علل الغيبة و فلسفتها

اشارة

عنوان : علل الغيبة و فلسفتها
پديدآورندگان : يوسفي غروي، محمد هادي، 1327-(پديدآور)
نوع : متن
جنس : كتاب
الكترونيكي
زبان : عربي
صاحب محتوا : موسسه فرهنگي و اطلاع رساني تبيان
توصيفگر : غيبت امام مهدي ( ع )
مهدويت امام مهدي ( ع )
وضعيت نشر : قم: موسسه فرهنگي و اطلاع رساني تبيان، 1387
ويرايش : -
خلاصه :
مخاطب :
يادداشت : ,ملزومات سيستم: ويندوز 98+ ؛ با پشتيباني متون عربي؛ + IE6شيوه دسترسي: شبكه جهاني وبعنوان از روي صفحه نمايش عنوانداده هاي الكترونيكي
شناسه : oai:tebyan.net/38885
تاريخ ايجاد ركورد : 1388/12/8
تاريخ تغيير ركورد : -
تاريخ ثبت : 1389/7/5
قيمت شيء ديجيتال : رايگان

المقدمة

«اللّهمّ عرّفني حُجّتك، فإنّك إنّ لم تُعرّفني حُجّتك ضَلَلْتُ عن ديني»لا نعرف شيئاً بعد معرفة الله ورسوله وحجّته ووليّه في هذا العصر، أفضل من معرفة العلّة و الحكمة و الفلسفة في غيبته.لذلك، فإنّي اخترتُ هذا الموضوع من بين المواضيع المقترحة لمؤتمر الإمام الحجّة (عليه السلام)، ولذلك راجعت المصادر المعتبرة لأخبار الأئمة الأطهار (عليهم السلام) حسب تاريخ صدورها وتاريخ تأليف تلك المصادر فكان ماقدّمتهُ في هذا المقال حصيلة لذلك البحث والتنقيب، ولله الحمد. [1] .

الشيخ الكليني و علل الغيبة

إن الشيخ الكُليني (قدس سره) صنّف الكتاب الكبير المعروف به المسمّي بالكافي في عشرين سنة.مات ببغداد سنة ثلاثمائة و تسع عشرين، قال ذلك الشيخ النجاشي في رجاله [2] يؤرّخ للعشرين عاماً التي صرفها الشيخ الكليني في تأليفه للكافي منذُمتي؟ إلي متي ويظهر أن ذلك كان بعد الثلاثمائة إلي ماقبل وفاته بعشر سنين.أي فيما بين الثلاثمائة إلي الثلاثمائة والعشرون للهجرة تقريباً، اي إن ذلك كان بعد بداية الغيبة الصُغري بأربعين عاماً تقريباً.وفي كتابه الكافي عقد لصاحب الزمان (عج) ثمانية أبواب في عشرين صفحة، بابان منها في الغيبة ذلك في عشرة صفحات، من دون عنوان:علّة الغيبة. الأول من البابين، باب نادر في حال الغيبة، فيه ثلاثة أخبار ليس فيها شيء عن عِلل الغيبة، وفي الباب الثاني منهما ثلاثون حديثاً.1 ـ حكمة المحنة و التمحيص:الحديث الثاني في الباب الثاني للغيبة: بسنده عن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: إنّه لابدّ لصاحب الأمر من غيبة حتي يرجع عن هذا الأمر مَنْ كان يقول به; إنّما هي فتنة من الله عزّوجلّ امتحن بها خلقه.الثالث فيه: بسنده عن أبيه الإمام الصادق (عليه السلام) قال: أما والله ليُغيّبنّ امامكم سنيناً من دهركم (و) لمُتَحَصُنّ حتي يُقال: مات أو هلك بأيّ واد سلك. [3] .و الخبر الخامس فيه، بسنده عنه (عليه السلام) ايضاً قال: اِن للقائم غيبة قبل أن يقوم. اِنّ الله عزّوجلّ يحبّ أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون. [4] .ثم عقد لهذا المعني باباً مستقلاً بعنوان: باب التمحيص والامتحان، ضمّنه ستة أخبار عن الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، آخرها عن منصور الصيقل قال: كنت أنا والحارث بن المغيرة وجماعة من أصحابنا جلوساً (نتحدّث عند الإمام الصادق (عليه السلام)) و هو يسمع كلامنا، فقال لنا: في أيّ شيء انتم؟ هيهات هيهات، لا والله لا يكون ما تمدون اليه اعينكم حتي تُغربلوا، لا والله لا يكون ما تمدون اليه اعينكم حتي تمحّصوا، لا والله لا يكون ما تمدون اليه اعينكم حتي تميَّزوا، لا والله لا يكون ما تمدّون اليه اعينكم إلاّ بعد إياس، لا والله لا يكون ما تمدون اليه أعينكم حتي يشقي من يشقي ويُسعد مَنْ يُسعد.و اختصره في الخبر الثالث: عن منصور الصيقل نفسه قال: قال لي أبو عبدالله الصادق (عليه السلام): يا منصور، إنّ هذا الأمر لا يأتيكم إلاّ بعد إياس، و لا والله حتي تميّزوا، و لا والله حتي تُمحّصوا، و لا والله حتي يشقي مِنْ يشقي و يُسعد مِنْ يُسعد. [5] .و هذا هو الخبر المرتبط بالموضوع و ما عداه في مطلق التمحيص و الإمتحان، وقد مرّ أن الكليني لم يُعنون شيئاً من ذلك بعلّة الغيبة أو نحوه، وسيأتي من الشيخ الطوسي التنبيه إلي أن ذلك لا يمكن أن يكون علّة للغيبة.2 ـ حكمة الخوف علي النفس:وأربعة من أخبار الباب هي: 5 و 9 و 18 و 29 كُلّها عن زُرارة عن الصادق (عليه السلام) لا أحسبها إلاّ خبراً واحداً بثلاثة طرق، اقصرها التاسع و الثامن عشر، و أطول منها التاسع والعشرون، و اكملها الخبر الخامس الذي مرّ صدره وذيله قال فيه زُرارة: سمعت أباعبدالله (عليه السلام) يقول: إنّ للقائم غيبةً قبل أن يقوم. قلت: و لِمَ؟ قال: يخاف. و أومأ بيده إلي بطنه. [6] .3 ـ علّة أن لا تكون عليه بيعة:و في الخبر السابع و العشرين من أخبار باب الغيبة: بسنده عن هشام بن سالم عن الصادق (عليه السلام) أيضاً قال: يقوم القائم وليس في عُنقه عهد ولاعقد ولا بيعة. [7] .

الشيخ النعماني و أول كتاب في الغيبة

في أوائل عهد الغيبة الصغري في بلدة النعمانية وُلد لابراهيم بن جعفر ولدٌ سماه محمداً، درس أوائل العلوم علي يد ولده ثم رحل في طلب العلم إلي بغداد و فسكنها.و في اوائل القرن الرابع الهجري هاجر الشيخ الكليني الرازي الي بغداد، و فيها و بعد عشرون عاماً من التصنيف تمّ كتابه (الكافي) و خلال هذه الفترة وازره الشيخ ابوعبدالله محمد بن ابراهيم النعماني لطلب العلم و الروآية فاختص به و كان يكتب له كتاب «الكافي» [8] حتي توفي الشيخ الكليني في 329 هـ.كانت يومئذ مدينة حلب و الشام تبعاً لمصر يحكمها الأمير كافور الأخشيدي فاستقلّ بالأمر في حلب سيف الدولة علي بن عبدالله بن حمدان عام 333 هـ واستولي علي الشام و الجزيرة، فتوافد عليه حملة العلم ونوابغ الشعراء [9] فكان ممن و فد عليه الشيخ النعماني من بغداد.بعد حدود عشرة سنين في أواخر سنة 342 هـ. املي النعماني علي كاتبه محمد بن أبي الحسن الشجاعي كتابه في الغيبة [10] كتب في مقدمة كتابه سبب تأليفه ايّاه فقال:«فإنّا رأينا طوائف من العصابة المنسوبة إلي التشيّع، المنتمية إلي محمد وآله صلّيالله عليهم ممن يقول بالإمامة.. قد تفرقت كلمتها وتشعبت مذاهبها، و استهانت بفرائض الله عزّوجلّ و خفّت إلي محارم الله تعالي، فطال بعضها غُلّواً، و انخفض بعضها تقصيراً، و شكّوا جميعاًـ إلاّ القليل ـ في امام زمانهم و وليّ أمرهم و حجة ربّهم التي اختارها بعلمه... للمحنة الواقعة بهذه الغيبة.. فلم يزل الشك و الارتياب قادحَين في قلوبهم، كما قال أميرالمؤمنين (عليه السلام) في كلامه لكميل بن زياد في صفة طالبي العلم و حملته: «أو منقاد لأهل الحق لا بصيرة له، ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة» حتي اتاهم ذلك إلي التيه و الحيرة، و العمي و الضلالة، و لم يبق منهم إلاّ القليل النذر الذين ثبتوا علي دين الله و تمسّكوا بحبل الله، و لم يحيدوا عن صراط الله المستقيم، و تحقق فيهم و صف الفرقة الثابتة علي الحق التي لا تزعزعها الرياح و لا يضرّها الفتن، و لا يغرّها لمع السراب، و لم تدخل في دين الله بالرجال فتخرج منه بهم.... و لعمري ما أتي مَنْ تاه و تحيّر و افتتن و انتقل عن الحق و تعلّق بمذاهب اهل الزخرف و الباطل، إلاّ من قلّة الرواية و العلم و عدم الدراية و الفهم، فإنّهم الأشقياء لم يهتمّوا بطلب العلم و لم يتّعبوا أنفسهم في اقتنائه و روايته من معادنه الصافية، علي انهم لو رووا ثم لم يدروا لكانوا بمنزلة مَنْ لم يرووا.... و اكثر مَنْ دخل في هذه المذاهب إنّما دخل علي أحوال:فمنهم: مَنْ دخله بغير رواية و لا علم، فلما اعترضه يسير الشبهة تاه.و منهم: مَنْ اراده طلباً للدنيا وحطامها، فلما أماله الغواة و الدنياويون إليها، مال مؤثراً لها علي الدين، مغترّاً مع ذلك بزخرف القول غروراً من الشياطين.... ومنهم: مَنْ تحلّي بهذا الأمر للرياء و التحسّن بظاهره و طلباً للرئاسة وشهوة لها و شغفاً بها، من غير اعتقاد للحق و لا اخلاص فيه، فسلب الله جماله وغيّر حاله و أعدّ له نكاله.و منهم: مَنْ دان علي ضعف من إيمانه و وهن من نفسه بصحة ما نطق به منه، فلما وقعت هذه المحنة (الغيبة) التي آذننا أولياء الله بها منذ ثلاثمائة سنة تحيّر ووقف.... فقصدت القربة إلي الله عزّوجلّ بذكر ماجاء عن الأئمّة الصادقين الطاهرين: من لدن أميرالمؤمنين (عليه السلام) إلي آخر مَنْ روي عنه منهم، في هذه الغيبة التي عمي عن حقيقتها و نورها مَنْ أبعده الله عن العلم بها و الهداية إلي ما أُوتي عنهم (عليهم السلام) فيها، ما يصحّح لأهل الحق مارووه و دانوا به، و تؤكّد حجّتهم بوقوعها وبصدق ما آذنوا به منها..» [11] .و كأن النعمانيّ رأي أن ما رواه شيخه الكليني في «اُصول الكافي» في زهاء الستين خبراً في عشرة صفحات غير كاف أو غير شاف لغليل هذا الجمع غير القليل عن هذه الشُبهة الكثيرة و غير القليلة بشأن الغيبة، فجمع في أول كتاب مستقل في الغيبة في خمسة و عشرون باباً ماوفقه الله لجمعه من الأحاديث التي رواها الشيوخ عن الأئمة الصادقين (عليهم السلام) أجمعين في الغيبة بحسب ماحضره. [12] .1 ـ النعماني و حكمة التمحيص:لم يُخصّص النعماني باباً من الخمس و العشرين باباً بعلّة أو حكمة الغيبة، نعم خصّص الباب الحادي عشر منها بعنوان ماروي فيما يلحق الشيعة من التمحيص عند الغيبة، ونوّه إليه في مقدمته بعنوان باب مايلحق الشيعة من التمحيص و الغربلة والتفرقة، وقد قدّم في المقدمة من جملة ما أورده في ذلك الباب حديثين. [13] .ونصّ النعماني علي أن التمحيص علّة الغيبة في الباب السابعقال:والغيبة.. للأمرالذي يريده الله والتدبير الذي أمضاه في الخلق بوقوع التمحيص و الإمتحان والبلبلة و الغربلة للتصفية فيمن يدّعي هذا الأمر. [14] .و قال، اِن هذا الامام جُعل كمال الدين به وعلي يديه، وتمحيص الخلق وإمتحانهم وتمييزهم في غيبته لتحصيل الخاص الخالص الصافي منهم بالإقامة علي نظام أمره و الإقرار بإمامته، و الديانة لله بانه حق و أنه كائن، و أن أرضه لا تخلو منه و أن غاب شخصه،تصديقاً و إيماناً و إيقاناً بكل ما قاله رسول الله و أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) وبشّروا به من قيامه بعد غيبته بالسيف عند اليأس منه. [15] .و ختم الباب بقوله: غيبة إلامام في هذا الزمان الذي نحن فيه لتمحيص مَنْ يُمَحَّص وهلكة مَنْ يهلك ونجاة مَنْ ينجو بالثبات علي الحق ونفيّ الريب و الشك، والايقان بماورد من الأئمة (عليهم السلام) من أنه: لابدّ من كون هذه الغمة ثم انكشافها عند مشيئة الله لا مشيئة خلقه و اقتراحهم.جعلنا الله من المؤمنين المتمسّكين بحبله وممن ينجو من فتنة الغيبة التي يهلك فيها مَنْ اختار لنفسه ولم يرض باختيار ربّه واستجعل تدبير الله ولم يصبر كما أمر. [16] .ومن رواياته في ذلك: مارواه عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن الإمام علي (عليه السلام)، قال: وليبعثَنّ الله رجلاً من وُلدي في آخر الزمان، يُطالب بدمائنا، و ليُغيّبنّ عنهم، تمييزاً لأهل الضلالة [17] ثم روي ما رواه الكلينيّ بسنده عن الإمام الكاظم (عليه السلام) [18] ثم مارواه عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «اِن الله يمتحن قلوب الشيعة» [19] ثم ما رواه عن الإمام الباقر (عليه السلام) وقد مرّ وسيجيء استبعاد الشيخ الطوسي (قدس سره) أن تكون المحنة وحكمة الغيبة. ومثله عن الرضا (عليه السلام) [20] .2 ـ النعماني و علّة أن لا تكون عليه بيعة:في الخبر السابع و الأربعين من باب: ماروي في غيبة الإمام المنتظر (عج) روي بسنده عن الكُناسي عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: «إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين (و) لا يقوم القائم ولأحد في عُنقه بيعة».ثم روي ما رواه الكليني عن هُشام بن سالم عن الصادق قال: «يقوم القائم وليس لأحد في عُنقه عقد ولاعهد ولابيعة». [21] .3 ـ النعماني و علّة الخوف علي النفس:و الأخبار الأربعة أو بالأحري الأسناد الأربعة لخبر زرارة عن أحدهما (عليهم السلام) التي رواها الكليني في «الكافي» رواها النعماني في غيبته وزاد عليها طريقين آخرين. [22] .ذكر ثلاثة طرق لخبر المفضّل بن عمر عنه (عليه السلام) قال: «إذا قام القائم تلا هذه الآية: (ففررتُ منكم لمّا خِفْتُكُم)، [23] ثم علّق عليها قال: هذه الأحاديث مصداق قوله: اِنّ فيه سُنّةً من موسي و أنه خائف يترقّب». [24] .4 ـ كراهية التوقيت؟مرّ أن الشيخ الكليني في «الكافي» عقد ثمانية أبواب لصاحب الزمان (عج) سادسها بعنوان: (باب كراهية التوقيت)،روي فيه خبرين عن الإمام الباقر (عليه السلام) و خمسة أخبار عن الإمام الصادق (عليه السلام) [25] في نفي التوقيت لظهوره (عج)، و يبقي أنه لماذا عبّر عنه بالكراهية دون الحرمة؟عسي ولعلّه ورد في بعض الأخبار عنهم (عليهم السلام) و بالخصوص في خبرين عن الصادق (عليه السلام)، ذكرهما النعماني في الباب نفسه وأولهما الخبر 86 عن الكليني ـ وليس في الكافي ـ بسنده عن علي بن أبي حمزة البطائني، عنه (عليه السلام) قال:لابدّ لصاحب الأمر من غيبة.. و ما بثلاثين من وحشة.و الثاني هو الخبر التسعون بسنده عنه (عليه السلام) قال: القائم من ولدي يُعمّر عمر الخليل: مائة و عشرين سنة ويظهر في صورة شاب ابن اثنين وثلاثين سنة.ثم علّق عليهما فقال: إن قولهم الذي يُروي عنهم في الوقت إنّما هو علي جهة التسكين للشيعة والتقريب للأمر عليها; اِذ كانوا قد قالوا:إنّا لانوقّت، و مَنْ روي لكم عنّا توقيتاً فلا تصدقوه (بل) ولاتهابوا أن تُكذّبوه ولا تعملوا عليه. [26] .ثم عنون النعماني باباً بعنوان: ما جاء في المنع عن التوقيت و التسمية لصاحب الأمر (عليه السلام)، أورد فيه خمسة عشر خبراً، السبعة الأخيرة منها هي التي أوردها شيخه الكليني في باب كراهية التوقيت من «الكافي».سادسها: ما رواه بسنده، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين عن ابيهما عن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: يا علي، إن الشيعة تُربّي بالأماني منذ مئتيّ سنة.وكان ابوه يقطين من موالي بني العباس فقال لابنه علي: ما بالنا قيل لنا فكان، وقيل لكم فلم يكن؟!فأجابه عليّ ابنه قال: إن الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد، غير أنّ أمركم حضر فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم، و إن أمرنا لم يحضر فعلِّلنا بالأماني إذ لو قيل لنا، إن هذا الأمر لايكون إلا إلي مئتي سنة أو ثلاثمائة سنة ليئست القلوب وقست، ولرجع عامة الناس عن الإيمان إلي الإسلام، ولكن قالوا: ما اسرعه وما أقربه تألّفاً لقلوب الناس و تقريباً للفرج. [27] .

الشيخ الصدوق و ثاني كتاب في الغيبة

يبدو أن ولادة الشيخ علي بن بابويه القميّ ـ نسبه إلي مدينة قم في ايران ـ كان بها حدود سنة 260 هـ [28] أيّ متقارنة بسنة وفاة الامام الحسن العسكري (عليه السلام).روي الشيخ الطوسي في الغيبة بسنده عن مشايخ من أهل قم قالوا: كان ابن بابويه قد تزوّج ابنة عمّه محمد بن موسي بن بابويه فلم يُرزق منها ولداً، فكتب إلي الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (رضي الله عنه) بأن يسال الحضرة ان يدعوا الله ان يرزقه أولاداً فقهاء.فجاء الجواب: «إنّك لا تُرزق من هذه، وستملك جارية ديلميّة وترزُق منها ولدين فقيهين». [29] .و كان ذلك في أوائل سفارة الحسين بن روح بعد موت محمد بن عثمان العَمري [30] أي بعد سنة 305 هـ. و عليه فولادة الشيخ الصدوق كان في حدود 307 هـ وفي ما قبل الخمسين من عمر والده.فلما بلغ اشدّه اربعين سنة طرق صيت فضله الآفاق بما فيها الرّي مدينته فالتمس أهلها منه الهجرة اليهم، فأجاب طلبهم و هاجر اليها.و انتشرت شهرته حتي بلغت الملك ركن الدين أبا علي الحسن بن بويه الديلمي، فارسل إليه يستدعي حضوره لديه، فحضر عنده، زُهاء عشرة سنين من 342 إلي 352 حيث عزم علي السفر إلي خراسان لزيارة مشهد الإمام الرضا (عليه السلام) و ذلك في شهر رجب الحرام. [31] .فلما قضي وطره من زيارة الإمام الرضا (عليه السلام) رجع إلي نيشابور (في شهر شعبان) و قام بها،فوجد أكثر المتردّدين عليه من الشيعة «قد حيّرتهم الغيبة، ودخلت عليهم في أمر القائم (عليه السلام) الشبهة» حتي ورد اليه من بخارا شيخ من أهل الفضل والعلم والنباهة في بلدة قم وهو الشيخ نجم الدين أبوسعيد محمد بن الحسن ابن الصلت القمّي، فبينا هو يحدّثه ذات يوم إِذ ذكر له عن رجل لقيه في بخارا من كبار الفلاسفة والمنطقيين، ذكرعنه كلاماً في القائم (عليه السلام) قد حيّر الشيخ نجم الدين القمّي و شككّه في امره (عليه السلام) لطول غيبته وانقطاع أخباره.. و سال الشيخ نجم الدين القمّي من الشيخ الصدوق أن يصنِّف له كتاباً في هذا المعني، فوعده الشيخ الصدوق باجابة ملتمسه وجمع ما ابتغاه منه عند عودته إلي وطنه ومستقرّه في الريّ. [32] .و عند عودته إلي وطنه و مستقرّه في الريّ ابتدأ بتأليف كتابه الذي أسماه: «كمال الدين و تمام النعمة في إثبات الغيبة و كشف الحيرة». و الشيخ الصدوق و ان كان محدّثاً صدوقاً يقول: جعلت ابذل مجهوديّ في إِرشادهم إلي الحق وردّهم إلي الصواب بالأخبار الواردة في ذلك عن النبيّ والأئمة (عليهم السلام) [33] ولكنه حيث يقول، عدلوا عن طريق التسليم (للأخبار) إلي الآراء والمقاييس [34] لذلك فهو قبل تفصيله الفصول برواية أخبار في الغيبة عن النبي والأئمة (عليهم السلام)، يبدأ بمناقشة الشُبه بالآراء والمقاييس خليطة بالأخبار.فيقول: إنّ خصومنا قالوا: إِنّه قد مضي علي قولكم من عصر وفاة النّبي أحد عشر إماماً، كلّ منهم كان موجوداً معروفاً باسمه وشخصه بين الخاص والعام، فإن لم يوجد صاحب زمانكم كوجود مَن تقدمه من آبائه الأئمة (عليهم السلام) فقد فسد عليكم أمر مَن تقدم من أئمتكم كفساد أمر صاحب زمانكم هذا في تعذّر وجوده.1 ـ الصدوق و علّة الخوف علي النفس:قال الصدوق أقول: إنه قد ثبت ان ظهور حُجج الله تعالي في مقاماتهم في دول الباطل، علي سبيل التدبير و الامكان لأهل ذلك الزمان; فان كانت الحال ممكنة لوجود الحجة بين الخاص و العام، كان ظهور الحُجّة كذلك.و إِن كانت الحال غير ممكنة لوجود الحجة بين الخاص و العام، و كان مماتوجب الحكمة و يقتضيه التدبير استتاره، ستره الله و حجبه إلي وقت بلوغ الكتاب اجله، كما قد وجدنا ذلك في حجج الله المتقدّمين من عصر آدم (عليه السلام) إلي حين زماننا هذا.فمنهم المستعلنون و منهم المستغفون، و بذلك نطق الكتاب العزيز، و ذلك قوله تعالي: و رُسلاً قد قصصناهم عليك و رُسلاً لم نقصصهم عليك. [35] .ثم روي بسنده عن الامام الصادق (عليه السلام) قال لعبد الحميد ابن ابي الديلم: يا عبدالحميد، اِنّ لله رسلاً مستعلنين و رسلاً مستخفين، فاذا سألته بحق المستعلنين فسله بحق المستخفين.ثم قال الصدوق: فكانت حجج الله تعالي كذلك من وقت وفاة آدم (عليه السلام) وقت ظهور ابراهيم (عليه السلام) أوصياء مستعلنين و مستخفين.فلما كان وقت تكوين ابراهيم (عليه السلام) فإمكان ظهور الحجة كان متعذراً في زمانه (و ذلك أن) نمرود كان يقتل أولاد رعيّته و أهل مملكته في طلبه.. و لذلك لسترالله وجوده و أخفي ولادته.. و بعد أن بلغت الغيبة أمدها دلّهم ابراهيم علي نفسه و أظهر لهم أمره الذي اراده الله من اثبات حجته و اكمال دينه.فلما كان وقت وفاة ابراهيم (عليه السلام) كان له اوصياء حججاً لله عزّوجل في ارضه يتوارثون الوصيّة كذلك مستعلنين و مستخفين، الي وقت موسي (عليه السلام).و في وقت موسي (عليه السلام) كان فرعون يقتل أولاد بني اسرائيل في طلب موسي (عليه السلام) الذي كان قد شاع ذكره و خبر وجوده.فسترالله ولادته حتي قذفت به اُمه في اليم كما أخبرالله عزوجل في كتابه ثم كان من أمره بعد أن اظهر دعوته ودلّهم علي نفسه ما قصّه الله في كتابه كذلك.و لما كان وقت وفاة موسي (عليه السلام) كان له اوصياء حُججاً لله كذلك مستعلنين ومستخفين إلي وقت ظهور عيسي (عليه السلام).و عيسي (عليه السلام) ظهرمنذ ولادته مُعلناً لدلائله مُظهراً لشخصه شاهراً لبراهينه، غير مُخف لنفسه، لأن زمانه كان زمان امكان ظهور الحجة كذلك.ثم كان له من بعده أوصياء حججاً لله عزوجل كذلك مستعلنين و مستخفين، إلي وقت ظهور نبيّنا (صلي الله عليه وآله).و بعد ظهور نبينا (صلي الله عليه وآله) كان مما قيل له علي سنن من تقدمه من الرسل.أن يقيم لنفسه اوصياء كإِقامة من تقدمه لأوصيائهم.فأقام رسول الله أوصياء كذلك.و من المعروف المتسالم عليه بين الخاص و العام من أهل هذه الملة: أن الإمام الحسن بن علي العسكري والد الإمام زماننا (عليه السلام) كان قد وكّل به طاغية زمانه حتي وفاته، فلما توفي وكّل بحاشيته و أهله، و حُبست جواريه و طُلب مولوده هذا أشدّ الطلب.. فجرت السنة في غيبته بماجري من سنن غيبته من ذكرنا من الحجج المتقدمين، و ثبت من الحكمة في غيبته ما ثبت من الحكمة في غيبتهم. [36] .هذا، و قد عنون محقق الكتاب هذا المقطع منه بعنوان:اثبات الغيبة و الحكمة فيها. مقتبساً ذلك من اوّل مقال الصدوق.اِن الغيبة التي وقعت لصاحب زماننا (عليه السلام) قد بان حقّها و فلجت حجتها و لزمت حكمتها من استقامة تدبيرالله و حكمته في حججه المتقدمين عند استعلاء الفراعنة و تظاهر الطواغيت و ائمة الضلال في الأعصار السالفة و القب الخالية، و ما نحن فيه في زماننا هذا من تظاهر أئمة الكفر بمعونة أهل الافك و البهتان و العدوان. [37] .فالشيخ الصدوق هنا يقرّر: ان الحكمة في غيبة الحجة اليوم هو عين ماسبق من الحكمة في استتار حجج الله المتقدمين من المرسلين و الأنبياء والأوصياء من خوفهم علي انفسهم من حيف الفراعنة و الطواغيت والبطشهم بهم و قتلهم قبل اداء أدوارهم.و لتصديق هذه الحكمة السابقة والثابتة والعامّة لم يستشهد الصدوق بنصّ من أخبارهم (عليهم السلام) سوي ما مرّ ذكره عن الصادق (عليه السلام) في: «أن لله رسلاً مستعلنين و رسلاً مستخفين».ثم بدأ الجزء الثاني من الكتاب بباب ما روي عن الامام الصادق (عليه السلام) من النصّ علي القائم (عليه السلام) و ذكر غيبته.و في الخبر الرابع و العشرين روي الخبر السابق عن الامام الصادق (عليه السلام) في الخوف علي النفس، و بذيل قوله: غير أن الله تبارك و تعالي يحبّ أن يمتحن الشيعة، و يكرّره في الثالث و الثلاثين بلفظ، لأن الله عزّوجلّ يحبّ أن يمتحن خلقه، فعند ذلك يرتاب المبطلون. [38] .2 ـ الصدوق و حكمة التمحيص:في الخبر الخامس و الثلاثين روي الخبر السابق عن المفضّل بن عمرعن الامام الصادق (عليه السلام) أيضاً في التمحيص [39] و بعده عن عبدالرحمن بن سيابه عنه (عليه السلام) أيضاً قال:كيف انتم اذا بقيتم بلا امام هدي، ولاعلم، يتبرأ بعضكم من بعض، فعند ذلك تميزون وتمحصّون و تُغربلون. [40] .و في الخبر الخمسين عاد علي المفضل فروي عنه عن الصادق (عليه السلام) ايضاً قال: تمتدّ أيام غيبة القائم ليصرّح الحق عن محضه، و يصفو الايمان من الكدر، بارتداد كلّ من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يُخشي عليهم النفاق اِذا أحسّوا بالاستخلاف و التمكين و الأمن المنتشر في عهد القائم (عليه السلام). [41] .ثم عقد باباً بعنوان: باب علة الغيبة، و ذكر فيه احد عشر خبراً، سادسها:عن سَدير الصيرفي الكوفي عن الصادق (عليه السلام) ايضاً قال: اِن للقائم منا غيبة يطول امدها. فقلت له: يابن رسول الله و لِمَ ذلك؟ قال: لأن الله أبي إلا أن تجري فيه سنن الأنبياء في غيباتهم.و ختم الباب بما أسنده إلي عبدالله بن الفضل الهاشمي أنه سمع الامام الصادق (عليه السلام) أيضاً يقول: اِن لصاحب هذا الأمر غيبة لابدّ منها، يرتاب فيها كل مبطل، فقلت: جعلتُ فداك.. فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال: وجه الحكمة في غيبته هو وجه الحكمة في غيبات من تقدّمه من حجج الله تعالي ذكره [42] .فهذان حديثان لهذه الحكمة.و في مقدمته للكتاب و ذكر سبب تأليفه اياه يروي رؤيا رآها في نيشابور عند عودته من زيارة مشهد الرضا (عليه السلام).رأي فيها الامام صاحب الزمان (عج) واقفاً بباب الكعبة، فسلّم عليه فرّد عليه السلام ثم قال له:صنّف الآن كتاباً في الغيبة واذكر فيه غيبات الأنبياء (عليهم السلام) [43] فذكر غيباتهم في سبعة ابواب في زهاء ثلاثين صحيفة تقريباً.و هو لما يقرّر هذه الحكمة السابقة و الثابتة و العامّة لا يعني ذلك أنه يحصر حكمة الغيبة فيها ولايصدّق غيرها، و انما يعني أنه قدّمها هنا علي ما سواها من الحِكم، و لعل ذلك للرؤيا التي رأها و الإشارة التي تلقّاها منه (عليه السلام).و هذه الحكمة لا تختلف مع حكمة الخوف علي النفس دون اداء الدور بل هي هي بالذات تماماً.و لهذه الحكمة جاء بأربعة أخبار كلها عن زرارة هي في الحقيقة خبران عنالباقر و الصادق (عليهما السلام). فعن الباقر (عليه السلام) قال: إن للقائم غيبةً قبل أن يقوم. قال زرارة: قلت: و لِمَ؟ قال (عليه السلام): يخاف، و أومَأ إلي بطنه.و في الآخر، قال: اِن للقائم غيبةً قبل ظهوره. قال زرارة: قلت: و لِمَ؟ قال: يخاف، و أومَأ بيده إلي بطنه، قال زرارة: يعني القتل.و في خبره عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: يا زرارة، لابدّ للقائم من غيبة. قلت: و لِمَ؟ قال: يخاف علي نفسه، و أومأ بيده إلي بطنه.و في الآخر عنه (عليه السلام) قال: للقائم غيبة قبل قيامه، قلت: و لِمَ؟ قال: يخاف علي نفس الذبح.و هما الخبران السابقان عن الكليني.3 ـ الصدوق و علّة أن لاتكون عليه بيعة:قدّم الشيخ الصدوق قبل الاخبار بهذه الحكمة خمسة اخبار هي في الحقيقة اربعة اخبار يتّحد الأول منها و الأخير عن أبي بصير عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: صاحب هذا الأمر يغيب عن هذا الخلق لئلايكون لأحد في عنقه بيعةً اذا خرج.الثاني و الثالث عن جميل بن صالح و هشام بن سالم عن الامام الصادق (عليه السلام) أيضاً قال: يقوم القائم او يبعث القائم و ليس في عنقه بيعة لأحد، أو: ليس لأحد في عنقه بيعة.و الخبر الأخِر هو السابق عن الكليني في «اصول الكافي».ينفرد خبر آخر عن الحسن بن علي بن فضّال عن الامام الرضا (عليه السلام) قال: كأنّي بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي كالنعَم يطلبون الراعي فلا يجدونه، فان امامهم يغيب عنهم. قال: فقلت له، و لِمَ ذاك يابن رسول الله؟ قال: لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة اِذا قام بالسيف. [44] .فهذه الأخبار العشرة العمدة في باب علة الغيبة قد تشاطرت حكمة الغيبة في حكمتين: الاولي، الخوف علي النفس، و الثانية: ان لا يكون علي ذمّته بيعة لأحد، وواضح ان هذه الحكمة الثانية حكمة ثانوية تنزيلية اي علي فرض الظهور فانه لاينجو من القتل الا بالبيعة للظالمين.بفارق أن الخبرين عن الامام الباقر عليه السلام اقتصرا علي حكمة الخوف علي النفس وتكررّت في خبرين آخرين عن الامام الصادق باضافة ثلاثة اخبار اخري عنه عليه السلام و آخرعن الامام الرضا عليه السلام في حكمة أن لا تكون في عنقه بيعة.4 ـ الحكمة التفصيلية مكتومة:آخر خبر يختم الشيخ الصدوق به باب علة الغيبة و ينفرد به عن الكليني ; هو ما تفضل به الصادق (عليه السلام) لعبدالله بن الفضل الهاشمي، فاشار فيه إلي ان هاتين الحكمتين المذكورتين انما هي حكم الاجماليّة.و أما اكثر من ذلك علي وجه التفصيل، فان وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف الابعد ظهوره، كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما آتاه الله الخضر من خرق السفينة و قتل الغلام و اقامة الجدار لموسي (عليه السلام) إلي وقت افتراقهما... و متي علمنا أنه عزوّجل حكيم صدّقنا بأنّ افعاله كلها عن حكمة و اِن كان وجهها غير منكشف.يابن الفضل، اِنّ هذا أمر من أمر الله و ستر من ستر الله و غيب من غيب الله. [45] .

الشيخ المفيد و علل الغيبة

عقد الشيخ المفيد (413 هـ) في «الارشاد» باباً بعنوان: ما جاء من النصّ علي امامة صاحب الزمان الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام).جاء فيه بثلاثة عشر خبراً و ختمه بقوله: هذا طرف يسير بما جاء في النصوص علي الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام).ثم قال، و الروايات في ذلك كثيرة قد دونها أصحاب الحديث من هذه العصابة و اثبتوها في كتبهم المصنّفة.فممن أثبتها علي الشرح و التفصيل: محمد بن ابراهيم المكنيّ ابا عبدالله النعماني، في كتابه الذي صنّفه في الغيبة، فلا حاجة بنااثباتها في هذا المكان علي التفصيل. [46] .ثم لا يشير إلي كتاب الشيخ الصدوق: «كمال الدين و تمام النعمة في اثبات الغيبة و الرجعة و كشف الحيرة» و ليس إلي أي شيء آخر له في ذلك، مما قد يدلّ علي تقدم كتابه «الارشاد» في ذلك ثم لا يعقد باباً و لايخصّ فصلاً من «الارشاد» في علة أو حكمة الغيبة.في سنة 373 هـ. [47] اي قبل وفاته بأربعين عاماً، جمع عيون و محاسن مناظراته و أخرج الكتاب و نشره، و لكنه فُقدو لم يبق بايدينا الا «الفصول المختارة» منه باختيار تلميذه السيدالشريف المرتضي علم الهدي (قدس سره) و فيه فصلان بمناظرتين حول الغيبة.الاولي في ثمان صفحات، و الثانية في ثلاث صفحات، يتركّز الكلام فيهما بالعمدة حول حكمة الخوف علي النفس. [48] .كتب بعد ذلك رسالة «الفصول العشرة في الغيبة» قال في مقدمتها:بعد الذي سطّرته في هذه الأبواب، و شرحت معانيه علي وجه السؤال والجواب، وشواهد الحق فيه بحجة العقل و السنة و الكتاب، تجدّدت رغبة ـ ممن اوجب له حقاً و اعظم له محلاً و قدراً ـ في اثبات نكت من فصول خطرت بباله.. يختص القول فيها بامامة صاحب الزمان (عليه و علي آبائهافضل السلام) و مواضيه الشبهات فيها والفصل الرابع منها: ما الداعي إلي ستر ولادته و السبب في إخفاء أمره و غيبته؟ [49] .و أجاب علي الشبهة في صفحة و نصفها ركّز فيها البحث في حكمة الخوف علي النفس. [50] .

السيد المرتضي و علل الغيبة

السيد الشريف المرتضي علم الهدي (م 436 هـ) إلي جانب اختياره فصولاً من كتاب «العيون والمحاسن» لشيخه الشيخ المفيد (قدس سره) قبل ان يردّ علي القاضي عبدالجبّار المعتزلي اشكالاته ونقوضه علي الإمامة عموماً و إمامة الحُجّة (عج) خصوصاً.كتب كتاباً خاصاً به لكلام في العقائد أسماه «الذخيرة» أورد فيه:فان قال قائل: اذا جاز أن يغيب الامام بحيث لايصل اليه أحد حتي اذا أمن الخوف ظهر، فاي فرق بين ذلك وبين أن يعدمه الله حتي اذا أمن عليه أحياه أو أوجده؟!نقله تلميذه الطوسي في «تلخيص الشافي» فذكر جوابه بالفاظه في صفحتين [51] والسؤال و الجواب مبنيّان علي علّة الخوف علي النفس كما سبق، وقبلها عدّة أسئلة وأجوبة حول الموضوع تطول في خمسة عشرة صفحة من: 90الي 105 هي أيضاً تُركّز علي علّة الخوف علي النفس كذلك، تتكرر هذه الأسئلة والأجوبة وغيرها في آخر الجزء الرابع بعدد الصفحات نفسها من 211 إلي 222 والتركيز كماسبق.

الشيخ الطوسي و علل الغيبة

و الشيخ الطوسي هو أبوجعفر محمد بن الحسن بن علي الخراساني المتوفّيسنة (460 هـ) حيث كان عمده أنذال 47 عاماً [52] لخصّ كتاب «الشافي في الامامة» لشيخه السيد المرتضي علم الهدي و ذكر فيه الأسئلة و الاشكالات حول حكمه الغيبة وعن «الذخيرة» للمرتضي، و جاء بأجوبتها كمامرّ.في سنه 447 [53] استملاه شيخ جليل أن يكتب كتاباً في غيبة صاحب الزمان و سبب غيبته، و العلّة التي لأجلها طالت غيبته وامتدّ استتاره مع شدة الحاجة اليه.. و كثرة الفساد في الأرض وظهوره في البرّ والبحر ووقوع الهرج و المرج وانتشار الحيل.. و لِمَ لَم يظهر؟ وما المانع منه؟ وما المحوج اليه (الي غيبته والجواب عن كل ما يُسأل في ذلك من شُبه المخالفين ومطاعن المعاندين).فأجاب إلي ما سأله و «تكلّم بجُمل يزول معها الريب، وتنحسم بها الشُبة» و قال: «ولا اُطوّل الكلام فيه (في الكتاب) فيُمَلّ، فان كتبي في الامامة، وكتب شيوخنا (المفيد والمرتضي) مبسوطة في هذا المعني في غاية الاستقصاء، واتكلّم علي كلّ ما يُسأل في هذا الباب من الأسئلة المختلفة، واُردف ذلك بطرق من الأخبار الدالة علي صحّة مانذكره ليكون ذلك تاكيداً لما نذكره..» [54] .1 ـ الحكمة الاجمالية:بدأ الشيخ الطوسي الكتاب بعنوان: فصل في الكلام في الغيبة، في أواخر مناقشته للواقفة بعد اثبات امامة الحجّة قال: «واذا ثبتت امامته ثم وجدناه غائباً عن الأبصار علمنا انه لم يغب ـ مع عصمته و تَعيُّن فرض الامامة فيه وعليه ـ إلاّلسبب سوّغ له ذلك، وضرورة ألجأته اليه، و اِن لم نعلم ذلك علي وجه التفصيل».فانّا نعلم أنه (عليه السلام) لم يستتر الاّ لأمر حِكمي سوّغ له ذلك و ان لم نعلمه مفصّلاً. [55] .ساق هنا ما جاء به في كتابه: تلخيص الشافي في الامامة [56] مما ركّز فيه البحث عن خوف الامام علي نفسه من الظالمين اياه ومنعهم اياه من التصرّف [57] .2 ـ الطوسي و علة الخوف علي النفس:ثم عقد الفصل الخامس بعنوان، في ذكر العلّة المانعة لصاحب الأمر (عليه السلام) من الظهور. بدأه بقوله: لا علّة تمنع من ظهوره الاّ خوفه علي نفسه من القتل وقد ورد بهذه الجملة التي ذكرناها أيضا أخبار تعضد ما قلناه، نذكر طرقاً منها ثم أخرج زهاء عشرين خبراً عنهم (عليهم السلام). [58] .بدأها بالخبر السابق عن زرارة (عن أحدهما) قال: للقائم غيبة قبل ظهوره. فقلت: و لِمَ؟ قال: يخاف القتل [59] .و عاد في الخبر السادس عليه عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: إن للقائم غيبة قبل أن يقوم قلت: و لِمَ؟ قال: يخاف، وأومأ بيده إلي بطنه. [60] .3 ـ الطوسي وحكمة الامتحان الالهي:و في هذا الخبر الأخير عن زرارة عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: «... غير أن الله تعالي يحبّ أن يمتحن الشيعة...». هذا وقد قال الطوسي: لاعلّة تمنع من ظهوره الاّ خوفه علي نفسه من القتل. و لذا علّق علي هذه الجملة من الخبر بقوله: وأما ما روي من الأخبار من: امتحان الشيعة في حال الغيبة وصعوبة الأمر و عليهم اختبارهم بالصبر عليها فالوجه فيها: الأخبار عمّا يتّفق من ذلك من الصعوبة والمشاق، لان الله تعالي غيّبالامام ليكون ذلك، وكيف يريد الله ذلك وما ينال المؤمنين من جهة الظالمين هو ظلم منهم لهم ومعصية والله لايريد ذلك. بل سبب الغيبة: هو الخوف علي ما قلناه، و انما أخبروا بما يتّفق في هذه الحال، و عمّا للمؤمن الصابرين من الثواب علي ذلك، ليتمسّك بدينه و هنا اذكر طرقاً من الأخبار الواردة في هذا المعني. ثم ذكر اثني عشر خبراً، اولها خبر محمد بن منصور الصيقل عن الامام الصادق (عليه السلام) الذي مرّ عن الكليني والنعماني الصدوق (قدس سره)، ثم ما رواه النعماني عن ابن أبي نصر البزنطي عن الرضا (عليه السلام)، ثم مارواه الكليني والنعماني والصدوق عن علي بن جعفر عن أخيه الكاظم (عليه السلام)، ثم مارواه هؤلاء المشايخ الثلاثة عن المفضّل بن عمر الجُعفي عن الصادق (عليه السلام).و ماعداها فهو في مطلق الامتحان والتمحيص أو الخاص بعهدالغيبة بدون تعليل،وهو ما اراده الشيخ الطوسي (قدس سره).

پاورقي

[1] پس از اصل شناخت حُجت خدا در اين دوران، هيچ فرعي از فروع معرفت مهم تر از معرفتِ حِكمت و فلسفه ي غيبت حضرت حجت،نيست. از اين رو از ميان موضوع هاي پيشنهادي اجلاس دوسالانه بررسي ابعاد وجودي حضرت مهدي (عليه السلام)، اين موضوع را برگزيدم، و درباره ي آن به اخبار ائمّه ي اطهار (عليهم السلام) در منابع معتبر روايي به ترتيب زمان صدور و تاريخ تأليف كتاب ها، مراجعه و اين نوشتار را تنظيم و تقديم كردم «تا چه قبول افتد و چه در نظر آيد». (مؤلف).
[2] رجال النجاشي: 377، رقم 1027.
[3] اُصول الكافي: 336، ح 2 و 3.
[4] المصدر السابق: 337، ح 5.
[5] المصدر السابق: 370، ح 6 و 3.
[6] اصول الكافي: 337، ح 5.
[7] المصدر السابق: 342، ح 27.
[8] كما عن عين الغزال: 12 و في مرآة العقول 1: 396.
[9] تاريخ الشيعة: 139. [
[10] الغيبة للنعماني: 9 ط بيروت، في الحاشية، و قارن: 103.
[11] الغيبة للنعماني: 11 ـ 13 باختصار و اختيار.
[12] الغيبة للنعماني: 17.
[13] المصدر السابق: 14.
[14] المصدر السابق: 115.
[15] المصدر نفسه: 122.
[16] المصدر السابق: 128.
[17] المصدر السابق: 92.
[18] م.ن: 100، 101.
[19] م.ن: 110.
[20] م.ن: 140 ح 17 و 15.
[21] م.ن: 113 و 114 ح 47 و 48 و كرّره في 127 ح 91 و في: 228 مثله او نحوه.
[22] م.ن: 117، 118 و راجع: 110 ح 35.
[23] الشعراء: 26/21.
[24] الغيبة للنعماني: 116 ح 55 و 56 و 57.
[25] اصول الكافي 1: 368، 369.
[26] الغيبة للنعماني: 125 ح 86 و 90.
[27] أصول الكافي 1: 369، ح 6 والغيبة للنعماني: 198 ح 14 و اللفظ له و هو أصح، و قارن.
[28] مقدمة معاني الأخبار للمرحوم الربّاني الشيرازي: 83.
[29] الغيبة للطوسي: 308.
[30] كمال الدين: 276 ط حجر والغيبة للطوسي: 320.
[31] عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 279.
[32] كمال الدين: 2 و 3 ط الغفّاري.
[33] كمال الدين: 2.
[34] المصدر السابق.
[35] النساء: 4 /164.
[36] كمال الدين: 20 ـ 22 باختصار و اختيار.
[37] كمال الدين: 20.
[38] كمال الدين: 342، ح 24 و كذلك في: 346، ح 33.
[39] المصدر السابق 2: 347 ح 35.
[40] المصدر نفسه 2: 348، ح 36.
[41] المصدر نفسه 2: 356، ح 50.
[42] كمال الدين: 482، ب 10644.
[43] المصدر السابق: 3.
[44] كمال الدين:479 باب علة الغيبة، ح 1 ـ 5،و الأخير هو الرابع منها، ورواه في عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 273، ح 6.
[45] المصدر السابق: 482، ح 11.
[46] الارشاد 2: 350.
[47] الفصول المختارة: 321 ط مؤتمر الشيخ المفيد.
[48] الفصول المختارة: 110 ـ 118 و 327 ـ 331.
[49] رسالة الفصول العشرة في الغيبة للشيخ المفيد: 3 و 4 ط الحيدرية.
[50] المصدر: 15 و 16.
[51] تلخيص الشافي 1: 104 و 106، 107 عن الذخيرة: 419، 420.
[52] تلخيص الشافي 4: 227.
[53] الغيبة للطوسي: 358 ط المعارف الاسلامية.
[54] المصدر السابق: 1 و 2.
[55] الغيبة للطوسي: 85.
[56] تلخيص الشافي 1: 90 ـ 108 و 4: 211 ـ 266.
[57] الغيبة للطوسي: 90.
[58] المصدر السابق: 329 ـ 343 من ح 274 إلي 293.
[59] المصدر السابق: 332 ح 274.
[60] المصدر السابق: 333 ح 279.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.