البهائية و علاقتها بالصهيونية و قيام دولة إسرائيل

اشارة

تأليف: خالد السيوطي تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: مركز الكتاب للنشر
النوع: ورقي غلاف عادي، حجم: 24×17 الطبعة: 1 مجلدات: 1
اللغة: عربي
مقدمة
من الخطأ أن يظن بعض الناس أن عبادة الإنسان، و تأليه البشر كانت قاصرة علي العقائد القديمة سواء عند قدماء المصريين، أو المسيحيين بل استمر هذا الخلل الفكري، و العقائدي مع مسيرة الإنسان التاريخية حتي عصرنا الحديث، فإذا ساقتك قدماك لزيارة شخص ما بسبب أو لآخر، و وجدته يعلق علي جدران منزله بروازا مكتوبا عليه [بهاء يا إلهي] فلا تتعجب من تلك العبارة، و تظن أنها جملة غامضة أو غير مفهومة، فالواقع أنك في بيت رجل بهائي، و هذا ما حدث بالفعل مع بعض معارفي الذين كانوا في زيارة مواطن مصري، و اكتشفوا بعد ذلك أنه يدين بالبهائية. فالبهائية عقيدة تقوم علي عبادة رجل يدعي حسين علي، و شهرته البهاء، و كان أول ظهورها في إيران، ثم انتشرت في أماكن متفرقة من العالم حتي أصبح لها مركزا رئيسيا في كل قارة من قارات عالمنا. و ارتبط هذا البهاء و أتباعه بعلاقات وثيقة مع أعداء العالم الإسلامي، و الأنظمة التي حاولت احتلاله، و القضاء علي الخلافة الإسلامية من الإنجليز و الفرنسيين و الروس، و كانت أخطر هذه العلاقات البهائية هي علاقتهم بالصهيونية، و دعوتهم لقيام دولد إسرائيل علي أنقاض دولة فلسطين. و نحاول في السطور التالية إلقاء الضوء علي هذا البهاء، و البهائيين بوجه عام من حيث عقائدهم، و شرائعهم، و حقائق أهدافهم متبنين منهجا يقوم علي كشف هذه الأهداف، و بيان خطرها من خلال وثائقهم، مؤلفاتهم و هو منهج يدعو كل من يتعرض لمثل هذه العقائد أن يتبعه حتي تكون هذه الدراسات علمية و محايدة في نفس الوقت. و إن كان لا يخفي علي أحد أن مثل هذا العمل يتطلب جهدا و دقة من الباحث عن الحقيقة في مجال العقائد و الملل و النحل. و نحن إذ نبين للقاري‌ء حقيقة البهائية، فذلك لكي نكشف أيضا عن مدي خطورة الصهيونية، و عمقها التاريخي، و الإجرامي في حق عالمنا العربي و الإسلامي. [ صفحه 6] فالصهيونية تمد أيديها لكل عقيدة مخالفة للإسلام، و هي و إن كانت قد فشلت في أن تنال من صفاء و نقاء العقيدة الإسلامية، فإنها نجحت في أن تقتطع جزءا غاليا من أرض الإسلام فاحتلت فلسطين و أجزاء من سوريا و لبنان، و منطقة أم الرشراش المصرية التي لا يعلم كثير من المصريين عنها شيئا. و نجح اليهود في أن يغيروا في العقيدة النصرانية فأقنعوا كثيرا من نصاري الغرب بأن مجي‌ء المسيح متوقف علي قيام دولة إسرائيل من النيل إلي الفرات. [ صفحه 7]

البابية

اشاره

لقد ناصب اليهود الإسلام العداء منذ ظهوره، و شجعوا الحركات الخارجة عليه، فمنذ عبدالله بن سبأ و لم يفتأ اليهود في النيل من الإسلام عقيدة و شريعة، و ها هي الصهيونية تتبني البهائية منذ نشأتها و حتي يومنا هذا، و سنحاول فيما يلي أن نتعرف علي البهائيين من حيث عقائدهم و شرائعهم، و كذلك علاقاتهم بالصهيونية العالمية، و لا يمكننا الحديث عن البهائيين دون الإشارة إلي البابية؛ حيث تعتبر البابية مقدمة للبهائية، و تمهيدا لها، و كلا من هاتين الفرقتين من الفرق الخارجة عن الإسلام سواء علي مستوي العقيدة أو الشريعة، و هذا ما سنوضحه فيما يلي: الباب لقب شيعي يعني أن صاحبه هو باب للمهدي المنتظر، و بالمفهوم العصري سكرتير أو حاجب المهدي المنتظر، و بلغة السياسة هو المتحدث الرسمي باسم المهدي المنتظر، و من الناحية التاريخية يرجع هذا اللقب إلي زمن وجود أئمة الشيعة، فكان يلقب به أقرب أصحاب الإمام إليه. و لما انتهت سلسلة أئمة الشيعة باختفاء الإمام «محمد بن الحسن العسكري» سنة 260 ه، و أطلق عليه لقب «الإمام الغائب» و كذا «المهدي المنتظر» حيث اختفي، أو مات ابن الحسن العسكري و عمره لا يتجاوز خمس سنوات [1] في مدينة «سر من رأي» أو «سامراء» و أدعي أصحابه أنه في السرداب، و اختفي به، و سيعود في يوم ما، و هم ما زالوا في انتظار هذه العودة؛ حيث يترددون علي مدينة «سامراء» و يقفون عند فم السرداب مبتهلين أن يعجل الله عودته داعين: «باسم الله يا صاحب الزمان، باسم الله أخرج، فقد ظهر الفساد و كثر الظلم، فهذا أو ان خروجك، فيفرق الله بك بين [ صفحه 8] الحق و الباطل» [2] .و يستمرون في دعائهم حتي تغيب الشمس، ثم يعودون لبلدهم. و بعد قرابة الألف سنة من اختفاء العسكري ولد «علي بن محمد رضا الشيرازي» نسبة إلي مدينة شيراز الإيرانية سنة 1235 ه - 1819 م [3] و ادعي أنه باب المهدي المنتظر سنة 1260 ه / 1844 م، أي بعد مرور ألف سنة من اختفاء محمد ابن الحسن العسكري تم هذا الإعلان، و يقال إن عليا هذا ولد من أب يهودي أخفي ديانته متسترا باسم محمد الشيرازي [4] . و قد مهدت الظروف التاريخية لتشجيع «علي بن محمد الشيرازي» لكي يعلن دعوته البابية، فقد سبق هذا الظهور رجل يدعي أحمد الأحسائي نسبة إلي منطقة الأحساء شرقي السعودية - حيث قام بتأسيس فرقة جديدة منشقة، و خارجة علي التعاليم الشيعية عرفت بالشيخية و لما بلغ هذا الرجل الأربعين من عمره هاجر إلي كربلاء، و النجف، و تنقل بين كربلاء و إيران، و أخذ يظهر آلاء شاذة تخالف عقائد الشيعة فكثر خصومه، و من ثم قرر بيع كل ما يملك بكربلا، و الارتحال إلي المدينة المنورة، ولكنه هلك و هو قريب منها 1242 ه - 1827 م.

آراء الشيخية

تعتبر آراء الطريقة الشيخية خروجا علي تعاليم الشيعة، و ينظر إليها علماء الشيعة علي أنها هرطقة في الدين، فمن عقائدهم أن الحقيقة المحمدية تجلت في الأنبياء، و تجلت تجليا أقوي في سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و الأئمة الاثنا عشرية ثم اختفت باختفاء الإمام الثاني عشر «محمد بن الحسن العسكري» زهاء ألف سنة، ثم تجلت في المدعو أحمد الأحسائي، ثم تلميذه كاظم الرشتي، و خلفائه، [ صفحه 9] و أحمد الأحسائي و خلفاؤه شي‌ء واحد يختلفون في الصورة، و يتحدون في الحقيقة التي هي «الله ظهر فيهم»، و يعتقدون بالرجعة، و تعني أنه بعد أن غاب الله تعالي عن صورة الأئمة رجع و تجلي في الأحسائي و خلفائه، و الذي يهمنا في آراء الأحسائي أنه كان يركز في دعوته علي قرب ظهور المهدي، ولكن إذ كان الشيعة الاثنا عشرية ينتظرون المهدي المختفي، فإن الأحسائي قد خالفهم بأن المهدي سيظهر من بين الأحياء، و لاريب أن طول فترة انتظار الشيعة للمهدي و التي قاربت الألف عام، و عدم ظهوره قد جعلت اليأس يدب في نفوس كثير منهم، و مهدت لفكرة أن المهدي سيظهر من بين الأحياء. و بعد وفاة الأحسائي خلفه أقرب تلاميذه إليه و الذي يعرف ب «كاظم الرشتي» الذي لم يلتزم بكل آراء أستاذه، فأسس الطريقة «الرشتية» أو «الكشفية» و تعني أن علمه يأتي عن طريق الكشف. و إذا كان كاظم الرشتي تتلمذ لأحمد الأحسائي فإن علي بن محمد الشيرازي «الباب» تتلمذ علي يد كاظم الرشتي، الذي ركز في دعوته علي قرب ظهور المهدي، و كان دائما ما يردد: [إن الموعود يعيش بين هؤلاء القوم، و إن ميعاد ظهوره قد قرب فهيئوا الطريق إليه...] [5] . و كان كاظم الرشتي علي كبر سنه و شيخوخته يقدر الشيرازي، و يظهر له الإجلال و الإكبار مما يجعل الأنظار تتجه إليه، و ساد الظن بأنه سيكون ذا شأن، و يبين لنا صاحب (الكواكب الدرية) بعضا من مظاهر تكريم الرشتي لعلي الشيرازي قائلا: «أبدي الشاب حين حضوره حلقة الدرس فائق التحية و الاحترام، و قطع التدريس، و حول أنظاره إلي حضرة الوارد، ثم انبري يشرح المسائل المتعلقة بظهور المهدي المنتظر... فبعد أن أعلن الشاب دعوته، و سمع التلاميذ نداءه، تذكروا تلك المقدمات التمهيدية التي كان يزودهم بها الأستاذ السيد، و فطنوا إلي أنها كانت [ صفحه 10] موجهة إلي جنابه قائلين إن السيد كان مقصده إفهام التلاميذ أن هذا الوارد عليهم هو صاحب المقام، و منتظر و موعود الإسلام» [6] . و مما شجع كذلك علي ظهور البابية أنه بعد وفاة الرشتي 1245 ه - 1843 م قام أحد تلاميذه، و يدعي الملا حسين البشروئي بالدعوة إلي الالتفاف حول علي ابن محمد الشيرازي زاعما أنه الباب، حتي صدق أغلب الشيخية و كثيرا من أتباع الطريقة الكشفية بالشيرازي، و تسموا ب «البابيين». و لا ريب أن الشيرازي علي بن محمد كان قد تأثر بل آمن بهذه الأفكار حول المهدي، فأخذ يدرس العلوم الدينية، و الصوفية، و الرياضية، بالإضافة إلي الكتب التي تتحدث عن الكواكب، و تأثيراتها، كما أخذ يقرأ كتب المشعوذين [7] ، و أعطي اهتماما خاصا للرياضات البدنية الشاقة، كالتعرض لحرارة الشمس وقت الظهيرة؛ حيث تصل درجة الحرارة صيفا إلي 42 درجة منوية، و يفعل كل ذلك و هو عاري الرأس و الجسم فوق سطح المنزل لساعات طويلة علي كان يعتريه الذهول مما أثر علي قواه العقلية.

الدعوة البابية

سبق أن أشرنا إلي العلاقة الوطيدة التي ربطت بين علي بن محمد الشيرازي، و كاظم الرشتي، و كيف أن الأخير كان يقربه و يحنو عليه، و يختصه بما لا يخص به غيره، و في حلقات الرشتي تشبع تلاميذه بعقيدة قرب ظهور «الباب» حتي إنهم أخذوا يهيئون النفوس، و يبشرون الناس بهذا الظهور، و علي رأس هؤلاء قرة العين (زرين تاج بنت الملا صالح القزويني) التي تمردت علي حياتها الأسرية فهجرت قزوين، و ظهرت في حلقات كاظم الرشتي، و أقامت بكربلاء منتظرة ظهور الموعود، و مبشرة به. [ صفحه 11] و من الرجال الذين بشروا بقرب ظهور الباب «الملا حسين البشروئي» و كان من أوائل الذين سمعوا بالدعوة، و شارك في توجيهها فاستحق لقب باب الأبواب [8] و الملا محمدعلي الزنجاني «الحجة»، و الملا حسين اليزدي «كاتب الباب»، و الملا محمد البار فروش «القدوس». و كان من أخطر المبشرين بالشيرازي جاسوس روسي يدعي «كيتاز دالغوركي» الذي كان يعمل مترجما بسفارة روسنا بإيران؛ حيث صدرت إليه الأوامر من الحكومة الروسية بالانخراط في حلقة «كاظم الرشتي» فارتدي هذا الجاسوس لباس علماء الدين، و تسمي «عيسي اللفكراني» و جاور الشيرازي في المسكن، و أخذ يتقرب إليه فتبادلا الزيارات، و كانا يجتمعان في منتصف الليل؛ حيث يتناولا الحشيش، و يكتب هذا الجاسوس في مذكراته عن ذلك قائلا: [رأيت في المجلس الميرزا علي محمد الشيرازي، فتبسمت، و صممت في نفسي أن أجعله ذلك المهدي المزعوم، و منذ ذلك اليوم بدأت كلما أجد الفرصة، و الخلوة أرسخ في ذهنه أنه هو الذي سيكون القائم، و كنت أخاطبه يوميا مناديا له: يا صاحب الأمر، و يا صاحب الزمان، فكان يبدو عليه امتعاض أولا، ولكنه لم يلبث أن أخذ يتقبل ذلك بسرور، و فرح كلما سمع هذا النداء] [9] . و في سنة 1260 ه - 1844 م كاشف الشيرازي علي بن محمد صاحبه حسين البشروئي أنه تلقي الأمر الإلهي بأنه الباب الموصل إلي الإمام الغائب المنتظر، و يدعي البهائيون أن البشروئي كان قد أصابه الوجوم من هول المفاجأة، و أصيب بالذهول لفترة، و حينما أفاق سأل الشيرازي بعض الأسئلة ليختبره، فأجاب الشيرازي عن هذه الأسئلة، فآمن البشروئي بالشيرازي [10] ، و كان مما قاله الثاني للأول [يا من هو أول من آمن بي حقا، إنني أنا باب الله، و أنت باب الباب، و لابد [ صفحه 12] أن يؤمن بي ثمانية عشر نفسا من تلقاء أنفسهم..] [11] ، و بالطبع قد كان من أكثر الناس سعادة بادعاء الشيرازي أنه الباب: الجاسوس الروسي كيتاز دالغوركي، فهذا أمله الذي كان يحلم به، و هو خير معبر عن سعادته؛ حيث يقول: [و حمدت الله أن سعيي لم يضع هباء، و أن جهودي التي انفقت فيها الجهد، و الوقت، و المال قد أثمرت ثمرتها، و آتت أكلها] [12] . و اصطفي الشيرازي (الباب) سبعة عشر رجلا بالإضافة إلي قرة العين، فيكون المجموعة ثمانية عشر تمثل مجموع حروف كلمة «حي» أو حاء و ياء بحساب الجمل، و هو حساب قديم يرمز كل مرة فيه إلي أحد الأرقام علي النحو التالي: ا : 1 ، ب : 2 ، ج : 3 ، د : 4 ، ه : 5 ، و : 6 ، ز : 7 ، ح : 8 ، ط : 9 ، ي : 10 ، ك : 20 ، ل : 30 ، م : 40 ، ن : 50 ، س : 60 ، ع : 70 ، ف : 80 ، ص : 90 ، ق : 100 ، ر : 200 ، ش : 300 ، ت : 400 . و حين تجمع حروف «حي» يكون المجموع ح 8 + (10) = 18. و يمثل هؤلاء مع الباب عدد (19) و هو (8) رقم مقدس لدي البابيين و البهائيين. [ صفحه 13]

نهاية الباب

لم تقف الحكومة الإيرانية، و الشعب، و علماء الشيعة مكتوفي الأيدي أمام خزعبلات البابيين، فقبض علي زعيمهم الشيرازي، و وضع في السجن، و عقد له ولي العهد ناصرالدين شاه مجلسا مع العلماء أعلن فيه أن كتابه البيان أفضل من القرآن الكريم، فانفضح كذبه، و أفتي بعض العلماء بردته، و وجوب إقامة الحد عليه بعد الاطلاع علي عقيدته المكتوبة بخط يده، بينما قال آخرون بخلل عقله و عتهه، و جواز تعزيره [13] و حين سمع الباب الشيرازي بالفتوي ارتجف معلنا تبرؤه من العقيدة البابية ناطقا بالشهادتين، و كان مما قاله [شهد الله أنه لم يكن لهذا العبد الضعيف الذي وجوده الذنب المحض أي قصد خلاف رضي الله، و أهل ولايته، و بما أن قلبي موقن بواحدانيته، و نبوة رسوله، و ولاية أهل الولاية، و لساني مقر بكل ما نزل من عندالله أرجو رحمته، و لم أرد مخالفة الحق مطلقا، و إن صدر عني، و عن قلبي كلمات تخالف الحق، فلم يكن قصدي المعصية، ففي كل الأحوال أنا مستغفر تائب] [14] . و في صبيحة يوم السابع و العشرين من شعبان سنة 1266 ه الثامن من يوليو 1850 م نفذ حكم الإعلام رميا بالرصاص في علي بن محمد الشيرازي و كان عمره إحدي و ثلاثين سنة، و سبعة أشهر و عشرين يوما. و بموت الشيرازي (الباب) لم تنته البابية، و إنما ظهرت في ثوب جديد عرف بالبهائية؛ حيث نظر أتباع البهائية إلي كلمة «بابية» بمعني أن الباب هو واسطة للتبشير بشخص عظيم صاحب كمالات لا تعد و لا تحصي، و أنه متحرك بإرادته [15] ، و بمعني أوضح هو لقب يعني أن صاحبه باب ظهور الله [16] . [ صفحه 14]

البهائية

اشاره

بعد مقتل الباب 1266 هـ / 1850 م كان الاهتمام الأكبر لدي أتباعه هو التخفي، و الشتات درءا للغضب العارم، الذي كان يواجههم أينما حلوا، أو ارتحلوا، و حدث تطور في الدعوة البابية؛ لأن مثل هذه الدعاوي قائمة علي تشريع القيادات، و هم يتغيرون، فظهرت الدعوة البهائية نسبة إلي البهاء، و يجدر بنا أن نتعرف علي هذه الشخصية. اسمه: حسين علي، و هو اسم مركب قصد به التيمن و التبرك باسم مولانا الإمام الحسين، و والده الإمام علي كرم الله وجهه. لقبه: تلقب ب «بهاء الله»، و من ثم سمي أتباعه البهائيين. مولده: ولد البهاء بطهران 1233 ه / 1817 م [17] و قيل إن ولادته كانت بقرية نور إحدي قري المازندران [18] ، فيوجد خلاف في مكان مولده و الشهر الذي ولد فيه. أسرته: والده يدعي «عباس بزرگ النوري» و قيل النوري نسبة إلي قريته «نور» و كان للبهاء عديد من الإخوة أشهرهم أخ صغير يدعي «يحيي صبح الأزل» و هو غير شقيق، و كان الباب الشيرازي قد فرح فرحا شديدا بدخول يحيي في دعوته [19] و اطلق عليه «صبح أزل» [20] و مما يدل علي أن هذه العقائد كلها خداع في خداع، و أن قوادها أنفسهم كانوا لا يؤمنون بالبابية فضلا عن البهائية أن صبح الأول كان يردد علي أخيه حسين علي [لو ظهر قائم المسلمين، و موعودهم فماذا نفعل بالباب الشيرازي] [21] ، و كان لأسرة البهاء [ صفحه 15] علاقات وطيدة و مشبوهة مع السفارة الروسية؛ حيث كان للبهاء أخ عمل كاتبا بالسفارة الروسية، كما عمل زوج أخته سكرتيرا للسفير الروسي بطهران، و كان لروسيا اهتمام خاص بالبهاء حتي إنه حين قبض علي البهاء بعد اتهامه بالاشتراك في التدبير لعملية الاغتيال الفاشلة لشاه إيران، فإن السفير الروسي تدخل بصفة شخصية للإفراج عن البهاء [22] .

ظهور البهائية

كان الأخوان حسين علي، و يحيي صبح الأزل من اتباع الباب و تشربوا تعاليمه، و كان قد ساد الاعتقاد بين أكثر البابيين أن «الباب» أوصي بالخلافة من بعده إلي «يحيي صبح الأزل» و هو المعني بما قاله في كتاب البيان: [لا إله إلا أنت، لك الأمر و الحكم، و إن البيان هدية مني إليك] [23] ، و كان حسين علي يدعو لأخيه الأصغر غير الشقيق صبح الأزل بخلافة «الباب» و غالبا ما يتحدث باسمه، فقد كان غالبا ما يتخفي هذا الأخ الأصغر خوفا من أن تفقد الدعوة زعيمها، ولكن الأخ الأكبر مع الوقت دفعه الطمع أن يدعو لنفسه بخلافة «الباب» خاصة أنه علي علم بأن الأمر كله هزل، و خداع في خداع، و حدث النزاع و الشقاق بين البابيين، و أيد أغلبهم حسين علي «البهاء» و عرفوا بالبهائيين، و قليل منهم أيد «يحيي صبح الأزل» [24] ، و عرفوا بالأزليين. و هكذا ظهرت دعوتان جديدتان منبثقتان، و متشعبتان عن البابية هما: البهائية و الأزلية، و أتباع الأخيرة يتمسكون بتعاليم البابية و يحافظون عليها [25] ، و أما البهائيون فيعتبرون الباب مبشرا بالبهاء [26] . [ صفحه 16] و كان الصراع بين الأخوين قد أخذ مظاهر متعددة حسب كل مرحلة من مراحل صراعهما، فأحيانا يكون عن طريق الحوار الهادي‌ء فيخاطب البهاء أخاه صبح الأزل قائلا: [انصف يا أخي هل كنت ذا بيان عند أمواج بحر بياني، و هل كنت ذا نداء لدي صرير قلمي، و هل كنت ذا قدرة عند ظهور قدرتي] [27] و حين شعر البهاء أن صبح الأزل سيقف حجر عثره في طريق أطماعه، فإنه لم يتورع عن الهم بقتله، ثم هداه مكره إلي تدبير مذبحة قضي فيها علي أتباع أخيه قتلا بالسواطير، و الخناجر المسمومة في وحشية لا تعرف الرحمة [28] .

موت البهاء

و قد عمر البهاء طويلا، و قيل إنه هلك 1309 ه / 1892 م بعد إصابته بالحمي، و كان قد عهد بتولي أمور الدعوة من بعده إلي ابنه عباس أفندي الذي عرف بعبد البهاء، و كان قد لقبه بالغصن الأعظم و يدعي البهائيون أن البهاء أخذ يوحي إلي عبد البهاء؛ و من ثم فكل أقوال و أفعال عبدالبهاء لها قوة كلام و أفعال البهاء أو الله كما يزعمون [29] ثم يغلق الباب فلا يكون مهدي، و لا نبي المدة الف عام، فقال: [من يدعي أمرا قبل تمام ألف سنة كاملة فهو كذاب مفتر] [30] .

مؤلفات الميرزا حسين علي (البهاء)

للبهاء مصنفات عديدة أشهرها: الإيقان، و الأقدس، و ألف كذلك كتبا أخري كالكلمات الفردوسية، و الإشراقات، و الهيكل، و العهد. و بعض هذه الكتب الفارسية. [ صفحه 17] و يذهب الميرزا حسين إلي أن الكتب السماوية السابقة كالتوراة و الإنجيل و القرآن لم يفهم الأنبياء معانيها لضعف عقولهم [31] ، أما تفسير هذه الكتب تفسيرا صحيحا فيختص به البهاء، فالأنبياء اختصوا بالتنزيل، و البهاء اختص بالتأويل، و لذلك فقد صرح البهائيون أن تفاسير العلماء للكتب المقدسة بما فيها القرآن جاءت [تافهة باردة عقيمة جامدة بل مضلة مبعدة محرفة مفسدة] [32] و لهذا النص أهمية كبري فهو يضع أيدينا علي بدايات الهجوم الذي يقوده ملحدي هذا العصر ضد تفاسير السلف الصالح تمهيدا للهجوم علي النص المقدس ذاته فالمنهج واحد، و الهدف واحد. و مما يدل علي أن البهاء قد لفق ضلالاته من عقائد سابقة، و خارجة عن الإسلام أن كلامه عن أن الأنبياء اختصوا بالتنزيل، و قد اختص هو بالتأويل هو نفس مذهب الإسماعيلية الذين قالوا إن الأنبياء اختصوا بالتنزيل و أما أئمتهم فقد اختصوا بالتأويل.

العقيدة البهائية

اشاره

عقائد البهائيين يمجها العقل السليم، و هي متأثرة بعقائد سابقة علي الإسلام، كالنصرانية التي يؤمن أصحابها بالحلول، و تلك هي أهم عقائد البهائيين.

الألوهية

الله تعالي لدي البهائيين ليس له أسماء، و لا صفات و لا أفعال [33] ، فالحقيقة الإلهية مجردة تحتاج إلي هيكل تتعين، أو تتجسد فيه، حتي يمكن أن يري الله، و يشاهد، و يعرف.. و لا تظهر الحقيقة الإلهية بكل كمالها في الجسد مرة واحدة؛ لأنه إمكان، و الإمكان ضعف لا يستطيع تحمل تجليها الكامل فيه، و من ثم تدرجت الحقيقة الإلهية في تجلياتها في الشي‌ء بحسب استعداده، و قابليته، فتارة تتجلي [ صفحه 18] كالشمس، و أخري كالسراج الوهاج، و ثالثة كالمحيط، و تارة كالسحاب الفياض [34] ، و يكون ظهور الكمالات الإلهية في الأنبياء الذين يطلق عليهم المظاهر الإلهية، أو المظاهر المقدسة، أما ظهور هذه الكمالات الإلهية في البهاء و كذلك المسيح فهو ظهور فرق التصور؛ لأنهما حازا جميع كمالات الأنبياء السابقين بالإضافة إلي كمالات أخري تجعل كل الأنبياء السابقين تابعين لهما [35] ؛ و من ثم كان ظهور الحقيقة الإلهية في جسد البهاء هو أكمل و أتم ظهور؛ لأنه كلما كان الظهور متأخرا كانت الحاجة أقوي و أظهر حسب قانون التقدم و الارتقاء [36] ، حتي قالوا عن مجي‌ء البهاء: «أما ذلك اليوم فهو يوم الله؛ إذ تشرق شمس الحقيقة بأشد حرارة، و أسطع ضياء» [37] . و بعد التجسد تستطيع الحقيقة الإلهية أن تمنح هذا الجسد كل صفات الكمال من العلم، و القدرة و الهيمنة [38] ؛ ليمارس هذا الجسد المتأله عمليات الخلق، و الرزق، و الإحياء، و الإمانة، و زعم البهاء أن الله تعالي حل فيه فيقول: [لا يري في هيكلي إلا هيكل الله، و لا في جمالي إلا جماله و لا في كينونتي إلا كينونته، و لا في ذاتي إلا ذاته، و لا في حركتي إلا حركته، و لا في سكوني إلا سكونه، و لا في قلمي إلا قلمه العزيز المحمود... و لا يري في ذاتي إلا الله] [39] . و طالما حل الإله في البهاء فإن ظهور البهاء هو ظهور الله، و وجه البهاء هو وجه الله، و مشيئته هي مشيئة الله، و إرادته هي إرادة الله. [ صفحه 19] و الخلاصة أن جميع أسماء و صفات البهاء هي بعينها أسماء و صفات الله تعالي، حتي إن عينه هي عين الله، و لسانه الذي يتكلم به هو لسان الله، و يداه هي يد الله [40] ، و إذا قال: [إني أنا الله] [41] فهو صادق فيما يقول؛ و من ثم فإن معرفة الميرزا [حسين علي] هي معرفة الله، أما تكذيبه تكذيب الله ذاته [42] ، فهو الذي يستحق العبادة دون سواه، حتي أنه يقول في كتاب الأقدس: [من توجه إلي فقد توجه إلي المعبود، أما الذين يتوجهون بعبادتهم إلي الله فإنما يتوجهون بها إلي و هم] [43] . و رغم ادعاء حسين علي للألوهية، و أنه خالق السماوات و الأرض [44] ، فإنه حينما كان يختبره بعض الحاضرين مجلسه بأن يأتي بمعجزة تدل علي ألوهيته فإنه كان يتهرب بأنه هو الذي يجب أن يختبر الحضور؛ لأن الحق هو الذي يمتحن الخلق، و ليس للخلق أن يمتحنوا الحق [45] . و ادعي البهائيون أن الرسل السابقين كموسي، و عيسي، و محمد كانت مهمتهم الكبري هي التبشير بظهور الله في جسد البهاء، تماما كما يزعم النصاري أن مهمة الأنبياء السابقين لعيسي عليه‌السلام هي التبشير بحلول الله في جسد المسيح عليه‌السلام؛ و لذلك سمي البهاء نفسه «مظهر الله» كما سبق و فعل «الباب» [46] ، و إن كان البهاء قد اعتبار الباب مجرد مبشر بظهوره، فالباب هو القائم، و البهاء هو القيوم، و القيوم أعظم من القائم [47] .و استدل البهائيون علي إلهية البهاء بنفس استدلالات النصاري علي ألوهية المسيح عيسي بن مريم، فمن أدلتهم ما ورد في التوراة: [يولد لنا ولد و نعطي ابنا و تكون الرياسة علي كتفه، و يدعي اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام] [48] . [ صفحه 20]

يزعمون أن الله لم يخلق العالم

زعم البهائيون أن وجود المخلوقات كان صادرا عن الله، كالشمس التي يصدر عنها الشعاع [49] ، و هي فكرة ترجع إلي الأفلاطونية الحديثة فأفلوطين هو القائل بالصدور. و الصدور ليس خلقا كما يدعي البهائيون، فلا تملك الشمس أو تحجب ضوءها أو أشعتها، و لذلك فالخلق عندهم قديم، و هم صرحوا بأن للحق دائما خلق [50] ، و هذا يستلزم القول بقدم العالم، بينما الخلق في الإسلام و لدي العقول السليمة يعني أن الكائنات و جدت من العدم المحض، و أن العالم محدث، و مخلوق من الله تعالي بالخلق المباشر لا عن مادة، و لا بآلة، و لا في زمن. كما حاول البهائيون علي لسان زعيمهم عباس أفندي «عبدالبهاء» أن ينالوا من التصوف، فادعوا أن الصوفية يفسرون الخلق بالتجلي؛ بمعني أن صفات الله تظهر و تتجلي بلا نهاية في صورة الكائنات [51] ، و هذا يعني أن تتحدد صفات الله المطلقة بصفات الكائنات، فبعد أن كان الله غنيا يصبح فقيرا، و بعد أن كان قادرا يصير عاجزا [52] . و الحق أن هذا الكلام فيه تجني علي التصوف الإسلامي الذي هو شعبه من شعب الثقافة الإسلامية، فالتجلي عندهم ليس معناه أن الإمكانات الموجودة في الله تعالي تظهر و تجلي بلا نهاية في صورة الكائنات... فالصوفية ينكرون أن يتصف الله عزوجل بصفات الكائنات، ولكن التجلي بمعني أن الإمكانات أو المعلومات الإلهية أو ما هو موجود في خزائن الجود يظهر و يبرز من خزائن الجود «اللوح المحفوظ» عندما يأتي أو ان الظهور فذلك مقبول طبقا لقوله تعالي: (و إن من شي‌ء إلا عندنا خزائنه و ما ننزله إلا بقدر معلوم) [الحجر: 21 ]. [ صفحه 21] و الذي نؤكد عليه أن الصوفية يميزون بين الحق و الخلق، و يرون أن الحق مخالف في جوهره و صفاته للخلق و الذي يقرأ كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف للكلاباذي في الباب الذي عقده عن قول الصوفية في التوحيد يجده ذكر أن أول أركان التوحيد عند الصوفية هو «إفراد القدم عن الحدث» [53] ، و هكذا نري الصوفية جعلوا الركن الأول للتوحيد هو تمييز القديم من المحدث أو المخلوق عن الخالق.

تكفير من ليس بهائيا

يذهب الميرزا حسين علي إلي أن غير البهائي مشرك، و لو كان من المسلمين طالما أنه لم يؤمن بالدعوة البهائية، فيقول: [إن الذي ما شرب من رحيقنا المختوم، الذي فككنا ختمه باسمنا القيوم، إنه ما فاز بأنوار التوحيد، و ما عرف المقصود من كتب الله، و كان من المشركين] [54] .

الإيمان بالرجعة و عدم انقطاع الوحي

لا يؤمن البهائيون بانقطاع الوحي بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و يذهب الميرزا حسين علي أن الرسل حقيقة واحدة تتناسخ في الهياكل البشرية؛ فهو يدعو إلي الإيمان بالرجعة، فلو زعم أحد الأنبياء أنه رجعة كل الأنبياء السابقين لكان صادقا ولو قال منهم الآنف إنه عودة السالف لكان محقا [55] و لهذا فإن أول نبي هو آخر نبي، و آخر نبي هو أول نبي طالما أن حقيقتهم واحدة، و هذا معني أن الله هو الأول و الآخر [56] ، فنراه يقول: [يصدق ذكر صيغة الختمية علي طلعة البدء، و ذكر صيغة البدئية علي طلعة الختم، و إذا نادي كل واحد منهم بنداء: أنا خاتم النبيين، فهو أيضا حق فكلهم نفس واحدة، و جسد واحد، و أمر واحد، و كلهم مظهر البدئية و الختمية، [ صفحه 22] و الأولية و الآخرية] [57] ، و لذلك فإن حلول روح الله في جسد سيدنا محمد ليست إلا رجوع الروح الإلهية التي كانت تحل في جسد عيسي، و اختلافهما في الجسد فقط و ليس بالجسد تتميز هوية الكائنات، أما جسدهما ليس إلا آله لاستقبال روح الله، و ظهور الآثار الإلهية [58] . و قد اتسع مفهوم الرجعة عند البهائيين بحيث أصبح لا يقتصر فقط علي عودة الأنبياء بل أيضا عودة الأمم، فالأمة العربية التي كانت موجودة في عهد سيدنا محمد صلي الله عليه و آله و سلم هي بعينها التي كانت موجودة في عهد الأنبياء السابقين، و إن ظهر أما العين الإنسانية أو في نظر العين البشرية أن هذه الأمم مختلفة [59] . و الحقيقة أن رجعة الأنبياء و الأمم التي قد يستغربها القاري‌ء نجد نظيرها لدي فرقة الإسماعيلية - التي ظهرت في القرن الثاني الهجري - فعندهم نظرية يطلق عليها (نظرية الدور) و تعني أن الحياة تتجدد و هي مقسمة إلي ست فترات و علي رأس كل فترة نبي و أن ما يحدث في أي فترة من هذه الفترات يحدث ما يشبهه تماما في الفترات الأخري فما حدث في عصر آدم هو نفسه ما حدث في عصر إبراهيم، و كذلك في عصر موسي و عيسي و محمد صلي الله عليه و آله و سلم؛ و كذلك كانت صفات هؤلاء الأنبياء واحدة بحيث يمكننا القول أن موسي هو آدم، و هو أيضا نوح، و كذلك هو عيسي... إلخ [60] . و إذا كان لي من تعليق فهذا هو البهاء، و تلك هي طريقته فما هو و أعوانه الإعالة علي الفرق الضالة و صدق القائل أن الكفر ملة واحدة. و بطبيعة الحال ما دام هذا البهاء هو الإ له فمن حقه أن يضع شريعة جديدة تنسخ الشريعة الإسلامية الغراء، و هو ما نبينه فيما يلي: [ صفحه 23]

نسخ الشريعة الإسلامية (خاصة الجهاد)

من المعلوم من الدين بالضرورة أن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان و مكان، و أنها آخر الشرائع السماوية، أما البهائيون فقد ذهبوا إلي أنه بظهور البهاء فقد سقط العمل بالإسلام، فالشريعة الإسلامية كالزهرة و الشريعة البهائية كالثمرة، و لابد أن تسقط أوراق الزهرة لتنضج الثمرة [61] . و يستطيع أن قاري‌ء لتاريخ الاحتلال العسكري للعالم الإسلامي، أو الغزو الفكري للمسلمين أن يعرف بسهولة أن الهدف الأكبر لدي الغرب هو جعل المسلم يتخلي عن الإسلام عقيدة و شريعة، و جاء البهائيون لينفذوا المخططات الغربية، فأعلنوا أن التمسك بالأديان، و عدم تبديل الشرائع هو مرض عام و وباء [62] .بل زعم صاحب كتاب الحجج البهية بكل صراحة: [أن الاعتقاد بأبدية الشرائع و الأديان إحدي المصائب الكبيرة التي ابتليت بها الأمم الماضية بأجمعها بل هي أكبرها و أدهاها، و أصعبها زوالا و أقساها] [63] . و يتضح صلة البهائية بالصهيونية العالمية في أن الهدف الأكبر لمثل هذه الحركات الهدامة هو تهيئة العالم الإسلامي، ليقع تحت سيطرة الاستعمار و الاحتلال، فنري البهائية اهتمت بنسخ الشريعة الإسلامية خاصة فريضة الجهاد ضد العدو المعتدي، فيقول البهاء في كتابه إشراقات: [البشارة الأولي التي منحت من أم الكتاب في هذا الظهور الأعظم هو محو الجهاد من الكتاب، و قد نزل هذا الأمر المبرم من أفق إرادة مالك القدم] [64] . و قد كان لهذه التعاليم أثرها علي البهائيين، فقد كشفت التحقيقات التي أجريت مع أحد زعماء البهائية في مصر سنة 1972 خيانته الوطنية تحت شعارات زائفة؛ حيث قال في التحقيق: [إن البهائية تدعوه إلي السلام، فلو أجبرته الدولة علي] [ صفحه 24] حمل السلاح في مواجهة إسرائيل فسيطلقه في الهواء؛ لأن ذلك هو شعار البهائية] [5] . و مما هو جدير بالذكر أنه يتضح لأي قاري‌ء للعقائد الضالة، و الخارجة عن الإسلام أن الهدف الأكبر لمثل هذه الحركات هو محو صفة الجهاد من الأمة الإسلامية و من شخصية المسلم؛ لأنه بذلك يسهل القضاء علي الإسلام حتي إن الباطنية اعتبروا أن العذاب هو اشتغال أصحاب الشرائع بالصلاة، و الصوم، و الحج، و الجهاد [6]

عقائد ما بعد الموت

اشاره

أنصبت عقائد ما بعد الموت لدي البهائيين علي تأييد عقائدهم.

القبر

ليس القبر هو المكان الذي يدفن فيه الإنسان، بل هو الجهل و الغفلة عن الإيمان بالعقيدة البهائية [65] .

عذاب القبر

يذهب البهائيون إلي أن عذاب القبر و فتنته واقع في الحياة الدنيا، و ليس بعد [ صفحه 25] الموت، و سؤال الملكين الكريمين منكر و نكير إنما هو لأمة دعوة حسين علي «البهاء» [66] .

الحياة البرزخية

ليست الحياة البرزخية لدي البهائيين هي حياة ما بعد الموت [67] و إنما هي الفترة الزمانية التي تكون بين الرسولين في الحياة الدنيا.. فالمدة الزمانية التي كانت بين وفاة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، و ظهور الباب هي الحياة البرزخية.

عقيدة اليوم الآخر

اشاره

خرج البهائيون بعقائد ما بعد الموت عن كل حقيقة إيمانية:

القيامة

هي ظهور المظهر الإلهي [68] ، و بمعني أوضح حلول روح الله في جسد بشري. و يزعمون أن قيام الروح الإلهية في أجساد الرسل تعتبر قيامة صغري، أما قيامها في جسد البهاء فهو القيامة الكبري [69] ، و أحيانا نري البهائيين يذهبون إلي أن القيامة هي قيام الرسول بالدعوة [70] ، و المعبر عنها بيوم قيامة القائم، فورد في كتاب الايقان [اذا قام القائم قامت القيامة] [71] و يعتبر البهائيون أن كل ما ورد في القرآن و السنة عن يوم القيامة باسمائه المختلفة، و علاماته كطلوع الشمس من جهة الغرب فالمقصود به ظهور المهدي، و حلول اللاهوت في الناسوت [72] . و الذي يهمنا أن القيامة بمعني انتهاء الحياة، و قيام الأموات للحساب هو أمر غير معترف به، و مرفوض [73] ، و إنما هو يوم تقوم فيه الأموات بالروح فقط إلي حياة جديدة بعد مجي‌ء حسين علي [74] ، و لكي ينكر هذا المدعو بالبهاء معني الآيات [ صفحه 26] القرآنية التي تقرر عقيدة بعث الأموات، خاصة أنها قطعية الدلالة فإنه أخذ يهاجم قواعد اللغة العربية [75] ، التي نزل بها القرآن حتي يحرف هذه الآيات عن معانيها. و يوجد علاقة قوية بين يوم القيامة و نسخ الشريعة الإسلامية، فيوم القيامة هو إعلان نسخ الشريعة الإسلامية، فما ورد في القرآن من انفطار السماء، و جمع الشمس و القمر في هذا اليوم العظيم لم يفهم المسلمون معناه، فيذكر البهاء أن السماء هي الإسلام، و الشمس هي الصوم، أما القمر فهو الصلاة، و ترك أداء هذه الفرائض بمجي‌ء الشريعة البهائية هو ما أرادة القرآن من تبدل السماوات و الأرض، و غياب الشمس و القمر [76] ؛ لتحل محلها سماء جديدة (و هي البهائية) بشمسها، و قمرها، و نجومها الجديدة [77] . و إذا كان لنا من تعقيب فإن الأثر الإسماعيلي يتضح لنا بجلاء؛ حيث ذهب الإسماعيلية إلي أن القيامة تعني ظهور الإمام الزمان أو صاحب القيامة، أو إن شئت فقل: القائم بإبطال الشريعة الإسلامية و محاسبة الناس علي أعمالهم [78] .

النفخ في الصور

النفخ في الصور هو دعوة الناس إلي اتباع البهاء [79] ، و نداء البهاء لكل من في السماوات و الأرض مجتمعين، و غير مجتمعين بأن موعد ظهوره قد حان [80] .

يوم الجزاء الأعظم

يوم الجزاء هو موعد مجي‌ء الأنبياء «مظاهر الله» أما يوم الجزاء الأعظم فهو مجي‌ء بهاء الله المظهر الأعظم [81] . [ صفحه 27]

البعث

يعني اليقظة الروحية التي تجعل من يعتقد بالبهائية يحيا حياة روحية [82] ، أما الذي لا يعتقد بالبهائية فيستحق وصفه بالموت، و الكفر، و الدخول في نار الغضب، و الخذلان الإلهي [83] ، كما أن البهائيين يعتقدون بفناء الجسد نهائيا بمجرد الموت، و عدم عودته إلي الروح مرة أخري [84] .

الحساب

هو الفصل بين المؤمنين و الكافرين، فالمؤمنون هم الذين يعتقدون بتجسد الله في البهاء و الكافرون هم الذين يرفضون الإيمان بهذا التجسد [85] .

الجنة و النار

الجنة هي الإيمان بأن الميرزا حسين علي (البهاء) هو رب السموات و الأرض، و معرفة رموز الكتب الإلهية بواسطة الميرزا، و أبواب الجنة هم كبار أتباع الباب [86] ، و الجنة كذلك هي الحياة الروحانية البهائية، و النار هي الموت الروحاني [87] ، فجاء في كتاب «بهاءالله و العصر الجديد» «الجنة و النار في الكتب المقدسة حقائق مرموزة» [88] .و علي سبيل المثال فإن ما ورد عن قصة تناول آدم و حواء من الشجرة، و خروجهما من الجنة أمور لم تحدث [89] و إنما هي رموز لها تأويلات، و معان لأسرار إلهية أخري [90] .و لما ادعي البهاء الإلوهية صارت النار هي الكفر بأن البهاء هو رب العالمين [91] . [ صفحه 28]

رؤية الله و لقاؤه

رؤية الله هي رؤية الجسد الذي حلت فيه روح الله [92] ، و لقاء الله هو لقاء البهاء [93] ، و لذلك كان البهاء يكفر أخاه يحيي صبح الأزل محذرا منه قائلا: «إياكم أن تتمسكوا بالذي كفر بلقائه، و آياته، و كان من المشركين في كتاب كان بإصبع الحق مرقوما» [94] .و لقاء البهاء هو المقصود بلقاء الله يوم القيامة في الكتب المقدسة [95] .

الملائكة

هم أئمة المهدي، أما ملائكة النار المشار إليهم في قوله تعالي (عليها تسعة عشر) [المدثر: 30]فهم التسعة عشر رجلا الذين كفروا بالميرزا حسين علي، و اتبعوا أخاه يحيي صبح الأزل [96] .و ورد في كتاب الأيقان أن الملائكة عبارة عن نفوس تنزهت «عن الأعراض البشرية، و تحققت بحلي الجواهر الروحانية، و اتصفت بأوصاف المجردات» [97] .

الدجال

هو يحيي صبح الأزل أخو البهاء [98] .

تقديس العدد (19)

(يقول المقريزي في أثناء حديثه مع الصالح بن رزيك الذي تولي الوزارة في عهد الخليفة الفاطمي العاضد لدين الله «و من العجب أنه تولي الوزارة في التاسع عشر، و قتل في التاسع عشر، و زالت دولتهم في التاسع عشر» و هذا النص يدل علي الصلة التاريخية و العقدية التي تربط بين البهائية و الاسماعيلية.) يجعل البهائيون السنة تسعة عشر شهرا، و الشهر تسعة عشر يوما، و بحسبة رياضية بسيطة يكون عدد أيام السنة لدي البهائيين (361) يضاف إليها أيام النسي‌ء و هي أربعة في السنة البسيطة و خمسة في الكبيسة. و يرقض البهائيون العمل بالتقويم الهجري، و يأخذون بالتقويم الشمسي طبقا لتعاليم الباب؛ و يبدأ التاريخ البهائي بسنة [ صفحه 29] 1844 / 1260 ه، و هو تاريخ ظهور الباب، و تكون بداية السنة البهائية يوم 21 مارس [99] . و يذكر الدكتور / محمد إبراهيم الجيوشي في كتابه القيم «البابية و البهائية» أنه إذا كان البابيون يقدسون العدد (19) فإن البهائيين يقدسون العدد (9) و يعلل ذلك بأن العدد (9) هو مجموع حروف (بهاء) كما أنه يساوي الفرق بين مجموع حروف (قائم) و هو الباب في عقيدة البهائيين، و حروف (قيوم) (و هو بهاء عند البهائيين) [100] . و هذا الكلام محل شك لدينا؛ لأنه كما بينا فإن العدد (19) هو الذي تدور عليه عقائد، و عبادات البابيين و البهائيين علي السواء. و إذا كان مجموع حروف (بهاء) بحساب الجمل هو العدد (9) إذا اعتبرنا أن الألف اللينة و الهمزة كل منهما يساوي الرقم واحد، و من ثم يصبح مجموع حروف بهاء. ب ه ا ء = با 9 2 + 5 + 1 + 1 = 9 لكن الفرق بين قيوم و قائم ليس العدد (9) لأن مجموع حروف قيوم ق ي و م = 146 بينما مجموع حروف قائم. 100 + 10 + 6 + 40 = 156 ق ا ء م 100 + 1 + 1 + 40 = 142 و إذا طرحنا مجموع حروف قائم من قيوم سينتج الفرق (14) و ليس (9) قيوم (156) - قائم (142) = 14 و يلاحظ أن الدكتور الجيوشي بعد أن قال إن [البابية تقدس العدد 19، ولكن البهائية تقدس العدد 9 ] [101] عاد و ذكر أن البهائيين يقدسون العدد (19) أثناء حديثه عن أنشطتهم، إذا قال: «و أخذوا ينشئون لهم مراكز في أوروبا و أمريكا، و بنوا لهم دارا في الولايات المتحدة تسمي مشرق الأفكار، و أصبحت لهم مجلة تصدر في أمريكا منذ 1910 م تسمي نجم الغرب، و يصدر منها في العام تسعة عشر عددا، لأن العدد (19) مقدس لدي البهائيين» [102] . [ صفحه 30] و لا أدري سببا للولع بهذا الرقم، حتي أنني قرأت علي شبكة المعلومات «الإنترنت» لمخبول أدعي أن القرآن قد أشار لمصدر اسمه (19) [103] مرة، بل بني دعواه للنبوة علي إشارة القرآن لاسمه بناء علي حسبة رياضية تدور حول الرقم (19) و أكثر من ذلك فإنه زعم أن نهاية العالم قد حددها القرآن بناء علي آيات قرآنية إذا جمعناها أدت إلي مضاعفات الرقم (19) [104] و أخيرا فإن الذي لا يؤمن بهذه الخرافات التي يفتري بها علي كتاب الله فهو في نظره كافر. ولكن الله عزوجل كشف كذبه، و تم قتله. و بعد تعرضنا لعقائد البهائيين فانه يجدر بنا أن نتعرض لشرائعهم العجيبة.

شرائع البهائيين

اشاره

كان اهتمام البهاء الأعظم ينصب علي النيل من الله تعالي، و رغم ذلك فإنه جبن عن أن يجابه ملوك الأرض، فأعلن أنه ليس له علاقة بالسياسة حتي لا يصطدم بالحكام، بل أمر أتباعه بضرورة الخضوع للملوك و الأمراء، و للقوانين البشرية رغم تمرده علي الشرائع الإلهية [105] . و للبهائيين شرائع في الحج، و الصلاة، و الصوم... إلخ و هذه الشرائع تكشف عن محاولاتهم التخلص من العبادات الإسلامية كما أنها تتغير بحسب أهواء رؤساء الطائفة، و هو ما نبينه فيما يلي:

الصلاة

يتجه البهائيون في صلاتهم إلي عكا حيث دفن البهاء الذي كان قد حدد للبهائيين القبلة بالمكان الذي دفن فيه فقال: [إذا أردتم الصلاة قولوا وجوهكم شطري الأقدس] [106] .و صلاتهم عبارة عن قراءة بعض الأدعية المروية عن البهاء و ابنه [ صفحه 31] عبدالبهاء، و ليس شرطا استخدام صيغ معينة في الصلاة [107] ، و تعتبر الصلاة حسب التعاليم البهائية مفروضة فرضا قطعيا [108] ، كما حرم البهاء، صلاة الجماعة إلا في صلاة الميت فورد في كتاب الأقدس «كتب عليكم الصلاة فرادي... قد رفع حكم الجماعة إلا في صلاة الميت» [109] . و جاء ابن البهاء عباس أفندي عبدالبهاء فأباح الصلاة مع المسلمين نفاقا حتي إنه صلي هو نفسه مع المسلمين في فلسطين و مصر، و مع النصاري في كنائس إنجلترا و فرنسا و سويسرا، كما صلي مع اليهود بأمريكا، و مع البوذيين في معابد الهند.. كما دعا إلي ضرورة الحفاظ علي صلاة الجماعة في أوقات محددة و أماكن معينة؛ لأن ظهور البهائيين في جماعة تكسبهم قوة و هيبة [110] ، و هذا بخلاف ما دعا إليه والده حسين علي. أما صلاة هذا العبد للبهاء مع أهل الملل المختلفة فليس غريبا؛ لأن البهائيين يقولون بوحدة الأديان... الإسلام - اليهودية - النصرانية - الزرادشتية - الصابئة [111] ... إلخ.

الطهارة

يعتبر البهائيون أن كل الأشياء طاهرة؛ لأنه قد حلت فيها روح الله، فيقول البهاء: [انغمست الأشياء في بحر الطهارة في أول الرضوان؛ إذ تجلينا علي من في الإمكان بأسمائنا الحسني، و صفاتنا العليا] [112] .

الصوم

صوم البهائيين شهر، و الشهر عندهم تسعة عشر يوما، و يكون موعد الصوم آخر شهر في السنة أي الشهر التاسع عشر، و يمتد الصوم من الفجر إلي المغرب، و يباح للبهائي نكاح زوجته خلال الصوم [113] . [ صفحه 32]

الحج

الحج إلي عكا حيث بهاء الله، أو الذهاب إلي منزله في بغداد، أو بيت النقطة [الباب] في شيراز، و من الطريف أن إيران هدمت بيت النقطة، و العراق هدمت بيت البهاء في بغداد. و بذلك نري أن البهائيين قد اتفقوا في منهجهم، و أهدافهم مع غلاة الشيعة الذين كانوا قد ظهروا في العصور الإسلامية المبكرة، و حاولوا أن يتحللوا من شرائع الإسلام، فاعتبروا أن الصلاة هي مجرد دعاء الإمام، و الزكاة هي ما يعطي للإمام، أما الحج فمعناه القصد إلي الإمام [114] أو زيارة الإمام [115] .

الزكاة

نصاب الزكاة مائة مثقال من الذهب، و يؤخذ منه تسعة عشر مثقالا [116] .

الميراث

أوجب البهاء علي البهائي أن يترك وصيته قبل موته يعين فيها كيفية تقسيم ميراثه، أما إذا لم يفعل ذلك فإن ميراثه يقسم علي سبعة أصناف: أ- المعلمون للبهائي، ب - الأولاد، ج - الزوج أو الزوجة، د - الأب، ه - الأم، و- الأخوة، ز- الأخوات [117] .

الزواج

يتم زواج البهائي من بهائية برضاء الطرفين، ثم بعد ذلك موافقة الأبوين [118] .

الطلاق

إذا استحالت العشرة بين الزوجين يقع الطلاق، ولكن بعد سنة من محاولة التوفيق بينهما يتم الطلاق [119] ، و لم يضع البهائيون حلا للزوجة العاقر بالسماح [ صفحه 33] لزوجها بأن يتزوج عليها بدلا من الطلاق؛ حيث إنهم يرفضون الجمع بينهما، و من ثم فالمرأة العاقر ليس أمام زوجها سوي أن يطلقها، أو يحتفظ بها و هو كاره و تنتهي حياة هذه الأسرة بموت أفرادها و ينقطع النسل.

الأعياد

يحتفل البهائيون في مطلع كل شهر، أي يحتفلون كل تسعة عشر يوما، و يتم الاحتفال علي ثلاث مراحل، أو أدوار: الدور الروحاني: و يرددون فيه بعض الأدعية. الدور الإداري: و تذكر فيه التعاليم الصادرة من قيادات الطائفة، و ما يتعلق بها من أوامر و نواهي لأتباع الطائفة البهائية. دور الضيافة: حيث يتناولون في نهاية الاحتفال الطعام و الشراب. و للبهائيين خمسة أعياد: - عيد النيروز: و يكون يوم 21 مارس من كل عام، و اختيار هذا التاريخ ليصبح عيدا للأم فتنة بهائية نجحت في التسلل لسلوك المصريين الاجتماعي. - عيد الرضوان: و هو عيد إعلان البهاء لدعوته؛ حيث كان قد اعتزل الناس في حديقة نجيب باشا لمدة 12 يوما، ثم أعلن دعوته في هذه الحديقة سنة 1863 م... و لذلك أطلق عليها البهائيون حديقة الرضوان [120] . و يكون أول أيام هذه العيد يوم 21 أبريل و آخره اليوم الثالث من شهر مايو، و هذا يوافق تاريخ بقاء البهاء في الحديقة قبل إعلان دعوته التي جاءت بعد 19 عاما من ظهور دعوة الباب [121] . [ صفحه 34] - عيد ولادة الباب: و يوافق أول أيام المحرم من كل عام، حيث ولد علي محمد الشيرازي (الباب) سنة 1230 ه. - عيد ولادة البهاء: ويلي عيد ولادة الباب بيوم واحد، و من ثم يوافق الثاني من محرم من كل عام، حيث ولد البهاء حسين علي نوري. - عيد المبعث: و عيد المبعث يشير إلي عيد الإعلان الباب دعوته، و يوافق الخامس من جمادي الأولي، و يوم إعلان الباب لدعوته يوافق أيضا يوم ولادة ابن البهاء و يدعي البهاء (عباس أفندي)، و من ثم اجتمعت مناسبتان في يوم واحد. و من الأهمية بمكان قبل الانتقال للتعقيب علي أفكار البهائيين الإشارة إلي أن عقائدهم و شرائعهم التي يعتبرونها ناسخة للشريعة الإسلامية، و التي جاءت بمثابة إعلان البهاء انتهاء الدورة المحمدية لتبدأ الدورة البهائية، و هي بطبيعة الحال ستبطل أيضا بعد ألف سنة أو أكثر بمجي‌ء رسول آخر برسالة جديدة [122] ، و دورة جديدة. و حتي مجي‌ء هذا الرسول تكون أوامر البهاء و عبدالبهاء، و بيت العدل الدولي واجبة الطاعة [123] . [ صفحه 35]

تعقيب

اشاره

بعد اطلاعنا علي البابية إجمالا، و علي البهائية من النواحي التاريخية، و العقائدية، و التشريعية فإنه يجدر بنا أن نبين فساد هذه المعتقدات و كفرها بالإسلام، و قبل ذلك خطورتها علي العالم الإسلامي:

صلة البهائيين بالاستعمار

سبق أن أشرنا إلي الصلة الوثيقة التي تربط البهائية بالصهيونية العالمية، و البهائيون أنفسهم لا يخفون هذه الحقيقة في مؤتمر عالمي عقد بالقدس المحتلة سنة 1968 م أعلنوا فيه أن دعوتهم مستمدة من الصهيونية أساسا [124] و لذلك نري البهائيين اشتغلوا كجواسيس ينقلون تحركات الدولة العثمانية [125] للصهاينة، لأن جميع أعداد الإسلام كانوا قد اتفقوا علي أن الخلافة الإسلامية، و خاصة السلطان عبدالحميد هم أكبر حجر عثرة ضد احتلال اليهود لفلسطين فينبغي التخلص من الخلافة و الخليفة بأي ثمن. و إن تاريخ صلة البهائيين بالاحتلال الأجنبي للعالم الإسلامي غنية عن البيان، فعندما هبطت القوات البريطانية أرض فلسطين هتف لها عبدالبهاء قائلا «أن الله خلص فلسطين من أيدي العرب، لتعود إلي أصحابها - و يعني اليهود -» [126] ، و كان طبيعيا أن يحصل علي و سام الإمبراطورية من طبقة (سير) في احتفال ضخم [127] .و صلة البهائيين بالصهيونية موثقة في كتبهم، التي يقدسونها، فذكر البهاء في كتاب الأقدس: [هذا يوم فيه فاز الكلم بأنوار القديم، و شرب زلال الوصال من هذا القدح، الذي به سجرت البحور، و قل تالله الحق إن الطور يطوف حول مطلع [ صفحه 36] الظهور، و الروح ينادي به الملكوت: هلموا تعالوا يا أبناء الغرور هذا يوم فيه سرع كرم الله شوقا للقائه، و صاح الصهيون قد أتي الوعد، و ظهر ما هو المكتوب في ألواح الله تعالي العريز المحبوب] [128] . و البهائيون لا يخجلون من عمالتهم لإسرائيل - إن لم يكونوا يفخرون بذلك، فكان عبدالبهاء يبشر في جولاته بالنبوة البهائية بتحقيق الوعد الإلهي لشعب الله المختار، و تطهر القدس لورثة موسي الكليم، و في عام سنة 1951 م صرح زعيم البهائيين، و يدعي ولي أمر الله شوقي أفندي بأن سلفه في زعامة البهائيين، عباس أفندي عبدالبهاء كان قد دعا لإقامة دولة إسرائيل في فلسطين فنراه يقول: [لقد كتب حضرة عبدالبهاء منذ أكثر من خمسين عاما بأن فلسطين لابد أن تكون وطنا قوميا لليهود] [129] . و ليت الأمر توقف عند حد تأييد إقامة دولة إسرائيل علي أنقاض دولة فلسطين، بل أصبح احتلال اليهود لفلسطين من أهم أدلة صدق ألوهية البهاء، فيقول عبدالبهاء: [و في زمان ذلك الغصن الممتاز، و في تلك الدورة، سيجتمع بنو إسرائيل في الأرض المقدسة، و تكون أمة اليهود التي تفرقت في الشرق و الغرب، و الجنوب و الشمال مجتمعة... فانظروا الآن تأتي طوائف اليهود إلي الأرض المقدسة، و يمتلكون الأراضي، و القري و يسكنون فيها و يزدادون تدريجيا إلي أن تصير فلسطين جميعا وطنا لهم] [130] . و كانت حماسة عبدالبهاء لطرد العرب من فلسطين محل تقدير الإنجليز حتي أنه عندما مات سنة 1921 ه حضر المندوب السامي البريطاني خصيصا من القدس هو و بطالته لحضور جنازة أخلص عملاء الاحتلال البريطاني الذي دفن علي سطح جبل الكرمل [131] . [ صفحه 37] و كما ذكرنا أنه في الوقت الذي يدعو فيه البهائيون إلي ضرورة احتلال اليهود لأرض فلسطين، فإنهم يدعون العرب و المسلمين إلي عدم التمسك بأوطانهم حتي قالوا: [من العصبيات الرديئة التي تلحق بالتعصب الجنسي التعصب السياسي أو الوطني، فقد حان الوقت؛ لأن تندمج الوطنية الضعيفة ضمن الوطنية العمومية الكبري، التي يكون فيها الوطن عبارة عن العالم بأجمعه] [132] . و بناء علي ذلك لا يصح للفلسطيني أن يتمسك بوطنه فأرض الله واسعه، أما التمسك بالأوطان و المقدسات فهو نوع من العصبية الممقوتة. بل صرحوا بالهجوم علي الشعارات التي تنادي بمحبة الوطن، فالوطن ليس له انتماء للأفراد أو للأمة التي تقيم به [133] ، و الهدف الخبيث من وراء ذلك ألا يتمسك المسلم بمقدساته، أو الفلسطيني - كما ذكرنا - بأرضه. و لنا أن نتصور خطورة الأمر حين نؤكد أن البهائيين جعلوا صدق عقيدتهم قائما علي مجي‌ء اليهود من شتي أنحاء العالم، و الحتلال بني‌إسرائيل لأرض فلسطين، و هي خدمة جليلة لليهود لا ريب أنهم وراؤها... و وصل تعصب البهائيين لليهود إلي إدعائهم بأن بني‌إسرائيل بعد أن كانوا جهلة قبل موسي أصبحوا أصحاب حضارة، و وصلوا إلي أعلي درجة في المدنية حتي علموا اليونان، و ذاع صيتهم في العالم كله [134] و هي دعوي ليس فقط زائفة، و إنما تدل علي التحيز الأعمي، و الصلة الوثيقة التي تربط بين اليهود و البهائيين؛ لأن إسرائيليين لم يكن لهم يوما ما حضارة، و سبق أن أثبتنا هذا في بحثنا بعنوان: [الجدل الإسلامي لأهل الكتاب و أثره الحضاري]. و كنا قد أشرنا إلي هدف البابية أو البهائية هو القضاء علي الشريعة الإسلامية. و التحلل من أصول التشريع الإسلامي، و في مقدمة ذلك نسخ الجهاد، و هو منهج أصله الاستعمار الغربي، و نفذته الحركات العميلة له من البابية، [ صفحه 38] و البهائية، و كذلك القاديانية مما يدل علي وحدة الهدف من وراء هذه العقائد، فيقول غلام أحمد مؤسس القاديانية: [لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية، و نصرتها، و قد ألفت في منع الجهاد، و وجوب طاعة أولي الأمر الإنجليز من الكتب و النشرات ما لو جمع بعضها إلي بعض لملأ خمسين خزانة، و قد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد العربية، و مصر و الشام، و كابل، و الروم] [135] ، و هناك العديد من النصوص القاديانية في القضاء علي فريضة الجهاد و تلتقي فيها مع الهدف الأكبر للبابية و البهائية. و إذا كنا في السطور السابقة بينا صلة البهائيين بالاستعمار، و احتلال اليهود لأرض فلسطين، و قيام دولة إسرائيل من النيل إلي الفرات، فإنه نظرا للمكانة المقدسة و السامية للقدس لدي المسلمين، فقد كان نفس الاهتمام في فكر البهائيين فادعوا أنها محتلة من المسلمين، و سيحررها اليهود بفضل مجي‌ء الحسين علي أو البهاء، و هو ما سنوضحه فيما يلي.

ادعاء البهائيين احتلال المسلمين للقدس

زعم البهائيون أن ما يدعيه اليهود من نصوص توراتية تتحدث عن مجي‌ء شخص يجمعهم في أرض فلسطين لا تنطبق إلا علي البهاء، الذي سيخلصهم من الشتات، و الذل، و الهوان، و يطرد من فلسطين عامة و القدس خاصة الأمم الأجنبية (العرب) و القبائل المتوحشة (الفلسطينيين) [136] . و من أدلة البهائيين علي أن القدس ستصبح أسيرة مهانة، و مداسة تحت أقدام المسلمين حتي مجي‌ء بهاء الله ما ورد في رؤيا يوحنا «قم و قس هيكل الله، و المذبح، و الساجدين فيه، و أما الدار التي خارج الهيكل فاطرحها خارجا و لا تقسها؛ لأنها قد أعطيت للأمم، و سيدوسون المدينة المقدسة 42 شهرا [137] «و يذهب [ صفحه 39] عبدالبهاء إلي أن الشطر الأخير من النص السابق «و سيدوسون المدينة المقدسة 42 شهرا» يعني أن المسلمين احتلوا القدس في أوائل القرن السابع الميلادي، و استمر احتلالهم للقدس 1260 سنة هجرية حتي ظهر «الباب» سنة 1260 ه، و بشر بالبهاء... و بعد هذا التاريخ قم تعمير القدس [138] و هذه المدة هي المشار إليها في النص السابق باثنين و أربعين شهرا؛ حيث إن اليوم في نظر البهائيين في النصوص المقدسة يساوي سنة و الشهر ثلاثين سنة، و من ثم فإن اثنين و أربعين شهرا يساوي 1260 سنة؛ حيث ظهر الباب المبشر بالبهاء، و هذا الأخير بشر بأن اليهود سيخلصون القدس من احتلال المسلمين. و ننتقل إلي مناقشة أهم أفكار البهائيين، و عقائدهم؛ لبيان فسادها، و خروجها عن المنطق السليم.

نقض مفهوم الألوهيه عند البهائيين

الألوهية: يمكن أن نوجه لمفهوم الألوهية لدي البهائيين النقض التالي: 1- الإله في البهائية قبل تجسده مجرد تجريدا مطلقا، و هذا يعني أنه عدم؛ لأن الوجود المجرد = العدم. فالوجود المجرد ليس له وجود في الواقع، و إنما يتصور في الذهن... و أما العدم فليس له وجود في الواقع أو الذهن؛ و من ثم فالتفرقة بين الوجود المجرد و العدم تفرقة تصورية أو لفظية فقط [139] . 2- التفرقة الحقيقية بين اثنين تستلزم وجود شيئين توجد في أحدهما صفة، أو صفات لا توجد في الآخر، و الإله عند البهائيين قبل تجسده ليس له أسماء، و لا صفات، و لا أفعال، فبماذا يتميز هذا الوجود المجرد عن العدم حتي يمكن التمييز بينهما. [ صفحه 40] 3- التفرقة تستلزم التحديد، و التحديد يتطلب وجود صفات، و الصفات منفية عن الله تعالي عند البهائيين [140] . و إذا ما انتقلنا إلي دعوي الحلول (حلول الله تعالي في الجسد) فإنه يقابلنا مجموعة من المحالات من أهمها: 1- الإله المجرد من الأسماء، و الصفات، الأفعال عدم، و العدم ليس موجودا حتي يحل في الجسم البشري، و لا يستطيع أحد أن يقول إن العدم حل في جسدي، أو في أي جسد. 2- حتي لو افترضنا إلي الإله البهائي له صفات فيكون خالقا أزليا، فلا يمكن أن يكون المحدث المخلوق قواما له؛ لأنه مفتقر إلي الإله من كل وجه؛ فمن المعلوم بالضرورة أن المخلوق لا قوام له إلا بالخالق، فإن كان الخالق قوامه بالمخلوق لزم أن يكون كل من الخالق و المخلوق قوامه بالآخر، فيتبادل كل منهما الحاجة إلي الآخر، و هذا كفر صريح أن يكون الله في حاجة إلي غيره، و البهائيون يرون أن الله تعالي باستمرار في حاجة إلي إنسان يحل فيه، حتي قالوا عن الله: «إن الناس لا يبصرونه تعالي، و لا يسمعونه بآذانهم، و لا يعرفونه إلا إذا تجلي لهم في هيكل مرئي، و تكلم معهم بلغة بشرية» [141] . 3- الله تعالي يتصف بالبقاء، و الجسم البشري يتصف بالإمكان فيسبقه العدم، و يأتي عليه الفناء، فكيف يحل الباقي بالفاني، و الأزلي بالموجود بعد العدم، و الأبدي بالذي يصيبه الفناء، و خلاصة القول إن الله تعالي منزه عن الحلول في المكان. و الحق أن مفهوم الألوهية في عقيدة البهائيين ينتقص من عقل الإنسان و تقديره للذات الإلهية حتي أنهم أعلنوا صراحة بعدم قدرة الله علي خلق الكائنات [ صفحه 41] من العدم [142] ، و أن هذا العالم ليس مخلوقا و إنما موجود منذ وجود الله و بذلك اتفق البهائيون مع الفلاسفة الذين قالوا بقدم العالم، و كان قد كفرهم الإمام الغزالي.

نسخ الشريعة الإسلامية

أما بالنسبة لأكذوبة اعتقاد البهائيين بنسخ الشريعة الإسلامية فهي محاولة قديمة ترجع إلي زمن مسيلمة الكذاب و سجاح، و المرتدين الذين حاولوا الامتناع عن إعطاء الزكاة في عهد سيدنا أبي‌بكر الصديق، و قد حاول البهائيون أن يربطوا الإسلام بزمن معين فورد في كتاب الأيقان: [في عهد موسي كانت التوراة، و في زمن عيسي كان الإنجيل، و في عهد محمد رسول‌الله كان الفرقان، و في هذا العصر كان البيان، و في عهد يبعث الله كتابه الذي هو مرجع كل الكتب، و المهيمن علي جميعها] [143] . و قبل أن نتعرض لبيان أن الشريعة الإسلامية هي آخر الشرائع السماوية و أنها صالحة لكل زمان، و مكان فإننا نعرف النسخ لغة و اصطلاحا فالنسخ لغة: [إبطال شي‌ء و إقامة شي‌ء آخر مقامه، و نسخ آية بآية إزالتها و إزالة حكمها، فقال تعالي: (ما تنسخ من آية ننسها نأت بخير منها أو مثلها) [البقرة: 106] فالآية الثانية ناسخة، و الأولي منسوخة [2] ، و النسخ أيضا تبديل شي‌ء بشي‌ء غيره، و يعني كذلك نقل شي‌ء من مكان لآخر و هو هو [3] ، و النسخ في الاصطلاح: «إزالة الحكم الثابت بشرع متأخر عنه لولاه لكان ثابتا»] [144] . و التعريف يدل علي أن الحكم الناسخ يتأخر عن الحكم المنسوخ، و يزيل حكمه و لنا أن نتساءل تجاهلا: هل هناك ما يدعو لشرع جديد؟! الإجابة بالنفي، فما هو [ صفحه 42] معروف من الدين بالضرورة أن الإسلام خاتم الأديان، و شريعته صالحة لكل زمان و مكان، فقد علم الله تعالي أزلا أن العالم ستزول بينه الحواجز الطبيعية، و سيصبح كما يقال قرية صغيرة عن طريق وسائل الاتصال المتطورة؛ و من ثم سيصل الإسلام إلي جميع أنحاء الكرة الأرضية، و الإنسان هو الإنسان في كل زمان و مكان مهما اختلفت الأجناس و الألوان، و لذلك كان لابد من نزول منهج واحد ليصلح العالم كله مهما اختلف الزمان، فكانت الشريعة الإسلامية الغراء. و قبل الإسلام كانت الحواجز الطبيعية عاثقا بين اتصال الناس فكان من الممكن وجود اكثر من مجتمع لا يعرف كل مجتمع منه عن الآخر شيئا كما أن لكل مجتمع أمراضه المختلفة، و لذلك كان من الممكن وجود أكثر من نبي في وقت واحد كل منهم يعالج عيبا في قومه ربما لم يكن موجودا عند غيرهم.. و لما علم الله أزلا أن الحدث الواحد في أي مكان سوف يشاهده العالم كله، و سيتأثر به كثيرون سواء كان الحدث سلبيا أو إيجابيا، فإنه عزوجل بعث النبي صلي الله عليه و آله و سلم برسالة ناسخة غير منسوخة؛ ليكون خاتم المرسلين، و صدق الله العظيم إذ يقول: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله و خاتم النبيين) [الأحزاب: 40]. و لبيان أهمية عقيدة ختم النبوة نري محمد إقبال يقول: «إن عقيدة أن محمدا صلي الله عليه و آله و سلم خاتم النبيين هي الخط الفاصل بكل دقة بين الدين الإسلامي، و الديانات الأخري التي تشارك المسلمين في عقيدة التوحيد، و الموافقة علي نبوة محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و لكنها تقول باستمرار الوحي و بقاء النبوة كبرهمو سماج في الهند، و بهذا الخط الفاصل يستطيع الإنسان أن يحكم علي طائفة بالاتصال بالإسلام، أو الانفصال عنه، و لا أعرف في التاريخ طائفة مسلمة اجترأت علي تخطي هذا الخط. إن البهائية في إيران أنكرت عقيدة ختم النبوة، ولكنها أعلنت بصراحة أنها طائفة مستقلة ليست مسلمة بمعني الكلمة المصطلح عليها» [145] . [ صفحه 43] و أما عن محاولة البهائيين تحريف القرآن الكريم عن طريق التأويل الباطل فيقولون إن ما ورد في القرآن من أن محمدا خاتم النبيين بمعني أنه كالخاتم الذي في الإصبع أي حلية و زينة الأنبياء، و هذا منقوض بالقرآن كما في الآية السابقة، و بإجماع المسلمين و بالسنة الشريفة و من ذلك ما ورد في مسلم عن أبي‌هريرة عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قوله: «و إنه لا نبي بعدي» [146] ، و في الترمذي عن سعد بن أبي وقاص قال: «سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول لعلي تخلفني مع النساء و الصبيان، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبوة بعدي [147] «، و كما يقول ابن حزم إنه لا يختلف اثنان علي تكفير من يقول بنبي بعد محمد عليه الصلاة و السلام غير عيسي [148] الذي أخبر الرسول بنزوله آخر الزمان، و سيتبع شرائع الإسلام. و الحق أن البهائيين بدعوتهم نسخ جميع الشرائع و الأديان، و إعطاء حق التشريع للبهاء الذي لا ترضي عقول الناس عنه فينكرون شرائعه؛ لأنهم يرفضون كما قال الدكتور عبدالمعطي بيومي: [أن يقودهم عقل رجل يدعي أن الله حل فيه مع ما فيه من نقائص، فهي عبادة فرد عبادة حقيقة دون وجه حق، بل دون امتياز هذا الفرد عمن يعبده في شي‌ء] [149] ، بل إن هذا البهاء ناصب العقل العداء حين رفض أن يكون تصديقه متوقف علي العلم و القراءة [150] ، و هذا ليس غريبا علي رجل ادعي أن كلامه السقيم الذي يتناقض مع قواعد اللغة و النحو و الإعراب دليل علي صدق ألوهيته [151] . [ صفحه 44] و هذا ينقلنا للإشارة سريعا إلي عداء البهائيين للغة العربية لارتباط ذلك بمحاولتهم نسخ الشريعة الإسلامية.

العداء للغة العربية

حمل البهائيون في أنفسهم عداء غير طبيعي للغة العربية، و هو ما نضح في كتاباتهم حتي أنهم دعوا إلي لغة أخري هي (الاسبرانتو)، لكي تصبح لغة عالمية بديلا عن العربية فهم يهدفون من وراء هذا العداء إلي النيل من قدسية القرآن، و نسخ شريعة الإسلام، حتي ذهبوا إلي أن فصاحة القرآن رغم اعترافهم بأنها معجزة، ولكنها ليست حجة علي البشر، و إنما الدليل علي صدق الداعي إلي دين جديد هو مدي تأثيره، و قدرته علي إنشاء أمة مستقلة و شريعة جديدة [152] بل إن أهم أدلة صدقه هو إنشاء دين جديد و قهر الأديان السابقة [153] . و هكذا يتضح لنا أنه كما ارتبط مفهوم يوم القيامة عند البهائيين بنسخ الشريعة الإسلامية، كذلك ارتبط عداءهم للغة العربية أو لغة القرآن بنسخ الشريعة الإسلامية فالخيط الدقيق الذي من خلاله نستطيع أن نفهم أين تصب كتابات و مؤلفات و عقائد البهائية هو نسخ الشريعة الإسلامية خاصة فريضة الجهاد حتي يصبح العالم الإسلامي أرضا ممهدة للاحتلال الإسرائيلي و الغربي.

معجزة الأرقام في القرآن

قدم الدكتور هشام عبدالصبور شاهين دراسة بعنوان [الإعجاز العددي في القرآن] [154] تناول فيها معجزة القرآن الكريم في استخدامه للعدد[155]، و ذكر حساسية البعض من هذه المعجزة الرقمية؛ لأن البهائيون يقدسون الرقم[156]. [ صفحه 45] و أنا شخصيا لا أري أي ارتباط بين تقديس البهائيين لهذا الرقم، و بين إعجاز القرآن في استخدامه للرقم[157] لسببين أولهما: يتمثل في أن نزول القرآن الكريم سبق ظهور البهائيين بأكثر من ثلاثة عشر قرنا، كما أنني لا أظن أن تقديس البهائيين للرقم [158] جاء لاكتشافهم العلاقة بين القرآن و هذا الرقم، لأن اكتشاف هذه العلاقة لم تتحقق إلا بعد ظهور الحاسب الآلي، و تطبيقه علي المصحف المكتوب بالرسم العثماني، و البهائيون قدسوا هذا الرقم قبل استخدام الحاسب الآلي بأكثر من ثلاثة عشر قرنا من الزمان؛ و ثم فإنهم حين قدسوا [159] لم يكونوا قد عرفوا أي شي‌ء عن إعجاز القرآن في استخدامه لهذا الرقم، و اعتقد أنهم لو عرفوا مثل هذه العلاقة لأخفوها، و لما قدسوا هذا العدد أصلا. و نأتي الآن إلي الدراسة التي قدمها الدكتور هشام، و هي تنتاول أربعا و ثلاثين علاقة حقيقية كما سماها المؤلف نكتفي بذكر ثماني منها؛ لضيق المقام عن ذكرها كلها. الملاحظة الأولي: عدد حروف البسملة [بسم الله الرحمن الرحيم] [160] حرفا. الملاحظة الثانية: كل كلمة من كلما البسملة وردت في القرآن [161] مرة أو مضاعفات هذا العدد [اسم] ورد 19 مرة. لفظ الجلالة [الله]: ورد في القرآن [162] مرة، و هو عدد يساوي 19 ضربدر 142 [الرحمن]: ورد [163] مرة و هو يساوي 19 ضربدر 3 [الرحيم]: ورد [164] مرة و هو يساوي 19 ضربدر 6 الملاحظة الثالثة: يشتمل القرآن علي [165] سورة، و هو عدد يقبل القسمة علي 19. [ صفحه 46] 19 ضربدر 6 الملاحظة الرابعة: أول ما نزل من القرآن الكريم في سورة العلق (اقرأ باسم ربك الذي خلق (1) خلق الإنسان من علق (2) اقرأ و ربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم (4) علم الإنسان ما لم يعلم). و عدد حروف هذه الآيات، [166] و هو رقم يقبل القسمة علي 19. 19 ضربدر 4 الملاحظة الخامسة: سورة العلق التي ورد بها أول ما نزل من القرآن تتكون من [167] آية. الملاحظة السادسة: آخر ما نزل من سور القرآن سورة النصر، و هي تتكون من [168] كلمة، كما أن أول آية فيها تتكون من [169] حرفا، و هي قوله تعالي: (اذا جاء نصر الله و الفتح). الملاحظة السابعة: سور [ق] ورد فيها الحرف [ق] 57 مرة و هو يساوي: 19 ضربدر 3 الملاحظة الثامنة: سورة القلم و المفتتحة بحرف [ن] ورد فيها هذا الحرف 133 مرة، و هذا العدد من مضاعفات الرقم [170]. 19 ضربدر 7 [ صفحه 47] الخاتمة
يتبين لنا من ما عرضناه عن البهائية أنها ليست مجرد عقيدة ضالة يقع عب‌ء ضلالها علي أصحابها، بل هي خلية سرطانية تحاول الانتشار في جسم العالم الإسلامي داخليا و خارجيا؛ لتقويضه من كل الجهات، و هي منذ ظهرت علي يد حسين علي ارتبطت بالأنظمة المعاية الإسلام، و عملائهم، فشارك البهائيون في محاولات القضاء علي الإسلام، و نالت اللغة العربية هجوما بهائيا شديدا لأنها لغة القرآن. أما القرآن نفسه فقالوا بنسخ أحكامه.. لماذا؟! لأن هذا الكتاب يحض علي الجهاد، الذي هو حصن الإسلام، و درعه الواقي ضد الغزاة، و بالمناسبة فإن كلمة [الجهاد] تراجع استخدامها من مفردات كلامنا، حتي أنه كان الذي يذهب إلي الجيش منذ عهد ليس ببعيد يقال عنه إنه ذاهب إلي الجهادية، و نجح الغرب في أن يقتلع هذا المصطلح من أنظمة حكوماتنا و من لغتنا اليومية. و كان البهاء و أعوانه من أوائل من دعوا إلي قيام دولة إسرائيل، بل جعلوا صدق عقيدتهم كان من أهم دلائله النبوءة البهائية أو الإلهية بقيام دولة إسرائيل، فهتفوا لها لأن اليهود خلصوا فلسطين من أيد العرب. و البهائيون ما زالوا يمارسون نشاطاتهم المعادية للأمة العربية من داخل إسرائيل، فتنتشر الأماكن البهائية المقدسة في قلب المدن الفلسطينية المحتلة كحيفا و عكا؛ لأن إسرائيل في نظرهم هي البلد التي يحجون إليها، و إن كان لا يوجد للحج عندهم طقوس معينة؛ حيث يعتبرون حجهم إلي إسرائيل أشبه برحلة روحية، كما أصبح للبهائيين مساحات في وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث بلسانهم. و البهائية مثل غيرها من الديانات التي تقوم علي النظام الكهنوتي و الأسرار المقدسة التي يختص بتفسيرها القائم علي رأس هذا النظام، و الذي عليه أن يشير إلي [ صفحه 48] من يتولي قيادة جماعة البهائيين من بعده لحراسة العقيدة، و من ثم ظهرت خلافات و انشقاقات بين البهائيين حول من يتولي قيادة الجماعة بعد هلاك قائدهم شوقي أفندي عام 1957 م، و المعروف بالحارس الأول للعقيدة. و كان من الطبيعي لمثل هذه العقائد المنحرفة أن يحدث انشقاق بين أتباعها فظهر البهائيون الذين سموا أنفسهم بالأورثوذكس، أو أصحاب العقيدة المستقيمة، بينما اتهمهم غيرهم من البهائيين بالكفر، و الخروج عن العقيدة البهائية. [ صفحه 49] مفتي مصر يحكم بكفر البهائيين
انظر دراسة عن حياة الشيخ حسين مخلوف - الذي عاش اكثر من قرن من الزمان - مجلة نصف الدنيا - بتاريخ - 8 / 12 / 2002، عدد 669، ص 115. سئل فضيلة الشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية: هل بجوز أن يرث البهائي المسلم. فأفني: باعتناق هذا الرجل مذهب البهائية المعروف صار مرتدا عن الإسلام: لما عرف عن عقائدهم من أنها كفر صراح. و المرتد عند الحقيقية بزول ملكه عن ماله زوالا موقوفا. فإن أسلم عاد إليه ملكه، و إن مات علي ردته ورثه المسلم. و أما كسب ردته فلبيت المال. و بشكل عام فالبهائيون خارجون عن الإسلام لا يجوز مناكحتهم. و لا توريثهم، و لا دفن موتاهم في قبور المسلمين.

پاورقي

[1] البابية و البهائية - د. محمد إبراهيم الجيوشي - سلسلة دراسات (34) القسم الاول - ط المجلس الأعلي للشئون الإسلامية - سنة 1419 ه / 1998 م - ص 19.
[2] البابية و البهائية د. الجيوشي - القسم الأول - ص 19.
[3] بهاء الله و العصر الجديد - تأليف ج. 1. أسلمنت - ط دار العصور للطبع و النشر بالظاهر - مصر - بدون تاريخ - ص 21.
[4] مدخل لدراسة الفكر الإسلامي الحديث و المعاصر - د. السيد رزق الحجر - ط 3 - سند 1421 هـ / 2000 م - ص 35.
[5] البابية و البهائية - تاريخ و وثائق - د. عبدالمنعم النمر.
[6] نقلا عن الإسلام و التيارات المعاصرة قضايا و مواقف - د. عبدالمعطي محمد بيومي - ط 1 - 1405 ه / 1985 م - دارالطباعة المحمدية - ص 124.
[7] البابية و البهائية - د. الجيوشي - قسم 1 - ص 46.
[8] عرف المسلمون لفظة الباب، أو باب الأبواب عام 22 من الهجرة حين وصلت جيوش المسلمين في عهد أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب إلي منطقة (دربند) التي كانت تابعة للفرس، و عرفت في كتب التاريخ الإسلامي باسم الباب أو باب الأبواب، و هي منطقة تقع علي بحر قزوين انظر «مسلمو روسيا مواطنون و غرباء - فهمي هويدي - مقال بجريدة الأهرام يونيو 2000 م ص 11«.
[9] البابية و البهائية د. الجيوش قسم 1 ص 49 ، 50. [
[10] البابية و البهائية د. الجيوش قسم 1، ص 57.
[11] قراءة في وثائق البهائية: د. عائشة بنت الشاطي، ص 38.
[12] البابية و البهائية د. الجيوشي - قسم 1 - ص 52.
[13] السلفية بين العقيدة الإسلامية و الفلسفة الغربية: د. مصطفي حلمي - دار الدعوة - ط 2 - 1411 ه / 1991 م - ص 172.
[14] قراءة في وثائق البهائية د. بنت الشاطي‌ء.
[15] بهاء الله و العصر الجديد - ص 22.
[16] الحجج البهائية - ص 17.
[17] بهاء الله و العصر الجديد - ص 31.
[18] البابية و البهائية - د. الجيوشي - سنة 1419 ه / 1998 م - القسم الثاني - ص 13.
[19] البابية و البهائية د. الجيوشي - قسم 1 - ص 86.
[20] البابية و البهائية د. الجيوشي - قسم 1 - 88.
[21] البابية و البهائية د. الجيوشي - قسم 1 - 87.
[22] بهاء الله و العصر الجديد - ص 34.
[23] البهائية تاريخها و عقيدتها - ص 137.
[24] بهاء الله و العصر الجديد - ص 38.
[25] البابية و البهائية د. الجيوشي - قسم 1 - ص 91.
[26] البابية و البهائية د. الجيوشي - قسم 1 - ص 91.
[27] البابية و البهائية د. الجيوشي - قسم 2 - ص 28.
[28] البابية و البهائية د. الجيوشي - قسم 2 - ص 12.
[29] بهاء الله و العصر الجديد - ص 74.
[30] البهائية تاريخ و وثائق - ص 73.
[31] الدرر البهية في جواب الاسئلة الهندية لابي الفضل الإبراني - ط مصر 1318 هـ /1900 م - ص 208.
[32] الدرر البهية - ص 113.
[33] البهائية - السيد محب‌الدين الخطيب - ص 17.
[34] البهائية تاريخها و عقيدتها - ص 191.
[35] النور الأبهي في مفاوضات عبد البهاء «محادثة علي مائدة الغداء» طبع بإجازة المحفل البهائي بمصر - 1347 ه / 1928 م - ص 130.
[36] الدرر البهية - ص 242.
[37] النور الأبهي في مفاوضات عبدالبهاء - ص 12.
[38] الدرر البهية - ص 56.
[39] بهاء الله و العصر الجديد - ص 50.
[40] الحجج البهية - ص 26.
[41] الأيقان - ص 164.
[42] الحجج البهية - ص 17 ، 33 .
[43] البابية و البهائية - د. الجيوشي - قسم 2 - ص 50.
[44] بهاء الله و العصر الجديد - ص 199.
[45] مفاوضات عبدالبهاء - ص 26.
[46] الإسلام و التيارات المعاصرة - قضايا و مواقف - د. عبدالمعطي بيومي - ص 129.
[47] البابية و البهائية - د. الجيوشي - قسم 2 - 12.
[48] سفر أشعيا - صح 9 - عدد 9.
[49] النور الأبهي - ص 265.
[50] النور الأبهي - ص 252.
[51] النور الأبهي - ص 265.
[52] النور الأبهي - ص 266.
[53] التعرف لمذهب أهل التصوف: أبوبكر محمد الكلاباذي - تحقيق د. عبدالحليم محمود، طه عبدالباقي سرور - ط. عيسي البابي - 1380 ه / 1960 م - ص 134.
[54] البهائية تاريخها و عقيدتها - ص 153.
[55] الأيقان - ص 140.
[56] الأيقان - ص 149.
[57] البهائية تاريخها و عقيدتها - ص 212.
[58] الدرر البهية - ص 228.
[59] الأيقان - ص 136 ، 137.
[60] طائفة الإسماعيلية - د. محمد كامل حسين - مكتبة النهضة المصرية - ط 1 - 1959 م - ص 168 ، 169 .
[61] بهاء الله و العصر الجديد - ص 212.
[62] الحجج البهية - ص 43.
[63] الحجج البهية - ص 161.
[64] البابية و البهائية د. الجيوشي - قسم 2 ص 55.
[65] قراءة في وثائق البهائية - ص 100.
[66] الفرق بين الفرق للبغدادي عبدالقادر بن طاهر بن محمد - ت 429 ه، دارالكتب العلمية - بيروت - ط 1 - 1405 ه - 1985 م - ص 223.
[67] تاريخ الإسماعيلية (3) الدولية الفاطمية الكبيرة - عارف تامر - ط 1 - رياض الريس - 1991 م - ص 45.
[68] بهاء الله و العصر الجديد - ص 219.
[69] قراءة في وثائق البهائية - ص 219.
[70] قراءة في وثائق البهائية - ص 295.
[71] الأيقان - ص 155 - و انظر البابية و البهائية - تاريخ و وثائق - ص 166.
[72] البهائية تاريخها و عقيدتها - ص 256.
[73] قراءة في وثائق البهائية - ص 294.
[74] الايقان - ص 131.
[75] الدرر البهية - ص 116.
[76] الحجج البهية - ص 30 ، 31 .
[77] بهاء الله و العصر الجديد - ص 11.
[78] الأيقان - ص 103.
[79] الأيقان - ص 35 ، 38 ، 41 - بهاءالله و العصر الجديد - ص 11.
[80] الأيقان - ص 42.
[81] الآخرة عند ناصر خسرو - عرض ورد - دكتور / محمد علاءالدين منصور - كلية الآداب - جامعة القاهرة - ص 7.
[82] قراءة في وثائق البهائية - ص 294.
[83] بهاء الله و العصر الجديد - ص 218.
[84] البهائية تاريخها و عقيدتها - ص 256.
[85] بهاء الله و العصر الجديد - ص 219.
[86] الأيقان - ص 106.
[87] البهائية تاريخها و عقيدتها - ص 256.
[88] بهاء الله و العصر الجديد - ص 219.
[89] البهائية تاريخها و عقيدتها - ص 56.
[90] البهائية تاريخها و عقيدتها - ص 16.
[91] بهاء الله و العصر الجديد - ص 185 ، 186 .
[92] و هذه التخاريف لا ريب أن البهائيين قد تأثروا فيها بآراء فرقة الاسماعيلية التي تنكر وقوع أحداث قصة سيدنا آدم و السيدة حواء كما وردت في القرآن الكريم.
[93] بهاءالله و العصر الجديد - ص 204.
[94] البابية و البهائية - د. الجيوشي - قسم 2 - ص 58.
[95] البهائية تاريخها و عقيدتها - ص 256.
[96] البهائية تاريخها و عقيدتها - ص 256، و انظر كتاب الأيقان - ص 155.
[97] البابية و البهائية - د. الجيوشي - قسم 2 - ص 56.
[98] الأيقان - ص 130.
[99] البهائية تاريخها و عقيدتها - ص 257. [
[100] الأيقان - ص 71.
[101] البابية و البهائية د. الجيوشي - قسم 2 - ص 56.
[102] بهاء الله و العصر الجديد - ص 176.
[103] البابية و البهائية د. الجيوشي - قسم 2 - ص 52.
[104] البابية و البهائية د. الجيوشي - قسم 2- ص 52.
[105] البابية و البهائية د. الجيوشي- قسم 2 - ص 52.
[106] The Messenger Of The Covenant - Islam )Submission( God , Allah Muhamed , Arabi - P . 4 of 5 .. http : // WWW.Subomission.org / arabic / a _ app 2 - 1 . html.
[107] End of The Word Coded in the Quran . P . 5 of 2 http : // WWW.Subomission.org / arabic / a _ app 25 -. html.
[108] الحجج البهية - ص 12 ، 147.
[109] البهائية صليبية الغرس إسرائيلية التوجيه - محمود ثابت الشاذلي - مكتبة وهية - ط 1 - 1410 ه / 1999 م - ص 77.
[110] بهاء الله و العصر الجديد - ص 101 ، 103.
[111] بهاءالله و العصر الجديد - ص 96.
[112] قراءة في وثائق البهائية - ص 115.
[113] بهاءالله و العصر الجديد - ص 98.
[114] الحجج البهية - ص 28.
[115] البابية و البهائية - د. الجيوشي - قسم 2 - ص 52.
[116] بهاء الله و العصر الجديد - ص 180.
[117] الفصل في الملل و الأهواء و النحل - ابن حزم الاندلسي - دار الجيل - تحقيق د. محمد عبدالرحمن نصر، د. عبدالرحمن عميرة - دار الجبل - ج 2، ص 572.
[118] طائفة الإسماعيلية - ص 164.
[119] البابية و البهائية - د. الجيوشي - قسم 2 ص 53.
[120] بهاءالله و العصر الجديد - ص 147.
[121] بهاء الله و العصر الجديد - ص 174.
[122] بهاء الله و العصر الجديد - ص 175.
[123] البهائية و القاديانية - أسعد الحمراني - دار النفائس - بيروت - ط 2 - 1410 ه / 1989 م - ص 75.
[124] بهاء الله و العصر الجديد - ص 37.
[125] بهاء الله و العصر الجديد - 133 ، 138 ص - النور الأبهي - ص 141.
[126] بهاء الله و العصر الجديد - ص 133.
[127] السلفية بين العقيدة الإسلامية، و الفلسفة الغربية - ص 177.
[128] البهائية صليبية الغرس، إسرائيلية التوجيه - 104.
[129] السلفية، ص 176 ، 177.
[130] السلفية - ص 177.
[131] البهائية و البابية - د. الجيوشي - قسم 2 - ص 42 ، 43.
[132] البهائية و القاديانية - د. أسعد الحمراني - ص 123.
[133] بهاء الله و العصر الجديد - ص 216، و انظر مفاوضات عبدالبهاء - ص 59.
[134] البهائية صليبية الغرس، إسرائيلية التوجيه - 17.
[135] بهاء الله و العصر الجديد - ص 160.
[136] بهاء الله و العصر الجديد - ص 161 ، 162.
[137] النور الابهي - ص 13.
[138] القاديانية ثورة علي النبوة المحمدية و الإسلام - أبوالحسن علي الحسني الندوي - ط 2 - 1401 ه - المطبعة السلفية و مكتبتها - ص 6.
[139] الحجج البهية - ص 15 و 16 و 112 ، 113.
[140] النور الأبهي - ص 41.
[141] النور الأبهي - ص 43.
[142] الألوهية في الفكر البهائي عرض و نقد - د. عبدالسلام محمد عبده - مجلة الزهراء - عدد 4 - ص 264.
[143] الألوهية في الفكر البهائي - ص 265.
[144] بهاء الله و العصر الجديد - ص 209.
[145] مفاوضات عبدالبهاء - ص 160.
[146] البهائية و القاديانية - د. أسعد الحمراني - ص 87.
[147] لسان العرب لابن منظور - فصل النون حرف الحاء.
[148] لسان العرب - فصل النون حرف الحاء.
[149] رسالة في الحدود للقاضي أبي الوليد الباجي - نشرت بصحيفة المعهد المصري للدراسات الإسلامية في مدريد - 1373 ه / 1954 م - ص 17.
[150] القاديانية - أبوالحسن الندوي - ص 12.
[151] صحيح مسلم - ط عيسي البابي الحلبي - تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي - رقم الكتاب 33 - رقم الباب 10 - باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء - رقم الحديث 44 / 1842.
[152] الترمذي - ط دارالغرب الإسلامي- عام 1988 م - تحقيق بشار عواد - كتاب المناقب - باب رقم 20 ص 86، و قال عنه الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب و رواه الحاكم، و قال عنه هذا الحديث صحيح علي شرط الشيخين و لم يخرجاء بهذا السياق - انظر الطبعة الهندية - ج 3، ص 108 ، 109.
[153] الفصل في الملل و الأهواء وا لنحل - ابن حزم الأندلسي - تحقيق د. محمد إبراهيم نصر، د. عبدالرحمن عميرة - دار الجيل بيروت - ج 3، ص 293.
[154] الإسلام و التيارات المعاصرة د. عبدالمعطي بيومي - ص 130.
[155] بهاء الله و العصر الجديد - ص 15.
[156] الحجج البهية - ص 128.
[157] الدرر البهية - ص 137 ، 138.
[158] الدرر البهية - ص 143.
[159] أنظر مجلة أكتوبر - العدد 1382 - السنة السابعة و العشرون - 18 من صفر 1424 ه - 2003 م، ص 68 ، 69.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.