البهائية في الميزان

اشارة

المؤلف: السيد عادل عبدالمنعم ابوالعباس، السيد عبدالقادر السباعي
السيد عاطف عبدالغني، احسان الهي ظهير
مصطفي عمران، السيد طارق سري

مواضيع متنوعه

مقدمة لابد منها قبل الحديث عن البابية والبهائية

عندما ظهر الضعف والوهن علي جسد الأمة الإسلامية مطلع القرن التاسع عشر الميلادي من جَرَّاء الهجمات الشرعة التي قام بها الغرب الصليبي واستطاعوا بعدها السيطرة علي جزء كبير من بلاد المسلمين، والاستيلاء علي مواطن الخيرات ومكمن الشروروات، انتفضت عدة حركات إصلاحية كرد فعل معاكس للأوضاع المتردية... وقام كثير من الدعاة يجوبون البلاد لإنقاذ الناس مما هم فيه من ركون وغفلة، ووجد دعاة الباطنية والتيارات المنحرفة والحركات الهدّامة الفرصة للاختفاء في هذه الانتفاضات لبث معتقداتهم ونشر أفكارهم، وبمضي الزمن ظهرت جماعات وفرق خلطت بين عقيدة الإسلام النقية الصافية وبين الملل والنحل القديمة التي ما جاء الإسلام إلا ليخلِّص الناس من شرورها وضلالها. وكانت فكرة المهدي المنتظر من أهم الأفكار التي وجدت رواجاً شائعاً في هذه الأثناء وكانت تعبيراً واضحاً عن روح الضعف والتخاذل التي دبت في صفوف المسلمين، فلم يكن في استطاعتهم مواجهة الواقع المرير الذي عاشوا فيه، فتمنوا أن يخرج عليهم من ينقذهم وينتشلهم ويعيدهم إلي الحياة التي تمنوها لأنفسهم في ظل الدين الإسلامي العظيم. هذه الفكرة ورثتها الإنسانية عن أساطير الفرس البابليين، وشاعت في اليهود أيام سبيهم في بابل بالعراق (القرن السادس قبل الميلاد)، عقيدة المسيح المخلِّص، الذي سوف يردهم إلي فلسطين، فيقيمون هيكلهم ويعيدون مملكة داود وسليمان بحد السيف، وينتقمون من أعدائهم، فلما ساعدهم ملك فارس الوثني (قورش) في العودة الجزئية إلي فلسطين، اعتبروه بنص كتابهم المقدس المخلِّص، ثم عادوا وقالوا إنهم لازالوا ينتظرون هذا المسيح الذي سوف يأتي من نسل داود (عليه السلام). أما المسيحيون فينتظرون أن يأتي الرب المسيح في آخر الأيام علي السحاب فيختطف الأبرار، بينما تؤمن عقائد منحرفة من المسيحية مثل شهود يهوه بعودة المسيح إلي الأرض ليحكمها ألف عام يسلسل فيها الشيطان. ويؤمن بعض المسلمين بظهور المهدي في آخر الأيام ليحارب الشر المتمثل في المسيخ الدجال، وينضم إليه المسيح عيسي بن مريم في هذه المعركة، وهذا المهدي رجل من بيت النبوة، سوف يؤيد بالدين ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئت ظلماً وجورا. وهذا النمط من التفكير والشكل من التعبير يكثر استخدامه عند الشيعة التي ظهرت فيهم هذه البدعة الضالة وهم يَعْنون به الشخص الممتاز الذي ينوب عن الإمام الغائب في تبليغ تعاليمه إلي أتباعه، وهو الباب الموصل إلي اللقاء بالإمام الغائب الذي يترقبون ظهوره، ودائماً ما يطلقون هذا اللفظ "الباب" علي أركان دعوتهم معتمدين علي حديث مكذوب ينسبونه إلي النبي صلي الله عليه وسلم وهو: " أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب" [1] . وأكثر الحركات الباطنية تستعمل كلمة "الباب" للدلالة علي ما يبغون الوصول إليه عن طريق الدعوات السرية. وهذه الفرقة المارقة التي تعتقد في الباب الموصل للإمام الثاني عشر الذي هو عندهم " المهدي المنتظر" الذي يَدْعونَ له كل صباح في أن يعجل الله خروجه وييسر له سبل الفرج. ولذلك فإننا نجد عند كل طائفة من طوائف الشيعة طريقة معينة توصل إلي الإمام الغائب، وعلي رأس هذه السبل منقذ، وهذا المنقذ هو الباب الذي يوصل بطريقة ما بالمهدي المنتظر. ففي البداية ظهر رجل عراقي يسمي الشيخ الإحسائي يدعو إلي أفكار غريبة ومذهب جديد وأخذ يجوب البلاد داعيا لمذهبه، ووجد من إيران مرتعاً خصباً ليبشر بقرب ظهور الإمام الغائب ليملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً (والشيعة أكثر الناس تعلقاً بذلك فكل فرق الشيعة علي اختلاف مذاهبها تؤمن بالإمام الغائب وينتظرون خروجه بين عشية وضحاها كما أسلفنا)، وأطلق علي هذا المذهب اسم (المذهب الشيخي) نسبة إليه، وبلغ من انتشار دعوته، وتأثيره في نفوس الناس أن أحدث فتنة هائلة، واختلف الناس في شأنه اختلافا عظيماً فما وُجِد مكاناً إلا وفيه مؤيد له ومعارض، وقبل أن يمضي الإحسائي إلي ربه عام 1826أوصي بقيادة المذهب إلي تلميذه الإيراني كاظم الرشتي (فهو وحده الذي يفهم مغزي كلامه علي حد زعمه)، وكانت بالطبع أهم وصية له هي ترقب الإمام الغائب فقد اقترب موعد ظهوره بعد طول غياب (حيث دخل السرداب في مدينة سامراء عام 260هـ ولم يخرج منه بعد). وهام كاظم الرشتي علي وجهه بين إيران وكربلاء بالعراق مبشراً بما دعا إليه أستاذه ومعلمه باحثاً عن الإمام المزعوم، وقد كان الموت أقرب إلي الرشتي من أن يصل إلي ما كرّس حياته من أجله، وبعده آلت قيادة الدعوة إلي الملاّ حسين البشرؤي الذي لم يكن أهلا لها ولم تكن لديه الإمكانيات التي تؤهله لهذه الزعامة لذلك ظهر علي الناس ببيان عجيب وغريب وهو ظهور الواسطة الذي عن طريقه يصل إلي الإمام الغائب وهو "الباب" الذي به يصل إلي طريق السلامة.. ومن هنا ظهرت "البابية".

البابية

يبدو من أول لحظة لقراءة كلمة الباب غرابة استخدامها في هذا المجال وفي مثل هذه الموضوعات، فما الذي أدخَل الأبواب والنوافذ في مجال الأفكار ومناقشة الآراء، وتزول هذه الغرابة عد معرفتنا فكرة استخدام مثل هذه الألفاظ للتعريف بمعني الواسطة الموصلة إلي الحقيقة الإلهية. ولم يكن الباب هذا إلا شاباً إيرانياً يدعي علي محمد الشيرازي، ولد في أول المحرم من عام 1235هـ من أب يدعي "السيد محمد رضا" غير أن خاله " سيد علي " هو الذي كفله وأشرفَ علي تربيته وعمل معه نجاراً وحينما اشتد عوده سلَّمه خاله إلي معلم اسمه" الشيخ محمد عابد " وقد لوحظ علي هذا الغلام مذ صغره إعراضه عن العلم وولعه بالرياضات الروحية والدراسات النفسية والتأملات الفكرية المستمدة من الفلسفات الشرقية القديمة، وقد آمن بما يدعو إليه المذهب الشيخي ولم يتجاوز عمره تسعة عشر عاماً، ووجدت هذه الدعوة في نفسه مرتعاً خصباًَ لها ففرغ لها كل وقته وعمره وكان من أخلص أفرادها وأكثرهم نشاطاً وحيوية.. وعلي حين غرة من الجميع أعلن في إيران عام 1844م، وعلي لسان زعيم الطائفة الملا حسين البشرؤي ظهور" الباب" الذي هو دليل إلي الإمام وباب يوصل له فبايعه علي ذلك وأوكل إليه الأتباع ولم يكن عمره وقتئذ يزيد علي خمسة وعشرين عاماً، وآمن به تلاميذ الرشتي وعلماء الشيخية، فاختار منهم ثمانية عشر مبشراً لدعوته سمّاهم" حروف حي"، ومع أنه لم يدم في دعوته غير سبع سنين تقريبا قضاها متنقلاً بين كثير من المدن والبلدان المختلفة إلا أنه استطاع بث كثير من الأفكار والمبادئ المنحرفة التي جمع أشتاتها من المذهب الإسماعيلي وأفكار السبئيين والوثنيين الهنود فجاء بمزيج واضح البعد عن العقيدة الإسلامية. وقد ضَمَّن هذه الأفكار في كتاب سماه "البيان"، الذي حاول جاهداً إضفاء صفة الشرعية عليه وعدم خروجه عن نطاق الدين الإسلامي وحتي يُلبس علي الماهر الحق بالباطل ويشكك العامة والدهماء في دينهم، ذَكَر أن كتاب " البيان" جاء ذكره في القرآن الكريم، بل وأمر الله سبحانه وتعالي باتباعه والعمل بما جاء فيه إذ قال تعالي:" الرَّحْمَنُ- عَلَّمَ الْقُرْآنَ- خَلَقَ الْإِنسَانَ- عَلَّمَهُ الْبَيَانَ" سورة الرحمن 1-4 وذكر ابن قتيبة شيئاً مما يعتمدونه لترقيع باطلهم بشيء من القرآن فذكر في كتابه " مختلف الحديث " استدلالهم بقول الله تعالي:" [هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًي وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ] آل عمران 138 عندما رأي الشيرازي إيمان الناس به والتفافهم حوله وتشجيعهم له وتصديقهم لكل ما يقول خرج عليهم بفكرة أنه وحده الناطق بعلم الإمام المستور بصفته الباب المؤدي له. وكما يذكر الشيخ محمد أبو زهرة في كتاب" تاريخ المذاهب الإسلامية": «وقد أوتي (الشيرازي) بمقتضي الوصاية التي اختص بها من سبقه علما يتبع وهو مصدر الهداية والمعرفة، بهذا الفرض الذي فرض به أنه أوتي علم الإمام النوراني أصبح عنه أتباعه حجة فيما يقول لا معقب لقوله كشأن الإمام تماما، فوجد في أتباعه طاعة مطلقة وتلقياً لكل ما يقوله بالقبول». ولم يقف التطاول بزعيم البابية عند هذا الحد، وإنما ادعي أنه أفضل من رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم وكتابه المسمي بالبيان أفضل من القرآن. ولم يكتف الشيرازي عند هذا الحد من السفه والضلال بل وصل إلي درجة ادعاء أنه مظهر الله لخلقه، وأنه أيضاً السبيل لظهور موسي وعيسي في آخر الزمان (من الواضح أنه لم يكتف برجوع عيسي وحده كما هو الاعتقاد العام بل أضاف إليه موسي إيغالاً في المخالفة والاستخفاف بالعقول، وطعناً في النصوص الثابتة). ومع كل هذا الضلال والبهتان، وتعمده خلط الأمور ببعضها حظي الشيرازي بعديد من الألقاب التي خلعها عليه الأتباع منها علي سيبل المثال: (الباب - النقطة الأولي - المثال الأعلي - ربنا الأبهي). لم يقف العلماء مكتوفي الأيدي أمام هذه الدعاوي التي تجاوزت حدود الصمت والمسالمة إذ أنه زعم لنفسه منزلة تناقض تمام المناقضة الحقائق الإعلامية والعقائد التي جاء بها القرآن، ونصت عليها السنة النبوية، ويمثل تحدياً واضحاً للإسلام، والإتيان بزعم جديد ما أنزل الله به من سلطان، فوقفوا في وجهه وقفة رجل واحد متكاتفين ومترابطين وتناسوا كل الخلافات التي تَحول دوماً دون اتحادهم، فانتشروا في كل مكان يوضحون فساد هذه النحلة وخطر هذه الزندقة إلا أنه لم يُلقِ بالاً بمناوأة العلماء له بل أخذ ينفر الناس منهم ويرميهم بالنفاق والمطامع الدنيوية، وتملق ذوي السلطان، ولم تجد السلطات الإيرانية - وقتئذ - مفراً من الاستجابة لنداء العلماء علي مختلف مذاهبهم بعد أن تجاوب معهم جموع غفيرة من المسلمين الذين خافوا علي دينهم من الآراء الدخيلة الباطلة فقاموا بثورة عارمة اجتاحت كل البلاد أجبرت السلطات علي إثرها علي إلقاء القبض علي رأس الفتنة وتقديمه لمحاكمة إسلامية عادلة، فأعلن العلماء مروقه عن الإسلام وكفره، وأفتوا بوجوب قتله، بينما استطاع أعوانه أن يهربوه ويخفونه في قصر خورشيد. ونظّم أتباع الباب مؤتمرا في بادية" بدشت"بإيران في شهر رجب1264هـ هذا المؤتمر الذي دعا فيه زعماء البابية العوام إلي الخروج في مظاهرات احتجاج علي اعتقال الباب، وأعلنوا أيضا نسخ الشريعة الإسلامية بشريعة "البيان"هذا الكتاب الذي ألفه الباب أثناء اختفائه في قصر خورشيد وبعد هذا المؤتمر هاجت الحكومة الإيرانية، وفتشت عن الباب حتي قبضت عليه، فلجأ مرة أخري للتظاهر بالتوبة وبراءته مما نسب إليه وأقسم بألا يخرج من بيته أو يتصل بأعوانه، وهو الأمر الذي لم يُرض أعوانه وأتباعه فظلوا يتصلون به، فقبضت عليه الحكومة الإيرانية للمرة الأخيرة وحكمت عليه هو واثنين من أعوانه بالإعدام رمياً بالرصاص أمام العامة، وتم تنفيذ الحكم علي الرغم من الوساطات الروسية والبريطانية تلك التي لم تنجح في الصفح عن الباب، وعلي الرغم من إعلان الباب نفسه التراجع عن أفكاره لكن خطر دعوته والاضطرابات التي أثارها وسفكه لدماء المخالفين له والمنكرين دعوته كل هذا شجع الحكومة الإيرانية والأسرة الإيرانية الحاكمة علي تنفيذ الحكم، والذي تم بالفعل سنة1849م. وفي ميدان عام أطلق وابل من الرصاص علي جسد الباب فجعله كالخرقة الممزقة، ولم يبق موضع لم يطله الرصاص إلا وجهه، فلما غادرت الفرقة المنفذة للحكم حمل أتباع الباب جثمانه ليد فنوه، فهربوه سرا إلي الآستانة ثم فيما بعد إلي عكا ليدفن هناك في مقبرة يحج إليها البهائيون إلي الآن. كان الباب قد أوصي أن يخلفه في زعامة الطائفة ساعده الأيمن أحد الحروف الثمانية عشر (حروف حي) الميرزا يحيي الملقب من قبل الباب بـ"صبح الأزل" لكن بغياب الباب بدأ فصل آخر من الصراع الدامي في قصه البابية والبهائية، صراع علي السلطة الدينية وصراع علي الزعامة والنفوذ، وهي صراعات تغوي من يطمع فها بارتكاب أكبر الحماقات، وربما أفظع الجرائم...

‏التعريف بالبهاء

هو الميرزا "حسين علي بن الميرزا "عباس بزرك المازندراني النوري. نسبة إلي نور وهي القرية التي ولد فيها وهي من أعمال مازندران الإيرانية، وقيل ولد في طهران. ولد يوم الثلاثاء ثاني المحرم سنة 1233هـ الموافق الثاني عشر من نوفمبر1817 م. وكان والده الميرزا عباس بزرك موظفاً بوزارة المالية ويقال إنه كان أميناً لبيت المال في مازندران تربي الأولاد في حجر أبيهم، وقد كانت لتلك الأسرة صلات وثيقة بالسفارة الروسية في طهران، فلقد كان الأخ الأكبر يعمل لدي السفارة الروسية وكان يحظي بمكانة طيبة عندهم، وكذلك تزوجت أخت الميرزا حسين الذي كان يشغل منصب سكرتير للسفير الروسي، وكان الصدر الأعظم لإيران (أفاضان صديقاً حميماً لأسرة الميرزا حسين علي) وفي ذات الوقت يعمل لحساب الروس ولعل تلك الصلات الوثيقة بين أسرة الميرزا وسفارة روسيا تكشف عن مساندة الروس له ومنعهم الحكومة الإيرانية عقابه كلما أشير إليه بأصابع الاتهام. انخرط الميرزا حسين في الصوفية، وأصبح من كبار المتصوفة لكنه سرعان ما انقلب علي عقبيه، وغلب عليه حب الدنيا والظهور، فانضم للباب مع أخيه و ساد في ركاب ذلك المذهب الهدام والضال، والجدير بالذكر أنه كان شغوفا بمعرفة الفلسفات الفكرية الشاذة، وعرف بميوله الإلحادية، ونهجه الانحلالي حتي انضم للباب عن طريق أحد دعاة الباب وهو أطلا عبد الكريم القزويني. لقّب نفسه بالبهاء وذاع هذا اللقب حتي صار اسماً له، ولقباً عليه، وعُرِفَ أتباعه من أجل ذلك بالبهائية. ويقول بعض الباحثين إن الميرزا حسين علي (البهاء)،وأخاه يحيي الملقب بـ (صبح أذل) اجتمعا بالباب أثناء سجنه في قلعة (جهريق) بأذربيجان واتفقا معه علي نشر دعوته. وظل حسين علي يتحين الفرصة لتكوين كيان خاص به مثل كيان الباب، فبدأ بتجميع الأتباع حوله بعد أن أصبح نائبا لأخيه في رئاسة البابيين، لكن السلطات الإيرانية بدورها كانت قد طلبت من دولة الخلافة العثمانية طرد البابيين إلي منطقة نائية علي الحدود الإيرانية بسبب خطورتهم وما يثيرونه من شغب وتصدير للاضطرابات الدموية، فاستجابت السلطات العثمانية وأبعدتهم إلي استنا بول سنة 1863م، ثم نقلتهم مرة أخري إلي أدرنة بتركيا وفيها تعَرّف حسين علي بيهود سالونيك ودخل في علاقات معهم، وفيما بعد أطلق هو وأتباعه علي سالونيك: أرض السر. هناك رواية أخري تقول إن إعلان البهائية حدث أثناء نفي أتباع الباب في استانبول وبدأت خطة إعلان البهائية، واستقلال حسين علي بالزعامة قبل ذلك حين أقنع "يحيي صبح الأزل" بالاحتجاب عن الناس بحجة أن ذاته مقدسة لا تغيب عن الأحباب وإن كانوا لا يرونها، وبهذه الحيلة استطاع "حسين" أن يوثق صلته بالأتباع ويضعف ارتباطهم بأخيه، وفي نفس الوقت قرب إليه نفراً من الأتباع المخلصين وتخلص من الشخصيات الكبيرة التي يخشي منافستها علي الزعامة. وهناك رواية ثالثة، لكن كل الروايات تفضي إلي أن "حسين علي" طمع في البابية مبكراً جداً وقبل موت الباب نفسه، أما بخصوص إعلان البهائية فنحن نطمئن إلي الرواية التي تقول إنه حدث في استانبول قبل مغادرتها إلي أدرنة، حيث أقام "حسين علي" في حديقة نجيب باشا خارج المدينة، والتي تُعرف بحديقة الرضوان بعد أن أقام فيها البهاء اثني عشر يوما أعلن بعدها أنه الموعود الذي أخبر عنه الباب وسماه بـ " من يظهره الله" وعرفت تلك الأيام الإثني عشر ببيعة الرضوان، ويعده البهائيون هذا اليوم عيداً فيحتفلون به كل عام ويستمر الاحتفال لمدة اثني عشر يوماً هي الزمن الذي قضاه البهاء في التحضير للإعلان الذي حدث في نطاق ضيق وسرية حتي لا يصل للأخ "يحيي صبح الأزل"! وبعد أربعة أشهر من هذا الإعلان نُقل الأتباع جميعاً والأخَوان إلي أدرنة بتركيا ومكثوا فيها ما يقرب من أربع سنوات ونصف السنة قام "البهاء حسين علي" خلالها بنشر دعوته بين عامه الناس، فالتف حوله عدد من الأتباع سُمُّوا بالبهائيين، علي حين بقيت مجموعة أخري تتبع أخاه "صبح أزل" تم تمييزهم بـ الأزليين. فلما شاع أمر البهائية كان لا بد من أن يقع الخلاف بين الأخوين، هذا الخلاف الذي استفحل إلي درجة الكيد ونسج المؤامرات حتي وصلت إلي محاولة كل منهما التخلص من الآخر بدس السم له. ومرة أخري حينها أدركت الدولة العثمانية خطرا جديداً من الأخوين وأتباعهما قررت نفيهما؛ فنفت " يحيي صبح الأزل" إلي قبرص وظل بها حتي مات عن عمر يناهز الثانية والثمانين وذلك في26 أبريل 1912م وخلّف وراءه كتاباً أسماه المستيقظ الذي نسخ به البيان (كتاب الباب) وأوصي - قبل موته - ما تبقي من أتباعه أن يُؤَّمِّروا عليهم ابنه لكن الأخير تَنَصَّر فانفض الأتباع من حوله. أما "البهاء حسين" فقد تم نفيه إلي عكا، فنزل بها سنة 1868 م، واستُقبل بحفاوة من اليهود الموجودين في فلسطين فأغدقوا عليه الأموال وأحاطوه بالرعاية والأمن، وسهلوا له الحركة علي الرغم من صدور فرمانات الباب العالي بتحديد إقامته واختلاطه بالناس وهكذا أصبحت عكا مقراً دائماً للبهائية والبهاء الذي استقر له الأمر وأخرج كتابه الأقدس وشرَّع فيه ووضع الألواح (النصوص) التي تشرح تلك الشريعة، والتي نسخ بها شريعة البيان التي كان قد سبق ووضعها الباب ء والتي كان الباب وأتباعه قد قالوا إنها نسخت شريعة الفرقان (القرآن). وقد ادعي البهاء كسلفه- الباب: نزول الوحي عليه؛ فهو نبي ورسول من عند الله. أنه ليس كسائر الأنبياء السابقين حيث كان: ظهوره أعظم وأجلي، وطلوعه أفخم وأبهي الأنبياء السابقون كموسي وعيسي و محمد صلي الله عليه وسلم والباب إنما بعثوا للتبشير به والتمهيد لظهوره كتابه الأقدس المنزل عليه من السماء ناسخ لما سبق من الشرائع. ثم تطاول في مزاعمه فادعي الربوبية، ووصف نفسه صراحةً بالألوهية. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

‏الأيادي الخفية وراء ظهور البابية والبهائية

ليست البهائية بالنحلة المحدَثة التي لم يتقدم لها في النحل المارقة من الإسلام ما يشابهها أو تتخذه أصلا تبني عليه مزاعمها،هي وليدة من ولائد الباطنية، تغذت من ديانات وآراء فلسفية ونزعات سياسية، ثم اخترعت لنفسها صوراً من الباطل وخرجت تزعم أنها وحي سماوي، ولولا أن في الناس طوائف يتعلقون بذيل كل ناعق لما وجدت داعياً ولا مجيباً لندائها، وها نحن أولاء نسوق إليك كلمة في مذهب البا طنية ونحدثك عن البابية والبهائية حتي تعلم أنها سلالة من ذلك المذهب الأثيم. تقوم دعوة الباطنية علي إبطال الشريعة الإسلامية وأصل نشأة هذه الدعوة" أن طائفة [2] من المجوس راموا عند شوكة الإسلام تأويل الشرائع علي وجوه تعود إلي قواعد أسلافهم، وذلك أنهم اجتمعوا فتذاكروا ما كان عليه أسلافهم من الملك، قالوا: لا سبيل لا إلي دفع المسلمين بالسيف لغلبتهم واستيلائهم علي الممالك، لكنا نحتال بتأويل شرائعهم إلي ما يعود إلي قواعدنا ونستدرج به الضعفاء منهم، فإذ ذلك يوجب اختلافهم واضطراب كلمتهم". لا يؤمنون بنبي من الأنيباء ولا بشيء من الكتب المنزلة، ولا بيوم الجزاء، ولا أن للعالم خالقاً، وتراهم يستدلون بالقرآن والحديث، ولكن يحرفونهما عما أراد الله ورسوله منهما. ومن الباطنية المتظاهرين بالتشيع لآل البيت من ادعي النبوة لبعض آل البيت، كفرقة الإسماعيلية، فقالوا بنبوة محمد بن إسماعيل بن جعفر، بل زعمت هذه الفرقة أنه لا يخلو زمان من نبوة نبي إلي يوم القيامة ولم يقفوا عند دعوي النبوة، بل تجاوزوها إلي القول بإلاهية جماعة من آل البيت وغيرهم فقالوا بإلوهية علي رضي الله عنه وإلوهية كثير من أولاده وأحفاده. وقد ذكر أبو حامد الغزالي في مقدمة كتابه المسمي "فضائح الباطنية" أنه طالع الكتب المصنفة فيهم فوجدها مشحونة بفنين: فن في تواريخ أخبارهم وأحوالهم من بدء أمرهم إلي ظهور ضلالهم وتسمية كل واحد من دعاتهم في كل قطر من الأقطار وبيان وقائعهم فيما انقرض من الأعصار، وفن في إبطال تفاصيل مذاهبهم وعقاثد تلقوها من الوثنية والفلاسفة وحرّفوها عن أوضاعها وغيروا ألفاظها قصد للتغطية والتلبيس. وقد عرفنا تاريخ الباطنية وقرأنا بعض كتب البابية والبهائية فوجدنا روح الباطنية حلت في جسم ميرزا علي وميرزا حسين علي، فخرجت باسم البابية والبهائية. إن الباطنية يستدلون بكلام النبوة ويحرفون كَلِم القرآن والحديث عن مواضعه كما فسروا حج البيت العتيق بزيارة شيوخهم، والبابية أو البهائية يستدلون بالقرآن والحديث ويذهبون في تأوليهما إلي مثل هذا الهذيان نفسه ء ولميرزا علي المسمي بـ (الباب) تفسير لبعض آي القرآن تفسير باطل، سنشير إليه في حينه بإذن الله تعالي (أنظر موضوع موقفهم من القرآن).

جهات خفية

اعتمدت كل الحركات الباطنية الهدامة علي إنشاء تنظيمات سرية تهدف من ورائها إلي إنجاح ما تصبو إليه في تحقيق أهدافها. وقد كان لهذه الحركات دور بارز وواضح في زيادة تفكك العالم الإسلامي كما كان لها دور مهم في أحداث التاريخ الإسلامي خاصة في عصر الحروب الصليبية حيث ساهمت بشكل واضح في عرقلة سير الجهاد ضد الصليبيين، وعلي هذا النمط سارت البهائية، فقد عطَّلوا بل حرَّموا جهاد المستعمر تحت شعارات مزعومة ووحي مكذوب، بينما كان لهم أسلوب سري يتلقون من خلاله التعاليم من أسيادهم لضرب الإسلام وبلاده، ولا شك أنهم وضعوا ممارسة الدعوة لمذهبهم عن باطنية القرامطة. فنحن إذا درسنا أساليب البهائيين في العمل، رأينا أنفسنا وجهاً لوجه أمام فرقة من الباطنية في العصر العباسي. فقد أمر الميرزا حسين أتباعه بأن يكونوا مخلصين لكل دولة، مطيعين لكل قانون! فتراهم لا مانع لديهم - حسب خطتهم وحسب وصية طاغوتهم- أن يقدسوا البقر مع الهنود وأن يمجدوا نار المجوس مع الزرادشتيين، فإنهم يأتون كل واحد من أقرب شيء إلي قلبه وأدناه إلي فهمه؛ أي أنهم يلبسون لكل أمر لبوساً ويتصرفون مع كل طائفة بتصرف ينسجم مع عاداتها وتقاليدها. فإنهم يقولون لكل بهائي: «من وجدته شيعياً فاجعل التشيع عنده دينك، واجعل المدخل عليه من جهة ظلم الأمة لعلي وولده، ومن وجدته صابئاً فداخله بالأسابيع يقرب عليك جداً، ومن وجدته مجوسياً فقد اتفقت معه في الأصل من الدرجة الرابعة من تعظيم النار والنور والشمس، واتل عليه أمر السابق، فإنه لهرمس الذي يعرفونه بالنور المكنون من ظنه الجيد، والظلمة المكنونة من وهمه الرديء، فإنهم مع الصابئين في قرب الأمم إلينا، وإذا ظفرت بيهودي فادخل عليه من جهة المسيح (يعني مسيح اليهود الدجال) وأنه المهدي، وأن عند معرفته تكون الأحد من الأعمال، وترك التكليفات كما أمر بالراحة في يوم السبت، وتقرب من قلوبهم بالطعن علي النصاري والمسلمين الجهّال، وزعمهم أن عيسي لم يولد ولا أب له، وقرِّب في نفوسهم أن يوسف النجار أبوه، وأن مريم أمه وأن يوسف كان ينال منها ما يناله الرجال من نسائهم وما شاكَل ذلك، فإنهم لا يلبثون أن يتبعوك، وادخل علي النصاري بالطعن علي اليهود والمسلمين جميعاً وبصحة عَقَدهم وعزمهم تأويله، ومن رفع إليك من الفلاسفة، فقد علمت أن علي الفلاسفة المعتمد، وأنّا قد اجتمعنا وهم علي نواميس الأشياء، وعلي القول بقِدم العالم، ولولا ما يخالفنا بعضهم فيه من أن للعالم مدبِّراً لا يعرفونه - فإذا وقع الاتفاق علي أن لا مدبِّر للعالم، فقد زالت الشبهة يبننا وبينهم، وإذا وقع لك سُنِّي فعظِّم عنده أبا بكر وعمر واذكر فيهما فضائل. ولنا الدليل علي ذلك من أقوال وأفعال عبد البهاء نفسه: فقد كان عبد البهاء عندهم هو أوضح مثال علي هذا، فلقد كان متلوناً كالحرباء يخاطب كل واحد بما يحب، حتي إن أمره خفي علي الأستاذ محمد عبده - رحمه الله - لأنه كان يراسله وكأنه مسلم. أما حقيقته الخادعة فقد ظهرت في أوروبا فقد سئل مرة عن إنسان ترك الدين واشتغل بالاقتصاد وحده فقال للسائل: "إن أمثال هؤلاء يشتغلون بالدين الحق". و خَطب مرة في لندن فقال: "والناس قد نسوا تعاليم بني إسرائيل وتعاليم المسيح وغيره من معلمي الأديان، فجددها البهاء (ولم يذكر اسم الرسول الأعظم ترضية للصليبيين وتزلفاً لليهود) [3] . ولما سأله ملحد في أحد الاجتماعات:" أليس من المستحسن بقائي في الطريقة التي درجت فيها طول أيام حياتي؟" قال له عبد البهاء: "ينبغي لك ألا تنفصل عنها، فاعلم أن الملكوت ليس خاصاً بجمعية مخصوصة، فإنك يمكنك أن تكون بهائياً مسيحياً، وبهائياً ماسونياً وبهائياً يهودياً وبهائياً مسلما". وحضر عبد البهاء حفلة للبر اهمة في لندن فقال رئيسهم:" إن البهائية والبرهمية شيء واحد" فلم يعترض عليه. وكان إذا خاطب جمعاً مسيحيا قال: "المسيح هو الحقيقة الإلهية، والكلمة الجامعة السماوية التي لا أول لها ولا آخر، ولها ظهور وإشراق وطلوع وغروب في كل دور من الأدوار. أما إذا خاطب الماديين فكان يقول: "فلو كانت الكائنات عدَماً محضاً فلا يتحقق منه الوجود، وبناء علي ذلك لما كانت الذات الأحدية، أي الوجود الإلهي أزلياً سرمدياً، يعني لا أول له ولا آخر. فكذلك يكون عالم الوجود. وهذا الكون اللامتناهٍ ليس له بداية ونهاية. إن البهائية عقيدة فاسدة تمثل الزيف والضلال والنفاق في أكثر معانيه جحوداً فطريقتها في الدعوة تتمثل في: نقاط تبدأ بإثارة الشكوك في الإسلام وتنتهي بهدمه والتحلل من قيوده، وهو علي الوجه التالي: تَفَّرُّس حال المدعو: أقابل هو للدعوة أم لا؟ استهواء كل أحد بما يميل إليه: من زهد أو خلاعة. التشكيك في أصول الدين. أخذ الميثاق علي الشخص بأن لا يفشي لهم سرا ادعاء موافقة أكابر رجال الدين والدنيا لهم؛ ليزداد الإقبال عليهم. تمهيد مقدمات يراعون فيها حال المدعو لتقع لديه موقع القبول الطمأنينة إلي إسقاط الأعمال البدنية. تأويل الشريعة علي ما تشاء أهواؤهم؛ حتي ينسلخ المدعو والعياذ بالله عن دينه وعقيدته مخاطبة أهل كل ملة ودين بما يوافق هواهم فنجد الداعية منهم مسلماً مع المسلمين ويهوديا مع اليهود، يوهم أهل كل دين بأنه منهم، وأنه يريد الإصلاح وإزالة الضغائن، والتوفيق بين أهل المذاهب، فإذا أنس الضعف من أحد أخذ يشككه في دينه، ثم يدعوه إلي عبادة البشر - والعياذ بالله - وهذا شأنهم في بلاد الشرق؛ خداع ونفاق مع المسلمين، يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر (عملاً بمبدأ التقية)، أما في أوروبا وأمريكا فدعوتهم جهاراً لا يخشون حساباً وشأنهم في هذا شأن الباطنية في بغض الإسلام والكيد له، وموالاة خصومة من صهاينة وامبرياليين صليبيين.

اختلاف الديانات واسبابها

قال الله تعالي: " [إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ] آل عمران19 يُخبِرُنا الله عز وجل في هذه الآية أن الدين عند الله الإسلام، وما عداه فلن يقبله ولا يرضاه، وأخبر عن حال المجادلين في شأن تأليه سيدنا عيسي عليه السلام بالباطل، وأن خلافهم لم يكن عن جهل منهم بالحق ومعرفته ولكن كان عن علم حقيقي، وإنما حملهم علي الخلاف المسبب للفتن والحروب وضياع الدين: البغي والحسد، إذ كل فرقة تريد الرئاسة والسلطة الدينية والدنيوية لها دون غيرها، وبذلك يفسد أمر الدين والدنيا، وهذه سنة بشرية.. وإذا نظرنا من ناحية فلسفية في تاريخ المسائل الدينية، رأينا عاملين خطيرين قد فرّقا بين الأديان وجعلا أهلها شيعاً يضلل بعضهم بعضا: أولاً: ما تجرأ عليه قادتها من التهافت علي تصوير الخالق بصورة ذهنية. ثانياً: اعتمادهم علي تأويل ما لم يحيطوا بعلمه ولم يكلَّفوا البحث فيه من الشئون العلوية. فبالعامل الأول اختلف أهل أمل الملل في تحديد ذات الخالق (فأصبحوا بين معدد ومجسم ومشبه ومعطل وجميعهم لا يصدرون عن علم مقرر، ولا صل محقق ولكن عن الخيال المحض. وقد تأدي أكثرهم إلي تأليه أنبيائهم وقِدِّيسيهم فلما جاء الإسلام حسم مادة هذا العامل المفرق) فقرر أن الإنسان مها حلّق في جو الخيال و التصوير، وأبعد في النظر والتفكير فلن يصل إلي إدراك ذات الخالق، فأمر متبعيه بأن يقتنعوا بمحض الاعتقاد بوجوده مع تنزيهه الكامل عن كل ما يجول في خيال المشبِّهين، وهو ما تدل عليه بداهة العقل. أما أي جهد يبذل فيما وراء ذلك ففضلاً عن أنه لا يأتي إلا بخيال لا حقيقة له يكون أثره المباشر اختلاف النحل إلي مذاهب لا عداد لها، فلا تعود تجمعهم جامعة الدين الحق الموافق للفطرة البشرية والمناسب لدرجة قواها المعنوية فقد قال تعالي: [.. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ] الشوري 11 [يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً] طه110 [لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ] الأنعام103 وإذا كان الإنسان لم يستطع أن يدرك إلي اليوم حقيقة المادة التي بين يديه، ولا حقيقة نفسه التي بين جنبيه، ولا تركيب الوجود الذي يراه بعينيه؛ فمن الفضول أن يتطاول إلي تصوير ذات خالقه بأي صورة تخطر بباله. وأما العامل الثاني الذي مزق وحدة الأمم وجعلها شيعاً فهو صرف نصوص الكتب السماوية عن ظواهرها إلي ما يوافق أهواء البهائيين، ويؤيد مزاعمهم التي يتشيعون لها. من أمثلة تأويل النصوص أنه جاء في الإنجيل أن عيسي يقول: "إني ذاهب إلي أبي وأبيكم ليبعث لكم الفارقليط الذي ينبئكم بالتأويل"، وقوله: "إن الفارقليط الذي يرسله أبي بإسمي"، فذهب المسيحيون إلي أن المراد بالفارقليط روح القدس، ولكن البهائية التي أولعت بصرف النصوص عن ظاهرها إلي ما يؤيد أهواءهم قالوا: إن المراد بالفارقليط بهاء الله،ومن هذا الشطط ما ذهبوا إليه في تأويل يوم ا لحسرة، ويوم التلاق، ويوم القيامة، والساعة وأمثالها مما ورد في القرآن الكريم؛ فقد أوَّلوا كل ذلك بيوم نزول روح القدس، وقيام مظهر أمر الله وهو البهاء في زعمهم، وليس يخفي علي عاقل أنه إذا سوغ البهائيون لأنفسهم مثل هذا التأويل الزائف فإنه يجوز لكل طائفة أن تتخذ ما تشاء من التأويلات التي لا يرضاها عقل؛ ليؤيدوا بها أهواءهم، ما دام الأمر جارياً علي قاعدة الترجيح بلا مُرَجِّح من أي ضربٍ كان. وكذلك تأويلهم لقوله تعالي في سورة ق: "وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ [4] يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ [5] " "بأن هذا نداء الرب تعالي يرتفع من الأرض المقدسة أقرب الأراضي إلي الأقطار العربية وهي الجزء الغربي من البلاد السورية" [6] . يريد أن في هذه الآية إشارة إلي عكا حيث يقيم بهاء الله، وأنه هو المنادي المذكور فيها، وبداهة العقل تشهد بأن هذه الآية وردت في يوم القيامة، كما هو ظاهر لا يحتاج لتأويل. ومن هنا يتضح لنا أن البهائية قامت علي العاملين الذين فرقا الأديان وجعلا أهلها شيعاً وهما الخوض في تناول ذات الله بالخيال، وإطلاق العنان للتأويل بدون ضابط من العقل، ولا ترجيح من العلم ولا مسوغ من العقل.

طموح البهائية بأن تكون ديناً عاماً للبشر

إن طموح البهائية أن تكون ديناً عاماً، يدخل فيه الناس علي اختلاف جنسياتهم ونحلهم هو مما يقضي بالعجب؛ لأنها ليست بدين سماوي، وليس فيها من الأصول والمبادئ ما يلفت العقول إليها بعد أن بالغَت في عرض نفسها علي الأمم، فأين هي من الإسلام الذي بني أمماً قوية، ومَدَنيات فاضلة في خلال عصور متعاقبة، ولا يزال علي مثل خيريته الأولي حتي ليتوقع فلاسفة كثيرون- ومنهم"برناردشو" الفيلسوف الانجليزي المشهور- علي أن مبادئ الإسلام يوشك أن تعم العالم أجمع، فهذه الحيوية القوية الدائمة في الديانة الإسلامية وصلاحيتها لأن تكون ديناً عاماً للناس كافة إنما حصلتا لها بسبب قيامها علي حقائق آلية خالدة: أولاها: موافقتها للفطرة التي فطر الله الناس عليها. ثانيتها: اعتمادها علي العقل والعلم. فبموافقتها للفطرة الإنسانية ارتكنت علي جملة الغرائز النفسية، وينبوع قواها المعنوية، ولا يخفي أن هذه الفطرة واحدة في جميع أنواد النوع البشرية وما ترمي إليه أغراض الوجود لا يتعدد إلا بعارض من التربية الفاسدة أو الوراثات الضالة، ولكن الفطرة خلقت سليمة، فلا تلبث حتي تستقيم علي جادتها، وتخلع كل ما صبغت به قهراً الصبغ الوقتية، فمصيرها محتوم ومتعين، وهو الوحدة العامة، فلا مناص من أن الدين الذي يقوم علي الفطرة الإلهية هو الذي سيكون له القيادة العامة حتماً. و ثانيها: باعتماد الديانة الإسلامية علي العقل الكامل والعلم الصحيح، ضمنت لنفسها العاقبة التي لا مفر للعالم منها، وهي الإجماع البشري علي أنها الدين الحق الذي لا معدل عنه. فأنت تري أن الإسلام قد استجمع جميع العوامل التي تضمن له التعميم والخلود، وترد إليه الخلائق محفوزة بغرائزها الفطرية، وبقوي الوجود التي تتولي الإنسانية. فأين البهائية من هذا الموقف العلمي الحق، وهي تقوم علي أصلين، أحدها عتيق غامض، قال به أفراد من محبي السَّبح في الخيالات في كل زمان ومكان، ولم تصادف مذاهبهم إلا إعراضا ونفوراً وهو تصوير ذات الله بصور المخلوقين- تعالي الله عما يقول المبطلون علواً كبيراً. وثانيهما وهو صرف الألفاظ عن ظواهرها مجال فسيح للظنون والأوهام والخبط، قامت عليه فرق قبلها وجلت عن الأرض ولم تخلف أثرا.

هل العالم في حاجة إلي البهائية كما يدعون

إن من يستقرئ أدوار التطورات العقلية، والنظم الاجتماعية، والديانات السماوية، يجد أن كل تجديد في هذه المجالات نشأ عن حاجة ماسة إليه من الشعوب والأمم، وأن كل نجاح يصيبه دين من الأديان أو نظام من النظم يكون مناسباً للقدر الذي يحمله إلي الناس من الوفاء بتلك الحاجات: فقد نشأت الفلسفات والمذاهب متعاقبة، فكان كل متأخر منها يكمل نقصاً في سابقه، وجرت النظم الاجتماعية علي هذا السمت نفسه، فكان منها سلسلة متتالية الحلقات تسد كل تالية منها خلة في سابقتها. وعلي هذا التدرج الطبيعي المطّرد تتابعت الديانات كل الإنسانية، فكانت كل واحدة منها تحمل للعالم نظاماً جديداً دعت الحاجة إليه، واقتضته الضرورة، ناسخة ما بطلت الحاجة إليه، أو ما كانت ضرورته محلِّية، وتزيد علي ذلك بيان ما أخطأ البشر في فهمه من الوحي السابق عليها، أو تصحيح ما تعمدوه من تحريفه. فمن يتأمل في الأديان السماوية الثلاث التي محص العلم تاريخها، وهي اليهودية والنصرانية والإسلامية، يجد هذه التجديدات المتعاقبة ماثلة فيها مثولاً محسوساً. فموسي عليه السلام قضي علي الوثنية في أمته، وجاء بشريعة هادمة لها، وكافح الضلالات التي كان يقول بها قومه كفاحاً شديداً، وبيّن أخطاءهم فيها بيانا صريحاً. وعيسي عليه السلام أرسل لتعديل ما اعوج من أمر بني إسرائيل، وتصحيح ما تحرّف من أصولهم، مقرراً أصولاً جديدة دعت إليها ضرورة الاجتماع علي عهده. ومحمد صلي الله عليه وسلم خاتم المرسلين قضي علي الوثنية التي كانت سائدة في بيئته، وتصدي لليهودية والنصرانية، فرّدَّ أصولهما إلي حقائقها، وقوّم نظر الآخذين بها، ونسخ ما بطلت الحاجة إليه منهما، ودعا العالم كله إلي وحدة الدين، ووحدة الوجهة والغاية، مؤسساً دعوته هذه علي أصل لا يمكن أن يختلف فيه عاقلان، وهو أن الله واحد ودينه لجميع خلقه واحد. فإن آنس ناقد أن الأديان متخالفة، فإنما حدث ذلك من فعل قادتها والقائمين بشرحها وتأويلها فطالب كل آخذ بها بالرجوع إلي أصلها وأصلها هو الإسلام الذي أوحي إلي كل الرسل السابقين، ثم إلي خاتمهم محمد علي فترة منهم، وشفع هذا البيان الحاسم بنظام اجتماعي محكم، أقامه علي الفطرة والعقل والعلم والأعلام الكونية، وأودع ذلك كتاباً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فهل العالم بعد هذا البيان في حاجة إلي البهائية؟ ما هي الأصول التي تسمح لها أن تطمح إلي قيادة العالم كله، وأن تقر بها السلام العام في الأرض؟ هي ما تحلم به من أنها تفسر غوامض المسائل الدينية، وتوفق بين نصوصها الكتابية من طريق صرفها عن ظواهرها زاعمة أنها ترمي بذلك إلي ربط الأمم برابطة أخوية مجردة عن الخلافات المذهبية. وقد رأينا أثر هذا في إفساد كيان الأديان وصرفها عن حقائقها الأولية.

السلام الزائف للبهائية

اشاره

حينما لا يكون التشريع من رب العالمين، تجد التضارب والتخبط ظاهرَين واضحَين، فها هو البهاء يقول ما لا يفعل، ويؤلف كلاماً لا يعمل هو نفسه به فتراه يقول: " قد نهيناكم عن النزاع والجدال نهياً عظيماً في الكتاب، هذا أمر الله في الظهور الأعظم"، " لِأن تُقتَلوا خير من أن تَقتُلوا"، " ولا يجوز رفع السلاح ولا حتي للدفاع عن النفس" [7] فيفعل عكس ما نهي الناس عنه.. وها نري ما دار علي تاريخ البهائية... ما إن هلك الباب حتي أصبح بأس البابية شديداً بينهم، وهجموا غرة علي الملك ناصر الدين شاه، وكادوا يفتكوا به لولا أن أنقذه معاونوه في اللحظات الأخيرة، وآلت البابية إلي الميرزا يحيي (صبح أزل) ونائبه حسين علي (البهاء)، وتم نفيهم إلي العراق وبعدها إلي استانبول. وفي استانبول وقع النزاع بين الأخوين، وطفق كل منهما يدعو لنفسه ويزعم أنه صاحب الأمر من دون الآخر، وانقسمت البابية إلي قسمين: البهائية والأزلية وهنا تجلت روح السلام التي يدعو إليها البهاء حينما أوعَزَ إلي شياطينه أن يفتكوا بمن كانوا يترصدون حركاتهم من الأزليين، فأفنوهم عن آخرهم في ليلة واحدة طعناً بالرماح وضرباً بالساطور، فبهذه الدموية انتهت الأزلية ولم يبقَ إلا البهائية هي التي عرفها الناس... فأي سلامٍ هذا!

السلام العالمي و ترك الجهاد

إن البهائية ليست إلا مسخاً من ما يريده أعداء الإسلام، فتري بأعينهم، وتسمع بآذانهم، فها هم يرون أن الجهاد والدفاع عن البلدان إبّان الاحتلال هو من المعوقات لتوغلهم في بلاد المسلمين، فأوزعوا إلي البهاء ليؤلف لهم ما قد قاله عن حمل السلاح ولو للدفاع عن النفس، ففي هذه النقطة يكمن الداء الذي أصابهم طويلاً. وذاقوا منه الأمرِّين، فكان ولابد من انتشار مثل هذه الأفكار في العالم الإسلامي حتي يسهل صيدهم ويطيب أكلهم، وتُزرع بين أظهرهم دولة بني صهيون دون جهد أو معاناة. فقال البهاء في أمر الجهاد:" البشارة الأولي التي منحت من أم الكتاب في هذا الظهور الأعظم محو حكم الجهاد من الكتاب". -ومن الجلي الواضح أن الجهاد في الإسلام لا يكون إلا لإحقاق حق أو إزهاق باطل أو إخماد فتنة- ويقول البهاء في موضع آخر: «ينبغي لوزراء بيت العدل أن يتخذوا الصلح الأكبر حتي يخلص العالم من المصاريف الكبيرة الباهظة للحروب، وهذا واجب لأن المحاربة والمجادلة أساس المصائب والمشقات" [8] . ويقول أيضاً: سوف تتبدل الإنسانية في هذا الدور الجديد وتلبس خلع الجمال والسلام وتزول النزاعات والمخاصمات ويتبدل القتل والقتال بالوئام والسلام والصداقة والاتحاد وتظهر بين الملل والأقوام والبلدان روح المحبة والصداقة ويتأسس التعاون والاتحاد وتزول في النهاية الحروب وترتفع خيمة السلام العامة بين الملل المتعادية والأقوام المتضادة" [9] . أليس عجيباً أن الذين كانوا يفخرون بأنهم يدعون إلي السلام اضطروا إلي اللجوء إلي الحرب، أليس هذا دليلاً محسوساً علي أن هذه الوسيلة لا تزال من حاجيات الحياة الاجتماعية، وأن الضرورة قد تدفع إليها فلا يكون بد منها وقد شرعت في الإسلام للدفاع عن الحوزة وحماية الدعوة قال تعالي:" [أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَي نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ] "الحج 39 وقال تعالي:" [وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا] "الأنفال 61

الوجه الزائف للبهائية

اشاره

حملت فرقة البهائية الضالة كثيراً من الأفكار التي ظهرت بوضوح في كتبهم المزيفة ويحاولون نشرها علي نطاق واسع في العالم بشتي الطرق والسبل مستخدمين في ذلك الوسائل الإعلامية التي وضعت خصيصاً في خدمتهم، وحينما نتأمل هذه الأفكار كل واحدة علي حدة يمكننا في النهاية أن نحكم عليها، ونعلم يقيناً أن البهائية ما هي إلا دمية في أيدي خبثاء بني صهيون الذين جنّدوا مثل هذه الفرق في خدمة أهدافهم وتحقيق أغراضهم وأمانيهم، علي الرغم من تعدد الأسماء واللافتات، إلا أن وضوح الصلة بين أفكار البهائية والماسونية واضح كشمس الضحي في كبد السماء، وحينما نتعرف علي الأفكار الرئيسية للبهائية نترك للعقلاء حرية الحكم علي مدي الاتفاق والمطابقة بين الفريقين لأنهما خرجا من مَعين واحد

وحدة الأوطان

يقول البهاء:"قد قيل في السابق حب الوطن من الإيمان، وأما في هذا اليوم فلسان العظمة ينطق ويقول ليس الفخر لمن يحب الوطن بل لمن يحب العالم " [10] . ويقول نبي البهائية (عباس أفندي): "... التعصب الجنسي.. فهذا وهم وخرافة واضحة لأن الله خلقنا جميعاً جنساً واحداً، ومن الابتداء لم تكن هناك حدود بين البلدان المختلفة،فلا يوجد في الأرض جزء مملوك لقوم دون غيرهم" [11] . ونقول: وبهذا أرادت البهائية جمع كل أ تباعها تحت مظلة واحدة وهي نحلتهم دون التعصب لأي جنس أو وطن،حتي تذوب كل الاختلافات بين الأتباع ولا يجمع بينهم إلا الكفر بملة الإسلام، والانغماس في الرذائل والموبقات.

وحدة الأديان

يقول البهاء: "يا علماء الأمة غضوا الأعين عن التجانب وانظروا إلي التقارب والاتحاد وتمسكوا بالأسباب التي توجب الراحة والاطمئنان لعموم أهل الأوطان، وعاشروا مع الأديان بالروح والريحان" [12] . ويقول أيضاً:"أن يتحد العالم علي دين واحد ويصبح جميع الناس إخواناً، وتتوثق عري المحبة والاتحاد بينهم وتزول الاختلافات الدينية وتمحي جميع الاختلافات بين جميع البشر" [13] . ويضيف قائلا: "وما جعله الله ربما كانت (الترياق) الأعظم والسبب الأتم لصحته هو اتحاد مَن علي الأرض علي أمر واحد وشريعة واحدة" [14] . و نقول: إذا كانت البهائية لا تؤمن بأي دين ولا تعترف بأي رسول ولا ترضخ لأي تعاليم أو تلتزم بأي أخلاق، فأي اتحاد بين الأديان يتقدون وأي وحدة يريدون - إنها في حقيقة الأمر فكرة يهودية ماسونية قصد بها الهيمنة والسيطرة علي النصرانية والإسلام معاً، ولكن البهائيين يقلدون أسيادهم بغباء مستحكم، ويرددون أقوالهم دون وعي أو إدراك.

وحدة اللغة

يقول البهاء في الأقدس: " يا أهل المجالس في البلاد اختاروا لغة من اللغات ليتكلم بها من علي الأرض وكذلك من الخطوط! إن الله يبين لكم ما ينفعكم ويغنيكم من دونكم إنه لهو الفضال العليم الخبير هذا سبب الاتحاد لو أنتم تعلمون، والعلة الكبري الاتفاق والتمدن لو أنتم تشعرون، وإنا جعلنا الأمرين علاقتين لبلوغ العالم الأول وهو الأس الأعظم نزلناه في ألواح أخري، والثاني نزل في هذا اللون البديع". ويقول عبد البهاء: " إن تنوع اللغات من أهم أسباب الاختلاف بين الأمم في أوربا ومع أنهم جميعا ينتسبون إلي ملة واحدة ولكن اختلاف اللغة بينهم أصبح من أعظم الموانع لاتحادهم، فأحدهم يقول أنا ألماني، والآخر طالياني وهذا إنجليزي والآخر فرنسي، ولو كان عندهم لسان واحد إضافي عمومي لأصبحوا متحدين" [15] . ونقول: إن الشعارات البراقة التي تطلقها البهائية لكي يخدعوا بها البسطاء من الناس، والسذج من العامة لم يكن في استطاعتهم تحقيقها ولا تنفيذها فأي لغة هذه التي يريدونها ويحبون أن يجتمع الناس عليها، هل هي اللغة الإنجليزية التي ارتمي البهاء في أحضان أصحابها أم إنها اللغة العبرية التي أخرجها أسياده اليهود من الكهوف والمغارات، ومن سراديب الماضي السحيق ليجعلوها لغة رسمية لدولتهم المزعومة وليجمعوا عليها اليهود المهاجرين من جميع أنحاء العالم، وليربطوا بها الأتباع، ويبدو أن الهدف من وحدة اللغة عند البهائية ولا يقصد به إلا لغة معينة وهي اللغة الانجليزية، اللغة الرسمية للماسونية، وإذا أرادوا لغة واحدة لتجمعهم فما هو عيب اللغة العربية التي يتكلمون بها ويعيشون في وسط أهلها، ولكنه الضيق الكامن في صدورهم من لغة القرآن الكريم التي جمعت المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، والغيرة التي ألهبت صدورهم وأحرقت قلوبهم، وعلي عكس ما تصور هذا الزنديق المتنبي فقد توحدت أوربا مع اختلاف ألسنتها وتعدد لغاتها وأصبحت تشكل كياناً واحدا متصل الأركان مترابط البلدان.

المساواة بين الرجال والنساء

لم يدر في خلد البهائية مساواة المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، ولم يكن ذلك هو فهمهم، بل كانت الغاية القصوي من وراء هذه الدعوي إفساد المجتمع عن طريق النساء بعد أن تصبح قرة العين (الطاهرة)؟! مثالا يحتذي ونموذجاً يقتدي،... فهي التي يقول عنها عبد البهاء:" من بين نساء عصرنا هذا (قرة العين) ظهر منها في زمان ظهور الباب شجاعة عظيمة وقوة جعلت كل الذين سمعوها مندهشين، فطرحت حجابها جانباً رغم وجود العادات القديمة المتبعة بين الفرس المسلمين" [16] . وقال عنها أيضاً: " وقد أفتت قرة العين بجواز نكاح المرأة من تسعة رجال" [17] . ويقول رب البهائية في الأقدس: " قد كتب الله عليكم النكاح، إياكم وأن تتجاوزوا عن اثنتين ومن اتخذ بكراً لخدمته لا بأس عليه، وكذلك الأمر من قلم الوحي بالحق ربما كانت مرقوماً " وموافقة الوالدين عند الزواج أمر شكلي لا غير عند البهائية أما عند البابية فلا داعي له بالمرة: يقول البهاء: ضروري في النكاح رضا الطرفين أولاً ثم إخبار الوالدين بعد ذلك، كذلك قضي الأمر من القلم الأعلي، إنه هو الغفور الرحيم " [18] . أما في كتاب البيان للباب فيقول: " وما كان حتي ولا الإطلاع للوالدين" ونقول: معني ذلك أن المرأة عندهم تفعل في نفسها ما تشاء دون رادع من ضمير ولا وازع من خلق ولا سلطة من كبير، فإذا نزعت سلطة الوالدين وولايتهم علي أبنائهم وبناتهم انقلبت الموازين وضاعت الحقوق واختلط الحابل بالنابل، فأي عقيدة هذه، وأي مساواة تلك التي ينادون بها.

السلام العالمي و ترك الجهاد

وفي هذه النقطة يكمن الداء الذي أصابهم طويلاً. وذاقوا منه الأمرين، كان ولابد من انتشار مثل هذه الأفكار في العالم الإسلامي حتي يسهل صيدهم ويطيب أكلهم، وتزرع بين أظهرهم دولة بني صهيون دون جهد أو معاناة. يقول البهاء:" قد نهيناكم عن النزاع والجدال نهياً عظيماً في الكتاب، هذا أمر الله في هذا الظهور الأعظم. ولِأن تُقتَلوا خيرٌ من أن تَقتُلوا، ولا يجوز رفع السلاح ولا حتي للدفاع عن النفس" [19] . ونقول: بأنه علي عادة البهاء المعهودة بأن يأمر أتباعه بشيء مناقض لفعله، سقط في هذه النقطة فلم يسلم من تصفية معارضيه جسديا، ونكّل بهم وبطش بكل من وقف في وجه أطماعه وأحلامه حتي أخوه وأتباعه لم ينجوا منه، فإنه لم يدْعُ إلي تلك الأفكار إلا لهدف خبيث وقصد معين، وغايته إيجاد أجيال من المسلمين لا تغار علي دينها وعقيدتها وحرماتها وأوطانها ولا تثأر لشرف ولا لعرض. ويقول: "البشارة الأولي التي منحت من أم الكتاب في هذا الظهور الأعظم محو حكم الجهاد من الكتاب " ويقول البهاء في موضع آخر: " ينبغي لوزراء بيت العدل أن يتخذوا الصلح الأكبر حتي يخلص العالم من المصاريف الكبيرة الباهظة للحروب، وهذا واجب لأن المحاربة والمجادلة أساس المصائب والمشقات " [20] . ويقول أيضاً: سوف تتبدل الإنسانية في هذا الدور الجديد وتلبس خلع الجمال والسلام وتزول المنازعات والمخاصمات ويتبدل القتل والقتال بالوئام والسلام والصداقة والاتحاد وتظهر بين الملل والأقوام والبلدان روح المحبة والصداقة ويتأسس التعاون والاتحاد وتزول في النهاية الحروب وترتفع خيمة السلام العامة بين الملل المتعادية والأقوام المتضادة" ونقول: أن الجهاد في الإسلام لا يكون إلا لإحقاق حق أو إزهاق باطل أو إخماد فتنة، وهل من فتنة أكبر من البهائية؟ أو زرع جسد دخيل بين أوطان المسلمين؟ وعند الرد علي كل نقطة من هذه النقاط الخمس التي تشكل الدعامات الأساسية لفكر البهائية نجد استحالة تصور أو حدوث أو تحقيق أية واحدة منها، إلا أن دعاوي الماسونية وذيولها المعروفة من روتاري وليونز وغيرهما لا تدعو إلا لنبذ الخلافات والتعصبات الدينية والمذهبية والسياسية والجنسية والوطنية واللغوية فهل يوجد ثمة فارق بينهم؟

اخلاق البهاء

من الظاهر الجلي أن من أخلاق هذا المدعي المدعو حسين علي (البهاء) أنه رجل ذو دهاء ومكر، وما يطفح به من غدر ولؤم، ثم جرأته علي إزهاق الأرواح وسفك الدماء في سبيل الوصول إلي مآربه الدنيا وأطماعه الجامحة. 1- محتال: فها هو يحتال للالتقاء بالباب والتآمر معه أثناء انتقاله معتقلاً إلي سجن جهريق بالتأثير علي حراسه واستهوائهم بالصفراء والبيضاء كما يقولون. كما يحتال لإسباغ هالة من القدسية علي نفسه وذلك: " بعدم السماح بمقابلته إلا لأشخاص معدودين، وكان هؤلاء أيضاً يمرون بمراسيم معقدة قبل الوصول إليه ويوقعونهم تحت تأثير إيحاءات نفسية مستمرة، ويبلغونهم باتباع تقاليد معينة في الدخول والجلوس والكلام والرجوع ويحذرونهم من النظر إلي وجه الميرزا حسين، وكان الميرزا يضع برقعاً علي وجهه، ويدعي أن (بهاء الله) المتجلي في وجهه لا يُرَي بالأبصار" [21] . 2- يُعِّد ويخطط لتآمر والفتك بالشاه ناصر الدين الشهيد، كما استبان ذلك للسلطات الإيرانية. 3- استغلاله ما تم الاتفاق عليه من احتجاب الميرزا يحيي خليفة الباب؛ محافظة علي حياته وظهوره (أي الباب) بوصفه وكيلاً لأخيه يحيي، وادعاؤه أنه وحده خليفة الباب والنائب الحقيقي عنه، وأن احتجاب أخيه بوصفه خليفة الباب وظهوره وكيلاً عن أخيه إنما كان سياسة وتدبيراً للمحافظة علي حياته هو من حيث كونه الخليفة والنائب الحقيقي للباب. 4- دسه السم في طعام أخيه الميرزا يحيي، ومحاولته الفتك بهو والاعتداء عليه بالسلاح الأبيض، دونما مراعاة لأواصر القربي وروابط الدم الوثيقة بينهما. 5- مكره السيئ بمن كانوا يراقبونه في منفاه من الأزليين، ومباغتته لهم وقتله إياهم طعناً بالحراب وضرباً بالساطور. 6- البهاء كاذب حتي النخاع، وعندنا شاهدان علي ذلك: الشاهد الأول: يلمسه الدارس فيما نقل عن سلفه الباب من نص جلي يؤكد به كذب من يظهر هو به قبل مضي ألف سنة ونيف (هي مدة نبوة الباب أو ربوبيته حسب زعمه) ويقضي بقتله وإهدار دمه. فهو يقول في كتابه البيان:" كل من ادعي أمراً قبل سنين كلمة "المستغاث" (يعني بحساب الجمل) هو مفتر كذاب اقتلوه حيث ثقفتموه" يقول صاحب المفتاح: "فليت شعري ما معني وتفسير هذه الجملة عند البهاء وأشياعه، وكيف تسني له القيام بأمر الدعوة بولاية كانت أو نبوة أو ربوبية أو ألوهية بعد هذا النص الصريح" ولابد أن البهاء قد أحس بحرج موقفه تجاه هذا النص احتال أو أتباعه للتنصل منه والهرب من موجبه بادعاء أنه و الباب عبارة عن شيء واحد. يقول البهائي الكبير الميرزا عبد الحسين أوراه في كتابه" الكواكب الدرية" ما ترجمته من الفارسية: " ويتضح لكل من يطالع كتاب البيان أنه عهد بإتمامه إلي حضرة بهاء الله غيماء إلي أن هذين الظهورين ليسا إلا ظهوراً واحداً " من هذا يتضح لنا أكثر وأكثر أن هذا ما هو إلا تأويل يفصح عن عراقة البهاء وأتباعه في نسبتهم إلي الباطنية الذين دَرَجوا علي أمثال هذا التعسف في تأويل كل ما لا يلتقي وأهدافهم، ويحقق ما يخططون له. وكيفما كان منزع البهاء وجهده في التأويل فيفضحه لا محالة مجيئه- كما يدعي- بشريعة جديدة ناسخة لديانة الباب مما يصطدم بداهة وزعمه اتحاد الظهورين واعتبار نفسه امتداد لسلفه الباب. الشاهد الثاني: أن أخلاق البهاء لا تتماشي مع الأنبياء، فكيف يتفق سفك الدماء والكذب والخداع مع صفات أنبياء الله المعصومين؟! البهاء كاذب كما ذكرنا في ادعائه النبوة كما أخبر سلفه الباب، وتحايل للفتك بأخيه وأتباعه للفوز بزعامة البابية من بعد هلاك الباب، فيداه ملطخة بدماء الأزليين، وهو ضالع أيضا في محاولة الفتك بالشاه ناصر الدين الشهيد.. أين هذا كله من أدب الأنبياء الذين أخبر الله سبحانه وتعالي عنهم في كتابه: [اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ] الأنعام 124 [اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ..] الحج 75 ويقول سبحانه وتعالي عن أخلاق سيد المرسلين صلي الله عليه وسلم: [وَإِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ] القلم4 ويقول في حق سيدنا عيسي عليه السلام: [وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً [31] وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً [32] مريم وفي حق سيدنا موسي: [.. وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَي عَيْنِي] طه39 وفي حق سيدنا إبراهيم: [إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [120] شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَي صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [121] وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ [122] النحل أفمن كان بمثل هذه الأخلاق، أحق أن يتبع ويُعبد يا أصحاب العقول!! أَفَمَن يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَي فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ

وقفات مع أقوال نائب رئيس المحفل المركزي (بيكار)

اشاره

يدعي البهائيون تارة أن الباب هو النبي وأنه هو الإله، ثم يأتي من بعده البهاء فيدعي النبوة ويدعي بعد ذلك الإلوهية، إن رأينا ذلك لعلنا نعزيه إلي أن كلاهما يريد المقام الأعلي، ولكن أن نري هذا التخبط في أتباعهما، فهذا هو الغريب.. إن المثال الذي نتخذه الآن هو لأشهر بهائي في مصر (بيكار) وهو رسام كاريكاتير مشهور في جريدة مشهورة بمصر، وهو نائب رئيس المحفل المركزي بمصر والسودان إذن نحن أمام رجل له ثقله وله نفوذه في هذه العقيدة التي نحن بصدد تفنيد شبهها وتفنيد أسسها حتي يخر عليهم السقف من فوقهم وتميد الأرض من تحتهم، ولا يجد بهائي نفسه إلا أمام الحقيقة عارية متجردة من كل الأصباغ التي حاول مروجو البهائية أن يجملوا بها وجه الزيف والخداع... في أثناء التحقيقات مع البهائيين عام 1985 تم التحقيق مع السيد بيكار إلي جانب بعض الرجال وامرأتين، من هنا نأتي بما أدلي به بيكار ونقوم بتفنيده بإذن رب العالمين: قال بيكار مجيباً عن سؤاله عن البهائية: " هي عبارة عن ديانة مستقلة مثل ديانة الإسلام والمسيحية واليهودية، ومثل كل الديانات الأخري، أو هي جوهر وحقيقة كل هذه الديانات؛ فهي حلقة من سلسلة الرسالات السماوية بدءاً من آدم عليه السلام إلي أن يشاء الله، ولم تختلف رسالة عن أخري في هذه المبادئ الأساسية إنما الاختلاف في التشريعات والعبادات، والبهائية جاءت لتنسخ ما قبلها من رسالات، وهي رسالة سماوية تنتظرها جميع الأديان؛ فاليهود ينتظرون " جيسيه"، والنصاري ينتظرون عودة المسيح، والمسلمون ينتظرون " المهدي المنتظر"، والبهائية هي التي ينتظرها هذا العصر، بدأت عام 1844 ميلادية علي يد " علي محمد" ونسميه (الباب)، أي الشخص المؤدي إلي الله، وقد بشّرَ بمجيء موعود آخر يظهره الله ليضع أساس الديانة الجديدة التي تكمل الديانات السابقة، ويسير العالم عليها إلي أن يجيء آخر يبشر، وقد جاء ابنه حسين وأطلق علي نفسه "بهاء الله"، وقد أعدم الباب نبي هذا الزمان في إيران بمجرد إعلان دعوته واتهام علماء المسلمين بأنه جاء ليهدم الإسلام، ونحن نعتبره رسول العصر أتي ليصحح المفاهيم العقائدية في مختلف الطوائف، ولذلك نسبت إليه البهائية باعتبارها ديانة عالمية، ومن ضمن البلاد التي طبقت فيها مصر منذ 100 سنة، حيث كان يوجد مجتمع بهائي، وسجلت بالمحاكم المختلطة وكان مقرها بحظيرة القدس بالعباسية إلي أن صدر القانون رقم (62) لسنة 1960 بحظر نشاط المحافل البهائية في مصر ومصادرة جميع أملاكها ووقف نشاطها". وإذا ما توقفنا هنا لنري ما قاله بيكار ووضعه كرؤوس أقلام لوجدنا: -البهائية ديانة مستقلة -البهائية تنسخ ما قبلها -البهائية تكمل ما قبلها -الباب جاء ليبشر بالمنتظر -كل دين له من ينتظره -الباب نبي هذا الزمان الباب جاء ليصحح المفاهيم الخاطئة لكل الطوائف فأما أن البهائية ديانة مستقلة فهذا تبجح واضح من البهائيين، لأننا يمكن أن نسألهم: ما هو الجديد الذي جاءت بها البهائية؟! وأما أنها تنسخ ما قبلها فهذا ما ينكره البهائيون كثيراً، بل أنكره بيكار نفسه حين قال إنها تكمل ما قبلها لا تنسخ. وفي وصفه للباب (مؤسس الطائفة) قدمه مرة علي أنه جاء يبشر بالمنتظر، ومرة علي أن هناك في كل دين من يُنتَظَر مثل الباب، وأنه نبي هذا الزمان!! فهل جاء الباب بالدين؟ أم أن الدين هو الذي أتي بالباب؟! وإذا كان البهائيون يؤمنون بأن كل دين لديه عقيدة في شخص منتظر، فلماذا يجب أن نصدق أن الباب أو البهاء- أو أيهما- هو المنتشر الحق الذي سوف يرفع الظلم عن العالم؟!! ولندقق في أقول بيكار حتي نتأكد أن ألسنتهم تشهد عليهم: يقول في معرض أقواله: ".. إلي أن مُنِع نشاط البهائية في عام 1960، وكان لابد أن يعقدوا محفلهم فحولوها إلي زيارات بينهم كأصحاب عقيدة، وكان طبيعياً أن نتزوج من بعضنا دون النظر إلي الديانة " فانظر كيف يقول نتزوج من بعضنا البعض؟ من هم هؤلاء البعض؟ أليس يقصد البهائيين؟، فلِمَ يقول بعد ذلك: "دون النظر إلي الديانة"؟؟ ألا يؤمنون أن ديانتهم هي البهائية، وقد فعلوا كل ما فعلوا لأنهم يريدون ألا يكتبوا في أوراقهم الرسمية أنهم مسلمون أو مسيحيون، ويريدون أن يكتبوا بهائي؟ فأي ديانة إذاً تلك التي يتغاضون عنها حال الزواج؟!

كيفية اعتناقه للبهائية

وحينما سئل عن: هل هو بهائياً بالوراثة؟ فأجاب من ضمن ما أجاب: " لقد نشأت نشأة إسلامية محافظة،... وكنت أحضر جلساته وأستمع إلي ما يقال فيها والتي كانت تضم مسلمين ومسيحيين كانوا يأتون بأدلة من القرآن والكتاب المقدس علي أن هناك ظهوراً جديداً سيأتي، وفي الكتاب المقدس ما يؤكد مجيء محمد عليه الصلاة والسلام، وكذلك في الكتب السماوية كلها ما يؤكد أن بعد محمد (صلي الله عليه وسلم) سيجيء ظهور إله آخر وهو ما يطلق عليه المهدي المنتظر وهو ما يتمثل حالياً –حسبما نعتقد- في بهاء الله ورسالته وكنت أولاً أعترض علي هذا لفكر اعتقاداً بأن محمداً هو خاتم الأنبياء وأن الإسلام هو خاتم الأديان، إلا أنه عن طريق قراءتي المتأنية في الكتب المقدسة سواء الإنجيل أو التوراة أو القرآن الكريم آمنت بما لا يقبل الشك وباليقين الكامل بأن محمداً حق وموجود وموعود في جميع الرسالات لسماوية السابقة، كما أن بهاء الله أيضا موجود بنفس الوضوح في جميع آيات الكتاب المقدس والقرآن الكريم باعتباره الظهور الإلهي الجديد المتمثل في شخص بهاء الله كأنه كافر بجميع الديانات السابقة، إذ أن بهاء الله حق وارد في هذه الديانات. ولنا وقفة هنا: إن البهائيين يبحثون في الكتب المقدسة التي نسخوها (ألغواً عملها) علي كلمات يؤلونها علي أنها بشارة بالبهاء أو بالباب.. أيهما لا ندري!! ثم إن هذا الظهور الذي يدعيه البهائيون هو ظهور إله (حسب النص الحرفي لكلام بيكار) وهذا ليس له إلا معنيان: - إما أن البهائيين يعتقدون بالفعل أن البهاء هو إله. - وإما أنهم يعتقدون في البهاء كما يعتقد المسيحيون في طبيعة المسيح. والرأي الثاني هو الذي نرجحه وهو يفسر التناقض الغريب المريب في كلام البهاء الذي يقدم نفسه مرات كغله، وأخري كنبي ورسول، إلي آخره من خرافات.. وبالنسبة لقوله: أنه وجد ما يؤكد أن بعد محمد (صلي الله عليه وسلم) سيجيء ظهور إله آخر!! فلِمَ ينتظر الإله ليظهر بعد محمد صلوات ربي وسلامه عليه؟، وأين كان هذا الإله حالة دعوة محمد وحال نزور القرآن؟ هل نحن أمام حالة تعدد آلهة، أم هي الخرافات والكلمات الغير مدروسة فقط التي زينها لهم الشيطان؟ أين ما جاء من القرآن ليؤكد ذلك؟ مستحيل!! فإن ما يدعون به ذلك هو تأويل متعسف للآيات، ولا يمكن لصاحب عقل سليم أن يفهمها كما تفهمون حينما يقول الله عز وجل [أَوْ يَأتِيَ رَبُّكَ] أو [وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفَّاً صَفَّاً] أنها إشارة إلي البهاء أو غيره من البشر!!

سفر أشعياء

والشيء الأكثر طرافة أن العهد (الكلام) الذي وَرَدَ في التوراة ويحتج به البهائيون علي أنه يشير إلي ربهم الذي تجسد بشراً وتقول كلماته كما وردت في سفر أشعياء: " لأنه يولد لنا ولد ونعطي ابناً، وتكون الرئاسة علي كتفه ويدعي اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً، أميراً للسلام، لنمو رياسته وللسلام لا انقضاء له علي عرش داود ومملكته.. الخ" فمن وجهة نظر اليهود: أنها تصف المسيح المخلص المنتظر: إلهاً قديراً أباً... ومن وجهة النظر المسيحية: أنها أيضاً مظهر من الظهور الإلهي، وأنها تبشر بمقدم عيسي بن مريم، ولكن أحداً لم يقل أبداً أنها تشير للبهاء. ولكن الإسلام لا يقول أبداً بهذا كما ادعي بيكار أو كما وضعه في رأسه من كانوا يزينون له هذه الخرافات. وبالمناسبة نريد أن نسأل سؤالاً للبهائيين: هل هي تشير إلي الباب أم إلي البهاء؟ أم أن الله فتح عليكم فأرسل لكم في بضع سنين المخلِّص والنبي والرسول، وتجسد لكم بشراً (بالمرة)؟؟! اتقوا الله يا أولي الألباب

الطرق المثلي للوقاية من البهائية وأمثالها

كان لزاماً علينا أن نبين فكر وضلال المعتقد البهائي، حتي لا تنخدع الأجيال القادمة بإذن الله بخدعهم ولا تنطلي عليها حيلهم الواهية، وحتي ندين مروجي البدع والخرافات: [لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَي مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ] الأنفال 42 وقد يكون الأمثل للوقاية من هذه الضلالات وأشباهها والقضاء عليها: - عرض كتب هؤلاء المبطلين ومن علي شاكلتهم، وهي مليئة بالأباطيل البينة علي البداهة، ومشحونة بالدعاوي الفاسدة بالضرورة؛ حتي يفتضح أعداء الله وينكشف أمرهم لكل ذي عينين؛ سيما إذا كان ذلك مصوَّباً بالتعليق والبيان من أقلام العلماء المحققين وذوي الدراية والمعرفة بأصحاب البدع والمذاهب المنحرفة. - أن يكون التعليم الديني في الشعوب الإسلامية إلزامياً ومقرراً في جميع مراحل التعليم، وبصورة جدية مستوعبة للإسلام عقيدة وشريعة في وضعه الصحيح لنقي، والمستند إلي الأدلة العقلية الصريحة، والنقلية الصحيحة، حتي يكون الإسلام في حرز منيع من المعرفة الواعية والفكر المستنير. - وواجب آخر علي علماء الأزهر خاصة، والمسلمين عامة أن يهيبوا بالسلطة الحاكمة أينما كانوا أن تضرب علي رأس كل من تسول له نفسه العبث بدين الله والجرأة علي أصوله وأحكامه دونما بينة أو شبهة. ومعاقبة هؤلاء البغاة المحاربين لله ورسوله والساعين في الأرض فساداً ممن لا نفتأ نسمع صيحاتهم الهدامة، ونلمس طعنهم في الدين وتهجمهم علي مقدساته وردتهم عن الإسلام؛ فإن الله ينزع بالسلطان ما لا ينزعه بالقرآن. وها هو موقف المسلم والحكومات المسلمة من البهائية في اختصار: عندما سجّل البهائيون محفلهم في المحاكم المختلطة برقم 776 في 26 / 6 / 1934م حاولوا أن يوجدوا لهم صفة الشرعية، لكن الحكومة قاومتهم، ويتضح هذا مما يلي: - قدّم المحفل الروحاني المركزي للبهائيين بمصر والسودان طلباً إلي وزارة الشئون الاجتماعية لتسجيله، وقد رُفِض هذا الطلب بناءٍ علي ما رأته إدارة قضايا الحكومة في 5 / 7 / 1947، كما رفض طلب صرف إعانة له من هذه الوزارة. - رأت إدارة الرأي بوزارتي الداخلية والشئون البلدية والقروية 8 / 12 / 1951م أن في قيام المحفل البهائي إخلالاً بالأمن العام، وأنه يمكن لوزارة الداخلية منع إقامة الشعائر الدينية الخاصة بالبهائيين. وقد تأيد هذا بما رآه مجلس الدولة في 26 / 5 / 1958 من عدم الموافقة علي طبع إعلان دعاية لمذهب البهائية لأنه ينطوي علي تبشير غير مشروع، ودعوة سافرة للخروج علي أحكام الدين الإسلامي، وغيره من الأديان المعترف بها، ورأي منع ذلك لمخالفته للنظام العام في البلاد الإسلامية. - حكمت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في مصر القضية رقم 195 لسنة 4ق بتاريخ 26 / 5 / 1952 برفض دعوي أقامها بهائي، وجاء في تسبب هذا الحكم تقريرها: أن البهائيين مرتدون عن الإسلام. - صدر القرار الجمهوري رقم 263 لسنة 1960م، ونص في مادته الأولي علي أنه: تُحَل المحافل البهائية ومراكزها الموجودة في الجمهورية، ويوقف نشاطها ويحظر علي الأفراد والمؤسسات والهيئات القيام بأي نشاط، مما كانت تباشره هذه المحافل والمراكز، ونص في مادته الأخيرة علي تجريم كل مخالف وعقابه بالحبس والغرامة. - وتنفيذاً لهذا القرار بقانون أصدر وزير الداخلية قراره رقم 106 لسنة 1960 بتاريخ31 / 7 / 1960 بأيلولة أموال وموجودات المحافل البهائية ومراكزها إلي جمعية المحافظة علي القرآن الكريم. - حكم بالحبس والغرامة في القضية رقم 316 لسنة 1965 علي عناصر من أتباع البهائية لقيامهم بممارسة نشاطهم في القاهرة، كما قبض علي غيرهم في طنطا في سنة 1972، وكذلك في سوهاج. - قبض علي مجموعة منهم أخيراً في فبراير سنة 1985 برئاسة أحد الصحفيين وقد اعترفوا بإيمانهم برسولهم "بهاء الله" وكتابهم " المقدس" وأن قبلتهم جبل الكرمل بحيفا في إسرائيل، وقد وجهت إليهم تهمة مناهضة المبادئ الأساسية التي يقوم عليها نظام الحكم في البلاد والترويج لأفكار متطرفة بقصد تحقير وازدراء الأديان السماوية الأخري. - أوصي المؤتمر العالمي الرابع للسيرة والسنة النبوية بتحريم هذا المذهب وتجريم معتنقيه. وفي النهاية نقول: أن الأمة إذا فقدت عقيدتها انمحت ذاتيتها وغَلَها أعداؤها، إن مصر يجب أن تذكر أنها تقوم بالدفاع عن الإسلام وعن أرض المسلمين منذ دخلت فيه، وأن عليها أن تظهر أرضها من هذه الأرجاس، وأن تنفي عنها هذا الخبث ليستقيم بها الأمر وتل باسم الإسلام رائدة ناهضة.

البهائية بموضوعة و اختصار

بسم الله الرحمن الرحيم هناك اعتقاد خاطئ وشائع عن البهائية أن كل من يكتب عنهم يتحامل عليهم ليسلك بهذا الأسلوب منهجاً يبتعد كلّ البعد عن الموضوعيّة أو الدقّة العلميّة أو الإنصاف الحق لهذه الديانة، وهذه وجهة نظرهم. إن مخاطبة القارئ ليس هدفها تشويه ديانة وتجميل الأخري، بل مخاطبة القارئ يجب أن تكون لصالحه وليس لصالح فئة معينة أو غسل عقله بافكار هدامه. فنحن لا نسيء لليهودية أو المسيحية أو البهائية أو..... إلخ، بل نظهر الحق ونكشف الباطل ليخرج القارئ من هذا الموضوع بفائدة تعود عليه بالنفع في الدنيا والأخرة. فعندما نتكلم عن الحق فنحن نتكلم عن الله وعن قدرة الله وعظمته ورحمته وكرمه علي عباده، وعندما نتكلم عن الباطل فنحن نتكلم عن إبليس لعنة الله عليه وعلي أتباعه من شياطين الإنس والجن. فمن قانون الحريات أن يكون لي الحق في التعبير عن فكري حول ديانة جديدة ظهرت وتحاول أن تصعد علي أكتاف الديانات الأخري ولكن للأسف الديانة البهائية اختارت الإسلام لتصعد علي أكتافه، ويظهر للمتابع لحركة هذه الديانة البهائية أنه لولا إيمان البهائيين بأن الإسلام هو أصح الأديان وأنه دين الله لما لجأوا للإسلام ليكون لهم الوسيلة ليطفوا بهم علي الساحة، فأصبحت العادة في هذا العصر أنه من أراد الشهرة فعلية التحرش بالإسلام. لقد أعتاد القارئ لكتابات المسلمين الثقة والحيادية في الحكم بين الأخرين، ويعلم القارئ أن الإسلام ظهر منذ ألف وربعمائة عام وكانت البشرية منقسمة إلي آلاف الديانات، ورغم ذلك بدأ الإسلام بوحي علي الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم والآن وأصبح الإسلام يمثل خُمس تعداد سكان الكرة الأرضية، وأصبح الزحف الإسلامي يمثل الصداع المزمن للعالم أجمع، وقد أثبتت الدراسات والإحصائيات أنه في عام 2025 سيكون الإسلام هو الديانة الأولي في العالم. إذن فليس هناك مصلحة يسعي إليها المسلمون لتشويه أو عدم الإنصاف أو التدليس ضد أي ديانة أخري لأن الإسلام هو دين الله والله فقط هو ناصره. نعم، فليس من العجب أن يتعرّض رسول لرّسالة سماوية لمثل ما تعرّض له كلّ من سبقه من الرّسل، الله عز وجل لم يخلق الدنيا لعب ولهو بل خلقت الدنيا بميزان عادل. ولقد خلق الله الخير والشر، فأصبحت المخلوقات المُخيرة كالإنس والجن داخل معسكرين هم معسكر الخير ومعسكر الشر، فمعسكر الخير ينصح وينذر ويبشر ولكن معسكر الشر يقابله بالغدر والخيانة والإنكار. فعندما يرسل الله رسول لأمة معينة فهو بذلك ينعم عليها برحمته ليخرجهم من الظلمات إلي النور فآمن من آمن وقد كفر من كفر، ولكن لا يأتي كل من هب ودب ويقول أنا رسول أو أنا نبي، لأن الرسول أو النبي يأتي بمعجزات سماوية لا يقدر مخلوق من الإنس أو الجن ان يحمل مثلها، فتننهي هذه المعجزة بموت هذا الرسول أو النبي ولكن تبقي هذه المعجزة معجزة ولا يملك أي إنسان عادي أو مدعي نبوة أن يحققها كما حققها أنبياء ورسل الله عز وجل، وبعد أن يتمم هذا الرسول رسالته التي هي عبادة الله عز وجل والإعلان عن المنهج السماوي المرسل من الله لعباده ليرشدهم هذا المنهج إلي الطريق المستقيم وفرض الناموس السماوي، يبشر هذا الرسول بأن الله سيرسل رسول من بعد اسمه كذا. فهل سمعنا من قبل أن هناك شخص إدعي انه وزير خارجية مصر فأخذ طائرة إلي المملكة العربية السعودية لمقابلة ملك المملكة هناك بدون سابق إعلان من رئيس دولة مصر؟ بالطبع لا... لذلك فهذا الوزير مجنون ويجب القبض عليه ومحاكمته وتطبيق القانون عليه ولو كان حكم القانون هو القتل رمياً بالرصاص. وهذا ما فعله بالضبط الدعو "ميرزا حسين علي النّوري"، الملقب ببهاء الله، فلقد إدعي في ليلية الخميس 5 جمادي الأولي 1260 ه - 23 مارس 1844م أنه رسول كموسي وعيسي ومحمد - عليهم السلام - بل وعياذاً بالله - أفضل منهم شأناً. لذلك كل ما عاناه كلاً من مبشر ومؤسس دين البهائية هو حكم طبيعي جداً، ولو كان المدعو "الميرزا علي" رسول من عند الله لعصمه الله كما عصم رسله موسي وعيسي ومحمد – عليهم الصلاة والسلام. إن محاولات البهائية الفاشلة بقول أن الدليل علي أنه دين حق هو بقاء وعدم فناء كلماته هو كلام تافه، لأنه ليس هناك أي علاقة بين عدم فناء أو محو كلمات هذا " الميرزا علي" مدعي النبوة وقول الله عز وجل: "إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدّنيا ويومَ يقومُ الأشهاد" (سورة غافر- 51). فالبوذية والهندوسية وكتابات عبدة البقرة والنار والأفاعي وتحريفات الإنجيل والتوراة مازالت موجودة إلي الآن، فهل هذا يعني أنها كلمات الله والله نصرهم؟ كيف يظهر الله الحق من الباطل بدون وجود الباطل؟ فلو ساد العدل في الأرض لفسدت ولو ساد الفساد في الأرض لفسدت. لقد اخبر الله تعالي عن نفسه بأنه ينصر رسله الذين بعثهم بالحق (فقط) إلي خلقه وينصر الذين آمنوا به وصدقوا رسله في دار الدنيا، وينصرهم ايضاً يوم يقوم الاشهاد. والنصر المعونة علي العدوّ، وهو علي ضربين: نصر بالحجة و نصر بالغلبة في المحاربة بحسب ما يعلم الله تعالي من المصلحة وتقتضيه الحكمة، هذا إذا كان في دار التكليف. فأما نصره إياهم يوم القيامة فهو اعلاء كلمتهم وظهور حقهم وعلو منزلتهم وإعزازهم بجزيل الثواب وإذلال عدوِّهم بعظيم العقاب. والاشهاد جمع شاهد مثل صاحب واصحاب وهم الذين يشهدون بالحق للمؤمنين وأهل الحق وعلي المبطلين والكافرين بما قامت به الحجة يوم القيامة وفي ذلك سرور المحق وفضيحة المبطل في ذلك المجمع العظيم والمحفل الكبير. إن البهائية حركة نبعت تحت رعاية الاستعمار الروسي واليهودية العالمية والاستعمار الإنجليزي بهدف إفساد العقيدة الإسلامية وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية. والكل يعلم بأن كل من نظر إلي البهائية وانصفها دون اعتناقها فهو كاذب ومضلل وله أهداف شيطانية لأن كتبهم لم تخل من بعض الأخطاء والمغالطات سواء من الناحية التاريخيّة أو من ناحية عرض أو فهم المباديء البهائية والعقائد الاساسيّة، فكيف قرأوا لينصفوا؟ وإن أنصفوها فكان من باب أولي يعتنقوها!! وليس من حكم الأخلاق والأدب أن يقتبس بهائي جزء من آية قرآنية مثل (أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَي الخَيرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَونَ عَنِ المُنْكَرِِ" (سورة آل عمران -104).) وينسبها لنفسه أو لغيره من اتباعه، فإن أعظم أنواع الكذب تحريماً وأشدها جرماً: الكذب علي الله تعالي بالقول لأنَّ القول علي الله بلا علم يدخل فيه الكفر والشرك والبدع والضلالات والإفساد في الأرض. فأصل الآية كما جاءت بالقرآن مخاطباً المسلمين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَيَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَي الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104).. آل عمران فكلمة "الأمة" في اللغة تقسم خمسة أقسام: أحدها - الجماعة. والثاني - القامة. والثالث - الاستقامة. والرابع - النعمة والخامس القدوة. والأصل في ذلك كله القصد من قولهم: أمه يؤمه. أماً إذا قصده، فالجماعة سميت أمة لاجتماعها علي مقصد واحد. والأمة: القدوة، لأنه تأتم به الجماعة. والأمة النعمة، لأنها المقصد الذي هو البغية. والامة القامة، لاستمرارها في العلو علي مقصد واحد. يعني لتكن منكم أمة، قال الكلبي: يعني جماعة تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر، ولم يأمر الله عز وجل جميع الناس، لأن كل واحد من الناس لا يحسن الأمر بالمعروف، وإنما يجب علي من يعلم.. لذلك وجه الله عز وجل الخطاب للمؤمنين من المسلمين وليس من البهائيين ولا من أهل الكتاب، فطالبهم بأن يكونوا أمة واحد لأنهم خير امة اخرجت للناس وليخرج منهم عصبة أو جماعة لديها من العلم ما يكفي لتأمر بالمعروف (الإسلام) وتنهي عن المنكر (الجبت والطاغوت وكذا من إدعي النبوة بالكذب). لذلك أول ما أعلن به البهائية أنهم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر عن طريق استئصال بعض الآيات القرآنية وإدعاء أنها موجهة لهم وأنها تنطبق عليهم ويقولون علي الله الكذب وهم يعلمون. فقال الله تعالي: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَي عَلَي اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَي إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَي اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) (الأنعام:93). فإن من الكذب علي الله هو الإخبار عنه، بما لم يقل، أو ادعاء النبوة، فالكذب طريق شائك قذر، مليء بالحفر والأوحال مغرق في الشرور والأوزار ينتهي بسالكه إلي جادة ملتوية زلقة مبعدة عن الحق مظلمة سحيقة وهي الفجور مصدر الشر والمعاصي والنفاق.... فهل بعد ذلك تدعوا أن البهائية ديانة سماوية؟ لقد مررت عليَّ بعض النصوص البهائية ومنها ما جاء في العفّة والتقديس، ص22، دار النشر البهائيّة في البرازيل،1990 (قد حرّم عليكم الزّنا واللّواط والخيانة)، والمدعو "ميرزا حسين" يقول الديانات تتابع بعضها، إذن وعلي الرغم من عدم إيماننا بالبايبل كتاب المغضوب عليهم والضالين، فليأتي لنا أحد من البهائيين بكلمة من القرآن أو البايبل تخاطب الشواذ المثليين بلفظ (لواط) أو (لوطي) كما جاء في العفّة والتقديس ص22. إن كلمة (لواط) نسبها الجهلة الأغبياء نسبةً لقوم سيدنا لوط عليه السلام الذين كانوا يأتون الرجال شهوة، فهذه كلمة سباب وقذف في شرف سيدنا لوط عليه السلام، والله عز وجل أسما من أن يوجه لقب نبيه لوط عليه السلام علي أنجاس شواذ، فهذه الكلمة كاذبة ومنسوبة إلي الله والله بريء منها. وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَي اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران78) فالإسلام حارب كل الديانات التي سبقته والديانات التي آتت بعده دون ان يعلن عنها لأنها أكاذيب وتتساوي في الفسق والفساد والكفر، فليس معني أن البهائية تنادي بالمحبة فهذا يعني أنها ديانة سماوية وإلا لأصبحت منظمة حقوق الإنسان هي بيت الله وميثاقها هو كتاب الله!... دي تبقي مصيبة. فليس كل من هب ودب يأتي ويقول أنا نبي أو أنا رسول، فإن الله عز وجل أنهي رسالاته وانبيائه فختم بهم خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم حين قال: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (الأحزاب40). فلم يجعل الله محمداً أبا أحد من الرجال لأنه لو جعل له ابناً لجعله نبياً، فالله جعل سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم يطبع ويختم علي مقامات النبوة، كما يختم علي الكتاب لئلا يلحقه شيء. فلا نبي بعده، لأن الرسول لا يكن رسولاً قبل أن يكون نبياً، فمن شروط الرسول أن يكون نبياً وليس من شرط النبوة أن يكون رسولاً. فإن قلت: كيف كان آخر الأنبياء وعيسي ينزل في آخر الزمان؟ قلت: معني كونه آخر الأنبياء أنه لا ينبأ أحد بعده، وعيسي ممن نبيء قبله، وحين ينزل ينزل عاملاً علي شريعة محمد صلي الله عايه وسلم، مصلياً إلي قبلته، كأنه بعض أمته. إن من السموم الفكرية والعقائدية التي تظهر بين الحين والحين ظاهرة أدعياء النبوة، ولا يجوز أن يترك هؤلاء المتخلفين وآرائهم فيري كل واحد منهم أن ما له يكون عدلاً وما عليه يكون ظلما، فينتشر الجهل والفُرقة بين الناس، فلم ننتهي من جاهلية عبادة الأوثان بين أهل الكتاب ليخرج علينا مدعي نبوة يقول علي الله الكذب وهو يعلم أنه كاذب، فهل ما زلنا نعيش في العصر الجاهلي القديم ام أصبحنا نعيش في العصر الجاهلي الحديث. إن ظهور البهائية هو دليل سماوي يثبت معجزات رسول الله صلي الله عليه وسلم وتحقيق نبوءاته ومنها ظهور مدعي النبوة: قال النبي صلي الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتي يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله" - رواه مسلم وممن ظهر من هؤلاء الثلاثين: مسيلمة الكذاب في زمن النبي صلي الله عليه وسلم والأسود العنسي في اليمن وقتله الصحابة، وظهرت سجاح فادعت النبوة ثم رجعت إلي الإسلام، وظهر طليحة بن خويلد الأسدي ثم رجع إلي الإسلام، ثم ظهر المختار، ومنهم الحارث الكذاب ظهر في خلافة عبد الملك بن مروان، وخرج في خلافة بني العباس جماعة. وظهر في العصر الحديث " الميرزا علي محمد رضا الشيرازي"، ولا يزال يظهر هؤلاء الكذابون حتي يظهر آخرهم الأعور الدجال كما قال صلي الله عليه وسلم: "وإنه والله لا تقوم الساعة حتي يخرج ثلاثون كذاباً آخرهم الأعور الكذاب" - رواه أحمد ومن هؤلاء الكذابون أربع نسوة، قال صلي الله عليه وسلم: "في أمتي كذابون ودجالون ستة وعشرون منهم أربع نسوة وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي" - رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع فالحمد لله الذي جعل الليل لباسا، والنوم سباتا، والنهار نشورا. الحمد لله الأبدي السابق القوي الخالق، الوفي الصادق، لا يبلغ كنه مدحه الناطق، ولا يعزب عنه ما تجن الغواسق، فهو حي لا يموت ودائم لا يفوت، وملك لا يبور، و عدل لا يجور، عالم الغيوب وغافر الذنوب وكاشف الكروب وساتر العيوب، دانت الأرباب لعظمته، وخضعت الصعاب لقوته، وتواضعت الصلاب لهيبته، وانقادت الملوك لملكه، فالخلائق له خاشعون، ولأمره خاضعون، وإليه راجعون، تعالي الله الملك الحق، لا إله إلا هو رب العرش الكريم، اصطفي محمدا صلي الله عليه وسلم من خلقه، واختاره لنبوته، وأيده بحكمته، وسدده بعصمته، أرسله بالحق بشيرا برحمته، ونذيرا بعقوبته، مباركا علي أهل دعوته، فبلغ ما أرسل به، ونصح لأمته، وجاهد في ذات ربه، وكان كما وصفه ربه عز وجل رحيما بالمؤمنين، عزيزا علي الكافرين، صلوات ربي وسلامه عليه وعلي آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبه الأخ: أبو أدهم

البهائية أعداء الإسلام

اشاره

أعداء جمع عدو وهو جمع لا نظير له، وفي القرآن الكريم قال تعالي [وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَي النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ] فصلت آية 9 تحدث رب العزة في كتابه الكريم عن أعدائه وأعداء هذا الدين وهم: أهل الكتاب وأهل الملل الباطلة من المشركين، والكافرين، والمنافقين، وأصحاب الأهواء الزائفة قال تعالي: [يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ... الآية] الممتحنة آية 1. إن كل من قال أن البهائية ظهرت لتقويض كلمة الإسلام ومحوها من عالم الوجود قد خانه التعبير، لأن البهائية ظهرت لتحارب الله ورسوله لا لتحارب الإسلام لأن الإسلام هو دين الله ومن خالف العقيدة الإسلامية ومنهجها القرآن فقد أعلن بذلك حربه علي الله ورسوله. ليس كل من أقر وأعترف وأعلن أن القرآن هو كتاب الله أمراً كافياً لإعلان إيمانه، بل الإيمان يكمن في تطبيق المنهج الإسلامي كاملاً، فعندما يعلن الله عز وجل في القرآن أن سيد ولد آدم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم هو أخر النبيين والمرسلين، إذن علي الجميع الإيمان بهذا المنهج ولا تخرج علينا فئة ضالة تُحرف في تفسيرات الآيات القرآنية لتعلن لنا بالباطل أن هناك نبي أو رسول جديد يحمل منهج سماوي ثم يبدل فرائض الإسلامية بفرائض أخري تُرضي هوي نفسه وهوي اتباعه. إن هذه الفئة الضالة تحارب الله ورسوله.. فهم قطعاً لا يحاربون الله - سبحانه - بالسيف، وقد لا يحاربون شخص رسول الله - بعد اختياره الرفيق الأعلي - ولكن الحرب لله ورسوله متحققة، بالحرب لشريعة الله ورسوله، وللجماعة التي ارتضت شريعة الله ورسوله، وللدار التي تنفذ فيها شريعة الله ورسوله. وإني لأعجب لسذاجة البهائية في تعاملهم مع القرآن، فهم يحاولون أن يضيفوا إليه بتفسيراتهم له ما ليس منه، وأن يحملوا عليه ما لم يقصد إليه لغرض إثبات أهدافهم الباطلة، فقد جهلوا أن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة، فالقرآن كتاب كامل في موضوعه، وموضوعه أضخم من تلك الألاعيب الشيطانية التي لن تصل إلي أغراضها بسبب سوء فهم طبيعة القرآن ووظيفته، وكل هذا يظهر في العقيدة البهائية والتي تنص علي الآتي:

من عقائد البهائية

أولاً: هذه النحلة من الحركات الباطنية التي تؤول القرآن تأويلاً يقوم علي الهوي، والذوق، والكشف. ثانياً: يعتقد البهائيون أن المازندراني رب، وإله، وقِبْلة. ثالثاً: جحدوا كل أسماء الله الحسني وصفاته العلا، ويعتبرون كل ما يضاف إلي الله عز وجل إنما هم رموز لأشخاص امتازوا من بين البشر، فهم مظاهر أمر الله ومهابط وحيه. رابعاً: أنكروا البعث بعد الموت وما بعده، حيث يعتقدون أن القيامة الكبري هي مجيء ميرزا حسين المازندراني الذي لقب نفسه ببهاء الله، أي مظهره، فالقيامة قيامه، والبعث رسالته، واليوم الآخر يوم ظهوره، ولقاء الله كناية عن لقائه، والنفخ في الصور كناية عن الجهر بدعوته، والجنة الانتماء إليه، والنار مخالفته وعناده. خامساًً: يزعمون أن لآيات الكتاب معانٍ غير التي فهمها العلماء والمفسرون من أهل الإسلام. سادساً: يعتقدون أن دينهم ناسخ للقرآن ولشريعة المنزل عليه القرآن. سابعاً: يكفرون كل من لم يعتقد فيما جاء به البهاء، حيث ادعي أن كل من كان يدين بالقرآن حتي ليلة القيامة والساعة، ويقصد بها قيامه بالدعوة، فهو علي الحق، ومن لم يتبعه ويؤمن به بعد إعلان دعوته، وهو الساعة الثانية والدقيقة الحادية عشرة لغروب شمس اليوم الرابع من جمادي الأولي 1260هـ، فهو كافر مهدر الدم والمال. ثامناً: يعتقدون بنبوة بوذا، وكنفشيوس، وبرهمة، وزرادشت، وأمثالهم من فلاسفة الصين، والهند، ومن حكماء الفرس القدامي. تاسعاً: أن الرسالة لم تختم بمحمد صلي الله عليه وسلم. عاشراً: وضعت البهائية لأتباعها شرعاً مخالفاً لشرع محمد صلي الله عليه وسلم في الزكاة، والحج، والصيام، والزواج، والجنائز، وغيرها. أحد عشر: لهم طرائق سرية غامضة تشبه تلك التي تسلكها الماسونية. الثاني عشر: يغررون بالسذج ويستغلون فقرهم وجهلهم. الثالث عشر: استغلهم الكفار من يهود، ونصاري، وشيوعيين، في تشويه الإسلام وزعزعة عقائد أبنائه، حيث تبنوها، واحتضنوها، وأظهروها بأنها فرقة من الفرق الإسلامية. الرابع عشر: إباحة نكاح الأقارب المحرمات. الخامس عشر: الحج عندهم للبيت الذي أقام فيه المازندراني ببغداد، والبيت الذي سكنه علي محمد الشيرازي بشيراز، وهو واجب علي الرجال دون النساء. السادس عشر: إباحة الزنا وتحريم التعدد. السابع عشر: الصوم يرفع عن المرضي، والمسافرين، والكسالي. إن كل من قال أن البهائية ظهرت لتقويض كلمة الإسلام ومحوها من عالم الوجود قد خانه التعبير، نعم قد خانه التعبير لأنه استخدم عواطفه في هذا القول وتعامل مع البهائية بعطف لا تستحقه هذه الفئة الضالة التي أعلنت بطريق غير مباشر ولا يدع مجال للشك بالحرب علي دين الله الإسلام وعلي حبيبه المصطفي صلي الله عليه وسلم وعلي الأمة الإسلامية. كتبه: أبو أدهم

البهائية واتباعها

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله -صلي الله عليه وآله وسلم في عكا بذل "البهاء حسين" جهدا كبيرا في نشر دعوته وكسب الأنصار والأتباع، مطمئنا إلي حمايته، فأعلن حقيقة شخصه، وأبطل ما كان يدعيه الميرزا "علي محمد الشيرازي" المعروف بـ"الباب" حتي انسلخ هو وأتباعه من شريعة الباب، ولم يبق من كلامه إلا ما كان فيه إشارة أو إيماءة تبشر بمقدم البهاء، ولم يكتف بادعاء النبوة، بل تجاوزها إلي ادعاء الألوهية، وأنه القيوم الذي سيبقي ويخلد، وأنه روح الله، وهو الذي بعث الأنبياء والرسل، وأوحي بالأديان، وزعم أن الباب لم يكن إلا نبيا مهمته التبشير بظهوره. فلو قلنا أن السُّذّج والمستضعفين والمتواضعين من عبيد الله هم الذين آمنوا بدعوة الباب خاصة والدّعوة البهائية عامّة لأخطأنا التعبير، بل الذين آمنوا بهذه الدعوة هم الجهلاء والأغبياء ورعاع المجتمع الذين لا ملجأ لهم ولا أهل، ولا دين لهم ولا ملة والمال هو معبودهم الأول، فما الذي يمنعهم من أن يؤمنون بخرافات وخزعبلات تدعيها البهائية وحسب ما توجههم المبالغ المدفوع لهم لتقديس العدد 19 ويجعلون عدد الشهور 19 شهراً وعدد الأيام 19 يوماً، ويؤمنون أن بوذا وكنفوشيوس وبراهما وزاردشت وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس الأول أنبياء و يوافقون اليهود والنصاري في القول بصلب المسيح ويؤولون القرآن تأويلات باطنية ليتوافق مع مذهبهم وينكرون معجزات الأنبياء وحقيقة الملائكة والجن كما ينكرون الجنة والنار ويحرمون الحجاب علي المرأة ويحللون المتعة وشيوعية النساء والأموال ويقولون إن دين الباب ناسخ لشريعة محمد صلي الله عليه وسلم وتحويل القبلة إلي البهجة بعكا بفلسطين بدلاً من المسجد الحرام ولا توجد صلاة الجماعة إلا في الصلاة علي الميت وهي ست تكبيرات يقول كل تكبيرة (الله أبهي)، وتحريم الجهاد وحمل السلاح وإشهاره ضد الأعداء خدمة للمصالح الاستعمارية و ينكرون أن محمداً – خاتم النبيين مدعين استمرار الوحي وقد وضعوا كتباً معارضة للقرآن الكريم مليئة بالأخطاء اللغوية والركاكة في الأسلوب و يبطلون الحج إلي مكة وحجهم حيث دفن بهاء الله في البهجة بعكا بفلسطين؟ اليس هذا تدليس وكذب وكلام اناس مضللين؟؟ واللهِ لو قالوا لهم آمنوا بأن أصل الإنسان قرد كما يدعي اكبر علماء وعباقرة الدول المتقدمة لآمنوا.... فأين هي العقول التي تعقل وتتدبر فتؤمن؟ فالدولار يُحرك القرد والذين يؤمنوا بهذه الخاريف أشبه بالقرود. إن الله حكم علي البهاء في آخر حياته بالجنون، فاضطر ابنه عباس إلي حبسه حتي لا يراه الناس، وهذا هو الحال الذي سيصيب اتباعه لأن البهائية لا تحارب مجتمع أو أمة أو بشرية، بل تحارب الله المنتقم الجبار، ولكن هل يعوا قول الله سبحانه وتعالي: أيحسب الإنسان أن يترك سدي؟ كتبه: أبو أدهم

تمويل البهائية

ليس من المعقول أن تعلن لنا البهائية المصادر التي تقوم علي تمويلها، بل الناظر للعلاقات بين الأطراف البهائية وأعداء الإسلام من أهل الكتاب وأتباعهم يكشف أنهم هم المصادر الأصلية التي تقوم علي تمويلها. إنه دين قائم علي التسول، فتقوم الماسونيه اليهوديه العالميه بنشر رسالة عالمية لجميع الجهات الإنسانية للتبرع للبهائيه، ليس محبةً فيهم بل لمحاربة الإسلام. ولننظر إلي محامي البهائية وهو المسيحي القبطي لبيب معوض، والكل يعرف أن المسيحي لا يُقدم علي مثل هذه المواقف إلا بالرجوع للكنيسة ولو كانت تصويت في إنتخابات مجلس شعب أو شوري، والكل يعلم اليد الطويلة لأقباط المهجر وتأثيرهم علي أقباط الشرق وأعتبارهم أن المسلمين محتلين. فما هي الأهداف الخفية التي تتخفي وراء محامي مسيحي قبطي مثل لبيب معوض ليقف بجانب البهائية ضد الدول المصرية والأزهر الشريف؟ فلماذا لا تُعين البهائية محامي بهائي بدلاً من المسيحي لبيب معوض طالما أن البهائية تدعي أنها دين سماوي وأن هناك أعداد كبيرة من أتباعها أعتنقوا هذا الدين. ولكن الحقيقة الخفية التي رفعنا من عليها الستار هي أن أهداف الكنيسة والبهائية أهداف واحدة ولن تجد الكنيسة طريق مفتوح تعلن من خلاله عن أفكارها والخطي قدماً لها إلا بإتخاذ البهائية وسيلة أو كُبري لتحقيق أهدافها. إن الهدف الأول الذي تسعي له الكنيسة هو إلغاء البند الثاني لدستور مصر لكي تنفي أن تكون دولة عظيمة مثل مصر دولة إسلامية وبذلك يتم رفع خانة الديانة من البطاقة وجوازات السفر المصرية وبذلك لن توجد مشكلة تواجه بهائي أو بوذي أو مسيحي أو يهودي أو متنصر أو متهود وبذلك تعم الفوضي في منطقة الشرق الأوسط لتبدأ حملات التنصير المدعومة من الخارج لضرب أمن أكبر دولة في المنطقة، ولا يُخفي علينا احداث الخيانة التي قامت بها الكنيسة الأرثوذكسية بفلسطين حين باعوا الأرض الفلسطينية لليهود وحولوا أموالها للبنوك الأوروبية والأمريكية وبعد ذلك قدموا الأعتذارات التي لم تغير من أحادث الخيانة شيء. إن الأهداف البهائية والمسيحية واليهودية تجتمع تحت مظلة واحدة بأهداف واحدة، فالجهاد محرم في الشريعة البهائية والمسيحية معاً ومن لطمك علي خدك الايمن فحوّل له الآخر ايضا، والسر غير خافٍ علي أحد؛ لأن كل الدعوات الضالة من قاديانية وبهائية وسائر الدعوات اتحدت كلمتهم كلهم علي محو فكرة الجهاد، لأن مصدر تلك الحركات كلها واحد، وتصب في مكان واحد، والممول واحد، وهم أعداء الإسلام الذين يهمهم في المقام الأول ضرب أصول الإسلام بقلوب المسلمين لنسيان كلمة الجهاد في سبيل الله لرفع راية الإسلام. إن التاريخ الأسود لأهل الكتاب خلال العصور الوسطي إلي الحرب العالمية الأولي والثانية والقنبلة الذرية والأستعمار ونهب ثروات البلاد تحت راية الصليب الذي تلوث بدماء الأطفال والشيوخ والنساء وشق بطون الحوامل، وكذا التاريخ الأسود للميرزا حسين علي الملقب بهاء الله الذي نازع أخاه خلافة الباب وحاول قتل أخيه صبح أزل، وعلاقته باليهود في أدرنة بسالونيك في تركيا والتي يطلق عليها البهائيون أرض السر التي أرسل منها إلي عكا فقتل من أتباع أخيه صبح أزل الكثير، وكتبه التي تدعو للتجمع الصهيوني علي أرض فلسطين تكشف أن أطماع أعداء الإسلام تتوحد علي هدف واحد وهو ضرب الدول الأسلامية ونشر الفتن بين المسلمين. قال تعالي: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (النور19) ولكن العجيب في شأن هذا القرآن، أنه - علي طول الكيد وتعقده وتطوره وترقيه - ما يزال يغلب!.. إن لهذا الكتاب من الخصائص العجيبة، والسلطان القاهر علي الفطرة، ما يغلب به كيد الجاهلية في الأرض كلها وكيد الشياطين من اليهود والصليبيين؛ وكيد الأجهزة العالمية التي يقيمها اليهود والصليبيون في كل أرض وفي كل حين، إن هذا الكتاب ما يزال يلوي أعناق أعدائه في الأرض كلها. إن أعداء الإسلام ينفقون أموالهم ليتعاونوا علي الصد عن سبيل الله.. هكذا فعلوا ومازالوا يفعلون، ولكن الله ينذرهم بالخيبة فيما يبغون وبالحسرة علي ما ينفقون، ويعدهم بالهزيمة في الدنيا وعذاب جهنم في الآخرة: قال تعالي إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَي جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (الأنفال36) إنهم ينفقون أموالهم، ويبذلون جهودهم، ويستنفدون كيدهم، في الصد عن سبيل الله، وفي إقامة العقبات في وجه هذا الدين. وفي حرب العصبة المسلمة في كل أرض وفي كل حين.. إن المعركة لن تكف، وأعداء هذا الدين لن يدعوه في راحة. ولن يتركوا أولياء هذا الدين في أمن. وسبيل هذا الدين هو أن يتحرك ليهاجم الجاهلية بالحوار والحجة لا بالقتل والهمجية، وسبيل أوليائه أن يتحركوا لتحطيم قدرة الجاهلية علي العدوان؛ ثم لإعلاء راية الله حتي لا يجرؤ عليها الطاغوت. لذلك الله - سبحانه - ينذر الكفار الذين ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله بأنها ستعود عليهم بالحسرة.. إنهم سينفقونها لتضيع في النهاية، وليغلبوا هم وينتصر الحق في هذه الدنيا. وسيحشرون في الآخرة إلي جهنم، فتتم الحسرة الكبري ليميز الله الخبيث من الطيب، ويجعل الخبيث بعضه علي بعض، فيركمه جميعاً؛ فيجعلهم في جهنم وهذا هو الخسران. إن هذا المال الذي ينفق يؤلب الباطل ويملي له في العدوان؛ فيقابله الحق بالكفاح والجهاد بالقلم؛ وبالحركة للقضاء علي قدرة الباطل علي الحركة.. وفي هذا الاحتكاك المرير، تنكشف الطباع، ويتميز الحق من الباطل، كما يتميز أهل الحق من أهل الباطل - حتي بين الصفوف التي تقف ابتداء تحت راية الحق قبل التجربة والابتلاء! - ويظهر الصامدون الصابرون المثابرون الذين يستحقون نصر الله، لأنهم أهل لحمل أماناته، والقيام عليها، وعدم التفريط فيها تحت ضغط الفتنة والمحنة.. عند ذلك يجمع الله الخبيث علي الخبيث وكأنما هم كومة من الأقذار فيقذف بهم في النار دون اهتمام ولا اعتبار وتلك غاية الخسران. كتبه: أبو أدهم

البهائية تهديد للسلم الاجتماعي

جاء قرار المحكمة الإدارية العليا بوقف تنفيذ الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري الخاص بأحقية ما يسمي بالبهائيين بتدوين كلمة بهائي في خانة الديانة في إثبات الشخصية ليعطي للجميع فرصة لالتقاط الأنفاس من كارثة تنفيذ مثل هذا الحكم الذي تترامي أبعاده إلي آفاق ومخاطر لا يمكن رصدها أو الوقوف عليها بسهولة.. قرار المحكمة جاء متزامنا أيضا مع ما قررته المحكمة بإحالة الأمر والقضية لهيئة مفوضي الدولة وذلك لإعداد الموقف القانوني لهذه القضية حتي يتسني لها الحكم نهائيا فيها والحقيقة فإن إطلاق وصف تنفيذ مثل هذا الحكم بالكارثة ليس من فراغ ولكنه جاء نتيجة لما تمثله البهائية من مخاطر كبيرة علي الأمة بل وتعد خطرا سابحا في أحشاء الأمة يستعد لأن يقوض أركانها ويهدمها إذا سنحت له الفرص المواتية لذلك.. فبالإضافة لما يعتقدون به وما يدعون له من أشياء تخالف كلا وجزءا الشريعة الإسلامية وما بني عليه الإسلام من أركان مثل الصلاة والصوم والحج إلي آخره فإن هذه البهائية تدعو إلي الإباحية المطلقة وإلي الشيوع في النساء والأموال وإلي ترك كل تعاليم الأديان جاء هذا علي لسان قرة العين وهي احدي الدعاة الزعامات في البهائية وكانت نصيبها قزوين حيث قالت ما نصه مخاطبة البهائيين وغيرهم من المسلمين اعلموا أن أحكام الشريعة المحمدية قد نسخت لظهور الباب وأن أحكام الشريعة الجديدة البابية لم تصل إلينا وإشغالكم بالصوم والصلاة وسائر ما أتي به محمد عليه أفضل الصلاة وأزكي السلام كله لغو وباطل إلي أن قالت أقول لكم لا أمر اليوم ولا تكليف ولا نهي ولا تعفيف وإنما نحن في زمان فترة فمزقوا الحجاب الحاجز بينكم وبين النساء واشتركوا جميعا في المال حيث انه حق مشاع ولا تحجبوا حلائلكم عن أحبابكم خذوا حظكم من هذه الحياة فلاشيء بعد الممات.. وكذا فإن البهائية كانت تسعي دوما لتقويض اللغة العربية لغة القرآن حيث أن اللغة العربية هي النافذة المطلقة المطلة علي مفاهيم وأحكام الدين فالثابت تاريخيا أن البابية وهي أصل البهائية في مؤتمرها بدشت سنة‌1264 هـ أعلنت انسلاخها عن الإسلام واشتد بها المرض علي محاربة الإسلام وكل ما يتصل به ومنها لغته مع الاستنكار التام لعالمية اللغة العربية ومن هنا فقد قام البهاء بالدعوة إلي إيجاد لغة أخري تكون لغة الأمم بزعمه لذلك أخذ البهاء يدعو إلي اختراع لغة صناعية جديدة والبهائيون يفتخرون علي دعاة ما يسمي بلغة الأسبرانتوا بأن ربهم قد سبق إلي هذه الفكرة وأنه دعاء إليها بأن تظهر الدعوة إلي لغة الأسبرانتوا. والحقيقة أن البهائيين لا يتوقفون عن الدعوة للبهائية لأي شخص أيا كانت ديانته ويحظي من يعتقد بأن سهامهم مصوبة للمسلمين وفقط فهم ذوو منحي خاص جدا خاص بالمسيحيين ولذا فإن نشاطهم قد كثر وامتد للبلاد الأوروبية مثل انجلترا وفرنسا وألمانيا والنمسا وكذا أمريكا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية حيث أنهم يدعون المسيحيين للدخول في البهائية والإيمان بها حيث أنهم يروجون بأن دعوتهم المسيحيين للدخول في البهائية سيحد من أي عداء موجود بين المسيحية والإسلام بزعم أن البهائية تقرب المسيحيين إلي العقيدة الإسلامية علي حد زعمهم!!! ولا أستطيع أن أستوعب كيف يتم ذلك وهذه البهائية تبعد كل البعد عن الإسلام وتعاليمه.. ولكن يجب أن يوضع في الاعتبار شيء مهم وهو أن كتبا كثيرة قد تناولت شيئا دقيقا وهو أن هناك رابطا بين البهائية واليهودية ومنها ما هو ثابت في كتاب البيان وهو الكتاب المقدس للبابية أصل البهائية من تأكيد وتمجيد للكواكب وعبادها من شياطين الجن بالأسلوب اليهودي بنفس الطقوس والممارسات واتخاذ نفس الألغاز والشارات واستعمال الحروف والأعداد التي تستعملها اليهودية السرية في أعمال السحر واستخدام وتسخير الجن والأرواح الشريرة ولعل الرجوع لكتاب البهائية في الميزان للعلامة القزويني سيكون مفيدا جدا في هذا الشأن. البهائية لم تكن يوما مجرد شيء بلا طموح سياسي, ولم يكن أبدا ما يتحلي به أفرادها من مظهر يفيد الوداعة والطيبة المصطنعة إلا ستارا يخفي تحته الكثير من الدوافع الدفينة والرغبات الطاغية في لعب دور ما بارز حسبما تسمح وتتهيأ الظروف, ولعل الرجوع للجو الذي نشأت فيه البابية والبهائية سيرشدنا لفهم أشياء كثيرة يجب ألا تغيب عنا, فالثابت تاريخيا أنه عندما حكم الفقهاء بوجوب حرب هؤلاء البابيين والبهائيين جرت حروب دامية ارتكب فيها البابيون من الفظائع وحرق القري وذبح النساء والأطفال وقتل النفوس البريئة ما تقشعر منه الجلود وتذوب لذكره الأكباد, بل الثابت أيضا تاريخيا أن البهاء وإخوته كانوا يثيرون الفتن ويدبرون الحيل لقتل ناصر الدين شاه سلطان إيران وكان رجلا مسلما حقا, وقد قاموا بقتل جماعة كبيرة من أكابر الدولة آنذاك وكادوا يغتالون ناصر الدين شاه سلطان إيران آنذاك والذي ما إن برأ من إصابته أمر بنفيهم إلي العراق ثم اسطنبول ثم إلي عكا. ولذا فإن ما جاء بجريدة انقلاب إسلامي الإيرانية بخصوص محاولة انقلاب بهائي فاشل نقلته عنها جريدة السياسة الكويتية في عددها الصادر يوم الأحد 22 / 6 / 1980 ونص ما جاء بالجريدة ذكرت صحيفة انقلاب إسلامي الجمهورية الإسلامية أن خمسا وعشرين من أعضاء الطائفة البهائية نظموا مؤامرة ضد جمهورية إيران الإسلامية وقد ألقي القبض عليهم في يازد علي بعد‌650 كيلو مترا جنوب شرق طهران إلي آخر الخبر. من هنا نجد أن حلم لعب دور سياسي هو أحد الأحلام ذات الجذور التاريخية لدي البهائيين وأنهم ما يفتأوا يقومون بها إذا ما توافرت لهم الظروف والإمكانات لذلك, ومن هنا فإننا يجب أن نلاحظ أن محاولتهم للانقلاب علي الجمهورية الإسلامية بإيران لم يكن وليد المصادفة ولا هي مغامرة حركتها الأهواء ولكنها عقيدة الوجود والقفز علي الأحداث للإيمان الكامل بضرورة وجود سياسي ما, حتي ولو وصل الطموح لقلب نظام حكم أو تقويض أركان دولة. والحقيقة أنه ليس هناك ثمة دليل قاطع علي ما يحاوله الكثيرون من إثبات وجود رابطة ما أو علاقة ما بين البهائية والماسونية وهي من المنظمات الشديدة الارتباط باليهودية والصهيونية بل وأن تفسير محاولة انقلاب البهائيين علي الجمهورية الإسلامية في إيران في الثمانينيات بأنه بإيعاز من الماسونية العالمية هو أمر لم يخرج عن نطاق الاستنتاج حتي الآن. ومن هنا فإن استجلاء الحقيقة في أمر البهائيين هو أمر مهم, بل يجب أن تنتبه أجهزة الإعلام التي تنشر حوارات مقطوعة وغير ذات هدف محدد, يطل من خلالها هؤلاء البهائيون تقدم دون أن تشعر لهؤلاء البهائيين خدمات إعلامية جليلة كانوا لا يحلمون بها بل لا يستطيعون دفع ثمنها, بل ويجب أن يبتعد الإعلام عن المناقشات والحوارات ذات الصوت العالي لأنصاف المثقفين حيث تضيع الحقيقة وتنتهي بفضول أكبر لدي المشاهد أو المستمع أو القارئ لمعرفة ماهية هذه البهائية والتي يحاول أن يلتحف أعضاؤها بعباءة حقوق الحريات مرة وبحقوق الديانات مرة أخري وكأن البهائية دين منزل من عند الله. وأخيرا إننا يجب أن نعلم أن الموضوع أكبر من حكم قضائي, بل هو نافذة يتسلل من خلالها الكثيرون من أعداء الأمة يساعدهم فيها المساحة الهائلة من المشاهدة لشبكات الانترنت ووسائل الاتصال الحديثة بل ومن المؤكد أن هذا الغزو الثقافي لشباب الأمة سيستمر بل وسيظل هو الشغل الشاغل لأعداء الأمة, الأمر الذي يجعل من التمسك بثوابتنا وعقائدنا ووطنيتنا هو الملاذ الأكيد من هذا الغزو. بقلم: د. هشام عناني كلية الطب جامعة الزقازيق جريدة الأهرام المسائي-العدد 5511- 30 مايو 2006

و ان تعجب فعجب قولهم

يأمر اتباعة بعدم السب، ويسب المسلمين

اشاره

إن البهائية هي عقيدة فاسدة تمثل الزيف والضلال والنفاق في أكثر معانيه، فهم يخاطبون كل ملة ودين بما يوافق هواهم، فتجد الداعية منهم بين المسلمين مسلماً وبين اليهود يهودياً وهكذا.. فالإسلام هو العدو اللدود للبهائية، ومن ثَمّ كان أتباعه من أشد الناس عداوة عند البهائية، لذلك ملأ البهاء كتابه بصب الغضب علي المسلمين واصفاً إياهم وكتابهم بالأوصاف المُستَقبَحة بل ويحذر أتباعه منهم.

البهاء يحث علي عدم السب

" يا أهل البهاء كنتم ولا زلتم مشارق محبة الله ومطالع عنايته، فلا تدنسوا ألسنتكم بسب أحد ولعنه" " يا حزب الله أوصيكم بالأدب فهو في المقام الأول سيد الأخلاق، طوبي لنفس تنورت بنور الأدب وتزينت بطراز الاستقامة" " عاشروا مع الأديان بالروح والريحان ليجدوا منكم عَرف الرحمن، إياكم أن تأخذكم حمية الجاهلية بين البرية كلٌ بدأ من الله ويعود إليه"

البهاء يظهر علي حقيقته من خلال تصريحاته

يصف بهاء الله المسلمين وحدهم، في كتابه (إيقان) بالهمج الرعاع، قرابة عشر مرات. وقد تابعه علي ذلك ابنه عبد البهاء عباس، فاستخدم العبارة ذاتها في مواطن عديدة. ومما قاله بهاء الله: "الخلاصة قد انقضي ألف سنة ومائتان وثمانون من السنين من ظهور نقطة الفرقان، وجميع هؤلاء الهمج الرعاع يتلون الفرقان في كل صباح، وما فازوا للآن بحرف من المقصود منه. ويقول في حق علماء الإسلام: " ومن جملة تلك الأحزاب عرفاء ملة الإسلام، فإن بعض تلك النفوس تشبثوا بما هو سبب الخمود والانزواء، لعمر الله إن ذلك يحط من مقامهم ويزيد في غرورهم. لابد أن يَظهر من الإنسان ثمر لأن الإنسان الخالي من الثمر كما نطق به حضرة الروح بمثابة الشجر بلا ثمر. والشجر بلا ثمر لائق للنار.. وبالجملة إنهم في القول فخر العالم وفي العمل عار الأمم.. قل يا معشر العلماء هل تعترضون علي قلم إذا ارتفع صريره استعد ملكوت البيان لإصغائه وخضع كل ذِكر عند ذِكره العزيز العظيم" ويقول بهاء الله: "قل يا ملأ القران قد أتي الموعد الذي وعدتم به في الكتاب، اتقوا الله ولا تتبعوا كل مشرك أثيم. إنه ظهر علي شأن لا يُنكره إلا من غشته أصحاب الأوهام، وكان من المدحضين، قل قد ظهرت الكلمة التي بها فرت نقباؤكم وعلماؤكم" ويقول في لوح الإشراقات: " اتقوا الرحمن يا ملأ البيان ولا ترتكبوا ما ارتكبه أولو الفرقان الذين ادّعوا الايمان في الليالي والأيام. فلمّا أتي مالك الأنام أعرضوا وكفروا إلي أن أفتوا عليه بظلم ناح به أم الكتاب في المآب، اذكروا ثم انظروا في أعمالهم وأقوالهم ومراتبهم ومقاماتهم وما ظهر منهم إذ تكلم مُكَّلِّم الطور ونُفِخَ في الصور. وانصعق من في السموات والأرض إلا عدة أحرف الوجه" وفي لوح طرازات يسمي علماء المسلمين: " أرباب العمائم والعصي "، ويقول كتاب الموجز في شرح المصطلحات: إن المقصود بهذه العبارة:" هم رجال الدين وعلماء الملة " وفي لوح البرهان يخاطب علماء المسلمين بقوله: " يا معشر العلماء بكم انحط شأن الملة ونُكِّسَ علم الإسلام وثل عرشه العظيم، كلما أراد مميز أن يتمسك بما يرتفع به شأن الاسلام ارتفعت ضوضاؤكم بذلك مُنِعَ عمّا أراد وبقي المُلك في خسران مبين " ويمنع بهاء الله أتباعه من مجالسة المسلمين ومحادثتهم فيقول: " إياك أن تجتمع مع أعداء الله في مقعد ولا تسمع منه شيء ولو يتلي عليك من آيات الله العزيز الكريم لأن الشيطان قد ضل أكثر العباد بما وافقهم في ذكر بارئهم بأحلي ما عندهم كما تجدون ذلك في ملأ المسلمين بحيث يذكرون الله بقلوبهم وألسنتهم ولا يعملون كل ما أمروا به وبذلك ضلوا وأضلوا الناس إن أنتم من العالمين" ويتحدث عن المسلمين قائلا: "فانظروا الآن إلي الناس كيف أنهم كالنسناس في أفعالهم الدنيئة، وجاحدون للحق غاية الجحود، بحيث يغضون الطرف عن كل هذا (يقصه عن حاله) ويركضون خلف جيف عديدة (يقصد علماء المسلين) يرتفع من بطونها ضجيج أموال المسلمين" وتستطيع أن تستخرج من الأقدس ألفاظاً وقحة سبَّ بها القرآن والمسلمين، ونحن لا نملك إلا ان نقول لهم: " موتوا بغيظكم "

من أين جاء البهاء وقد أخبر الباب أنه الرب لمدة 150 عام؟

هناك قاعدة تقول: إذا كنت كذوباً فكن ذَكوراً... وقد غفل البهاء عن هذا الأمر.. يقول الباب في كتابه البيان:" كل من ادعي أمراً قبل سنين كلمة (المستغاث) [22] هو مفترٍ كذاب اقتلوه حيث ثقفتموه" فكيف يقول الباب ذلك، ويأتي البهاء ويقوم بأمر الدعوة قبل انقضاء هذه المدة؟ يقول البهائي الكبير الميرزا عبد الحسين أوراه في كتابه (الكواكب الدرية) ما ترجمته من الفارسية:" ويتضح لكل من يطالع كتاب البيان أنه عَهِدَ بإتمامه إلي حضرة بهاء الله إيماءً إلي أن هذين الظهورين ليسا إلا ظهوراً واحدا" [23] . وفي هذا تأويل يفصح عن عراقة البهاء وأتباعه في نسبتهم إلي الباطنية الذين دَرَجوا علي أمثال هذا التعسف المغرض في تأويل كل ما لا يلتقي وأهدافهم ويحقق ما يخططون له. وكيفما كان منزع البهاء وجهده في التأويل فيفضحه لا محالة مجيئه-كما يدعي- بشريعة جديدة ناسخة لديانة الباب مما يصطدم بداهة وزعمه اتحاد الظهورين واعتبار نفسه امتداداً للباب. فقد قال البهاء في الأقدس: من يدعي أمراً قبل اتمام ألف سنة كاملة أنه كذاب مفتر نسئل الله بأن يؤيده علي الرجوع إن تاب إنه هو التواب وإن أصر علي ما قال يبعث عليه من لا يرحمه إنه شديد العقاب" نجد أن البهاء يحكم علي نفسه أن من يدعي نزول شريعة عليه قبل مرور ألف سنة إنه كذاب مفتر.. وهو ادعي ذلك بعد قبوله شريعة الباب بسنوات لم تتعد العشر أو الخمسة عشر، دليلنا علي قبوله لها أنه قال إن شريعته نسختها، ليس هذا فقط، ولكنه قبل بعض نصوصها ومن يؤول هذا الأمر كذاب، لأن البهاء لا يقبل أن يؤول كلامه!!

الزنا والسرقة... أيهما أكبر في الجرم؟

جزاء الزاني والزانية " قد حكم الله لكل زانٍ وزانيةٍ دية مسلمة إلي بيت العدل، وهي تسعة مثاقيل من الذهب، وإن عادا مرة أخري عودوا بضعف الجزاء، هذا ما حَكَم به مالك الأسماء في الأولي، وفي الأخري قدر لهما عذاب مهين" حكم السارق: " قد كتب علي السارق النفي والحبس وفي الثالث فاجعلوا في جيبه علامة يعرف بها لئلا تقبله مدن الله ودياره، إياكم أن تأخذكم الرأفة في دين الله، اعملوا ما أمرتم به من لدن مشفق رحيم" حكم القاتل، ومحرق البيوت عمداً: " من أحرق بيتاً متعمداً فأحرقوه، ومن قتل نفساً عامداً فاقتلوه، خذوا سنن الله بأيادي القدرة والاقتدار ثم اتركوا سنن الجاهلين، وإن تحكموا لهما حبساً أبدياً لا بأس عليكم في الكتاب، إنه لهو الحاكم علي ما يريد" الآن: ما هو الجرم الأكبر؟ الزنا أم السرقة نجد أن الزنا عند البهاء عقوبته ماليه فقط، حتي أنه ليس هناك تعزير علي فاعله ونجد السارق ينفي ويحبس وتكون به علامه حتي يعرف انه سارق، فأي الجرمين أكبر وأيهما أثره علي المجتمع أفظع بل إننا لو نظرنا للأمور من وجهة نظر أخري: نجد أن في مثل هذه النصوص إباحة للزنا للأغنياء، فمن كان لا يعضله دفع الدية والإتاوة (19 مثقال) فله أن يزني؛ طالما القضية قضية مال فقط!

تجريم الزنا، وإباحة زنا المحارم

حرّم البهاء الزواج بأكثر من امرأتين، و لم يحرم من النساء سوي الأم وزوجة الأب، ومنع التعدد وأباح اتخاذ الرفيقة من النساء. وأباح زنا المحارم، أما فِعل قوم سيدنا لوط، فقد سكت عنه فقد جعل عقوبة الزنا: تسعة مثاقيل ذهب تسلم لبيت العدل في عكا. ويفسر ذلك الحكم ابن البهاء قائلا: "وهذا الحكم يتعلق بالزاني غير المحصن والزانية غير المحصنة، أما المحصن والمحصنة فلا حكم عليهما إلا أن يحكم عليهما بيت العدل". ألا يجعلنا ذلك نكرر أنه كان رجل اقتصاد من الطراز الأول، الذي يبحث عن طريقة لتمويل بيت العدل! ويقول:" قد حرّمت عليكم أزواج آبائكم، إنا نستحي أن نذكر حكم الغلمان، اتقوا الرحمن، يا ملأ الأمكان، ولا ترتكبوا ما نهيتم عنه في اللوح، ولا تكونوا في هيماء الشهوات من الهائمين" هنا نجد أن البهاء اقتصر علي تحريم أزواج الآباء، أما باقي الأقارب فحلال للرجل أن ينكحهن، كالأخوات، والعمات، والخالات، وبنات الأخ، وبنات الأخت، وأمهات الرضاعة، وأخوات الرضاعة، و لما كان اكتفاء البهاء بتحريم أزواج الآباء فقط وسكوته عن بقية المحرمات التي ذكرها القرآن المجيد، دليل قاطع علي أنه يجوز عند البهائيين نكاح البنات، والأخوات، وخلافهما، فلقد أباح بذلك السكوت عن التحريم زواج الإخوة والأخوات، بعضهم ببعض، فالأخت عنده تباح لأخيها حتي يتزوجها، وليس للأخت حق الامتناع عن أخيها أو رفض ذلك الزواج ويعلل ذلك بأن ذلك الأمر خارج نطاق الاختيار، وهذا مما لا يجوز، في أي شريعة من الشرائع السماوية الموجودة بل إن هذا النوع من الزنا قد تقرر ضمن التحريمات الشائعة والمؤدية إلي المحافظة علي القيم الثابتة، وصار هناك ميول عام وعالمي إلي تحريم زواج الأم بالابن، والأب بالابنة، والشقيق بالشقيقة ومنع حدوث المعاشرة الجنسية بينهم علي الإطلاق وقد أفتي عباس عبد البهاء في مكاتيبه بأنه لا يحرم نكاح الأقارب، قال: "لا يحرم نكاح الأقارب ما دام البهائيون قلة ضعفاء. ولما تقوي البهائية وتزداد نفوسها عندئذ يقدر الزواج بين الأقارب" [24] . وهنا نجد أن البهاء ومن قبله الباب قد سلكوا نفس درب التلمود؛ فعن معاشرة الأبناء اليتامي لأمهاتهم. يقول التلمود:" الذي توفي أبوه عن أمه الشابة التي لا ترغب في الارتماء في أحضان رجال غرباء. وتمّ الاتصال الجنسي برغبة متبادلة بينها وبين ابنها دون استعمال القوة والعنف فالأمر لا يخصنا في شيء إلي أن يبلغ الابن سن الزواج، وإذا أراد الابن أن يتزوج واعترضته أمه، فعليه أن يقوم بإشباع شهوة كل من زوجته وأمه إلي أن تتزوج هذه الأخيرة- الأم!! يا أصحاب العقول... ألا زلتم علي قولكم.. وعلي عبادتكم وعقيدتكم هذه؟

هل الصلاة علي الوجوب

هل الصلاة علي الوجوب، أم الاستحسان؟ وهل الثلاث صلوات هي واجبة، أم تكفي واحدة؟ هل التكاسل يعتبر رخصة لعدم إكمال الثلاث صلوات يقول الباب: "قد كتب عليكم الصلاة تسع ركعات لله منزل الآيات حين الزوال وفي البكر والآصال وعفونا عن عدة أخري أمراً في كتاب الله إنه لهو الآمر المقتدر المختار"، ويقول: " قد فرض عليكم الصلاة والصوم من أول البلوغ أمراً من لدي الله ربكم ورب آبائكم الأولين. من رأي في نفسه ضعفاً من المرض أو الهرم عفا الله عنه فضلاً من عنده لهو الغفور الكريم، قد أذن الله لكم السجود علي كل شيء " [25] . يقول عبد البهاء (عباس أفندي): " عند التكسر والتكاسل لا يجوز الصلاة ولا يجب، وهذا حكم الله من قبل ومن بعد، طوبي للسامعين والسامعات والعاملين والعاملات، الحمد لله منزل الآيات ومظهر البينات" [26] ويقول: " إن الصلوات الثلاثة ليست بواجبة بل تكفي منها الواحدة" فمرة يقول عبد البهاء بأن الصلاة أساس الأمر الإلهي، وأعظم الفرائض حيث قال: "اعلم أن الصلاة لازمة مفروضة، لا عذر للإنسان بأي حال من الأحوال من عدم إجرائها إلا إذا كان معتوها أو منعه منها مانع قهري فوق العادة" [27] ويقول: "الصلاة أساس الأمر الإلهي، وسبب الروح وحياة القلوب الرحمانية" [28] ، ومرة يسقطها بالكلية عن المتكاسلين فعند التكاسل لا يجوز الصلاة ولا يجب، وطبيعي أنه أيسر علي الإنسان أن يتكاسل ولا يصلي فعبد البهاء يزعم أن هذا حكم الله من قبل ومن بعد.... ولا ندري أي هذه الأقوال يتبع البهائيون في حياتهم!

يقولون أن دينهم يدعو للسلام، ويدخلون الحروب حتي فيما بينهم

اشاره

حينما لا يكون التشريع من رب العالمين، تجد التضارب والتخبط ظاهرَين واضحَين، فها هو البهاء يقول ما لا يفعل، ويؤلف كلاماً لا يعمل هو نفسه به فتراه يقول: " قد نهيناكم عن النزاع والجدال نهياً عظيماً في الكتاب، هذا أمر الله في الظهور الأعظم"، " لِأن تُقتَلوا خير من أن تَقتُلوا"، " ولا يجوز رفع السلاح ولا حتي للدفاع عن النفس" [29] فيفعل عكس ما نهي الناس عنه.. وها نري ما دار علي تاريخ البهائية... ما إن هلك الباب حتي أصبح بأس البابية شديداً بينهم، وهجموا غرة علي الملك ناصر الدين شاه، وكادوا يفتكوا به لولا أن أنقذه معاونوه في اللحظات الأخيرة، وآلت البابية إلي الميرزا يحيي (صبح أزل) ونائبه حسين علي (البهاء)، وتم نفيهم إلي العراق وبعدها إلي استانبول. وفي استانبول وقع النزاع بين الأخوين، وطفق كل منهما يدعو لنفسه ويزعم أنه صاحب الأمر من دون الآخر، وانقسمت البابية إلي قسمين: البهائية والأزلية.. وهنا تجلت روح السلام التي يدعو إليها البهاء حينما أوعَزَ إلي شياطينه أن يفتكوا بمن كانوا يترصدون حركاتهم من الأزليين، فأفنوهم عن آخرهم في ليلة واحدة طعناً بالرماح وضرباً بالساطور، فبهذه الدموية انتهت الأزلية ولم يبقَ إلا البهائية هي التي عرفها الناس... فأي سلامٍ هذا!

السلام العالمي و ترك الجهاد

إن البهائية ليست إلا مسخاً من ما يريده أعداء الإسلام، فتري بأعينهم، وتسمع بآذانهم، فها هم يرون أن الجهاد والدفاع عن البلدان إبّان الاحتلال هو من المعوقات لتوغلهم في بلاد المسلمين، فأوزعوا إلي البهاء ليؤلف لهم ما قد قاله عن حمل السلاح ولو للدفاع عن النفس، ففي هذه النقطة يكمن الداء الذي أصابهم طويلاً. وذاقوا منه الأمرِّين، فكان ولابد من انتشار مثل هذه الأفكار في العالم الإسلامي حتي يسهل صيدهم ويطيب أكلهم، وتُزرع بين أظهرهم دولة بني صهيون دون جهد أو معاناة. فقال البهاء في أمر الجهاد:" البشارة الأولي التي منحت من أم الكتاب في هذا الظهور الأعظم محو حكم الجهاد من الكتاب". ومن الجلي الواضح أن الجهاد في الإسلام لا يكون إلا لإحقاق حق أو إزهاق باطل أو إخماد فتنة، ويقول البهاء في موضع آخر: «ينبغي لوزراء بيت العدل أن يتخذوا الصلح الأكبر حتي يخلص العالم من المصاريف الكبيرة الباهظة للحروب، وهذا واجب لأن المحاربة والمجادلة أساس المصائب والمشقات" [30] . ويقول أيضاً: سوف تتبدل الإنسانية في هذا الدور الجديد وتلبس خلع الجمال والسلام وتزول النزاعات والمخاصمات ويتبدل القتل والقتال بالوئام والسلام والصداقة والاتحاد وتظهر بين الملل والأقوام والبلدان روح المحبة والصداقة ويتأسس التعاون والاتحاد وتزول في النهاية الحروب وترتفع خيمة السلام العامة بين الملل المتعادية والأقوام المتضادة" [31] . أليس عجيباً أن الذين كانوا يفخرون بأنهم يدعون إلي السلام اضطروا إلي اللجوء إلي الحرب، أليس هذا دليلاً محسوساً علي أن هذه الوسيلة لا تزال من حاجيات الحياة الاجتماعية، وأن الضرورة قد تدفع إليها فلا يكون بد منها وقد شرعت في الإسلام للدفاع عن الحوزة وحماية الدعوة قال تعالي:" [أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَي نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ] "الحج39، وقال تعالي:" [وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا] "الأنفال 61

يعبدون البهاء وهو كان محبوسا و لم يستطع الفكاك

كما سبق وذكرنا في عقائد البهائيين، أنهم يولون وجوههم شطر معبودهم في مقامه المقدس في عكا، ومن الغريب أنهم يوجهون وجهتهم نحو الذي كان يشتكي في سجنه ويقول أنا المظلوم المرمي في السجن الأعظم. فأي إله هذا الذي لا يستطيع التخلص من أعدائه بل ويشتكيهم، وأي إله هذا الذي لا يستطيع أن يخرج من سجن حُبِس فيه، وهذا إن دلّ فإنما يدل علي عته هؤلاء الأتباع وانتمائاتهم لأعداء أمة الإسلام. قال الله تعالي: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ] الحج73 والحقيقة أن أعمال البهائيين وسجودهم علي قبور مؤسس البهائي، وطوافهم حولها واعتقادهم أن البهاء سميع الدعوات ومجيبها،والعليم بما كان وما يكون، إن كل هذه الأمور تدل دلالة واضحة علي أنهم سبقوا المشركين والوثنيين في عبادة الأموات أهل القبور، الذين لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعا، ولا يملكون موتاً ولا حياةً ولا نشورا.

البهائية تحرم تعدد الزوجات، وتبيح أن يكون للمرأة تسعة أزواج!!

حرم البهاء الزواج بأكثر من زوجتين

يقول البهاء: "قد كتب عليكم النكاح، إياكم أن تتجاوزوا عن اثنين، والذي اقتنع بواحدة من الإماء، استراحت نفسه ونفسها، ومن اتخذ بكراً لخدمته لا بأس كذلك، كان الأمر من حكم الوحي بالحق مرموقاً، تزوجوا يا قوم ليظهر منكم يذكرني في بين عبادي هذا من أمري عليكم اتخذوه لأنفسكم معيناً" ولا ندري هل هذا لأنه هو شخصياً كان متزوجاً بزوجتين فلم يستطع أن يحرم ما يحلله لنفسه، فرضي أن يكون للرجل زوجتين!؟

قرة العين تطالب بأن يكون للمرأة تسعة أزواج

كانت قرة العين هي محبوبة الباب وقرة عينه لذا أطلق عليها هذا الاسم، وحينما أعلن عن رسالته المزعومة آمنت به وأحبته حباً جنونياً، وقامت علي نشر تعاليمه بكل قوتها، وصبّت جام غضبها علي نظام الإسلام في الأسرة حيث انتقدت نظام الطلاق وتعدد الزوجات، في نفس الوقت الذي دعت فيه إلي تعدد الأزواج، وكان من رأيها أن من حق كل امرأة تسعة رجال!! وقالت في مؤتمر بدشت: " إني أنا الكلمة التي لا ينطق بها القائم والتي يفر منها نقباء الأرض ونجباؤها، إن هذا اليوم يوم عيد وسرور عام، وهو اليوم الذي تفك فيه قيود الماضي، فيقم كل من يشترك في هذا المجد ويقبل صاحبه، فإن أحكام الشريعة المحمدية قد نسخت بظهور الباب، وإن انشغالكم بالآن بالصوم والصلاة والزكاة وسائر ما جاءكم به محمد كله عمل لغو، وفعل باطل، ولا يعمل بها بعد الآن إلا كل غافل وجاهل، إن مولانا الباب سيفتح البلاد، ويسخر العباد، وستخضع له الأقاليم السبعة المسكونة، وسيوحد الأديان الموجودة علي وجه هذه البسيطة حتي لا يبقي إلا دين واحد، ذلك الدين الحق هو دينه الجديد وشرعه الحديث الذي لم يصل إلينا منه إلا نذر يسير، فبناء علي ذلك أقول لكم- وقولي هو الحق- لا أمر اليوم ولا تكليف، ولا نهي ولا تعنيف، وإنا نحن الآن في زمن الفترة، فاخرجوا من الوحدة إلي الكثرة، ومزقوا هذا الحجاب الحاجز بينكم وبين نسائكم بأن تشاركوهن الأعمال وتقاسموهن بالأفعال، وواصلوهن بعد السلوي، وأخرجوهن من الخلوة إلي الجلوة، فما هي إلا زهرة الحياة الدنيا، وإن الزهرة لابد من قطفها وشمها لأنها خلقت للضم والشم، ولا ينبغي أن يعد ولا يحد شاموها بالكيف والكم، فالزهرة تجني وتقطف، وللأحباب تهدي وتتحف، وأما إدخال المال عند أحدكم، وحرمان غيركم من التمتع بع والاستعمال فهو أصل كل وزر، وأساس كل وبال، ساووا فقيركم بغنيكم، ولا تحجبوا حلائلكم من أحبابكم، إذ لا رادع الآن ولا حد ولا منع، ولا تكليف ولا صد، فخذوا حظكم من هذه الحياة فلا شيء بعد الممات" من هذا الكلام الخارج علي أي دين وشريعة تهدف قرة عين الباب أن تشجع الأزواج علي أن يتبادلوا الزوجات، وألا تكون كل زوجة لزوجها بل تكون امرأة لكل الرجال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. هل هذا دين يرتضيه أي رجل أن يكون ديناً لأخته أو امرأته؟ أيَرضي ذلك- أن تهدي المرأة للرجال- لأمه، ولأخته، فضلاً عن امرأته؟ أين ذهب الرجال!! قال تعالي: [وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ] الحشر7 [وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَي رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ] المائدة92 ولكنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور، فقد عميت قلوبهم من قبل أبصارهم، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

قبلتهم اسرائيل

حينما يواجَه البهائيون بهذه الحقيقة- أن للبهائية علاقة وثيقة بإسرائيل وبالصهيونية- ينكرون ذلك، ويتعللون بأن: وجود البهائيين في عكا سابق علي تاريخ قيام إسرائيل بسنوات كثيرة؛ وبالتحديد كان في سنة 1868، بينما قامت إسرائيل سنة 1948!! وما بين النفي والاتهام، لابد أن ندلل ونعطي البراهين التي لا تقبل الشك علي هذه العلاقة الآثمة... أولاً: هناك تشابه في العقيدتين البهائية واليهودية ومدي تأثير اليهودية فيها؛ إذ يؤمنون بالحلول (وحدة الخالق والمخلوق، ومن ثم فالخالق هو المخلوق)، وحينما يعبد المخلوق الخالق فإنه يتوحد معه ويعبد نفسه، أو يعبد قوة خفية لا يمكن الوصول إليها تشبه قوانين الطبيعة، وهذا الاعتقاد مؤسس علي قناعة ضمنية فاسدة مفادها أن توحد الإله في مخلوقاته يخضع من منظور بهائي إلي مبدأ الاصطفاء أو الذاتية، واليهودية تعتقد أن الشعب اليهودي يتوحد تماماً بالخالق، ومن ثم تصبح إرادة الشعب من إرادة الخالق، بل إن الخالق يحتاج إلي الشعب لتكامله، وفي ذات الوقت لا إرادة للشعب لأنه أداة في يد الخالق!! ثانياً: لن يستطيع البهائيون أن ينكروا العلاقات القائمة بينهم حتي ولو قالوا أن البهائيين دخلوا فلسطين قبل قيام إسرائيل بسنوات طويلة، فالأخبار أتت لتفضحها، وإليك التفصيل.. ففي المجلة البهائية التي تصدر عن المحفل البهائي العالمي في عددها الخامس الصادر سنة 1950، نُشِر الخبر التالي: " لقد عرّف أيادي أمر الله- أعضاء المجمع البهائي-إلي رئيس الجمهورية الإسرائيلية والسيدة عقيلته في المركز العالمي، وقد ذكر جناب الرئيس والسيدة عقيلته أنهما سبق لهما زيارة المولي أمر الله العزيز وتذكرا طوافهما بحقول وبساتين جبل الكرمل في سنتي 1909-1911 واجتماعهما بحضرة البهاء" وبدورها اعترفت حكومة إسرائيل باستقلال العقيدة البهائية، وأقرت بها لتسجل عقد الزواج البهائي كما أقرت ما سبقتها إليه سلطة الانتداب البريطاني من إعفاء جميع الممتلكات البهائية من الضرائب والرسوم، وزادت علي ذلك بإلغاء جميع الأوقاف الإسلامية في مروج عكا وجبل الكرمل ومنحها لهذه الطائفة لبناء المقام الأعلي للبهائية، وأقرت بصورة رسمية الأيام التسعة المباركة في شريعة البهاء. واجتمع ممثلوا البهائية العالمية سنة 1951 برئيس الكيان الصهيوني (بن جوريون) ونُشر خبر عن هذا الاجتماع في مجلتهم الأمرية، أعربوا فيه عن امتنانهم، وامتنان الجامعة البهائية للمعاملات الودية من الحكومة الإسرائيلية مع البهائيين، وتقديرهم لما تبذله الحكومة الإسرائيلية من عناية وتفهم في حق قضايا البهائيين، وتمنوا ازدهار إسرائيل. وفي سنة 1953 نشرت نفس المجلة خبراً عنوانه: (بشارة عظمي) يقول متنه:" لقد اعترفت الحكومة الإسرائيلية بفرع المحفل البهائي الإيراني في إسرائيل، وقد تم بالفعل تسجيله وأصبحت له شخصية حقوقية، وقد قال الهيكل المبارك (شوجي أفندي) إن لهذا الأمر أهمية كبري، فلأول مرة في تاريخ هذه العقيدة يسجل فرع لها في بلد يغترف به رسمياً، مع أن أصل المحفل في مؤسسته المركزية بإيران لم يُعترَف به، ولم يسجل وليست له شخصية حقوقية" وفي نوفمبر 1957 نشرت ذات المجلة مقالاً لأرملة شوجي أفندي الأمريكية- روحية ماكسويل- قالت فيه: " إن مستقبلنا ودولة إسرائيل كحلقات السلاسل متصل بعضها ببعض". وفي شهر أغسطس 1964م قام رئيس دولة إسرائيل بالزيارة التقليدية للمركز البهائي، ونشرت مجلتهم هذا الخبر، وأضافت:" وقدم حضرة الرئيس دعواته وتحياته لجميع البهائيين في العالم، وبعد استلامه هدية الذات الماركة أرسل رسالة يعبر بها عن عواطف الصداقة والتقدير التي يكنها للجامعة البهائية". وللبهائيين في الدول الإسلامية أو في العالم أن ينكروا ما شاءوا عن علاقتهم بإسرائيل أو بالعمل السياسي، لكن لن يستطيعوا أن ينكروا ما يمكن أن نفهمه بشيء من التفكير وإعمال العقل، والذي يمكن أن يقودنا إلي أن البهائية بدعوتها تتصادم مع الإسلام، وتلتقي بأعدائه، أيّاً كان هذا العدو، والذي بدوره أسبغ عليهم حمايته التي فقدوها في البلدان ومع السلطات الإسلامية، ولقد عبّر الزعيم الثالث للبهائية عن هذا تماماً حينما قال في كتابه (البديع) المجلد الثالث:" علي إثر الاحتلال البريطاني للأراضي المقدسة تمكنّا من التخلص من المخاطر الجسيمة التي كنا نتعرض لها 65 سنة، وانجلي بدر الميثاق الذي كان مخسوفاً بالمحن والبلاء" إذن فمن الطبيعي ارتماء البهائيون في الأحضان الآمنة...

فماذا بعد الحق الا الضلال

موقفهم من المعجزات وإنكارهم لها

لم يدعِّ البهاء النبوة فحسب، بل ادعي الإلوهية أيضاً، وحتي لا يقول له أحد أين إثبات هذا بالمعجزات، كان لابد له من إنكارها وتأويل ما جاء به القرآن الكريم بشأنها، وكذلك السنة المطهرة عن نبينا صلي الله عليه وسلم؛ مثل انفلاق البحر وانفجار العيون من الحجر لسيدنا موسي عليه السلام، وإبراء سيدنا عيسي عليه السلام للأكمه والأبرص وإحيائه الموتي بإذن الله، ونبع الماء من بين أصابع سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، ورده عين قتادة، وتسبيح العصي في يده صلي الله عليه وسلم، فهيا بنا لنري وجه آخر من أوجه الضلالات.. قد استندوا في هذا الإنكار علي أنها أمور غير معقولة لديهم، ثم جهدوا وسعهم في تأويل كل ما ورد في تلك المعجزات من نصوص واضحة صريحة منحرفين بها إلي معان لا يقبلها إلا من فقد عقله قبل أن يفقد عقيدته!، وهم في ذلك ليسوا أكثر من مقلدين متبعين لطرائق أسلافهم من ملاحدة الفلاسفة الذين لا يؤمنون بأن لهذا العالم خالقا قادراً مختاراً فعالاً لما يريد. يقول داعية البهائية أبو الفضل الجرفادقاني: لا تري كثيراً من أهل العلم حملوا العبارات الواردة في الإخبار عن المعجزات علي ظواهرها، فاعتقدوا أن العصا تحولت في الظاهر حقيقة بالحية، والأموات بالأحياء، وجرت المياه في الحقيقة من أصابع سيد الأنبياء، إلي غيرها من عجائب الأمور وخوارق المقدور، وكثير من أهل الفضل وفرسان مضمار العلم اعتقدوا بأن جميع ما ورد في الكتب والأخبار من هذا القبيل كلها استعارات عن الأمور المعقولة والحقائق الممكنة مما يجوزه العقل المستقيم ولا يمجه الذوق السليم؛ ففسروا العصا بأمر الله وحكمه، فإن موسي عليه السلام بهذه العصا غلب علي فرعون وجنوده، ومحا حبائل عتوه وجحوده، وبهذه العصا (يعني أمر الله وحكمه) ضرب الأسباط الإثني عشر فلانت قلوبهم القاسية، وانشرحت صدورهم الضيقة، وتنورت أفئدتهم المظلمة فانفجرت منها عيون العلم والحكمة، وانبجست منها ينابيع الفضل والرحمة؛ فصاروا ملوكاً حكاماً وأئمة أعلاماً بعدما كانوا رعاة جهلة وعبيداً رزلة، يسومهم الفراعنة سوء العذاب؛ فكان بنو إسرائيل في طي هذه البأساء وتحمل هذه الضراء كالأحجار التي لا حراك لها، والأموات التي لا حياة لها.... فلما ظهر موسي عليه السلام وأعطاه الله الحكم والنبوة وأمره بتخليص بني إسرائيل من ذل الأمر والعبودية فظهر من هذا الأمر المعبَّر عنه بالعصا وعن الرسالة المعبَّر عنها باليد البيضاء أثران باهران لا ينكرهما خبير، ولا يجهلهما بصير؛ فإنه محا أولاً كيد فرعون ومكره، وجبر ثانياً حال الشعب وكسره، وخلص القوم من ذل الأسر وأجلسهم علي منصة الملك، فجري من تلك القلوب القاسية كالأحجار الصلدة عيون المعارف والعلم والحكمة، فعَلِم كل أناس مشربهم، وعرف كل سبط من الأسباط في مدة ألف وخمسمائة عام مسلكهم ومذهبهم. ويقول في تفسيره لمعجزات عيسي عليه السلام: "حتي انتهت دورتهم وانقضت مدتهم (يعني الأسباط الإثني عشر) وتفرقت كلمتهم فقست وماتت قلوبهم، وبرصت بالذل جباههم وجنوبهم، فأحيا الله تعال بأنفاس عيسي عليه السلام بعضاً من تلك النفوس الميتة وبرأ بيده الكريمة جملة من الجباه المبروصة ". ويقول في معجزات سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم: "ثم قام الرسول الكريم علي إنشاء الديانة الإسلامية، فأجري الله تعالي من أصابعه المباركة ينابيع الحكمة والعلم" [32] . إلي غير ذلك من التأويلات التي يردها إجماع المسلمين، والاستعارات التي يمجها الذوق العربي السليم، دونما حاجة إل شيء من ذلك الهراء ما دمنا: 1-نعتقد بالقادر المختار الفعال لما يريد. 2-وما دام في الناس أمثال هؤلاء الكذابين الدجالين المناكيد مما يستلزم تأييد الله تعالي لمن يختارهم بالمعجزات والبراهين حتي يميز الخبيث من الطيب، والمبطل من المحق. فمن المقرر لدي علماء الإسلام سلفاً وخلفا علي أن المعجزة وهي من خوارق العادات لا من فوارق العقليات هي أمر يظهره الله علي يد مدعي النبوة مقرونا بالتحدي مع إمكان المعارضة، ولن نمضي في بيان هذا التعريف فليس هذا مجاله ولكننا نقول: إن الهدف من ظهور المعجزات علي أيدي الأنبياء هو تأييد الله لمن اختارهم لتبليغ دينه ورسالته، وذلك لإفحام خصومه وإقناعهم، فهي بمثابة الدليل علي صدق دعوي النبوة. وذلك في مواجهة أساليب التحدي والعناد، وقد أخبرنا القرآن بجملة من معجزات الأنبياء، كما دلت عليها ظواهر النصوص وإلا لفقدت مقاصدها وغايتها. ولم تكن حينئذ من قبيل الأدلة علي صدق دعوي النبوة، ما لم تكن مخالفة لسنن الطبيعة وقوانينها، وكان القرآن كبري معجزات النبي صلي الله عليه وسلم تحدي به بلغاء العرب وفصحاءهم، وقد كانوا مطبوعين علي البلاغة والفصاحة وقد نزل بلغتهم وبكلام من جنس حروف كلامهم. وأخبرتنا الأحاديث المتواترة بعديد من معجزاته صلي الله عليه وسلم التي جرت علي يديه في أوقاتها كمعجزات الإسراء والمعراج، وانشقاق القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، وأنين الجذع وتسبيح الحصي في كفه، ورد عين قتادة، إلي غير ذلك مما ثبت بالتواتر المعنوي وحيث لا ينكره إلا جاحد ضال، والمنكر للمعجزات كالبهائية ومن نحي نحوهم منازع في تمام قدرة الخالق وشمول إرادته وإلا فهي ليست من مجالات العقول كما يدعي هؤلاء، ولهذا لجأوا إلي تأويل تلك النصوص التي أخبرت بوقوع المعجزات في القرآن والسنة جرياً علي نفس منهجهم في التأويل من صرف النصوص عن معانيها الظاهرة إلي معان أخري تستلزم عدم وقوع المعجزات بالمعني المستقر عند الأمة الإسلامي.

تأويلهم للقرآن الكريم

كما ذكرنا من قبل؛ فإن البابية وليدة من ولائد الباطنية، والبهائية هي امتداد للبابية لذا فإنها أيضا -البهائية-تقوم علي التأويل الذي لا يستند علي أي أساس منطقي أو لغوي، وسنستعرض بعض النماذج من تلك التأويلات وهي تحتاج للرد لأنها قرينة للجهل بوضوح دون خفاء.. وإنا سنحكي ما نحكيه لِيُضحَكَ من هذه العقيدة، لعل الله يهدي قلوب قد عميت عن الحق، ونعوذ بالله من صرعة العاقل، وكبوة الجاهل.. فإلي الأمثلة: قال تعالي:" إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ [33] وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ [34] وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ [35] وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ [36] وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ [37] وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ [38] وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ [39] وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ [40] بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ [41] وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ [42] وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ [43] وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ [44] وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ [45] عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ [46] " التكوير فقالوا: (الشمس كورت) ذهب ضوؤها: أي أن الشريعة الإسلامية ذهب زمانها واستبدلت بشريعة البهاء. (وإذا الجبال سيرت): أي أن الدساتير الحديثة قد ظهرت. (وإذا العشار عطلت):استعيض عنها بالقاطرات. (وإذا الوحوش حشرت) أنشئت حدائق للحيوانات. (وإذا البحار سجرت) أنشئت فيها البواخر. (وإذا النفوس زوجت) اجتمع اليهود والنصاري والمجوس علي دين واحد فامتزجوا. (وإذا الموءودة سئلت) وهي الجنين يسقط في هذه الأيام فيموت، فيُسأل عنه من قِبَل القوانين لأنها تمنع الإجهاض (وإذا الجحيم سعرت، وإذا الجنة أزلفت) الأولي لمن عارض الميرزا حسين، والثانية لأتباعه والمؤمنين به [47] . قال تعالي: [يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ] إبراهيم27. قالوا: الحياة الدنيا هي الإيمان بمحمد، والآخرة: الإيمان بميرزا حسين البهاء قال تعالي: "كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ، فَرِيقاً هَدَي وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ.." الأعراف 29، 30 قالوا: أي فريقاً هدي فآمن ببهاء الله، وفريقاً لم يؤمن فحق عليه الضلالة. قال تعالي:" إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ [48] وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ [49] وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ [50] وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ [51] عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ [52] الانفطار (إذا السماء انفطرت): أي سماء الأديان انشقت (وإذا الكواكب انتثرت): هم رجال الدين لم يبق لهم أثر علي الناس. (وإذا القبور بعثرت): فتحت قبور الآشوريين والفراعنة والعدنانيين لأجل الدراسة. قال تعالي: [وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ] الزمر 67 القصد منها الأديان السبعة: البرهمية والبوذية، والكونفوشيوسية، والزرادشتية، واليهودية، والنصرانية، والإسلام. إنها جميعاً مطويات بيمين الميرزا قال تعالي عن خزنة جهنم: [عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ] المدثر30 يقولون: التسعة عشر ليس عدد الملائكة ولكنه عدد حروف بسم الله الرحمن الرحيم، ومعني هذا أنه لا عذاب في الآخرة ولا عقاب. قال تعالي: [يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ] إبراهيم48 يقولون: أن التبديل للأرض هو تبديل أراضي القلوب بما نزل عليها من أمطار الملكوت، ويري البهاء أن القيامة هي حلول روح الله في جسد بشري، ومن ثّمَّ فالقيامة ليست واحدة بل هي متعددة. ومن تأويلات (بهاء الله) أنه قال: "كل ما ورد في القرآن عن الصراط والزكاة والصيام والحج والكعبة والبلد الحرام كله لا يراد به ظاهره وإنما يراد به الأئمة. وفي هذا يقول في كتابه: " قال أبو جعفر الطوسي: قلت: لأبي عبد الله أأنتم الصراط في كتاب الله وأنتم الزكاة، وأنتم الحج؟ قال: يا فلان: نحن الصراط في كتاب الله، و نحن الزكاة و نحن الحج و نحن كقبة اله و نحن قبلة الله، و نحن وجه الله. تعالي الله وتعاظم وتنزه وتقدس عما يقوله هؤلاء الكفرة علواً كبيرا

عجبا للرقم 19

اشاره

من ضمن ضلالات البهائية المتعددة، تلك المتمثلة في إيمانهم بالقيمة العددية؛ فهم يؤمنون بالقيمة العددية للحروف (كل حرف له عدد يساويه) لأنهم ترَّبوا في وسط باطني تأويلي يَشيع فيه الحروفيون.

تسعه عشر هو الرقم المكافي لكلمة واحد

ولهذا السبب قدّسوا العدد 19 لأنه يكافئ كلمة: "واحد" وحساب عدد حروفها كالتالي: الواو=6، الألف=1، الحاء=8، الدال=4 فيكون المجموع 19 ولنتوقف هنا قليلاً لننبه إلي فتنة الكلمة وفتنة العدد، أما الكلمة التي افتتنوا بها فهي (واحد) وليست (أحد)، والواحد يصدر عنه واحد من ذاته وماهيته - كما يقول الفلاسفة - وعنه يتسلسل الوجود بواسطة، والواحد هو أول العدد ويثني ويجمع علي الكثرة فيقال (أحدان)، ويجمع (وُحدان) أما (أحد) فهي من الوحدانية، أو كما يقول اللغويون: التي معناها أنه يمتنع أن يشاركه (الله) شيء في ذاته أو صفاته وأنه منفرد بالإيجاد والتدبير العام بلا واسطة، لكن لفظة الواحد تناسب عقيدة البهاء أكثر من لفظة أحد.

عدة الأيام والشهور والصيام

افتتن البهاء بكلمة واحد، وجعل قيمة حروفها العددية 19 عدداً لشهور السنة وأيام الشهر وأيام الصوم التي جعلها 19 يوماً وفيه يتم الامتناع عن الطعام والشراب مثل صوم المسلمين لكن البهاء يريد أن يختلف لذلك جعله 19 فقط، وطبعاً الاختلافات الأخري قد ذكرناها في قسم العبادات.

تجديد اثاث المنازل

وكذَب البهاء الذي حاول أن يوظف العدد في كل شيء وأي شيء: "كتب عليكم تجديد أثاث البيت في كل تسعة عشر عاماً".. تري: ماذا يكون الحال إن كان المرء غير مقتدر علي تغيير الأثاث في حينه؟ هل يأثم؟، وإن أراد أن يغير قبل هذه المدة، هل تراه يكون فاسقاً خارجاً عن الملة؟.. أين أنتم يا أصحاب العقول!

الزكاة

والزكاة استبدلت بما يشبه الضريبة ومقدارها 19% تؤدي سنوياً من رأس المال.

القصاص

قَصَر العقوبات علي الغرامات المالية وتحريم الاتصال الجنسي بالزوجة وحرم القصاص: فمن قتل نفساً يعاقب بدفع10.000مثقال ذهب، وأن يمتنع عن مباشرة زوجته جنسياً 9ا عاماً -كذا قال - فهل المعاقَب يمتنع عن زوجته فعلاً هذه المدة ولا رقيب عليه!

مهر الزوجة

وحتي الزواج لم يسلَم من البهاء وحبه للعد 19 فقد قدّرَ للمرأة المدنية مهراً مقداره 19 مثقال ذهب، والقروية 19 مثقالاً من الفضة.. مع ما في هذا من إهدار لحقوق المرأة وعدم المساواة فيما بينهن، فضلاً عن مساواتهم بالرجال!

عدد الكتب المسموح باقتنائها

يوجب علي أتباعه أن لا يكون في حوزة أحدهم أكثر من 9ا كتاباً

وعجباً للرقم 9

اشاره

افتتن البهاء والبهائيون أيضاً بالعدد 9 فجعلوا نجمتهم المقدسة ذات 9 رؤوس،و بنوا معبدهم المسمي مشرق الأذكار من 9 جوانب عليه قبة مكونة من 9 جوانب، وجعلوا مجالسهم المحلية تتكون من تسعة أفراد، وجعلوا الهيئة العليا التي تدير محفلهم تتكون أيضا من 9، فهل عميت أبصار البهائيين وبصر بهائهم عن قول الله تعالي وقوله الصدق: [وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ] النمل48

حد الزنا

وفي حد الزنا حكم بالرخصة للزنا بأنها تسعة مثاقيل من الذهب، وأعتقد أن في هذا ترخيص بالزنا للأغنياء دون الفقراء؛ فمن أين سيأتي الفقير بهذا السعر، فإذا عليه الالتزام بالتعاليم التي تبيح زني المحارم وتنص علي تحريم الزنا في ألواحها!

زواج المرأة من تسعة رجال

قال البهاء عن قرة العين (الطاهرة): " وقد أفتت قرة العين بجواز نكاح المرأة من تسعة رجال" [53] . سبحان الله: إن كانت المرأة ستتزوج تسعة رجال، فهل ستتزوجهم كلهم مرة واحدة؟ فماذا عن الأطفال واختلاط الأنساب؟ أم هي تريد أنها ستتزوج تسعة رجال علي التوالي؟ وترون أن البهاء الذي اتخذتموه إلهاً إنما تُشَّرِّع معه حبيبته وليس هو المشرع الوحيد! أي عقيدة تلك التي تؤمنون بها يا أصحاب العقول؟!

موقف البهائية من الإلوهية

دعوي الباب أنه الإله

لقد كانت النتيجة الطبيعية لالتزام الباب وتصوره لحقيقة النبوة علي الوضع المتمثل في حلول الله عز وجل أو صفاته المقدسة في هياكل وصور هؤلاء الأنبياء أن يدعي الباب أنه الإله الحق من حيث كونه علي حد تعبير البابية مجلي وجهه سبحانه ومشرق صفاته المقدسة ومظهر أمره كما هو الحال في سائر الأنبياء والمرسلين غير أن ظهوره سبحانه في هيكله أشد وأقوي وتجليه تعالي في شخصه أتم وأكمل اتساقاً مع شريعة التطور والترقي، فكل ظهور لاحق أكمل وأجلي من الظهور السابق بقول الباب ما ترجمته من الفارسية: "أنا قيوم الأسماء مضي من ظهوري ما مضي، وصبرت حتي يمحص الكل، ولا يبقي إلا وجهي، وأعلم بأنه لست أنا، بل أنا مرآة، فإنه لا يري في إلا الله"

دعوي البهاء أنه الإله

ليس بدعاً أن يتبجح البهاء ويزعم للناس أنه الإله، وقد جهر بدعوي النبوة بالمعني الذي أسسه غلاة الشيعة والباطنية في القديم، والأحسائي والرشتي (بما يئول إلي حلول الإله عز وجل أو صفاته المقدسة في هياكل الأنبياء والرسل). وقد صرح البهائية بمعتقدهم في البهاء والألوهية علي الوجه الأتي: 1- أنه تعالي مفتقر في ذاته وصفاته إلي أنبيائه ورسله الذين هم مشارق ذاته ومظاهر صفاته ومهابط وحيه. يقول داعيتهم الأكبر أبو الفضل الجرفادقاني: "نحن معاشر الأمة البهائية نعتقد بأن مظاهر أمر الله ومهابط وحيه هم بالحقيقة مظاهر جميع أسمائه وصفاته، ومطالع شموس آياته وبيِّناته، لا تظهر صفة من صفات الله تعالي في الرتبة الأولية إلا منهم، ولا يمكن إثبات نعت من النعوت الجلالية والجمالية إلا بهم، ولا يعقل إرجاع الضمائر والإشارات في نسبة الأفعال إلي الذات إلا إليهم؛ لأن الذات الإلهية والحقيقة الربانية غيب في ذاتها متعال عن الأوصاف بحقيقتها، فلا توصف بوصف ولا تسمي باسم، ولا تشار بإشارة، ولا تتعين بإرجاع ضمير؛ لكونها منزع كل هذه المدارك الحسية، وهي فوق الإدراك، فكل ما توصف به ذات الله ويضاف ويسند إلي الله من العزة والعظمة والقدرة والقوة والعلم والحكمة وغيرها من الأوصاف والنعوت يرجع في الحقيقة إلي مظاهر أمره ومطالع نوره ومهابط وحيه ومواقع ظهوره... إلخ [54] . 2- وأن الله تعالي ليس له وجود الآن (أي مدة حياة البهاء) إلا بظهوره في مظهر البهاء. 3- وأنه- تعالي عن قولهم- كان يظهر قبلاً بمظاهر تافهة في الديانات السابقة أي في شخص سيدنا عيسي مثلاً وموسي ومحمد عليهم الصلاة والسلام لكنه بظهوره في البهاء الأبهي بلغ الكمال الأعلي. يقول أبو الفضل الجرفادقاني: اعلموا أضاء الله وجوهكم البهية بنوره الوضاح وأيد كلمتكم العالية بآيات البر والنجاح أن هذه الأدلة والبراهين تثبت حقية مظهر أمر الله في زماننا هذا أكثر وأوضح وأجل ما كانت عليه حقيقة مظاهر أمر الله (أي الأنبياء) في الأزمنة السابقة، إن هذه البراهين قائمة ومتوفرة في هذا الظهور الأعظم الأسني والطلوع الأفخم الأبهي، ونعني به ظهور سيدنا البهاء جل اسمه وعز ذكره أكثر مما توفر في ظهور من سبقه من الأنبياء؛ بحيث لو أنكر أحد هذا الظهور الأعظم وأنكر أدلته وبراهينه الواضحة الجلية لا يمكنه إثبات حقيقة دين من الأديان الماضية" [55] . ويقول البهاء مصرحاً بالألوهية علي هذا المنحي: "يا ملأ الإنشاء اسمعوا نداء مالك الأسماء، إنه يناديكم من شطر سجنه الأعظم إنه لا إله إلا أنا المقتدر المتكبر المتسخر المتعالي العلم الحكيم... إلخ " [56] . يقول الميرزا عبد البهاء:"وقد أخبرنا بهاء الله بأن مجيء رب الجنود والأب الأزلي ومخلص العالم الذي لابد منه في آخر الزمان، كما أنذر جميع الأنبياء عبارة عن تجليه في الهيكل البشري (كما تجلي في هيكل عيسي الناصري) إلا أن تجليه في هذه المرة أتم وأكمل وأبهي فعيسي وغيره من الأنبياء هيئوا الأفئدة والقلوب استعداداً لهذا التجلي الأعظم" [57] . ويري البهائيون أن الله ليس له أسماء ولا صفات ولا أفعال، وأن كل ما يضاف إليه من أسماء وصفات وأفعال هي رموز لأشخاص متميزين من البشر قديماً وحديثاً وهم مظاهر أمر الله ومهابط وحيه. يقول قائل من أتباع البهاء: "نحن نعتقد بأن مظاهر أمر الله ومهابط وحيه هم بالحقيقة مظاهر جميع أسمائه وصفاته، ومطالع شموس آياته وبيناته، لا تظهر حقة من صفات الله تعالي في المرتبة الأولية إلا منهم، ولا يمكنه إثبات نعت من النعوت الجلالية والجمالية إلا بهم ولا يعقل إرجاع الضمائر والإشارات في نسبة الأفعال إلي الذات إلا إليهم، لأنه الذات الإلهية، و الحقيقة الربانية غيب في ذاتها متعال عنه الأوصاف بحقيقتها منزه عنه النعوت بكينونتها لا تدركها العقول ولا تبلغ إليها الأفهام، ولا تحويها الضمائر، ولا تحيط بها المدارك، فلا توصف بوصف ولا تسمي باسم، ولا تشار بإشارة و لا تتعين بإرجاع ضمير، لكن منزه عن كل هذه المدارك الحسية وهي فوق الإدراك. لأن كل مدرك محاط و كل محاط محدود ذو وضع، وهذا من صفات الجسم والجسمانية... فكل ما توصف به ذات الله ويضاف ويسند إلي الله من العزة والعظمة والقدرة والعلم والحكمة، والإرادة والمشيئة وغيرها من الأوصاف والنعوت، يرجع بالحقيقة إلي مظاهر أمره ومطالع نوره، ومهابط وحيه، ومواقع ظهوره، وقد وقعت هذه المسألة من القلم الأعلي مبينة مفصلة في ألواح ربنا الأبهي فأظهر الله تعالي جواهر أسرارها في الصحف المطهرة ببيانه الأجلي" [58] . تعالي الله عز وجل عما يقولون علواً كبيرا

موقف البهائية من سيدنا محمد

اشاره

إن ما هو واضح من مخالفة البهائيين لما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم شاهد علي أن قلوبهم جاحدة لرسالته، وإذا تحدثوا عنه في بعض كتبهم متظاهرين بتصديق رسالته فما هم إلا كسائر الأفراد الذين يعملون لهدم الإسلام تحت ستار، ومن خبال زعيمهم الباب دعواه في تفسير سورة يوسف أنه أفضل من رسول الله صلي الله عليه وسلم، وعلل علي هذا الكلام بما لا يفهمه إلا من يفهم لغة (المبرسمين)؛ إذ قال: "لأن مقامه- الباب- هو مقام النقطة، ومقام النبي صلي الله عليه وسلم هو مقام الألف". وقال: " كما أن محمداً أفضل من عيسي فكتابي (البيان) أفضل من القرآن" و يقول: "ولعمري أول من سجد لي محمد ثم علي، ثم الذين هم شهداء من بعده، ثم أبواب الهدي أولئك الذين سبقوا إلي أمر ربهم وأولئك هم الفائزون" ويقول:"ولعمري إن أمر الله في حقي أعجب من أمر محمد رسول الله من قبل لو أنتم فيه تفكرون، قل إنه رُبِّي في العرب، ثم من بعد أربعين سنة قد نزّل الله عليه الآيات وجعله رسوله إلي العالمين، قل إني رُبِّيت في الأعجمين، وقد نزل الله علي من بعد ما قد قضي من عمري خسة بعد عشرين سنة آيات التي كل عنها يعجزون، وقد قضي يوم الدين وإنما بما قد وعدنا من قبل في القرآن إنا كنا نستنسخ ما كنتم به تعملون". ويقول ما ترجمته: " إني أفضل من محمد كما أن قرآني أفضل من قرآن محمد وإذا قال محمد بعجز البشر عن الإتيان بسورة من سور القرآن فأنا أقول بعجز البشر عن الإتيان بحرف مثل حروف قرآني، إن محمد كان بمقام الألف وأنا بمقام النقطة " ويقول: "وإنني أنا عبد قد بعثني الله بالهدي من عنده: أفلا تحبون أن تكونن من المتقين، وما يهبط أعمالكم إلا بما احتجبتم عن رسول وما عنده، فإذا أنتم حينئذ علي أنفسكم ترحمون، إن تحبون أن تدخلون في دين الله فتحضرن عند الرسول في أرضكم ولتستغفرن الله عنده فإن من يستغفرن له الرسول من عند الله فأولئك يقبل أعمالهم وهم في درجات الرضوان " [59] . وهكذا لا تجد في كتاب الباب المسمي بالبيان إلا هذا الغي الفاضح واللحن المتفشي والأسلوب الركيك الهزيل، وعلي الرغم من ذلك كله يجد الباب من بيئته الساذجة الجاهلة ما يسمح له أن يتحداهم بالإتيان بحرف واحد من مثل هذا السخف المتداعي. وعندما واجهه بعض معاصريه بما يشيع في كتابه البيان من لحن وانحراف عن قواعد العربية أجاب في تمحل صفيق: "إن الحروف والكلمات كانت قد عصيت واقترفت خطيئة في الأول فعوقبت علي خطيئتها بأن قيدت بسلاسل الإعراب وحيث إن بعثتنا جاءت رحمة للعالمين فقد حصل العفو عن جميع المذنبين والمخطئين حتي الحروف والكلمات فأطلقت من قيدها تذهب إلي حيث شاءت من وجوه اللحن والغلط" [60] .

وحدة الأنبياء

يقول:"فإن هؤلاء الذين يحملون اللواء ويبلغون الناس هم من حكم نفس فردة واحدة كيف وقد طعموا من ثمار شجرة الوحدة الصمدية بيد أن لهم مقامين أحدهما مقام صرف التجريد ومحض التوحيد، وإذا وصفوا جميعاً في هذا المقام بنعت واحد كان ذلك صادقا ً و مصداقه [لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ] البقرة285، وكيف يصح في الأذهان بينهم فرقة والكل داعٍ إلي التوحيد وحاط بخلعة النبوة ورداء المكرمة ومصداقية حديث:" أما النبيون فأنا)، وقوله:" أنا آدم الأول ونوح وموسي وعيسي " وإذا كان أمر الله واحداً، فلابد من وحدة المظاهر [وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَة] القمر 50 ومهما ظهر الأنبياء في أشخاص مختلفة فهم جميعاً هياكل أمر الله يتكلمون بكلام وأمر واحد فالمعول عليه وحدة الخواص بينهم دون نظر إلي الفوارق الزمنية والشخصية كما تبدو هذه الوحدة بين الأزهار مهما اختلفت بها الأماكن والأزمان. فمظاهر الحق واحدة مهما تعددت ولا يغير تعدد المطالع من وحدة الشمس فالأول هو الأخير بعينه [61] . أساس القول بالرجعة ووحدة الأنبياء ينتهي البهاء إلي القول: إن المظهر الخاتم هو بعينه الأول الفاتح وكذلك العكس لاتحاد الأمر ووحدة الصراط والجوهر بين المظاهر فإذا كان محمد يصف نفسه بالبدئية في قوله أنا آدم الأول فأي غرابة في وصفه بالختمية بعين تلك النسبة و ما أوضح صدق الختمية علي من صدقت عليه البدئية. ويستشهد البهاء علي زعمه هذا بقوله:" إن الله وصف نفسه بالأول والآخر فهل تعني آخريته آخرية عالم الموجودات مع أنه لم ينته بعد، نعم هو الأول والآخر بمعني يتعانقان فيه ويترادفان عليه فتبدو أوليته عين آخريته وآخريته عين أولويته وهكذا الحال في مظاهره أيضا. وأي بصر حديد لا يري أن مظهر الأولية والآخرية والظاهرية والباطنية والبدئية والختمية هي هذه الذات المقدسة؟ فليس كذباً أن يوصفوا جميعاً بالختمية فإن للجميع حكم ذات ونفس وروح وهيكل وأمر واحد، ومن ثم فلا انقطاع لهذه المظاهر بآية الختم وما تمسّك المسلمون بآية الختم في نظر البهاء إلا تقليداً للأمم السابقة وميلاً مع الهوي وانتزاعاً للسلطان الديني" إذاً فغاية ذلك الكذاب المدعو البهاء في هذا المقام هو: أن مظاهر الفيض الإلهي تنقطع لأن الفيض الإلهي لا ينفد ولا ينتهي، ومن ثم لا بد من توالي المظاهر والنبوات. ولا معني لتوالي الأنبياء دون أن يأتي كل منهم بشرع جديد وعقيدة ناسخة لما قبلها وعلي ذلك يري البهاء أن القائم بعد محمد صلي الله عليه وسلم لابد وأن يأتي جديد، فلا فائدة من ظهور المظاهر الكلية إذ ا لم يحصل التغيير والتجديد في شيء. ويقول ذلك الكذاب إن ما أتي به الأنبياء لا يعدو حرفين أما الحروف الخمسة والعشرون الباقية فأتي بها القائمون بعد محمد (صلي الله عليه وسلم) والبهاء يعتبر الباب أحد هؤلاء القائمين، ثم يدعي أنه أحد هذه المظاهر الإلهية الذين تتجلي فيهم ذات الله وصفاته وأن الله قد أرسله بالآيات والبينات وأنه أتي بشريعة جديدة ناسخة لكل الشرائع السابقة فيخاطب البابيين قائلا: " يا ملأ البيان... لقد بعثني الله وأرسلني إليكم بآيات بينات وأصدق ما بين أيديكم من كتب الله وصحائفه وما نزل في البيان وقد شهد لنفسي ربكم العزيز المنان " [62] . ويري الجارفادقاني أن الأنبياء السابقين لم تكن مهمتهم سوي التبشير بالبهاء وإعداد القلوب لاستقباله والتشرف بلقائه.

تقسيمه للأنبياء

الأول: أنبياء مستقلون وهم أصحاب الشريعة والدين الجديد وكذلك الكتاب، وهم المقتبسون للفيوضات من الحقائق الإلهية دون واسطة مثل حضرة إبراهيم وحضرة موسي وحضرة المسيح وحضرة محمد وحضرة الأعلي الباب وحضرة بهاء الله. الثاني: أنبياء تابعون وهم الذين يروجون لشريعة الأنبياء المستقلين، ومنهم داود وسليمان وأشعياء و أدميا وحزقيل. ويقول إن الأنبياء جميعاً يتحر كون بإرادة الله لا بإرادتهم، وأن قولهم قول الله وأمرهم أمر الله ونهيم هو نهي الله ويفسر الكتاب الوارد في الكتب المقدسة للأنبياء علي وجه العتاب أنه ليس لهم وإنما هو للأمم، فالمقصود ليس الأنبياء ولكن الأمم؛ والحكمة من ذلك هو عدم تكدير خواطر الأمم ولكي لا يكون العقاب ثقيلاً عليهم غاية ذلك الشفقة والرحمة بهم أما اعتراف الأنبياء بالذنوب والتقصير: فهو من باب تعليم سائر النفوس وحضها علي الخشوع والخضوع...

عصمة الأنبياء

اشاره

تنقسم العصمة عند البهاء إلي قسمين

العصمة الذاتية

يري البهاء نفسه معصوماً عصمة ذاتية وذلك ليس من باب ادعاء النبوة، ولكن من باب أنه حاز مرتبة الإلوهية. وتلك العصمة محصورة في المظاهر الكلية، ويقول ذلك الكذاب في كتابه الأقدس: "ليس لمطلع الأمر شريك في العصمة الكبري. إنه لمظهر يفعل ما يشاء في ملكوت الإنسان قد خص الله هذا المقام لنفسه (وهو يقصد بالله البهاء) وما قدر لأحد نصيب هذا الشأن العظيم المنيع" [63] .

العصمة الصفاتية

وتلك العصمة موهوبة لكل نفس مقدسة وهبها ذلك البهاء إياها، وهي عصمة من الخطأ فهي إذا عصمة مكتسبة. وعن مراتب العصمة ودرجاتها يقول: ) فاعلم أن للعصمة معان شتي، فإن الذي عصمه الله من الزلل يصدق عليه هذا الاسم في مقام وكذلك من عصمه الله من الخطأ والعصيان بين الإعراض والكفر وبين الشرك وأمثاله يطلق علي كل واحد من هؤلاء اسم العصمة. وأما العصمة الكبري لمن كان مقامه مقدماً علي الأوامر والنواهي يتنزه عن الخطأ والنسيان: إنه نور لا تعقبه الظلمة وصواب لا يعتريه الخطأ، لو يحكم علي الماء حكم الخمر، وعلي السماء حكم الأرض وعلي النور حكم النار حق لا ريب فيه وليس لأحد أن يعترض عليه إنه لا يسأل عما يفعل"

مواقف وضلالات

اشاره

قال الحق تبارك وتعالي: [فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّي تُصْرَفُونَ] يونس32 فنجد أن مواقف وضلالات البهائية أكثر من أن تحصي، ولكن هي محاولة منا لتفنيد هذه العقيدة الفاسدة التي تحاول أن تغزو المجتمعات المسلمة، فسنعرض لموقفهم من الصلاة والحج وإيمانهم بالغيبيات، والرسل والوحي و غير ذلك الكثير...

موقفهم من الصلاة

جعل البهاء الصلاة تسع ركعات في اليوم والليلة، وكان عبد الله بن الخراب الكندي الذي اعتقد إلاهيته كثير من أشباه الناس قد جعلها تسع عشرة صلاة في اليوم والليلةٍ!

موقفهم من الحج والكعبة المشرفة

إن الكعبة عندهم هي من المتغيرات، ففي البداية كانوا يحجون حيث –يعتقدون- وجود الباب وهو وَهم بالطبع حيث أن الحكومة الإيرانية قد هدمت الدار التي كانت في بغداد والتي دفن فيها الباب، كما أنه حينما قُتِل سرق اتباعه جثته، وبعد ذلك يحجون حيث دفن البهاء بعكا.. كما أوصي البهاء بهدم بيت الله الحرام عند ظهور رجل مقتدر من أشياعه!!

موقفهم من السمعيات

يؤمن البهائيون بأن: البعث: هو اليقظة الروحية الحشر: هو اجتماع الناس علي البهاء والتفافهم من حوله اليوم الآخر: هو يوم ظهوره الحساب: حلول الله في جسد البهاء صحائف الأعمال: الصحف السيارة اليومية الجنة: كناية عما يصيب الإنسان من الكمال بدخوله في دينه (البهائية) النار: كناية عما يلحق المرء من نقص وخسارة بالكفر به (البهاء). فمجمل القول أنهم لا يؤمنون بالبعث ولا بالجنة ولا بالنار، وطبقاً لكتاب (بهاء الله والعصر الجديد): " وطبقاً للتفاسير البهائية يكون مجيء كل مظهر إلهي عبارة عن يوم الجزاء إلا أن مجيء المظهر الأعظم بهاء الله هو يوم الجزاء الأعظم للدورة الدنيوية التي نعيش فيها.... ليس يوم القيامة أحد الأيام العادية، بل هو يوم يبتدئ بظهور المظهر ويبقي ببقاء الدورة العالمية" وقالوا عن الجنة والنار: " إن الجنة والنار في الكتب المقدسة حقائق مرموزة، فعندهما-أي البهاء وابنه- الجنة هي حالة الكمال والنار حالة النقص، فالجنة هي الحياة الروحانية، والنار هي الموت الروحاني" و هُم في هذا قد قلدوا الباطنية كما أسلفنا فالباطنية أيضاً يقولون: " كل ما وَرَد من الظواهر في التكاليف والحشر والأمور الإلهية فكلها أمثلة ورموز إلي بواطن".

المراة البهائيه

المراة في العقيدة البهائية

إن البهائيين الذين يدعون أنهم أعطوا المرأة ما لم تعطه من أي دين، فصحيح من وجه، وكذب من وجه آخر. أولاً: صحيح بأنهم أعطوها من الإباحية والانحلال الخلقي والفساد ما لم يكن في وسع أي دين بأن يعطيها، وخير مثال لذلك قرة العين التي قرت عيونهم الفاسقة بأنوثتها الفاجرة وفتنتها الطاغية العارمة التي لعب الشيطان بجسدها وتركها ريسة لكل مفترس والتي أفتت بـ: "جواز نكاح المرأة تسع رجال"!! [64] . والتي رفعت الحجاب في بدشت وفجرت وفسقت بـ" حروف الحي" أي علماء البابيين وقادتهم ومنهم صاحبنا حسين علي إله البهائية وبانيها وقدوس البابيين الملا علي البارفروشي" وقضت معه الليالي في هودج واحد ودخل معه الحمام للاستحمام" [65] . وحثت الناس علي ارتكاب الفضائح والكبائر حتي صرخ البابيون أنفسهم ارتكب بسبب هذه الغانية الخبيئة " من الجرائم ما توجب الحد" [66] . فهذه الفاجرة هي المثل اللأعلي للبهائية يمجدونها ويريدون أن تصير نساء العالم مثلها فاقدات الحياء تاركات الأولاد والأزواج، عابثات بالرجال وعقولهم، وبائعات الجسد والأنوثة، لتشيع الفاحشة في الدنيا وتعم الإباحية ليشبع عبّاد الشهوات رغباتهم، وعلي ذلك يمجدها نبي البعائية (عباس) ويقول: " من بين نساء عصرنا هذا قرة العين ظهر منها في زمان ظهور الباب شجاعة عظيمة وقوة جعلت كل الذين سمعوها مندهشين، فطرحت حجابها جانباً رغم وجود العادات القديمة المتبعة بين الفرس- المسلمين- ومع أنه كان من المعتاد اعتبار التكلم مع النساء من سوء الأدب، فإن هذه السيدة الشجاعة الباسلة كانت تتجادل مع أعظم الرجال المتعلمين بأنوثتها الفاجرة وجمالها المدهش، وكانت في كل اجتماع تتغلب عليهم- بجسدها المتوقد الضارم-ولم ينثني عزمها عن العمل لحرية النساء- عن القيم الأخلاقية-وخلاصهن- من قيود شرائع الله- وتحملت الاضطهاد الشديد والآلام" والمعروف ان البهائيين لم يأخذوا بهذا المبدأ إلا متاثرين بالحضارة الغربية السافلة التي فتحت في أحضانها دور الزنا ونوادي العراة وأندية الرقص وبارات الخمر وأحواض السباحة وخانات الخلاعة والمجون، وهذا أكبر دليل علي أن البهائية ليست بشريعة ولا دين بل كل ما فيها هو استحصال واستعباد وقضاء شهوات ورغبات. ثانياً: صحيح أن البهائية أعطت المرأة ما لم يعطها أي دين آخر وليس لدين أن يعطيها ما أعطوها، وكذب أنهم أعطوها شيئاً لأنهم كلما أعطوها شيئاً أخذوا منها اشياء، منحوها الحرية وسلبوا منها الطهارة والعفاف كما جردوها عن الحشمة والحياء والوقار وكرامة النساء الخاصة بهن. إن البهائية لا يعتنقها إلا محبي الشهوات الغارقين فيها لذا تراها منتشرة في وسط المراهقين المتعطشين لإرواء غلتهم الشيطانية من الفجور والفسوق وهذا أمر لا ينكر ولا يتنكر في كل بلدة يوجد فيها مجالس البهائية والبهائيون. ولهم في ذلك عذر حيث اشترطوا في النكاح رضا الطرفين أولاً وأخيراً وهما الولد والبنت لا الآباء ولا الأمهات كما يقول البهاء في "لوح زين المقربين": " ضروري في النكاح رضا الطرفين أولاً ثم إخبار الوالدين بعد ذلك- فقط الإخبار- كذلك قضي الأمر من القلم الأعلي إنه هو الغفور الرحيم" وأما في البيان للباب ما كان حتي ولا الالطلاع للوالدين. ثالثاً: أن المازندراني علي ما هو المعهود منه لم يعمل بهذا أيضاً الذي يفتخر به البهائيون ويجعلونه دليلاً علي أن مذهبهم يوافق متطلبات العصر الحاضر وروحه؛ لأنه هو نفسه تزوج بثلاث نساء"نوابة خانم" أم العباس أفندي، و"مهد عليا" أم الميرزه محمد علي، و"كوهرخانم" أم فروغية هانم، فهذا هو الكذاب الذي يدعي أتباعه " أن إحدي الأنظمة الاجتماعية التي جعل بهاء الله لها أهمية عظيمة هي مساواة النساء بالرجال". فهذه هي مساواته بالنساء يتزوج بثلاثة مع أن صاحبته القديمة قرة العين افتت بخلاف ذلك بل وبالعكس كما مر. رابعاً: أن البهائيين منافقون ايضاً في دعواهم المساواة بين النساء والرجال لأن حسين علي لم يجعلها مساوية بالرجال في كثير من الأحوال بل فرق بينهم وبينهن وأحطّ مرتبتهن ومقامهن وهذا أكبر دليل علي أن البهائية ليست بدين إلهي سماوي بل إنها مختلقة مزورة مصنوعة لرغبات الناس وشهواتهم ولدعوة الناس إلي عبودية الناس وكسب المنافع والمفادة الدنيوية الدنيئة؛ لأن الدين الإلهي لا تتضارب فيه الأقوالن ولا تتناقض فيه الآراء، ولا يكون فيه شيء للدعاية وشيء للعمل، ولأجل ذلك جعل أكبر دليل علي أن الشريعة الغسلامية شريعة مساوية حقة أنها لا توجد فيها الاختلاف وتضارب الأقوال ولقد قيل في دستورها: [..وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً] النساء82 وصدق الله عز وجل وهو أصدق القائلين وأما البهائية فبعكس ذلك كما رأيناها، وفي هذه الفكرة لدعائية الكبيرة التي تبنتها لإرضاء الاستعماريين المنحلين وللأقوام والملل التي تسلطت عليها المرأة وسيطرت، كي تظهر بأن الديانة البهائية ديانة التقدم ودين الحضارة –حسب زعمهم- اضطرت نفسها أن تفرق في كثير من الأحكام بين الرجال والنساء اعترافاً بأن الدين الإسلامي هو الدين الصحيح الفطري مهما ينكره المنكرون ويعرض عنه المعرضون، فهذا هو المازندراني يقول في أقدسه الذي يظنه ناسخاً لآخر الكتب السماوية المنزلة من عند الله لهداية الناس إلي سواء السبيل، يقول فيه مفرقاً بين الرجال والنساء، مقراً بأن المرأة لا تساوي الرجل: " قد كتب الله عليكم النكاح وإياكم أن تتجاوزوا عن الاثنين" وفوق كل ذلك- ولتكن الأذن صاغية- يقول ذلك الداعي إلي الفحش:" ومن اتخذ بكراً لخدمته لا بأس عليه كذلك الأمر من قلم الوحي بالحق مرقوماً" ذلك ظاهرهم وهذا هو باطنهم، فماذا بعد الحق إلا الضلال، فأني تصرفون. ويقول في مقام آخر وفي الأقدس ايضاً معطياً للرجال ما لم يعطه للمرأة نصيباً من الإرث: جعلنا الدار المسكونة والالبسة المخصوصة للذرية من اللذكران دون الإناث والوارث إنه لهو المعطي الفياض" ولقائل أن يقول: إن المعطي الفياض لِمَ حرم الإناث من الدار والالبسة مع مساوتهن بالذكران هل غلب علي إله البهائية الرجولة ههنا حتي انحاز إلي الذكور دون الإناث أم ماذا حدث؟ وأين ذهبت التسوية بينهم وبينهن؟ لابد للكذب أن يظهر ويبين ولو كان مخفياً في ألف غطاء. ويقول المازندراني نفسه: " قد عفا الله عن الناس، حينما يجدن الدم الصوم والصلاة" ولِمَ هذا مع مساوتهن بالرجال؟ وأيضاً:" قد حكم الله لمن استطاع حج البيت- أي بيت الشيرازي والمازندراني- دون النساء عفا الله عنهن رحمة من عنده إنه لهو المعطي الوهاب" فالمعطي الوهاب لمِ عفا عنهن الحج ولم يعف عن الرجال؟ فما جريمتهم؟ ثم ولِمَ لم يساوِ بينهم وبينهن في وصاية الأمر لا هو ولا ابنه، فالمازندراني مع وجود بناته لم يعهد إليهن ولاية الأمر بل عهد إلي العباس أولاً وغلي المرزه محمد علي ثانياً كما يقول في وصيته الأخيرة: " إن وصية الله هي أن يتوجه عموم الأغصان والأفنان والمنتسبون إلي الغصن الأعظم (عباس أفندي).. قد قدر الله مقام الغصن الأكبر (المرزة محمد علي) بعد مقامه إنه هو الأمر الحكيم، قد اصطفينا بعد الأعظم أمراً من لدن عليم خبير" وعباس علي شاكلته لم يختر ابنته ولا أخواته لولاية الأمر كما لم يبال بوصية أبيه في جعل الخلافة في أخيه محمد علي بل وصي لحفيده (شوقي أفندي):" يا أحباء عبد البهاء الأوفياء يجب أن تحافظوا كل المحافظة علي فرع الشجرتين (الخبيثتين) المباركتين، وثمرة السدرتين (الشيطانيتين) الرحمانيتين شوقي أفندي.. إذ أنه ولي أمر الله بعد عبد البهاء، ويجب علي الأفنان والايادي والأحباء طاعته والتوجه إليه، ومن بعده بكراً بعد بكر" ولِمَ حرمت النساء من الولاية مع ادعاء مساوتهن بالرجال من إلههم ونبيهم، ثم ولم القيد من بعد " بكراً بعد بكر" ولِمَ لم تكن" باكرة بعد باكرة"؟ وهل من مجيب؟ وعضوية بيت العدل كذلك، فالمعروف أن تلك الهيئة هي أهم الهيئات البهائية بل هي المسيطرة علي جميع شئونها، وبها تنفذ الشريعة وإليها ترجع الأمور ولكن اشترط في عضويتها الرجولة ولم يترك كرسي من كراسيها السعة لامرأة ولقد عنون الخاوري كتابه" الحدود والأحكام" فصلاً بعنوان أعضاء بيت العدل الأعظم لا يكونون إلا من الرجال ثم أورد تحته أقوالاً لحسين علي وابنه مثل قوله في الأقدس:" يارجال العدل كونوا رعاة أغنام الله في مملكته". " ونوصي رجاله- البيت العدل- بالعدل الخالص" " وينبغي لرجال البيت العدل الإلهي أن ينظروا فيما نزل من أفق السماء الأعلي لإصلاح الفساد ليلاً ونهاراً" وقال ابنه العباس:" أمناء البيت العدل رجال ينتخبون بالنظم الكامل من قبل الملة" فلمَ الرجال دون النساء؟ هل من مفكر يفكر أو من متدبر يتدبر أم علي قلوب أقفالها؟

المرأة في الاسلام

أعطيت المرأة حقوقاً، نسرد منها: قال الله تعالي: [..وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ..] البقرة 228 و قوله صلي الله عليه وسلم:" النساء شقائق الرجال" رواه مسلم ومنحها الإسلام منزلة لم تمنح للجال حيث قال صلي الله عليه وسلم مجيباً علي سائل يسأله: "من أحق الناس بحسن صحابتي قال: أمك قال: ثم من قال: أمك قال: ثم من قال: أمك قال: ثم من قال: أبوك" متفق عليه وقال صلي الله عليه وسلم:" خيركم خيركم لأهله" فالمقصود إن الإسلام لم يجعل مقام المرأة دون مقام الرجل من ناحية الكرم والاحترام ولا من ناحية الحقوق، بل سوي بينهما في كل الأمور، وكما جعل الرجال مسئولين عن تبليغ أوامر الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكذلك النساء مسئولات أيضاً عنها. [وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ..] التوبة 71 [إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً] الأحزاب35 وهلم جرّا اللهم إلا في بعض المعاملات حيث فرّق الإسلام بينهما من حيث المسئولية والعهدة مثلاً في الميراث في بعض الحالات حينما يوضع عبء ثقيل علي عاتق الرجل وتحرر المرأة منها بدون المساس بكرامتها وحقوقها، وأحياناً يعطي لها نصيب من الميراث مثلما يعطي للرجل، مساواة كاملة بينها وبين الرجل كما في الإرث بين الأخت والأخ إذا لم يكن لأخيها أصل من الذكور ولا فرع وارث وغير ذلك. وأما الفرق بين الرجل والمرأة في الطلاق حيث أن الرجل أعطي له حق الطلاق ولم تعط المرأة فهذا لا يدل أيضاً علي عدم إعطاء الحقوق لها، لأن العارف بالإٍسلام يعلم أن المرأة أعطي لها حق مفارقة الزوج أيضا حيث جعل لها الخلع، فالطلاق للزوج لإعطائه المهر للزوجة حسب شروطها، وكان له العِوَض من هذا المهر بصورة الطلاق، وحينما تخلت المرأة عن المهر، وتركته رجع إليها هذا الحق (الطلاق) أيضاً ويسمي في الشريعة بالخلع. وأما تعدد الزوجات في الإسلام: فالإسلام في ذلك أيضاً رفع قيمة المرأة حيث حدد التعدد في بادئ الأمر ما لم يكن محدوداً قبل ذلك في العهد القديم بين الأنبياء ورسل الله لدي اليهود والنصاري والمسلمين، ولا يال غير محدود لدي المانعين بطرق غير مشروعة، وفحشه وضره المادي والمعنوي والاجتماعي لكل من الزوجين والأبناء كذلك، ثم اشترط الإسلام علي التعدد العدالة في الحقوق، فعند عدمها؛ حق للزوجة بمراجعة القضاء بطلب العدالة أو لفسخ الزواج. فالإسلام أثبت بجواز تعدد الزوجات أنه دين الفطرة، والمرأة بخلقتها وبنيتها لا تساوي الرجل، وزيادة علي ذلك الظروف التي تطرأ عليها حيناً بعد حين، فبدل أن يقترف الرجل الكبائر ويختار الخليلات والعاهرات، والمرأة أيضاً بدل أن تنحط في السفالة والدعارة عوضاً عن أن يعيشا في آفات الإباحية وهدر الحرمات وبدون الحقوق، وأن يولدا أولاداً ساقطين لا حقوق لهم، لهم أن يعيشوا في حدود الشرعية الزوجية محترمين مكرمين مع كل الحقوق والمراعات. فأي شرف لساكنات دور الدعارة في العالم الغربي بمساواة النساء بالرجال وأية مساواة هذه؟ فإن كان معني المساواة، الذلة والهوان والخيانة والانحلال، فصحيح أن الإسلام دين الحشمة والعزة، دين الاحترام والكرامة لم يجزها ولم يبحها. فما هو الأفضل؟ التمتع والتعيش بالحقوق الكاملة أم العيش وقضاء الحياة كالحيوان بدون الحقوق وبدون الشرف؟ هذا كل ما يعترض به ويورده ابناء الشهوات والملاحدة علي الإسلام. ولسائل أن يسأل هؤلاء، أية إساءة إلي المرأة في هذه التعليمات، هل فيها رفع لشأنها وحشمتها أم خفض لمنزلتها ومقامها، فها هي المراة الآ في البلاد الغربية تشكو من آلامها وهمومها نتيجة خروجها من البيت وحصولها علي المساواة الموهومة، ولقد نشر معهد غالوب في أمريكا نتيجة استفتاء عام في الولايات المتحدة من جميع طبقات النساء اللاتي يعملن في مختلف المجالات: " أن المرأة متعبة الآن ويفضل 65% من نساء أمريكا العودة إلي منازلهن"

الاسلام والمرأة

إن الإسلام الذي يشنع عليه الملاحدة وأهل الزيغ يراعي قبل كل شيء المحافظة علي البيئة وشرفها، وهذا الحفاظ لا يحصل إلا بصيانة الأعراض والأنساب، ومن أهم الأسباب التي تساهم وتساعد علي ذلك هو منع الاختلاط بين الرجال والنساء؛ لأن المرأة لا تخلو مع رجل إلا ويتوقع منه أو منها أو منهما الفساد والانزلاق إلي الشهوات والمنكر، وهذا أمر لا ينكره إلا من فسد عقله واختلت حواسه وأضرب عن الحقائق الواقعة في الكون وأغمض عينيه عما حوله وعن النتائج التي نشرت في الجرائد عن البلدان التي عمُ فيها الاختلاط وأبيحت الخلوة فيما بينهم. فالإسلام دين الله الحنيف استأصل جذور الفتنة ومنع منعاً باتاً عن اختلاط النساء بالرجال؛ لأن الأسرة لا تتكون ولا تتولد فيها الحَمِيّة والغيرة إلا حينما تكون أسرة حقيقية، وهذا لا يتأتي إلا بالتجنب عن الحرام والمحافظة علي النسب. وصحة النسب لها أهمية كبري في تكوين بيئة شريفة خالية من الرذائل ومحلاة بالفضائل، ولأجل ذلك قال لله تبارك وتعالي، العالِم بأحوال الناس، والبصير بخباياهم، والعليم بما تختلج به القلوب في الصدور: [وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَي..] الأحزاب33 [..فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً] الأحزاب32 وقال مخاطباً خليله وحبيبه صلي الله عليه وسلم: [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَي أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً] الأحزاب59 وقال نبيه عليه الصلاة والسلام:" لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان" فهذه هي الفطرة التي فطر الناس عليها، وذلك لا يوجد في عصر الإسلام، أي العصر الذي نفِّذ فيه الدستور السماوي والشرع الإلهي، لا يوجد فيه الفحشاء والبغي إلا ما شذ وندر، وقتما وجد في البيئات الغير متحجبة مئات الألوف من الرجال والنساء ارتكبوا الفضائح واقترفوا القبائح وأنتجوا ثمرة ذلك جيلاً كاملاً من الأدعياء وأولاد الزنا، وحتي اليوم إن البلاد تتمسك بمنهج الإسلام في حقوق المرأة لا يوجد فيها الفسوق والفجور مثلما يوجد في البلاد الغير متمسكة بها، وهذا يدل علي أن الفحشاء والمنكر لا يفشو إلا بخروج المرأة من بيتها والاختلاط مع الرجال، فكم من زوج فسدت عليه قرينته بعد ما تعرفت علي أصدقائه وزملائه، وكم من زوجة فقدت زوجها بعد ما عرفته علي زميلاتها وصديقاتها، فالإسلام دين الفطرة قد سدّ أبواب الدعارة نهائياً، حيث أجلس المرأة علي عرش البيت ومنعها من الخروج إلا لضرورة ومنعها من الظهور والتبرج لغير المحارم من الرجال، ففي هذا احترام وأدب وتقدير للمرأة لا تحقير ولا تصغير لشأنها لأنها بعد اختلاطها مع الرجال تفقد مزيَّتِها وأهميتها مع حشمتها وحيائها وتصير عادية لا نصيب لها من الاحترام من قِبَل المجتمع. إن المشنِّعون علي الإسلام والطاعنون عليه يفهمون العكس كأن الإسلام لم يعطِ للمرأة حقاً حالَ كَوْن الإسلام أعطاها ما لم تُعطَ في تاريخٍ قط؛ فالمرأة في شريعة الرومان ما كان يُعترَف لها بأية أهلية حقوقية وكانت توضع تحت الحراسة الدائمة في صغرها وكبرها، ففي حراسة الأب أولاً، والزوج ثانياً، كما لم تكن تمتلك حرية في تصرفاها، وفوق ذلك ما كانت ترث من تراث الأب والزوج مطلقاً، بل كانت من جملة ما يرثه الوارثون. وفي شرائع ما قبل الإسلام كانت هي موضوع بحث: هل تتمتع بروح الإنسان أم لها روح الحيوان مثل الكلاب والخنازير، وقررت بعض الندوات المسيحية أن لا روح لها مطلقاً، وهكذا في البوذية والهندوكية، وفي جزيرة العرب كانت تحتقر إلي حد وجودها عاراً ومسبّة وعند ولادتها كانوا يقومون بوأدها وهي حية، فجاء الإسلام ورفع عنها هذه الإهانة ووهبها حقوقاً ما لها من حقوق.

و اذا خلوا الي شياطينهم

تامر البهائية مع اليهودية

‏لقد صُنعت البهائية في مصانع اليهود، بل إن اليهودية وجدت بغيتها في هذا المصنع الجديد، فقد تكاتفت البهائية واليهودية العالمية في خبث ودهاء للقضاء علي الإسلام، والعمل سوياً علي تشويه معالمه، والتشكيك في أصوله وشرائعه، وبث بذور الإلحاد والضلال بين أهله حتي تضعف ثقتهم بدينهم، ويتسرب الوهن إلي نفوسهم، وتتخاذل عزائمهم. ‏وبذلك يتحقق لليهود ما اعتزموه وخططوا له منذ أوائل القرن التاسع عشر من إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين، ويصل البهاء وشيعته إلي ما أملوه وسعوا إليه؛ من الزعامة الدينية والسلطة الروحية أولاً، ثم إلي ما حاوله ونَشَط له الباطنية- أسلاف البهائية من نسخ الإسلام ومسخ تعاليمه و تلحيد المسلمين والانحراف بهم بعيداً عن معالم الدين الحق ثانياً. ‏ومن أجل ذلك حاول اليهود بكل ما لديهم من مكر ودهاء أن يدعموا دعوة البهاء ويعملوا للتدليل علي صحتها حتي بلغ بهم الحال- كما أثبته جولدزيهر [67] أن استخلصوا من دفائن العهد القديم وتنبؤات أسفاره ما ينبئ بظهور بهاء الله وعباس (ابنه)، وزعموا أن كل آية تشيد بمجد يعوذا أنها تعني ظهور مخلص العالم في شخص بهاء الله كما نسبوا جزءا كبيراً من الإشارات والتلميحات التي في الأسفار إلي جبل الكرمل (بعكا مثوي البهاء) الذي تجلي منه نور الله وأضاء الكون، وذلك في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي. فضلا عن أنهم لم ينسوا أن يستخرجوا ما يحتويه سفر دانيال من الرؤي ما ينبئ بقيام الحركة التي أوجدها الباب، وأن يلتمسوا بتأويلها ما يدل علي وقت حدوثه. و قد دخلت مجموعات كبيرة من اليهود في البهائية بشكل غريب حيث دخل في طهران 150 يهودياً، وفي همدان 100، وفي كاشان 50، وفي كلباكليان 85، وقد اندفع بعض الأحبار للانضواء إلي صفوفهم حيث سارع الحَبر الياهو، والحبر لازار وهما من همدان ليعلنوا دخولهم إلي هذه الفَرِيَّه الغريبة وهذه الدعوة العجيبة، ودخول اليهود بهذا الشكل السريع والجماعي في نحلة غير يهودية أمر يحالف المألوف عند اليهود، فهم لا يتركون دينهم غالباً- إلي دين آخر- لأنهم يضعون أنفسهم في مكان شعب الله المختار، وما عداهم تبع وخدم لهم، ودخولهم بهذا الشكل المريب يثير في النفس الشكوك من تلك الأدوار الشيطانية التي تمرسوها وأجادوها وتقمصوا الأدوار التي تخرب البلاد وتدمر العباد بأسماء غيرهم، فلا يستطيع أحد تحميلهم وزرها ولا القيام بإثمها. ويقول الميرزا عبد الحسين أوراه مؤرخ البهائية الكبير ما ترجمته من الفارسية: ((وما أن ارتفع نداء الأمر حتي أقبل فوج عظيم من يهود مزينة همدان، واعتنقوا البهائية ووقع عليهم من الشدائد والأهوال والمظالم ما يطول شرحه ‏ولكن ما مضت مدة يسيرة عليهم حتي استقبلوا عهد رقيهم ‏وأصبحوا يشار إليهم بالبنان في جميع إيران [68] . ولا ينكر أحد فضل اليهود علي البهائية في أنهم قد أنقذوها من الهلاك حينما تحولوا بها من المواجهة المسلحة مع السلطات الحاكمة إلي العمل السري في الخفاء، وقد نجحوا في هذا الطور الجديد حيث نشروا دعوتهم بين كثير من الناس في سرية تامة، خاصة الذين نظروا إليهم بإشفاق وأحسوا بوقوع الظلم عليهم. وكافأهم البهاء فشرَع جهاراً يدعو إلي التجمع الصهيوني علي أرض فلسطين، فيقول في كتابه " الأقدس" الذي زعمه وحياً مُنزلاً عليه من السماء: "هذا يوم فيه فاز الكليم بأنوار القديم، وشرب زلال الوصال من هذا القدح الذي به سجرت البحور، قل: تالله الحق إن الطور يطوف حول مطلع الظهور، والروح ينادي من في الملكوت هلموا وتعالوا يا أبناء الغرور، هذا يوم فيه أسرع كرم الله شوقاً للقائه، وصاح الصهيون: قد أتي الوعد وظهر ما هو المكتوب في ألواح الله المتعالي العزيز المحبوب. إن البهاء قد جامل اليهودَ حتي أن لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة كتبت في تقرير لها أن علاقة البهائية باليهود في فلسطين هي أعمق من علاقة المسلمين بفلسطين، وأن البهائيين يدعمون تشكيل دولة صهيونية. وقد جامَلهم أيضاً قضية الربا حتي يُسَهل عليهم أعمالهم المصرفية والتجارية، حينما زجوا إليه بيهودي يسأله في قضية الربا فحلله لهم بقوله:" فضلاً علي العباد قررنا الربا كسائر المعاملات المتداولة بين الناس وصار ربح النقود حلالاً طيباً طاهراً وقد توقف القلم الأعلي (قلمه بصفته الإله للبهائية) في تحديده حكمة من عنده وسعة لعباده (عباد البهاء). ‏كما عرف عباس (ابن البهاء والملقب: عبد البهاء) فَضْل صهيون علي أبيه ومؤازرتهم له فيقول في مفاوضاته التي نشرتها كليفورد بارني في باريس عام1908، حين كانت الحركة الصهيونية تمهد للاستيلاء علي فلسطين: " وردت البشائر في الكتب العتيقة أن اليهود سيجتمعون في الأرض المقدسة وتتمجد الأمة اليهودية التي تفرقت في الشرق والغرب والجنوب والشمال، وتتمركز ها هنا، ولم تتحقق هذه البشائر إلا في عصر الجمال المبارك، وانظر من الآن أن طوائف اليهود تأتي من أطراف الأرض وبقاع العالم المختلفة إلي هذه الأرض المقدسة، ويمتلكون الأراضي والقري ويسكنون فيها، ويزدادون تدريجياً إلي أن تصير فلسطين وطناً لهم". وقال دفاعاً عن اليهود:".. واعتبر المسلمون والمسيحيون اليهودَ شياطين أعداء لله ولعنوهم وآذوهم وقتلوا كثيرين منهم، وأحرقوا بيوتهم أو نهبوها وأسروا أطفالهم.." و ذَكَرَ في أحد مكاتيبه: " يا أحباء الله وأبناء ملكوت الله إن السماء الجديدة قد أتت، وإن الأرض الجديدة قد جاءت، والمدينة المقدسة أورشليم الجديدة قد نُزِّلَّت من السماء من عند الله علي هيئة حورية حسناء بديعة في الجمال فريدة بين ربات الحجال مقصورة في الخيام مهيأة للوصال، ونادي ملائكة الملأ الأعلي بصوت عظيم رنان في آذان أهل الأرض السماء قائلين: هذه مدينة الله ومسكنه مع نفوس زكية مقدسة من عبيده، وهو سيسكن معهم فإنهم شعبه وهو إلههم، وقد مسح دموعهم وأوقد شموعهم، وفرَّح قلوبهم وشرح صدورهم، فالموت قد انقطعت أصوله، والحزن والضجيج والصريخ قد زالت شئونه، وقد جس مليك الجبروت علي سرير الملكوت وجدد كل صنع غير مسبوق إن هذا لهو قول الصدق، ومن أصدق من رؤيا يوحنا القديس حديثاً؟ هذا ه الألِف والياء، وهذا هو الذي يروي الغليل من ينبوع الحياة، وهذا هو الذي يشفي العليل من درياق النجاة، من يؤّيَّد بفيض هذا الملكوت فهو من أعظم الوارثين للمرسلين والقديسين، فالرب له إله وهو له ابن عزيز، فاستبشروا يا أحباء الله وشعبه ويا أبناء الله وحزبه، وارفعوا الأصوات بالتهليل والتسبيح للرب المجيد،فإن الأنوار قد سطعت وإن الآثار قد ظهرت وإن البحور قد تموجت وقذفت بكل در ثمين". ومن الجدير بالذكر أن بعد البهاء هذا الذي أعطي التوجيه كان قد مات في عام 1921، أي قبل سبعة وعشرين عاماً من قيام دولة إسرائيل. ويقول شوقي أفندي (الخليفة الثاني لبهاء الله): " إن وعد اللورد بلفور لأطفال إبراهيم وورثته ممن دعا الله، وآمنوا به قد تمَّت بفضل الدولة الإسرائيلية، فأعقب ذلك أن استقرت في الأرض المقدسة علاقات عميقة الجذور بين دولة إسرائيل والمركز العالمي للبهائيين"، ويصرح شوقي أفندي أيضاً لمجلة أخبار أمريكا سنة 1951 قائلاً:" لقد كتب حضرة البهاء منذ أكثر من خمسين عاماً بأن فلسطين لابد أن تكون وطناً قومياً لليهود". وتقول زوجة شوقي أفندي: " مستقبلنا ودولة إسرائيل كحلقات السلاسل متصل بعضها ببعض". ‏وجاء أبو الفضل الجرفادقاني رأس دعاة البهائية فأوّل ما جاء في سفر الثنية من التوراة ما يدل علي نزول عيسي آخر الزمان بما يصرفه و يفسره بمجيء البهاء وإسهامه في جمع شتيت بني إسرائيل وإسكانهم الأراضي المقدسة. وإليك نص ما هو مثبت في كتاب “الحراب" ما يتصل بموقف هذا الرجل المشبوه، ومساندته لصهيون في إقامة وطن لهم بفلسطين: جاء في صحيفة 128 ‏من هذا الكتاب ما يلي: (البشارة الثانية): قيل في سفر الثنية ص2:33 (جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران، وأتي من ربوات القدس". ‏ (فهذا الكلام يدل علي نبوة موسي ونبوة عيسي ونبوة محمد ونزول عيسي في أنحر الزمان، فإن سيناء هو الجبل الذي نُبئ عليه موسي «وسعير هو الذي نُبئ عليه عيسي، وجبل فاران من جبال مكة بينها وبينه مسيرة يوم، وتلألؤ النور منه إشارة إل تنبؤ محمد وبعثه بالرسالة من جهته،، والقدس محل نزول عيسي في آخر الزمان، كما بشريعة محمد) ‏وإليك ما قاله أبو الفضل داعية البهائية في تفسير هذه الآية في الصفحة128 ‏والتي تلتها من كتابه " الدرر البهية" قال بعد أن ذكر الآية: فهذه الآية تدل دلالة واضحة أن بين يدي الساعة وقدام مجيء القيامة لابد من أن يتجلي الله علي الخلق أربع مرات، ويظهر أربع ظهورات (كذا) حتي يكمل سير بني إسرائيل وينتهي أمرهم إل الرب الجليل (يعني بالرب الجليل ربه البهاء، كما يعني بالساعة والقيامة ساعة ظهوره وقيامه بالدعوة). ‏فيجمع شتيتهم من أقصي البلاد ويدفع عنهم أذي كل العباد ويسكنهم في الأراضي المقدسة، ويرجع إليهم مواريثهم القديمة، فظهر أولاً بمقتضي هذه الآية الكريمة سيدنا موسي فتجلي الله عليهم بظهوره من جبل سيناء، ثم ظهر ثانياً سيدنا عيسي فتجلي عليهم بظهوره من جبل سعير، ثم ظهر ثالثاً سيدنا الرسول فتجلي عليهم بظهوره من جبل فاران، فدارت الأدوار وتتابع الليل والنهار حتي ظهر الرب المختار" [69] . ‏وجاء في بيان جبهة العلماء في الأزهر الشريف ما نصه: "ولقد تزلف البهائيون إلي اليهود، ومالئوهم علي العرب والمسلمين، وبشروهم بأن فلسطين ستكون وطناً قومياً لهم. وقال طاغيتهم عبد البهاء" عباس" إنه يريد أن يوحد بين المسلمين والنصاري واليهود، ويجمعهم علي نواميس موسي الذي يؤمنون به جميعا، ومعني هذا أنه يريد تهويد المسلمين والنصاري، وأن يجعل اليهودية هي الدين السائد في الأرض، وبذلك يكون السلطان في العالم كله لليهود وحدهم" [70] . ‏ويقول الأستاذ محسن عبد الحميد في موقف البهائية مما تم لليهود عام 1948:"إن البهائيين استبشروا كثيراً عندما تم للبهائية العالمية ما أرادت سنة 1948 ظلماً وعدواناً، واعتبروا يوم تأسيس إسرائيل دليلاً علي مزاعم طاغوتهم الميرزا حسين". فيا ليت شعري هل يقوم الظلم الصارخ دليلاً علي صدق أحد؟!، وهل يدل الاعتداء المنكر علي نبوة إنسان؟! وهل المذابح التي ارتكبها اليهود المجرمون في دير ياسين وغيرها تشرف ظهور الميرزا، أم تنم عن جريمته في هذه المؤامرة، وعمالته للصهيونية العالمية وخدمته المباشرة لأهداف المستعمرين.

تامر البهائية مع الانجليز

كان للإنجليز دوراً في حياة كل من الباب والبهاء، كيف لا وهو يصدر الفتاوي الكاذبة التي تُحَّرِّم الجهاد وحمل السلاح ضد الانجليز. لدرجة أن الحزن قد خّيَّم علي قادة الانجليز عند موت البهاء لأنهم فقدوا ركناً قوياً يعمل علي استمرار بقائهم في البلاد التي سلبوا خيراتها وأذلوا أهلها... نذكر من مساندتهم للحركة البابية ما كتبه السفير البريطاني في طهران في تقرير إلي حكومته يقول فيه:"إن عقائد هذا الواعظ (علي محمد الشيرازي) التي تخلو من شيء جديد ستذهب هباءً إذا ما تُرِكت وشأنها، وإذا ما أريد الحفاظ علي هذه العقائد فإن الحالة تستدعي استخدام التعذيب والعقوبات ضد من يعترض طريقها" ثم بعد اغتيال الباب، وحين جري اعتقال البهاء وبعض البابيين الآخرين في محاولتهم لاغتيال شاه إيران، تدخل السفير البريطاني إلي جانب السفير الروسي لإنقاذ البهاء ، وتم اتصال القنصل البريطاني العام في بغداد (كولنيل أرنولد بروكميل) بالبهاء وطلب منه أن يتجنس بالجنسية الإنجليزية ليحافظ علي حياته، وإذا كان لا يريد الإقامة في إنجلترا فبإمكانه أن يسافر إلي الهند التي هي مملكة شرقية وتوافق مذاقه [71] ، ويمكنه هناك أن يثير الفتن تحت رعاية انجلترا وحفظها. وجاء ابنه عباس الملقب بعبد البهاء فتبع نهجَ أبيه البهاء في تعاونه الأثيم وتوثيق صلاته المغرضة بأعداء الإسلام من الإنجليز. يتأكد ذلك لكل إنسان عندما يقرأ تلك الخطب الرنانة التي ألقاها في نوادي لندن وكنائسها ومجامعها، حيث يقول في إحدي خطبه:"إن مغناطيس حبكم (يعني الإنجليز) هو الذي جذبني إلي هذه المملكة". ويقول: "إني عرفت الأمة الإنجليزية، والذين قابلتهم هم أنفس طيبة يشتغلون للسلام والاتحاد" [72] . ولمس الإنجليز تودده إليهم ورغبته في خدمتهم فركنوا إليه وتآمروا معه لاستعمار بلاد العروبة والإسلام. فلما فتح الإنجليز حيفا في 23أيلول سنة 1918 بادر قائد الحامية لزيارة عبد البهاء، ولما صافحه طلب القائد بعض المساعدات من أجل الدخول إلي البلاد العربية لفتحها بسهولة دون تضحية ولا مغامرة، ولما وجد القائد رغبة عبد البهاء في فتوحات الإنجليز للبلاد العربية واستعداده للقيام بإسداء المساعدات اللازمة في سبيل خدمة بريطانيا قدّم إليه وسام العضوية البريطانية من درجة فارس (سير) ممنوحاً من لدن صاحب الجلالة ملك الإنجليز لقاء خدماته الجليلة، ومساعدة الحكومة البريطانية أيام الحرب العالمية، وقلد الوسام في حفلة كبري أقيمت في دار السفارة الإنجليزية في إبريل سنة1920، وكذلك منحته نوط الشجاعة " نايت هود". يقول الأستاذ محسن عبد الحميد في كتابه" حقيقة البابية والبهائية ": إن تاريخ البهائيين في عمالتهم للانجليز تاريخ أسود يخزيهم إلي يوم الدين، ويكشف عن طبيعة حركتهم الهدامة التي ما نسجت خيوطها إلا في عواصم الصليبية العالمية وسراديب الماسونية العالمية؛ ولذلك فإن الإنجليز ردوا عليهم بعض جميلهم، فشدوا أزرهم في مستعمراتهم، وقدموا لهم مساعدات كبيرة، وفوق ذلك فإنهم حموهم وآووهم وجعلوا لندن مركزاً من مراكز الحركة البهائية. ولقد اعترف عبد البهاء بذلك فقال: " إن لندن ستكون مركزاً لنشر الأمر"، ولم تقف لندن عند حد إيواء البهائيين، وإنما احتضنت المؤتمر البهائي العالمي الذي عقد سنة1963. وقد أصدر عبد البهاء لوحاً يبجل فيه الملك البريطاني ويقول إن الإيرانيين فدائيون للإنجليز، وقال: ".. اللهم أيد الإمبراطور الأعظم عاهل انجلترا بتوفيقاتك الرحمانية، وأدم ظلها الظليل علي هذا الإقليم الجليل (فلسطين) بعونك وصونك وحمايتك، إنك أنت المقتدر المتعالي العزيز الحكيم" وقال شوقي أفندي:" وعلي أثر الاحتلال البريطاني للأراضي المقدسة، تمكنّا من التخلص من المخاطر الجسيم التي كنا نتعرض لها خلال خمس وستين سنة من الحياة المنورة للشرع البهائي القدير، وانجلي بدر الميثاق الذي كان مخسوفاً بالمحن والبلاء، وتجلي أمر الله من جديد.. لق صممت الحكومة البريطانية بعد انطفاء نيران الحرب علي أن تكافئ حضرة عبد البهاء علي الخدمات التي أدّاها لهم، فمنحته لقب فارس مع وسام خاص قدِّم لحضرته في حفل مشهود بمقر الحاكم الانجليزي لحيفا، حضرته شخصيات فذة من مختلف الشعوب والأمم، ومن بينهم الجنرال اللنبي قائد قوات الاحتلال، والسير هربرت صموئيل وبيتر رونالد حاكم القدس الشريف، كما أعفيت من الرسوم الحكومية كل الممتلكات التابعة للمقام الأطهر بناءً علي الأوامر الصادرة من مركز الحكومة بلندن إلي المندوب السامي للدولة البريطانية البهية". وبهذا نكون قد أكملنا حلقة أخري من حلقات تعاون البهائية مع الصهيونية العالمية.

تامرهم مع الجاسوسية الروسية

كانت الدولة القيصرية الروسية تتزعم العالم المسيحي وتُعتَبَر قبلة المسيحيين الشرقيين وكان لها أطماع واسعة في العالم الإسلامي وخاصة إيران التي تشترك معها في حدود طويلة، ووجدت الدولة القيصرية ضالتها في هذه الحركة فأضفت عليها حمايتها وحرصت علي رعايتها والعيش في كنفها. كان هناك جاسوساً روسياً يعمل مترجماً سابقاً في السفارة الروسية في إيران، وكان اسمه" كيتازد الغوركي"، وكان يتظاهر بالإسلام وأطلق علي نفسه اسم" الشيخ عيسي"، وكان-كما صرح في مذكراته- يبحث ويفتش عن الزائغين في العقائد الإسلامية لضرب المسلمين فيما بينهم للقضاء علي وحدتهم وتشتيت شملهم، فكا من أسهل الطرق الموصلة إلي هذا هو إنشاء الخلافات الدينية ونشرها وتسعير نارها فيما بينهم، فاطلع علي الطائفة الشيخية التي كانت تخالف في عقيدتها الإسلام فدخل إلي حلقة كاظم الرشتي، وكان كثير الكلام عن المهدي، ولكن ليسا لمهدي الذي كانوا ينتظرون رجوعه منذ قورن، ولكن المهدي الذي ستحل روحه في جسد الرشتي نفسه. وقد تَعرّف علي الباب فقد كان يحضر معه حلقة الرشتي، وفي تلك الحلقة وقع هذا الثعلب الروسي علي صيده الذي وجده في" علي محمد الشيرازي "، وكان مجاوراً له في المسكن، فعقَد معه أواصر الصداقة والمودة، وتبادلا الزيارات، وانعقدت مجالسهما في جوف الليل علي دخان الحشيش الذي سماه " قليان المحبة "، وفي نشوة الغيبوبة التي تنتاب الحشاشين، اكتشف هذا الجاسوس الماكر أن صيده ثمين، وقد عرف من أحواله أن عقيدته غير مستقرة، وأنه يتغير من حال إلي حال. وذكَرَ في مذكراته: "رأيت في المجلس الميرزا علي محمد الشيرازي فتبسمت وصممت في نفسي أن أجعله ذلك المهدي المزعوم، ومن ذلك اليوم بدأت كلما أجد الفرصة أرسخ في ذهنه أنه هو الذي سيكون القائم، وكنت أخاطبه يوميا مناديا له: يا صاحب الأمر، يا صاحب الزمان؛ فكان يبدو عليه امتعاض أولاً ولكنه لم يلبث أن أخذ يتقبل ذلك بسرور كلما سمع هذا النداء، فأثمرَت هذه النداءات وتلك النتائج وبدأ يميل إلي إعداد نفسه داخلياً بما يتطلع إليه من شهرة. فبعد انتقاله من كربلاء إلي مدينة " بوشهر" جاءني فجأة خطابه في مايو سنة 1844م يخبرني أنه" الباب"، ويدعوني إلي الإيمان به وبأنه باب العلم ونائب صاحب العصر، فكان جوابي إليه: بأني أؤمن به أنه إمام العصر لا بابه ونائبه وأتبعت ذلك برجاء مُلِّح ألا يحرمني مما عنده من حقائق ولا يحجبني عن أصوله لأني أول من يؤمن به ". ثم يُعقِّب هذا الروسي الماكر قائلا: "وحمدت الله أن سعي لم يضع هباء، وأن جهودي التي أنفقت فيها الجهد والمال قد أثمرت وآتت أُكُلها ". وهكذا تنكشف الدوافع الخفية والعوامل التي كانت تخطط من وراء ستار علي إقامة هذا الصنم الجديد ليلقي في خضم المجتمع الإعلامي تلك البذور المُرة التي ستعكر صفو الأمن، وتثير القلاقل في تلك البقعة من أرض المسلمين. وبعد أن اتضح أن الروس وقفوا وراء الباب بقوة يلاحظ أن الروس وقفوا وراء بهاء الله كذلك بنفس الدرجة من القوة. يذكر آواره أن دولة الروس اتصلت ببهاء الله في "آمل" في خلال المرحلة البابية وقدمت له المساعدات اللازمة. ثم بعد إعدام الباب، اتَّهم البابيون ومنهم حسين علي المازندراني (البهاء) بتدبير محاولة اغتيال شاه إيران، فأودع عدد منهم في السجن، أما البهاء الذي لم يكن قد ادعي النبوة أو الألوهية بعد، ولم يكن قد غادر إيران، فإنه التجأ إلي السفارة الروسية التي آوته. وحين طلبت الحكومة الإيرانية تسليمه إليها امتنع الوزير الروسي المفوض بطهران. ثم جرت تسوية بين الدولتين تمّ بموجبها تسليمه إلي رئيس الوزراء الإيراني "آقا خان" مشفوعا بكتاب رسمي من السفير يقول:"إن الحكومة الروسية ترغب أن لا يمسه أحد بسوء وأن يكون في حفظ وحماية تامة، وحذّره أن يكون رئيس الوزراء مسئولاً شخصياً إذا لم يعتنِ به". ويقول النبيل الزرندي، وهو يذكر هذا الحادث:" إن ناصر الدين شاه اندهش من الخطوة الجريئة وغير المنتظرة التي حصلت من شخص متهم بأنه المحرض الأكبر للتعدي علي حياة الشاه، فأرسل في الحال أحد ضباطه الموثوق بهم إلي السفارة لطلب تسليم المتهم لديهم، فامتنع الوزير الروسي عن ذلك. ويذكر الوزير المفوض الروسي بطهران في مذكراته: " إن البابيين لمّا أطلقوا الرصاص علي ناصر الدين شاه - ملك إيران آنذاك - قبض عليهم ومن بينهم المرزا حسين علي البهاء والبعض الآخرين الذين كانوا لي أصحاب السر، فأنا حاميت عنهم وبألف مشقة أثبتُّ أنهم ليسوا بمجرمين «وشهد عمال السفارة وموظفوها.. فنجيناهم من الموت وسيرناهم إلي بغداد". وكتب المؤرخ الإيراني الدكتور محمد مهدي خان زعيم الدولة: "إن الحكومة القيصرية الروسية كانت تؤيد البابيين بالأسلحة ليقاتلوا بها المسلمين، وتعلِّمهم فنون الحرب والقتال وتموِّلهم بالمال والعتاد. وفي الواقع تدل معاركهم علي أنهم كانوا يحصلون علي دعم خارجي كبير؛ كانت الحكومة القيصرية الروسية تقف بقوة إلي جانب بهاء الله، وكان يتسلم مرتباً شهريا منها، وقد اعترف هو في الصفحة 159 من كتاب" مجموعة ألواح مباركة " بأنه كان يتسلم مرتبا شهريا من الحكومة الروسية. وكذلك ذكر هذا في مذكراته الجاسوس الروسي بأنه كان من واجبه أن يوصل المرتبات الشهرية المغرية لزعماء هذه الفرقة الضالة، وأصبح هو العقل المدبر لهم، فهو الذي يضع الخطط ويحدد الأسلوب ويوضح الهدف ويرسم الطريق الذي ينبغي عليهم أن يسلكوه، بل أصبح هو الذي يؤلف لهم الألواح ويصحح لهم كتباً أخري بحيث يضيف أو يحذف مايراه، ثم يأمر عملاءه وأصفياءه باستنساخ الكتب ونشرها بين الناس [73] . وقد وضع الروس مدينة عشق آباد المتاخمة للحدود الإيرانية تحت تصرف البهائيين للجوء إليها حين الملمات فأقاموا فيها أول عشرة أذكار لهم. وجعلوا مدينة باكو أيضا تحت تصرفهم فبنوا هنالك معبدا آخر. غير أن حجم المساعدات الروسية انخفض بشكل حاد نتيجة للأزمة الاقتصادية الخانقة التي كانت تمر بها الدولة قبيل سقوط الحكومة القيصرية علي يد الشيوعيين،إلي أن انقطعت هذه المساعدات نهائيا بعد ثورة أكتوبر وتسلم البلاشقة زمام الأمور في روسيا بسبب تعاون البهائيين مع الحكومة القيصرية؛ مما أدي بعبد البهاء أن يلجأ إلي بلد آخر. و سبحان مغير الأحوال!!

تفنيد الاسلام لعقادهم

البهائية تصلح

إن البهائية لا تصلح لأن تكون إصلاحاً في دين سابق عليها كالبوذية في البرهمية، وكالبروتستانتينية في المسيحية؛ فلأنها لم تتصد لدين واحد لتقويم نظر أهله فيه، وتعديل عوجهم في فهمه، ولكنها تناولت الأديان جملة، محاولة التوحيد بينها علي ما في غالبها من التحريفات الظاهرة والآراء الباطلة. ولكن الإسلام بعد أن أسس بنيانه علي الأصول الخالدة التي تذعن إليها الإنسانية قرر أن الله سبحانه وتعالي أوحي دين الفطرة هذا إلي رسله في خلال العصور، ولكن قادته من بعدهم أخرجوه عن صراطه وحرفوا أصوله، علي ما تصوره لهم أوهامهم لهذا السبب اختلفت الأديان كل الاختلاف، فأعاد الله وحي هذا الدين إلي خاتم رسله محمد - ليرد إليه الغالين والمقصرين، وأمره بأن يبلغ ذلك إلي الأمم كافة، ففعل. فهذه الدعوة التي يذعن لها العقل، ويؤيدها العلم والفلسفة والتاريخ من كل وجه تصلح أن تعمم بين البشر، وهي مادة الإسلام، وصبغته الإلهية التي واجه بها العالم كله. فإذا كانت الفطرة الإنسانية قد ألهمت أن لابد لها من دين تسكن إليه؛ فلا يمكن أن يكون ذلك الدين إلا موافقاً لتلك الفطرة، ولا يجوز أن يكون مخالفاً للعقل الذي جعله الله مميِّزاً بين الحق والباطل، ولا مناقضاً للعلم الذي كتب له أن يعم الناس كافة. وقد نقد العقل والعلم كل ما ورد عن الأمم في دور طفولتها من التقاليد والموروثات الضالة، واعتبرها وساوس لا يصح أن تبقي في عهد الرشد الذي بلغته الإنسانية، فألقَيا بها بعيداً عن مجال النظر، فإذا كان قد بقي في الناس من يأخذون بتلك الوساوس فلن يطول عهدهم في هذه الطفولة، ولابد من أن يأتي عليهم من الدهر يخضعون فيه تحت تأثير التربية القويمة والثقافة العلمية لمقررات العلم، فيجدوا الإسلام عنده. نحن نعلم أن الذي حدا البهائية إلي سلوك طريقة التأويل إنما هو تألف عامة الشعوب لتسارع إلي الدخول فيها محفوزة بتقاليدها وموروثاتها، وكان الأوْلي بها أن تتألف العقل والعلم، فإنهما دائبان علي القضاء علي تلك البقايا الطفلية من الأوهام الرثة، وقد لا يمضي قرن أو قرنان حتي لا يبقي لهذه الأوهام أثر في عقلية الجماعات الإنسانية. فإلي أية حالة يئول أمر البهائية يومئذ؟! لا شك في أنها تئول إلي التلاشي الذي لا قيام لها بعده. فالدين العام كما تري هو الذي يكون بطبيعته وجوهره مشايعاً لأدوار رقي العقل السليم، ومنتهياً معها إلي حيث تنتهي من درجات الكمال المنتظر من إدراك الحق مجرداً من كل صبغة بشرية أو نزغة وهمية يوم لا تبقي إلا صبغة الله وحده، [صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً] البقرة138 وهذا الوصف ينطبق علي الإسلام وحده كما رأيت، سواء كان من ناحية طريقته الإصلاحية في تطهير النفوس، وإحياء القلوب، أم من ناحية أسلوبه في مسايرة العلم والفلسفة إلي غاياتهما. فالمآل للإسلام حتماً مقضياً، وقد أشار الله تعالي إلي ذلك فقال::" أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ [74] سورة آل عمران وقد اعتقد هذا المصير كثيرٌ من الأجانب عن الإسلام فقال المؤرخ الإنجليزي الكبير بوسورث سميث في كتابه (محمد والديانة المحمدية): " إنه سيأتي يوم تعترف فيه أدق فلسفة، وأخلص مسيحية بأن محمداً رسولُ اللهِ حقاً". مخلص ما مر كله أن البشرية ليست في حاجة إلي دين جديد بعد الإسلام، فإنه استكمل جميع شرائط الدين العام، وقام علي نفس الدرب الذي تسلكه العقول للوصول إلي الحقائق الخالدة، وقد أعلن كتابه أن آيات الله في الآفاق وفي الأنفس ستكشف للناس بالدلائل الساطعة أنه الحق، فيجمعون علي الأخذ به، والانضواء تحت عَلَمه، قال تعالي: [سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ] فصلت53

الرد علي السلام العام بين الامم

لا يجوز أن يتحدث متحدث عن السلام العام إلا بعد أن يدقق البحث في الحوائل التي تحول دونه، ليعرف ما هو منها متأصل في طبائع البشر، وما هو عارض من عوارض طبيعة العمران، وما هو ناشئ من تأثير التربية، وما هو صادر من التقاليد الوراثية للجماعات، وما هو مبني علي حاجات اقتصادية قاهرة... الخ؛ ليعالج ما يقبل العلاج منها ويترك ما لا يقبله إلي التطورات المقبلة. هذا إذا أراد الداعي إلي السلام العام أن لا تكون دعوته كلمة جوفاء تجوب الهواء ولا تحدث أثراً كما حصل في كل زمان ومكان. وفي رأينا أنه لا يجوز الكلام في السلام العام قبل أن يتوطد السلام الخاص لكل أمة بين آحادها، فإننا نري حروباً ومعارك تشب نيرانها بين طبقات الأمة الواحدة، فيسفك بعضها دماء بعض تحت اسم ثورات أهلية، أو انقلابات اجتماعية، أو اعتصابات اقتصادية، بل نري ما هو أخص من ذلك من العدوانات الفردية، فيقتتل الآحاد لأقل الأمور شأناً أو لمجرد النهب والسلب، وإشباعا للشهوات البهيمية، وتضطر الحكومات إزاء هذه الحالات أن تتخذ جنوداً مسلحين للضرب علي أيدي المعتدين. فإذا كانت الحرب تشب بين آحاد ذوي قومية واحدة، ودين واحد رغماً عن النظم التي تتذرع بها الحكومة لقيادتهم، ورغماً عن المواعظ التي تلقي عليهم والآداب التي لقنوها في طفولتهم؛ فهل يطمع طامع أن يوجِد سلاماً عاماً بين أمم من قوميات متخالفة وقوي متباينة، وتحت تأثير عوامل وبواعث من كل ضرب؟! فإذا كانت البهائية تكتفي من التحكك بمبدأ السلام العام و بمجرد الدعوة إليه، فلها ما أرادت، ولكنها تكون منها علي حد ما سبقها وما تلاها من الطوائف والجمعيات الكبيرة. نظر الإسلام علي عادته في كل شأن خطير إلي هذه المسألة من أخفي نواحيها، وأتي بالقول الفصل فيها، فقرر أولاً الأصل الطبيعي الذي تقوم عليه الجماعات في وحداتها وفي مجموعها، وهو الأصل الذي يكفل بقاءها ويضمن استمرارها، وينفي العوامل المفسدة عن كيانها، قال تعالي:" وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَي الْعَالَمِينَ] "البقرة251 نعم، لفسدت الأرض، ألا تري أن الله يدفع بالحكومة عدوان العادين علي نظمها المقررة، وعلي الآحاد الوادعين منها؟! ولولا ذلك لحلت الفوضي وتغلب أقوياؤها علي ضعفائها وسلبوهم ما بأيديهم، فيفسد كيانها، وتنحل ربطها، وتجلو عن سطح الأرض. ولولا أن الأمم قد ألهمت أن تستعد لرد المغيرين عليها، ودفع الطامعين فيها لانحلت عراها، وتفرق آحادها، ولم يبق لها وجود بين الأمم. فهل كان يراد من الإسلام أن يخالف في ذلك السنن الاجتماعية ليقضي عليه وليداً في مهده قبل أن يؤدي للعالم الخِدَم المنتظرة منه؟ ألا تعجب أن البهائية نفسها لجأت في آخر عهدها ببلادها إلي التحاكم إلي السيف، فابتني أشياعها حصناً لهم في "مازندران" وأصْلَوا جيوش الحكومة ناراً حامية، ثم اعتراهم الوهن، فأخذتهم الأسنةمن كل مكان، حتي لم تبق لهم دعوة علنية في عقر بلادهم. فإذا كان الذين يفخرون بأنهم يدعون إلي السلام العام اضطروا إلي اللجوء إلي الحرب؛ أليس هذا دليلاً محسوساً علي أن هذه الوسيلة لا تزال من حاجيات الحياة الاجتماعية، وأن الضرورة قد تدفع إليها فلا يكون بد منها وقد شرعت في الإسلام للدفاع عن الحوزة وحماية الدعوة قال تعالي:" [أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَي نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ]

الرد علي مساواة المرأة بالرجل

أما مساواة المرأة بالرجل، فإن كانت في الحقوق الطبيعية والمدنية والشرعية والعلمية، فإن الإسلام قد بلغ من كل ذلك المدي الذي ليس بعده مطمح، فاعتبر المرأة إنساناً حراً لها أن تتصرف في ممتلكاتها وأموالها بدون توقف تنفيذ إرادتها علي إرادة زوجها، وهو ما لم تصل إليه المرأة الغربية بعد، وأن تعامل أمام القضاء بما يعامل به الرجل علي قدم المساواة، وأن تطلب من العلم ما تطمح همتها إليه دون حَجر ولا تحديد، وأن تحضر الصلوات في المساجد، وأن تشهد الأمور العامة للمسلمين، وأن تبدي رأيها فيها، وأن تعلم الناس إن بلغت مرتبة التعليم، وأن تفتي في المعاضل، وزادت الشريعة الإسلامية في العناية بها ففرضت علي أبيها ثم علي زوجها أن يكفياها الكد لنيل العيش، فإن لم يكن لها أب ولا زوج وَجَبَ علي أقاربها القيام بذلك، فإن تجردت من كل قرابة وجَب علي بيت المال أن يسد عنها هذه الخلة. نعم إن الإسلام جعل نصيبها من الميراث النصف مما للذكور، ولكن لم يكن منه ذلك احتقاراً لشأنها، بل لأنه لم يكلفها السعي لتحصيل قوتها. فإذا أريد بالمساواة أن يلقي حبلها علي غاربها، وأن تتبرج تبرج الجاهلية الأولي، طائفة الشوارع، وغاشية الأسواق لفتنة الرجال، فإن الإسلام لا يسمح لها بذلك، ولا يعده من الإكبار لها، بل إنه قد حرّم ذلك علي الرجال أيضاً، وأنت تري أن أوروبا تجني اليوم الشر المستطير الناجم من هذه الإباحة، وتعمل جاهدة علي تلافي مضارها. ولننظر في كتابهم الأقدس لنجد البهاء يقول في أمر الحج:" قد حكم الله لمن استطاع منكم حج البيت دن النساء، عفا الله عنهم رحمة من عنده، إنه لهو المعطي الوهاب". فكيف تتساوَين يا من يضحكون عليكِ بالعناوين الرنانة التي يعلمون جيداً أن لها وقعاً زناناً في أذنيكِ.... كيف تتساوين مع الرجل وأنتِ لا تقومين بالعبادات مثله بغير عذر إلا أنها رحمة من عنده، وهكذا بغير عذر، فلا حَمل ولا نفاس ولا أي من الأعذار الشرعية المعروفة.. إن المرأة لم تتحرر وتأخذ كامل حقوقها إلا في الإسلام

الرد علي اتحاد الاجناس

أما اتحاد الأجناس فإن الإسلام سبق العالم كافة إلي الدعوة إليه وأيده بالدلائل العلمية التي لا تقبل الدحض، فقال تعالي:" [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَي وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ] "الحجرات13 وقال النبي صلي الله عليه وسلم: " إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وفخرها بالآباء، لا فضل لعربي علي أعجمي، ولا لأبيض علي أسود إلا بالتقوي أو بعمل صالح، كلكم من آدم، وآدم من تراب"، وقد جري العمل في العالم الإسلامي علي هذا الأصل منذ صدره الأول إلي اليوم، فالبهائية قد تأخرت فيه عن الإسلام نحو ثلاثة عشر قرناً. تدّعي البهائية أنها آتت العالم بجديد من الأصول لم يدر في خلل المصلحين قبلها؛ كاتحاد الأديان، وترك التعصبات، واتحاد الأجناس، ومساواة المرأة بالرجل، والسلام العام متذرعين بذلك إلي القول بأن القرآن ليس ختام الوحي السماوي، وأن النبي وإن كان آخر المرسلين إلا أنه ليس المظهر الأكمل لله تعالي وهي المنزِلة التي حُفِظت في زعمهم لبهاء الله وحده وأن الإسلام ليس بالدين العام الأخير، فهذا الوصف لا ينصرف في وهمهم إلا علي البهائية دون سواها. كل هذا ليس بحق، وليس عليه مسحة من علم ولا عبقة من عدل.

الرد علي اتحاد الأديان

فأما ما سموه باتحاد الأديان فقد سبق إليه الإسلام، وأسسه علي أقوي الأصول، وحاطه بأحكم الدلائل، فقرر أن أصل الأديان كلها واحد، وأن الخلافات التي بينهما ما حدثت إلا بسبب ما أدخله قادتها عليها من الأضاليل والأوهام، فقد قال تعالي: "شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّي بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَي وَعِيسَي أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَي الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ [75] وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَي أَجَلٍ مُّسَمًّي لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ [76] فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [77] " الشوري وقال تعالي:" أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ [78] قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَي وَعِيسَي وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّ بِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [79] " آل عمران وقال تعالي:" [إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ] الأنعام159 فالإسلام يفرض علي أهله القول بوحدة الدين فرضا، ويأمرهم بالاعتقاد بجميع الرسل، من غير تفريق بينهم جاعلاً القول بهذه الوحدة أساساً للدين الحق، لا يقبل إيمان يقوم علي أساس غيره، فقال تعالي:" إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً [80] أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً [81] " النساء فوحدة الدين كما تري هي الأساس الذي يقوم عليه الإسلام، والإيمان بجميع الرسل والكتب السماوية شرط أولي فيه، مع فارق كبير بينه وبين البهائية، وهو أنه مع تأسسه علي وحدة الدين يبين الأسباب التي ولدت من هذه الوحدة تعدداً، وهي ما دسه قادة الدين من ضلالاتهم وخزعبلاتهم، ثم يكر عليها بالنقض والتجريح علي طريقة التمحيص العلمي الصحيح، لا كما تفعل البهائية من تكلف تأويل كل هذه الضلالات التي ثبت علمياً أنها من مولدات الأوهام في عصور الطفولة البشرية. أما ترك التعصبات فإن كان المراد منه التعصبات الجاهلية التي تحمل علي اضطهاد المخالفين في الدين؛ فهذا قد سبق إلي تقريره الإسلام، وعمل به أهله، مما أصبح مضرب الأمثال فقال تعالي:" [لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ] "الممتحنة8 ولكن ليس من التسامح في شيء أن تقول للناس وهم يختلفون في النظر، ويتفاوتون في الفهم، ويتباينون في التمحيص: إنكم كلكم علي الحق، وإن ما تتخالفون فيه له عندي وجوه من التأويل، فاثبتوا علي ما أنتم عليه منها؛ فإنه يؤديكم جميعاً إلي غاية واحدة، ولكن الإصلاح كل الإصلاح أن تبين الحق عند أي فريقٍ كان وتؤيده، وأن تنقذ الباطل وتدحضه، وتحذر منه، وأن تبتعد فيما أنت بسبيله عن تأويل الوساس لتعيرها مظهراً من الحق، فإنها بذلك تصبح أفتك لأهلها، وأضل لهم مما كانت عليه مجردة من الزخارف الكلامية. هذا ما نفهمه، وفهمه الناس قديماً وما يفهمه أهل البصر حديثاً، وليس وراءه مذهب كما قال تعالي:" فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ" يونس 32

و لا ينبئك مثل خبير

اقوالهم عن التوراة والانجيل ونبي الله عيسي

اشاره

برغم أن البهائيين يرددون أنهم يؤمنون بالقرآن الكريم، إلا أنهم يزعمون أن كتابهم المسمي الأقدس قد نسخَه، وذلك من افترائهم، ويصل بهم الأمر إلي مخالفة القرآن في أمور أقرها كنوع من التآمر عليه، وإليك بعض من هذه المخالفات..

قولهم في التوراة والإنجيل

يقول البهاء في كتابه الإيقان: (إن التوراة والإنجيل لم يعرها التبديل والتحريف) في حين أن النص القرآني في هذا الأمر واضح وضوح النهار.. قال تعالي: [أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ] البقرة75 [فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ] البقرة79 [يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ] آل عمران71 [مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ] آل عمران79 [مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ..] النساء46 [أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ] المائدة 14

قولهم في قتل و صلب سيدنا عيسي

يقول عبد البهاء (عباس): " ولما أشرقت كلمة الله من أوج الجلال بحكمة الحق المتعال في عالم الجسد، اعتدي عليها في الجسد، إذ وقعت في أيدي اليهود أسيرة لكل ظلوم وجهول وانتهي الأمر بالصلب" ونجد ان القرآن الكريم قد أقر أن سيدنا عيسي لم يصلب ولم يقتل،وذلك أمر لا جدال فيه.. قال تعالي: [وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَي مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً [156] وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً [157] بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً [158]] النساء

قولهم في قولهم في بشرية المسيح، وموقفهم من الوهيته

يقول عبد البهاء (عباس): " إذن فحقيقة المسيح التي هي كلمة الله لاشك أنها من حيث الذات والصفات والمجد مقدمة علي الكائنات"، ويقول أيضاً: " يعني ليست الحقيقة المسيحية من سلالة آدم بل هي وليدة روح القدس" نأتي لقول القرآن الكريم في هذا الأمر: قال تعالي: [إِنَّ مَثَلَ عِيسَي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ] آل عمران59 [يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَي اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَي ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَي مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَي بِاللّهِ وَكِيلاً [171] لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً [172] النساء [لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] المائدة17 [وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَي الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّي يُؤْفَكُونَ] التوبة30

دعوي البهاء أنه الإله

اشاره

ليس بدعاً أن يتبجح البهاء ويزعم للناس أنه الإله، وقد جهر بدعوي النبوة بالمعني الذي أسسه غلاة الشيعة والباطنية في القديم والإحسائي والرشتي في الحديث بما يئول إلي حلول الإله عز وجل أو صفاته المقدسة في هياكل الأنبياء والرسل. وقد صرّحت البهائية بمعتقدهم في البهاء والإلوهية علي الوجه الآتي: 1- أنه تعالي مفتقر في ذاته وصفاته إلي أنبيائه ورسله الذين هم مشارق ذاته ومظاهر صفاته ومهابط وحيه. يقول داعيتهم الأكبر أبو الفضل الجرفادقاني: " نحن معاشر الأمة البهائية نعتقد بأن مظاهر أمر الله ومهابط وحيه هم بالحقيقة مظاهر جميع أسمائه وصفاته، ومطالع شموس آياته وبيناته لا تظهر صفة من صفات الله تعالي في الرتبة الأولية إلا منهم، ولا يمكن إثبات نعت من النعوت الجلالية والجمالية إلا بهم، ولا يعقل إرجاع الضمائر والإشارات في نسبة الأفعال إلي الذات إلا إليهم، لأن الذات الإلهية والحقيقة الربانية غيب في ذاتها متعال عن الأوصاف بحقيقتها، فلا توصف بوصف ولا تسمي باسم [83] ، ولا تشار بإشارة، ولا تتعين بإرجاع ضمير، لكونها منزع كل هذه المدارك الحية، وهي فوق الإدراك؛ فكل ما توصف به ذات الله ويضاف ويسند إلي الله من العزة والعظمة والقدرة والقوة والعلم والحكمة وغيرها من الأوصاف والنعوت يرجع في الحقيقة إل مظاهر أمره ومطالع نوره ومهابط وحيه ومواقع ظهوره.. الخ" [84] . 2- وأن الله تعالي ليس له وجود الآن (أي مدة حياة البهاء) إلا بظهوره في مظهر البهاء. 3-وأنه- تعالي عن قولهم- كان يظهر قبلا بمظاهر تافهة في الديانات السابقة- أي في شخص سيدنا عيسي مثلا، وموسي ومحمد عليهم الصلاة والسلام- لكنه بظهوره في البهاء الأبهي بلغ الكمال الأعلي. يقول أبو الفضل الجرفادقاني: "اعلموا أضاء الله وجوهكم البهية بنوره الوضاح، وأيد كلمتكم العالية بآيات اليسر والنجاح أن هذه الأدلة والبراهين تثبت مظهر أمر الله في زماننا هذا أكثر وأوضح وأجلي عما كانت عليه حقية مظاهر أمر الله (أي الأنبياء) في الأزمنة السابقة. إذ هذه البراهين قائمة ومتوفرة في هذا الظهور الأعظم الأسني والطلوع الأفخم الأبهي، ونعني به ظهور سيدنا (البهاء) جل اسمه وعز ذكره أكثر مما توفر في ظهور من سبقه من الأنبياء؛ بحيث لو أنكر أحد هذا الظهور الأعظم وأنكر أدلته وبراهين الواضحة الجلية لا يمكنه إثبات حقيقة دين من الأديان الماضية" [85] . ويقول البهاء مصرحاً بالإلوهية علي هذا المنحي: "يا ملأ الإنشاء اسمعوا نداء مالك الأسماء إنه يناديكم من شطر سجنه (الأعظم) إنه لا إله إلا أنا المقتدر المتكبر المتسخر المتعال العلم الحكيم... الخ " [86] . 4- بل أن الأنبياء السابقين لم تكن مهمتهم سوي التبشير بالبهاء وإعداد القلوب لاستقباله والتشرف بلقائه. يقول الميرزا عباس (ابن البهاء والملقب: عبد البهاء): "وقد أخبرنا بهاء الله بأن مجيء رب الجنود والأب الأزلي ومخلص العالم الذي لابد منه في آخر الزمان، كما أنذر جميع الأنبياء عبارة عن تجليه في الهيكل البشري كما تجلي في هيكل عيسي الناصرية إلا أن تجليه في هذه المرة أتم وأكمل وأبهي فعيسي وغيره من الأنبياء هيئوا الأفئدة والقلوب استعداداً لهذا التجلي الأعظم"

هدم دعوي البهاء أنه الإله

اشاره

من البيِّن أن تلك نزعة باطنية جهر بها من قبل غلاة الشيعة، حيث زعموا زوراًَ وبهتاناً حلول الإله في علي رضي الله عنه، وذلك بزعامة اليهودي الحانق علي الإسلام وأهله: عبد الله بن سبأ المكني بابن السوداء مستهدفاً تضليل ضعاف الأحلام، والاستحواذ علي من لا فِقه عنهم بأصول الدين وحقائقه وتعاليمه الحاسمة في تنزيهه سبحانه وتعالي.. ومما سبق يتبين لنا أنهم يعتمدون في معتقد الإلوهية علي: الحلول، وان الأنبياء مظهر من مظاهر الله، والرجعة.. وها هو تفنيد كل منها علي حده:

الرد علي الحلول

سبحان الله تعالي أن يحل في الأماكن والجهات، والمؤكَّد قيامه بنفسه واستغناءه عن غيره، سواء أكان فاعلاً مخصصاً أم محلَّاً مقوماً يرشد إلي ذلك قوله سبحانه في كتابه الكريم:" قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [87] اللَّهُ الصَّمَدُ [88] لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [89] وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ [90] " الإخلاص وقوله تعالي: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" الشوري 11 ولو حلّ الله عز وجل في غيره لكان مماثلاً للأجرام الموصوفة بالحلول في الأمكنة، ولو كان مماثلاً لهذه الأجرام الموصوفة بالحلول في الأمكنة لكان محتاجاً مثلها، فلا يكون واجب الوجود محتاجاً إليه كل ما سواه مستغنياً عن كل ما عاداه. ثم نقول: إذا جوّزتم الحلول علي ذات الله تعالي وجَبَ أن تكونوا شاكِّين في أنه: هل حلّ في هذه البقّة؟ وفي هذه النملة؟ وفي هذه البعوضة؟ أقصي ما في الباب والبهاء أن يقال: أنه لم يظهر في هذه البقة حال عظيمة مهيبة، غلا أن نقول: هذه إشارة إلي أنه لم يوجد ما يدل علي حصول هذا الحلول، ولا يلزم من عدم علمنا بحصول الدليل عدم المدلول؛ فثبت أن من جوَّز الحلول لزم أن يبقي شاكّاً في كل واحد من هذه الأجسام الخسيسة أنه تعالي هل صار حالاّ فيه أم لا؟ ولما كان ذلك باطلاً كان القول بالحلول باطلاً " [91] .

الرد علي أن الأنبياء مظاهر ذاته تعالي و صفاته و أسمائه

الحقيقة أن " إنساناً ما لا يكون مظهرا حقيقياً لذات الله وصفاته، وإنما هو- ككل شيء- أثر من آثار القدرة والكمالات الإلهية، بمعني أنه يدل عليها لا تتمثل فيه وفي صفاته، ولم يدَّعِ أحد من الأنبياء لنفسه ذلك، بل كانوا مثال العبودية الصرفة لله دون اتخاذ مقامه في الصفات أو الخطاب كما فعل البهاء" ولا يدل شيء من القرآن علي أن الله يتمثل في أحد من خلقه، ولو كان نبياً، وظاهر أن للأنبياء من الصفات البشرية ما لا يمكن أن تكون مظهراً للصفات الإلهية، وإذا كان الأنبياء قد أنكروا أن يكونوا ملائكة، وأنكروا أن يكون لهم من الصفات ما يعلو بهم عن نطاق البشرية، فكيف يدعي لهم أنهم مظاهر ذات الله وأسمائه وصفاته؟" [92] .

تفنيد مبدأ الرجعة والرد عليه

أما الرجعة فمردها إلي التناسخ في بعض صوره، وتناسخ النفوس في أجساد إنسانية وحيوانية دعوي لا يقوم عليها دليل عقلي ولا نقلي، ولا يشهد لها الواقع أولاً، وتخالف ما أجمعت عليه الأديان من عقيدة البعث والجزاء الأخروي ثانياً. فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين

تقنيد دعوي النبوة

اشاره

من السهل الميسر لذوي الثقافة المتوسطة بالإسلام من جانبَيه-العقيدة والشريعة-والمعرفة المتواضعة بكتاب الله تعالي في أسلوبه الرصين وعبارته المشرقة، ومضمونه الهادي إلي سواء السبيل، المطلع علي ما يزعمه الباب من وحي السماء ويدعيه من شريعة ناسخة للإسلام- أن يتبين في جلاء وبداهة عمق هذه الحماقة التي تردَي فيها هذا الملقَّب بالباب، ومدي ذلك الهذيان السمج الذي روَّج له هذا الشاب المأفون الضال وطلع به علي الناس بوصفه ديناً موحي به من السماء. وبعد؛ فما أخال مصدقاً بكتاب الله تعالي وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم إلا مكذبا هذا المتنبئ مكفراً له مستحلاً لدمه. وما أحسب مطلعاً علي ما زعمه (الباب) وحياً منزلاً من السماء مدعياً إعجازه والتحدي به إلا راثياً أشد الرثاء لما أصيب به الباب من خلل واضطراب في قواه العقلية؛ سببه في أكبر الظن تلك الرياضات الشاقة المجهدة التي كان يحتملها ويشق علي نفسه بها عند تعرضه لأشعة الشمس المحرقة الملتهبة وهو عاري الرأس فوق سطح مسكنه في (ابوشهر) من الظهيرة إلي ما بعد العصر، إلي جانب ما كان يسمعه في دروس الرشتي؛ وما أوحي به إليه البشروئي من أوهام وضلالات عن المهدي. وحقيقة النبوة، نقلاً عن داهيتهم أحمد الإحسائي مما تردي معه في النهاية إلي الهذيان المحموم المستدعي التماس العلاج والبحث له عن دواء، ثم ساخطاً مزدرياً لهؤلاء المأجورين الحاقدين علي الإسلام وأهله ممن أحاطوا بالباب، وما برحوا يفتلون في الذروة والغارب مستغلين سذاجته وافتتانه بنفسه حتي تورط فيما أودي به في الدنيا ويهلكه الله تعالي به في الآخرة، أو مستحمقاً متعجباً لهؤلاء الذين تردوا في هذا الدرك من الجهل فاستساغوا متابعة هذا الباب وتصديقه في ترهاته وهواجسه. وتلك نماذج مما ادعاه وحياً منزلاً نطلع منها علي سوء تفكيره واضطراب مسلكه وجهالة أتباعه ومهانتهم، ولولا أن رأينا ما سنذكره من نصوص مثبتاً في كتب البابية أنفسهم ومصادرها الموثوق بها لقلنا أحاديث ملفقة، وأقاويل مدسوسة عليهم ابتغاء التشهير بهم وأشيع عليهم من جاهل قالٍ أو متعصبٍ غال. فهو يقول فيما يسميه اللوح الأول من آيات الوحي: "آثار النقطة جل وعز البيان في شئون الخمسة من كتاب الله عز وجل كتاب الفاء: باسم الله الأبهي الأبهي بالله الله البهي البهي الله لا إله إلا هو الأبهي الأبهي الله لا إله إلا هو البهي البهي الله لا إله إلا هو المبتهي المبتهي، الله لا إله إلا هو هو المبهي المبهي الله لا إله هو الواحد البهيان، ولله بهي بهيان بهاء السموات والأرض وما بينهما والله بهاء باهي بهي ولله بهي بهيان بهية السموات والأرض وما بينهما، والله بهيان مبتهي مبتهاه ولله بهي بهيان ابتهاء السموات والأرض وما بينهما، والله بهيان مبتهي مبتاه. قل الله أبهي فوق كل ذي البهاء" إلي أن يقول: إنا قد جعلناك جلالاً جليلاً للجاللين، وإنا قد جعلناك جمالاً جميلأ للجاملين، وإنا قد جعلناك عظيمانًا عظيماً للعاظمين، وإنا قد جعلناك نوراً نوراناً نويراً للناورين، وإنا قد قد جعلناك رحماناً رحيماً للراحمين، وإنا قد جعلناك تماماً تميماً للتامين" إلي أن يقول: "قل إنا قد جعلناك بطشاً بطيشاً للباطشين، قل إنا قد جعلناك سكاناً سكيناً للساكنين، قل إنا قد جعلناك رضياناً رضياً للراضين، قل إنا قد جعلناك هدياً هادياً للهادين، قل إنا قد جعلناك نبلاً نبيلاً للنابلين، قل إنا قد جعلناك جهرناً جهيراً للجاهرين". إلي أن يقول: "قل إنا قد جعلنك شمساً مضيئاً للضائيين، قل إنا قد جعلناك قمراً منيراً للناورين، قل إنا قد جعلناك كواكب مشرقة للشارقين، قل إنا قد جعلناك سلماً ذات ارتفاع للرافعين، قل إنا قد جعلناك أرضاً ذات انسطاح للساطحين، قل إنا قد جعلناك جبلاً ذات ابتذاخ للباذخين، قل إنا قد جعلناك بحراً ذات ارتجاج للسائرين، قل إنا قد جعلناك كل شي ء ونزهناك عن كل شيء إنا كنا علي كل شيء قادرين، قل إنا قد جعلناك كل شيء وقدسناك عن كل شيء، وإنا كنا علي ذلك لمقتدرين..الخ" تلك مقتطفات مما زعمه الباب وحياً منزلاً عليه من السماء باسم (البيان) يتجلي لمن له مسكة من عقل وبقية من رشد مدي ما تنطق به من عجمة في التركيب وتعثر مشين في التعبير، وتقليب غث لصيغ بعض الكلمات بما يجافي اللغة ويصادم الذوق، وتمجه الطباع ويثير السخرية والتهكم بهذا المتنبئ الكذاب، ثم العجب العجاب من حماقة هؤلاء الذين استزلهم هذا الشيطان الخبيث أو المخدوع المغرور وتسلط عليهم بما تلوناه عليك من هذا الهراء الفارغ والهذيان المحموم والاقتباس المبتور المشوه، والتقليد الأعرج لبعض من آيات القرآن الكريم. أما مضمون هذا (البيان) فلا شيء سوي ما يبرز هوس الباب، واضطراب تفكيره، ثم افتتانه بأوهامه الفاسدة، وتصوراته المريضة أو الخبيثة المغرضة، وولعه بامتداح نفسه والإشادة بها زوراً وبهتانا. فهو يقول: (ولعمري أول من سجد لي محمد، ثم علي، ثم الذين هم شهداء من بعده، ثم أبواب الهدي أولئك الذين سبقوا إلي أمر ربهم وأولئك هم الفائزون) ويقول: "ولعمري إن أمر الله في حقي أعجب من أمر محمد رسول الله من قبل لو أنتم فيه تفكرون، قل إنه ربي في العرب، ثم من بعد أربعين سنة قد نزل الله عليه الآيات وجعله رسوله إلي العالمين، قل إفي ربيت في الأعجمين، وقد نزل الله عليّ من بعد ما قد قضي من عمري خمسة من بعد عشرين سنة آيات التي كل عنها يعجزون، وقد قضي يوم الدين وانما بما قد وعدنا من قبل في القرآن إنا كنا نستنسخ ما كنتم به تعملون" ويقول ما ترجمته: إني أفضل من محمد كما أن قرآني أفضل من قرآن محمد، وإذا قال محمد بعجز البشر عن الإتيان بسورة من سور القرآن فأنا أقول بعجز البشر عن الإتيان بحرف مثل حروف قرآني، إن محمدا كان بمقام الألف وأنا بمقام النقطة... الخ" ويقول: وإنني أنا عبد قد بعثني الله بالهدي من عنده، أفلا تحبون أن تكونن من المتقين، وما يهبط أعمالكم إلا بما احتجبتم عن رسول وما عنده فإذا أنتم حينئذ علي أنفسكم ترحمون "إن تحبون أن تدخلون في دين الله فتحضرن عند الرسول في أرضكم ولتستغفرن الله عنده فإن من يستغفرن له الرسول من عند الله فأولئك يقبل أعمالهم وهم في درجات الرضوان" وهكذا لا تجد في كتاب الباب المسمي (البيان) إلا هذا العي الفاضح واللحن المتفشي والأسلوب الركيك الهزيل، وعلي الرغم من ذلك كله يجد الباب من بيئته الساذجة الجاهلة ما يسمح له أن يتحداهم بالإتيان بحرف واحد من مثل هذا السخف المتداعي. وعندما واجهه بعض معاصريه بما يشيع في كتابه (البيان) من لحن وانحراف عن قواعد العربية أجاب في تمحل صفيق: "إن الحروف والكلمات كانت قد عصيت واقترفت خطيئة في الأول فعوقبت علي خطيئتها بأن قيدت بسلاسل الإعراب وحيث إن بعثتنا جاءت رحمة للعالمين فقد حصل العفو عن جيع المذنبين والمخطئين حتي الحروف والكلمات فأطلقت من قيدها تذهب إلي حيث شاءت من وجوه اللحن والغلط"!!! إن النصوص الدينية من الكتاب والسنة صريحة في ختم النبوة بمحمد صلي الله عليه وسلم

الكتاب

فقول الحق تبارك وتعالي:" وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ" الأحزاب: 40 - والخاتم في تفسير الألوسي اسم للآلة التي يختم بها كالطابع اسم لما يطبع به، والمعني أن الله تعالي ختم بمحمد صلي الله عليه وسلم النبيين، ومن أجل ذلك فهو-ولا ريب- آخرهم. - ويقول الألوسي: "وقرأ الجمهور (خاتِم) بكسر التاء علي أنه اسم فاعل، أي الذي ختم النبيين (والمراد به أخرهم). - والمراد بالنبي ماهو أعم من الرسول؛ فيلزم من كونه خاتم النبيين كونه خاتم المرسلين" والمراد بكونه صلي الله عليه وسلم خاتمهم انقطاع حدوث وصف النبوة في أحد من الثقلين بعد تحَلِّيه عليه الصلاة والسلام بها في هاه النشأة.

السنة

فقوله صلي الله عليه وسلم فيما يرويه الإمام مسلم بسنده: " مثَلي ومَثَل الأنبياء قبلي كمثل رجل بني بيتاً فأحسنه إلا موضع لبنة فيه فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون ويقولون هلاّ وضعث هذه اللبِنة فأنا اللّبِة وأنا خاتم النبيين"متفق عليه وقوله صلي الله عليه وسلم: " كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي" ويروي الإمام أحمد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " لا نبوة بعدي إلا المبشرات"، قيل وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: " الرؤيا الحسنة" أو قال: " الرؤيا الصالحة" وإنما يصح تفنيد ادعاء (الباب) للنبوة بهذه النصوص الدينية والأدلة النقلية من الكتاب الكريم والسنة المطهرة بناء علي ما أعلنه الباب وجهر به من إيمانه بالقرآن وحياً منزلاً من السماء علي محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم. وإن كنا علي يقين من أن ذلك لا يعدو التمويه والتضليل، الأمر الذي يلجأ إليه ويحتمي به متابعة منه لأسلافه من الباطنية في ظل ما عرفوا به واستمرءوه من القول بالتقية. فإذا هو أصر علي التلاعب بصريح النصوص، ورام التمحل في تأويل ما يدل علي ختم النبوة بمحمل صلي الله عليه وسلم (وقد فعل حيث لا مناص ولا زور) واجهناه ومن استحوذ عليهم من ضعاف الأحلام بما يقصم الظهر ويفري العظم، وهو إجماع المسلمين من لدن النبي صلي الله عليه وسلم إلي يوم الناس هذا علي أن عقيدة ختم النبوة بمحمد صلي الله عليه وسلم من عقائد الإسلام، والمعلومة من الدين بالضرورة، يكفر جاحدها وتجب مقاتلته وقتله. ومن أجل ذلك أصر المسلمون عبر تاريخهم الطويل علي محاربة كل من تسوِّل له أطماعه وتزين له مآربه التهجم علي مقام النبوة بادعائه هذه المرتبة، كما حدث في حربهم لكل متنبئ كذاب يجادل في أيات الله بغير سلطان، كمسيلمة والأسود العنسي وغيرهم ممن أضلهم الله علي علم وختم علي سمعهم وقلوبهم، وجعل علي بصرهم غشاوة.

لابد للاسلام أن يتغير بعد هذه الفترة الكبيرة من الاتباع

اشاره

إننا إنما نرتكب خطأ كبير عندما نروج بدون قصد لفكرة انبعاث أديان جديدة، وذلك بإطلاق لفظ (دين) علي البهائية أو غيرها من الحركات الاشتراكية والفلسفات الباطنية أو حتي التعامل مع البهائية وشبيهاتها علي أنها طائفة مرتدة عن الإسلام، وهي بالحقيقة ليست ديناً ولا فرقة من فرق الإسلام لا السني ولا الشيعي، وكان من السهل أن نحتج علي البهائية بالإسلام من البداية فنهدمها من أساسها، ولكننا آثرنا أن ننقد البهائية من خلال أفكارها ونصوصها وعقيدتها. لعل الذي غادر إسلامه ويمم شطرها يعيد إعمال عقله عندما يري الحقيقة (حقيقة البهائية) عارية أمامه بكل زيفها واضطرابها وتناقضها، بل وسذاجتها المفرطة عندما تعلن أنها تقدُم بفكرة العقيدة والتوحيد، فتصبح ديناً عصرياً كما يحاول الأتباع والمزيفون أن يروجوا لها ولكنها في الحقيقة تعود بهذه الأفكار إلي الطفولة البشرية..

لابد من تغيير الإسلام بعد 12 قرنا من الإتباع

يقول أحد البهائيين: "الإنسان مازال في تطور ورقي، فكذلك الشرائع في تطور وتبدل علي مقتضي الأزمان والأدوار والشريعة التي تصلح لزمان قد لا تصلح لزمان آخر. فهذه الأمة المحمدية قد كانت مستظلة بسماء شريعة القرآن أكثر من اثني عشر قرناً تركتها، واستعاضت عنها بالقوانين الوضيعة، ولا تكاد تجد الآن دولة من دول أمة القرآن تحكم بشريعة القرآن كاملاً إلا بعض الأحوال الشخصية، وما ذلك إلا لأنهم لم يجدوا أنها تصلح لزمانهم هذا" والرد علي هذا: 1- إن هذا الجاهل لا يفهم ما معني الشريعة، إذ لو يعرف معناها ما قال: إن الشرائع تتطور وتتبدل، هكذا وبصورة عامة دون أن يخرج الشريعة الإسلامية علي الأقل من هذا الحكم.

ان الشريعة الإسلامية لها وجهان

الوجه الأول - النصوص القاطعة التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة المتواترة، فهذه بمثابة دستور عام متصل بجميع نواحي الحياة لا يعتريها التبديل والتحوير. لأن الإنسان في نوازعه إلي الخير والشر هو الإنسان، فهو مثلاً في طبعه التعاون علي الخير، وعدم إيذاء الآخرين، والاكتفاء بالزوجة الحلال، والبعد عن الزني والاعتداء علي الأعراض، وكذلك فيه الصدق والأمانة والحب. فكل قانون إلهي ينظم جانبا من هذه الجوانب يبقي خالداً لخلود تلك المعاني الخيرة في نفسه، وكذلك فإن في طبع الإنسان أيضا يوجد استعداد للأضرار بالآخرين والزني والكذب، الأنانية والاعتداء وما أشبه. فكل قانون إلهي عالج هذه المشاكل الاجتماعية وكيفية القضاء عليها واستئصال جذورها خالد خلود تلك المشاكل. إن ورود النصوص القاطعة لم يكن إلا لتنظيم العلاقة علي أسس سليمة بين هذه المعاني والمشاكل الموجودة فعلاً في المجتمع الإنساني. أما الوجه الثاني من الشريعة الإسلامية، وهو الذي نسميه بالفقه الإسلامي أو الأحكام، فهذه تتعرض للتبديل والتحوير نتيجة العرف والعادة، ونتيجة فهم العقول لنصوص غير قاطعة. إذن، فالعلاقة بين تلك المثل الخالدة عند الإنسان لا تتبدل، وإنما الذي يتبدل هو كيفية معالجة الاصطدام الذي قد يحدث بين تلك المعاني نتيجة لتطورات معينة. وبناءً علي هذا، فإن قول البهائي المتعصب بأن الشريعة الإسلامية تتبدل: باطل أصلاً، إذ أن الذي جري عليه التبديل هو الفقه في مسائله الجزئية، وهذا كما هو معروف بداهة لا يدعو إلي القول بوجود نبي بعد نبوة المصطفي عليه الصلاة والسلام. 2-يدل قول كاتب (البيان) أن الشريعة الإسلامية التي تظل سماء دورة من دورات النبوات، حسب زعمه - تطبق، وتطبيقها دليل علي صلاحها في تلك الدورة. وهذا الكلام باطل أساساً، إذ إن الشريعة الإسلامية التي يعتقد الكاتب أن الأمة المحمدية استظلت بها اثني عشر قرنا لم تطبق تطبيقاً كاملاً صحيحاً إلا في فترات معينة، ولا عبرة بتطبيقات مبتورة في بعض أجزائها. فهل يعني ذلك أن الشريعة الإسلامية حتي في تلك الفترات كانت باطلة لأنها لم تطبق كما نزلت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم. 3- يذكر الكاتب أن الشريعة الإسلامية لا تصلح لهذا الزمان، لأن المسلمين لجئوا إلي سن القوانين الوضعية. وهذا جهل مركب بحقيقة الإسلام، وتاريخ المسلمين. إذ إن عدم تطبيق الشريعة الإسلامية يرجع في جذوره إلي ظروف معينة، وأسباب معلومة حتي قبل وجود هذه القوانين، فغلبت قوي الشر قوي الخير بلاد المسلمين نتيجة لظروف معلومة، كانت السبب الأكبر في انحسار هيمنة الشريعة عن المجتمعات الإسلامية. فالطغاة المتجبرون، والماديون الملحدون، والإباحيون المستهترون، والمستغلون الجشعون لم يكن في صالحهم تطبيق شريعة الإسلام، لأنها تقطع دابر الطغيان و التسلط و الإباحية والاستغلال " ونجد أن البهاء دعا أتباعه إلي طاعة جميع قوانين البلاد جميعاً، وهذا تناقض واضح وبيِّن: فشريعة السماء تحدد للإنسان ما هو الصواب وما هو الخطأ، لا أن يعمل الأمر ونقيضه، وتلك الدعوة وجه من وجوه العلمانية البغيضة،و لا غرابة أن نجد شريعة ذلك البهاء أيضاً متناقضة، فهي عبارة عن خلط من الطقوس والأقوال لجميع الأديان السماوية والوضعية، وهو عين التناقض والغباء.

و من شريعة ذلك البهاء الربا الذي أباحه فيقول

"لذا فضلاً علي العباد قررنا الربا كسائر المعاملات المتداولة بين الناس، أي ربح النقود، فمن هذا الحين نزل فيكم الحكم المبين، من سماء المشيئة صار ربح النقود حلالاً طيباً طاهراً " وأمثال تلك الشرائع الباطلة والفاسدة هي التي أوصلت البشرية للدرجة التي يصبح الفساد والتحلل الأخلاقي هو المبدأ السائد وهو الذي يقوم عليه القوم بالدفاع عنه،و محاولة إبعاد الحق بكل الطرق لأنه يتنافي مع مصالحهم الدنيوية، وتطبيق الشريعة الحق هو الضرر بعينه حسب زعمهم المستند إلي قانون الطغيان والظلم الذي يحاولون إلباسه لباس الحق، لينخدع به العامة من الناس

نظرة الاسلام والمسلمين للبهائية

قالوا: نظرة المسلمين عن البهائيين والبهائية من الطبيعي هنا أن تختلف الافكار بإختلاف الناس وحسب درجة الإطلاع والمعاشرة. ورغم إنتشار البهائية الواسع من الناحية الجغرافية فلا تزال أعدادهم قليلة جدا بالمقارنة بأتباع باقي الاديان‚ إلا في مناطق محددة, ونسبة من يعرفهم من المسلمين معرفة مباشرة لا زالت قليلة أيضا. وهنا نعرض للزائر الكريم فكرة بسيطة للتأمل. من المعلوم ان لدي الكثير من الناس وخصوصا في العالم الغربي نظرة خاطئة عن الإسلام ولأسباب عديدة. ومنها ما تقوم به وسائل الإعلام الغربية في الوقت الحاضر وانحيازهم الأكثر لعرض الأخبار السلبية عن المسلمين. ولكن السبب الأصلي والأهم لهذه الفكرة الخاطئة والذي سبق وسائل الإعلام بقرون عديدة, ومنذ بداية الإسلام, كان معارضة رجال الدين من المسيحيين واليهود وما كتبوه وروجوه من الإتهامات والمعلومات الخاطئة والمغرضة عن الإسلام والمسلمين ومعتقداتهم. والآن أكثر ما يعرفه المسلمون عن البهائية والبهائيين هو ما سمعوه وقرأوه من الغير. فهل من الإنصاف أن نطلب من غير المسلمين ان يتعرفوا عن الإسلام ويفهموه من كتابه العظيم ومما كتبه المسلمون بينما يكتفي المسلمون بما كتبه رجال الدين ويتقوله الآخرون ولهم أغراضهم, دون أن يتحروا حقيقة الأمر لنفسهم؟ ويتفضل الباري عزوجل: وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَي إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا (النساء 4:94) وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب (الاحزاب 40:28) يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين (الحجرات 49:6) http: / / www.bci.org / islam-bahai / arabic / A_views2.htm الرد بسم الله الرحمن الرحيم أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ خصنا بخير كتاب أنزل، وأكرمنا بخير نبي أرسل، ومنّ علينا بأعظم دين شرع، وجعلنا به خير أمة أخرجت للناس، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، نشهد انه بلغ الرسالة، فكانت له معجزة نبوية مذهلة فبين أن الإسلام سينتشر في جميع أجزاء الأرض. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن الله زوي لي الأرض - أي جمعها وضمها - فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها... " الحديث (رواه مسلم برقم -2889-، وأبو داود -4252-، والترمذي -2203- وصححه، وابن ماجه -3952-، وأحمد 5 / 278، 284). وروي ابن حبان في صحيحه: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ليبلغن هذا الأمر - يعني الإسلام - ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل دليل، عزًا يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر" (ذكره الهيثمي في موارد الظمآن إلي زوائد ابن حبان -1631، 1632). ومعني ذلك أن كل منطقة من الأرض يصلها الليل والنهار سوف يبلغها الإسلام، وهذا ما حدث فعلاً لأن جميع الدول اليوم فيها مسلمون. وإذا تذكرنا بأن هذا الحديث قد نطق به النبي الكريم في مرحلة ضعف المسلمين وقلة عددهم، في ظروف لم يكن أحد يتوقع أن الإسلام سينتشر في بقاع الأرض كافة ندرك عندها عظمة المعجزة. لقد جاء هذا الحديث الشريف ليواسي المؤمنين علي ضعفهم وقلة عددهم، ولو أن محمداً صلي الله عليه وسلم لم يكن رسولاً من عند الله لما تجرّأ أن يخبر أصحابه بأن الإسلام سينتشر في كافة أنحاء الأرض، إذ كيف يضمن ذلك؟ قال تعالي: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَي، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَي (النجم3-4) نعم الله تعالي هو الذي يعلم الغيب وهو الذي أخبره بهذه الحقيقة ليحدث بها أصحابه قبل ألف وأربع مئة سنة، ولتكون بشري نصر بالنسبة إليهم، ولتكون دليلاً علي نبوّته في هذا العصر وكل عصر. ومن دلائل هذه المعجزة أن النبي الكريم قرن بين انتشار الإسلام وبين الليل والنهار، وهذه المقارنة دقيقة وصحيحة. فكما أن الليل والنهار يبلغ كل نقطة من نقاط الكرة الأرضية، كذلك فإن الإسلام قد بلغ كل نقطة علي سطح الأرض، وهذا ما لا يمكن تخيله في ذلك الزمن. قال تعالي: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (التوبة33) يوجد اليوم أكثر من 4200 ديانة في العالم، وقد بدأ الإسلام قبل 1400 سنة برجل واحد هو سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، وأصبح عدد المسلمين اليوم أكثر من ألف وأربع مئة مليون مسلم!! فما هو سرّ هذا الانتشار المذهل، وماذا تقول الإحصائيات العالمية عن أعداد المسلمين اليوم في العالم؟ فدلت الإحصائيات علي أن الدين الإسلامي هو الأسرع انتشاراً بين جميع الأديان في العالم. فعلي الرغم من كل الحروب التي يشهدها العالم ضد الإسلام إلا أن هذه الحروب جاءت لصالح الإسلام وليس ضد الإسلام وهذا يؤكد قول الحق سبحانه: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ... (آل عمران 19) ولو كان الإسلام ليس هو دين الله الحق لهُدم من يوم بعثة الرسول صلي الله عليه وسلم. فقال تعالي: كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ... (المائدة 64) فهذه المصائب التي تحل علي المسلمين من أعدائه هي لنا وليست علينا، وقد اكد ذلك قول الحق سبحانه وهو اصدق القائلين: قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا... (التوبة 51) ولذلك نجد ان الإحصائيات تخبرنا بأنه عام 2025 سيكون الإسلام هو الدين الأول من حيث العدد علي مستوي العالم، وهذا الكلام ليس فيه مبالغة، بل هي أرقام حقيقية لا ريب فيها. هذه الأرقام جاءت من علماء غير مسلمين أجروا هذه الإحصائيات. إن من نعمة الله علينا أن جعل لنا من هذه النعم نعمة القرآن فهو الآية المعجزة حتي قيام الساعة، هو حبل الله المتين ونوره المبين الذي أشرقت له الظلمات ورحمته المهداة التي بها صلاح أمر الدنيا والآخرة، لا تفني عجائبه ولا تختلف دلالاته فهو ذكر ونور ودستور وعلوم وهداية وشفاء وصحة. قال تعالي وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَي اللَّهِ (الشوري 10) قال تعالي فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَي اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (النساء59) 27857 - قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: اعقلوا أيها الناس قولي فقد بلغت وقد تركت فيكم أيها الناس ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا كتاب الله وسنة نبيه. الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: ابن حزم - المصدر: أصول الأحكام - الصفحة أو الرقم: 2 / 251 فقول أن المسلمين لم يتحروا حقيقة البهائية فهذا خطأ؛ لأن الله أمر المسلم بان يُحكم الله في كل أموره وأن يطيع رسول الله صلي الله عليه وسلم. قال تعالي: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (الأحزاب40) إذن الأمر منتهي، فسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم هو خاتم النبيين والمرسلين فلا نبي ولا رسول بعده. فإن كانت البهائية تستشهد بالآية الكريمة والتي مضمونها: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَي مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين (الحجرات6) فهذا يعتبر سب وقذف فالله عز وجل ورسوله صلي الله عليه وسلم، لأن الله هو الذي قال لا نبي ولا رسول بعد الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم. وإن قيل بأن الله قال: (وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) ولم يقل (خاتم المرسلين). فنقول: الله عز وجل ذكر في الآية قوله: رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وهذا يكشف بان سيدنا محمد بني ورسول والقاعدة المعروفة تقول: أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول. فسيدنا يعقوب نبي، وسيدنا يوسف نبي، ولكنهم ليسوا برسل يحملون رسالة سماوية. إذن لكي يكون الرسول رسول، يجب أن يكون أولاً نبي. فهل يجوز لطالب الصف الإعدادي عدم حصوله علي الشهادة الإبتدائية؟ إذن الطالب الإعدادي ملزم بالحصول علي الشهادة الإبتدائية لكي يكون طالب إعدادي. ولكن طالب الإبتدائي يبقي طالب إبتدائي بدون الحصول علي الشهادة الإعدادية. إذن لا يجوز قول أن هذا الرسول ليس بني، ولكن يمكن أن نقول ان هذا نبي وليس برسول. فالرسول يحمل رسالة وهذه الرسالة تحمل نفس العقيدة التي سبقه بها رسل الله السابقين ولكن الإختلاف في التشريعات، وكل رسول ارسله الله ارسله لأمة معينة ولكن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان للناس كافة.. كما جاء في القرآن قول الحق سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون.. (سبأ 28) وهذا ظاهر في مضمون القرآن في اقوال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ... (البقرة 21) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ... (آل عمران 200) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا... (الجمعة 9) يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ..... (الكافرون 1) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ... (البقرة 40) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ... (المائدة 19). ومن هذا الصدد الكثير والكثير. إذن رسول الله صلي الله عليه وسلم أرسله الله للناس كافة وحمل معه القرآن هدي ونور ليهدينا من الظلمات إلي النور. إذن قول الحق سبحانه: (وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) فهذا يؤكد أنه لا نبي ولا رسول من بعد سيد بني آدم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. وحكمة الله عز وجل أنه ختم بحبيبه المصطفي الرسالات السماوية ليكون ذلك إعلان للخلق بان الأمة الإسلامية لن تضل عن الصراط المستقيم مهما إنحرفوا عن التشريع الإسلامي ولن يضلوا كما ضلت الأمم السابقة. إذن الذي أخبرنا وعلمنا وهدانا وأخرجنا من الظلمات إلي النور هو رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي ما نطق عن الهوي إن هو إلا وحيي يوحي. والله أعلم. كتبه الأخ: أبو أدهم

البهائية والإلحاد

إن كانت البهائية تنكر أن دعوتها بعيدة كل البعد عن الإلحاد فهذا فكر سياسي يحاول شيطانهم تزيين سوء أعمالهم. عندما نسأل المعتدي سبب أعتدائه يقول أنه يحاول أن يُدافع عن نفسه وليس غرضه القتل وسفك الدماء وهتك الأعراض، ولكن عندما نتابع أعتدائه وأشكالها نجده شيطان جاء ليبيح كل ما حرمه الله ليطعن الأخرين في شرفهم ليحقق مطامعه. وهذا ما تحاول أن تخفيه هذه الفئة البهائية الفاسدة. قال البهائية: إن معرفة الأنبياء والرُسُل في كل عصرٍ هو عين معرفة الله لذلك يؤمن البهائيون بكلّ المظاهر الإلهيّة وبجميع الكتب السماويّة ويؤمنون بأن حضرة بهاء الله هو رسول هذا العصر وهو حامل الرّسالة الإلهيّة ليومنا هذا ويؤكّد حضرة بهاء الله أن رسالته واحدة من سلسلة الرسالات الإلهية التي تأتي للبشر كي تهديهم سواء السبيل، مؤكّدة ما سبق، مُبيّنة طريق اليوم، مُحذّرة من أخطار المستقبل، مُنذرة بأن الإعراض عن رسول العصر فيه ألم وعذاب كبير لبني الإنسان. وهذه سُنّة الله في خلقه "سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحوِيلاً" (سورة الإسراء-77)...... انتهي الرد: المشكلة الحقيقية التي تواجه البهائية هي الأعتماد علي الآيات القرآنية للزود عن أفكارهم الجهنمية، وقد نسوا بل تناسوا أن الآيات القرآنية واضحة بحيث أن كل إنسان يعقل ويبحث عن الإيمان يؤمن به.. ولكن الذين يريدون الفسق والفجور.. هم هؤلاء الذين لا يؤمنون.. لأن الآية هي الأمر العجيب.. والآية عجيبة لأنها معجزة.. والآيات معجزات للرسول تدل علي صدق بلاغه عن الله.. وهي كذلك الآيات في القرآن الكريم.. وهي أمور واضحة لا يختلف عليها ولا تحتاج إلي بيان: "وما يكفر بها إلا الفاسقون".. لذلك من يخرج عن منهج الله يقال له فاسق. إن الآيات التي أيد بها الله سبحانه وتعالي لرسوله محمداً عليه الصلاة والسلام ظاهرة أمام الكفار ليست محتاجة إلي دليل.. فرسول الله صلي الله عليه وسلم الذي لم يقرأ كلمة في حياته.. يأتي بهذا القرآن المعجز لفظا ومعني.. هذه معجزة ظاهرة لا تحتاج إلي دليل.. ورسول الله صلي الله عليه وسلم الذي لا تغريه الدنيا كلها.. ليترك هذا الدين مهما أعطوه.. دليل علي أنه صاحب مبدأ ورسالة من السماء.. ورسول الله صلي الله عليه وسلم الذي يخبر بقرآن موحي من السماء عن نتيجة حرب ستقع بعد تسع سنوات.. ويخبر الكفار والمنافقين بما في قلوبهم ويفضحهم.. ويتنبأ بأحداث قادمة وبقوانين الكون.. وغير ذلك مما احتواه القرآن المعجز من كل أنواع الإعجاز علمياً وفلكياً وكونياً.. كل هذه آيات بينات يتحدي القرآن بها الكفار.. كلها آيات واضحة لا يمكن أن يكفر بها إلا الذي يريد أن يخرج عن منهج الله، ويفعل ما تهواه نفسه.. إن الإعجاز في الكون وفي القرآن وفي رسول الله صلي الله عليه وسلم.. كل هذا لا يحتاج إلا لمجرد فكر محايد.. لنعرف أن هذا القرآن هو من عند الله ملئ بالمعجزات لغة وعلما.. وإنه سيظل معجزة لكل جيل له عطاء جديد. ولكن للأسف لم تعقل الفئة البهائية ما سبق قوله بل أتخذوا من الآيات القرآنية أهداف محاولين التأثير علي العقل المسلم أولاً وهذا أول خطوات الخراب عليهم وعلي عقيدتهم. استخدموا الآية القرآنية التي جاءت بقول: "سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحوِيلاً" (سورة الإسراء-77)، علي أن سنة الله هي إرسال الرسل، ولكنهم لم يقرؤوا الآية بإتقان لأنهم يؤكدوا لنا أن الشيطان يزين لهم سوء أعمالهم. لو كان الله عز وجل أراد أن يوضح لنا ولرسوله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم بأنه ليس أخر الأنبياء والمرسلين لقال: سنة من قد أرسلنا قبلك وسنة من نرسلهم بعدك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا........... ولكن الله عز وجل لم يذكر (وبعدك) بل قال (قبلك) فقط: "سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحوِيلاً" (سورة الإسراء-77)... إذن ليس هناك بعده أنبياء أو رسل. إن هذا الأسلوب المنحط أعتدنا عليه من أعداء الله الذي يتخذوا من الآيات التي تكشف زيفهم فيستخدموا الآيات بأسلوب شيطاني إلي ليضعوها في مواضع حوارية لتنصفهم، وقد ينخدع بعض المسلمين بذلك وقد لا ينخدع البعض ولكن الواجب علينا مخاطبة الطرفين دعوة منا لأخذ الحذر والحيطة من هذه الأساليب الشيطانية. والآية التي نحن بصددها تقول: "سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحوِيلاً" (سورة الإسراء-77)، إذن هناك حكمة من الله لإرسال رسله، فالأمر ليس لعباً أو لهواً كما يتصوره بعض الضالين الذين يدعوا النبوة بالباطل. إن من رحمة الحق سبحانه وتعالي بالخلق، ومن تمام علمه سبحانه بضعف البشر أمام أهوائهم وأمام استئثارهم بالمنافع، أرسل الرسل إلي البشر ليبشروا ولينذروا. " وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ" فكأن الحق لم يشأ أن يترك البشر ليختلفوا، وإنما الغفلة من الناس هي التي أوجدت هذا الاختلاف. " مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ" ومن هذا القول الحكيم نعرف أن الاختلاف لا ينشأ إلا من إرادة البغي، والبغي هو أن يريد الإنسان أن يأخذ غير حقه. ومادام كل منا يريد أن يأخذ غير حقه فلابد أن ينشأ البغض. " فَهَدَي اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ " أي أن الله يهدي الذين آمنوا من كل قوم بالرسول الذي جاء مبشرا ومنذرا وحاملا منهج الحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وبذلك يظل المنهج سائداً إلي أن تمضي فترة طويلة تغفل فيها النفوس، وتبدأ من خلالها المطامع ويحدث النسيان لمنهج الله، وتنشأ الأهواء، فيرسل الله الرسل ليعيدوا الناس إلي المنهج القويم، واستمر هذا الأمر حتي جاءت رسالة الإسلام خاتمة وبعث الله سيدنا محمدا صلي الله عليه وسلم للدنيا كافة، وبذلك ضمن لنا الحق سبحانه وتعالي ألا ينشأ خلاف في الأصل؛ لأننا لو كنا سنختلف في أصل العقيدة لجري علينا ما جري علي الأمم السابقة. هم اختلفوا فأرسل الله لهم رسلا مبشرين ومنذرين، لكن أمة محمد صلي الله عليه وسلم أراد الحق لها منهجا واضحا يحميها من الاختلاف في أصل العقيدة. وإن اختلف الناس من أمة محمد صلي الله عليه وسلم فعليهم أن يسترشدوا بالمنهج الحق المتمثل في القرآن والسنة. ونعرف أن من مميزاته صلي الله عليه وسلم أنه خاتم الأنبياء بحق، ولن تجد في الموكب الرسالي رسولا أوكل له الله أن ينشئ حكما جديدا لم ينزل في كتاب الله إلا سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. لقد أعطي الله سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم التفويض في أن يشرع عن الله؛ في ظل عصمة الله له فقد قال سبحانه: [وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا] (من الآية 7 سورة الحشر) إنه أمر واضح للمؤمنين بأن يأتمروا بأمر الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، لأن ما يأمرهم به فيه الصلاح والخير، وأن ينتهوا عما ينهاهم عنه؛ لأنه صلي الله عليه وسلم إنما ينهي عن الأمور التي ليس فيها خير لأمة المسلمين. ويأمر الحق جل وعلا جماعة المسلمين بطاعة الرسول صلي الله عليه وسلم لأنها من طاعة الله، فيقول جل وعلا: [مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّي فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاًً "80"] (سورة النساء) وهكذا نري أن طاعة الرسول صلي الله عليه وسلم من طاعة الله، ومن يعرض عن طاعته فله العقاب في الآخرة. ويؤكد الحق سبحانه علي طاعته وطاعة الرسول صلي الله عليه وسلم فيقول: [قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ"32"] (سورة آل عمران) هكذا نعرف أن طاعة الرحمن تستوجب طاعة الرسول صلي الله عليه وسلم. إذن فقد فوض الله رسوله أن يشرع للبشر. وهو ـ عليه الصلاة والسلام ـ ما ينطق عن الهوي. إن النصيحة التي أوجهها إلي البهائية وغيرهم من أعداء الإسلام ألاّ يفسروا القرآن حسب أهوائهم بل حسب ما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم ـ وعليكم وعلينا أن ننتبه إلي أن الله قد أمن أمة محمد صلي الله عليه وسلم علي القرآن وعلي رسالة الإسلام، والقرآن ورسالة الإسلام لن يصيبها التغيير أو التحريف، وكل ما هو مطلوب أن يكون المؤمنون أهل دقة وفطنة، فإذا أراد إنسان أن يستغل أية سلطة زمنية أو أن يجئ بحديث موضوع ليروج لباطله فعلي المسلمين أن يكشفوا سوء مقصد هذا الإنسان اللعين. فنحن كمسلمون نفهم أن الله شاء بالإسلام حياة القيم، كما شاء بالماء حياة المادة، والماء حتي يظل ماء فلابد أن يظل بلا طعم ولا لون ولا رائحة، فإذا أردت أن تجعل له طعما خرج عن خاصيته؛ ربما أصبح مشروبا أو عصيرا أو غير ذلك، وقد يحب بعض الناس نوعا من العصير، لكن كل الناس يحبون الماء؛ لأن به تصان الحياة، فإذا رأيت ديناً قد تلون بجماعة أو بهيئة أو بشكل فاعلم أن ذلك خارج عن نطاق الإسلام. وكل جامعة تريد أن تصبغ دين الله بلون إنما يخرجونه عن طبيعته الأصلية، ولذلك نجد أمتنا الإسلامية في مصر والسعودية... إلخ قد صانت علوم الإسلام بالأزهر الشريف والهيئات الأخري وكل عالم من علماء الإسلام في أي بقعة من بقاع الأرض مدين لهم. وهذا هو الإسلام الذي لا يتلون؛ لأنه إسلام الفطرة. أما الدعوات المضللة كالبهائية خرجت عن منهج الله عز وجل وبذلك انحرفت عن العقيدة الحق ففتحت باب الإلحاد علي مصرعيه. كتبه: أبو أدهم

البهائية والسياسة

لقد ابتليت الأمة الإسلامية في هذا العصر بكم هائل من الحركات الفاسدة المضللة، والأفكار المنحرفة، والعقائد الباطلة، ما لم تواجه به في عصورها المختلفة، ولولا أن الله عصمها من أن تجتمع علي ضلالة لاندثرت معالمها وعفي أثرها، لقد تجمعت قوي الشر واتحدت، وعملت بخطي ثابتة، وخطط مدروسة، ويسروا أموال باهظة بأرقام فلكية، ونَفَس طويل علي إزالة الإسلام من الساحة، بحيث لم يدر المصلحون من أين يبدأوا ولا بم يعتنوا... ولكن "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" إحتجّت البهائية فقالوا: إن الإسلام دين الله الحنيف اتّهم في بداية أمره بمثل ما يُتهم به الدّين البهائي وزعم أعداء الإسلام كما زعم معارضو الدّين البهائي بأن دين الله مرتبط بالأجنبي الغريب. قال الله تعالي: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيهِ قَومٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُو ظُلْماً وَزُوْراً" (سورة الفرقان-4). ورداً علي هذا الاتهام الذي وجّه للرسول الكريم يقول الله تعالي "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُم يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيهِ أَعْجَمِيٌ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌ مُبِينٌ " (سورة النحل-103)... انتهي قول البهائيون بدون أي مقدمات نقول: إن كانت البهائية دين الله فلماذا لم يتكلم كتابها عن هذه الإفتراءات بدلاً من الإستشهاد بآيات من القرآن تخاطب نفس الحدث ومحاولة تشبيه أحداث البهائية باحداث الإسلام؟ إن ما حدث للإسلام علي مر العصور لا يماثله ما يدور الآن حول البهائية، فالإسلام لم يأخذ فقرات أو نصوص من كتب أخري لديانات أخري ليتحجج بها أو يستعطف مشاعر الأخرين من خلالها، بل الإسلام لم ينظر لهذا الدين أو ذاك، بل الإسلام جاء ليكشف القناع وما يدور خلف كواليس رجال الدين لأهل الكتاب وغيرهم من الديانات الأخري وفضحهم وكشف تحريفاتهم تزويرهم والتدليس الذي مارسوه من اجل أغراضهم الدنيئة، وفي النهاية أنتصر الإسلام الحق لأنه دين الله الذي أظهره الله علي الدين كله ولو كره المشركون وكفي بالله شهيدا. إن من مظاهر العداء السافر للدين الإسلامي هو زرع قوي الشر من أهل الكتاب والمشركين، وتبنيها، واعتناؤها، وتمويلها، ورعايتها لبعض الفرق الهدامة والأفكار المنحرفة لتنخر في كيان الأمة الإسلامية، وتفت في عضدها، وتعمل علي مسخها وتشويهها وزعزعة الثقة في دينها، بل واختراق بعض الأحزاب والجماعات الإسلامية... ولكن كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ. لذلك نري أن رجال القانون الذي يساندون البهائية هم مسيحيون أو لهم مصالح صهيونية، ففي عام 1259 م ذهب "الميرزا علي محمد رضا الشيرازي" إلي بغداد وبدأ يرتاد مجلس إمام الشيخية في زمانه كاظم الرشتي ويدرس أفكاره وآراء الشيخية. وفي مجالس الرشتي تعرف عليه الجاسوس الروسي كينازد الغوركي والمدعي الإسلام باسم عيسي النكراني والذي بدأ يلقي في روعهم أن الميرزا علي محمد الشيرازي هو المهدي المنتظر، فبعد وفاة الشتي أعلن "الميرزا علي محمد رضا الشيرازي" أنه رسول كموسي وعيسي ومحمد - عليهم السلام - بل وعياذاً بالله - أفضل منهم شأناً. واشترك "البهاء" في محاولة اغتيال الملك " ناصر الدين" شاه إيران، إلا أن المحاولة باءت بالفشل، وكشف الفاعلون، ففر "البهاء" إلي سفارة روسيا التي قدمت له الحماية الكاملة، ولم تسلمه إلي السلطات الإيرانية إلا بعد أن أخذت وعدا منها بعدم إعدامه، وبعد أن مات بهاء الله خلفه من بعده ابنه الملقب بـ (عبد البهاء) الذي روجت له وسائل الإعلام الغربية وعقدت له الندوات الصحفية والتي كشف فيها عن هويته الصليبية اليهودية وراح يدعو للخلفاء ضد الخلافة الإسلامية، وقد كشفت البهائية عن صلتها الجذرية بالصهيونية عندما عقد في إسرائيل سنة 1968 المؤتمر البهائي العالمي فقد كانت مقررات هذا المؤتمر هي بعينها أهداف الماسونية والصهيونية وحينما مات (عبد البهاء) لم يسر في جنازته إلا حاكم القدس الصهيوني وعدد من اليهود. وقد تولي أمر البهائية بعده صهيوني أمريكي يدعي (ميسون) ليكون رئيساً روحيا لهذه الطائفة في العالم كله. لقد حرم البهائية الجهاد وحمل السلاح وإشهاره ضد الأعداء خدمة للمصالح الاستعمارية. - وأنكروا أن محمداً صلي الله عليه وسلم - خاتم النبيين مدعين استمرار الوحي وقد وضعوا كتباً معارضة للقرآن الكريم مليئة بالأخطاء اللغوية والركاكة في الأسلوب. - يبطلون الحج إلي مكة وحجهم حيث دفن بهاء الله في البهجة بعكا بفلسطين. وبعد كل هذا تتظاهر البهائية بأنها مثال الأمانة والإخلاص والصدق والطاعة والسلام! بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ [93] مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء [94] وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَي أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ [95] وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ [96] وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ [97] فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ [98] يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [99] وَتَرَي الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ [100] سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَي وُجُوهَهُمْ النَّارُ [101] لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [102] هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ [103].... إبراهيم صدق الله العظيم. كتبه: أبو أدهم

عقائد و شرائع البهائيه

عقائد البهائية

لقد أتي البهاء بشريعة منحرفة لا تمت إلي الشرائع الإلهية بصلة، ولذا فهي مليئة بأخطاء البشر لأنها من صنعه، فلقد نادي ذلك المخبول بعبادته حينما ادعي الإلوهية، يقول في كتابه المزعوم بالأقدس:" يا ملأ الإنشاء، اسمعوا نداء مالك الأسماء، إنه يناديكم من شطر سجنه الأعظم أنه لا إله إلا أنا المقتدر المتكبر المتسخر المتعالي العليم الحكيم ". يَعتبر البهاء أن شريعته ناسخة للإسلام وكذلك الأديان السابقة، وأن كتابه الأقدس:" قل تالله الحق لا يغنيكم اليوم كتب العالم، ولا ما فيه من الصحف إلا بهذا الكتاب الذي في قطب الإبداع أنه لا إله إلا أنا العليم الحكيم " وسنستعرض في المقالات التالية العقائد المختلفة الخاصة بـ: -قبلتهم - الوضوء والصلاة -الصوم -الزكاة -الحج -عدة الشهور والأيام -النكاح والطلاق -الربا -المواريث -الزنا والمثلية -حكم السارق والقاتل

قبلة البهائية

جعل البهاء القبلةَ موطنه (عكا) لأنه مطاف الملأ الأعلي ومصدر الأمر لمن في الأرض والسماء،- وفي الحقيقة أن قبلتهم تتغير بتغير ظروف البهاء، فأيام أن كان مسجوناً في طهران كان سجن طهران قبلة البهائيين، وأيام أن كان في بغداد كانت قبلتهم بغداد وحيثما كان في أدرنه كانت قبلتهم أدرنه، ولما دفن في عكا أصبحت قبلتهم عكا. ويناشد البهاء أتباع أستاذه الباب.. " يا ملأ البيان اتقوا الرحمن ثم انظروا ما نزله في مقام آخر.. إنما القبلة، من يظهره الله (يقصد نفسه) متي ينقلب تنقلب إلي أن يستقر، كذلك نزل من لدن مالك القدر " ويقول:"وإذا أردتم الصلاة ولوا وجهكم شطري الأقدس المقام الذي جعله الله مطاف الملأ الأعلي ومقبل أهل مدائن البقاء، ومصدر الأمر لمن في الأرض والسموات" [104] . وفي سؤال لابنه عبد البهاء (عباس أفندي) حول قبلة البهائيين أجاب: "أما بخصوص محل التوجه فإنه مقبرته المقدسة-ويعني مقبرته بعكا- بنص قطعي إلهي، الذي جعله مكانا للملأ الأعلي، روحي وذاتي وكينونتي لترابه الفداء، والتوجه إلي غير ذلك العتبة المقدسة لا يجوز، إياك إياك إلي غيره.. لعمري إنه لمسجدي الأقصي وسدرتي المنتهي وجنتي العليا، ومقصدي الأعلي" [105] . والغريب أن هؤلاء المجانين يوجهون وجهتهم نحو معبودهم الذي لم يستطع أن يخلص نفسه من السجن وقت أن كان سجيناً، والذي كان يشتكي في سجنه ويقول:" أنا المظلوم المرمي في السجن الأعظم، فأي إله هذا الذي لا يستطيع التخلص من أعدائه بل ويشتكيهم، و أي إله هذا لا يستطيع أن يخرج من سجن حبس فيه، وهذا إن دل فإنما يدل علي عته هؤلاء الأتباع وانتماءاتهم لأعداء أمة الإسلام. يقول سبحانه وتعالي:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ [106] مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [107] سورة الحج والحقيقة: أن أعمال البهائيين وسجودهم علي قبور مؤسس البهائية، وطوافهم حولها واعتقادهم أن البهاء سميع الدعوات ومجيبها، والعليم بما كان وما يكون. إن كل هذه الأمور تدل دلالة واضحة علي أنهم سبقوا المشركين والوثنيين في عبادة الأموات والقبور الذين لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً، ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشورا [108] .

الوضوء

يقول البهاء في الأقدس بخصوص الوضوء: "يغسل في كل يوم يديه، ثم وجهه، ويقعد مقبلاً إلي الله، ويذكر خمساً وتسعين مرة (الله أبها) " وهكذا جعل الوضوء قاصراً علي غسل الوجه واليد فقط. وعن التيمم: "ومن لم يجد الماء يذكر خمس مرات بسم الله الأطهر، ثم يشرع في العمل " وهو يري أن الجماع والحدث الأصغر والأكبر ليسوا بنواقض للوضوء.

الصلاة

خفف البهاء في عدد الصلوات وفي عدد ركعاتها.. فالصلاة هي ثلاث: الصبح والعصر والمغرب، كل منها ثلاث ركعات، وإذا صلي البهائي إحداها تكفيه عن الباقي، ولا صلاة للجماعة إلا علي الميت، وفي السفر يكفي أن تسجد وتقول سبحان الله. يقول: "قد كتب عليكم الصلاة تسع ركعات لله منزل الآيات حين الزوال وفي البكر والآصال وعفونا عن عدة أخري أمراً في كتاب الله إنه لهو الآمر المقتدر المختار"، ويقول: " قد فرض عليكم الصلاة والصوم من أول البلوغ أمراً من لدي الله ربكم ورب آبائكم الأولين. من رأي في نفسه ضعفاً من المرض أو الهرم عفا الله عنه فضلاً من عنده لهو الغفور الكريم، قد أذن الله لكم السجود علي كل شيء" [109] . يقول عبد البهاء (عباس أفندي): " عند التكسر والتكاسل لا يجوز الصلاة ولا يجب، وهذا حكم الله من قبل ومن بعد، طوبي للسامعين والسامعات والعاملين والعاملات، الحمد لله منزل الآيات ومظهر البينات" [110] ويقول: " إن الصلوات الثلاثة ليست بواجبة بل تكفي منها الواحدة" فمرة يقول عبد البهاء بأن الصلاة أساس الأمر الإلهي، وأعظم الفرائض حيث قال: "اعلم أن الصلاة لازمة مفروضة، لا عذر للإنسان بأي حال من الأحوال من عدم إجرائها إلا إذا كان معتوها أو منعه منها مانع قهري فوق العادة" [111] ، ويقول: "الصلاة أساس الأمر الإلهي، وسبب الروح وحياة القلوب الرحمانية" [112] . ومرة يسقطها بالكلية عن المتكاسلين فعند التكاسل لا يجوز الصلاة ولا بجب، وطبيعي أنه أيسر علي الإنسان أن يتكاسل ولا يصلي فعبد البهاء يزعم أن هذا حكم الله من قبل ومن بعد....

كيفية أداء الصلاة

لا يجوز صلاة الجماعة عندهم إلا علي الميت، فالصلاة تؤدي فرادي وذلك طبقاً لتعاليم البهاء من كتابه الأقدس، لكن ابنه عباس أفندي أباح صلاة الجماعة بعد وفاة أبيه، وذلك يبين أن تلك الشريعة بشرية خالصة لا علاقة لها بالسماء. يقول صاحب تنوير الألباب "إن المصلي البهائي لا يقرأ شيئا مما نقرأه نحن في صلواتنا كسورة الفاتحة والتسبيحات، والتحيات، والتشهد، والصلاة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، بل يقرأ ما ابتدعه بهاء الله من عند نفسه، وذلك أن المصلي يقف متوجهاً شطر عكا بعد أن يلتفت يمنة ويسرة، ويقرأ بعض كلمات، ثم يرفع يديه للدعاء، وبعدها يسجد، وبذلك تنتهي الركعة الأولي، ثم يقف مرة ثانية، ويقرأ أيضا بضع كلمات ثم يرفع يديه ويقول كلمات أخري ثم يقول بعدها الله أبهي (عِوضاً عن الله أكبر) يكررها ثلاث مرات، ويركع بعدها ثم يقف للدعاء وهو رافع يديه، ثم يسجد وبعد السجود، يبقي قاعداً لقراءة بعض الكلمات، وبذلك تنتهي الركعة الثانية، وبعدها ينهض واقفاً للركعة الثالثة- وهي الركعة الأخيرة- لأن صلاتهم ثلاث ركعات، فيفعل مثل ما فعل في الركعة الثانية إلا أنه في هذه الركعة يقول قبل السجود الله أبهي ثلاث مرات ثم يقعد بعد السجود ويقرأ بضع كلمات وتنتهي بذلك الصلاة... والصلاة المذكورة تسمي عندهم بالصلاة الكبيرة، الصلاة الصغيرة هي أنهم يقومون متوجهين إلي روضة بهاء الله، ويركعون، ثم يقعدون، ويقرءون في هذه الحالات الكلمات التي أمر بهاء الله بتلاوتها" [113] . الله أكبر رغم أنف كل مكابر ومعاند...

صلاة الميت

يقول فيها: "قد نزلت في صلاة الميت ست تكبيرات من الله منزل الآيات والذي عنده علم القراءة له أن يقرا ما نزل قبلها وإلا عفا الله عنه إنه لهو العزيز الغفار، لا يبطل الشعر صلواتكم، ولا منع عن الروح مثل العظام وغيرها، ألبسوا السمور كما تلبسون اللخبز واديباج وما دونهما، إنه ما نهي في الفرقان ولكن اشتبه علي العلماء إنه لهو العزيز العلام" [114] .

الصوم

يقول ذلك المدعو بالبهاء في كتابه المزعوم المسمي بالأقدس:" يا قلمي الأعلي، قل يا ملأ الإنشاء، قد كتبنا عليكم الصيام أياماً معدودات، وجعلنا النيروز عيداً لكم بعد إكمالها"، ويقول" من كان في نفسه ضعف من المرض أو الهرم عفا عنه فضلاً من عنده إنه لهو الغفور الكريم" ويقول: "كفوا أنفسكم عن الأكل والشرب من الطلوع إلي الغروب كذلك حكم المحبوب من لدي الله المقتدر المختار "، " عند التكاسل لا يجوز الصلاة والصوم وهذا حكم الله من قبل وبعد" [115] . ويقول: " قد فرض عليكم الصلاة والصوم من أول البلوغ أمراً من لدي الله ربكم ورب آبائكم الأولين. مَن رأي في نفسه ضعفاً من المرض أو الهرم عفا الله عنه فضلاً من عنده لهو الغفور الكريم جعل البهاء الصيام تسعة عشر يوما، ووقته من طلوع الشمس إلي غروبها، ولا يشترط سوي الامتناع عن الأكل والشرب، أما الجماع فلا يفسد الصوم، ويعفي من الصيام المريض والمسافر والحامل والكسول والهرم، وعند التكسر والتكاسل لا يجوز الصيام أو الصلاة. الصوم عند البهائية يكون شهر سموه بشهر العلاء، وهذا الشهر هو آخر الشهور في السنة البهائية، والسنة البهائية تتكون من تسعة عشر شهرا، والشهر ينقسم إلي تسعة عشر يوما. وقد جعل البهاء يوم النيروز (عيداً لأتباعه، والنيروز يكون أول الربيع في 21 مارس [116] . فأي صيامٍ هذا الذي لا يصوم فيه الإنسان إلا عن الطعام والشراب؟ تري.. إن سألنا بهائياً بماذا يفيد صيامكم، وما هو المغزي منه.. هل تراه سيقول غير أنه وسيلة للجوع، وربما إنقاص الوزن؟! ونحن نقول: الحمد لله علي نعمة الإسلام وكفي بها نعمة

الزكاة

يقول البهاء في كتابه الأقدس عن الزكاة: "قد كتب عليكم تزكية الأقوات و ما دونها بالزكاة، هذا ما حكم به منزل الآيات، في هذا الرقد المنيع"، ولم يستطع ذلك البهاء تحديد نصاب الزكاة فلما سُئل عن نصابها قال: "سوف نفصل لكم نصابها إذا شاء الله وأراد، إنه يفعل ما يشاء يعلم من عنده إنه لهو العلام الحكيم"، ثم يقول: "يعمل في الزكاة كما نزل في الفرقان" [117] . وهو هنا يقصد القرآن الكريم.. وهذه معلومة خاطئة، فالسنة المطهرة هي التي بيّنت نصاب الزكاة وشروطها وأنواعها وليس القرآن الكريم، وهذا يؤكد لنا مدي بعده عن نصوص القرآن الكريم، لكنه بعد ذلك نلاحظ أن تقديس البهائيين للرقم 9 ا جعله يقرر لهم أنه من يملك مائة مثقال من الذهب يؤخذ منه تسعة عشر مثقالا [118] ، "والذي يملك مائة مثقال من الذهب فتسعة عشر مثقالا لله فاطر الأرض والسماء وإياكم يا قوم أن تمنعوا أنفسكم عن الفضل العظيم". هذه هي الإتاوة التي تقاضاها الميرزا عباس سنويا من أتباعه؛ "قد أمرناكم بهذا بعد إذ كنا أغنياء عنكم وعن كل من في السموات والأرضين.... يا قوم لا تخونوا في حقوق الله ولا تصرفوا هذا اللوح المنيع....قد حضرت لردي العرض (يعني نفسه) وما لا يري رب العالمين إذ أنزلنا اللوح بطراز الأمر لعل الناس بأحكام ربهم يعملون، وكذلك سئلنا من قبل في سنين متواليات، وأمسكنا القلم حكمة من لدنا إلي أن حضرت كتب من أنفسي معدودات في تلك الأيام، لذا أجبناهم بالحق بما نحيي به القلوب" وهنا نأتي لتعليق صاحب كتاب مفتاح باب الأبواب [119] ليقول: ويظهر من هذه الأقوال أنه لولا إلحاح المؤمنين به، لما كان ينزل هذه الأحكام وما كان يؤسس دينه، ويلزم عباده باتباعه، وهذا شأن بديع من الإلوهية الجديدة يختلف عن شئون الآلهة القديمة أما نحن فنقول: أصحاب العقول في راحة

الحج

أوجب البهاء الحج إلي مدفنه بعكا وذلك لأنه مطاف الملأ الأعلي وأعفي النساء من الحج. يقول البهاء في كتابه الأقدس: "قد حكم الله لمن استطاع منكم حج البيت دون النساء، عفا الله عنهن رحمة من عنده، إنه لهو المعطي الوهاب"، "وارفعن البيتين في المقامين والمقامات التي استقر فيها عرش ربكم الرحمن (يعني نفسه) كذلك يأمركم مولي العارفين. إياكم أن تمنعوا شؤونات الأرض عما أمرتم به من.. قوي أمين " والمراد من البيتين اللذين أمر بطوافهما والحج إليهما بيت علي محمد (الباب) في شيراز، والبيت الذي يسكن فيه بهاء الله ببغداد ونجد أن البهاء لم يحدد زمناً للحج، ولا شكلاً لمناسك ذلك الحج، وأطرف من ذلك أن البيتين لا يوجد لهما أثر، لأن حكومة إيران هدمت تلك الدار التي سكنها الباب الشيرازي، كما أن الدار التي كانت في بغداد والتي أقام فيها حسين المازندراني (بهاء الله) لم يتبق في ملكهم فالحكومة حظرت نشاطات البهائيين في العراق، وحلت المجالس والمحافل البهائية، ولم تسمح لأي بهائي بالدخول في دار الحج ببغداد ويقصد البهائيون في حجهم مدفن البهاء بعكا لقوله السابق "قد حكم الله لمن استطاع منكم حج البيت (يقصد هنا مدفنه بعكا) دون النساء. [120] . ونتساءل بدورنا، ما هي الفائدة المرجوة من حج القبور وزيارتها، وما هي الفائدة التي ستعود علي الرجال من دون النساء، فإن كانت عبادة: لِمَ حَرَم منها النساء، وإن كانت زائدة ولا حاجة فيها، فلِمَ فرضها علي الرجال؟.. مجرد تساؤل!

عدة الشهور والأيام في السنة البهائية

شرع الله تعالي للناس جميعا تقويمات يعتمدون عليها في شئون حياتهم، ودلّهم علي تلك التقويمات تصريحاً وتلميحاً، وبيّن أنها في كل عام اثنا عشر شهراً، لا تزيد عليها ولا تنقص عنها.. قال سبحانه وتعالي [إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ] التوبة36 ويأتي ذلك المخبول ليدعي أن "عدة الشهور تسعة عشر شهراً في كتاب الله قد أوّلها بهذا الاسم المهيمن علي العالمين" اقتفي البهاء خطوات الباب في تقسيم السنة و تسعة عشر شهراً، وكل شهر تسعة عشر يوماً، وسمي الأيام الباقية التي يتم بها 366 يوما علي الحساب الشمسي وهي خمسة أيام سمّاها البهاء وهو مستفاد من طائفة الباطنية، ولكن قد حرّف وجعل لكل شهر من شهور السنة اسماً خاصاً به: فالأول (بهاء)، والثاني (جلال)، والثالث (جمال)، والرابع (عظمة) والخامس (نور)، والسادس (رحمة)، والسابع (كلمات)، والثامن (كمال) والتاسع (أسماء) والعاشر (عزة)، والحادي عشر (مشيئة)، والثاني عشر (علم)، والثالث عشر (قدرة) والرابع عشر (قول)، والخامس عشر (سائل)، والسادس عشر (شرف)، والسابع عشر (سلطان)، والثامن عشر (ملك)، والتاسع عشر (علاء)، و به يتم الحول.. وجعل لكل يوم من أيام الأسبوع اسماً خاصاً به أيضاً: فالأول (جلال)، والثاني (جمال)، والثالث (كمال)، والرابع (فضال)، والخامس (عدال)، والسادس (استحلال)، والسابع (استقلال)، و به تتم أيام الأسبوع وهذا مأخوذ من قدماء الفرس إذ جعلوا لكل يوم من أيام الشهر الثلاثين اسماً خاصاً به فلا يعدون، ثم إن البهائيين يؤرخون وقائعهم هكذا فيقولون: حدث ذلك في يوم كذا من ميلاد حضرت أعلي، أو نقطة أولي، أو طلعت أعلي- أي الميرزا علي محمد الباب وهكذا أراد ذلك البهاء ومن شابهه التحريف في عقائد المسلمين ليشوهها. يقول الحافظ ابن كثير: إن النبي صلي الله عليه وسلم خطب في حجته فقال:" ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا: منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مُضر الذي بين جمادي وشعبان". وقوله صلي الله عليه وسلم: إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض (فيه تقرير منه صلوات الله وسلامه عليه) وتثبيت الأمر علي ما جعله الله في أول الأمر من غير تقديم ولا تأخير ولا زيادة ولا نقص، ولا نسيء ولا تبديل، كما قال في تحريم مكة: " إن هذا البلد حرّمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله تعالي إلي يوم القيامة، وهكذا قال ها هنا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض. وقد قال بعض المفسرين والمتكلمين علي هذا الحديث إن المراد بقوله: (قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض) إنه اتفق أن حج رسول الله صلي الله عليه وسلم في تلك السنة في ذي الحجة، وأن العرب قد كانت نسأت النسيء يحجون في كثير من السنين بل أكثرها في غير زي الحجة، وزعموا أن حجة الصديق في سنة تسع كانت في ذي القعدة. فمن أين أتي البهاء والباب من قبله بهذا التقويم العجيب إلا أنهما أرادا أن يخالفا الإسلام في كل شيء حتي في تقويمه، وهذا ليس بغريب عليهما، فقد خالفا العقيدة الصحيحة بكل صورها، فما الضير من تكملة سلسلة المخالفات!

النكاح والطلاق

مقدمة

لِأَن يفعل أي شخص المحرمات، فهذا شأنه ولِأَن يعيث في الأرض فساداً، وينتهك الحدود، فإنما مَرَّدُّه إلي الله ولكن: أن يشَّرِّع شخص ما تشريعاً باطلاً لا يتماشي مع أي عقل أو منطق، و مع هذا يتّبعه بعض البشر، فهذا ما لا نفهمه أبدا... حرّم البهاء الزواج بأكثر من امرأتين، و لم يحرِّم من النساء سوي الأم وزوجة الأب، ومنع التعدد وأباح اتخاذ الرفيقة من النساء. وأباح الزنا وزنا المحارم، وفِعل قوم سيدنا لوط كذلك.. وها هو يكشف عن أقنعته واحداً تلو الآخر في كرهه للإسلام، ورغبته في مغايرة ما جاء به شرع الله عز وجل.. ولا حول ولا قوة إلا بالله

تحريمه لأكثر من زوجتين

يقول البهاء: "قد كتب عليكم النكاح، إياكم أن تتجاوزوا عن اثنين، والذي اقتنع بواحدة من الإماء، استراحت نفسه ونفسها، ومن اتخذ بكراً لخدمته لا بأس كذلك، كان الأمر من حكم الوحي بالحق مرموقاً، تزوجوا يا قوم ليظهر منكم يذكرني في بين عبادي هذا من أمري عليكم اتخذوه لأنفسكم معيناً"

تفريقه بين مهر القروية والتي تعيش بالمدينة

فقد جعل مهر المرأة المدنية أعلي من المرأة القروية، يقول:"لا يحقق الصهار إلا بالأمهار، قد قدر للمدن تسعة عشر مثقالاً من الذهب الإبريز، وللقري من الفضة، ومن أراد الزيادة حرم عليه أن يتجاوز عن خمسة وتسعين مثقالاً، كذلك كان الأمر بالعز مسطوراً".

المحرمات في البهائية

ويقول:" قد حرمت عليكم أزواج آبائكم، إنا نستحي أن نذكر حكم الغلمان، اتقوا الرحمن، يا ملأ الأمكان، ولا ترتكبوا ما نهيتم عنه في اللوح، ولا تكونوا في هيماء الشهوات من الهائمين" (هذا الحكم كان من ضمن أسباب الشقاق بين عباس أفندي وشقيقه الميرزا محمد علي إذ لم يرض الثاني ما أبطله الأول من أحكام أبيهما أو إلههما فيما يتعلق بنكاح الأخت وغيرها من المحرمات والله أعلم، فقاما يكفر بعضهما بعضاً وانشقت بذلك البابية والبهائية وحلّت عروة انفصامها). ثم لم نعلم سبب استحيائه عن ذكر الغلمان بالتحليل أو التجويز أو التسويغ أو التقبيح أو التحريم حيث إن هذا الأمر الممقوت صار الآن في مقدمة آفات العمران ومن أعظم مسودات وجه الإنسانية وعمّت بليته في الشرق والغرب. فكيف يستحي عن التصريح بالتحليل أو التحريم به في هذا التشريع الجديد. إن كان قصده التحليل فأين مسوغاته وإن كان قصده التحريم فأين أين توضيح العقاب ومجازاة الفاعلين. رضي الله عمن يحل لنا هاتين المشكلتين المعضلتين المذكورتين ويكون له الأجر والثواب!! هنا نجد أن البهاء اقتصر علي تحريم أزواج الآباء، أما باقي الأقارب فحلال للرجل أن ينكحهن، كالأخوات، والعمات، والخالات، وبنات الأخ، وبنات الأخت، وأمهات الرضاعة، وأخوات الرضاعة فلم يحرم إلا أزواج الآباء، حتي أن عباس عبد البهاء أفتي في مكاتيبه بأنه لا يحرم نكاح الأقارب، قال: "لا يحرم نكاح الأقارب ما دام البهائيون قلة ضعفاء. ولما تقوي البهائية وتزداد نفوسها عندئذ يقدر الزواج بين الأقارب" [121] . لما كان اكتفاء البهاء بتحريم أزواج الآباء فقط وسكوته عن بقية المحرمات التي ذكرها القرآن المجيد، دليل قاطع علي أنه يجوز عند البهائيين نكاح البنات، والأخوات، وخلافهما، مما لا يجوز، في أي شريعة من الشرائع السماوية الموجودة، ثم إننا لا نعلم سبب استحيائه من ذكر حكم الغلمان (فِعل قوم النبي لوط بالغلمان) من تحريم وتقبيح أو خلافهما في شريعته الجديدة، خصوصاً وأن هذا المرض الخبيث يفتك في الأخلاق فتكا مريعاً في الشرق والغرب، وأن سكوته عن بيان الحكم في هذا الأمر القبيح جعل بعض أتباعه يرتكبه بحجة أن البهاء لم ينص علي تحريم كما ذكر ذلك مُبَّلِّغهم السابق الملقب أوده في كتابه كشف الحيل [122] . والجدير بالذكر أن البهاء اختلف مع أستاذه الباب في مسألة تحديد عدد الزوجات فالباب أطلقها و في ذلك يقول" أنكحوا ما طاب لكم من النساء، هن حلائل متي اتفق الرجل والمرأة، شريط أن يكون سن كل منهما الحادية عشرة فما فوق" [123] . أما البهاء فقد قيّدها باثنتين. يبدو أنه لم يبح بأكثر من زوجتين مطابقة لحاله، فلقد كان متزوجاً بامرأتين، فكيف تخالف عبيده فعل إلههم لعنهم الله جميعا. لكنه اتفق معه وسار علي دربه في مسألة الزواج بالمحارم، فلقد أباح زواج الإخوة والأخوات، بعضهم ببعض، فالأخت عنده تباح لأخيها حتي يتزوجها، وليس للأخت حق الامتناع عن أخيها أو رفض ذلك الزواج ويعلل ذلك بأن ذلك الأمر خارج نطاق الاختيار. بل إن هذا النوع من الزنا قد تقرر ضمن التحريمات الشائعة والمؤدية إلي المحافظة علي القيم الثابتة، وصار هناك ميول عام وعالمي إلي تحريم زواج الأم بالابن، والأب بالابنة، والشقيق بالشقيقة ومنع حدوث المعاشرة الجنسية بينهم علي الإطلاق. فإذا كان الزواج عندهم يتم بهذا الشكل، فأين تكون المودة والرحمة إذن لا بل أين يكون السكون والاستقرار، فضلا عن أن يكون كل منهما لباساً للآخرة يستره ويصونه، بجانب المحافظة عليه، بل كيف يتعايشان كزوجين. وهما أشبه بالمصارعين الذين يعمل كل منهما علي إسقاط الآخر فوق أرضية حلبة المصارعة. لا شك أن الزواج الإجباري الذي دعا إليه الباب إنما يعبر عن حالة خاصة به عاشت في وجدان عشيقته، التي انطلقت علي رغباتها المجنونة، حتي لو كان تحقيق تلك الرغبات محفوفاً بدم الأب والعم والزوج، وذلك مما يدفع إلي الانحلال، ويدفع الأسَر الهادئة إلي العنف والعصبية؛ فيحصل النفور بين أفراد المجتمع وتنتشر العداوة ويكون الناس بين أحد أمرين: الأول: التزام بالدين والقيم والأخلاق، يتبعه بغضاء وشحناء؛ لأن المتمسك بدينه يرفض الوقوع في المخالفات الشرعية، التي تدعو إليها البابية. وحينئذ سيقابله عشاقها بالبغضاء والفاحشة. الثاني: التحلل من كل القيم والأعراف والأحكام الشرعية، فيقع الانحلال، وينتشر الفساد وتعم الفوضي، وهو أيضا يغلب علي نوازع بعض الناس، ولكنه لا يرضي الله ورسوله، والذي أراه أن زعم الباب وشيعته ضرورة وقوع الزواج عن طريق الإجبار فيه إهدار لحقوق المرأة وإضاعة لكرامتها، كما أن فيه عدواناً علي حرية الإنسان في اختيار شريك حياته، وذلك مما لا يقره شرع الله أبدا [124] . ومن خلال ما سبق يتضح لنا تأثر البهاء بأفكار أستاذة الباب، والجدير بالذكر أن الفكر اليهودي قد أثر في التيارات المنحرفة وأنه وقف من ورائها يساندها.. ومن شواهد ذلك ما ورد في تلمود كثوبوث والذي يروج مبادئه المطبقون لها، "تشجيع التلمود علي معاشرة الأخ لأخته إذا لم ترفض الأخت. فالذي ينام مع أخته، ثم يستغرقان في لذات جنسية دون أن تشكوه أخته فلا قبح في فعلها هذا وإن شكته قدم إليه النصح بعدم العودة إلي هذا الفعل مرة أخري.

زنا المحارم

وعن معاشرة الأبناء اليتامي لأمهاتهم. يقول التلمود:" الذي توفي أبوه عن أمه الشابة التي لا ترغب في الارتماء في أحضان رجال غرباء. وتم الاتصال الجنسي برغبة متبادلة بينها وبين ابنها دون استعمال القوة والعنف فالأمر لا يخصنا في شيء إلي أن يبلغ الابن سن الزواج وإذا أراد الابن أن يتزوج واعترضته أمه، فعليه أن يقوم بإشباع شهوة كل من زوجته وأمه إلي أن تتزوج هذه الأخيرة- الأم.

الاتصال الجنسي بين الحيوانات والبشر

يقول التلمود: "لا يأتين أمامنا رجل شاكياً زوجته الحسناء والمهجورة من قبله والتي ترفه عن نفسها بتصيد أي رجل يصادفها بعد أن رأت من زوجها الهجران والذي يُقْبل علي نساء أخريات ويعشقهن، أو علي غلمان صغار فحسب، بل علي المعيز والحمير، والجمال والكلاب، أو علي حب حيوانات أخري تشتهيها نفسه لكن العزاب أحرار، فيستطيعون القيام بأي فعل كان. والأرملة: لها أن تبحث عن أية وسيلة تؤدي إلي إشباع شهوتها الجنسية ولا حرج عليها في أن تقدم امرأة مع إبداء الأسباب علي اتصال جنسي مع حيوان كالكلب أو غيره يقول التلمود: "ليست هناك امرأة لا تشتهي مثل هذه الأفعال لذلك يسمح حتي لرئيس الحاتامية أن يتزوج امرأة ترغب في الزواج بعد أن هَوَت في مثل هذه الملذات. [125] . أبعد كل هذا من انحلال، وتفكك أسري، وتقطيع لأواصر الفطرة السليمة.. لازال هناك من يعبد هذا البهاء!!

الطلاق

يقول في الأقدس عن الطلاق: "..والبلدان التي طالت فيها الليالي لعله نسطع بينهما رائحة المحبة وان كملت وما فاحت فلا بأس في الطلاق إنه كان علي كل شيء حكيما. قد نهاكم الله عما عملتم بعد طلقات ثلاث، فضلاً من عنده لتكونوا من الشاكرين في لوح كان من قلم الأمر مسطورا، والذي طلق له الاختيار في الرجوع بعد انقضاء كل شهر بالمودة والرضاء ما لم تستحصن، وإذا استحصنت تحقق الفصل بوصل آخر، وقضي الأمر، إلا من بعد أمر مبين كذلك كان الأمر من مطلع الجمال في لوح الجلال بالإجلال مرموقا" ومعني هذا أن بهاء الله يحل للزوج الأول أن يراجع زوجته بعد كل طلاق إلا إذا تزوجت برجل آخر فإنها تصبح محرمة عليه تحريماً أبدياً عند البهائية ومن أحكام الطلاق عند البهائية أنه يفترق الزوجان عاما كاملا، فإذا لم يمكن التوفيق بينهما انفصلا بالطلاق، ويسمي هذا العام بعام الاصطبار.

الربا

الربا محرم في جميع الشرائع الإلهية، لكن اليهود حرفوا التوراة وأحلوا ما حرّم الله، واخترعوا التلمود الذي أباح أكل أموال الناس بالباطل. ولقد دفع اليهودُ البهاءَ لإعلان أن الربا حلال. فقد سأل أحد اليهود البهاءَ عن حكم الربا فأجاب: "وأما ما سألت عن أرباح الذهب والفضة، فقد صدر البيان الآتي من ملكوت الرحمن منذ عدة سنين خاصاً لاسم الله زين المقربين عليه بهاء الله الأبهي قوله تعالي – وهو يعني بذلك أنه الإله - فضلاً علي العباد قررنا الربا كسائر المعاملات المتداولة بين الناس، صار ربح النقود حلالاً طيباً طاهراً، وقد توقف القلم الأعلي في تحديده حكمة من عنده وسعة لعباده. فها هو التشريع علي حسب الأهواء والميول والمصالح.. أي إلهٍ هذا!!

المواريث في البهائية

لقد غيّرت البهائية نظام المواريث كما غيّر من قبله الباب. فجعلت ميراث الذكر كالأنثي (كانت هذه بمثابة رشوة للمرأة للدخول في البهائية وإيهامها- بالباطل- بأن هذا وجه من أوجه المساواة) يقول الباب: "أيها الأحباب توارثوا التركات بينكم، إناثكم كذكوركم، لا فرق بينهم وبينكم، واجعلوا التركات جبراً للاحتياجات، فليكن الشبان والشابات أصحاب الكفاءات حتي تعتدل معهم الاحتياجات، أما الصغار والكهول فأمرهم موكول، فلا يتساووا الشباب، وإنما يكونوا أقل حظاً منهم بقدر ظروف كل منهم " لقد زعم الباب أن الميراث منحة وليس حقاً، وبالتالي، فكل الرجال والنساء سواء بعدد الرءوس، ولا عبرة بالنوع، من كونه ذكراً أو أنثي يقول الباب: "خَلق الله الناسَ صنفاً واحداً ذكراً و أنثي، وأفاض عليهم مال ورثتهم، فهم شركاء حتي يكونوا أحباء، ولا تمايز بينهم، حتي لا يكونوا أعداء، فكما يصرف الرجل تصرف المرأة، وكما خلق الله الرجل كذلك خلق المرأة، كما ينجب الرجل فكذلك تنجب المرأة، فهم في الحياة سواء، وهم في التركة كذلك سواء " أما البهاء فقد جعل نظام تقسيم المواريث علي حسب حروف الجُمل فقال:"لقد قسمنا المواريث علي عدد الزاء... ولأزواج من كتاب الحاء علي عدد التاء. ثم جُعِلت ثلث تركة الميت للدولة-يعني الدولة البهائية- وقال في ذلك: يرجع الثلثان مما تركه- الميت- إلي الذرية والثلث إلي بيت العدل

الزنا وفعل قوم لوط

اشاره

يبدو أن البهاء كان رجل اقتصاد من الدرجة الأولي، فهو من ناحية يشجع الزنا ويدل عليه بمنتهي الوضوح حينما لا يحرم العلاقة الآثمة بين الأم وابنها وبين الأخ وأخته، ولا يعتبره زنا، ومن ناحية أخري يفرض علي الزاني تسعة مثاقيل ذهب لبيت العدل!! أليس في هذا باب من أبواب التمويل ويكون في صورة تكفير عن الخطيئة؟ يا له من فِكر، ويا له من عقل ذلك الذي يؤمن به!

عقوبة الزنا

فقد جعل عقوبة الزنا تسعة مثاقيل ذهب تسلم لبيت العدل في عكا. ويفسر ذلك الحكم ابن البهاء قائلا: "وهذا الحكم يتعلق بالزاني غير المحصن والزانية غير المحصنة، أما المحصن والمحصنة فلا حكم عليهما إلا أن يحكم عليهما بيت العدل".

حكم فعل قوم لوط

أما فِعل قوم لوط: فقد سكت عنه فيقول"إنا نستحي أن نذكر حكم الغلمان قد حكم الله لكل زان وزانية دية مسلمة إلي بيت العدل وهي تسعة مثاقيل من الذهب وان عاد مرة أخري عودوا بضعف الجزاء، هذا ما حكم به مالك الأسماء في الأولي، وفي الأخري قدر لها عذاب مهين. من ابتلي بمعصية فله أن يتوب ويرجع إلي الله إنه يغفر لمن يشاء ولا يسئل عما شاء إنه لهو التواب العزيز الحميد [126] .

حكم السارق والقاتل في البهائية

اشاره

بالطبع لم تذكر البهائية أية نصوص بخصوص الكذب والنفاق والافتراء ليس فقط علي الناس بل علي الله عز وجل، وكيف تفعل ذلك وهي العقيدة الكاذبة المنافقة التي لا تدين إلا للمصالح والأهواء...

في حكم السارق

"قد كتب علي السارق النفي والحبس وفي الثالث فاجعلوا في جيبه علامة يعرف بها لئلا تقبله مدن الله ودياره، إياكم أن تأخذكم الرأفة في دين الله، اعملوا ما أمرتم به من لدن مشفق رحيم".

في حكم القاتل ومحرِق البيوت عمدا

" من أحرق بيتاً متعمداً فأحرقوه. ومن قتل نفساً عامداً فاقتلوه. خذوا سنن الله بأيادي القدرة والاقتدار ثم اتركوا سنن الجاهلين. وإن تحكموا لهما حبساً أبدياً لا بأس عليكم في الكتاب إنه لهو الحاكم علي ما يريد". تري، هل يعتبر البهاء قاتلاً لأخيه صبح أزل وأتباعه الأزليين؟ ولماذا لم يطبق عليه الحكم بالقتل أو الحبس؟ أين العدل يا من تنادون بالعدل والسلام العالمي!

تشابهت قلوبهم

تشابهها مع المسيحية

اشاره

أقر القرآن الكريم أن سيدنا عيسي عليه السلام لم يصلب ولم يقتل، وذلك أمر لا جدال فيه. قال تعالي: "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً [127] بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً [128] "سورة النساء ورغم تلك الحقيقة القرآنية الواضحة إلا أن الضال عبد البهاء عباس يقول:" ولما أشرقت كلمة الله من أوج الجلال بحكمة الحق المتعال في عالم الجسد، إعتدي عليها في الجسد، إذ وقعت في أيدي اليهود أسيرة لكل ظلوم وجهول وانتهي الأمر بالصلب" - أقر القرآن الكريم ببشرية المسيح عليه السلام، ونفي ألوهيته: قال تعالي: [إِنَّ مَثَلَ عِيسَي عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ] آل عمران59 " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَي اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَي ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَي مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ - لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَي بِاللّهِ وَكِيلاً [129] لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً [130] - سورة النساء [لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] المائدة17 [وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَي الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّي يُؤْفَكُونَ] التوبة30 ورغم الآيات الواضحة والصريحة ببشرية عيسي عليه السلام، إلا أن عبد البهاء عباس يدعي أن المسيح ليس من نسل آدم.. فيقول: "إذن فحقيقة المسيح التي هي كلمة الله لاشك أنها من حيث الذات والصفات والمجد مقدمة علي الكائنات" [131] . ويقول أيضاً:" يعني ليست الحقيقة المسيحية من سلالة آدم بل هي وليدة روح القدس"- ولا شك أنه كان يقول ذلك في محاولة منه لاستمالة النصاري لصّفه وليكون ذلك دافعاً لدخولهم في ملته الضالة، وهذا ما سيتكشّف لنا في سبل الدعوة إلي عقيدته.

موقفهم من الروح القدس

جاء في الإنجيل علي لسان عيسي "إني ذاهب إلي أبي وأبيكم ليبعث لكم الفارقليط الذي ينبئكم بالتأويل"، وقوله: "إن الفارقليط الذي يرسله أبي بإسمي"، فذهب المسيحيون إلي أن المراد بالفارقليط روح القدس، ولكن البهائية التي أولعت بصرف النصوص عن ظاهرها إلي ما يؤيد أهواءهم قالوا: إن المراد بالفارقليط بهاء الله،ومن هذا الشطط ما ذهبوا إليه في تأويل يوم ا لحسرة، ويوم التلاق، ويوم القيامة، والساعة وأمثالها مما ورد في القرآن الكريم؛ فقد أوَّلوا كل ذلك بيوم نزول روح القدس، وقيام مظهر أمر الله وهو البهاء في زعمهم، وليس يخفي علي عاقل أنه إذا سوغ البهائيون لأنفسهم مثل هذا التأويل الزائف فإنه يجوز لكل طائفة أن تتخذ ما تشاء من التأويلات التي لا يرضاها عقل؛ ليؤيدوا بها أهواءهم، ما دام الأمر جارياً علي قاعدة الترجيح بلا مُرَجِّح من أي ضربٍ كان. والبهاء بالنسبة للباب كيوحنا المعمدان بالنسبة لعيسي (فيما تتصوره الديانة المسيحية) وفي شخص بهاء الله عادت الروح الإلهية للظهور لينجز علي الوجه الأكمل العمل الذي مهد له هذا الداعية الذي بعث قبله. فبهاء الله أعظم من الباب لأن الباب هو القائم والبهاء هو القيوم" أي الذي يظل ويبقي " ولا عجب فقد وصف الباب خليفته في المستقبل قائلا: إن الذي يجب أن يظهر في يوم من الأيام لهو أعظم من ذلك الذي سبق ظهوره [132] . يعتقد البهائيون أن المسيح ابن مريم إله، وقد صلب علي الصليب، كما يؤمنون بالحلول والتناسخ الذي يؤمن به النصاري، فيقولون إن الله عز وجل قد حل في البهاء، وأن روحه قد انتقلت إلي ابنه عباس من بعده، ومنه إلي ابن ابنته (شوقي) ومعلوم أن هذه كلها عقائد النصاري ومن مبادئهم أيضاً بطلان الجهاد في سبيل الله، وقد ضبط تنظيم بهائي في مصر سنة 1962 وتبين من التحقيقات الرسمية التي أجريت مع أحد أتباعه قوله: (إنه لو أجبر علي حمل السلاح في مواجهة إسرائيل، لأطلقه في الفضاء). [133] .

الماسونية

إن البهائية-كما أسلفنا- ليست بالنحلة الإصلاحية وإنما هي مصنوعة من فلسفات مختلفة، وقد استغلها الاستعمار لصالحه، وتلتقي هذه الفرقة الضالة مع الماسونية في أهدافها وهي: -صرف الناس عن أديانهم السماوية -العمل لصالح الإنسانية تحت شعار جديد وقد صرح بهذا عبد البهاء (عباس أفندي) وقال:" الجميع يجدون فيها ديناً عمومياً في غاية الموافقة لحاضر وأعظم سياسية للعالم الإنساني". وهو بذلك يريد أن يوحد بين المسلمين والنصاري واليهود ويجمعهم علي أصول ونواميس موسي عليه السلام الذي يؤمنون به جميعا. عيد الأم: من عقائد البهائية الزائفة: الصوم. فإنهم يصومون لمدة 19 يوم (سيرد ذلك بالتفصيل بحول الله) وتقع هذه الأيام في الشهر الأخير من السنة البهائية ويكون في يوم 21 مارس من كل عام، وهنا تظهر الخدعة الخفية التي أوهمها دعاة الماسونية في البلاد الإسلامية وتلبيس الحق بالباطل إذ جعلوا هذا اليوم عيداً للأم حتي يقع الجميع في المحظور دون إدراك منهم ودون أن يعرفوا حقيقة هذا اليوم ويشاركوا البهائية فرحة عيدهم ويجتمعون معهم في احتفالاتهم!

الفلاسفة

إن التأويل في النصوص هو شيء ابتدعته طائفة من فلاسفة اليهود من قبل، ففي ترجمة "فيلون" الفيلسوف اليهودي المولود ما بين عشرين وثلاثين قبل ميلاد المسيح أنه ألّف كتاباً في تأويل التوراة ذاهباً إلي أن كثيراً مما فيها رموز إلي أشياء غير ظاهرة، ويقول الكاتبون في تاريخ الفلسفة: إن هذا التأويل الرمزي كان موجوداً معروفا عند أدباء اليهود بالإسكندرية قبل زمن (فيلون)، ويذكرون أمثلة تأويلهم أنهم فسروا آدم بالعقل، والجنة برياسة النفس، وإبراهيم بالفضيلة الناتجة من العلم، وإسحاق عندهم هو الفضيلة الغريزية، ويعقوب الفضيلة الحاملة من التمرين، إلي أمثال هذا من التأويل الذي لا يحوم عليه إلا الجاحدون المراءون، ولا يقبله منهم إلا قوم هم عن مواقع الحكمة ودلائل الحق غافلون. وقَلَّدَ البهائيون الفلاسفة فيما يدعونه من قِدَم العالم، ففي كتاب (بهاء الله والعصر الجديد) يقول: "عَلِم بهاء الله أن الكون بلا مبدأ زمني، فهو صادر أبدي من العلة الأولي، وكان الخلق دائماً مع خالقه وهو دائماً معهم".

الباطنية

من خلال قراءة الفكر البابي والبهائي الشاذين يتضح لنا أن تلك الفرقتين المتحدتين في المنشأ والمنبت لم تظهرا إلا حديثاً، وعلي الرغم من حداثتها إلا أننا نجد أن عقائدها وتعاليمها تمتد جذورها إلي الفكر الباطني، فهي استمدت عقائدها من الباطنية وأشباههم من التيارات والمذاهب المنحرفة،وأن كلاهما يُكِّن البغض للإسلام ويوالي خصومه، ومن الجدير بالذكر أن الباطنية قد تغذت من ديانات قديمة، وآراء فلسفية، ونزعات سياسية، ونجد أن البابية والبهائية ترسمت خطي الباطنية في كل شيء من خرافات وأباطيل وادعاء للنبوة وإبطال للشريعة الإسلامية وغير ذلك من السموم الفكرية والهدامة. واليك بيانا للصلة القوية بين عقائد البابية والبهائية وعقائد الباطنية: أولا: في الباطنية من يدعي النبوة لنفسه أو لغيره. وكذلك (الباب) مؤسس البابية ادعي النبوة وأنه رسول للناس من قبل الله، وكذلك أيضاً زعيمهم الثاني (البهاء) ادعي أنه رسول من عند الله، جاء لتأسيس الإسلام علي الأرض. ما جاء ذلك في كتابه الذي سماه (بالكتاب) حيث قال: (لعمر الله إن البهاء ما نطق عن الهوي، قد أنطقه الذي أنطق الأشياء بذكره وثنائه لا اله إلا هو الواحد المقتدر المختار، لعمري ما أظهرت نفسي بل الله أظهرني كيف أراد......الخ). ثانياً: القرامطة من الباطنية يدّعون حلول الإله في بعض الأشخاص ونجد مثل هذه الدعوي متجلية في بعض مقالات (البابية). مثال ذلك: ما قاله (بهاء) في كتابه:" لنا مع الله حالات نحن فيها هو، وهو فيها نحن" [134] . وما قاله عبد البهاء (عباس):" وقد أخبرنا بهاء الله بأن مجيء رب الجنود والأب الأزلي ومخلص العالم الذي لابد منه في آخر الزمان كما أنذر جميع الأنبياء عبارة عن تجليه في الهيكل البشري كما تجلي في هيكل عيسي الناصري، إلا أن تجليه هذه المرة أجل وأبهي، فعيسي وغيره من الأنبياء هيئوا الأفئدة والقلوب لاستعداد هذا التجلي الأعظم". وقال مهذارهم (أبو الفضل الإيراني):" فكل ما توصف به ذات الله ويضاف ويستند إلي الله من العزة والعظمة والقدرة والعلم والحكمة والإرادة والمشيئة وغيرها من الأوصاف والنعوت إنما يرجع بالحقيقة إلي مظاهر أمره ومطالع نوره ومهابط وحيه ومواقع ظهوره". ثالثاً: الحسن بن الصباح من زعماء الباطنية منع العوام من دراسة العلوم والخواص من النظر في الكتب المتقدمة، كذلك فعل الباب مثله فحرم في كتابه (البيان) التعليم وقراءة كتب غير كتبه، فكان من وراء ذلك حرق أتباعه القرآن الكريم، وما في أيديهم من كتب العلم. ثم استدرك هذا الخطأ (بهاء الله) فنسخه وأعلن ذلك في كتابه المسمي (الأقدس)؛ حيث قال: "قد عفا الله عنكم ما نزل في البيان من محو الكتب، وأذن لكم أن تقرءوا من العلوم ما ينفعكم [135] . رابعاً: قالت الباطنية برجوع الإمام المعصوم بعد استناده، والبهائية يقولون مثل هذا القول في كتبهم: قال (بهاء الله) يسند القائم ظهره إلي الحرم ويمد يده المباركة، فتري بيضاء هن غير سوء، ويقول: هذه يد الله، ويمين الله وعين الله، وبأمر الله أنا الذي لا يقع عليه اسم ولا صفه،ظاهري إمامة، وباطني غيب لا يُدرَك" [136] . خامساً: قالت الباطنية (بالتقرس) وهو من مبادئهم، وعلي هذا المبدأ منعوا التكلم بآرائهم في بيت فيه (سراج) أي فقيه أو متعلم، والبهائية يسيرون علي هذا المبدأ أيضا. سادساً: تقول الباطنية بالتأويل فتقول عن يوم القيامة، والحساب:" كل ما ورد من الظواهر في التكاليف والحشر والأمور الإلهية فكلها أمثلة ورموز إلي بواطن"، وأن الوحي ما هو إلا صفاء للنفس، والصلاة موالاة الإمام، والحج زيارته وإدمان خدمته، والمراد بالصوم الإمساك عن لإفشاء سر الإمام دون الإمساك عن الطعام، والزنا إفشاء سرهم بغير عهد وميثاق، وزعموا أن من عرف تأويل هذه العبادات علي النحو الذي ذكرناه، سقط عنه فرضها بالصورة المعروفة للعامة. والبهائية لا تؤمن لا بالبعث ولا بالجنة والنار، ويفسرون يوم الجزاء ويوم القيامة بمجيء بهاء الله، قال في كتاب (بهاء الله والعصر الجديد): "وطبقاً للتفاسير البهائية يكون مجيء كل مظهر إلهي عبارة عن يوم الجزاء إلا أن مجيء المظهر الأعظم بهاء الله هو يوم الجزاء الأعظم للدورة الدنيوية التي نعيش فيها"، ويقول " ليس يوم القيامة أحد الأيام العادية بل هو يوم يبتديء بظهور المظهر ويبقي ببقاء الدورة العالمية". سابعاً: تؤمن الباطنية بالتقية (إظهار خلاف العقيدة الباطنة، لدفع السوء عنهم. وكذلك تفعل البهائية. من هذا يتضح أن الصلة وثيقة بين عقائد البابية والبهائية وبين عقائد الباطنية، بل هي في الحقيقة نفس العقائد الباطنية القديمة.

تفنيد الكتاب الاقدس

ركاكة أسلوب الأقدس

من المعلوم أن أكثر الدجاجلة الذين زعموا النبوة والوحي ادعوا أن الله أنزل عليهم كتبا وأوحي إليهم صحفاً وهم يوقنون في قرارة أنفسهم صدق قول الله تعالي [.. وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَي أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ] الأنعام121 وككل الكذابين زعم البهاء أن الله أنزل عليه كتابا سماه الأقدس كما أنزل علي سلفه زعيم البابية الهالك كتاب (البيان) وأن هذا الكتاب فيه العقيدة والشريعة وأنه ناسخ لأحكام القرآن، وقد طبع هذا الكتاب (الأقدس) ليطعلك صاحبه علي مُضحكات تَوّهّم أنها وحي السماء وهذه قراءة نقدية نبين فيها أنه مجموعة أباطيل في أضاليل، والجديد بالذكر أن كتابه (الأقدس) يعتبره البهائيون كتابهم المقدس وعدد صفحاته لا تزيد ه عن ملزمة وربع الملزمة، و (لوح أحمد) و (لوح علي) و (لوح طرازان) لا تتجاوز صفحات أي واحد منها عن نصف ملزمة. يقول الدكتور محسن عبد الحميد:"ألّف الميرزا حسين كتابه هذا وزعم أن الأحكام التي وردت فيه نزلت من سماء المشيئة الإلهية!، وادعي أن جميع الأحكام المنزلة سابقا قد نسخت لأنها لم تعد منسجمة مع احتياجات الإنسان في جميع أنحاء العالم. " والمتفحص في هذا الكتاب يجد نفسه وجهاً لوجه أمام فرية كبري وخرافة فاضحة يسمو العقل الإنساني كثيراً عن إسنادها إلي الله تعالي. ويشفق علي أولئك الذين عطلوا عقولهم من البهائيين فوقفوا أمام هذا الكتاب خاشعين معظمين، أعماهم التعصب الأعمي» فلم يكلفوا أنفسهم النظر فيما يحتويه الكتاب من أحكام باطلة، وأقوال ساقطة، وتراكيب ضعيفة وأخطاء فاحشة ولصوصية مخجلة، وجهل كامل بأغوار النفس الإنسانية وقوانين المجتمعات البشرية. وسنخرج من هذا التعميم في وصف الكتاب إلي الاستشهاد علي ما نقول بفُقَر وجُمَل من الكتاب الذي لا يستطيع أصحابه أن ينكروا فيه حرفا واحداً لم يكن لطاغوتهم الميرزا حسين البهاء. قد ألّف البهاء كتباً جمة منها: كتاب (هفت وادي) بالفارسية، سلك فيه مسلك التصوف، وكتاب (الأقدس) نهج فيه علي ترجمة منهج القرآن في ترتيب الآيات والسور، ودوّنَ فيه شريعته وأحكامها، وهو باللغة العربية. وكتاب (إيقان) بالفارسية، وسماه أولاً (نسخة خال) أي نسخة الخال يعني خال الباب الذي وقف منه في أخريات أيامه علي مدعيات ابن أخته، ثم غيره باسم (إيقان)، وكتاب (هيكل) بالفارسية والعربية، وكتاب (إشراقات)، وكتاب (ألواح)، وكتاب (عهد) وهذا الأخير آخر كتبه بيّن فيه وصاياه وجعل الأمر فيه من بعده لابنه الأكبر الميرزا عباس الملقب بغصن الله الأعظم، ومن بعده لابنه الثاني الميرزا محمد علي الملقب بغصن الله الأكبر، وأغلق باب النبوة أو الربوبية والإلوهية إلي ألف سنة من بعده كما قال في الصفحة الثالثة عشرة من (الأقدس) وهو: "من يدعي أمراً قبل إتمام ألف سنة كاملة إنه كذاب مفتر، فسأل الله بأن يؤيده علي الرجوع إن تاب هو التواب، وان أصر علي ما قال يبعث عليه من لا يرحمه (أي يقتله) إنه شديد العقاب، من يؤول هذه الآية أو يفسرها بغير ما نزل في الظاهر إنه محروم من روح الله ورحمته التي سبقت العالمين، خافوا الله ولا تتبعوا ما عندكم من الأوهام اتبعوا ما يأمركم به ربكم العزيز الحكيم." ولا ندري كيف جاز للميرزا عباس بعد هذا التصريح أن يغير ويبدل في أحكام أبيه، ويثبت منها ما شاء، ويمحو ما شاء ويدعي نزول الوحي عليه بذلك، سواء كانت دعواه ولاية أو نبوة،أو رسالة، أو ربوبية وإلوهية، كما يشاء أن يسميها حتي أن أخاه قد أنكر عليه ذلك أشد الإنكار ورموه بالكفر و المروق عن دين البهاء. يقول:" قل فالله الحق لا يغنيكم اليوم كتب العالم وما فيه من الصحف إلا بهذا الكتاب الذي ينطق في قطب الإبداع أنه لا إله إلا أنا العليم الحكيم" وفي سورة الأمين يقول: " يا قوم امسكوا أقلامكم، قد ارتفع صرير القلم الأعظم من لدن مالك القدم ثم أنصتوا وقد ارتفع نداء الله الأبهي في برية الهدي إنه لا إله إلا أنا المهيمن القيوم" وقوله:" إنا أمرناكم بكسر حدودات النفس والهوي، لا ما رقم في القلم الأعلي، إنه لروح الحيوان لمن في الإمكان، قد ماجت بحور الحكمة والبيان بما هاجت نسمة الحيوان، اغتنموا يا أولي الألباب.. تحسبن أنا نزلنا لكم الأحكام بل فتحنا ختم الرحيق المختوم بأصابع القدرة والاقتدار، يشهد بذلك ما نزل من قلم الوحي، تفكروا يا أولي الأفكار" [137] . وقوله:" احمدوا الله بهذه الموهبة التي أحاطت السماوات والأرضيين، اذكروا الله بهذه الرحمة التي سبقت العالمين، قال قد جعل الله مفتاح الكنز حبي المكنون لو أنتم تعرفون، لولا المفتاح لكان مكنوناً في أزل الأزال لو أنتم توقنون، قل هذا لمطلع الوحي ومشرق الإشراق الذي به أشرقت لو أنتم تعلمون" [138] . واقرأ قوله أيضاً:"قد حكم الله دفن الأموات في البلور أو الأحجار الممتنعة أو الأخشاب الصلبة اللطيفة، ووضع الخواتيم المنقوشة في أصابعهم إنه لهو المقدر العليم، يكتب للرجال ولله ملك السموات والأرض وما بينهما، وكان الله بكل شيء عليماً، وللورقات ولله ملك السموات والأرض وما بينهما وكان الله علي كل شيء قدير" [139] . وقوله:"احرقوا الحجبات بنار حبي، أو لسبحات بهذا الإسم الذي به سخرنا العالمين، وارفعن البيتين في المقامين والمقامات التي فيها استقر عرش ربكم الرحمن، كذلك يأمركم مولي العارفين" [140] . ويطول بنا القول إن عرضنا هذه النماذج التي يجد فيها القارئ تقليداً ممسوخاً لأسلوب القرآن الكريم في التعبير. إن الميرزا قرأ القرآن فلاحظ أن أواخر الآيات مسجوعة، أو مزدوجة أو مرسلة، فحاول ذلك الكاذب الضال إتّباع أسلوب القرآن الكريم، لكنه كان كحاطب ليل، فشتّان بين أسلوب ذلك الأبله وكلام الله سبحانه وتعالي، والأمر لا يقتصر علي الأسلوب فقط، بل الحقائق الكونية التي مازالت تنكشف لنا وستستمر بإذن الله عز وجل، وهذا وجه من وجوه الإعجاز، وأضف إلي ذلك الإخبارات الماضية والمستقبلية التي لا يستطيع أياً كان أن يجاري ذلك كله يقول عز وجل [لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَي جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ] الحشر21

تفنيد آيات الأقدس

احتوي كتاب الأقدس علي معان سخيفة، وأفكار ساذجة، وأحكام متناقضة وعشوائية لا يقبلها العقل المستنير، لما بها من جهل مركب بأمور الحياة والمجتمع، وكذلك لعظم ما فيها من المخاتلة والتصنع، وفي السطور التالية عينات من جنين البهاء المشوه الذي حاول أن يسوقه للدهماء فقال"قل تالله لا تغنيكم اليوم كتب العالم وما فيه من الصحف إلا بهذا الكتاب" فماذا قال البهاء في هذا الكتاب؟ قال التالي: " ينبغي اليوم لمن شرب رحيق الحيوان من يد ألطاف ربه الرحمن أن يكون فياضاً كالشريان في جسد الإمكان" وسوف أقاوم ما استطعت الرغبة في السخرية، لكن ألستم معي في أن البهاء كان رجلاً مهزاراً، أم تُري أن الشيطان أعماه عن مدي الخطأ والضلال في كلامه.. فما هو رحيق الحيوان؟ وما هو جسد الأمكان؟! [141] . يقول: "وجعلنا الدار المسكونة، والألبسة المخصومة للذرية من الذكران دون الإناث والوراث، إنه هو المعطي الفياض" ذلك قول باطل لأنه يخالف العدل، فكيف يحرم الإناث ويعطي للذكران، بأي شرع ومنطق، إنها لمضيعة لحقوق طائفة من البشر. وقوله: " ومنهم من يدعي الباطن وباطن الباطن قل أيها الكذاب فالله ما عندك إنه من القشور تركناها لكم كما تترك العظام للكلاب " وإننا لنجد الخطاب يشتمل علي سفاهة واضحة، وأسلوب بذيء مع مخالفيه وقوله:"من يؤول هذه الآية أو يفسرها بغير ما نزل في الظاهر إنه محروم من روح الله ورحمته التي سبقت العالمين " "إن الذي نزل من سماء الوحي ويخرجه عن الظاهر إنه ممن حرف كلمة الله العلياء، وكان من الآخرين في كتاب مبين" وهذا قول يناقض به نفسه: إذ إنه يؤول آيات القرآن الكريم خلافاً لمدلولاتها اللغوية، وأسباب النزول إلخ من متطلبات تأويل آيات القرآن الكريم. وقوله:" إنا ما دخلنا المدارس، وما طالعنا المباحث، اسمعوا ما يدعوكم به هذا الأمي إلي الله الأبدي، إنه خير لكم مما كنز في الأرض لو أنتم تفقهون " ذلك قول يخالف الحقيقة التي أجمع عليها المؤرخون من أنه تعلم القراءة والكتابة، ودَرَس كتب الصوفية وخالطهم، وكذلك دراسته لعقيدة الشيعة الإمامية وكذلك اليهودية والمسيحية والزرادشتية والكونفوشيوسية. وقوله: "ليس لأحد أن يعترض علي الذين يحكمون العباد دعوا لهم ما عندهم، وتوجهوا إلي القلوب" تلك دعوة للاستسلام، وعدم دفع الظالمين عن ظلمهم، وجعل البشر في وضع الحيوان الذي يستسلم لصاحبه مع فارق أن الحيوان حينما يضرب يحاول التعبير عن نفسه بالنفور والدفاع، لكن الإنسان في ذلك الوضع ليس له الحق في ذلك، وهو أمر يشجع علي الاستمرار في أفعالهم الظالمة. وقوله:" قد حرمت عليكم أزواج آبائكم، إنا نستحيي أن نذكر حكم الغلمان، اتقوا الرحمن، ولا ترتكبوا ما نهيتم عنه في اللوح " من الغريب حقاً أن يستحي الله من ذكر حكم يسير عليه عباده؛ فالله لا يستحيي من الحق، فلا يعقل أن يترك الله أمراً هاماً هكذا دون أن يبينه للناس. ومن الأقوال التي يقف الشخص أمامها مندهشاً من سخافتها قوله:"من يقر أ آية من آياتي خير له من أن يقرأ كتب الأولين والآخرين" وقوله: " من يحزن أحداً فله أن ينفق تسعة عشر مثقالاً من الذهب هذا ما حكم به ولي العالمين" وقوله: "اغسلوا أرجلكم كل يوم في الصيف، وفي الشتاء كل ثلاثة أيام مرة واحدة، ومن اغتاظ عليكم قابلوه بالرفق" ومن الافتراء أن يدعي البهاء نفسه أنه الله في كتابه الأقدس تعالي الله عن ذلك علواً كبيراً. وقوله: " ليس لأحد أن يعترض علي الذين يحكمون العباد، دعوا لهم ما عندهم، وتوجهوا إلي القلوب " دعوة صريحة إلي الخنوع والمسكنة، وتشجيع واضح للظالمين في ظلمهم وطغيانهم، وإنزال البشر منزلة قطيع من الغنم لا حرية لهم ولا إرادة، ورجوع بالإنسانية إلي عصور الهمجية والعبودية إن كل نبي جاء، دعا الناس إلي مناهضة الطغاة والجبابرة. وما أجمل وأعظم وأصدق من قول رسولنا الأعظم صلي الله عليه وسلم "سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلي إمام جائر فأمره ونهاه فقتله " وقوله: " أدخلوا ماءً بكرا، والمستعمل منه لا يجوز الدخول فيه. إياكم أن تقربوا خزائن حمامات العجم. من قصدها وجد رائحتها النتنة قبل وروده فيها. تجنبوا يا قوم ولا تكونوا من الصاغرين. إنه يشبه بالصديد والغسلين إن أنتم من العارفين، وكذلك حياضهم النتنة اتركوها وكونوا من المقدسين " معلوم بالضرورة وتقرر لواقع بديهي يعرفه الجاهل والعالم. وقواعد النظافة التفصيلية من شأن العقل البشري، وليس من شأن الوحي الإلهي. فالوحي الإلهي يأتي بدساتير عامة، وأنظمة جامعة ومثل إنسانية. أما التفصيلات وأمور الدنيا الفرعية فمتروكة لإفهام البشر والوحي الإلهي أجّل من أن يحتوي علي مثل هذه الأمور، بوسع طبيب أن يدل الناس عليها بكلمات أوضح، وقواعد أضبط، وتعليمات أدق مع يبان الأسباب وشرح العلل وأصول الوقاية مشفوعة بالصور العلمية والتجارب المختبرية. يقول:"قد تكلم لسان قدرتي في جبروت عظمتي مخاطباً لبريتي أن اعلموا حدودي حباً لجمالها، طوبي لحبيب وجد عرف المحبوب من هذه الكلمة التي فاحت منها نفحات الفضل علي شأن لا توصف بالأذكار، لعمري من شرب رحيق الإنصاف من أفق الإبداع. لا تحسبن أنا نزلنا لكم الأحكام، بل فتحنا ختم الرحيق المختوم بأصابع القدرة والإقدار. يشهد بذلك ما نزل من قلم الوحي، تفكروا يا أولي الأفكار" وقوله:" يا معشر الملوك، أنتم المماليك قد ظهر المالك بأحسن الطراز (يقصد بذلك نفسه)، ويدعوكم إلي نفسه المهيمن القيوم إياكم أن يمنعكم الغرور عن مشرق الظهور أو تحجبكم الدنيا عن فاطر السماء" ويطلق علي نفسه مالك الأسماء فيقول:" اسمعوا نداء مالك الأسماء، إنه يناديكم من شطر سجنه الأعظم، أنه لا إله إلا أنا المقتدر المتكبر المسخر المتعالي العليم الحكيم " [142] . ويتحدث ذلك البهاء عن إلوهيته المزعومة فيقول في كتابه الأقدس الذي يحتوي علي ضلالا ته وأكاذيبه: "طوبي لمن أمر بالله وآياته، واعترف بأنه لا يُسأل عما يفعل هذه كلمة قد جعلها الله طراز العقائد وأصلها وبها يقبل عمل العاملين. اجعلوا هذه الكلمة نصب عيونكم، لئلا تزلكم إرشادات المعترضين، لو يحل ما حرم في أزل الآزال أو العكس، ليس لأحد أن يعترض عليه، والذي توقف في أقل من آن إنه من المعتدين. والذي ما فاز بهذا الأصل الأسني والمقام الأعلي تحركه أرياح الشبهات وتقبله مقالات المشركين. من فاز بهذا الأصل قد فاز بالاستقامة الكبري، حبذا هذا المقام الأبهي الذي يذكره زين كل لوح منيع. كذلك يعلمكم الله ما يخلصكم عن الريب والحيرة وينجيكم في الدنيا والآخرة، إنه لا إله إلا أنا العزيز الحكيم " وذلك افتراء كبير تعالي الله عز وجل عما يصفون [كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً] الكهف5 ولا نتصور أن عاقلا يعتقد الإلوهية في بشر مثله لا حول له ولا قوة، كيف صدق ذلك الأتباع السذج ادعاءاته الباطلة والتي لا يقبلها أي عقل سليم. ولأنه الله فله أن يحل ما حرم في أزل الآزال أو يحرم ما أصل، فليس لأحد أن يعترض علي حكمه كما ادعي، أليس هو الله الذي لا يسأل عما يفعل، (تعالي الله عما يصفون) [اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَي النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَي الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ] البقرة257 وعن الأقدس يقول إحسان إلهي ظهير (الجدير بالذكر أن البهائيين لم يطيعوا الأقدس مدة طويلة، وبعكس ذلك كانوا يمنعون الآخرين من أتباعهم من طبعه خوفاً من الخزي والفضيحة. ورغبة في إخفاء الجهل الشائن والحمق المطلق المتدفق في كل سطر من سطوره وفقرة من فقراته لا يقع في مثله متعلم مبتدئ وفضلاً عن العالم والعارف المثقف لما فيه من أخطاء فاحشة، وأسلوب ركيك وتراكيب ضعيفة وغريبة...كل فقرة من فقراته أو عبارة من عباراته مهملة رديئة ومليئة بالأخطاء من حيث اللغة والقواعد، بل وكل جملة من جمَلِه، وكلمة من كلماته تخالف محاورات العرب وأساليبهم، فلا تجد عربياً يكتب مثلما كتب، ولا ينطق مثلما نطق من الأولين ولا الآخرين، وأطفالهم وجهلتهم يشمئزون وينفرون من تلك العربية التي يصوغها إله البهائية وربهم" والمتصفح لذلك الكتاب المزعوم أنه مقدس يجد أنه صناعة بشرية ولا أدل علي ذلك من كلماته التي تفضح كاتبها، ومن نصوص ذلك الكتاب التي تدل علي بطلان ادعاء أنه وحي إلهي.. يقول:" باسم الحاكم ما كان وما يكون،أول ما كتب الله علي العباد عرفان مشرق وحيه، ومطلع أمره الذي مقام نفسه في عالم الأمر والخلق، من فاز به فقد فاز بكل الخير، والذي منع إنه من أهل الضلال ولو يأتي بكل الأعمال، إذ ا فزتم بهذا المقام الأسني، والأفق الأعلي ينبغي لكل نفس أن تتبع ما أمر به من لدن المقصود لأنهما معاً لا يقبل أحدهما دون الأخر، هذا ما حكم به مطلع الإلهام، أن الذين أوتوا البصائر من الله يرون حدود الله السبب الأعظم لنظم العالم وحفظ الأمم، والذي غفل إنه من جمع وتاه إنا أمرناكم بكسر حدودات النفس والهوي من القلم الأعلي إنه لروح الحيوان لمن في الأمكان قد ماجت بحور الكلمة والبيان بما هاجت نسمة الرحمن، اغتنموا يا أولي الألباب، إن الذين نكثوا عهد الله في أوامره ونكصوا علي أعقابهم أولئك أهل الضلال لدي الغني المتعالي، يا ملأ الأرض فاعلموا أن أوامري سرج عنايتي بين عبادي، ومفاتيح رحمتي لبريتي، كذلك نزور الأمر من سماء مشيئة الرحمن، لينفق ما عنده ولو يكون خزائن الأرض ليثبت أغراض أوامره المشرقة من أفق العناية والألطاف. قل من خدودي يعرف قميصي، وبها تنصب أعلام النصر علي الفتن والأتلال، قد تكلم لسان قدرتي في جبروت عظمتي مخاطباً لبريتي، أن اعلموا حدودي حباً لجمالي، طوبي لحبيب وجد عرف المحبوب من هذه الكلمات التي فاحت منها نفحات الفضل علي شأن لا يوصف بالأذكار، لعمري من شرب من رحيق الأنصاف في أيادي الألطاف إنه يطوف حول أوامري المشرقة من أفق الإبداع، لا تحسبن أنّا نزلنا لكم الأحكام بل فتحنا ختم الرحيق المختوم بأصابع القدوة والاقتدار ويشهد بذلك ما نزل من قلم الوحي تفكروا يا أولي الأفكار" وقال في خطابه إلي عباده: "يا عباد الرحمن، قوموا علي خدمة الأمر علي شأن لا تأخذكم الأحزان من الذين كفروا بمطلع الآيات، لما جاء الوقت وظهر الموعد اختلف الناس وتمسك كل حزب بما عنده من الظنون والأوهام، من الناس من يقصد وصف النعال طلباً لصدر الجلال قل من أنت أيها الغافل الفرار، ومنهم من يدعي الباطن وباطل الباطن، قل يا أيها الكذاب تالله ما عندك أنه من القشور وتركنا لكم كما نترك العظام للكلاب، تالله الحق لو ينسل أحد رجل العالم ويعبد الله علي الأوغال والشواحن والجبال والقنان والشناذيب وعند كل حجر وشجر ومذر لا يتضوع منه غرف رضائي لن يقبل أبداً هذا فاحكم مولي الأنام" وقوله في الحديث باسم الإلوهية: "يا ملأ الإنشاء اسمعوا نداء مالك الأسماء إنه يناديكم من شطر سجنه الأعظم إنه لا إله إلا أنا المقتدر المتكبر المتسخر المتعالي الحكيم العلي إنه لا إله إلا هو المقتدر علي العالمين.. ولو يشأ يأخذ العالم بحكمة من عنده إياكم أن تتوقفوا في هذا الأمر الذي خضع له الملأ الأعلي وأحل مدائن الأسماء اتقوا الله ولا تكونن من المحتمين أحرقوا الحجبات بنار حبي والسبحات بهذا الاسم الذي به سحرنا العالمين " وقوله: " من يحزن أحداً فله أن ينفق تسعة عشر مثقالاً من الذهب هذا ما حكم به مولي العالمين " (يقصد نفسه كما ثبت لنا من قبل) وقوله: "كتب عليكم تجديد أسباب البيت بعد انقضاء تسعة عشرة -الصواب: تسع عشرة سنة- كذلك قضي الأمر من لدن العليم الخبير " وقوله: " اغسلوا أرجلكم كل يوم في الصيف وفي الشتاء كل ثلاثة أيام مرة واحدة، ومن اغتاط قابلوه بالرفق " وقد تُغني هذه النصوص بنفسها عن كل تعليق عليها بما يظهر بطلان ادعاء أن هذا الكتاب وحي إلهي، سواء كان ذلك من جهة ما تضمنه من المعاني أو من جهة أدائه لتلك المعاني، فمن الواضح أنه كلام دعي يلح علي العقول والقلوب أن تعترف له بأنه المظهر العامل لذات الله وصفاته، وبماله- بذلك من مقام يرفعه فوق مستوي البشر ويؤهله لأن يغير ويبدل في شرائع الناس وعباداتهم ويدل علي أن الكتاب مجرد تعبير عن هذه النزعة الشخصية أسلوبه الذي كان يجب كأول دليل علي سماويته أن يخلو مما فيه من الاضطراب والخطأ والتقليد

السرقة من القرآن الكريم

لم يقف الميرزا حسين عند حد تقليد أسلوب القران الكريم وإنما سطا علي آياته البينات، فسرق معانيها وألفاظها وحشرها في كتابه الهزيل موهماً أتباعه أنها أحكام جديدة جاءت ناسخة للأحكام القديمة. ومنها قوله:"إياكم أن تغرنكم الحياة الدنيا" وهذا منقول من قوله تعالي: [فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ] لقمان33 و قوله "قد حرم عليكم القتل والزنا. ثم الغيبة والافتراء (وذلك مأخوذ من آيات وردت في القرآن الكريم حرمت تلك الجرائم كقوله تعالي [وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً] الفرقان68 ومن سرقاته.. قوله " ألا بذكره تستنير الصدور وتقر الأبصار" مأخوذ من قوله سبحانه تعالي [الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ] الرعد28 ومن سرقاته أيضا: " إن الذين نكثوا عهد الله في أوامره،ونكصوا علي أعقابهم، أولئك من أهل الضلال لدي الغني المتعال"، وهي مأخوذة من قوله سبحانه وتعالي: [الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ] البقرة27 ومنها قوله: " إنه يفعل ما يشاء ولا يسأل عما يشاء" وهي مأخوذة من قوله تعالي: [لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ] الأنبياء23 ومنها قوله: " من ابتلي بمصيبة فله أن يتوب ويرجع إلي الله، إنه سيغفر لمن يشاء" وهي مأخوذة من قوله تعالي [وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَي اللَّهِ مَتَاباً] الفرقان71 ومنها قوله: " إياكم أن تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها " وهي مأخوذ بالنص من قوله سبحانه وتعالي: [وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ] الأعراف56 ومنها قوله: "لا تتبعوا أنفسكم إنها لأمارة بالغني والفحشاء " مأخوذة من قوله تعالي: [وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ] يوسف53 لقد فشل المازندراني فشلاً ذريعاً في أن يقلد القرآن الكريم لأن كلمات القرآن تشهد بأنه وحي إلهي وأنه لن يستطيع أحد أن يأتي بمثل هذا القرآن أبداً يقول تعالي [وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَي عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [23] فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [24] البقرة يقول الإمام محمد عبده: فهذا القضاء الخاتم منه بأنهم لن يستطيعوا أن يأتوا بشيء من مثل ما تحداهم به ليس قضاء بشرياً، وإنما ذلك هو الله المتكلم، والعليم الخبير هو الناطق علي لسانه أي محمد صلي الله عليه وسلم وقد أحاط علمه بقصور جميع القوي عمن تناول ما استنهضهم له، وبلوغ ما حثهم عليه. يقول البهاء في إحدي رسائله: "قل يا ملأ البيان اتقوا الرحمن ولا ترتكبوا ما ارتكبه فرعون وهامان ولا نمرود ولا شداد وقد بعثني الله وأرسلني إليكم بآيات بينات وأصدق ما بين أيديكم من كتب الله وصحائفه وما نزل في البيان وقد شهد لنفس ربكم العزيز المنان" ولكننا ننظر في هذه الآيات البينات من كتابه الأقدس فلا نري إلا كتاباً تظهر عليه مسحة الصناعة البشرية وافتعال التقليد لأسلوب القرآن، كأنما كان مجرد مجيء الكتاب في فقرات ذات مقاطع وفواصل دليلاً علي أنه هو الله، حتي لو كان مفكك الأسلوب ضعيفا في أداء المعاني، ممتلئاً بالضلالات والأوهام التي يتحدث بها البهاء عن الله وصفاته في شخصه، والتي ينحل فيها نفسه من نعوت الإلوهية، ويضيف إليها من أفعالها ما يقصد عن مثله المتدينون في تقديسهم لله.

السرقة من السنة النبوية المطهرة

ولم يقف ذلك الأفاك عند حد السطو علي آيات القرآن الكريم، بل فعل ذلك أيضاً مع أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم. فمن سرقاته قوله: ومن مات ولم يكن له ذرية ترجع حقوقهم إلي بيت العدل" وهذا مقتبس من القاعدة الفقهية المستنبطة من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة والذي ينص علي أن الميت الذي لا وارث له يرثه بيت المال ومنها قوله: "لا ترضوا لأحد مالا ترضونه لأنفسكم " وهر مسروق من قوله صلي الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه " ومنها قوله: "إذ ا دعيتم إلي الولائم والعزائم أجيبوا، وهو مسروق من قوله صلي الله عليه وسلم: " وإذا دُعيَ أجاب " وذلك ضمن ما ذكره صلي الله عليه وسلم من حق المسلم علي المسلم.

تفنيد الأقدس في ضوء المنهج اللغوي

اشاره

ورد في كتاب الميرزا حسين -ككتاب أستاذه- عشرات من الأخطاء النحوية واللغوية، مما ينفي نفياً قاطعاً كونه وحياً من عند الله لفظاً أو معني، فمن هذه الأخطاء: قوله: " يا قلم الأعلي تحرك بإذن ربك فاطر السماء، ثم أذكر إذا أراد مطلع التوحيد مكتب التجريد لعل الأحرار يطلعن – كذا- علي قدر رسم الإبرة " وقوله: "يا قلم الأعلي تحرك بإذن ربك فاطر السماء، ثم اذكر إذا أراد مطلع التوحيد مكتب التجريد لعل الأحرار يطلعن" و قوله: "ليس هذا أمر - كذا - تلعبون به " و قوله: " اغتمسوا من بحر بياني لعل تطلعون-كذا" وحين يقول:" تالله انكشف الحجاب إنكم تنصعقون" وهذه اللفظة قد كررها البهاء كثيراً، وإنها لتدل علي سوء بيانه، وفساد ذوقه اللغوي. وتلك نماذج قدمناها علي سبيل المثال لا الحصر، إذ أن الأخطاء كثيرة في هذا الكتاب. وللأستاذين: د. محمد عبد المنعم خفاجي ود. عبد العزيز شرف دراسة رائعة في الرد علي البهائيين في ضوء المنهج اللغوي تكشف زيف ما أتي به البابيون والبهائيون، وتكشف أمراض لغتهم التي تتمثل في أربعة أمراض، هي كما وردت في كتاب بعنوان: الرد علي البهائيين في ضوء المنهج اللغوي: 1-الحبسة اللفظية: حيث يصعب استدعاء الكلمات سواء في القول أو الكتابة، فتكون النتيجة أن يخرج تركيب اللفظ مختلاً. 2-الحبسة الاسمية: ويسيء فيها (المريض) استخدام الأسماء، ويعجز عن فهم معني الكلمات والرموز. 3-الحبسة النحوية: ويعجز فيها مريض اللغة عن ترتيب الكلمات حسب نغمة اللغة وقواعد النحو. 4-الحبسة الدلالية: حيث تغيب دلالات النص عندما تغيب فكرته ومعناه ويضطرب مضمونة. ويورد أصحاب الدراسة عشرات الأمثلة نورد منها مثالاً واحداً؛ فقد ورد في كتاب الأقدس: "إن أول ما كتب الله علي العباد عرفان مشرق وحيه، ومطلع أمره، الذي كان مقام نفسه في عالم الأمر والخلق، من فاز به فقد فاز بكل الخير، والذي منع إنه من أهل الضلال ولو يأتي بكل الأعمال.." والنص السابق هو ما افتتح به كتاب البهاء، والكتب تعرف دائماً باستهلالها الذي يدل علي مظهر بلاغتها وتصوير لانتماءاتها، كما يقول صاحبا البحث ويضيفان متسائلين: ماذا في هذه الافتتاحية؟! ويجيبان: "هنا فقرتان الأولي منهما يحوطها الغموض من كل جانب.. ماذا يريد أن يقول (النص)؟إنه لا مضمون ولا فكرة ولا معني بدون صياغة واضحة قوية بليغة تؤديها، البهائيون دائماً يلجئون إلي الغموض والرمز، فتجيء لغتهم ضبابية الصياغة، عائمة الأفكار، ومن هنا ادّعوا التأويل فراراً من الوضوح وادعوا فلسفة التأويل للخروج من دلالة النص" [143] . ويتساءل الباحثان: لماذا جعل صاحب الأقدس المعرفة وحدها الفوز بالخير؟ ذلك هو قصور العقل وضلال التفكير والبعد عن السليم.. فما جدوي المعرفة بلا عمل. أما قوله (البهاء):"والذي منع إنه من أهل الضلال ولو يأتي بكل الأعمال" (الذي): اسم موصول يحتاج إلي صلة، وهي هذا الفعل (منع) ويحتاج إلي عائد وليس العائد موجوداً في الكلام، فيكون التركيب ناقصاً، و الأسلوب هنا أن يقول القائل: " والذي منع منه (أي من العرفان) إنه من أهل الضلال". وحتي لو قالها البهاء، فهذا أسلوب رديء غاية الرداءة سقيم السقم، أين البلاغة والفصاحة والبيان فيه؟! وماذا هذا السجع الرديء: " إنه من أهل الضلال ولو يأتي بكل الأعمال" إنه العيب الأكبر والعجز الفاضح عن الإتيان بأسلوب بليغ. وفي الفقرة الثالثة من الأقدس يقول البهاء: "إنا أمرناكم حدودات النفس" ويسأل الباحثان: "لماذا جمع جمعاً مؤنثاًَ مع أنه جمع تكسير؟! خطأ في العربية التي لا تقبل أن تكون الكلمة جمعاً وهي في الأصل أي (حدود) ثم ما هي حدودات النفس؟! الإجابة هي أخطاء في اللغة والتعبير!! نكتفي من دراسة د. محمد عبد المنعم خفاجي ود. عبد العزيز شرف بهذا القدر البسيط، ونحيل من يريد الاستزادة إلي الأصل، لكن وقبل أن نغادر محطة الحديث عن لغة البهاء وتراثه التلفيقي الذي تركه لضلال البسطاء والعوام والدهماء، والذين في قلوبهم مرض والذين أرادوا لأنفسهم الضلال فزين الله لهم ما أرادوا، نثبت بعضاً مما أتي في كتب البهاء المختلفة وما أكثرها في أحد الألواح (لوح ششم) يقول البهاء: "أي رب أسألك بنفسك العلي الأعلي ثم يطهروك كرة أخري الذي به انقلب ملكوت الأسماء وجبروت الصفات وأخذ السكر سكان الأرضين والسماوات والزلزال من في ملكوت الأمر والخلق إلا من صام عن كل ما يكرهه رضاك، وأمسك نفسه عن التوجه إلي ما سِواك، بأن تجعلنا منهم وتكتب أسماءنا في لوح الذي كتبت أسماءهم، وإنك يا إلهي ببدايع قدرتك وسلطنتك اتشعبت اسمائهم من.." وفي الألواح أيضاً يقول: "قد نزلت النقطة مرتين كما نزل المثاني كرتين والحمد لله الذي أظهر النقطة وفصل بمنها علم ما كان وما يكون وجعلها منادية باسمه ومبشرة بظهوره الأعظم الذي به ارتعدت فرائص الأمم.. الخ" ويقول أيضا: "يا أيها السائل الناظر والذي اجتذب الملأ الأعلي بكلمته العليا إن الطيور ممالك ملكوتي وحمامات رياضي حكمتي تغردات ونغمات ما اطلع عليها إلا الله مالك الملك والجبروت ولو يظهر أقل من سم الإبرة ليقول الظالمون ما لا قاله الأولون" ويقول أيضا: "ويرتكبون ما لا ارتكبه أحد في الأعمار والقرون، قد أنكروا فضل الله وبرهانه وحجة الله وآياته، ضلوا وأضلوا الناس ولا يشعرون، يعبدون الأوهام ولا يعرفون، قد اتخذوا الظنون لأنفسهم أرباباً من دون الله ولا يفقهون 0 يتبعون أهواءهم معرضين عن الله المهيمن القيوم. قل تالله قد أتي الرحمن بقدرة وسلطان وبه ارتعدت فرائص الأديان" ويقول في لوح ينجم: "اللهم إني أسألك بشعراتك التي يتحرك علي صفحات الوجه كما يتحرك علي صفحات الألواح قلمك الأعلي وبها تضوعت رائحة مسك المعاني في ملكوت الإنشاد" ما هذا الهذيان والخرف؟ ما هذه الركاكة والضعة والضعف؟! هل يصدق نصف عاقل أن هذا الكلام يصدر عن الله؟! حاشا وكلا، وفيها تجسيد لذات الله حين يقول شعراتك التي يتحرك علي صفحات الوجه، وتعبيرات ركيكة من مثل:" ما لا ارتكبه أحد في الأعمار والقرون"، "فرائص الأديان" "فرائص الأمم "، وأخطاء ساذجة في الإملاء وقواعد النحو.. هذا هو إعجاز البهاء الذي يذكرنا بإعجاز مسيلمة الكذاب حتي ولو نمّق هذا الإعجاز بكلمات عن الحب والمساواة والخير والوحدة والتآلف يقصد أن يستميل بها السذج، لكنه لن يفعل إلا مع من لديهم قابلية لتلك الاستمالة. وفي البهاء - كما في مسيلمة - يصدق قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتي يبعث دجالون كذابون قريباً من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.

طرفة حول الباب (زعيم البهاء)

يُذكر أنه حينما واجه بعض معاصري الباب بما يشيع في كتابه (البيان) من لحن وانحراف عن قواعد اللغة العربية أجاب في تمحل صفيق: " إن الحروف والكلمات كانت قد عصيت واقترفت خطيئة في الأول فعوقبت علي خطيئتها بأن قيدت بسلاسل الإعراب وحيث إن بعثتنا جاءت رحمة للعالمين فقد حصل العفو عن جميع المذنبين والمخطئين حتي الحروف والكلمات فأطلقت من قيدها تذهب إلي حيث شاءت من وجوه اللحن والغلط" [144] . كان قد عُقِدَ اجتماعاً للباب لمناقشته في أموره التي يبتدعها من أن كتابه البيان هو وحي من الله، وأن أحكام كتابه قد نسخت القرآن، وغير ذلك من الإدعاءات الكاذبة، فتهرّب الباب من الرد وقال أن هذه أمور يطول الرد عليها، وخاطبَ القوم قائلاً: " ألم تعلموا أني أكتب وأخطب خطباً مطولة فصيحة بالبداهة والارتجال، وشرع يخطبهم فقال:" الحمد لله الذي رفع السمواتَ والأرض، وفتح تاء السماوات، وكسر الضاد من الأرض، فقال له ولي العهد" صه صه" وجعل يردد قول ابن مالك: وما بِتَا وألِفٍ قد جُمِعا يُكسَرُ في النصب وفي الجرِّ معا ثم عوقب بعدها وحبس الباب وأعلن أنه لن يعود لغيه هذا مجدداً ومن ثم عاد فقتل الباب شر قتلة رمياً بالرصاص، وقيل أن السباع قد نهشت جثته.

البهائيه و المحاكم

النص الكامل

اشاره

النص الكامل لحكم مجلس الدولة المصري محكمة القضاء الإداري الدائرة الرابعة [145] . المشكّلة علناً تحت رئاسة حضرة صاحب العزة علي علي منصور بك رئيس المحكمة، وبعضوية صاحبي العزة عبد العزيز الببلاوي بك وحسن أبو علم بك المستشارين وحضرة سيد خلف الله أفندي سكرتير المحكمة. أصدرت الحكم الآتي: في القضية المقيدة بالجدول العمومي رقم 195 سنة 4 قضائية المقامة في مصطفي كامل علي عبد الله. وحضر عنه بالجلسة حضرة الأستاذ سعد الفيشاوي المحامي، والأستاذ سابا حبشي باشا المحامي. ضد: المواصلات، وحضر عنها بالجلسة حضرة الأستاذ جلال الدين عبد الحميد المحامي بإدارة قضايا الحكومة. الوقائع: أقام المدعي هذه الدعوي بصحيفة موقع عليها من سابا حبشي المحامي أودعها هي والمذكرة الشارحة وحافظة مستندات في 19 يناير من 1950، طلب فيها تعديل راتبه بجعله 100م 12 ج بدلاً من 100م 11ج اعتباراً من مارس سنة 1947 وبجعله 150م13ج اعتباراً من أول يناير سنة1948 مع إلزام المدعي عليها بصرف الفرق المتجمد حتي رفع الدعوي وقدره 483م 56ج وما يستجد حتي تاريخ الحكم في الدعوي مع المصروفات ومقابل الأتعاب وحفظ الحقوق الأخري كافة. وقال بياناً لدعواه: إنه بعد أن رسب في امتحان شهادة الدراسة الثانوية، قسم ثان، عام 1933، قعدت به ظروفه عن متابعة الدراسة فالتحق بخدمة السكة الحديد سنة 1934 بوظيفة تلميذ بضائع بالمياومة ثم رقي إلي مساعد مخزن وإلي تذكرجي بدل، ولمّا كان الإنصاف عام 1944 بلغ راتبه ثمانية جنيهات، وبعد صرف علاوتين دوريتين بلغ راتبه تسعة جنيهات عدا علاوة الغلاء، وقد تزوج في 25 من مارس سنة 1947م وطلب إلي المصلحة منحه العلاوة المستحقة بسبب الزواج (العلاوة الاجتماعية) وقدرها 1 جنيه شهرياً فلم تجبه إلي طلبه، ثم رزق بولد في أول يناير سنة 1948 م وطالب بفرق علاوة الغلاء 42% من أصل الراتب شهرياً بدلاً من 28% فلم يجب إلي طلبه أيضا، فاضطر إلي رفع الدعوي الحالية وقدم تأييدا لدعواه صورة شمسية لعقد زواج مؤرخ في 21 / 3 / 1947م وقال إن الوثيقة الأصلية قدمت إلي مصلحة السكة الحديد، وهذا العقد عبارة عن وثيقة عقد زواج صدر من المحفل الروحاني المركزي للبهائيين بالقطر المصري موثق بتاريخ 20 مارس سنة 1947م الموافق يوم الاستجلال من شهر العلا سنة 103 بهائية بمدينة الإسماعيلية بحظيرة القدس حيث جري عقد الزواج بين مصطفي كامل عبد الله البالغ من العمر 34 سنة والآنسة بهيجة خليل عياد البالغة من العمر 17 سنة علي صداق قدره تسعة عشر مثقالاً من الذهب الإبريز، وتم العقد طبقاً لأحكام الشريعة البهائية وموقع عليه من الزوج ومن والده ووالدته، ومن الزوجة ومن رئيس المحفل الروحاني وسكرتيره ومختوم بخاتم المحفل وأعلي الوثيقة عبارة قوله تبارك وتعالي في كتابه الأقدس:" تزوجوا يا قوم ليظهر منكم من يذكرني بين عبادي هذا من أمري عليكم اتخذوه لأنفسكم معيناً". أما شهادة ميلاد الطفل نبيل، فهي عبارة عن مستخرج من وزارة الصحة العمومية، يفيد ولادة في أول يناير سنة 1948 والتطعيم ضد الجدري. وفي 6 / 3 / 1949 ندب حضرة صاحب العزة علي علي منصور المستشار لوضع التقرير في الدعوي ولم تكن الحكومة قد قدمت دفاعاً في الموعد القانوني فكلفها حضرة المستشار لمقرر إيداع مذكرة بدفاعها ومستنداتها وملف الخدمة مع تبادل الرد والتعقيب، وانقضي الموعد لتقديم دفاع الحكومة دون دفاع منها فكلفها ذلك بقرار آخر للمرة الثالثة. أودعت الحكومة مذكرة بدفاعها في 11 من يونيو سنة 1950 قائلة: إن المدعي حين تقدم بعقد زواجه علي المذهب البهائي ألفَتْهُ مصلحة السكة الحديد عقداً غريباً لم يسبق له مثيل فطلبت الفتيا في شأنه عن مستشار الدولة الذي أرسل العقد بدوره إلي مفتي الديار المصرية مستوضحاً عن شرعية ذلك الزواج، وما يترتب عليه من آثار، فأفتي فضيلة المفتي بأنه إذا كان المدعي قد اعتنق مذهب البهائيين بعد أن كان مسلماً اعتبر مرتداً عن الإسلام تجري عليه أحكام المرتدين، وكان زواجه بمحفل البهائيين بمن تزوج بها زواجاً باطلاً شرعاً سواء أكان من زوجة بهائية أم غير بهائية، ولا خفاء في أن عقائد البهائيين وتعاليمهم عقائد غير إسلامية يخرج بها معتنقها من ربقة الإسلام، وقد سبق الإفتاء بكفر البهائيين ومعاملتهم معاملة المرتدين، وأضاف الدفاع عن الحكومة أن من عقائد البهائيين الفاسدة:" أن محمداً صلي الله عليه وسلم ليس آخر الأنبياء والرسل، وان الناس لن يبعثوا بصورهم الدنيوية، بل بأرواحهم أو بصور أخري، غلي غير ذلك مما يتنافي مع عقائد الإسلام الأساسية، وانتهي إلي أن الزواج باطل لا يترتب عليه أي حق، فلا حق له إذاً في المطالبة بالعلاوة الاجتماعية للزواج ولا بإعانة الغلاء بسبب ولادة الطفل، لأن الباطل لا ينتج إلا باطلاً، وشفعت الحكومة دفاعاً بحافظة مستندات بها صورة من فتيا مفتي الديار المصرية وكذا ملف خدمة المدعي. عقّب المدعي علي دفاع الحكومة بمذكرة أودعها في أول يوليه سنة 1950 قال فيها: إن مقطع النزاع في معرفة حكم زواج البهائيين من الناحيتين الشرعية والوضعية؛ وقدم للإجابة علي هذا السؤال بموجز عن عقائد البهائيين الأساسية والروح التي تصدر عنها مستنداً إلي مجموعة من كتبهم ونشراتهم قدّمها بحافظة، وأشار إلي انتشار المذهب وسمّاه ديناً، في أكثر من مائة قطر، وإلي أن هيئة الأمم المتحدة اعترفت بالبهائيين كمنظمة عالمية غير حكومية، وإلي أن البهائية بدأت في مصر منذ مائة عام وأصبح عدد معتنقيها يزيد عن الألف أسرة، واستطرد الدفاع عن المدعي إلي القول بأنه لا يتعرض لفتيا المفتي بكفر البهائيين، ولا بأن من كان مسلماً وأصبح بهائياً يعتبر مرتداً، فحكم المرتد في الشريعة الإسلامية أن يقتل وحكم المرتدة أن تحبس، أما زواج المرتد والمرتدة فلم يتعرض لبحثه فقيه من فقهاء الإسلام، وإنما يمكن قياسه بزواج الذميين، والذميون عند الحنفية هم المجوس والكتابيون، إذ المرتد لا يخرج من أن يكون وثنياً أو كتابياً. ومن المعلوم أن ركن الزواج في الإسلام الإيجاب والقبول، وشرط صحته حضور الشاهدين، وان تكون المرأة محلاً للعقد بأن تكون غير محرمة علي الرجل حرمة مؤقتة أو مؤبدة. وانتهي المدعي إلي القول بأن كل نكاح كان صحيحاً عند المسلمين لاستيفائه شروط الصحة فهو صحيح عند الذميين، وارتكن في ذلك إلي رأي الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه الأحوال الشخصية قسم الزواج ص 252، وأيد بما تحدث به الفقهاء عن أحكام التوريث في مثل الذميين، مشيراً إلي المرجع السابق ص 190 بند 148، ثم انتقل الدفاع عن المدعي إلي التشريع الوضعي فقال: إن المادة 12 من الدستور تقول:"حرية الاعتقاد مطلقة" وحَوَت حافظة المدعي الثانية كتابا لأقدس ونشرة من البهائية وبياناً بهائياً في التزامات وحقوق الإنسان مقدماً إلي لجنة حقوق الإنسان بهيئة الأمم المتحدة فأحالته إلي قسم حقوق الإنسان دون إشارة إلي الاعتراف بالبهائية، كما قال المدعي فيما سَلَف، وقانون الأحوال الشخصية علي مقتضي الشريعة البهائية ودستور المحفل الروحاني المركزي بالقطر المصري وإحصائية عن البهائية في العالم وكتاب (موعود كل الأزمنة) تأليف" جورج تاوزند" وترجمة بهية فرج الله الكردي وذلك بياناً للعقيدة البهائية. طلبت الحكومة مهلة للرد علي دفاع المدعي الأخير، علي أن يكون الأجل واسعاً حتي يتيسر الرجوع غلي دار الإفتاء الشرعي، فأعطيت المهلة، ولمّا لم تقدم شيئاً قرر حضرة المستشار المقرر تحديد جلسة 22 / 5 / 1951 لمناقشة الطرفين. وفي جلسة المناقشة نبّه الطرفين إلي حكم الشريعة الإسلامية في زواج المرتد بمناسبة ما أثاره دفاع المدعي من أن فقهاء الإسلام لم يتحدثوا عن زواج المرتد وأشار إلي كثير من الأدلة من جميع المذاهب وأشار إلي أماكن النقل في (السرخسي) و (البدائع) للكسائي و (الهداية) لبرهان الدين و (الدر المختار) للحصفكي و (البحر الرائق) لأبي حنيفة، و (الزيلعي) و (المغني) لابن قدامة الحنبلي وتعليق العلامة الكمال بن الهمام و (صاحب الشرح الكبير)، وخلاصة البحث أن أئمة الإسلام وفقهاءه علي إجماع في بطلان زواج المرتد وإن اختلف بعضهم في التعرُّفات الأخري غير النكاح، فقال البعض القليل بأنها موقوفة، فإن أسلم حكم بصحتها وإلا فلا، وحاصل الحكم ومبناه عند أولئك الفقهاء (أن من يتزوج مرتدة ولا مسلمة ولا كافرة أصلية، لأن النكاح يعتمد الملة، ولا ملة للمرتد فإنه الحكم من ثلاثة أوجه: أحدها: أن المرتد مستحق القتل، وإنما يمهل أياماً ليتأمل فيما عرض له وقام في ذهنه من شبهة فلا يصح منه عقد النكاح، لأنه لا حياة له حكماً، واشتغاله بعقد النكاح يشغله عما أُمْهِل من أجله وهو التأمل والتدبر. ثانيها: أن النكاح مشروع لمعني البقاء-بقاء النسل- وهو لم يشرع لعينه، وإنما شرع لمصالحه، والمرتد مستحق للقتل، فكل ما كان سبباً للبقاء فهو غير مشروع في حقه. ثالثهما:أن الردة لو اعترضت علي النكاح لرفعته، فإذا قارنته تمنعه من الوجود من باب أولي كالرضاع، لأن المنع أسهل من الرفع، فوعد محامو الطرفين ببحث هذه المسألة، وقدّم الدفاع عن الحكومة في جلسة المناقشة صورة أخري مؤرخة في 3 سبتمبر سنة 1949 وقت أن كان شيخ الأزهر الحالي رئيساً للفتوي- الشيخ عبد المجيد سليم- جاء فيها:" إن البهائية فرقة ليست من فرق المسلمين، إذ أن مذهبهم يناقض أصول الدين وعقائده التي لا يكون المرء مسلماً إلا بالإيمان بها جميعاً بل هو مذهب مخالف لسائر الملل السماوية، ولا يجوز للمسلمة أن تتزوج بواحد من هذه الفرقة، وزواج المسلمة باطل، بل إن اعتنق مذهبهم من بعد ما كان مسلماً مرتداً من دين الإسلام فلا يجوز زواجه مطلقاً ولو ببهائية مثله". وأثناء المناقشة طلب حضرة المستشار المقرر إلي الطرفين استيفاء البحث في النقطة الآتية، وهي أن الدستور في المادة 149 ينص علي أن الإسلام دين الدولة الرسمي، كما ينص في المادة 12 منه علي أن حرية الاعتقاد مطلقة، فكيف يمكن إعمال النصين معاً، وما مجال تطبيق كل منهما وأثر ذلك علي الدعوي الحالية؟- لم تقدم الحكومة شيئاً، وعقّب المدعي بمذكرة أودعها في 12 من يونيو سنة 1952 قال فيها: إنه ليس للحكومة أن تتمسك بتطبيق قواعد الشريعة الإسلامية في هذا الزواج، غذ المعلوم أن أحكام الشريعة الإسلامية غير مطبقة في الوقت الحاضر، والحكم الواجب التطبيق هو حكم الدستور، الذي يقضي بحيرة الاعتقاد وبإطلاقها، علي أن الحكومة قد صرفت للمدعي علاوة غلاء المعيشة الخاصة بالابن وهو ثمرة الزواج فكأنها تعترف بالبنوة وتنكر الزوجية ثم صمم علي طلباته في شأن تعديل مرتّبه اعتباراً من 21 مارس سنة 1947 بجعله 100م 12ج شهرياً بدلاً من 100م 11ج واعتباراً من أول يناير سنة 1948 بجعله 150م13ج. ثم عدّل طلباته في شأن المرتد فقصره علي فرق العلاوة الاجتماعية عن الزواج حتي تاريخ رفع الدعوي وقدره 666م 32 ج مع ما يستجد حتي الحكم في الدعوي مع المصروفات ومقابل الأتعاب، ولم يعقب الدفاع عن الحكومة علي مذكرة المدعي الأخيرة. وبعد وضع التقرير في الدعوي عيِّن لنظرها جلسة 26 نوفمبر سنة 1951، وفيها تلا حضرة المستشار المقرر التقرير وسُمعت ملاحظات محامي الطرفين فقال الحاضر علي المدعي:" إن البهائية دين يعتقد وحدانية الله شأنه في ذلك شأن جميع الأديان السماوية، ويعتقد برسالة الرسل أجمعين: موسي وعيسي ومحمد، ويعتقد أن بهاء الله الذي نادي بهذا الدين من المرسلين، هذان هما الركنان الأساسيان للعقيدة الوحدانية والرسل ومنهم بهاء الله". وأضاف محامي الحكومة: إن البهائيين كانوا علي دين الإسلام وتطورت أفكارهم فقالوا إن القرآن ليس آخر الكتب السماوية، و"محمد" صلي الله عليه وسلم ليس آخر الأنبياء والرسل، بل يجب لكل عصر أن يأتي نبي جديد بتعاليم جديدة تتفق مع روح العصر، وتعاليم كتاب البهائيين تخالف ما جاء به الدين المعمول به في الدولة- الإسلام- فهم مرتدون ومخالفون للقواعد الأساسية للإسلام. وعقب محامي المدعي علي ذلك أن المدعي بهائياً أباً وأماً، وكذلك الزوجة، فناقشته المحكمة مستوضحة عن حكم الشريعة الإسلامية في ابن المرتد إذا كان أبوه أو جده مرتداً، فطلب تأجيل نظر الدعوي ليبحث في هذه النقطة وغيرها مما اثأر في الجلسة. فتقرر تأجيل الدعوي لجلسة 21 من يناير سنة 1952 مع الترخيص للطرفين في تبادل المذكرات المكملة وفيها طلب الحاضر عن المدعي أجلاً آخر لاستكمال البحث، وقدّم حافظة مستندات بها شهادة مؤرخة من يناير سنة 1952من سكرتير المحفل الروحاني المركزي للبهائيين بمصر والسودان، ورد بها:"نقرر أنه بالاطلاع علي سجلات المحفل تبين أن علي أفندي عبد الله- والد المدعي- مفيد بهذه السجلات الممسوكة منذ عام 1929م كأحد أفراد الطائفة البهائية بمصر" وشهادة أخري بنفس النص عن خليل عياد أفندي والد زوجة المدعي السيدة بهيجة، ثم قررت المحكمة تأجيل نظر الدعوي لجلسة 10 من مارس سنة 1952 بطلب الحاضر عن المدعي، وفيها قدم الحاضر عن المدعي مذكرة وطلب التأجيل مرة أخري للاستعداد، ولم يمانع ممثل الحكومة، فقررت المحكمة تأجيل نظر الدعوي لجلسة 14 من أبريل سنة 1952 ليستعد محامي المدعي ولتردّ الحكومة علي مذكرته الأخيرة. وفيها سمعت ملاحظات محامي الطرفين من جديد، فقال محامي المدعي: إن دفاعه يقوم علي أسس ثلاث كما هو واضح في مذكرته الأخيرة: أولها: أن حكم الشريعة الإسلامية بقتل المرتد وحبس المرتدة غير مطبّق، والقول ببطلان زواج المرتد علي المدعي، هذا إذا كان وصف الردة ينطبق علي المدعي. ثانيها: أن الواقع غير ذلك، إذ أنه لم يكن مسلماً وارتد عن الإسلام، بل إنه بهائي أصلاً ولد لأب بهائي، وكلك زوجته ولدت لأب بهائي، ودلل علي ذلك بالشهادتين الصادرتين من محفل البهائيين والمقدمتين بالجلسة السابقة. وثالثها: أن أحكام القانون الوضعي الحالي"الدستور" وارتباطات مصر الدولية تمنع من تطبيق أحكام الردة كلياً وجزئياً، فقد نصت المادة 18 من حقوق الإنسان التي أصدرتها هيئة الأمم المتحدة، ومصر عضو فيها، علي أن لكل إنسان الحق في حرية الضمير والتعبير والدين، مادامت مصر قد انضمت لهيئة الأمم المتحدة فهي مرتبطة بنظمها وملزمة بها، كما أشار إلي أن الحكومة قد سلّمت بحقه في صرف إعانة الغلاء عن الولد الذي وُلِد له وصرفت متجمدها، فردّ الحاضر عنها أنه إن صح ذلك فإعانة الولد لإقرار الوالد بنسبه دون بحث في شرعية الزواج ذاته، وأضاف: إن البهائيين مرتدون عن الإسلام كفرقة حتي ولو ولد المدعي لأب بهائي فهو مرتد، ثم قررت المحكمة النطق بالحكم بجلسة 2 من مايو سنة 1952 مع الترخيص للطرفين بتبادل مذكرات مكملة في مدي شهر يبدأها المدعي فلم يقدم أحد منهما شيئا.

المحكمة

بعد تلاوة التقرير وسماع ملاحظات محامي الطرفين، وبعد الاطلاع علي ملف الدعوي وأوراقها، وبعد المداولة: ومن حيث إنه يبين من مساق الواقعات علي نحو ما سلف أنه لا خلاف بين الطرفين في أن المدعي بهائي النحلة، وأنه تزوج وفقاً لأحكام الشريعة البهائية في 20 مارس 1947 وأنه كان ثمرة هذه الزيجة ولده نبيل، حيث ولد في أول يناير سنة 1948 وأنه موظف بمصلحة السكة الحديد بوظيفة تذكرجي براتب شهري قدره 9 جنيهات، وانه من بين قرارات مجلس الوزراء في عام 1944 منح علاوة اجتماعية قدرها جنيه مصري واحد شهرياً لكل موظف متزوج، وعلاوة لغلاء المعيشة تزداد كلما زادت أعباء الموظف العائلية فهي لمثل حالة المدعي قبل الذرية28% من الراتب وتصبح بعد الولد الأول 42% لا خلاف علي ذلك كله وإنما الخلاف ينحصر بين طرفي النزاع في معرفة قيمة هذا الزواج البهائي من الناحية القانونية والشرعية، إذ في ذلك القول الفصل فيما إذا كان المدعي مستحقاً لهذه العلاوة أم لا. ومن حيث إن الحكومة تذهب إلي هذا الزواج باطل لا يُنتِج إلا باطلاً مستندة إلي ما أفتي به مفتي الديار المصرية في 13 / 4 / 1950 في شأنه حيث قال:" إذا كان المدعي قد اعتنق مذهب البهائيين بعد أن كان مسلماً اعتبر مرتداً عن الإسلام تجري عليه أحكام المرتدين، وكان زواجه بمحفل البهائيين بمن تزوج بها زواجاً باطلاً شرعاً سواء أكان من زوجة بهائية أم غير بهائية"، ولا خفاء في أن عقائد البهائيين وتعاليمهم غير إسلامية يخرج بها معتنقها عن ربقة الإسلام وقد سبق الإفتاء بكفر البهائيين، ومعاملتهم معاملة المرتدين، كما استندت أيضاً غلي فتيا أخري صادرة في 3 من سبتمبر سنة 1949 وقت أن كان شيخ الأزهر الحالي فضيلة الشيخ / عبد المجيد سليم رئيساً للجنة الفتوي جاء بها:" إن البهائية فرقة ليست من فرق المسلمين إذ أن مذهبهم يناقض أصول الدين وعقائده التي لا يكون المرء مسلماً إلا بالإيمان بها جميعاً بل هو مذهب مخالف سائر الملل السماوية ولا يجوز للمسلمة أن تتزوج بواحد من هذه الفرقة، وزواج المسلمة باطل، بما أن من اعتنق مذهبهم من بعد ما كان مسلماً صار مرتداً عن دين الإسلام ولا يجوز زواجه مطلقاً ولو ببهائية مثله". ومن حيث إن هذا الذي ورد في الفتيا من أن تعاليم البهائية تناقض أصول الدين الإسلامي وعقائده وتخرج معتنقها عن حظيرة الإسلام، ومن أن البهائية مذهب مخالف لسائر الملل السماوية أمرٌ قد استظهرته المحكمة من أقوال الدفاع عن المدعي ومن المستندات التي قدمها هو بنفسه، وآية ذلك: أولاً- ما ثبت عن لسان محامي المدعي في محضر جلسة 26 من نوفمبر سنة 1951 حيث قال: "إن البهائية دين يعتقد في وحدانية الله، ويعتقد أن بهاء الله الذي نادي بهذا الدين من المرسلين، هذان هما الركنان الأساسيان لعقيدة الوحدانية والرسل ومنهم بهاء الله". ثانياً- قول البهائيين إن رسولين معينين بلّغا هذا الدين إلي أهل الأرض بعد أن مُحِيَ الدين الإسلامي وأصبح غير صالح لمسايرة التطور الذي وصلته البشرية في العصور الحديثة، وهما:" ميرزا علي محمد" الذي أعلن دعوته عام 1844 بإيران، ومن هذه السنة يبدأ البهائيون تاريخهم وكان لقبه المقدس (الباب) وكانت غايته إعداد الناس لقدوم (بهاء الله) أي التبشيري بقدومه. ويقولون إنه رسول وأن رسالته كانت تحضيرية" هذا واضح في صحيفتهم 111 من كتاب (موعود كل الأزمنة)، تأليف جورج تاوزند، وهو أحد رجال الكنيسة بأيرلندا والنسخة المقدمة نقلتها إلي العربية بهية فرج الله، ومطبوعة سنة 1946 مقدمة من المدعي بحافظة مستندات وقد طبع الكتاب بإجازة المحفل الروحاني البهائي مصر والسودان، واحتفظ بحقوق الطبع لهذا المحفل ". وقد جاء في الصحيفة 119 من الكتاب نفسه:"وكان مؤثر في إيمان البابيين الأُوَل للباب هو الإخلاص لشخصه، والإيمان الراسخ بنبوته" وجاء في الصحيفة نفسها " ولقد اثبت أولئك الذين تزعموا الإسلام أنهم عاجزون عجزاً مخزياً عن إدراك عظمته والاعتراف بصحة رسالته.. وعمل علماء الإسلام علي تفسير تعاليم رسولهم محورين إياها حتي تلائم أغراضهم.. وتمكن علماء الدين الإسلامي من أن يزاولوا باسم نبيهم أهواءهم الدنسة.. وقد تحدت إصلاحات الباب زيغ العصر ونفاقه".وفي الصحيفة 139 ورد: "فقد كان للباب منزلة مستقلة كرسول عظيم قائم بذاته يوحي إليه من العلي القدير"، وجاء بها أيضا: " أنه جاء لإعلان دورة دينية جديدة من شأنها أن تختم الدورة السابقة وان تعطل شعائرها وعاداتها وكتبها ونظمها". أما ثاني رسل البهائية هو ميرزا "حسين علي" الابن الأكبر للوزير "ميرزا بروك" إذ بعد قتل الباب بثلاثة أعوام ناجي نفسه بأنه هو المركز الذي دارت حوله الحركة التي قام بها الباب (ص 138) وقد أعلن دعوته بحديقة بغداد حيث كان في طريقه إلي المنفي بين 21 ابريل و الثاني من مايو سنة 1863، وكان في إعلانه دعوته تحقيق البشري التي بشّر بها الباب وظهر 0موعود كل الأزمنة).. " وأن العهد القديم قد تحقق وأن ذلك الذي جاء به المبشرون ويبشرون بمقدمه باعتباره الأب الأبدي يوشك أن يحقق لأبنائه الإخاء وأن يحيا علي الأرض بينهم" (ص 141 من الكتاب نفسه) ولكما أن صدر الأمر بوضعه بسجن عكا آثر العزلة وانكب علي الإملاء والتحرير، وجاء في هذا المؤلف في صفحة 151.. " أن البهائية دين كتابي قبل كل شيء وكتبه مقدسة هي أصل الاعتماد دون الأحاديث الشفوية، وهي كتب الباب وكتب بهاء الله ومنها الكلمات المكنونة وكتاب الإيقان والألواح التي أرسلها بهاء الله إلي الملوك والأمراء والقياصرة، وأهم هذه الكتب (الكتاب الأقدس)، وقدم المدعي بحافظة مستنداته نسخة منه وصفة جورج تاوزند في كتابه صفحة 157 بأنه يشمل الأحكام والشرائع في ملكوت الله طوال العصر الجديد ويبدو من الاطلاع عليه أنه يجري علي نسق آيات القرآنية في مقطوعات علي نسق السور القرآنية منها الكبار ومنها الصغار ثم جاء في كتاب جورج تاوزند الصحيفة 50: " والبهائية لا تنتمي إلي ديانة بالذات، ولا هي فرقة أو مذهب وإنما هي دعوة إلهية جديدة"، ثم في الصفحة 162، صعد بهاء الله إلي الرفيق الأعلي في سنة 1892.. وقد عين في وصية مكتوبة ابنه الأكبر عبد البهاء ليكون مبيّناً لكلماته ومركزاً لميثاقه وخليفة له بحيث من توجه إلي مظهر أمر الله نفسه". وجاء في ص298 أن عبد البهاء صعد إلي الرفيق الأعلي في نوفمبر سنة 1921. ثالثاً- جميع النشرات التي تصدر عن المحفل الروحاني للبهائيين كقانون الأحوال الشخصية ودستور المحفل ونماذج وثائق الزواج نفسها مرسومة في أعلاها بميسم (أكليشيه) به عبارة منقوشة بالخط الفارسي كالخاتم تقرأ:" بهاء يا إلهي" فإذا ما اقترن ذلك ببعض العبارات التي وردت في كتب والتي ترتفع ببهاء الله إلي مرتبة التقديس الإلهي، ومنها قولهم في كتاب "جورج تاوزند" عن البهاء: إن الأب الأبدي يوشك أن يحقق لأبنائه الإخاء وأن يحيا علي الأرض بينهم، دلّ ذلك علي ما ذهب إليه بعض البهائيين من أن الإله قد حلّ في البهاء. رابعاً: من بين ما قدمه المدعي في الدعوي كتيب عنوانه:" قانون الأحوال الشخصية علي مقتضي الشريعة البهائية"، وهو مستخرج من كتاب " الأقدس" ومطبوع سنة 88 بهائية و1350هـ 1932م. وكل باب من أبوابه مصدر بآية من آيات كتاب (الأقدس) والكثرة الغالبة من أحكامه تناقض أحكام الإسلام وتخالف تعاليم المسيحية واليهودية، فمنها عدم زواج أكثر من اثنين، ومنها أن اختلاف الدين ليس بمانع من الزواج (مادة9) ومعني ذلك أنه يجوز للمسلمة أن تتزوج من مسيحي أو يهودي أو بهائي أو بشخص من أية ملة وكذا المسيحية. ومنها تحديد المهر بقدر معين من الذهب والإبريز بحيث لا يقل عن تسعة عشر مثقالاً ولا يزيد عن خمسة وتسعين مثقالاً، ومنها تقسيم الميراث علي 2520جزءاً، للذرية منها 1080 وللأزواج 390 ولليباء330 وللأمهات270 وللأخوات15، وللمعلمين 10 فإن لم يترك المتوفي أحداً من هؤلاء رجع ثلث التركة إلي لمحفل (المواد من 31 إلي 41)، ومنها أن غير البهائي لا يرث البهائي، وأن الدار المسكونة وملابس المتوفي يختص بها أكبر الأبناء الذكور (م44). ومنها أن يدفن الميت في البلور أو الحجر أو الخشب وتوضع في أصابعه الخواتم المنقوشة. ومنها أن السنة البهائية تنقسم إلي تسعة عشر شهراً، ويبدأ التقويم البهائي من سنة 1844 ميلادية وقت إعلان الباب لدعوته-وهذا عدا ما عرف عنهم ولم ينكروه من ردهم علي جبهة العلماء من أن الصوم عندهم تسعة عشر يوماً وجعلوه يبتدئ من شروق الشمس لا من طلوع الفجر، وجعله دائماً في وقت الاعتدال الربيعي، حيث يكون عيد الفطر عندهم يوم النيروز باستمرار بدلاً من شهر رمضان، أيا كان موقعه من فصول العام، كما جعلوا الصلاة تسع ركعات في اليوم والليلة، وحوّلوا قبلة الصلاة من مكة إلي عكا، حيث قضي البهاء مدة سجنه وتوفي هناك. خامساً: قدّم المدعي أيضا نسخة من دستور المحفل الروحاني البهائي بالقطر المصري- وواضح في صدره:" أن واضعي هذا الدستور تسعة أشخاص من القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والسويس والإسماعيلية ذكروا بأسمائهم كوكلاء للبهائيين وأعلنوا الدستور في أول مايو سنة 1928" وجاء فيه: ومنذ ذلك التاريخ يكون جميع الواجبات والحقوق والامتيازات والمسئوليات التي أوكلها حضرة بهاء الله قاموس الدين البهائي، والتي بيّنَها ومثّلها حضرة عبد البهاء والتي يقوم حضرة شوقي رباني أفندي علي حفظها وصيانتها راجعة إلي المحفل الروحاني البهائي وإلي المحافل التي تخلفه في ظل هذا الدستور. وهذا الدستور مكوّن من ثماني مواد وملحق به لائحة داخلية ويشير إلي وجوب تأسيس بيت العدل العام، المنصوص عنه في الآثار المقدسة للأمر البهائي ووجوب الاعتراف التام بحضرة بهاء الله مؤسساً، وبحضرة عبد البهاء مبيِّناً، والتسليم التام والطاعة والخضوع لكل عبارة من العبارات الواردة في وصية عبد البهاء المقدسة، كما أوجبت أن تكون جميع قرارات وأعمال المحفل البهائي المركزي حائزة لرضاء واعتماد ولي أمر الله شوقي أفندي رباني أو بيت العدل العام. سادساً: من بين مستندات المدّعي نشرة عن البهائية وهي عبارة عن رد علي تحذير مذاع من جبهة العلماء مطبوعة سنة1947، وبينما ينكر رد البهائيين علي جبهة العلماء ما قالته من أن البهائيين يعتبرون الباب وبهاء الله رسولين من عند الله، وبذلك يجحدون أهم مبادئ العقيدة الإسلامية من أن محمداً عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين والرسل، وأن رسالته باقية صالحة لكل زمان ومكان، فقد جاء في هذا الرد نفسه:" والبهائية دعوة إلهية عامة تدعو الجميع إلي الله". وفي الصحيفة 52:" والبهائية لا تنتمي إلي ديانة بالذات، ولا هي فرقة أو مذهب وإنما هي دعوة إلهية جديدة تحقق الاتحاد والتفاهم بين أهل الأديان". هذا- فضلاً عما سلف ذكره-نقلاً عن مستنداتهم المقدمة في الدعوي من أن الباب كان نبياً وأنه رسول قائم بذاته يوحي إليه من العلي القدير، وأن البهائية دين كتابي، وأن المعتمد من كتبها المقدسة (كتاب الباب) ومنها كتاب (البيان) وكتب بهاء الله، ومنها الكلمات المكنونة وكتاب (الأقدس) هذا، وقد بان أيضا من الاطلاع علي رد البهائيين علي تحذير جبهة العلماء المقدم في الدعوي أنهم يجحدون أهم مبادئ العقيدة الإسلامية من أن محمداً عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين والرسل، باقية إلي يوم الدين، صالحة لكل زمان ومكان وذلك بأنهم ذهبوا إلي تفسير الآية الكريمة: [مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً] الأحزاب40 إلي أن الختم واقع علي مقام النبوة وليس بواقع علي مقام الرسالة، ولا عبرة في رأيهم بما قال به مفسرو هذه الآية من علماء الإسلام من أن مقام الرسالة خاص، ومقام النبوة عام، وختم الأعم معناه ختم الأخص. إذ لا حجة في ذلك لدي البهائيين لتعارضه مع المنطق؛ لأن القول بانقطاع الوحي الإلهي وغلق باب الرحمة الإلهية هو من الأقوال التي لا يجد بها البهائيون سنداً في منطق الواقع، ثم قالوا في ردهم: فقد أجمع مفكرو أهل الملل والعقائد علي أن الإنسانية في تطورها الحالي في أشد الحاجة إلي الفيض الإلهي (ص22)، ثم قالوا:" ولا يستطيع العقل المنير أن يقول بأن أية شريعة أو قانون يصلح لكل زمان ومكان مفضلاً علي أن الله منزّل الشرائع ومصدر الهدي والنور لم يقل بذلك (ص27)، ثم قالوا:"فالبهائية كالإسلام والمسيحية واليهودية وغيرها من الأديان، حلقة من حلقات التاريخ الروحي.. الذي كان سنة الله في كل عصر من عصور رسالاته" (ص51). ومن حيث إن الدفاع عن المدعي عقّب علي فتيا مفتي الديار قائلاً بأنه لا يتعرض لما تضمنته من كفر البهائيين فقد ردّوا علي ذلك في ردهم علي تحذير جبهة العلماء، وأنه لا يتعرض أيضاً للقول بأن من كان مسلماً وأصبح بهائياً يعتبر مرتداً، وإنما يعترض علي ما قررته الفتيا من بطلان زواج البهائي بمن تزوج بها سواء أكانت بهائية أم غير بهائية بحجة أن فقهاء الشريعة الإسلامية لم يتحدثوا عن زواج المرتد ولم يتعرض إليه واحد منهم بالبحث، بل ذهب إلي أنهم لم يكونوا في حاجة إلي هذا البحث لسبب واضح بسيط هو أنهم يرون أن المرتد مستحق القتل، والمرتدة مستحقة للحبس، فلا يُتَصور أن قيام مثل هذا الزواج مع وجوب قتل المرتد وحبس المرتدة، واستطرد الدفاع عن المدعي إلي أنه مادام حكم الشريعة الإسلامية بقتل الرجل وحبس المرأة غير مطبّق الآن، وبذا أصبح من المتصوّر قيام زواج المرتد، ويتعين استنباط حكم له ولا مناص من قياسه علي حكم زواج الذمي في الشريعة الإسلامية. والذمي عند فقهائها هو الوثني والكتابي- وزواجه عندهم صحيح متي استوفي الشروط التي يشترطها الإسلام- وهي: الإيجاب والقبول وحضور الشاهدين، وأن تكون المرأة محِلاً للعقد بأن تكون غير محرمة علي الرجل حرمة مؤقتة أو مؤبدة، وانتهي إلي اقتباس قول للأستاذ الشيخ أبي زهرة: " بأن كل نكاح كان صحيحاً عند المسلمين لاستيفائه شروط الصحة جميعاً فهو صحيح عند الذميين". ثم أشار إلي رد الحسن البصري علي عمر بن عبد العزيز حين سأله قائلاً: ما بال الخلفاء الراشدين تركوا أهل الذمة، وما هم عليه من نكاح المحارم واقتناء الخنازير والخمور؟ فردّ عليه بقوله:" إنما بذلوا الجزية ليُتركوا وما يعتقدون، وإنما أنت متّبع ولست بمبتدع والسلام"ز ثم انتهي المدعي من ذلك إلي أن زواجه رغم أنه هائي زواج صحيح في نظر الإسلام، وغير صحيح ما يقول به المفتي. ومن حيث إن حجة المدعي في هذا الصدد داحضة بسقوط الأسس التي قامت عليها، وتنهار بانهيارها، وذلك أن هذا الذي لم يتصوره المدعي ولم يدر له بخلد من أن يبحث علماء الإسلام زواج المرتد لأنه مستحق للقتل، تصوّره علماء الإسلام وقتلوه بحثاً وتمحيصاً، بل إنهم افترضوا المستحيلات وأعدوا لها البحوث ورتّبوا لها الأحكام ليقينهم بأن شريعتهم باقية علي الزمن، وما قد يبدو مستحيلاً في زمانهم قد يصبح في زمان مقبل حقيقة واقعة، وأقرب الأمثال لذلك أن محمداً بن الحسن كتب في سبعة وعشرين ألفاً من الأقضية، وأفتي في المستحيلات [..فَإِنَّهَا لَا تَعْمَي الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَي الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ] الحج 46، هذا وقد أفاض فقهاء الإسلام فقهاء الإسلام في كل عصر في الكلام عن زواج المرتد، وجماع رأيهم أن اختلاف مذاهبهم أنه باطل بطلاناً أصليا وفيما يلي قليل من كثير بغية التمثيل لا حصر ولا لإحاطة: 1 - عند العلاّمة السيد شمس الدين السرخسي في كتابه"المبسوط" الطبعة الأولي بمطبعة السعادة سنة 1324هـ باباً لنكاح لمرتد جاء في أوله جزء في أوله جزء 5ص48 " ولا يجوز للمرتد أن يتزوج مرتدة ولا مسلمة ولا كافرة أصلية، لأن النكاح يعتمد الملة أي يعتمد علي الاعتقاد بملة صحيحة-ولا ملة للمرتد-فإنه ترك ما كان عليه- أي الإسلام- وهو غير مقرّ علي ما اعتقده". وقد علّل هذا الحكم بأسباب منها أن النكاح مشروع لبقاء النسل والقيام بمصالح المعيشة، والمرتد مستحق للقتل، وإنما يمهل أياما ليتأمل فيما عرض له وجد في ذهنه من شبهة وزيغ، وإشغاله بأمر النكاح يشغله عما أمهل من أجله وهو التأمل، وكذلك الحال في شأنه المرتدة، وللأسباب نفسها يزيد عليا أنها بالردة صارت محرمة وينبغي في النكاح أن يختص بمحل الحل. وقد جاء في نفس المرجع (ص104ج10) ضمن الكلام علي تصرفات المرتد:" ومنها ما هو باطل بالاتفاق في الحال كالنكاح والذبيحة لأن الحل بهما يعتمد الملة ولا ملة للمرتد، فقد ترك ما كان عليه-الإسلام-وهو غير مقرّ علي ما اعتمده، أي انتقل إليه". 2- وقد جاء في كتاب (بدائع الصنائع) ج2 (ص270) للإمام علاء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني الحنفي المذهب، طبع شركة المطبوعات العلمية سنة 1327هـ وهو بصدد الكلام عن شرائط جواز النكاح ونفاذه، فقال:" ومنها أن يكون للزوجين ملّة يقرّان عليها، فإن لم يكن أحدهما مرتداً لا يجوز نكاحه أصلاً بمسلم ولا بكافر غير مرتد ولا بمرتد مثله، لأنه ترك ملة الإسلام، ولا يُقَرّ علي الردة، ويُجبَر علي الإسلام بالقتل، فكانت الردة في معني الموت، والميت لا يكون محلاّ للنكاح، ولأن ملك النكاح ملك معصوم ولا عصمة مع الردة.. والدليل عليه أن الردة لو اعترضت علي النكاح رفعته فإذا قارنته تمنعه من الوجود من طريق الأولي كالرضاع، لأم المنع أسهل من الرفع. 3- كما ورد في كتاب (الهداية شرح بداية المبتدئ) لشيخ الإسلام برهان الدين أبي بكر الميرغاني طبع المطبعة الأميرية سنة 1315هـ جزء2 (ص505) في باب "نكاح أهل الشرق ما نصه:" وزلا يجوز أن يتزوج المرتد من مسلمة ولا كافرة ولا مرتدة لأنه مستحق للقتل، والإمهال ضرورة التأمل والنكاح يشغله عنه"، وعلق الكمال بن الهمام علي ذلك بقوله:" أما المسلمة فظاهر لأنها لا تكون تحت كافر، أما الكافر لأنه مقتول معني، وكذا المرتدة لا تتزوج أصلاً لأنها محبوسة للتأمل، ومناط المنع مطلقاً عدم انتظام مقاصد النكاح وهو لم يشرع إلا لها، وقد جاء في المرجع الأعلي للميرغياني في باب أحكام المرتدين ج4 (ص396) حيث قسم تصرفات المرتد إلي اقسام وجعل القسم الثاني منها باطلاً بالاتفاق ومثّل له بالذبيحة والنكاح. 4- وفي كتاب (الدر المختار شرح تنوير الابصار) للعلامة محمد علاء الدين الحصكفي طبع المطبعة الأميرية ج2 (ص407) في باب نكاح الكافر" ولا يصح أن ينكح مرتد أو مرتدة أحداً من الناس مطلقاً" وفي باب المرتد ج3 (310):" ويبطل منه اتفاقاً ما يعتمد الملة وهو خمس: النكاح والذبيحة والصيد والشهادة والغرث". وعلق الشيخ ابن عابدين في حاشيته علي قول الحكفي ما يعتمد الملة نقلاً عن الطحاوي- أي ما يكون الاعتماد في صحته علي كون فاعله معتقداً ملّة من الملل، والمرتد لا ملّة له أصلاً- لأنه لا يُقَر علي ما انتقل إليه. 5- وورد في كتاب (البحر الرائق شرح كنز الدقائق) للعلامة زين الدين بن نجيم الملقب بأبي حنيفة الثاني ج5 (ص144) الطبعة الاولي بالمطبعة العلمية، بعد أن تكلم علي تصرفات المرتد حال الردة:" والحاصل أن ما يعتمد الملة لا يصح منه اتفاقاً هي خمسة: النكاح، والذبيحة، والصيد، والإرث والشهادة". 6- وذكر الزيلعي في شرحه للكنز ج3 (ص288) طبع المطبعة الاميرية سنة 1313هـ نحو ذلك، ومثّل للباطل من تصرفات المرتد بالنكاح، وذكر المؤلف نفسه في باب نكاح الكافر ج2 (173) شرحاً لقول المتن:" ولا ينكح مرتداً أو مرتدة أحد لأن النكاح يعتمد الملة ولا ملة للمرتد". 7-كما ورد في كتاب " المغني" لابن قدامة الحنبلي (ص83) ج10 الطبعة الأولي بمطبعة المنار سنة 1348 هـ تحت عنوان بطلان زواج المرتد وبطلان ملكه:" وإن تزوج لم يصح تزوجه لانه لا يُقَر علي النكاح وما منع الإقرار علي النكاح مع انعقاده كنكاح الكافر للمسلمة، وإن تزوج لم يصح تزوجيه، لأن ولاءه علي موليته قد زالت بردته". 8- وقال مثل ذلك صاحب الشرح الكبير المطبوع من المغني (98) من الجزء نفسه. 9- وقال مثله أيضاً الهيتمي بن حجر في شرحه المسمي (حفة المحتاج بشرح المنهاج) ج9 (ص100). ومن حيث إن المدعي، بعد أن استبان في جلسة المناقشة فساد ما يؤسس عليه دعواه من أن فقهاء الشريعة الإسلامية لم يضعوا لزواج المرتد حكماً عمد إلي إقامة الدعوي علي إساس آخر، ذلك أن وصف الردة لا ينطبق عليه ولا يلحقه فلا محل لتطبيق أحكام زواج المرتد علي زواجه، واستشهد في تعريف الردة قولاً لابن عابدين في حاشيته" رد المحتار علي الدر المختار" جاء فيه:"غن المرتد لغة هو الراجح مطلقاً، والمرتد شرعاً هو الراجح عن دين الإسلام، وركنها إجراء كلمة الكفر علي اللسان بعد الإيمان،وهو تصديق محمد صي الله عليه وسلم في جميع ماجاء من عند الله مما عُلِمَ بالضرورة. ويستطرد المدعي إلي أنه لم يكن مسلماً في اي وقت من الأوقات، بل إنه ولد بهائي عن أبيه وتبعاً له، واستدل علي بهائية أبيه بالشهادة التي قدمها من المحفل المركزي للبهائيين بمصر والسودان، ثم رتب علي ذلك كله أنه يعتبر ذمياً لا مرتداً ولا تنطبق فتيا المفتي علي حالته حيث وَرَد فيها:ط إن من اعتنق مذهب البهائيين من بعد أن كان مسلماً صار مرتداً عن دين الإسلام، ولا يجوز مطلقاً ولو ببهائية مثله، ثم اشار إلي أن زوجته مولودة لأبوين بهائيين، وأنه لم يكن مسلماً هو ولا زوجته في اي وقت حتي يقال إنه مرتد". ومن حيث إنه وإن كان للردة معني شرعي، التكذيب بعد سابقة التصديق، إلا أن مقطع النزاع في الأساس الجديد الذي يحاول المدعي أن يقيم عليه دعواه، هو معرفة حكم ابن المرتد في الشريعة الإسلامية متي كان أبوه أو أمه أو أحد أجداده مسلماً، الأمر الذي كلّفت المحكمة الطرفين ببحثه فتقاعسا عنه وهو ما تؤخر التصدي لع إلي ما بعد مناقشة الأوراق المقدمة من المدعي من المحفل البهائي، إذ هي دليل الواقعة التي يقيم عليها المدعي من المحفل البهائي، إذ هي دليل الواقعت التي يقيم عليها المدعي نظريته الجديدة. ومن حيث إنه قد بان للمحكمة من الرجوع إلي شهادة المحفل البهائي المقدمة من المدعي أخيراً أن عبارتها جرت علي النحو الآتي:" بناء علي الطلب المقدم من حضرة مصطفي كامل عبد الله أفندي-المدعي- بإعطائه شهادة من واقع سجلات المحفل الروحاني المركزي المركزي للبهائيين بمصر والسودان عن قيد والده حضرة علي أفندي عبد الله بها، نقرر أنه بالاطلاع علي سجلات المحفل تبين أن حضرة علي افندي عبد الله مقيد بهذه السجلات الممسوكة منذ عام 1929 كأحد أفراد الطائفة البهائية بمصر". وأول ما يلحظ في شأن هذه الشهادة أنه جهلت تاريخ تمذهب والد المدعي بالبهائية، كما أنها لم تعيّن بالضبط الوقت الذي مُسكت فيه سجلات المحفل واكتفت بالقول بأنها ممسوكة منذ عام 1929. وبأخذ الأمر علي ظاهر ما فيه، ومع افتراض أن المدعي كان من أوائل من اعتنقوا البهائية في سنة 1929 فإن ما جاء بوثيقة زواج المدعي المؤرخة 20 من مارس سنة 1947 والتي ذكر بها أن عمره 34 سنة، اي أنه مولود عام 1913، إذا ما قرن هذا الأمر بذاك أمكن استخلاص أن سن المدعي وقت أن اعتنق والده البهائية كان 1 سنة، ومقتضي ذلك ولازمه أن وقت أن حملت أم المدعي به كان ابوه مسلما، ووقت أن ولد المدعي كان الاب مسلماً ايضاً، ووقت أن بلغ المدعي سن التكليف كان الاب لايزال علي إسلامه، ولا خلاف في أن سن التكليف، وهو سن المحاسبة علي ترك فرائض الإسلام هو سن الخامسة عشرة بل إن البهائية نفسها تتخذ هذه السن سناً للبلوغ، كما ورَدَ في قانون أحوالها الشخصية علي نحو ما سلف ذكره. ومن ثم يكون المدعي قد علَق في بطن أم لأب مسلم، وولج لأب مسلم. فهو مسلم تبعاً لأبيه وهو (الإبن) قد بلغ مسلماً قبل أن يرتدّ أبوه عن الإسلام، وباعتناقه البهائية فهو مرتدّ بكل معاني الكلمة لغة وشرعاً تحكمه فتيا المفتي من أن من كان مسلماً واعتنق البهائية فهو مرتد وزواجه باطل سواء أكان من مسلمة أو من بهائية، ومن ثم فلا حاجة في هذا المقام إلي بحث ما إذا كانت زوجته مولودة لوالدين بهائيين كما يقول المدعي أم لا، ويكفي الإشارة إلي أن الشهادة المقدمة لم تشر علي والدة الزوجة وإنما أشارت علي أن اباها خليل عياد أفندي من الطائفة بحسب السجلات الممسوكة بالمحفل منذ سنة 1929. هذا ولايفوت المحكمة أن تشير إلي أن الورثة111 من ملف خدمة المدعي المقدم من الحكومة تدل علي أنه وُلِد علي التحقيق في 28 من مايو سنة1912 مما يقطع بأنه كان يقارب السابعة عشر حينما ارتد أبوه-علي فرض أن تلك الردة كانت في أوائل سة 1929عقب إصدار الدستور البهائي وإنشاء المحفل الروحاني بمصر. ومن حيث أن حكم الشريع الإسلامية في شأن ابن المرتد قاطع لكل شبهة، دافع للأساس الجديد الذي يحاول المدعي إقامة الدعوي عليه، وذلك أن ابن المرتد مسلم في نظر الإسلام سواء أعلق في بطن أمه قبل الردة أم بعدها، ومن باب أولي ما إذا كان قد ولد قبل ردة أبيه، بل يكفي لاعتبار ابن المرتد مسلماً أن يكون لأحد أبويه أب مسلم مهما علا وبعُد، سواء أمات هذا الجد البعيد علي الإسلام أو ارتد عنه حال حياته، ويري البعض ان ابن المرتد يعلق ويولد ويبلغ مسلماً فإن ظهر منه الكفر وترك الإسلام فهو مرتد أصيل يستتاب ويمهل، فإن لم يتب يعامل معاملة المرتدين من وجوب القتل إن كان ذكراً والحبس والضرب حتي الموت إن كان انثي، وذلك من عدة أوجه أساسية، منها: ان الإسلام يعلو ولا يُعلي عليه، ومنها أنه مَن وُلِد في دار الإسلام ولم يُعرف والده فهو مسلم، إذ حكم الإسلام يثبت ابتداء بطريق تبعية الدار عند الولادة ومن باب أولي إن بقي بدار الإسلام حتي بلغ أشده، وهذا أمر مسلّم متفق عليه في المذاهب الأربعة، وأما أدلة ذلك: فأولاً: جاء في (ص93) ج10 من كتاب (المغني) لابن قدامة علي مختصر الخرقي وهو حنبلي المذهب ما نصه:" فأما أولاد المرتد فإن كانوا ولدوا قبل الردة فإنهم محكوم بغسلامهم تبعاً لآبائهم ولا يتبعونهم في الردة لان الإسلام يعلو وقد تبعوهم فيه ولا يتبعونهم في الكفر ولا يجوز استرقاقهم صغاراً لأنهم مسلمون ولكباراً لأنهم إن ثبتوا علي إسلامهم فهم مسلمون وإن كفروا فهم مرتدون حكمهم حكم آبائهم في الاستتابة". هذا رأي الحنابلة في ابن المرتد إن ولد قبل ارتداد ابيه، اما المالكية فيَرَون أن ابن المرتد المسلك حتي ولو ولد حال ردة أبيه ودليله هو: ثانياً: فقد قال الشيخ أحمد الدردير (في الشرح الكبير علي خليل) ج4 (ص305) في باب الردة:" وبقي ولده الصغير مسلماً ولو ولد في حالة ردة أبيه اي حكم بإسلامه ولا يتبعه، ويجبر علي الإسلام إن أظهر خلافه، فإن تُرِك اي لم يطلع عليه حتي بلغ وأظهر خلاف الإسلام فيحكم عليه بالإسلام ويجبر عليه ولو بالسيف". ثالثاً: - أما الأحناف، فقد جاء في (المبسوط) للسرخسي (ص37) في صدد الحديث عما إذا ارتد الزوجان معاً ثم ولدت الزوجة منه:" واما الولد فإن ولدته لأقل من ستة أشهر منذ يوم ان ارتد فله الميراث لأننا تيقنّا أنه كان موجوداً في بطن أمه حين كان الزوجان مسلمين فهو محكوم له بالإسلام ثم لا يصير مرتداً بردة الابوين ما بقي في دار الإسلام لأن حكم الإسلام يثبت ابتداء بطريق تبعية الدار فلأن يبقي فهو أولي به". أما الشوافع ففي رأيهم جماع الآراءا لسابقة وأكثر، فقد جاء في (متن المنهاج) مع شرحه لابن حجر (ص98) وما بعدها:" وولد المرتد إن انعقد أي علق في بطن أمه قبل الردة و بعدها، وكان أحد أبويه من جهة الاب أو الأم وإن علا أو مات مسلماً فهو مسلم تغليباً للإسلام وإن كان أبواه مرتدين وفي أصوله مسلم فمسلم ايضاً لا يسترقّ، ويرثه قريبه المسلم، ولا يجوز عتقه عن الكفارات إن كان قنّا لبقاً، علقه الإسلام في أبويه، وفي قول وهو مرتد، وفي قول: هو كافر أصلاً لتولده بين كافرين ولك يباشرا غسلاماً حتي يغلظ عليه فيعامل معاملة ولد الحربي، إذ لا أمان له. نعم لا يقر بجزية لأن كفره لم يشند لشبهة دين كان حقاً قبل الإسلام وغلا ظهر أنه مرتد، وقطع به العراقيون، ونقل إمامهم القاضي أبو الطيب الاتفاق من أهل المذهب علي كفره ولا يقتل حتي يبلغ ويمتنع عن الإسلام". ومن ثم فلا حاجة فيما يثيره المدعي من أن وصف الردة لا ينطبق عليه لأنه لم يكن مسلماً ارتد عن الإسلام، إن أنه ولد لاب بهائي لا حجة في ذلك بعد أن ثبت أن البهائي مرتد وأن ابن المرتد إما أنه مسلم فإذا بلغ وأظهر غير الإسلام فيكون قد ارتد بعد البلوغ تجري في شأنه أحكام الردة من حيث وجوب القتل وبطلان التصرفات التي تعتمد الملة وأهمها الزواج، وإما أنه مرتد تبعاً لأبيه أو أبويه، ولكن لا يتقل إلا بعد البلوغ، وبعد أن يستتاب، فإن لم يتب تجري في شأنه أحكام الردة. ومن حيث أنه لا تزال في ذهن المدعي شبهة يجب أن تندفع، تلك هي أنه يحوم حول الذميين بحجة أنه صاحب دين يترك وما هو عليه وتستحق عليه الجزية فيكون زواجه صحيحاً في نظر الإسلام، وفاتَهُ أن أن الدين الذي يُقَرّ معتنقه عليه بالجزية هو الدين الذي كان حقاً قبل الإسلام كما سلف في (متن المنهاج وشرحه) لابن حجر، وأما ما تلا الإسلام من الادعاء بنزول دين جديد فزندقة وكفر، وتفصيل ذلك ما جاء في (المغني) لابن قدامة الحنبلي ص568 ج10 ما يلي:" الذين تقبل منهم الجزية صنفان: أهل كتاب ومن له شبهة كتاب. أما أهل الكتاب فهم اليهود والنصاري ومن دانَ بدينهم، كالسامرة يدينون بالتوراة ويعملون بشريعة عيسي، وإنما خالفوهم في فروع دينهم. وفرق النصاري من اليعقوبية والنسطورية والملكية والفرنجة والروم والأرمن وغيرهم، ممن دان بالإنجيل وانتسب إلي عيسي عليه السلام، فكلهم من أهل الإنجيل، ومن عدا هؤلاء فكفار ليسوا من أهل الكتاب. وأما الذين لهم شبهة كتاب فهم (المجوس) فقد روي عن علي بن أبي طالب قوله:" كان للمجوس علم يعلمونه وكتاب يدرسونه" ولأن النبي صلي الله عليه وسلم قال:"سنوا بهم سنة أهل الكتاب" كما جاء في (ص570) من المرجع نفسه:"إذا ثبت ذلك فإن أخذ الجزية من اهل الكتاب والمجوس ثابت بالإجماع من غير نكير ولا مخالف مع دلالة القرآن علي أخذ الجزية من أهل الكتاب ودلالة السنة علي أخذ الجزية من المجوس. وما روي من قول المغيرة لأهل فارس:"أمر نبينا أن نقاتلكم حتي تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية. وكذلك من حديث بريدة وعبد الرحمن بن عوف؛ ولا فرق بين كونهم عجماً أو عرباً". ومن حيث إن المدعي لجأ في مذكرته الأخيرة إلي محاولة إيجاد سند آخر لدعواه فذهب إلي القول بأنه ليس من مصلحة العدالة تطبيق الشريعة الإسلامية علي زواج المرتد في الوقت الذي تعطل فيه حكمها بقتل المرتد، غذ أن حكم الشريعة ببطلان زواج المرتد إن هو إلا فرع عن أصل هو استحقاق المرتد للقتل، أما وقد تعطل الأصل فلا وجود ولا بقاء للفرع. ومن حيث أن هذا الذي يستحدثه المدعي مردود من عدة أوجه: أولها: أن الطرفين قد احتكما إلي الشريعة الإسلامية في شان زواج البهائي وتصاولا في هذا المضمار وأدلي كل منهما بدلوهن وتركا إلي المحكمة أن تقضي فيما تماريا فيه. وثانيهما: أن الشريعة الإسلامية هي الأصل لكل تقنين يصدر في هذه البلاد وكانت للمحاكم الشرعية في مصر زهاء ثلاثة عشر قرناً ولاية القضاء كاملة في جميع الأقضية علي مختلف أنواعها من شخصية إلي مدنية إلي جناشية، إلي أن كانت الامتيازات الأجنبية التي بدات من السلطان منّة وفضلاً وانقلبت في آخر عهدها إلي أغلال وقيود تحدّ من سلطان الدولة ومن سيادة شريعتها، وقد زال هذا القيد وانفك هذا الغل بحمد الله. صحيح أنه في أواخر القرن الماضي أنشئت المحاكم الوطنية التي أريد لها أن تمسي بالمحاكم النظامية أو الأهلية، كما انشئت المحاكم المختلطة غذا ذاك وأصدر ولي الأمر إذ ذاك قوانين وضعية لتطبق في تلك المحاكم وقد زالت المحاكم المختلطة وقوانينها بزوال الامتيازات الأحنبية وبقيتي المحاكم الوطنية بقوانينها، ولكن المقطوع بع أن ولي الأمر لم يقصد حين أصدر القوانين المدنية والجنائية وقوانين الإجراءات لكليهما، لم يقصد إلي مخالفة أحكام الشريعة الإسلامية بل إنه بعد ان أعدّطنوبار باشا" رئيس الوزراء إذ ذاك تلك القوانين الوضعية بوساطة لجان كان معظمها من المشرعين الأجانب أو من الاجانب المتمصرين دفهع بها ولي الأمر قبل إصداره أمره الكريم بالعمل بها إلي شيخ الأزهر، وكان إذ ذاك الشيخ المنياوي وعرضت عليه الكثرة الغالبة منها 2277 مادة فاقرّ انها لا تخالف الشريعة الإسلامية، فهي إما نصوص توافق الشريعة الغراء تماماً أو نصوص توافق الراي الراجح بين فقهاء الشريعة او نصوص توافق الإسلام، ولكنها من قبيل المصالح المرسلة التي ترك الإسلام لأهله الاجتهاد فيها، كل مصر بحسب ظروف زمانه ومكانه كقوانين الإجراءات ومنها قانون المرافعات وقانون تحقيق الجنايات، وصحيح إلي جانب ذلك أن بعض مواد قانون العقوبات لم تعرض غلي هيثئة العلماء إذ ذاك وكل ما يترتب علي ذلك من أثر أن تعكلت بعض الحدود الشرعية، فلمّا أن جاء الدستور وأكد تلك الحقيقة الواقعة وهي سيادة الشريعة الإسلامية علي القوانين الوضعية، فنص في المادة 149 منه علي أن الإسلام هو دين لدولة الرسمي، مما سيجئ الكلام عنه بعد فترة، ومن ثم يكون كل تقنين يعارض اصلاً اساسياً في شريعة الإسلام غير دستوري. هذا، وقد توقع بعض فقهاء الإسلام تعذر قتل المرتد لأي سبب كالهرب والاحتفاء عن الأعين، أو كونه خارج حدود الإسلام، أو كونه داخلها ولكن تحوطه قوة ومنعه يحسن معها التربص به إلي حين مباغتته، ولذلك قالوا: إن مناط قتل المرتد القدرة علي ذلك، فقد وَرَد في (المغني) لابن قدامة موفق الدين علي (مختصر الخرقي) عند الكلام علي حكم بن المرتد:" ومتي قدر علي الزوجين المرتدين أو علي أولادهما استتيب منهم من كان بالغاً عاقلاً، ومن لم يتب قتل، ومن كان غير بالغ انتظرنا بلوغه، وينبغي أن يحبس حتي لا يهرب". هذا، وقد عُلِم أيضاً أن حد السرقة وهو قطع اليد قد عطّل عام المجاعة، وكان التعطيل في عهد عمر بن الخطاب وهو من أشد المسلمين تاستمساكاً بأحكام الشريعة، حتي أنه حين أمر بإقامة حد الخمر علي ابنه، ولحظ أن منفِّذ الحد يترفق بابنه حتي لا يوجعه ثار وأبي إلا أن ينفذه فيه بشدة وعنف قضيا علي حياة ابنه بين يديه. ولم يُعرف إذ ذاك ان تعطيل هذا القدر من الحدود للضرورة دعا إلي تعطيل بقية الحدود أو إلي تعطيل أحكام الشريعة الإسلامية التي هي أصل لذلك الفرع. ومن حيث إن المدعي قد استند ضمن ما استند إليه في صحة دعواه إلي أن أحكام القانون الوضعي تحول دون تطبيق أحكام الردة كلياً أو جزئياً حيث نصّ الدستور وهو القانون الأصلي لكل القوانين في المادة 12 منه علي (حرية الاعتقاد نطلقة) وذهب في تفسيرها إلي أنها حرية الاستمرار علي عقيدة ما وحرية تغيير تلك العقيدة في أي وقت، لأن حرية تغيير العقيدة هي مظهر من المظاهر الاولية الاساسية لحرية الاعتقاد، وفي إبطال زواج من يغير عقيدته تقييد لتلك الحرية التي نصّ الدستور علي أنها مطْلَقة. ومن حيث إن هذا الذي يذهب إليه المدعي في تفسير هذه المادة هو علي العكس تماماً مما قصد إليه واضعوها في لجنة الدستور. والرجوع إلي الأعمال التحضيرية للدستور طبعة مصر سنة 1940 (ص87 ج1) في شأن المادة 12 ونصها الحالي بالدستور (حرية الاعتقاد مطلقة) تجد صياغتها الأولي من لجنة وضع المبادئ العامة للدستور تجري علي هذا النسق (حرية الاعتقاد الديني مطلقة فلجميع سكان مصر الحق في أن يقوموا بحرية تامة علانية أو غير علانية بشعائر اية ملة أو دين أو عقيدة مادامت هذه الشعائر لا تنافي النظام العام أو الآداب العامة). هكذا وضعتها اللجنة العامة في الدستور مسترشدة بمشروع كان قد أعده اللورد كرزون وزير خارجية إنجلترا إذ ذام للدستور المصري، ولا خفاء في أن النص لو بقي علي حاله لكان من السَعَة والشمول بحيث لأمكن القول في ظله بما يقوله المدعي اليوم من أن إطلاق الدستور لحرية الاعتقاد الديني وكفالته لإقامة شعائر الاديان أيّاًً كانت، لا الأديان المعترف لها إذ ذاك فحسب، وهي الأديان السماوية، وإنما شعائر أية ملة أو عقيدة أو دين، ولو كان مستحدثاً. هذا الإطلاق والشمول يمكِّن كل صاحب دين أن يخرج من دينه إلي أي دين آخر سواء أكان سماوياً أو غير ذلك معترفاً به من قبل أو مبتدعاً ولساغ له أيضاً أن يأتي هذا الامر مراراً وتكراراً غير ملقٍ بالاً إلي ما لهذه الفوضي من أثر ومساس بحقوق خطيرة كالغرث والنسب والزواج وبحقوق أخري لا يملك أصحابها الدفاع عنها كالقُصَّر ومعدومي الأهلية، وكان ذلك دون أن يتحمل أية مسئولية مدنية أو جنائية، ولهذا نجد أن فضيلة الشيخ بخيت يقول في جلسة 15 أغسطس سنة1922:" أطلب تعديل المادة العاشرة- هكذا كان ترتيبها- من باب حقوق الأفراد لأنها بحالتها الحاضرة لايقرها دين من الاديان، ولأنها تؤدي إلي الفوضي والغخلال بالنظام، وأطلب أن يكون النص قاصراً علي الاديان المعترف بها سواء أكانت سماوية أم غير سماوية، فلا يُسمح بإحداث دين جديد كأن يدّعي شخص مثلاً انه المهدي المنتظر ويأتي بشرع جديد". ولقد أيّد هذا الاقتراح نيافة الانبا يؤنس بقوله:" اقتراح الاستاذ مفيد، ولنا عليه دليل قريب فإن سرجيوس خرج عن دين المسيحية وشرع في استحداث دين جديد وطلب من الحكومة الترخيص له بذلك فرفضت". وهذا دليل علي أنه لا يمكن الترخيص لغير الأديان المعترف بها". كما نجد ايضاً الشيخ محمد خيرت راضي بك قد اقترح حذف كلمة (الديني) من الفقرة الاولي فتصبح حرية الاعتقاد مطلقة، وشرح اقتراحه بقوله:" وبغير ذلك يباح لكل شخص أن يترك دينه ويعتنق ديناً يخر دون أن يتحمل مسئولية ذلك من جزاء مدني وغير مدني، مع أنه لا نزاع في أنه يترتب علي تغيير الدين نتائج هامة في الميراث وغيره، ويكفي أن يكفل النص حرية الاعتقاد، ولأن هذا هو كل الغرض المقصود من المادة علي ما أعتقد. أما الفقرة الثانية من المادة فقد جعلت إقامة الشعائر الدينية مطلقة من كل قيد وهو يؤدي إلي الإخلال بالنظام". وهنا تساءل غبراهيم الهلباوي بك في حالة إذا ما أُخِذ بالاقتراح الاخير وأصبحت الفقرة الأولي (حرية الاعتقاد مطلقة) عن اي اعتقاد يقصد المقترح وهل يدخل فيه الاعتقاد الديني أو"لا". فرد فضيلة الشيخ بخيت بقول:" الاعتقاد شيءُ والدين شيء آخر، فالمسلمون افترقوا إلي ثلاث وسبعين فرقة لكل فرقة اعتقاد خاص، مع أن لهم ديناً واحداً". صحيح أن جلسة 15 أغسطس سنة 1922 انتهت بموافقة أغلبية الحاضرين من لجنة الدستور علي الإبقاء علي النص الأصلي الذي أعدته لجنة وضع المبادئ العامة، إلا أن ذلك كان عقب ما قرره حضرة عبد العزيز باشا فهمي، حيث قال:" ألفِتُ نظر اللجنة إلي أن هذا النص مأخوذ بحروفه من مشروع اللورد كرزون. وقد اتفقنا علي أن نأخذ هذه النصوص في دستورنا حتي لا نُرغَم علي وضعها عند المفاوضات". وهذا واضح الدلالة علي أن لجنة الدستور لم تكن مختارة حين قبلت أغلبيتها هذا النص بل كان مفروضاً عليها، ورغم ذلك، ورغم تلك السلطة الأجنبية الغالبة استطاعت الاتصالات خارج اللجنة إلي تعديل المادة علي النحو الذي اقترحه الشيخ خيرت راضي، وكان ذلك بعد فترة، وفي جلسة 28 أغسطس سنة1922 حيث قال فضيلة الشيخ بخيت:"حسماً للنزاع الي قام بشأن المبدأ الخاص بحرية الأديان أقترح أن تحذف كلمة (الديني) من صدر المادة لتكون: حرية الاعتقاد مطلقة، بدلاً من حرية الاعتقاد الديني مطلقة". ومفاد ذلك في ضوء المناقشات التي جرت حين قدّم هذا الاقتراح لأول مرة في الجلسة السابقة علي لسان الشيخ محمد خيرت راضي بك ان قصر عبارة المادة علي حرية الاعتقاد ومع حذف كلمة (الديني) مقصود منه ما قرره الشيخ بخيت من أن الاعتقاد شيء والدين شيء آخر، واصبح النص بحاله يحمي المسلم الذي يُغَيِّير مذهبه من شافعي إلي حنفي مثلاً، والمسلم الذي يترك فرقة الشيعة وينضم إلي فرقة أهل السنة أو فرقة الخوارج أو المعتزلة، كما يحمي النص المسيحي الذي يدع الكثلكة ويتمذهب بالبروتستانت، ولكنه لا يحمي المسلم الذي لا يرتد عن دينه من أن يتحمل مسئولية تلك الردة مدنية كانت أم غير مدنية، كما لا يبيح لأي شخص أن يدعي أنه المسيح نزل إلي الأرض أو المهدي المنتظر، أو أنه رسول جديد يهبط عليه الوحي من السماء، أو أنه صاحب كتاب سماوي، غذ لا حماية لها المدعي من الدستور بحسب النص الجديد للمادة 12 منه. ومن حيث أنه يزيد هذا الامر جلاءً ووضوحاً ما نص عليه الدستور في المادة 149 من أن الإسلم دين الدولة الرسمي، فعبارة مطلقة كهذه تقطع بأن أحكام الإسلام لها السيادة التامة في هذه البلاد ترفع كل ما يعترضها وتزيله، وكل تشريع يصدر مناقضاً لها يكون غير دستوري ويؤيد هذا الرأي التاريخ التشريعي لهذه المادة وذلك أنه في جلسة 3 من مايو سنة 1922 وضعت لجنة المبادئ العامة للدستور هذا النص بناءً علي اقتراح من فضيلة الشيخ بخيت:" أريد أن أعرض بعض قواعد تضاف إلي أحكام الدستور فأطلب أولاً أن ينص علي أن الدين الرسمي للدولة المصرية الإسلام، فاقترح دولة حسين رشدي باشا أخذ الآراء علي هذا الاقتراح، فووفِقَ عليه بالإجماع دون أي اعتراض او تعليق، ثم تكررت تلاوته وتكررت الموافقة الإجماعية في أربع جلسات متتالية، وهذا النص من الإطلاق والشمول والعموم بحيث لا يسمح باي مدخل لريبة المستريب أو لظن المتظنن المسرف. ولا مقنع فيما ساقه المدعي تعليقاً علي هذه المادة من أن لا يقصد منها التدخل في ديانات ومعتقدات الافراد الشخصية بعد ما سلف غبداؤه ولا ما يقوله المدعي من أن ما قصد إليه واضع الدستور وعناه هو الرسميات التي تتعلق بالدولة كشخص معنوي، غذ أن ذلك أقرب إلي الهزل منه إلي الجد الذي يُعني به في مقام الرد. ومن حيث إنه متي تقرر ذلك كانت أحكام الردة في شأن البهائيين واجبة التطبيق جملة وتفصيلاً بأصولها وفروعها، ولا يغير من هذا النظر كون قانون العقوبات الحالي لا ينص علي إعدام المرتد وليتحمل المرتد (البهائي) علي الاقل بطلان زواجه إطلاقاً مادامت بالبلد جهات قضائية لها ولاية القضاء بهذا البطلان بصفة أصلية أو بصفة تبعية، كما ولا يغيِّر من هذا النظر أيضاً نص المادة 13 من الدستور وهو:" تحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان والعقائد طبقاً للعادات المرعية في الديار المصرية علي أن لا يخل ذلك بالنظام العام ولا ينافي الآداب" وواضح أن وضع هذا النص بدلاً من الفقرة الثانية للمادة السابعة في المشروع الأصلي وفي مشروع كرزون وهو:" ولجميع سكان مصر الحق في أن يقوموا بحرية تامة، علانية أو غير علانية، بشعائر اية ملة أو دين أو عقيدة أو مذهب"، وذلك بعد المناقشات التي أشرنا إليهاز كل ذلك واضح الدلالة علي الأخذ بفكرة المعارض من رجال الأديان، إذ ذلك وعلي شعائر العقائد علي أنه فروع وفِرَق لتلك الاديان المعترف بها من قبل، وقد كان ذلم بالعاجات المرعية في الديار المصرية وبشرط عدم الإخلال بالنظام والآداب. ومن حيث إنه تقرر أن الدستور لا يحمي تلك المذاهب المبتدعة التي تحاول أن ترقي بنفسها إلي مصاف الأديان السماوية والتي لا تعدو أن تكون زندقة وإلحادً، فالمحكمة تهيب بالحكومة أن تاخذ للأمر أهبته بما يستأهله من حزم وعزم لتقضي علي الفتنة في مهدها، لأن تلك المذاهب العصرية مهما تسللت في رفق وهوادة وفي غفلة من الجميع متخذة من التشدق بالحرية والسلام، ومن تمجيدها لبعض الأديان ستراً لما تخفيه من زيغ وضلال، فإنها لا تلبث أن يُعرف أمرها وينطشف سترها، وقد تكون استمالت إليها الكثيرين من الجهلة والسذَّج، وهنالك قد تثور نفوس المؤمنين حفظاً لدينهم واستجابة للفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها وتكون هي الفتنة بعينها، التي قصد الدستور وقاية النظام العام من شرورها. ومن حيث إن المدعي اختتم دفاعه في مذكرته الأخيرة بطرح مسألة أخيرة لبحث الدعوي منها، تلك هي ما سماه ارتباطات مصر الدولية، وحجته في ذلك أن مصر قد وقَّعت ميثاق الأمم المتحدة فهي مرتبطة بأنظمتها، وقد أقرت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة عام 1948 حقوق الإنسان، وجاء بالمادة 18 منه:" لكل إنسان الحق في حرية الفكر والضمير والدين". وهذا الحق يوليه الحرية في تغيير دينه أو معتقده، ويولِيه كذلك الحرية في الإعراب عنهما بالتكلم والممارسة والعبادة وإقامة الشعائر الدينية. وخلص من ذلك إلي القول بإلزام مصر باتباع ذلك كله. وقدَّم المدعي نسخة مما أقرته الجمعية العمومية للهيئة في هذا الشأن يبين منها أنه إعلان للعالم ودعوة إلي جميع الدول سواء المشتركة في الهيئة وغير المشتركة، وقد أذيع هذا الإعلان بموافقة الجمعية العمومية بغية العمل علي تَبَنِّيه وعرضه وقراءته وشرحه، وعلي الأخص بالمدارس حتي يمكن التسليم بصلاحية هذه المبادئ والعمل تدريجياً علي الغيمان بها، فلد تدَّع الهيئة التي أصدرته أنه ملزم للدول الأعضاء، وما كانت لتستطيع أن تدَّعي ذلك، وليس له بمصر أية قوة ملزمة ما لم يصدر بأحكامه ومبادئه قانون من السلطة التشريعية المحلية، علي أن بعض مبادئ هذا الإعلان غير مطبقة في الولايات المتحدة وبها المقر الدائم لتلك الهيئة العالمية، مثال ذلك أن المادة الثانية من الإعلان تنص علي أن: " لكل إنسان جميع الحقوق والحريات المنصوص عليها فيه دون أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين". والتمييز بسبب اللون في أمريكا أمر معروف بلغ التشدد فيه حداً أُهدِرَت معه جُل حقوق الملوَّنين. أما المساواة الحقة وخير ما كُرِّم به بني الإنسان من نَصَفة وحرية، فقد أتي به الإسلام منذ نيَّف وثلاثة عشر قرناً من غير ما نظر إلي جنس أو لون أو عصبية: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَي وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ] الحجرات13، وقال صلي الله عليه وسلم: " لافضل لعربي علي أعجمي إلا بالتقوي، اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي راسه كالزبيبة" صدق رسول الله صلي الله وسلم. ومن حيث إنه لكل ما لف تكون دعوي المدعي بجميع اسسها من جميع نواحيها ساقطة منهارة، لاسند لها من قانون أو واقع حقيقة بالرفض. لهذا: حكمت المحكمة برفض الدعوي، وإلزام المدعي بمصروفاتها، ومبلغ (300) قرش مقابل أتعاب المحاماة. في 11 / 6 / 1952م و" صدر في مصر القانون رقم 263 لسنة 1960، الذي قضي بحظر وتحريم النشاط البهائي. وقد جري تسليم دار البهائيين في العباسية بالقاهرة التي يعلوها الهيكل المقدس-وهو مثمن الاضلاع- إلي جمعية المحافظة علي القرآن. وحوَّلت الجمعية هذه الدار منذ عام 1960 إلي مقر رئيسي لها، ومركز للدراسات القرآنية". ومن جملة ما صدر من أحكام تقضي بخروج البهائية عن اي دين نذكر الحكم الصادر عن محكمة القاهرة في القضية رقم 118 لسنة 1975، الذي جاء فيه:" إن البهائية ليست من الأديات المعترف بها، فعقد زواج البهائي باطل في نظر الشريعة الإسلامية، لأنه يشترط في عقد الزواج أن يكون للزواج ملة يُقرَن بها".

دار نشر بهائية

البهائية حقائق ووثائق ص133. تقدم المحامي ذاته مرة أخري بصفته وكيلاً عن المحفل الروحاني المركزي للبهائيين بمصر، المسجل بالمحكمة المختلطة، يطلب توثيق مشروع نظام تأسسي لمؤسسة تسمي" المؤسسة البهائية للطبع والنشر" فأرسلت إدارة التوثيق مشروع المؤسسة إلي مجلس الدولة، فأفتت إدارة الفتوي والتشريع فيه بأنه " بعد الإطلاع علي المادة الأولي من القانون الخاص بالجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية، وبعد أن تبيّن أن تعاليم الطائفة البهائية، كما هو ظاهر من كتبها، وما سبق أن استظهرت به محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في حكم سابق من أنها ترمي إلي بعث عقائد فاسدة تناقض أصول الدين الإسلامي وعقائده، وتقصد إلي تشكيك المسلمين في آيات كتبهم وفي نبيهم عليه الصلاة والسلام. ومن حيث إن محاولة نشر هذه العقائد وإذاعة كتبها وتعاليمها في بلد دينه الرسمي الإسلام، وما يترتب علي ذلك من تكدير للسِلم العام وإثارة للخواطر وإهاجة للشعور وإثارة للمسلمين، مما يدمغ أغراض هذه المؤسسة بعدم مشروعيتها ومخالفتها للنظام والأمن العام. واستناداً إلي ما بينته وزارة الداخلية من أنها لا تعترف بالطائفة المذكورة كطائفة دينية. من كل ما تَقدّم فإن إدارة الفتوي والتشريع بمجلس الدولة تري أن ذلك يَبعُد بالعقد المراد توثيقه عن الصحة ويدمغه بالبطلان نظراً لمخالفة أغراض هذه المؤسسة النظام العام القائم في مصر.

الدستورية العليا ترفض

البهائية حقائق ووثائق ص 133. كان بعض البهائيين قد طعن بالقانون رقم 263 لسنة 1960، الصادر في مصر والقاضي بحل المحافل البهائية، وذلك أمام المحكمة الدستورية العليا في مصر بداعي عدم دستورية القانون، فأصدرت المحكمة حكمها في القضية في شهر مارس (آذار) سنة 1975، القاضي برفض الطعن، ومما قالته المحكمة: "إن هذا الإلغاء لا يتعارض مع الحريات العامة التي كفلها الدستور، لأن هذه الطائفة تدّعي أنها مسلمة، بينما تخالف تعاليمها أصول العقيدة الإسلامية وأحكام شريعتها في العبادات والزواج والطلاق والميراث.. وتنتحل صفة الإلوهية لزعيمها البهاء". وقبل صدور القانون رقم 263 لسنة 1960 القاضي بحظر النشاط البهائي في مصر وتجريمه تقدم أحد المحامين إلي مكتب التوثيق في القاهرة موكَّلاً عن ثلاثة من غير المسلمين، فطلب المكتب من وزارة الداخلية إفادته عما إذا كانت طائفتهم من الطوائف الدينية، غير الإسلامية، المعترف بها، وهل لها لوائح رسمية تنظم أحوالها الشخصية؟، فردت الوزارة بالنفي. وقامت إدارة التوثيق قبول صفتها الطائفية، وتطبيق تعاليمها. وحتي يتم ذلك يكون مكتب التوثيق غير مختص بإجراء عقود زواج طبقاً للتعاليم البهائية، إذ أن اختصاص المحاكم الشرعية لا يزال قائماً باعتبارها صاحبة الولاية في مسائل الأحوال الشخصية باستثناء الطوائف الملِّيَّة المعترف بها رسمياً، وليست البهائية منها"

كعبة البهائيين في المحاكم

في العراق كانت للبهائيين حكاية عجباً من العجب: قضية ظلت مشغلة الحكومة البريطانية وعصبة الأمم، طوال عهد العراق بالانتداب البريطاني بقرار مؤتمر السلام بفرساي سنة 1919م. القضية تتعلق بالدار التي سكنها البهاء بمحلة الكرخ في بغداد، أثناء منفاه بها (1853-1863) فصارت بذلك من مزاراتهم المقدسة. الدار كانت ملكاً للميرزا هادي الجوهري من أثرياء بغداد، وآلت إلي ورثته فرأي كبيرهم الميرزا موسي وقد اعتنق البهائية، أن يهبها لساكنها" الجمال المبارك" واعترض الورثة، فأوعز البهاء إلي ابنه عباس أفندي عبد البهاء أن يتدخل في النزاع ويصلح ذات بينهم، وتم الصلح علي أن يسكنها البهاء لقاء أجر زهيد؛ لتكون (محلاً لطواف العالم)، فلما نفي إلي الآستانة في سنة 1863، تركها في حراسة أتباع له من البغداديين، ولم يكن نظام تسجيل الملكية معمولاً به في العراق وقتئذ، فلم يُجدِ اعتراض ورثة موسي البهائي علي احتلال البهائيين لها بعد نفي ساكنها البهاء. وخَرِبَت الدار أثناء الحرب العظمي ومالك الدار غائب، فلما انتهت الحرب صدر الأمر من عبد البهاء بعكا بتجديد بنائها علي ما كانت عليه من قبل، ويتوافد عليها الحجاج (متبركين)، فضج أهل البلد ورفعوا الأمر إلي القاضي الجعفري ببغداد، فأصدر حكمه في فبراير سنة 1921 بتخليتها من البهائيين وتعيين حارس لها وكيلاً عن مالكها الغائب، وطعنوا في الحكم بأن تعيين الوكيل لا يقتضي الحكم عليهم بتخليتها، فقضت محكمة الاستئناف بنقض الحكم، وبعد مدة ظهرت ابنة المالك وطال النزاع بين البهائيين وبينها، ثم ورثتها من بعدها حتي صدر الحكم من محكمة التمييز العليا لصالح الورثة، في 23 / 11 / 1921 بعد ثلاثة أشهر من تولية الملك فيصل الأول عرش العراق، ففوجئ بالمندوب السامي البريطاني يحمل إليه سيلاً من برقيات احتجاج تلقاها من أنحاء أوروبا وأمريكا، طالب من المندوب السامي باسم حكومته رد كعبة البهائيين إليهم، وكان البهائيون قد رفعوا شكواهم إلي عصبة الأمم، مطالبين بتدخلها علي أساس وضع العراق تحت الانتداب البريطاني، ولم يجد الملك فيصل الأول، مع من تلقاه من برقيات العراقيين، بدا من الأمر بتخلية الدار وإيداع مفاتيحها لدي الحكومة، حفظاً للأمن. وطعن ممثلوا بريطانيا في العراق شرعية الحكم الصادر من محكمة التمييز، أعلي سلطة قضائية في البلاد، وبلغ الأمر بالمندوب السامي أن وجّه إلي الملك فيصل إنذاراً شديد اللهجة، بتأخير قبول عضوية العراق في عصبة الأمم، إذا لم تسلم الدار إلي البهائيين وحال دون ذلك بعد طول نزاع أن الدار حبسها مالكوها الشرعيون علي الأوقاف الخيرية، وجُعِلَت مسجداً للمسلمين.

فتاوي حول البهائيه

زقزوق: المحافل البهائية أوكار لصالح اسرائيل

نشرت جريدة نهضة مصر في عددها الصادر يوم 11 فبراير 2007 هذا الخبر للدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الاوقاف... كتب محمود متولي : اتهم الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الاوقاف البهائيين بالتجسس لصالح السرائيل ، و قال: انه ثبت ان المحافل البهائية في الوطن العربي هي اوكار تجسس لصالح اسرائيل ذلك صدر قرار مصري منذ عام 1960 بحل المحافل البهائية لادانتها بالتجسس لصالح اسرائيل ، كما صدر قرار مشابه في العراق . و قال في رسالة له الي مجلس الشعب ردا علي سؤال لنائب الاخوان المسلمين في البر لان محمد العدلي في اشارة الي ما صدر من وزارة الاوقاف نشرة الدين و الحياة تحت عنوان البهائية و موقف الاسلام منها. و كشفت زيف هذا المذهب المنحرف في وقت صدرت فيه التعليمات الصريحة الي الائمة و الدعاة في المساجد لتفنيد معتقدات هذا المذهب المنافي للمنطق و الفكر السليم في خطب الجمعة و الدروس اليومية و قوافل التوعية الدينية محذرة من خطورة هذا المذهب و بعده عن احكام الشريعة . و قال د . زقزوق في رسالته انه لايزال لهذه الفئة المحظورة بعض النشاط الخفي و كشف البهائيون عن هويتهم الصهيونية حين استقبلوا الجيش الانجليزي عند دخوله حيفا في الحرب العالمية الاولي لاستقبال الفاتحين .. كما ان البهائيين في اسرائيل يعاملون معاملة اليهود سواء بسواء منذ قيام اسرائيل و ان اعتراف الامم المتحدة بالبهائية كمذهب عالمي كان استجابة لضغوط الماسونية و الصهيونية . و اشار الي ما تضمنته النشرة التي اصدرتها وزارة الاوقاف حول البهائية من انه مما يؤكد عمالتهم الدعم المادي الذي يصلهم و النشاط الكبير الذي يقومون به لصالح الاستعمار و الصهيونية و ان محافل البهائية في فرانكفورت و البرازيل و شيكاغو و بقية المدن تعتبر ملفتة لضخامتها و جمال بنيانها و كثرة النشرات و المطبوعات التي توزعها . و تقطن الغالبية العظمي من البهائيين في ايران و قليل منهم في العراق و سوريا و لبنان و فلسطين حيث مقرهم الرئيسي و لهم وجود في مصر حيث اغلقت محافلهم بقرار جمهوري صدر عام 1960 في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر و لهم محافل مركزية في افريقيا بأديس ابابا و كمبالا باوغندا ونوساكا بزامبيا وجوها نسبرج بجنوب افريقيا و المحفل الحالي بكراتشي بباكستان . و لهم حضور في الدول الغربية في لندن و فيينا و في سيدني باستراليا و يوجد في شيكاغو اكبر معبد لهم و يطلق عليه شرق الاذكار و لهم في نيويورك قافلة الشرق و الغرب و هي حركة شبابية قامت علي المباديء البهائية . و قال انه من العجب ان تكون لهذه الطائفة ممثل في الامم المتحدة في نيويورك و آخر في مقرها في جنيف و نيروبي و ممثل خاص لافريقيا و عضو استشاري في المجلس الاجتماعي و الاقتصادي للامم المتحدة . واكد ان هذه الطائفة تمثل خطرا شديدا علي العالم الاسلامي لتفويض بنائه و تفتيت وحدته و ضرب عقيدته فيضيع التوحيد و ينشر الالحاد و يتحلل المجتمع و هذا ما يريده اعداء الاسلام و اوضح وزير الاوقاف انه صدرت فتاوي و احكام بكفرهم و ردتهم عن الاسلام . مشيرا الي ان صدور القرار الجمهوري بحظر نشاط البهائية جاء دون ان يجرمها بعقاب رادع يتساوي مع خطورتها علي عقيدة الناس الاسلامية و العقائد السماوية الاخري بوجه عام المسيحية و اليهودية . واكد د . زقزوق ان مصر و فيها الازهر الشريف الذي انعقدت لها به راية زعامة العالم الاسلامي ينبغي ان يطارد فيها كل فكر منحرف عن الاسلام بكل الحزم حتي تظل في مكان القيادة و الريادة الاسلامية. و ان هذا المذهب و احكامه من نوعيات الاوبئة الفكرية الفتاكة يجب ان تجند الدولة كل امكانياتها لمكافحته و القضاء عليه. و ان عقيدة الاسلام وصيانتها لا تقل في مرتبتها عن حماية الاجسام من الاوبئة المرضية التي تسارع الدولة لعلاجها بالحزم و الحسم بل العقيدة اولي لان في صحتها نقاء الحياة و عبادة الله. و أوضح ان الازهر اكد ان الاسلام لا يقر أي ديانة أخري غير ما امرنا القرآن الكريم باحترامه و اعتناقه و لذلك يمتنع ان تكون في مصر ديانة اخري غير مشروعة و مخالفة للنظام العام . و ان الازهر يهيب بالمسئولين ان يقفوا بحزم ضد هذه الفئة الباغية علي دين الله و علي النظام العام للمجتمع و ان ينفذوا حكم الله عليهم و ليسنوا القانون الذي يستأصلها و يهيل التراب عليها و علي افكارها حماية للمواطنين جميعا من التردي في هذه الافكار المنحرفة عن صراط الله المستقيم.. و ان هؤلاء الذين اجرموا في حق الاسلام و الوطن يجب ان يختفوا من الحياة لا ان يجاهروا بالخروج عن الاسلام . و قال الازهر ان الامر يدعو الي المسارعة النشطة من السلطات التشريعية و التنفيذية و القضائية لاعمال شئونها . و اكد الوزير ان البهائية فكر خليط بين فلسفات متعددة منحرفة و تجافي حاجات الامة الاسلامية في مجال الاصلاح و جمع الشمل و تعمل علي التفرقة و التشر ذم لخدمة الصهيونية و الاستعمار الجديد. و هو ما ابتليت به الامة و ان مباديء هذه الطائفة كلها منافية للاسلام.

البابية ودين البهائية

الشيخ / محمد رشيد رضا من طائفة- من طلبة المدارس العليا: جناب الأستاذ الفاضل: سلاماً واحتراماً وبعد، فقد قرأنا في بعض الكتب الإفرنجية الموضوعة حديثاً أنه ظهر في بلاد العجم منذ ستين عاماً رجل يقال إنه هو المهدي المنتظر، وبشر بمجئ نبي، ويزعمون أن نبوته قد صحّت فقد جاء رجل اسمه بهاء الله، وآمن به خلق كثير من كافة الأديان وخليفته الآن هو ابنه عباس أفندي نزيل مصر الآن. فنرجوا إيقافنا علي حقيقة هذا المذهب الجديد وإبداء رأيكم فيه بما أنكم ممن يلجأ إليه في مثل تلك المسائل ولكم الفضل من بعد الله عز وجل. الجواب: البابية فرقة من الباطنية، والبهائية منهم يعبدون الرجل الملقب ببهاء الله، وبقد بينا حقيقة أمرهم في مجلدات المنار الماضية، ولما جاء زعيمهم عباس أفندي القطر المصري عدنا إلي الكلام في بيان حالهم وذكرنا نبذاً تاريخية من سيرة سلفهم الغسماعيلية والقرمطة فراجعوا هذا في المجلد الماضي، فإن أشكل عليكم بعد ذلك من أمرهم فراجعونا فيه ثم إن مسألة كون نبينا محمد صلي الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين علي ثبوتها بنصوص الكتاب والسنة هي ثابتة بالعقل عند كل من يعرف حقيقة الدين الغسلامي، ووجه حاجة البشر إلي الدين مطلقاً، فإن كتابه القرآن الحكيم وسنته في بيانه قد بينا للناس كل ما يحتاجون إليه من أمر الدين في طور استقلال نوعهم، ورشده بالعقل والعلم فقد كانت الأديان السماوية قبله مؤقته، كما بين ذلك المسيح عليه الصلاة والسلام في معرض البشارة به غذ قال ما معناه: إنه لا يمكن أن يبين لمن بعث فيهم كل ما يحتاجون إليه- أي لعدم استعدادهم- وغن الذي ياتي بعده هو الذي يبين لهم كل شيء؛ لأن الدين سارٍ كالمخاطبين به علي سنة الارتقاء، وقد بين الأستاذ الإمام هذا المعني بإجمال بليغ في رسالة التوحيد، وذكرناه مراراً في المنار. وسنشرحه شرحاً وافياً إن شاء الله تعالي قي مقدمة التفسير التي نبين فيها كليات الإسلام بالتفصيل ووجه الحاجة إليها واكتفاء البشر بالاهتداء بها في الوصول إلي منتهي الكمال البشري الممكن [146] .

مجلس المجمع الفقهي

فتاوي الإمام محمد رشيد رضاحكم البهائية والانتماء إليها الحمد لله والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده، وبعد: فقد استعرض مجلس المجمع الفقهي نحلة البهائية، التي ظهرت في بلاد فارس (إيران) في النصف الثاني من القرن الماضي، ويَدين بها فئة من الناس، منتشرون في البلاد الإسلامية والأجنبية إلي اليوم. ونظر المجلس فيما كتبه ونشره كثير من العلماء والكتّاب وغيرهم من المطلعين علي حقيقة هذه النحلة ونشأتها ودعوتها وكتبها وسيرة مؤسسها المدعو ميرزا حسين علي المازندراني المولود في 20 من المحرم 1233-12 من تشرين الثاني / نوفمبر 1817م، وسلوك أتباعه، ثم خليفته ابنه عباس أفندي المسمي عبد البهاء وتشكيلاتهم الدينية التي تنظم أعمال هذه الفئة ونشاطها. وبعد المداولة واطلاع المجلس علي الكثير من المصادر الثابتة، والتي يعرضها بعض كتب البهائيين أنفسهم تبين لمجلس المجمع ما يلي: 1- أن البهائية دين جديد مختَرَع، قام علي أساس البابية، التي هي أيضا دين مخترع، ابتدعه المسمي باسم (علي محمد) المولود في أول المحرم 1235 هـ تشرين الأول / أكتوبر 1819م في مدينة شيراز، وقد اتجه في أول أمره اتجاهاً صوفياً فلسفياً علي طريقة الشيخية، التي ابتدعها شيخه الضال كاظم الرشتي خليفة المدعو أحمد زين الدين الإحسائي، زعيم طريقة الشيخية، الذي زعم أن جسمه كجسم الملائكة نوراني، وانتحل سفسطات وخرافات أخري باطلة. وقد قال علي محمد بقولة شيخه هذه، ثم انقطع عنه، وبعد فترة ظهر للناس بمظهر جديد أنه هو علي بن أبي طالب الذي يروي فيه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: " أنا مدينة العلم وعلي بابها"، ومن ثَمّ سمي نفسه الباب، ثم ادعي أنه الباب للمهدي المنتظر، ثم قال إنه المهدي نفسه، ثم في أخريات أيامه ادعي الإلوهية، وسمي نفسه الأعلي، فلما نشأ ميرزا حسين علي المازندراني (المسمي بالباء) المذكور- وهو معاصر للباب- اتبع الباب في دعوته، وبعد أن حوكم وقتل لكفره وفتنته، أعلن ميرزا حسين علي أنه موصَي له من الباب برئاسة البابيين، وهكذا صار رئيساً عليهم وسمي نفسه (بهاء الدين). ثم تطورت به الحال حتي أعلن (أن جميع الديانات جاءت مقدمات لظهوره وأنها ناقصة لا يكملها إلا دينه، وأنه هو المتصف بصفات الله، وهو مصدر أفعال الله، وأن اسم الله الأعظم هو اسم له، وأنه هو المعني برب العالمين، وكما نسخ الإسلام الأديان التي سبقته تنسخ البهائية الإسلام). وقد قام الباب وأتباعه بتأويلات لآيات القرآن العظيم، غاية في الغرابة والباطنية بتنزيلها علي ما يوافق دعوته الخبيثة، وأن له السلطة في تغيير أحكام الشرائع الإلهية، وأتي بعبادات مبتدعة يعبده بها أتباعه. وقد تبين للمجتمع الفقهي بشهادة النصوص الثابتة عن عقيدة البهائيين التهديمية للإسلام، ولاسيما قيامها علي أساس الوثنية للبشرية، في دعوي إلوهية البهائية وسلطته في تغيير شريعة الإسلام، يقرر المجمع الفقهي بإجماع الآراء: خروج البهائية والبابية عن شريعة الإسلام، واعتبارها حرباً عليه، وكفر أتباعهما كفراً بواحاً سافراً لا تأويل فيه. وإن المجمع ليحذر المسلمين في جميع بقاع الأرض من هذه الفئة المجرمة الكافرة، ويهيب بهم أن يقاوموها، ويأخذوا حذرهم منها، لاسيما أنه قد ثبت مساندة الدول الاستعمارية لها لتمزيق الإسلام والمسلمين.. والله الموفق

رأي الشيخ رشيد رضا في البهائية

فتاوي الإمام محمد رشيد رضاكتب العلامة الشيخ / محمد رشيد رضا مقالات في الجزء العاشر من المجلد الثلث عشر في مجلة المنار الصادر في 30 شوال سنة 1328 تحت عنوان (عباس أفندي البابي البهائي)، فقال أثابه الله: " البهائية فرقة من البابية رئيسها الآن عباس أفندي بن ميرزا حسين علي الملقب بالبهاء، عبارة حقيقية، ويدينون بإلوهيته، وربوبيته ولهم شريعة خاصة بهم، وكان عباس أفندي محجوراً عليه في عكاء، فلما صارت الحكومة العثمانية دستورية تسني له أن يخرج من عكاء وقد جاء الإسكندرية في هذا الشهر، ثم قال: إن عباس أفندي رجل سياسي يخاطب كل أحد بما يري أن يرضيه ويعجبه، وكان منذ ثلاثين سنة يجيء بيروت فيصلي الصلوات الخمس مع المسلمين، وكلك كان يعامل المسلمين في عكاء، يجتمع بالعالم السنِّي فيوهمه أن فرقتهم لم يكن همها من الإصلاح إلا إزالة تعصب الشيعة، وتقريبهم من أهل السنة، والتوفيق بين الطائفتين، كما سمعت ذلك عنه من شيخنا الشيخ حسين الجسر، ودينه في الحقيقة مبني علي أصول الباطنية، الذين منهم الإسماعيلية والقرامطة والدروز والنصيرية، وهم يدْعون المسلمين إلي دينهم بدعوي أنهم منهم، ويزعمون أنهم يريدون أن يجعلوهم علي بصيرة في دينهم مع أنهم وثنيون يعبدون البشر، ثم قال: وكذلك يدعون النصاري بتسليم إلوهية المسيح، وادعاء أنه هو البهاء، وقد جعل قدماؤهم للدعوة أصول وأساليب بينها المقريزي، وغيره من المؤرخين كالتشكيك في آيات القرآن، وتأويلها بما تتبرأ منه اللغة والدين، كتأويل البهائية السماوات السبع بالأديان، وتفسير [هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ] بظهور البهاء وأتباعه فهو إلههم، وأتباعه ملائكتهم، وعندهم أن القيامة قد قامت بظهور الباب والبهاء ثم قال: أما مسألة وحدة الإنسان (التي يدعون إليها) فإنما يعنون بها دعوة الناس إلي دينهم المبني علي عبادة البشر وتقديسهم، حتي قال داعيتهم أبو الفضل في أحد المناظرات العامة بمصر في البهاء "هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر" فتلَوْنا نحن فاصلة الآية له:" سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ " والمسلمون يدعون إلي اتحاد البشر واتفاقهم علي عبادة الله وتقديسه وحده، وجعلهم إخوة في الإسلام، لا يفرق بينهم تعصب لدين ولا جنس ولا لون ولا غير ذلك، والنصاري يدعون إلي وحدة الإنسان في النصرانية وعبادة المسيح (عبد الله ورسوله)، فبماذا امتاز البهائية؟ ألا فليعلم الناس أن هؤلاء الباطنية قد قصدوا بوضع تعاليمهم الأولي محو الإسلام وإزالة تعاليمه، وضعها بعض مجوس الفرس لما فتح السلمون بلادهم، وأزالوا ملكهم، واستعانوا بالشيعة، وهم حزب سياسي يري أن الحكومة يجب أن تكون للأشراف من آل البيت، فصاروا يبثون دعوتهم في هذا الحزب، بحمله علي الغلو في بغض عمر بن الخطاب الذي فتح بلادهم، وأبي بكر وجمهور الصحابة الذين كانوا أقرب إلي القول بحكومة الشعب (الديمقراطية) وقد جاء هذان الحزبان في الإسلام، ووجد فيهم حزب الفوضوية أيضاً، وهم الخوارج، كما وجد ذلك عند غيرهم، لأن وجود هذه الأحزاب السياسية طبيعي في البشر، وكذلك خلق الغلو طبيعي في البشر، ولذلك نجح الباطنية في دعوة غلاة الشيعة إلي تكفير جماهير الصحابة، ورميهم بكتمان بعض القرآن، ولم يدروا أن ذلك يعد طعناً في أئمة آل البيت الذين يتعصبون لهم، لأن رئيسهم علياً رضي الله عنه، كان يحفظ القرآن كله، فلماذا لم يظهر المكتوم، إنهم يجيبون عن هذا بما لا يقبله ذو عقل مستقل، كالتقية، وما كان عليّ بالجبان حتي يخاف في إظهار أساس دينه أبدا، علي أنه كان يمكن أن يبث ذلك سراً في آل بيته وشيعته. وغرض الباطنية إخراج الشيعة من الإسلام، كما كانوا يريدون إخراج غيرهم ولكنهم خابوا، ولا يزالون خائبين، وللمسلمين من الشيعة وغيرهم السلطان والبرهان الغالب عليهم. ولما ظهر غلاة المتصوفة توصل الباطنية إلي مقصدهم أيضاً، فأضلوا كثيرا من الناس، ولكن الإسلام ظل غالباً علي أمره في الصوفية إلا من كان أو صار من الباطنية.

دعاة البهائية ومجلة البيان المصرية

فتوي الشيخ / محمد رشيد رضا من (ف-صحفي قديم). حضرة العالم الفاضل صاحب المنار الأغر، نشرت مجلة البيان التي تصدر في مصر مقالاً عن البهائيين وزعيمهم عباس أفندي جاء فيها ما يأتي:" ذلكم مولانا عباس أفندي اللقب بعبد البهاء بطل الإصلاح الديني وسيد المصلحين الدينيين، والمصدر الصحيح الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (البهائية هي كمال حي) - (هي الكاثوليكية الصادقة)، وما دعوتها في الحقيقة إلا دعوة إصلاح ورقي للإسلام-إن أنصارها استخرجوا أسمي تعاليم القرآن فنقوها ما علق بما ليس من الدين الصحيح في شيء- (إن نعيم الآخرة وهم وخيال) هذا بعض ما جاء في تلك المجلة وما نشره صاحبها المسلم الأزهري عقب مقابلته لزعيم البهائيين في الإسكندرية. وقد رد علي البيان الأستاذ صاحب عكاظ في عدة مقالات، وتبعه كاتب في جريدة الشعب ثم تبعتهما جريدة الأفكار،وكلهم كان يطلب إلي صاحب البيان تكذيب ما نشره في هذا الموضوع والرجوع إلي الحق ولكنه كان يقول لهم: أني أكتب عن البهائيين وزعيمهم كما كتبنا عن فولتير وسبنسر ونيتشه، وكما كتب الأوربيون عن العظماء والفلاسفة والنابغين. فما رأي العالِم الجليل صاحب المنار قي ما نشره البيان في موضوع البهائيين وزعيمهم وما رأيه في رد عكاظ أولاً والشعب والأفكار ثانياً؟ ج: بينّا في المنار مراراً أن البهائية قد انتحلوا ديناً جديداً في هذا العصر، وان دينهم أبعد عن الإسلام من دين اليهود؛ لأن دين اليهود دين التوحيد الذي هو أساس الإسلام، وأساس دين البهائية وثني مادي، وهم يعبدون والد زعيمهم عباس أفندي الملقب بـ (عبد البهاء) وما هذه اللقب إلا عنوان القول بإلوهية البهاء. ولهم شريعة ملفقة من الأديان المختلفة، وفلسفتها هي عين فلسفة سلفهم من فرق الباطنية، الذين حاربوا الإسلام بالدسائس التي اخترعتها لهم جمعيات المجوس السرية لإفساد أمر المسلمين، وإزالة ملكهم انتقاماً للمجوسية التي أبطلها الإسلام. ألا وإن ميرزا حسين الملقب بالبهاء هو وولده الداهية عباس أفندي قد جعلا تنقيحاً جديداً لما دعا إليه الأبله الثرثار ميرزا محمد علي الذي اشتهر بلقب (الباب) وإنما مهد السبيل لدعوته في بلاد الفرس بدعة الشيخية، الذين هم أكبر المفسدين في الشيعة الإمامية، وسننشر في المنار شيئاً من فلسفتهم الخيالية، التي انتزعوها من أباطيل الباطنية، وزفوها في معرض الأساليب الصوفية. وجملة القول أن دين البهائية دين مخترع، افتراه الباب المخدوع، ونقحه بتمادي الزمان الباقعة عباس أفندي، وهو أضر علي الإسلام من كل دين في الأرض لأن أهله يسلكون في الدعوة إليه مسلم سلفهم الطالح في مخادعة عوام المسلمين، وإيهامهم أنهم يصلحون لهم دينهم، واحتجاجهم بالشبهات التي يحرفون بها القرآن والأحاديث بالتأويلات البعيدة، فهم أكبر فتنة علي المسلمين في هذا العصر، ولاسيما علي الشيعة؛ لأن الغلو في التشيع سلم للباطنية، ولهذا كان يقول بعض العلماء: " ائتني برافضي كبير أخرج لك منه باطنياً صغيراً، وائتني بباطني كبير أخرج لك زنديقاً كبيرا". فمن عرف دين البهائية من لمسلمين ومدحه واستحسنه وشهد بكونه حقاً أو إصلاحاً للإسلام، وكونه هو أو زعيمه معصوماً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كان بذلك مرتداً عن الإسلام وإن زعم أنه مسلم، فهو زنديق منافق كسائر الباطنية إذا كانوا ضعفاء بين المسلمين، فالبهائية كسلفهم من الباطنية يتوسلون بدعوي الإسلام بين المسلمين ليقبل كلامهم في دعوتهم إلي باطلهم، وتحريف معاني القرآن للاستدلال عليها وإبطال ما يفهمه المسلمون منها، فإذا كان صاحب البيان قد قال ما نقله عن السائل معتقداً له فالأمر ظاهر، وإن كان كتبه عن جهل بحقيقة القوم فكان الواجب عليه بعد أن نبهته جريدة عكاظ وغيرها أن يرجع إلي الحق ويصرح ببطلان دين البهائية، وتحذير المسلمين من خداع دعاته (ويسموهم مبلغين) وأما ما ذكره السائل عن الاعتذار عن تقديس دين وثني مادي وتقديس داعيته وأحد مخترعيه- بأن مدحه له كمدحه لفولتير- فهو غريب، فإن مدحه لفولتير إن كان باطلاً فهو تأييد للباطل بالباطل، وإن كان يراه حقاً ويري أن ما قاله في عباس أفندي ودينه حق أيضاً، يكون قد ارتد عن الإسلام ودخل في دين البهائية. وإلا فإن من قال حقاً وقال باطلاً لا يكون قوله الحق مرة عذراً له إذا قال الباطل بعده. والذين مدحوا مثل فولتير من كتاب الإفرنج كانوا مثل مارقين من النصرانية، فهل يرضي صاحب البيان أن يكون مدحه لعباس كمدحهم لفولتير؟ وليس ما نقله السائل عن البيان قول مؤرخ يحكي شيئاً وقع لا رأي له فيه، حتي يقال:" إن حاكي الكفر ليس بكافر"، بل ذلك مدح لهذا الدين الجديد وتفضيل له علي غيره يتضمن دعوة المسلمين إليه. فإذ لم يكن هذا مراده فليصرح كتابة ببراءته من البهائية والتحذير من كفرهم بالإسلام. علي أن فيما نقله السائل عنه ما هو في نفسه بالإجماع، كإنكار حقيقة نعيم الآخرة، وتسميته وهماً وخيالاً بناءً علي أن هذا من مذهبهم، وجملة القول: إن من شأن المسلم أن لا ينشر شيئاً يعد كفراً في دينه، وأن لا ينقله عن غيره مقراً له ومستحسناً. فكيف ينوه بمدح دين جديد يراد به نسخ الإسلام وإبطاله من الأرض، ويصفه بأنه هو الحق الذي [لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ..] فصلت 42 وقد قرأنا بعض ما نشر في عكاظ رداً علي البيان فرأيناه مبنياً علي أساس الصواب ولم نر ما كتب في جريدة الشعب؛ لأننا لا نكاد نقرأها بل قلما نراها-وكذا جريدة الأفكار- والحق ظاهر في نفسه

فتوي قطاع الإفتاء والبحوث الشرعية بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت

ورد في مجموعة الفتاوي الشرعية الصادرة عن قطاع الإفتاء والبحوث الشرعية ما يلي: 4 / 31ع / 87 عقيدة الأحمدية والقاديانية والبهائية (1070) عرض علي اللجنة الاستفتاء المقدم من السيد: محمد، ونصُّه: الموضوع: طلب فتوي بخصوص الطوائف: الأحمدية، والقاديانية، والبهائية. لقد سرني جداً ما رأيت في الفتوي المعلقة في أحد مساجد المنطقة، والصادرة عن دار الإفتاء بوزارتكم الموقرة، والخاصة بكون الطائفة البهائية كافرة؛ لذا أرجو منكم التكرم بإصدار فتوي أخري تبين لي خاصة وللمسلمين عامة حكم الإسلام في الطوائف التالية: الأحمدية القاديانية البهائية لاهوري مرزائي علماً بأن هذه الطوائف منتشرة في باكستان، ويوجد من أفرادها كثيرون في الكويت، وهم يدّعون أنهم مسلمون، وعلما بأن الدستور الباكستاني قد نصّ علي أن هذه الطوائف كافرة، ومرتدة عن الإسلام، والمنتسبون إليها خارج دائرة الدين الإسلامي، و جزاكم الله خيرا. أجابت اللجنة بما يلي: كل فرقة أو فرد أو جماعة من الجماعات تنكر ما علم من الدين بالضرورة، تعتبر مرتدة عن الإسلام، فالذين ينكرون كون نبينا محمد صلي الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنه لا نبي بعده، وأن الله تعالي قد فرض علي العباد خمس صلوات في اليوم والليلة، وفرض صوم رمضان كما فرض الزكاة والحج إلي بيت الله الحرام بمكة المكرمة، إلي غير ذلك من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، كل هؤلاء يعتبرون مرتدين عن الإسلام، ولو تسمّوا به. والله أعلم

زواج البهائي من المسلمة باطل

الموضوع: (1182): المفتي: فضيلة الشيخ: جاد الحق علي جاد الحق- س115-71-1-صفر 1410هـ / ديسمبر 1981م. المبادئ: البهائية والبابية مذهب مصنوع مزيج من أخلاط الديانات البوذية والبرهمية والوثنية والزرادشتية واليهودية والمسيحية والغسلامية ومن اعتقادات الباطنية. البهائيون لا يؤمنون بالبعث بعد الموت ولا بالجنة ولا بالنار، وهم بهذا لا يعترفون بنبوة سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم، وأنه خاتم النبيين، وبهذا ليسوا من المسلمين. أجمع المسلمون علي أن العقيدة البهائية أو البابية ليست عقيدة إسلامية، وان من اعتنق هذا الدين ليس من المسلمين، ومرتد عن دين الإسلام. اتفق أهل العلم كذلك علي أن عقد زواج المرتد يقع باطلاً؛ سواء عقد علي مسلمة أو غير مسلمة. لا يحل للمسلمة الزواج ممن اعتنق البهائية ديناً، والعقد إن تم يكون باطلاً شرعاً، والمعاشرة بينهما تكون زناً محرماً في الإسلام. سئل: بالطلب المقيد برقم 329 سنة 1980م المتضمن السؤال التالي: هل يمكن زواج مسلمة من رجل يعتنق البهائية حتي ولو كان عقد الزواج عقداً إسلامياً؟ إذا كان الجواب بالرفض فلماذا؟ أجاب: إن البهائية أو البابية طائفة منسوبة غلي رجل يدعي: ميرزا علي محمد الملقب لالباب، وقد قام بالدعوة إلي عقيدته في عام 1260هـ (1844م)؛ معلناً أنه يستهدف إصلاح ما فسد من أحوال المسلمين، وتقويم ما اعوج من أمورهم، وقد جهر بدعوته بشيراز في جنوب إيران، وتبعه بعض الناس؛ فأرسل فريقاً منهم إلي جهات مختلفة من إيران للإعلام بظهوره وبث مزاعمه التي منها أنه رسول من الله، ووضع كتاباً سماه البيان، ادعي فيه أن ما فيه شريعة منزلة من السماء، وزعم أن رسالته ناسخة لشريعة الإسلام، وابتدع لأتباعه أحكاماً خالف بها أحكام الإسلام وقواعده، فجعل الصوم تسعة عشر يوماً، وعين لهذه الأيام وقت الاعتدال الربيعي، بحيث يكون عيد الفطر هو يوم النيروز علي الدوام، واحتسب يوم الصوم من شروق الشمس إلي غروبها، وأورد في كتابه البيان في هذا الشأن عبارة:" أيام معدودات، وقد جعلنا النيروز عيداً لكم بعد إكمالها". وقد دعا مؤسس هذه الديانة إلي مؤتمر عقد في بادية "بدشت" في غيران عام 1264هـ / 1848م أفصح فيه عن خطوط هذه العقيدة وخيوطها، وأعلن خروجها وانفصالها عن الإسلام وشريعته، وقد قاوم العلماء في عصره دعوته وأبانوا فسادها وأفتوا بكفره واعتُقَلَ في شيراز ثم في أصفهان، وبعد فتن وحروب بين أشياعه وبين المسلمين عوقب بالإعدام صلباً عام 1265هـ، ثم قام خليفته"ميرزا حسين علي" الذي لقبّ نفسه بهاء الله، ووضع كتاباً سماه الأقدس، سار فيه علي نسق كتاب البيان الذي ألفه زعيم هذه العقيدة (الباب) ناقض فيه أصول الإسلام، بل ناقض سائر الأديان، وأهدر كل ما جاء به الإسلام من عقيدة وشريعة، فجعل الصلة تسع ركعات في اليوم والليلة. وقبلة البهائيين في صلاتهم التوجه إلي الجهة التي يوجد فيها "ميرزا حسين" المسمي (بهاء) فقد قال لهم في كتابه هذا:" إن أردتم الصلاة فولوا وجوهكم شطري الأقدس"، وأبطل الحج، وأوصي بهدم بيت الله الحرام عند ظهور رجل مقتدر شجاع من أتباعه. وقال البهائية بمقالة الفلاسفة من قبلهم؛ قالوا بقدم العالم (علم بهاء أن الكون بلا مبدأ زمني، فهو صادر أبدي من العلة الأولي، وكان الخلق دائماً مع خالقهم، وهو دائماً معهم)، ومجمل القول في هذا المذهب- البهائية أو البابية- أنه مذهب مصنوع؛ مزيج من أخلاط الديانات البوذية والبرهمية الوثنية والزرادشتية واليهودية والمسيحية والإسلام، ومن اعتقادات الباطنية والبهائيون لا يؤمنون بالبعث بعد الموت ولا بالجنة ولا بالنار، وقلدوا بذا القول الدهريين، ولقد ادعي زعيمهم الأول في تفسير له لسورة يوسف أنه أفضل من رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم، وفضل كتابه علي القرآن / وهم بهذا لا يعترفون بنبوة سيدنا رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم وانه خاتم النبيين، وبهذا ليسوا من المسلمين لأن عامة المسلمين كخاصتهم يؤمنون بالقرآن كتاباً من عند الله وبما جاء فيه من قول الله سبحانه: [مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ....] الأحزاب40 وقد ذكر العلاّمة الألوسي في تفسيره (ج2 ص41) لهذه الآية: أنه قد ظهر في هذا العصر عصابة من غلاة الشيعة لقبوا أنفسهم بالبابية، لهم في هذا فصول يحكم بكفر معتقدها كل من انتظم في سلك ذوي العقول، ثم قال الألوسي:" وكونه صلي الله عليه وسلم خاتم النبيين مما نطق به الكتاب، وصدعت به السنة، وأجمعت عليه الأمة، فيكر مدعي خلافه، ويقتل إن أصر". ومن هنا أجمع المسلمون علي أن العقيدة البهائية أو البابية ليست عقيدة إسلامية، وأن من اعتنق هذا الدين ليس من المسلمين، ويصير بهذا مرتداً عن دين الإسلام، والمرتد هو الذي ترك الإسلام إلي غيره من الأديان؛ قال الله سبحانه: [... وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ] البقرة217 وأجمع أهل العلم بفقه الإسلام علي وجوب قتل المرتد إذا أصر علي ردته عن الإسلام للحديث الشريف الذي رواه البخاري وأبو داود:" مَن بدّلَ دينه فاقتلوه"، واتفق أهل العلم كذلك علي أن المرتد عن الإسلام إن تزوج لم يصح تزوجه، ويقع عقده باطلاً؛ سواء عقد علي مسلمة أو غير مسلمة؛ لأنه لا يقر شرعاً علي الزواج، ولأن دمه مهدر شرعاً إذا لم يتب ويعد إلي الإسلام ويتبرأ من الدين الذي ارتد إليه. لما كان ذلك، وكان الشخص المسئول عنه قد اعتنق البهائية؛ كان بهذا مرتداً عن دين الإسلام، فلا يحل للسائلة-وهي مسلمة- أن تتزوج منه، والعقد إن تمّ يكون باطلاً شرعاً، والمعاشرة الزوجية تكون زناً محرماً في الإسلام، قال الله تعالي: [وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ] آل عمران85 والله سبحانه وتعالي أعلم

اعتناق الدين البهائي ردة عن الإسلام

الموضوع: (944): المفتي: فضيلة الشيخ / أحمد هريدي- س105-م-14-25 مارس 1968م. المبادئ: من اعتنق الدين البهائي يكون مرتداً عن الإسلام يستتاب ويعرض علي الإسلام وتكشف شبهته إن كانت، فإن تاب فبها وإلا قتل شرعاً. لا مانع من إحالة أوراقه إلي مصلحة الشهر العقاري والتوثيق لعمل إشهاد توبة له. سئل: طلبت مديرية أمن الغربية- قسم السكرتارية بكتابها رقم 2042 بمرفقاته الإفادة بما يتبع نحو التماس المواطن السيد /... اعتنق الدين الإسلامي الحنيف لسابقة انتسابه لطائفة البهائيين، وأنه ثابت بكل من شهادة ميلاده وبطاقته الشخصية أنه مسلم. أجاب: إن السيد.. (موضوع السؤال) كان في الأصل مسلماً من أبوين مسلمين، وثابت في شهادة ميلاده وبطاقته الشخصية أنه مسلم، ثم اعتنق البهائية، أو نسب إليه اعتناقه كما يقول هو، ومن اعتنق البهائية يكون مرتداً عن الإسلام، وحكم المرتد شرعاً أنه يستتاب ويعرض عليه الإسلام، وتكشف شبهته إن كانت؛ فإن تاب فبها، وإلا قتل شرعاً. وبما أن المذكور يريد التوبة والعودة إلي دينه الأصلي الإسلام، وقد كان العمل جارياً قبل إلغاء المحاكم الشرعية علي أن من خرج عن أحكام الدين الإسلامي، ثم أراد التوبة يعمل له إشهاد توبة أمامها ويسجل في الدفاتر والمضابط الرسمية، ولما ألغيت المحاكم الشرعية أحيلت أعمال التوثيق بها إلي مصلحة الشهر العقاري والتوثيق، ولا مانع مطلقاً من إحالة الأوراق إلي مصلحة الشهر العقاري والتوثيق لعمل إشهاد توبة للشخص المذكور أمامها. والله أعلم

اعتناق المذهب البهائي ردة مانعة للميراث

الموضوع (2513) المفتي: فضيلة الشيخ / أحمد هريدي-س93-م416- التاريخ: 27ربيع الأول سنة 1380هـ، 18 سبتمبر 1960م المبادئ: 1- اعتناق الإبن المذهب البهائي قبل وفاة الوالد المسلم مانع له من الميراث. 2- بوفاة المورث عن زوجته وأولاده المسلمين وابنه البهائي يكون لزوجته الثمن فرضاً، ولأولاده المسلمين الباقي تعصيباً؛ للذكر منهم ضعف الأنثي، ولا شيء لابنه البهائي. سئل: من السيد /

فتوي لجنة الفتوي بالأزهر الشريف

أرسل أحد الأشخاص سؤالاً عن البهائية إلي لجنة الفتوي بالأزهر: (1) ما رأيكم في النحلة البهائية ومعتنقيها من الإسلام؟ (2) هل يرث معتنق البهائية من المسلم؟ فأجابت لجنة الفتوي بما يأتي: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين. أما بعد، فقد اطلعت اللجنة علي هذا السؤال، وعلي البيان المرفق الذي شرح به المستفتي مبادئ المذهب البهائي، وتفيد أن مذهب البهائية باطل، ليس من الإسلام في شيء، بل إنه ليس من اليهودية ولا النصرانية، ومن يعتنقه من المسلمين يكون مرتداً خارجاً عن دين الإسلام، فإن هذا المذهب قد اشتمل علي عقائد تخالف الإسلام، ويأباها كل الإباء منها ادعاء النبوة لبعض زعماء هذا المذهب، وادعاء الكفر لمن يخالفه، وادعاء أن هذا المذهب ناسخ لجميع الأديان إلي غير ذلك. و مِن المقرر شرعاً أن المرتد لا يرث المسلم ولا غيره، فمعتنق مذهب البهائية لا يرث غيره مطلقاً، وبهذا علم الجواب عن السؤال والله أعلم.

عدم جواز دفن موتي البهائيين في مقابر المسلمين لأنهم مرتدون

المفتي: فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم- س 46 م 419 -20 المحرم 1358هـ / 11مارس 1939م المبادئ: 1 - البهائيون بمعتقداتهم ليسوا بمسلمين، ومن كان منهم في الأصل مسلما أصبح باعتقاده لمزاعمهم مرتداً وتجري عليه أحكام المرتد. 2-لا يجوز شرعاً دفن موتاهم في مقابر المسلمين. سئل: كتبت وزارة العال ما نصه: أرسلت إلينا وزارة الداخلية إلي كتابها رقم 59-5-39 المرسلة صورة من هذا- كراسة تشتمل علي قانون الأحوال الشخصية لجماعة البهائيين، وصورة من كتبها رقم 32 إدارة السابق إرساله منها لهذه الوزارة بتاريخ 30 يونيو سنة 1931، طالبة فتوي فضيلتكم بشأن التماس هذه الجماعة تخصيص قطعة من أراضي لدفن موتاهم بها بمصر، والإسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية، فترسل الأوراق، رجاء التفضل بموافاتنا بالفتوي اللازمة لهذا الموضوع لنبعث به إلي وزارة الداخلية. أجاب: اطلعنا علي كتاب سعادتك رقم 647 المؤرخ 21 فبراير سنة 1939، وفي الأوراق المرافقة له التي منها كتاب وزارة الداخلية رقم 59-5-39 المؤرخ 24 يناير سنة 1939 المتضمن طلب الإجابة عما إذا كان يجوز شرعياً دفن الموتي البهائيين إلي جانب المسلمين أم لا، ونفيد هذه الطائفة ليست من المسلمين كما يعلم هذا من عرف معتقداتهم ويكفي في هذا الاطلاع علي ما أسموه "قانون الأحوال الشخصية علي مقتضي الشريعة البهائية" المرافق للأوراق. ومن كان منهم في الأصل مسلماً أصبح باعتقاده لمزاعم هذه الطائفة مرتداً عن الإسلام وخارجاً عنه؛ تجري عليه أحكام المرتد المقررة في الدين الإسلامي القويم. وإذا كانت هذه الطائفة ليست من المسلمين لا يجوز شرعاً دفن موتاهم في مقابر المسلمين، سواء منهم من كان في الأصل مسلماً ومن لم يكن كذلك (يراجع صفحة 196 وما بعدها من الجزء العاشر من كتاب المبسوط للسرخسي) وبما ذكرنا علم الجواب عما طلب الإجابة عنه. لماذا هذا الموقع
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلقَ السماواتِ والأرضَ وجعلَ الظلماتِ والنور، الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريكٌ في الملكِ ولم يكن له وليٌ من الذلِّ، ونصلي ونسلم علي أشرف الخلق سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلي يوم الدين. أما بعد، فإنه في الآونة الأخيرة قد طَفَت علي سطح المجتمع فئة تحاول الظهور وسلب الأضواء عنوة، وقد كنا نود أن نصرف القلم عن نقل مثل هذا السخف، ونصون صفحات الانترنت من أن تنقل شيئاً من الزيغ والإلحاد في آيات الله، والاعتداء علي علماء الإسلام الذين رفعوا منار الحق وأذاقوا بحججهم أعداء الإنسانية عذابا أليماً؛ ولكن دعاة هذا المذهب قد استهوَوْا فريقاً من أبناء المسلمين، وأصبحوا يدعون إلي مذهبهم في النوادي، ويتحدثون عنه في الصحف والفضائيات، وألّفوا كتباً تقع في أيدي بعض الشباب فذلك ما اضطرنا إلي أن نبسط القول في بيان نحلتهم وسرد أقوالهم حتي يكون المسلمون علي بينة من أمرهم، لذا رأينا أن نكشف ما بهم من زيف حتي نصون الأجيال القادمة من هذا الضلال ونحصنهم منه حتي لا يصابوا بسمومه. ولا ننسي أن الذي ساعد البهائية علي أن تستهوي فريقا من المسلمين تظاهرها بأنها فرقة إسلامية، واحتجاجها بالقرآن والحديث، وكتمها بعض معتقداتها المنكَرة علي البداهة، وعدم انتشار كتبها، فكثير من أهل العلم لم تصل إليهم كتب هذه الطائفة حتي يستبينوا منها حقيقة نحلتهم ويحذروا الناس من الوقوع في شراكهم. هذا غيض من فيض، وقليل من كثير، أردنا أن يكون عوناً للمسلم المعاصر علي ما يري ويسمع من تلك الترهات والخزعبلات التي يتقيؤها هؤلاء النفر الذين ضلت عقولهم وقلوبهم، وصاروا أداةً للشيطان يُضِل بها الذين في قلوبهم زيغ، ومن لم يتمكن الإيمان من قلوبهم. إننا نتكلم عن البهائية اليوم لنظهر حجم المؤامرات التي تحاك للأمة الإسلامية، والتي تدبر لها بليل، ونشير في وضوح وجلاء لتلك الأصابع الخفية التي تعودت اللعب في الظلام، والكيد من خلف الأستار، ونوضح نوع هذه المؤامرات، وشكل تلك الدسائس ونقف علي أسلوب تفكيرهم، وطريقة تدبيرهم حتي لا ننشغل بتوافه الأمور، ومحقرات الأعمال التي تستنفد كل الطاقات، وتشغل كل المجهودات، وهي في حقيقة أمرها لا تزيد عن بعض فقاعات الهواء التي سرعان ما تبتعد عن الأنظار، وتتلاشي عن الأعين. إن الذين يهَوِّنون من خطرها ويقللون من شأنها، ولا يلقون بالاً لتدميرها لأبسط قواعد العقيدة ومحاولاتهم تغيير العبادة الصحيحة، ودأبهم المتواصل نشر الإباحية الصريحة بين المسلمين، هم أناس واهمون لا يعلمون شيئا عنها، ولم يقفوا علي حقيقتها، ولم يتعرفوا علي أهدافها؛ فهم أشبه بالسوس الذي ينخر في كيان الأمة، وجسد المجتمع، وكلما زادوا زادت خطورتهم وقويت شوكتهم وعظم أمرهم، وتكالبوا علي قوة المسلمين فأضعفوها، وعلي أعراضهم فنهشوها، وعلي عقيدتهم فحطموها وغيَّروها. وإننا نري أن الوسيلة المثلي لمحاربة مثل هذا الوباء ليس الإعراض عنه أو تحقير شأنه، أو تركه وإهماله، بل لابد من فضح أمره، وتحذير العامة منه وإظهاره للجميع علي هيئته الحقيقية التي يجهلها الناس، ولا يعرفها حتي صفوة المتعلمين والمثقفين، خاصة أننا نجد كثيراً من أصحاب الأهواء والمصالح من لهم مصلحة في إيجاد مثل هذه الدعاوي المارقة، التي تتسرب بين العامة كالوباء المستطير، لضرب بعض الحركات الإسلامية أو إضعاف التيارات الدينية المستنيرة، وإقامة المعارك و الصراعات بينهم حتي ينشغلوا عن عظائم الأمور ولا ينتبهوا إلي حقيقة الأعداء الذين يخططون للقضاء عليهم والسيطرة الكاملة علي مقدراتهم. نحن لا نطارد البهائية والبهائيون ولكنها هي التي تطاردنا؛ فَهُم يريدون أن يسلم لها كل أتباع الأديان ويتبعوا عقيدتها التي لا تؤمن بالله وتريد أن تتخلي الجيوش عن أسلحتها وتكف عن المقاومة تحت دعوي نشر السلام العالمي؛ حتي يسهل علي جيشها اقتحام البلدان وحكم أهلها كقطعان الماشية وانطلاقا إلي هذا الهدف تريد أن تقوض أسس الأديان السماوية تحت دعوي نبذ الاختلاف والفرقة. ونحن المسلمون نؤمن أن الاختلاف سُنَّة الله في الأرض [وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ] هود 118 ونحن نقول الاختلاف وليس الفرقة والتناحر والبغضاء والحروب. وأخيراً وليس آخراً فإن الأمة الإسلامية تُختبَر كل حين وآخر في عقيدتها ومدي تمسكها بدينها وحفاظها عليه، والله عز وجل هو المطلع علي القلوب، وهو الذي يعلم خائنه الأعين وما تخفي الصدور. [أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ - وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ] العنكبوت2-3 واللهَ نسألُ أن يقيض للأمة الإسلامية من يأخذ بيدها إلي طريق العزة والكرامة، وأن يعيد إليها هيبتها ومكانتها، ومن يصون لها دينها وعقيدتها، ويبعد عنها كل حاقد لئيم. إنه سبحانه هو القادر علي ذلك وهو خير مسئول. وصلِّ اللهم وسلم وبارك علي سيدنا محمد وآله وأصحابه أجمعين

پاورقي

[1] حديث موضوع، ذكره ابن الجوزي في الموضوعات (1 / 230)، والسيوطي في الجامع الصغير، وعزاه إلي ابن عدي، والطبراني، والحاكم. انظر ضعيف الجامع.
[2] كتاب المواقف وشرحه للسيد الجرجاني.
[3] البابية والبهائية- محسن عبد الحميد 111.
[4] الدرر البهية للجارفادقاني.
[5] بهاء الله والعصر الحديث ص123.
[6] لوح العالم ص222.
[7] مفاوضات عبد البهاءص73.
[8] بهاء الله والعصر الحديث ص161.
[9] محادثات باريس.
[10] نبذة من تعاليم البهاء ص123.
[11] بهاء الله والعصر الحديث ص121.
[12] لوح ملكة فيكتوريا ص24.
[13] خطابات عبد البهاء في مؤتمر حرية المرأة المنقول من كتاب بهاء الله والعصر الحديث ص149.
[14] خطابات عبد البهاء في مؤتمر حرية المرأة المنقول من كتاب بهاء الله والعصر الحديث ص149.
[15] مفتاح باب الأبواب ص 176.
[16] لوح زين المقربين.
[17] بهاء الله والعصر الحديث ص123.
[18] لوح العالم ص229.
[19] حقيقة البابية والبهائية ص123.
[20] يعني حساب الجُمَل.
[21] الكواكب الدرية ص 410.
[22] البهاء الأقدس مقررة 235.
[23] مفتاح باب الأبواب.
[24] البهائية وجذورها البابية عن الخاوري، خرفية حدود وأحكام ص47.
[25] المصدر السابق ص26.
[26] المصدر السابق ص96.
[27] بهاء الله والعصر الحديث ص123.
[28] لوح العالم ص222.
[29] مفاوضات عبد البهاء ص73.
[30] الدرر البهية للجرفادقاني ص 44، 49.
[31] حقيقة البابية والبهائية عن التباين والبرهان ص 120، 138.
[32] مفتاح باب الأبواب ص 176.
[33] الدرر البهية ص 54،56.
[34] نفس المصدر ص98.
[35] المفتاح ص 419.
[36] البابية والبهائية ص 54.
[37] البهائية، محب الدين الخطيب ص28.
[38] هذه النقول في مفتاح باب الأبواب ص327،328،120،204.
[39] مفتاح باب الأبواب ص 99.
[40] عقيدة ختم النبوة ص126،127.
[41] مفتاح باب الأبواب ص277.
[42] الأقدس ص156.
[43] مفتاح باب الأبواب ص176.
[44] نفس المصدر ص186.
[45] نقطة الكاف ص155.
[46] العقيدة والشريعة ص350.
[47] الكواكب الدرية ص 197.
[48] يعني هذا الداعية البهائي العجوز بالرب المختار الميرزا حسين المازندراني الملقب بالبهاء.
[49] البيان منشور في مقدمة كتاب رد علي البهائية، جبهة العلماءص7، نقلاً من "حقيقة البابية والبهائية" للأستاذ: محسن عبد الحميد.
[50] حقيقة البابية والبهائية ص194.
[51] انظر الخطابات نقلاً عن" البهائية: تاريخها وعقيدتها" ص169.
[52] انظر: مذكرات القنصل الرسي كنياز الغوركي المعروف باسم الشيخ عيسي، نقلاً عن كتاب فارسي" باب وبهاء رايشذا سيد" ملخصاً ومختصراً في كتاب البابية لإحسان إلهي ظهير ص164،165.
[53] يقول الأستاذ محب الدين الخطيب:وكلن الله هو الذي سمي نفسه بأسمائه الحسني وصف نفسه بأوصافه العليا؛ فكيف تبلغ القحة البهائية أن يكذبوا الله فيما أخبر به عن نفسه؟! (البهائية ص22).
[54] يقول الأستاذ محب الدين خطيب:" ولكن الله هو الذي سمي نفسه بأسمائه الحسني، ووصف نفسه بأوصافه العليا؛ فكيف تبلغ القحة بالبهائية أن يكذبوا الله فيما أخبر به عن نفسه؟! (البهائية ص22).
[55] الدرر البهية ص98.
[56] المفتاح ص419.
[57] المطالب العالية الكتاب الثاني- تحقيق أ.د. مصطفي عمران.
[58] تهافت البهائية البابية عن عقيدة ختم النبوة المحمدية للدكتور عثمان عيش.
[59] البهائية وجذورها البابية ص88.
[60] البهائية وجذورها البابية عن الخاروري، كجينة حدود وأحكام (فارسي) وخزينة وحدود وأحكام ص20،21.
[61] البهائية وجذورها البابية، عن جلال الدين شمس أحمدي، تنوير الألباب ص27.
[62] مفتاح باب الأبواب.
[63] البهائية وجذورها البابية عن الخاوري، خرفية حدود وأحكام ص47.
[64] المصدر السابق ص26.
[65] المصدر السابق ص96.
[66] البهائية وجذورها البابية عن جلال الدين شمس أحمدي، تنوير الألباب طبعة1935 ص29.
[67] باب الأبواب.
[68] البهائية وجذورها البابية عن الخاوري، خرفية حدود وأحكام ص49.
[69] البهائية وجذورها البابية.
[70] الأقدس.
[71] البهائية وجذورها البابية ص95.
[72] محمد مهدي خان.
[73] البهائية وجذورها البابية ص97 عن إحسان إلهي نظير.
[74] البهاء الأقدس مقررة 235.
[75] جلال الدين شمس أحمدي.
[76] نظرات في الفكر المنحرف-البابية ص87- السيد عبد الله حسن.
[77] البابية قراءة جديدة ص401،402.
[78] د.محمد حسين الغزالي، التلمود وكوثيوث فصل العلاقات الجنسية من كتابه (من وحي البيان في جماعة الشيطان).
[79] مفتاح باب الأبواب.
[80] حقيقة البابية والبهائية عن مفاوضات عبد البهاء ص102.
[81] البابية والبهائية والقاديانية للحويني.
[82] ذيل الملل والنحل ص53.
[83] التفسير والمفسرون ص33.
[84] الكتاب 2 / 200 وما بعدها.
[85] الكتاب ص83.
[86] الأقدس ص57.
[87] الأقدس ص36.
[88] الأقدس ص17.
[89] الأقدس ص22.
[90] عاطف عبد الغني (وثائق واعترافات البهائيين).
[91] البهائية وجذورها البابية.
[92] عاطف عبد الغني- وثائق واعترافات البهائيين.
[93] مفتاح باب الأبواب ص99.
[94] البهائية حقائق ووثائق ص 108.
[95] فتاوي الإمام محمد رشيد رضا.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.