تكملة أمل الآمل

اشارة

نوع: كتاب
پديدآور: صدر، حسن1856-1953م.,Sadr, Hasan
عنوان و شرح مسئوليت: تكملة أمل الآمل [منبع الكترونيكي] / تأليف حسن الصدر؛ تحقيق أحمد الحسيني؛ باهتمام محمود المرعشي
ناشر: موسسه تحقيقات و نشر معارف اهل البيت (ع)
توصيف ظاهري: 1 متن الكترونيكي: بايگاني HTML؛ داده هاي الكترونيكي (460 بايگاني: 1089.3KB)
فروست: مخطوطات مكتبة اية الله المرعشي العامة ؛13
يادداشت: كتابنامه به صورت زيرنويس
موضوع: سرگذشتنامه
شيعه
جبل عامل
شناسه افزوده: حرعاملي، محمد بن حسن 1033-1104ق. . امل العامل
حسيني، احمد
مرعشي، محمود 1320- مصحح

كلمة كريمة

كلمة كريمة تفضل بتنميقها يراع سماحة المرجع الديني الورع علامة الفنون العلمية وجامع العلوم الاسلامية آية الله العظمي السيد شهاب الدين النجفي المرعشي دام ظله الوارف علي رؤوس المسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مفيض النعم، ومبيد النقم، والصلاة والسلام علي سيد الأمم من العرب والعجم، سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلي آله مصابيح الظلم والمشاكي في الدياجي والبهم.
وبعد: لا يذهب علي من ألقي السمع وهو شهيد أن من أجل العلوم التاريخية‌ها هو علم التراجم، سيما تراجم علماء الاسلام، وخاصة تراجم علماء الشيعة.
(٥)
صفحهمفاتيح البحث: الشهادة (1)، الظلم (1)، الصّلاة (1)
فمن ثم توجهت أنظار الفطاحل ورجالات الفضل إلي التأليف والتنسيق حول هذا المشروع الهام، فجادت جياد أقلامهم بمئات بل ألوف من الزبر والاسفار، كفهرس شيخ الطائفة، ومتممه فهرس الشيخ منتجب الدين، وأمل الامل لصاحب الوسائل، ورياض العلماء الميرزا عبد الله الأفندي، وروضات الجنات للميرزا محمد باقر الخوانساري، وجلد من رياض الجنة للحاج الميرزا حسن الخوئي الرياضي، وروضات الجنات للحافظ حسين الكربلائي، وعلماء الدولة الصفوية للمولي محمد باقر المنشي، وعلماء كاشان للمولي محمد حسن القمصري، وعلماء قم للشيخ محمد علي الكچوئي نزيل قم، وعلماء خراسان للمولي عبد الرحمن الفارسي المشهدي، وعلماء شيراز للحاج الميرزا حسن الحائري الشيرازي، وعلماء خراسان للفاضل البسطامي، وعلماء يزد للمفيدي، وعلماء شاهرود للشيخ محمد كاظم الشاهرودي، وعلماء تبريز للمولي محمد شريف الشيرواني، وعلماء المعاصرون للحاج المولي علي التبريزي الخياباني، وريحانة الأدب للميرزا محمد علي التبريزي الخياباني، وعلماء الحلة للسيد محسن الحسيني القزويني الحلي من مشائخنا في الرواية، وعلماء الكوفة للشيخ محمد الكوفي الخطيب الحائري، والهدية الرضوية للشيخ الحاج عباس القمي وضيافة الاخوان في تراجم علماء قزوين لآقا رضي الدين محمد القزويني، والحصون المنيعة في طبقات الشيعة للشيخ علي آل كاشف الغطاء النجفي، وآثار الشيعة الإمامية للشيخ عبد العزيز آل صاحب الجواهر، وتراجم علماء النجف الأشرف للعلامة أستاذي في علم النسب السيد رضا الموسوي البحراني الغريفي النجفي الصائغ صاحب كتاب مشجرات الأنساب، وماضي النجف وحاضرها للشيخ جعفر آل محبوبة النجفي وغيرها مما يعسر عدها.
وممن جد وكد في ذلك العلامة في علوم الحديث خريت علمي الرجال
(٦)
صفحهمفاتيح البحث: شيعة أهل البيت عليهم السلام (1)، العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، مدينة الكوفة (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، عبد العزيز (1)، خراسان (2)، الحج (1)
والتراجم شيخ الإجازة ومركز الرواية وقطب رحاها آية الله الأستاذ السيد أبو محمد الحسن صدر الدين الموسوي نزيل مشهد الامامين الكاظمين، فإنه قدس الله روحه قد أتعب نفسه النفيسة بتأليف كتاب (تتميم أمل الآمل) ومن راجع سائر تتمات الامل بانت له حقيقة الامر، فإنه قد حوي عدة تراجم من علمائنا الذين خمل ذكرهم ولم يذكر أسماؤهم، وقد قرأت هذا الكتاب عليه طيلة إقامتي بتلك البلدة المقدسة للاستفادة من أبحاثه الرجالية، فأجاز لي روايته وكذا رواية شرحه علي وسائل الشيعة وكتاب عيون الرجال وكتاب تأسيس الشيعة الكرام لفنون الاسلام وغيرها مما سمحت به يراعه.
ثم اعلم أيها القارئ البحاثة ان الشريف الجليل ناسق هذا الكتاب يروي ما روي عن آل الرسول " ص " عن عدة من مشائخ الاسلام وأساطين الدين والمذهب قد ذكرهم في إجازاته:
منهم أستاذه الفقيه الشيخ محمد الحسين الكاظمي صاحب كتاب هداية الأنام في شرح شرائع الاسلام، وهو يروي عن أستاذه الفقيه الشيخ محمد الحسن النجفي صاحب الجواهر، وهو عن أستاذه الفقيه السيد محمد الجواد الحسيني العاملي النجفي صاحب مفتاح الكرامة، عن أستاذه الفقيه الشيخ جعفر النجفي صاحب كتاب كشف الغطاء، عن أستاذه الفقيه الآقا محمد الباقر الوحيد البهبهاني الحائري صاحب كتاب شرح المفاتيح عن، أستاذه ووالده المولي محمد أكمل، عن أستاذه المحقق الآقا جمال الدين محمد الخوانساري، عن غواص بحار الأنوار ومستخرج لئالي الآثار شيخنا المولي محمد الباقر المجلسي بطرقه التي ذكرها في المجلد الأخير من موسوعته الكبري (بحار الأنوار) وإجازاته المتكثرة وتآليفه المتنوعة، وقد أنهاها إلي أرباب الكتب الأربعة وأسانيدهم إلي أئمة الهدي والمشاكي بين الوري مذكورة في تآليفهم وتصانيفهم.
(٧)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، كتاب تتميم أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني (1)، مدينة الكاظمين (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، العلامة المجلسي (1)، كتاب بحار الأنوار (2)، جمال الدين (1)، الكرم، الكرامة (2)، الشهادة (1)، الإقامة (1)، الجود (1)
وقد أجاز لي قدس سره أن أروي عنه بهذا الطريق وبغيره جميع مروياته المعنعنة المسلسلة، وهي وافرة عديدة. واستجزت عنه زمن استفادتي من محضره الشريف رواية جميع آثاره الممتعة، فأجاز لي روايتها عنه، وممانض بالخصوص علي روايته عنه هو شرحه علي وسائل الشيعة وهذا الكتاب، فاني أرويهما عن جامعهما ومؤلفهما طاب الله رمسه.
وفي الختام أشكر المولي الكريم سبحانه بنشر هذا السفر الجليل في هذه الأيام بتحقيق الفاضل النشيط في نشر تراثنا العلمي حجة الاسلام الحاج السيد احمد الحسيني الإشكوري النجفي دام علاه وباهتمام نجلي الأسعد الحجة الحاج السيد محمود الحسيني المرعشي، فإنهما قد أتيا بما يؤمل ويراد في هذا الباب.
ألا وجزاهما الرب الرحيم نعم الجزاء وهنأهما بالكأس الأوفي بشربة لا ضمأ بعدها أبدا، آمين آمين.
والسلام علي من اتبع الهدي ونأي بجانبه عن الهوي.
حرره العبد المسكين المستكين خادم علوم أهل البيت عليهم السلام المنيخ مطيته بأبوابهم أبو المعالي شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي حشره الله تعالي تحت لواء جده أمير المؤمنين يوم لا ينفع مال ولا بنون ببلدة قم المشرفة حرم الأئمة وعش آل محمد عليهم السلام.
في صبيحة يوم الأربعاء منتصف شهر صفر المظفر سنة 1406، حامدا مصليا مسلما مستغفرا.
(٨)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (2)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، شهر صفر الظفر (1)، الكرم، الكرامة (1)، الحج (2)
تقديم تناول شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي المتوفي سنة 460 أسماء أصحاب الأئمة عليهم السلام ولمعا من تراجمهم في كتابيه المشهورين " الرجال " و " الفهرست " فكانا مع رجال النجاشي ورجال الكشي مادة خيرة لمعرفة طبقات رواة الحديث، وهي بمجموعها كونت النواة الأولي من علم رجال الحديث عند الشيعة الإمامية.
ومن القرن الرابع حتي القرن العاشر فترة قلت فيها المؤلفات الرجالية وأهملت تراجم العلماء اهمالا كاد بسببه أن يضيع كثير من أسماء الاعلام الشيعية.
الا ما جاء في كتابين صغيرين معروفين وهما " معالم العلماء " لابن شهرآشوب السروي و " الفهرست " للشيخ منتجب الدين الرازي، فحفظا أسماء قليلة لم تسد الفجوة الحادثة بسبب الاهمال في هذا المجال.
وفي القرن الحادي عشر قام الشيخ المحدث الثقة محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفي سنة 1104 بتأليف كتابه " أمل الآمل " في قسمين: الأول في
(٩)
صفحهمفاتيح البحث: شيعة أهل البيت عليهم السلام (1)، كتاب رجال النجاشي (1)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب معالم العلماء (1)، محمد بن الحسن الطوسي (1)، ابن شهرآشوب (1)، محمد بن الحسن (1)، الوفاة (2)
علماء جبل عامل وسماه ب " أمل الآمل في علماء جبل عامل "، والثاني في علماء بعد الشيخ الطوسي وسماه ب " تذكرة المتبحرين في علمائنا المتأخرين "، وأدرج فيه ما ذكره ابن شهرآشوب والشيخ منتجب الدين في كتابيهما، فسد بكتابه " أمل الآمل " بعض ما كان يحس من الفراغ بهذا الصدد.
ولشخصية الحر العاملي الحديثية والعلمية ولأهمية كتابه " أمل الآمل "، اهتم العلماء بشأن كتابه، فتداولوه في مؤلفاتهم الرجالية واستدركوا عليه وقوموا ما ربما وقع فيه من الأخطاء. وفي الحقيقة أوجد هذا الكتاب حركة فيها كل البركة في مجال التراجم والرجال، وكان محورا بقي لفترة طويلة يدور عليه مدار التأليف في معرفة أحوال العلماء والشخصيات الشيعية الكبيرة.
وقد تحدثت بشئ من التفصيل عن كتاب " أمل الآمل " في المقدمة التي كتبتها له عند طبعه بالنجف في سنة 1385 ه، وعددت أربعة عشر كتابا ألفت في الاستدراك علي الحر، ووجدت بعد طبع الكتاب ونشره كتبا أخري في نفس الموضوع لعله أسماؤها عند تجديد طبع الامل انشاء الله تعالي.
* * * من أهم وأوسع المستدركات التي نعرفها حتي الان علي كتاب " أمل الآمل "، هو المستدرك الذي ألفه علامة الفقه والحديث والرجال السيد الشريف السيد حسن الصدر المتوفي سنة 1354.
رتب علي الصدر كتابه " تكملة أمل الآمل " في قسمين كالأصل: الأول في علماء جبل عامل، والثاني في العلماء غير العامليين.
وتراجم التكملة بعضها تفصيل لبعض تراجم الأصل أو تصحيح وتعليق عليها، وبعضها - وهي الأكثر - تراجم مستقلة فاتت مؤلف الأصل أو لاعلام عاشوا بعد عصر الحر العاملي.
(١٠)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ الحر العاملي (2)، مدينة النجف الأشرف (1)، ابن شهرآشوب (1)، الشيخ الطوسي (1)، الوسعة (1)، الوفاة (1)
و " التكملة " بمجموعه كتاب مهم حوي كثيرا من المعلومات الهامة التي خلت منها كتب التراجم، جاءت نتيجة لمطالعات مؤلفه الواسعة في الكتب والمؤلفات المخطوطة والمطبوعة التي كانت تحويه مكتبته الغنية المشهورة.
ولولا ضنة ورثة السيد الصدر بإشاعة الكتاب وحبسه عن الباحثين والمؤلفين، لكان له شأن غير هذا الشأن ومكانة سامية بين كتب الرجال والتراجم. ولكن شاء الله تعالي أن يبقي هذه السنين مطمورا في زوايا الخمول والركود حتي نعثر علي مصورة القسم الأول منه في مكتبة المرجع الديني الورع صاحب السماحة آية الله العظمي السيد شهاب الدين المرعشي النجفي دام ظله الوارف، فنخرجه إلي عالم النور بالشكل الذي يراه القارئ الكريم.
* * * النسخة التي كانت أساسا لهذه الطبعة هي مصورة مكتبة آية الله المرعشي بقم عن نسخة كتبها السيد أحمد بن سلطان علي الحسيني المرعشي التستري وأتم كتابة هذا القسم منها (القسم الأول في علماء جبل عامل) في يوم الجمعة تاسع شهر ربيع الثاني سنة 1358 ه.
كتبت هذه النسخة - كما يقال - بطلب من علامة الحديث والعقائد سيدنا المجاهد السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي قدس الله روحه الزكية وأرسلت له صور بجبل عامل. وهي نسخة حسنة الخط لا بأس بها مع عدم خلوها عن بعض الأخطاء والهنات، ولعلها غير مقابلة بعد النسخ علي نسخة المؤلف لتخلو عن الأغلاط والتصحيفات.
والذي يؤسف عليه أن شخصا من الفضوليين قرأ هذه النسخة فشطب علي كثير من عباراتها وطمسها بالسواد بحيث لا يمكن قراءتها، كما أنه شطب كذلك علي بعض التراجم برأسها، ويضيع بهذا العمل معالم كلمات وربما سطور، فلم
(١١)
صفحهمفاتيح البحث: السيد عبد الحسين شرف الدين (1)، شهر ربيع الثاني (1)، الكرم، الكرامة (1)، الوسعة (1)
نتمكن من قراءتها مع بذل الجهد والدقة فاضطررنا إلي أن نضع مكانها نقاط بين المعقوفتين ( … ) ونرجئ ملء الفراغ إلي حين العثور علي نسخة أخري خالية عن العيب.
هذا، وكان السعي في أن يري هذا الكتاب النور ويطبع ليكون في متناول أيدي الباحثين والمعنيين بالتراجم والرجال، عسي أن يقيض الله تعالي له من يتولي تحقيقه والدقة الكاملة في عباراته وتحقيقها تحقيقا كاملا يليق به.
انه تعالي خير معين وموفق.
قم: 16 صفر 1406 ه السيد احمد الحسيني
صفحه(١٢)

ترجمة المؤلف

ترجمة المؤلف نقلا عن كتاب " بغية الراغبين في أحوال آل شرف الدين " لمؤلفه صاحب السماحة آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين، وهي الترجمة المطبوعة في كتاب " تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام ".
مولده ونشأته:
ولد أعلي الله مقامه في مشهد الكاظمين عليهما السلام ظهر يوم الجمعة 29 شهر رمضان المبارك سنة 1272 ه. وقد أنشأه الله تعالي منشأ مباركا في حجر حكيم كان من أبر الحجور المنجبة حجر أبيه المقدس - وناهيك - فبذل أعلي الله مقامه في تربيته جهده واستفرغ في تأديبه وتهذيبه وسعه، وبوأه (من حكمته في تثقيفه وشد أسره العالمي) 1) مبوأ صدق، ينهج له سبل الحجي ويعرج به إلي أوج الهدي. زقه أولا علوم اللغة وفنون اللسان زقا، فما بلغ الخامسة عشرة
(1) شد الأسر بالسين المهملة تقوية احكام البينة، والمراد هنا احكام مبانيه العلمية.
(١٣)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (1)، السيد عبد الحسين شرف الدين (1)، شهر رمضان المبارك (1)، التصديق (1)، الشهادة (1)
حتي أتقن الصرف والنحو والمعاني والبيان والبديع وتوغل في علم المنطق درجة رفيعة.
أخذ هذه العلوم من أساتذة مهرة بررة من علماء الكاظمية 1)، أختارهم له والده، وكان يهيمن عليه معهم في كل دروسه، لا يألو جهدا في تنشيطه وتمرينه ولا يدخر وسعا في ارهاف عزمه واغرائه في الامعان بالبحث.
وكان من أول نشأته بعيد مرتقي الهمة نزاعا إلي الكمال، فحسر عن ساعد الجد وقام في التحصيل علي ساق، فبذ أقرانه وجلي وفاز دونهم بالقدح المعلي.
وما أن بلغ الثامنة عشر من عمره حتي خرج من سطوح الفقه والأصول، أخذهما عن أبيه بكل ضبط واتقان. وربما وقف فيهما علي غير أبيه أيضا من أعلام الكاظمية.
وفشي ذكره في التحصيل علي ألسنة الخاصة والعامة من أهل بلده، ورن صيته بالعقل والفضل والهدي والرأي وحسن السمت في تلك الناحية، فكان المثل الاعلي من شباب الفضيلة في حمد السيرة وطيب السريرة وجمال الخلق وكمال الخلق.
رحلته إلي النجف الأشرف:
النجف الأشرف مهبط العلم ومهوي أفئدة العلماء منذ هاجر إليها شيخ الطائفة الإمام أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (سنة 448) ولم تزل إلي
(1) كالشيخ العلامة الثقة باقر ابن حجة الاسلام محمد حسن آل ياسين والشريف العلامة الثبت السيد باقر ابن المقدس السيد حيدر، قرأ عليهما النحو والصرف، والشيخ العلامة احمد العطار قرأ عليه المعاني والبيان والبديع، والشيخ محمد بن الحاج كاظم والميرزا باقر السلماسي قرأ عليهما المنطق.
(١٤)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (2)، مدينة النجف الأشرف (2)، محمد بن الحسن الطوسي (1)، الحج (2)
يومنا هذا شرعة وراد المعارف الإلهية ونجعة رواد العلوم والفنون كلها وعاصمة الدين الاسلامي والمذهب الامامي والجامعة العظمي تشد إليها الرحال، والمتجرة 1) الكبري تركب إليها ظهور الآمال، راجت فيها أسواق العلوم عقلية ونقلية تخرج منها الألوف المؤلفة من أساطين العلماء الذين ملأوا الدنيا علما وهديا، فانتشروا في الأرض انتشار الكواكب في السماء مبشرين ومنذرين علي سنن الأنبياء من بني إسرائيل.
وكان السيد من كواكبهم اللامعة ومصابيحهم الساطعة، ارتحل إليها بأمر والده سنة 1290 متأهبا متلببا لبلوغ الكمال في علومه حاسرا في ذلك عن ساعد الجد قائما فيه علي ساق الاجتهاد، فأكب علي فقه الأئمة من أهل البيت وأصولهم وسائر علومهم عليهم السلام يأخذها عن شيوخ الاسلام في تلك الأيام.
ووقف في علمي الحكمة والكلام علي المولي محمد باقر الشكي، فلما لحق الشكي بدار النعيم أكمل العلمين علي المولي الشيخ محمد تقي الكلبايكاني والشيخ عبد النبي الطبرسي.
ولم يزل عاكفا في النجف علي الاشتغال مجدا في تحصيل الكمال جادا في أخذ العلوم عن أفواه الرجال قائما في الاستفادة والإفادة علي ساق مدرسا ومؤلفا ومحاضرا ومناظرا حتي ارتحل إلي سامراء، وقد نوه شيوخ الاسلام أساتذته باسمه وأشادوا بفضله مصرحين بعروجه إلي أوج الاجتهاد وقدرته علي استنباط الأحكام الشرعية الفرعية عن أدلتها التفصيلية، فانصرف عنهما مفلحا منجحا.
والحمد لله رب العالمين.
1) المتجرة بكسر الجيم موضع التجارة، يقال أرض متجرة أي يتجر فيها وإليها، جمعها متاجر، أما المتجر فهو الاتجار، ومنه قولهم: صفقته في متجر الحمد رائجة.
(١٥)
صفحهمفاتيح البحث: الأحكام الشرعية (1)، مدينة سامراء المقدسة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)
رحلته إلي سامراء:
لما ارتحل سيد الشيعة ومجدد الشريعة الامام الشيرازي الكبير من النجف الأشرف إلي سامراء وذلك سنة 1291 خف إليه - رحمة الله وبركاته عليه - نخبة من أعلام حوزته، فكانوا حوله كجماع الثريا أو كحلقة مفرغة لا يدري أين طرفاها.
وقد حسر أعلي الله مقامه وحسروا معه (للعلم) عن سواعدهم، وقال وقاموا بين يديه (في تمحيص الحقائق) علي ساق، يصلون (في البحث والتدقيق) صباحهم بمسائهم وليلهم بنهارهم لا يسأمون ولا يفترون. وكيف يسأمون أو يفترون وقد نفخ فيهم من روحه (روح القدس) فأرهف طباعهم وصقل أذهانهم وشرح للعلم والعمل صدورهم، فكانت آذانهم واعية ومجامع قلوبهم صاغية، تتلقي ما يلقيه من ضروب الحكمة وفنون العلم عقلية ونقلية، حمي بذلك وطيس العلم في سامراء وارتفع فيها أوجه وبان شأوها علي ما سواها من المعاهد العلمية كلها، فكانت شرعة الوارد من فحول العلماء والأساطين ونجعة الرائد من أبطال العلم والدين. وكان السيد (صاحب العنوان) من أعلام من وردوا تلك الشرعة السائغة وارتادوا تلك النجعة الخصبة.
ارتحل إليها من النجف الأشرف سنة 1297، وقد شد للعلم حيازيمه وأرهف له عزائمه وأرصد الاهب لاخذه بجميع فنونه عن ذلك الامام المجدد الذي قلما سمحت الأيام بمثله أستاذا مربيا.
عكف السيد علي دروسه مع من عكفوا عليها من أبطال العلم يخوض معهم عبابها، ويغوص معهم علي أسرارها، لا يستوطئ في ذلك راحة ولا تفوته فرصة.
وعني أستاذه الامام بأمره إلي الغاية، واهتم بشأنه كل الاهتمام حتي أوري
(١٦)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة سامراء المقدسة (3)، مدينة النجف الأشرف (2)
زند آماله، وأنزل أمانيه منه منزل صدق فما خدعته فيه الأماني والا كذبته فيه الظنون.
ورسخت بين السيد وبين كل من أبطال تلك الحوزة قواعد المودة، وتوثقت عري المصافاة واستحصفت أسباب الولاء وأمر حبل الاخاء، فكانوا جميعا رحماء بينهم يغدون علي أستاذهم ومربيهم ويروحون من كل يوم ولاهم لهم الا الايغال في البحث والامعان في التنقيب والتقصي في التدقيق، واستبطان دخائل العلم واستجلاء غوامضه وخوض عبابه والغوص علي أسراره واستخراج مخبآته والإحاطة بفروعه وأصوله، دائبين في ذلك تارة مع أستاذهم أوقات دروسه وأخري معه في غير أوقات الدرس، وكثيرا ما يكون ذلك علي سبيل المناظرة فيما بينهم. وقد يكون هذا بينهم وبين من هم دونهم من تلامذتهم وغير تلامذتهم.
هذا شأن السيد صاحب العنوان وشأن أترابه منذ حلوا في سامراء حتي ارتحلوا.
وكانت إقامة السيد فيها نحوا من سبع عشرة سنة ما جف فيها لبده ولا فاتته فيها نهزة، وكان دأبه فيها تعقب خطوات أستاذه الامام وسائر أساتذته الاعلام، متتبعا أطوار الابطال من أركان تلك الحوزة في سامراء، مستقرئا طرائق الماضين من أساطين الامامية، يتعرف بذلك مداخل العلماء في التحقيق والتدقيق وخارجهم، ويتدبر أساليبهم في النقض والابرام واستنباط الاحكام ليطبع علي أفضلهم وينهج غرارا منهاج أعدلهم أسلوبا وأمثلهم طريقة، شأن من عناهم الله سبحانه بقوله " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ".
كانت أوقاته في سامراء مرتبة بين حضور علي أستاذه الامام ومناظرة مع أترابه الاعلام ومحاضرة يلقيها علي تلامذته وتأليف ينفرد فيه بكتابه وعبادة ينقطع فيها إلي محرابه.
وكان بينه وبين الامام المحقق المقدس الميرزا محمد تقي الشيرازي مذاكرة
(١٧)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة سامراء المقدسة (3)، التصديق (1)، الباطل، الإبطال (1)
ومناظرة في وقت خاص من كل يوم واستمرت اثنتي عشر سنة (1.
وما برح السيد في سامراء مجدا مجتهدا يقظ الجنان نافذ الهمة في العلم والعمل حتي رجع منها إلي مسقط رأسه (الكاظمية) وذلك بعد وفاة أستاذه الامام بعامين.
كلمة موجزة في أستاذه 2) هو الامام المجدد (3 حجة الاسلام 4) السيد الشريف الميرزا محمد حسن
1) فيما نقله الثقة الشيخ عباس القمي في أحوال القائاني ص 36 من الجزء الثالث من كتابه الكني والألقاب، وكنت أيام هجرتي العلمية إلي سامراء وذلك سنة 1310 أري المقدس الميرزا محمد تقي الشيرازي يبكر في كل يوم إلي بيت السيد للبحث معه ثم ينصرف إلي درسه العام يلقيه علي تلامذته العلماء الاعلام.
2) كان أستاذه الميرزا أعلي الله مقامه كالشمس في ريعان الضحي - والشمس معروفة بالعين والأثر - فهو أبين من أن يبين، وأمره أوضح من أن يوضح - وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا - علي أن البيان ليضيق عن خصائصه الحسني، فلا يسعها كتابنا هذا وان أفردناه لها وقصرناه عليها، وانما آثرنا بكلمتنا هذه مجرد التشرف والتبرك وتزيين الكتاب وتشريفه بذكره.
3) المعروف بين المسلمين ان الله عز وجل يقيض لهذا الدين علي رأس كل مائة سنة من يجدده ويحفظه، ولعل المدرك في هذا ما أخرجه أبو داود في صحيحه بسند (صحيح عند القوم) رفعه إلي رسول الله " ص " قال: ان الله يبعث لهذه الأمة عند رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها.
وقد أورد ابن الأثير هذا الحديث في كتاب النبوة من كتابه جامع الأصول في أحاديث الرسول، ثم أورد في شرح غريب هذا الباب كلاما ذكر فيه المجددين، فعد ممن جدد في مذهب الإمامية علي رأس المائة الأولي محمد بن علي الباقر وعلي رأس المائة الثانية علي بن موسي الرضا وعلي رأس المائة الثالثة أبا جعفر محمد بن يعقوب الكليني وعلي رأس المائة الرابعة الشريف المرتضي الموسوي.
(١٨)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (1)، مدينة سامراء المقدسة (2)، الحج (1)، الوفاة (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، إبن الأثير (1)، الشريف المرتضي (1)، محمد بن يعقوب (1)، محمد بن علي (1)، البعث، الإنبعاث (1)
ابن الميرزا محمود بن الميرزا إسماعيل الحسيني الشيرازي من أسرة في شيراز عريقة في الشرف.
ولد أعلي الله مقامه في شيراز في منتصف جمادي الأول سنة 1230، وفيها كان مبدأ تحصيله، ثم أتي أصفهان علي عهد الشريفين الموسويين السيد محمد باقر الرشتي والسيد صدر الدين العاملي، فوقف علي أساتذة مهر بررة أعلام 1) فأخذ عنهم علما جما.
ثم هاجر إلي النجف الأشرف سنة 1259، فانضوي إلي أعلامها عاكفا علي التحصيل، لا يألو جهد في ذلك حتي نص أستاذه الامام صاحب الجواهر علي اجتهاده المطلق (2.
واختص بامام المحققين المتبحرين الشيخ مرتضي الأنصاري، ففاق جميع أصحابه ولازمه ملازمة ظله حتي قضي الامام الأنصاري نحبه واضطرب الناس في تعيين المرجع العام بعده، فكان هو المتعين في نظر الأعاظم الأساطين 3) من تلامذة ذلك الامام أعلي الله مقامه.
قلت: لعل أمر المجددين ثابت مطرد جدير بالتصديق والاذعان. واذن فمجدد الدين في رأس القرن الرابع عشر انا هو هذا الزعيم العظيم الذي ثنيت له وسادة الزعامة والإمامة وكان أهلها. أعلي الله مقامه.
1) هو أول من أطلق عليه في العراق حجة الاسلام، ولعمري انه جدير بذلك، ولو اقتصروا في اللقب الأفخم عليه وعلي أمثاله لكان أحجي.
1) كالعلامة المحقق السيد الشريف حسن المدرس والعلامة المحقق الشيخ محمد إبراهيم بن محمد حسن الكلباسي وغيرهما.
2) في كتاب أرسله صاحب الجواهر إلي بعض الولاة في إيران.
3) كالميرزا حسن الآشتياني والميرزا حبيب الله الرشتي والشيخ عبد الله بن علي نعمة العاملي الجبعي والشيخ جعفر التستري والآقا حسن الطهراني والميرزا عبد الرحيم النهاوندي وأمثالهم من بحار العلم وأوتاد الأرض. رضوان الله عليهم.
(١٩)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة إصفهان (1)، دولة ايران (1)، دولة العراق (1)، إبراهيم بن محمد (1)، عبد الله بن علي (1)، الحج (1)
وفي سنة 1288 حج البيت الحرام وتشرف بالمدينة الطيبة علي مشرفها الصلاة والسلام.
وفي سنة 1291 هاجر إلي سامراء فاستوطنها في جم غفير من أصحابه وخريجيه، فكانت سامراء شرعة الواردة ونجعة الرائد. أخذ عنه من فحول العلماء عدة لا تسع هذه العجالة استقصاؤهم 1)، وتخرجوا علي يديه راسخين في العلم محتبين بنجاد الحلم فإذا هم:
علماء أئمة حكماء * يهتدي النجم باتباع هداها وقد نشروا علمه الباهر علي صهوات المنابر وسجلوه في مؤلفاتهم الخالدة.
جزاه الله وإياهم عنا خيرا جزاء المحسنين.
ثنيت لهذا الامام (الهاشمي) العظيم وسادة الزعامة والإمامة، وألقيت إليه مقاليد الأمور، وناط أهل الحل والعقد ثقتهم بقدسي ذاته ورسوخ علمه وباهر
1) وحسبك منهم ابن عمه السيد الميرزا إسماعيل الحسيني الشيرازي والسيد إسماعيل الصدر الموسوي العاملي والسيد محمد الحسيني الفشاركي الأصفهاني والسيد كاظم الحسيني الطباطبائي اليزدي والسيد حسن بن السيد هادي الصدر الموسوي العاملي الكاظمي صاحب العنوان والسيد عبد المجيد الحسيني الكروسي والسيد إبراهيم الدامغاني الدرودي والاغا مير السيد حسين القمي والميرزا محمد تقي الشيرازي والآخوند الشيخ ملا كاظم الخراساني والشيخ آقا رضا الهمداني والشيخ الميرزا حسين النوري والشيخ فضل الله الشهيد النوري الطهراني والشيخ ملا فتح علي السلطان آبادي والشيخ حسن علي الطهراني والشيخ الميرزا إبراهيم الشيرازي والمولي علي النهاوندي والشيخ إسماعيل الترشيزي والشيخ الميرزا أبو الفضل الطهراني والشيخ الميرزا حسين السبزواري والمولي الشيخ محمد تقي القمي والشيخ حسن الكربلائي والميرزا حسين النائيني، إلي كثير من أمثالهم الذين شهدت بفضلهم محابرهم وخريجو حوزاتهم وسبائك مؤلفاتهم وسائر آثارهم العلمية والعملية، رباهم علي يديه ووقف بنفسه علي تثقيفهم ليصنعوا علي عينيه. فجزاه الله عنهم وعنا وعن الاسلام وأهله خير جزاء المحسنين.
(٢٠)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة سامراء المقدسة (2)، الحج (1)، الخلود (1)، محمد الحسيني (1)، الشهادة (1)
حلمه وحكمته، وأجمعوا علي تعظيمه وتقديمه وحصروا التقليد به، فكان للأمة أبا رحيما تأنس بناحيته وتقضي إليه بدخائلها. وكان للدين الاسلامي والمذهب الامامي قيما حكيما، يوقظ لخدمتهم رأيه، ويسهر لرعايتهما قلبه. وكان شاهد اللب، يقظ الفوائد، كلؤ العين، شديد الحفاظ، ضابطا لأموره، حارسا لامته، عظيم الخلق، رحيب الصدر، سخي الكف، زاهدا في الدنيا كل الزهد، راغبا فيما عند الله عز وجل إلي الغاية، زعيما عظيما تخشع امامه عيون الجبابرة وتعنو له جباه الأكاسرة، كما قال في رثائه بعض الأفاضل من السادة الاشراف:
قدت السلاطين قود الخيل إذ جنبت * وما سوي طاعة الباري لها رسن لك استقيدوا علي كره لما علموا * بالسوط أدبارهم تدمي إذا حرنوا لا خوف بعدك أمسي في صدورهم * فليفعلوا كيف شاؤوا انهم أمنوا وحسبك شاهدا لهذا أمر (التنباك) إذ التزمته بريطانيا العظمي من حكومة إيران العلية علي عهد صاحب الجلالة ناصر الدين شاه القاجاري، فأوجس ذلك الامام اليقظان خيفة علي استقلال إيران أن يمس بسوء، فتلافي الخطر بفتوي أصدرها تقتضي تحريم استعمال (التنباك) معلنا غضبه وسخطه من الدولتين بما تعاقدتا عليه من الالتزام. فهاج الشعب الإيراني هياج البحر بعواصف الزعازع، وزلزلت الأرض زلزالها، وأعرض الشعب بأجمعه عن استعمال التنباك وعاملوه معاملة الأبرار للخمر واستمروا علي ذلك، فلم يكن للدولتين بد من فسخ ذلك الالتزام ونقض ذلك التعاقد علي الرغم منهما معا وعلي ضرر تكبدتاه في الماديات والمعنويات، و " رد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفي الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا " 1).
1) وحينئذ أعلن الامام الشيرازي أن حرمة استعمال التنباك زرعا وبيعا وشراء وتدخينا وغير ذلك من أنواع الاستعمال أنما كانت بالعرض لا بالذات، وحيث ارتفع المحذور فقد ارتفع الحرمة وأصبح الناس فيه أحرارا، فرجع الناس إلي عاداتهم.
(٢١)
صفحهمفاتيح البحث: الحكم القاجاري (القاجاريون) (1)، دولة ايران (2)، ناصر الدين شاه القاجاري (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، الزهد (1)، الخوف (1)، الضرر (1)، القتل (1)، الشهادة (1)
وقد سالت بهذه المنقبة أسلات الألسنة وجرت سيولا من أنابيب الأقلام فأغنانا ذلك تفصيلها وفتح الله علي هذا الامام العظيم أبواب الخيرات بالأموال منهمرة، وفجر له كنوز الأرض قناطير مقنطرة، فعزفت نفسه القدسية عنها رغبة عن الثراء وزهدا في الاستكثار وايثارا لمهمات الأمة ومصالحها العامة (1.
وكان أعلي الله مقامه يؤثر (في صرف الأموال) فريقين: أحدهما أهل العلم ليتخرجوا من معادهم ومدارسهم العلمية دعاة إلي الحق وقادة إلي سبيله.
وثانيهما الضعفاء والبائسون من اليتامي والأيامي والفقراء والمساكين وأبناء السبيل من الشيعة في أقطار الأرض التي كانت تأتيه منها. فأما من كل في سامراء من الفريقين كليهما فقد كانوا بأجمعهم عيالا عليه في جميع شؤونهم، وقد وسعهم عطاؤه وغمرتهم نعمته.
وأما من كان من الفريقين في غير سامراء من جميع الأنحاء التي تجبي إليه منها تلك الأموال فقد أجري عليهم نفقاتهم رواتب تأتيهم في كل شهر أينما كانوا، فكانت هوادي نعمه عليهم متصلة بتواليها وكانت سوابقها مردفة بلواحقها، فكل نعمة من نعمه عليهم كانت تتم غوابر أنعامه وتضاعف سوالف ايلائه.
ولا تسل عن الوفود التي كانت تنتجع فضله وتستمطر معروفه فيجزل لهم من؟ ويسبغ عليهم من نعمه ما يجعلهم يثنون علي جميله ثناء الزهر علي القطر، ولا غرو فان الشكر قيد النعم الموجودة وصيد النعم المفقودة.
وقد أدركت أيامه أعلي الله مقامه في هجرتي العلمية إلي سامراء سنة 1310
١) كبناء المدارس والمساجد، وقد بني في سامراء مدرستين كبيرتين أنفق عليهما أموالا كثيرة، وبني فيها جسر وصل به ضفتي دجلة أنفق عليه نحوا من عشرة آلاف ليرة عثمانية ذهبا أو أكثر، لكن الحكومة العثمانية حيث استولت عليه لم تحتفظ به فإذا هو الان لا عين ولا أثر، وقد رجع زوار العسكريين إلي ما كانوا عليه من الخطر. فانا لله وانا إليه راجعون.
(٢٢)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة سامراء المقدسة (4)، الشكر (1)
أيام كانت الدنيا لذلك الامام مستوسقة وأمورها له متسقة والعلم والدين ضاربين بحرا بينهما، وكانت الدار به وبأصحابه جامعة والحبل بينهم وبين الأمة متصلا والمزار أمما، فشهدت بعيني كثيرا مما أوردته من خصائصه. أما ما لم أره بعيني فقد شهدته أذناي متواترا من أفواه أولئك الاعلام من حجج الاسلام وغيرهم.
وقد أشاد به الخطباء وتغنت به الشعراء، ولو جمع ما أشادوا وما تغنوا به لكان طوامير ودواوين، وحسبك منه في هذا العجالة المستطردة قول بعض الأفاضل من السادات الاشراف في رثائه أعلي الله مقامه:
من للوفود التي تأتي علي ثقة * بأن واديك فيه العارض الهتن إليك قد يمموا من كل قاصية * بالبر والبحر تجري فيهم السفن يلقون في رحبك الزاهي عصيهم * كأنهم بمجاني أهلهم سكنوا فينزلون علي خصب إذا نزلوا * ويظعنون بشكر منك ان ظعنوا فلا ببذلك ماء الوجه مبتذل * ولا بمنك تنكيد ولا منن كأن أبناء أيتام الوري تركوا * لهم كنوزا - بسامراء - تختزن تسعي إليهم برزق فيه ما تعبوا * كالعشب تتعب في اروائه المزن أسعد الله هذا الامام بوزراء من أركان حوزته كانوا من ذوي العقول الثاقبة والأحلام الراجحة من كل ذي رأي جميع، وقلب واع. وكان أبو محمد الحسن الصدر - صاحب العنوان - رئيهم 1) وجماعهم 2)، ابتلاهم سيدهم فما وجد فيهم الا مشير صدق ونصح واخلاص وشفقة، فناط بهم ثقته وألقي إليهم مقاليده في تلك الزعامة العظمي والرئاسة العامة، فأخلصوا له النصح واجتهدوا له المشورة. وكان أمره شوري بينه وبينهم، فاتسق بوزارتهم ما اتسق من أمور
1) أي صاحب رأيها.
2) أي الذي يأوون إلي رأيه وسؤدده.
(٢٣)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، مدينة سامراء المقدسة (1)، ماء الوجه (1)، التصديق (1)، الشهادة (1)
الدنيا والدين.
وكان من أخصهم في هذه الوزارة سيدنا صاحب العنوان، صفي إليه أستاذه بوده وكان له موضع خاص من نفسه ومكان مكين من قلبه، يساره في دخائله - قبل وضعها علي بساط الشوري - اخلادا إليه بالثقة واعتمادا عليه بحصافة الرأي، ثم يحليها إلي الشوري التي كان لا يورد في مهمات الأمور العامة ولا يصدر الا عنها. حتي كأنه وأصحابه هم المعنيون بقوله عز من قائل " والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شوري بينهم ومما رزقناهم ينفقون ".
هكذا كان أيام زعامته كلها، وهكذا كان أصحابه البررة الخيرة مخلصين لله عز وجل في أعمالهم حتي لقوا الله تعالي حنفاء مخلصين له الدين.
وكانت وفاته أعلي الله مقامه في سامراء ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من شعبان سنة 1312، وحمل علي رؤوس الخلائق وأكفهم من سامراء إلي النجف الأشرف مسافة ثمان مراحل علي راكب الدابة، تداول حمله عامة الناس ممن هم في سامراء والنجف وما بينهم من المدن والقري والبوادي، فكان الاجتماع عظيما لم ير مثله أبدا، داولوا حمله عشيرة عشيرة وحيا حيا ومدينة مدينة وقرية قرية، وتزاحموا علي التبرك والتشرف متهافتين عليه ألوفا ألوفا تهافت الهيم العطاش علي الماء، وجددوا به العهد بالضرائح المقدسة، وصلوا عليه في المشاهد الأربعة. وكان لأهل بغداد والمشاهد المشرفة وما حولها ولا سيما النجف الأشرف حالات في استقبال النعش وتشييعه يكل عنها الوصف ويضيق دونها البيان.
وقد دفن طاب رمسه يوم الخميس الثاني من شهر رمضان في مدرسته جانب الصحن الشريف الحيدري، ونزل في قبره الشريف تلميذه الإمام أبو محمد الحسن الصدر صاحب العنوان، وكان علي رأس المشيعين له من العلماء والزعماء
(٢٤)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة سامراء المقدسة (3)، مدينة النجف الأشرف (3)، شهر رمضان المبارك (1)، شهر شعبان المعظم (1)، مدينة بغداد (1)، القبر (1)، الصّلاة (1)، التبرك (1)، الدفن (1)
وشيوخ العشائر وسائر الناس، وأنزل معه المقدس الذي وكان يومئذ متشرفا بزيارة أجداده الطاهرين عليهم السلام 1).
رجوعه إلي الكاظمية وبعض شؤونه فيها:
رجع أعلي الله مقامه إلي مسقط رأسه - الكاظمية - سنة 1314 (2، فحط رحله بفناء جده باب الحوائج إلي الله تعالي، وكانت أوقاته منقسمة بين المحراب والمكتبة والدرس والكتابة والبحث والارشاد.
فإذا وقف في المحراب بين يدي رب الأرباب علي سلطانه تجلي لك الإمام زين العابدين وسيد الساجدين خاشعا لله عز وجل بقلبه وسمعه وبصره وجميع حواسه وجوارحه.
وإذا كان في المكتبة - مكتبة القيمة - تجلي للناظرين امعانه في تتبع آثار المتبحرين من المتقدمين والمتأخرين، يحصي مسائلهم ويتدبر دخائلهم ويقف علي الكنة من أغراضهم السامية.
وإذا رأيته يلقي دروس العلم قلت: ما هذا بشر ان هذا الا ملك كريم، وإذا نظرت فيما أخرجه قلمه قلت: هو الغاية في بابه.
1) هذه شذرة من بذر ونقطة من بحر، ولو أردنا التفصيل لخرجنا عن الغرض المقصود.
وقد ألف الشريف العلامة السيد محمد رضا آل فضل الله الحسني العاملي رسالة جليلة أفردها لما كان في تشييعه من سامراء إلي النجف وما كان من مآتم الحزن والتأبين والرثاء، فليراجعها من أراد الوقوف علي العظمة الممثلة بأجلي مظاهرها.
2) كان ابن عمه الامام الجليل السيد إسماعيل خرج في تلك السنة من سامراء، فلحقه الجم الغفير ممن كان في تلك الناحية المقدسة من مقدسي العلماء ومحققيهم الاعلام، فكان السيد صاحب العنوان من جملتهم كما بيناه في أحوال السيد إسماعيل قدس سره.
(٢٥)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، مدينة الكاظمين (2)، الطهارة (1)، الكرم، الكرامة (1)، مدينة سامراء المقدسة (2)، مدينة النجف الأشرف (1)، الحزن (1)
وإذا أوغل في البحث وأمعن في التنقيب استبطن الدخائل واستجلي الغوامض واستخرج المخبآت ومحص الحقائق.
وبرجوعه إلي الكاظمية علي عهد المقدس والده قد استأنفا نشاطهما للبحث عن غوامض العلوم وأرهفا عزائمهما لذلك جريا علي عادتهما المستمرة كلما اجتمعتا منذ نشأ أبو محمد حتي شاخ.
ما ضمهما مكان الا وكان علي جمام من النفس وانشاط للبحث وارتياح إلي العلم وينتهزان فرصة الاجتماع فلم تفتهما نهزة ولا ضيعا فرصة.
وإذا انبري للوعظ والارشاد فجر الله علي لسانه ينابيع الحكمة فملك أعنة القلوب ورد شوارد الأهواء وقاد حرون الشهوات وقوم زيغ النفوس، فخشعت الابصار وخفقت الأفئدة خشية ورقة.
لم يمض عليه (بعد رجوعه إلي الكاظمية) سنتان حتي أصيب بالمقدس أبيه فكن رزؤه به عظيما وقام بمهماته كلها وزيادة.
أبي أولا علي الناس أن يقلدوه، فأرجعهم منذ توفي أستاذه الأكبر إلي ابن عمه المقدس السيد إسماعيل الصدر، فلما توفي ابن عمه سنة 1338 قام بالامر بعده، فظهرت رسالته العملية - رؤوس المسائل المهمة - وعلق علي كل من تبصرة العلامة ونجاة العباد والعروة الوثقي تعاليق جعلتها مراجع لمقلديه، فتداولت بينهم متقربين إلي الله تعالي بالعمل علي مقتضاها.
وكان أعلي الله مقامه أيام سفارته وقبلها من أقوم أولياء آل محمد بمهامهم وأحوطهم علي أحكامهم وأحناهم علي يتاماهم 1)، وقد ضرب أطنابه علي نصرهم ووقف حياته علي احياء أمرهم، فكان لا يستوطئ في ذلك راحة ولا تفوته فرصة حتي لحقهم في دار كرامتهم عليهم السلام.
1) كلنا نحن الشيعة يتاماهم.
(٢٦)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (2)، الشهوة، الإشتهاء (1)، الضرب (1)
مجالسه حلا وترحالا:
أما مجالسه فقد كانت مدارس سيارة تتفيأ وارف ظلاله في حله وترحاله، فيها ما يبتغيه الانسان الكامل من فنون العلم وضروب الحكمة وما إلي ذلك من مواعظ تسمو بالانسان إلي عالم الملكوت وتلحقه بالروحانيين، فيكون كما قيل عن بعضهم:
في الأرض جوهر جسمه ال * فاني وفي الملكوت عقله وكان أعلي الله مقامه واضح الأسلوب في كلامه فخم العبارة مشرق الديباجة، يجلي (1 عن نفسه بأبلغ بيان ويعبر عن ضميره بأجلي العبائر الحسان، فيبلغ بكلامه كنه القلوب من خواص الناس وعوامهم، يخاطب كلا منهم بما يناسب مع شعوره ونفق مع مبلغه من الفهم والعلم، بكلام هو أندي علي الأفئدة من زلال الماء، فكان منتجعو مجالسه - من خواص الناس وعوامهم - ينقلبون عنه بما التمسوه من ضوال الحكمة، وجزيل الفوائد العلمية وجليل العوائد العملية.
علومه ومكانته فيها:
كان أعلي الله مقامه رحلة في العلم كما كان قبلة في العمل، إماما في الفقه تمت به النعمة وهاديا إلي الله وجبت به الحجة، ومفزعا في الدين تلقي إليه المقاليد، ومرجعا في أحكام الله يناط به التقليد، وثبتا في السنن وحجة في الاخبار وجهبذا في حوادث السنين وأحوال الماضين، ورأسا في أصول الفقه وعلم الرجال والدارية وأنساب قريش وسائر العرب ولا سيما الهاشميون، راسخ القدم في التفسير وسائر علوم الكتاب والسنة، وما إلي ذلك فنون كالصرف
1) يعبر بجلاء.
(٢٧)
صفحهمفاتيح البحث: أصول الفقه (1)، عالم الملكوت (1)، الحج (1)
والنحو والمعاني والبيان والبديع ومتن اللغة.
وكان من ذوي البسطة في المنطق والحكمة - الفلسفة - الراسخين في علم الكلام، طويل الباع في الهيئة والحساب، بحرا في علم الأخلاق لا يسبر غوره ولا ينال دركه.
مناظراته دفاعا عن الحق:
لم أفتح عيني علي مثل ثبت الغدر 1) في مناظراته دفاعا عن الدين الاسلامي وانتصارا للمذهب الامامي - بعيد المستمر 2) في ذلك - شديد العارضة 3) غرب اللسان (4 طويل النفس في البحث (5 بعيد غور الحجة (6، يقطع المبطل بالحق فيرميه بسكاته 7) ويدمغه بأقحاف رأسه (8 فإذا هو زاهق.
ولا سمعت أذني بمثله يقتضب (في إحقاق الحق) جوامع الكلم ونوابغ الحكم، فتكون فصل الخطاب ومفصل الصواب.
1) الغدر بفتحتين هي الأرض الرخوة ذات الأحجار والحفر لا يثبت في المصارعة فيها الا القوي، يقال رجل ثبت الغدر: إذا كان ثابتا في القتال أو الجدال ونحوهما، والإضافة هنا بمعني في.
2) يعني انه قوي في القتال أو الجدال لا يمل ولا يسأم.
3) يعني انه قادر علي الكلام وحسن البيان.
4) أي حديده.
5) أي بعيد المدي لا يسأم أبدا.
6) أي استنبطها من مكان بعيد، وغور الشئ عمقه.
7) أي بما يسكته.
8) أي انه يكسر جمجمته ثم يرميه بقطعها، وهذا كناية عن أنه دمغه بالحجة فكسره.
(٢٨)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب فصل الخطاب لسليمان أخ محمد بن عبد الوهاب (1)، الباطل، الإبطال (1)، الجدال (2)، القتل (2)
أدبه:
أما الأدب العربي فقد كان جذيله المحكك وعذيقه المرحب، صحيح النقد فيه صائب الفكر ثاقب الروية. غير أن الذي كانت تطمح إليه نفسه من نظم القريظ لم يكن ميسورا له لانصرافه عن النظم إلي العلم منذ نعومة ظفره إلي منتهي عمره، والميسور له منه كان مما لا يعجبه ولا يرضاه لنفسه، فان همته رفيعة المناط قصية المرمي تأبي عليه الا السبق في كل مضمار، لذلك لم يؤثر عنه من النظم شئ.
وكان في هذا كالخليل بن أحمد، إذ كان أروي الناس للشعر ولا يقول بيتا، فقيل له: مالك لا تقول الشعر؟ قال: الذي أريده لا أجده والذي أجده منه لا أريده.
وكذلك كان الأصمعي مع علو مكانه في الأدب، وقد قيل له: ما يمنعك من قول الشعر؟ قال: يمنعني منه نظري لجيده 1).
مؤلفاته:
كان أعلي الله مقامه ممن لهم الميزة الظاهرة والغرة والواضحة في التأليف، جمع فيه بين الاكثار والتحقيق، كتب في مواضيع مختلفة من علوم شتي، وما منها الا غزير المادة جزيل المباحث سديد المناهج مطرد التنسيق، واليك ما يحضرني من ذلك:
(أصول الدين) 1) كتاب الدرر الموسوية في شرح العقائد الجعفرية: -
1) نقل هذا عن الخليل والأصمعي ابن عبد ربه في باب رواة الشعر في الجزء الثالث من عقده الفريد.
(٢٩)
صفحهمفاتيح البحث: الخليل بن أحمد (1)، أصول الدين (1)، المنع (1)
أعني عقائد الشيخ الأكبر كاشف الغطاء، استدل الشيخ فيها علي الوحدانية والعدل بآيات الله وآثاره في ملكوته كخلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار إلي غير ذلك مما استرسل بذكره آية آية، وترك تفصيل القول فيها لغيره من الاعلام. فظهر فضل هذا الشرح بما اشتمل عليه من تفصيل شؤون تلك الآيات البينات وحكمها وأسرارها وآثارها، وبما بسطه من الكلام فيها علي ما يقتضيه مصطلح أهل الفن، فإذا هي أدل علي وحدانية العزيز الجبار من سطوع الشمس ضاحية علي وجود النهار، وأثبت في باب الإمامة من هذا الشرح رأيه في الأئمة عليهم السلام من طريق مخالفيه.
2) سبيل الصالحين (1 في السلوك وطريق العبودية، وقد ذكر لها سبع طرق 3) احياء النفوس بآداب ابن طاووس:
جمعه من بيانات السيد جمال الدين علي بن طاووس الحسني في مؤلفاته، ورتبه علي ثلاثة مناهج: المنهج الأول في معاملة العبد ربه تعالي، والمنهج الثاني في معاملته مع مواليه حجج الله عز وجل، والمنهج الثالث في معاملته مع الملائكة والناس.
(الفقه) 4) كتاب سبيل الرشاد في شرح نجاة العباد. علي سبيل الاستدلال، خرج منه مجلد ضخم في مباحث المياه إلي أحكام التخلي.
5) كتاب تبيين مدارك السداد للمتن والحواشي من نجاة العباد. خرج منه أكثر مباحث الطهارة وجل مباحث الصلاة، والمراد من الحواشي حاشيتا الشيخ مرتضي الأنصاري والسيد الميرزا حسن الحسيني الشيرازي أستاذه.
1) طبع في تبريز.
(٣٠)
صفحهمفاتيح البحث: العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، جمال الدين (1)، العزّة (1)، الصّلاة (1)، الطهارة (1)
6) تحصيل الفروع الدينية في فقه الامامية:
كتاب ينفع المحتاط والمقلد. خرج منه كتاب الطهارة وكتاب الصلاة، وفي مقدمته مباحث التقليد علي سبيل التفصيل.
7) المسائل المهمة (1. رسالة شريفة في العبادات لعمل المقلدين.
8) المسائل النفيسة. رسالة أفردها لمشكلات المسائل الفقهية والفروع الغريبة.
9) حواشيه علي العروة الوثقي وعلي الغاية القصوي وعلي نجاة العباد وعلي التبصرة وعلي الفصول الفارسية.
10) الغالية لأهل الأنظار العالية. رسالة باللغتين - العربية والفارسية - في تحريم حلق اللحي 2).
11) تبيين الرشاد في لبس السواد علي الأئمة الأمجاد. رسالة بالفارسية.
12) نهج السداد في حكم أراضي السواد.
13) الدر النظيم في مسألة التتميم. رسالة في تتميم الكر بماء متنجس.
14) لزوم قضاء ما فات من الصوم في سنة الفوات.
15) تبيين الإباحة. رسالة في جواز الصلاة بأجزاء الحيوان المشكوك في إباحة أكل لحمه.
16) ابانه الصدور. رسالة في موقوفة ابن أذينة المأثورة في مسألة ارث ذات الولد من الرباع.
17) كشف الالتباس عن قاعدة الناس. أعني " الناس مسلطون علي أموالهم ".
18) الغرر في نفي الضرار والضرر. رسالة جليلة فيها تحقيقات وفيها معني
1) طبعت والتي بعدها في بغداد وفي صيدا وفي نيويورك - أمريكا -.
2) طبعت باللغتين.
(٣١)
صفحهمفاتيح البحث: الصّلاة (2)، الأكل (1)، الصيام، الصوم (1)، الجواز (1)، الطهارة (1)، مدينة بغداد (1)
الحكومة والورود.
19) أحكام الشكوك الغير منصوصة. رسالة استدلالية تكلم فيها علي فقه الروايات الدالة علي البناء علي الأكثر في الشك في الركعات.
20) رسالة في حكم الظن بالافعال والشك فيها.
21) الرسائل في أجوبة المسائل. رسالة تشتمل علي فتاواه التي أجاب بها مقلديه عما كانوا يستفتونه عنه في الأحكام الشرعية.
22) سبيل النجاة في المعاملات.
23) تعليقة علي رسالة التقية لشيخنا الأنصاري.
24) تعليقة علي مباحث المياه من كتاب الطهارة للشيخ الأنصاري قدس سره.
25) الرسالة في حكم ماء الغسالة.
26) رسالة في تطهير المياه.
27) رسالة في مسألة تقوي العالي بالسافل.
28) تعليقة مبسوطة علي ما كتبه الشيخ الأنصاري في صلاة الجماعة.
29) رسالة في شروط الشهادة علي الرضاع.
30) رسالة في بعض مسائل الوقف.
31) رسالة في حكم ماء الاستنجاء.
32) رسالة في الماء المضاف.
33) رسالة وجيزة في رواية الاخفات في التسبيحات في الركعتين الأخيرتين 34) مني الناسك في المناسك. رسالة حافلة أفردها لمناسك الحج والعمرة وآداب التشرف بالحرمين الشريفين حرم الله عز وجل وحرم رسوله صلي الله عليه وآله 1).
1) طبعت في بغداد سنة 1341.
(٣٢)
صفحهمفاتيح البحث: الأحكام الشرعية (1)، كتاب الطهارة للشيخ الأنصاري (1)، صلاة الجماعة (1)، الحج (1)، الشهادة (1)، الظنّ (1)، الرضاع (1)، التقية (1)، الإستنجاء (1)، الركوع، الركعة (1)، مدينة بغداد (1)
(الحديث) 35) شرح وسائل الشيعة إلي أحكام الشريعة. كتاب لم يصنف مثله، يذكر فيه الحديث فيعقد فيه عناوين لكل من المتن واللغة والسند والدلالة، فيذكر في عنوان المتن اختلاف النسخ وضبط الألفاظ، ويشرح في عنوان اللغة مفردات الألفاظ، ويبحث في عنوان السند عن رجال الاسناد، وفي عنوان الدلالة يجيل نظره في مفاد الحديث ونهوضه باثبات الحكم ويتكلم فيما يعارضه فيجمع بينهما أو يرجح أحدهما علي وجه لم يسبقه إليه أحد، فهو كتاب جامع للفقه والحديث والأصول والرجال. خرج منه عدة مجلدات.
36) كتاب تحية أهل القبور بالمأثور. مرتب علي عشرة أبواب وخاتمة.
37) كتاب مجالس المؤمنين في وفيات الأئمة المعصومين. عقد فيه لكل واحد منهم مجلسا يشتمل علي فضائله وكراماته ووفاته بحذف الاسناد، جعله كخطبة علي ترتيب حسن ليتلي علي منابرهم أيام وفياتهم عليهم السلام، وذيله بفصل يشتمل علي أولاد المعصوم ونسائه.
38) مفتاح السعادة وملاذ العبادة. كتاب يشتمل علي المهم من أعمال اليوم والليلة وأعمال الأسبوع والشهر والسنة وعلي الزيارات وآدابها.
39) كتاب تعريف الجنان في حقوق الاخوان. سفر جليل فيه مطالب ونصائح وفوائد قد لا توجد في غيره.
40) رسالة في المناقب. علي ترتيب الحروف مستخرجة من الجامع الصغير للسيوطي.
41) كتاب النصوص المأثورة. علي الحجة المهدي عجل الله فرجه من طريق الجمهور لم يتم، ولعله هو الكتاب المدعو " أخبار الغيبة " الذي ذكره
(٣٣)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، كتاب وفيات الأئمة لمن علماء البحرين والقطيف (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، القبر (1)
صاحب الذريعة في ص 38 من جزئها الخامس.
42) كتاب صحيح الخبر في الجمع بين الصلاتين في الحضر. اقتصر فيه علي ما في الصحاح الستة من النصوص علي جمعه صلي الله عليه وآله في الحضر بلا علة ولا مطر، وذكر أقوال من وافقنا علي ذلك من علماء الجمهور.
43) كتاب الحقائق في فضائل أهل البيت عليهم السلام من طريق الجمهور.
44) كتاب أحاديث الرجعة.
45) هداية النجدين وتفصيل الجندين. رسالة في شرح حديث الكافي في جنود العقل وجنود الجهل.
(الدراية) 46) كتاب نهاية الدراية. شرح فيه وجيزة الشيخ البهائي، وقد بسط الكلام في هذا العلم واستقصي مسائله وأنواع الحديث ومباحث الجرح والتعديل، وفيه فوائد مهمة (1.
(طرق تحمل الحديث) 47) كتاب بغية الوعاة في طرق طبقات مشايخ الإجازات. يشتمل علي عشرة طبقات، وله مقدمة ذات فوائد جمة، أجاز فيه السيد العالم السيد محمد مرتضي الجهانبوري الهندي الذي كتب له العلامة النوري كتاب " اللؤلؤ والمرجان ".
1) طبع في الهند طبعة سقيمة مشحونة بالغلط الفاحش الذي يغير المعني ويؤذي المطالعين بما لا مزيد عليه. ونعوذ بالله من تلك الطباعة، وقد قلت عند اطلاعي عليها ليت السيد لم يؤلف هذا الكتاب حتي لا نبتلي بمثل هذه البلية، فبلغه قولي هذا فكان يحكيه معجبا.
(٣٤)
صفحهمفاتيح البحث: فضائل أهل البيت عليهم السلام (1)، الجمع بين الصلاتين (1)، الشيخ البهائي (1)، الجهل (1)، الهند (1)
وللسيد إجازات أخري كثيرة أجاز بها جماعة من فضلاء معاصريه بعضها مطول وبعضها مختصر.
(علم الرجال) 48) كتاب مختلف الرجال. دون فيه هذا العلم تدوين سائر العلوم بذكر حده وموضوعه وغايته ومبادئه التصورية والتصديقية ومن اختلف في من الرواة والرجال.
49) عيون الرجال. كتاب ذكر فيه الرجال الذين نص علي ثقتهم أكثر من واحد، وذكر في تراجمهم طبقاتهم، وذيله بمشجرة في طبقات الرواة وبإجازة مفصلة لبعض الأعيان من السادات. وقد ذكر في آخر الكتاب أكثر مصنفاته (1.
50) كتاب نكت الرجال. جمعه من تعليقة عمه السيد صدر الدين علي رجال الشيخ أبي علي، فهو في الحقيقة من مؤلفات عمه.
51) كتاب انتخاب القريب من التقريب. أفرده لرجال نص علي تشيعهم ابن حجر العسقلاني في التقريب.
52) رسالة في أفردها لترجمة المقدس المحقق المحسن الحسيني الأعرجي صاحب المقصود وسماها " ذكري المحسنين ".
53) بهجة النادي في أحوال (والده) أبي الحسن الهادي.
54) كتاب تكملة أمل الآمل. أو " أعيان الشيعة " وهو في بابه عديم النضير، ذكر فيه من لم يشتمل أمل الآمل علي ذكرهم ممن تقدم علي الامل أو عاصره أو تأخر عنه إلي هذا العصر. جاء في ثلاث مجلدات: المجلد الأول في القسم الأول من الكتاب المختص بعلماء عاملة، والثاني والثالث في القسم الثاني وهم
1) وكان الفراغ منه سنة 1331 وطبع علي عهده في لكهنو الهند.
(٣٥)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، الحافظ ابن حجر العسقلاني (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، الهند (1)
علماء بقية البلاد علي ترتيب الأصل.
55) البيان البديع في أن محمد بن إسماعيل المبدؤ به في أسانيد الكافي انما هو بزيع.
56) التعليقة علي منتهي المقال.
(علم الفهارس والتأليف والتصنيف) 57) تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الاسلام. كتاب لا نظير له في بابه، تتبع فيه العلوم الاسلامية ذكرا واستقصاها سبرا، واستوفي البحث عن مؤسسيها وأمعن في التنقيب عن طبقات المصنفين فيها، فأثبت بالبرهان وأظهر للعيان سبق الامامية في جميع الفنون الاسلامية. وهذا مما لم يسبق إليه.
58) الشيعة وفنون الاسلام. كتاب ما أجله قدرا وما أعظمه سفرا، قد اختصره من كتابه السابق (تأسيس الشيعة) وانتشر ببركة الطباعة (1. ومن وقف عليه عرف مبلغ الأصل من العظمة في بابه.
59) فصل القضا في الكتاب المشهور بفقه الرضا. كشف فيه حال هذا الكتاب بما لا مزيد عليه، فأثبت أنه كتاب التكليف لابن أبي العزاقر الشلمغاني وأوضح في ذلك وجه الاشتباه بما لم يسبقه إليه أحد.
60) رسالة في أن مؤلف مصباح الشريعة انما هو سليمان الصهرشتي تلميذ السيد المرتضي، اختصره من كتاب شقيق البلخي.
61) الإبانة عن كتب الخزانة. أي خزانة كتبه رسالة شريفة، استقصي فيها ما لديه من الكتب. ذكر العلوم علما علما، فألحق بكل منها ما يختص به من كتب خزانته، ووصف ما كان منها غريبا أو غير متداول، فصوره بريشة قلمه للناظرين.
1) في صيدا سنة 1331.
(٣٦)
صفحهمفاتيح البحث: محمد بن إسماعيل (1)، الكرم، الكرامة (1)
وصدر هذه الرسالة بمقدمة شريفة حض فيها علي الكتابة والتصنيف وجمع الكتب وتتبعها وذكر العلم والعالم بما هما له أهل من المكانة السامية مشيرا إلي آثارهما الشريفة في الناشئين.
(الأخلاق) له فيه " احياء النفوس " و " كتاب سبيل الصالحين " المتقدم ذكرهما.
62) ورسالة وجيزة في المراقبة.
63) ورسالة أخري في السلوك.
(المناظرة) 64) قاطعة اللجاج في تزييف أهل الاعوجاج. وهم الأخبارية منكرو الاجتهاد والتقليد لزعمهم أن الاخبار عن الأئمة الأطهار قطعية الصدور والدلالة.
65) البراهين الجلية قي ضلال ابن تيمية. كتاب ضخم أقام الأدلة فيه علي ضلاله بأقواله وأفعاله وبشهادة علماء الجمهور وحكمهم عليه بذلك، وقد أحصي سيئاته ومخالفاته للأمة، واستطرد ذكر ابن القيم والوهابيين فكشف حالهم وأبان ضلالهم بما لا مزيد عليه. والحمد لله.
66) الفرقة الناجية. رسالة تثبت أن تلك الفرقة انما هي الامامية.
67) عمر وقوله هجر. رسالة اطردها لما صح عن ابن عباس من قوله " يوم الخميس وما يوم الخميس " ثم بكي حتي خضب دمعه الحصباء فقال " اشتد برسول الله صلي الله عليه وآله وجعه يوم الخميس فقال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا. فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا:
هجر رسول الله. فقال: دعوني " الحديث (1.
١) بلفظ البخاري في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير ص 118 من ج 2 من صحيحه.
(٣٧)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، عبد الله بن عباس (1)، الاجتهاد و التقليد (1)، ابن تيمية (1)، الضلال (1)
68) رسالة شريفة في الرد علي فتاوي الوهابيين إذ أفتوا علي حرمة البناء علي الضرائح المقدسة ووجوب هدم ما بناه المسلمون عليها. وقد جاءت هذه الرسالة علي وجه لا نظير له في بابها، فما قرأتها الا وقلت جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا.
(أصول الفقه) 69) اللوامع. كتاب في أصول الفقه يتضمن نتائج أفكار الامامين الأنصاري والشيرازي وتلامذتهما الاعلام، وللمؤلف دلو بين دلائهم ملأه إلي عقد الكرب.
70) تعليقة علي رسائل الشيخ مرتضي الأنصاري.
71) اللباب في شرح رسالة الاستصحاب. مجلد ضخم.
72) رسالة في تعارض الاستصحابين.
73) حدائق الأصول. خرج منه مسائل متفرقة من مشكلات أصول الفقه.
74) التعادل والتعارض والتراجيح. رسالة مستقلة غير ما علقه علي رسائل الشيخ.
(النحو) 75) خلاصة النحو. كتاب لخص فيه هذا العلم علي ترتيب ألفية ابن مالك.
(التاريخ) 76) نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين مشهد أمير المؤمنين ومشهد أبي عبد الله الحسين عليهما السلام. رسالة تشتمل علي ذكر أول من عمرهما
(٣٨)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، أصول الفقه (3)، الشهادة (2)، الباطل، الإبطال (1)
وذكر من جددوا تعميرهما وتواريخ التعمير والتجديد وأسماء المعمرين والمجددين وأول من سكن الحائر من الفاطميين (1.
77) وفيات الأعلام من الشيعة الكرام. كتاب يتبين موضوعه من اسمه، رتبه علي العصور والطبقات، خرج منه أهل المائة الأولي والثانية والثالثة والرابعة.
78) محاربو الله ورسوله يوم الطفوف. رسالة أفردها لبيان عدد المخرجين إلي حرب سيد الشهداء يوم الطف، أثبت فيها أنهم كانوا ثلاثين ألفا أو يزيدون.
79) المطاعن. كتاب يتضمن طعن بعض علماء الجمهور علي بعض.
80) النسئ. رسالة تبين فيها كنه ما كان عليه أهل الجاهلية من النسئ الذي جعله الله زيادة في الكفر، وفيها دفع الاشكال عن تولد رسول الله " ص " في ربيع الأول مع كون بدء الحمل به انما كان في ليالي التشريق.
81) كشف الظنون عن خيانة المأمون. رسالة تثبت خيانته الفادحة بسم الرضا عليه السلام.
82) محاسن الرسائل في معرفة الأوائل. في خمسة عشر بابا.
مكتبته:
ولع أعلي الله مقامه منذ حداثته إلي منتهي أيامه في جميع الكتب وعني بذلك كل العناية وكان موفقا في تحصيل نفائسها من جميع العلوم والفنون عقلية ونقلية.
ولا غرو فقد كان يؤثر تحصيلها علي بلغته ونفقة يوم، وربما باع في سبيلها الضروري من أمتعته فاجتمع لديه بسبب ذلك من الكتب (مطبوعة ومخطوطة)
1) طبعت في لكهنؤ الهند سنة 1354 علي نفقة إدارة مجلة الرضوان الغراء مصدرة بترجمة المؤلف بقلم العلامة الحجة السيد علي النقي النقوي دام ظله.
(٣٩)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، يوم عاشوراء (1)، كتاب كشف الظنون لحاجي خليفة (1)، شهر ربيع الأول (1)، الكرم، الكرامة (1)، الجهل (1)، الحرب (1)، الشهادة (1)، الهند (1)
ثروة طائلة. ومن جد وجد.
تضمنت مكتبته من نوادر الاسفار المخطوطة ما لا يوجد في أكثر المكاتب الحافلة، وربما كان فيها من الكتب القيمة ما لا يوجد في سواها. وبهذا رنت في الأقطار وذهب سمعها في الناس، فذكرها المتتبع البحاثة جرجي زيدان في طليعة مكاتب العراق حيث استقصي تلك المكاتب في كتابه تأريخ آداب اللغة العربية 1).
وعني السيد بهذه المكتبة فألف لها فهرسا أسماه " الإبانة عن كتب الخزانة " رتبه أحسن ترتيب ووصف فيه الكتب فصورها ببراعته تصويرا كما بيناه عند ذكر الإبانة من مؤلفاته وله بها عناية أخري فوق العنايات حيث تتبعها مطالعة واستقرأها مراجعة وأوسعها إحاطة وتقصيا كما أشرنا إليه فيما تقدم من هذه الترجمة.
قال الثقة الثبت العلامة تلميذه وابن شقيقته الشيخ مرتضي آل ياسين أثناء ترجمته (2: لقد كنت أسمع عن السيد المؤلف زمان كان شابا قوي العضلات أنه كان لا يكاد ينام الليل في سبيل تحصيله كما أنه لا يعرف القيلولة في النهار، ولكني بدل أن أسمع ذلك عنه في زمن شبيبته فقد شاهدت ذلك منه بأم عيني في زمن شيخوخته، وان مكتبته التي يأوي إليه الليل والنهار ويجلس هناك بيمناه القلم وبيسراه القرطاس لهي الشاهد الفذ بأن عيني صاحبها المفتوحين في الليل لا يطبق أجفانها الكري في النهار، وان جاءها الكري فإنما يجيؤها حثاثا لا يكاد يلبث حتي يزول الخ.
1) راجع ص 120 من جزئه الرابع.
2) المنتشرة بالطبع في فاتحة كتاب الشيعة وفنون الاسلام.
(٤٠)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)
مشائخه في الرواية 1) مشائخه في الرواية علي صنفين: منهم من يروي عنهم بطريق السماع والقراءة فقط دون الإجازة، ومنهم من يروي عنهم بطريق الإجازة العامة.
أما مشائخه من الصنف الأول:
فمنهم (وهو أجل من يروي عنه) حجة الاسلام الميرزا محمد حسن الشيرازي الغروي العسكري المتوفي سنة 1312.
ومنهم الشيخ المحقق المؤسس الحاج ميرزا حبيب الله الرشتي الغروي صاحب كتاب " بدائع الأصول " المتوفي سنة 1313.
ومنهم الشيخ الفقيه الشيخ محمد حسن بن الشيخ هاشم الكاظمي النجفي شارح كتاب " الشرائع " المتوفي سنة 1308.
ومنهم الفاضل المتبحر المولي محمد الإيرواني النجفي المتوفي بعد المائة الثالثة عشرة.
ومنهم شيخ الاسلام الشيخ محمد حسن آل ياسين الكاظمي صاحب كتاب " أسرار الفقاهة " المتوفي سنة 1308.
ومنهم والده الشريف السيد هادي المتوفي سنة 1316.
وأما مشائخه من الصنف الثاني فهم جماعة من العلماء:
منهم المولي الفقيه الشيخ ملا علي بن الميرزا خليل الرازي الغروي المتوفي سنة 1297.
ومنهم السيد المتبحر المهدي القزويني الحلي الغروي المصنف المكثر
1) هذا العنوان وما تحته مما جاد به قلم العلامة الشيخ مرتضي آل ياسين في ترجمة السيد خاله نقلناه بعين لفظه.
(٤١)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب شرائع الإسلام للمحقق الحلي (1)، الحج (2)، الوفاة (6)
المتوفي سنة ثلاثمائة بعد الألف.
ومنهم المولي المحقق المتبحر الميرزا محمد هاشم بن زين العابدين الأصفهاني المتوفي في النجف الأشرف سنة 1318.
وقد ذكر تراجمهم علي طرز مبسوط في إجازاته المطولات واستقصي فيها جميع مشائخه بما لا مزيد عليه.
خلقه. وبنيته. ومنظره:
أفرغه الله عز وجل في قالب الكمال، وطبعه علي غرار البهاء والأبهة والجلال، فجعله من أجمل الناس صورة وأكملهم خلقة وآنقهم شكلا وأحسنهم هيئة وأسلمهم فطرة وأقواهم بنية وأمتنهم عصبا، صلب المفاصل شديد الأضلاع غليظ الألواح عبل الذراعين مفتول الساعدين بعيد ما بين المنكبين أسيل الخدين لطيف الانف والحاجبين أحور العينين أدعجهما أوطف الأهداب وضئ الطلعة أبلج الغرة أزهر اللون، رقيق البشرة شديد الحواس صادق الشعور إلي الغاية، قد تسربل بالملاحة وألقي الله عليه محبة منه يروق الناظرين ابتسامه يفتر عن مثل حب الغمام، له شيبة تفرض الهيبة قد ملأت ما بين منكبيه فسبحان من زاده بسطة في العلم والجسم وعلمه البيان وآتاه البرهان وتبارك الله أحسن الخالقين.
غرائزه وملكاته:
خلقه الله من طينة القدس وصاغه من معدن الشرف وأنبته من أرومة الكرم وجمع فيه خلال النجابة، فكان المجد ينطق من محاسن خلاله والمرءة تتمثل في منطقه وأفعاله.
لم أر أكرم منه خلقا ولا أنبل منه فطرة، وكان ربيط الجأش صادق البأس
(٤٢)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، الكرم، الكرامة (1)، الصّلب (1)، الوفاة (2)
من حماة الحقائق وممثلي الحفائظ، قد جمع ثيابه علي أسد خادر.
وكان عزيز النفس أشم الانف، لا يعنو لقهر ولا يصبر علي خسف، علي أنه كان متجافيا عن مقاعد الكبر نائيا عن مذاهب العجب سلس الطباع لين العريكة سهل الجانب منسجم الأخلاق.
وكان جوادا سخيا فياضا أريحيا، ولا غرو فإنه كان من قوم فجروا ينابيع الندي واليهم تنتهي السماحة.
وكان حاد الذهن يقظ الفؤاد ذكي المشاعر حديد الفهم سريع الفطنة صادق الحدس شاهد اللب رؤوفا بالمؤمنين شديدا علي أعداء الله لا تأخذه في الله لومة لائم، له همة بعيدة المرمي ونفس رفيعة المصعد، تسمو به إلي معالي الأمور فيبلغ بها الاقدار الخطيرة.
مترجموه:
ترجمه - علي عهده - غير واحد من الثقات الاثبات، كالعلامة المحقق الشيخ مرتضي آل ياسين، وقد جاءت ترجمته 1) رائعة بتمثيل تلك الشخصية الفذة نافعة بتنبيه أولي العلم إلي أمور تختص بكمالهم.
وللسيد ترجمة في كتاب " أعيان الشيعة " وله ذكر خالد في الغابر بن بعلمه الخالد بخلود مؤلفاته إن شاء الله تعالي وبكونه من شيوخ الإجازات في قرنه، فهو سند من الاسناد إلي يوم التناد.
وقد ذكره البحاثة المقدس الشيخ عباس بن الشيخ رضا القمي، إذ ترجم
1) انتشرت هذه الترجمة بطبعها مع كتاب السيد " الشيعة وفنون الاسلام ".
(٤٣)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب الثقات لابن حبان (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، الشهادة (1)، الصبر (1)
جده الشريف شرف الدين العاملي 1).
وذكره بعض الأجانب 2) فأنصفوا بوصفه، كالفيلسوف أمين الريحاني اللبناني 3) وغيره من سياح المستشرقين 4).
وبعد وفاته أعلي الله مقامه ترجمه الشريف العلامة المتتبع الثبت الحجة السيد علي النقي النقوي ترجمة مفصلة علقها علي رائيته العصماء العامرة التي رثي بها السيد، وقد جري في الترجمة مجري الشرح لتلك الرائية العبقرية، فكانت ترجمة ضافية جامعة مثلت أدوار حياته العلمية والعملية منذ ولد حتي اختار الله له دار كرامته.
وتناولت ذكر الاعلام من آبائه علما علما حتي انتهت إلي شرف الدين فأبيه زين العابدين فجده علي نور الدين فجد أبيه نور الدين علي فجد جده الحسين بن علي بن محمد بن أبي الحسن تاج الدين الموسوي، واستقصت سائر الابطال من متقدمي هذه الأسرة ومتأخريها ممن هم في جبل عامل أو في العراق، وذكرتهم بطلا بطلا بما هم أهله من جلالة القدر وعلو المنزلة في الدين والدنيا، وأرخت وفياتهم.
وتصدت لبيان مكانة السيد في العلم ومنزلته في الأمة، وذكرت شيوخه الذين أخذ عنهم وكثيرا من الشيوخ الذين أخذوا عنه، وأتت علي مصنفاته في سائر
1) في ص 322 من الجزء الثاني من كتابه الكني والألقاب، وذكر في باب ذكر أولاد الإمام موسي عليه الاسلام من كتاب منتهي الآمال.
2) الأجانب جمع أجنب وهو الذي لا ينقاد - الغريب.
3) فراجع ما قاله عنه في ص 273 من ج 2 من كتابه ملوك العرب الطبعة الأولي.
4) الذين نالوا الحظوة بخدمته وأخذوا عنه بعض الحكمة ممن لا تحضرني أسماؤهم ولا مؤلفاتهم وهم غير واحد.
(٤٤)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، علي بن محمد بن أبي الحسن (1)، نور الدين علي (1)، الباطل، الإبطال (1)، كتاب منتهي الأمال للمحدث القمي (1)، الجنابة (1)
العلوم والفنون، واشتملت علي ذكر وفاته وتشييعه ومآتمه التي انعقدت في العراق وعاملة وإيران والهند وغيرها، وقد نقلنا من هذه الترجمة ما تراه تحت العنوانين التاليين.
مستجيزوه:
قال السيد النقوي 1):
كان رحمه الله تعالي في رواية الحديث أعظم شيخ تدور عليه طبقات الأحاديث العالية في هذا العصر، ومن يروي عنه من أعلام هذا العصر كثير، وفيهم جملة من حجج الطائفة وعلمائها وفضلائها المبرزين، فمنهم الآية العظمي السيد أبو الحسن الأصفهاني النجفي دام ظله، والآيات الحجج الاعلام الحاج شيخ محمد حسين الأصفهاني صاحب الحاشية علي الكفاية والشيخ محمد كاظم الشيرازي والشيخ هادي آل كاشف الغطاء والشيخ محمد رضا آل ياسين والحاج الشيخ علي القمي والحاج السيد رضا الهندي والميرزا محمد علي الأوردبادي في النجف الأشرف، والسيد الميرزا هادي الخراساني في كربلاء المشرفة، والشيخ المحسن المعروف بآقا بزرك الطهراني صاحب الذريعة إلي تصانيف الشيعة وغيرها في سامراء، والسيد عبد الحسين آل شرف الدين في جبل عامل، والشيخ آقا رضا الأصفهاني صاحب نقد فلسفة داروين في أصفهان، والسيد صدر الدين الصدر في مشهد الرضا عليه السلام، ووالدنا العلامة السيد أبو الحسن النقوي في لكنهؤ، والعلامة السيد شبير حسن في فيض آباد وغيرهم.
وأروي عنه بإجازة كتبها لي في 11 شوال سنة 1346 ه، وهو أول شيخ
1) في آخر ما جاد به قلمه المبارك من ترجمة السيد المنتشرة بطبعها في لكهنؤ مع كتابه " نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين " فراجع منه ص 12.
(٤٥)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، دولة ايران (1)، دولة العراق (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، مدينة سامراء المقدسة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة إصفهان (1)، شهر شوال المكرم (1)، الهند (1)، الشهادة (2)، الحج (1)، العصر (بعد الظهر) (2)
للحديث استجزت منه فأجاز لي بإجازة عامة شاملة لكل ما بأيدينا من كتب الحديث والتفسير وسائر العلوم.
وفاته وتشييعه وقدسي رمسه ومآتمه:
قال السيد النقوي (1 أدام الله إفاداته:
توفي رحمه الله تعالي في عاصمة البلاد العراقية بغداد (حيث كان مقامه منذ أيام فيها لأجل المعالجة) (2 في منتصف (3 ربيع الأول سنة 1354، فكان لوفاته أثر كبير ووقع خطير في النفوس جميعا، وقد شيع جنازته إلي الكاظمية مسقط رأسه ومدفنه زهاء مائة ألف من الناس من جميع الطبقات، وقد أوفد جلالة الملك غازي من ينوب عنه في تشييعه 4)، ودفن في جوار جده الإمام موسي ابن جعفر عليه السلام 5).
1) في ص 11 من الترجمة المطبوعة مع نزهة أهل الحرمين.
2) كان قبل وفاته بأيام قلائل رغب إليه ولده الأكبر في أن يكون في داره (من دار السلام بغداد) ما دام محتاجا إلي الأطباء، إذ رأي قربه منهم أنجع له وأسهل وسيلة إلي اتصال الأطباء به في سائر الأوقات، فأجابه إلي ذلك بعد الاستخارة فلم يلبث الا ليالي قليلة حتي فاجأه أجله قدس سره.
3) بل توفي عصر الخميس في 11 ربيع الأول سنة 1354 وهي ليلة 12 حزيران سنة 1935.
4) وحضر رئيس الوزراء وسائر الوزراء والأعيان والنواب وموظفو الحكومة وشيخ العشائر، وكان في مقدمة ذلك السواد الأعظم علماء المسلمين من الطائفتين خاشعي الطرف خلف السرير حتي وردوا الكاظمية.
5) إلي جنب المقدس والده في حجرتهما المعلومة من الصحن الشريف الكاظمي حيث يزاران.
(٤٦)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (2)، شهر ربيع الأول (2)، مدينة بغداد (2)، دولة العراق (1)، الإستخارة (1)، الطب، الطبابة (2)، الجنابة (1)
وقد طار صدي وفاته إلي سائر المناطق العراقية وعلي الأخص النجف الأشرف، فأقيمت الفواتح وأعظمها الفاتحة التي أقامها في النجف ثلاثة أيام رئيس الشيعة آية الله السيد أبو الحسن الأصفهاني دام ظله.
قال: لا شك أنه أحدثت وفاته دويا في العالم الاسلامي أجمع وعلي الأخص بلاد الشام وجبل عامل، حيث كان مغرس دوحته ومنبت شجرته منذ عهد طويل، ولا سيما نواحي صور حيث يقيم آل شرف الدين وزعيمهم حجة الاسلام السيد عبد الحسين دام ظله، وهو ابن أخت السيد المترجم أيضا.
فقد أقيم في صور مأتم عامر حزين مدة سبعة أيام لم يكد ينقطع ولا تسكن حدته، وجائتنا بطاقة مطبوعة تدل علي قيام حفلة تأبينية هناك في الجامع الجديد في الساعة الثانية بعد ظهر الأحد الواقع في 12 ربيع الأول 1354 الموافق 13 حزيران سنة 1935 وفيها منهاج الحفلة وأسماء المتكلمين والخطباء، ناهيك منهم بمثل العلامة العظيم حجة الاسلام الشيخ عبد الحسين صادق وحجة الاسلام السيد عبد الحسين نور الدين والأستاذ خير الدين بك الأحدب والعلامة الشيخ احمد رضا وغيرهم من أدباء مفلقين.
وأقيمت له في الهند فاتحة كبيرة، ونشرت الصحف نبأ وفاته بصورة مفجعة وهكذا في سائر المناطق الاسلامية، ولا غرو فإنه إذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شئ إلي يوم القيامة. انتهي بنصه.
الصحافة العراقية وتأبينه:
حسبك - مثالا لما قالته الصحف العراقية في تأبينه - ما نشرته جريدة الكرخ 1)
1) لصاحبها ملا عبود الكرخي ومدير إدارتها نجم الكرخي ومديرها المسؤول محمد شكري قاسم ومحررها حاتم الكرخي.
(٤٧)
صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، شهر ربيع الأول (1)، الشام (1)، الهند (1)، الحج (3)، الموت (1)، دولة العراق (3)
في عددها 312 من سنتها السابعة الصادر يوم الاثنين 30 ربيع الأول سنة 1354 ه الموافق 1 تموز سنة 1935، واليك نصها تحت عنوان:
(شخصية الامام السيد حسن الصدر الفذة) قالت: بعث إلينا نجفي فاضل بهذه اللمحة من ترجمة حياة الراحل العظيم المغفور له حجة الاسلام السيد حسن صدر الدين رضوان الله عليه ننشرها نصا:
من العبث يحاول الكتاب أن يصف الخسارة الجسيمة التي تكبدتها الأمة الاسلامية من جراء فقد زعيمها الأكبر الامام آية الله السيد حسن الصدر، فقد كانت خسارتها بفقده عظيمة وكان خطبها فادحا وكان رزؤها جللا ومصابها أليما.
وكيف لا يكون فقده خسارة عظيمة وقد فقدت امامها الكبير وعلامتها الجليل ومرجعها الأعظم التي كانت ترجع إليه في أمور الدنيا والدين والذي كانت تستظل بوارف ظله وتلجأ إلي ركنه الحصين.
كان الامام رحمه الله تعالي شخصية علمية فذة لم يحك لنا التأريخ نظيرها في العصر الحاضر، وكان المثل الاعلي في العلم والفضيلة في أدواره الثلاثة:
دور الصبا، ودور الكهولة، ودور الشيخوخة.
فقد كان في دور الصبا الفتي الا مع الذي قصب السبق في الجد والذكاء، وكان في دور الكهولة العالم الوحيد بين الفضلاء والعلماء، وكان في دور الشيخوخة المرجع العظيم للأمة التي ألقت إليه مقاليدها وفزعت إليه في جميع مهماتها وأمورها.
كان باسم الثغر وضاح الجبين، وكان قوي الحجة طلق اللسان، إذا تكلم انحدر كالسيل من غير ما تلعثم أو تلكؤ، يقرع الحجة بالحجة والدليل بالدليل.
ينبسط إليك في الحديث الصعب الغامض فتخال أنه سهل واضح وما هو بالسهل
(٤٨)
صفحهمفاتيح البحث: شهر ربيع الأول (1)، الحج (1)، العصر (بعد الظهر) (1)
ولكن فصاحة اللسان وسطوع البرهان وجاذبية الحديث وساحرية الأسلوب كل ذلك جعلك تتذوقه وتستسيغه وتحسبه سهلا.
وكانت مجالسه مدرسة راقية فيها العلم وفيها الأدب وفيها كل ما شئت من ألوان الحديث وضروب الكلام، وكانت تختلف باختلاف الأشخاص مراعاة لمقتضي الحال، وقد كنت تري - وأنت جالس بين يديه - كأنك في العصر الذي ينتقل بك إليه ويحدثك عنه، فتارة يحدثك عن جبرائيل عليه السلام ونزوله بالوحي فتحسب أنك قد رأيت شخصه وسمعت صوته، وطورا يحدثك عن النبي صلي الله عليه وآله فتخال أنك شهدت رسالته وحضرت معجزاته وأبصرت عن كثب أحاديثه وحكمه. وهكذا تري نفسك كلما انتقل بك من حديث إلي حديث نظرا لدقة تصويره وبراعته في التعبير، وتخرج من مجلسه - وبودك أن لا تفارقه - مصقول الذهن مهذب الفكر واسع الاطلاع.
واليك الكلمة التي قالها عنه فيلسوف الفريكة في كتابه " ملوك العرب " قال في ص 273 من الجزء الثاني:
قد زرت السيد حسن صدر الدين في بيته بالكاظمية، فألفيته رجلا عظيما الخلق والخلق، ذا جبين رفيع وضاح ولحية كثة بيضاء وكلمة نبوية، له عينان هما جمرتان فوق خدين هما وردتان، عريض الكتف طويل القامة مفتول الساعدين، وهو يعتم بعمامة سوداء كبيرة ويلبس قميصا مكشوف الصدر رحب الأردان فيظهر ساعده عند الإشارة في الحديث، ما رأيت في رحلتي العربية كلها من أعاد إلي ذكر الأنبياء كما يصورهم التأريخ ويصفهم الشعراء والفنانون مثل هذا الرجل الشيعي الكبير، وما أجمل ما يعيش فيه من البساطة والتقشف، ظننتني وأنا داخل إلي بيته أعبر بيت أحد خدامه إليه، وعندما رأيته جالسا علي حصير في غرفة ليس فيها غير الحصير وبضعة مساند وقد كنت علمت أن لفتواه
(٤٩)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، مدينة الكاظمين (1)، الوسعة (1)
أكثر من مليوني سميع مطيع وان ملايين من الربيات تجيؤه من المؤمنين في الهند وإيران ليصرفها في سبيل البر والاحسان، وانه مع ذلك يعيش زاهدا متقشفا ولا يبذل مما يجيؤه روبية واحدة في غير سبيلها، أكبرت الرجل أيما اكبار ووددت لو أن في رؤسائنا الدينيين الذين يرفلون بالأرجوان ولا يندر في أعمالهم غير الاحسان بضعة رجال أمثاله. انتهي.
هكذا يحدثنا الأستاذ " امين " عن الامام، وهكذا يصور لنا شخصيته الفذة كما يشاء الحق ويفرضه البحث وتقتضيه نزاهة الضمير، وكم للأستاذ الريحاني في هذا من نظير، فقد كان كثيرا ما يجتمع بخدمته المستشرقون والباحثون يسألونه عن مسائل استعصت عليهم وأعياهم حلها فيجيبهم علي الفور بالبرهان الساطع والدليل المقنع فينقلبون إلي أهلهم وكلهم لسان شكر وكلمة اكبار يشيدون بذكره ويرتلون آيات حمده، وكثيرا ما كانوا يندهشون حينما يرون تبسطه في الحديث واتيانه بالشواهد التأريخية المتوفرة عن بحث مبهم غامض قضوا العمر الطويل في البحث عنه ولم يجدهم البحث.
وبالجملة كان الامام الفقيد مرجعا عظيما يخضع لحكمه المسلمون وغيرهم سواء في الشرق أو في الغرب، وكان إماما مقدما علي من سواه من العلماء المعاصرين في الفقه وأصوله والتفسير والحديث والرجال وغير ذلك من الفنون الاسلامية.
وكان يضرب في علمه المثل في حياة أستاذه الامام السيد محمد حسن الشيرازي، وقد كلف الامام الشيرازي مرة فقيدنا المترجم أن يحقق بعض المسائل العلمية المشكلة، فأجاب وكتب رسالة في تحقيق ذلك وعرضها علي أستاذه وما أكمل قراءتها حتي رفع يديه في الدعاء له ثم قال: إذا مت اليوم أموت مرتاح الضمير فقد وجد في تلامذتي من يعيد لي تحقيقه تحقيق المحقق البهبهاني،
(٥٠)
صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (1)، الهند (1)، الضرب (1)
والمحقق البهبهاني أستاذ آية الله بحر العلوم السيد مهدي وقد كان مشهورا في البحث والتحقيق. وهذه شهادة كبري من أستاذه تعطينا صورة صادقة عن عظمة الامام الفقيد ومنزلته العلمية، وهو كما قيل فيه:
امام ولولا لا لقلنا بأنه * نبي تلقي الحكم من خير حاكم 1) ولا شك بأن الامام حي بأعماله الصالحة حي بآثاره الخالدة ومؤلفاته القيمة التي قد تبلغ مائة مؤلف 2)، وهي من أحسن ما كتب العلماء، ولعلنا نعرض لذكرها في فرصة أخري إن شاء الله تعالي.
وهو حي بولديه العلامتين صاحبي السماحة السيد محمد الصدر رئيس مجلس الأعيان الأفخم والسيد علي الصدر. فهذا الزعيم الصدر زعيم العراق المحبوب ودماغ العراق المفكر وذو الشخصية البارزة في العلم والسياسة.
أتته الزعامة منقادة * إليه تجر جر أذيالها فلم تك تصلح الا له * ولم يك يصلح الا لها وهذا الحجة أخوه " العلي " قد تربع بعد فقد الامام علي المنصة الدينية، فشخصت إليه الابصار وتوجهت نحوه النفوس تهتدي بهديه وتنهل من علمه، فأطال الله وجودهما وألهمهما الله الصبر وأجزل لهما الاجر. انتهي بعين لفظه.
قلت: هذه لهجة الصحافة العراقية استمرت دائرة علي هذا المحور مدة قيام الفواتح والمآتم في العراق، ومثلها الصحافة الإيرانية والأفغانية والهندية والسورية والمصرية وغيرها، نعتته بكل أسف وأبنته بكل تقدير.
1) هذا البيت في السيد صاحب العنوان من قصيدة لأمير الشعراء وسلطان العلماء حجة الاسلام الشيخ عبد الحسين صادق العاملي الشهير.
2) أحصينا منها اثنين وثمانين مرت عليك في الأصل.
(٥١)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (4)، الصدق (1)، الشهادة (1)، الصبر (1)، الخلود (1)، سلطان العلماء (1)
الصحافة اللبنانية:
أما الصحافة اللبنانية فقد زينت صدورها بتمثال السيد وأذاعت في تأبينه الكلمة الفذة التي أبرزتها لجنة 1) الاحتفال بالمآتم التي انعقدت عندنا في صور، وهاكها بعناوينها وعين لفظها:
(فجيعة الاسلام بمصاب الامام الصدر) مختصر حياته - صفاته - علمه - شخصيته.
بشفتين تحملان الكلام مختصرا، وفكر مبلبل شارد ننقل للملا الاسلامي صدي دوي انتحاب العراق والاسلام والعرب قاطبة علي زعيمهم الامام الأكبر:
(السيد حسن الصدر) الراحل إلي جوار ربه تاركا في الأرض وحشة لا تستأنس وفوضي لا تنتظم
1) ترأس هذه اللجنة بعض الرؤساء من أعلام العلماء، وكانت مؤلفة من أشخاص مثقفين في علومهم الدينية ومعارفهم العصرية أدباء كتبة مبرزين في فنونهم من بيوتات عاملة العريقين في المجد، أذاعوا كلمتهم هذه في الصحافة وأشادوا بها علي منبر الحفلة، وكانوا طبعوها كرسالة علي حدة فوزعوها علي المجتمعين في مأتم الأربعين وكان حافلا بالعلماء والأدباء والشعراء والزعماء وممثلي الحكومتين اللبنانية والفرنسية وممثلي الطوائف.
قصد الناس هذا المأتم من دمشق وبعلبك وبيروت وصيدا وفلسطين وأنحاء جبل عامل، وكان علي غاية من الانتظام مثالا للسكينة والجلالة، تبارت فيه الخطباء والشعراء بما يستحق ان يفرد بكتاب علي حدة.
وانما آثرنا بالذكر هنا كلمة لجنة الاحتفال نزولا علي رغبة منشئيها والمعجبين فيها وهم كل من سمعها من تلك الجماهير وغيرهم، فأوردتها بعين لفظها وان طال بنا الكلام.
(٥٢)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة بيروت (1)، دمشق (1)
وخرابا لا يعمر بعده الا أن يقيض الله امام مثله يعني بالأمة ويعالج المصالح العامة بلباقة ودرية يشبهان منطق لباقته المستقيم في الأمور كلها في العلم، في العمل، في الرأي، في الحرص علي احياء الروح وانما العقل وارساء العقيدة والمبدأ في نفوس الأمة بأسلوبه الملهم القويم الفياض.
فالأمة الاسلامية والعرب والتأليف والسلام قبل الجميع يشكون ألم هذا الصدع ويألمون الألم، لا يذيقهم النوم الا غرار ولا يجدون معه راحة ولا استقرارا لهذه الفادحة النازلة بفقد آخر مصلح كان يمثل عظمة الله في صدور المؤمنين ويصور الأنبياء والصديقين بما طبع عليه من ظواهر الاخلاص والصلاح والكمال بكل ما لهذه الكلمات من مدلول أو معني.
وأنا لنسأل الله تعالي أن يعوض علي الأمة بخسارتها العظمي دليلا من أدلائه علي الخير والبر والاحسان العاملين لحياة الأمة واتساق العلم وجدة الرأي والتفكير.
ولابد أن نلمع إلي حياته بكلمة مختصرة، وذلك فرض لا تبرأ الذمة الا بأدائه قياما ببعض ما يجب تجاه امامنا المقدس رضوان الله عليه.
(ولادته) ولد يوم الجمعة 29 شهر رمضان المبارك سنة 1272 ه في الكاظمية مشهد جديه الامامين الكاظم والجواد عليهما السلام، والكاظمية بلدة طيبة الموقع والمناخ تقع من بغداد في أقل من فرسخ علي الجهة الشمالية منها.
(اسمه ونسبه) وإذا استطال الشئ قام بنفسه * وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا
(٥٣)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الجواد عليهما السلام (1)، مدينة الكاظمين (2)، شهر رمضان المبارك (1)، مدينة بغداد (1)، النوم (1)
وكذلك الفقيد استطال حتي قام بنفسه، فهو وحده نسب قصير جم المآثر ضخم الظواهر، ولكن عادة ديمقراطية أبت للمترجمين الا ذكر الأنساب لا تفرق بين عظمائهم وأوساطهم.
علي أن للفقيد نسبا لا يخونه يوم الفخار، يصعد به إلي ذروة ليس إلي جنبها ذروة مجد، وان نسبه لفوق ما قيل:
نسب كأن عليه من شمس الضحي * نورا ومن فلق الصباح عمودا فهو الإمام أبو محمد الحسن بن الشريف الهادي بن الشريف محمد علي ابن الشريف صالح بن الشريف محمد بن الشريف إبراهيم الشهير بشرف الدين ابن زين العابدين بن علي نور الدين بن نور الدين علي بن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن تاج الدين المعروف بأبي الحسن بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن حمزة بن سعد الله بن حمزة بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن علي بن عبد الله بن محمد بن طاهر بن الحسين بن موسي بن إبراهيم المرتضي ابن الإمام موسي الكاظم بن الإمام أبي عبد الله الصادق بن الإمام أبي جعفر الباقر ابن الإمام زين العابدين علي بن أبي عبد الله الحسين سيد الشهداء وسبط سيد الأنبياء، أبوه أمير المؤمنين وأمه الزهراء سيدة نساء العالمين. أولئك أعلام الأمة وأئمة المسلمين في عصورهم لا يدافعون، آباؤه ونبعته التي انحدر منها ماء طاهر من طهر طاهر مطهر.
(مواهبه ونشؤه) أنشأ الله فقيدنا خلقا نادر المثال، وصاغه علي أحسن تكوين يختاره الرحمن لانسان دون العصمة، فميزه بسلامة الفطرة وقوة الحاضرة وحدة الفهم واتقاد الجذوة، وحباه بوضوح الشخصية وحضور البال وعزة النفس وترافة العقل
(٥٤)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، حمزة بن محمد بن عبد الله (1)، علي بن (أبي) عبد الله (1)، علي بن عبد الله بن محمد (1)، الحسين بن علي بن محمد (1)، علي بن الحسين بن محمد (1)، موسي بن إبراهيم (1)، عبد الله بن أحمد (1)، طاهر بن الحسين (1)، الحسن بن محمد (1)، الصدق (1)، الطهارة (3)، الشهادة (1)
وسهولة الخلق، وخصه بالتوفر علي بيان قوي البرهان محبوك الدليل صحيح المنطق، وانك لتجد في لغته رنة جذابة التوقيع يأخذك منها روح فني ضليع يعرف كيف يتصرف بالقلوب ويخضع الألباب عند كلمته القدسية النشوانة الريانة بماء الروحية والحيوية.
وكان رضوان الله عليه لا يقنع بظواهر الأشياء وقشورها، وانما كان وثابا إلي اللباب والخلاصة، ثم هو إذا وصل إليهما تخير منهما ما كان أشد ملاءمة لعقله المترف الممتاز وذوقه الصحيح المتأنق وطبعه الرفيع الفذ.
هكذا كان وهكذا أنشأه ربه وطبيعي له، وهو المتوفر كل التوفر علي هذه المواهب منذ نعومة أظافره أن ينشأ منشأ لا تيسره الأيام لاحد الا بعد فحص وتمحيص يحتاجان إلي قرون كثيرة وقرون.
وطبيعي أن يصل إلي ما وصل إليه من العظمة والخلود، إذ كان تلك المجموعة الصالحة من كل كمال، والمزاج الخالص من ألوان الالتواء والتعقيد يدرج ويتدرج في بيت كبيت الإمام الهادي والد الفقيد العظيم، وهو كمعهد علمي منظم الصفوف أو كلية راقية تفرض علي طلابها الانسجام في نسج من الفضيلة والأخلاق والاخلاص والايمان واليقين علي نحو منقطع النظير.
ويقرر علماء النفوس وأعلام التربية أن البيت هو الحجر الأساسي لحياة الناشئين، فلابد من الحكمة واستعمال الفن في وضع الحجر الأول ليقوم البناء مستقيما معتدلا فيه قوة وجمال وفيه ضخامة ورواء، وكل ذلك يخطو الناشئ خطوة خطوة باستعداده واكتسابه مصطحبين إلي المثل الاعلي. وينتقل من دور إلي دور حتي إذا هو الموسر المثري المنور لا يشكو فقرا ولا يعاني ظلاما.
ومن أحكم من الشريف الهادي في وضع الحجر الأساسي؟ ومن أليق استعدادا من الفقيد لاستقبال تلك التعاليم والخطط المصطنعة لحياة دائمة حية؟
صفحه(٥٥)
ولابد اذن من ارتقاء سيدنا هذه السماء العالية الواسعة ولابد من بلوغه درجات الصديقين والأئمة.
(صفاته وشخصيته) كان رحمه الله تعالي شفيقا رفيقا حريصا علي المصالح العامة، لا يقرب رجلا لحب ولا يقصي آخر لكراهة ولا يحترم أحدا لعظمة، انما المقايس عنده في كل ذلك الايمان والخير الواقعان في الرجال والأشخاص الطائفين برواقه.
وقد زاره فيلسوف الفريكة الريحاني ووصفه في كتابه " ملوك العرب " 1) بما تستطيع أن تفهم منه بلا عسر ولا مشقة مركز الامام في البلاد العربية وفي العالم الاسلامي من حديثه المختصر، وتستطيع أن تفهم أيضا زهده وتقواه ونظره إلي العالم الفاني بنظر روحي محض يشبه نظر النبيين وكبار المصلحين.
(علمه وآثاره) تستطيع أن تعتبر معي أن الفقيد العظيم عبقري العباقرة وأكبر قادة الفكر في القرن العشرين، فان العلماء وان طبقات المنورين الأفذاذ كانوا ولا يزالون ينحون نحو الاختصاص بضرب من ضروب الفنون والآداب والمعارف، كأنما الواحد منهم يعد نفسه لان يكون حكيما فيلسوفا، أو يجهز نفسه لان يكون فقيها أصوليا، أو يأخذ علي نفسه دراسة الأدب أخذا يجعله أديبا لامعا، فيكب علي صفحة من الفلسفة يدرس فيها العقول والمعقولات والجواهر والاعراض، أو يكب علي صفحة يدرس القضاء والمواريث والتجارة وسائر أبواب الفقه،
1) أذاعت الصحافة العراقية كلمة الريحاني بنصه فراجعها في العنوان المختص بها من هذا الكتاب.
(٥٦)
صفحهمفاتيح البحث: الوسعة (1)، دولة العراق (1)
أو يكب علي مباحث أصول الفقه كأصل البراءة والاستصحاب وقاعدة الاشتغال والتعادل والتراجيح ومباحث القطع والظن وسائر عناوين الأصول اللفظية والعقلية، أو يكب علي دارسة الآداب العربية وتأريخها ونصوصها مع استظهار بعض الشعر الجاهلي والأموي والعباسي والتعرف إلي الشخصيات الأدبية في هذه العصور ليتميز بضرب من هذه الضروب العلمية ونحو من هذه الأنحاء الثقافية متجها إليها بجهده في تحضير غاية من هذه الغايات.
ولكن همة سيدنا الفقيد العظيم لم تقف عند حد ولم يكن لها غاية أو أمد، قد شاء أن يجعل صدره موسوعة علمية محيطة غواصة علي دقائق المسائل من شتي العلوم فسعي لذلك فإذا هو قيم بيده لكل علم مفتاح مطواع يديره متي شاء فيخرج من كنوز العقل والنقل كل لؤلؤة وهاجة لا يقتحم نورها البصر.
وانك لمأخوذ بالدهش إذا وقفت امام مؤلفاته التي تجاوزت المائة والبعض منها فيه مجلدات كثيرة. نعم يأخذك الدهش لأنك تخرج من كل واحد من هذه المؤلفات وأنت علي ايمان وعقيدة أنه خصيص به لا يعرف سواه، ثم تقرأ الثاني وتقرأ الثالث فإذا أنت تراه خبيرا بشعاب هذه المواضيع وزواياها كأنما هو من بناتها.
وسنضع لحياته رسالة خاصة 1) نشرح بها عناءه في التأليف وخدماته للأمة والمعارف خدمة له ولهما رضي الله عنه ويسر لهما خلفا عنه يعيشان بظلاله في نعمه وأمان.
(صدي وفاته) توفي رحمه الله تعالي 11 ربيع الأول سنة 1354 ه، فضجت لصدي وفاته
1) لعلنا أغنينا اللجنة عن هذه الكلفة، والحمد لله علي التوفيق لأداء هذا الواجب.
(٥٧)
صفحهمفاتيح البحث: أصول الفقه (1)، شهر ربيع الأول (1)
إيران وأفغان والهند والعراق وجبل عامل وسائر البلاد الاسلامية. وقد أقيمت له المآتم والتعازي والمناحات في العواصم الاسلامية والمدن والقصبات والدساكر والقري.
وفي صور أقيم مأتم عامر حزين مدة سبعة أيام لا ينقطع ولا تسكن حدته، فنسأل الله الصبر للأمة ونتقدم بأرق التعازي لخلفه سماحة سيدنا الزعيم رئيس أعيان العراق ولسائر أفراد الأسرة الكريمة ولهم السلام والبقاء.
وأخيرا نتقدم للأمة الاسلامية أن تتعظ بحياة الفقيد وتحتذي مثاله لتنجب من أشبالها أمناء مخلصين يرفعون لها أعلاما خفاقة ويتقدمون بها إلي حياة طافحة باليقظة المرهفة. ومن الله التوفيق وعليه الاتكال.
لجنة الاحتفال تاريخ وفاته بالقريض:
أرخ عام وفاته جماعة من الأدباء نظما باللغتين الفارسية والعربية تواريخ كثيره لعلها ناهزت العشرين، والذي يحضرني الان قول شيخنا الفقيه العلامة الحجة الشيخ مرتضي آل ياسين طيب الله أنفاسه:
غبت فلا قلب خبت ناره * كلا ولا عين عراها الوسن فليت إذ فارقت هذا الحمي * قد فارقت روحي هذا البدن سكنت دار الخلد فاهنأ بها * فهي لعمر الله نعم السكن ان غبت عن عيني فقد أصبحت * ترمق عيناك عيون الزمن غبت ومذ غبت نعاك الهدي * أرخ لقد غاب الزكي الحسن 134، - 1003، 68، 149 (1354 ه)
(٥٨)
صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (1)، دولة العراق (2)، الهند (1)، الكرم، الكرامة (1)، الصبر (1)
(بداية النسخة المخطوطة من الكتاب)
صفحه(٥٩)
(نهاية النسخة المخطوطة من الكتاب)
صفحه(٦٠)
(نموذج من خط المؤلف) اجازته لسماحة آية الله العظمي السيد شهاب الدين النجفي المرعشي (دام ظله الوارف)
صفحه(٦١)
تكملة أمل الآمل
صفحه(٦٣)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي رفع قدر العلماء وفضل مدادهم علي دماء الشهداء، لما وطدوا 1) من الشرع الشريف بتبيان الكتاب وشرح السنة الزكية الطاهرة، وأحيوا آثار العترة الظاهرة. والصلاة علي خير خلق الله محمد وآله بحور العلم الزاخرة، وفلك النجاة الباخرة، في لجج أهوال الدنيا والآخرة.
أما بعد:
فيقول العبد الراجي فضل ربه ذي المنن ابن السيد العلامة الهادي حسن المشتهر بالسيد حسن صدر الدين الكاظمي:
هذا هو المجلد الأول من كتاب (تكملة أمل الآمل) الذي ألفه الشيخ
1) وطد الشئ: أثبته وأرسخ دعائمه.
(٦٥)
صفحهمفاتيح البحث: الصّلاة (1)، الشهادة (1)
الجليل محمد بن الحسن الحر العاملي في أحوال العلماء المتأخرين 1) عن شيخ الطائفة الشيخ محمد بن الحسن الطوسي، وجعله علي قسمين: الأول في خصوص علماء بلاده وسماه ب " أمل الآمل في علماء جبل عامل "، والثاني في علماء سائر البلاد وسماه " تذكرة المتأخرين " (2، لكن غلب اسم الأول علي القسمين.
وكان قدس سره اقتصر في القسم الأول بما تيسر له معرفته من بعض الإجازات ونحوها حيث لم يسبقه أحد في تأليف ذلك، واقتصر في القسم الثاني علي ما في " فهرست " الشيخ منتجب الدين ابن بابويه وما في " معالم العلماء " لابن شهرآشوب من ذلك، وزاد عليه بعض معاصريه وبعض من عثر علي ذكره في الإجازات وفي " سلافة العصر " للسيد علي خان ونحو ذلك.
وأنا بحمد الله قد وفقت لما يكون ذيلا لكتابه وتكملة في بابه، وذكرت الكثير ممن لم يذكره أو أغفله ممن تقدم (عليه) أو عاصره، وقد ذكرت من تأخر عنه إلي هذا العصر. فجاء كتابا ضخما في ثلاث مجلدات: واحد في تكملة القسم الأول، ومجلدين كبيرين في تكملة القسم الثاني.
وربما ذكرت بعض من ذكره في الأصل، حيث لم يوف ترجمته وعثرت علي ما لم يعثر عليه أو عثر عليه ولم يرجح ذكره للاختصار، فأذكر العبارات الشاردة والفوائد المتبددة في تراجم من ذكره في القسمين 3) المذكورين. فجاء كتابا تاما في بابه حسبما سهله الله تعالي. والله ولي التوفيق.
١) لم يقتصر في القسم الأول من كتاب الامل علي العلماء المتأخرين عن الشيخ الطوسي.
٢) الصحيح " تذكرة المتبحرين في العلماء المتأخرين ". راجع أمل الآمل ١ / 3.
3) في الأصل " من القسمين ".
(٦٦)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب معالم العلماء (1)، الشيخ الحر العاملي (1)، محمد بن الحسن الطوسي (1)، محمد بن الحسن (1)، الغلّ (1)، العصر (بعد الظهر) (2)
وتبعته في التقسيم والتبويب وذكر الأسماء، حيث أنه ذكر الأسماء المبتدأة بمحمد مثل " محمد باقر " و " محمد تقي " و " محمد علي " و " محمد حسين " وأمثالها في باب حرف الميم مع المحمدين، والمبدأ بعلي مثل " علي محمد " و " علي أكبر " في باب حرف العين مع العليين، وكذلك المبدأ بحسن ك " حسن علي " أو الحسين ك " حسين علي " في باب حرف الحاء، وهكذا.
وزدت عليه في آخر القسم الثاني باب ذكر النساء وباب من اسمه كنيته وخاتمة في البلاد التي كانت مراكز العلم للشيعة.
فأقول ومن الله التوفيق:
صفحه(٦٧)
القسم الأول في علماء جبل عامل
صفحه(٦٩)

باب الألف

باب الألف (1) الشيخ إبراهيم بن جعفر العاملي رأيت بخطه تمليكه لبعض كتب الأدب، وهو من المعاصرين للشيخ الأكبر كاشف الغطاء في النجف الأشرف.
(2) الشيخ إبراهيم ابن الشيخ حسن ابن الشيخ محمد علي عز الدين العاملي الحناويني (1 من العلماء القائمين مقام جده الشيخ محمد علي عز الدين الآتي ذكره.
هاجر الشيخ إبراهيم إلي النجف الأشرف لتحصيل العلم وحظي منه بالحظ
1) نسبة إلي قرية " حنويه " من أعمال صور.
(٧١)
صفحهمفاتيح البحث: العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، مدينة النجف الأشرف (2)
الوافر ورجع إلي محله، وهو اليوم أحد علماء بلاده، ويدرس في مدرسة أبيه.
نفع الله به المؤمنين. وله مصنفات 1).
(3) الشيخ إبراهيم ابن الشيخ حسين ابن الشيخ عباس ابن الشيخ حسن ابن الشيخ عباس ابن الشيخ محمد علي البلاغي العاملي وهو أول من سافر حاجا من البلاغيين وسكن الشام وسكنت ذريته قرية الكوثرية من قري جبل عامل.
عالم فاضل فقيه متبحر، تخرج في الفقه علي شيخ الطائفة في عصره الشيخ جعفر بن خضر صاحب كشف الغطاء، وكان صاحب الترجمة جاور في أوائل أمره بلد الكاظمين (2.
وهو من بيت قديم في العلم، بيت علم وشرف معروفون بالفقه والأصول والأدب قديما وحديثا.
(4) السيد شرف الدين إبراهيم ابن السيد زين العابدين ابن العلامة السيد نور الدين العاملي الجبعي، جد أسرتنا فاضل جليل وعالم نبيل، تولد سنة الثلاثين والألف في جبع، وأمه كريمة
1) في الأعيان 2 / 127: توفي في حنويه قرية في ساحل صور سنة 1333 ودفن بها.
2) نقل في ماضي النجف وحاضرها 2 / 59 عن التكملة: أن المترجم له توفي سنة الطاعون في الكاظمية سنة 1246. فلاحظ.
(٧٢)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (2)، الشام (1)، مدينة النجف الأشرف (1)
الشيخ العلامة الشيخ سليمان بن الحسين بن محمد بن أحمد بن سليمان العاملي النباطي.
قرأ علي والده العلامة وعلي بعض أعمامه وعلماء عصره حتي كمل في العلوم الاسلامية، وتوفي والده وهو في سن ثلاث وأربعين، فقام مقام أبيه في المرجعية في الاحكام.
وحج في سنة ثمان وسبعين وألف ورجع مريضا، وكان قد ارتحل من جبع - وهي موطن أسرته ومسقط رأسه - إلي شهور في تلك السنة، وتوفي فيها سنة ثمانين وألف.
(5) الشيخ إبراهيم بن سليمان العاملي ذكره بعض الفضلاء في عداد من استدركهم علي الأصل من المتأخرين عن صاحب الأصل والقريبين لعصره (1.
(6) الشيخ إبراهيم صادق 2)، حفيد الشيخ إبراهيم يحيي العاملي عالم فاضل محقق أديب شاعر مفلق، جاء من بلاده إلي النجف وأقام فيها مدة، وكانت النجف تزهو بأدبه وشعره، وكان له اختصاص ببيت الشيخ كاشف
1) في أعيان الشيعة أن الشيخ إبراهيم هذا توفي سنة 1195، وان الشيخ محمد النحوي رثاه بقصيدتين والسيد صادق الفحام أرخ عام وفاته.
2) هو الشيخ إبراهيم بن صادق بن إبراهيم بن يحيي بن محمد بن سليمان بن نجم المخزومي العاملي.
(٧٣)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (2)، أحمد بن سليمان العاملي (1)، سليمان بن الحسين بن محمد (1)، إبراهيم بن سليمان (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، إبراهيم بن يحيي (1)، محمد بن سليمان (1)
الغطاء، وله فيهم الشعر الذي تتحير به العقول والألباب، وبعد سنين رجع بالأهل والعيال إلي بلاده وأصابته في الطريق مصائب.
ولما دخل البلاد عرفوا قدره، فعلا فيها ذكره وتقرب إلي البكوات 1) فأحلوه محله، خصوصا علي بيك أمير البلاد، وكان يكرمه غاية الاكرام ويعزه غاية الاعزاز، وله فيه الشعر الرائق.
كان الشيخ إبراهيم جالسا ذات يوم عند الأمير علي بيك، فشكي علي بيك البرغوث ليلة أمس، فقال له الشيخ إبراهيم علي البديهة:
أتخشي لسع برغوث حقير * وفي أثوابك الغراء ليث فلم يدنو لك البرغوث الا * لأنك للوري بر وغوث فأجازه بمائة ليرة.
ومن شعره قوله:
تجنب رياض الغور من أرض بابل * فثم قدود يانعات وأحداق وإياك إياك الغوير وقربه * وقلبك فاحفظ ان طرفك سراق وبات ليلة في ذي الكفل 2)، فكان إذا غطي رأسه باللحاف أكلته البراغيث وإذا أخرج وجهه أكله البق، فأنشد:
وليلة باتت براغيثها * ترقص إذ غني لها البق قد كدت من حزني وأفراحها 3) * انشق لولا الفجر ينشق وله مؤلفات جليلة نظما ونثرا لا يحضرني تفصيلها. وتوفي علي الظاهر في
1) جمع " بك بيك "، وهو لقب تركي يعطي للشخصيات السياسية والاجتماعية.
2) ناحية بعد الكوفة في طريق الحلة، فيها قبر ينسب إلي نبي الله ذي الكفل.
3) في الأصل " فمن حزني وأفراحها قد كدت "، وهو غير مستقيم.
(٧٤)
صفحهمفاتيح البحث: بابل (1)، الأكل (1)، الغني (1)، مدينة الكوفة (1)، القبر (1)
عشر الثمانين بعد المائتين وألف (1.
وله ولد فاضل العلماء الاجلاء، وسيأتي ذكره انشاء الله تعالي، وهو الشيخ عبد الحسين.
(7) الشيخ إبراهيم بن ضياء الدين بن شمس الدين حسن بن زين العابدين العاملي، من ذرية الشهيد الأول وصفه أخوه الشيخ شرف الدين في اجازته للفاضل التبريزي ب " الزاهد العابد، ذو الرأي السديد والفعل الشفيق الحميد "، وأنه يروي عنه، وتاريخ الإجازة سنة (1178) ثمان وسبعين ومائة بعد الألف.
(8) الشيخ إبراهيم بن عبد العالي الميسي العاملي عالم فاضل جليل، من تلامذة الشيخ علي سبط الشهيد الثاني ابن الشيخ محمد بن الشيخ حسن صاحب المعالم. عندي كتاب " الدر المنثور " بخط أخيه الآتي ذكره انشاء الله.
(9) الشيخ إبراهيم بن علي بن الحسن بن صالح بن إسماعيل العاملي الكفعمي مولدا اللويزي محتدا الجبعي أبا الحارثي نسبا التقي لقبا الامامي مذهبا كذا
١) في أعيان الشيعة ٢ / 144: ولد في قرية الطيبة من قري جبل عامل سنة 1221 وتوفي بها سنة 1284.
(٧٥)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ حسن إبن الشهيد الثاني صاحب المعالم (1)، إبراهيم بن علي بن الحسن (1)، الشهادة (2)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
ذكر نفسه في كتاب الدروس الذي عندي بخط يده وهو العالم الكامل المعروف بالكفعمي.
قال في نفح الطيب: الكفعمي نسبة إلي " كفر عما " قرية من قري أعمال صفد، كما تقول في النسبة إلي بني عبد الدار " عبدري " والي حصن كيفا " حصكفي ". انتهي.
وعن خط الشيخ البهائي محمد بن الحسن بن عبد الصمد الحارثي العاملي:
ان الكف علي لغة جبل عامل بمعني القرية، وعيما اسم لقرية هناك، وأصلها كف عيما، والنسبة إليها كفعيماوي، فحذف ما حذف لشدة الامتزاج وكثرة الاستعمال فصار كفعمي. انتهي.
والتحقيق أن كفر بالسريانية بمعني القرية، ومنه كفر ثوثي وكفر عاقب، وأكثر من تلكم بها أهل الشام لسبق السرياني في سوريا، فهي قري تنسب إلي رجال ذلك العصر القديم 1). وأما كفر عما هل هي من قري صفد أو من قري عاملة فلا أتحققه ولم يبلغني في قري البلاد كفر عما (2.
وقبر الكفعمي رحمه الله في قرية جبثيث من قري جبل عامل، ظاهر يزار إلي الان. وحدثني بعض الأجلة الثقات أن قبره كان مخفيا وظفر (به) في المائة الحادية عشر، وله حكاية غريبة مشهورة. وأيضا قد روي هذه الحكاية سيدنا آية الله
١) في تاج العروس ٣ / ٥٢٦ بعد أن ذكر ما يشبه ما هنا: وأما الان فيطلقون الكفر علي كل قرية صغيرة بجنب قرية كبيرة، فيقولون القرية الفلانية وكفرها، وقد تكون القرية الواحدة لها كفور عدة …
٢) قال الحموي: عما بفتح أوله وتشديد ثانيه والقصر: اسم أعجمي لا أدريه الا أنه يكون تأنيث رجل عم وامرأة عما، من العمومة أخو الأب مثل سكر وسكري، وهو " كفر عما " صقع في برية خساف بين بالس وحلب. معجم البلدان ٤ / 148.
(٧٦)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب الدروس للشهيد الأول (1)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، الشيخ البهائي (1)، محمد بن الحسن (1)، الشام (1)، القبر (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، كتاب معجم البلدان (1)
العلامة السيد صدر الدين العاملي عن بعض الثقات من أهل البلاد 1).
وكان هذا الشيخ واسع الاطلاع، ذكره في الأصل 2) ولم يذكر طول باعه في الأدب وسرعة بداهته في الشعر والنثر.
قال في رياض العلماء عند ذكره: له يد طولي في أنواع العلوم، سيما العربية والأدب، جامع حافل كثير التتبع (في الكتب)، وكان عنده كتب كثيرة جدا، وأكثرها من الكتب الغريبة اللطيفة المعتبرة. وسماعي أنه قدس سره ورد المشهد الغروي وأقام به وطالع في كتب الخزانة الغروية، ومن تلك الكتب ألف كتبه الكثيرة في أنواع العلوم، ومن تلك الكتب مؤلفاته وتصانيفه 3)، فان له " بديعية " و " شرحها " تدل علي كماله في الأدب.
وله مصنفات غير ما ذكر في الامل: كتاب " المقصد الأسني في شرح الأسماء الحسني "، ورسالة في " محاسبة النفس "، وكتاب " نهاية الإرب في أمثال العرب " في مجلدين قيل لم ير مثله في معناه، وكتاب " قراضة النظير في التفسير " وهو تلخيص مجمع البيان، وكتاب " صفو الصفات في شرح دعاء السمات " وكتاب " فروق اللغة " وهو كتاب جليل في موضوعه يدل علي تبحره في علم اللغة، وكتاب " المنتقي في العوذ والرقي "، وكتاب " الحديقة الناضرة "، وكتاب " نور حدفة البديع ونور حديقة الربيع " في شرح بعض قصائد العرب المشهورة، وكتاب " النخبة "، وكتاب " فرج الكرب وفرح القلب " في علم الأدب بأقسامه عشرين ألف بيت، و " الرسالة الواضحة في شرح سورة الفاتحة " وكتاب " العين المبصرة "، وكتاب " الكوكب الدري "، ورسالة في " تاريخ
١) انظر القصة باختصار في أعيان الشيعة ٢ / ١٨٤.
٢) أمل الآمل ١ / 28.
3) إلي هنا في الرياض 1 / 21.
(٧٧)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب مجمع البيان للطبرسي (1)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، سورة الفاتحة (1)، الوسعة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
وفيات العلماء "، وكتاب " ملحقات الدروع الواقية "، وكتاب " مجمع الغرائب " وكتاب " لمع البرق " ينقل عنه المولي محمد مؤمن في كتاب " مطلع السعدين " وكتاب " مشكاة الأنوار "، وله " مجموع الغرائب " وكتاب " اللفظ الوجيز في قراءة الكتاب العزيز ".
وله مجموعة كبيرة كثيرة الفوائد مشتملة علي مؤلفات عديدة اتمام كتابة بعضها سنة ثمان وأربعين وثمانمائة وتاريخ بعضها سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، وفيها عدة كتب من مؤلفاته أيضا، منها كتاب " اختصار الغريبين " للهروي، وكتاب " اختصار مقرب اللغة "، " اختصار كتاب غريب القرآن " لمحمد بن عزيز السجستاني، وكتاب " اختصار جوامع الجامع " للطبرسي، و " اختصار كتاب علي بن إبراهيم القمي "، و " اختصار زبدة البيان مختصر (مجمع) البيان للطبرسي " للشيخ زين الدين البياضي، و " اختصار علل الشرائع " و " اختصار المجازات النبوية " للسيد الرضي، و " اختصار كتاب الحدود والحقائق " في تفسير الألفاظ المتداولة في الشرع وتعريفها، وله كتاب " حياة الأرواح ومشكاة الصباح " وهو علي ثمان وسبعين بابا في اللطائف والاخبار والآثار فرغ منه سنة أربع وخمسين وثمانمائة، وله كتاب " التلخيص " في المسائل العويصة من الفقه، وله " مختصر نزهة الألباء في طبقات الأدباء "، وله كتاب " اختصار لسان الحاضر والنديم " 1).
وله شعر كثير وقصائد طوال وأراجيز جيدة، منها قصيدة رأيتها في مدح أمير المؤمنين عليه السلام تبلغ مائة وتسعين بيتا أنشدها عند قبره الشريف لما زاره يذكر فيها يوم الغدير، ومنها أرجوزة في مائة وثلاثين بيتا في الأيام المستحب صومها، وختم بديعته بخطبة فيها تحريره في مدح سيد البرية تورياتها في السور
1) رياض العلماء 1 / 21 - 25 مع تصرف واختصار.
(٧٨)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب علل الشرايع للصدوق (1)، مفردات غريب القرآن للراغب الإصفهاني (1)، كتاب الدروع الواقية للسيد ابن طاووس (1)، علي بن إبراهيم (1)، العزّة (1)، القبر (1)
القرآنية، شفعها بقصيدة علي سور القرآن في مدح سيد ولد عدنان، وأوردهما الفاضل المغربي احمد في نفح الطيب في صفحة تسعين وثلاثمائة من الجزء الرابع، وذكر له بعد ذلك نظما في أسماء الكتب، وهو قوله:
يا طريق النجاة بحر فلاح * أنت دفع الهموم والأحزان أنت أس التوحيد عدة داع * ثم روح الاحياء فلك المعاني نهج حق ونثر در نبيه * ورياض الآداب ذكري البيان فائق رائع مسرة راض * منتهي السؤل جامع للأماني نزهة عدة ظرائف لطف * روضة منهج جنان الجنان فصحاح الألفاظ فيه تلقي * وشذور العقود والمرجان وهو قوت القلوب نهج جنان * وكنوز النجاح والبرهان فناسب بين أسماء الكتب وقصده غير ذلك.
ومنها رسالته إلي قاضي القضاة ابن القرقوري يخرج منها قصيدة:
" يقبل الأرض وينهي (سلام) عبد لكم (محب) وعلي الألفة منكب (لو بدا) للناظرين (عشر) معشار (شوقه) وغرامه (لطبق) ذلك (ما بين آفاق) السماوات السبع (والأرض) لشدة هيامه (تراه) حقا (لكم) حانيا (بالأمن) والسرور (والسعد) والحبور (داعيا) لا جرم (وهذا) الثناء المتوالي و (الدعاء) للمقام العالي (لا شك من لازم الفرض) ملكك الله تعالي أزمة البسط والقبض، (وأنجاك) ربي من المصاعب (في) دينك و (دنياك) وأنقذك (من) شر (كل) صغير (شدة) وكبيرها (وأرضاك)، وجعلك أمينا (في) الأرض إلي (يوم القيامة) والنشور (والعرض كما أنت) أمن (لي) من المخاوف و (عون) في كل شدة (وغوث) ملجأ (وعدة)، وأنجحت آمالي (ووفرت) باخدامك (لي مالي)، وأحسنت قرضي (ووفرت) باجلالك (لي عرضي. وينهي)
(٧٩)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب أمالي الصدوق (1)، القرآن الكريم (1)
المملوك (إلي) سيده (قاضي القضاة) وكافي الكفاة (بأن) المتولي الأمين (ذا) الفخر المبين (علي بن) المرحوم (فخر الدين) قوله (في أمركم) العالي (مرضي) وفعله مقتضي (ومدحكم) عليه (فرض) واجب (يراه) أبدا (لسانه) ويذكر المناقب (وحبكم) له واختياركم (إياه) دال بأنه أمير حكيم (شاهده) حقا (يقضي) بجعله علي خزائن الأرض انه حفيظ عليم، (حديث) مدح (سواكم) ليس من مدائحه و (لا يمر) أبدا (بقلبه) وجوارحه، (وان مر) في خاطره (لا يحلو) قاطعا (وحكمكم) عليه شرعا ومرسومكم (يمضي) وأمركم يقضي (يتيه) سرورا (به) رؤساء الشام و (من في القبيبات) من الأنام (عزة) وعلوا (لخدمته) الشريف (إياك) ولأنه (يا قاضي) قضاة الدين و (الأرض) لا يريد سواك، (فان يك) الخادم المذكور (في) بعض (أفعاله) غافلا (أو) في (مقاله) غير كامل و (عصاكم) في بعض الامر (فعين العفو) والستر (عن ذنبه) لا جرم (تغضي) وهو بتوبته إليه يفضي. (وسلام) الله (عليكم) ورحمته لديكم (كلما) نطق (ناطق) أو (ذر) في المشارق (شارق) وما دارت الأفلاك (وسبحت) بلغاتها (الأملاك في) فسيح (الطول) ورحب (العرض) دوما ما بين السماء والأرض ".
وهذه أبيات القصيدة المتولدة من هذه الرسالة التي كتبتها بالحمرة:
سلام محب لو بدا عشر شوقه * لطبق ما بين السماوات والأرض تراه لكم بالأمن والسعد داعيا * وهذا الدعا لا شك من لازم الفرض وأنجاك في دنياك من كل شدة * وأرضاك في يوم القيامة والعرض كما أنت لي عون وغوث وعدة * ووفرت لي مالي ووفرت لي عرضي وينهي إلي قاضي القضاة بأن ذا * علي بن فخر الدين في أمركم مرضي ومدحكم فرض يراه لسانه * وحبك إياه شاهده يقضي
(٨٠)
صفحهمفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، علي بن فخر الدين (1)، الشام (1)
حديث سواكم لا يمر بقلبه * وان مر لا يحلو وحكمكم يمضي يتيه به من في القبيبات عزة * لخدمته إياك يا قاضي الأرض فان يك في أفعاله أو مقاله * عصاكم فيعين العين العفو عن ذنبه تغضي سلام عليكم كلما ذر شارق * وسبحت الأملاك في الطول والعرض ومن الأسف أني لم أعثر إلي اليوم علي تاريخ تولد هذا الفاضل ولا علي تاريخ وفاته، غير أنه فرغ من تأليف كتابه المعروف بالمصباح خمس وتسعين وثمانمائة، وفرغ من نسخ كتاب الدروس للشهيد وهو عندي بخطه وعليه قراءته وبعض حواشيه خمسين وثمانمائة، ولا أظنه ينقص عن الثلاثين عند فراغه من الدروس، فيكون يوم فراغه من المصباح في حدود الخمس وسبعين (1. وكيف كان فهو من علماء القرن التاسع، ووفاته اما في آخر هذا القرن أو أوائل القرن العاشر كما قال في كشف الظنون عند ذكر كتاب " نور حدقة البديع ونور حديقة الربيع " أنه توفي سنة 905 خمس وتسعمائة. والله أعلم.
وكان معاصرا للشيخ زين الدين البياضي صاحب " الصراط المستقيم ".
بل في الرياض كان من تلامذته ويروي عنه وعن والده وعن جماعة عديدة.
رضي الله عنه وعنهم.
وقال في الرياض في الثناء علي الكفعمي: العالم الكامل الفقيه المعروف بالكفعمي، من أجلاء علماء الأصحاب، كان عصره متصلا بزمن خروج الغازي في سبيل الله الشاه إسماعيل الماضي الصفوي، ويروي الكفعمي " ره " عن جماعة عديدة منهم والده، وله عفي الله عنه يد طولي في أنواع العلوم. إلي آخر ما مر من كلامه 2).
١) في أعيان الشيعة ٢ / 184: ولد سنة 840 كما استفيد من أرجوزة له في علم البديع ذكر فيها أنه نظمها وهو في سن الثلاثين وكان الفراغ من الأرجوزة سنة 870.
2) رياض العلماء 1 / 21.
(٨١)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي (1)، كتاب كشف الظنون لحاجي خليفة (1)، كتاب الدروس للشهيد الأول (1)، سبيل الله (1)، الخمس (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
(10) الشيخ إبراهيم بن علي بن موسي العاملي رأيت بخطه كتاب صلاة الوسائل، فرغ من كتابه لنفسه في آخر شهر شوال من سنة 1080 (وهو) (1 من تلامذة الشيخ الحر ومعاصريه، وقد نسخ ذلك في حياة الشيخ الحر المؤلف، وعلي النسخة خط المؤلف وتصحيحه. بالجملة يظهر أنه من العلماء.
(11) الشيخ ظهير الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن الشيخ نور الدين أبي القاسم علي ابن تاج الدين عبد العالي الميسي العاملي فقيه عالم جليل، من علماء دولة السلطان شاه طهماسب الصفوي. ذكره المولي عبد الله في الرياض والعلامة المجلسي " ره " في إجازات البحار.
قال في رياض العلماء: وهو ولد الشيخ علي الميسي المشهور الذي أجازه الشيخ علي الكركي وأجاز هو الشهيد الثاني. ويروي الميرزا محمد الاسترآبادي صاحب الرجال الكبير عن الشيخ إبراهيم هذا عن والده الشيخ علي المذكور علي ما يظهر من آخر رجاله الكبير ومن إجازاته للمولي محمد أمين الاسترآبادي.
ثم اعلم أن المولي (عبد الله بن المولي) 2) محمود التستري ثم الخراساني المقتول المشهور بالشهيد الثالث أيضا يروي عن الشيخ إبراهيم هذا، وكذلك
١) بياض في الأصل بمقدار كلمات.
٢) الزيادة من المصدر ولابد منها، انظر رياض العلماء ٣ / ٢٤٨، أعيان الشيعة ١ / 196.
(٨٢)
صفحهمفاتيح البحث: العلامة المجلسي (1)، شهر شوال المكرم (1)، إبراهيم بن علي (1)، الشهادة (1)، الصّلاة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
المولي احمد الأردبيلي أيضا علي ما يظهر من إجازة الشيخ محمد تقي الغروي للشيخ محمد بن خليفة الجزائري.
واعلم أن الشيخ علي الكركي قد أجاز هذا الشيخ إبراهيم ووالده حين استجازه لنفسه ولولده علي الخصوص بإجازة ذكرناها في ترجمة والده، وكان من جملتها ما لفظه " إجازة عامة لنجله الأسعد الفاضل الأوحد ظهير الدين أبي إسحاق إبراهيم أبقاه الله تعالي في ظل والده الجليل دهرا طويلا " 1).
وهذا الشيخ من مشاهير علماء جبل عامل مذكور في الأصل ومذكور في سند إجازاته كما يظهر من آخر وسائله (2، فإنه يروي عنه بثلاث وسائط. وقد وفقنا الله تعالي لذكره أيضا.
ولم أعثر علي تواريخه، والأسف أن ضبط التواريخ وكتاب الطبقات لم يكن مألوفا عند علمائنا رضي الله عنهم لاشتغالهم بالأهم من أمور الدين، بخلاف المرتزقين في كتابه ذلك.
(12) السيد إبراهيم ابن السيد عيسي ابن السيد محمد علي ابن السيد صالح ابن السيد محمد ابن السيد إبراهيم شرف الدين ابن السيد زين العابدين بن نور الدين الموسوي العاملي، ابن عمي الصميم
١) رياض العلماء ١ / ٢٠.
٢) أمل الآمل ١ / ٢٩، وسائل الشيعة ٢٠ / 50 و 53 ففي الموضع الثاني ذكر سنده هكذا: وعنه (يريد المولي محمد باقر المجلسي) عن الأمير شرف الدين علي، عن مولانا الاجل ميرزا محمد بن علي الاسترآبادي، عن شيخه الشيخ إبراهيم بن علي بن عبد العالي العاملي الميسي، عن أبيه.
(٨٣)
صفحهمفاتيح البحث: زين العابدين بن نور الدين (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، العلامة المجلسي (1)، محمد بن علي الاسترآبادي (1)، عبد العالي العاملي (1)، إبراهيم بن علي (1)
كان عالما فضال ذكيا عالي الفهم جدا، عدل عن علم الأديان إلي علم الأبدان وصار من أعلام علمائه، وله فيه العلاجات المستحبة.
كان تولده بطهران، ثم أخذته أمه إلي تبريز مدة، ثم رجعت به إلي العراق، ثم رجع إلي طهران، ثم جاء إلي العراق وبقي مدة سنين، ثم رجع إلي إيران، وبعدها سكن قم، ثم ارتحل وسكن أبهر من بلاد خمسة ومات بها سنة 1313.
وله تصانيف في فنون شتي، وأعقب ولدين السيد إسماعيل والسيد عباس، مات السيد إسماعيل في المسيب علي جانب الفرات في القرنتينة 1) حيث كان جاء للزيارة وكانت أيام مرض في كربلا شديد فوضعت الحكومة القرنتينة وحبس فيها الزوار هنا فتوفي، وكانت وفاته سنة 1321.
(13) الشيخ إبراهيم بن محمد (بن) (2 علي بن محمد الحرفوشي العاملي الكركي، نزيل المشهد المقدس الرضوي، المتوفي سنة 1080 ذكره في الأصل 3)، وهو صاحب رواية حديث قاضي الجن بطرقه التي أخرجها في بعض مجاميعه، قال: حدثني المولي الفاضل الجليل مولانا تاج الدين حسن الأصفهاني، قال حدثنا المولي المحقق خواجة جمال الدين محمود البغدادي (4
١) المصح الذي يؤسس في الحدود أو المطارات أو الأمكنة العامة عند ظهور مرض مسر يخاف سرايته بين الناس، فيبقي المسافر أو غيره في هذا المصح للاستشفاء وعدم نقل العدوي، ويلفظ في بعض البلدان " الكرنتينه " أيضا.
٢) الزيادة ليست في الأصل، وانظر أعيان الشيعة.
٣) أمل الآمل ١ / 30.
4) كذا في الأصل، وفي الأعيان " السدادي ".
(٨٤)
صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (1)، دولة العراق (2)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، نهر الفرات (1)، مدينة طهران (2)، إبراهيم بن محمد (1)، جمال الدين (1)، علي بن محمد (1)، الإستحباب (1)، المرض (1)، الشهادة (1)، الوفاة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، الخوف (1)
السلماني، قال حدثنا المولي العلامة جلال الدين بن أسعد الدواني 1) الشيرازي.
وأخبرني السيد الفقيه الصدر السعيد الشاه أبو الولي ابن السيد المحقق الشاه محمود الحسني الشيرازي، قال أخبرني المولي المحقق مولانا خواجة جمال الدين محمود، قال أخبرني العلامة الدواني. وأخبرني أيضا المولي المحقق المدقق الشيخ منصور المشتهر براست كو (2 شارح تهذيب الوصول إلي علم الأصول، عن واحد، عن العلامة الدواني، قال أخبرني مشافهة السيد الإمام حقيقة الأئمة الاعلام السيد صفي الدين بن عبد الرحمن الحسيني الإيجي حديث (قاضي) (3 الجن عن رسول الله صلي الله عليه وآله: " من تزيي بغير زيه فقتل فلا قود ولا دية ". وصلي الله علي سيدنا محمد وآله. انتهي (4.
والغرض أن صاحب الترجمة ممن كان وصل إلي خدمة هؤلاء العلماء الاجلاء، وأنه في طبقة الفاضل الهندي صاحب كشف اللثام، لأنه يروي عن الشيخ تاج الدين الأصفهاني والد الفاضل المذكور.
(14) الشيخ إبراهيم بن يحيي العاملي وجدت بخط بعض البغداديين ما صورته: للشيخ إبراهيم بن يحيي العاملي الشيعي المتوفي سنة عشرين ومائتين وألف من الهجرة منظومة في علم الكلام، وكان بغدادي المسكن.
١) في الأصل " الذراني " وتعرف خطأه من بقية السند.
٢) أي الصادق القول.
٣) زيادة منا لازمة.
٤) انظر أعيان الشيعة ٢ / 216.
(٨٥)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، كتاب كشف اللثام للفاضل الهندي (1)، إبراهيم بن يحيي (2)، جلال الدين (1)، الصّلاة (1)، الدية (1)، الوفاة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، الصدق (1)
أقول: كان قد فر من بلاده من ظلم الجزار وأقام بدمشق، ولما غلب احمد الجزار علي دمشق تركها الشيخ وهاجر إلي العراق، كان سكن بغداد. والرجل من أجلاء العلماء والمتكلمين والأدباء المشاهير والشعراء المجيدين (1.
ومن منظومته في الكلام قوله " ره ":
ولا تقل كلامه قديم * فإنه شرك به عظيم لأنه مركب من أحرف * حادثة حروفها غير خفي وكل ما يذكره الجمهور * من الكلام فرية وزور ومنها قوله:
وما نسبناه من الصفات * له تعالي فهو عين الذات ومنها قوله:
فان هذا يقتضي علانيه * بأن تكون الشركا ثمانية ومنها قوله:
وهي علي التحقيق شئ واحد * والعقل والنقل بذاك شاهد ومنها قوله:
ومقتضي الحكمة كل حين * وجود شخص كافل للدين وكل ما يلزم في النبي * من صفة يلزم في الوصي فحاله كحاله وانفردا * بالوحي من كان النبي المرشدا
١) عنونه في أعيان الشيعة ٢ / 237 بعنوان " الشيخ إبراهيم بن يحيي بن محمد بن سليمان العاملي الطيبي نزيل دمشق "، وقال: ولد سنة 1154 بقرية الطيبة من جبل عامل، وتوفي سنة 1214 بدمشق عن 60 عاما، ودفن بمقبرة باب الصغير شرقي المشهد المنسوب إلي السيدة سكينة، وكان له قبر مبني وعليه لوح فيه تاريخ وفاته رأيته وقرأته فهدم في زماننا.
(٨٦)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة بغداد (1)، دمشق (4)، الغلّ (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، إبراهيم بن يحيي (1)، القبر (1)، الشهادة (1)
ومنها قوله:
الحسن والقبيح عقليان * عند ذوي العقول والعرفان وليس ينفي ذين الا قاصر * عن رتبة الادراك أو مكابر ألا تري حكم ثقات الدين * والشرع بالتقبيح والتحسين الجبر والتفويض دل العقل * أنهما خلف ودل النقل وكيف لا وأول القولين * يقضي علي الله بكل شين مقالة أقبح بها مقاله * نعوذ بالله من الضلالة والقول بالتفويض شر قيل * لأنه يفضي إلي التعطيل والحق أمر بين أمرين كما * رواه عن آل النبي العلما ومنها في المهدي عليه السلام:
امامنا الحي الذي لا يجحد * حياته الا الغوي الملحد وكيف ينفي كونه أو يدفع * والعقل والنقل بذاك يصدع ومن شعره في التشوق إلي وطنه:
من لي برد مواسم اللذات * والعيش بين فتي وبين فتاة ورجوع أيام مضين بعامل * بين الجبال الشم والهضبات عهدي بهاتيك المعاهد والدمي * فيهن مثل الحور في الجنات والشمل مجتمع واخوان الصفا * أحني من الاباء والأمهات والروض أفيح والجناب ممنع * والورد صاف والزمان مواتي إذ لا تري الا كريما كفه * والوجه عين حيا وعين حياة أو مولعا بالجود تفهق قدره 1) * ويداه بالمعروف في اللزبات 2)
1) الفهق: الاتساع، وتفهق قدره: تتسع.
2) اللزبات: الشدائد، واحدها اللزبة، وهي الشدة والقحط.
(٨٧)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، مسألة الجبر والإختيار (الجبر والتفويض) (2)
تختال في المغني الرحيب ضيوفه * ان الكرام رحيبة الساحات أو فارسا يغشي الوغي بمهند * ينقض مثل النجم في الهبوات يجلو بهمته الخطوب إذا دجت * ان الهموم تزول بالهمات ما دام في قيد الحياة فدهره * يومان يوم وغي ويوم هبات (وإذا مضي لم يبق غير مكرم * ومطهم ومخذم وقناة) (1 أو عالما حبرا إذا خضخضته * حشد المحيط عليك بالغمرات وإذا اقتبست النور من مشكاته * أهدي إليك البدر في الظلمات أو عابدا لله تعظيما له * لم يعن بالرغبات والرهبات يخشي الاله وما أصاب محرما * فكأنما يخشي من الحسنات (حتي إذا سيم الهوان رأيته * كالليث أيقظه نطاح الشاة) أو شاعرا ذرب اللسان تخاله * قحا ترعرع في الزمان العاتي يأتي بكل غريبة وحشية * نشأت مع الارآم في الفلوات ويصوغ كل بديعة حضرية * مصقولة الجنبات كالمرآة (ان قال بذ القائلين وقصروا * عن درك سباق إلي الغايات) لهفي علي تلك الديار وأهلها * لو كان تنفع غلتي لهفات خطب دعاني للخروج من الحمي * فخرجت بعد تلوم وأناة وتركته خوف الهوان وربما * ترك النمير مخافة الهلكات 2) كان الشيخ إبراهيم تخرج في العلم علي السيد أبو الحسن ابن السيد حيدر
١) المطهم: البارع الجمال من كل شئ، ومنه الجواد المطهم، وهو التام الحسن.
المخذم من السيوف: القاطع.
٢) هذه القصيدة طويلة مذكورة في أعيان الشيعة ٢ / 245، والابيات الزائدة أضيفت منه.
(٨٨)
صفحهمفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (1)، الخوف (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، الجود (1)
الأمين صاحب المدرسة في قرية شقرا التي قيل إنها حوت من الطلاب فوق الثلاثمائة فيهم الفضلاء الاجلاء.
وله ابن اسمه الشيخ محمد من العلماء الاجلاء، ذكره بعض علماء جبل عامل فيما كتبه فيه ذيلا علي أمل الآمل.
(15) الشيخ أحمد بن سليمان العاملي النباطي كان من العلماء المعاصرين للمحقق الكركي الشيخ علي بن عبد العالي.
وصفه تلميذه الشيخ علي بن هلال الكركي ب " الشيخ الأمجد الأفضل الأعلم الأجل الأورع " عند اجازته للمحقق ملك محمد الأصفهاني المذكورة في إجازات البحار، وتاريخها سنة أربع وثمانين وتسعمائة 1). وتتبع لعلك تعثر علي أكثر من هذا (2.
وصاحب الترجمة من أجداد الشيخ الفقيه العلامة الشيخ أحمد بن الحسين ابن محمد بن أحمد بن سليمان النباطي، وأحد أساتيد جدنا الاعلي السيد محمد ابن شرف الدين، وأيضا الجد الاعلي للشيخ الفاضل الفقيه الشيخ سليمان بن الحسين بن محمد بن أحمد بن سليمان النباطي جد جدنا الاعلي السيد شرف الدين لامه. رحم الله الجميع.
١) انظر البحار ١٠٩ / ٨٠ - ٨٣، ولكن فيه " الشيخان الأمجدان الأفضلان الأعلمان الأكملان الأورعان الشيخ احمد البيضاوي النباطي والشيخ أحمد بن خاتون العينائي العاملي ".
فلاحظ.
٢) مذكور في أمل الآمل ١ / 33.
(٨٩)
صفحهمفاتيح البحث: أحمد بن سليمان العاملي (1)، الحسين بن محمد بن أحمد (1)، محمد بن أحمد بن سليمان (1)، علي بن عبد العالي (1)، أحمد بن الحسين (1)، علي بن هلال (1)، أحمد بن خاتون (1)
(16) الشيخ أحمد بن الحر العاملي من العلماء المتأخرين عن صاحب الأصل، ذكره بعض العامليين المعاصرين للسيد نصر الله (المدرس الحائري).
(17) الشيخ احمد رضا العاملي النباطي 1) أحد أفاضل العصر وحسنات الزمان، له قلم عال في تحقق الحقائق، وهو صاحب " رسالة الخط " وغيرها من الرسائل التي أخرجتها مجلة العرفان وقرت بها عيون الزمان 2).
زاد الله جل جلاله في توفيقه لنصرة الدين وكثر أمثاله في المؤمنين.
(18) الشيخ احمد السبيتي هاجر من البلاد إلي النجف في طلب العلم، واشتغل علي علماء النجف وحصل وصاهر الشيخ حسين الكركي فلم تطل أيامه فتوفي في بلاده وهو شاب.
رحمة الله عليه.
90 …
1) هو أحمد بن إبراهيم بن الحسين بن يوسف بن محمد رضا العاملي.
2) ولد ونشأ بالنبطية سنة 1289، واشتهر في الأبحاث اللغوية والأدبية، وكان عضو المجمع العلمي العربي بدمشق، وتوفي بالنبطية سنة 1372. انظر الأعلام للزركلي 1 / 125.
(٩٠)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ الحر العاملي (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، العصر (بعد الظهر) (1)، إبراهيم بن الحسين (1)، يوسف بن محمد (1)، دمشق (1)
(19) الشيخ احمد العاملي، نزيل النجف الأشرف كان من أجلة العلماء، أكثر النقل عنه العالم الفاضل شمس الدين محمد الرضوي في كتابه " حبل المتين في مناقب أمير المؤمنين " عليه السلام. كان في عصر السلطان طهماسب المتأخر الصفوي.
وكان الشيخ أحمد من معاصرين للسيد نصر الله الحائري الشهيد، فهو من علماء المائة الثانية عشر من الهجرة أول زمان سلطنة نادر شاه.
(20) الشيخ احمد الغولي العاملي من العلماء الأجلة، ذكره بعض علماء جبل عامل في ذيل أمل الآمل.
(21) الشيخ احمد القبيسي العاملي من العلماء المتأخرين عن صاحب الأصل المقاربين له. ذكره بعض العلماء المعاصرين للسيد نصر الله الحائري الشهيد المتوفي حدود سنة ستين ومائة بعد الألف.
(22) الشيخ جمال الدين أحمد بن إبراهيم بن الحسين الكوثراني العاملي، من تلامذة الشهيد الأول
(٩١)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، إبراهيم بن الحسين (1)، شمس الدين محمد (1)، جمال الدين (1)، الشهادة (3)، الوفاة (1)
وصفه الشهيد في اجازته له ب " الشيخ الفقيه الزاهد العابد ". وتاريخ الإجازة سنة سبع وخمسين وسبعمائة في ثاني عشر شعبان (في نفر) 1) عند قراءتهم عليه علل الشرائع للصدوق، وقد وجد الإجازة بخط الشهيد المولي عبد الله بن عيسي الشهير بالأفندي صاحب رياض العلماء قدس سره.
(23) الشيخ أحمد بن أبي جامع العاملي الحارثي الهمداني النجفي ذكره في الأصل (2، وهو أبو أسرة جليلة في العلم، خرج منهم جماعات من العلماء الأجلة.
وكان هذا الشيخ في عصر المحقق الكركي، وله منه إجازة.
ورأيت تفسير الوجيز لحفيده الشيخ علي بن الحسين بن أحمد (3، سلك فيه طريق الايجاز في التعبير، مشيرا إلي أكثر الأقوال المحتملة من وجوه التفسير منبها علي قليل من النكت، معربا عما يتوقف عليه فهم المعني من وجوه الاعراب، مقتصر علي ذكر قراءة السبع المشهورة، وربما ذكر غيرها في مواضع يسيرة.
وبالجملة لا نظير له في التفاسير الموجودة، والنسخة التي رأيتها فرغ ناسخها سنة سبع وأربعين ومائة بعد الألف، وهو في (616) صفحة بقطع الربع الوزيري.
وهذا التفسير الوجيز يدل علي تمام فضل صاحبه وطول باعه في العلوم
١) كلمة شطب عليها في الأصل.
٢) أمل الآمل ١ / ٣٠.
٣) الصحيح " علي بن الحسين بن محيي الدين بن عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن أبي جامع ". أنظر الذريعة ٢٥ / 44.
(٩٢)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب علل الشرايع للصدوق (1)، شهر شعبان المعظم (1)، أحمد بن أبي جامع (1)، الحسين بن أحمد (1)، الوقوف (1)، الشهادة (2)، عبد اللطيف بن علي (1)، علي بن الحسين (1)
جميعا، وليته يطبع لتفتخر به الإمامية. وربما نسب إلي صاحب الترجمة، لكن المصرح به في أوله انه لعلي بن الحسين.
ثم إن هذا الشيخ يروي عن أستاذه المحقق الكركي، وله منه إجازة أخرجها العلامة المجلسي في إجازات البحار وقد رأيتها (1، وقد أثني المحقق عليه ثناءا حسنا وذكر أنه ورد عليه من جبل عامل مهاجرا للعلم في النجف الأشرف، وتاريخ الإجازة جمادي الآخرة (2 ثمان وعشرين وتسعمائة.
وآل محيي الدين في النجف من ذرية هذا الشيخ، وسيأتي انشاء الله ذكر بعضهم من المتأخرين عن صاحب الأصل من ذرية صاحب الترجمة.
(24) الشيخ محيي الدين احمد 3) بن تاج الدين الميسي العاملي 4) كان من أجلة علماء عصره ومشايخ الإجازة في وقته، من تلامذة الشهيد الثاني، وقد كتب له إجازة، فهو يروي عنه وعن الشيخ الجليل الشيخ زين الدين الفقعاني وعن الشيخ الفاضل شهاب الدين أحمد بن خاتون العاملي العيناثي.
ويروي عنه غير واحد من العلماء:
١) البحار ١٠٨ / ٦٠ - ٦٣.
٢) الصحيح ثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر رجب.
٣) في متن البحار ومصورة المخطوطة المطبوعة معه " محيي الدين بن أحمد " في أول الإجازة وتوقيع المجيز في آخرها. وكذلك ورد في إجازة المولي محمود اللاهجاني للسيد صدر جهان (البحار ١٠٨ / ١٧٦)، واجازته للسيد عماد الدين علي بن هاشم (البحار ١٠٨ / ١٨٣).
٤) مذكور بهذا العنوان في أمل الآمل ١ / 31.
(٩٣)
صفحهمفاتيح البحث: شهر جمادي الثانية (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، العلامة المجلسي (1)، أحمد بن خاتون (1)، علي بن الحسين (1)، شهر رجب المرجب (1)، علي بن هاشم (1)
منهم المولي محمود بن محمد بن علي اللاهجاني تلميذ الشهيد الثاني، كتب صاحب الترجمة للشيخ محمود المذكور إجازة أخرجها العلامة المجلسي " ره " في كتاب الإجازات من البحار تاريخها أواخر ربيع الثاني من سنة أربع وخمسين وتسعمائة بالحائر 1).
ومنهم ابن بنته وسبطه الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي بن عيسي، فإنه يروي عنه كما صرح به في اجازته للسيد العلامة السيد حسين بن السيد حيدر الكركي، قال " وعني وعن جدي 2) لأمي الشيخ الا واحد محيي الدين (بن) احمد الميسي عن الشيخ علي بن عبد العالي العاملي الميسي بطرقه " (3.
(25) الشيخ أحمد بن الحسن الحر العاملي، أخو الشيخ الحر صاحب الأصل لأبيه وأمه وقد ذكره في الأصل 4)، وذكر له مصنفاته، وذكر منها كتاب " التاريخ الكبير " وكتاب " التاريخ الصغير " ولم يسمهما، وعندي كتاب " الدر المسلوك في أحوال الأنبياء والأوصياء والخلفاء والملوك " بخط الشيخ احمد المذكور وقلم يده، وهو في مجلدين، وقد وصل في المجلد الأول إلي آخر أيام الأمم
١) البحار ١٠٨ / ١٧٣.
٢) في البحار " وعني عن أبي عن جدي لأمي. "، وكذا في صورة المخطوطة المطبوعة معه، فعلي هذا الشيخ نجيب السبط لا يروي عن جده لامه، بل محمد بن مكي - أبوه - هو الذي يروي عن الشيخ محيي الدين. فلاحظ.
٣) البحار ١٠٩ / ١٦٢ - ١٦٤.
٤) أمل الآمل ١ / 31.
(٩٤)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ الحر العاملي (1)، العلامة المجلسي (1)، شهر ربيع الثاني (1)، عبد العالي العاملي (1)، محمود بن محمد بن علي (1)، علي بن محمد بن مكي (1)، أحمد بن الحسن (1)، نجيب الدين (1)، الشهادة (1)، محمد بن مكي (1)
من العرب والعجم، وجعل الكتاب مبنيا علي مقدمة في ابتداء خلق السماوات والأرض وما بينهما من العجائب، وخمسة أركان: الأول في الأنبياء والمرسلين، والثاني في الأئمة المعصومين وأعمار المعمرين، والثالث في الملوك المتقدمين والأمم الماضين، وكل هذا هو المجلد الأول الموجود عندنا. والمجلد الثاني وآله الركن الرابع في الخلفاء من المسلمين والحكام والسلاطين، والركن الخامس في وفاة الصاحبة والتابعين والحوادث في الدنيا والدين، وخاتمة في أحوال آخر الزمان، وفصل في أحوال القيامة والحساب، سهل الله لنا العثور عليه (1.
(26) السيد أحمد بن الحسين بن الحسن الموسوي العاملي الكركي ذكره في الأصل (2 ولم يذكر مصنفاته، له كتاب " اللوامع الربانية في رد شبه النصرانية ".
وولده ابن خالة الميرزا محمد باقر الداماد، لان أمه بنت الشيخ المحقق الثاني الكركي علي بن عبد العالي.
(27) السيد نظام الدين أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي
١) ذكرنا الشيخ احمد الحر هذا في كتابنا تراجم الرجال ص ٢٥٣، ومما قلنا فيه أنه ولد سنة ١٠٣٤، إذ أتم تأليف كتابه في سنة ١٠٨٦ وهو في الثالث والخمسين من عمره، وتوفي بعد سنة ١١٢٠.
٢) أمل الآمل ١ / 32.
(٩٥)
صفحهمفاتيح البحث: أحمد بن الحسين بن الحسن الموسوي (1)، أحمد بن زين العابدين (1)، علي بن عبد العالي (1)، آخر الزمان (1)، الوفاة (1)، كتاب تراجم الرجال للسيد أحمد الحسيني (1)
من وجوه تلامذة الشيخ البهائي العاملي والميرزا محمد باقر الداماد، وكان صهرا للمير داماد وابن خالته. ذكره في الأصل 1)، وذكر أنهما أجازاه، وكان تاريخ إجازة الشيخ البهائي خامس عشر جمادي الأولي سنة سبع عشرة وألف 2) وفي سنة تسع عشرة وألف 3) أجازه المير داماد 4).
وللسيد احمد المذكور حواشي فقهية، و " سيادة الأشرف " و " المنهاج الصوفية " و " مصقل الصفا في رد النصاري " وكتاب " المعارف الإلهية " وكتاب " كشف الحقائق " وكتاب " مفتاح الشفا " وكتاب " عروة الوثقي " وكتاب " النفحات ".
فهو من جبال العلم وأفاضل أهل العلم بالمعقول.
(28) الشيخ أحمد بن طارق الكركي المحدث ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال، قال بعد الترجمة: روي عن ابن الطلاية وطبقته، قال الحافظ ضياء الدين شيعي غال، قلت: مات قبل الستمائة، أجازه شيخنا (5 أحمد بن أبي الخير. انتهي كلام الذهبي (6.
١) أمل الآمل ١ / ٣٣.
٢) الإجازة الموجودة في البحار هي بتاريخ الشهر الرابع (ربيع الثاني) ١٠١٨.
٣) أجاز المير داماد صهره إجازتين أحدهما في منتصف جمادي الأولي ١٠١٧ والثانية بالتاريخ المذكور في الكتاب.
٤) انظر البحار ١٠٩ / ١٥٢ - ١٥٧.
٥) كذا، وفي المصدر " أجاز لشيخنا ".
٦) ميزان الاعتدال ١ / 105.
(٩٦)
صفحهمفاتيح البحث: شهر جمادي الأولي (2)، الشيخ البهائي (2)، الموت (1)، شهر ربيع الثاني (1)
وقد أغفل ذكره الشيخ الحر مع أنه عاملي كركي (1.
(29) الشيخ أحمد بن عبد العالي الميسي العاملي من العلماء الأفاضل، كان تلميذ الشيخ علي السبط، وعندي كتاب " الدر المنثور " تصنيف شيخه المذكور بخطه وقلم يده، وهو أخو الشيخ إبراهيم المتقدم ذكره، فرغ من كتابة الدر المنثور في السابع والعشرين من صفر سنة ألف وثلاث وسبعين، وهو تاريخ اتمام المصنف الدر المنثور، غير أنه فرغ منه في عاشر صفر من السنة المذكورة، وعليه قراءته علي أستاذه.
فهو من المعاصرين للشيخ الحر صاحب الأصل (2، لان وفاته كانت سنة أربع ومائة بعد الألف كما سيأتي.
(30) السيد أحمد بن السيد محمد الأمين العاملي الحسيني، والد السيد كاظم العاملي النجفي، من أرحام السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة كان عالما فاضلا كاملا جليلا نبيلا، سمعت من الشيخ الفقيه الشيخ محمد حسن آل يس الكاظمي " ره " مدحا له وثناءا، قال: وكان له علم غزير وفضل، وفي علم تأويل الأحلام لم يكن له في عصره نظير في ذلك.
هو في طبقة السيد صاحب المفاتيح، ومن تلامذة السيد صاحب مفتاح
١) في أعيان الشيعة ٢ / ٦١٨: ولد سنة ٥٢٩ أو ٥٢٧ ومات في ١٦ ذي الحجة سنة ٥٩٢.
٢) هو المذكور في أمل الآمل ١ / 33.
(٩٧)
صفحهمفاتيح البحث: أحمد بن عبد العالي (1)، الجود (1)، شهر ذي الحجة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
الكرامة 1).
وتأتي ترجمة ولده السيد الاجل السيد كاظم العاملي قدس سرهما.
(31) الشيخ فخر الدين احمد ابن شمس الدين علي بن حسن بن زين الدين، من ذرية شيخنا الشهيد الأول وصفه ابن أخيه الشيخ شرف الدين في اجازته للميرزا عبد المطلب التبريزي صاحب كتاب " الشفا في أخبار آل المصطفي " المؤرخ سنة ثمان وسبعين ومائة بعد الألف ب " عمي وشيخي الامام الأكبر المعظم والهمام النحرير المكرم علم الدين وباب الندي منقذ الأمة كاشف الغمة ناصر الشريعة كاشف آيات الحقيقة الأسعد الأمجد الشيخ فخر الدين احمد " إلي آخر كلامه.
فهو من أعلام العلماء أوائل المائة الثانية عشرة.
(32) الشيخ احمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ حسين ابن الشيخ محيي الدين بن الحسين بن محيي الدين بن عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن أبي جامع العاملي كان عالما فاضلا فقيها مبرزا، ذكره الشيخ جواد محيي الدين في علماء آل أبي جامع ووصفه كما مر، وقال: ان له من الأولاد ثلاثة: الشيخ محمود وكان عالما فاضلا، والشيخ محمد والد الشيخ قاسم، والشيخ علي لم أقف علي أخبارهم.
١) أنظر ترجمته المفصلة في أعيان الشيعة ٣ / 84، وفيه: توفي سنة 1254 بقرية شقراء من جبل عامل.
(٩٨)
صفحهمفاتيح البحث: أحمد بن أبي جامع (1)، عبد اللطيف بن علي (1)، الجود (1)، الكرم، الكرامة (1)، الشهادة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
(33) الشيخ أحمد بن محمد بن عبد العالي بن نجدة العاملي عالم عامل فاضل فقيه جليل، من بيت علم وفضل وجلالة. ذكره الشيخ الجليل الشيخ محمد الجبعي جد الشيخ البهائي في مجاميعه ونقل ذلك العلامة المجلسي " ره " في البحار عن خط الشيخ الجباعي جد الشيخ البهائي وأنه توفي سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة (1. قدس سره.
وقد أغفله المؤلف.
(34) الشيخ أحمد بن محسن ابن ملا الشيخ نجم الدين المعروف بابن ملا البعلبكي، المولود في سنة سبع عشرة وستمائة، وتوفي في قرية نجعون من جبال طنين في جمادي الأولي سنة تسع وتسعين وستمائة.
قال الأسنوي في طبقاته: وكان متهما في دينه بأمور كثيرة، منها الرفض والطعن علي الصحابة - يريد بدينه الشافعية لأنه كان يتستر بها.
ذكره التاج السبكي في طبقات الشافعية مفصلا وأكثر في الثناء عليه وقال:
هو مشهور بحسن المناظرة والقادر علي ابداء الحجة المسرعة والجام الخصوم والذهن المتوقد كشعلة نار والوثوب علي النظر في مجالس النظر كأنه صاحب ثار. قال: وأحكم الأصول والكلام والفلسفة وأفتي وناظر، ودخل مصر غير مرة، وكان قوي الحافظة تقرأ عليه الأوراق مرة واحدة فيعيدها بأكثر لفظها.
إلي آخر ما قال.
١) بحار الأنوار ١٠٧ / 209.
(٩٩)
صفحهمفاتيح البحث: شهر جمادي الأولي (1)، العلامة المجلسي (1)، الشيخ البهائي (2)، أحمد بن محسن (1)، أحمد بن محمد (1)، كتاب بحار الأنوار (1)
(35) السيد أحمد بن محمد بن الأمين الحسيني الشفاقشي العاملي (1 عالم فاضل ( … ) (2، رأيت خطه في شجرة نسب بعض السادة من جبثيث. كان من المعاصرين للشيخ العلامة الشيخ عبد النبي بن علي الكاظمي المرجاني 3) صاحب تكملة نقد الرجال الساكن في جبل عامل بعد سنة أربع وأربعين ومائتين بعد الألف.
فصاحب الترجمة من طبقته وطبقة الشيخ مهدي مغنية.
(36) الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد بن خاتون العاملي العيناثي (4، بالعين المهملة المكسورة والياء المثناة التحتانية والنون قبل الألف والثاء المثلثة، قرية بيت خاتون في جبل عامل، وهم من أجل بيوت العلم فيها قديما وحديثا، كما نشرحه في الخاتمة.
١) هذه الترجمة مشطوب عليها في النسخة المصورة، ولعل هذا هو المترجم في أعيان الشيعة ٣ / 84 بعنوان " السيد أحمد بن السيد محمد الأمين بن السيد أبي الحسن موسي. "، وقد ذكر ضمن الترجمة قصة حول المترجم عن التكملة لم نجدها في هذا الموضع. فلاحظ.
2) كلمة لا تقرأ في المصورة.
3) لم نجد وجها لهذه النسبة.
4) هو الشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن علي بن محمد ابن محمد بن خاتون العاملي. وذكر في الكتاب هكذا تبعا لما في الامل.
(١٠٠)
صفحهمفاتيح البحث: محمد بن خاتون العاملي (2)، عبد النبي بن علي (1)، جمال الدين (2)، أحمد بن محمد (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، شمس الدين محمد (1)، علي بن محمد (1)
وهذا الشيخ من أجلة العلماء وشيخ المحققين وأستاذ الأساتيذ في عصره، وقد وصفه الشيخ الأعظم الشهيد الثاني " ره " في اجازته الكبيرة للشيخ حسين ابن عبد الصمد ب " الإمام الفاضل التقي خلاصة الأتقياء والفضلاء والنبلاء " (1.
وهو شيخ إجازة الشهيد الثاني وشيخ إجازة شيوخ ذلك العصر، يروي عن أبيه الشيخ محمد، ويشاركه المحقق الكركي في الرواية عن الشيخ محمد ابن خاتون المذكور.
فهو في طبقة المحقق الكركي، لكنني رأيت إجازة المحقق الكركي له ولولديه العالمين الجليلين الشيخ نعمة الله علي والشيخ زين الدين جعفر تاريخها سنة 1031 كتابها في المشهد الغروي، قال في أولها " وبعد فان الأخ في الله المرتضي للاخوة الشيخ العالم الفاضل الكامل العلامة بقية العلماء ومرجع الفضلاء جامع الكمالات حاوي محاسن الصفات بركة المسلمين عمدة المحصلين (ملاذ) الطالبين جمال الملة والحق والدين أبا العباس احمد ابن شيخنا ووالدنا المرحوم المبرور المقدس المحبور عمدة المحققين ومنتهي آمال المدققين شمس الملة والدين أبي عبد الله محمد الشهير بابن خاتون العاملي أدام الله الخلف الكريم وتغمد بمراحمه السلف " الخ 2).
وذكره في الأصل 3) ولم يذكر ما ذكرناه (4.
١) بحار الأنوار ١٠٨ / ١٥١، ونص عبارة الإجازة " وأرويها أيضا عن الشيخ الامام الحافظ المتقن خلاصة الأتقياء.. ".
٢) نقلت هذه الإجازة بطولها في أعيان الشيعة ٣ / ١٣٧.
٣) أمل الآمل ١ / 33.
4) تكررت في المخطوطة هنا ترجمة " الشيخ أحمد بن محمد بن عبد العالي بن نجدة العاملي " المذكور سابقا برقم (33) وشطب عليها في المصورة.
(١٠١)
صفحهمفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (1)، الشهادة (3)، العصر (بعد الظهر) (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، أحمد بن محمد (1)
(37) الشيخ احمد ابن الشيخ محمد علي ابن الشيخ عباس ابن الشيخ حسن نجل الشيخ عباس نجل الشيخ محمد علي نجل الشيخ حسن البلاغي كذا وجدت سرد نسبه بخطه الشريف علي ظهر شرح تهذيب الأصول وقد ذكر هذا الشيخ السيد الفاضل السيد محمد معصوم في الرسالة التي في ترجمة السيد العلامة المتبحر السيد عبد الله شبر، وذكر أنه كان من أفاضل تلامذة السيد عبد الله المذكور، ووصفه ب " العالم الفاضل والمحقق الكامل فقيه عصره صاحب النظر الدقيق (التقي) النقي الألمعي ".
أقول: وقبره في النجف الأشرف في جهة باب الطوسي، وكان له بنت 1) زوجها الشيخ حسن البلاغي ابن الشيخ عباس الآتي ذكره - وقد أدركتها - كانت فاضلة تكتب الكتب بالأجرة وتعيش هي وزوجها من ذلك، كانت تستخرج المسودات إلي البياض لشدة معرفتها وحسن سوادها. رضوان الله عليها وعلي أبيها وعلي زوجها العبد الصالح التقي النقي المهذب الصفي.
كان سكن هو وزوجته بنت الشيخ بلد الكاظمين، وتوفي بها في حدود سنة ثمانين ومائتين بعد الألف 2).
(38) أحمد بن منير العاملي الطرابلسي
1) اسمها الحاجة فضة البلاغية. راجع ماضي النجف وحاضرها 2 / 60.
2) في ماضي النجف وحاضرها 2 / 61: توفي فجأة يوم الأربعاء سنة 1271، ودفن في الصحن الشريف من جهة باب الطوسي كما في الحصون، وقال العلامة السماوي انه توفي سنة 1284.
(١٠٢)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (1)، مدينة النجف الأشرف (3)، أحمد بن منير (1)، الزوج، الزواج (1)، الحاجة، الإحتياج (1)
ذكره في الأصل 1)، وذكر أنه توفي سنة 528 وأنه من المعاصرين للسيد المرتضي، مع أن وفاة المرتضي كانت في سنة ست وثلاثين وأربعمائة. فبين الوفاتين مائة وثنتان عشرة سنة فكيف يكون معاصرا للمرتضي علم الهدي. اللهم الا أن يكون مرتضي آخر 2).
(39) الشيخ أحمد بن نعمة الله بن أحمد الخاتوني العاملي وصفه الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم بن علي بن عبد العالي الميسي في آخر كتاب كتبه له بخط بما لفظه " الشيخ الصالح والميزان الراجح الشيخ الكامل الأمجد الشيخ احمد ابن الشيخ الفاضل التقي نعمة اله ابن المرحوم المبرور الشيخ احمد الشهير بابن خاتون العاملي ".
وفرغ منه نهار الأحد رابع جمادي الثانية سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة 3).
وترجم والده الشيخ نعمة الله بن أحمد في الأصل 4) وأنه كان تلميذ الشيخ علي بن عبد العالي الكركي.
(40) الشيخ أسد الله بن عبد السلام العاملي هاجر مع أخيه الشيخ عبد اللطيف إلي العراق وسكن في النجف وجد
١) أمل الآمل ١ / ٣٥ - ٤٠.
٢) تكلمنا علي هذا عند التعليق علي الامل، فراجعه.
٣) انظر حول ترجمته واسم أبيه أعيان الشيعة ٣ / ٣٨.
٤) أمل الآمل ١ / 189.
(١٠٣)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، شهر جمادي الثانية (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، إبراهيم بن علي بن عبد العالي (1)، أحمد بن نعمة الله (1)، علي بن عبد العالي (1)، نعمة الله بن أحمد (1)، عبد الكريم (1)، الوفاة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
واجتهد حتي صار من الأفاضل، ثم جاء إلي بلد الكاظمين ولازم درس الشيخ الفقيه الشيخ محمد حسن آل يس حتي بلغ ما يتمناه، ورجع إلي بلاده وصار أحد المراجع مدة، ثم توفي.
وله مصنفات لا يحضرني أسماؤها، وكان رجوعه إلي البلاد قبل سنة 1288، وتوفي في عشر التسعين.
(41) الشيخ إسماعيل زيدان العاملي له كتاب " المناقب " الذي ينقل عنه المولي نجفعلي الوفوزي التبريزي في كتاب جواهر الاخبار. لا علم منه الا هذا.
(42) السيد إسماعيل بن صدر الدين (1 هو ابن عم والد مؤلف هذا الكتاب السيد حجة الاسلام المعروف بالسيد صدر الدين أحد مراجع الامامية في الاحكام الدينية.
عالم فاضل فقيه أصولي محقق فكور نابغ، كان تولده سنة ثمان وخمسين ومائتين بعد الألف، وتوفي والده سنة أربع وستين، فرباه أخوه الأكبر المعروف بآقا مجتهد، ولحسن استعداده ولعلو فهمه لم يمض عليه زمان قليل حتي صار يحضر درس حجة الاسلام الشيخ محمد باقر بن الشيخ محمد تقي صاحب الحاشية، وبذل الشيخ محمد باقر همته في تربيته حتي فاق أبناء عصره في أوان
1) هو السيد إسماعيل بن محمد صدر الدين بن صالح بن محمد بن إبراهيم شرف الدين ابن زين العابدين بن علي نور الدين الموسوي العاملي الكاظمي.
(١٠٤)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (1)، الحج (2)، محمد بن إبراهيم (1)، إسماعيل بن محمد (1)
حلمه.
وصار بعد في الأفاضل، فهاجر إلي النجف سنة (1281) إحدي وثمانين ومائتين وألف ليدرك بحث الشيخ العلامة المرتضي الأنصاري، فلما وصل كربلا وصله نعي الشيخ، فتوجه إلي النجف وحضر علي سيدنا الأستاذ الميرزا الشيرازي وعلي الشيخ الفقيه الشيخ راضي والشيخ الأفقه الشيخ مهدي آل كاشف الغطاء، وكان يحضر علي الأخيرين في الفقه وعلي السيد الأستاذ في الأصول. ولما مات الشيخ راضي انحصر اشتغاله علي سيدنا الأستاذ فقها وأصولا حتي صار المبرز علي كل طبقته.
ولما هاجر سيدنا الأستاذ إلي سامراء هاجر هو بعده، وكان المقدم علي الكل حتي توفي سيدنا الأستاذ سنة 1312 في شعبان، فرجع إليه التقليد وصار المرجع العالم والمتقدم علي كل الاعلام. وسنة 1314 هاجر وهاجر معه الأكابر من العلماء إلي كربلا واستوطنها إلي اليوم. أدام الله سبحانه ظله علي رؤوس الشيعة.
وقد تربي علي يده جماعة من أهل العلم، وعاش به خلق كثير، يقسم عليهم الحقوق والوجوه التي تأتي إليه بأحسن طريق، وقد لا يفهم الرجل المعطي أنه منه، وله مسلك في ذلك عجيب (1.
وله من الأولاد الذكور أربعة كلهم أفاضل علماء وأهل نظر وتحقيق:
وأكبرهم: السيد الجليل الفاضل النبيل السيد محمد مهدي، عالم عامل فاضل جليل بر تقي مهذب صفي ذو فضل ونابغية في العلوم الدينية مع أدب وفضل في الشعر وسائر العلوم العربية والتاريخية، وبالجملة جامع لكل الفضائل. تولد سنة 1296، يصلي بالناس في الحرم الحائري والصحن الشريف، مرجوع
١) في أعيان الشيعة ٣ / 403: توفي بالكاظمية يوم الثلاثاء 12 جمادي الأولي سنة 1338 أو 37، والتاريخ الآتي يقتضي وفاته سنة 39 ودفن في الرواق الشريف.
(١٠٥)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة كربلاء المقدسة (2)، العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، مدينة سامراء المقدسة (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، شهر شعبان المعظم (1)، الموت (1)، شهر جمادي الأولي (1)، مدينة الكاظمين (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
إليه في الدين والدنيا.
وثانيهم: السيد الفاضل السيد صدر الدين (1 نزيل المشهد المقدس الرضوي، فاضل كامل جامع الفضائل، يدرس في الفقه والأصول ويصلي في المسجد الأعظم " مسجد گوهر شاد "، قد عكف عليه أهل العلم وأهل البلد ينتفعون بعلمه وعمله (2.
وثالثهم: السيد الفاضل الجواد السيد محمد جواد، فيلسوف عصره في التدقيق والتحقيق وجودة الفكر والعلم بالفقه والأصول والتاريخ وأيام السلاطين والمسالك والممالك 3).
ورابعهم: السيد الوحيد السيد حيدر، أحد فضلاء عصره وحسنات الزمان العالي الاستعداد، قوي النظر في الفقه والأصول، عداده في الفضلاء المحققين 4).
زاد الله في توفيقهم وفضلهم وشرفهم.
(43) السيد إسماعيل بن السيد محمد بن محمد بن إبراهيم شرف الدين ابن زين العابدين بن نور الدين الموسوي العاملي الشحوري، جد السادة الاشراف بشحور آل شرف الدين، من أرحامنا وأسرتنا.
1) اسمه السيد محمد علي واشتهر بصدر الدين.
2) ولد في الكاظمية سنة 1299 وتوفي يوم السبت 19 ربيع الثاني سنة 1373.
نقباء البشر ص 943 - 949.
3) توفي 25 شوال سنة 1361. نقباء البشر ص 320.
4) ولد في سامراء سنة 1309 وتوفي بالكاظمية 27 جمادي الأولي سنة 1356.
نقباء البشر ص 673.
(١٠٦)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، زين العابدين بن نور الدين (1)، محمد بن محمد بن إبراهيم (1)، الجود (2)، السجود (1)، الشهادة (1)، الصّلاة (1)، شهر جمادي الأولي (1)، مدينة الكاظمين (2)، مدينة سامراء المقدسة (1)، شهر شوال المكرم (1)، شهر ربيع الثاني (1)
وصاحب الترجمة من أجلة العلماء، وكان له ولدان السيد جواد والسيد جعفر، والسيد جواد هو والد السيد الاجل العالم الجليل السيد يوسف شرف الدين والد السيد الاجل الأعلم السيد عبد الحسين شرف الدين نزيل صور ( … ) 1) الآتي ذكره انشاء الله تعالي.
(44) السيد إسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسين بن زين العابدين ابن نور الدين الموسوي العاملي الشامي، من بيت مرتضي بيت جليل من بيوت الاشراف بالشام كان من العلماء الفضلاء الاجلاء، ونجتمع معه بالسيد زين العابدين بن نور الدين قدس سرهما. وله مؤلفات، وذيل باق بالشام ( … ) (2.
(45) الشيخ أمين ابن الشيخ سليمان معتوق العاملي الكاظمي قرأ علي أبيه الشيخ الجليل فقيه أهل البيت الشيخ سليمان وعلي السيد المحقق السيد محسن الأعرجي الكاظمي صاحب المحصول.
كان عالما فاضلا جليلا من علماء عصره، توفي أبوه سنة 1226 (3 وقام مقام أبيه، وتوفي بالطاعون سنة 1246.
1) هناك كلمات طمست بالسواد.
2) كلمات سودت في النسخة الأصلية.
3) كذا، وسيذكر في ترجمة الشيخ سليمان بن معتوق في حرف السين أنه توفي في بلد الكاظمين سنة 1227. وانظر الكرام البررة ص 612.
(١٠٧)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، السيد عبد الحسين شرف الدين (1)، إبراهيم بن محمد بن الحسين (1)، إسماعيل بن محمد (1)، الشام (2)، الجود (2)، مدينة الكاظمين (1)، الكرم، الكرامة (1)
(46) السيد أمين ابن السيد عباس ابن السيد عيسي ابن السيد عبد السلام ابن السيد زين العابدين ابن السيد عباس ابن السيد علي ابن نور الدين علي الموسوي العاملي، من قرية جبثيث كان سيدا فاضلا أديبا لبيبا مهذبا كاملا، خرج إلي مصر ومكث بها مشغولا بالمناظرة والبحث مع علمائها، وسقي السم فمات بمصر وهو شاب.
وكان له أخ اسمه السيد محمد سكن النجف، وله خزانة كتب ( … ) 1).
وكان أبوهما السيد عباس من أجلة السادة وأهل الفضل، وهو من أرحامنا، وكان له خمسة أولاد أماجد: السيد أمين صاحب الترجمة، والسيد محمد دفين الغري، والسيد محمود، والسيد علي، والسيد قاسم. ولهم أولاد وذرية.
زاد الله في شرفهم.
1) كلمات مطموسة في الأصل.
(١٠٨)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، نور الدين علي (1)

باب الباء الموحدة

باب الباء الموحدة (47) الشيخ باقر العاملي من قرية بنت جبل، جاء إلي النجف لتحصيل العلم، وكان فاضلا أديبا كاملا في العلوم العربية والأدبية، قد فرغ من السطوح ولم تطل أيامه ومات بمرض الدق في النجف الأشرف - رحمة الله عليه - أيام مهاجرتي له سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف.
(48) الشيخ باقر مروة العاملي من العلماء الأبرار والأتقياء الأخيار، هاجر من بلاده إلي النجف وأكب علي تحصيل العلم حتي حظي بالقسم الوافر منه.
كان أديبا منشيا وناثرا مجيدا، تزوج في بلد الكاظمين، ولم تطل أيامه وتوفي
(١٠٩)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (1)، مدينة النجف الأشرف (3)، الزوج، الزواج (1)
في سن الشباب - رحمة الله عليه - في عشر التسعين بعد المائتين والألف الهجرية 1).
(49) السيد باقر ابن السيد علي الأمين، ابن عم السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة كان من العلماء الاجلاء في النجف الأشرف، من تلامذة السيد ابن عمه المذكور، عالم عامل فاضل جليل.
كان أبوه من أجلة العلماء في عصره في النجف، وكان له اختصاص بالسيد الاجل الرباني السيد باقر القزويني صاحب الضريح والشباك في النجف، وكان معينا له في سنة الطاعون، أعني سنة 1244، وتوفي بعده.
(50) السيد بدر الدين ابن السيد كمال الدين ابن السيد حيدر بن علي نور الدين الموسوي العاملي ذكره في بغية الراغبين في ذيل ترجمة أبيه، ووصفه ب " العالم العامل والفقيه الأصولي الكامل " انتهي.
وستجئ ترجمة أبيه فلاحظ، ومنها تعرف طبقة السيد بدر الدين.
١) مذكور في أعيان الشيعة ٣ / 534 بعنوان " الشيخ باقر بن الشيخ حسين مروة العاملي الرزاري "، وقال: توفي سنة 1303 في الكاظمية ونقل إلي المشهد المقدس الغروي فدفن فيه.
(١١٠)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (3)، حيدر بن علي (1)، الجود (1)، مدينة الكاظمين (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، الشهادة (1)
(51) الشيخ بهاء الدين العاملي 1)، والد الشيخ زين العابدين كان من أجلة العلماء وأكابر الفقهاء في عصره، ورحل إلي مدراس بلاد الهند وسكن بها، وكان المرجع العام حتي مات بها، وله مزار معروف ببهاء، وله في النجف أولاد وأحفاد علماء، منهم الشيخ الفقيه الكبير الشيخ محمد رضا ابن الشيخ زين العابدين الآتي ذكره انشاء الله.
وصاحب الترجمة في طبقة الشيخ جعفر كاشف الغطاء وأمثاله من علماء المائة الثانية عشر. رضوان الله عليهم أجمعين.
(52) الشيخ بهاء الدين بن الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي تعرضه في الأصل في المحمدين، ونحن أيضا نكمل ترجمته هناك انشاء الله.
(53) السيد ميرزا بهاء الدين ابن السيد محمد علي الشهير بآقا مجتهد ابن السيد العلامة السيد صدر الدين العاملي كان سيدا جليلا وفاضلا نبيلا، يغلب عليه العرفان وعلم الأخلاق. وكانت أمه بنت السيد حجة الاسلام السيد محمد باقر الرشتي الأصفهاني. مات أبوه
١) هو الشيخ بهاء الدين ابن القاضي محسن الشهيدي (الأسدي) العاملي، من ذرية الشهيد الأول. أنظر أعيان الشيعة ٣ / 615.
(١١١)
صفحهمفاتيح البحث: العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الهند (1)، الموت (2)، الحج (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، الشهادة (1)
وهو صبي، فرباه خاله السيد أسد الله صاحب الچري 1) في النجف وأحسن تربيته.
كان سيدا شهما أديبا لبيبا حسن المحاضرة حلو الكلام، جاء من أصفهان وبقي في العراق مدة، ثم رجع إلي موطنه ومسكنه أصفهان وبها توفي.
1) اسم نهر معروف سعي في اجرائه إلي النجف الأشرف السيد أسد الله المذكور.
(١١٢)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، مدينة إصفهان (2)

باب التاء

باب التاء (54) الشيخ تقي شمس الدين العاملي (العيناثي) 1)، من عائلة الشهيد الأول كان عالما جليلا وفقيها متبحرا، من المروجين للدين هناك، ترتب علي وجوده (فوائد) 2) حسنة وأسس تأسيسات مستحسنة، نشر هناك الاحكام، وانتهت إليه رئاسة تلك الطرف. وهو والد الشيخ محمد علي شمس الدين الآتي ذكره، وأبو عائلة من أهل العلم لم ينقطع منهم إلي اليوم.
كان من طبقة الشيخ جعفر كاشف الغطاء ومن بعده، ولا يحضرني تاريخ وفاته.
(55) الشيخ تقي الدين بن صالح بن شرف الجبعي العاملي، من أجداد الشهيد
1) ليست الكلمة واضحة في المصورة، ونظن أنها هكذا.
2) لم نتبينها في المصورة.
(١١٣)
صفحهمفاتيح البحث: العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، صالح بن شرف (1)، الشهادة (2)
الثاني والده من تلامذة العلامة الحلي كما في الأصل (1.
وينقل الكفعمي عن تقي الدين ابن حجة، ولعله صاحب الترجمة، لان الشهيد الثاني قد يلقب بابن الحجة.
(56) الشيخ تقي الدين بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح اللويزاني الجبعي الحارثي ذكره أخوه الشيخ شمس الدين محمد بن علي الجبعي جد الشيخ البهائي في مجموعته المنقولة عن خطه، قال: ومات والدي علي بن الحسن بن محمد ابن صالح اللويزاني في جمادي الأولي سنة إحدي وستين وثمانمائة وخلف خمسة أولاد ذكور: محمد، ورضي الدين، وتقي الدين، وشرف الدين، واحمد.
(57) الشيخ تقي الدين بن نجم الدين عبيد الله أبو الصلاح الحلبي الشامي كان ينبغي ذكره في هذا الجزء لاستقرار اصطلاح العلماء والفقهاء في مقام نقل الأقوال علي الاطلاق لفظ الشامين عليه وعلي السيد ابن زهرة والشيخ محمود الحمصي وابن البراج. وصاحب الأصل ذكر الكل في القسم الثاني فتبعناه.
١) أمل الآمل ١ / 102.
(١١٤)
صفحهمفاتيح البحث: شهر جمادي الأولي (1)، الشيخ البهائي (1)، أبو الصلاح الحلبي (1)، علي بن الحسن بن محمد (2)، العلامة الحلي (1)، شمس الدين محمد (1)، ابن البراج (1)، الحج (1)

باب الثاء

باب الثاء (58) ثابت بن أحمد (1 بن عبد الوهاب الحلبي قرأ علي الشيخ تقي الدين بن نجم الحلبي تلميذ الشيخ والمرتضي. ذكره في الأصل في الجزء الثاني 2)، وذكره هنا أحري لان الحلبيين شاميون 3).
١) وقيل: ثابت بن أسلم. أنظر فهرست منتجب الدين ص ٣٥.
٢) أمل الآمل ٢ / ٤٧.
٣) حمل إلي مصر وصلب هناك، وكان ذلك في حدود سنة ٤٦٠. أنظر الوافي بالوفيات ١٠ / 470.
(١١٥)
صفحهمفاتيح البحث: ثابت بن أحمد (1)، كتاب فهرست منتجب الدين لمنتجب الدين بن بابويه (1)، ثابت بن أسلم (1)

باب الجيم

باب الجيم (59) الشيخ الجليل جابر العاملي الراوي عن المحقق الكركي، ويروي عنه ولده الشيخ العلامة عبد الله بن جابر العاملي، والعلامة المجلسي صاحب البحار يروي عنه بواسطة ولده الشيخ عبد الله المذكور قدس سرهما 1)، وهو من أقارب أم العلامة المجلسي.
قال العلامة المجلسي عند عد طرقه في الرواية: ومنها ما أجازني الشيخ الجليل الصالح الرضي عبد الله بن الشيخ جابر العاملي ابن عمة والدة والدي.
انتهي.
وأم والده بنت الشيخ العالم المولي كمال الدين درويش محمد بن الحسن العاملي ثم النطنزي تلميذ المحقق الكركي. قال العلامة المجلسي: هو -
١) بل يروي صاحب البحار عن والده عن الشيخ عبد الله بن جابر العاملي. انظر بحار الأنوار ١١٠ / 160.
(١١٦)
صفحهمفاتيح البحث: العلامة المجلسي (4)، محمد بن الحسن (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، عبد الله بن جابر (1)
يعني درويش محمد - جد والدي من قبل أمه 1).
وقال في بعض إجازاته عند عد طرقه: ومنها أجازني الشيخ الجليل الصالح الرضي عبد الله بن الشيخ جابر العاملي ابن عمة والدة والدي عن جد والدي من قبل أمه العالم الثقة الفقيه المحدث كمال الدين مولانا درويش محمد بن الشيخ حسن النطنزي طيب الله أرماسهم عن الشيخ علي الكركي. انتهي.
ويروي عن الشيخ جابر المذكور ابنه الشيخ عبد الله والشيخ المولي محمد قاسم بن الشيخ درويش محمد المذكور، كما نص عليه العلامة المجلسي " ره " في بعض إجازاته التي أجاز بها بعض أفاضل المشهد المقدس الرضوي.
(60) الشيخ جابر بن عباس المشغري، والد الشيخ محمد بن جابر عالم جليل فاضل فقيه، من أجلاء هذه الطائفة، ذكره في الأصل في القسم الثاني 2) مع أنه عاملي مشغري.
يروي عن الشيخ عبد النبي الجزائري صاحب الحاوي، ويروي عنه جماعة من العلماء الفحول 3).
(61) الشيخ جعفر السبيتي عالم عامل فاضل كامل تقي نقي، هاجر للعلم إلي العراق واشتغل علي علماء
١) انظر قريبا من هذا في البحار ١١٠ / ١٦٠.
٢) انظر أمل الآمل ٢ / 48، وهو فيه بعنوان " الشيخ جابر بن عباس النجفي ".
3) انظر روضات الجنات 2 / 171.
(١١٧)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، العلامة المجلسي (1)، عبد النبي الجزائري (1)، جابر بن عباس (2)، محمد بن جابر (1)، الشهادة (1)
النجف، ثم جاء إلي بلد الكاظمين واشتغل علي السيد الوالد في الفقه والأصول، وتمرض بمرض الدق وتوفي في بلد الكاظمين في حدود عشرة ثمانين ومائتين بعد الألف. رحمة الله عليه.
(62) السيد ميرزا جعفر بن السيد أبي الحسن، ابن عم والدي كان عالما فاضلا أديبا شاعرا جليلا، اشتغل علي الشيخ مهدي آل كاشف الغطاء وصنف، وهاجر إلي إيران وبقي مدة طويلة بطهران وصارت له الزعامة التامة هناك وصار من أجلة علمائها المبرزين.
وآخر عمره رجع إلي وطنه الأصلي في النجف وبقي مدة، ثم رد إلي كرمانشاه فاستوطنها وتوفي هناك.
كان تولده سنة ست وأربعين ومائتين بعد الألف وتوفي سنة ثمان وتسعين ومائتين بعد الألف (1.
وكانت أمه بنت الشيخ العلامة الشيخ أسد الله صاحب المقابيس، وله " حاشية علي القوانين " و " ديوان شعر ".
(63) الشيخ زين الدين جعفر بن أحمد بن محمد بن خاتون العاملي عالم فاضل كامل جليل، يروي عن المحقق الكركي، وقد رأيت إجازة المحقق الكركي له ولأبيه ولأخيه الشيخ نعمة الله بن أحمد تاريخها سنة إحدي
١) في أعيان الشيعة ٤ / 80: والد في النجف الأشرف يوم الجمعة بعد الزوال 18 ذي الحجة 1246 وتوفي في طهران في شهر رمضان 1297.
(١١٨)
صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (1)، مدينة الكاظمين (2)، مدينة النجف الأشرف (3)، مدينة طهران (2)، محمد بن خاتون العاملي (1)، نعمة الله بن أحمد (1)، كرمانشاه (1)، جعفر بن أحمد (1)، المرض (1)، شهر ذي الحجة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، شهر رمضان المبارك (1)
وثلاثين وتسعمائة (1.
(64) الشيخ الجليل جعفر بن فخر الدين بن الحسن بن أيوب بن نجم الدين الأعرج الأطراوي العاملي من علماء السادة الأجلة وكبراء الدين والملة.
(65) الشيخ جعفر ابن الشيخ علي ابن الشيخ حسين ابن الشيخ محيي الدين الجامعي العاملي من العلماء الاجلاء، من آل أبي جامع، ذكره الشيخ جواد محيي الدين فيما أفرده من رسالته في أحوال آل أبي جامع 2).
(66) الشيخ زين الدين جعفر بن زين العابدين بن الحسام العاملي (3 عالم جليل فاضل نبيه فقيه محدث، من تلامذة السيد حسن بن نجم الدين العاملي، ويروي عنه أيضا، والسيد حسن يروي عن الشهيد الأول وعن فخر الدين ابن العلامة، فلا خفاء في طبقته.
١) انظر ما مضي في ص ١٠١.
٢) توفي سنة ١١٥٠. أنظر أعيان الشيعة ٤ / ١٣١.
٣) مذكور في أمل الآمل ١ / 45 بعنوان " الشيخ زين الدين جعفر بن الحسام العاملي العيناثي ".
(١١٩)
صفحهمفاتيح البحث: الحسن بن أيوب (1)، الجود (1)، الشهادة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، جعفر بن الحسام (1)
ويروي عن صاحب الترجمة أخوه الشيخ الجليل الشيخ زين الدين بن علي (1 بن زين العابدين بن الحسام العيناثي العاملي.
(67) الشيخ جعفر بن لطف الله العاملي، من تلامذة الشيخ بهاء الدين كان صاحب الترجمة عالما فاضلا تقيا نقيا صفيا، بل أنموذج السلف وزبدة الخلف، وصفه الشيخ بهاء الدين في اجازته ب " الفاضل التقي النقي الزكي الذكي ذو الذهن الوقاد والطبع النقاد ". وكان تاريخ الإجازة في أول العشر الاخر من شوال سنة ألف وعشرين.
(68) الشيخ جعفر ابن الشيخ محمد ابن الشيخ يوسف ابن الشيخ محمد ابن الشيخ يوسف ابن الشيخ جعفر ابن الشيخ علي ابن الشيخ حسين ابن الشيخ محيي الدين الجامعي العاملي 2) كان عالما فاضلا جليلا معظما محترما، مات قبل أخيه الشيخ شريف الآتي ذكره، هو وجميع ولده وأكثر عياله في الطاعون سنة ست (3 وأربعين ومائتين بعد الألف علي ما ذكره الشيخ جواد في رسالة آل أبي جامع.
١) كذا في مصورة الكتاب، والصحيح " الشيخ زين الدين علي ". أنظر الضياء اللامع ص ٩٧.
٢) يختلف النسب هذا عما في أعيان الشيعة ٤ / 187.
3) في الأعيان (1247).
(١٢٠)
صفحهمفاتيح البحث: شهر شوال المكرم (1)، الجود (1)، الموت (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
(69) الشيخ جعفر بن محمد العاملي من شيوخ عصره في الفقه والحديث، وهو صاحب الإجازة للسيد أمير علي كيا قدس سره التي أخرجها العلامة المجلسي في إجازات البحار 1)، وتاريخها ليلة الخميس الموافقة لليلة أول العشر الثالث من شهر ذي الحجة الحرام من شهور حجة تسع وخمسين وتسعمائة. ولم يذكر فيها مشايخه بالتصريح، بل قال " عن مشايخي بالطرق المعهودة "، وكأنه من تلامذة المحقق الكركي. والله أعلم.
(70) السيد جمال الدين بن علي نور الدين ابن علي بن الحسين المشتهر بابن أبي الحسن الحسيني الموسوي العاملي، نزيل مكة ذكره في الأصل وذكر ارتحاله إلي حيدر آباد، قال: وهو الان سكن بها مرجع فضلائها وأكابرها. انتهي (2.
روي عن أبيه وجده لامه الشيخ نجيب الدين. أقام مدة بدمشق يحضر عالي مجلس السيد العلامة محمد بن حمزة نقيب الاشراف، ثم ارتحل إلي مكة عند والده حيث كان ساكنا بها، ثم بعد مدة ارتحل إلي اليمن أيام احمد ابن الإمام الحسن، وبعد مدة ارتحل إلي حيدر آباد الهند، وكان المرجع العام هناك، وعظمه الملك أبو الحسن، ولما نكب الملك سنة 1083 تقلبت الأمور
١) بحار الأنوار ١٠٨ / ١٧٩.
٢) أمل الآمل ١ / 45 - 49.
(١٢١)
صفحهمفاتيح البحث: شهر ذي الحجة (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، العلامة المجلسي (1)، علي بن الحسين (1)، محمد العاملي (1)، جمال الدين (1)، نجيب الدين (1)، محمد بن حمزة (1)، الهند (1)، دمشق (1)، الحج (1)، كتاب بحار الأنوار (1)
وتوفي السيد سنة ألف وثمان وتسعين 1).
وذكره ابن أخيه في نزهة الجليس، قال: فاضل له في سائر العلوم الباع الأطول، وهمام عليه في كل المهمات المعول، ان تكلم في سائر العلوم شنف بلذيذ كلامه المسامع وأحيي القلوب، أو لفظ إلي ساحله جواهر الألفاظ شهد له بأنه بحر البلاغة الجوهري وأقر له ابن يعقوب، وأما في النظم والنثر فإليه يشار بالأكف بين بلغاء العصر، تغرب رحمه الله تعالي عن وطنه مكة المشرفة إلي الهند حيث لا ليلي ولا سعاد ولا هند:
يقول الهاشمي غداة جزنا * بحار الهند نقطع كل وهد أنسلو عن هوي أثلاث نجد * وأين الهند من أثلاث نجد ثم أنه أقام بالدكن واختارها مقرا وسكن، وما زال بها مقيما بعز وسؤدد وجاه ومكان مكين بجانب سلطانه أبي الحسن قطبشاه، يقصده العفاة من كل مكان فيمتعهم بالفضل والاحسان كأنه في عصره سليمان، وما برح في دلالة ورئاسة واكرام وكرم يخجل قطر الغمام إلي أن دعاه إلي قربه رب العباد فنقله إلي الجنة من حيدر آباد. قدس الله روحه الطاهرة وأفاض عليه شئابيب رحمات متواترة.
وله النظم الجيد الفريد، الفائق علي نظم جرير ولبيد، ومنه قوله متغزلا علي روي قصيدة الشيخ بهاء الدين محمد العاملي عامله الله بفضله، ومطلعها:
يا نديمي بمهجتي أفديك * قم وهات الكؤس من هاتيك أسقنيها ممزوجة من فيك * بالذي أودع المحاسن فيك وهي طويلة. انتهي 2).
وهو أخو جدنا الاعلي السيد زين العابدين بن نور الدين الذي كان نزيل
١) انظر ترجمته المفصلة في أعيان الشيعة ٤ / 217.
2) نزهة الجليس 1 / 78.
(١٢٢)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، زين العابدين بن نور الدين (1)، محمد العاملي (1)، الهند (3)، العصر (بعد الظهر) (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
مكة المعظمة وكان ولده بها.
(71) الشيخ جواد العاملي الكاظمي عالم فاضل جليل، كان من المعاصرين للسيد العلامة السيد عبد الله شبر صاحب جامع الاحكام، وهو أبو أسرة في بلد الكاظمين.
(72) الشيخ جواد العاملي النجفي عالم عامل صالح ثقة فاضل نقة، من رفقاء العالم الرباني الشيخ مهدي ملا كتاب ابن عم الشيخ جواد ملا كتاب، وله مع الشيخ مهدي ملا كتاب حكاية عجيبة.
يحكي ( … ) فأحاله الشيخ إلي أمير المؤمنين عليه السلام، فقال الشيخ جواد: قبلت الحوالة وقام من حينه ودخل الحضرة الشريفة وقال: يا أمير المؤمنين اني لم آتك زائرا بل جئتك من جانب الشيخ مهدي فقد حولني عليك بثلاثين شاهيا. ومشي خطوات وإذا بشخص يقول: خذ هذا فإنه حوالة الشيخ، فناولني المبلغ (..) بحيث لم (..) به، ثم التفت فلم أجده لا في الحرم ولا الرواق ولا الايوان، وهذا من فضل الله يؤتيه من يشاء 1).
وأخرج الحكاية مسندة مبسوطة العلامة النوري " ره " في دار السلام في ص 282 من المجلد الأول.
(73) السيد جواد العاملي
1) شطب علي هذه الحكاية في الأصل ولم نتمكن من قراءة ألفاظ منها.
(١٢٣)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكاظمين (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، الجود (4)
من العلماء المتأخرين عن صاحب الأصل، ذكره بعض العلماء المعاصرين للسيد نصر الله الحائري.
(74) الشيخ جواد الغول (2 العاملي جاء مع أخيه الشيخ محمود إلي النجف واشتغل علي الشيخ الفاضل الشيخ موسي شرارة وأخيه الشيخ محمود وغيره من العلماء، وحصل شطرا وافيا من العلم، فلم تطل أيامه وتوفي رحمة الله عليه وهو شاب في النجف الأشرف.
كانت وفاته في عشر التسعين ومائتين بعد الألف.
(75) الشيخ جواد ابن الشيخ حسن ابن الشيخ طالب البلاغي عالم فاضل كامل فقيه متكلم أديب شاعر أصولي، أحد حسنات هذا العصر، من بيت علم وفضل، له مصنفات (3.
(76) السيد جواد ابن السيد حسن ابن السيد محمد ابن السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة كان فاضلا كاملا أديبا شاعرا لغويا نحويا، قرأ علي الآخوند الخراساني،
١) هو الشيخ جواد بن محمد بن جواد الغول العاملي. أنظر الكرام البررة ص ٢٨٦.
٢) ولد سنة ١٢٨٥ وتوفي ليلة الاثنين ٢٢ شعبان ١٣٥٢ بالنجف. انظر ماضي النجف وحاظرها ٢ / ٦١، أعيان الشيعة ٤ / 255.
(١٢٤)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (4)، الجود (6)، العصر (بعد الظهر) (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، شهر شعبان المعظم (1)، الكرم، الكرامة (1)
وابتلي بمرض الحرارة وتوفي ولم يبلغ ثلاثين سنة، فافتجع لموته كل أهل النجف الأشرف 1).
(77) السيد جواد بن السيد حسين آل السيد مرتضي العاملي العالم الفاضل الأديب الشاعر، له نظم ونثر كثير، منها " الرد علي العامة " 2) و " مفتاح الجنات في الحث علي الصلوات " مطبوع وغيرها.
كان هاجر مع أخيه السيد حيدر إلي النجف، وقرأ علي المرحوم الشيخ موسي شرارة، وهو عمدة من رباهما ونماها حتي صارا يحضران بحث الشيخ محمد حسين الكاظمي والميرزا الرشتي والآخوند الخراساني، وتزوج السيد جواد في النجف ببنت الشيخ العصامي، ثم تركها ورحل إلي جبل عامل، ثم رجع ثم رحل إلي البلاد وطلبه أهل بعلبك بأن يقيم فيهم، فرحل إليهم وأقام فيهم سنين مرجعا للأمور والاحكام، ثم تكدر خاطره منهم ورجع إلي بلاده، ولا أحضر تفصيل حاله اليوم (3.
(78) الشيخ جواد بن الشيخ رضا بن زين العابدين بن بهاء الدين العاملي النجفي عالم فاضل فقيه أصولي، قرأ علي أبيه وعلي علماء عصره كالشيخ صاحب
١) في أعيان الشيعة ٤ / 262: ولد بالنجف الأشرف سنة 1282 وتوفي بالنجف في ذي القعدة سنة 1318.
2) اسمه شمس النهار في الرد علي المنار ".
3) ولد في قرية عبثا سنة 1266 وتوفي في جمادي الأولي سنة 1340. انظر نقباء البشر ص 327.
(١٢٥)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (5)، المرض (1)، الجود (2)، الصّلاة (1)، شهر جمادي الأولي (1)، شهر ذي القعدة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
الجواهر وغيره، وله نظم في الأصول والفقه.
وجد والده السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة من قبل الأمهات، وينتهي نسبه من قبل الاباء إلي الشهيد الأول.
وكان له ولدان الشيخ محمد والشيخ علي ماتا، ولا أعرف اليوم أحدا من ذريتهما، مات الشيخ محمد في كربلا وكان قد سكنها في آخر عمره وكف بصره فيها، كان فاضلا أديبا وشاعرا لبيبا. رحمهم الله جميعا.
(79) الشيخ جواد محيي الدين العاملي النجفي، هو ابن الشيخ علي بن الشيخ قاسم الفقيه المعروف عالم عامل فقيه كامل، أحد شيوخ العرب في النجف المدرسين لكتب الفقه وأئمة الجماعة في الصحن الشريف. كان رجلا صالحا فيه رائحة سلفه الصالح، من بيت علم وجلالة، من أقدم بيوت العلم، لم ينقطع العلم منهم من زمن جدهم الاعلي الشيخ أحمد بن أبي جامع تلميذ الكركي إلي الان. توفي الشيخ جواد سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة بعد الألف في النجف الأشرف (1.
(80) السيد جواد بن محمد الحسيني العاملي، صاحب مفتاح الكرامة ولد في قريتهم شقراء من قري جبل عامل في حدود سنة خمسين ومائة بعد الألف علي ما ذكره بعض أفاضل أرحامه، وهاجر إلي العراق لتحصيل العلم، ونزل كربلا ولازم علي مجلس درس السيد صاحب الرياض وهو الذي رباه
1) ولد نحو سنة 1241. انظر نقباء البشر ص 334.
(١٢٦)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة كربلاء المقدسة (2)، مدينة النجف الأشرف (3)، أحمد بن أبي جامع (1)، محمد الحسيني (1)، الجود (4)، الكرم، الكرامة (1)، الموت (1)، الشهادة (1)، الجماعة (1)
ونماه وقربه وأدناه كما صرح في إجازة لبعض تلامذته، ثم صار يحضر درس الآقا الوحيد البهبهاني.
وبعده هاجر إلي النجف ولازم درس السيد بحر العلوم وكتب تقرير درسه في الحديث، وكان عنوان درس السيد في الحديث كتاب الوافي للمحدث الكاشاني، وأجازه السيد في الرواية.
وقيل: انه حضر علي شيخ الطائفة صاحب كشف الغطاء بعد وفاة السيد بحر العلوم وصنف " مفتاح الكرامة " بالتماسه، كانت كتابته أولا تعليقة علي كشف اللثام، كتب علي باب القصاص من كشف اللثام وفرغ منه في شهر رمضان سنة ست وعشرين ومائتين بعد الألف، وعلي كتاب القضاء إلي أواخر الفصل الثاني في العقود، وعلي كتاب الديات.
ولما فرغ من تعليقه علي باب القصاص عن له أن يكتب علي متن كشف اللثام، أعني القواعد، كما نص عليه في أول تعليقه علي باب القصاص. ولما أخذ في الكتابة علي نفس القواعد بدأ بكتابة الفرائض كتب الطهارة والصلاة والزكاة، ثم عدل إلي المعاملات وكتبها علي الترتيب إلا كتاب السبق والرماية فكتب كتاب العطايا والوقف والصدقة والهبة والاقرار والوصية، ولم يتم كتاب الوصايا بل برز منه إلي آخر البحث الأول من المبحثين الملحقين بالفصل الثالث من أحكام تصرفات المريض، فلم يمهله الاجل لاتمامه وتوفي سنة ست وعشرين ومائتين بعد الألف قبل الشيخ كاشف الغطاء بسنتين.
وبعد كتاب الوصية كتاب النكاح وكتاب الفراق وتوابعه والعتق وكتاب الايمان وتوابعه ثم كتاب الفرائض، والسيد لم يشرح من هذه الكتاب الا بعض كتاب الفرائض وبعض كتاب الوصية.
وله كتاب " شرح طهارة الوافي " تقرير درس السيد بحر العلوم لم يتم،
(١٢٧)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب كشف اللثام للفاضل الهندي (2)، العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، شهر رمضان المبارك (1)، القصاص (3)، الكرم، الكرامة (1)، المرض (1)، الوصية (2)، الدية (1)، الوفاة (1)، الطهارة (2)، الترتيب (1)
وله رسائل شتي في مسائل متفرقة، مثل رسالته في مسألة " المقيم إذا خرج عن محل الترخص بقصد العود "، ورسالة في " القراءة "، و " حاشية علي طهارة المدارك " تقرير درس الشيخ حسين نجف وصل فيها إلي مسألة تنجيس القليل بالملاقاة، و " حاشية علي الروضة " من كتاب المضاربة والوديعة والعارية والمزارعة والمساقاة وبعض الوصايا وتمام النكاح وبعض الطلاق، و " حاشية علي تجارة القواعد " وهي من تقرير السيد بحر العلوم بدأ فيها بتفسير العوض وختم بمبحث ملك العبد، و " حاشية علي كتاب الدين وعلي كتاب الرهن من قواعد العلامة " وهي تقريرات درس شيخ الطائفة الشيخ جعفر، أولها قوله " ويملك المقترض " إلي آخر الرهن، ورسالة في مسألة " العصير العنبي والزبيبي " وهي أيضا من تقرير درس الشيخ جعفر، ورسالة في " رد الأخبارية "، ومسألة " المواسعة والمضايقة " كتبها بأمر السيد صاحب الرياض، ورسالة في " الشك في الجزئية والشرطية " في العبادات، وله " منظومة في الرضاع "، و " منظومة في الخمس "، و " منظومة في الزكاة "، وله " شرح وافية التوني " في مجلدين، وحاشية علي تهذيب الأصول " ناقصة، " وحاشية علي مقدمة الواجب علي المعالم "، وله " إجازة كبيرة " ذكر فيها جملة من مباحث علم الدراية.
كان واحد عصره في طول الباع وكثرة الاطلاع علي كلمات الفقهاء، وكان الشيخ صاحب الجواهر أولا من تلامذته المتخرجين عليه، ثم صار إلي درس الشيخ صاحب كشف الغطاء بعد رجوع الشيخ من سفر إيران.
ويروي السيد جواد عن أستاده المير سيد علي والشيخ صاحب كشف الغطاء والميرزا المحقق القمي صاحب القوانين والآقا الوحيد البهبهاني والسيد بحر العلوم المهدي وغيرهم مما ذكرهم في اجازته الكبيرة.
ويروي عنه جماعات من الفحول كالشيخ صاحب الجواهر والسيد صدر
(١٢٨)
صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (1)، الجود (1)، الزكاة (1)، الرهان (2)، الرضاع (1)، التجارة (1)، الخمس (1)
الدين وأمثالهما من الاعلام، ومنهم ولده السيد الجليل السيد محمد، فإنه يروي عن أبيه كل طرقه، ولا عقب له الا منه.
وللسيد محمد ثلاثة أولاد أمجاد، وهم السيد حسن والسيد حسين والسيد عباس. رحمهم الله جميعا. والموجود اليوم بعض أولادهم. والسيد عباس منهم لم يعقب، وكان فاضلا أديبا. رحمة الله عليه.
وكان للسيد حسن ولد فاضل جدا اسمه السيد جواد. توفي رحمة الله عليه.
(81) السيد جواد ابن السيد محمد علي ابن السيد صدر الدين عالم عامل فاضل كامل مهذب ناسك، من المجاهدين في الدين والنافعين في تربية المؤمنين، أحد علماء أصفهان اليوم - زاد الله في شرفه.
اشتغل في النجف علي جماعة من أعلامها، ورجع ولازم درس حجة الاسلام الشيخ محمد باقر بن الشيخ محمد تقي صاحب الحاشية، وتكمله في المعارف علي العالم الرباني الشيخ محمد حسين بن الشيخ محمد باقر المذكور قدس سره. أدام الله له توفيقه (1.
1) توفي سنة 1357. انظر نقباء البشر ص 346.
(١٢٩)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة إصفهان (1)، الجود (2)

باب الحاء المهملة

باب الحاء المهملة (82) حبيب بن أوس الطائي العاملي الشامي الشاعر الشهير الذي أخمل في زمانه خمسمائة شاعر كلهم مجيد.
كان تولده سنة مائة وتسعين، وقيل سنة 188، وقيل سنة 192، وتوفي سنة 228، وقيل 231، وقيل 222 بالموصل 1).
وذكر ابن الغضائري أنه توفي في أيام الامام أبي جعفر الجواد (2. وفيه نظر، لان وفاة الإمام عليه السلام سنة عشرين ومائتين، والكلمة متفقة علي أن وفاة أبي تمام بعدها، فوفاة الجواد " ع " في أيام أبي تمام لا العكس علي كل حال.
١) وقيل في تاريخ ولادة أبي تمام ووفاته غير هذه التواريخ أيضا. أنظر وفيات الأعيان ٢ / ١١ - ٢٦.
٢) خلاصة الأقوال ص ٦١.
(١٣٠)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام محمد بن علي الجواد عليهما السلام (1)، ابن الغضائري (1)، حبيب بن أوس (1)، الجود (1)، الوفاة (1)
وذكر له في الأصل ترجمة حسنة 1). ويظهر من ابن الغضائري (2 أنه وجد له قصيدة يذكر فيها الأئمة إلي الجواد عليهم السلام، قال: انه توفي في أيامه 3).
وقد عرفت التأمل فيما ذكر.
ونص الشيخ رشيد الدين ابن شهرآشوب في كتاب المناقب أنه وجد شعر أبي تمام في الأئمة عليهم السلام الاثني عشر إلي المهدي عليه السلام (4.
وقال أبو الفتح محمد بن إسحاق بن أبي يعقوب النديم المعروف بابن النديم في كتابه المعروف بالفهرست: أبو تمام حبيب بن أوس الطائي، وله من الكتب كتاب " الحماسة "، كتاب " الاختيار من شعر (الشعراء "، كتاب " الاختيار من شعر) القبائل "، كتاب " الفحول ". قال: لم يزل شعره غير مؤلف، يكون (نحو) مائتي ورقة إلي أيام الصولي، فإنه عمله علي الحروف نحو ثلاثمائة ورقة، وعمله علي بن حمزة الأصفهاني أيضا فجود فيه، علي غير الحروف بل علي الأنواع 5).
أقول: وهو المطبوع المتداول اليوم بين أيدي الناس، وفيه قصيدته الرائية التي يقول فيها:
ويوم الغدير استوضح الحق أهله * بفيحاء لا فيها حجاب ولا ستر أقام رسول الله يدعوهم بها * ليقربهم عرف وينهاهم نكر يمد بضبعيه ويعلم أنه * ولي ومولاكم فهل لكم خبر
١) أمل الآمل ٢ / ٥٠ - ٥٥.
٢) في الأصل " أبي الفضل يري "؟
٣) خلاصة الأقوال ص ٦١.
٤) المناقب لابن شهرآشوب ١ / ٣١٢.
٥) الفهرست لابن النديم ص 190، والزيادتان منه.
(١٣١)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، الإمام محمد بن علي الجواد عليهما السلام (1)، يوم عرفة (1)، ابن الغضائري (1)، ابن شهرآشوب (2)، حبيب بن أوس (1)، محمد بن إسحاق (1)، ابن النديم (1)
يروح ويغدو بالبيان لمعشر * يروح بهم غمر ويغدو بهم غمر فكان له جهر باثبات حقه * وكان لهم في بزهم حقه جهر ومنها:
فعلتم بأبناء النبي ورهطه * أفاعيل أدناها الخيانة والغدر ومن قبله أخلفتم لوصيه * بداهية دهياء ليس لها قدر فجئتم بها بكرا عوانا ولم يكن * لها قبلها مثلا عوان ولا بكر أخوه إذا عد الفخار وصهره * فلا مثله أخ ولا مثله صهر وشد به أزر النبي محمد * كما شد من موسي بهارونه الازر طغي من عليها واستبدوا برأيهم * قولهم الا أقلهم الكفر منها يخاطب أمير المؤمنين عليه السلام أحجة رب العالمين ووارث ال * نبي ألا عهد وفي ولا أصر إلي أن قال:
لكم ذخركم ان النبي ورهطه * وجيلهم ذخري إذا التمس الذخر جعلت هواي الفاطميين زلفة * إلي خالقي ما دمت أو دام لي عمر وهي ثلاث وسبعون بيتا وكان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب غير المقاطيع. وكان صار إلي مصر في أول صباه، ثم قدم بغداد أيام المعتصم وأقام عنده وقدمه علي غيره.
قال ابن رشيق في العمدة: وليس في المولدين أشهر أسماء من الحسن ثم الحبيب والبحتري، ويقال انهما أخملا في زمانهما خمسمائة شاعر كلها مجيد.
قلت: الثلاثة من الشيعة. والحمد لله 1).
١) في أعيان الشيعة ٤ / 391: وتبعه بعض المعاصرين فوصفه بالعاملي ولم يكن عامليا بل أصله من جاسم من قري جيدور.
(١٣٢)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة بغداد (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
(83) السيد حسن العيناثي العاملي كان من المشايخ العرفاء والصلحاء، وقد قال السيد محمد بن محمد (بن) الحسن الحسيني العاملي الشهير بابن القاسم في كتاب " الاثني عشرية في المواعظ العددية " أنه: لقد أخبرني بعض من الأصدقاء ممن أثق بقوله أن سيدا من جملة سادات قرية عيناثا يقال له السيد حسن كان من أهل الكشف والكرامات، وربما كان في زماننا مشهورا في بلادنا، وكان كلما عرض لاحد من الناس أمر من الأمور أرسل إليه يستشيره فيه، فيكتب له رقعة فيها لفظة " ضمير " لا يزيد عليها شيئا، فيكتب السيد حسن تحت هذا " هذا الضمير نويت علي فعل كذا وكذا "، فان كان فيه صلاح أمره بفعله وإلا نهاه عن ذلك وذكر وجه فساده. انتهي - كذا في رياض العلماء (1. فلاحظ.
(84) الشيخ حسن العاملي، والد الشيخ الفقيه درويش محمد العاملي المذكور في الأصل قال في مرآة الأحوال: كان الشيخ حسن مجتهدا كاملا أوحديا فاضلا عارفا مروجا لمذهب الاثني عشرية، والعجب أن الحر العاملي أهمل ترجمته في أمل الآمل انتهي.
وقد عرفت فيما تقدم أن ابنه الشيخ درويش يروي عن المحقق الكركي، وأنه جد التقي المجلسي من قبل أمه، فلا خفاء في طبقة صاحب الترجمة.
1) رياض العلماء 1 / 295.
(١٣٣)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ الحر العاملي (1)، العلامة المجلسي (1)، يوم عرفة (1)، محمد العاملي (1)، محمد بن محمد (1)
(85) الشيخ حسن القبيسي العاملي 1) عالم عامل فاضل علامة محقق مدقق مدرس في أكثر العلوم في مدرسته بالكوثرية، تخرج عليه جماعة من الأفاضل، منهم حمد بيك بن محمد بن محمود ابن نصار أخو ناصيف نصار صاحب الزعامة في بلاد بشارة عموما، كان شاعرا عالما مروجا لأهل العلم.
وكان الشيخ حسن من أجلاء العلماء الذين أحيوا البلاد بالعلم بعد خرابها من جهة الجزار حتي أهلكه الله سنة تسع عشرة ومائتين بعد الألف، وبعدها هدأت البلاد أيام سليمان باشا وعمرت عمرانا زائدا وفتحت مدرسة الكوثرية للشيخ حسن المذكور وقام فيها العلم وتربي فيها الفضلاء.
(86) الشيخ حسن محيي الدين، من آل أبي جامع، العاملي النجفي كان عالما فاضلا كثير الإحاطة بالفقه، قرأ علي الشيخ قاسم محيي الدين، وقرأ عليه الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر في أوائل أمره المقدمات، وكان زاهدا غير متطلب للدنيا محبا للخمول - كذا قاله الشيخ جواد بن الشيخ علي ابن الشيخ قاسم محيي الدين في رسالته من آل أبي جامع.
1) في الكرام البررة ص 299: أن القبيسي هذا من تلامذة السيد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر كاشف الغطاء، وأنه عاد إلي بلاده في سنة 1213، وأنه توفي سنة 1258.
(١٣٤)
صفحهمفاتيح البحث: الجود (1)، الهلاك (1)، العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، الكرم، الكرامة (1)
[87] السيد حسن نور الدين من علماء عصر احمد الجزار، ذكره بعض علماء جبل عامل في المتأخرين عن صاحب الأصل.
(88) السيد حسن بن السيد إبراهيم العاملي عالم عامل فاضل جليل فقيه كامل، تخرج علي الشيخ مرتضي " ره " والشيخ محمد حسين الكاظمي وتزوج ابنته ورجع إلي بلاده وفتحت مدرسته برئاسته مقدار أربع سنين ولم تستمر.
وله أولاد علماء أفاضل، هاجروا إلي النجف وحصلوا القسط الوافر من العلم، خصوصا ولده الأكبر السيد محمد، فإنه من الأفاضل.
توفي السيد حسن سنة تسع وعشرين ثلاثمائة بعد الألف.
(89) الشيخ حسن بن أبي جامع العاملي كان من أجلة تلامذة الشيخ علي الكركي، ورأيت بعض فوائده وفتاواه، وكانت حسنة الفوائد، ولم أعثر إلي الان علي مؤلف له. فلاحظ - قاله المولي عبد الله أفندي في رياض العلماء 1).
1) رياض العلماء 1 / 142.
(١٣٥)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)
(90) عز الدين أبو المكارم الحسن بن (أحمد بن) (1 يوسف بن علي الكركي المعروف بابن العشرة، بكسر العين المهملة وسكون الشين المعجمة ثم الراء المفتوحة ثم الهاء هو الفقيه العالم الفاضل الكامل الزاهد، وصفه الشهيد الأول بما لفظه " كان من العلماء الفضلاء وأولاد المشايخ الاجلاء، وحج بيت الله كثيرا نحو أربعين حجة، وكان له علي الناس مبار ومنافع، وقرأ علي السيد حسن بن نجم الدين الأعرج. وفي سنة 862 توفي بكرك نوح بعد أن حفر لنفسه قبرا، وكان كثير الورع والدعاء. رضي الله عنه وأرضاه 2).
(91) السيد فخر الدين حسن بن أيوب، المعروف بابن نجم الأعرج الحسيني الأطراوي العاملي من أعاظم السادة الأجلة وكبراء الدين والملة، أستاد العلماء في عصره ومرجع الشيعة في الدين (3.
وقد جمع الشيخ أبو القاسم ابن طي في كتاب المسائل فتاوي السيد حسن ابن نجم وفتاوي الشهيد علي ترتيب أبواب الفقه وسماه " المسائل المفيدة
١) مشوش في المصورة، وانظر أعيان الشيعة ٥ / ١٧.
٢) هذه الترجمة مشطوب عليها في الأصل، وسيأتي برقم (١٠٥) مع تغيير يسير في النسب وبسط أكثر مما هنا.
٣) انظر الخلاف في المترجم أعيان الشيعة ٥ / 24.
(١٣٦)
صفحهمفاتيح البحث: أبو المكارم (1)، الحسن بن أحمد (1)، الحج (1)، الشهادة (2)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (2)
بالألفاظ الحميدة لذوي الألباب والبصائر السديدة "، وعندي نسخة منه فرغ ناسخها منه سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، وهو المعروف عند الفقهاء بمسائل ابن طي.
ويروي السيد حسن بن نجم عن السيدين الأخوين ضياء الدين وعميد الدين ابني مجد الدين أبي الفوارس أستاد الشهيد الأول.
والسيد حسن بن نجم هو جد السيد حسن بن جعفر أستاد الشهيد الثاني.
والعجب من الشيخ الحر كيف أغفل هذا الجليل 1)، وذكره المولي عبد الله أفندي في رياض العلماء، قال: كان من أجلة العلماء وأكابر الفقهاء، من تلامذة الشهيد قدس الله روحه. انتهي 2).
(92) السيد ضياء الدين أبو تراب الحسن الموسوي الحسيني الكركي فاضل عالم كامل، وهو والد السيد حسين المجتهد العاملي المشهور وجد الصدر الكبير آميرزا حبيب الله.
ويروي السيد حسين المجتهد المذكور في كتاب " دفع المناواة عن التفضيل والمساواة " كثيرا من الفوائد والإفادات عن والده هذا. انتهي من رياض العلماء 3).
١) ذكر الحر في أمل الآمل ٢ / 63 السيد حسن بن أيوب بن نجم الدين الأعرج الحسيني، ويعتقد بعض أنه متحد مع المترجم له هنا.
2) رياض العلماء 1 / 162.
3) رياض العلماء 1 / 331.
(١٣٧)
صفحهمفاتيح البحث: الشهادة (2)
(93) أبو منصور الشيخ حسن صاحب المعالم ابن الشيخ زين الدين الشهيد ذكره في الأصل 1)، وذكره سبطه الشيخ علي بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن زين الدين في الدر المنثور، وسيأتي ما ذكره تفصيلا 2).
ولما مات الشهيد زين الدين كفل الشيخ حسن جدنا الاعلي السيد علي بن الحسين المشتهر بابن أبي الحسن تلميذ الشهيد والد السيد محمد صاحب المدارك ووالد جدنا السيد علي نور الدين، وكان الشيخ حسن ربيبه، تزوج بأمه وأولدها جدنا السيد نور الدين، فالشيخ حسن أخو جدنا السيد نور الدين لامه والسيد صاحب المدارك أخو جدنا لأبيه.
وكان الشيخ زين الدين الشهيد زوج ابنته من زوجته الأولي جدنا الاعلي السيد علي بن السيد حسين فأولدها السيد محمد صاحب المدارك، ولذا يعبر عن الشهيد الثاني صاحب المدارك بجدنا. فالشيخ حسن خال السيد محمد صاحب المدارك وأخو أخيه جدنا السيد نور الدين.
وأيضا الشيخ حسن قدس سره جدنا من قبل بعض الأمهات، فان أم جدي السيد محمد علي وأخيه السيد صدر الدين بنت الشيخ علي بن الشيخ يحيي بن الشيخ علي صاحب الدر المنثور ابن الشيخ محمد بن الشيخ حسن صاحب المعالم.
وكان الشيخ حسن صاحب المعالم والسيد محمد صاحب المدارك كفرسي رهان ورضيعي لبان، وكانا متآخيين في الله بحيث إذا سبق أحدهما المسجد
١) أمل الآمل ١ / ٥٧ - ٦٣.
٢) الدر المنثور ٢ / 199 - 209.
(١٣٨)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ حسن إبن الشهيد الثاني صاحب المعالم (2)، الزوجة (1)، الموت (1)، الشهادة (4)، السجود (1)، الزوج، الزواج (2)
وجاء الاخر اقتدي به، وهاجرا إلي النجف واشتركا في الدرس علي المقدس الأردبيلي، وكانا سألاه أن يعلمهما ما هو دخيل في الاجتهاد، فأجابهما إلي ذلك، فأعلمهما أولا شيئا من المنطق وأشكاله الضرورية، ثم شرح العميدي علي تهذيب الأصول الا ما لا دخل له في الاجتهاد من مباحثه، وكان المقدس حينئذ مشغولا بشرحه علي الارشاد وكان يعطيهما أجزاء منه ويأمرهما بالنظر فيها واصلاحها.
ويظهر من تاريخ تملك صاحب المعالم للجمهرة التي عندي وعليها خطه أنه اشتراها في الغري في أوائل شهر رمضان من سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة أن عمره حينئذ أربعة وعشرين سنة، لان تولده كان تسع وخمسين وتسعمائة، فيكون مهاجرته إلي العراق في ذلك السن.
والمحكي في غير موضع أنهما لم يبقيا في النجف الا مدة قليلة سنتين أو أكثر بقليل، وعلي ما ذكره السيد المعاصر في الروضات من أن قدومهما الغري كان سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة يكون مكثهما أكثر من عشر سنين (21. وهو وهم قطعا، فان ذلك هو تاريخ وفاة أستاذهما المقدس الأردبيلي وقد نص الشيخ علي السبط في الدر المنثور أن الشيخ حسن لما رجع إلي البلاد صنف المعالم والمنتقي وأرسلهما إلي أستاذه ووصلا قبل وفاة ملا احمد رحمه الله. انتهي.
وأما ما ذكره الشيخ علي السبط في ترجمة جده في الدر المنثور هذا صورته، قال:
أن الشيخ حسن رحمه الله كان فاضلا محقق ومتقنا مدققا وزاهدا تقيا وعالما رضيا وفاضلا ذكيا، بلغ من التقوي والورع أقصاهما ومن الزهد والقناعة منتهاهما ومن الفضل والكمال ذروتهما وأسناهم.
وحق علي ابن الصقر ان يشبه الصقرا
1) روضات الجنات 2 / 298.
(١٣٩)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، شهر رمضان المبارك (1)، الزهد (1)، الوفاة (2)
كان لا يحوز قوت أكثر من أسبوع - أو شهر الشك مني فيما نقلته عن الثقات - لأجل القرب إلي مواساة الفقراء والبعد عن التشبه بالأغنياء، وشاهدي علي حاله وفضله ما حرره من المصنفات وحققه من المؤلفات، فمن عرفها حق المعرفة أذعن بثبوت دعوي هذه الصفة.
كان ينكر كثرة التصنيف مع عدم تحريره ويبذل جهده في تحقيق ما ألفه وتحبيره، فتظلع من علوم الحديث والرجال والفقه والأصول مستغنيا بما يحتاج إليه مما سواها من المعقول والمنقول.
كان هو والسيد الجليل السيد محمد ابن أخته قدس الله روحيهما في التحصيل كفرسي رهان ورضيعي لبان، وكان متقاربين في السن، وبقي بعد السيد محمد بقدر تفاوت ما بينهما في السن تقريبا، وكتب علي قبر السيد محمد " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "، ورثاه بأبيات كتبها علي قبره، وهي قوله - وربما كان في بعض الألفاظ تغييرا ما -:
لهفي لرهن ضريح صار كالعلم * للجود والمجد والمعروف والكرم قد كن للدين شمسا يستضاء به * محمد ذو المزايا طاهر الشيم سقي ثراه وهناه الكرامة والريحان * والروح طرا بارئ النسم والحق أن بينهما فرقا في دقة النظر يظهر لمن تأمل مصنفاتهما، وأن الشيخ حسن كان أدق نظرا وأجمع من أنواع العلوم، وكان مدة حياتهما إذا اتفق سبق أحد منهما إلي المسجد وجاء الاخر بعده يقتدي به في الصلاة، وكان كل منهما إذا صنف شيئا يرسل أجزاءه إلي الاخر وبعده يجتمعان علي ما يوجب البحث والتحرير. رحمهما الله تعالي. ومثل هذا عزيز وقوعه من أبناء الزمان. وكان إذا رجح أحدهما مسألة وسئل عنها غير يقول: ارجعوا إليه فقد كفاني مؤنتها.
(١٤٠)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب الثقات لابن حبان (1)، القبر (2)، الطهارة (1)، الكرم، الكرامة (1)، السجود (1)، الصّلاة (1)
استشهد والده قدس سره في سنة خمس وستين وتسعمائة كما تقدم نقله.
وبخطه الشريف عندي ما صورته:
" مولد العبد الفقير إلي عفو الله وكرمه حسن بن زين الدين بن علي بن أحمد بن جمال الدين بن تقي الدين عفي الله عن سيئاتهم وضاعف حسناتهم في العشر الأخير من شهر الله الأعظم شهر رمضان سنة تسع وخمسين وتسعمائة.
اللهم اختم بخير فإنك ولي كل خير ".
وبخطه أيضا ما لفظه:
" وبخط والدي رحمه الله بعد ذكر تواريخ اخوتي ما هذا لفظه: ولد أخوه حسن أبو منصور جمال الدين عشية الجمعة سابع عشري من شهر رمضان المعظم سنة تسع وخمسين وتسعمائة والشمس في ثالثة الميزان والطالع زحل.
اجعل اللهم خلقتنا إلي خير يا من بيده كل خير ".
(فيكون سنه الشريف وقت وفاة والده قريبا من ست سنين) 1) وقد تقدم عن سيد علي الصائغ رحمه الله أن وفاة والده كانت في رجب (فيكون سنه ذلك الوقت أربع سنين وأشهرا) 2)، وقد كان والده قدس الله روحه علي ما بلغني من جماعة من مشايخنا وغيرهم له الاعتقاد التام في المرحوم المبرور العالم العامل السيد علي الصائغ وانه كان يرجو من فضل الله أن رزقه الله ولدا أن يكون مربيه ومعلمه السيد علي المذكور، فحقق الله رجاه وتولي السيد علي الصائغ والسيد علي بن أبي الحسن رحمهما الله تربيته إلي أن كبر وقرأ عليهما، خصوصا علي السيد علي الصائغ هو والسيد محمد أكثر العلوم التي استفادها من والده من معقول ومنقول وفروع وأصول وعربية ورياضي، ولما انتقل السيد
1) بين المعقوفين من كلام الصدر وليس من الدر المنثور.
2) الزيادة من المصدر، وهذا التاريخ مناف لما قاله الصدر.
(١٤١)
صفحهمفاتيح البحث: شهر رجب المرجب (1)، شهر رمضان المبارك (2)، علي بن أبي الحسن (1)، زين الدين بن علي (1)، علي الصائغ (4)، جمال الدين (2)، الشهادة (1)، الوفاة (2)
علي إلي رحمة الله ورد الفاضل الكامل مولانا عبد الله اليزدي تلك البلاد فقرءا عليه في المنطق والمطول وحاشية الخطائي وحاشيته عليها، وقرءا عنده تهذيب المنطق، وكان يكتب عليه حاشية في تلك الأوقات وهي عندي بخط الشيخ حسن، وبلغني أن ملا عبد الله كان يقرا عليهما في الفقه والحديث.
ثم سافر هو والسيد محمد إلي العراق إلي عند مولانا احمد الأردبيلي قدس الله روحه، فقالا له: نحن ما يمكننا الإقامة مدة طويلة ونريد أن نقرأ عليك علي وجه نذكره ان رأيت ذلك صلاحا. قال: ما هو؟ قالا: نحن نطالع وكل ما نفهمه ما نحتاج معه إلي تقرير بل نقرأ العبارة ولا نقف وما يحتاج إلي البحث والتقرير فتكلم فيه. فأعجبه ذلك وقرءا عنده كتبا في الأصول والمنطق والكلام وغيرها مثل شرح المختصر للعضدي وشرح الشمسية مع حاشيته وشرح المطالع وغيره.
وكان قدس الله روحه يكتب شرحا علي الارشاد ويعطيهما أجزاء منه ويقول:
أنظروا في عباراته وأصلحوا منها ما شئتم فاني أعلم أن بعض عبارتي غير فصيح.
فانظروا إلي حسن هذه النفس الشريفة.
وكان جماعة من تلامذة ملا احمد يقرأون عليه شرح المختصر للعضدي وقد مضي لهم مدة طويلة وبقي منه ما يقتضي صرف مدة طويلة أخري حتي يتم، وهما إذا قرءا يتصفحان أوراقا حال القراءة من غير سؤال وبحث، وكان يظهر من تلامذته تبسم علي وجه الاستهزاء بهما علي هذا النحو من القراءة، فلما عرف ذلك منهم تألم كثيرا منهم وقال لهم: عن قريب يتوجهون إلي بلادهم وتأتيكم مصنفاتهم وأنتم تقرأون في شرح المختصر.
وكانت إقامتهما مدة قليلة لم يحضرني قدرها، ولما رجعا صنف الشيخ حسن المعالم والمنتقي والسيد محمد المدارك، ووصل بعض ذلك إلي العراق قبل وفاة ملا احمد رحمه الله.
(١٤٢)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (2)، الوفاة (1)
وطلب الشيخ حسن من مولانا احمد شيئا من خطه ليكون عنده ياد گارأ 1)، فكتب له بعض أحاديث في الصحيفة التي عندي بخطه قدر ورقة، وكتب في آخرها " كتبه العبد احمد لمولاه امتثالا لامره ورجاءا لتذكره وعدم نسيانه إياه في خلواته وعقيب صلواته، وفقه الله لما يحبه ويرضاه بمنه وكرمه بمحمد وآله، وصلي الله عليه وآله " انتهي.
وفي تلك الصحيفة (صفحة) بخط الشيخ الجليل الشيخ بهاء الدين قدس الله روحه كتب فيها كلمات حكيمة، وفي آخرها " كتب هذه الكلمات امتثالا لأمر (سيده) صاحب الكتاب حرس مجده وكبت ضده أقل العباد بهاء الدين الجباعي أصلح الله شانه، سائلا منه اجراءه علي خاطره الخطير وعدم محوه عن لوح ضميره المنير، سيما في محال الإنابات ومظان الإجابات، وذلك سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة " انتهي.
وكان اجتماعهما في كرك نوح لما سافر الشيخ بهاء الدين إلي تلك البلاد.
ولما رجع من العراق اشتغل بالتدريس والتصنيف، وقرأ عليه والدي جملة من كتب العلوم معقولا ومنقولا وفروعا وأصولا، حتي أنه قرأ عليه شرح الشرائع من أوله إلي آخره علي ما بلغني والمنتقي والمعالم وغيرهما وتخرج عليه، وقرأ مدارك السيد محمد وشرح مختصره عليه وغيره ذلك.
واستفاد من جدي (المرحوم) جماعة كثيرة من الفضلاء، مثل السيد نور الدين والشيخ ونجيب الدين والشيخ حسين بن الظهير وغيرهم، وذكرهم جميعا يحوج إلي التطويل.
جده من جهة أمه الشيخ الكامل الفاضل صاحب الذهن الوقاد والفكر النقاد والفطرة السليمة الشيخ محيي الدين قدس الله نفسه.
1) كلمة فارسية بمعني التذكار، وهي في الدر المنثور " تذكارا ".
(١٤٣)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، نجيب الدين (1)
ولقد بلغني عن بعض فضلاء العجم - وهو خليفة سلطان قدس الله روحه وكان مصنفا ومتصديا لتدريس المعالم وشرح اللمعة ومطالعة كتب مصنفيهما وكان له فيهما اعتقاد حسن - أنه قال يوما ما معناه: كنت أسمع أن الشيخ حسن توفي في أثناء تصنيف المنتقي والمعالم، ومن كان هكذا فكره وتحقيقه ليس عجبا وفاته في مثل هذا التصنيف والفكر فيه.
وله قدس سره مصنفات وفوائد (ورسائل) وخطب اطلعت منها علي كتاب " منتقي الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان " مجلدان، وكتاب " معالم الدين وملاذ المجتهدين " مقدمته أصول وبرز من فروعه مجلد، و " حاشية علي مختلف الشيعة " (مجلد) عندي بخطه، وكتاب " مشكاة القول السديد في تحقيق معني الاجتهاد والتقليد " ذهب فيما ذهب من الكتب، وكتاب " الإجازات "، و " التحرير الطاوسي " في الرجال مجلد، ورسالة " الاثنا عشرية " في الطهارة والصلاة، وله " ديوان شعر " كان في بلادنا بخطه سمعت أنه (باق) عند أولاد الشيخ نجيب الدين مجلد، و " مجموع " جمعه بخطه يحتوي علي نفائس الشعر والفرائد له ولغيره وهو عندنا بخطه، و " مجموع " آخر بخطه انتخب فيه من فصول نسيم الصبا عشرة فصول وفيه فوائد وحكايات وأشعار، (وكان عندنا بخطه كتب كثيرة بقي منها القليل).
انتقل إلي جوار الله في سنة إحدي عشرة بعد الألف، ولا يحضرني خصوص الشهر واليوم، ودفن في بلدة جبع. قدس الله روحه ونور ضريحه، فيكون سنه اثنتين وخمسين سنة وشيئا.
ثم حكي قطعة من شعره المذكور في الأصل، ثم قال: وقد سمعت من بعض مشايخنا وغيرهم أنه لما حج كان يقول لأصحابه: نرجو من الله سبحانه أن نري صاحب الامر عليه السلام فإنه يحج في كل سنة فلما وقف بعرفة أمر
(١٤٤)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب منتقي الجمان للشيخ حسن صاحب المعالم (1)، الاجتهاد و التقليد (1)، يوم عرفة (1)، نجيب الدين (1)، الحج (2)
أصحابه أن يخرجوا من الخيمة ليتفرغ لأدعية عرفة ويجلسوا خارجا مشغولين (بالدعاء)، فبينما هو جالس إذ دخل عليه رجل لا يعرفه فسلم وجلس. قال:
فهبت منه ولم أقدر علي الكلام، فكلمني بكلام نقل لي ولا يحضرني الان وقام، فلما قام وخرج خطر ببالي ما كنت رجوته وقمت سريعا فلم أره، وسألت أصحابي فقالوا: ما رأينا أحدا دخل عليك، وهذا معني ما سمعته. والله أعلم. انتهي 1).
وعندي من شعره أبيات غير ما ذكره في الأصل وغير ما في الدر المنثور، وهي قوله:
لحسن وجهك للعشاق آيات * ومن لحاظك قد قامت قيامات يا ظالما في الهوي حكمت مقلته * في مهجتي فبدت منها جنايات تفديك نفسي هل للهجر من أمد * يقضي وهل لاجتماع الشمل ميقات ما العيش إلا ليال بالحمي سلفت * يا ليتها رجعت تلك اللييلات ساعات وصل بطيب الوصل قد سمحت * تجمعت عندنا فيها المسرات نامت صروف الليالي عن تقلبها * بنا فكم قضيت فيها لبانات سقيا لها من سويعات نظن بها * إذ صفوة العمر هاتيك السويعات
١) الدر المنثور ٢ / 199 - 209.
(١٤٥)
صفحهمفاتيح البحث: يوم عرفة (1)
ما كنت أحسب أن الدهر يسلبها * وانه لحبال الوصل بتات ولم أكن قبل آن الهجر معتقدا * أن الحبيب له بالوصل عادات كم قد شكوت له وجدي عليه فلم * يسمع ولم تجد لي تلك الشكايات وكم نثرت عقود الدمع مرتجيا * لعطفه وهو ثاني العطف بتات كيف احتيالي فيمن لا يرققه * ذاك الصريخ ولا هذي الإشارات ظبي من الانس في جنات وجنته * تفتحت من زهور الروض وردات يصطاد باللحظ منا كل جارحة * وكل قلب به منا جراحات يا لائمي بالهوي جهلا بمعذرتي * دع عنك لومي فما تجدي الملامات ان الملامة ليست لي بنافعة * من بعد ما عبثت في الصبابات حان الرحيل من الدنيا فقد ظهرت * من المشيب له عندي أمارات يا ضيعة العمر لم أعمل لآخرتي * خيرا ولا لي في دنياي لذات
(١٤٦)
صفحهمفاتيح البحث: الضياع (1)، الجهل (1)
وتوفي أول محرم سنة إحدي عشرة بعد الألف في جبع ودفن قرب تربة صاحب المدارك وقبرهما مزار إلي اليوم.
وقد وهم صاحب حدائق المقربين حيث زعم أن وفاته في النجف الأشرف.
(94) الشيخ جمال الدين حسن بن زين الدين بن فخر الدين بن علي بن أحمد العاملي، من ذرية الشهيد الأول ذكره الشيخ شرف الدين الشهيدي في اجازته للفاضل التبريزي ووصفه ب " زين الأتقياء وفخر العلماء وزبدة الفضلاء المؤتمن جمال الدين حسن ".
وروي عنه بواسطة ابنه شمس الدين علي.
ويروي الشيخ جمال الدين المذكور عن أبيه زين الدين عن أبيه فخر الدين عن أبيه الشيخ احمد الشهيدي عن 1) الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي عن شيخه محمد بن محمد بن محمد بن داود ابن عم الشهيد عن الشيخ ضياء الدين ابن الشهيد عن أبيه الشهيد. قدس الله أرواحهم.
(95) الشيخ حسن بن الشيخ حسين بن الشيخ محيي الدين بن الشيخ عبد اللطيف الجامعي الحارثي العاملي ذكره السيد عبد الله سبط المحدث الجزائري في اجازته الكبيرة فقال:
كان عالما فاضلا أديبا جامعا للفنون مهذابا وقورا كثير الصمت لينا هينا، يروي
1) كذا في المصورة، وفي الأعيان 5 / 99 - وقد نقل هذه الترجمة من هذا الكتاب بعينها من دون ذكر المصدر - " ابن "، ولعله هو الأنسب.
(١٤٧)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، علي بن عبد العالي (1)، محمد بن محمد بن داود (1)، علي بن أحمد (1)، جمال الدين (3)، الشهادة (4)، الصمت (1)
عن أبيه وأخيه الشيخ علي الساكن ببلدة خلف آباد وقدم علينا الحويزة مرارا وكنت ألازمه ليلا ونهارا (فكان) يفاوضني في المسائل ويلقنني من فضله كل نائل ونهاني عن التقليد ويفيدني في كل طارف وتليد ويأمرني بالنظر في الاخبار ويلاطفني ملاطفة الوالد الشفيق علي الولد البار، توفي في سنة الثلاثين من المائة الثاني عشر. انتهي.
(96) الشيخ حسن بن سليمان بن حسين بن محمد بن أحمد (بن الحسن) 1) ابن سليمان العاملي رأيت بخطه سرد نسبه كما ذكرنا في آخر ما نسخه لنفسه من مجلد الجهاد إلي النكاح من الوسائل وفرغ منه سنة 1117.
وذكر في الأصل أنه نباطي فاضل صالح معاصر 2).
(97) الشيخ حسن بن سليمان العاملي عالم عامل فاضل جليل، من شركاء السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة في الدرس، تخرج علي السيد أبي الحسن بن حيدر في مدرسته في شقرا.
كان الشيخ حسن بن سليمان من العلماء الزهاد العباد الذين يقربهم أهل البلاد.
١) ليست الزيادة في أمل الآمل.
٢) أمل الآمل ١ / 63.
(١٤٨)
صفحهمفاتيح البحث: محمد بن أحمد بن الحسن (1)، الحسن بن حيدر (1)، الجود (1)، الكرم، الكرامة (1)
(98) عز الدين أبو محمد الحسن بن سليمان بن محمد العاملي 1) من تلامذة الشهيد الأول، قرأ عليه ورأيت إجازة له ولجماعة له محكية عن خط الشهيد، وصفه الشهيد بما هذا صورته " والشيخ الصالح الورع الدين العدل عز الدين أبي محمد الحسن بن سليمان بن محمد الحلي مولدا العاملي المتحد " 2) إلي آخر من عده من شركائه في القراءة 3).
(99) الشيخ أبو علي الحسن بن طاهر الصوري العاملي، وفي بعض النسخ الشيخ أبو علي طاهر بن الحسن الصوري في الرياض: فاضل عالم فقيه، وذكره الشهيد الثاني في بحث قضاء الصلوات الفائتة من روض الجنان ونسب إليه القول بالتوسعة في القضاء وأنه نص علي استحباب تقديم الحاضرة. قال الشهيد: وقد رد عليه الشيخ أبو الحسن علي بن منصور بن تقي الحلبي وعمل مسألة طويلة تضمن القول بالتضيق والرد عليه في التوسعة.
وعلي هذا يكون (اما) معاصرا للشيخ أبي الحسن سبط أبي الصلاح الحلبي أو متقدما عليه. فلاحظ 4).
١) هو المذكور في أمل الآمل ٢ / 66.
2) هذه الإجازة كتبت في 12 شعبان 757. انظر الحقائق الراهنة ص 41.
3) توفي بعد سنة 802. انظر الضياء اللامع ص 33.
4) رياض العلماء 1 / 198.
(١٤٩)
صفحهمفاتيح البحث: الحسن بن سليمان (2)، محمد العاملي (1)، الطهارة (2)، الشهادة (5)، شهر شعبان المعظم (1)
(100) الشيخ حسن بن عباس بن محمد علي بن محمد البلاغي من أجلة علماء عصره، له كتاب " تنقيح المقال في علم الرجال ". كان من علماء أوائل القرن الحادي عشر 1)، وهو من بيت العلم والفضل كما يعلم من كتابنا هذا، وله أولاد وأحفاد وذرية علماء أجلاء وتقدم ذكر بعضهم.
فلاحظ ترجمة الشيخ احمد البلاغي.
(101) الشيخ حسن ابن الشيخ عباس ابن الشيخ إبراهيم ابن الشيخ حسين ابن الشيخ عباس ابن الشيخ حسن بن عباس بن محمد علي بن محمد البلاغي، نزيل الكاظمية، وهو أصغر من أخيه الشيخ طالب الآتي كان عالما فاضلا تقيا نقيا ورعا سكونا قليل الكلام من عباد الله الصالحين.
كان صهر الشيخ أحمد بن محمد علي البلاغي علي ابنته الفاضلة الجليلة الملافضة، كانت فاضلة في الأدب والعربية وحسن الخط، وكانت ترتزق بكتابة الكتب.
مات الشيخ حسن حدود الثمانين والمائتين بعد الألف. وتقدم ذكره في ترجمة الشيخ أحمد البلاغي ابنه.
(102) الشيخ حسن بن علي العاملي التوليني من أجلاء علماء عصره والمرجع العام لأهل بلاده. رأيت صورة صكه
1) توفي بعد سنة 1105. انظر ماضي النجف وحاضرها 2 / 68.
(١٥٠)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (1)، كتاب تنقيح المقال في علم الرجال (1)، أحمد بن محمد (1)، علي بن محمد (2)، مدينة النجف الأشرف (1)
علي صدر الوثيقة التي كتبتها ست المشايخ فاطمة بنت الشهيد الأول لاخوتها بهبة جميع ما يخصها من تركة أبيها في جزين وغيرها هبة معوضة ببعض الكتب كتهذيب الشيخ وأمثاله، وقد كتب صاحب الترجمة ما هذا لفظه: قد اتصل بي ثبوت هذه الوثيقة بين الأماجد (الطاهرين) وعلمت ما حرر ورقم فيها بعلم اليقين أجريت عليها بقلم الاثبات بالمشروع والمعقول، وأنا أفقر الوري حسن ابن علي التوليني. انتهي.
وتاريخ الوثيقة سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة، فهو من أعلام العلماء الاثبات في ذلك العصر.
وعلي الوثيقة خطوط جماعة من العلماء، كتبوا شهادتهم بذلك. وهذه الوثيقة موجودة بعينها عند آل شمس الدين إلي اليوم، وكتبوا لي صورتها للاطلاع علي ذلك العهد والوقوف علي جلالة الست فاطمة. رضي الله عنها وعن أبيها وأخوتها الشيخ أبي طالب محمد و أبي القاسم علي المكتوب لهم هذه الوثيقة.
(103) الشيخ حسن بن علي بن أحمد العاملي الحانيني ذكره في الأصل هكذا 1)، وهو حسن بن علي بن حسن بن أحمد بن محمود العاملي الكونيني الشهير بالحانيني 2)، وكانت وفاته سنة خمس وثلاثين
١) أمل الآمل ١ / ٦٤.
٢) في أعيان الشيعة ٥ / 171: " الكونيني " نسبة إلي كونين بفتح الكاف وسكون الواو وكسر النون بعدها مثناة تحتية ساكنة ونون. و " الحانيني " نسبة إلي حانين بحاء مهملة والف ونون مكسورة ومثناة تحتية ساكنة. قريتان من قري جبل عامل، أصله (أي الشيخ حسن) من كونين ثم سكن حانين ومات بها.
(١٥١)
صفحهمفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، علي بن أحمد العاملي (1)، الشهادة (1)، الطهارة (1)، الوقوف (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
بعد الألف.
كان حسن القريحة في الشعر، رأيت له مقطوعة يقول فيها:
لنا في هوي ذات الوشاح مقاصد * وفي خالها للعاشقين مراصد علي حبها نحيا ونحشر في الهوي * ونحن علي ميثاقها نتعاهد يقد قلوب الأسد مائس قدها * وللصيد منها للجفون مصائد موردة الخدين دعجاء طفلة * برهرهة 1) خمصانة البطن ناهد غريرة حسن هام عند جمالها * وطيب شذاها مستقيم وفاسد تعلمت البيض البواتر فتكها * ومن لينها سمر الرماح موائد وقد ذكره وذكر الأبيات له في خلاصة الأثر في أهل القرن الحادي عشر 2).
فلاحظ.
(104) الشيح حسن ابن الشيخ نور الدين علي ابن الشيخ شهاب الدين أحمد بن أبي جامع الحارثي الهمداني العاملي، أصغر اخوته وذكر ابن أخيه الشيخ علي بن رضي الدين أنه جرت عليه مصائب يطول ذكرها، وسافر إلي الهند وسكن حيدر آباد إلي أن توفي بها. وهو من العلماء الأجلة والفقهاء الأماثل. رحمة الله عليه.
ويأتي ولده الشيخ علي، وصاحب الترجمة من طبقة اخوته تلاميذ صاحب المعالم.
1) البرهرهة بفتح الباء والرائين وسكون الهاء الأول: التي لها بريق من صفائها، أو هي الرقيقة الجلد التي كأن الماء يجري فيها من النعمة. لسان العرب (بره).
2) خلاصة الأثر 2 / 29.
(١٥٢)
صفحهمفاتيح البحث: نور الدين علي (1)، الهند (1)
(105) الشيخ الامام عز الدين حسن بن علي بن أحمد بن يوسف الشهير بابن العشرة الكركي العاملي عالم فقيه متبحر جليل، ذكره في الأصل (1، وذكره صاحب رياض العلماء فقال 2): كان من العلماء العقلاء وأولاد المشايخ الاجلاء، وحج بيت الله كثيرا نحوا من أربعين حجة، وكان له علي الناس مبار ومنافع، وقرأ علي السيد حسن بن نجم الدين الأعرج في حدود سنة اثنتين وستين وثمانمائة، ومات بكرك نوح بعد أن حفر لنفسه قبرا، وكان كثيرا الورع والدعاء - كما نقل من خط تلميذه الشيخ محمد بن علي الجباعي.
وكان شيخ إجازة جماعة من العلماء، كالشيخ علي بن هلال الجزائري.
ويظهر من غوالي اللآلي (3 أن له الرواية عن شيخنا الشهيد الأول، والمعروف انه يروي عن الشيخ أبي العباس أحمد بن فهد الحلي.
أقول: حكي في البحار عن خط الشيخ محمد بن علي الجباعي ما صورته:
توفي (إلي رحمة الله تعالي) الشيخ الامام العالم الفقيه شيخنا عز الدين حسن ابن أحمد بن يوسف الشهير بابن العشرة الكرواني 4) - قرأ علي السيد حسن ابن نجم الدين والشيخ محمد العريضي والشيخ محمد بن عبد العالي - سنة اثنتين وستين وثمانمائة. رحمه الله وحشره مع الأئمة الطاهرين. وكان هذا
١) انظر أمل الآمل ٢ / 67 و 75.
2) مذكور في أمكنة شتي من الرياض، أنظر 2 / 202، 208، 264، 358.
3) غوالي اللآلي 1 / 7، 9.
4) كذا في المصورة، وفي البحار " الكسرواني "، وهو الصحيح.
(١٥٣)
صفحهمفاتيح البحث: علي بن هلال الجزائري (1)، أحمد بن فهد الحلي (1)، أحمد بن يوسف (2)، محمد بن علي (2)، محمد بن عبد (1)، الحج (2)، الشهادة (1)، الطهارة (1)
الشيخ من العلماء العقلاء وأولاد المشايخ الاجلاء، وحج كثيرا نحو أربعين حجة. وكان له علي الناس مبار ومنافع، ومات بكرك نوح بعد أن حفر لنفسه قبرا، وكان كثير العبادة ويصلي النوافل وكثير الدعاء، وقرأت عليه كثيرا - رحمه الله. انتهي (1.
(106) الشيخ المحقق حسن ابن الشيخ علي ابن الشيخ حسين بن عبد العالي الكركي العاملي فاضل عالم فقيه متكلم عظيم الشأن، وهو ابن الشيخ علي الكركي المشهور وخال السيد الداماد، وكان من علماء دولة السلطان شاه طهماسب الصفوي.
ولم أجده في أمل الآمل، وهو غريب، لأنه مع شهرة اسمه قد أورده نفسه في رسالة الاثني عشرية في الرد علي الصوفية.
له من المؤلفات كتاب " عمدة المقال في كفر أهل الضلال "، تعرض فيه لتكفير النواصب وتنجيسهم ولقدح الصوفية، فرغ منه سنة 972. وكتاب في " مناقب أهل البيت عليهم السلام ومثالب أعدائهم وكفرهم "، نسبه إلي نفسه في كتاب عمدة المقال المذكور.
ونسب إليه السيد الداماد في حواشي شارع النجاة له إليه - أي إلي خاله - كتاب " شرح الارشاد " وينقل عنه بعض الفتاوي، ولعل مراده بخاله هو هذا الشيخ أو أخوه الشيخ عبد العالي بن الشيخ علي. فلاحظ.
وله رسالة " المنهاج القويم في التسليم " مختصرة في تحقيق مسألة التسليم في الصلاة، ألفها في مشهد الرضا عليه السلام سنة أربع وستين وتسعمائة.
١) بحار الأنوار ١٠٧ / 209.
(١٥٤)
صفحهمفاتيح البحث: فضائل أهل البيت عليهم السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الشهادة (1)، الحج (1)، الضلال (1)، الصّلاة (2)، كتاب بحار الأنوار (1)
انتهي ملخصا عن رياض العلماء 1).
وله رسالة " البلغة في وجوب صلاة الجمعة مع أذن الإمام عليه السلام "، رتبها علي مقدمة ومقالة وخاتمة، فرغ منها سنة ست وسبعين وتسعمائة.
(107) الشيخ عز الدين الحسن بن الفضل كان من أجلة علماء الإمامية وفقهائهم، يروي عنه الشيخ شمس الدين محمد ابن المؤذن الجزيني ابن عم الشهيد - قاله في الرياض.
ثم قال: ولا يبعد عندي كون هذا الشيخ من علماء جبل عامل. فلاحظ.
انتهي 2).
(108) السيد حسن بن السيد محمد بن السيد جواد الحسيني العاملي النجفي، حفيد السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة كان السيد حسن سيدا جليلا من أجلة السادات بالعراق، ذا علم وفضل وجلالة، كثير المواظبة علي العبادات والأوراد، تعيش به كل عائلة السيد صاحب مفتاح الكرامة.
كان كأبيه يخرج إلي جبال حلوان وله هناك بعض الأملاك، وله الوجاهة عند الوالي لتلك البلاد نافذ الامر مطاعا في كل ما يأمر غير مدافع في الرئاسة.
وكان له ولد فاضل - هو السيد جواد - مات شابا بمرض الحرارة، افتجع
1) رياض العلماء 2 / 260.
رياض العلماء 2 / 299.
(١٥٥)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، صلاة الجمعة (1)، الحسن بن الفضل (1)، شمس الدين محمد (1)، المرض (1)، الجود (3)، الكرم، الكرامة (1)، الموت (1)، المواظبة (1)، الشهادة (1)، الأذان (1)، الوجوب (1)
له كل أهل النجف لفضله وكماله، كان يرجي أن يكون مثل جده صاحب مفتاح الكرامة.
توفي السيد حسن سنة … 1) (109) الشيخ حسن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن يوسف السبيتي العاملي عالم فاضل جليل نبيل، هاجر إلي العراق لطلب العلم، واشتغل في النجف الأشرف علي علمائها، وكان شريك الشيخ محمد علي عز الدين في أساتيده ومشايخه، ومكث فيها للاشتغال سبع سنين، وحصل من الفقه والأصول ما أرواه، ثم رجع إلي بلاده، وكان من أعاظم مراجعها في الدين إلي أن توفي رحمه الله سنة 1289.
وله كتب منها " حاشية علي شرح اللمعة ".
هذا ما ذكره بعض أرحامه، وستعرف طبقته في ترجمة الشيخ محمد علي عز الدين.
(110) الشيح حسن بن محمد الفتوني العاملي، نزيل مشهد الرضا عليه السلام رأيت بخطه كتاب الكافي الذي فرغ منه في شعبان سنة ثمان وثلاثين بعد الألف.
1) كذا في المصورة، وقد توفي بعد سنة 1301 التي استعار فيها الشيخ محمد لائذ النجفي كتابا منه. أنظر نقباء البشر ص 434.
(١٥٦)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، دولة العراق (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، شهر شعبان المعظم (1)، محمد بن أحمد بن إبراهيم (1)، علي بن يوسف (1)، الشهادة (1)، الشراكة، المشاركة (1)
وهو غير الشيخ حسن الفتوني النباطي المعاصر للشهيد المذكور في الامل، لعدم موافقة الطبقة.
(111) السيد حسن بن محمد الحسيني البعلي من العلماء الفضلاء، رأيت بخطه مجموعة الشيخ ورام، فرغ منها في يوم الجمعة السابع عشر من جمادي الأولي سنة خمس وستين وتسعمائة.
(112) السيد حسن بن السيد محمود الأمين الحسيني العاملي عالم فاضل محصل كامل، هاجر إلي النجف لتحصيل العلم وجد في ذلك، وقرأ علي علماء النجف حتي نال مأموله من العلم، فرجع إلي بلاده، وهو الان أحد علمائها ومراجعها.
ذو فهم مستقيم وسليقة حسنة، أخو السيد علي محمود الآتي ذكره، من بيت الشرف والعلم قديما وحديثا، فيهم علماء أماجد، وهم من عائلة السيد العلامة صاحب مفتاح الكرامة.
وللسيد حسن صاحب الترجمة كتابات في الأصول وفي الفقه، وله اليد في الأدب لا يحضرني تفصيلها لأنها لم تخرج إلي البياض 1).
١) في أعيان الشيعة ٥ / 283: ولد سنة 1299 في قرية عيترون التي كان قد انتقل إليها والده من شقراء، وتوفي في شهر جمادي الآخرة سنة 1368 بمدينة بيروت.
(١٥٧)
صفحهمفاتيح البحث: شهر جمادي الأولي (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، محمد الحسيني (1)، الكرم، الكرامة (1)، شهر جمادي الثانية (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، مدينة بيروت (1)
(113) الشيخ حسن بن مكي العاملي، المعاصر للمحقق الكركي كان من أجلة العلماء المحققين، والد الشيخ شمس الدين محمد بن الحسن الذي كان كوالده من أجله العلماء كما نص علي ذلك كله في رياض العلماء 1).
وقال الشيخ عز الدين الحسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي في الثناء علي صاحب الترجمة ما لفظه: الشيخ الإمام الفاضل التقي الورع الزاهد حسن بن مكي.
والعجب من غفلة صاحب الامل عن ذكر مثل هذا الشخص الجليل.
(114) الشيخ حسن بن الشيخ موسي مروة العاملي من أجلة علماء عصره وفقهاء وقته. عالم عامل فاضل كامل، من طبقة الشيخ كاشف الغطاء والسيد محسن صاحب المحصول والشيخ أسد الله صاحب المقابيس.
كان خرج من جبل عامل في محنة احمد الجزار وسكن العراق. رأيت خطه الشريف مع خطوط من ذكرت من العلماء وغيرهم في وقفية مدرسة في الكاظمين حكم بوقفيتها سنة ست وعشرين ومائتين بعد الألف، سكن الكاظمية 1).
وله ولد اسمه الشيخ علي صاحب كتاب " قرة العين " وغيره، تأتي ترجمته.
ويظهر منه أن جده الشيخ موسي، يعني والد صاحب الترجمة. وقد فرغ من قرة العين سنة 1227.
1) رياض العلماء 2 / 346.
2) في الكرام البررة ص 357: الظاهر أنه توفي بعد سنة 1222.
(١٥٨)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكاظمين (2)، العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، الشيخ البهائي (1)، الحسين بن عبد الصمد (1)، شمس الدين محمد (1)، الكرم، الكرامة (1)
وسيأتي الشيخ حسين بن الشيخ موسي مروة العاملي الأكبر من أخيه الشيخ حسن هذا.
(115) الشيخ عز الدين أبو محمد الحسن بن ناصر بن إبراهيم بن الحداد العاملي، صاحب كتاب " طريق النجاة " وغيره أكثر الكفعمي النقل عنه، وترجمه في رياض العلماء، قال بعد الترجمة:
والعجب أن الشيخ المعاصر لم يورده في الامل (1.
(116) السيد تقي الدين حسن بن نجم الدين العلوي العبيدلي العاملي كان من أجلة العلماء المتصلين بعصر العلامة، كما يظهر من رجال السيد علي بن عبد الحميد النجفي، والظاهر أنه غير المذكور آنفا. فلاحظ (2.
قاله المولي عبد الله الأفندي في رياض العلماء (3.
(117) السيد تقي الدين الحسن بن نجم الدين العاملي العيناثي
1) رياض العلماء 1 / 322 و 346.
أقول: احتمل الشيخ آقا بزرك الطهراني في الضياء اللامع ص 49 أن يكون ابن الحداد هذا من أعلام القرن التاسع أو الثامن.
2) بل الظاهر أنه هو بعينه.
3) رياض العلماء 1 / 347.
(١٥٩)
صفحهمفاتيح البحث: ناصر بن إبراهيم (1)، الحسن بن نجم الدين (1)، عبد الحميد (1)
في الرياض: كان من أجلة العلماء المتضلعين بفقه العلامة، كما يظهر من رجال السيد علي بن عبد الحميد النجفي (1.
أقول: السيد علي بن عبد الحميد كان معاصر للشهيد الأول، فصاحب الترجمة كذلك (2.
(118) السيد حسن صدر الدين أبو محمد ابن السيد العلامة السيد هادي بن السيد محمد علي ابن السيد الكبير السيد الصالح ابن السيد العلامة السيد محمد بن إبراهيم شرف الدين بن السيد زين العابدين بن السيد نور الدين علي بن علي ابن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن أبي الحسن بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن حمزة الأصغر بن سعد الله بن حمزة الأكبر بن محمد أبي السعادات بن أبي الحرث محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الحسن علي بن أبي طاهر عبد الله بن أبي الحسن محمد المحدث ابن أبي الطيب طاهر ابن الحسين القطيعي بن موسي أبي السبحة ابن إبراهيم الأصغر الملقب بالمرتضي ابن الإمام موسي الكاظم عليه السلام، العاملي أصلا والكاظمي مولدا ومسكنا، مؤلف هذا الكتاب رأيت بخط السيد العلامة والدي الهادي تاريخ تولدي وصورته: تولد المولود المبارك قرة عيني حسن يوم الجمعة عند الزوال تاسع وعشرين شهر الله رمضان المبارك من شهور سنة اثنتين وسبعين ومائتين بعد الألف من الهجرة النبوية
1) هذا هو المترجم السابق بعينه مع إضافة " العيناثي " وتحريف " المتضلعين بفقه العلامة ".
2) لا يستلزم ذكر السيد علي له انهما معاصران.
(١٦٠)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، شهر رمضان المبارك (1)، علي بن محمد بن أبي الحسن (1)، محمد بن عبد الله بن محمد (1)، عبد الله بن أحمد (1)، نور الدين علي (1)، الحسين بن محمد (1)، عبد الحميد (2)، الطهارة (1)
علي مهاجرها آلاف الصلاة والسلام والتحية.
قرأت علوم العربية والمنطق والشرائع وبعض الروضة الدمشقية والمعالم والقوانين، حتي جاءت سنة ثمان وثمانين وهاجرت إلي النجف الأشرف واشتغلت علي العلماء، قرأت علمي الكلام والحكمة علي الفاضل الآخوند المولي باقر الشكي والشيخ محمد تقي الكلبايكاني، والفقه والأصول علي الميرزيين حجتي الاسلام الميرزا محمد حسن الشيرازي والمحقق الميرزا حبيب الله الرشتي وعلي الشيخ الفقيه محمد حسين الكاظمي والفاضل المولي محمد الإيرواني والمولي الفقيه الحاجي ملا علي بن الخليل الرازي والسيد المتبحر المهدي الشهير بالقزويني والشيخ محمد اللاهجي والآخوند ملا احمد التبريزي وغيرهم من علماء الفقه والأصول علي ترتيب يطول شرحه.
وفي سنة سبع وتسعين خرجت إلي سامراء والتحقت بالسيد الأستاذ الميرزا الشيرازي، وكنت قد جئت قبل ذلك إليها سنة اثنتين وتسعين بقيت سنة ونصف ورجعت إلي النجف لضيق أسباب المعاش حينئذ فيها، ولما جاء الطاعون الذي خص النجف هاجرت إلي سامراء واستقمت بها مكبا علي الاشتغال والحضور علي سيدنا الأستاذ وأنا مع ذلك أدرس في المدرسة وصنفت بعض الكتب، حتي إذا فجعنا بالسيد الأستاذ في شعبان سنة اثني عشرة وثلاثمائة بعد الألف تمحضت للتصنيف.
ثم عرض ما رجحت فيه الخروج، فخرجت منها سنة أربع عشرة وثلاثمائة بعد الألف مع جماعة من علمائها، وحللت بلد الكاظمين لا علي عزم الإقامة بل علي قصد الرجوع إلي النجف الأشرف، فأمرني السيد الوالد بالإقامة في بلد الكاظمين، فأقمت امتثالا لامره وأنا فيها إلي هذا التاريخ وهو سنة أربع وثلاثين بعد الثلاثمائة والألف من الهجرة، لا اشتغال لي الا بالتأليف والتصنيف
(١٦١)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (2)، مدينة سامراء المقدسة (2)، مدينة النجف الأشرف (4)، شهر شعبان المعظم (1)، الصّلاة (1)
تاركا لكل العناوين.
والذي برز مني إلي هذا التاريخ من الكتب والرسائل والحواشي والتعليقات في فنون العلم بتوفيق الله سبحانه عدة، منها " سبيل الرشاد في شرح نجاة العباد " علي وجه البسط خرج منه المجلد الأول، ثم عدلت عنه إلي شرحها المسمي ب " تبيين مدارك السداد بين المتن والحواشي لنجاة العباد " تعرضت فيه إلي ما أراه مدركا لفروع المتن ولبيان مدرك حواشي شيخنا العلامة المرتضي وحواشي سيدنا الأستاذ الميرزا حجة الاسلام قدس سرهما، وصلت فيها إلي الان إلي آخر أفعال الصلاة، وأسأل الله التوفيق للاتمام.
وكتاب " سبيل النجاة في فقه المعاملات " بطريق المتن والتفريع، وكتاب " تحصيل الفروع الدينية في فقه الامامية " وهو كتاب جليل وصلت فيه إلي ما وصلت فيه من شرح نجاة العباد الثاني.
وكتاب " اللوامع الحسنية في الأصول الفقهية " بطريق الايجاز من أول علم الأصول إلي آخره، ذكرت فيه نتائج أفكار الشيخ مرتضي، وهو كتاب لم يصنف مثله علي مسلك الشيخ في علم الأصول.
وكتاب " سبيل الصالحين " في طريق العبودية وتهذيب الأخلاق، وقد طبع بتبريز.
و " الدر الموسوية " وهو شرح علي رسالة العقائد الجعفرية للشيخ صاحب كشف الغطاء، وهو شرح ممزوج كبير، خصوصا في مبحث الإمامة، لم يصنف مثله في الاخذ بمجامع الكلام والنقض والابرام علي جميع المسالك مسلك المحدثين والمتكلمين والحكماء والمفسرين من الفريقين.
وكتاب " اللباب في شرح رسالة الاستصحاب " لشيخنا المرتضي الأنصاري رحمة الله.
(١٦٢)
صفحهمفاتيح البحث: أفعال الصلاة (1)، فقه المعاملات (1)، الحج (1)
وكتاب " حواشي الرسائل " أعني الرسائل للشيخ المرتضي المسماة بالفرائد.
وكتاب " حدائق الوصول في بعض مسائل علم الأصول "، وكتاب " قاطعة اللجاج في ابطال طريقة أهل الاعوجاج " المنكرين للاجتهاد والتقليد في الفروع.
وكتاب " نهاية الدراية في علم الدراية " علم أصول الحديث، وهو شرح علي وجيزة الشيخ البهائي العاملي، وشرحتها ممزوجا مبسوطا وأضفت إليها ما فاته من مهمات هذا العلم، وفوائد كثيرة تتعلق بعلم الحديث لم يجمع في غير هذا الكتاب، وقد طبع بالهند ودخل مدارسها وصار يقرأ.
وكتاب " مختلف الرجال " دونت فيه علم الرجال علي نهج سائر العلوم من ذكر التعريف وبيان الموضوع والغاية والمبادئ التصورية والمبادئ التصديقية والمقاصد، وفيه تحقيقات خلت عنها كتب الرجال، بعد لم يتم.
وكتاب " احياء النفوس علي مسلك السيد ابن طاوس " بعد لم يتم، وكتاب " البراهين الجلية في زيغ أحمد بن تيمية " الحنبلي.
وكتاب " فصل القضا في الكتاب المشتهر بفقه الرضا " كشفت حاله وأوضحت أنه كتاب التكليف المعروف قديما للشلمغاني، وقد أوضحت وجه الاشتباه بما لم يسبق إليه أحد.
وكتاب " نزهة أهل الحرمين في تواريخ تعميرات المشهدين " النجف وكربلا، وشرحت أول من عمرهما وأول من سكنهما من الاشراف وطبقات المعمرين فيهما، كان قد سألني ذلك بعض الأجلة.
وكتاب " مصابيح الايمان في حقوق الاخوان " بعد لم يكمل، وكتاب " مجالس المؤمنين في وفيات المعصومين " من النبي إلي العسكريين عليهم السلام، جردت الروايات المختارة عن السند وسقت الكلام كالخطبة، وهو كتاب وحيد
(١٦٣)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة كربلاء المقدسة (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، السيد إبن طاووس (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الاجتهاد و التقليد (1)، الشيخ البهائي (1)، الهند (1)، الشهادة (1)
في بابه.
وكتاب " الدر النظيم في مسألة التتميم " أعني تتميم ماء الكر بالماء النجس.
وكتاب " تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الاسلام " مرتب علي فصول لكل علم، وكل فصل ثلاث صحائف: الأولي في أول من وضعه، والثانية في أول من صنف فيه، والثالثة في أئمة ذلك العلم. وقد تضمن طبقات مشاهير مصنفي الامامية إلي أرباب المائة السابقة، فصار كتاب ضخما مرتبا علي ترتيب ما أسسوا من العلوم الاسلامية، ثم اختصرته وسميته " الشيعة وفنون الاسلام " ورتبته علي ترتيب مشرف العلوم، وقد طبع في مطبعة العرفان في صيدا.
وكتاب " عيون الرجال " الرواة للحديث الموثقين بالتعدد، فهو طبقات الثقات من الرواة، وهو كتاب جليل في معناه.
وكتاب " مفتاح السعادة وملاذ العبادة " يشتمل علي المهم منم أعمال اليوم والليلة وعمل الأسبوع والشهر وعمل السنة، ثم آداب زيارة المشاهد المشرفة مكة المعظمة والمدينة المنورة والنجف الأشرف والحائر المطهر ومشهد الكاظمين والعسكريين والمشهد المقدس الرضوي علي مشرفها أفضل الصلاة والسلام. نسأل الله جل جلاله التوفيق لاتمامه.
وكتاب " وفيات الأعلام من الشيعة الكرام " رتبته علي عصور المئات، فأذكر من مات في المائة الأولي من الهجرة ثم من مات في المائة الثانية وهكذا إلي المائة الرابعة عشر. نسأل الله جل جلاله التوفيق لاتمامه.
وكتاب " كشف الظنون عن خيانة المأمون " في سمه الإمام الرضا عليه السلام.
وكتاب " نهج السداد في حكم أراضي السواد " أعني العراق، وأنها كانت حال الفتح علي ثلاثة أنواع معمورة وموات وصفايا السلطان.
(١٦٤)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكاظمين (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، كتاب كشف الظنون لحاجي خليفة (1)، كتاب الثقات لابن حبان (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، المدينة المنورة (1)، الكرم، الكرامة (2)، الشهادة (2)، الموت (2)، النجاسة (1)، الزيارة (1)
وكتاب " مطاعن علماء الجمهور بعضهم علي بعض " ورسالة " تبيين الإباحة في مشكوك ما لا يؤكل لحمه للمصلين " ورسالة " إبانة الصدور في موقوفة ابن أذينة المأثور " في مسألة ارث ذات الولد من الرباع، و " الغرر في نفي الضرار والضرر " فيها من التحقيقات ما لا يوجد في غيرها.
و " كشف الالتباس عن قاعدة الناس " أعني قاعدة السلطنة المستفادة من الحديث النبوي: الناس مسلطون علي أموالهم.
و " تبيين الرشاد في لبس لباس السواد علي الأئمة الأمجاد " بالفارسية.
و " رسالة الغالية لأهل الأنظار العالية " في تحريم حلق الحلية، فارسية.
ورسالة في " تعارض الاستصحاب "، ورسالة " ذكري المحسنين " في ترجمة السيد المحقق المؤسس المتقن المحسن بن الحسن الأعرجي صاحب المحصول وشرح الوافية.
ورسالة في " حجية الظن في أفعال الصلاة "، ورسالة في " حكم الشكوك الغير المنصوصة "، ورسالة في " النصوص المأثورة علي الحجة صاحب الزمان " عليه وعلي آبائه السلام.
" الإبانة عن كتب الخزانة " أعني خزانة كتبي، و " انتخاب القريب من رجال التقريب " جمعت فيه من نص علي تشيعه ابن حجر في التقريب.
وكتاب " نكت الرجال " دونت فيه الحواشي الرجالية التي رأيت بخط سيدنا السيد صدر الدين علي هامش نسخة منتهي المقال للشيخ أبي علي الرجالي الحائري.
ورسالة في " إباحة الجمع بين الصلاتين " في الحضر والسفر، ذكرت فيها الأحاديث النبوية المروية في صحيح البخاري وصحيح مسلم ومسند أحمد وموطأ مالك، ودفعا لما يشنعون علينا من الجمع.
(١٦٥)
صفحهمفاتيح البحث: أفعال الصلاة (1)، الجمع بين الصلاتين (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، اللبس (1)، الظنّ (1)
ورسالة في مناقب آل الرسول من طريق الجمهور استخرجتها من الجامع الصغير للسيوطي ومن كنوز الحقائق للمناوي ورتبتها علي الحروف وسميتها ب " الحقائق في حديث خير الخلائق ".
و " بغية الوعاة في مشايخ طرق الإجازات " كتبتها إجازة لبعض علماء الهند.
و " طبقات المشايخ والرواة " كتبتها للسيد صدر الدين بن السيد الصدر وللشيخ محمد باقر بن آقا نجفي.
ولي حواشي علي تلخيص الرجال وعلي منتهي المقال لم تدون بعد.
و " الإجازة الكبيرة " رتبتها أيضا علي الطبقات، أجزت بها الشيخ الفاضل المتبحر الشيخ آقا بزرك صاحب كتاب الذريعة إلي معرفة مصنفات الشيعة، وهي إجازة جليلة ذات فوائد جمة.
ولي إجازات أخري كثيرة أجزت بها الاخوان مختصرة ومطولة ولو جمعت كانت كتابا ضخما.
وكتاب " هداية النجدين وتفصيل الجندين " جند العقل وجند الجهل، وهو شرح حديث العقل وجنده والجهل وجنده المروي في الكافي، رتبته علي مقدمة وموازين وخاتمة، وهو قانون لكل من أراد التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل، وهو قريب الاتمام.
وكتاب " تكملة أمل الآمل " وهو هذا الكتاب، يتم في ثلاث مجلدات، الأول في تكملة القسم الأول وهم علماء جبل عامل، وجلدين في تكملة القسم الثاني وهم علماء سائر البلاد، وأختتم الكتاب بتاريخ مبدأ الشيعة وحال العلم في الدولتين الأموية والعباسية وما أصاب الشيعة فيها، وذكرت البلاد التي كانت مراكز العلم للشيعة التي يشدون إليها الرحال في طلب العلم. نسأل الله التوفيق
(١٦٦)
صفحهمفاتيح البحث: الدولة الأموية (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، الهند (1)، الجهل (2)
لاتمامه.
وكنت قد عزمت علي أن اكتب كتابا في الآثار الباقية من مصنفات الفرقة الناجية أذكر كل علم من المعقول والمنقول ثم أذكر فيه ما لهم من المصنفات، وأرتبها - أي العلوم - علي الحروف المعجمة، فأذكر الكتاب وأبين موضوعه وأترجم مصنفه وأدل علي موضع وجوده في المكتبات العمومية أو الخصوصية من المكتبات الشرقية والغربية، فقدمت لهذا الكتاب مقدمات مناسبات كبيان تاريخ مبدأ الشيعة وحال العلم في الدولتين الأموية والعباسية وما أصاب الشيعة فيهما وذكرت البلاد التي كانت مراكز العلم للشيعة، وقسمت فيها جميع العلوم علي الترتيب الطبيعي، وذكرت أن للشيعة الإمامية الاثني عشرية في الكل آثارا باقية، وكتبت في ارسال فهارس مكاتب الشرق والغرب للنقل عنها، فوقعت واقعة الحرب العمومية وانسدت الطرق والمراسلات، فجعلت بعض تلك المقدمات خاتمة لهذا الكتاب، ولعل الله سبحانه يحدث بعد ذلك أمرا.
(119) السيد حسن بن السيد هاشم بن السيد محمد بن السيد عبد السلام بن السيد زين العابدين بن السيد عباس صاحب نزهة الجليس الموسوي العاملي، من آل نور الدين، من أسرتنا عالم جليل فاضل نبيل، جاء إلي النجف لتحصيل العلم وتكمل حتي صار من فضلاء النجف، وتوفي في النجف في حياة والده ودفن في الموضع الذي دفن فيه الشيخ مرتضي الأنصاري قدس سره.
وكان للسيد حسن المذكور ولد فاضل اسمه السيد محمد، سكن في دار سريان من قري جبل عامل.
(١٦٧)
صفحهمفاتيح البحث: شيعة أهل البيت عليهم السلام (1)، الدولة الأموية (1)، مدينة النجف الأشرف (3)، الحرب (1)، الدفن (1)، الترتيب (1)
وكان السيد حسن من تلامذة الشيخ صاحب الجواهر والشيخ مرتضي الأنصاري " ره ".
وكان أبوه السيد هاشم المولود حدود سنة 1300 من أجلة السادات والعلماء الأماجد.
(120) السيد حسن بن السيد يوسف الحبوشي العاملي، نزيل النبطية كان تولده سنة ستين ومائتين بعد الألف، فلما نشأ وفرغ من المعلم وقرأ القرآن رغب في تحصيل العلم، وكانت له قرابة مع شيخ الفقهاء الشيخ عبد الله نعمة، فرحل إلي جبع وأخذ في الاشتغال بالمقدمات وسائر العلوم العربية والأدبية، ولما فرغ منها قرأ جملة من المتون الفقهية والأصولية، حتي إذا صار في السابعة والعشرين من عمره هاجر إلي النجف وأقام ثلاث وعشرين سنة يجد في الاشتغال، حتي صار يحضر الخارج في الفقه علي الشيخين الشيخ محمد حسين الكاظمي والشيخ محمد طه نجف ويحضر في أصول الفقه عند آية الله الخراساني المولي الشيخ ملا كاظم والفاضل المولي محمد الشربياني.
وكان يجئ في كل سنة إلي بلد الكاظمين لتغيير الهواء ولأن زوجته من أهل بلد الكاظمين، ويبقي مدة يحضر عالي مجلس درس شيخ الفقهاء الشيخ محمد حسن آل يس.
ولما نال من العلم مرامه رجع إلي بلاده وسكن النبطية وتصدي للأمور الشرعية والتدريس، فأحسن السلوك حتي صار مرجعا لعامة أهل تلك البلاد.
وكان عالما فاضلا حسن الخلق عالي الهمة في قضاء حوائج الناس خفيف المؤنة محمود السيرة، وترتب علي وجوده هناك آثار حسنة، وتوفي في شهر
(١٦٨)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (2)، مدينة النجف الأشرف (1)، أصول الفقه (1)، القرآن الكريم (1)، الزوجة (1)
رمضان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة بعد الألف.
وله كتابات في الفقه والأصول تقريرات درس أساتيده في النجف. رحمة الله عليه.
(121) الشيخ حسين التبنيني العاملي، الشهير بابن سودون عالم فاضل فقيه محدث رجالي، معاصر للأمير فيض الله التفريشي، ويروي عن صاحب الأصل.
ترجمه تلميذه الشيخ الفاضل العلامة الشيخ محمد التبنيني العاملي صاحب كتاب سنن الهداية في علم الدراية. والعجب كيف أغفله صاحب الأصل.
(122) الشيخ حسين الحر العاملي الجبعي (1 كان من أصحاب المرحوم الشيخ موسي شرارة أيام إقامتي في النجف.
كان علي جانب من التقوي والسكون وقلة الكلام وكثرة الحياء، وكان حييا جدا، وكان حسن الاشتغال كثير الجد في التحصيل لكن لم أتحقق ميزان تحصيله. وتوفي سنة 1338 2).
1) هو الشيخ حسين بن حسن بن حسين المحمد العاملي المشغري. ينسب إلي بيت الحر بالمصاهرة وليس منهم نسبا، وهو من (آل المحمد العامليين).
2) وقد ذكر بعض أيضا انه ولد في سنة 1266 وتوفي سنة 1334، انظر نقباء البشر ص 565.
(١٦٩)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ الحر العاملي (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، شهر رمضان المبارك (1)، الإقامة (1)، محمد العاملي (1)
(123) الشيخ حسن زعيب اليونيني العاملي عالم عامل فاضل محقق، من تلامذة شيخنا العلامة الأنصاري. تكمل عليه ورجع إلي بلاده ونفع الله به المؤمنين إلي أن توفي في يونين حدود سنة نيف وثمانين ومائتين وألف.
(124) السيد حسين العاملي من العلماء الاعلام، أستاذ السيد حسن بن أحمد القزويني والد السيد مهدي القزويني الحلي النجفي. رأيت بخط السيد حسن المذكور التعبير عنه بالسيد الأستاذ دام ظله العالي 1).
(125) الشيخ كمال الدين حسين العاملي رأيت إجازة الميرزا الكبير الاسترآبادي صاحب الرجال له، وصفه فيها ب " الأخ الأغر الفاضل التقي الورع المتقي اللوذعي خلاصة الأفاضل والمتورعين كثر الله في علماء الفرقة الناجية مثله ". وتاريخها أواسط شهر محرم الحرام عام ألف وثمانية عشر.
1) احتمل في الكرام البررة أن يكون المترجم هنا هو السيد حسين بن أبي الحسن موسي الشقرائي العاملي. انظر الكرام ص 368 و 377.
(١٧٠)
صفحهمفاتيح البحث: شهر محرم الحرام (1)، الكرم، الكرامة (2)
(126) السيد حسين العاملي من العلماء المتأخرين عن صاحب الأصل، ذكره بعض العلماء المعاصرين للسيد نصر الله الحائري.
(127) الشيخ حسين العيناثي العاملي كان من أجلة علماء الإمامية وفقهاء عصره ذكره في الرياض 1). يروي عنه والد الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن داود المؤذن الجزيني ابن عم الشهيد، وهو يروي عن ابن عمه الشهيد كما يظهر من إجازة الشيخ شمس الدين ابن المؤذن المشار إليه للشيخ علي بن عبد العالي الميسي 2).
(128) الشيخ حسين غراف ذكره أيضا بعض العلماء العامليين في المتأخرين عن الشيخ الحر.
(129) الشيخ حسين مروة العاملي، سلمه الله تعالي
1) لم نجده في رياض العلماء، بل الموجود فيه السيد حسن العاملي العيناثي في 1 / 295 والمترجم في هذا الكتاب سابقا ص 133.
2) انظر البحار 108 / 35 - 39.
(١٧١)
صفحهمفاتيح البحث: علي بن عبد العالي (1)، محمد بن محمد بن داود (1)، الشهادة (1)، الأذان (2)
توجه قريبا إلي بلاده. عالم عامل ثقة صالح حسن الأخلاق حلو الشمائل عذب المنطق حسن القريحة، جالسني عدة مجالس وتكلم في بعض المسائل الأصولية وبعض الفروع الفقهية الدالة علي فضله وخبرته وحسن تحصيله.
(130) الشيخ حسين مغنية العاملي كان من أهل العلم والتحصيل في النجف، وسافر إلي خراسان وجاور المشهد المقدس الرضوي وصار له بعض الحظ فيها، وتوفي بها تقريبا سنة 1315.
(131) السيد حسين نور الدين العاملي النباطي من علماء القرن الثاني عشر، وكان من العلماء الزهاد والمراجع في تلك البلاد، معاصرا للسيد حيدر نور الدين الآتي ذكره انشاء الله تعالي.
(132) الشيخ حسين همدر العاملي من عباد الله الصالحين وكبار أهل الدين وأحد المجاهدين المراقبين، دائم العبادة يعد في الأولياء المقتفين لاثار الأئمة الطاهرين، وهو وان لم يبلغ في العلم مبلغ تقواه لكن عنده نتيجة العلم، لان أحسن العلم ما كان باعثا علي العمل، وهذا الشيخ من أهل العمل بما علم. كثر الله في أهل العلم أمثاله (1.
كان من خواص السيد الرباني والعالم الروحاني السيد مرتضي الكشميري
1) في نقباء البشر ص 516: توفي أول ليلة الجمعة 22 ذي القعدة سنة 1355.
(١٧٢)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، خراسان (1)، الطهارة (1)، شهر ذي القعدة (1)
الشهير بالهندي، وحدثني بجملة من كرامات ذلك السيد. قدس الله روحه.
(133) السيد حسين بن أبي الحسن الحسيني العاملي الشقراوي من أجلة السادات القشاقشية. عالم فاضل محقق مدقق، جرت بينه وبين المحقق القمي صاحب القوانين حين قدومه إلي العراق مباحثات في حجية الظن المطلق، وأورد السيد علي المحقق ايرادات لم يجب عن جميعها في مجلس المباحثة لكنه أدرج الاشكالات مع أجوبتها في مبحث الاجتهاد والتقليد من كتابه القوانين علي ما حكاه بعض أجلة أرحام صاحب الترجمة، قال: وقصتها مشهورة.
ومن راجع الاشكالات علم أن صاحبها من أهل الغور والتحقيق، ولعله من تلامذة السيد بحر العلوم المنكر لحجية الظن المطلق. والله العالم.
(134) السيد حسين بن أبي الحسن الموسوي الجبعي كذا ذكره في الأصل 1)، وهو الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن أبي الحسن، والنسبة إلي أعرف الأجداد معروفة، وكل هذه الأسرة كانت تعرف ببني أبي الحسن.
وهذا الحسين هو جدنا الاعلي، جد جدنا السيد نور الدين وجد السيد محمد صاحب المدارك. كان من العلماء الاجلاء والفقهاء العظماء.
ولد في جبع سنة ست وتسعمائة، قرأ أولا علي والد الشهيد الثاني، ثم
١) أمل الآمل ١ / 68.
(١٧٣)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، الاجتهاد و التقليد (1)، محمد بن الحسين بن علي (1)، محمد بن أبي الحسن (1)، الظنّ (1)، الشهادة (1)
ارتحل إلي ميس فقرا علي الشيخ الجليل علي بن عبد العالي الميسي، وقرأ في كرك نوح علي السيد الاجل السيد حسن بن السيد جعفر الكركي الموسوي، وقرأ علي الشيخ شمس الدين محمد بن مكي العاملي الشامي أحد شيوخ الشهيد الثاني وكان السيد صهره، ووقف علي جماعة آخرين من الفقهاء والأصوليين.
وتوفي رحمه الله تعالي ليلة التاسع من رجب سنة ثلاث وستين وتسعمائة مسموما مظلوما في صيدا ودفن في جبع كما في منية الراغبين، فهو من المعاصرين للشهيد الثاني، وتزوج الشهيد ابنته وأولدها بنتا تزوجها تلميذه جدنا السيد علي بن السيد حسين المذكور لأنها بنت عمته، فولدت له السيد محمد صاحب المدارك، ولهذا يعبر عن الشهيد الثاني في المدارك بالجد.
(135) السيد حسين بن أبي الحسن الحسيني العاملي، الخادم بمشهد الرضا عليه السلام وكان من علماء عصر السلطان شاه عباس الماضي والسلطان شاه صفي بل السلطان شاه عباس الثاني أيضا.
ورأيت خطه الشريف علي كتاب نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه والنظائر للشيخ نجيب الدين يحيي بن سعيد، وكان تاريخه سنة خمسين وألف - قاله في رياض العلماء 1).
(136) السيد حسين ابن ضياء الدين أبي تراب حسن ابن السيد أبي جعفر محمد
1) رياض العلماء 2 / 6.
(١٧٤)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، كتاب نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه والنظائر ليحيي بن سعيد الحلي (1)، شهر رجب المرجب (1)، محمد بن مكي العاملي الشامي (1)، علي بن عبد العالي (1)، يحيي بن سعيد (1)، نجيب الدين (1)، الظلم (1)، الشهادة (2)
الموسوي الكركي عالم عامل فاضل كامل مصنف مكثر، أحد أركان الدين في عصر السلطان الشاه عباس الأول، وبعده كان شيخ الاسلام بقزوين ثم بأردبيل إلي يوم وفاته، آمرا بالمعروف ناهيا عن كل منكر مرجعا في العلم والدين نافذ الحكم.
كان يكتب علي سجلات الأرقام ودفاتر الاحكام " خاتم المجتهدين "، كما كان يكتب عليه جده الأمي المحقق الكركي.
كان السيد مقدما علي جميع العلماء حتي علي خاله الشيخ عبد العالي ابن المحقق الكركي في جميع المراتب، وكانت له كرامات عالية ومقامات سامية، دعا علي السلطان شاه إسماعيل الثاني الذي صار سنيا في الليلة التي كان طلبه وكان سكرانا ليقتله بدعاء العلوي المصري فأخذه الله بذلك النكال، وكان لسنيته شديد التعصب علي علماء الشيعة لما أغواه به الميرزا مخدوم صاحب نواقض الروافض، لكن كان السيد قدس الله روحه قوي الجنان طلق اللسان، فخاصم السلطان بأشد ما يكون وسد عليه كل طريق يريد فيه السوء بالشيعة والعلماء، حتي أن السلطان أرسل إليه أن يمنع الذين كانوا يمشون أمام مواكب الاشراف باللعن، فأجابه: بأني لست بسامع لك أمرا وإذا شئت الامر بقتلي فافعل يقول الناس قتل يزيد الثاني حسين الثاني فيلعنوك كما يلعنون يزيد الأول.
ولما أراد السلطان المذكور تغيير السكة لأنها كانت منقوشة بأسماء الأئمة من أهل البيت احتال ذلك بمحضر الامراء بأن هذه النقوش تقع بيد الكفرة فالرأي تبديلها حتي لا تنجس بمس الكافر. فلم يجسر أحد علي جوابه غير السيد، فقال: إذا كان العذر ذلك فأمر أن يكتب عليها بيت المولي حيرتي الشاعر، وهو بيت معروف 1). فترك ما كان يريده وأخذ يدبر الحيلة لقتل السيد،
1) صدره " هر كجا نقشي است بر ديوار ودر.. ".
(١٧٥)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، القتل (1)، المنع (1)
فحبسه في حمام حار لا يشك بهلاكه، ولما فتحوا الحمام خرج السيد علي كمال الصحة. وبالجملة لم يقدر عليه حتي هلك السلطان لا رحمه الله وأراح الله منه.
وللسيد مصنفات عدة، مثل " دفع المناواة 1) عن التفضيل والمساواة " في شأن علي عليه السلام بالنسبة إلي سائر أهل البيت، وقد فرغ منه رابع ربيع الأول سنة تسع وستين وتسعمائة، وكتاب " رفع البدعة في حل المتعة "، وكتاب " النفحات القدسية في أجوبة المسائل الطبرية "، وكتاب " النفحات الصدرية 2) في أجوبة المسائل الأحمدية "، وكتاب " سيادة الاشراف " 3)، ورسالة " اللمعة في عينية الجمعة "، ورسالة " الطهماسبية " في الإمامة، ورسالة " نجاسة أهل الخلاف "، ورسالة أخري في الحكم بكفر عامتهم وسماها " دعامة الخلاف "، ورسالة في " تعيين قاتل الخليفة الثاني "، ورسالة في " التوحيد "، ورسالة في " تفسير أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب "، ورسالة في " كيفية استقبال الميت "، ورسالة في " كيفية نية الوكيل في العقد "، ورسالة في " تحقيق معني السيد والسيادة " 4)، وكتاب " التبصرة " في الكلام، وكتاب " التذكرة " في الكلام، وكتاب " الاقتصاد " في الكلام، وكتاب " صحيفة الأمان " في الأدعية، وكتاب " شرح الشرائع "، وكتاب " الطهارة "، و " شرح روضة الكافي "، و " التعليقة علي الصحيفة السجادية "، وكتاب " عيون الاخبار " 5)
١) في مصورة الأصل " رفع المنافاة ".
٢) كذا في مصورة الكتاب، وفي بقية المصادر " النفحات الصمدية " انظر الذريعة ٢٤ / ٢٤٨.
٣) اسمه " الاشراف علي سيادة الاشراف ".
٤) هو المذكور بعنوان " سيادة الاشراف ".
٥) كذا في مصورة الكتاب، وفي الذريعة ٦ / 151 " حاشية عيون الاخبار ".
(١٧٦)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (4)، كتاب الصحيفة السجادية (1)، الخليفة عمر بن الخطاب (1)، الموت (1)، القتل (1)، الهلاك (1)، الإبداع، البدعة (1)، النجاسة (1)، الطهارة (1)، الإستحمام، الحمام (1)
وغير ذلك 1).
ويروي عنه السيد حسين بن السيد حيدر الكركي، قال في إجازاته لبعض تلامذته: أروي جميع ذلك قراءة وإجازة عن سيد المحققين وسند المدققين وارث علوم الأنبياء والمرسلين السيد حسين ابن السيد الرباني والعارف الصمداني السيد حسن الحسيني الموسوي عن عدة من أصحابنا منهم والده والفقيه المتكلم الشيخ محمد بن الحرث المنصوري الجزائري والسيد السند الفاضل السيد أسد الله الحسيني التبريزي والشيخ الجليل شيخ الاسلام حقا علي بن هلال الكركي الشهير والده بالمنشار والمولي الجليل مولانا عطاء الله الآملي والسيد عماد الجزائري والشيخ الفقيه يحيي بن الحسين بن عشرة البحراني شارح الرسالة الجعفرية جميعا عن جده من قبل الام رئيس المحققين الشيخ علي بن عبد العالي الكركي بطرقه.
فعلم أنه يروي عن عدة من الاعلام عن والد أمه المحقق الكركي، فهو ابن خالة الميرزا محمد باقر الداماد والسيد حسين بن السيد حسن بن جعفر بن الأعرج الموسوي الكركي والد الميرزا حبيب الله.
هذا ان كان للمحقق الكركي ثلاث بنات، وان لم يكن له الا بنتين فالتحريف واقع في لفظة " أبي " وهي " ابن جعفر "، فحينئذ فيتحد مع والد ميرزا حبيب الله المذكورين في الأصل ويكون جده " جعفر " لا " أبي جعفر ". والله العالم.
لكن من البعيد تحريف " ابن " ب " أبي " واسقاط لفظ " ابن " أيضا بين جعفر ومحمد. فتأمل ولاحظ.
وظهر لي 2) في رياض العلماء اتحادهما وأنه مات بأردبيل ونقل إلي العتبات
1) أكثر هذه الترجمة إلي هنا تلخيص عما في رياض العلماء 2 / 62 - 75.
2) كلمة لا تقرأ واضحا في مصورة الكتاب.
(١٧٧)
صفحهمفاتيح البحث: يحيي بن الحسين (1)، علي بن هلال (1)، الموت (1)
في العراق، وقيل مات بقزوين سنة إحدي وألف، وهي السنة التي وقع فيها الطاعون بقزوين 1).
وذكر صاحب الأصل السيد حسين والد الميرزا حبيب الله وأنه سكن بأصفهان حتي مات 2). والله العالم بالصواب.
(137) الشيخ حسين بن الحسن العاملي المشغري قال في الرياض: كان رأس العاملين ورئيس المحدثين في عصره، وكان قريبا من عصرنا. كان في عصر سبع وعشرين وألف، ولم يذكره صاحب الامل، وبقي إلي أواخر شهر رمضان من أوائل العشر الخامس من المائة الحادية عشر 3).
أقول: هذا هو الشيخ الجليل الشيخ حسين بن حسن بن يونس بن يوسف ابن محمد بن ظهير الدين علي بن زين الدين بن الحسام العاملي العيناثي الظهيري. فاغتنم ولا تتوهم أنه المذكور في الامل المتلمذ علي الشيخ محمد ابن صاحب المعالم.
(138) الشيخ حسين بن الحسن بن يونس بن يوسف بن محمد بن ظهير الدين بن علي بن زين الدين بن الحسام العاملي العيناثي الظهيري 4)
١) انظر ما في أعيان الشيعة ٥ / ٤٧٤ حول اتحاد المترجم هنا مع سميه أو تغايرهما.
٢) انظر أمل الآمل ١ / ٦٩.
٣) رياض العلماء ٢ / ٤٣.
٤) مذكور في أمل الآمل ١ / 70.
(١٧٨)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، شهر رمضان المبارك (1)، مدينة إصفهان (1)، علي بن زين الدين (2)، الحسن بن يونس (1)، محمد بن ظهير (2)، الموت (2)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
فاضل عالم فقيه كامل، من أجلاء تلامذة المولي محمد امين الاسترآبادي المحدث المشهور، وقد قرأ عليه بمكة المعظمة.
ومن مؤلفاته رسالة في السؤال عن بعض المسائل المفصلة من الأصلية والفرعية، وعندنا منه نسخة.
وهذا الشيخ من أسباط الشيخ ظهير الدين بن الحسام العيناثي المعروف، وآل ظهير هذا كانوا من علماء عصرهم. فلاحظ قاله في رياض العلماء 1).
(139) الشيخ أبو عبد الله الحسين ابن أبي عبد الله الحسين بن حيدر الكركي العاملي كان عالما فاضلا، رأيت إجازة بخطه الشريف كتبها صباح يوم الاثنين عشرين من شهر ربيع الأول من شهور سنة الف واثنتين من الهجرة النبوية علي مشرفها الصلاة والسلام. ولا أعرف تواريخه ولا مصنفاته.
(14) السيد حسين بن حيدر الكركي ابن السيد عز الدين أبي عبد الله الحسين ابن السيد حيدر بن قمر الحسيني الكركي العاملي كان عالما فاضلا جليلا موصوفا بالمفتي وبالمجتهد.
كان كثير الشيوخ، يروي عن البهائي وعن المير داماد وعن الشيخ محمد ابن صاحب المعالم وعن الشيخ إبراهيم بن الشيخ علي الميسي وعن السيد حيدر بن علاء الدين الحسيني البيروي وعن أبي يزيد البسطامي الثاني وعن
1) رياض العلماء 2 / 48.
(١٧٩)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، الشيخ أبو عبد الله (1)، شهر ربيع الأول (1)، الحسين بن حيدر (1)، الصّلاة (1)
أبي الولي بن شاه محمود الشيرازي وعن المولي محمد بن محمود القاشاني وعن الشيخ نور الدين محمد بن حبيب الله وعن الشيخ عبد العالي ابن المحقق الكركي وعن السيد حسين بن الحسن المتقدم ذكره وعن الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي، والكل قد كتبوا له إجازة فيها الثناء عليه بالعلم والفضل والثقة والنبالة.
له كتاب " الإجازات " ورسائل متفرقة.
وقد ظهر مما عددناه من مشايخه تمييزه عن سميه السيد حسين بن الحسن الكركي الذي هو ابن بنت المحقق الكركي، والسيد القاضي مير حسين أحد مشايخ إجازة المجلسي صاحب فقه الرضا الذي اعتمد المجلسي علي صحة كتاب فقه الرضا عليه السلام. فلا تتوهم كما توهم اتحاده وأن الثلاثة واحد. وهو من أوضح التوهمات عند أهل العلم بالطبقات، فان السيد حسين الذي جده الأمي المحقق الكركي في طبقة الشهيد الثاني وفراغه من كتاب دفع المناواة سنة 959 وتوفي سنة إحدي وألف وتولد المجلسي بعد تاريخ وفاته بسنتين، فكيف يروي عنه.
وإجازة الشيخ محمد ابن صاحب المعالم للسيد حسين بن السيد حيدر الكركي سنة تسع وعشرين وألف، فهي بعد وفاة السيد حسين بن الحسن الكركي بثمان وعشرين سنة، فلا يمكن اتحادهما أيضا، فلا تغفل. والله الهادي إلي الصواب 1).
١) انظر التفصيل في هذا الاختلاف أعيان الشيعة ٦ / 5.
(١٨٠)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، العلامة المجلسي (3)، علي بن محمد بن مكي (1)، نجيب الدين (1)، محمد بن حبيب (1)، الشهادة (1)، الوفاة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
(141) الشريف حسين بن داود بن يعقوب الفوعي، بالفوعة 1) كان داعيا إلي التشيع، توفي سنة تسع وثلاثين وسبعمائة - قاله أبو الفداء في تاريخه ولم يزد علي ما ذكرناه.
(142) الشيخ حسين بن سليمان بن محمد بن محمد الجبعي العاملي كان عالما جليلا فاضلا نبيلا، عندي نسخة الصحيفة السجادية بقلمه وخطه، فرغ من نسخها سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة، وعلي هامشها بعض الحواشي، وله في هامش آخر صفحة منها ما صورته: فرغت المعارضة في رابع عشر ربيع الأول سنة أربع وثمانين وتسعمائة، وكان ذلك بأصل عورض بنسختي الشهيد محمد بن مكي قدس لطيفه، وعورض أيضا بأصل عورض بأصل بخط الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد الحلي رحمه الله تعالي، وهو منقول من خط علي ابن السكون ومعارض به. وكتب أفقر عباد الله حسين بن سليمان بن محمد الجبعي تجاوز الله عنهم وعمن دعا لهم بالمغفرة.
(143) الشيخ حسين بن ظهير الدين العاملي ذكره الشيخ علي السبط في الدر المنثور، وذكر أنه قرأ عليه وأنه من تلامذة
١) الفوعة بضم الفاء وفتح العين: قرية كبيرة من نواحي حلب. انظر معجم البلدان ٤ / 280.
(١٨١)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب الصحيفة السجادية (1)، زين الدين بن علي (1)، سليمان بن محمد (2)، محمد بن مكي (1)، كتاب معجم البلدان (1)
جده الشيخ حسن ووالده الشيخ محمد، وأنه من طبقة نجيب الدين وجدنا الاعلي السيد نور الدين والشيخ زين الدين السبط 1).
(144) الشيخ حسين بن عبد الصمد بن الحسين بن عبد الصمد العاملي الحارثي الجبعي، ابن أخ الشيخ البهائي كان من العلماء الاعلام، وكان قاضيا بهراة أيام الدولة الصفوية وسكنها، وله أولاد وأحفاد متصلة إلي هذا العصر موجودون في تلك البلدة وغيرها - قاله المولي عبد الله تلميذ المجلسي في رياض العلماء 2).
(145) الشيخ حسين بن عبد الصمد بن محمد بن علي بن الحسين بن محمد بن صالح الحارثي اللويزاني العاملي، والد الشيخ البهائي لم يستوف صاحب الأصل ترجمته ولا نسبه 3)، وذكره في رياض العلماء 4)، وذكر أنه كان عالما جليلا أصوليا متكلما فقيها محدثا شاعرا ماهرا في صنعة اللغز، وله الألغاز المشهورة خاطب بها ولده البهائي فأجابه بأحسن منها.
قال: وكان له ميل إلي التصوف ورغبة إلي مدح مشايخ الصوفية ونقل كلماتهم كما هو ديدن ولده أيضا، وكأنه أخذ من أستاذه الشهيد الثاني " ره "
١) الدر المنثور ٢ / 239.
2) لم نجد هذا في رياض العلماء، وقد نقله عنه أيضا في روضات الجنات 2 / 345.
3) انظر أمل الآمل / 74 - 77.
4) رياض العلماء 2 / 108 - 121.
(١٨٢)
صفحهمفاتيح البحث: العلامة المجلسي (1)، الشيخ البهائي (2)، علي بن الحسين بن محمد (1)، الحسين بن عبد الصمد (1)، عبد الصمد بن محمد (1)، نجيب الدين (1)، الشهادة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)
ولكن زاد في الطنبور نغمة.
أقول: اني كنت أجل المولي عبد الله عن مثل هذه الكلمات في حق كبار علماء الطائفة ونواميس الدين، حتي رأيته يرميهم بهذه العظائم ويضرب لهم الأمثال القبيحة. ما هكذا تورد يا سعد الإبل.
ونحن علي تأخرنا عن عصر الصفوية عرفنا أن هؤلاء المشايخ رضي الله تعالي عنهم انما تمكنوا من نشر الأحكام الشرعية وفادوا الدولة الصفوية التي شعار سلطنتها التصوف إلي التشرع والاخذ بالشريعة والتقليد، ومرنوهم علي التعبد بالأحكام بعد ما كانوا كلهم - هم ووزراؤهم وأهل دعوتهم وجندهم - صوفية لا يعرفون الا الطريقة والحقيقة، فجاءهم الشيخ حسين والبهائي وأمثالهم بالتي هي أحسن بالحكمة والمماشاة والحضور في مجالس ذكرهم حتي أنسوا بهم فصاروا يلقون في أذهانهم حسن الشريعة وأحكامها وأنها تعين علي الطريقة والحقيقة، وصاروا لا يذكرون أحدا من الصوفية بسوء بل يثنون عليه حتي جروهم إلي العمل بالسنن والاحكام أولا فأول حتي عادت دولة متشرعة مربية للفقهاء والمحدثين ومروجة لطريقة أهل البيت عليهم السلام.
والعجب من هذا الفاضل كيف لم يلتفت إلي ذلك مع قرب عهده بهم وأخذ يشن الغارة عليهم، حتي أنه إذا عثر علي من يتكلم بالمعارف والأخلاق في بعض مصنفاته، كالشهيد في المنية وابن فهد في العدة والتحصين يرميهم بالميل إلي التصوف، مع أن التصوف علم فيه كتب لا يخفي علي أهل العلم رجاله، ولهم طرق عددها المقدس الأردبيلي في حديقة الشيعة.
أين هم من علمائنا؟ وهل فينا من يقول بوحدة الوجود ولا صوفي الا يقول بها، فانظر منازل السائرين والرسالة القشيرية ورسائل ابن عربي والحلاج والجنيد والعطار وخواجة عبد الله وأمثالهم. أولئك الصوفية لا الشهيد وابن فهد والبهائي
(١٨٣)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، الأحكام الشرعية (1)، ابن عربي (1)، الشهادة (1)
وأبيه من حكماء الدين وشيوخ المتشرعين.
ثم قال المولي عبد الله بعد كلامه المتقدم: وكان معظما عند السلطان شاه طهماسب الصفوي بعد المحقق الكركي، وكان من القائلين بوجوب الجمعة في زمن الغيبة عينا والمواظبين علي اقامتها في ديار العجم ولا سيما في خراسان.
قال: وقد ترجمه المولي مظفر علي تلميذ الشيخ البهائي في رسالة بالفارسية، قال ما معناه: وكان هذا الشيخ في زمانه من العلماء المشاهير والفقهاء النحارير، وكان في تحصيل العلوم والمعارف وتحقق مطالب الأصول والفروع لدي الأساتيذ من شركاء شيخنا الشهيد الثاني ومعاصريه، ولم يكن له قدس سره في علم الحديث والتفسير والفقه والرياضي عديل في عصره، وله فيها مصنفات، منها:
كتاب " دراية الحديث "، ورسالة في " تحقيق القبلة "، وكتاب " الأربعين "، و " شرحه علي القواعد " و " علي الألفية "، و " الرسالة الطهماسبية في بعض المسائل الفقهية "، ورسالتاه " الوسواسية " و " الرضاعية " وله أيضا تعليقات كثيرة علي كتب الرياضيات وغيرها وانشاءات فاخرة جدا.
وقد توجه في دولة الشاه طهماسب الصفوي مع كل أهل بيته وأتباعه إلي أصفهان فأقام بها ثلاثة أعوام مستقلا بالإفادة، وكان السلطان المبرور يومئذ بقزوين مستقر السلطنة، فلما أطلع علي خبر هذا الشيخ أرسل إليه بتحف وهدايا فاخرة يلتمس منه شخوصه إليه إلي تلك البلدة، فقبل الشيخ واتصل بالسلطان وحظي منه بما لا مزيد عليه من التكريم، وفوض إليه منصب شيخ الاسلام بقزوين واستمر عليه سبع سنين وهو فيها، وكان يقيم بها إذ ذاك صلاة الجمعة أيضا من غير احتياط بإعادة الظهر لقوله بعينيتها كما هو مذهب شيخه الشهيد، صار ذلك المنصب له بأرض المشهد الرضوي علي مشرفه السلام وانتقل إليها وأقام
(١٨٤)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة مشهد المقدسة (1)، عصر الغيبة (1)، مدينة إصفهان (1)، الشيخ البهائي (1)، صلاة الجمعة (1)، خراسان (1)، الشهادة (2)
بها برهة إلي أن صدر الامر بتوجهه إلي هراة المحروسة لارشاد أهلها الأجانب في ذلك اليوم عن رسوم الامامية أكثر من هذا اليوم، وروعي من قبل السلطان بثلاث قري من مزارعها المعمورة.
وورد أمر السلطان إلي وزير خراسان أن يحضر ولده الملقب بخدابنده كل يوم من الجمعات إلي جامعها الكبير لسماع الفقه والحديث من الشيخ الموصوف وأن ينقاد إلي جميع حكوماته وفتاواه، لان لا يجسر بعد ذلك أحد علي مخالفته.
فكان بها أيضا كذلك نحوا من ثمان سنين، ثم توجه إلي قزوين ثانية الحال لتحصيل الرخصة من الحضرة السلطانية لنفسه وولده البهائي علي سفر حج بيت الله الحرام، فلم يأذن السلطان الا له في ذلك وأمر شيخنا البهائي أن يقوم مقامه هناك مشغولا بالإفاضة والتدريس.
واتفق أن استحسن الشيخ حسين حين المراجعة بلاد البحرين، فأقام بها وكتب إلي ولده المذكور يستدعي انتهاءه إليه بمثل هذا المقال في جملة ما كتبه " فيا ولدي لو كنت تطلب شيئا لدنياك فاعمد بلاد الهند وان حاولت الآخرة فالحق بنا إلي هذا المقام وان لم ترد شيئا منهما فلازم العجم ولا تبرح ".
وكان هناك أيضا مشغولا بترويج المذهب واحياء العلوم إلي زمان ورود قاصد الاجل المحتوم، فأجابه مرحوما ودفن في تلك البقاع المقدسة في مزار له يطلب إلي الان عنده الحاجات ويقصد من كل جانب إليه لنيل الطلبات. انتهي كلام صاحب رياض العلماء.
وقال نظام الدين الساوجي في نظام الأقوال: الحسين بن عبد الصمد بن محمد الجبعي الحارثي الهمداني، العالم الأوحد صاحب النفس الطاهرة الزكية والهمة الباهرة العلية، والد شيخنا وأستادنا ومن إليه في العلوم استنادنا دام
(١٨٥)
صفحهمفاتيح البحث: الحسين بن عبد الصمد (1)، خراسان (1)، الهند (1)، الحج (1)
ظله البهي، من جملة مشايخنا قدس الله سره وروحه الشريف، كان عالما فاضلا مطلعا علي التواريخ ماهرا في اللغات مستحضر للنوادر والأمثال، وكان من جدد قراءة كتب الحديث ببلاد العجم، له مؤلفات جليلة ورسالات جميلة، منها " شرح القواعد " و " حاشية الارشاد " عاقه عن اتمامها عوائق الدهر الخوان، ومنها " شرح الألفية " لم يعمل مثله، ومنها " وصول الأخيار إلي أصول الاخبار " وغيرها مما صنف وألف. ولد أول محرم الحرام سنة ثمان عشرة وتسعمائة، وانتقل إلي جوار رحمة الله ثامن ربيع الأول سنة أربع وثمانين وتسعمائة، ودفن في البحرين طيب الله مضجعه. روي عنه شيخنا مد ظله البهي، وهو يروي عن شيخيه الجليلين السيد حسن بن جعفر الكركي والشهيد الثاني. قدس الله أرواحهم.
(146) الشيخ عز الدين حسين بن عبد العالي الكركي العاملي، والد الشيخ علي بن عبد العالي المشهور كان " قده " من أكابر العلماء، ويروي عنه علي بن هلال الجزائري أستاذ ابنه 1) الشيخ علي المذكور، وهو يروي عن أحد ولدي الشهيد.
ووصفه الشيخ نعمة الله بن خاتون العاملي في اجازته للسيد ابن شدقم المدني عند ذكره لولده الشيخ علي المذكور هكذا " أبو الحسن علي ابن الفقيه العارف عز الدين الحسين ابن المقدس المرحوم عبد العالي " انتهي ملخصا من رياض العلماء. 2).
1) في الرياض " أستاذ سبطه "، والصحيح ما هنا.
2) رياض العلماء 2 / 121.
(١٨٦)
صفحهمفاتيح البحث: شهر محرم الحرام (1)، علي بن هلال الجزائري (1)، علي بن عبد العالي (1)، شهر ربيع الأول (1)، الشهادة (1)
(147) الشيخ عز الدين أبو عبد الله الحسين بن علي العاملي عالم عامل فاضل محدث كامل، قرأ علي الشهيد محمد بن مكي وله منه إجازة وصفه فيها ب " الشيخ الفقيه العالم الكامل أبو عبد الله الحسين بن علي العاملي ". وتاريخ الإجازة في شعبان سنة سبع وخمسين وسبعمائة، وهي إجازة له ولجماعة ممن شاركه في قراءة علل الشرائع علي الشهيد، وقد وجدها بخط الشهيد صاحب رياض العلماء.
(148) الشيخ حسين بن علي بن حسام الدين العاملي العيناثي 1) عالم عامل فاضل فقيه محدث كامل، من الشيوخ المرجوع إليهم في الروايات، رأيت له إجازة كتبها للسيد الاجل السيد حسين بن السيد مرتضي الحسيني رضي الله عنه سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة، يروي فيها عن الشيخ أبي طالب الدراني عن أبيه عن الشيخ الشهيد محمد بن مكي مصنف كتاب البيان الذي كتب الإجازة في ظهره، ويروي أيضا عن أخيه الشيخ ظهير الدين عن أبيه الشيخ زين الدين (علي بن الحسام الراوي عن أخيه) 2) جعفر بن الحسام عن السيد حسن بن نجم الدين عن الشيخ الشهيد محمد بن مكي، ويروي أيضا الدروس بالخصوص عن أخيه المذكور عن الشيخ سليمان العيناثي عن الشيخ شمس الدين مجاهد عن المصنف، ويروي أيضا عن الشيخ عز الدين
١) يذكر هذا في كتب التراجم بعناوين مختلفة. انظر أعيان الشيعة ٦ / ٩٧.
٢) الزيادة من الذريعة ١ / 187.
(١٨٧)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب علل الشرايع للصدوق (1)، شهر شعبان المعظم (1)، أبو عبد الله (2)، الحسين بن علي (2)، جعفر بن الحسام (1)، محمد بن مكي (3)، الشهادة (4)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
ابن فضل عن الشيخ زين الدين الزاهد عن فخر المحققين ابن العلامة. ويروي الشيخ حسين أيضا عن الشيخ أبي طالب الدراني عن الشيخ الشهيد بلا واسطة أبيه.
وذكره في رياض العلماء فقال: ورأيت في بعض المواضع نسخة من حاشية الشيخ عز الدين حسين العاملي علي ألفية الشيخ الشهيد قدس سره وأظن اتحاده بهذا الشيخ - الخ. فلاحظ 1).
(149) الشيخ حسين بن علي الكركي العاملي الجبعي كان من علماء العصر وفقهاء الوقت، عالم فاضل أديب شاعر، تلمذ علي شيخنا العلامة الشيخ مرتضي الأنصاري وصار من أفاضل تلامذته، وبعد مدة من وفاة الشيخ جاور بلد الكاظمين، ومنها سافر إلي إيران ووصل بتبريز وطهران، ثم رجع إلي بلد الكاظمين ومات بها فجأة سنة 1299 ودفن في إحدي حجرات الصحن الشريف الشرقية.
وله أولاد أدباء سكن أحدهم بتبريز والاخر باق في بلد الكاظمين.
وكم بذل أهل بلاد الشيخ حسين الكركي للرجوع إليهم فلم يقبل الرواح إلي تلك البلاد لشدة أنسه بالعراق.
(150) الشيخ حسين بن الشيخ علي محفوظ العاملي، نزيل بلد الكاظمين كان من العلماء المبرزين المتفق علي عدالته وزهده وورعه وتقواه، يصلي
1) أنظر رياض العلماء 2 / 60.
(١٨٨)
صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكاظمين (4)، مدينة طهران (1)، الشهادة (2)، الوفاة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)
بالناس جماعة ويهديهم إلي الطاعة.
ذكره السيد محمد بن معصوم في تلامذة السيد العلامة السيد عبد الله شبر، قال: ومنهم العالم الفاضل والفقيه الكامل أفضل أهل زمانه علي الاطلاق التقي النقي والمولي الصفي شيخنا ومولانا الشيخ حسين محفوظ. انتهي.
والظاهر أن عمدة اشتغاله كان علي السيد المحقق السيد محسن الأعرجي الكاظمي.
وحدثني جماعة من الشيوخ عن فضله وزهده واجتهاده، حتي كانوا يقولون:
ان من حسنات هذا العصر الحسينين الشيخ حسين نجف والشيخ حسين محفوظ.
وكان صهر جدنا السيد صالح، زوجه بنته العلوية رحمة عمة والدي.
وكان له خمسة أولاد، ثلاثة منهم علماء أفاضل، وهم الشيخ محمد والشيخ علي والشيخ كاظم.
توفي الشيخ حسين رحمه الله سنة بضع وستين ومائتين بعد الألف من الهجرة في بلد الكاظمين.
(151) الشيخ حسين بن الشيخ علي مغنية العاملي عالم عامل فاضل كامل، قرأ في النجف علي جماعة من العلماء والمعاصرين وتقدم علي أقرانه بالعلم والعمل ورجع إلي وطنه، وهو الان من العلماء المرجوع إليهم في الاحكام، محمود السيرة طيب السريرة، تقي نقي لا يغمز عليه بشئ.
كان والده من العلماء الفضلاء المبرزين في النجف وفيها توفي، قدس الله سره، ويأتي ذكره في العليين. وأمه بنت السيد الجليل العالم الفاضل النحرير السيد كاظم بن السيد احمد قشاقش العاملي النجفي الآتي ذكره.
(١٨٩)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، العصر (بعد الظهر) (1)
وللشيخ حسين كتابات في الفقه والأصول لا يحضرني تفصيلها.
لا يرد علينا من البلاد أحد الا ويذكره بأحسن الذكر وأجمله، وهكذا كنت أتوسم به. زاد الله في توفيقه.
(152) الشيخ عز الدين حسين بن علي بن محمد بن سودون الشامي العاملي الميسي فاضل عالم فقيه جليل، ورأيت في استراباد من مؤلفاته " حاشية علي الرسالة الألفية " للشيخ الشهيد، وكانت علي النسخة خطه الشريف واجازته، وصرح بنسبه في تلك الإجازة كما نقلناه، وهي حاشية حسنة بل شرح مشتمل علي الاستدلال في المسائل، وكان في آخر النسخة صورة خط المؤلف هكذا:
فرغ العبد الفقير يوم الاثنين في العشر الأخير من جمادي الآخرة، حسين بن علي بن سودون العاملي، سنة أربع وسبعين وتسعمائة، انتهي - قاله في رياض العلماء 1).
(153) السيد حسين بن السيد محمد صاحب المدارك قدس سره من أعلام أسرتنا وفقهاء أهل البيت عليهم السلام، ذكره في الأصل 2) وذكره في الروضات في آخر ترجمة أبيه 3)، وذكر أن له " حاشية علي ألفية الشهيد " وأنه توفي سنة تسع وستين بعد الألف ألحقه الله بدرجة آبائه الطاهرين
١) رياض العلماء ٢ / ١٦٤.
٢) أمل الآمل ١ / 79.
3) روضات الجنات 7 / 55، عن لؤلؤة البحرين ص 51.
(١٩٠)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، شهر جمادي الثانية (1)، علي بن سودون (1)، علي بن محمد (1)، الشهادة (1)، الطهارة (1)
انه أرحم الراحمين.
(154) الشيخ حسين بن شمس الدين محمد بن الحر العاملي ابن الشيخ شمس الدين محمد بن مكي رأيت له إجازة من المحقق الشيخ علي بن عبد العالي الكركي أثني عليه بالفضل والعلم، وقد أخرجها العلامة المجلسي في إجازات البحار 1).
والعجب من مؤلف الأصل كيف غفل عن ذكره وهو من أجلاء سلفه.
(155) الشيخ حسين بن الشيخ محيي الدين بن الشيخ عبد اللطيف الجامعي العاملي ذكره في الأصل ولم يزد علي قوله: فاضل عالم فقيه معاصر، يروي عن أبيه عن جده عن شيخنا البهائي، له " شرح قواعد العلامة " وكتاب في " الفقه " وكتاب في " الطب " و " ديوان شعر ". انتهي 2).
ورأيت صورة إجازة السيد نعمة الله الجزائري له وصفه فيها ب " العالم الرباني والمحقق الثاني عمدة المجتهدين وأدق المدققين وخليفة خليفة رب العالمين ". ثم قال: تذاكرنا معه في جملة من العلوم العقلية والنقلية فوجدناه بحرا لا ينزفه النازفون ومحققا لا يصل إلي بعض تحقيقه الا العالمون العاملون، فاستجزناه فيما رواه عن آبائه وأجداده فأجازني وأشار إلي داعيه الحقيقي بإجازة
١) بحار الأنوار ١٠٨ / ٥٤.
٢) أمل الآمل ١ / 80.
(١٩١)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ الحر العاملي (1)، العلامة المجلسي (1)، علي بن عبد العالي (1)، شمس الدين محمد (1)، محمد بن مكي (1)، الطب، الطبابة (1)، كتاب بحار الأنوار (1)
ما صح لي روايته - الخ. وتاريخها ثاني ربيع المولود سنة 1090 1).
وله عدة أولاد علماء، منهم الشيخ حسن والشيخ محيي الدين والشيخ علي المذكورين في هذا الكتاب.
(156) الشيخ حسين بن الشيخ محيي الدين بن الشيخ حسين بن الشيخ محيي الدين بن الشيخ عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن أبي جامع العاملي الحارثي، من علماء آل أبي جامع وصفه الشيخ جواد محيي الدين بالعلم والفضل، قال: ولم أقف علي أكثر من ذلك من أحواله وآثاره. وله ولد اسمه الشيخ علي يأتي ذكره.
(157) الشيخ حسين بن مسلم العاملي رأيت عبادات الكافي بخطه كتبه لنفسه سنة 1198، فيعلم أنه من العلماء وأهل العلم بالفقه والحديث.
(158) الشيخ شرف الدين حسين بن نصير الدين موسي بن العود العاملي في الرياض: فاضل عالم فقيه، من تلامذة الشيخ محمد بن موسي بن الحسين بن العود، ويروي عنه بالإجازة التي كتبها له سادس عشر شهر رجب
١) صورة هذه الإجازة مذكورة في أعيان الشيعة ٦ / 170.
(١٩٢)
صفحهمفاتيح البحث: شهر رجب المرجب (1)، أحمد بن أبي جامع (1)، عبد اللطيف بن علي (1)، محمد بن موسي (1)، الجود (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
سنة إحدي وستين وسبعمائة.
قال: لا يبعد أن يكون هذا الشيخ من أجداد ابن العودي المعروف 1)، أعني تلميذ الشهيد الثاني. ثم الظاهر منه أن المجيز والمجاز له ابنا عم 2)، وأن والد المجاز له أيضا من العلماء، فيكون هؤلاء من جبل عامل 3). انتهي فلاحظ 4).
(159) السيد حيدر القشاقشي الحسيني العاملي من علماء عصر إبراهيم باشا، ذكره بعض علماء جبل عامل في المتأخرين عن صاحب الأصل.
(160) السيد حيدر مرتضي العاملي 5)، أخ السيد جواد المتقدم ذكره
1) صورت في رحلتي إلي بريطانيا في صيف عام 1405 من مكتبة بادليان بأكسفورد مجموعة نادرة كتبها أحمد بن الحسين بن أبي القاسم بن العودي سنة 742، فيها رسائل من آل العودي يظهر منها انهم بيت علم وفضل وكمال، ومن الرسائل رسالة في " أصول الدين " ورسالة " رد رسالة اثبات المعدوم " التي كتبها المحقق الحلي، وهما للشيخ شرف الدين المترجم أعلاه.
2) الصحيح انهما اخوان، لان كلا منهما ابن موسي.
3) الصحيح انهم أسديون من الحلة ولا علاقة لهم بجبل عامل الا تتلمذ ابن العودي علي الشهيد وهذا لا يدل علي أنه عاملي الأصل.
4) رياض العلماء 2 / 182 و 6 / 31.
5) هو السيد حيدر بن الحسين آل المرتضي العاملي العيثاوي.
(١٩٣)
صفحهمفاتيح البحث: الجود (1)، الشهادة (2)، أحمد بن الحسين (1)، المحقق الحلي (1)
جاءا إلي النجف واختصا بتلمذة المرحوم الشيخ موسي شرارة العاملي، ثم حضر علي علماء ذلك العصر.
كان السيد حيدر سيدا جليلا برا تقيا سكونا حييا حسن الخلق فاضلا مجدا في الاشتغال، حضر في الفقه والأصول الخارج مدة من الزمان، ورجع إلي بلاده في العشرة الأخير من المائة الثالثة عشر، وهو الان علي ما ينبغي في قرية عيثا، ينفع المؤمنين وينتفع به أهل الدين. كثر الله في الاشراف أمثاله 1).
(161) السيد حيدر نور الدين الموسوي العاملي عالم عامل فاضل جليل عابد زاهد. كان من علماء أول القرن الثاني عشر ومسكنه النبطية، وكان من المراجع لأهل تلك النواحي، هو والسيد الاجل العامل الفاضل السيد حسين نور الدين في النبطية، ولهما أولاد وأحفاد علماء إلي اليوم، أعرف منهم المرحوم السيد محمد نور الدين وأخوه السيد المرحوم السيد مهدي نور الدين المتوفي في النجف، واليوم خلف السلف السيد الاجل السيد عبد الحسين نور الدين في النبطية الفوقا.
(162) الشيخ حيدر العاملي الهرملي 2) من العلماء الصالحين والفقهاء العاملين، جليل القدر عظيم الشأن، حتي أن الأمير سلطان الحرفوشي أوصي أن يدفن عند رجليه، لما هو اشتهر وتحقق
١) توفي سنة ١٣٣٦ أثناء الحرب العامة الأولي. انظر أعيان الشيعة ٦ / 266.
2) هو من آل المحفوظ العامليين المعروفين.
(١٩٤)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، الدفن (1)، الوفاة (1)، الوصية (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، الحرب (1)
ورآه بعينه من واقعة انهدام قبر الشيخ بعد سنين من دفنه فرؤي جسده طريا ووجه مضي وكريمته شقراء لم يبل منه شئ.
فالرجل من أوليا الله الصالحين، وقبره معروف في قرية العين من أعمال بعلبك.
ويحكي أن له مناظرة مع بعض المخالفين بطريق مكة، كتب الشيخ اسم أمير المؤمنين وصي رسول الله بلا فصل، وكتب المخالف علي ورقة (..) فكل ناول القرد التي كانت هناك، فوضع القرد الأول علي رأسه (..)، فظهرت حجة الشيخ وأفحم الخصم.
ولهذا الشيخ حفيد، وهو الشيخ حيدر بن زين بن حيدر، كان من العلماء الأفاضل والفقهاء الأكارم، تلمذ علي الشيخ الجليل العلامة الشيخ عبد الله نعمة الجبعي، وتوفي سنة نيف وثمانين ومائتين بعد الألف.
(163) السيد حيدر العاملي، نزيل المشهد الرضوي ذكره السيد عبد الله الجزائري، قال: كان فاضل محدثا متبحرا في الأحاديث، رأيته في المشهد سنة ست وأربعين بعد المائة والألف، ثم في آذربيجان لما أحضرنا هناك سنة 1148، ثم مرة أخري سنة 1168، يروي عن المولي رفيع الدين الجيلاني المتوفي عشر الستين بعد المائة والألف وغيره، وكان خليفة المولي بعد وفاته في صلاة الجمعة وغيرها من الأمور المرجوعة إليه.
وذكره في اللؤلؤة عند ذكره لأستاذه المولي رفيع الدين وأثني عليه ثناءا بليغا عظيما 1).
1) لم نجد في لؤلؤة البحرين.
(١٩٥)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة مشهد المقدسة (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، صلاة الجمعة (1)، آذربيجان (1)، الخصومة (1)، القبر (1)، الشهادة (1)، الوفاة (1)
(164) السيد حيدر بن علي نور الدين، أخو جدنا السيد زين العابدين كان عالما فاضلا فقيها متكلما محدثا حافظا ضابطا ثبتا صدوقا حجة عظيم الشأن رفيع المنزلة، يروي عن أبيه وعن جده لامه الشيخ نجيب الدين. وله كتاب أسمه " الكشكول " ينقل عنه ابن أخيه السيد محمد شرف الدين، ورأيت له " شرح خلاصة الحساب البهائية مزجا بخطه الشريف.
وله ثلاثة أولاد علماء: السيد كمال الدين، والسيد مرتضي، والسيد علي.
رحمهم الله.
وقد ذكر في الأصل باختصار 1). فلاحظ.
(156) السيد حيدر بن السيد حيدر الحسيني العاملي الشقراوي رأيت علي ظهر كتب الأنساب خطه الشريف، وأنه كان في النجف سنة ثمان وثمانين ومائة بعد الألف وعليه مهره وصورته " الواثق بالله الغني عبده حيدر الحسيني ". ورأيت كتابة بعضهم علي الهامش يثني عليه ب " السيد السند العالم الجليل ". فلاحظ.
(166) الشيخ حيدر بن محمد الزين الصيداوي العاملي من أجلة علماء عصره وفقهاء زمانه، من المعاصرين لشيخ الطائفة الشيخ
١) أمل الآمل ١ / 81.
(١٩٦)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، الواثق بالله (1)، حيدر بن علي (1)، نجيب الدين (1)، حيدر بن محمد (1)، الحج (1)
جعفر كاشف الغطاء، ورأيت شهادتهما في صدر وقفية بستان من بساتين بلد الكاظمين.
وبيت الزين بيت كبير بصيدا.
(167) الشيخ حيدر بن الشيخ محيي الدين بن الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ نور الدين علي بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن أبي جامع العاملي عالم جليل وفاضل نبيل وفقيه وحيد، من العلماء الاجلاء في عصره، وكان وحيدا في أكثر العلوم الاسلامية. وله الرواية عن آبائه، كان يروي عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن المحقق الكركي، وكل آبائه علماء أجلاء مذكورون في الأصل ذوو تصانيف شهيرة.
لهم أعقاب وذرية في النجف، والعلم باق في بيتهم لم ينقطع من زمن المحقق الكركي إلي الان، يعرفون الان بآل محيي الدين، أذكر في هذا الكتاب الكثير منهم انشاء الله تعالي.
وأول من جاء من جبل عامل جدهم الشيخ أحمد بن أبي جامع المتقدم ذكره، وينتهي نسبهم إلي الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين عليه السلام.
(١٩٧)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، مدينة الكاظمين (1)، العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، أحمد بن أبي جامع (2)، الحارث الهمداني (1)

باب الخاء المعجمة

باب الخاء المعجمة (168) الشيخ خليل البعلبكي اليحفوفي الصغير فاضل عالم عادل عالي الفهم جيد التحصيل، هاجر إلي النجف وقرأ علي علمائها وحصل، مدحه عندي جماعة بالفضل والجد وعلو الفهم، رجع إلي بلاده. سلمه الله تعالي.
(169) الشيخ خليل البعلبكي الكبير اليحفوفي كان في النجف من المهاجرين إليها في طلب العلم، كان من الفقهاء. سلمه الله. وهو الان من فقهاء بلده، هو وسميه الصغير المتقدم ذكره.
(١٩٨)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (2)
(170) الشيخ خليل العميري النحلي من قرية تسمي " نحلة "، هاجر لطلب العلم مع أخويه المرحوم الشيخ محمد امين والشيخ محمد علي، وبقوا مدة حتي فرغوا من السطوح، فرجع الشيخ خليل وتوفي الشيخ محمد امين، وبقي الشيخ خليل مدة بالهرمل، ثم عاد إلي العراق وتفقه ورجع بعد مدة. توفي في هذه الأوقات القريبة.
وله ولد مشتغل في النجف نعم الخلف له. سمعت انهم ينسبون إلي عمار ابن ياسر. والله أعلم.
(171) الشيخ خير الدين الحفيد العاملي كان حفيد الشيخ خير الدين الآتي ذكره، وكان ممن سكن طهران، وهو من علماء عصر المجلسي.
قال في رياض العلماء في ترجمة جده الشيخ خير الدين بن عبد الرزاق ما لفظه: وللشيخ خير الدين أولاد وأحفاد، وهم الان موجودون يسكنون في بلدة طهران، ومنهم الشيخ خير الدين المعاصر لنا، وهو أيضا رجل صالح فاضل خبير لا بأس به. انتهي 1).
قلت: وهذه السلسلة الجليلة إلي الان بطهران لهم رتبة شيخ الاسلام، فيهم علماء فضلاء، قد استجاب الله عز وجل دعاء جدهم الشهيد الأول فيهم حيث قال في بعض إجازاته لأولاده: وقد أجزت روايتها ورواية جميع ما صنفت
1) رياض العلماء 2 / 260.
(١٩٩)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، العلامة المجلسي (1)، مدينة طهران (3)، الشهادة (1)
وألفت ورويت لأولادي الثلاثة أسأل الله جل جلاله أن يصلي علي محمد وآله وأن يبلغني فيهم أملي من كل خير وان يجعلهم أولياء الله مطيعين له وأن يجعل لهم ذرية صالحة عاملين انه أرحم الراحمين.
(172) الشيخ خير الدين بن عبد الرزاق بن مكي بن عبد الرزاق بن ضياء الدين ابن الشيخ السعيد أبي عبد الله الشهيد محمد بن مكي العاملي ثم الشيرازي، من جملة أحفاد شيخنا الشهيد فاضل عالم فقيه متكلم محقق مدقق جامع لجميع العلوم الرسمية، من المعاصرين للشيخ البهائي العاملي، سكن شيراز من أرض فارس. ولما ألف البهائي حبل المتين أرسله إليه ليطالع فيه ويستحسنه، وكان يعتقد فضله، ولما طالعه كتب عليه تعليقات وحواشي وتحقيقات، بل ومناقشات أيضا.
وله أولاد وأحفاد يسكنون بطهران الري.
وله مؤلفات في علمي الفقه والرياضي وغيرهما، ورأيت في بلاد سجستان رسالة طويلة الذيل في علم الحساب له تاريخ كتابتها سنة إحدي وستين بعد الألف - قاله في رياض العلماء 1).
وقد تقدمت ترجمة حفيده وسميه قبل ترجمته. فراجعها.
1) رياض العلماء 2 / 260.
(٢٠٠)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة طهران (1)، الشيخ البهائي (1)، محمد بن مكي العاملي (1)، الشهادة (1)

باب الدال المهملة

باب الدال المهملة (173) الشيخ الجليل كمال الدين درويش محمد العاملي ابن الشيخ حسن العاملي قال في رياض العلماء: المولي كمال الدين درويش محمد بن الشيخ حسن العاملي ثم النطنزي ثم الأصفهاني، من أكابر ثقات العلماء، ويروي عن الشيخ علي الكركي، ويروي عنه جماعة من الفضلاء 1).
أقول: وهو عالم فاضل فقيه محدث كبير، من أجلاء تلامذة المحقق الكركي، وله منه إجازة مفصلة، وهو جد التقي العلامة المجلسي لامه. قال في مقدمة شرحه علي الفقيه: وأروي عن شيخ علماء الزمان في زمانه الشريف جدي مولانا درويش محمد الأصفهاني النطنزي العاملي عن الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي 2).
1) رياض العلماء 2 / 271.
2) لم نجده في مقدمة روضة المتقين.
(٢٠١)
صفحهمفاتيح البحث: العلامة المجلسي (1)، نور الدين علي (1)، محمد العاملي (1)
وقال في رياض العلماء: كان من أكابر ثقات العلماء، ويروي عن الشيخ علي الكركي، ويروي عنه جماعة من الفضلاء، منهم المولي محمد تقي المجلسي والد الأستاذ الاستناد قدس سره، ومنهم الشيخ عبد الله بن جابر العاملي، ومنهم القاضي أبو الشرف الأصفهاني كما يظهر من آخر وسائل الشيعة للشيخ الحر المعاصر 1).
وقد كان جد والد الأستاذ من قبل أمه، قال في بحث اسناد دعاء الصباح والمساء لعلي عليه السلام في المجلد الثاني من كتاب بحار الأنوار هكذا: هذا الدعاء من الأدعية المشهورة ولم أجده في الكتب المعتبرة الا في مصباح السيد ابن باقي " ره "، ووجدت منه نسخة قرأها المولي الفاضل مولانا درويش محمد الأصفهاني جد والدي من قبل أمه رحمة الله عليهما علي العلامة مروج المذهب نور الدين علي بن عبد العالي الكركي قدس الله روحه فأجازه، وهذه صورتها " الحمد لله، قرأ علي هذا الدعاء والذي قبله عمدة الفضلاء الأخيار والصلحاء الأبرار مولانا كمال الدين درويش محمد الأصفهاني بلغه الله ذروة الأماني قراءة تصحيح، كتبه (الفقير) علي بن عبد العالي سنة تسع وثلاثين وتسعمائة، حامدا " مصليا " 2) انتهي.
وقال في بعض إجازاته لبعض السادة من تلامذته: ومنها ما أجازني الشيخ الصالح المرتضي عبد الله بن جابر العاملي ابن عمة والدة والدي عن جد والدي من قبل أمه العالم الثقة الفقيه المحدث كمال الدين مولانا درويش محمد بن الشيخ حسن النطنزي طيب الله أرماسهم عن الشيخ علي الكركي 3).
١) انظر وسائل الشيعة ٢٠ / ٥٢.
٢) انظر نص الإجازة في البحار ١٠٨ / ٨٤.
٣) بحار الأنوار ١١٠ / 160.
(٢٠٢)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (2)، العلامة المجلسي (1)، كتاب بحار الأنوار (2)، علي بن عبد العالي (2)، عبد الله بن جابر (2)
وقال السيد المير محمد حسين الخاتون آبادي سبط العلامة المجلسي في مناقب الفضلاء: كانت أم المولي محمد تقي بنتا للمولي كمال الدين، وهذا المولي كمال الدين من أهل العبادة والزهادة، وهو مدفون في نطنز وعليه قبة معروفة.
وقال المحدث البحراني في اجازته للسيد بحر العلوم: ان المولي درويش محمد بن الشيخ حسن النطنزي أول من نشر الحديث في دولة الصوفية بأصفهان.
وقال الميرزا احمد في مرآة الأحوال: المولي درويش محمد الأصفهاني.
كان فاضلا عالما مقدسا كاملا، من تلامذة أفضل المتأخرين وترجمان المتقدمين العالم الصمداني زين الدين المدعو بالشهيد الثاني.
أقول: وكونه من تلامذته لا ينافي روايته عن المحقق الكركي، فان بين وفاتيهما تسع وعشرين سنة، كما نص عليه وعلي جميع ما ذكرنا في هذه الترجمة العلامة النوري في رسالة الفيض القدسي في ترجمة المجلسي 1).
1) الفيض القدسي 106 - 108، وهو مطبوع مع البحار ج 105.
(٢٠٣)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة إصفهان (1)، العلامة المجلسي (2)، الدفن (1)

باب الراء

باب الراء (174) الشيخ ربيع النباطي العاملي، نزيل مكة ذكره المحبي من علماء الجمهور صاحب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1).
كان من عظماء العلماء السالكين منهج الرشاد، وهو من المشاهير في ذلك القطر بعلو القدر في العلم والعبادة، ومدحه كبار الفضلاء وأثنوا عليه، وأخذ عنه جماعة كثيرون، وكان موصوفا بالسخاء والمكارم، وكانت وفاته سنة اثنتين بعد الألف.
ورثاه جماعة، منهم شهاب الدين احمد الخفاجي، فإنه رثاه مؤرخا وفاته بقوله:
1) خلاصة الأثر 2 / 159.
(٢٠٤)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)
صاح هل نافع وهل عاصم من * نشر وجد أمسي بطي الضلوع غير صبر قد مر إذ مر من كان * ربيعا لكل غيث مريع كامل وافر رمانا زمان * فيه بالبعد بعد فقد سريع وهو بر في المكارم بحر * من أصول تزهو بخلق بديع (قد فقدنا فيه اصطبارا فأرخ * كل صبر محرم في ربيع) 1) قال الشيخ العلامة أبو منصور الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني مؤرخا أيضا:
صبري تناقص لازدياد دموعي * مما حوته من الفراق ضلوعي ذهب الذي كنا له جمعا به * وفراق جمعي قد أضر جميعي يا قلب ان لم تستطع صبرا فني * رفقا بنا حل جسمي الموجوع وإذا ذكرت ربيع أيام مضت * أرخ بشوال فراق ربيع وكفي في جلالة صاحب الترجمة رثاء مثل الشيخ صاحب المعالم له.
والعجب أن مثل هذا الشيخ أغفله صاحب الأصل وذكره صاحب خلاصة الأثر.
(175) الشيخ رشيد العاملي فاضل محصل تقي نقي روحاني، هاجر من بلاده لتحصيل العلم وحصل وتكمل، وقد رأيته مرار في هذه الأواخر، حسن السمت، عليه آثار التقوي والصلاح. وفقه الله لمراضيه.
1) الزيادة من الخلاصة.
(٢٠٥)
صفحهمفاتيح البحث: شهر شوال المكرم (1)، الحسن بن زين الدين (1)، الصبر (2)، الشهادة (1)
(176) الشيخ رشيد بن الشيخ طالب البلاغي العاملي أديب أريب شاعر لبيب عالم فاضل بالعربية حسن الانشاء جيد الخط حسن التحرير عارف بالنحو واللغة وسائر العلوم الأدبية والتاريخ، جاء للزيارة في سنة 1280 تقريبا ورجع إلي بلاده وتوفي هناك.
وكان أبوه من وجوه تلك البلاد وأجلاء العلماء في الفصاحة والبلاغة والتكلم وسائر المحاضرات الأدبية حسبما سمعته من بعض أهل تلك البلاد.
وبيت البلاغي من البيوت القديمة في العلم والجلالة، خرج منهم جماعة من العلماء الاجلاء كما يظهر من كتابنا هذا، منهم من هو في بلاد الجبل ومنهم من في العراق، وما أدري ما أصل هذه النسبة في هذا البيت.
(177) السيد رضا بن السيد حسن الموسوي العاملي العيثيثي، نزيل بلد الكاظمين كان سيدا جليلا عالما ربانيا برا تقيا نقيا، من عباد الله الصالحين وأهل الورع والدين، له كرامات وبشارات ومكاشفات، حج بيت الله الحرام ورأي الحجة عجل الله فرجه وكلمه ولم يعرفه حتي فارقه، ولذلك حكاية طويلة، وماتت زوجته وتزوج بامرأة ذات أولاد كبار قريبة اليأس عمشة العين، فقال له بعض إخوانه: ما هذا العمل ليس عليك النساء بقحط وما وجه اقدامك علي أخذ هذه المرأة؟ فقال: ان لي ولدا اسمه علي يولد لي منها وأنا لا علاقة لي بها بعد ذلك، فولد منها السيد علي رحمة الله عليه ولم يكن له ولد سواه، وكان قد أضر مدة قبل موته. ما رأيت أحدا أكثر من هذا السيد ذكرا لصاحب الزمان،
(٢٠٦)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (1)، دولة العراق (1)، مدينة الكاظمين (1)، الزوجة (1)، الموت (1)، الحج (1)، اليأس (1)
وكان عنده سيفا اشتراه ليجاهد به.
وكان مستجاب الدعوة مجرب النذر، وكان شديد الوطأة علي الطائفة المحدثة المعروفة بالشيخية، وعمر عمرا طويلا، وتوفي في بلد الكاظمين سنة 1290، ودفن بداره والناس يزورون قبره ويتبركون به.
وكان ابنه السيد علي من السادات الاجلاء، من أهل العلم والفضل، ذا وجاهة وجلالة يعامله الناس معاملة والده، توفي سنة 1320 ودفن مع والده في داره. رحمة الله عليهما.
(178) الشيخ رضا بن الشيخ زين العابدين بن الشيخ بهاء الدين الشهيدي العاملي، ينتهي نسبه إلي الشهيد الأول قدس سره 1) عالم وابن عالم، من أعيان علماء النجف في عصره. حدثني والدي العلامة عن فضله وعلمه في الفقه والأصول.
كان سبط السيد صاحب مفتاح الكرامة من ابنته، وكان من تلامذة السيد أيضا. وتلامذة السيد عبد الله شبر الكاظمي. وكان يدرس في الفقه والأصول، وله الرواية بالإجازة عن السيد عبد الله شبر.
وله مصنفات، منها " شرحه علي شرائع " المحقق.
1) انظر نسبه في الكرام البررة ص 552، ويبدو منه ان " الشهيدي " نسبة إلي شهيد الطف حبيب بن مظاهر الأسدي، لا الشهيد الأول كما ذكر في هذا الكتاب وأعيان الشيعة.
(٢٠٧)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الكرم، الكرامة (2)، القبر (1)، الشهادة (2)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله عليه (1)
ويروي عنه غير واحد من الفضلاء 1)، منهم ابنه الشيخ جواد المتقدم ذكره.
(179) الشيخ رضي الدين بن الشيخ نور الدين علي بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن أبي جامع الحارثي الهمداني العاملي كان عالما فاضلا جليلا عظيم الشأن، سكن بعد وفاة والده في الحويزة ببلدة تستر، وتوجه في سنة خمس وعشرين والألف إلي زيارة الرضا عليه السلام.
وأجازه صاحب المعالم، وله إجازات من جماعة من العلماء.
وبعد الزيارة اتصل بالشاه عباس الصفوي فأرجع إليه القضاء وموقوفات خوزستان وعربستان بل وهمذان وسكن بها، ثم لما استولي الشاه عباس علي بغداد استعفي الشيخ من مناصبه وجاء إلي النجف وسكنها حتي توفي بها ليلة العرفة سنة ثمان وأربعين بعد الألف.
وكان عالما متبحرا في سائر العلوم، وينظم الشعر أيضا، وله أبيات يعاتب بها أخاه الشيخ عبد اللطيف نقلها الشيخ جواد محيي الدين في رسالته في ترجمة آل أبي جامع.
(180) السيد رضي الدين بن السيد محمد بن حيدر بن نور الدين الموسوي العاملي المكي
١) في أعيان الشيعة ٨ / 9: توفي بمدراس من بلاد الهند سنة 1289 ودفن هناك.
وفي الكرام البررة ص 554: توفي في النجف ليلة الخميس 11 من ذي الحجة سنة 1269، وقال ما ملخصه انه دفن في إحدي حجرات الصحن العلوي.
(٢٠٨)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، يوم عرفة (1)، محمد بن حيدر بن نور الدين (1)، أحمد بن أبي جامع (1)، نور الدين علي (1)، مدينة بغداد (1)، الجود (2)، الزيارة (1)، الوفاة (1)، شهر ذي الحجة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، الهند (1)، الكرم، الكرامة (1)، الدفن (1)
ترجمه ابن عمه السيد عباس بن علي بن حيدر بن محمد في نزهة الجليس وقال: السيد النسيب، الشريف الحسيب، الأديب الأريب، المصقع المبين الخطيب، الذي بذكره ينشرح القلب ويطيب، العلم السامي الأكبر، الرئيس الكريم البر، السيد رضي الدين ابن العلامة الفهامة الحبر البحر السيد محمد حيدر، هو مقدم البلغاء المترجمين في هذه الرحلة، عالم عامل رحلة، تشد إلي جنابه الرحال وتزدحم علي بابه الرجال، لتحصيل الفوائد وتنويل الصلات والعوائد، يسعي إليه كل ذي أمل إذا نادي مناديه بحي علي خير العمل، كيف لا وهو فاضل أقرت له الفضائل بالوحدة، وذلك فضل الله يؤتيه عبده، وأديب تربي في حجر الآداب، ورضع لبان العقل والصواب، ونام في مهد البلاغة فأيقظ بفصاحة تحريره وتقريره قلوب الطلاب، وعلي كل حال فإليه في البلاغة المرجع والمآب. ونحرير ما سمعناه بمثله ولا رأينا، ورئيس كريم ينشد لسان حاله " ان آثارنا تدل علينا "، تفرد بالأريحية والفضل فما لجعفر لدي فضله وما الفضل.
كان والده معدنا لكل فضل وإفادة، وتاج الأماجد والسادة، وهو من بعده أخلفه وزيادة، علي رغم كل حلاف حناث مشاء بنميم نفاث.
وكانت ولادته عام ألف ومائة وثلاث، واسمه تاريخه كما لا يخفي علي ذي عينين، ولكنه زاد في العدد اثنين فاستثناهما ولده رحمه الله بقوله:
رضي الدين تاريخ * لعام فطامه الشرعي (وانه منطبق علي سنة 1105) 1) وقال أيضا:
رضي الدين تاريخ * بحذف اثنين من عدده له التصانيف الحالية، الفريدة الغالية، منها " تنضيد العقود السنية بتمهيد
1) الزيادة ليست في المصدر.
(٢٠٩)
صفحهمفاتيح البحث: حيدر بن محمد (1)، الكرم، الكرامة (1)
الدولة الحسنية " تاريخ جليل القدر جم الفوائد، وله شعر يزري بعقود الجواهر في أجياد الأبكار الخرائد، بليغ الألفاظ لطيف المعاني، يطرب لسماعه الحسن ابن هاني - إلي آخر ما قال 1).
واسمه الأصلي محمد، يروي عنه السيد عبد الله الجزائري سبط السيد نعمة الله، قال: استجزته بمكة وكتب لي إجازة مبسوطة مشتملة علي جميع طرقه وطرق أبيه وأساتيدهما، وقد ذهبت مني ولم أحفظ منها الا روايته عن والده عن العلامة محمد شفيع بن محمد علي الاسترآبادي عن والده عن المولي محمد تقي المجلسي.
قال: وكان رضي الدين مهذبا أديبا شاعرا فصيحا حسن السيرة مرجوعا إليه في أحكام الحج وغيره، وسمعت من والدي طاب ثراه يصف أباه السيد محمد بغاية الفضل والتحقيق وجودة الذهن واستقامة السليقة وكثرة التتبع لكتب الخاصة والعامة والتبحر في أحاديث الفريقين ويطري في الثناء عليه لما اجتمع معه بمكة، والذي وقفت عليه من مصنفاته في الكلام والفقه يدل علي فضل غزير كثير. انتهي.
ثم وقفت له علي إجازة كتبها للسيد نصر الله المدرس الحائري وذكر في آخرها مصنفات والده ومصنفات نفسه، ومما عده لنفسه كتاب " الوسيط بين الموجز والبسيط " مقصور علي الحج وما يتعلق به، وهو يقارب نصف كتاب الحج من المدارك مع فوائد زائدة عليه، وكتاب " نهج السداد في أحكام حج الافراد "، و " ومنسك صغير " كافل لجميع الاحتياطات، والحواشي علي المدارك والمسالك والمفاتيح، وكتاب " تنضيد العقود السنية بتمهيد الدولة الحسنية "، وكتاب " جاف ذوي الاشراف " و " نوادر لب اللباب "، وكتاب " الدلائل النهارية علي المسائل الصحارية ".
1) أنيس الجليس 1 / 186.
(٢١٠)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (2)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، العلامة المجلسي (1)، علي الأسترآبادي (1)، الحج (2)

باب الزاء المعجمة

باب الزاء المعجمة (181) السيد زين الدين الحسيني الجزيني العاملي، ابن عم السيد علي الصائغ يظهر من ابن العودي في رسالته الموضوعة في أحوال الشهيد الثاني أنه من العلماء الاجلاء وأنه من معاصريه، وذكر مناما رأي فيه السيد المرحوم السيد علي الصائغ أنه يعين بعض الأماكن في الجنة لمن يأتي من بعد، قال: فقلت له: من تعين؟ فذكر السيد زين الدين ابن عمه وآخرين 1). سيأتي ترجمة السيد علي الصائغ.
(182) الشيخ زين الدين بن فخر الدين علي بن أحمد العاملي وصفه الشيخ شرف الدين بن ضياء الدين محمد بن شمس الدين بن الحسن
١) بغية المريد، المطبوع مع الدر المنثور ٢ / 197.
(٢١١)
صفحهمفاتيح البحث: علي بن أحمد العاملي (1)، علي الصائغ (3)، الشهادة (1)
ابن زين الدين المذكور في بعض الإجازات ب " زبدة العلماء " وب " الزاهد العابد الراكع الساجد قمر المتقين وشمس المقربين "، وأنه يروي عن الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي الكركي العاملي، وأنه من ذرية الشهيد الأول محمد بن مكي قدس الله روحه.
(183) الشيخ زين الدين الشهيد الثاني ابن نور الدين علي بن أحمد بن محمد ابن جمال الدين بن تقي الدين بن صالح بن مشرف الجبعي العاملي ذكره في الأصل 2). تولد 3) رحمه الله ثالث عشر شوال سنة إحدي عشرة وتسعمائة، وختم القرآن وعمره تسع سنين، وقرأ علي والده العلوم العربية وبعض الفقه، وكان قد جعل له راتبا من الدراهم بإزاء ما كان يحفظه من العلم للتشويق والرغبة، حتي توفي سنة خمس وعشرين وتسعمائة وعمره إذ ذاك أربعة عشر سنة.
فارتحل إلي ميس ولازم الفاضل الميسي علي بن عبد العالي، وقرأ عليه كتاب الشرائع والارشاد وأكثر القواعد.
ثم ارتحل إلي كرك (نوح) ولازم السيد الاجل الحسن بن جعفر الكركي، وقرأ عليه قواعد الشيخ ميثم والتهذيب والعمدة وهما في أصول الفقه لأستاذه السيد المذكور، وقرأ عليه الكافية في النحو وغير ذلك.
١) أمل الآمل ١ / 85 - 91.
2) هذه الترجمة ملخصة مما جاء في رسالة " بغية المريد في الكشف عن أحوال الشيخ زين الدين الشهيد " لابن العودي، وما استدرك عليه الشيخ علي بن محمد بن الحسن ابن زين الدين العاملي في كتابه الدر المنثور. انظر 2 / 149 - 198.
(٢١٢)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب شرائع الإسلام للمحقق الحلي (1)، كتاب الكافئة للشيخ المفيد (1)، أصول الفقه (1)، شهر شوال المكرم (1)، علي بن عبد العالي (2)، علي بن أحمد بن محمد (1)، جمال الدين (1)، الحسن بن جعفر (1)، محمد بن مكي (1)، القرآن الكريم (1)، الشهادة (3)، الركوع، الركعة (1)، علي بن محمد بن الحسن (1)
ثم ارتحل إلي جبع سنة أربع وثلاثين وتسعمائة، وأخذ في مطالعة العلوم والتدريس إلي سنة سبع وثلاثين (وتسعمائة)، فرحل إلي دمشق وقرأ بعض كتب الطب والهيئة علي محمد بن مكي وبعض حكمة الاشراق، وقرأ الشاطبية علي أحمد بن جابر.
حتي إذا كانت (سنة) ثمان وثلاثين رجع إلي جبع، ومنها رحل إلي مصر وجاء إلي الصالحية، وقرأ جملة من الصحيحين علي ابن طولون.
وتوجه إلي مصر منتصف ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة، ولما وصل منزله الرملة مضي إلي مسجدها المعروف بالجامع الأبيض لزيارة الأنبياء الذين في الغار وحده، فوجد الباب مقفولا، فوضع يده علي القفل فجذبه فانفتح، فنزل إلي الغار فاشتغل بالصلاة والدعاء وحصل له اقبال بحيث ذهل عن انتقال القافلة وسيرها، وطال دعاؤه، ولما فرغ وخرج وجد القافلة قد ارتحلت ولم يبق أحد، فأخذ يمشي علي الأثر حتي تعب، وإذا براكب لاحق به، فلما وصل إليه قال له: اركب خلفي، فأردفه ومضي كالبرق، فما كان الا قليلا حتي لحق بالقافلة فأنزله، فقال له: اذهب إلي رفقائك. وله أمثالها في تلك السفرة.
ودخل مصر بعد شهرين من خروجه، وقرأ علي ستة عشر شيخا من شيوخ مصر فنون كثيرة وأجازوه.
ثم ارتحل إلي الحجاز في شوال سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة، ولما تم الحج جاء إلي المدينة لزيارة قبر النبي والأئمة عليهم السلام، وكان النبي صلي الله عليه وآله قد أوعده في المنام بمصر بالخير، ونظم قصيدة خاطب بها النبي " ص ".
ورجع إلي جبع سنة أربع وأربعين وتسعمائة، ثم سافر إلي العراق في
(٢١٣)
صفحهمفاتيح البحث: زيارة القبور (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، دولة العراق (1)، شهر شوال المكرم (1)، شهر ربيع الأول (1)، محمد بن مكي (1)، دمشق (1)، السجود (1)، الطب، الطبابة (1)
ربيع الاخر من السنة المذكورة وزار الأئمة عليهم السلام ورجع في خامس شعبان من السنة المذكورة.
وأقام في جبع إلي سنة ثمان وأربعين وتسعمائة، ثم سافر إلي بيت المقدس في ذي الحجة واجتمع ببعض علمائها وقرأ عليهم بعض صحيح البخاري وبعض صحيح مسلم وأجازوه روايتهما بل ورواية عامة.
ثم رجع إلي وطنه وأخذ بمطالعة العلوم ومذاكرتها، واستفرغ وسعه في الفقه إلي أواخر سنة إحدي وخمسين وتسعمائة.
وفي ذي الحجة من هذه السنة عزم علي التوجه إلي اسلامبول، فرحل إلي دمشق ومنها لي حلب، دخلها سادس عشر محرم وخرج منها في صفر سنة 952، ودخل القسطنطينية في 12 ربيع الأول، فكتب رسالة في عشرة مباحث من عشرة علوم وأوصلها إلي قاضي عسكر محمد بن محمد بن قاضي زاده والسلطان حينئذ سليمان خان، فوقعت الرسالة منه موقعا حسنا وكان رجلا فاضلا، فأرسل القاضي الدفتر المشتمل علي الوظائف والمدارس وبذل له ما اختاره من تدريس المدرسة النورية ببعلبك التي وقفها السلطان نور الدين وعرضها علي السلطان وكتب بما يراه وجعل له في كل شهر ما شرطه وأنفقها، واجتمع بصاحب معاهد التنصيص هناك.
ورجع في رجب لاحد عشر يوم خلت منه، وتوجه إلي العراق وزار الأئمة عليهم السلام، ورجع في صفر سنة 953 وأقام ببعلبك يدرس بالمذاهب الخمسة، واشتهر أمره وصار المرجع العام للأنام.
وبعد خمس سنين رجع إلي جبع بنية المفارقة، وصار يدرس ويصنف، فصنف أولا الروض وآخر ما صنف الروضة صنفها في ستة أشهر وستة أيام، وكان غالب الأيام يكتب كراسة، وكان يكتب بغمرة واحدة في الدواة عشرين
(٢١٤)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، شهر ذي الحجة (2)، كتاب صحيح البخاري (1)، شهر رجب المرجب (1)، شهر شعبان المعظم (1)، كتاب صحيح مسلم (1)، شهر ربيع الثاني (1)، شهر ربيع الأول (1)، محمد بن محمد (1)، دمشق (1)
أو ثلاثين سطرا، وخلف ألفي كتاب فيها مائتان كتاب كانت بخطه الشريف من مؤلفاته وغيرها.
قال ابن العودي: وكان في غالب الزمان في الخوف الموجب لاتلاف النفس والتستر والاخفاء الذي لا يسع الانسان أن يفكر معه في مسألة، ومع ذلك برز له من المصنفات والأبحاث والكتابات والتحقيقات والتعليقات ما هو ناش عن فكر صاف وغارف من بحار علم واف - الخ.
ثم لما كانت سنة خمس وستين وتسعمائة - وهو في سن أربعة وخمسين - ترافع إليه رجلان فحكم لأحدهما علي الاخر، فذهب المحكوم عليه إلي القاضي بصيدا واسمه معروف وكان الشيخ مشغولا بتأليف شرح اللمعة، فأرسل القاضي إلي جبع من يطلبه - وكان مقيما في كرم له منفردا عن البلد متفرغا للتأليف - فقال بعض أهل البلد: قد سافر عنا منذ مدة. قال: فخطر في بال الشيخ أن يسافر إلي الحج وكان قد حج مرارا لكنه قصد الاختفاء، فسافر في محمل مغطي وكتب القاضي إلي السلطان أنه قد وجد ببلاد الشام رجل مبدع خارج عن المذاهب الأربعة. فأرسل السلطان سليمان رستم باشا في طلب الشيخ وقال له: أئتني به حيا حتي أجمع بينه وبين علماء بلادي فيبحثون معه ويطلعون علي مذهبه ويخبروني فأحكم عليه بما يقتضيه مذهبي.
فجاء الرجل فأخبر أن الشيخ توجه إلي مكة المشرفة، فذهب في طلبه، فاجتمع به في طريق مكة، فقال له: تكون معي حتي نحج بيت الله. فرضي بذلك، فلما فرغ من الحج سافر معه، فلما وصل رآه رجل فسأله عن الشيخ فقال: هذا رجل من علماء الشيعة أريد أن أوصله إلي السلطان. فقال له: أوما تخاف أن يخبر السلطان بأنك قد قصرت في خدمته وآذيته وله هناك أصحاب يساعدونه فيكون سببا لهلاكك، بل الرأي أن تقتله وتأخذ برأسه إلي السلطان.
(٢١٥)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (2)، الشام (1)، الحج (3)، القتل (1)، الخوف (1)
فقتله في مكان من ساحل البحر، وكان هناك جماعة من التركمان فرأوا في تلك الليلة أنوارا تنزل من السماء وتصعد، فدفنوه هناك وبنوا عليه قبة.
وأخذ الرجل رأسه إلي السلطان، فأنكر عليه وقال: أمرتك أن تأتيني به حيا فقتلته. وسعي السيد عبد الرحيم العباسي صاحب معاهد التنصيص في قتل ذلك الرجل فقتله السلطان.
وفي رواية: ان القبض عليه كان في المسجد الحرام بعد فراغه من صلاة العصر، فأخرجوه إلي بعض دور مكة وبقي هناك محبوسا شهرا وعشرة أيام، ثم سافروا به علي طريق البحر إلي قسطنطنية وقتلوه بها في تلك السنة، وبقي مطروحا ثلاثة أيام ثم طرحوا جسده الشريف في البحر.
وحدث الشيخ البهائي عن والده أنه دخل في صبيحة بعض الأيام علي الشهيد فوجده متفكرا، فسأله عن سبب تفكره فقال: يا أخي أظن أن أكون ثاني الشهيدين وفي رواية ثاني شيخنا الشهيد في الشهادة لأني رأيت البارحة في المنام أن السيد المرتضي علم الهدي عمل ضيافة جمع فيها جميع العلماء الامامية بأجمعهم في بيت، فلما دخلت عليهم قام السيد المرتضي ورحب بي فقال لي: يا فلان اجلس بجنب الشيخ الشهيد، فجلست بجنبه، فلما استوي بنا المجلس انتبهت، ومنامي هذا دليل ظاهر أني أكون تاليا له في الشهادة.
وفي الدر المنثور: انه لما سافر السفر الأول إلي إسطنبول ووصل إلي المكان الذي قتل فيه تغير لونه، فسأله أصحابه عن ذلك فقال: يقتل في هذا المكان. رجل كبير أو قال عظيم الشأن، فقتل في ذلك المكان.
قال: ووجدت بخط الشيخ المرحوم المبرور الشيخ حسين بن عبد الصمد رحمه الله بعد سؤاله، وصورة السؤال والجواب: سئل الشيخ حسين بن عبد الصمد:
" ما يقول شيخ الاسلام فيما يروي عن الشيخ المرحوم المبرور الشهيد
(٢١٦)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، الشيخ البهائي (1)، مسجد الحرام (1)، اسطنبول (1)، القتل (4)، الشهادة (5)
الثاني أنه مر بموضع في اسلامبول ومولانا الشيخ سلمه الله معه فقال: يوشك أن يقتل في هذا الموضع رجل له شأن، أو قال شيئا قريبا من ذلك، ثم انه رحمه الله استشهد في ذلك الموضع، ولا ريب أن ذلك من كراماته رحمه الله وأسكنه جنان الخلد. نعم هكذا وقع منه قدس سره وكان الخطاب للفقير وبلغنا أنه استشهد في ذلك الموضع، وذلك ما كشف لنفسه الزكية، حشره الله مع الأئمة الطاهرين عليهم السلام. كتبه حسين بن عبد الصمد الحارثي ثامن عشر ذي الحجة سنة 993 بمكة المشرفة زادها الله شرفا وتعظيما ".
وكذا نقله أيضا السيد نعمة الله الجزائري في كتاب المقامات، قال: وجدت بخط المرحوم الشيخ حسين - إلي آخر ما تقدم.
وقد طبع كثير من مصنفاته مثل " الروض " و " الروضة " و " المسالك " و " المقاصد العلية " و " الفوائد الملية " و " كشف الريبة " و " مسكن الفؤاد " ورسالة " الجمعة " ومجموعة فيها عشرة رسائل من رسائله و " بداية الدراية " و " شرحه " و " تمهيد القواعد " ورسالة " الحث علي صلاة الجمعة " ورسالة في " اجماعات الشيخ الذي خالفه بنفسه ".
وله غير ما في الأصل رسالة " ما لا يسع المكلف جهله " و " الاقتصاد " و " الارشاد إلي طريق الاجتهاد في معرفة المبدأ والمعاد " و " أحكام الافعال " و " تخفيف العباد في بيان أحوال الاجتهاد " ورسالة في " قبلة الشامات " إلي مكة مختصرة.
(184) الشيخ زين الدين 1) بن الشيخ علي بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن زين الدين الشهيد الثاني
1) صرح والده في آخر ترجمته في الدر المنثور أن اسمه الحسين.
(٢١٧)
صفحهمفاتيح البحث: شهر ذي الحجة (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، صلاة الجمعة (1)، الجهل (1)، الشهادة (2)، القتل (1)، الطهارة (1)
ذكره في الأصل 1)، وذكر والده في الدر المنثور، قال: وكان مذ كان سنه نحو عشر سنين معتادا لقيام الليل ولصلاته ولتنبيه النائمين للصلاة، ويحيي جميع ليالي شهر رمضان بالعبادة والتلاوة والدعاء، ولا يشكو إلي أحد مع كثرة عياله وتقتيري عليه في الجملة في الخرج ليعتاد القناعة، وهذا مما إذا ذكرته كدت أذوب ندما وأسفا.
كان ان جلس مع أحد لم يبتدئ بالكلام حياءا وحجابا، عمر نحو من اثنتين وعشرين سنة، وقرأ في هذه المدة القصيرة من الفقه علي رسالة الألفية والمختصر النافع والشرائع وكتبهما بخطه وشرح اللمعة، وكتب الحواشي التي كتبتها عليه مفردة ومدونة، ومن النحو شرح الأجرومية وشرح القطر وشرح ألفية ابن مالك وكتبهما بخطه، وقرأ مغني اللبيب علي غيري، وقرأ علي من الحديث من لا يحضره الفقيه بتمامه وكتب الحواشي التي علقتها عليه، وسمع طرفا من التهذيب، وقرأ علي من الرجال الخلاصة وكتاب الدراية وكتبهما بخطه ومعالم الدين بعضها عندي وبعضها عند غيري وشرح الشمسية ومختصر التلخيص وأكثر المطول وشرح التجريد وخلاصة الحساب ورسالة أخري في الحساب وتشريح الأفلاك وطرفا من شرح الجغميني في الهيئة، وقرأ أكثر التحرير لأقليدس وكتبه بخط حسن وكان يثبت أشكاله من أول أمره، وشرع في تفسير القاضي مع كتابته، وقرأ حاشية الخطائي. وكان إذا رأي شيئا هيأ أسباب علمه وعمله.
ولما كان ابن نحو ثمان سنين سألني فقال: الولد قبل البلوغ يدخل الجنة؟
قلت: نعم. فقال: ادع الله أن يميتني وأنا صغير لادخل الجنة. قلت له:
والكبير إذا كان صالحا يدخل الجنة أيضا.
١) أمل الآمل ١ / 92.
(٢١٨)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (1)، كتاب مغني اللبيب لابن هشام الأنصاري (1)، شهر رمضان المبارك (1)، الصّلاة (1)، القناعة (1)
ووصل إلي هذا السن ولم يجرأ أن يسألني في أثناء الدرس حياء، لكني كنت إذا رأيت وجهه منقبضا عند التقرير أراجع المسألة، فأري أني قررتها علي غير وجهها أو أنه لم يفهمها، فأعيد تقريرها علي غير ذلك الوجه أو عليه مرة أخري، فإذا فهمها تهلل وجهه.
وكنت أضن أولا قلة كلامه عيا عن الكلام، حتي إذا شرع في قراءة الدرس أو مقابلة كان لسانه أمضي من السيف القاطع.
لم أسمع منه غيبة لاحد، وكان يتألم مما يدخل إلينا من وجوه المعاش.
وإذا أردت أن أراه في ليالي شهر رمضان وسمع صوتي يرفع كتابه وقرآنه وسجادته، فإذا دخلت عليه أقول له: يا ولدي هذه ليالي عبادة وتلاوة وأنت تجلس هكذا. فينكس رأسه حياءا ولا يجبني، ثم تخبرني زوجته بعد أنه هكذا يفعل.
رزقه الله ولدا ذكر وتوفي وهو ابن أيام، وكنت أبكي عليه بكاءا كثيرا، وهو قليل البكاء يظهر عليه أثر الرضا بحكم الله.
ووهبه الله سبحانه بعده ثلاث بنات، وكلما جاءت واحدة يظهر منه البشر ويسلي زوجته بأن ثوابنا صار أكثر. وان طالبت أحدهن منه شيئا أو رآها محتاجة إليه قام مسرعا وذهب إلي السوق وأتي به.
ولم يطلب مني ركوب دابة قط مع وجودها وعدم احتياجي إليها حياءا مني.
ولم يطلب خرجه المقرر الا بالارسال مع جارية أو ولد صغير، وكنت إذا أوصيته أن لا يسرف يسكت، وان أجابني يقول: أنت عندك عيال وعندي عيال فقس هذا علي هذا. فأفعل فإذا هو أقل مما ذكر.
وغير ذلك مما لو عددته من صفاته الحميدة لطال.
(٢١٩)
صفحهمفاتيح البحث: شهر رمضان المبارك (1)، البكاء (1)، الزوجة (2)
ولما آن أن ينتقل إلي جوار الله سبحانه ورضوانه ذكر لي أنه يريد زيارة الرضا عليه السلام، فقلت له: أنا لا أطيق مفارقتك وإنشاء الله أسافر معك في وقت آخر. فقال لي بعد هذا: قد تفألت في القرآن فظهرت هذه الآية " فلن أبرح الأرض حتي يأذن لي أبي أو يحكم الله وهو خير الحاكمين " 1). فقلت له: أنا لا آذن لك في هذا الوقت. وبعد أيام قليلة توفي ونقل إلي المشهد المقدس.
كان مولده في آخر ساعة نهار الثلاثاء ثامن عشر ذي الحجة سنة ست وخمسين بعد الألف، ووفاته في الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة ثمان وسبعين بعد الألف 2).
(185) الشيخ زين الدين بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن صاحب المعالم ابن الشهيد الثاني ذكره في الأصل 3)، وذكره أخوه في الدر المنثور 4) والسيد في السلافة 5) والمحبي في خلاصة الأثر 6).
قال أخوه: كان فاضلا ذكيا وعالما لوذعيا وكاملا رضيا وعابدا تقيا، اشتغل
١) سورة يوسف: ٨٠.
٢) الدر المنثور ٢ / ٢٤٥ - ٢٤٩.
٣) أمل الآمل ١ / ٩٢.
٤) الدر المنثور ٢ / 222 - 238.
5) سلافة العصر ص 308.
6) خلاصة الأثر 2 / 191.
(٢٢٠)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، الشيخ حسن إبن الشهيد الثاني صاحب المعالم (1)، شهر ذي الحجة (2)، القرآن الكريم (1)، سورة يوسف (1)، العصر (بعد الظهر) (1)
في أول أمره في بلادنا علي تلامذة أبيه وجده، ثم سافر إلي العراق في أوقات إقامة والده رحمه الله بها، وكان يتوقع من والد زيادة عما أظهر له من المحبة، وكان إذ ذاك في سن الشباب، فسافر إلي بلاد العجم، ولما قدمها أنزله المرحوم المبرور الشيخ بهاء الملة والدين العاملي قدس الله روحه في منزله وأكرمه اكراما تاما، وبقي عنده مدة طويلة لا يحضرني ضبط مقدارها، وكان في تلك المدة مشتغلا عنده، قرأ عليه مصنفاته وغيرها، وكان يقرأ أيضا عند غيره من الفضلاء في تلك البلاد في العلوم الرياضية وغيرها.
ولما أنتقل الشيخ بهاء الدين رحمه الله في السنة التي توفي فيها والدي طاب ثراه - وهي سنة ثلاثين بعد الألف - (سافر إلي مكة المشرفة وأقام بها مشتغلا بالمطالعة، ثم) 1) سافرت أنا إلي مكة المشرفة ورجعت في خدمته إلي بلادنا، وقرأت عنده في الأصول والفقه والهيئة.
ثم سافر مرة ثانية إلي بلاد العجم لأمر اقتضي ذلك ورجع سريعا إلي البلاد، وكنت مدة في خدمته أستفيد منه إلي أن اتفق سفري إلي العراق.
وله فوائد متفرقة علي بعض الكتب وما رأيت له كتابا مدونا، وله شعر رائق في فنون الشعر.
ونقل جملة منها ثم قال: كان مولده سنة تسع وألف، وانتقل إلي رحمة الله ورضوانه في اليوم التاسع والعشرين من ذي الحجة سنة أربع وستين بعد الألف، وكنت إذ ذاك في مكة المشرفة، اجتمعت معه يوم عرفة وبقيت في خدمته إلي ذلك اليوم من تلك السنة، ودفن مع والده في المعلي. قدس الله روحه ونور ضريحه.
وقال السيد في السلافة: زين الأئمة وفاضل الأمة.
1) الزيادة من المصدر.
(٢٢١)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (2)، شهر ذي الحجة (1)، مدينة مكة المكرمة (3)، يوم عرفة (1)
(186) الشيخ زين الدين ابن الشيخ شمس الدين محمد بن علي بن الحسن التوليني العاملي قال في الرياض: كان عالما عاملا فاضلا كاملا تقيا نقيا ورعا زاهدا عابدا - كذا رأيت وصفه في بعض المواضع بخط عتيق، والظاهر أنه من مقاربي عصر الشهيد، ورأيت أيضا قصيدة عينية في رثاء الشيخ زين الدين هذا، وكان تاريخها سنة تسع وعشرين وثمانمائة. انتهي 1).
(187) الشيخ زين الدين بن محمد بن القاسم 2) البرزهي كان من أجلة فقهائنا، وقد نقل بعض فتاواه الشهيد الثاني في كتاب ميراث شرح الشرائع، ولم أعثر له علي ترجمة سوي ذلك. فلاحظ - قاله في رياض العلماء 3)، ثم استظهر كونه من جملة علماء جبل عامل، وان برزه قرية هناك نسب إليها هذا الشيخ 4).
١) رياض العلماء ٢ / ٣٩٣ و ٣٩٧.
٢) الصحيح انه زين الدين محمد بن القاسم، وهو مذكور في أمل الآمل ٢ / ٢٩٣.
٣) رياض العلماء ٢ / ٣٩٤.
٤) ذكر في معجم البلدان ١ / 382 " برزه " بفتح الباء والزاي، وذكر أنهما قرية من أعمال بيهق بالهاء الصريح وأخري بالتاء قرية من غوطة دمشق، ونسب إلي الثاني أشخاصا بلفظة " برزي " والي الأول بلفظة " برزهي ". فعلي هذا لعل المترجم منسوب إلي الأول لا إلي الثاني، فيكون نيسابوريا وليس بعاملي. وانظر الأنساب للسمعاني ورقة 74.
(٢٢٢)
صفحهمفاتيح البحث: محمد بن علي بن الحسن (1)، زين الدين بن محمد (1)، الشهادة (2)، كتاب معجم البلدان (1)، محمد بن القاسم (1)، دمشق (1)
ثم قال: ولم يذكره الشيخ المعاصر في أمل الآمل في باب الأسماء ولا في باب الألقاب، وسنشير إليه في الباء الموحدة وفي باب الزاء المعجمة من باب الألقاب أيضا. انتهي.
(188) الشيخ زين العابدين بن الشيخ بهاء الدين الشهيدي، نسبة إلي الشهيد الأول محمد بن مكي الجزيني العاملي كان عالما فاضلا فقيها جليلا. وهو أبو أسرة من العلماء وتقدم ذكر بعضهم.
وكان صهر السيد العلامة السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة علي ابنته، وهي أم الشيخ رضا المتقدم ذكره 1).
وكان أبوه الشيخ بهاء الدين من الفقهاء الاعلام، تقدم ذكره 2).
وكان الشيخ زين العابدين المذكور من المجاورين في النجف الأشرف، وولده بها، تقدم ذكر ابنه الشيخ رضا وحفيده الشيخ جواد 3).
ومات في النجف سنة 1200، تخرج علي تلك الطبقة من السيد بحر العلوم والشيخ جعفر كاشف الغطاء وغيرهما 4).
(189) السيد زين العابدين بن عبد الحسيب الحسيني العاملي وجدت في مسوداتي أنه عالم مصنف، من المعاصرين للعلامة المجلسي.
1) انظر ص 207.
2) انظر ص 111.
3) انظر ص 135.
4) راجع نسبه في الكرام البررة ص 590.
(٢٢٣)
صفحهمفاتيح البحث: العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، العلامة المجلسي (1)، محمد بن مكي (1)، الجود (2)، الكرم، الكرامة (2)، الشهادة (1)
ويأتي أخوه الميرزا محمد أشرف والسيد صدر الدين محمد ابنا عبد الحسيب، وكذا والدهما. وتقدم جدهم السيد أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي.
(190) السيد زين العابدين بن السيد نور الدين الموسوي الجبعي العاملي، جدنا الاعلي وأمه كريمة العلامة الفقيه المتكلم الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي العاملي الجبعي. ولد في جبع مستهل المحرم سنة ست وتسعين وتسعمائة.
ذكره في الأصل 1).
وجدت بخط السيد العلامة السيد صدر الدين حاشية علي نسخة من أمل الآمل كتبها علي هذه الصورة: سمعت من والدي صالح بن محمد بن إبراهيم ابن زين العابدين رضي الله عنهم أن زين العابدين اسمه إبراهيم بن نور الدين علي بن زين العابدين علي بن أبي الحسن الموسوي. انتهي.
فيعلم أن السيد زين العابدين اشتهر بلقبه وهجر اسمه، عكس جده هجر لقبه ولم يعرف الا باسمه. نعم حفظ لأبيه السيد نور الدين لقبه واسمه، ولما كان اسمه اسم أبيه اشتهر بالسيد نور الدين.
ثم إن السيد ضامن بن شدقم المدني ترجم السيد زين العابدين ترجمة حسنة، وذكر أنه توفي بمكة المعظمة ودفن بالمعلي عند قبر أبيه السيد نور الدين سنة ثلاث وأربعين بعد الألف. والصحيح أن وفاته سنة اثنتين وسبعين والألف، كما وجد بخط ولده العلامة جدنا السيد محمد بن شرف الدين.
كان جدنا السيد نور الدين أخو السيد صاحب المدارك، سكن مكة المعظمة
١) أمل الآمل ١ / 100.
(٢٢٤)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، أحمد بن زين العابدين (1)، علي بن أبي الحسن (1)، محمد بن إبراهيم (1)، نجيب الدين (1)، علي بن محمد (1)، محمد بن شرف (1)، القبر (1)
ومات بها، وكان له خمسة أولاد علماء: الأول السيد جمال الدين، والثاني السيد حيدر، والثالث السيد زين العابدين صاحب الترجمة، والرابع السيد علي، والخامس السيد أبو الحسن الذي سكن الشام.
وكان للسيد زين العابدين أيضا عدة أولاد، منهم جدنا السيد إبراهيم شرف الدين المتقدم ذكره.
(191) السيد زين العابدين العاملي، صهر الشيخ المحقق علي بن عبد العالي الكركي ووالد السيد العلامة السيد احمد صهر المير الداماد وتلميذه وابن خالته.
والسيد احمد هذا أبو جماعة من العلماء المصنفين، كالسيد عبد الحسيب صاحب التفسير وعيره.
(٢٢٥)
صفحهمفاتيح البحث: علي بن عبد العالي (1)، جمال الدين (1)، الشام (1)

باب السين

باب السين (192) الشيخ سليمان ظاهر العاملي النباطي 1) من كتاب العصر وأهل الفضل والعلم بالتاريخ واللغة وأنواع العلوم الأدبية، من حسنات هذا العصر، صاحب كتاب " أبواب اللغة العربية " وغيره من الكتب والرسائل والمقالات التي تفتخر بها الشيعة في هذا الزمان، وتأبد له جميل المذكور في سائر الأزمان. كثر الله في الشيعة أمثاله من المروجين المجاهدين 2).
ومن أراد الوقوف علي تحقيقات هذا الفاضل فليراجع مجلدات العرفان
١) هو الشيخ سليمان بن محمد بن علي بن إبراهيم بن حمود بن ظاهر، من أحفاد الشهيد الثاني.
٢) ولد في النبطية سنة ١٢٩٠ وتوفي ودفن بها سنة ١٣٨٠. انظر أعيان الشيعة ٧ / 310.
(٢٢٦)
صفحهمفاتيح البحث: العصر (بعد الظهر) (2)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، محمد بن علي بن إبراهيم (1)
حتي يري فضله بالعيان ونصرته لأهل الايمان. سدده الله وأيده ووفقه لإدامة أمثال هذه التحقيقات وغيرها من البيانات النافعات.
(193) الشيخ سليمان العاملي من علماء عصر الطاغي احمد الجزار، ذكره بعض علماء جبل عامل في عداد المتأخرين عن صاحب الأصل.
ولعله الشيخ سليمان بن صالح العاملي الكاظمي الذي رأيت خطه علي ظهر بعض الكتب.
(194) الشيخ سليمان العيناثي العاملي عالم جليل فقيه متبحر، من المشايخ للإجازة، يروي عن الشيخ شمس الدين بن مجاهد عن الشهيد محمد بن مكي، ويروي عنه الشيخ ظهير الدين ابن علي بن حسام العيناثي الآتي.
(195) الشيخ سليمان بن معتوق العاملي عالم عامل فاضل فقيه محدث كامل جليل متبحر في العلوم الاسلامية، تخرج في بلاد الجبل علي جدنا العلامة السيد محمد بن السيد إبراهيم شرف الدين بن زين العابدين بن السيد نور الدين، ويروي عنه عن أستاذه الشيخ
(٢٢٧)
صفحهمفاتيح البحث: سليمان بن صالح (1)، محمد بن مكي (1)، الشهادة (1)
الحر (صاحب) وسائل الشيعة وغيرها.
وكان شريك جدنا السيد صالح بن محمد المذكور في الدرس، وفرا معا من ظلم الجزار سنة سبع وتسعين بعد الألف إلي العراق، وسكن الشيخ سليمان بلد الكاظمين.
وكان من شيوخ الإجازة، واستجازه جماعة من الاعلام، كالسيد المحقق السيد محسن الأعرجي صاحب المحصول والسيد العلامة السيد صدر الدين وأمثالهما من الأجلة.
وراح إلي كربلا وحضر علي صاحب الحدائق وتحمل منه رواية كل طرقه في الرواية، وتوفي رحمه الله في بلد الكاظمين سنة سبع وعشرين ومائتين بعد الألف.
وله أولاد علماء أجلاء، منهم الشيخ أمين، ويأتي ذكر الشيخ محمد. وله ذرية باقية إلي الان.
وكان وصيه رحمه الله السيد العلامة السيد عبد الله شبر صاحب جامع الاحكام، فاني رأيت تفصيل ذلك بخطه الشريف، وكذا تاريخ وفاته كان بخط السيد صاحب جامع الاحكام.
(٢٢٨)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، مدينة الكاظمين (2)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، صالح بن محمد (1)، الشراكة، المشاركة (1)

باب الشين المعجمة

باب الشين المعجمة (196) الشيخ شرف الدين اشتهر بلقبه، واسمه الأصلي محمد مكي كما وجدته بخط يده، ابن الشيخ ضياء الدين محمد بن شمس الدين بن الحسن بن زين الدين، ينتهي نسبه إلي الشهيد الأول.
كان من أعلام العلماء في النجف، وشيخ الإجازة في عصره، روي عن شيوخه كثيرة من عاملة والبحرين والعراق واليمن وبلاد العجم والقدس والخليل ومكة المعظمة، كما رأيته يصرح بذلك في بعض إجازاته التي عندي بخط يده.
وهو في طبقة الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق، ويروي عن الشيخ حسين بن محمد بن جعفر الماحوزي البحراني شيخ إجازة الشيخ يوسف صاحب الحدائق ويروي أيضا عن السيد نصر الله الحائري.
(٢٢٩)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الحسن بن زين الدين (1)، محمد بن جعفر (1)
ويروي عنه جماعة، منهم الفاضل التبريزي صاحب كتاب " الشفا في أخبار آل المصطفي "، وله منه إجازة كتبها له في النجف ثامن ذي الحجة الحرام سنة ثمان وسبعين ومائة بعد الألف.
(197) الشيخ شريف بن الشيخ محمد بن الشيخ يوسف محيي الدين العاملي النجفي عالم فاضل فقيه كامل، من بيت علم وفقه قديم، خرج منهم جماعة من العلماء ذكرناهم هنا وذكرهم في الأصل، وهم آل أبي جامع، من أهل بيوت العلم والفضل والأدب والشعر والفقه والحديث والتفسير، فيهم أئمة هذه الفنون والمصنفين فيها كما لا يخفي علي الخبير.
وصاحب الترجمة جد الشيخ شريف بن الشيخ موسي الآتي ذكره، وكل آبائه علماء، وله ذرية باقية فيها العلم والأدب.
وكان من المعاصرين للشيخ محمد حسن صاحب الجواهر قدس الله أرواحهم، وتوفي بعد الطاعون الذي (وقع) في سنة 1246 1).
(198) الشيخ شمس الدين بن مجاهد العاملي عالم فاضل فقيه، من أجلاء أصحابنا، تلميذ الشهيد الأول، محمد بن مكي والراوي عنه كتاب الدروس بالخصوص. ويروي عن صاحب الترجمة الشيخ سليمان العيناثي المتقدم ذكره.
1) قال في الأعيان 7 / 343: توفي سنة 1250.
(٢٣٠)
صفحهمفاتيح البحث: شهر ذي الحجة (1)، كتاب الدروس للشهيد الأول (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، محمد بن مكي (1)، الشهادة (1)
(199) الشيخ شريف بن الشيخ موسي من آل محيي الدين العاملي النجفي قال ابن عمنا السيد محمد علي في اليتيمة عند ذكره: وهو من معاصري العلامة الخبير الفهامة صدر الطائفة وشيخ قبيلة في النجف.
أقول: وهو والد الشيخ الفاضل المهذب الكامل الشيخ حسين محيي الدين الذي كان شريكنا في الدرس في النجف، وتوفي سنة الطاعون وهي سنة 1297.
ولا يحضرني تاريخ وفاة والده الشيخ شريف.
(200) السيد شريف بن السيد يوسف شرف الدين الموسوي العاملي الشحوري عالم فاضل محصل كامل تقي نقي مهذب صفي، قرأ علي جماعة من المعاصرين في النجف، وتكمل ورجع إلي أبيه فقرت عينه به. وهو من أرحامنا وأسرتنا.
كثير الحياء كريم الطبع سيد ماجد من بيت علم وشرف ونعم الخلف. وفقه الله تعالي ونفع به 1).
وسيأتي ذكر السيد أبيه والسيد المرجع أخيه السيد عبد الحسين شرف الدين.
1) ولد سنة 1297 وتوفي سنة 1335. انظر نقباء البشر ص 837.
(٢٣١)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (4)، الكرم، الكرامة (1)، الوفاة (1)

باب الصاد

باب الصاد (201) الشيخ صالح بن سليمان 1) بن محمد العاملي ذكره في الأصل 2).
وصح لي بحمد الله الرواية من عدة طرق عالية عن السيد العلامة السيد نصر الله الحائري عن الشيخ صالح صاحب الترجمة عن الشيخ الجليل محمد الحرفوشي عن ابن أبي الدنيا المعمر المغربي عن أمير المؤمنين عليه السلام، وهو من الطرق العالية التي رزقناها، وهذا مما يتنافس عليه أهل العلم بالحديث في علوم الاسناد.
وقد ذكرت طرق اتصالي بهذا الطريق العالي في إجازتي الكبيرة لبعض علماء الهند 3) المسماة ب " بغية الوعاة في طبقات مشايخ الإجازات ".
١) كذا في الامل والأعيان ٧ / ٣٦٨، وفي مصورة الأصل " سلمان " وهو غلط.
٢) أمل الآمل ١ / 102.
3) هو السيد محمد مرتضي الجهانبوري الهندي. انظر هذا الكتاب ص 34.
(٢٣٢)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، صالح بن سليمان (1)، محمد العاملي (1)، الهند (1)
(202) السيد الجليل السيد صالح بن السيد محمد بن السيد إبراهيم شرف الدين ابن السيد زين العابدين بن السيد نور الدين الموسوي العاملي، جد والدي كان يعرف بالسيد صالح الكبير العاملي المكي، من أعلام العلماء في عصره، انتهت إليه رئاسة الإمامية في البلاد الشامية.
وكان كثير الاطلاع غزير الحفظ واسع الرواية، وله في الطب والرياضيات يد قارعة وقدح معلي.
وكان زاهدا عابدا ملتزما بصوم رجب وشعبان من كل سنة وصوم يوم الجمعة من كل أسبوع، وكان يعامل النوافل الراتبة معاملة الفرائض، فإذا فاته شئ منها لعذر قضاه في أول أزمنة الامكان، وكان كثير البر والصدقة يرق للفقير ويبادر بنفسه لاعطاء السائل، فان لم يجد له شيئا أعطاه خاتمه أو قباءه أو بعض أواني بيته.
كان تولده سنة اثنتين وعشرين ومائة بعد الألف في قرية شحور من بلاد بشارة من بلاد جبل عامل. وأمه بنت الشيخ الحر صاحب الوسائل.
رباه أبوه وقرأ عليه وعلي غيره من علماء عصره في عاملة فمصر فالحجاز فالعراق، وحمل عن فقهاء هذه البلاد ومحدثيها علما كثيرا حتي فاق الاقران وانتظم في سلك الأعيان. وكان جامعا للعلوم العقلية والنقلية ولبعض العلوم الأسرارية.
وفي سنة 1163 رجع إلي بلاده واستقر فيها مرجعا وملاذا لأهليها، وله كرامات وحكايات تدل علي مقامات عالية، مثل أنه كان يعطي خواصه رطب التمر ولا وجد للرطب في البلاد، فيسأل عن ذلك فيقول: أهدي إلي من الناحية
(٢٣٣)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، شهر رجب المرجب (1)، شهر شعبان المعظم (1)، الوسعة (1)، الطب، الطبابة (1)
المقدسة. مثل أنه أوصي أهل داره أن لا يغسلوا الأواني 1) ويضعوها في بيت عينه، فسئل عن سبب ذلك فقال: ان جماعة من إخواننا المؤمنين من الجن قد استجاروا بنا لوقعة وقعت فيهم خرج فيها جماعة منهم. وكان إذا فرغ من تعقيب صلاة الصبح جاء إلي ذلك البيت ووقف وتلك بكلام لا يفهمه أهل الدار، ثم يخرج فيسألونه فيقول: أكلم معهم بلسانهم، وبعد أيام قال: قد أصلحنا بينهم فلا تضعوا الأواني في الحجرة.
وجاءه رجل قال: انه كان معه ابنه ولما وصلوا الوادي الفلاني فقد الولد وكلما فحصت لم أجده وكأنه قد ابتلعته الأرض. فكتب له ورقة وقال له:
اذهب إلي الوادي وناد بما هو مكتوب في هذه الورقة فإنك تجد ابنك، وقد وجد فيه: فلان ان السيد صالح المكي يأمرك ان تفحص عن ولدي وتحضره.
قال: فنادي وإذا بولده قد أقبل من بطن الوادي.
وأعظم من ذلك أن احمد الجزار قد حبسه في الجب وهو الطابورة، وكان لا يميز فيه الليل من النهار، هو وجماعة من العلماء، فضاق صدر السيد لذلك لعدم معرفته بأوقات الصلاة، فدعا بدعاء الطائر الرومي المروي في المهج ففرج الله عنه وخرج مع ستة أنفار كانوا محبوسين معه، وذلك سنة سبع وتسعين ومائة بعد الألف، وتوجه من ساعته إلي العراق، ولما علم الجزار بخروج السيد أرسل إلي داره وأخذ خزانة الكتب المشتملة علي ألوف من الكتب وفيها مصنفاته ومصنفات آبائه أعلي الله مقامهم وحملوها إلي عكا، وأرسل السيد علي عياله وأولاده فرحلوا إليه، وسكن النجف حتي توفي سنة سبع عشرة ومائتين والألف، ودفن في بعض حجر الجانب الشرقي من حجر الصحن الشريف.
1) في مصورة الأصل " الأوالي ".
(٢٣٤)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الطيران، الطير (1)، الصّلاة (2)، الوصية (1)، الجماعة (1)
(203) السيد صدر الدين 1) ابن حجة الاسلام السيد إسماعيل الصدر بن آية الله السيد صدر الدين 2) الموسوي العاملي الأصفهاني عالم فاضل مهذب كامل مؤرخ متكلم أصولي جامع لفنون العلم، من حسنات هذا العصر، له مصنفات ومؤلفات، سكن المشهد الرضوي علي مشرفه أفضل الصلاة والسلام، يقيم فيها الجماعة ويدرس في الفقه والأصول 3)، كريم الأخلاق طيب الأعراق، حسيب نسيب أديب أريب شاعر خطيب، من بيت علم وشرف، يملك القلوب بحسن محاضرته وعذوبة كلامه، عالي الفهم قوي الفكر كريم الطبع أبي الظيم، اجتمعت فيه المكارم. زاد الله في شرفه وعلو قدره ونفع به المؤمنين 4).
له رسالة في " الحقوق "، ورسالة في " أصول الدين "، وكتاب " التاريخ الاسلامي " وغير ذلك.
وله أبيات ومدائح ومراثي في أهل البيت عليهم السلام.
(204) آية الله في العالمين السيد صدر الدين بن صالح بن محمد بن إبراهيم شرف الدين بن زين العابدين بن السيد نور الدين الموسوي العاملي
1) اسمه محمد علي واشتهر بصدر الدين حتي نسي اسمه الأصلي.
2) انظر بقية نسبه في هامش ص 104 من هذا الكتاب.
3) انتقل بعد مدة إلي قم بطلب من زعيم حوزتها آنذاك الشيخ عبد الكريم الحائري، وأصبح بها من مراجع الشيعة إلي أن توفي بها.
4) ولد في الكاظمية سنة 1299، وتوفي بقم في يوم السبت 19 ربيع الثاني 1373. انظر نقباء البشر ص 943 - 949.
(٢٣٥)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، مدينة مشهد المقدسة (1)، محمد بن إبراهيم (1)، أصول الدين (1)، الحج (1)، الصّلاة (1)، الجماعة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، مدينة الكاظمين (1)، شهر ربيع الثاني (1)، عبد الكريم (1)
تولد في قرية شد غيث 1) من بلاد بشارة في أحد وعشرين من ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة بعد الألف - أو اثنتين وتسعين، وأمه بنت الشيخ علي ابن الشيخ محيي الدين بن علي بن محمد بن حسن بن زين الدين الشهيد الثاني " ره ".
وكانت رحلته مع أهله إلي العراق سنة 1197 وعمره حينئذ أربع سنين، رباه والده العلامة بحيث كتب حاشية علي شرح القطر في النحو وهو ابن سبع سنين، وحتي قال في أول رسالته في حجية الظن ما لفظه: وردت كربلا سنة خمس ومائتين بعد الألف وأنا ابن اثني عشرة سنة فوجدت الأستاذ الأكبر محمد باقر بن محمد أكمل مصرا علي حجية الظن المطلق - إلي آخر كلامه. فيعلم أنه كان من أهل العلم بمشكلات مسائل الأصول في سن الاثني عشر.
وحضر مجلس درس أستاذه السيد بحر العلوم في تلك السنة، وكان السيد مشغولا بنظم الدرة في الفقه، فاختاره في عرض الدرة عليه لمهارته في الآداب وفنونه.
وحدثني والدي قدس سره أنه استجاز السيد صاحب الرياض في السنة العاشرة بعد المائتين والألف، فأجازه وصرح فيما كتبه من الإجازة أنه مجتهد في الاحكام من قبل أربع سنوات. فيكون حصول ملكة الاجتهاد له في سن ثلاث عشرة من عمره.
وهذا نظير ما يحكي عن العلامة الحلي والفضال الهندي، ويفوقهما في صنعة الشعر والأدب، فاني سمعت من شيخ الأدب الشيخ جابر الشاعر الكاظمي مخمس الهائية الأزرية أن السيد صدر الدين كان أشعر من السيد الشريف الرضي
1) كذا في الأصل، وفي الكرام البررة ص 669 " جبشيث " وفي الروضات 4 / 126: القشيب الواقعة قرب معمرك من قري جبل عامل.
(٢٣٦)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، شهر ذي القعدة (1)، كتاب الأزرية للشيخ الأزري (1)، العلامة الحلي (1)، الشريف الرضي، أبو الحسن محمد بن الحسين (1)، علي بن محمد (1)، الظنّ (2)، الكرم، الكرامة (1)
الذي هو أشعر قريش.
وحدثني السيد أحمد بن السيد حيدر الحسيني الكاظمي العالم الثقة أن السيد صدر الدين كان في أيام إقامة والده ببغداد يحضر مجلس درس السيد صبغة الله امام أهل السنة في عصره، وكن يناظره أيضا في المسائل الكلامية وفي الإمامة ويفحمه.
وحكي لي من ذلك حكايات ومناظرات تدل علي كمال فضله في سن الشباب، قال: وتلك المناظرات هي التي سببت مهاجرته إلي بلاد إيران خوفا من الاغتيال. قال: أرادوا اغتياله مرات فحفظه الله.
زوجه الشيخ صاحب كشف الغطاء بابنته وصار له منها أولاد، وتزوج أيضا بالعلوية بنت السيد أبي الحسن خوش مزه.
وعزم علي زيارة الإمام الرضا عليه السلام وحده، فزمت ركائبه إلي خراسان وترك عيالاته وأولاده بكربلاء، ونظم في سفره هذا قصيدته الرائية المعروفة ب " الرحلة " يخاطب فيها الإمام الرضا عليه السلام:
أتتك استباقا تقد القفارا * سوايح تقدح في السير نارا تثير مثار الحصي بالحصي * وتتبع باقي الغبار الغبارا وهي طويلة، ورجع من طريق يزد فاجتمع عليه أهلها وسألوه الإقامة عندهم، فأقام مدة قليلة وتزوج فيها، ثم رحل إلي أصفهان وكانت يومئذ دار العلم ومحط رحال أهل الفضل، فأقام بها وأرسل علي عياله وأولاده فرحلوا إليه، واستقام بها سنين مرجعا في التدريس والقضاء لا يتقدم عليه أحد علي الاطلاق، وتخرج عليه جماعة من العلماء ورووا عنه، كشيخ الطائفة الشيخ مرتضي الأنصاري " ره " والسيدين الميرزا محمد هاشم 1) صاحب أصول آل الرسول
1) هو المعروف بميرزا هاشم الجهار سوقي.
(٢٣٧)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، دولة ايران (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، مدينة إصفهان (1)، خراسان (1)، الزيارة (1)
وأخيه صاحب الروضات والسيد محمد شفيع صاحب الروضة البهية وغيرهم من الأفاضل.
وحدثني العلامة الميرزا محمد هاشم المذكور: أن شريف العلماء كان من تلامذة السيد صدر الدين وكان السيد يمنعه من كثرة التعمق في أصول الفقه ويأمره بالتعمق في الفقه.
وحدثني الشيخ الجليل الشيخ صادق بن الشيخ محسن الأعسم النجفي:
ان الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر والشيخ حسين ابن شيخ الطائفة الشيخ جعفر كانا لما جاء السيد صدر الدين من أصفهان إلي النجف يعاملونه معاملة الأستاذ ويجلسون بين يديه جلسة التلامذة، وهما يومئذ شيخا الاسلام في النجف ولعلهما ممن تلمذ عليه.
قال: وكنت يوما عند الشيخ صاحب الجواهر فجاء السيد صدر الدين، فلما أشرف علينا ركض الشيخ واستقبله وأخذ بإبط السيد حتي جاء به وأجلسه في مكانه وجلس بين يديه، وفي الأثناء جري ذكر اختلاف الفقهاء، فأخذ السيد يبين اختلاف مسالك الفقهاء في الفقه وشرع في بيان طبقاتهم من الصدر الأول إلي عصره وبين اختلاف مسالكهم واختلاف مبانيهم بما يبهر العقول، حتي قال الشيخ صاحب الجواهر بعد ما خرج السيد: يا سبحان الله السيد جالس جميع طبقاتهم وبحث معهم ووقف علي خصوصيات أمذقتهم ومسالكهم، هذا والله العجب العجاب، ونحن نعد أنفسنا من الفقهاء، هذا الفقيه المتبحر.
قال: ودخلت يوما في الصحن الشريف، فرأيت السيد صدر الدين مقبلا والشيخ صاحب الجواهر أخذ بإبط السيد والشيخ حسن صاحب أنوار الفقاهة أخذ بإبطه الاخر الان السيد كان فيه أثر الفالج ولابد أن يأخذ أحد بإبطه إذا مشي.
وهذا يدل علي جلالة السيد في نظر الشيخين في مرتبة الأساتيذ الأعاظم،
(٢٣٨)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (2)، أصول الفقه (1)، مدينة إصفهان (1)
فان الشيخين لم يكن في النجف بل في الدنيا يومئذ أجل منهما.
وحدثني الشيخ العالم الجليل الشيخ عبد العالي الأصفهاني النجفي قال:
كنت ليلة من ليالي شهر رمضان في حرم أمير المؤمنين عليه السلام فجاء السيد صدر الدين إلي الحرم، ولما فرغ من الزيارة جلس خلف الضريح المقدس، فكنت قريبا منه، فشرع في دعاء السحر الذي رواه أبو حمزة، فوالله ما زاد علي قوله " الهي لا تؤدبني بعقوبتك " وكررها وهو يبكي حتي أغمي عليه وحملوه من الحرم وهو مغمي عليه.
كان قدس سره غزير الدمعة كثير المناجاة، ورأيت له أبيات في المناجاة يقول فيها:
رضاك رضاك لا جنات عدن * وهل عدن تطيب بلا رضاكا وهي طويلة.
وكان كثير الامر بالمعروف والنهي عن المنكر شديد الامر فيهما، وكان يقيم الحدود بأصفهان.
واتفق أنه حضر مجلسا فيه جماعة من الأخيار والأشراف وقد عقد المجلس لإقامة عزاء الحسين عليه السلام، فدخل أحد أولاد الملوك وجلس وكان قد حلق لحيته، فقال السيد: ان حلق اللحية من شعار المجوس وصار من عمل أهل الخلاف والرجل قد حلق لحيته وجاء في هذا المجلس الذي عقد لعزاء سيد الشهداء وأنا أخاف أن إذا صعد الذاكر الراثي علي المنبر وهذا الرجل جالس أن يسقط علينا السقف فنهلك. فوقعت ولولة بين أهل المجلس والرجل شاه زاده لا يجسر أحد علي التكلم معه في القيام من المجلس، والسيد غضب حتي وقف شعر حاجبيه كما هي عادته، فأراد صاحب الدار قطع الكلام، فأشار إلي الراثي أن قم واصعد المنبر وخذ بالقراءة حتي ينقطع الكلام، فصعد الذاكر
(٢٣٩)
صفحهمفاتيح البحث: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، شهر رمضان المبارك (1)، مدينة إصفهان (1)
المنبر وبمجرد أن قال " السلام عليك يا أبا عبد الله " قام السيد صدر الدين، قال: أخاف من سقوط السقف علي. فلما قام ووضع رجله خارج السقف نزل السقف وصار العجاج وأكب الناس علي أقدام السيد وكسرت أكتاف بعض الناس، وكان أعظم كرامة للسيد. حتي كان السيد محمد العلاقة بند أحد خدام السيد إذا أخبر بانعقاد مجلس فيه الملاهي يروح للنهي عن المنكر، فإذا قالوا لهم: ان خادم السيد صدر الدين فلان قد جاء، يقولون: تفرقوا وأجمعوا الأسباب فان السقف ينزل علينا لا محالة.
وبالجملة كان عالما ربانيا لا تأخذه في الله لومة لائم، يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويقيم الحدود والاحكام. وكان من أزهد أهل زمانه، لم يحظ من الدنيا بنائل ولم يخلف لأولاده غير الدار التي كان السيد حجة الاسلام السيد محمد باقر قد اشتراها له وغير بعض الكتب لم يكن له عقار ولا قري ولا أملاك.
وكان كثير العيال، ولم يغير وضعه الذي كان عليه في النجف من حيث اللباس والمأكل.
وفي آخر عمره عرض له بعض الضعف في أعضائه شبه الفالج، فرأي في المنام أمير المؤمنين عليه السلام يقول له: أنت في ضيافتي في النجف. ففهم أنه يموت قريبا، فرحل منفردا بنفسه إلي النجف سنة 1262 وورد النجف وبقي مدة، ثم أخبر أخاه بوفاته في أول صفر، فتوفي أول ليلة منه وهي ليلة الجمعة سنة 1263.
حدثني السيد محمد علي بن السيد أبو الحسن قال: لما كانت أول ليلة من شهر صفر رأينا عمنا السيد صدر الدين يحدثنا بأحاديث الفراق، حتي ذاكره والدي في ذلك فقال:
ستفقدني فومي إذا جد جدها * وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
(٢٤٠)
صفحهمفاتيح البحث: الامر بالمعروف (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، النهي عن المنكر (1)، مدينة النجف الأشرف (4)، شهر صفر الظفر (1)، الموت (1)، الحج (1)
ثم قال: قوموا إلي فراشكم وناموا، فقال السيد الوالد وبقيت أنا، فقال لي: ما تقرأ؟ فقلت: شرح ابن الناظم علي الألفية. فقال: إلي أي موضع وصلت منها؟ فقلت: ببحث ال. فقال: ان ابن مالك يقول:
ال حرف تعريف أو اللام فقط * كالطرس ذي الخط المليح والنقط 1) وأنا أقول في ألفيتي:
ال هي للتعريف لا اللام فقط * كالطرس ذي الخط المليح والنقط بين الفرق بين البيتين. فأخذت في بيان الفرق، فقال لي: لاقم واكتب الفروق. فعرفت أنه يريد أن أقوم من عنده. فقمت وخرجت وأخذت في كتابة الفرق، فسمعته يقول " الله الله "، ثم قال " لا إله إلا الله " فأسرعت فأيقضت والدي وأخبرته بذلك، فلما جئنا وجدنا السيد قد توجه إلي القبلة وقد قضي نحبه.
ولما كان آخر الليل طرق الباب طارق، فجئنا وفتحنا الباب، فإذا برجل سيد من الاجلاء نعرفه، فقال: السيد صدر الدين توفي. فقلنا: نعم. فقال:
ان قبره مهيأ في حجرة الصحن الشريف عند باب الفرج، فتعجبنا من ذلك.
أقول: وقبره هناك مزارا معروف.
وله مصنفات كثيرة منها " أسرة العترة " في أبواب الفقه بطريق الاستدلال كبير، " القسطاس المستقيم " في أصول الفقه، " المستطرفات " في الفروع التي لم يتعرض لها الفقهاء، " شرح منظومة الرضاع " نظم الرضاع بمنظومة لا نظير لها أولها:
ان أحرز الرضاع شرطه نشر * تحليل تزويج وتحليل نظر ثم شرحها شرحا ممزوجا متوسطا في غاية المتانة (وشرحه أيضا آية الله
1) كذا في مصورة الأصل، والصحيح في الشطر الثاني من هذا البيت " فنمط عرفتها قل النمط ".
(٢٤١)
صفحهمفاتيح البحث: أصول الفقه (1)، يوم عرفة (1)، الفرج (1)، القبر (1)، الرضاع (3)، الزوج، الزواج (1)
الكبري الميرزا محمد تقي الشيرازي وذكر شرحه هذا.. في مكتبتي) 1)، وله " التعليقة علي رجال الشيخ أبي علي " كانت علي هامش نسخته فدونتها أنا وسميتها ب " نكت الرجال علي منتهي المقال " وهي مشحونة بالتحقيقات والنكات، وله " قرة العين " في النحو كتبها لبعض ولده وهي كتاب جليل في بابه تفوق علي المغني كما نص علي ذلك تلميذه الميرزا محمد هاشم في أول معدن الفوائد قال: فإنها مع صغر حجمها تفوق علي المغني لابن هاشم مع طوله وبسطه. قال: فهذه الرسالة لا توافق الا فهم المنتهي. انتهي.
وله " شرح مقبولة عمر بن حنظلة " في غاية البسط، ورسالة " حجية المظنة " رد فيها دليل الانسداد وهي رسالة في عزيزة تشتمل علي فوائد فريدة، رسالة في " مسألة ذي الرأسين "، وله الرسالة العملية بالفارسية سماها " قوت لا يموت " عملها للمقلدين في الطهارة والصلاة والمسائل العامة البلوي، وله " المجال في الرجال " أحال إليه في رسالة حجية المظنة، وله " التعليقة علي نقد الرجال " لم تدون بعد ولكنها من أجل كتب الرجال ويحيل إليها في سائل مصنفاته.
وحدثني ولده السيد أبو جعفر أنها لم تدون وأنها علي هامش نسخته وأنها موجودة عنده.
وذكر تلميذه في روضات الجنات بعد عد مصنفاته أن له قصائد كثيرة طويلة شرح بعضها، وأن له الحواشي وأجوبة المسائل وغير ذلك 2).
والذي عثرت عليه من شعره بخطه الشريف علي ظهر بعض كتبه هذه الأبيات 3):
١) في مصورة الأصل وقعت هذه الزيادة في سطرين أضيفا في الهامش ولم نقدر علي قراءة كلمات منها.
٢) روضات الجنات ٤ / ١٢٦.
٣) ذكر بعض شعره أيضا في أعيان الشيعة ٩ / 373.
(٢٤٢)
صفحهمفاتيح البحث: عمر بن حنظلة (1)، الموت (1)، الصّلاة (1)، الطهارة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
إلي علي وزعيم اللوي * يوم الوغي والعلم الشامخ أبي السراة الأنجبين الأولي * خصوا فنون الشرف الباذخ أولي المزايا الغر أعباؤها * وينوء فيها قلم الناسخ جاءت تجوب البيد سيارة * تهوي هوي المرقد الصارخ قد أيقنوا منه بجزل الحصا * ان عليا ليس بالواضخ الحصا جمع حصية. والواضخ الذي يعطي القليل. وله تشطير:
قوم إذا هموا بغسل ثيابهم * جعلوا الدروع ملابسا وثيابا وإذا أتاهم سائل لدروعهم * لبسوا البيوت وزوروا الا بوابا وله مشايخ وأساتيد عدة، يروي عن أكثر من أربعين عالم، والذي أعرف منهم سبعة:
أولهم: والده العلامة السيد صالح الراوي عن أبيه العلامة السيد محمد عن أستاده الشيخ محمد بن الحسن الحر صاحب الوسائل، يروي عنه كل مؤلفاته ومنها الوسائل بالطرق المذكورة في خاتمة الوسائل. ويروي السيد صالح أيضا عن الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق عن المولي محمد رفيع نزيل المشهد الرضوي عن العلامة المجلسي.
وثانيهم: السيد العلامة الطباطبائي محمد بن المرتضي الشهير بالسيد مهدي بحر العلوم المتوفي سنة 1212، ويعبر عنه بالاستاد الشريف.
وثالثهم: السيد العلامة المير سيد علي صاحب الرياض المتوفي سنة 1231، وكان مغرما بفضله ويرجحه علي الميرزا المحقق القمي صاحب القوانين في الفقه وقوة النظر كما حكاه في الروضات في ترجمة القمي.
ورابعهم: السيد المحقق المؤسس السيد محسن المقدس الأعرجي صاحب المحصول، كان السيد صدر الدين مغرما بزهده وتحقيقه، المتوفي سنة 1227.
(٢٤٣)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة مشهد المقدسة (1)، العلامة المجلسي (1)، محمد بن الحسن (1)، الوفاة (3)
وخامسهم: شيخ الطائفة الشيخ جعفر بن خضر كاشف الغطاء المتوفي سنة 1228، وهو جد جماعة من أولاده وكانت بنت الشيخ أول زوجاته.
وسادسهم: السيد الجليل المتبحر الميرزا مهدي الشهرستاني الموسوي الحائري المتوفي سنة 1218.
وسابعهم: الشيخ الجليل الفقيه الشيخ سليمان المعتوق العاملي المتوفي سنة 1227.
(205) السيد صدر الدين بن عبد الحسيب بن أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي وصفه صاحب الشذور بالمحقق المدقق الحسيب النسيب ذو الحسب الباهر والنسب الفاخر، كان عالما فاضلا، رأيت خطه علي كتب عديدة ككشف الحقائق وغيره، وكان تاريخ كتابة الأول شهر جمادي الثانية سنة 1103. وهو من أحفاد السيد أحمد بن زين العابدين المذكور في الأصل، ويأتي أخوه السيد محمد أشرف ووالده عبد الحسيب. فراجع.
(206) الشيخ صفي بن محمد بن علي بن الحسن الجرجاني العاملي، نزيل جزين من قري جبل عامل كان من تلامذة الشهيد الأول، رأيت كنز الفوائد في شرح مشكلات القواعد للسيد عميد الدين أستاد الشهيد بخطه، قال في آخر الجزء الأول: تمت كتابة هذا النصف من نسخة منقولة من خط شيخنا المعظم وامامنا الأعظم قدوة العلماء في العالم قبلة فضلاء بني آدم فريد الدهر ووحيد العصر مولانا شمس الملة
(٢٤٤)
صفحهمفاتيح البحث: شهر جمادي الثانية (1)، العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، أحمد بن زين العابدين (2)، محمد بن علي بن الحسن (1)، الشهادة (2)، الموت (1)، الوفاة (2)، العصر (بعد الظهر) (1)
والدين محمد بن مكي دام ظله، وهو نقلها لنفسه من خط المصنف قدس سره، وقت الضحي يوم الأحد خامس ذي الحجة الحرام سنة أربع وثمانين وسبعمائة في قرية جزين، حامد لربه ومصليا علي نبيه وآله، والكاتب المالك صفي بن محمد غفر الله له ولوالديه.
وكتب في آخر الجزء الثاني: ثم كتبه لنفسه من يد العبد الضعيف الراجي إلي الله اللطيف صفي بن محمد بن علي بن الحسن الجرجاني ليلة الثلاثاء الرابع من محرم الحرام في قرية جزين من بلاد الشام سنة خمس وثمانين وسبعمائة نسخة ثانية منقولة عن خط المصنف حامدا لربه ومصليا لنبيه وآله أجمعين.
(٢٤٥)
صفحهمفاتيح البحث: شهر ذي الحجة (1)، شهر محرم الحرام (1)، محمد بن علي بن الحسن (1)، محمد بن مكي (1)، الشام (1)

حرف الطاء المهملة

حرف الطاء المهملة (207) الشيخ طالب البلاغي، والد الشيخ رشيد المتقدم ذكره لم يأت إلي العراق، كان من مشاهير علماء بلاده، من أهل الفضل والأدب، جليل متكلم مقدم عند أمراء البلاد حسن المحاضرة، من بيت علم وفضل 1)، ذكرنا منهم جماعة.
(208) الشيخ طالب بن الشيخ عباس بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ حسين بن الشيخ عباس بن الشيخ حسين بن الشيخ عباس بن الشيخ محمد علي بن الشيخ محمد البلاغي العاملي النجفي
1) انظر ما تقدم عنه في ترجمة ولده ص 206.
(٢٤٦)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)
عالم عامل فاضل فقيه أصولي، من مشاهير علماء عصره، تخرج علي الشيخ صاحب الجواهر. وكان له أخوة مع الشيخ محمد حسن آل يس وكان يثني عليه ولم أدركه 1).
وكان له ولدان الشيخ حسن والشيخ حسين، وهم بيت علم قديم، والنابغ منهم اليوم الشيخ الفاضل والحبر الكامل الشيخ جواد ابن العلامة الشيخ حسن ابن المرحوم الشيخ طالب، فإنه عالم أصولي أديب شاعر متكلم كامل، له مصنفات نظما ونثرا، وهو صاحب كتاب " الهدي إلي دين المصطفي " مطبوع في هذه الأيام، وهو اليوم نزيل سامراء متفرغ للعلم وترويج الدين. كثر الله تعالي أمثاله في الامامية 2).
(209) السيد طاهر العاملي من العلماء المتأخرين زمانا عن صاحب الأصل، ذكره بعض علماء جبل عامل في ذيل أمل الآمل.
(210) الشيخ أبو علي طاهر بن الحسن الصوري وفي بعض النسخ " أبو علي الحسن بن طاهر "، وقد مر في الحاء بالعنوان الثاني 3). فلاحظ.
1) توفي سنة 1282. ماضي النجف وحاضرها 2 / 73.
2) مترجم في ص 124 من هذا الكتاب.
3) انظر ص 149 من هذا الكتاب.
(٢٤٧)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة سامراء المقدسة (1)، الجود (1)، الطهارة (3)، مدينة النجف الأشرف (1)

باب الظاء المعجمة

باب الظاء المعجمة (211) الشيخ ظهير الدين 1) بن نور الدين (علي) بن تاج الدين عبد العالي الميسي هو ولد الشيخ علي الميسي الراوي عن المحقق الكركي. وكان ظهير الدين من مشايخ الإجازة، يروي عنه الميرزا صاحب الرجال الكبير والمقدس الأردبيلي والمولي محمود التستري المعروف بالشهيد الثالث.
والشيخ ظهير الدين شريك والده في الإجازة عن المحقق الكركي، وقد كتب لهما إجازة أخرجها العلامة المجلسي في إجازات البحار، وفيها ما لفظه:
إجازة عامة لنجله الأسعد الفاضل الأوحد ظهير الدين أبي اسحق إبراهيم، أبقاه الله تعالي في ظل والده الجليل دهرا طويلا 2).
١) هو الشيخ ظهير الدين أبو إسحاق إبراهيم.
٢) بحار الأنوار ١٠٨ / 40.
(٢٤٨)
صفحهمفاتيح البحث: العلامة المجلسي (1)، علي بن تاج الدين (1)، الشراكة، المشاركة (1)، كتاب بحار الأنوار (1)
أقول: وقد تقدم ذكره بعنوان اسمه 1).
(212) الشيخ ظهير الدين بن علي بن زين العابدين 2) بن الحسام العاملي العيناثي عالم فاضل فقيه، من مشايخ الإجازة، ذكره في الأصل وقال: كان فاضلا عابدا فقيها من المشايخ الاجلاء، يروي عن الشيخ علي بن أحمد العاملي والد الشهيد الثاني 3).
أقول: ويروي أيضا عن أبيه الشيخ زين الدين علي عن أخيه جعفر بن زين العابدين بن الحسام عن السيد حسن بن نجم الدين عن الشهيد الأول، ويروي أيضا عن الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد الحلي.
ويروي عنه أخوه الشيخ حسين السابق الذكر 4) (..) 5). ورأيت إجازة أخيه المذكور لبعض تلامذته في سنة 873 يدعو فيها لأخيه ظهير الدين صاحب الترجمة بقول " حفظه الله " فيعلم حياته في التاريخ.
١) أنظر ص ٨٢ من هذا الكتاب.
٢) كذا في مصورة الكتاب، وفي الامل " زين الدين ".
) أمل الآمل ١ / 106.
4) انظر ص 187 من هذا الكتاب.
5) كلمة لا تقرأ في المصورة.
(٢٤٩)
صفحهمفاتيح البحث: علي بن أحمد العاملي (1)، ظهير الدين بن علي (1)، أحمد بن فهد الحلي (1)، جمال الدين (1)، الشهادة (1)

باب العين المهملة

باب العين المهملة (213) الشيخ عباس بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ حسين البلاغي العاملي عالم عامل فاضل فقيه كامل، والد الشيخ طالب المتقدم ذكره. كان من تلامذة الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، وأظن أن وفاته سنة ست وأربعين ومائتين بعد الألف.
(214) الشيخ عباس بن الشيخ حسن بن عباس بن الشيخ محمد علي بن الشيخ محمد البلاغي عالم عامل فاضل جليل، من بيت علم وفضل، وله أولاد علماء أفاضل وذرية فيهم العلم إلي اليوم.
صفحه(٢٥٠)
وهو جد الشيخ إبراهيم المتقدم ذكره، وجد الشيخ أحمد بن الشيخ محمد علي البلاغي المتقدم ذكره، وجد الشيخ طالب بن الشيخ إبراهيم، وجد الشيخ عباس بن الشيخ إبراهيم الذين هم في طبقة الشيخ جعفر والسيد بحر العلوم من علماء المائة الثانية عشر. وأما صاحب الترجمة فهو في طبقة تلامذة العلامة المجلسي " ره ".
وله مصنفات، منها " شرحه علي الصحيفة الكاملة " في مجلدين ضخمين يوجدان بخط يده عند أحفاده بالنجف.
ورأيت خطه علي ظهر بعض مجلدات البحار أنه اشتراه بسبزوار منصرفا عن زيارة ثامن الأئمة عليه السلام سنة 1156، وكتب أيضا ولده الشيخ حسين ابن عباس تملكه للنسخة بعد أبيه.
(215) السيد عباس بن السيد علي بن نور الدين بن علي بن الحسين بن محمد ابن الحسين بن أبي الحسن العاملي المكي عالم فاضل وحبر كامل، شاعر مفلق ومنشئ غير مغلق، عذب اللسان حسن البيان، نحوي لغوي، أجمع أهل عصره لفنون الأدب، صاحب الرحلة المعروفة ب " نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس " ضمنها بطرائف الأدب في كل باب بأسلوب بديع وعلي مثل نسج الربيع، بلغ من محاسن البيان أقصاها ولم يغادر من محاسنه صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها، فما أحلي أراجيزه وما أحسن وجيزه، لا نظير له في كتب الأدب. اشتمل علي نكات دقيقة ولطائف وجيزة، فرغ منه رابع شوال سنة ثمان وأربعين ومائة بعد الألف، أتمه ببندر مخا من بنادر اليمن، وفيه تواريخ وتراجم جل أهل الأب، وترجم فيه جماعة من سلفه كوالده وجده
(٢٥١)
صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، العلامة المجلسي (1)، شهر شوال المكرم (1)، علي بن الحسين بن محمد (1)، الزيارة (1)
وعمه وابن عمه وآخرين، وهو من عائلتنا من آل نور الدين، وطبع كتابه المذكور بمصر سنة 1293 في مجلدين، الأول منها 399 صفحة والجزء الثاني 412 صفحة 1).
كان جدنا السيد نور الدين أخو السيد محمد صاحب المدارك جاور بمكة يوم كانت محط رجال علماء الإمامية وتوفي بها، وكان له خمسة أولاد ذكور:
السيد جمال الدين، والسيد حيدر، وجدنا السيد زين العابدين، والسيد علي جد صاحب الترجمة، والسيد أبو الحسن الذي سكن الشام. وكانوا بمكة بعد أبيهم وماتوا بها، غير أن جدنا السيد شرف الدين إبراهيم بن زين العابدين رجع إلي وطنه الأصلي جبع والباقون من أولاد عمه كلهم بمكة، ومنهم السيد عباس صاحب الترجمة.
ولد بمكة سنة 1110 - وكذا والده ولد بمكة أيضا - ونشأ بها واشتغل علي علمائها، واتصل أخيرا بالسيد نصر الله الحائري الشهيد سنة 1131، وزار معه الأئمة بالعراق، وذهب إلي إيران وطاف البلاد علي سنة 1145، فنزل بندر مخا وتزوج بها، وذهب في أواخره إلي جبثيث وتوفي مع ولده السيد زين العابدين سنة 1179، وبقي نسله المعروفون ببيت عباس بن عبد السلام بن زين العابدين.
(216) الشيخ عباس بن محمد علي بن محمد البلاغي هو والد الشيخ حسن بن عباس بن محمد علي صاحب " تنقيح المقال في علم الرجال " المتقدم ذكره.
1) وطبع ثانيا أيضا بالنجف الأشرف في المطبعة الحيدرية سنة 1386 - 1387 في جزئين.
(٢٥٢)
صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (1)، دولة العراق (1)، مدينة مكة المكرمة (5)، كتاب تنقيح المقال في علم الرجال (1)، جمال الدين (1)، علي بن محمد (1)، الشام (1)، الطواف، الطوف، الطائفة (1)، الشهادة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)
عالم فاضل ابن عالم فاضل أبو علماء أفاضل، قرأ علي أبيه العلامة الآتي ذكره وصنف ومات بعد الألف من الهجرة 1).
(217) السيد عبد الحسيب بن أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي عالم عامل فاضل كامل جليل حسيب نسيب من بيت شرف وعلم ورياسة في الدين والدنيا.
أمه بنت الميرزا محمد باقر الداماد، وأبوه السيد احمد المذكور في الأصل 2) ابن السيد زين العابدين، وكان صهر المحقق الداماد وتلميذه المجاز منه ومن الشيخ البهائي.
وللسيد عبد الحسيب كتاب تفسير القرآن المسمي ب " عرش سماء التوفيق "، وهو تفسير كبير بالفارسية في عدة مجلدات، رأيت المجلد الأول منه في خزانة خازن الحرم الحسيني، صنفه لبعض سلاطين الصفوية.
وله كتاب " الجواهر المنثور في الأدعية المأثورة "، وأكثرها منقولة عن جده لامه الشهير بمحمد باقر الداماد طاب ثراه، وقد ينقل عنه الشيخ المتبحر الشيخ أسد الله صاحب المقابيس في كتابه الاحراز، حكي عنه أدعية واحرازا ثم قال: ومما ذكر في كتاب الجواهر المنثورة في الأدعية المأثورة للسيد عبد الحسيب بن أحمد العاملي وأكثرها منقولة عن جده الشهير محمد باقر الدماد طاب ثراه دعاء وجد بخطه نور الله ضريحه. ونقل الدعاء ثم قال - يعني السيد
١) توفي سنة ١٠٨٥ في أصفهان ونقل نعشه إلي النجف الأشرف. ماضي النجف وحاضرها ٢ / ٧٧، عن تنقيح المقال لولد المترجم له.
٢) انظر أمل الآمل ١ / 33.
(٢٥٣)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني (1)، الشيخ البهائي (1)، أحمد بن زين العابدين (1)، كتاب تنقيح المقال في علم الرجال (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، مدينة إصفهان (1)
عبد الحسيب -: لقد جربناه في دفاع الروم عنا في سنة تسع وثلاثين والألف فاستجيب لنا بفضل الله ورحمته وانهزموا واندفعوا عنا بحول الله وقوته.
وهو والد السيد محمد أشرف صاحب كتاب مناقب السادات الآتي ذكره انشاء الله.
وله إجازة من أبيه السيد احمد المذكور في الأصل، وله أخري لم نعثر عليها كما يظهر من تفسيره الكبير.
ويظهر أنه كان من أجلاء علماء عصره، ولا يحضرني تاريخ وفاته. وهو والد السيد صدر الدين السابق أيضا.
(218) الشيخ عبد الحسين بن الشيخ إبراهيم صادق العاملي 1) عالم فاضل أديب كامل، أحد رؤساء بلاده في الدين. كان تحصيله للعلم في النجف الأشرف، وقد أجازه بعض علمائها ورجع إلي بلاده، وهو اليوم في النبطية أحد المراجع.
وله شعر رائق، يعد في المجيدين، ولا غرو فإنه ابن أبيه، وهم بيت علم وأدب قديم 2).
1) انظر نسبه في ص 73 من هذا الكتاب.
2) ولد بالنجف الأشرف في شهر صفر سنة 1289، وتوفي بالنبطية في 12 ذي الحجة سنة 1361، ودفن بالحسينية التي بناها بها. انظر نقباء البشر ص 1030.
(٢٥٤)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (2)، شهر ذي الحجة (1)، شهر صفر الظفر (1)
(219) الشيخ عبد الحسين الكركي 1) العاملي، نزيل تستر عالم فاضل محدث، تخرج علي المحدث الجزائري السيد نعمة الله، ذكره حفيده السيد عبد اللطيف في تحفة العالم 2) في من وصلوا إلي أعلي مقام من الفضل والعلم من تلامذة جده السيد نعمة الله الجزائري 3).
(220) الشيخ عبد الحسين ابن المرحوم الشيخ قاسم محيي الدين العاملي النجفي كان وحيد عصره وفريد دهره في الأدب وفنون الشعر، وله شعر في مراثي الحسين عليه السلام محفوظ مشهور، وشعره كثير.
وكان له مع وادي رئيس زبيد حكايات، وهو صاحب القصيدة في مدح وادي التي أولها:
سد الفرات بعزمة الإسكندر * واد يود نداه فيض الأبحر 4) قال ابن أخيه الشيخ جواد بن الشيخ علي: انه كان عالما فاضلا أديبا كاملا شاعرا مجيدا، انتهت إليه نوبة الشعر في زمانه. انتهي.
1) في كتاب نابغة فقه وحديث ص 178 ضبط هذه الكلمة " الگرگري " بالكاف الفارسية وقال: انها نسبة إلي " گرگر " علي وزن جعفر من محلات مدينة تستر. فعلي هذا ليس المترجم هنا بعاملي بل هو تستري الأصل.
2) انظر تحفة العالم ص 104.
3) توفي سنة 1141. انظر نابغة فقه وحديث ص 178.
4) كذا، وفي الأعيان " واد يمد نداه مد الأبحر ".
(٢٥٥)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، نهر الفرات (1)، الجود (1)
وتوفي سنة 1271 بالنجف.
(221) السيد عبد الحسين بن السيد محمد نور الدين الموسوي العاملي عالم فاضل جليل أديب أريب مهذب كامل، قرأ في النجف علي علمائها مدة طويلة ثم رجع إلي بلاده، وهو في النبطية الفوقا أحد المرجوع إليهم في الاحكام، وهو من بيت علم وشرف 1).
والسيد نور الدين الذي ينسبون إليه هو السيد نور الدين بن الحسن بن الحسين بن علي بن علي بن علي بن الحسين بن موسي بن علي بن الحسين ابن محمد بن معالي بن علي بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن محمد ابن طاهر بن الحسين بن موسي بن إبراهيم بن الإمام موسي الكاظم عليه السلام.
(222) السيد عبد الحسين بن السيد يوسف بن السيد جواد بن السيد إسماعيل بن السيد محمد بن السيد محمد بن السيد إبراهيم شرف الدين بن السيد زين العابدين ابن السيد نور الدين الموسوي، الشهير بالسيد عبد الحسين شرف الدين عالم فاضل محقق مدقق، ذو فضل واطلاع وغور في تحقيق الحقائق، كامل في أكثر الفنون الاسلامية، أحد المراجع في الدين اليوم، له مصنفات حسنة ومؤلفات نافعة، مروج للدين نافع للمؤمنين. سكن صور من بلاد بشارة، وله آثار في احياء الدين، نفع الله به المؤمنين، حسن التحرير للمطالب العلمية.
1) ولد في النبطية الفوقا حدود سنة 1293، وتوفي ببعلبك فجأة في صفر سنة 1370 ونقل جثمانه إلي النبطية الفوقا فدفن بها. انظر نقباء البشر ص 1076.
(٢٥٦)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، السيد عبد الحسين شرف الدين (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله (1)، علي بن علي بن الحسين (1)، موسي بن إبراهيم (1)، طاهر بن الحسين (1)، الحسين بن علي (1)، علي بن الحسين (1)، الجود (1)
كان تحصيله في النجف علي علمائها في الفقه والأصول، وله فيها كتابات، صدقه جماعة من الاعلام وشهدوا له بالاجتهاد والكمال، وقد طبعت بعض مؤلفاته، زاد الله في توفيقه.
وهو من أسرتنا وعائلتنا وأرحامنا وابن شقيقتنا، كثر الله في العلماء أمثاله.
وقد طبع من مؤلفاته مقدمة كتابه " المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة "، وهو من أجل كتب الامامية، شحنه بالتحقيقات والتنبيهات بما لم يسبقه إليها أحد، فيها حياة الدين وترويج طريقة الأئمة الهادين وحقيقة وما عليه شيعتهم المؤمنين.
و " الفصول المهمة في تأليف الأمة "، وله كتاب " سبيل المؤمنين " وقد أخرج صاحب مجلة العرفان لمعة منه في وجوب مودة أهل البيت ومقالة في عصمة أهل البيت بنص الكتاب، وأخرج في الجزء السابع من المجلد الخامس بيانه في أن الصلاة علي أهل البيت فريضة، وهذا الكتاب يشتمل علي ثلاث مجلدات في امامة أئمتنا الاثني عشر وأحوالهم ومناقبهم لا نظير له في موضوعه.
وله كتاب " بغية الراغبين في أحوال آل شرف الدين "، وهو كتاب ممتع في تواريخ هذه الأسرة الكريمة وفروعها الطاهرة، وربما نقلنا عنه بعض الكلمات في تراجم بعض أعلام أسرتنا رحمهم الله. فلاحظ.
وله كتاب " شرح التبصرة " علي سبيل الاستدلال، خرج منه كتاب الطهارة وكتاب القضاء والشهادات وكتاب المواريث في ثلاث مجلدات.
و " تعليقة علي استصحاب رسائل الشيخ " في مجلد واحد، ورسالة في " منجزات المريض " استدلالية.
وكتاب " النصوص الجلية في امامة العترة الزكية " يشتمل علي ثمانين نصا، أربعين مما أجمع علي صحته المسلمون وأربعين مما انفردت به الإمامية، وفيه
(٢٥٧)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الكرم، الكرامة (1)، المرض (1)، الصّلاة (1)، الوجوب (1)، الوراثة، التراث، الإرث (1)
وفي سبيل المؤمنين ما شئت من أدلة عقلية ونقلية وحكمة فلسفية.
كتاب " تنزيل الآيات الباهرة في فضل العترة الطاهرة " مجلد واحد يشتمل علي مائة آية نزلت فيهم بحكم الصحاح المجمع علي تصحيحها.
كتاب " تحفة المحدثين في من أخرج عنه الستة من المضعفين "، كتاب " تحفة الأصحاب في حكم أهل الكتاب "، كتاب " الذريعة في نقض البديعة " أي بديعة النبهاني، كتاب " المناظرات الأزهرية والمباحثات المصرية " يشتمل علي مهمات المسائل الخلافية متكفلا باثبات الحق من طريق مخالفيه.
كتاب " مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام " خرج منه مجلد واحد نشر عنه العرفان في مجلداته الأول والثاني والثالث تراجم كثير من الأعاظم 1).
رسالة " بغية الفائز في نقل الجنائز " نشرت العرفان جلها، رسالة " بغية السائل عن لثم الأيدي والأنامل " فيه أربعون حديثا من طرقنا وأربعون من طريق غيرنا.
" زكاة الأخلاق " رسالة شريفة نشرت مجلة العرفان لمعا منها، رسالة " الفوائد والفرائد "، و " تعليقة علي صحيح البخاري "، و " تعليقة علي صحيح مسلم "، و " الأساليب البديعة في رجحان مآتم الشيعة " وهو كتاب جليل، ورسالة " النجعة في أحكام المتعة " 2).
١) استخرجناه من مجلة العرفان وطبعناه بالنجف الأشرف سنة ١٣٨٥ بعنوان " مؤلفو الشيعة في صدر الاسلام ".
٢) ولد في الكاظمية سنة ١٢٩٠، وتوفي في صور سنة ١٣٧٧، ونقل جثمانه إلي النجف الأشرف فدفن فيه. أنظر أعيان الشيعة ٧ / 457.
(٢٥٨)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب صحيح البخاري (1)، أهل الكتاب (1)، الزكاة (1)، الجنازة (1)، مدينة الكاظمين (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، مدينة النجف الأشرف (2)
(223) السيد عبد الحميد نور الدين الموسوي الكركي عالم جليل وفقيه خبير، عالم بالحديث والتفسير كثير العبادة والزهد، يروي عنه الشيخ الجليل نجيب الدين علي بن محمد بن مكي بن عيسي بن الحسن ابن عيسي العاملي المذكور في الأصل، وهو يروي عن أستاده الشيخ زين الدين الشهيد.
وقد ذكره الشيخ نجيب الدين المذكور في الإجازة التي كتبها للسيد الاجل السيد حسين بن حيدر الكركي، وقد أخرجها العلامة المجلسي في إجازات البحار 1). ولا خفاء في طبقته بعد هذا.
(224) الشيخ عبد السلام 2) الحر العاملي من العلماء الاجلاء، وهو ممن ابتلي بظلم عثمان بك فقبض عليه وعلي علي منصور أحد الرؤساء، وكان ذلك في سنة ألف ومائة واثنتين وعشرين وحبسهما، ثم نجاه الله 3) وبيت حر بيت علم ورئاسة في بلاد الشقيف إلي اليوم.
١) بحار الأنوار ١٠٩ / ١٦٢ ٢) هو عبد السلام بن الحسن بن محمد بن علي بن محمد الحر الجبعي العاملي.
٣) توفي سنة ١١٣٨. أنظر أعيان الشيعة ٨ / 16.
(٢٥٩)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ الحر العاملي (1)، العلامة المجلسي (1)، علي بن محمد بن مكي (1)، عيسي بن الحسن (1)، نجيب الدين (2)، عبد الحميد (1)، الزهد (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، الحسن بن محمد بن علي (1)
(225) السيد عبد الحفيظ بن محمد أشرف بن عبد الحسيب بن أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي كان جده السيد أحمد صهر المير داماد وتلميذه والراوي عنه عن الشيخ عبد العالي العاملي عن والده المحقق الكركي. وصاحب الترجمة يروي عن أبيه محمد أشرف عن أبيه عبد الحسيب عن أبيه السيد احمد المذكور.
ويروي عن صاحب الترجمة الميرزا محمد إبراهيم بن غياث الدين محمد الخوزاني الأصفهاني القاضي.
(226) عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب بن عبد الله بن رغبان بن زيد بن تميم، أبو محمد ديك الجن الشامي العاملي كان شاعر الدنيا وصاحب الشهرة بالأدب، فاق شعراء عصره وطار ذكره وشعره في الأمصار حتي صاروا يبذلون الأموال لقطعة من شعره. افتتن بشعره الناس بالعراق وهو بالشام، حتي أنه أعطي أبا تمام في أول عمره قطعة من شعره وقال له: يا فتي اكتسب بهذا واستعن به علي قولك. فنفعه في العلم والمعاش، علي ما حكاه عبد الله بن محمد بن عبد الملك الزبيدي قال:
كنت جالسا عند ديك الجن فدخل عليه حدث وأنشده شعرا عمله، فأخرج ديك الجن من تحت مصلاه درجا كبيرا فيه كثير من شعره فسلمه إليه وقال يا فتي تكسب بهذا واستعن به علي قولك، فلما خرج سألته عنه فقال: هذا فتي من أهل جاسم يذكر أنه من طئ يكني أبا تمام واسمه حبيب بن أوس وفيه أدب
(٢٦٠)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، أحمد بن زين العابدين (1)، عبد العالي العاملي (1)، حبيب بن عبد الله (1)، عبد الله بن محمد (1)، حبيب بن أوس (1)، الشام (1)
وذكاء وله قريحة وطبع الحديث 1).
وكان تولد ديك الجن سنة إحدي وستين ومائتين، وهو من أهل سليمة، ولم يفارق الشام مع أن الخلفاء من بني العباس في عصره ببغداد، ولا دخل العراق ولا إلي غيره منتجعا بشعره ولا متصديا لاحد كما في تاريخ ابن خلكان، قال: وكان يتشيع تشيعا حسنا، وله مراثي في الحسين عليه السلام 1) ولم ينتجع بشعره خليفة ولا غيره، ولا دخل العراق مع نفاق سوق الأدب.
قلت: ومن شعره في الحسين عليه السلام:
جاؤوا برأسك يا بن بنت محمد * مترملا بدمائه ترميلا وكأنما بك يا بن بنت محمد * قتلوا جهارا عامدين رسولا قتلوك عطشانا ولما يرقبوا * في قتلك التنزيل والتأويلا ويكبرون بأن قتلت وانما * قتلوا بك التكبير والتهليلا وتوفي سنة 235 وعمر بضعا وسبعين سنة. رحمة الله ورضوانه عليه.
(227) السيد عبد السلام بن السيد زين العابدين بن نور الدين المذكور في الأصل، أخو جدنا الاعلي السيد إبراهيم شرف الدين بن زين العابدين المتقدم ذكره كان من العلماء الفقهاء الاجلاء، وله ذرية أشراف أجلاء، منهم المرحوم السيد عباس بن السيد عيسي بن السيد عبد السلام، وللسيد عباس خمسة أولاد:
السيد أمين، فاضل تقدم ذكره وأنه سم بمصر ومات بها 2).
والسيد محمد نزيل الغري صاحب الرياضات والكرامات المعروف بملاقاة
1) وفيات الأعيان 3 / 184 - 188.
2) انظر ص 108 من هذا الكتاب.
(٢٦١)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (2)، دولة العراق (2)، بنو عباس (1)، زين العابدين بن نور الدين (1)، الشام (1)، القتل (2)، الكرم، الكرامة (1)، التكبير (1)
مولانا صاحب الزمان عليه ولآبائه السلام، توفي في النجف في سنة بضع وتسعين ومائتين والألف 1).
والسيد محمود والسيد علي والسيد قاسم في جبثيث، وقد سمعت بوفاة السيد محمود رحمة الله عليه أيضا وكان يكاتبني، ولا أعرف حال الباقين الان.
ومن ذرية السيد عبد الاسلام المذكور وأحفاده السيد هاشم طاب ثراه والسيد حسين هاشم المتقدم ذكره، وله ابن السيد محمد هاشم سكن في دار سريان من قري الجبل، ومنهم السيد أبو الحسن في قرية معركة، والسيد عطاء الله في بيريش، وأولادهم السيد علي وأخوه السيد موسي، وكان منهم في معركة السيد محمد المعروف ( … ) 2)، وأولاده السيد يوسف والسيد هاشم والسيد أمين.
(228) السيد عبد السلام بن السيد زين العابدين بن السيد عباس بن علي بن نور الدين الموسوي العاملي ولد في جبثيث قبل وفاة والده بأيام قلائل في سنة ( … ) 3)، وكان من الفقهاء الأفاضل عابدا زاهدا قواما صواما متهجدا، أخذ الفقه والأصول عن ابن عمه الفقيه العلامة السيد صالح وله منه إجازة مفصلة، وله أشعار كثيرة في المناجاة وأرجوزة في مواليد الأئمة ووفاتهم ومشاهدهم وكراماتهم.
١) مترجم برقم (٣٣٤).
٢) كلمة مطموسة في الأصل.
٣) التاريخ مطموس في المصورة، وفي أعيان الشيعة ٨ / 16: ولد حدود سنة 1179.
(٢٦٢)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، الوفاة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
وله أربعة أولاد: السيد عيسي، والسيد موسي، والسيد إبراهيم، والسيد محمد. وهو من أسرتنا وذريته من بيت الفقه والأدب.
(229) الشيخ عبد الصمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي أخو الشيخ بهاء الدين 1) وشريكه في الإجازة التي كتبها أبوهما الشيخ حسين علي ظهر إجازة الشهيد الثاني له، قال، فقد أجزت لولدي بهاء الدين محمد و أبي تراب 2) عبد الصمد حفظهما الله. إلي أن قال: ما تضمنته هذه الإجازة، بلغهما الله سبحانه آمالهم وأصلح في الدارين أحوالهما انه جواد كريم، قال ذلك بفيه ورقمه بقلمه أبوهما الشفيق الخاطئ. إلي أن قال: وكان ذلك يوم الثلاثاء ثاني رجب المرجب المعظم سنة إحدي وسبعين وتسعمائة في المشهد المقدس الرضوي، علي مشرفه وعلي آله وعلي آبائه أفضل الصلاة وأكمل التسليم.
قد أخرج العلامة المجلسي " ره " في كتاب الإجازات صورة ما كتبه والد البهائي لولديه 3)، وقد أغفل ذكر ذلك في الأصل واقتصر علي أن البهائي صنف له " الصمدية "، وما ذكرناه كان أحري بالذكر في ترجمته.
وله - أعني صاحب الترجمة - حاشية مبسوطة علي كتاب الأربعين لأخيه البهائي ذات فوائد وتحقيقات.
١) مذكور في أمل الآمل ١ / ١٠٩.
٢) في البحار ١٠٨ / ١٧٩ ومصورة مخطوطته " أبي رجب " وفي الهامش " أبي تراب - خ ل ".
٣) بحار الأنوار ١٠٨ / 179.
(٢٦٣)
صفحهمفاتيح البحث: شهر رجب المرجب (2)، العلامة المجلسي (1)، الحسين بن عبد الصمد (1)، الشهادة (1)، كتاب بحار الأنوار (1)
وتوفي سنة عشرين بعد الألف حوالي المدينة المنورة، وحمل نعشه إلي النجف الأشرف علي مشرفه السلام.
(230) الشيخ عبد الصمد بن محمد الحارثي الهمداني العاملي الجبعي، جد شيخنا البهائي ذكره في الأصل 1) بغاية الاختصار مع كونه من أجل العلماء. وقد رأيت تعظيمه في إجازة المحقق الكركي، قال: الشيخ الفاضل عمدة الأخيار ضياء الدين عبد الصمد - إلي آخر كلامه.
كانت وفاته في نصف ربيع الثاني سنة خمس وثلاثين وتسعمائة، وخلف أربعة أولاد ذكور، وهم: الشيخ علي، والشيخ محمد، والشيخ حسين، والشيخ حسن. وأصغرهم الشيخ حسين والد شيخنا البهائي، وعمر الشيخ عبد الصمد ثمانون سنة.
(231) الشيخ عبد العالي الكركي، وهو جد المحقق الثاني الكركي كان من أجلة الفقهاء ومن جملة مشايخ الشيخ المحقق علي بن هلال أستاد المحقق الكركي كما في رياض العلماء 2).
وهو غير مذكور في الأصل، ولا عجب فقد أغفل غير واحد حتي بعض
١) أمل الآمل ١ / 109.
2) لم نجده في الرياض.
(٢٦٤)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، المدينة المنورة (1)، شهر ربيع الثاني (1)، عبد الصمد بن محمد (1)، علي بن هلال (1)
أجلاء سلفه كما يقف عليه من راجع هذا الكتاب.
(232) أبو محمد تاج الدين الشيخ عبد العالي بن الشيخ علي المحقق الكركي ذكره في الأصل 1) ولم يذكر بعض مصنفاته ولا تاريخ تولده ولا تاريخ وفاته ولا سيرته.
كان تولده في تاسع عشر ذي قعدة سنة 926 ليلة الجمعة.
وقال المولي عبد الله في رياض العلماء: كان ظهر الشيعة وظهيرها بعد أبيه المحقق الكركي ورأس الامامية اثر والده، وكان معاصرا للميرزا مخدوم الشريفي السني صاحب كتاب نواقض الروافض، وكان بينهما مناظرات ومباحثات في الإمامة وغيرها.
وقال السيد العلامة السيد حسين بن حيدر الكركي عند ذكره: شيخنا العلامة قدوة المحققين لسان المتقدمين حجة المتأخرين خلاصة المجتهدين شيخنا عبد العالي قدس الله روحه، وشيخنا هذا كان أعلم أهل زمان - إلي آخر كلامه.
وقال صاحب تاريخ عالم آرا - وهو كتاب في تاريخ الدولة الصفوية بالفارسية -: كان الشيخ عبد العالي المجتهد من علماء دولة السلطان شاه طهماسب وبقي بعده أيضا، وكان في العلوم العقلية والنقلية رئيس أهل عصره، وكان حسن المنظر جيد المحاورة وصاحب أخلاق حسنة، وجلس علي مسند الاجتهاد بالاستقلال، وكان أغلب اقامته بكاشان ويشتغل فيها بالتدريس وإفادة العلوم، وعين جماعة فيها لفصل القضايا الشرعية والصلاح بين الناس، وربما توجه
١) أمل الآمل ١ / 110.
(٢٦٥)
صفحهمفاتيح البحث: الحج (1)
بنفسه أحيانا لذلك، وإذا جاء لعسكر الشاه طهماسب يبالغ السلطان في تعظيمه وتكريمه، وكان بابه مرجعا للفضلاء والعلماء، وأكثر علماء عصره أذعنوا باجتهاده ويعلمون علي قوله في الفروع والأصول، وهو في الحقيقة زينة بلاد إيران 1).
أقول: وله من المصنفات " شرح ارشاد العلامة " إلي كتاب الحج، و " شرح كبير علي ألفية الشهيد الأول "، ورسالة عملية في " فقه الصلاة اليومية "، وله كتاب " تعليقات علي رسالة الشيخ علي بن هلال في مسائل الطهارة "، وله كتاب " المناظرات مع الميرزا مخدوم في الإمامة " وغير ذلك.
وكانت وفاته في أصفهان سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة، ودفن في الزاوية المنسوبة إلي سيد الساجدين، ثم نقل إلي المشهد المقدس الرضوي ودفن في دار السيادة.
(233) الشيخ عبد علي بن محمد بن عز الدين العاملي عالم فاضل فقيه شاعر، تخرج علي السيد محمد صاحب المدارك في جبع، وعندي كتاب " نهاية المرام في شرح مختصر شرائع الاسلام " للسيد صاحب المدارك بخط الشيخ عبد علي المذكور كتبه علي نسخة الأصل، بمعني أن كل كراس كان يتم ويخرج من المصنف كان يقرؤه علي المصنف ويبيضه بعد ذلك ويكتب السيد بخطه الشريف " بلغ سماعا وقراءة أيده الله "، وفرغ من استكتابه يوم الجمعة العشرين من شهر رجب لسنة سبع بعد الألف، وفراغ السيد من تصنيفه ضحي نهار الخمسين تاسع عشر من شهر رجب المذكور من السنة المذكورة، فلما تم التصنيف يوم الخميس تم التبييض يوم الجمعة.
1) رياض العلماء 3 / 131 - 134.
(٢٦٦)
صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (1)، شهر رجب المرجب (2)، مدينة إصفهان (1)، علي بن هلال (1)، علي بن محمد (1)، الحج (1)، الشهادة (2)، الصّلاة (1)، الطهارة (1)
(234) الشيخ عبد الكريم بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ علي بن عبد العالي الميسي العاملي من علماء المائة العاشرة، تخرج علي والده العلامة وكتب له إجازة قال فيها " طلب الفاضل الكامل التقي عبد الكريم وفقه الله لمراضيه بمحمد وآله وصانه عن ارتكاب معاصيه إجازة العمل والرواية علما منه بأن الأصل في ذلك الدراية، فأجزت له أجزل الله عونه ما أجاز لي والدي " إلي آخر ما هو مذكور في الإجازة، وقد أخرجها العلامة المجلسي " ره " في المجلد الأخير من مجلدات البحار 1)، وكان تاريخ الإجازة أوائل شهر رمضان من سنة خمس وسبعين وتسعمائة حين كانا في النجف الأشرف علي مشرفه الصلاة والسلام.
ورأيت فراغه من نسخ الروضة البهية في سنة خمس وثمانين وتسعمائة. وهو والد الشيخ لطف الله الآتي ذكره.
ثم رأيت الجزء الخامس من مسالك الأفهام بخطه فراغ منه سنة 984.
(235) الشيخ عبد الله نعمة العاملي من أجلة العلماء في عصره وفقهاء الامامية المرجوع إليه في الاحكام. توفي سنة ثلاث وأربعين ومائة بعد الألف 2).
١) بحار الأنوار ١٠٨ / 180.
2) المترجم هنا غير المذكور في الترجمة برقم (240)، ولعله هو " عبد الله بن علي بن نعمة " المذكور في نسب الآتي.
(٢٦٧)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، شهر رمضان المبارك (1)، العلامة المجلسي (1)، علي بن عبد العالي (1)، عبد الكريم (2)، الصّلاة (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، عبد الله بن علي (1)
(236) عبد الله بن أيوب العاملي الجزيني كذا في الأصل 1) عن مقتضب الأثر 2)، وليس في المقتضب لفظة " عاملي ".
نعم في بعض نسخه " الجزيني " بالزاء المعجمة، وفي بعضها بالراء المهملة، وفي بعض النسخ " الحزيبي " بالحاء المهملة والزاء المعجمة والياء المثناة ثم الباء الموحدة ثم ياء النسبة، كأنه نسبة " حزيب " مصغر حزب 3).
ثم إن جزين بكسرتين اسم لموضعين: قرية كبيرة قريبة من أصفهان وقرية من قري جبل عامل منها الشهيد.
وجرين تصغير جرن موضع من أرض نجد 4).
فلم أتحقق أنه عاملي لكثرة الاحتمالات.
(237) عبد الله بن جابر العاملي ذكر في الأصل 5) ولم يذكر طبقته، وهو من أهل القرن الحادي عشر،
١) أمل الآمل ١ / ١١١.
٢) مقتضب الأثر ص ٥٠.
٣) لعل الصحيح " الخريبي " بالخاء المعجمة والراء المهملة، نسبة إلي " الخريبة " موضع بالبصرة وعندها كانت وقعة الجمل.
٤) انظر معجم البلدان ١ / ١٣٢.
٥) أمل الآمل ١ / 112.
(٢٦٨)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة إصفهان (1)، عبد الله بن أيوب (1)، عبد الله بن جابر (1)، الشهادة (1)، كتاب معجم البلدان (1)
يروي عنه العلامة المجلسي " ره " صاحب البحار 1)، وله منه إجازة ذكرها في إجازات البحار 2).
ويروي هو عنه المولي درويش محمد بن الحسن النطنزي العاملي جد التقي المجلسي لامه عن المحقق الثاني الكركي.
وعبد الله بن جابر المذكور ابن عمة المولي التقي المجلسي.
(238) عبد الله بن حوالة الأزدي له صحبة - كذا في الأصل 3)، ولم أتحقق وجها صحيحا لذكره في العوامل.
قال ابن حجر في الإصابة: عبد الله بن حوالة - بالمهملة وتخفيف الواو - ويكني أبا حوالة، وقيل أبا محمد، قال البخاري له صحبة، ونسبه الواقدي إلي بني عامر بن لؤي، ونسبه الهيثم إلي الأزد، وهو أشهر.
وقال ابن الأثير في أسد الغابة: ويمكن أن يكون حليفا لبني عامر، وأصله من الأزد 4).
أقول: أنكر كونه من الأزد ابن حبان، وقال انما هو الأردني بالراء وبعد الدال نون الثقيلة لكونه نزلها، وقال عبد الله بن يونس وابن عبد البر أنه مات سنة ثمانين بالشام، وجزم الواقدي بموته سنة ثمان وخمسين، وهو الذي قاله
١) بل يروي عنه والد العلامة المجلسي المولي محمد تقي. انظر تعليقنا في ص ١١٦ من هذا الكتاب.
٢) بحار الأنوار ١١٠ / ١٦٠.
٣) امل الامر ١ / ١١٣.
٤) أسد الغابة ٣ / 148.
(٢٦٩)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (2)، العلامة المجلسي (4)، إبن الأثير (1)، عبد الله بن حوالة (2)، عبد الله بن يونس (1)، عبد الله بن جابر (1)، محمد بن الحسن (1)، الشام (1)، كتاب بحار الأنوار (1)
محمود بن إبراهيم وغيره، وقيل مات سنة ثمانين، وبه جزم ابن يونس وابن عبد البر.
(239) الشيخ عبد الله بن محمد العاملي عالم فاضل فقيه محدث، من علماء عصر العلامة المجلسي " ره "، يروي عن الشيخ علي سبط الشهيد الثاني ابن الشيخ محمد ابن صاحب المعالم.
ويروي عنه الشيخ محمد حسين بن الحسن الميسي العاملي نزيل الحائر الحسيني علي مشرفه السلام شيخ إجازة المولي أبو الحسن الشريف.
وكان صاحب الترجمة حيا في سنة 1100 حسبما صرح به تلميذه الميسي المذكور.
(240) الشيخ عبد الله نعمة العاملي الجبعي 1) عالم فاضل فقيه ماهر في العلوم، تربي علي يد الشيخ الجليل العالم المحقق الشيخ حسن القبيسي في الكوثرية، ثم هاجر إلي النجف وأخذ عن علمائها حتي برع في العلوم الدينية غير مدافع، ولما رجع إلي جبع أكب عليه أهل العلم وصار شيخ البلاد الشامية والمرجع العام في البلاد.
حدثني السيد العالم محمد بن هاشم الهندي قال: جاء الشيخ صاحب الجواهر ورقي المنبر للتدريس وأنا تحت المنبر فقال: قد جاءني من بعض
1) هو الشيخ عبد الله بن علي بن الحسين بن عبد الله بن علي بن نعمة.
(٢٧٠)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، العلامة المجلسي (1)، عبد الله بن محمد (1)، محمد بن هاشم (1)، الموت (1)، الشهادة (1)، عبد الله بن علي بن الحسين (1)، عبد الله بن علي (1)
الاخوان بطهران خط يذكر فيه ان السلطان محمد شاه قاجار ذكر في وصف السلام ان عند الشيخ محمد حسن في النجف مصبغة اجتهاد يصبغ فيها الطلبة ويكتب لهم إجازة الاجتهاد ويرسلهم إلي إيران. ثم قال الشيخ: مع أني يعلم الله لم أشهد باجتهاد هؤلاء الذين اكتب بالرجوع إليهم في المسائل والقضاء، فان مذهبي في المسألة معلوم اني أجوز القضاء والفتوي بالتقليد، وما شهدت في كل عمري باجتهاد أحد غير أربعة: الشيخ عبد الله بن نعمة العاملي، والشيخ عبد الحسين الطهراني، والشيخ عبد الرحيم ( … ) 1)، والحاج مولي علي الكني - الحديث.
والغرض من نقل هذه الحكاية أن الشيخ عبد الله رحمه الله كان من المسلمين عند الأساطين، وكان قد رحل إلي رشت سكنها مدة وتزوج بها، ثم جاء إلي بلاده وسكن جبع وأخذ في ترويج الدين وتربية المشتغلين مدة أربعين سنة وتربي علي يده غير واحد.
وكان يصوم شهر رمضان بالشام لتعليمهم الاحكام، وانقادت إليه الأمور وألقي إليه أهل بلاد الشام أزمة الانقياد والطاعة، وكان له المرجعية العامة في التقليد في تلك البلاد، وعمر عمرا طويلا وتوفي في قرية جبع سنة ثلاث وثلاثمائة بعد الألف ودفن في جبع 2). قدس الله روحه.
١) كلمة لا تقرأ في مصورة الأصل، ولعلها " البروجردي ".
٢) قال في أعيان الشيعة ٨ / 60: ولد سنة 1219، وتوفي في فجر الثلاثاء لأربع بقين من شهر ربيع الثاني سنة 1303 في جبع ودفن فيها.
(٢٧١)
صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، شهر رمضان المبارك (1)، مدينة طهران (1)، الشام (2)، الصيام، الصوم (1)، الشهادة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، شهر ربيع الثاني (1)
(241) الشيخ عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن أبي جامع الحارثي العاملي اختصر ذكره في الأصل 1)، والرجل من العلماء المتبحرين في الفقه والحديث والرجال، تخرج علي السيد صاحب المدارك ويعبر عنه بمفيدنا، وعلي الشيخ صاحب المعالم ويعبر عنه بشيخنا، وقد خالفهما في المسلك في كتابه " جامع الأخبار في ايضاح الاستبصار "، فقال: فاني قد عمدت فيه لاثبات 2) ما طرحه بعض مشايخنا المتأخرين من الضعيف بل الموثق بحسب الاصطلاح الجديد فهدموا بذلك أكثر من نصف أحاديث الكتب الأربعة لأمر شرحناه.
وهو يروي عن والده نور الدين علي عن والده شهاب الدين أحمد بن أبي جامع عن المحقق الثاني الكركي، ويروي أيضا عن أستاذيه صاحبي المدارك والمعالم وعن الشيخ البهائي أيضا 3).
وعندي كتابه في الرجال، اقتصر فيه علي رجال الكتب الأربعة بالخصوص، قال: لانحصار أحاديث الأحكام الشرعية في الكتب الأربعة من بين كتب السابقين، ورتبه علي ترتيب " منهج المقال في أحوال الرجال " للميرزا محمد الاسترآبادي في الترتيب علي حروف المعجم في الأسماء والآباء والكني والألقاب ويشير إلي طبقة الراوي، وهو كتاب جليل في بابه لم يصنف مثله، ويصلح أن يكون مقدمة من مقدمات كتاب جامع الأخبار، لأنه سلك فيه غاية الايجاز لكنه لم يترك ما في " كش " و " جش " و " جخ " و " صه " من التوثيق والجرح والتعديل
١) أمل الآمل ١ / 111.
2) في مصورة الأصل " فلا قد عمدت فيه الاثبات ".
3) مترجم أيضا في رياض العلماء 3 / 256.
(٢٧٢)
صفحهمفاتيح البحث: الأحكام الشرعية (1)، الشيخ البهائي (1)، أحمد بن أبي جامع (1)، عبد اللطيف بن علي (1)، نور الدين علي (1)، الترتيب (1)
علي غاية الاختصار.
وهذا الشيخ عبد اللطيف أبو طائفة كبيرة في النجف يعرفون بآل محيي الدين، والشيخ محيي الدين هو ابن الشيخ عبد اللطيف المذكور، ويروي عن أبيه عن مشايخه.
ولصاحب الترجمة أيضا رسالة في " رد كلام صاحب المعالم في الاجتهاد والتقليد "، وكتاب في " المنطق "، و " حواشي علي المعالم ".
وانتقل بعد وفاة أبيه إلي خلف آباد.
(242) الشيخ عبد اللطيف بن نعمة الله بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن خاتون العاملي العيناثي قال في رياض العلماء: كان من المعاصرين للشهيد الثاني، وقد رأيت نسخة من الاستبصار بخطه الشريف في أصفهان، وخطه متوسط في الجودة، وعليها إجازة من والده للسيد حسين بن شدقم المدني، وقد قرأها ذلك السيد علي والده الشيخ نعمة الله المذكور. فلاحظ. ووالده وجده من مشاهير العلماء.
انتهي 1).
(243) الشيخ عبد الواحد قال في رياض العلماء: فاضل عالم، من متأخري العلماء، ورأيت لهذا
١) رياض العلماء ٣ / ٢٥٥.
أقول: في أعيان الشيعة ٨ / 44: انه وجد بخط الشيخ عبد اللطيف هذا كتابا أتم كتابته في العشر الثاني من ربيع الأول سنة 971.
(٢٧٣)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة إصفهان (1)، نعمة الله بن أحمد (1)، علي بن محمد (1)، الوفاة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، شهر ربيع الأول (1)
الشيخ تعليقات علي شرح رسالة الدراية للشهيد الثاني، ولعله كان من علماء جبل عامل. فلاحظ. انتهي 1).
(244) السيد علي إبراهيم العاملي 2) عالم فاضل فقيه، له اليد الطولي في الفقه، تخرج علي الشيخ العالم المحقق الشيخ حسن قبيسي في مدرسته بالكوثرية، وكان شريك الشيخ عبد الله نعمة في الدرس، وصار من المراجع في البلاد 3)، وهو من بيت علم، خرج منهم جماعة والعلم باق فيهم إلي اليوم، فيهم علماء أجلاء كالسيد حسن إبراهيم وأولاده السيد محمد والسيد مهدي حفظهم الله.
(245) السيد علي العلوي البعلبكي العاملي وصفه جدنا الاعلي السيد نور الدين في بعض إجازاته بالفاضل الورع التقي، قال ما لفظه: ولنا طريق آخر إلي الشيخ الجليل الحسين بن عبد الصمد المذكور سابقا، وهو السيد الفاضل الورع التقي السيد علي العلوي عن العلامة الشيخ بهاء الدين قدس الله أرواحهم عن والده الشيخ حسين " ره ". انتهي.
أقول: ولعل هذا السيد هو الذي ذكره الشيخ الحر في الأصل بعنوان " السيد علي بن علوان الحسيني العاملي البعلبكي "، وقال فيه: كان فاضلا
١) رياض العلماء ٣ / ٢٧٦.
٢) هو السيد علي آل إبراهيم الحسيني العاملي الكوثراني.
٣) توفي سنة ١٢٦٠. انظر أعيان الشيعة ٨ / 150.
(٢٧٤)
صفحهمفاتيح البحث: الحسين بن عبد الصمد (1)، علي بن علوان (1)، الشراكة، المشاركة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
صالحا، روي عن الشيخ البهائي إجازة. انتهي 1). فتأمل.
وكيف كان يكفي في جلالته رواية السيد الجد العلامة عنه مع ماله إليه طرق عديدة.
(246) الشيخ زين الدين علي التوليني النحاريري العاملي كان من أجلة الفقهاء العلماء، ويروي عن الشيخ مقداد السيوري، ويروي عنه الشيخ جمال الدين أحمد بن الحاج علي العيناثي العاملي كما يظهر من إجازة الشيخ نعمة الله بن خاتون العاملي للسيد ابن شدقم المدني.
وظني أنه مذكور في كتابنا هذا بأدني تغيير فلاحظ، إذ لم أجده في أمل الآمل بهذا الوصف. فلاحظ.
ثم انه ينقل الكفعمي في بعض مجاميعه عن كتاب " الكفاية " في الفقه للتوليني، والظاهر أن مراده منه هو هذا الشيخ، ونسبه إليه بعض آخر من العلماء أيضا وينقل عنه الفتاوي. انتهي عن رياض العلماء 2). فلاحظ.
(247) الشيخ علي بن الشيخ حسن الخاتون العاملي عالم عامل رباني فقيه روحاني حكيم الهي طبيب بلا ثاني، يحكي عنه
١) أمل الآمل ١ / 124.
2) رياض العلماء 3 / 380، ويذكر فيه أيضا 2 / 393 بعنوان " الشيخ زين الدين ابن الشيخ شمس الدين محمد بن علي بن الحسن التوليني العاملي " وفي ص 397 بعنوان " الشيخ زين الدين التوليني ".
(٢٧٥)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ البهائي (1)، جمال الدين (1)، الحج (1)، محمد بن علي بن الحسن (1)
علاجات مسيحية، وهو أحد العماء الذين عذبهم أحمد الجزار، كان يحمي له الساج الحديد في النار ويضعه علي رأسه، فيقول الشيخ " يا الله " فيكون الساج عليه بردا وسلاما. وضبط الجزار أملاكه وخزانة كتبه المحتوية علي خمسة آلاف كتاب وحبسه مرتين.
وبالجملة للشيخ حكايات تجري مجري الكرامات، وهو من بيت علم وجلالة خرج منه علماء أجلاء.
وكان هذا الشيخ من المعاصرين لجدنا السيد صالح وبينهما أخوة واختصاص، وكان مبدأ حكم الجزار سنة إحدي وتسعين ومائة بعد الألف في عكا، وفي سنة سبع وتسعين أرسل إلي شحور عسكرا فقتل مقتلة عظيمة وأخذ الاسري، وفي سنة ثمان ومائتين وألف فتك بأهالي بشارة وقتل منهم جماعة خنقا في الحبس وفيها عذب الشيخ علي خاتون وغيره، وفي سنة (1212) 1) أهلك أهل بلاد جبل عامل قتلا وحبسا حتي أهلك الحرث والنسل، حتي أنه كان يعذبهم في الحبس بتسليط الكلاب وضرب مقارع الحديد، واستمرت الشدة إلي سنة تسع عشرة ومائتين وألف، فهلك الجزار لعنه الله وأراح أهل البلاد منه.
(248) الشيخ علي الزين العاملي، صاحب شحور حكي الشيخ علي السبيتي في تاريخه: ان الجزار أرسل في سنة خمس وتسعين ومائة وألف عسكرا إلي حاصيبا، فجاء إلي بارون، فظن أهل بشارة أن العسكر يريدهم، فحضر ناصيف فصارت وقعة ناصيف، وفي سنة سبع وتسعين جمعوا وحشدوا، وكان المدبر الشيخ علي الزين صاحب شحور،
1) لا يقرأ الرقم في المصورة واضحا.
(٢٧٦)
صفحهمفاتيح البحث: القتل (3)، الكرم، الكرامة (1)
فراسلوا حمزة من بيت علي الصغير ونهضوا إلي تبنين، فقتلوا المتسلم وهرب الكاتب الأيوبي ورفع الدفاتر إلي الجزار بصيدا، فأرسل الجزار عسكرا إلي شحور فقتل مقتلة عظيمة وأخذ الاسري، فصلب حمزة بالخازوق وفكوا الاسري، فهربت بيت الزين مع أولاد ناصيف إلي الشام ومنها إلي العراق، وخلص الشيخ علي الزين أحد أهل شحور إلي الهند وصار وزيرا لاحد ملوكها ونال عنده رتبة، وحين ملك الانكليز هناك هاجر إلي بلاده.
(249) الشيخ علي العاملي من العلماء الفضلاء، رأيت بعض حواشيه علي شرح الايساغوجي الذي ملكه سنة 1226 بخطه، ورأيت أيضا بعض أشعار علي ظهر النسخة تاريخ نظمه سنة 1229 وفيه الشكاية عن زمانه:
شجانا الأبرق فأيقنا * ومن لذيذ المنام فارقنا أرخي سدوله حتي نالنا نسبا * من جوره فلحاه الله حين جنا أفني البلاد وشتي بالأهلة مذ * أرخي بسدله حتي مزعجنا إلي قوله:
يا قبح الله دهرا قداسا بأبناء المعالي وأخلي منهم ألزمنا 1) وأظنه من العلماء الذين أصابتهم فتنة أحمد الجزار.
1) هذه الأبيات مشوشة في الأصل. فلاحظ.
(٢٧٧)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، الشام (1)، الهند (1)، القتل (2)
(250) الشيخ علي سليمان العاملي من علماء عصر الملعون احمد الجزار المبتلين بمحنته، ذكره بعض علماء جبل عامل في ذيل أمل الآمل.
(251) الشيخ علي العاصي العاملي، ابن خالة السيد يوسف شرف الدين جاءا معا من البلاد واشتغلا في النجف علي علمائها، وخصوصا علي آية الله الخراساني صاحب كفاية الأصول، وكتب الشيخ علي " حاشية علي معالم الأصول "، وتوفي في النجف في نيف وتسعين ومائتين والف.
(252) الشيخ علي الكوثراني العاملي من العلماء المتأخرين عن الشيخ الحر، ذكره بعض علماء جبل عامل في ذيل أمل الآمل.
(253) الشيخ علي مروة العاملي من أجلاء علماء عصره، من أهل العلم والأدب والشعر، حدث تلميذه الشيخ علي السبيتي عنه وتخرج عليه وحكي عنه حكاية، قال: في سنة اثنتين وخمسين صات الزلزلة الكبيرة وهدمت قدس وصغد وعشرون وما خلت بلدة
(٢٧٨)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب كفاية الأصول للآخوند الخراساني (1)، مدينة النجف الأشرف (2)
من الهدم، وقال فيها التاريخ أستادنا الشيخ علي مروة وكان في قرية صلحاء وهدمت عليه الدار وأخرج من تحت الهدم بعد اليأس منه. فعلم أنه كان حيا في سنة 1252 1). رضي الله عنه.
(254) الشيخ علي مغنية العاملي من العلماء الأجلة المتأخرين، وفات عن صاحب الأصل، ذكره بعض علماء جبل عامل المعاصرين لنادر شاه في ذيل أمل الآمل.
(255) الشيخ علي مغنية العاملي 2)، والد الشيخ حسين مغنية المعاصر كان الشيخ علي عالما فاضلا أديبا شاعرا ورعا تقيا كريم الطبع عالي الهمة، وكانت له حافظة غريبة يحفظ القصيدة الطويلة بسماعها مرة واحدة، وكان من تلامذة الشيخ مرتضي الأنصاري والشيخ محمد حسين الكاظمي في مدة طويلة، وتوفي في النجف سنة تسعين ومائتين والألف 3).
١) في أعيان الشيعة ٨ / ٢٠٢: توفي سنة ١٢٨٠ في بولاق من القطر المصري في طريقه إلي الحج.
٢) هو الشيخ علي بن حسن بن مهدي بن حسن بن حسين بن محمود بن محمد آل مغنية العاملي.
٣) وفي أعيان الشيعة ٨ / 185: ولد سنة 1256 وتوفي سنة 1278 أو 1283.
(٢٧٩)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، الكرم، الكرامة (1)، اليأس (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (2)، محمود بن محمد (1)، الحج (1)
(256) الشيخ علي المنشار زين الدين العاملي عالم جليل فقيه كبير، من المروجين للدين، مسلم عند الكل. كان ذهب إلي الهند وحصل كتبا كثيرة وجاء إلي أصفهان أيام السلطان الشاه طهماسب الصفوي، وتقدم عنده حتي إذا توفي أستاده المحقق الثاني الكركي صار شيخ الاسلام علي الاطلاق.
وهو الذي طلب الشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي من بلاده، ولما جاء أخذ في ترويجه علي ما شرحناه في ترجمته، وصار للشيخ حسين مقام عظيم عند الصفوية بواسطته، وزوج ابنته من الشيخ البهائي وزودها عدة كتب في جهازها، ولما توفي انتقلت شيخ الاسلام إلي الشيخ البهائي.
وبالجملة كان صاحب الترجمة من كبار العلماء النافعين للدين والعلم والعلماء 1).
(257) السيد علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي كذا ذكره في الأصل 2)، وهو جدنا الاعلي والد السيد محمد صاحب المدارك وجدنا السيد نور الدين، وانما ذكره بهذا العنوان لأنه كان يعرف بابن أبي الحسن نسبة إلي الجد الاعلي والا فهو سيذكره بعنوان " علي بن الحسين ابن أبي الحسن الموسوي الجبعي ".
١) انظر ترجمته في رياض العلماء ٤ / ٢٦٦.
٢) أمل الآمل ١ / 117 و 118.
(٢٨٠)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة إصفهان (1)، الشيخ البهائي (2)، علي بن أبي الحسن (1)، علي بن الحسين (1)، الهند (1)
وأيضا نسبة والده إلي الجد الاعلي ليس بالعزيز بل هو الشائع، فلا تتوهم التعدد، وأهل البيت أدري ولا ينبئون منهم مثل خبير.
(258) الشيخ علي بن أحمد المعروف بالفقيه العادلي العاملي أما وأبا المشهدي الغروي مولدا ومسكنا كذا ذكر في أول ديوانه: هذا ديوان الشيخ الامام العلامة فريد دهره ووحيد عصره - الخ.
وذكر في أول ديوانه أنه كان في أوائل شبابه ينظم الشعر فأمره السيد الإمام العلامة السيد نصر الله الحائري المدرس الشهيد بجمع شمل ما كان نظمه فامتثل فجمعه.
أقول: وشعره من الجيد، وكونه من العلماء الأجلة يظهر من تلقيبه بالفقيه والعلامة ووحيد عصره. ولم أعثر علي تواريخه ولا علي مشايخه ولا علي مصنفاته، لكن يظهر من ديوانه أنه كان قد رحل إلي إيران وبقي فيها سنوات وبالأخص أصفهان، وأنه خرج منها متوجها إلي النجف سنة ألف ومائة وعشرين، والديوان مرتب علي مقدمة وأبواب وخاتمة.
(259) الشيخ نور الدين علي بن شهاب الدين أحمد بن أبي جامع العاملي 1) والد الشيخ حسن والشيخ رضي الدين والشيخ عبد اللطيف صاحب كتاب الرجال المتقدم تراجمهم، والشيخ فخر الدين الآتي ذكره، وتقدم أيضا ذكر
١) له ترجمة مفصلة في أعيان الشيعة ٨ / 162.
(٢٨١)
صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة إصفهان (1)، أحمد بن أبي جامع (1)، نور الدين علي (1)، علي بن أحمد (1)، الشهادة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
أبيه أحمد بن أبي جامع تلميذ المحقق الكركي وعن السيد خلف الحسيني بالإجازة سنة خمس عشرة والألف.
وهو أبو أسرة من العلماء، وله التقدم في العلم والفضل، ومع ذلك أغفل ذكره في الأصل مع تكرر ذكره في الإجازة ورواية ابنه الشيخ عبد اللطيف عنه ورواية حفيده الشيخ محيي الدين بن عبد اللطيف عن أبيه، وكذلك رواية الشيخ حسين بن محيي الدين المذكور، وكل هؤلاء (مذكورون) في الأصل.
فلاحظ.
قال بعض أحفاده - وهو الشيخ جواد محيي الدين - في رسالة أفردها في تراجم آل أبي جامع: ان أول من هاجر من آل أبي جامع الشيخ علي بن أحمد بن أبي جامع، وانما عرف جده بأبي جامع لأنه بني جامعا في تلك البلاد، ونسبه ينتهي إلي الحارث الهمداني.
قال: وسبب انتقال الشيخ علي المزبور - علي ما رأيت بخط الفاضل الشيخ علي بن الشيخ رضي الدين بن الشيخ علي المزبور - هو أنه لما جري ما جري في تلك البلاد من القضاء المحتوم علي المرحوم المبرور الشهيد الثاني " ره " تضعضعت البلاد واضطرب أهلها وشملهم الخوف والتقية، خرج الشيخ علي المزبور ولكن لم أدر من أي قرية من تلك القري، فقيل من جبع، وقيل من عيناثا، وقد خرج مع أولاده وعياله خائفا يترقب حتي وصل كربلا فأقام بها.
وكان عالما فاضلا محدثا تقيا نقيا صالحا ذا ثروة ونعمة جزيلة غير محتاج لأهلها، وسكن بها مدة، وكان السيد محمد بن أبي الحسن العاملي أيضا قد جاء من البلاد وسكن بكربلا، وكان بكربلا رجل جليل وهو الذي بني الجامع تجاه الضريح المقدس وعمر الحرم الحسيني فأوصي الرجل المذكور للشيخ علي والسيد محمد في أمواله وتوفي، فشاع هذا حتي وصل إلي السلطان
(٢٨٢)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة كربلاء المقدسة (3)، أحمد بن أبي جامع (2)، الحارث الهمداني (1)، محمد بن أبي الحسن (1)، الجود (1)، الشهادة (1)، الخوف (1)
العثماني فأرسل باحضار الوصيين، فجاء المأمور بالاحضار إلي كربلا وأخذ السيد محمد ولم يكن الشيخ علي حاضرا بل كان في النجف، فقيد السيد وتوجه إلي النجف للقبض علي الشيخ علي، وكان المرحوم السيد حسين كمونة واليا علي النجف، فاحتال علي المأمور حتي خلص السيد من يده، وتوجه السيد هاربا إلي مكة والشيخ علي هرب إلي بلاد العجم، فلما وصل إلي الدورق والحاكم بها السيد مطلب ولد السيد مبارك الزم الشيخ بالإقامة وعنده، ثم انتقل السيد مطلب مع الشيخ إلي الحويزة وسكناها حتي مات الشيخ علي بها ونقل إلي النجف، وهو أول من نقل من الحويزة إلي النجف.
وله من المصنفات " شرح قواعد العلامة "، ورسالة في " تحقيق صلاة الجمعة في حال الغيبة ".
(260) السيد علي بن السيد محمد امين قشاقشي الحسيني العاملي ذكره السيد محمد بن معصوم في تلامذة السيد المتبحر السيد عبد الله شبر الكاظمي صاحب " جامع الاحكام "، قال: ومنهم العالم العامل الفاضل المدقق الكامل المتبحر الماهر التقي السيد علي بن محمد امين العاملي، فإنه لما هاجر من بلاد الجبل إلي العراق للاشتغال ورد مشهد الكاظمين " ع " فقرأ جملة من العلوم علي سيدنا المذكور.
قال: وهذا السيد له بعض التصانيف، منها " شرح المنظومة " للعالم المتبحر رئيس العلماء علي الاطلاق ومن وقع علي فضله الاتفاق بحر العلوم السيد محمد مهدي الطباطبائي طاب ثراه. انتهي.
ورأيت بقلم أستاده السيد عبد الله شبر أن السيد علي الأمين استعار الكتاب
(٢٨٣)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، مدينة الكاظمين (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة النجف الأشرف (5)، علي بن محمد (1)، الشهادة (1)، الموت (1)
الفلاني سنة 1227، فيعلم أنه كان في هذا الزمان في بلد الكاظمين يحضر علي السيد، وفي هذا التاريخ كان الشيخ أسد الله صاحب المقابيس حيا يدرس في بلد الكاظمين، ولعله كان يحضر عليه أيضا.
ورأيت بخط السيد علي الأمين نسب السيد رضا العاملي يشهد بصحة نسبه، وهو الشيخ 1) عبد النبي الكاظمي صاحب تكملة النقد في الرجال تلميذ السيد عبد الله شبر أيضا، مع شهادة الشيخ مهدي مغنية والسيد أحمد بن السيد محمد امين الحسيني، ولعله جد السيد العالم الفاضل السيد كاظم ابن السيد العالم السيد أحمد بن السيد علي الأمين، وهو غيره، فان السادة من آل الأمين كلهم ينسبون إليه، وربما لم يكن ابن صلبي والنسبة إلي الجد غير عزيزة كما أني أعلم أنه كان في النجف رجل يعرف بالسيد علي الأمين، وهو والد السيد باقر العاملي الذي تزوج السيد محمد بن السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة بنته وطلقها ثم تزوجها الشيخ الفقيه الشيخ حسن بن الشيخ أسد الله صاحب المقابيس، وهي أم جميع أولاده المشايخ الكرام.
واعلم أيضا أن رجلا كان اسمه السيد علي العاملي من أرحام السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة في النجف، وكان بالسيد 2) الامام العلامة السيد باقر القزويني صاحب القبة والضريح والشباك في النجف، وكان معين السيد باقر في مسألة الأموات أيام الطاعون سنة ست وأربعين ومائتين بعد الألف.
وفي ترجمة السيد صاحب مفتاح الكرامة للسيد الفاضل المروج السيد محسن بن عبد الكريم سلمه الله عند تعداد تلامذة السيد جواد قال: ومنهم جدي الأدني لأبي السيد الاجل الفقيه العلامة علي بن محمد أمين بن أبي الحسن موسي
1) كذا ولعل الصحيح " والشيخ ".
2) كذا في مصورة الأصل.
(٢٨٤)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (2)، مدينة النجف الأشرف (3)، علي بن محمد (1)، عبد الكريم (1)، الكرم، الكرامة (4)، الجود (2)، الزوج، الزواج (1)، الشهادة (2)
كما يظهر من تعبيره عنه بالأستاذ. انتهي (1.
فيعلم أن للسيد علي الأمين جده تصنيفا، ولعله " شرح الدرة " للسيد بحر العلوم، فيكون هو السيد علي الأمين شارح الدرة.
وببالي أن المرحوم السيد علي بن محمود أيضا كان ينسب إلي من اسمه السيد علي الأمين، ولعله جد السيد محسن. ولعل الكل واحد والمظنون التعدد.
وكيف كان لا أعرف تفصيل تراجمهم وانما ذكرت معلوماتي والتمييز والتفصيل موكول إلي من يعرف.
(261) الشيخ زين الدين أبو الحسن علي بن بشارة العاملي، تلميذ شيخنا الشهيد الأول كتب له إجازة في شعبان سنة 757 وصفه بما نصه: الشيخ الأجل العالم العامل الفقيه الكامل الزاهد العابد زين الدين أبي الحسن علي بن بشارة العاملي الشقراوي الحناط. إلي آخره.
وقد أخرج الإجازة المولي عبد الله في رياض العلماء قال: وهي موجودة عندي بخط الشهيد قدس الله روحه (2.
(262) الشيخ زين الدين علي بن الحسن العاملي، والد الشيخ إبراهيم الكفعمي كان من أعاظم العلماء الفقهاء، وأكثر ولده النقل عنه، وإذا نقل عنه وصفه
١) أعيان الشيعة ٤ / 291 مع بعض الاختلاف في التعبير.
2) رياض العلماء 3 / 374.
(٢٨٥)
صفحهمفاتيح البحث: شهر شعبان المعظم (1)، علي بن الحسن (1)، الشهادة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
ب " الفقيه الأعظم الأورع قدس سره ".
وعندي كتاب الدروس بخط الشيخ إبراهيم الكفعمي وقلم يده، وقد ذكر نسبه هكذا: إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح بن إسماعيل اللويزاني (1.
(263) الشيخ أبو الحسن علي ابن أبي منصور الحسن ابن الشيخ الشهيد زين الدين العاملي من أجلة العلماء، وقد كتب والده الشيخ حسن صاحب المعالم له ولأخيه الشيخ محمد إجازة.
ويلقب هذا الشيخ بزين الدين ويكني بأبي الحسن، اما ان لقبه زين الدين فلقول ابن أخيه في الدر المنثور، قال: وعندي بخط جدي المرحوم الشيخ حسن قدس سره ما هذا لفظه بعد ذكره مولد ولده زين الدين علي: ولد أخوه فخر الدين محمد. إلي آخر ما نقله (2. فيعلم أن صاحب الترجمة كان أكبر من أخيه الشيخ محمد لتقدم ذكر تاريخ تولده وأن أباه لقبه بزين الدين، وأما أن كنيته أبو الحسن فقد نص عليها جماعة، منهم صاحب الروضات، قال في آخر ترجمة والده صاحب المعالم: وقد كان له ولدان فاضلان جليلان وقفت علي صورة اجازته لهما بالنجف الأشرف أحدهما الشيخ أبو جعفر محمد. إلي أن قال: والاخر الشيخ أبو الحسن علي، ولم أقف إلي الان علي كتاب له، بل ذكر
١) مضي هذا النسب في ص ٧٥ مع اختلاف.
٢) الدر المنثور ٢ / 222.
(٢٨٦)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ حسن إبن الشهيد الثاني صاحب المعالم (1)، كتاب الدروس للشهيد الأول (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد (1)، الحسن ابن الشيخ (1)، الشهادة (1)
في التراجم والفهرستات 3).
(264) الشيخ شمس الدين علي بن جمال الدين حسن بن زين الدين بن فخر الدين علي بن أحمد بن نور الدين علي المحقق الثاني ابن عبد العالي الكركي العاملي من علماء القرن الثاني عشر ومشايخ الإجازة، يروي عنه سبطه الشيخ شرف الدين محمد مكي العاملي بالإجازة، كما صرح به في اجازته الكبيرة لصاحب الشفا في أخبار آل المصطفي سنة ثمان وسبعين ومائة بعد الألف، ويروي عن آبائه مسلسلا إلي جده الاعلي المحقق الكركي.
(265) الشيخ علي بن الشيخ حسن بن نور الدين علي بن شهاب الدين أحمد بن أبي جامع الحارثي العاملي من أجلاء علماء آل أبي جامع، ذكره الشيخ جواد محيي الدين فيما أفرده في علماء آل أبي جامع، قال: وكان حسن الصحبة والعشرة، ذا جد وهزل، سكن خلف آباد، وتولي القضاء بها. وكان بينه وبين السيد خلف مضاحكات، وقد كان ينظم الشعر، وله مقطوعة أرسلها إلي عمه الشيخ عبد اللطيف - وقد كان حينئذ بشيراز وعمه المذكور بخلف آباد - وذكر المقطوعة.
وقد تقدمت ترجمة والده الشيخ حسن وجده الشيخ علي بن أحمد.
1) روضات الجنات 2 / 302.
(٢٨٧)
صفحهمفاتيح البحث: نور الدين علي (2)، علي بن أحمد (2)، جمال الدين (1)، الجود (1)
(266) الشيخ علي بن الحسن بن الشيخ موسي مروة العاملي أبا وجدا والكاظمي مولدا صاحب كتاب " قرة العين في شرح ثار الحسين " وكيفية تنكيل المختار لقاتليه، وقد فرغ منه سنة 1227.
ويظهر من أواسط هذا الكتاب أن له أيضا " مجمع القواعد " الذي ذكر فيه كيفية محاجة محمد بن الحنفية مع السجاد علي السلام ومحاكمتهما إلي الحجر الأسود.
ومر والده الشيخ حسن مروة ويأتي جده الشيخ موسي.
(267) علي بن الحسين، أبو الحسن الشفيهني 1) العاملي (2 عالم فاضل أديب شاعر شهير، له ديوان كبير، وهو صاحب القصيدة الشهيرة في مدح أمير المؤمنين عليه السلام التي شرحها شيخنا الشهيد الأول قدس الله روحه.
ذكره في الأصل في القسم الثاني وذكر أنه حلي (3، وأورد عليه في الرياض بأنه عاملي ولعله نزيل الحلة 4).
١) انظر حول هذه النسبة أعيان الشيعة ٨ / ١٩١.
٢) سيذكر أيضا في الترجمة رقم (٢٦٩).
٣) أمل الآمل ٢ / 190.
4) رياض العلماء 3 / 427 و 4 / 107.
(٢٨٨)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، علي بن الحسين أبو الحسن (1)، علي بن الحسن (1)، الحجر الأسود (1)، الشهادة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
(268) ذو المجدين السيد الشريف علي ابن عز الدين الحسين الشهير بابن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي ذكره في الأصل مرة بعنوان علي (بن الحسين) بن أبي الحسن الموسوي الجبعي 1)، وأخري بعنوان نور الدين علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي الجبعي 2)، ولم يوف ترجمته، فان ابن العودي المعاصر له وشريكه في الدرس لما ذكره في الفصل الذي عقده لتلامذة الشهيد الثاني قال:
ومنهم السيد الإمام العلامة خلاصة السادة الأبرار وعين العلماء الأخيار وسلالة الأئمة الأطهار، السيد العالم الفاضل الكامل ذو المجدين علي ابن الإمام السيد البدل أوحد الفضلاء وزبدة الأتقياء السيد المرحوم عز الدين حسين بن أبي الحسن العاملي أدام الله شريف حياته، رباه كالوالد لولده ورقاه إلي المعالي لتفرده وزوجه ابنته رغبة فيه وجعله من خواص ملازميه، قرأ عليه جملة من العلوم النقلية والعقلية والأدبية وغيرها، واجازه إجازة عامة. انتهي 3).
وما كان ينبغي للشيخ صاحب الأصل أن يترك مثل هذه الترجمة التي هي من مثل الشيخ محمد بن علي بن الحسن العودي الجزيني المعاصر للسيد صاحب الترجمة.
واعلم أنه أولد السيد محمد صاحب المدارك من بنت الشهيد، وأولد جدنا السيد نور الدين من أم صاحب المعالم، حيث أنه تزوجها بعد وفاة الشهيد
١) أمل الآمل ١ / ١١٧ من دون الزيادة.
٢) أمل الآمل ١ / ١١٨.
٣) الدر المنثور ٢ / 192.
(٢٨٩)
صفحهمفاتيح البحث: علي بن الحسين بن أبي الحسن (2)، محمد بن علي بن الحسن العودي (1)، علي ابن الإمام (1)، الشهادة (3)، الوفاة (1)
الثاني، وكان الشيخ صاحب المعالم ربيبه، وهو الذي رباه كما مر عليك في ترجمته.
ويروي عنه جماعات، منهم الأمير فيض الله النفريشي والمير محمد باقر الداماد، قال في سند بعض الاحراز المروية عن بعض الأئمة عليهم السلام ما لفظه: ومن طريق آخر رويته عن السيد الثقة الثبت المركون إليه في الفقه المأمون في حديثه علي بن أبي الحسن العاملي رحمه الله تعالي قراءة عليه وسماعا وإجازة سنة ثمان وثمانين وتسعمائة من الهجرة المباركة النبوية في مشهد سيدنا ومولانا أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه بسناباد طوس عن زين أصحابنا المتأخرين زين الدين أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن جمال الدين بن تقي الدين بن صالح بن شرف العاملي رفع الله درجته في أعلي مقامات الشهداء الصالحين الصديقين. انتهي.
ورأيت علي ظهر مصباح المتهجدين للشيخ الطوسي " ره " إجازة بخط السيد صاحب الترجمة كتبها للشيخ محمد بن فخر الدين الأردكاني في سنة تسع وتسعين وتسعمائة.
ويروي عنه أيضا ولده السيد محمد صاحب المدارك والشيخ حسن صاحب المعالم وجماعات من أهل عصره.
وفي موضع من بعض ما رأيته من إجازات جدنا السيد نور الدين المذكور في البحار روايته عن أبيه السيد علي بن الحسين بلا واسطة، والأغلب أنها بواسطة أخويه صاحبي المدارك والمعالم.
ويعلم من كلام المير الداماد أنه قد تشرف بزيارة الرضا عليه السلام، ولازمه التشرف بزيارة الأئمة عليهم السلام في العراق في التاريخ المذكور، ولا علم لي بتفصيل أحواله ولا تاريخ وفاته غير أنه كان حيا سنة تسع وتسعين وتسعمائة.
(٢٩٠)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (2)، دولة العراق (1)، أحمد بن علي بن أحمد (1)، علي بن أبي الحسن (1)، علي بن الحسين (1)، الشيخ الطوسي (1)، جمال الدين (1)، صالح بن شرف (1)، محمد بن علي (1)، الشهادة (1)
(269) الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين الشفيهني 1) قال في رياض العلماء: فاضل عالم شاعر بليغ، وله كتاب ديوان، وعندنا قصيدة من جملة ديوانه وهي في مدح مولانا علي عليه السلام مجنسا، وللشهيد شرح عليها، والظن أن الشفيهني نسبة إلي بعض قري جبل عامل، ولعل له كتابا آخر. فلاحظ. انتهي 2).
(270) الشيخ علي بن حسين بن علي بن محمد بن عبد العالي الكركي العاملي، المعروف بالمحقق الثاني ذكره في الأصل (3 ولم يوف حق ترجمته، مثل أنه قتل شهيدا كما حكاه في الرياض عن الشيخ العلامة الحسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي " ره "، ثم قال: والظاهر أنه قد كان بالسم المستند إلي بعض أولياء الدولة (4.
أقول: قال ابن العودي: توفي مسموما ثاني عشر ذي الحجة سنة 960 5) وهو في الغري علي مشرفه السلام. انتهي 6).
١) مضت ترجمته برقم (٢٦٧) فلاحظها.
٢) رياض العلماء ٣ / ٤٢٧.
٣) أمل الآمل ١ / ١٢١.
٤) رياض العلماء ٣ / ٤٤٢.
٥) في الأصل (٩٤٥).
٦) الدر المنثور ٢ / 160.
(٢٩١)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، شهر ذي الحجة (1)، الشيخ البهائي (1)، الحسين بن عبد الصمد (1)، علي بن الحسين (1)، علي بن محمد (1)، القتل (1)
ويساعده ما ذكره مؤرخو ذلك العصر من عداوة جماعات من أعيان رجال الدولة وعلماء الحكمة والقضاة مع الشيخ قدس سره، ولهم في ذلك حكايات، وله معهم مناظرات وكرامات أخرجها صاحب الرياض يطول المقام بذكرها.
ونص حسن بيك في تاريخه أنه بعد خواجة نصير الطوسي ما سعي أحد من العلماء حقيقة مثل ما سعي الشيخ علي الكركي في اعلاء أعلام المذهب الجعفري وترويج دين الحق الاثني عشري، قال: وكان له في منع الفجرة والفسقة وزجرهم وقلع القوانين المبدعة بأسرها وفي إزالة الفجور والمنكرات وإزالة الخمور والمسكرات واجراء الحدود والتعزيرات وإقامة الفرائض والواجبات والمحافظة علي إقامة الجمعات والجماعات والبيان لمسائل الصلوات والعبادات وتعاهد أحوال أئمة الجماعة والمؤذنين ودفع شرور الظالمين والمفسدين وزجر المرتكبين للفسوق والعصيان وردع المبتدعين لخطوات الشيطان مساعي بليغة ومراقبات شديدة، وكان يرغب عامة الناس في تعلم شرائع الدين ومراسم الاسلام ويصمم عليهم بطريق الالزام والابرام 1).
أقول: حتي صار يلقب بالشيخ المروج، ويصفه الشهيد الثاني " ره " بالامام المحقق نادرة الزمان ويتيمة الأوان.
وقد تواتر أن الشاه طهماسب الصفوي جعل أمور المملكة بيده وكتب رقما إلي جميع الممالك بامتثال أمره، وأن أصل الملك انما هو له لأنه نائب الامام، وأخرج المولي عبد الله في رياض العلماء ذلك الرقم، وهو طويل بالفارسية وان منصوب الشيخ منصوب لا يعزل ومعزوله معزول لا يستخدم، وصار الشيخ يكتب الاحكام والرسائل إلي الممالك الشامية إلي عمالها وحكامها قوانين العدل وكيفية سلوكهم مع الرعية وكيفية أخذ الخراج، وأمر أن يقرأ في
1) كلام حسن بيك روملو منقول من رياض العلماء.
(٢٩٢)
صفحهمفاتيح البحث: المنع (1)، الشهادة (1)، الإقامة (1)، الجماعة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)
كل بلد وقرية شرائع الدين ودبر في قطع يد المخالفين لئلا يضلوا المؤمنين ويجاهر في ابطال طريقة المخالفين بالأدلة والبراهين، حيث كانت بلاد إيران مشحونة منهم علي طريقتهم حتي ظهر الحق وانقاد الكل إلي المذهب الحق.
وربي في مدة يسيرة ما يزيد علي أربعمائة مجتهد، لأنه ورد إيران في أيام سلطنة الشاه طهماسب، ونص حسن بيك في تاريخه أن وفاته كانت بعد مضي عشرة أعوام من أيام سلطنة الشاه طهماسب المبرور، فلا بد أن يكون أقل من عشر سنين. وهذا عجيب.
قال العلامة المجلسي: وللشيخ مروج المذهب نور الدين حشره الله مع الأئمة الطاهرين حقوق علي الايمان وأهله أكثر من أن يشكر علي أقله.
انتهي.
وأما في العلم فهو المحقق الثاني وكل من تأخر عنه عيال عليه، حتي الشهيد في المسالك فإنها في المعاملات مأخوذة من جامع المقاصد كما لا يخفي علي الممارس، وكذلك المقاصد العلية، فان للمحقق شرحا علي الألفية كبير وصغير، ولم يذكر في الحاشية.
وله غير ما ذكر في الأصل كتاب " المطاعن "، ورسالة " النجمية " في الكلام، ورسالة في " العدالة "، ورسالة في " الغيبة "، و " حاشية علي تحرير العلامة " ورسالة في " الحج "، و " حواشيه علي الدروس " وعلي الذكري، وله رسالة في " الكر "، ورسالة في " الجبيرة "، ورسالة في " تعقيبات الصلاة "، ورسالة في " حرمة تقليد الميت وحرمة البقاء علي التقليد بعد موته " إلي غير ذلك من الرسائل وأجوبة المسائل في أكثر أبواب الفقه.
وكانت وفاته في النجف الأشرف ثامن عشر ذي الحجة الحرام سنة أربعين بعد الألف من الهجرة. وقد وهم صاحب الأصل في تاريخ وفاته حيث ذكر
(٢٩٣)
صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (2)، شهر ذي الحجة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، العلامة المجلسي (1)، الحج (1)، الشكر (1)، الموت (2)، الطهارة (1)، الصّلاة (1)، التعقيب (1)
أنها سنة سبع وثلاثين وتسعمائة 1).
كان رحل في أول أمره إلي مصر وأخذ عن علمائها بعد ما أخذ عن علماء الشام، وبعد ذلك توجه إلي العراق وسكن النجف وأخذ في التدريس والتصنيف، ولما ظهرت الدولة الصفوية ظهورا تاما عزم علي التوجه إلي إيران لترويج الدين، فتوجه في أيام السلطان الشاه إسماعيل الصفوي فدخل عليه وهو بهراة، فأكرمه وعرف قدره، وكان له عنده المنزلة العظيمة، وعين له وظائف وإدارات كثيرة ببلاد العراق، ومات الشاه إسماعيل وقام مقامه الشاه طهماسب، فمكن الشيخ من إقامة الدين علي ما سمعته آنفا من احياء مراسم المذهب الأنور، وهو الذي سهل لأهل العلم سبل النظر والتحقيق وفتح لهم أبواب الفكر والتدقيق.
قدس الله روحه الزكية وحشره مع سادات البرية 1).
(271) الشيخ علي بن الحسين بن محمد بن صالح اللويزاني الجبعي العاملي، الجد الاعلي للشيخ البهائي محمد بن الحسين بن عبد الصمد بن محمد بن علي المذكور كان من أجلة العلماء حسبما يظهر من مجموع ولده العلامة الشيخ محمد ابن علي الجباعي ومن إجازة الشيخ ابن سكون لولده الشيخ محمد بن علي الجباعي، قال: قرأ هذه الصحيفة المولي وأخذ في وصفه إلي أن قال:
شمس الدنيا والدين محمد بن الشيخ العلامة أبي الفضائل زين الدين وشرف
١) أمل الآمل ١ / ١٢٢. وانظر الاختلاف في تاريخ وفاة الكركي في أعيان الشيعة ٨ / 208.
2) أكثر ما في هذه الترجمة مأخوذ من رياض العلماء 3 / 441 - 460.
(٢٩٤)
صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (1)، دولة العراق (2)، مدينة النجف الأشرف (1)، الشيخ البهائي (1)، الحسين بن عبد الصمد بن محمد (1)، علي بن الحسين بن محمد (1)، محمد بن علي (1)، الشام (1)، الوفاة (1)
الاسلام والمسلمين علي بن الشيخ بدر الدين حسين الشهير بالجبعي، رفع الله درجاتهم في أعلي عليين 1).
وذكر وفاته ولده قال: توفي في جمادي الأولي سنة إحدي أو ست وثمانمائة.
وخلف خمسة أولاد ذكور وهم: محمد، ورضي الدين، وتقي الدين، وشرف الدين، واحمد.
والعجب أن الشيخ صاحب الأصل أغفل كل هؤلاء من علماء بلاده وعرفهم العلامة المجلسي المعاصر (له) وذكرهم جميعا في إجازات البحار عن خط الشيخ محمد بن علي الجباعي الجد الاعلي للشيخ البهائي.
وأنا رأيت أصل المجموع الذي هو بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي، وهو الان موجود في كتب سبط العلامة النوري، وقد أخرجت منه تواريخ جماعات من العلماء من العوامل وغيرهم.
(272) السيد علي بن الحسين بن محمد بن محمد، الشهير بابن الصائغ الحسيني العاملي الجزيني ذكره في الأصل علي غاية من الاختصار 2)، والرجل من أجلة العلماء.
قال ابن العودي في رسالته في أحوال الشهيد الثاني عند (عد) تلامذة الشهيد:
ومنهم السيد الجليل الفاضل العالم الكامل فخر السادات الاعلام وأعلم العلماء الفخام وأفضل الفضلاء في الأنام السيد علي ابن السيد الجليل النبيل
١) بحار الأنوار ١٠٧ / ٢١٣.
٢) أمل الآمل ١ / 119.
(٢٩٥)
صفحهمفاتيح البحث: شهر جمادي الأولي (1)، العلامة المجلسي (1)، الشيخ البهائي (1)، علي بن الحسين بن محمد (1)، محمد بن علي (2)، الشهادة (1)، كتاب بحار الأنوار (1)
حسين الصائغ العاملي أدام الله توفيقه، قرأ عليه وسمع منه جملة نافعة من العلوم في المعقول والمنقول والأدب وغير ذلك، وكان قدس الله لطيفه له به خصاصة تامة. انتهي 1).
وقال الشيخ علي السبط في الدر المنثور في طي الترجمة للشيخ حسن صاحب المعالم: وكان والده علي ما بلغني من جماعة من مشايخنا وغيرهم له اعتقاد تام في المرحوم المبرور العالم الفاضل السيد علي الصائغ، وأنه كان يرجو من (فضل) الله أن يرزقه ولدا لان يكون مربيه ومعلمه السيد علي الصائغ (فحقق الله رجاءه وتولي السيد علي الصائغ) والسيد علي بن أبي الحسن رحمهما الله تربيته، إلي أن كبر وقرأ عليهما - خصوصا علي السيد علي الصائغ - هو والسيد محمد أكثر العلوم التي استفاداها من والده من معقول ومنقول وفروع وأصول وعربي ورياضي. انتهي 2).
ويروي عنه المولي المقدس الأردبيلي أيضا كما صرح به العلامة المجلسي في أول الأربعين 3).
وله مصنفات منها " شرح الشرائع "، و " شرح الارشاد " وهو إلي آخر كتاب الصوم وسماه " مجمع البيان في شرح إرشاد الأذهان ".
وقال المولي عبد الله في رياض العلماء: ويظهر من بعض المواضع أن له شرحين علي الارشاد صغير وكبير 4).
وما ذكرناه في نسبه هو الذي صرح به نفسه في أواخر المجلد الأول من
١) الدر المنثور ٢ / ١٩٢.
٢) الدر المنثور ٢ / 200 والزيادتان منه.
3) الأربعون حديثا، للمجلسي ص 5.
4) رياض العلماء 3 / 434.
(٢٩٦)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب مجمع البيان للطبرسي (1)، العلامة المجلسي (1)، علي بن أبي الحسن (1)، علي الصائغ (3)، الصيام، الصوم (1)
شرح ارشاده الذي ذكرنا أنه إلي آخر كتاب الصوم 1).
ولم أعثر علي تاريخ وفاته 2)، غير أنها كانت قبل وفاة الشيخ صاحب المعالم، لأنه رثاه بأبيات ذكرها في الأصل 3).
ومن الغريب أنه لما وقع إلي صورة وثيقة ست المشايخ بنت الشهيد الأول التي كتبتها لأخويها أبي طالب محمد و أبي القاسم علي في هبة ما يخصها من ارث أبيها في جزين سنة 823 كان في صدر الوثيقة صورة سجل السيد علي ابن الحسين الصائغ وشهادته في الهبة المذكورة 4). وهذا مما لا يلائم الطبقة، وكيف يكون السيد علي بن الحسين الصائغ من الرجال الكبار المطلوب ثبت شهادته في سنة 823 ومولد أستاده الشهيد الثاني سنة 911، وإذا كان عمره يوم شهادته في الوثيقة ثلاث وعشرين سنة يكون عمره يوم تولد أستاذه الشهيد مائة واحدي عشر سنة، فليس الا أن يكون علي بن الحسين الصائغ (شخص) آخر من العلماء في ذلك العصر ممن يطلب صكه للشهادة وهو في طبقة الشيخين أبي طالب محمد و أبي القاسم علي ابني الشهيد الأول.
١) هذا الكلام مأخوذ من الرياض.
٢) في أعيان الشيعة ٨ / ٢٠٥: توفي ليلة الثلاثاء حادي عشر شهر رجب سنة ٩٨٠ كما هو مكتوب علي قبره، ودفن بقرية صديق شرقي تبنين.
٣) أمل الآمل ١ / 119.
4) قال في الأعيان: وليس هو المكتوب شهادته علي وثيقة ست المشايخ فاطمة بنت الشهيد، فذلك هو علي بن حسين الصائغ عامي وهذا سيد. وذاك في عصر الشهيد الأول وهذا في عصر الشهيد الثاني وبينهما نحو مائتي سنة.
(٢٩٧)
صفحهمفاتيح البحث: علي بن الحسين الصائغ (2)، الشهادة (10)، الصيام، الصوم (1)، الوفاة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، شهر رجب المرجب (1)، القبر (1)
(273) الشيخ علي بن الشيخ حسين بن الشيخ محيي الدين بن عبد اللطيف الجامعي العاملي كان عالما فاضلا جامعا للمعقول والمنقول، وصفه الشيخ جواد محيي الدين في رسالته عند ترجمته: الشيخ الجليل الفاضل والعالم المحقق الكامل ذو الفخر الجلي. إلي أن قال: وله كتاب " توقيف السائل علي دلائل المسائل " في الفقه من أول الطهارة إلي أول الوضوء، وكتاب في " المنطق "، وله شرحه، وله " شرح الحاشية " للفاضل اليزدي من أول التصديقات، وقيل إن له شرحا علي التصورات، ورسالة صغيرة في أن " النسبة ثلاثية أو رباعية "، وله التفسير الموسوم ب " الوجيزة "، وله " منظومة في النحو "، وفي " الأصول " وفي " المنطق "، وفي " الهيئة ".
وذكره السيد عبد الله الجزائري في اجازته الكبيرة في طي ترجمة أخيه الشيخ حسن المتقدم ذكره، قال: انه سكن خلف آباد ويروي عنه أخوه الشيخ حسن عن السيد نعمة الله الجزائري.
(274) السيد علي بن حيدر بن نور الدين علي العاملي الموسوي، نزيل مكة المعظمة في بغية الراغبين: انه كان عالما عاملا زاهدا عابدا ناسكا، جاور بيت الله الحرام حتي قبضه الله إليه في سنة تسع وثمانين بعد الألف.
وهو والد امام المحققين السيد محمد العروف بمحمد حيدر الآتي ذكره
(٢٩٨)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، نور الدين علي (1)، الجود (1)، الوضوء (1)، الطهارة (1)
انشاء الله تعالي.
(275) الشيخ علي بن الشيخ حسين بن محيي الدين بن الحسين بن محيي الدين ابن عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن أبي جامع العاملي ذكره الشيخ جواد محيي الدين وقال: انه عالم فاضل. لم يقف علي أخباره وكيفية آثاره أزيد من ذلك.
(276) الشيخ علي بن الشيخ رضي الدين بن نور الدين علي بن شهاب الدين أحمد بن أبي جامع الحارثي العاملي 1) كان من العلماء الأفاضل المعاصرين للشيخ الحر صاحب الأصل 2)، وله معه مكاتبة، منها ما كتبه إليه من أسماء جماعات من علماء آل أبي جامع، وذكرنا تراجم أسلافه في هذا الكتاب.
(277) الشيخ علي بن زهرة الجبعي العاملي ذكره في الأصل 3) وكأنه لا يعرفه، وقد ذكره ابن العودي في الفصل الثالث
١) في أعيان الشيعة ٨ / ٢٤١ " علي بن رضي الدين بن أحمد بن محيي الدين الجامعي العاملي ".
٢) الأعيان: توفي حدود سنة ١٠٥٠.
٣) أمل الآمل ١ / 120.
(٢٩٩)
صفحهمفاتيح البحث: أحمد بن أبي جامع (2)، عبد اللطيف بن علي (1)، نور الدين علي (1)، علي بن زهرة (1)، الجود (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
من كتابه الذي صنفه في أحوال أستاده الشهيد الثاني " ره "، وعقد الفصل الثالث في ذكر أصحاب الشهيد وفضلاء تلامذته، فقال: ومنهم الشيخ علي ابن زهرة الجبعي ابن عم الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني، قرأ عليه - يعني الشهيد زين الدين - جملة من العلوم، وكان علي غاية من الصلاح والتقوي والخير والعبادة، كان شيخنا يعتقد فيه الولاية، وكان رفيقه إلي مصر وتوفي بهار رحمه الله. انتهي 1).
أقول: يريد أن الشيخ يعتقد أنه وصل إلي حد كان فيه من عداد الأولياء.
ثم إن سفر الشهيد إلي مصر كان في أول سنة 942، وارتحل منها إلي الحجاز في شهر شوال سنة 943.
(278) الشيخ علي بن زين الدين بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني ابن علي بن أحمد بن جمال الدين بن تقي الدين بن صالح بن مشرف الشامي العاملي كذا وجدت سرد نسبه بخطه الشريف في آخر ما كتبه من نسخة سلافة العصر وفرغ منه سنة 1089، وكتب عليه تقريضا لطيفا في سبعة أبيات أولها قوله:
أتانا من بلاد الهند مما * بدا من معدن فيها حديد وقد ذكره في الأصل، وذكر أنه من تلامذة عمه الشيخ علي بن محمد وأنه سكن أصفهان 2).
١) الدر المنثور ٢ / ١٩١.
٢) أمل الآمل ١ / 120.
(٣٠٠)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة إصفهان (1)، شهر شوال المكرم (1)، محمد بن الحسن بن زين الدين (1)، علي بن زين الدين (1)، علي بن أحمد (1)، جمال الدين (1)، علي بن محمد (1)، الهند (1)، الشهادة (4)
ورأيت له " حاشية علي تمهيد القواعد " التي هي لجده الشهيد، ولم يذكرها في الأصل، ولعل له غيرها 1).
(279) الشيخ زين الدين علي بن زين العابدين بن الحسام العيناثي العاملي عالم جليل وفاضل نبيل من المشايخ الاجلاء، يروي عن أخيه الشيخ زين الدين جعفر بن زين العابدين بن الحسام عن السيد حسن بن نجم عن الشهيد الأول، ويروي عنه ولده الشيخ ظهير الدين المتقدم ذكره.
ولصاحب الترجمة ذكر في ترجمة حفيده الشيخ حسين 2).
(280) الشيخ علي بن صالح بن منصور العاملي المشتهر بالكوثراني، نزيل النجف عالم عامل فاضل كامل فقيه أصولي، من تلامذة السيد العلامة المحقق السيد محسن الأعرجي. عندي بخطه شرح الوافية لأستاده في مجلدين فرغ من نسخهما سنة ست وتسعين ومائة بعد الألف في النجف الأشرف، وعلي هامش النسخة انهاءات قراءتها علي المصنف وعليها الحواشي له تدل علي فضله وعلمه، وفي آخره ما يدل علي أدبه وشعره. ولا أعرف من أحواله أكثر من ذلك.
١) وله أيضا " شرح الصحيفة السجادية " فرغ منه في صفر سنة 1089، وله كتب أخري مذكورة في الذريعة.
2) انظر هذا الكتاب ص 187.
(٣٠١)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (2)، صالح بن منصور (1)، الشهادة (1)، كتاب الصحيفة السجادية (1)
(281) الشيخ علي بن صبيح العاملي شيخ الاسلام بيزد أيام الشاه عباس الماضي، جاء من البلاد وسكن يزد وتخرج عليه جماعة، وكان من الفقهاء الاعلام المرجوع إليهم في الاحكام المعاصرين للشيخ البهائي 1).
(282) الشيخ نور الدين أبو القاسم علي بن عبد الصمد الحارثي الهمداني العاملي، عم شيخنا البهائي كان عالما فاضلا فقيها محدثا، ووصفه بعض الأجلة ب " الفاضل العالم الجليل الفقيه الشاعر ". له " نظم ألفية الشهيد ".
يروي عن الشهيد الثاني، وهو من أجلة تلامذته، ويروي أيضا عن المحقق الكركي علي بن عبد العالي بالإجازة، وقد كتب له إجازة يصفه فيها بالشيخ الصالح الفاضل، وأنه قرأ عليه رسالته الجعفرية 2).
(283) الشيخ الأجل نور الدين علي بن عبد العالي الميسي العاملي ذكره في الأصل 3). قال الشهيد الثاني في اجازته بعد عد مؤلفات الشهيد
١) انظر رياض العلماء ٤ / ١٠٩.
٢) هذه الإجازة مذكورة في الرياض ٤ / ١١٥.
٣) أمل الآمل ١ / 123.
(٣٠٢)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ البهائي (1)، علي بن عبد العالي (2)، علي بن صبيح (1)، الشهادة (4)
الأول ما لفظه: أرويها عن عدة مشايخ بطرق عديدة، أعلاها سندا عن شيخنا الامام الأعظم بل الوالد المعظم شيخ فضلاء الزمان ومربي العلماء الأعيان الشيخ الجليل الواعظ المحقق العابد الزاهد الورع التقي نور الدين علي بن عبد العالي الميسي 1).
قلت: كان زوج خالته ووالد زوجته الكبري التي تزوج جدنا الاعلي العلامة علي بن الحسين بن أبي الحسن ابنتها فولدت له السيد محمد صاحب المدارك.
توفي الشيخ العلامة الامام الورع صاحب الترجمة - حسبما وجدت بخط الشيخ حسين والد الشيخ البهائي - ليلة الأربعاء عند انتصاف الليل، ودخل قبره الشريف بجبل صديق ليله الخميس الخامس أو السادس والعشرين من شهر جمادي الأولي سنة ثمان وثمانين وتسعمائة 2)، وظهرت له كرامات كثيرة قبل موته وبعد موته، قال الشيخ: وهو من عاصرته وشاهدته ولم أقرأ عليه شيئا لانقطاعه وكبره. انتهي.
حكاه في الرياض عن خط الشيخ حسين المذكور 3).
(284) الشيخ علي بن عبد العالي ابن المحقق الثاني علي بن عبد العالي الكركي العاملي قد تقدمت ترجمة أبيه وجده، ذكره في رياض العلماء وذكر أنه من
١) بحار الأنوار ١٠٨ / 149.
2) كذا في الأصل، والصحيح 938.
3) رياض العلماء 4 / 121.
(٣٠٣)
صفحهمفاتيح البحث: شهر جمادي الأولي (1)، الشيخ البهائي (1)، علي بن الحسين بن أبي الحسن (1)، علي بن عبد العالي (2)، نور الدين علي (1)، الزوجة (1)، الموت (1)، الزوج، الزواج (2)، كتاب بحار الأنوار (1)
العلماء الأفاضل، فهو خلف آبائه ونعم الخلف وحفيد المحقق ونعم الحفيد.
وله مصنفات وروايات، ولا يحضرني الرياض حتي أراجعه.
(285) السيد الإمام العلامة نور الدين علي بن علي بن الحسين المشتهر بابن أبي الحسن الموسوي، أخو السيد محمد صاحب المدارك لأبيه وأخو الشيخ حسن صاحب المعالم لامه ذكره في الأصل، ولا بد لنا من ذكر بعض العبائر الشاردة والفوائد المتبددة في ترجمته لأنه جدنا الاعلي، وقد تأملت أوصافه وأحواله فلم أر أحسن من وصف معاصره وسميه في السلافة حيث قال:
طود العلم المنيف، وعضد الدين الحنيف، ومالك أزمة التأليف والتصنيف، الباهر بالدراية والرواية، والرافع لخميس المكارم أعظم راية، فضل يعثر في مداه مقتفيه، ومحل يتمني البدر لو أشرق فيه، وكرم يخجل المزن الهاطل، وشيم يتحلي بها جيد الزمن العاطل، وصيت حل من حسن السمعة بين السحر والنحر:
فسار مسير الشمس في كل بلدة * وهب هبوب الريح في البر والبحر حتي كأن رائد المجد لم ينتجع سوي جنابه، وبريد الفضل لم يقعقع سوي حلقة بابه. وكان له في مبدأ أمره بالشام مجال لا يكذبه بارق العز إذا شام، بين اعزاز وتمكين ومكان في جانب صاحبها مكين، ثم انثني عاطفا عنانه وثانيه فقطن بمكة شرفها الله وهو كعبتها الثانية، تستلم أركانه كما تستلم أركان البيت العتيق، وتستسنم أخلاقه كما يستنسم المسك العبيق، ويعتقد الحجيج قصده من غفران الذنوب والخطايا، وينشد بحضرته تمام الحج أن تقف المطايا. ولقد
(٣٠٤)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، علي بن علي بن الحسين (1)، الشام (1)، الحج (1)، العزّة (1)
رأيته بها وقد أناف علي التسعين، والناس تستعين به ولا يستعين، والنور يسطع من أسارير جبهته، والعز يرتع في ميادين جلهته، ولم يزل بها إلي أن دعي فأجاب، وكأنه الغمام أمرع البلاد فانجاب، وكانت وفاته لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة الحرام سنة ثمان وستين بعد الألف، رحمة الله تعالي عليه.
انتهي 1).
ودفن بالمعلي كما نص عليه السيد ابن شدقم. وقد ذكرنا وعدة أولاده وأحفاده فيما تقدم.
وله مصنفات وطرق في الروايات، وذكرها في اجازته للمولي محمد محسن ابن محمد مؤمن، قال: قد أجزت له رواية كل ما صح عني ولي روايته من منقول ومعقول وفروع وأصول بالشروط المقررة في صحة الإجازة، فمن ذلك " الشرح علي المختصر النافع " في أوائل الفقه، والشرح الموسوم ب " الأنوار البهية علي الرسالة الاثني عشرية " الصلاة من تأليف المرحوم الشيخ بهاء الدين العاملي قدس الله روحه، وما حررته من بعض الحواشي والفوائد في أماكن متفرقة علي حسب الحال.
أقول: ومنها " الفوائد المكية في نقض الفوائد المدنية الاسترابادية ".
قال: ولابد من الإشارة إلي ما اعتمدت عليه من الطرق فيما يحتاج إليه، وبيان ذلك علي سبيل الاجمال: اني أروي جانبا من مؤلفات العامة في المعقول والمنقول والفقه والحديث عن الشيخين الجليلين المحدثين أعلمي زمانهما ورئيسي أوانهما عمر العريضي الحلبي وحسن البوريني الشامي بالإجازة منهما بالطرق المفصلة عني في اجازتهما إلي. أما كتب الخاصة فذكر أنه يرويها عن أخويه صاحب المدارك وصاحب المعالم، ثم قال: ولنا طريق آخر، وهو
1) سلافة العصر ص 302.
(٣٠٥)
صفحهمفاتيح البحث: شهر ذي الحجة (1)، كتاب المختصر النافع للمحقق الحلي (1)، الصّلاة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)
السيد الفاضل الورع التقي السيد علي العلوي البعلبكي عن العلامة الشيخ البهائي عن والده. إلي أن قال: رقمه مؤلفه الفقير إلي عفو الله ورحمته نور الدين علي بن علي بن الحسين بن أبي الحسن الحسيني الموسوي العاملي تجاوز الله عن سيئاته، ووافق الفراغ من نسخه نهار الجمعة ثالث اليوم المذكور في التاريخ المقدم. ومراده من المقدم ما ذكره في أول الإجازة وأنه شهر ربيع الأول عام إحدي وخمسين بعد الألف.
وله من الكتب غير ما ذكر المجموع المعروف ب " غنية المسافر عن النديم والمسامر " و " الرسالة الأنيقة " في تفسير قوله تعالي " قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربي ".
وكانت ولادة السيد قدس سره سنة سبعين وتسعمائة ووفاته كما تقدم سنة ثمان وتسعين بعد الألف.
(286) الشيخ علي بن علي البزي العاملي عالم فاضل، رأيت خطه علي كتاب الطرائف لابن طاوس وتملكه له في سنة ست وخمسين ومائة والألف.
وآل بزي طائفة يسكنون قرية بنت جبيل من بلاد بشارة من جبل عامل، ومنهم اليوم من أهل العلم الشيخ حسين البزي.
(287) السيد علي ابن السيد نور الدين علي بن السيد علي بن الحسين بن أبي الحسن الحسيني الموسوي العاملي المكي
(٣٠٦)
صفحهمفاتيح البحث: علي بن الحسين بن أبي الحسن (1)، شهر ربيع الأول (1)، المودة في القربي (1)، نور الدين علي (2)، علي بن الحسين (1)
لم يزد في الأصل علي أنه صالح شاعر أديب 1).
أقول: كان تولده سنة 1061 في مكة المعظمة، وكان أبوه قد استوطنها، وتوفي والده وسنه سبع سنين، فكفله أخوه جدنا العلامة السيد زين العابدين، حتي بلغ اثني عشرة سنة وقد فرغ من المقدمات، توفي كفيله فتخرج علي تلامذة أبيه من علماء الخاصة والعامة، حتي بلغ الغاية علما وعملا وفضلا ونبلا.
وذكره في خلاصة الأثر فعبر عنه بروح الأدب 2).
وقال ولده في نزهة الجليس: والدي وسيدي جمال البلغاء وفاضل الزمن السيد علي بن نور الدين بن أبي الحسن، جهبذ نحرير فاضل، فما الصاحب لديه وما الفاضل، تفرد بعلم البديع والمعاني ففاق البديع الهمذاني، وتوحد بالنحو والصرف فلو عاصره سيبويه التفتازاني ما نطقا في حضرته بحرف، وتفرد في اللغة وعلوم الأوائل فبارز في حلبة الفصاحة والبلاغة قس بن ساعدة وسحبان وائل، وتبحر في سائر العلوم وتفنن في المنطوق والمفهوم، إلي كرم يخجل قطر المطر وأخلاق ألطف وأرق من نسمة السحر، أفضل من نثر الدر من البلغاء ونظم وفضل علي أشهر من نار علي علم.
كان بمكة المشرفة كالحجر الأسعد الأسود يستلمه تيمنا وتبركا به الأبيض والأسود، وما برح مشهورا بكل فضل لدي البادي والحاضر، وموقرا ومكرما عند السادة آل حسن وجميع الرؤساء والوزراء والأكابر، إلي أن دعاه إلي جواره الكريم فنقله من دار الدنيا الفانية إلي جنة النعيم الباقية صبح ثامن عشرين ذي الحجة الحرام عام ألف ومائة وتسع عشرة من هجرة خير الأنام،
١) أمل الآمل ١ / 124.
2) خلاصة الأثر 1 / 495.
(٣٠٧)
صفحهمفاتيح البحث: يوم عاشوراء (1)، شهر ذي الحجة (1)، مدينة مكة المكرمة (2)، الكرم، الكرامة (1)
وأرخ وفاته أخي السيد مصطفي نثرا بقوله " دخل الجنات "، رحمه الرحمن الرحيم وأسكنه بحبوحة الجنان. انتهي كلام ولده السيد عباس في نزهة الجليس 1).
أقول: وله ولدان أخوان السيد سليمان المتوفي سنة 1134 ورثاه أخوه السيد عباس بأبيات مذكورة في بغية الراغبين، والاخر الشريف مصطفي.
(288) الشيخ علي بن محمد السبيتي العاملي الكفراوي 2) العالم العامل الثبت الفاضل النحوي اللغوي الأديب الكاتب الشاعر المؤرخ المشهور، ولد في سنة 1236 وتوفي بكفري سنة 1303.
له كتاب " العقد المنضد " ورسالة في " الرد علي أبي حيان " في الإمامة، ورسالة في " ( … ) الدين " 3)، و " شرح ميمية الفرزدق "، ورسالة في " الرد علي بطاركة النصاري "، وكتاب " الكشكول ". وغير ذلك. رحمة الله عليه.
(289) الشيخ أبو القاسم علي بن علي بن جمال الدين محمد بن طي العاملي الفقعاني ومن العجيب أن الشيخ الحر صاحب الأصل ذكره في القسم الثاني من
١) نزهة الجليس ١ / ٥٠.
٢) هو الشيخ علي بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن يوسف السبيتي الكفراوي العاملي.
٣) كلمة لا تقرأ واضحا في المصورة، ولعله يريد كتابه " كشف اللبس في الأصول الخمس ".
(٣٠٨)
صفحهمفاتيح البحث: الشاعر الفرزدق (1)، جمال الدين (1)، علي بن محمد (1)، الوفاة (1)، محمد بن أحمد بن إبراهيم (1)، علي بن يوسف (1)
كتابه بعنوان " علي بن طي " وهو من أجلاء فقهاء بلاده 1).
وذكره في رياض العلماء كما ذكرناه، وذكر أنه كان فاضلا عالما متقنا صاحب أدب وبحث وحسن منطق، ومات سنة خمس وخمسين وثمانمائة.
ثم قال: ومن مؤلفاته رسالة في " العقود والايقاعات "، وكتاب " المسائل الفقهية " علي ترتيب كتب الفقه ويعرف ب " مسائل ابن طي "، وتاريخ تأليفه سنة 824 وقد جمع فيها مسائل وفوائد من نفسه ومسائل وفتاوي أخر من جماعة من العلماء، منهم السيد عميد الدين والشيخ فخر الدين ابن العلامة ومن كتاب " المسائل " للشهيد المعروف ب " مسائل ابن مكي " ومن كتاب المسائل للشيخ الأديب ابن نجم الدين الأطراوي العاملي، إلي غير ذلك من المؤلفين والمؤلفات والفتاوي 2).
أقول: عندي كتاب " المسائل " وأظنه نسخة الأصل، قال في أوله: أما بعد فاني استمد من أهل المعونة وتيسير المؤنة علي جمع مسائل كتاب المسائل كل مسألة في كتابها المختص به، وأضيف إليها من غيرها مسائل أخر هي مسائل الشيخين الامامين المرحومين ابن مكي وابن نجم الدين.
أقول: يريد بكتاب المسائل ما جمعه علي بن مظاهر من مسائل أستاذه فخر الدين ويعرف ب " المسائل المظاهرية " وعندي منه نسخة قديمة.
وقال ابن طي في آخر كتابه: تمت المسائل المفيدة والألفاظ الحميدة لذوي الألباب والبصائر السديدة من مسائل السيد الأمجد والفريد الأوحد من جده المصطفي محمد ابن نجم الدين والشهيد المرحوم، فرحمة الله عليهما وعلي من دعا لهما وللكاتب والمؤمنين والمؤمنات، وافق الفراغ من نساجتها
١) أمل الآمل ٢ / 190.
2) رياض العلماء 4 / 158 - 160.
(٣٠٩)
صفحهمفاتيح البحث: الموت (1)
ضحوة نهار الجمعة سادس عشر ذي الحجة من شهور سنة أربع وعشرين وثمانمائة، والحمد لله رب العالمين.
والمراد بابن نجم الدين السيد بدر الدين حسن بن أيوب الشهير بابن نجم الدين الأعرجي الحسيني تلميذ فخر الدين، وابن طي هذا يروي بالواسطة عن ابن نجم الدين والشهيد الأول، فيروي عن شمس الدين محمد بن محمد بن عبد الله العريضي عن الشيخ زين الدين جعفر (بن) حسام العاملي العيناثي عن السيد عز الدين حسن بن أيوب بن نجم الدين.
(290) الشيخ علي بن محمد اللويزائي المعروف بابن دغيم من جملة علماء أصحابنا، وله كتاب " المجموع "، وعندنا منه قطعة، ولم أعثر علي سائر أحواله. فلاحظ.
والظاهر أنه اللويزائي بالهمزة، ويقال له اللويزاوي كما مر في ترجمة الكفعمي، وعلي هذا هو من أهل جبل عامل. فلاحظ. انتهي عن رياض العلماء 1).
(291) الشيخ علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد العاملي ذكره في الأصل ولم يستوف أحواله 2).
ذكر هو في الدر المنثور 3): أنه لما سافر والدي إلي العراق كان عمري
١) رياض العلماء ٤ / ٢٤٠.
٢) أمل الآمل ١ / ١٢٩.
٣) الدر المنثور ٢ / 238 - 259.
(٣١٠)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، شهر ذي الحجة (1)، علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين (1)، شمس الدين محمد (1)، علي بن محمد (1)، الشهادة (1)
إذ ذاك ست سنين، ووقع علي بلادنا فتور عظيم احترق لنا فيه نحو ألف كتاب، ثم انتقلنا إلي كرك (نوح) وأقمنا بها مدة، ثم سافر أخي وسني إذ ذاك نحو اثني عشرة سنة إلي العراق، وكنت أولا اختلف إلي المكتب واقرأ القرآن فختمته فيما يقرب سني من تسع سنين، ثم اشتغلت علي من كان من تلامذة جدي ووالدي وغيرهم، وهم الشيخ الجليل الفاضل نجيب الدين قدس الله روحه وأخي الشيخ زين الدين والسيد الاجل السيد نور الدين والشيخ حسين ابن ظهير والشيخ محمد الحرفوشي رحمهم لله جميعا.
ولما سافر أخي عني كنت مشغولا مع صغري بعيالي ونظام الأملاك، ومع هذا كنت أشتغل بما يمكنني، فكتبت هناك كتبا متعددة، وكنت حريصا علي الكتب التي بقيت.
ثم سافرت إلي مكة بعد وفاة والدي، وذلك سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين بعد الألف، وسني إذ ذاك ست عشرة سنة، وكنت أري من الهي جل ثناؤه عناية ولطفا بي مع صغر سني ووحدتي.
ثم ذكر بعضا من ذلك، فيظهر أن تولده كان سنة ست عشرة وألف 1)، وقد توفي سنة أربع ومائة بعد الألف.
(292) علي بن محمد بن الحسن الكاتب التهامي العاملي الشامي ذكره في الأصل 2) وحكي ما في دمية القصر في ترجمته 3)، ولم يذكر أن
١) قال في المصدر السابق: وكان مولدي في شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة بعد الألف.
٢) أمل الآمل ١ / 127.
3) دمية القصر 44 - 49.
(٣١١)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، علي بن محمد بن الحسن (1)، نجيب الدين (1)، القرآن الكريم (1)، الوفاة (1)، شهر ربيع الأول (1)
له مدائح في أهل البيت عليهم السلام حسنة تدل علي حسن عقيدته.
وذكره ابن خلكان وأثني عليه وذكر طرفا من شعره، وذكر أن له ديوان شعر أكثره نخب 1).
وذكره ابن بسام في الذخيرة فقال: كان مشتهر الاحسان، ذرب اللسان، مخلي بينه وبين ضروب البيان، يدل شعره علي وري القدح دلالة برد النسيم علي الصبح، ويعرب عن مكانه من العلوم اعراب الدمع من سر الهوي المكتوم.
وذكره ضياء الدين في نسمة السحر فيمن تشيع وشعر، وأثني عليه ثناءا بليغا، وذكر قصيدته في رثاء ولده الصغير المشهورة التي أولها: حكم المنية في البرية جاري * ما هذه الدنيا بدار قرار ومنها:
يا كوكبا ما كان أقصر عمره * وكذاك عمر كواكب الأسحار جاورت أعدائي وجاور ربه * شتان بين جواره وجواري إلي آخر الأبيات.
(293) الشيخ زين الدين أبو محمد علي بن محمد بن علي بن محمد بن يونس العاملي النباطي ذكره في الأصل ولم يستوف مصنفاته 2)، له غير " الصراط المستقيم " الذي لم يصنف مثله خصوصا في باب الإمامة، فمما لم يذكره في الأصل كتاب " نجد الفلاح "، وكتاب " زبدة البيان "، ورسالة في المنطق سماها " اللمعة "
١) وفيات الأعيان ٣ / ٣٧٨.
٢) أمل الآمل ١ / 135.
(٣١٢)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، كتاب الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي (1)، علي بن محمد بن علي بن محمد (1)
فرغ منها سنة 838، وله كتاب " المقام الأسمي في تفسير أسماء الله الحسني "، وكتاب " الكلمات التامات في تفسير الباقيات الصالحات "، وكتاب " فواتح الكنوز " وهو شرح علي أرجوزته التي نظمها في علم الكلام، و " الرسالة اليونسية في شرح المقالة التكليفية " للشهيد الأول.
وتوفي سنة سبع وسبعين وثمانمائة علي ما نص عليه الشيخ الجليل محمد ابن علي الجباعي جد شيخنا البهائي 1).
(294) الشيخ ضياء الدين علي ابن الشهيد أبي عبد الله محمد بن مكي بن حامد العاملي الجزيني 2) الفاضل الفقيه الجليل المعروف بالشيخ ضياء الدين، وكان ابن الشهيد المشهور رضي الله عنهما.
ويروي عنه ابن عمه محمد بن محمد بن المؤذن الجزيني، وهو يروي عن والده الشهيد وعن الشيخ فخر الدين ولد العلامة وعن السيد تاج الدين ابن معية أيضا علي ما قاله بعض الأفاضل. انتهي عن رياض العلماء 3).
(295) السيد علي بن السيد محمود الأمين الشقراوي المولود سنة 1276 عالم فاضل، وتخرج في الأصول علي المولي الخراساني صاحب الكفاية
١) ولد في النباطية لأربع مضين من شهر رمضان سنة ٧٩١، كما في مقدمة كتابه الصراط المستقيم المطبوع بطهران سنة ١٣٨٤ ه.
٢) مذكور في أمل الآمل ١ / 134.
3) رياض العلماء 4 / 250.
(٣١٣)
صفحهمفاتيح البحث: محمد بن مكي (1)، محمد بن محمد (1)، الشهادة (2)، الأذان (1)، كتاب الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي (1)، شهر رمضان المبارك (1)، مدينة طهران (1)
وفي الفقه علي الشيخ محمد طه نجف، وصار يدرس في السطوح.
ولما أراد الرجوع أجازه جماعة من العلماء، منهم من ذكر أن له ملكة مطلق الاجتهاد، ومنهم من ذكر أنه مجتهد مطلق. وكتب له سيدنا الأستاذ " ره " توصية فيها ثناء عليه واخبار عن شهادة العلماء.
ولما استقر في بلاده ثنيت له الوسادة فيها، وتربي علي يده غير واحد من أهل العلم، وكان حسن السيرة محمود المنقبة. توفي في السبت الحادي عشر من شوال سنة 1328.
(296) الشيخ علي بن ناصر بن زيدان العاملي (1 فاضل شاعر أديب بليغ، وله في ( … ) 2): عزيز علي من عزه الصبر أن يري * منازل من يهوي علي غير ما يهوي منازل أقمار أفلن وطالما * حبسن علي ساحات أعتابها نضوا وهاتفة في الروض تشكو من الجوي * تعالي أقاسمك الصبابة والشكوي (297) الشيخ علي بن نعمة الله بن خاتون العيناثي العاملي، المعروف بالشيخ سديد الدين كان عالما فاضلا جليلا. كذا وجدت في مسوداتي، وأظنه والد الشيخ
١) يعرف بالشيخ علي زيدان، توفي سنة ١٢٨٩ بقرية معركة من جبل عامل. أنظر أعيان الشيعة ٨ / 363.
2) جملة لا تقرأ في مصورة الأصل.
(٣١٤)
صفحهمفاتيح البحث: شهر شوال المكرم (1)، الشهادة (1)، الصبر (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
محمد الآتي ذكره في المحمدين، تلميذ الشيخ بهاء الدين وشارح الجامع العباسي.
وصاحب الترجمة في طبقة البهائي " ره ".
(298) الشيخ علي بن هلال الكركي عالم جليل فاضل نبيل فقيه كامل، من أجلاء علماء عصر الشاه طهماسب الصفوي، جاء إلي أصفهان وكان من رؤساء الدين والمدرسين والمصنفين، وبها مات سنة 984.
ومن مصنفاته رسالة جليلة في " أبحاث مسائل الطهارة " ألفها بأمر الشاه المذكور وعليها حاشية للشيخ المحقق عبد العالي ابن المحقق الكركي وعليها منه أيضا حواشي.
قال في الرياض عند ذكره: عالم فاضل فقيه جليل محقق، وصنف كتابا في الطهارة حسن الفوائد، صنفه بأمر بعض سلاطين الصفوية، ينقل فيه عن الشهيد الثاني " ره "، وتوفي بأصفهان سنة 984 1).
واحتمل اتحاده من الشيخ علي بن هلال بن عيسي بن محمد بن فضل المتكلم الذي ينسب إليه كتاب " الأنوار الجالية لظلام الغلس من تلبيس مؤلف المقتبس " لبعض متأخري العامة في الرد علي كتاب " قبس الأنوار " الذي كتبه السيد ابن زهرة الحلبي في الإمامة، لان تاريخ تأليف ذلك الكتاب سنة 984 2).
1) رياض العلماء 4 / 284.
2) المصدر السابق 4 / 280.
(٣١٥)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة إصفهان (2)، علي بن هلال (2)، عيسي بن محمد (1)، الموت (1)، الطهارة (2)
أقول: صاحب الترجمة له إجازة كتبها للمولي المحقق مولانا ملك محمد ابن سلطان حسين الأصفهاني قدس سره ذكر فيها خمسة من مشايخه، قال:
أولهم السيد الأيد الفائق علي أقرانه المتبحر في العلوم بين أهل زمانه الورع الزاهد العابد الحسيب الأفخر السيد تاج الدين حسن بن السيد جعفر الأطراوي العاملي برد الله مضجعه ورفع في الجنان مقامه وموضعه فاني انقل عنه بلا واسطة، وثانيهم وثالثهم الشيخان الأمجدان الأفضلان الأعلمان الأكملان الأورعان الشيخ احمد البيضاوي العاملي النباطي والشيخ أحمد بن خاتون العيناثي العاملي جمع الله لهما بين الكرامتين الدنيا والآخرة بمحمد وآله العترة الطاهرة فاني أنقل منهما أيضا بدون واسطة، ورابعهم هو الشيخ إبراهيم القطيفي، وخامسهم المحقق الكركي أعلي الله مقامهم.
وقد أغفل صاحب الأصل ذكر الأول والثاني من هؤلاء وذكرناهم نحن والحمد لله، فلا خفاء بعد هذا في طبقة صاحب الترجمة، كما لا وجه لاحتمال اتحاده بابن عيسي الذي ذكره صاحب الرياض.
(299) السيد عيسي بن السيد عبد السلام بن زين العابدين بن السيد عباس كان من علماء قطره وفضلاء عصره، وهو أبو السيد الشريف المؤرخ الحافظ الثقة السيد عباس المتوفي سنة 1302 في جبشيث ودفن قرب ضريح الشيخ إبراهيم الكفعمي وله هناك ذرية باقية.
(٣١٦)
صفحهمفاتيح البحث: أحمد بن خاتون (1)، الوفاة (1)
(300) السيد عيسي بن السيد محمد علي الموسوي العاملي عمي وشقيق والدي، عالم رباني وعارف الهي ( … ) (1 عزيزة لا ينالها الا الربانيون، وكان مدة عمره مشغولا بالرياضات الشرعية والمعارف الإلهية.
ورأيت له منظومات عديدة في المعارف والعرفان تبهر العقول، وكان له اليد الطولي في العلوم الغريبة كالجفر وعلم الحروف والأعداد وأمثالها، وقيل إنه عثر علي الكيمياء، فكانت ثروته ثروة الملوك وسيرته سيرة الأنبياء في الزهد والعبادة والانزواء، فكانت الملوك والامراء والوزراء وأجلاء العلماء علي بابه ينتظرون خروجه وملاقاته وقد لا يخرج إليهم.
وكان نزيل طهران، ولما عزم علي حج بيت الله خرج من طهران متوجها إلي العراق، فوصل إلي همدان فتمرض بها مرضا شديدا، فكتب إلي السيد الوالد بحاله وأمره بتعجيل توجهه إليه وصرح له بأنه يموت بهذا المرض، ولم يمض علي وصول خطه أيام الا وقد جاء خبر وفاته، ثم جاؤوا بنعشه الشريف ودفن في النجف سنة ثمانين بعد المائة والف. وأعقب السيد إبراهيم المتقدم ذكره والسيد جمال الدين الشهيد.
1) كلمة لا تقرأ في مصورة الأصل.
(٣١٧)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة طهران (2)، جمال الدين (1)، المرض (1)، الموت (1)، الشهادة (1)، الحج (1)

باب الفاء

باب الفاء (301) الشيخ فاضل بن مصطفي البعلبكي رأيت سجله وصكه علي وثيقة ست المشايخ التي كتبتها لأخويها الشيخ أبي طالب محمد و أبي القاسم علي ابني الشهيد الأول سنة 823. يظهر أنه من العلماء الاجلاء الذين يطلب صكهم وشهادتهم في ذلك. فلاحظ.
(302) كمال الدين فتح الله بن هبة الله بن عطاء الله الحسني الحسيني الشامي العاملي 1) صاحب " رياض الأبرار في مناقب الكرار "، أكثر فيه النقل عن كتاب
1) المذكور في رياض العلماء 4 / 317 كمال الدين فتح الله بن هيبة الله بن عطاء الله الحسني الحسيني نسبا السلامي ثم الشاهي نسبة. فليلاحظ العنوان الآتي هنا.
(٣١٨)
صفحهمفاتيح البحث: الشهادة (1)
ثاقب المناقب للشيخ عماد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن محمد الطوسي المشهدي، ثم خرج بعض ما رواه من الروايات الدالة علي لزوم القيام للوارد من الذرية الطاهرة، ولم يذكر تاريخ الفراغ منه.
ولا أعرف تاريخ وفاته، غير أنه مذكور في الرياض وذكر له هذا الكتاب 1).
(303) الشيخ فخر الدين بن الشيخ نور الدين علي بن شهاب الدين بن أبي جامع الحارثي الهمداني العاملي كان عالما فاضلا، حكي ابن أخيه الشيخ علي ابن الشيخ رضي الدين أنه كان مجازا من صاحب المعالم وأنه وجد اجازته للاخوة الثلاثة الشيخ عبد اللطيف والشيخ رضي الدين والشيخ فخر الدين. وكان توجه بعد موت أبيه في الحويزة إلي شيراز وسكن بها حتي مات.
(304) السيد فضل الله الحسني سيد جليل وعالم نبيل، إليه ينتسب السيد العالم الفاضل السيد محمد رضا فضل الله العاملي المعاصر. رأيت عنده كتب جليلة من أوقاف آبائه الكرام، وكان فيها كتاب " نظام الأقوال في أحوال الرجال " بخط مؤلفه نظام الدين الساوجي تلميذ البهائي.
والسيد محمد رضا المذكور من الأفاضل ذو علم وأدب وشعر ونثر وقلم
١) في أعيان الشيعة ٢ / 393: توفي سنة 1098 بأصفهان.
(٣١٩)
صفحهمفاتيح البحث: نور الدين علي (1)، علي بن محمد (1)، الكرم، الكرامة (1)، الموت (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، مدينة إصفهان (1)
حسن، أحد حسنات هذا العصر، سلمه الله تعالي.
ولا أعرف تفصيل أحوال جده المذكور.
وممن ينتسب إلي فضل الله المذكور السيد العالم الفاضل الأديب الأريب الشاعر السيد نجيب الدين فضل الله سلمه الله، تربي أولا في مدرسة المرحوم الشيخ محمد علي عز الدين في حناويه، ثم لما ورد الشيخ الفاضل العلامة الشيخ موسي شرارة انتقل إلي بنت جبيل وتخرج عليه في الفقه والأصول، ثم هاجر إلي النجف للتكميل وبقي مدة يقرأ علي مدرسيها الأساتيذ حتي برع وكمل حتي صار أحد المشار إليهم بالفضل، فرجع إلي بلاده، وهو اليوم من أعلام علمائنا. كثر الله أمثالهم.
ومنهم السيد جواد فضل الله، من الأفاضل.
(٣٢٠)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، نجيب الدين (1)، الجود (1)، العصر (بعد الظهر) (1)

باب القاف

باب القاف (305) الشيخ قاسم بن الشيخ محمد بن الشيخ أحمد بن الشيخ علي بن الشيخ حسين بن الشيخ محيي الدين بن الحسين بن محيي الدين بن عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن أبي جامع الحارثي الهمداني العاملي النجفي كان عالما فاضلا فقيها ماهرا محدثا متبحرا رجاليا جامعا، رأيت له شرحا علي أوائل الشرائع في الطهارة والصلاة يدل علي تحقيقه ومهارته في الفن، ومجلد آخر في الغصب والشفعة واحياء الموات إلي آخر الشهادات ومن أول مواقيت الحج إلي آخر الحج سماه " كنز الاحكام في شرح شرائع الاسلام ".
كان من تلامذة السيد بحر العلوم وشيخ الطائفة كاشف الغطاء، وهو أبو أسرة علماء أدباء ذكرت منهم غير واحد.
ولصاحب الترجمة مصنفات عديدة أخري توجد عند أحفاده لا يحضرني تفصيلها، رأيت جملة منها عند حفيده الشيخ جواد محيي الدين، وكان أحد
(٣٢١)
صفحهمفاتيح البحث: العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، أحمد بن أبي جامع (1)، الحج (2)، الجود (1)، الصّلاة (1)، الشهادة (1)، الطهارة (1)
فقهاء العرب في النجف يدرس كتب الشهيدين خصوصا الروضة في شرح اللمعة، وله الإمامة في صلاة الجماعة في الصحن الشريف، كان من تلامذة صاحب الجواهر والشيخ محسن خنفر، توفي من قريب وقد ناف علي الثمانين 1).
(306) الشيخ قاسم بن درويش محمد بن الحسن النطنزي العاملي عالم فاضل فقيه محدث، من شيوخ الإجازة وأهل العلم بالرواية والدراية، يروي عنه ابن أخته العلامة محمد تقي المجلسي " ره " والد صاحب البحار.
ذكره في شرحه علي الفقيه وأنه يروي عن أبيه درويش محمد عن المحقق علي بن عبد العالي الكركي المحقق الثاني 2)، فالتقي المجلسي يروي عن جده لامه الشيخ درويش محمد بواسطة الشيخ قاسم المذكور.
(307) السيد قاسم بن السيد محمد بن السيد عبد السلام بن السيد زين العابدين بن السيد عباس صاحب نزهة الجليس الموسوي العاملي، من عائلتنا آل نور الدين كان من العلماء الاجلاء، جاء من الجبل إلي العراق، وهاجر إلي أصفهان أيام وجود السيد آية الله السيد صدر الدين فيها، جاء بالأهل والعيال.
وكان فقيها فاضلا وعبدا صالحا كثير العبادة مديما لقيام الليل والتهجد والصلاة، وتزوج السيد الوالد ابنته بأمر عمه السيد صدر الدين، وماتت بعد
١) في أعيان الشيعة ٨ / 447: توفي سنة 1237.
2) لم نجد هذا في روضة المتقين
(٣٢٢)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة إصفهان (1)، العلامة المجلسي (2)، علي بن عبد العالي (1)، صلاة الجماعة (1)، محمد بن الحسن (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
زمان قليل لم تلد منه شيئا.
وتوفي السيد قاسم في حدود سنة خمس وستين ومائتين بعد الألف.
ولم أعرف كيفية اتصاله بسلسلتنا ولا مصنفاته، غير اني سمعت ما ذكرته عنه من السيد والدي قدس الله روحه، والسيد الوالد يوم كان صهره كان حدث السن ابن ثمان عشرة سنة، ولم يبق في أصفهان بعد تزويجه بل رجع إلي النجف وبقيت عياله هناك، ولما جاء عمه السيد صدر الدين إلي النجف أرسله لأجل أن يجئ بعياله إلي النجف، ولما وصل إلي بلدة الكاظمين جاءه خبر وفاتها فلم يرحل إلي أصفهان، ثم بعد سنة من وفاة السيد صدر الدين جاءه خبر وفاة المرحوم السيد قاسم صاحب الترجمة.
(٣٢٣)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (1)، مدينة النجف الأشرف (3)، مدينة إصفهان (2)، الوفاة (1)

باب الكاف

باب الكاف (308) السيد كمال الدين بن السيد حيدر بن نور الدين ذكره في بغية الراغبين فقال: كان من أعلام الفقهاء وأعيان المحققين، وهو أبو العالم العامل الفقيه الأصولي الكامل السيد بدر الدين. انتهي.
وقد اجتمع معه ابن عمه السيد عباس صاحب نزهة الجليس في أصفهان سنة 1131 1).
(309) السيد كاظم بن السيد أحمد بن السيد محمد امين الحسيني الشقراوي العاملي النجفي كان عالما فاضلا متبحرا خبيرا بالاخبار والتواريخ وحيدا في فنون الأدب
1) نزهة الجليس 1 / 229.
(٣٢٤)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة إصفهان (1)
خبيرا بالفقه والأصول والرجال، من أجلاء سادات العصر وأهل الفضل والشرف في الحسب والنسب، جليلا وقورا مهابا.
تخرج علي الشيخ صاحب الجواهر والشيخ مشكور، وتزوج بنت الشيخ مشكور، وهي أم ولده السيد احمد الذي قتل في طريق الشام وهو متوجه إلي جبل عامل، ثم تزوج ببنت السيد محمد بن السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة وجاءه منها ولده السيد الاجل السيد هادي المتوفي غدوة يوم 29 محرم سنة 1337.
وللسيد كاظم مجاميع فيها مسائل علمية وفنون أدبية وحكايات تاريخية مشحونة بالعلم والفضل.
كان كثير العيال، ولكثرة عياله كان يسافر إلي بغداد ويقيم فيها أشهر عند آل كبة، وله معهم صداقة قديمة من أيام والده السيد احمد المتقدم ذكره الذي كان هو من العلماء الاجلاء وأهل العلم بطريق الاعلام، وله فيها ما يبهر العقول توفي ( … ) 1) سنة أربع وثلاثمائة بعد الألف في النجف الأشرف. وهو من طائفة كبيرة في شقراء من قري جبل عامل، خرج منهم جماعات من العلماء الاعلام.
والسيد كاظم من آل الأمين، والسيد جواد صاحب مفتاح الكرامة من أرحامهم وأسرتهم ان لم يكن من أولاد الأمين، والكل يعرفون بالقشاقشة. زاد الله في شرفهم.
1) كلمة لا تقرأ في مصورة الأصل.
(٣٢٥)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة بغداد (1)، الشام (1)، الجود (2)، القتل (1)، الكرم، الكرامة (1)، الزوج، الزواج (1)، الوفاة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)

باب اللام

باب اللام (310) الشيخ لطف الله بن عبد الكريم بن إبراهيم بن علي بن عبد العالي الميسي العاملي الأصفهاني ذكره في الأصل بغاية الاختصار 1)، وذكره صاحب رياض العلماء وقال:
كان عالما فاضلا ورعا تقيا عابدا زاهدا مقبولا قوله وفتواه في عصره وقد بني له السلطان شاه عباس الماضي الصفوي المسجد المعروف والمدرسة المنتسبين إليه بأصفهان في مقابلة عمارة " علي قاپو " في ميدان نقش جهان.
وكان هو وابنه الشيخ جعفر ووالده وجده الأدني وجده الاعلي الميسي أعني الشيخ علي الميسي من مشاهير الفقهاء الامامية.
وهذا الشيخ لطف الله ممن حاز بعلو الشأن في الدنيا والآخرة، وكان
١) أمل الآمل ١ / 136.
(٣٢٦)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة إصفهان (1)، إبراهيم بن علي بن عبد العالي (1)، لطف الله بن عبد الكريم (1)، السجود (1)
معظما مبجلا عند الشاه عباس المذكور، وله رسائل كثيرة ومسائل عديدة وتعليقات سديدة 1).
أقول: كان مولده بميس من قري الجبل، وانتقل من البلاد في أوائل عمره إلي المشهد المقدس الرضوي بطوس، فكان بهامدة مشغولا بتحصيل العلم علي المحقق التستري المولي عبد الله وغيره من علماء المشهد حتي صار من رؤساء تلك الحضرة المقدسة، وفوض إليه خزانتها، فوضها إليه الشاه عباس، ثم بعد مدة انتقل إلي قزوين وأخذ في التدريس بها مدة، ثم رحل إلي أصفهان بأمر الشاه عباس وصار من أجل علمائها وصاحب المسجد والمدرسة اللذين لا نظير لهما ويعرفان باسمه ومنسوبان إليه، وكان له الوظائف من أوقافها، وتوفي في أوائل سنة اثنتين وثلاثين بعد الألف من الهجرة.
وتقدم ذكر والده الشيخ عبد الكريم 2).
١) رياض العلماء ٢ / ٤١٧ - ٤٢٠.
٢) ص ٢٦٧ من هذا الكتاب.
(٣٢٧)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة إصفهان (1)، عبد الكريم (1)، السجود (1)، الشهادة (2)

حرف الميم

حرف الميم (311) السيد محسن بن السيد عبد الكريم ابن العلامة السيد علي بن محمد الأمين الحسيني العاملي 1) من حسنات هذا العصر، عالم فاضل متبحر في أكثر العلوم طويل الباع كثير الترويج للمذهب، له آثار حسنة نظما ونثرا ومساعي جميلة في خدمة الدين.
له مصنفات نافعة ومؤلفات دينية، ومن آثاره الباقية طبعه وتصحيحه لبعض الكتب، وله تأسيسات في محلة الخراب في الشام، أحياها وعمرها معني ومادة.
1) خصص الجزء الأربعون من أعيان الشيعة في الطبعة الأولي لترجمة مؤلفه السيد محسن الأمين العاملي المذكور هنا بقلمه وأقلام آخرين، ونقلت هذه الترجمة إلي الجزء الأخير (الجزء العاشر) من الأعيان في طبعته الجديدة. فليراجع لمعرفة التفاصيل.
(٣٢٨)
صفحهمفاتيح البحث: علي بن محمد (1)، عبد الكريم (1)، الشام (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
زاد الله في توفيقه. ولا عجب فإنه من بيت ان أجمعوا العلا تفرقوا عن نبي أو وصي نبي 1).
(312) الشيخ شمس الدين أبو محمد محفوظ بن وشاح بن محمد الهرملي العاملي (2 ذكره الشيخ المحقق صاحب المعالم في اجازته الكبيرة (3 قال: كان هذا الشيخ من أعيان علماء عصره، ورأيت بخط شيخنا الشهيد الأول في بعض مجاميعه حكاية أمور تتعلق بهذا الشيخ، منها أنه كتب إلي الشيخ المحقق نجم الدين السعيد أبياتا من جملتها:
أغيب عنك وأشواقي تجاذبني * إلي لقائك جذب المغرم العاني إلي لقاء حبيب شبه بدر دجي * وقد رماه باعراض وهجران قلبي وشخصك مقرونان في قرن * عند انتباهي وعند النوم يغشاني حللت مني محل الروح في جسدي * فأنت ذكراي في سري واعلاني لولا المخافة من كره ومن ملل * لطال نحوك تردادي واتياني يا جعفر بن سعيد يا امام هدي * يا واحد الدهر يامن ماله ثاني اني بحبك مغري غير مكترث * بمن يلوم وفي حبيك يلحاني فأنت سيد أهل الفضل كلهم * لم يختلف أبدا في فضلك اثنان
١) ولد في قرية شقراء من بلاد جبل عامل سنة ١٢٨٤، وتوفي منتصف ليلة الأحد ٤ رجب سنة ١٣٧١.
٢) مذكور في أمل الآمل ٢ / 229.
3) وردت هذه الإجازة بطولها في البحار 109 / 3 - 79.
(٣٢٩)
صفحهمفاتيح البحث: محفوظ بن وشاح (1)، الخوف (1)، الشهادة (1)، النوم (1)، شهر رجب المرجب (1)
في قلبك العلم مخزون بأجمعه * يهدي به من ضلال كل حيران وفوك فيه لسان حشوه حكم * تروي به من زلال كل ظمآن وفخرك الراسخ الراسي وزنت به * فزاد رضوي علي رضوي وثهلان وحسن أخلاقك اللائي فضلت بها * كل البرية من قاص ومن داني تغني عن المأثرات الباقيات ومن * يحصي جواهر أجبال وكثبان يامن علا درج العلياء مرتقيا * أنت الكبير العظيم القدر والشأن فأجابه المحقق رحمه الله بهذه الأبيات:
لقد وافت فضائلك العوالي * تهز معاطف اللفظ الرشيق فضضت ختا مهن فخلت أني * فضضت بهن عن مسك فتيق وجال الطرف منها في رياض * كسين بناضر الزهر الأنيق فكم أبصرت من لفظ بديع * يدل به علي المعني الدقيق وكم شاهدت من علم خفي * يقرب مطلب الفضل السحيق شربت بها كؤوسا من معان * غنيت بشربهن عن الرحيق ولكني حملت بها حقوقا * أخاف لثقلهن من العقوق فرفقا بالفضائل بي رويدا * فلست أطيق كفران الحقوق وحمل ما أطيق به نهوضا * فان الرفق أنسب بالصديق [فقد صيرتني لعلاك رقا * ببرك بل أرق من الرقيق] 1) وكتب من بعدها نثرا من جملته:
" لست أدري كيف سوغ لنفسه الكريمة مع حنوه علي إخوانه وشفقته علي أوليائه وخلانه، اثقال كاهلي بما لا يطيق الرجال حمله بل تضعف الجبال أن تقله، حتي صيرني بالعجز عن مجازاته أسيرا ووقفني في ميدان مجاراته حسيرا،
1) الزيادة من الأعيان والأمل.
(٣٣٠)
صفحهمفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (1)، الضلال (1)
فما أقابل ذلك البر الوافر ولا أجازي ذلك الفضل الغامر، واني لأظن كرم عنصره وشرف جوهره بعثه علي إفاضة فضله وان أصاب به غير أهله، وكأنه مع هذه السجية الغراء والطوية الزهراء شملني بصحيح فكرته وسليم فطرته، الولاء من صفحات وجهي وفلتات لساني، قرأ المحبة من لحظات طرفي ولمحات شاني، فلم ترض همته العلية بدون البيان، ولم تقنع نفسه الزكية عن ذلك الخبر الا بالعيان، فحرك ذلك منه بحرا لا يسمح الا بالدرر وحجرا لا يرشح بغير الفضل، وأنا استمد من انعامه الانتصار علي ما يطوع به من البر حتي أقوم بما وجب علي من الشكر، انشاء الله " انتهي (1.
واعلم أن هذا الشيخ أبو طائفة كبيرة بالهرمل يعرفون بآل محفوظ وبني وشاح، خرج منها علماء أجلاء رؤساء نبلاء، وهو غير محفوظ بن عزيزة بن وشاح، السوراني والد الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة الحلي أستاد المحقق نجم الدين في علم الكلام الذي قرأ عليه كتابه " المنهاج في علم الكلام " فلا تتوهم الاتحاد.
وقد تقدم الشيخ حسين محفوظ نزيل بلد الكاظمين وجماعة [ … ] 2) وقد وجد علي ظهر بعض الكتب سلسلة آبائه متصلة بالشيخ محفوظ بن وشاح بن محمد، وكل السلسلة من العلماء علي ما حدثني به بعض نوافله.
وقبر صاحب الترجمة هناك مزار معروف، واليه نسب الشيخ حيدر محفوظ الذي كان من العلماء الاجلاء 3).
١) أنظر بحار الأنوار ١٠٩ / ١٤، أمل الآمل ٢ / ٢٢٩، أعيان الشيعة ٩ / 57.
3) جملة لا تقرأ في مصورة الأصل.
2) في الأعيان: توفي سنة 690.
(٣٣١)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (1)، محفوظ بن وشاح (1)، سالم بن محفوظ (1)، الشكر (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الجماعة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، كتاب بحار الأنوار (1)
[313] الشيخ الجليل محمد التبنيني العاملي 1) عالم فاضل فقيه محدث رجالي مضطلع في علم الجرح والتعديل، له مصنفات جليلة تدل علي تبحره.
تخرج علي المير فيض الله التفريشي والشيخ حسين التبنيني الشهير بابن سودون.
رأيت من تأليفاته كتابا في الرجال سماه " الجامع للأقوال في أحوال الرجال "، جمع فيه ما في أصول كتب الرجال وأضافه ببيانات ونكات حسنة علي ترتيب حروف المعجم.
وله كتاب " سنن الهداية في علم الدراية " يحيل في كتابه الجامع عليه، والنسخة التي رأيتها قد انخرم آخرها فلا أعلم تاريخ الفراغ منه، لكن لاخفاء في طبقته بعد أن كان من تلامذة السيد مير فيض الله التفريشي تلميذ الشيخ حسن ابن زين الدين صاحب المعالم.
وبالجملة الرجل من علماء أوائل القرن الحادي عشر، وينقل عن صاحب المعالم في كتابه الجامع.
[314] الشيخ محمد الحر العاملي كان من العلماء الاجلاء فقيها محققا، فر بنفسه من ظلم الجزار إلي بعلبك واستجار بالحرافشة، فكان عندهم حتي جاءه البشير بهلاك الجزار وبتولد ولد
١) مذكور في أمل الآمل ١ / 162 بعنوان " محمد بن علي العاملي التبنيني ".
(٣٣٢)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ الحر العاملي (1)، محمد بن علي العاملي (1)
ذكر، فرجع إلي جبع وسمي المولود سعيدا، وذلك سنة 1229.
[315] الشيخ محمد طاس 1) العاملي من علماء عصر أحمد الجزار، ذكره بعض العلماء العامليين في المتأخرين وفاتهم عن الشيخ الحر.
[316] الشيخ محمد الغول العاملي من العلماء الاجلاء المتأخرين عن صاحب الأصل، ذكره بعض العلماء العامليين في المتأخرين عن الشيخ الحر.
وذكر معه أيضا:
[317] الشيخ محمد قبيسي من علماء جبل عامل، يظهر منه تعددهما.
[318] الشيخ محمد العاملي المشغري كان شريك الشيخ الحر في الدرس، ويظهر من حكاية منامه أنه من عباد الله
1) لا يقرأ في مصورة الأصل واضحا.
(٣٣٣)
صفحهمفاتيح البحث: محمد العاملي (1)، الشراكة، المشاركة (1)
الصالحين.
قال الشيخ الحر في كتاب اثبات الهداية (1: انا كنا جالسين في بلادنا في قرية مشغرة في يوم عيد ونحن جماعة من طلبة العلم والصلحاء، فقلت لهم:
ليت شعري في العيد المقبل من يكون من هؤلاء الجماعة حيا ومن يكون قد مات، فقال لي رجل اسمه الشيخ محمد وكان شريكنا في الدرس: أنا أعلم أني أكون في العيد الآتي حيا وعيد أخري إلي ست وعشرين سنة. ويظهر منه أنه جازم بذلك من غير مزاح، فقلت له: أنت تعلم الغيب. فقال: لا ولكني رأيت المهدي عجل الله فرجه وصلي الله عليه في النوم وأنا مريض شديد المرض، فقلت له:
أنا مريض وأخاف أن أموت وليس لي عمل صالح ألقي الله به. فقال: لا تخف فان الله تعالي يشفيك من هذا المرض ولا تموت فيه بل تعيش ستا وعشرين سنة. ثم ناولني كأسا في يده فشربت منه وزال عني المرض وحصل لي الشفاء وأنا أعلم أن هذا ليس من الشيطان. فلما سمعت كلامه كتبت التاريخ وكان سنة 1049 ومضت لذلك مدة طويلة وانتقلت إلي المشهد المقدس سنة 1072، فلما كانت السنة الأخيرة وقع في قلبي أن المدة قد انقضت رجعت إلي ذلك التاريخ وحسبته ورأيته قد مضي منه ست وعشرون سنة فقلت: ينبغي أن يكون الرجل مات، فما مضت الا مدة نحو شهر أو شهرين حتي جاءني كتابة من أخي - وكان في البلاد - يخبرني أن المذكور مات. انتهي 2).
فتكون وفاة صاحب الترجمة سنة خمس وسبعين بعد الألف.
1) يتكرر هذا الاسم هكذا والصحيح " اثبات الهداة ".
2) اثبات الهداة 3 / 712.
(٣٣٤)
صفحهمفاتيح البحث: المرض (3)، الموت (4)، الفرج (1)، الشهادة (1)، الصّلاة (1)، الجماعة (1)، الوفاة (1)، النوم (1)
[319] الشيخ محمد مغنية العاملي من العلماء الاجلاء ذكره بعض علماء جبل عامل في ذيل أمل الآمل.
[320] الشيخ محمد نجم العاملي من العلماء المتأخرين عن الشيخ الحر، ذكره بعض العامليين في ذيل أمل الآمل.
[321] السيد محمد بن السيد إبراهيم شرف الدين ابن السيد زين العابدين بن نور الدين علي بن علي بن حسين بن أبي الحسن الموسوي الجبعي الشحوري، جدنا الاعلي كان تولده في جبع سنة 1049 سلخ رجب، فأنشأه الله منشئا مباركا علي ما نشأ آباؤه.
وقف في عاملة علي الفقيه العلامة أحمد بن الحسين بن أحمد بن سليمان العاملي النباطي، وهاجر إلي العراق سنة الثمانين بعد الألف، فأخذ العلم عن الشيخ حسام الدين بن الشيخ جمال الدين الطريحي النجفي، ووقف علي غيره من أفاضل العلماء.
وتوجه إلي أصفهان للوقوف علي أعلامها، فوردها سادس المحرم سنة ثلاث وثمانين بعد الألف، ونال الحظوة بسلطانها الشاه عباس الثاني الصفوي،
(٣٣٥)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، شهر رجب المرجب (1)، مدينة إصفهان (1)، أحمد بن الحسين بن أحمد (1)، نور الدين علي (1)، جمال الدين (1)
وتلمذ علي أعلم أعلامها الشيخ محمد الباقر السبزواري صاحب الذخيرة، فآثره السبزواري بوده واعزازه وزوجه كريمته رغبة فيه، وولد له منها ولدان قضي الوباء عليهما وعلي أمهما سنة 1089.
وتوفي أستاذه السبزواري سنة تسعين بعد الألف، فاختلف السيد بعده إلي الفقيه العلامة الشيخ علي بن محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني - وكان يومئذ بأصفهان - فحمل عنه علما جما، وأجازه الشيخ إجازة عامة.
وفي سنة تسع وتسعين بعد الألف تشرف السيد بزيارة الإمام الرضا عليه السلام، فرأي من استقبال العلماء واقبالهم عليه ما هو أهله، وقرأ فيها علي الشيخ الحر صاحب الوسائل والأصل، وأجازه الشيخ إجازة مفصلة، وزوجه كريمته وهي أم الباقين من ذريته.
وفي سنة 1100 تشرف بحج بيت الله الحرام ورجع مع الحاج الشامي إلي بلاده، فورد بلدة " شحور " في ربيع الثاني سنة 1101، فأقام فيها مقبلا علي شأنه مؤثرا للعزلة مستوحشا من أوثق إخوانه مشغولا في التأليف والتصنيف والإفادة والتدريس، وتربي علي يده جماعة من العلماء، كالشيخ سليمان معتوق المتقدم ذكره، وولده السيد العلامة السيد صالح المتقدم ذكره وغيرهما.
وكانت له مصنفات كثيرة وخزانة كتب جليلة تشمل علي ألوف أخذها احمد الجزار في الواقعة التي تقدم إليها الإشارة في ترجمة ولده السيد صالح وغيره. ومن آثاره الباقية قصيدته النونية الكبيرة نظم فيها حديث الكساء علي الكيفية التي رواها الطريحي في المنتخب، وله " تعليقة شريفة علي أصول الكافي "، و " بعض التعليقات علي تعليقة الشهيد " و " مجموعة " كالكشكول تشتمل علي أحاديث وأخبار ونوادر وأشعار فيها كل ما نقلناه من أحواله وأحوال أبيه وسلفه كما في بغية الراغبين.
(٣٣٦)
صفحهمفاتيح البحث: حديث الكساء (1)، مدينة إصفهان (1)، شهر ربيع الثاني (1)، علي بن محمد بن الحسن (1)، الحج (2)، الشهادة (2)
توفي قدس سره سنة تسع وثلاثين والمائة بعد الألف، فيكون عمره تسعين سنة.
وله من بنت الشيخ الحر صاحب الأصل من الذكور ولدان: أحدهما السيد صالح والد جدنا السيد محمد علي وأخيه السيد صدر الدين، والولد الاخر السيد العالم السيد محمد شرف الدين سمي أبيه.
[322] محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري، أبو الحسن ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال، قال: روي عن الفريابي ومؤمل بن إسماعيل، وعنه إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب وجماعة. روي عن رواد بن الجراح خبرا باطلا ومنكرا في ذكر المهدي، قال الجلاب هذا باطل ومحمد الصوري لم يسمع من رواد. قال:
وكان مع ذلك غاليا في التشيع 1).
[323] الشيخ محمد بن شهاب الدين أحمد بن نعمة الله بن خاتون العاملي ذكره في الأصل 2)، وهو شيخ إجازة السيد ماجد البحراني وشيخ إجازة العلامة الميرزا إبراهيم الهمداني، وكتب لكل واحد منهما إجازة.
يروي عن والده عن جده عن المحقق الكركي. وبيت خاتون بيت علم قديم.
١) ميزان الاعتدال ٣ / ٤٤٩.
٢) أمل الآمل ١ / 161 بعنوان " محمد بن خاتون ".
(٣٣٧)
صفحهمفاتيح البحث: إبراهيم الهمداني (1)، أحمد بن نعمة الله (1)، محمد بن إبراهيم (1)، محمد بن شهاب (1)، الجماعة (1)، محمد بن خاتون (1)
[324] الشيخ محمد بن الشيخ أحمد بن محفوظ، من آل وشاح الهرملي هو وأخوه الشيخ إبراهيم من العلماء الأفاضل، تلمذا علي الشيخ عبد الله نعمة والشيخ حسين زغيب، وأبوهما أيضا كان من العلماء.
توفي الشيخ محمد قبل وفاة الشيخ عبد الله نعمة، وخلف ولده العالم الفاضل الشيخ محفوظ. والشيخ إبراهيم توفي بعد وفاة الشيخ عبد الله نعمة، يعني بعد سنة 1302.
[325] الشيخ محمد بن إسماعيل القبيسي العاملي عالم فاضل فقيه كامل، كان حيا سنة ثمان وثمانين ومائة بعد الألف، رأيت خطه علي الكتب التي في خزانتي يظهر منها ما وصفناه به ولا أدري أكثر من ذلك. فلاحظ.
[326] الشيخ محمد بن الشيخ جابر بن عباس العاملي النجفي عالم عامل فاضل فقيه محدث رجالي متبحر، من تلامذة الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن زين الدين الشهيد، وله الرواية عن أبيه الفقيه الشيخ جابر وعن السيد شرف الدين علي بن حجة الله الشولستاني الغروي وعن الشيخ محمود ابن حسام المشرفي، ويروي عنه الشيخ فخر الدين بن طريح كما صرح به في مقدمة شرحه علي النافع، وقال في أثناء كلامه: ومن السنة ما أخبرني به شيخي
(٣٣٨)
صفحهمفاتيح البحث: محمد بن إسماعيل (1)، جابر بن عباس (1)، الحج (1)، الشهادة (1)، الوفاة (2)
الجليل العالم الفاضل الكامل التقي النقي المؤيد الشيخ محمد بن المبرور المشكور الشيخ جابر. الخ.
وهو صاحب الإجازة الكبيرة للسيد مرتضي الساروي المازندراني المذكورة في البحار.
ويروي التقي المجلسي والد صاحب البحار عن أبيه الشيخ جابر بن الشيخ محمد بن عباس المذكور.
وعندي مجلد فيه جملة رسائل كلها بخط الشيخ محمد بن جابر بن عباس النجفي صاحب الترجمة، منها رسالة لأستاذه الشيخ محمد بن صاحب المعالم في مسألة التزكية للراوي بالواحد أو لابد من اثنين، قال في آخرها: انتهي كلام مصنفها أبقاه الله وحفظه وأدام ظله وكتبها لنفسه أحوج عباد الله إلي رحمة الله وأغناهم به عمن سواه محمد بن جابر، تمت في اليوم الثاني عشر من شهر جمادي الأولي سنة ألف وثلاثين، ومنها رسالة للشيخ محمد بن جابر المذكور في تحقيق محمد بن إسماعيل الواقع في رواية الكليني في الكافي، ومنها رسالة في الكني والألقاب جيدة جامعة، ويظهر منها أن له كتابا في علم الرجال، وأنه تلمذ علي الميرزا صاحب الرجال الكبير الاسترآبادي.
وعندي مجموع بخط بعض الأفاضل فيه أسئلة حديثية للشيخ محمد بن جابر من شيخه الشيخ عبد النبي الجزائري، وفيه أيضا رسالة في جواز تقليد الميت وعدمه للشيخ محمد بن جابر المذكور تدل علي مقام عال له في التحقيق.
وبالجملة الرجل من فحول العلماء.
ويروي عنه أيضا الشيخ عبد علي بن محمد الخمايسي النجفي.
وصرح في بعض إجازاته أنه مشغري عاملي. رحمة الله عليه.
(٣٣٩)
صفحهمفاتيح البحث: شهر جمادي الأولي (1)، العلامة المجلسي (1)، عبد النبي الجزائري (1)، محمد بن إسماعيل (1)، جابر بن عباس (1)، محمد بن جابر (3)، محمد بن صاحب (1)، علي بن محمد (1)، الموت (1)، الجواز (1)
(327) الشيخ محمد بن الحسن الحر مؤلف الأصل. ترجم نفسه في الأصل 1). وهو أحد المحمدين الثلاث الأواخر أرباب الجوامع الكبار في الحديث " الوافي " و " البحار " و " الوسائل ".
قال في جامع الرواة عند ذكره: الشيخ الامام العلامة المحقق المدقق جليل القدر رفيع المنزلة عظيم الشأن عالم فاضل كامل متبحر في العلوم، لا تحصي فضائله ومناقبه، مد الله تعالي في شرفه، له كتب كثيرة منها " وسائل الشيعة ". إلي آخر ما قال 2).
وقال المحبي في خلاصة الأثر: قدم مكة سنة سبع وثمانين بعد الألف، وفي الثانية منها قتلت الأتراك بمكة جماعة من العجم لما اتهموهم بتلويث البيت الشريف حين وجد ملوثا بالعذرة، وكان صاحب الترجمة قد أنذرهم قبل الواقعة بيومين وأمرهم بلزوم بيوتهم لمعرفته علي ما زعموا بالرمل، فلما حصلت المقتلة فيهم خاف علي نفسه فالتجأ إلي السيد موسي بن سليمان أحد أشراف مكة الحسنيين وسأله أن يخرجه من مكة إلي نواحي اليمن، فأخرجه مع أحد رجاله إليها فنجي. إلي أن قال: وكانت وفاته باليمن أو العجم سنة تسع وسبعين وألف. انتهي 3).
وفيه وهم، فإنه توفي بطوس المشهد المقدس الرضوي سنة أربع ومائة بعد الألف، ودفن في إيوان بعض حجر الصحن الشريف، ونقش تاريخ وفاته
١) انظر أمل الآمل ١ / ١٤١ - ١٥٤.
٢) جامع الرواة ٢ / 90.
3) خلاصة الأثر 3 / 422.
(٣٤٠)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب جامع الرواة لمحمد علي الأردبيلي (2)، مدينة مكة المكرمة (4)، محمد بن الحسن (1)، الخوف (1)، الشهادة (1)
المذكور علي الصخرة الموضوعة علي قبره الشريف.
وعمر إحدي وسبعين سنة، لان تولده كان سنة ثلاث وثلاثين وألف، وكانت هجرته من بلاده إلي خراسان سنة اثنتين وسبعين بعد الألف، ومن المشهد المقدس حج بيت الله الحرام سنة ثمان وثمانين بعد الألف، وهي السنة التي وقع فيها القتل وقتل فيها المولي محمد مؤمن الاسترآبادي صاحب كتاب الرجعة وجماعة من العلماء.
والشيخ الحر قدس سره جدنا من قبل بعض الأمهات، وذلك أن أم جد والدي السيد صالح بن السيد محمد بنت الشيخ الحر صاحب الوسائل كما ذكرناه في ترجمة جدنا الاعلي السيد محمد بن إبراهيم شرف الدين من أنه كان تلميذ الشيخ الحر وزوجه ابنته أم السيد صالح والسيد محمد سمي أبيه.
(328) الشيخ محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني عالم محقق مدقق، سيما في الحديث والرجال كما يظهر من شرحه 1).
ترجمه في الأصل ترجمة حسنة 2).
وعندي رسالته في مسألة " تزكية الراوي " بخط تلميذه العلامة الشيخ محمد بن جابر النجفي كتبها في حياة أستاده سنة 1030. وترجمه ولده في الدر المنثور أيضا 3).
١) لعله يريد " شرح تهذيب الأحكام " أو " شرح الاستبصار ".
٢) أمل الآمل ١ / ١٣٨.
٣) الدر المنثور ٢ / 209 - 222.
(٣٤١)
صفحهمفاتيح البحث: محمد بن الحسن بن زين الدين (1)، محمد مؤمن الاسترآبادي (1)، محمد بن إبراهيم (1)، محمد بن جابر (1)، خراسان (1)، القبر (1)، القتل (2)، الشهادة (1)، الحج (1)، كتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي (1)
(329) الشيخ محمد بن الحسن النظنزي العاملي المعروف بدرويش محمد، ولذا ذكرناه في الدال أيضا 1) قال العلامة محمد تقي المجلسي والد صاحب البحار في مقدمات شرحه علي من لا يحضره الفقيه عند تعداد طرقه في الرواية ما لفظه: وأروي عن شيخ علماء الزمان في زمانه الشريف جدي مولانا درويش محمد الأصفهاني النطنزي العاملي عن الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي الكركي رضي الله تعالي عنهم. انتهي 2).
كان صاحب الترجمة أول من نشر الحديث بأصفهان بعد ظهور الدولة الصفوية، يروي عنه جماعة من الاجلاء عن سبطه التقي المجلسي، ومنهم الشيخ عبد الله بن جابر العاملي ابن عمة التقي المجلسي شيخ إجازة صاحب البحار.
وقد تكرر ذكره في إجازات العلامة المجلسي وأثني عليه ثناء جميلا كما تقدم في ترجمة والده وترجمة الشيخ عبد الله بن جابر العاملي وغيرهما.
(330) السيد محمد بن السيد حسن بن السيد هاشم بن السيد محمد بن السيد عبد السلام بن السيد زين العابدين بن السيد عباس صاحب نزهة الجليس الموسوي العاملي، من أسرتنا آل نور الدين.
1) انظر ص 201 من هذا الكتاب.
2) لم نجده في مقدمة روضة المتقين.
(٣٤٢)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (1)، مدينة إصفهان (1)، العلامة المجلسي (4)، علي بن عبد العالي (1)، عبد الله بن جابر (2)، محمد بن الحسن (1)
ولد في دير سريان سنة 1267، وكان من تلاميذ الشيخ جعفر مغنية والشيخ عبد الله نعمة والشيخ محمد علي عز الدين، وكان فضلا تقيا شاعرا. وتوفي في دير سريان غرة ربيع الثاني سنة 1319.
وأولاده السيد هاشم والسيد جواد والسيد هادي كلهم أخيار أبرار أتقياء، تأتي ترجمة الأول منهم.
(331) الشيخ محمد بهاء الدين ابن الحسين بن عبد الصمد بن محمد (بن) علي ابن الحسين بن محمد بن صالح العاملي الجبعي شيخ الطائفة في عصره، وشيخ الاسلام في مصره، كل الفضائل تنسب إليه، وهو الشيخ في كل العلوم علي الاطلاق.
ذكره في الأصل 1)، وترجمه كل معاصريه من العامة والخاصة، وذكره تلميذه العلامة السيد حسين بن السيد حيدر الكركي قدس الله روحه، قال:
كان أفضل أهل زمانه، بل كان متفردا بمعرفة بعض العلوم الذي لم يحم حوله أحد من أهل زمانه ولا قبله علي ما أظن من علماء العامة والخاصة، يميل إلي التصوف كثيرا، وكان منصفا في البحث، كنت في خدمته منذ أربعين سنة في الحضر والسفر، وكان له معي محبة وصداقة عظيمة، سافرت معه إلي زيارة الأئمة بالعراق عليهم السلام، فقرأت عليه في بغداد والكاظمين وفي النجف الأشرف وحائر الحسين ثم العسكريين كثيرا من الأحاديث، وأجازني في كل
١) أمل الآمل ١ / 155 - 160.
(٣٤٣)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة الكاظمين (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، شهر ربيع الثاني (1)، الحسين بن عبد الصمد بن محمد (1)، الحسين بن محمد (1)، مدينة بغداد (1)، الجود (1)
هذه الأماكن جميع كتب الحديث والفقه والتفسير وغيرها 1)، وكنت في خدمته في زيارة الرضا عليه السلام في السفر الذي توجه النواب الاعلي خلد الله ملكه أبدا ماشيا حافيا من أصفهان إلي زيارته عليه الصلاة والسلام، فقرأت عليه هناك تفسير الفاتحة من تفسيره المسمي ب " العروة الوثقي " وشرحه علي دعاء الصباح والهلال من الصحيفة السجادية.
ثم توجهنا إلي بلدة هراة التي كانت سابقا هو ووالده فيها شيخ الاسلام، ثم رجعنا إلي المشهد المقدس، ومن هناك توجهنا إلي أصفهان إلي أن نحل وتوفي قدس الله روحه في أصفهان في شهر شوال في سنة ألف وثلاثين وقت رجوعنا من زيارة بيت الله الحرام، ثم نقل إلي المشهد الرضوي علي مشرفه الصلاة والسلام، ودفن هناك في بيته قريب الحضرة المقدسة، وقبره هناك مشهور يزوره الخاصة والعامة، ثم ذكر فهرسه مصنفاته.
أقول: وعندي مجموع كالكشكول وفيه جملة أجوبة مسائل كثيرة للشيخ البهائي، وفيها جوابات المسائل التي سألها السلطان الشاه عباس عن الشيخ وهي ثلاث عشرة وكلها فارسية وهي في الفقه والعرفان، وسائر الجوابات عربية وهي خمسة وخمسون كلها فقهية، والكل من نفائس المسائل.
قال السيد في السلافة: علم الأئمة الاعلام، وسيد علماء الاسلام، وبحر العلم الملاطمة بالفضائل أمواجه، وفحل الفضل الناتجة لديه أفراده وأزواجه، وطود المعارف الراسخ، وفضاؤها الذي لا تحد له فراسخ، وجوادها الذي
1) في مكتبه " الوزيري " بيزد التي أسسها صديقنا العلامة المرحوم السيد علي محمد الوزيري، مجموعة نادرة من الإجازات فيها أكثرها من ستين إجازة، أكثرها بخط السيد حسين الكركي، وفيها إجازات معددة له من الشيخ البهائي بخطه كتبها له في حرم الأئمة الطاهرين عليهم السلام بمشاهد العراق.
(٣٤٤)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، مدينة مشهد المقدسة (1)، علم المعصوم (1)، كتاب الصحيفة السجادية (1)، مدينة إصفهان (3)، شهر شوال المكرم (1)، الزيارة (2)، الصّلاة (1)، الشهادة (1)، دولة العراق (1)، الشيخ البهائي (1)
لا يؤمل لها لحاق، وبدرها الذي لا يعتريه محاق، الرحلة الذي ضربت إليه أكباد الإبل، والقبلة التي فطر كل قلب علي حبها وجبل، فهو علامة البشر، ومجدد دين الأمة علي رأس القرن الحادي عشر، إليه انتهت رئاسة المذهب والملة، وبه قامت قواطع البراهين والأدلة، جمع فنون العلم وانعقد عليه الاجماع، وتفرد بصنوف الفضل فبهر النواظر والاسماع، فما من فن الا وفيه القدح المعلي والمورد العذب المحلي، ان قال لم يدع قولا لقائل، أو طال لم يأت غيره بطائل، وما مثله ومن تقدمه من الأفاضل والأعيان، الا كالملة المحمدية المتأخرة عن الملل والأديان، جاءت آخرا ففاقت مفاخرا، وكل وصف قلت في غيره فإنه تجربة الخاطر.
مولده ببعلبك عند غروب الشمس يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة الحرام سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة، انتقل به والده وهو صغير إلي الديار العجمية، فنشأ في حجره بتلك الأقطار المحمدية، وأخذ عن والده وغيره من الجهابذ، حتي أذعن له كل مناضل ومنابذ، فلما اشتد كاهله وصفت له من العلم مناهله، ولي بها شيخ الاسلام، وفوضت إليه أمر الشريعة علي صاحبها الصلاة والسلام.
ثم رغب في الفقر والسياحة، واستهب من مهاب التوفيق رياحه، فترك تلك المناصب ومال لما هو لحاله مناسب، فقصد زيارة بيت الله الحرام وزيارة النبي صلي الله عليه وآله وأهل بيته الكرام، عليهم أفضل التحية والسلام.
ثم أخذ في السياحة فساح ثلاثين سنة، وأوتي في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، واجتمع في أثناء ذاك بكثير من أرباب الفضل والحال، ونال من فيض صحبتهم ما تعذر علي غيره واستحال.
ثم عاد وقطن أرض العجم، وهناك همي غيث فضله وانسجم، فألف وصنف
(٣٤٥)
صفحهمفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله (1)، شهر ذي الحجة (1)، الكرم، الكرامة (1)، الضرب (1)، الزيارة (1)
وقرط المسامع وشنف، وقصدته علماء الأمصار، واتفقت علي فضله الاسماع والابصار. الخ 1).
وقال تلميذه العلامة الوحيد المولي محمد تقي والد المجلسي صاحب البحار في أول الشرح العربي للفقيه: كان شيخ الطائفة في زمانه، جليل القدر عظيم الشأن كثير الحفظ، ما رأيت بكثرة علومه ووفور فضله وعلو مرتبته أحدا.
إلي أن قال: وكان عمره بضعا وثمانين سنة اما واحدا أو اثنين، فاني سألت عن عمره رضي الله عنه فقال: ثمانون أو أنقص واحدة، ثم توفي بعده بسنتين، وسمع قبل وفاته بستة أشهر من قبر بابا ركن الدين رضي الله عنه وكنت قريبا منه، فنظر إلينا وقال: سمعتم ذلك الصوت؟ فقلنا: لا، فاشتغل بالبكاء والتضرع والتوجه إلي الآخرة، وبعد المبالغة العظيمة قال: انه أخبرت باستعداد الموت.
وبعد ذلك بستة أشهر تقريبا توفي وتشرفت بالصلاة عليه مع جميع الطلبة والفضلاء وكثير من الناس يقربون من خمسين ألفا.
(332) الشيخ محمد بن سليمان الزين العاملي الصيداوي عالم فاضل كامل جليل ورع صالح، من بيت جليل وعليه سمات الأجلة وأهل العرفان والسكينة. كان جاء إلي النجف وسكنها واشتغل في طلب العلم مدة طويلة، ورأيت له كتابا في الفقه كراريس.
ثم ترك كتبه في النجف ورجع إلي صيدا، وكأنه ابتلي بتدبير المعاش وغلب عليه التكسب. ثم جاء إلي الزيارة فرأيته في بلد الكاظمين وإلا فإني لم أكن في النجف أيام كان فيها وانما رأيت كتبه عند بعض السادة من أهل بلاده، قال:
1) سلافة العصر: 289.
(٣٤٦)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (1)، مدينة النجف الأشرف (3)، العلامة المجلسي (1)، محمد بن سليمان (1)، القبر (1)، الموت (1)، العصر (بعد الظهر) (1)
تركها الشيخ محمد سليمان لينتفع بها طلبة البلاد، وانه كان تركها عند المرحوم الشيخ علي مغنية رفيقه، ولما توفي الشيخ علي صارت عند فلان، قال: أنا أخذتها علي حسب أمره من فلان.
وبالجملة توفي المرحوم الشيخ محمد سليمان صاحب الترجمة سنة نيف وثلاثمائة والف عن عمر طويل بعد ابتلائه بمرض مزمن في بلاده 1).
وله أولاد أماجد، خصوصا ولده الشيخ الفاضل العالم الشيخ محمد رضا سلمه الله تعالي، وهو نعم الخلف 2).
(333) الشيخ محمد بن الشيخ سليمان معتوق العاملي الكاظمي كان من أجلة العلماء، وصفه السيد العلامة المتبحر السيد عبد الله شبر صاحب جامع الاحكام وغيره بما لفظه: جناب شيخ المشايخ العظام وعلامة العلماء الاعلام الشيخ محمد بن المرحوم الشيخ سليمان العاملي.
أقول: كان كلام السيد سنة وفاة والده الشيخ سليمان معتوق، وهي سنة سبع وعشرين ومائتين والألف، وتوفي الشيخ محمد سنة 1264.
(334) السيد محمد بن عبد السلام بن السيد زين العابدين بن السيد عباس نور الدين الموسوي العاملي ذكره في بغية الراغبين وقال: كان من الفقهاء والمجتهدين، ولد ومات
١) في أعيان الشيعة ٩ / 350: ولد في صيدا سنة 1246 وتوفي فيها سنة 1320.
2) له ترجمة في نقباء البشر ص 773، وفيها: ولد في صيدا وبها نشأ وترعرع، وتوفي بكفر رمان في رجب سنة 1366.
(٣٤٧)
صفحهمفاتيح البحث: محمد بن عبد السلام (1)، المرض (1)، الوفاة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، شهر رجب المرجب (1)
في جبشيت، وهو والد السيد العالم الجليل السيد هاشم المولود سنة 1200 والمتوفي سنة 1285، قدس الله نفسه.
(335) الشيخ شمس الدين محمد بن عبد العالي 1) بن نجدة، تلميذ الشهيد الأول 2) كان من أجلة العلماء الفقهاء الفضلاء 3)، ولما رجع من حج بيت الله الحرام هنأه أستاذه الامام شمس الدين محمد بن مكي الشهيد بهذه الأبيات:
قدمت بطالع السعد السعيد * وحياك القريب مع البعيد وحسب القلوب وكان كل من * الأصحاب بعدك كالفقيد عمرت الحج بيت الله حقا * وبلغت الأماني في الصعود وزرت المصطفي وبنيه حتي * وصلت إلي المكارم والسعود وعاودت الأقارب في نعيم * من الرحمن اتبع والخلود ودام لك الهنا بهم وداموا * مع الأيام في رغم الحسود واني مشفق والعزم مني * لقاؤك عن قصير أو مديد 4) كذا بخط الشيخ الجليل محمد بن علي الجباعي جد الشيخ البهائي " ره " نقلا عن خط الشيخ الشهيد الأول، ثم قال: توفي الشيخ شمس الدين محمد
١) أو " عبد العلي " كما في إجازة الشهيد الأول له. انظر البحار ١٠٧ / ١٩٤ وغيره من المصادر.
٢) سيذكر أيضا برقم (٢٣٧).
٣) مذكور في أمل الآمل ٢ / 279 و 309.
4) الأبيات مشوشة ونقلناها كما هي.
(٣٤٨)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ البهائي (1)، شمس الدين محمد (3)، محمد بن علي (1)، الحج (2)، الشهادة (3)
ابن عبد العالي تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوحة جنته بمحمد وآله وعترته صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين في شهر شعبان سنة ثمان وثمانمائة هجرية النبوية علي مشرفه السلام 1).
(336) السيد صدر الدين محمد بن عبد الحسيب بن أحمد بن زين العابدين العلوي ذكره في شذور العقيان أن جده السيد احمد كان صهر المحقق المير محمد باقر الداماد، وقال في وصف صاحب الترجمة: السيد السند المحقق المدقق الحسيب النسيب ذو الحسب الباهر والنسب الفاخر صدر الدين محمد بن عبد الحسيب بن أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي، كان عالما فاضلا، رأيت خطه علي كتب عديدة - مثل كشف الحقائق وغيره - تاريخ كتابة الأول من شهر جمادي الثانية سنة ثلاث ومائة بعد الألف.
(337) الشيخ محمد بن عبد العالي بن نجدة العاملي عالم عامل فاضلا جليل من شيوخ أصحابنا، كان معاصرا للسيد الامام العلامة الحسن بن نجم الدين بن الأعرج العاملي، وهو أستاذ الشيخ عز الدين حسن بن أحمد بن يوسف المعروف بابن (..) الكسرواني.
توفي صاحب الترجمة سنة ثمان وثمانمائة، كما نص عليه الشيخ الجليل الشيخ محمد بن علي الجباعي جد شيخنا البهائي " ره " في مجموعته الموجودة
1) انظر البحار 107 / 209.
(٣٤٩)
صفحهمفاتيح البحث: شهر جمادي الثانية (1)، شهر شعبان المعظم (1)، أحمد بن زين العابدين (2)، الحسن بن نجم الدين (1)، أحمد بن يوسف (1)، محمد بن علي (1)، محمد بن عبد (3)
بخطه وقلمه 1).
(338) الشيخ محمد بن عبد اللطيف الجامعي العاملي، نزيل مكة المعظمة كان عالما فاضلا جليلا محدثا، رأيت بخطه جملة من الرسائل استكتبها لنفسه بمكة المشرفة، ونقش خاتمه " محمد بن عبد اللطيف الجامعي نزيل حرم الله السامعي ".
(339) الشيخ محمد بن علي البرزولي العاملي رأيت بخطه الجزء الرابع من المسالك، فرغ منه ليلة الخميس السابع عشر من رجب سنة سبع وثمانين وتسعمائة بعد وفاة الشهيد الثاني " ره " بإحدي وعشرين سنة، فلعله من تلاميذه.
(340) الشيخ محمد بن علي بن أحمد المعروف بالحريري وبالحرفوشي العاملي ذكره في الأصل 2) وفي السلافة 3)، وذكره من علماء الجمهور المحبي
١) هذه الترجمة تكرار للترجمة رقم (٣٣٥)، وقد شطب عليها في مصورة الأصل، ولكن أبقيناها لما فيها من بعض الفوائد غير الموجودة في الترجمة السابقة.
٢) أمل الآمل ١ / 162.
3) سلافة العصر ص 315.
(٣٥٠)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (2)، شهر رجب المرجب (1)، علي بن أحمد (1)، محمد بن علي (1)، محمد بن عبد (2)، الشهادة (1)، الوفاة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)
في خلاصة الأثر في علماء القرن الحادي عشر ووصفه ب " اللغوي النحوي الأديب البارع الشاعر المشهور "، ثم قال: كان في الفضل نخبة أهل جلدته، وله تصانيف كثيرة، منها شرح الأجرومية في مجلدين سماة " اللآلي السنية " و " شرح الفاكهي " و " شرح التهذيب " و " حاشية علي شرح قواعد الشهيد " و " نهج النجاة فيما اختلف فيه النحاة " و " شرح زبدة الأصول " و " طرائق النظام ولطائف الانسجام " في محاسن الاشعار وغير ذلك.
قرأ بدمشق وحصل وسما، وحضر درس العمادي المغني، وكان العمادي يجله ويشهد بفضله، وطلبه المولي يوسف بن أبي الفتح لإعادة درسه فحضر أياما ثم انقطع، فسأل الفتحي عن سبب انقطاعه، فقيل: انه لا يتنازل لحضور درسك، فكان ذلك الباعث علي اخراجه من دمشق، وسعي الفتحي عند الحكام علي قتله بنسبة الرفض إليه، وتحقق هو الامر فخرج هو من دمشق إلي حلب هاربا، ثم دخل بلاد العجم فعظمه سلطانها الشاه عباس وصيره رئيس العلماء في بلاده.
وكان هو بدمشق خامل الذكر، وكان يصنع القماش العباءات المتخذة من الحرير ولذلك قيل له " الحريري "، وكان كثير من الطلبة يقصدونه وهو في حانوته يشتغل، فيقرأون عليه ولا يشغله شاغل من العلم.
وكان في الشعر مكثرا محسنا في جميع مقاصده، وقد جمعت من أشعاره أشياء لطيفة. ثم نقل قطعة من شعره 1).
أقول: انما تخرج صاحب الترجمة علي جدنا العلامة السيد نور الدين بمكة، قرأ عليه كتب العامة والخاصة كما ذكره في الأصل. وله كتب غير ما ذكرها المحبي.
1) خلاصة الأثر 4 / 49.
(٣٥١)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب زبدة الأصول للسيد محمد صادق الروحاني (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، دمشق (4)، القتل (1)، الشهادة (1)
وهو الذي اجتمع في مسجد الشام بالمعمر المغربي وتحمل عنه الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام، وشرحت الحال في " بغية الوعاة في طبقات مشايخ الإجازات "، وذكرت طرق اتصالي بالرواية عنه.
(341) الشيخ محمد بن علي بن أحمد بن علي العاملي، من تلامذة الشهيد الأول عالم فاضل فقيه ماهر، نسخ بخطه إيضاح الفوائد في سنة 843 فليلاحظ.
(342) الشيخ محمد بن علي بن أحمد بن يونس الصيداوي العاملي رأيت له بعض تعليقات فرغ منه في غرة رجب عام أربع وخمسين وتسعمائة يدل علي أنه من أجلة علمائنا رضوان الله تعالي عليهم.
(343) الشيخ الفاضل الاجل محمد بن علي بن الحسن العودي الجزيني العاملي أحد تلامذة الشهيد الثاني، صاحب كتاب " بغية المريد في الكشف عن أحوال الشيخ زين الدين الشهيد "، المعروف بين العلماء بابن العودي.
قال في أول كتابه: ولما كان هذا الضعيف ممن حاز علي حظ وافر من خدمته - يعني الشهيد " ره " - وتشرف بمدة مديدة من ملازمته، كان ورودي إلي خدمته في عاشر ربيع الأول سنة خمس وأربعين وتسعمائة إلي يوم انفصالي عنه بالسفر إلي خراسان في عاشر ذي الحجة سنة ثنتين وستين وتسعمائة، وجب أن أتوجه
(٣٥٢)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، شهر ذي الحجة (1)، شهر رجب المرجب (1)، محمد بن علي بن الحسن العودي (1)، أحمد بن علي العاملي (1)، شهر ربيع الأول (1)، أحمد بن يونس (1)، محمد بن علي (2)، خراسان (1)، الشام (1)، الشهادة (4)، السجود (1)
إلي جمع تاريخ يشتمل علي ما تم من أمره من حين ولادته إلي انقضاء عمره 1).
أقول: وهذا الكتاب يدل علي أن صاحبه فاضل أديب شاعر لبيب ناثر عجيب متبحر في العلوم التاريخية والعربية والرجال، وله الخبرة التامة في مسالك الفقهاء واختلاف مشاربهم، وأنه أصولي محدث علي جانب عظيم من التقوي والروع ومحب للعلم والعلماء، وأن له الخبرة في علم المعقول والتبحر في علم الأوائل، وكذلك الخبرة بعلوم القرآن.
وبالجملة الرجل من الفضلاء الكاملين والعلماء الراسخين، لو أردت نقل عباراته الدالة علي ما ذكرت لطال المقام.
وقد أخرج الكتاب المذكور الشيخ علي السبط في الجزء الثاني من كتابه الدر المنثور، علي أن الكتاب قد ألف منه جملة من الفصول علي موجب فهرس فصوله في أول الكتاب 2).
(344) السيد الاجل محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحسن الحسيني الموسوي الجبعي العاملي عمنا السيد صاحب المدارك، أخو جدنا السيد نور الدين. ذكره في الأصل 3)، ولا يمكن اخلاء كتابنا منه.
أمه بنت الشيخ زين الدين الشهيد، وأمها بنت الشيخ علي بن عبد العالي
١) الدر المنثور ٢ / ١٥١ مع بعض التغيير.
٢) وجد الشيخ علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين العاملي بعض فصول كتاب " بغية المريد " فأدرجها في كتابه الدر المنثور ٢ / ١٤٩ - ١٩٨. فراجعه.
٣) أمل الآمل ١ / 167.
(٣٥٣)
صفحهمفاتيح البحث: محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحسن (1)، علي بن عبد العالي (1)، القرآن الكريم (1)، الشهادة (1)، علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين (1)
الميسي.
كان مع الشيخ حسن صاحب المعالم كفرسي رهان، أخوين في الدين وشركين في التحصيل والدرس والأساتيذ والمسلك في الأصول والفقه والمهاجرة إلي تحصيل العلم.
قرءا أولا علي السيدين الجليلين السيد علي والده والسيد علي الصائغ، وهما اجل تلامذة الشيخ زين الدين الشهيد، قرءا عليهما كثيرا من كتب الفقه والأصول وجميع علوم العربية والمنطق حتي صارا من أهل النظر.
وهاجرا إلي النجف سنة بضع وثمانين وتسعمائة للحضور علي المقدس الأردبيلي " ره " لأنه الرئيس في ذلك العصر ومن يشد إليه الرحال.
ودعوي السيد المعاصر في الروضات أن هجرتهما إلي النجف كانت سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة (1. وهم، لأنه سنة وفاة المقدس الأردبيلي، وقد نص الشيخ علي سبط الشهيد أنهما لما رجعا من النجف صنف الشيخ حسن المعالم والمنتقي والسيد محمد المدارك، ووصل بعض ذلك إلي العراق قبل وفاة المولي احمد الأردبيلي 2).
وقد شرحت كيفية اشتغالهما علي الأردبيلي في ترجمة الشيخ حسن صاحب المعالم، وكذلك شرحت كيفية اتحادهما وسيرتهما 3).
وللسيد محمد قدس سره غير المدارك كتاب " غاية المرام في شرح مختصر شرائع الاسلام "، وعندي منه نسخة عزيزة، وهو من أول كتاب النكاح إلي آخر كتاب النذور، فرغ منه ضحي نهار الخميس التاسع عشر من شهر
١) روضات الجنات ٢ / ٢٩٧.
٢) الدر المنثور ٢ / 199 - 209.
3) أنظر ص 138 من هذا الكتاب.
(٣٥٤)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، الشيخ حسن إبن الشهيد الثاني صاحب المعالم (1)، مدينة النجف الأشرف (3)، علي الصائغ (1)، الشهادة (2)، الوفاة (2)، العصر (بعد الظهر) (1)
(رجب) 1) سنة سبع وألف من الهجرة.
ووجه تخصيص ذلك الموضع بالشرح - علي ما ذكره صاحب المقامع - قال علي ما سمعناه من بعض مشايخنا: أنه لما كتب المحقق الأردبيلي شرحه المشهور علي الارشاد وفرق أجزاءه علي التلامذة ليخرجوه إلي البياض من السواد وكان بعضهم ردئ الخط جدا، فاتفق وقوع تلك المواضع التي شرحها السيد من النافع في خطه فلم ينتفع به من سوء خطه، وكان الشارح قد قضي نحبه فالتمس بعضهم من السيد تجديد المواضع التالفة ليكمل شرح أستاذه، فقبل رحمه الله لكنه عدل عن الارشاد إلي النافع هضما وأدبا من أن يعد شرحه متمما لشرح أستاذه.
ومات السيد في جبع في السنة التاسعة بعد الألف قبل وفاة الشيخ حسن بمقدار تفاوتهما بالسن.
قال: ورأيت بخط ولده السيد حسين علي ظهر كتاب المدارك الذي عليه خطه مؤلف في مواضع ما هذا لفظه: توفي والدي المحقق مؤلف هذا الكتاب في شهر ربيع الأول ليلة العاشر منه سنة تسع بعد الألف في قرية جبع. انتهي 2).
وقيل في ولادته أنها كانت سنة ست وأربعين وتسعمائة، فيكون عمره الشريف اثنتين وستين سنة. وقيل: بل كان عمره عند وفاته خمسين سنة. والله أعلم.
وما اشتهر علي الألسن من أن كتاب " شرح شواهد ابن الناظم " للسيد محمد صاحب المدارك وهم لا أصل له، انما ذلك للسيد محمد بن علي بن محيي الدين الموسوي العاملي القاضي بالمشهد الرضوي تلميذ السيد صاحب المدارك، وجاء الوهم من الاشتراك في الاسم واسم الأب والنسب والبلد،
١) بياض في مصورة الأصل وأضفناه من الذريعة ١٦ / 20.
2) هذا من كلام صاحب روضات الجنات.
(٣٥٥)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة مشهد المقدسة (1)، شهر رجب المرجب (1)، شهر ربيع الأول (1)، محمد بن علي (1)، الوفاة (1)
وقد نص الشيخ الحر في الأصل علي أنه للمذكور في ترجمته.
وكذلك ما اشتهر من نسبة " شرح العلويات السبع " لابن أبي الحديد إلي السيد صاحب المدارك لا أصل له، انما هو للسيد محمد بن الحسن بن أبي الرضا العلوي، كما نص عليه في كشف الظنون.
وللسيد محمد من الأولاد الذكور العلماء: السيد حسين شيخ الاسلام بالمشهد الرضوي، والسيد نجم الدين الذي كتب له صاحب المعالم الإجازة الكبيرة التي لا نظير لها في الإجازات.
(345) الشيخ شمس الدين محمد بن علي بن الحسين بن صالح الحارثي اللويزي الجبعي العاملي، الجد الاعلي للشيخ البهائي صاحب المجاميع الثلاث التي أكثر النقل منها العلامة المجلسي، وأكثرنا نحن عن بعضها النقل أيضا.
ويظهر من إجازة الشيخ الفقيه علي بن محمد بن علي بن السكون التي كتبها علي نسخة صاحب الترجمة أنه من أجلة العلماء الاعلام في عصره، قال " وبعد فقد قرأ علي هذه الصحيفة الكاملة المولي الأعظم الفاضل المكرم مفخرة الفضلاء وخلاصة الاجلاء شمس الدنيا والدين محمد ابن الشيخ العلامة أبي الفضل زين الدنيا والدين وشرف الاسلام والمسلمين علي ابن الشيخ بدر الدين حسن الشهير بالجبعي رفع درجاتهم في أعلا عليين وحشرهم مع النبيين، قراءة مهذبة مرضية محررة ألفاظها مبينة معانيها بنسخها المنقولة، وكنت مستفيدا منه أعظم الله أجره أكثر من إفادتي له، وأجزت له أدام الله أيامه أن يروي ذلك عني. فاني رويتها قراءة علي السيد الجليل النقيب أبي العباس تاج الدين
(٣٥٦)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة مشهد المقدسة (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، كتاب كشف الظنون لحاجي خليفة (1)، العلامة المجلسي (1)، الشيخ البهائي (1)، محمد بن الحسن بن أبي الرضا (1)، علي بن الحسين بن صالح (1)، شمس الدين محمد (1)، علي بن محمد (1)
عبد الحميد ابن السيد جمال الدين أحمد بن علي الهاشمي الزينبي طاب ثراه، ورواها لي عن الشيخ الأجل عزيز الدين شيخ السالكين حسن بن سليمان الحلي رفع الله درجته، باسناده المتصل إلي سيدنا ومولانا زين العابدين عليه السلام، ورويتها له أيضا بحق الإجازة عن الشيخ الجليل بهاء الدين أبي القاسم علي ولد الشيخ الامام العالم المحقق خاتم المجتهدين أبي عبد الله شمس الدين محمد بن مكي عن والده قدس سره بطرقه المتصلة إلي الإمام عليه السلام " إلي آخر الإجازة.
وذكر صاحب الترجمة في بعض مجاميعه أنه سافر إلي الحجاز سنة 855 والي بيت المقدس سنة 858 والي العراق سنة 865، قال: ومرضت سنة 864، وسافرت إلي العجم في أول ذي القعدة سنة 879، ووردت العراق سنة 880، ثم رجعت هذه السنة إلي الشام.
وتوفي قدس الله روحه سنة 886 علي ما أخبر به ولده الشيخ عبد الصمد.
قال العلامة المجلسي في أواخر البحار: اعلم أنه قد وصل الشام مجموعة بخط الشيخ الجليل شمس الدين محمد بن علي بن الحسين الجباعي وكان يلوح منها آثار فضله وسداده. انتهي 1).
وكأنه لم يعثر علي ما عثرنا عليه في ترجمته وثناء ابن السكون عليه بما عرفت.
وقال المحقق الكركي في اجازته لحفيد صاحب الترجمة علي بن عبد الصمد ابن محمد بن علي الجباعي ما لفظه: ابن عبد الصمد بن المرحوم المقدس قدوة الاجلاء في العالمين الشيخ شمس الدين محمد الجبعي. انتهي موضع الحاجة 2).
1) بحار الأنوار.
2) المصدر السابق.
(٣٥٧)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، دولة العراق (2)، شهر ذي القعدة (1)، العلامة المجلسي (1)، يوم عرفة (1)، محمد بن علي بن الحسين (1)، شمس الدين محمد (1)، أحمد بن علي (1)، جمال الدين (1)، محمد بن علي (1)، محمد بن مكي (1)، عبد الحميد (1)، الشام (2)، الحاجة، الإحتياج (1)، كتاب بحار الأنوار (1)
وبالجملة الرجل من أجلاء الأصحاب أبو علماء أجلاء وابن علماء أجلاء، لم يطلع الشيخ الحر علي أكثرهم وسهل الله جل جلاله لنا احياء ذكرهم، فله الحمد.
وقد وفق الله العثور علي مجموعتين من المجاميع الثلاث، في إحداهما أكثر النقل من مجموعة الشهيد الأول التي كانت عنده بخطه، وقد شحنها من طرائف الفوائد ونوادر الفرائد نظما ونثرا. رحمة الله عليهم.
(346) السيد محمد بن علي بن حيدر بن محمد بن نجم الدين الموسوي العاملي الكركي أحد العلماء الاجلاء، وقد ذكر نسبه في آخر كتابه " تنبيه وسن العين في المفاخرة بين بني السبطين " هكذا " محمد بن علي بن حيدر بن محمد بن نجم "، وبه يعرف هذا البيت فيقال بيت السيد نجم " بن محمد بن محمد بن محمد " ثلاث محمدين والأخير " بن حسن "، وهو أول من توطن منهم قرية سكيك بظم السين المهملة قرية من بلاد الشام قريبة غاية القرب ( … ) وهي دمشق " بن نجم بن حسين بن محمد بن موسي بن يوسف بن محمد بن معالي بن علي الحائري " المذكور في عمدة الطالب " بن عبد الله بن محمد بن علي هو ابن الديلمية بن عبد الله هو أبو طاهر ابن محمد هو أبو الحسن المحدث ابن طاهر هو أبو الطيب ابن الحسين هو القطيعي ابن موسي الأصغر المعروف بأبي سبحة ابن إبراهيم المرتضي ابن موسي الكاظم عليه السلام ".
وبالجملة يعرف صاحب الترجمة بمحمد بن حيدر العاملي المكي.
(٣٥٨)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام موسي بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، عبد الله بن محمد بن علي (1)، محمد بن نجم الدين (1)، محمد بن محمد بن محمد (1)، محمد بن موسي (1)، يوسف بن محمد (1)، حيدر بن محمد (1)، محمد بن علي (2)، الشام (1)، دمشق (1)، الطهارة (1)، الشهادة (1)
قد ذكره في الأصل علي اجمال 1).
وذكره السيد عباس بن علي بن نور الدين في نزهة الجليس فقال في الثناء عليه: قاموس العلم الزاخر يلفظ إلي ساحله الجوهر الثمين الفاخر، وشمامة أهل الحجاز حقيقة لا مجاز، فاضل بأحاديث فضله تضرب الأمثال، ومجتهد رحلة إلي بابه تشد الرحال، وبليغ تفرد بالبلاغة وأديب ألمعي صاغ النظم والنثر أحسن صياغه، حاز العلوم والشرف الباهر وورث الفخار كابرا عن كابر، له التصانيف العديدة المشهورة المفيدة، منها " برهان الحق المبين " في مجلدين في الإمامة، " الحسام المطبوع في المعقول والمسموع " في علم الكلام وهو مجلد ضخم، " تنبيه وسن العين في المفاخرة بين بني السبطين " و " رجل الطاوس إذا تبخر القاموس " حاشية عليه مفيدة، " كنز فرائد الأبيات للتمثيل والمحاضرات " (وهو مجلد ضخم) خدم به الشريف أحمد بن سعيد بن شبر، و " الثقوب السنية في الفهوم الحسنية " وهو مجلد ضخم جليل القدر خدم به الشريف ناصر الحارث، " نجح أسباب الأدب المبارك في فتح قرب المولي شبير بن مبارك " خدمه به، " العبائر المزجية في تركيب الخزرجية "، " مذاكرة بين الراحة والعنا في المفاخرة بين الفقر والغني ".
وزاد ولده السيد رضي الدين كتاب " اقتباس علوم الدين من النبراس المبين " في آيات الاحكام، وكتاب " السبط السالك علي المدارك والمسالك "، وكتاب " ثواقب العلوم السنية في مناقب الفهوم الحسنية "، وكتاب " كنز الفوائد والابيات للتمثيل والمحاضرات "، وكتاب " الأنوار المبكرة في شرح خطبة التذكرة " وهي تذكرة الشيخ داود الأنطاكي. وكتاب " ري الصادر في
١) أمل الآمل ١ / 160.
(٣٥٩)
صفحهمفاتيح البحث: أحمد بن سعيد (1)
الأسماء والمصادر "، وكتاب " مطلع البدر التمام عن قصيدتي أبي تمام " 1).
كان رحمه الله بمكة المشرفة كالبيت العتيق يقصده الطلاب من كل فج عميق، وما زال مقيما في أسمي ذروة الشرف والفضل والجاه، إلي أن دعاه إلي قربه ملك الملوك فاجابه ولباه، وكانت وفاته يوم الاثنين ثاني ذي الحجة الحرام عام تسع وثلاثين بعد الألف والمائة من هجرة خير الأنام، رحمه الرحمن الرحيم وأسكنه فراديس النعيم.
وله ديوان شعر عجيب يهش لسماع الأديب، ثم نقل قطعة من شعره (2.
قلت: ونسب إليه في بغية الراغبين رسالة في " تفسير قوله تعالي رب اجعلني علي خزائن الأرض "، و " كتاب في آيات القرآن " يشهد بسعة باعه ووفور اطلاعه علي جميع المذاهب وتحقيق أقوالهم سلك فيه مسلكا غربيا تلكم فيه علي جميع العلوم اشتمل علي أبحاث في ذلك شافية مع علماء الجمهور.
انتهي.
ولعله بعينه كتاب " النبراس المبين " في آيات الاحكام. فلاحظ.
يروي عنه الشيخ الفقيه عبد الله بن صالح السماهيجي البحراني جامع " الصحيفة العلوية ".
وعندي له كتاب " رجل الطاوس " المذكور آنفا حاشية علي القاموس ناقصة تدل علي تبحره في اللغة والأدب لا أظن أن أحدا من أهل العلم بالعربية يقدر علي مثلها، ولم لم يكن له الا هذه الحاشية لكفي في فضله وغزارة علمه، وقد ذكره في الأصل مختصرا. فلاحظ.
1) من قوله " وزاد ولده " إلي هنا إضافة من الصدر وليس في المصدر.
2) نزهة الجليس 1 / 140.
(٣٦٠)
صفحهمفاتيح البحث: شهر ذي الحجة (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، عبد الله بن صالح (1)، القرآن الكريم (1)، الشهادة (1)
(347) الشيخ محمد بن علي بن محمود بن يوسف بن محمد بن إبراهيم العاملي الشامي 1) ذكره في الأصل وأنه من معاصريه 2)، وذكر ما ذكره السيد علي في السلافة في ترجمته (3، وهي ترجمة حسنة غير أن صاحب الأصل اختصرها، والمحبي في خلاصة الأثر استقصاها، قال: هو الشهير بالحشري الأديب الشاعر البليغ الوحيد في مقاصده البعيد الغاية في ميدانه، ذكر السيد علي بن معصوم في السلافة واستوعب ذكر فضائله أغناني عن شرح أحواله. ثم ذكر جميع ما ذكره 4).
أقول: هاجر صاحب الترجمة إلي إيران ( … ) 5)، فأقام بها برهة من الزمان ناشر العلم محمود السيرة والسريرة معظما عند السلطان والوزراء، مسموعا مطاعا في كل أمره ونهيه، ثم حج بيت الله الحرام وأقام بمكة سنين، وكان رحلة تشد إليه الرحال في طلب العلم أين ما حل، وهو من أجل علماء القرن الحادي عشر، وتوفي فيه رضي الله عنه 6).
١) ليس في الامل " ابن محمود " في نسب المترجم له ويوجد في خلاصة الأثر.
٢) أمل الآمل ١ / 173.
3) سلافة العصر ص 173.
4) خلاصة الأثر 4 / 65.
5) جملة مطموسة في مصورة الأصل.
6) في الخلاصة: كانت وفاته في نيف وتسعين وألف.
(٣٦١)
صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، يوسف بن محمد بن إبراهيم (1)، محمد بن علي (1)، الحج (1)، العصر (بعد الظهر) (1)
(348) السيد محمد بن الميرزا علي بن مساعد الحسيني العاملي المتخلص بمهري المجاور المشهد الرضوي علي مشرفه السلام عالم شاعر أديب، رأيت ديوانا بخطه فرغ منه في ذي القعدة الحرام سنة 1091.
(349) الشيخ شمس الدين محمد بن علي بن موسي بن الضحاك الشامي العاملي وصفه الشيخ الجليل محمد بن علي الجباعي في مجموعته الموجودة بخط يده بالشيخ الامام العالم الفقيه تلميذ الشيخ الفاضل شمس الدين محمد بن مكي.
قال: وكان هذا الشيخ من العلماء العقلاء وأولاد المشايخ الاجلاء ورفيق شيخه ابن مكي أول اشتغاله بالحلة، وكان للشيخ فخر الدين ابن المطهر به خصوصية، وكان اشتغاله علي شيخه ابن مكي إلي حين مقتله، وكان يعظمه جدا ويشير إليه، وله مباحثات حسنة وأبيات أشعاره رائقة مشهورة، توفي في الثامن عشر من شهر رمضان سنة إحدي وتسعين وسبعمائة.
(350) الشيخ محمد بن علي بن نعمة الله العاملي ذكره في الأصل (1، وهو المعروف بان خاتون العاملي. جاور حيدر آباد الهند ولم يذكر صاحب الأصل في مصنفاته " شرحه علي الجامع العباسي "
١) أمل الآمل ١ / 169.
(٣٦٢)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة مشهد المقدسة (1)، شهر ذي القعدة (1)، شهر رمضان المبارك (1)، شمس الدين محمد (2)، محمد بن علي (2)، الهند (1)، القتل (1)
لشيخه البهائي، ولا كتابه الكبير في " الإمامة " بالفارسية أيضا. ورأيت ترجمته لكتاب الأربعين لأستاذه البهائي. وتوفي في عصر الشيخ الحر.
(351) الشيخ محمد ابن العلامة الشيخ قاسم ابن الشيخ محمد ابن الشيخ احمد ابن الشيخ علي بن الحسين بن محيي الدين الجامعي العاملي النجفي كان عالما فاضلا تقيا صالحا عابدا ورعا. تولي في النجف التدريس بعد أبيه وتوفي في الطاعون سنة 1326 كما حكاه ابن أخيه الشيخ جواد بن الشيخ علي محيي الدين في رسالته.
(352) السيد محمد بن محمد بن إبراهيم شرف الدين ابن زين العابدين بن نور الدين الموسوي العاملي الشحوري عالم عامل فاضل جليل، قرأ علي أبيه العلامة تلميذ الشيخ الحر صاحب الأصل وصهره وأم صاحب الترجمة بنت الشيخ الحر.
والسيد أخو جدنا السيد صالح المتقدم ذكره، وهو والد السيد الجليل السيد إسماعيل شرف الدين والد السيدين الجليلين السيد جواد والسيد أبو جعفر، ومن أولاد السيد جواد السيد الجليل العالم الفاضل السيد يوسف شرف الدين الآتي ذكره انشاء الله تعالي، والد السيد العلامة خادم العلوم الدينية ومروج مذهب الإمامية العلامة المكين السيد عبد الحسين شرف الدين المتقدم ذكره.
(٣٦٣)
صفحهمفاتيح البحث: السيد عبد الحسين شرف الدين (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، محمد بن محمد بن إبراهيم (1)، علي بن الحسين (1)، الجود (3)
فالعلم في آل نور الدين مستمر مع توالي الاعصار في جميع الذيول والفروع من هذه الطائفة بحمد الله تعالي.
(353) السيد محمد بن محمد بن الحسن العاملي المعروف بالعيناثي، نزيل المشهد الرضوي رأيت له نسخ جملة من الكتب يدل علي أنه عالم فاضل في الأدب، وله شعر جيد. كان تاريخ كتابة الكتب سنة سبع وأربعين بعد الف.
(354) الشيخ شمس الدين محمد ابن الشيخ شمس الدين محمد بن مكي العاملي رأيت إجازة الشيخ علي بن عبد العالي الكركي لولده الشيخ حسين، ولما وصل إلي ذكر والده صاحب الترجمة وصفه ب " العامل الفاضل المحقق " 1).
وقد أخرج الإجازة العلامة المجلسي في إجازات البحار 2) وتعجب من الشيخ الحر كيف غفل عن ذكر مثل هذا الشيخ الجليل مع أنه من أجلاء سلفه 3).
قلت: ولا عجب فقد غفل عن مائة أمثاله كما يظهر من كتابنا هذا. فلاحظ.
١) بل عبر عنه ب " المرحوم الشيخ الجليل شمس الدين محمد الحر.. ".
٢) بحار الأنوار ١٠٥ / 54.
3) ليس هذا من كلام العلامة المجلسي.
(٣٦٤)
صفحهمفاتيح البحث: العلامة المجلسي (2)، محمد بن الحسن العاملي (1)، محمد بن مكي العاملي (1)، علي بن عبد العالي (1)، شمس الدين محمد (2)، كتاب بحار الأنوار (1)
(355) تاج الشريعة وفخر الشيعة شمس الملة والدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ جمال الدين مكي ابن الشيخ شمس الدين محمد بن حامد بن أحمد المطلبي نسبا الحارثي الهمداني أما النباطي الجزبني العاملي موطنا المعروف بالشهيد الأول ذكره في الأصل ولم يستوف تواريخه ولا ترجمته 1).
تولد رضي الله عنه سنة أربع وثلاثين وتسعمائة بلا خلاف، وهاجر إلي العراق سنة خمسين وهو ابن ست عشرة سنة، وأجازه فخر المحققين في داره بالحلة سنة إحدي وخمسين كما نص عليه في أربعينه، وأجازه ابن نما سنة اثنتين وخمسين، وأجازه ابن معية سنة أربع وخمسين، وأجازه المطار آبادي سنة سبع وخمسين، وأجازه فخر الدين ابن العلامة في هذا التاريخ، ومدة بقائه في العراق خمس سنين، فرجع إلي بلاده وهو ابن إحدي وعشرين.
ويظهر من قوله في اجازته لابن خاتون 2). " وأما مصنفات العامة ومروياتهم فاني أرويها من نحو من أربعين شيخا من علمائهم بمكة والمدينة ودار السلام بغداد ومصر ودمشق وبيت المقدس ومقام الخليل إبراهيم عليه السلام " 3) أنه دخل كل هذه البلاد وطلب العلم.
وذكر في بعض كلماته أن طرقه إلي الأئمة المعصومين عليهم السلام ما يزيد علي ألف طريق، واستشهد في سنة ست وثمانين وسبعمائة، فيكون عمره حينئذ
١) أمل الآمل ١ / ١٨١.
٢) كذا في مصورة الأصل، والصحيح " لابن الخازن ".
٣) بحار الأنوار ١٠٧ / 190.
(٣٦٥)
صفحهمفاتيح البحث: النبي إبراهيم (ع) (1)، الأئمة الأثنا عشر عليهم السلام (1)، دولة العراق (2)، مدينة مكة المكرمة (1)، أبو عبد الله (1)، شمس الدين محمد (1)، مدينة بغداد (1)، جمال الدين (1)، دمشق (1)، كتاب بحار الأنوار (1)
اثنتين وخمسين سنة. فهو من آيات الله الباهرة، لان آثاره العلمية الباقية في فنون الشريعة يعج. عنها الفحول المعمرون من المحققين، فهو من اختاره الله لاحياء الدين وتكميل شريعة سيد المرسلين.
والجدير بما قاله المحقق الكركي في وصفه في اجازته صفي الدين ب " شيخنا الامام شيخ الاسلام علامة المتقدمين ورئيس المتأخرين حلال المشكلات وكاشف المعضلات صاحب التحقيقات الفائقة والتدقيقات الرائقة حبر العلماء وعلم الفقهاء شمس الملة والحق والدين أبي عبد الله محمد بن مكي الملقب بالشهيد رفع الله درجاته في عليين وحشره في زمرة الأئمة الطاهرين " 1).
وما وصفه به الشيخ زين الدين الشهيد في اجازته لوالد البهائي ب " شيخنا الامام الأعظم محيي ما درس من سنن المرسلين ومحقق حقايق الأولين والآخرين الامام السعيد أبي عبد الله الشهيد " 2).
وما قاله العلامة النوري " ره " فيه من قوله " أفقه الفقهاء عند جماعة من الأساتيذ جامع فنون الفضائل وحاوي صنوف المعالي وصاحب النفس الزكية القدسية القوية التي ينبئ عنها ما ذكره السيد الجليل السيد حسين القزويني أستاد السيد بحر العلوم، قال في مقدمات شرحه علي الشرائع: وجدت بخط الشيخ السعيد صاحب حدائق الأبرار من أحفاد الشارح الفاضل الشهيد الثاني، قال: وجدت بخط الشيخ ناصر البويهي وهو من الفقهاء المتبحرين العلماء المتقين ما هذا لفظه: انه رأي في منامه كأنه في قرية جزين التي هي قرية الشيخ شمس الدين محمد بن مكي الشهير بالشهيد الأول في سنة خمس وخمسين
١) بحار الأنوار ١٠٨ / 70.
2) المصدر السابق 108 / 148.
(٣٦٦)
صفحهمفاتيح البحث: شمس الدين محمد (1)، الشهادة (3)، كتاب بحار الأنوار (1)
وتسعمائة قال: ذهبت إلي باب بيت الشيخ فطرقته فخرج الشيخ إلي فطلبت منه الكتاب الذي صنفه الشيخ جمال الدين ابن المطهر في الاجتهاد، فدخل بيته وأتاني بالكتاب ومعه كتاب آخر أظنه في الروايات، فناولنيهما واستيقضت وهما معي. انتهي 1).
وأعظم من ذلك ما كتبه فخر المحققين علي ظهر نسخة القواعد بعد قراءة الشهيد " قرأ علي مولانا الامام العلامة الأعظم أفضل علماء العالم سيد فضلاء بني آدم مولانا شمس الحق والدين محمد بن مكي بن حامد أدام الله أيامه من هذا الكتاب مشكلاته " إلي أن كتب " وأجزت له رواية جميع كتب والدي " الخ 2).
وقد عرفت أن سنه يوم أجازه أولا سبعة عشر سنة ويوم أجازه أخيرا إحدي وعشرين وهي سنة رجوعه إلي بلاده، وهذا مما يبهر العقول عن التأمل أن يكون في هذا السن أفضل علماء العالم وسيد فضلاء بني آدم.
وقد تخرج عليه في هذه المدة اليسيرة جماعة من العلماء الاعلام، كأبنائه الثلاثة والفاضل المقداد والشيخ حسن بن سليمان الحلي والشيخ محمد بن نجدة والشيخ شمس الدين محمد بن عبد العالي والشيخ زين الدين علي بن الخازن الحائري وأمثالهم ممن ذكرناه في كتابنا هذا.
ومن كراماته أنه كتب اللمعة في الحبس في سبعة أيام ولم يكن عنده غير المختصر النافع 3).
١) مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٣٧.
٢) بحار الأنوار ١٠٧ / 178.
3) هذا كلام يتداوله بعض المترجمين للشهيد رحمه الله، وليس بصحيح، فقد ألف الشهيد كتاب " اللمعة " جوابا لرسالة حاكم خراسان علي بن مؤيد الذي رجي إليه فيها أن يقدم عليه بخراسان، فاعتذر من ذلك وألف له هذا الكتاب.
(٣٦٧)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب المختصر النافع للمحقق الحلي (1)، يوم عرفة (1)، شمس الدين محمد (1)، جمال الدين (1)، محمد بن مكي (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، خراسان (2)
ومنها أنه أظهر بطلان دعوي الساحر الشهير محمد اليالوشي النبوة في جبل عامل بعد ما بلغ أمره ما بلغ بمهارته في السحر فدقها بابطال ما كان يسحره ومعارضته بالمثل حتي قتل في سلطنة برقوق.
وله من المؤلفات غير ما ذكر في الأصل كتاب " الاستدراك "، يوجد في النجف عند الشيخ موسي بن الشيخ علي بن عبد الرسول النجفي.
قال العلامة المجلسي في مقدمة البحار: ومؤلفات الشهيد مشهورة كمؤلفها العلامة، وكتاب 1) الاستدراك فاني لم أظفر بأصل الكتاب ووجدت أخبارا مأخوذة منه بخط الشيخ الفاضل محمد بن علي الجبعي " ره " وذكر أنه نقلها من خط الشهيد " ره ".
أقول: نقل العلامة النوري " ره " في فوائد المستدرك من نفس مجموع الشيخ الجباعي ما يدل علي أن الشهيد نقل في مجموعته عن كتاب الاستدراك الذي هو ممن يروي عن ابن قولويه لأنه ينسبه إلي نفس الشهيد 3).
و " الدرة الباهرة " فإنه لم يشتهر اشتهار سائر كتبه، مقصور علي ايراد كلمات وجيزة مأثورة عن النبي وكل الأئمة صلوات الله عليهم. قال العلامة المجلسي " ره " وهو موجود عني منقولا من خطه. انتهي 4).
وكتاب " المسائل " ينقل عنه ابن طي، ونسبه إليه في رياض العلماء ووزعها ابن طي في مسائله.
و " الحواشي النجارية " وهي حاشية علي قواعد العلامة، رأيته عند السيد
١) كذا، وفي المصدر " الا كتاب الاستدراك ".
٢) بحار الأنوار ١ / ٢٩.
٣) مستدرك وسائل الشيعة.
٤) بحار الأنوار ١ / 10 و 29.
(٣٦٨)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، العلامة المجلسي (2)، ابن قولويه (1)، محمد بن علي (1)، الباطل، الإبطال (1)، القتل (1)، الصّلاة (1)، الشهادة (4)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)، كتاب بحار الأنوار (2)
علي آل بحر العلوم، أكبر من نكت الارشاد.
و " رسالة في علم الكلام " ذكر فيها أربعين مسألة علي ترتيب المعارف الخمسة، وهي عندي.
وكتاب " المسائل المقداديات " ذكرها السيد المعاصر في الروضات، وهي غير كتاب تحرير القواعد الشهيدية التي حررها الفاضل المقداد ورتبها علي ترتيب أبواب الفقه، لأنها المسائل التي سألها المقداد، وهي ست وعشرون مسألة.
وكتاب " اختصار الجعفريات " رأيته بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي جد الشيخ البهائي، وهو قدر ثلث الجعفريات.
و " شرح قصيدة الشهفيني " في مدح أمير المؤمنين عليه السلام، والشهفيني هو أبو الحسن علي 1) بن الحسين الشهفيني الحلي.
و " المجموع " وهو كتاب كبير ينقل عنه الشيخ محمد بن علي الجباعي في مجاميعه الثلاث، وينقل عنه أيضا الشيخ حسن صاحب المعالم في اجازته الكبيرة للسيد نجم الدين العاملي.
وكانت وفاته في تاسع عشر جمادي الأولي سنة ست وثمانين وسبعمائة، قتل بالسيف ثم صلب ثم رجم ثم أحرق بالنار ببلدة دمشق في دولة بيدمر وسلطنة برقوق بفتوي المالكي برهان الدين وعباد بن جماعة الشافعي، وتعصب عليه جماعة كبيرة في ذلك بعد أن حبس في القلعة الدمشقية سنة كاملة.
وكان سبب حبسه أن وشي به تقي الدين الجبلي الخيامي بعد (جنونه و) ظهور أمارة الارتداد منه وأنه كان عاملا، ثم بعد وفاة هذا المرتد قام علي طريقته
1) في مصورة الأصل " أبو الحسن بن علي "، وهو خطأ، انظر ص 288 من هذا الكتاب.
(٣٦٩)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، شهر جمادي الأولي (1)، الشيخ حسن إبن الشهيد الثاني صاحب المعالم (1)، الشيخ البهائي (1)، محمد بن علي (2)، دمشق (1)، الإرتداد (2)، الصّلب (1)، الوفاة (1)، أبو الحسن بن علي (1)
شخص اسمه يوسف بن يحيي وارتد عن مذهب الإمامية وكتب محضرا يشنع فيه علي الشهيد بأقاويل شنيعة ومعتقدات فضيعة وأنه كان أفتي بها الشهيد، وكتب في ذلك المحضر سبعون نفسا من أهل الجبل ممن كان يقول بالإمامة والتشنيع وارتدوا عن ذلك وكتبوا خطوطهم تعصبا مع ابن يحيي في هذا الشأن، وكتب في هذا ما ينيف علي الألف من أهل السواح من السنيين، وأثبتوا ذلك عند قاضي بيروت وقيل قاضي صيدا، وأتوا بالمحضر إلي القاضي عباد بن جماعة بدمشق، فأنفذه إلي القاضي المالكي وقال له: تحكم بمذهبك والا عزلتك.
فجمع الملك بيدمر الامراء والقضاة والشيوخ وأحضروا الشيخ قدس سره وقرئ عليه المحضر، فأنكر ذلك وذكر أنه غير معتقد له مراعيا للتقية الواجبة، فلم يقبل ذلك منه، وقيل له: قد ثبت ذلك عليك شرعا لا ينتقض حكم القاضي.
فقال: الغائب علي حجته فان أتي بما يناقض الحكم جاز تقضيه والا فلا وها أنا أبطل شهادات من شهد بالجرح ولي علي كل واحد حجة بينة. فلم يسمع ذلك منه ولم يقبل.
فقال الشيخ للقاضي عباد بن جماعة: اني شافعي المذهب وأنت الان امام هذا المذهب وقاضيه فاحكم في بمذهبك. وانما قال الشيخ ذلك لان الشافعي يجوز توبة المرتد. فقال ابن جماعة: ان كنت علي مذهبي يجب حبسك سنة ثم استتابتك، أما الحبس فقد حبستك ولكن تب إلي الله واستغفر حتي أحكم باسلامك. فقال الشيخ: ما فعلت ما يوجب الاستغفار حتي استغفر، خوفا من أن يستغفر فيثبت عليه الذنب.
فاستغلظ ابن جماعة واكد عليه، فأبي عن الاستغفار، فساره ساعة ثم قال:
قد استغفرت فثبت عليك الحق، وقال للمالكي: قد استغفر. ثم قال: عاد الحكم إلي المالكي.
(٣٧٠)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة بيروت (1)، دمشق (1)، الشهادة (3)، الحج (1)، الإرتداد (1)، التقية (1)
فقام المالكي وتوضأ وصلي ركعتين ثم قال: قد حكمت باهراق دمه.
فألبسوه اللباس وفعل به ما قلناه من القتل والصلب والرجم والاحراق.
وممن تعصب وساعد في الاحراق رجل يقال له محمد بن الترمذي، مع أنه ليس من أهل العلم وانما كان تاجرا فاجرا.
فهذه صوره والواقعة التي نقلها الأجلة عن خط الشيخ أبي عبد الله الفاضل المقداد السيوري تلميذ الشيخ الشهيد، وممن حكاها عن خط المقداد تلميذه الشيخ علي بن الشواء، وقد كتب الشيخ علي القصة بخطه عن خط شيخه المقداد علي ظهر خلاصة العلامة في سنة 839 ثامن ربيع الثاني 1).
(356) السيد محمد الأمين بن أبي الحسن (موسي) الحسيني العاملي فاضل جليل وسيد وحيد، كان رئيسا في بلاده معروفا بالأدب وحسن المحاضرة، وله ديوان شعر كبير، وهو أبو طائفة يعرفون به فيهم علماء أجلاء وجوه، تقدم ذكر بعضهم.
كان من علماء رأس المائة الثالثة عشر 2).
(357) الشيخ محمد بن موسي بن الحسين بن العود عالم جليل فقيه نبيل، شيخ إجازة الشيخ شرف الدين الحسين بن نصير
١) هذا منقول في البحار أيضا ١٠٧ / ١٨٤.
٢) في أعيان الشيعة ٩ / 126: ولد في حدود سنة 1227 وتوفي في شهر رمضان سنة 1297.
(٣٧١)
صفحهمفاتيح البحث: شهر ربيع الثاني (1)، موسي بن الحسين (1)، الركوع، الركعة (1)، القتل (1)، الشهادة (1)، اللبس (1)، الصّلاة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، شهر رمضان المبارك (1)
الدين موسي بن العود المتقدم ذكره 1)، كتب له إجازة تاريخها سادس عشر شهر رجب سنة 761 2).
والظاهر أنهما من أسلاف الشيخ ابن العودي محمد بن الحسن بن علي ابن العودي الجزيني تلميذ شيخنا الشهيد الثاني المذكور في الامل.
(358) الشيخ محمد بن نجدة، المعروف بابن عبد العلي العاملي تلميذ الشهيد الأول، وكتب له إجازة قال فيها: " وكان الأخ في الله (المصطفي في الاخوة المختار في الدين المولي) الشيخ الامام العالم العلامة المتقي صاحب المباحث السنية (والأفهام الرقيقة) والهمة العلية والفكرة الدقيقة (المؤيد بتأييد رب العالمين) شمس الملة والحق والدين أبو جعفر محمد ابن الشيخ الامام (العالم) الزاهد العابد تاج الدين أبي محمد عبد العلي بن نجدة ممن أقبل علي تحصيل الكمالات النفسانية وفاز بالسبق علي أقرانه في الخصال المرضية ".
وأطال في الثناء عليه وذكر بعض ما قرأه عنده وسمعه من مؤلفات غيره، ثم أجازه رواية مؤلفاته ومروياته وجميع مؤلفات المتقدمين 3).
وقد رأيت بخط الشيخ الجليل محمد بن علي الجباعي قال: توفي الشيخ محمد بن نجدة العاملي سنة ثمان وثمانمائة، وكان من تلامذة الشهيد محمد بن
1) انظر ص 192 من هذا الكتاب.
2) انظر تعليقنا في الصفحة المذكورة.
3) هذه الإجازة مذكورة في البحار 107 / 193 - 201، والزيادات المضافة هنا منه.
(٣٧٢)
صفحهمفاتيح البحث: شهر رجب المرجب (1)، محمد بن الحسن بن علي (1)، محمد بن نجدة (2)، محمد بن علي (1)، الشهادة (3)
مكي. ثم ذكر ابنه الشيخ أحمد بن عبد العلي 1).
والعجب أن الشيخ الحر ذكر محمد بن نجدة في القسم الثاني 2) وكأنه لا يعرفه. وهذا الشيخ الجليل محمد بن علي الجباعي ذكر الوالد والولد ونسبهما إلي عاملة ولذا ذكرناهما في القسم الأول.
(359) الشيخ محمد بن الشيخ يوسف بن الشيخ جعفر بن الشيخ علي بن الشيخ حسين بن الشيخ محيي الدين الجامعي العاملي كان أستادا جليلا عظيما، ذكره الشيخ جواد محيي الدين في رسالة آل أبي جامع، قال: ومنهم الشيخ الأستاذ الجليل العظيم الممجد الشيخ محمد - إلي آخر نسبه - كان عالما فاضلا فقيها جليلا معظما، حضر الأستاذ الأعظم الآغا باقر البهبهاني، وكان يتولي القضاء والافتاء، وكان معروفا بقوة التفرس.
له " النفحة المحمدية في شرح اللمعة البهية " 3)، والموجود عندنا مجلد من أول الطهارة إلي الوضوء.
وله شعر ونثر وأدب وحسن خط. ويأتي ولده الشيخ يوسف.
١) بحار الأنوار ١٠٧ / ٢٠٩.
٢) أمل الآمل ٢ / ٢٧٩ و ٣٠٩.
٣) في الذريعة ٢٤ / 257 " النفحة المحمدية والسحابة الروية في شرح الروضة البهية ".
(٣٧٣)
صفحهمفاتيح البحث: محمد بن نجدة (1)، محمد بن علي (1)، الجود (1)، الوضوء (1)، الطهارة (1)، كتاب بحار الأنوار (1)
(360) السيد محمد أشرف بن السيد عبد الحسيب بن السيد زين العابدين العلوي العاملي الأصفهاني عالم فاضل محدث متبحر أديب شاعر، كل آبائه علماء أجلاء أعلام ذكرتهم، له كتاب " فضائل السادات " بالفارسية كتبه للشاه سلطان حسين الصفوي، وهو كتاب جليل في معناه لم يصنف مثله، يدل علي طول باعه في الأنساب والحديث، وقد ذكر في آخره مآخذه وما حضره من الكتب، ويعلم أن خزانته من أجل خزائن الكتب في ذلك العصر. وقد اتفق أن تاريخ فراغه من تأليفه اسمه " مناقب السادات ". وقد طبع علي الحجر بطهران.
(361) الشيخ محمد حسن العاملي، نزيل المشهد الرضوي ذكره الفاضل القزويني في تتميم الامل فقال: فاضل عالم لا سيما في الرياضيات، رأيته يقرأ في شرح العلامة الخفري علي التذكرة الطوسية في الهيئة عند أستادنا ومولانا علي أصغر قراءة تحقيق. انتهي ملخصا.
(362) الشيخ محمد حسن الغول العاملي من العلماء الاجلاء، ذكره بعض علماء جبل عامل فيما كتبه في ذيل أمل الآمل 1).
١) في أعيان الشيعة ٩ / 148: توفي في ذي الحجة سنة 1202.
(٣٧٤)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة مشهد المقدسة (1)، مدينة طهران (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، شهر ذي الحجة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
(363) الشيخ محمد حسين شرارة العاملي 1)، نزيل النجف كان من العلماء الفضلاء الاجلاء، في طبقة شيخ الطائفة كاشف الغطاء والشيخ قاسم محيي الدين والشيخ حسين نجف.
وقد رأيت خط الشيخ حسين نجف علي نسخة تنقيح الفاضل المقداد مستعيرا له من الشيخ محمد حسين شرارة، قال بما لفظه: " نظر الحقير الفقير وهو إلي الاخر العزيز الأكرم الشيخ محمد حسين شرارة العاملي المحترم سلمه الله تعالي إلي الأقل العبد الحسين نجف ".
وقد كتب صاحب الترجمة بخطه هكذا " كتاب التنقيح الرائع في مختصر الشرائع في حيازة العبد محمد حسين شرارة العاملي سنة ألف ومائتين ".
وكان لهذا الشيخ الجليل ولدان جليلان عالمان فاضلان أحدهما الشيخ محمد امين والاخر الشيخ حسن من تلامذة السيد بحر العلوم والشيخ جعفر كاشف الغطاء، وقد رأيت خطهما علي ظهر نسخة التنقيح المذكور، وصورة خط الشيخ محمد امين هكذا " قد انتقل إلي من والدي بالشراء الشرعي وأنا الأقل محمد أمين شرارة سنة ألف ومائتين وخمس وعشرين "، فيعلم أن والده الشيخ محمد حسين شرارة كان حيا في سنة 1225.
وأما صورة خط الشبخ حسن فهكذا " بسم الله بيدي الجاني وهو لأخي ملك له وأنا الأقل حسن بن المرحوم الشيخ محمد حسين شرارة العاملي ".
انتهي.
والأسف أنه لم يؤرخ كتابته ليعلم وفاة أبيه صاحب الترجمة، ولعلنا نعثر
1) هو الشيخ محمد حسين بن علي شرارة العاملي.
(٣٧٥)
صفحهمفاتيح البحث: العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الكرم، الكرامة (1)، العزّة (1)، الوفاة (1)
عليها بعد ذلك بالسؤال من حفيده الشيخ علي شرارة الذي هو أحد علماء علم الطب في النجف.
وبيت شرارة بيت قديم من بيوت العلم، منهم في النجف ومنهم في جبل عامل في بنت جبيل.
(364) الشيخ محمد حسين مروة العاملي كان عالما فاضلا أديبا شاعرا منشئا كاتبا مؤرخا ماهرا، لم يكن في عصره أحفظ منه، كان يحفظ القاموس وشرح ابن أبي الحديد علي النهج، علي ما حدثني به المرحوم الشيخ الفاضل الشيخ موسي شرارة، وحدثني أنه قرئ في مجلسه الحائية لبطرس، فغضب وقال: بمحضري يقرأ شعر النصاري، من منكم يروي قصيدة غيرها؟ فقالوا: لا نعرفها. فتلا عليهم قصيدة طويلة كل ما غربه وأخري وأخري. وقيل إنه كان يحفظ أربعين ألف قصيدة.
وله شعر جيد ونثر رائق، وكان حسن المحاضرة، وكان مقربا عند علي بيك الأسعد في تبنين.
وبالجملة كان من حسنات هذا العصر، له مع الأمير بعد القادر الجزائري حكاية طويلة في الشام أوجبت أن يعين له صلة معينة سنوية يقبضها في كل سنة من الشام.
واتفق له مع أمير الشام كلام أزعجه، فكتب له " كف والا قلدتك قلائد تبعنا بها الولائد " فكف واعتذر منه.
وبالجملة له حكايات ونوادر أدبية عربية.
(٣٧٦)
صفحهمفاتيح البحث: إبن أبي الحديد المعتزلي (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، الشام (3)، العصر (بعد الظهر) (1)
وهو غير الشيخ محمد حسين مروة العاملي بالشام وعالمها 1).
كان ورعا صالحا تقيا نقيا، هاجر إلي النجف في طلب العلم، وبعد سنتين رجع إلي بلاده وطلبه شيعة الشام فأجابهم وسكن بها إلي أن توفي في العشر الثاني بعد الثلاثمائة والألف.
(365) الشيخ محمد باقر بن الشيخ فخر الدين بن الشيخ نور الدين العاملي الدزفولي ذكره السيد الفاضل عبد الله بن نور الدين بن السيد نعمة الله الجزائري في اجازته الكبيرة، قال: كان عالما متقنا ذكيا ذا طبع موزون، عظم اشتغاله في أصفهان، وكان كثير التعطيل، توفي سنة بضع وستين ومائة بعد الألف. رحمة الله عليه.
أقول: ليس في الأصل اسم من الشيخ فخر الدين ولا من الشيخ نور الدين المذكورين، ولم أعثر علي ترجمتهما، والظاهر أنهما من العلماء المجاورين بأصفهان حيث كانت محط رحال العلماء.
(366) الشيخ محمد حسين بن الحسن الميسي العاملي، من أحفاد علي بن عبد العالي الميسي، نزيل الحائر المقدس فاضل عالم جليل فقيه متبحر، يروي عنه المولي أبو الحسن الشريف العاملي،
١) هذا هو الشيخ محمد حسين بن الشيخ طالب آل مروة الزراري - نسبة إلي قرية الزرارية - العاملي نزيل دمشق، المترجم في أعيان الشيعة ٩ / 251.
(٣٧٧)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة إصفهان (2)، علي بن عبد العالي (1)، الشام (2)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، دمشق (1)
وله منه إجازة كتبها له سنة 1100. ويروي هو عن الشيخ عبد الله بن محمد العاملي عن الشيخ علي بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن زين الدين صاحب " الدر المنثور ".
[367] الشيخ محمد رضا ابن المصنف الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي كان عالما فاضلا فقيها محدثا علي منهاج أبيه في العلم والعمل، وكانت وفاته في شعبان سنة 1110، وهي سنة وفاة العلامة المجلسي صاحب البحار، فيكون قيامه مقام أبيه ست سنين، لان أباه توفي سنة 1104.
قال الفاضل الزنوزي: ودفن إلي جنب أبيه في بعض حجر الصحن الشريف الرضوي واني قد زرت قبرهما مرارا.
ومن آثاره تدوين شعر الشيخ البهائي، جمعه ورتبه. رضي الله عنهما 1).
(368) الشيخ محمد علي عز الدين العاملي 2) كان عالما فاضلا في أعلي مقامات المهذبين والعلماء الروحانيين، مكبا علي التأليف والتصنيف، لا تشغله الرئاسة عن ذلك، ولا أعرف هكذا في جبل
١) قال الحر في ترجمة الشيخ البهائي العاملي (أمل الآمل ١ / 157): وله شعر كثير حسن بالعربية والفارسية متفرق، وقد جمعه ولد محمد رضا الحر فصار ديوانا لطيفا.
2) هو الشيخ محمد علي بن علي بن يوسف بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم آل عز الدين العاملي.
(٣٧٨)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ الحر العاملي (1)، شهر شعبان المعظم (1)، العلامة المجلسي (1)، الشيخ البهائي (2)، عبد الله بن محمد (1)، محمد بن الحسن (1)، الوفاة (1)، الجنابة (1)، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم (1)، علي بن يوسف (1)
عامل من العلماء سواه.
رأيت إجازة المولي الشيخ الفقيه الرباني الحاج مولي علي بن الميرزا خليل الرازي النجفي قدس سره للشيخ محمد علي المذكور بخطه الشريف يقول فيها:
" وبعد فان الأخ الأعز الأمجد الأكرم الأرشد الأشيم الأوتد الأقوم الأوحد الأفخم الأعظم فخر المحققين وزبدة المدققين صاحب القوة القدسية والملكات النفسية التقي النقي الصفي الورع اللوذعي مولانا الشيخ محمد علي عز الدين الشهير بالعاملي، قد وثق ركوني إليه وكنت استمد منه مع شدة اعتمادي عليه وأذب الخطأ عنه لما وجدت من موائد العلوم لديه، ولعمري أحسست فيه كمال النفس وبهجة الانس، وعثرت علي مزايا له لم يسمح الزمان بمثلها لغيره، ورأيت عنده ما يعز به الدين وفيه ما يغني عن البراهين، وقد قرأ علي برهة من الزمان رسالتي الموسومة ب " سبيل الهداية في علم الدراية "، فوجدته بحمد الله نيقدا بصيرا ولي في غوامض المسائل نصير وعلي رفع ما يورد علي ظهير، وأسأل الله له التوفيق انه خير رفيق، وقد استجازني حفظه الله مع اني وجدته أهلا لذلك استخرت الله تعالي في اجازته فرأيت كل الخير في اجازته، فأجزت له جميع مقروءاتي ومسموعاتي ومصنفاتي " إلي آخر كلامه.
كان مسكنه حنويه في ضواحي صور، وكان فقيها محدثا متكلما شاعرا كاتبا، له مؤلفات منها " روح الايمان وريحان الجنان " في علم الكلام لم يتم، وكتاب " تحفة القاري في صحيح البخاري " في الحديث، وكتاب " سوق المعارف " جميع فيه من كل شارد في مجلدين ضخمين، و " محاورة الشيخ علي بن الشيخ حسين محفوظ مع عياله البلاغية " العالمة الفاضلة، و " ديوان شعر "، منه في الغزل:
(٣٧٩)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب صحيح البخاري (1)، الكرم، الكرامة (1)، العزّة (1)، الحج (1)
ظلت في ليل بدي يحكي الغسق * من طرة في جبهته يحكي الفلق فخلت نارا فسعيت اصطلي * فكأني موسي قد رأي النار صعق قد شمته سكرت الا أنني * نظرت في تفاح خد كالشفق فقمت أجني فرأيت أسودا * كأنه موكل فيمن سرق فقلت يا فندي كذا شأن الهوي * قالت كذا وبقي منه أدق وله قدس سره:
أصبحت بعدكم في زي غانية * ما مس زينتها جن ولا بشر كحلي سهادي وغسلي مدمعي ودمي * خضاب كفي ومن ذكراكم العطر وله قدس سره:
من زرع الورد علي وجنتك * من أطلع السوسن في طلعتك من غرس الاس علي عارض * عارضه النرجس من مقلتك من صاغ هذا الجيد من فضة * من أفرغ الدر علي لبتك من شق هذا الصدر من عسجد * رماه بالرمان من جنتك سبحانه من خالق بارئ * أعطاك ما لم يلف في حسبتك أعطاك ما أعطاك كي يبتلي * مثلي في منحك أو محنتك وتربي علي يده جماعة من العلماء، وكان علي بيك الأسعد الوائلي له اخلاص خاص بالشيخ، وكان كثير الترويج له ولأهل العلم الذين يحضرون في مدرسته.
وتوفي قريبا من الثلاثمائة بعد الألف 1).
وقام مقامه ولده الشيخ حسن ونعم الخلف، وهو تلميذ أبيه.
١) في أعيان الشيعة ٩ / 447. ولد في كفرة - بوزن تمرة - من جبل عامل، وتوفي في 23 رمضان سنة 1301 عن عمر ناهز السبعين في قرية حنويه ودفن فيها.
(٣٨٠)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، شهر رمضان المبارك (1)
وكان له اسمه الشيخ إبراهيم، جاء إلي النجف واشتغل علي بعض علمائها وهو اليوم قائم مقام أبيه. وله تصانيف علي ما حكاه أهل بلده.
(369) الشيخ محمد علي الفوعاني العاملي عالم جليل وفاضل نبيل، من أجلاء علماء المائة الحادية عشر، جاء مع أخويه الشيخ زيني والشيخ زين العابدين وأقاموا في العراق ثم سكنوا الكاظمية.
وفيها بيت يعرفون ببيت زيني هم ذرية الشيخ زيني أخي صاحب الترجمة، والكل من أهل العلم، غير أن صاحب الترجمة أفضلهم وأشهرهم، وكانت له مصنفات تلفت. رضي الله عنهم جميعا.
(370) السيد محمد علي بن السيد أبو الحسن العاملي النجفي، ابن عم والدي عالم فاضل لغوي نحوي شاعر كاتب متكلم مصنف.
ولد يوم الأربعاء في تحويل الشمس ببرج الحمل سنة 1247، وأمه بنت الشيخ أسد الله صاحب المقابيس.
له كتب في التاريخ والأدب والفقه، وكتاب " التجارات " تام، وكتاب في " النحو "، وكتاب في " الصرف "، وكتاب " (..) " 1) في أصول الفقه، و " حاشية علي القوانين " وكتاب في " تراجم علماء عصره "، و " ديوان شعر ".
وتوفي في كربلاء سنة تسعين ومائتين بعد الألف.
1) كلمة مطموسة في الأصل.
(٣٨١)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، مدينة الكاظمين (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، التجارة (1)
(371) الشيخ محمد علي بن الشيخ تقي الدين، من آل شمس الدين الشهيد الأول كان نزيل ( … ) 2) من أعمال حلب، عالم ابن عالم تقي ابن تقي، بر ورع عابد زاهد فقيه كامل، كان هاجر إلي العراق وحصل العلم بعد مدة طويلة، ثم رجع إلي وطنه، وكان المرجع العام لشيعته والأطراف.
وأرسل ولديه لتحصيل العلم، وهما الشيخ محمد أمين والشيخ إبراهيم شمس الدين فأقام المرحوم الشيخ محمد امين وحصل ورجع وتوفي رحمه الله في نيف وثلاثمائة.
وقد جاء خبر وفاة الشيخ محمد علي صاحب الترجمة قبل أشهر من هذه السنة، وهي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة بعد الألف وقد بلغ المائة؟ سنة.
والخلف القائم مقامه اليوم ولده الشيخ إبراهيم سلمه الله.
(372) السيد محمد علي جد المؤلف ابن السيد صالح بن محمد ابن السيد إبراهيم شرف الدين ابن السيد زين العابدين بن السيد نور الدين الموسوي العاملي أمه وأم أخيه السيد صدر الدين بنت الشيخ علي بن محيي الدين بن الشيخ علي السبط ابن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني.
ولد سنة 1195 في شد غيث من قري بلاد بشارة، وقد أنشأه الله منشأ مباركا وأنبته نباتا حسنا، بحيث أخذ في تحصيل العلم وهو ابن ست سنين، ولما كانت
1) كلمة لا تقرأ في الأصل.
(٣٨٢)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، محمد بن الحسن بن زين الدين (1)، صالح بن محمد (1)، الشهادة (1)، الوفاة (1)
الضربة الكبري علي العلم وأهله وعلي أهل بلاد بشاره سنة سبع وتسعين ومائة بعد الألف - أعني ظلم الجزار وقتله العلماء والأعيان وحسبهم وتعذيبهم بأنواع العذاب وأخذ والده السيد صالح وسجنه في الجب وقتل أخيه العالم السيد أبو البركات واستصفي احمد الجزار خزانة كتبهم وكانت تشتمل علي ألوف قد جمعها أجدادنا في قرون وأجيال وفيها مصنفاتهم، فحملها الجزار بالبغال والجمال وحمل الكتب من معركة إلي عكا، قيل إنه أحرقها، وحدثني بعض أسلافي أنه رمي في البحر ما كان فيها من كتب الشيعة وحمل الباقي إلي عكا.
قال: والي الان يوجد في مكتبة عكا كثير من كتبنا عليه خطوط أسلافنا. وبالجملة تعطل العلم والاشتغال.
ولما خرج والد صاحب الترجمة من سجن الجزار علي ما شرحناه في ترجمته توجه إلي العراق، وبعد ما وصل إلي النجف أرسل علي أولاده وعيالاته فرحلوا إليه، والسيد الجد يومئذ ابن ست سنين، فأخذ يشتغل علي والده في العلوم العربية وسائر المقدمات العلمية، حتي إذا راهق صار يشتغل علي المير سيد علي صاحب الرياض، ثم علي السيد بحر العلوم، ولما توفي السيد سنة 1212 لازم درس السيد المحقق السيد محسن المقدس البغدادي صاحب المحصول، وكان شريك أخيه السيد صدر الدين في كل شيوخه وفي جميع دروسه.
وقد حدثني ابن عم والدي السيد محمد علي بن السيد أبي الحسن: أنه رأي عند عمه السيد صدر الدين لما كان قد جاء في آخر عمره إلي النجف مجموعة بخط السيد صدر الدين فيها مسائل من علوم شتي كان سألها السيد صدر الدين عن أخيه السيد محمد علي وأجابه عنها، عنوانها " سألت أخي الأعز السيد محمد علي عن مسألة كذا فأجاب بكذا "، وأكثرها من غوامض المسائل.
ويستفاد من ذلك علو درجة السيد الجد في العلم، بحيث مثل آية الله العلامة
(٣٨٣)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، القتل (2)
السيد صدر الدين يضبط أجوبته في المسائل.
وكان قدس سره علي جانب من التقوي والروع، وله كرامات، حدثني السيد الوالد طاب ثراه عن الثقة العدل الحاج محمد صالع كبة رئيس الشيعة ببغداد، قال: ان أهل بغداد علي عهد شيخ الطائفة الشبخ جعفر كاشف الغطاء التمسوا السيد محمد علي بن السيد صالح العاملي قدس سره علي الإقامة ببغداد ليكون المرجع لهم في الدين والاحكام، فأجابهم وأقام ببغداد بضع سنين، وكانت تظهر كراماته علي الدوام، وكان إذا آذاه أحد أو أغاضه لابد أن يري في منامه تلك الليلة أمير المؤمنين عليه السلام أو فاطمة الزهراء عليها السلام يعاتباه علي ذلك.
وكان مهابا عليه آثار السيادة والجلالة، وكان متكلما منطقيا فصيحا حسن التقرير جدا، إذا تكلم في المسألة العلمية ينحدر كالسيل العرم لا يعرف الاستعانة.
حدثني السيد الجليل القدوة السيد احمد ابن السيد العالم السيد حيدر رحمهما الله قال: كان السيد محمد علي جدك متقدما في العلم والفضل علي علماء عصره، بحيث إذا حضر وفي المجلس الشيخ موسي بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء وأمثاله من العلماء كان المجلس له لا يتكلم أحد منهم بحضرته وله التكلم.
قال: رأيته كذلك في عدة مجالس. انتهي.
ولما كانت سنة أربع أو خمس وثلاثين ومائتين وألف كتب إليه أخوه السيد العلامة السيد صدر الدين من أصفهان يلتمسه علي التوجه إلي أصفهان، فتوجه بالعيال والأولاد بعزم زيارة الرضا عليه السلام وأن يجدد بأخيه عهدا، فلما ورد أصفهان التمس منه أخوه الإقامة حيث أن أصفهان يومئذ محط رحال العلماء وسوق العلم قائم فيها، فأجابه إلي ذلك. ولم تطل أيامه حتي تمرض وتوفي سنة 1241، وحمل نعشه الشريف إلي النجف بوصية منه إلي أخيه ودفن في الحجرة التي
(٣٨٤)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة إصفهان (4)، مدينة بغداد (1)، الزيارة (1)، الحج (1)، الوصية (1)
في أول باب الطوسي وليس سواها علي يمن الداخل.
وما أشبه الأخوين بالمرتضي والرضي في الاشتراك في الشيوخ والتبرز علي الاقران وفي قصر عمر الأصغر، كان السيد الجد عاش ستا وأربعين سنة علي قدر عمر السيد الرضي والسيد صدر الدين دخل في عشر الثمانين.
وكان للسيد الجد ثلاثة أولاد ذكور لا غير، أكبرهم السيد عيسي وهو يومئذ ابن سبع سنين، والسيد موسي أصغر منه، والسيد الوالد وهو ابن سنتين.
فكفاهم عمهم السيد العلامة ورباهم.
ولما راهق السيد عيسي خرج من عند عمه وقد تقدمت ترجمته، وكذلك السيد موسي جاء إلي العراق ومنها هاجر إلي طهران وسكنها حتي توفي بها، وبقي السيد الوالد عند عمه، وكان له الأب الرؤف والبر العطوف، حتي تكمل عنده وأرسله إلي النجف الأشرف للاشتغال علي الشيخ حسن صاحب أنوار الفقاهة، وبعد خمس سنين أرسل إليه وأرجعه عنده زوجه علي الشرح الآتي في ترجمته.
(373) السيد محمد علي بن السيد صدر الدين الموسوي العاملي الأصفهاني، المعروف بآقا مجتهد أمه بنت شيخ الطائفة الشيخ جعفر كاشف الغطاء، كان نادرة عصره ووحيد دهره، كتب كتابه " البلاغ المبين في أحكام الصبيان والمجانين " وهو ابن اثني عشر سنة، فشهد له السيد حجة الاسلام السيد محمد باقر الرشتي الأصفهاني بالاجتهاد وصدقه علماء عصره، ولقبه الحاج ميرزا حسن امام الجمعة بأصفهان - وكان من كبار علماء الدين - بآقا مجتهد وهو ابن سبع سنين لما تكلم معه
(٣٨٥)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة إصفهان (1)، مدينة طهران (1)، الحج (2)
في تفسير بعض الآيات وانجز الكلام فيها إلي الأدب والعلوم العربية وتكلم السيد محمد علي بما يراد وفوق المرد، فتعجب الحاج ميرزا حسن.
قال السيد الوالد - وكان حاضرا -: وكان الحاج ميرزا حسن إماما في العلوم العربية، فالتفت امام الجمعة إلي السيد صدر الدين وقال مشيرا إلي السيد محمد علي: آقا مجتهد است. فصار اسما له بحيث لا يعرف اسمه الأصلي عموم الناس.
وبالجملة كان علامة متبحرا في العلوم كلها، قام مقام والده، وزاد علي والده أنه صار يصعد المنبر بعد فراغه من الصلاة بالناس ويتكلم بالمعارف والأخلاق علي وجه ينتفع منه عوام الناس بل والنساء. حتي اني سمعت من أخيه حجة الاسلام السيد صدر أنه كان يذكر غوامض المسائل في التوحيد كشبهة ابن كمونة وأمثالها ويجيب عنها بلسان يفهمه كل أحد، وكأنه من أوضح المطالب لشدة سلطته علي التقرير وحسن البيان ووفور علمه وطول باعه.
قال: دخلت علي أمه بنت الشيخ وهو جالس في خزانة الكتب وأنا علي جنبه والخزانة تشتمل علي ألوف المجلدات، فقالت له: اني لا أجدك في هذه الأيام مكبا علي المطالعة في الكتب. فقال لها: يا أماه والله اني أحفظ مطالب كل هذه الكتب - وأشار بيده إلي صدره - حتي أني أحفظ أن كل مطلب في أي صفحة من الكتاب.
قال السيد الوالد قدس سره: ولأمه بنت الشيخ حق عظيم عليه، لأنها مربيته علي المطالعة والسهر في الليل وقلة الاكل وقلة المنام لما كان عمره أربع سنوات.
وقال السيد الصدر دام ظله: وكان قد تمرن علي قلة الاكل، حتي أنه إلي آخر عمره كان يأكل علي قدر أكل الطفل الصغير.
قال: وكان كثير الفكرة غزير العبرة مشغولا بنفسه، ولما شاعت تحقيقاته
(٣٨٦)
صفحهمفاتيح البحث: الحج (3)، الأكل (4)، الصّلاة (1)
في المعارف كثر ازدحام الناس في الصلاة معه حتي ضاق مسجد والده فأضيف إليه الدور المتصلة به، شراها الناس ووسعوا المسجد، ومع ذلك حدثني بعض التجار الأخيار قال: كنت أركب بغلتي قبل الفجر بمدة حتي أحصل مكانا للصلاة في مسجد الآقا مجتهد.
وكان له كرامات ومكاشفات تدل علي جلالته، حدثني السيد الجليل الحاج سيد أسد الله الأصفهاني قال: لما جاء ناصر الدين شاه مع الصدر الأعظم الأمير الكبير الميرزا تقي خان لتأديب أهل أصفهان وأخذوا في ذلك، فحولوا علي آقا مجتهد مبلغا من الدراهم بعنوان الماليات، وكان المحول له بعض الخوانين من رجال الدولة، فجاء إلي الآقا مجتهد وطلب منه المبلغ، فقال الآقا مجتهد:
أنا ليس علي ماليات وليس لي مزارع ولا بساتين. فقال: أنا لا أدري غير أنك لابد أن تدفع لي المبلغ علي كل حال. وكلما تلكم معه الآقا مجتهد لم يزد الا شدة وغلظة، فقال الآقا مجتهد: الوعد إذا بيني وبينك إلي يوم الجمعة.
فخرج الخان وأخذه الوجع في بطنه حتي كبرت وصارت كالزق الكبير وحتي انغزت ومات. واشتهرت هذه الكرامة في كل أصفهان.
وكان جيد الشعر، خصوصا بالفارسية، يمكن أن يقال: انه ما كان يجاري ولا يباري في جودة نظمه ونثره.
وله من المؤلفات كتاب " احياء التقوي " وهو في شرح الدروس لم يتم، و " العلائم في شرح المراسم " لم يتم أيضا، و " فرائد الفوائد " في أصول الفقه، و " نفائس الفرائد " مختصر منه، و " منظومة في الوقف "، وأخري في " الميراث " ناقصة، و " ألفية في النحو " لم تكمل، و " ديوان شعر " فارسي، وتقدم ذكر رسالته الموسومة ب " البلاغ المبين في أحكام الصبيان والمجانين ".
والأسف كل الأسف أنه لم يبلغ من العمر الا ثلاثين سنة بل كان ينقص
(٣٨٧)
صفحهمفاتيح البحث: ناصر الدين شاه القاجاري (1)، مدينة إصفهان (2)، الكرم، الكرامة (1)، السجود (3)، الوراثة، التراث، الإرث (1)، الصّلاة (1)
عنها بشهر، تولد سنة 1250، وتوفي ليلة الجمعة - وكانت ليلة الغدير - سنة ثمانين ومأتين والألف، حمل نعشه إلي النجف ودفن في إيوان الحجرة التي فيها قبر والده السيد صدر الدين أول حجرة علي يسار الخارج من باب الفرج من الصحن الشريف الغروي، وله ولدان: السيد المرحوم الميرزا بهاء الدين، أمه بنت السيد حجة الاسلام السيد محمد باقر، خاله الحاج السيد أسد الله الذي عمل الچري وأجري النهر في الغري 1). وولده الاخر السيد العالم الفاضل الرباني المجاهد المراقب العماد السيد محمد جواد أدام الله بقاه وكثر في العلماء أمثاله، وهو اليوم خلف أبيه في العلم والعمل والمعارف 2).
(374) الشيخ محمد علي بن عباس بن حسن بن عباس بن محمد علي بن حسن ابن عباس بن محمد علي بن محمد البلاغي عالم فاضل فقيه أصولي محقق، صنف في الفقه كتابه الكبير، يوجد في خزانة كتب آل الشيخ كاشف الغطاء جملة من مجلداته، ككتاب الصلاة وكتاب الصيد والذبائح وكتاب الإرث وكتاب النكاح والطلاق 3). وله " شرح تهذيب الأصول " رأيته فكان من أحسن الشروح 4).
١) توفي بأصفهان سنة ١٣٢٠. أنظر نقباء البشر ص ٢٣٥.
٢) توفي بأصفهان سنة ١٣٥٧ أنظر نقباء البشر ص ٣٣٦.
٣) اسمه " جامع الأقوال " يبلغ ثلاثين مجلدا ضخما.
٤) اسمه " مطارح الأنظار ونتائج الأفكار " في ثلاث مجلدات ضخام، ومختصره في مجلدين.
(٣٨٨)
صفحهمفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)، العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، علي بن عباس (1)، علي بن محمد (1)، القبر (1)، الجود (1)، الصّلاة (1)، الحج (1)، الذبح (1)، مدينة إصفهان (2)
وهو من تلامذة السيد المحقق السيد محسن الأعرجي في الأصول، وقد كان سكن في بلد الكاظمين في تلك الأيام، لأني رأيت خطه علي بعض كتب السيد محسن يذكر أنه استعاره من ابنه السيد محمد سنة 1220، والسيد توفي سنة سبع وعشرين 1).
ويظهر أيضا أنه كان قد تلمذ علي شيخ الطائفة الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، ثم رأيته يعبر عن الآقا المحقق البهبهاني بشيخنا وأستادنا، فيظهر أنه تلمذ عليه أيضا.
وقد تقدم ذكر ولده الشيخ احمد البلاغي 2).
(375) الشيخ محمد علي بن محمد البلاغي، تلميذ المقدس المولي احمد الأردبيلي كان من وجوه علمائنا المتأخرين وفضلائنا المجتهدين المتبحرين، ثقة عين صحيح الحديث واضح الطريق نقي الكلام جيد التصنيف، له تلامذة فضلاء أجلاء علماء، وله كتب حسنة جيدة، منها " شرحه علي أصول الكافي " للكليني، و " شرح ارشاد " العلامة الحلي قدس سره، وله " حواشي علي تهذيب الحديث " (للشيخ علي بعض علمائها؟ وهو اليوم قائم مقام أبيه، وله تصانيف علي ما حكاه بعض أهل بلده) 3)، و " الفقيه " للصدوق، وله " حواشي علي أصول المعالم ".
1) توفي المترجم له بعد سنة 1228. أنظر ماضي النجف وحاضرها 2 / 78.
2) أنظر ص 102 من هذا الكتاب.
3) هذه العبارة حشيت حشرا وليست من الأصل، فانقطع الكلام بها. أنظر ماضي النجف وحاضرها 2 / 79 -.
(٣٨٩)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني (1)، مدينة الكاظمين (1)، الشيخ الصدوق (1)، العلامة الحلي (1)، علي بن محمد (1)، مدينة النجف الأشرف (2)
توفي بكربلاء علي مشرفها أفضل التحية، ودفن بالحضرة المقدسة، وكان ذلك في شوال سنة الألف، كما عن " تنقيح المقال " للشيخ حسن سبط صاحب الترجمة لولده الشيخ عباس البلاغي 1).
وهذا الشيخ أبو طائفة جليلة خرج منهم عدة علماء أجلاء، تقدم ذكر جماعة متهم ويأتي ذكر آخرين.
(376) الشيخ محمد قاسم الميسي العاملي عالم فاضل جليل، من المعاصرين للسيد نصر الله الحائري الشهيد، ويوجد في ديوان السيد المذكور قصيدة في مدح صاحب الترجمة يذكر فيها ما أصابه في وقعة ذهب فيها ماله وكلم وجهه وساءت أحواله. ولعلها فتنة احمد الجزار في جبل عامل، فراجع الديوان في خزانة السيد عيسي في سوق العطارين ببغداد.
(377) الشيخ محمد محسن ابن الشيخ عبد علي العاملي عالم عامل فاضل محدث رجالي فقيه، عندي من مؤلفاته كتاب " مجمع الإجازات " جمع في ثلاثة عشر إجازة من إجازات النافعة الكبار المشهورة:
كإجازة العلامة لبني زهرة الكبري وإجازة الشيخ الشهيد لابن الخازن وإجازة
1) يريد أن الشيخ حسن سبط المترجم له من طريق الشيخ عباس بن محمد علي المذكور.
(٣٩٠)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة كربلاء المقدسة (1)، كتاب تنقيح المقال في علم الرجال (1)، شهر شوال المكرم (1)، الشهادة (2)
الشهيد الثاني الكبري للشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي، وإجازة الشيخ حسن بن زين الدين صاحب المعالم الكبري للسيد نجم الدين، وأمثال هذه الإجازات الجليلة. جزاه الله خير جزاء المحسنين. وقد فرغ من تأليفه في شوال سنة 1125 في النجف الأشرف، وهي بخطه الشريف، وهو بخط في غاية الحسن والجودة.
ولا أعرف باقي تأليفاته ووفاته.
(378) الشيخ محمد مكي ابن ضياء الدين محمد بن شمس الدين بن الحسن بن زين الدين العاملي، ينتهي نسبه إلي الشهيد الأول عالم فاضل محدث فقيه لغوي شاعر أديب، من مشايخ الإجازة في عصره، كثير الطرق الجيدة النقية.
يظهر من بعض ما يحضرني من إجازاته أنه تجول في البلاد، وتحمل من علماء البحرين والعراق واليمن وإيران والقدس والخليل ومكة المعظمة.
له مصنفات، منها " سفينة نوح ذات أعاجيب "، جمع فيه من كل شئ حسنة. وله " الروضة العلية والدرة المضيئة " في الدعوات.
كان حيا سنة 1178، وتقدم بعنوان لقبه شرف الدين (1.
1) مضي ذكره في ص 229.
(٣٩١)
صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (1)، دولة العراق (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الشيخ البهائي (1)، شهر شوال المكرم (1)، الشهادة (2)، السفينة (1)
(379) الشيخ أبو صالح محمد المهدي ابن الشيخ بهاء الدين محمد الفتوني العاملي النباطي، نزيل النجف قال تلميذه السيد العلامة الطباطبائي الشهير ببحر العلوم في بعض إجازاته 1) عند عد شيوخه فبدأ بذكر صاحب الترجمة وقال:
" شيخنا العالم المحدث الفقيه، وأستادنا الكامل المتتبع النبيه، نخبة الفقهاء والمحدثين، وزبدة العلماء العاملين، الفاضل البارع النحرير، امام الفقه والحديث والتفسير، واحد عصره في كل خلق رضي، ونعت علي شيخنا الامام البهي السخي أبو صالح محمد المهدي " الخ.
ولما كان في عاملة كان من العلماء الكبار، بل كان الامر منحصر به وبالسيد حيدر نور الدين والسيد حسين نور الدين، والكل في النبطية الفوقا، ولما عطل سوق العلم في عاملة لكثرة ظلم الظلمة وجور الحكام وتواتر الفتن من احمد الجزار وأمثاله هاجر الشيخ إلي النجف وسكنها، فكان فيها شيخ الشيوخ. قرأ عليه مثل السيد بحر العلوم والشيخ الطائفة الشيخ جعفر كاشف الغطاء وأمثالهما من الاعلام.
وهو تلميذ المولي أبي الحسن الشريف بن محمد طاهر بن عبد الحميد النباطي العاملي النجفي الراوي عن العلامة المجلسي صاحب البحار.
ولصاحب الترجمة مصنفات، منها رسالة في " عدم انفعال الماء القليل بملاقاة النجاسة "، وكتاب " نتائج الاخبار " في جميع أبواب الفقه.
١) هي إجازة بحر العلوم للشيخ محمد حسن بن الحاج معصوم القزويني الحائري.
أنظر أعيان الشيعة ١٠ / 67.
(٣٩٢)
صفحهمفاتيح البحث: العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، العلامة المجلسي (1)، عبد الحميد (1)، الطهارة (1)، النجاسة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، الحج (1)
وكان السيد بحر العلوم يقول: لا أعرف من استنبط جميع أبواب الفقه في هذا العصر الا الشيخ أبا صالح المهدي الفتوني.
أقول: لكنه علي غير الطريقة المستقيمة، بل هو إلي الأخبارية أقرب.
وبالجملة علي مشرب شيخه الشريف أبي الحسن الفتوني والسيد نصر الله الحائري وأمثالهم من أهل تلك الطبقة لا أرتضي طريقتهم. رضي الله عنهم.
وتوفي قدس سره في شعبان سنة (1183) ثلاث وثمانين ومائة بعد الألف.
ورأيت مراسلة السيد العلامة السيد نصر الله الحائري معه في ديوان السيد المذكور.
(380) الشيخ محمد نجم العاملي كان في عصر السيد بحر العلوم في النجف الأشرف مع الأهل والعيال، وكان للسيد العلامة السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة مع الشيخ محمد نجم أخوة. وله حكاية تدل علي جلالته، ذكرها ثقة الاسلام العلامة النوري " ره " في كرامات السيد بحر العلوم عند ترجمته في الفائدة الثالثة من خاتمة المستدرك، رواها من عدة طرق صحيحة علماء ثقات أخرجها مسندة تدل علي جلالة الشيخ محمد نجم المذكور وعظم قدره عند الله تعالي.
قال: كان السيد العالم الجليل السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة يتعشي ليلة إذ طرق الباب خادم السيد بحر العلوم، فقام مسرعا فقال له: ان السيد قد وضع بين يديه عشاؤه وهو ينتظرك. فذهب السيد جواد عجلا، فلما لاح قال له السيد: أما تخاف الله، أما تراقبه، أما تستحي منه؟ فقال: ما الذي حدث؟ فقال: ان محمد نجم من أخوك كان يأخذ من البقال قرضا لعياله كل
(٣٩٣)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، شهر شعبان المعظم (1)، الحسن الفتوني (1)، الجود (3)، الكرم، الكرامة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)
ليلة مقدار من التمر الزهدي ولهم سبعة أيام لم يذوقوا خبزا ولا أرزا، وفي هذا اليوم ذهب ليأخذ من البقال شيئا لعشائهم فقال له البقال: قد بلغ دينك كذا.
فاستحيي من البقال ولم يأخذ منه شيئا وقد بات هو وعياله بغير عشاء وأنت تتنعم وتأكل، وهو الشيخ محمد نجم العاملي تعرفه ويصل إليك.
فقال السيد جواد: والله مالي علم بحاله. فقال بحر العلوم: لو كان لك علم بحاله ولم تلتفت إليه لم تكن مسلما، وانما أغضبني عليك عدم تجسسك عن إخوانك وعدم علمك بأحوالهم، فخذ هذه الصينية يحملها معك الخادم تأخذها منه عند وصولك إلي باب أخيك الشيخ محمد نجم ويرجع الخادم، فاطرق الباب عليه وقل له: اني أحببت أن أتعشي معك الليلة، وضع عنده هذه الصرة تحت فراشه - وكان فيها ستون شوشي - وابق الصينية ولا ترجعها، واعلم أني لا أتعشي حتي ترجع إلي فتخبرني أنه قد تعشي وشبع.
فذهب السيد إلي دار الشيخ وأخذ الصينية من خادم السيد ودخل علي الشيخ ووضع الصينية علي الأرض وقال للشيخ كما أمره السيد. فلما نظر الشيخ إلي الطعام قال للسيد: ليس هذا الطعام من دارك فإنه مطبوخ نفيس لا يقدر العرب علي طبخ مثله ولا نأكله حتي تخبرني بأمره.
فأصر عليه السيد جواد بالاكل وأصر الشيخ علي الامتناع، فأخبر السيد بالقصة فقال: والله ما اطلع أحد علي حالنا (أحد من جيرتنا فضلا عمن بعد) وان هذا السيد لشئ عجيب 1).
١) مستدرك وسائل الشيعة ٣ / 383 مع اختلاف في بعض الألفاظ.
(٣٩٤)
صفحهمفاتيح البحث: الطعام (1)، الجود (2)، الأكل (1)، التمر (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)
(381) الشيخ محمود الغول العاملي 1) عالم فاضلا، جاء إلي النجف مع أخيه الشيخ جواد 3)، وكان قد فرغ من المقدمات حتي أصول المعالم وأمثاله، وكان محصلا قوي الملكة، وشارك المرحوم الشيخ موسي شرارة في الدرس عند أساتيده في الفقه والأصول، وترقي ترقيا حسنا ولكن لم يمهله الاجل وتوفي في النجف سنة نيف وتسعين ومائتين بعد الألف.
(382) الشيخ محمود الشهير بابن أمير الحاج العاملي يروي عن الشيخ التقي الزاهد الفقيه العالم عز الدين أبو المكارم الحسن بن علي الكركي المشهور بابن العشرة المتقدم ذكره. فلاحظ 3).
كذا يظهر من أول غوالي اللآلي 4) كما في الرياض 5).
١) هو الشيخ محمود بن محمد بن جواد الغول العاملي.
٢) أنظر ص ١٢٤ من هذا الكتاب.
٣) انظر أعيان الشيعة ١٠ / 102، وأمل الامل 1 / 184.
4) غوالي اللآلي 1 / 7.
5) رياض العلماء 5 / 201.
(٣٩٥)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (2)، أبو المكارم (1)، الجود (2)، الحج (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، محمود بن محمد (1)
(383) الشيخ سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الشامي الحمصي، نزيل الري ذكره في الأصل في القسم الثاني 1)، وذكرناه نحن هناك تبعا له مع ما يزيد البصيرة، والا فالرجل من مشاهير علماء الشام، حتي أن الشهيد كلما قال " عند الشاميين " يريد ثلاث هو أحدهم، فذكره هنا متعين.
(384) الشيخ محمود بن الشيخ محمد مغنية العاملي عالم فاضل، من أهل الغور والتحقيق في المطالب العلمية، ذو نابغية قل في معاصريه من العرب من وصل إلي مقامه في نيل المطالب وتحقيق الحقائق.
أدام الله له هذا التوفيق.
كان هاجر إلي النجف مرتين، وتكمل في الثانية ورجع إلي بلاده مجازا مصدقا علي اجتهاده، ولم تطل أيامه وتوفي سنة 1334 2).
(385) الشيخ محيي الدين بن أحمد بن تاج الدين الميسي العاملي ذكره في الأصل بما لفظه: كان عالما فاضلا عابدا، من تلامذة الشهيد الثاني. انتهي 3).
١) أمل الآمل ٢ / ٣١٦. ٢) في أعيان الشيعة ١٠ / ١١٠: ولد سنة ١٢٨٩.
٣) أمل الآمل ١ / 184.
(٣٩٦)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، أحمد بن تاج الدين (1)، محمود بن علي بن الحسن (1)، الشام (1)، الشهادة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
والرجل من شيوخ الإجازة، أخرج في البحار بعض إجازاته 1)، منها ما كتبه للمولي محمود بن محمد اللاهيجاني تلميذ الشهيد الثاني، كتبها له في أواخر ربيع الثاني من شهور سنة أربع وخمسين وتسعمائة في الحائر المقدس علي مشرفه الصلاة والسلام، وذكر فيها أنه يروي أيضا عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن خاتون الفقعاثي.
وما كان لصاحب الأصل أن يهمل كل ذلك في ترجمة الرجل.
(386) الشيخ محيي الدين بن الشيخ حسين بن محيي الدين، من آل أبي جامع العاملي وأجلاء علمائهم وصفه الشيخ جواد محيي الدين في رسالته بالشيخ الجليل العالم العامل الفاضل المحقق الكامل، سكن الحويزة وكان مرجعا بها، وكان شاعرا كاتبا أدبيا.
أقول: وهو يروي عن أبيه الشيخ حسين عن أبيه الشيخ محيي الدين عن أبيه الشيخ عبد اللطيف عن أبيه نور الدين علي عن أبيه شهاب الدين أحمد بن أبي جامع عن المحقق الكركي.
ويروي عنه الميرزا محمد إبراهيم القاضي بن غياث الدين محمد الحويزائي الأصفهاني.
وعندي بخطه الشريف كتاب سيبويه، وعليه حواشي كثيرة له تدل علي أنه من أئمة علم العربية، وكان قد ابتدأ في كتابة الكتب في خامس عشر ذي القعدة
١) بحار الأنوار ١٠٨ / 174.
(٣٩٧)
صفحهمفاتيح البحث: شهر ذي القعدة (1)، شهر ربيع الثاني (1)، أحمد بن خاتون (1)، نور الدين علي (1)، محمود بن محمد (1)، الجود (1)، الشهادة (1)، الصّلاة (1)، كتاب بحار الأنوار (1)
من سنة ألف ومائة وست عشرة، وفرغ منه سنة 1119.
(387) الشيخ محيي الدين ابن الشيخ علي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ حسن بن زين الدين الشهيد الثاني كان من أفاضل علماء عصره في الفقه والأصول والحديث وفنون الأدب، قرأ علي والده الشيخ علي السبط.
وله ولد جليل هو الشيخ علي سمي جده، وهو جد جدي الأدني السيد محمد علي من قبل أمه الست، فإنها أم جدي السيد العلامة 1) وأم أخيه السيد العلامة السيد صدر الدين قدس الله أرواحهم جميعا.
(388) السيد مرتضي بن حيدر بن علي نور الدين الموسوي العاملي من أعلام أسرتنا، ذكره الشيخ علي الزين في " تذكرة العلماء " وقال:
السيد العالم العامل زين الأفاضل السيد مرتضي العاملي من أحفاد سيد الفقهاء والمحدثين السيد محمد صاحب كتاب " مدارك الأحكام في شرح شرائع الاسلام ".
كان مولد السيد مرتضي ومولد أبيه بأصفهان، وكان من أفاضل الزمان، عالما بالفقه والحديث وسائر علوم الأدب والعربية شاعرا منشيا. كان أستادي ورباني وعليه تخرجت في العلوم الاسلامية. كان يربيني ويسليني ويرأف بي.
1) كذا في مصورة الأصل.
(٣٩٨)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة إصفهان (1)، حيدر بن علي (1)، الشهادة (1)
جزاه الله عني خير جزاء المحسنين.
أقول: وذكره في " بغية الراغبين " ونبه علي خطأ صاحب التذكرة الشيخ علي الزين حيث ذكر أن السيد صاحب الترجمة من أحفاد السيد صاحب المدارك، بل هو من أحفاد أخيه السيد علي نور الدين، وكان مولد أبيه السيد حيدر في جبل عامل لا أصفهان وانما سكنها أخيرا.
اجتمع بالسيد مرتضي ابن عمه العباس صاحب " نزهة الجليس " في أصفهان سنة 1131 أثناء سياحته، كما نص علي ذلك في الجزء الأول من كتابه المذكور 1).
(389) الشيخ مصطفي قعيق العاملي من العلماء الأجلة، ذكره بعض علماء جبل عامل في تذييله علي أمل الآمل.
(390) السيد مصطفي بن السيد علي نور الدين الشامي العاملي المكي الحسيني الموسوي ذكره السيد ضياء الدين بن يحيي في نسمة السحر في طي ترجمه السيد صدر الدين علي بن أحمد بن معصوم المدني، وحكي أنه اجتمع به في مكة مشرفة سنة 1114، وحكي عنه بعض ما يتعلق بترجمة السيد علي المذكور.
ولم أعثر علي ذكر السيد مصطفي المذكور في غير هذا الموضع، ولا
1) نزهة الجليس 1 / 229.
(٣٩٩)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)، مدينة إصفهان (2)، علي بن أحمد (1)
أدري هل هو ولد صلبي للسيد علي بن نور الدين جدنا الاعلي أخو السيد صاحب المدارك أم هو أبن السيد علي بن حيدر بن السيد علي نور الدين، فيكون حفيدا للسيد علي نور الدين، والظن بذلك. والله العالم.
(391) الشيخ شرف الدين مكي بن محمد بن حامد العاملي الجزيني، والد الشهيد الأول ذكره في الأصل 1). وقال الشهيد في بعض إجازاته: وقد كان والدي جمال الدين أبو محمد مكي رحمه الله من تلامذة المجاز له الشيخ العلامة الفاضل نجم الدين طومان والمترددين إليه إلي سفره إلي الحجاز الشريف، ووفاته بطيبة في نحو سنة ثمان وعشرين وسبعمائة أو ما قاربها. رحمة الله عليهم أجمعين.
(392) الشيخ مكي بن محمد بن شمس الدين بن حسن بن زين الدين بن محمد ابن علي بن شهاب الدين محمد بن أحمد بن محمد بن شمس الدين محمد ابن بهاء الدين علي ابن ضياء الدين محمد بن شمس الدين محمد بن مكي الشهيد، رأيت نسبه هكذا وهو عالم فاضل فقيه محدث، من شيوخ الإجازة. ويحتمل اتحاده مع الشيخ شرف الدين محمد السابق بلقبه واسمه.
أمل الآمل ١ / 185.
(٤٠٠)
صفحهمفاتيح البحث: حيدر بن السيد علي (1)، زين الدين بن محمد (1)، محمد بن أحمد بن محمد (1)، شمس الدين محمد (2)، مكي بن محمد (2)، الشهادة (2)
(393) السيد أبو الحسن موسي الحسيني الشقرائي 1)، والد السيد محمد الأمين، جد السادات الاجلاء العلماء بشقراء آل الأمين، من أكابر بيوتات العلم والشرف رأيت في بعض المواضع أن السيد أبا الحسن بن السيد حيدر كان صاحب المدرسة الشهيرة في قرية شقراء، وأنه كانت تحتوي علي ثلاثمائة طلبة من طلبة العلم، فيهم الفضلاء الاجلاء كالسيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة والشيخ إبراهيم يحيي أمثالهما.
وظاهر أنه لا يكون هكذا مدرسته الا أن يكون من العلماء الأفاضل الاعلام والفقهاء العظام، والأسف أن لا أعرف ترجمته علي التفصيل 2).
(394) السيد موسي العاملي فاضل أديب شاعر شهير، رأيت في كتاب " اليتيمة " للسيد محمد علي ابن المرحوم عمنا السيد أبي الحسن قال: وشعراء العصر السيد موسي العاملي والشيخ إبراهيم صادق العاملي والسيد صالح القزويني وعبد الباقي العمري والسيد راضي - الخ.
ولم أعرف ترجمته.
١) هو السيد أبو الحسن موسي بن حيدر بن أحمد الأمين العاملي.
٢) في أعيان الشيعة ١٠ / 186: ولد بقرية شقرا سنة 1138، وتوفي بها ليلة الأحد 16 المحرم سنة 1194، فيكون عمره نحوا من ست وخمسين سنة.
(٤٠١)
صفحهمفاتيح البحث: الجود (1)، الكرم، الكرامة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، حيدر بن أحمد (1)
(395) الشيخ موسي قعيق العاملي من العلماء الاجلاء المتأخرين عن الشيخ الحر، ذكره بعض علماء جبل عامل في ذيل أمل الآمل.
(396) الشيخ موسي مروة العاملي من العلماء الاجلاء، ذكره بعض علماء العامليين في تذييله لأمل الامل.
ومر ذكر ولده الشيخ حسن الذي كان سكن الكاظمية وتوفي سنة 1226 1)، وولد ولده الشيخ علي بن الحسن بن موسي صاحب " قرة العين في شرح ثار الحسين عليه السلام " 2).
ثم رأيت علي ظهر بعض الكتب ما يظهر منه أن وفاة صاحب الترجمة كانت قبل سنة 1211، وذلك اني رأيت بخط ولده الشيخ حسن ما صورته " مالكه كاتبه العبد الفقير إلي الله الغني حسن نجل المرحوم المبرور الشيخ موسي المروي العاملي "، وقد كتبه في سنة 1211.
(397) الشيخ موسي مروة العاملي من العلماء المتقدمين علي صاحب الامل. كان عالما فاضلا محققا فقيها
1) انظر ص 158 من هذا الكتاب.
2) انظر ص 288 من هذا الكتاب.
(٤٠٢)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، مدينة الكاظمين (1)، الحسن بن موسي (1)، الوفاة (1)
أصوليا، رأيت له حواشي كثيرة علي كتاب " نهاية التقريب في شرح التهذيب " في الأصول تصنيف الشيخ عبد النبي الجزائري صاحب الحاوي، وتاريخ كتابة بعض تلك الحواشي سنة 1069.
فهو غير شيخ موسي والد الشيخ حسن مروة.
(398) الشيخ موسي بن الشيخ امين شرارة العاملي من بنت جبيل من قري بلاد بشارة في عاملة. كان من حسنات العصر وجبال العلم، فاضل في كل العلوم الاسلامية، خصوصا في الفقه والأصولين وعلوم الأدب والعربية، وله المام بعلوم الحكمة.
رأيته كتب للشيخ محمد حسين مروة الذي سكن الشام - وكان عالم الشيعة فيها - رسالة في " أصول الدين " تشتمل علي المعارف الخمسة من دون مراجعة كتاب.
وكان قوي الحافظة جدا لا ينسي ما حفظ، كثير الاستحضار لكل ما قرأه ورواه من العلوم حتي الخطب والشعر والتواريخ وأيام العرب، حسن المحاضرة عذب الكلام جيد التقرير.
كانت منشئات نثره خير من شعره، كثير الترويج، مجلسي زمانه، إذا تكلم يأخذ بمجامع القلوب، كثير المحبة لأهل العلم، كثير الترويج لهم، أبي الطبع جدا، علي الهمة، لم يقبل من أحد من العلماء شيئا من الحقوق مدة بقائه في العراق، وكان يكتفي بما يرسل إليه من والده.
ورد العراق سنة ثمان وثمانين ومائتين بعد الألف وكان فرغ من المقدمات والمتون وأصول المعالم في بلاده، بل كان قرأ بعض القوانين علي تلامذة
(٤٠٣)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (2)، عبد النبي الجزائري (1)، أصول الدين (1)، الشام (1)، العصر (بعد الظهر) (1)
الشيخ العلامة المرتضي الأنصاري، قرأها علي الشيخ ملا علي الهمداني أحد أجلاء تلامذة الشيخ مرتضي - وكان المدرس الأول في النجف - وقرأ شرح اللمعة علي الشيخ الفقيه فاضل العصر الشيخ عبد الحسين الطريحي، وكان وحيدا في تدريس اللمعة في النجف.
وهو مع ذلك يدرس جماعة في المعالم والقوانين والروضة، ويدرس عليه الشيخ كاظم شرارة شرح الرضي، ويدرس للسيد حيدر وأخيه السيد جواد مرتضي بعض السطوح والمقدمات.
ولما فرغ من درسي القوانين والروضة - وكانت قراءته لهما علي هذين الفاضلين في حكم الدروس الخارجية المبنية علي تحقيق المطالب وتدقيقها لا قراءة سطحية، بل كان الملا علي الهمداني يتعرض إلي تحقيقات أستاذه الشيخ مرتضي والي ما في الفصول - وعند فراغه من ذلك شرع بقراءة رسائل الشيخ عند آية الله الآخوند الشيخ ملا كاظم الخراساني وكنت معه.
فشرع حينئذ بنظم الأصول، ونظم المنظومة المعروفة. ولم يمض مدة حتي شرع هو في البحث الخارج، يحضر عنده جماعة من الأفاضل، وأخذ يكتب في الفقه وهو يحضر فيه علي الشيخ محمد حسين الكاظمي، وكان يعد من فضلاء تلامذته.
والتمسه الشيخ محمد طه نجف علي الحضور عنده، فأجابه احتراما له، وصار يحضر عنده مع جماعة لا يزيدون علي أربعة أو خمسة الشيخ حسين محيي الدين والشيخ جعفر الشروقي والسيد علي الجصاني والسيد البحراني.
وبالجملة ترقي الشيخ موسي في الاشتغال وتقدم علي جميع طبقته حتي صار يشار إليه بالأكف في النجف وكربلا وبغداد والكاظمين، وصارت له محبة في قلوب عموم الناس من أهل هذه البلاد حتي بغداد والحلة، وشاع
(٤٠٤)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة كربلاء المقدسة (1)، مدينة الكاظمين (1)، مدينة النجف الأشرف (3)، مدينة بغداد (1)، العصر (بعد الظهر) (1)
ذكره بالفضل والجامعية، وترتب علي وجوده بعض أمور الخيرية.
وكان إذا جلس في مجلس أو ركب في سفينة للزيارة لا يخرج من ذلك المجلس أو من تلك السفينة الا وهو مالك لقلوب الكل، حتي اتفق أنه تكلم في فضل تعلم العلم في بعض أسفاره إلي كربلا وهو في الطرادة، فلما رجعنا إلي النجف ترك جماعة الكسب والتجارة وصار يقرؤن العلم ويراجعونه في المشورة عند من يقرأون، كالشيخ جاسم والشيخ علي الخياط رحمة الله عليهما وغيرهما.
وبالجملة كانت فيه ربانية جاذبة وصفاء باطن، وبينما هو كذلك إذ عرض له سعال ثم بحة في صوته أصابته عين لامة، فأوجب عليه الأطباء اما المعالجة أو تغيير الهواء إلي جبل عامل الوطن الأصلي، فاختار الثاني لسهولته بالنسبة إلي الأول عليه علي مداقة وشدة أيامه، والا فقد بذلت الأموال الخطيرة لمعالجته، فأبي أن يقبل من أحد شيئا، حتي أن الشيخ الأعظم الشيخ محمد حسن آل يس الكاظمي قال للسيد حسن ويوسف الجموشي: والله لو توفقت معالجة الشيخ موسي علي بيع عمامتي التي علي رأسي لبعتها. فالتمسه علي الإقامة للمعالجة عند الحكيم باشي الطهراني فأبي وقال: هذا مزيد في مرضي.
فزمت ركائبه إلي نحو البلاد في سنة ثمان وتسعين ومائتين بعد الألف، ولما ورد بنت جبيل كتب لي أنه قد حسنت أحوالي بل صلح مزاجي وستراني عندك انشاء الله عن قريب.
ولما اطلع أهل البلاد عليه وعلي فضله وعلمه وربانيته وقوته العلمية والعملية مع كمال المعرفة بالسياسة ومواقع الأمور أكب عليه أهل العلم وعرفوا قدره، وتصدي للتدريس وتربية المشتغلين، وهو مع ذلك مشغول في احياء السنن وهداية الناس وترويج الدين وابطال بعض ما كانوا عليه من العادات غير المشروعة، فأعلي كلمة الدين وأعز بسيرته الشرع المبين، وصارت البلاد تزهر بنور علمه
(٤٠٥)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة كربلاء المقدسة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، صلح (يوم) الحديبية (1)، علي الخياط (1)، السفينة (2)، البيع (1)، الطب، الطبابة (1)
وتشرق بنفحات قدسه، فاجتمع عليه جماعة من طلبة العلم، فهداهم إلي الطريق المستقيم ورباهم وهداهم، وقد رأيت بعض من تخرج عليه، فرأيتهم علي هدي حسن ونهج مستحسن، وانقاد له بعض من كان صعب الانقياد للشرع في اخراج الحقوق.
واتفقت له مجالس مع علماء السنة، فكانت له الكلمة وظهرت له الحجة، حتي عرف جلالته النصاري في البلاد وحتي خافه أرباب المذاهب المحدثة.
وبينما البلاد وأهلها مشرقة بأنواره إذ غاب عنها إلي ربه ورضوانه وأعلي جنانه في سنة أربع وثلاثمائة بعد الألف، عن سبع وثلاثين سنة، لان مولده سنة 1267.
فقام نجله الشيخ عبد الكريم يكد في الاشتغال ويجد في تحصيل الكمال، وجاء إلي النجف وتكمل حتي صار كأبيه وأفضل، فقرت به العيون وابتهجت به النفوس، وأجازه العلماء وصدقه الرؤساء، ورجع للقيام مقام أبيه، فعرض ما كان عرض لأبيه من الأمراض، فاختاره الله إليه والي رضوانه وجنانه رضي بقضاء الله وتسليما لامره، ولا حول ولا قوة الا بالله، وكان ذلك في جمادي الآخرة سنة 1332 1).
(399) الشيخ موسي ابن الشيخ شريف ابن الشيخ محمد ابن الشيخ يوسف بن جعفر ابن الشيخ علي بن الشيخ محيي الدين العاملي النجفي وصفه السيد الجليل العالم الكبير السيد محمد علي والد الحاج ميرزا محمد
1) كان مولده بالنجف سنة 1297. انظر نقباء البشر ص 1182.
(٤٠٦)
صفحهمفاتيح البحث: شهر جمادي الثانية (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، عبد الكريم (1)، الحج (1)
حسين الشهرستاني بشيخنا الاجل الأمجد الأديب اللبيب الحسيب النسيب، كان من مشاهير شعراء عصره وأكابر علماء الأدب، ومن شعره يمدح السيد محمد علي المذكور:
قيل لي من تري لدي كل هول * ملجأ يلتجي له كل حي قلت ما في الوري سوي ابن طه * وأخيه محمد وعلي وقد كان بين الشيخ موسي المذكور وعبد الباقي العمري مراسلات شعرية، توفي سنة 1281.
وقال الشيخ جواد بن الشيخ علي بن الشيخ قاسم محيي الدين في رسالته:
انه كان عالما فاضلا كاملا أديبا شاعرا كاتبا ماهرا، له ديوان شعر، وقد خمس الدريدية. انتهي.
(400) السيد موسي بن عبد السلام بن زين العابدين بن عباس الموسوي العاملي ذكره في بغية الراغبين وقال: كان من العلماء المتبحرين في الفقه والأصول وعلوم العربية، وهو من شعراء عصره، وشعره محفوظ سائر، وقد بلغني أن له ديوانا يبلغ أربعة آلاف بيتا أكثره في مديح آبائه الطاهرين المعصومين عليهم السلام، وله رسالة فيما " انفردت به الإمامية من المسائل الفقهية " ورسالة في " صلاة المسافر " وأخري في " مناسك الحج ".
قال: وكانت وفاته في المشهد الغروي سنة 1265 1) يوم عاشوراء. رحمه الله تعالي.
١) التاريخ في الأصل مكتوب بأرقام، ثم شطب عليه بحيث لا يقرأ وكتب فوقه بخط حديث كما هنا، وفي أعيان الشيعة ١٠ / 190: توفي سنة 1253.
(٤٠٧)
صفحهمفاتيح البحث: صلاة المسافر (1)، يوم عاشوراء (1)، موسي بن عبد السلام (1)، الحج (1)، الجود (1)، الطهارة (1)، الشهادة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
* * * الشيخ مهدي الفتوني متقدم بعنوان محمد مهدي بن بهاء الدين محمد صالح.
(401) الشيخ موسي بن علي بن محمد بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني النباطي العاملي، الجد الاعلي للمولي أبي الحسن الشريف العاملي ابن محمد طاهر بن عبد الحميد وصفه الشيخ محمد حسين بن الحسن الميسي في اجازته للشريف المذكور بالشيخ الجليل الفاضل الكامل الثقة العدل الورع التقي الزاهد العابد الجزل النقي الشيخ موسي الفتوني.
ووصفه أيضا الشيخ عبد الواحد بن محمد البوراني في اجازته للشريف المذكور بالشيخ العالم العامل التقي النقي الشيخ موسي بن علي بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني. الخ.
وغيرهما من العلماء الذين أجازوا حفيده الشريف ووصفوه أيضا بما يقرب مما ذكرناه، فالرجل من أجلة العلماء المعاصرين للشيخ البهائي ومن في طبقته 1).
وآل معتوق بيت جليل في جبل عامل خرج منهم جماعة من العلماء الاجلاء، ولم ينقطع العلم منهم إلي الان.
١) وجد بخطه كتاب " نهاية التقريب " أتم نسخه ضحوة نهار الأربعاء ٢٣ شوال ١٠٢٣. انظر أعيان الشيعة ١٠ / 193.
(٤٠٨)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ البهائي (1)، موسي بن علي (2)، عبد الحميد (3)، الطهارة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، شهر شوال المكرم (1)
(402) الشيخ مهدي شمس الدين 1) من ذرية الشهيد الأول، ومن أجلة تلامذة الشيخ عبد الله نعمة، وتخرج عليه في الفقه والأصول. وهو من أساتيد المرحوم العلامة الشيخ موسي شرارة العاملي، قرأ عليه القوانين، وكان من المعاصرين الذين تكملوا ولم يجيئوا إلي العراق. رحمه الله.
هذا ما حدثني به تلميذه المرحوم الشيخ موسي العاملي.
(403) الشيخ مهدي مغنية العاملي 2) يظهر من كتابته علي نسب بعض سادات عبثيث أنه من العلماء الاجلاء الذين يطلب منهم الحكم والثبوت، وكان قد كتب معه علي ذلك النسب الشيخ العالم المتبحر الجليل الشيخ عبد النبي الكاظمي صاحب تكملة نقد الرجال من تلامذة الشيخ أسد الله صاحب المقابيس والسيد عبد الله شبر صاحب جامع الاحكام.
وأيضا كان عليه شهادة الاجل الفقيه السيد علي بن السيد محمد الأمين وشهادة أخيه السيد احمد ابن السيد محمد امين 3).
وبيت مغنية بيت قديم في العلم والرئاسة، وأحفاده في طبقة صاحب الترجمة بعد الذي ذكرناه.
١) هو الشيخ مهدي بن علي شمس الدين العاملي.
٢) هو الشيخ مهدي بن محمد بن علي بن الحسن بن الحسين بن محمود بن محمد آل مغنية العاملي.
٣) في أعيان الشيعة ١٠ / 166: توفي سنة 1265.
(٤٠٩)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، الشهادة (2)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، علي بن الحسن بن الحسين (1)، محمود بن محمد (1)
(404) السيد مهدي نور الدين الموسوي النباطي العاملي، أخو السيد محمد نور الدين، من النبطية الفوقا، وقد سردت نسبهم في ترجمة ابن أخيه السيد عبد الحسين نور الدين كان السيد مهدي قد جاء من البلاد وأقام في النجف واشتغل بالتحصيل حتي صار يكتب في الفقه والأصول، وكان يحضر في الفقه علي الشيخ الفقيه الشيخ محمد حسين الكاظمي، وقرأ الرسائل للشيخ مرتضي علي الشيخ محمد تقي سبط الشيخ أسد الله صاحب المقابيس.
وبالجملة قد اعتقد أنه فرغ من التحصيل وحصلت له ملكة الاجتهاد، وعزم علي التوجه إلي بلاده، وكان قد تزوج ببنت السيد الجليل السيد كاظم الأمين العاملي، فتمرض بالحرارة وتوفي حدود سنة تسعين ومائتين والألف في النجف الأشرف. وكان هذا من حسن عاقبته، فإنه كان سيدا جليلا تقيا نقيا صافيا مهذبا سكوتا بشوشا من أهل الجنة فاختاره الله إليه.
(405) الشيخ مهدي ابن العلامة الشيخ سليمان معتوق العاملي عالم فاضل أديب نحوي لغوي، من تلامذة والده والسيد محسن صاحب المحصول. كان والده جاء من بلاده إلي بلد الكاظمين وسكنها، وكان من أجلة علماء عصره، يروي عنه الاجلاء، كالسيد محسن الأعرجي المذكور وغيره،
(٤١٠)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، الزوج، الزواج (1)
وهو يروي عن جدنا السيد محمد بن إبراهيم عن الشيخ الحر صاحب الوسائل 1).
ولهذا الشيخ عدة أولاد علماء في بلد الكاظمين، منهم صاحب الترجمة المتوفي بالطاعون سنة 1222، ومنهم الشيخ العلامة الفاضل الشيخ محمد شريف.
1) انظر ترجمته في ص 227 من هذا الكتاب.
(٤١١)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (1)، محمد بن إبراهيم (1)

باب النون

باب النون (406) الشيخ ناصر بن إبراهيم البويهي العيناثي العاملي 1) ذكره في الأصل 2)، وله غير ما ذكره رسالة في " الحساب ".
وله رحمة الله عليه حديث عجيب غريب ينبغي ذكره في ترجمته، قال السيد العالم السيد حسين بن إبراهيم القزويني أستاد السيد بحر العلوم في مقدمة الرجال من مقدمات شرحه علي الشرائع، قال ما لفظه: وجدت بخط السيد السعيد صاحب حدائق الأبرار من أحفاد الشارح الفاضل الشهيد الثاني قال:
وجدت بخط الشيخ ناصر البويهي وهو من الفقهاء المتبحرين والعلماء المتقين ما هذا لفظه: انه رأي في منامه كأنه في قرية جزين التي هي قرية الشيخ شمس الدين محمد بن مكي الشهيد الأول في سنة 955 قال: ذهبت إلي باب الشيخ
١) هذه الترجمة شطب عليها في مصورة الأصل.
٢) أمل الآمل ١ / 187.
(٤١٢)
صفحهمفاتيح البحث: ناصر بن إبراهيم (1)، محمد بن مكي (1)، الشهادة (2)
فطرقته فخرج إلي وطلبت منه الكتاب الذي صنفه الشيخ جمال الدين ابن المطهر في الاجتهاد، فدخل بيته وأتاني بالكتاب ومعه آخر وأظنه في الروايات، فناولنيهما واستيقضت وهما معي. انتهي 1).
وهذا حديث (يدل) علي جلالة الشيخ ناصر وروحانيته وحب الشهيد له وعنايته به، وعلي قوة نفس شيخنا الشهيد في تلك النشأة. قدس الله أرواحهم جميعا.
والمراد بالسيد صاحب حدائق الأبرار هو السيد محمد بن محمد بن حسن ابن قاسم الحسيني العيناثي صاحب كتاب " الاثنا عشرية في المواعظ العددية "، كانت أمه بنت الشهيد الثاني.
والظاهر أن في التاريخ اشتباها، حيث أنه حكي في الأصل عن خط الشهيد الثاني تاريخ وفاة الشيخ ناصر سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، وعن شرح البداية له أيضا أنه توفي سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة. فتأمل.
(407) الشيخ ناصر الدين بن الشيخ حسن بن الشيخ ناصر الدين الحداد الجزيني العاملي من أجلاء علماء عصره، ومن تلامذة الشهيد الثاني. وعندي بخطه كتاب " مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد " لأستاذه المذكور، فرغ من نسخه يوم الجمعة قبل الزوال الخامس من ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة، فيكون نسخه بعد وفاة الشهيد بست سنين، لأنه توفي سنة 966.
١) هذا المنام مذكور في مستدرك وسائل الشيعة ٣ / 437، ومضي في ص 266 من هذا الكتاب.
(٤١٣)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب الإثنا عشرية للبهائي العاملي (1)، شهر ربيع الأول (1)، جمال الدين (1)، محمد بن محمد (1)، الشهادة (5)، الوفاة (2)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)
وعلي النسخة بعض الحواشي لصاحب الترجمة، ولا يحضرني شئ من تواريخه وتصانيفه.
(408) السيد نجم الدين السكيكي العاملي 1) صاحب رسالة " أخبار أهل البيت عليهم السلام " التي ينقل منها السيد محمد العيناثي في كتاب " الاثنا عشرية في المواعظ العددية ". ويظهر منه أنه من العلماء المعروفين في عصره.
(409) السيد نجم الدين بن الأعرج الحسيني الأطراوي العاملي الكركي من الاشراف العلماء الأجلة وكبراء الدين والملة، والد السيد حسن بن نجم المتقدم ذكره 2). كان معاصرا للعلامة الحلي ومن في طبقته.
له أولاد وأحفاد علماء أجلاء، والكل نسبتهم إليه.
وظهر لي من بعض إجازات أولاده وتراجمهم أن اسمه الأصلي أيوب بن الأعرج واشتهر بلقبه.
ويظهر من رياض العلماء في ترجمة ابنه الحسن أنه ابن عم السيد ضياء الدين وعميد الدين ولدي السيد مجد الدين أبي الفوارس محمد بن علي بن
١) هو السيد نجم الدين بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الموسوي السكيكي العاملي، وهو المجاز من الشيخ حسن العاملي صاحب المعالم بالإجازة الكبيرة التي أخرجها المجلسي في بحار الأنوار ١٠٩ / 3 - 79.
2) أنظر ص 159 من هذا الكتاب.
(٤١٤)
صفحهمفاتيح البحث: أهل بيت النبي صلي الله عليه وآله (1)، كتاب الإثنا عشرية للبهائي العاملي (1)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (1)، العلامة الحلي (1)، محمد بن علي (1)، العلامة المجلسي (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، محمد بن محمد بن الحسن (1)، نجم الدين بن محمد (1)
الأعرج الحسيني الحلي، أو نسبة سببية بينهما 1). وهو وهم جاءه من النسبة إلي ابن الأعرج، وانما الأعرج عبد الله بن الحسين بن علي السجاد زين العابدين.
والأعرجيون طوائف وذيول منهم في عاملة وهم الهراويون، ومنهم في الحلة وهم آل أبي الفوارس المذكور، ومنهم بالموصل وبغداد، ومنهم طرائف منتشرون يطول الكلام بذكرهم.
وصاحب الترجمة العاملي وبني أبي الفوارس في الحلة. نعم جاء الحسن ابن نجم الدين إلي الحلة أيام مجئ الشهيد إليها، وقرأ علي فخر المحققين وعلي ضياء الدين وعميد الدين، فاستجازهم وأجازوه. ولا قرابة بينه وبين الآخرين الا أنه أعرجي النسب، فإنه الحسن بن جعفر بن الحسن بن نجم الدين أيوب الأعرجي الحسيني الأطراوي العاملي.
(410) الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي بن عيسي الجبلي العاملي ذكره في الأصل في العليين باعتباره اسمه، وذكره هنا باعتبار لقبه المشهور به 2).
وكان من خاصة الشيخ حسن بن زين الدين صاحب المعالم، وعندي نسخة مختار الكشي بخطه الشريف، وقد شاركه في بعض الصفحات الشيخ حسن بن زين الدين، وخطهما متقارب وكلا الخطين جيد، وذكر فراغه من نسخه يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر ذي الحجة الحرام عام تسعين وتسعمائة علي نسخة بخط الشهيد الأول محمد بن مكي.
١) رياض العلماء ١ / ١٦٣.
٢) أمل الآمل ١ / 130 و 189.
(٤١٥)
صفحهمفاتيح البحث: شهر ذي الحجة (1)، الحسن بن جعفر بن الحسن (1)، عبد الله بن الحسين (1)، علي بن محمد بن مكي (1)، نجيب الدين (1)، محمد بن مكي (1)، الشهادة (2)
وحكي السيد شبر بن محمد بن ثنوان عن شيخه العلامة السيد نصر الله المدرس الحائري أنه حدثه في الحضرة الحسينية في أواخر السنة الرابعة والخمسين بعد المائة والألف هكذا: قال العلامة النسابة الثقة الأمين الشيخ نجيب الدين العاملي تلميذ الشهيد الثاني طاب ثراه في رحلته أنه ورد الحويزة أيام السيد مبارك بن حيدر بن الحسن وامتدحه بقصيدة منها:
فمطلبي مبارك بن مطلب انتهي. فتأمل.
ويروي الشيخ نجيب الدين عن الشيخ حسن صاحب المعالم وعن السيد صاحب المدارك، ويروي عنه السيد العلامة السيد حسين الكركي ابن السيد حيدر بن قمر الموسوي وغيره من الأفاضل، وقد ذكرتهم في طبقات مشايخ الإجازات.
من شعره وقد كتبه في رقعة صفراء بمداد أحمر:
مدمعي مثل مدادي والورق * لونه لوني ولكني أرق طلق النوم جفوني ولذا * عوض عنه بترويح الارق (411) الشيخ نعمة محيي الدين الحارثي الهمداني العاملي النجفي 1) كان من أجلاء العلماء، تولد في أوائل المائة الثانية عشر، كانت له الامام والتدريس في النجف، وله مصنفات توجد عند أسرته، وهم آل محيي الدين من آل أبي جامع العاملي.
1) الظاهر أنه ابن الشيخ شريف بن محمد بن يوسف بن جعفر بن علي بن حسين ابن محيي الدين بن حسين الجامعي العاملي.
(٤١٦)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ حسن إبن الشهيد الثاني صاحب المعالم (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، حيدر بن الحسن (1)، نجيب الدين (2)، الشهادة (1)، النوم (1)، محمد بن يوسف (1)، جعفر بن علي (1)
توفي هذا الشيخ سنة سبعين ومائة بعد الألف 1)، ورثاه الشعراء كالشيخ احمد النحوي وأمثاله.
(412) الشيخ نصر الله بن يحيي العاملي، أخي الشيخ إبراهيم يحيي السابق ذكره 2) كان من العلماء الفضلاء، رأيت خطه علي ظهر سلافة العصر التي كانت ملك أبيه المذكور في سنة 1214، وكان جاء مع أبيه إلي العراق في فتنة احمد الجزار.
(413) الشيخ نعمة الله 3) بن أحمد بن محمد بن خاتون العاملي العيناثي ذكره في الأصل 4)، وذكر أنه من تلامذة المحقق الكركي علي بن عبد العالي، ولم يذكر روايته عنه ولا عن غيره.
وعندي إجازة للمولي المحقق عبد الله التستري كتبها له في أواسط شهر محرم الحرام افتتاح سنة ثمان وثمانين وتسعمائة هجرية، قال فيها: اني أروي عن شيخي امامي الأمة وأكمل الأئمة وسواجي المللة الامام ذو المآثر والمفاخر والفضائل والفواضل والمعالي أبو الحسن علي بن عبد العالي والفقيه النبيه البدل الصالح والدي أبو العباس أحمد بن خاتون قدس الله روحهما ونور ضريحهما بمحمد وآله.
١) في الحالي والعاطل ص ٢٤٩: والذي أرجحه أنه توفي سنة ١٢٧٠.
٢) انظر ص ٨٥ من هذا الكتاب.
٣) في أعيان الشيعة ١٠ / ٢٢٥: اسمه علي واشتهر بلقبه نعمة الله.
٤) أمل الآمل ١ / 189.
(٤١٧)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، شهر محرم الحرام (1)، محمد بن خاتون العاملي (1)، علي بن عبد العالي (1)، أحمد بن خاتون (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
ورأيت إجازة المحقق الكركي لأبيه ولولديه صاحب الترجمة وأخيه الشيخ زين الدين جعفر، وتاريخها سنة 932.
(414) السيد نور الدين بن فخر الدين بن عبد الحميد الهاشمي الكركي ذكره في الأصل علي غاية الاختصار (1.
وقال الشيخ محمد بن العودي في رسالته الموضوعة في أحوال الشهيد الثاني عند تعداد تلامذته ما لفظه: ومنهم السيد الجليل الكبير المعظم خلاصة الأخيار وعمدة الأبرار وزين الأفاضل وعمدة الأوان ونادرة الزمان صاحب الشيم المرضية والأخلاق السنية السيد نور الدنيا والدين ابن المرحوم السيد فخر الدين بن عبد الحميد الكركي القاطن بدمشق الان، أدام الله أيامه وأعلي مقامه، وانه من أكابر خاصته وأوائل العاكفين علي ملازمته، قرأ عليه جملة من العلوم الفقهية وغيرها وأخذ عنه واجازه، وكان له قدس سره عليه مزيد اعتماد ومحكم استناد.
انتهي 2).
قلت: هو من أجلاء علمائنا، يروي عنه السيد العم صاحب المدارك والشيخ الجد صاحب المعالم. قال صاحب المعالم في اجازته الكبيرة عند ذكر مشايخه:
والسيد الاجل الناسك نور الدين علي بن السيد فخر الدين الهاشمي عن والدي السعيد الشهيد رفع الله درجته.
١) أمل الآمل ١ / ١٨٩.
٢) الدر المنثور ٢ / 191.
(٤١٨)
صفحهمفاتيح البحث: نور الدين بن فخر الدين (1)، نور الدين علي (1)، عبد الحميد (2)، دمشق (1)، الشهادة (2)
(415) السيد نور الدين علي بن علي بن أبي الحسن الموسوي هكذا ذكره في الأصل وقال: تقدم باعتبار اسمه 1).
قلت: هو جدنا وجد طائفتنا، وقد تقدم سرد نسبه علي الترتيب الصحيح وأنه غير السيد نور الدين بن حسن بن حسين بن علوان وغير السيد نور الدين ابن فخر الدين بن عبد الحميد، بل أخو السيد محمد صاحب المدارك لأبيه وأخو الشيخ حسن صاحب المعالم لامه.
ويروي عنهما وعن البهائي والميرزا محمد صاحب المنهج والتلخيص.
ويروي عنه جماعات من العلماء، وكانت إليه الرحلة بمكة، وقد ذكرت جملة من روي عنه وتخرج عليه كالشيخ سبط الشهيد الثاني والشيخ قاسم الفقيه الكاظمي والشيخ علي بن سليمان البحراني والسيد هاشم 2).
١) أمل الآمل ١ / 189.
2) انظر التفصيل في ص 304 - 306 من هذا الكتاب.
(٤١٩)
صفحهمفاتيح البحث: الشيخ حسن إبن الشهيد الثاني صاحب المعالم (1)، مدينة مكة المكرمة (1)، علي بن سليمان البحراني (1)، علي بن أبي الحسن (1)، نور الدين علي (1)، عبد الحميد (1)، الشهادة (1)، الترتيب (1)

باب الواو

باب الواو (416) (السيد) 1) الواثق بالله بن أحمد بن الحسين الحسيني 2) الجبلي 3) فقيه مناظر صالح، كان زيديا، قرأ علي الشيخ المحقق رشيد الدين عبد الجليل فاستبصر. قاله الشيخ منتجب الدين في الفهرست 4).
وذكره في الأصل في القسم الثاني 5)، والظاهر أن المراد بالجبلي العاملي، كما قال الشيخ منتجب الدين. كتب علي بن أحمد بن مكي بن عيسي الجبلي
١) زيادة من المصدر.
٢) في المصدر " الحسني ".
٣) في نسخ المصدر " الجيلي "، " الجليل "، " الحيلي ".
٤) فهرست منتجب الدين ص ١٩٥.
٥) أمل الآمل ٢ / 338.
(٤٢٠)
صفحهمفاتيح البحث: الحسين الحسيني (1)، الواثق بالله (1)، علي بن أحمد (1)، كتاب فهرست منتجب الدين لمنتجب الدين بن بابويه (1)
النسبة إلي بلاد الجبل في لسان أهل الحديث والاخبار، أعني همذان ومازندران، فإنه لا يقال جبلي بل همذاني، وان كان من جبال شروين يقال مازندراني وطبرستاني وآملي. فلاحظ.
صفحه(٤٢١)

باب الهاء

باب الهاء (417) السيد الطاهر أبو الحسن الهادي - والد المؤلف - ابن السيد محمد علي ابن السيد صالح ابن السيد محمد ابن السيد إبراهيم شرف الدين ابن السيد زين العابدين بن نور الدين الموسوي العاملي أصلا النجفي مولدا الأصفهاني منشأ الكاظمي مسكنا ومدفنا أحق من نظم في عقد هذا الشأن ومن يفتخر بذكره علماء هذا الزمان، علم العلم ونتيجة الاعلام البالغ في الفضل والفواضل أعلي مقام سيدنا وأستادنا الوالد الهادي المقتدي بآثاره المهتدي بأنواره عمدة المحققين قديما وحديثا وملاذ المدققين تفسيرا وحديثا، بحر العلم الذي ساغ لكل وارد وكعبة الفضل التي ينطوي إليها كل قاصد، فذلكة الفضلاء وبقية العرفاء، الرافع للعلوم أرفع راية والجامع بين الرواية والدراية.
صفحه(٤٢٢)
تولد في النجف الأشرف سنة خمس وثلاثين ومائتين والألف، وفي أيام رضاعه زمت ركائب والده العلامة إلي نحو خراسان بالأهل والعيال، وبعد زيارة الإمام الرضا عليه السلام مال إلي زيارة أخيه السيد الصدر بأصفهان، فسأله الإقامة معه حيث كانت أصفهان محط رحال الأفاضل في ذلك الزمان، فأقام غير بعيد وفاجأه القضاء في سنة 1241 كما شرحناه في ترجمته.
فكفل الوالد السيد عمه آية الله في العاملين السيد صدر الدين، ورباه في حجره، وكان أعز ولده، وكانت تزداد عنايته به ورعايته له يوما فيوما لما كان يري من حسن استعداده للعلم ورغبته فيه، وهو مع ذلك يزيد في تشويقه، حتي أنه كتب له ألفية ابن مالك بالخط الفاخر علي ورق الترمة وذهبها له، وقرر له في حفظ كل عشرة أبيات وأعرابها مع تفسيرها أشرفي.
وهكذا كانت عنايته به ورعايته له، حتي فرغ من كل العلوم العربية وسائر المقدمات كالمنطق والشرائع وأصول المعالم وهو ابن الثني عشرة سنة، وقد برع فيما قرأ حتي صار يحضر عالي مجلس درس عمه العلامة في الفقه بأمره قبل بلوغه الحلم، وصار يستفيد من أنوار علومه ويتكلم في بحثه، وهو مع ذلك يقرأ علي أستاذه المنطق والكلام، وكان هذا الأستاذ هو الشيخ عبد الكريم المعروف الجامع للعلوم الغريبة والعلوم المتعارفة، فالتمسه علي تعلم علم الحروف والأعداد والرمل، وصار يرغبه في ذلك لما يري من علو فهمه وكمال استعداد، حتي أجابه إلي ذلك وتعلم من تلك العلوم الغريبة ما يبهر العقول، لكنه أخفي علمه بها إلي آخر عمره، ولم يكن لاحد ماسكة الكتمان التي كانت له، حتي أني سألته ذات يوم أن يعلمني بعضها فقال: يا ولدي ما في تعلم هذه العلوم فريد فائدة الا لمن يقدر علي كتمانها، أما تراني؟!.
ثم بعد ما فرغ من درس عمه هاجر إلي النجف ولازم درس الشيخ حسن
(٤٢٣)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام علي بن موسي الرضا عليهما السلام (1)، مدينة النجف الأشرف (2)، مدينة إصفهان (2)، عبد الكريم (1)، خراسان (1)، العزّة (1)، الإخفاء (1)، الزيارة (1)
صاحب " أنوار الفقاهة " ابن الشيخ الطائفة كاشف الغطاء في الفقه، وقرأ علم الأصول علي الشيخ المرتضي " ره ".
وبعد خمس سنين كتب عمه العلامة بتوجهه إلي أصفهان للتزويج، فرحل مكرها ووردها، فزوجه ببنت السيد قاسم عباس من الأرحام، وبقي هناك سنة وترك عياله ورجع إلي النجف، وعاد علي ما كان عليه من الحضور علي الشيخين المذكورين، حتي ملك من الفقه زمامه وعلا سنامه، ومن الأصول ما أحيي دوارسه.
ولما كانت سنة 1263 ورد عمه العلامة السيد صدر الدين من أصفهان، فأمره بالتوجه إلي أصفهان حتي يجئ بعرسه التي تركها هناك، فخرج من النجف بهذا القصد، ولما ورد بلد الكاظمين وجد عمته العلوية " رحمة " شقيقة أبيه عيال الشيخ حسين محفوظ قد سقطت من السطح وتكسرت، فأقام عندهم يمرضها، فبينما هو كذلك إذ جاءه نعي عرسه بنت السيد قاسم من أصفهان، وبعد أسبوع جاء خبر وفاة عمه السيد بالنجف، فعدل عن الرواح إلي أصفهان مع أنه كان له فيها دار وأسباب، وكتب فأعرض عن الكل وعزم علي العود إلي النجف.
فاجتمع عليه من أهل العلم والأشراف - وفيهم الشيخ الأعظم الشيخ محمد حسن آل يس الكاظمي - فالتمسوا منه البقاء في بلد الكاظمين للتدريس، فأقام واشتغل بالتدريس وحضر مجلس درس الشيخ المذكور، واستمر علي ذلك مدة وفي نفسه الرجوع إلي النجف، فرجحت له عمته المذكورة التزوج ببعض بنات الأجلة، فاستخار الله جل جلاله فساعدت الاستخارة فتزوج بأم أولاده المجللة والدتي المعظمة بنت الشيخ محمد بن شرف الحاج حسين بن مراد الهمداني من أكابر البيوتات، فكان ذلك سببا لسكناه وقطع ما كان يتمناه.
واستدام علي التدريس في سائر العلوم الدينية، كان يجلس من أول الصبح
(٤٢٤)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (2)، العلامة الشيخ كاشف الغطاء (1)، مدينة النجف الأشرف (5)، مدينة إصفهان (5)، محمد بن شرف (1)، الحج (1)، الإستخارة (1)، الوفاة (1)
إلي الظهر يدرس في الفقه والأصول والكلام والعلوم العربية والمنطق، لا يدرس في ذلك كله سواه، وهو مع ذلك قائم بحوائج المحتاجين بأتم قيام وعلي أحسن نظام، لا يرجع العجم المجاورين الا إليه ولا معول لهم الا عليه، لم يسمح الزمان بمثل أخلاقه وسعة صدره وكثرة تواضعه وشدة رأفته وكثرة فتوته وسخائه وآبائه.
كانت له المنة علي جميع أهل بلده وليس لاحد منهم عليه منة، عبقت منه رائحة جده باب الحوائج فصار كعبة القاصد، فكم من مريض عاجز عنه الأطباء برئ بدعائه أو يأكل من سؤره. كان لفمه وكلمه وقلمه تأثير عجيب في شفاء الأمراض وحصول الاغراض، فكم من مبتلي بموت الأولاد أخذ من ثيابه لمولوده فعاش. وكان إذا كتب لمحروم الأولاد دعاء الولد رزقه الله ذلك.
وبالجملة حاز من الخصال محاسنها وما آثرها وتردي من أصنافها بأنواع مفاخرها، لا يرجع منه السائل الا بحاجة مقتضية ولا فقير الا بصلة. وربما كان لا يجد النقد فيعطي السائل خاتمه أو بعض ثيابه أو بعض أواني داره، لا يستطيع رده بالكلية لسخاء طبعه ورقة قلبه.
كان إذا مر في الصحن الشريف أو في الطريق ورأي من الغرباء لا يستطيع أن يرفع قدمه عنه، بل يقف عليه حتي يحسن إليه ويصلح له ما يحتاج إليه ولو بالقرض والاستدانة. ولعمري لا يستطاع ذكر مزاياه وما كان عليه من المكرمات والأوصاف وقوة النفس وحسن التوكل وقطع النظر عن الناس.
وكان لا يقبل الحقوق من كل أحد ويقول: أني لا أقبض ممن يحدث نفسه أنه أعطاني أو جاء إلي بحق فرضه الله عليه. وكان جل مخارجه ومخارج عيالاته من النذور. وكان من الورع والتحرز قد بلغ الغاية وتجاوز النهاية، يعرض عن الأموال الخطيرة لأدني حزازة عرفية فضلا عن الشبهة الشرعية.
(٤٢٥)
صفحهمفاتيح البحث: الأكل (1)
ومن خواصه أنه كان لا يقبل الوصية ولا يتولي الأوقاف، وأعظم من ذلك أنه لم يحكم في قضية قط ولا أفتي بما يخالف الاحتياط مدة عمره، وكان من يفصل الدعاوي العظيمة بأحسن وجه بلا تحليف ولا حكم. وهذا من كراماته الظاهرة.
كان أشبه الناس بالسيد جمال الدين علي بن طاوس بالورع عن الحكم والفتوي وفي الزهد والمراقبة لمولاه والمجاهدة ومحاسبة النفس. وكان من أعلم الناس بعلم تهذيب الأخلاق، وكم له من الرياضات الشرعية.
وكان عالما بالحديث والتفسير، عالي الأنظار في الأصولين مصنفا فيهما، كثر الاستحضار في الفقه حسن المسلك فيه، خبيرا بالطب والرياضيات وعلم الأوائل، وله في علم الطب أرجوزة ضمنها نفائس مطالب الطب والعرفان لم ينسج علي منواله ناسج، أولها:
علم طب ميزان أحوال بدن * نيست مشكل طب را عالم شدن انما الاشكال في رد الطبيب * صحة زالت بترحال الحبيب وله في علم الكلام رسالة أملاها علي بعض تلامذته من دون مراجعة كتاب، أولها بعد البسملة والحمدلة " هذه سطور تنتظم في بيان المعارف الخمس، أعني أصول الدين " الخ.
وكان حسن التقرير جيد التحرير، قل نظيره في أهل العلم في حسن البيان وتحرير المطالب، لكنه لعلو فكره وجربزة فهمه لا يرتضي تحريراته، وكلها كتب كتابة عاد إليها وغيرها، لا يتمكن من اتمام كتاب علي ما يريد.
واتفق أنه ترك التدريس والخروج إلي صلاة الجماعة، وصار لا يخرج من الدار الا في آخر الليل، يخرج لزيارة الامام الكاظمين عليهما السلام. وصار لا يدخل علي أحد ولا يراود أحد واشتغل بنفسه وانغمر بفكره. واستمر علي ذلك أكثر من سنتين، ثم عاد إلي التدريس والصلاة والقيام بحوائج الناس
(٤٢٦)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (1)، صلاة الجماعة (1)، أصول الدين (1)، جمال الدين (1)، الصّلاة (1)، الزهد (1)، الوصية (1)، الخمس (1)، الطب، الطبابة (3)
علي ما كان عليه، غير أنه لا يدخل دار كل أحد.
واتفق له في خلال تلك المدة حكايات ومكاشفات وعنايات تجري مجري الكرامات، ذكرها صاحب دار السلام.
كان ربعة من الرجال، بهي المنظر أبيض اللون، يعلوه نور ظاهر، بين عينيه سجادة، إذا نظر إليه الناظر ابتهج برؤيته وبياض كريمته وأنوار طلعته.
وكان يتسلي جليه عن كل شئ بمخاطبته.
ومن عجيب سيرته أنه كان قليل النوم. وإذا نام لا يمد رجليه بل يجمعهما ويتكئ بزاوية حجرته.
وكان لا يأكل في الليل والنهار الامرة واحدة، لا يزيد علي نصف الرغيف.
وكان قد سقطت كل أسنانه في سن الشباب في يوم واحد، وذلك أنه ابتلي بوجع الأسنان بحيث لم ير النوم ثلاث أيام بلياليها، فوصفوا له رش دواء علي أسنانه فرشه وسكن الوجع ونام ولم يغسلها، فلما استيقظ وجد جميع أسنانه قد تحركت، فصار يأخذها بيده ويرمي بها حتي انتزعها جميعا، فحرم ملاذ الدنيا من وقت شبابه.
مرض يوم السابع عشر من جمادي الأولي بمرض البطن من غير حمي، وتوفي بعد العصر يوم الثاني والعشرين سنة ست عشرة وثلاثمائة بعد الألف.
فقامت الصحية في داره هاجت البلد بأسرها وكثر الصراخ والبكاء من عموم الناس نساء ورجالا، وكان يوما مشهودا، واجتمع الناس وأخذ العرب والعجم باللطم علي الصدور والنياحة، وأغلقت الأسواق وتعطلت، وحمل نعشه الشريف في التخت علي الرؤوس، وأخرجوا أعلام الحرم الشريف، وخرجت النساء من خدورها ألوف خلف نعشه بالصراخ والعويل، حتي إذا فرغوا من تجهيزه جاؤوا بنعشه إلي الصحن الشريف، وبعد الزيارة صليت عليه بوصية منه.
(٤٢٧)
صفحهمفاتيح البحث: شهر جمادي الأولي (1)، المرض (1)، الأكل (1)، النوم (3)، الوصية (1)، العصر (بعد الظهر) (1)
ولما أنزل في سرداب بقعته ليوضع في لحده كان الحاج ملازمان المازندراني واقفا علي باب السرداب إلي جنبي، فقال لي " الله أكبر " وأخذته الرعدة.
فقلت له: ما دهاك؟ فقال: هذا الحجة صاحب الزمان عليه الصلاة والسلام قد حضر إليه وهو الان في السرداب فاني أعرف رائحته المباركة. قال: وما كنت أعرف عظم قدر هذا السيد الجليل إلي هذه الدرجة. وهذا الحاج ملازمان من العلماء الربانيين المرتاضين المجاهدين الصائم القائم الذي بلغ به الحال أنه يقتات في افطاره أيام رياضته بالمدينة الطيبة قدر لوزة واحدة، وله كرامات ومكاشفات جليلة ذكرها العلامة النوري " ره " صاحبه في بعض مؤلفاته المختصة بالحجة المهدي صاحب الزمان عليه السلام.
وبقعة السيد هي الحجرة الثانية علي يمين الداخل إلي الصحن الشريف من الباب الشرقي المعروف بباب المراد.
واستقام النوح واللطم علي الصدور من العرب والعجم كل ليلة في أيام إقامة الفاتحة، وبعد انقضاء الفاتحة منا أخذ غيرنا بإقامة الفاتحة، وتعددت الفواتح وأقيم الترحيم الجليل في الصحن عند بقعته سبعة أيام.
ورثاه شعراء العرب والعجم، وأرخ وفاته بعض أسباطه بقوله:
نادي الأمين في السماء مؤرخا * انطمست والله أعلام التقي ورثاه الشيخ حمادي نوح الشاعر الشهير بقصيدة طويلة الذيل، منها قوله:
أي صماء عرت رشد الوري * فالوري رعدهم داء عضال في امام النسك أودت بغتة * للمنايا أمم الصف رعال ومنها:
ومضت فائزة في مرشد * للهدي فيه جلال وجمال من لمحرابك يا بدر التقي * من سنا الذكر يجليه الكمال
(٤٢٨)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام المهدي المنتظر عليه السلام (2)، الحج (2)
تحت بدر فيه بدرا كاملا * أول النشأة لا البدر هلال لك يا نور المحاريب سنا * ورع يصعد منه الابتهال جرت الابدال تقفوه اجتهادا * فعليها ورعا عز المثال منها:
يا منيرا سحر النسك إذا * رقدت عن سحر النسك رجال وقيام الليل أقوي شاهد * عن صيام القيظ ما فيك ملال بأبي وجهك تستسقي الحيا * فيه للحل فيهمي الانهمال ومنها:
غالك المقدار يا ليت عدي * لسوي هادي الأنام الاغتيال لك في الدين غواشي قرح * صدعت صدر الهدي منها نبال واتقاها صدر دين المصطفي * في تقاه هو الحبر المثال (418) السيد الشريف هاشم ابن السيد محمد بان السيد حسن ابن السيد هاشم ابن السيد محمد بن عبد السلام بن زين العابدين بن عباس الموسوي العاملي كان فاضلا كاملا ثقة ورعا، من رجال العمل والصلاح، له أخلاق وحالات تلحقه بالأولياء.
أخذ العلوم العربية عن فضلاء عاملة، وتلمذ في الفقه والأصول علي السيد علي المحمود الأمين المتقدم ذكره.
وكان شاعرا أديبا، وله من الشعر الجيد ما يجعله في مقدمة الشعراء العامليين، وما أحسن قوله:
(٤٢٩)
صفحهمفاتيح البحث: محمد بن عبد السلام (1)، الشهادة (1)
واخوان إذا عدوا * فهم لي في الرخا جند واما نابني خطب * فما لي عنهم فرد توفي رحمه الله ليلة الخميس حادي عشر شهر صفر سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة بعد الألف ولم يتجاوز الأربعين من العمر.
وقد تقدم ذكر جده السيد محمد بن عبد السلام 1).
وكان وأبوه السيد محمد بن الحسن أيضا فاضلا كاملا صالحا شاعرا ناثرا، ولد سنة 1247 وتوفي سنة 1319 2). وكذا كان جده وسميه السيد هاشم بن محمد عالم عاملا صواما قواما توفي سنة 1281. 3) وهؤلاء جميعا من أسرتنا الكريمة، وقد ذكرهم في بغية الراغبين مفصلا.
(419) السيد الشهيد أبو البركات هبة الله ابن السيد صالح بن محمد بن إبراهيم شرف الدين ابن زين العابدين بن نور الدين الموسوي العاملي، عم والد المؤلف كان عالما فاضلا مجتهدا مسلما، قتله احمد باشا الجزار سنة سبع وتسعين ومائة بعد الألف، وهي سنة الضربة التي أصابت علماء جبل عامل.
أما كيفية اغتياله فقد حدثني بها والدي عن عمه السيد العلامة الصدر: أنه لما أساء الجزار السيرة مع أهل البلاد اجتمع جماعة من العلماء الأعيان في
١) انظر ص ٣٤٧ من هذا الكتاب.
٢) تقدمت ترجمته في ص ٣٤٢.
٣) نقل في أعيان الشيعة ١٠ / 259 عن بغية الراغبين أن السيد هاشم هذا ولد حدود سنة 1200 بجبشيث وتوفي بدير سريان سنة 1280.
(٤٣٠)
صفحهمفاتيح البحث: زين العابدين بن نور الدين (1)، شهر صفر الظفر (1)، محمد بن إبراهيم (1)، محمد بن عبد السلام (1)، محمد بن الحسن (1)، القتل (1)، الشهادة (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)
المشورة في أمر هذا المتغلب، فاتفق رأيهم علي سمه إذا جاء إلي دار أحدهم، وكان رجل من خدم بعض الرؤساء مع هؤلاء، فذهب وأخبر احمد الجزار مما انعقد عليه الرأي من الجماعة، فتصاهر الجزار بالعداوة لهؤلاء، فأخذ بعضهم وحبسه وعذبهم وبعضهم قتله، وأرسل في الليل جماعة علي قبض السيد صالح وولده السيد أبي البركات بطريق الغيلة لا بالمجاهرة، فطرقوا باب السيد ونادوا ان لنا مسألة شرعية قد ابتلينا بها، فأرسل السيد ولده أبا البركات ليجيبهم عنها - قال: وكان من المجتهدين المسلمين - فخرج ولم يرجع، فقال السيد بنفسه فخرج فقبضوا عليه.
قال: أما السيد أبو البركات فقتلوه بمحضر أبيه، وحبسوا السيد في المطبق وكان لا يميز فيه الليل من النهار، فضاق صدر السيد لذلك فقال لمن معه في الحبس - وكانوا ستة من أهل البلاد -: أني قد ضاق صدري وأريد أن أدعو بالفرج، فدعوت فأمنوا من دعائه، فدعا بدعاء الطائر الرومي المروي في مهج السيد ابن طاوس، فانشق الحبس فخرج والستة معه وتوجه من ساعته إلي العراق.
ولما عرف الجزار بذلك أرسل جنده فحملوا خزانة كتبه، وكانت خزانة جليلة تشتمل علي ألوف وفيها مصنفاته ومصنفات آبائه، فلما جاؤوا بالكتب إلي ساحل البحر فحلوا الحمول فتشوا الكتب، فكل ما كان من مصنفات الشيعة ألقوه في البحر وما كان من غيرهم حملوه إلي عكا. ولما علم السيد صالح بذلك أرسل علي عيالاته وأولاده فرحلوا إليه. انتهي ملخصا.
وأم السيد أبي البركات الشهيد الست بنت الشيخ علي بن محيي الدين بن علي بن محمد بن حسن بن زين الدين الشهيد الثاني.
وكان السيد أبو البركات شابا لم يبلغ الثلاثين سنة. رضوان الله عليه.
(٤٣١)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، السيد إبن طاووس (1)، علي بن محمد (1)، الطيران، الطير (1)، القتل (1)، الأكل (1)، الشهادة (2)، الجماعة (1)

باب الياء

باب الياء (420) الشيخ يوسف بن خاتون العاملي من العلماء المتأخرين عن صاحب الأصل، ذكره بعض علماء جبل عامل في ذيل أمل الآمل، وذكر معه الشيخ علي خاتون السابق ذكره.
(421) الشيخ يوسف بن أحمد بن نعمة الله بن خاتون العاملي العيناثي، جمال الدين كان عالما فاضلا عابدا محققا ورعا فقيها، من المعاصرين لصاحب الأصل، ذكره في هذا الباب باعتبار اسمه وذكر أن له كتابا، وذكره في باب الجيم باعتبار لقبه ولم يذكر له كتابا، وهما واحد، ولم يشر إلي تقدم ذكره باعتبار
(٤٣٢)
صفحهمفاتيح البحث: يوسف بن أحمد بن نعمة الله (1)
لقبه كما هي عادته، فذكرناه للتنبيه علي الاتحاد 1).
(422) الشيخ الجليل المحدث الشيخ يوسف ابن الشيخ جعفر ابن الشيخ علي ابن الشيخ حسين ابن الشيخ محيي الدين الجامعي العاملي قال الشيخ جواد محيي الدين في رسالته عند ذكره للشيخ يوسف: وقد رأيت له بعض الحواشي علي بعض الكتب، وأكثر ما عندنا من الكتب من موقوفاته، وقد كان عالما فاضلا جليلا. انتهي 2).
وقد تقدم ابنه الشيخ محمد.
(423) السيد يوسف بن جواد بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن إبراهيم شرف الدين الموسوي العاملي الشحوري، من بني أعمامنا عالم فاضل جليل، هاجر مع ابن خالته المرحوم الشيخ علي عاصي إلي النجف لتحصيل العلم، وكان قبل ذلك في مدرسة الشيخ عبد الله معه في جبع، فأقاما في النجف مجدين في الاشتغال، ومدة في بلد الكاظمين، قرءا فيها علي السيد محمد باقر صاحب شرح الرسائل وعلي الشيخ الفاضل الشيخ عباس الجصاني والشيخ الفاضل الشيخ محمد حاج كاظم.
ثم رجعا إلي النجف وقرءا علي علمائها، وكتب الشيخ علي حاشية علي المعالم،
١) أمل الآمل ١ / 45 و 190.
2) توفي بعد سنة 1151. انظر الحالي والعاطل ص 100.
(٤٣٣)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة الكاظمين (1)، مدينة النجف الأشرف (3)، محمد بن محمد بن إبراهيم (1)، الجود (2)
وتوفي. وصار السيد يحضر درس الفاضل الشربياني والشيخ ملا كاظم الخراساني صاحب الكفاية في الأصول، وعلي الشيخ آقا رضا الهمداني، وفي الفقه علي الشيخ محمد حسين الكاظمي والشيخ ملا لطف الله المازندراني تلميذ الشيخ المرتضي " ره "، حتي مضت عليه أربعة عشر سنة، وكمل ورجع إلي بلاده وتزوج في أوائل وروده بشقيقتنا أم السيد العالم الفاضل السيد عبد الحسين شرف الدين.
وكان سيدا جليلا شهما كريما عزيز النفس صافي القلب حسن الأخلاق كثير الشفقة علي إخوانه وأهل بلاده.
ولما رجع إلي بلاده سكن قرية شحور، وكان المرجع فيها وفي سائر بلاد بشارة، معروفا بالفضل والعلم وحسن السيرة وعزة النفس.
وأرسل أولاده إلي النجف للاشتغال، وكان كثير العيال شديد العلاقة بأولاده كثير المحبة لهم، وقد أقر الله عينه بشبليه السيدين العالمين السيد عبد الحسين شرف الدين الذي جاء البلاد والذي جدد به دارس العلم، والسيد الشريف.
حتي استكمل والدهم أيامه في تمام العزة وجاءه داعي ربه فأجابه في هذه الأيام في أواخر ذي الحجة سنة 1334.
(424) الشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي العاملي المشغري ذكره في الأصل 1)، ولم يذكر كتابه " الدر النظم في مناقب الأئمة اللهاميم "، وهو كتاب جليل في بابه، رأيت منه نسخة مصححة علي نسخة الأصل مكتوبة
١) أمل الآمل ١ / 190.
(٤٣٤)
صفحهمفاتيح البحث: شهر ذي الحجة (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، يوسف بن حاتم (1)، جمال الدين (1)
في عصر المصنف، وتصفحته فرأيته يروي عن كتاب مدينة العلم " للشيخ أبي جعفر ابن بابويه الصدوق بلا واسطة، قال في مواضع عديدة. وفي كتاب مدينة العلم. ولم أعثر علي مؤلف صرح فيه بذلك غيره.
وكان هذا الشيخ من أجلة العلماء في عصر المحقق نجم الدين صاحب الشرائع، وهو صاحب المسائل البغدادية التي أجاب عنها المحقق، قال ناسخها:
تمت المسايل البغدادية للمحقق نجم الدين المنسوبة إلي سؤال جمال الدين ابن حاتم المشغري.
أقول: وكذلك صرح الشهيد في الذكري عند نقله منها، ونقل أيضا فتوي جمال الدين في بعض مواضع الذكري، وقال في موضع ما لفظه: وقد أورد علي المحقق نجم الدين تلميذه جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي - الخ.
ويظهر من نسبة مسائله إلي بغداد - مع أنه من غيرها - أنه كان قد سكن بغداد ومنها أرسل يسأل المسائل، والا فلا وجه لتسميتها بالبغدادية. ولا اشكال في أنها كانت مرسلة لا أنه حاضر عند المحقق، قال فانا مجيبون عما تضمنه هذه الأوراق من المسائل لدلالتها علي فضيلة موردها ومعرفة ممهدها، فهو حقيق أن تحفق أمله ونجيب إلي ما سأله.
ويظهر من الذكري أن له كتابا آخر في الفقه أو مسائل أخر، نقل جملة ليس من المسائل البغدادية تحقيقا، فإنها عندي عن خط السيد نصر الله الحائري بخط الشيخ قاسم بن الشيخ محمد بن حمزة الملقب بالدليزي.
وله " مجموع " ينقل عنه صاحب المجموع الرائق، قال: ومما نقلته من مجموع جمال الدين يوسف بن حاتم الفقيه الشامي ما ترجمته: كتاب الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام. ثم ذكر المناقب.
(٤٣٥)
صفحهمفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الشيخ الصدوق (1)، يوسف بن حاتم (2)، مدينة بغداد (2)، جمال الدين (4)، محمد بن حمزة (1)، الشهادة (1)
(425) السيد يوسف بن محمد بن محمد بن زين العابدين الحسيني العاملي صاحب " جامع الأقوال في الرجال "، وهو كتاب كبير حسن الترتيب فيه تنبيهات ونكات تدل علي مهارة مؤلفه في فن الرجال والحديث.
ورأيت أيضا نسخة من " خلاصة الأقوال " للعلامة الحلي قد قابلها السيد يوسف المذكور للتصحيح مع السيد العلامة جدنا الاعلي السيد علي بن الحسين ابن أبي الحسن والد السيد محمد صاحب المدارك ووالد جدنا السيد نور الدين، وأرخ السيد يوسف سنة المقابلة للتصحيح، وهي سنة ثمان وستين بعد التسعمائة.
وأظنه من تلامذة الشهيد الثاني " ره ".
(426) الشيخ يوسف ابن الشيخ محمد ابن الشيخ يوسف ابن الشيخ جعفر ابن الشيخ علي ابن الشيخ حسين بن الشيخ محيي الدين الجامعي العاملي كان عالما فاضلا ورعا تقيا جليلا وقورا مرجعا في علم اللغة، له اليد الطولي في التواريخ والسير والشعر والكتابة والتحرير، وكان أديبا ظريفا عظيما مهابا، قرأ علي جدنا الأستاذ العلامة الشيخ قاسم محيي الدين. وله كتاب " الشريعة الجامعة " في أحكام المياه لم يخرج إلي البياض. كذا ذكره الشيخ جواد محيي الدين في رسالته.
(427) الشيخ جمال الدين يوسف بن محمد قاسم العاملي الجزيني عالم فاضل جليل، له إجازة من شيخه المحدث الشيخ عبد الله بن صالح
(٤٣٦)
صفحهمفاتيح البحث: محمد بن زين العابدين (1)، عبد الله بن صالح (1)، علي بن الحسين (1)، العلامة الحلي (1)، جمال الدين (1)، يوسف بن محمد (2)، الشهادة (1)، الترتيب (1)
السماهيجي البحراني صاحب الصحيفة العلوية، يقرب عصره من عصر الشيخ الحر والمجلسي " ره ". وقد ترجمناه في القسم الثاني.
يروي عن المحقق الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني قدس سره.
(428) الشيخ يونس العاملي من العلماء الاجلاء المرجوع إليهم في الرياسة الدينية، قتله الأمير حيدر سنة الف ومائة وثلاثين.
وهذا الأمير حيدر هو والد الأمير ملحم صاحب وقعة أنصار الذي أسر من الشيعة ألف وأربعمائة بفتوي الشيخ نوح وذلك سنة 1147، وهلك في الكنيف في بيروت وفكت الاسري.
(٤٣٧)
صفحهمفاتيح البحث: العلامة المجلسي (1)، مدينة بيروت (1)، سليمان بن عبد الله (1)، القتل (1)

باب الكني

باب الكني (429) ابن الخياط العاملي من العلماء الأفاضل، قال في الرياض: رأيت مجموعة بأردبيل نقل فيها عن الشهيد جملة من الفوائد ولعله ينقل عنه بالواسطة. فلاحظ 1).
(430) السيد أبو جعفر ابن آية الله العلامة السيد صدر الدين العاملي الأصفهاني المولد والمنشأ أمه بنت شيخ الطائفة الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء.
كان سيدا جليلا عالما فاضلا خبير متعبد صالحا، قرأ علي علماء أصفهان،
1) رياض العلماء 6 / 18.
(٤٣٨)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة إصفهان (1)، ابن الخياط (1)، الشهادة (1)
واختص بالسيد العلامة السيد أسد الله صاحب الجري في الغري ابن حجة الاسلام السيد محمد باقر، وكان صهره وتلمذ عليه في الفقه وعرض عليه ما كتبه، فكتب عليه الثناء بالفضل.
جاء السيد أبو جعفر إلي العراق لزيارة الأئمة عليهم السلام، وبقي مدة ثم رجع إلي وطنه أصفهان، وتوفي سنة نيف وعشرين وثلاثمائة بعد الألف 2)، وكانت ولادته رحمه الله سنة 1262.
(431) السيد أبو الحسن الحسيني العاملي ذكره بعض العلماء في عداد العلماء المتأخرين عن صاحب الأصل والمقاربين لعصره.
(432) السيد أبو الحسن ابن السيد صالح، عم والدي كان عالما فاضلا فقيها متبحرا في العلوم إماما في التفسير وعلوم العربية، وحيدا في الأدب والشعر والنثر، كاتبا كاملا حسن الخط جميل الصورة مهابا وقورا متكلما، إذا حضر المجلس كان المتكلم فيه وحده، معظما عند العلماء والرؤساء، حتي عند العلماء والرؤساء، حتي عند علماء الجمهور ورؤسائهم.
قال ولده السيد محمد علي في اليتيمة عند ذكره: كان عالما لا يقاس به أحد في العلم والورع، لا يقاس به ذو تقوي في الورع والحلم، أبي الضيم كريم
1) توفي بأصفهان سنة 1324. أنظر نقباء البشر ص 31.
(٤٣٩)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة إصفهان (2)، الحج (1)، الكرم، الكرامة (1)
الشيم علي الهمم ساعيا بحوائج المسلمين مشيدا لأركان الدين مقربا عند الملوك محبوبا لديهم، وكان ذا نثر لا يقوي عليه أحد وشعر قصرت عنه شعراء الأبد، وكان مقربا عند العلماء، لا سيما عند الأخوال الكرام من الطائفة الجعفرية.
وقد زوجه الشيخ موسي بن جعفر (كاشف الغطاء) بنت أخته بنت الشيخ أسد الله صاحب المقابيس، فأعقب الأحقر والأخ الميرزا جعفر.
وقد كتب علم الأصول من أوله إلي آخره. وحضر الفقه علي الشيخ موسي المومي إليه.
وسمعت من خالي الشيخ حسن ابن الشيخ كاشف الغطاء أن اثبات صفة الاجتهاد في حق السيد أبي الحسن نقص في حقه. ولو اطلعت علي قضاياه ومراسمه مع الحكام والملوك والأكابر والعلماء والفضلاء ومكاتيبه لسلطان العصر وغيره لقضيت العجب. إلي آخر كلامه.
أقول: كان السيد العم أوحدي الكمالات، عندي شرح المفاتيح للآقا المحقق البهبهائي بقلم السيد العم صاحب الترجمة كتبه لنفسه، وعلي ظهر النسخة ما هذا صورته:
" بسم الله الرحمن الرحيم. رحم الله من دعا لكاتبه ومالكه، كتبت هذا الكتاب بتمامه وكماله منذ بلغت من العمر عشر سنين وأنا أقل الخليفة بل لا شئ في الحقيقة أبو الحسن بن السيد صالح العاملي الموسوي " انتهي.
وخطه من الجيد، فتأمل هذا الكمال وحسن الاستعداد والرغب في العلم في هذا السن. والحق أن أهل هذا البيت يمتازون نوعا من سائر بيوت العلم بحسن الاستعداد وعلو الفهم، ومن نظر إلي الكتاب المذكور يراه قلم رجل كاتب مطبوخ عريف في استنساخ الكتب وهو ابن عشر سنين.
وكان السيد أبو الحسن أيام المشايخ الخزاعل من المثرين، من أهل الثروة
(٤٤٠)
صفحهمفاتيح البحث: العلامة الشيخ كاشف الغطاء (2)، موسي بن جعفر (1)، الكرم، الكرامة (1)
من الخيل والعبيد، مأوي الضيف في النجف. ولما أخذت الحكومة الأراضي من العشاير أخذت أراضي السيد، أخذها حاجم السلطان شيخ زبيد بأمر الدولة العثمانية، وأخذ كل ما كان أقطعه مشايخ الخزاعل، وكانت واردات أراضي السيد أربعين ألف شامي.
وبعد هذه الواقعة سكن السيد كربلا، ولم تطل الأيام حتي جاء إلي زيارة الكاظمين عليهما السلام وتمرض بمرض الحرارة وتوفي سنة 1275، وحمل السيد الوالد نعشه إلي كربلا ودفنه في بعض الحجر في الصحن الشريف الحسيني مما يلي باب الزينبية.
وأعقب من خصوص ولده الأكبر السيد ميرزا جعفر، سافر إلي بلاد إيران فنال جاها عظيما واحتفاء جسيما من شاه إيران ناصر الدين شاه، وأقام بطهران مدة طويلة يدرس بها ويجد في العلم مع كمال الاحترام والرئاسة، وكان يقرأ علي الشيخ الفقيه الشيخ مهدي بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر، وتزوج بابنة عمه السيد مهدي بن السيد صالح.
وكان السيد مهدي أيضا سكن إيران وولده بها، وهم السيد محمد والسيد عبد الكريم.
وقد تقدمت ترجمة الميرزا جعفر اجمالا، وله من الأولاد السيد موسي والسيد محمد علي والسيد أبو الحسن، توفي السيد موسي والباقون بإيران في كرمانشاه.
وأما السيد محمد علي بن السيد أبي الحسن فلا عقب له.
(433) السيد أبو الحسن بن السيد صدر الدين العاملي الأصفهاني مولدا كان من العلماء الربانيين المتجردين للمعارف والعبادة والزهد والانزواء
(٤٤١)
صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (4)، مدينة كربلاء المقدسة (2)، مدينة الكاظمين (1)، ناصر الدين شاه القاجاري (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، مدينة طهران (1)، كرمانشاه (1)، عبد الكريم (1)، المرض (1)، الزهد (1)
وترك المعاشرة، لم أره ولكني سمعت أوصافه الحميدة من الأهل والأرحام، خصوصا من أخيه السيد حجة الاسلام السيد إسماعيل الصدر دام ظله.
توفي السيد أبو الحسن سنة نيف وثلاثمائة والف.
(434) السيد أبو الحسن بن علي نور الدين الموسوي العاملي.
ذكره في الأصل 1)، وهو من أعلام أسرتنا ومن فقهاء معاصري الشيخ الحر، وأمه كريمة الشيخ عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن أبي جامع.
(435) المولي أبو الحسن الشريف بن محمد طاهر بن عبد الحميد بن موسي بن علي بن محمد بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني النباطي العاملي الأصفهاني الغروي ويظهر من إجازات جملة من مشايخه له أن جملة من آبائه كانوا علماء أجلاء فقهاء، كإجازة الشيخ محمد حسين بن الحسن الميسي وإجازة الشيخ أحمد بن محمد بن يوسف البحراني وإجازة الشيخ عبد الواحد بن محمد بن أحمد البوراني.
قال العلامة النوري " ره " في ترجمة: أفقه المحدثين وأكمل الربانيين، الشريف العدل المتوفي في أواخر العشر الأربعين بعد المائة والألف. كان
١) أمل الآمل ١ / 192.
(٤٤٢)
صفحهمفاتيح البحث: أحمد بن محمد بن يوسف (1)، أحمد بن أبي جامع (1)، أبو الحسن بن علي (1)، عبد اللطيف بن علي (1)، حميد بن موسي (1)، محمد بن أحمد (1)، علي بن محمد (1)، عبد الحميد (1)، الطهارة (1)، الحج (1)، الوفاة (1)
أفضل أهل عصره وأطولهم باعا، وهو صاحب تفسير " مرآة الأنوار " إلي أواسط سورة البقرة مبسوط، له مقدمة في مجلد ضخم يقرب من عشرين ألف بيت كتابة ولم يعلم مثله. وكتاب " ضياء العالمين " في الإمامة في مجلدين يقرب من ستين ألف بيت. وكانت أمه أخت السيد الشريف المير محمد صالح الخواتون آبادي صهر المجلسي علي بنته، وهو جد الشيخ صاحب الجواهر من طرف أم والده الشيخ باقر، وهي آمنة بنت المرحومة فاطمة بنت المولي أبي الحسن صاحب الترجمة. انتهي 1).
وهو يروي عن المجلسي صاحب البحار.
وله أيضا " الفوائد الغروية "، وهو كتاب حسن فيه ما يستفاد من الأحاديث من القواعد الفقهية والمسائل الأصولية، وفيه تحقيقات رشيقة، فرغ منه سنة 1112. وله رسالة في " الرضاع "، قال فيها بعموم المنزلة، وهي عندي بخطه.
وله " شرح علي كافية " السبزواري من أول المكاسب، وشرح مفاتيح الحديث للكاشاني سماه " شريعة الشيعة ودلائل الشريعة "، فرغ منه سنة 1129.
ولا أعرف من استوفي ترجمته مثلنا، والحمد لله رب العالمين.
وأما عد مشايخه ومن يروي عنهم ومن يروي عنه فقد استقصيتهم في " بغية الوعاة في طبقات مشايخ الإجازات ".
(436) الشيخ أبو خليل بن سليمان الزين العاملي 2) من متفقهة بيته وأهل العباد والصلاح والروع، رأيته رجلا كاملا مهذابا،
١) مستدرك وسائل الشيعة ٣ / 385.
2) اسمه حسين واشتهر بكنيته.
(٤٤٣)
صفحهمفاتيح البحث: العلامة المجلسي (2)، سورة البقرة (1)، الرضاع (1)، كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي (1)
له فضل وخبرة في أحوال العلماء وسيرة السلف.
كان جاء والشيخ محمد قاسم من أهل بنت جبيل - وكان أيضا رجلا كاملا برا تقيا مهذابا - ترددا علي مرارا.
وللشيخ أبو خليل ولد هو الشيخ عبد الكريم، من العلماء الأفاضل، كان جاء إلي النجف وحصل العلم النافع ورجع، وهو اليوم في جبشيذ من المرجوع إليهم في الاحكام.
وكان الشيخ أبو خليل كثير الحج، وكان حسن المحاضرة، يروي كثيرا من أحوال العلماء وكرامات الصلحاء، وتوفي سنة 1316. 1).
(437) المولي أبو طالب بن مولي أبي الحسن الشريف الفتوني النباطي العاملي ذكره السيد عبد الله سبط المحدث الجزائري في اجازته الكبيرة وقال:
كان فاضلا محققا متتبعا في غاية الذكاء وحسن الادراك، متقيا متعبدا متوسعا في العقليات والشرعيات، يروي عن أبيه وغيره من فضلاء العراق، قدم إلينا بعد وفاة والده وأقام أياما، باحثنا في كثير من المسائل وأفاد فوائد عظيمة، ثم رجع إلي بلاد العجم فتوفي انتهي.
أقول: وهو أبو طائفة في النجف إلي اليوم، كان والده الشريف وقف
١) في أعيان الشيعة ٦ / 34: ولد سنة 1252 بصيدا، وتوفي في الدجيل راجعا من زيارة سامراء سنة 1316 (كذا) ونقله ولده الشيخ عبد الكريم إلي النجف بعد ثلاثة أشهر فدفنه في وادي السلام قريبا من قبر هود وصالح.
(٤٤٤)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، مدينة النجف الأشرف (3)، عبد الكريم (2)، الحج (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، مدينة سامراء المقدسة (1)، القبر (1)، الزيارة (1)
أملاكا في النجف عليه وعلي أخته فاطمة، فرجع الوقف بعد وفاته إلي ولده الشيخ علي، ثم بعده إلي ولد الشيخ علي وهو الشيخ حسين، وبعده إلي ولديه الشيخ حسين والشيخ محمد المعاصرين للشيخ صاحب الجواهر محمد حسن بن الشيخ باقر بن آمنة بنت فاطمة المذكورة صاحبة الواقف بنت الشيخ أبو الحسن الشريف.
ومن هنا عبر الشيخ في الجواهر في مبحثي الاستخارة والرضاع عن الشريف أبي الحسن بجدي، لان أم أبيه بنت بنت الشريف كما عرفت.
(٤٤٥)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة النجف الأشرف (1)، يوم عرفة (1)، الإستخارة (1)، الرضاع (1)

باب النساء

باب النساء (438) الشيخة أم الحسن بنت الشهيد الأول 1) ذكرها في الأصل، لكني رأيت صورة وثيقتها التي كتبتها لاخوتها فأحببت ذكرها هنا ليعلم فضلها، قالت بعد الخطبة:
" أما بعد فقد وهبت الست فاطمة أم الحسن أخويها الشيخ أبا طالب محمد وأبا القاسم عليا سلالة السعيد الأكرم والفقيه الأعظم عمدة الفخر وفريد الدهر عين الزمان ووحيده محيي مراسم الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين مولانا شمس الملة والحق والدين محمد بن أحمد بن حامد بن مكي قدس الله سره المنتسب لسعد بن معاذ سيد الأوس أما قدس الله أرواحهم، جميع ما يخصها
1) اسمها فاطمة كما يتبين من الوثيقة التي سيذكرها.
(٤٤٦)
صفحهمفاتيح البحث: فاطمة أم الحسن (1)، محمد بن أحمد (1)، سعد بن معاذ (1)، الكرم، الكرامة (1)، الشهادة (1)، الطهارة (1)
من تركة أبيها في جزين وغيرها هبة شرعية ابتغاء لوجه الله تعالي ورجاء لثوابه الجزيل، وقد عوضا عليها كتاب التهذيب للشيخ رحمه الله وكتاب المصباح له وكتاب من لا يحضره الفقيه وكتاب الذكري لأبيها رحمه الله والقران المعروف بهدية علي بن المؤيد، وقد تصرف كل منهم والله الشاهد عليهم، وذلك في اليوم الثالث من شهر رمضان المعظم قدره الذي هو من شهور سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة، والله علي ما نقول وكيل وشهد بذلك الشيخ فاضل بن مصطفي البعلبكي " انتهي.
فانظر إلي ايثارها وكمال تعلقها بكتب الفقه والحديث.
(439) الأديبة مني، من بنت جبيل 2) ذكرها بعض كتاب عصرنا المروجين، فقال: كانت لها في نقد الشعر خبرة حسنة وفي معرفة النجوم ومبادئ علم الهيئة حالة مقبولة، وكانت تجالس الأدباء وتساجل الشعراء من وراء حجابها، وروايتها الشعر وحفظها الجيد تدل علي سلامة ذوقها وحسن اختبارها.
أقول: هي من أهل العصر المتأخر عن الجزار وحمد بيك 1).
(440) الشيخة بنت الشيخ علي المنشار العاملي، زوجة الشيخ البهائي كانت عالمة فاضلة فقيهة، كانت في جهازها يوم زفت للشيخ البهائي عدة
1) مني بنت أحمد بن محمد بن إبراهيم محفوظ الوشاحية الأسدية الهرملية.
2) في أعلام النساء 5 / 115: توفيت حدود سنة 1316.
(٤٤٧)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (1)، شهر رمضان المبارك (1)، الشيخ البهائي (2)، القرآن الكريم (1)، الزوج، الزواج (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، محمد بن إبراهيم (1)
كتب تامة في فنون العلوم، وكان أبوها شيخ الاسلام بأصفهان أيام السلطان شاه طهماسب الصفوي، وكان قد جاء من الهند في سفره الذي سافر بكتب كثيرة، ولم يكن له غير هذه البنت، ولما مات انتقل كل ما كان عنده من الكتب والأملاك والعقار إليها، حتي أن منصبه أعطي لصهره الشيخ البهائي، فصار شيخ الاسلام بعد موت الشيخ علي المذكور. كان هذا الشيخ من تلامذة الشيخ الكركي صاحب جامع المقاصد.
وذكرها في رياض العلماء بالفضل والعلم والحديث، وقال: وقد قرأت علي والدها، وكانت تدرس الفقه والحديث ونحوهما وكنت النساء تقرأ عليها، وقد ورثت من أبيها أربعة الألف مجلد من الكتب وكانت وافرة العلم كثيرة الفضل، بقيت بعد وفاة أبيها مدة. انتهي.
(٤٤٨)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة إصفهان (1)، الشيخ البهائي (1)، الهند (1)، الموت (1)، الوفاة (1)

خاتمة

خاتمة فيها صحف تاريخية تتعلق بخصوص جبل عامل نافعة جدا، منها مختصر حوادث تاريخية للمرحوم الشيخ علي السبيتي المؤرخ اللغوي المتقدم ذكره، أخرجها بعض كتاب، العصر وهو بعنوان (جبل عامل في قرنين). قال:
صارت وقعة أنصار من بلاد الشقيف سنة ألف وثمانية وأربعين.
وسنة ألف وسبعين كانت وقعة عيناثا، وفيها جاء جراد عظيم وقلت الحبوب، حتي أكل الناس العظام وبيع المد بقرش واحد، وفيها صارت صيدا باشاوية.
وسنة ألف وسبع وسبعين كانت وقعة النبطية وانتصر المشايخ.
وسنة ثمان وسبعين كانت وقعة وادي الكفور.
وسنة واحدة وثمانين صار موت عظيم.
سنة اثنتين وثمانين صار رخص عظيم، بيع الشعير عزارة ونصف بقرش.
وسنة ألف ومائة وتسعة ركب الأمير بشير علي بلاد بشارة ومسك مشرف
(٤٤٩)
صفحهمفاتيح البحث: الأكل (1)، البيع (1)، العصر (بعد الظهر) (1)
من الزرعة بين عين الدرون قرب جويه، وقتل حسين العمر وصفا له الحكم في البلاد.
وسنة ألف ومائة وثلاثة عشر ألقي القبض علي منصور ومحمد بزيع في أنطاكية.
وسنة أربع عشرة توفي مشرف في قضاء صيدا.
وسنة سبع عشرة صارت زلزلة عظيمة متعددة.
وسنة ألف ومائة وتسع عشرة جاء سليمان باشا وأحرق حاصبيا.
وسنة ألف ومائة وثلاثين قتل الشيخ يونس من العلماء، قتله الأمير حيدر.
وسنة ألف ومائة واثنتين وعشرين ألقي القبض عثمان علي الشيخ عبد السلام الحر وعلي علي منصور وتوفي الحاج محمد بزيع.
وسنة ألف ومائة وثلاث وأربعين توفي الشيخ عبد الله نعمة.
وسنة ألف ومائة وسبع وأربعين صارت وقعة أنصار مع الأمير ملحم بن الأمير حيدر وأسر من الشيعة ألف وأربعمائة، ومات في الكنيف في بيروت وفكت الاسري، وكانت الوقعة بفتوي الشيخ نوح، حكم تاريخها في الحامدية.
وسنة ألف ومائة وخمسين صارت وقعة مرج قدس مع سليمان باشا ( … ) 1) العظم، وتوفي الباشا قبل الحرب فكفي الله المؤمنين القتال، وقيل في ذلك تاريخ شعر:
قال الدنيا الغروره * مات سليمان النجيب قلت في التاريخ كفي * موته فرج قريب وفيها ركب الأمير ملحم علي أنصار ثانيا، وقتل من الفريقين أكثر من ألف قتيل ونهبت أنصار.
1) كلمة لا تقرأ في مصورة الأصل.
(٤٥٠)
صفحهمفاتيح البحث: مدينة بيروت (1)، القتل (5)، الموت (2)، الحرب (1)، الحج (1)
وسنة سبع وخمسين كانت وقعة في مرج عيون بين الدروز والشيعة، وكانت الغلبة للشيعة.
وسنة الف ومائة وثلاث وستين شرعوا في عمارة القلع في تبنين واقبلان هونين.
وسنة ألف ومائة واحدي وسبعين جاء أسعد باشا العظم إلي رأس العين فنهب وحرق قرايا الساحل.
وسنة ألف ومائة وثلاث وسبعين صارت زلزلة أهلكت قرايا ومدنا.
وسنة الف ومائة وثمانين صارت وقعة طربيخا مع ظاهر العمر وانكسر ظاهر وقتل منه مائة قتيل ونهبت منه خيل ومن الجملة فرسه البرسا.
وسنة أربع وثمانين ركب عثمان باشا علي بلاد بشارة وعسكر علي جسر بنات يعقوب في الأردن، فلاقاه ظاهر العمر مع ناصيف وكسروه وقتل من أصحابه ثمانية آلاف غرقا في بحيرة الحولة وكسبوا من العسكر شيئا، وفي تاريخها قيل " سم هم غم "، وركب الأمير يوسف علي بلاد المتأولة من صيدا إلي جبع وصارت الوقعة في كفر رمان إلي جرجوع وقتل من الدروز ثلاثة آلاف.
وفي سنة ست وثمانين صارت الوقعة في صيدا بين المتأولة والدروز وقتل من الدروز ثلاثة آلاف ومن المتأولة خمسة عشر رجلا، وكان مع الدروز الوالي خليل والجزار.
وسنة تسع وثمانين جاء أبو الذهب إلي يافا وحصرها ففتحها وركب علي صفد فهربت حكامها، وواجهه ناصيف في عكا وأمنه ورجع إلي بلاده، فما كان الأشهر واحد حتي جاء حسن باشا فحاصر عكا وقتل ظاهر العمر فيها.
وفي سنة إحدي وتسعين حكم الجزار في عكا وصارت باشوية، ففتح دير حنا
(٤٥١)
صفحهمفاتيح البحث: الهلاك (1)، القتل (3)
فهرب منه علي الظاهر، فأخذ أخوة علي وحبسهم في عكا، فرجع حسن باشا وأخذهم إلي القسطنطنية، وبعد ذلك عسكر علي الظاهر في علما من بلاد صفد، فركب عليهم الجزار عسكرا وباتت الغلبة علي العسكر، ثم عسكر في ديشوم فأرسل إليه الجزار عسكرا برسم أنهم قبسيس ليخدموا عند علي الظاهر، فقتلوه وأخذوا رأسه وهربت فرسه إلي صلحاء، وبعد الواقعة أحضر ناصيف جثته ودفنه في عبثاثا.
وسنة ألف ومائة وتسعين ركب الجزار باشا علي صيدا وكبس مزارع أقام الحروب حتي وصل جون وروم وغلب دير المخلص وصار جراد عظيم فغلت الأسعار فبيع مد القمح بقرش وخمسة والأرز بقرش وربع والشعير مد الأربع بقرش.
وسنة ألف ومائة وثلاث وتسعين ركب أبو أحمد علي عرب عنزة فقتل هو وابن أخيه قاسم المراد ومعهم مائة فارس علي نهر الرقاد في الجولان، فركب ناصيف من تبنين فهربت العرب فلحقهم للرمشا وقطع البرية ففاتوا هربا، فرجع ووجد ولدين صغيرين في الحارة لفاضل المهنا كبير العرب مريضين في الجدري فخلع عليهم ورجع للبلاد.
وفي سنة خمس وتسعين أرسل الجزار عساكر إلي حاصبيا، فجاء إلي بارون فظن أهل بلاد بشارة ان العسكر يريدهم فحضر ناصيف وصارت وقعة ناصيف وخربت البلاد. وقيل إن عسكر الجزار حضر البلاد بواسطة صاحب قلعة هونيس وصار قتل ناصيف بواسطته، وظن أن البلاد تصفي له ولم يبق علي أحد منهم.
وفي سنة سبع وتسعين جمعوا وحشدوا، وكان المدير الشيخ علي زين صاحب شحور فرأسوا حمزة من بيت علي الصغير ونهضوا إلي تبنين فقتلوا
(٤٥٢)
صفحهمفاتيح البحث: القتل (2)، الشعير (1)
المتسلم وهرب الكاتب من بيت الأيوب وأخذ الدفاتر إلي صيدا إلي الجزار، فأرسل عسكر إلي شحور فقتل مقتلة عظيمة وأخذ الاسري، فصلب حمزة بالخازوق وفكوا الاسري، فهرب بيت الزين مع أولاد ناصيف إلي الشام تلددوا هناك خفية فقدر الله أن الجزار حكم الشام أيضا، فهربوا إلي العراق ونزل أولاد ناصيف علي حمد الحمود كبير خزاعة، وفي ذلك الوقت صار حرب بين خزاعة وثامر الحمود شيخ عرب المنتفج وظهر من أولاد ناصيف كل شجاعة واقدام. وخلص الشيخ علي زين أحد أهل شحور إلي الهند وصار وزيرا لاحد ملوك الهند ونال عنده رتبة، وحين ملك الانكليز هناك هاجر إلي بلاده.
وفي سنة ألف ومائتين وثمان فتك الجزار بأهالي بلاد بشارة وقتل منهم جماعة خنقا في الحبس، ومنهم سلمان البري، وكفل البلاد لأهله، حتي كان سنة مائتين وتسع حضر ملك فرنسا إلي مصر وملكها ثم إلي عكا وهدمها علي الجزار سنة ألف ومائتين واثني عشر.
ودخلت سنة ثلاث عشرة فرحل الفرنسيس بعد ما هدموا عكا.
ولما رأي الجزار أهالي البلاد من بلاد عكا وجبل عاملة يحضرون الحطب والدجاج والبيض وسائر الأمتعة للافرنج كفر بهم بعد ذهاب الإفرنج وأهلكهم قتلا وحبسا مع الأعمال الشاقة من حفر وبناء حتي أهلك الحرث والنسل، ومع ذلك كان يعذبهم في الحبوس بتسليط الكلاب والقطاط والمكاوي وضرب مقامع الحديد، وكان لهم معذبون كراد عليهم رئيس يسمي الشيخ طه يزيدي يقول بروح الشر وأن العظم هو الشيطان ويسبوا من سمعوه يسب الشيطان، ولا سيما وموكلة خفيفة علي ألسنة العامة، وكان من يأمر الجزار بقتله لا يقتل بدون عذاب حتي تزهق نفسه.
وبقي الحال في شدة إلي سنة تسع عشر فهلك الجزار وخلفه سليم باشا
(٤٥٣)
صفحهمفاتيح البحث: دولة العراق (1)، الشام (2)، الهند (2)، القتل (5)، الحرب (1)
أحد أهل مماليكه، فالتاث عليه الجند وقتلوه ونصبوا سليمان باشا بعد تشريده من سليم باشا أحد أهل مماليكه، واستوزر حسن آقا البلادرسان واستكتب حايين اليهودي، وغلب علي أمره علي باشا فاستعبد الثلاثة بتدبير البلاد، فكان أول أمرهم أن صانوا أولاد العشائر وأرضوهم وعرضوهم عن أملاكهم المغصوبة التي اغتصبها وردوهم إلي أوطانهم بعد التشريد، فبذلك استراحت البلاد من فسادهم أيام تشريدهم ومن فساد عساكر الجزار، وهدأت الأحوال أيام سليمان باشا وعمرت عمرانا زائدا ونمت نموا فائقا، فعمرت الأبنية وغرست الأشجار، وسار سيرة حسنة إلي أن هلك.
فأخلفه عبد الله باشا بن علي شريك الجزار في الحكومة، وهو شاب غرير وأمه امرأة من طرابلس الشام، فاستبد بالامر دونه قوم اصطنعتهم أمه من أهل بلاد عكا كعبد الحليم وسعود الماضي، وتركوه في لهوه وشبابه، فاستعمل العنف في الرعية وغرم الأهالي زيادات علي المرتبات وأخذ بتعمير محلات ومدن، فعمر مدينة تسمي مدينة العدل حتي قامت حيطانها ثم أمر بهدمها، وعمل محلا يسمي البهجة علي طريقة إسطنبول وجعله بستانا ومتنزها، وكان يغرم عليه الأموال الجسيمة من دون طائل.
ثم في سنة ست وثلاثين أرسلت عليه الدولة والي الشام، فأظهر العصيان وعسكر علي جسر المجامع وجسر بنات يعقوب، وحصر أهل الشام عسكره علي ذلك الجسر، وبعد حصار طويل خرجوا العسكر ولحقوا عسكر الشام فقتلوهم في خراب ناعران، ثم لحقوهم إلي الشام وحضر الأمير بشير من جبل لبنان بعساكره إلي المزة فحرقوها، ودخلوا الشام فقرأوا الفرمان السلطاني بأن عبد الله باشا فرملي - أي خارجي - فتراجع الناس وكفوا، وكانت البلاد جميعا عسكرا مع عبد الله باشا، فرفعوا أيديهم.
(٤٥٤)
صفحهمفاتيح البحث: دولة لبنان (1)، اسطنبول (1)، الشام (6)، القتل (1)، الشراكة، المشاركة (1)، الهلاك (1)
وخرجت العساكر من الشام وعليها الحاج درويش باشا والي حلب، وحضر عكا سنة السبع والثلاثين وأخذ بمخنق عبد الله باشا، فضرع له ودخل في طاعته، فرق له وكتب مترضية الدولة عنه.
وأرسل عبد الله باشا الأمير الكبير الأمير بشير الشهابي كبير لبنان بل كبير القطر الشامي سفير إلي مصر الخديوي محمد علي باشا يوسطه إليه بالترضية عنه، فكتب للدولة فرضيت عنه.
ثم استمر عبد الله باشا علي عنفوانه، وتناول بلاد نابلس والقدس الشريف، وعصي عليه آل حيران في قلعة سينور، فحصرهم وهدمها عليهم حتي سواها بالأرض وحرثها وقطع الأملاك والأشجار، وهدم قرية عرابة علي آل عبد الهادي، وعمل العسكر هناك أعمال ردية.
فهاجر شيخ عشرية عبد الهادي الشيخ حسين عبد الهادي إلي مصر لمحمد علي باشا شاكيا من أفعال عبد الله باشا، وقدر الله أن عبد الله باشا أغضب أمير بشير بمروره علي عكا عبد حرب سينور ولم يشكر له عناءه وأتعابه، فراسل مصر.
وكان عبد الله باشا أساء الأدب مع محمد علي باشا ولم يراع حرمته وحسن صنيعه معه، فجرد عليه العساكر وقائده ولده إبراهيم باشا، فهدم عليه عكا بالقنابل والمدافع بعد حصار سبعة أشهر وأخذه أسير وأرسله لمصر ومن مصر لقسطنطنية.
وبعد مدة وجيزة نفي أتباعه في البلاد، وكان كبيرهم حسين آغا المملوك إلي قبرص، وذهب المملوك هذا إلي القسطنطنية وعمل مخادعة مع عبد الله باشا حتي يشتري له رأس العين وتوابعها بالبرجين وباتولية والغروية من أعمال صور وما تمت له.
وفي سنة اثنتين وخمسين صارت الزلزلة الكبيرة هدمت قدس وصفد
(٤٥٥)
صفحهمفاتيح البحث: دولة لبنان (1)، الشام (1)، الشكر (1)، الحرب (1)، الموت (1)، الحج (1)
وعيثرون وما خلت بلدة من الهدم، وقال فيها التاريخ أستادنا الشيخ علي مروة:
ظهر الفساد علي البسيطة فاختشت * رب العباد فزلزلت زلزالها أمست تميد بأهلها فكأنها * أرجوحة جذب القوي حبالها ومياهها كادت تفيض وتخرج * الا قال لما ربها أوحي لها دهش الأنام لهولها فكأنهم * شهدوا القيام وشاهدوا أهوالها فلعظم ما عاينت قلت مؤرخا * وا أيها الناس اتقوا أمثالها وكان (يعني الشيخ علي مروة) في قرية صلحا وهدمت عليه الدار وأخرج من تحت الهدم بعد اليأس منه.
وفي سنة إحدي وخمسين أمر إبراهيم باشا بأخذ عسكر النظام من دون نظام ولا قرعة، وسلط الأمير بشير الشهابي علي بلاد بشارة، فجري من عسكر اللبنانيين ما جري وخربت البلاد.
وفي سنة خمس وخمسين خرج حسين آل شبيب من عشيرة الصعبية في بلاد بشارة، فأرسل الأمير ولده الأمير مجيد - وكان شابا مترفا عزيزا - علي بلاد بشارة لالقاء القبض علي حسين الشبيب، فهرب إلي اللجا فألقي عليه القبض كبير الدروز وأرسله إلي الشام، فقتله حاكم دار الشام شريف باشا، وبقي عسكر الأمير في البلاد وعاثوا بها مقدار شهرين، فهلكت البلاد.
وفي سنة الست والخمسين اتفقت الدول الثلاث علي إخراج إبراهيم من البلاد، فمر علي البريد إلي عنزة فهلكت عساكره وملكت الدولة البلاد، وعدم الانكليز عكا، انتهي.
(ومنها) ما أفاده بعض أفاضل الكتاب، قال:
وتقسم بلاد بشارة إلي قسمين:
" بشارة الشمالية " ونهايتها في الشمال نهر الأولي شمالي صيدا ويفصلها
(٤٥٦)
صفحهمفاتيح البحث: الشام (2)، الشهادة (1)، اليأس (1)
عن الجنوبية نهر الليطان الذي يصب في البحر المتوسط شمالي صور حيث يعرف هناك بالقاسمية.
و " بشارة الجنوبية " ونهايتها في الجنوب نهر القرن الجاري شمال طرشيحيا وجنوبي قرية الزيب، وهي التي اشتهرت أكثر من أختها الشمالية بهذا الاسم.
وكانت بلاد بشارة عموما تقسم علي ثمان مقاطعات، أربع في بشارة الجنوبية، وهي تبنين وهونين وفانا ومعركة، وكان حاكمها من آل علي الصغير وقبلهم بنوشكر، ويتألف الان منها قضاء صور وقضاء مرجعيون. وثلاث في بشارة الشمالية، وهي الشقيف والشوم والتفاح المعروفة الان بناحية جباع، وحكام الأولي منها آل صعب وحكام الأخيرتين آل منكر، ويتألف من الثلاثة الان قضاء صيدا. والثامنة مقاطعة جزين الداخلة في قضائها من جبل لبنان الان، وكان حكامها المتقدمون المعروفون بمقدمي جزين.
ومن بلاد الشيعة بعلبك، وهي التي كانت في سلطة الامراء آل الحرفوش من أعظم أمراء الشيعة في الشام، حيث كانوا أصحاب الحول والطول فيها إلي عهد منفاهم منها في أواسط القرن الثالث عشر، حيث أصبحت خفاء معروفا باسمها.
ومن بلادهم مقاطعة وادي علمات في كسروان مقر المشايخ آل حمادة حكامها إلي عهد الأمير بشير، وقد كانت رتبتهم في الدرجة الثانية بين زعماء لبنان بعد الامراء الشهابيين، وهي تضارع رتبة الامراء المعنيين.
قال: لما ألحقت بلاد جبل عامل بحكومة جبل لبنان في زمن الأمير فخر الدين المعني في سنة 1021 وكانت قبل ذلك قطعة مستقلة في إيالة صيدا، فأقطع الأمير المذكور مراكز حكومتها رجاله، ففقدت حينئذ استقلالها وقصرت يدها عن التغلب علي حاكميها، وكان ولاة بني معن عليها يجلبون در منافعها بكل طريق
(٤٥٧)
صفحهمفاتيح البحث: دولة لبنان (3)، الشام (1)
ولو كان فيه خراب الديار ومهاجرة المحكومين، وان الأمير فخر الدين المعني بعد أن انتهب قرية الكوثرية في مقاطعة الشومر من جبل عامل وكان محلا لآل علي الصغير من زعماء الشيعة ترك عسكر يعبث فيها ثلاثة أيام بعد أن قتل المقاتلة وسبي الذرية.
كان عامله علي قلعة الشقيف حسين الطويل، واليه عمل الشومر والنفاح، قد تنازع مع حسين اليازجي عامل المعنيين في قلعة بانياس واليه شرقي بلاد بشارة، فأرسل هذا عسكره مغيرا علي قري حسين الطويل وأهلها شيعة أيضا، وأرسل الطويل عسكره مغيرا علي قري اليازجي حيث هاجم قرية عيناثا وأهلها شيعة أيضا، لكنه ارتد عنها بخسارة بعض رجاله. وهكذا كانوا يتنازعون والشيعة دريئة هجماتهم.
ثم في سنة 1048 دخل الأمير ملحم بن معن إلي قرية أنصار من مقاطعة شومر مفتشا علي مناظرة في الأره الأمير علي علم الدين، وكانت هذه القرية مقرا لآل منكر حكامها، فاستلحم أهلها واستمر القتل فيهم، ولم يشف حقده مقتل ألف وخمسمائة من الشيعة في هذه الغارة حتي استباح القرية نهبا وسلبا.
وهذه الطوارئ وتلك الهجمات لهبت في الشيعة الشعور لدرء التنظيم والاستقتال في سبيل الاستقلال، فاغتنموا فرصة الوهن الذي طرأ علي الحكومة المعنية في زمن الأمير احمد، فأعلنوا استقلالهم عن لبنان وخرجوا من طاعة أمرائه، فغزاهم الأمير احمد في سنة 1077 في النبطية مقر الصعبيين حكامها، فارتد عنها عسكره منهزما بعد ملحمة كبري، فاستجاش عليه والي صيدا فأتاها هذا في العام القابل غازيا، وكان نصيبه كصاحبه حيث لحق الشيعة المنهزم إلي عين الزراب قرب صيدا.
نم استعرت بعد ذلك نار الوقائع بين أمراء لبنان ومشايخ الشيعة وكانت
(٤٥٨)
صفحهمفاتيح البحث: دولة لبنان (2)، القتل (2)
بينهما سجالا، ولكنها أضرمت في نفوس الشيعة شعلة النجدة وباتوا حذرين متأهبين لدفع كل ملة، حتي بلغ من شدة حذرهم في زمن شيخ عباس العلي حاكم صور في أواسط القرن الثاني عشر أن رجلا منهم كان قائما علي مزرعة له يحرسها من الوحوش ليلا، فأطلق عيارا ناريا، فظن أهل القري المجاورة انه طلق مستغيث أو مخبر بدخول العدو، فأجابوه باطلاق الرصاص طلبا للنجدة، وتبعهم في ذلك أهل القري المتصلة حتي امتد الصوت - علي ما قيل - من جباع في سفح لبنان إلي البصة علي حدود عكا، وما انجلي عمود الصبح حتي كانت الألوف ترد وتحتشد والفرسان مهيأ للطعان.
قال: غير أن هذا لم يطل أمره، بل حل محله خلف ثابت رسخت أصوله بين ناصيف وظاهر جري في عكا يوم الجمعة ثامن رجب سنة 1181، فكانت عكا بعد ذلك لظاهر من هذه الخالفة عون في امتداد سلطنته إلي وراء صيدا ولنا صيف منه عون في وقائعه مع اللبنانيين.
وقبل زمن ظاهر العمر واتفاقه مع الشيعة وهو الظهير في أمورهم، فقد كان لهم من أمراء الحرافشة البعلبكيين نعم العون، ولولا بعد ما بين البلادين لكانت المعونة أظهر وأقوي.
وقد كان الحاج ناصر الدين النكري مهلا لغضب الأمير فخر الدين الكبير، لأنه كان منصرفا بكليته إلي الأمير يونس الحرفوشي، وكان هذا الأمير بعدها شفيعا للبشاريين عند الأمير فخر الدين لما أثقل أهالي بشارة بطلب متأخرات الأموال الأميرية بعد رجوعه من أوربا.
قلنا: ان ظاهر العمر كان عونا لأهل البلاد في حروبهم مع اللبنانيين، وان أهم تلك الحروب والواقعة المعروفة بواقعة كفرمان أو واقعة النبطية التي شبت نارها في سنة 1185، حيث ساق الأمير يوسف عشرين ألفا، وعلي رواية الشيخ
(٤٥٩)
صفحهمفاتيح البحث: دولة لبنان (1)، شهر رجب المرجب (1)، الحج (1)
علي رضا في مخطوطاته ثلاثين ألفا، وبعد أن نهب قرية جباع الحلاوة حل في كفرمان وناوشه القتال من عسكر الشيعة المخيم بالنبطية خمسمائة فارس بقيادة الشيخ علي فارس الصعبي، فأدركوا النصرة علي ذلك الجيش العظيم قبل أن يرجع الصريخ من صفد بعسكر ظاهر العمر وقبل أن تهيج بقية العسكر بالنبطية، وتفرق اللبنانيون منهزمين لا يلوون علي شئ.
وقد روي الأمير حيدر أن لبنان لبس لهذه الواقعة السواد فكانت النساء كالغربان.
وفي هذه الواقعة يقول الشيخ علي رضا: ان الشيخ ناصيف أدرك الأمير يوسف في القرب من قرية جرجوع فألبسه الفرو مقلوبا، وهو أشبه بجز الناصية عند العرب.
وأما حالتهم العلمية:
فإنها تنقسم إلي أدوار ثلاثة من أول زمنهم إلي القرن الحادي عشر، ومنه إلي آخر القرن الثالث عشر، ومنه إلي هذا الأوان:
(اما الدور الأول) فقد كانت حركة المعارف ترتقي فيه شيئا فشيئا حتي بلغت في أواسطه وأواخره مبلغا حسنا، وقد كانت مدارس العلم حافلة بطلابها في النصف الاخر من هذا الدور، سواء في بلاد بشارة حيث مدارس ميس وعيناثا وغيرها تزدحم فيها طلاب العلوم، وفي بعلبك حيث مدارس الكرك وبعلبك تزدهي بعمرانها ومشايخ العلماء وجهابذتهم جالسون في منصات دروسهم ينشرون فوائدهم وفرائدهم مما جعل لبلاد عاملة شهرة طائرة بحيث جعل اسمها يقرن بالاجلال والاعظام في كل أقطار الشيعة من الهند إلي روسيا وإيران وغيرها من البلاد.
(٤٦٠)
صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (1)، دولة لبنان (1)، الهند (1)، القتل (1)
وممن اشتهر منهم في هذا الدور وعد في الطراز الأول الشهيد الأول " ره "، وممن نبغ الشهيد الثاني والمحقق الكركي علي بن عبد العالي والشيخ الحر محمد بن الحسن والشيخ البهائي والشيخ علي بن يونس النباطي صاحب كتاب " الصراط المستقيم ".
ولم يكن في ذلك الدور العلم مقصورا علي الرجال، بل كان فيه للنساء سهم، واشتهرت بالفضل والعلم ورواية الحديث أم الحسن فاطمة بنت الشهيد محمد بن مكي.
واشتهر في الأدب من هذا الدور جماعة ترجموا في السلافة وفي الريحانة وفي نفحته وخلاصة الأثر وغيرها، ومن شعرائهم في ذلك الزمن من يسيل شعره رقة وسلاسة ويأخذ بالألباب انسجاما وعذوبة، مثل الشيخ محمد بن علي بن محمود المشغري القائل:
قف بالمنازل حيث أوقفك الهوي * وكل البكاء إلي الحمام الصيف اني غسلت من الدموع أناملي * ومسحت من أثر البكاء كفوفي وقفت بي الوجناء بين طلولهم * لولا مكان الريب طال وقوفي أرتاد في عرصاتها فكأنني * طيف ألم بناظر مطروف فصممن حتي لا يجبن مسائلي * وعمين حتي لا يرين عكوفي ولما انقضي هذا الدور تلاه الدور الثاني، ففتح القرن الثاني عشر بالحروب والفتن التي امتدت إليه من القرن السابق عليه، وقل الاشتغال حينئذ بتحصيل العلم، وانصرف هم القوم إلي لم شعثهم وحفظ كيانهم بين مجاوريهم في تلك الفوضي السائدة، وقل فيهم عديد أهل الفضل ولكنه لم ينقطع، بل لم تخل البلاد من العلماء الزهاد كالسيد حسين نور الدين والسيد حيدر نور الدين في النبطية، ومن العلماء المؤلفين كالشيخ محمد المهدي الفتوني العاملي، ومن
(٤٦١)
صفحهمفاتيح البحث: كتاب الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي (1)، الشيخ البهائي (1)، علي بن عبد العالي (1)، محمد بن الحسن (1)، محمد بن علي (1)، محمد بن مكي (1)، البكاء (2)، الشهادة (2)، الإستحمام، الحمام (1)
العلماء الأدباء والشعراء المشاهير مثل الشيخ إبراهيم يحيي ذي الشعر الرائق والمقطعات النفيسة والنفس الأدبية، وقد هجر وطنه في عاملة وهاجر إلي دمشق الشام لما أجلب عليه الجزار بخيله ورجله.
ومثل الشيخ علي خاتون الذي هاجر في طلب العلم مدة ثم رجع إلي بلاده طبيبا متفننا أديبا، بعد أن علا ذكره واشتهر أمره في بلاد إيران وعرف فيها في الفقه والطب والرياضيات، ولكنه بلي بفتنة الجزار فصودر ماله وضبطت أملاكه وحبس مرتين ولم تقبل منه فدية.
ثم أخذت المكتبة الكبري التي كانت لآل خاتون والشيخ المذكور ولي أمرها، وكانت تحوي خمسة الألف مجلد من الكتب الخطية النادرة، فأمست في عكا طعما للنار.
ومثل السيد أبي الحسن بن السيد حيدر الأمين صاحب المدرسة المشهورة في قرية شقراء التي حوت من الطلاب فوق الثلاثمائة فيهم الفضلاء الاجلاء، كالسيد جواد العاملي مؤلف مفتاح الكرامة الذي طبع حديثا في مصر، والشيخ إبراهيم يحيي المتقدم ذكره، ومثل الشيخ حسن سليمان الزاهد العالم، والشيخ محمد الحر الفقيه المحقق الذي فر بنفسه من ظلم الجزار معتصما بآل حرفوش أمراء بعلبك، فكان فيهم آمنا مطمئنا حتي أتاه البشير بمولد له جديد وبموت احمد باشا الجزار في وقت واحد فسمي ولده سعيدا ورجع إلي بلده جبع وهو مخلي السرب.
وأمثال هؤلاء في هذا الدور كثيرون، لكن ظلم الجزار بلغ مبلغا عظيما في الضغط علي العلماء والكبراء، حيث تعقبهم قتلا وسجنا وتعذيبا ومصادرة، وتشتت من بقي منهم في الأقطار واستصفي الجزار آثارهم العلمية، فكان لأفران عكا من كتب جبل عامل ما اشتغلها بالوقود أسبوعا كاملا، وكانت هي الضربة
(٤٦٢)
صفحهمفاتيح البحث: دولة ايران (1)، الشام (1)، دمشق (1)، الجود (1)، الكرم، الكرامة (1)
الكبري علي العلم وأهله.
وما ظنك ببلاد حرص أهلها علي طلب العلم حرصا شديدا ولم ينقطع عنها مدده وجال علماؤها البلاد النائية في طلبه واقتناء كتبه حتي جمعت لديهم تلك الذخائر في قرون وأجيال كانت بعد ذلك طعما للنار في مصادرات الجزار، قد أخذ منها نزر قليل اقتناه بعض فضلاء تلك الجهات وكان لبعض أفاضل طرشيخا والزيب منها سهم حسن.
وألقي علي أهل جبل عامل الخذلان بعد قتل زعيمهم ناصيف النصار، ووقعوا في هاوية عسف الجزار ومصادراته، ففترت الهمة في سبيل العلم وغلقت مدارسه، ووقع أبناء بلاد بشارة من ذلك في بحران عظيم لم تنجل عنهم غمته حتي أجاب الجزار داعي ربه، فاستفاق الناس من ذلهم ورجعت حركة العلم إلي عهدها وفتحت مدرسة الكوثرية بإدارة العالم المحقق الشيخ حسن قبيسي، فكانت مصدر فائدة ومعرفة علي البلاد، تخرج فيها حمد بن محمد بن محمود ابن نصار أخي ناصيف النصار المعروف باسم حمد بك الذي تولي بعد ذلك الزعامة في بلاد بشارة عموما ولقب بشيخ مشايخها، وكان شاعرا عالما فآوي إليه الشعراء والعلماء وأصبح ناديه منتدي الأدباء، يساعده علي ذلك اخلاد البلاد إلي السكون وسكون الفتن والمنازعات، فتفرغ كل امرئ لما يعنيه.
والتف حوله عديد من أهل العلم والأدب، مثل العالم اللغوي الشيخ علي ابن محمد السبيتي صاحب كتاب " اليواقيت " في البيان و " العقد المنضد في شرح قصيدة علي بك الأسعد " وغيرهما من الكتب.
وكالشاعر البليغ الشيخ علي بن ناصر زيدان والشاعر الظريف الشيخ حبيب الكاظمي والشيخ إبراهيم صادق العالم المحقق حفيد الشيخ إبراهيم يحيي المتقدم ذكره.
(٤٦٣)
صفحهمفاتيح البحث: القتل (1)
وقد نما الأدب في عصر حمد البك نموا باهرا، وبرع يومئذ في قرض الشعر رجل أمي اسكاف يدعي احمد حرب، كان ينظم الشعر فيجيده ويحفظ البدائع من مختاراته. واشتهرت في الأدب بعد ذلك امرأة في بنت جبيل تدعي مني (تقدم ذكرها).
وبالجملة بعد أن هلك الجزار رجعت حركة العلم إلي مجراها وفتحت مدرسة الكوثرية، وقد تخرج في هذه المدرسة جماعة كانوا المرجع في الفتوي في جبل عامل، مثل المرحوم السيد علي إبراهيم الذي كان له في الفقه الباع الأطول، ومثل المرحوم الشيخ عبد الله نعمة (وذكر هجرته ثم ذكر رجوعه وأنه افتتح مدرسة جبع الشهيرة وكانت مجمعا للعلماء مدة أربعين سنة حتي توفي).
قال: لم يأفل نجم مدرسة جباع حتي أضاء مصباح مدرسة حناوية في ضواحي صور تحت إدارة العلامة المتقن المرحوم الشيخ محمد علي عز الدين (الذي تقدمت ترجمته)، هذه المدرسة كانت مجمعا لفضلاء الطلاب ودائرة لفنون مختلفة، وكان للأدب والشعر فيها سوق عامرة، ولا غرو فقد غدا يديرها أمثال السيد الاجل العلامة السيد نجيب الدين فضل الله والعالم الفهامة الشيخ إبراهيم عز الدين رئيسها اليوم، وقد كان لها من زعيم البلاد العاملية في عصره علي بك الأسعد الوائلي عناية بعثت في نفوس طلابها حب الأدب وكسب الفوائد.
وكانت دار علي بيك في ذلك الزمان محاطا للأدباء والشعراء بل والعلماء، وكان فيهم مثل الشيخ محمد حسين مروة نادرة عصره في الرواية والحفظ ومن الشعر المجيدين (قد تقدمت ترجمته).
قال: دخل (الدور الثالث) ومدرسة بنت جبيل التي عمرها بالإفادة والاستفادة رئيسها العلامة الشيخ موسي شرارة حافلة بطلابها وفضلائها، وقد أفل
(٤٦٤)
صفحهمفاتيح البحث: نجيب الدين (1)، الحرب (1)، الهلاك (1)
نجم مدرسة حنويه بوفاة رئيسها الشيخ محمد علي عز الدين، فانظم طلابها إلي مدرسة بنت جبيل، فكانوا فيها كسواد الناظر في الوجه الصبيح.
وكان الجد والاجتهاد فيها علي أتمه حتي إذا دخلت سنة 1304 اختطفت المنون رئيسها ومؤسسها، فماتت بموته.
وكانت مدرسة أنصار في ذلك الزمن زاهرة برياسة السيد حسن إبراهيم، ولكنها اشبهت زهرة طيبة مخضة المجني والمنبت لفحها حر القيظ فعادت هشيما، ولم يمض عليها ثلاث سنوات حتي أصبحت أثرا بعد عين.
وكذلك كانت المدارس بعد ذلك تزهر ثم تذوي ولا يطول أمدها، حتي ضعفت الهمة وقلت الرغبة وانصرف الناس عن طلب العلم بعد أن ضربت الكوارث مخيمها في بلاد جبل عامل وحلت بهم النكباء من العسر الذي بعثه إليهم احتكار الدخان وفساد التربية الذي نشر بينهم فساد الحكومة بفساد أبنائها. انتهي ملخصا.
* * * تم بحمد الله سبحانه الجزء الأول من كتاب " تكملة الامل "، وهو تكملة القسم الأول المختص بعلماء جبل عامل قدس الله أرواحهم، ليلة الخميس ثامن عشر شهر صفر سنة 1335، بيد مؤلفه العبد الأحقر ابن السيد الهادي (حسن) صدر الدين الموسوي الكاظمي غفر الله ذنوبه وستر عيوبه
(٤٦٥)
صفحهمفاتيح البحث: شهر صفر الظفر (1)، الضرب (1)، البعث، الإنبعاث (1)

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.