمد بن محمد بن زيد (1)، الشيخ الصدوق (1)، محمد بن معاوية (1)، محمد بن قولويه (1)، محمد بن يحيي (5)، علي بن ميمون (1)، عمير بن عطارد (1)، محمد بن تمام (1)، محمد بن عيسي (2)، محمد بن يزيد (1)، محمد بن عمران (1)، محمد بن غالب (1)، محمد بن مالك (1)، محمد بن مسلمة (1)، محمد بن معروف (1)، محمد بن منصور (1)، محمد بن علي (8)، محمد بن عمرو (3)، محمد بن نوفل (1)، محمد بن محمد (1)، محمد بن مسلم (1)، محمد بن عمر (2)، محمد بن معد (1)

258، 292، 295، 325، 327 338، 342، 343، 345، 346 347، 348، 349، 351، 352 353، 354، 355، 356، 357 358، 359، 432، 433، 448 457، 494 مختار بن عبيد الله العلوي … 426 مخنف بن سليم … 309، 438 المدائني … 28، 178، 235، 366، 463 مرداس بن خذام … 496 مرداس بن مالك … 446 المرزباني … 507 مرزوق … 502 مروان الحمار … 261، 276 مروان بن الحكم … 26، 272، 342 مروان بن محمد … 203، 204، 400 403، 404 مروان بن محمد الجعدي … 287 مزاحم بن خاقان … 280، 417 المزي … 378 المستعصم … 219 المستعين … 279، 414، 415 417، 475 المستورد بن شداد … 447 المستهل بن الكميت … 502 مسروح السعدي … 394 مسرور الكبير … 410 مسروق … 233 مسروق بن الأجدع … 258 مسعر بن كدام … 386 مسعود بن علية … 499 مسعود بن

عمرو … 345 المسعودي … 108، 146 مسلم … 320 مسلم الأحول … 247 مسلم بن الحجاج … 183، 211، 432 436، 437، 439 مسلم بن عبد الله … 143، 145 مسلم بن عقيل … 98، 99، 100، 101 130، 131، 273، 292، 322 323، 324، 325، 326، 327 328، 329، 330، 331، 332 333، 334، 335، 338 مسلم بن عمرو … 330 مسلم بن عوسجة … 324، 333، 468 مسلم بن كثير … 468 مسلمة بن المهلب … 197 مسلمة بن عبد الملك … 268، 275 371، 372 مسلية بن عامر … 212 مسور بن يزيد … 443 مسيب بن زهير … 277 مسيب بن نجبة … 160، 324 327، 341 343، 344 مشعلة بن نعيم … 159 مصاد بن يزيد … 362 مصعب بن الزبير … 74، 107، 181 231، 232، 258 274، 285، 293 347، 357، 358 359، 431، 457 499، 505 مصقلة بن هبيرة … 232، 352

(٥٧٤)

صفحهمفاتيح البحث: مسلم بن عقيل عليه السلام (1)، مروان بن الحكم (1)، مصقلة بن هبيرة (1)، مسلم بن الحجاج (1)، مسلم بن عوسجة (1)، مسيب بن نجبة (1)، مسعر بن كدام (1)

مطر بن ناجية … 363، 346 المطهر بن محمد بن علي … 245 مطيع بن اياس … 502، 503، 506 المظفر بالله … 288 المظفر بن الطراح … 281 المظفر بن جعفر العلوي … 65 معاذ بن مسلم … 481، 500 معاذ بن مسلم بن أبي سارة … 451 معاوية بن أبي سفيان … 103، 152، 158 159، 169، 184، 192، 237 238، 268، 270، 272، 285 291، 292، 305، 307، 311 312، 314،

315، 316، 318 319، 320، 321، 324، 325 326، 413، 433، 434، 435 436، 437، 440، 444، 445 484، 494، 505 معاوية بن إسحاق … 82، 385، 391 393، 395، 396، 398 معاوية بن عمار … 463، 464 معبد بن العباس … 483 المعتز … 280، 417، 483 المعتصم … 288 المعتضد … 503 المعتمد … 279، 418 معدان بن جواس … 500 معد بن عدنان … 227 معدي كرب … 495 معذل بن غيلان … 500 معز الدولة … 263 معقل بن سنان … 445 معقل بن مقرن … 432 معقل بن يسار … 309 معمر بن المثني … 205 معمر بن خيثم … 385 معمر بن محمد … 212 معن بن زائدة … 202 معن بن يزيد … 439 المغيرة بن شعبة … 135، 136، 141 150، 162، 207، 268، 271 296، 315، 316، 433، 435 المغيرة بن عبد الله … 446 المغيرة بن عبد الله بن الأسود … 499 المفضل … 105 المفضل الضبي … 229 المفضل بن زكريا … 53 المفضل بن سلمة … 483، 486، 493 المفضل بن عمر … 27، 34، 35، 36 37، 54، 115، 126 المفضل بن قدامة … 500 المفضل بن محمد الضبي … 489 مفلح … 508 المفيد … 28، 47، 56، 57 74، 90، 310، 364، 396 مقاتل بن حسان … 138 المقتدر … 279، 423، 424 المقري … 84 المقريزي … 396 المقطع الكلبي … 191 المكاء بن هميم … 502 المكتفي … 421، 422 مكحول بن حرثة … 181 ملك شاه بن آلب … 428 مليك بن أعين … 454

(٥٧٥)

صفحهمفاتيح البحث: معاوية

بن أبي سفيان لعنهما الله (1)، أبو عبيدة معمر بن المثني (1)، معز الدولة الديلمي (1)، معاذ بن مسلم بن أبي سارة (1)، معاوية بن عمار (1)، المغيرة بن شعبة (1)، معقل بن يسار (1)، المفضل بن محمد (1)، معن بن يزيد (1)، المفضل بن عمر (1)، معاذ بن مسلم (1)، معمر بن خيثم (1)، محمد بن علي (1)

منازل بن الأعرف … 496 منذر بن الزبير … 319 منذر بن الطفيل … 499 منذر بن النعمان … 195 منذر بن أمرء القيس … 199، 200 201، 202 منذر بن حسان … 357 منذر بن سعيد … 255، 450 منذر بن صخر … 499 منذر بن محمد … 450 منذر بن محمد بن الأشعث … 390 المنصور … 72، 92، 95، 105، 141 146، 152، 167، 192، 197 203، 204، 214، 254، 257 261، 276، 277، 287، 385 386، 402، 403، 404، 405 407، 410، 463، 500، 502، 506 منصور بن أبي حمزة الثمالي … 451 المنصور بن المعتمر … 262، 387 المنصور بن جمهور … 276، 401، 402 المنصور بن يونس … 54 منظور بن سحيم … 499 المنهال بن عمرو … 368 منهلة … 497 منية بنت عمار … 464 مورع بن أبي مورع … 299، 300 موسي … 29، 66، 116، 117 119، 209، 422 موسي بن إسماعيل بن جعفر … 97 موسي بن أعين … 454 موسي بن بكر … 65، 66 موسي بن طلحة … 160، 214 276، 319 موسي بن عبد السلام … 455 موسي بن عبد الله الأشعري … 228 موسي بن عبد الله بن الحسن … 404، 478

موسي بن عيسي بن موسي … 278 موسي بن يحيي بن يحيي … 97 المهتدي العباسي … 263 المهدي العباسي … 152، 261، 277، 278 287، 387، 495، 497 482، 489، 500 506، 507 مهدي القزويني … 104، 169، 216 مهران … 194 مهران بن أبي نصر … 65 ميثم التمار … 102، 103، 335 336، 337، 338 ميثم الكناني … 20 ميسرة … 233 ميمون … 401 ميمون أبي بشير … 183 ميمون بن أبي أراكة … 455 ميمونة … 322 مؤمل بن أميل … 500 مؤنس المظفر … 423، 424 نائل بن فروة … 393 الناصر العباسي … 248 ناصر بن علي الدخ … 246 ناصيف اليازجي … 510 نافع بن عتبة … 437 النبهاني … 243 نبيط بن شريط … 436 النجاشي … 210، 452، 456

(٥٧٦)

صفحهمفاتيح البحث: ميثم بن يحيي التمار النهرواني (1)، عبد الله بن الحسن (ع) (1)، موسي بن عبد الله الأشعري (1)، موسي بن عبد السلام (1)، مهران بن أبي نصر (1)، موسي بن إسماعيل (1)، منصور بن المعتمر (1)، موسي بن عيسي (1)، نافع بن عتبة (1)، محمد بن الأشعث (1)، منصور بن يونس (1)، موسي بن طلحة (1)، موسي بن بكر (1)

457، 458، 459 460، 461، 463 464، 470، 493، 504 نجم بن حطين … 53 النخعي … 274 نرسي بن مهرام … 218 النسائي … 211، 437، 438، 439، 463 نصر بن الحاجب … 424 نصر بن الصباح … 461 نصر بن خزيمة … 385، 391، 392 392، 393، 396، 398 نصر بن داود … 491 نصر بن مزاحم … 163 نصير الدين الطوسي … 57

النظر بن محمد … 276 النعمان … 214 النعمان بن المنذر … 33، 35، 105 170، 173، 174 181، 183، 200، 210 النعمان بن أمرء القيس … 187، 188، 189 النعمان بن بشير … 272، 273، 325 326، 444 نعمان بن سعد … 192 نعمان بن عدنان … 227 نعمان بن عمرو … 432 نعمان بن مقرم … 126 نعمان بن مقرن … 232 نعيم بن حازم … 413 نعيم بن هبيرة … 352، 353 نفطويه … 484 نقادة بن عبد الله … 447 نمير الخزاعي … 443 نوح … 35، 36، 38، 40، 41 54، 57، 63، 104، 105 118، 121، 129، 131 146، 209، 210 نوح بن أبي حمزة الثمالي … 451 نوح بن دراج … 259، 462 النوري … 104 نوفل بن فروة … 441 نوفل بن مساحق … 355 النووي … 125 النهد بن كهمس … 392 وائل بن حجر … 319، 436 الواثق بالله … 288 واصل الحناط … 393 الواقدي … 143، 146، 214، 432 وبرة بن رومانس … 181، 217 الوحيد البهبهاني … 89، 99، 104 وردان … 312 ورقاء بن سمي … 319 ورقاء بن يزد … 472 وصاف أفندي … 219 وصيف … 414 وعلة بن محدوج … 309 وكيع بن الجراح … 211 الوليد بن خباب … 108 الوليد بن عبد الملك … 161، 260 275، 287 الوليد بن عبد شمس … 295 الوليد بن عصير … 343 الوليد بن عقبة … 141، 167، 271 299، 300، 301 302، 303، 434

(٥٧٧)

صفحهمفاتيح البحث: الوليد بن عقبة (1)، النعمان بن بشير (1)، الواثق بالله (1)، وايل بن

حجر (1)، نوفل بن فروة (1)، نوح بن دراج (1)، نصر بن مزاحم (1)

الوليد بن يزيد … 275، 287، 398، 498 وهب بن خنبش … 448 وهب بن عبد الله … 449 وهب بن عبد ربه … 458 وهب بن منبه … 368 الهادي العباسي … 278، 287، 495 هارون الرشيد … 96، 152، 255 262، 268، 277 278، 287، 497 هارون بن الحائك … 483 هارون بن الحارث … 490 هارون بن خارجة … 21، 22، 51، 52 هارون بن سعيد … 378، 387 هارون بن غريب … 424 هاشم بن الزبير … 378 هاشم بن سعيد … 278 هاشم بن عبد مناف … 250 هاشم بن عتبة … 160، 298 هالك … 139 هاني بن أبي حية … 332، 348 هاني بن أوس … 435 هاني بن عروة … 100، 258، 322، 323 324، 327، 328 332، 335، 338 هاني بن قبيصة … 406 هاني بن هاني … 324 هاني بن يزيد … 443 هبة الله بن أبي طاهر … 281 هبة الله بن يحيي … 248، 249 هبيرة بن بريم … 233 هذيل بن عبد الله … 502 هرثمة … 407، 408، 409، 410 هرثمة … 411 هشام بن أبي دلف … 417 هشام بن الكلبي … 175، 181، 189 197، 203، 205، 208 هشام بن المغيرة … 441 هشام بن الوليد … 181 هشام بن حسان … 274 هشام بن عبد الملك … 167، 260، 261 275، 287، 377 … 379، 380، 381 … 382، 383، 389 … 398، 399، 495 هشام بن معاوية … 481، 482 هشيم … 368 هلال

بن حباب … 388 هلال بن عامر … 443 هلال بن عتاب … 152 هلال بن محمد الحفار … 67 هلب بن يزيد … 437 هند بنت أسماء … 497 هند بنت زيد … 320 هود … 110 الهول … 279، 413 الهيثم بن الأسود … 367 الهيثم بن عبد الله … 84 الهيثم بن عدي … 187، 189 الهيصم … 419 الهيثم العجلي … 415 الياس بن عمرو … 457 ياقوت الحموي … 126، 155، 168 178، 215، 216 217، 222، 423، 475

(٥٧٨)

صفحهمفاتيح البحث: هاني بن عروة (1)، الهيثم بن عبد الله (1)، هشام بن عبد الملك (1)، وهب بن عبد الله (1)، ياقوت الحموي (1)، هارون بن خارجة (1)، إلياس بن عمرو (1)، الهيثم بن عدي (1)، وهب بن عبد ربه (1)، هاشم بن عتبة (1)، هارون الرشيد (1)، وهب بن منبه (1)، الطهارة (1)

يثربي بن رفاعة … 443 يحيي بن أبي الخصيب … 503 يحيي بن أكثم … 255 يحيي بن الحسن الحوزي … 186 يحيي بن الحسن الطحان … 478 يحيي بن الحسين بن أحمد … 97 يحيي بن بلال … 503 يحيي بن دينار … 387 يحيي بن زكريا … 420 يحيي بن زياد … 503 يحيي بن زيد … 377، 397، 398 يحيي بن سعيد … 503 يحيي بن سعيد القطان … 196 يحيي بن سلمة … 141 يحيي بن عبد الله بن الحسن … 470 يحيي بن عبد الله بن محمد … 97 يحيي بن علي بن العاثر … 97 يحيي بن عمر العلوي … 413، 414، 415 416، 501 يحيي بن عمران بن علي … 451 يحيي

بن عمر بن يحيي … 97، 280، 475 يحيي بن محمد بن أحمد … 486 يحيي بن محمد بن الحسن … 178، 475 يحيي بن معن … 203، 463 يحيي بن يحيي بن الحسين … 97 يحيي بن يعلي الأسلمي … 204 يحيي بن يعلي المحاربي … 204 يحيي خان … 223 يزدجرد … 205 يزدجرد بن شهريار … 146 يزيد بن أبي زياد … 387 يزيد بن أبي سفيان … 238، 265 يزيد بن أبي كبشة … 274 يزيد بن الحرث … 324، 354 يزيد بن المهلب … 74، 197، 275، 268 يزيد بن الوليد … 276، 400 يزيد بن انس … 347، 351، 352 353، 354، 355 يزيد بن خالد … 276 يزيد بن رؤيمة … 233، 349، 353 يزيد بن طريف … 317 يزيد بن عبد الملك … 137، 197، 260 275، 287 يزيد بن عمر … 141، 164، 235، 387 يزيد بن عمر بن هبيرة … 203، 261 268، 276 يزيد بن فرقد … 461، 462 يزيد بن مالك بن عبد الله … 443 يزيد بن مزيد … 407، 497 يزيد بن معاوية … 273، 323، 324، 325 326، 327، 332، 338 341، 342، 348، 498 يزيد بن مغفل … 468 يزيد بن نعامة … 449 يعقوب … 127 يعقوب … 397 يعقوب القمي … 368 يعقوب بن إبراهيم … 444 يعقوب بن إبراهيم القاضي … 192، 254 يعقوب بن أبي جعفر … 278 يعقوب بن إسحاق = ابن السكيت يعقوب بن إسحاق بن عمار … 455 يعقوب بن الياس … 457 يعقوب بن شعيب … 65

(٥٧٩)

صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن

الحسن (ع) (1)، يحيي بن عبد الله بن محمد (1)، يحيي بن عمران بن علي (1)، يحيي بن سعيد القطان (1)، يحيي بن محمد بن أحمد (1)، يزيد بن أبي زياد (1)، يعقوب بن إبراهيم (2)، يزيد بن معاوية لعنهما الله (1)، يحيي بن الحسين (2)، يزيد بن عبد الملك (1)، يعقوب بن الياس (1)، يحيي بن زكريا (1)، يعقوب بن إسحاق (2)، يحيي بن الحسن (2)، يحيي بن أكثم (1)، يحيي بن سعيد (1)، يحيي بن زيد (1)، يحيي بن علي (1)، يزيد بن خالد (1)، عمر بن هبيرة (1)، يحيي بن محمد (1)، يعقوب بن شعيب (1)، عمر بن يحيي (1)، يحيي بن عمر (1)، يعقوب القمي (1)، يزيد بن فرقد (1)، مالك بن عبد (1)

يعقوب بن يزيد … 67، 69 يعلي بن مرة … 440 يوسف … 72 يوسف بن أبي الساج … 423، 424 يوسف بن الحسين الحلبي … 507 يوسف بن عمار بن حيان … 455 يوسف بن عمر … 140، 209، 268 287، 389، 390 391، 392، 393 394، 395، 396 397، 398 يوسف بن عمر الثقفي … 168، 193، 205 382، 383 يوسف بن عمرة … 275، 276 يوسف بن لقوة … 503 يوسف رزق الله … 290 يونس … 88، 90، 102، 510 يونس بن رباط … 461 يونس بن عمار بن جبان … 455 يونس بن يعقوب … 464

(٥٨٠)

صفحهمفاتيح البحث: يوسف بن عمار بن حيان (1)، يعقوب بن يزيد (1)، يونس بن يعقوب (1)، يونس بن رباط (1)، يعلي بن مرة (1)

فهرس الفرق والجماعات

فهرس الفرق والجماعات آل أبي أراكة … 455 آل أبي الجعد … 450 آل

أبي الجهم … 450 آل أبي السمال … 461 آل أبي رافع … 450 آل أبي سارة … 451 آل أبي سفيان … 448 آل أبي شعبة … 451 آل أبي صفية … 451 آل أعين … 451، 454 آل الأشعث … 355 آل الزبير … 495 آل الفتال … 477 آل المهلب … 505 آل النعمان … 105 آل بويه … 106 آل حيان … 455 آل ذي الجدين … 233 آل رضا الرفيعي … 91 آل زوين … 170 آل زياد … 223 آل زيد … 233 آل شبل … 95، 223 آل شمسة … 167 آل طاهر … 453 آل طلحة … 503 آل عتيبة … 355 آل عقيل … 328، 389 آل علي … 134، 325، 328، 356 آل فتلة … 223 آل قيس بن معدي كرب … 233 آل نعيم … 455 آل يزيد … 355 الأباضية … 496 الأتراك … 113، 289، 427 أثور … 109 أحمس … 161، 226، 354 الأخبوق … 226 الأخدوع … 226 الأخلود … 226 أدد … 225 أدران … 226

(٥٨١)

صفحهمفاتيح البحث: الطهارة (1)

أدعم كاهل … 225 أرحب … 226، 395 الأزد … 127، 155، 161، 162 156، 159، 164، 163 165، 309، 317، 318 335، 392، 438 الأساورة … 170 أسد … 155، 156، 159، 161، 162 163، 164، 165، 212، 226 227، 309، 319، 333، 390، 442 أسلم … 226 الأشاقر … 226 أشجع … 161، 167، 312 أشعر … 163، 225 الأشعريون … 227، 309 أشيب … 227 أصحاب الكهف … 117 أضم … 227 أطحل … 227 الأعيوق … 226

الأفخوذ … 226 أقارع … 227 الاقروح … 226 الأكاسرة … 105، 106، 150، 156، 157 أكلب … 226 العباسيون … 413 أنباط … 237 الأنصار … 155، 156، 163، 164 432، 438، 444، 445، 496 أنعم … 225 أنمار … 309 أهل الأنبار … 237 أهل البصرة … 143، 144، 149، 151 153، 160، 183، 227 230، 231، 232، 233 235، 364، 480، 488 أهل الحيرة … 141، 167، 483 أهل الري … 69، 496 أهل الشام … 293، 340، 344، 361 362، 364، 379، 381 384، 392، 393، 401 أهل الصفة … 441 أهل العراق … 151، 234، 235 370، 389، 398 أهل الكوفة … 144، 151، 230، 232 233، 234، 248، 271، 273 293، 294، 295، 300، 304 305، 306، 310، 316، 323 324، 326، 333، 335، 342 362، 364، 366، 368، 384 385، 395، 396، 398، 400 402، 408، 410، 412، 414 415، 417، 422، 480، 481 488، 500، 504، 505 أهل المدينة … 210 أهل النهروان … 311، 312 أهل اليمامة … 401 أهل اليمن … 135، 166، 207، 208، 317 أهل بغداد … 423 أهل جنابة … 421 أهل حمص … 444 أهل خراسان … 69، 138، 415 أهل قم … 69، 70 أهل مصر … 399

(٥٨٢)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكوفة (1)، مدينة البصرة (1)، مدينة بغداد (1)، خراسان (1)، الشام (1)

أهل مكة … 121، 210، 237، 371 أهل هجر … 159، 162 أهل همذان … 157 أناس … 266 أهنوم … 226 إياد … 138، 139، 148، 159 162، 192، 225، 227 الأيوبيون … 257 بارق

… 354 باهلة … 226 البترية … 116 بجالة … 157 بجيل … 461 بجيلة … 155، 159، 161، 162 163، 164، 226، 227 275، 309، 433، 439 444، 448، 464 بجيلة قيس … 164 البحتر … 225 البراجم … 226 البرامكة … 268 البرك … 227 البصريون … 227 البقت … 227 بكر … 161، 162، 163، 309، 401 بكيل … 226 بلي … 227 بندقة … 225 بنو أبحر … 227 بنو أبهر … 227 بنو أبي الفرج … 477 بنو أبي سبرة … 459 بنو أبي طاهر … 474 بنو أرفخشد … 217 بنو أرقم … 227 بنو أسد … 176، 197، 199، 250 304، 336، 337، 417 418، 422، 458، 460 بنو اسلم … 227 بنو إسماعيل … 473 بنو أشجع … 227 بنو أعر … 226 بنو اعصر … 155 بنو أعود … 227 بنو الأشتر … 245، 473، 476 بنو الأشرس … 225 بنو الأيسر … 478 بنو البرسي … 472 بنو البكار … 192 بنو البكاء … 190 بنو الحارث … 227، 443، 444 بنو الحافي … 227 بنو الحر … 456 بنو الحسن … 403، 404، 405 بنو الحسن الحسيني … 473 بنو الحسين … 403 بنو الحسين بن زيد … 469 بنو الدنان … 225 بنو السدرة … 246 بنو الشريد … 227 بنو الصابوني … 475 بنو الصوفي … 473، 478 بنو الصياد … 478 بنو العباس … 69، 134، 227

(٥٨٣)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، بنو عباس (1)، الحسين بن زيد (1)، بنو أسد (1)، الفرج (1)، البكاء (1)، الطهارة (1)

240، 254، 267 268،

270، 287 388، 409، 410 412، 465 بنو العنبر … 227 بنو القاسم … 472، 476 بنو القين … 139 بنو المحدون … 227 بنو المصابيح … 477 بنو الياس … 457 بنو أمية … 58، 126، 138، 141 164، 175، 207، 237 240، 257 261، 267 268، 270، 276، 287 321، 340، 359، 378 388، 450، 505، 507 بنو أنمار … 227 بنو أود … 161 بنو امرئ القيس … 138 بنو بجلة … 138، 157 بنو بقبق … 473 بنو بكر … 505، 506 بنو بهدلة … 140 بنو تغلب … 148، 447، 455 بنو تميم … 140، 161، 162 306، 346، 407 442، 445، 496، 501 بنو تنوخ … 227 بنو تيم … 225 بنو ثعل … 225 بنو ثعلبة … 439 بنو ثمال … 282 بنو ثمامة … 225 بنو جذيمة … 140 بنو جرير … 492 بنو جسر … 500 بنو جعفر … 469 بنو جعفي … 295، 508 بنو جماعة … 227 بنو جندل … 496 بنو حبيش … 227 بنو حذافة … 138، 192، 227 بنو حرام … 185 بنو حرب … 227 بنو حريم … 226 بنو حسن … 223 بنو حصين … 227 بنو حلوان … 227 بنو حمدان … 508 بنو حمزة … 473 بنو حملة … 226 بنو حنيفة … 358 بنو حوت … 317 بنو خدارة … 431 بنو خطمة … 273 بنو دراج … 462 بنو دعمي … 227 بنو دهمان … 226 بنو ذكوان … 227 بنو رباط … 461 بنو رضوان … 227 بنو رواحة … 227 بنو رواس …

79 بنو زهرة … 206، 430، 434

(٥٨٤)

صفحهمفاتيح البحث: بنو أمية (1)، الحرب (1)

بنو زيد … 476 بنو ساعدة … 432، 444 بنو سخطة … 470 بنو سدوس … 260 بنو سعد … 394، 454 بنو سليح … 227 بنو سليم … 176، 394 بنو سواءة … 434، 449 بنو سوقة … 459 بنو سهم … 227 بنو شرف الدين … 477 بنو شعر أبط … 478 بنو شمج … 160 بنو شيبان … 423، 454 بنو شيبان … 483، 489، 502 بنو صاع … 226 بنو صاهلة … 226 بنو صعصعة … 386 بنو صلوبا … 180 بنو صنبر … 225 بنو ضاعنه … 226 بنو ضبة … 156، 385 بنو طريف … 225 بنو طماح … 227 بنو طويل الباع … 474 بنو عامر بن قيس … 165 بنو عبد الجد … 225 بنو عبد العظيم … 472 بنو عبد القيس … 463، 466 بنو عبد ربه … 458 بنو عبس … 144، 160، 163، 165، 176 بنو عبيدة … 225، 227 بنو عجل … 440، 499 بنو عدانة … 227 بنو عدي … 226 بنو عطارد … 227 بنو عطية … 460 بنو علي … 227 بنو علي الشاب … 477 بنو عليم … 334 بنو عمار … 203، 463، 465 بنو عمارة … 335 بنو عمران … 227 بنو عمر بن قيس … 159 بنو عمرو … 135 بنو عمرو … 225 بنو عنز … 140 بنو عوف … 227 بنو غازية … 226 بنو غالب … 227 بنو غدن … 227 بنو غريز … 469 بنو فرقد … 461 بنو فزارة

… 227 بنو فناعة … 226 بنو فوارس … 477 بنو فهير … 226 بنو قرار … 137 بنو قريظة … 431 بنو قفح … 478 بنو قين … 227 بنو كندة … 473 بنو لام … 225 بنو لبيد … 233

(٥٨٥)

صفحهمفاتيح البحث: عمر بن قيس (1)

بنو لحيان … 226 بنو ليث … 502 بنو مالك … 227 بنو محارب … 447 بنو محاسن … 249 بنو مخزوم … 227 بنو مدلج … 226 بنو مروان … 197، 400، 404 بنو مزيد … 218 بنو مسيلة … 225 بنو مطرود … 227 بنو معاوية … 225 بنو المقاصف … 140 بنو مقرن … 432 بنو مقصر … 227 بنو منقرة … 226 بنو ناعج … 499 بنو نصر … 458 بنو نضر … 484 بنو نعيم الصحاف … 460 بنو نهد … 392 بنو نهيك … 225 بنو وابش … 455 بنو وهب … 225 بنو وهبان … 227 بنو هاشم … 112، 176، 234، 338 379، 403، 406، 431 490، 507 بنو همام … 401 بنو يشكر … 504 بولان … 225 بهرا … 227 بيت أبي الغار … 473 بيت أبي الفوارس … 475 بيت العراقي … 470 بيت اللين … 479 التاج … 225 التتار … 175، 248 تجيب العوادر … 225 تغلب … 156، 159، 162، 163 225، 226، 309 تميم … 155، 156، 159، 163 164، 185، 211، 226 232، 233، 250، 309 319، 390 تميم بن مر … 226 التوابون … 341، 435، 506 تيم … 227 تيم الرباب … 443 تيم اللات … 156، 163، 400 تيم بكر

… 341 ثابت … 225 الثعالب … 225 ثعلبة … 226 ثقيف … 156، 161، 163، 164، 167 208، 227، 250، 345 ثمالة … 226 ثور … 227 الجحافل … 225 جدة … 225 الجديلة … 157، 159، 162، 164، 225 جرم … 225، 227 جريش … 227 جشم … 226، 227

(٥٨٦)

صفحهمفاتيح البحث: بنو هاشم (1)، تيم الرباب (1)، الشكر (1)، دولة العراق (1)

جعدة … 227 جعفر … 225 جعفي … 459 جلد … 225 جماد … 225 جماهر … 225 جنب … 225 الجهاضم … 226 جهينة … 111، 160، 161 164، 157، 227 الحارثيون … 225 حاشد … 226 حبا … 226 حجبة … 227 حجور … 226 حدان … 226 الحديون … 227 حرب … 225 الحربيون … 227 حرث … 225 حسامة … 226 حسيب … 225 الحسينيون … 248 الحكم … 225 الحمر … 170 الحمراء … 159، 162، 163، 317 الحميدات … 223 الحمير … 237، 259 حميس … 226 حنش … 227 حنظلة … 226 حنيك … 226 حوية … 227 حي … 227 حيدان … 227 خبا … 227 خثعم … 155، 159، 162 163، 226، 309 الخرمية … 407 خزاعة … 155، 272، 435 خزرج … 207 خفاجة … 128، 131، 227 426، 427، 428 الخوارج … 184، 185، 311 375، 495، 496 خولان … 227 خيوان … 226 دارم … 226 دب … 227 دحران … 226 دعام … 226 دعج … 227 دليم … 173، 174 دودان … 226 دوس … 226 دهن … 226 ذبيان … 163، 226، 227 الراسبون … 227 راشد

… 227 رامي … 227 راهب … 226 رباب … 162، 163، 226، 231، 309 ربيعة … 126، 155، 162، 163 165، 166، 183، 208

(٥٨٧)

صفحهمفاتيح البحث: الخوارج (1)

227، 233، 319، 333 390، 400، 401، 402، 500 رزاح … 227 رسوان … 227 رعل … 227 رقابة … 227 الركب … 225، 227 الرماحية … 92 الرواق … 225 الروم … 113، 187، 223، 255 264، 265، 266، 285، 454 رومان … 168 رهينة … 227 رياح … 226 زبيد … 227 زرارة … 360 زعيج … 226 زوال … 227 زهر … 225 زهران … 226 زهير … 227 زيد … 227 الزيدية … 195، 378، 402، 414، 417 الزيول … 227 الساسانيون … 166 ساعدة … 227 السايب … 226 سبع قيس … 309 السبيعيون … 474 السدوس … 226 السريانيون … 216، 237، 238 سعد … 227، 231 سعد العشيرة … 225 سفيان … 226 سكاسك … 225 السكون … 225 السلمان … 225 السلول … 226، 227 سليط … 226 سليم … 156، 163، 226 سمنود … 266 سنبس … 225 سيحان … 225 سيعة … 227 سيف … 225 شاكر … 226، 395 شاور … 226 شبام … 226، 227، 352 الشبيبية … 360 شعذف … 225 شمران … 225 شهران … 226 شهلة … 225 الشيعة … 70، 116، 147، 259 262، 263، 324، 325 333، 334، 335، 341 353، 366، 384، 385 387، 388، 389، 401 412، 450، 452، 455 456، 458، 464، 466، 507 صحاري … 227 صخر … 227 صداء الفلي … 225 صدف … 225

صفحه(٥٨٨)

صدقة …

225 صريف … 227 صعب … 225، 226 صمامة … 226 صومعة … 225 صهيب … 227 صيدا … 226 ضبة … 226، 232 ضبيعة … 159 الطالبيون … 501 الطانجة … 226 طحا … 266 طلفة … 227 طي … 161، 163، 165، 176 201، 225، 433، 505 ظليم … 227 عارض … 225 عامر … 156، 164، 225، 227 العباديين … 167 العباسيون … 426، 480، 488، 501 عبد الثريا … 225 عبد القيس … 159، 162، 163 227، 306، 500 عبد المدان … 225 عبد شمس … 225 العبديون … 227 عبس … 225، 227 عبيدة … 227 عدوان … 226 عدي … 227 عذرة … 227 عرينة … 226 عزة … 226 عشيرة السكون … 165 العضل … 226 العقارب … 227 عقيل … 227 العك … 159، 226 عكل … 227 العكوك … 227 علافة … 227 العلويون … 248، 426، 495، 227 عمر … 227 العمران … 227 عمرو … 225، 226 عمير … 159، 162، 163 عنزة … 227 عنس … 225، 430 عوف … 226، 227 عيدل … 225 غاسل … 226 غاضرة … 226 غافق … 227 غالب … 227 غدر … 226 غزية … 227 غسان … 162، 454 غطفان … 155، 159، 164، 226 غطيف … 225 غنم … 226، 227 غني … 226 غوث … 225 فارس … 400 الفاطميون … 227

(٥٨٩)

صفحهمفاتيح البحث: التصدّق (1)

الفخر … 227 الفراديس … 226 الفراقدة … 441 الفرس … 168، 182، 186 فقعس … 226 الفهم … 226 القارة … 226 القاصية … 227 القبط … 266

قبيلة السبيع … 211 القحر … 227 قحطان … 271 القدح … 225 القدم … 226 القرامطة … 122، 123، 418، 419، 421 422، 423، 424، 425 قرن … 225 قريش … 114، 163، 164، 190، 226 237، 250، 305، 307، 345، 391 قرية … 225 قسامل … 226 قسر … 226 قشيل … 227 قضاعة … 155، 159، 162، 163، 227 قيس … 160، 163، 165، 176 227، 232، 233 401، 407، 436 قيس عيلان … 226 القيقانية … 391 القين … 227 كاهل … 226 الكحل … 227 الكرب … 227 الكعبيون … 227 كلاب الضباب … 227 كلب … 227 الكلبيون … 422 كلدان … 109 كليب … 226 كنانة … 159، 162، 163، 250، 309، 506 كندة … 156، 161، 162، 1163 164، 165، 225، 319 327، 333، 390، 432، 434 الكوفيون … 227 لام … 227 لعسان … 227 لهب … 226 مازن … 225، 226 مالك … 227 مجاشع … 226 مجيد … 226، 227 محادرة … 225 محارب … 156، 159، 162، 164، 176 المحتار … 225 المحكمة … 384 المخائطة … 477 مدركة … 226 مذحج … 155، 159، 162، 163، 165 225، 309، 317، 319، 332 333، 366، 390، 431، 443 مذكر … 226 مراد … 207، 225 مرثد … 225 مرهبة … 226

صفحه(٥٩٠)

المريط … 226 مزينة … 156، 164، 226، 309، 354 مسبح … 227 المسودة … 261 المسيحيون … 168 مصطلق … 226 مضر … 126، 155، 166، 208، 227 233، 237، 400، 401، 402، 507 مضر الحمراء … 227 المضريون … 226 المطارفة

… 227 الململمة … 163 المناذرة … 170، 174 منبه … 227 منوف … 266 مهرة … 163، 227 المياريون … 227 ناج منك … 227 ناجية … 226 ناشب … 226 ناعم … 225 نبهان … 225 النخع … 225، 318، 498، 156، 163 نزار … 135، 162، 207، 208 النزاريون … 226 نصير … 227 نمر … 148، 159، 162، 225 نمير … 227 نواصب … 359 نهشل … 226 نهيس … 226 وائل … 226 وابصة … 227 والبة … 226 وادعة … 226، 227 الواغط … 227 والبة … 226، 227 وزن … 227 ولود … 226 الهاشميون … 239، 292، 295 هامل … 227 هاني … 227 هبيرة … 226 هجيم … 226 هذان … 227 هذل … 226 هذيل … 226، 298 هزمة … 227 هفان … 225 هلال … 227 هليل … 227 همدان … 155، 156، 159، 161، 162 163، 165، 226، 234، 260 313، 317، 319، 350، 352 364، 388، 390، 449 همذان … 400، 402، 424 هوازن … 155، 159، 226، 425 الهيس … 225 ياسر … 226 يام … 225، 226، 388 يربوع … 226 يزيد … 227 يشكر … 226 يعج … 227

صفحه(٥٩١)

يقرم … 225 اليمانيون … 162 اليمانية … 400 اليهود … 167، 186

صفحه(٥٩٢)

فهرس البقع والأماكن

فهرس البقع والأماكن أبو صخير … 174 أبو طرفة … 223 أبو قوارير … 156 ابيض … 176 الأجفر … 175، 176 أخاديد … 175 أردن … 265 آذربيجان … 154، 370 فالأذرعات … 176 ارم … 110 أرمينية … 407 أسبانبر … 134 إستينيا … 178 إسكندرية

… 264، 266، 447 أصبهان … 126، 154، 370، 400، 402 إصطخر … 206، 400 أعناك … 176 إفريقية … 197، 198، 264، 268، 269 أفيعية … 176 أقر … 175 أقساس … 178، 475 أقساس مالك … 138 اكيراح … 178 اللسان … 211 أليس … 180 أم البعرور … 93، 223 الأنبار … 149، 187، 214، 237، 268 287، 344، 407، 424، 426 485، 493، 498، 502 الأندلس … 255، 266 أنطاكية … 117، 264 الأهواز … 158، 197، 207، 360 409، 411، 423 إيران … 228 أيلة … 265 بئر الجعد … 140 باب الأنماط … 58 باب الجسر … 159 باب السدة … 58 باب الشام … 183 باب الفيل … 49، 58، 74، 141، 349، 393 باب كندة … 58، 74

(٥٩٣)

صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (1)، آذربيجان (1)، الشام (1)

بابل … 111، 166، 174، 179، 205، 216، 217 باجوا … 181 باخمرا … 92 بارق … 394 بانقيا … 178، 180 البحرين … 162، 421 بحيرة … 237 بدأة … 181 برثة … 181 بردان … 181 بركة الفيل … 399 بستان … 414 بستان ابن عامر … 176 البسيطة … 215 البصرة … 47، 133، 135، 144، 145 146، 148، 149، 152، 154 161، 163، 167، 168، 170 175، 176، 177، 178، 187 196، 167، 205، 208، 212 223، 230، 234، 235، 254 266، 268، 270، 271، 273، 274 275، 276، 277، 284، 285، 289 290، 296، 306، 307، 316، 326 346، 356، 357، 384، 385، 388 408، 409، 410، 423، 479، 480 481، 494، 500، 506 البطان … 175،

176 بغداد … 43، 47، 84، 108، 111، 122 123، 124، 166، 167، 168، 183 195، 203، 204، 214، 219، 228 248، 249، 254، 255، 261، 264 266، 267، 268، 281، 282، 283 285، 286، 287، 289، 325، 326 339، 342، 379، 383، 400، 405 406، 410، 421، 427، 434 453، 484، 487، 494 البقعة … 176 البقيع … 271، 430 البقيعة … 176 بقيقا … 181 بلخ … 498 البلقان … 237 بلنجر … 258 بليخ … 216 بمباي … 510 بولاق … 510 بهر سير … 134 البهقباذ … 182 بيت إدريس … 80، 81، 82، 83 بيت الطشت … 60، 256 بيت المقدس … 25، 36، 63، 65، 66، 67 بيت المقدس … 180، 209، 420 البيداء … 111 بيروت … 505، 510 بيعة خالد … 182 بيعة عدي … 182 تبوك … 265 تفليس … 69 تل بونا … 182 تهامة … 178 الثعلبية … 175، 176، 383 الثنية … 192 ثور … 176

(٥٩٤)

صفحهمفاتيح البحث: مقبرة بقيع الغرقد (1)، مدينة بيروت (1)، مدينة البصرة (1)، مدينة بغداد (1)، بابل (1)

الثوية … 103، 104، 110 164، 182، 367 جامع ابن طولون … 399 الجامعين … 425 جبانة أثير … 351 جبانة السبيع … 165، 137، 183 334، 349، 352 جبانة الصائدين … 161، 317، 349، 392 جبانة الصعيدين … 165 جبانة بشر … 138، 161، 165، 349 جبانة بني عامر … 165 جبانة رهط … 165 جبانة سالم … 165، 183، 349، 391 جبانة عثير الأسدي … 165 جبانة عرزم … 161، 165، 183، 196 جبانة كندة … 161، 165، 183 317،

349، 351، 392 جبانة مخنف … 165، 392 جبانة مراد … 165، 349 جبانة ميمون … 165، 183 جبانة يشكر … 165 جبانة يعقوب … 165 جبل الأهواز … 120، 136، 209 جبل الصياغ … 103 جبلتا … 216 جبل ثور … 387 جبل سلمي … 176 الجبة … 176، 183 الجديدة … 216 جرجان … 385 الجرزة … 183 الجرعة … 184 جرير … 184 جسر الدجيل … 360 جسر منبج … 342 الجعارة … 170، 223 جلولاء … 143، 146، 233، 307، 411 جمع … 176 جنبلاء … 418 الجوانية … 470 الجوسق الخرب … 184 جهار سوج خنيس … 430، 444 جهينة … 392، 445 الحاجر … 176 الحبانية … 174، 185 الحجاز … 176، 178، 213، 218 238، 302، 307، 356 حجام فرج … 138 الحراضة … 185 حران … 275، 287، 484 حرستا … 112 حروراء … 185 الحسكة … 155 الحصاصة … 185 حضرموت … 155، 159، 162 163، 214، 501 حفر السبيع … 185 حلب … 451 حلوان … 145، 146، 154 400، 402، 424 الحلة … 96، 179، 223، 245، 281، 510 الحلة السيفية … 92، 156، 217 الحلة المزيدية … 216 حلة بني مزيد … 218

(٥٩٥)

صفحهمفاتيح البحث: الشكر (1)

حمام أعين … 137، 186، 360، 362 حمام سعد … 186 حمص … 265، 474 الحنانة … 103، 104 حوران … 237، 238 الحوز … 186 الحوشي … 176 حيدر آباد … 479 الحيرة … 111، 115، 136، 138، 144، 147 149، 150، 151، 153، 166، 167 168، 170، 171، 173، 174، 176 180، 184، 189، 191، 192،

210 211، 275، 359، 389، 391، 392 393، 396، 401، 412، 413، 466 خانقين … 186، 233 خد العذراء … 136، 170، 171، 186، 205 خرارة … 186 خراسان … 111، 112، 140، 268 269، 270، 289، 385 389، 411، 414، 453، 474 الخزر … 113 الخزيمية … 175 خطة بني عبد الله … 186 الخطير … 176 خفان … 418 خفان وخفية … 186 خندق سابور … 186 خوارزم … 497 الخورنق … 145، 187، 189، 190، 191 192، 205، 210، 212، 223، 320 خوزستان … 411، 418 خيبر … 103، 213، 218 431، 438، 440 دار الإمارة … 207، 208 دار الحكيم … 191 دار الداريين … 35 دار المقطع … 191 دار قمام … 191 درب الزرقاء … 478 درتا … 191 درزيجان … 426 دقوقا … 407 دمشق … 110، 111، 126، 175، 176 208، 276، 289، 319، 399 دنباوند … 179 دوران … 191 دوما … 191 دومة الجندل … 237 ديار بكر … 427 ديالي … 409 دير الأعور … 192 دير الجماجم … 138، 139 دير السوا … 138 دير الشاء … 192 دير العاقول … 508 دير أم عمرو … 142، 149 دير حرقة … 142، 149 دير حنة … 178، 192 دير سلسلة … 142، 149 دير قرة … 138 دير كعب … 139 دير مرا عبد الله … 178 دير هند … 139، 159، 351، 352، 401 الديلم … 113، 116، 18

(٥٩٦)

صفحهمفاتيح البحث: خيبر (1)، خراسان (1)، دمشق (1)

الديوانية … 155 ذات عرق … 176، 210 ذي الكفل … 216 راس عين … 411 الربذة

… 176، 405 رحا عمارة … 192 رحبة الصيارف … 336 رحبة خنيس … 192 رحبة علي … 429 رستقاباذ … 137 رصافة الكوفة … 192 الرقة … 139، 216، 407، 408، 497 الرماحية … 156، 477 الروم … 167، 454 الري … 154، 288، 385، 400، 402، 481 رواس … 394 زبالة … 322 زبلة … 175، 176 زبير … 164 زرارة … 192 زرود … 175، 176، 331 الزوراء … 110 زورة … 193 زيدان … 193 ساعدة … 176 سامراء … 414، 415، 418، 427 475، 483، 498، 502 والسالحين … 147 السبخة … 101، 349، 351، 353، 354 360، 361، 363، 393، 394، 395 السبيعية … 245، 474 سجستان … 270، 500 السدير … 210، 221، 320 السراة … 433 سرف … 410 سر من رأي … 43 سرة بابل … 29 سكن … 193 سكون … 165 سكة ابن محرز … 139 سكة البريد … 140 سكة شبث … 355 السلسلة … 258 سلمستان … 175 السليلة … 176 سميراء … 176 سميساط … 216 سند … 113 سنينيا … 193 سنية … 174 سوادية … 193 السوارية … 193 سورا … 202، 204، 205، 217، 218 سوراء … 96، 248 سورستان … 135، 151، 207 سوريا … 166 السوس … 411 سوق آل شمسة … 167 سوق أسد … 140، 193، 216 سوق حكمة … 193، 206 سوق عكاظ … 494 سوق يوسف … 193 السيب … 194، 217 سيلحون … 186

(٥٩٧)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة سامراء المقدسة (1)، مدينة الكوفة (1)، بابل (1)، العرق، التعرق (1)

الشافعية … 97 الشام …

63، 110، 112، 152، 163 169، 188، 208، 215، 218 237، 238، 225، 264، 265 267، 268، 270، 272، 273 289، 292، 307، 319، 321 371، 372، 377، 381، 399 400، 419، … 505، 508، 509 شانيا … 194، 202 شاهي … 97 شروان … 268 شطرة المنتفق … 164 الشقوق … 175، 176 الشنافية … 94، 95، 155، 223 الشتوي … 96 شوميا … 194 شهار سوج خنيس … 160 شهرزور … 184 شيراز … 400، 506 شيلي … 194 الصافية … 508 صحراء أثير … 161، 165، 195 صحراء البردخت … 165، 195 صحراء أم سلمة … 165، 195 صحراء بني جعفر … 437 صحراء بني عامر … 161 صحراء بني قرار … 165 صحراء بني يشكر … 161 صحراء سالم … 165 صحراء شبث … 140، 165 صحراء عبد القيس … 165، 391 صحراء عثير … 165 صحراء عرزم … 165 الصراتين … 216 الصريفين … 195 صفين … 103، 169، 271، 273، 291 233، 318، 333، 366، 430 433، 434، 435، 439، 441 444، 445، 481، 509 صقيلة … 289 صلوبا … 180 بالصيادة … 413 الصين … 113، 116، 118، 196 ضباب … 196 ضحاك رواس … 138 ضيعة أم الحكم … 399 الضين … 195 الطائف … 277، 440 طاق الزياتين … 34، 37 طبرستان … 472 وطخارستان … 498 طرنايا … 413 طف كربلاء … 173، 174 طور سيناء … 66 طسوج البدأة … 147 طويريج … 223 طيزناباذ … 139 عانات … 187 العباسية … 93، 396 عبس … 196 العذار … 92، 93، 94، 95، 97

العذيب … 175 العراق … 24، 43، 70، 101، 127 137، 143، 125، 141، 147

(٥٩٨)

صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلي الله عليه وآله (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، الشام (1)، الشكر (1)

148، 151، 154، 160، 162 170، 179، 180، 182، 184 188، 203، 205، 211، 214 215، 216، 217، 226، 229 230، 234، 237، 238، 241 245، 260، 621، 264، 266 267، 268، 281، 282، 283 285، 286، 287، 289، 325 326، 339، 342، 379، 383 400، 405، 406، 410، 421 427، 434، 453، 484، 487، 494 العقبة … 175، 176 عقر بابل … 196، 197 العقيق … 271 عكبرا … 418 العمق … 176 عنترة الحجام … 138 والعوينة … 223 عين التمر … 180، 407، 422، 424، 505 عين الرهيمة … 218 عين النسوخ … 218 عين الوردة … 344، 435 عين بئر الحذاء … 143 عين بني الجراء … 211 عين جمل … 175، 197، 218 عين صيد … 175، 218 الغاضرية … 197 غرما … 205 الغري … 29، 41، 88، 89، 99 104، 115، 197، 221، 245، 346 غطط … 202 الغمرة … 176 فارس … 197، 264، 302 305، 409، 480، 508 فاليقلا … 216 الفرات … 293، 304 فرات بادقلا … 147 فسطاط … 266 الفسطاط … 167، 266 فلسطين … 265، 266 الفلوجة … 414 فم الفيل … 401 الفيد … 175، 176 القادسية … 145، 160، 162، 175، 176 205، 217، 218، 233، 271 303، 304، 322، 323، 418، 422 425، 429، 433، 445، 383، 411 القاع … 175،

176 القاهرة … 289 القباع … 181 قبة … 202 قرطبة … 289 القرعاء … 175، 176 قرقيسيا … 145، 150، 154، 445 قرية أبو قوارير … 92 قرية أبي صلابة … 138 قرية بالسيعة … 227 قرية الصيادين … 206 قرية القاسم … 216 قرية الكفل … 169، 37 قرية شاهي … 408، 410، 412، 414، 415 القسطنطينية … 116، 118 قسين … 203 قصر ابن هبيرة … 93، 185، 194، 203

(٥٩٩)

صفحهمفاتيح البحث: نهر الفرات (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، بابل (1)، الصيد (1)، التمر (1)

214، 217، 279، 408 409، 411، 417، 424 قصر أبي الخصيب … 190، 191، 203 قصر الأبيض … 170 قصر الامارة … 106، 131، 163 167، 326، 327، 357 قصر الخورنق … 173 قصر العدسيين … 203 قصر الكوفة … 203 قصر خالد … 140 قصر سعد … 150، 158 قصر مقاتل … 138 القطقطانة … 197، 176، 218 قطوان … 204 قعبة العلم … 215 القلع … 175 قلعة الجراحية … 425 القلوفي … 176 قم … 228 قم … 68، 69 قنطرة السنية … 97 قورا … 205 القيروان … 277 كابل … 113، 498 كاظمة … 187 كربلاء … 29، 115، 169، 2173 206، 214، 196، 197 كرد بنداذ … 134 كري سعد … 155، 173، 174، 223 الكعبة … 41، 68، 372 الكفل … 94، 102 كمخ … 216 الكناسة … 34، 37، 94، 96، 163 167، 168، 169، 205، 293 349، 350، 351، 355، 392 398، 472، 474 كندة … 95، 466، 470، 508 كنيدرة … 164 لبيس … 278 لسان … 143، 149

ليدن … 507 وماسبذان … 145، 150، 154 ماوان … 176 والمحاجير … 173 محلة السبيع … 211 محلة النبي يونس … 167 محلة النجار … 76 محلة بني أعين … 453 محلة شيطان … 211 محلة غازي … 215 محلة غازي … 165، 215 المدائن … 134، 136، 142، 143، 144 145، 146، 148، 150، 153 154، 166، 168، 169، 181 205، 273، 385، 388، 400 401، 402، 409، 410، 425 430، 431 المدينة … 25، 28، 44، 65، 66، 68 96، 103، 110، 111، 116 126، 152، 158، 176، 177 210، 254، 262، 270، 277 286، 299، 300، 301، 302 319، 377، 379، 383، 384 390، 399، 402، 403، 405، 410

(٦٠٠)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة كربلاء المقدسة (1)، مدينة الكوفة (1)، القتل (1)

430، 431، 444، 470، 477، 478 مدينة السلام … 204، 214 المربد … 168، 494 مرج راهط … 272، 439 مرج عذراء … 319 المسجد الأقصي … 23، 24، 34 مسجد الأشعث … 76، 77 المسجد الأعظم … 23، 43، 106، 159 358، 386، 390 391، 392، 393 مسجد البصرة … 47، 48، 134، 136 مسجد الجواشن … 76 المسجد الحرام … 24، 34، 45، 46 47، 48، 49، 52 67، 122، 124 مسجد الحمراء … 75، 76، 77 مسجد الحنانة … 88، 89، 104 مسجد الحوافر … 76 مسجد الخطة … 454 مسجد الرسول … 24، 45، 46، 47 48، 49، 52، 67 مسجد السهلة … 43، 62، 63، 75، 76، 77 77، 79، 80، 81، 82، 83 84، 85، 87، 91، 92، 96 97، 103، 118، 120، 163 167، 168، 173،

194، 460 مسجد المدينة … 34 مسجد بني السيد … 76 مسجد بني بهدلة … 140 مسجد بني جذيمة … 140 مسجد بني ظفر … 75، 76، 77 مسجد بني عبد الله بن رازم … 76 مسجد بني عدي … 392 مسجد بني عنز … 140 مسجد بني عنزة … 90 مسجد بني كاهل … 39، 78 مسجد تيم … 76 مسجد ثقيف … 76، 77 مسجد جذيمة بن مالك … 90، 212 مسجد جرير بن عبد الله … 76، 77 مسجد جعفي … 75، 76 مسجد زيد بن صوحان … 78، 168 مسجد سعد … 175 مسجد سماك بن مخرمة … 76، 77، 139 مسجد شبث بن ربعي … 76، 77 مسجد صعصعة بن صوحان … 78، 79 مسجد عبد الجبار … 474 مسجد غني … 75، 76 مسجد محرس الخصا … 399 مسجد يونس … 75، 77 مسلح … 176 مسلحة … 149 مسلية … 212 مسناة جابر … 164 المسيب … 223، 281 المشخاب … 173 مصر … 152، 215، 254، 255، 257 264، 266، 267، 268، 270 277، 399، 404، 425، 477 488، 492، 507، 508، 509، 510 معدن … 176 معدن النقرة … 176، 177، 210 معدن بني سليم … 210 المغرب … 255

(٦٠١)

صفحهمفاتيح البحث: المسجد الأقصي (1)، شبث بن ربعي اليربوعي (1)، جرير بن عبد الله (1)، مدينة البصرة (1)، صعصعة بن صوحان (1)، زيد بن صوحان (1)، مسجد الحرام (1)

المغيث … 176 المغيثية … 175، 176 مقام إبراهيم … 21 مقام نوح … 40 مقام يونس … 37 مكة … 24، 28، 44، 46، 53 55، 64، 65،

66، 68 94، 96، 110، 111، 116 121، 122، 124، 175، 176 180، 210، 237، 273، 277 285، 322، 324، 348، 423 429، 434، 440، 473، 369 370، 371، 372، 402، 408 409، 410، 412، 482، 487، 490 ملح … 212 الملطاط … 136، 143، 148، 151 166، 211، 304 مليطة … 216 منزل … 176 الموصل … 143، 145، 150، 154 157، 319، 360 385، 425، 441 النجف … 89، 96، 115، 116، 117 147، 148، 151، 164، 165 171، 173، 174، 178، 184 188، 191، 197، 203، 210 212، 215، 217، 218، 219 220، 222، 223، 246، 429، 510 نخيلة … 101، 110، 150، 169، 184 192، 341، 343، 396، 437 نسر … 187 نشاستج … 213، 214 نصرانة … 420 نعماباذ … 214 النعمانية … 508 نقرة … 176 نمرود … 222 نهاوند … 126، 233 النهروان … 291، 411 النهرين … 418 نيشابور … 453 نينوي … 214 وادي السباع … 175، 214 واسط … 197، 261، 258، 287 368، 385، 408، 409 410، 413، 414، 423 واقصة … 175، 176 الهاشمية … 93، 94، 95، 96، 97 97، 214، 405 هجر … 421، 423، 446 هراة … 400 همدان … 154، 473، 503 الهند … 113، 166، 223 289، 509 هيت … 187، 366، 421، 424 يثرب … 164 اليمامة … 183، 277، 440 اليمن … 126، 155، 208، 233 237، 241، 408، 430 436، 501، 505 اليونان … 167

(٦٠٢)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، المدينة المنورة (1)، نينوي (1)، الهند (1)

فهرس الأنهار

فهرس الأنهار بحر الشنافية

… 223 بحر النجف … 173، 223، 510 بحيرة يونس … 223 دجلة … 124، 164، 210، 216، 230 الفرات … 36، 65، 111، 130، 131 134، 142، 144، 145، 146 147، 148، 149، 151، 152 153، 155، 174، 180، 181 182، 192، 203، 211، 216 217، 218، 219، 220، 221 222، 223، 230، 396، 398 406، 424، 425، 427، 510 نهر آبا … 217 نهر البديرية … 174 نهر البردان … 217 نهر البصريين … 115 نهر البويب … 182، 217 نهر التاجية … 146، 182، 219، 222 نهر الجربوعية … 217 نهر الحيرة … 348 نهر الخازر … 347 نهر الخندق … 216 نهر السدير … 173، 174 نهر الشاه صفي … 223 نهر الضنين … 218 نهر الطهماسية … 222 نهر الغدير … 217 نهر القورا … 214، 218 نهر الكوفة … 216، 217 نهر المشاش … 401 نهر المكرية … 222، 223 نهر الملك … 216 نهر النجف … 174 نهر الهندية … 223 نهر بني سليم … 164 نهر ديصان … 216 نهر زياد … 218 نهر سنجة … 216 نهر سورا … 214، 216، 217 نهر شيلي … 218 نهر صرصر … 216، 409 نهر عيسي … 216 نهر الكوتي … 216، 217 نهر كيسوم … 216 نهر نرس … 218 نهر نشاستج … 218 نهر يوسف … 147 النيل … 216، 219، 412، 413 هور الدخن … 223 هور الكفل … 223

(٦٠٣)

صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، نهر الفرات (1)

فهرس مصادر التحقيق

فهرس مصادر التحقيق 1 - أسباب النزول: للواحدي. مؤسسة الحلبي / القاهرة.

2 - أسد الغابة:

لابن الأثير. مؤسسة اسماعيليان / طهران.

3 - الاختصاص: للشيخ المفيد. نشر جماعة المدرسين / قم.

4 - الاستبصار: للشيخ الطوسي. دار الكتب الاسلامية / طهران.

5 - الإصابة: لابن حجر العسقلاني. دار الكتب العلمية / بيروت.

6 - الأعلاق النفيسة: لابن رستة. طبع ليدن.

7 - الأعلام: للزركلي. دار العلم للملايين / بيروت.

8 - الأغاني: لأبي الفرج. نشر دار احياء التراث العربي / بيروت.

9 - الإمامة والسياسة: لابن قتيبة. مؤسسة الحلبي / القاهرة.

10 - الأنساب: للسمعاني. نشر دار الجنان / بيروت.

11 - البداية والنهاية: ابن الأثير. دار احياء التراث العربي / بيروت.

12 - البلدان: لابن الفقيه. نشر عالم الكتب / بيروت.

13 - البلدان: لابن واضح اليعقوبي. نشر المكتبة المرتضوية / النجف.

14 - التنبيه والاشراف: للمسعودي.

15 - الثقات: لابن حبان. نشر مؤسسة الكتب الثقافية.

16 - الجرح والتعديل: للرازي. دار احياء التراث العربي / بيروت.

17 - الحدائق الوردية: لحميد بن أحمد المحلي. نشر دار أسامة.

18 - الخرائج والجرائح: قطب الدين الراوندي. مؤسسة الإمام المهدي / قم.

(٦٠٥)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب الخرائج والجرائح للقطب الراوندي (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، كتاب البداية والنهاية (1)، كتاب الجرح والتعديل للرازي (1)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، الحافظ ابن حجر العسقلاني (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة بيروت (7)، مدينة طهران (2)، إبن الأثير (1)، الشيخ المفيد (قدس سره) (1)، الشيخ الطوسي (1)، الفرج (1)، الوراثة، التراث، الإرث (3)

19 - الخصال: للشيخ الصدوق. جماعة المدرسين / قم.

20 - الذريعة: أقا بزرك الطهراني. دار الأضواء / بيروت.

21 - الشعر والشعراء: ابن قتيبة. دار الكتب العلمية / بيروت.

22 - الصحاح: إسماعيل بن محمد الجوهري. دار العلم للملايين / بيروت.

23 - الصواعق المحرقة: لابن حجر الهيتمي. نشر مكتبة

القاهرة / مصر.

24 - الطبقات الكبري: لابن سعد. دار صادر / بيروت.

25 - العقد الفريد: أحمد بن عبد ربه الأندلسي. دار الكتاب العربي / بيروت.

26 - العين: الخليل بن أحمد الفراهيدي. مؤسسة دار الهجرة.

27 - الغدير: للعلامة الأميني. دار الكتاب العربي / بيروت.

28 - الفوائد الرجالية: بحر العلوم. نشر مكتبة الصادق / طهران.

29 - الفهرست لابن النديم. تحقيق رضا تجدد.

30 - الكافي: للشيخ الكليني. دار الكتب الإسلامية / آخوندي.

31 - الكامل في التاريخ: لابن الأثير. نشر دار صادر / بيروت.

32 - المجدي: لعلي العلوي العمري. نشر مكتبة السيد المرعشي / قم.

33 - المحاسن: أحمد بن محمد بن خالد البرقي. دار الكتب الإسلامية.

34 - المحبر: محمد بن حبيب البغدادي.

35 - المزار: للشيخ المفيد. مدرسة الأمام المهدي / قم.

36 - المزار: للشهيد الأول. نشر مدرسة الإمام المهدي / قم.

37 - المزار: لمحمد بن المشهدي. نشر قيوم.

38 - المسالك والممالك: لابن خرداذبه. طبع ليدن.

39 - المسالك والممالك: للاصطخري. نشر دار القلم / تحقيق محمد جابر.

40 - المستدرك علي الصحيحين: الحاكم النيسابوري. دار المعرفة / بيروت.

41 - المصباح المنير: للفيومي. نشر دار الهجرة / قم.

42 - المصنف: لعبد الرزاق الصنعاني. نشر المجلس العلمي.

43 - المعارف: ابن قتيبة. دار الكتب العلمية / بيروت.

44 - المقنعة: للشيخ المفيد. جامعة المدرسين / قم.

45 - المؤتلف والمختلف: للآمدي. دار احياء الكتب العربية / القاهرة.

(٦٠٦)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب الخصال للشيخ الصدوق (1)، كتاب الغدير للعلامة الأميني (1)، كتاب الفوائد الرجالية للشيخ مهدي الكجوري الشيرازي (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، كتاب الطبقات الكبري لإبن سعد (1)، مدينة بيروت (9)، مدينة طهران (1)،

أحمد بن محمد بن خالد البرقي (1)، الشيخ المفيد (قدس سره) (2)، إبن حجر الهيتمي (1)، إسماعيل بن محمد (1)، الخليل بن أحمد (1)، محمد بن المشهدي (1)، ابن النديم (1)، محمد بن حبيب (1)، الصدق (1)

46 - النهاية في غريب الحديث: ابن الأثير. مؤسسة إسماعيليان / قم.

47 - ايضاح المكنون: إسماعيل باشا. دار احياء التراث العربي / بيروت.

48 - أمالي الصدوق. مؤسسة البعثة / قم.

49 - أمالي الطوسي: دار الثقافة / قم.

50 - أمل الآمل: الحر العاملي. مكتبة الأندلس / بغداد.

51 - أنساب الأشراف: للبلاذري. مؤسسة الأعلمي / بيروت.

52 - بحار الأنوار: محمد باقر المجلسي. مؤسسة الوفاء / بيروت.

53 - بشارة المصطفي: عماد الدين الطبري. مؤسسة النشر الاسلامي / قم.

54 - بصائر الدرجات: للصفار. دار الأعلمي / بيروت.

55 - بغية الوعاة: للسيوطي. المكتبة العصرية / بيروت.

56 - تاج العروس: للزبيدي. نشر مكتبة الحياة بيروت.

57 - تاريخ ابن خلدون. دار احياء التراث العربي / بيروت.

58 - تاريخ الإسلام: للذهبي. نشر دار الكتاب العربي / بيروت.

59 - تاريخ الخميس: للديار بكري. مؤسسة شعبان / بيروت.

60 - تاريخ اليعقوبي. دار صادر / بيروت.

61 - تاريخ بغداد: للخطيب البغدادي. نشر دار الكتب العلمية / بيروت.

62 - تاريخ خليفة. نشر دار الفكر / بيروت.

63 - تاريخ دمشق: لابن عساكر. دار الفكر / بيروت.

64 - تحف العقول: ابن شعبة الحراني. مؤسسة النشر الإسلامي / قم.

65 - تذكرة الحفاظ: للذهبي. نشر مكتبة الحرم المكي.

66 - تذكرة الخواص: لابن الجوزي. مكتبة نينوي الحديثة / طهران.

67 - تفسير الطبري. نشر مؤسسة الأعلمي / بيروت.

68 - تفسير القرطبي. دار احياء التراث العربي / بيروت.

69 - تقريب التهذيب: لابن حجر. نشر دارالكتب العلمية / بيروت.

70

- تلبيس إبليس: لابن الجوزي. نشر دار الباز / مكة المكرمة.

71 - تهذيب الأحكام: للشيخ الطوسي. الطبعة الرابعة / دار الكتب الإسلامية.

72 - تهذيب التهذيب: لابن حجر. نشر دار الفكر / بيروت.

(٦٠٧)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب أمالي الصدوق (2)، كتاب إيضاح المكنون لإسماعيل باشا البغدادي (1)، كتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي (1)، كتاب تاريخ ابن خلدون لابن خلدون (1)، كتاب تقريب التهذيب لابن حجر (1)، كتاب غريب الحديث لابن قتيبة (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب تفسير الطبري (1)، كتاب تذكرة الحفاظ للذهبي (1)، الشيخ الحر العاملي (1)، شهر شعبان المعظم (1)، العلامة المجلسي (1)، مدينة بيروت (17)، مدينة طهران (1)، إبن عساكر (1)، إبن الأثير (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، التاريخ الإسلامي (1)، مدينة بغداد (1)، نينوي (1)، دمشق (1)، الوراثة، التراث، الإرث (3)، البعث، الإنبعاث (1)

73 - تهذيب الكمال: للمزي. نشر مؤسسة الرسالة.

74 - ثواب الأعمال: للشيخ الصدوق. منشورات الشريف الرضي / قم.

75 - حياة الحيوان: للدميري. انتشارات ناصر خسرو / طهران.

76 - خصائص الأئمة: للشريف الرضي. مجمع البحوث الاسلامية / مشهد.

77 - خلاصة الأقوال: للعلامة الحلي. نشر المكتبة الحيدرية / النجف.

78 - ديوان الأعشي: نشر دار صادر / بيروت.

79 - ديوان المتنبي: نشر مؤسسة الأعلمي / بيروت.

80 - ذوب النضار: لابن نما الحلي. مؤسسة النشر الاسلامي / قم.

81 - ذيل تاريخ بغداد: لابن الدبيثي. نشر دار الكتب العلمية / بيروت.

82 - رجال ابن داود. نشر المكتبة الحيدرية / النجف.

83 - رجال الطوسي. نشر مؤسسة آل البيت / قم.

84 - رجال

الكشي: للشيخ الطوسي. مؤسسة آل البيت / قم.

85 - رحلة ابن بطوطة: نشر مؤسسة الرسالة / بيروت.

86 - رحلة ابن جبير: نشر دار صادر / بيروت.

87 - روضة الواعظين: الفتال النيسابوري. منشورات الشريف الرضي / قم.

88 - زيد الشهيد: للسيد عبد الرزاق المقرم. نشر المكتبة الحيدرية / النجف.

89 - سر السلسلة العلوية: لأبي نصر. انتشارات الشريف الرضي / قم.

90 - سنن الترمذي: محمد بن عيسي الترمذي. دار الفكر / بيروت.

91 - سير أعلام النبلاء: للذهبي. مؤسسة الرسالة / بيروت.

92 - شرح نهج البلاغة: لابن أبي الحديد. دار احياء الكتب العلمية / بيروت.

93 - صبح الأعشي: للقلقشندي. نشر دار الفكر / بيروت.

94 - صحيح مسلم. دار الفكر / بيروت.

95 - طبقات اللغويين والنحويين: للزبيدي. نشر دار المعارف / بيروت.

96 - علل الشرائع: للشيخ الصدوق. المكتبة الحيدرية / النجف.

97 - عمدة الطالب: لابن عنبة. نشر المكتبة الحيدرية / النجف.

98 - عيون أخبار الرضا: للشيخ الصدوق. مؤسسة الأعلمي / بيروت.

99 - غاية الاختصار: لابن زهرة الحسيني. المطبعة الحيدرية / النجف.

(٦٠٨)

صفحهمفاتيح البحث: كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب علل الشرايع للصدوق (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب روضة الواعظين (1)، كتاب رجال ابن داود (1)، كتاب حياة الحيوان للدميري (1)، كتاب خصائص الأئمة للشريف الرضي (1)، كتاب ذوب النضار لابن نما الحلي (1)، كتاب رجال الطوسي للشيخ الطوسي (1)، كتاب تهذيب الكمال للمزي (1)، مدينة النجف الأشرف (6)، كتاب صحيح مسلم (1)، مدينة بيروت (12)، مدينة طهران (1)، الشيخ الصدوق (2)، العلامة الحلي (1)، الشيخ الطوسي (1)، محمد بن عيسي (1)، الشريف

الرضي، أبو الحسن محمد بن الحسين (3)، الشهادة (2)

100 - غريب الحديث لابن سلام. نشر دار الكتاب العربي / بيروت.

101 - فتوح البلدان: للبلاذري. مكتبة النهضة المصرية / القاهرة.

102 - فرحة الغري: ابن طاوس. مركز الغدير للدراسات الاسلامية / قم.

103 - فضل الكوفة: للمشهدي. دار المرتضي / بيروت.

104 - قرب الإسناد: عبد الله الحميري. مؤسسة آل البيت لإحياء التراث / قم.

105 - كامل الزيارات: ابن قولويه. مؤسسة النشر الاسلامي / قم.

106 - كشف الظنون: حاجي خليفة. دار احياء التراث العربي / بيروت.

107 - كنز العمال: المتقي الهندي. مؤسسة الرسالة / بيروت.

108 - لسان العرب: محمد بن منظور المصري. أدب الحوزة / قم.

109 - لسان الميزان: لابن حجر. نشر مؤسسة الأعلمي / بيروت.

110 - ماضي النجف وحاضرها: لجعفر آل محبوبة. دار الأضواء / بيروت.

111 - مثير الأحزان: لابن نما الحلي. نشر المطبعة الحيدرية / النجف.

112 - مجمع البحرين: فخر الدين الطريحي. مكتب نشر الثقافة الإسلامية / قم.

113 - مراصد الاطلاع: عبد المؤمن الحنبلي. دار المعرفة / بيروت.

114 - مروج الذهب: للمسعودي. نشر دار الأندلس / بيروت.

115 - مستدرك وسائل الشيعة: النوري الطبرسي. مؤسسة آل البيت / قم.

116 - مشاهير علماء الأمصار: ابن حبان. دار احياء التراث العربي / بيروت.

117 - مصباح المتهجد: للشيخ الطوسي. مؤسسة فقه الشيعة / بيروت.

118 - معاني الأخبار: للشيخ الصدوق. انتشارات اسلامي / قم.

119 - معجم البلدان: ياقوت بن عبد الله الحموي. دار صادر / بيروت.

120 - معجم الشعراء: للمرزباني. نشر دار الكتب العلمية / بيروت.

121 - معجم المؤلفين: عمر رضا كحالة. مكتبة المثني / بيروت.

122 - معجم قبائل العرب: لكحالة. دار العلم للملايين / بيروت.

123 - معرفة الثقات: للعجلي. نشر مكتبة

الدار / المدينة المنورة.

124 - مقاتل الطالبيين: لأبي الفرج الإصفهاني. مؤسسة دار الكتاب / قم.

125 - مقتل الحسين: لأبي مخنف. نشر مكتبة المرعشي / قم.

126 - مناقب آل أبي طالب: ابن شهرآشوب. دار الأضواء / بيروت.

(٦٠٩)

صفحهمفاتيح البحث: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، كتاب مقاتل الطالبيين لأبو الفرج الأصفهاني (1)، كتاب لسان الميزان لإبن حجر (1)، كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه (1)، أبو الفرج الإصبهاني (الإصفهاني) (1)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب غريب الحديث لابن قتيبة (1)، كتاب كشف الظنون لحاجي خليفة (1)، كتاب معجم المؤلفين لعمر كحالة (1)، كتاب مناقب آل أبي طالب عليه السلام (1)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، كتاب مثير الأحزان (1)، مدينة الكوفة (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، كتاب معجم البلدان (1)، مدينة بيروت (15)، المدينة المنورة (1)، عبد الله الحميري (1)، الشيخ الصدوق (1)، ابن قولويه (1)، ابن شهرآشوب (1)، الشيخ الطوسي (1)، عبد المؤمن (1)، الوراثة، التراث، الإرث (2)

127 - من لا يحضره الفقيه: للشيخ الصدوق. جماعة المدرسين / قم.

128 - منهاج السنة: لابن تيمية. نشر دار الكتاب الإسلامي.

129 - ميزان الاعتدال: للذهبي. دار المعرفة / بيروت.

130 - نقد الرجال: مصطفي التفرشي. مؤسسة آل البيت لإحياء التراث / قم.

131 - نور الأبصار: للشبلنجي. منشورات الشريف الرضي / قم.

132 - وسائل الشيعة: الحر العاملي. مؤسسة آل البيت لإحياء التراث / قم.

133 - وفيات الأعيان: لابن خلكان. نشر دار صادر / بيروت.

(٦١٠)

صفحهمفاتيح البحث: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث (2)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي

(1)، كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (1)، الشيخ الحر العاملي (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، مدينة بيروت (2)، الشيخ الصدوق (1)، ابن تيمية (1)، الشريف الرضي، أبو الحسن محمد بن الحسين (1)

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.