طبع في سنة: 1985م - 1405ه
مطبعة: سبهر
الكمية: 15000 نسخة
مقدمة الناشر
بسم الله الرحمن الرحيم البهائية يمكن تلخيصها بما يلي: «هو و حمق في ذهن البعض، يستغله الاستعمار شر استغلال ليضرب به عقيدة المسلمة، و يتلاعب بتصوراتها الاصيلة، و عواطفها النبيلة، و بالتالي موئل تلجأ اليه كل العناصر العميلة متسترة تحت شعاره لتحقيق التجسس و التآمر و التمزيق». و نحن نعلم ان أمر البهائية واضح مفضوح لكل ذي عينين الا أن الاستعمار قد يخلق جوا يشكك فيه بالبديهيات. الأمر الذي يتطلب التوضيح فلا يبقي مجال لأي غموض، لذا صدر هذا الكراس و ربما يتبعه غيره ليحذر الشعوب من هذا المسرب الاستعماري اللئيم. منظمة الاعلام الاسلامي معاونية الرئاسة للعلاقات الدولية [ صفحه 11] البهائية في خدمة الاستعمار
لكي يتمكن الاستعمار من توسيع نفوذه، و الابقاء في وجوده، فانه يضطر لمكافحة حركات الشعوب المضطهدة بأساليب مختلفة، تبعا لاختلاف الحركات التحررية، و اختلاف الظروف الاجتماعية و الثقافية السائدة في كل مجتمع. و لكنها جميعا تشترك في صفة واحدة ألا و هي القضاة علي وحدة الشعوب، و ايجاد الفرقة في المجتمع، اذ ان وحدة المجتمع كانت و لاتزال أكبر مانع بوحه أطماعه. و علي هذا الأساس فانه يستخدم سياسة «فرق تسد» حيث لا يدخل مكانا الا و يحمل معه سلاح التفرقة هذا، و يسمعي دائما الي تحطيم الأواصر الاجتماعية و الحيلولة دون تضامن و و حدة الشعب، و ذلك لتهية الأرضية المناسبة لهجوم قواته. و لم ينحصر هجوم الاستعمار علي احتلال بقعة جغرافية معينة، أو السيطرة علي الثروات الاقتصادية فحسب، بل تعدي ذلك الي ضرب و سلب ثقافة و معتقدات و أخلاق الشعوب المستعمرة. لقد أدرك الاستعمار جيدا بأنه مالم يمسخ ثقافة الشعب الذي يريد استعماره، و ما لم يزلزل أسس وحدته، و ما لم يقض علي عقيدته و أخلاقه، فلن [ صفحه 12] يتمكن من الاستمرار في فرض سيطرته. و مما لا شك فيه ان الثقافة الاسلامية هي من أكثر الثقافات انسانية و ثورية، [1] ، لكونها ثقافة نابعة من العقيدة الاسلامية. فالعقيدة الاسلامية و منذ ظهورها في مكة قبل 1400 عام و الي اليوم تعتبر أقوي حائل بوجه الاستبداد و الاستعمار. و لقد بذل المسلمون جهودا من أجل اقامة مجتمع اسلامي يقوم علي أسس الايمان و العدالة و الحرية و الكمال، و كانوا من ألدا أعداء الاستعمار، حيث نري ان أعظم مقاومة حصلت للاستعمار العالمي الحديث الذي تعدي حدود أوربا الي الدول الأفريقية و الآسيوية و الأمريكية صدرت عن المسلمين. و اذا ما استثنينا دور العقيدة الاسلامية الثورية فان هذه المقاومة تعود الي القيادة الحكيمة لعلماء الدين المسلمين و الأفراد الرساليين الذين استطاعوا بث روح الايمان و الخلاص في قلوب الجماهير و تعبئتهم للوقوف بوجه الاستعمار. في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، كانت الدولتان العظميان في العالم الاسلامي، أي الامبراطورية العثمانية، و الدولة القاجارية في ايران قد وصلتا الي أقصي مراحل الضعف، و كانت بريطانيا و روسيا تقفان لهما بالمرصاد و تتنافسان فيما بينهما، فبريطانيا كانت تطمح في احتلال أراضي المسلمين في الشرق الأوسط و منها ايران التي تعتبر موقعا خطيرا بالنسبة لها و ذلك من أجل الحافظ علي نفوذها في الهند، بينما كانت روسيا تعسي للوصول الي المياه الدافئة، الا ان الثقافة الاسلامية العتيدة، و علماء الدين المجاهدين، كانا عاملين يحولان دون تنفيذ مآربها، فعمدتا (بريطانيا و روسيا) الي اتباع خطط استعمارية قديمة تتلخص في ايجاد فرق و مذاهب كاذبة و هدامة من أجل حرف أفكار المسلمين، و زلزلة عقيدتهم، و عندما تبرز هذه الفرق المصطنعة التي غالبا ما تكون و مناوئة للمذهب العام السائد في المجتمع، [ صفحه 13] فانها تبدأ بالتلاعب بمقدسات و مشاعر الناس العقائدية و تتحامل عليها، و لا يتوقف الأمر بالتحامل علي المقدسات و افتعال الفوضي في المجتمع، بل يتعداه الي تحطيم اسس العقيدة الموحدة للمجتمع و ذلك بانضمام مجموعة انتهازية من الأفراد الذين يحاولون الحصول علي الجاه و لقمة العيش الي هذه الفرق الجديدة، و هذا ما يريده و يناله الاستعمار بعينه. و لهذا فقد سعي الاستعمار للاستفادة من هذه الوسيلة من أجل محاربة العقيدة الاسلامية، و القضاء علي وحدة الكلمة بين المسلمين، و سلب القيادة من علماء الدين، و عمل علي تشجيع هذه الفرق الجديدة المناهضة للاسلام. و كانت البهائية احدي الفرق التي اختلقها الاستعمار و استخدمها لمحاربة الوحدة الاسلامية. و لما كانت هذه الفرقة قد نشأت في ايران، لذلك لايمكن التعرف علي ماهيتها الا من خلال مطالعة تاريخ ايران. و نظرا لمعرفة الفرد الايراني بتاريخة و ثقافته، فبا مكانه معرفة هذه الظاهرة الاستعمارية أفضل من غيره، و كما يقال فان: (أهل البيت أدري بما في البيت). و الذي يدعو للقلق ان الاستعمار أقدم في الآونة الأخيرة علي لعبة شيطانية جديدة تتمثل بالدعاية و التبليغ لصالح هذه الفرقة في الأصقاع البعيدة. اذ أنه يحاول من خلال استغلال عدم معرفة الناس بماهية هذه الفرقة أن يضفي عليها طابعا تحرريا، و ذلك كسلاح يمكنه من مواصلة خططه الماكرة في شتي أنحاء العالم. و طبيعي ان كون الفرقة البهائية الضالة، فرقة استعمارية تعمل من أجل مصالح الاستعمار، هي مسألة معروفة لدي أبناء الشعب الايراني، الا أن المسالة بحاجة الي اثبات و استدلال للذين يتواجدون بعيدا عن ايران و لم يتسن لهم الاطلاع علي حقائق الأمر و لذلك فاننا نحاول من خلال هذه الدراسة البسيطة أن نوضح ماهية هده الفرقة الاستعمارية. [ صفحه 14] تاريخ البهائية
في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري، و الموافق لمنتصف القرن التاسع عشر الميلادي، ادعي أحد الأشخاص و هو علي محمد الشيرازي، المهدوية، مستفيدا من التعاليم المبهمة و المتشابهة للصوفية و الشيخية [2] و أسس فرقة أصبحت فيما بعد نواة للبهائية. و بما أنه كان يدعي في البداية بأنه الباب و الواسطة للامام المهدي (عج) لذلك سميت فرقته ب (البابية). و كان علي محمد علي الناحية العلمية غير ملم بالعلوم الا النزر اليسير من العلوم الابتدائية التي كانت سائدة آنذاك و المتمثلة ببعض المعارف الفارسية و العربية. [3] . اضافة الي أنه كان شخصا معروفا بالخرافات و الأساطير، و لم يكن متزنا من الناحية النفسية، و كان يقوم بممارسة السحر و قراءة الكف و الرموز الكاذبة و تسخير الجن و الأفلاك من أماكن بعيدة، فعلي سبيل المثال صعد في أحد الأيام أحد سطوح مدينة بوشهر المعروفة بمناخها الحار من أجل تسخير الشمس، و استمر لساعات طويلة في أداء حركات غريبة و قراءة الكلمات السحرية. [4] . و انشغل لمدة معينة في كتابة الأدعية، و الاحراز الموهومة للأفراد البسطاء في هذه المدينة، [5] كما كان يزعم في البداية بأنه نائب الامام مهدي [6] (عج)، و بعدها ادعي بأنه هو الامام المهدي [7] ، و من ثم ادعي النبوة و الاتيان بدين جديد [8] كما كان يدعي - أحيانا - في كتاباته المتناقضة و الخاطئة، بالوهيته. [9] . و نظرا لضعف عقيدته، فقد أعلن توبته، و ادعي البراءة من عقيدته أمام الناس في أحد مساجد شيراز و ذلك بعد مجلس بحث و نقاش بينه و بين الحاضرين الذين أوثقوا رجليه لضربه. [10] . [ صفحه 15] و قد تكررت هذه الحالة في مدينة تبريز، و في هذه المرة أرسل رسالة الي شاه ايران آنذاك يعلن فيها توبته [11] ، الا ان علماء تبريز رفضوا توبته، و حكموا باعدامه، ثم تنازلوا عن الحكم لاعتقادهم باحتمال جنونه [12] غير ان الاضطرابات التي افتعلها البابيون كانت سببا في اعدامه من قبل اميركبير (رئيس الوزراء آنذاك) الذي كان يعتقد بأن اضطرابات البابية لا تخمد مادام زعيمهم الباب حيا. و لابد لنا هنا أن نشير الي حماية الدول الاستعمارية (للباب) و أتباعه، و خاصة حماية حاكم اصفهان المدعو منوچهر خان گرجي، هذا السفاح الصليبي و الروسي الأصل لهولاء [13] فالدول الاستعمارية التي كانت تري في الباب و أتباعه [14] أداة لتنفيذ مآربها، عظم عليها أن تري هذه الأمر [15] فتدخلت عن طريق سفاراتها للحيلولة دون اعدام (الباب) الا ان الميرزا تقي خان الملقب (أميركبير) أحبط مساعيهم و أعدم الباب. [16] و لابد لنا هنا ايضا أن نتطرق الي دور هذه السفارات في الاضطرابات التي افتعلتها الفرقة البابية في أنحاء مختلفة من ايران مثل؛ قزوين، و مازندران، و يزد، و تبريز و زنجان لاطلاق سراح الباب و التي أرتق فيها الكثير من الدماء [17] . لقد كانت سفارات الدول الاستعمارية التي كانت تسعي لتنفيد مآرب دولها مرتاحة الي هذه الاضطرابات، فقد كتب السفير البريطاني تقريرا الي حكومته جاء فيه: [ان عقائد هذا الواعظ (علي محمد الشيرازي) التي تخلو من شي‌ء جديد ستذهب هباء اذا ما تركت و شأنها. و اذا ما اريد الحافظ علي هذه العقائد، فان الحالة تستدعي استخدام التعذيب و العقوبات ضد من يعترض طريقها] [18] . و لهذا نري ان الاضطرابات التي افتعلتها هذه الفرقة كانت سببا في استمرار [ صفحه 16] حياتها و انتشارها بين العناصر الانتهازية و البسيطة. و بعد اعدام علي محمد الشيرازي، خلفه «ميرزا يحيي نوري» المعروف: ب (صبح أزل) الذي كان قد حصل علي نسخة خطية من علي محمد الشيرازي بتولي زعامة البابية من بعده. و لم يكن للبابيين نشاط لمدة سنتين - أي الفترة التي تلت اعدام الشيرازي - اذ كانت نشاطاتهم سرية، و قد افتعلوا بعض الحوادث التي أعدم بسببها عدد من الأفراد بتهمة تدبير مؤامرة لاغتيال شاه ايران آنذاك، و بعض أعضاء الحكومة. و بعد هذه الحادثة ازداد ضغط الحكومة القاجارية علي اتباع الطائفة البابية، حيث قتلت الكثير منهم، و قد اضطر «ميرزا يحيي نوري» للهروب متنكرا بملابس الدراويش و لجأ ميرزا حسين علي أخو «ميرزا يحيي» الي السفارة الروسية في طهران، و نظرا لاصرار الحكومة آنذاك علي استرداده، و ارسال الصدر الأعظم كتابا رسميا يطلب فيه تسليم ميرزا حسين علي، فقد وافق السفير الروسي علي تسليمه شريطة الحفاظ علي حياته، فأودع السجن نتيجة للضغوط التي وجهها السفير الروسي، و انذاره الحكومة من أجل اطلاق سراحه [19] . و لما كان الشعب الايراني المسلم يعي حقيقة العلاقات القائمة بين الحكومة الروسية و الفرقة البابية، و عدم وجود أرضية مناسبة للبابية في ايران، فقد ابعد «ميرزا حسين علي» و بمساعدة السفير الروسي الي بغداد، فوصل سالما اليها برفقة ممثل عن الحكومة الايرانية و آخر عن الحكومة الروسية. [20] . لقد سمحت الحكومة الروسية للفرقة البابية ببناء معبد لها في مدينة عشق آباد للوقوف بوجه الحركة الاسلامية، كما ساعدتها في طبع و نشر آثارها، و ما الي ذلك من المساعدات الأخري [21] . و نتيجه لحماية الروس لأعضاء، هذه الفرقة، فقد أرسل ميرزا حسين علي [ صفحه 17] رسالة ثناء و دعاء للامبراطور الروسي يذكر فيها خدماته لأسياده الروس و يشكرهم علي حمايتهم للبابية [22] . و بفضل الجهود التي بذلتها الحكومة الروسية و المساعدات التي قدمها و الي بغداد، فقد أصبح البابيون من أتباع الدولة العثمانية، ثم بدأ الصراع و الاقتتال بين زعماء هذه الفئة للسيطرة علي زمام امور الفئة، فكل من كان عنده رسالة خطية أو مزورة من الباب كان يدعي بأنه خليفته. هذا من جهة، و من جهة أخري فان فتن البابيين و فسادهم و عمليات السرقة و السطو [23] التي كانو يقومون بها أدت بالمسلمين في العراق بقيادة علماء الدين للوقوف بوجه هذه الفئة، فحدثت مشاحنات دموية بين الطرفين. و بالنظر لشكوي الناس الي الحكومة الايرانية، و تقديم الحكومة الايرانية مقترحات للدولة العثمانية بهذا الصدد [24] ، ابعد البابيون من بغداد الي الاستانة في بادي الأمر، و من ثم ابعدوا الي أدرنة. و في أدرنة ادعي «ميرزا حسين علي» - بعد تزو يره مجموعة من الوثائق - بأنه ممثل الباب، و أصبح يعادي أخاه «ميرزا يحيي» فحدثت مشاجرات و اضطرابات بين مؤيدي ميرزا حسين علي و مؤيدي ميرزا يحيي، و هذه المنازعات و العلاقات المشكوكة بين البابية و السفارات الأجنبية للدول المعادية للدولة العثمانية أدت بالدولة العثمانية الي ان تحاكمهم، و تبعد أنصار ميرزا يحيي الي قبرص، و أنصار ميرزا حسين علي الي «عكا» في فلسطين. [25] . و بعد ان تخلت الدول الاستعمارية عن حمايتها لميرزا يحيي، تفرق أنصاره شيئا فشيئا. اما ميرزا حسين علي، فقد لقب نفسه ب (بهاء الله) و ادعي بأن الباب (علي محمد الشيرازي) كان الممهد لمجيئه. فادعي النبوة [26] و من ثم الالوهية [27] و سيطر علي أتباع البابية و أسس الفرقة البهائية. و بسبب الظروف الحساسة التي [ صفحه 18] كانت تمربها المنطقة، فقد أخفي دعوته، و كان يدعي بأنه مسلم [28] و قد استطاع خلال العشرين سنة التي قضاها في «عكا» ان يوسع نفوذه بين البابية. و ضروري أن نعرف ان الحكومة القيصرية الروسية كانت تقف و بقوة الي جانبه، و كان يتسلم مرتبا شهريا منها [29] . و نظرا لمراقبة الدولة العثمانية الشديدة لهذا الفرقة و مضايقتها لها، قررت هذه الفرقة العودة الي ايران، فكتب ميرزا حسين علي رسالة تضرع فيها الي شاه ايران آنذاك ليسمح للبهائيين بالعودة الي ايران، [30] الا ان عدم اكتراث الحكومة بالرسالة دفع ميرزا حسين علي أن يكتب رسالة تملق و تأييد الي الحكومة العثمانية. و في هذه الفترة توفي ميرزا حسين علي، فخلفه ابنه عباس الذي عرف باسم «عباس أفندي» و الذي لقب نفسه «عبدالبهاء» و قد اتبع نفس الأسلوب الذي اتبعه والده فكان يظهره الاسلام، [31] و يعلن - علي الظاهر - تأييده للحكومة العثمانية بصورة مستمرة [32] . و بعد ثورة اكتوبر و تسلم البلاشفة زمان الأمور في روسيا، قطعت الحكومة الجديدة مساعداتها عن الفرقة البهائية لأنها كانت تتعاون مع الحكومة القيصرية، فقبل سقوط حكومة القياصرة كان حجم المساعدات الروسية للفرقة البهائية قد انخفض بشكل حاد نتيجة للأزمة الاقتصادية الخانقة التي كانت تمر بها الدولة، فاتجه عبدالبهاء الي الانجليز، و مد يد التعاون لهم، و أخذت الفرقة البهائية تتجسس لصالح بريطانيا ضد مصالح الدولة العثمانية [33] و قد كان للبهائيين الفضل العظيم علي بريطانيا في الحرب العالمية الأولي بتمهيدهم دخول الجيش الانجليزي الي فلسطين و تقديم الأسرار له. و بعد أن أدركت الدولة العثمانية دور عباس افندي في التجسس لصالح بريطانيا أو عزت الي «جمال باشا» قائد القوات العثمانية باعدام عباس افندي [34] . [ صفحه 19] غير أن المخابرات البريطانية (انتلجنت سرفيس) أحست بذلك فقامت بدعمه، و أرسل بلفور وزير خارجية بريطانيا برقية الي الجنرال (اللنبي) قائد القوات الانجليزية في فلسطين يطلب منه الحفاظ علي سلامة عباس أفندي و أفراد الفرقة البهائية و يضعهم تحت حمايته [35] . و بعد انتهاء الحرب العالمية الأولي، منحت الحكومة البريطانية نوط الشجاعة المسمي «دنايت هود» الي عباس أفندي و ذلك في حفلة رسمية، كما منحته لقب «سير» [36] و قد أصدر عبدالبهاء بدوره لوحا يبجل فيه الملك البريطاني. [37] . و بعد موت عبدالبهاء، أرسلت السفارات و القنصليات البريطانية في الشرق الأوسط برقيات و رسائل تعزية و تضامن لزعماء البهائية. كما أمر (و نستون تشرشل) وزير المستعمرات آنذاك، الجنرال (اللنبي) أن يعرب نيابة عن الحكومة البريطانية و (سردونالد هربرت) المندوب السياسي للحكومة البريطانية في الشرق الأوسط و جمع كثير من المسوؤلين الانجليز في تشييع جنازة عبدالبهاء. [38] . و مما تجدر الاشارة اليه ان (سرهربرت صموئيل) كان أحد مؤسسي دولة اسرائيل. و طبقا لوصية عباس أفندي «عبدالبهاء» أصبح حفيده شوقي أفندي المصاب باشذوذ الجنسي [39] رئيسا لهذه الفرقة التي تبدلت الي جهاز خطر يخدم السياسة الاستعمارية البريطانية [40] ، اذقام هذا الشخص الذي كان قد درس في بريطانيا [41] - و بالتعاون مع بريطانيا - بتأسيس المحافل البهائية في ويلز واسكوتلندا و ايرلندا الشمالية و الجنوبية و كافة أنحاء بريطانيا. كما قام و بالتعاون مع المخابرات البريطانية بفتح محفل للبهائية الأفارقة في (كمبالا) ابان حقبة الاستعمار البريطاني لأوغندة [42] ، كما قام أيضا بتأسيس محافل في امريكا و مختلف أرجاء العالم. [ صفحه 20] و في الحقيقة ان هذا الشخص قد قام بدعم الشبكات الماسونية المتعددة تحت غطاء البهائية التي كانت و لا تزال تستخد مها المخابرات البريطانية، و الامريكية (C.I.A) في تنفيذ جانب من مآربها. و لما لم يكن هناك ابن يخلف شوقي أفندي، فقد عين هذا الشخص تسعة أفراد يمثلون المجلس العالمي للبهائية، كما قام قبل موته بتشكيل نواة (بيت العدل الأعظم) أو ما يسمي بدائرة شؤون البهائية في العالم [43] . و نظرا الي أن شوقي أفندي كان قد أوصي بأن يترأس (تشارلزميسن ريمي) دائرة بيت العدل، فقد انتخب هذا الشخص - الذي يحتمل انه كان عضوا في وكالة المخابرات المركزية الامريكية - رئيسا للدائرة المذكورة، الأمر اللذي أثار خلافا حادا بين الكثير من أعضاء البهائية، و خاصة أنصار بريطانيا. ان حب السيطرة، و وجود تكتلات مختلفة تميل لأقطاب استعمارية متعددة أديا الي ظهور أجنحة و تكتلات متعددة في هذه الفرقة. [44] . اننا نفتقر الي مستندات حول الوقائع التي جرت بعد (ميسن ريمي) و ذلك نظرا الي الكتمان و السرية الشديدة التي تتبعها هذه الفرقة، كما ان هذا المقدار من التوضيح الذي قدمناه حول نشوء البهائية و انتشارها يكفي لبيان لغرض.

لا حظنا فيما سبق كيف ان روسيا القيصرية دعمت - في السرو العلانية - الفرقة البهائية منذ ظهورها. و كيف كانت تستخدمها لتنفيذ سياساتها التوسعية من قبيل تحقيق حلم ((بطرس الكبير)) المتمثل بالوصول الي المياه الدافئة. و يعترف البهائيون بشكل كامل بجملة من المسائل، منها، لجوء ميرزا حسين [ صفحه 21] علي للسفارة الروسية و حمايتها له، و مساعيها لاطلاق سراحه و نفيه للعراق، و تسلم الشخص المذكور مرتبا شهريا من الحكومة القيصرية، و كتابته الألواح و الأدعية تأييدا للحكومة القيصرية.

نتيجة للمشاكل العديدة التي واجهتها الدولة العثمانية بسبب دعمها للبابيين بادي الأمر، و الاتصالات المشكوكة التي كان يقوم بها هؤلاء مع سفارات الدول المعادية للدولة العثمانية، فقد تخلت عن حمايتها لهم. كما ان روسيا القيصرية التي كانت تواجه الثورة الشيوعية، تخلت هي الأخري عن حمايتها لهذه الفرقة شيئا فشيئا. ان بريطانيا التي كانت تتابع شؤون البهائيين بواسطة سفرائها و جواسيسها في ايران و تقدم العون لهم، و تنتظر الفرصة المناسبة للسيطرة عليهم و بشكل كامل، شعرت بعد تخلي الامبراطوريتين العثمانية و الروسية عن حمايتها لهؤلاء بان الأجواء ملائمة لتحركها، فأجرت اتصالات مكثفة مع البهائيين الذين كانوا يبحثون عن قوة يتكئون عليها، مما جعلهم في فترة قصيرة يضعون أنفسهم في خدمة بريطانيا، فقدموا لها خدمات كثيرة في فلسطين، مما دفع ببريطانيا الي منح زعيمهم لقب ((سير)) كما استخدمتهم في توسيع نفوذها و ايقاف زحف الاسلام في القارة الأفريقية، و عملت علي نشر معتقد اتهم كمذهب مستقل احيانا و كاحدي الفرق الاسلامية احيانا لتسفيد منهم في ضرب الحركات التحررية. كما ان سماح الحكومة البريطانية بفتح محافل لهذه الفرقة في أرجاء بريطانيا و الدول المجاورة و الكتابات الكثيرة التي كتبها رئيس البهائية تأييدا للاستعمار البرريطاني، تبين بوضوح العلاقة الثنائية و المتينة القائمة بين الطرفين. [ صفحه 22]

يعتبر تأسيس اسرائيل علي ضوء الوعد الذي قطعه وزير خارجية بريطانيا بلفور الي الرأسمالي اليهودي المعروف ب (اللورد روتشيلد) من أكثر الحوادث التي أعقبت الحرب العالمية الأولي مرارة، كما ان احتلال الصهاينة لأرض فلسطين المقدسة كان وصمة عار في جبين الاستعمار البريطاني العجوز و الاستعمار الامريكي. و عند ما أحس الاستعمار البريطاني الذي أصبح وصيا و حاكما علي فلسطين - حسب ما قررته عصبة الأمم - بخطر الحركة الاسلامية المتنامية في الشرق الأوسط و تهديدها للمصالح البريطانية في آسيا، فكر في وضع شرطي أمين يضمن مصالحه و يقف بوجه نهضة الشعوب المسلمة، و هذا الشرطي هو دولة اسرائيل، و لذلك فقد بادر الي تعيين مندوب سام له في فلسطين هو (السير هربرت صموئيل) الدبلوماسي الصهيوني و الرأسمالي المعروف الذي عمل علي تشجيع هجرة اليهود الي فلسطين، و ذلك تمهيدا لقيام دولة صهيونية. و هذا الشخص كان واحدا من أكثر المدافعين عن البهائيين، و قد اشترك رسميا في تشييع جنازة عبدالبهاء، كما ان البهائين كانوا مع الانجليز منذ احتلالهم فلسطين، و يخاطبون فلسطين باسم الأرض المقدسة، و تتواجد فيها قبور كبارهم. و من جهة أخري فان هذه الفرقة ناصبت و تناصب العداء للمسلمين، و قد أيدت قيام دولة اسرائيل، حتي ان لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة كتبت في تقرير لها بان علاقة البهائية باليهود في فلسطين هي أعمق من علاقة المسلمين بفلسطين، و ان البهائيين يدعمون تشكيل دولة صهيونية. [45] . و بعد قيام اسرائيل، أيدت هذه الفرقة قيام هذا الكيان الغاصب، و اعتبرت [ صفحه 23] و بكل وقاحة ضرب حقوق الشعب الفلسطيني و تنامي القوي الاستعمارية تحقيقا للوعد الالهي [46] ، و قامت بجهود مكثفة لتثبيت هذه الدولة و بالمقابل اعتبرت اسرائيل البهائية بمثابة أحد الأديان الرسمية [47] ، و منحت أنصارها حرية كاملة، و وفرت لهم كافة الامكانيات لتأسيس مركز عالمي لهم في عكا، و تمكنت هذه الفرقة و بالتعاون مع الصهاينة في امريكا من اقامة مركز لأجل مساعدة المخططات الاستعمارية. و لقد كانت نشاطات البهائية، و تجسسها العلني الفاضح لصالح اسرائيل، من المسائل التي دفعت بعض الدول العربية الي اتخاذ بعض الاجراءات ضد هذه الفرقة. [48] .

من المستحسن هنا ان نبين دور البهائية في دعم النظام الشاهنشاهي المقبور الذي كان أحد بيادق الاستعمار و الصهيونية في الشرق الأوسط. فقد تمكنت هذه الفرقة خلال فترة حكم محمد رضا پهلوي التي دامت خمسة و ثلاثين عاما و بالتعاون مع القوي الأجنبية من تأسيس شبكات لها في ايران و السيطرة شيئا فشيئا علي المراكز الحكومية الحساسة، بحيث أصبح البهائيون يشكلون أساس النظام البهلوي، اذ كان النظام الملكي المقبور يتألف من الكثير من العناصر البهائية، و من هؤلاء؛ ((امير عباس هويدا)) رئيس وزراء الشاه، و عدد من نواب البرلمان، و قسم من أصحاب المصانع الكبيرة، و أصحاب البنوك [49] و قطاع كبير من السياسيين منهم علي سبيل المثال لا الحصر: هژبر يزداني الرأسمالي المعروف و منوچهر تسليمي وزير التجارة في حكومة هويدا، و الفريق مقربي، و اللواء علائي، و البروفسور حكيم والدكتور ايادي الطبيب الخاص للشاه المقبور، و غيرهم. [ صفحه 24] و يمكننا القول بان أكبر فئة كانت تسيطر علي الثروة الاقتصادية و الأمور السياسية ابان حكم الشاه بعد الماسونية، هي الفرقة البهائية. و علي أية حال فان البهائية ساهمت خلال اكثر من نصف قرن من حكم السلالة البهلوية في اضطهاد الشعب الايراني المسلم و التلاعب بمقدراته و جره نحو الفقر و الانحلال و التبعية.

في الحقيقة ان امريكا، هذه القوة الاستعمارية الحديثة التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، ما هي الا تجمع و تبلور جديد للاستعمار البريطاني و الصهيونية العالمية. فبريطانيا سلمت الكثير من الأدوار الاستعمارية التي كانت تلعبها، الي الصهيونية العالمية و الماسونية المتواجدة في امريكا و اسرائيل و في الدول الأوربية الرأسمالية. و ليس هناك شك من ان امريكا تعتبر اليوم رمز الاستعمار العالمي و الشيطان الاكبر، كما ان معظم الخطط الاستعمارية التي تحاك ضد محرومي العالم تأتي منها - دون ان نغفل الدور الذي تلعبه القوة الالحادية المتمثلة بالاستعمار السوفيتي - و لهذا فان البهائية تستغل كل فرصة لدعم الامبريالية واعلان طاعتهالها [50] . و في الفترة الأخيرة دافع الرئيس الامريكي ريغان عن البهائية بصورة رسمية و ذلك في خطاب له، كما اظهر امتعاضه و تأسفه بالنسبة لوضع لبهائيين في ايران [51] . و لقد صرح الثورة الاسلامية الامام الخميني في يوم 15 شعبان من العام الهجري الماضي 1403: «اننا اذا كنا نفتقر الي دليل يثبت عمالة البهائيين و تجسسهم لأمريكا فان دعم ريغان لهؤلاء هو دليل كاف علي صحة أقوالنا». [ صفحه 25] و المسائل الآنفة الذكر تبرهن بوضوح بان البهائية تشكل اليوم أحد طوابير الاستعمار الفعالة و أداة بيد الاستكبار العالمي، و لذا يتطلب الوقوف بوجهها و مكافحتها.

و بغض النظر عن عمالة البهائية للاستعمار، فان اشاعة عقيدة البهائية لها فوائدها للاستعمار. فلو تمكنت هذه الفرقة من نشر عقائدها الباطلة و السخيفة في مجتمع ما، فان ذلك يعتبر أفضل أرضية ثقافية لتحكم الاستعمار في ذلك المجتمع تحت غطاء رسمي و انساني و باسم الحرية، كما ان الاستعمار الجديد في هذا القرن قد نزل الي الساحة بأساليب و خطط شيطانية حديثة. ان المستعمرين و بعد ان ادركوا بان العقيدة الدينية الاسلامية تعتبر من أعمق الجذور الثقافية للمجتمع باعتبارها جزئا لايتجزأ من الحياة البشرية، فانهم يسعون الي اختلاق المذاهب الهدامة في قبال العقائد الصحيحة لتفريغها من محتواها و ذلك لتسهيل سيطرتهم علي ذلك المجتمع و الوقوف بوجه العقيدة الاسلامية المتنامية بين مستضعفي العالم، هذا العقيدة الثورية التي لا تقبل المساومة و تحارب الظلم.

ان مسألة الاعتقاد بوجود مصلح و منج قوي يقود النضال العادل للمستضعفين، و يقيم حكومة عالمية عادلة هي مسألة مطروحة في جميع الأديان المساوية، ولكن بأشكال مختلفة، والدين الاسلامي يؤكد علي هذه المسألة بشكل واضح. ان انتظار ظهور منج عادل يملأ الارض قسطا و عدلا يبعث الأمل و الثقة في [ صفحه 26] المستضعفين لمقارعة الظلم و تهيئة الاجواء الملائمة لظهور ذلك المنجي.... مثل هذا الانتظار يزيل الوضع القائم الذي أوجده أصحاب المال و القوة. كما ان وجود مثل هذا الاعتقاد و هذه الحالة بين الناس، يعتبر أهم حائل يقف بوجه الاستعمار. و لهذا رأينا و نري ان المستعمرين يسعون الي اضعاف و تحريف و محو هذا الاعتقاد. فاذا ما تمكنوا من اقناع الناس بان المهدي الموعود و المنتظر قد ظهر، و لم تتغير الحالة، و الظالم لا زال في مكانه، و أصبح أقوي من السابق، و أكثر من هذا لم يعمل الامام المهدي شيئا ضد هؤلاء، بل وقف الي جانبهم، فان بريق الأمل سيمحي من أذهان المحرومين، و ستتبدل كل آمالهم الي يأس، و ستضعف عزيمتهم، و يستقبلون فكرة ان الاستعمار راسخ و لا يقهر، و بالتالي سيستلمون للمستعمر. و لهذا فقد رأينا بان الاستعمار عمد في أواخر القرن التاسع عشر و القرن العشرين الي اختلاق شخصيات ظهرت في البلاد الاسلامية وادعت المهدية. فبريطانيا قامت باختلاق اشخاص اسموا انفسهم بالمهدي و ذلك في البلدان التي كانت تحت سيطرتها، كالهند، و كذلك في مناطق نفوذها في الشرق الأوسط و شمال افريقيا. أجل لقد ظهر افراد في؛ الهند، و السودان، و الصومان و ايران ادعوا المهدية، و كانو يغذون من قبل استعمار لأجل تمرير مخططاته. و كانت الفرقة البهائية من انجح تلك الفئات، حيث بذل الاستعمار الكثير من طاقاته من أجل ابقائها. و تدعي هذه الفرقة كذبا بان المهدي قد ظهر. و لذلك فهي تعتبر اعظم خطر علي روح الكفاح عند المستضعفين، و تعتبر أفضل ممهد للاستعمار. و من جهة أخري فان وجود التناقضات الكثيرة في تعاليم هذه الفرقة يعمل علي اضعاف ايمان الفرد الي درجة الشك. فادعاء ميرزا حسين علي المهدوية، و من ثم النبوة، و من ثم الالوهية، يترك اثرا طبيعيا علي عقيدة الأفراد و يوجد شبهة في جميع [ صفحه 27] الاعتقادات الدينية للفرد بحيث تجره الي الالحاد. كما ان الشعوذة الكلامية و اللفظية بالحروف الأبجدية للفرد و التي تقوم بها هذه الفرقة، و الخرافات الكثيرة التي تعتبرها البهائية من عقائدها، تسوق المثقفين و المتعلمين الي الكفر، و تسيطر بالتالي علي البسطاء و الامين من الناس. و عندما تصبح الخزعبلات و التناقضات الموجودة في كتب البهائية وسيلة في يد مخالفيهم، فان رؤساءهم يبادرون فورا بجمع الكتابات الأصلية لاسلافهم من مؤسسي هذه الفرقة، و يمنعون تداولها. و اليوم فان تلك الكتب لا يعرف محتواها سوي عدد قليل من الأفراد الموثوقين و رؤساء المحافل عند البهائية، و لكن يمكن للمحققين مطالعة الكتب المحدودة للبهائية الموجودة في مكتبة مجلس الشوري الاسلامي و المكتبات الوطنية في مصر و لندن و باريس و موسكو و غيرها. ان اتباع البهائية يفتقرون الي الأسس الاعتقادية، كما ان العبد الديني عندهم خال من المحتوي، و هم اناس يفتقرون الي الشخصية، و لايبدون أي رد فعل تجاه الأفكار و العقائد و منها الثقافة الاستعمارية.

من الملاحظ ان استعمار حين يدخل دولة ما يبدأ بالتلاعب بالأخلاق و القيم السائدة بين ابناء المجتمع و اشاعة الفساد بينهم و ذلك لتسهيل سيطرته عليهم. و الملاحظ أيضا ان الاستعمار لايمكن ان ينفذ في المجتمعات التي تتحلي بالأخلاق و التقوي و الفضيلة و العفة و الصدق و الشرب و الغيرة و الحمية و الفضائل الخلقية الأخري. و لذلك فان الخطوة الأول التي يقدم الاستعمار عليها تتمثل باشاعة الفحشاء و أنواع الفساد بين افراد المجتمع من أجل تطويقهم و السيطرة عليهم، ثم يقيم [ صفحه 28] علي اطلال شخصيتهم الأخلاقية سجنا كبيرا. ان القاء نظرة علي الدول العميلة التي تحكم بالمال و القوة تبين لنا هذا الواقع بشكل جيد. فبناء الملاهي و محلات بيع المشروبات الكحولية و اقامة الحفلات التي يعمل المطربون فيها لسلب عقول الناس و تحجيرها باسم الفن و الموسيقي و التمدن، و شيوع الفحشاء و ازدياد حجم الجرائم الاجتماعية... كل هذه الاشياء هي ظواهر أولي لدخول الاستعمار الي ارض ما. و بالمقابل فان اغلاق المساجد و المعابد الدينية و عدم اهتمام الناس بالأماكن الدينية المقدسة و هبوط مستواهم الثقافي تشكل هي الأخري ظواهر أولي للتآمر الثقافي من جانب الاستعمار. و البهائية تسعي لمحاربة الأسس الأخلاقية و كرامة الانسان و ذلك عن طريق نشر العقائد البالية و التافهة المنتشرة عند الغرب، و تسعي أيضا لاشاعة التبرج و السفور، و تدعو الي تحرير المرأة علي النمط الغربي الاستعماري [52] ، و تحكم للزوجين اللذين لم ينجبا أطفالا بجواز المسافحة مع زوج آخر للحصول علي طفل [53] ، و تجيز الاستمناء [54] ، و تجيز أيضا الزواج من المحرم شرعيا و عاطفيا، و تكتفي بمنع الزواج بين الأب و ابنته فقط [55] ، و تعاقب الزاني بتسعة مثاقيل ذهب عيار 19 حبة، و لا تفرق بين الزاني المحصن و غير المحصن، و هو ما يشجع من تطاول الفجار و الفاسقين. [56] . هذا جانب محدود من أخلاقيات هذه الفرقة، و لو انتشرت في مجتمع ما فسوف تخلق جيلا فاسدا و منحرفا يحمل صفات حيوانية و لايقوي علي مقارعة الاستعمار، بل يصبح عبدا ذليلا، و جيلا يستسلم للظلم و التبعية. و بالطبع فان البهائية - اليوم - تدافع عن أخلاقها الفاسدة تحت غطاء الدفاع عن التمدن و الثقافة الغربية المتطورة. [ صفحه 29]

رغم ان البهائية تعتبر فرقة سياسية، و ان زعماءها يتدخلون في الشوؤن السياسية بصورة مباشرة، الا ان هذه الفرقة تمنع أتباعها - منذ تأسيسها و لحد الآن - من التدخل في الشؤون السياسية. و لعباس افندي عبارة معروفة تعتبر أحد شعارات البهائية، و هذه العبارة هي: «ان مقياس بهائية الشخص أو عدمها يكمن في تدخل الشخص في الشؤون السياسية، و تدخله في شوؤن تخرج عن اطار المسؤولية الملقاة علي عاتقه، و هذا امر كاف لاثبات عدم بهائيته» [57] . و في مكان آخر يكتب بصراحة تامة: (لايحق لأي بهائي الاعتراض علي الحكام و الحكومات التي تحكم الناس. لا تتدخلوا في شؤونهم، دعوهم و شأنهم، و توجهوا الي القلوب). [58] . و البهائية بتبليغها هذه العقائد، تقدم أعظم الخدمات للمستعمرين، فهي تقف ضد تواجد الشعوب في الساحة السياسية، و هذا ما يجعل السياسيين و الحكام المرتبطين بالاستعمار يوطدون أسس حكوماتهم الظالمة دون أي اعتراض، و يجعل الشعوب ترضخ للاستعمار. و بالطبع فان البهائية تستفيد من قناع عدم التدخل في الشؤون السياسية للتمويه لكي لا يساء الظن بها و لكي تتمكن من تنفيذ المخططات الاستعمارية باسم العقيدة و الدين. مكافحة البهائية
و تجدر الاشارة في المقام الي انه عندما استفحل خطر اتباع البهائية في الأعوام الأخيرة من حكم محمدرضا بهلوي، و تنامي نفوذهم و استهتارهم بالقيم و العقائد و التعاليم الاسلامية مما أثار حفيظة جماهير الشعب المسلم في ايران ضد هذه الطغمة [ صفحه 30] و من وراءها - الشاء و أعوانه - مما كان يهدد النظام الشاهنشاهي بأكمله، و خوفا من حركة جماهيرية اسلامية بقيادة العلماء الأعلام، فقد سمحت الدولة الماكرة لحركة معينة بالنشاط و العمل لمكافحة البهائية حينما شعرت بأن القائمين علي هذه الحركة لايشكلون خطرا علي الحكم نتيجة لبعض الرؤي المتخلفة التي كانت تتحكم فيهم، و منها؛ عدم التدخل في الشؤون السياسية، و النظر الي البهائية كفرقة دينية بعيدا عن ارتباطها بالسلطة، و بذلك أراد الشاه أن يطوق العواطف و المشاعر و يحول بينها و بين التوجه الي عمق الموضوع و أس البلاء المتمثل بالسلطة الحاكمة. و قد اجتذبت هذه الحركة مجموعة من الشباب و المثقفين و البعض من الغياري علي مصلحة الاسلام و المسلمين الذين صرفوا جهودهم و طاقاتهم في هذا السبيل فقط، ولكن مرجع الأمة و فقيها الامام الخميني حفظه الله استطاع برؤيته الثاقبة و حكمته المعروفة أن يشخص الداء الأصلي دونما بعثرة للجهود، فقاد الجماهير الاسلامية العظيمة في ثورة آلهية مباركة دكت عرش الطغيان و اقتلعته من الجذور فتهاوت معه الفروع العفنة و من ضمنها «البهائية» التي ولت الي غير رجعة. و من جملة الاجراءات التي اتخذت بحق البهائيين حرمانهم من الوظائف الرسمية، و هذا حق طبيعي للدولة الاسلامية كما انها حكمت بالاعدام علي من ثبت تجسسهم و ارتباطهم بالاستعمار و الصهيونية، و هي تأمل أن يعي البقية ضلالة هذا المذهب و انحرافه من خلال التعرف علي الاسلام الصحيح و الرجوع الي الفطرة الانسانية؛ «فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم».

[1] بديهي ان المقصود من ذلك هو غير الثقافة السائدة عند غالبية المسلمين في العالم في الوقت الحاضر، اذ ان الثقافة السائدة عند أغلب المجتمعات الاسلامية هي مزيج من بعض التعاليم الاسلامية و الغربية و الشرقية و القومية... و الخ التي كان الاستعمار الثقافي وراء ظهورها. و لذلك فان الخصائص التي ذكرناها تعتبر من أعرق خصائص الثقافة الاسلامية و أكثرها انسانية و ثورية، و قد بذل المستعمرون في الماضي و الحاضر جهودهم للحيلولة دون نموها و انتشارها بين المسلمين.
[2] الصفحات 107 - 99 من كتاب «نقطه الكاف» تأليف ميرزا جاني الكاشاني بجهود و اهتمام ادوار براون/ المطبوع في مطبعة بريل ليدن - هولندا سنة 1910 م. اضافة الي ذلك فان علي محمد الشيرازي يعترف بهذه المسألة في كتاب (أحسن القصص) في تفسير سورة يوسف. و كذلك أشير الي هذه المسألة في كتاب «ايقان» تأليف ميرزا حسين علي/ المطبوع في مصر عام 1933 م، الصفحة 51.
[3] الصفحة 63 من كتاب «تلخيص تاريخ نبيل» / تأليف محمد نبيل زرندي/ ترجمة عبدالحميد اشراق خاوري - من العربية الي الفارسية -/طبع طهران مؤسسة البهائيين للنشر «لجنة ملي نشر كتاب امري، سنة 1946 م، و الصفحة 31 من المجلد الأول من كتاب «الكواكب الدرية» تأليف عبدالحسين آواره/ طبع مصر، سنة 1923، و كذلك كتاب «گنجينه‌ي حدود أحكام»، و «نفحات مشكبار»، و «الأيام التسعة» و «الرحيق المختوم»، و «قاموس توقيع المنيع»، و «أسرار الآثار خصوصي»، و «ظهور الحق»، و «نظر اجمالي به ديانت بهائي»، و «درس فهم اخلاق» التي تعتبر جميعها من الكتب الصادرة عن البهائية و التي تشير الي الموضوع الآنف الذكر و قد تحاشينا من ذكر الصفحات و غير ذلك بهدف الاختصار.
[4] الصفحة 276 من كتاب «هشت بهشت» / تأليف ميرزا احمد روحي و آغاخان الكرماني/ طبع طهران / مؤسسة البابية للنشر و الصفحة 66 من كتاب «تلخيص تاريخ نبيل زرندي» و الصفحة 310 في المجلد العاشر من كتاب «روضة الصفاي ناصري» / تأليف ميرزا قلي خان هدايت/ طبع طهران، و الصفحة 76 من كتاب «تحقيقي در تاريخ و فلسفه بابيگري بهائيگري و كسروي گرايي» / تأليف الدكتور يوسف فضايي/ طبع طهران سنة 1975 م.
[5] الصفحة 34 من المجلد الأول من كتاب «الكواكب الدرية».
[6] لقد بين علي محمد الشيرازي ادعاءه في اجزاء متعددة من كتاب؛ تفسير سورد يوسف»، كما اشير الي ذلك بصراحة في كتاب «تفسير سورة البقرة»، و «رسالة بين الحرمين»، و «مطالع الأنوار»، و «الرحيق المختوم»، و «ظهور الحق» و كتب أخري.
[7] الصفحة 212 من كتاب «نقطة الكاف» و كتاب «پنج شأن» تأليف علي محمد الشيرازي، و كتاب «تلخيص تاريخ نبيل زرندي»، و كتاب «ظهور الحق» / ص 173.
[8] كتاب؛ نقطة الكاف» / ص 51، و كتاب «البيان» / الباب السابع من القسم الثاني/ تأليف علي محمد الشيرازي، و المجلد الثاني من كتاب «مكاتيب» /ص 266 / تأليف عباس افندي/ طبع مصر سنة 1330 ه. ق، و كتاب «المفاوضات» / ص 124/ تأليف عباس افندي/ مطبعة بريل - ليدن - هولندا سنة 1908 م.
[9] كتاب «لوح هيكل الدين» / ص 5، و ملحق كتاب «البيان» بالعربية/ تأليف علي محمد الشيرازي، و ايضا كتاب «رسالة للثمرة» / تأليف علي محمد الشيرازي الذي كتب في مقدمته: انني انا الله، لااله الا انا الوحاد الوحيد، انني انا الله لا اله الا انا الأحاد الأحيد، انني انا الله لا اله الا انا الصماد الصميد، انني أنا الله لا اله الا انا الفراد الفريد... بسم الله الا منع الأقدس سبحانك اللهم يا الهي لاشهدنك و كل شي‌ء علي انك انت الله لا اله الا انت. كما يصرح كل من الميرزا حسين علي في كتاب «بديع» و عباس افندي في كتاب «صدر الصدور» بالرهية علي محمد الشيرازي. [
[10] كتاب «تلخيص تاريخ نبيل زرندي» / ص 138، و كتاب «روضة الصفاي ناصري» / ج 10 ص 311، و كتاب «انشعاب در بهائيت» / ص 70 / تأليف اسماعيل رائين/ طبع طهران سنة 1978 م.
[11] كتاب «مقاله‌ي شخصي سياح» /ص 22/ تأليف عباس افندي/ طبع موسسة ملي مطبوعات امري طهران سنة 1962 م، و «نقطة الكاف» / ص 133، و كتاب «كشف الغطاء» ص 202 و 204، و كتاب «قرن بديع» / ج 1 ص 423/ تأليف شوقي افندي / ترجمه نصرالله مودت - من الانجليزية الي الفارسية/ طبع مؤسسة ملي مطبوعات امري، و كتاب روضة الصفاي ناصري ج/ 1 ص 423 و كتاب «ناسخ التواريخ» فيما يتعلق بالملوك القاجاريين تأليف محمدتقي لسان الملك سپهر / ج 3 ص 130/ طبع طهران سنة 1974 م، و كتاب «موارد تحقيق درباره‌ي مذهب باب» / تؤليف ادوارد براون، و كتاب «انشعاب در بهائيت» / نص 74 - 70.
[12] كتاب «كشف الغطاء» / ص 204، و كتاب «انشعاب در بهائيت» / ص 74، و كتاب «روضة الصفاي ناصري»، و كتاب «ناسخ التواريخ»، و «تلخيص تاريخ نبيل زرندي»، و «الكواكب الدرية»، و «مقالة شخصي سياح» و ما ورد في توبة الباب في تبريز، كما اشار الي ذلك (ادوارد براون في كتاب (موارد تحقيق درباره‌ي مذهب باب) ص 54.
[13] المصادر السابقة.
[14] «تاريخ رجال ايران» / ج 4 ص 162/ تأليف مهدي بامداد/ طبع طهران سنة 1347 ه. ش و «تلخيص كتاب نبيل زرندي» / ص 196، و جميع المصادر السابقة في شرح احوال علي محمد الشيرازي، تبين دعم و استضافة حاكم اصفهان له.
[15] علي سبيل المثال فان «الأمير دالكوركي» السفير الروسي آنذاك كتب الي وزير الخارجية الورسي مايلي: من الضروري ان تقوم الفرقة البابية بمناهضة علماء السلام و اتهامهم بالانحراف. راجع كتاب «تمرد البابية في ايران» / ج 30 ص 159 - 143 / طبع موسكو سنة 1939، و ما جاء في كتاب «نقطة الكاف» / ص 266 فيما يتعلق بحماية سفراء الدول الأجنبية للمدعو علي محمد الشيرازي. و بالطبع فان البحث فيما يتعلق بحماية الدول الاستعمارية للبابية، يشكل بحثا مستقلا سنذكر مصادره فيما بعد، و كذلك تقارير السفير الانجليزي المذكورة في كتاب «انشعاب در بهائيت».
[16] كتاب «نقطة الكاف» / ص 233.
[17] تشير جميع الكتب و المصادر التاريخية الي الاضطرابات التي افتعلها البابيون / كما ان قسما منها شرح تلك الوقائع بالتفصيل. راجع المصادر السابقة.
[18] كتاب «انشعاب در بهائيت» / ص 38 و فيما ترجمة للتقرير الرسمي للسفير الانجليزي و الذي رفعه الي وزارة الخارجية البريطانية نقلا عن دائرة الارشيف العامة في بريطانيا.
[19] كتاب «قرن بديع» / ج 1 ص 318 و ج 2 ص 41 و مايليها، و كتاب «انشعاب در بهائيت» / ص 106، و كتاب «تلخيص تاريخ نبيل زرندي» / ص 627 و كتاب «بهاء الله و عصر جديد» / تأليف الدكتور اسلمنت / مطبعة اما فرت في حيفا - فلسطين سنة 1932 م، و كتاب «الأيام التسعة» و كتاب «اشراقات» / تأليف ميرزا حسين علي،. كتاب «الكواكب الدرية» / ص 366 و...
[20] الوثائق السابقة حول حادثة القاء القبض علي ميرزا حسين علي و نفيه.
[21] كتاب «مصابيح الهداية» / ج 2 ص 282 / تأليف عزيزالله سليماني / طبع لجنه ملي نشريات امري، طهران - سنة 1947 م، و كذلك ما جاء في الكتب الرسمية في تبيان مشخصات معبد البهائية في عشق آباد في روسيا.
[22] النص موجود في كتاب «مبين» / ص 76 / تأليف ميرزا حسين علي / طبع سنة 1308 ه. ق و كتاب «قرن بديع» / ج 2 ص 86.
[23] كتاب «انشعاب در بهائيت» / ص 130، و مجموعة الواح ميرزا حسين علي / طبع مؤسسه ملي مطبوعات امري - طهران، و كتاب «قرن بديع» / ص 171 و بقية صفحات المجلد الثاني.
[24] راجع كتاب «موارد تحقيق درباره‌ي مذهب باب»، و كتاب «حضرت بهاء الله» / ص 148 / تأليف محمدعلي فيضي / طبع موسسه ملي مطبوعات امري طهران، و كتاب «مكاتيب» / ج 2 ص 177.
[25] كتاب «قرن بديع» / ج 2 ص 270 ، 271 ، 275، و كتاب «الكواكب الدرية» / ج 1 ص 379 ، 381 ، 383، و كتاب «انشعاب در بهائيت» / ص 84، كذلك في مقدمة ادوارد براون حول كتاب «نقطة الكاف» كما أن أغلب الوثائق المذكورة تشير الي الموضوع الآنف الذكر.
[26] كتاب «مقاله‌ي شخصي سياح» / ص 78، و كتاب «ايقان» / تأليف ميرزا حسين علي، و كتاب «مفاوضات»، و كتاب «الفرائد» تأليف ميرزا أبوالفضل گلپايگاني. و هذه الكتب تؤكد هذا الأمر بصراحة. و كذلك ماورد في كتاب «تحقيق در تاريخ و فلسفه‌ي بابيگري و بهائيگري و...» القسم الثالث المتعلق بالبهائية، كما تؤكد ذلك أغلب الكتب التي تتعلق بتاريخ البهائية اضافة الي ذلك يتحدث ميرزا حسين علي حول هذا الموضوع في كتاب «اشراقات»، و كتاب «أقدس»، و كتاب؛ الألواح بعد الأقدس».
[27] لقد ادعي ميرزا حسين علي الألوهية لنفسه بصراحة في كتاب «مبين» / ص 21 ، 48 ، 56 ، 210 ، 233 ، 286 ، 308 ، 342 ، 384 ، 405 ، 417 و... كما ان كتاب «مائده‌هاي آسماني» و» رسالة الأيام التسعة» و «أدعيه حضرت محبوب» و «مجموعه‌ي مباركه» و «مصابيح هدايت» و... تعج به عبارات لميرزا حسين علي حول ادعائه الالوهية، كما يعترف بذلك عباس افندي في كتاب «مكاتيب» / ص 225.
[28] راجع كتاب «قرن بديع»، و كتاب «بلانفيلد» حول تاريخ البهائية نقلا عن ابنه ميرزا حسين علي.
[29] يعترف ميرزا حسين علي في الصفحة 159 من كتاب «مجموعة الواح مباركه» بأنه كان يستلم مرتبا شهريا من الحكومة الروسية.
[30] يوجد النص الكامل لرسالة الاستغاثة التي وجهها ميرزا حسين علي الي «ناصرالدين شاه» شاه ايران آنذاك في كتاب «مبين» / ص 96 - 66.
[31] كتاب «خاطرات صبحي» / ص 98 / تأليف صبحي مهتدي السكرتير الخاص لميرزا حسين علي / ج 3 و كذلك الصفحة 318 من الكتاب المذكور.
[32] كتاب «مكاتيب» / ج 2 ص 312، و المجلد الرابع من الكتاب المذكور / ص 177، و المجلد الثالث الصفحة 157 الذي يحتوي علي رسائل تأييد للدولة العثمانية، و كتاب «انشعاب در بهائيت» / ص 126.
[33] كتاب «قرن بديع» / ج 2 ص 125، ج 3 ص 291، و كتاب «انشعاب در بهائيت» / ص 127.
[34] المصادر السابقة، و كتاب «بيان الحقايق» / ص 71 / تأليف عبدالحسين آيتي، و «قرن بديع» / ج 3 ص 297، و كتاب انشعاب در بهائيت» / ص 121.
[35] المصادر السابقة.
[36] كتاب «الكواكب الدرية» / ج 2 ص 305، و كتاب «قرن بديع» / ج 3 ص 299، و كتاب «انشعاب در بهائيت» / ص 118.
[37] اللوح موجود في كتاب «مكاتيب»، و كتاب «انشعاب در بهائيت» / ص 120 ، 119، و في ج 3، ص 245 من كتاب «مكاتيب» أيضا، و حتي ان عبدالبهاء يخاطب الانجليز بقولة: (ان الايرانيين فدائيون للانجليز» و الخطاب موجود في كتاب «مجموعه‌اي در خطابات عبدالبهاء» / ج 1 ص 23.
[38] كتاب «قرن بديع» / ج 3 ص 321، و كتاب «رسالة الأيام التسعة» / ص 508، و كتاب «الكواكب الدرية» / ج 2 ص 307، و مجلة «أخبار امري» لسان حال البهائيين في ايران / ص العدد 8 - 7 به تاريخ آبان و آذر سنة 1324 ه. ش نقلا عن كتاب «عالم بهائي» / ج 8 / تألف سيرنالد استورز.
[39] كتاب «كشف الحيل» / ص 154 / تأليف عبدالحسين آيتي / طبع طهران سنة 1961 م / و كتاب «پيام پدر» / ص 142 تأليف صبحي مهتدي.
[40] كتاب «شرح حال حضرت ولي أمر الله» / ص 38 / تأليف عبدالحميد اشراق خاوري.
[41] المصدر السابق.
[42] البرقية الرسمية لشوقي رباني نقلا عن مجلة «أخبار امري» / العدد 4 بتاريخ (مرداد 1329 ه. ش) و كذلك النشرة الصادرة به تاريخ (مرداد 1330 ه. ش).
[43] كتاب «انشعاب در بهائيت» / ص 203 - 195.
[44] المصدر السابق / ص 227 - 217.
[45] راجع مجلة «بهائي نيوز» به تاريخ ايلول سنة 1947، و العدد السابع من مجلة «اخبار امري» به تاريخ (آبان 1326 ه. ش».
[46] كتاب «توقيعات مباركه حضرت ولي امرالله» / ص 290 / طبع مؤسسه ملي مطبوعات امري - طهران.
[47] راجع العدد الخامس / شهريور سنة 1331 ه. ش / الصفحة 16، و العدد 2 - 1 (ارديبهشت - خرداد سنة 1332) و الأعداد 10 - 11 - 12 (بهمن - اسفند - فروردين سنة 1333 - 1332 ه. ش).
[48] راجع صحيفة الأهرام القاهرية به تاريخ 23 شباط 1975، و التقرير الأخباري رقم 232 الصادر عن مؤسسه الاذاعة و التلفزيون الوطني في ايران المكتب المركزي للاخباري و المؤرخ (21 دي سنة 1353 ه. ش) نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، و صحيفة المحور الصادرة في بيرو به تاريخ 25 شباط سنة 1975، و مجلة (اخبار دبي) به تاريخ 10 نيسان سنة 1975 م / ص 30، و صحيفة الأهرام به تاريخ 10 نيسان 1975 م.
[49] كتاب «انشعاب در بهائيت» / ص 299 ، 257 و مايليها.
[50] راجع كتاب «خطابات عبدالبهاء» / ج 1، و كتاب «خطاب در منزل مس كرابرد و سفر به آمريكا» / سنة 1911، و الرسائل و البرقيات المتبادلة بين محفل البهائيين في ايران و المركز العالمي للبهائية و المدونة في المجلات الرسمية للبهائية، و كذلك الكتب الصادرة عن بهائيي امريكا.
[51] وكالات الأنباء بتاريخ 3 / 3 / 62 نقلا عن النشرة الاخبارية المسماة «خلاصه‌ي اهم اخبار ايران و جهان» الصادرة عن قسم العلاقات العامة في وزارة خارجية الجمهورية الاسلامية في ايران.
[52] راجع كتاب «تفسير سورة يوسف» في خطاب الي قرة العين، و كتاب «بيان» الباب العاشر من القسم الثامن العاشر، و كتاب «تحقيق در تاريخ و فلسفه بابيگري و بهائيگري و...» / ص 165.
[53] راجع كتاب «بيان» / الباب الخامس عشر من القسم الرابع و الباب الخامس عشر من القسم الثامن.
[54] راجع كتاب «بيان» / الباب العاشر من القسم الثامن.
[55] راجع كتاب «أقدس» / تأليف ميرزا حسين علي بهاء / ص 38.
[56] راجع كتاب «أقدس» / ص 19.
[57] مجلة «اخبار امري» به تاريخ 9 دي 1324 ه. ش.
[58] راجع كتاب «أقدس» / ص 255. و لمزيد من الاصلاع علي موضوع عدم التدخل في الشؤون السياسية تراجع مجلة «اخبار امري» العدد 12 / فروردين 1326 ه. ش، و العدد الرابع / مرداد 1325 ه. ش، و العددان (11 -10) / بهمن، اسفند 1330 ه. ش، و العدد الخامس / شهريور / 1325 ه. ش، و كذلك كتاب «نظر اجمالي در ديانت بهائي» / تأليف احمد يزداني / طبع «مؤسسه ملي مطبوعات امري» و كتاب «رسالة سياسيه» / تأليف عباس افندي النسخة الخطية الموجودة في مكتبة مجلس الشوري الاسلامي تحت عنوان رساله بهايي‌ها رقم 231 - 57 و رقم السجل 22741 به تاريخ 1311 ه. ش.

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.