البابيون و البهائيون في حاضرهم و ماضيهم : دراسه دقيقه في الكشفيه و الشيخيه و في كيفييه ظهور البابيه فالهائيه

اشارة

‏عنوان و نام پديدآور : البابيون و البهائيون في حاضرهم و ماضيهم : دراسه دقيقه في الكشفيه و الشيخيه و في كيفييه ظهور البابيه فالهائيه/عبد الرزاق الحسيني
‏مشخصات نشر : صيدا: عبد الرزاق الحيني، ۱۳۸۱ق=۱۹۶۲م=۱۳۴۱.:مطبعه العرفان
‏مشخصات ظاهري : ۱۶۰ص.
‏وضعيت فهرست نويسي : در انتظار فهرستنويسي (اطلاعات ثبت)
‏شماره كتابشناسي ملي : ۱۵۷۰۴۳۸
كلمة مؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمه انت أنت الوهاب) صدق الله مولانا العلي العظيم. «البابية» نسبة الي «الباب» طريقة شهيرة ظهرت في ايران في القرن الثالث عشر للهجرة و التاسع عشر للميلاد، بل هي من اشهر الفرق التي تشعبت عن الديانة الاسلامية في العهد الاخير و تميزت بكون اتباعها لم ينحصروا في الشرق و العالم الاسلامي حسب، بل وجد منهم أناس عديدون في القارتين: الامريكية و الاوربية، و لاسيما بعد أن انقلبت الي الطريقة «البهائية» و تقمصت دينا جديدا سمي «دين البهاء» فخرجت بذلك من الاسلام بالمرة. زعمت «البابية» أنها طريقة تستهدف اصلاح الدين الاسلامي الحنيف عن طريق تصحيح العقائد النظرية و التطورات الروحانية المتعلقة بوجود الله، و حقيقة النفس، و لهذا حصر «الباب» دعوته بالشيعة الامامية علي حين اصبحت «البهائية» نزعة اصلاحية في «البابية» و استهدفت نسخ الشريعة الاسلامية فاستخرج «البهاء» من القرآن المجيد و من بيان الباب علي محمد، و من الوحي الذي ادعي نزوله عليه فكرة دين عالمي جديد، يوحد الجنس البشري و يصهره في بوتقة جديدة «فخاطب ملوك العالم من سجنه في عكا، وحثهم علي اخماد نيران الحروب، و تخفيف الضرائب علي الرعية، و بين لهم الطريق في ذلك بالنشاء جمعية للأمم تحكم في المنازعات الدولية، و تدعو الي مبدأ الوحدة في كل شي‏ء. وحدة الدين، و وحدة اللغة، و وحدة الاجناس، [ صفحه 4] و وحدة الانواع، و وحدة الوطن» [1] . و كنت نشرت بحثا مطولا عن البابية و البهائية في المجلد الحادي و العشرين من مجلة العرفان الصيداوية [2] عنوانه «البابيون في التاريخ» و ذلك قبل خمس و عشرين سنة، و بعثت بنسخة منه الي شوقي افندي رباني «ولي أمر البهائي» المقيم في «حيفا» و أخبرته ان في النية اعادة طبع هذه الدراسة في مستقبل قريب فتفضل و أوعز الي «المحفل الروحاني البهائي في بغداد» أن يضع تحت تصرفي الكتب الباحثة في مذهبه أو دينه ليتسني لي فهم العقائد البهائية علي وجهها الصحيح [3] و لكن كثرة الأشتغال و ارتباك الاحوال حالت دون اعادة نشر ذلك البحث الا في هذه الآونة فكتبت الموضوع من جديد بأسلوب علمي دقيق، و استقصاء للواقع رقيق. لم أجد بين الكتب التي تناولت بالبحث تاريخ الحركة البابية، و كيفية نشوئها و انتشارها و انتقال أمرها من الشرق الي الغرب، كتابا جليلا و جديرا بالثقة و الاطمئنان مثل كتاب «تاريخ البابية او مفتاح باب الابواب» الذي وضعه الدكتور ميرزا محمد مهدي خان زعيم الدولة و رئيس الحكماء، و طبعه في مطبعة المنار في القاهرة سنة 1321 ه فهو المعين الذي يصح الاعتماد عليه في معالجة تاريخ هذه الحركة، و دراستها دراسة علمية مفيدة، علي الرغم من بعض الاخطاء التي وقع المؤلف الفاضل فيها. أما المصادر المناوئة للحركة البابية التي ذكرناها علي الصفحة الثانية من هذا الكتيب فقد كان معظمها [ صفحه 5] - ان لم نقل كلها - عالة علي هذا الكتاب. و أما الكتب التي وضعها البابيون و البهائيون و من سار في ركابهم في أويقات مختلفة لتأييد تلك الحركة فلا يمكن اعتبارها مصادر مجايدة يصح الاعتماد عليها اعتمادا قاطعا فان كتاب «الكواكب الدرية في مآثر البهائية» الذي وضعه الداعية البابي الكبير محمد حسين آواره مثلا، و اعتبر من أجل المصادر، سرعان ما فقد قيمته التاريخية بطبع الداعية المذكور كتابه الآخر «كشف الحيل» بعد أن ارتد عن دين الباب، و رجع الي الاسلام، فحوي كتابه هذا طعونا و مثالب في الديانة البابية - البهائية لا يمكن أن نجدها في أي مصدر معاد آخر. و نحن بتقديمنا هذه الدراسة الي قراء العربية انما نحاول عرض فكرة صحيحة عن ديانة الباب التي كثر اللغط حولها و تنوعت الدعايات لها و عليها، و قد شفعناها بالنصوص الرسمية لكتابي «البيان» و «الأقدس» و للرسالة السلطانية التي وجهها «البهاء» من «عكا» الي الملك ناصر الدين شاه في طهران، و هي وثائق جد خطيرة يستطيع القاري‏ء أن يدرس فيها ديانة الباب و البهاء، و يميز بواسطة هذه الدراسة بين الغث و السمين فلا يعتمد علي نقد الناقدين و لا يأخذ بدعايات الداعين، و لا سيما ان كتاب «البيان» العربي لم يكن ميسورا من قبل، و هو ينشر لأول مرة علي ما نعتقد، و من الله نستمد الهداية و الصواب. الكرادة الشرقية سلخ جمادي الثانية 1376 السيد عبدالرزاق الحسني [ صفحه 6]

البابيون

توطئة

الفكر و الآراء كسائر الكائنات الحية التي تتكون و تنمو، و تتطلب لتكونها و نموها ظروفا و احوالا خاصة؛ و الفكر الدينية قد تكون من أسرع ما يتكون و ينمو من بين الفكر، و من أقل ما يتطلب جهودا تبذل لنشوئه و نموه. فقد تبقي الفكرة العلمية و الفكرة الاجتماعية طيلة عصور و أزمان لا تستطيع الظهور خلالها، أو تظهر و لا تقدر علي النمو فيها، أو تنمو و لكنها لا تجد ظروفا تلائمها، و هكذا تبقي محدودة. أما الفكرة الدينية فسرعان ما تتكون و تنمو، و تخلق لها ظروفا تساعدها علي الانتشار. و في التاريخ القديم منه و الحديث من الحوادث ما يكفي شاهدا علي صحة ما نقول لهذا فلا عجب اذا شاهدنا الفكرة البابية التي تطورت الي العقيدة البهائية - و هي وليدة العهد الحديث - تجد مغرسا خصيبا في أذهان بعض الناس، و تنتشر انتشارا سريعا حتي بين الأمم الراقية، و تجد من افكار الكتاب و أقلام المحررين مجالا للاخذ و الرد فتكون من مواضيع البحث و نقاط التمحيص و التدقيق، و قد تترقي بها الحال فتأخذ صبغة علمية أو مبدئا سياسيا يساعدهما علي أن تنتشر بأوسع من ذلك. و نحن اذا حاولنا أن ندرس عقيدة او فكرة او مذهبا فمن المستحيل علينا أن نصل الي حقيقة تلك الأمور دون أن نقف علي حياة الشخص الذي فكر بها، و علي الظروف التي أحاطت به و خلقت منه رجلا يتجه هذا الاتجاه الخاص في تفكيره. و حياة «السيد علي محمد» منشي‌ء الفكرة البابية علي ماهي عليه من قرب [ صفحه 7] التاريخ و وفرة المصادر التي تبحث عنها و لا تزال رمزا مقفلا في أوجه الباحثين و نقطة غامضة في سير المفكرين، و لا تزال آراء الكتاب و المفكرين حتي المؤرخين مختلفة اختلافا كبيرا و متباينة تباينا واضحا في تحديد العوامل التي كونت هذا المذهب، و الظروف الذي ساعدت علي انتشاره. أما نحن فسنعقب في بحثنا هذا الأصول العلمية الموضوعة لدراسة الفكر و تحليل المذاهب و العقائد، و سنضع حياة هذا الرجل الغامضة موضع البحث و التمحيص فنحللها تحليلا علميا علي قدر المستطاع لنتوصل الي نتيجة نرجو أن تكون صحيحة و مرضية في عين الوقت، و ما غاية البحث الا الوصول الي الحقيقة الناصعة التي يجب أن تضاف الي سجل الحقائق العلمية الخالدة.

القرن الثالث عشر

كان القرن الثالث عشر للهجرة مثارا لنزعات و فكر و مذاهب مختلفة، و كانت كربلا و النجف و جزيرة العرب و الهند و ايران المهد المعروف لنشوء هذه الفكر و تنازعها. و معلوم من طبع الشعب الايراني أنه سريع التأثر، متناه في العقيده، مغال في آرائه و مبادئه. و فكرة «البابية» بشكلها المبحوث عنه لم تتحد الا في ايران، و ان كان غرسها الاول انما بذر في كربلا بالعراق العربي. فقد كانت «الفرقة الباطنية» التي نشأت في القرن الثاني للهجرة، و تطورت بعد ذلك الي أن ظهرت «فكرة الشيخية» و «الكشفية» أساسا للفكرة البابية. و الباحث في اعماق التاريخ يعلم الأسباب التي دعت الي ظهور الفكرة الباطنية، و من هنا حصل اشتباه للبعض فظن أن «البابية» فرقة من فرق الاسلام مع أن كل ما فيها من التعاليم لاعلاقة له بالدين الاسلامي الا كعلاقة بقية الأديان به. [ صفحه 8] و «السيد علي محمد» و ان تلقي دروسه الأولي في «كربلا» علي اصول الشيخية أو الباطنية، و لكنه خالف اصول الشيخية و الكشفية، و اختار لنفسه طريقة جديدة لم تجد الترويج و القبول الا في ايران. و الذي يهمنا - قبل كل شي‌ء - أن نتحري الأسباب التي خلقت هذه النزعة في نفس هذا الرجل و مؤسس هذا المذهب، و أن نتلمس من دراسة حياته ما يوضح لنا التطورات التي طرأت عليه.

حياة علي محمد

كانت «شيراز» من عواصم العلم و العرفان في ايران حتي أنها لقبت ب «دار العلوم» و كان لتمركز النهضة العلمية في كربلا و النجف أثر ظاهر علي عواصم العلم في ايران عامة، و في شيراز خاصة. فقد وقفت الحركة العلمية فيها بعد هجوم الأفغان علي اصفهان في زمن السلطان حسين آخر ملوك الصفويين، و نزوج رجال الدين عنها الي مدينتي النجف و كربلا، و كان في وقوفها هذا وقوف للحركة التجارية فيها، و تعطيل لأسواق البيع و الشراء حمل بعض تجارها علي النزوح و الانتقال الي مدن اخري بحثا عن اسواق جديدة و كان من بين أبناء «شيراز» المعروفين يومئذ بالزهد و الاستقامة رجل ينتسب الي بيت النبوة اسمة مرزه محمد رضا الشيرازي و اسم زوجته العلوية «فاطمة بيگم» رزقهما الله في غرة المحرم سنة 1235 الهجرية (20 تشرين الاول 1819 م) مولودا ذكرا سمياه «علي» تيمنا باسم علي بن أبي‌طالب عليه‌السلام [4] . و توفي الولد قبل أن يبلغ الوليد سن الفطام فكان لابد لخاله «المرزه علي الشيرازي» أن يكفل ابن اخته و يضمه اليه، و أن يبذل له كل عون مادي [ صفحه 9] و أدبي لا سيما أنه كان من تجار «شيراز» المعدودين و من وجوهها المبرزين، فلما بلغ الطفل السادسة من عمره عهد به خاله الي الشيخ محمد الشهير بالعابد أحد تلامذة السيد كاظم الرشي المحترفين لمهنة تأديب النش‌ء، و رجاه أن ينشئه نشأة حسنة. و كان الولد عزوفا عن الدرس، غير راغب في التهذيب و التثقيف «الا أنه أطاع رغبة خاله» [5] فتعلم من العربية شيئا قليلا، و من النحو الفارسي بعضي مبادئه. غير أنه برع في الخط براعة مدهشة اذ صرف جهده اليه فكان اعجوبة أيامه في حسن الخط و تنسيقه و في سرعة الكتابة. و لما وجد المرزه علي أن ابن أخته بعيد عن تقبل الدروس العلمية و أنه لم يستفد حتي من المعلومات الضحلة البسيطة التي حاول شيخة العابد أن يغرسها في نفسه، سحبه من شيخه «العابد» و أشركه في متجره. و لما كانت التجارة قد كسدت في «شيراز» عهدئذ - كما قدمنا - انتقل به الي «ابوشهر» المدينة الساحلية الايرانية التي كانت من نقاط الاتصال البحري المهمة في هاتيك الأيام، واتخذ متجره في الوكالة المسماة «سراي الحاج عبدالله» و كان «علي محمد» قد بلغ السابعة عشرة من عمره يومئذ فتفنن في التجارة و المبايعة مع خاله، و برع في أساليب المساومات و المضاربات، و ما لبث أن استقل في أشغاله، و حاز علي مركز تجاري مرموق، و هكذا ذاع صيته بين أرباب المصالح. و الذي يظهر من دراسة حياة السيد علي محمد أنه لم يكن - مع تفوقه في التجارة - منصرفا اليها حسسب، و لم تكن التجارة المهنة الوحيدة التي يشتغل فيها انما كان كقسم من تجار ذلك الوقت يدرس العلوم الدينية و الرياضية، [ صفحه 10] و يصرف في سبيلها شطرا كبيرا من أقاته. أي أنه أخذ يتلافي في شبابه ما فاته في أيام طفولته و صباه، و كانت دراسة الرياضيات في ذلك الوقت دراسة فسلفية لا تقف عند فهم الأرقام و أصول الحسابات انما كانت تتطرق الي شي‌ء آخر، و تدخل في فن مخصوص عرف بفن تسخير روحانيات الكواكب، و هذا ما كان يشغف به بعض أبناء التجار و المتمولين فيصرفون في سبيله الأموال و يبذلون لأجله الجهود، و يتكبدون لعقد رياضاته المتاعب و المشاق. و قد تذوق «السيد علي محمد» هذا العلم، و درس كثيرا من كتبه و أسفاره، و حمل نفسه السهر و الوقوف تحت أشعة الشمس المحرقة لاتمام رياضاته حتي اعتراه بسبب ذلك وجوم و ذهول. فقد نقل عنه في مصادر مختلفة أنه كان أيام اقامته في «ابوشهر» يصعد الي السطح مكشوف الرأس، و يمكث في الشمس من الظهيرة الي وقت العصر، و حتي الغروب مستقبلا قرصها، متحملا حرارة أشعتها حيث تشتد في هذه المدينة ختي تبلغ الدرجة 42 بالسنتغراد و لا يخفي ما في تكرار هذه الأعمال الشاقة و ما في العزلة و الانفراد و الخلوات من الأثر علي عقلية الانسان و طور تفكيره و نظره الي الحياة و قد حصل مثل هذا الأثر للسيد علي محمد، و ظهرت عليه علائم هذا التفكير [6] . فخاله المرزه علي الشيرازي يري في تفكيره شذوذا، و ينظر الي أقواله و أفعاله بعين الريبة، و كان ينصحه بضرورة تجنب مثل هذه الحركات، و يشفق عليه من أن تتطور به الحال الي نتيجة لا تحمد عقباها؛ و لما لم يجد في «ابوشهر» الجو الصالح له، و وجد في نفس ابن اخته ميلا و رغبة الي زيارة العتبات المقدسة في العراق؛ وافق علي أن يرسله الي كربلا و النجف حيث الهواء [ صفحه 11] النقي و صفاء البال من الاشتغال بمثل هذه الأمور، فكانت هذه هي الرحلة الثانية لعلي محمد، و كان عمره يومئذ عشرون عاما. أما الرحلة الأولي فكانت انتقاله من «شيراز» الي «ابوشهر» و هو ابن سبع عشرة سنة - كما قدمنا - و كان قد تزوج حين بلغ الثامنة عشرة من عمره بالآنسة سرية أخت المرزه سيد حسن، و رزق منها ولدا واحدا سماه أحمد توفي عام 1259 ه (1843 م) و هو العام السابق لاظهار دعوته.

الفكرة الباطنية

قلنا ان الفكرة الباطنية نشأت في القرن الثاني للهجرة، و أنها لم تكن وليدة التعاليم الاسلامية انما كانت عريقة في معتقدات الايرانيين، و دخلت كسائر المعتقدات الأخري بين تعاليم الاسلام، و أخذت شكلا علميا تبحث عنه كتب المعتقدات و الكلام الاسلامية، و وجدت لها أعوانا و أنصارا حينما تعددت المذاهب و تشعبت المعتقدات في القرنين الثالث و الرابع للهجرة، و لكنها اختفت بعد ذلك، ثم كان لها مظهر سياسي في الدولة الفاطمية بمصر. و بزوال هذه الدولة لم يبق لها في كتب اللاهوت و الكلام أي وجود الا أنها في جميع أدوار اختفائها لم تعدم وجود أشخاص يفكرون بها، و يبحثون عنها كلما وجدوا الي البحث فيها سبيلا. و قد جاء القرن الثالث عشر للهجرة النبوية، و التاسع عشر للميلاد، خاتمة نزاع بين فكرتين قديمة و حديثة هما: فكرة الاخبارية و فكرة الاصولية. و لم يقتصر هذا النزاع علي أصول الفقه و الأحكام حسب انما تسرب الي المعتقدات ايضا فكانت هناك آراء جديدة في ماهية المقلد و المجتهد «أي الرئيس الذي يتولي منصب الامام» و قد ألفت في ذلك مؤلفات عدة نقض [ صفحه 12] فيها كل رأي خصمه، و دخلت هذه المباحث أصول علم الكلام و الفلسفة اليونانية فأصبح الموضوع واسعا، و أصبح التفكير فيه يتطلب تعمقا في النظر، و وقوفا علي قواعد المنطق القديم. و كان للشيخ أحمد الاحسائي في بداية هذا القرن مكانة سامية و ذكري شهيرة في أندية العلم و محافل التدريس في كربلا و النجف و ايران لأنه كان «ترجمان الحكماء المتألهين، و لسان العرفاء و المتكلمين. غرة الدهر، و فيلسوف العصر، العالم بأسرار المباني و المعاني - الذي - لم يعهد في هذه الأواخر مثله في المعرفة و الفهم، و المكرمة و الحزم، وجودة السليقة و حسن الطريقة، و صفاء الحقيقة و كثرة المعنوية» [7] . و أصل هذا الشيخ الجليل من «الاحساء» الكائنة في الشمال الشرقي لبلاد العرب فنسب اليها، و تثقف فيها. فهو الشيخ أحمد بن زين الدين بن ابراهيم ابن صقر بن ابراهيم بن ظاهر بن رمضان بن راشد و كانت ولادته في رجب 1166( أيار 1753) [8] و لما بلغ الأربعين من عمره هاجر الي كربلا و النجف للزيارة و الاستزادة فأخذ العلم عن السيد بحر العلوم و الشيخ كاشف الغطاء، و نال منهما الاجازة حتي أصبح من المجتهدين، و حاز قصب السبق علي جميع أقرانه الذين أقاموا في هذين البلدين المقدسين، أو أتوا اليهما للزيارة، و اعترفوا له جميعهم بمقدرته الفائقة علي حل المعضلات الدينية و تأويل المتشابهات حتي قال عنه السيد كاظم الرشتي: «ان مولانا رأي الامام الحسن عليه‌السلام ذات ليلة وضع لسانه [ صفحه 13] المقدس في فمه. فمن ريقه المقدس و معونة الله، تعلم العلوم. و كان في فمه كطعم السكر و أحلي من العسل و أطيب من رائحة المسك، و لما استيقظ أصبح في خاصته محاطا بأنوار معرفة الله، طافحا بأفضاله، منفصلا عن كل ما هو مغاير لله، وزاد اعتقاده في الله في نفس الوقت الذي ظهر فيه استسلامه لارادة العلي. و بسبب ازدياد شوقه و الرغبة الشديدة التي استولت علي قبله نسي الاكل و اللبس أللهم الا ما يسد به حاجته الضرورية. [9] . و لما سافر «الاحسائي» الي ايران لزيارة الامام علي بن موسي الرضا (ع) الرابض في أرض طوس أخذ ينشر آراءه و مبادئه بين الناس فتلقاها البعض بايمان شديد حتي ان السلطان فتحعلي شاه دعاه الي طهران و النزول علي الحضرة الشاهانية فلبي الدعوة، و لكن بعد الانتهاء من الزيارة المقدسة. و لما عاد الي العراق و بلغ مرتبة الاجتهاد انتشرت آراؤه المخالفة لما اشهر في عصره، و حدثت له خصومات منوعة «و لما بلغ الشقاق و النفاق بينه و بين من خالفه من فضلاء العراق مبلغه الكافي و لم يمكنه رفع ذلك... فر منهم الي بيت الله الحرام، و سار بأهله و عياله و أبنائه و زوجاته، و باع كل ما عندهم من المصاغ و الحلي و الضياع مع ضعف بنيته و نفاذ قوته و كبر سنه و شدة خوفه. فلما بلغ بهم الي منزلة هديه و هي عن المدينة المنورة بثلاث مراحل أتته رسل الله سبحانه ودعته الي جوار الله... في اوائل سنة ثلاث و اربعين و مائتين بعد الألف هجرية... و دفن بالمدينة المشرفة في جوار الأئمة البقيع [10] . أجل كان الشيخ أحمد الاحسائي كمجدد للفكرة الباطنية، و مخرج لها [ صفحه 14] بصورة جديدة. فقد كان له مجلس درس في كربلا، و كانت له مؤلفات يتداولها قسم من طلاب العلم، و لكن فكرته - لما فيها من الغموض و الابهام، و لما يستعمله مؤسسها من العبارات المعقدة التي تري بحسب ظاهرها غير ملائمة لقواعد المذهب و أصول الدين - كانت ممقوتة، و كان الاعتقاد بها يعدمر وقا عن الدين و خروجا علي قواعد الامامية [11] و مع ذلك كله فقد كان له طلاب يلازمون درسه، و أعوان يترددون الي مجلسه، و آخرون يبثون الدعاية له هنا و هناك، و قد سمي هؤلاء بالشيخية نسبة الي الشيخ أحمد موضوع البحث؛ و كان السيد كاظم الرشتي في مقدمة اولئك الطلاب و الدعاة لأنه كان قد تلقي دروسه الاعتقادية علي هذا الشيخ نفسه، و مع أنه كان من أشد أنصاره فانه لم ير رأي شيخه بعد وفاته، و أخذ ينفرد بعده بآراء و افكار تختلف اختلافا جوهريا عن أفكار و آراء أستاذه الشيخ أحمد الاحسائي. أما أصل السيد كاظم الرشتي فمن «رشت» احدي مدن ايران الشهيرة، و كانت ولادته فيها عام 1205 ه (1790 م) و لما بلغ الثانية عشرة من عمره كان يقطن في «أردبيل» قريبا من قبر الشيخ صفي الدين اسحاق؛ جدالشاهات الصفويين. و في سنة 1231 ه (1816 م) جاء الي «طهران» لملاقاة الشيخ احمد الاحسائي و التتلمذ عليه، ثم رافقه الي «كربلا» و درس عليه. و لما اعتزم الاحسائي الي بيت الله الحرام علي النحو الذي ذكرناه فويق هذا أودع أمر تلامذته الكثر الي السيد الرشتي. فلما تلقي هذا السيد نبأ وفاة شيخه حزن [ صفحه 15] عليه حزنا عميقا، و وجد نفسه محاطا بخصوم يحصون عليه أنفاسه، و يهزأون بتعاليمه و أفكاره، فاستعان بالحاج محمد باقر الرشتي «أحد علماء ايران يومئذ» لتثبيت مقامه، و لما وصل «السيد علي محمد» الي كربلا انخرط في حلقة دروس السيد كاظم الرشتي، و تشبع بآرائه و أفكاره. و توفي السيد الرشتي في عام 1259 ه (1843 م) في «كربلا» و دفن فيها و ذلك قبل أن يعلن «السيد علي محمد» دعوته البابية بسنة واحدة. و الذي يجمل بنا أن نشير هنا اليه هو أن الفكرة الباطنية نظرا لما يحيط بها من غموض و ابهام، و نظرا لما في طرق تأديتها وتعاليمها من رموز و اشارات، قد يتعذر وجود شخصين متفقين فيها، و هذا ما جعل السيد الكاظم يخالف استاذه الشيخ أحمد في كثير من مبادئه، و يؤسس له طريقة جديدة عرفت بالطريقة الكشفية، و هذا بعينه أيضا هو الذي حدا بالسيد علي محمد الي أن يؤسس بعد مدة دينا جديدا رغم اتصاله الشديد بأستاذه الرشتي.

ظهور البابية

نقل في مصادر عديدة ان «السيد علي محمد» ظل يتردد الي مجالس «السيد كاظم الرشتي» و دروسه، و يستمع الي شروحه علي كتب الشيخ أحمد الاحسائي [12] . فذهل لاول مرة من أقوال الشيخ و شروح السيد، و دهش لعباراتهما و اصطلاحاتهما [13] و ظهر له ان لهذين الرجلين الكبيرين مسلكا يخالف مسالك الاصوليين. الا انه ما لبث ان استأنس به و أخذ يلازم مجلس السيد [ صفحه 16] الرشتي، و يستوضح ما كان يشكل عليه فهمه من تلك العباير، و الضماير، ثم انقطع فجأة و تغيب ردحا من الزمن اذا تفق مع بضعة نفر و وجهوا الي مسجد الامام علي (ع) في الكوفة و انقطعوا الي الرياضة المعروفة عند المرتاضين بالاربعينية، و بعد ان اتمها خرج من المسجد و هو في وضع غير اعتيادي، و عاد الي مجلس السيد الرشتي و هو شارد الذهن و في حالة انذهال، و صار يتكلم بألفاظ عدها تلامذة السيد كاظم خارجة عن منهج الشريعة، و مخالفة لقواعد السنة النبوية. فلاطفوه و جاملوه اولا، و جفوه و هجروه أخيرا فاذا به يدعو الناس الي نفسه، و يظهر من التقشف و الزهد ما أمال اليه كثير من السذج و غيرهم. و كان يخاطب المقربين اليه بأقوال غامضة مثل «فادخلوا البيوت من ابوابها» و كثيرا ما كان يسمعهم الحديث المشهور «أنا مدينة العلم و علي بابها» يعني بذلك ان الوصول الي الله تبارك و تعالي ممتنع و محال لأن الطريق مسدود، و الطلب مردود، الا عن طريق الرسالة و النبوة و الولاية، و لما كان الوصول الي تلك المراتب صعب و مستصعب أيضا، و لا يمكن ذلك الا بالوساطة فأنا تلك الواسطة الكبري. و كما لا يجوز دخول البيت الا من الباب فأنا ذلك الباب فعندئذ سمي نفسه «بالباب» و ما كان يشير بعد ذلك لنفسه الا بلقب «الباب» و ترك اسمه الاصلي و هذا سبب تسميته بالباب و أتباعه بالبابية [14] . هذه هي كيفية اعلان «الباب» دعوته. اما كتب البابية فتروي ان الباب [ صفحه 17] بعد ان حضر مجالس السيد كاظم الرشتي مدة آب الي متجره في «بوشهر» و اخذ يشتغل بتأليف الخطب و الادعية، فلما بلغته وفاة السيد المشار اليه في عام 1259 ه (1843 م) طوي بساط تجارته عائدا الي «شيراز» حيث عاد اليه احد اصحابه «الملا حسين بشروئي» من العراق فكاشفه بأمر الدعوة و كان أول المؤمنين به، و لهذا السماه «باب الباب» و كان ذلك في الساعة الثانية و الدقيقة احدي عشرة بعد الغروب من الليلة الخامسة من جمادي الاولي سنة 1260 ه (23 مايس 1844 م) فاعتبر هذا اليوم «عيد المبعث» اذ أظهر فيه «الباب» دعوته، و رفع بها الصوت جهرا، و كان عمره يومذاك خمسا و عشرين سنة و اربعة اشهر و اربعة ايام، و ما زال البابيون و البهائيون يحترمون هذا اليوم و يقدسونه و يحرمون فيه تعاطي الاشتغال بتة. [15] .

حروف الحي

استطاع «الباب السيد علي محمد ان يجمع حوله ثمانية عشر شخصا سماهم حروف «حي» فالحاء يعادل الرقم 8 بالحروف الابجدية، و الياء يساوي عشرة [ صفحه 18] و مجموع الحرفين (18) ثم علي هؤلاء تقاليد مشروعه و اساس معتقده. و هذه اسماء رجاله الثمانية عشر: 1- الملا حسين البشروئي 2- محمد حسن اخوه 3- محمد باقر الصغير ابن عمه 4- الملا علي البسطامي 5- الملا خدابخشي القوجاني المعروف بملا علي الرازي 6- الملا حسين بجستاني 7- السيد حسين اليزدي 8- المرزه محمد روضخاني اليزدي 9- السيد سعيد الهندي 10- الملا محمد الخوئي 11- الملا جلليل ارومي 12- الملا احمد ابدال المراغي 13- الملا باقر التبريزي 14- الملا يوسف الاردبيلي 15- المرزه هادي القزويني 16- المرزه محمد علي القزويني 17- الطاهرة المعروفة بقرة العين 18- الحاج محمد علي البار فروش المعروف بالقدوس. و لما كان الملا حسين البشروئي «نسبه الي مدينة بشرويه من اعمال خراسان» اول من آمن بالباب فقد رأي هذا (الباب) ان يرتحل داعيته الاول عن «شيراز» و يضرب في الارض مبشرا بالدعوة الجديدة و داعيا لها فالتفت اليه و قال: «يا من هو اول من آمن بي حقا انني انا باب الله، و انت باب الباب. و لابد و ان يؤمن بي ثماني عشرة نفسا من تلقاء انفسهم و يعترفون برسالتي و سينشدني كل منهم علي انفراد بدون ان يدعوهم احد اوينههم اليها. و عندما يتم عددهم يجب انتخاب احدهم لمرافقتي الي الحج الي مكة و المدينة و هناك ابلغ الرسالة الالهية الي شريف مكة ثم ارجع الي الكوفة، و في مسجد تلك المدينة اظهر الامر و عليك الآن ان تكتم - هذا - عن أصحابك و عن كل شخص آخر، و واصل الانقطاع في مسجد ايلخاني و واظب علي الدرس فيه و احذر ان تظهر مكنون هذا السر من سلوكك او هيئتك الي وقت مفارقتي [ صفحه 19] للحجاز، و سأعين لكل من الثمانية عشر نفس رسالته، و مهمته و سأعرفهم كيفية تبليغ كلمة الله و احياء النفوس» [16] . و سافر الملا حسين الي اصفهان، فكاشان، فقم، فطهران، فخراسان، للقيام بواجب الدعوة كما سافر الملا علي البسطامي الي كربلا و النجف. اما زملائهما «بقية حروف الحي» فانهم سافروا الي انحاء ايران المختلفة «و في وقت توديع الباب لحروف الحي امرهم فردا فردا ان يدونوا في قائمة اسم كل مؤمن اعتنق الامر، و سار حسب تعاليمه، و ان يضع كل منهم قائمته في خطابات مغلوقة مختومة و يرسلوها الي خاله حاجي مرزا سيد علي في شيراز ليبعث بها اليه و قال لهم «سوف ابوب هذ، الاسماء الي ثمانية عشر باب و اجعل كل باب يحتوي علي اسماء تسعة عشر شخص فيكون كل باب في مجموعه واحدا [17] فاذا اضيفت هذه الاسماء في ابوابها الثمانية عشر الي الواحد الاول الذي تكون من اسمي و اسماء الثمانية عشر التي هي حروف الحي فانها تكون عدد كل شي‌ء، و سأذكر اسماء جميع المؤمنين في لوح الله حتي ان محبوب قلوبنا ينزل عليهم بركاته التي لا تحصي في اليوم الذي يستقر فيع علي عرش مجده و يعدهم من سكان جنته» [18] و اكد «الباب» علي «بابه» الملا حسين البشروئي ان يبعث اليه بتقرير مفصل عن نتائج اعماله في اصفهان، و طهران، و خراسان، قائلا له: اني لن ابارح هذه البلاد علي للحج حتي يصلني خطابك. فلما تسلم «الباب» التقرير المطلوب في السادس و العشرين من رمضان 1260 ه (9 تشرين الاول 1844 م) قرر السفر الي مكة في الشهر التالي توا. [ صفحه 20]

سفر الباب الي الحجاز

اختلفت الروايات في المدة التي أقامها «الباب» في العراق؛ فالبابيون يقولون انها فوق الاربعة و دون الخمسة من الاشهر، و سائر المؤرخين يزعمون انها تجاوزت أربع سنوات بستة أشهر، و حيث ان عقيدة الشيعة الامامية هي ان ظهور المهدي المنتظر يكون من «مكة المكرمة» ما بين الركن و المقام، اعلن السيد علي محمد «الباب» عزمه علي السفر الي الحجاز، و اخذيعد العدة لهذا الغرض، و ما لبث ان ركب البحر في طريقه الي «جدة» و معه القدوس «الملا محمد علي البار فروشي» و خادمه الحبشي [19] و لما كانت السفن ترسو بطبيعة الحال في المدن الساحلية الكبيرة، و كانت «ابوشهر» في مقدمة هذه المواني‌ء فان السفينة التي كانت تقل «الباب» ما كادت تتعرض لاشتداد النوء و هياج البحر في رست في هذا الميناء فعادت ذكريات الوطن الي قلب الباب فأجل سفره الي الحجاز، و آثر المكوث في وطنه، و تفقد احوال معارفه و احبته، و لكنه لم يطل البقاء في هذا الميناء مدة حي حن الي مسقط رأسه «شيراز» فقصد تلك المدينة التاريخية، و نزل في دار خاله المرزه علي الشيرازي. اما البابيون فيدعون ان «الباب» قصد الحجاز في شوال 1260 ه (تشرين الاول 1844 م) و كان معه اقنومه الثامن عشر (القدوس) و خادمه «الحبشي» فأحرم في «جدة» و بلغ مكة علي ظهر الجمل، و بعد ان ادي مناسك الحج كتب رسالة الي شريف مكة يوضح فيها معالم رسالته «و لما كان الشريف المذكور مهمكا في الامور الدنيوية و المقاصد المادية لم يمل اذنه [ صفحه 21] لاستماع النداء الالهي» [20] و انه «الباب» قصد بعد ذلك المدينة المنورة فزار قبر الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله ثم قفل الي جدة فأبي شهر. و للدكتور مرزا محمد مهدي رئيس الحكماء الايراني رأي آخر في موضوع حج الباب و هو: «و قيل ان الباب سافر الي مكة حقيقة و لكنه هدأ هوسه هنا و خاف فلم يجرأ علي اظهار دعوته و لا اشكال في هذه الرواية» [21] .

حادثة شيراز

جهر السيد علي محمد بدعوته في ليلة الخامس من شهر جمادي الاولي سنة 1260 ه (23 مايس 1844 م) - كما قدمنا - و راح دعاته و انصاره يعلنون تأييدهم له؛ و يحرضون الناس علي الانضمام تحت لوائه. و لما لم تكن هذه الحركة تتناسب و المركز الديني لعلماء ايران، و كانت التعاليم التي جاء «الباب» بها مخالفة لاصول الدين الاسلامي الحنيف، فقد قامت قيامة هؤلاء الروحانيين في وجه هذه الدعوة، فنشرت الرسائل و الفت الكتب و القيت الخطب، و في جميعها من التفنيد للمبادي‌ء الجديدة ما فيها، و استحث رجال الدين رجال الدولة علي وجوب استئصال شأفة هذه البذور التي بدأت تهدد الامن في ايران، و تضعضع الايمان و العقائد في قلوب الناس، و لكن حصل من هذه المقاومة ان صار البسطاء و السذج يميلون الي هذه التعاليم جماعات و وحدانا فاذا ب «الباب» يعلن نفسه «بعد ان كان واسطة - بابا - للوصول الي الامام المنتظر» انه هو المهدي المنتظر، و ان جسم المهدي اللطيف قدحل [ صفحه 22] في جسمه المادي [22] و انه يظهر الآن ليملأ الارض قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا. و لم يكن في «العقائد البابية» و في تعاليمها السرية ما يمنع مثل هذا الادعاء فالامام مظهر من مظاهر الله في ارضه، و واسطة تبليغ للناس لانكشاف الحقائق له، فاذا حصل من هو في رتبته في الكشف فلا مانع هناك من ان ينال عين الرتبة، و هذا ما دعا «الباب» الي ان يظهر بمظهر ارقي من الدعوة السابقة، فيدعي انه افضل من محمد صاحب الدعوة الاسلامية العظمي، و ان تعاليمه التي جمعها في «بيانه» هي افضل من تعاليم نبي المسلمين في «قرآنه» و ان محمدا صلي الله عليه و آله اذا كان قد تحدي الناس باتيان سورة من سور الفرقان المبين فان «الباب» يتحدي الجميع باتيان باب من ابواب بيانه العظيم. و لما رجع «الباب» من «ابوشهر» أرسل «القدوس» اقنومه الثامن عشر الي وطنه و مسقط رأسه «شيراز» لدعوة علمائها و ابنائها الي الدخول في الدين الجديد فكان الملا صادق الخراساني العالم المعروف اول المؤمنين به و الداعين الي دينه. و كان «و الي شيراز» يومئذ حسين خان نظام الدولة التبريزي المشهور بصاحب اختيار معروفا بالغلظة و قوة الشكيمة فلما شكا العلماء اليه سوء الاحوال في «شيراز» بسبب حركة دعاة الباب؛ قدر لهذه الفتنة ظروفها، و التفت الي نتائجها و عواقبها، و لكنه لم يشأ الاسترسال مع التيار فيصدر اوامر [ صفحه 23] صارمة قد تكون مدعاة لفتنة ثانية. لهذا استدعي دعاة الباب اليه، و استنطقهم عن سفارتهم فلم يتلعثموا في اقوالهم، و لم يخفوا اسم باعثهم، و ادوا الرسالة حقها بجنان ثابت و لسان جري‌ء، فاستفتي الوالي العلماء الذين حضروا هذا الاستنطاق بشأنهم، فأفتي هؤلاء بكفرهم و وجوب قتلهم، و لكنه «الوالي» اكتفي بقطع «العصب العكبري» من كعابهم و نفاهم من «شيراز» و حذرهم من العودة اليها. و لم يكتف بذلك حسب، بل أرسل خيالة من حرسه الخاص الي «ابوشهر» جاءوا ب «الباب» مخفورا الي «شيراز» في 19 رمضان 1261 للنظر في امره فأنزله في دار ابيه التي ولد فيها، و امهله بضعة ايام لكي يهدأ روعه و يسكن جأشه و يستريح من و عثاء الطريق، و في ذات ليلة استحضره لديه سرا و بالغ في اكرامه و تبجيله مظهرا له عظيم أسفه علي ما فرط منه بحق دعاته، و توسل اليه ان يغفر له ذنوبه ليكون من أتباعه و الداعين الي دينه فانطلت هذه المظاهر علي «الباب» و انشرحت اسارير وجهه، و عندها طلب «الوالي» اليه أن يصدر أوامره الي دعاته بأن يكفوا عن العمل الي أجل قريب خشية قيام الفقهاء و نشوب الاضطرابات. ثم الف مجلسا حضره لفيف من الامراء و السراة و العلماء و الفقهاء، و أقنع «الباب» بالشخوص اليه أيضا لمناظرة رجال الشريعة في دعوته فكانت محادثات و مساجلات كشفت عن نوايا الحاكم، و أظهرت الباب بمظهر الثابت في دينه، و البصير في مذهبه، و اذا بالعلماء ينقسمون فمنهم من أفتي بقتله، و منهم من قال باختلال عقله. أما الوالي فقد أمر به فجروه من المجلس و أوسعوه ضربا مبرحا [23] . [ صفحه 24] و كان الشيخ أبوتراب «امام الجمعة في شيراز» مممن حضر هذا المجلس فأشار علي الحاكم ان يستتاب «الباب» اولا فاذا أصر علي دعواه نظر في امره في ضوء هذا الاصرار. و اذا ب «الباب» ينكر «أنه وكيل القائم الموعود او الواسطة بينه و بين المؤمنين» [24] فلم يسع الوالي الا ان يسلمه الي خاله المرزه علي الشيرازي علي أن يأتي به في يوم الجمعة الي المسجد الجديد ليعلن توبته علي رؤوس الاشهاد. فلما حل اليوم المذكور صعد «الباب» علي المنبر و قال: «ان غضب الله علي كل من يعتبرني وكيلا عن الامام أو الباب اليه، و أن غضب الله علي كل من ينسب الي انكار وحدانية الله أو اني انكر نبوة محمد خاتم النبيين أو رسالة أي رسول من رسل الله او وصاية علي اميرالمؤمنين او اي احد من الأئمة الذين خلفوه» [25] . و هكذا نجا «الباب» من عذاب مهين، و أمضي ردحا من الزمن في منزله بعيشة هادئة مع أسرته و والدته. فلما حل عيد النوروز في آذاره 1845 م «و كان قد وقع في اليوم العاشر من ربيع سنة 1261 ه» عاد سيرته الاولي فكتب الي دعاته في العراق بأنه لا يستطيع الشخوص اليهم كما وعدهم من قبل؛ كما طلب الي أعوانه في «ايران» أن ييمموا وجوههم شطر «اصفهان» لمواصلة الدعوة الي الامر الجديد فعاد الهياج الي «شيراز» و التحقيق في الموضوع و اذا بالسيد يحيي الدار ابي ابن السيد جعفر الدار ابي الملقب بالكشفي يصل الي «شيراز» موفدا من قبل الشاه ليحقق في سبب الاضطرابات التي كانت هذه المدينة العظيمة تموج بها فيقع في فخ الباب و يصبح من اخلص الدعاة له و اذا بالحاكم حسين خان يأمر بالقبض علي الباب و يودعه السجن تمهيدا لقتله [ صفحه 25] بعد محاكمته محاكمة صورية، و لكن شاء الله أن تنتشر الهيضة في «شيراز» سنتئذ و ان تفتك بأرواح الاهلين و الموظفين فتكا ذريعا فيختل النظام و تتعطل الاحكام، و يفقد الامن و تسود الفوضي، و اذا بحاكم «اصفهان» منوجهر خان الكرجي القوقاسي الذي دخل الاسلام حديثا يرسل من يخطف الباب من سجن «شيراز» و يأتي به الي «اصفهان» آمنا مطمئنا، و اذا بحاكم شيراز يعود الي مقر حكمه بعد زوال الهيضة و يجلي البابيين كافة عن ولايته مفرقا اياهم شذر مذر، فينتشر هؤلاء في كافة الانحاء و يظهروا أمر الباب للعباد فيميل الناس اليه من مختلف الطبقات.

الباب في اصفهان

يدعي البابيون أن «الباب» قرر الانتقال من «شيراز» الي «اصفهان» أثر انتشار مرض الهيضة في مسقط رأسه، و انصراف الحكومة الي توسيع المور الصحية لدرء الخطر الذي بدأ يهدد الاهين، و أنه هاجر من «شيراز» فعلا في صيف عام 1262 ه (1846 م) ميمما وجهه شطر «أصفهان» فلما اقترب من ضواحيها كتب الي حاكم الولاية منوجهر خان أن يعين له مكان الاقامة و كان دعاة الدين الجديد قد توغلوا في هذه الولاية مثل توغل زملائهم في «ولاية شيراز» ولقوا من حاكمها المذكور كل مجاملة و تأييد حتي أنهم صاروا يوزعون المنشورات، و ينشرون الرسائل، و يكثرون من تحبير التقارير الي سيدهم في «أبي شهر» ثم في «شيراز» و تبعهم خلق كثير من صعاليك الايرانيين و سراتهم. فلما تسلم الحاكم «منوجهر خان» رسالة «الباب» أوعز الي امام الجمعة في أصفهان، و هو يوئذ سلطان العلماء السيد مير محمد، ان يستقبل القادم و يضيفه في منزله، و يرحب به الترحيب اللائق بمن [ صفحه 26] ينتسب الي بيت المصطفي صلي الله عليه و آله. و كان متوقعا أن يزور الباب لفيف من العلماء و السراة، و الوجوه و الاشراف، و غيرهم من طبقات القوم ليقفوا علي حقيقة أمره، و يتثبتوا من صحة أقوال دعاته. و في ذات ليلة طلب امام الجمعة الي ضيفه «الباب» أن يفسر له سورة «والعصر» «و قيل سورة الكوثر» فأمسك هذا بالقلم و الورق، و أخذ يكتب بسرعة مدهشة و بدون أدني تأمل. و يقول العلماء الذين قرأوا تلك الاوراق: ان الباب شط فيها عن مراعاة قواعد اللغة في الاسامي و المباني، و حاد عن اصطلاحات الشريعة الاسلامية في الفحاوي و المعاني، مشيرا بها الي صدق دعوته و اثبات مهدويته فضج القوم و علت ضوضاؤهم، و توجهوا الي الوالي طالبين رفع هذه الغمة عن الامة فكان الوالي يراوغ و يخاتل ليستفيد الدعاة من الوقت في بث الدعوة للباب. و لما ازداد الهياج و حصل القيل و القال؛ اضطرب و خشي أن يؤول الأمر الي الثورة فأمر بجمع العلماء و الفقهاء و الحكماء في محفل عام شهده القاصي والداني من أهل أصفهان؛ و أحضر الباب أيضا؛ و طلب الي المجتمعين استنطاقه و اكتشاف دخيلة أمره ثم الحكم عليه بما يرونه صحيحا، و بعد مناظرات طال أمدها، حكم سبعون عالما و فقيها بكفر الباب و مروقه من الدين، و أفتوا بوحوب قتله، و لكن افتتن به في ذلك المجلس فقيهان كبيران هما: الملا محمد تقي الهراتي، و السيد حبيب الله، فلم يشاركا بقية العلماء و الفقهاء في حكمهم، و لا أقرا فتاواهم. أما امام الجمعة السيد مير محمد فقد كتب في ذيل هذه الفتوي هذه العبارة: «أشهد أني في مدة صحبتي مع هذا الشاب لم أجد أنه صدر منه أي عمل [ صفحه 27] يناقض أحكام الاسلام، و بالعكس لم أرمنه الا التقوي، و أنه شديد التمسك بأحكامه. و لكن تغاليه في الادعاء، و احتقاره لأمور هذا العالم تجعلني أعتقد أنه خال من العقل و الحجي» [26] . و لما تسلم الحاكم منوجهر خان هذه الفتوي قال للدين أفتوا بقتل الباب: ان التنفيذ ليس من حدود وظيفته، و أنه لابد من اشعار «حكومة طهران» بالحادث و انتظار أوامرها بالقتل و عدمه. و في الوقت نفسه أنه كبل الباب بالحديد علي مشهد من الحاضرين، و أمر بالقائه في غيابة الجب، و لكنه أطلق سراحه في ليلة ذلك اليوم؛ و استحضره خفية الي داره، و أسكنه في غرفته الخاصة، و في هذه الأثناء كثرت التقولات و الظنون حول مصير الرجل و ازدادت الأراجيف حول موقف الحكومة المحلية منه. و كان الحاكم كتب تقريرا مسهبا الي «طهران» بكل ما جري في «أصفهان» و شرح القضية شرحا وافيا لولاة الأمور في العاصمة، و ختم تقريره برأيه الشخصي في الموضوع و هو: ان تنفيذ فتوي العلماء في قتل الباب قد يؤدي الي ثورة محلية يقوم بها دعاته و أصفياؤه، و هم من الكثرة بحيث يصعب اخماد ثورتهم بيسر، و ان من الحكمة و سداد الرأي أن يبقي الرجل في سجنه حتي يخمد لهيب الموالين و بغض الناقمين فينظر في الأمر في ضوء هذه التجربة. و في الوقت نفسه أشاع الوالي بين أهل (اصفهان) أنه أرسل (الباب) الي (طهران) بناء علي أمر السلطان. و كان الشاه محمد شاهنشاه ايران مصابا بالنقرس اذا ذاك، و كان الوزراء يتوقعون حصول الوفاة له بين حين و آخر فاستصوبوا رأي الحاكم منوجهر خان و قرروا الابقاء علي الباب حيا في [ صفحه 28] سجنه و هكذا كان.

اعتقال الباب

و شاء الله أن يتوفي حاكم أصفهان منوجهر خان في ربيع لأول 1263 ه شباط 1847 م و أن يتولي الولاية من بعده ابن خاله «كركين خان» فاذا به يكتب الي حكومة طهران هذه الرسالة: «كان من المعتقد في أصفهان منذ أربعة أشهر أن معتمد الدولة سلفي قد أرسل السيد الباب الي مقر الحكومة الملكية بناء علي طلب جلالتكم. و قد ظهر أن هذا السيد قاطن الآن في عمارة خورشيد التي هي مقر معتمد الدولة الخاص، و اتضح أن سلفي قد أكرم السيد الباب في ضيافته واجتهد في اخفاء تلك الحراسة عن الناس و عن الموظفين في المدينة فمهما يري الآن جلالة الملك فاني أقوم حالا علي تنفيذه بنفسي» [27] . و قد استغرب الشاه قضية اخفاء «الباب» في دار «معتمد الدولة منوجهر خان» خلافا لأوامر الحكومة القاضية بسجنه فأمر بنقله الي «قلعة ماه كو» في «ولاية أذربيجان» بالقرب من «بايزيد» علي الحدود الروسية - الايرانية - العثمانية. و كانت القلعة معقلا منيعا و حصنا حصينا، كما أن معظم الجنود في هذه الولاية كانوا من عشيرة الصدر الأعظم الحاج ميرزا اقاسي الملقب بكهف الأداني و الاقاصي فلا خوف عليه من الهرب، و لكن نقل الرجل [ صفحه 29] الي هذه القلعة ولد رد فعل شديد في دعاته و أتباعه، اذ صاروا يجاهرون بأمرهم علنا، و يدعون الناس الي الدخول في الدين الجديد جهارا بعد أن كانت الدعوة تسير طي الخلفاء و الكتمان من قبل. يضاف الي ما تقدم أن الدعاة صاروا يصلون الي سيدهم بيسر و بطرق مختلفة حتي أخذ عدد الأتباع يزداد باضطراد لهذا أصدر الصدر الأعظم أمره بنقل السجين من «قلعة ماه‌كو» المذكورة الي «قلعة جهريق» و كتب الي رئيس الحراس فيها «يحيي خان الكردي» أن لت يسمح لأي أحد بمقابلة الباب أو التحدث اليه بأية صورة. و لكن حدث في السجن الجديد ما كان قد حصل في السجن القديم فقد توصل الدعاة الي مجلس الباب بطرق منوعة و نقلوا تعاليمه و الواحه الي أهل هاتيك الجهات، و استمالوا عددا منهم اليه و هكذا لبث «الباب» في «قلعة جهريق» حتي انتقل الشاه محمد الي رحمة ربه في سادس شوال 1264 ه (4 أيلول سنة 1848 م) و نودي بولي عهده و كبير أولاده «ناصر الدين» شاها علي ايران.

مؤتمر بدشت

علي أثر اعتقال السيد علي محمد «الباب» في «قلعة ماه‌كو» و ضرورة تحديد المبادي‌ء الشرعية التي جاء بها من الديانة الاسلامية، عقد، أقطاب البابية مؤتمرا في «بيداء بدشت» علي «نهر شاهرود» بين خراسان و مازندران في شهر رجب من عام 1264 ه (1848 م) حضره واحد و ثمانون قطبا بينهم باب الباب الملا حسين البشروئي، و الحاج محمد علي البار فروشي الذي عرف بعدئذ بالقدوس، و قرة العين زارين تاج التي سميت بالطاهرة في هذا المؤتمر، و المرزه حسين علي الذي تسمي هو أيضا بالبهاء «و صدر لوح من [ صفحه 30] الباب لكل من اجتمع في بدشت و صدر بالاسم الذي تسمي به أخيرا» [28] . و قد تناول المجتمعون البحث في هذين الأمرين الرئيسيين: أولا: انقاذ الباب من اعتقاله و نقله الي مكان آمن. ثانيا: وضع حد بين مبادي‌ء البابية و الدين الاسلامي. ففيما يتعلق بالأمر الأول تقرر «ارسال المبلغين الي النواحي و الأكناف ليحثوا الأحباب علي زيارة «الباب» في ماه كو؛ مستصحبين معهم من يتسني استصحابه من ذوي قرباهم و ودوهم، و ان يجعلوا مركز اجتماعهم ماه‌كو حتي اذا تم منهم العدد القيم الكافي طلبوا من محمد شاه الافراج عن حضرة الباب فاذا لبي الشاه طلبهم فيها و نعمت، و الا أنقذوه بصارم القوة وحد الاقتدار» [29] . و أما ما يتعلق بالأمر الثاني فقد ظهر بعد المذاكرات الطويلة أن معظم المؤتمرين «يعتقد بوجوب النسخ و التجديد، و يري أن من قوانين الحكمة الالهية في التشريع الديني أن يكون الظهور اللاحق أعظم مرتبة و أعم دائرة من سابقه، و أن يكون كل خلف أرقي و أكمل من سلفه فعلي هذا القياس يكون حضرة الباب أعظم مقاما و آثارا من جميع الأنبياء الذين خلوا من قبله، و يثبت أن له الخيار المطلق في تغيير الأحكام و تبديلها. و ذهب قلائل الي عدم جواز التصرف في الشريعة الاسلامية مستندين الي أن حضرة الباب ليس الا مروجا لها و مصلحا لأحكامها... و كانت قرة العين الطاهرة من القسم الأول لذا أصرت علي وجوب افهام جميع الأحباء و اشعارهم بأن للقائم مقام المشرع و حق التشريع، و علي وجوب الشروع فعلا في اجراء [ صفحه 31] بعض التغييرات: كافطار رمضان و نحوه. و أما القدوس فانه و ان كان علي هذا الرأي الا أنه كان متمسكا بالعادات الاسلامية» [30] «و بقي القدوس في مكانه قابضا علي سيفه المسلول، و علي وجهه علائم الغضب الشديد و كأنه ينتظر فرصة ليضرب الطاهرة الضربة القاضية فلم يحركها منظره المهدد بل كان يعلو وجهها الكرامة و الثقة التي ظهرت بها عند ابتداء دخولها أمام الجمع المحتشد... و وقفت مكانها و خاطبت الباقين من هذا الجمع غير وجلة و لا مهتمة بما حصل في قلوب أصحابها... و كان ذلك اليوم التاريخي و الأيام التي تلته قد أثرت في أخلاق و عوائد و حياة المؤمنين المجتمعين أعظم التغييرات الثورية فتغيرت طريقة العبادة تغييرا فجائيا كليا، و طرحت العبادات القديمة التي كان المتعبدون المخلصون يتبعون نظامها طرحا أبديا و حصل اضطراب عظيم» [31] «فعلا الضجيج من المسلمين، و أخذوا ينفضون من حولها و يتفرقون، و أما المذعنون لها فتعلقوا بأذيالها و صاروا يقبلون مواطي‌ء قدميها ثم سافرت مع الحاج محمد علي المذكور في هودج واحد، و تبعهما المريدون الي مازندران... الي أن وصلوا الي قرية بالقرب من قصبة هزار جريب و حطوا فيها الرحال للاقامة بضعة أيام ثم دخلت هي و الحاج المذكور الحمام للاستحمام ابتغاء الراحة من و عثاء السفر، و سمع بهم أهل القرية و بما هم عليه فتجمعوا زرافات و وحدانا و تسلحوا و هجموا عليهم، و فرقوا شملهم، و قتلوا منهم نفرا معدودين، و جرحوا جماعة و أخذوا أموالهم، و سلبوا أحمالهم ثم أطلقوا سبيلهم و هم عراة حفاة فافترقت قرة العين من زميلها، و توجه هو مع اتباعه الي بلدة بار فروش... و استمرت هي تقطع البراري و السباسب [ صفحه 32] بأراضي تلك الولاية؛ و تبشر الناس بظهور المهدي و تمر من قرية الي أخري ثم قبضت الحكومة عليها بعد مقاومة شديدة، و أمرت بحلق أطراف رأسها و ربطت بقية شعر قمتها بذنب البغل، و أتي بها مسحوبة علي هذه الحالة الي المحكمة، و صدر الحكم باحراقها حيه و لكن الحكومة أمرت بتأخير الاحراق الي ما بعد مماتها فخنقت ثم طرح شلوها علي النار فصار رمادا... و كان ذلك في شهر شوال سنة 1246 هجرية» [32] . و يروي المؤرخ البابي «النبيل» في ص 21 من كتابه «مطالع الأنوار» قصة مطولة عن كيفية اعدام «الطاهرة» خلاصتها أن «الطاهرة» سجنت في دار نسوة من المعجبين بعلمها و ذكائها في انتظار اعدامها فانصرفت الي العبادة و التبتل انصرافا تاما لابسة أنصع ثيابها و داعية الي الله أن يكون اعدامها بخنقها بمنديل حرير أعدته لنفسها و أن يطرح جسدها في بئر تملأ بالحجارة و التراب و قد استجاب الباري دعاءها فتم خنقها بمنديلها و القي بجسدها في [ صفحه 33] البئر التي تمنتها لنفسها غير آسفة و لا نادمة.

حوادث دامية

اشاره

أصدر الباب أمره «من محبسه في ماه‌كو» أن يسرع أصحابه الي أرض الخاء من ايران (أي خراسان) [33] و يعلموا يدا واحدة لنشر الأمر الجديد فوقعت ثلاث حوادث دامية لابد من شرحها قبل شرح ما جري للباب نفسه. و هذه الحوادث هي:

حادثة قلعة الطبرسي

يرقد المجتهد الروحاني الكبير العلامة الفضل بن الحسن الطبرسي صاحب تفسير «مجمع البيان» المتوفي سنة 552 ه 1157 م في جوار قلعة قديمة تقع في غابة مازندران تسمي اليوم «قلعة الطبرسي» تيمنا باسمه الكريم، و تنم أطلال هذه القلعة أنها كانت حصنا صغيرا أهمل مع الزمن فآل أمره الي الخراب. و لكنه احتل مقاما مرموقا و شهرة واسعة أثر تحصن البابيين فيه عام 1264 ه (1848 م) و تفصيل الخبر أن الحكومة الايرانية رأت - بعد وفاة السلطان محمد شاه في السادس من شوال 1264 و الرابع من أيلول 1848 - أن البابيين أسرفوا في االدعوة الي الدين الجديد، و أصبحوا خطرا علي أمن البلاد و هدوئها و أن الهيآت العلمية تضج منهم ضجيجا ذا بال، و أن الجمهور الايراني واقف لهم بالمرصاد فاعتزمت القضاء عليهم، و استئصال شأفتهم دون أن تحسب حسابا لتكتلهم و استبسالهم في سبيل عقائدهم. و كان الملا حسين البشروئي الملقب «باب الباب» قد شخص الي «بار فروش» في ولاية مازندران بعد اختتام جلسات «مؤتمر بدشت» و شرع في بث الدعوة [ صفحه 34] للباب بينما سافر زميله الحاج محمد علي «القدوس» الي «خراسان» في المهمة نفسها و لكنه ما لبث أن اتجه الي «بار فروش». و في مازندران كان فقيه جليل و جهبذ كبير تدين الولاية له بالولاء و الطاعة اسمه «سعيد العلماء» خشي اجتماع القطبين البابيين المذكورين في مدينة واحدة فأسر الي أتباعه أن يحولوا بينهما فكانت معارك حامية بين البابيين و المازندرانيين قتل فيها من قتل، و ذبح من أسر. فان الفريقين بعد أن تقاتلا في «مدينة بار فروش» ستة أيام أقاموا خلالها الحصون و المتاريس في الطرق و الخانات و البيوت و المرتفعات؛ اضطروا للانسحاب الي مسافة 15 ميلا في الجنوب الشرقي من تلك المدينة فتحصن البابيون في «قلعة الطبرسي» و ضرب الأهاون الحصار عليهم. و كان عدد البابيين الذين احتلوا القلعة 313 عدا بينهم أربعون فارسا فشرعوا في انشاء المعاقل و الحصون، و وسعوا في استحكامات القلعة حتي جعلوها مثمنة الشكل ذات ثمانية أبراج ضخمة و بنوا فوق كل برج معقلا من جذوع الاشجار الكبيرة، و جعلوا لكل معقل ثقوبا لفوهات البنادق و استرسال النظر. ثم أحاطوا القلعة بخندق واسع و فتحوا المعابر بينها و بين الخندق، و أقاموا المتاريس من وراء الجدران، و حفروا الآبار لتأمين المياه، و خزنوا مقادير كبيرة من الأغنام و الأبقار، و الحبوب المعايشة و نحوها، و جاءوا بألفي بابي من المنطقة فولو هم حماية القلعة من الخارج، و مشاغلة القوات الحكومية المزمع و صولها في حالة اعتزامها اختراق الحصار المضروب عليها. و لم ينس البشروئي واجب التبشير بالعقيدة فصار يرسل الدعاة الي الأطراف للايمان بالباب و نصرة المجاهدين في سبيله. و لما وصلت أنباء «مازندران» مسامع السلطان «ناصرالدين شاه» و بلغه [ صفحه 35] احتشاد البابيين في «قلعة الطبرسي» أصدر أوامره الي رؤساء تلك المنطقة بوجوب استئصال شأفة هذا الداء و اطفاء هذه النائرة. فاحتشد جمع غفير من الرؤساء و القادة، و السراة و أصحاب السيادة لمقاتلة المتحصنين، و لكنهم لم ينالوا منهم منالا، و فروا أمام هجاتهم الشديدة بعد أن منوا بخسائر كبيرة و لما انتشرت أنباء هذا الفرار في الولاية هلعت القلوب و ارتعدت الفرائص و أخذ الناس أهبتهم للدفاع عن أنفسهم، و القتال في سبيل دينهم. و في الوقت نفسه أمر جلالة الشاه عمه «البرنس مهدي قلي مرزا» بالشخوص الي «مازندران» مصحوبا بما يقتضي من القوات و المعدات لانقاذ الموقف و المحافظة علي شرف الحكومة و سمعتها. و لما وصلت هذه القوات النظامية الي «قلعة الطبرسي» حاولت اقتحامها و حمل المتحصنين فيها علي الاستسلام. و نشب القتال بين الطرفين فكان مريرا، و استبسل المحصورون - و لا سيما الملا حسين البشروئي - في الدفاع و النضال، و أظهروا من فنون الحرب و ضروب النضال ما حير العقول و أدهش الخصوم «و كم من مرة كان البشروئي يخوض غمار الحرب و يشق غبارها و يخترق الصفوف متلثما و السيف يلمع في يده فويل لمن كان يلاقيه في ذلك الوقت لأن الرجل لم يخطي‌ء له ضرب قط، و كان يفري به العضل و العصب و الأوتار و العظم فيقط خصيمه قطا أو يقده قدا، و كم من مرة كبس المعسكر ببعض مئين، و هزم العساكر فولوا عنه مدبرين. و كان البرنس يفر منه بملابس النوم فيحرق هو المعسكر و يرجع سالما. و دام الحال علي هذا المنوال مدة غير قليلة الي أن أصيب في احدي كبساته ليلا برصاصة [34] في تاسع ربيع الأول 1265 (1849) [35] فمات و دفن في [ صفحه 36] القلعة و محي آثار قبره لئلا يمثل به أعداؤه. فاستلم الرئاسة الحاج محمد علي القدوس بوصية منه، و أخذ يغير علي أعدائه بين الفينة و الفينة، و ينزل فيهم ضروبا من الخسائر. فقد دخل في نفوس البابيين أنهم يقاتلون في سبيل الحق لاعلاء كلمة الله في أرضه فلم يبالوا بكل خسارة منوا بها، و راحوا يستبسلون في كل معركة نشبت بينهم و بين خصومهم الأمر الذي حمل «البرنس مهدي قلي» علي طلب المزيد من العون العسكري من طهران، فأسرع الي نجدته قائد القوات الايرانية، سليمان خان افشار، و معه العدد العديد من الجنود و الأعتده، و شرع في قصف القلعة بالحمم و الأثقال، و ضيق الخناق علي المحصورين حتي أخذ الضعف يدب في نفوسهم، و لاذ ثلاثون منهم بالمعسكر الحكومي بعد الاستئمان. و لكن حدث ان قتل بعضهم غيلة فارتد الباقون علي أعقابهم فقتلهم البابيون لارتدادهم عن دينهم. و لما طالت أيام النضال، و أوشك العتاد علي النفاد، ارتأي «البرنس مهدي قلي» أن يفاوض البابيين في موضوع انهاء القتال صلحا. فكتب علي المصحف الشريف شرحا يهادن فيه المحاصرين، و يعدهم بتركه اياهم أحرارا اذا استسلموا، و بعث به اليهم فرحب القدوس بالفكرة بعد أن نفذت المؤن لدي أصحابه و صاروا يأكلون الحشائش و الأوراق الخضر فسار و صحبه الي المعسكر الحكومي، و لما دنا منه توجه و ثمانية من الرؤساء الي دار البرنس فحلوا ضيوفا عليه. و ذهب الباقون الي مقر الجيش، و كان عددهم يزيد علي المأتين بقليل فاستنطقهم أمراؤه بأمر الدين الاسلامي فعدل فريق منهم عن دين الباب، و تشبث به الأكثرية كل التشبث فقرر الأمراء ابادتهم جميعا فضربت أعناق بعضهم و قتل البعض الآخر بالرصاص. أما [ صفحه 37] القدوس و صحبه الثمانية فانهم نقلوا الي «بار فروش» فتسلمهم العلماء، و قتل القدوس أبشع قتل، و استطاع نفر صغير أن يفدي حياته بالمال ليقص علي الناس حوادث القلعة الرهيبة التي بدأت في اوائل شهر ذي القعدة 1264 ه و لم تنته الا في أواخر جمادي الثاني. و تقدر الحكومة قتلي البابيين في هذه الحوادث بألفين و خمسائة، و قتلي الأهلين و العسكريين بخمسمائة. أما المصادر البابية فتعكس هذه الأرقام و تقول ان ضحايا البابيين لم تتجاوز الخمسمائة قتيل علي حين أن ضحايا الجيش و الأهلين تقرب من ثلاثة أمثال ذلك:

حادثه نيريز

Nayris نيريز اسم مدينة صغيرة واقعة جنوب ايران تابعة لولاية شيراز و هي بغير «مدينة تبريز» العظيمة الواقعة في الشمال من ايالة آذربيجان لما وصل الملا حسين البشروئي الي «شيراز» عام 1260 ه لبث الدعوة للباب؛ قامت قيامة علماء هذه الولاية، و أمطروا البلاط الشاهاني في طهران و ابلا من برقيات الاحتجاج و الاستنكار، فندب العاهل الايراني السلطان محمد شاه العالم المعروف السيد يحيي بن السيد محمد جعفر الكشفي الشهير بالدارابي «من مدينة داراب» للشخوص الي شيراز، و التحقيق في هذه الشكاوي عن كثب، فاذا بالسيد الدارابي يقع في الفخ، و يصبح من أتباع الباب و دعاته بعد أن اجتمع به مرارا، و اكتشف دخيلة أمره فيسي‌ء عمله هذا وقعا في نفوس علماء شيراز و يناصبونه العداء. و اختار الدارابي بمرور الزمن الاقامة في مدينة «يزد» فبلغها في غزة جمادي الأولي 1266 ه (1850 م) و أخذ يفاتح جلساءه في الامر الجديد فأمال [ صفحه 38] اليه عددا من المعارف و الاصحاب، و كان من الطبيعي أن يخاصمه لفيف من السكان، و أن تنقسم (يزد) علي نفسها مما اضطر حاكمها الي اتخاذ التدابير التي تتطلبها صيانة الأمن في المدينة، و من ذلك أنه أمر بمحاصرة بيت الدارابي ليحول دون دخول أحد عليه، ثم طلب اليه الرحيل من «يزد» قبل أن يتفاقم الحال، و اذا بالبابيين يتجمعون من هنا و هناك، و يصطدمون بالحرس الحكومي فيسي‌ء عملهم هذا بقية الأهلين، و يؤدي الي اشتباكات مسلحة يقتل فيها عدد غير قليل من الطرفين، و يتسلل الدارابي الي مدينة نيريز Nayris و كان حاكم نيريز «زين‌العابدين خان» قد حسب للقادم الكبير الحساب اللازم فقرر اعتقاله و ابعاده الي الخارج، و لكن «الدارابي» أسرع و معه اثنان و سبعون من أشجع خلصائه الي التحصن في «قلعة نيريز» و أخذوا يشيدون المعاقل و الأبراج فيها، و يقيمون المتاريس و وسائل الدفاع حولها، و يذخرون ما في وسعهم اذخاره من عتاد و أرزاق علي نحو ما جري في «قلعة طبرسي» المار ذكرها، و في «قلعة زنجان» الآتي بحثها. ثم أخذت القوات الحكومية تتوارد للقضاء علي هذا العصيان قبل استفحال أمره، و استمرت المصادمات بين الطرفين بمرارة و فظاعة. و أدرك الامير فيروز مرزا حاكم ولاية شيراز «و نيريز من توابعها» خطورة الحالة التي نشأت في «نيريز» من جراء التجاء الدارابي اليها، و انقسام الاهلين فيها و خشي أن تتطور الأمور الي ما لا تحمد عقباه فاهتم بتقارير زين‌العابدين خان، و أمده ببعث عسكري لجب حصار المتحصنين في القلعة و اشتبك معهم في حرب ضروس استبسل فيها البابيون استبسالا عظيما فاحتفظوا بقلعتهم، و شلوا حركة الجيش النظامي حتي خلا معسكرهم، و كان منظره [ صفحه 39] موحشا عند ما رجع المنصورون الي القلعة ظافرين حاملين معهم الجرحي و ما يربو علي الستين قتيلا [36] . و لم ير قائد القوات الايرانية بدا من الالتجاء الي سياسة الملاينة و المخادعة فكاتب السيد الدارابي في موضوع انهاء القتال صلحا، و السماح للمعتصمين في القلعة بالعودة الي أماكنهم. و ما كانت الذخيرة في القلعة قاربت النفاد فرحب السيد المذكور بالعرض الرسمي المزبور، علي الرغم من عدم اطمئنانه لحسن نيات القائد، و توجه مع خمسة من أصحابه الي المعكسر فأنزلهم القائد منزلا حسنا ثم وجه الي الحصن من قتل المعتصمين فيه، و دك الحصن دكا. و لم ينج من القتل الا من فدي نفسه بالمال. أما السيد يحيي الدارابي فانه قتل في الثامن عشر من شعبان 1266 ( 1850 م) ثم سلخ جلده و حشي تبنا و ارسل الي طهران و هكذا «أخمدت نيران هذه الثورة بقتل السيد يحيي مع ثلاث مئة و أربعة و خمسين رجلا من أتباعه، و مئة و اثنين و تسعين رجلا من جنود الحكومة في حومة النزال، و أسر ثلاثون رجلا من عظماء البابية و ولدان للسيد يحيي، و قتل هؤلاء أيضا دون الولدين بشيراز لانتسابهما لآل بيت النبوة» [37] . علي أن البابيين في «نيريز» اعتبروا زين‌العابدين خان هو المسؤول عن هذه الكارثة التي نزلت فيهم، و ليس الأمير فيروز خان حاكم شيراز «و أخذوا يتحينون الفرص لقتله. فبينما كان زين‌العابدين خان ذات يوم في طريقه الي الحمام اذ تمكنوا منه و قتلوه ثم قفلوا راجعين الي منازلهم. و لما كان أمرا ضروريا أن تنشأ فتنة جديدة من جراء هذا الفتل؛ احتشد سواد عظيم من البابية و أخذوا يتأهبون لما عساه يطرأ من الطواري‌ء و يهيئون أسباب الحماية و الدفاع، [ صفحه 40] و وقفوا مرثقبين ورود الجيش الزمع أن تأمر الدولة بسوقه اليهم من شيراز» [38] فلما وصل هذا الجيش الي «نيريز» استؤنف القتال فاعتصم البابيون في الجبال و أبلوا في النضال و الدفاع و لكن القوات الحكومية أحاطت بهذه الجبال و طوقتها من جميع أطرافها ثم أبادت البابيين عن بكرة أبيهم. فكانت ثاني نكبة تخل بهم.

حادثة زنجان

كان الملا محمد علي الزنجاني الشهير بالحجة أحد أبناء مازندران الذين آمنوا ب (الباب) و نذروا أنفسهم لنصرة تعاليمه الجديدة. و كان تحصيله العلمي في النجف قد ساعده علي تفهم مبادي‌ء الشيخية و الكشفية فلم ير كبير عناء في اعتناق أصول البابية. و قد شق ذلك علي علماء زنجان - و هو منهم - فشكوا البابيين، و في ضمنهم الحجة، الي حاكم الولاية عسي أن يوقع فيهم، و ينقذ البلاد من حركتهم، و لكن الحاكم شعر بخطورة الامر فنقله الي الحضرة الشاهانية في العاصمة الايرانية في تقرير مسهب أثار غضب العاهل الايراني الشاه محمد فاستدعي الحجة الي عاصمته و لما اجتمع به وجده علي جانب عظيم من الدعة و المعرفة و قوة المنطق. و هكذا استطاع الرجل بما عنده من سعة الاطلاع و قوة الاقناع ان يزيل من ذهن الشاه ما علق به نحوه، و أن يعود بعد وفاته الي زنجان عودة الفاتحين المنتصرين، فشقت هذه العودة علي علماء زنجان، و انتهزوا تبوء ولي العهد ناصر الدين شاه أريكة الملك فاستأنفوا مراجعاتكم و شكواهم لدي السلطات العليا للتنكيل بالبابيين و القضاء علي نشاطهم، و اذا بحرب دينية تستعر نارها في زنجان بين البابيين و خصومهم، [ صفحه 41] و تهدر فيها دماء الأبرياء و المتخاصمين علي حد سواء، فيلجأ الحجة و مريدوه الي احتلال نصف المدينة و يستولون علي قلعتها الشهيرة، و يشرعون في تحكيمها تحكيما منيعا ليحولوا دون وصول القوات الحكومية الي القسم الذي احتلوه من زنجان. و من ذلك أنهم قسموا القلعة الي تسعة عشر قسما، و شيدوا في كل قسم حصنا خصصوا له تسعة عشر فتي من أشجع فتيانهم المقاتلين، و صاروا يتناوبون الحراسة علي هذه الصورة. و انما اختاروا هذا التقسيم علي هذا النحو تيمنا بعدد حروف الحي المقدسة لدي هذه الطائفة. و ذاعت أخبار زنجان في كافة أنحاء ايران، و صارت حديث الخاص و العام في كل مكان، و لا سيما بعد أن منيت قوات الحكومة بخسائر فادحة في اشتباكاتها المتسلسلة فقررت الحكومة القضاء علي هذه الحركة قضاء مبرما مهما كلفها من تضحيات، و ندبت لذلك محمد خان الكيلاني أحد أركان الجيش الايراني، و زودته بالرجال و المال و العتاد، و خولته سلطات واسعة للقضاء علي العصيان. و لما وصل القائد المذكور الي «زنجان» وضع خطة محكمة لضرب المتحصنين بأقرب وقت و أقل خسارة، و ماهي الا أيام معدودات حتي أصيب الحجة الزنجاني برمية أحد الجنود، و مات في الخامس من ربيع الأول 1267 ه (1851 م) موصيا بالرسائة علي اصحابه الي «دين محمد وزير» فرأي القائد الكيلاني أن يعرض علي خليفة الحجة الأمان لمن يستسلم من البابيين، و السماح له بالعودة الي اهله. فشطرت حركته هذه القوم و قال أحدهما بوجوب انتهاز الفرصة و انهاء القتال، و أصر القسم الآخر علي ضرورة الاستمرار في القتال حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا. و هكذا التحم الجمعان في معركة استمرت سبعة أيام، و انتهت باقتحام جند الحكومة للقلعة، [ صفحه 42] والفتك بالمتحصنين فيها فتكا ذريعا، فقتل من قتل، و نجا من تاب و استغفر أما الذين وقعوا في الاسر من رجال و نساء و أطفال فقد قتلهم الجند فكان قتلهم مدعاة نقد شديد حتي من خصوم البابيين. [39] . لقد استمرت «ثورة زنجان» سبعة أشهر فقتل فيها من البابيين - علي أصح الروايات - نحو الفين و خمسمائة في الحرب، و نحو 170 في الأسر بينهم 35 امرأة، و من الجيش (390) فارسا و 54 راجلا و أربعمائة متطوع و نحو ستمائة من الأهلين فيكون المجموع (1444) شخصا.

التمهيد لقتل الباب

أقام «الباب» السيد علي محمد في «قلعة ماه‌كو» تسعة أشهر كوامل، علي اصح الروايات، فلما اتخذ «مؤتمر بدشت» قراره في شهر رجب 1264 بوجوب انقاذ الباب من معتقله هذا، أمرت الحكومة بنقله الي «قلعة جهريق» و اتخذت التدابير المقتضاة للحيلولة دون اتصال أي أحد به. و لكن الرجل لم يكن منسيا في الخارج فقد كان له أنصاره، و كانت الدعاية له لا تزال باقية و لم يكن للجمهور حديث آنئذ غير حديثه. أما علماء الدين فانهم لم يكتفوا بما انزلته الحكومة به من ضروب المضايقة، فأجمعوا علي وجوب استئصال شأفة دعوته، و اعادة الأمن الي نصابه، و تطمين النفوس التي اضطربت من أجل معتقداته. و كانت دعوة العلماء هذه تلاقي رواجا عظيما لا من قبل الرأي العالم حسب، بل حتي من قبل السلطات الحكومية. و كان ولي عهد ايران «ناصر الدين» يشغل حاكمية أذربيجان في ذلك الوقت، فكان من أشد الناس رغبة في قمع هذه الفتن و قطع دابر هذه القلاقل [ صفحه 43] و الاضطرابات، و ذلك بالقضاء علي الباب و صحبه، و قبر تعاليمه و مبادثه في لحد عميق. الا أن هناك ظروفا كانت تحول دون تنفيذ رغباته. و مع هذا فقد أمر باحضاره من «قلعة جهريق» و عقدله مجلسا خاصا حضره لفيف من العلماء و الفقهاء أمثال رئيس الشيخية الملا محمد المامقاني، و نظام العلماء الملا محمود و شيخ الاسلام المرزه علي أصغر و غيرهم، و طلب اليهم مناظرته و مناقشته و تقرير مصيره، فابتدره نظام العلماء قائلا: «من تكون و ما هو ادعاؤك و ما هي الرسالة التي أتيت بها؟» فأجاب الباب ثلاثا: اني أنا الموعود، و أنا الذي دعوتموه مدة الف سنة، و تقومون عند سماع اسمه، و كنتم تشتاقون للقائه عند مجيئه، و تدعون الله بتعجيل ساعة ظهوره. الحق أقول لكن ان طاعتي واجبة علي أهل الشرق و الغرب... و رأي نظام العلماء أن الأحسن هو الاعتراض علي رسالته علنا فقال للباب: ان الدعوة التي تقدمها الآن هي دعوة خطيرة فيجب أن تدعمها بالدليل القاطع. فأجاب الباب ان أقوي دليل و أقنعه علي صحة دعوة رسول الله هو كلامه كما دلل علي ذلك بقوله: ألم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب. و لقد آتاني الله هذا البرهان ففي ظرف يومين و ليلتين أقرر اني اقدر ان اظهر آيات توازي في الحجم جميع القرآن» [40] . ثم جرت مناقشات خارجة عن صدد الدعوة قال عنها الدكتور ميرزا محمد مهدي، و هو من خيرة الامامية الاثني عشرية: «ان القوم لم يحسنوا السير في محاكمة الباب و مناظرته بهذه الاسئلة الفجة [ صفحه 44] كما ان الباب لم يحسن التصرف بأجوبة لا دليل فيها و لا حجة. لأن الرجل كان يدعي النبوة و الرسالة و التشريع، و هؤلاء يمتحنونه بالصرف و النحو و المعاني و البيان و البديع، فليت شعري كيف غفلوا في ذلك اليوم عن واجبات الانتقاد علي اساس احكامه، و تقاعسوا عن القيام بلوازم التجريح و الانتقاد علي قواعد شريعته، و عدم موافقتها و مطابقتها في حال من الاحوال علي الناموس الطبيعي الالهي السائد في البشر» [41] . و علي اي فان «ولي العهد» سأل الفقهاء و العلماء في امر الباب بعد هذه المناظرات. اما الفقهاء فرأوا كفره و وجوب قتله، و اما غيرهم فحكموا عليه بالعته و البلاهة، و لزوم تعييره و تحذيره و تقييده. فاستصوب الحاكم الرأي الأخير، و امر الباب فطرح ارضا و بعد ان ضرب علي قدميه اخدي عشرة مرة اعيد الي قلعة جهريق فكتب رسالة بخطه الي ولي العهد يعلن فيها توبته و استغفاره فعرفت رسالته هذه بال «توبتنامة» و هي محفوظة الي الآن في خزانة المجلس النيابي في طهران و قد نشرها الپروفسور ادور براون في ص 256 من كتابه و ان لم تكن مؤرخة او مختومة و هذا نص تعريبها: روحي فداك! الحمد الله كما هو أهله و مستحقه الذي غمرت ظهورات فضله و رحمته كافة عباده في جميع الظروف و الحمد لله ثم الحمد الله الذي جعل الحضرة (يريد ولي العهد ناصر الدين شاه) ينبوع شفقته و رحمته الذي عطف علي المجرمين و رحم البغاة الآثمين أشهد الله ان ليس هذا العبد الضعيف اي هدف يخالف رضا رب العالمين او رضا اهل البيت اجمعين. ان وجودي بالذات و ان كان ذنبا صرفا لكن قلبي مفهم بتوحيد الله جل شأنه و مؤمن بنبوة رسوله و ولاية أهل بيته، و ان لساني مقر بكل ما نزل منه تعالي جلاله، و اني لم اتبع غير رضاه، و ان كانت قد ظهرت و جرت من قلمي كلمات مخالفة لرضاه فانها لم تكن بمثابة عصيان. و مهما كان الأمر فاني مستغفر و تائب الي حضرته اذ ليس لهذا العبد اي علم بما ينسب اليه من دعوي استغفر الله و اتوب اليه من ان ينسب الي مثل هذا الأمر و ان بعض المناجاة التي جرت علي لساني لا تشكل دليلا علي اي امر كما ان ادعاء النيابة عن حجة الله عليه‌السلام نيابة خاصة انما هو ادعاء باطل محض و ليس لهذا العبد مثل هذا الادعاء او اي ادعاء آخر فاسترحم من الطاف الحضرة الشاهنشاهية و من ذلك الحضرة أن تشملوا هذا المخلص بألطافكم و رحمتكم و السلام عليكم [42] . [ صفحه 45] و في وسط هذه الاضطرابات التي كانت تموج بها ايران توفي السطان محمد شاه في 6 شوال 1264 ه و 4 أيلول 1848 م، و اعتلا سرير الملك ولده و ولي عهده ناصر، فلما حدثت واقعتا «قلعة طبرسي» و «نيريز Nayris «و وجد الفتن تثور من هنا و هناك، و المعارك تدور داخل المدن و القري، و الحالة تغلي غليان المرجل، فمن قتل و نهب، الي ذبح أطفال و حرق نساء، فانتهاك حرمات و تمثيل بالشيوخ و العجزة، و الشعب منقسم علي نفسه، و الدسائس الأجنبية تكيد له و تعمل علي اضعاف مركزه. لاحظ «ولي العهد» أن التبريكات التي وردت علي ابلاط الايراني و تهنؤه باعتلائه سرير الملك كانت مشفعة بالتذمر من الحالة التي وصلت اليها البلاد، و مصحوبة بالاستياء من الدعوة البابية، فصمم الشاه الجديد علي استعمال العلاج الاخير، و قطع دابر هذه الفتن باستئصال شأفتها فورا. و لما فاتح الصدر الاعظم المرزه تقي خان أمير أتابك الفراهاني بذلك. و أنكر علي سلفه و وزير والده المرزه تقي خان آقاسي اكتفائه بسجن الباب و حجبه عن الناس الأمر الذي أدي الي افتتانهم به و ميل فريق منهم اليه بينما كان عليه أن يأمر بجبله الي طهران، و يسمح للجمهور بمعاشرته و مناظرته فتتضح لهم سيرته و معتقداته و يكون الاعراض عنها أمرا طبيعيا نقول لما فاتح الشاه الجديد رئيس وزرائه الحديث في موضوع «الباب» بما تقدم تهلل وجه الصدر الفراهاني بشرا فأيد سيده بما أبداه، و عرض علي الحضرة الشاهانية ضرورة قتل الباب، و تخليص البلاد و العباد منه فاستصوب الشاه هذا العرض، و أمر أحد مؤتمنيه سليمان خان الافشار بالسفر الي تبريز حاملا الي عمه البرنس حشمت الدولة حمزة مرزا و الي أذربيجان الارادة الملكية المقتضاة للقتل. [ صفحه 46] و كان من حزم ناصرالدين شاه و بعد نظره أنه لم يبح القتل بدون اقامة الحجة فطلب الي الوالي أن يجمع الباب بكبار العلماء و رجال الدين ليناظروه و يحاجوه في آرائه لآخر مرة عسي أن يجدوا منه عدولا عن عقائده، و رجوعا الي سبيل الرشاد. فلما أعلن الوالي ورود أمر الشاه، و طلب الي الفقهاء و العلماء أن يناظروه للمرة الاخيرة؛ امتنعوا عن ذلك قائلين: ان رجل اليوم هو رجل الامس، و طالما ناقشناه و ناظرناه و لكن دون جدوي. فلما رأي الوالي هذا الصدود «عقد مجلسا عرفيا من أعيان الموظفين و مأموري الحكومة» [43] . أقروا أمر الاعدام علي أن يشمل «الباب» و كاتب وحيه السيد حسين اليزدي و أحد الغلاة في حبه السيد محمد علي الزنوزي [44] .

تنفيذ حكم الاعدام

و في صبيحة يوم الاثنين الموافق 27 شعبان 1265 ه (يوليو 1849 م) أخذ الثلاثة المذكورين مع شرذمة من الجند و الحراس الي بيت الحاج مرزا باقر المجتهد رئيس العلماء الأصوليين فأفتي بقتلهم، ثم أوصلوهم الي دار رئيس الشيخية الملا محمد الممقاني. و بعد الاستنطاق أيد الفتوي كما أيدها السيد علي الزنوزي، و عندها أصدر الوالي أمره بتشهير الباب فطافوا به من المعابر و المسالك الشهيرة حتي وصلوا ميدان سرباز خانه‌ي كوجك «اي الثكنة العسكرية» و كانت الساجة غاصة بمن حضر لمشاهدة التنفيذ، و كان الكل مشفقا علي المحكومين، و اعظا لهم، راجيا منهم العدول عن فكرتهم، و أن لا يكونوا سببا لسفك دمائهم في بلد اشتهر باكرام السادة و الاشراف فأبوا الا السيد حسين اليزدي كاتب وحي الباب فانه لما رأي المنظر أخذه الرعب [ صفحه 47] و الخوف، و ما لبث أن أظهر التبري‌ء من الباب و اخذ يمطره سبا و لعنا [45] فأطلق سراحه، و أتي الحراس بوتدين من الحديد و دقوهما علي جدار بين حجرتين من حجرات الثكنة العسكرية ثم تقدم الجند الموكل اليهم تنفيذ الاعدام «و كانوا من فرقة بهادران المسيحية» [46] تقدموا الي الباب و صاحبه السيد محمد علي الزنوزي فنزعوا من رأسيهما عمتيهما، و شدا بحبل من القنب، و علقا علي ارتفاع من الارض، فكان مشهدا مريعا و منظرا رهيبا. أما ملامح الباب فكانت تدل علي ما يساوره من القلق و الندم الا أن العزة كانت تمنعه من التصريح بما يتراءي له. و أما السيد الزنوزي فكان رابط الجأش، قوي الايمان. و بين هذه الخواطر المتباينة رفع رئيس الجند اشارته باطلاق الرصاص فدوت البنادق في الفضاء متجهة الي حيث تستهدف روحين دعتهما العقيدة الي التضحية في سبيلها، فاكتنف الجثتين دخان كثيف، و ساد الناس سكون عظيم، و رجفت القلوب، و ارتعدت الفرائص، و تقطعت حبال المشانق ترمي عنهما جسمين يتخبط أحدهما بدمه و هو يقول «هلا رضيت عني يا مولاي؟» كانت تلك كلمة الملا محمد علي أحد المؤمنين بالباب، و الذين لم يسلوه حتي الساعة الاخيرة من الحياة، و حتي الي درجة التضحية دونه. و لما جاء الجند لحمل الجثتين لم يجدوا جثمان الباب فتسرب الظن الي بعض ضعاف الايمان، و خامرهم الشك، و كادوا أن يؤمنوا بأن المهدي الذي بشر بالعقيدة البابية قد غاب الا أنه سرعان ما وقف أحد الجنود علي ختله فقد صادف أن أصابت رصاصة الحبل الذي علق الباب به [ صفحه 48] فقطعته، و دخل الباب احدي الحجرات لهذا جي‌ء به للمرة الثانية و علق بالحبل من جديد، و أطلق الرصاص عليه، فأصيب ببضع و عشرين رصاصة، و صار بدنه كالشباك كله ثقوب ما عدا وجهه فانه كان سليما. ثم ربط الجند الجثتين و جروهما الي الميدان، و ألقواهما الي خندق في خارج المدينة، فبقيتا فيه ثلاث ليال حتي أكلتهما الطيور الجارحة علي ما يقوله المسلمون. و تدعي البابية في كتبها و مقالاتها و أسانيدها أن الرصاص لم يصب «الباب» و لا أصاب صاحبه، و أن جمهور المتفرجين تعجب كثيرا لهذه الظاهرة و عدها معجزة للباب، و ان السر تيب سام «قائد الحامية» صعق لهذا الأمر فأوعز الي رجاله أن يتركوا المعسكر في الحال، و ان ضابطا آخر اسمه أقاجان خمسه تطوع لتنفيذ الحكم فجاء بسريته و علق الباب و صاحبه مرة أخري بنفس الكيفية السابقة، و علي نفس الحائط الذي وضعا عليخ في المرة الأولي، و أن الرصاص مزق الجسدين اربا، و اختلطا كتلة واحدة لحما و عظما، و انه في نفس اللحظة التي أطلق فيها الرصاص جاءت زوبعة قوية غير عادية، و انتشرت في كل أنحاء المدينة زعازع ترابية كثيفة مخيفة حجبت نور الشمس، و حجبت عيون الناس حتي لم تر شيئا، و بقيت المدينة في ظلام حالك من الظهر الي الليل، و ان عملية الاعدام تمت في 28 شعبان 1266 ه (9 يوليو 1850 م) و ليس في 27 شعبان 1265 كما تدعيه سجلات الحكومة الايرانية و جمهور المسلمين، و كان عمر الباب يوم اعدامه احدي و ثلاثين سنة قمرية و سبعة أشهر و سبعة و عشرون يوما من يوم ميلاده في شيراز، و أن جثتي القتيلين نقلتا من ساحة المعسكر الي خندق في خارج المدينة فصورهما قنضل روسية في تبريز ثم جاء الحاج سليمان خان بن يحيي خان فانتشلهما بسماعدة أحد معارفه من [ صفحه 49] رجال الحكومة، و وضعهما في صندوق بعث به الي طهران، و حفظ في امام زاده حسن موقتا ثم نقل الي مقاك معصومه قوم، و بعد وفاة المرزه حسين علي الملقب بهاء الله نقل المرزه عبدالكريم القناتي الاصفهاني الصندوق الي حيفا بأمر من عبد البهاء عباس أفندي الذي مقام مدفنه علي جبل الكرمل حيث يرقد عبد البهاء عباس أفندي نفسه، و سمي أحد أبواب المرقد باسم عبدالكريم اعترافا بفضله في نقل الصندوق الي مقره الأخير. [47] .

الاعتداء علي حياة الشاه

«لما قتل الباب زاد اشتهار تعاليمه، و كذالك زاد اضطهاد أتباعه، و اشتهر من بعض رؤسائهم دعاوي مختلفة من قبيل النبوة و الوصاية و الولاية و المرآتية و أمثالها فاختلفت آراؤهم، و تشتتت أهواؤهم، و سقط كثير منهم في الضلالات و انهمك بعضهم في المنكرات و الموبقات» [48] و تألفت «جمعية سرية منهم في طهران تحت رئاسة سليمان خان ابن يحيي خان التبريزي أحد رجال التشريفات للملك... و قررت وجوب قتل الشاه أخذا بثأر الباب و البابية، و عينوا الزمان و المكان و كيفية القتل، و ناطوا تنفيذ هذا القرار برجلين منهم علي حسب الاقتراع، الأول اسمه محمد صادق التبريزي» [49] و الثاني فتح الله حكاك القمي و كانا يكسبان عيشهما في طهران. و كان الشاه في ذلك الوقت يرتاض عند سفح جبل شميران، و يكثر التردد و الاختلاف الي قصره الخاص في نياوران الذي يبعد عن طهران نحو 12 ميلا فأخذ هذان الرجلان يتربصان و ينتهزان الفرص حتي اذا خرج الشاه [ صفحه 50] الي القنص في صباح اليوم الثامن و العشرين من شوال 1268 ه (15 آب 1852 م) كانما ينتظرانه علي قارعة الطريق فتقدما منه و صرخا «الظليمة الظليمة: و الغوث الغوث» و كانت بيد أحدهما عريضة فلما مد الشاه يده لاستلامها عاجله الثاني بطلق ناري أهاج الحاشية فتقدم رئيس السواس محمد مهدي التبريزي و عاجل أحد المعتدين بضربة سيف قتله في الحال. أما الثاني فجرح، و علي أثر ذلك تراكض الجنود و الحراس و أخذوا الجريح، و بعد أن استدلوا منه علي زعماء الجمعية قضوا عليه. و كان من حسن الصدف أن محمد صادق التبريزي كان قد حشي مسدسه «رشا بدلا من الرصاص فلم يصب الشاه بأذي بليغ و لو أنه أصيب من الرش» [50] . و لما وصل الخبر الي طهران شاع بين الناس أن الشاه قتل، و ان البابية قتله، فهاجت العاصمة و ماجت، و أغلقت الحوانيت و الاسواق، و جنح الناس الي السلاح يريدون الفتك بأصحاب الباب، فتراءي للصدر الاعظم بأن لابد من ركوب الشاه و مروره من الشوارع الرئيسية لتسكين الهياج. و هكذا جي‌ء بجلالته محمولا علي نقالة اسعاف، ثم أركب حصانا اخترق الجموع المتراصة ثم أدخل القصر لتضميد جروحه فهدأت المدينة و عاد الناس الي اعمالهم. علي ان الأهلين لم يطمأنوا الي الاجراءات التي انتوت الحكومة اتخاذها فعقدوا مجلسا عاما حضره ممثلون عن مختلف الصنوف، و قرروا ابادة البابيين عن بكرة ابيهم. و كانوا قد استدلوا عليهم بدفتر كان في بيت سليمان خان التبريزي رئيس الجمعية التي كانت تألفت للاخذ بثأر الباب، و ايدت الحكومة هذا الاجراء فصدر الامر بالقبض عليهم و القائهم في غيابة الجب [ صفحه 51] حتي اذا اكتمل عددهم «قسموهم علي طبقات اصناف الملة من الامراء و الوزراء و العلماء و التجار و العسكرية و ارباب الحرف و الصنائع فأخذ كل منهم حصته من البابية و شهروهم بالمدينة بعد ان اذاقوهم انواع الاهانات و ساموهم سوء العذاب ثم افنوهم عن بكرة ابيهم و هكذا كان حالهم في سائر البلدان الايرانية... و قتل في هذه الحادثة من البابية نحو اربعمائة نفس و عشرات من غير البابية اتهموا من اخصامهم بالبابية» [51] .

كتب الباب

كتب «الباب» السيد علي محمد رسائل منوعة باللغتين العربية و الفارسية هذا كشف بأسمائها: 1- قيوم الاسماء و هو تفسير لسورة يوسف كتبه في شيراز في ابان الدعوة 2- تفسير «سورة البقرة» كتبه بالعربية في شيراز. 3- تفسير «سورة الكوثر» بالعربي و قد كتبه في شيراز ايضا. 4- تفسير سورة «والعصر» باللغة العربية و قد كتبه اثناء مقامه في اصفهان بمنزل امام الجمعة. 5- صحيفة ادعية باللغة العربية و قد كتبها في شيراز. 6- رسالة بين الحرمين كتبها في عام 1261 ه (1845 م) بالعربية اثناء سفره الي مكة و عنونها الي المرزه محيط الكرماني، مصدرة بهذه المقدمة «ان هذا كتاب قد نزلت علي الارض المقدسة بين الحرمين من لدن علي حميد» و في متحفة لندن نسخة منها برقم 5325 or كما ان في هذه المكتبة نسخة من تفسير سورة يوسف برقم 3539 or. و اخري من تفسير سورة الكوثر برقم 5080 or. و ثالثة من تفسير سورة و العصر برقم 5112 or. [ صفحه 52] 7- رسالة النبوة الخاصة باللغة الفارسية، و قد كتبها لحاكم ولاية اصفهان «منوجهر خان» ايام اقامته عنده. 8- صحيفة عدلية. و هي باللغة الفارسية ايضا و موضوعها: اصول الدين و فروعه. 9- البيان الفارسي. و قد كتبه اثناء اعتقاله في قلعة «ماه‌كو» و لدينا نسخة منه مطبوعة علي الحجر في 328 صفحة بقطع متوسط. 10- البيان العربي [52] و قد كتبه في «ماه‌كو» ايضا و نشرناه لاول مرة في هذا كتاب. 11- دلائل السبعة في اظهار الظهور الجديد كتبه باللغة الفارسية أثناء مقامه في «ماه‌كو». 12- كتاب الأسماء: كتاب أسماء كل شي‌ء في تفسير الأسماء. 13- صحيفة المخزومية 14- الصحيفة الجعفرية 15- زيارة الشاه عبدالعظيم 16- الشؤون الخمسة 17- الصحيفة الرضوية 18- الرسالة الفقهية 19- الرسالة الذهبية 20- كتاب الروح 21- لوح الحروف 22- رسالة الي محمد شاه 23- الخصائل السبعة 24- رسالة الي مرزا أقاصي و يقول الباب نفسه في أحد فصول البيان الفارسي أن كتاباتة لا تقل عن خمسئة الف آية. أما ديانته فلم نشأ التعرض اليها لأن نصوص بيانه العربي المنشور في أول ملاحق هذا كتاب تتضمن كل شي‌ء. [ صفحه 53]

البهائيون

خليفة الباب

كان من بين أنصار «الباب» أخوان لأب واحد هو المرزه عباس النوري المازندراني المكني بمرزه بزورك [53] اسم احدهما المرزه حسين علي، و أسم الثامي المرزه يحيي نور، و كان الثاني - المرزه يحيي نور - رجلا زاهدا متقشفا أحبه «الباب» و قربه اليه اذ كان يري فيه «نورا أشرق من صبح الازل» و لذا كناه بصبح أزل. أما الأول «المرزه حسين علي» فقد درس في حياة أبيه ما كان يتدارسه الايرانيون من العلوم بوقته ثم كلف بالتصوف فأكثر من مخالطة الصوفية و مطالعة ما دونوه في قراطيسهم حتي أصبح معدودا من كبار المتصوفة و شيوخهم في ذلك الزمان و كانت ولادة المرزه حسين علي في الثاني من المحرم 1233 (12 تشرين الثاني 1817 م). و لم يغب عن بال «الباب» يوم كان سجينا في قلعتي «ماه‌كو» و «جهريق» أن يوصي بأمر الدعوة الي من يقوم بها من بعده فقد كتب وصيته التي ختمها بختمه و وقع فيها بتوقيعه و أوصي فيها أشياعه أن يتبعوا المرزه يحيي نور بعد موته علي أن يخلفه أخوه المرزه حسين علي و يقوم بوكالته طيلة زعامته [54] . [ صفحه 54] و كان كلا الأخوين: المرزه يحيي نور و المرزه حسين علي من الاصفياء المبرزين الذين اختصهم الباب في فهم العقيدة البابية، و ممن لهما مكانة في نفس الباب، فكانا كمرشحين لزعامة المذهب في حياته. و لما أعدم «الباب» علي نحو ما سلف ذكره و وقف أتباعه علي وصيته اجتمعوا الي المرزه يحيي نور و طلبوا اليه أن يقوم بتنفيذ الوصية، و أن يتولي الزعامة. و لكن الرجل كان يحس من نفسه الضعف و عدم الاستطاعة للقيام بهذه المسؤولية، و أن أخاه المرزه حسين ممن اجتمعت فيه الصفات التي تؤهله للقيام مقام الباب، و أهمها أنه كان رجلا روحانيا درس المذهب، وتفهم معانيه، فقام بالامر و تقبل المسؤولية، و اصبح زعيم المذهب المطلق لا ينازعه في ذلك أي منازع، و لا سيما بعد أن قضي علي منافسيه جملة و آحادا. هذه في الرواية التي يثبتها المؤرخون المسلمون عن خليفة «الباب» أما البهائيون فيقولون بصحة هذه الاخبار كلها و لكنهم يبررونها فيروونها علي هذه الصورة: «نهض لفيف من كبار الاصحاب الذين وقفوا علي أن مصير حضرة الباب الي الشهادة، و خشوا علي حياة حضرة بهاء الله فكتبوا عريضة رفعوها الي حضرة الباب، و هو اذ ذاك في سجن ماه‌كو، يتقدمون اليه فيها بأن يتخذ التدابير اللازمة لتحويل الانظار عن بهاء الله حتي تصان حياته و ينجوا من الاخطار و لكن حضرته لم يجبهم علي ذلك الغرض بالفعل الا في أواخر أيامه بماه‌كو و جهريق ففي تلك الايام الاخيرة بدت آثار تلك العريضة. [ صفحه 55] اذ وضعها حضرة الباب في حيز العمل، و كانت الخطة التي رسمها لحفظ بهاء الله هي أن لقب مراز يحيي - الاخ الغير الشقيق لبهاء الله - بألقاب الازل و الوحيد و المرآة، و نعمته بتلك النعوت و السمات، ثم أمر بعض الاصحاب بأن يشهروا اسمه بين عامة الصحب لتتحول الانظار نوعا اليه، بيد أنه مع هذا لم يهمل ما يجب و يلزم من التحفظ لكي لا يتمكن مرزا يحيي هذا من الادعاء لمقام الاصالة و ذلك انه لم يعطه ألقابا صريحة، من مثل الشمسية و المظهرية و المختارية. بل أعاره القابا ذات معنيين متباينين ككلمة وحيد فانها تفيد معنيين: الوحيد في الايمان و الوحيد في الطغيان» [55] . و للبهائيين تعليلات أخري في الرد علي من يدعي أن المرزه يحيي نور هو خليفة الباب و القائم بأمره من بعده أهمها ما نترجمه عن كتابهم «الرحيق المختوم» الفارسي فقد جاء في ص 446 من المجلد الاول تحت عنوان «الخلافة المصطنعة» ما تعريبه: «الخلافة المصطنعة اشارة الي اقدام يحيي أزل و السيد محمد الاصفهاني اللذين سعيا بطرق مختلفة لنشر الدعاية بين أهل البيان في أوائل أيام دعوة بهاء الله بأن المرزه يحيي هو وصي و خليفة النقطة الاولي - الباب - و انه هو المقصود بمن يظهره الله في سنة المستغاث. ان ادعاء المرزه يحيي بانه وصي حضرة النقطة مختلق و مزور فضلا عن مخالفته الصريحة لامر الله الصريح في البيان الفارسي - اذ ان حضرة الاعلي قد طوي في بيانه هذا بساط النيابة و الوصاية من بعده، و بشر الجميع بظهور من يظهره الله كما جاء في الباب الرابع عشر من الواحد السادس و قوله: و بما أنه ليس في هذا الكور وجود [ صفحه 56] للنبي و الوصي فسيعرف الاصحاب بالمؤمنين فقط اه. و يقول جناب أبوا الفضائل في احدي رسائله: و مع ان النقطة الاولي عز اسمه الاعلي نص في غاية الصراحة في الباب الرابع عشر من الواحد السادس من كتاب البيان - الفارسي - المستطاب بأن وجود النبي و الوصي لن يكون في هذا الكور بل سيعرف الاتباع كافة باسم المؤمنين، فان أهل البيان لم يستحوا - مع هذا التصريح الصريح - من اطلاق اسم الوصي علي المرزا يحيي، و روجوا و أشاعوا ما صرح به المستشرق المستر براون في مقدمته علي كتاب نقطة الكاف في مجلة «اشياتيك سوسايتي ما كزين» من أن صبح أزل وصي الباب و خليفته «ان المستشرق المذكور براون قد صرح في مقدمته علي كتاب نقطة الكاف بوصاية المرزه يحيي نور و نشر صورة فوتو غرافية لكتاب الوصاية محرر بخط يحيي نفسه و هذا نصه: الله اكبر تكبيرا كبيرا هذا كتاب من عندالله المهيمن القيوم الي الله المهيمن القيوم. قل كل من عندالله مبدئون. قل كل الي الله يعودون. هذا كتاب من علي قبل نبيل ذكر الله للعالمين الي من يعدل اسمه اسم الوحيد ذكر الله للعالمين. قل كل من نقطة البيان ليبدئون أن يا اسم الوحيد فاحفظ ما نزل في البيان و أمر به فانك لصراط حق عظيم. اه «و قد كتب المرزه يحيي تحخت صورة هذه الوصية ما نصه: صورة توقيع الباب خطابا الي صبح أزل في التنصيص علي وصايته. و المتن بخط صبح أزل الذي نسخه عن أصل توقيع الباب و أرسله الي مصحح الكتاب. «أما الأمر الذي هو في منتهي الغرابة في هذا المقام فهو لماذا لم يظهر المرزه يحيي نور أصل التوقيع للمستشرق براون يوم زاره في قبرص مع انه كان يتردد عليه في كل يوم من ثلاث الي أربع ساعات و يخرج من عنده [ صفحه 57] بمستودع من المعلومات و انما اكتفي بنسخ التوقيع بخط يده و قدمه اليه؟ اه [56] . و علي كل فقد انقسم البابيون - بعد اعدام الباب - الي ثلاثة أقسام: جاهر أحدهم بخلافة المرزه يحيي نور الملقب بصبح أزل فسموا «الأزلية» و تمسك الآخر بالمرزه حسين علي الذي لقب في «مؤتمر بدشت» بهاء الله فسموا بالبهائية. أما القسم الثالث فلم يرض بمن قام بعد اعدام الباب بل تمسك بتعاليمه و رسالته فسموا ب «البابية الخلص».

نفي البهاء الي العراق

كان المرزه حسين علي أحد غلاة الأمر الجديد الذين اتهموا بتدبير المؤامرة لاغتيال السلطان ناصرالدين شاه. فلما فشلت هذه المحاولة؛ توجه الي «قرية زركنده مقر المفوضية الروسية التي تقع علي بعد ميدان واحد من نياوران، و تقابل مع نسيبه مرزه مجيد الذي كان يشتغل سكرتيرا للوزير الروسي، و هذا أضافه عنده... فاندهش ناصرالدين شاه نفسه من الخطوة الجرئية و الغير منتظرة التي حصلت من شخص متهم بأنه المحرض الأكبر للتعدي علي حياة الشاه فأرسل في الحال أحد ضباطه الموثوق بهم الي السفارة لطلب تسليم المتهم ليدهم، فامتنع الوزير الروسي و طلب من بهاء الله أن يذهب الي منزل آقاخان رئيس الوزراء لانه أليق محل في الحالة الراهنة لنزوله، فقبل بهاء الله ذلك، و كتب الوزير الروسي رسميا الي رئيس الوزراء برغبته في أن يبذل منتهي عنايته في أن يكون الوديعة التي سلمتها له حكومته في حفظ و حماية تامة، و حذره فيها أن يكون مسؤولا شخصيا اذا لم يعتن بهذه الرغبات» [57] . و قد اعتقل المرزه حسين بعد وصوله الي منزل رئيس الوزارة، و اعتقل [ صفحه 58] معه 22 شخصا من رجاله فلبثوا في سجن «سياه جال» أربعة أشهر [58] ادعي المرزا حسين خلالها أن الوحي بدأ ينزل عليه «ثم قررت الحكومة نفهيم جميعا الي العراق العربي، و ذلك بعد المسعي الشديد من المرزه اقاخان النوري المازندراني الصدر الأعظم للدولة الايرانية. اذ كان هو و زعماء العصابة ابناء بلدة واحدة، فتوصل الوزير بحذقه لنجاتهم من القتل، و ابداله بالنفي فأرسلوا الي بغداد» [59] و وصلوا اليها في 28 جمادي الآخرة 1269 الموافق 8 نيسان 1853 م [60] اما المرزا يحيي نور فكان قد اختفي في «كيلان» و لكنه ما لبث ان قرر مغادرتها الي العراق «و بعد وصول اخيه حضرة بهاء الله و عائلته الي بغداد بأيام عديدة؛ وصل هو ايضا في زي الدراويش» [61] و هم يسمون عام وصول البهاء الي بغداد «بعام بعد حين» و يخلعون علي البهاء عدة القاب منها: جمال مبارك، و جمال قدم، و رب الجنود، و مكلم الطور، و النبأ العظيم... الخ

اختفاء البهاء

كانت اقامة المرزه حسين بن علي في بغداد مثارا للفتن، و مدعاة لتسرب الشك الي نفوس بعض الناس، فجاءت اقامة أخيه المرزه يحيي نور في هذه الحاضرة ضغثا علي ابالة [62] فكثرت الشكوك، و ازداد افتتان العوام، و تضاعف [ صفحه 59] الدس و الايقاع، فلم ير البهاء مناصا من الاختفاء عن أعين الرقباء فهجر «مدينة بغداد» بغتة، و ترك أهله و سافر الي - قرية «شدله» في - كردستان بجوار مدينة السليمانية، و اعتكف مغازة جبل يسمي سركلو. و كان يتردد علي مدينة السليمانية في بعض الأحيان في محل هناك يسمي «خانقاه» و هو مجمع العلماء و المشايخ الصوفية... و لبث حضرته في هذا المكان سنتين كاملتين ختي اهتدي الاهل و الأصحاب الي مقر اقامته، و أرسلوا اليه مع بعض أخصائه عرائض يلتمسون رجوعه بكل الحاح، فعاد الي بغداد، فوجد أن البابيين في أسوأ حال، قد لعبت يدالتفريق و التشتيت بجموعهم، و تبدلت أخلاقهم و تغيرت أطوارهم و اصبحوا في غاية الذلة و الانحطاط» [63] اذ صار كل وجيه يدعي الرئاسة لنفسه، و يسعي لتثبيت مركزه، فسعي الي لم شعثهم، و توحيد صفوفهم، و بث روح الالفة و المحبة في قلوبهم، و اذا ببغداد تصبح مرجلا لفتن و اضطرابات داخلية، فيتصل علماؤها بالقتصل الايراني فيها، و يوعزون اليه بضرورة الاتصال بحكومته لحمل الحكومة العثمانية علي اجلاء هؤلاء الناس عن العراق. و لما كانت ايران علي مناسبة حسنة مع الدولة العثمانية في ذلك الوقت، و علي انقياد تام لأوامر العلماء في العراق و في ايران، و كانت في الوقت نفسه تري أن اقامة الأخوين: المرزه حسين علي و المرزه يحيي نور مع من يتبعهما في العراق علي مقربة من البلاد الايرانية مما يزيد الفتن و الاضطرابات التي كانت تتمخض بها بلادها و قتئذ اتفقت الدولتان: الايرانية و العثمانية علي تفسيرهما و صحبهما الي الآستانة، فأصدرت حكومة بغداد أوامرها الي الجماعة بالتهيؤ للسفر الطويل، و نقلت البهاء من مسكنه في [ صفحه 60] الكرخ الي حديقة نجيب باشا خارج الرصافة فمكث فيها اثني عشر يوما فانتهز هذه الفرصة و أعلن في اليوم الأول من هذه الأيام، و هو يوم الاربعاء ثالث ذي القعدة 1279 ه الموافق 21 نيسان 1863 م بأنه هو المقصود «بمن يظهره الله» في كتب الباب و الواحه، و أن الباب كان مبشرا به كما كان يوحنا المعمدان مبشرا بالسيد المسيح «و قد عرفت تلك الحديقة التي أعلنت فيها الدعوة بحديقد الرضوان، و عرفت الأيام التي صرفها بهاء الله فيها بعيد الرضوان. و يحتفل البهائيون به سنويا مدة اثني عشر يوما» [64] و هكذا توجه الاخوان المرزه حسين علي و المرزه يحيي نور و صحبهما الي الآستانة عن طريق الموصل و سامسون فبلغوها في غرة ربيع‌الأول 1280 ه (16 آب سنة 1863 م). و يعتقد «البهائيون» اليوم أن «بهاء الله» المرزه حسين علي معصوم عصمة كبري - أي عصمة ذاتية - لأنه صاحب تشريع. أما ولده و خليفته عباس أفندي الملقب ب «عبدالبهاء» فانه غير مشرع و انه معصوم عصمة موهوبة من البهاء، فهو لا يخطي‌ء. و هكذا أمر خليفته شوقي أفندي رباني المعروف بولي أمر الله.

حركة انفصال

بعد أن لبث المنفيون نحو أربعة أشهر في «الاستانة» شعر المرزه يحيي نور أن فكرة الغائب المتخفي الخاصة به؛ أخذت تنمحي من أذهان أتباعه و أن زعامته الحقيقية أخذت تتلاشي تدريجيا، و أن أخاه المرزه حسين علي أصبح زعيما مطلقا لا يفكر بزعيم آخر معه، و لما عاتبه علي سلوكه هذا لم يجد منه غير الصدود، و ابي اخوه ان يتنازل له عن تلك الزعامة فآل الامر [ صفحه 61] الي افتراق الاخوين في المنزل، و صار كل منهما يدعو الي نفسه، فاضطرت الحكومة لابعادهما الي «ادرنه» من بلاد الروملي «و تدعي عند البهائية بأرض السر» فبلغاها في اول رجب سنة 1280 ه (12 كانون الأول 1863 م) و هكذا اصبح «البابيون» فريقين: سمي احدهما «البهائية» و هم اصحاب المرزه حسين، و الثاني الأزلية او البيانية و هم اصحاب المرزه يحيي. و في «ادرنه» استمرت المناسفة علي الزعامة بين الاخوين، و صار كل منهما يطعن في اخيه، و زاد الطين بلة انه كان لكل منهما اتباع و اشياع، فكان هؤلاء يتخاصمون جهارا حتي صاروا يدسون السم في الدسم [65] و استمر الحال علي هذا المنوال نحو خمس سنوات اختل الامن خلالها، و كثرت الفوضي، فاتفق (الباب العالي) و السفارة الايرانية في الاستانة علي التفريق بين الاخوين، و نفي كل منهما الي جهة ما، فأرسل المرزه حسين الي «عكا» و مع أربعة من أصحاب أخيه و 68 من أتباعه الخلص، فبلغوها في 12 جمادي الأولي 1285 ه (31 آب 1868 م) و نفي المرزه يحيي نور الي «فاما كوستا» في جزيرة «قبرص» و معه أربعة من أشياع أخيه المرزه حسين و ثلاثون من أتباعه [66] فبلغوها في خامس ربيع‌الثاني 1285 ه (26 تموز سنة 1868 م) و بهذا التدبير استقر كل من الأخوين في ناحية منقطعة عن الآخر و ضايقتهم الحكومة المضايقة مدة من الزمن. [ صفحه 62]

استمرار الخصام

كان غرض الحكومة العثمانية من ارسال أربعة من مريدي المرزه يحيي الي «عكا» جعل هؤلاء المريدين رقباء علي المرزه حسين علي، الذي نفته الي هذه المدينة الساحلية، كما كان هدفها من ارسال أربعة من مريدي أخيه المرزه حسين الي «فاما كوستا» اتخاذهم عيونا علي المرزه يحيي فتستطيع بهذه الوسيلة من الوقوف علي حركات الطرفين لتحد من نشاطهما متي أرادت فلما شعر البهاء بأنه مضايق من رقباء أخيه، و أن هؤلاء يعرقلون مساعيه في الدعوة الي نفسه دون غيره، و أن نجاح استقلاله بالزعامة المطلقة متوقف علي زوال هذه العيون «لم يربدا من ابادة الرقباء فأبيدوا كلهم ليلا بالحراب و الساطور فهاجت الحكومة و قبضت علي البهاء و حزبه و كبلوا بالأغلال، و مكث البهاء في السجن 38 ساعة علي قول البابية، و أربعة أشهر علي قول الحكومة و الأزلية... فضعضعت بذلك أركان مشروع المرزه يحيي، و أخذت تقوي بنيان دعوة البهاء» [67] و شرع المومي اليه يؤلف الكتب، و يدعي الدعوات الكبيرة فكان خليفة للباب في بدء الدعوة، ثم انتقل الي الادعاء بأن الباب انما جاء ليبشر به كما جاء يوحنا المعمدان ليبشر بالمسيح، ثم ترقي في الادعاء الي أن ادعي بأنه المهدي المنتظر، و أنه هو الذي سيملأ الأرض قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا، و لما وجد أن ادعاءاته هذه تلاقي قبولا من أنصاره و أتباعه ادعي النبوة الخاصة اولا، و تدرج منها الي النبوة العامة، و ارتقي الي مرتبة الألوهية المطلقه فكان هو الله في الأرض بعد أن كان مظهرا من مظاهره، ألا تراه يقول في الاقدس «يا ملأ الانشاء اسمعوا [ صفحه 63] نداء مالك الأسماء انه يناديكم من شطر سجنه الاعظم انه لا اله الا أنا المقتدر المتكبر المتسخر المتعالي العليم الحكيم انه لا اله الا هو المقتدر علي العالمين». و لم يشأ البهاء أن يجعل مريديه و المؤمنين به في فوضي من بعده فقد كتب «كتاب عهدي» الذي أودعه وصيته، و نص فيه علي ولاية العهد لولده عباس افندي، ثم لولده الثاني المرزه محمد علي، و قفل الامر مدة الف سنة بقوله: «من يدعي أمرا قبل اتمام الف سنة كاملة انه كذاب مفتر نسأل الله بأن يؤيده علي الرجوع ان تاب انه هو التواب و ان أصر علي ما قاله يبعث عليه من لا يرحمه انه لشديد العقاب من يؤل هذه الآية أو يفسرها بغير ما نزل في الظاهر انه محروم من روح الله و رحمته التي سبقت العالمين» [68] . و كان اذا مشي في الطريق أسدل عليه برقعا لئلا يشاهد بهاء الله المتجلي في وجهه، و بهاء الله لا يري بالابصار، كما كان يجلس في الدكاكين ويلاقي العلماء من المسلمين و يجادلهم علي هذه الحالة و لهذا تعذر علينا نشر صورة حقيقية له في بهذا الكتاب. و كان صعوده «يوم وفاته» في الثاني من ذي‌العقدة سنة - 1309 ه (28 أيار سنة 1892 م) فدفن في عكا عن عمر تجاوز الستة و سبعين عاما و قبره مرموق يزار

عبدالبهاء عباس أفندي

اشاره

كان المرزه حسين علي قد تزوج بثلاث نساء قبل أن يعلن دعوته أو قبل أن يكتب «أقدسه» بعبارة أصح فرزق منهن خمسة بنين و ثلاث بنات، [ صفحه 64] و كانت أولي زوجاته (نوابه خانم) الملقبة بأم الكائنات، و هي التي رزق منها العباس و المرزه مهدي و أختهما بهائية خانم التي لقبت «بالورقة العليا» و ثانيها «مهد عليا» و قد رزقت منه ثلاثة أولاد و ابنة واحدة، أما الذكور فهم المرزه محمد علي، و المرزه بديع الله، و المرزه ضياء الله. و أما البنت فهي خاله. [69] أما ثالثة زوجات البهاء فهي «كوهر خانم» و قد ولدت له بنتا واحدة سماها «فروغية خانم» و هناك من يقول ان للبهاء زوجة رابعة هي جمالية خانم ابنة أخ محمد حسن خادم تزوجها عند ما بلغ السبعين من عمره و كان عمرها خمسة عشر عاما. و كان العباس أكبر أولاد البهاء سنا، و أوسعهم علما و فضلا، و أسماهم [ صفحه 65] خلقا و منزلة. لقبه أبوه بغصن الله الأعظم في حياته، و سماه البهائيون عبد البهاء بعد وفاته [70] و جاءت تسميته في الأقدس «الفرع الكريم المتشعب من الأصل القديم» أما القاب اخوته فكانت «غضن الله الأكبر» لمرزه محمد علي و «غصن الله الأظهر» لمرزه مهدي و الغصنان للمرزه ضياء و المرزه بديع، و قدمات المرزه مهدي في عكا بسقوطه عن السطح في 23 ربيع‌الاول 1287 و بقيت شقيقته بهائية عانسا حتي توفيت عام 1932 م. و تزوجت فروغية خانم بالسيد علي الحاج حسن افنان الشيرازي فرزقت منه حسين افنان أول سكرتير لمجلس الوزراء في العراق كما تزوجت خاله خانم بالسيد مجدالدين ابن المرزه موسي أخي البهاء الملقب بالكليم. و كانت ولادة العباس في طهران في اليوم الخامس من جمادي‌الاولي 1260 (23 أيار 1844) و هو اليوم الذي أعلن الباب فيه دعوته، و قد نفي الي بغداد مع والده ثم سافر معه الي الاستانة، فأدرنة، فعكا، فبلغ أشده و ساعده ذكاءه المفرط علي أن يكون زعيما كبيرا من زعماء البابية، و سندا قويا لها حتي قال بعض المؤرخين بحقه «و اعتقادي أنه لو لا العباس لما قامت للبابية البهائية قائمة لأنه ذو مكانة سامية في الحزم و السياسة» [71] . و قد شعر «بهاء الله» بقوة ذكاء ولده البكر العباس، و حسن سلوكه و طلاقة لسانه، و حسن تدبيره، فقر به اليه، و اعتمده في أموره، و ولاه ولاية عهده، و جعله لسانه الناطق اذ كان لا يدخل عليه الا الأوحدون. و لما شعر بدنو أجله كتب كتاب وصيته بيده، و ختمه بختمه جاعلا الأمر فيه [ صفحه 66] لعباس أفندي، نجله الاكبر، و من بعده لنجله الثاني المرزه محمد علي، و طالبا الي جميع أفراد أسرته وجوب معاملة العباس باحترام فائق، و آمرا اياهم أن يتوجهوا اليه في أمورهم كافة، و هذا هو تعريب الوصية المعروف اذ لا يوجد ترجمة رسمية لها.

كتاب عهدي

انه و ان كان الافق الاعلي خاليا من زخرف الدنيا، و لكننا تركنا في خزائن التوكل و التفويض ميراثا مرغوبا لا عدل له للوارثين. اننا لم نترك كنزا، و لم نزد في المشقة و العناء. ان لفي الثروة و أيم الله خوفا مستورا و خطرا مكنونا. أنظروا ثم اذكروا ما أنزله الرحمن في الفرقان «ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده» ليس لثروة العالم وفاء، و كل ما يدركه الفناء و قابل للتغيير ما كان مستحقا للاعتناء به. و لن يكون الا علي قدر معلوم. كان مقصود هذا المظلوم من تحمل الشدائد و البلايا، و انزال الآيات و اظهار البينات اخماد نار الضغينة و البغضاء عسي أن تتنور آفاق افئدة أهل العالم بنور الاتفاق، و تفوز بالراحة الحقيقية، و من أفق اللوح الالهي يلوح و يشرق نير هذا البيان، و علي الكل أن يكونوا ناظرين اليه. يا أهل العالم أوصيكم بما يؤدي الي ارتفاع مقاماتكم. تمسكوا بتقوي الله، و تشبثوا بذيل المعروف. الحق اقول ان اللسان قد خلق الذكر الخير فلا تدنسوه بالقول السمي‌ء. (عفا الله عما سلف). و يجب علي الجميع بعد الآن ان يتكلموا بما ينبغي، ان يجتنبوا اللعن و الطعن و ما يتكدر به الانسان فان مقام الانسان لعظيم و منذ مدة ظهرت هذه الكلمة العليا من مخزن القلم الأبهي. ان هذا اليوم عظيم و مبارك، و كلما كان مستورا في الانسان فانه قد ظهر و سيظهر من بعد. ان مقام الانسان عظيم اذا تمسك بالحق و الصدق، و ثبت علي الامر و رسخ. ان الانسان الحقيقي مشهود بمثابة السماء لدي الرحمن. فالشمس و القمر سمعه و بصره، و النجوم اخلاقه المنيرة الفاضلة، و مقامه اعلي المقام، و آثاره مربية لعالم الامكان، كل مقبل وجد في هذا اليوم عرف القميص و توجة بقلب طاهر الي الافق الاعلي مذكور من اهل البهاء في الصحيفة الحمراء. (خذ قدح عنايتي باسمي ثم اشرب منه بذكر العزيز البديع). يا اهل العالم ان دين الله وجد من اجل المحبة و الاتحاد، فلا تجعلوه سبب العداوة و الاختلاف، فقد ثبت لدي اصحاب البصر و اهل المنظر الاكبر نزول كل ما هو سبب حفظ العباد، و علة راحتهم و استقرارهم من القلم الاعلي، و لكن جهلاء الارض بها انهم ربيبوا النفس و الهوس فهم غافلون عن حكم الحكيم الحقيقي البالغة، و ناطقون و عاملون بالظنون و الاوهام. يا اولياء الله و امناءه ان الملوك مظاهر قدرة الحق و مطالع عزه و ثروته فادعوا الله بحقهم. فحكومة الارض قد من بها عليهم كما اختص القلوب بنفسه. قد نهي الله عن النزاع و الجدل نهيا عظيما في الكتاب «هذا امر الله في هذا الظهور الاعظم و عصمه من حكم المحو، رزينه بطراز الاثبات انه هو العليم الحكيم». ان مظاهر الحكم و مطالع الامر المزينين بطراز العدل و الانصاف يلزم علي الكل اعانة مثل تلك النفوس «طوبي للامراء و العلماء في البهاء اولئك امنائي ببين عبادي، و مشارق احكامي بين خلقي. عليهم بهائي و رحمتي و فضلي الذي احاط الوجود» قد نزل في الكتاب الاقدس في هذا المقام ما تامع من آفاق كلماته و تسطع و تشرق انوار العطايا الالهية. [ صفحه 67] يا اغصاني ان في الوجود قوة عظيمة مكنونة، و قدرة كاملة مستورة، فكونوا متجهين و ناظرين اليها، و للاتحاد معها الي الاختلافات الظاهره منها. ان وصية الله هي: ان يتوجه عموم الاغصان و الافنان و المنتسبين الي الغصن الاعظم. انظروا الي ما انزلناه في كتابي الاقدس: «اذا غيض بحر الوصال، و قضي كتاب المبدأ في المآل، توجهوا الي من اراده الله الذي انشعب من هذا الاصل القديم». و قد كان المقصود من هذه الآية المباركة الغصن الاعظم «كذلك اظهرنا الامر فضلا من عندنا و انا الفضال الكريم. قد قدر الله مقام الغصن الاكبر بعد مقامه انه هو الآمر الحكيم. قد اصطفينا الاكبر بعد الاعظم امرا من لدن عليم خبير». محبة الاغصان واجبة علي الكل، و لكن ما قدر الله لهم حقا في اموال الناس. يا اغصاني و افناني و ذوي قرابتي: نوصيكم بتقوي الله، و بمعروف ما ينبغي، ربما ترتفع به مقاماتكم. الحق أقول ان التقوي هي القائد الاعظم لنصرة أمر الله، و الاخلاق و الاعمال الطيبة الطاهرة المرضية كانت و لا تزال كالجنود اللائقة لهذا القائد، قل يا عبادي لا تجعلوا أسباب النظم سبب الاضطراب و الارتباك، و علة الاتحاد لا تجعلوها علة الاختلاف. الامل ان يتجه اهل البهاء الي الكلمة المباركة «قل كل من عندالله» و هذه الكلمة العليا بمثابة الماء لاطفاء نار الضغينة و البغضاء المكنونة المحزونة في القلوب و الصدور، و ان الاحزاب المختلفة لتفوز بنور الاتحاد الحقيقي من هذه الكلمة الواحدة. «انه يقول الحق و يهدي السبيل و هو المقتدر العزيز الجميل». احترام و رعاية الاغصان واجب علي الجميع لاعزاز الامر، و ارتفاع الكلمة، و قد ذكر في هذا الحكم، و سطر في كتب الله من قبل و من بعد «طوبي لمن فاز بما أمر به من لدن آمر قديم» و كذلك احترام الحرم و آل الله و الافنان، و المنتسبين. «و نوصيكم بخدمة الأمم و اصلاح العالم» قد نزل من ملكوت بيان مقصود العالمين ما هو سبب حياة العالم و نجاة الامم، فاصفوا الي نصائح القلم الأعلي بالأذن الحقيقية. «انها خير لكم عما علي الارض يشهد بذلك كتابي العزيز البديع». اه و كان العباس - و سنسميه بعد الآن عبدالبهاء - عند حسن ظن والده فيه. فقد أدار دفة الأمر من بعده ادارة حازمة، و بذل أقصي جهده في نشر تعاليم المذهب، و عزز الدعاة الي الولايات المتحدة الأمريكية لدعوة الأمريكيين الي الأمر الجديد، و أراد أن يجعل لمدينة «حيفا» فضيلة و تقديسا عند جماعته، و يجمع لديه كلمتهم فشرع في اقامة بناء فخم علي سفح جبل الكرمل ليتخذه مقرا لرفاة «الباب» السيد علي محمد، و محفلا خاصا يجمع فيه الأصحاب، و تعقد الاجتماعات و الخلوات، فوشي به أخوه المرزه محمد علي الي الحكومة العثمانية، و ادعي «بأن عبدالبهاء يقصد من اقامة هذا البناء عمل قلعة ليتحصن فيها هو و اتباعه و يهاجوا الحكومة و يستولوا علي [ صفحه 68] جهات سورية المجاورة. و بناء علي ما تقدم من التهم و تهم أخري لا نصيب لها من الصحة سنة 1901 حبس عبدالبهاء و اسرته مرة أخري لمدة سبع سنوات داخل حدود حوائط عما» [72] و لم يسمح له بمغادرتها الا بعد اعلان الدستور العثماني عام 1908 م فانتقل الي «حيفا» ثم قصد «الاسكندرية» في طريقه الي الديار الأوربية. و في تشرين الأول سنة 1911 وصل «لندن» و بعد شهر توجه الي «باريس» ثم عاد الي «مصر» ليهي‌ء نفسه الي سفر أطول. و في ربيع سنة 1912 كانت معدات السفر الي (الولايات المتحدة الأمريكية) قد تمت بيسر فيمم عبدالبهاء وجهه شطر «نيويورك» فبلغها في نيسان من هذه السنة، و استطاع خلال الأشهر التسعة التي قضاها فيها أن يجوب أنحاء أمريكا من الشاطي‌ء الي الشاطي‌ء، و هو يخطب في المجامع و الكليات، و المدارس و الجمعيات، خطبا منوعة أمالت اليه فريقا لا يستهان به من سكان هذا العالم الملولعين بالغرائب في بلاد العجائب. فلما حل كانون الأول توجه الي الجزر البريطانية فلبث فيها ستة أسابيع زار خلالها «ليفزبول» و «لندن» و «بريستول» و «ادنبرغ». ثم قصد «باريس» فمكث فيها شهرين كاملين، و توجه منها الي (استوبجارد) في المانية، فبودابست، ففينا، فالاسكندرية، فحيفا، و قد بلغها في خامس كانون الأول 1913، و كانت الحرب العالمية الأولي علي الأبواب فاتخذ الحيطة لنفسه، و نصح أكثر أتباعه بالسفر الي خارج أرض فلسطين. و لما نشبت الحرب المذكورة أصبح كالسجين فذاق من ضيق العيش و ندرة الطعام و الكساء ما لا يزال يتذكره المكتوون بنيران هذه الحرب. [ صفحه 69] و لما احتل الجيش البريطاني «حيفا» في 23 أيلول 1918 م تنفس عبدالبهاء الصعداء، و لا سيما بعد أن زاره (الجنرال اللنبي) بأمر من حكومته، و ما لبثت الحكومه البريطانية أن أنعمت عليه بالوسام الانبراطوري في احتفال مهيب أقيم له في حديقة الحاكم العسكري لحيفا في 27 نيسان 1920. و لم يغفل «عبدالبهاء» عن نشر روح التعليم بين أبناء أتباعه فبذل لجماعة منهم النفقات ليدخلوا الجامعة الأمريكية في بيروت و فيهم ابن ابنته [73] و كان «الباب» السيد علي محمد قد حظر علي أتباعه النظر في غير كتبه، و أمرهم باحراق ما عداها فرأي «البهاء» المرزه حسين علي أن حظر طلب العلم في غير كتب الباب معناه حظر العلم كله عليهم فنسخ في كتابه الاقدس هذا الحكم بقوله «قد عفا الله عنكم ما نزل في البيان من محو الكتب و اذنا لكم بأن تقرأوا من العلوم ما ينفعكم لا ما ينتهي الي المجادلة في الكلام هذا خير لكم ان أنتم من العارفين» [74] و قد أدخل المعلمين في طبقات الوراثة امعانا في تقديس التعلم، و لا يبعد أن يكون لعبد البهاء قدم صالحة في هذا النسخ فان سعيه في تخريج أبناء أتباعه في المدارس الراقية دليل علي انصرافه عن حظر الباب و منعه اذ كيف يرجو الفوز من لا يكون لديهم قوة علم و معرفة؟ علي أن النجاح الذي بلغه عبدالبهاء في الديار الأوربية و الأمريكية كان أعظم من ذلك الذي بلغه عن طريق تيسير التعلم لأبناء أتباعه. فقد اجتمع بأقطاب السياسة و علماء الاجتماع في القارتين المذكورتين، و رأي فيه الغربيون [ صفحه 70] ما يرونه عادة في دعاة الاصلاح و المبشرين بالسلام، فعاضدوا دعوته، و نشطوا فكرته، و لا سيما حين أخذ يلبس مذهبه صبغة اجتماعية تحبب اليها النفوس فكانت آراؤه تقبل عن طريق النصح و الارشاد دون أن تكون ذات صبغة دينية بحتة، و مع هذا فان الطبقة العامة في الغرب لا تختلف كثيرا عن سواد الشرقيين فقد تلقيت مبادئه في أمريكا خاصة، و في قسم من بلاد اوربة بصورة دينية، و لكنها أظهرتها بصورة تلائم فكرة الغربي، و اعتبرتها من مبادي‌ء التصوف الحديث الذي يرتكز علي المبادي‌ء الانسانية العامة فلم تكن رحلاته خائبة، و لم يكن تجواله في الغرب مقتصرا علي التنزه. و بهذه الاساليب الخلابة استطاع عبدالبهاء أن يوجد له دعاة كثر في عواصم الشرق و الغرب، و أن يجعل مذهبه حديث الصحف و المجلات بفضل ما اقتبسه من أساليب التفكير، و ما أدخله من المبادي‌ء الاجتماعية علي مذهبه و ما وهبه الله من جمال في الصورة، و ذكاء مفرط في التفكير و نستطيع القول انه بالتعديلات التي أدخلها علي تعاليم أبيه العقائد البهائية تقترب في بعض الوجهات من العقلية الغربية.

شوقي أفندي رباني

كان بهاء الله قد نص علي أن يكون ولده عباس أفندي خليفته و مروج مذهبه من بعده، و أن يكون الأمر بعد ذلك لأخيه المرزه محمد علي. فلما حدث من الشقاق و الخصام بين هذين الأخوين ما أوجب الفرقة و البعد [75] . [ صفحه 71] رأي عبدالبهاء عباس أن يجعل الخلافة في حفيده شوقي أفندي رباني. فلما انتقل الي عالم الخلود في 28 ربيع‌الاول سنة 1340 (28 تشرين الثاني 1921) كانت وصيته تنص علي ما يلي بالحرف. «يا أحباء عبدالبهاء الأوفياء! يجب أن تحافظوا كل المحافظة علي فرع الشجرتين المباركتين، و ثمرة السدرتين الرحمانيتين - شوقي أفندي - حتي لا يغبر خاطره النوراني غبار الكدر و الحزن، و يزداد فرحه و سروره و روحانيته يوما فيوما، و حتي يصبح شجرة ذات ثمر، اذ انه هو - ولي أمر الله - بعد عبدالبهاء، و تجب علي الافنان و الأيادي و أحباء الله طاعته و التوجه اليه. من عصي أمره فقد عصي الله، و من أعرض عنه فقد أعرض عن الله، و من أنكره فقد أنكر الحق. اياكم اياكم أن يؤول أحد هذه الكلمات و يجعل للناكث الناهض حجة في رفع علم المخالفة، أو يستبد برأيه، أو يفتح باب الاجتهاد كما حصل بعد الصعود فليس لنفس حق في رأي و اعتقاد مخصوص بل الكل يقتبس من مركز الأمر و بيت العدل و ما عداهما كل مخالف في ضلال مبين و عليكم البهاء الأبهي». - عبدالبهاء عباس - [76] . و «شوقي أفندي» هذا ابن المرزه هادي أفنان أحد أقارب الباب، و أمه ضيائية خانم كبري كريمات عبدالبهاء، و كانت ولادته في 4 جمادي‌الأولي 1315 ه (أول تشرين الأول 1897) و بعد تخرجه في «جامعة بيروت الامريكية» التحق بكلية «باليول» في أوكسفورد و أصبح يلقب بعد وفاة [ صفحه 72] عبدالبهاء «ولي أمر الله» فعين عددا من وجوه الطائفة في العالم «أيادي أمر الله» وفقا لأحكام الشريعة البهائية. و في صبيحة الرابع من تشرين الثاني 1957 توفي بالسكتة القلبية و هو في لندن. و لما كانت الشريعة لا تسمح بنقل الأموات الي مسافة تزيد عن الساعة، و لم تكن للبهائيين مقبرة في لندن، ابتاع أصحابه قطعة من مقبرة انكليزية عامة في العاصمة البريطانية و دفنوه فيها و قد تسني لنا زيارة قبره في 10 آب 1961 حيث كنا في لندن. و قد اجتمع «الأيادي» في اليوم التاسع من الوفاة و انتخبوا تسعة من بينهم لتولي ادارة شؤون البهائيين حتي يحين تأسيس «بيت العدل» المنتظر و قد علمنا أن هذا البيت تم تأسيسه فعلا في سنة 1963 م

عقائد البهائية

يبتني أساس المذهب البابي علي الاعتقاد بوجود الاه واحد أزالي، نظير ما يعتقد به المسلمون، الا أن البابيين يستمدون صفات الخالق من أساس العقيدة الباطنية التي تري أن لكل شي‌ء ظاهرا و باطنا، و أن هذا الوجود مظهر من مظاهر الله، و أن الله هو النقطة الحقيقية، و كل ما في الوجود مظهر له. و الوجود في نظر المسلمين صادر عن الله و فعل مخلوق له، أما عند البابية و الباطنية فانه صفة تدل علي الحياة و التأثير، و من هذه الناحية الاعتقادية يبنون كل مظاهر العمل و العبادة علي انها أمور ظاهرية تعبر عن أمر باطني. أما عقيدتهم في النبي و الامام فمستمدة من عين العقيدة بالخالق. فالنبي أو الامام في حياته مظهر من مظاهر الله في الارض، و ارتقاؤه الي هذه المنزلة انما هو باستكماله صفات أخلاقية جعلته يعبر عن الامر الواقعي، و يصل الي الحقيقة دون غيره. فمن استكمل الصفات التي استكملها النبي أو [ صفحه 73] الامام فهو أحق و أهل للتناظر بمظهر الدعوة و التبشير لهذا صح للباب أن يكون مظهرا من مظاهر الله في الارض بعد النبي. هذه هي العقيدة الاصلية للمذهب البابي الا أنها دخلت في تطورات جعلتها من بعض جهاتها غير مفهومة، و أدخلتها من جهة أخري في التعاليم الاجتماعية العامة شأن كل عقيدة تدخل بين الحوادث و التاريخ، و قد أضافت «البهائية» اليها بعض التغييرات و التحويرات الا أن أساسها الاعتقادي واحد. أما عقيدتهم العلمية فلم تكن لتظهر في حياة «الباب» نفسه نظرا الي أن حياته كانت مملوءة بالاضطرابات و التنقل، و الي انها مقتصرة علي بث المبادي‌ء و الاعتقادات. أما ما ينقل من صنوف العبادات في هذا المذهب فكله منقول من كتب «الباب» و ألواحه. و لا سيما كتابه «البيان العربي» الذي تري نصه في ملحق هذا الكتاب و نحن علي ما هو عليه هذا المصدر من الاحتمال و الشك نري أن التعاليم التي جاءت فيه لم تكن واضحة و جلية الي حد اليقين. فقد كانت الرموز و الاشارات التي يستعملها علماء الكلام و فلاسفة الحكمة اليونانية تدخل بين جمل الكتاب فتري بظاهرها شيئا بينما هي تقصد شيئا آخر و لا أدل علي ذلك من قول رئيس الشيخية «و ما هو ليس بهذا القرب الي المذهب الباطني» في تفسير حديث نبوي ورد في تطهير البئر حيث يقول: «اذا وقعت الفأرة في البئر فانزح لهال ثلاثه أدلاء» أما تفسيره فهو «اذا وقعت فأرة النفس في بئر الطبيعة فاستغفر لها ثلاث استغفارات». علي أن كتاب (البيان) نسخه البهاء بكتابه (الاقدس) الذي نشرنا نصه في الملحق الثاني من ملاحق هذا كتاب و عليه فسنتكلم عن العبادات السائدة بين البهائية علي ما جاءت في «الاقدس» النافذ المفعول اليوم. أما من أراد [ صفحه 74] الالمام بالعبارات التي أقرها الباب فعليه بالرجوع الي بيان الباب السالف ذكره.

الشرائع الطقسية لدي البهائيين

اشاره

اذا كان لكل طائفة من الطوائف طقوس تؤدي بها فرائض العبادة، و آداب و سنن تتقرب بها الي خالق الاكوان، فان للبهائيين آدابا و سننا هي مزيج من عادات و تقاليد مختلفة عاصرتها البهائية أو انفردت بها. و ليس من اليسير بيان تلك الآداب و هاتيك السنن باسهاب و تفصيل و انما نود أن نأتي علي أهم ذلك فنقول:

الصوم

«ان شهر الصيام عند البهائيين هو الشهر التاسع عشر الذي يلي الايام الزائدة المخصصة للضيافة [77] و يجب الامتناع عن تناول الطعام من الشروق للغروب مدة تسعة عشر يوما، و بما أن فصل الصيام قد ينتهي عند الاعتدال الربيعي فانه يقع دائما في فصل واحد اي في الربيع في الجزء الشمالي و في الخريف في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية، و لا يقع مطلقا في حر الصيف الشديد او برد الشتاء القارص» [78] . و يعفي من الصيام من كان دون البلوغ أو كان علي سفر أو في نفسه ضعف من المرض أو الهرم، و كذلك الحامل و المرضع و الحائض و النفساء، و لا يتوجب القضاء عن ذلك. [ صفحه 75]

الصلاة

اشاره

فرضت الصلاة علي البهائيين من أول البلوغ كما فرضت علي غيرهم من أبناء البشر، و هم يؤدونها علي انفراد «متوجهين شطري الاقدس مقام المقدس الذي جعله الله مطاف الملأ الأعلي و مقبل أهل مدائن البقاء و مصدر الأمر في الأرضين و السموات» [79] و يريدون به مدينة عكا حيث يرقد بهاء الله علي أن يسبق الصلاة وضوء ف «من لم يجد الماء يذكر خمس مرات باسم الله الأطهر الأطهر ثم يشرع في العمل» [80] أما من كان علي سفر، فعليه أن يقضي - اذا نزل و استراح - سجدة واحدة مكان كل صلاة، و أما من كان في نفسه ضعف من المرض أو الهرم فيعفي منها كما تعفي الحائض و النفساء» [81] و لا يتوجب القضاء عليهما. و قد رفع حكم صلاة الجماعة عن البهائيين الا في صلاة الميت كما رفع حكم صلاة الآيات و جوزوا السجود علي كل شي‌ء طاهر حتي و ان كان شعر حيوان أو عظمه أو حرير أو خز أما ما يتلي في الصلاة فهو هذا:

في الصلاة الكبري

للمصلي أن يقوم مقبلا الي الله و بعد أن يستقر في مقامه يقول: «يا اله الأسماء و فاطر السماء أسألك بمطالع غيبك العلي الأبهي بأن تجعل صلاتي نارا لتحرق حجباتي التي منعتني عن مشاهدة جمالك، و نورا يدلني [ صفحه 76] الي بحر و صالك». ثم يرفع يديه للقنوت و يقول: يا مقصود العالم و محبوب الامم تراني مقبلا اليك، منقطعا عما سواك، متمسكا بحبلك الذي بحركته تحركت الممكنات. أي رب أنا عبدك و ابن عبدك أكون حاضرا قائما بين أيادي مشيتك و ارادتك و ما أريد الا رضائك. أسألك ببحر رحمتك و شمس فضلك بأن تفعل بعبدك ما تحب و ترضي. و عزتك المقدسة عن الذكر و الثناء كلما يظهر من عندك هو مقصود قلبي و محبوب فؤادي الهي الهي لا تنظر الي آمالي و أعمالي بل ارادتك التي أحاطت السموات و الارض و اسمك الأعظم يا مالك الامم ما أردت الا ما أردته، و لا أحب الا ما تحب. ثم يسجد و يقول: سبحانك من ان توصف بوصف ما سواك او تعرف بعرفان دونك. ثم يقوم و يقول: اي رب فاجعل صلاتي كوثر الحيوان ليبقي به ذاتي بدوام سلطنتك و يذكرك في كل عالم من عوالمك. ثم يرفع يديه للقنوت مرة اخري و يقول: يا من في فراقك ذابت القلوب و الاكباد، و بنار حبك اشتعل من في البلاد اسألك باسمك الذي به سخرت الآفاق بأن لا تمنعني عما عندك يا مالك الرقاب. اي رب تري الغريب سرع الي وطنه الاعلي ظل قباب عظمتك و جوار رحمتك. و العاصي قصد بحر غفرانك. و الذليل بساط عزك، و الفقير افق غنائك. لك الامر لي ما تشاء اشهد انك انت المحمود في فعلك، و المطاع في حكمك، و المختار في امرك. ثم ينحني راكعا و يقول: يا الهي تري روحي مهتزا في جوارحي، و اركاني شوقا لعبادتك و شغفا [ صفحه 77] لذكرك و ثنائك و يشهد بما شهد به لسان امرك في ملكوت بيانك و جبروت علمك. اي رب احب ان اسألك في هذا المقام كلما عندك لاثبات فقري و اعلاء عطائك و غنائك و اظهار عجزي و ابراز قدرتك و اقتدارك. ثم يقوم و يرفع يديه للقنوت و يقول: لا اله الا انت العزيز الوهاب لا اله الا انت الحاكم في المبدأ و المآب. الهي الهي عفوك شجعني و رحمتك قوتني، و نداؤك ايقظني، و فضلك اقامني و هداني اليك و الا مالي و شأني لا قوم لدي باب مدين قربك او اتوجه الي الانوار المشرقة من افق سماء ارادتك. اي رب تري المسكين يقرع باب فضلك، و الفاني يريد كوثر البقاء من ايادي جودك. لك الأمر في كل الأحوال يا مولي الأسماء ولي التسليم و الرضا يا فاطر السماء (ثم يرفع يديه ثلاث مرات و يقول) الله أعظم من كل عظيم. ثم يسجد و يقول: سبحانك من أن تصعد الي سماء قربك أذكار المقربين، أو أن تصل الي فناء بابك طيور أفئدة المخلصين أشهد أنك كنت مقدسا عن الصفات، و منزها عن الأسماء. لا اله الا انت العلي الأبهي «ثم يقعد و يقول» أشهد بما شهدت الأشياء و الملأ الأعلي و الجنة العليا، و عن ورائها لسان العظمة من الأفق الأبهي انك أنت الله لا اله الا أنت و الذي ظهر أنه هو السر المكنون و الرمز المخزون الذي به اقترن الكاف بركنه النون أشهد أنه هو المسطور من القلم الأعلي و المذكور في كتب الله رب العرش و الثري. ثم يقوم مستقيما و يقول: يا اله الوجود و مالك الغيب و الشهود تري عبراتي و زفراتي و تسمع ضجيجي و صريخي و حنين فؤادي و عزتك اجتراحاتي أبعدتني عن التقرب اليك، و جريراتي منعتني عن الورود في ساحة قدسك. أي رب حبك [ صفحه 78] أضناني، و هجرك أهلكني، و بعدك أحرقني. أسألك بموطي‌ء قدميك في هذا البيداء، و بلبيك لبيك أصفيائك في هذا الفضاء، و بنفحات وحيك و نسمات فجر ظهورك بأن تقدر لي زيارة جمالك و العمل بما في كتابك. ثم يكبر ثلاث مرات و يركع و يقول: لك الحمد يا الهي بما أيدتني علي ذكرك و ثنائك، و عرفتني مشرق آياتك و جعلتني خاضعا لربوبيتك و خاشعا لألوهيتك، و معترفا بما نطق به لسان عظمتك. «ثم يقوم و يقول» الهي الهي عصياني أنقض ظهري، و غفلتي أهلكتني كلما أتفكر في سوء عملي و حسن عملك يذوب كبدي و يغلي الدم في عروقي، و جمالك يا مقصود العالم ان الوجه يستحي أن يتوجه اليك، و أيادي الرجاء تخجل أن ترتفع الي سماء كرمك تري يا الهي عبراتي تمنعني عن الذكر و الثناء يا رب العرش و الثري اسألك بآيات ملكوتك و اسرار جبروتك بأن تعمل بأوليائك ما ينبغي لجودك يا مالك الوجود و يليق بفضلك يا سلطان الغيب و الشهود. ثم يكبر ثلاث مرات و يقول: لك الحمد يا الهنا بما انزلت لنا ما يقربنا اليك، و يرزقنا كل خير انزلته في كتبك و زبرك. اي رب نسألك بأن تحفظنا من جنود الظنون و الاوهام انك انت العزيز العلام (ثم يقعد و يقول) اشهد يا الهي بما شهد به اصفياؤك، و اعترف بما اعترف به اهل الفردوس الأعلي و الذين طافوا عرشك ألعظيم الملك و الملكوت لك يا اله العالمين. اه

في الصلاة الوسطي

و تؤدي في ثلاثة اوقات حين الزوال و في البكور و الآصال اذ يقول المصلي: [ صفحه 79] شهد الله انه لا الاه الا هو له الأمر و الخلق. قد اظهر مشرق الظهور، و مكلم الطور الذي به انار الأفق الأعلي و نطقت سدرة المنتهي، و ارتفع النداء بين الأرض و السماء قد اتي المالك الملك و الملكوت و العزة و الجبروت لله مولي الوري و مالك العرش و الثري (ثم يركع و يقول) سبحانك عن ذكري و ذكر دوني، و وصفي و وصف من في السموات و الارضين. «ثم يقوم للقنوت و يقول» يا الهي لا تخيب من تشبث بأنامل الرجاء بأذيال رحمتك و فضلك يا ارحم الراحمين. (ثم يقعد و يقول) أشهد بوحدانيتك و فردانيتك، و بأنك أنت الله لا اله الا أنت قد أظهرت أمرك، و وفيت بعهدك، و فتحت باب فضلك علي من في السموات و الأرضين و الصلاة و السلام و التكبير و البهاء علي أوليائك الذين ما منعتهم شؤونات الخلق عن الاقبال اليك و أنفقوا ما عندهم رجاء ما عندك انك أنت الغفور الكريم.

في الصلاة الصغري

أشهد يا الهي بأنك خلقتني لعرفانك و عبادتك. أشهد في هذا الحين بعجزي و قوتك و ضعفي، و اقتدارك و فقري، و غنائك لا اله الا أنت المهيمن القيوم.

صلاة الأموات

و هي ست تكبيرات. فان كان الميت ذكرا قال المصلي: «يا الهي هذا عبدك و ابن عبدك الذي آمن بك و بآياتك، و توجه اليك منقطعا عن سواك انك انت أرحم الراحمين. أسألك يا غفار الذنوب، و ستار العيوب بأن تعمل به ما ينبغي لسماء جودك و بحر أفضالك و تدخله في جوار رحمتك الكبري التي سبقت الأرض و السماء لا اله الا أنت الغفور الكريم» اه و ان كانت المتوفاة امرأة قال المصلي: [ صفحه 80] «يا الهي هذه أمنك و ابنة أمنك التي آمنت بك و بآيانك، و توجهت اليك منقطعة عن سواك انت أرحم الراحمين. أسألك يا غفار الذنوب؛ و ستار العيوب، بأن تعمل بها ما ينبغي لسماء جودك و بحر أفضالك و تدخلها في جوار رحمتك الكبري التي سبقت الأرض و السماء لا الاه الا أنت الغفور الكريم» اه و بعد ست تكبيرات «الله أبهي» في كل من الصلاتين يقول تسع عشرة مرة كلا مما يلي: انا كل لله عابدون. انا كل لله ساجدون. انا كل لله قانتون. انا كل لله ذاكرون. انا كل لله شاكرون. انا كل لله صابرون.

الحج

فرضت الشريعة البهائية الحج علي كل من استطاع من الرجال دون النساء و البيت الذي يحجون اليه هو الدار التي اقام فيها «بهاء الله» اثناء مكوثه في «العراق» او الدار التي سكنها «الباب» السيد علي محمد في «شيراز» دون تحديد في الزمن او تفضيل بيت علي بيت. و للدار التي سكنها البهاء في العراق قصة طريفة سنفردها بالبحث في الصفحات القادمة بعنوان «كعبة البهائية» فنوجه الأنظار اليها.

الزكاة

سئل عبدالبهاء عباس افندي عن حكم الزكاة في شريعة البهاء فأجاب: الزكاة في البهائية كالزكاة في الاسلام [82] و حيث ان (بيت العدل) الذي نص البهاء علي وجوب تأليفه في كتابه (الأقدس) ليمارس - في جملة ما يمارسه من [ صفحه 81] صلاحيات - جمع الزكاة لم يؤلف بعد لعدم اعتناق العالم كله دين البهاء «كما يتوقع البهائيون ذلك» فان الزكاة لا تجبي من البهائيين في الوقت الحاضر و انما هناك ما يشبه الخمس في الاسلام، و يسمونه حقوق الله، و قد جاء في «الاقدس» عن هذه الحقوق ما نصه: (و الذي تملك مئة مثقال من الذهب فتسعة عشر مثقالا لله فاطر الارض و السماء) و قد شدد بهاء الله علي وجوب العمل بهذا الحكم فقال: (اياكم يا قوم ان تمنعوا انفسكم عن هذا الفضل العظيم... يا قوم لا تخونوا في حقوق الله و لا تصرفوا فيها الا بعد اذنه... من خال الله يخان بالعدل، و الذي عمل بما امر ينزل عليه البركة من سماء عطاء ربه الفياض) و علي كل لا تكره الشريعة البهائية ابناءها علي دفع الزكاة لا بواسطه السلطة الزمنية و لا بواسطه السلطة الروحية و تدفع «حقوق الله» الي «ولي أمر الله» فينفقها في تمشية الأمور الدينية حسبما يراه مناسبا و ضروريا دون رقيب أو حساب. علي أن لدي البهائية تعاليم دينية توجب العمل علي تحسين العلاقات بين الغني و الفقير منها: 1- وجوب العمل علي الجميع فلا يعود هناك اشخاص يأكلون من جني غيرهم. 2- تحريم التسول و الاستجداء، و منع العطاء للمتوسلين مطلقا. 3- الشروع في الاصلاح الاقتصادي من القري و المزارعين. فان شريعة البهاء تحتم تأسيس جماعات من ذوي العقول النيرة و الآراء السديدة [ صفحه 82] في كل قرية لجمع الواردات العشرية و رسوم الحيوانات من المزارعين [83] و كذا المال الذي لا وارث له، و اللقطة و ثلث الدفائن و المعادن و ما يحصل من التبرعات. و يؤسس مخزن لما جمع، و يعين كاتب خاص لهذا المخزن. أما الاموال المجموعة فيه فتصرف منها الاعشار الحكومية المستحقة علي الزروع و الانعام، و علي ادارة المعارف و الايتام، و علي اعاشة المقعدين و العجزة مضافا الي تأمين نفقات المخازن المؤسسة في القري و ادارتها.

الزواج

تحض «الديانة البهائية. علي الزواج و ترغب فيه فقد جاء في «الاقدس»: «قد كتب الله عليكم النكاح اياكم أن تجاوزوا عن اثنتين، و الذي اقتنع بواحدة من الاماء استراحت نفسه و نفسها، و من اتخذ بكرا لخدمته لا بأس عليه كذلك كان الامر من قلم الوحي بالحق مرقوما. تزوجوا يا قوم ليظهر منكم من يذكرني بين عبادي هذا من أمري عليكم اتخذوه لانفسكم معينا. يا ملأ الانشاء لا تتبعوا أنفسكم انها لامارة بالبغي و الفحشاء اتبعوا مالك الأشياء الذي يأمركم بالبر والتقوي انه كان عن العالمين غنيا» [84] . و هناك أحكام و تقاليد أخري نوجزها فيما يلي: 1- ان البهائية لا تجوز الزواج بأكثر من زوجة واحدة [85] . [ صفحه 83] 2- و لا تجوز اجراء الخطبة لمن لم يبلغ سن البلوغ الشرعية، و هي اكمال الخامسة عشرة لكل ذكر و أنثي. 3- أما المدة الشرعية بين الخطبة و اجراء العقد فلا يجوز أن تتجاوز ال (95) يوما. 4- كما أنه لا يجوز أن تتجاوز المدة بين العقد و الزفاف اليوم الواحد. 5- و يشترطون موافقة و رضاء الاطراف الستة في كل زواج و هذه الاطراف هي الزوج و الزوجة و الوالدان لكل منهما. 6- كما أنهم يجوزون زواج البهائي من غير البهائية، أو البهائية من غير البهائي بشرط اجراء عقد بهائي الي جانب العقد غير البهائي. 7- و تحض الديانة البهائية علي الزواج من الاباعد كلما كان ذلك ممكنا، و لا سيما اذا كان من أجناس و ملل أبعد. 8- علي الزوج أن يؤدي الي الزوجة صداقا مقداره تسعة عشر مثقالا من الذهب اذا كان من أهل المدن، أو من الفضة اذا كان من أهل الريف. و يفضل الفضة علي الذهب في كلا الحالتين، و لا يجوز أن يتجاوز الصداق ال 95 مثقالا بصورة مطلقة. 9- يجري العقد بحضور شهود عدول، و يتلو الزوجان الصيغة الشرعية للعقد بعد اداء الصداق و هي «انا لله راضون» للزوج «انا لله راضيات» للزوجة أما الطلاق فمكروه عند البهائية، و في حالة وقوع الكره و الكدورة بين الزوجين فلكل منهما الحق في طلب الطلاق. و علي المحفل الروحاني أن يسجل تاريخ الانفصال لمدة سنة بهائية واحدة، و أن يبذل قصاري جهده لحمل الطرفين علي العدول عن ذلك، فان أخفق في مسعاه هذا في ختام هذه [ صفحه 84] المدة أصبح الطلاق نافذا، و تسمي هذه المدة بسنة الاصطبار، و لا يجوز لاحد الطرفين أن يتزوج خلالها كما أن للزوجان أن يرجعا الي زيجتهما بعد سنة الاصطبار و لكن بعقد جديد و مراسيم جديدة كما لو كان الزواج يجري لاول مرة [86] .

احكام المواريث

نلفت أنظار قرائنا الكرام الي أحكام المواريث الواردة في «الاقدس» و المنشورة في ملحق هذا الكتاب و هي: قد قسمنا المواريث علي عدد الزاء منها قدر لذرياتكم من كتاب الطاء علي عدد المقت، و للازواج من كتاب الحاء علي عدد التاء و الفاء، و للآباء من كتاب الزاء علي عدد التاء و الكاف، و للأمهات من كتاب الواو علي عدد الرفيع، و للاخوان من كتاب الهاء عدد الشين و للأخوات من كتاب الدال عدد الراء و الميم، و للمعلمين كتاب الجيم عدد القاف و الفاء... انا لما سمعنا ضجيج الذريات في الاصلاب زدنا ضعف ما لهم و نقصنا عن الاخري من مات و لم يكن له ذرية ترجع حقوقهم الي بيت العدل ليصرفوها امناء الرحمن في الأيتام و الأرامل و ما ينتفع به جمهور الناس... الخ و عليه تقسم تركة البهائي كالآتي مع ما يقارنها في شريعة الباب السابقة لشريعة البهاء: الطبقات : الذريه ، الكتاب : ط ، القيمة : 9 ، عدد الحصص : مقت ، القيمة البابية : 540 ، القيمة البهائية : 1080 [87] . [ صفحه 85] الطبقات: الأزواج، الكتاب: ح، القيمة: 8، عدد الحصص:ت + ف، القيمة البابية: 480، القيمة البهائية: 390. الطبقات: الآباء، الكتاب: ز، القيمة: 7، عدد الحصص:ت + ك، القيمة البابية: 420، القيمة البهائية: 330. الطبقات: الأمهات، الكتاب: و، القيمة: 6، عدد الحصص:الرفيع، القيمة البابية: 360، القيمة البهائية: 270. الطبقات: الاخوان، الكتاب: ه، القيمة: 5، عدد الحصص:ش، القيمة البابية: 300، القيمة البهائية: 210. الطبقات: الأخوات، الكتاب: د، القيمة: 4، عدد الحصص:ر + م، القيمة البابية: 240، القيمة البهائية: 150. الطبقات: المعلمون، الكتاب: ج، القيمة: 3، عدد الحصص:ق + ف، القيمة البابية: 180، القيمة البهائية: 90. و قد حث بهاء الله علي وجوب الوصية فقال في (الأقدس): «قد فرض لكل نفس كتاب الوصية، و له أن يزين رأسه بالاسم الأعظم و يعترف فيه بوحدانية الله في مظهر ظهوره، و يذكر فيه ما أراد من المعروف ليشهد له في عوالم الأمر و الخلق و يكون له كنزا عند ربه الحافظ الأمين». و علي ورثة المتوفي تنفيذ ما يوصي به «المتوفي» تنفيذا حريفا حتي و ان أوصي بكامل تركته الي واحد دون آخر أو أوصي برميها في البحر أو اعطائها الي جهة من الجهات حارما بذلك ورثته. 1- فاذا مات «البهائي» من غير وصية، و زعت تركته غعلي ورثته بحسب طبقات الوراث المذكورة علي ان يؤخذ منها نفقات تجهيز الميت و دفنه اولا ثم الديون، ثم حقوق الله، ثم يوزع الباقي علي حسب الانصبة المذكورة. 2- و من مات و لم يتبرك احدا من طبقات الوراث السبع، و كان له ذو و قربي من ابناء الأخ او الأخت و بناتهما فلهؤلاء الثلثان و الا فللاعمام و الأخوال و العمات و الخالات و من بعدهم لأبنائهم و ابنائهن، و بناتهم و بناتهن. اما الثلث الآخر فيعود الي «بيت العدل». [ صفحه 86] 3- فان مات و لم يكن له احد طبقات الوراث، و لا من ذوي القربي، كانت تركته لبيت العدل. 4- و من مات في ايام والده و له ذرية فهؤلاء يرثون نصيب والدهم المتوفي ايام جدهم. 5- و التي تموت ايام والدها ولها ذرية فان نصيبها من ميراث والدها يقسم علي طبقات الوارث السبعة. 6- اما من مات و ترك ذرية دون بقية الوراث فيرجع ثلثا التركة الي الذرية و يصبح الثلث الأخير لبيت العدل. اما اذا كانت الذرية موجودة و فقد أحد الطبقات فيرجع ثلثا الطبقة المفقودة الي الوارثة و الثلث الآخر لبيت المال. 7- من مات عن بعض الوراث دون ذرية كان نصيب المفقودين لبيت العدل. 8- اذا فقد الأخ لأب فان الأخ لأم يستحق ثلثي النصيب، و يكون الثلث الثالث لبيت العدل. كذلك اذا فقدت الأخت لأب كان الثلثان للأخت من الأم، و الثلث الأخير الي «بيت العدل». 9- اذا تعدد الأشخاص في طبقة الوراث يقسم نصيبهم بينهم بالسوية ذكورا و اناثا [88] و اذا كان النصيب للذكور فقط أو الاناث فيقسم بالسوية بين من خصص لهم. 10- اذا لم تف التركة بالديون المتحققة بذمة المتوفي قسمت بنسبتها قليلا أو كثيرا. [ صفحه 87] و هنالك أحكام أخري لا مندوحة من تسجيلها في هذه السطور. أ- غير البهائي لا يرث البهائي حتي و ان كان معلما و اذا كان المعلمون عديدون فتقسم حصة المعلم بينهم بالتساوي. ب- يختص أولاد المتوفي بدار أبيهم المسكونة من قبلهم و بألبسته الخاصة. فان كانت له عدة دور كانت أشرفها لأكبر أولاده، فان لم يكن له ذرية من الذكور، كان ثلثا داره المسكونة و ألبسته الخاصة لذريته من الاناث و الثلث الآخر لبيت العدل. ج- توزع ألبسة البهائية المتوفاة بين اناثها من الذرية بالتساوي فان لم يكن لها اناث فتوزع بين ذكور ذريتها أما الألبسة التي تستعملها و كذا حليها فتعتبر تركة لها علي أن تثبت ملكيتها لها و الا فتكون ملكا لبعلها. د- اذا توفي الزوج قبل زوجته و كان لها منه بعض الحلي فتعتبر من جملة التركة ما لم يتضح بالاثبات أنه قد وهبها لها.

اعياد البهائية

تقسم السنة البهائية الي تسعة عشر شهرا في كل شهر تسعة عشر يوما فيكون مجموع ذلك (361) يوما و تضاف اليها الأيام الخمسة المسترقة أو الكبيسة و تسمي «أيام الهاء» [89] فيكون المجموع 366 يوما و تبدأ هذه السنة باليوم الحادي و العشرين من شهر آذار الغربي و هو يوم عيد النوروز. أما أسماء هذه الشهور فهي: 1- شهر البهاء 2- شهر الجلال 3- شهر الجمال 4- شهر العظمة [ صفحه 88] 5- شهر النور 6- شهر الرحمة 7- شهر الكلمات 8- شهر الكمال 9- شهر الاسماء 10- شهر العزة 11- شهر المشيئة 12- شهر العلم 13- شهر القدرة 14- شهر القول 15- شهر المسائل 16- شهر الشرف 17- شهر السلطان 18- شهر الملك 19- شهر العلاء. أما أسماء الايام السبعة فهي: 1- يوم الجلال (و هو يوم السبت) 2- يوم الجمال (اي يوم الاحد) 3- يوم الكمال (أي يوم الاثنين) 4- يوم الفضال (و هو يوم الثلاثاء) 5- يوم العدال (و هو يوم الاربعاء) 6- يوم الاستجلال (أي يوم الخميس) 7- يوم الاستقلال (و يريدون به يوم الجمعة) و علي هذا فهم يقولون (يوم الجلال من شهر البهاء) اذا أرادوا يوم السبت من أول شهر من شهورهم التسعة عشر و هو شهر البهاء. و يوم الجمال من شهر الجلال اذا ارادوا يوم الاحد من الشهر الثاني. و يوم الكمال من شهر الجمال اذا ارادوا يوم الاثنين من الشهر الثالث. و يوم الفضال من شهر العظمة اذا أرادوا يوم الثلاثاء من شهر هم الرابع. و يوم العدال من شهر النور أي يوم الاربعاء من الشهر الخامس. و يوم الاستجلال من شهر الرحمة اذا ارادوا يوم الخميس من شهرهم السادس. و يوم الاستقلال من شهر الكلمات (أي يوم الجمعة من الشهر السابع). [ صفحه 89] أما اعياد البهائية فخمسة و هي: 1- عيد النوروز و يصادف يوم 21 آذار من كل سنة. 2- عيد الرضوان وعدته (12) يوما اولها 21 نيسان و آخرها ثاني أيار. و هم يحرمون الاشتغال في الايام: الاول و التاسع و الثاني عشر من هذا العيد لئلا تتسلل ايام الانقطاع عن العمل فيؤدي ذلك الي شل الأيدي العاملة و انقطاع رزقها. و عيد الرضوان هذا هو عيد اعلان «بهاء الله» دعوته في «حديقة نجيب باشا» ببغداد التي سماها «حديقة الرضوان» و تسمي اليوم «المجيدية» و كان و الي بغداد «نجيب» قد حجره في هذه الحديقة عام 1863 م فأقام فيها 12 يوما اعلن دعوته خلالها. 3- عيد ولادة الباب «السيد علي محمد» و هو يوم اول المحرم من كل عام 4- عيد ولادة البهاء «المرزه حسين علي» و هو يوم ثاني المحرم من كل سنة 5- عيد اعلان دعوة الباب «السيد علي محمد» و هو يوم خامس جمادي الاولي اما ولادة عبد البهاء «عباس افندي» فحيث انها توافق تاريخ اعلان دعوة الباب و هو يوم خامس جمادي الأولي فقد امر ان يكتفي بالاحتفال بعيد اعلان الدعوة دون الاحتفال بعدي ميلاده. و يحتفل «البهائيون» في مطلع كل شهر بهائي «اي في كل تسعة عشر يوما» حيث يجتمعون في محافلهم العامة او في اوسع دار لهم [90] و يكون هذا الاحتفال علي ثلاثة ادوار: الأول: الدور الروحاني: و فيه تتلي الأدعية التي تستنزل فيها شآبيب الرحمة [ صفحه 90] الثاني: الدور الاداري: و فيه تتلي الأوامر و النواهي الصادرة من الجهات المسؤولة. الثالث: دور الضيافة: و فيه يقدم ما اعد بهذه المناسبة من مأكول و مشروب و لا يكتفي البهائيون بتعطيل اشغالهم في الأيام 1 و 9 و 12 من عيد الرضوان حسب بل انهم يحرمون الاشتغال أيضا في يوم ولادة الباب الواقع في غرة المحرم 1230 ه 20 تشرين الأول 1819 م و في يوم اعلان دعوة الباب (5 جمادي الأولي - 23 أيار 1844) و يوم اعدامه الواقع في 9 حزيران 1850 م و في يوم ولادة بهاء الله الواقع في 12 تشرين الثاني 1817 م و يوم وفاته الواقع في 2 ذي‌القعده 1309 ه - 28 مايس 1892 م. و كذلك في يوم عيد النوروز الواقع دوما في 21 آذار من كل سنة فيصبح عدد الأيام المحرم فيها العمل تسعة و هم يقدسون العدد (19) لأنه يرمز بحروفه الأبجدية الي كلمة ال (واحد) فالوا و 6 و الألف 1 و الحاء 8 و الدال 4 و المجموع (19).

في الوفاة

حتمت الشريعة البهائية علي أصحابها وجوب مراجعة الأطباء المشهورين اذا مرضوا. فقد جاء في أقدسهم: «اذا مرضتم ارجعوا الي الحذاق مت الأطباء. انا ما رفعنا الأسباب بل أثبتناها من هذا القلم الذي جعله الله مطلع أمره المشرق المنير» فاذا مات المريض وجب غسله غسلا شرعيا ثم تكفينه «في خمسة أثواب من الحرير أو من القطن و من لم يستطع يكتفي بواحدة منها». و المطلوب من الأثواب قطع القماش التي تكفي لتغطية الجسد تغطية تامة ولفا من الرأس الي أخمص القدمين و أن يوضع في أصبح الميت خاتم تنقش [ صفحه 91] عليه هذه العبارة: «قد بدأت من الله و رجعت اليه منقطعا عما سواه و متمسكا باسمه الرحمن الرحيم». و لهذا نري أن كل بهائي يحتفظ اليوم بخاتم نقشت عليه هذه العبارة المسطورة أعلاه حتي اذا توفي فجأة أو في بلد لا يتيسر فيه عمل الختم المطلوب استعمل ذلك الذي أعده من قبل. ثم ينقل المتوفي الي مرقده الأخير بين الصمت و الخشوع دون جزع أو فزع، عملا بما جاء في الأقدس «لا تجزعوا في المصائب و لا تفرحوا. ابتغوا أمرا بين الأمرين هو التذكر في تلك الحالة و التنبه علي ما يرد عليكم في العاقبة»... علي أن لا تبعد الجبانة التي ينقل اليها أكثر من مسافة ساعة واحدة من المدينة التي توفي فيها سواء أتم النقل بالسيارة أو الطائرة أو الباخرة و أن يدفن «في البلور و الأحجار الممتنعة أو الأخشاب الصلبة اللطيفة» بعد أن يصلي عليه بالصلاة التي نشرناها من قبل [91] و يقام له «مجلس ختم» تتلي فيه الآيات و المناجاة. و لا تقام له حفلات تذكارية لا في أسبوعه، و لا في أربعينه، و لا بمرور سنة علي وفاته [92] أما من مات قتلا فتجري بحقه المراسيم المذكورة دون غسل. أما نفقات غسل الميت و تكفينه و دفنه و مجلس الختم الذي يقام لأجله فيدفع كل ذلك من تركته قبل التصرف بها من قبل ورثته. فان كان المتوفي معدما قام المحفل الروحاني المحلي بهذه النفقات من صندوقه الخاص مهما بلغت من القلة؟ أو الكثرة فان في كل بلد يقطنه البهائيون محفل خاص ينظم أمورهم [ صفحه 92] و يرجعون اليهم في تفهم أوامر دينهم. [93] .

احكام و عادات أخري

1- الطهارة: جاء في الأقدس «قد حكم الله بالطاهرة علي ماء النطفة - المني - رحمة من عنده علي البرية». و لا تقتصر الطهارة علي المني حسب، فان كل شي‌ء طاهر عند البهائية بدليل ما جاء في الأقدس من حكم مطلق و هو «و كذلك رفع الله حكم دون الطاهرة عن كل الأشياء، و عن ملل أخري موهبة من الله انه لهو الغفور الكريم». 2- النظافة: حتمت الشريعة البهائية النظافة الظاهرة علي معتنقها بما جاء في الأقدس أيضا و هو: «تمسكوا بحبل اللطافة علي شأن لا يري من ثيابكم آثار الأوساخ. هذا ما حكم به من كان الطف من كان لطيف، و الذي له عذر لا بأس عليه... استعملوا ماء الورد ثم العطر الخالص هذا ما أحبه الله من الأول الذي لا أول له ليتضوع منكم ما أراد ربكم العزيز الحكيم». 3- الغناء: و أباحت الشريعة التمتع بالانغام الشجية و الآلات الموسيقية. جاء في الاقدس: «انا حللنا لكم اصغاء الاصوات و النغمات. اياكم أم يخرجكم الاصغاء عن شأن الادب و الوقار افرحوا بفرح اسمي الاعظم الذي به توهلت الافئدة و انجذبت عقول المقربين [94] . 4- الذهب: كذلك أباحت هذه الشريعة التنعم بالكماليات و من ذلك [ صفحه 93] قول الاقدس: «من أراد أن يستعمل أواني الذهب و الفضة لا بأس عليه. اياكم أن تنغمس أيديكم في الصحاف و الصحان خذوا ما يكون أقرب الي اللطافة انه أراد أن يريكم علي آداب أهل الرضوان في ملكوته الممتنع المنيع» [95] . 5- السرقة: أما حكم السارق في الشريعة البهائية فقد نص عليه الاقدس بما يلي: «قد كتب علي السارق النفي و الحبس: و في الثالث فاجعلوا في جبينه علامة يعرف بها لئلا تقبله مدن الله و دياركم. اياكم أنم تأخذكم الرأفة في دين الله اعملوا ما أمرتم به من لدن مشفق رحيم» [96] . 6- الزني: و أما حكم الزاني و الزانية فقد نص عليه بما يلي: «قد حكم الله لكل زان و زانية دية مسلمة الي بيت العدل، و هي تسعة مثاقيل من الذهب، و ان عادا مرة اخري عودوا بضعف الجزاء هذا ما حكم به مالك الاسماء في الاولي، و في الاخري قدر لهما عذاب مهين [97] . 7- الحرق و القتل: «من أحرق بيتا متعمدا فاحرقوه، و من قتل نفسا عامدا فاقتلوه... و ان تفرضوا عليهما حسبا أبديا لا بأس عليكم في الكتاب». هذا هو حكم الحرق و القتل في شريعة البهائيين. اما [ صفحه 94] من قتل نفسا خطأ فله دية مسلمة الي اهلها و هي مئة مثقال من الذهب» [98] . 8- اثاث الدور: و قد فرضت هذه الشريعة علي المعتقدين فيها وجوب تغيير اثاث بيوتهم في ختام كل تسع عشرة سنة فجاء في «الأقدس». «كتب عليكم تجديد اسباب البيت بعد انقضاء تسعة عشرة سنة كذلك قضي الأمر من لدن عليم خبير». [99] . «و الذي لم يستطع عفا الله عنه انه لهو الغفور الكريم» [100] . 9- المخدرات: و لعل اظهر ما في شريعة البهاء - بعد ان اباحت استعمال الدمقس و الحرير و سماع الغنا و الطرب - تحريمها المخدرات قاطبة فقد نص في الأقدس [101] علي ان «ليس للعاقل ان يشرب ما يذهب به العقل» و في موضع آخر «حرم عليكم الميسر و الأفيون اجتنبوا يا معشر الخلق و لا تكونن من المتجاوزين. اياكم أن تستعلموا ما تكسل به هياكلكم و يضر أبدانكم... الخ [102] » و في ختام «الأقدس» نهي آخر للأفيون هو: «قد حرم عليكم شرب الأفيون انا نهيناكم عن ذلك نهيا عظيما في الكتاب و الذي يشربه انه ليس مني [103] أما الدخان فمكروه كرها شبيها بالتحريم و لذا لا نجد اليوم بين البهائيين من يدخن. 10- معني الحرية: حددت الشريعة البهائية الحرية البشرية بالنص الآتي: اننا نري بعض الناس أرادوا الحرية و يفتخرون بها أولئك في جهل مبين ان الحرية تنتهي عواقبها الي الفتنة التي لا تخمد نارها... [ صفحه 95] ان مطالع الحرية و مظاهرها هي الحيوان. و للانسان ينبغي أن يكون تحت سنن تحفظه عن جهل نفسه و ضر الماكرين. ان الحرية تخرج الانسان عن شؤون الآداب و الوقار» [104] . 11- الاشتغال بالسياسة: أمرت الشريعة البهائية أتباعها أن يكونوا موالين لحكوماتهم المتبوعة و نهتهم عن التدخل في الأمور السياسية و الحزبية فقد جاء في الواح البهاء أن علي البهائي ألا يعترض علي الذين يحكمون علي العباد و أن يسلك مع تلك الحكومات بالأمان و الصدق و الوفاء. 12- بيت العدل: من الأمور التي نصت عليها الشريعة البهائية و لا نري مندوحة من اثباتها هنا تأسيس «بيت العدل» و هو الهيأة التي يجب أن ينتخبها بهائيوا العالم لوضع الأحكام التي لم يقررها المشرع و تتطلبها الظروف المتغيره و احتياجاتها. و يقول البهائيون ان هذه الهيأة هي التي نص علي تأسيسها «بهاء الله» في كتابه الأقدس و كلفا بتشريع ما لم ينص عليه كتابه من الأحكام وفقا لمقتضيات الزمان علي أن يكون عدد أفرادها كعدد البهاء (أي تسعة أشخاص - بهاء - بالحروف الأبجدية). 13- هذا و ان الشريعة البهائية تمنع بيع الاماء و الغلمان و تمنع تقبيل اليدو الاستغفار.

المبادي‌ء البهائية

و هنالك اثنا عشر مبدءا من المبادي‌ء التي يرددها البهائيون في مجامعهم و خلواتهم، و ينادون بها في كتبهم و محافلهم الروحية؛ و يكتبونها علي ألواح [ صفحه 96] كبيرة تعلق في غرفهم و منتدياتهم نذكرها هنا لأنها خير ما نختم به هذا الفصل (1) تحري الحقيقة (2) واحدة العالم الانساني (3) أساس الأديان واحد (4) اتفاق الدين و العلم (5) منع الحروب (6) تأسيس محكمة دولية (7) اختيار لغة عمومية (8) مساواة الرجال و النساء (9) نبذ التعصبات (10) مواساة الفقراء (11) تعميم التعليم بين جميع البشر (12) حل المشاكل الاقتصادية.

كعبة البهائيين في العراق

لما وصل المرزه حسين علي «بهاء الله» الي العراق في 28 جمادي الثانية 1269 ( 8 نيسان 1853 م) نزل دارا صغيرة في الكاظمية ثم لم يلبث أن انتقل منها الي دار أخري في بغداد و لما لم تتوفر له سبل الراحة في هذه الدار الثانية انتقل الي بيت في محلة الشيخ بشار فلبث فيه عدة أعوام. و كان البيت الأخير يتألف من بيتين أحدهما صغير أعده البهاء لاستقبال الضيوف و الغرباء، و الآخر واسع اتخذه مسكنا له و لعائلته، و ظل فيه الي قبيل مغادرته بغداد الي جبال سركلو في السليمانية، و بعد عودته منها الي حين اخراجه من العراق و نفيه الي الآستانة في أواخر نيسان 1863 م. كان المرزه هادي الجواهري من ذوي الجاه العريض و الأملاك الواسعة في بغداد و أطرافها، و كانت الدار التي سكنها «البهاء» من جملة أملا كه، و كان له أولاد و وارث أكبرهم المرزه موسي فانجذب هذا للبهاء و مال الي تعاليمه و أصبح من أنصاره حتي صار يدعو له في قري والده بلواء ديالي، و يحث الناس فيها علي اعتناق دينه. و لما انتقل المرزه هادي الي دار البقاء حصل خلاف بين ورثته حول كيفية اقتسام ما تركه من مال و عقار حتي انجر هذا الخلاف الي المحاكم، [ صفحه 97] و نظرا لتشعب القضية و اختلاف و جهات نظر المرتزقة اليها؛ تعذر علي القضاء البت فيها فاقترح بعض المحبين أن تعرض «القضية» برمتها علي المرزه حسين عسي أن يجد حلالها و اذا «بالبهاء» يوعز الي كبير أنجاله عباس أفندي أن يدرس النزاع، و يبت في الخلاف، و يصلح ذات البين، فصدع العباس بالأمر، و قسم الميراث تقسيما اطمأنت اليه نفوس الورثة، و انتهت الدعوة بينهم صلحا؛ فأراد المرزه موسي الجواهري أن يعلن عن ارتضائه لعمل «البهاء» و تقديره لحسن معروفه، فعرض بعليه أن يقبل الدار التي يسكنها هدية دون ثمن. غير أن المرزه حسين رد عليه قائلا «ان قبول هذه الأشياء ليس من سجايانا، و هو بعيد عن مبادئنا و عقائدنا» و لكنه وافق تجاه اصرار المرزه موسي و توسلاته علي قبول الدار لقاء ثمن معتدل بحجة أنها ستكون «محلا لطواف ملل العالم» و هكذا دخلت دار المرزه هادي الجواهري الكائنة في محلة الشيخ بشار في الكرخ من مدينة بغداد في حوزة البهائيين، و أصبحت كعبة مقدسة يحجون اليها، و يولون وجوههم شطرها غير أن ورثة المرزه موسي الجواهري اعترضوا بعد وفاة مورثهم و ادعوا الغبن فكا كان من المرزه حسين علي الا أن أمر بارضاء هؤلاء. و قد تكررت هذه الاعتراضات في زمن نجله عباس أفندي الملقب بعبد البهاء فأمر بارضاء الورثة علي كل حال و كانت «كعبة البهائيين» قد تركت الي حراسة أصحاب «البهاء» في العراق بعد نفي «البهاء» الي الأستانة في عام 1863 م دون أن تسجل باسمه في القيود الحكومية لعدم وجود دو اثر للطابو في العراق يومئذ فصار البهائيون يفدون من الديار البعيدة لزيارتها و التبرك بها. و كان «البهاء» يشرف علي رعايتها من منافيه في الأستانة و أدرنه و عكا. و في نحو عام 1900 م أي في أواخر أيام [ صفحه 98] حكم العثمانيين للعراق، ادعي أحد العراقيين ملكيته لهذه الكعبة فأفسد البهائيون دعواه بطرق مختلفة و شهود كثر. و تعرضت هذه البنية للحزاب في أعقاب الحرب العالمية الأولي (حرب 1914 - 1918 م) فأمر عبدالبهاء عباس - و هو في مقره بعكا - أن يجدد بناءها في نفس الهيأة، و بالشكل الذي كانت عليه من قبل، فجمع البهائيون في العراق الأموال الطائلة لتنفيذ هذا الأمر، و أحضروا المهندسين و الفعلة لهذا الغرض، و أعادوا بناء كعبتهم دون تحوير أو تغيير. فلما شاهد المسلمون هذا التجديد، و شعروا بالأهمية التي ستكتسبها الحركة البهائية في بلاد لا تعترف بهذا المذهب، و حكومة نص قانونها الأساسي علي جعل الاسلام دينا لها، قام العلماء الأعلام بمراجعة المقامات العليا في بغداد، و لفتوا نظر الحكومة الي أن هذه الدار ليست بملك للبهائيين، و لا يجوز السماح لهم باقامة شعائر دينهم فيها. و تقدم لفيف من وجهاء الكرخ بعريضة الي القاضي الجعفري في بغداد يطلبون فيها تعيين من يشرف علي الملك الذي خلفه المدعو محمد حسين الكتبي البابي الذي غاب أو مات و لم يعرف له وارث، و كان محمد حسين هذا قد اعتنق المذهب البابي، و عهد اليه خدمة هذا البيت الذي سكن فيه «بهاء الله» و عائلته سنوات عديدة ثم نفي من بغداد فجهل حاله و محله. و علي حسب ما تقتضيه أحكام الشريعة أصدر القاضي حكمه في أوائل شباط 1921 م و هو يقضي بتعيين وكيل عن الغائب المجهول لادارة هذا البيت و منع البهائيين من التصرف فيه. و قد نفذ هذا الحكم بواسطة دائرة الاجراء فعلا فلم يرتض البهائيون الحكم فراجعوا محكمة الاستئناف و ادعوا بأن تعيين الوكيل عن [ صفحه 99] الغائب لا يعني الحكم بالتخلية و اخراج البهائيين اجرائيا فقضت هذه بنقض قرار القاضي، و علي هذا عاد البهائيون الي كعبتهم، و أسكنوا فيها محمد حسين الوكيل ليقوم بأودها و حراستها. و ظهر بعد مدة أن قد كان لمحمد حسين الكتبي البابي ثمة و ريثة هي السيدة «ليلي» فاستعانت هذه بأهل الزهد و الورع من الكرخ لاثبات حقها في الدار موضوعة البحث، فاشترط هؤلاء لمساعدتها أن توقف الدار في حالة أخذها اياها. و ماتت ليلي فورثها «جواد كاب» و أخته «بي بي» فادعيا بملكية الدار و جاءا بشهود لاثبات النسب و الملكية، فأصدر القاضي حكمه في 23 نشرين الثاني سنة 1921 م فكان في صالح المدعيين. و كان الملك فيصل الأول قد تبوأ عرش العراق في 23 آب من هذه السنة (أي سنة 1921 م) و اذا بسيل من برقيات الاحتجاج الواردة من أنحاء أوربية و أمريكية مختلفة علي المندوب السامي البريطاني في بغداد، و هو يومئذ السر برسي كوكس، تطالب فيها بتدخل الحكومة البريطانية لصالح البهائيين فذهل المليك العربي لهذه المفاجأة، و لم يشأ أن يغيظ الشيعة، و هم الذين شيدوا العرش الهاشمي علي جماجم شهدائهم في ثورة 1920 م، فأمر بتخلية الدار و حفظ مفاتيحها لدي الحكومة حفظا للامن. [105] . [ صفحه 100] و في 2 تشرين الأول 1922 تقدم «جواد كاب» و شقيقته «بي بي» بعريضة الي محكمة بداية بغداد لتثبيت ملكيتهما للدار، و اذا بالبهائيين يقيمون الدعوي علي الحكومة في محكمة الصلح لتأييد هذه الملكية لهم، و في الثامن من حزيران 1924 م أصدرت محكمة البداية حكمها فكانت في صالح المدعيين «جواد و بي‌بي». و بعد تطورات يطول شرحها، سجلت «كعبة البهائية» وقفا شرعيا، و أصبحت «حسينية» تقام فيها الصلاة و نؤدي فروض العبادة الاسلامية فراجع البهائيون «عصبة الأمم» و طالبوا بتدخلها لاسترجاع هذه البنية علي أساس أن العراق تحت الانتداب البريطاني، و من حق كل طائفة أن تراجع هذه الهيئة الأممية اذا شكت من غبن أو ألم بها مكروه، فدرست «لجنة الانتدابات في العصبة طلب البهائيين و تقدمت بمشروع قرار يتضمن توسيط الحكومة البريطانية المنتدبة لمفاتحة الحكومة العراقية بضرورة ارضاء المشتكين و لما كان العراق قد انخرط عضوا في عصبة الأمم في 3 تشرين الأول عام 1932 م، و أصبح دولة مستقلة ذات سيادة، فقد جرت اتصالات مباشرة بين حكومة العراق و العصبة الأممية لم تسفر عن أيه نتيجة. و لا سيما بعد تعاقب الانقلابات العسكرية في العراق و تعاقب الازمات السياسية في العالم و انهيار عصبة الأمم بعد اندلاع لهيب الحرب العالمية الثانية (حرب 1939 - 1945) و ما زالت هذه الدار «حسينية» تؤدي فيها فرائض عبادة المسلين و ان كان البهائيون يعتقدون جازمين أنها ستعود اليهم ان عاجلا و ان آجلا و الله أعلم بما يعتقدون. [ صفحه 101]

نفوس البهائيين و محال اقامتهم

لم نعثر علي احصاء رسمي لعدد البهائيين لا في ايران، و لا في العراق، و لا في مصر، حتي و لا في القارتين الأوربية و الأمريكية علي الرغم من اشتهار هاتين القارتين بولعهما و دقتهما في قضايا الاحصاء، و علي الرغم من كثرة الأسانيد التي رجعنا اليها لمعرفه هذا العدد و قد بالغ البهائيون في ذكر عدد نفوسهم مبالغة عدها خصومهم صادرة عن نزعة دينية بحتة، و زهد هؤلاء الخصوم في ذكر عدد خصومهم زهدا ضاعت معهم الحقيقة و عميت عنها الأبصار فقد يبلغ عدد البهائيين بضعة ملايين في العالم اجمع - كما يدعون - و قد لا يبلغ عددهم المليون الواحد كما يقول المسلمون، و ما لم تنشر احصاءات علمية دقيقة عن هذه الحقيقة فان كل ما يقال عنها لا يعتد به. و هم منتشرون في وطنهم (ايران) و في (العراق) و (سورية الطبيعية) و (مصر) و في القارات الخمس. و لما كانت النظم البهائية تحتم تأسيس (محفل روحاني محلي) في حاضرة كل قطر ينتشر البهائيون فيه رأينا أن نثبت أسماء عواصم الأقطار التي تأسست فيها «محافل بهائية روحية» علي ما جاءت في المصادر البهائية نفسها لغاية أول نيسان 1961. 1- طهران (لأنحاء ايران كافة) 2- بغداد (للعراق و سورية و لبنان و الأردن) 3- اسطنبول (لأنحاء تركية كافة) 4- نيودلهي (للهند) 5- كراجي (لباكستان) 6- رانكون (لبرما) 7- جاكارتا (لأندونيسيا) 8- ليما (لبيرو) 9- طوكيو (لليابان) 10- القاهرة (لمصر و الحبشة و السودان) 11- كامبالا (لافريقيا الوسطي و الشرقية) [ صفحه 102] 12- جوهانسبورغ (لافريقيا الجنوبية) 13- لندن (للجزر البريطانية) 14- باريس (لفرنسة) 15- بون (لسويسرا و ايتاليا) 16- فينا (للنمسة) 17- مدريد (لاسبانيا و البرتغال) 18- شيكاغو (للولايات المتحدة الأمريكية) 19- فرانكفورت (لألمانية) 20- أوكلند (لنيوزيلنده) 21- كاراكاس (لفنزويلا) 22- بونس آيرس (للأرجنتين) 23- ريودي جانيرو (للبرازيل) 24- سنتياكو (لشيلي) 25- ماريانو (لكوبا) 26- سدني (لأوستراليا) 27- سان سلفادور (للسلفادور) 28- غواتيمالا (لكواتيمالا) 29- تونس (لافريقيا الشمالية الغربية) 30- قطر لامارات الخليج العربي و اليمن و وفقا لآخر احصاء رسمي للبهائيين بلغ عدد المحافل الروحانية لملية (المركزية) أكثر من ثمانين محفلا و كل محفل منها يدير أمور مجموعة من المحافل المحلية و جماعات البهائيين في قطر أو أكثر من الأقطار المستقلة. أما عدد المراكز (أي المحلات) التي يقطنها البهائيون فقد بلغ وفق هذا الحضاء (28217) مركزا في أنحاء العالم كافة بحسب احصاء 1966 - 1967. [ صفحه 103]

خاتمة في مدعي المهدوية

توطئة قال العلامة «ابن خلدون» في ص 142 من المجلد الثاني من مقدمته (طبعة باريس سنة 1858 م) ما نصه: «ان من المشهور بين الكافة من أهل الاسلام علي مر الاعصار أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين، و يظهر العدل و يتبعه المسلمون، و يستولي علي الممالك الاسلامية، و يسمي بالمهدي، و يكون خروج الدجال و ما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح علي أثره، و أن عيسي ينزل من بعده فيقتل الدجال، أو ينزل معه فيساعده علي قتله و يأتم بالمهدي في صلاته» اه و علي أثر ذلك اشرأبت اعناق البعض للظهور بمظهر المهدي المنتظر فقام جماعة ادعوا «المهدوية» في أزمان متفاوتة و آجال مختلفة حتي تجاوز عددهم مائة مدع أخصهم بالذكر: 1- محمد بن الحنفية - أول من سمي المهدي في الاسلام - و كان عالما زاهدا و و ورعا جليلا و كان له خادم اسمه كيسان فادعي هذا ان سيده أباالقاسم محمد لم يمت و انما غاب في جبال رضوي فسمي بأصحابه بالكيسانية و سيأتي ذكرهم. 2- محمد بن عبدالله الملقب بالنفس الزكية و قد ظهر في المدينة المنورة سنة 145 ه (762 م). في عهد المنصور الدوانيقي، ثاني خلفاء بني العباس، و دعا الي نفسه. و كان له أخ اسمه ابراهيم نصره و قام بدعوته ففتح البصرة [ صفحه 104] و الاهواز و بعض مدن ايران و كذا مكة و المدينة، و بعث عامله الي اليمن. حتي أن الامام مالك أفتي له و شد أزره فتدارك المنصور أمره و قتله علي ما فصله ابن الأثير [106] . 3- عبيد الله المهدي بن محمد الحبيب بن الامام جعفر الصادق، سادس أئمة الاثني عشرية، مؤسس الدولة الفاطمية في المغرب، و هي الدولة التي فتحت مصر، و بنت مدينة القاهرة علي يد القائد جوهر الصقلي، و امتد سلطانها و طالت أيام حكها. 4- محمد بن عبدالله بن تومرت المعروف بالمهدي الهرعي، و المكني بأبي عبدالله: أصله من جبل السوس في أقصي بلاد المغرب فرحل الي المشرق حتي انتهي الي العراق و اجتمع بأبي حامد الغزالي و غيره، و أخذ العلم عنهم و أسس دولة عظيمة في أوائل القرن السادس للهجرة هي دولة عبد المؤمن [107] . 5- العباس الفاطمي الذي يظهر بالمغرب في آخر المئة السابعة للهجرة، و ادعي المهدوية فهرع الناس اليه، و عظمت شوكته، و لكنه فوجي‌ء بالقتل غيلة، فانقضت دولته بانقضاء أجله. 6- المرزه علي محمد مؤسس البابية التي أفردنا لها هذا الكتاب. 7- الشيخ محمد بن علي بن الشيخ محمد السنوسي المنتسب الي العلوية و المولود عام 1206 ه (1791 م) في جبل سنوس علي حدود الجزائر المتاخمة لتونس. و للنسوسيين مواقف عظيمة مع الانكليز بفصلتها كتب التاريخ. 8- المرزه غلام أحمد المشهور بالقادياني، و المولود في «قاديان» من [ صفحه 105] بلاد «البنجاب» بالهند سنة 1248 ه (1832 م) و للقاديانية قصص طريفة سنأتي عليها قريبا. 9- المهدي السوداني: و هو محمد أحمد المهدي المولود سنة 1265 ه (1848 م) و أمره مشهور مع الانكليز خاصة. 10- و هناك كثيرون غير الذين ذكرناهم. و لقد حاولنا أن نضع ثبتا كاملا بأسماء مدعي المهدوية و الأعمال التي تمت علي أيديهم فوجدنا أن عملا مثل هذا يخرجنا عن الموضوع فكتبنا الي السيد هبة الدين الشهرستاني مايلي: نص السؤال دعتني الظروف الي الالتجاء الي ساحة علمكم الواسع، و الاغتراف من حياض معرفتكم المترعة، فأعرض انني أنهيت رسالة جديدة لي عن «البابيين في حاضرهم و ماضيهم» و اني أريد أن أختمها بفصل عن «مدعي المهدوية» منذ صدر الاسلام حتي الآن. فأسترحم أن تمدوني بما لدي سماحتكم من معلومات في هذا الشأن، أو أن ترشدوني الي المصادر المفيدة لأستعين بها علي وضع هذا الفصل بنفسي، و لا مانع لدي مطلقا من أن أنشر ما تكتبونه الي بالحرف و بتوقيع واضعه... الخ. بغداد 14 كانون الأول 1956 السيد عبد الرزاق الحسني بديوان مجلس الوزراء و قد بعثنا بمثل هذا الخطاب الي بعض العلماء أيضا فتلقينا من العلامة الشهرستاني هذا الجواب ننشره بنصه شاكرين لسماحته عونه و علمه، و فوق كل ذي علم عليم. [ صفحه 106] نص الجواب لم أجد بين المسائل الاسلامية مسألة أثارت الأوهام مثل هذه، و لا قضية كهذه شتتت شمل الأمة و جعلتهم شيعا لا يستقرون علي شي‌ء، و لا رأيت مثارا للفتن و الحروب الدمومية و المجادلات السوفسطائية كهذه المسألة و لذلك تري بعض أهل العلم من مسلمي عصرنا أنكر أمر المهدي بالمرة، و ما حمله علي انكار هذه الحقيقة المشهورة الا الفرار من تبعاتها و الخلاص من مشكلاتها و اخماد فتنة المتمهدين الذين جبلوا علي العالم الاسلامي خسائر مهمة و لا سيما في مصر و السودان و المغرب الأقصي، و الانكار حرفة العاجز و هذا أحد الأقوال: المذهب الثاني هو المذهب الكيساني كيسان أسم عبد خادم لمحمد بن الحنفية (رض) فادعي حوالي سنة سبعين من الهجرة أن سيده أباالقاسم محمد بن الحنفية لم يمت و انما غاب في جبال رضوي. و للسيد اسماعيل الحميري شاعر أهل البيت أبيات مشهورة في ذلك حينما كان تابعا للمذهب الكيساني - بفتح الكاف - ثم تحول الي المذهب الجعفري، و قال من أبيات «تجعفرت باسم الله» الخ فهؤلاء الكيسانية يشترطون في المهدي كونه من أهل بيت النبوة، و من صلب علي، و لو لم يكن من بطن فاطمة الزهراء سلام الله عليهم. و ابن الحنفية أخو الحسنين، و من صلب اميرالمؤمنين علي بن أبي‌طالب، و اسمه اسم النبي، و كنيته أبوالقاسم كما ورد فيه حديث النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: المهدي منا أهل البيت اسمه اسمي، و كنيته كنيتي. و قد لقب أبوجعفر المنصور ولده محمدا بالمهدي [ صفحه 107] اشارة الي أنه مهدي هذه الامة، و ليحول اليه شعور الطوائف القائلة بأن المهدي المنتظر عدله يجب أن يكون من اهل بيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم و كان ولد العباس عم النبي يتحدون بأنهم آل النبي صلي الله عليه و سلم و أهل بيته الوارثون منه كل فضيلة فهذا قول ثالث في المسألة. المذهب الرابع مذهب الزيدية قول الزيدية من الشيعة، و هو قول كثير من أهل العلم من الطوائف الاسلامية أيضا، و خلاصته: أن المهدي صفة لرجل غير معين من ولد فاطمة سواء كان من ولد الحسن أو من ولد الحسين (ع) يخرج فيملأ الأرض قسطا و عدلا. و الظهور عندهم بمعني الغلبة لا الولادة و لا الخروج المطلق فمن خرج منهم - و توفق لبسط العدل و نفي الظلم بصورة كاملة فهو المهدي الموعود، سواء أكان من المئة الأولي من الهجرة أو كان في الألف العاشر بعد الهجرة، و سواء كان من صلب الحسن او من صلب الحسين (ع)، و لو بعد الف ظهر، و يستدلون علي مذهبهم هذا بالخبر المتواتر عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم «يظهر الله المهدي من ولدي فيملأ الارض قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا» و أما من خرج و اجتمعت فيه شرائط الامامة و لم يتوفق للظهور و الغلبة علي كل الجائرين و الظلمة كزيد (ع) فهو امام و ليس بالمهدي الموعود، و علي هذا المبدأ نهض صاحب النفس الزكية محمد بن عبدالله المحض و دعا الي نفسه و روي فيه المحدثون و علماء عصره حديثا عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم «يظهر المهدي من ولدي اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي فيملأ الارض عدلا الخ» و قد اورد بعض اخباره و الروايات بشأنه السيد ابن زهرة في «غاية الاختصار» قال: و بايعه اكثر الفقهاء و العلماء في الحجاز و العراق و أولاد الصحابة و التابعين، و أوردوا فيه [ صفحه 108] عن جده النبي «ان المهدي من ولدي اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي» و علي هذا الرأي جماعة الزيدية حتي اليوم و جرت علي ذلك أئمتهم من أقدم عصورهم. نعم ان زيدا لم يدع المهدوية، و لا دعا الي نفسه، و انما كانت دعوته الي الرضا من آل محمد أي أنه يدعو الناس الي رجل يرضي الناس به من ولد فاطمة ثم يعينه هو و الأمة بعد انتظاره النهائي و ابادة الدولة المروانية. المذهب الخامس مذهب الاسماعيلية الاسماعيلية فرقة من الشيعة قالت بامامة اسماعيل اكبر اولاد الامام جعفر الصادق عليه‌السلام. ثم لما شاع نبأ وفاته في حياة ابيه. قالوا بأنه غاب خوفا من أعدائه و هو المهدي الموعود حتي انهم ادعوا ان جماعة شاهدوا اسماعيل المذكور في البصرة بعد شيوع وفاته مع أن أباه الصادق شيع جنازة ولده هذا من الأبواه الي المدينة المنورة، و كلما مشي خلفها حافيا مع المشيعين مقدارا أمر بالجنازة لتوضع علي الارض، و يكشف عن وجه المتوفي بحجة أنه يجدد النظر اليه، و لكنه كان يبغي أن يراه الناس ميتا فلا يصدقون فيه الحياة و الغيبة، و هكذا حتي دفنه في البقيع أمام الجماهير، و أخباره كثيرة و متضاربة. و للاسماعيلية آراء غريبة و متضاربة في المهدي المنتظر فمنها رأي شاعرهم و فيلسوفهم «ناصر خسرو العلوي» المصرح به في كتابه الفارسي «وجه دين» المطبوع في برلين و خلاصته: ان في كل عصر امام مهدي و امام دجال فكان علي أميرالمؤمنين مهدي عصره، و خصمه الامام الدجال، و كذلك ابنه الحسن كان الامام المهدي و معاوية امام دجال، و أخوه الحسين امام مهدي و يزيد امام دجال، و هكذا السجاد و الباقر و الامام الصادق كلهم أئمة مهديون في عصرهم و خصومهم الدجالون و... و... و... فالمهدي عنده [ صفحه 109] وصف عام لكل امام صادق، و الدجال وصف عام لكل امام كاذب معارض للصادق، و لذلك شالع لقب الصادق جعفر بن محمد الباقر لأن امامته أطول مدة و أظهر انتشارا من غيره. و روي البخاري في صحيحه و غيره روايات الدجال و خبر النبي صلي الله عليه و آله و سلم من أن طويسا المعروف بالشؤم الذي ولد ليلة وفاة النبي كان يقول في عهد عمر بن الخطاب «انني ما دمت بين أظهركم فأنتم مأمونون من خروج الدجال و دابة الارض» و قد فصلت آراء الاسماعيلية في رسالة باسمهم، و في رسالة المهدوية، و هذا - أي رأي خسرو - هو المذهب السادس من هذا المبحث. المذهب السابع لمتأخر المصريين لقد شاعت في العصور بالمتأخرة بين المصريين و أشباههم نظرية القيام بالمهدوية لمجرد شخص عالم ينهض بطلب الاصلاح سواء كان من آل النبي صلي الله عليه و آله و سلم او من غيرهم، بل و سواء كان مسلما أو غير مسلم. فقد حكي عن السيد عبدالرحمن الكواكبي في أحد كتابيه «طبائع الاستبداد» و «أم القري» انه قال «وسيبعث الله المهدي الروسي أو الالماني فيملأ الارض قسطا و عدلا... الخ» و لا أري في المذاهب أشد شذوذا من هذا، و من المذهب البابي الذي سيأتي ذكره. و لقد نجم هذا الرأي الشاذ بعد نهضة اوربة الاستعمارية و تفاهمهم في المسألة الشرقية، و بثهم السماسرة لايجاد القلاقل و الفتن في حدود الممالك الاسلامية باسم المتهدين في ايران و الهند و مصر و غيرها. و قابلني في الهند شيخ من الباطنية يقرأ آية عيسي «و يكلم الناس في المهد» بياء تلحق المهد. يعني ان عيسي يكلم الناس في المهدي الموعود، و هو محمد بن عبدالله رسول الرب، و معني كلامهم فيه أنه يبشرهم بظهوره. [ صفحه 110] اصلاحا لأحوال الناس، و تنويرا لأفكار الأمم. قال: و المهدي و هو كل مصلح يأتي بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين كله (قلت له) المصاحف كلها بدون ياء. قال نعم كانوا يقرأون بالياء من عصر الصحابة. ثم الناس رأوا أن الياء في القراءة ولدت من اشباع كسرة الدال فحذفوا الياء (قلت) فما تقول في آية عيسي الأخري و هي: قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا، و صبيا قرينة ارادة طفل في المهد دون ياء (قال) الصبي بمعني العاشق أي كيف نكلم من كان في المهدي الموعود عاشقا لا يفتر عن و صفه و ذكره فقابلته بابتسامة يأس من تعديل فكره و الخلط في أقوال هؤلاء كثير و الغلط أكثر المذهب الثامن الكشفي في المهدي نجم في القرن الثالث عشر للهجرة قوم من الشيعة عرفوا بالكشفية تارة، و بالشيخية أخري، هم أتباع الشيخ أحمد الاحسائي المتوفي سنة 1243 ه و تلميذه السيد كاظم الرشتي المتوفي سنة 1259 ه في كربلا في العراق و أوجدوا انقلابا في افكار الطوائف بواسطة تلاميذهم و أخص منهم كريم خان الكرماني المعروف هو و اتباعه بالركنية لقولهم بالركن الرابع. أي أن اركان الدين اربعة: أولها معرفة الله وصفاته، و ثانيها معرفة النبي و صفاته، و ثالثها معرفة الامام و صفاته؛ و الركن الرابع نائب الامام الخاص و خليفته المخصوص، و عبر عن هذا بالباب تارة و بالمهدي تارة، و بالركن الرابع تارة، و بالنائب الخاص تارة اخري، و طبق هذه العناوين علي نفسه و علي شيخه الرشتي من قبله و علي شيخ شيخه الاحسائي من قبل و قال في الامام المهدي انه: لا يشترط فيه أن يكون فاطميا بالذات، بل يكفي أن يكون ولدا روحانيا للنبي و لو كان مطيري العشيرة. و يشير بهذه الكلمة الي الشيخ أحمد الاحسائي المنتمي [ صفحه 111] الي بني مطير من جنوب العراق. و خرافاته في ارشاد العوام و غيره عجائب غرائب و لقد هلكوا كل هؤلاء و لم ينطبق عليهم حديث النبي صلي الله عليه و آله و سلم السالف ذكره اذ لم يملأوا الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا. المذهب التاسع للبابية في المهدي الزعيم الاول للفرق البابية هو السيد مرزه علي محمد الشيرازي الملقب بالباب لأنه ورد الي كربلاء سنة 1255 لتكميل دراسته علي زعيم الشيخية السيد كاظم الرشتي الكشفي الذي سبق ذكره و بقي علي التلمذ لديه حتي توفي هذا الاستاذ سنة 1259 و قد تشرب من مبادئه في النيابة الخاصة عن المهدي الغائب، و كون سيد الرشتي بابا له و وسيطا بين الامام و الرعية، و بعد وفاته صار هذا التلميذ يدعي الخلافة عن استاذه من كونه الباب الي المهدي الغائب، و روج دعواه هذه بنت الملا صالح البراغاني القزويني التي لقبها السيد الكاظم الرشتي بقرة العين و هي التي حملت عائلة السيد الرشتي الي ترويج خلافة السيد علي محمد الباب، و حملت هذا علي تحمله لنفقات العائلة المذكورة. و خدمات قرة العين له و تواريخه غنية عن البيان الا أن علي محمد من سنة 1260 ترقي في دعوته عن مقام البابية الي مقام المهدوية نفسها حيث قال في كتابه البيان في الباب السابع من الواحد الثاني عند بيان أحوال القيامة يقول: انني في ليلة الخميس من شهر جمادي الأولي من الساعة الثانية و الدقيقة الحادية عشر حل في جسمي روح المهدي الموعود. ثم ذكر تلميذه المؤلف لكتاب «نقطة الكاف» من أنه في سنة 1263 ه تنازل علي محمد عن مقام المهدوية لأحد أتباعه الحاج محمد علي قدوس فصار هذا مهدي زمانه، ثم جعل المظاهر للمهدي كثيرين من صحابته أي أنه أخذ يدعي النبوة و التشريع أو فوق [ صفحه 112] ذلك كما أن تلاميذ علي محمد الباب: كيحيي صبح أزل، و حسين علي البهاء، و غيرهما يدعون الامامة و الخلافة عند من بعده، و لهم معارضات و مناقضات أخذتها الكتب و التواريخ. و رغبة في الاختصار نحيل الطالب اليها و الي ما كتبناه في رد الباب و ان كان كتاب السيد الحسني قد زخر بالمعلومات التاريخية عن الحركة البابية. المذهب العاشر للسنيين في المهدي ان علماء اخواننا السنيين مختلفون في أمر المهدي الموعود. فمنهم من تبع المذهب الأول الذي افتتحنا الكلام به، و أول الاحاديث الواردة فيه، و منهم من ابتع الزيدية و قال بأنه وصف عام لامام من ولد النبي صلي الله عليه و آله و سلم يقوم باصلاح الأنام، و منهم من اتبع الاثني عشرية و قال انه غائب عن الأبصار، و غير مستقر في دار. و قد جمع شيخنا المحدث النوري في كتابه «كشف الأستار» اعتراف كثيرين من علماء السنة لهذه العقيدة. و منهم من ابتع بعض الأقدمين من أن المهدي ولد و مات، و هلك في أي واد سلك، و سيبعثه الله في الرجعة لاصلاح العالم و الأمم. و منهم من اتبع قدماء الاسماعيلية من أنه عبيد الله المهدي المؤسس للدولة الفاطمية في بلاد افريقية. و بهذه المناسبة نذكر ما نص عليه كبير علماء السنة في عصره و مصره الشيخ علي حسام الدين المتقي جار الله في مكة المكرمة في كتابه «الرد علي من حكم» قبل خمسمائة سنة تقريبا، و فرض أن المهدي الموعود جاء و مضي، و قد ألف في الرد علي جماعة من الهند بزمانه تبعوا أحد السادة الأشراف و قالوا بأنه المهدي الموعود. وكان قد توفي قبل هذا التأليف فزعموا انقطاع المهدوية بموت صاحبهم. قال هذا المؤلف ما نصه «ان الأحاديث الواردة في المهدي الموعود اكثر من [ صفحه 113] ثلاثمائة حديث» يعني من طرق اهل السنة فقط «و المهدي الموعود ثابت في النصوص من السنة النبوية لا شك فيها، و لكن المجمع ليه أن القرآن خلو من ذكره» و قال ان أحاديث هذا المتمهدي الهندي - بوقلمون - يعني مختلفة الألوان، متباينة المعاني. قال فاذا سألناهم أن المهدي يملك الأرض شرقا و غربا قالوا انه اذا ملك قلب مؤمن فقد ملك الأرض و العالم مع أن هذا التأويل ينافي ما ورد من أن الأرض ملكها اثنان صالحان و هما: سليمان و ذوالقرنين و اثنان كافران و هما: نمرود و نبوختنصر، و سيملئها خامس من ولدي فيملأها عدلا بعد ما ملئت جورا» فهذا النص لا يجتمع مع تأويلهم أن المتمهدي ملك قلب انسان واحد و الانسان عالم كبير. ثم قال ان العلاقات علي هذا السيد المتمهدي لا يكفي اذا لم يجتمع فيه كل العلامات المأثورة للمهدي الموعود و هي زهاء سبعين علامة الي آخر كلامه. المهدي عند القاديانية المذهب الحادي عشر في مدينة قاديان بالهند طائفة عرفت بالقاديانية، و تسمي نفسها «الأحمدية» لانتسابهم في المذهب لا في النسب الي رجل اسمه «غلام أحمد» أي عبد أحمد النبي صلي الله عليه و آله و سلم. و هذا ادعي انه المسيح المعهود، و المهدي الموعود في وقت واحد «هل تري روحين حلابدنا» و باضافة روحه الشخصية بثلاثة أرواح و مع تثليث المسيح خمسة. و زارني ثلة من أتباعه ببغداد سنة 1342 ه فسألتهم عن مدرك انقيادهم لهذا الزعيم فقالوا: رواية في صحيح البخاري أن «المهدي يظهر في شرق مناره دمشق، و أن المسيح يصلي خلفه» مع قول النبي صلي الله عليه و آله و سلم كيف بكم و بابن مريم فيكم. فقلت من أين لكم انطباق هذه الأقوال علي هذا الرجل أو أنه في هذا العصر و في ذلك المصر و اجتماع الشخصيتين في شخص [ صفحه 114] واحد؟ ثم ان الزعيم غلام أحمد لم يكن من ولد النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و لا ادعي شرف الانتساب اليه؟ قالوا نعم هو هندي لكنه ايراني الأصل هاجر آباؤه قبل مئات السنوات مركز الحكومة الايرانية، و ايران هي الموطن الصحيح لسلمان الفارسي، و قد صح الحديث النبوي فيه «سلمان منا أهل البيت» فيصير هذا أيضا من أهل البيت. فضحكت مع الحاضرين علي هذا المنطق الغريب و الاستدلال العجيب، فسألته عن تطبيق شرقي منارة دمشق علي زعيمهم فأجابوا أن هذا محسوس لأن الشام من خريطة العالم اذا استخرجنا منها خطا و هميا نحو الشرق اتصل بنواحي قاديان. فقلت لهم فرضنا أن هذا الخط يتصل ببغداد ثم يمر علي قاديان و نحن من بغداد نمسك هذا الخط لأنفسنا و الأقرب يمنع الأبعد، و انني شخصيا أولي من زعيمكم بهذه الدعوي اذ انني من نسل رسول الله صلي الله عليه و سلم و من آل البيت من دون حاجة الي تشبثاتكم الواهية، و ان والدتي اسمها مريم الي غير ذلك من التطبيقات المعقولة المعتبرة و أحيل بقية تعليماتي ضد هذا المذهب الي كتابي «المعجزة الخالدة» و رسالتي في «المهدوية». المهدي عند الاثني عشرية: المذهب الثاني عشر الاثنا عشرية طائفة شهيرة من الشيعة هم أكثر عددا وعدة، و يعدون فوق خمسين مليونا من النفوس أسسوا في تاريخ الاسلام و أعصاره و أمصاره دو لا عظيمة الشأن و مركز هم اليوم في ايران، و يقولون بحصر أئمتهم بالأئمة المعصومين من أهل بيت النبي صلي الله عليه و سلم في اثني عشر اماما أولهم: علي بن أبي‌طالب ثم الحسن، ثم الحسين، ثم تسعة متناسلون من ولد الحسين آخرهم محمد بن الحسن العسكري، و هو المهدي الموعود و الغائب المنتظر. و لهم علي ذلك دلائل و نصوص، و وافقهم عليها جملة من أجلة علماء الطوائف، ذكرهم [ صفحه 115] شيخنا الحسين بن تقي النوري في كتابه «كشف الأستار) و ان كان الاختلاف دب في أصحاب أبيه الامام العسكري فافترقوا فيه علي اثني عشر قولا ذكر هم النوبختي في كتابه (فرق الشيعة) المطبوع بالأستانة و هو من كبار علماء الشيعة قل ألف سنة تقريبا و الكتب الكافلة لتحقيق الحق كثيرة و لله الحمد. و قد بلغني صدور كتاب «مهدي أز صدر اسلام» و لم أحط به علما. المتمهدي المصور لقد زارني في مكتبة الجوادين شاب حلي اسمه محمد علي المصور يوم الجمعة 19 ربيع الأول سنة 1365 ه الموافق 22 شباط 1948 و همس في أذني انه المهدي الموعود، و قد أوحي الله اليه قبل ثلاثة أعوام بذلك، و أمره أن يأتيني مستشيرا و مستعينا في ترويج دعوته لاصلاح العالم. فقلت له ان كنت المهدي فلست محتاجا الي مثلي و لا يوحي الله الي أحد بعد النبي محمد صلي الله عليه و سلم. ثم ما هي العلائم فيك؟ فقال اسمي محمد بن الحسن، و أنا أبيض الوجه و أقني الأنف، و أجيد الرسم، و أصور الانسان كما في آلة الفوتو غراف عينا. قلت له هذا لا يكفيك اذ يوجد من فيه جميع هذه الصفات بلاحساب ثم قلت له هل أنت شريف حسني أو شريف حسيني؟ فقال لا هذا و لاذاك و انما أنا من عامة الناس. قلت له قد أجمع المسلمون علي أن المهدي من ذرية محمد من ذرية محمد صلي الله عليه و سلم. فقال لعل في آبائي شرفاء. و أنا ضيعت نسبي! فقال له بعض الحاضرين اذا صدقت من نزول الوحي اليك فحقق نسبك من طريق الوحي. ثم طال الحجاج بيننا و بينه و أفحمناه، و قد وقع علي محضر الجلسة و تفاصيل الحجاج و الحجج، و فشل هذا المتمهدي جميع الحاضرين. و قد نشرت جريدة النداء في عددها 620 تفصيل ذلك، و من جملتها السند الذي [ صفحه 116] كتبه بخط يده و توقيعه و هو: «انني محمد علي بن حسن الرسام الحلي أتعهد لعلماء الاسلام عامة، و للسيد هبة الدين خاصة انه اذا فسرلي هذه الآيات الاربعة التالي ذكرها فانني أترك دعوي المهدوية بتاتا و أعترف بأن الوحي الذي ينزل علي وحي شيطاني أعوذ منه و أشهدت علي نفسي جماعة المؤمنين الحاضرين في مكتبة الجوادين العامة الجمعة 19 ربيع‌الاول 22 / 2 / 1946 «. و من جملتها السند الثاني الموقع بخاتمه و خطه و هو: انني محمد علي بن حسن الذي يأتيني الوحي من الله، و بعد أربع سنوات من حال التاريخ يتم النصر لي ان شاء الله بأني المهدي الموعود المنتظر، و يتم الله علي يدي العدل في الأرض و آتي بقرآن جديد. و أما تفسير السيد هبة الدين الحسني في آية «مثلهم كمثل الذي استوقد نارا... الخ» لم يقنعني لأني ملهم من الله بأن الذي استوقد نارا هو موسي بن عمران تجاه بني اسرائيل المنافقين، و لو لم تذكره التفاسير التي تتبع اللغة العربية و قواعدها لأنني لم أدخل المدرسة لا دينية و لا رسمية و انما علمي به الالهام من الله لا سواه. التوقيع: محمد علي بن حسن ثم شاع خبره و ظهر أمره و انتشرت من هذا المتمهدي كتب علمية أشهرها «الانسان بعد الموت» و صار يسير في البلاد بدعوته. و أذاعت الاذاعة الرسمية شيئا من مقالاته فكتبت الي مديرية الأوقاف العراقية بصورة رسمية ما يأتي: حضرة صاحب المعالي و السماحة السيد هبة الدين الحسيني المحترم تحية مباركة و بعد فنبعث اليكم مع كتابنا هذا كتابين الأول باسم «الكون [ صفحه 117] و القرآن» و الثاني باسم «الانسان بعد الموت» طلبت منا مديرية الدعاية العامة بناء علي طلب مديرية الشرطة العامة أن نبين لها ما اذا كانا محتويين علي ما يخالف أحكام الشريعة الاسلامية أم لا؟ و بما أننا رأينا أن نسأل رأيكم فيهما تمهيدا لاجابة مديرية الدعاية العامة باللازم فان رجاءنا من سماحتكم هو أن توافونا بما ترونه في الكتابين المذكورين و لكم الشكر سلفا 13 - 1 - 1948 مدير الأوقاف العام: تحسين علي فحررت الجواب علي الفور بما خلاصته «ان المستندات التحريرية التي عندنا من هذا الرجل تورث العلم باختلال عقله، و ضعف دينه، و سوء نيته. فالرجاء عرضه علي هيئة طبية فيها أطباء اختصاصيون من المسلمين و غير المسلمين فان حكموا باختلال قواه العقلية فالرجاء العناية بمعالجة ثم استتابته أمام المحكمة الشرعية... الخ». و اعتذر من تصديع القاري‌ء الكريم أكثر من هذا اذ لا يساعدني الحال و المجال و أسأل العصمة من المقال و الفعال و العاقبة للمتقين. بغداد 20 جمادي الأولي 1375 (23 - 12 - 1956) هبة الدين الحسيني [ صفحه 118]

استدراك

لم تكن لنا أية غاية من نشرنا الرسائل المطولة - في طبعاتها المكررة - عن بعض الأديان الغامضة الا خدمة التاريخ الديني لهذه الأديان خدمة خالية من كل غرض، و حسبنا فخرا أن تصبح رسائلنا عن الصابئة و اليزيدية و الخوارج مراجح يعتد بها و يعتمد عليها عند البحث فيها. و قد رأينا أن نلم بآراء البهائيين في الكتاب الذي و ضعناه عنهم فسلمنا الملزمات الاي تم طبعها الي سكرتير المحفل البهائي في بغداد الاستاذ كامل عباس ليبدي رأيه فيها فتفضل علينا مشكورا بالملاحظات الآتية: الصفحة، 7، السطر، 1 الملاحظات «لم تكتنف حياة السيد الباب اسرار، و لا غموض أشكل فهمه علي الباحثين المنصفين فحياته و سيرته قبل اعلان دعوته في سنة 1260 ه معروفة لدي مواطنيه و أهل بلده... الخ» الصفحة، 7، السطر، 17 الملاحظات «لا يقر البهائيون... من ان هناك اساسا للبابية يمتد الي الفكرة الشيخية او الكشفية بيد ان هناك علاقة وثيقة تربط بينهما برباط لا ينفك الا و هي تصريحات الشيخ احمد الاحسائي و تلويحاته المتكررة بين ثنايا مؤلفاته العديدة عن قرب انتهاء الدورة الاسلامية - كذا - بانتهاء الألف سنة المعينة كأجل للأمة الاسلامية». الصفحة، 32، السطر، 5 الملاحظات «يقول السيد كامل عباس ان كل ما نقلناه من كتاب «مفتاح باب الابواب» عن «قرة العين» مختلق و ملفق و ان هذه السيدة كانت موضع ثقة العلماء و شهادتهم بطهارتها في كل ادوار حياتها.» الصفحة، 46، السطر، 7 الملاحظات «لم يناقش احد من العلماء حضرة الباب و لم يناظره احد منهم... و لم يذكر التاريخ مناقشة او مناظرة سوي تلك التي تمت بمحضر ولي العهد ناصر الدين الخ» الصفحة، 45، السطر، 14 الملاحظات «لم يستنطق الملا محمد الممقاني حضرة الباب عند ما عرض عليه» الصفحة، 45، السطر، 20 الملاحظات «ينكر السيد كامل عباس ان يكون السيد حسين اليزدي «كاتب وحي الباب» قد سبب سيده «الباب» و لعنة حين تبرأ منه و خلص رقبته من حبل المشنقة ليلة اعدام الباب الصفحة، 47، السطر، 7 الملاحظات «لم يساور الباب القلق و الندم ليلة اعدامه و انما علي العكس من ذلك كان فرحا و مستبشرا. [ صفحه 119] الصفحة، 53، السطر، 9 الملاحظات «اقتصرت دراسة حضرة بهاء الله، كما هو الثابت للمحققين، علي اولياث اللغة و الخط فلم يعهد الي تدريس معلم أو عالم كما انه لم يخالط الصوفية و لم يقتبس منهم شيئا... الخ». الصفحة، 61، السطر، الهامش الملاحظات «ان ما جاء في مجلة العرفان من ان الأخوين الشقيقين اصبحا يدسان السم بالطعام كل لاخيه هو قول زور... الخ» الصفحة، 62، السطر، 9 الملاحظات «يؤكد السيد كامل عباس انه لم يكن لبهاء الله يد و لا ارادة في قتل الازليين «و انما فعل ذلك بعض اتباعه ممن ساءهم جدا افعال اولئك الرقباء» و يضيف الي ذلك قوله ان بهاء الله مكث «في التوقيف لاستنطاقة عن جريمة قتل الازليين سبعين ساعة فقط اعلنت فيها براءته و اطلق سراحه و سراح نجله العباس بينما حبس 25 تابعا لحضرته، و كبلوا بالسلاسل و سجنوا لمدة اشهر، عدا القاتلين الذين طال سجنهم لسنوات عديدة كما هو صريح كتاب God passes by P. 190. الصفحة، 63، السطر، 11 الملاحظات «ان خرافة البرقع المزعوم من ابتداع اعداء الامر البهائي فلم يكن لمثل هذا القناع وجود الا في مخيلتهم» الصفحة، 67، السطر، 25 الملاحظات «البناء علي الذي شيد علي جبل كرمل مقام لرفاة حضرة الباب، و الي جانبه دفن حضرة عبد البهاء، و هو لدي البهائيين مزار محترم لاتعقد فيه الاجتماعات بتاتا. و كنا نشرنا علي صفحة 53) الهامش الاول) ان لوالد المرزه حسين علي (بهاء الله) سبعة اولاد ذكور و بنتين و قد جاءنا ما يلي: لا يعرف عدد زوجات المرزه عباس المازندراني النوري - والد بهاء الله - بالضبط فهو بين 4 - 3 اما اولاده الذكور فهم: 1- المرزه حسين علي الملقب بهاء الله 2- المرزه محمد حسن 3- المرزه آغا 4- المرزه كليم 5- المرزه مهدي 6- المرزه يحيي نور الملقب صبح ازل 7- المرزه محمد قلي 8- المرزه تقي برشان 9- المرزه ابراهيم 10- الحاج مرزه رضا قلي. اما بناته فهن 11- حسنية 12- فاطمة 13- ساره بيكم 14- بيكم نساء 15- حاجية و يؤكد هذا المصدر ان والدة المرزه يحيي نور هي غير والدة المرزه حسين علي البهاء، و انه لا صحة بتاتا لما ينقله البعض من ان المرزه يحيي نور و المرزه حسين علي اخوان لام و اب، فان والدة المرزه يحيي نور توفيت عند ما كان ولدها صبيا فتعهدته زوجة والده الثانية اي والدة بهاء الله. و لا نستطيع منافشة ذلك لان «اهل مكة ادري بشعابها». [ صفحه 120] و آخر استدراك سكرتير المحفل كشف بأسماء اهم كتب «بهاء الله» 1- من البستان الالهي 2- الاشراقات 3- اصل كل الخطير 4- الواح ليلة القدس 5- البشارات 6- التجليات 7- تفسير الحروف المقطعة 8- تفسير سورة «و الشمس» 9- تفسير هو 10- الوديان الاربعة 11- حروف العالين 12- رشح العلماء 13- رضوان الاقرار 14- رضوان العدل 15- لوح الزيارة 16- زيارة الاولياء 17- زيارة الباب و القدوس 18- زيارة البيت 19- زيارة حضرة سيدالشهداء 20- لوح سبحان ربي الاعلي 21- لوح سبحانك يا هو 22- سورة الاحزان 23- سورة الاسماء 24- سورة الاسم 25- سورة اسمنا المرسل 26- سورة الاصحاب 27- سورة الاعراب 28- سورة الله 29- سورة الامر 30- سورة الامين 31- سورة البرهان 32- سورة البيان 33- سورة الجواد 34- سورة الحج الاولي 35- سورة الحج الثانية 36- سورة الحفظ 37- سورة الخطاب 38- سورة الدم 39- سورة الذبح 40- سورة الذبيح 41- سورة الذكر 42- سورة الزبر 43- سورة الزيارة 44- سورة السلطان 45- سورة الصبر 46- سورة الظهور 47- سورة العباد 48- سورة الغصن 49- سورة الفتح 50- سورة الفضل 51- سورة الفؤاد 52- سورة القاهر 53- سورة القدير 54- سورة القلم 55- سورة القميص 56- سورة المعاني 57- سورة الملوك 58- سورة المنع 59- سورة النداء 60- سورة الوفاء 61- سورة الهجر 62- سورة الهيكل 63- الصحيفة الشطية 64- صلاة الميت 65- الطرازات 66- لوح قد احترق المخلصون 67- القصيدة الورقائية 68- الكتاب الاقدس 69- كتاب الايقان 70- كتاب البديع 71- كتاب السلطان 72- كتاب العهد 73- الكلمات الفردوسية 74- الكلمات المكنونة 75- لوح ابن الذئب 76- لوح الاتحاد 77- لوح الاحباب 78- لوح احمد 79- لوح اشرف 80- لوح الاقدس 81- لوح الامواج [ صفحه 121] 82- لوح انت الكافي 83- لوح آية النور 84- لوح البرهان 85- لوح البسملة 86- لوح الحقيقة 87- لوح البقاء 88- لوح بلبل الفراق 89- لوح البهاء 90- لوح البابا 91- لوح ابن العلم 92- لوح التقي 93- لوح التوحيد 94- لوح الجمال 95- لوح الحبيب 96- لوح الحسين 97- لوح الحق 98- لوح الحكمة 99- لوح الحورية 100- لوح الدنيا 101- لوح الرسول 102- لوح الرفيع 103- لوح الرقشاء 104- لوح الروح 105- لوح الرؤيا 106- لوح الرئيس 107- لوح الزيارة 108- لوح زين المقربين 109- لوح سامسون 110- لوح السحاب 111- لوح الاول لسلمان 112- لوح الثاني لسلمان 113- لوح السياح 114- لوح الشيخ الفاني 115- لوح الطب 116- لوح العاشق و المعشوق 117- لوح عبدالرزاق 118- لوح عبدالوهاب 119- لوح السلطان عبدالعزيز 120- لوح غلام الخلد 121- لوح الفتنة 122- لوح القدس 123- لوح القناع 124- لوح كريم 125- لوح تفسير كل الطعام 126- لوح المباهلة 127- لوح المقصود 128- لوح ملاح القدس 129- لوح ملك الروس 130- لوح ملكة فكتوريا 131- لوح المولود 132- لوح النصير 133- اللوح الأول لنابليون 134- اللوح الثاني لنابليون 135- لوح النقطة 136- لوح الاسئلة السبعة 137- لوح الهودج 138- لوح يوسف 139- المثنوي 140- مدينة الرضا 141- مدينة التوحيد 142- مناجاة الصيام 143- لوح يا بشارة 144- الوديان السبعة و يقول «البهائيون» ان «البهاء» كتب «الاقدس» و هو في (عكا) و قد كتبه بعد خروجه من قلعتها بعامين. أما «الايقان» فقد كتبه اثناء مقامه في (بغداد) و شرع في كتابة «ألواح الملوك» في (أدرنة) و أتمه في (عكا) و كتب (الرسالة السلطانية) و هو في سجنه بعكا. و يقولون ايضا ان جميع كتب البهاء و ألواحه نزلت عليه بطريق الوحي، و ان هذا الوحي كان ينزل عليه باللغة العربية تارة، و باللغة الفارسية تارة اخري. [ صفحه 123]

الملاحق

كتاب مستطاب بيان عربي

اشاره

هذا هو كتاب «البيان العربي» الذي كتبه السيد علي محمد مؤسس البابية عام 1260 ه كنت حصلت علي نسخة مخطوطة منه في أيار 1933 م بواسطة الحاج محمود القصابچي رئيس المحفل البهائي في العراق. و في ايار 1956 م حصلت علي نسخة أخري منه بواسطة السيد كامل عباس سكرتير المحفل المذكور فنسختها بيدي و هي هذه. و علي كل فكتاب «البيان العربي» غير مطبوع و نسخه الخطية تكاد تكون معدودة. و لمؤسس البابية السيد علي محمد كتاب بيان آخر هو «البيان الفارسي» و هو مطبوع في ايران علي الحجر، و نسخه نادرة جدا لأن البهائيين صادروه بعد طبعه فلم ينتشر بكثرة ذلك لأن البهاء نسخ أحكامه بكتابه (الأقدس) فأصبح (الأقدس) أهم مرجع للبهائيين أجمعين ان لغة (البيان العربي) غامضة جدا و قد أكد لي الحاج محمود القصابچي بأني: لست أول من لا حظ الغموض علي هذا الكتاب، و ان البهائيين قاطبة يلاحظون هذا الغموض مثلي و لهذا حرصت علي أن أنشر النص الذي حصلت عليه و استنسخته بنفسي دون تبديل او تعليق. [ صفحه 124]

الواحد 01

بسم الله الامنع الاقدس انني أنا الله لا اله الا أنا و ان ما دوني خلقي قل ان يا خلقي اياي فاعبدون - قد خلقنك و رزقتك و أمنتك و أحبتك و بعثتك و جعلتك مظهر نفسي لتتلون من عندي آياتي و لتدعون كل من خلقته الي ديني هذا صراط عز منيع - و خلقت كل شي‌ء لك و جعلتك من لدنا سلطانا علي العالمين - و أذنت لمن يدخل في ديني بتوحيدي و أقرنته بذكرك ثم ذكر من قد جعلته حروف الحق باذني و ما قد نزل في البيان من ديني فان هذا ما يدخل به الرضوان عبادي المخلصين - و ان الشمس آية من عندي ليشهدن في كل ظهور مثل طلوعها كل عبادي المؤمنين - قد خلقتك بك ثم كل شي‌ء بقولك أمرا من لدنا انا كنا قادرين - و جعلتك الأول و الآخر و الظاهر و الباطن انا كنا عالمين - و ما بعث علي دين الا اياك و ما نزل من كتاب الا عليك و ما يبعث علي دين الا اياك و ما ينزل من كتاب الا عليك ذلك تقدير المهيمن المحبوب - و انما البيان حجتنا علي كل شي‌ء يعجز عن آياته كل العالمين - ذلك كل آياتنا من قبل و من بعد مثل انك أنت حينئذ كل حجتنا ندخل من نشاء في جنات قدس عظيم - ذلك ما يبدأ في كل ظهور من الأمر أمرا من لدنا انا كنا حاكمين - و ما نبدأ من دين الا لما يبدع من بعد وعدا علينا انا كنا علي كل قاهرين - و انا قد جعلنا أبواب ذلك الدين عدد كل شي‌ء مثل عدد الحول لكل يوم بابا ليدخلن كل شي‌ء في جنة الأعلي و ليكونن في كل عدد واحد ذكر حرف من حروف الأولي لله رب السموات و رب الأرض رب كل شي‌ء رب ما يري و ما لا يري رب العالمين - و انا قد فرضنا في باب الأول ما قد شهد الله علي نفسه علي أنه لا اله الا هو رب كل شي‌ء و أن ما دونه خلق له و كل له عابدون - و ان ذات حروف السبع باب الله لمن في ملكوت السموات و الأرض و ما بينهما كل بآيات الله من عنده يهتدون - ثم كل باب ذكر اسم حق من لدنا و ذكر أحد من حروف الحي بما رجعوا الي الحيوة الأولي محمد رسول الله و الذين هم شهداء من عند الله ثم أبواب الهدي و خلقوا في النشأة الأخري بما وعد الله في الفرقان الي أن يظهر عدد الواحد في الواحد الأول فضلا من لدنا انا كنا فاضلين - ذلك واحد الأول من الواحد المعدد يذكر في شهر البهاء قد بدئنا ذلك الخلق به و لنعيدن كلا به وعدا علينا انا كنا علي كل مقتدرين - و لقد عددت الأعداد بذلك الواحد اذ بعد هذا لن يحصي، و قبل هذا لم يكمل حروف الواحد في الآية الأولي و هم حضروا بقرب أفئدتهم بين أيدينا و لا يري فيها الا الواحد من دون عدد كذلك يبين الله مقادير كل شي‌ء في الكتاب لعل الناس في أيام ربهم يشكرون - [ صفحه 125] جوهر مجرد اين واحد انكه خداوند عزوجل هميشه بوده و هست و در هر زمان خداوند جل و عز كتاب و حجتي أز براي خلق مقدر فرموده و مي‌فرمايد و در سنة 1270 أز بعثت محمد رسول الله كتاب را بيان و حجت را ذات حروف سبع قرار داده و أبواب دين را عدد نوزده واحد قرار داده و در واحد أول توحيد ذات و صفات و أفعال و عبادت حكم فرموده و مدل بر اين باب را من يظهره الله و حروف حي أو قرار داده و قبل از ظهور أو ذات حروف سبع را قرار داده با حروف اولي كه سبقت در توحيد گرفته و بعينه اين واحد همان واحد قرآن است كه در بيان ظاهر خواهد شد كه ظاهر و باطن و أول و آخر بوده و حجت بعد بعينه حجت قبل است كه فرقان باشد اين است كه 1270 سال كلمات ترقي نموده با أرواح آنها و در هر ظهوري حكم آخرت بالنسبة بظهور قبل مي‌گردد در چنانچه در اين ظهور در مقام تكبير أعظم أز اسم حكيم آخر كه ذات حروف سبع بوده ظاهر نشده كه بعدد هشت واحد مرآت الله بر مقعد خود بوده كه أز شدت نار محبت كسيرا قدرت بر قرب بهم نرسيده و آيه‌ء شمس وحدة در وحدة قضا گشته هر كس آيه‌ء شهد الله أنه لا اله الا هو العزيز المحبوب له الأسماء الحسني يسبح له من في السموات و الارض و ما بينهما لا اله الا هو المهيمن القيوم را تلاوت نمايد و بعد بگويد اللهم صل علي ذات حروف السبع ثم حروف الحي بالعزة و الجلال ايمان به اين واحد آورده.

الواحد 02

بسم الله الامنع الاقدس ان يا حرف الراء و الباء فلتشهدن علي انه لا اله الا أنا قد نزلت في الباب الاول من الواحد الثاني أن اعرف قدرة ربك في الآيات ثم اشهد ذكر الآنهاية في كل شي‌ء ثم عجز الناس عما نزل في البيان فان به يثبت ما تريد - ثم في الثاني لم يحط بعلم البيان الا اياك في آخريك ثم أوليك أو من شهد علي ما أريد فيه فان اولئك هم الفائزون - ثم في الثالث ما أذنت احد أن يفسر الا بما فسرت قل كل الخير يرجع الي و دون ذلك الي حروف النفي ذلك علم البيان ان أنتم تعلمون - ثم الخير يذكر الي منتهي الذر في المتقين ثم دون الخير في منتهي بما تشهد علي دون المخلصين - فلتقرئن آية الاولي ان أنتم تقدرون - ثم كل ذلك مثل هذا ان انتم تعلمون - كل ذلك اسم الاقدس في آخر العدد ان أنتم تشهدون - ذلك من يظهره الله ان أنتم اذ شاء الله لتوقنون - ثم في الرابع ما فرطنا في الكتاب من شي‌ء ان أنتم بمن يظهره الله تؤمنون - ثم في الخامس ما نزل الله من حروف الا و له روح أنتم بعلم البعد تحزنون ثم [ صفحه 126] بعلم القرب تفرحون - ان تقرئن النفي فتنفينهم هذا ما يثمر عند الله ان أنتم تذركون - و ان تتلون الاثبات لتثبتنه هذا ما يثمر عند الله ان أنتم تقدرون - و انما الاول، ألذان أنتم باذن تقربون - كل الاحرف يرجع اليهما ان انتم تبصرون - لا تقولوا لا اله الا الله و انتم عرش الاثبات لا تثبتون - هذا أخذ الله عنكم و هذا رضوان الله للمقربين - ثم في السادس ما نزلنا ذكر خير في البيان الالمن نظهره يوم القيامة بآياتي لعلكم اياه تنصرون - و لا من دون ذكر خير الا لمن لا يسجد له لتجعلن من الساجدين - و ان بمثل ذلك نزلنا القرآن من قبل و لكنكم كنتم عن مرادي محتجبين - ذلك ما طاف الليل و النهار عليه ثمانية واحد و أنتم به في العبادة تتوحدون، و كنتم عن سره بعد ما قضي لمحتجبين - ذلك ميزان الهدي في البيان انتم به مؤمنون، الي حين ما يشرق شمس العلا ذلك من يظهره الله ان تعملن به المؤمنون - و انتم في الرضوان خالدون و الا فأنتم فانيون - ثم السابع يوم القيامة علي ما انتم تدركون - من أول ما تطلع شمس البهاء الي أن يغرب خير في كتاب الله عن كل الليل ان أنتم تدركون - ما خلق الله من شي‌ء الا ليومئذ اذ كل للقاء الله رضائه يعملون - و في يوم القيامة يدرك هذا ظاهرا فلتنتظرن فانا كنا منتظرين - و لكنكم لله تعلمون. و لقد قرب الزوال و انكم انتم ذلك اليوم لا تعرفون - و من يكن لقائه ذات لقائي لا ترضين له ما لا يرضي نفس لنفس فلتذكرن حرف الآخر ثم حدكم تعلمون - ثم الثامن قد فرضت الموت علي كل شي‌ء عند ظهوري عن دون حبي و ما أبدء من أمري فان ذلك ما ينفعكم و يخرحنكم من النار الي النور ذلك الأفق الأعلي ان انتم تدركون - ذلك موت في الحيوة ان انتم كلتيهما في الحياة لتدركون - ثم التاسع ان حرف السين قبر كل من آمن به يوم القيامة كل يبعثون - قل انه لحق لا ريب فيه، و انه بما يقول النقطة يبعث ذلك من تقدير المهيمن القيوم - ثم العاشر ما سئل العبد عمن يظهر ذلك ما يسئل في القرآن ان انتم بالحق تجيبون - ذلك قول الملك من عند الله ان أنتم بآيات الله توقنون - ذلك آيات من يظهره الله ثم ظل التاسع مثل ظل العاشر تستدلون - ثم الواحد من بعد العشر ان البعث مثل القبر حق يبعث الله من يشاء عن أنفس الأحياء من خلقه بما يحكم مظهر نفسه كذلك انتم يوم القيامة بما ينطق من يظهره الله يبعثون - ثم الثاني من بعد العشر ذكر الصراط حق و انتم به لتمرون - ذلك أمر من يظهره الله ان أنتم يوم الظهور به تعلمون - قل كل من قبل انتظروا يومي فاذا ظهرت بما هم به دينهم يثبت فاذا عند الصراط كلهم واقفون - ذلك صمتهم في الحق ان انتم تدركون - ثم الثالث من بعد العشر ذكر الميزان ذلك من يظهره الله يتقلب الحق معه مثل ما يتقلب الظل مع الشمس فاذا أنتم بالبيان و الشهداء لتوزنون - ثم الرابع من بعد العشر ذكر الحساب بمثل الميزان لحق [ صفحه 127] و كل ما نزل في البيان ذلك ما يحاسب الله الناس و مل شي‌ء ان يا عبادي فاتقون. ثم الخامس من بعد العشر ان الكتاب لحق ذلك قول الله من لساني ان انتم بالحق لتوقنون - ثم السادس من بعد العشر ان الجنة حب الله ثم رضائه و ان ذلك حق لا عدل له انا كنا فيها خالدين - ما ينسب الي في الجنة ذلك ما ينسب الي من يظهره الله أفلا تدخلون و انما النار قبل أن يبدل بالنور نار الله ذلك من يظهره الله قبل أن يعرفكم نفسه أنتم في نار الحب تدخلون - فانه لحق لا كفؤ له ان دخلتم فاذا أنتم كل الخير تدركون - ثم السابع من بعد العشر ذكر النار. لمن أحب ذكر من لم يؤمن بمن يظهره الله ذلك من لا آمن قبل من ينسب اليه ينسب الي النار أن يا عبادي فاحذرون - ثم الثامن من بعد العشر الساعة أنتم بما فسر الله في الكلمة ان يشاء الله لتوقنون - ثم التاسع من بعد العشر ما نزل الله في البيان حديقة ذات غرة الي من نظهره لعلكم بآياته تؤمنون -

الواحد 03

بسم الله الامنع الاقدس انني أنا الله لا اله الا أنا و ان ما دوني لو يهتدي بهداي كمثل مرآت يري فيه شمس طلعتك ذلك خلقي قل يا خلقي اياي فاتقون - و انما الاول في الواحد الثالث ما انتم به توقنون - ما يذكر به اسم شي‌ء ملك لي و ما تملكت ذلك ما املك قل ان يا خلقي في الظهور الآخرة عن ملكي اياي فاملكون - ثم الثاني ما أنطق به حق يخلق به ما أشاء ان حق فحق و ان دون حق فدون ذلك. ذلك ما ينطق اذ كل نفي و اثبات قد كون ثم ظهر بما تنطق قل ان يا عبادي فاتقون - ثم الثالث اذ يظهرنك يوم القيامة بما ابعثت من قبل ترفع ما نزلت من قبل حين ما نأذن و انا كنا صابرين - ثم الرابع ما ينزل عليك في آخريك أعظم عما نزلنا عليك في اوليك فكن من الشاكرين - و ان فضل ما نزلنا عليك علي ما نزلنا عليك من قبل كفضل القرآن علي الانجيل ذلك فضل محمد علي عيسي قل ان يا عبادي ظهوري في أخراي تنظرون - ثم الخامس قبور الواحد ترفع اذا تأذن في يوم ظهوري اذ بقولي قدرفع من قبل أن يا عبادي الي فترجعون - ثم السادس ما يذكر به اسم من دون الله خلق له و لم يكن بينهما ثالثا قل اني لحق و ان ما دوني قد خلق بي ثم لي ان يا عبادي ظهوري في أخراي تدركون - ثم السابع لن يدركني خلقي ليراني و كلما نزلت من ذكر لقائي ذلك اياك في آخريك و اوليك قل ذلك أعظم الجنات ان انتم بعد العرفان تدركون - قل ما تنظرن الي شي‌ء في حبي الا و ان تدركن ما في ذلك من رضائي ان يا عشاقي الي من نظهره بالحي تنظرون - ثم الثامن ما قد خلقنا من [ صفحه 128] كل شي‌ء في البيان انتم اليه تنظرون - ثم التاسع ما في البيان قد نزل في الهياكل الواحد انتم تلك الآية لتقرأون - شهد الله انه لا اله الا هو الرحمن رب الكرسي المنيع - الله لا اله الا هو المهيمن القيوم - الله الذي لا اله الا هو الملك السلطان القاهر الظاهر الفرد الممتنع له الاسماء الحسني يسبح له من في السموات و الارض و ما بينهما قل سبحان الله عما أنتم تشيرون - الله الذي لا اله الا هو الحق العالم القائم القادر له الأسماء الحسني يسجد له من في السموات و الارض و ما بينهما و هو العزيز المحبوب - ثم العاشر ما فيها في تلك الآية انتم عدد كل شي‌ء اذا تجدن الروح و الريحان تقرأون و الا انتم تصمتون ثم تتفكرون - شهد الله انه لا اله الا هو له الخلق و الامر يحيي و يميت ثم يميت و يحيي و انه هو حي لا يموت في قبضته ملكوت كل شي‌ء يخلق ما يشاء بأمره انه كان علي كل شي‌ء قديرا - ثم الواحد من بعد العشر ما نزل فيها في الآية الأولي بسم الله الامنع الاقدس انتم الي حروف الواحد تنظرون - ثم الثاني من بعد العشر ما فيها في النقطة حرف الأول تدركون - ذلك من يظهره الله حروف الحي عنده كمرآت عند الشمس بمثل ذلك انتم في كل الاسماء و الصفات لتستدلون - ذلك جوهر البيان يذكر نفسه من عند ربه ما انتم اياه تذكرون - انني انا الله لا اله الا انا الظاهر السلطان - قل ما دوني خلقي كل اياي يعبدون - قل الله ربي و انتم ان ياكل شي‌ء لا تشركن بالله ربكم أحدا، و لا تدعون مع الله ربكم الرحمن شيئا - ثم الثالث من بعد العشر لا تسئلن في اولاي و لا في أخراي الا في كتاب و لتعملن كل واحد في مسالككم لعلكم تتأدبون - ثم الرابع من بعد العشر أن تحفظن كلما نزل في البيان كطلعة طرز في ألواح مقطعة لا تكتبن ما يغير طرزه ثم في أعلي الجلد تحفظون - و من يكن عنده دون ما ينبغي لعزته يحجب عمله فلا تكونن من المحتجبين - ثم الخامس من بعد العشر ان تؤمنن بمن نظهرنه يوم القيامة فانكم انتم بي و آياتي في كل العوالم كنتم مؤمنين - و الا استغفروه ثم كنتم اليه لتائبين - ثم السادس من بعد العشر لا تعملن الا بما نزلناه عليك و لأ تأمرن الا به قل انه لشمس ان نجعلكم و آثاركم مرآتا ترون فيها ما أنتم تحبون اذا أنتم بالحق تقابلون - ثم السابع من بعد العشر لا تكتبن آثاري الا احسن خط علي انتم عليه لمقتدرون - و ان يكن عند احد دون أعظم خط يحبط عمله الا الصبايا حين ما يتأدبون - ثم الثامن من بعد العشر من ينشي‌ء كلماتا لله قل خذ لنفسك علي أجذب خط ثم تهب من تشاء فان ذلك قسطاس حق مبين - ثم التاسع من بعد العشر ان يا عبادي فاصرفوا في ملكي فيما نزل علي علي ما أنتم عليه لمقتدرون - ان تجدن من يكن بهاء خطه الارض و ما عليها فلتأتوه حتي يكتب اسمي المهيمن القيوم - و كل ما أمرتم علي أعلي الخط لم يكن الا لتحسنن بأرواح الحروف ذلك ذرياتكم فلتجمعن بين [ صفحه 129] الحسنين ثم اياي فاشكرون -

الواحد 04

بسم الله الامنع الاقدس انني انا الله لا اله الا انا الاعظم الاعظم قد خلقتك و جعلت لك مقامين هذا مقامي لن يري فيه الا اياي، و من هذا تنطق عني علي انني انا الله لا اله الا رب العالمين - و من هذا تسبحني و تحمد لي و توحدني و تعبدني و لتكونن لي من الساجدين - هذا واحد الاول من الرابع ثم في الثاني قل ما يرجع الي يرجع الي الله ربي، و ما لا يرجع الي لن يرجع الي الله ثم الامر في شؤونه ترجعون - ثم في الثالث لن أعبد مثل ما تعبدني بالبداء و ذلك ذات بدائك في آخريك و أوليك حينما تقلب في بطن أمك لو لم تتقلب بما تقلب ما أيقن ببدائي و انك واحد ما خلقت لك من كفو لا عدل و لا شبه و لا قرين و لا مثال كذلك اخلق ما أشاء و انني انا القادر العلام - ثم في الرابع قد خلقت جوهر كل شي‌ء في هيكل الانسان و جعلت كل ذات هيكل عبد رق لمن نظهرته قل اني أولي بكم من أنفسكم اليكم ان يا عبيدي الي موليكم تنظرون - ثم في الخامس كل الدواير آيات رقية لي ان هن اياي يعبدون - قل اياكن و اياكم الي من نظهره تنظرون - ذلك محبوبكم كل بالليل و النهار تريدون - ثم في السادس اني لا اسئل عما افعل و كل عن توحيدي و من نظهره يسألون - و جعلت من نظهره من بعد مظهر ذلك قل ان تسألنه عما يفعل فكيف انتم به مؤمنون - و انه ليسئلنكم عن كل شي‌ء فلا تكونن الا بالحق مجيبون - ثم السابع كل مني بك يبدؤن و كل بك الي يرجعون - ثم الثامن كل بآياتك و ما نزل من عندك يخلقون و يرزقون ثم يميتون و يحيون - ثم التاسع من طلع بملك ذلك مظهر قهري قل فاجعلني اللهم من أقهر القاهرين - و لتكتبن اسمك و ما تعمل لآخريك في رجعي علي أحسن ما كنت لعالمين - و لتدبرن ليوم الظهور تدبيرا لا يحزن الحق و قد امرنا ان يعملن بذلك كل المؤمنين - ثم العاشر لا تتعلمن الا بما نزل في البيان او ما ينشي‌ء فيه من علم الحروف و ما يتفرع علي البيان قل ان يا عبادي تتأدبون و لا تخترعون - ثم تخففون علي انفسكم ثم تتصنعون - ثم الواحد من بعد العشر ان لا تتجاوزن عن حدود البيان فتحزنون - و لا تحزن من نفس فانه الاعظم حد لعلكم من نظهره لا تحزنون - و من يتجاوز لن يحكم عليه بالهدي قل ان يا أولوا الهدي بهداي تهتدون - ثم الثاني من بعد العشر فلتنزلن بقاع الارض ثم ما فيها في الواحد الأول تصرفون - ثم الثالث من بعد العشر [ صفحه 130] فلترفعن مقاعد الواحد علي ما انتم عليه لمقتدرون - ثم الرابع من بعد العشر ان يا عبادي ان تستجيرن بتلك البقاع تؤمنون عند الناس و هم عليكم لا يسلطون - ذلك لتستجيرن يوم القيامة بمن بعث من مرقده لا مثل يومئذ لهم تستجيرون - و عليهم تفعلون ما ينفطر السموات و الارض و ما بينهما حين ما يسمع فلما لكم كيف لا تعلمون - ثم الخامس من بعد العشر فلا تمنعن أحدا اذا استجار بالله ثم بالحروف الحي حين الظهور في الاخري و قبل ذلك في الاولي تحكمون - و ان بمثل ذلك اذا استجار بأحداحد لو يقتل في سبيله خير عندالله من ان يرده ان يا عبادي فتجيرون - ثم السادس من بعد العشر ان يا عبادي الي بيتي تصعدون - ذلك بيت من يظهره الله ذلك بيتي فلتشترن ما في حوله علي قدر ما انتم تستطيعون أن ترفعون - ثم السابع من بعد العشر ما في حول البيت و المسجد لله فلا تبيعون - و لتجعلن كلكم في حد ملككم ما كل ما تستطيعون - ان يعلمون اخباركم ثم الذين يتجرون ما يحبون ان يكتبون - و ان مسجد الحرام ما يولد من يظهره الله عليه ذلك ما ولدت عليه قل مقعد احمد ذكري يدخل فيه انتم هنالك لتصلون - و لا تعرجن الي بيتي و لا المقاعد الا و انتم تملكن ما في السبيل ما لا تحزنون - و من يقدر ان يدخل علي أو علي البيت فلا يعفي عنه ذلك لتدخلن لي من نظهره في البيت لله ربكم و لتخضعن له ثم لتسجدون - ثم الثامن من بعد العشر ان وقفتم علي ما انتم تحبون من حج بيتي فلتؤتين مظاهر الواحد سرائرهم أربع مثقال من الذهب ان هم علي منتهي الحب بكم يسلكون - و قد عفونا عمن لا يقدر و من لا يملك و من يخدم و من يتبع او يبتلي لعلهم يشكرون - ذلك لتعرفن رب البيت ثم انتم من باب البيت تدخلون - ذلك من يعلمكم علم باطن الباطن للظاهر الظاهر ذلك اولاي في اخراي ان يا عبادي فاعرفون - ذلك لتعرحن الي من نظهره ان كان اياه ثم انتم لبيته تصعدون - فكيف انتم لنفسه لا تصعدون - حينئذ كل الي بيتي من قبل يصعدون - و هم عمن جعل البيت بيتا محتجبون - ثم التاسع من بعد العشر لو لا يحزن النساء لانهيهن عن صعودهن لما يصعبن في السبيل الا من يكن في أرض البيت فانهن اذا شئن يدخلن البيت في الليل ثم علي سرائرهن عند مظاهر الواحد يستون - و يذكرن ربهن الذي خلقهن ثم الي مساكنهن يرجعن و ان يراقبن حب ازواجهن و ذرياتهن خير لهن قلا تقربن ما تحزنن فانكن قد خلقتن لانفسكن ثم لذرياتكن فلا تختارن الاسفار لتبتلين و لتشكرين الله بما يعفون و الله علام حكيم - ان يا مظاهر الواحد في الالف و الباء لا تسئلن عن نفس فانها يعرف حكمها ثم بين يدي من جعلكم حفاظ البيت لتسجدون - و اني لا دخلن البيت و انتم لا تعرفون فلتحسنن بكل من يدخل بيتي لعلكم اياي تدركون - [ صفحه 131]

الواحد 05

بسم الله الامنع الاقدس انني انا الله لا اله الا انا الاقدم الاقدم - قد نزلت في باب الاول من الواحد الخامس ان ترفعن المسجد مقعد ما ولدت عليه علي ما انتم لمقتدرون - ثم الثاني انتم باذني ترفعن مساجد الحي ثم عدد المصباح ما انتم تحبون لتحصون - ثم الثالث قد جعلنا الحول تسعة عشر شهرا لعلكم في الواحد تسلكون - ثم الرابع انتم بأسمائي لتسمون - و قد جعلناك بهائي قل ان يا خلقي اياي فاقصدون - و لتسمين باسم محمد و علي و فاطمة ثم الحسنين ثم مهدي و هادي و قد جعلنا لكل حرف من اسمك اسما قل كل لي و اني لله ربي و ما من اله الا الله ذلك سلطان العالمين - ذلك المحبوب العالمين - ذلك ملاك العالمين - ذلك مقصود العالمين - ذلك معبود العالمين - ذلك مطلوب العالمين - ذلك الهكم و مليككم ثم ربكم و ملككم ثم سلطانكم و مالككم ثم موصوف العالمين - ثم الخامس فلتأخذن من لم يدخل في البيان ما ينسب اليهم ثم ان آمنوا لتردون الا في الارض التي انتم عليها لا تقدرون - ثم السادس ان يفتح ارض في البيان يؤخذ عنه ما لم يكن لم عدل لمن امر به و يحفظ نفسه ان لم يتغير عند من يتجر و الا يتجر عني من بهائه و يأخذ حقه من كل الف يبيع و يشتري مأة فضلا من لدنا لمن نظهره بالحق و انا كنا حاسبين - ثم يؤخذ بهاء أبهي و يحفظ للحروف الأولي عند المؤتمنين - و يؤخذ الواو للشهداء ثم يزوج به في البيان الذين هم لا يستطيعون - ثم يتصرف الملك كيف يشاء ثم يؤتي كل ذي حق حقه من جنده و ان زاد من شي‌ء يصرف في المقاعد المرفوعة أو يؤتي كل المؤمنين - ذلك أقرب في كتاب الله حتي و ان يكن نفسا في ارض يؤتي شيئا منها فضلا من الله انه لهو الفضال الكريم - ثم السابع كلما يدخل في الدين و ما يملك الذين آمنوا من دونهم يطهر حين ما هم يملكون - فضلا عليك اذا اتجرت في آخريك ثم العالمين - قل اذا نسب الشي‌ء الي من آمن بالبيان يطهر في الحين - ان يا عبادي فاشكرون - و لتشترن ما تحبون من كل أرض لعلكم شي‌ء اللطيف لتملكون - ثم الثامن فلتقرئن البيان ثم من ذلك البحر لئاليها تأخذون - و لا تنقص من تسعة عشر آية و ان لم تتعلمن تقولن الله الله ربي و لا أشرك بالله ربي شيئا - ان لم تضرن في يوم رجعي من احد فاذا كنت في قولك لمن الصادقين - و لا ينفعك هذا ان تسمع ذكر ظهوري ثم تكونن من القاعدين - ثم التاسع فاذكرني بحروف كل شي‌ء بما تذكرني من اسمي و لو كنت بما يخطر علي قلبك من اسم من الملتفتين - ثم العاشر قد و هبتك الهياكل و الدواير و مننت عليك بذلك قل كل البيان لتكتبون علي شأن تستطيعون [ صفحه 132] أن تقرأون - ثم الواحد من بعد العشر فلتعظمن علي المولود خمس مرة قائما و انتم بعد كل مرة لتقولون تسعة عشر مرة انا كل بالله مؤمنون - ثم انا كل بالله موقنون - ثم انا كل بالله لمبدئون - ثم انا كل بالله لمعيدون - ثم انا كل بالله راضيون - ثم علي الميت ستة مرة ثم تقولون تسعة عشر مرة انا كنا لله عابدون - ثم بعد ما عظمتم الله في الأولي انا كل ساجدون - ثم انا كل قانتون - ثم انا كل لله عاملون - ثم انا كل لله مخلصون - ثم انا كل لله حامدون - و لتدفنن في البلور أو الحجر المصقل لعلكم تسكنون - و لتجعلن الخاتم في يمينه ينقش عليه آية آمر بها لعلكم تستأنسون - قل المرء يكتب لله ما في السماوات و الأرض و ما بينهما و الله علام مقتدر منيع - قل المرأة تأمر بما نزل في كتاب عظيم. و لله ملك السموات و الارض و ما بينهما و الله علام مقتدر منيع - ثم الثاني من بعد العشر انتم بشي‌ء من تري الأول و الآخر مع الموتي تدفنون - ثم الثالث من بعد العشر انتم كتاب وصية الي من نظهره تكتبون - ذلك ما تكتبون الي الله ان انتم به موقنون - ثم الرابع من بعد العشر يطهركم اسم اذا نقرئن الله أطهر ستة و ستين مرة ثم النقطة و ما يشرق من عندها من آيات الله ثم كلماته ان انتم بها موقنون - ثم من يدخل في الدين ثم ما يبدل كينونيته ثم النار و الهواء و الماء و التراب ثم الشمس اذا تجفف ان يا عبادي فاشكرون - ثم الخامس من بعد العشر ماء الحيوان طهر انتم به تختلفون - فلتلطفن ابدانكم عن ذلك لعلكم تتلذنون - ثم السادس من بعد العشر كل شي‌ء لم يكن له عدل ذلك لمن يظهره الله من كل شي‌ء علي عدد الواحد ان يا عبادي اليه لتبلغون - و اذا غربت الشمس فلتمكن مني انفسكم ثم يوم ظهوري لتردون - ثم السابع من بعد العشر فلتقو لن في كل يوم تسعة و تسعين مرة الله أعظم ثم اياي فاتقون - ثم الثاني من بعد العشر فلتأذنن بالبيع و الشري كل عبادي اذا علموا الرضا بينهم ثم الذين يتجرون - ما هم بالأجل يريدون ثم الحين ينقصون - ثم التاسع من بعد العشر ما انتم تحسبون المثقال تسعة عشر حمص من الذهب و الفضة و يجعلن الملك بهاء الاول عشرة الف دينار ثم الثاني الف دينار و ان يصغر كل واحد فلا يخرج عن حمد الحمص و انتم بدونهما لا تصرفون في ملككم و ليس لمن يصغره من شي‌ء و لا لمن لا يبلغ عتده مقدار كل واحد منهما خمس مأة و اربعين مثقالا و لم يتم حولا فضلا من لدنا لعلكم تشكرون - ثم بعد ذلك ان وحدتم ملكا لن يتجاوز عن حد البيان اليه لتبلغون - من كل مثقال ذهب خمس مأة دينار و من كل مثقال فضة خمس دينار لعل يوم ظهوري ينصر دين ربه و لم يضطر أن يأخذ قدر قيراط من دون حق فاذا لك ضعف الخراج لو كنت من المتقين - و لا يسأل الناس من كتابه لئلا يحزن من نفس الا و انهم يعلمون بأنهم لا يعطون - لانهم [ صفحه 133] يحسنون أنفسكم بل قد امرت ان يحيط كل نفس حين ما يتولد لي ان يقبض ما يملك من كل شي‌ء بهائه ليكونن من الشاكرين - ما قد اذنت لم يكن الا حق من يظهره الله قد اذنت لعبيده لعلهم يستحيون عنه و هم عليه لا يحكمون - و الا ذلك من حقي و حق أسمائي التي لن يري فيها الا اياي ان يا خلقي علي حروف الأولي تصلون -

الواحد 06

بسم الله الامنع الاقدس انني انا الله لا اله الا انا الأغيث الاغيث قد نزلت البيان و جعلته حجة من لدنا علي العالمين - فيه ما لم يكن له كفو ذلك آيات الله قل كل عنها يعجزون - فيه ما لم يكن له عدل ذلك ما انتم به تدعون - فيه ما لم يكن له شبه ذلك ما كنا فيه لمفسرين - ذلك الالف بين البائين انتم بالباب تدركون - فيه ما لم يكن له قرين ذلك جوهر العلم و الحكمة انتم به تجيبون - فيه ما لم يكن له مثل ذلك ما ينطق به الفارسيون و انتم في الواحد لتنظمون - و لا تكتبن السور الا و انتم في الآيات علي عدد المستغاث لا تتجاوزون - و من أول العدد اذن لكم ان يا عبادي لتدقون - و اذنت ان يكون مع كل نفس الف بيت مما يشاء ليتلذذون - حينما يتلو و كان من المتحرزين - قل انما البيت ثلاثين حرفا ان انتم تعربون لتحسبون علي عدد الميم ثم علي أحسن الحسن تكتبون و تحفظون - ذلك واحد الاول انتم بالله تسكنون - ثم الثاني انتم في كل ارض بيت حر تبنيون - و لتلطفن كل ارضكم و كل شي‌ء علي احسن ما انتم عليه مقتدرون - لئلا يشهد عيني علي كره ان يا عبادي فاتقون - ذلك أقرب من كل شي‌ء ان انتم تعلمون - ثم الثالث فلا يسكن في أرض الخمس الا عبادي المتقين - ثم الرابع فلتسلمن الله و انتم تقولون الله اكبر ثم تجيبون الله اعظم ثم المرأة الله ابهي و من يجيب الله اجمل ثم اياي تتقون - ثم الخامس انما الماء طهر طاهر مطهر في الكأس حكم البحر تشهدون - ثم السادس فلتمحون كلما كتبتم و لتستدلن بالبيان و ما انتم في ظله تنشئون - ثم السابع لتقترن الباء بالألف بما قد نزلناه في الكتاب ثم اياي فاتقون - قل في المدائن خمس و تسعين مثقالا من الذهب ثم في القري مثل ذلك في الفضة الي ان ينتهي الي تسعة عشر مثقالا بما ينزل عدد الواحد اذا وجد الرضا بينهما ثم عن الانقطاع تنقطعون - ثم بالارتفاع ترتفعون - و ليمهرن كل واحد منهما ثم كل يقولون انا كل الله راضيون - و لقد جعل الله كل جواهر الأرض مهر من خلقت لمن نظهره ذلك من فضل الله عليه ليكونن من الشاكرين - ثم الثامن لا تستدلن الا بالآيات فان من لم يستدل بها فلا علم له فلا تذكرن معجزة دونها لعلكم يوم [ صفحه 134] ظهوري في الحين لتؤمنون - و لتقرئن ذلك و لتجعلنه مد أعينكم لعلكم يوم ظهوري لا تحتجبون - ثم التاسع انتم لباس الحرير ليلة العيش تلبسون - و ان استطعتم دونه لا تلبسون - و انتم اسبابكم التي بها في سركم لتعيشون - من الذهب و الفضة تصنعون و اذا ما وجدتم ذلك في شأن لا تحزنون - فانني أنا ربكم لآتيكم في آخريكم اذا انتم بي و آياتي تؤمنون - ثم العاشر فلتجعلن في أيديكم عقيق احمر انتم عليه لتنقشون - لتشهدن بذلك علي ان من نظهره حق لا ريب فيه و كل به ثم له يخلقون - قل الله حق و ان ما دون الله خلق و كل له عابدون - ثم الواحد من بعد العشر قل ان يا محمد معلمي فلا تضربني قبل أن يمضي علي خمس سنة و لو بطرف عين فان قلبي رقيق رقيق - و بعد ذلك ادبني و لا تخرجني عن حد و قري و اذا اردت ضربا فلا تتجاوز عن الخمس و لا تضرب علي اللحم الا و ان تحل بينهما سترا فان تعديت تحرم عليك زوجك تسعة عشر يوما و ان تنسي و ان لم يكن لك من قرين فلتنفق بما ضربته تسعة عشر مثقالا من ذهب ان اردت ان تكون من المؤمنين - و لا تضرب الا خفيفا خفيفا و ليستقرن الصبايا علي سرائر أو عرش او كرسي فان ذلك لم يحسب من عمرهم و لتأذنن لهم بما هم يفرحون - و لتعلمنني خط الشكستة فان ذلك ما يحبه الله و جعله باب نفسه للخطوط لعلكم تكتبون علي شأن تذهبن به قلوبكم من سكره و يجعلنكم ماء لمن نظهره اذا ينظر اليه اعينكم يجذبكم مثل ما كنا كاتبين - و لقد اقرنتك بمن يرث لئلا تحزن عرش ربك في صغره و كل به لا يحزنون - قل لو شهدت لأقطع عنك ما وهبتك من ملكي انا يا عبادي فاتقون - ثم الثاني من بعد العشر فلا تقرب الطاء و القاف و ان تضطرن فتصبرن حولا لعلكم بالواحد تنجيون - و الا اذن لهما و اذا اراد ان يرجعا تسعة عشر مرة بعد ان يصبر شهرا لعلكم في ظل ابواب دون الحق لا تدخلون - ثم الثالث من بعد العشر فلا تجعلن ابواب بيت النقطة فوق خمس و تسعين بابا و لا ابواب بيوت الحروف فوق خمسة ان يا عبادي في ذلك كل العلم تستدلون - ثم الرابع من بعد العشر انتم يوم الله الاعظم عدد كل شي‌ء تقولون - شهد الله انه لا اله الا هو العزيز المحبوب - و ان تكونن في روح الي ذكر القدرة تختمون - ثم في ليلة من آلاء الله تسعة عشر عدة بين ايديكم لتحصون - الي عدد المستغاث اذن لمن يقدر و لا تحزنن اذا انتم لا تستطيعون - فان عند الله علي العرش كان واحدا قل اياي فاشكرون - قل ذلك يوم النقطة ثم عدد الحلي للحي ثم شهور الحي انتم في بحر الخلق تصعدون - ثم الخامس من بعد العشر فلتقو من انتم كلكم اجمعون - اذا تسمعن ذكر من يظهره الله باسم القائم فلتراقبن فرق القائم و القيوم ثم في سنة التسع كل خير تدركون - ثم السادس من بعد العشر فلا تسافرن الا لله و انتم تستطيعون الا عند ظهور الحق فعليكم ان تسافرن اليه فانكم قد خلقتكم لذلك لو انتم [ صفحه 135] بأرجلكم لتمشون - و ليس عليكم فرضا الا زيارة البيت ثم مقعد النقطة اذا استطعتم ثم مقاعد الحي و المساجد ان تستطيعون - و ان اردتم التجارة فلا تطولن في البر الا حولين و لا في البحر الا خمس حول و ان جاوز من احد فليؤتين قرينه اثني و مئتين من ذهب ان استطاع و الا من فضة الا و ان ترفعن قرينكم معكم لعلكم في البيان نفسا لا تحزنون - و من يجبر احدا في سفر و لو قدما او يدخل في بيت احد قبل ان يأذن أو يريد ان يخرجه من بيته بغير اذنه او يطلبه من بيته بغير حق فيحرم عليه زوجته تسعة عشر شهرا او ان يتجاوز عن امر الله في ذلك فعلي شهداء البيان ان يأخذ عنه خمس و تسعين مثقالا من ذهب و من أراد ان يجبر علي احد فعلي من علم و يقدر و لو كان بعد سنة فرض ان يحضر و يمنعه و من لم يحضر فيحرم عليه زوجته تسعة عشر يوما و لا تحل عليه الا و ينفق تسعة عشر مثقالا من ذهب ان يقدر و الا من فضة ذلك ان لا يظلم نفس في البيان و من يرفع صوته بغير حق يخرج حد الانسان ان يا عبادي فاتقون - ثم السابع من بعد العشر ما يخرج من الحيوان فلا تحذرن الا و انتم تحبون ان تلطفون - ثم الثامن من بعد العشر حرم عليكم في دينكم النظر بعضكم الي الكتاب بعض الا لمن اذن او علم انه يرضي لعلكم لتستحيون ثم تتأدبون - ثم التاسع من بعد العشر فرض عليكم في دينكم ان تجيبون من يكلمكم بقول يدل علي لا او بلي و مثل ذلك في كتبكم اذا يكتب احد الي احد كتابا فرض عليه ان يكتبن جوابه بأثره اذا استطاع، و الا اثر غيره و من يرد كتابا أو يضيعه او يقدر أن يوصل الي احد و لا يوصل لم يكن عند الله من العابدين -

الواحد 07

بسم الله الامنع الاقدس انني انا الله لا اله الا انا الأعدل الاعدل قل و لتجددن البيان ثم كل كتبكم اذا قضي عدد اسم الله لمن يقدر و عدد اسم الراء لمن لا يقدر لعلكم شؤون الآخرة تدركون - اذا يكن الثاني خير و الا الأول خير له و لم نجد مثل خطه فلا تغيره و بعدما غير الاصل تنفقون - او في الماء العذب تسترون - و لتطرزن كتبكم من اول الابجد الي ذكر الأبد لعلكم تشكرون - ذلك واحد الأول ثم انتم في الثاني لله ربكم تعلمون - ثم كلما تعملون ان تعملن لمن نظهره بالصدق انتم لله عاملون - و الا لو تعملن كل خير انتم في النار و لم يكن الله و لو انتم تقصدون - ثم الثالث دينكم حين ما تستطيعون لتردون - و انتم في كل واحد كتاب اثبات لمن نظهره بعضكم الي بعض تكتبون - لعلكم يوم ظهوره بما تكتبون لتعملون - ثم الرابع انتم كل حول شهرا باسم الله تخلصون - لعلكم يوم ظهور الحق اياه لتجيبون - و لا يخرج عن افواهكم الا [ صفحه 136] اسم واحد و ان نسيتم و كلستم بدونه لا جناح عليكم قل كل الله و علي الله يدلون - ثم الخامس حين ظهور الله اذا حضر من نفس ينقطع عنه العمل الا بما امر ان يا عبادي فاتقون - فانه لو يجعل ما علي الارض نبيا ليكونن أنبياء عند الله و لكن يجعل الا من يشاء و الله علام حكيم - ثم السادس فلا تحملن اسباب الحرب بينكم، و لا تلبسن ما يخاف به الصبايا لعلكم من نظهره بالحق لا تحزنون - ثم السابع اذا ادركتم ما نظهره انتم من فضل الله تسألون - ليمنين عليكم باستوائه علي سرائركم فان ذلك عز ممتنع منيع - ان يشرب كأس ماء عندكم اعظم من ان تشربن كل نفس ماء وجوده بل كل شي‌ء ان يا عبادي تدركون - ثم الثامن في كل شهر واحدا في واحد من ذكر اسم ربكم الله أعظم تملئون - علي احسن خط و ان قضي عنكم يقضي ورائكم لعلكم يوم ظهور الله بالواحد الأول تؤمنون ثم لتكثرون - ثم التاسع من يبعث في ذلك الدين من الملك يبني بيتا لله علي أبواب خمسة ثم تسعيم ثم في تلقائه علي تسعين لمن نظهره ليشهدن الطين من عنده علي ان الملك لله لأن يشهد بما يعمل قدر ما يشهد الطين من عنده ان عبادي فاتقون - ثم العاشر فلتحرزن ذرياتكم بهيكل عز فيه من اسم الله عدد المستغاث لعلكم يوم القيامة لتنجون - ثم الواحد من بعد العشر انتم علي الكرسي تدرسون و تخطبون ايام العز و الحزن ثم اياي فاتقون - ثم الثاني من بعد العشر ان عملتم لمن نظهره فلا تبطلن أعمالكم بأن تشركن بالله و انتم لا تعلمون - ثم الثالث من بعد العشر ان تملكن من نفس تسعة عشر آية بأمره خير لكم من كل فضل ان انتم قدر آيات الله تعلمون - ما خلق الله شيئا أعز من هذا ان انتم الي سر الامر تنظرون - ثم الرابع من بعد العشر حرم عليكم في دينكم ان تتوبون عند احد الا عند من نظهره او ما اذن و لكنكم تستغفرون الله ربكم السلطان ثم اليه لتتوبون - ثم الخامس من بعد العشر انتم عند مدينة باب من يظهره الله تسجدون مثل ذلك قد ظهر لعلكم اياي تتقون ان لم تخافون - ثم السادس من بعد العشر نزل علي ملك يوم الظهور ان يكتب ما ينزل من عند النقطة و يعرض للعلماء ليظهر عجزهم علي من علي الارض و لا يجعل علي ارضه من لم يؤمن به و مثل ذلك قبل أن يظهر في البيان الا الذين هم يتجرون في ملكهم قل ان يا عبادي اياي فاتقون - ثم السابع من بعد العشر فلتقولن في يوم الجمعة تلقاء الشمس تلك الآية لعلكم يوم القيامة بين يدي شمس الحقيقة لتقولون - انما البهاء من عند الله عليك يا ايتها الشمس الطالعة فاشهدي علي ما قد شهد الله علي نفسه انه لا اله الا هو العزيز المحبوب - ثم الثامن من بعد العشر من يحبس أحدا يحرم عليه ازواجه و ان يقرب كتب عليه تسعة عشر مثقالا من ذهب في كل شهر و ان ينعقد من ماء وجب علي الشهداء نفيه و لم يقبل عنه من ايمان ان يا عبادي فاتقون - ثم التاسع من بعد [ صفحه 137] العشر رفع عنكم الصلوة كلهن الا من زوال الي زوال تسعة عشر ركعة واحدا واحدا بقيام و قنوت و قعود لعلكم يوم القيامة بين يدي تقومون ثم تسجدون ثم تقنتون و تقعدون و كان في افئدتكم من حروف الواحد آية لله ربكم لعلكم بذلك تنجون - ثم اياي فاتقون و له تسجدون -

الواحد 08

بسم الله الامنع الاقدس انني انا الله لا اله الا انا الأظهر الاظهر أن انظروا في الكتاب انا كنا عليه لشاهدين - ان كل عمل ما نظهرنه لأعظم عند الله من كل ما انتم لتسبحون - قل انه كمثل شمس لن يقترن بالكواكب ان يا عبادي اياه تتقون - ذالك واحد الأول ثم الثاني قل انكم انتم اذا استطعتم تسعة عشر ورقا من القرطاس الأعلي ثم عدد الواحد من العقيق في الخاتم لأنفسكم اذا استطعتم لتعدون - قل لا يورث عن الميت الا ابيه و امه و ذرياته و زوجته و أخيه و أخته و من علمه بعد ما يصرف لنفسه من ماله ما يعز به بعد موته و انتم اذا سمعتم موت نفس لله تحضرون - ثم عن مجالسكم لا تقومون - ثم الثالث انتم يوم القيامة اذا سمعتم حكم كل شي‌ء هالك الا وجه ذكر اسم ربك ذي السلطنة و الاقتدار تحضرن بين يدي الله ثم بين ايدي الحي ثم تستغفرون الله ربكم الرحمن ثم الي الله تتوبون - و ان لم تستطيعن فلتسئلن من فضل الله في كتبكم و ان ترون كلمة عفو من الله خير لكم من كل فضل ان انتم تعلمون - ثم الرابع كل خير انتم لتحصون اعلاه لمن نظهره ثم ادناه لمن يؤمن به ثم اوسطه لمن يدل علي النقطة انتم الي حروف الحق تنظرون - ثم الخامس انتم اذا استطعتم ثلاث الماس و اربع لعل وست زمرد و ست ياقوت يوم الظهور الي حروف الواحد توصلون - و لتجعلن بهاء كل كبهاء واحد الأول لعلكم بالله توقنون - ثم السادس انتم فلتلطفن أبدانكم في كل اربعة يوم عن كل ما انتم تستطيعون لنلطفون - و لتنظرن في المرآت بالليل و النهار لعلكم تشكرون - ثم السابع انتم فلتصلين في العباء و هن في لباسهن و لا جناح عليهن في ظهور شعراتهن و ابدانهن عند ازواجهن حين ما يصلين و انتم تأخذن شعر وجوهكم ليقوي و تجملن بما تحبن في ابدانكم لعلكم في ايام الله تشكرون - قل انما القبلة من نظهره متي يتقلب تتقلب الي ان يستقر ثم من قبل مثل من بعد تعلمون - قل اينما تولوا فثم وجه الله انتم الي الله تنظرون - ثم الثامن من يدرك يوم القيامة فليكتب ما يكسب من خير و دونه لعلكم الي قيامة الاخري تعلمون - ثم التاسع من ربي في طائفة حل له النظر و الكلام بعضهن الي بعض و بعضهم الي بعضهن ان يا عبادي فاتقون ثم لتتقون - و ان دون ذلك علي ما يثمر بينهما قل فوق ثمانية و عشرين [ صفحه 138] كلمة تتقون - الا و انتم لا تستغنون - ثم العاشر انتم بالخلال و المسواك بعد ما تفرغون من رزقكم افواهكم تلطفون - ثم لترقدون ثم وجوهكم و ايديكم من حد الكف تغسلون - ان تريدون ان تصلون - ثم بمنديل تلطفن وجوهكم و ايديكم و ان في بيت الطهر تحفظن ما يشم كل ريح بمنديل لعلكم دون ما تحبون لا تشهدون - و لتوضئن علي هيكل الواحد بماء طيب مثل ورد لعلكم بين يدي يوم القيامة بماء الورد و العطر تدخلون - و ان ريحكم لن يغير عملكم و انتم ان تقرأن البسملة خمس مرة ليكفيكم عن وضوئكم اذا انتم الماء لا تجدون - أو يصعب بأمر عليكم لعلكم تشكرون - قل في كل ظهور يبدل كينونيات النار بالنور و كيف و اعمالكم من عندكم انتم الي نقطة الامر تنظرون - و قد عفي عنكم ما تشهدن في الرؤيا او انتم بأنفسكم عن انفسكم تستمنيون - و لكنكم تعرفن قدر ذلك الماء فانه يكن سبب خلق نفس يعبد الله انتم في مكمن عز لتحفظون - لعلكم من ثمرات انفسكم دين الله تنصرون - و انتم اذا وجدتم ذات الماء باختياركم توضئون - ثم لتسجدون - و لتقولن تسعة عشر مرة سبحانك اللهم ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من المسبحين - و ان تغين في الماء يقضي عنكم ذلك بعد ان توضيتم و مثل ذلك ان رأسكم و بطنكم و ايديكم و ارجلكم و انتم في حين العمل تحمدون - و انما النساء حين ما يجدن الدم ليس عليهن صلاة و لا صوم الا و ان يتوضئن ثم يسبحن خمس و تسعين مرة من زوال الي زوال يقولون سبحان الله ذي الطلعة و الجمال و انتم و هن في الاسفار بعد ما تنزلن و تستريحن مكان كل صلوة تسجدن مرة واحدة ثم فيها لتسبحون - ثم تقعدن علي هيكل التوحيد و ثمانية عشر مرة تسبحون الله ثم تقومون - كل ذلك لعلكم في دين الله تشكرون - ثم الحادي من بعد العشر انتم تغسلن امواتكم اذا استطعتم خمس مرة بماء طهر ثم في خمس حرير او قطن تكفنون - بعد ما تجعلن الخاتم في يده موهبة من الله للاحياء و هم لعلكم بمن نظهره يوم القيامة تؤمنون - و ان في منتهي الحر بما تحبون لأنفسكم امواتكم به تغسلون - بأيدي اتقيائكم في البرد بماء الحر و بما بينهما بما تحبون لأنفسكم انتم ماء ورد أو شبهه كل بدن الميت ان تستطيعون لتوصلون - ثم بمنتهي السكون و الحب تقلبونه ثم في كل تسعة عشر يوما و ليلة عن قربه احدا لا تبعدون - ليتلو آيات الله و انتم المصباح عنده توقدون - ثم الثاني من بعد العشر قد شهدت حين الضرب كل الحزن فلا تحزن فان هنالك كل شي‌ء يسبحني و من اكتسبوا لو علموا لك و عليك ما اكتسبوا و سيرجعون ثم تستغفرون - قل من يكن علي تلك الأرض الي ما في حولها ستة و ستين فرسخا ان قضي من عمره تسعة و عشرين سنة عليهم ان يحضروا محل الضرب في كل سنة مرة ثم تسعة عشر يوما هنالك لتخلصون - و علي محل الضرب ركعة صلوة ليصلون - و من لم يستطع في بيته تسعة عشر يوما يخلص لله [ صفحه 139] ربه و من لم يكن في ذلك الحد يعفي عنه بفضلي و ان احكم من علي الأرض من يقدر ان يرد أن يا عبادي تتقون - ثم الثالث من بعد العشر انتم علي النقطة في أوليها و آخريها خمس و تسعين مرة في صلاتها لتعظمون - و لتصلين كلكم مرة و لكنكم فرادي تقصدون - ثم الرابع من بعد العشر انتم ان تعلمن البيان فمن آياته بالليل و النهار ما تحبون لتقرأون - و الا فلتذكرن الله سبعمائة مرة ان انتم في روح و الا ما انتم تتروحون - ثم الخامس من بعد العشر فرض علي كل نفس أن يستبقي من نفسه من نفس فلتقرنن بينهما بعد ما قضي احدي عشر سنة و من يقدر و لا يقترن يحبط عمله و ان يمنع أحدهما الآخر عن الثمرة يختارن الي ان يظهر و لا يحل الاقتران ان لم يكن في البيان و ان يدخل من احد يحرم علي الآخر ما يملك من عنده الا و ان يرجع ذلك بعد ان يرفع امر من نظهره بالحق او ما قد ظهر بالعدل و قبل ذلك فلتقربن لعلكم بذلك امر الله ترفعون - ثم السادس من بعد العشر ان هذا من عدل الله من كل بهاء مأة مثقال من ذهب من كل شي بهاء عشرين مثقالا لله اذا قضي عليه حول و لم ينقص عن اصله تبلغنه الي من نظهره ليؤتين كل واحد من حروف الاول مثقالا الا الواحد الاول فان له مثقالين قبل ما يظهر فيمن ظهر في حيوتهم و ان بعد عروجهم يرجع الي ذرياتهم ان تكن لهم و الا ما يقدر من عند الله كل يعملون - ذلك ان يملك من نفسه و زاد علي رزقه و ان يحسب بعد الموت كل ما ملك ثم يأمر بما يعدل كل حول يقبل عنه الا حين الظهور فانكم انتم لا تمهلون - ثم السابع من بعد العشر اذا بلغ بهاء مثقال الذهب و الفضة عند كل نفس عدد الحروف ثم الهائين نزل فيه سدس لله و قد عفي عمن يملك الاعداد لله ليؤتين الفقراء من ربهم و من يضطر في امره و من يستقرض او يضمن او يمنع عن كسبه او يحتاج في السبيل و هم انفسهم بأنفسهم يحسبون - قل انما الاقرب ذرياتهم و ما وجب عليه امرهم ثم اولي قرابتهم ان يا اولي الغناء انتم و كلاء من عندالله فلتنظرن في ملك الله ثم المساكين من ربهم لتغنون - و لا يحل السؤال في الاسواق و من سأل حرم عليه العطاء و ان علي كل ان يكسب بأمر و من لا يقدر انتم يا مظاهر الغناء مني اليهم لتبلغون و قد فرض عليكم العلم بما في دينكم لئلا يضطر نفس بشي‌ء ان يا عبادي فاتقون - و ان من ذلك عدد لله من كلتيهما لله اذا يكمل في كل حول و فوق ذلك اذا يعدل ذلك يأخذه النقطة في اوليها و آخريها و انتم ما بينهما الي تسعة عشر من اولي طاعتهما اذا أمر لتبلغون - كل واحد عدد الهاء بما يقدر من عنده لأولي قرابته و عليهم من انفسهم لانفسهم ان كانوا مؤمنين - ثم الثامن من بعد العشر انتم في كل حول شهر العلاء لتصومون - و قبل ان يكمل المرأ و المرأة احدي عشرة سنة من حين ما ينعقد نطفته ان يريدون - الي حين الزوال ليصومون - و بعد ما يبلغ الي اثني و اربعين سنة يعفي عنه و ما بينهما من الطلوع الي الغروب تصومون - [ صفحه 140] لعلكم يوم الظهور في ابواب النار لا تدخلون - و انتم ان تستطيعن من قبل الطلوع و بعد الغروب لتضيفون - و ان فيه تؤمنون بمن نظهره و انتم عليه لا تحكمون و لا تأكلون و لا تشربون و لا تقترنون - ثم بآيات الله تتلذذون - و لا تعيرن افواهكم حين ما تقرأون - ثم التاسع من بعد العشر انتم تسمعون ذكر النقطة لتصلون عليه ثم علي حروف الحي لعلكم يوم الظهور بهم تهتدون - و اذا يعدد الذكر يكفيكم مرة واحدة و انتم ليلة الجمعة ثم يومها تقولون - سبحانك اللهم صل علي ذات حروف السبع ثم حروف الحق بالعزة و الجلال ذلك لعلكم يوم القيامة بما تقولون لتوقنون - لا مثل يومئذ تصلون علي محمد ثم حروف الحي و انتم عن ظهورهم في آخريهم محتجبون - لو لا تصلون عليهم و لا تحزنوهم ليرضون عنكم و لكنكم لا تستحيون - و تكسبون ما تكسبون - و من يصل علي من نظهره يصلي الله عليه الف مرة و مثل ذلك ان انتم علي حروف الحي لتصلون -

الواحد 09

بسم الله الامنع الاقدس انني انا الله لا اله الا انا الاسلط الاسلط، و ان لي ملك السماوات و الارض و ما بينهما و ما كان لي يرجع اليك في آخريك و اوليك قل عز كل ارض لمن نظهره انتم يوم ظهوره اليه لتردون - و لو كان بيت انفسكم فانكم ان صبرتم يجعل لكم نارا ان يا عبادي فاتقون - و ان بيوت الملوك له و ان يصلي احد فيها فعليه ان يصدق الي المساكين مثقال فضة الا و انتم من شهداء البيان في غروب الشمس تأذنون - يسكن فيها من يؤذن حينئذ لو يومئذ قل انتم في مجالس العز مكان تسعة عشر نفس تخلون - لعلكم يوم الظهور عليهم لا تقدمون - ذلك اذا وسع و الا واحدا يكفيكم لعلكم بذلك يوم الظهور لتنجون - لا مثل يومئذ تقومون عند ذكري و انتم علي تحكمون و لا تستحيون - ذلك واحد الاول ثم انتم في الثاني ان يا اولي الطب اتقوا الله انتم بالآلاء و النعماء التي خلقت لله تداوون و انتم المرضي ان يا عبادي لتزورون - و ان يكن عند احد خط لم يكن له عدل فليكتب الف بيت فليوصين به فانا كنا اليه لناظرين - ثم الثالث من كل ملك بيت مرات لنفسه يكتب بين يديه ما يدل علي لو يظهر آية ربه و لم ينصرنة لينتقم الله عنه بكل ما يمكن من عنده و ان ينصرنه ليوصلن الله اليه كل خير قل انك خلقت لذلك و لابد ان تمت فابق ذكرك الي يوم القيامة بين العالمين - ثم الرابع انتم في حين روحكم في سركم بذكر الله تتلذذون - و لكنكم ان تتلذذون بما ينطق من يظهره الله لأعظم عند الله اذ ما انتم به تتلذذون - قد علمت في افئدتكم باياته من قبل ظهوره بلساني قل ان يا كل شي‌ء [ صفحه 141] فيه تتقون - ثم الخامس كتب علي كل نفس ان يخدم النقطة تسعة عشر يوما في ظهورها و يرفع عنكم اذا عفا قل ذلك خير الأعمال ان انتم تستطيعون ان تدركون - ثم السادس انتم قدام طائفة يظهر فيها النقطة لا تقدمون ان هم كانوا مؤمنين - قل اولئك خير من علي الارض و لو علم الله خيرا منهم في الايمان ليظهره منهم انتم الي ابيه و امه و من كان معه و من آمن به من اولي قرابته من الله تسلمون - ان انتم تحسنن بكل نفس لعلكم تدركون - هذا قبل ان يظهر و بعد ذلك انتم ستدركون و تعلمون - عليك ان يا بهاء الله ثم اولي قرابتك ذكر الله و ثناء كل شي‌ء في كل حين و قبل حين و بعد حين - ثم السابع انتم عمن لم يكن لي تحذرون - و لا تبيعن و لا تشترن ما لا يحبه الله فانه حرم عليكم و لا تستعملن ذلك انتم في ذلك الدين عن كل كره تستطيعون لتبعدون - ثم الثامن انتم الدواء ثم المسكرات و فوقها لا تملكون و لا تبيعون و لا تشترون و لات تستعملون - الا بما انتم تحبون ان تصنعون - ثم التاسع انتم بالجماعة لا تصلون - و لكنكم تحضرن المساجد و انتم علي الكرسي بما يحبه الله تذكرون و توعظون - الا في صلوة الميت فانكم حين الاجتماع تصلون - و لتجعلن محل عز في بيتكم مسجدكم و ان تحضرن المساجد خير لكم لعلكم يوم ظهور الله في امر الله لتسرعون - ثم العاشر انتم اذا استطعتم كل آثار النقطة تملكون - و لو كان جابا فان الرزق ينزل علي من يملكه مثل الغيث قل ان يا عبادي خير التجارة هذا ان انتم بمن نظهره تؤمنون - ثم العاشر انتم انفسكم لتطهرون - من دون حرف العلبين لعلكم في حقايقها لا تدخلون - و لتدققن ان لا تكونن منهم و من يقدر ان لا يذكر الا الخير خير له و لكنكم الي ما نزل الله تنظرون - و قد نزل فيه ما نزل الي حينئذ ثم الألف و الباء من نفس ثم ما شاء من بعد فيما يعدل عدد كل شي‌ء لو شاء الله لتشهدون - ثم الحادي من بعد العشر لا تبيعون عناصر الرباع و لا تشترون - ثم الثاني من بعد العشر لا يبطل صلاتكم شعور الحيوان و لا ما لا ينفخ فيه الروح انتم في دين الله تشكرون - ثم الثالث من بعد العشر انتم ابدا كتابا لا تخرقون - ثم الرابع من بعد العشر انتم كل اسبابكم بعد ان يكمل تسعة عشر سنة ان تستطيعون لتجددون - ثم الخامس من بعد العشر فلتكتبن ذكر البيان علي كل صنايعكم لعلكم في ظهور حقيقته ان تبقون في دينكم بغير حق يدي شجرة الاولي تذكرون - ثم السادس من بعد العشر لا تضربن احدا ابدا - ثم السابع من بعد العشر فلتضيفن في تسعة عشر يوما تسعة عشر نفسا و لو انتم الواحد لتؤتون - و ان لا تستطيعن الي عدد الواحد لتبلغون - ثم الثامن من بعد العشر انتم لا تخرقون لباسكم و لا تضربون علي ابدانكم حين ما يمت منكم من احد ابدا ابدا - ثم التاسع من بعد العشر انتم حين تذكون حوت البحر و النهر لتقولون باسم الله المهيمن القيوم ثم كلما كان عليه الفلس تأكلون - [ صفحه 142]

الواحد 10

بسم الله الامنع الاقدس انني انا الله لا اله الا انا الأكمل الأكمل. قد نزلت في الواحد العاشر أن اشهدوا انه لا اله الا انا المهيمن القيوم - قل الاول فلا تحرزن عن الكلب و غيره ان يمسكم شعر رطب منه الا و انتم تحبون ان تنظفون - قل في الثاني ان الله قد اذن للذين هم آمنوا في البيان من الحروف و الحروفات ان ينظرون اليهن و هن ان ينظرن اليهم اذا شاؤوا او يشأن من غير ان يشهدوا او يشهدن ما لا يحب الله في نظرتهم و نظرتهن و الله يريد ان يخلق بينكم و بينهن ما انتم به في الرضوان تتحاببون - و ان في الثالث ما انتم من ملك الله تورثون - فلتقسمن بما قد قسمنا بينكم لعلكم انتم بما قد اردنا في اعدادها يوم ظهور الله انفسكم فيها تدخلون - لتؤمنن بمن يظهره الله ثم بآياته توقنون - قل ان ذرياتكم تورث من كتاب الطاء انتم بينهن بالعدل لتنقسمون - قل ما كتب الله عليهم عدد المقت لعلهم يشكرون - قل ما كتب الله علي ازواجكم من كتاب الحاء علي عدد التاء و الفاء انتم بينهن بالعدل لتنقسمون - قل ما كتب الله في الكتاب من كتاب الزاء لأبيكم عدد التاء و الكاف انتم بما قد كتب الله لكم تحكمون - قل ما يورث امهاتكم من كتاب الواو عدد الرفيع في الكتاب انتم بما قد قدر الله لتقدرون - و ان ما قد كتب الله لاخوانكم عدد الشين من كتاب الهاء انتم بما قد كتب الله لتبلغون - و ان ما قد كتب الله لأخواتكم عدد الراء و الميم من كتاب الدال انتم بما قد كتب لهن الله لتعدلون - و انما قد كتب الله للذين يعلمونكم علي البيان من كتاب الجيم عدد القاف و الفاء بينهم بالعدل لتقدرون - قل قد قسم الله ارثكم علي درجات رباع بعد ثلاث بما قد قدر في الحروف تلك الدرجات قبل رباع ثلث ذلك من مخزن العلم في كتاب الله لن يغير و لن يبدل انتم في هياكلكم تنظرون - ثم يوم القيامة بما قد تجلي الله لكل الحروف بالعدد الهاء بمن يظهره الله تؤمنون و توقنون - قل انما الرابع جوهر الدين في بدئكم و عودكم ان تؤمنون بالله الذي لا اله الا هو ثم بمن يظهره الله يوم القيامة في عودكم ثم بما ينزل الله عليه من كتاب ثم بمن اظهره الله باسم علي قبل محمد ثم بما نزل الله عليه من البيان حيث كل عنه عاجزون - ان ادركتم عودكم الي من يظهره الله فاذا انتم بدئكم تدركون - قل انما الخامس كل شي‌ء يطلق اسم شي‌ء قد ادخل في بحر الحل و الطهر لنفسه بنفسه الا لمن لا يؤمن بالبيان و ما انتم في الكتاب لتنهون - فان ذلك ما انتم كلفتم به لا يتغير ما هو عليه في نفسه و انتم عما قد امركم الله ربكم لتسئلون - فلتتجنبن عن كل ما انتم [ صفحه 143] عنه تكرهون - قل انما السادس قد حرم عليكم الأذي و لو كان بضرب يد علي كتف أن يا عباد الله تتقون - و ان حين ما تحبون ان تتحاجون بالدلائل و البرهان علي اكمل الحيا لتكتبون دلائلكم ثم علي منتهي الأدب لتقولون - فانكم تلاقون الله ربكم يوم القيامة بما تلاقون من يظهره الله و من يكن بابا له للعالمين - لعلكم لا تلاقون الله ربكم و تكسبون عملا يحزن به الله ربكم بما يحزن من يظهره الله و انتم لا تلتفتون - و لا تتذكرون - قل انما السابع فلتبلغن الي من يظهره الله كل نفس منكم بلتور عطر ممتنع رفيع من عند نقطه البيان ثم بين يدي الله تسجدون - بأيدكم لا بأيدي دونكم و انتم لا تستطيعون - قل انما الثامن فلا تسجدن الا علي البلور فيها من ذرات طين الأول و الآخر ذكرا من الله في الكتاب لعلكم شي‌ء غير محبوب لا تشهدون - و ان في التاسع فليملكن من كل نفس من أسباب بلور ممتنع رفيع - عدد الواحد علي قدر ما يتمكن و أن يستطيع و لم يملك كتب عليه ان ينفقن تسعة عشر مثقالا من الذهب حدا في كتاب الله لعلكم تتقون - و ان في العاشر فلا يصبرن الحروف بعد ما تقبض حروفاتهن الا تسعين يوما و لا الحروفات بعد ما تقبض حروفهن الا خمس و تسعين يوما حدا في كتاب الله لعلكم تتقون - لتشهدن ان الملك لله و كل اليه ليرجعون - و ان صبروا فوق ما قد كتب الله عليهم او هن فوق ما قد كتب الله عليهن بعد ما يستطعن و يقدرن او يستطيعون و يقدرون عليهم ان ينفقون تسعين مثقالا من ذهب و عليهن ان ينفقن خمس و تسعين مثقالا من ذهب ان يستطعن او يستطيعون و الا يعفي عنهم و عنهن و الله ما اراد لأحد الا الحب و الرضاء لعلكم في رضوان البيان تشكرون - و ان الحادي و العشر ان الذين ينشؤون يكتبون في اوله لا اله الا الله ثم في آخره لا حجة الا علي قبل محمد لعلكم انتم تستدلون يوم من يظهره الله بمثل ذلك ثم به تهتدون - و ان الثاني من بعد العشر ذرياتكم لم يكن عليهن من حدود موتكم قبل ان ينفخ فيهن الروح و بعد ما ينفخ ان ينزلن احياء فأنتم حدود حيوتكم فيهن لتراقبون - و ان ينزلن امواتا يرفع عنكم حدودكم و صلوتكم عليهن و لا تقربوهن آبائهن و لا امهاتهن لئلا يحزنا الا و ان لم يكن غيرهما رحمة من الله و فضلا لعلكم في ايام الله تصبرون - و ان الثالث من بعد العشر اذن في البيان ان تجعلن انفسكم واحدا واحدا بأن تختارن لأنفسكم عدد الحي لعلكم يوم القيامة بذلك الشأن علي الله ربكم تعرضون - قل ان النقطة آية شجرة الأولي ثم الحي آيات حي الاول انتم فلتراقبن انفسكن في ذلك الشأن لعلكم انتم يوم القيامة عمن يظهره ثم حي الاول لا تحتجبون - فان من يظهره الله لو يظهر في مقام النقطة او الحي فانه لحق و لا ريب فيه انا كل به مؤمنون - و ان حي الاول ان يظهرون في مقام الحي او النقطة فانهم اسماء الاولي انا كل به مؤمنون - و انما الرابع من بعد العشر كتب الله علي آبائكم و امهاتكم ان [ صفحه 144] يرزقانكم من اول خلقكم الي تسعة عشر سنة تامة و عليكم ان ترزقونهما الي آخر عمر هما ان لم يكونا من المستطيعين - و عليهما ان يرزقانكم ان يستطيعان و انكم انتم ما كنتم علي الارض لمستطيعين - ذلك ان يكونن كل علي حدود دينهم و ان يحتجب احد منهم فأنتم عنه لتعفون - و من يحتجب عن حدود الله ذلك فليلزمنه في كل حول ان ينفقن تسعة عشر مثقالا من ذهب في سبيل الله حدا في كتاب الله لعلكم تتقون - و انما الخامس من بعد العشر لا تركبن البقر و لا تحملن عليه من شي‌ء ان انتم بالله و آياته مؤمنون - و لا تشربن لبن الحمير و لا تحملن عليه و لا حيوان غيره الا علي دون طاقته ما قد كتب الله عليكم لعلكم تتقون - و لا تركبن الحيوان الا و انتم باللجام و الركاب لتركبون - و لا تركبن ما لا تستطيعن ان تحفظن انفسكم عليه فان الله قد أنهاكم عن ذلك نهيا عظيما - و لا تضربن البيضة علي شي‌ء يضع ما فيه قبل ان يطبخ هذا ما قد جعل الله رزق نقطة الاولي في ايام القيامة و من عنده لعلكم تشكرون - و ان ما يظهر في البيضة من الدم عفي عنكم و انه لطهر فلا تأكلوه لعلكم شي‌ء مكروه لا تشهدون - و لا تركبن الفلك الا و انتم علي قدر رقدكم تملكون - و لا تجادلن فيه و لا تنازعن و انتم علي منتهي الروح و الريحان بعضكم ببعض تسلكون - كتب علي الذين هم اولي الامر في الفلك ان يقدمون علي انفسهم من فيه من الذين هم فيه راكبون حين ما يضطربن من في الفلك و انتم حينئذ لا تقومون - و لتجعلن مكان طهركم في مقعد لم يكن علي مقعد يخاف من يدخل فيه و انتم مثل ما تصنعون في الدبور في مقاعد أخري تصنعون - و لا تراقبن طهركم في الفلك الا علي قدر ما انتم عليه لتستطيعون - و رفع عن الذين هم وراء البحر ما قد كتب الله من سفر واجب ان هم سفر البر لا يملكون - و اذن لهم ان يتخذون لانفسهم اولياء عنهم ليحجون و ليبلغون اليهم ما يصرفون من مكانهم الا ما هم اليه ليرجعون - ان هم علي ذلك لمستطيعون - و الا عفي عنهم و عما كل ما يكسبون - و انما السادس من بعد العشر كتب علي كل ملك ارض في كل حول مأة و اربعين مثقالا من ذهب ثم علي الوزير الاعظم مأتين و تسعين مثقالا ثم علي الحاكم الاعظم مأة و ستين مثقالا ثم علي العالم الاعظم مأتين مثقالا ان يحزنون لمن يظهره الله ثم بأيديهم حين ظهوره اليه ليبلغون - اذا ما احزنوا في تلك القيامة مطهر ربهم لعل الذين يخلقون في البيان في مقاعدهم جزاء ما كسبوا من قبلهم بالحق يكسبون - ان يا هؤلاء ان لم تؤمنن بمن يظهره الله اياه لا تحزنون - فان في تلك القيامة هؤلاء لو آمنوا بالنقطة الاولي لم يحزن احد في البيان و كل الي قيامة الاخري بالروح و الريحان يسلكون - و لكنهم قد احتجبوا حتي استملكوا ما لا يحب الله في البيان و انتم بمثلهم انفسكم عن رحمة ربكم لا تبعدون - ان لا تبلغون الي من يظهره الله ما كتب الله عليكم في الكتاب اياه لا تحزنون - و لا تشكون فيه حينما تسمعون - [ صفحه 145] و لتجعلن انفسكم حكما بينه و بين الذين أوتوا البيان بأن تعرضوا آياته علي الذين اوتوا البيان ان شهدتم عجز انفسكم و اياهم فاذا تؤمنون - و ان لا شهدتم عجز انفسكم و لا اياهم فاذا انتم اياه لا تحزنون - و لو يظهر حكما في تلك القيامة ليبين الحق علي من علي الأرض كلها و لكن كل في احكام دينهم و دنياهم بحكمهم يرجعون و يحكمون - و لكن لا يظهرون في أمر يثبت به دينهم حكما ليشهد علي عجزهم عن آيات ربهم يسبحون انفسكم بذلك الحكم و بالليل و النهار ليتبعون - و انفسهم و اعمالهم ليفنون و يحسبون انهم يحسنون - انتم يا أولي البيان بمثلهم لا تحتجبون - و انما السابع من بعد العشر ان يا أولي الحكم فلتأمرن من يتبعونكم أن لا يأخذن لباس احد و لا ما عنده و ان يؤخذ يحرم عليهم و عليكم ازواجكم تسعة عشر يوما و ان اقترنتم ليلزمنكم من كتاب الله تسعة عشر مثقالا من ذهب ان تردون الي شهداء البيان ليؤتين من اخذ عنه لباسه او شي‌ء مما عنده لعلكم تتقون - و تأمرن من يتبعونكم ان لا يعارض احدا ابدا لعلكم يوم القيامة بأصحاب من يظهره الله لا تتعرضون - و لتأمرن كل ارض ان ينتظمون بيوتها و اسواقها و اماكنها و يميز كل صنف في مقعده عن الآخر حيث لا يختلط اثنين منهم الا في مكانهما و كل صنف كانوا في مكان واحد علي احسن نظم محبوب - و لتأمرن ان يكون كل صنف في خان فان ذلك اقرب للنفع و التقوي ان انتم تشعرون - قل انما الثامن من بعد العشر لا تأمرن ان يؤخذ من احد قدر شعر أو ينقص بعد ما اكمل الله ظاهره من شي‌ء امر في كتاب الله لعلكم احدا لا تحزنون - و من يأخذ من جسد أحد من شي‌ء او يغير لونه قدر شي‌ء أو يغير لباسه او اراد ان يذلنه قد حرم الله عليه ازواجه تسعة عشر شهرا في كتاب الله و ليلزمنه من حدود الله خمس و تسعين واحد من ذهب لعلكم انتم تنقون - و لا تأمرون و لا تفعلون و لا ترضيون - فلا تظلمن علي احد قدر خردل ان انتم بالله و آياته مؤمنين - فلتكسبن عملا لا يخرجنكم من حياتكم فانكم قبل خلقكم كنتم عند الله قطرة ماء بعد طين - و لترجعن الي كف طين فلتستحيين و لا ترضين لأحد دون ما ترضين لأنفسكم و انتم بأعلي تدابير حياتكم في اموركم لتدبرون - و لا تضيعن خلق احد بعد ما اكمل الله خلقه لما تريدون من عز ايام معدودة فان كلتيهما ينقطع عنكم و انتم من بعد موتكم في النار تدخلون - تتمنون كأنكم ما خلقنم و ما اكتسبتم في حق نفس من حزن و ان تتعقلون تتمنون - كأنكم ما قد خلقتم و ما اكتسبتم في حق نفس من حزن و ان تتعقلون في حياتكم تتمنون - ان انتم قليلا ما تشكرون - قل التاسع من بعد العشر ما امر الله من امر و لا نزل من نهي الا لعز من يظهره الله اذا يعارضكم امرا او نهيا عزه انتم عز الله لتراقبون - و عن كلتيهما تنقطعون - [ صفحه 146]

الواحد 11

بسم الله الامنع الاقدس انني انا الله لا اله الا انا الأثبت الأثبت. قد نزلت مقادير كل شي‌ء في عدد الياء من الواحد لعلكم تشكرون - قل ان في الواحد الحادي من بعد العشر انتم في الأول تشهدون - ان حلفتم بالله ثم بمن يظهره الله و انكم انتم بينكم و بين الله صادقون - لم يكن عليكم من شي‌ء و علي ما حلفتم له ان يردون اليكم و ان يحتجبون فيلزمنهم تسعة عشر مثقالا من ذهب حدا في كتاب الله لعلكم تنقون - و ان انتم بينكم و بين الله ربكم ان حلفتم و كنتم دون صادقين - فيلزمنكم من كتاب الله تسعة عشر مثقالا من ذهب ان تردون الي ما تحلفون له حدا في كتاب الله لعلكم بغير حق لا تحلفون - قل الثاني كل ذا ملك يبعث في البيان ان ينتخبن من سكان مملكته عدد الكاف و الهاء من العلماء الذين هم ينبغي ان يكونن مطالع الحروف في كتاب الله لعلهم يوم القيامة بمن يظهره الله يؤمنون و يوقنون - و دين الله ينصرون و ليعرفن هؤلاء كل الخلق من حدود مملكته لعلهم ضعفاء الخلق ينصرون - ثم عليهم يرحمون - ثم بينهم و بين الله ربهم عن حدود دينهم لا يحتجبون - قل الثالث من يستهزء مؤمنا او مؤمنة ليلزمنه عدد الواحد من ذهب ثم من الفضة ثم من كلمة الاستغفار خمس و تسعين مرة لعلكم تتقون و لا تستهزءون - ليردن الي من استهزء ان يقدر و ان لم يقدر يرفع عنه الذهب و الفضة و ليلزمنه الاستغفار و ان لم يكن ذا لسان و استهزء باشاراته فليختاران لنفسه من يستغفرن عنه ان يا عبادي الله تتقون - قل الرابع انما البيان و من فيه حي سواء كان من نوره أو من ناره انتم الي يوم من يظهره الله بالأحياء فيهما لتقدرون - ثم لتستنبأون - ثم لتحتكمون. قل انما النار من يحتجبن عن حدود ما نزل في البيان و النور من يراقبن حدود الله هذا في نفس البيان لا في الذين ما دخلوا فيه ان يا كل شي‌ء تتقون - قل الخامس من يدخل في البيان فلا تردوه في دينه و ان رددتم فيلزمنكم تسعة عشر مثقالا من ذهب ان تبلغون الي ما رددتموه حدا في كتاب الله لعلكم انتم احدا في البيان لا تردون - و ان شهدتم علي احد ما لا اذن له في البيان ذلك قد عصي الله ربه و لم يخرج عن اصل دينه و ان علي قدر ما احتجب ليوصلن اليه النار انتم بكلام حسن جميل هؤلاء لتنبؤن و تذكرون - قل السادس من ينتظر ظهور من يظهره الله بغير معرفة الله و رضائه في معرفة نفسه و رضائه فاولئك ما استدركوا من البيان من حرف و ما كانوا عند الله لمؤمنين - و لتبلغن كتاب كل شي‌ء الي كل نفس و لو كان أحدا ممن بقي من بديع الأول ذكرا من عند الله الي [ صفحه 147] كل العالمين - و لتستغفرن الله الذي لا اله الا هو المهيمن القيوم ثم لتتوبن اليه - قل السابع نهي عنكم في البيان ان لا تملكن فوق عدد الواحد من كتاب و ان تملكتم فليزمنكم تسعة عشر مثقالا من ذهب حدا في كتاب الله لعلكم تتقون - قل الاول نفس البيان ثم الحي ما انشأ في البيان من علوم يلزمنكم في دينكم مثل النحو و الصرف و الحروف و اعداد الحروف و ما انتم تنشؤن في دين الله بأعلي سبل النظم لتنظمون - فلا تنشئن الا جواهر العلم و الحكمة و انتم عن زخارفها تحتجبون - كل ذلك لأن لا يحضر بين يدي من يظهره الله الا نفس البيان و ما انشأ في البيان من عدد الحي من الذينهم قد بلغوا الي ذروة العلم و التقي و هم كانوا في دين الله مخلصين - قل الثامن فلا تتفرقن بين الحروف الا و ان تجمعن في اوعية لطيفة او في منديل لطيف و انما انتم به تتحرزون - غير هذا و انتم كل الحروف علي مقاعد مرفوعة لتضعون - لتراقبن ارواحهن لعلكم انتم بأرواحهن ما في العليين تحسنون - و عن دونهم تحتجبون - و لتجمعن ارواح التي تتعلق بها في انفسكم لعلكم لا تتشعبون بما انتم تحزنون - الا بما انتم ترضون و تشكرون و كل من يملك من حرف فعليه ان يحفظه في مقام عز محبوب و ان يكن في حجره عباد فعلي كل واحد ان يحفظن ما لهم من كل حرف مكتوب سواء يجعلون في محل واحد او مقاعد مختلفة اذن الله لكم لعلكم في امر لا تصعبون - قل التاسع فلا تقعد في مقاعد العز الا في جولها و ان جلستم فيلزمنكم تسعة عشر مثقالا من ذهب الا و انتم تجبرون فعلي من يجبرنكم يلزمن عليه من كتاب الله لعلكم من حدود آدابكم لا تخرجون - و اذن لكم في بيوتكم عند ما يجلس اهلكم عندكم فأنتم لا تستطيعون في حول الحجرات تجلسون الا و انتم في مكان واحد بالحب تقعدون - و ان في مقاعد الحزن رفع عنكم لعلكم علي ادلاء الله تحزنون - و ان من ينزل علي احد فعليه ان يعزنه عزا منيعا و ان يؤتينه المكان بنفسه و الذين هم من حوله و ان يحتجبون فعلي كلهم اجمعين ان يقولون انا لنستغفرن الله الذي له الاسماء الحسني عن كل شي‌ء و انا كل اليه لتائبون - قل العاشر اذن في البيان ان يكونن كلما نزل فيه عربيا عند الذين يستطيعون ان يفهمون - و ان يفسرن احد فارسيا اذن في الكتاب للذين هم كلمات البيان لا يدركون - و لا تفسرن الا بالحق و لا تجعلن الفارسي عربيا الا بالحق و لتملكن كلكم اجمعون بيان عربي محبوب - و بيان فارسي للذين هم لا يستطيعون ما نزل الله يدركون - و ان علي ما نزل عند الشهداء انتم كأعينكم تحفظون ثم الي من يظهره الله لتبلغون - و اذن لكم ان تجعلن من كتب الواحد ذلك الثلث علي ما نزل واحدا ثم كل عربيا ثم كل عجميا - ذكرا من الله لعلكم بكل ما نزل الله في الكتاب لتحيطون بظاهره علما ثم به تعملون - ثم الحادي من بعد العشر لا تقدمون علي من يظهره الله و لا حي الرسول سواء يظهرون في اعلي الخلق او ادناهم فانهم عند الله تعالون - [ صفحه 148] و من يتقدم عليهم فيلزمنه من كتاب الله تسعة عشر مثقال من ذهب حدا في كتاب الله لعلكم تتقون - قل الثاني من بعد العشر انتم يا ذلك الخلق أدلاء امر الله فكلما تشهدون علي احد بأن يريدون من شي‌ء ان تستطيعون فلتستجيبون - فان الله ليستجيبنهم بما قد أمركم و حين علمكم بمطلب احد كتب عليكم ان تقضون - و ان احتجبتم فلتستغفرن الله ربكم تسعة عشر مرة و ان احتجبتم عن استغفار كم فيلزمنكم تسعة عشر مثقالا من ذهب حدا في كتاب الله لعلكم تراقبون انفسكم و يعلمكم كلما يجبن من نفس في دينكم فلتجيبنها و حدود دنياكم فلتقضين لها فضلا من الله عليهم لعلكم انفسكم مظاهر ما يجيب الله عباده تظهرون - قل الثالث من بعد العشر ان يبعث ملكا في البيان كتب عليه ان يملكن لنفسه ما يجعلنه علي رأسه مما يكن عليه خمس و تسعين عددا مما لم يكن له عدل و لا شبه و لا كفو و لا قرين و لا مثل و لم يخرج عن حدود الهاء ظهورات اسمائه عزا من الله عليه الي يوم القيامة يومئذ كلما صنع في ذلك في البيان فلتفدون عند اقدام من يظهره الله ثم بين يدي الله تسجدون - ان تفتخرون بذلك ان يا اولي الملك و الا و الله غني عن العالمين - قل الرابع من بعد العشر فلتجعلن من اول ليلكم الي آخر نهاركم خمس قسمة ثم عند كل قسمة لتؤذنون فلتبدئن بأول الليل ثم في الأول تسعة عشر مرة لا اله الا الله ثم عدد الواحد الله اغني لتقولون - ثم في الثاني تسعة عشر مرة لا اله الا الله ثم الله اعلم تقولون - ثم في الثالث تسعة عشر مرة لا اله الا الله ثم عدد الواحد الله احكم تقولون - ثم في الرابع تسعة عشر مرة لا اله الله ثم عدد الواحد الله املك تقولون - ثم في الخامس تسعة عشر مرة لا اله الا الله ثم عدد الواحد الله اسلط تقولون - و كتب عليكم ان تؤذنون في المكان يسمع من حولكم. و اذا انقطع الصوت عن نفس فيلزمنه ان يبلغن الي ما يؤذن في كل يوم و ليلة تسعة عشر مثقال من القند الابيض الاعلي لعلكم تراقبون انفسكم و عن ذكر الله لا تحتجبون - و من يكن راقدا لم يكن عليه من شي‌ء و ان يكن دون راقد فليكونن في مكان يسمع الصوت و لا عليكم ان يخرجون من حجراتكم لتسمعون الصوت بل علي علمكم بما يوصل الي بيوتكم صوت المؤذن ليكفينكم في كتاب الله و ان كبر علي المؤذن فليقولن مرة شهد الله انه لا اله الا هو و ان من يظهره الله لحق من عند الله كل بأمر الله من عنده يخلقون - و انا كل بما ينزل الله عليه لمؤمنون - ذلك من فضل الله عليهم في ايام بردهم و حين ما لا يستطيعون ان يطولون - قل ان الخامس من بعد العشر ان نسيتم امرا في صلوتكم فلتقضون ما قد قضي عنكم لا كل اعمالكم و مثل ذلك في غير صلوتكم انتم باجزاء قبل ذلك ثم بعد ذلك لا تلتفتون - و بنفس ما قد قضي تنظرون و تقضون كتب علي الذين أوتوا البيان ان يحيط علي انفسهم بما علي الارض من كل ملك و بيته و كتابه و عد [ صفحه 149] ملكه وعد جنده و بهاء ما عنده و ما يكن عنده ما لم يكن له من عدل ليوم كل علي الله ربهم يعرضون - قل السادس من بعد العشر فلا تقتلن نفسا و لا تقطعن شيئا عن نفس ابدا ان انتم بالله و آياته مؤمنون - و من يأمر ذلك أو يفعل او يقدر ان يمنع و لم يمنع او يرضي فيلزمنه من كتاب الله احد عشر الف مثقال من ذهب بأن يردن الي من يورث عمن قتل و لبحر من عليه كل قرينه تسعة عشر سنة و دليل في كتاب الله ان كينونيته قد خلقت علي غير محبة الله و رضائه و يدخل النار من بعد موته و لا يغفر الله له ابدا. و لكن ان يتبع تلك الحدود يخفف ما قدر له فلتتقن الله ثم تتقون - و من يقتل احدا بغير ما اراد فلم يكن عليه من شي‌ء الا و ان يرضين من نفسه وراث ما قتل و ليعتذرن عنهم و ليكونن عند الله ربه لمن المستغفرين - و ان مثله كمثل قضايا يقع علي نفس فلتتقن الله أن يا كل نفس ثم تتقون - و ان الذين قتلوا في ارض الصاد ان آمنوا بالله و آياته ان يأخذوا ديات ما قتلوا عن وراث من قتل بحدود ما قدر من قبل لعلكم في دين الله تتقون و من بعد لا تقربون - ثم السابع من بعد العشر و من يأمر ان يخرج احدا عن بيته او مدينته او قريتة او ملك سلطانه فليحر من عليه تسعة عشر شهرا او ليلزمنه تسعة عشر مثقالا من ذهب ان يردن اليه حدا في كتاب الله لعلكم تتقون - قل الثامن من بعد العشر من يشرب مسكر يرفع عنه شعوره فليلزمنه من كتاب الله خمس و تسعين مثقالا من ذهب و لا تشفين مرضاكم بمسكر ابدا ان انتم بالله و آياته مؤمنون - قل التاسع من بعد العشر من يكتب حرفا علي من يظهره الله او بغير ما نزل في البيان قبل ظهوره فيلزمنه من كتاب الله تسعة عشر مثقالا من ذهب و لا اذن الله احدا ان يأخذن عنه ذلك و لا ان يسئلن عنه و من يسألن عنه عن ذلك الحد فليلزمن علي نفسه مثل ذلك بما قد سئل بعد ما لا اذن الله له ان يسأل فلتتقن الله ان لا تكتبن حرفا علي من يظهره الله و لا يغير حدود ما نزل الله قبل ظهور الحق و لا تحكمن بعد الظهور مثل قبر الظهر و تحسبون انكم محسنون - و ان لا تكتبن للحق فلا تكتبن علي الحق من شي‌ء هذا ما وصاكم الله لعلكم تتقون - و ان لا تنصرون من يظهره الله بما تكتبون له فلا تحزنون - بما يكتب عليه فلتتقن الله حق التقي لعلكم يوم القيامة عند الله لتنجون - [ صفحه 150]

الاقدس

هذا هو كتاب «الاقدس» الذي وضعه «بهاء الله» المرزه حسين علي و نسخ به احكام «البيان» الذي كتبه «الباب» السيد علي محمد و نشرناه في الصفحات المتقدمة- 1- طبعه البهائيون علي الحجر في «مطبعة دث برساد» في بومبي بالهند سنة 1308 ه (1890 م) و أعادوا طبعه بالحروف عام 1314 ه - 1896 م؛ و نسخ الطبعة الاولي اندر من الكبريت الاحمر، اما نسخ الطبعة الثانية فانها ليست كثيرة. و طبعه الدكتور ميرزا محمد مهدي خان الملقب بزعيم الدولة و رئيس الحكماء في صلب كتابه «تاريخ البابية و مفتاح باب الابواب» المطبوع في مطبعة مجلة المنار بمصر سنة 1321 ه (1903 م) و هو لا يختلف عن طبعة البهائيين كثيرا. و في عام 1349 ه (1931 م) طبع المبشر الپروتستانتي خدوري الياس عنايت كتاب «الاقدس» في بغداد طبعة لا تخلو من اخطاء، ذاكرا للعثور علي نسخته قصة امتزجت فيها الحقيقة بالخيال. و كان شوقي افندي رباني الذي يسميه البهائيون «ولي أمر الله» قد تفضل علينا في عام 1933 م بنسخة من هذا الكتاب المطبوع سنة 1308 ه علي الحجر، و هي التي اعتمدناها في هذا الملحق الثاني بنصها و فصها لأن «اهل مكة ادري بشعابها». [ صفحه 151] بسمه الحاكم علي ما كان و ما يكون ان اول ما كتب الله علي العباد عرفان مشرق وحيه و مطلع امره الذي كان مقام نفسه في عالم الأمر و الخلق من فاز به قد فاز بكل الخير و الذي منع انه من اهل الضلال و لو يأتي بكل الأعمال - اذا فزتم بهذا المقام الاسني و الأفق الأعلي ينبغي لكل نفس أن يتبع ما امر به من لدي المقصود لأنهما معا لا يقبل أحدهما دون الآخر هذا ما حكم به مطلع الالهام - ان الذين اوتوا بصائر من الله يرون حدود الله السبب الأعظم لنظم العالم و حفظ الأمم و الذي غفل انه من همج رعاع - انا امرناكم بكسر حدودات النفس و الهوي لامارقم من القلم الأعلي انه لروح الحيوان لمن في الامكان - قد ماجت بحور الحكمة و البيان بما هاجت نسمة الرحمن اغتنموا يا اولي الألباب - ان الذين نكثوا عهد الله في اوامره و نكصوا علي اعقابهم اولئك من اهل الضلال لدي الغني المتعال - يا ملأ الأرض اعلموا ان اوامري سرج عنايتي بين عبادي و مفاتيح رحمتي لبريتي كذلك نزل الأمر من سماء مشية ربكم مالك الأديان - لو يجد احد حلاوة البيان الذي ظهر من فم مشية الرحمن لينفق ما عنده و لو يكون خزائن الأرض كلها ليثبت أمرا من اوامره المشرقة من افق العناية و الالطاف - قل من حدودي يمر عرف قميصي و بها تنصب اعلام النصر علي القنن و الاتلال - قد تكلم لسان قدرتي في جبروت عظمتي مخاطبا لبريتي ان اعملوا حدودي حبا لجمالي - طوبي لحبيب و حد عرف المحبوب من هذه الكلمة التي فاحت منها نفحات الفضل علي شأن لا توصف بالاذكار - لعمري من شرب رحيق الانصاف من أيادي الالطاف انه يطوف حول او امري المشرقة من أفق الابداع - لا تحسبن انا نزلنا لكم الاحكام بل فتحنا ختم الرحيق المختوم بأصابع القدرة و الاقتدار - يشهد بذلك ما نزل من قلم الوحي تفكروا يا اولي الأفكار - قد كتب عليكم الصلاة تسع ركعات لله منزل الآيات حين الزوال و في البكور و الآصال - و عفونا عدة اخري أمرا في كتاب الله انه لهو الآمر المقتدر المختار - و اذا اردتم الصلاة و لوا وجوهكم شطري الأقدس المقام المقدس الذي جعله الله مطاف الملأ الأعلي و مقبل اهل مدائن البقاء، و مصدر الأمر لمن في الأرضين و السموات - و عند غروب شمس الحقيقة و التبيان المقر الذي قدرناه لكم انه لهو العزيز العلام - كل شي‌ء تحقق بأمره المبرم اذا اشرقت من افق البيان شمس الاحكام لكل ان يتبعوها و لو بأمر تنفطر عنه سماوات افئدة الأديان - انه يفعل ما يشاء و لا يسأل عما شاء و ما حكم به المحبوب انه لمحبوب و مالك الاختراع - ان الذي وجد عرف الرحمن و عرف مطلع هذا البيان انه يستقبل بعينيه السهام لاثبات الاحكام بين الانام طوبي لمن اقبل و فاز [ صفحه 152] يفصل الخطاب - قد فصلنا الصلاة في ورقة اخري طوبي لمن عمل بما امر به من لدن مالك الرقاب - قد نزلت في صلاة الميت ست تكبيرات من الله منزل الآيات و الذي عنده علم القراءة له ان يقرأ ما نزل قبلها و الا عفا الله عنه انه لهو العزيز الغفار - لا يبطل الشعر صلوتكم و لا مال منع عن الروح مثل العظام و غيرها البسوا السمور كما تلبسون الخز و السنجاب و ما دونهما انه مانهي في الفرقان و لكن اشتبه علي العلماء انه لهو العزيز العلام - قد فرض عليكم الصلوة و الصوم من اول البلوغ امرا من لدي الله ربكم و رب آبائكم الاولين - من كان في نفسه ضعف من المرض او الهرم عفا الله عنه فضلا من عنده انه لهو الغفور الكريم - قد اذن الله لكم السجود علي كل شي‌ء طاهر و رفعنا عنه حكم الحد في الكتاب ان الله يعلم و انتم لا تعلمون - من لم يحد الماء يذكر خمس مرات بسم الله الاطهر الاطهر ثم يشرع في العمل هذا ما حكم به مولي العالمين - و البلدان التي طالت فيها الليالي و الايام فليصلوا بالساعات و المشاخص التي منها تحددت الاوقات انه لهو المبين الحكيم - قد عفونا عنكم صلاة الآيات اذا ظهرت اذكروا الله بالعظمة و الاقتدار انه هو السميع البصير - قولوا العظمة لله رب ما يري و ما لا يري رب العالمين - كتب عليكم الصلاة فرادي قد رفع حكم الجماعة الا في صلوة الميت انه لهو الآمر الحكيم - قد عفا الله عن النساء حينما يجدن الدم الصوم و الصلوة و لهن ان يتوضأن و يسبحن خمسا و تسعين مرة من زوال الي زوال سبحان الله ذي الطلعة و الجمال هذا ما قدر في الكتاب ان انتم من العالمين - و لكم و لهن في الاسفار اذا نزلتم و استرحتم المقام الامن مكان كل صلاة سجدة واحدة و اذكروا فيها سبحان الله ذي العظمة و الاجلال و الموهبة و الافضال و الذي عجز يقول سبحان الله انه يكفيه بالحق انه لهو الكافي الباقي الغفور الرحيم - و قد اتمام السجود لكم و لهن ان تقعدوا علي هيكل التوحيد و تقولوا ثماني عشرة مرة سبحان الله ذي الملك و الملكوت كذلك يبين الله سبل الحق و الهدي و انها انتهت الي سبيل واحد و هو هذا الصراط المستقيم - اشكروا الله بهذا الفضل العظيم - احمدوا الله بهذه الموهبة التي احاطت السموات و الارضين - اذكروا الله بهذه الرحمة التي سبقت العالمين - قل قد جعل الله مفتاح الكنز حبي المكنون لو انتم تعرفون - لو لا المفتاح لكان مكنونا في ازل الآزال لو انتم توقنون - قل هذا لمطلع الوحي و مشرق الاشراق الذي به اشرقت الآفاق لو انتم تعلمون - ان هذا لهو القضاء المثبت و به ثبت كل قضاء محتوم - يا قلم الاعلي قل يا ملأ الانشاء قد كتبنا عليكم الصيام اياما معدودات و جعلنا النيروز عيدا لكم بعد اكمالها كذلك اضائت شمس البيان من افق الكتاب من لدن مالك المبدأ و المآب و اجعلوا الايام الزائدة عن الشهور قبل شهر الصيام انا جعلناها مظاهر الهاء بين الليالي و الايام لذا [ صفحه 153] ما تحددت بحدود السنة و الشهور ينبغي لاهل البهاء ان يطعموا فيها انفسهم و ذوي القربي ثم الفقراء و المساكين و يهللن و يكبرن و يسبحن و يمجدن ربهم بالفرح و الانبساط - و اذا تمت ايام الاعطاء قبل الامساك فيلدخلن في الصيام كذلك حكم مولي الانام ليس علي المسافر و المريض و الحامل و المرضع من حرج عفا الله عنهم فضلا من عنده انه لهو العزيز الوهاب - هذه حدود الله التي رقمت من القلم الاعلي في الزبر و الالواح - تمسكوا بأوآمر الله و احكامه و لا تكونوا من الذين اخذوا اصول انفسهم و نبذوا أصول الله ورائهم بما اتبعوا الظنون و الاوهام - كفوا انفسكم عن الاكل و الشرب من الطلوع الي الافول اياكم ان يمنعكم الهوي عن هذا الفضل الذي قدر في الكتاب - قد كتب لمن دان بالله الديان ان يغسل في كل يوم يديه ثم وجهه و يقعد مقبلا الي الله و يذكر خمسا و تسعين مرة الله ابهي كذلك حكم فاطر السماء اذ استوي علي اعراش الاسماء بالعظمة و الاقتدار - كذلك توضؤا للصلوة امرا من الله الواحد المختار - قد حرم عليكم القتل و الزناء ثم الغيبة و الافتراء اجتنبوا عما نهيتم عنه في الصحائف و الالواح - قد قسمنا المواريث علي عدد الزاء بينها قدر لذرياتكم من كتاب الطاء علي عدد المقت، و للأزواج من كتاب الحاء علي عدد التاء و الفاء، و للآباء من كتاب الزاء علي عدد الناء و الكاف، و للأمهات من كتاب الواو علي عدد الرفيع، و للاخوان من كتاب الهاء عدد الشين، و للأخوات من كتاب الدال عدد الراء و الميم، و للمعلمين من كتاب الجيم عدد القاف و الفاء كذلك حكم مبشري الذي يذكرني في الليالي و الاسحار - انا لما سمعنا ضجيج الذريات في الاصلاب زدنا ضعف ما لهم و نقصنا عن الاخري انه لهو المقتدر علي ما يشاء يفعل بسلطانه كيف اراد - من مات و لم يكن له ذرية ترجع حقوقهم الي بيت العدل ليصرفوها امناء الرحمن في الأيتام و الأرامل و ما ينتفع به جمهور الناس ليشكروا ربهم العزيز الغفار - و الذي له ذرية و لم يكن ما دونها عما حدد في الكتاب يرجع الثلثان مما تركه الي الذرية و الثلث الي بيت العدل كذلك حكم الغني المتعال بالعظمة و الاجلال - و الذي لم يكن له من يرثه و كان له ذوي القربي من ابناء الأخ و الأخت و بناتهما فلهم الثلثان و الا للأعمام و الأخوال و العمات و الخالات و من بعدهم و بعدهن لابنائهم و ابنائهن و بناتهم و بناتهن و الثلث يرجع الي مقر العدل امرا في الكتاب من لدي الله مالك الرقاب - من مات و لم يكن له احد من الذين نزلت اسمائهم من القلم الأعلي ترجع الاموال كلها الي المقر المذكور لتصرف فيما امر الله به انه لهو المقتدر الأمار - و جعلنا الدار المسكونة و الألبسة المخصوصة للذرية من الذكران دون الاناث و الوارث انه لهو المعطي الفياض - ان الذي مات في أيام والده و له ذرية اولئك يرثون ما لأبيهم في كتاب الله اقسموا بينهم بالعدل الخالص كذلك [ صفحه 154] ماج بحر الكلام و قذف لثالي الاحكام من لدن مالك الانام - و الذي ترك ذرية ضعا فاسلموا ما لهم الي امين ليتجر لهم الي ان يبلغوا رشدهم او الي محل الشراكة ثم عينوا للأمين حقا مما حصل من التحارة و الاقتراف - كل ذلك بعد اداء حق الله و الديون لو تكون عليه و تجهيز الاسباب للكفن و الدفن و حمل الميت بالعزة و الاعتزاز كذلك حكم مالك المبدأ و المآب - قل هذا لهو العلم المكنون الذي لن يتغير لانه بدء بالطاء المدلة علي الاسم المخزون الظاهر الممتنع المنيع - و ما خصصناه للذريات هذا من فضل الله عليهم ليشكروا ربهم الرحمن الرحيم - تلك حدود الله لا تعتدوها بأهواء انفسكم اتبعوا ما امرتم به من مطلع البيان - و المخلصون يرون حدود الله ماء الحيوان لاهل الاديان و مصباح الحكمة و الفلاح لمن في الارضين و السموات - قد كتب الله علي كل مدينة ان يجعلوا فيها بيت العدل و يجتمع فيه النفوس علي عدد البهاء و ان ازداد لا بأس و يرون كأنهم يدخلون محضر الله العلي الاعلي و يرون من لا يري و ينبغي لهم ان يكونوا امناء الرحمن بين الامكان و وكلاء الله لمن علي الأرض كلها و يشاوروا في مصالح العباد لوجه الله كما يشاورون في امورهم و يختاروا ما هو المختار كذلك حكم ربكم العزيز الغفار - اياكم ان تدعوا ما هو المنصوص في اللوح اتقوا الله يا اولي الانظار - يا ملأ الانشاء عمروا بيوتا بأكمل ما يمكن في الامكان باسم مالك الاديان في البلدان و زينوها ينبغي لها لا بالصور و الامثال ثم اذكروا فيها ربكم الرحمن بالروح و الريحان ألا بذكره تستنير الصدور و تقر الابصار - قد حكم الله لمن استطاع منكم حج البيت دون النساء عفا الله عنهن رحمة من عنده انه لهو المعطي الوهاب - يا أهل البهاء قد وجب علي كل واحد منكم الاشتغال بأمر من الامور من الصنائع و الاقتراف و امثالها و جعلنا اشتغالكم بها نفس العبادة لله تفكروا يا قوم في رحمة الله و ألطافه ثم اشكروه في العشي و الاشراق - لا تضيعوا أوقاتكم بالبطالة و الكسالة و اشتغلوا بنا ينتفع به انفسكم و انفس غيركم كذلك قضي الامر في هذا اللوح الذي لاحت من افقه شمس الحكمة و التبيان - أبغض الناس عند الله من يقعد و يطلب. تمسكوا بحبل الاسباب متوكلين علي الله مسبب الاسباب - قد حرم عليكم تقبيل الايادي في الكتاب هذا ما نهيتم عنه من لدن ربكم العزيز الحكام - ليس لاحد ان يتغفر عند احد توبوا الي الله تلقاء انفسكم انه لهو الغافر المعطي العزيز التواب - يا عباد الرحمن قوموا علي خدمة الامر علي شأن لا تأخدكم الاحزان من الذين كفروا بمطلع الآيات - لما جاء الوعد و ظهر الموعود اختلف الناس و تمسك كل حزب بما عنده من الظنون و الاوهام - من الناس من يقعد صف النعال طلبا لصدر الجلال قل من انت يا أيها الغافل الغرار - و منهم من يدعي الباطن و باطن الباطن قل يا أيها الكذاب تامة ما عندك انه من القشور تركناها لكم [ صفحه 155] كما تترك العظام للكلاب - تالله الحق لو يغسل احد ارجل العالم و يعبد الله علي الادغال و الشواجن و الجبال و القنان و الشناخيب و عند كل حجر و شجر و مدر و لا يتضوع منه عرف رضائي لن يقبل ابدا هذا ما حكم به مولي الانام - كم من عبد اعتزل في جزائر الهند و منع عن نفسه ما أحله الله له و حمل الرياضات و المشقات و لم يذكر عند الله منزل الآيات - لا تجعلوا الاعمال شرك الآمال و لا تحرموا انفسكم عن هذا المآل الذي كان امل المقربين في أزل الآزال - قل روح الاعمال هو رضائي و علق كل شي‌ء بقبولي اقرأوا الالواح لتعرفوا ما هو المقصود في كتب الله العزيز الوهاب - من فاز بحبي حق له ان يقعد علي سرير العقيان في صدر الامكان و الذي منع عنه لو يقعد علي التراب انه يستعيذ منه الي الله مالك الاديان - من يدعي امرا قبل اتمام ألف سنة كاملة انه كاذب مفتر نسأل الله بأن يؤيده علي الرجوع ان تاب انه هو التواب - و ان اصر علي ما قال يبعث عليه من لا يرحمه انه شديد العقاب - من ياءول هذه الآية أو يفسرها بغير ما نزل في الظاهر انه محروم من روح الله و رحمته التي سبقت العالمين - خافوا الله و لا تتبعوا ما عندكم من الاوهام اتبعوا ما يأمركم به ربكم العزيز الحكيم - سوف يرتفع النعاق من أكثر البلدان اجتنبوا يا قوم و لا تتبعوا كل فاجر لئيم - هذا ما اخبرناكم به اذ كنا في العراق و في ارض السر و في هذا المنظر المنير - يا أهل الارض اذا غربت شمس جمالي و سترت سماء هيكلي لا تضطربوا قوموا علي نصرة امري و ارتفاع كلمتي بين العالمين - انا معكم في كل الاحوال و ننصركم بالحق انا كنا قادرين - من عرفني يقوم علي خدمتي بقيام لا تقعده جنود السموات و الارضين - ان الناس نيام لو انتبهوا سرعوا بالقلوب الي الله العليم الحكيم - و نبذوا ما عندهم و لو كان كنوز الدنيا كلها ليذكرهم مولاهم بكلمة من عنده كذلك ينبئكم من عنده علم الغيب في لوح ما ظهر في الامكان و ما اطلع به الا نفسه المهيمنة علي العالمين - قد اخذهم سكر الهوي علي شأن لا يرون مولي الوري الذي ارتفع ندائه من كل الجهات لا اله الا انا العزيز الحكيم - قل لا تفرحوا بما ملكتموه في العشي و في الاشراق يملكه غيركم كذلك يخبركم العليم الخبير - قل هل رأيتم لما عندكم من قرار او وفاء لا و نفسي الرحمن لو انتم من المنصفين - تمر ايام حيوتكم كما تمر الارياح و يطوي بساط عزكم كما طوي بساط الاولين - تفكروا يا قوم اين ايامكم الماضية و اين اعصاركم الخالية طوبي لايام مضت بذكر الله و الأوقات صرفت في ذكره الحكيم - لعمري لا تبقي عزة الاعزاء، و لا زخارف الاغنياء، و لا شوكة الاشقياء سيفني الكل بكلمة من عنده انه لهو المقتدر العزيز القدير - لا ينفع الناس ما عندهم من الاثاث و ما ينفعهم غفلوا عنه سوف ينتهون و لا يجدون ما فات عنهم في ايام ربهم العزيز الحميد - لو يعرفون ينفقهون [ صفحه 156] ما عندهم لتذكر اسمائهم لدي العرش الا انهم من الميتين - من الناس من غرته العلوم و بها منع عن اسمي القيوم و اذا سمع صوت النعال عن خلفه يري نفسه اكبر من نمرود قل اين هو يا أيها المردود تالله انه لفي اسفل الجحيم - قل يا معشر العلماء لما تسمعون صرير قلمي الاعلي و اما ترون هذه الشمس المشرقة من الافق الابهي الي م اعتكفتم علي اصنام اهوائكم دعوا الاوهام و توجهوا الي الله مولاكم القديم - قد رجعت الاوقاف المختصة للخيرات الي الله مظهر الآيات ليس لأحد ان يتصرف فيها الا بعد اذن مطلع الوحي و من بعده يرجع الحكم الي الاغصان و من بعدهم الي بيت العدل ان تحقق أمره في البلاد ليصرفوها في البقاع المرتفعة في هذا الامر و فيما امروا به من لدن مقتدر قدير - و الا ترجع الي اهل البهاء الذين لا يتكلمون الا بعد اذنه و الا يحكمون الا بما حكم الله في هذا اللوح اولئك اولياء النصر بين السموات و الارضين - ليصرفوها فيما حدود في الكتاب من لدن عزيز كريم - لا تجزعوا في المصائب و لا تفرحوا ابتغوا امرا بين الامرين هو التذكر في تلك الحالة و التنبه علي ما يرد عليكم في العاقبة كذلك ينبئكم العليم الخبير - لا تحلقوا رؤوسكم قد زينها الله بالشعر و في ذلك لآيات لمن ينظر الي مقتضيات الطبيعة من لدن مالك البرية انه لهو العزيز الحكيم - و لا ينبغي ان يتجاوز عن حد الآذان هذا ما حكم به مولي العالمين - قد كتب علي السارق النفي و الحبس و في الثالث فاجعلوا في جبينه علامة يعرف بها لئلا تقبله مدن الله و دياره اياكم ان تأخذكم الرأفة في دين الله اعملوا ما امرتم به من لدن مشفق رحيم - انا ربيناكم بسياط الحكمة و الاحكام حفظا لانفسكم و ارتفاعا لمقاماتكم كما يربي الآباء ابنائهم لعمري لو تعرفون ما اردناه لكم من اوامرنا المقدسة لتفدون ارواحكم لهذا الامر المقدس العزيز المنيع - من اراد أن يستعمل اواني الذهب و الفضة لا بأس عليه اياكم ان تنغمس اياديكم في الصحاف و الصحان؛ خذوا ما يكون أقرب الي اللطافة انه اراد أن يراكم علي آداب أهل الرضوان في ملكوته الممتنع المنيع - تمسكوا باللطافة في كل الاحوال لئلا تقع العيون علي ما تكرهه أنفسكم و أهل الفردوس و الذي تجاوز عنها يحبط في الحين - و ان كان له عذر يعف الله عنه انه لهو العزيز الكريم - ليس لمطلع الأمر شريك في العصمة الكبري انه لمظهر يفعل ما يشأ في ملكوت الانشاء قد خص الله هذا المقام لنفسه و ما قدر لأحد نصيب من هذا الشأن العظيم المنيع - هذا أمر الله قد كان مستورا في حجب الغيب أظهرناه في هذا الظهور و به خرقنا حجاب الذين ما عرفوا حكم الكتاب و كانوا من الغافلين - كتب علي كل أب تربية ابنه و بنته بالعلم و الخط و دونهما عما حدد في اللوح و الذي ترك ما أمر به فللامناء أن يأخذوا منه ما يكون لازما لتربيتهما ان كان غنيا و الا يرجع الي بيت العدل انا جعلناه مأوي الفقراء و المساكين - ان [ صفحه 157] الذي ربي ابنه أو أبنا من الابناء كأنه ربي أحد أبنائي عليه بهائي و عنايتي و رحمتي التي سبقت العالمين - قد حكم الله لكل زان و زانية دية مسلمة الي بيت العدل و هي تسعة مثاقيل من الذهب و ان عادا مرة أخري عودوا بضعف الجزاء هذا ما حكم به مالك الاسماء في الاولي و في الاخري قدر لهما عذاب مهين - من ابتلي بمعصية فله أن يتوب و يرجع الي الله انه يغفر لمن يشاء و لا يسأل عما شاء انه لهو التواب العزيز الحميد - اياكم أن تمنعكم سبحات الجلال عن زلال هذا السلسال خذوا أقداح الفلاح في هذا الصباح باسم فالق الاصباح ثم اشربوا بذكره العزيز البديع - انا حللنا لكم اصغاء الاصوات و النغمات اياكم أن يخرجكم الاصغاء عن شأن الادب و الوقار افرحوا بفرح اسمي الاعظم الذي به تولهت الافئدة و انجذبت عقول المقربين - انا جعلناه مرقاة لعروج الارواح الي الافق الأعلي لا تجعلوه جناح النفس و الهوي اني أعوذ أن تكونوا من الجاهلين - قد ارجعنا ثلث الديات كلها الي مقر العدل و نوصي رجاله بالعدل الخالص ليصرفوا ما اجتمع عندهم فيما امروا به من لدن عليم حكيم - يا رجال العدل كونوا رعاة أغنام الله في مملكته و احفظوهم عن الذئاب الذين ظهروا بالاثواب كما تحفظون ابنائكم كذلك ينصحكم الناصح الامين - اذا اختلفتم في أمر فارجعوه الي الله ما دامت الشمس مشرقة من افق هذه السماء و اذا غربت ارجعوا الي ما نزل من عنده انه ليكفي العالمين - قل يا قوم لا يأخذكم الاضطراب اذا غاب ملكوت ظهوري و سكنت أمواج بحر بياني ان في ظهوري لحكمة و في غيبتي حكمة أخري ما اطلع بها الا الله الفرد الخبير - و نريكم من أفقي الابهي و ننصر من قام علي نصرة أمري بجنود من الملأ الاعلي و قبيل من الملائكه المقربين - يا ملأ الارض تالله الحق قد انفجرت من الاحجار الانهار العذبة السائغة بما أخذتها حلاوة بيان ربكم المختار و أنتم من الغافلين - دعوا ما عندكم ثم طيروا بقوادم الانقطاع فوق الابداع كذلك يأمركم مالك الاختراع الذي بحركة قلمه قلب العالمين - هل تعرفون من أي أفق يناديكم ربكم الابهي و هل علمتم من أي قلم يأمركم ربكم مالك الاسماء لا و عمري لو عرفتم لتركتم الدنيا مقبلين بالقلوب الي شطر المحبوب و أخذكم اهتزاز الكلمة علي شأن يهتز منه العالم الاكبر و كيف هذا العالم الصغير كذلك هطلت من سماء عنايتي أمطار مكرمني فضلا من عندي لتكونوا من الشاكرين - و أما الشجاج و الضرب تختلف أحكمامها باختلاف مقاديرهما و حكم الديان لكل مقدار دية معينة انه لهو الحاكم العزيز المنيع - لو نشاء نفصلها بالحق وعدا من عندنا انه لهو الموفي العليم - قد رقم عليكم الضيافة في كل شهر مرة واحدة و لما بالماء ان الله اراد أن يؤلف بين القلوب و لو بأسباب السموات و الارضين - اياكم أن تفرقكم شؤونات النفس و الهوي كونوا كالاصابع في اليد و الاركان للبدن كذلك يعظكم قلم الوحي ان أنتم من الموقنين - [ صفحه 158] فانظروا في رحمة الله و الطافه انه يأمركم بما ينفعكم بعد اذ كان غنيا عن العالمين - لن تضرنا سيئاتكم كما لا تنفعنا حسناتكم انما تدعوكم لوحه الله يشهد بذلك كل عالم بصير - اذا أرسلتم الجوارح الي الصيد اذكروا الله اذا يحل ما أمسكن لكم و لو تجدونه ميتا انه لهو العليم الخبير - اياكم أن تسرفوا في ذلك كونوا علي صراط العدل و الانصاف في كل الامور كذلك يأمركم مطلع الظهور ان أنتم من العارفين - ان الله قد أمركم بالمودة في ذوي القربي و ما قدر لهم حقا في أموال الناس انه لهو الغني عن العالمين - من احرق بيتا متعمدا فاحرقوه، و من قتل نفسا عامدا فاقتلوه خذوا سنن الله بأيادي القدرة و الاقتدار ثم اتركوا سنن الجاهلين - و أن تحكموا لهما حبسا أبديا لا بأس عليكم في الكتاب انه لهو الحاكم علي ما يريد - قد كتب الله عليكم النكاح اياكم أن تجاوزوا عن الاثنتين و الذي اقتنع بواحدة من الاماء استرحت نفسه و نفسها و من اتخذ بكرا لخدمته لا بأس عليه كذلك كان الامر من قلم الوحي بالحق مرقوما - تزوجوا يا قوم ليظهر منكم من يذكرني بين عبادي هذا من أمري عليكم اتخذوه لانفسكم معينا - يا ملأ الانشاء لا تتبعوا انفسكم انها لامارة بالبغي و الفحشاء اتبعوا مالك الاشياء الذي يأمركم بالبر و التقوي انه كان عن العالمين غنيا - اياكم أن تفسدوا في الارض بعد اصلاحها و من أفسد انه ليس منا و نحن برءآء منه كذلك كان الامر من سماء الوحي بالحق مشهودا - انه قد حدد في البيان برضاء الطرفين. انا لما أردنا المحبة و الوداد و اتحاد العباد لذا علقناه بأذن الابوين بعدهما لئلا تقع بينهم الضغينة و البغضاء و لنا فيه مآرب أخري، و كذلك كان الامر مقتضيا - لا يحقق الصهار الا بالامهار. قد قدر للمدن تسعة عشر مثقالا من الذهب الا بريز، و للقري من الفضة، و من أراد الزيادة حرم عليه أن يتجاوز عن خمسة و تسعين مثقالا كذلك كان الامر بالعز مسطورا - و الذي اقتنع بالدرجة الاولي خير له في الكتاب انه يغني من يشاء بأسباب السموات و الارض و كان الله علي كل شي‌ء قديرا - قد كتب الله لكل عبد أراد الخروج من وطنه أن يجعل ميقاتا لصاحبته في أية مدة أراد ان أتي و وفي بالوعدانه اتبع أمر مولاه و كان من المحسنين من قلم الامر مكتوبا - و الا ان اعتذر بعذر حقيقي فله أن يخبر قرينته و يكون في غاية الجهد للرجوع اليها، و ان فات الامران فلها تربص تسعة أشهر معدودات و بعد اكمالها لا بأس عليها في اختيار الزوج، و ان صبرت انه يحب الصابرات و للصابرين - اعملوا أوامري و لا تتبعوا كل مشرك كان في اللوح أثيما، و ان أتي الخبر حين تربصها لها أن تأخذ المعروف انه أراد الاصلاح بين العباد و الاماء اياكم أن تركتبوا ما يحدث به العناد بينكم كذلك قضي الامر و كان الوعد مأتيا - و ان أتاها خبر الموت أو القتل و ثبت بالشياع بالعدلين لها أن تلبث في البيت اذا مضت أشهر معدودات لها الاختيار فيما [ صفحه 159] تختار هدا ما حكم به من كان علي الامر قويا - و ان حدث بينهما كدورة أو كره ليس له أن يطلقها، و له أن يصبر سنة كاملة لعل تسطع بينهما رائحة المحبة. و ان كملت و ما فاحت فلا بأس في الطلاق انه كان علي كل شي‌ء حكيما - قد نهاكم الله عما عملتم بعد طلقات ثلاث فضلا من عنده لتكونوا من الشاكرين في لوح كان من قلم الامر مسطورا - و الذي طلق له الاختيار في الرجوع بعد انقضاء كل شهر بالمودة و الرضاء ما لم تستحصن، و اذا استحصنت تحقق الفصل بوصل آخر و قضي الأمر الا بعد أمر مبين - كذلك كان الامر من مطلع الجمال في لوح الجلال بالاجلال مرقوما - و الذي سافر و سافرت معه ثم حدث بينهما الاختلاف فله أن يؤتيها نفقة سنة كاملة و يرجعها الي المقر الذي خرجت عنه، أو يسلمها بيد أمين و ما تحتاج به في السبيل ليبلغها الي محلها ان ربك يحكم كيف يشاء بسلطان كان علي العالمين محيطا - و التي طلقت بما ثبت عليها منكر لا نفقة لها أيام تربصها كذلك كان نير الامر من أفق العدل مشهودا - ان الله احب الوصل و الوفاق، و أبغض الفصل و الطلاق. عاشروا يا قوم بالروح و الريحان لعمري سيفني من في الامكان، و ما يبقي هو العمل الطيب، و كان الله علي ما أقول شهيدا - يا عبادي أصلحوا ذات بينكم ثم استمعوا ما ينصحكم به القلم الاعلي و لا تتبعوا جبارا شقيا - اياكم ان تغرنكم الدنيا كما غرت قوما قبلكم. اتبعوا حدود الله و سننه ثم اسلكوا هذا الصراط الذي كان بالحق ممدودا - ان الذين نبذوا البغي و الغوي، و اتخذوا التقوي اولئك من خيرة الخلق لدي الحق يذكرهم الملأ الاعلي و أهل هذا المقام الذي كان باسم الله مرفوعا - قد حرم عليكم بيع الاماء و الغلمان ليس لعبد أن يشتري عبدا نهيا في لوح الله كذلك كان الامر من قلم العدل بالفضل مسطورا - و ليس لاحد أن يفتخر علي أحد كل أرقاء له و أدلاء علي أنه لا اله الا هو انه كان علي كل شي‌ء حكيما - زينوا أنفسكم بطراز الأعمال و الذي فاز بالعمل في رضاه انه من أهل البهاء قد كان لدي العرش مذكورا - انصروا مالك البرية بالاعمال الحسنة ثم بالحكمة و البيان كذلك أمرتم في أكثر الالواح من لدي الرحمن في كتاب كان في سرادق العز مستورا - أتقتلون من أحياه الله بروح من عنده ان هذا خطأ قد كان لدي العرش كبيرا - اتقوا الله و لا تخربوا ما بناه الله بأيادي الظلم و الطغيان ثم اتخذوا الي الحق سبيلا - لما ظهرت جنود العرفان برايات البيان انهزمت قبائل الاديان الا من أراد أن يشرب كوثر الحيوان في رضوان كان من نفس السبحان موجودا - قد حكم الله بالطهارة علي ماء النطفة رحمة من عنده علي البرية - اشكروه بالروح و الريحان و لا تتبعوا من كان علي مطلع القرب بعيدا - قوموا علي خدمة الأمر في كل الأحوال انه يؤيدكم [ صفحه 160] بسلطان كان علي العالمين محيطا - تمسكوا بحبل اللطافة علي شأن لا يري من ثيابكم آثار الاوساخ. هذا ما حكم به من كان ألطف من كان لطيف، و الذي له عذر لا بأس عليه انه لهو الغفور الرحيم - طهروا كل مكروه بالماء الذي لم يتغير بالثلاث اياكم ان تستعملوا الماء الذي تغير بالهواء او بشي‌ء آخر كونوا عنصر اللطافة بين البرية هذا ما أراد لكم مولاكم العزيز الحكيم - و كذلك رفع الله حكم دون الطاهرة عن كل الاشياء و عن ملل اخري موهبة من الله انه لهو الغفور الكريم - قد انغمست الاشياء في بحر الطهارة في اول الرضوان اذ تجلينا علي من في الامكان بأسمائنا الحسني و صفاتنا العليا. هذا من فضلي الذي احاط العالمين لتعاشروا مع الاديان، و تبلغوا أمر ربكم الرحمن هذا لاكلبل الاعمال لو انتم من العارفين - و حكم باللطافة الكبري و تغسيل ما تغير من الغبار و كيف الاوساخ المنجمدة و دونها اتقوا الله و كونوا من المطهرين - و الذي يري في كسائه و سخ انه لا يصعد دعائه الي الله و يجتنب عنه ملأ عالون - استعملوا ماء الورد ثم العطر الخالص. هذا ما احبه الله من الاول الذي لا اول له ليتضوع منكم ما اراد ربكم العزيز الحكيم - قد عفا الله عنكم ما نزل في البيان من محو الكتب و أذناكم بأن تقرأوا من العلوم ما ينفعكم لا ما ينتهي الي المجادلة في الكلام هذا خير لكم ان انتم من العارفين - يا معشر الملوك قد اتي المالك و الملك الله المهيمن القيوم - ألا تعبدوا الا الله، و توجهوا بقلوب نوراء الي وجه ربكم مالك الاسماء هذا امر لا يعادله ما عندكم لو أنتم تعرفون - انا نراكم تفرحون بما جمعتموه لغيركم، و تمنعون أنفسكم عن العوالم التي لم يحصها الا لوحي المحفوظ - قد شغلتكم الأموال عن المآل هذا لا ينبغي لكم لو انتم تعلمون - طهروا قلوبكم عن ذفر الدنيا مسرعين الي ملكوت ربكم فاطر الارض و السماء الذي به ظهرت الزلازل و ناحت القبائل الا من نبذ الوري و اخذ ما امر به في لوح مكنون - هذا يوم فاز فيه الكليم بأنوار القديم، و شرب زلال الوصال من هذا القدح الذي به سجرت البحور قل تالله الحق ان الطور يطوف حول مطلع الظهور و الروح ينادي من الملكوت هلموا و تعالوا يا ابناء الغرور - هذا يوم فيه سرع كوم الله شوقا للقائه و صاح الصهيون قد اتي الوعد و ظهر ما هو المكتوب في ألواح الله المتعالي العزيز المحبوب - يا معشر الملوك قد نزل الناموس الاكبر في المنظر الانوار و ظهر كل امر مستتر من لدن مالك القدر الذي به اتت الساعة و انشق القمر و فصل كل امر محتوم - يا معشر الملوك انتم المماليك قد ظهر المالك بأحسن الطراز و يدعوكم الي نفسه المهيمن القيوم - اياكم ان يمنعكم الغرور عن مشرق الظهور او تحجبكم الدنيا عن فاطر السماء، قوموا علي خدمة المقصود الذي خلقكم بكلمة من عنده و جعلكم مظاهر القدرة لما كان و ما يكون - تالله لا نريد [ صفحه 161] انم نتصرف في ممالككم بل جئنا لتصرف القلوب - انها لمنظر البهاء يشهد بذلك ملكوت الاسماء لو انتم تفقهون - و الذي اتبع مولاه انه أعرض عن الدنيا كلها و كيف هذا المقام المحمود - دعوا البيوت ثم اقبلوا الي الملكوت هذا ما ينفعكم في الآخرة و الاولي يشهد بذلك مالك الجبروت لو أنتم تعلمون - طوبي لملك قام علي نصرة أمري في مملكتي، و انقطع عن سوائي انه من أصحاب السفينة الحمراء التي جعلها الله لأهل البهاء ينبغي لكل أن يعززوه و يوقروه و ينصروه ليفتح المدن بمفاتيح اسمي المهيمن علي من في منالك الغيب و الشهود - انه بمنزلة البصر للبشر، و الغرة الغراء لجبين الانشاء، و رأس الكرم لجسد العالم. انصروه يا أهل البهاء بالأموال و النفوس - يا ملك النمسا كان مطلع نور الأحدية في سجن عكاء اذ قصدت المسجد الأقصي مررت و ما سألت عنه بعد اذ رفع به كل بيت و فتح كل باب منيف - قد جعلناه مقبل العالم لذكري و أنت نبذت المذكور اذ ظهر بملكوت الله ربك و رب العالمين - كنا معك في كل الأحوال و وجدناك متمسكا بالفرع، غافلا عن الأصل، ان ربك علي ما أقول شهيد - قد أخذئنا الأحزان بما رأيناك تدور لا سمنا و لا تعرفنا امام وجهك افتح البصر لتنظر هذا المنظر الكريم - و تعرف من تدعوه في الليالي و الأيام، و تري النور المشرق من هذا الافق اللميع - قل يا ملك برلين اسمع النداء من هذا الهيكل المبين انه لا اله الا أنا الباقي الفرد القديم - اياك أن يمنعك الغرور عن مطلع الظهور، او يحجبك الهوي عمن مالك العرش و الثري كذلك ينصحك القلم الاعلي انه لهو الفضال الكريم - اذكر من كان اعظم منك شأنا و اكبر منك مقاما اين هو و ما عنده انتبه و لا تكن من الراقدين - انه تبذ لوح الله ورائه اذ اخبرناه بما ورد علينا من جنود الظالمين - لذا اخذته الذلة من كل الجهات الي ان رجع الي العباد التراب بخسران عظيم - يا ملك تفكر فيه و في أمثالك الذين سخروا البلاد و حكموا علي العباد قد انزلهم الرحمن من القصور الي القبور. اعتبرو كن من المتذكرين - انا ما أردنا منكم شيئا انما ننصحكم لوجه الله و نصبر كما صبرنا بما ورد علينا منكم يا معشر السلاطين - يا ملوك أمريقا و رؤساء الجمهور فيها اسمعوا ما تغن به الورقاء علي غصن البقاء انه لا اله الا الا انا الباقي الغفور الكريم - زينوا هيكل الملك بطراز العدل و التقي و رأسه باكليل ذكر ربكم فاطر السماء يأمركم مطلع الأسماء من لدن عليم حكيم - قد ظهر الموعود في هذا المقام المحمود الذي به ابتسم ثغر الوجود من الغيب و الشهود اغتنموا يوم الله ان لقائه خير لكم عما تطلع الشمس عليها ان انتم من العارفين - يا معشر الامراء اسمعوا ما ارتفاع من مطلع الكبرياء انه لا اله الا أنا الناطق العليم - اجبروا الكسير بأيادي العدل و كسروا الصحيح الظالم بسياط اوامر ربكم الآمر الحكيم - يا معشر الروم نسمع بينكم صوت البوم أخذكم سكر الهوي [ صفحه 162] ام كنتم من الغافلين - يا ايتها النقطة الواقعة في شاطي‌ء البحرين قد استقر عليك كرسي الظلم و اشتعلت فيك نار البغضاء علي شأن ناح بها الملأ الاعلي و الذين يطوفون حول كرسي رفيع - نري فيك الجاهل يحكم علي العاقل، و الظلام يفتخر علي النور، و انك في غرور مبين - اغرتك زينتك الظاهرة سوف تفني و رب البرية، و تنوح البنات و الارامل و ما فيك من القبائل كذلك ينبئك العليم الخبير - يا شواطي‌ء نهر الراين قد رأيناك مغطاة بالدماء بما سل عليك سيوف الجزاء و لك مرة اخري و نسمع حنين البرلين و لو انها اليوم علي عز مبين - يا ارض الطاء لا تحزني من شي‌ء قد جعلك الله مطلع فرح العالمين - لو يشاء يبارك سريرك بالذي يحكم بالعدل، و يجمع اغنام الله التي تفرقت من الذئاب انه يواجه اهل البهاء بالفرح و الانبساط الا انه من جوهر الخلق لدي الحق عليه بهاء الله و بهاء من في ملكوت الامر في كل حين - افرحي بما جعلك الله افق النور بما ولد فيك مطلع الظهور و سميت بهذا الاسم الذي به لاح نير الفضل و أشقت السموات و الارضون - سوف تنقلب فيك الامور و يحكم عليك جمهور الناس ان ربك لهو العليم المحيط - اطمئني بفضل ربك انه لا تنقطع عنك لحظات الالطاف سوف يأخذك الاطمينان بعد الاضطراب كذلك قضي الأمر في كتاب بديع - يا ارض الخاء نسمع فيك صوت الرجال في ذكر ربك الغني المتعال طوبي ليوم فيه تنصب رايات الأسماء في ملكوت الانشاء باسمي الأبهي يومئذ يفرح المخلصون بنصر الله و ينوح المشركون - ليس لأحد ان يعترض علي الذين يحكمون علي العباد. دعوا لهم ما عندهم و توجهوا الي القلوب - يا بحر الأعظم رش علي الامم ما امرت به من لدن مالك القدم و زين هياكل الأنام بطراز الاحكام التي بها تفرح القلوب و تقر العيون - و الذي تملك مائة مثقال من المذهب فتسعة عشر مثقالا لله فاطر الارض و السماء اياكم يا قوم ان تمنعوا انفسكم عن هذا الفضل العظيم - قد امرناكم بهذا بعد اذ كنا غنيا عنكم و عن كل من في السموات و الأرضين - ان في ذلك لحكم و مصالح لم يحط بها علم احد الا الله العالم الخبير - قل بذلك اراد تطهير اموالكم و تقربكم الي مقامات لا يدركها الا من شاء الله انه لهو الفضال العزيز الكريم - يا قوم لا تخونوا في حقوق الله، و لا تصرفوا فيها الا بعد اذنه كذلك قضي الامر في الألواح و في هذا اللوح المنيع - من خان الله يخان بالعدل، و الذين عمل بما امر ينزل عليه البركة من سماء عطاء ربه الفياض المعطي الباذل القديم - انه اراد لكم ما لا تعرفونه اليوم سوف يعرفه القوم اذا طارت الأرواح و طويت زاربي الافراح كذلك يذكركم من عنده لوح حفيظ - قد حضرت لدي العرش عرائض شي من الذين آمنوا و سئلوا فيها الله رب ما يري و ما لا يري رب العالمين - لذا نزلنا اللوح و زيناه بطراز الامر لعل الناس بأحكام ربهم يعملون - و كذلك سئلنا من [ صفحه 163] قبل في سنين متواليات، و امسكنا القلم حكمة من لدنا الي أن حضرت كتب من أنفس معدودات في تلك الايام اذا أجبناهم بالحق بما تحيي به القلوب - قل يا معشر العلماء لا تزنوا كتاب الله بما عندكم من القواعد و العلوم انه لقسطاس الحق بين الخلق قد يوزن ما عند الامم بهذا القسطاس الأعظم، و انه بنفسه لو انتم تعلمون - تبكي عليكم عين عنايتي لانكم ما عرفتم الذي دعوتموه في العشي و الاشراق و في كل اصيل و بكور - توجهوا يا قوم بوجوه بيضاء و قلوب نوراء الي البقعة المباركة الحمراء التي فيها تنادي سدرة المنتهي انه لا اله الا انا المهيمن القيوم - يا معشر العلماء هل يقدر احد منكم ان يستن معي في ميدان المكاشفة و العرفان او يجول في مضمار الحكمة و التبيان لا و ربي الرحمن كل من عليها فان، و هذا وجه ربكم العزيز المحبوب - يا قوم انا قدرنا العلوم لعرفان المعلوم و انتم احتجبتم بها عن مشرقها الذي به ظهر كل امر مكنون - لو عرفتم الافق الذي منه اشرقت شمس الكلام لنبذتم الأنام و ما عندهم و اقبلتم الي المقام المحمود - قل هذه لسماء فيها كنز ام الكتاب لو انتم تعقلون - هذا لهو الذي به صاحت الصخرة و نادت السدرة علي الطور المرتفع علي الارض المباركة الملك لله الملك العزيز الودود - انا ما دخلنا المدارس و ما طالعنا المباحث، اسمعوا ما يدعوكم به هذا الامي الي الله الابدي انه خير لكم عما كنز في الارض لو انتم تفقهون - ان الذي يؤول ما نزل من سماء الوحي، و يخرجه عن الظاهر انه ممن حرف كلمة الله العليا و كان من الاخسرين في كتاب مبين قد كتب عليكم تقليم الاظفار و الدخول في ماء يحيط هياكلكم في كل اسبوع، و تنظيف ابدانكم بما استعملتموه من قبل. اياكم ان تمنعكم الغفلة عما امرتم به من لدن عزيز عظيم - ادخلوا ماء بكرا، و المستعمل منه لا يجوز الدخول فيه. اياكم أن تقربوا خزائن حمامات العجم، من قصدها وجد رائحتها المنتنة قبل وروده فيها تجنبوا يا قوم و لا تكونن من الصاغرين - انه يشبه بالصديد و الغسلين ان انتم من العارفين - و كذلك حياضهم المنتنة اتركوها و كونوا من المقدسين - انا اردنا ان نراكم مظاهر الفردوس في الارض ليتضوع منكم ما تفرح به افئدة المقربين - و الذي يصب عليه الماء و يغسل به بدنه، خير له و يكفيه عن الدخول انه اراد ان يسهل عليكم الامور فضلا من عنده لتكونوا من الشاكرين - قد حرمت عليكم ازواج آبائكم انا نستحي ان نذكر حكم الغلمان. اتقوا الرحمن يا ملأ الامكان، و لا ترتكبوا ما نهيتم عنه في اللوح و لا تكونوا في هيماء الشهوات من الهائمين - ليس لأحد ان يحرك لسانه امام الناس اذ يمشي في الطرق و الاسواق بل ينبغي لمن اراد الذكر ان يذكر في مقام بني لذكر الله او في بيته هذا اقرب بالخلوص و التقوي كذلك اشرقت شمس الحكم من افق البيان طوبي للعالمين - قد فرض لكل نفس كتاب الوصية [ صفحه 164] و له ان يزين رأسه بالاسم الاعظم، و يعترف فيه بوحدانية الله في مظهر ظهوره، و يذكر فيه ما اراد من المعروف ليشهد له في عوالم الامر و الخلق، و يكون له كنزا عند ربه الحافظ الامين - قد انتهت الاعياد الي العيدين الاعظمين. اما الاول ايام فيها تجلي الرحمن علي من في الامكان بأسمائه الحسني و صفاته العليا، و الآخر يوم فيه بعثنا من بشر الناس بهذا الاسم الذي به قامت الاموات و حشر من في السموات و الارضين - و الآخرين في يومين. كذلك قضي الامر من لدن آمر عليم - طوبي لمن فاز باليوم الاول من شهر البهاء الذي جعله الله لهذا الاسم الاعظيم - طوبي لمن يظهر فيه نعمة الله علي نفسه انه ممن اظهر شكر الله بفعله المدل علي فضله الذي احاط العالمين - قل انه لصدر الشهور و مبدئها و فيه تمر نفحة الحياة علي الممكنات طوبي لمن أدركه بالروح و الريحان نشهد انه من الفائزين - قل ان العيد الاعظم لسلطان الاعياد اذكروا يا قوم نعمة الله عليكم اذ كنتم رقداء أيقظكم من نسمات الوحي و عرفكم سبيله الواضح المستقيم - اذا مرضتم ارجعوا الي الحذاق من الاطباء. انا ما رفعنا الاسباب بل اثبتناها من هذا القلم الذي جعله الله مطلع امره المشرق المنير - قد كتب الله علي كل نفس ان يحضر لدي العرش بما عنده مما لا عدل له انا عفونا عن ذلك فضلا من لدنا انه هو المعطي الكريم - طوبي لمن توجه الي مشرق الاذكار في الاسحار، ذكرا متذكرا مستغفرا، و اذا دخل يقعد صامتا لاصغاء آيات الله الملك العزيز الحميد - قل مشرق الاذكار انه كل بيت بني لذكري في المدن و القري كذلك سمي لدي العرش ان انتم من العارفين - و الذين يتلون آيات الرحمن بأحسن الالحان اولئك يدركون منها ما لا يعادله ملكوت ملك السموات و الارضين و بها يجدون عرف عوالمي التي لا يعرفها اليوم الا من اوتي البصر من هذا المنظر الكريم - قل انها تجذب القلوب الصافية الي العوالم الروحانية التي لا تعبر بالعبارة و لا تشار بالاشارة طوبي للسامعين - انصروا يا قوم أصفيائي الذين قاموا علي ذكري بين خلقي و ارتفاع كلمتي في مملكتي اولئك انجم سماء عنايتي و مصابيح هدايتي للخلائق اجمعين - و الذي يتكلم بغير ما نزل في ألواحه انه ليس مني اياكم ان تتبعوا كل مدع اثيم - قد زينت الألواح بطراز ختم فالق الاصباح الذي ينطق بين السموات و الارضين - تمسكوا بالعروة الوثقي و حبل امري المحكم المتين - قد اذن الله لمن اراد ان يتعلم الألسن المختلفة ليبلغ امر الله شرق الارض و غربها و يذكره بين الدول و الملل علي شأن تنجذب به الأفئدة و يحيي به كل عظيم رميم - ليس للعاقل ان يشرب ما يذهب به العقل و له ان يعمل ما ينبغي للانسان لا ما يرتكبه كل غافل مريب - زينوا رؤسكم باكليل الامانه و الوفاء، و قلوبكم برداء التقوي و ألسنكم بالصدق الخالص و هياكلكم بطراز الآداب كل ذلك من سجية الانسان لو انتم من [ صفحه 165] المتبصرين - يا أهل البهاء تمسكوا بحبل العبودية لله الحق بها تظهر مقاماتكم، و تثبت اسمائكم و ترتفع مراتبكم و اذكاركم في لوح حفيظ - اياكم ان يمنعكم من علي الأرض عن هذا المقام العزيز الرفيع - قد وصيناكم بها في اكثر الالواح و في هذا اللوح الذي لاح من افقه نير احكام ربكم المقتدر الحكيم - اذا غيض بخر الوصال، و قضي كتاب المبدأ في المآل توجهوا الي من اراده الله الذي انشعب من هذا الأصل القديم - فانظروا في الناس و قلة عقولهم يطلبون ما يضرهم و يتركون ما ينفعهم الا انهم من الهائمين - انا نري بعض الناس ارادوا الحرية و يفتخرون بها اولئك في جهل مبين - ان الحرية تنتهي عواقبها الي الفتنة التي لا تخمد نارها كذلك يخبركم المحصي العليم - فاعلموا ان مطالع الحرية و مظاهرها هي الحيوان، و للانسان ينبغي ان يكون تخت سنين تحفظه عن جهل نفسه و ضر الماكرين - ان الحرية تخرج الانسان عن شؤون الادب و الوقار و تجعله من الارذلين - فانظروا الخلق كالأغنام لابد لها من راع ليحفظها ان هذا لحق يقين - انا نصدقها في بعض المقامات دون الآخر انا كنا عالمين - قل الحرية في اتباع اوامري لو انتم من العارفين - لو اتبع الناس ما نزلناه لهم من سماء الوحي ليجدن انفسهم في حرية بحتة طوبي لمن عرف مراد الله فيما نزل من سماء مشيئته المهيمنة علي العالمين - قل الحرية التي تنفعكم انها في العبودية لله الحق و الذي وجد حلاوتها لا يبدلها بملكوت ملك السموات و الارضين - حرم عليكم السؤال في البيان عفا الله عن ذلك لتسئلوا ما تحتاج به انفسكم لا ما تكلم به رجال قبلكم اتقوا الله و كونوا من المتقين - اسألوا ما ينفعكم في امر الله و سلطانه قد فتح باب الفضل علي من في السموات و الارضين - ان عدة الشهور تسعة عشر شهرا في كتاب الله قد زين اولها بهذا الاسم المهيمن علي العالمين - قد حكم الله دفن الاموات في البلور او الاحجار الممتنعة او الاخشاب الصلبة اللطيفة، و وضع الخواتيم المنقوشة في اصابعهم. انه لهو المقدر العليم - يكتب للرجال و لله ما في السموات و الارض و ما بينهما و كان الله بكل شي‌ء عليما - و للورقات و لله ملك السموات و الارض و ما بينهما و كان الله علي كل شي‌ء قديرا - هذا ما نزل من قبل و ينادي نقطة البيان و يقول يا محبوب الامكان انطق في هذا المقام بما تتضوع بع نفحات ألطافك بين العالمين - انا اخبرنا الكل بأن لا يعادل بكلمة منك ما نزل في البيان انك انت المقتدر علي ما تشاء لا تمنع عبادك عن فيوضات بحر رحمتك انك انت ذوالفضل العظيم - قد استجبناما أراد انه لهو المحبوب المجيب - لو ينقش عليها ما نزل في الحين من لدي الله انه خير لهم و لهن انا كنا حاكمين - قد بدئت من الله و رجعت اليه منقطعا عما سواه و متمسكا باسمه الرحمن الرحيم - كذلك يختص الله من يشاء بفضل من عنده انه لهو المقتدر القدير - و ان تكفنوه في خمسة اثواب من الحرير [ صفحه 166] أو القطن من لم يستطع يكتفي بواحدة منهما كذلك قضي الامر من لدن عليم خبير - حرم عليكم نقل الميت أزيد من مسافة ساعة من المدينة ادفنوه بالروح و الريحان في مكان قريب - قد رفع الله ما حكم به البيان في تحديد الأسفار انه لهو المختار يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد - يا ملأ الانشاء اسمعوا نداء مالك الأسماء انه يناديكم من شطر سجنه الأعظم انه لا اله الا انا المقتدر المتكبر المتسخر المتعالي العليم الحكيم - انه لا اله الا هو المقتدر علي العالمين - لو يشاء يأخذ العالم بكلمة من عنده اياكم ان تتوقفوا في هذا الأمر الذي خضع له الملأ الأعلي و أهل مدائن الأسماء اتقوا الله و لا تكونن من المحتجبين - احرقوا الحجبات بنار حبي، و السبحات بهذا الاسم الذي به سخرنا العالمين - و ارفعن البيتين في المقامين و المقامات التي فيها استقر عرش ربكم الرحمن كذلك يأمركم مولي العارفين - اياكم ان تمنعكم شئونات الأرض عما امرتم به من لدن قوي امين - كونوا مظاهر الاستقامة بين البرية غلي شأن لا تمنعكم شبهات الذين كفروا بالله اذ ظهر بسلطان عظيم - اياكم ان يمنعكم ما نزل في الكتاب عن هذا الكتاب الذي ينطق بالحق انه لا اله الا انا العزيز الحميد - انظروا بعين الانصاف الي من اتي من سماء المشية و الاقتدار و لا تكونن من الظالمين - ثم اذكروا ما جري من قلم مبشري في ذكر هذا الظهور و ما ارتكبه أولوا الطغيان في ايامه ألا انهم من الأخسرين - قال ان ادركتم ما نظهره انتم من فضل الله تسئلون ليمن عليكم باستوائه مل سرائركم فان ذلك عز ممتنع منيع - ان يشرب كأس ماء عندكم اعظم من ان تشربن كل نفس ماء وجوده بل كل شي‌ء ان يا عبادي تدركون - هذا ما نزل من عنده ذكرا لنفسي لو انتم تعلمون - و الذي تفكر في هذه الآيات و اطلع بما ستر فيهن من اللئالي المخزونة تالله انه يجد عرف الرحمن من شطر السجن و يسرع بقلبه اليه باشتياق لا تمنعه جنود السموات و الأرضين - قل هذا لظهور تطوف حوله الحجة و البرهان كذلك انزله الرحمن ان انتم من المنصفين - قل هذا روح الكتب قد نفخ به في القلم الأعلي و انصعق من في الانشاء الا من اخذته نفحات رحمتي و فوحات الطافي المهيمنة علي العالمين - يا ملأ البيان اتقوا الرحمن ثم انظروا ما انزله في مقام آخر قال انما القبلة من يظهره الله متي ينقلب تنقلب الي ان يستقر كذلك نزل من لدن مالك القدر اذا اراد ذكر هذا المنظر الأكبر تفكروا يا قوم و لا تكونن من الهائمين - لو تنكرونه بأهوائكم الي اية قبلة تتوجهون يا معشر الغافلين - تفكروا في هذه الآية ثم انصفوا بالله لعل تجدون لئالي الأسرار من البحر الذي تموج باسمي العزيز المنيع - ليس لأحد ان يتمسك اليوم الا بما ظهر في هذا الظهور هذا حكم الله من قبل و من بعد و به زين صحف الأولين - هذا ذكر الله من قبل و من بعد قد طرز به ديباج كتاب الوجود ان انتم من الشاعرين - هذا أمر الله من قبل و من بعد اياكم [ صفحه 167] ان تكونوا من الصاغرين - لا يغنيكم اليوم شي‌ء، و ليس لاحد مهرب الا الله العليم الحكيم - من عرفني فقد عرف المقصود من توجه الي قد توجه الي المعبود كذلك فصل في الكتاب و قضي الامر من لدن الله رب العالمين - و يقرأ آية من آياتي لخير له من أن يقرأ كتب الاولين و الآخرين - هذا بيان الرحمن ان انتم من السامعين - قل هذا حق العلم لو انتم من العارفين - ثم انظروا ما نزل في مقام آخر لعل تدعون ما عندكم مقبلين الي الله رب العالمين قال لا يحل الاقتران ان لم يكن في البيان، و ان يدخل من احد يحرم علي الآخر ما يملك من عنده الا و ان يرجع ذلك بعد ان يرفع امر من نظهره بالحق أو ما قد ظهر بالعدل، و قبل ذلك فلتقربن لعلكم بذلك أمر الله ترفعون - كذلك تغردت الورقاء علي الافنان في ذكر ربها الرحمن طوبي للصامعين - يا ملأ البيان أقسمكم بربكم الرحمن بأن تنظروا فيما نزل بالحق بعين الانصاف و لا تكونن من الذين يرون برهان الله و ينكرونه ألا انهم من الهالكين - قد صرح نقطة البيان في هذه الآية بارتفاع امري قبل امره يشهد بذلك كل منصف عليم - كما ترونه اليوم انه ارتفع علي شأن لا ينكره الا الذين سكرت أبصارهم في الاولي و في الاخري لهم عذاب مهين - قل تالله اني لمحبوبه و الآن يسمع ما ينزل من سماء الوحي و ينوح بما ارتكبتم في أيامه خافوا الله و لا تكونن من المعتدين - قل يا قوم ان لن تؤمنوا به لا تعترضوا عليه تالله يكفي ما اجتمع عليه من جنود الظالمين - انه قد انزل بعض الاحكام لئلا يتحرك القلم الاعلي في هذا الظهور الأعلي ذكر مقاماته العليا و منظره الاسني و انا لما اردنا الفضل فصلناها بالحق و خففنا ما اردناه لكم انه لهو الفضال الكريم - قد اخبركم من قبل بما ينطق به هذا الذكر الحكيم - قال و قوله الحق انه ينطق في كل شأن انه لا اله الا انا الفرد الواحد العليم الخبير - هذا مقام خصه الله لهذا الظهور الممتنع البديع - هدا من فضل الله ان انتم من العارفين - هذا من امره المبرم و اسمه الاعظم و كلمته العليا و مطلع اسمائه الحسني لو انتم من العالمين - بل به تظهر المطالع و المشارق تفكروا يا قوم فيما نزل بالحق و تدبروا فيه و لا تكونن من المعتدين - عاشروا مع الاديان بالروح و الريحان ليجدوا منكم عرف الرحمان اياكم ان تأخذكم حمية الجاهلية بين البرية كل بدء من الله و يعود اليه انه لمبدء الخلق و مرجع العالمين - اياكم ان تدخلوا بيتا عند فقدان صاحبه الا بعد اذنه. تمسكوا بالمعروف في كل الاحوال و لا تكونن من الغافلين - قد كتب عليكم تزكية الاقوات و ما دونها بالزكوة هذا ما حكم به منزل الآيات في هذا الرق المنيع - سوف نفصل لكم نصابها اذا شاء الله و اراد انه يفصل ما يشاء بعلم من عنده انه لهو العلام الحكيم - لا يحل السؤال و من سئل حرم عليه العطاء قد كتب علي الكل ان يكسب و الذي عجز فللو كلاء و الاغنياء ان يعينوا له ما يكفيه اعملوا حدود الله [ صفحه 168] و سننه ثم احفظوها كما تحفظون اعينكم و لا تكونن من الخاسرين - قد منعتم في الكتاب عن الجدال و النزاع و الضرب و امثالها عما تحزن به الافئدة و القلوب - من يحزن احدا فله ان ينفق تسعة عشر مثقالا من الذهب هذا ما حكم به مولي العالمين - انه قد عفا ذلك عنكم في هذا الظهور و يوصيكم بالبر و التقوي امرا من عنده في هذا اللوح المنير - لا ترضوا لاحد ما لا ترضونه لانفسكم اتقوا الله و لا تكونن من المتكبرين - كلكم خلقتم من الماء و ترجعون الي التراب تفكروا في عواقبكم و لا تكونن من الظالمين - اسمعوا ما تتلو السدرة عليكم من آيات الله انها لقسطاس الهدي من الله رب الآخرة و الاولي و بها تطير النفوس الي مطلع الوحي و تستضي‌ء افئدة المقبلين - تلك حدود الله قد فرضت عليكم، و تلك اوامر الله قد امرتم بها في اللوح. اعملوا بالروح و الريحان هذا خير لكم ان انتم من العارفين - اتلوا آيات الله في كل صباح و مساء ان الذي لم يتل لم يوف بعهد الله و ميثاقه و الذي اعرض عنها اليوم انه ممن اعرض عن الله في أزل الآزال اتقن الله يا عبادي كلكم اجمعون - لا تغرنكم كثرة القراءة و الاعمال في الليل و النهار لو يقرأ احد آية من الآيات بالروح و الريحان خير له من ان يتلو بالكسالة صحف الله المهيمن القيوم - اتلوا آيات الله علي قدر لا تأخذكم الكسالة و الاحزان - لا تحملوا علي الارواح ما يكسلها و يثقلها بل ما يحفظها لتطير بأجنحة الآيات الي مطلع البينات هذا اقرب الي الله لو انتم تعقلون - علموا ذرياتكم ما نزل من سماء العظمة و الاقتدار ليقرؤا ألواح الرحمن بأحسن الالحان في الغرف المبنية في مشارق الاذكار - ان الذي اخذه جذب محبة اسمي الرحمن انه يقرأ آيات الله علي شأن تنجذب به أفئدة الراقدين - هنيئا لمن شرب رحيق الحيوان من بيان ربه الرحمن بهذا الاسم الذي به نسف كل جبل باذخ رفيع - كتب عليكم تحديد اسباب البيت بعد انقضاء تسعة عشرة سنة كذلك قضي الامر من لدن عليم خبير - انه اراد تلطيفكم و ما عندكم اتقوا الله و لا تكونن من الغافلين - و الذي لم يستطع عفا الله عنه انه لهو الغفور الكريم - اغسلوا ارجلكم كل يوم في الصيف، و في الشتاء كل ثلاثة ايام مرة واحدة، و من اغتاظ عليكم قابلوه بالرفق و الذي زجركم لا تزجروه دعوه بنفسه و توكلوا علي الله المنتقم العادل القدير - قد منعتم عن الارتقاء الي المنابر من اراد ان يتلو عليكم آيات ربه فليقعد علي الكرسي الموضوع علي السرير و يذكر الله ربه و رب العالمين - قد احب الله جلوسكم علي السرر و الكراسي لعز ما عندكم من حب الله و مطلع امره المشرق المنير - حرم عليكم الميسر و الافيون. اجتنبوا يا معشر الخلق و لا تكونن من المتجاوزين - اياكم ان تستعملوا ما تكسل به هياكلكم و يضر ابدانكم انا ما اردنا لكم الا ما ينفعكم يشهد بذلك كل الاشياء لو انتم تسمعون - اذا دعينم الي الولائم و العزائم أجيبوا [ صفحه 169] بالفرح و الانبساط، و الذي و في بالوعد انه أمن من الوعيد - هذا يوم فيه فصل كل امر حكيم - قد ظهر سر التنكيس لرمز الرئيس طوبي لمن أيده الله علي الاقرار بالستة التي ارتفعت بهذه الالف القائمة الا انه من المخلصين - كم من ناسك أعرض، و كم من تارك أقبل و قال لك الحمد يا مقصود العالمين - ان الامر بيد الله يعطي من يشاء ما يشاء، و يمنع عمن يشاء ما اراد يعلم خافية القلوب و ما يتحرك به أعين اللآمزين - كم من غافل اقبل بالخلوص اقعدناه علي سرير القبول، كم من عاقل رجعناه الي النار عدلا من عندنا انا كنا حاكمين - انه لمظهر يفعل الله ما يشاء، و المستقر علي عرش يحكم ما يريد - طوبي لمن وجد عرف المعاني من اثر هذا القلم الذي اذا تحرك فاحت نسمة الله فيما سواه، و اذا توقف ظهر كينونة الاطمئنان في الامكان تعالي الرحمن مظهر هذا الفضل العظيم - قل بما حمل الظلم ظهر العدل فيما سواه، و بما قبل الذلة لاح عز الله بين العالمين - حرم عليكم حمل آلات الحرب الا حين سواه، و بما قبل الذلة لاح عز الله بين العالمين - حرم عليكم حمل آلات الحرب الا حين الضرورة و احل لكم لبس الحرير - قد رفع الله عنكم حكم الحد في اللباس و اللحي فضلا من عنده انه لهو الآمر العليم - اعملوا ما لا تنكره العقول المستقيمة و لا تجعلوا انفسكم ملعب الجاهلين - طوبي لمن تزين بطراز الآداب و الاخلاق انه ممن نصر ربه بالعمل الواضح المبين - عمروا ديار الله و بلاده ثم اذكروه فيها بترنمات المقربين - انما تعمر القلوب باللسان كما تعمر البيوت و الديار باليد و اسباب احر قد قدرنا لكل شي‌ء سببا من عندنا تمسكوا به و توكلوا علي الحكيم الخبير - طوبي لمن أقر بالله و آياته، و اعترف بأنه لا يسئل عما يفعل هذه كلمة قد جعلها الله طراز العقائد و اصلها، و بها يقبل عمل العالمين - اجعلوا هذه الكلمة نصب عيونكم لئلا تزلكم اشارات المعرضين - لو يحل ما حرم في أزل الآزال او بالعكس ليس لاحد ان يعترض عليه. و الذي توقف في اقل من آن انه من المعتدين - و الذي ما فاز بهذا الاصل الاسي و المقام الاعلي تحركه ارياح الشبهات و تقلبه مقالات المشركين - من فاز بهذا الاصل قد فاز بالاستقامة الكبري. حبذا هذا المقام الابهي الذي يذكره زين كل لوح منيع - كذلك يعلمكم الله ما يخلصكم عن الريب و الحيرة و ينجيكم في الدنيا و الآخرة انه هو الغفور الكريم - هو الذي أرسل الرسل و انزل الكتب علي انه لا اله الا انا العزيز الحكيم - يا ارض الكاف و الراء انا نراك علي ما لا يحبه الله، و نري منك ما لا اطلع به احد الا الله العليم الخبير - و نجد ما يمر منك في سر السر عندنا علم كل شي‌ء في لوح مبين - لا تحزني بذلك سوف يظهر الله فيكم اولي بأس شديد يذكرونني باستقامة لا تمنعهم اشارات العلماء و لا تحجبهم شبهات المريبين - اولئك ينظرون الله بأعينهم و ينصرونه بأنفسهم الا انهم من الراسخين - يا معشر العلماء لما نزلت الآيات و ظهرت البينات رأيناكم خلف الحجبات ان هذا الا شي‌ء عجاب - [ صفحه 170] قد افتخرتم باسمي و غفلتم عن نفسي اذا اتي الرحمن بالحجة و البرهان - انا خرقنا الأحجاب اياكم ان تحجبوا الناس بحجاب آخر كسروا سلاسل الأوهام باسم مالك الانام و لا تكونن من الخادعين - اذا اقبلتم الي الله و دخلتم هذا الامر لا تفسدوا فيه و لا تقيسوا كتاب الله بأهوائكم هذا نصح الله من قبل و من بعد يشهد بذلك شهداء الله و اصفيائه انا كل له شاهدون - اذكروا الشيخ الذي سمي بمحمد قبل حسن و كان من اعلم العلماء في عصره لما ظهر الحق اعرض عنه هو و امثاله و أقبل الي الله من ينقي القمح و الشعير - و كان يكتب علي زعمه أحكام الله في الليل و النهار و لما أتي المختار ما نفعه حرف منها لو نفعه لم يعرض عن وجه به أنارت وجوه المقربين - لو آمنتم بالله حين ظهوره ما أعرض عنه الناس و ما ورد علينا ما ترونه اليوم اتقوا الله و لا تكونن من الغافلين - اياكم ان تمنعكم الاسماء عن مالكها أو يحجبكم ذكر عن هذا الذكر الحكيم - استعيذوا بالله يا معشر العلماء و لا تجعلوا انفسكم حجابا بيني و بين خلقي كذلك يعظكم الله و بأمركم بالعدل لئلا تحبط أعمالكم و انتم غافلون - ان الذي أعرض عن هذا الامر هل يقدر ان يثبت حقا في الابداع لا و مالك الاختراع و لكن الناس في حجاب مبين - قل به أشرقت شمس الحجة و لاح نير البرهان لمن في الامكان اتقوا الله يا اولي الابصار و لا تنكرون - اياكم ان يمنعكم ذكر النبي عن هذا النبأ الاعظم أو الولاية عن ولاية الله المهيمنة علي العالمين - قد خلق كل اسم بقوله و علق كل أمره بأمره المبرم العزيز البديع - قل هذا يوم الله لا يذكر فيه الا نفسه المهيمنة علي العالمين - هذا أمر اضطرب منه ما عندكم من الاوهام و التماثيل - قد نري منكم من يأخذ الكتاب و يستدل به علي الله كما استدلت كل ملة بكتابها علي الله المهيمن القيوم - قل تالله لحق لا تغنيكم اليوم كتب العالم و لا ما فيه من الصحف الا بهذا الكتاب الذي ينطق في قطب الابداع انه لا اله الا انا العليم الحكيم - يا معشر العلماء اياكم أن تكونوا سبب الاختلاف في الاطراف كما كنتم علة الاعراض في أول الامر اجمعوا الناس علي هذه الكلمة التي بها صاحت الحصاة الملك لله مطلع الآيات كذلك يعظكم الله فضلا من عنده انه لهو الغفور الكريم - اذكروا الكريم اذ دعوناه الي الله انه استكبر بما اتبع هواه بعد اذ أرسلنا اليه ما قرت به عين البرهان في الامكان و تمت حجة الله علي من في السموات و الارضين - انا امرناه بالاقبال فضلا من الغني المتعال انه ولي مدبرا الي أن اخذته زبانية للعذاب عدلا من الله انا كنا شاهدين - اخرقن الاحجاب علي شأن يسمع اهل الملكوت صوت خرقها هذا أمر الله من قبل و من بعد طوبي لمن عمل بما أمر و ويل للتاركين - انا ما أردنا في الملك الا ظهور الله و سلطانه و كفي بالله علي شهيدا - انا ما أردنا في الملكوت الا علو أمر الله و ثنائه و كفي بالله علي وكيلا - انا ما أردنا في الجبروت [ صفحه 171] الا ذكر الله و ما نزل من عنده و كفي بالله معينا - طوبي لكم يا معشر العلماء في البهاء تالله انتم امواج البحر الاعظم و أنجم سماء الفضل و ألوية النصر بين السموات و الارضين - انتم مطالع الاستقامة بين البرية و مشارق البيان في الامكان طوبي لمن اقبل اليكم و ويل للمعرضين - ينبغي اليوم لمن شرب رحيق الحيوان من يد ألطاف ربه الرحمن ان يكون نباضا كالشريان في جسد الامكان ليتحرك به العالم و كل عظيم رميم - يا أهل الانشاء اذا طارت الورقاء عن أيك الثناء و قصدت المقصد الاقصي الاخفي ارجعوا ما لا عرفتموه من الكتاب الي الفرع المنشعب من هذا الاصل القويم - يا قلم الأعلي تحرك علي اللوح باذن ربك فاطر السماء ثم اذكر اذ اراد مطلع التوحيد مكتب التجريد لعل الاحرار يطلعن علي قدر سم الابرة بما هو خلف الاستار من اسرار ربك العزيز العلام - قل انا دخلنا مكتب المعاني و التبيان حين غفلة من في الامكان و شاهدنا ما انزله الرحمن و قبلنا ما اهداء لي من آيات الله المهيمن القيوم - و سمعنا ما شهد به في اللوح انا كنا شاهدين - و اجبناه بأمر من عندنا انا كنا آمرين - يا ملأ البيان انا دخلنا مكتب الله اذ انتم راقدون - و لا حظنا اللوح اذ انتم نائمون - تالله الحق قد قرأناه قبل نزوله و انتم غافلون - قد احطنا الكتاب اذ كنتم في الاصلاب هذا ذكري علي قدركم لا علي قدر الله يشهد بذلك ما في علم الله لو انتم تعرفون - و يشهد بذلك لسان الله لو انتم تفقهون - تالله لو نكشف الحجاب انتم تنصعقون - اياكم ان تجادلوا في الله و امره انه ظهر علي شأن احاط ما كان و ما يكون - لو نتكلم في هذا المقام بلسان اهل الملكوت لنقول قد خلق الله ذلك المكتب قبل خلق السموات و الارض و دخلنا فيه قبل ان يقترن الكاف بركها النون - هذا لسان عبادي في ملكوتي تفكروا فيما ينطق به لسان أهل جبروتي بما علمناهم علما من لدنا و ما كان مستورا في علم الله و ما ينطق به لسان العظمة و الاقتدار في مقامه المحمود - ليس هذا امر تلعبون به بأوهامكم و ليس هذا مقام يدخل فيه كل جبان موهوم - تالله هذا مضمار المكاشفة و الانقطاع و ميدان المشاهدة و الارتفاع لا يجول فيه الا فوارس الرحمن الذين نبذوا الامكان اولئك انصار الله في الارض و مشارق الاقتدار بين العالمين - اياكم ان يمنعكم ما في البيان عن ربكم الرحمن: تالله انه قد نزل لذكري لو انتم تعرفون - لا يجد منه المخلصون الا عرف حبي و اسمي المهيمن علي كل شاهد و مشهود - قل يا قوم توجهوا الي ما نزل من قلمي الاعلي ان وجدتم منه عرف الله لا تعترضوا عليه و لا تمنعوا أنفسكم عن فضل الله و ألطافه كذلك ينصحكم الله انه لهو الناصح العليم - ما لا عرفتموه من البيان فاسئلوا الله ربكم و رب آبائكم الاولين - انه لو يشاء يبين لكم ما نزل فيه و ما ستر في بحر كلماته من لئالي العلم و الحكمة انه لهو المهيمن علي الاسماء لا اله الا هو المهيمن القيوم - [ صفحه 172] قد اضطرب النظم من هذا النظم الاعظم و اختلف الترتيب بهذا البديع الذي ما شهدت عين الابداع شبهه. اغتمسوا في بحر بياني لعل تطلعون بما فيه من لئالي الحكمة و الاسرار - اياكم ان توقفوا في هذا الأمر الذي به ظهرت سلطنة الله و اقتداره اسرعوا اليه بوجوه بيضاء هذا دين الله من قبل و من بعد من أراد فليقبل و من لم يرد فان الله لغني عن العالمين - قل هذا لقسطاس الهدي لمن في السموات و الأرض و البرهان الأعظم لو انتم تعرفون - قل به ثبت كل حجة في الاعصار لو انتم توقنون - قل به استغني كل فقير و تعلم كل عالم و عرج من اراد الصعود الي الله اياكم ان تختلفوا فيه كونوا كالجبال الرواسخ في امر ربكم العزيز الودود - قل يا مطلع الاعراض دع الاغماض ثم انطق بالحق بين الخلق تالله قد جرت دموعي علي خدودي بما اراك مقبلا الي هواك و معرضا عمن خلقك و سواك اذكر فضل مولاك اذر بيناك في الليالي و الايام لخدمة الامر اتق الله و كن من التائبين - هبني اشتبه علي الناس امرك هل يشتبه علي نفسك خف عن الله ثم اذكر اذكر اذ كنت قائما لدي العرش و كتبت ما القيناك من آيات الله المهيمن المقتدر القدير - اياك ان تمنعك الحمية عن شطر الاحدية توجه اليه و لا تخف من اعمالك انه يغفر من يشاء بفضل من عنده لا اله الا هو الغفور الكريم - انما ننصحك لوجه الله ان اقبلت فلنفسك و ان اعرضت ان ربك غني عنك و عن الذين اتبعوك بوهم مبين - قد اخذ الله من اغواك فارجع اليه خاضعا خاشعا متذللا انه يكفر عنك سيئاتك ان ربك لهو التواب العزيز الرحيم - هذا نصح الله او انت من السامعين - هذا فضل الله لو انت من المقبلين - هذا ذكر الله لو انت من الشاعرين - هذا كنز الله لو انت من العارفين - هذا كتاب اصبح مصباح القدم للعالم و صراطه الاقوم بين العالمين - قل انه لمطلع علم الله لو انتم تعلمون - و مشرق اوامر الله لو انتم تعرفون - لا تحملوا علي الحيوان ما يعجز عن حمله انا نهيناكم عن ذلك نهيا عظيما في الكتاب كونوا مظاهر العدل و الانصاف بين السموات و الارضين - من قتل نفسا خطأ فله دية مسلمة الي اهلها و هي ماءة مثقال من الذهب اعملوا بما امرتم به في اللوح و لا تكونن من المتجاوزين - يا أهل المجالس في البلاد اختاروا لغة من اللغات ليتكلم بها من علي الارض و كذلك من الخطوط ان الله يبين لكم ما ينفعكم و يغنيكم عن دونكم انه لهو الفضال العليم الخبير - هذا سبب الاتحاد لو انتم تعلمون - و العلة الكبري للانفاق و التمدن لو انتم تشعرون - انا جعلنا الامرين علامتين لبلوغ العالم الأول و هو الأس الاعظم نزلنا في ألواح أخري و الثاني نزل في هذا اللوح البديع - قد حرم عليكم شرب الافيون انا نهيناكم عن ذلك نهيا عظيما في الكتاب و الذي شرب انه ليس مني اتقوا الله يا أولي الالباب - انتهي [ صفحه 173]

الرسالة السلطانية

أو كتاب البهاء الي السلطان ناصر الدين شاه هذه هي الرسالة التي بعث بها المرزه حسين علي المقلب ب «بهاء الله» الي السلطان ناصر الدين شاه «شاه ايران المعظم» من مدينة «عكا» بفلسطين العربية بعد نفيه اليها، و سماها «الرسالة السلطانية» و هي مزيج من العربية و الفارسية و قد قتل حاملها في «طهران» بعد أن قابل الشاه في اثناء القنص و خاطبه بقوله «يا سلطان قد جئتك من سبأ بنبأ عظيم» اذ ظن المرافقون انه جاء لاغتيال الشاه كما حاول زميلان له ذلك من قبل. [ صفحه 174] هو الله تعالي شأنه العظمة و الاقتدار يا ملك الارض اسمع نداء هذا المملوك: اني عبد آمنت بالله و آياته و فديت بنفسي في سبيله و يشهد بذلك ما انا فيه من البلايا التي ما حملها احد من العباد و كان ربي العليم علي ما أقول شهيدا - ما دعوت الناس الا الي الله ربك و رب العالمين - و ورد علي في حبه ما لا رأت عين الابداع شبهه - يصدقني في ذلك عباد ما منعتهم سبحات البشر عن التوجه الي المنظر الاكبر و من عنده علم كل شي‌ء في لوح حفيظ - كلما امطر سحاب القضاء سهام البلاء في سبيل الله ما لك الأسماء أقبلت اليها و يشهد بذلك كل منصف خبير - كم من ليال فيها استراحت الوحوش في كنائسها و الطيور في أو كارها و كان الغلام في السلاسل و الأغلال و لم يجد لنفسه ناصرا و لا معينا - اذكر فضل الله عليك اذ كنت في السجن مع انفس معدودات و اخرجك منه و نصرك بجنود الغيب و الشهادة الي أن ارسلك السلطان الي العراق بعد اذ كشفنا له انك ما كنت من المفسدين - ان الذين اتبعوا الهوي و أعرضوا عن النقوي اولئك في ضلال مبين - و الذين يفسدون في الارض و يسفكون الدماء و يأكلون أموال الناس بالباطل نحن برءآء منهم و نسأل الله ان لا يجمع بيننا و بينهم لا في الدنيا و لا في الآخرة الا ان يتوبوا اليه انه هو أرحم الراحمين - ان الذي توجه الي الله ينبغي له ان يكون ممتازا في كل الأعمال عما سواه و يتبع ما امر به في الكتاب كذلك قضي الامر في كتاب مبين - و الذين نبذوا أمر الله وراء ظهورهم و اتبعوا أهوائهم اؤلئك في خطأ عظيم - (يا سلطان) اقسمك بربك الرحمن ان تنظر الي العباد بلحظات أعين رأفتك و تحكم بينهم بالعدل ليحكم الله لك بالفضل ان ربك هو الحاكم علي ما يريد - ستفني الدنيا و ما فيها من العزة و الذلة و يبقي الملك لله الملك العلي العليم - قل انه أوقد سراج البيان و يمده بدهن المعاني و التبيان تعالي ربك الرحمن من ان يقوم مع امره خلق الاكوان انه يظهر ما يشاء بسلطانه و يحفظه بقبيل من الملائكة المقربين - هو القاهر فوق خلقه و الغالب علي بريته انه هو العليم الحكيم. (يا سلطان) اني كنت كأحد من العباد، و راقدا علي المهاد، مرت علي نسائم السبحان و علمني علم ما كان. ليس هذا من عندي بل من لدن عزيز عليم - و امرني بالنداء بين الارض و السماء بذلك ورد علي ما ذرفت به عيون العارفين - ما قرأت ما عند الناس من العلوم، و ما دخلت المدارس فاسأل المدينة التي كنت فيها لتوقن بأني لست من الكاذبين - هذه ورقة حركتها أرياح مشية ربك العزيز الحميد - هل لها استقرار عند هبوب ارياح [ صفحه 175] عاصفات لا و مالك الاسماء و الصفات بل تحركها كيف تريد - ليس للعدم وجود تلقاء القدم قد جاء أمره المبرم، و أنطقني بذكره بين العالمين - اني لم أكن الا كالميت تلقاء امره قلبتني يد ارادة ربك الرحمن الرحيم - هل يقدر احد ان يتكلم من تلقاء نفسه بما يعترض به عليه العباد من كل وضيع و شريف - لا و الذي علم القلم اسرار القدم الا من كان مؤيدا من لدن مقتدر قدير - يخاطبني القلم الاعلي و يقول: لا تخف اقصص علي حضرة السلطان ما ورد عليك ان قبله بين اصبعي ربك الرحمن لعل تشرق من افق قبله شمس العدل و الاحسان كذلك كان الحكم من لدي الحكيم محتوما - (قل يا سلطان) أنظر بطرف العدل الي الغلام ثم احكم بالحق فيما ورد عليه ان الله قد جعلك ظله بني العباد، و آية قدرته لمن في البلاد، احكم بيننا و بين الذين ظلمونا من دون ببنة و لا كتاب منير - ان الذين حولك يحبونك لانفسهم و الغلام يحبك لنفسك و ما اراد الا ان يقربك الي مقر الفضل و يقلبك الي يمين العدل و كان ربك علي ما أقول شهيدا - (يا سلطان) لو تسمع صرير القلم الاعلي و هدير و رقاء البقاء علي أفنان سدرة المنتهي في ذكر الله موجد الاسماء، و خالق الارض و السماء، ليبلغك الي مقام لا تري في الوجود الا تجلي حضرة المعبود، و تري الملك أحقر شي‌ء عندك تضعه لمن اراد، و تتوجه الي افق كان بأنوار الوجه مضيئا - و لا تحمل ثقل الملك ابدا الا لنصرة ربك العلي الاعلي اذا يصلي عليك الملأ الاعلي. محبذا هذا المقام الاسني لو ترتقي اليه بسلطان كان باسم الله معروفا - من الناس من قال ان الغلام ما اراد الا ابقاء اسمه، و منهم من قال انه اراد الدنيا لنفسه بعد أني ما وجدت في أيامي مقر أمن علي قدر أضع رجلي عليه كنت في كل الاحيان في غمرات البلايا التي ما اطلع عليها احد الا الله انه قد كان بما أقول عليما - كم من ايام اضطربت فيها احبتي لضري و كم من ليال ارتفع فيها نحيب البكاء من اهلي خوفا لنفسي و لا ينكر ذلك الا من كان عن الصدق محروما - و الذي لا يري لنفسه الحيوة في أقل من آن هل يريد الدنيا فيا عجبا من الذين يتكلمون بأهوائهم، و هاموا في برية النفس و الهوي سوف يسئلون عما قالوا يومئذ لا يجدون لأنفسهم حميما و لا نصيرا - و منهم من قال انه كفر بالله بعد اذ شهدت جوارحي بأنه لا اله الا هو. و الذين بعثهم بالحق و ارسلهم بالهدي اولئك مظاهر أسمائه الحسني، و مطالع صفاته العليا، و مهابط وحيه في ملكوت الانشاء، و بهم تمت حجة الله علي ما سواه، و نصبت راية التوحيد و ظهرت آية التجريد، و بهم اتخذ كل نفس الي ذي العرش سبيلا - نشهد ان لا اله الا هو لم يزل كان و لم يكن معه من شي‌ء و لا يزال يكون بمثل ما قد كان تعالي الرحمن من ان يرتقي الي أدراك كنهه افئدة اهل العرفان، او يصعد الي معرفة ذاته ادراك من في الاكوان [ صفحه 176] هو المقدس من عرفان دوله، و المنزه عن ادراك ما سواه انه كان في ازل الآزال عن العالمين غنيا - و اذكر الأيام التي فيها اشرقت شمس البطحاء عن أفق مشية ربك العلي الاعلي. أعرض عنه العلماء، و اعترض عليه الادباء لتطلع بما كان اليوم في حجاب النور مستورا - و اشتدت عليه الأمور من كل الجهات الي ان تفرق من حوله بأمره كذلك كان الأمر من سماء العز مشهودا - ثم اذكر اذ دخل أحد منهم علي النجاشي و تلا عليه سورة من القرآن قال لمن حوله انها نزلت من لدن عليم حكيم - من صدق بالحسني و آمن بما أتي به عيسي لا يسعه الاعراض عما قرأ. انا نشهد له كما نشهد لما عندنا من كتب الله المهيمن القيوم - تالله يا ملك لو تسمع نغمات الورقاء التي تغن علي الأفنان بفنون الألحان بأمر ربك الرحمن لتدع الملك و راءك و تتوجه الي المنظر الأكبر الذي كان كتاب الفجر عن افقه مشهودا - و تنفق ما عندك ابتغاء لما عند الله اذا تجد نفسك في علو العزة و الاستعلاء، و سمو العظمة و الاستغناء. كذلك كان الأمر في أم البيان من قلم الرحمن مسطورا - لا خير فيما ملكته اليوم فسوف يملكه غدا غيرك اختر لنفسك ما اختاره الله لأصفيائه انه يعطيك في ملكوته ملكا كبيرا - نسأل الله ان يؤيد حضرتك علي اصغاء الكلمة التي منها استضاء العالم، و يحفظك عن الذين كانوا عن شطر القرب بعيدا - سبحانك يا الهي كم من رؤوس نصبت علي القناء في سبيلك، و كم من صدور استقبلت السهام في رضائك، و كم من قلوب تشبكت لارتفاع كلمتك و انتشار أمرك، و كم من عيون ذرفت في حبك. أسألك يا مالك الملوك و راحم المملوك باسمك الاعظم الذي جعلته مطلع اسمائك الحسني و مظهر صفاتك العليا ان ترفع السبحات التي حالت بينك و بين خلقك و منعتهم عن التوجه الي افق و حيك ثم اجتذبهم يا الهي بكلمتك العليا عن شمال الوهم و النسيان الي يمين اليقين و العرفان ليعرفوا ما أردت لهم بجودك و فضلك و يتوجهوا الي مظهر امرك و مطلع آياتك - يا الهي انت الكريم ذوالفضل العظيم لا تمنع عبادك عن البحر الاعظم الذي جعلته حاملا للئالي علمك و حكمتك، و لا تطردهم عن بابك الذي فتحته علي من في سمائك و ارضك - اي رب لا تدعهم بأنفسهم لأنهم لا يعرفون، و يهربون عما هو خير لهم مما خلق في ارضك فانظر اليهم يا الهي بلحظات اعين الطافك و مواهبك، و خلصهم عن النفس و الهوي ليتقربوا الي افقك الأعلي، و يجدوا حلاوة ذكرك و لذة المائدة التي نزلت من سماء مشيئتك و هواء فضلك لم تزل احاط كرمك الممكنات و سبقت رحمتك الكائنات لا اله الا انت الغفور الرحيم - سبحانك يا الهي انت تعلم بأن قلبي ذاب في امرك، و يغلي دمي في كل عرق من عروقي من نار حبك، و كل قطرة منه يناديك بلسان الحال يا ربي المتعال فاسفكني علي الارض في سبيلك لينبت منها ما اردته في الواحك، و سترته عن [ صفحه 177] انظر عبادك الا الذين شربوا كوثر العلم من ايادي فضلك، و سلسبيل العرفان من كأس عطائك، و انت تعلم يا الهي بأني ما اردت في امر الا امرك، و ما قصدت في ذكر الا ذكرك، و ما تحرك قلمي الا و قد اردت به رضاءك و اظهار ما امرتني به بسلطانك - تراني يا الهي متحيرا في ارضك ان اذكر ما امرتني به يعترض علي خلقك، و ان اترك ما امرت به من عندك اكن مستحقا لسياط قهرك، و بعيدا عن رياض قربك لا و عزتك اقبلت الي رضائك و اعرضت عما تهوي انفس عبادك، و قبلت ما عندك، و تركت ما يبعدني عن مكامن قربك و معارج عزك - و عزتك بحبك لا اجزع عن شي‌ء و في رضائك لا افزع من بلايا الارض كلها ليس هذا الا بحولك و قوتك و فضلك و عنايتك من غير استحقاقي بذلك - يا الهي هذا كتاب اريد ان ارسله الي السطان و انت تعلم بأني بما اردت منه الا ظهور عدله لخلقك، و بروز الطافه لأهل مملكتك، و اني لنفسي ما اردت الا ما اردته، و لا اريد بحولك الا ما تريد - عدمت كينونة تريد منك دونك، و عزتك رضائك منتهي املي، و مشيتك غاية رجائي. فارحم يا الهي هذا الفقير الذي تشبث بذيل غنائك،و هذا الذليل الذي يدعوك بأنك انت العزيز العظيم - ايد يا الهي حضرة السلطان علي اجراء حدودك بين عبادك، و اظهار عدلك بين خلقك، ليحكم علي هذه الفئة كما يحكم علي ما دونهم انك انت المقتدر العزيز الحكيم - حسب الاذن و اجازه‌ي سلطان زمان اين عبد از مقر سرير سلطاني بعراق عرب توجه نمود و دوازده سنه در آن ارض ساكن و در مدت توقف شرح احوال در پيشگاه سلطاني معروض نشد و همچنين بدول خارجه اظهاري نرفت متوكلا علي الله در آن ارض ساكن تا آنكه يكي از مأمورين وارد عراق شد و بعد از ورود در صدد اذيت جمعي فقراء افتادهر روز باغواي بعضي از علماي ظاهره و غيرهم متعرض اين عباد بوده مع آنكه ابدا خلاف دولت و ملت و مغاير اصول و آداب اهل مملكت از اين عباد مظاهر نشده و اين عبد بملاحظه‌ي آنكه مبادا از افعال معتدين امري منافي رأي جهان آراي سلطاني احداث شود لذا اجمالي بباب وزارت خارجه ميرزا سعيد خان اظهار رفت تا در پيشگاه حضور معروض دارد و به آنچه حكم سلطاني صدور يابد معمول گردد - مدتها گذشت و حكمي صدور نيافت تا آنكه امر به مقامي رسيد كه بيم آن بود بغتة فسادي بر پا شود و خون جمعي ريخته گردد لابدا حفظا لعباد الله معدودي بوالي عراق توجه نمودند اگر بنظر عدل در آنچه واقع شده ملاحظه فرمايند بر مرآت قلب منير روشن خواهد شد كه آنچه واقع شده نظر به مصلحت بوده و چاره‌ي جز آن بر حسب ظاهر نه ذات شاهانه شاهد و گواهند كه در هر بلد كه معدودي از اين طائفه بوده‌اند نظر بتعدي بعضي از حكام نار حرب و جدال مشتعل مي‌شد و لكن اين فاني بعد [ صفحه 178] از ورود عراق كل را از فساد و نزاع منع نموده و گواه أين عبد عمل أوست چه كه كل مطلعند و شهادت مي‌دهند كه جمعيت اين حزب در عراق اكثر از جميع بلدان بوده مع ذلك احدي از حد خود تجاوز ننموده و بنفسي متعرض نشده قريب پانزده سنه مي‌شود كه كل ناظرا الي الله و متوكلا عليه ساكنند و آنچه برايشان وارد شد صبر نموده‌اند و بحق گذاشته‌اند - و بعد از ورود اين عبد به اين بلد كه موسوم بادرنه است بعضي از اهل عراق و غيره از معني نصرت كه در كتب الهي نازل شده سؤال نموده‌اند اجوبه‌ي شتي در جواب ارسال يكي از آن اجوبه در اين ورقه عرض مي‌شود تا در پيشگاه حضور واضح گردد كه اين عبد جز صلاح و اصلاح بامري ناظر نبوده و اگر بعضي از الطاف الهيه كه من غير استحقاق عنايت فرموده واضح و مكشوف نباشد اينقدر معلوم مي‌شود كه بعنايت واسعه و رحمت سابقه قلب را از طراز عقل محروم نفرموده - صورت كلماتي كه در معني نصرت عرض شد اين است (هو الله تعالي) معلوم بوده كه حق جعل ذكره مقدس است از دنيا و آنچه در اوست و مقصود از نصرت اين نبوده كه نفسي بنفسي محاربه و يا مجادله نمايد سلطان يفعل ما يشاء ملكوت انشاء را أز بر و بحر بيد ملوك گذاشته و ايشانند مظاهر قدرت الهيه علي قدر مراتبهم اكر در ظل حق وارد شوند از حق محسوب و الا ان ربك لعليم و خبير - و آنچه حق جل ذكره از براي خود خواسته قلوب عباد اوست كه كنائز ذكر و محبت ربانيه و خزائن علم و حكمت الهيه‌اند لم يزل اراده‌ي سلطان لايزال اين بوده كه قلوب عباد را از اشارات دنيا و ما فيها طاهر نمايد تا قابل انوار تجليات مليك اسماء و صفات شوند پس بايد در مدينه‌ي قلب بيگانه راه نيابد تا دوست يگانه بمقر خود آيد يعني تجلي اسماء و صفاتش نه ذاته تعالي چه كه آن سطان بيمثال لا زال مقدس از صعود و نزول بوده و خواهد بود پس نصرت اليوم اعتراض بر احدي و مجادله با نفسي نبوده و نخواهد بود بلكه محبوب آن است كه مدائن قلوب كه در تصرف جنود نفس و هوي است بسيف بيان و حكمت و تبيان مفتوح شود لذا هر نفسي كه اراده‌ي نصرت نمايد بايد اول بسيف معاني و بيان مدينه‌ي قلب خود را تصرف نمايد و از ذكر ما سوي الله محفوظ دارد و بعد بمدائن قلوب توجه كند اين است مقصود از نصرت ابدا فساد محبوب حق نبوده و نيست و آنچه از قبل بعضي از جهال ارتكاب نموده‌اند ابدا مرضي نبوده (ان تقتلوا في رضاه لخير لكم من ان تقتلوا) اليوم بايد احباي الهي بشأني در ما بين عباد ظاهر شوند كه جميع‌را با فعال خود بر ضوان ذي الجلال هدايت نمايند - قسم با فتاب افق تقديس كه ابدا دوستان حق ناظر بارض و اموال فانيه‌ي او نبوده و نخواهند بود حق لا زال ناظر بقلوب عباد خود بوده و اين هم نظر به عنايت كبري است كه شايد نفوس فانيه از شئونات ترابيه طاهر و مقدس [ صفحه 179] شوند و بمقامات باقيه وارد كردند و الا آن سلطان حقيقي بنفسه لنفسه مستغني از كل بوده نه از حب ممكنات نفعي به او راجع و نه از بغضشان ضري وارد كل از امكنه ترابيه ظاهر و به أو راجع خواهند شد و حق فردا واحدا در مقر خود كه مقدس از مكان و زمان و ذكر و بيان و اشاره و وصف و تعريف و علو و دنو بوده مستقر (و لا يعلم ذلك الا هو و من عنده علم الكتاب - لا اله الا هو العزيز الوهاب) انتهي و لكن حسن اعمال منوط به آنكه ذات شاهانه بنفسه بنظر عدل و عنايت در آن نظر فرمايند و به عرايض بعضي من دونه بينة و برهان كفايت نفرمايند (نسأل الله ان يؤيد السلطان علي ما اراد و ما اراد ينبغي ان يكون مراد العالمين) و بعد اين عبد را به اسلامبول احضار نمودند با جمعي از فقراء وارد آن مدينه شديم و بعد از ورود ابدا با احدي ملاقات نشد چه كه مطلبي نداشتيم و مقصودي نبود جز آنكه به برهان بر كل مبرهن گردد كه اين عبد خيال فساد نداشته و ابدا با اهل فساد معاشر نه (فو الذي انطق لسان كل شي‌ء بثناء نفسه) نظر بمراعاة بعضي مراتب توجه بجهتي صعب بوده و لكن لحفط نفوس اين امور واقع شده (ان ربي يعلم ما في نفسي و انه علي ما اقول شهيد) - ملك عادل ظل الله است در ارض بايد كل در سايه‌ي عدلش مأوي گيرند و در ظل فضلش بياسايند - اين مقام تخصيص و تحديد نيست كه مخصوص به بعضي دون بعضي شود كه چه كه ظل از مظل حاكي است حق جل ذكره خود را رب العالمين فرموده زيرا كه كل را تربيت فرموده و مي‌فرمايد (فتعالي فضله الذي سبق الممكنات و رحمته التي سبقت العالمين) اين بسي واضح است كه صواب يا خطأ علي زعم القوم اين طائفة امري كه به آن معروفند آن را حق دانسته و اخذ كرده‌اند لذا از ما عندهم ابتغاء لما عند الله گذاشته‌اند و همين گذشتن از جان در سبيل محبت رحمن گواهي است صادق و شاهدي است ناطق علي ما هم يدعون - آيا مشاهده شده كه عاقل من غير دليل و برهان از جان بگذرد و اگر گفته شود اين قوم مجنونند اين بسي بعيد است چه كه منحصر به يك نفس و دو نفس نبوده بلكه جمعي كثير از هر قبيل از كوثر معارف الهي سرمست شده به مشهد فدا در ره دوست به جان و دل شتافته‌اند - اگر اين نفوس كه لله از ما سوا گذشته‌اند و جان و مال در سبيلش ايثار نموده‌اند تكذيب شوند به كدام حجت و برهان صدق قول ديگران علي ما هم عليه در محضر سلطان ثابت مي‌شود مرحوم حاجي سيد محمد (اعلي الله مقامه و غمسه في لجة بحر رحمته و غفرانه) با آنكة از اعلم علماي عصر بودند و اتقي و ازهد اهل زمان خود و جلالت قدر شان بمرتبه‌ي بود كه السن برية كل بذكر و ثنايش ناطق و يزهد و ورعش موقن در غزاي باروس با آنكه خود فتواي جهاد فرمودند و از وطن معروف بنصرت دين با علم مبين توجه نمودند مع ذلك به بطش يسير از [ صفحه 180] خير كثير گذشتند و مراجعت فرمودند (يا ليت كشف الغطاء و ظهر ما سترعن الأبصار) - و اين طائفه بيست سنه متجاوز است كه در ايام و ليايلي بسطوت غضب خاقاني معذب و از هبوب عواصف قهر سلطاني هر يك به دياري افتاده‌اند چه مقدار از اطفال كه بي‌پدر مانده‌اند و چه مقدار از آباء كه بي‌پسر گشته‌اند و چه مقدار از امهات كه از بيم و خوف جرئت آنكه بر اطفال مقتول خود نوحه نمايند نداشته‌اند و بسي از عباد كه در عشي با كمال غنا و ثروت بوده‌اند و در اشراق در نهايت فقر و ذلت مشاهده شده‌اند (ما من ارض الا و قد صبغت من دمائهم - و ما من هواء الا و قد ارتفعت اليه زفراتهم) - و در اين سنين معدودات من غير تعطيل از سحاب قضا سهام بلا باريده و مع جميع اين قضايا و بلايا نار حب الهي در قلوبشان بشاني مشتعل كه اگر كل را قطعه قطعه نمايند از حب محبوب عالميان نگذرند بلكة بجان مشتاق و آملند آنچه را در سبيل الهي وارد شود - (أي سلطان) نسمات رحمت رحمن اين عباد را تقليب فرموده و بشطر احديه كشيده - گواه عاشق صادق در آستين باشد - و لكن بعضي از علماي ظاهره قلب انور مليك زمان را نسبت به محرمان حرم رحمن و قاصدان كعبه عرفان مكدر نموده‌اند - اي كاش راي جهان آراي پادشاهي بر آن قرار مي‌گرفت كه اين عبد با علماي عصر مجتمع مي‌شد و در حضور حضرت سلطان اتيان حجت و برهان مي‌نمود اين عبد حاضر و از حق آمل كه چنين مجلسي فراهم آيد تا حقيقت امر در ساحت حضرة سلطان واضح و لائح گردد و بعد (الأمر بيدك و انا حاضر تلقاء سرير سلطنتك فاحكم لي او علي) - خداوند رحمن در فرقان كه حجت باقية است ما بين ملأ اكوان مي‌فرمايد (فتمنوا الموت ان كنتم صادقين) تمناي موت را برهان صدق فرموده و بر مرآت ضمير معلوم منير معلوم است كه اليوم كدام حزبند كه از جان در سبيل معبود عالميان گذشته‌اند و اگر كتب استدلاليه اين قوم در اثبات ما هم عليه بدماء مسفو كه في سبيله تعالي مرقوم مي‌شد هر آينه كتب لا تحصي ما بين بريه ظاهر و مشهود بود حال چگونه اين قوم را كه قول و فعلشان مطابق است مي‌توان انكار نمود و نفوسي را كه از يك ذره‌ي اعتبار در سبيل مختار نگذشته و نمي‌گذرند تصديق نمود بعضي از علماء كه اين بنده را تكفير نموده‌اند ابدا ملاقات ننموده‌اند و اين عبد را نديده‌اند و از مقصود مطلع نشده‌اند و مع ذلك (قالوا ما ارادوا و يفعلون ما يريدون) - هر دعوي را برهان بايد محض قول و اسباب زهد ظاهره نبوده - ترجمه‌ي چند فقره از فقرات صحيفه‌ي مكنونه‌ي فاطميه صلوات الله عليها كه مناسب اين مقام است بلسان پارسي عرض مي‌شود تا بعضي از امور مستوره‌ي در پيشگاه حضور مكشوف شود و مخاطب اين بيانات در صحيفه‌ي مذكوره كه به كلمات مكنونه اليوم معروف است قومي هستند كه در ظاهر به علم و تقوي [ صفحه 181] معروفند و در باطن مطيع نفس و هوي (مي‌فرمايد) - اي بيوفايان چرا در ظاهر دعوي شباني كنيد و در باطن ذئب اغنام من شده‌ايد - مثل شما مثل ستاره قبل از صبح است كه در ظاهر دري و روشن است و در باطن سبب اضلال و هلاكت كاروانهاي مدينة و ديار من است - و همچنين مي‌فرمايد - اي به ظاهر آراسته و به باطن كاسته - مثل تو مثل آب تلخ صافي است كه كمال لطافت و صفا از آن در ظاهر مشاهده شود و چون به دست صراف ذائقه‌ي احديه افتد قطره‌ي از آن را قبول نفرمايد تجلي آفتاب در تراب و مرأت هر دو موجود و لكن از فرقدان تا أرض فرق دان بلكه فرق بي‌منتهي در ميان و همچنين مي‌فرمايد اي پسر دنيا بسا سحرگاهان تجلي عنايت من از مشرق لامكان به مكان تو آمد و تو را در بستر راحت بغير مشغول ديد و چون برق روحاني بمقر عز نوراني رجوع نمود و در مكا و من قرب نزد جنود قدس اظهار نداشتم و خجلت تو را نپسنديدم - و همچنين مي‌فرمايد - اي مدعي دوستي من در سحرگاهان نسيم عنايت من بر تو مرور نمود و تو را بر فراش غفلت خفته يافت و بر حال تو گريست و بازگشت انتهي - لذا در پيشگاه عدل سلطاني نبايد به قول مدعي اكتفا رود و در فرقان كه فارق بين حق و باطل است مي‌فرمايد - (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين) - و در حديث شريف وارد (لا تصدقوا النمام) بر بعضي از علماء امر مشتبه شده و اين عبد را نديده‌اند و آن نفوس كه ملاقات نموده‌اند شهادت مي‌دهند كه اين عبد بغير ما حكم الله في الكتاب تكلم ننموده و به اين آيه مباركه ذكر قوله تعالي - (هل تنقمون منا الا أن آمنا بالله و ما أنزل الينا و ما أنزل من قبل) - اي پادشاه زمان چشمهاي اين آوار كان بشطر رحمت رحمن متوجه و ناظر و البتة اين بلايا را رحمت كبري از پي و اين شدائد عظمي را رخاء عظيم از عقب و لكن أميد چنان است كه حضرت سلطان بنفسه در أمور توجه فرمايند كه سبب رجاي قلوب گردد و أين خير محض است كه عرض شد و كفي بالله شهيدا - سبحانك اللهم يا الهي أشهد بأن قلب السلطان قد كان بين اصبعي قدرتك لو تريد قلبه يا الهي الي شطر الرحمة و الاحسان و انك أنت المتعالي المقتدر المنان لا اله الا انت العزيز المستعان - در شرايط علما مي‌فرمايد و أما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه و حافظا لدينه مخالفا لهواء و مطيعا لأمر مولاه فللعو ام أن يقلدوه الي آخر - و اگر پادشاه زمان به اين بيان كه از لسان مظهر وحي رحمن جاري شده ناظر شوند ملاحظ مي‌فرمايند كه متصفين به اين صفات و ارده‌ي در حديث شريف أقل از كبريت احمرند لذا هر نفسي كه مدعي علم است قولش مسموع نبوده و نيست و همچنين در ذكر فقهاي آخر الزمان مي‌فرمايد (فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة و اليهم [ صفحه 182] تعود) و همچنين مي‌فرمايد (اذا ظهرت راية الحق لعنها أهل الشرق و الغرب) و اگر اين احاديث را نفسي تكذيب نمايد اثبات آن را بر اين عبد است چون مقصود اختصار است لذا تفصيل رواة عرض نشد علمائي كه في الحقيقة از كاس انقطاع آشاميده‌اند ابدا متعرض اين عبد نشده‌اند چنانچه شيخ مرتضي اعلي الله مقامه و اسكنه في ظل قباب عنايته در ايام توقف در عراق اظهار محبت مي‌فرمودند و بغير ما أذن الله در اين أمر تكلم ننمودند (نسئل الله ان يوفق الكل علي ما يحب و يرضي) حال جميع نفوس از جميع امور چشم پوشيده‌اند و به اذيت اين طائفه متوجهند چنانچه اگر از بعضي كه بعد از فضل باري در ظل مرحمت سلطاني آرميده‌اند و بنعمة غير متناهية متنعمند سؤال شود كه در جزاي نعمت سلطاني چه خدمت اظهار نموده‌ايد بحسن تدبير مملكتي بر ممالك افزوديد و يا به امري كه سبب آسايش رعيت و آبادي مملكت و ابقاي ذكر خير دولت شود توجه نموده‌ايد جوابي ندارند جز آنكه جمعي را صدق و يا كذب به اسم بابي در حضور سلطان معروض دارند و بعد بقتل و تاراج مشغول شوند چنانچه در تبريز و منصوره‌ي مصر بعضي را فروختند و زخارف كثيره اخذ نمودند و ابدا در پيشگاه حضور سلطان عرض نشده كل اين امور نظر به آن واقع شده كه اين فقر را بي‌معين يافته‌اند از أمور خطيره گذشته‌اند و به اين فقر پرداخته‌اند طوائف متعدده و ملل مختلفة در ظل سلطان مستريحند يك طائفة هم اين قوم باشند بلكه بايد علو همت و سمو فطرت ملا زمان سلطاني بشاني مشاهده شود كه در تدبير آن باشند كه جمع أديان در سايه‌ي سلطان در آيند و ما بين كل به عدل حكم رانند اجراي حدود الله محض عدل است و كل به آن راضي بلكه حدود الهيه سبب و علت حفظ برية بوده و خواهد بود بقوله تعالي - (و لكم في القصاص حياة يا أولي الالباب) - از عدل حضرت سلطان بعيد است كه بخطاي نفسي جمعي از نفوس مورد سياط غضب شوند حق جل ذكره مي‌فرمايد (لا تزر وازرة وزر اخري) و اين بسي معلوم كه در هر طائفه عالم و جاهل عاقل و غافل فاسق و متقي بوده و خواهد بود و ارتكاب امور شنيعه از عاقل بعيد است چه كه عاقل يا طالب دنيا است و يا تارك آن أكر تارك است البته بغير حق توجه ننمايد و از اين گذشته خشية الله او را از ارتكاب افعال منهيه‌ي مذمومة منع نمايد و اگر طالب دنيا است اموري كه سبب و علت اعراض عباد و وحشت من في البلاد شود البته ارتكاب ننمايد بلكه به اعمالي كه سبب اقبال ناس است عامل شود - بس مبرهن شد كه اعمال مردوده از انفس جاهله بوده و خواهد بود - (نسئل الله ان يحفظ عباده عن التوجه الي غيره و يقربهم اليه انه علي كل شي‌ء قدير). سبحانك اللهم يا الهي تسمع حنيني حالي و ضري و ابتلائي و تعلم ما في نفسي ان كان ندائي خالصا [ صفحه 183] لوجهك فاجذب به قلوب بريتك الي افق سماء عرفانك و قلب السطان الي يمين عرش اسمك الرحمن ثم ارزقه يا الهي النعمة التي نزلت من سماء كرمك و سحاب رحمتك لينقطع عما عنده و يتوجه الي شطر الطافك - اي رب ايده علي نصرة امرك و اعلاء كلمتك بين خلقك ثم انصره بجنود الغيب و الشهادة ليسخر المدائن باسمك و يحكم علي من علي الأرض كلها بقدرتك و سلطانك يا من بيدك ملكوت الايجاد و انك انت الحاكم في المبدأ و المعاد لا اله الا انت المقتدر العزيز الحكيم - بشأني امر را در پيشگاه حضور سلطاني مشتبه نموده‌اند كه اگر از نفسي از اين طايفه عمل قبيحي صادر شود آن را از مذهب أين عباد مي‌شمرند (فو الله الذي لا اله الا هو) اين عبد ارتكاب مكاره را جائز ندانسته تا چه رسد به آنچه صريحا در كتاب الهي نهي آن نازل شده حق ناس را از شرب خمر نهي فرموده و حرمت آن در كتاب الهي نازل و ثبت شده و علماي عصر كثر الله امثالهم طرا ناس را از اين عمل شنيع نهي نموده‌اند مع ذلك بعضي مرتكبند حال جزاي اين عمل به نفوس غافلة راجع و آن مظاهر عز تقديس مقدس و مبرا يشهد بتقديسهم كل الوجود من الغيب و الشهود - بل اين عباد حق را يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد مي‌دانند و ظهورات مظاهر احدية را در عوالم ملكيه محال ندانسته‌اند - و اگر نفسي محال داند چه فرق است ما بين او و قومي كه يدالله را مغلول دانسته‌اند اگر حق جلب ذكره را مختار دانند بايد هر امري كه از مصدر حكم آن سلطان قدم ظاهر شود كل قبول نمايند (لا مفرد و لا مهرب لأحد الا الي الله لا عاصم و لا ملجأ الا اليه) و امري كه لازم است اتيان دليل و برهان مدعي علي ما يقول و يدعي ديگر اعراض ناس از عالم و جاهل منوط نبوده و نخواهد بود انبياء كه لئالي بحر احديه و مهابط وحي الهيه‌اند محل اعراض و اعتراض ناس واقع شده‌اند چنانچه مي‌فرمايد (و همت كل امة برسولهم ليأخذوه و جادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق) و همچنين مي‌فرمايد (ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزئون) در ظهور خاتم الانبياء و سلطان اصفياء روح العالمين فداه ملاحظه فرمائيد كه بعد از اشراق شمس حقيقت از افق حجاز چه مقدار ظلم از اهل ضلال بر آن مظهر عزذي الجلال وارد شده بشأني عباد غافل بودند كه اذيت آن حضرت را از اعظم اعمال و سبب وصول بحق متعال مي‌دانسته‌اند چه كه علماي آن عصر در سنين اوليه از يهود و نصاري از آن شمس افق اعلي اعراض نمودند و به اعراض آن نفوس جميع ناس از وضيع و شريف بر اطفاي نور آن نير افق معاني كمر بستند أسامي كل در كتب مذكور است از جمله و هب بن راهب و كعب بن اشرف و عبدالله أبي و أمثال آن نفوس تا آنكه امر به مقامي رسيد كه در سفك دم اطهر آن حضرت مجلس شوري ترتيب دادند چنانچه حق جل ذكره خبر فرموده [ صفحه 184] (و اذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين) لاهمچنين مي‌فرمايد (و ان كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض او سلما في السماء فتأتيهم بآية و لو شاء الله لجمعهم علي الهدي فلا تكونن من الجاهلين) تالله از مضمون اين دو آيه‌ي مباركه قلوب مقربين در احتراق است و امثال اين امور و ارده‌ي محققة از نظر محو شده و ابدا تفكر ننموده و نمي‌نمايند كه سبب اعراض عباد در احيان ظهور مطالع انوار الهيه چه بوده و همچنين قبل از خاتم انبياء در عيسي ابن مريم ملاحظه فرمائيد بعد از ظهور آن مظهر رحمن جميع علماء ان ساذخ ايمان را بكفر و طغيان نسبت داده‌اند تا بالآخره به اجازه حنان كه اعظم علماي آن عصر بود و همچنين قيافا كه اقضي القضاة بود بر آن حضرت وارد آوردند آنچه را كه قلم از ذكرش خجل و عاجز است (ضاقت عليه الارض بوسعتها الي ان عرجه الله الي السماء) و اگر تفصيل جميع انبياء عرض شود بيم آن است كه كسالت عارض گردد و مخصوص علماي توراة برانند كه بعد از موسي نبي مستقل صاحب شريعت نخواهد آلد نفسي از اولاد داود ظاهر خواهد شد و او مروج شريعت توراة خواهد بود تا با عانت او حكم توراة بين اهل شرق و غرب جاري و نافذ گردد و همچنين اهل انجيل محال دانسته‌اند كه بعد از عيسي بن مريم صاحب امر جديد أز مشرق مشيت الهي اشراق نمايد و مستدل به اين آيه شده‌اند كه در انجيل است (ان السماء و الأرض تزولان و لكن كلام ابن الانسان لن يزول ابدا) و برآنند كه آنچه عيسي بن مريم فرموده و امر نموده تغيير نيابد در يك مقام از انجيل مي‌فرمايد (اني ذاهب و آت) و در انجيل يوحنا هم بشارت داده بروح تسلي دهنده كه بعد از من مي‌آيد و در انجيل لوقا هم بعضي علامات مذكور است و لكن چون بعضي از علماي آن ملت هر بيانير اتفسيري بهواي خود نمودند لذا از مقصود محتجب ماندند (فياليت اذنت لي يا سلطان لنرسل الي حضرتك ما تقر به العيون و تطمئن به النفوس و يوقن كل منصف بأن عنده علم الكتاب) و بعضي از ناس جون از جواب خصم عاجزاند بحبل تحريف كتب متمسكند و حال آنكه ذكر تحريف در مواضع مخصوصه بوده - (لو لا اعراض الجهلاء و اغماض العلماء لقلت مقالا تفرح به القلوب و تطير الي الهواء الذي يسمع من هزيز ارياحه أنه لا اله الا هو و لكن الآن لعدم اقتضاء الزمان منع اللسان عن البيان و ختم اناء التبيان الي ان يفتح الله بقدرته انه لهو المقتدر القدير) - سبحانك اللهم يا الهي اسألك باسمك الذي به سخرت من في السموات و الأرض ان تحفظ سراج امرك بزجاجة قدرتك و الطافك لئلا تمر عليه ارياح الانكار من شطر الذين غفلوا من اسرار اسمك المختار ثم زد نوره بدهن حكمتك انك انت المقتدر علي من في ارضك و سمائك - اي رب اسألك بالكلمة العيا التي بها فزع [ صفحه 185] من في الارض و السماء الا من تمسك بالعروة الوثقي ان لا تدعني بين خلقك فارفعني اليك و ادخلني في ضلال رحمتك و اشربني زلال خمر عنايتك لأسكن في خباء مجدك و قباب الطافك انك انت المقتدر علي ما تشاء و انك انت المهيمن القيوم - (يا سلطان) قد خبت مصابيح الانصاف و اشتعلت نار الاعتساف في كل الاطراف الي ان جعلوا أهلي اساري من الزوراء الي الموصل الحدباء. ليس هذا اول حرمة هتكت في سبيل الله ينبغي لكل نفسي أن ينظر و يذكر ما ورد علي آل الرسول اذ جعلهم القوم أساري و أدخلوهم في دمشق الفيحاء، و كان بينهم سيد الساجدين و سند المقربين و كعبة المشتاقين روح ما سواه فداه - قيل لهم أأنتم الخوارج قال لا و الله نحن عباد آمنا بالله و آياته، و بنا افتر ثغر الايمان و لاحت آية الرحمن، و بذكرنا سالت البطحاء و ماطت الظلمة التي حالت بين الأرض و السماء، قيل أحرمتم ما أحله الله أو حللتم ما حرمه الله قال نحن أول من اتبع أوامر الله و نحن أصل الأمر و مبدئه، و أول كل خير و منتهاه. نحن آية القدم و ذكره بين الأمم - قيل أتركتم القرآن قال فينا أنزله الرحمن و نحن نسائم السبحان بين الأكوان، و نحن الشوارع التي انشعبت من البحر الاعظم الذي احيي الله به الأرض و يحييها من بعد موتها، و منا انتشرت آياته و ظهرت بيناته و برزت آثاره، و عندنا معانيه و أسراره قبل لأي جرم مليتم قال لحب الله و انقطاعنا سواه. انا ما ذكرنا عبارته عليه‌السلام بل أظهرنا رشحا من بحر الحيوان الذي كان مودعا في كلماته ليحيي به المقبلون و يطلعوا علي ما ورد علي أمناء الله من قوم سوء أخسرين. و نري اليوم يعترض القوم علي الذين ظلموا من قبل و هم يظلمون اشد مما ظلموا و لا يعرفون - تالله اني ما أردت الفساد بل تطهير العباد عن كل ما منعهم عن التقرب الي الله مالك يوم التناد - كنت نائما علي مضجعي مرت علي نفحات ربي الرحمن و أيقظتني من النوم و أمرني بالنداء بين الارض و السماء ما كان هذا من عندي بل من عنده يشهد بذلك سكان جبروته و ملكوته و أهل مدائن عزه - و نفسه الحق لا أجزع من البلايا في سبيله، و لا عن الرزايا في حبه و رضائه. قد جعل الله البلاء غادية لهذه الدسكرة الخضراء، و ذبالة لمصباحه الذي به أشرقت الأرض و السماء - هل يبقي لأحد ما عنده من ثروته أو يغنيه غدا عن مالك ناصيته - او ينظر احد في الذين ناموا تحت الرضام - و جاوروا الرغام - هل يقدر أن يميز رمم جماجم المالك عن براچم المملوك لا و مالك الملوك - و هل يعرف الولاة من الرعاة، و هل يميز أولي الثروة و الغناء من الذي كان بلا حذاء و وطاء - تالله قد رفع الفرق الا لمن قضي بالحق - و قضي بالحق - اين العلماء و الفضلاء و الأمراء - اين دقة انظارهم - وحدة ابصارهم ورقة افكارهم - و سلامة اذكارهم - و اين خزائنهم المستورة و زخارفهم المشهورة - و سررهم الموضونة - و فرشهم الموضوعة - [ صفحه 186] هيهات قد صار الكل بورا، و جعلهم قضاء الله هباء منثورا - قد نثل ما كنزوا - و تشتت ما جمعوا و تبدد ما كتموا. أصبحوا لا يري الا اما كنهم الخالية - و سقوفهم الخاوية و جذوعهم المنقعرة و قشيبهم البالية. ان البصير لا يشغله المال عن النظر الي المآل و الخبير. لا تمسكه الاموال عن التوجه الي الغني المتعال - أين من حكم علي ما طلعت الشمس عليها و اسرف و استطرف في الدنيا و ما خلق فيها - اين صاحب الكتيبة السمراء و الراية الصفراء - اين من حكم في الزوراء و اين من ظلم في الفيحاء - و اين الذين ارتعد الكنوز من كرمهم - و قبض البحر عند بسط أكفهم و هممهم - و اين من طال ذراعه في العصيان - و مال ذرعة عن الرحمن - اين الذي كان يجتبي اللذات. و يجتني أثمار الشهوات - اين ربات الكمال و ذوات الجمال - اين اغصانهم المتمائلة. و افنانهم المتطاولة. و قصورهم العالية. و بساتينهم المعروشة و اين دقة اديمها. ورقة نسيمها و خرير مائها، و هزيز ارياحها. و هدير ورقائها. و حفيف اشجارها. و اين سحورهم المفترة. و ثغورهم المبتسمة فواها لهم قد هبطوا الحضيض و جاوروا القضيض لا يسمع اليوم منهم ذكر و لا ركز، و لا يعرف منهم أمر و لا رمز - أيمارون القوم و هم يشهدون. أينكرون و هم يعلمون. لم أدر بأي واد يهيمون. أما يرون يذهبون و لا يرجعون الي متي يغيرون و ينجدون. يهبطون و يصعدون. (ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله) طوبي لمن قال او يقول بلي يا رب آن و حان و ينقطع عما كان الي مالك الاكوان و مليك الامكان. هيهات لا يحصد الا ما زرع و لا يأخذ الا ما وضع. الا بفضل الله و كرمه - هل حملت الارض بالذي لا تمنعه سبحات الجلال عن الصعود الي ملكوت ربه العزيز المتعال. و هل لنا من العمل ما يزول به العلل و يقربنا الي مالك العلل - نسأل الله ان يعاملنا بفضله لا بعدله، و يجعلنا من الذين توجهوا اليه و انقطعوا عما سواه - يا ملك قد رأيت في سبيل الله ما لا رئت عين و لا سمعت اذن. قد انكرني المعارف و ضاق علي المخارف - قد نضب ضحضاح السلامة و اسفر ضحضاح الراحة - كم من البلايا نزلت - و كم منها سوف تنزل - امشي مقبلا الي العزيز الوهاب - و ورائي تنساب الحباب - قد استهل مدمعي الي ان بل مضجعي و ليس حزني لنفسي تالله راسي يشتاق الرماح في حب مولاه - و ما مررت علي شجر الا و قد خاطبه فؤادي يا ليت قطعت لاسمي و صلب عليك جسدي في سبيل ربي بل بما اري الناس في سكرتهم و يعمهون و لا يعرفون. رفعوا أهوائهم و وضعوا الههم كأنهم اتخذوا امر الله هزوا و لهوا و لعبا. و يحسبون انهم محسنون. و في حصن الامان هم محصنون - ليس الامر كما يظنون غذدا يرون ما ينكرون فسوف يخرجنا اولوا الحكم و الغناء من هذه الارض التي سميت بأدرنه الي مدينة عكا - و مما يحكون انها اخرب مدن الدنيا و اقبحها صورة، و اردثها هواء، و انتهاماء. كأنها دار حكومة [ صفحه 187] الصدي لا يسمع من ارجائها الا صوت ترجيعه. و ارادوا ان يحبسوا الغلام فيها و يسدوا علي وجوهنا ابواب الرخاء و يصدوا عنا عرض الحيوة الدنيا فيما غبر من ايامنا - تالله لو ينهكني اللغب - و يهلكني السغب و يجعل فراشي من الصخرة الصماء، و مؤآنسي و حوش العراء لا اجزع، و اصبر كما صبر أولوا الحزم و اصحاب العزم بحول الله مالك القدم و خالق الأمم و اشكر الله علي كل الاحوال و نرجو من كرمه تعالي بهذا الحبس يعتق الرقاب من السلاسل و الاطناب. و يجعل الوجوه خالصة لوجه العزيز الوهاب. انه مجيب لمن دعاه. و قريب امن ناجاه - و نسأله ان يجعل هذا البلاء الأدهم درعا لهيكل امره و به يحفظه من سيوف شاحذة و قضب نافذة - لم يزل بالبلاء علا امره و سنا ذكره - هذا من سنته قد خلت في القرون الخالية - و الاعصار الماضية فسوف يعلم القوم ما لا يفقهونه اليوم. اذا عثر جوادهم و طوي مهادهم و كلت اسيافهم. و زلت اقدامهم. لم ادر الي متي يركبون مطية الهوي و يهبمون في هيماء الغفلة و الغوي ايبقي عزة من عز، و ذلة من ذل أم يبقي من اتكأ علي الوسادة العليا و بلغ في العزة الغالية القصوي لا و ربي الرحمن كل من عليها فان، و يبقي وجه ربي العزيز المنان. اي درع ما اصابها سهم الردي و اي فود ما عرته القضاء و اي حصن منع عنه رسول الموت اذاتي و اي سرير ما كسر - و أي سدير ما قفر - لو علم الناس ما وراء الختام من رحيق رحمة ربهم العزيز العلام. لنبذوا الملام و استرضوا عن الغلام - و أما الآن حجبوني بحجاب الظلام الذي نسجوه بأيدي الظنون و الأوهام - سوف تشق اليد البيضاء جيبا لهذه الليلة الدماء، و يفتح الله لمدينة بابا رتاجا - يومئذ يدخل فيها الناس افواجا و يقولون ما قالته اللائمات من قبل ليظهر في الغايات ما بدا في البدايات ايريدون الاقامة و رجلهم في الركاب و هل يرون لذهابهم من اياب لا و رب الارباب الا في المآب يومئذ يقوم الناس من الاجداث و يسئلون عن التراث - طوبي لمن لا تسومه الاثقال في ذلك اليوم الذي فيه تمر الجبال - و يحضر الكل للسؤال في محضر الله المتعال انه شديد النكال - نسئل الله ان يقدس قلوب بعض العلماء من الضغينة و البغضاء لينظروا الاشياء بعين لا يغلبها الاغضاء، و يصعدهم الي مقام لا تقلبهم الدنيا و رياستها عن النظر الي الافق الاعلي، و لا يشغلهم المعاش و اسباب الفراش عن اليوم الذي فيه يجعل الجبال كالفراش - و لو انهم يفرحون بما ورد علينا من البلاء سوف يأتي يوم فيه ينوحون و يبكون - و ربي لو خيرت فيما هم عليه من العزة و الغنا و الثروة و العلا و الراحة و الرخاء و ما انا فيه من الشدة و البلاء لاخترت ما انا فيه اليوم و الآن لا ابدال ذرة من هذه البلايا بما خلق في ملكوت الانشاء - لو لا البلاء في سبيل الله ما لذ لي بقائي و ما نفعني حياتي - و لا يخفي علي اهل البصر و الناظرين الي المنظر الاكبر اني في [ صفحه 188] اكثر ايامي كنت كعبد يكون جالسا تحت سيف علق بشعرة واحدة و لم يدر متي ينزل عليه أينزل في الحين او بعد حين - و في كل ذلك نشكر الله رب العالمين و تحمده في كل الاحوال انه كان علي كل شي‌ء شهيد - نسئل الله يبسط ظله ليسر عن اليه الموحدون و يأوين فيه المخلصون، و يرزق العباد من روض عنايته زهرا، و من افق ألطافه زهرا و يؤيده فيما يجب و يرضي، و يوفقه علي ما يقر به الي مطلع أسمائه الحسني ليغض الطرف مما يري من الاجحاف و ينظر الي الرعية بعين الالطاف و يحفظهم من الاعتساف - و نسأله تعالي أن يجمع الكل علي خليج البحر الاعظم الذي كل قطرة منه تنادي انه مبشر العالمين - و محيي العالمين - و الحمد لله مالك يوم الدين و نسئله تعالي ان يجعلك ناصرا لامره و ناظرا الي عدله لتحكم علي العباد كما تحكم علي ذوي قرابتك، و تختار لهم ما تختاره لنفسك انه لهو المقتدر المتعالي المهيمن القيوم (دققت علي النسخة المطبوعة في القاهرة في ذي الحجة سنة 1330 ه)

پاورقي

[1] من محاضرة لعبد الجليل بك القاضي بالحاكم الاهلية المصرية عن أغراض و مقاصد البهائية.
[2] مجلة العرفان الصيداوية من امهات المجلات العربية التي أنشئت في مطلع القرن العشرين و ما تزال تصدر حتي الآن بعناية و انتظام. و قد كافحت الامية و الضلال و الالحاد طوال 4511 سنة المنصرمة مكافحة لاهوادة فيها، و خدمت الثقافة و العلم خدمات جلي فاستحق منشؤها العلامة الشيخ احمد عارف الزين كل اجلال و تقدير.
[3] كما هو صريح الوثيقة التي نشرنا صورتها أمام الصفحة الرابعة من هذا الكتاب.
[4] في ص 277 من المجلد الثالث من «دائرة المعارف الاسلامية» أن ولادة «الباب» كانت في اول المحرم 1236 - 26 مارس 1821.
[5] التاريخ النبيل عن وقائع الايام الاولي للامر البهائي و يسمي «مطالع الانوار» ص 59.
[6] و كان - علي محمد - يبالغ في التقشف و يمكث في الشمس ساعات عديدة حتي تأثر بذلك عقله، دائرة المعارف الاسلامية 3 / 227 .
[7] روضات الجنات ص 27( الطبعة الثانية لسنة 1347).
[8] هكذا جاء تاريخ ولادة الاحسائي في «مطالع الانوار» ص 3 و في «الكواكب الدرية» انها كانت في عام 1157 ه (1743 م) و في دائرة المعارف الاسلامية 1 / 448 ان الاحسائي ولد في 1157 ه (1744 م).
[9] في كتابه «دليل المتحيرين و ارشاد المسترشدين» عمل ما نقله «النبيل» في «مطالع الانوار» ص 3. [
[10] روضات الجنات ص 27 من الطبعة الثانية و في دائرة المعارف الاسلامية 1 / 448 أن الاحسائي توفي في عام 1242 ه (1827 - 1828 م) أثناء أدائه فريضة الحج بمكة.
[11] كان اعتقاد الشيخ احمد الاحسائي في مسألتي الميعاد و المعراج الجسمانيين بعد نوعا من الهرطقة «فقد قرران جسم الانسان مكون من اجزاء متباينة مستمدة من الطبائع الاربعة و الأجسام التسعة السماوية، و اما الجسم الذي يقوم في يوم القيامة لا يتكون الا في الاجزاء السماوية. و أما الطبائع الاربعة فانها تعود الي اصلها بمجرد الوفاة. أما هذا الجسم الهرقولي فهو الذي يعود» و علي هذا يكون معراج النبي روحاني لا جسماني راجع مجلة الجمعية الآسيوية لسنة 1889 - ص 890 / 891.
[12] ينكر البابيون و البهائيون أن يكون السيد علي محمد قد درس علي السيد رشتي و يقولون انه لا يمكن لصاحب رسالة مثله ان يحضر دروس غيره للاستفادة.
[13] تنقل عن الشيخ احمد بعض آراء سخيفة في الفلسفة كقوله باصالة الوجود و الماهية مما و حيث ان للرجل اصطلاحات خاصة به فلا ينبغي التسرع في انتقاد آرائه قبل بذل الجهد في تحصيل مراده. العلامة الشيخ عبد الكريم الماشطة الحلي في مجلة البيان النجفية 1 / 22.
[14] راجع كتاب «تاريخ البابية او مفتاح باب الابواب» ص؛ 11 / 115 و يلقب «البابيون» الباب بالاسماء الآتية ايضا: «سيد الذكر - و عبد الذكر - و باب الله - و نقطة الاولي - و طلعة الاعلي - و حضرة الاعلي - و مظهر الرب الاعلي - و نقطة البيان - و السيد الباب» راجع كتاب «مطالع الانوار» ص 56 من الهامش.
[15] الشيخ عيسي اللنكراني هو الاسم المستعار للجاسوس الروسي كيناز دالكوركي الذي كان مترجما للفوضية الروسية طهران سنة 1250 ه (1834 م) ثم اصبح وزيرها المفوض و يقول هذا الجاسوس في مذاكراته التي نشرتها مجلة الشرق الوفييتية في العامين 1924 و 1925 ثم ترجمت الي اللغة الايرانية فعربها الحاج سيد احمد الفالي الكربلائي و طبعها في مطابع قدموس الجديدة في بيروت. يقول هذا الجاسوس انه كان قد اسلم و تزوج من فتاة ايرانية أنجبت له طفلين ذكرا و انثي و انه جاء الي كربلا كطالب علم و تصرف علي السيد علي محمد فتمتنت بينهما عري الالفة المحبة و انهما حضرا دروس السيد كاظم الرشتي مرارا عديدة و يضيف «دالكوركي» الي ذلك قوله: ان طالبا من تبريز سأل السيد الرشتي في مجلس تدريسه ذات يوم: أين يقيم صاحب الزمان المهدي المنتظر؟ فرد عليه السيد قائلا لا ادري! و لعله هنا في مكان التدريس و لكن لا أدري و لست اعرفه فجالت في خاطره «دالكوركي» فكرة خبيثة هي انه أدخل في نفس السيد علي محمد بأن يدعي انه هو المهدي المنتظر و انه ما زال يحرضه علي ذلك و يرغبه حتي اختمرت فيه هذه الفكرة و أصبحت عقيدة راسخة فأعلنها و تمسك بها. و في «مذكرات دالكوركي» معلومات و اخبار اختلطت فيها الحقيقة بالخيال فليرجع اليها من اراد الاستزادة من هذه الطرائف الغريبة و الاخبار العجيبة التي ينكرها البهائيون.
[16] تاريخ النبيل ص 50.
[17] و عدد واحد هو 19 بالحروف الابجدية.
[18] مطالع الانوار ص 97.
[19] اما انا فسأ سافر الي الحج مع القدوس و مع الخادم الحبشي و سأر افق ركب الحج من فارس الذي سيسافر قريبا و سأزور مكة و المدينة و هناك اتمم المأمورية التي أمرني بها الله اه من «كلمات الباب» في «تاريخ النبيل» ص 76.
[20] مطالع الانوار ص 109.
[21] مفتاح باب الابواب ص 130.
[22] و بعد ان اعلن انه - الباب - الذي يتوصل به الي الامام المستور الذي يعد المصدر الاعلي لكل حقيقة و هداية سرعان ماجال في روعه انه اكبر من ان يكون واسطة للامام الغائب فحسب و ان الله قدرفعه علي هذا الامام اقتصادا في مراحل التطور الروحي و اختصارا لمراتب الهداية فاعتقد انه المهدي الذي لابد من ظهوره لاصلاح و تخليص بني الانسان من المظالم و الطغيان و نشر العدالة بين البشراه سعد محمد حسن في كتابه (المهدية في الاسلام) ص 248.
[23] ينقل هذه الاقصوصة الدكتور محمد مهدي خان في كتابه «مفتاح باب الابواب ص 132 - 133 «و الاستاذ محمد فاضل في كتابه (الحراب في صدر البهاء و الباب) ص 168 - 169 و العلامة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء في الآيات البينات ص 21 - 22 و غيرهم من كبار الباحثين.
[24] تاريخ النبيل ص 119.
[25] مطالع الانوار ص 121.
[26] تاريخ النبيل ص 165.
[27] مطالع الانوار ص 168 و في بعض المصادر أن منوجهر خان «حاكم أصفهان» أعلن عن عزمه علي تسفير الباب الي مقر السلطنة ليلاتي جزاءه، و انه ارسله فعلا بصحبة ثلة من الجند الي خارج المدينة الا أنه اوعز الي الجند ان يبقوا الباب في (مورجه) احدي ضواحي اصفهان، و ان يعيدوه الي منزله ليلا فكان له ما اراد. و كان غرضه من ذلك الابقاء علي الباب حيا لتوسيع شقة الخلافات الدينية بين الايرانيين و قتل بعضهم بعضا جريا علي سياسة «فرق تسد» و لا سيما و هو حديث عهد بالاسلام.
[28] مطالع الأنوار «تاريخ النبيل» ص 232.
[29] الكواكب الدرية لعبد الحسين آواره ص 219.
[30] المصدر نفسه ص 220.
[31] تاريخ النبيل ص 234 - 235.
[32] مفتاح باب الأبواب ص 181 - 183 و فيما بلي كلمة عن «قرة العين» و اصل اسمها زارين تاج كانت زارين تاج - اي التاج الذهبي - بنت الحاج ملا صالح البرقاني من اسرة معروفة في قزوين، و مشهورة بالعلم و المعرفة، و كانت تحضر «روس والدها و عمها في نفس البهو الذي يجتمع فيه الطلاب، و كانت تميل الي تعاليم السيد كاظم الرشتي و تظهر اخلاصها له و تعلقها به. و لا جل ان تبرهن له علي ذلك كتبت اليه رسالة في الدفاع عن تعاليم استاذه الشيخ احمد الاحسائي فأجابها السيد برسالة رقيقة افتتحها بهذه الديبجة «يا قرة عيني و فرح فؤادي» و منذ ذلك الحين اقبت زارين تاج بقرة العين، و كنيت بأم سامي. و في اجتماعها في «بدشت» ببعض معارفها دهش الكثيرون من جرأنها و شجاعتها فوشوا بها الي «الباب» فرد عليهم صاحب الرسالة الجديدة بقوله «ماذا عسي ان اقول فيمن مماها لسان العظمة و القوة بالطاهرة؟» و كانت «قرة العين» قد تزوجت باين عمها محمد بن الملا تقي القزويني الذي كان امام الجمعة في مدينته، و رزقت منه ثلاثة أولاد ذكورا و اناثا ثم سافرت الي كربلا لملاقاة السيد كاظم الرشتي فوجدته قد توفي قبل وصولها، فآثرت البقاء في هذه المدينة و بث الدعوة لمبادي، المتوفي علي الاسس الشيخية، و ما لبثت أن انقطعت الي الرياضة و النبتل فأمرتها الحكومة بمغادرة كربلاء فوزا، فتوجهت الي بغداد، و نزلت في دار المفتي الالوسي الشهير زهاء الشهرين حتي اذا عقد «مؤتمر بدشت» عادت الي ايران فطلقت زوجها، واتهمت بقتل عمها وسي أهلها، و كانت ولادتها في قزوين سنة 1230 أو سنة 1231 ه و وفاتها في 1264 ه كما تقدم.
[33] مطالع الانوار ص 213.
[34] الدكتور ميرزا محمد مهدي خان في كتابه «تاريخ البابية أو مفتاح باب الأبواب» ص 213.
[35] المؤرخ البابي «نبيل» في كتابه «مطالع الانوار» ص 303.
[36] مطالع الأنوار ص 386.
[37] مفتاح باب الابواب ص 269.
[38] الكواكب الدرية ص 374.
[39] راجع كتاب «مفتاح باب الابواب» للدكتور مرزا محمد مهدي خان ص 224.
[40] المؤرخ البابي نبيل في (مطالع الانوار) ص 249 / 250.
[41] مفتاح باب الابواب ص 194.
[42] Materials. For The Study of The Babi Religon (London 1918).
[43] مفتاح باب الابواب ص 229.
[44] من (زنوز) قرية كبيرة في ضواحي بليدة مرند من مدن اذربيجان.
[45] يقول صاحب (الكواكب الدرية في مآثر البهائية) ص 437 أن الباب أوعز الي هذا الرجل أن ينكره لينجو من الموت و يقص علي أصحابه مالقيه اصحابه من عذاب مهين.
[46] دائرة المعارف الاسلامية ج 3 ص 228.
[47] راجع مطالع الأنوار لمؤرخ البابية النبيل ص 204 و ما بعدها و قد زرنا هذه المرقد في تموز 1931 م و في ص 228 من المجلد الثالث من «دائرة المعارف الاسلامية» أن أتباع الباب «المخلصين أخذوا جثمانه الي طهران و دفنوه فيها 29 سنة ثم أخرج من مدفنه بناء علي أمر بهاء الله و تقول احدي الروايات أنه نقل الي عكا».
[48] العالم البابي «مرزا أبوالفضل الجرادقاني» في كتاب عبدالبهاء و البهائية ص 11 و «المقتطف» 20 / 653.
[49] الدكتور مرزا محمد مهدي في «مفتاح باب الابواب» ص 270.
[50] البر و فسور اسلمند في كتابه «بهاء الله و العصر الجديد»ص 32.
[51] مفتاح باب الابواب ص 273.
[52] وضع «الباب» كتاب البيان العربي - و مثله البيان الفارسي - و رتبهما علي تسعة عشر واحدا، و قسم كل واحد الي تسعة عشر بابا، فتكون ابواب كل من هذين الكتابين بحساب الجمل الابجدية ثلاثمائة و واحد و ستين بابا. و هذا العدد ينطبق علي مجموع اعداد الحروف كلمة (كل شي) و قد خص الواحد الاول في كل من الكتابين بنفسه، و الثمانية عشر واحد المتباقية لكبار اصحابه لكل منهم واحدا، و لما كان حاصل جمع اعداد حروف (حي) اذا استخرجت بحساب الجمل ثمانية عشر فقد سمي اصحابه المشار اليهم (حروف حي) و قد كتب من البيان الفارسي ثمانية آحاد و عشرة ابواب من الواحد التاسع، و كتب من البيان العربي احد عشر واحدا فقط و ترك الكمال البيانين لم يأتي بعده. و يقول البهائيون ان كتاب (الايقان) الذي كتبه «البهاء» اثناء مقامه في بغداد هو تتمة البيان.
[53] هو المرزه عباس المازندراني النوري - نسبة الي قرية نور من ضواحي مازندران - و كان قد تقلب في وظائف الدولة حتي اصبح مستوفيا لولاية مازندران، و خلف سبعة اولاد ذكورا و بنتين. اما اولاده السبعة فهم: حسن و حسين و موسي و تقي و رضا و يحيي و محمد قلي، و اما البنتان فلم نعثر علي اسميهما في الكتب التي بأيدينا.
[54] و هنا نقطة مهمة لا بد لنا من الالماع اليها و هي: ان المرزه يحيي صبح ازل و حزبه المسمي بالازلية و الايرانيين جميعا متفقون علي ان الباب استخلف المرزه يحيي المذكور قبل قتله بمدة، و كتب بذلك ورقة الوصية بخطه و ختمها و جعله بها خليفته من بعده. ثم عين اخاه الاكبر المرزه حسين علي البهاء وكيلا له، و أمره بحجب و اخفائه عن اعين الموالفين و المخالفين لئلا يمس بالسوء فقام البهاء بتنفيذ الامر، و اخفاء عن اعين الرقباء و الحلفاء و صار يخاطب الناس عنه و الناس يخاطبونه ويكاتبونه بصفته وكيلا عن اخيه يحيي و دام الحال علي هذا المنوال حتي كان ما كان من اغتيال الشاه، و قبل حصول ذلك ببضعة ايام ارسله البهاء مع من يعتمده الي ولاية كيلان و هو علي زي الدراويش... و ذلك حرص منه علي حياته و خيفة اغتياله من الحكومة و الاهالي اه - مفتاح باب الابواب ص 336.
[55] الكواكب الدرية ص 407.
[56] كتاب الرحيق المختوم لعبد الحميد اشراق 1 - 446.
[57] مطالع الانوار ص 481 - 482.
[58] البهائية: تاريخها و حقيقتها ص 7.
[59] مفتاح باب الابواب ص 333.
[60] God passes by P. 109 لشوقي افندي رباني زعيم البهائيين الروحي «و يسمونه ولي امر الله» و في «ناسخ التواريخ» و «مفتاح باب الابواب» ان الوصول كان في خامس جمادي الاولي 1269 و في البهائية: «تاريخها و حقيقتها» ان هذا الوصول كان في المحرم سنة 1269 «راجع ص 7 منه».
[61] البهائية: تاريخها و حقيقتها ص 8.
[62] الابالة الحزمة من الحشيش و الحطب، و الضفث قبضة من الحشيش مختلطة الرطب باليابس و معني المثل بلية علي اخري و يضرب مثلا للرجل يحمل صاحب المكروه و ثم يزيده منه «المنجد ص 1074 من الطبعة التاسعة».
[63] البهائية: تاريخها و حقيقتها ص 9 و كانت عودته الي بغداد في 12 رجب 1272 (19 آذار 1856 م).
[64] البروفسور اسلمند في كتاب «بهاء الله و العصر الجديد» ص 38.
[65] و أفضي الامر الي ان الأخوين الشقيقين أصبحا يدسان السم بالطعام كل لأخيه، و أثر بالسم في البهاء لما دسه له أخوه، و لكنه نجا كما تقول البهائية، و نجا صبح ازل من سم اخيه لما دسه اليه و سلم منه لما اراد الفتك به بالسلاح كما تقول الأزلية مجلة العرفان 7 / 269 لسنة 1922.
[66] يذكر هذا العدد صاحب كتاب «مفتاح باب الابواب» في ص 354 و لكن البر و فسور براون يقول انه كان ستة عشر شخصا.
[67] مفتاح باب الابواب ص 353.
[68] ص 113 من هذا الكتاب. و كان الباب السيد علي محمد قد سرح في «البيان العربي» بأن دينه هذا يطول امتداده الي اعوام بعدد حروف «المستغاث» اي الفين و واحد و ثلاثين سنة. ثم ورد في الباب العاشر من الواحد السابع من «البيان الفارسي» انه لا يوجد في رتبة الاسماء ما هو اعلا من اسم المستغاث فاذا طرحنا عدد اللهم - اي 106 - مرة بعد اخري من عدد المستغاث الي عدد حروف حي - اي 18 - كان عدد حروف السنوات الباقية و هو 18 مساو لعدد سنوات ظهور البهاء الذي بشر به الباب.
[69] يقول المستشرق الانكليزي ادور براون في ص 63 من كتابه Material for The Study of The Babi Religon ان المرزه حسين البهاء اقترن بالآنسة نوابه خانم سنة 1251 ه (1835 م) و هو ابن ثماني عشرة سنة فرزق منها: 1- المرزه صادق في طهران و قد توفي في الرابعة من عمره. 2- عباس افندي في طهران سنة 1257 ه 1841 م. 3- بهائية خانم في طهران سنة 1260 ه 1844 م. 4- المرزه علي محمد في طهران و قد عاش سبع سنوات و توفي في مازندران. 5- المرزه مهدي في طهران و قد توفي في عكا سنة 1287 ه 1870 م. 6- مرزه علي محمد ولد في بغداد و توفي فيها بعد عامين. و انه اقترن بالآنسة مهد عليا سنة 1266 ه (1849 م) فرزق منها: 1- المرزه محمد علي ولد في بغداد سنة 1270 ه 1853 م 2- صمدية خانم ولدت في بغداد و توفيت في البهجة بجوار عكا سنة 1322 (1904) 3- المرزه علي محمد و قد ولد في بغداد و توفي فيها عن عامين اثنين. 4- الآنسة ساذجية و قد ولدت في بغداد و توفيت في استانبول بعد عامين. 5- ضياء الله و قد ولد في ادرنه سنة 1282 ه (1865) و توفي في حيفا سنة 1316 ه (1898 م) و له من العمر اربعا و ثلاثون عاما. 6- بديع الله و قد ولد في ادرنه سنة 1285 ه (1868 م) و اهم ما تجب ملاحظته علي اسماء ابناء «البهاء» انه سمي ثلاثة من ابنائه باسم «المرزه علي محمد» و لكن احدا منهم لم يبق علي قيد الحياة فقد توفي ثلاثهم بآجالهم.
[70] كان عباس أفندي يتسامي عن الألقاب الفخمة، و لما تولي الامر من بعد والده طلب الي أصحابه أن يلقب بعبد البهاء فقط ثم صار يوقع الواحه و خطاباته هكذا «عبد البهاء عباس».
[71] الدكتور ميرزا محمد مهدي في (مفتاح باب الابواب) ص 356.
[72] البر و فسور ج. أ. اسلمند في كتابه (بهاء الله و العصر الجديد) ص 61.
[73] كان «عبدالبهاء» قد تزوج من الآنسة منيرة بنت المرزه محمد علي نهري فرزق منها أربع بنات فقط هن 1- ضيائية و قد تزوجها المرزه هادي أفنان 2- طوبي و قد تزوجها المرزه محسن أفنان 3- روحا خانم و قد اخذها المرزه حلال 4- منور خانم و قد تزوجها المرزه أحمد اليزدي.
[74] عن كتاب «الاقدس» في ملحق هذا الكتاب.
[75] لم يترك القدر عبدالبهاء في بدء زعامته من منازع يزاحمه في أمر الرئاسة، علي نحو ما حصل لأبيه «البهاء» فقد حدث عندما مات البهاء المرزه حسين علي أن قام ولده الثاني المرزه محمد علي فنازع أخاه العباس الذي نص أبوه علي ولايته فأدي ذلك النزاع الي انشقاق في صفوف الطائفة، و صار كل واحد يسعي لنفسه و بعد ان كان البابيون ثلاث فرق قبل موت البهاء و هي: البهائية و الازلية و البابية الخلص الذين لم يرضخوا لاوامر من قام بعد الباب السيد علي محمد، اصبحوا خمس فرق بعد وفاته و هي الفرق الثلاث المذكورة، و الفرقة الرابعة السماة «البابية البهائية العباسية» اتباع عبد البهاء عباس. اما الخامسة فهي جماعة محمد علي اخي العباس، و يطلق المؤرخون اسم «الناقضين» علي اتباع المرزه محمد علي، و اسم «المارقين» علي اتباع المرزه عباس و قد كان كل فرق يؤيد دعواه و يكفر من عداه فاعتزلوا المعاشرة، و حرموا معاملة بعضهم لبعض. و كانت عداوة كل منهم للاخر اشد من عداوتهم جميعا لمن طعن في شرعية امرهم و قال ببطلان دعواهم.
[76] الواح وصايا حضرة عبدالبهاء المباركة» ص 25.
[77] لما كانت السند البهائية مكونة من تسعة عشر شهرا، و كان في كل شهر تسعة عشر يوما، و حيث ان مجموع ذلك 361 يوما فقد سميت بقية ايام السنة عندهم بأيام الهاء، و هذه تقوم مقام الأيام الخمسة المسترقة عند ارباب الهيئة فيقضونها في تفقد بعضهم بعضا، و في مؤاساة الفقراء و الضعفاء و اليتامي و ابقاء السبيل ثم يصومون بعدها شهرا كاملا» 19 يوما» يكون آخرها عيد النوروز اي 21 آذار.
[78] البر و فسور ج. 1. اسلمند في كتابه «بهاء الله و العصر الجديد» ص 180.
[79] عن كتاب «الاقدس» في ملحق هذا الكتاب».
[80] عن كتاب «الاقدس» في ملحق هذا الكتاب».
[81] لا يشترط في البهائي ان يؤدي الصلوات الثلاث (اي الكبري و الوسطي و الصغري) معا و انما له ان يكتفي بواحدة منها فان صلي الكبري فلا حاجة بالوسطي و بالصغري، و ان صلي الوسطي فلا حاجة بالكبري و الصغري، و هكذا اذا ادي الصغري. و تؤدي الصلاة الكبري في اي وقت شعر البهائي بنفسه انه متفرغا لادائها سواء كان ذلك الوقت صبحا او ظهرا او مساء. اما الصغري فيشترط اداؤها وقت الزوال، و اما الوسطي فمشروطة بأوقات ثلاثة في الصبح و في الظهر و في المساء.
[82] تجب الزكاة عند الاسلام في النقدين: الذهب والفضة، و في الغلات الاربع: الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب، و في الانعام: الغنم و البقر و الابل. و لكل واحدة من هذه شروط و خصوصات مفصلة في الكتب الاسلامية الفقهية.
[83] و هذه الواردات العشرية تكون متصاعدة فيؤخذ العشر من فائض واردات الشخص الذي لا يزيد دخله علي نفقاته الضرورية الا قليلا. اما اذا زاد الفائض اكثر من ذلك فتكون نسبة الضريبة عشرة و نصف ثم عشرون ثم عشرون و نصف ثم ثلاثة اعشار و هكذا تزداد بزيادة الدخل اما اذا كانت واردات الشخص لا تزيد علي نفقاته فلا ضريبة عليه، و الذي لا تسد وارداته نفقاته، و كذا الذي خسر وارده نتيجة لحوادث طبيعية لا دخل له فيها فان مثل هذا الرجل يعوض عن خسارته من مخزن القرية التي فيها.
[84] عن كتاب «الاقدس» في ملحق هذا الكتاب و لكن «البهاء» المرزه حسين علي كان قد تزوج بأربع زوجات كما تقدم.
[85] فسر عبدالبهاء عباس افندي حكم تعدد الزوجات الوارد في الاقدس بقوله «بنص الاقدس يجب ان يقتصر الزواج علي واحدة في الحقيقة اذ ان تعدد الزوجات مشروط بشرط محال و هو العدالة».
[86] فيما يتعلق بشروط الزواج و الطلاق راجع «كتاب نظر اجمالي در دريافت بهائي» المطبوع في لندن عام 1955 م «ص 87».
[87] زيدت حضة الذرية من» 540 «كما كانت في شريعة «الباب» الي ضعفها اي الي «1080» كما امر «البهاء» و لتلافي هذه الزيادة انقص (90) من حصة كل وارث من الوارث الستة فتكون النتيجة (6 ضربدر 90 = 540).
[88] يتساوي الرجل و المرأة في الحقوق في الديانة البهائية فترث البنت بمقدار ما يرث الولد، و تكون سن الرشد للفتي و الفتاة واحدة و هي السنة الخامسة عشرة من عمريهما.
[89] يتوجب علي البهائيين في (ايام الهاء) ان يطعموا الفقراء و المعوزين و يتفقدوا المرضي و المحتاجين و يبسطون اكف الاحسان و المواساة للجميع و يدخلون بانتهائها (شهر الصيام) الشهر التاسع عشر و الاخير من سنتهم.
[90] تسمي احتفالات البهائيين هذه ب (الضيافات التسع عشرية) و تعقد في وقت واحد في كل مكان وجد فيه بهائيون عملا بماء جاء في الاقدس (قد رقم عليكم الضيافة كل شهر مرة... الخ).
[91] نص الصلاة في ص 79 من هذا الكتاب.
[92] تخصص للبهائيين مدافن خاصة بمعرفة الحكومات المحلية في الجهات، و تكون في حراسة المحافل الروجانية.
[93] يكون مركز بهائي في كل مدينة لا يكون فيها عدد البهائيين تسعة، و يؤسس «محفل روحاني» في كل مدينة يبلغ فيها عددهم التسعة، و يؤسس في كل قطر محفل روحاني ملي» يكون عدد أعضائه تسعة ينتخبهم مندوبون من انحاء ذلك القطر.
[94] «الاقدس» من هذا الكتاب.
[95] (الاقدس) من هذا الكتاب.
[96] (الاقدس).
[97] (الاقدس) و لما كان بيت العدل الذي يتولي تشريع الاحكام غير المنصوصة، و التي يستلزمها تطور الوقت و تجدد الازمان، لما كان هذا البيت لم يعين بعد فلا عقوبة دينية علي من يقترف هذه الجريمة. أما عقوبة اللواط فقد سكت عنها الاقدس بقوله (انا نستحي أن نذكر حكم الغلمان) مع ان قسما عظيما من البشر يقترف هذا الاثم في السر و العلانية فكيف يجوز بقاؤه من دون حكم صريح.
[98] (الاقدس) من هذا الكتاب.
[99] الاقدس. [
[100] الاقدس.
[101] (الاقدس) من هذا الكتاب.
[102] الاقدس.
[103] الاقدس.
[104] الاقدس من هذا الكتاب.
[105] حدثني السيد هبة الدين الشهرستاني - و كان وزيرا للمعارف في الوزارة النقيبية الثانية في عام 1922 م - انه دعي الي مقابلة الملك فيصل الأولي في داره فوجد عنده الحاج محمد جعفر أبو التمن - الزعيم الشعبي المعروف و وزير التجارة لبضعة أشهر في الوزارة المذكورة - و وجد لدي الملك مجموعة من برقيات الاحتجاح الوارد ذكرها في المتن أعلاه و هو يقول انه وعد السر برسي كوكس بتحقيق حسن ظن المبرقين في المندوب السامي و الحاج محمد جعفر يصر علي عدم الالتفات الي هذه الاحتياجات، و علي ضرورة ابقاء الدار المتنازع حولها للمسلمين فعرض السيد الشهرستاني اقتراحا: أن تعوض الحكومة البهائيين قطعة أرض جديدة لهم في احدي الضواحي فيبنون فيها كعبة أخري لهم. و للبهائيين اليوم محفل روحاني واسع في محلة السعدون و لكنه ليس بكعبة.
[106] الكامل لابن الأثير ج 5 ص 196.
[107] في ص 37 من المجلد الثاني من «ابن خلكان» بحث مطول عن هذه الدولة فليراجع.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.