ذلک یوم الخروج دراسه حول ظهور الامام المهدی علیه السلام

اشارة

سرشناسه : مدرسی، حسین

عنوان و نام پديدآور : ذلک یوم الخروج دراسه حول ظهور الامام المهدی علیه السلام /حسین المدرسی.

مشخصات نشر : قم: انصاریان، 1426ق،= 2005م= 1384.

مشخصات ظاهری : [366] ص.

شابک : 964-438-687-6 ؛ چاپ دوم: 978-964-438-687-9

يادداشت : عربی.

يادداشت : چاپ دوم: 1389(فیپا).

موضوع : محمدبن حسن (عج)، امام دوازدهم، 205ق.

موضوع : محمدبن حسن (عج)، امام دوازدهم، 205ق. -- احادیث.

موضوع : محمدبن حسن (عج)، امام دوازدهم، 205ق. -- جنبه های قرآنی.

موضوع : مهدویت -- انتظار -- احادیث.

مهدویت -- انتظار -- جنبه های قرآنی.

رده بندی کنگره : BP51/م34ذ8

رده بندی دیویی : 297/959

شماره کتابشناسی ملی : 1047702

ص: 1

اشارة

ص: 2

ذلک یوم الخروج دراسه حول ظهور الامام المهدی علیه السلام

حسین المدرسی

انصاریان

ص: 3

ص: 4

هدى من القرآن

وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (النمل:62)

وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ (القصص:5)

أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (الأنبياء:105)

ص: 5

ص: 6

رسالة إلى الإمام عليه السّلام

اللّه يا حامي الشريعه ***أتقرّ و هي كذا مروعه

بك تستغيث و قلبها ***لك عن جوى يشكو صدوعه

مات التصبر في انتظار ***ك أيّها المحيي الشريعه

فانهض فما أبقى التحمل ***غير أحشاء جزوعه

قد مزّقت ثوب الأسى ***و شكت لواصلها القطيعه

فالسيف أن به شفا ***ء قلوب شيعتك الوجيعه

كم ذا القعود و دينكم ***هدمت قواعده الرّفيعه

تنعى الفروع أصوله ***و أصوله تنعى فروعه

و أطلب به بدم القتي*** يل بكربلا في خير شيعه

مختار من شعر السيد حيدر الحلي

ص: 7

ص: 8

المقدمة

بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ القرآن الكريم

الإمام المهدي(عج)وعد اللّه الأعظم؛و اللّه تعالى لا يخلف الميعاد.

الإمام المهدي(عج)دعاء الأنبياء الأول؛و اللّه تعالى لا يبطل دعاء النبيين.

الإمام المهدي(عج)رجاء الصالحين الأكبر؛و اللّه تعالى لا يخيب رجاء الصالحين

الإمام المهدي(عج)أمل المستضعفين الأخير؛و اللّه تعالى لا يردّ أمل الآملين.

إنه المخلص،و المخلص،و المخلّص.إنه المخلص من اللّه،و المخلص للّه،و المخلّص لعباد اللّه.

إنه بداية و نهاية.

بداية دولة الخير،و نهاية دولة الشر.

بداية سلطان الحق،و نهاية سلطة الباطل.

بداية حاكمية العدل،و نهاية حكومة الظلم.

بداية العودة إلى اللّه،و نهاية عبادة الطاغوت.

من هو الإمام المهدي؟

من أيّ قوم و قبيلة و طائفة؟

ما هي أوصافه؟

ص: 9

ما هي علاماته الشخصية؟

كيف ينهض؟

من أين يبدأ نهضته؟

ما هي أشراطها؟

من هم أصحابه؟و ما هي أوصافهم؟

كيف سيتم له النصر؟

في أين يقيم دولته؟

هذه الأسئلة،و أمثالها يجيب عليها هذا الكتاب الذي بين يديك،مستندا إلى كتاب اللّه تعالى و الأحاديث و الروايات التي وردت على لسان رسول اللّه و أهل بيته الطاهرين.

حقا أنّ أمر الإمام المهدي(عج)لا يشبهه أي أمر آخر،فرسالته الكونية تطبيق لرسالات الأنبياء جميعا،و نصره النهائي تطبيق لقول الباري كَتَبَ اللّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي و نهضته تحقيق لوعد الباري: أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ .

و هو"منّة"الباري الذي قال: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ

و هو دولة الحق التي وعدها النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم و أهل بيته بقولهم:"للباطل جولة،و للحق دولة"و"دولتنا في آخر الدهر".

إن الحديث عن الإمام المهدي(عج)حديث يطول بطول دولته و يعظم بعظم نهضته،و مهم بأهمية رسالته.

فطوبى للمؤمنين به،المنتظرين لدولته،المتوسلين به.

و ويل للمنكرين و الغافلين الذين نسوا ما ذكروا به و كانوا من الخاسرين.

نرجو من اللّه تعالى أن ينفع بهذا الكتاب المؤمنين،و يعجل بدعائهم فرجه،إنه سميع مجيب.

الناشر

ص: 10

الفصل الأول: من هو المهدي؟

اشارة

المهدي من العترة الطاهرة

الحجة من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم

المهدي في الآيات القرآنية

الإصلاح قبل الخروج

ص: 11

ص: 12

المهدي من العترة الطاهرة

الإمام المهدي المنتظر تلك الشخصية العظيمة المنقذة للبشرية من الهلاك و هاديها إلى سبيل الرشاد هل يمكن لأحد أن يتقمص شخصيته و يحتل مكانته بحيث يكون هو الإمام المهدي القائم بالحق و العدل،ذلك المصلح الرباني الذي طالما ظلت البشرية تنتظره و لا زالت؟!أم أن الإمام المهدي عليه السّلام شخصية مصطفاة من ربّ العالمين،مذكور بالنسب، موصوف بالعلامات،منعوت بالصفات؟

في الحقيقة إن الإجابة على هذا السؤال ليس بأمر صعب لأنه يمكن لأي منصف باحث أن يعرف الجواب من خلال مراجعة و دراسة الروايات الكثيرة التي تناولت موضوع الإمام المهدي عليه السّلام من مختلف الزوايا و الجوانب المتعلقة بهذه الشخصية العظيمة الفريدة و التي بلغت بعضها إلى حدّ التواتر بل فاقت و فاضت على جميع عناوين الاعتماد عند علماء الحديث.

فالأحاديث الشريفة الواردة عن الرسول الأكرم و أهل البيت الأطهار صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين،تؤكد بشكل قاطع على أن الإمام المهدي عجل اللّه فرجه، شخصية معينة،عظيمة في الصفات فريدة في المهام مصطفاة من قبل السماء و هو من

ص: 13

أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.فهو من نسل الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم،من ولد فاطمة الزهراء عليها السّلام،ابن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السّلام،و ابن الإمام الحسين و الإمام السجاد و الإمام الباقر و الإمام الصادق و الإمام الكاظم و الإمام الرضا و الإمام الجواد و الإمام الهادي و الإمام الحسن العسكري عليهم السّلام،و هذا مما لا شك فيه و لا شبهة تعتريه.

فالإمام المهدي عليه السّلام موصوف بالعلامات مذكور بالأوصاف و السمات في خلقه و خلقه حتى في أدق الملامح المرسومة في جسده،فهو مذخور عند اللّه لهذا المهام الإصلاحي العالمي،منصور بالرعب و مؤيد بملائكة الرحمن،فلا يمكن لأحد مهما بلغ من العظمة أن يرقى إلى مرتبته أو يحل في مكانه أو يتقمص شخصيته أو يشغل منصبه،أو يحقق مهامه أو يتحمل مسؤولياته.

و قد أجمع كبار علماء المسلمين من مختلف الطوائف و المذاهب على صحة الروايات التي تبين نسبه من رسول اللّه و أهل بيته الأطهار،حيث توضح أوصافه النبيلة و علاماته المرسومة و هذه الروايات متواترة صحيحة المتن و السند،قوية الدلالة و البيان،و أي تشكيك في مثل هذه الأحاديث فهو من قبيل التشكيك في وجود الشمس في رابعة النهار،لا يلتفت لصاحبه و لا يسمع لقائله.

و الرسول الأكرم و أهل البيت عليهم السّلام تحدثوا بالتفصيل عن شخصية الإمام المهدي- عجل اللّه فرجه الشريف-و أوضحوا للناس خصائص هذه الشخصية الفذة،و أكدوا نسبها و أوصافها و صفاتها،و مهامها و دورها،و سيرتها و كل ما يتعلق بها من قريب أو بعيد،بالرمز و الإشارة حينا،و بالتصريح نصا في معظم الأحيان،فلم يتركوا مجالا للشك و الطعن في حقيقة شخصية الإمام المهدي عليه السّلام،و حتمية ظهوره،و في نسبه و أوصافه،و أنه من الأئمة و الأوصياء،و خليفة اللّه المذخور الذي يرث الأرض و يظهر

ص: 14

دين اللّه الحق و يقيم دولة العدل و القسط و الهدى بإذن اللّه،و يطهر كل بقاع الأرض من الدنس و الرجس و من كل ظلم و جور و شرك.

و الأحاديث الشريفة المتواترة تؤكد حقيقة مهمة للغاية ألا و هي أن المهدي- عجل اللّه فرجه-شخصية اصطفاها اللّه سبحانه من أهل بيت النبوة المطهرين،فهو قائم آل محمد صلى اللّه عليه و آله و سلم،من ذرية الرسول الأكرم،من ولد أمير المؤمنين و فاطمة الزهراء عليها السّلام،و من ولد الإمام الحسين عليه السّلام،و من ولد الإمام الحسن العسكري عليه السّلام.و قد اتفقت كلمة المسلمين من كبار العلماء ليس من طائفة الشيعة الإمامية الاثنى عشرية فحسب،بل من كبار علماء أهل السنة أن هذا هو النسب الصحيح للمهدي عليه السّلام.

و فيما يلي نقدم باقة من الأحاديث الشريفة التي تؤكد على أن المهدي هو حقا بقية اللّه المذخور للأمة الإسلامية و للعالم أجمع كما قال ربنا: بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (هود:86)

المهدي من آل الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم

1-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما و عدوانا.قال:ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و عدوانا". (1)

********

(1) مسند احمد:ج 3 ص 36 حدثنا عبد اللّه حدثني أبي،حدثنا محمد بن جعفر،حدثنا عوف،عن أبي الصديق الناجي،عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

أبو يعلى:ج 2 ص 274 ح 987 حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي،حدثنا زهير،حدثنا يحيى بن سعيد،عن عوف حدثنا أبو الصديق،عن أبي سعيد الخدري،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:كما في أحمد بتفاوت يسير و تقديم و تأخير.

ابن حبان:ج 8 ص 290-291 ح 6784 كما في أحمد بتفاوت يسير،بسند آخر،و فيه:"..ثم يخرج رجل من أهل بيتى أو عترتي".

و في:ص 291 ح 6786 كما في أحمد بتفاوت،بسند آخر،عن عبد اللّه قال:قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم""يخرج رجل من أمتي يواطئ اسمه اسمي و خلقه خلقي،فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا".

الحاكم:ج 4 ص 557 بسندين آخرين عن أبي سعيد الخدري،يلتقيان مع سند أحمد من عوف،و قال:(هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه،و الحديث المفسر بذلك الطريق،و طرق حديث عاصم عن زر عن عبد اللّه كلها صحيحة على ما أصلته في هذا الكتاب،بالإحتجاج بأخبار عاصم بن أبي النجود إذ هو إمام من أئمة المسلمين).

ص: 15

2-"عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي" (1)

3-"لا تنقضي الأيام و لا يذهب الدّهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، اسمه يواطئ اسمي". (2)

********

(1) عقد الدرر:ص 16 ب 1 و قال(أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده)و فيه:"...حتى تملأ...من يملؤها".

و في:ص 36 ب 3 مثله،و قال:(أخرجه الإمام أحمد في مسنده).

موارد الضمان:ص 464 ح 1879 عن ابن حبان بتفاوت يسير.

(1) البزاز:ج 1 ص 281 على ما في هامش الطبراني،الكبير.

أحمد:ج 1 ص 376 حدثنا عبد اللّه،حدثني أبي حدثنا سفيان بن عيينة،حدثنا عاصم،عن ذر(زر)،عن عبد اللّه،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم :و قال(قال أبي،حدثنا بن في بيته في غرفته،أراه سأله بعض ولد جعفر بن يحيى،أو يحيى بن خالد بن يحيى).

الترمذي:ج 4 ص 505 ب 52 ح 2231 حدثنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار العطار،حدثنا سفيان بن عيينة،عن عاصم،عن زر،عن عبد اللّه،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:كما في أحمد،و ليس فيه لا تقوم الساعة،و قال:(قال عاصم:و إنا أبو صالح، عن أبي هريرة قال:لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول اللّه ذلك اليوم حتى يلي..)و قال"و قال أبو عيسى:هذا حديث حسن صحيح".

البدء و التاريخ:ج 2 ص 180 كما في أحمد،و قال"و أحسن ما جاء في هذه الباب خبر أبي بكر بن عياش،عن عاصم بن ذر، عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه،أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:و فيه"لا تذهب الدنيا".

ملاحم ابن المنادي:ص 41 بسند آخر عن ابن مسعود،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم"لا تقوم الساعة حتى يملك الأرض أحد من أهل بيتي اسمه كاسمي".

و فيها:بسند آخر عن ابن مسعود:كما في أحمد بتفاوت،و فيه(...حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي اسمه اسمي).

مسند الصحابة:ص 71 كما في أحمد،بسند آخر،عن عبد اللّه بن مسعود:و فيه"يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا".

و فيها:ح 10221 كما في أحمد بسند آخر،عن عبد اللّه:و فيه"لا ينقضي الدنيا".

و في:ص 167 ح 10227 بسند آخر،عن عبد اللّه:و فيه"...يلي أمر هذه الأمة في آخر زمانها".

ذكر أخبار أصبهان،أبو نعيم ج 1 ص 329 كما في رواية الطبراني الثالثة،بسند آخر عن عبد اللّه:و فيه"سعيد بن الحسن،بدل سعد بن الحسين".

"رجل من أهل بيتي يقال له المهدي"كشف الغمة:ج 3 ص 228 عن مطالب السؤول.

إثبات الهداة:ج 3 ص 503 ب 32 ف 12 ح 297 عن غيبة الطوسي.

غاية المرام:ص 694 ب 141 ح 18 و 20 عن فرائد السمطين.البحار:ج 51 ص 75 ب 1 ح 28 عن غيبة الطوسي.

منتخب الأثر:ص 141 ف 2 ب 1 ح 2 عن الترمذي.و في:ص 169 ف 2 ب 1 ح 82 عن غيبة الطوسي.

(2) أحمد:ج 1 ص 376 حدثنا عبد اللّه،حدثني أبي،حدثنا عمر بن عبيد،عن عاصم بن أبي النجود،عن زر بن حبيش،عن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

ص: 16

********

(2) و في:ص 377 كما في روايته الأولى:حدثنا عبد اللّه،حدثني أبي،حدثنا يحيى بن سعيد،عن سفيان،حدثني عاصم،عن زر،عن عبد اللّه،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:و فيه"لا تذهب الدنيا أو قال لا تنقضي الدنيا".

و في:ص 430 كما في روايته الثانية،بسندها.

و في:ص 448 كما في روايته الأولى،و في سنده"عمر بن عبيد الطنافسي و ليس فيه"يحيى عن سفيان.

أبو داود:ج 4 ص 107 ح 4282 كما في رواية أحمد الثانية،بسند آخر:حدثنا مسدد،أن عمر بن عبيد حدثهم،و حدثنا محمد بن العلاء،حدثنا أبو بكر يعني ابن عياش،و حدثنا مسدد،حدثنا يحيى عن سفيان و حدثنا أحمد بن إبراهيم،حدثنا عبيد اللّه بن موسى،أخبرنا زائدة،حدثنا أحمد بن إبراهيم،حدثني عبيد اللّه(ابن موسى)عن فطر،المعنى(واحد)كلهم عن عاصم،عن زر، عن عبد اللّه،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

البزار:ج 1 ص 281 على ما في هامش الطبراني.

الترمذي:ج 4 ص 505 ب 34 ف 52 ح 2230 كما في رواية أحمد الأولى،بسند آخر،عن عبد اللّه:و فيه(لا تذهب الدنيا) و قال(هذا حديث حسن صحيح).

فتن زكريا:على ما في ملاحم ابن طاووس.

معجم ابن الأعرابي:ص 78 بسند آخر عن ابن مسعود،عن النبي قال"لا تنقضي الدنيا حتى يلي من هذه الأمة رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي".

الطبراني،الكبير:ج 10 ص 164-165 ح 10218 كما في رواية أحمد الثانية،بأسانيد ثلاثة عن عبد اللّه:و فيه"لا تنقضي الدنيا".

نور الأبصار:ص 189 عن أبي داود.

المشرب الوردي،القاري:على ما في عقيدة أهل السنة،العباد.ص 25 عن الترمذي.

بشارة المصطفى:ص 281 عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:كما في رواية أحمد الأولى بتفاوت يسير.

ملاحم ابن طاووس:ص 162 ب 17 كما في الترمذي،عن فتن زكريا قال"في كتاب الفتن من خروج المهدي عليه السلام،و ما بشر رسول اللّه به قال:حدثنا عبيد بن أسباط عن محمد القرشي بالكوفة قال:حدثنا أبي قال:حدثنا سفيان الثوري،عن عاصم بن أبي ذر،عن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:و لعل أصله"عن عاصم،عن زر".

و في:ص 163 كما في رواية أحمد بتفاوت يسير،عن فتن زكريا.

كشف الغمة:ج 3 ص 266 عن بيان الشافعي.

تحفة الطالب:على ما في إثبات الهداة.

إثبات الهداة:ج 3 ص 597 ب 32 ف 2 ح 52 عن كشف الغمة.

و في:ص 607 ب 32 ف 7 ح 112 عن تحفة الطالب،و فيه"لا تنقضي الأيام..اسمه اسمي و كنيته كنيتي".

و في:ص 610 ب 32 ف 10 ح 135 عن مطالب السؤول.

و في:ص 612 ب 32 ف 12 ح 142 عن مصابيح البغوي.

حلية الأبرار:ج 2 ص 696 ب 54 ح 18 عن مصابيح البغوي،و لعله يقصد حديثا آخر للبغوي لأن الحديث المعني ليس فيه "و اسم أبيه اسم أبي".

و في:ص 697 ب 54 ح 24 عن حلية الأولياء.

و في:ص 707 ب 54 ح 79 عن بيان الشافعي.

غاية المرام:ص 694 ب 141 ح 19 عن فرائد السمطين.

ص: 17

4-"لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم لبعث اللّه رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا". (1)

********

(2) و في:ص 698 ب 141 ح 61 عن حلية الأولياء.

و في:ص 701 ح 115 عن بيان الشافعي.

البحار:ج 51 ص 85 ب 1 ح 1 عن كشف الغمة.

منتخب الأثر:ص 141 ف 2 ب 1 عن الترمذي.

و فيها:عن رواية أحمد الأولى.

و في:ص 142 ف 2 ب 1 ح 5 عن أبي داود.

(1) ابن أبي شيبة:ج 15 ص 198 ح 19494 الفضل بن دكين،قال:حدثنا فطر،عن القاسم بن أبي بزة،عن أبي الطفيل،عن النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم قال:

أحمد:ج 1 ص 99 حدثنا عبد اللّه،حدثني أبي،حدثنا الحجاج و أبو نعيم قالا:حدثنا قطر،عن القاسم بن أبي بزة،عن أبي الطفيل،قال حجاج:سمعت عليا عليه السّلام يقول:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:كما ابن أبي شيبة بتفاوت يسير،و فيه"رجلا منا"و فيه(قال أبو نعيم:رجلا منا)قال سمعته مرة يذكره عن حبيب،عن أبي الطفيل،عن علي رضي اللّه عنه،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم".

أبو داود:ج 4 ص 107 ح 4283 كما في ابن أبي شيبة و بسنده،عن علي رضي اللّه عنه:

البزار:ج 1 ص 104 على ما في هامش فرائد السمطين ج 2 ص 332 بسند آخر عن علي:و فيه"الدنيا"و قال"ثم قال البزار:و هذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي بهذا اللفظ بإسناد أحسن من هذا الإسناد".

البدء و التاريخ:ج 2 ص 181 كما في ابن أبي شيبة،مرسلا،و فيه"لو لم يبق من الدنيا إلاّ عصر".

ملاحم ابن المنادي:ص 41 كما في ابن أبي شيبة،بسند آخر،عن علي بن أبي طالب:

الاعتقاد،البيهقي:ص 173 كما في ابن أبي شيبة بتفاوت يسير.

شرح السنة للبغوي:على ما في البحار.

الجمع بين الصحاح:على ما في العمدة،و حلية الأبرار،و غاية المرام.

العلل المتناهية:ج 2 ص 856 ح 1433 عن أبي داود،عن علي عليه السّلام:

جامع الأصول:ج 11 ص 49 ب 1 ح 7811 عن أبي داود.

مطالب السؤول:ج 2 ص 80 عن أبي داود.

تذكرة الخواص:ص 364 كما في ابن أبي شيبة،و قال و قد أخرج أبو داود،و الزهري و فيه"..من أهل بيتي من يملأ الأرض عدلا".

مختصر سنن أبي داود:ج 6 ص 159 ح 4114 من سنن أبي داود.

بيان الشافعي:ص 482 ب 1 عن أبي داود.

عقد الدرر:ص 18 ب 1 عن أبي داود.

مشارق الأنوار ص 112 و قال"و أخرج أحمد،و أبو داود،و الترمذي،و ابن ماجة،و فيه(...من عترتي).

الإذاعة:ص 130-131 كما في ابن أبي شيبة،و قال"و أخرجه أحمد في المسند،و أبو داود في السنن".

عن المعبود:ج 11 ص 372-373 ح 4263 عن أبي داود،و قال"الحديث سكت عنه المنذري،قلت:الحديث سنده حسن قوي،و أما فطر بن الخليفة الكوفي فوثقه أحمد بن حنبل و يحيى بن سعيد القطان و يحيى بن معين و النسائي و العجلي و ابن سعد

ص: 18

5-"لا تذهب الدنيا حتى يبعث اللّه رجلا من أهل بيتي،يواطىء اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي. (1)

********

(1) و الساجي،و قال أبو حاتم صالح الحديث،و أخرج له البخاري،و يكفي توثيق هؤلاء الأئمة لعدالته فلا يلتفت إلى قول ابن يونس و أبي بكر بن عياش و الجوزجاني في تضعيفه،بل هو قول مردود و اللّه أعلم".

فيض القدير:ج 5 ص 331 ح 7489 عن الجامع الصغير.

المغربي:ص 490-494 عن مقدمة ابن خلدون،و قال بعد بحث مفصل في تصحيح سنده"الحاصل ليس في الحديث ما ينزل رتبته إلى درجة الحسن،فضلا عن أن يحط قدره إلى مرتبة الضعيف،بل هو صحيح بلا شك و لا شبهة،و اللّه أعلم".

مجمع البيان:ج 7 ص 67 قال"ما رواه الخاص و العام عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:و فيه(الدنيا إلاّ يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث رجلا صالحا من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا).

العمدة:ص 433 ح 908 كما في ابن أبي شيبة،عن الجمع بين الصحاح الستة،و فيه"...من الدنيا".

الطرائف:ج 1 ص 176 ح 274 عن أبي داود و فيه:قسطا و عدلا...ظلما و جورا..

كشف الغمة:ج 3 ص 227 عن مطالب السؤول.

و في:ص 266 عن بيان الشافعي.

تأويل الآيات الطاهرة:ج 1 ص 332 ح 23 مرسلا عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و فيه(...من الدنيا إلاّ يوم واحد...حتى يبعث رجلا من أهل بيتي).

تحفة الأبرار:على ما في إثبات الهداة.

إثبات الهداة:ج 3 ص 525 ب 32 ف 21 ح 420 عن مجمع البيان.

و في:ص 598 ب 32 ف 2 ح 52 عن كشف الغمة.

و في:ص 604 ب 32 ف 4 ح 95 عن الطرائف.

و في:ص 606 ب 32 ف 5 ح 108 عن العمدة.

و في:ص 608 ب 32 ف 8 ح 123 عن تحفة الأبرار.

(1) ابن أبي شيبة،ج 15 ص 198 ح 19493 الفضل بن دكين قال:حدثنا فطر عن زر عن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

الكنى و الأسماء:ج 1 ص 107 قال حدثنا أبو الأسود،عن عاصم،عن زر،قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"لن تنقضي الدنيا حتى يخرج رجل من أمتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما".

مسند الصحابة:ص 71 حدثنا علي بن عبد العزيز،حدثنا أبو نعيم،حدثنا فطر،عن عاصم عن زر،عن عبد اللّه يرفعه إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:كما في ابن أبي شيبة.

ملاحم ابن المنادي:ص 41 حدثنا العباس بن محمد بن حاتم قال:نبأنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال:نبأنا أبو الأخوص سلامة بن سليم قال:سألت عاصم بن أبي النجود فقلت له:يا أبا بكر أذكرت زر بن حبش،عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه (لا تنقضي الدنيا حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.فقال:نعم و كذلك خليفة).

معجم ابن الأعرابي:ص 78 كما في الكنى و الأسماء بتفاوت بسند آخر عن عبد اللّه(ابن مسعود):

الطبراني،الكبير:ج 10 ص 13 ح 10213 كما في مسند الصحابة سندا و متنا.

الأفراد،الدارقطني:على ما في عرف السيوطي،و كنز العمال.

ص: 19

6-"لا تقوم الساعة حتى يملك الناس رجل من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي فيملؤها قسطا و عدلا" (1).

********

(1) الحاكم:ج 4 ص 442 سفيان الثوري،و شعبة و زائدة،و غيرهم من أئمة المسلمين،عن عاصم بن بهدلة،عن زر بن حبيش،عن عبد اللّه بن مسعود عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم أنه قال"لا تذهب الأيام و الليالي،حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي،فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما".

أربعون أبي نعيم:على ما في كشف الغمة،و غاية المرام.

صفة المهدي،لأبي نعيم:على ما في عقد الدرر.

تلخيص المتشابه في ارسم:ج 1 ص 24 كما في الحاكم بتفاوت،بسند آخر،عن عبد اللّه.

و في:ص 385 كما في روايته الأولى بتفاوت يسير،بسند آخر،عن عبد اللّه:

عقد الدرر:ص 29 ب 2 كما في ابن أبي شيبة،عن أبي نعيم في صفة المهدي،عن عبد اللّه بن عمر:و فيه"يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا".

الفصول المهمة:ص 292 ف 12 كما في عقد الدرر بتفاوت يسير،عن أبي نعيم.

عرف السيوطي،الحاوي:ج 2 ص 5958 كما في عقد الدرر بتفاوت يسير،عن ابن أبي شيبة و الطبراني،و الأفراد،و أبي نعيم، و الحاكم،عن ابن مسعود:

برهان المتقي:ص 78 ب 1 ح 20 عن عرف السيوطي.

كنز العمال:ج 14 ص 270 ح 38689 كما في عقد الدرر،عن الطبراني،و الدارقطني في الأفراد،و الحاكم.

المغربي:ص 585 عن الحاكم.

ملاحم ابن طاووس:ص 160 ب 12 كما في الحاكم،عن فتن زكريا بتفاوت،و فيه(يفتح لقسطنطينية،و جبل الديلم).

كشف الغمة:ج 3 ص 261 كما في عقد الدرر،عن أربعين أبي نعيم.

إثبات الهداة:ج 3 ص 594 ب 32 ف 2 ح 28 عن كشف الغمة.

غاية المرام:ص 700 ب 141 ح 92 عن أربعين أبي نعيم،عن ابن عمر:

حلية الأبرار:ج 2 ص 703 ب 54 ح 56 كما في عقد الدرر،عن الأربعين.

البحار:ج 51 ص 82 ب 1 ح 21 عن كشف الغمة.

(1) ابن حماد:ج 8 ص 291 ح 6785 أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة قال:حدثنا عمرو بن علي بن بحر قال:حدثنا ابن مهدي،عن سفيان عن عاصم،عن زر،عن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه:

الداني:ص 94-95 حدثنا سلمون بن داود،حدثنا محمد بن عبد اللّه،حدثنا محمد بن أحمد بن الهيثم الدوري،حدثنا أبي،حدثنا سورة بن الحكم،حدثنا سليمان بن قرم و يحيى بن ثعلبة،عن حماد بن سلمة،و قيس،و أبو بكر بن عياش،عن عاصم،عن زر،عن عبد اللّه،قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:بتفاوت و فيه"يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما".

تأريخ بغداد:ج 1 ص 370 بتفاوت،بسند آخر،عن عبد اللّه بن مسعود:

العلل المتناهية:ج 2 ص 856 ح 1434 كما في الداني،بسند آخر،عن عبد اللّه بن مسعود:

موارد الظمان:ص 464 ح 1878 عن ابن حبان،بسنده.

ص: 20

7-"فلو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يأتيهم رجل من أهل بيتي،تكون الملائكة بين يديه و يظهر الإسلام". (1)

8-"طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي و هو يأتم به في غيبته قبل قيامه،و يتولى أولياءه و يعادي أعداءه،ذلك من رفقائي و ذوي مودتي،و أكرم أمتي عليّ يوم القيامة". (2).

********

(1) الترمذي:علي ما في تحفة الأشراف،و ذخائر المواريث،و البلبيسي.

الديلمي:على ما في كنز العمال.

تذكرة القرطبي:ص 700 و قال"و في حديث حذيفة الطويل مرفوعا".

تحفة الأشراف:ج 9 ص 428 ح 12810 أوله،عن الترمذي.

كنز العمال:ج 14 ص 269 ح 38684 عن الديلمي

ذخائر المواريث:ج 4 ص 50 كما في تذكرة القرطبي.

الإذاعة:ص 125 عن الديلمي،مرسلا،و فيه(...إلاّ ليلة لطول اللّه تلك الليلة حتى يلي)و ليس فيه(من أهل بيتي).

العطر الوردي:ص 65 عن الترمذي،و ليس فيه(و يظهر الإسلام).

(2) الفضل بن شاذان:على ما في غيبة الطوسي.

كمال الدين:ج 1 ص 286 ب 25 ح 2 حدثنا محمد بن الحسن قال:حدثنا محمد بن الحسن الصفار،عن أحمد بن الحسين بن سعيد،عن محمد بن جمهور،عن فضالة بن أيوب،عن معاوية بن وهب،عن أبي حمزة،عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

و فيها:ح 3،حدثنا عبد الواحد بن محمد قال:حدثنا أبو عمرو البلخي،عن محمد بن مسعود قال:حدثني خلف بن حماد،عن سهل بن زياد،عن اسماعيل ابن مهران،عن محمد بن أسلم الجبلي،عن الخطاب بن مصعب،عن سدير،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:و فيه:(...و هو مقتد به قبل قيامه،يأتم به و بأئمة الهدى من قبله و يبرء إلى اللّه عز و جل من عدوهم،أولئك رفقائي و أكرم أمتي علي).

غيبة الطوسي:ص 275 كما في رواية كمال الدين الثانية بتفاوت يسير،عن(الفضل بن شاذان)عن اسماعيل بن مهران،عن أيمن بن محرز،عن رفاعة بن موسى و معاوية بن وهب،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام(قال):قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:و فيه"قال رفاعة:و أكرم خلق اللّه علي".

الخرايج:ج 3 ص 1148 ح 57 كما في غيبة الطوسي بتفاوت يسير.

إثبات الهداة:ج 1 ص 550 ب 9 ف 18 ح 104 عن روايتي كمال الدين.

غاية المرام:ص 710 ب 142 ح 20 و 21 عن روايتي كمال الدين،و ليس في سند الثانية"اسماعيل بن مهران".

البحار:ج 51 ص 72 ب 1 ح 14 و 15 عن روايتي كمال الدين و في سند الثانية"خلف بن حامد،بدل حماد".

و في:ج 52 ص 129 ب 22 ح 25 عن غيبة الطوسي.

نور الثقلين:ج 2 ص 505 ح 132 عن رواية كمال الدين الأولى.

ينابيع المودة:ص 493 ب 94 عن غاية المرام.

منتخب الأثر:ص 511 ف 10 ب 4 ح 1 و 2 عن روايتي كمال الدين.

ص: 21

9-"لا تذهب الدنيا حتى يبعث اللّه رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي". (1)

10-"لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي،أجلى أقنى،يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما،يكون سبع سنين". (2)

********

(1) مسدد بن مسرهد:على ما في سند أبي داود.

ابن أبي شيبة:ج 15 ص 198 ح 19493 الفضل بن دكين قال:حدثنا فطر،عن زر،عن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

أحمد:ج 1 ص 376 حدثنا عبد اللّه،حدثني أبي،حدثنا عمر بن عبيد،عن عاصم بن أبي النجود،عن زر بن حبيش،عن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:و فيه"..لا تنقضي الأيام و لا يذهب الدهر حتى يملك العرب..."و ليس فيه"و اسم أبيه اسم أبي".

و في:ص 377 كما في روايته الأولى:حدثنا عبد اللّه،حدثني أبي،حدثنا يحيى بن سعيد،عن سفيان،حدثني عاصم،عن زر،عن عبد اللّه،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:و في"لا...لا تذهب الدنيا أو قال لا تنقضي الدنيا"و ليس فيه(و اسم أبيه اسم أبي).

أبو داود:ج 4 ص 106 ح 4282 بثلاثة أسانيد أخرى عن عبد اللّه:و نصه(لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم قال زائدة في حديثه: لطول اللّه ذلك اليوم(ثم اتفقوا)حتى يبعث فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه زاد في حديث فطر:يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.و قال في حديث سفيان،لا تذهب الدنيا أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي).

مسند الحارث بن أبي أسامة:على ما في المطالب العالية،و عرف السيوطي.

البزار:على ما في كشف الهيثمي،و مقدمة ابن خلدون.

الترمذي:ج 4 ص 505 ب 34 ف 52 ح 2230 كما في رواية أحمد الثانية بتفاوت يسير،و قال"و في الباب عن علي و أبي سعيد و أم سلمة و أبي هريرة،و هذا حديث حسن صحيح".

فتن السليلي:على ما في ملاحم ابن طاووس.

الطبراني،الكبير:ج 10 ص 166 ح 10222 كما في أبي داود بتفاوت يسير،بسند آخر عن عبد اللّه:

و فيها:ح 10224 بسند آخر عن عبد اللّه:و فيه"لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة لطول اللّه تلك الليلة حتى يملك رجل من أهل بيتي..".

و في:ج 19 ص 32 ح 68 بسند آخر عن معاوية بن قرة،عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:و فيه"...لتملأن الأرض ظلما و جورا كما ملئت قسطا و عدلا حتى يبعث اللّه رجلا مني اسمه اسمي،و اسم أبيه اسم أبي،فيملؤها قسطا و عدلا،كما ملئت ظلما و جورا يلبث فيكم سبعا أو ثمانية،فإن كثر فتسعا،لا تمنع السماء قطرها،و لا الأرض شيئا من نبأتها".

الطبراني،الأوسط:على ما في مجمع الزوائد.

مناقب الشافعي،للأبري:على ما في بيان الشافعي.

الحاك:ج 4 ص 442 كما في رواية الطبراني الثانية بتفاوت يسير،و قال"حديث سفيان الثوري و شعبة و زائدة و غيرهم من أئمة المسلمين عن عاصم بن بهدلة عن زر".

صفة المهدي لأبي نعيم:على ما في عقد الدرر،و فرائد فوائد الفكر.

(2) أحمد:ج 3 ص 17 حدثنا عبد اللّه،حدثني أبي،حدثنا أبو النضر،حدثنا أبو معاوية شيبان،عن مطر بن طهمان،عن أبي الصديق الناجي،عن أبي سعيد الخدري،قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

ص: 22

11-"يقوم في آخر الزمان رجل من عترتي شاب حسن الوجه أجلى الجبين أقنا الأنف،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا،و يملك كذا سبع سنين" (1).

12-"إن المهدي من عترتي،من أهل بيتي يخرج في آخر الزمان،ينزل(اللّه)له من السماء قطرها،و يخرج له(من)الأرض بذرها،فيملأ الأرض عدلا و قسطا،كما ملأها القوم ظلما و جورا" (2).

********

(2) أبو يعلى:ج 2 ص 367 ح 1128 حدثنا قطن بن نسير،حدثنا عدي بن أبي عمارة،حدثنا مطر الوراق،عن أبي الصديق،عن أبي سعيد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال(ليقومن على أمتي من أهل بيتي أقنى،أجلى،يوسع الأرض عدلا كما وسعت ظلما و جورا،يملك سبع سنين".

ابن حبان:ج 8 ص 291 ح 6787 كما في أحمد،بسند آخر،عن أبي سعيد:و فيه"يملك".و ليس فيه(أجلى).

صفة المهدي،أبو نعيم:على ما في عقد الدرر.

أخبار أصبهان،أبو نعيم:ج 1 ص 84 كما في أحمد،بسند آخر،عن أبي سعيد،و فيه"...حتى يستخلف..أجنا".

فرائد السمطين:ج 2 ص 324 ح 574 كما في أحمد بتفاوت يسير،بسنده اليه،و فيه(...حتى يملك الأرض)و قال"قال الشيخ عبد الرحمن الجوزي:الأجلى الذي قد انحسر الشعر عن جبهته إلى نصف رأسه،و القنا:إحديداب في الأنف".

عقد الدرر:ص 35 ب 3 كما في أحمد،و قال"أخرجه الإمام أحمد في مسنده،و الحافظ أبو عبد اللّه نعيم بن حماد في كتاب الفتن"

إثبات الهداة:ج 3 ص 592 ب 32 ف 2 ح 10 عن كشف الغمة.

غاية المرام:ص 693-694 ب 141 ح 16 عن فرائد السمطين.

و في:ص 69 ب 141 ح 74 كما في رواية عقد الدرر الرابعة،عن أربعين أبي نعيم.

حلية الأبرار:ج 2 ص 700 ب 54 ح 37 كما في رواية عقد الدرر الرابعة،عن أربعين أبي نعيم.

البحار:ج 51 ص 78 ب 1 عن كشف الغمة.

منتخب الأثر:ص 148 ف 2 ب 1 ح 18 عن أحمد.

(1) الداني:ص 94 حدثنا حمزة بن علي،حدثنا عبد اللّه بن محمد،حدثنا علي بن الحسين الجهني بدمشق،حدثنا هشام بن عمار، حدثنا اسماعيل بن عياش،حدثنا عطا بن عجلان،عن أبي نضرة،عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

عقد الدرر:ص 39 ب 3 عن الداني،و ليس فيه"أجلى الجبين"و فيه"كذا و كذا سبع سنين".

(2) غيبة الطوسي:ص 111(محمد بن إسحاق)المقري،عن علي بن العباس المقانعي،عن علي بن بكار بن أحمد،عن الحسن بن الحسين،عن سفيان الجريري،عن عبد المؤمن،عن الحارث بن حصيرة،عن عمارة بن جوين العبدي،عن أبي سعيد الخدري(قال) سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يقول على المنبر:

إثبات الهداة:ج 3 ص 502 ب 32 ف 12 ح 294 عن غيبة الطوسي بتفاوت يسير،و في سنده"عمار بن جرير،بدل عمارة بن جوين".

البحار:ج 51 ص 74 ب 1 ح 25 عن غيبة الطوسي بتفاوت يسير.

منتخب الأثر:ص 169 ف 2 ب 1 ح 81 عن غيبة الطوسي.

ص: 23

13-"بل منا،بنا يختم الدين كما بنا فتح،و بنا يستنقذون من ضلالة الفتنة كما استنقذوا من ضلالة الشرك،و بنا يؤلف اللّه بين قلوبهم في الدين بعد عداوة الفتنة، كما ألف اللّه بين قلوبهم و دينهم بعد عداوة الشرك" (1).

********

(1) ابن حماد:ص 102 حدثنا الوليد،عن علي بن حوشب،سمع مكحولا يحدث،عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قلت يا رسول اللّه،المهدي منا أئمة الهدى أم من غيرنا؟قال:

فتن زكريا:على ما في ملاحم ابن طاووس.

الطبراني،الأوسط:ج 1 ص 136 ح 157 حدثنا أحمد بن يحى بن خالد بن حيان قال:حدثنا محمد بن سفيان الحضرمي قال:

حدثنا ابن لهيعة،عن أبي زرعة عمرو بن جابر،عن عمر بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب أنه قال للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:أمنا المهدي أم من غيرنا يا رسول اللّه؟فقال:كما في ابن حماد بتفاوت و تقديم و تأخير،و فيه(...بنا يختم اللّه..بعد عداوة بينة...قال علي:أ مؤمنون أم كافرون؟فقال:مفتون و كافر).

العوالي،ابن حاتم:على ما في بيان الشافعي،و عقد الدرر.

صفة المهدي،أبو نعيم،على ما في بيان الشافعي.

حلية الأولياء:على ما في بيان الشافعي،و عقد الدرر،و لم نجده فيه.

البيهقي:على ما في عقد الدرر.

الخطيب في التلخيص:على ما في كنز العمال،و لم نجده فيه.

ابن أبي الحديد:ج 9 ص 206 خطبة 157 قال"و هذا الخبر مروي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،قد رواه كثير من المحدثين عن علي عليه السّلام أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال له:

كمال الدين:ج 1 ص 230 ب 22 ح 31 كما في الإمامة و التبصرة،عن أبيه بسند الإمامة و التبصرة.

أمالي المفيد:ص 288-289 مجلس 34 ح 7 قال:أخبرني أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال:حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين البغدادي قال:حدثنا الحسين بن عمر المقري،عن علي بن الأزهر،عن علي بن صالح المكي،عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه،عن جده عليه السّلام قال:لما نزلت على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم إِذا جاءَ نَصْرُ اللّهِ وَ الْفَتْحُ (النصر:1)قال لي:يا علي إنه قد جاء نصر اللّه و الفتح..يا علي إن الهدى هو اتباع أمر اللّه دون الهوى و الرأي،و كأنك بقوم قد تأولوا القرآن و أخذوا بالشبهات،و استحلوا الخمر بالنبيذ،و البخس بالزكوة،و السحت بالهدية.قلت:يا رسول اللّه،فما هم إذا فعلوا ذلك،أهم أهل ردة أم أهل فتنة؟فقال: هم أهل فتنة يعمهون فيها إلى أن يدركهم العدل.فقلت:يا رسول اللّه العدل منا أم من غيرنا؟فقال:بل متا بنا يفتح اللّه،و بنا يختم اللّه،و بنا ألف اللّه بين القلوب بعد الشرك،و بنا يؤلف اللّه بين القلوب بعد الفتنة.فقلت:الحمد للّه على ما وهب لنا من فضله".

أمالي الطوسي:ج 1 ص 63 عن المفيد،بسنده.

ملاحم ابن طاووس:ص 84-85 ب 191 عن ابن حماد،و قال فيما ذكره نعيم من أن المهدي و أئمة الهدى من أهل بيت النبوة و بهم يختم.

و في:ص 164 ب 22 عن فتن زكريا،بسنده:حدثنا محمد بن السري قال:حدثنا هشام بن خالد الأزرق قال:حدثنا الوليد، عن أبي لهيعة قال:أخبرنا إسرائيل بن عباد،عن ميمون،عن أبي الطفيل،أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال"بنا فتح الأمر،و بنا يختم،و بنا استنقذ اللّه الناس في أول الزمان،و بنا يكون العدل في آخر الزمان،و بنا تملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،ترد المظالم إلى أهلها برجل اسمه اسمي".

ص: 24

14-"المهدي منا أهل البيت،يصلحه اللّه في ليلة" (1)

********

(1) كشف الغمة:ج 3 ص 263 كما في رواية عقد الدرر الثانية،عن أبي نعيم.

و في:ص 273 عن بيان الشافعي.

إثبات الهداة:ج 3 ص 596 و ص 601 ب 32 ف 2 ح 41 و 75 عن كشف الغمة.

البرهان:ج 4 ص 517 ح 1 و 2 عن أمالي الطوسي،و أمالي المفيد.

حلية الأبرار:ج 1 ص 450-451 ب 43 عن أمالي الطوسي.

في:ج 2 ص 705 ب 54 ح 69 كما في رواية عقد الدرر الثانية بتفاوت يسير،عن أربعين أبي نعيم.

و في:ص 714 ب 54 ح 103 عن بيان الشافعي.

غاية المرام:ص 700 ب 141 ح 105 عن أربعين أبي نعيم.

و في:ص 703 ب 141 ح 139 عن بيان الشافعي.

(1) ابن أبي شيبة،ج 15 ص 197 ح 19490 الفضل بن دكين و أبو داود،عن ياسين العجلي،عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية،عن أبيه،عن علي،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

و فيها:ح 19491 وكيع،عن ياسين،عن إبراهيم بن محمد،عن أبيه،عن علي:مثله،و لم يرفعه.

ابن حماد:ص 100 حدثنا القاسم بن ملك المزني،عن ياسين بن سيار قال:سمعت إبراهيم بن محمد بن الحنفية قال:حدثني أبي قال:حدثني علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم(المهدي يصلحه اللّه تعالى في ليلة واحدة).

و في:ص 103 بسنده المتقدم،و فيه(المهدي منا أهل البيت).

أحمد:ج 1 ص 84 كما في ابن أبي شيبة،بسنده و ليس فيه"و أبو داود".

تاريخ البخاري:ج 1 ص 317 ح 994 كما في رواية حماد الثانية،بسند آخر،عن علي رفعه قال:

ابن ماجة:ج 2 ص 1367 ب 34 ح 4085 كما في ابن أبي شيبة،بسند آخر،عن علي:و ليس في سنده"الفضل بن دكين".

أبو يعلى:ج 1 ص 359 ح 465 عن ابن أبي شيبة،ثم بسنده،بدون الفضل بن دكين و فيه(...منكم أهل البيت"و قال في هامشه(إسناده حسن"و ياسين هو ابن شبيان أو سيبان).

فتن زكريا:على ما في ملاحم ابن طاووس.

كنز العمال:ج 14 ص 264 ح 38664 عن أحمد،و ابن ماجة،و فيه"...من أهل البيت".

برهان المتقي:ص 87 ب 1 ح 43 و في ص 89 ب 2 ح 1 عن عرف السيوطي.

ينابيع المودة:ص 188 ب 56 عن الجامع الصغير.

مرقاة المفاتيح:ج 5 ص 180 عن أحمد،و ابن ماجة،و فيه(...من أهل البيت)

فيض القدير:ج 6 ص 278 ح 9243 عن الجامع الصغير.

كنوز الحقايق:ص 164 على ما في ملحقات إحقاق الحق ج 13 ص 122.

الإذاعة:ص 117 و قال"أخرجه أحمد،و ابن ماجة"و فيه(...من أهل البيت"و قال و في رواية:يصلح اللّه به في ليلة).

ذخائر المواريث:ص 24 ح 5413 عن ابن ماجة.

المغربي:ص 533 عن مقدمة ابن خلدون،و قال(و هو حديث حسن كما قال الحفاظ الشيخ).

شيخ العباد:ص 25 عن أحمد.

كمال الدين:ج 1 ص 152 ب 6 ح 15 و حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق المكتب قال:حدثنا الحسين بن إبراهيم بن عبد اللّه بن منصور قال حدثنا محمد بن هارون الهاشمي قال:حدثنا أحمد بن عيسى قال:حدثنا أبو الحسين أحمد بن سليمان الرهاوي

ص: 25

15-"هو من عترتي" (1)

16-"هو من عترة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم" (2)

17-"تملأ الأرض ظلما و جورا،ثم يخرج رجل من عترتي،يملك سبعا أو تسعا، فيملأ الأرض قسطا و عدلا". (3)

********

(1) قال:حدثنا معاوية بن هشام،عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية،عن أبيه محمد،عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم"المهدي منا أهل البيت يصلح اللّه له أمره في ليلة"و في رواية أخرى"يصلحه اللّه في ليلة...فروي عن الصادق عليه السّلام أنه قال لبعض أصحابه:"كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو،فإن موسى بن عمران عليه السّلام خرج ليقتبس لأهله نارا،فرجع إليهم و هو رسول نبي،فأصلح اللّه تبارك و تعالى أمره عبده و نبيه موسى عليه السّلام في ليلة،و هكذا يفعل اللّه تبارك و تعالى بالقائم الثاني عشر من الأئمة عليهم السّلام،يصلح أمره في ليلة كما أصلح أمر نبيه موسى عليه السّلام و يخرجه من الحيرة و الغيبة إلى نور الفرج و الظهور".

(1) ابن حماد:ص 102 حدثنا الوليد،و قال أبو رافع عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:

و فيها:حدثنا المعتمر،عن رجل عن أبي الصديق،عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:(و هو رجل من عترتي أو قال:من أهل بيتي).

و فيها:حدثنا الوليد،عن سعيد،عن قتادة،عن أبي الصديق،عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال"هو رجل من أمتي".

و في:ص 103 حدثنا أبو معاوية،عن الأعمش،عن عطية العوفي،عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم(هو رجل من أهل بيتي).

و فيها:ابن وهب،عن الحرث بن نبهان،عن عمرو بن دينار،عن أبي سعيد رضي اللّه عنه،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال(هو رجل مني).

ملاحم ابن طاووس ص 85 ب 194 عن رواية ابن حماد الأولى.

منتخب الأثر:ص 179 ف 2 ب 2 ح 5 عن ملاحم ابن طاووس

(2) ابن حماد:ص 103 حدثنا ابن وهب،عن ابن لهيعة،عن الحرب بن يزيد،عن ابن زرين الغافقي،سمع عليا عليه السلام يقول: فتن زكريا بن يحيى:على ما في ملاحم ابن طاووس.

ملاحم ابن طاووس:ص 164 ب 19 عن فتن زكريا بن يحيى بسنده إلى ابن حماد،و فيه"هو رجل".

(3) أحمد:ج 3 ص 28 حدثنا عبد اللّه،حدثني أبي،حدثنا عبد الصمد،حدثنا حماد بن سلمة،حدثنا مطرف المعلى،عن أبي الصديق:عن أبي سعيد،أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:

و في:ص 70 حدثنا عبد اللّه،حدثني أبي قال:الحسن بن موسى قال:حدثنا حماد بن سلمة،عن أبي هارون العبدي و مطر الوراق، عن أبي الصديق الناجي،عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:كما في رواية الأولى بتفاوت يسير و تقديم و تأخير.

فتن السليلي:على ما في ملاحم ابن طاووس.

الحاكم:ج 4 ص 558 كما في أحمد،بتفاوت يسير و تقديم و تأخير،إلى قوله"من عترتي".

بسنده:حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب،حدثنا حجاج بن الربيع بن سليمان،حدثنا أسد بن موسى،حدثنا حماد بن سلمة،عن مطر و أبي هارون،عن أبي الصديق الناجي،عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:و قال"هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه".

أربعون أبي نعيم:على ما في عرف السيوطي،و كشف الغمة.

صفة المهدي:على ما في عقد الدرر.

ص: 26

18-"ليبعثن اللّه تعالى من عترتي رجلا،أفرق الثنايا،أجلى الجبهة،يملأ الأرض قسطا و عدلا،و يفيض المال فيضا". (1)

19-"هو رجل من عترتي يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على الوحي". (2)

********

(1) صفة المهدي:على ما في عقد الدرر.

العوالي:على ما في عقد الدرر،و بيان الشافعي.

أخبار المهدي،أبو نعيم:على ما في المغربي.

بيان الشافعي:ص 515 ب 19 أخبرنا الحافظ أبو طاهر اسماعيل بن ظفر بن أحمد النابلسي بدمشق قال:أخبرنا القاضي أبو المكارم أحمد بن محمد بن عبد اللّه الأصبهاني،أخبرنا خلف بن أحمد بن العباس الرامهرمزي،حدثنا همام بن محمد بن أيوب،حدثنا طالوت بن عباد،حدثنا سويد بن إبراهيم،عن محمد بن عمرو،عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف،عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم.

عقد الدرر:ص 16 ب 1 كما في بيان الشافعي،و قال:(أخرجه الحافظ أبو نعيم في عواليه و في صفة المهدي).

و في:ص 34 ب 3 و قال:(أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في عواليه).

و في:ص 170 ب 8 كما في بيان الشافعي،و قال:(أخرجه الإمام أبو نعيم في صفة المهدي)و ليس فيه(قسطا).

فرائد السمطين:ج 2 ص 331 ح 582 كما في عقد الدرر،بسند أبي نعيم حدثنا خلف بن أحمد بن العباس الرامهرمزي في كتابه،حدثنا همام بن محمد بن أيوب،حدثنا طالوت بن عباد،حدثنا سويد بن إبراهيم،عن محمد بن عمرو،عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف،عن أبيه رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و فيه(...يبعث اللّه...أعلا الجبهة).

(2) ابن حماد:ص 102 حدثنا الوليد،عن شيخ،عن الزهري،عن عروة،عن عائشة رضي اللّه عنها،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:

عقد الدرر:ص 16-17 ب 1 و قال(أخرجه الإمام أبو عبد اللّه نعيم بن حماد).

جواهر العقدين،السمهودي:على ما في ينابيع المودة.

عرف السيوطي،الحاوي:ج 2 ص 74 عن ابن حماد،و فيه"عن علي،عن النبي:المهدي رجل...".

القول المختصر:ص 7 ب 1 ح 3 مرسلا،و فيه"يضرب الناس حتى يرجعوا للحق".

و في:ص 12 ب 1 ح 55 كما في ابن حماد،ملخصا مرسلا.

و في:ص 25 ب 3 ح 38 مرسلا لا يخرج حتى لا يبقى رأس كبير إلا هلك".

صواعق ابن حجر:ص 164 ب 11 ف 1 كما في ابن حماد،و قال:(أخرج ابن حماد مرفوعا).

برهان المتقي:ص 95 ب 2 ح 21 عن عرف السيوطي.

ينابيع المودة:ص 433 ب 73 كما في عرف السيوطي،عن جواهر العقدين.

المغربي:ص 571 ح 64 كما في عرف السيوطي،عن فتن ابن حماد.

الهدية الندية:على ما في العطر الوردي.

العطر الوردي:ص 51 كما في ابن حماد،و قال:و في الهدية عن علي كرم اللّه وجهه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"المهدي رجل.." و قال:رواه نعيم بن حماد عن قتادة.

ملاحم ابن طاووس:ص 85 ب 192 عن ابن حماد،و فيه"...كما قاتلت إنا على القرآن).

و فيها:ب 193 عن ابن حماد بتفاوت يسير،و في سنده حدثنا الوليد،عن سعيد،عن قتادة،و لم نجده في النسخة المخطوطة التي عندنا عن قتادة.

منتخب الأثر:ص 179 ف 2 ب 2 ح 1 عن ينابيع المودة.

ص: 27

20-"المهدي مولده بالمدينة،من أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم،اسمه اسم أبي،و مهاجره بيت المقدس،كث اللحية،أكحل العينين،برّاق الثنايا،في وجهه خال،أقنى أجلى،في كتفه علامة النبي،يخرج،براية النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم من مرط مخملة سوداء،مربعة فيها حجر لم تنشر منذ توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و لا تنشر حتى يخرج المهدي،يمده اللّه بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوه من خالفهم و أدبارهم،يبعث و هو ما بين الثلاثين إلى الأربعين" (1).

21-"يا علي إني مزوجك فاطمة ابنتي سيدة نساء العالمين،و أحبهن إليّ بعدك، و كائن منكما سيدا شباب أهل الجنة،و الشهداء المضرجون المقهورون في الأرض من بعدي،و النجباء الزهر الذين يطفئ اللّه بهم الظلم،و يحيي بهم الحق،و يميت بهم الباطل،عدتهم عدة أشهر السنة،أخرهم يصلي عيسى بن مريم عليه السّلام خلفه" (2).

********

(1) ابن حماد:ص 101 حدثنا عبد اللّه بن مروان،عن الهيثم بن عبد الرحمن،عمّن حدّثه،عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال:

الطبراني:على ما في بيان الشافعي.

مناقب المهدي:على ما في بيان الشافعي.

بيان الشافعي:ص 515-516 ب 19 كما في ابن حماد بتفاوت يسير،بسنده إلى نعيم بن حماد،و فيه:...فيها حجم بدل حجر(و ليس فيه)...عمن حدثه...و اسمه اسم أبي(و قال:)رواه الطبراني في معجمه،و أخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي.

عقد الدرر:ص 37 ب 3 عن ابن حماد،و فيه"و اسمه اسم نبي...من خالفه".

عرف السيوطي،الحاوي:ج 2 ص 73 عن ابن حماد،و فيه(...و اسمه اسم نبي).

(2) النعماني:ص 57 ب 4 ح 1 أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة أبي هراسة الباهلي قال:حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي سنة ثلاث و سبعين و مائتين قال:حدثنا أبو محمد عبد اللّه بن حماد الأنصاري سنة تسع و عشرين و مائتين قال:حدثنا عمرو بن شمر، عن المبارك بن فضالة،عن الحسن بن أبي الحسن البصري يرفعه قال:أتى جبرئيل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم فقال:يا محمد إن اللّه عز و جل يأمرك أن تزوج فاطمة من علي أخيك،فأرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم إلى علي عليه السّلام فقال له:

منتخب الأثر:ص 29 حدثني أبو الحسن عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم الطستي قال:حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن علوية القطان قال:حدثني اسماعيل بن عيسى العطار قال:حدثنا داود بن الزبرقان و المبارك بن فضالة،عن الحسن بن أبي الحسن البصري يرفعه قال:كما في النعماني.

إثبات الهداة:ج 1 ص 619 ب 9 ف 37 ح 659 عن النعماني بتفاوت يسير،قوله"إني مزوجك".

البحار:ج 36 ص 272 ب 41 ح 94 عن النعماني و أشار إلى مثله عن منتخب الأثر.

العوالم:ج 15 جزء 3 ص 135 ح 73 عن النعماني.

ص: 28

22-"المهدي من ولدي،تكون له غيبة و حيرة تضل فيها الأمم،يأتي بذخيرة الأنبياء عليهم السلام،فيملؤها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما" (1)

23-"و الذي بعثني بالحق بشيرا ليغيبن القائم من ولدي،بعهد معهود إليه مني، حتى يقول أكثر الناس:ما للّه في آل محمد حاجة،و يشك آخرون في ولادته،فمن أدرك زمانه فليتمسك بدينه و لا يجعل للشيطان إليه سبيلا بشكه فيزيله عن ملتي، و يخرجه من ديني،فقد أخرج أبويكم من الجنة من قبل،و إن اللّه عز و جل جعل الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون". (2)

24-"أتى يهودي النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم،فقام بين يديه يحد النظر إليه فقال:يا يهودي ما حاجتك؟قال:أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه اللّه و أنزل عليه التوراة و العصا،و فلق له البحر،و أظله بالغمام؟فقال له النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:إنه يكره للعبد أن يزكي نفسه،و لكني أقول إن آدم عليه السّلام لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال:اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما غفرت لي،فغفر اللّه له.و إن نوحا لما ركب في

********

(1) كمال الدين:ج 1 ص 287 ب 25 ح 5 حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري قال:حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال:حدثنا حمدان بن سليمان النيسابوري،عن محمد بن اسماعيل بن بزيع،عن صالح بن عقبة،عن أبيه،عن أبي جعفر بن علي الباقر،عن أبيه سيد العابدين علي بن الحسين،عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي،عن أبيه سيد الأوصياء،أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

إعلام الورى:ص 399 ب 2 ف 2 عن كمال الدين.

فرائد السمطين:ج 2 ص 335 ح 587 كما في كمال الدين،بسنده إلى الصدوق.

إثبات الهداة:ج 3 ص 461 ب 32 ف 5 ح 105 عن كمال الدين بتفاوت يسير.

غاية المرام:ص 695 ب 141 ح 30 عن فرائد السمطين.

و في:ص 710 ب 142 ح 23 عن كمال الدين.

البحار:ج 51 ص 72 ب 1 ح 17 عن كمال الدين.

ينابيع المودة:ص 488 ب 94 عن غاية المرام.

منتخب الأثر:ص 249 ف 2 ب 25 ح 8 بعضه،عن ينابيع المودة.

(2) كمال الدين:ج 1 ص 51 حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي اللّه عنه قال:حدثنا علي بن إبراهيم،عن أبيه،عن عبد السلام بن صالح الهروي،عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا،عن أبيه،عن آبائه،عن علي عليهم السّلام قال:قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم.

إثبات الهداة:ج 3 ص 459 ب 32 ف 5 ح 97 عن كمال الدين بتفاوت يسير.

البحار:ج 51 ص 68 ب 1 ح 10 عن كمال الدين.

ص: 29

السفينة و خاف الغرق قال:اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما أنجيتني من الغرق،فنجاه اللّه عنه.و إن إبراهيم عليه عليه السّلام لما ألقي في النار قال:اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما أنجيتني منها،فجعلها اللّه عليه بردا و سلاما.و إن موسى عليه السّلام لما ألقى عصاه و أوجس في نفسه خيفة قال:اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما آمنتني،فقال اللّه جل جلاله:لا تخف إنك أنت الأعلى.يا يهودي إن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بي و بنبوتي ما نفعه إيمانه شيئا،و لا نفعته النبوة.يا يهودي،و من ذريتي المهدي،إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته فقدمه و يصلي خلفه" (1)

25-"القائم من ولدي اسمه اسمي،و كنيته كنيتي،و شمائله شمائلي،و سنته سنتي، يقيم الناس على ملتي و شريعتي،و يدعوهم إلى كتاب ربي عز و جل،من أطاعه فقد

********

(1) أمالي الصدوق:ص 181 المجلس 39 ح 4 حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال:حدثني عمي محمد بن القاسم،عن أحمد بن هلال،عن الفضل بن دكين،عن معمر بن راشد قال:سمعت أبا عبد اللّه الصادق عليه السّلام يقول

الاحتجاج:ج 1 ص 47-48 كما في أمالي الصدوق،بتفاوت يسير،مرسلا عن معمر بن راشد،عن الصادق عليه السّلام:

روضة الواعظين:ج 2 ص 272 كما في أمالي الصدوق.

جامع الأخبار:ص 8 عن الصادق عليه السّلام،و في سنده"محمد بن أبي القاسم بدل محمد بن القاسم"

تأويل الآيات:ج 1 ص 48 ح 23 عن أمالي الصدوق بتفاوت يسير.

الإيقاظ من الهجعة:ص 351 ب 10 ح 93 آخره عن الاحتجاج.

و في:ص 371 ب 10 ح 129 آخره،عن أمالي الصدوق.

إثبات الهداة ج 3 ص 495 ب 32 ح 255 آخره،عن أمالي الصدوق

و في:ص 524 ب 32 ف 20 ح 413 آخره،عن الاحتجاج.

و في:ص 566 ب 32 ف 40 ح 663 آخره،عن جامع الأخبار.

غاية المرام:ص 394 ب 108 ح 8 كما في أمالي الصدوق،عن ابن بابويه.

البرهان:ج 1 ص 89 ح 14 كما في أمالي الصدوق،عن ابن بابويه.

و في:ج 3 ص 38 ح 2 كما في أمالي الصدوق،عن ابن بابويه.

نور الثقلين:ج 5 ص 165 ح 79 عن الإحتجاج.

البحار:ج 14 ص 349 ب 24 ح 11 عن الخصال،و لم نجده في الخصال،و الظاهر أن رمزه(ل)مصحف عن رمز الأمالي (لي).

و في:ج 16 ص 366 ب 11 ح 72 عن الأمالي،و الإحتجاج.

و في:ج 26 ص 319 ب 7 ح 1 عن جامع الأخبار،و أمالي الصدوق،و الإحتجاج.

ص: 30

أطاعني،و من عصاه فقد عصاني،و من أنكره في غيبته فقد أنكرني،و من كذّبه فقد كذّبني،و من صدقه فقد صدّقني،إلى اللّه أشكو المكذبين لي في أمره،و الجاحدين لقولي في شأنه،و المضلين لأمتي عن طريقته،و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" (1)

26-"يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي،اسمه كاسمي،و كنيته ككنيتي،يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا" (2).

27-"فيلتفت المهدي و قد نزل عيسى عليه السّلام كأنما يقطر من شعره الماء فيقول المهدي:تقدم صل بالناس.فيقول عيسى:إنما أقيمت الصلاة لك.فيصلي عيسى خلف رجل من ولدي فإذا صليت قام عيسى حتى جلس في المقام فيبايعه،فيمكث أربعين سنة (3)

********

(1) كمال الدين:ج 2 ص 411 ب 39 ح 6 حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي اللّه عنه قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري،عن حمدان بن سليمان قال:حدثني أحمد بن عبد اللّه بن جعفر الهمداني،عن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي،عن هشام بن سالم،عن الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه،عن جده عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

إعلام الورى:ص 399 ب 2 ف 2 عن كمال الدين بتفاوت يسير.

إثبات الهداة:ج 3 ص 482 ب 32 ف 5 ح 190 كما في إعلام الورى،عن كمال الدين بتفاوت يسير،و في سنده"...أحمد بن عبد اللّه المدايني،بدل الهمداني،و ليس فيه هشام بن سالم".

(2) تذكرة الخواص:ص 363 مرسلا:أنبأنا عبد العزيز بن محمود بن البزاز،عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:و قال "فذلك هو المهدي"و هذا حديث مشهور.

عقد الدرر:ص 32 ب 2 مرسلا،عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:كما في تذكرة الخواص.

منهاج السنة،ابن تيمية:ج 4 ص 211 عن منهاج الكرامة،عن ابن عمر:و قال"إن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود،و الترمذي،و أحمد،و غيرهم من حديث ابن مسعود و غيره".

عقيدة أهل السنة:ص 16 عن منهاج السنة،عن ابن عمر:

منهاج الكرامة:ص 28 عن ابن الجوزي،عن ابن عمر:

و في:ص 115 كما في روايته الأولى،مرسلا،عن ابن عمر:و قال"و رواه ابن الجوزي الحنبلي،عن أبي داود،و صحيح الترمذي".

إثبات الهداة:ج 3 ص 606-607 ب 32 ح 111 كما في تذكرة الخواص،عن منهاج الكرامة للعلامة الحلي،عن ابن الجوزي من الحنابلة أنه روى بسنده عن ابن عمر.و في:ص 624 ب 32 ف 25 ح 208 عن عقد الدرر.

منتخب الأثر:ص 182 ف 2 ب 3 ح 1 عن تذكرة الخواص.

(3) ابن حبان:على ما في صواعق ابن حجر،و المغربي.

ص: 31

28-"لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل اللّه عز و جل ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي،فيملؤها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما" (1)

********

(3) الطبراني:على ما في عقد الدرر،و المغربي.

أبو نعيم،مناقب المهدي:على ما في سند بيان الشافعي.

الداني على ما في عرف السيوطي،الحاوي،و فرائد فوائد الفكر.

بيان الشافعي:ص 497 ب 7 أخبرنا نقيب النقباء فخر آل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الحسني،عن أبي الفرج يحيى بن محمود،عن أبي علي الحسن بن أحمد،حدثنا الحافظ أبو نعيم،حدثنا أبو المظفر،حدثنا محمد بن يوسف بن بشر، حدثنا إبراهيم بن منقذ الخولاني،حدثنا أبو حازم عبد الغفار بن الحسن بن دينار،حدثنا سفيان الثوري،عن منصور عن ربعي،عن حذيفة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:و قال"قلت:هكذا أخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي".

عقد الدرر:ص 17 ب 1 كما في بيان الشافعي بتفاوت يسير،إلى قوله"رجل من ولدي"

الصراط المستقيم:ص 257 ب 11 ف 11 مرسلا،عن رواية عقد الدرر الأولى بتفاوت يسير.

إثبات الهداة:ج 3 ص 614 ب 32 ف 15 ح 154 عن الصراط المستقيم.

حلية الأبرار:ج 2 ص 719 ب 54 ح 121 أوله،و قال:(من معجم الطبراني،و مناقب المهدي لأبي نعيم الحافظ بسندهما إلى جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يقول).

غاية المرام:ص 704 ب 141 ح 158 كما في حلية الأبرار.

منتخب الأثر:ص 316 ف 2 ب 48 ح 2 عن غاية المأمول،شرح التاج الجامع للأصول.

(1) كمال الدين:ج 1 ص 317-318 ب 30 ح 4 حدثنا علي بن محمد بن الحسن القزويني قال:حدثنا محمد بن عبد اللّه الحضرمي قال:حدثنا أحمد بن يحيى الأحول قال:حدثنا خلاد المقرئ عن قيس بن أبي حصين،عن يحيى بن وثاب،عن عبد اللّه بن عمر قال:سمعت الحسين بن علي عليهما السّلام يقول:كذلك سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يقول:

البدء و التاريخ:ج 5 ص 128 مرسلا،بمعناه،و لم يسنده إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم و نصه:"لو لم يبق من الدنيا إلا عصر لبعث اللّه رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا".

كنز الفوائد:ج 1 ص 246 كما في كمال الدين بتفاوت يسير،و فيه(..حتى يظهر...يواطئ اسمه اسمي).

غيبة الطوسي:ص 112 عنه(محمد بن إسحاق المقري)عن علي بن العباس المقانعي،عن بكار بن أحمد،عن مصبح،عن قيس،عن أبي حصين،عن أبي صالح،عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:كما في كمال الدين بتفاوت،و فيه"...من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما و جورا".

و في:ص 161 كما في روايته الأولى بتفاوت يسير،مرسلا عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و فيه(...رجل من ولدي).

كنز الفوائد:ص 113 مرسلا،كما في كمال الدين.

إعلام الورى:ص 401 ب 2 ف 2 عن كمال الدين.

غرائب القرآن،النيسابوري:ج 1 ص 49 كما في البدء و التاريخ بتفاوت يسير،مرسلا،و فيه(...حتى يخرج رجل من أمتي).

عوالي اللئالي:ج 4 ص 91 ح 125 مرسلا،و فيه(لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد و في حديث آخر إلا ساعة واحدة لطول اللّه ذلك اليوم أو تلك الساعة حتى يخرج رجل من ذريتي اسمه كاسمي و كنيته ككنيتي،فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما".

إثبات الهداة:ج 3 ص 465 ب 32 ف 5 ح 122 عن كمال الدين.

ص: 32

29-"لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد،لطوّل اللّه عز و جل ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من ولدي اسمه اسمي.فقام سلمان الفارسي رضي اللّه عنه فقال:يا رسول اللّه من أي ولدك؟قال من ولدي هذا،و ضرب بيده على الحسين" (1).

هذه تأكيدات من الرسول الأكرم حول الإمام المهدي أنه من ولده و لكن من نسل و ذرية من؟!

هذا ما نبيّنه فيما يلي:

********

(1) و في:ص 502 و ص 514 ب 32 ف 12 ح 295 و ح 350 عن غيبة الطوسي.

و في:ص 577 ب 32 ف 54 ح 737 عن عوالي اللئالي.

البحار:ج 51 ص 74 ب 1 ح 26 عن غيبة الطوسي،بتفاوت يسير.

و في:ص 133 ب 3 ح 5 عن كمال الدين.

(1) الطبراني،الأوسط:على ما في المنار المنيف

أربعون أبي نعيم:على ما في عقد الدرر.

عقد الدرر:ص 24 ب 1 عن أبي نعيم في صفة المهدي،و قال(عن حذيفة رضي اللّه عنه،قال خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم، فذكر حدثنا رسول اللّه بما هو كائن،ثم قال:

ذخائر العقبى:ص 136-137 كما في عقد الدرر،مرسلا،عن حذيفة:و فيه)...اسمه كاسمي...فقال سلمان"و قال: "فيحمل ما ورد مطلقا فيما تقدم على هذا المقيد).

فرائد السمطين:ج 2 ص 325-326 ب 61 ح 575 كما في عقد الدرر بتفاوت يسير،بسنده إلى أبي نعيم ثم بسنده:حدثنا العباس بن بندار،حدثنا عبد اللّه بن زياد الكلابي،عن الأعمش،عن زر بن حبيش،عن حذيفة رضي اللّه عنه قال:خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم، فذكر ما هو كائن،ثم قال:و فيه...فضرب بيده على(ظهر)الحسين رضي اللّه عنه.

المنار المنيف:ص 148 ف 50 ح 339 كما في عقد الدرر،إلى قوله"اسمه اسمي)عن الطبراني،بسنده:حدثنا محمد بن زكريا الهلالي،حدثنا العباس بن بكار،حدثنا عبد اللّه بن زياد،عن الأعمش،عن زر بن حبيش،عن حذيفة،قال:خطبنا النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم فذكر ما هو كائن،ثم قال:

القول المختصر:ص 7 ب 1 ح 37 كما في عقد بتفاوت،و فيه الفقرة المتقدمة في الحديث رقم 1 عن أبي نعيم"..حتى يملك رجل من أهل بيتي تجري الملاحم على يديه و يظهر الإسلام،لا يخلف اللّه وعده و هو سريع الحساب".

فرائد فوائد الفكر:ص 2 ب 1 كما في القول المختصر،عن حذيفة:و قال:"أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني".

و في:ص 3 ب 2 كما في عقد الدرر بتفاوت،عن أبي هريرة:و فيه:(...حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي)و قال: "أخرجه الإمام أحمد في مسنده"و لم نجده في فهارسه.

السيرة الحلبية:ج 1 ص 193 أوله،مرسلا.

ص: 33

المهدي من ولد أمير المؤمنين عليه السّلام

1-"عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم أنه قال:"إن علي بن أبي طالب إمام أمتي،و خليفتي عليها من بعدي،و من ولده القائم المنتظر،الذي يملأ اللّه به الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما.و الذي بعثني بالحق بشيرا إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر.فقام إليه جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه و للقائم من ولدك غيبة؟قال:إي و ربي،و ليمحص اللّه الذين آمنوا و يمحق الكافرين.يا جابر إن هذا الأمر(أمر)من أمر اللّه،و سرّ من سر اللّه،مطوي عن عباد اللّه فإياك و الشك فيه،فإن الشك في أمر اللّه عز و جل كفر" (1)

2-عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يا علي،لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يملك رجل من عترتك،يقال له المهدي،يهدي إلى اللّه عز و جل و يهتدي به العرب،كما هديت أنت الكفار و المشركين من الضلالة.ثم قال:و مكتوب على راحتيه بايعوه فإن البيعة للّه عز و جل". (2)

********

(1) كمال الدين:ج 1 ص 287-288 ب 25 ح 7 حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي اللّه عنه قال:حدثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال:حدثنا محمد بن اسماعيل البرمكي،عن علي بن عثمان،عن محمد بن الفرات،عن ثابت بن دينار،عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

الخصائص العلوية،النطنزي:على ما في اليقين.

إعلام الورى:ص 399 ب 2 ف 2 عن كمال الدين بتفاوت يسير.

اليقين:ص 191 ب 201 كما في كمال الدين،بتفاوت يسير،عن كتاب الخصائص العلوية لمحمد بن علي النطنزي.

كشف الغمة:ج 3 ص 311 عن إعلام الورى.

فرائد السمطين:ج 2 ص 335-336 ح 589 كما في كمال الدين بتفاوت يسير،بسنده إلى الصدوق.

إثبات الهداة:ج 3 ص 461 ب 32 ف 5 ص 107 عن كمال الدين.

و في:ص 618 ب 32 ف 19 ح 177 إلى قوله"الكبريت الأحمر"عن اليقين.

غاية المرام:ص 696 ب 141 ح 32 عن فرائد السمطين.

و في:ص 710 ب 142 ح 25 كما في كمال الدين،عن ابن بابويه.

البحار:ج 38 ص 126 ب 61 ح 76 عن اليقين.

و في:ج 51 ص 73 ب 1 ح 18 عن كمال الدين.

(2) دلائل الإمامة:ص 250 و حدثني أبو المفضل محمد بن عبد اللّه قال:حدثنا محمد بن همام قال:حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي،عن سفيان بن المهدي،عن أبان،عن أنس بن مالك قال:خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم ذات يوم فرأى عليا،فوضع يده بين كتفيه ثم قال:

ص: 34

3-"...و من نسل علي القائم المهدي الذي يبدل الأرض غير الأرض و به يحتج عيسى بن مريم على نصارى الروم و الصين.إن القائم المهدي من نسل علي أشبه الناس بعيسى بن مريم خلقا و خلقا و سمتا و هيبة،يعطيه اللّه عز و جل ما أعطى الأنبياء و يزيده و يفضله.إن القائم من ولد علي عليه السّلام له غيبة كغيبة يوسف،و رجعة كرجعة عيسى بن مريم،ثم يظهر بعد غيبته مع طلوع النجم الأحمر،و خراب الزوراء و هي الري،و خسف المزورة و هي بغداد،و خروج السفياني،و حرب ولد العباس مع فتيان أرمينية و آذربيجان،تلك حرب يقتل فيها ألوف و ألوف،كل يقبض على سيف مجلى تخفق عليه رايات سود،تلك حرب يشوبها الموت الأحمر و الطاعون الأغبر" (1).

4-"يا علي الأئمة الراشدون المهتدون المعصومون من ولدك أحد عشر إماما، و أنت أولهم،و أخرهم اسمه اسمي،يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما، يأتيه الرجل و المال كدس،فيقول يا مهدي أعطني،فيقول:خذ" (2)

********

(2) إثبات الهداة:ج 3 ص 574 ب 32 ف 48 ح 716 كما في دلائل الإمامة،إلى قوله:(و تهدي به العرب)عن مناقب فاطمة و ولدها،و فيه(...حتى يخرج رجل من ولدك).

منتخب الأثر:ج 189 ف 2 ب 5 ح 2 عن دلائل الإمامة.

(1) النعماني:ص 146 ب 10 ح 4 أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال:حدثنا أحمد بن محمد الدينوري قال:حدثنا علي بن الحسن الكوفي قال:حدثتنا عميرة بنت أوس قالت:حدثني جدي الحصين بن عبد الرحمن،عن عبد اللّه بن ضمرة،عن كعب الأحبار أنه قال:في حديث طويل لم يسنده إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم..

إثبات الهداة:ج 3 ص 532-533 ب 32 ف 27 ح 464 بعضه،عن النعماني،و في سنده"...علي بن الحسين الكوفي.. عمرة بنت أوس..عبد اللّه بن حمزة بدل ضمرة".

البحار:ج 52 ص 225 ب 25 ح 89 عن النعماني بتفاوت يسير،و في سنده"..عمرة بنت أوس..الخضر بن عبد الرحمن... عبد اللّه بن حمزة"و فيه"و سيماء و هيئة...مع طلوع النجم الآخر...على سيف مجلى...يستبشر فيها الموت الأحمر و الطاعون الأكبر".

منتخب الأثر:ص 300 ف 2 ب 38 ح 2.بعضه،عن النعماني.

ملاحظة:"لعل هذا الحديث ينفرد بتشبيه المهدي في خلقه بعيسى عليهما السّلام و الوارد في روايات الفريقين أنه شبيه بجده النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم اللهم إلاّ أن تكون الشباهة بينهم متساوية".

(2) النعماني:ص 92 ب 4 ح 23 أخبرنا محمد بن همام قال:حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن عيسى القوهستاني قال:حدثنا بدر بن إسحاق بن بدر الأنماطي في سوق الليل بمكة و كان شيخا نفيسا من إخواننا الفاضلين،و كان من أهل قزوين في سنة خمس و ستين و مائتين،قال:حدثني أبي إسحاق بن بدر قال:حدثني جدي بدر بن عيسى قال:سألت أبي عيسى بن موسى،و كان رجلا

ص: 35

5-عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"...و من ولدي مهدي هذه الأمة" (1)

6-و عنه أيضا عليه السّلام:"الحادي عشر من ولدي،يملؤها عدلا كما ملئت جورا و ظلما". (2)

********

(2) مهيبا فقلت له:من أدركت من التابعين؟فقال:ما أدري ما تقول(لي)و لكني كنت بالكوفة فسمعت شيخا في جامعها يتحدث عن عبد خير قال:سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه يقول:قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

غيبة الطوسي:ص 90 و بهذا الإسناد(و أخبرني جماعة)عن التلعكبري،عن أبي علي محمد بن همام،عن الحسن بن علي القوهستاني،عن زيد بن إسحاق،عن أبيه قال:سألت أبي عيسى بن موسى فقلت له:من أدركت من التابعين؟فقال:ما أدري ما تقول،و لكني كنت بالكوفة فسمعت شيخا في جامعها يحدث عن عبد خير قال:قال أمير المؤمنين:قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:كما في النعماني بتفاوت.

إثبات الهداة:ج 1 ص 547 ب 9 ف 17 ح 371 عن غيبة الطوسي.

و في:ص 623 ب 9 ف 37 ح 676 عن النعماني إلى قوله"اسمه اسمي".

البحار:ج 36 ص 259 ب 41 ح 78 عن غيبة الطوسي.

و في:ص 281 ب 41 ح 101 عن النعماني بتفاوت و في سنده"عن موسى بن إسحاق الأنماطي و كان شيخا نفيسا من إخواننا الفاضلين،عن بدر،عن زيد بن عيسى بن موسى،ثم بقية سند النعمانين،و فيه اسمه على اسمي".

العوالم:ج 15 ج 3 ص 205 ح 185 عن غيبة الطوسي.

و في:ص 212 ح 190 عن غيبة النعماني.

منتخب الأثر:ص 60-61 ف 1 ب 4 ح 7 عن غيبة النعماني.

(1) معاني الأخبار:ص 58-60 ح 9 حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه اللّه قال:حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال:حدثني المغيرة بن محمد قال:حدثنا رجاء بن سلمة،عن عمرو بن شمر،عن جابر الجعفي،عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام قال:خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه بعد منصرفه من النهروان،و بلغه أن معاوية يسبه و يلعنه و يقتل أصحابه،فقام خطيبا فحمد اللّه و أثنى عليه،و صلّى على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و ذكر ما أنعم اللّه على نبيه و عليه،ثم قال(في حديث طويل):

بشارة المصطفى:ص 12-13 أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن بابويه رحمه اللّه بالري سنة عشرة و خمسمائة،عن عمه محمد بن الحسن،عن أبيه الحسن بن الحسين،عن عمه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن علي رحمه اللّه ثم بسند الصدوق المتقدم عن أمير المؤمنين عليه السّلام كما في معاني الأخبار بتفاوت يسير.

المحتضر،الحسن بن سليمان الحلي:ص 41-43 عن معاني الأخبار،و فيه(...و إنا الذي).

البحار:ج 35 ص 45-47 ب 2 ح 1 عن معاني الأخبار.

نور الثقلين:ج 5 ص 598-600 ح 34 عن معاني الأخبار.

منتخب الأثر:ص 189 ف 2 ب 5 ح 5 عن معاني الأخبار و المحتضر.

(2) العدل القوية:ص 70 ح 107 قال:روى الأصبغ عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:

ص: 36

7-و عنه أيضا عليه السّلام:"يا بني،إني ميت من ليلتي هذه،فإذا أنا مت فغسلني و كفني و حنطني بحنوط جدك،و ضعني على سريري،و لا يقربن أحد منكم مقدم السرير، فإنكم تكفونه،فإذا المقدم ذهب فاذهبوا حيث ذهب،فإذا وضع المقدم فضعوا المؤخر،ثم تقدم أي بني فصل علي و كبر سبعا،فإنها لن تحل لأحد من بعدي إلاّ لرجل من ولدي يخرج في آخر الزمان يقيم اعوجاج الحق،فإذا صليت فخط حول سريري،ثم احفر لي قبرا في موضعه إلى منتهى كذا و كذا،ثم شق لحدا فإنك تقع على ساجة منقورة،ادخرها لي أبي نوح،و ضعني في الساجة،ثم ضع علي سبع لبنات كبار ثم ارقب هنيهة ثم انظر فإنك لن تراني في لحدي" (1).

8-عنه أيضا عليه السّلام:"إن اللّه حين شاء تقدير الخليقة و ذرء البرية و إبداع المبدعات نصب الخلق في صور كالهباء قبل دحو الأرض و رفع السماء،و هو في انفراد ملكوته و توحد جبروته فأتاح(فأساح)نورا من نوره فلمع،و(نزع)قبسا من ضيائه فسطع،ثم اجتمع النور في وسط تلك الصور الخفية فوافق ذلك صورة نبينا صلّى اللّه عليه و آله و سلم،فقال اللّه عز من قائل:أنت المختار المنتخب،و عندك مستودع نوري و كنوز هدايتي،من أجلك أسطح البطحاء،و أمرج الماء،و أرفع السماء،و أجعل الثواب و العقاب و الجنة و النار،و أنصب أهل بيتك للهداية،و أوتيهم من مكنون علمي ما لا يشكل عليهم دقيق و لا يعييهم خفي،و أجعلهم على بريتي،و المنبهين على قدرتي و وحدانيتي،ثم أخذ اللّه الشهادة عليهم بالربوبية و الإخلاص بالوحدانية فبعد أخذ ما أخذ من ذلك شاب ببصائر الخلق

********

(1) المدائني:على ما في سند فرحة الغري.

كتاب جعفر بن مبشر:على ما في سند فرحة الغري.

فرحة الغري:ص 32-34 و قال(و ذكر جعفر بن مبشر في كتابه،في نسخة عتيقة عندي ما صورته قال:قال المدايني:عن أبي زكريا،عن أبي بكر الهمداني،عن الحسين بن علوان،عن سعد بن طريف،عن الأصبغ بن نباته و عبد اللّه بن محمد،عن علي بن اليمان،عن أبي حمزة الثمالي،عن أبي جعفر محمد بن علي،و القاسم بن محمد المقري،عن عبد اللّه بن زيد،عن المعافا،عن عبد السلام،عن أبي عبد اللّه الجدلي،قالوا:استنفر علي بن أبي طالب عليه السّلام الناس في قتال معاوية في الصيف،و ذكر الحديث مطوّلا،و قال في آخره أبو عبد اللّه الجدلي،و قد حضره رضي اللّه عنه و هو يوصي الحسن فقال:

ص: 37

انتخاب محمد و آله(فقبل أخذ ما أخذ جل شأنه ببصائر الخلق انتخب محمدا و آله) و أراهم أن الهداية معه و النور له و الإمامة في آله،تقديما لسنة العدل،و ليكون الإعذار متقدما،ثم أخفى اللّه الخليقة في غيبه،و غيبها في مكنون علمه،ثم نصب العوامل و بسط الزمان،و مرج الماء،و أثار الزبد،و أهاج الدخان،فطفا عرشه على الماء،فسطح الأرض على ظهر الماء(و أخرج من الماء دخانا فجعله السماء)ثم استجلبهما إلى الطاعة فأذعنتا بالاستجابة،ثم أنشأ اللّه الملائكة من أنوار أبدعها،و أرواح اخترعها،و قرن بتوحيده نبوة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم فشهرت في السماء قبل بعثته في الأرض،فلما خلق آدم أبان فضله للملائكة،و أراهم ما خصه به من سابق العلم من حيث عرّفه عند استنبائه إياه أسماء الأشياء،فجعل اللّه آدم محرابا و كعبة و بابا و قبلة أسجد إليها الأبرار و الروحانيين الأنوار، ثم نبه آدم على مستودعه،و كشف له(عن)خطر ما ائتمنه عليه،بعد ما سماه إماما عند الملائكة،فكان حظ آدم من الخير ما أراه من مستودع نورنا،و لم يزل اللّه تعالى يخبئ النور تحت الزمان إلى أن فضل محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلم في ظاهر الفترات،فدعا الناس ظاهرا و باطنا، و ندبهم سرا و إعلانا،و استدعى عليه السّلام التنبيه على العهد الذي قدمه إلى الذر قبل النسل، فمن وافقه و قبس من مصباح النور المقدم اهتدى إلى سره،و استبان واضح أمره،و من ألبسته الغفلة استحق السخط،ثم انتقل النور إلى غرائزنا،و لمع في أئمتنا،فنحن أنوار السماء و أنوار الأرض،فبنا النجاة،و منا مكنون العلم،و إلينا مصير الأمور،و بمهدينا تنقطع الحجج،خاتمة الأئمة،و منقذ الأمة،و غاية النور،و مصدر الأمور،فنحن أفضل المخلوقين،و أشرف الموحدين،و حجج رب العالمين،فليهنأ بالنعمة من تمسك بولايتنا، و قبض على عروتنا" (1).

********

(1) مروج الذهب:ج 1 ص 32-33 فهذا ما روي عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين،عن أبيه الحسين بن علي،عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام:

تذكرة الخواص:ص 128-130 أخبرنا أبو طاهر الخزيمي،أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي،أنبأنا عبد اللّه بن عطاء الهروي، أنبأنا عبد الرحمن بن عبيد الثقفي،أنبأنا الحسين بن محمد الدينوري،أنبأنا عبد اللّه بن إبراهيم الجرجاني،أنبأنا محمد بن علي بن

ص: 38

9-"عن الأصبغ بن نباته قال دخلت إلى أمير المؤمنين فوجدته متفكرا ينكث في الأرض فقلت:يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكرا تنكث في الأرض أرغبة منك فيها؟فقال:"لا و اللّه ما رغبت فيها و لا في الدنيا يوما قط،و لكني فكرت في مولود يكون من ظهري،الحادي عشر من ولدي،هو المهدي الذي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما،تكون له غيبة و حيرة يضل فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون".فقلت:يا أمير المؤمنين و كم تكون الحيرة و الغيبة؟قال:

"ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين".فقلت:و إن هذا لكائن؟فقال:"نعم كما أنه مخلوق،و أنى لك بهذا الأمر يا أصبغ،أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة".فقلت:ثم ما يكون بعد ذلك؟فقال:"ثم يفعل اللّه ما يشاء،فإن له بداءات و إرادات و غايات و نهايات" (1)

********

(1) الحسين العلوي،أنبأنا أحمد بن عبد اللّه الهاشمي،حدثنا الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السّلام قال:خطب أمير المؤمنين يوما بجامع الكوفة خطبة بليغة في مدح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم فقال:و فيه(و بمهدينا تنقطع الحجج فهو خاتم الأئمة..و غامض السر فليهن من استمسك بعروتنا و حشر على محبتنا).

البحار ج 57 ص 212-214 ب 1 ح 184 عن مروج الذهب بتفاوت.

منتخب الأثر ص 147 ف 2 ب 1 ح 15 بعضه عن تذكرة الخواص.

(1) الكافي،كتاب الحجة باب في الغيبة،ج 1 ص 338 ح 7 علي بن محمد،عن عبد اللّه بن محمد بن خالد قال:حدثني منذر بن محمد بن قابوس،عن منصور بن السندي،عن أبي داود المسترق،عن ثعلبة بن ميمون،عن مالك الجهني،عن الحارث بن المغيرة، عن الأصبغ بن نباته قال:أتيت أمير المؤمنين عليه السّلام فوجدته متفكرا ينكث في الأرض،فقلت:يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكرا تنكث في الأرض أرغبة منك فيها؟فقال:

الهداية الكبرى:ص 88 عنه قدس اللّه روحه عن الحسن بن محمد بن جمهور،عن أبيه،عن محمد بن عبد اللّه بن مهران الكرخي، عن هامان بن الأبلي،عن جعفر بن محمد بن يحيى الرهاوي،عن سعيد بن المسيب،عن الأصبغ:كما في الكافي بتفاوت،و فيه(... من يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي و هو المهدي..ثم ماذا؟قال يفعل اللّه ما يشاء،من الرجعة البيضاء و الكرة الزهراء، و إحضار الأنفس الشح،و القصاص،و الأخذ بالحق و المجازاة بكل ما سلف،ثم يغفر اللّه لمن يشاء).

إثبات الوصية:ص 225 كما في الكافي بتفاوت و قال:و عنه(سعد بن عبد اللّه)يرفعه إلى الأصبغ بن نباته:و فيه(دخلت إلى أمير المؤمنين فوجدته مفكرا...مفكرا يا أمير المؤمنين؟قال:أفكر...يكون له غيبة تضل...ثم قال بعد كلام طويل:أولئك).

و في:ص 229 كما في الكافي بتفاوت يسير،بسنده عن الأصبغ بن نباته:و فيه(له غيبة و في أمره حيرة...يا مولاي...و ذلك إذا فقد الباب بينه و بين شيعتنا تكون الحيرة).

النعماني:ص 60 ب 4 ح 4 كما في الكافي،عن الكليني بتفاوت يسير،و في سنده(نصر بدل منذر)و في(...سبت من الدهر.. قلت أدرك ذلك الزمان)؟

ص: 39

10-"أما و اللّه،لأقتلن أنا و ابناي هذان،و ليبعثن اللّه رجلا من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا،و ليغيبن عنهم تمييزا لأهل الضلالة حتى يقول الجاهل:ما للّه في آل محمد من حاجة" (1)

********

(1) كمال الدين:ج 1 ص 288 ب 26 ح 1 كما في الكافي بتفاوت يسير،عن أبيه و محمد بن الحسن بسند مشترك بينهما،و بسند آخر عن محمد بن الحسن إلى مالك الجهني،عن الحارث بن المغيرة النصري،عن الأصبغ بن نباته:

كفاية الأثر:ص 219 كما في كمال الدين بتفاوت،عن محمد بن علي بأحد طريقيه عن الأصبغ بن نباته:إلى قوله(و يهتدي فيها آخرون).

دلائل الإمامة:ص 289 كما في الكافي بتفاوت يسير،إلى قوله(هذه العترة)بسند آخر عن الأصبغ:و فيه(يكون من ظهر الحادي عشر).

الاختصاص:ص 209 كما في الكافي بتفاوت يسير،بسند آخر عن الأصبغ:

رسائل المفيد:ص 400 و قال:(هذا الخبر الذي روته العامة و الخاصة و هو خبر كميل بن زياد).

و فيه:(...ما رغبت فيها ساعة قط...التاسع من ولد الحسين عليه السّلام هو الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما..يكون له غيبة يرتاب فيها المبطلون،يا كمل بن زياد،لا بد له من حجة،إما ظاهر مشهور شخصه و إما باطن مغمور،لكيلا تبطل حجج اللّه)و الظاهر أن ما ذكره أول حديث الأصبغ المذكور،و آخر حديث كميل المشهور.

غيبة الطوسي:ص 103-104 كما في الكافي بتفاوت يسير،بسندين آخرين عن الأصبغ:

إعلام الورى:ص 400 ب 2 ف 2 عن كمال الدين.

المجموع محمد بن الحسين المرزباني على ما في ملاحم ابن طاووس.

ملاحم ابن طاووس:ص 185 عن كتاب(المجموع)إلى قوله:(و يهتدي فيها آخرون).

إثبات الهداة:ج 3 ص 443 ب 32 ح 20 ما عدا آخره عن الكافي،و قال:(و رواه الشيخ في كتاب الغيبة).

و في:ص 461 ب 32 ف 5 ح 108 عن كمال الدين،و قال:(و رواه علي بن محمد القمي في كتابه الكفاية بالإسناد نحوه، و رواه الشيخ في كتابه الغيبة).

(1) النعماني:ص 140-141 ب 10 ح 1 حدثنا محمد بن همام قال:حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال:حدثنا إسحاق بن سنان قال:حدثنا عبيد بن خارجة،عن علي بن عثمان،عن فرات بن أحنف،عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد،عن آبائه عليهم السّلام قال: زاد الفرات على عهد أمير المؤمنين عليه السّلام،فركب هو و ابناه الحسن و الحسين عليهما السّلام،فمر بثقيف فقالوا:قد جاء علي يرد الماء فقال علي عليه السّلام:

إثبات الوصية:ص 244 و عنه(عبد اللّه بن جعفر الحميري)عن محمد بن علي الصيرفي أبي سمية،عن إبراهيم بن هاشم،عن فرات بن أحنف قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام و قد ذكر القائم من ولده فقال:(أما إنه ليغيبن حتى يقول الجاهل ما لي في آل محمد حاجة).

كمال الدين:ج 1 ص 302-303 ب 26 ح 9 و ح 15 آخره،بسندين آخرين عن الأصبغ بن نباته،و فيه(...أما ليغيبن حتى).

دلائل الإمامة:ص 292-293 آخره كما في النعماني بتفاوت يسير،بسند آخر عن فرات بن الأحنف:

غيبة الطوسي:ص 207 آخره،كما في النعماني بتفاوت يسير،بسند آخر عن فرات بن أحنف:

إعلام الورى:ص 400 ب 2 ف 2 عن كمال الدين.

ص: 40

11-"صاحب هذا الأمر من ولدي هو الذي يقال مات أو هلك،لا بل في أي واد سلك. (1)

المهدي من ولد فاطمة الزهراء عليها السّلام

1-"خرج النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم ذات يوم و هو مستبشر يضحك سرورا،فقال له الناس:

أضحك اللّه سنك يا رسول اللّه و زادك سرورا.فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:إنه ليس من يوم و لا ليلة إلاّ ولي فيهما تحفة من اللّه،ألا و إن ربي أتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما مضى،إن جبرئيل أتاني فأقراني من ربي السلام و قال:يا محمد إن اللّه عز و جل اختار من بني هاشم سبعة،لم يخلق مثلهم فيمن مضى و لا يخلق مثلهم فيمن بقي،أنت يا رسول اللّه سيد النبيين،و علي بن أبي طالب وصيك سيد الوصيين،و الحسن و الحسين سبطاك سيدا الأسباط،و حمزة عمك سيد الشهداء، و جعفر بن عمك الطيار في الجنة يطير مع الملائكة حيث يشاء،و منكم القائم يصلي

********

(1) إثبات الهداة:ج 3 ص 463 ب 32 ف 5 ح 11 عن كمال الدين،و فيه"ضرار بن أحنف".

و في:ص 510 ب 32 ف 12 ح 333 عن غيبة الطوسي،و فيه(حتى يقول القائل).

و في:ص 532 ب 32 ف 27 ح 462 عن النعماني،و ليس في سنده(جعفر بن محمد بن مالك)و فيه(إسحاق بن بنان بدل إسحاق بن سنان).

(1) (الفضل بن شاذان):على ما في سند غيبة الطوسي.

النعماني:ص 156 ب 10 ح 18 حدثنا علي بن الحسين قال:حدثنا محمد بن يحيى قال:حدثنا محمد بن حسان الرازي،عن محمد بن علي الكوفي قال:حدثنا عيسى بن عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب،عن أبيه،عن جده،عن أبيه أمير المؤمنين عليه السّلام،أنه قال:

غيبة الطوسي:ص 261 قال"و روى(الفضل بن شاذان)عن أحمد بن عيسى العلوي،عن أبيه،عن جده قال:(قال أمير المؤمنين عليه السّلام:و فيه...مات قتل،لا بل هلك،لا بل بأي...).

إثبات الهداة:ج 3 ص 514 ب 32 ف 12 ح 349 عن غيبة الطوسي.

و في:ص 533 ب 32 ف 27 ح 468 عن النعماني بتفاوت يسير،و في سنده"محمد بن الحسن الرازي بدل محمد بن حسان الرازي).

البحار:ج 51 ص 114 ب 2 ح 11 عن النعمان،و فيه(محمد بن الحسن الرازي..مات هلك...).

منتخب الأثر:ص 262 ف 2 ب 27 ح 16 عن البحار،و أشار إلى رواية غيبة الطوسي.

ص: 41

عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه اللّه إلى الأرض،من ذرية علي و فاطمة،من ولد الحسين" (1).

2-"إنا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين قبلنا،و لا يدركها أحد من الآخرين غيرنا:نبينا خير الأنبياء و هو أبوك،و وصينا خير الأوصياء و هو بعلك،و شهيدنا خير الشهداء و هو حمزة عمك،و من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء و هو جعفر بن أبي طالب ابن عمك،و منا سبطا هذه الأمة، و مهديهم ولدك" (2).

3-"المهدي حق و هو من ولد فاطمة" (3).

********

(1) الكافي:ج 8 ص 49 ح 10 عدة من أصحابنا،عن سهل بن زياد،عن محمد بن سليمان،عن عيثم بن أشيم،عن معاوية بن عمار،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام،قال:

البحار:ج 51 ص 77 ب 1 ح 36 عن الكافي،و في سنده(هيثم بدل عيثم).

منتخب الأثر:ص 200 ف 2 ب 8 ح 6 عن الكافي.

(2) كتاب أبي جعفر بن محمد بن العباس الرازي:على ما في الإرشاد.

المسترشد:ص 150 و روى يحيى بن عبد الحميد قال:حدثنا قيس بن الربيع،عن الأعمش،عن عباية الأسدي،عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال لفاطمة عليهما السّلام:

الإرشاد:ص 24 قال الشيخ المفيد رضي اللّه عنه،وجدت في كتاب أبي جعفر بن العباس الرازي قال:حدثنا محمد بن خالد قال: حدثنا إبراهيم بن عبد اللّه قال:حدثنا محمد بن سليمان الديلمي،عن جابر بن يزيد الجعفي،عن عدي بن حكيم عبد اللّه بن العباس قال:قال"لنا أهل البيت سبع خصال،ما منهن خصلة في الناس،منا النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و منا الوصي خير هذه الأمة بعده علي بن أبي طالب عليه السّلام و منا حمزة أسد اللّه و أسد رسوله و سيد الشهداء و منا جعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء،و منا سبطا هذه الأمة،و سيدا شباب أهل الجنة الحسن و الحسين عليهما السّلام و منا قائم آل محمد الذي أكرم اللّه به نبيه،و منا المنصور" و لم يسنده إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم.

البحار ج 37 ص 48 ب 50 ح 25 عن الإرشاد،و في سنده(عن عدي بن حكيم،عن عبد اللّه بن العباس...)و قال(لعل المراد بالمنصور أيضا القائم عليه السّلام،بقرينة أن بالقائم يتم السبع،و يحتمل أن يكون المراد به الحسين عليه السّلام فإنه منصور في الرجعة).

(3) ابن حماد:على ما في سند غيبة الطوسي.

ابن أبي شيبة:على ما في سند ابن ماجة.

تاريخ البخاري:ج 3 ص 346 قال عبد الغفار بن داود،حدثنا أبو المليح الرقي،سمع زياد بن بيان،و ذكر من فضله،سمع علي بن نفيل جد النفيلي،سمع سعيد بن المسيب،عن أم سلمة زوج النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

مسلم:على ما في إسعاف الراغبين،و صواعق ابن حجر،و كنز العمال،و مشارق الأنوار.-

ص: 42

4-قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم لعلي عليه السّلام:"المهدي من ولدك" (1).

********

(3) -أبو داود:ج 4 ص 107 ح 4284 حدثنا أحمد بن إبراهيم،حدثنا عبد اللّه بن جعفر الرقي،حدثنا أبو المليح الحسن بن عمر،عن زياد بن بيان،عن علي بن نفيل،عن سعيد بن المسيب،عن أم سلمة،قال سمعت رسول اللّه يقول(المهدي من عترتي من ولد فاطمة)

ابن ماجة:ج 2 ص 1368 ب 34 ح 4086 كما في أبي داود،بدون كلمة عترتي،بسند آخر،عن سعيد بن المسيب قال كنا عند أم سلمة فتذاكرنا المهدي فقالت سمعت رسول اللّه يقول:

النسائي:على ما في إسعاف الراغبين،و عقيدة أهل السنة،و صواعق ابن حجر،و مشارق الأنوار،و التاج الجامع للأصول،و لكن قال في هامش عقد الدرر ص 15(لم أجد الحديث في سنن النسائي).

العقيلي:ج 3 ص 253-254 كما في تاريخ البخاري بدون كلمة"حق"بسند آخر،عن أم سلمة:

تتمة أسماء الضعفاء:ج 4 ص 153 بسند آخر عن أمة سلمة،قالت:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"المهدي من ولد فاطمة".

ملاحم ابن المنادي:على ما في عقد الدرر.

الطبراني،الكبير:ج 23 ص 267 ح 566 بسند آخر،عن أم سلمة قالت:ذكر المهدي عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم فقال:(من ولد فاطمة رضي اللّه عنها).

المؤتلف و المختلف:ج 4،ص 2271 كما في ابن ماجة،بسند آخر عن أم سلمة:

معالم السنن:ج 4 ص 344 عن أبي داود.

الحاكم:ج 4 ص 557 بروايتين نص أولاهما(نعم هو حق و هو من بني فاطمة)و الثانية بتفاوت يسير،عن رواية تاريخ البخاري، و بسندين آخرين عن أم سلمة:

الداني:ص 97 كما في ابن ماجة،بسند آخر،عن أم سلمة:

البيهقي:على ما في إسعاف الراغبين،و مشارق الأنوار،و عقد الدرر،و مجمع البيان.

الجمع بين الصحاح:على ما في العمدة،و حلية الأبرار.

الفردوس:ج 4 ص 497 ح 6943 كما في ابن ماجة عن أم سلمة:

مصابيح البغوي:ج 3 ص 492 ب 3 ح 4211 كما في أبي داود،من حسانه.

العلل المتناهية:ج 2 ص 860 ح 1446 بسنده عن أم سلمة قالت:(سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يقول:"المهدي من ولد فاطمة).

جامع الأصول:ج 11 ص 49 ب 1 ح 7812 عن أبي داود.

مطالب السؤول:ص 8 عن أبي داود.

المنذري:ج 6 ص 159 عن أبي داود،و قال:(أخرجه ابن ماجة...و قال أبو حاتم الرازي علي بن نفيل جد النفيلي لا بأس به).

بيان الشافعي:ص 486 ب 2 بسنده إلى ابن ماجة،و قال:(هذا حديث حسن صحيح أخرجه الحافظ أبو داود في سننه كما أخرجناه).

(1) مقاتل الطالبين:ج 1 ص 97 فحدثني الحسن بن علي الآدمي قال:حدثنا أبو بكر الجبلي قال:حدثنا عبد اللّه بن عبد الرحمن العنبري قال:حدثنا موسى بن محمد قال:حدثنا الوليد بن محمد الموقري قال:كنت مع الزهري بالرصافة فسمع أصوات لعابين فقال لي:يا وليد انظر ما هذا؟فأشرفت من كوة في بيته فقلت هذا رأس زيد بن علي،فاستوى جالسا ثم قال:أهلك أهل هذا البيت العجلة،فقلت:أو يملكون؟قال:حدثني علي بن الحسين،عن أبيه،عن فاطمة،أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال لها:

الحاكم:على ما في كنوز الدقائق،و تهذيب ابن عساكر،و لم نجده في نسخة الحاكم الموجودة عندنا،و لعله في كتاب آخر له.

صفة المهدي:على ما في عقد الدرر.

ص: 43

5-"المهدي حق هو؟قال حق.قال قلت:ممن هو؟قال من قريش.قلت:من أي قريش؟قال:من بني هاشم.قلت:من أي بني هاشم؟قال:من بني عبد المطلب.

قلت:من أي عبد المطلب؟قال:من ولد فاطمة" (1)

********

(1) -تهذيب ابن عساكر:ج 6 ص 26 قال:"و أخرج الحاكم،و الحافظ عن الوليد بن محمد الموقري قال:كنا على باب الزهري اذ سمع جلبة فقال:ما هذا يا وليد؟فنظرت فإذا رأس زيد يطاف به بيد اللعابين،فأخبرته فبكى ثم قال:أهلك أهل هذا البيت العجلة، قلت و يملكون؟قال:نعم.حدثني علي بن الحسين،عن أبيه،قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،قال لفاطمة(أبشري المهدي منك).

ذخائر العقبى:ص 136 كما في مقاتل الطالبيين مرسلا.

عقد الدرر:ص 21 ب 1 كما في مقاتل الطالبيين،عن أبي نعيم،في صفة المهدي.

عرف السيوطي،الحاوي:ج 2 ص 66 عن أبي نعيم،و فيه"أبشري يا فاطمة المهدي منك".

و فيها:كما في مقاتل الطالبيين،عن ابن عساكر.

مجمع الجوامع:ج 1 ص 5 عن ابن عساكر،عن علي بن الحسين عن أبيه:كما في رواية عرف السيوطي الأولى.

برهان المتقي:ص 94 ب 2 ح 17 عن عرف السيوطي،و فيه"يا بنية".

كنز العمال:ج 12 ص 105 ح 34208 عن ابن عساكر.

و في:ج 14 ص 584 ح 39653 عن ابن عساكر.

كنوز الدقائق:عن الحاكم،على ما في ينابيع المودة.

ينابيع المودة:ص 179 ب 56 عن كنوز الدقائق.

مشارق الأنوار:ص 112 ف 2 عن ابن عساكر،و فيه(...يا فاطمة).

الإذاعة:ص 130 عن رواية كنز العمال الثانية ظاهرا،بتفاوت يسير.

المغربي:ص 577 ح 77 عن ابن عساكر.

دلائل الإمامة:ص 234 و حدثني محمد بن عبد اللّه الشيباني قال:حدثنا علي بن حفص بن مسافر الهذلي بتنسيق قال:حدثنا أبو صالح،قال:حدثنا موسى بن محمد بن عطاء بن طاهر البلقاوي ببيت المقدس قال:حدثني الوليد بن محمد المروزي قال:كنت واقفا بالرصافة(يعني رصافة هشام)نصف النهار على باب الزهري،فمر اللعابون يطوفون برأس زيد بن محمد(كذا)فبكى ثم قال:يملك أهل هذا البيت،و لكن العجلة.قلت:يا أبا بكر أ و يملكون؟قال:حدثني علي بن الحسين،عن أبيه،أن النبي قال لفاطمة(المهدي من ولدك).

كشف الغمة:ج 3 ص 258 كما في مقاتل الطالبيين،عن الأربعين.

إثبات الهداة:ج 3 ص 572 ب 32 ف 48 ح 699 كما في دلائل الإمامة،عن(مناقب فاطمة و ولدها،و الظاهر أنه نفس دلائل الإمامة).

و في:ص 592 ب 32 ف 2 ح 11 عن كشف الغمة.

(1) عبد الرزاق:على ما في سند ابن حماد،و ملاحم ابن طاووس،و ملاحم ابن المنادي.

ابن حماد:ص 101 حدثنا ابن المبارك و ابن ثور و عبد الرزاق،عن معمر،عن قتادة قال:عبد الرازق،عن معمر،عن سعيد بن أبي عروبة،عن قتادة قال:قلت لسعيد بن المسيب:و لم يسنده إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم.

ص: 44

6-"المهدي رجل منا،من ولد فاطمة رضي اللّه عنها" (1).

7-"أخبرني علي بن الحسين أن هذا المهدي من ولد فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم". (2)

********

(1) -ابن المنادي:ص 41 و نبأنا عمر بن محمد بن بكار قال:نبأنا الحسن بن يحيى أبو علي الجرجاني قال:أخبرنا عبد الرزاق بن همام قال:قلت لسعيد بن المسيب أحق المهدي؟فقال:كما في ابن حماد،و فيه(قال حسبك الآن).

و فيها:حدثنا عمر بن محمد بن بكار القاقلاني قال:نبأنا أبو صالح الحرّاني قال:نبأنا الحسن بن عمر أبو مليح الرقي قال:سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن أم سلمة قالت:ذكر عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم فقال:نعم هو حق،و هو من ولد فاطمة،أو قال:من بني فاطمة(رضي اللّه عنها)

فتن زكريا:على ما في ملاحم ابن طاووس.

ملاحم ابن طاووس:ص 164 ب 19 عن فتن زكريا،بسنده:حدثني أبو زائدة زكريا بن يحيى بن أبي زائدة قال:حدثنا عون بن عمارة،عن سليمان التميمي عن سعيد بن المسيب،عن ابن عباس،قال:و فيه"المهدي من قريش،قالوا من أي قريش؟قال من بني هاشم من ولد فاطمة عليها السّلام..

و في:ص 178 ب 43 و قال:فيما ذكره زكريا بإسناده عن سعيد بن المسيب،أن المهدي عليه السّلام من ولد فاطمة عليها السّلام،من ترجمة أخبار جوامع،من كتاب الفتن قال:حدثنا محمد بن يحيى قال:حدثنا عبد الرزاق قال:حدثنا معمر،عن قتادة قال:قلت لابن المسيب: كما في ابن حماد،بتفاوت يسير و تقديم و تأخير.

عقد الدرر:ص 23 ب 1 كما في ابن المنادي بتفاوت يسير،و قال:(أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي،و أخرجه الإمام أبو عبد اللّه نعيم بن حماد).

عرف السيوطي،الحاوي:ج 2 ص 74 عن ابن حماد،و فيه"المهدي حق هو؟قال:نعم قلت:ممن هو؟قال:من ولد فاطمة.

برهان المتقي:ص 95 ب 2 ح 20 عن عرف السيوطي.

فرائد فوائد الفكر:ص 2 ب 1 كما في ابن حماد بتفاوت يسير،و فيه"و قلت:من أي ولد فاطمة؟قال:حسبك الآن"و قال (أخرجه الإمام أبو عبد اللّه نعيم بن حماد و غيره).

(1) ابن حماد:ص 103 حدثنا أبو هارون،عن عمرو بن قيس الملائي،عن المنهال بن عمرو،عن زر بن حبيش،سمع عليا رضي اللّه عنه،يقول:

عرف السيوطي،الحاوي:ج 2 ص 78 عن ابن حماد.

جمع الجوامع:ج 2 ص 104 عن ابن حماد.

برهان المتقي:ص 95 ب 2 ح 23 عن عرف السيوطي.

كنز العمال:ج 14 ص 591 ح 39675 عن ابن حماد.

مقتضب كنز العمال:ج 6 ص 34 عن ابن حماد.

ملاحم ابن طاووس:ص 75 ب 162 عن ابن حماد،و في سنده"قبيل الملائي بدل قيس الملائي".

منتخب الأثر:ص 193 ف 2 ب 6 ح 7 عن منتخب كنز العمال،و ملاحم ابن طاووس.

(2) منتخب الأثر:ص 43 حدثني أبو القاسم عبد اللّه بن القسم البلخي قال:حدثنا أبو مسلم الكجي:عبد اللّه بن مسلم قال: حدثنا أبو السمح عبد اللّه بن عمير الثقفي قال:حدثنا هرمز بن حوران قال:حدثنا فراس،عن الشعبي قال:إن عبد الملك بن مروان دعاني فقال:يا أبا عمرو،إن موسى بن نصير العبدي كتب إليّ و كان عامله على المغرب يقول:ثم ذكر قصة طويلة حول

ص: 45

8-"و الأئمة عدد نقباء بني إسرائيل،و منا مهدي هذه الأمة" (1).

9-"و اللّه إنه لعهد عهده إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي و فاطمة عليهما السّلام،ما منا إلاّ مسموم أو مقتول". (2)

المهدي من ولد الحسين عليه السّلام

1-قال علي عليه السّلام و قد نظر إلى ابنه الحسين عليه السّلام"إن ابني هذا سيد،كما سماه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم سيدا،و سيخرج اللّه من صلبه رجلا باسم نبيكم،يشبهه في الخلق و الخلق يخرج على حين غفلة من الناس،و إماتة للحق و إظهار للجور،و اللّه لو لم يخرج

********

(2) مدينة بناها سليمان بن داود عليه السّلام و إنه لم يقدر أحد على بلوغها فأمر عبد الملك موسى بن نصير بالإستعداد،و الخروج،فلما وصل إلى سور المدينة،رأى فيه كتابا فيه شعر بالعربية،و في آخره:

حتى يقوم بأمر اللّه قائمهم من السماء إذا ما باسمه نودي

فلما قرأ عبد الملك الكتاب،و أخبره طالب بن مدرك و كان رسوله إليه بما عاين من ذلك،و عنده محمد بن شهاب الزهري قال: إثبات الهداة:ج 1 ص 712 ب 9 ف 18 ح 162 عن منتخب الأثر،مختصرا.

البحار:ج 51 ص 164 ب 11 و الحديث في ص 166 عن منتخب الأثر.

منتخب الأثر:ص 193 ف 2 ب 6 ح 10 عن المناقب.

(1) كفاية الأثر:ص 224 حدثنا الحسين بن علي رحمه اللّه(قال:حدثنا هارون بن موسى قال:حدثنا محمد بن همام)قال:حدثني جعفر بن(محمد بن)مالك الفزاري قال:حدثني الحصين(بن)علي(عن)فرات بن أحنف،عن جابر بن يزيد الجعفي،عن محمد بن علي الباقر،عن علي بن الحسين زين العابدين قال:قال الحسن بن علي عليهما السّلام:

إثبات الهداة:ج 1 ص 599 ب 9 ف 27 ح 570 عن كفاية الأثر و فيه(الأئمة بعد رسول اللّه).

البحار:ج 36 ص 383 ب 43 ح 2 عن كفاية الأثر،و فيه(الأئمة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم).

العوالم:ج 15 ج 3 ص 355 ب 3 ح 3 عن كفاية الأثر،و فيه(الأئمة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم).

منتخب الأثر:ص 53 ف 2 ب 1 ح 21 عن كفاية الأثر.

(2) كفاية الأثر:ص 226 حدثني محمد بن وهبان البصري قال:حدثني داود بن الهيثم بن اسحاق النحوي قال:حدثني جدي إسحاق بن البهلول بن حسان(قال:حدثني أبي البهلول خ ل)قال:حدثني طلحة بن زيد الدقي،عن الزبير بن عطا،عن عمير بن هاني العبسي،عن جنادة بن أبي أميد(أمية)قال:دخلت على الحسن بن علي عليهما السّلام في مرضه الذي توفي فيه و بين يديه طست يقذف عليه(فيه)الدم و يخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية،فقلت:يا مولاي مالك لا تعالج نفسك؟فقال:يا عبد اللّه بماذا أعالج الموت؟قلت: إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ،ثم التفت إليّ و قال:

البحار:ج 27 ص 217 ب 9 ح 19 عن كفاية الأثر.

و في:ج 44 ص 138-139 ب 22 ح 6 عن كفاية الأثر،و فيه(...لقد عهد إلينا).

العوالم:ج 16 ص 280 ب 2 ح 5 عن كفاية الأثر،و فيه(...و اللّه لقد عهد إلينا).

ص: 46

لضربت عنقه،يفرح بخروجه أهل السماوات و سكانها،و هو رجل أجلى الجبين، أقنى الأنف،ضخم البطن،أزيل الفخذين،بفخذه اليمنى شامة،أفلج الثنايا،و يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما و جورا" (1).

********

(1) ابن حماد:ص 103 حدثنا غير واحد،عن ابن عياش،عمن حدثه،عن محمد بن جعفر،عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:(سمى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم الحسن(الحسين)سيدا،و سيخرج(اللّه)من صلبه رجلا اسمه اسم نبيكم،يملؤ الأرض عدلا كما ملئت جورا).

أبو داود:ج 4 ص 108 ح 4290 حدثت عن هارون بن المغيرة قال:حدثنا عمرو بن أبي قيس،عن شعيب بن خالد،عن أبي إسحاق قال:قال علي رضي اللّه عنه،و نظر إلى ابنه الحسين فقال(إن ابني هذا...النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم...يسمى باسم نبيكم،يشبهه في...ثم ذكر قصة يملؤ الأرض عدلا).

الترمذي:على ما في عقد الدرر،و لم نجده في فهارسه.

النسائي:على ما في عقد الدرر،و لم نجده في فهارسه.

فتن السليلي:على ما في ملاحم ابن طاووس.

البيهقي في البعث و النشور:على ما في عقد الدرر.

التاج الجامع للأصول:ج 5 ص 343 ح 7 عن أبي داود.

المغربي:ص 495 عن مقدمة ابن خلدون.و قال في ص 496(...فصحيح أو حسن بلا شك و لا ريبة)و أفاض في بيان ذلك.

عقيدة أهل السنة و الأثر في المهدي المنتظر:ص 16 عن أبي داود.

الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي:ص 27 عن أبي داود.

الفضل بن شاذان:على ما في سند غيبة الطوسي.

النعماني:ص 214-215 ب 13 ح 2 أخبرنا علي بن أحمد قال:حدثنا عبيد اللّه بن موسى العلوي،عن بعض رجاله،عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير،عن اسماعيل بن عياش،عن الأعمش،عن أبي وائل قال:نظر أمير المؤمنين علي عليه السّلام إلى الحسين عليه السّلام فقال: غيبة الطوسي:ص 115-116 كما في النعماني بتفاوت يسير قال(و بهذا الإسناد جماعة عن التلعكبري)عن أحمد بن علي الرازي،عن أحمد بن إدريس،عن علي بن محمد بن قتيبة،عن الفضل بن شاذان،عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير،عن اسماعيل بن عياش،عن الأعمش،عن أبي وائل(قال):نظر أمير المؤمنين عليه السّلام إلى ابنه الحسين عليه السّلام فقال:و فيه(...كما سماه اللّه...إماتة من الحق و إظهار من الجور...أهل السماء و سكانها،يملؤ الأرض عدلا)و ليس فيه(...و هو رجل أجلى...أفلج الثنايا).

العمدة:ص 434 ح 912 عن الجمع بين الصحاح السنة،و فيه(قال علي عليه السّلام و نظر إلى ابنه الحسين و قال...كما سماه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و سيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم،يشبهه في الخلق و لا...يملؤ الأرض عدلا).

الطرائف:ج 1 ص 177 ح 279 كما في العمدة،عن الجمع بين الصحاح.

ملاحم ابن طاووس:ص 144 ب 76 عن فتن السليلي،بسنده:حدثنا عمر بن عبد الوهاب الآدمي قال أخبرنا محمد بن هارون السهروردي قال:حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الأنصاري من ولد عمير بن الحمام قال:أخبرنا علي بن بهرام قال:حدثنا موسى بن إبراهيم،قال:حدثنا موسى بن جعفر،عن أبيه،عن جده قال:دخل الحسين بن علي على علي بن أبي طالب عليه السّلام و عنده جلساؤه فقال:و فيه(...هذا سيدكم،سماه..و ليخرجن رجلا من صلبه،شبهي شبهه في الخلق و الخلق يملؤ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت...قيل له:و متى ذلك يا أمير المؤمنين؟فقال:هيهات إذا خرجتم عن دينكم كما تخرج المرأة عن و ركيها لبعلبها).

إثبات الهداة:ج 3 ص 505 ب 42 ف 12 ح 308 عن غيبة الطوسي.

البحار:ج 51 ص 120 ب 2 ح 22 عن غيبة الطوسي.

ص: 47

2-"سئل أمير المؤمنين عليه السّلام عن معنى قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم إني مخلف فيكم الثقلين،كتاب اللّه و عترتي.من العترة؟فقال عليه السّلام:أنا و الحسن و الحسين و الأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم لا يفارقون كتاب اللّه و لا يفارقهم حتى يردوا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم حوضه" (1).

3-"الأئمة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم اثنا عشر،تسعة من صلب أخي الحسين،و منهم مهدي هذه الأمة" (2).

********

(1) مختصر إثبات الرجعة،للفضل بن شاذان:ص 448 عدد 15 حدثنا محمد بن أبي عمير رضي اللّه عنه عن غياث بن إبراهيم،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

كمال الدين:ج 1 ص 240 ب 22 ح 64 حدثنا محمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي اللّه عنه قال:حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم،عن أبيه،عن محمد بن أبي عمير،عن غياث بن إبراهيم،عن الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين،عن أبيه الحسين بن علي عليهم السّلام قال:كما في مختصر إثبات الرجعة،و فيه(قائمهم).

العيون:ج 1 ص 57 ب 6 ح 25 كما في كمال الدين،و بسنده،و فيه(أحمد بن زياد).

معاني الأخبار:ص 90-91 ح 4 كما في العيون،و بسنده.

إعلام الورى:ص 375 ف 2 كما في كمال الدين،عن ابن بابويه.

كشف الغمة:ج 3 ص 299 عن إعلام الورى.

إثبات الهداة:ج 1 ص 475 ب 9 ف 4 ح 125 عن العيون.

و في:ص 499 ب 9 ف 6 ح 208 عن كمال الدين.

البرهان:ج 1 ص 13 ب 3 ح 30 عن كمال الدين.

(2) كفاية الأثر:ص 223 حدثنا علي بن محمد قال:حدثنا محمد بن عمر القاضي الجعابي قال:حدثني أحمد بن واقد(وافد)عن إبراهيم بن عبد اللّه(عن عبد اللّه)بن عبد الحميد،عن أبي ضمرة(أبي حمزة)عن عباية عن الأصبغ قال:سمعت الحسن بن علي يقول:

الصراط المستقيم:ج 2 ص 128 ب 10 كما في كفاية الأثر،و قال أسند القمي إلى الأصبغ بن نباتة قول الحسن عليه السّلام:و ليس فيه كلمة (أخي).

إثبات الهداة:ج 1 ص 598-599 ب 9 ف 27 ح 569 عن كفاية الأثر.

الإنصاف:ص 104 ح 91 كما في كفاية الأثر،عن النصوص على الأئمة الإثني عشر لابن بابويه القمي،و في سنده(أبي صخرة) بدل(أبي حمزة).

البحار:ج 36 ص 383 ب 43 ح 1 عن كفاية الأثر.

العوالم:مجلد 15 ج 3 ص 255 ب 3 ح 2 عن كفاية الأثر.

منتخب الأثر:ص 76 ف 1 ب 6 ح 30 عن كفاية الأثر،و فيه(تسعة من ولد أخي الحسين).

ص: 48

4-"قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي،و هو صاحب الغيبة و هو الذي يقسم ميراثه و هو حي" (1).

5-"في التاسع من ولدي سنة من يوسف و سنة من موسى بن عمران عليهما السلام،و هو قائمنا أهل البيت،يصلح اللّه تبارك و تعالى أمره في ليلة واحدة" (2)

6-"إن اللّه عز و جل اختار من كل شيء شيئا اختار من الأرض مكّة،و اختار من مكة المسجد،و اختار من المسجد الموضع الذي فيه الكعبة،و اختار من الأنعام إناثها و من الغنم الضّأن و اختار من الأيّام يوم الجمعة،و اختار من الشهور شهر رمضان،و من الليالي ليلة القدر،و اختار من الناس بني هاشم،و اختارني و عليّا من بني هاشم،و اختار مني و من علي الحسن و الحسين و يكمله(و تكملة)اثني عشر إماما

********

(1) كمال الدين:ج 1 ص 317 ب 30 ح 2 حدثنا أحمد بن محمد بن اسحاق المعاذي رضي اللّه عنه قال:حدثنا أحمد بن محمد الهمداني الكوفي قال:حدثنا أحمد بن موسى بن الفرات قال:حدثنا عبد الواحد بن محمد قال:حدثنا سفيان قال:حدثنا عبد اللّه بن الزبير، عن عبد اللّه بن شريك،عن رجل من همدان قال:سمعت الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السّلام يقول:

إعلام الورى:ص 401 ب 2 ف 2 عن كمال الدين و فيه"هو قائم هذه الأمة التاسع من ولدي صاحب الأمر و هو الذي يقسم.

العدد القوية:ص 71 ح 113 كما في كمال الدين،مرسلا،إلى قوله"صاحب الغيبة.

الصراط المستقيم:ج 2 ص 129 ب 4 ح 10 كما في كمال الدين بتفاوت يسير،عن ابن بابويه.

إثبات الهداة:ج 3 ص 465 ب 32 ف 5 ح 121 عن كمال الدين.

البحار:ج 51 ص 133 ب 3 ح 3 عن كمال الدين.

منتخب الأثر:ص 207 ف 2 ب 10 ح 8 عن كمال الدين.

(2) كمال الدين:ج 1 ص 317 ب 3 ح 1 حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار قال حدثنا أبو عمرو الكشي قال: حدثنا محمد بن مسعود قال:حدثنا علي بن محمد بن شجاع عن محمد بن عيسى،عن محمد بن أبي عمير،عن عبد الرحمن بن الحجاج،عن الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين عليهم السّلام قال:(قال:الحسين بن علي عليهما السّلام):

إعلام الورى:ص 401 ب 2 ف 2 عن كمال الدين.

كشف الغمة:ج 3 ص 312 عن إعلام الورى.

العدد القوية:ص 71 ح 112 كما في كمال الدين،بتفاوت يسير،مرسلا إلى قوله"أهل البيت"و فيه(..شبه بدل سنة).

الصراط المستقيم:ج 2 ص 129 ب 10 ف 4 كما في كمال الدين بتفاوت يسير،عن ابن بابويه،و ليس فيه(أهل البيت)و فيه (و سنة من عيسى).

إثبات الهداة:ج 3 ص 465 ب 32 ف 5 ح 120 عن كمال الدين،و في سنده(أبي عمرو الليلثي،بدل أبي عمرو الكشي).

البحار:ج 51 ص 132 ب 3 ح 2 عن كمال الدين.

منتخب الأثر:ص 206 ف 2 ب 10 ح 7 عن كمال الدين.

ص: 49

من ولد الحسين تاسعهم باطنهم و هو ظاهرهم و هو أفضلهم و هو قائمهم ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين" (1)

********

(1) تفسير فرات الكوفي:على ما في هامش منتخب الأثر.

النعماني:ص 67 ب 4 ح 7 أخبرنا محمد بن همام قال:حدثنا أبي و عبد اللّه بن جعفر الحميري قالا:حدثنا أحمد بن هلال قال: حدثني محمد بن أبي عمير سنة أربع و مائتين قال:حدثني سعيد بن غزوان،عن أبي بصير،عن أبي عبد اللّه،عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:و قال(قال عبد اللّه بن جعفر في حديثه ينفون..إلى آخره).

و فيها:و أخبرنا محمد بن همام،و محمد بن الحسن بن محمد بن جمهور،عن الحسن بن محمد ابن جمهور قال:حدثني أحمد بن هلال قال:حدثني محمد بن أبي عمير،عن سعيد بن غزوان،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:(قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:ان اللّه عز و جل اختارني.. الحديث).

إثبات الوصية:ص 225 و عن هارون بن مسلم بن مسعدة،بإسناده عن العالم رضي اللّه عنه أنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم(إن اللّه عز و جل اختار من الأيام يوم الجمعة و من الليالي ليلة القدر و من الشهور شهر رمضان و اختارني من الرسل،و اختار مني عليا،و اختار من علي الحسن و الحسين،و اختار منهما تسعة،تاسعهم و هو ظاهرهم و هو باطنهم).

و في:ص 227 عن الحميري،عن أحمد بن هلال،عن محمد بن أبي عمير،عن سعد بن غزوان،عن أبي بصير،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:كما في روايته الأولى بتفاوت يسير و تقديم و تأخير،و فيه(و اختار من الحسين الأوصياء ينفون عن التنزيل تحريف الغالبين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين،تاسعهم قائمهم و هو ظاهرهم و هو باطنهم).

كمال الدين:ج 1 ص 281 ب 24 ح 32 كما في رواية إثبات الوصية الثانية بتفاوت يسير،بسنده عن أبي بصير،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام،عن آبائه عليهم السّلام،عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:و فيه(و فضله على جميع الأوصياء...الأوصياء من ولده..و تأويل المضلين).

دلائل الإمامة:ص 240 كما في رواية إثبات الوصية الثانية،بسنده إلى الصدوق،و فيه(أئمة ينفون..تاسعهم باطنهم و هو ظاهرهم و هو قائمهم).

منتخب الأثر:ص 9 بسند آخر،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري،و فيه(..و اختار من الحسين حجة العالمين،تاسعهم قائمهم أعلمهم أحكمهم).

و فيها:كما في رواية إثبات الوصية الأولى بتفاوت يسير،بسند آخر عن أبي بصير:

و في:ص 109 كما في رواية إثبات الوصية الثانية،بسند آخر،و فيه(...تحريف الضالين...تاسعهم باطنهم ظاهرهم قائمهم و هو أفضلهم).

تقريب المعارف:ص 176.كما في إثبات الوصية الثانية،بتفاوت يسير،مرسلا،عن أبي بصير:

غيبة الطوسي:ص 93 بسنده عن أبي بصير،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم(إن اللّه اختار من(الناس)الأنبياء و الرسل،و اختارني من الرسل،و اختار مني عليا و اختار من علي الحسن و الحسين،و اختار من الحسين الأوصياء تاسعهم قائمهم و هو ظاهرهم و باطنهم).

الإستنصار:ص 8 كما في رواية إثبات الوصية الثانية،بتفاوت يسير،مرسلا عن محمد بن أبي عمير:

المحتضر:ص 159 مرسلا،عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:كما في رواية منتخب الأثر الثانية بتفاوت يسير،و فيه(ينفون عن التنزيل).

الطرائف:على ما في هامش منتخب الأثر.

ص: 50

7-"منا اثنا عشر مهديا،أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،و آخرهم التاسع من ولدي،و هو القائم بالحق،يحيي اللّه به الأرض بعد موتها،و يظهر به دين الحق على الدين كله،و لو كره المشركون،له غيبة يرتد فيها أقوام و يثبت فيها على الدين آخرون، فيؤذون و يقال لهم: وَ يَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ .أما إن الصابر في غيبته على الأذى و التكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم" (1).

8-"التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق،المظهر للدين،و الباسط للعدل.

قال الحسين:فقلت له:يا أمير المؤمنين؛و إن ذلك لكائن؟فقال عليه السّلام:إي و الذي بعث محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلم بالنبوة،و اصطفاه على جميع البرية،و لكن بعد غيبة و حيرة،فلا يثبت فيها على دينه إلاّ المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ اللّه عز و جل ميثاقهم بولايتنا،و كتب في قلوبهم الإيمان و أيدهم بروح منه" (2).

********

(1) كمال الدين:ج 1 ص 317 ب 30 ح 3 حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال:حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم،عن أبيه،عن عبد السلام بن صالح الهروي قال:أخبرنا وكيع بن الجراح،عن الربيع بن سعد،عن عبد الرحمن بن سليط قال:قال الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام:

عيون أخبار الرضا:ج 1 ص 68 ب 6 ح 36 كما في كمال الدين بتفاوت يسير،بسنده.

كفاية الأثر:ص 231 كما في كمال الدين بسنده،عن محمد بن علي و في سنده(زياد بن جعفر،بدل أحمد بن زياد بن جعفر... سابط و فيه...قوم...المجاهدين).

منتخب الأثر:ص 23 كما في كمال الدين بسنده،بتفاوت يسير.

إعلام الورى:ص 384 ف 2 كما في كمال الدين،عن ابن بابويه،و فيه(و يظهر به الدين...و يحق الحق...قوم و يثبت على الدين فيها).

الصراط المستقيم:ج 2 ص 111 ب 10 ف 2 عن العيون مرسلا و فيه(...قوم الصابرين...).

(2) كمال الدين:ج 1 ص 304 ب 26 ح 16 حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي اللّه عنه قال:حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه،عن علي بن معبد،عن الحسين بن خالد،عن علي بن موسى الرضا،عن أبيه موسى بن جعفر،عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين،عن أبيه الحسين بن علي،عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال:

إعلام الورى:ص 400 ب 2 ف 2 عن كمال الدين.

كشف الغمة:ج 3 ص 311 عن إعلام الورى.

إثبات الهداة:ج 3 ص 464 ب 32 ف 5 ح 117 عن كمال الدين بتفاوت يسير،و في سنده(علي بن سعيد،بدل علي بن معبد).

البحار:ج 51 ص 110 ب 2 ف 2 عن كمال الدين بتفاوت يسير.

ص: 51

9-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"كذبوا و اللّه،أو لم يسمعوا اللّه تعالى ذكره يقول:

وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ (الزخرف:28)،فهل جعلها إلاّ في عقب الحسين؟ ثم قال:يا جابر إن الأئمة هم الذين نص رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم(عليهم)بالإمامة،و هم الأئمة الذين قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:لما أسري بي إلى السماء وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش بالنور،اثنا عشر اسما منهم علي و سبطاه،و علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و الحجة القائم فهذه الأئمة من أهل بيت الصفوة و الطهارة و اللّه ما يدّعيه أحد غيرنا إلاّ حشره اللّه تعالى مع إبليس و جنوده ثم تنفس عليه السّلام و قال:لا رعى اللّه هذه الأمة فإنها لم ترع حق نبيها،أما و اللّه لو تركوا الحق على أهله،لما اختلف في اللّه تعالى اثنان...إلى أن قال:يا جابر مثل الإمام مثل الكعبة إذ يؤتى و لا يأتي" (1).

********

(2) نور الثقلين:ج 5 ص 271 ح 73 عن كمال الدين بتفاوت يسير.

بشارة الإسلام:ص 50 ب 2 عن كمال الدين.

منتخب الأثر:ص 205 ب 10 ح 5 عن كمال الدين.

(1) كفاية الأثر:ص 246 و عنه(محمد بن عبد اللّه الشيباني رضي اللّه عنه)قال:حدثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن العلوي قال:حدثني أبو نصر أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال:حدثنا عمرو بن شمر الجعفي،عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام قال:قلت له:يا ابن رسول اللّه إن قوما يقولون،إن اللّه تبارك و تعالى جعل الإمامة في عقب الحسن و الحسين قال:

إثبات الهداة:ج 1 ص 601 ب 9 ف 27،ح 581 بعضه عن كفاية الأثر.

المحجة:ص 198 كما في كفاية الأثر،عن ابن بابويه بتفاوت يسير.

البرهان:ج 4 ص 139 ح 8 كما في كفاية الأثر بتفاوت يسير،عن ابن بابويه و في سنده(عمرو بن شمر الجعفري،بدل الجعفي).

الإنصاف:ص 117 ح 108 كما في كفاية الأثر،عن ابن بابويه.

البحار:ج 36 ص 357 ب 41 ح 226 عن كفاية الأثر بتفاوت يسير.

العوالم:مجلد 15 ج 3 ص 233 ب 1 ح 223 عن كفاية الأثر.

ص: 52

المهدي من ولد الإمام الحسن العسكري عليه السّلام

1-"...نعم إنه لعهد عهده إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم أن الأمر يملكه اثنا عشر إماما تسعة من صلب الحسين و لقد قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش فإذا مكتوب عليه:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و نصرته بعلي و رأيت اثني عشر نورا فقلت:يا رب أنوار من هذه؟فنوديت يا محمد هذه الأنوار الأئمة من ذريتك.قلت:يا رسول اللّه أفلا تسميهم لي؟قال:نعم أنت الإمام و الخليفة بعدي تقضي ديني و تنجز عداتي،و بعدك ابناك الحسن و الحسين و بعد الحسين ابنه علي زين العابدين و بعد علي ابنه محمد يدعى الباقر،و بعد محمد ابنه جعفر يدعى بالصادق،و بعد جعفر موسى يدعى بالكاظم،و بعد موسى ابنه علي يدعى بالرضا،و بعد علي ابنه محمد يدعى بالزكي،و بعد محمد ابنه علي يدعى بالنقي،و بعده ابنه الحسن يدعى بالأمين،و القائم من ولد الحسن سميي و أشبه الناس بي،يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما" (1).

********

(1) كفاية الأثر:ص 213-219 حدثني علي بن الحسن بن مندة قال:حدثنا محمد بن الحسين المعروف الكوفي المعروف بأبي الحكم قال:حدثنا إسماعيل بن موسى بن إبراهيم قال:حدثني سليمان بن حبيب قال:حدثني شريك،عن حكيم بن جبير،عن إبراهيم،عن علقمة بن قيس قال:خطبنا أمير المؤمنين عليه السّلام على منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة فقال فيما قال في آخرها:

فتن السليلي:على ما في ملاحم ابن طاووس.

مناقب ابن شهرآشوب:ج 2 ص 273.

ملاحم ابن طاووس:ص 136 ب 58 آخره،عن فتن السليلي.

مشارق البرسي:ص 164-166 و قال:و من ذلك ما ورد عنه في خطبة الافتخار،رواها الأصبغ بن نباته قال:خطب أمير المؤمنين عليه السّلام فقال في خطبته:و في آخرها(...و إني ظاعن عن قريب،فارتقبوا...و الدولة الكسروية ثم تقبل دولة بني العباس بالفرح و البأس،و تبنى...الزوراء...ملعون من سكنها،منها تخرج طينة الجبارين تعلى فيها القصور،و تسبل الستور،و يتعلون بالمكر و الفجور،فيتداولها بنو العباس 42 ملكا على عدد سني الملك،ثم الفتنة الغبراء،و القلادة الحمراء في عقبها قائم الحق،ثم أسفر عن وجهي بين أجنحة الأقاليم كالقمر المضيء بين الكواكب،ألا و إن لخروجي..أولها تخريق الروايات في أزقة الكوفة،و تعطيل المساجد،و انقطاع الحاج،و خسف و قذف بخراسان،و طلوع الكوكب المذنب و اقتران النجوم،و هرج و مرج و قتل و نهب،فتلك علامات عشر،و من العلامة...فإذا تمت العلامات قام قائمنا،قائم الحق).

إثبات الهداة:ج 1 ص 598 ب 9 ف 27 ح 568 بعضه،عن كفاية الأثر.

و في:ج 2 ص 442 ب 11 ف 14 ح 128 بعضا آخر،عن كفاية الأثر أيضا.

غاية المرام:ص 57 ب 13 ح 62 كما في كفاية الأثر،عن ابن بابويه.

ص: 53

2-قال الإمام الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام:"من أقر بجميع الأئمة و جحد المهدي كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء و جحد محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلم نبوته.فقيل له:يا ابن رسول اللّه، فمن المهدي من ولدك؟قال:الخامس من ولد السابع،يغيب عنكم شخصه و لا يحل لكم تسميته" (1).

3-قال الإمام الحسين عليه السّلام:"يظهر اللّه قائمنا فينتقم من الظالمين.فقيل له:يا بن رسول اللّه من قائمكم؟قال:السابع من ولد ابني محمد بن علي،و هو الحجة بن

********

(1) مدينة المعاجز:ص 154 كما في كفاية الأثر،عن ابن بابويه.

البحار:ج 36 ص 354 ب 41 ح 225 عن كفاية الأثر.

و في:ج 41 ص 318 ب 114 ح 42 عن مناقب ابن شهر آشوب.

و في:ص 329 ب 114 ح 50 عن كفاية الأثر.

و في:ج 52 ص 267-268 ب 25 ح 155 عن كفاية الأثر.

العوالم:مجلد 15 ج 3 ص 199-202 ح 181 عن كفاية الأثر.

بشارة الإسلام:ص 57 ب 2 عن البحار.

و في:ص 58-59 ب 2 عن مناقب ابن شهر آشوب.

(1) كمال الدين:ج 2 ص 333 ب 33 ح 1 حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي اللّه عنه قال:حدثنا أبي،عن أيوب بن نوح،عن محمد بن سنان،عن صفوان بن مهران،عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام أنه قال:

و في:ص 338 ب 33 ح 12 حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق رضي اللّه عنه قال:حدثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي،عن سهل بن زياد الأمي،عن الحسن بن محبوب،عن عبد العزيز العبدي،عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال:قال أبو عبد اللّه الصادق عليه السّلام:كما في روايته الأولى بتفاوت يسير،و فيه"من أقر بالأئمة من آبائي و ولدي و جحد المهدي من ولدي...فقلت:يا سيدي،و من".

و في:ص 410-411 ب 39 ح 4 كما في روايته الثانية بتفاوت يسير،و بسندها،و فيه(.و جحد محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلم فقلت:...يغيب عنهم...و لا يحل لهم).

و في:ص 411 ب 39 ح 5 كما في روايته الأولى،و بسندها.

إعلام الورى:ص 403 ب 2 ف 2 عن رواية كمال الدين الأولى.

كشف الغمة:ج 3 ص 313 عن إعلام الورى.

إثبات الهداة:ج 3 ص 469 ب 32 ف 5 ح 138 عن روايتي كمال الدين.

البحار:ج 51 ص 32 ب 3 ح 4 عن كمال الدين،بسند روايته الأولى،و فيه(المهدي من ولدي،الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه و لا يحل لكم تسميته).

و في:ص 143 ب 6 ح 4 عن رواية كمال الدين الأولى.

و في:ص 145 ب 6 ح 10 عن رواية كمال الدين الثانية.

منتخب الأثر:ص 218 ف 2 ب 16 ح 2 عن رواية كمال الدين الأولى.

ص: 54

الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابني،و هو الذي يغيب مدة طويلة ثم يظهر و يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما" (1)

4-"يا مفضل:الإمام من بعدي ابني موسى،و الخلف المأمول المنتظر ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى" (2).

5-في جواب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم لأسئلة جندب اليهودي قال صلّى اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:أما ما ليس للّه فليس للّه شريك،و أما ما ليس عند اللّه فليس عند اللّه ظلم للعباد،و أما ما لا يعلمه اللّه فذلك قولكم يا معشر اليهود"إنه عزير ابن اللّه"و اللّه لا يعلم له ولدا.

فقال جندب:أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه حقا.

ثم قال:يا رسول اللّه إنّي رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران عليه السّلام فقال لي:

يا جندب أسلم على يد محمد و استمسك بالأوصياء من بعده،فقد أسلمت فرزقني اللّه ذلك،فأخبرني بالأوصياء بعدك لأتمسك بهم.فقال:يا جندب أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل.فقال:يا رسول اللّه إنهم كانوا اثني عشر،هكذا وجدنا في التوراة.قال:نعم،الأئمة من بعدي اثنا عشر.فقال:يا رسول اللّه كلهم في زمن واحد؟قال:لا و لكنهم خلف بعد خلف،فإنك لا تدرك منهم إلاّ ثلاثة.

********

(1) إثبات الرجعة:الفضل بن شاذان:على ما في إثبات الهداة.

إثبات الهداة:ج 3 ص 569 ب 32 ف 44 ح 681 عن إثبات الرجعة،و سنده،حدثنا الحسن بن محبوب،عن مالك بن عطية، عن ثابت بن أبي صفية دينار،عن أبي جعفر عليه السّلام في حديث أن الحسين عليه السّلام قال:

(2) كمال الدين:ج 2 ص 334 ب 33 ح 4 حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق رضي اللّه عنه قال:حدثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي،عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي،عن المفضل بن عمر قال:دخلت على سيدي جعفر بن محمد عليهما السّلام،فقلت:يا سيدي لو عهدت إلينا في الخلف من بعدك؟فقال لي:

إعلام الورى:ص 404 ب 2 ف 2 عن كمال الدين،و فيه..(و الخلف المنتظر).

إثبات الهداة:ج 3 ص 470 ب 32 ف 5 ح 141 عن كمال الدين.

البحار:ج 48 ص 15 ب 3 ح 5 عن كمال الدين.

منتخب الأثر:ص 231 ف 2 ب 21 ح 1 عن إعلام الورى،و أشار إلى مثله عن كمال الدين.

ص: 55

قال:فسمهم لي يا رسول اللّه.قال:نعم إنّك تدرك سيّد الأوصياء و وارث الأنبياء و أبا الأئمة علي بن أبي طالب بعدي،ثم ابنه الحسن،ثم الحسين،فاستمسك بهم من بعدي و لا يغرنك جهل الجاهلين.

فإذا كانت وقت ولادة ابنه علي بن الحسين سيد العابدين يقضي اللّه عليه (عليك)و يكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه.فقال:يا رسول اللّه هكذا وجدت في التوراة اليانقطة؟شبرا و شبيرا فلم أعرف أساميهم،فكم بعد الحسين من الأوصياء و ما أساميهم؟فقال:تسعة من صلب الحسين و المهدي منهم،فإذا انقضت مدة الحسين قام بالأمر بعده ابنه علي و يلقب بزين العابدين،فإذا انقضت مدة علي قام بالأمر بعده محمد ابنه و يدعى بالباقر،فإذا انقضت مدة محمد قام بالأمر بعده ابنه جعفر يدعى بالصادق،فإذا انقضت مدة جعفر قام بالأمر بعده ابنه موسى يدعى بالكاظم،ثم إذا انتهت مدة موسى قام بالأمر بعده ابنه علي يدعى بالرضا،فإذا انقضت مدة علي قام بالأمر بعده محمد ابنه يدعى بالزكي،فإذا انقضت مدة محمد قام بالأمر بعده علي ابنه يدعى بالنقي،فإذا انقضت مدة علي قام بالأمر بعده الحسن ابنه يدعى بالأمين،ثم يغيب عنهم إمامهم.قال:يا رسول اللّه هو الحسن يغيب عنهم،قال:لا و لكن ابنه الحجة.

قال يا رسول اللّه فما اسمه؟قال:لا يسمى حتى يظهره اللّه.

قال جندب:يا رسول اللّه قد وجدنا ذكرهم في التوراة،و قد بشرنا موسى بن عمران بك و بالأوصياء بعدك من ذريتك.

ثم تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً (النور:55).فقال جندب:يا رسول اللّه

ص: 56

فما خوفهم؟قال:يا جندب في زمن كل واحد منهم سلطان يعتريه و يؤذيه،فإذا عجل اللّه خروج قائمنا يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

ثم قال عليه السّلام:طوبى للصابرين في غيبته،طوبى للمتقين على محجتهم،أولئك وصفهم اللّه في كتابه و قال: اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (البقرة:3)،و قال: أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (المجادلة:22) (1).

6-و في معرض بيان أسماء الأئمة الأطهار قال الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"هم خلفائي يا جابر،و أئمة المسلمين(من)بعدي أولهم علي بن أبي طالب،ثم الحسن و الحسين، ثم علي بن الحسين،ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر و ستدركه يا جابر، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام،ثم الصادق جعفر بن محمد،ثم موسى بن جعفر،ثم علي بن موسى،ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد،ثم الحسن بن علي،ثم سميي و كنيي حجة اللّه في أرضه و بقيته في عباده ابن الحسن بن علي،ذاك الذي يفتح اللّه تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض و مغاربها،ذاك الذي يغيب عن شيعته و أوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلاّ من امتحن اللّه قلبه للإيمان.قال جابر:

فقلت له:يا رسول اللّه فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟فقال عليه السّلام:إي و الذي

********

(1) الغيبة:الفضل بن شاذان بعضه،على ما في مستدرك الوسائل.

كفاية الأثر:ص 56-57 حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني رحمه اللّه قال:(حدثنا)أبو مزاحم موسى بن عبد اللّه بن يحيى بن خاقان المقري ببغداد قال:حدثنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي قال:حدثنا محمد بن حماد بن ماهان الدباغ أبو جعفر قال:حدثنا عيسى بن إبراهيم قال:حدثنا الحارث بن نبهان قال:حدثنا عيسى بن يقطان،عن أبي سعيد، عن مكحول و عن واثلة بن الأشفع،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخل جندب بن جنادة اليهودي من خيبر،على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم فقال:يا محمد أخبرني عمّا ليس للّه،و عمّا ليس عند اللّه،و عما لا يعلمه اللّه،فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

إثبات الهداة:ج 1 ص 577 ب 9 ف 27 ح 492 بعضه،عن كفاية الأثر،و في سنده"...عتبة بن يقظان بدل عيسى...و عن أبي مسعود،بدل أبي سعيد".

البرهان:ج 3 ص 146 ح 7 كما في كفاية الأثر بتفاوت يسير،في سنده و متنه،عن ابن بابويه.

غاية المرام:ص 376 ب 80 ح 6 كما في كفاية الأثر بتفاوت يسير في سنده و متنه،عن ابن بابويه.

المحجة:ص 149 كما في كفاية الأثر،عن ابن بابويه،و في سنده"محمد بن حماد بن هامان..."و فيه"يعيره و يؤذيه...".

الإنصاف للبحراني:ص 305 ح 185 عن كفاية الأثر.

البحار:ج 36 ص 304 ب 41 ح 144 عن كفاية الأثر،و فيه"جبار يعتريه...".

ص: 57

بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره،و ينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس و إن تجللها سحاب،يا جابر هذا من مكنون سر اللّه و مخزون علمه، فأكتمه إلاّ عن أهله" (1).

القائم من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم

1-"لقائم آل محمد غيبتان،إحداهما أطول من الأخرى؟فقال:نعم و لا يكون ذلك حتى يختلف سيف بني فلان،و تضيق الحلقة،و يظهر السفياني،و يشتد البلاء، و يشمل الناس موت و قتل يلجأون فيه إلى حرم اللّه و حرم رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلم" (2).

********

(1) كمال الدين:ج 1 ص 253 ب 23 ح 3 حدثنا غير واحد من أصحابنا قالوا:حدثنا محمد بن همام،عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال:حدثني الحسن بن محمد بن سماعة،عن أحمد بن الحارث قال:حدثني المفضل بن عمر،عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي قال:(سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول:لما أنزل اللّه عز و جل على نبيه محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (النساء:59)،قلت:يا رسول اللّه عرفنا اللّه و رسوله،فمن أولو الأمر، الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعتك؟فقال:

كفاية الأثر:ص 53 حدثنا أحمد بن اسماعيل السلماني،و محمد بن عبد اللّه الشيباني قالا:حدثنا محمد بن همام،ثم بقية سند كمال الدين،كما فيه.

إعلام الورى:ص 375 ف 2 كما في كمال الدين بتفاوت يسير،عن ابن بابويه،و في سنده(جعفر بن يزيد..و الحسين بن محمد...(و فيه)...الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعته...و ذو كنيتي...).

تفسير روح الجنان:ج 3 ص 423 كما في كمال الدين بتفاوت يسير مرسلا،عن جابر الجعفي.

قصص الأنبياء:ص 360 ف 14 ح 436 كما في كمال الدين،عن ابن بابويه.

مناقب ابن شهر آشوب:ج 1 ص 282 كما في كمال الدين بتفاوت يسير،مرسلا عن جابر بن يزيد الجعفي في تفسيره،عن جابر الأنصاري،إلى قوله(إلاّ من امتحن اللّه قلبه للإيمان).

كشف الغمة:ج 3 ص 299 عن إعلام الورى بتفاوت يسير،و فيه(...و إن علاها سحاب).

العدد القوية:ص 85 ح 149 كما في كمال الدين بتفاوت يسير،مرسلا عن جابر الجعفي.

الصراط المستقيم:ج 2 ص 143 ب 10 كما في كمال الدين و قال(و أسند الشيخ أبو جعفر محمد بن علي)إلى قوله(مشارق الأرض و مغاربها).

تأويل الآيات:ج 1 ص 135 ح 13 عن إعلام الورى بتفاوت يسير في سنده.

الأربعون،الشيخ البهائي:ص 431 بعضه في كمال الدين،مرسلا عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري.

(2) كتاب المشيخة:الحسن بن محبوب:على ما في إعلام الورى،و مختصر بصائر الدرجات.

النعماني:ص 172 173 ب 10 ح 7 أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال:حدثنا محمد بن الفضل بن إبراهيم بن قيس، و سعدان بن إسحاق بن سعيد،و أحمد بن الحسين بن عبد الملك،و محمد بن أحمد بن الحسن القطواني،قالوا جميعا:حدثنا الحسن بن محبوب،عن إبراهيم(بن زياد)الخارقي،عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:كان أبو جعفر عليه السّلام يقول:

ص: 58

2-يقول الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"لّما عرج بي إلى السماء السابعة و منها إلى سدرة المنتهى و من السدرة إلى حجب النور،ناداني ربي جل جلاله:يا محمد أنت عبدي و أنا ربك فلي فاخضع،و إياي فاعبد،و علي فتوكل،و بي فثق،فإني قد رضيت بك عبدا و حبيبا و رسولا و نبيا،و بأخيك علي خليفة و بابا،فهو حجتي على عبادي و إمام لخلقي،به يعرف أوليائي من أعدائي،و به يميز حزب الشيطان من حزبي،و به يقام ديني و تحفظ حدودي و تنفذ أحكامي،و بك و به و بالأئمة من ولده أرحم عبادي و إمائي،و بالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي و تهليلي و تقديسي و تكبيري و تمجيدي،و به أطهر الأرض من أعدائي و أورثها أوليائي،و به أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى و كلمتي العليا،و به أحيي عبادي و بلادي بعلمي،و له(به)أظهر الكنوز و الذخائر بمشيتي،و إياه أظهر على الأسرار و الضمائر بإرادتي و أمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري و إعلان ديني.ذلك وليي حقا و مهدي عبادي صدقا" (1).

********

(2) دلائل الإمامة:ص 293 و أخبرني محمد بن هارون قال:حدثني أبي أحمد القاشاني،عن زيد بن محمد،عن الحسن بن محبوب،عن إبراهيم بن الحرث،عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّه:كان أبو جعفر كرم اللّه وجهه يقول:كما في النعماني.

تقريب المعارف:ص 187 كما في النعماني بتفاوت يسير،و قال:فمن ذلك ما رواه الحسن بن محبوب،عن إبراهيم الخارقي،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام:و فيه(...حتى يختلف ولد فلان).

إعلام الورى:ص 416 ب 3 ف 1 كما في النعماني بتفاوت يسير،عن كتاب المشيخة للحسن بن محبوب،و فيه(...واحدة طويلة و الأخرى قصيرة...نعم يا أبا بصير إحداهما أطول من الأخرى،ثم لا يكون ذلك يعني ظهوره حتى يختلف ولد فلان... و يلجأون منه إلى"و فيه"الحارثي بدل الخارقي).

كشف الغمة:ج 3 ص 319 عن إعلام الورى.

مختصر بصائر الدرجات:ص 195 كما في إعلام الورى،عن كتاب المشيخة للحسن بن محبوب و فيه"الخارقي".

إثبات الهداة:ج 3 ص 526 ب 32 ف 22 ح 427 عن إعلام الورى.

البحار:ج 52 ص 156 ب 23 ح 17 عن النعماني.

بشارة الإسلام:ص 136 ب 7 عن النعماني،و فيه"الحازمي بدل الخارقي".

منتخب الأثر:ص 252 ف 2 ب 26 ح 5 عن النعماني،و فيه"الحازمي بدل الخارقي".

(1) أمالي الصدوق:ص 504 مجلس 92 ح 4 حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال:حدثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي،عن موسى بن عمران النخعي،عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي،عن علي بن سالم،عن أبيه،عن أبي حمزة الثمالي،عن سعد الخفاف، عن الأصبغ بن نباته،عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

البحار:ج 18 ص 341 ب 3 ح 49 عن أمالي الصدوق.

و في:ج 23 ص 128 ب 7 ح 58 عن أمالي الصدوق.

و في:ج 51 ص 65-66 ب 1 ح 3 عن أمالي الصدوق.

ص: 59

إنّ ما سلف من الأحاديث الشريفة ما هو إلاّ جزء قليل من كم هائل من الأحاديث المروية عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و أهل بيته الأطهار،و هي تؤكد بلا لبس أو غموض أن الإمام المهدي-عجل اللّه فرجه الشريف-هو من ذرية الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم، من أهل بيته الطاهر و عترته المكرّمة،و أنه من نسل أمير المؤمنين،و من ولد فاطمة الزهراء عليهما السّلام،و من ولد الإمام الحسين،و من ولد الإمام العسكري عليه السّلام.و سليل الأئمة الأطهار صلوات اللّه عليهم أجمعين.و أنه-عجل اللّه فرجه-منصّب و مختار من اللّه سبحانه و مذخور لهذا الأمر العظيم،و أن هذا الاصطفاء و الاختيار كان من قبل خلق هذه الدنيا و هذا الخلق في هذا العالم،بل و قد أخذ اللّه تعالى الميثاق على الأنبياء بالمهدي عليه السّلام في عالم الذر،قبل أن يبعثهم في هذه الدنيا. (1)

و لكن هل أن هذا التعريف الواضح و القاطع لنسب و لشخصية الإمام عجل اللّه فرجه،سيكون دليلا مقنعا للجميع حتى يقبلوا منه و يؤمنوا به عند ظهوره؟

و الجواب:إن هناك أحاديث شريفة عن أهل البيت عليهم السّلام-و سوف نشير لبعضها في مباحث أخرى من الكتاب-تبين أن هناك من يرفض الإذعان له عجل اللّه فرجه، فيخرجون عليه،و بعضهم يقول له:ارجع لا حاجة لنا بك،أو لا حاجة لنا في آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و بعضهم يقول:لو كان هذا من آل محمد لرحمنا،و لو كان من ولد فاطمة لرحمنا...و ذلك لما يرونه من سيرته بالعدل و الحق و شدته على أعدائه و أعداء اللّه من الظالمين و المشركين.ليس هذا فحسب،بل إن البعض ينكر و يشكك في نسب الإمام المهدي عليه السّلام بكل صراحة و وقاحة إذ يقول له لسنا نعرفك،و لست من ولد فاطمة عليها السّلام.

إن هذه الأحاديث الدالة على نسب و مكانة الإمام الحجة عجل اللّه فرجه على الرغم من كثرتها و تواترها إلاّ أنه يجحده الجاحدون،و ينكره المنكرون و يخرجون على الإمام و بذلك سيكون عقابهم شديدا على يد الإمام المهدي عجل اللّه فرجه و أصحابه الكرام،و سيكون أشد و أقسى عند اللّه سبحانه يوم القيامة،فإنكارهم للإمام المهدي عليه السّلام هو في الحقيقة إنكار لجميع الأئمة الطاهرين و للرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم.

********

(1) منتخب الأثر:ص 167 ف 2 ب 1 ح 77 عن أمالي الصدوق.

ص: 60

جاء في الحديث عن الإمام الصادق عليه السّلام:"من أقر بجميع الأئمة و جحد المهدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء و جحد محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلم نبوته.فقيل له:يا ابن رسول اللّه،فمن المهدي من ولدك؟قال:الخامس من ولد السابع،يغيب عنكم شخصه و لا يحل لكم تسميته" (1).

إن هذه الأحاديث المتواترة لا تدع لأحد أدنى مجال لأن يشك أو يرتاب في شخصية الإمام المهدي عليه السّلام أنه رجل مصطفى،من قبل اللّه عز و جل و أنه من أهل بيت الرسول الأكرم و أن شخصيته فريدة أختارها اللّه عز و جل لإصلاح العالم و لا يستطيع أحد أن يرقى إلى علو مرتبته و عظيم درجته و تحقيق مهامه.لما خصه اللّه بالأصطفاء و الكرامة و العلم و المعرفة فهل يحسدونه على ما آتاه اللّه؟!

أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً

********

(1) كمال الدين:ج 2 ص 333 ب 33 ح 1 حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي اللّه عنه قال:حدثنا أبي،عن أيوب بن نوح،عن محمد بن سنان،عن صفوان بن مهران،عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام أنه قال:

و في:ص 338 ب 33 ح 12 حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق رضي اللّه عنه قال:حدثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي،عن سهل بن زياد الآدمي،عن الحسن بن محبوب،عن عبد العزيز العبدي،عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال:قال أبو عبد اللّه الصادق عليه السّلام:كما في روايته الأولى بتفاوت يسير،و فيه(من أقر بالأئمة من آبائي و ولدي و جحد المهدي من ولدي...فقلت:يا سيدي،و من)

و في:ص 410-411 ب 39 ح 4 كما في روايته الثانية بتفاوت يسير،و بسندها،و فيه".و جحد محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلم فقلت:...يغيب عنهم...و لا يحل لهم".

و في:ص 411 ب 39 ح 5 كما في روايته الأولى،و بسندها.

إعلام الورى:ص 403 ب 2 ف 2 عن رواية كمال الدين الأولى.

كشف الغمة:ج 3 ص 313 عن إعلام الورى.

إثبات الهداة:ج 3 ص 469 ب 32 ف 5 ح 138 عن روايتي كمال الدين.

البحار:ج 51 ص 32 ب 3 ح 4 عن كمال الدين،بسند روايته الأولى،و فيه"المهدي من ولدي،الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه و لا يحل لكم تسميته".

و في:ص 143 ب 6 ح 4 عن رواية كمال الدين الأولى.

و في:ص 145 ب 6 ح 10 عن رواية كمال الدين الثانية.

منتخب الأثر:ص 218 ف 2 ب 16 ح 2 عن رواية كمال الدين الأولى.

ص: 61

ص: 62

الحجة من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم

من هو الحجة من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم؟و ما هو اسمه المبارك؟و لماذا حدث الاختلاف بين المسلمين في تحديد اسمه الشريف؟و كيف نعرف الحقيقة؟

مثل هذه الأسئلة تحوم عادة حول كل شخصية تاريخية بارزة،حيث يقع الاختلاف في ولادتها و اسمها و شخصيتها.خصوصا إذا كان هناك تعمد واضح في إخفاء اسمه و شخصيته العظيمة حفاظا على حياته و وجوده من كيد الأعداء، بالإضافة إلى وجود اختلاف كبير و تضارب شديد في الأحاديث التي تطرقت إلى اسم الإمام عليه السّلام.

في الحقيقة إذا تصفحنا الكتب الروائية التي تحدثت عن الاسم نجدها قد انقسمت على نفسها مما سبب الاختلاف الكبير بين المسلمين في تحديد اسمه المبارك هل هو محمد بن الحسن العسكري،أم هو أحمد بن عبد اللّه،أم له اسم آخر يختلف عما هو شائع بين المسلمين؟!هذه الأسئلة تطرح نفسها بقوة على بساط البحث،حيث استدل كل فريق بأدلته الروائية و قدّم كل طائفة أدلتها الخاصة و المعتبرة عندها.و هذا الاختلاف أمر طبيعي لأنه يحدث لكل شخصية عظيمة تاريخية من اختلاف بين الناس في ولادتها و نشأتها و في سيرتها و حياتها,

ص: 63

من هنا وقع هذا الاختلاف في اسم الإمام عليه السّلام.و لكن السؤال،هل الحقيقة تنحصر في الشخصية العظيمة بما تحمل من اسم؟أم تتحدد وفق معالمها الروحية و طهارتها النفسية,و عظمتها الفكرية و بمبادئها السامية و جهادها و نضالها المستميت،و أهم من ذلك كله الاصطفاء الرباني الذي يصطفيها و يختارها؟؟

لذا فنحن لا نستطيع أن نعطي أهمية كبيرة للاسم وحده بقدر اهتمامنا بعظمة الشخصية الربانية المصطفاة التي تم تحديد معالمها من قبل الرسول الأكرم و أهل بيته الأطهار،و الاختلاف الذي حدث بين المسلمين حول الاسم يعتبر اختلافا لفظيا يجب أن لا يمس جوهر الحقيقة و لا يكون الاسم المعتقد به عند كل طائفة حاجزا أمام الإيمان بالشخصية الحقيقية الربانية التي تظهر و تبرز عند الاذن الإلهي له بالخروج و إن كان حاملا لاسم غير شائع عند الناس مادام عنده الكرامات و المعاجز الإلهية و نترك هذا الاختلاف ليحكم فيه الواقع الخارجي حين قيام الإمام المهدي عليه السّلام الذي بشر به الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم و أهل بيته الأطهار عليهم السّلام و على ضوء هذه الرؤية نستعرض عددا من الأحاديث و الروايات المختلفة التي تتحدث عن الاسم المبارك للإمام،و هي كالتالي:

1-عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"المهدي من ولدي اسمه كاسمي و كنيته ككنيتي أشبه الناس بي خلقا و خلقا تكون له غيبة و حيرة يضل فيها الأمم يقبل كالشهاب الثاقب يملؤها عدلا و قسطا كما ملئت جورا" (1).

2-عن العلاء بن عقبة عن الحسن،إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم ذكر بلاء يلقاه أهل بيته حتى يبعث اللّه راية من المشرق سوداء,من نصرها نصره اللّه,و من خذلها خذله اللّه,حتى يأتوا رجلا اسمه كاسمي فيولوه أمرهم فيؤيده اللّه و ينصره (2).

********

(1) المهدي الموعود المنتظر:ص 76،غاية المرام ص 690.

(2) الملاحم و الفتن لابن طاووس ج 1 ص 32.

و في الملاحم و الفتن لابن طاووس ج 1 ص 32 الباب(100)فيما ذكره نعيم من النصر الذي اسمه اسم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم براية من المشرق.قال:حدثنا نعيم حدثنا عبد اللّه بن مروان

ص: 64

3-"يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي,اسمه كاسمي و كنيته ككنيتي,يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا" (1).

4-عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي" (2).

5-عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم"لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي فيملأها قسطا و عدلا" (3).

6-عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم"يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و خلقه خلقي فيملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا" (4).

7-عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي" (5).

8-عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"المهدي يواطئ اسمه اسمي,و اسم أبيه اسم أبي" (6).

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي:ج 1 ح 64،تذكرة الخواص:ص 363,مرسلا أنبأنا عبد العزيز بن محمود بن البزار,عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:و قال(فذلك هو المهدي,و هذا حديث مشهور).عقد الدرر:ص 32,ب 2,مرسلا,عن عبد اللّه بن عمر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:كما في تذكرة الخواص.منهاج السنة,ابن تيمية:ج 4,ص 211,عن منهاج الكرامة, عن ابن عمر:و قال(إن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود,و الترمذي,و أحمد, و غيرهم من حديث ابن مسعود و غيره).عقيدة أهل السنة:ص 16,عن منهاج السنة,عن ابن عمر.منهاج الكرامة:ص 28, عن ابن الجوزي,إثبات الهداة:ج 3,ص 606-607,ب 32,ف 6,ح 111,كما في تذكرة الخواص,عن منهاج الكرامة للعلامة الحلي,عن ابن الجوزي من الحنابلة أنه روي بسنده عن ابن عمر.و في:ص 624,ب 32,ف 25,ح 208,عن عقد الدرر.منتخب الأثر:ص 182,ف 2,ب 3,ح 1,عن تذكرة الخواص

(2) كتاب الإمام المهدي عند أهل السنة:ص 302,حديث 1877.

(3) كتاب الإمام المهدي عند أهل السنة:ص 302,حديث 1878.

(4) كتاب الإمام المهدي عند أهل السنة:ص 302,حديث 1879.

(5) معجم أحاديث الإمام المهدي:ج 1,حديث 60.البزاز:ج 1,ص 81,على ما في هامش الطبراني،الكبير.مسند أحمد:ج 1 ص 276.الترمذي:ج 4,ص 505,ب 52,ص 2231.البدأ و التاريخ:ج 2,ص 181.

(6) معجم أحاديث الإمام المهدي:ج 1,حديث 99.ابن عساكر:على ما في كنز العمال.ابن حماد:ص 101.القول المختصر:ج 4,ص 4,تاريخ البغدادي:ج 5,ص 391.

ص: 65

9-عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام قال:المهدي الموعود عجل اللّه تعالى فرجه الشريف مولده بالمدينة من أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم و اسمه اسم نبي مهاجره بيت المقدس كث اللحية اكحل العين براق الثنايا في وجهه خال في كتفه علامة النبي يخرج براية النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم و لا تنشر حتى يخرج الإمام المهدي عليه السّلام يمده اللّه بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوه من خالفهم و أدبارهم يبعث و هو ما بين الثلاثين إلى الأربعين... (1).

10-عن أبي الجارود عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام أنه قال:إن الشريد الطريد الفريد الوحيد المفرد من أهله،الموتور بوالده،المكنى بعمه،هو صاحب الرايات، و اسمه اسم نبي (2).

11-الحديث المروي في(دلائل الإمامة)بسند ينتهي إلى أمير المؤمنين عليه السّلام عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم,أنه قال:"رأيت ليلة أسري بي إلى السماء قصورا من ياقوت أحمر...,لشيعة أخيك علي عليه السّلام...,و لشيعة ابنه الحسن عليه السّلام من بعده...,لشيعة ابنه الحسن بن علي من بعده,و لشيعة ابنه محمد المهدي من بعده..." (3)الحديث.

12-و في حديث بسند ينتهي إلى أمير المؤمنين علي عليه السّلام,أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:

"...فرفعت رأسي و إذا أنا بأنوار علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و...و(م ح م د)بن الحسن القائم في وسطهم..." (4)الحديث.

و قد جاء في كتاب تذكرة الأمة في بيان أو لاد أبي محمد الحسن العسكري قال:

منهم محمد الإمام هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن

********

(1) العرف الوردي:ج 2,ص 73.

(2) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3 ص 235 ح 762.النعماني ص 178 ب 10 ح 22.دلائل الإمامة ص 261.إثبات الهداة ج 3 ص 535 ب 32 ف 27 ح 478.بحار الأنوار ج 51 ص 37-38 ح 9 و 10 و 11

(3) دلائل الإمامة:ص 276.

(4) كمال الدين:ص 252.

ص: 66

محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام،و كنيته أبو عبد اللّه و أبو القاسم و هو الخلف الحجة صاحب الزمان القائم و المنتظر و التالي و هو آخر الأئمة.انتهى.

13-ما روي عن الإمام علي عليه السّلام في حديث مناشدته الناس على المنبر و فيه:فقال الإمام عليه السّلام:"أنشدكم اللّه،أتعلمون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قام خطيبا-و لم يخطب بعدها-و قال:يا أيها الناس...,قام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال:يا رسول اللّه،أكل أهل بيتك؟فقال لا و لكن أوصيائي،أخي منهم,و وزيري و وارثي و خليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن بعدي و أحد عشر من ولده،هذا أولهم و خيرهم ثم ابناي هذان-و أشار بيده إلى الحسن و الحسين-ثم وصي...،ثم الحسن بن علي،ثم محمد بن الحسن مهدي الأمة،اسمه كاسمي.." (1).

هذا بعض ما ورد حول اسم الإمام المهدي عليه السّلام،حيث نلاحظ أن بعضها ذكرت الاسم صريحا بينما امتنعت عن ذكره البعض الآخر و استخدمت كاف التشبيه مرة و كلمة المواطأة مرة أخرى و اسم أبيه،بيد أن هناك طائفة من الروايات تتحدث بخلاف ذلك و هي كالتالي:

14-روي من طريق البزار عن الطبراني عن قرة المزني أنه قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"لتملأن الأرض ظلما و جورا كما ملئت قسطا و عدلا حتى يبعث اللّه رجلا مني اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي فيملؤها قسطا و عدلا..." (2).

15-عن حذيفة بن اليمان عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،في حديث ذكر فيه قضية السفياني و ما يفعله من الفجور و القتل،قال:"فعند ذلك ينادي من السماء مناد:يا أيها الناس أن

********

(1) كتاب سليم بن قيس:تحقيق محمد باقر الأنصاري ص 300.

(2) الطبراني،الأوسط:على ما في مجمع الزوائد.

مناقب الشافعي،للابري:على ما في بيان الشافعي.

الحاكم:ج 4 ص 442 كما في رواية الطبراني الثانية بتفاوت يسير.

الداني:ص 98 كما في أبي داود بتفاوت

الاعتقاد،البيهقي:ص 173 بسند آخر.

ص: 67

اللّه عز و جل قطع عنكم مدة الجبارين و المنافقين و أشياعهم و أتباعهم،و ولاكم خير أمة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم فألحقوه بمكة فإنه المهدي و اسمه أحمد بن عبد اللّه..." (1).الحديث.

16-"لا تنقضي الأيام و لا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي,اسمه يواطئ اسمي" (2).

17-حدثنا سفيان بن عيينة عاصم عن زر عن عبد اللّه عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:"لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي" (3).

18-عن زر بن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يخرج رجل من أمتي يواطي اسمه اسمي و خلقه خلقي,فيملؤها عدلا و قسطا كما ملئت جورا" (4)

19-عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي،اسمه كاسمي و كنيته ككنيتي،يملأ الأرض عدلا كما ملئت و جورا" (5).

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 356.

(2) أحمد:ج 1,ص 376,حدثنا عبد اللّه,حدثني أبي,حدثنا عمر بن عبيد,عن عام بن أبي النجود,عن زر بن حبيش,عن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

و في:ص 377,كما في روايته الأولى:حدثنا عبد اللّه,حدثني أبي,حدثنا يحيى بن سعيد,عن سفيان,حدثني عاصم,عن زر,عن عبد اللّه,عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:و فيه:(لا تذهب الدنيا أو قال لا تنقضي الدنيا).

و في:ص 430,كما في رواية أبو داود:ج 4,ص 107,ح 4282,كما في رواية أحمد الثانية,بسند آخر:حدثنا مسدد,أن عمر بن عبيد حدثهم و حدثنا أحمد بن إبراهيم,و حدثنا عبيد اللّه بن موسى,أخبرنا زائدة و حدثنا أحمد بن إبراهيم,حدثني عبيد اللّه (ابن موسى)عن فطر,المعنى(واحد)كلهم عن عاصم,عن زر,عن عبد اللّه,عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:

البزار:ج 1,ص 281,على ما في هامش الطبراني.

الترمذي:ج 4,ص 505,ب 34,ف 52 ح 2230,كما في رواية أحمد الأولى,بسند آخر,عن عبد اللّه:و فيه(لا تذهب الدنيا)

معجم ابن الأعرابي:ص 78,بسند آخر عن ابن مسعود,عن النبي قال:(لا تنقضي الدنيا حتى يلي من هذه الأمة رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي).

الطبراني,الكبير:ج 10,ص 164-165,ح 10218,كما في رواية أحمد الثانية.

معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السّلام:ج 1,ص 115.

(3) مسند احمد ج 1 ص 376.

(4) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 162.

(5) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 113.

ص: 68

20-حدثنا عبد الجبار بن علاء العطار,أخبرنا سفيان بن عيينة عن عاصم,عن زر,عن عبد اللّه,عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:"يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي" (1).

21-روى الشيخ الصدوق بسنده عن الحسن بن المنذر عن حمزة ابن أبي الفتح قال:جاءني يوما فقال لي:البشارة!ولد البارحة لأبي محمد عليه السّلام و أمر بكتمانه,و أمر أن يعق عنه ثلاثمائة شاة.

قلت:و ما اسمه؟

قال:سمي بمحمد,و كني بجعفر (2).

22-عن تميم الداري قال:قلت:يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها:انطاكية,و ما رأيت أكثر مطرا منها.فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:نعم و ذلك أن فيها التوراة و عصى موسى و رضراض الألواح و مائدة سليمان في غار...(إلى أن قال):و لا تذهب الأيام و لا الليالي حتى يسكنها رجل من عترتي,اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي, يشبه خلقه خلقي,و خلقه خلقي يملأ الدنيا قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا (3).

23-عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم أنه قال:لا تذهب الأيام و الليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي،فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما" (4).

24-قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"لا تذهب الدنيا حتى يبعث اللّه رجلا من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي,و اسم أبيه اسم أبي" (5).

********

(1) كتاب الفتن و علامات الساعة:ص 486

(2) الإمام العسكري من المهد إلى اللحد:ص 119.

*كيف يأمر الإمام بأن يعق عنه بثلاثمائة شاة و قد أمر بكتمان ولادة المهدي عليه السّلام،فهل الناس لا يسألون عن الهدف من هذه الذبائح الهائلة من القائم بالمهمة؟

(3) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 346.

(4) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 169،عن الحاكم ج 4 ص 442.

(5) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 168.

ص: 69

25-عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:لا تذهب الدنيا أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي (1).

و لكن الذي ورد عن أهل البيت عليهم السّلام التأكيد على إخفاء الاسم المبارك,و عدم جواز التصريح باسم الإمام القائم عليه السّلام و الاكتفاء بذكر الألقاب و الصفات و أحاديث أهل البيت الأطهار بهذا الخصوص كثيرة نذكر بعضا منها كالتالي:

26-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"صاحب هذا الأمر لا يسميه باسمه إلا كافر" (2).

27-و عن الإمام الباقر عليه السّلام:و قد سأله أبو خالد الكابلي عن اسم الإمام المهدي عليه السّلام فقال الإمام الباقر عليه السّلام:"سألتني و اللّه عن سؤال مجهد و لقد سألتني عن أمر ما كنت محدثا به أحدا،و لو كنت محدثا به أحدا لحدثتك,و لقد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة" (3).

28-و عن الإمام الهادي عليه السّلام قال:الخلف من بعدي الحسن،فكيف بالخلف من بعد الخلف؟فقلت:و لم جعلني اللّه فداك؟قال:إنكم لا ترون شخصه و لا يحل لكم ذكره باسمه.فقلت:كيف نذكره؟فقال:قولوا الحجة من آل محمد عليهم السّلام (4).

29-حدثنا أبي و محمد بن الحسن قالا:حدثنا سعد بن عبد اللّه,عن محمد عيسى بن عبيد,عن إسماعيل بن إبان,عن عمرو بن شمر,عن جابر بن يزيد الجعفي قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:"سأل عمر أمير المؤمنين عليه السّلام عن المهدي فقال:يا ابن أبي طالب أخبرني عن المهدي ما اسمه؟قال:أما اسمه فلا,إن حبيبي و خليلي عهد

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 170،عن أبي داود ج 4 ص 106 ح 4282.

(2) معجم أحاديث الإمام المهدي:ج 3,ص 356.الكافي:ج 1 ص 333.كمال الدين:ج 2 ص 648.البحار:ج 51, ص 33.الزام الناصب:ج 1,ص 273.وسائل الشيعة:ج 11,ص 486

(3) معجم أحاديث الإمام المهدي:ج 3,ص 229.النعماني:ص 288.غيبة الطوسي:ج 11,ص 486.إثبات الهداة:ج 3, ص 509.البحار:ج 51,ص 31.البحار:ج 52,ص 98

(4) معجم أحاديث الإمام المهدي:ج 4 ص 203.الكافي:ج 1 ص 268.إثبات الهداة:ج 3 ص 392.كفاية الأثر:ص 284. الغيبة للشيخ الطوسي:ص 121

ص: 70

إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه اللّه عز و جل،و هو مما استودع اللّه عز و جل رسوله في علمه" (1).

هذا بعض ما جاء من الأحاديث عن اسم الإمام المهدي عليه السّلام،و هي كما ترى بعضها تصرح باسمه,و بعضها تحرم ذكر اسمه بل و تجعل من يسميه كافرا و بعضها توجب على الناس الاكتفاء بالقول الحجة من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم،فما هو الحلّ هل نبوح باسمه المبارك إذا توصلنا لمعرفته حقا،أم نكتمه و نذكر ألقابه و صفاته،أو نخوض في جدل عقيم؟

في الحقيقة إن الحل الأسلم هو العمل بما أمرنا به أهل البيت عليهم السّلام حيث الاكتفاء بالقول:الحجة من آل محمد هو الحل المناسب في الخروج من زوبعة الأقاويل المتضاربة.خصوصا بعد أن عرفنا وجود روايات متناقضة مذكورة عن الأئمة الأطهار حتى عن لسان شخصية واحدة من أهل البيت عليهم السّلام و على سبيل المثال تلك الرواية السابقة المنقولة عن الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام التي تصرّح بذكر اسم الإمام المهدي أمام الجمهور في الوقت الذي تذكر الرواية الأخرى من امتناع الإمام علي عليه السّلام عن التصريح باسمه حتى يبعثه اللّه عز و جل فأي منهما هو الصحيح و أي منهما مفترى؟!هذا ما لا نستطيع الجزم بأحدهما ما دام أهل البيت نصبوا لنا حلا بضرورة الاكتفاء في ذكر اسمه بالقول(الحجة من آل محمد)

********

(1) كمال الدين:ج 2 ص 648 الإرشاد:ص 363.كما في كمال الدين بتفاوت يسير,مرسلا عن عمرو بن شمر,عن جابر الجعفي.إثبات الهداة:ج 7 ص 414 عن كمال الدين,و فيه:(...فإن حبيبي عهد).و قال:رواه الطبرسي في إعلام الوردي عن عمرو بن شمر إعلام الوردي:ص 434,كما في الإرشاد الخرائج:ج 3 ص 1152.غيبة الطوسي:ص 281.عقد الدرر: ص 41 مرسلا عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام,و في أوله:سئل أمير المؤمنين عليه السّلام عن صفة المهدي,فقال:(هو شاب مربوع...)لوائح السفاريني:ج 2 ص 5 كما في عقد لدرر.غاية المواعظ للالوسي:ج 1 ص 83,البحار:ج 51 ص 33.

ص: 71

ص: 72

المهدي عليه السّلام في الآيات القرآنية

هل تحدث القرآن الكريم عن الإمام المهدي عجل اللّه فرجه؟

و هل هناك آيات تطرقت إلى قضية الإصلاح العالمي,للمجتمع البشري؟و هل تحدث القرآن عن مستقبل الرسالة الإسلامية،و ما سيؤول إليه مستقبل الإنسانية على وجه الكرة الأرضية؟هذه الأسئلة و أمثالها تراود الكثيرين،فهل من إجابة قرآنية أو روايات نبوية واضحة؟

لا شك أن كتاب اللّه تعالى هو تبيان لكل شيء،و الرسول الأكرم و أهل البيت الأطهار(صلوات اللّه عليهم أجمعين)هم المفسرون لهذا القرآن الكريم،فهل يمكن في مثل هذه القضية العظيمة،التي تهم البشرية جمعاء و ليس المسلمين و حسب،أن لا يتحدث عنها بشيء و هو كتاب هداية و إرشاد و نور،بل هو معجزة الرسول الأكرم و أعظم دليل و سند على نبوّته؟فكيف يمكن أن يسدل الستار على الإمام المهدي عليه السّلام و لا يتحدث عن مصير البشرية و عن أعظم شخصية أدّخرها اللّه سبحانه و تعالى لإنقاذها من السقوط في الهاوية،هذه الشخصية التي بشر بها الأنبياء و المرسلون أممهم و الذي انتظرته طوال تاريخها بمختلف أديانها و معتقداتها و مشاربها و ألوانها..فهل

ص: 73

يعقل أن يختار الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم الصمت و السكوت عن مستقبل رسالته و أمته بل عن مستقبل الإنسانية كلها؟

أم أن اللّه أخفى هذا الأمر عن نبيه الكريم؟حاشا للّه سبحانه أن يخفي هذا الأمر عن رسوله الأكرم،و حاشا للرسول و أهل بيته الأطهار أن لا يبينوا و يبلغوا عن هذه الشخصية الربانية العظيمة و دورها الرسالي الكبير في آخر الزمان.

أجل لقد تحدث القرآن الكريم،و بيّن الرسول الأمين،و أهل بيته الأطهار بكل إسهاب عن قضية الإمام المهدي عليه السّلام،و عن مستقبل الرسالة المحمدية و انتشارها و أتساعها لتعم العالم كله و تسود الكرة الأرضية الهداية و السعادة و الثقافة السماوية القائمة على العدل و الحق و التوحيد الخالص للّه سبحانه،و هذه الآيات القرآنية التي بينها و فسرها الرسول و الأئمة الطاهرون صلوات اللّه عليهم أجمعين في العديد من أحاديثهم التي بلغت حد التواتر تعطي صورة واضحة عن هذه الشخصية الفريدة و ظهورها في آخر الزمان و إقامتها لدولة التوحيد و العدل و الكرامة على سطح المعمورة.نتطرق إلى جانب من تلك الروايات المفسّرة و المؤولة باعتبار أحد المصاديق للآية المباركة و هي كما يلي:

1-عن الإمام الكاظم عليه السّلام قال:"سألت أبي عن قول اللّه عز و جل: فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى (طه:135)قال:الصراط السوي هو القائم عليه السّلام،و الهدى من اهتدى إلى طاعته.." (1).

2-و عنه أيضا عن أمير المؤمنين عليه السّلام في حديث طويل سئل فيه أمير المؤمنين عليه السّلام عن أقسام النور في القرآن،فقال عليه السّلام في قوله تعالى: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ (النور:35).فقال عليه السّلام:"...

********

(1) تأويل الآيات ج 1 ص 323 ح 26،البرهان ج 3 ص 50 ح 10،المحجة ص 137.

ص: 74

فالمشكاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و المصباح الوصي و الأوصياء عليهم السّلام و الزجاجة فاطمة و الشجرة المباركة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و الكوكب الدّري القائم المنتظر عليه السّلام يملأ الأرض عدلا" (1).

3-قال الإمام الباقر عليه السّلام:"هو و اللّه المضطر في كتاب اللّه،و هو قول اللّه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (2).

4-و عنه أيضا عليه السّلام قال:"هذه نزلت في القائم عليه السّلام،إذا خرج تعمّم و صلى عند المقام و تضرع إلى ربّه فلا ترد له راية أبدا" (3).

5-و عن الآية ذاتها أيضا يقول الإمام الصادق عليه السّلام:"نزلت في القائم من آل محمد عليهم السّلام،هو و اللّه المضطر إذا صلى في المقام ركعتين و دعا اللّه فأجابه،و يكشف السوء و يجعله خليفة في الأرض" (4).

6-و في قوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ (الزخرف:66).قال الإمام الباقر عليه السّلام:"هي ساعة القائم عليه السّلام تأتيهم بغتة" (5).

و هذا التفسير لا ينافي التفسير بيوم القيامة،فكلا الأمرين يأتي بغتة و كلا التفسيرين و التأويلين صحيح و هما من مفردات الساعة المباغتة.

7-و في قوله تعالى: إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (القلم:15)قال الإمام الصادق عليه السّلام:"يعني تكذيبه بالقائم عليه السّلام إذ يقول له:لسنا نعرفك و لست من ولد فاطمة عليها السّلام كما قال المشركون لمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم" (6).

********

(1) المحكم و المتشابه ص 4،البحار ج 93 ص 3.

(2) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 5 ص 26.

(3) إثبات الهداة ج 3 ص 564،المحجة ص 164،البرهان ج 3 ص 208.

(4) القمي ج 2 ص 129،الصافي ج 4 ص 71،منتخب الأثر ص 294.

(5) البرهان ج 4 ص 152،تأويل الآيات ج 2 ص 571،ينابيع المودة ص 428.

(6) تأويل الآيات ج 2 ص 771 ح 1.

ص: 75

8-و في قوله تعالى في سورة الشمس: وَ النَّهارِ إِذا جَلاّها (الشمس:3)قال الإمام الحسين عليه السّلام:"ذلك القائم من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم،يملأ الأرض قسطا و عدلا" (1).

9-و عن معنى كلمة العصر في قوله تعالى في سورة العصر: وَ الْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (العصر:1-2)يقول الإمام الصادق عليه السّلام:العصر:عصر خروج القائم عليه السّلام.." (2).

إذن فالقرآن الكريم تطرق إلى قضية الإمام المهدي-عجل اللّه فرجه-في آيات عديدة ذكرنا بعضها و قد قام أهل بيت النبي الأكرم بتفسير و تأويل تلك الآيات بأوضح تعبير و أجمل تفسير و هم الذين آتاهم اللّه علم الكتاب فجعلهم(الراسخون في العلم)و هم المطهرون الذين باشروا روح الإيمان و العلم و اليقين و لا يستطيع أحد غيرهم أن(يمس)بالعلم الحقيقي و المعنى الخالص لآيات الكتاب المكنون إلاّ هم إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ* لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (الواقعة:77-79).

و لقد نطق أهل البيت عليهم السّلام بالحق في تفسير عشرات من الآيات الكريمة التي تتحدث عن الإمام المهدي عليه السّلام،و التي أوردنا آنفا قسما منها،إلاّ أن الآيات القرآنية تتحدث بإسهاب ليس عن شخص الإمام-عجل اللّه فرجه-فحسب،بل أيضا عن سيرته و أحواله و ما يقوم به من إنقاذه للعالم و البشرية من الظلم و الطغيان،و انتقامه من أعداء اللّه و الرسول و أعداء أهل بيته الأطهار و إقامته للحق و العدل على ربوع الكرة الأرضية و إظهار دين اللّه الحق ليعم العالم كله الخير و الفضيلة و السعادة،بل و تحدثت الآيات عن أصحابه،و عن الفتن قبل ظهوره،و فتوحاته و انتصاراته،و غير ذلك الكثير مما يتعلق بقضية هذا المنقذ العالمي الأمل الموعود،و لا يسعنا هنا إلاّ أن نشير إلى جانب مما جاء في القرآن الكريم بهذا الخصوص على الشكل التالي:

********

(1) البحار ج 24 ص 79،منتخب الأثر ص 249.

(2) كمال الدين ج 2 ص 656،العدد القوية ص 67،نور الثقلين ج 5 ص 666.

ص: 76

أصحاب الإمام المهدي في القرآن

هناك العديد من الآيات التي تحدثت عن الإمام عليه السّلام و أصحابه و أنصاره و التفافهم حول قائدهم،العظيم،و جهادهم في سبيل إعلاء كلمة اللّه و محاربة الطغاة و المفسدين في الأرض،نذكر بعضها على سبيل المثال.

في قوله تعالى: وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة:148).

1-عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"...فيبعث اللّه قوما من أطرافها يجيئون قزعا كقزع الخريف.و اللّه إني لأعرفهم و أعرف أسماءهم و قبائلهم و اسم أميرهم و هم قوم يحملهم اللّه كيف شاء...فيتوافدون من الآفاق ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر،و هو قول اللّه أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ حتى أن الرجل ليحتبى فلا يحل حبوته حتى يبلّغه اللّه ذلك" (1)

2-و عن الإمام زين العابدين عليه السّلام:"الفقداء قوم يفقدون من فرشهم فيصبحون بمكة و هو قول اللّه عز و جل: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً ،و هم أصحاب القائم عليه السّلام" (2).

3-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...و يجيء و اللّه ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف يتبع بعضهم بعضا، و هي الآية التي قال اللّه: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (3)،و في رواية:"...فيجمع اللّه عليه أصحابه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا و يجمعهم اللّه على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف،و هي يا جابر الآية التي ذكرها اللّه في كتابه: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (4).

********

(1) غيبة الطوسي ص 284،منتخب الأثر ص 476.

(2) النعماني ج 3 ص 31،إثبات الهداة ج 2 ص 546،المحجة ص 19.

(3) العياشي ج 1 ص 64.

(4) الاختصاص ص 255،الارشاد ص 359،غيبة الطوسي ص 269.

ص: 77

4-و عن الآية ذاتها قال الإمام الصادق عليه السّلام:"نزلت في القائم و أصحابه يجتمعون على غير ميعاد" (1).

5-و عن نفس الآية سئل الإمام الرضا عليه السّلام فقال:"و ذلك و اللّه أن لو قد قام قائمنا يجمع اللّه إليه شيعتنا من جميع البلدان" (2).طبعا المقصود من الشيعة في عبارة الإمام عليه السّلام ليس كل من أدعى التشيع بل هم الذين شايعوا أهل البيت في أقوالهم و أفعالهم حقا.

6-عن الإمام الصادق عليه السّلام:إن صاحب هذا الأمر محفوظ له أصحابه،لو ذهب الناس جميعا أتى اللّه له بأصحابه و هم الذين قال اللّه عز و جل: أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ (الانعام:89)،و هم الذين قال اللّه فيهم: فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ (المائدة:54) (3).

7-و في قوله تعالى: وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ (هود:8)قال أمير المؤمنين عليه السّلام:"الأمة المعدودة أصحاب القائم الثلاثمائة و البضعة عشر" (4).

8-و عن الآية ذاتها قال الإمام الصادق عليه السّلام:"العذاب خروج القائم عليه السّلام،و الأمة المعدودة عدة أهل بدر و أصحابه" (5).

9-و قال الإمام الباقر عليه السّلام:"أصحاب القائم عليه السّلام الثلاثمائة و البضعة عشر رجلا هم و اللّه الأمة المعدودة التي قال اللّه في كتابه: وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ .قال يجمعون له في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف" (1).

********

(1) النعماني ص 241،إثبات الهداة ج 3 ص 541،المحجة ص 20.

(2) العياشي ج 1 ص 66،مجمع البيان ج 1 ص 231.

(3) النعماني ص 316،البرهان ج 1 ص 478-479.

(4) القمي ج 1 ص 323،نور الثقلين ج 2 ص 342،المحجة ص 102.

(5) النعماني ص 241،المحجة ص 102،البرهان ج 2 ص 208.

ص: 78

10-و عن قوله تعالى: قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ (هود:80)قال الإمام الصادق عليه السّلام:"ما كان قول لوط عليه السّلام لقومه: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ ، (1)إلاّ تمنّيا لقوة القائم عليه السّلام و لا ذكر إلاّ شدة أصحابه، و إن الرجل منهم ليعطى قوة أربعين رجلا و إنّ قلبه لأشدّ من زبر الحديد،و لو مرّوا بجبال الحديد لقلعوها و لا يكفّون سيوفهم حتى يرضى اللّه عز و جل" (2).

11-و عن محمد بن فضيل أنه سأل الإمام الهادي عليه السّلام عن قول اللّه تعالى: حَتّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً (الجن:24)،فقال عليه السّلام:

"يعني بذلك القائم و أنصاره" (3).و ذلك حينما يخرج الإمام و أصحابه لمحاربة الظالمين عندئذ يعلم الطغاة من أضعف ناصرا و أقل عددا.

12-و عن قوله تعالى: وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ (الأنبياء:105)قال الإمام الباقر عليه السّلام:"الكتب كلها ذكر،و أن الأرض يرثها عبادي الصالحون،قال:القائم و أصحابه" (4).

13-و عن الإمام الباقر عليه السّلام في قوله تعالى: اَلَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ (الحج:41)قال عليه السّلام:"و هذه الآية لآل محمد عليهم السّلام إلى آخر الآية،و المهدي و أصحابه يملّكهم اللّه مشارق الأرض و مغاربها و يظهر الدين و يميت اللّه به و بأصحابه البدع و الباطل كما أمات السّفه الحق،حتى لا يرى أثر للظلم" (5).

14-قال الإمام الباقر عليه السّلام:"هي في القائم عليه السّلام و أصحابه" (6).

15-و كذا قال الإمام الصادق عليه السّلام:"هي في القائم عليه السّلام و .

********

(1) العياشي ج 2 ص 57.

(2) كمال الدين ص 673،ينابيع المودة ص 424،منتخب الأثر ص 486.

(3) الكافي ج 1 ص 432.

(4) القمي ص 77،تأويل الآيات ج 1 ص 332،المحجة ص 141.

(5) القمي ج 2 ص 87،المحجة ص 143،البرهان ج 3 ص 96.

(6) تأويل الآيات ج 1 ص 338،إثبات الهداة ج 3 ص 563،المحجة ص 142.

ص: 79

أصحابه" (1)و هذه الأحاديث التي تفسر الآيات في الإمام المهدي و أصحابه،هي توضيح للأمر من باب الأعم الأغلب لبيان أحد المصاديق للآية الكريمة.أجل نرى في بعض الآيات أن تأويلها لم يأت بعد و مصاديقها لم تتحقق كالآية الشريفة هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (التوبة:33)و كالآية المباركة وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ (الأنبياء:105)و كالآية الكريمة وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة:148)و كالآية المجيدة وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (القصص:5)

فان حكومة الإسلام على الكرة الأرضية كلها لم تتحقق حتى الان و علّو الدين الإسلامي على الأديان كلها لم يأت زمانه منذ أن بزغ فجر الإسلام و بعث الرسول الأكرم حتى عصرنا الحاضر.

إذن متى يتحقق الوعد الإلهي؟و متى يحكم الإسلام العالم كله؟و متى يرث الأرض عباد اللّه الصالحون؟و متى يكون حكام الأرض من عباد اللّه المستضعفين؟ كل هذه الأسئلة ليس لها إجابة واقعية إلاّ بخروج القائم من آل محمد الذي وعد اللّه أنبيائه من قبل.

المنتقم من الطغاة الجبّارين

إن الإمام المهدي عليه السّلام هو المنتقم للّه و لرسوله و لأهل البيت و للإمام الحسين عليه السّلام بالخصوص و لكل المظلومين و المستضعفين في الأرض حين قيامه و خروجه حيث ينتقم من الظلمة و المجرمين و الطواغيت،و قد تحدث القرآن الكريم عن ذلك كما بينه

********

(1) النعماني ص 241،منتخب الأثر ص 170.

ص: 80

الإمام الصادق عليه السّلام،في قوله تعالى: وَ اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (المزمل:10)قال:"فاصبر على ما يقولون يا محمد من تكذيبهم إياك،فإنّي منتقم منهم برجل منك،هو قائمي الذي سلّطته على دماء الظلمة" (1).

1-و عن قوله تعالى في سورة المدّثر: ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً* وَ جَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً* وَ بَنِينَ شُهُوداً* وَ مَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً* ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ* كَلاّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً* سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً* إِنَّهُ فَكَّرَ وَ قَدَّرَ* فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ* ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (المدثر،11-19)قال الإمام الصادق عليه السّلام:"عذاب بعد عذاب يعذّبه القائم عليه السّلام" (2).

2-و عن الإمام الصادق عليه السّلام،لمّا سأله أبو بصير عن قول اللّه تعالى في سورة الطارق: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (الطّارق:15)فقال عليه السّلام:"كادوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم، و كادوا عليا عليه السّلام،و كادوا فاطمة عليها السّلام،فقال اللّه:يا محمد انهم يكيدون كيدا و أكيد كيدا،فمهّل الكافرين يا محمد أمهلهم رويدا لوقت بعث القائم عليه السّلام فينتقم لي من الجبارين و الطواغيت من قريش و بني أمية و سائر الناس" (3).من الظلمة و الطواغيت.

3-و عن سليمان الديلمي قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام،قول اللّه عز و جل: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (الغاشية:1)،قال:"يغشاهم القائم بالسيف".إلى أن قال:قلت:

تَصْلى ناراً حامِيَةً (الغاشية:4)،قال:"تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم عليه السّلام و في الآخرة نار جهنم" (4).

4-و قال الإمام الباقر عليه السّلام في قوله تعالى في سورة الأنعام: حَتّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ (الانعام:44)،يعني قيام القائم (5).

********

(1) التنزيل و التحريف ص 49.

(2) القمي ج 2 ص 395،البرهان ج 4 ص 401،إلزام الناصب ج 1 ص 101.

(3) القمي ج 2 ص 416،الايقاظ من الهجعة ص 262،المحجة ص 248.

(4) إثبات الهداة ج 3 ص 497،ثواب الأعمال ص 248،الكافي ج 8 ص 50.

(5) بصائر الدرجات ص 78،نور الثقلين ج 1 ص 718،المحجة ص 66.

ص: 81

5-و عن الإمام الصادق عليه السّلام لّما سأله المفضل عن قول اللّه تعالى في سورة الكهف:

فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكّاءَ... (الكهف:98)قال عليه السّلام:"رفع التقيّة عند الكشف،فينتقم من أعداء اللّه" (1).

6-عن الإمام الصادق عليه السّلام لمّا سأله أبو بصير عن قول اللّه تعالى في سورة مريم:

حَتّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَ إِمَّا السّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً (مريم:75)فقال عليه السّلام:"...و أمّا قوله: حَتّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ ،فهو خروج القائم عليه السّلام،و هو الساعة،فسيعلمون ذلك اليوم و ما نزل بهم من اللّه على يدي قائمة،فذلك قوله: مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً ،يعني عند القائم، و أضعف جندا.." (2).

7-عن الإمام الباقر و الإمام الصادق عليهما السّلام،في قوله تعالى في سورة القصص:

وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (القصص:5)،روي عنهما عليهما السّلام:"إنّ هذه مخصوصة بصاحب الأمر الذي يظهر في آخر الزمان و يبيد الجبابرة و الفراعنة و يملك الأرض شرقا و غربا فيملأها عدلا كما ملئت جورا" (3).

8-و في الآية الكريمة ذاتها قال أمير المؤمنين عليه السّلام:"هم آل محمد يبعث اللّه مهديهم بعد جهدهم فيعزّهم و يذلّ عدّوهم". (4)

9-و في قوله تعالى في سورة ص: اِصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَ اذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوّابٌ (ص:17)،قال الإمام الصادق عليه السّلام:"فاصبر على ما يقولون يا محمد

********

(1) العياشي ج 2 ص 351،الصافي ج 3 ص 265،البحار ج 12 ص 207.

(2) الكافي ج 1 ص 431،الصافي ج 3 ص 291،المحجة ص 132.

(3) حلية الأبرار ج 2 ص 597،البرهان ج 3 ص 220.

(4) غيبة الطوسي ص 113،مقتضب الأنوار المضيئة ص 17.

ص: 82

من تكذيبهم إيّاك فإني منتقم منهم برجل منك و هو قائمي الذي سلّطته على دماء الظلمة..." (1).

10-و في قوله تعالى في سورة الإسراء: وَ لا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً (الاسراء:33)قال الإمام الباقر عليه السّلام:"هو الحسين بن علي عليه السّلام قتل مظلوما و نحن أولياؤه،و القائم منا إذا قام طلب بثأر الحسين فيقتل حتى يقال قد أسرف في القتل.." (2).

11-و في الآية ذاتها يقول الإمام الصادق عليه السّلام:"ذلك قائم آل محمد يخرج فيقتل بدم الحسين عليه السّلام،فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفا.و قوله: فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ،لم يكن ليصنع شيئا يكون سرفا.ثم قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:يقتل و اللّه ذراري قتلة الحسين عليه السّلام بفعال آبائها" (3).و ذلك لأن الأبناء رضوا بأعمال آبائهم الظلمة و ساروا على منهج آبائهم في بغضهم لأهل البيت عليهم السّلام حيث سفكوا دماء شيعتهم و محبيهم،فاستحقوا العذاب و البلاء.

الانتصارات الساحقة و حكومة الإسلام العالمية

و أشار أهل البيت عليهم السّلام بإسهاب إلى ذكر القرآن الكريم للانتصارات التي يحققها الإمام المهدي-عجل اللّه فرجه-و أصحابه،و هزيمة الظالمين و المشركين على يديه المباركتين،و أنه يحق الحق و الهدى و العدل و القسط في الأرض،و يظهر الإسلام على جميع الأديان ليشمل التوحيد العالم أجمع.

1-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...و لا تبقى أرض إلا نودي فيها شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أن محمدا رسول اللّه،و هو قوله: وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي

********

(1) إثبات الهداة ج 3 ص 564،تأويل الآيات ج 2 ص 503.

(2) العياشي ج 2 ص 290،المحجة ص 128،نور الثقلين ج 3 ص 163.

(3) كامل الزيارات ص 63،حلية الأبرار ج 2 ص 677،إثبات الهداة ج 3 ص 530.

ص: 83

اَلسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (آل عمران:83)و لا يقبل صاحب هذا الأمر الجزية كما قبلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و هو قول اللّه: وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ (الانفال:39) (1).

2-و في قوله تعالى في سورة آل عمران: أَ فَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ .قال الإمام الصادق عليه السّلام:"إذا قام القائم عليه السّلام لا يبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمد رسول اللّه" (2).

3-و في الآية ذاتها،قال الإمام الكاظم عليه السّلام:"أنزلت في القائم إذا خرج باليهود و النصارى و الصابئين و الزنادقة و أهل الردّة و الكفار في شرق الأرض و غربها فعرض عليهم السّلام فمن أسلم طوعا أمره بالصلاة و الزكاة و ما يؤمر به المسلم و يجب للّه عليه،و من لم يسلم ضرب عنقه حتى لا يبقى في المشارق و المغارب أحد إلاّ وحّد اللّه..." (3).

4-و عن قوله تعالى في سورة الأنفال: وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللّهَ يقول الإمام الباقر عليه السّلام:"لم يجئ تأويل هذه الآية بعد،إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم رخّص لهم لحاجته و حاجة أصحابه،فلو قد جاء تأويلها لم يقبل منهم،لكنهم يقتلون حتى يوحّد اللّه عز و جل و حتى لا يكون شرك" (4).

5-و عن أمير المؤمنين عليه السّلام في حديث طويل قال في جانب منه:"...كل ذلك لتتم النظرة التي أوحاها اللّه تعالى لعدوه إبليس إلى أن يبلغ الكتاب أجله و يحق القول على الكافرين و يقترب الوعد الحق الذي بيّنه في كتابه بقوله: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ

********

(1) العياشي ج 2 ص 56،الكافي ج 8 ص 313،النعماني ص 181.

(2) العياشي ج 1 ص 183،المحجة ص 50،نور الثقلين ج 1 ص 362.

(3) العياشي ج 1 ص 183،إثبات الهداة ج 3 ص 549،منتخب الأثر ص 471.

(4) الكافي ج 8 ص 201،المحجة ص 78،ينابيع المودة ص 423.

ص: 84

اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (النور:55).و ذلك إذا لم يبق من الإسلام إلاّ اسمه و من القرآن إلاّ رسمه و غاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلك لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له،و عند ذلك يؤيده اللّه بجنود لم تروها و يظهر دين نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلم على يديه على الدين كله و لو كره المشركون" (1).

6-و عن قوله تعالى في سورة التوبة: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ .قال الإمام الصادق عليه السّلام:"إذا خرج القائم لم يبق مشرك باللّه العظيم و لا كافر إلاّ كره خروجه،حتى لو كان في بطن صخرة لقالت الصخرة يا مؤمن فيّ مشرك فاكسرني و اقتله" (2).

7-و عن قوله تعالى في سورة النحل: أَتى أَمْرُ اللّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ (النحل:1) قال الإمام الصادق عليه السّلام:"هو أمرنا،أمر اللّه عز و جل،ألاّ نستعجل به حتى يؤيده (اللّه)بثلاثة(أجناد):الملائكة و المؤمنين و الرعب،و خروجه كخروج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و ذلك قوله عز و جل: كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ (الانفال:5) (3).

8-و عن قول اللّه تعالى في سورة الإسراء: وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (الاسراء:81)قال الإمام الباقر عليه السّلام:"إذا قام القائم عليه السّلام ذهبت دولة الباطل" (4).

********

(1) الاحتجاج ج 1 ص 256،الصافي ج 2 ص 338،نور الثقلين ج 2 ص 212.

(2) تفسير فرات ص 184،كمال الدين ج 2 ص 670،المحجة ص 85.

(3) النعماني ص 198،البرهان ج 2 ص 359،المحجة ص 114.

(4) الكافي ج 8 ص 287،المحجة ص 183.

ص: 85

9-و عن قوله تعالى في سورة آل عمران: وَ تِلْكَ الْأَيّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النّاسِ (آل عمران:140)قال عليه السّلام:"ما زال مذ خلق اللّه آدم،دولة للّه و دولة لإبليس،فأين دولة اللّه؟أما هو إلاّ قائم واحد" (1).

10-و عن أمير المؤمنين عليه السّلام انه قال: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ .أظهر بعد ذلك؟قالوا نعم.قال:كلا،فو الذي نفسي بيده حتى لا تبقى قرية إلاّ و ينادى فيها بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه بكرة و عشيا" (2).

الابتلاء و الفتن قبل الظهور

و عن الفتن و الابتلاءات التي تصيب الناس قبل ظهور الإمام المهدي عجل اللّه فرجه،بيّن أهل البيت عليهم السّلام ما جاء بهذا الخصوص في القرآن الكريم،منها على سبيل المثال:

1-عن الإمام الصادق عليه السّلام انه قال:"و اللّه لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا و تمحصوا ثم يذهب من كل عشرة شيء و لا يبقى منكم إلاّ الأندر،ثم تلا هذه الآية: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَ يَعْلَمَ الصّابِرِينَ (آل عمران:142) (3).

2-عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:"إن قدام القائم علامات تكون من اللّه عز و جل للمؤمنين.قلت:ما هي جعلني اللّه فداك؟قال:ذلك قول اللّه عز و جل: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ -يعني المؤمنين قبل خروج القائم عليه السّلام- بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصّابِرِينَ (البقرة:155)، قال:يبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم،و الجوع بغلاء

********

(1) العياشي ج 1 ص 199،إثبات الهداة ج 1 ص 135.

(2) مجمع البيان ج 5 ص 280،المحجة ص 86.

(3) قرب الاسناد ص 162،البحار ج 52 ص 113.

ص: 86

أسعارهم.و نقص من الأموال:قال كساد التجارات و قلة الفضل.و نقص من الأنفس،قال:موت ذريع.و نقص في الثمرات،قال:قلة ريع ما يزرع.و بشر الصابرين،قال:ذلك بتعجيل خروج القائم عليه السّلام.ثم قال لي:يا محمد هنا تأويله،ان اللّه تعالى يقول: وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ (آل عمران:7) (1).

3-و عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام،انه قال:"لا بد أن يكون قدّام القائم سنة يجوع فيها الناس و يصيبهم خوف شديد من القتل و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات،فإن ذلك في كتاب اللّه لبيّن: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصّابِرِينَ (2).

4-و عن قوله تعالى في سورة الأنعام: أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً (الانعام:65)قال الإمام الباقر عليه السّلام:"و هو اختلاف في الدين و طعن بعضكم على بعض،و هو أن يقتل بعضكم بعضا،و كل هذا في أهل القبلة" (3).

5-و عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"إن بين يديّ القائم سنين خدّاعة، يكذّب فيها الصادق و يصدّق فيها الكاذب،و يقرب فيها الماحل-و في حديث:

و ينطق الرويبضة-فقلت:و ما الرويبضة و ما الماحل؟قال:أو ما تقرؤون القرآن، قوله: وَ هُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ (الرعد:13)قال:يريد المكر.فقلت و ما الماحل؟ قال:يريد المكّار" (4).

6-و عن قوله تعالى في سورة الأحزاب: هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً (الاحزاب:11)قال أمير المؤمنين عليه السّلام،ضمن حديث مفصّل:"...أما إنّه

********

(1) كمال الدين ج 2 ص 649،النعماني ص 250،دلائل الإمامة ص 259.

(2) النعماني ص 250،المحجة ص 47-48،البرهان ج 1 ص 167.

(3) القمي ج 2 ص 204،البحار ج 9 ص 205.

(4) النعماني ص 278،إثبات الهداة ج 3 ص 738.

ص: 87

سيأتي على الناس زمان يكون الحق فيه مستورا و الباطل ظاهرا مشهورا و ذلك إذا كان أولى الناس بهم أعداهم و اقترب الوعد الحق،و عظم الإلحاد و ظهر الفساد، هنالك أبتلي المؤمنون و زلزلوا زلزالا شديدا.و نحلهم الكفّار أسماء الأشرار،فيكون جهد المؤمن أن يحفظ مهجته من أقرب الناس إليه،ثم يتيح الفرج لأوليائه،و يظهر صاحب الأمر على أعدائه" (1).

7-و عن أمير المؤمنين عليه السّلام لمّا سئل عن قول اللّه تعالى في سورة مريم: فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ (مريم:37)فقال عليه السّلام:"انتظروا الفرج في ثلاث.فقيل:يا أمير المؤمنين و ما هنّ؟فقال:اختلاف أهل الشام بينهم و الرايات السّود من خراسان و الفزعة في شهر رمضان.فقيل:و ما الفزعة في شهر رمضان؟فقال:أو ما سمعتم قول اللّه عز و جل في القرآن: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (الشعراء:4)،هي آية تخرج الفتاة من خدرها و توقظ النائم و تفزع اليقظان" (2).

النداء باسم القائم

لقد بين أهل البيت عليهم السّلام ما ورد في القرآن الكريم من الإشارة إلى قضية النداء من السماء باسم الإمام المهدي عليه السّلام في يوم خروجه المبارك.

1-عن قول اللّه تعالى في سورة الشعراء إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ قال الإمام الباقر عليه السّلام:"نزلت في قائم آل محمد صلوات اللّه عليهم،ينادي باسمه من السماء" (3).

2-عن فضل بن محمد عن الإمام الصادق عليه السّلام:"أما إنّ النداء من السماء باسم القائم في كتاب اللّه لبيّن.فقلت:أين هو أصلحك اللّه؟فقال:في طسم تلك آيات

********

(1) الاحتجاج ج 1 ص 240،البحار ج 93 ص 116،نور الثقلين ج 4 ص 342.

(2) النعماني ص 251،عقد الدرر ص 104،إثبات الهداة ج 3 ص 734.

(3) إثبات الهداة ج 3 ص 563،المحجة ص 159،منتخب الأثر ص 447.

ص: 88

الكتاب المبين قوله: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ .قال:إذا سمعوا الصوت أصبحوا و كأنما على رؤوسهم الطير" (1)

3-و عنه أيضا عليه السّلام:"إن القائم لا يقوم حتى ينادي مناد من السماء يسمع الفتاة في خدرها و يسمع أهل المشرق و المغرب،و فيه نزلت هذه الآية: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (2).

4-عن الإمام الرضا عليه السّلام:"...و هو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول:ألا إنّ حجّة اللّه قد ظهر عند بيت اللّه فاتبعوه فإن الحق معه و فيه.و هو قول اللّه عز و جل: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (3).

و إذا كان النداء بالاسم من السماء في يوم الخروج و هو الموعود فإن ذلك الموعد و تلك الساعة يوحى بها للإمام المهدي أيضا-عجل اللّه فرجه-فيلهمه اللّه بالخروج.

5-في قوله تعالى في سورة المدّثر فَإِذا نُقِرَ فِي النّاقُورِ (المدثر:8)،قال الإمام الصادق عليه السّلام:"إنّ منّا إماما مظفرا مستطرا(مستترا)فإذا أراد اللّه عزّ ذكره إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بأمر اللّه تبارك و تعالى" (4).

و عنه أيضا عليه السّلام قال:"إذا نقر في أذن الإمام القائم،أذن له في القيام" (5)

المهدي عليه السّلام و التوسم

بيّن أهل البيت عليه السّلام على ضوء آيات القرآن الكريم إنّ الإمام المهدي-عجل اللّه فرجه-و أصحابه،يعرفون العدو من الولي و الصالح من الطالح من خلال التوسم.

********

(1) النعماني ص 263،المحجة ص 156،البرهان ج 3 ص 180.

(2) غيبة الطوسي ص 110-111،منتخب الأثر ص 450،نور الثقلين ج 4 ص 46.

(3) كمال الدين ص 371.

(4) الكافي ج 1 ص 343،إثبات الوصية ص 228،النعماني ص 187.

(5) البرهان ج 4 ص 400،المحجة 238،تأويل الآيات ج 2 ص 732.

ص: 89

1-في قول اللّه تعالى في سورة الحجر: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (الحجر:75)،قال الإمام الباقر عليه السّلام:"كأني انظر إلى القائم عليه السّلام و أصحابه في نجف الكوفة كأن على رؤوسهم الطير فنيت أزوادهم و خلقت ثيابهم(متنكبين قسيّهم)قد أثرّ السجود بجباههم،ليوث بالنهار و رهبان بالليل كأن قلوبهم زبر الحديد يعطى الرجل منهم قوة أربعين رجلا و يعطيهم صاحبهم التوّسم لا يقتل أحد منهم إلاّ كافرا أو منافقا فقد وصفهم اللّه بالتوسم في كتابه: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (1).

2-عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"فكان رسول اللّه المتوسم،و الأئمة من ذريتي المتوسمون إلى يوم القيامة وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (الحجر:76).فذلك السبيل المقيم هو الوصي بعد النبي" (2).

3-و عن الإمام الصادق عليه السّلام:"إذا قام القائم لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمن إلاّ عرفه صالح هو أم طالح،لأن فيه آية للمتوسمين و هي بسبيل مقيم" (3).

4-و عنه أيضا عليه السّلام:"إذا قام قائم آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم حكم بين الناس بحكم داود عليه السّلام،لا يحتاج إلى بيّنة يلهمه اللّه تعالى فيحكم بعلمه،و يخبر كل قوم بما استبطنوه،و يعرف وليّه من عدوه بالتوسم،قال اللّه سبحانه: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ* وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (الحجر:75-76) (4).

5-عن معاوية الدهني عن الإمام الصادق عليه السّلام،في قوله تعالى في سورة الرحمن يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَ الْأَقْدامِ (الرحمن:41)، يقول عليه السّلام:"يا معاوية ما يقولون في هذا؟قلت:يزعمون أن اللّه تبارك و تعالى يعرف المجرمين بسيماهم يوم القيامة فيأمر بهم فيؤخذون بنواصيهم و أقدامهم و يلقون في

********

(1) منتخب الأنوار المضيئة ص 195،إثبات الهداة ج 3 ص 585.

(2) مناقب ابن شهر آشوب ج 4 ص 284،البحار ج 24 ص 127.

(3) كمال الدين ص 671،الصافي ج 3 ص 118،حلية الأبرار ج 2 ص 624.

(4) الارشاد ص 365،إعلام الورى ص 433،كشف الغمة ج 3 ص 256

ص: 90

النار.فقال عليه السّلام:و كيف يحتاج الجبار تبارك و تعالى إلى معرفة خلق أنشأهم و هو خلقهم؟

فقلت:فما ذاك جعلت فداك؟قال عليه السّلام:ذلك لو قد قام قائمنا أعطاه اللّه السّيماء، فيأمر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم و أقدامهم،ثم يخبط بالسيف خبطا" (1).

6-و عنه أيضا عليه السّلام:"اللّه يعرفهم،و لكن نزلت في القائم يعرفهم بسيماهم فيخبطهم بالسيف هو و أصحابه خبطا" (2).

إن ما أسلفناه من الآيات و الأحاديث الشريفة حول ما جاء من ذكر الإمام المهدي عليه السّلام في القرآن الكريم،لم يكن إلاّ إلماحة بسيطة و جزءا يسيرا من العشرات من الآيات الكريمة و المئات من الأحاديث التي تناولت قضية الإمام المهدي عليه السّلام من مختلف الجوانب،فإن ذكر الإمام المهدي-عجل اللّه فرجه-في القرآن واسع و عميق بيّنه أهل البيت عليه السّلام في عدد كبير من الأحاديث الشريفة التي تفسر تلك الآيات الكريمة، و منها كيفية التسليم على الإمام عليه السّلام.

7-عن الإمام الباقر عليه السّلام في حديث جاء في جانب منه:"القائم منّا منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الأرض و تظهر له الكنوز يبلغ سلطانه المشرق و المغرب و يظهر اللّه عز و جل به دينه على الدين كله و لو كره المشركون...و اجتمع إليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا،و أول ما ينطبق به هذه الآية: بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (هود:86).ثم يقول:أنا بقية اللّه في أرضه و خليفته و حجته عليكم،فلا يسلم عليه مسلم إلاّ قال:السلام عليك يا بقية اللّه في أرضه..." (3).

8-عن الإمام الصادق عليه السّلام و قد سئل عن القائم عليه السّلام،يسلّم عليه بإمرة المؤمنين؟ فقال عليه السّلام:"لا،ذلك اسم سمّى اللّه به أمير المؤمنين عليه السّلام لم يسمّ أحد قبله و لا يتسمى

********

(1) بصائر الدرجات ص 356،الاختصاص ص 304،البرهان ج 4 ص 268.

(2) النعماني ص 242،البرهان ج 4 ص 268،المحجة ص 217.

(3) كمال الدين ص 330،إعلام الورى ص 433،نور الأنصار ص 189.

ص: 91

بعده إلاّ كافر قلت:جعلت فداك كيف يسلم عليه؟قال:يقولون السلام عليك يا بقية اللّه.ثم قرأ: بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1).

أجل هذه البقيّة الطاهرة من الشجرة المباركة التي تنشر الفضيلة و تحقق العدل على ربوع الكرة الأرضية هي الخير الحقيقي الذي ادخره اللّه ليوم عصيب ينذر بهلاك البشرية لو لا أن تداركها الرحمة الإلهية بالقائم المنتظر-عجل اللّه فرجه-بقية اللّه في أرضه و حجتّه على عباده و أمينة على رسالته ذلك هو الإمام المهدي عليه السّلام فسلام عليه يوم ولد و يوم يقوم بالحق و العدل و يوم يموت شهيدا و يوم يبعث حيا ذلك مهدي آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم.

********

(1) تأويل الآيات ج 1 ص 186،إثبات الهداة ج 3 ص 447،وسائل الشيعة ج 10 ص 470.

ص: 92

الإصلاح قبل الخروج

كثيرا ما وردت كلمة الإصلاح في أمر الإمام المهدي قبل خروجه على لسان الروايات فما المقصود من هذه الكلمة في أحاديث أهل البيت عليهم السّلام؟

عن الإمام الحسين عليه السّلام:"في التاسع من ولدي سنة من يوسف و سنة من موسى بن عمران عليهما السّلام،و هو قائمنا أهل البيت يصلح اللّه تعالى أمره في ليلة واحدة" (1)

عن الإمام الباقر عليه السّلام:"إذا ظهر قائمنا أهل البيت قال عليهم السّلام: فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً (الشعراء:21)خفتكم على نفسي و جئتكم لمّا أذن لي ربي و أصلح أمري" (2).

عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"المهدي يصلحه اللّه في ليلة واحدة".

فما المنظور من كلمة الإصلاح هذه؟!

هل المقصود منها الإصلاح في شخصيته المباركة؟أم الإصلاح في أمر خروجه و قيامه؟أم الإصلاح في العالم لتهيئة الأجواء لنهضته الإصلاحية؟

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3 ص 179.

(2) بحار الأنوار ج 52 ص 385.

ص: 93

من المؤكد أن الإمام المهدي عليه السّلام ليس فيه عيب في شخصيته المباركة،فالإمام ليس بناقص الخلقة حتى يتم إصلاحه،فليس هو بأعمى ليتم إصلاح نظره.و لا هو سيئ الخلق-حاشاه-حتى تجري عليه عملية إصلاحه في تحسين أخلاقه و تصرفاته و سلوكياته الاجتماعية.

فالإمام سالم جسديا و كامل خلقيا بل هو في قمة الفضائل و الأخلاقيات.على ضوء هذا البيان تبين أن المراد من كلمة الإصلاح أمر آخر فهل هو بمعنى الإصلاح العالمي في تهيئة الظروف لخروجه عليه السّلام أم هو إعطاء الأذن الإلهي له في القيام نهضته الجبارة و منحه مفاتيح التصرف في الطبيعة و أيتائه مقاليد الأمور؟

في الحقيقة إن كلمة الإصلاح المراد بها في أحاديث أهل البيت ليس بمعنى الإصلاح العالمي لأن الإصلاح في القضايا الخارجية بتعديل الأوضاع و تهيئة الأجواء لقيام الإمام و إن كان هذا الأمر سيحقق نتيجة تردي الأوضاع السيئة في المجتمعات البشرية و الصراعات الدولية على المصالح و المطامع المادية إلا أن ذلك لا يعبر عنه بالإصلاح بل هو التردي في الأوضاع،و حتى لو أطلق بهذا المعنى إلا إنه تبقى العبارات الواردة في الأحاديث لا تنطبق عليها لأن كلمة الإصلاح المذكورة في الروايات نسبت إلى شخص الإمام عليه السّلام لا إلى نهضته العالمية(يصلحه اللّه في ليلة)أو (يصلح اللّه أمره في ليلة)كما في هذه الروايات:

1-عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة عن محمد بن المفضل عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن يزيد الكناسي قال:سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام يقول:

"إن صاحب هذا الأمر فيه سنة من يوسف...يصلح اللّه أمره في ليلة" (1).

2-و روي عن أمير المؤمنين(صلوات اللّه عليه)قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

المهدي منا أهل البيت يصلحه اللّه في ليلة (1).

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3 ص 239

ص: 94

3-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"المهدي يصلحه اللّه في ليلة واحدة" (1).

4-و عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:"صاحب هذا الأمر تغيب ولادته عن هذا الخلق لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج,فيصلح اللّه أمره في ليلة" (2).

5-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...و القائم يا جابر رجل من ولد الحسين يصلح اللّه أمره في ليلة..." (3).

6-عن عبد العظيم الحسني قال:دخلت على سيدي محمد بن علي عليهما السّلام و أنا أريد أن أسأله عن القائم أهو المهدي أو غيره,فأبتدأني فقال:يا أبا القاسم إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته و يطاع في ظهوره,و هو الثالث,من ولدي, و الذي بعث محمدا بالنبوة و خصنا بالإمامة,إنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما,و إن اللّه تبارك و تعالى يصلح أمره في ليلة,كما أصلح اللّه أمر كليمه موسى عليه السّلام إذ ذهب ليقتبس لأهله نارا فرجع و هو رسول نبي.ثم قال عليه السّلام أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج (4).

7-و في كتاب البيان الباب(2)ص 312,بسنده عن ياسين بن سيار و عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن علي عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم المهدي منا أهل البيت يصلحه اللّه في ليلة. (5)(ثم قال)هكذا رواه بن ماجة في سننه و أخرج

********

(1) عقد الدرر ص 21،العلل المتناهية ج 2 ص 856،صفة المهدي الطبراني الكبير على ما في بيان الشافعي فيه في فهارس مسند علي عرف السيوطي الحاوي و المقاصد الحسنه،و لم نجده ج 2 ص 58،جمع الجوامع ج 1 ص 449،مناقب أهل البيت ص 237، كنز العمال ج 14 ص 264،كما الدين ج 1 ص 152،دلائل الإمامة ص 247،كشف الغمة ج 3 ص 267،إثبات الهداة ج 3 ص 459 ح 100،البحار ج 51 ص 86 ب 1 ح 38،منتخب الأثر ص 144 ب 2 ف 1 ح 9،الطرائف ص 178 ص 284،ملاحم ابن طاووس ص 71 ب 155.

(2) برهان المتقي ص 87.

(3) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3 ص 358.

(4) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 5 ص 24.

(5) البحار ج 51 ص 156.

ص: 95

أبو نعيم في مناقب المهدي و أخرجه الطبراني في المعجم الكبير.ثم قال:انضمام هذه الأسانيد بعضها إلى بعض,و إيداع الحفاظ ذلك في كتبهم يوجب القطع بصحتها.

8-أخرج البغوي الحديث في المصابيح و لفظه عن علي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم إنه قال:

"المهدي منا أهل البيت,يصلحه اللّه في ليلة.و هذه الأحاديث المتواترة في مسألة إصلاح شأن الإمام عليه السّلام كما في الرواية الشريفة"ليصلح له أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى عليه السّلام" (1).

من خلال التعابير المستخدمة في هذه الأحاديث نعرف معنى إصلاح الأمر في ليلة بشكل واضح،خصوصا مع التوضيح المذكور فيها بشأن مقارنة إصلاح أمر الإمام -عجل اللّه فرجه-مع إصلاح أمر النبي موسى عليه السّلام،فالأمر في الحقيقة يتعلق بأمر التبليغ و الإذن بالخروج،و ليس بشخصيته عليه السّلام المباركة،لأنها كاملة ليس فيها عيب كما أنه ليس بمعنى الإصلاح بتهيئته الظروف في العالم،بل أنحصر كلمة الإصلاح بمعنى الإذن بالقيام و التبليغ و الثورة العالمية و الخروج من الحيرة و الغيبة إلى نور الفرج و الظهور كما عبر الإمام الصادق عليه السّلام:"كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فإن موسى بن عمران عليه السّلام خرج ليقتبس لأهله نارا فرجع إليهم و هو رسول نبي فأصلح اللّه تبارك و تعالى أمر عبده و نبيه موسى عليه السّلام في ليلة،و هكذا يفعل اللّه تبارك و تعالى بالقائم الثاني عشر من الأئمة عليهم السّلام يصلح أمره في ليلة كما أصلح أمر نبيه موسى عليه السّلام،و يخرجه من الحيرة و الغيبة إلى نور الفرج و الظهور" (2).

فكما أن النبي موسى أصلح اللّه شأنه حينما ذهب ليقتبس لأهله نارا فرجع و هو نبي مرسل فكذلك الإمام عليه السّلام.فالنبي موسى عليه السّلام على الرغم من شخصيته المتكاملة إلا

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 4 ص 187.

(2) دلائل الإمامة ص 247،ملاحم ابن طاووس ص 71.

ص: 96

أنه لم يكن قد بلّغ بالنبوة و لم يكن بعد قد أعطي القدرات الإلهية من تحويل العصى حية تسعى و من جعل النور في يده المباركة تخرج بيضاء من غير سوء،.و إنما أعطي له كل هذه القدرات و الكرامات و المعاجز و أهم من ذلك الأمر و الإذن بالتبليغ في تلك الليلة المباركة.و هكذا يتم الإصلاح للإمام عليه السّلام حيث تعطى له الصلاحيات كما يظهر من هذه الرواية و أمثالها بالإذن الإلهي له في التصرف في الأمور و القيام بتبليغ الرسالة النبوية الناصعة الأصيلة.

و قد يكون هناك أمور و قضايا لا تزال محجوبة عن الإمام و إنما يرتفع هذا الحجاب عند الإذن بالخروج و قد تفطن إلى هذه الحقيقة سماحة آية اللّه الشهيد السيد محمد صادق الصدر فقد ذكر في كتابه القيم(موسوعة الإمام المهدي عليه السّلام).

و حينما يعطى الأذن الإلهي للإمام بالخروج و يمنح مقاليد الأمور بإظهار المعاجز و الكرامات للدلالة على صحة مقالته أنه المهدي الموعود حقا حينئذ لا يجوز لأحد أنكاره و لا يحق لشخص ردّه أو تكذيبه بل في الحقيقة أن المعجزة الإلهية التي تتحقق على يد الأنبياء أو الأوصياء أو على يد الإمام الحجة عليه السّلام تعتبر نهاية المهلة للناس.فإن آمنوا بها كانوا في أمان اللّه و إلا فهم يستحقون العذاب الإلهي الشديد,و أي رفض للمعجزة أو محاولة الالتفات عليها و التمسخر بها أو اعتبارها سحرا و شعوذة يعتبر ظلما و عدوانا يوجب الغضب الإلهي و العذاب الأبدي.و إلى هذه الحقيقة يذكرنا القرآن الحكيم,ببني إسرائيل حينما طلبوا من النبي عيسى عليه السّلام مائدة من السماء كمعجزة لصحة دعواه بالنبوة و عند ما طلب النبي عيسى ذلك من اللّه: قالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ (المائدة:115)..

فالمعجزة إذا تعتبر نهاية المطاف للرحمة الإلهية لمن طلبها ثم أنكرها و هي أكبر دلالة على صحة مقالة الرسل و الأئمة الأطهار،فالذين ينكرون معجزة الإمام المهدي أو يعتبرونها سحرا فإنه لا يكون مصيرهم بأفضل من مصير الذين تحدث

ص: 97

عنهم القرآن الحكيم من الأمم السالفة التي استكبرت على أنبيائها و سخرت بمعاجزهم فأذاقهم اللّه عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة، فَلَمّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَ أَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (الأعراف:165).

حيث نشاهد في القرآن الكريم و في سورة الأعراف بالذات ذكر أنواع العذاب و البلايا التي نزلت على الأمم التي كذبت برسل اللّه فأخذهم الطوفان كما في قصة النبي نوح عليه السّلام فأغرقهم اللّه عن بكرة أبيهم،ما عدى الذين كانوا في السفينة مع النبي نوح عليه السّلام و عن قوم عاد حينما جاءت العواصف العاتية فقلعتهم من مواقعهم و دكتهم بالجبال الرواسي،حيث سخرها عليهم اللّه سبحانه و تعالى في قوله تعالى: وَ أَمّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ (الحاقة:6-7).و قوم صالح و شعيب أخذتهم الرجفة و الزلزال فأهلكوا جميعا،و قصة فرعون و قومه حينما أطبقت عليهم المياه الهائلة و دفنتهم في قعر البحر.

إذن؛فالمعجزة دليل واضح و برهان قاطع تدعم مقالة الأنبياء و الرسل لا يمكن إنكارها و التلاعب بها أو الاستهزاء بها و هي الخط الفاصل بين الإيمان و الكفر, و الخط النهائي للرحمة الإلهية للمنكرين.

و بعد المعجزة لا يكون إلا العذاب و العقاب الأبدي لمن أنكرها,و الرحمة و العناية الربانية لمن آمن بها و بصاحبها.و الإمام المهدي كسائر الأئمة و الأنبياء تثبت إمامته بالمعجزة و يدل على أنه هو المنظور في أحاديث الرسول الأكرم و أهل بيته الأطهار، بما يأتي من آيات و معاجز،فمن أنكر أنه المهدي مع هذه الأدلة و المعاجز فلينتظر العقاب الإلهي الأبدي و لا يقبل منه أي عذر أو اعتذار أو التشبث بأحاديث كاذبة و موضوعة في مجابهة مقالة الإمام المهدي عليه السّلام.و من الطبيعي في هذه الصورة أن يحاول

ص: 98

المنكرون للإمام عليه السّلام و بالأخص من فئة الذين يدعون العلم المنكرين لإمامته الذين وصفهم الأئمة الأطهار بأنهم ألد أعداء الإمام المهدي عليه السّلام حيث يحاول هؤلاء أن يأتوا بالأحاديث الموضوعة في قبال معاجزه و آياته ليلبسوا على الناس دينهم و ليبرروا إنكارهم لإمامة المهدي عليه السّلام بالقول أن المنظور بالمهدي الموعود هو غير هذا الفرد و أن الإمام المهدي شخص آخر لم يأت بعد و إنما يأتي في وقت آخر كما قالت اليهود و النصارى حينما أنكروا نبوة الرسول الأكرم و ادعوا أن النبي الموعود عندهم لم يأت بعد و إنما يأتي في آخر الزمان،و رغم كل المعاجز التي أتى بها الرسول الأكرم لهم على صحة دعواه فلم يؤمنوا به و اعتبروا معاجزه شعوذة و سحرا و افتراءات على اللّه عز و جل و لكن اللّه لم يمهلهم إلا أياما معدودة حيث بدأ هجوم الجيش الإسلامي على مواقعهم المحصنة بقيادة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام و دمر معاقلهم, و احتل حصونهم و أخذهم أسرى بين يدي الرسول الأعظم بعد أن قتل الإمام علي عليه السّلام قائدهم مرحب,و من كان معه من الظلمة بسيفه الصارم.و هذا كان هو الجزاء الطبيعي لكل من ينكر المعجزة و يستهزئ بها,و على هذا الأساس سيكون جزاء كل من ينكر معجزة الإمام المهدي عليه السّلام أن يقتّل,أو يعيش ذليلا صاغرا حسب ما يحكم عليه الإمام سواء كان من علماء السوء أو من الناس العاديين لأن من يقف أمام حكم اللّه و إرادته و ينكر بيناته و معاجزه التي يؤتيها الحجة عليه السّلام لا يكون مصيره بأحسن من ذلك،هذا في عالم الدنيا و أما في الآخرة فيرد إلى أشد العذاب و مأواه جهنم و بئس المهاد...

إذن و على ضوء هذا البيان اتضح معنى الإصلاح الذي ورد في الأحاديث الشريفة بشأن الإمام الحجة-عجل اللّه فرجه الشريف-،حيث بدى جليا أن الإصلاح يعني هذين الأمرين المرتبط أحدهما بالآخر بشكل كامل،ألا و هما الإذن الإلهي للإمام عليه السّلام بالخروج و إعلان دعوته و نهضته المباركة،و من ثم-و تبعا لذلك-

ص: 99

إعطاء القدرات الخارقة للإمام عليه السّلام و الإذن له بإظهار المعاجز التي تؤيد دعوته و تؤكد إمامته و ولايته الربانية المباركة.

و هذه المعاجز مذخورة له ليوم الإعلان عن إمامته و ولايته ذلك اليوم الذي هو يوم مصيري لمن يدعي أنه مسلم و أنه الموالي و إذا أعلن الإمام عن نفسه و إذا ظهرت المعاجز من الإمام بإحياء الموتى و شفاء المرضى فعلى الجميع الخضوع له و تسليم الأمر إليه فهو الإمام المفترض الطاعة و لا يحق لأحد أن يتشبث بأعذار يعقد أنها راسخة و هي في الأساس واهية كالقول إنني لازلت أشك في أمره و أنه هل هو حقا هو ذلك المهدي المبشر به في الأحاديث أو القول أن الشخصية الماثلة أمامه لا تتطابق مع الأحاديث التي ترامت إليه..لأن هذه التشكيك هو من قبيل ذر الرماد في العيون، فالإمام هو القرآن الناطق و الحق المتكلم و كل الأحاديث يجب أن توضع في ميزان الشخصية الربانية التي ظهرت المعاجز على يديه الكريمتين فهو ميزان الحق و هو الذي يفسر القرآن و هو الذي يبين صحة الأحاديث المروية و يميز الصحيحة عن الموضوعة و المكذوبة.

و نحن مع هذه الفاصلة الزمنية الكبيرة بيننا و بين النبي الأكرم و أهل بيته الأطهار لا نستطيع أن نعرف بالدقة الكاملة الحديث الصحيح عن الموضوع مئة في المئة خصوصا مع علمنا أن الأعداء كانوا يضعون الأحاديث على لسان الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم في حياته،فما بالك بعد مماته،خصوصا مع تعاقب الحكومات الظالمة التي كانت تصدر الأحاديث يوميا بأعداد كثيرة من هيئة علماء السلاطين لتقوية أركان حكومتها الجائرة.

و كلمة الفصل في ذلك هي تلك المعاجز التي تظهر على يد الإمام الحجة(عج).

ص: 100

الفصل الثاني: الإمامة و الولاية

اشارة

الولاية أولا

كيف نعرف الإمام

عظمة الإمام المهدي عليه السّلام

أخذ الميثاق من الأنبياء للمهدي المنتظر

أنصار الإمام شخصيات عظيمة

ص: 101

ص: 102

الولاية أولا

ما معنى الولاية،و لماذا الولاية؟

هل هي المحبة و الإخاء،أم المشايعة و الإتباع،أم الأولوية و الحاكمية؟

كل هذه المعاني مكنونة في كلمة الولاية،إلا أن المعنى البارز و الظاهر من هذه الكلمة هو الأولوية و الحاكمية،كما جاء في الآية الكريمة: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (المائدة:55) و الآية الكريمة اَلنَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهاجِرِينَ إِلاّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً .(الاحزاب:6)و هذا يعني إن الرسول حاكم على النفوس و له الحكومة الإلهية على جميع الناس.و من هذا المنطلق جاءت الأحاديث لتؤكد معنى الحكومة في كلمة الولاية:

-عن عمار بن ياسر قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"أوصي من آمن بي و صدقني بولاية علي بن أبي طالب من تولاه فقد تولاني و من تولاني فقد تولى اللّه) (1)حيث

********

(1) البحار ج 38 ص 31.

ص: 103

يعتمد الإيمان على ولاية اللّه عز و جل،و الرسول و أهل بيته الأطهار،الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.كما في الآية الشريفة إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (المائدة:55).

و في بيان تعيين الأوصياء و الأولياء من بعد النبي الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم روى المجلسي في البحار عن الإمام الرضا عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم أنه قال:"..أولهم علي بن أبي طالب و أخرهم مهدي أمتي،فقلت يا رب هؤلاء أوصيائي،فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي و أحبائي و أصفيائي و حججي بعدك على بريتي و هم أوصياؤك و خلفاؤك و خير خلقي بعدك و عزتي و جلالي لأظهرن بهم ديني و لأعلين بهم كلمتي و لأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي و لأملكنه مشارق الأرض و مغاربها و لأسخرن له الرياح و لأذللن له السحاب الصعاب و لأرقينه في الأسباب و لأنصرنه بجندي و لأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي و يجمع الخلق على توحيدي، ثم لأديمن ملكه...).

1-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"إنّ خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه على الخلق بعدي إثنا عشر أولهم أخي و آخرهم ولدي.

قيل:يا رسول اللّه و من أخوك؟

قال:علي بن أبي طالب.

قيل:فمن ولدك؟

قال:المهدي الذي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما" (1).

2-و عنه إنه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:"المقرّ بهم مؤمن و المنكر لهم كافر" (2).

3-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"و من أبغضنا و ردّنا أو ردّ واحدا منا فهو كافر باللّه و آياته" (1).

********

(1) كمال الدين ص 280.

(2) عيون اخبار الرضا ج 2 ص 62.

ص: 104

4-عن الإمام الرضا عليه السّلام،و هو يتحدث عن الإمام القائم-عجل اللّه فرجه-:

"و يكون أولى بالناس منهم بأنفسهم" (1).

و من دون الولاية ترفض جميع الأعمال مهما كانت صالحة.فكما لا يقبل اللّه أي عمل من الذي يرفض الإيمان بوحدانيته،كذلك لا يقبل إذا لم يكن الفرد مؤمنا برسالة الرسول الأكرم.بنص الآية الشريفة: وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (آل عمران:85).

و كذلك أيضا يرفض اللّه عز و جل جميع أعمال الفرد الذي يرفض الانصياع لطاعة أولي الأمر من آل الرسول الأكرم،الذين فرض اللّه طاعتهم في القرآن الكريم بعد أن أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،حيث يخاطب المؤمنين في كتابه الحكيم: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً (النساء:59). (2)

و إن أي تجزئة بين أولي الأمر من آل الرسول الأكرم و بين النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم أو بين أحد منهم مرفوضة نهائيا،فلا يمكن قبول طاعة أي شخص إذا لم يكن مؤمنا بولاية أهل البيت المعصومين جميعهم.فالتجزئة بقبول ولاية بعضهم دون البعض الآخر يعتبر رفضا للجميع.و قد جاء في الحديث الشريف عن الإمام الحسن العسكري عليه السّلام:"أما إن المقر بالأئمة بعد رسول اللّه المنكر لولدي،كمن أقرّ بجميع أنبياء اللّه و رسله ثم أنكر نبوة محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و المنكر لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم كمن أنكر جميع الأنبياء، لان طاعة آخرنا كطاعة أولنا و المنكر لأخرنا كالمنكر لأولنا" (3).

********

(1) البحار:ج 36 ص 388 ح 2.

(2) عيون اخبار الرضا ج 2 ص 192.

(3) البحار:ج 51 ص 160.

ص: 105

و الإمام الحجة عليه السّلام هو أحد الأئمة الذين فرض اللّه طاعتهم على الناس،فرفض قبول ولايته هو في الحقيقة رفض لولاية الأئمة الأطهار،و قبول ولايته قبول لولايتهم جميعا.

و بما أن هناك طوائف من الناس ترفض ولاية الإمام المهدي عليه السّلام حين قيامه و خروجه،و من بينهم علماء السوء،لذا ركزت أحاديث أهل البيت على أن أي نوع من الإنكار لإمامة و ولاية الإمام المهدي هو بمثابة إنكار جميع الأئمة السابقين، و إن من يفعل ذلك ترد أعماله حتى و لو كان الفرد يعترف ببقية الأئمة الأطهار.

و من قبل حذّر القرآن الحكيم مرارا من أية عملية تفرقة بين الأنبياء و الرسل حيث تعتبر بمثابة كفر برسالة اللّه بنص الآية الشديدة التحذير:

إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ يُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ يَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَ نَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً* أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا وَ أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً (النساء:150-151)

و على هذا الأساس كان أمر اللّه بطاعته و إطاعة رسوله،و الذين أمنوا من باب واحد.و الإيمان يجب أن يكون بجميعهم دون التفريق بينهم،لأنّ أي تفريق بينهم يعتبر رفضا للكل.و رفضهم يكون العصيان الحقيقي لأمر الطاعة الذي أوجبته الآية الكريمة السابقة الذكر يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (النساء،59)

و الذين يرفضون الإمام المهدي عليه السّلام حكمهم حكم الذين رفضوا ولاية الإمام الرضا عليه السّلام أو ولاية الإمام الكاظم عليه السّلام،أو ولاية الإمام زين العابدين عليه السّلام،حيث تكون أعمالهم غير مقبولة عند اللّه سبحانه و تعالى،و يعتبرون كالخوارج الذين رفضوا ولاية الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام؛فهؤلاء حكمهم واحد،و مصيرهم واحد،و يحشرون إلى جهنم و بئس الورد المورود.

ص: 106

و قد جاء في الحديث النبوي الشريف عن الرسول الكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"لما أسري بي إلى السماء أوحى إليّ ربي جل جلاله فقال:يا محمد..لو أن عبدا عبدني حتى ينقطع و يصير كالشن البالي،ثم أتاني جاحدا لولايتهم ما أسكنته جنتي،و لا أظللته تحت عرشي". (1)

و تأكيدا لهذه الحقيقة خاطب الإمام الرضا عليه السّلام يوم أراد الحركة من نيشابور و هو على هودجه خاطب الجماهير الحاشدة حول مركبه ناقلا لهم حديثا قدسيا من اللّه عز و جل:"كلمة لا إله إلا اللّه حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي..و أضاف:

بشرطها و شروطها و أنا من شروطها".

و على ضوء هذا التصريح الرضوي الصريح فقبول ولاية كل إمام معصوم من أهل البيت عليهم السّلام شرط أساسي لدخول حصن اللّه سبحانه و تعالى،و شرط أساسي في قبول توحيد الموحدين،و إلاّ فلا يعتبر موحدا و قابلا لولاية اللّه من يكون رافضا لولاية من أوجب اللّه ولايتهم عليهم السّلام بنص الآية الشريفة: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (النساء:59)

و من هنا نقول أن عدم قبول ولاية الإمام الحجة حين قيامه و خروجه يكون رفضا لولاية جميع الأئمة الأطهار،تحت أي عنوان من العناوين كان ذلك الإنكار.و ذلك لأن الأحاديث الشريفة لم تدع لأحد مجالا للشك و الترديد حيث بينت شخصيّة الإمام المهدي و عظمته بكل وضوح.

و من تلك الأحاديث التي تطرقت لولاية الأئمة المعصومين عليهم السّلام الطائفة التالية:

1-عن جعفر،عن أبيه:قال علي بن أبي طالب عليه السّلام:"منا سبعة خلقهم اللّه عز و جل لم يخلق في الأرض مثلهم؛منا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم سيد الأولين و الآخرين و خاتم

********

(1) كمال الدين ص 252.

ص: 107

النبيين،و وصيه خير الوصيين،و سبطاه خير الأسباط حسنا و حسينا(كذا)و سيد الشهداء حمزة عمه،و من قد طاف مع الملائكة جعفر،و القائم" (1).

2-عن الأصبغ بن نباته قال:كنا مع علي عليه السّلام بالبصرة،و هو على بغلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و قد اجتمع هو و أصحاب محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم فقال:"ألا أخبركم بأفضل خلق اللّه عند اللّه يوم يجمع الرسل"؟قلنا:بلى يا أمير المؤمنين.قال:"أفضل الرسل محمد،و إن أفضل الخلق بعدهم الأوصياء،و أفضل الأوصياء أنا،و أفضل الناس بعد الرسل و الأوصياء الأسباط،و إن خير الأسباط سبطا نبيكم يعني الحسن و الحسين،و إن أفضل الخلق بعد الأسباط الشهداء،و إن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب،قال ذلك النبي و جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين،مخضبان بكرامة خص اللّه عز و جل بها نبيكم، و المهدي منا في آخر الزمان لم يكن في أمة من الأمم مهدي ينتظر غيره" (2).

3-عن الأصبغ بن نباته قال:رأيت أمير المؤمنين عليه السّلام يوم أفتتح البصرة و ركب بغلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم....(ثم)قال:"أيها الناس ألا أخبركم بخير الخلق يوم يجمعهم اللّه"؟فقام إليه أبو أيوب الأنصاري،فقال:بلى،يا أمير المؤمنين،حدثنا فإنك كنت تشهد و نغيب.فقال:"إن خير الخلق يوم يجمعهم اللّه سبعة من ولد عبد المطلب لا ينكر فضلهم إلا كافر و لا يجحد به إلا جاحد".فقام عمار بن ياسر رحمه اللّه فقال:

يا أمير المؤمنين سمهم لنا لنعرفهم.فقال:"إن خير الخلق يوم يجمعهم اللّه الرسل،و إن أفضل الرسل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم و إن أفضل كل أمة بعد نبيها وصي نبيها،حتى يدركه نبي، ألا و إن أفضل الأوصياء وصي محمد(عليه و آله السلام)،ألا و إن أفضل الخلق بعد

********

(1) قرب الإسناد:ص 13-14،منتخب الأثر ص 173 عن قرب الإسناد،البحار ج 22 ص 275 عن قرب الإسناد(و فيه "طار بدل طاف).

(2) دلائل الإمامة ص 256 و أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى قال:حدثنا محمد بن جرير الطبري قال:حدثنا عيسى بن عبد الرحمن قال:أخبرنا الحسن بن الحسين العرني قال:حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي و علي بن القاسم الكندي و يحيى بن المساور،عن علي بن المساور،عن علي بن الحزور،عن الأصبغ بن نباته قال:كنا مع علي بالبصرة،و هو على بغلة رسول اللّه و قد اجتمع هو و أصحاب محمد فقال:، منتخب الأثر:ص 171 آخره عن دلائل الإمامة.

ص: 108

الأوصياء الشهداء،ألا و إن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب،و جعفر بن أبي طالب له جناحان يطير بهما في الجنة لم ينحل أحد من هذه الأمة جناحان غيره، شيء كرم اللّه به محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلم و شرفه و السبطان الحسن و الحسين و المهدي عليهم السّلام يجعله اللّه متى شاء منا أهل البيت.ثم تلا هذه الآية: وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً* ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَ كَفى بِاللّهِ عَلِيماً (النساء:67-70) (1).

4-و في بيان شيق و تفصيل جميل جذاب عن بداية الخليقة و الأفضلية جاء في الحديث الشريف،عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين،عن أبيه الحسين بن علي،عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:

"إن اللّه حين شاء تقدير الخليقة و ذرء البرية و إبداع المبدعات نصب الخلق في صور كالهباء قبل دحو الأرض و رفع السماء و هو في انفراد ملكوته و توحد جبروته فأتاح (فأساح)نورا من نوره فلمع،و(نزع)قبسا من ضيائه فسطع،ثم اجتمع النور في وسط تلك الصور الخفية فوافق ذلك صور نبينا محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم فقال اللّه عز من قائل:أنت المختار المنتخب و عندك مستودع نوري،و كنوز هدايتي من أجلك أسطح البطحاء، و أمرج الماء،و أرفع السماء،و أجعل الثواب و العقاب،و الجنة و النار،و أنصب أهل بيتك للهداية حجتي على بريتي،و المنبهين على قدرتي و وحدانيتي.ثم أخذ اللّه الشهادة عليهم بالربوبية،و الإخلاص بالوحدانية فبعد أخذ ما أخذ من ذلك شاء ببصائر الخلق انتخب محمدا و آله(فقبل أخذ ما أخذ جل شأنه ببصائر الخلق أنتخب محمدا و آله) و أراهم أن الهداية معه و النور له و الإمامة في آله،تقديما لسنة العدل و ليكون الإعذار متقدما،ثم أخفى اللّه الخليقة في غيبه و غيبها في مكنون علمه،ثم نصب العوامل و بسط الزمان،و مرج الماء و أثار الزبد،و أهاج الدخان فطفا عرشه على الماء،فسطح

********

(1) أصول الكافي:ج 1 ص 342 عن محمد بن يحيى،عن أحمد بن محمد،عن ابن فضال،عن الحسين بن علوان الكلبي،عن علي بن الحذور،عن أصبغ بن نباته الحنظلي قال:

ص: 109

الأرض على ظهر الماء(و أخرج من الماء دخانا فجعله السماء)ثم استجلبهما إلى الطاعة فأذعنتا بالاستجابة،ثم أنشأ اللّه الملائكة من أنوار أبدعها،و أرواح اخترعها، و قرن بتوحيده نبوة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم فشهرت في السماء قبل بعثه في الأرض.فلما خلق آدم أبان فضله للملائكة،و أراهم ما خصه به من سابق العلم من حيث عرفه عند استنبائه إياه أسماء الأشياء فجعل اللّه آدم محرابا،و كعبة،و بابا،و قبلة،و أسجد إليها الأبرار و الروحانيين و الأنوار.ثم نبه آدم على مستودعه،و كشف له(عن)خطر ما ائتمنه عليه،بعد ما سماه إماما عند الملائكة،فكان آدم من الخير ما اراه من مستودع نورنا و لم يزل اللّه تعالى يخبئ النور تحت الزمان إلى أن فضل محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلم في ظاهر الفترات فدعا الناس ظاهرا و باطنا و ندبهم سرا و إعلانا و استدعى عليه السّلام التنبيه على العهد الذي قدمه إلى الذر قبل النسل.فمن وافقه و قبس من مصباح النور المقدم اهتدى إلى سرّه، و استبان واضح أمره،و من ألبسته الغفلة استحق السخط،ثم انتقل النور إلى غرائزنا، و لمع في أئمتنا فنحن أنوار السماء،و أنوار الأرض،فبنا النجاء و منا مكنون العلم و إلينا مصير الأمور و بمهدينا تتقطع الحجج،خاتمة الأئمة و منقذ الأمة،و غاية النور و مصدر الأمور.فنحن أفضل المخلوقين و أشرف الموحدين و حجج رب العالمين فليهنأ بالنعمة من تمسك بولايتنا و قبض على عروتنا". (1)

5-ابن وهب،عن ابن لهيعة،عن الحرث،بن يزيد،عن ابن زرين الغافقي،سمع عليا عليه السّلام يقول:"هو من عترة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم" (2).

********

(1) مروج الذهب:ج 1 ص 32-33،البحار ج 54 ص 212-214،عن مروج الذهب بتفاوت،تذكرة الخواص:ص 128- 130 أخبرنا أبو طاهر الخزيمي،أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي،أنبأنا عبد اللّه بن عطاء الهروي،أنبأنا عبد الرحمان بن عبيد الثقفي،أنبأنا الحسين بن محمد الدنيوي،أنبأنا عبد اللّه بن إبراهيم الجرجاني،أنبأنا محمد بن علي بن الحسين العلوي،أنبأنا أحمد بن عبد اللّه الهاشمي،حدثنا الحسن بن علي بن الحسين بن علي عليهم السّلام قال:خطب أمير المؤمنين يوما بجامع الكوفة خطبة بليغة في مدح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم فقال:و فيه"بمهدينا تقطع الحجج،فهو خاتم الأئمة...و غامض السر،فليهن(فليهنأ)من استمسك بعروتنا و حشر على محبتنا"،منتخب الأثر:ص 147 بعضه عن تذكرة الخواص.

(2) فتن إبن حماد:ص 103،ملاحم أبن طاووس:ص 164،و فيه:"و هو رجل".

ص: 110

6-عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال:حدثنا محمد بن الحسن الصفار، و سعد بن عبد اله،عن عبد اللّه بن محمد الطيالستي،عن منذر بن محمد بن قابوس، عن النصر بن أبي السري،عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق،عن ثعلبة ميمون،عن مالك الجهني،عن الحارث بن المغيرة النصري،عن الأصبغ بن نباته، قال:أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام فوجدته متفكرا ينكت في الأرض، فقلت:يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكرا تنكت في الأرض أرغبت فيها؟فقال:"لا و اللّه ما رغبت فيها و لا في الدنيا يوما قط،و لكن فكرت في مولود يكون من ظهري،الحادي عشر من ولدي،و هو المهدي الذي يملؤ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما،تكون له غيبة و حيرة،يضل فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون".

فقلت:يا أمير المؤمنين و كم تكون الحيرة و الغيبة؟

قال:"ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين".

فقلت:و إن هذا لكائن؟

فقال:"نعم،كما أنه مخلوق و أنى لك بهذا الأمر يا أصبغ،أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة".

فقلت:ثم ما يكون بعد ذلك؟

قال:"ثم يفعل اللّه ما يشاء فإن له بداءات و إرادات و غايات و نهايات". (1)

7-عن الأصبغ بن نباته قال:خرج علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام ذات يوم،و يده في يد ابنه الحسن عليه السّلام،و هو يقول:خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم ذات

********

(1) كمال الدين:ج 1 ص 288،إعلام الورى:ص 400،عن كمال الدين،كفاية الأثر:ص 219 كما في كمال الدين بتفاوت، البحار:ج 51 ص 117-118 عن كمال الدين بتفاوت يسير.

إثبات الوصية:ص 225 كما في الكافي بتفاوت و قال:و عنه(سعد بن عبد اللّه)يرفعه إلى الأصبغ بن نباتة،و فيه:دخلت إلى أمير المؤمنين فوجداته مفكرا...مفكرا يا أمير المؤمنين؟قال:(أفكر...يكون له غيبة تضل...ثم قال بعد كلام طويل:أولئك"،و في ص 229 كما فيه:(ذلك إذا فقد الباب بينه و بين شيعتنا تكون الحيرة)ملاحم ابن طاووس:ص 185 عن كتاب مجموع المرزباني.. إلى قوله:"و يهتدي فيها آخرون".

ص: 111

يوم و يدي في يده هكذا،و هو يقول:خير الخلق بعدي و سيدهم أخي هذا،و هو إمام كل مسلم،و مولى كل مؤمن (1)بعد وفاتي.

ألا و إني أقول:خير الخلف بعدي و سيدهم ابني هذا،و هو إمام كل مؤمن، و مولى كل مؤمن (2)بعد وفاتي،ألا و إنه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و خير الخلق و سيدهم بعد الحسن إبني أخوه الحسين المظلوم بعد أخيه، المقتول في أرض كربلاء،أما إنه (3)و أصحابه من سادة الشهداء يوم القيامة.و من بعد الحسين تسعة من صلبه خلفاء اللّه في أرضه و حججه على عباده،و أمناؤه على وحيه و أئمة المسلمين،و قادة المؤمنين و سادة المتقين،تاسعهم القائم الذي يملأ اللّه عز و جل به الأرض نورا بعد ظلمتها،و عدلا بعد جورها،و علما بعد جهلها.و الذي بعث أخي محمدا بالنبوة،و اختصني بالإمامة،لقد نزل بذلك الوحي من السماء على لسان الروح الأمين جبرئيل،و لقد سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم-و أنا عنده-عن الأئمة بعده،فقال للسائل:و السماء ذات البروج إن عددهم بعدد البروج،و رب الليالي و الأيام و الشهور،و إن عددهم كعدد الشهور،فقال السائل:فمن هم يا رسول اللّه؟ فوضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يده على رأسي.فقال:أولهم هذا و أخرهم المهدي،من عاداهم فقد عاداني،و من أحبهم فقد أحبني،و من أبغضهم فقد أبغضني،و من أنكرهم فقد أنكرني،و من عرفهم فقد عرفني.بهم يحفظ اللّه عز و جل دينه،و بهم يعمر بلاده،و بهم يرزق عباده،و بهم ينزل القطر من السماء،و بهم يخرج بركات الأرض،هؤلاء أصفيائي و خلفائي و أئمة المسلمين و موالي المؤمنين". (4)

********

(1) في بعض النسخ:"أمير كل مؤمن".

(2) في بعض النسخ:"و هو إمام كل مسلم و أمير كل مؤمن".

(3) في بعض النسخ:"في أرض كرب و بلاء ألا و أنه".

(4) كمال الدين:ج 1 ص 259-260.

ص: 112

8-عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال:حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم،عن أبيه،عن محمد بن أبي عمير،عن غياث بن إبراهيم،عن الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين،عن أبيه الحسين بن علي عليهم السّلام.قال:"سئل أمير المؤمنين عليه السّلام عن معنى قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:إني مخلف فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي، من العترة؟فقال عليه السّلام:أنا و الحسن و الحسين و الأئمة التسعة من ولد الحسين،تاسعهم مهديهم لا يفارقون كتاب اللّه،و لا يفارقهم حتى يردوا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم حوضه". (1)

9-عن أبي الحسين محمد بن هارون،عن أبيه قال:حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي قال:حدثنا العباس بن مطر الهمداني قال:حدثنا إسماعيل بن علي المقرئ قال حدثنا محمد بن سليمان قال حدثني أبو جعفر العرجي،عن محمد بن يزيد،عن سعيد بن عباية،عن سلمان الفارسي قال خطبنا أمير المؤمنين عليه السّلام بالمدينة، و قد ذكر الفتنة و قربها،ثم ذكر قيام القائم من ولده و أنه يملؤها عدلا كما ملئت جورا.قال سلمان:فأتيته خاليا فقلت:يا أمير المؤمنين!متى يظهر القائم من ولدك؟ فتنفس الصعداء و قال:"لا يظهر القائم حتى يكون أمور الصبيان،و تضييع حقوق الرحمن،و يتغنى بالقرآن بالتطريب و الألحان،فإذا قتلت ملوك بني العباس أولي الغمار و الالتباس أصحاب الرمي عن الأقواس بوجوه كالتراس،و خربت البصرة،و ظهرت العشرة...هناك يقوم المهدي من ولد الحسين لا ابن مثله...". (2)

10-عن أمير المؤمنين عليه السّلام"التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق،المظهر للدين،و الباسط للعدل.قال الحسين:فقلت له:يا أمير المؤمنين،و إن ذلك لكائن؟

********

(1) إعلام الورى:ص 375،عيون الأخبار:ج 1 ص 57 ح 25،منتخب الأثر:ص 94.

(2) دلائل الإمامة:ص 253-254،العدد القوية:ص 75 مرسلا،و قال:قال سلمان الفارسي رضي اللّه عنه:أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام خاليا،فقلت يا أمير المؤمنين!متى القائم من ولدك؟فتنفس الصعداء و قال:...و فيه:"...و يتغنى بالقرآن،فإذا قتلت ملوك بني العباس أولي العمى و الالتباس...و خربت البصرة،هناك يقوم القائم من ولد الحسين عليه السّلام"البحار: ج 52 ص 275 عن العدد القوية،منتخب الأثر:ص 248 عن دلائل الإمامة ملخصا،و في:ص 435 عن نفس الرحمن،نفس الرحمن في فضائل سلمان:ص 103 عن العدد القوية.

ص: 113

فقال عليه السّلام:أي و الذي بعث محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلم بالنبوة،و اصطفاه على جميع البرية،و لكن بعد غيبة و حيرة،فلا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ اللّه عز و جل ميثاقهم بولايتنا،و كتب في قلوبهم الإيمان و أيدهم بروح منه" (1)

لقد ظهر بوضوح من خلال هذه الروايات أن الولاية شرط أساسي لقبول الأعمال،كما تبين أن المؤمنين بالإمام المهدي عليه السّلام حين قيامه و خروجه عددهم قليل و إنهم آمنوا به في عالم الميثاق قبل المجيء إلى عالم الدنيا بأزمان متمادية و إن الثابتين على ولايته مع كثرة المعارضين له يعتبرون من الأوائل الذين باشروا روح الإيمان و اليقين و أنهم من المخلصين المؤيدين بملائكة الرحمن و هذه القلة في الأنصار و الأصحاب قد تكون أيضا بسبب وجود طائفة من الناس تروج لحالة التشكيك بشخصية الإمام من قبل الأعداء بإشاعة الأحاديث و الروايات الموضوعة التي طالما استفادوا منها لأغراضهم الشخصية و المصلحية.

11-جاء في الحديث عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:"يا سليم قد سألت فافهم الجواب.إن في أيدي الناس حقا و باطلا،و صدقا و كذبا،و ناسخا و منسوخا،و خاصا و عاما،و محكما و متشابها،و حفظا و وهما،و قد كذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم على عهده حتى قام خطيبا فقال:أيها الناس قد كثرت عليّ الكذابة، فمن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.ثم كذب عليه من بعده حين توفى رحمة اللّه على نبي الرحمة صلّى اللّه عليه و آله و سلم.و إنما يأتيك بالحديث أربعة نفر ليس لهم خامس:

(رجل)منافق مظهر للإيمان متصنع بالإسلام،لا يتأثم و لا يتحرج أن يكذب على رسول اللّه متعمدا،فلو علم المسلمون أنه منافق كذاب لم يقبلوا منه،و لم يصدقوه، و لكنهم قالوا هذا صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم راه و سمع منه و هو لا يكذب و لا يستحل

********

(1) كمال الدين:ج 1 ص 304 ب 26 ح 16

ص: 114

الكذب على رسول اللّه،و قد أخبر اللّه عن المنافقين بما أخبروا و وصفهم بما وصفهم فقال اللّه عز و جل: وَ إِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَ إِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ (المنافقون:4).ثم بقوا بعده و تقربوا إلى أئمة الضلالة و الدعاة إلى النار بالزور و الكذب و البهتان،فولوهم الأعمال و حملوهم على رقاب الناس،و أكلوا بهم الدنيا،و إنما الناس مع الملوك و الدنيا إلا من عصم اللّه،فهذا أول الأربعة.و رجل سمع من رسول اللّه فلم يحفظه على وجهه و وهم فيه و لم يتعمد كذبا،و هو في يده يرويه و يعمل به و يقول أنا سمعته من رسول اللّه،فلو علم المسلمون أنه و هم لم يقبلوا،و لو علم هو أنه و هم لرفضه.و رجل ثالث سمع من رسول اللّه شيئا أمر به،ثم نهى عنه و هو لا يعلم،أو سمعه نهى عن شيء ثم أمر به و هو لا يعلم،حفظ المنسوخ و لم يحفظ الناسخ،فلو علم أنه منسوخ لرفضه،و لو علم المسلمون أنه منسوخ لرفضوه، و رجل رابع لم يكذب على اللّه و لا على رسول اللّه،بغضا للكذب و تخوفا من اللّه و تعظيما لرسوله عليه السّلام و لم يوهم،بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به كما سمعه و لم يزد فيه و لم ينقص،و حفظ الناسخ من المنسوخ فعمل بالناسخ و رفض المنسوخ.و إن أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و نهيه مثل القرآن ناسخ و منسوخ و عام و خاص و محكم و متشابه، و قد كان يكون من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم الكلام له و جهان:كلام خاص و كلام عام مثل القرآن يسمعه من لا يعرف ما عنى اللّه و ما عنى به رسول اللّه.و ليس كل أصحاب رسول اللّه كان يسأله فيفهم،و كان منهم من يسأله و لا يستفهم،حتى أن كانوا يحبون أن يحئ الطارئ و الأعرابي فيسأل رسول اللّه حتى يسمعوا منه،و كنت أدخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم كل يوم دخلة و كل ليلة دخلة،فيخليني فيها أدور معه حيث دار و قد علم أصحاب رسول اللّه أنه لم يكن يصنع ذلك بأحد غيري،و ربما كان ذلك في منزلي فإذا دخلت عليه في بعض منازله خلا بي و أقام نساءه فلم يبق غيري

ص: 115

و غيره،و إذا أتاني للخلوة في بيتي لم تقم من عندنا فاطمة و لا أحد من أبني،إذا أسأله أجابني،و إذا سكت أو نفدت مسائلي أبتدأني،فما نزلت عليه آية من القرآن إلا أقرأنيها و أملاها عليّ فكتبتها بخطي،و دعا اللّه أن يفهمني إياها و يحفظني،فما نسيت آية من كتاب اللّه منذ حفظتها،و علمني تأويلها فحفظته و أملاه عليّ فكتبته،و ما ترك شيئا علمه اللّه من حلال و حرام،أو أمر و نهي أو طاعة و معصية كان أو يكون إلى يوم القيامة إلا و قد علمنيه و حفظته،و لم أنس منه حرفا واحدا،ثم وضع يده على صدري و دعا اللّه أن يملأ قلبي علما و فهما و فقها و حكما و نورا،و أن يعلمني فلا أجهل،و أن يحفظني فلا أنسي،فقلت له ذات يوم:يا نبي اللّه إنك منذ يوم دعوت اللّه لي بما دعوت لم أنس شيئا مما علمتني،فلم تمليه عليّ و تأمرني بكتابته،أتتخوف عليّ النسيان؟فقال:يا أخي لست أتخوف عليك النسيان و لا الجهل،و قد أخبرني اللّه أنه قد استجاب لي فيك،و في شركائك الذين يكونون من بعدك.قلت يا نبي اللّه و من شركائي؟قال الذين قرنهم اللّه بنفسه و بي معه،الذي قال في حقهم: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ (النساء:59).قلت:يا نبي اللّه و من هم(.....) الأوصياء إلى أن يردوا على خوضي،كلهم هاد مهتد،و لا يضرهم كيد من كادهم و لا خذلان من خذلهم،هم مع القرآن و القرآن معهم و لا يفارقونه و لا يفارقهم،بهم ينصر اللّه أمتي و بهم يمطرون و يدفع عنهم بمستجاب دعوتهم،فقلت:يا رسول اللّه سمهم له:فقال أبني هذا و وضع يده على رأس الحسن،ثم ابني هذا و وضع يده على رأس الحسين،ثم ابن أبني هذا و وضع يده على رأس الحسين،ثم ابن له على اسمي اسمه محمد،باقر علمي و خازن وحي اللّه،و سيولد علي في حياتكم يا أخي فأقراه مني السلام،ثم أقبل على الحسين فقال سيولد لك محمد بن علي في حياتك فأقراه مني

ص: 116

السلام ثم تكملة الاثني عشر إماما من ولدك يا أخي.فقلت يا نبي سمهم لي، فسماهم لي رجلا رجلا منهم و اللّه-يا أخا بني هلال-مهدي هذه الأمة الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.و اللّه إني لأعرف جميع من يبايعه بين الركن و المقام و اعرف أسماء الجميع و قبائلهم". (1)

********

(1) سليم بن قيس:ص 103-108،(قال سليم):ثم لقيت الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهما بالمدينة بعد ما قتل أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه فحدثتهما بهذا الحديث عن أبيهما فقالا:صدقت قد حدثك أبونا سواء لم يزد و لم ينقص.

(قال سليم):ثم لقيت علي بن الحسين عليه السّلام و عنده ابنه محمد بن علي عليهما السّلام فحدثته بما سمعت من أبيه و عمه و ما سمعت من علي فقال علي بن الحسين قد أقرأني أمير المؤمنين عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و هو مريض السلام.(قال أبان)فحدثت علي بن الحسين بهذا كله عن سليم فقال صدق سليم،و قد جاء جابر بن عبد اللّه الأنصاري إلى ابني و هو غلام يختلف إلى الكتاب فقبله و قرأه من رسول اللّه السلام.(قال أبان)حججت فلقيت أبا جعفر محمد بن علي فحدثته بهذا الحديث كله لم أترك منه حرفا فاغرورقت عيناه ثم قال: صدق سليم قد أتاني بعد قتل جدي الحسين عليه السّلام و أنا قاعد عند أبي فحدثني بهذا الحديث بعينه،فقال له أبي:صدقت قد حدثك أبي بهذا الحديث عن أمير المؤمنين و نحن شهود،ثم حدّثاه ما هما سمعا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم.البحار:ج 2 ص 228-230،و ج 36 ص 273،إثبات الهداة:ج 1 ص 664،الاحتجاج:ج 1 ص 264،الصافي:ج 1 ص 19 بعضه،الإمتاع و المؤانسة للتوحيدي: ج 3 ص 197 بعضه،نور الثقلين:ج 1 ص 504،البرهان:ج 1 ص 16،الاستنصار:ج 10 ص 13،مرسلا عن كميل بن زياد عنه عليه السّلام،حلية الأبرار:ج 2 ص 81،العياشي:ج 1 ص 14،عن سليم بن قيس الهلالي قال:سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام يقول:ما نزلت آية على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم إلا أقرأنيها و أملاها عليّ،فاكتبها بخطي،و علمني تأويلها و تفسيرها و ناسخها و منسوخها و محكمها و متشابهها،دعا اللّه لي أن يعلمني فهمها و حفظها،فما نسيت آية من كتاب اللّه و لا علما أملاه عليّ فكتبته،منذ دعا لي بما دعا و ما ترك شيئا علمه اللّه من حلال و حرام و لا أمر و لا نهي كان أو يكون من طاعة أو معصية إلا علمنيه و حفظته فلم أنس منه حرفا واحدا،ثم وضع يده على صدري و دعا اللّه أن يملأ قلبي علما و فهما و حكمة و نورا(ف)لم أنس شيئا و لم يفتني شيء لم أكتبه،فقلت:يا رسول اللّه أو تخوفت عليّ النسيان فيما بعد؟فقال:لست أتخوف عليكم نسيانا و لا جهلا،و قد أخبرني ربي أنه قد استجاب لي فيك و في شركائك الذين يكونون من بعدك.فقلت:يا رسول اللّه من شركائي من بعدي؟قال:الذين قرنهم اللّه بنفسه و بي فقال:الأوصياء...إلى أن يردوا عليّ الحوض كلهم هاد مهتد لا يضرهم من خذلهم،هم مع القرآن و القرآن معهم،لا يفارقهم و لا يفارقونه بهم تتصر أمتي و بهم يمطرون،و بهم يدفع عنهم و بهم استجاب دعاءهم.فقلت:يا رسول اللّه سمهم لي.فقال ابني هذا،و وضع يده على رأس الحسن عليه السّلام،ثم ابني هذا و وضع يده على رأس الحسين عليه السّلام،ثم ابن له يقال علي و سيولد في حياتكم فأقراه مني السلام،ثم تكملة اثني عشر من ولد محمد،فقلت له:بأبي أنت[و أمي]فسمهم لي،فسماهم رجلا رجلا فيهم و اللّه يا أخا بني هلال مهدي أمة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم الذي يملؤ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و اللّه إني لا عرف من يبايعه بين الركن و المقام و أعرف أسماء آبائهم و قبائلهم.تحف العقول:ص 193-196،المسترشد:ص 29-31 بتفاوت يسير،إلى قوله:"فقد أخبرني اللّه عز و جل:أنه استجاب لي فيك"،و قال:و هو ما رواه محمد بن عبد اللّه بن مهران،عن حماد بن عيسى،عن ابن أذينة، عن ابان بن أبي عياش،عن سليم بن قيس الهلالي قال:....،غيبة النعماني:ص 75.و بهذا الإسناد(أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة،و محمد بن همام بن سهيل،و عبد العزيز و عبد الواحد ابنا عبد اللّه بن يونس الموصلي،على رجالهم)عن عبد الرزاق،عن معمر،و ابان،عن سليم بن قيل الهلالي،قال:(و أخبرنا به من غير هذه الطرق،هارون بن محمد قال:حدثني أحمد بن عبيد اللّه بن جعفر بن المعلي الهمداني،قال حدثني أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو بن حرب الكندي قال:حدثنا عبد اللّه بن المبارك،شيخ

ص: 117

12-عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:"دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم في بيت أم سلمه و قد نزلت هذه الآية: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (الاحزاب:33)،فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يا علي هذه الآية نزلت فيك و في سبطي و الأئمة من ولدك.فقلت:يا رسول اللّه و كم الأئمة بعدك؟قال:أنت يا علي ثم ابناك الحسن و الحسين،و بعد الحسين علي ابنه،و بعد علي محمد ابنه،و بعد محمد جعفر ابنه،و بعد جعفر موسى ابنه،و بعد موسى علي ابنه،و بعد علي محمد ابنه، و بعد محمد علي ابنه،و بعد علي الحسن ابنه،و الحجة من ولد الحسن،هكذا وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش،فسألت اللّه تعالى عن ذلك،فقال:يا محمد:هم الأئمة بعدك مطهرون معصومون،و أعداؤهم ملعونون" (1)

13-و أسند الحاجب إلى أمير المؤمنين عليه السّلام:قول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"من سره أن يلقى اللّه و هو عنه راض فليتولك يا علي،و من أحب أن يلقى اللّه مقبلا عليه فليتول ابنك الحسن،و من أحب أن يلقى اللّه لا خوف عليه فليتول ابنك الحسين،و من أحب أن يلقاه و قد محص عنه ذنوبه فليتول علي بن الحسين،و من أحب أن يلقاه و قد رفعت درجاته و بدلت بالحسنات سيئاته فليتول محمد بن علي،و من أحب أن يلقى اللّه و هو قرير العين فليتول جعفر بن محمد،و من أحب أن يلقى اللّه و هو مطهرّ فليتول ابنه موسى،و من أحب أن يلقي اللّه و هو ضاحك فليتول ابنه عليا الرضا،و من أحب أن يلقاه فيعطيه كتابه بيمنه فليتول ابنه محمدا،و من أحب أن يلقاه فيحاسبه حسابا يسيرا و يدخل الجنة فليتول ابنه عليا،و من أحب أن يلقاه و هو من الفائزين فليتول

********

(1) لنا كوفي ثقة،قال:حدثنا عبد عمرو بن حرب الكندي:قال حدثنا عبد اللّه بن المبارك،شيخ لنا كوفي ثقة،قال:حدثنا عبد الرزاق بن همام):كما في المتن بتفاوت يسير،الخصال:ج 1 255 بسند آخر عن سليم،كمال ج 1 62-64 علي بن إبراهيم بن هاشم،عن أبيه،عن حماد بن عيسى،عن إبراهيم بن عمرو اليماني،عن أبان بن أبي عياش،عن سليم بن قيس الهلالي:قال: قلت لأمير المؤمنين عليه السّلام كما في"المتن"بتفاوت يسير...إلى قوله:"لست أتخوف عليكم النسيان و الجهل".

(1) كفاية الأثر ص 156.

ص: 118

ابنه الحسن،و من أحب أن يلقاه و قد كمل إيمانه فليتول ابنه المهدي المنتظر عليه السّلام، فهؤلاء مصابيح الدجى و أئمة الهدى،من تولاهم كنت ضامنا له على اللّه الجنة (1)

14-و أسند أخطب خوارزم برجاله إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام:قول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

"أنا واردكم على الحوض،و أنت يا علي الساقي،الحسن الذائد،و الحسين الامر، و علي بن الحسين الفارس،و محمد بن علي الناشر،و جعفر بن محمد السائق،و موسى بن جعفر محصي المحبين و المبغضين و قامع المنافقين،و علي بن موسى معين،و محمد بن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم،و علي بن محمد خطيب شيعته و مزوجهم الحور العين،و الحسن بن علي سراج أهل الجنة،و المهدي شفيعهم يوم القيامة". (2)

15-عن محمد بن الحسين الكوفي،عن إسماعيل بن موسى،عن محمد بن سليمان،عن شريك،عن حكيم بن جبير,عن إبراهيم النخعي،عن علقمة بن قيس، قال:خطبنا أمير المؤمنين عن علي بن أبي طالب عليه السّلام على منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة، فقال فيما قال:"إنه لعهد عهده إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم إن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما،تسعة من الحسين.و لقد قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش فإذا مكتوب عليه لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه،أيدته بعلي و نصرته بعلي.و رأيت اثني عشر نورا فقلت:يا رب أنوار من هذه؟فنوديت يا محمد هذه أنوار الأئمة من ذريتك.قلت:يا رسول اللّه أفلا تسميهم لي؟قال:نعم،أنت الإمام و الخليفة بعدي تقضي ديني و تنجز عداتي و بعدك ابناك الحسن و الحسين و بعد الحسين ابنه علي زين العابدين،و بعد علي ابنه محمد يدعى بالباقر،و بعد محمد ابنه جعفر يدعى بالصادق،و بعد جعفر ابنه موسى يدعى بالكاظم،و بعد موسى ابنه علي يدعى بالرضا،و بعد علي ابنه محمد يدعى بالزكي،و بعد محمد ابنه علي يدعى بالنقي،و بعده ابنه الحسن يدعى بالأمين،و القائم من ولد الحسن سميّي و أشبه الناس بي،يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما". (3)

********

(1) الصراط المستقيم:ج 2 ص 148.

(2) لصراط المستقيم:ج 2 ص 150،و قال:رواه أيضا الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن شاذان مسندا إلى علي عليه السّلام.

(3) بحار الأنوار ج 36 ص 356.

ص: 119

16-عن أحمد بن محمد بن خالد،عن أبيه،عن عبد اللّه بن القاسم،عن حنان بن السراج،عن داود بن سليمان الكسائي عن أبي الطفيل قال:شهدت جنازة أبي بكر يوم مات و شهدت عمر حين بويع و علي عليه السّلام جالس ناحية فأقبل غلام يهودي جميل(الوجه)بهي،عليه ثياب حسان و هو من ولد هارون حتى قام على رأس عمر فقال:يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمة بكتابهم و أمر نبيهم؟قال:فطأطأ عمر رأسه،فقال:إياك أعني و أعاد عليه القول.فقال له عمر:لم ذاك؟قال:إني جئتك مرتادا لنفسي،شاكا في ديني.فقال:دونك هذا الشاب.قال:و من هذا الشاب؟ قال:هذا علي بن أبي طالب ابن عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و هذا أبو الحسن و الحسين ابني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و هذا زوج فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم.فأقبل اليهودي على علي عليه السّلام فقال:أكذاك أنت؟قال:نعم.قال:إني أريد أن أسألك عن ثلاثة و ثلاث و واحدة.

قال:فتبسم أمير المؤمنين عليه السّلام و قال:يا هاروني ما منعك أن تقول سبعا؟قال:أسألك عن ثلاث فإن أجبتني سألت عما بعدهن و إن لم تعلمهن علمت أنه ليس فيكم عالم.

قال علي عليه السّلام:"فإني أسألك بالإله الذي تعبده لئن أنا أجبتك في كل ما تريد لتدعن دينك و لتدخلن في ديني"؟قال:ما جئت إلاّ لذلك.قال:فسل.قال:أخبرني عن أول قطرة دم قطرت على وجه الأرض،أي قطرة هي؟و أول عين فاضت على وجه الأرض،أي عين هي؟و أول شيء اهتز على الأرض،أي شيء هو؟فأجابه أمير المؤمنين عليه السّلام فقال له:أخبرني عن الثلاث الأخر،أخبرني عن محمد كم له من إمام عدل؟و في أي جنة يكون؟و من ساكنه معه في جنته؟فقال:"يا هاروني إن لمحمد اثني عشر إمام عدل،لا يضرهم خذلان من خذلهم و لا يستوحشون بخلاف من خالفهم و إنهم في الدين أرسب من الجبال الرواسي في الأرض،و مسكن محمد في جنته معه أولئك الإثني عشر الإمام العدل".فقال:صدقت و اللّه الذي لا إله إلا هو إني لأجدها في كتاب أبي هارون،كتبه بيده،و إملاء موسى عمي عليهما السّلام. (1)

********

(1) الكافي:ج 1 ص 529-530،و في:ج 1 ص 531-532 محمد بن يحي،عن محمد بن الحسين،عن مسعدة ابن زياد،عن أبي عبد اللّه و محمد بن الحسين،عن إبراهيم عن أبي يحيى المدائني،عن أبي هارون العبدي،عن أبي سعيد الخدري،قال:كنت

ص: 120

فهذه الروايات و العشرات من الأحاديث و الآيات من أمثالها تؤكد و بشكل صريح على ضرورة الولاية لأهل البيت الذين أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، و إن الموالي لهم هو معهم في الجنة عند مليك مقتدر و ان المخالف لهم في نار جهنم بدون شك و ريب.فقبول إمامتهم و الإقتداء بهم هو قبول ولاية اللّه و الرسول و رفض ولايتهم هو رفض لولاية اللّه و الرسول لما نطق به الكتاب المجيد: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (النساء:59).فليس من المعقول أن يأمر اللّه بإطاعة أولي الأمر من دون أن يعيّن و يحدّد من هم.بلى فقد حدد و بينه عبر لسان رسوله الأكرم و أهل بيته الأطهار و ما ذكرناه من الروايات فهي نبذة من تلك الأحاديث المتواترة التي لا تقبل النقاش و التشكيك فما نص به القرآن و ما تحدثت به الأحاديث على ولاية الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم و على ولاية الأئمة الأطهار عليهم السّلام لم تدع لأحد شك في أن أولي الأمر هم الأئمة الأطهار من آل البيت صلّى اللّه عليه و آله و سلم،حيث تجب طاعتهم و السير على نهجهم و التمسك بولايتهم و التبري من عدوهم.فالولاية شرط في قبول الأعمال و الوصول إلى الدرجات الساميات في الجنان و هي أساس الإيمان و الإسلام،و الإمام المهدي-عجل اللّه فرجه-من أولي الأمر الذين أمر اللّه سبحانه بطاعتهم و ولايتهم،و جزء من هذا الإيمان الولائي، و طاعته كطاعة اللّه و الرسول و بقية الأئمة الأطهار،و رفضه رفض لولاية اللّه و رسوله و الأئمة المعصومين الأبرار عليهم السّلام.

فهل بعد هذا البيان من شك؟!

********

(1) حاضرا لما هلك أبو بكر و استخلف عمر أقبل يهودي من عظماء يهود يثرب و تزعم يهود المدينة أنه أعلم أهل زمانه،حتى رفع إلى عمر فقال له:يا عمر إني جئتك أريد الإسلام،فإن أخبرتني عما أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب محمد بالكتاب و السنّة و جميع ما أريد أن أسأل عنه فقال عمر اني لست هناك لكني أرشدك إلى من هو أعلم أمتنا بالكتاب و السنة و جميع ما قد تسأل عنه و هو ذاك فأوما إلى علي عليه السّلام قال:...الحديث.

ص: 121

ص: 122

كيف نعرف الإمام عليه السّلام

كيف يمكن معرفة الإمام المهدي عليه السّلام؟و ما هي الطريقة الصحيحة للإطلاع على شخصيته المباركة؟

إن المنهج الصحيح في معرفة الإمام عليه السّلام هو نفس المنهج المتبع في معرفة الأنبياء عليهم السّلام، فكما أن الأنبياء و الرسل يعرفون بالآيات و البينات و المعاجز و الكرامات،كذلك يعرف الإمام عليه السّلام.

فمعرفة صدق مدّعي النبوة من كذبه هو مدى قدرته على الإتيان بالدليل القاطع من المعاجز و الآيات للدلالة على ارتباطه بالسماء،و كذلك مدّعي الإمامة،فالذي يدعي أنه الإمام من قبل اللّه عز و جل لا بد و أن يأتي بالبرهان على صحة مقالته،كالمعاجز و القدرات الخارقة للطبيعة،مما يعجز غيره عنها، ليدل على ارتباطه بخالق الكون و أنه الإمام الموصى به من قبل الرسول الأكرم.

فإذا أتى بذلك كان هو الإمام الحق كإحياء الموتى و شفاء المرضى الذين يأس الأطباء من معالجتهم و يكفي في إحراز كونه إماما أن يقوم بإحيائه ميتا و لو كان

ص: 123

فردا واحدا و إذا لم يستطع القيام بذلك فهو مدع كاذب لا دليل قاطع عنده على مدّعاه.

من هنا جاءت أحاديث أهل البيت عليهم السّلام في تعريف الناس بالإمام المهدي عليه السّلام و صفاته و العلامات المرسومة في جسده من جهة،و معرفته من خلال ما عنده من المعاجز و القدرات التي لا تتأتى لأحد غيره،و التي تثبت للناس صحة ادّعائه للإمامة من جهة أخرى،فقد جاء في الحديث الشريف عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السّلام:"إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين يرجع في إحداهما إلى أهله،و الأخرى يقال:هلك في أي واد سلك".قلت كيف نصنع إذا كان ذلك؟قال:"إن ادّعى مدّع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله" (1).

و في رواية أخرى بتفاوت يسير"لصاحب هذا الأمر غيبتان...كيف نصنع إذا كان كذلك...فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله". (2).

و في رواية عن الإمام الصادق عليه السّلام لمّا سئل عن الحجة على من يدّعي هذا الأمر،قال:

"يسأل عن الحلال و الحرام،ثم أقبل علي فقال:ثلاثة من الحجة لم تجتمع في أحد إلاّ كان صاحب هذا الأمر:أن يكون أولى الناس بمن كان قبله،و يكون عنده السلاح، و يكون صاحب الوصية الظاهرة..." (3)

و في هذا الصدد بين القرآن الكريم كيفية التعرف على الإمام في هذه الآية المباركة وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ* بِالْبَيِّناتِ وَ الزُّبُرِ (النحل:43-44)

فالبينات هي المعاجز،و الزبر هي الكتب السماوية و العلوم الربانية،فإذا أتى بالآيات و المعاجز دل على كونه مرتبطا باللّه عز و جل،و أنه حقا المهدي المعني من

********

(1) النعماني:ص 173 ب 10،البحار ج 52 ص 157 ب 23.

(2) الكافي ج 1 ص 340،إثبات الهداة ج 3 ص 445

(3) الكافي ج 1 ص 284 الخصال ج 1 ص 117.

ص: 124

قبل السماء،و إذا أتى بما في الكتب السماوية من أحكام اللّه و بيناته دل على ارتباطه بالأنبياء و المرسلين منهجا و سلوكا،و قد جاء في الحديث الشريف على ضرورة مطالبة مدّعي الإمامة بالآيات و المعاجز،فإذا أتى بها فهو الإمام حقا و صدقا بما لا يترك بعدها لأحد مجالا للإنكار،و من يدعي أنه الإمام المهدي عليه السّلام فلا بد و أن يأتي بالمعاجز و البينات حتى يعرف الناس أنه المهدي المنتظر فإذا أتى بها كان عليهم إطاعته و التسليم لأوامره و لا يجوز لأحد إنكاره،لأن إنكاره إنكار للرسول و للأئمة السابقين،و لذا جاء في الحديث الشريف أن إنكار الإمام المهدي عليه السّلام هو إنكار لجميع الأئمة الأطهار و لنبوة الرسول الأكرم،و من يصدّق بالإمام و يؤمن به و يطيعه فهو حقا مطيع للّه و الرسول الأكرم و الأئمة الأطهار،و تكذيبه عليه السّلام هو تكذيب للّه و الرسول و الأئمة الأبرار و يوجب الخلود الأبدي في نار جهنم،و تصديقه يوجب الفوز بالجنة و الرضوان.

الفرق بين المعجزة و السحر

من هذا المنطق و على ضوء هذا البيان نتساءل كيف يمكن لنا أن نعرف المعجزة؟ و كيف نستطيع أن نميز بين المعجزة و السحر؟و بعبارة أخرى؛ما هو الفرق بين المعجزة و السحر حتى نعرف الحقيقة على وجهها؟

قبل الإجابة على هذا السؤال علينا الإجابة على السؤال التالي:هل المعجزة هو الإتيان بشيء يجذب الأنظار و يسحر العيون و الأفكار؟!إذا كان الأمر هكذا فإن السحر يقوم بنفس هذا الدور كما قال اللّه عز و جل في القرآن الكريم عن سحرة فرعون: قالَ أَلْقُوا فَلَمّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النّاسِ وَ اسْتَرْهَبُوهُمْ وَ جاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (الاعراف:116).

أم أن المعجزة أمر عظيم خارق للعادة و للطبيعة و لا يمكن أن يقاس بالسحر، و الشعوذة و خطف الأبصار.فهما من واديان متفاوتان؟!

ص: 125

إنهما أمران مختلفان تماما بل هما أمران متناقضان و ذلك لأن المعجزة لها حقيقة و واقع بخلاف السحر و الشعوذة حيث لا واقع لهما على أرض الحقيقة.صحيح إن السحر و الشعوذة يسحران العقول و الأبصار إلا أنهما لا ينطلقان من أرض الواقع و الحقيقة بل يقومان بتسخير العقول بطريقة الاستيلاء على تخيلات الناس و تصوراتهم كما يقول عز و جل: قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِبالُهُمْ وَ عِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى (طه:66).و لكن على أرض الواقع ليست هناك حركة ذاتية للحبال و العصي بل هناك تخيل للحركة بواسطة الاستفادة من الزيوت و الزئبق و أشعة الشمس في إظهار شكلية للحركة و السعي،هذا أولا.

و ثانيا:إن المعجزة تحقيق أمر في الخارج بقوة إلهية خارقة للعادة بحيث لا يستطيع أحد من البشر القيام بها من دون المشيئة الإلهية كإعطاء الروح لهيكل طير مصنوع من الطين ثم جعله يطير في الهواء كبقية الطيور من دون اختلاف معها في واقع الطيران و الحياة و هذا ما يحدثنا به القرآن الكريم عن معجزة النبي عيسى عليه السّلام حينما صنع من الطين كهيئة الطير فنفخ فيه فكان طيرا بإذن اللّه تقول الآية الكريمة: وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي (المائدة:110)

و قد تكون المعجزة بأعظم من هذا حيث يستخرج النبي صالح عليه السّلام من الصخور و الأحجار المتراصة بعضها على بعض ناقة عظيمة لها الحياة و الحركة و تعطي لأهل المدينة اللبن ما يكفيهم ليوم واحد في مقابل ما تأخذ منهم شرب ماء ليوم واحد.

فهل يمكن للسحرة و المشعوذين القيام بهذه المهمة العظيمة التي تفوق جميع قدرات السحرة من ذلك اليوم و إلى قيام الساعة؟و هذه الحقيقة يستعرضها الكتاب المجيد في الآيات التالية: وَ إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هذِهِ ناقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَ لا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (الاعراف:73)

ص: 126

و في سورة الشعراء يتحدث القرآن عن الكافرين حيث قالوا لنبيهم صالح عليه السّلام قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ* ما أَنْتَ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ * قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَ لَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (الشعراء 153-155).

فَعَقَرُوا النّاقَةَ وَ عَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَ قالُوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (الاعراف:77)

ثالثا:إن المعجزة قد تتحقق في الخارج من دون أن يكون هناك عصا او طين أو جبل،بل تكون المعجزة من أمر لا وجود مادي كثيف له،بل المعجزة تستخرج من العدم إلى الوجود و من لا شيء إلى شيء تماما مثل ما أوجد الإمام الرضا عليه السّلام أسدين مفترسين حين أمر بصورتهما المنقوشة على الجدار أن يفترسا ذلك المشعوذ الذي كان يسخر من الرضا عليه السّلام على مائدة الطعام بخطف أقراص الخبز و الطعام من أمام الإمام كلما قدم الإمام يده عليها في محاولة للاستهزاء به و بمقامه الرباني حتى أغضب الإمام، فأمر صورة الأسدين أن يخرجا إلى الواقع و يأكلا هذا المشعوذ الساخر،فخرجا أسدين مفترسين بإذن اللّه فأكلا المشعوذ عن بكرة أبيه حتى لحسا دمه من الأرض ثم ردهما الإمام إلى واقعهما بإذن اللّه كصورتين منقوشتين على الجدار.

فهذه المعجزة التي حققها الإمام،أمام جميع الحاضرين الذين بلغت قلوبهم الحناجر خوفا و رعبا من مشاهدة الأسدين الضاريين يفترسان المشعوذ و يلحسان دمه ثم عودتهما كصورتين عاديتين،هذا المنظر بهتهم و أرعبهم بل خرّ البعض مغشيا عليه و ظل البعض الآخر مدهوشا أمام هذا المنظر الرهيب و بدأت الأسئلة تدور في مخيلتهم:

كيف تحولت الصورة إلى حقيقة و واقع؟!و كيف تحولت الحقيقة إلى صورة منقوشة مرة ثانية؟و أين ذهب الأسدان الحقيقيان؟و أين ذهبت أشلاء الرجل حينما رجع الأسدان على رسم الصورة؟و اللطيف في الأمر إنه عندما طلب المأمون العباسي من الإمام أن يرد الرجل المشعوذ إلى الحياة أجاب الإمام بما مضمونه أنه إذا

ص: 127

ردت عصى موسى حبال سحرة فرعون رد الأسدان الرجل إلى وضعه السابق في بيان صريح للإمام بأن القضية حقيقية و ليست شعوذة كما يفعله المشعوذون و السحرة،حيث يخيلون للناس أفعالهم ثم يظهر إنها تصوير و شعوذة و تظهر الأمور كما كانت سابقا و لكن المعجزة حقيقة و واقع لا تلاعب و لا تسخير للأعين و الأبصار فيها،و بعبارة أخرى من العدم إلى الوجود و من الوجود إلى العدم.

فمعجزة النبي موسى عليه السّلام كانت لها حقيقة و واقع كذلك أكل الأسدين للرجل له حقيقة و واقع.فالعصى و الأسدان من واقع واحد و من لباب الحقيقة فهما من مصدر واحد تحقق بإذن اللّه لأنهما من مشيئة اللّه جل جلاله تحققت أحدهما على يد نبي من أنبيائه و الثانية على يد وصي نبي آخر الزمان محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم و هما معجزة إلهية و هذه المعجزة تتحقق كلما تعلقت بها المشيئة الإلهية في أي مكان و زمان لأن اللّه إذا أراد لشيء أن يتحقق تحقق من دون أدنى توقف إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (يس:82).

و من هنا نعرف الفرق بين الحقيقة و السحر و بين المعجزة و الشعوذة.فالمعجزة أمر من أمر اللّه عز و جل تتحقق بإذنه جل جلاله.

رابعا:إن المعجزة تبقى على تحديها إلى الأبد،فليس باستطاعة البشر القيام بمثلها إلى آخر لحظة من حياة الدنيا.

فالمعجزة هي ما تعجز البشرية جمعاء إلى آخر الدهر عن الإتيان بمثلها.فهل استطاع أحد أن يأتي بمثل ما أتى به النبي عيسى عليه السّلام يخلق من الطين طيرا حقيقيا أو كالنبي صالح عليه السّلام يستخرج ناقة من الجبل الأصم أو كالنبي موسى عليه السّلام في تحويل العصى حية تسعى تأكل ما تشتهي أو كالإمام الرضا عليه السّلام بإيجاد أسدين مفترسين من الصورة أو كالرسول العظيم محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم بإتيان كتاب من الحروف العربية

ص: 128

المتداولة ما يعجز البلغاء و العظماء أن يأتوا بمثله من تلك الفترة إلى الان بل و إلى قيام الساعة؟؟

فالمعجزة إذن،إعجاز أبدى لكل البشر بخلاف السحر و الشعوذة.فكل ما قام به السحرة في السابق ممكن الإتيان به في الوقت الراهن،بل و حتى التطور العلمي و التفوق التكنولوجي الذي وصل إليه البشر في عصر الذرة و الصاروخ يمكن الإتيان بمثله لبقية الناس،في ما إذا تتبعوا الأسباب و المسببات و حصلوا على الإمكانيات و الوسائل،فإذا أصبحت دولة كأمريكا مثلا متطورة و متفوقة على بقية الدول و صنعت ما صنعت من الطائرات و الصواريخ و القنابل و المصانع إلاّ أنها تبقى في حالة يمكن أن تصل إليها بقية الدول بل استطاعت دولة محتلة من قبل أمريكا نفسها ان تتقدم في بعض الأمور عليها و ان تصنع أجهزة أكثر تطورا و أفضل كيفية و تعقيدا كاليابان.

إذا،التقدم العلمي ليس بمعجزة يعجز الآخرون من الإتيان بمثله.و لو بعد حين، أما المعجزة فهي ما كانت تعجز الناس عن الإتيان بمثله و القيام على شاكلته.

خامسا:المعجزة تصرف في الكون و قهر للأسباب و المسببات يرفعها كيفما شاء و في أي وقت شاء.أما التطور العلمي،و السحر،و الشعوذة،فهذه الأمور هي في الحقيقة تجري وفق الأسباب و المسببات و الاستفادة من السنن الكونية الموجودة.

فالطيران هو استفادة من الهواء الموجود في الفضاء للتحليق و استعمال السنن في تطوير الأشياء و تسخيرها.أما المعجزة فهي قهر واضح للسنن فتحويل النار الملتهبة المحرقة إلى جنة خضراء عليلة الهواء بديعة الجمال قهر حقيقي للنار و تحويل قهري لها إلى برد و سلام،و سلب طبيعتها الحرارية الملهبة بجعلها تعطي البرودة و السلام،مع إنها لم تتغير حقيقتها النارية و مع ذلك فهي لا تحرق،و لا تلهب،بل تحتضن و تحافظ و تبرد و تنعش.و هذا أمر إعجازي لأنه قهر للحقيقة الملتهبة المحرقة و قهر للأسباب و المسببات فإذا كانت النار هي سبب في الإحراق كيف تتحول إلى سبب للبرودة و الإنعاش،أليس هذا تصرف في حقيقة النار و قهر للأسباب و المسببات؟

ص: 129

أجل هكذا تكون المعجزة أنها قهر للأسباب و المسببات و يتحدث القرآن الكريم عن هذا القهر الإلهي للأسباب في قصة النبي إبراهيم عليه السّلام حينما أمر سبحانه و تعالى النار أن تكون بردا و سلاما على إبراهيم عليه السّلام: قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ (الأنبياء:69)

فالخطاب جاء من العلي الأعلى إلى النار أن تتحول إلى جنة خضراء و إلى برد و سلام من دون أن يسلب منها حقيقتهما الذاتية كنار مشتعلة.

فهذه خمسة علائم ممكن تقديمها لمعرفة المعجزة عن غيرها و نحن نستطيع أن نعرف الإمام المهدي عليه السّلام حينما يأتي إلى الناس بما يأتي من المعاجز و الآيات التي يعجز الناس أن يأتوا بمثلها،و لو ادعى البعض أن معاجزه عليه السّلام سحر و شعوذة،مثلما ادعى فرعون أن معجزة النبي موسى سحر و كما ادعى الطواغيت أن معاجز الأنبياء هي السحر و الشعوذة،و كما ادعت قريش أن معجزة الرسول الأكرم(القرآن الكريم)بأنها كلمات ساحر اكتتبها فهي تملى عليه بكرة و أصيلا،أو اقتبس بعض آياتها من كتب اليهود و النصارى..إلا أن الحقيقة تبقى ساطعة رغم أبواق الظالمين و تبقى المعجزة خالدة رغم صرخات المنافقين و تهريج المهرجين و افتراءات المكذبين.

و يبقى القرآن يتحدى البشرية و العرب بالخصوص على الإتيان بمثله منذ أكثر من ألف و أربعمائة سنة من نزوله.

و بقي السؤال الأخير:ما هي معجزة الإمام المهدي-عجل اللّه فرجه-؟لأنه لا شك إن لكل نبي و إمام معجزة للدلالة على مدعاه بأنه مرسل من قبل اللّه فما هي معجزة الإمام المهدي عليه السّلام أنه هو الإمام حقا؟إن للإمام معاجز كثيرة بل جاء في أحاديث عديدة أنه يأتي بمعاجز الأنبياء كلها لتثبت إمامته و رسالته و أنه الإمام المنتظر حقا في محاولة واضحة لدحض أكاذيب الأعداء و المنافقين الذين ينكرون رسالته و زعامته إلا أن الظالمين يتهمونه بالسحر و الشعوذة كلما أتى ببرهان و بمعجزة كما

ص: 130

اتهموا الأنبياء و المرسلين.و معاجز الإمام المهدي الذي يأتي شاب ابن أربعين سنة كما جاء في أحاديث أهل البيت عليه السّلام تلك المعاجز أكبر دليل على أنه الإمام رغم افتراءات علماء السوء عليه و رغم الأكاذيب و الإفتراءات التي تطلق على شخصيته المقدسة من قبل الفساق و الفجار و إن يكن البعض منهم على شاكلة رجال الدين فالإمام يحاربهم كما حارب الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام الخوارج.و قد جاء في أحاديث كثيرة عن أهل البيت عليهم السّلام:إن هناك خوارج في آخر الزمان تخرج على الإمام المهدي عليه السّلام و بعضهم من وعاظ السلاطين الذين يفترون على الإمام بمختلف التهم و الأكاذيب،و يسخرون منه كما سخروا من قبل بجده المصطفى و أبيه المرتضى، و بابائه الأئمة الأطهار عليهم السّلام.

إلاّ أنه-عجل اللّه فرجه-لا يعطي لهم مجالا للإفساد و تضليل أفكار الناس فيسرع إلى مواجهتهم بالسيف بعد أن رفضوا منطق الحق و الحقيقة فلا يعطيهم إلاّ السيف،و لن يكون هناك ملجأ لجاحد و لا منجى لمعاند،بل يقضي عليهم بشكل كامل فلا تقوم لهم بعد ذلك قائمة،و قد ورد ذكر هؤلاء الأعداء و الخوارج في أحاديث أهل البيت عليهم السّلام منها:

1-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...فبينا صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام و تكلم ببعض السنن،إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه،فيقول لأصحابه انطلقوا فيلحقوا بهم في التمارين فيأتونه بهم أسرى ليأمر بهم فيذبحون، و هي آخر خارجة تخرج على قائم آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم" (1).

2-و عنه أيضا عليه السّلام:"إذا قام القائم عليه السّلام سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر ألفا يدعون التبرئة عليهم السلاح فيقولون له:ارجع من حيث جئت(فلا حاجة)لنا

********

(1) العياشي ج 2 ص 56،المحجة ص 18،البرهان ج 1 ص 163.

ص: 131

في بني فاطمة،فيضع السيف فيهم حتى يأتي على أخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل فيها كل منافق مرتاب..." (1).

3-و عنه أيضا عليه السّلام:"إذا قام القائم عرض الإيمان على كل ناصب فإن دخل فيه بحقيقة،و إلاّ ضرب عنقه أو يؤدي الجزية كما يؤديها اليوم أهل الذمة..." (2).

4-و عنه أيضا عليه السّلام:"...و يأمر اللّه الفلك في زمانه فيبطئ في دوره حتى يكون اليوم في أيامه كعشرة من أيامكم و الشهر كعشرة أشهر و السنة كعشر سنين من سنينكم،ثم لا يلبث قليلا حتى يخرج عليه مارقة الموالي برميلة الدسكرة عشرة آلاف شعارهم:يا عثمان يا عثمان،فيدعو رجلا من الموالي فيقلده سيفه فيخرج إليهم فيقتلهم حتى لا يبقى منهم أحد..." (3).

5-و عن أمير المؤمنين عليه السّلام،لمّا مرّ بأهل النهروان و هم صرعى،فقال:"لقد صرعكم من غركم.قيل من غرهم؟قال:الشيطان و أنفس السوء.فقال أصحابه:

قد قطع اللّه دابرهم إلى آخر الدهر.فقال:كلا و الذي نفسي بيده،و إنهم لفي أصلاب الرجال و أرحام النساء،لا تخرج خارجة إلاّ خرجت بعدها مثلها،حتى تخرج خارجة بين الفرات و دجلة مع رجل يقال له الأشمط،يخرج إليه رجل منّا أهل البيت فيقتله،و لا تخرج بعدها خارجة إلى يوم القيامة" (4).

إذن هناك فئات من الناس من لا تذعن لدليل و لا لمعجزة فهم يرفضون الإمام- عجل اللّه فرجه-مهما كانت الحجج و المعاجز التي يقدمها لهم على أنه المهدي المنتظر،لذلك تؤكد عشرات الأحاديث الشريفة على شدة المهدي عليه السّلام مع أعدائه و قتله الظلمة و المشركين و المنحرفين.

********

(1) الإرشاد ص 364،إثبات الهداة ج 3 ص 528.

(2) الكافي ج 8 ص 227،إثبات الهداة ج 3 ص 450.

(3) الغيبة لطوسي ص 283-284،مقتضب الأنوار المضيئة ص 194-195.

(4) مروج الذهب ج 2 ص 418.

ص: 132

أما الأدلة و المعاجز التي عنده عجل اللّه فرجه،و التي لا تدع لأحد من الناس أي مجال للطعن و التشكيك في إمامته عليه السّلام،فهي عديدة،أشارت إليها أحاديث أهل البيت عليهم السّلام،و هذا لا يعني أنه-عجل اللّه فرجه-سيقدم المعجزة تلو الأخرى حسب أهواء الناس و طلبات هذا و ذاك من الجهال و المعاندين،فمثل هذا الأمر لم يكن حتى مع الأنبياء و الرسل،لأن المعاجز تتحقق بإذن اللّه تعالى لإلقاء الحجة على المعاندين حسب إرادة الباري عز و جل لا حسب ما يريد و يشتهي بعض الناس.و كثيرا ما جاء الأنبياء و الرسل بمعاجز كثيرة،مثلما طلب أقوامهم،و لكن مع ذلك بقي أولئك الأقوام على كفرهم و رفضهم و تشكيكهم بتلك المعاجز و استهتارهم برسلهم بما أوجب نزول البلاء عليهم.أما ما يحدث للمعاندين و المستهزئين بالإمام فالعقاب الصارم من أنصار الإمام و من ملائكة العذاب لا يتخطاهم لأن الحجة قد تمت عليهم بما ذكر من أوصاف الإمام عليه السّلام و صفاته بشكل لا يمكن أن تجتمع تلك الأوصاف أو تكون في أحد غيره عليه السّلام.كما أنه لا يمكن لأحد أن يأتي بمثل ما يقدّم من المعاجز و البينات.

و الأحاديث في هذا الصدد كثيرة نذكر جملة منها:

1-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"ما من معجزة من معجزات الأنبياء و الأوصياء إلاّ و يظهر اللّه تبارك و تعالى مثلها في يد قائمنا لإتمام الحجة على الأعداء" (1).

2-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...و إنما سمّي المهدي مهديا لأنه يهدي إلى أمر خفي، و يستخرج التوراة و سائر كتب اللّه عز و جل من غار بأنطاكية،و يحكم بين أهل التوراة بالتوراة و بين أهل الإنجيل بالإنجيل،و بين أهل الزبور بالزبور و بين أهل القرآن بالقرآن..." (2).

3-عن الإمام الصادق عليه السّلام:لمّا سئل عن الحجة على من يدّعي هذا الأمر،فقال:

"يسأل عن الحلال و الحرام-ثم قال-:ثلاثة من الحجة لم تجتمع في أحد إلاّ كان

********

(1) إثبات الهداة ج 3 ص 700،منتخب الأثر ص 312.

(2) النعماني ص 237،منتخب الأثر ص 310.

ص: 133

صاحب هذا الأمر:أن يكون أولى الناس بمن كان قبله،و يكون عنده السلاح، و يكون صاحب الوصية الظاهرة..." (1).

و بما أن الحجة-عجل اللّه فرجه-إمام معصوم و هو خليفة اللّه سبحانه فإنّه يكون له من العلم ما يعجز العلماء و الفقهاء و هو ملهم و محدّث من الملائكة و معه ميراث النبي و أهل البيت صلوات اللّه عليهم أجمعين و مواريث الأنبياء من الكتب المنزلة،و عن ذلك يقول الإمام الصادق عليه السّلام:"علمنا غابر و مزبور،و نكت في القلوب،و نقر في الأسماع، و إن عندنا الجفر الأحمر و الجفر الأبيض و مصحف فاطمة عليهما السّلام،و إن عندنا الجامعة فيها جميع ما يحتاج الناس إليه.فسئل عن تفسير هذا الكلام فقال:أما الغابر فالعلم بما يكون،و أما المزبور:فالعلم بما كان،و أما النكت في القلوب:فهو الإلهام،و النقر في الاسماع:حديث الملائكة نسمع كلامهم و لا نرى أشخاصهم،و أما الجفر الأحمر:

فوعاء فيه سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و لن يخرج حتى يقوم قائمنا أهل البيت،و أما الجفر الأبيض،فوعاء فيه توراة موسى و إنجيل عيسى و زبور داود و كتب اللّه الأولى،و أما مصحف فاطمة عليهما السّلام:ففيه ما يكون من حادث و أسماء كل من يملك إلى أن تقوم الساعة،و أما الجامعة:فهي كتاب طوله سبعون ذراعا أملاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،من فلق فيه و خط علي بن أبي طالب عليه السّلام بيده،فيه و اللّه جميع ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة،حتى أنّ فيه أرش الخدش و الجلدة و نصف الجلدة" (2).

4-عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السّلام:"إن لصاحب هذا الأمر غيبتان، إحداهما يرجع منها إلى أهله،و الآخرى يقال:مات أو هلك في أي واد سلك.

قلت:كيف نصنع إذا كان كذلك؟قال:إن ادّعاها مدع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله" (3).

********

(1) الكافي ج 1 ص 284،الخصال ج 1 ص 117.

(2) إعلام الورى ص 277،الإرشاد ص 274.

(3) النعماني ص 173،البحار ج 52 ص 157.

ص: 134

و من المعاجز التي يعطيها اللّه سبحانه للقائم،تسخير قوى الطبيعة له عليه السّلام كما جاء في الروايات:

5-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...يدعو الشمس و القمر فيجيبانه،و تطوى له الأرض، فيوحي اللّه إليه فيعمل بأمر اللّه" (1).

6-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"إن ذا القرنين كان عبدا صالحا ناصح اللّه سبحانه فناصحه و سخّر له السحاب و طويت له الأرض و بسط له في النور فكان يبصر بالليل كما يبصر بالنهار،و أن أئمة الحق كلهم قد سخر اللّه تعالى لهم السحاب و كان يحملهم إلى المشرق و المغرب لصالح المسلمين و لإصلاح ذات البين،و على هذا حال المهدي عليه السّلام،و لذلك يسمى(صاحب المرئى و المسمع)فله نور يرى به الأشياء من بعيد كما يرى من قريب و يسمع من بعيد كما يسمع من قريب،و أنه يسيح في الدنيا كلها على السحاب مرة و على الريح أخرى و تطوى له الأرض مرة فيدفع البلايا عن العباد و البلاد شرقا و غربا" (2).

و من مواريث الأنبياء التي يرثها الإمام عجل اللّه فرجه،بالإضافة إلى الكتب المقدسة،و التي ستكون من المعاجز التي يأتي بها عليه السّلام،حجر و عصى موسى و خاتم سليمان عليهما السّلام.

7-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"كان(كانت)عصى موسى لآدم فصارت إلى شعيب ثم صارت إلى موسى بن عمران و إنها لعندنا و إن عهدي بها آنفا و هي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرها و إنها لتنطق إذا استنطقت،أعدّت لقائمنا ليصنع بها كما كان موسى يصنع بها،و إنها لتروّع و تلقف..." (3).

********

(1) دلائل الإمامة ص 241،غيبة الطوسي ص 283.

(2) الخرائج ج 2 ص 930.

(3) بصائر الدرجات ص 183،الكافي ج 1 ص 231،الاختصاص ص 269.

ص: 135

8-و عنه أيضا عليه السّلام:"إذا قام القائم بمكة و أراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه ألا لا يحمل أحد منكم طعاما و لا شرابا،و يحمل حجر موسى بن عمران و هو وقر بعير،و لا ينزل منزلا إلاّ انبعث عين منه فمن كان جائعا شبع و من كان ظمآن روي،فهو زادهم حتى نزلوا النجف من ظهر الكوفة". (1)

9-و في رواية أخرى عن الإمام الباقر عليه السّلام:"إذا ظهر القائم عليه السّلام ظهر براية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و خاتم سليمان،و حجر موسى و عصاه..." (2).

10-و عن الإمام الصادق عليه السّلام:"عصا موسى قضيب آس من غرس الجنة أتاه بها جبرئيل عليه السّلام لمّا توجه تلقاء مدين،و هي و تابوت آدم في بحيرة طبرية،و لن يبليا و لن يتغيرا حتى يخرجهما القائم عليه السّلام إذا قام" (3).

و من المعاجز و القدرات العظيمة التي ستكون معه-عجل اللّه فرجه-ان اللّه يؤيده بالملائكة و الجن الصالحين إضافة إلى أصحابه و المؤمنين به عليه السّلام،و يؤيده بالرعب، حيث يخرج براية جده المصطفى صلوات اللّه عليه و آله و سلم،و كفى بها من معجزة حيث يكون النصر و الإعجاز حليف هذه الراية المباركة التي تسمى(الراية المغلّبة) فلا يهوي بها إلى شيء إلاّ أهلكته.

11-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"إن الملائكة الذين نصروا محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلم يوم بدر في الأرض ما صعدوا بعد و لا يصعدون حتى ينصروا صاحب هذا الأمر و هم خمسة آلاف" (4).

12-عن الإمام السجاد عليه السّلام:"...كأني بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان في ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا،جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله و إسرافيل

********

(1) بصائر الدرجات ص 188،الكافي ج 1 ص 231،كمال الدين ج 2 ص 670.

(2) النعماني ص 238 ب 13 ح 28.

(3) النعماني ص 238،البحار ج 52 ص 351.

(4) العياشي ج 1 ص 197،البرهان ج 1 ص 313،نور الثقلين ج 1 ص 388.

ص: 136

أمامه،معه راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،قد نشرها،لا يهوي بها إلى قوم إلاّ أهلكهم اللّه عز و جل" (1).

13-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"فكأني أنظر إليهم-يعني القائم عليه السّلام و أصحابه- مصعدين من نجف الكوفة ثلثمائة و بضعة عشر رجلا كأن قلوبهم زبر الحديد، جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره،يسير الرعب أمامه شهرا و خلفه شهرا أمدّه اللّه بخمسة آلاف من الملائكة مسومين..." (2).

14-و عنه أيضا عليه السّلام:"أن القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الأرض و تظهر له الكنوز كلها..." (3).

15-و عنه أيضا عليه السّلام:"...كأني بقائم أهل بيتي قد أشرف على نجفكم هذا- و أومأ بيده إلى ناحية الكوفة-فإذا أشرف على نجفكم نشر راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم فإذا نشرها انحطت عليه ملائكة بدر.قلت:و ما راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم؟قال:عمودها من عمد عرش اللّه و رحمته و سايرها من نصر اللّه،لا يهوي بها إلى شيء إلاّ أهلكته..." (4).

16-عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"...يأتيه اللّه ببقايا قوم موسى عليه السّلام و يجيء له أصحاب الكهف و يؤيده اللّه بالملائكة و الجنّ و شيعتنا المخلصين..." (5).

كما و أن للإمام الحجة عليه السّلام معاجز و براهين كثيرة غير ما أوردناه نذكر بعضها- على سبيل المثال لا الحصر-منها ما أشرنا إليه في مبحث(الإمام المهدي في القرآن) كمعجزة تجمع أصحابه عليه السّلام على غير ميعاد لمبايعته و ما يعطون من القدرة و القوة العظيمة،و كذلك إعطاء الإمام عليه السّلام و أصحابه نعمة التوسم،حيث يعرفون عدوهم من

********

(1) أمالي المفيد ص 45،منتخب الأثر ص 312،إثبات الهداة ج 3 ص 556.

(2) العياشي ج 2 ص 56.

(3) إثبات الهداة ج 3 ص 570،كشف النوري ص 222.

(4) النعماني ص 308 ب 19 ح 3،كمال الدين ج 2 ص 672.

(5) ارشاد القلوب ص 286،مدينة المعاجز:ص 133،الهداية للحضيني ص 31-32.

ص: 137

أوليائهم،و الصالح من الطالح و المؤمن من المشرك و المنافق،بما يعطيهم اللّه سبحانه من قدرة التوسم.

و كذلك أشرنا في المبحث ذاته إلى معجزة النداء باسم القائم عليه السّلام،و لكون هذه العلامة من المعاجز الواضحة التي تشخص بوضوح أن القائم-عجل اللّه فرجه-هو الإمام المنتظر حقا بشخصه الكريم،لا غيره من الناس أو المدّعين لهذا الأمر بحيث يكون النداء حجة دامغة على المعاندين المنحرفين و على الناس أجمعين،لذا نورد فيما يلي نماذج أخرى من الأحاديث الشريفة حول موضوع النداء.

17-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...فيجمع اللّه عليه أصحابه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا و يجمعهم اللّه له على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف و هي يا جابر الآية التي ذكرها اللّه في كتابه أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة:148).فيبايعونه بين الركن و المقام و معه عهد من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و قد توارثته الأبناء عن الآباء،و القائم يا جابر رجل من ولد الحسين يصلح اللّه أمره في ليلة فما أشكل على الناس من ذلك يا جابر فلا يشكل عليهم ولادته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و وراثته العلماء عالما بعد عالم فإن أشكل هذا كلّه عليهم فإنّ الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه و اسم أبيه و أمّه" (1).

18-عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام"...إن قدام هذا الأمر خمس علامات أولهن النداء في شهر رمضان...و لا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث و عشرين(في شهر رمضان)ليلة جمعة.قلت بم ينادى؟قال:باسمه و اسم أبيه:ألا أن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له و أطيعوه،فلا يبقى سيء

********

(1) النعماني ص 279 ب 14،الإرشاد ص 359،إثبات الهداة ج 3 ص 548.

ص: 138

خلق اللّه فيه الروح إلاّ يسمع الصيحة فتوقظ النائم و يخرج إلى صحن داره و تخرج العذراء من خدرها،و يخرج القائم ممّا يسمع و هي صيحة جبرئيل عليه السّلام" (1).

و قد أكدت أحاديث أهل البيت عليهم السّلام أن الآية الرابعة من سورة الشعراء هي في القائم-عجل اللّه فرجه-و النداء باسمه من السماء،و هي إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (الشعراء:4).

19-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"نزلت في قائم آل محمد صلوات اللّه عليهم ينادي باسمه من السماء" (2).

20-و عن الإمام الصادق عليه السّلام:"تخضع رقابهم يعني بني أمية و هي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر" (3).

21-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"أما إن النداء من السماء باسم القائم في كتاب للّه لبين...إذا سمعوا الصوت أصبحوا و كأنما على رؤوسهم الطير" (4).

22-و عنه أيضا عليه السّلام:"إن القائم لا يقوم حتى ينادي مناد من السماء يسمع الفتاة في خدرها و يسمع أهل المشرق و المغرب..." (5).

إذن المعاجز و الآيات التي تكون للإمام المهدي عليه السّلام عديدة و كثيرة و واضحة و بها تتم الحجة على الأعداء،و على جميع الناس.فمع آية النداء باسمه الشريف،و إتيانه بالكتب المقدسة التي أنزلها اللّه تعالى على الأنبياء و الرسل،و علمه الراسخ بها و بأحكامها،و حمله لمواريث الأنبياء و الرسل و خاصة رسالة جدّه المصطفى صلّى اللّه عليه و آله و سلم،بل و المعاجز التي كانت للأنبياء و الأوصياء من قبل اللّه تعالى،كما مرّ في حديث آنف

********

(1) النعماني ص 289،ب 16 منتخب الأثر ص 452.

(2) المحجة ص 159،منتخب الأثر ص 447،البرهان ج 3 ص 180.

(3) الصافي ج 4 ص 29،إثبات الهداة ج 3 ص 552،المحجة ص 156.

(4) غيبة النعماني ص 263 ح 23 ب 14،المحجة ص 156-157،البحار ج 52 ص 293.

(5) غيبة الطوسي ص 110-111،منتخب الأثر ص 450،البحار ج 52 ص 285.

ص: 139

الذكر،كل هذا و غيره تجعل من القدرات و المؤهلات و العلوم التي يحملها الإمام- عجل اللّه فرجه-شيئا معجزا و خارقا لا يمكن أن يحملها إنسان غيره.

و لعل من هذا المنطلق يكون احتجاجه عليه السّلام على الناس حين يعلن دعوته و يدعو إلى نفسه و يبين أحقيته في أمر الإمامة و الدعوة إلى الهدى و الحق و العدل،و مدى استعداده و قدرته الخارقة في الإجابة عن أي سؤال أو استفهام من أي شخص و تقديم الأدلة القانعة أو المفحمة إليه،لذا ورد في الأحاديث أنه عليه السّلام حين يقوم يخاطب الناس بأولويته بالأنبياء عن غيره بما اصطفاه اللّه عز و جل شارحا و مبينا منزلته و شرفه و علمه و إثباتا لصدق خلافته للأنبياء و الرسل و الأوصياء و أنه هو الإمام المهدي الموعود حقا و صدقا،فيقول عليه السّلام:"...يا أيها الناس إنّا نستنصر اللّه فمن أجابنا من الناس؟فإنّا أهل بيت نبيكم محمد و نحن أولى الناس باللّه و بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم،فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم و من حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح و من حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم و من حاجني في محمد عليه السّلام فأنا أولى الناس بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و من حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين،أليس اللّه يقول في محكم كتابه: إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (آل عمران:33-34)؟فأنا بقية من آدم و ذخيرة من نوح و مصطفى من إبراهيم و صفوة من محمد صلى اللّه عليهم أجمعين.

"ألا فمن حاجني في كتاب اللّه فأنا أولى الناس بكتاب اللّه،ألا و من حاجني في سنّة رسول اللّه فأنا أولى الناس بسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم..." (1).

********

(1) النعماني:ص 279 ب 14 ح 67 بسنده عن الإمام الباقر عليه السّلام،البرهان ج 1 ص 162،إثبات الهداة ج 3 ص 548.

ص: 140

و لذلك و صفه الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم بأنه وارث كل علم و المحيط به و أنه المخبر عن اللّه و المنتقم من الظالمين و غيرها من الأوصاف و الخصائص المعجزة التي لن تكون إلاّ في هذه الشخصية الربانية العظيمة،حيث يقول صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

"معاشر الناس؛النور من اللّه عز و جل فيّ مسلوك،ثم في علي،ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق اللّه و بكل حق هو لنا،لأن اللّه عز و جل قد جعلنا حجّة على المقصرين و المعاندين و المخالفين و الخائنين و الآثمين و الظالمين من جميع العالمين.ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي،ألا إنه الظاهر على الدين.ألا إنه المنتقم من الظالمين.ألا إنه فاتح الحصون و هادمها.ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك.

ألا إنه مدرك بكل ثار لأولياء اللّه.ألا إنه الناصر لدين اللّه.ألا إنه الغراف في بحر عميق.ألا إنه يسم كل ذي فضل بفضله،و كل ذي جهل بجهله.ألا إنه خيرة اللّه و مختاره.ألا إنه وارث كل علم و المحيط به.ألا إنه المخبر عن ربّه عز و جل و المنبه بأمر إيمانه.ألا إنه الرشيد السديد.ألا إنه المفوض إليه.ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه.ألا إنه الباقي حجة و لا حجة بعده،و لا حق إلاّ معه،و لا نور إلاّ عنده.

ألا إنه لا غالب له و لا منصور عليه.ألا إنه ولي اللّه في أرضه،و حكمه في خلقه، و أمينه في سره و علانيته..." (1).

و بالمهدي من آل محمد و القائم من أهل بيت الرسول الأكرم و بالمعاجز التي يجريها اللّه عز و جل على يديه تتم الحجة على الناس،فمن آمن كان من الآمنين،و من كفر كان من الهالكين فلا يبقى لأحد حجة بعد هذه الأدلة و المعاجز.

فهل هناك بعد هذا البيان من كلام؟و هل هناك بعد هذه المعاجز من أعذار؟

و هل هناك بعد الهدى إلا الضلال؟فماذا ينتظره المشككون؟و ماذا يعتذر به المكذبون؟!،و بأي وجه يقف المفترون عليه أمام اللّه و الرسول يوم القيامة بعد هذا

********

(1) الاحتجاج ج 1 ص 61،العدد القوية ص 176،الصراط المستقيم ج 1 ص 303،البحار ج 37 ص 211 ب 52 ح 86.

ص: 141

البيان و المعاجز و البراهين؟و بأي كيفية يعتذر منه المنافقون و المكذبون يوم تنصب فيه الموازين بالقسط؟

فهل يقولون أنهم كانوا يشكون في شخصيته الرسالية لأن الإمام كان رجلا عاديا يأكل مما يأكلون و يشرب مما يشربون و لم يتحققوا أنه الإمام المهدي حقا رغم ما قدم من البراهين و الأدلة؟!،أم تراهم يقولون أنهم كانوا في شك مما يدعوهم إليه؟ أو أنه جائهم بأمور لم يكونوا قد ألفوها و أعتادوا عليها من قبل؟فهل ينفعهم بعد هذه الأدلة و المعاجز كل هذه الأقاويل و الأعذار؟!

ص: 142

عظمة الإمام المهدي عليه السّلام

بماذا تتحقق العظمة؟هل تتحقق العظمة للإنسان بسيطرته على الحكم و أخذ زمام الأمور؟أم بكثرة جمعه للأموال و الثروات و حصوله على متاع الدنيا من الحرث و الأنعام؟أم أن العظمة تحصل للإنسان بقدر نيله للكمالات الروحية و الفضائل الخلقية و الدرجات و المقامات السامية عند اللّه عز و جل،و بكثرة تحقيقه للإنجازات الإصلاحية و تغيير أمته الفاسدة المتخلفة إلى أمة حضارية إيمانية متقدمة؟.

في الحقيقة إن الكمال الحقيقي للإنسان لا يكون إلاّ بالعلم و الإيمان و بالأخلاق و الإصلاح،و من دون تحقيق ذلك يبقى النقص و التدهور ينخر بحياة الإنسان،فلا عظمة إلاّ بتحقيق تلك الكمالات و إيجاد تلك الخصائص و الحصول على تلك الدرجات العالية و لكن هناك عظمة تفوق عظمة تلك الكمالات الأخلاقية و العلمية بدرجات عالية جدا،ألاّ و هي عظمة القرب من اللّه عز و جل،و الحصول على مرضاته و الوصول إلى المقامات و الدرجات العظيمة عنده عز و جل.و ليست العظمة في الوصول إلى المناصب الدنيوية،بل و حتى الدينية و إن كانت تملأ عيون الناس كما و ليست العظمة في كسب الثروة و المال و الحصول على متاع الدنيا من الحرث و الأنعام.

ص: 143

إن العظمة الحقيقية في الحصول على الملاكات الروحية و القوة النفسية بحيث يستطيع المرء أن يقف أمام عنفوان شهواته و أهوائه،و يملك غضبه و سخطه،و لا يتعدى حدود اللّه جلا و علا.فالقوي من غلب هواه كما قال أمير المؤمنين عليه السّلام، و الشديد من ملك غضبه.

و بعبارة أخرى إن العظمة في الوصول إلى المقامات الإيمانية،و الدرجات العلمية و الفضائل الخلقية،و كلما ارتقى المرء في درجات العلم و الإيمان و تحلى بالأخلاق الرفيعة و الملكات الروحية،ارتقت درجة عظمته و سمو نفسه و جلالة قدره.

و على ضوء هذا البيان نستطيع أن نعرف عظمة الرسول الأكرم و أهل بيته الأطهار صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين.فالأنبياء العظام لما ارتقوا إلى معالي المقامات و الدرجات السامية من العلم و الإيمان،و الزلفى عند العلي الأعلى كانت ترتفع درجة عظمتهم و تسموا مقاماتهم في أرقى درجات الكمال و السمو و في أعلى درجات الجنان و العلو.و من هنا نستطيع أن ندرك عظمة الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر عليه السّلام بيد أنه لا يمكن الإحاطة بجميع أبعاد عظمة شخصية المباركة لأن ذلك يستلزم معرفة جميع خصائصه و صفاته كما و يستلزم معرفة أبعاد تلك المقامات و درك سمو تلك المنازل.بيد أننا نستطيع أن نتحدث عن جوانب ثلاث في شخصيته المباركة،ألا و هي الجانب الأخلاقي،و الجانب الإصلاحي،و الجانب الرباني.

إن الإمام المهدي عليه السّلام رغم عظمة شخصيته المباركة إلاّ أنه في منتهى التواضع لكسب المعارف و الحكم،فقد جاء في الحديث الشريف عن مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام في بيان عظمة الإمام:"قد لبس للحكمة جنتها و أخذها بجميع أدبها من الإقبال

ص: 144

عليها و المعرفة بها و التفرغ لها،و هي عند نفسه ضالته التي يطلبها و حاجته التي يسأل عنها فهو مغترب إذا اغترب الإسلام و ضرب بعسيب ذنبه" (1).

أجل،إن الإمام عليه السّلام رجل عظيم،تلبس للحكمة جنّتها...فهو يبحث عن الحق و الحقيقة و عن الحكمة،فهو يسأل عنها ليقتطفها و يسبق الآخرين في العمل بها،فالحكمة ضالته المنشودة،حيث يترصد لها كل شاردة و واردة،بعكس ما يفعله الجاهلون،فالحكمة و على الرغم من أهميتها إلاّ أنها مهملة لا يعير الغافلون لها بالا،فهي كالدرر المتناثرة بين أيديهم لا يعرفون قيمتها غير أنها ثمينة جدا لدى العلماء العارفين.

و الإمام المهدي عليه السّلام رغم ما عنده من المعارف و العلوم لا يغفل عن الحكم المودعة في الحياة و في المخلوقات و المحكية على الألسن و الأعمال،فهو الإمام الهادي و الولي المرشد،و رغم ذلك فهو لا يرى نفسه فوق السعي نحو الحكمة،و المعارف و الحكم الربانية،فهو الطالب لها و الآخذ العامل بها،كما و هو المرشد لها و الهادي إليها.

فالإمام هو النموذج المتكامل للحكم و المعارف،و هو الإمام المقتدى،فحياته و سلوكه و أقواله و أعماله و تصرفاته،كلها دروس للناس يتخذونها مشاعل للهداية و دساتير للسعادة.فإذا كان الإمام رغم ما لديه من المعارف الإلهية فهو أول الباحثين عن الحكمة و الناشدين لها،فكيف يجب على بقية الناس أن يتعاملوا مع الحكم و المواعظ؟و كيف يلزم عليهم أن ينشدوها و يبحثوا عنها و يأخذوا بها؟

و حينما يتحدث الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام عن الإمام المهدي-عجل اللّه فرجه- أنه الباحث عن الحكمة بحيث تكون ضالته المنشودة رغم ما لدى الإمام من المقامات و الكرامات و المعارف و العلوم،فهو في الحقيقة يرشدنا في نفس الوقت إلى الأهمية القصوى لهذه الجوهرة الثمينة،المهملة عند الجهّال و الغالية الثمينة لدى الأئمة و العلماء العارفين،فما أعظم هذا الدرس و ما أبلغ هذه الموعظة،حقا لو

********

(1) نهج البلاغة خطبة رقم 182.

ص: 145

كانت الحكمة ضالة كل إنسان،و رجاء كل باحث،لكانت الحياة البشرية كلها حياة سعادة و أمن و رفاه.من هنا لم يكن حديث اللّه تعالى في القرآن إلاّ تأكيدا لهذا،حينما بيّن عن أهمية الحكمة لمن ينالها في قوله تعالى: وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً (البقرة:269).

و إلى جانب التواضع و البحث عن الحكم فإن المقامات الأخلاقية السامية للإمام المهدي-عجل اللّه فرجه-تمثل امتدادا و تجسيدا حيّا للخلق المحمدي الرفيع،و قد تواترت الأحاديث الشريفة عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم و أهل بيته الأطهار عليهم السّلام،بأن الإمام القائم-عجل اللّه فرجه-أشبه الناس بالرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم"خلقا و خلقا...

1-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يخرج رجل من أمتي يواطئ اسمه اسمي و خلقه خلقي فيملؤها عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا" (1).

2-و عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"ألا أنه أشبه الناس خلقا و خلقا و حسنا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم.." (2).

3-و عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"القائم من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي و شمائله شمائلي..." (3).

4-و عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"المهدي من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقا و خلقا..." (4).

إتضح جليا من خلال هذه الأحاديث الشريفة عن شمائل الإمام القائم-عجل اللّه فرجه-و أخلاقه السامية و سيرته المباركة.و لكي تتضح لنا أبعاد هذه الشخصية المباركة نقتطف بعضا من مدى تأثير ذلك في مسيرة حركته المباركة و التفاف الناس

********

(1) حلية الابرار ج 2 ص 402 عن أربعين أبي نعيم،منتخب الأثر ص 179 عن منتخب كنز العمال.

(2) ملاحم ابن طاووس ص 145 عن فتن السليلي

(3) كمال الدين ج 2 ص 411.

(4) كمال الدين ج 1 ص 286.

ص: 146

حوله لما يرون من عطفه و عدله و شجاعته و جوده و وقوفه بوجه الظالمين و شدته في تطبيق الحق و إقامة العدل،و بالتالي فهو القاسم بالسوية و العادل في الرعية و المحقق للناس الأمن و السعادة و الرفاهية.

و من تلك الأحاديث المثنية و الكاشفة عن عطف الإمام عليه السّلام و كرمه و عدله و رحمته و شجاعته و تواضعه و خشوعه للّه تعالى و غيرها من الشمائل و الأخلاق المحمدية السامية،هذه النماذج العطرة:

1-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"أبشركم بالمهدي يبعث في أمّتي على اختلاف من الناس و زلازل فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض،يقسم المال صحاحا...بالسوية بين الناس...و يملأ قلوب أمة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم غنى و يسعهم عدله..." (1).

2-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم"تأوي إليه أمته كما تأوي النحلة(إلى) يعسوبها..." (2).

3-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"المهدي كأنما يلعق المساكين الزبد" (3).

4-و عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"علامة المهدي عليه السّلام أن يكون شديدا على العمال،جوادا بالمال، رحيما بالمساكين" (4).

5-و عن أمير المؤمنين عليه السّلام و هو ينسب الإمام المهدي-عجل اللّه فرجه-و يصفه:

"...من بني هاشم،من ذروة طود العرب و بحر مغيضها إذا وردت،و مخفر أهلها إذا أتيت،و معدن صفوتها إذا اكتدرت،لا يجبن إذا المنايا هكعت،و لا يخور إذا المنون

********

(1) دلائل الإمامة ص 249،غيبة الطوسي ص 111،ملاحم ابن طاووس ص 165،مسند احمد ج 3 ص 37.

(2) ابن حماد ص 99،ملاحم ابن طاووس ص 70.

(3) منتخب الأثر ص 311،ابن حماد ص 98،ملاحم ابن طاووس ص 68.

(4) برهان المتقي ص 173،ابن حماد ص 98.

ص: 147

اكتنعت،و لا ينكل إذا الكماة اصطرعت،مشمر مغلولب،ظفر ضرغامة...

أوسعكم كهفا و أكثركم علما و أوصلكم رحما..." (1).

6-و عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يبلغ من ردّ المهدي المظالم حتى لو كان تحت ضرس إنسان شيء انتزعه حتى يرده" (2).

7-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"إذا قام قائمنا اضمحلت القطائع فلا قطائع" (3).

8-و عن أمير المؤمنين عليه السّلام،في حديث طويل تضمن في جانب منه الخصال التي يشترطها الإمام(المهدي عجل اللّه فرجه)على أصحابه لقبول مبايعتهم له حيث يقول(عج):"...إنّي لست قاطعا أمرا حتى تبايعوني على ثلاثين خصلة تلزمكم لا تغيرون منها شيئا،و لكم عليّ ثمان خصال...أنا معكم على أن لا تولوا و لا تسرفوا و لا تزنوا و لا تقتلوا محرّما و لا تأتوا فاحشة و لا تضربوا أحدا إلاّ بحقه و لا تكنزوا ذهبا و لا فضة و لا تبرا و لا شعيرا و لا تأكلوا مال اليتيم و لا تشهدوا بغير ما تعلمون و لا تخربوا مسجدا و لا تقبحوا مسلما و لا تلعنوا مؤاجرا إلاّ بحقه،و لا تشربوا مسكرا،و لا تلبسوا الذهب و لا الحرير و لا الديباج،و لا تبيعوها ربا،و لا تسفكوا دما حراما و لا تغدروا بمستأمن و لا تبقوا على كافر و لا منافق و تلبسون الخشن من الثياب و تتوسدون التراب على الخدود و تجاهدون في اللّه حق جهاده،و لا تشتمون، و تكرهون النجاسة و تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر،فإذا فعلتم ذلك فعليّ أن لا أتخذ حاجبا و لا ألبس إلاّ كما تلبسون و لا أركب إلاّ كما تركبون و أرضى بالقليل و أملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و أعبد اللّه عز و جل حق عبادته و أوفي لكم و تفوا لي..." (4).

********

(1) النعماني ص 212-214،إثبات الهداة ج 3 ص 537،منتخب الأثر ص 309

(2) ابن حماد ص 98،ملاحم ابن طاووس ص 68.

(3) قرب الاسناد ص 39،بشارة الإسلام ص 234 عن البحار.

(4) عقد الدرر ص 90،برهان المتقي ص 76-77،فرائد فوائد الفكر ص 10.

ص: 148

و لكي نطلع على جوانب أخرى من حياة الإمام-عجل اللّه فرجه-و دوره الفذ نلاحظ عظمة أخرى تتلألأ في هذه الشخصية المباركة،ألا و هي المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه،و هي مهمة الإصلاح العالمي التي سيقوم بإنجازها،و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على وجود خصائص و صفات عالية و فريدة في هذه الشخصية النادرة التي مكنته من تحمل هذه المسؤولية الكبيرة،و لو لا وجود هذه الخصائص و الصفات السامية في شخصيته المباركة لما كانت هذه المهمة الصعبة توضع على عاتقه،حيث أن هذه المهمة صعبة و شاقة تتطلب شخصية عظيمة بقدرها،و لو لا وجود مثل هذه الشخصية لمثل هذه المهمة الكبيرة لما استطاع أحد القيام بهذا الدور الكبير و لهوت البشرية نحو السقوط الجهنمي و النهاية المأساوية الفجيعة و التي هي النتيجة الطبيعية للعالم الذي تحكمه الأهواء و المصالح المتضاربة للدول و الأنظمة المتصارعة للسيطرة على المنابع و الثروات.و لذا ادّخر اللّه وليه الأعظم لمثل هذا اليوم قبل أن تدمّر الأسلحة الشاملة الفتاكة أرجاء المعمورة كلها لتخلص البشرية من النهاية المرعبة و تنقذ بقية المخلوقات و الجمادات التي تنتظر الرحمة الإلهية لتنقذها من ذلك اليوم العصيب الذي تسال الدماء في الشوارع و الأزقة و تسقط الاشلاء على جوانبها و يتحرك الطاعون يوزع غازاته السامة القاتلة ليصطاد الأحياء،عند ذاك يوحي اللّه تعالى لوليه الأعظم بالقيام بالنهضة المباركة في أكبر مهمة إصلاحية،يقوم بها مصلح رباني عالمي لم يشهد التاريخ له مثيلا من قبل إلاّ حينما بعث الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم قبل أربعة عشر قرنا.

فكما فتح اللّه تعالى لرسوله الأكرم حصون الشرك،يختتم سبحانه و تعالى بوليّه الأعظم عجل اللّه فرجه،معالم رسالته بتطهير العالم من آثار الشرك و الفساد،و بهذا يتحقق مقالة الرسول الأكرم حينما قال:"بنا فتح الأمر،و بنا يختم،و بنا استنقذ اللّه

ص: 149

الناس في أول الزمان،و بنا يكون العدل في آخر الزمان،و بنا تملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،ترد المظالم إلى أهلها برجل اسمه إسمي" (1)

إذن فشخصية الإمام المنتظر-عجل اللّه فرجه-شخصية عظيمة تقترن بدور خطير و مهمة إصلاحية عالمية ثقيلة الحمل و المسؤولية بهدف إعادة البشرية إلى جادة الحق و الهدى و الصواب،و إنقاذها من براثن الفتن و الفساد و من السقوط في الهاوية الحتمية التي تسير نحوها بسرعة هائلة مدفوعة بمطامع الأهواء و الشهوات و زيغ الأفكار و النظريات.

و لتسليط الضوء على جوانب من هذه المهمة الكبيرة لهذه الشخصية المباركة نقتطف باقة عطرة من الأحاديث الشريفة لأهل البيت عليهم السّلام بهذا الخصوص.

1-عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال:قلت يا رسول اللّه المهديّ منا أئمة الهدى أم من غيرنا؟قال صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"بل منّا،بنا يختم الدين كما بنا فتح و بنا يستنقذون من ضلالة الفتنة كما استنقذوا من ضلالة الشرك و بنا يؤلف اللّه بين قلوبهم في الدين بعد عداوة الفتنة كما ألف اللّه بين قلوبهم و دينهم بعد عداوة الشرك" (2).

2-و عنه أيضا عليه السّلام،قال:"لما نزلت على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم إِذا جاءَ نَصْرُ اللّهِ وَ الْفَتْحُ (النصر:1)قال لي:يا علي إنه قد جاء نصر اللّه و الفتح..بل منّا،بنا يفتح اللّه و بنا يختم اللّه،و بنا ألف اللّه بين القلوب بعد الشرك و بنا يؤلف اللّه بين القلوب بعد الفتنة..." (3).

3-عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"......لو لم يبقى من الدنيا إلاّ يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث رجلا صالحا من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا" (4)

********

(1) ملاحم ابن طاووس ص 164.

(2) ابن حماد ص 102،الطبراني الأوسط ج 1 ص 136،ابن أبي الحديد ج 9 ص 206.

(3) امالي المفيد ص 288،امالي الطوسي ج 1 ص 63.

(4) مجمع البيان ج 7 ص 67،اثباة الهداة ج 3 ص 525،تأويل الآيات الطاهرة ج 1 ص 332.

ص: 150

4-عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...و منّا و الذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة الذي يملأ اللّه به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا" (1).

5-عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان،و يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا" (2).

6-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما و عدوانا.قال:

ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا" (3).

7-عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"...يخرج في آخر الزمان يقيم اعوجاج الحق.." (4).

8-عن الإمام الحسين عليه السّلام:"منّا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،و أخرهم التاسع من ولدي و هو القائم بالحق،يحيي اللّه به الأرض بعد موتها، و يظهر به دين الحق على الدين كله و لو كره المشركون..." (5).

9-عن الإمام الحسن عليه السّلام:"...يملأ الأرض قسطا و عدلا و نورا و برهانا،يدين له عرض البلاد و طولها لا يبقى كافر إلاّ آمن به و لا طالح إلاّ صلح،و تصطلح في ملكه السباع و تخرج الأرض نبتها و تنزل السماء بركتها و تظهر له الكنوز..." (6).

10-عن الرسول الأكرم عليه السّلام:"الأئمة بعدي اثنا عشر،أولهم أنت يا علي و آخرهم القائم الذي يفتح اللّه عز و جل على يديه مشارق الأرض و مغاربها" (7).

********

(1) تفسير فرات الكوفي ص 179،كتاب سليم بن قيس ص 69،كمال الدين ج 1 ص 262،منتخب الأثر ص 76.

(2) كشف الغمة ج 3 ص 258،إثبات الهداة ج 3 ص 592،البحار ج 36 ص 307-308.

(3) مسند احمد ج 3 ص 36،دلائل الإمامة ص 249،منتخب الأثر ص 148.

(4) فرحة الغري ص 32-33،إثبات الهداة ج 3 ص 560،مستدرك الوسائل ج 2 ص 267.

(5) كمال الدين ج 1 ص 317،عيون اخبار الرضا ج 1 ص 68،منتخب الأثر ص 23.

(6) الاحتجاج ج 2 ص 290،إثبات الهداة ج 3 ص 524،بحار الأنوار ج 44 ص 20.

(7) كمال الدين ج 1 ص 282،أمالي الصدوق ص 97،عيون اخبار الرضا ج 1 ص 56،غاية المرام ص 701.

ص: 151

11-عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى و يعطف الرأي على القرآن إذا اعطفوا القرآن على الرأي...يأخذ الوالي من غيرها عمّالها على مساوئ أعمالها و تخرج له الأرض أفاليذ كبدها و تلقي إليه سلما مقاليدها فيريكم كيف عدل السيرة و يحيي ميّت الكتاب و السنة" (1).

12-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و إن الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء" (2).

13-و عنه أيضا عليه السّلام:"يهدم ما قبله كما صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و يستأنف الإسلام جديدا" (3).

14-و عنه أيضا عليه السّلام عندما سئل عن القائم-عجل اللّه فرجه-بأي سيرة يسير، فقال:"بسيرة ما سار به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم حتى يظهر الإسلام...أبطل ما كان في الجاهلية و استقبل الناس بالعدل،و كذلك القائم عليه السّلام إذا قام يبطل ما كان في الهدنة مما كان في أيدي الناس و يستقبل بهم العدل" (4).

15-و عنه أيضا عليه السّلام:"...يعمل بكتاب اللّه،لا يرى فيكم منكرا إلاّ أنكره" (5).

16-عن الإمام الحسن عليه السّلام:"يظهر اللّه قائمنا فينتقم من الظالمين.." (6).

17-عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"هو رجل من عترتي يقاتل على سنّتي كما قاتلت أنا على الوحي" (7).

18-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يقفو أثري لا يخطئ" (8).

********

(1) نهج البلاغة صبحي صالح ص 195-196،ينابيع المودة ص 437،منتخب الأثر ص 297.

(2) النعماني ص 320،البحار ج 52 ص 366.

(3) النعماني ص 232،عقد الدرر ص 227،حلية الأبرار ج 2 ص 629.

(4) التهذيب ج 6 ص 154،وسائل الشيعة ج 11 ص 57،البحار ج 52 ص 381،ملاذ الاخبار ج 9 ص 409.

(5) الكافي ج 8 ص 396،إثبات الهداة ج 3 ص 588.

(6) إثبات الهداة ج 3 ص 569.

(7) ابن حماد ص 102،العطر الوردي ص 51،منتخب الأثر ص 179،ملاحم ابن طاووس ص 85.

(8) الفتوحات المكية ج 3 ص 332،منتخب الأثر ص 491.

ص: 152

من خلال هذه الأحاديث الشريفة يتضح أن الإمام القائم-عجل اللّه فرجه- شخصية فذة و عظيمة و فريدة في خصائصها و نادرة في صفاتها و قدراتها ليس لها مثيل من نوعها،لذلك أنيطت مهمة إنقاذ البشرية و الإصلاح على مستوى العالم أجمع بشخصيته المباركة كما و تتجلى عظمة منقذ البشرية في آخر الزمان و مكانته السامية عند اللّه سبحانه،فالإمام عليه السّلام ليس مجرد شخصية إصلاحية منقذة للعالم و حسب،بل انه شخصية ربانية عظيمة عند اللّه تعالى يأتي لتحقيق الوعد الإلهي باعتباره يمثل خلاصة الرسالات السماوية و مجسد حي و واقعي لدين اللّه عز و جل ليعلي كلمة اللّه سبحانه في الأرض،و محقق لهدف كل الأنبياء في إنقاذ الناس من الضلالات و الفتن و المهالك و المفاسد و يوصلهم إلى شواطئ الأمن و السعادة و الرفاه في ظل حكومة الحق و العدل.

و لعل هذه المنزلة و المكانة المقدسة التي نالتها هذه الشخصية الربانية الفذة لم ينلها أحد من الأولين و الآخرين،حيث اجتمعت في شخصيته المباركة عظمة الدنيا و الآخرة،و هذا ما لم يجتمع لأحد من العالمين في طول التاريخ من الرجال الربانيين ما عدى النبيّين سليمان و ذي القرنين،و مما لا شك فيه أن القائم-عجل اللّه فرجه- يعتبر أفضل و أسمى مقاما منهما عند اللّه و إذا كانت عظمة الرسول الأكرم و أمير المؤمنين و فاطمة الزهراء و السبطين و الأئمة الأطهار(عليهم صلوات اللّه و سلامه)لم تنكشف في الدنيا لكل العالمين و لن تنكشف أبعادها الحقيقة إلاّ في الآخرة...إلاّ أن منزلة و عظمة الإمام المهدي-عجل اللّه فرجه-تظهر و تنكشف في الحياة الدنيا قبل عالم الآخرة،و هي ميزة تميز بها الإمام عن الأنبياء و الرسل و الأئمة الأطهار عليهم السّلام، فتحقيق النصر الإلهي لدين اللّه سبحانه و الوعد الإلهي باستخلاف المؤمنين و المستضعفين في الأرض و إتمام كلمة اللّه تعالى و إظهار دينه على الدين كله و لو كره المشركون و إقامة العدل و القسط...كل ذلك لم يتحقق بشكل كامل على يد أي نبي أو رسول أو إمام أو وصي...و لن يتحقق إلاّ على يد الإمام القائم-عجل اللّه

ص: 153

فرجه-لما خصه اللّه تعالى من جلالة القدر و عظيم الشأن إجلالا للرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم و تكريما لنسله المبارك من الأئمة الطاهرين و تتويجا و تكريما لجهوده الجبارة التي بذلها في سبيل إعلاء كلمته العليا،فهل هناك عظمة تتصور بأعلى من هذه العظمة بعد عظمة الرسول الأكرم و أمير المؤمنين و فاطمة الزهراء و السبطين صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين؟

و لكي نعرف جانبا من إبعاد هذه الشخصية الربانية الفريدة نفرد بعض الأحاديث الشريفة عن أهل البيت عليهم السّلام حتى نعرف سبب أفضلية الإمام على باقي الأنبياء و الأوصياء ما عدا الرسول الأكرم و أمير المؤمنين و فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين عليهم أفضل الصلاة و السلام.

1-فعن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"ليلة اسري بي السماء قال لي الجليل جل جلاله:

آمن الرسول بما انزل إليه من ربه،قلت:و المؤمنون.قال:صدقت يا محمد.قال:من خلفت في امتك؟قلت:خيرها.قال:علي بن أبي طالب.قلت:نعم يا رب.قال:

يا محمد إني اطلعت على الأرض اطلاعة فاخترتك منها و شققت لك اسما من أسمائي فلا اذكر في موضع إلاّ ذكرت معي فأنا المحمود و أنت محمد ثم اطلعت الثانية فأخترت منها عليا و شققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلى و هو علي.يا محمد إني خلقتك و خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولده من سنخ نوري و عرضت ولايتكم على أهل السموات أهل الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين و من جحدها كان عندي من الكافرين.يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم.يا محمد تحب أن تراهم.قلت:نعم يا رب.فقال لي:التفت عن يمين العرش فألتفت فإذا بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي في ضحضاح من نور قياما يصلون،و هو في وسطهم

ص: 154

(يعني المهدي)كأنه كوكب دري.و قال:يا محمد هؤلاء الحجج،و هو الثائر من عترتك و عزتي و جلالي إنه الحجة الواجبة لأوليائي و المنتقم من أعدائي" (1).

2-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم"...و اختار من الحسين حجة العالمين تاسعهم قائمهم أعلمهم أحكمهم" (2).

3-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم عن اللّه سبحانه و تعالى:"...و بالقائم منكم اعمر أرضي بتسبيحي و تهليلي و تقديسي و تكبيري و تمجيدي و به أطهر الأرض من أعدائي و أورثها أوليائي و به أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى و كلمتي العليا و به أحيي عبادي و بلادي بعلمي و له(و به)أظهر الكنوز و الذخائر بمشيتي و إيّاه أظهره على الأسرار و الضمائر بإرادتي و أمدّه بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري و إعلان ديني، ذلك وليي حقا و مهدي عبادي صدقا" (3).

ان منزلة القائم-عجل اللّه فرجه-رفيعة و عظيمة لدرجة أن شخصية كبيرة مثل النبي موسى عليه السّلام تتمنى أن يكون لها هذه المنزلة و هذا الدور الرسالي العظيم فقد جاء في الحديث الشريف أنه"نظر موسى بن عمران في السفر الأول إلى ما يعطى قائم آل محمد من التمكين و الفضل فقال موسى:رب اجعلني قائم آل محمد.فقيل له إن ذاك من ذرية أحمد.ثم نظر في السفر الثاني فوجد فيه مثل ذلك فقال مثله، فقيل له مثل ذلك.ثم نظر في السفر الثالث فرأى مثله فقال مثله،فقيل له مثله" (4).

********

(1) فرائد السمطين ج 2،تاريخ مقتل الحسين ج 1 ص 95،غاية المرام ص 35.

(2) منتخب الأثر ص 9،و في ص 910 و فيه:(..تاسعهم باطنهم ظاهرهم قائمهم و هو افضلهم).

(3) أمالي الصدوق ص 504،البحار ج 18 ص 341،منتخب الأثر ص 167.

(4) النعماني:ص 240 ب 13 ح 34 حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال:حدثنا علي بن الحسن التيملي في صفر سنة أربع و سبعين و مائتين قال:حدثني محمد بن علي،عن محمد بن اسماعيل بن بزيع،عن منصور بن يونس بزرج،عن حمزة بن حمران، عن سالم الأشل قال:سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام يقول:

عقد الدرر:ص 26 ب 1 كما في النعماني،مرسلا عن سالم الأشل قال:سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام يقول:

الصراط المستقيم:ج 2 ص 257 ب 11 ف 11 عن عقد الدرر بتفاوت يسير.

إثبات الهداة:ج 3 ص 541 ب 32 ح 511 عن النعماني.

ص: 155

فالإمام المهدي شخصية عظيمة مختارة من قبل اللّه عز و جل ليوم عظيم يجري اللّه على يديه العدالة الإسلامية بحذافيرها و لا يستطيع أحد أو جماعة أو أمة أن تحقق العدالة و الإصلاح على وجه الكرة الأرضية بشكل شامل و كامل من دون تمييز و تفريق كما يقوم بها الإمام عليه السّلام.فالإمام المهدي شخصية فريدة و منتخبة من قبل السماء و سيشاهد العالم عن قريب-إن شاء اللّه-هذا الإصلاح العالمي الكبير الشامل لكل نواحي الحياة الإصلاح يكون بكل ما تحمل كلمة الإصلاح و العدالة و السعادة من معنى و هذا ما يتمناه كل المستضعفين في الأرض،و إلى ذلك اليوم فالجميع بانتظار الرحمة الإلهية و العدالة الربانية على يد المصلح العالمي الإمام المهدي القائم من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم.

********

(4) و في:ص 614 ب 32 ف 15 ح 153 عن عقد الدرر.

البحار:ج 51 ص 77 ب 1 ح 35 عن النعماني.

ص: 156

أخذ الميثاق من الأنبياء للمهدي المنتظر

1-عن الإمام الباقر عليه السّلام"إن اللّه تبارك و تعالى حين خلق الخلق،خلق ماء عذبا و ماء مالحا أجاجا،فامتزج الماءان،فأخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا، فقال لأصحاب اليمين و هم فيهم كالذر يدبون إلى الجنة بسلام.و قال لأصحاب الشمال يدبون إلى النار و لا أبالي.ثم قال:ألست بربكم؟قالوا:بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين.

قال:ثم أخذ الميثاق على النبيين،فقال:ألست بربكم؟ثم قال:و أن هذا محمد رسول اللّه،و أن هذا علي أمير المؤمنين.قالوا:بلى فثبتت لهم النبوة و أخذ الميثاق على أولي العزم ألا إني ربكم و محمد رسولي و علي أمير المؤمنين و أوصياؤه من بعده ولاة أمري و خزان علمي،و إن المهدي أنتصر به لديني،و أظهر به دولتي،و أنتقم به من أعدائي،و أعبد به طوعا و كرها.

قالوا:أقررنا و شهدنا يا رب.و لم يجحد آدم و لم يقر،فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي،و لم يكن لآدم عزم على الإقرار به.و هو قوله عز و جل: وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (طه:115).

ص: 157

قال:إنما يعني فترك.ثم أمر نارا فأججت،فقال لأصحاب الشمال:ادخلوها فهابوها،و قال لأصحاب اليمين:ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا و سلاما.

فقال أصحاب الشمال:يا رب أقلنا،فقال:قد أقلتكم اذهبوا فادخلوها،فهابوها، فثم ثبتت الطاعة و المعصية و الولاية" (1).

فولاية الإمام المهدي جزء لا يتجزأ من الولاية المفروضة على العالمين فهو الإمام الذي يصلي خلفه و أحد من الأنبياء العظام من أولي العزم بعد الرسول الأكرم إلا و هو النبي عيسى عليه السّلام كما جاءت أحاديث متواترة تتحدث عن هذه المسألة و عن مقامات الإمام(عج)نذكر بعضها:

1-عن الإمام الباقر عليه السّلام قال:"يا خيثمة سيأتي على الناس زمان لا يعرفون اللّه ما هو و التوحيد حتى يكون خروج الدجال،و حتى ينزل عيسى بن مريم من السماء و يقتل الدجال على يده و يصلي بهم رجل منّا أهل البيت،ألا ترى أن عيسى يصلي خلفنا و هو نبي إلاّ و نحن أفضل منه" (2).

2-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"منّا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه" (3).

********

(1) بصائر الدرجات:ص 70 ب 7 ح 2 حدثني أحمد بن محمد،عن علي بن الحكم،عن داود العجلي،عن زرارة،عن حمران، عن أبي جعفر عليه السّلام قال:

الكافي:ج 2،ص 8،ح 1 محمد بن يحيى،عن أحمد بن محمد،ثم بسند بصائر الدرجات،مثله.

تأويل الآيات:ج 1،ص 319،ح 18 كما في البصائر إلى قوله"و لم نجد له عزما"و قال"و يؤيده ما رواه الشيخ المفيد(ره) بإسناده عن رجاله إلى حمران بن أعين،عن أبي جعفر عليه السّلام قال:

الصافي:ج 3،ص 324 آخره،عن علل الشرائع،و لم نجده فيه.

المحجة:ص 136 كما في تأويل الآيات عن المفيد.

البرهان:ج 2 ص 47 ح 8 عن الكافي.

البحار:ج 26،ص 279،ب 6،ح 22 عن بصائر الدرجات بتفاوت يسير.

و في:ج 67،ص 113-114،ب 3 ح 23 عن الكافي.

نور الثقلين:ج 2،ص 94،ح 344 عن الكافي.

و في:ج 3،ص 400،ح 151 عن الكافي.

(2) تفسير فرات ص 44،البحار ج 14 ص 348.

(3) كشف الغمة ج 3 ص 264،منتخب الأثر ص 316،غاية المرام ص 701.

ص: 158

3-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"..و لو أدركته لخدمته أيام حياتي" (1).

4-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"الجنة تشتاق إلى أربعة من أهلي قد أحبهم اللّه و أمرني بحبهم:علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين،و المهدي(صلى اللّه عليهم) الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم عليه السّلام" (2).

5-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"المهدي طاووس أهل الجنة" (3).

6-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"إن القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الأرض و تظهر له الكنوز كلها و يظهر اللّه تعالى به دينه على الدين كله و لو كره المشركون و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب و لا يبقى في الأرض خراب إلاّ عمرّ و ينزل روح اللّه عيسى بن مريم عليه السّلام فيصلي خلفه..." (4).

7-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...و اخذ الميثاق على(أولي)العزم،ألا إنّي ربكم و محمد رسولي و علي أمير المؤمنين و أوصياؤه من بعده ولاة أمري و خزان علمي، و أن المهدي أنتصر به لديني و أظهر به دولتي و أنتقم به من أعدائي و أعبد به طوعا و كرها؟قالوا:أقررنا و شهدنا يا رب،و لم يجحد آدم و لم يقر،فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي و لم يكن لآدم عزم على الاقرار به و هو قوله عز و جل: وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (5).

8-عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"...فنحن أنوار السماء و أنوار الأرض،فمنّا النجاء و منّا مكنون العلم و إلينا مصير الأمور و بمهديّنا تنقطع الحجج،خاتمة الأئمة و منقذ الأمة و غاية النور و مصدر الأمور..." (6).

********

(1) النعماني ص 245،عقد الدرر ص 160،البحار ج 51 ص 148.

(2) كشف اليقين ص 117،منتخب الأثر ص 165،كشف الغمة ج 1 ص 52.

(3) العمدة ص 439،الطرائف ج 1 ص 178،غاية المرام ص 698،إثبات الهداة ج 3 ص 600.

(4) مختصر إثبات الرجعة ص 216-217،كشف النوري ص 222،مستدرك الوسائل ج 12 ص 335.

(5) بصائر الدرجات ص 70،المختصر ص 116-117،إثبات الهداة ج 1 ص 461.

(6) مروج الذهب ج 1 ص 32-33،تذكرة الخواص ص 128-130،منتخب الأثر ص 147.

ص: 159

9-عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"...و ليكونن من أهل بيتي رجل يأمر بأمر اللّه قوي يحكم بحكم اللّه...ليستخلفن اللّه خليفة يثبت على الهدى و لا يأخذ على حكمه الرشا،إذا دعا بدعوات بعيدات المدى،دامغات المنافقين فارجات عن المؤمنين..." (1).

10-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...يأتي بذخيرة الأنبياء عليهم السّلام فيملؤها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما" (2).

11-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...تكون الملائكة بين يديه و يظهر الإسلام" (3).

12-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...يردّ اللّه به الدّين و يفتح له فتوح فلا يبقى على وجه الأرض إلاّ من يقول:لا إله إلاّ اللّه" (4)

و أخيرا و لا آخرا نستطيع القول أن شخصية الإمام الكبيرة و جلالة قدره لا تتلخص في نهضته المباركة و فتحه حصون الكفر و الشرك و اقامته حكومة إسلامية عالمية،و لا تتجلى فقط في إنقاذ البشرية من الظلم و الجور و تحقيق القسط و العدل في أرجاء المعمورة و حسب،بل ان عظمته نابعة من شخصيته الربانية المباركة و من نفسه الطيبة الطاهرة و صفاته السامية الفاضلة و شمائل خلقياته الكريمة و روحيته السامية العالية.فالإمام فوق الألقاب و الكلمات فلا تحدده الكلمات و لا تجسّده العبارات،فعظمته الشخصية قبل عظمة إنجازاته الإصلاحية حيث أنه خلق من نور عظمة اللّه جل جلاله مما جعل منه شخصية فريدة لدرجة كان الأنبياء يتمنون من اللّه سبحانه أن يجعل لهم الحظوة بهذه المكانة و المهمة التي ادخرت للإمام المهدي عليه السّلام، مثلما تمنى ذلك النبي موسى عليه السّلام حينما رأى المقام الشامخ لهذه الشخصية،غير أن القرار الإلهي قد حسم الأمر من قبل فجعل هذه الشخصية المباركة من نسل

********

(1) ملاحم ابن المنادي ص 64-65،البيان و التبيين ص 238،كنز العمال ج 14 ص 592.

(2) كمال الدين ج 1 ص 287،اعلام الورى ص 399،منتخب الأثر ص 249.

(3) تذكرة القرطبي ص 700،تحفة الاشراف ج 9 ص 428،كنز العمال ج 14 ص 269،ذخائر المواريث ج 4 ص 50.

(4) عقد الدرر ص 222،فرائد فوائد الفكر ص 9.

ص: 160

الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم و من ذرية الإمام الحسن العسكري عليه السّلام فهنيئا للإمام هذه العظمة و القدسية و هنيئا لمقامه الشامخ الذي خصه اللّه به دون العالمين،و نسأل اللّه تعالى أن يجعلنا من خيرة أنصاره المخلصين و من أفضل المستشهدين بين يديه،و يجعلنا اللّه معه في الدنيا و الآخرة،و في درجاته العالية و المقامات السامية عنده تعالى و عند الرسول الأكرم و أهل بيته الطاهرين،و ما ذلك على اللّه بعزيز آمين رب العالمين.

ص: 161

ص: 162

أنصار الإمام شخصيات عظيمة

هل أصحاب الإمام من قومية معينة أم من قبيلة خاصة؟و هل أنصاره من الرجال دون النساء؟

في الحقيقة ليس أصحاب الإمام من قبيلة معينة،و لا من قومية واحدة،بل أصحابه من مختلف القوميات كما و أنهم و من طوائف متعددة،بل بعضهم غير مسلمين في البداية حيث يسلمون و يدخلون في دين الإسلام على يديه و يكونون من خيرة أنصاره.كما و أن أغلبهم شباب لا كهول فيهم إلا كالملح في الزاد و الكحل في العين.و لا ينحصر أصحابه في الرجال بل للنساء نصيب وافر في مناصرة الإمام عليه السّلام و تتصدر في القيادة النسائية خمسون امرأة مجاهدة لهن الدور الريادي في توجيه المجتمع و القيام بواجب المناصرة لأصحابه الكرام.

و بالرغم من أن أنصار الإمام أقلية بالنسبة لجميع الطوائف الإسلامية,إلا أن قلوبهم قوية كزبر الحديد لا يستوحشون من قلتهم,و لا ينثنون عن عزائمهم,و لا يتراجعون عن أهدافهم الربانية السامية.فهم الرجال الصادقون الأقوياء في الدين و العقيدة,و الثابتون في القتال و المعارك،لم يسبقهم الأولون في ثبات عقيدتهم و لا

ص: 163

يلحقهم الآخرون في بطولة مواقفهم،يمضون بأمر اللّه أسودا في النهار و رهبانا في الليل لا يخافون في اللّه لومة لائم و يفعلون ما يؤمرون.

مهامهم كبيرة و مسئولياتهم عظيمة،ألا و هي تطهير الأرض من براثن المجرمين فلا يدعون للظالمين من باقية.و قد وردت في شأنهم أحاديث كثيرة تمجد بمواقفهم و قلوبهم الممتلئة بالإيمان،المفعمة بالتقوى،و القوية في المجابهة,و المتمردة على الطغاة, و الخاشعة للّه,و المطيعة لولي اللّه,و الصابرة في المواطن,و الصادقة في الأفعال,المتصدية للأعداء,أعزة على الكافرين،أذلة للمؤمنين,يلبسون الخشن,و يأكلون الجشب, يفترشون الأرض,و يلتحفون السماء،هم الصابرون في المواطن،الزاهدون في الدنيا، الراغبون لثواب الآخرة،أجسادهم تتحرك على البسيطة و قلوبهم لا تعرف غير الحقيقة،و لو لا الأبدان لطارت أرواحهم نحو الجنان.هذه صفات أصحاب الإمام و لكي نعرف بشكل أوضح أبعاد صفائهم السامية و خلقياتهم الرفيعة لا بد من إلقاء نظرة على الأحاديث الواردة في عظمة صفاتهم و جلالة شأنهم:

1-قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"تجيء الرايات السود من قبل المشرق كأن قلوبهم زبر الحديد,فمن سمع بهم فليأتهم فيبايعهم و لو حبوا على الثلج" (1)

2-"هيهات-ثم عقد بيده سبعا-فقال:ذاك يخرج في آخر الزمان,إذا قال الرجل اللّه اللّه قتل,فيجمع اللّه تعالى له قوما قزع كقزع السحاب,يؤلف اللّه بين قلوبهم,لا يستوحشون من أحد,و لا يفرحون بأحد يدخل فيهم,على عدة أصحاب بدر,لم يسبقهم الأولون و لا يدركهم الآخرون,و على عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر" (2).

********

(1) عقد الدرر ص 129،برهان المتقي ص 184،كشف الغمة ج 3 ص 263،إثبات الهداة ج 3 ص 596.

(2) الحاكم:ج 4,ص 554,حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب,حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري,حدثنا عمرو بن محمد العنقزي, حدثنا يونس بن أبي إسحاق,أخبرني عمار الدهني,عن أبي الطفيل,عن محمد بن الحنفية قال:كنا عند علي بن أبي طالب عليه السّلام,فسأله رجل عن المهدي فقال الإمام عليه السّلام،عقد الدرر:ص 59,ب 4,ف 1,عن الحاكم.ب 5,مقدمة ابن خلدون:ص 252-253 ف 53,عن الحاكم,

ص: 164

3-عن عبد اللّه بن مسعود عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم في حديث قال:"و إن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء و تشريدا و تطريدا حتى يأتي قوم من قبل المشرق و معهم رايات سود يسألون الحق فلا يعطونه,فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا,فلا يقبلونه حتى يدفعوا إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطا كما ملؤها جورا,فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم و لو حبوا على الثلج" (1).

4-و أخرج ابن جرير في تهذيب الآثار,و فيه"و وليكم الجابر خير أمتي ألحقوه بمكة فإنه المهدي يخرج إليه الأبدال من الشام و عصب أهل المشرق,و كأن قلوبهم زبر الحديد رهبان بالليل,ليوث بالنهار".

طبعا هذه الرواية تختلف مع الرواية السابقة من جهة مبدأ انطلاقة الثورة المهدوية و لكنها تدعم بقية الروايات في بيان صفات أصحاب الإمام عليه السّلام العظيمة.

5-و أخرج ابن أبي شيبة عن يعلي بن عبيد،عن الاجلح،عن عمار،عن سالم بن أبي الجعد عن عبد اللّه بن عمر قال:"يا أهل الكوفة أنتم أسعد الناس بالمهدي" (2).

و هذه إشارة واضحة لأهل العراق لأن العاصمة للدولة الإسلامية كانت الكوفة في أبان خلافة الإمام أمير المؤمنين علي عليه السّلام فمن خلال هذه الرواية يظهر إن أغلب أنصار الإمام هم من أهل العراق،و هذه بشارة سارة للمؤمنين من أهل الرافدين كما و إن الرواية تتحدث عن عودة مركز الخلافة الإسلامية إلى الكوفة من جديد بقيادة الإمام المهدي عليه السّلام.

********

(2) بتفاوت يسير,المتقي:ص 144,ب 6,ح 8,عن عرف السيوطي,الحاوي,و فيه"..هيهات هيهات..تسعا..ذلك يخرج..إذا قيل للرجل اللّه اللّه قيل..قزعا..على أحد"،الإذاعة:ص 128,عن الحاكم،المغربي:ص 538,عن مقدمة ابن خلدون,عقيدة أهل السنة و الأثر في المهدي المنتظر:ص 30,عن الحاكم،كشف النوري:ص 164,ف 2 عن عقد الدرر,منتخب الأثر:ص 166,ف 2,ب 1,ح 73,عن كشف النوري،معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3 ص 100 حديث 641.

(1) إثبات الهداة ج 3,ص 595.

(2) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 304.

ص: 165

6-و أخرج أيضا عن أبي قبيل قال:"يكون بإفريقية أمير اثنا عشر سنة,ثم تكون بعده فتنة,ثم يملك رجل أسمر,يملأها عدلا,ثم يسير إلى المهدي فيؤدي إليه الطاعة و يقاتل عنه" (1).

7-و أخرج أيضا عن الحسن"إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم ذكر بلاء يلقاه أهل بيته,حتى يبعث اللّه راية من المشرق سوداء,من نصرها نصره اللّه,و من خذلها خذله اللّه, حتى يأتوا رجلا اسمه كاسمي فيوليه فيولونه،أمرهم,فيؤيده اللّه و ينصره (2).

8-"إذا انقطعت التجارات و الطرق و كثرت الفتن خرج سبعة رجال علماء من أفق شتى على غير ميعاد,يبايع لكل رجل منهم ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا,حتى يجتمعوا بمكة,فيلتقي السبعة فيقول بعضهم لبعض:ما جاء بكم؟فيقولون:جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ الفتن على يديه,هذه الفتن و تفتح على يديه القسطنطينية,قد عرفناه باسمه و اسم أبيه و أمه و حليته فيتفق السبعة على ذلك فيطلبونه فيصيبونه بمكة,فيقولون له:أنت فلان بن فلان؟فيقول:لا بل أنا رجل من الأنصار,حتى يفلت منهم,فيصفونه لأهل الخبرة منهم و المعرفة به,فيقال:هو صاحبكم الذي تطلبونه و قد لحق بالمدينة,فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكة فيطلبونه بمكة فيصيبونه فيقولون:أنت فلان بن فلان,و أمك فلانة بنت,و فيك آية كذا و كذا.و قد أفلت منا مرة فمد يدك نبايعك فيقول:لست بصاحبكم أنا فلان بن فلان الأنصاري مروا بنا حتى أدلكم على صاحبكم,حتى ينفلت منهم فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكة,فيصيبونه بمكة عند الركن,فيقولون له:إثمنا عليك و دماؤنا في عنقك إن لم تمد يدك نبايعك،هذا عسكر السفياني قد توجه في طلبنا,

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 415.

(2) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 386.

ص: 166

عليهم رجل من جرم"حرام"فيجلس بين الركن و المقام فيمد يده فيبايع له و يلقي اللّه محبته في صدور الناس,فيسير مع قوم أسد بالنهار و رهبان بالليل" (1).

وردت في هذه الروايات صفة أصحاب الإمام بالأسود الضارية في النهار، و بالرهبان الخاشعة في الليل و هي حالات متناقضة لا تجتمع إلا في قلوب المؤمنين المفعمة بالإيمان و التقوى المليئة بالمعرفة و اليقين و هم أبدال الشام الذي جعلهم اللّه مؤمنين عارفين في وسط مجتمعهم المنحرف بدلا عن الكافرين الفاسقين في المجتمع الإسلامي و عصائب العراق و هم الذين تعصبوا للحق و للحقيقة لا يخافون في اللّه لومة لائم فلا يتهاونون و لا يجبنون و لا يترددون في تنفيذ الأوامر الربانية...

9-عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث بن حراث على مقدمته رجل يقال له منصور,يوطن أو يمكّن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم وجب على كل مؤمن نصره,أو قال إجابته" (2).

10-إن أصحاب القائم شباب لا كهول فيهم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد,و أقل الزاد الملح (3).

11-"الأبدال بالشام,و النجباء بمصر,و العصائب بالعراق" (4).

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 471.

(2) ملاحم ابن المنادي ص 42،ينابيع المودة:ص 259..

(3) عن(الفضل بن شاذان):على ما في غيبة الطوسي،النعماني:ص 315,ب 20,ح 10,أخبرنا إسماعيل بن الحسين قال:حدثنا محمد بن يحيى بن العطار,عن محمد بن حسان الرازي,عن محمد بن علي الصيرفي,عن عبد الرحمن بن أبي هاشم,عن عمرو بن أبي المقدام,عن عمران (بن ضبيان)عن أبي يحيى حكيم بن سعد قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول:,فتن السليلي:على ما في ملاحم ابن طاووس,في كتاب غيبة الطوسي: ص 284,عنه(الفضل بن شاذان),عن عبد الرحمن بن أبي هاشم,عن عمرو بن أبي المقدام,عن عمران بن ضبيان,عن حكيم بن سعد,عن أمير المؤمنين عليه السّلام(قال):كما في النعماني بتفاوت يسير,و فيه"أصحاب المهدي"ملاحم ابن طاووس:ص 144,ب 77,عن فتن السليلي, بسنده:حدثنا ابن أبي الثلج قال:أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن قال:أخبرنا عبد الرحمن بن موسى الجوفي قال:أخبرنا عبد اللّه بن أبي المقدام,عن عمران بن ضبيان,عن أبي يحيى الحكيم بن سعيد قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول:(أصحاب المهدي شباب لا كهل فيهم),إثبات الهداة:ج 3, ص 517,ف 12 ح 377,عن غيبة الطوسي,البحار:ج 52,ص 333,ب 27,ح 63,عن غيبة الطوسي,و أشار إلى مثله عن النعماني، منتخب الأثر:ص 484,ف 8,ب 1,ح 3,عن غيبة الطوسي.

(4) الفائق:ج 1,ص 87,مرسلا عن علي عليه السّلام،تهذيب بن عساكر:ج 1,ص 62,و نصه:"قبة الإسلام بالكوفة,و الهجرة بالمدينة, و النجباء بمصر,و الأبدال بالشام,و هم قليل".و في:ص 63,نصه:"الأبدال من الشام,و النجباء من أهل مصر,و الأخيار من

ص: 167

يظهر من هذا الحديث الشريف إن أغلب المجتمعات البشرية في ذلك الزمن تغرق في المفاسد و المظالم إلا مجموعة قليلة منهم و هم النجباء و العصائب و الأبدال المتمسكون بدينهم و المحافظون على شرفهم و طهارة نفوسهم و هم أصحاب الإمام المهدي عليه السّلام.

12-"إذا هلك الخاطب,و زاغ صاحب العصر,و بقيت قلوب تتقلب(ف)من مخصب و مجدب,هلك المتمنون,و اضمحل المضمحلون,و بقي المؤمنون,قليل ما يكونون,ثلاثمائة أو يزيدون,تجاهد معهم عصابة جاهدت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يوم بدر,لم تقتل و لم تمت" (1).

13-إذا قام قائم آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم جمع اللّه له أهل المشرق و أهل المغرب, فيجتمعون كما يجتمع القزع الخريف,فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة,و أما الأبدال فمن أهل الشام" (2).

********

(4) أهل العراق،و فيها:عن أبي الطفيل قال:خطبنا علي عليه السّلام فذكر الخوارج,فقام رجل فلعن أهل الشام,فقال له:"ويحك,لا تعم. إن كنت لاعنا ففلانا و أشياعه,فإن منهم الأبدال و منهم النجباء".

(1) النعماني:ص 195-196,ب 11,ح 4,حدثنا محمد بن همام,و محمد بن الحسن بن محمد بن جمهور جميعا,عن الحسن بن محمد الجمهور,عن أبيه عن سماعة بن حمران,عن أبي الجارود,عن القاسم بن الوليد الهمداني,عن الحارث الأعور الهمداني, قال:قال أمير المؤمنين علي عليه السّلام على المنبر:...الخ أما معنى قول أمير المؤمنين عليه السّلام:و زاغ صاحب العصر,قد يكون المراد منه صاحب هذا الزمان الغائب الزائغ عن أبصار هذا الخلق لتدبير اللّه الواقع,ثم قال:و بقيت قلوب تتقلب فمن مخصب مجدب, و هي قلوب الشيعة المتقلبة عند هذه الغيبة و الحيرة,فمن ثابت منها على لحص مخصب,و من عادل منها إلى الضلال و زخرف المقال المجدب.ثم قال:هلك المتمنون,ذما لهم و هم الذين يستعجلون أمر اللّه و لا يسلمون له,و يستطيلون الأمد فيهلكون قبل أن يروا فرجا,و يبقي اللّه من يشاء أن يبقيه من أهل الصبر و التسليم حتى يلحقه..."و هم المؤمنون,و هم المخلصون القليلون الذين ذكر عليه السّلام أنهم ثلاثمائة أو يزيدون ممن يؤهله اللّه بقوة إيمانه و صحة يقينه لنصرة وليه عليه السّلام و جهاد عدوه.و هم كما جاءت الرواية عماله و حكامه في الأرض عند استقرار الدار،و كلمة تجاهد معهم عصابة جاهدت مع رسول اللّه يوم بدر إشارة إلى الملائكة المسومين الذين أرسلوا لنصرة الرسول الأكرم فلم يقتلوا بل هم أحياء و لم يموتوا بل أحياء متواجدون في الأرض لنصرة الإمام عليه السّلام.

(2) تهذيب ابن عساكر:ج 1,ص 63,مختصر تاريخ دمشق:ج 1,ص 114,جواهر العقدين:على ما في ينابيع المودة، صواعق بن حجر:ص 165,ب 11,ح 1,عن ابن عساكر.و ليس فيه"فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف"ينابيع المودة: ص 433,ب 73,عن جواهر العقدين المغربي:ص 572,ح 68,عن ابن عساكر.

ص: 168

و جاء في الأحاديث الشريفة أن أصحابه عليه السّلام يجتمعون معه بعد الإذن الإلهي له بالخروج.

14-روي عن الإمام الصادق عليه السّلام:"إذا أذن الإمام دعا اللّه باسمه العبراني فأتيحت له صحابته...فهم أصحاب الألوية منهم من يفتقد عن فراشه ليلا...و منهم يرى يسير في السحاب نهارا..." (1).

15-قال الإمام الباقر عليه السّلام:"..فمن كان ابتلى بالمسير وافى،و من لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه" (2).

16-و جاء عن أمير المؤمنين عليه السّلام"ألا بأبي و أمي و هم من عدة،أسماؤهم في السماء معروفة و في الأرض مجهولة (3).

17-و عن إيمانهم و صفاتهم و توحدهم قال الإمام علي عليه السّلام:"..كأنهم ليوث قد خرجوا من غاب قلوبهم مثل الحديد لو أنهم هموا بإزالة الجبال الرواسي لأزالوها عن مواضعها،و هم الذين وحدوا اللّه حق توحيده،لهم في الليل أصوات كأصوات الثواكل من خشية اللّه تعالى،قيام في ليلهم و صوام في نهارهم كأنهم من أب واحد و أم واحدة،قلوبهم مجتمعة بالمحبة و النصيحة.." (4).

18-قال الإمام الباقر عليه السّلام:"يبايع القائم بين الركن و المقام ثلاثمائة و نيف عدة أهل بدر فيهم النجباء من أهل مصر و الأبدال من أهل الشام و الأخيار من أهل العراق" (5).

19-و روي عن الإمام الرضا عليه السّلام:"و اللّه أن لو قد قام قائمنا يجمع اللّه إليه شيعتنا من جميع البلدان" (6).

********

(1) الغيبة للنعماني ص 313.

(2) بحار الأنوار ج 52 ص 316.

(3) نهج البلاغة،خطبة رقم 187.

(4) مجمع النورين للمرندي ص 331.

(5) بحار الأنوار ج 52 ص 334.

(6) بحار النوار ج 52 ص 291.

ص: 169

20-قال أبو بصير للإمام الصادق عليه السّلام:جعلت فداك ليس على الأرض يومئذ مؤمن غيرهم؟

قال:بلى،و لكن هذه(العدة)التي يخرج اللّه فيها القائم عليه السّلام هم النجباء و القضاة و الحكام و الفقهاء في الدين.." (1).

21-و روي أن من بين هؤلاء الأصحاب يكون هناك عدد من النساء اللاتي تتحملن المسؤوليات الكبيرة في دولة المهدي عليه السّلام تقول الرواية:يجيء و اللّه ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة..." (2)في دلائل الإمامة عن الإمام الصادق عليه السّلام:"أن مع القائم عليه السّلام ثلاث عشر امرأة،يداوين الجرحى و يقمن على المرضى كما كان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم" (3).

22-و روي عن الإمام الصادق عليه السّلام:"يقف بين الركن و المقام فيصرخ صرخة فيقول:يا معشر نقبائي و أهل خاصتي و من ذخرهم اللّه لنصرتي قبل ظهوري على وجه الأرض ائتوني طائعين.فترد صيحته عليه السّلام عليهم و هم على محاربيهم و على فرشهم في شرق الأرض و غربها فيسمعونه في صيحة واحدة في أذن كل رجل فيجيئون نحوها" (4).

23-قال الإمام الباقر عليه السّلام:"...و هم و اللّه الأمة المعدودة...يجتمعون في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف... (5)فيبايعونه بين الركن و المقام و معه عهد من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قد توارثته الأبناء عن الآباء" (6).

********

(1) دلائل الإمامة ص 562.

(2) بحار الأنوار ج 52 ص 223.

(3) دلائل الإمامة ص 484.

(4) بحار الأنوار ج 43 ص 7.

(5) بحار الأنوار ج 52 ص 288.

(6) بحار الأنوار ج 52 ص 239.

ص: 170

24-و عن الإمام الصادق عليه السّلام أيضا:"إن صاحب هذا الأمر محفوظ له أصحابه لو ذهب الناس جميعا أتى اللّه له بأصحابه و هم الذين قال اللّه عز و جل: فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ (الانعام:89).

25-و روي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"إني لأعرف أسماءهم و أسماء آبائهم و ألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ،أو من خير فوارس على ظهر الأرض" (1).

26-قال أمير المؤمنين عليه السّلام في شأن البيعة و شروطها بين هؤلاء الأصحاب و القائم عليه السّلام:

"يبايعون على أن لا يسرقوا و لا يزنوا و لا يقتلوا و لا يهتكوا حريما محرما و لا يسبّوا مسلما و لا يهجموا منزلا و لا يضربوا أحدا إلا بالحق و لا يركبوا الخيل الهماليج و لا يتمنطقوا بالذهب و لا يلبسوا الخز و لا يلبسوا الحرير و لا يلبسوا النعال الصرارة و لا يخربوا مسجدا و لا يقطعوا طريقا و لا يظلموا يتيما و يأكلون الشعير و يرضون بالقليل و يجاهدون في اللّه حق جهاده و يشمون الطيب و يكرهون النجاسة،و يشرط لهم على نفسه ألا يتخذ صاحبا و يمشي حيث يمشون و يكون من حيث يريدون يرضى بالقليل و يملأ الأرض بعون اللّه عدلا كما ملئت جورا،يعبد اللّه حق عبادته.." (2).

27-و روى عن الإمام الحسين عليه السّلام،عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...يجمع اللّه عز و جل من أقاصي البلاد على عدد أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا،معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم و أنسابهم و بلدانهم و صنائعهم و كلامهم و كناهم، كرّارون مجدّون في طاعته" (3).و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

من خلال هذه الأحاديث اتضح إن أصحاب الإمام هم النخبة الطاهرة و الفئة الخالصة و الطليعة المجاهدة من المجتمع الإسلامي التي إمتلأت قلوبهم بالإيمان و التقوى و خلصت من الشرك و طهرت من النفاق و عرفت بالنجابة و الشرف و سمت بالمعرفة

********

(1) صحيح مسلم ج 8 ص 178.

(2) معجم احاديث الإمام المهدي ج 3 ص 107.

(3) كمال الدين ص 268.

ص: 171

و الإخلاص و قويت بالتوكل على اللّه فهم الصفوة الطيبة الطاهرة و المجاهدة و المثابرة المستخلصة من الأمة الإسلامية التي لا تعرف للتعب من معنى و لا للظالمين من قيمة و لا للمفاهيم الجاهلية من أهمية،فهم يثورون على كل طاغوت و يحاربون الظالمين و ينهضون بكل ما أوتوا من قوة،فلا يهابون من شيء و لا يخافون من أحد و لا يجبنون رغم قلة عددهم و ضئالة عتادهم و على اللّه يتوكلون و منه يستمدون العون و المساعدة و يخوضون المعارك الضارية بكل شجاعة و بسالة كالأسود الضارية و لا يخافون في اللّه لومة لائم.هذه هي صفات أصحاب الإمام المهدي عليه السّلام و هذه هي مناقبهم و أعمالهم و تواضعهم و جهادهم و عبادتهم و زهدهم،فهل تجد لهم نماذج على وجه البسيطة؟و هل لهم أمثال مشابهة على ظهر الكرة الأرضية؟

ص: 172

الفصل الثالث: أهمية الإنتظار

اشارة

كيف ننتظر الفرج

ص: 173

ص: 174

كيف ننتظر الفرج؟

هل لأنتظار الفرج هناك قيمة أساسية في الإسلام؟

و هل يشكل الانتظار عملا مهما في استمرارية الحركة الإسلامية؟

و هل له تأثير نفسي في روحية المجاهدين العاملين؟

إن الأحاديث التي تطرقت إلى موضوع الانتظار تشحن همم المجاهدين و ترفع من معنويات المنتظرين،و اليك بعضها:

عن أمير المؤمنين عليه السّلام عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج" (1).

و عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"انتظروا الفرج و لا تيأسوا من روح اللّه فإن أحبّ الأعمال إلى اللّه عز و جل انتظار الفرج.." (2).

و عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"سلوا اللّه من فضله فإن اللّه عز و جل يحب أن يسأل و أفضل العبادة انتظار الفرج" (3).

********

(1) يوم الخلاص ص 162،كمال الدين ص 644 ب 55 ح 3،عيون أخبار الرضا ج 2 ص 35.

(2) الخصال ص 616،منتخب الأثر ص 496،البحار ج 52 ص 123.

(3) العسكري في الأمثال،على ما في هامش مسند الشهاب،ينابيع المودة ص 494،فيض القدير ج 3 ص 51،مجمع البيان ج 3 ص 40،غاية المرام ص 696،البحار ج 52 ص 122.

ص: 175

على ضوء هذه الأحاديث نتساءل:كيف يكون انتظار الفرج من أفضل الأعمال؟ و كيف يكون من أحب الأعمال إلى اللّه تعالى؟و كيف يكون من أفضل العبادة؟.

قبل الإجابة على هذه الأسئلة لا بد لنا من معرفة معنى(انتظار الفرج)و حقيقة الأنتظار،فهل انتظار الفرج هو الوقوف أمام المشاكل و المآسي و المظالم مكتوفي الأيدي حتى يتحقق الفرج من قبل اللّه عز و جل؟أم أن الانتظار له معنى صحيحا على خلاف ما تصوّره البعض خطأ؟

في الحقيقة إننا لا نستطيع أن نعرف معنى الانتظار إلا من خلال التعامل و الفهم العرفي لهذه الكلمة.فالناس حينما ينتظرون قدوم ضيف عزيز لهم يبادرون إلى تهيئة المكان و شراء أفضل المأكولات و المشروبات فرحة بقدومه،و تلبية لحاجاته..و ليس مجرد وضع اليد على الأخرى من دون تحريك ساكن.هذه هي حقيقة الانتظار عرفا و من هنا إذا رأينا الأحاديث تتحدث عن فضل الانتظار بأنه أحب الأعمال إلى اللّه سبحانه و أفضلها،فهي تعني الانتظار من باب الاستعداد و تهيئة الأرضية لاستقبال الإمام،و ليس بمعنى السكوت و الجمود،و الخمول،و ذلك لأن الانتظار إذا كان بمعنى السكوت و الوقوف أمام المفاسد و المظالم في حالة من التفرج إلى أن تعم العالم كله..

فهذا لا يعتبر عملا و حركة مباركة،بل هو استسلام للواقع المتردي،و تفرج على الوضع المأساوي،فكيف يكون هذا من أفضل الأعمال و من أحبها إلى اللّه عز و جل؟!بل هو في الحقيقة ليس بعمل أصلا حتى يكون(أفضل الأعمال)؟.

إن هذا الأمر لا يقبله العقل و لا يرتضيه الوجدان،فهل يكون مقبولا لدى الشارع الإسلامي المقدس؟

هذا أمر مستحيل،بل هو أمر مرفوض جملة و تفصيلا لأنه كيف يكون مقبولا في الإسلام،في الوقت الذي يحرّض فيه القرآن الكريم على الجهاد و قتال الأعداء،و يأمر

ص: 176

المسلمين بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر،و ضرورة القيام بالعمل الصالح وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ (التوبة:105)..

بل كيف يرتضي الدين الإسلامي التفرج على ظلم الظالمين و جولات الفاسقين و طغيان الطواغيت...في حين أن اللّه سبحانه يبين في قرآنه الحكيم و على لسان نبيه الكريم حقيقة التمسك بحبل اللّه ألا و هو الكفر بالطاغوت و الإيمان باللّه،بحيث أصبح رفض الطاغوت مقدمة لحقيقة الإيمان باللّه عز و جل فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لاَ انْفِصامَ لَها (البقرة:256)و هو الآمر في كتابه العزيز بوجوب القتال في سبيله و الدفاع عن المستضعفين: وَ ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظّالِمِ أَهْلُها وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (النساء:75)

من خلال هذه الآيات المباركة الكثيرة من أمثالها في الكتاب العزيز يتضح كاملا فساد العقلية التي تؤمن بأن معنى الانتظار هو السكوت على الجرائم و المظالم و القبول بالواقع الفاسد و اختيار الصمت المطلق تجاه جرائم المجرمين و المفسدين.فالانتظار عبارة عن تهيئة الظروف و ترتيب الأمور بانتظار قدوم المولى.

فالانتظار لا يتحقق إلا إذا كان الفرد جادا في إصلاح نفسه و تغير ذاته بما يحبه المولى حين قدومه إليه كما و أن الفرد لا يصدق عليه بأنه منتظر إلا إذا كان منهمكا في إصلاح مجتمعه و أمته كما يريده الإمام عليه السّلام.فللانتظار معنى أعلى و أسمى مما فهمه المتخاذلون و المتكاسلون،فالانتظار يعني انتظار نجاح العمل بعد البدء في مباشرته و الاستمرار في مواصلته برغم المشاكل و المصاعب،و الانتظار أيضا هو الأمل في الفوز مع الاجتهاد في التضحية و الفداء.و انتظار الفرج اسم على حقيقة القيام بالعمل الدؤوب بأمل انفراج الأزمات،و انكشاف الظلمات و انجلاء الكربات بالأعمال و التضحيات و الإصرار على المواجهة،فلا تنفرج الأزمات إلاّ بالجد

ص: 177

و الاجتهاد و لا تنجلي الأحزان و الكربات إلاّ بمواصلة الاجتهاد في الدفاع عن حريم الإسلام،و أن الواقع المأساوي للأمة لا يتغير إلاّ أن تغير الأمة من واقعها المتخلف، و إرادة التغيير و الإصرار في مواصلة المهمة و الانطلاق للقيام بواجب الجهاد و العمل و ترك التكاسل و الإتكالية حتى يتحقق الأمل المنشود و قد صرّح القرآن الكريم بذلك قائلا: إِنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ (الرعد:11).

و من الطبيعي أن الفرج لا يأتي إلاّ بعد مصارعة الأهواء و مقاتلة الأعداء و العمل بجد و اجتهاد،و عدم اليأس من نصر اللّه جل جلاله،و لذا يكون انتظار الفرج هو (أفضل الأعمال)لأنه يعطي الأمل للناس،و يدفع بالإنسان إلى القيام بأداء الواجبات و الفرائض و الوظائف على أحسن وجه بأمل الفوز و الانتصار.

و لذا فالانتظار(عمل)و ليس صمتا،و هو جهاد و ليس تفرجا على المآسي،و إلاّ لكان في هذا المعنى السلبي للانتظار عند البعض إحباط لمعنويات المجاهدين و تشجيع في التراجع عن القيام بالواجبات و الفرائض و إفساح المجال لكل المجرمين و الظالمين بارتكاب المفاسد و الجرائم.

إذن فالانتظار ليس بمعنى السكوت و التفرج بل هو انتظار للنتائج بعد أداء الأعمال و الواجبات تماما كما يقوم المزارع بالحرث و البذر و السقي و المحافظة على زراعته بانتظار بلوغ الثمار و حصد حاصل زرعه.و إذا ذكّرت في بعض الروايات بضرورة التقية و عدم القيام بحركة اليد و الرجل فهو ليس بمعنى عدم العمل و القيام بالفرائض و الواجبات الإسلامية من الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بشكل مطلق و في كل زمان و مكان،بل المراد من ذلك هو توقيف العمل العلني من الجهاد و الدفاع عن المقدسات الإسلامية في تلك الحالات الخانقة بشكل مؤقّت حيث الظروف تقتضي التستر في القيام بالأعمال،من هنا نعرف أن النهي الذي جاء من قبل أهل البيت عليهم السّلام بعدم القيام بالثورة و الجهاد المسلح إنما هو حالة استثنائية في ظروف صعبة و حالات

ص: 178

خاصة،لأن لكل زمان و مكان متطلباته و واجباته الشرعية،فقد يتطلب في عصر من العصور القيام بالثورة و الانتفاضة،و في عصر آخر التقية و التستر في العمل و التحرك.

و هذا لا يعني عدم العمل و القيام بالواجبات بشكل عام،بل المراد منه القيام بالمهام و الواجبات بشكل سري في ظروف سيطرة الطغاة و الظالمين حين بطشهم و فورة طغيانهم،و هذا أمر نستطيع أن نعرفه من حياة أهل البيت عليهم السّلام و أصحابهم المخلصين حيث كانوا يؤدّون الأعمال بشكل علني و يقومون بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بصورة مكشوفة و يخوضون الصراع من أجل إعلاء كلمة الإسلام و القيام بالنهضة و الثورة المسلحة في زمان مناسب كما في عهد سيد الخلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و في عهد سيدنا و مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام،و عصر الإمام الحسين عليه السّلام...و في زمان آخر كانت الظروف و الأزمات الخانقة تفرض عليهم القيام بالواجبات الرسالية بشكل سرّي بعيدا عن أعين الظلمة و جواسيسهم،كما هو الملاحظ في الظروف التي كانت سائدة في عهد الإمام زين العابدين و الإمام الكاظم و الإمامين العسكريين عليهم السّلام.فأهل البيت عليهم السّلام كانوا يمارسون أعمالهم بأحسن وجه و لكن في سرية مطلقة.

إذن فالتقية و الانتظار ليس بمعنى الكف عن العمل و اختيار الصمت المطلق و السكوت المميت عن جرائم الظالمين و التراجع عن هداية الناس و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الدفاع عن المستضعفين،فمن خلال تأريخ أهل البيت نلاحظ أنهم كانوا يقومون مع أتباعهم المخلصين بهذه الواجبات و لكن في غاية الخفاء و السرية التامة.

فالإنسان بحاجة إلى أمل النجاح،و انتظار الفرج حين القيام بالواجبات،و كلما ازدادت الظروف صعوبة و الأزمات شدة،فعلى المرء أن يقاوم اليأس و القنوط الذين طالما يراودانه إذا طال الأمد،و عليه أن يربط انتظاره للفرج بالقيام بأداء الأعمال على أمل انفراج الأزمات،و تغير الظروف و الأحوال،و بهذا الأمل يواصل المرء

ص: 179

مسيرته النضالية و تحركاته الرسالية و نشاطاته الإيمانية رغم كل الظروف و الأحوال السيئة و رغم كثافة و نوعية المشاكل و الأزمات.

فانتظار الفرج و عدم اليأس من تغير الأوضاع السيئة و انتظار التغيير و عدم القنوط من روح اللّه،هو في حد ذاته أكبر دافع للإنسان لمواصلة مسيرته الجهادية و تحركاته الإيمانية،و قد أمر اللّه عز و جل المؤمنين بمواصلة العمل حيث قال عز و جل: وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ (التوبة:105)و في آية أخرى في بيان الفائزين برضوان اللّه و بالجنان و يقول عز و جل: وَ الْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ (العصر 1-3).

فالعمل و النشاط و الحركة لها نتائجها الحسنة في المجتمع حيث أن كل الأعمال بمرأى و مسمع من اللّه سبحانه و الرسول الأكرم و أهل البيت الأطهار عليهم السّلام،فهي تعطي نتائجها كل حين بإذن اللّه تعالى.و انفراج الأزمات تكون كلما اشتدت الأمور ضيقا،و قد حذر اللّه سبحانه بشدة الذين ينتابهم اليأس من التغيير و القنوط من الانفراج،نتيجة تردي الأوضاع و اشتداد الأزمات،و اعتبر سبحانه الذين ييأسون من رحمته هم الكافرون،لأن اليأس لا يدخل في قلب المؤمن باللّه و برسوله. إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكافِرُونَ (يوسف:87).

و القنوط لا يقتحم إيمان المرء المسلم بالتغيير حتى لو أطبقت الدنيا عليه شدة و خناقا و حتى لو احتشدت عليه عساكر الأعداء،فإيمان المسلم باللّه و بنصره و بروحه أقوى من بطش الأعداء و أعلى من كل شدة،و انتظار التغيير و التبديل أمله الذي يحدو به إلى العمل و الجد و النشاط و هو يعلم مسبقا أن ليس عليه إلاّ العمل و مواصلة النضال في كل الظروف و الأحوال أما سرا أو جهرا فالفرج من اللّه و النصر من عنده و ما على المؤمنين إلاّ التوكل عليه سبحانه و الجهاد في سبيله و التضحية و الفداء لمرضاته.

ص: 180

و لهذا كان الانتظار أفضل الأعمال و أحبها إلى اللّه عز و جل،لأنه بانتظار الفرج يسهل للإنسان اقتطاف ثمار جهاده في الدنيا و السعادة في الآخرة لنيل ثواب أعماله و تضحياته.و هناك أمل عظيم يحدو بالإنسان المجاهد ألا و هو الفوز الحقيقي في آخر المطاف،حيث سيكون للمؤمنين نصر عظيم في الدنيا على جميع الظالمين و المجرمين و ستكون لهم دولة كبيرة تحكم الكرة الأرضية بقيادة أعظم شخصية من آل الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم ألا و هو الإمام المهدي المنتظر عجل اللّه فرجه و ليس عبثا أن سمّي الإمام الغائب بالمنتظر لأنه عليه السّلام يشارك المؤمنين بانتظار الفرج الإلهي أيضا.فالكل بانتظار الرحمة السماوية و الإذن الإلهي بما فيهم الإمام المعصوم عليه السّلام،و هذا وعد رباني محتوم لا خلف فيه و لا تبديل،فالمنتظر لأمر اللّه و هو يقوم بأداء واجباته الشرعية كالمتشحط بدمه في سبيل اللّه لأنه في حالة أداء مهامه و فرائضه في أحلك الظروف و أصعب الحالات،و كما قال الإمام الصادق عليه السّلام عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"...و المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل اللّه" (1).

و من هنا يمتحن الشيعة في فترة الغيبة بمدى صبرهم و انتظارهم للفرج،و لذا سميت الفئة المناضلة المجاهدة في سبيل اللّه الصابرة على المصاعب و المشاكل المتحملة للشدائد و الآلام،سميت في الروايات بالعصابة أو العصبة،لأنها حقا متعصبة و مشدودة للعمل لا تصرفها المطامع و الأهواء و لا تزحزحها المصاعب و الأزمات بل تعتبر الفتن و المشاكل اختبارات و امتحانات،و عليهم أن يتحملوها لبناء أنفسهم أولا و لنيل الدرجات في الآخرة ثانيا.

و في حال تسلط الفجار و الطغاة على المتقين المؤمنين،و سيطرتهم على الناس، فعلى الموحدين أن لا ييأسوا من تغير الظروف و تبدل الأحوال،و إن كانت الظلمات تعم الكرة الأرضية من الفجور و الطغيان.فأمل حدوث تبدد الظلمات و تغير

********

(1) البحار،ج 52،ص 123.

ص: 181

الحالات و حدوث الانقلابات في النفوس و القلوب أمر ممكن وقوعه في أي لحظة بإذن اللّه ما دام هناك جهاد و نضال و أمل في التغيير و انفراج للأوضاع بنصر من اللّه عز و جل،و هذا النصر سيأتي حتما و الفرج سيحدث يقينا بمشيئة اللّه سبحانه،و هذا وعد الهي لا تبديل فيه و لا خلف و ان طال ليل الظلمات و حكومة الطغاة،و لكن على المؤمنين العمل الدؤوب و الجهاد المتواصل بانتظار هذا الفرج العظيم كما بشرنا به القرآن الكريم وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ (الأنبياء:105).و بشرنا به أهل البيت المطهرون عليهم السّلام في أحاديثهم الشريفة التي نورد فيما يلي بعضا منها و هي تبين فضيلة انتظار الفرج و كيف أنها من أفضل الأعمال و أحبها إلى اللّه سبحانه:

أفضل العبادة انتظار الفرج

1-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"سلوا اللّه من فضله فإن اللّه عز و جل يحب أن يسأل و أفضل العبادة انتظار الفرج" (1).

2-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"انتظار الفرج عبادة" (2).

3-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"انتظار الفرج بالصبر عبادة" (3).

4-و عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"انتظار الفرج من اللّه عبادة" (4).

5-و عن الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام:"أفضل العبادة بعد المعرفة انتظار الفرج" (5).

********

(1) الترمذي ج 5 ص 565،الطبراني الكبير ج 10 ص 124،كمال الدين ج 2 ص 287،مجمع البيان ج 3 ص 40،إثبات الهداة ج 3 ص 461،غاية المرام ص 696.

(2) أمالي الطوسي،ج 2،ص 19.

(3) مسند الشهاب ج 1 ص 62.

(4) الجامع الصغير ج 1 ص 417 ح 2719.

(5) تحف العقول ص 3-4،البحار ج 78 ص 326.

ص: 182

انتظار الفرج أفضل الجهاد و أفضل الأعمال

6-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"أفضل جهاد أمّتي انتظار الفرج" (1).

7-و عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج من اللّه عز و جل" (2).

8-عن أمير المؤمنين عليه السّلام،قال:"...انتظروا الفرج و لا تيأسوا من روح اللّه،فإن أحبّ الأعمال إلى اللّه عز و جل انتظار الفرج،ما دام عليه العبد المؤمن و المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل اللّه" (3).

9-و عنه أيضا عليه السّلام قال:"الآخذ بأمرنا معنا غدا في حظيرة القدس،و المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل اللّه" (4).

و هكذا تبين الأحاديث الشريفة فضل الانتظار و هو(عمل)بل هو من أفضل الأعمال.كما بينت الأحاديث الشريفة،فضل المنتظرين للفرج من اللّه سبحانه،و ما لهم من عظيم الأجر و رفيع الدرجات إلى درجة يكون فيها المنتظر للقائم عجل اللّه فرجه كالشاهر سيفه بين يدي الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم و كمن مات في فسطاط و عسكر الإمام المهدي عليه السّلام،و له أجر الصائم القائم،و أن له أجر الشهيد إن مات قبل خروج المهدي عجل اللّه فرجه،بل هو كمن ضرب بسيفه مع القائم عجل اللّه فرجه بل بمنزلة من استشهد مع الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و هذا ما تنطق به الأحاديث الشريفة عن أهل البيت عليهم السّلام، و التي نقتطف بعضا منها فيما يلي:

المنتظر للقائم عجل اللّه فرجه كالشاهر سيفه بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

1-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"...المنتظر للثاني عشر(الشاهر سيفه بين يديه)كان كالشاهر سيفه بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يذب عنه..." (1).

********

(1) تحف العقول ص 37.

(2) كمال الدين ص 644 ب 55 ج 3،عيون أخبار الرضا ج 2 ص 35،إثبات الهداة ج 3 ص 461.

(3) الخصال ج 2 ص 610،البحار ج 52 ص 123،كمال الدين ج 2 ص 645.

(4) خصال الصدوق،ص 625.

ص: 183

للمنتظر أجر الصائم

2-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...و اعلموا أن المنتظر لهذا الأمر له مثل أجر الصائم القائم..." (2).

3-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"ما ضرّ من مات منتظرا لأمرنا إلاّ يموت في وسط فسطاط المهدي و عسكره" (3).

4-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...القائل منكم إن أدركت القائم من آل محمد نصرته كالمقارع معه بسيفه..." (4).

5-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"إعرف إمامك فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك، تقدم هذا الأمر أو تأخر،و من عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره،لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه.." (5).

6-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"...من آمن بنا و صدّق حديثنا و انتظر(أمرنا)كان كمن قتل تحت راية القائم،بل و اللّه تحت راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم" (6).

7-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"من مات منكم على أمرنا هذا فهو بمنزلة من ضرب فسطاطه إلى رواق القائم عليه السّلام،بل بمنزلة من يضرب معه بسيفه،بل بمنزلة من استشهد معه،بل بمنزلة من استشهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم" (7).

8-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"من مات منتظرا لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه،بل كان كالضارب بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم بالسيف" (8).

********

(4) 1الغيبة للنعماني،ص 91.

(2) الكافي ج 2 ص 222،البحار ج 75 ص 73.

(3) الكافي ج 1 ص 372،منتخب الأثر ص 498.

(4) المحاسن ص 173،الكافي ج 8 ص 80،كمال الدين ج 2 ص 644،إثبات الهداة ج 3 ص 490،نور الثقلين ج 5 ص 356.

(5) إثبات الهداة،ج 3 ص 515.

(6) تأويل الآيات الظاهرة ج 2 ص 665،غاية المرام ص 417،البرهان ج 4 ص 293.

(7) المحاسن ص 173.

(8) كمال الدين ج 2 ص 338،إثبات الهداة ج 3 ص 471.

ص: 184

9-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"من مات منكم على أمرنا هذا كان كمن استشهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم" (1).

10-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"كل مؤمن شهيد و إن مات على فراشه فهو شهيد و هو كمن مات في عسكر القائم" (2).

11-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"من عرف بهذا الأمر ثم مات قبل أن يقوم القائم كان له أجر مثل من قتل معه" (3).

12-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"...أن الميت و اللّه منكم على هذا الأمر لشهيد بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل اللّه" (4).

أجر من يقاتل و يستشهد مع القائم عجل اللّه فرجه

13-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...و من أدرك قائمنا فخرج معه فقتل عدوّنا كان له مثل أجر عشرين شهيدا،و من قتل مع قائمنا كان له أجر خمسة و عشرين شهيدا" (5).

14-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...القائل منكم إن أدركت القائم من آل محمد نصرته كالمقارع معه بسيفه،و الشهيد معه له شهادتان" (6).

إذن إن انتظار القائم عجل اللّه فرجه من الدين الذي لا تقبل الأعمال إلاّ به.

15-عن الإمام الصادق عليه السّلام قال عند ما دخل عليه رجل معه صحيفة:"هذه صحيفة مخاصم يسأل عن الدين الذي يقبل فيه العمل.فقال:رحمك اللّه هذا الذي أريد.فقال الإمام الصادق عليه السّلام:شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له،و أن محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلم عبده و رسوله،و تقرّ بما جاء من عند اللّه،و الولاية لنا أهل البيت،و البراءة

********

(1) المحاسن ص 172.

(2) أمالي الطوسي ج 2 ص 288.البحار ج 52 ص 144.

(3) غيبة الطوسي ص 277،منتخب الأثر،ص 515،البحار ج 52 ص 131.

(4) الكافي ج 8 ص 146،فضائل الشيعة ص 38.

(5) الكافي ج 2 ص 222،البحار،ج 75 ص 73.

(6) المحاسن ص 173،الكافي ج 8 ص 80.

ص: 185

من عدونا و التسليم لأمرنا و الورع و التواضع،و انتظار قائمنا،فإن لنا دولة إذا شاء اللّه جاء بها" (1).

المنتظرون هم أفضل أهل كل زمان

16-قال الإمام الصادق عليه السّلام:"طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا،فلم يزغ قلبه بعد الهداية.فقلت له:جعلت فداك و ما طوبى؟قال:شجرة في الجنة أصلها في دار علي بن أبي طالب عليه السّلام و ليس من مؤمن إلاّ و في داره غصن من أغصانها و ذلك قول اللّه عز و جل: طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ " (2).و بصدد بيان أهمية الاستقامة بانتظار الفرج و أجر الثابتين في زمن الغيبة قال الإمام الصادق عليه السّلام:

17-"يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان،إن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم الباري جل جلاله فيقول:

عبادي و إمائي آمنتم بسري و صدقتم بغيبي فابشروا بحسن الثواب مني فأنتم عبادي و إمائي حقا منكم أتقبل و عنكم أعفو و لكم أغفر و بكم أسقي عبادي الغيث،و أدفع عنهم البلاء،و لولاكم لأنزلت عليهم عذابي..." (3).

بل الإمام السجاد عليه السّلام يمضي قدما في بيان عظمة المتمسكين بإمامة المهدي المنتظر في عصر غيبته قائلا:

18-"...إن أهل زمان غيبته القائلون بإمامته المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان..." (4).

من سرّه أن يكون مع أهل البيت عليهم السّلام فعليه بالعمل و بالانتظار و الصبر.

********

(1) الكافي ج 2 ص 23،غاية المرام ص 624،أمالي الطوسي ج 1 ص 182.

(2) معاني الأخبار،ص 122،كمال الدين ج 2 ص 358.

(3) كمال الدين ج 1 ص 330،البحار ج 52 ص 145.

(4) البحار،ج 52 ص 122.

ص: 186

إذن فللانتظار فلسفته الإيجابية و أثره الفعّال في حياة الإنسان،و إذا كان انتظار الفرج له ذلك الأجر العظيم فان أهل البيت عليهم السّلام بيّنوا أن هذا الانتظار هو عمل متواصل مشروط بالجد و الكفاح و الصبر و التسليم لأوامرهم و إرشاداتهم الرسالية،الأمر الذي يؤدي إلى حصد نتائج عظيمة،و التي تتمثل في قمتها الفوز بالدرجات السامية مع أهل البيت عليهم السّلام في الآخرة مثلما بينته أحاديثهم الشريفة السابقة و التالية الذكر.

19-في حديث طويل مع أحد مواليه عن أحوال آخر الزمان،يقول الإمام الصادق عليه السّلام:"..ألا تعلم أن من انتظر أمرنا و صبر على ما يرى من الأذى و الخوف هو غدا في زمرتنا... (1).

20-"الآخذ بأمرنا معنا غدا في حظيرة القدس و المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل اللّه" (2).

جدّوا و انتظروا...و هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة

21-و عن الإمام الصادق عليه السّلام أيضا"...من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر و ليعمل بالورع و محاسن الأخلاق و هو منتظر،فإن مات و قام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه فجدّوا و انتظروا،هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة" (3).

22-و عن الإمام الصادق عليه السّلام في حديث طويل جاء في جانب منه:"...عليكم بالتسليم و الرد إلينا و انتظار أمرنا و أمركم و فرجنا و فرجكم.." (4).

23-و في حديث آخر للإمام الصادق عليه السّلام:"...من عرف هذا الأمر فقد فرّج عنه لانتظاره" (5).

24-عن الإمام السجاد عليه السّلام:"انتظار الفرج من أعظم الفرج" (1).

********

(1) الكافي ج 8 ص 37،بشارة الإسلام ص 125،البحار ج 52 ص 254.

(2) خصال الصدوق،ص 625.

(3) النعماني ص 200 ب 11 ح 16،إثبات الهداة ج 3 ص 536،البحار ج 52 ص 140 ب 22،ح 50.

(4) الكشي ص 138،العوالم ج 3 ص 558،البحار ج 2 ص 246.

(5) الكافي ج 1 ص 371،النعماني ص 330،ب 25.

ص: 187

25-و في بيان آخر عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال:"ليعن قويكم ضعيفكم و ليعطف غنيكم على فقيركم و لينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه...و انظروا أمرنا و ما جاءكم عنّا...و إذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوا إلى غيره فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيدا..." (2).

26-و عن الإمام الرضا عليه السّلام قال:"ما أحسن الصبر و انتظار الفرج،أما سمعت قول اللّه عز و جل وَ ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (هود:93)،و قوله عز و جل فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (الأعراف:71).فعليكم بالصبر،فإنه إنما يجيء الفرج على اليأس.." (3).

27-و في خبر الأعمش عن الإمام الصادق عليه السّلام:"و دينهم(دين الأئمة)الورع و العفة و الصدق...إلى قوله:و انتظار الفرج بالصبر" (4).

نعم،إن انتظار الفرج يتطلب من الإنسان الصبر،فلا يمكن أن يكون الإنسان منتظرا ما لم يكن صابرا يتحمل المشاق و المصاعب و هو يرى ما يكره،و الجد في العمل على طريق الهدى و التمسك بالقيم الإسلامية مهما كانت الظروف المعاكسة و الخطوط الضاغطة،و على الإنسان المؤمن المثابرة في العمل و الاستقامة في الدين و الصبر على البلاء و الصبر على الطاعة و الصبر على ترك المعصية في إطار العمل في سبيل اللّه بانتظار الفرج..كل ذلك من المعاني البارزة لانتظار الفرج.

أذن هذا هو المعنى الحقيقي للإنتظار وفق ما جاء على لسان الأحاديث فهل بعد هذا البيان من تفسير آخر؟!

********

(5) 1إثبات الهداة ج 1 ص 514.

(2) إثبات الهداة ج 1 ص 529.

(3) العياشي ج 2 ص 20.

(4) خصال الصدوق،ص 479.

ص: 188

الفصل الرابع: الثورة أمر محتوم

اشارة

1-إرهاصات قيام الإمام

2-الإمام المهدي و الرايات السود

3-يوم النهضة

4-يوم النداء

5-يوم الخروج القيامة الصغرى

ص: 189

ص: 190

1-إرهاصات قيام الإمام

على الرغم من أن أيام خروج الإمام المهدي-عجل اللّه فرجه-مشحونة بالاضطرابات و الحروب و مليئة بالمتاعب و الآلام،فإنها في الوقت نفسه أيام تكسوها الروعة و الجمال و الابتهاج و العظمة،لأنها أيام تنهي فترة الانتظار المرير التي طالما عاشها المؤمنون طوال القرون و الأعوام...و قد عانوا من المآسي و الاضطهاد و القتل و التعذيب الكثير الكثير...أيام تمسح دموع الأرامل و الأيتام و تبشّر بطلوع فجر الحرية و العدالة و السعادة و الرفاه،أيام تعيد الابتسامة إلى شفاه المستضعفين،و تعيد الأمن و الطمأنينة للقلوب المروّعة.

أيام تبشر بالنصر لكل المظلومين في العالم،أيام تجلو العمى عن القلوب و الأبصار، و تهدي النفوس إلى الإيمان و الاستبصار،و تبشر المؤمنين بالنصر و السعادة و الرخاء...

و كما يبزغ الفجر من ليل الظلمات،يبزغ فجر الإيمان من ظلمات الكفر و الضلال.

و السؤال الذي يدور في الأذهان:هل هناك من تحديد فترة زمنية و لو بشكل تقريبي لأيام خروج الإمام المهدي؟

أجل جاء هذا التحديد الزمني عن الرسول الأكرم بصورة واضحة،و لكن من دون تعيين ساعة الصفر لها،لأن الأمر مرتبط بمشيئة اللّه عز و جل إلا أن هناك بيان

ص: 191

تقريبي عن أيام النهضة المهدوية العظيمة التي تأتي بعد حكم الجبابرة حيث يقول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"تكون النبوة فيكم ما شاء اللّه أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة فتكون ما شاء اللّه أن تكون ثم يرفعها إذا شاء اللّه أن يرفعها،ثم تكون ملكا عضوضا فيكون ما شاء اللّه أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها،ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء اللّه أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها،ثم تكون خلافة على منهاج النبوة) (1).

و في حديث آخر عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"سيكون من بعدي خلفاء و من بعد الخلفاء أمراء و من بعد الأمراء ملوك و من بعد الملوك جبابرة،ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا..." (2).

بهذا التعيين التقريبي يمكن تحديد فترة(آخر الزمان)التي جاءت في الروايات الكثيرة حيث يكون خروج الإمام فيها."يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي و كنيته ككنيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا" (3).

و قد يستفاد أيضا من روايات أخرى عن أهل البيت عليهم السّلام الذين ذكروا الفترة التي يرجى أن يكون خروج الإمام فيها و ذلك عند حالة اليأس و القنوط التي تنتاب البعض من قيام الإمام و هم يعتقدون موت الإمام و انقطاع الأخبار عنه،.كما في هذه الرواية عن الإمام الباقر عليه السّلام"يا أبا الجارود،إذا دار الفلك و قالوا مات أو هلك،و بأي واد سلك،و قال الطالب له أنى يكون ذلك،و قد بليت عظامه،فعند ذلك فارتجوه

********

(1) ابن حماد على في كنز العمال:،أحمد:ج 46،ص 273،مشكاة المصابيح:ج 2 ص 699 حديث 5375،جمع الجوامع:ج 1 ص 408،العطر الوردي ص 54،كنز العمال ج 6 ص 120،حديث 15110،كشف الغمة ج 2 ص 231 حديث 1588، دلائل النبوة ج 6 ص 340،معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 19،حديث 3.و على الرغم من إشكال البعض على توصيفات بعض فقرات هذا الحديث إلا أنه بالإمكان معرفة الحقبات التاريخية التي مرت على الأمة الإسلامية من حكومات حكمت بأسماء مختلفة و أساليب قاسية انتهت بحكومات ملوكية و جبابرة و يدعم صحة هذا الحديث روايات عديدة ذكرت تعاقب الحكومات الموسومة بنفس الصفات المبينة في الحديث السابق مما يدل على صحة الحديث النبوي في تعاقب الحكومات المختلفة على الأمة الإسلامية.

(2) كشف الغمة ج 3 ص 264.

(3) تذكرة الخواص ص 363،عقد الدرر ص 32،عقيدة أهل السنة ص 16،إثبات الهداة ج 3،ص 606-607.

ص: 192

و إذا سمعتم به فأتوا و لو حبوا على الثلج).و ورد عنه أيضا عليه السّلام:"...فخروجه إذا خرج يكون عند اليأس و القنوط من أن يروا فرجا" (1).

و يستفاد أيضا من بعض الروايات أن أيام خروج الإمام عليه السّلام تكون أياما تكسو الأرض الثلوج و يحكم الجو البرد القارص كما يظهر من الرواية السابقة و الروايتين التاليتين و هما نموذج لروايات عديدة بهذا المعنى:(قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من قبل خراسان فأتوها و لو حبوا على الثلج،فإن فيها خليفة اللّه المهدي) (2).

(الحسن بن سفيان،و أبو نعيم عن ثوبان قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم تجيء الرايات السود من قبل المشرق كأن قلوبهم زبر الحديد،فمن سمع بهم فليأتهم فليبايعهم و لو حبوا على الثلج) (3).

و هذا التعبير بالحبو على الثلج و عدم الاعتناء بالبرد في مناصره الرايات السود ربما يدل على أن زمن الخروج يكون في أيام الشتاء في وقت يغطي أراضي خراسان الثلج،حيث الوصول إلى الرايات السود يتطلب بذل الجهود في محاربة البرد و الثلج و إلا لكان لسان التعبير الروائي مختلفا إذا كان الخروج في أيام الصيف كان يقال مثلا:(فمن سمع بهم فليأتهم و لو مشيا على الرمضاء،و لو في حر الهجير)..

هذا و قد جاءت الأحاديث الشريفة عن أهل البيت عليهم السّلام،تظهر صورة واضحة عن الأحداث و العلائم التي تسبق و تتخلل فترة الظهور المبارك للإمام الحجة عليه السّلام،و تلك التي تحدث قبيل فترة أيام خروجه و نهضته المباركة.و هذه العلامات على نوعين:

بعيدة و قريبة،و يمكن أن تقسمّ على قسمين:

********

(1) بشارة الإسلامية ص 82.

(2) دلائل النبوة ج 6 ص 516،عقد.الدرر ص 125 برهان المتقي ص 148.

(3) برهان المتقي ص 148 ج 5

ص: 193

العلامات العامة:و هي التي تبين و تصف الوضع العام للمجتمعات البشرية و بالخصوص المجتمعات الإسلامية،و ما يقع فيها من الفتن و الحوادث و الاضطرابات و الظواهر و العلامات التي تقع على مدى سنوات طويلة و عقود متمادية من الزمن تسبق أيام ظهور القائم عجل اللّه فرجه.

العلامات الخاصة:و هي الأحداث و الظواهر و العلائم الخاصة و البارزة التي تقع في عصر الظهور و خاصة في فترة قصيرة و قريبة تسبق أيام خروج الإمام المنتظر-عجل اللّه فرجه-.بفترة وجيزة.

إن الأحاديث التي تطرقت إلى موضوع الانتظار تعطي انطباعا مهما في روحية المنتظرين،و إليك بعضها:

1-عن تفسير القمي في تفسير قوله تعالى: ...فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها (محمد،18) عن ابن عباس في سفر حجة الوداع:و نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم إلينا و قال:"ألا أخبركم بأشراطه السّاعة؟و كان أدنى الناس منه يومئذ سلمان رحمة اللّه عليه.فقال سلمان:

بلى يا رسول اللّه.فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"إنّ من أشراط القيامة،إضاعة الصلوات و اتباع الشهوات و الميل إلى الأهواء و تعظيم أصحاب المال و بيع الدين بالدنيا فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيّره.

قال سلمان:و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:أي و الذي نفسي بيده يا سلمان،إنّ عندها يليهم أمراء جوره،و وزراء فسقه،و عرفاء ظلمه،و أمناء خونه.

فقال سلمان:و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟قال صلّى اللّه عليه و آله و سلم،إي و الذي نفسي بيده يا سلمان،إنّ عندها يكون المنكر معروفا و المعروف منكرا و يؤتمن الخائن و يخّون الأمين و يصدق الكاذب و يكذب الصادق..فعندها تكون إمارة النساء و مشاورة الإماء و قعود

ص: 194

الصبيان على المنابر و يكون الكذب طرفا و الزكاة مغرما و الفئ مغنما و يجفو الرجل و الديه و يبر صديقه،و يطلع الكوكب المذنب.

قال سلمان:و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟قال:أي و الذي نفسي بيده يا سلمان، و عندها تشارك المرأة زوجها في التجارة...فعندها يليهم أقوام إن تكلّموا قتلوهم و إن سكتوا استباحوا حقهم ليستأثرون بفيئهم و ليطؤن حرمتهم و ليسفكنّ دماءهم و ليملأنّ قلوبهم دغلا و رعبا فلا تراهم إلاّ وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين.

قال سلمان:إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟قال:أي و الذي نفسي بيده،يا سلمان عندها يؤتى بشيء من المشرق و شيء من المغرب يلون أمتي،فالويل لضعفاء أمتي منهم و الويل لهم من اللّه لا يرحمون صغيرا و لا يوقرون كبيرا و لا يتجاوزون عن مسىء،جثتهم جثة الآدميين و قلوبهم قلوب الشياطين.

قال سلمان:و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟قال:أي و الذي نفسي بيده،يا سلمان يكتفي الرجال بالرجال و النساء بالنساء و يغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها و تشبه الرّجال بالنّساء و النساء بالرجال و لتركبن ذوات الفروج السروج فعليهن من أمتي لعنة اللّه.

قال سلمان:و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟قال:أي و الذي نفسي بيده،يا سلمان إنّ عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع و الكنائس و تحلى المصاحف و تطول المنارات و تكثر الصفوف بقلوب متباغضة و ألسن مختلفة.

قال سلمان:و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟قال:أي و الذي نفسي بيده، و عندها تحلّى ذكور أمتي بالذهب و يلبسون الحرير و الديباج و يتخذون جلود النمور صفافا.

قال سلمان:و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟قال:أي و الذي نفسي بيده،يا سلمان و عندها يظهر الربا و الرشا و يتعاملون بالعينة و الرشى و يوضع الدين و ترفع الدنيا...و عندها يكثر الطلاق فلا يقام للّه حد و لن يضروا اللّه شيئا.

ص: 195

قال سلمان:و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟قال:أي و الذي نفسي بيده،يا سلمان و عندها تظهر القينات و العازف و يليهم أشرار أمتي..و عندها تحج أغنياء أمتي للنزهة و تحج أوساطها للتجارة و تحج فقراؤها للرّياء و السّمعة و عندها يكون أقوام يتعلمون القرآن لغير اللّه و يتخذونه مزامير و يكون أقوام يتفقهون لغير اللّه و تكثر أولاد الزنا و يتغنون بالقرآن..عندها يتكلّم الرويبضة.فقال:و ما الروبيضة يا رسول اللّه فداك أبي و أمي؟قال صلّى اللّه عليه و آله و سلم:يتكلم في أمر العامة من لم يكن يتكلّم...الخ (1).

2-و جاء في عقائد الإمامة في أشراط الساعة عن حذيفة بن اليمان عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:"يا حذيفة قد ذهبت الدنيا كأنّك بالدنيا لم تكن.قلت فداك أبي و أمّي فهل من علامة نستدل بها على ذلك؟قال:نعم يا حذيفة احفظ بقلبك و انظر بعينك و أعقد بيديك".إذا ضيعت أمتي الصلاة.و أتبعت الشهوات،و كثرت الخيانات،و قلت الأمانات،و شربوا القهوات (2)،و خفيت الطرق،و رفضت القناعة،و ساءت الظنون، و تلاشت السنون،و كثرت الأشجار،و قلت الثمار،و غلت الأسعار،و كثرت الرياح، و تبينت الأشراط،و ظهر اللواط،و استحسنوا الخلف،و ضاقت المكاسب،و قلت المطالب،و استمرءوا بالهوى،و تفاكهوا بشتم الآباء و الأمهات،و أكل الربا،و فشا الزنا، و قتل الرضا،و استعملوا السّفهاء،و كثرت الخيانة،و قلت الأمانة،و زكّى كل أمرء نفسه و عمله،و اشتهر كل جاهل بجهله،و زخرفت جدران الدور،و رفع بناء القصور،و صار الباطل حقا،و الكذب صدقا،و الصدق عجزا،و اللّؤم عقلا،و الضّلال هدى،و البيان عمى،و الصمت بلاهة،و العلم كهانة،و كثرت الآيات،و تتابعت العلامات،و تراجموا بالظنون،و دارت على الناس رحى المنون،و عميق البلوى،و غلب المنكر المعروف، و ذهب التواصل،و كثرت التجارات،و استحسنوا بالمفضلات،و ركبوا جلود النمور،

********

(1) تفسير القمي،ج 2،ص 304-307.

(2) القهوات:قد يكون المنظور منها الخمور و المسكرات،لأن أحد أشهر اسماء الخمرة قديما:القهوة.

ص: 196

و أكلوا المأثور،و لبسوا الحبور،و أثروا الدنيا على الآخرة،و ذهبت الرحمة من القلوب، و عمّ الفساد،و اتخذوا كتاب اللّه لعبا و مال اللّه دولا،و استحلوا الخمر بالنبيذ،و الفحش بالزكاة،و الربا بالبيع،و الحكم بالرشا،و تكافأ الرجال بالرجال و النساء بالنساء، و صارت المباهات في المعصية،و الكبر في القلوب،و الجور في السلاطين،و السفاهة في سائر الناس،فعند ذلك لا يسلم لذي دين دينه إلاّ من فرّ بدينه من شاهق إلى شاهق و من واد إلى واد.و ذهب الإسلام حتى لا يبقى إلاّ اسمه،و اندرس القرآن من القلوب حتى لا يبقى إلاّ رسمه.يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم،لا يعملون بما فيه من وعد ربهم و وعيده و تحذيره و تنذيره و ناسخه و منسوخه فعند ذلك تكون مساجدهم عامرة، و قلوبهم خالية من الإيمان،علماؤهم شر خلق اللّه على وجه الأرض منهم بدأت الفتنة و إليهم تعود،و يذهب الخير و أهله،و يبقى الشرّ و أهله،و يصير الناس بحيث لا يعبأ اللّه بشيء من أعمالهم قد صب إليهم الدنيا،حتى أن الغني ليحدث نفسه بالفقر" (1)

3-عن كشكول البهائي(ص 83)عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"ليأتين على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلاّ من يفرّ من شاهق إلى شاهق و من جحر إلى جحر كالثعلب بأشباله.قالوا:يا رسول اللّه متى ذلك الزمان؟قال:إذا لم تنل المعيشة إلا لمعاصي اللّه عز و جل فعند ذلك حلت العزوبة قالوا:يا رسول اللّه أما أمرتنا بالتزويج؟قال:بلى و لكن إذ كان ذلك الزمان فهلاك الرجل على يد أبويه فإن لم يكن له أبوان فهلاكه على يد زوجته و ولده فإن لم يكن له زوجة و ولد فهلاكه على يد قرابته و جيرانه.

قالوا:و كيف ذلك يا رسول اللّه؟قال:يعيرونه بضيق المعيشة و يكلّفونه ما لا يطيق حتى يردونه موارد الهلكة".

********

(1) منتان و خمسون علامة حتى ظهور المهدي،سيد محمد علي الطباطبائي،ص 78.

ص: 197

4-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"سيكون من بعدي خلفاء و من بعد الخلفاء أمراء و من بعد الأمراء ملوك و من بعد الملوك جبابرة،ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا..." (1).

5-و قال أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"لينقضنّ عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقصت عروة تشبث الناس بالتي تليها و أولهن نقضا الحكم و آخرهن الصلاة" (2).

6-و عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"لا تقوم الساعة حتى يبعث اللّه أمراء كذبة و وزراء فجرة و أمناء خونة و قرّاء فسقه سمتهم سمت الرهبان و ليس لهم رعية أو قال رعه فليلبسهم اللّه فتنة غبراء مظلمة يتهوكون فيها تهوك اليهود في الظلم" (3).

7-و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"أيها السائل عن الساعة:تكون عند خبث الأمراء و مداهنة القرّاء و نفاق العلماء و إذا صدّقت أمتي بالنجوم و كذبت القدر ذلك حين يتخذون الأمانة مغنما و الصدقة مغرما و الفاحشة إباحة و العبادة تكبرا و استطالة على الناس" (4).

8-و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"إن بين يدي الساعة فتن كأنها قطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا و يمسي كافرا و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا،يبيع أقوام(فيها)خلاقهم بعرض من الدنيا قليل" (5).

9-و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"سيأتي على أمتي زمان لا يبقى من القرآن إلاّ رسمه و لا من الإسلام إلاّ اسمه يسمّون به و هم أبعد الناس منه،مساجدهم عامرة و هي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شرّ فقهاء تحت ظل السماء،منهم خرجت الفتنة و اليهم تعود" (6).

********

(1) ملاحم ابن طاووس ص 26،كشف الغمة ج 3 ص 264.

(2) الطبراني الكبير ج 8 ص 116.

(3) أمالي الشجري ج 2 ص 257،ارشاد القلوب ج 1 ص 67.

(4) ارشاد القلوب ج 1 ص 67.

(5) الطيالسي ص 108.

(6) ثواب الأعمال ص 301

ص: 198

10-و عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يأتي على الناس زمان بطونهم آلهتهم و نساؤهم قبلتهم و دنانيرهم دينهم،و شرفهم متاعهم لا يبقى من الإيمان إلاّ إسمه و من الإسلام إلاّ رسمه و من القرآن إلا درسه،مساجدهم معمورة و قلوبهم خراب من الهدى،علماؤهم أشرّ خلق اللّه على وجه الأرض،حينئذ ابتلاهم اللّه بأربع خصال:جور من السلطان و قحط من الزمان و ظلم من الولاة و الحكام.فتعجب الصحابة و قالوا:يا رسول اللّه أيعبدون الأصنام؟!قال:نعم،كل درهم عندهم صنم" (1).

11-و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"سيجيء أقوام في آخر الزمن وجوههم وجوه الآدميين و قلوبهم قلوب الشياطين أمثال الذئاب الضواري ليس في قلوبهم شيء من الرحمة سفّاكون للدماء لا يرعوون عن قبيح،إن بايعتهم و اربوك و إن تواريت عنهم اغتابوك و إن حدّثوك كذبوك و إن إئتمنتهم خانوك،صبيّهم عارم و شابّهم شاطر و شيخهم لا يأمر بمعروف و لا ينهى عن منكر،الاعتزاز بهم ذل و طلب ما في أيديهم فقر،الحليم فيهم غاو و الآمر بالمعروف متّهم و المؤمن فيهم مستضعف و الفاسق فيهم مشرّف، السنّة فيهم بدعة و البدعة فيهم سنّة،فعند ذلك يسلط اللّه عليهم شرارهم فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم" (2).

12-و ذكر الحديث الآنف في جامع الأخبار بتفاوت،و فيه:"...لا يتناهون عن منكر فعلوه...و إن حدّثتهم كذّبوك...و الحليم بينهم غادر و الغادر بينهم حليم...و نساؤهم شاطر...الالتجاء إليهم خزي و الاعتداد بهم ذل...فعند ذلك يحرمهم اللّه قطر السماء في أوانه و ينزله في غير أوانه،يسلط عليهم شرارهم فيسومونهم سوء العذاب يذبحون أبناءهم و يستحيون نساءهم" (3).

********

(1) البحار ج 52 ص 190،منتخب الأثر ص 427.

(2) الطبراني الصغير ج 2 ص 39.

(3) جامع الأخبار ص 129 ف 88.

ص: 199

13-و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"ستكون بعدي فتن،منها فتنة الاحلاس يكون فيها حرب و هرب ثم بعدها فتن أشدّ منها ثم تكون فتنة كلما قيل انقطعت تمادت حتى لا يبقى بيت إلاّ دخلته و لا مسلم إلاّ صكّته،حتى يخرج رجل من عترتي" (1).

14-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشدّ منه حتى تضيق عليهم الأرض الرحبة و حتى يملأ الأرض جورا و ظلما لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم،فيبعث اللّه عز و جل رجلا من عترتي..." (2).

15-و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلم في حديث مطول مع الصدّيقة فاطمة الزهراء عليها السّلام،جاء في جانب منه:"..و الذي بعثني بالحق إن منهما الحسن و الحسين عليهما السّلام مهدي هذه الأمة،إذا صارت الدنيا هرجا و مرجا و تظاهرت الفتن و تقطعت السبل و أغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا و لا صغير يوقّر كبيرا،فيبعث اللّه عز و جل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة و قلوبا غلفا،يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان و يملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا.." (3).و ذكرت هذه الروايات في كفاية الأثر(ص 62)و فيها:(...فيبعث اللّه عند ذلك مهدينا التاسع من صلب الحسين يفتح حصون...).

16-روى جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:حججت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم حجة الوداع فلما قضى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم ما افترض عليه من الحج أتى مودعا الكعبة فلزم حلقة الباب و نادى برفع صوته:أيها الناس،فاجتمع أهل المسجد و أهل السوق،فقال:

اسمعوا إني قائل ما هو بعدي كائن فليبلغ شاهدكم غائبكم.ثم بكى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم حتى بكى لبكائه الناس أجمعين،فلما سكت من بكائه قال:اعلموا رحمكم اللّه إن

********

(1) ابن حماد ص 10،منتخب الأثر ص 442.

(2) الحاكم ج 4 ص 465.

(3) الطبراني الكبير ج 3 ص 52،كشف الغمة ج 3 ص 258.

ص: 200

مثلكم في هذا اليوم كمثل ورق لا شوك فيه إلى أربعين و مائة سنة ثم يأتي من بعد ذلك شوك و ورق إلى مائتي سنة ثم يأتي من بعد ذلك شوك لا ورق فيه حتى لا يرى فيه إلا سلطان جائر أو غني بخيل أو عالم مراغب في المال أو فقير كذاب أو شيخ فاجر أو صبي وقح أو امرأة رعناء.ثم بكى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم فقام إليه سلمان الفارسي و قال:يا رسول اللّه اخبرنا متى يكون ذلك؟فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلم:يا سلمان إذا قلّت علمائكم و ذهب قراؤكم و قطعتم زكاتكم و أظهرتم منكراتكم و علت أصواتكم في مساجدكم و جعلتم الدنيا فوق رؤوسكم و العلم تحت أقدامكم و الكذب حديثكم و الغيبة فاكهتكم و الحرام غنيمتكم و لا يرحم كبيركم صغيركم و لا يوقر صغيركم كبيركم فعند ذلك تنزل اللعنة عليكم و يجعل بأسكم بينكم و بقي الدين بينكم لفظا بألسنتكم.فإذا أوتيتم هذه الخصال توقعوا الريح الحمراء أو مسخا أو قذفا بالحجارة و تصديق ذلك في كتاب اللّه عز و جل قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَ يُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ .فقام إليه جماعة من الصحابة فقالوا:يا رسول اللّه أخبرنا متى يكون ذلك؟فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلم:عند تأخير الصلوات و اتباع الشهوات و شرب القهوات و شتم الآباء و الأمهات حتى ترون الحرام مغنما و الزكاة مغرما و أطاع الرجل زوجته و جفا جاره و قطع رحمه و ذهبت رحمة الأكابر و قل حياء الأصاغر و شيدوا البنيان و ظلموا العبيد و الإماء و شهدوا بالهوى و حكموا بالجور و يسب الرجل أباه و يحسد الرجل أخاه و يعامل الشركاء بالخيانة و قل الوفاء و شاع الزنا و تزين الرجال بثياب النساء و سلب عنهن قناع الحياء و دب الكبر في القلوب كدبيب السم في الأبدان و قل المعروف و ظهرت الجرائم و هونت العظائم و طلبوا المدح بالمال و أنفقوا المال للغناء و شغلوا بالدنيا عن الآخرة و قل الورع و كثر الطمع و الهرج و المرج و اصبح المؤمن ذليلا و المنافق عزيزا مساجدهم معمورة بالأذان و قلوبهم خالية من الإيمان و استخفوا بالقرآن و بلغ المؤمن عنهم كل هوان.فعند ذلك

ص: 201

ترى وجوههم وجوه الآدميين و قلوبهم قلوب الشياطين كلامهم أحلى من العسل و قلوبهم أمرّ من الحنظل فهم ذئاب و عليهم ثياب ما من يوم إلا يقول اللّه تبارك و تعالى:أ فيّ تغترون أم عليّ تجترؤن؟ أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ .فو عزتي و جلالي لو لا من يعبدني مخلصا ما أمهلت من يعصيني طرفة عين،و لو لا ورع الوارعين من عبادي لما أنزلت من السماء قطرة و لا أنبت ورقة خضراء فوا عجبا لقوم آلهتهم أموالهم و طالت آمالهم و قصرت آجالهم و هم يطمعون في مجاورة مولاهم و لا يصلون إلى ذلك إلا بالعمل و لا يتم العمل إلا بالعقل. (1)

17-و مما روي عن مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام خطبته المعروفة بخطبة البيان،و قد ذكر فيها ظواهر و علامات بارزة و مهمة لما يكون عليه حال الأمة و أصناف الناس و طبائعهم و تصرفاتهم و أخلاقهم،و حال الدين و الفقهاء...،و غير ذلك من الأمور العامة التي تكون في عصر غيبة الإمام القائم عليه السّلام،هذا بالإضافة لذكره لبعض العلامات التي تحدث و الأحداث التي تقع في بعض المناطق قبل خروج المهدي عجل اللّه فرجه.

و بقدر ما يتعلق الأمر بالأحداث و العلامات ذات العلاقة بقضية الإمام المهدي عليه السّلام، نورد هنا ما قاله أمير المؤمنين عليه السّلام في الخطبة،من قوله عليه السّلام:"...أنا أبو القائم في آخر الزمان،فقام إليه مالك الأشتر فقال:و متى يقوم هذا القائم من ولدك يا أمير المؤمنين؟ فقال عليه السّلام:إذا زهق الزاهق و حققت الحقائق و لحق اللاحق و ثقلت الظهور و تقاربت الأمور و حجب المنشور..إلى أن قال:فيكدحون الحرائر و يتملكون الجزائر و يحدثون بكيان و يخربون خراسان و يصرفون الحليان و يهدمون الحصون و يظهرون اللصوص و يقتطنون النفوس و يفتحون العراق و يظهرون الشقاق بدم يراق فعند ذلك ترقبوا خروج صاحب الزمان.ثم إنه جلس على مرقاة ثم قال عليه السّلام آه آه لتعريض الشفاه

********

(1) بحار الأنوار،ج 52،ص 264.

ص: 202

و ذبول الأفواه ثم التفت يمينا و شمالا و نظر إلى بطون العرب و سادات الكوفة و وجوه القبائل بين يديه و هم صامتون كأن على رؤوسهم الطير فتنفس الصعداء و أنّ كمدا و تملّل حزنا و سكت حينئذ فقام إليه سويد بن نوفلة و هو كالمستهزأ و كان من سادات الخوارج و قال يا أمير المؤمنين أنت الحاضر ما ذكرت و العالم بما أخبرت؟قال فالتفت إليه الإمام عليه السّلام و رمقه رمقة الغضب فصاح سويد بن نوفل صيحة عظيمة من عظم ما نزل به فمات من وقته و ساعته و تقطع أربا أربا و عجل اللّه بروحه إلى النار،فقال الإمام عليه السّلام:أبمثلي يستهزؤون أم عليّ يتعرض المتعرضون؟أو يليق بمثلي بما لا يعلم و يدّعي ما ليس له بحق؟هلك و اللّه المبطلون لو شئت ما تركت على ظهرها من كافر باللّه و منافق برسوله و لا مكذبا بوصية قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَى اللّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ .قال فقامت إليه العلماء و الفضلاء يقبلون بواطن قدميه و يسألونه إتمام كلامه الذي انتهى،قالوا يا أمير المؤمنين نقسم عليك بحق ابن عمك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم أن تبين لنا ما يجري في طول الزمان بكلام يفهمه العاقل و الجاهل.قال ثم ذكر اللّه و حمده و اثني عليه و قال:أيها الناس أنني مخبركم بما يكون من بعد موتي إلى خروج القائم بالأمر من ذريتي و هم ذرية ولدي الحسين و إلى ما يكون إلى آخر الزمان حتى تكونون على حقيقة من البيان.قالوا و متى يكون ذلك يا أمير المؤمنين؟قال إذا وقع الموت في الفقهاء و وضعت أمة محمد الصلوات و اتبعوا الشهوات و قلت الأمانات و كثرت الخيانات و شربوا القهوات و استشعروا شتم الآباء و الأمهات و رفعت الصلاة من المساجد بالخصومات و جعلوها مجلس الطعامات و أكثروا من السيئات و قللوا من الحسنات و عزت الديانات فحينئذ تكون السنة كالشهر و الشهر كالأسبوع و الأسبوع كاليوم و اليوم كالساعة و يكون المطر فيضا و الولد غضبا و يكون أهل ذلك الزمان لهم وجوه جميلة و ضمائر ردية من رآهم أعجبوه و من عاملهم ظلموه،الوجوه و وجوه الآدميين و القلوب قلوب الشياطين فهم أمرّ من الصبر و أنتن من الجيفة و أنجس من الكلب و أروغ من الثعلب و أطمع من الأشعث و الزق من الجرب و لا يتناهون عن

ص: 203

منكر فعلوه إن حدثتهم كذبوك و إن ائتمنتهم خانوك و إن وليت عنهم اغتابوك و إن زادك اللّه مالا حسدوك و إن بخلت عليهم هلكوك و إن و عظتهم شتموك،سماعون للكذب أكالون للسحت يستحلون الربا و الخمر و المقالات و الطرب و المعازف،الفقير بينهم ذليل حقير و المؤمن بينهم ضعيف صغير و العالم عندهم وضيع و الفاسق عندهم مكرّم و الظالم عندهم معظّم و الضعيف هالك و القوي عندهم مالك لا يأمرون بالمعروف و لا ينهون عن منكر،الغني عندهم دولة و الأمانة عندهم خولة و الزكاة عندهم مغرما و يطيع الرجل زوجته و يعصي والديه و يجفو أباه و يسعى في هلاك أخيه و ترتفع أصوات الفجار و يحبون الزنا و يتعاملون السحت و الربا و يغار على الغلمان و يكثر بينهم سفك الدماء و قضاتهم يقبلون الرشاة و تزف الرجال للرجال كما تزف المرأة لزوجها و تتزوج المرأة على المرأة و تزف كما تزف على بعلها و تظهر دولة الصبيان من كل مكان و يستحل القينان و المعازف و شرب الخمر و يكتفي الرجال بالرجال و النساء بالنساء تركب الفروج السروج فتكون المرأة مستولية على زوجها في جميع الأشياء و تحج الناس لثلاث وجوه؛الأغنياء للنزهة و المتوسطون للتجارة و الفقراء للمسألة و تبطل الأحكام و يحبط الإسلام و تظهر دولة الأشرار و يحل الظلم في كل الأمصار فعند ذلك يكذب التاجر في تجارته و الصانع في صناعته و صاحب كل صنعة في صنعته فتقل المكاسب و تضيق المطالب و تختلف المذاهب و يكثر الفساد و يقل الرشاد فعند ذلك يحكم عليهم كل سلطان جائر كلامهم أمرّ من الصبر و قلوبهم أنتن من الجيفة فإذا كان ذلك ماتت العلماء و قست القلوب و كثرت الذنوب و تهجر المصاحف و تخرب المساجد و تطول الآمال و تقل الأعمال و تبني الأسوار في بلاد مغصوبة لرفع العظائم النازلات فعندها لو صلى أحد منهم يومه و ليلته فلا يكتب له منها شيء و لا يقبل منه صلاة لان نيته و هو قائم يصلي كيف يظلم الناس و كيف يحتال على أموال المسلمين و يطلبون الرسالة للتفاخر و للمظالم و نقش مساجدهم المواكف و يحكم فيهم المتألف و يجور بعضهم على بعض و يقتل بعضهم بعضا عداوة

ص: 204

و بغضا و يفتخرون بشرب الخمر و يضربون في المساجد العيدان و المزامر فلا ينكر عليهم أحد أولادهم العلوج يكونون في ذلك الزمان الأكابر و يرعى القوم سفهائهم و يملك المال من لا يكون أهله لكع من أولاد الكوع و تضع الرؤساء رؤوسا لا تستحقها كمنع و يضيع الذرع و يفسد الزرع و تظهر الفتن،كلامهم فحش و علمهم وحش و فعلهم خبيث و هم ظلمة غشمة و كبارهم بخلة و فقهائهم يفتون بما يشتهون و قضاتهم يقولون ما لا يعلمون و أكثرهم بالزور يشهدون من كان عنده دراهم كان عندهم موقرا مرفوعا و من يعلمون أنه مقل فهو عندهم موضوع،القوي عندهم محبوب مخصوص و يكون الصالح فيها مذلول يكبرون كل نمام كاذب ينكس اللّه منهم الرؤوس و يصمى منهم الصدور أكلهم سمان الطيور و الطياهيج و ألبستهم الخز اليماني و الحرير يستحلون الربا و الشبهات و يتقارضون الشهادة يراؤون بالأعمال قصراء الآجال لا يمضي عندهم إلا من كان نماما و يجعلون الحلال حراما فعالهم المنكرات و قلوبهم مختلفات يتدارسون فيما بينهم بالباطل لا ينهون عن منكر فعلوه يخاف خيارهم شرارهم يتوازرون في غير اللّه يهتكون فيما بينهم المحارم لا يتعاطفون بل يتدابرون أن رأوا صالحا اتهموه و إن رأوا نماما استقبلوه و من أساءهم عظموه و يكثر أولاد الزنا و الآباء فرحين بما يرونه من أولادهم من القبائح و يرى الرجل من زوجته القبح فلا ينهاها و لا يردها عنه و يأخذ ما تأتي به من كد فرجها و من مفسد خدرها حتى لو نكحت طولا و عرضا لم ينهاها و لا يسمع ما وقع فيها من الكلام الردئ فذاك هو الديوث الذي لا يقبل اللّه له قولا و لا عدلا و لا عذرا فأكله حرام و نكحه حرام فالواجب قتله في شرع الإسلام و فضيحته بين الأنام و يصلى سعيرا في يوم القيامة و في ذلك الزمان يعلنون شتم الآباء و الأمهات و تذل السادات و تعلوا البنيان و يكثر الاختلاف فما أقل الأخوة في اللّه تعالى و تقل دراهم الحلال و ترجع الناس إلى حال فعندها تدور دول الشياطين و تتواثب على اضعف المساكين كما يثوب الأسد على فريسته و يشح الغني بما في يديه و يبيع الفقير آخرته بدنياه فيا ويل الفقير و ما يحل عليه

ص: 205

من الخسران و الذل و الهوان في الزمان المستضعف بأهله و يطلبون ما لا يحل لهم فإذا فعلوا ذلك أقبلت عليهم الفتن لا قبل لهم بها إلا و أن أولهم البجر و الرفض و آخرهم السفياني الشامي أنتم سبع طبقات أما الطبقة الأولى ففيها زهد و تقوى إلى سبعين سنة من الهجرة الطبقة الثانية فأهل تعاطف و تبادل إلى مائتين و ثلاثين سنة الطبقة الثالثة فأهل تزاور و تقاطع إلى خمسمائة و ثلاثين سنة الطبقة الرابعة فأهل تكاثر و تحاسد إلى سبعمائة من الهجرة الطبقة الخامسة فأهل تشامخ و بهتان إلى ثمان مائة و عشرين سنة من الهجرة الطبقة السادسة فأهل الفرج و السرج و تكالب و ظهورها إلى تسعمائة و عشرين من الهجرة الطبقة السابعة فأهل الحيل و الحرب و الغدر و المكر و الفسق و التدابر و التقاطع و التباغض و الملاهي العظام و الأمور المشكلات و ارتكاب الشهوات و خراب المدائن و الدور و انهدام العمارات و القصور و فيها يظهر من الوادي الميشوم و فيها انكشاف الستر و الفروج و على ذلك إلى أن يظهر قائمنا المهدي (1).

إن ما يمكن أن نصفه بالعلامات العامة،ورد ذكرها بشكل كبير و واسع لا يمكننا أن نحيط بها كلها و نذكرها جميعا في هذه العجالة،حيث نختم هذا الجانب(الظواهر و العلامات العامة)ببعض العلامات التي وردت أيضا في أحاديث و خطب الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم و أهل بيته الأطهار عليهم السّلام.

18-"سيأتي زمان على الناس لا ينال الملك فيه إلاّ بالقتل و التجبر،و لا الغنى إلاّ بالغصب و البخل،و لا المحبة إلاّ باستخراج الدين و اتباع الهوى..." (2).

19-"و بقي الدين بينكم لفظا بألسنتكم" (3).

********

(1) بشارة الإسلام ج 1 ب 2 ص 62-64.

(2) رسالة المهدي العالمية ص 278 فارسي،البحار،ج 18،ص 147.

(3) البحار ج 52 ص 263.

ص: 206

20-"تقسو القلوب و تمتلئ الأرض جورا و يكثر القتل حتى تحزن ذوات الأولاد و تفرح العواقر،فبين يدي خروجه بلوى و أيّ بلوى للمقيمين على الباطل،و هو انتقام من اللّه تعالى" (1).

21-"و استحلوا الكذب..و اتبعوا الأهواء..و استعلن الفجور و قول البهتان..

و صدّق الكاذب و أئتمن الخائن..و شهد شاهد من غير أن يستشهد و شهد لآخر قضاء لذمام بغير حق عرفه..فعند ذلك الوحا الوحا،العجل العجل" (2).

22-"سيأتي بعدي أقوام يأكلون طيّب الطعام و ألوانها و يركبون الدواب و يتزينون بزينة المرأة لزوجها و يتبرجون تبرج النساء و زيّهم مثل زيّ ملوك جبابرة، هم منافقوا هذه الأمة في آخر الزمان،شاربوا القهوات لاعبون بالكعاب راكبون للشهوات تاركون للجماعات راقدون عن العتمات مفرطون بالغدوات مثلهم كمثل الدّفلى زهرتها حسنة و طعمها مرّ،كلامهم الحكمة و أعمالهم داء لا يقبل الدواء" (3).

23-"...و رأيت الرجل معيشته من بخس المكيال و الميزان" (4).

24-"إذا كنت في عشرين رجلا أو أقل فتصفحت وجوههم فلم تر فيهم رجلا يهاب في اللّه فاعلم أن الأمر قد قرب" (5).

25-"إذا تقارب الزمان أنتقى الموت خيار أمتي كما ينتقي أحدكم خيار الرطب من الطبق" (6).

********

(1) منتخب الأثر ص 348.

(2) البحار:ج 52 ص 193.

(3) منتخب الأثر ص 427.

(4) إلزام الناصب ص 183.

(5) يوم الخلاص ص 737.

(6) نهج الفصاحة ج 1 ص 36.

ص: 207

26-"إذا صار لأهل الزمان وجوه جميلة و ضمائر رديئة فمن راهم أعجبوه و من عاملهم ظلموه" (1).

27-"لا يأتي عليكم زمان إلاّ الذي بعده شر منه" (2).

28-"...و رأيت أصحاب الآيات يحتقرون و يحتقر من يحبهم" (3)

29-"...فإذا كان ذلك أقبلت عليهم فتن لا قبل لهم بها" (4).

30-"فإذا استثارت عليكم الروم و الترك و جهزت الجيوش..و يتخالف الترك و الروم و تكثر الحروب" (5)

31-"يشرع الترك على الفرات فكأني بذوات المعصفرات يصطفقن على نهر الفرات" (6).

32-"إذا أقبلت فتنة من المشرق و فتنة من المغرب و التقوا فبطن الأرض يومئذ خير من ظهرها فإن لم تجدوا إلاّ جحر عقرب فادخلوا فيه فإنّه يكون شرّ طويل" (7).

33-"لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس..أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي" (8).

34-"يذهب ملك السنين و يصير ملك الشهور و الأيام" (9).

35-"و عند ذلك تخرج العجم على العرب و يملكون البصرة...ألا يا ويل لبصرة مما يحلّ بها من الطاعون و من الفتن يتبع بعضها بعضا،ألا يا ويل فلسطين و ما يحلّ

********

(1) بشارة الإسلام ص 807.

(2) إلزام الناصب ص 701

(3) بشارة الإسلام ص 125.

(4) بشارة الإسلام ص 87.

(5) البحار ج 52 ص 208.

(6) كتاب الفتن لنعيم بن حماد،ص 416.

(7) الحاوي ج 2 ص 162.

(8) البحار ج 52 ص 113.

(9) البحار ج 52 ص 210.

ص: 208

بها من الفتن التي لا تطاق،ألا يا ويل أهل الدنيا و ما يحل بها من الفتن في ذلك الزمان و جميع البلدان:الغرب و الشرق و الجنوب و الشمال ألا و إنّه تركب الناس بعضا على بعض و تتواثب الحروب الدائمة و ذلك بما قدمت أيديهم" (1).

36-"تصبح طهران قصورها كقصور الجنة و نسوانها كالحور العين يتلبسن بلباس الكفار و يتزيّن بزيّ الجبابرة يركبن السروج و لا يتمكنّ لأزواجهن و لا تكفي مكاسب الأزواج لهن،فروا منها إلى قلة الجبال و من الجحر كالثعلب بأشباله" (2).

37-"تكون الزوراء محل عذاب اللّه و غضبه تخربها الفتن و تتركها جمّاء فالويل لها و لمن بها،كل الويل من الرايات الصفر و رايات المغرب و من يجلب في الجزيرة و من الرايات التي تسير إليها من قريب و من بعيد..." (3).

38-"لا تقوم الساعة حتى يملك الناس رجل من الموالي يقال له:جهجاه" (4).

39-"...رجل من أهل قم يدعو الناس إلى الحق يجتمع معه قوم كزبر الحديد لا تزلهم الرياح العواصف و لا يملون من الحرب.." (5).

40-"يزجر الناس قبل قيام القائم عليه السّلام عن معاصيهم بنار تظهر في السماء و حمرة تجلل السماء و خسف ببغداد و خسف ببلدة البصرة...و شمول أهل العراق خوف لا يكون معه قرار" (6).

41-"ما يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلاّ و قد ولّوا على الناس حتى لا يقول قائل:إنّا لو ولّينا لعدلنا،ثم يقوم القائم بالحق و العدل" (7).

********

(1) إلزام الناصب ص 196.

(2) إلزام الناصب ص 183.

(3) إلزام الناصب ص 218،هذا الحديث إشارة واضحة إلى بغداد عاصمة العراق.

(4) مجتمع الزوائد للهيثمي،ج 5،ص 246.

(5) البحار ج 57 ص 216.

(6) ارشاد المفيد ص 378.

(7) الغيبة للنعماني،ص 274.

ص: 209

42-"لا يقوم القائم عليه السّلام إلاّ على خوف شديد و زلازل و فتنة و بلاء يصيب الناس و طاعون قبل ذلك و سيف قاطع بين العرب و اختلاف شديد بين الناس و تشتت في دينهم و تغير في حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحا و مساء من عظم ما يرى من كلب الناس و أكل بعضهم بعضا،و خروجه إذا خرج عند اليأس و القنوط..." (1).

43-"احذركم سبع فتن تكون بعدي فتنة تقبل من المدينة و فتنة بمكة و فتنة تقبل من اليمن و فتنة تقبل من الشام و فتنة تقبل من المشرق و فتنة من قبل المغرب و فتنة من بطن الشام و هي فتنة السفياني" (2).

45-"يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل الناس عليه فيقتل من كل مئة تسعون أو قال:تسعة و تسعون كلهم يرى أنه ينجو" (3)و في رواية:"ينجلي عراقكم عن جزيرة من ذهب فيقتتلون عليه..." (4).

46-عن الإمام علي عليه السّلام:"و ذلك زمان لا ينجو فيه إلاّ مؤمن نومة إن شهد لم يعرف و إن غاب لم يفتقد أولئك مصأبيح الهدى و أعلام السرى" (5).

47-و عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين إلا من ظنوا أنه أبله،و صبر نفسه على أن يقال إنه أبله لا عقل له" (6).

48-و قال أمير المؤمنين عليه السّلام:"و اللّه لا يكون ما تأملون حتى يهلك المبطلون..

و حتى تكونوا على الناس أهون من الميتة عند صاحبها فبينا أنتم كذلك إذ جاء نصر اللّه و الفتح" (7).

********

(1) الغيبة للنعماني،ص 235.

(2) الحاكم ج 4 ص 468.

(3) ابن حماد ص 92.

(4) الفردوس ج 5 ص 78.

(5) نهج البلاغة،خطبة رقم 103.

(6) بحار الأنوار،ج 72،ص 440.

(7) دلائل الإمامة،ص 471.

ص: 210

49-"عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يوشك أن تتداعى عليكم الأمم تداعي الأكلة على قصعتها و أنتم كثير و لكنكم غثاء كغثاء السّيل و لينزعن اللّه من صدورهم المهابة منكم و ليقذفنّ في قلوبكم الوهن من حب الدنيا و كراهية الموت" (1).

50-"عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"ستكون بعدي فتن منها فتنة الاحلاس يكون فيها حرب و هرب ثم بعدها فتن أشد منها ثم تكون فتنة كلما قيل انقطعت تمادت حتى لا يبقى بيت إلاّ دخلته و مسلم إلاّ صكّته حتى يخرج رجل من عترتي" (2)

51-"...و فتنة لا يكون بيت من العرب إلاّ دخلته و هدنة تكون بينكم و بين بني الأصفر ثم يغدرونكم فيأتونكم تحت ثمانين راية تحت كل راية اثنا عشر ألفا" (3).

إذن هنالك الكثير من الأحداث و العلامات العامة التي وردت في أحاديث أهل البيت عليهم السّلام،بحيث تعطي صورة إجمالية للتطورات و الوقائع التي تجري في العالم قبل و في أثناء عصر الظهور و على فترات زمنية غير محددة بعدد من السنين أو العقود،و تلك التطورات و الأحداث و التغييرات ترتبط بمختلف نواحي الحياة سواء كانت دولية أو محلية و سواء كانت اقتصادية أو عسكرية أو اجتماعية،و كذا ما يرتبط منها بعلاقات الناس و أخلاقهم و قيمهم و دينهم سواء مع بعضهم البعض أو بين الحاكمين و المحكومين،أو بين الدول و الجماعات و الفرق...هذه هي العلامات العامة.

إلاّ أن هناك بعض العلامات الهامة التي وردت في أحاديث أهل البيت عليهم السّلام،و التي يمكن أن نطلق عليها بالعلامات الخاصة،و ذلك لأنها علامات بارزة جدا و ورد التأكيد عليها في أحاديثهم عليهم السّلام،و إنها تشكل أبرز و أقرب دليل على قرب ظهور الإمام القائم عجل اللّه فرجه الشريف،أو لا أقل إنها تعطي إشارات واضحة على أن

********

(1) منتان و خمسون علامة حتى ظهور المهدي،سيد محمد علي الطباطبائي،ص 102.

(2) معجم أحاديث الإمام المهدي،ج 1،ص 81.

(3) عصر الظهور،ص 50.

ص: 211

العالم يعيش بالفعل سنوات-و ربما شهور-حالة المخاض قبيل ظهور الإمام و من ثم خروجه المبارك عجل اللّه فرجه الشريف.

و على ضوء ذلك نورد فيما يلي بعضا من تلك العلامات المميزة التي جاءت في لسان الروايات عن أهل البيت عليهم السّلام،و التي نرى أنها تمثل علامات بارزة و خاصة تدل -متى ما حدثت-بإذن اللّه تعالى على قرب ظهور الإمام المنتظر عجل اللّه فرجه الشريف.

1-روى النعماني عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام،قال،قلت له جعلت فداك متى خروج القائم عليه السّلام؟فقال:يا أبا محمد إنا أهل بيت لا نوقت و قد قال محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم كذب الوقاتون.يا أبا محمد إن قدام هذا الأمر خمس علامات أولهنّ النداء في شهر رمضان و خروج السفياني و خروج الخراساني و قتل النفس الزكية و خسف بالبيداء.ثم قال:يا أبا محمد لا بد أن يكون قدام ذلك الطاعونان؛الطاعون الأبيض و الطاعون الأحمر.قلت جعلت فداك و أي شيء هما؟فقال:(أما)الطاعون الأبيض فالموت الجارف و أما الطاعون الأحمر فالسيف،و لا يخرج القائم حتى ينادى باسمه في جوف السماء في ليلة ثلاث و عشرين في شهر رمضان)ليلة الجمعة.قلت بم ينادي؟قال:

باسمه و اسم أبيه ألا أن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له و أطيعوه فلا يبقى شيء خلق اللّه فيه الروح إلاّ يسمع الصيحة فتوقظ النائم و يخرج إلى صحن داره و تخرج العذراء من خدرها و يخرج القائم مما يسمع و هي صيحة جبرئيل عليه السّلام (1).

2-و روى الصدوق عن محمد بن مسلم الثقفي عن الإمام الباقر عليه السّلام،قال:قلت يا بن رسول اللّه متى يخرج قائمكم؟قال:"...و خروج السفياني من الشام و اليماني من اليمن و خسف بالبيداء و قتل غلام من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم بين الركن و المقام

********

(1) الغيبة للنعماني،ص 290.

ص: 212

اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية،و جاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه و في شيعته فعند ذلك خروج قائمنا..." (1).

3-و روى الصدوق أيضا ما يقرب من ذلك عن محمد بن مسلم الثقفي عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...و إن من علامات خروجه خروج السفياني من الشام و خروج اليماني(من اليمين)و صيحة من السماء في شهر رمضان و مناد ينادي من السماء باسمه و اسم أبيه" (2).

4-و روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال:"..و تعمل القبة الغبراء ذات القلادة الحمراء،و في عقبها قائم الحق يسفر عن وجهه بين أجنحة الأقاليم كالقمر المضئ بين الكواكب الدرية.ألا و إن لخروجه علامات عشرة،أولها طلوع الكوكب ذي الذنب،و يقارب من الحادي،و يقع فيه هرج و مرج و شغب،و تلك علامات الخصب،و من العلامة إلى العلامة عجب،فإذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاك يظهر منا القمر الأزهر،و تمت كلمة الإخلاص للّه على التوحيد" (3).

5-و روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"...و لذلك آيات و علامات أولهن إحصار الكوفة بالرصد و الخندق و تخريق الرايات في سكك الكوفة و تعطيل المساجد أربعين ليلة و كشف الهيكل و خفق رايات ثلاثة حول المسجد الأكبر تهتز،القاتل و المقتول في النار،و قتل سريع و موت ذريع و قتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين و المذبوح بين الركن و المقام.." (4).

6-و في خطبة طويلة لأمير المؤمنين عليه السّلام جاء في جانب منها:"...فإذا استدار الفلك،قلتم مات أو هلك بأي واد سلك فيومئذ تأويل هذه الآية ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً .و لذلك آيات

********

(1) كمال الدين،ص 331.

(2) كمال الدين،ص 328.

(3) بحار الأنوار،ج 36،ص 355.

(4) بحار الأنوار،ج 52،ص 273.

ص: 213

و علامات أولهن إحصار الكوفة بالرصد و الخندق و تخريق الرايات في سكك الكوفة و تعطيل المساجد أربعين ليلة و كشف الهيكل و خفق رايات حول المسجد الأكبر تهتز، القاتل و المقتول في النار،و قتل سريع و موت ذريع و قتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين و المذبوح بين الركن و المقام و قتل الأسقع صبرا في بيعة الأصنام" (1).

7-روى الشيخ الطوسي في غيبته عن بشر بن غالب،قال:يقبل السفياني من بلاد الروم منتصرا في عنقه صليب،و هو صاحب القوم" (2).

8-روى المفيد في الإرشاد عن الإمام الباقر عليه السّلام قوله:"ليس بين قيام القائم عليه السّلام و قتل النفس الزكية اكثر من خمسة عشر ليلة" (3).و روى الصدوق في إكمال الدين عن الإمام الصادق عليه السّلام،مثله.

9-و روي عن زرارة عن الإمام الصادق عليه السّلام قوله:"...يا زرارة لا بد من قتل غلام بالمدينة.قلت جعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني؟قال:لا و لكن يقتله جيش بني فلان فلا يخرج حتى يدخل المدينة،يدري الناس أي شيء دخل فيأخذ الغلام فيقتله فإذا قتله بغيا و عدوانا و ظلما لم يمهلهم اللّه عز و جل،فعند ذلك توقعوا الفرج" (4).

10-روي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام:"من يضمن لي موت عبد اللّه اضمن له القائم.ثم قال:إذا مات عبد اللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد و لم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه و يذهب ملك السنين و يصير ملك الشهور و الأيام.فقلت يطول ذلك؟قال:كلا" (5).

********

(1) بحار الأنوار،ج 53،ص 272-273.

(2) غيبة الطوسي،ص 463.

(3) الارشاد للشيخ المفيد،ص 374.

(4) كمال الدين،ص 343.

(5) الغيبة للطوسي،ص 447.

ص: 214

11-و روي عن الإمام الصادق عليه السّلام:"بينا الناس وقوفا بعرفات إذ أتاهم راكب على ناقلة ذعلبة يخبرهم بموت خليفة،عند موته فرج آل محمد عليهم السّلام و فرج الناس جميعا" (1).

12-و روي عن أبي الطفيل قال:سأل ابن الكواء أمير المؤمنين عليه السّلام عن الغضب فقال:"هيهات هيهات الغضب،موتات فيهن موتات،و راكب الذعلبة و ما راكب الذعبلة مختلط جوفها بوضينها يخبرهم بخبر فيقتلونه،ثم الغضب عند ذلك" (2).

و المراد بالغضب هنا هو جيش الغضب و هم أصحاب الإمام المهدي عجل اللّه فرجه،فقد روى النعماني في غيبته أن أحد الرجال ذكر جيش الغضب،فقال الإمام علي عليه السّلام:"أولئك قوم يأتون في آخر الزمان قزع كقزع الخريف...أما و اللّه إني لأعرف أميرهم و اسمه و مناخ ركابهم..." (3).

13-روي عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السّلام:"و أنىّ لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصباني يخرج من أرض كوفان ينبع كما ينبع الماء فيقتل و فدكم، فتوقعوا بعد ذلك السفياني و خروج القائم عليه السّلام" (4).

14-روي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام:"لا بد أن يكون قدام القائم سنة تجوع فيها الناس و يصيبهم خوف شديد من القتل و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات فإن ذلك في كتاب اللّه لبيّن.ثم تلا هذه الآية: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصّابِرِينَ (5).

********

(1) بحار الأنوار،ج 52،ص 240.

(2) بحار الأنوار،ج 52،ص 240.

(3) الغيبة للنعماني،ص 312.

(4) الغيبة للنعماني،ص 302.

(5) بحار الأنوار،ج 52،ص 229.

ص: 215

15-روي عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السّلام:"يا جابر لا يظهر القائم حتى يشمل(الناس ب)الشام فتنة يطلبون المخرج منها فلا يجدونه و يكون قتل بين الكوفة و الحيرة قتلاهم على سواء،و ينادي مناد من السماء". (1)

16-و روي عن محمد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السّلام أنه قال:"توقعوا الصوت يأتيكم بغتة من قبل دمشق فيه لكم فرج عظيم" (2).

17-روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"إذا نادى مناد من السماء أن الحق في آل محمد فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس و يشربون حبه و لا يكون لهم ذكر غيره" (3).

18-و عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام:"إذا رأيتم نارا من(قبل)المشرق شبه الهردي العظيم،تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد عليهم السّلام إن شاء اللّه" (4).

19-روى الطوسي عن بشر بن حذلم قال:قلت لعلي بن الحسين عليهما السّلام صف لي خروج المهدي و عرفني دلائله و علاماته؟فقال:يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة و يكون مأواه في تكريت و قتله بمسجد دمشق..." (5).

20-و روي في مجمع النورين عن إثبات الهداة للحر العاملي،عن الإمام زين العابدين عليه السّلام:"إذا علا نجفكم السيل و المطر و ظهرت النار في الحجاز و المدن و ملكت

********

(1) الغيبة للنعماني،ص 279.

(2) الغيبة للنعماني،ص 279.

(3) عقد الدرر ص 52،منتخب الأثر ص 163.

(4) الغيبة للنعماني،ص 253.

(5) الغيبة للطوسي،ص 443-444.

ص: 216

بغداد الترك(و في رواية:التتر)فتوقعوا ظهور القائم المنتظر" (1).قال و في خبر آخر قال:"العلم من النجف و ظهوره في بلدة يقال لها قم و الرّي،دليل على ظهوره" (2).

21-روي عن الإمام الصادق عليه السّلام:"سنة الفتح ينبثق الفرات حتى يدخل في أزقة الكوفة" (3).

22-و روي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام:"إن قدام القائم عليه السّلام لسنة غيداقة (4)يفسد فيها الثمار و التمر في النخل فلا تشكوا في ذلك" (5).

23-و روي عن الإمام علي عليه السّلام أنه قال:"إذا وقعت النار في حجازكم و جرى الماء بنجفكم فتوقعوا ظهور قائمكم" (6).

24-"و عن الإمام زين العابدين عليه السّلام:"إذا ملأ هذا نجفكم السيل و المطر و ظهرت النار في الحجارة و المدر و ملكت بغداد التتر فتوقعوا ظهور القائم المنتظر" (7).

25-و روي عن خالد بن معدان قال:إنه ستبدوا آية عمودا من نار يطلع من قبل المشرق يراه أهل الأرض كلهم فمن أدرك ذلك فليعدّ لأهله طعام سنة" (8).

26-روي عن يحيى بن سالم عن الإمام الباقر عليه السّلام:"صاحب هذا الأمر أصغرنا سنا و أجملنا شخصا.قلت متى يكون ذلك؟قال:إذا سارت الركبان ببيعة الغلام فعند ذلك يرفع كل ذي صيصية لواء،فانتظروا الفرج" (9).

********

(1) مجمع النورين،ص 305.

(2) مجمع النورين،ص 305.

(3) الارشاد للمفيد،ج 2،ص 377.

(4) غيداقة:كثيرة الماء.

(5) الارشاد للمفيد،ج 2،ص 377.

(6) الصراط المستقيم،ج 2،ص 258.

(7) الصراط المستقيم،ج 2،ص 259.

(8) الفتن لابن حماد،ص 132.

(9) الغيبة للنعماني،ص 184.

ص: 217

27-و عن الإمام الصادق عليه السّلام:"خمس قبل قيام القائم عليه السّلام؛اليماني و السفياني و المنادي ينادي من السماء و خسف بالبيداء و قتل النفس الزكية" (1).

و من العلامات البارزة التي تقع قبل خروج القائم عجل اللّه فرجه الشريف، و التي جاء ذكرها في الروايات،خسوف القمر و كسوف الشمس في فترة قصيرة خلال أيام شهر رمضان المبارك و هي آية عجيبة جدا حسب أحاديث أهل البيت عليهم السّلام.

28-و عن الإمام الباقر عليه السّلام:"إن بين يدي هذا الأمر انكساف القمر لخمس تبقى و الشمس لخمس عشرة و ذلك في شهر رمضان،و عنده يسقط حساب المنجمين" (2).

29-و روي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام:"علامة خروج المهدي كسوف الشمس في شهر رمضان في ثالث عشرة أو أربع عشرة منه" (3).

30-و روى ابن طاووس"قبل خروج المهدي تنكسف الشمس في شهر رمضان مرتين" (4).

31-و روى أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام قال:"تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان قبل قيام القائم عليه السّلام" (5).

الكسوف و الخسوف هما آيتان عظيمتان من جهة وقوعهما في فترة قصيرة في شهر رمضان المبارك و الاختلاف في الروايات في زمن وقوعهما من شهر رمضان لا يضر بأهمية وقوع الحادثة في الفترة القصيرة التي قلّما تحدث في الكون و يمكن أن

********

(1) بحار الأنوار،ج 52،ص 203.

(2) الغيبة للنعماني،ص 272.

(3) الغيبة للنعماني،ص 272.

(4) ملاحم ابن طاووس،ص 46.

(5) كمال الدين،ص 655.

ص: 218

يكون من اشتباه الرواة و عدم دقة ضبطهم للوقت أو بسبب الاشتباه في النقل للحديث من راو لآخر و هذا أمر ظاهر من كثرة الاختلاف في التوقيت و القدر المتيقن في أهمية الحديث هو وقوع الخسوف و الكسوف في شهر رمضان في فترة قصيرة مما يربك حساب المنجمين و الفلكيين و هذه من العلامات المهمة الدالة على قرب خروج الإمام المهدي المنتظر عليه السّلام و التي تعطي إشارة واضحة على أن أمر الخروج لا تتعدى سنوات كثيرة إن شاء اللّه تعالى...

32-و روي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلاّ جاش منها جانب حتى ينادي مناد من السماء أميركم فلان" (1).

33-و روي عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:".منعت العراق قفيزها و درهمها و منعت الشام مدّها و دينارها و منعت مصر اردبها و دينارها،و عدتم من حيث بدأتم" (2).

34-و روي عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق...فإذا رأيتموه فبايعوه و لو حبوا على الثلج فإنه خليفة اللّه المهدي" (3).

35-و روي عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"في ذي القعدة تحازب القبائل و عامئذ ينهب الحاج فتكون ملحمة بمنى فيكثر فيها القتلى و تسفك فيها الدماء حتى تسيل دماؤهم على عقبة الجمرة..." (4).

36-و روي عن أم سلمة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يغزو جيش البيت حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم..." (5).

********

(1) منتخب الأثر،ص 451،ف 6،ب 4،ح 20،عن برهان المتقي.

(2) كنز العمال،ج 11،ص 131،ح 30913.

(3) كشف الغمة ج 3 ص 263،عقد الدرر ص 57،سنن ابن ماجة ج 2 ص 1367.

(4) الفتن لابن حماد،ص 211.

(5) مسند أحمد،ج 6،ص 318.

ص: 219

37-و روي عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...إذا سمعتم بجيش قد خسف به قريبا فقد أظلت الساعة" (1).

38-و روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...اختلاف،و قتل أهل الحرمين،و الرايات السود و خروج السفياني و افتتاح الكوفة و خسف بالبيداء..." (2).

39-روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"...ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان؟قلنا:بلى يا أمير المؤمنين.قال:قتل النفس الحرام في يوم الحرام في بلد الحرام من قوم من قريش،و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة.قلنا:

هل قبل هذا أو بعده من شيء؟فقال:صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان و توقظ النائم و تخرج الفتاة من خدرها" (3).

40-و روي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"إن المهدي لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية فإذا قتلت النفس الزكية،غضب عليهم من في السماء و من في الأرض فأتى الناس المهدي فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها..." (4).

41-و عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"...ثم يقع التدابر في(و)الاختلاف بين أمراء العرب و العجم فلا يزالون يختلفون إلى أن يصير الأمر إلى رجل من ولد أبي سفيان -إلى أن قال عليه السّلام-ثم يظهر أمير الأمرة و قاتل الكفرة السلطان المأمول..." (5).

42-روي عن الإمام الباقر عليه السّلام،في حديث طويل،و مما جاء فيه:"إذا رأيتم نارا من(قبل)المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج

********

(1) مسند أحمد،ج 6،ص 379.

(2) دلائل الإمامة،ص 466.

(3) الغيبة للنعماني،ص 258.

(4) معجم أحاديث الإمام المهدي،ج 1،ص 478.

(5) معجم أحاديث الإمام المهدي،ج 3،ص 23.

ص: 220

آل محمد عليهم السّلام إن شاء اللّه عز و جل،إن اللّه عزيز حكيم.ثم قال:الصيحة لا تكون إلاّ في شهر رمضان...ثم قال عليه السّلام:إذا اختلاف بنو فلان فيما بينهم،فعند ذلك فانتظروا الفرج،و ليس فرجكم إلا في اختلفت بني فلان،فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان و خروج القائم عليه السّلام إن اللّه يفعل ما يشاء،و لن يخرج القائم و لا ترون ما تحبون حتى تختلف بنو فلان فيما بينهم فإذا كان ذلك طمع الناس فيهم و اختلفت الكلمة،و خرج السفياني.و قال:لا بد لبني فلان من أن يملكوا،فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم و تشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني و السفياني هذا من المشرق و هذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة...ثم قال عليه السّلام:خروج السفياني و اليماني و الخراساني في سنة واحدة في شهر واحد،في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا...ثم قال لي:إن ذهاب ملك بني فلان كقطع الفخار و كرجل كانت في يده فخارة و هو يمشي إذا سقطت من يده و هو ساه فأنكسر فقال حين سقطت:هاه-شبه الفزع-فذهاب ملكهم هكذا..." (1).

43-و روى عن أبي بصير قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول في قوله تعالى: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (الشعراء:4)قال:

"سيفعل اللّه ذلك بهم.قلت:و من هم؟قال بنو أمية و شيعتهم.قلت:و ما الآية؟ قال:ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر و خروج صدر و وجهه في عين الشمس يعرف بحسبه و نسبه،و ذلك في زمان السفياني و عندها يكون بواره و بوار قومه" (2).

44-و روي عن الإمام الباقر عليه السّلام عندما سئل متى يكون خروج الإمام المهدي عليه السّلام، فقال:"...أما إنه لم يوقت لنا فيه وقت و لكن إذا حدثناكم بشيء فكان كما نقول

********

(1) الغيبة للنعماني،ص 253-256.

(2) الارشاد للمفيد،ص 373.

ص: 221

فقولوا صدق اللّه و رسوله،و إن كان بخلاف ذلك فقولوا صدق اللّه و رسوله تؤجروا مرتين،و لكن إذا اشتدت الحاجة و الفاقة و أنكر الناس بعضهم بعضا فعند ذلك توقعوا هذا الأمر صباحا و مساء..." (1).

45-و روي عن الإمام الصادق عليه السّلام:"العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب ...وجه يطلع في القمر و يد بارزة" (2).

46-روى محمد بن الصامت،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت ما من علامة بين يدي هذا الأمر؟فقال"بلى.قلت و ما هي؟قال:هلاك العباسي و خروج السفياني و قتل النفس الزكية و الخسف بالبيداء.." (3).

47-و عن الإمام الصادق عليه السّلام:"...هلاك الفلاني(اسم رجل من بني العباس) و خروج السفياني و قتل النفس و جيش الخسف و الصوت...و به يعرف صاحب هذا الأمر.ثم قال:الفرج كله هلاك الفلاني(من بني العباس)" (4).

48-و روى الطوسي عن الإمام الصادق عليه السّلام:"لا يخرج القائم حتى يخرج إثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه" (5).

49-و روي أن رجلا سأل الإمام الصادق عليه السّلام،متى يظهر قائمكم؟فقال:"إذا كثرت الغواية و قلت الهداية(إلى أن قال:)فعند ذلك ينادي باسم القائم عليه السّلام في ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان و يقوم في يوم عاشوراء" (6).

********

(1) بحار الأنوار،ج 4،ص 99.

(2) الغيبة للنعماني،ص 252.

(3) بحار الأنوار،ج 52،ص 235.

(4) الغيبة للنعماني،ص 258.

(5) الغيبة للطوسي،ص 437.

(6) معجم أحاديث الإمام المهدي،ج 3،ص 491.

ص: 222

50-و روى الطوسي عن الإمام الرضا عليه السّلام:"إن من علامات الفرج حدثا يكون بين الحرمين و قلت:و أي شيء(يكون)الحدث؟فقال:عصبية تكون بين الحرمين و يقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا" (1).

51-و عن الإمام الهادي عليه السّلام:"إذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم" (2).

و تذكر الروايات عن أهل البيت عليهم السّلام أنه سيكون هناك فتنة و خلافات تكون في صفوف بعض الموالين و امتحان و غربلة و تمحيص شديد،و هي حسب الروايات تعد من العلائم على قرب ظهور الإمام القائم عجل اللّه فرجه الشريف.

52-روى النعماني عن مالك بن ضمرة عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال له:"يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا و شبك أصابعه و أدخل بعضها في بعض؟فقلت:يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير.قال:الخير كله، عند ذلك.يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على اللّه و على رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلم فيقتلهم،ثم يجمع اللّه على أمر واحد" (3).

53-و روى النعماني عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"...فو الذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض،و حتى يسمي بعضكم بعضا كذابين،و حتى لا يبقى منكم إلاّ كالكحل في العين و كالملح في الطعام و سأضرب لكم مثلا،و هو مثل رجل كان له طعام فنقّاه و طيّبه ثم أدخله بيتا و تركه فيه ما شاء اللّه ثم عاد غليه فإذا هو قد أصابه السوس فأخرجه و نقّاه و طيّبه ثم أعاده إلى البيت فتركه ما شاء اللّه ثم عاد إليه فإذا هو قد أصابته طائفة من السوس فأخرجه و نقّاه و طيّبه و أعاده و لم يزل كذلك حتى بقيت منه رزمة كرزمة

********

(1) الغيبة للطوسي،ص 448.

(2) كمال الدين،ص 381.

(3) الغيبة للنعماني،ص 206.

ص: 223

الأندر لا يضره السوس شيئا.و كذلك أنتم تميزون حتى لا يبقى منكم إلاّ عصابة لا تضرها الفتنة شيئا" (1).

54-و عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى و لا علم يرى يبرأ بعضكم من بعض" (2).

55-و عن الإمام الحسين عليه السّلام:"لا يكون الأمر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض و يتفل بعضكم في وجوه بعض و يشهد بعضكم على بعض بالكفر و يلعن بعضكم بعضا...الخير كله في ذلك الزمان،يقوم قائمنا و يدفع ذلك كله" (3).

و روي مثله في عقد الدرر.

56-و روي عن الإمام الباقر عليه السّلام:"إنما مثل شيعتنا مثل الأندر-يعني بيدرا فيه طعام-فأصابه آكل فنقي حتى بقي منه ما لا يضره الآكل،و كذلك شيعتنا يميزون و يمحصون حتى تبقى منهم عصابة لا يضرها الفتنة" (4).

57-و عن الإمام الباقر عليه السّلام:"هيهات هيهات لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تمحّصوا،(هيهات)و لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا،و لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تغربلوا،و لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم إلاّ بعد إياس،و لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى يشقى من شقي و يسعد من سعد" (5).

58-و روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أيضا:"إن هذا الأمر لا يأتيكم إلاّ بعد يأس، لا و اللّه(لا يأتيكم)حتى تميزوا،لا و اللّه(لا يأتيكم)حتى تمحّصوا،و لا و اللّه(لا يأتيكم)حتى يشقي من شقى و يسعد من سعد" (6).

********

(1) الغيبة للنعماني،ص 210.

(2) بحار الأنوار،ج 51،ص 111.

(3) الغيبة للنعماني،ص 205-206.

(4) الغيبة للنعماني،ص 211.

(5) الغيبة للنعماني،ص 209.

(6) كمال الدين،ص 346.

ص: 224

59-و عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال للمفضل بن عمر:"إياكم و التنويه و اللّه ليغيبن سبتا من الدهر و ليحملن حتى يقال مات أو هلك بأي واد سلك و لتفيضن عليه أعين المؤمنين و ليكفأن كتكفئ السفينة في أمواج البحر حتى لا ينجو إلاّ من أخذ اللّه ميثاقه و كتب الإيمان في قلبه و أيّده بروح منه،و لترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أيّ من أيّ..." (1).

60-روي عن الإمام الرضا عليه السّلام:"لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا و تمحصّوا فلا يبقى منكم إلاّ القليل.ثم قرأ: الم* أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ ..." (2).

أجل نحن نعيش هذه الأيام في إمتحان عسير و الاكثرية في غفلة من الإمتحان الإلهي فكثير من العلامات قد حدثت سواء من العلامات العامة أو الخاصة فهل نحافظ على ديننا و إسلامنا أم نلهث و راء الدينار و الدرهم؟!و هل نعدّ أنفسنا ليوم خروج قائم آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم أم نركض وراء مصالحنا و أهوائنا؟!و هل نقرأ و نبحث عن إمامنا و سيدنا مولانا المهدي المنتظر و ندعوا له من أعماق قلوبنا بالفرج و الخروج لنكون من أنصاره و أعوانه أم نعتبر القضية مسألة ثانوية في حياتنا اليومية؟!

في الحقيقة لا نستطيع القول إلا ما قاله النبي يعقوب لأبنائه: يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ وَ لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكافِرُونَ (يوسف:87).

********

(1) الغيبة للنعماني،ص 151-152.

(2) الإرشاد للمفيد،ج 2،ص 375.

ص: 225

ص: 226

2-الإمام المهدي و الرايات السود

ما هي العلاقة و الرابطة بين الإمام و الرايات السود؟

لقد تعدّد ذكر الرايات السود في كتب الحديث و في مصادر الفريقين على حدّ التواتر،بيد أن الأحاديث و الروايات التي ورد فيها ذكر الرايات السود فيها نوع من الغموض خاصة في مسألة العلاقة بين الإمام و هذه الرايات و زمان خروجها،فهل هي تخرج قبل قيام الإمام المهدي عليه السّلام أم أن قيام الإمام يكون متزامنا مع خروج هذه الرايات؟ و هل هذه الرايات مهمتها تمهيد الطريق لخروج الإمام،أم أنها هي طلائع جيش الإمام عجل اللّه فرجه؟

يعتقد الكثيرون أن هذه الرايات هي عبارة عن مجموعات محاربة تدخل ساحات القتال من أجل التمهيد لخروج الإمام المهدي عليه السّلام إلاّ أن الظاهر من نصوص الروايات و التعابير المدونة في الأحاديث أن هذه الرايات هي طلائع جيش الإمام عليه السّلام بل هي العناصر المتقدمة في معسكر الإمام عليه السّلام.

و أن هذه الرايات لا تدخل في أي معركة إلاّ بتوجيه مباشر من الإمام الحجة عجل اللّه فرجه،بل الذي يظهر من الأحاديث أن الإمام هو القائد الميداني المباشر لأصحاب هذه الرايات بدليل الروايات النبوية التي تحرض المسلمين على الإنضمام إليها

ص: 227

و مساندتها و القتال معها ضد أعدائها و ذلك لأن الإمام المهدي في طليعة هذا الجيش كما جاء في النصوص التالية:

1-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يقتتل عند كنزكم نفر ثلاثة كلهم ابن خليفة،ثم لا يصير الملك إلى أحد منهم،ثم تقبل الرايات السود من قبل خراسان فأتوها و لو حبوا على الثلج فإن فيها خليفة اللّه المهدي" (1).

2-عن الإمام الرضا عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام عن أمير المؤمنين عليه السّلام عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم للحق منّا و ذلك حين يأذن اللّه عز و جل له،و من تبعه نجا و من تخلف عنه هلك.اللّه اللّه عباد اللّه فأتوه و لو على الثلج فإنه خليفة اللّه عز و جل و خليفتي" (2).

3-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى و أحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق...فإذا رأيتموه فبايعوه و لو حبوا على الثلج فإنه خليفة اللّه المهدي" (3).

4-و جاء الحديث أعلاه في ملاحم ابن المنادي بصيغة أخرى:"ليقتلنّ عند البيت مالكم هذا ثلاثة أبناء ملوك لا ينال أحدهم ما طلب،ثم يقتتلون حتى تكون بينهم الدماء ثم تأتي الرايات السود من المشرق فمن ادركهم فليأتهم و لو حبوا على ركبته و لو أن يخوض الثلج فإن المهدي و النصر معهم" (4).

********

(1) الداني ص 93،عقد الدرر ص 57.

(2) عيون أخبار الرضا ج 1 ص 65 ب 30 ح 230،كفاية الأثر ص 106-107،دلائل الإمامة ص 239-240،إثبات الهداة ج 3 ص 523.

(3) ابن ماجة ج 2 ص 1367.

(4) ملاحم ابن المنادي ص 44.

ص: 228

5-و اخرج الداني الحديث ذاته بتفاوت في سنده و متنه،و فيه:"...ثم تقبل الرايات السود من قبل خراسان فأتوها و لو حبوا على الركب فإن فيها خليفة اللّه المهدي" (1)

6-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...حتى ترتفع رايات سود من قبل المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فمن أدركه منكم أو من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي و لو حبوا على الثلج..." (2).

7-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...حتى يفتح اللّه لهم راية من قبل المشرق فيها رجل منّي اسمه كاسمي و خلقه كخلقي يؤوب الناس إليه..." (3).

و هناك روايات قد تشير إلى عكس هذا،و إن الرايات السود تخرج قبل خروج الإمام عليه السّلام و أنها تكون ممهدة و موطئة له عجل اللّه فرجه و تبايعه و تكون تحت إمرته.

8-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي" (4).

9-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"ذكر بلاء يلقاه أهل بيته حتى يبعث اللّه راية من المشرق سوداء من نصرها نصره اللّه و من خذلها خذله اللّه حتى يأتوا رجلا اسمه كاسمي فيوليه (فيولونه)أمرهم فيؤيده اللّه و ينصره" (5).

10-و حتى لا يلتبس على أحد أمر الرايات السود الصغار للإمام المهدي عليه السّلام مع تلك الرايات السود لبني العباس و التي خرجت بقيادة أبي مسلم الخراساني جاء التصريح النبوي موضحا ذلك في هذه الرواية:"تخرج من المشرق رايات سود لبني

********

(1) الداني ص 93.

(2) الحاكم ج 4 ص 464،كنز العمال ج 14 ص 267.

(3) العدد القوية ص 91.

(4) عقد الدرر ص 125،فرائد السمطين ج 2 ص 333،كنز العمال ج 14 ص 263.

(5) ابن حماد ص 85،عقد الدرر ص 130،برهان المتقي ص 149.

ص: 229

العباس ثم يمكثون ما شاء اللّه ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلا من ولد أبي سفيان و أصحابه،من قبل المشرق يؤدون الطاعة إلى المهدي" (1).

11-و عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يخرج بالرّي رجل ربعة أسمر مولى لبني تميم،كوسج يقال له شعيب بن صالح في أربعة آلاف ثيابهم بيض و راياتهم سود،يكون على(مقدمته) المهدي،لا يلقاه أحد إلاّ فلّه" (2).

12-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...ثم يقبل الرجل التميمي شعيب بن صالح،سقى اللّه بلاد شعيب،بالراية السوداء المهدية بنصر اللّه و كلمته حتى يبايع المهدي بين الركن و المقام" (3).

13-عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلب أهل خراسان،و يخرج أهل خراسان في طلب المهدي،فيلتقي هو و الهاشمي برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح،فيلتقي هو و أصحاب السفياني بباب اصطخر فتكون بينهم ملحمة عظيمة،فتظهر الرايات السود و تهرب خيل السفياني فعند ذلك يتمنى الناس المهدي و يطلبونه" (4).

14-و عنه أيضا عليه السّلام:"و الذي نفسي بيده لا يذهب الليل و النهار حتى تجيء الرايات السود من قبل خراسان حتى يوثقوا خيولهم بنخلات نيسان و الفرات" (5).

15-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"يخرج شاب من بني هاشم بكفّه اليمنى خال،من خراسان برايات سود بين يديه شعيب بن صالح يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم" (6).

********

(1) ابن حماد ص 85،عقد الدرر ص 126،برهان المتقي ص 149.

(2) ابن حماد ص 84،ملاحم ابن طاووس ص 53،برهان المتقي ص 151،عقد الدرر ص 130.

(3) ملاحم ابن طاووس ص 137.

(4) ابن حماد ص 86،برهان المتقي ص 152،عقد الدرر ص 127،كنز العمال ج 14 ص 588.

(5) ملاحم ابن المنادي ص 66.

(6) ابن حماد ص 84،ملاحم ابن طاووس ص 53،عقد الدرر ص 128،برهان المتقي ص 151.

ص: 230

16-و عنه أيضا عليه السّلام:"تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة فإذا ظهر المهدي بعثت إليه بالبيعة" (1).

17-و عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"إذا هزمت الرايات السود خيل السفياني،التي فيها شعيب بن صالح تمنى الناس المهدي فيطلبونه..." (2).

18-أخرج الحسن بن سفيان,و أبو يقم عن ثوبان قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:

"تجئ الرايات السود من قبل المشرق كأن قلوبهم زبر الحديد,فمن سمع بهم فليأتهم فيبايعهم و لو حبوا على الثلج" (3).

19-أخرج تقسيم ابن حماد عن علي عليه السّلام قال:"تخرج رايات سود تقاتل السفياني فيهم شاب من بني هاشم,في كتفه اليسرى خال و على مقدمته رجل من بني تميم يدعى شعيب بن صالح،فيهزم أصحابه" (4).

20-و في إسعاف الراغبين بهامش ص 127,نور الأبصار قال:و جاء في روايات أنه عليه السّلام عند ظهوره ينادي فوق رأسه ملك هذا المهدي خليفة اللّه فاتبعوه فتذعن له الناس و يشربون حبه,و أنه عليه السّلام يملك الأرض شرقها و غربها و أن الذين يبايعونه أولا بين الركن و المقام بعدد أهل بدر,ثم يأتيه أبدال الشام,و نجباء مصر و عصائب أهل المشرق و أشباههم و يبعث اللّه إليه جيشا من خراسان برايات سود,ثم يتوجه إلى الشام و في رواية إلى الكوفة و الجمع ممكن,و أن اللّه تعالى يمده بثلاثة الآلاف من الملائكة و أن أهل الكهف من أعوانه(ثم قال)ابن الصبيان,و أن على مقدمة جيشه رجلا من تميم خفيف اللحية يقال له شعيب بن صالح و أن جبرائيل على مقدمة جيشه و ميكائيل على ساقته.

********

(1) البحار ج 52 ص 217 ح 77 عن غيبة الطوسي،ملاحم ابن طاووس ص 55،بشارة الإسلام ص 93،إثبات الهداة ج 3 ص 729.

(2) كنز العمال ج 14 ص 590.

(3) برهان المتقي ص 148,حديث 5

(4) برهان المتقي ص 152,حديث 22

ص: 231

21-عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شئ حتى تنصب بأيليا" (1).

على ضوء هذه الروايات التي تنص على حضور الإمام في هذه الرايات كمثل هذه العبارات:فان فيها خليفة اللّه المهدي...فإنه خليفة اللّه...فليأت إمام أهل البيت...فيها رجل مني اسمه كاسمي و خلقه كخلقي...فيهم شاب من بني هاشم في كتفه اليسرى خال...على ضوء ذلك يتضح جليا أن الرايات السود هي طلائع جيشه و ان الإمام هو القائد الفعلي لها.

إذن الأمر المؤكد الذي لا شك فيه هو أن الإمام المهدي عجل اللّه فرجه يسند هذه الرايات إما مساندة حضورية و فعلية و إما مساندة غير مباشرة،و تأييدا معنويا و شرعيا.

و لذا جاء في أحاديث كثيرة عن الرسول الأكرم بوجوب مساندة هذه الرايات و دعمها و الدفاع عنها مهما كانت الظروف صعبة و قاسية،لدرجة أن الواجب الشرعي يلزم الالتحاق بها و لو حبوا على الثلج،لأن هذه الرايات رايات هدى تساند الإمام عليه السّلام و تدعم موقفه و تؤدي الطاعة و البيعة له و تقوي دعائم حكومته العالمية.

و السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هنا هو:متى يكون خروج هذه الرايات السوداء؟و متى يكون الفرج لأهل بيت الرسول الأكرم،و لمحبيهم و مواليهم، و للمسلمين،بل و للعالم أجمع؟!

هذا ما تكشفه الأيام و تحكيه الأحداث المقبلة،و لا بد أن يكون الجميع على الاستعداد لمعرفة تلك الأيام و وقوع تلك الأحداث،حتى يبذلوا ما بوسعهم لنصرة الرايات السود و الالتحاق بها و أداء الطاعة و البيعة للقائم عجل اللّه فرجه و الجهاد و الاستشهاد تحت لوائه المبارك إن شاء اللّه تعالى.

********

(1) البداية و النهاية لابن كثير ج 6 ص 276،دولة الموطنين للمهدي ص 37-38 حديث 2.

ص: 232

3-يوم النهضة

النهضة المهدوية الإسلامية الكبرى أمر محتوم لا شك فيه و لكن متى تكون هذه النهضة؟هل هناك تحديد لقيامها؟...

إن ساعة قيام هذه النهضة غير معينة و لكن هناك تحديد تقريبي بقيام هذه النهضة حيث أنها لا تأتي إلا بعد أن يسيطر اليأس من حدوث تغيير في العالم على النفوس و تموت القلوب,و يتفشى الفساد و الفجور في التجمعات البشرية,و يخيم الظلم على الناس و يزداد الجور و العدوان حتى يشمل الكرة الأرضية كلها.عند ذلك يأذن اللّه لوليه الأعظم بالخروج و القيام بالسيف ليطهر الأرض من الفساد و يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

و لكن السؤال:في أي يوم يكون خروج الإمام القائم عليه السّلام،هل في يوم الجمعة أم في يوم السبت؟

في الحقيقة و على الرغم من وجود اعتقاد بخروج الإمام في يوم الجمعة و اختصاص هذا اليوم بالإمام المهدي عليه السّلام،إلا أن هناك روايات كثيرة تتحدث عن خروج الإمام في يوم السبت يوم العاشر من المحرم الحرام و هو اليوم الذي استشهد فيه الإمام الحسين عليه السّلام،و إليك طائفة منها:

ص: 233

1-عن الفضل عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن حسن بن مروان عن علي بن مهزيار قال:قال أبو جعفر عليه السّلام:"كأني بالقائم يوم عاشوراء يوم السبت قائما بين الركن و المقام بين يديه جبرائيل ينادي:البيعة للّه،فيملأها عدلا كما ملئت ظلما و جورا" (1).

2-و عن ابن إدريس,عن أبيه,عن ابن عيسى,عن الأهوازي,عن البطائني,عن ابن بصير,قال:قال أبو جعفر عليه السّلام:"يخرج القائم عليه السّلام يوم السبت يوم عاشوراء اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السّلام" (2).

3-و عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن حسن بن مروان عن علي بن مهران قال:قال أبو جعفر عليه السّلام:"كأني بالقائم عليه السّلام يوم عاشوراء يوم السبت قائما بين الركن و المقام،بين يديه جبرئيل ينادي:البيعة للّه،فيملأها عدلا كما ملئت ظلما و جورا" (3)

4-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"يخرج القائم عليه السّلام يوم السبت يوم عاشوراء يوم قتل فيه الحسين عليه السّلام" (4).

********

(1) كتاب الغيبة للشيخ الطوسي،بشارة الإسلام ص 97,الباب السادس عن الإمام الباقر عليه السّلام

(2) بحار الأنوار ج 52,ص 290.

(3) معجم أحاديث الإمام المهدي،ج 3 ص 293.

(4) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3 ص 193 ح 830،الفضل بن شإذان،على ما في غيبة الطوسي،كمال الدين،ج 2 ص 653-654 ب 57,ح 19,حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس عليه السّلام قال:حدثنا أبي,عن أحمد بن محمد بن عيسى,عن الحسين بن سعيد,عن علي بن أبي حمزة,عن أبي بصير قال:قال أبو جعفر عليه السّلام غيبة الطوسي،ص 274,الفضل,عن محمد بن علي,عن محمد بن سنان,عن حي بن مروان,عن علي بن مهزيار(قال):قال أبو جعفر عليه السّلام:(كأني بالقائم يوم عاشوراء يوم السبت قائما بين الركن و المقام,بين يديه جبرائيل ينادي:البيعة للّه,فيملوها عدلا كما ملئت ظلما و جورا)و في نسخة مخطوطة حسن بن مروان عن علي بن مهرام قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام،و لا يبعد أن يكون ابن مهزيار مصحفا عن ابن مهران,و يؤيده ما يأتي في إثبات الهداة,التهذيب،ج 4 ص 333 ح 1044,أحمد بن محمد,عن علي بن الحكم,عن أبي حمزة,عن أبي بصير,عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال أبو جعفر عليه السّلام:و فيه(يخرج...اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السّلام و يقطع أيدي بني شيبة و يعلقها في الكعبة).تاج المواليد، ص 150,معجم أحاديث المهدي ج 3,ص 293.

ص: 234

و يؤيد هذه الروايات ما جاء في أحاديث عديدة من أن خروج الإمام يكون في يوم العاشر من محرم من دون تحديد ذلك اليوم،بيوم السبت أو الجمعة.

5-عن الفضل,عن محمد بن علي الكوفي,عن وهيب بن حفص,عن أبي بصير قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:"إن القائم صلوات اللّه عليه ينادى باسمه ليلة ثلاث و عشرين و يقوم يوم عاشوراء يوم قتل فيه الحسين بن علي عليه السّلام" (1).

6-عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم إنه قال:"...و في المحرّم ينادي مناد من السماء ألا إن صفوة اللّه من خلقه فلان فاسمعوا له و أطيعوا" (2).

7-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...و المحرّم أوله بلاء و آخره فرج..." (3).

8-و روى في ملاحم ابن المنادي:"...و في المحرّم الفرج (4).

9-و روي في القول المختصر:"...و يبايع في المحرّم بعد أن يسبقه فتن و حرب برمضان و ما بعده إلى الحجة فينهب الحاج بمنى" (5).

و المعروف تاريخيا أن استشهاد الإمام الحسين عليه السّلام كان في يوم السبت و ليس في يوم الجمعة.و لذا فهذه الروايات السابقة تكون مؤيدة و ساندة للأحاديث التي تؤكد خروج الإمام في يوم السبت و لكن المهم أن الذي يحدد حقيقة يوم الخروج سواء كان يوم الجمعة أو يوم السبت هو الواقع الخارجي و هو ذلك اليوم الذي يخرج فيه الإمام.

********

(1) بحار الأنوار ج 52,ص 290,كتاب الغيبة للشيخ النعماني,حديث 29.

(2) ابن حماد ص 60.

(3) البدء و التاريخ ج 2 ص 172.

(4) ملاحم ابن المنادي ص 60.

(5) القول المختصر ص 9 ب 1 ح 46.

ص: 235

ص: 236

4-يوم النداء

كيف يكون النداء؟سؤال مهم قد يراود المحققين عن حقيقة النداء باسم الإمام عليه السّلام.كيف يتحقق النداء و متى يكون النداء؟و من سيكون المنادي باسم الإمام المهدي عليه السّلام؟هل هو الملك العظيم جبرائيل عليه السّلام؟أم هو نداء من السماء يتردد بواسطة الأجهزة التي صنعها البشر؟إذا كان المنادي هو سيدنا و مولانا جبرائيل عليه السّلام فحينئذ لا يشكل على أحد لأن النداء يكون خارقا للعادة.أما إذا كان المعنى المنظور في الروايات هو مجرد مناداة من الفضاء كأن يكون عبر الأثير بواسطة الراديو أو التلفاز, ففي هذه الصورة يشكل على الناس خصوصا مع وجود نداء و صوت معارض للنداء الأول يكون من قبل شياطين و أبالسة الجن و الأنس يحاولون باستمرار الوقوف في وجه الحق و العدل مما يسبب إنكار الناس للإمام عليه السّلام و الروايات الواردة في هذا الباب عديدة و هي تؤكد إن هناك مناديين مناد من السماء و مناد من الأرض.بيد أن بعضها تذكر المنادي في حين تسكت الأكثر منها عن البيان،و إليك طائفة من هذه الأخبار.

1-عن الفضل،عن ابن محبوب،عن علي بن أبي حمزة،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:"خروج القائم عليه السّلام من المحتوم.

ص: 237

قلت:و كيف يكون النداء؟

قال:ينادي مناد من السماء أول النهار:ألا إن الحق مع علي و شيعته.ثم ينادي إبليس في آخر النهار:ألا إن الحق في عثمان و شيعته.فعند ذلك يرتاب المبطلون" (1).

2-و عنه أيضا عليه السّلام:"الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة،ليلة ثلاث و عشرين فلا تشكوا في ذلك و اسمعوا و أطيعوا،و في آخر النهار صوت إبليس اللعين ينادي:ألا إن فلانا قتل مظلوما،ليشكك الناس و يفتنهم...و علامة ذلك أن المنادي ينادي باسم القائم و اسم أبيه حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرّض أباها و أخاها على الخروج" (2).

3-و عنه أيضا عليه السّلام:"...فإن أشكل هذا كله عليهم فإنّ الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه و اسم أبيه و أمّه" (3).

4-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن الحق في علي و شيعته،ثم ينادي إبليس لعنه اللّه في آخر النهار ألا إن الحق في السفياني و شيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون" (4).

5-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"ينادي مناد من السماء ألا إن فلان بن فلان هو الإمام و ينادي باسمه،و ينادي إبليس"لعنه اللّه"من الأرض كما نودي برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم ليلة العقبة" (5).

6-عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"و ينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عند ما تطلع الشمس يا أهل الهدى اجتمعوا،و ينادي من ناحية المغرب بعد ما تغيب الشمس يا أهل الضلالة اجتمعوا" (1).

********

(1) الغيبة للطوسي،ص 454.

(2) البحار،ج 52 ص 230-231.

(3) بشارة الإسلام ج 1 ب 6 ص 87.

(4) كمال الدين ص 652.

(5) بشارة الإسلام ج 1 ب 6 ص 74.

ص: 238

7-عن أمير المؤمنين عليه السّلام عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...كأني بهم آيس من كانوا،ثم نودي بنداء يسمع من البعد كما يسمع من القرب،يكون رحمة على المؤمنين و عذابا على المنافقين.قلت و ما ذلك النداء؟قال:ثلاثة أصوات في رجب،أولها ألا لعنة اللّه على الظالمين..ينادي ألا إن اللّه بعث فلان بن فلان حتى ينسبه إلى علي-فأسمعوا له و أطيعوا-فيه هلاك الظالمين فعند ذلك يأتي الفرج..." (2).

و لكن السؤال متى يكون النداء،هل يكون في شهر رمضان المبارك من السنة التي يخرج فيه الإمام،أم يكون في شهر محرم الحرام؟

في الحقيقة إن وقت النداء غير معلوم بسبب وجود اختلاف في الروايات فمع توكيد بعض الروايات على أن النداء باسم القائم عليه السّلام يكون في الثالث و العشرين من شهر رمضان،إلاّ أن هناك بعض الأحاديث و خاصة الواردة عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم تصرّح أن النداء يكون في شهر محرم الحرام،تماما كما يوجد هذا الاختلاف في يوم خروجه هل سيكون في العاشر من محرم يوم الجمعة كما هو مشهور،أم يكون يوم السبت يوم استشهاد الإمام الحسين عليه السّلام كما هو المحقق.

8-عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"و في المحرم ينادي مناد من السماء:ألا إن صفوة اللّه من خلقه فلانا فاسمعوا له و أطيعوا،في سنة الصوت و المعمعة" (3).و هذه الرواية لا تحدد من يكون المنادي.

9-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب.قلت:

و ما هي؟قال:وجه يطلع في القمر و يد بارزة" (4).

********

(5) 1معجم أحاديث الإمام المهدي ج 5 ص 59.

(2) كفاية الأثر ص 156.

(3) ملاحم ابن طاووس ص 61،اثبات الهداة ج 3 ص 615.

(4) البحار،ج 52 ص 233.

ص: 239

و على كل حال فإن صوت القائم بالحق عليه السّلام لن يكون أضعف من صوت إذاعات غيره من البشر.في الحقيقة تسطع في سماء العالم بنداء الحق فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر و لكن نداء الحق هذه المرة من القوة بحيث يجعل الناس يخضعون لها كما يقول الإمام الباقر عليه السّلام:إذا سمعوا الصوت أصبحوا كأنما على رؤوسهم الطير!.أما لو كانت الصيحة خضعت له أعناق أعداء اللّه!.فإن أشكل عليهم من ذلك شيء,فإن الصوت لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه و اسم أبيه...

أجل إن ذلك ليس على اللّه بمستحيل و لكن هل إن ذلك يكون مباشرة من السماء؟أم أن هناك وسيلة طبيعية جعلها اللّه في متناول يد البشر كأن يذاع نبأ ثورة الإمام المهدي المنتظر عبر الإذاعات و المحطات الفضائية و كل قوم يتحدثون عن هذا الأمر الجديد بلغتهم المتداولة و ليس هناك حاجة ملحة بتدخل سماوي مباشر حتى نسوق الرواية إلى حالة إعجازية خارقة للطبيعة كما و أن شياطين الإنس يتحركون ضد الإمام و يستخدمون تلك الوسائل في تكذيبه و الافتراء عليه.

إن المؤكد من هذه الأخبار أن النداء من السماء و لكن لا يدرى هل هو صوت ملك من ملائكة اللّه عز و جل أم هو عبر الأثير و الإذاعات،و ذلك باعتبار أن قيام القائم هو بأذن اللّه.فالنداء باسمه يكون من السماء بخلاف صوت الأعداء المخالف للإمام المهدي عليه السّلام فندائهم من شياطين الجن و من أهواء الإنس التي تخلد إلى الأرض فالنداء من قبلهم يكون للأرض و الخلود فيها و التثاقل إليها.

و هذا احتمال يجب أن لا نغفل عنه خصوصا و أن المعركة قائمة على قدم و ساق بين الفرقتين و أن النداءات تتلو بعضها البعض في كل أرجاء المعمورة.و قد جاءت روايات عديدة أخرى حول النداء باسم القائم عليه السّلام نشير فيما يلي إلى بعض منها:

1-ما جاء بسند عن داود الرقي،قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام جعلت فداك قد طال هذا الأمر علينا حتى ضاقت قلوبنا و متنا كمدا،فقال:"إن هذا الأمر آيس ما

ص: 240

يكون و أشد غما،ينادي مناد من السماء باسم القائم و اسم أبيه".فقلت جعلت فداك ما اسمه؟قال:"اسمه اسم نبي،و اسم أبيه اسم وصي" (1).

2-ما جاء بسند عن الأصبغ بن نباته قال:خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام بالكوفة فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثم قال"...ألا إن منا قائما عفيفة أحسابه سادة أصحابه تنادوا عند اصطلام أعداء اللّه باسمه و اسم أبيه في شهر رمضان ثلاثا،بعد هرج و قتال..." (2).

3-ما جاء بسند عن جابر عن الإمام الباقر عليه السّلام:"..و القائم رجل من ولد الحسين يصلح اللّه له أمره في ليلة فما أشكل على الناس من ذلك يا جابر فلا يشكل عليهم ولادته من رسول اللّه،و وراثته العلماء عالما بعد عالم،فإن أشكل هذا كله عليهم فإن الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه و اسم أبيه و أمه" (3).

4-أخرج النعماني في الغيبة بسنده عن زرارة عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال:

"ينادي باسم القائم،فيؤتى و هو خلف المقام فيقال له:قد نودي باسمك فما تنتظر؟ ثم يؤخذ بيده فيبايع.." (4)الحديث.

5-أخرج النعماني أيضا بسنده عن ناجية القطان عن الباقر عليه السّلام أنه قال:"أن المنادي ينادي أن المهدي(من آل محمد)فلان بن فلان،باسمه و اسم أبيه.." (5).

6-أخرج النعماني في الغيبة بسنده عن أبي بصير عن الصادق عليه السّلام أنه قال:

"ينادي باسم القائم يا فلان بن فلان قم" (6).

********

(1) البحار ج 51 ص 38 عن النعماني

(2) معجم أحاديث الإمام المهدي،ج 3،ص 57.

(3) البحار ج 52 ص 239 عن النعماني.

(4) الغيبة للنعماني ص 263.

(5) الغيبة للنعماني ص 264.

(6) الغيبة للنعماني ص 279.

ص: 241

7-أخرج النعماني في الغيبة عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال:"ينادي باسمه في جوف السماء...باسمه و اسم أبيه ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له و أطيعوه..." (1).

8-أخرج النعماني أيضا بسنده عن عبد اللّه بن سنان عن الصادق عليه السّلام:"ينادي باسم صاحب هذا الأمر مناد من السماء ألا إن الأمر لفلان بن فلان ففيم القتال؟!!" (2).

9-أخرج أيضا بسنده عن ابن سنان عن الصادق عليه السّلام:"لا يكون هذا الأمر الذي تمدون إليه أعناقكم حتى ينادي مناد من السماء ألا إن فلانا صاحب الأمر،فعلام القتال؟" (3).

10-أخرج أيضا بسنده عن ابن سنان عن الصادق عليه السّلام:"فينادي مناد صادق من شدة القتال،فيم القتل و القتال؟!صاحبكم فلان" (4)

11-أخرج بسنده عن ابن أبي يعفور أنه سأل الصادق عليه السّلام،و ما الصوت،أهو المنادي؟فقال عليه السّلام:"نعم،و به يعرف صاحب هذا الأمر.." (5)

12-أخرج الصدوق في إكمال الدين بسنده عن ميمون البان عن الباقر عليه السّلام"..

ينادي مناد من السماء أن فلان بن فلان هو الإمام،باسمه.." (6).

و جاء عن الصادق عليه السّلام قوله:إنها تكون صيحة تتبعها هدّه.(و جاء عنه:)إنها تكون ثلاثة أصوات في رجب:

الأول:ألا لعنة اللّه على الظالمين.

********

(1) الغيبة للنعماني ص 290.

(2) الغيبة للنعماني ص 266.

(3) الغيبة للنعماني ص 266.

(4) الغيبة للنعماني ص 267.

(5) الغيبة للنعماني ص 258.

(6) البحار ج 52 ص 204

ص: 242

و الثاني:أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين.

و الثالث:يرى الناس بدنا بارزا نحو عين الشمس-مع قرنها ينادي:ألا إن اللّه بعث فلانا بن فلان.حتى ينسبه إلى علي عليه السّلام فيه هلاك الظالمين,فاسمعوا له و أطيعوا.

فعند ذلك يأتي الفرج و يذهب غيظ قلوبهم.(و ورد عن الباقر عليه السّلام قريب منه،و سيبهت اللّه المنكرين حين حدوث هذه الآيات,و سيتحقق ما عنته الآية الكريمة: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (الشعراء،4)و التسلسل المذكور في الرواية لا يعني بالضرورة وقوع هذه العلامات بالترتيب بمعنى وقوع هذه العلامة بعد تلك فما أكثر الروايات التي تحدثت بهذا الصورة كان فيه التقديم و التأخير و إنما المنظور تحقق هذه الأمور الثلاثة قبل خروج الإمام عليه السّلام إلا إذا كان هناك تصريح بالتقديم لما جاء في هذه الرواية(العالم الذي فيه الصيحة,قبله الآية في رجب.فقيل له:

و ما هي؟قال وجه يطلع في القمر,و يد بارزة,و تطلع كف تشير.و النداء الذي من السماء يسمعه أهل الأرض:كل أهل لغة بلغتهم).

و صورة الوجه التي تظهر في القمر كآية و علامة للخروج يختلف عن العلامة لرؤية بدن في عين الشمس.و قد علق على هذه الرواية صاحب كتاب يوم الخلاص قائلا:(و ما أكثر الوجوه التي رأيناها و معاصرونا في القمر من رواد الفضاء,و ما أكثر الأيادي التي شوهدت تحفر سطحه لتحمل لنا من ترابه و صخوره؟!فلا غرو أن ننظر يدا و سلطانا سماويا بعد أن حقق العلماء من البشر انتصاراتهم المعروفة في غزو القمر و بقية الكواكب).

13-حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب قال حدثنا إسماعيل بن مهران قال حدثنا الحسين بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن شرحبيل

ص: 243

قال:قال أبو جعفر عليه السّلام و قد سألته عن القائم عليه السّلام فقال:إنه لا يكون حتى ينادي مناد من السماء يسمع أهل المشرق و المغرب حتى تسمعه الفتاة في خدرها" (1).

فلا شيء ممّا خلق اللّه الروح(فيه)إلا سمع الصيحة,و لا يبقي راقد إلا استيقظ,و لا قائم إلا قعد و لا قاعد إلا قام على رجليه فزعا من ذلك الصوت,"هو صوت جبرائيل الأمين".فرحم اللّه من سمع ذلك الصوت فأجاب.في هذه الرواية بيان عن النداء الذي يسمعه أهل المشرق و المغرب غير أن هذه الرواية تذكر الصيحة التي لا تدع راقدا إلا استيقظ و لا قائما إلا قعد فزعا من ذلك الصوت فهل النداء و الصيحة هما أمر واحد أم هما أمران مختلفان نداء و صيحة فالصيحة توجب الفزع و الخوف في الناس بخلاف النداء في الحقيقة الروايات السابقة لا تذكر شيئا عن الصيحة إنما نتحدث عن النداء و حسب كما لا تذكر بعضها من المنادي فهل هناك أمران مختلفان أحدهما صيحة و هدّة و فزعة تروّع الناس كصوت الأنفجارات المهيبة التي تحدثها القنابل و الصواريخ أم هما شيء واحد نداء على صورة صرخة مرعبة.

قد يكون هذا و ذاك حيث أن هناك احتمال بحدوث خلط في بيان حدوثهما عند الراوي و لا يمكن الجزم بأحدهما إلا بما تكشفه أيام الخروج و اللّه العالم.بيد أن النداء عام و شامل يسمعه جميع الناس كما روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أيضا:"و لا يبقى ذو أذن من الخلائق إلا سمع ذلك النداء.و تقبل الخلائق من البدو و الحضر و البر و البحر, يحدث بعضهم بعضا,و يستفهم بعضهم ما سمعوا باذانهم" (2)!.ثم وضع لموعدها علامة خاصة في قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"في سنة كثيرة الزلازل و البرد" (3).

********

(1) الغيبة للنعماني،ص 257.

(2) البحار،ج 53،ص 8.

(3) كنز العمال،ج 14،ص 570.

ص: 244

و قد قيل للإمام الصادق عليه السّلام:فمن القائم عليه السّلام و قد نودي باسمة؟فقال:"لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل فيشكك الناس" (1).

و قيل له:إني لأعجب من القائم كيف يقاتل مع ما يرون من العجائب،من خسف البيداء بالجيش,و من النداء الذي يكون من السماء؟فقال:"إن الشيطان لا يدعهم حتى ينادي كما نادى برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يوم العقبة" (2).

إذا قلنا أن التدخل السماوي المباشر هو متحقق بأمر إلهي في نداء الملك جبرائيل الأمين عليه السّلام فلا يعني ذلك أن إبليس باستطاعته أيضا أن يخرق القوانين الإلهية و ينادي مباشرة ضد الإمام عليه السّلام فربما يتحقق عبر تحريك شياطين الإنس ليذيعوا نداء إبليس عليه اللعنة و العذاب إلا إذا قلنا أن النداء السماوي باسم الإمام المهدي عليه السّلام أيضا ليس بالضرورة أن يكون من قبل سيدنا و مولانا جبرائيل عليه السّلام بل يتحقق عبر الوسائل الطبيعية بواسطة المذياع و التلفاز و على كلّ فلا بد إذن من هذين الصوتين,في بياض نهار و أحد,صوت من السماء و صوت من الأرض...و بما أنهما نداءان متميزان يفهمهما كل إنسان بلغته,و أن النداء الأول ينوه برجل من ولد أبي طالب و نسل فاطمة عليها السّلام فإن ذلك يقطع كل شبهة عند العقلاء,و يجنبهم كل توهم.و قد سئل الصادق عليه السّلام:تكون إذا صيحتان,فمن يؤمن بهذه,و من يؤمن بهذه؟فقال:"يصدق بها من صدّق بها قبل"-أي أنه يعرف الصيحة الصادقة من كان سمع بها من قبل أن تكون-و يصدق بها من كان مؤمنا بها قبل أن تكون.ثم تلا الآية الكريمة:

أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (يونس:35).

و قال:صوت جبرائيل من السماء و صوت إبليس من الأرض فاتبعوا الصوت الأول,و إياكم و الأخير أن تفتنوا به.النداء حق إي و اللّه,حتى يسمعهم كل قوم

********

(1) البحار،ج 52،ص 205.

(2) الغيبة للنعماني،ص 265.

ص: 245

بلسانهم.(أي بلغتهم)فلا يبقى شيء خلق اللّه فيه الروح إلا سمعها...فها هو ذا يعود فيكرر القول و يقسم على المناداة بمختلف اللغات ببداهة...فإنه لا بد أن يرد فيه اسم المهدي و اسم أبيه.و مهما كان الحال فإن النداء يقطع جهيزة كل خطيب و متحذلق,لصراحته و وضوحه...و ما فتئ الأئمة عليهم السّلام يوضحون معالم الطريق حتى لا يبقى مجال للريب,و لينسد باب كل إبهام و إيهام عند سائر الأمم و الطوائف, و عند مختلف الجنسيات و القوميات و أصحاب اللغات...و حذار أن يلتبس الأمر على ضعفاء الإيمان,مما يدور على لسان إبليس الذي يلقي يومها,آخر سهم في جعبته ليضل الناس,لأنه يوشك أن يدعى هو و حزبه و أتباعه,بعد ذلك اليوم,إلى العذاب الذي كذب به المكذبون,يوم يقوم الناس لرب العالمين,في يوم الحساب.

ص: 246

5-يوم الخروج القيامة الصغرى

هل يعلن العالم البشري إسلامه حين قيام الإمام المهدي عليه السّلام؟

و هل يرضخ الجميع لحكومته الربانية يوم نهضته الكبرى؟

من السذاجة جدا أن يعتقد البعض أنه بمجرد أن يخرج الإمام المهدي عليه السّلام و يعلن ثورته المباركة يخضع الجميع له طواعية و يسلم الناس زمام أمورهم إليه،و ينقلب الكفار مؤمنين و المشركون موحدين بين عشية و ضحاها و تنثر الورود و تفرش الرياحين أمام جيشه و عسكرة فلا حرب و لا إرهاب و لا عنف و لا قتال بل تسليم و إسلام و سلام.

فيا ليت أن يكون الأمر هكذا،و يا ليت أن يخضع الناس للإمام و يضع الكفار أسلحتهم على الأرض و يأتوا للإمام مذعنين طائعين مسلمين أو مستسلمين،و يا ليت ان المشركين ينزعون من أدمغتهم فكرة التثليث و الشرك،و يطهر المنافقون قلوبهم من أدران النفاق و الضغائن و الأحقاد،و يرتدع الفساق عن فسقهم و فجورهم و يرجعوا إلى الإيمان و الالتزام بمنهج الإسلام الحنيف،و يا ليت ان الظالمين و الغاصبين يكفون أيديهم عن الظلم و الاعتداء و يردّون حقوق المظلومين من غير تعنت و من غير هضم و تنقيص.

و يا ليت ان المجرمين يتوبون إلى اللّه و يرضون ضحاياهم بما شاءوا و أرادوا،و يا ليت الحكام و الطواغيت الجبابرة الذين طالما حكموا الناس بقوة الحديد و النار

ص: 247

يتنازلون عن مناصبهم و يذهبون إلى الكهوف و الجبال مستغفرين تائبين إلى اللّه مما ارتكبوا من الجرائم بحق شعوبهم..و يا ليت ان السرّاق و الناهبين يعيدوا الأموال المسروقة إلى أصحابها الشرعيين..و يا ليت و يا ليت..

و لكن تبقى هذه الأمنيات لا تجد لها مصاديق خارجية و قد قال اللّه تعالى في كتابه المجيد وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (الأعراف:96)هيهات هيهات أن يستجيب الظالمون لنداء الحق،و هيهات هيهات أن يتنازل الحكام الجبابرة عن مناصبهم و عروشهم لأصحابها الشرعيين.

و هيهات هيهات أن يكف الظالمون عن ظلمهم و يعطوا حقوق المظلومين،بل الظلم-مع الأسف الشديد-يزاد يوما بعد يوم و ينتشر في الفسق و الفجور في العالم و يخيم على الناس الخوف و الرعب من جراء تسلط الطواغيت و الجبابرة.فالحروب تحصد النفوس و الأرواح و الدماء تسيل في الشوارع و الأزقة،و الأعراض تهتك علنا، و الأموال تسرق سرا و جهرا و الجرائم ترتكب بحق الأبرياء أمام الملأ من دون رادع.

و اليوم إذا دخلت مدينة أو قرية أو منزلا فلا تشاهد إلا اثار الظلم و الاعتداء موجودة في كل مكان،فالظلم و الفجور و الاعتداء قد دخل في كل مدينة و دار,و العالم يئنّ من وطئة ظلم الظالمين و الفجار و من حكم الجبابرة و الطغاة,و صرخات الاستغاثة تملأ الفضاء من دون مغيث و ناصر,و مصانع الأسلحة المدمرة تعمل ليلا و نهارا في خدمة المجرمين و الحكام,و آلاف المليارات تصرف لتطوير الأسلحة الفتاكة في الوقت الذي يموت مئات الألوف من الناس من الجوع و الفقر.هذا في العالم الغربي و الشرقي.

و أما في البلدان الإسلامية فالوضع إن لم يكن بأسوء من غيرها فهي ليست بأحسن حالا منها.فالفقر و العوز يفتك بالناس,و الظلم و الفسوق يمارس في كل مكان,و الأوضاع الاقتصادية المتردية تخيم على الجميع،و حتى الأطفال و النساء

ص: 248

يباعون في أسواق الرقيق,و الوحوش البشرية تجول في المدن و القرى و الأرياف.

و هي تفترس الأبرياء و تمتص دمائهم و أموالهم بقوة الحديد و النار,و وعاظ السلاطين يبررون جرائم الطغاة و يضفون عليها الشرعية,و الناس صامتون يتفرجون على المذابح و الجرائم يقتلهم الخوف و الفزع..فإلى من الملجأ اليوم و إلى أين الفرار؟فمن يجيب صرخات المستضعفين,و من يقطع أيادي السارقين,و يردع الظالمين و يرفع الظلم عن الجماهير,و من يأخذ بحق الفقراء و المساكين,و من يرد الحقوق المغتصبة إلى أهلها الشرعيين؟

و من يقتل الطغاة و المجرمين و ينتقم من الحكام الجبارين؟!,و من يضرب أعناق المحتالين؟و من يكشف زيف المتلبسين بالدين و يفضح وعاظ السلاطين؟

فالإنسانية تعيش حالة الاحتضار و اليأس يلف الجميع من إمكانية تغير الأوضاع فيوما بعد يوم الأمور إلى الأسوء بل الكل اليوم يشاهد الأوضاع تسير بسرعة فائقة نحو التدهور و العالم نحو الهاوية و الجحيم,فهل لهذه المأساة من نهاية...و هل للعالم من مخلص و منقذ؟و هل لصرخات المستغيثين من مجيب،و هل لقطع دابر الظالمين من رجل عادل؟

أجل لقد ادخر اللّه سبحانه لعالم اليوم شخصية عظيمة من نسل الرسول الأكرم ليقوم بمهمة الإنقاذ و استخلاص البشرية من براثن الظلم و الفقر و الفساد و يطهر الأرض من الطغاة و الظالمين و يقتل الجبابرة و المفسدين بلا رحمة كما لم يرحموا أحدا من العالمين.

إذن أين هذه الشخصية المنقذة و متى يظهر؟

أين قاطع دابر المتكبرين؟

أين هادم أبنية الشرك و النفاق؟

أين مبيد أهل الفسوق و العصيان و الطغيان؟

أين قاطع حبائل الكذب و الافتراء؟

أين محيي معالم الدين و أهله؟

ص: 249

أين قاصم شوكة المعتدين؟

أين السبب المتصل بين الأرض و السماء؟

أين صاحب يوم الفتح و ناشر راية الهدى؟

أين مؤلف شمل الصلاح و الرضى؟

أين الطالب بذحول الأنبياء و أبناء الأنبياء؟

أين الطالب بدم المقتول بكربلاء؟

أين ابن النبي المصطفى و ابن علي المرتضى و ابن خديجة الكبرى و ابن فاطمة الزهراء؟..

أجل ها هو الإمام العادل ينتظر بفارغ الصبر الإذن الإلهي بالخروج،فالأمر قريب و قريب جدا.إنها الساعة التي لا تأتيهم إلاّ بغتة فتبهتهم،و في ذلك الوقت لا تقبل توبة أحد من الظالمين و المجرمين،لأن فترة التوبة قد انتهت و مدّة العودة قد انقضت.

فالإمام المهدي المنتظر القائم بالسيف لا يأتي من دون برنامج سماوي منظم بل عنده عهد مكتوب من رسول الإسلام أن لا يقبل توبة أحد إنما التوبة للذين يعملون السيئات ثم يتوبون من قريب و يستغفرون و يعودون إلى رشدهم قبل أن تأتيهم ساعة الصفر من قبل الباري ألا و هو الموت أو قيام الحجة.فإذا انتهت المدة و جاء الأجل قضي الأمر و ارتفعت مهلة الاستغفار فيجري فيهم الإمام حكم اللّه و يقضي على الظالمين الطغاة قضاء كاملا و يبيدهم عن بكرة أبيهم و لا تأخذه في اللّه لومة لائم،و لذا جاء في الأحاديث الشريفة أن خروج الإمام الحجة هو الساعة التي تأتي بغتة و هي تشبه إلى حد كبير ساعة القيامة.و لذا اشتبه بعض المؤلفين في معرفة حقيقة المراد من الساعة المذكورة في بعض الآيات و الروايات،هل تقصد ساعة الخروج أم ساعة القيامة.و لهؤلاء الحق في هذا الاشتباه و الارتباك لأن كلمة الساعة تنطبق على ساعة الخروج و ساعة القيامة معا لأن المفاجئة و المباغتة موجودة

ص: 250

في كلا الساعتين من جهة،و عدم قبول التوبة من الظالمين و المجرمين من جهة أخرى.فالساعة عبارة عن انتهاء المهلة للظالمين و هي ساعة الصفر لبدء الانتقام و لذا فسرت بعض الآيات الكريمة التي تتحدث عن الساعة بساعة قيام الإمام المهدي عليه السّلام حَتّى إِذا جاءَتْهُمُ السّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها وَ هُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (الأنعام:31).و لم تكن اعتباطا حينما أولت تلك الأحاديث التي تتحدث عن اليوم الموعود لقيام الإمام المهدي على أنه إنتهاء مهلة إبليس اللعين،بل هي الحقيقة و الواقع فالروايات التي تتحدث عن الانتقام الإلهي من الظالمين و المنافقين و القاسطين ساعة خروج الإمام المهدي كثيرة نتطرق إلى بعضها كما يلي:

1-عن الحسين بن حمدان عن محمد بن إسماعيل و علي بن عبد اللّه الحسني عن أبي شعيب(و)محمد بن نصر عن عمر ابن الفرات عن محمد بن المفضل عن المفضل بن عمر قال سألت سيدي الصادق عليه السّلام هل للمأمور المنتظر المهدي عليه السّلام من وقت موقت يعلمه الناس؟فقال:حاش للّه أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا.قلت:يا سيدي و لم ذلك؟ قال:لأنه هو الساعة التي قال اللّه تعالى يَسْئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (الاعراف:187) و هو الساعة التي قال اللّه تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرْساها و قال وَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ (الزخرف:85)و لم يقل إنها عند أحد،و قال: فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها (محمد:18)و قال اِقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ (القمر:1) و قال: وَ ما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السّاعَةَ قَرِيبٌ* يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَ الَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَ يَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (الشورى:17-18)... (1)

********

(1) بحار الأنوار،ج 53،ص 2.

ص: 251

2-و روى السيد علي بن عبد الحميد في كتاب الأنوار المضيئة بإسناده إلى أحمد بن محمّد الأيادي يرفعه إلى إسحاق بن عمّار قال:سألته-يعني زين العابدين عليه السّلام- عن إنظار اللّه تعالى إبليس وقتا معلوما ذكره في كتابه،قال: قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ* إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (الحجر:37-38).قال:الوقت المعلوم يوم قيام القائم،فإذا بعثه اللّه كان في مسجد الكوفة و جاء إبليس حتّى يجثو على ركبتيه، فيقول:يا ويلاه من هذا اليوم... (1)

3-ذكر السيد ابن طاووس في كتاب(سعد السعود):"إني وجدت في صحف إدريس النبي عليه السّلام عند ذكر سؤال إبليس و جواب اللّه له،قال ربي فأنظرني إلى يوم يبعثون.قال:لا و لكنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم،فإنه يوم قضيت و حتمت أن أطهر الأرض ذلك اليوم من الكفر و الشرك و المعاصي،و انتخبت لذلك الوقت عبادا لي امتحنت قلوبهم للإيمان و حشوتها بالورع و الإخلاص...ذلك وقت حجبته في علم غيبي و لا بد أنه واقع،أبيدك يومئذ و خيلك و رجلك و جنودك أجمعين فأذهب فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم" (2).

4-روى محمد بن علي بن الحسين بن بابويه(الصدوق)في المجلس الذي جرى له مع ركن الدولة قال:روي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم أنه قال:و مثل القائم من ولدي مثل الساعة قال اللّه تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاّ بَغْتَةً (الأعراف:187) (3)

********

(1) منتخب الأنوار المضيئة ص 203.

(2) بحار الأنوار،ج 52،ص 384-385.

(3) إثبات الهداة،ج 3،ص 576.

ص: 252

5-و روي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها إلاّ اللّه عز و جل لا تأتيكم إلاّ بغتة" (1).

6-عن دعبل الخزاعي عن الإمام الرضا عليه السّلام:حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قيل له:يا رسول اللّه متى يخرج القائم من ذريتك؟فقال عليه السّلام:"مثله مثل الساعة التي لا يجليها لوقتها إلاّ هو ثقلت في السموات و الأرض لا تأتيكم إلاّ بغتة" (2).

7-عن الإمام الصادق عليه السّلام،في قوله تعالى هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ قال:

يغشاهم القائم بالسيف تَصْلى ناراً حامِيَةً قال تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم و في الآخرة نار جهنم" (3).

8-و عن الإمام الصادق عليه السّلام في قوله تعالى: وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ قال:"إن الأدنى القحط و الجدب،و الأكبر خروج القائم المهدي عليه السّلام بالسيف في آخر الزمان" (4).

9-و جاء في إلزام الناصب عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"إن في قائمنا أهل البيت كفاية للمستبصرين و عبرة للمعتبرين و محنة للمتكبرين لقوله تعالى وَ أَنْذِرِ النّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ هو ظهور قائمنا المغيب لأنه عذاب على الكافرين و شفاء و رحمة للمؤمنين".

10-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"...إذا قام قائمنا انتقم للّه و رسوله و لنا أجمعين" (5).

********

(1) تاريخ الغيبة الكبرى،ص 428.

(2) إكمال الدين ج 2 ص 372 ب 35 ح 6.

(3) إثبات الهداة ج 3 ص 497.

(4) معجم أحاديث الإمام المهدي،ج 5،ص 342.

(5) بحار الأنوار،ج 52،ص 376.

ص: 253

11-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...و أما شبهه من جده المصطفى صلّى اللّه عليه و آله و سلم فتجريده السيف و قتله أعداء اللّه و أعداء رسوله و الجبارين و الطواغيت،و أنه ينصر بالسيف و بالرعب و أنه لا ترد له راية". (1)

12-عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"...ثم يفرجها اللّه عنكم كتفريج الأديم بمن يسومهم خسفا و يسوقهم عنفا و يسقيهم بكأس مصبّرة لا يعطيهم إلاّ السيف و لا يحلسهم إلاّ الخوف...و يتوجه إلى الآفاق فلا تبقى مدينة وطئها ذو القرنين إلاّ حلّها و أصلحها و لا يبقى كافر إلاّ هلك على يديه و يشفي اللّه قلوب أهل الإسلام" (2).

13-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"يقتل القائم بين كربلاء و الكوفة ستة عشر ألف فقيه فيقول الناس هذا ليس من نسل فاطمة" (3).

14-و يقول الإمام الصادق عليه السّلام للمفضل بن عمرو بعد ذكره خبر نزول القائم عليه السّلام في الكوفة و إعطائه بعض المعاجز التي يطلبها منه الحسني و أصحابه:"...فيبايعه(الحسني) و يبايع سائر العسكر الذي مع الحسني إلاّ أربعين ألفا أصحاب المصاحف المعروفون بالزيدية،فأنهم يقولون:ما هذا إلاّ سحر عظيم.فيختلط العسكران فيقبل المهدي عليه السّلام على الطائفة المنحرفة،فيعظهم و يدعوهم ثلاثة أيام،فلا يزدادون إلاّ طغيانا و كفرا،فيأمر بقتلهم فيقتلون جميعا.ثم يقول لأصحابه:لا تأخذوا المصاحف،و دعوها تكون عليهم حسرة كما بدلوها و غيروها و حرفوها و لم يعملوا بما فيها" (4).

و الأحاديث حول وجود من ينكره و يعارضه و يتأول عليه القرآن من المتلبسين بالدين كثيرة،نقدم ما أوردناه في مبحث سابق عن الإمام الباقر عليه السّلام من أنه يخرج على الإمام من ظهر الكوفة بضعة عشر ألفا يدّعون التبرئة منه و يقولون له ارجع من

********

(1) إعلام الورى،ج 2،ص 233.

(2) إلزام الناصب ص 288.

(3) يوم الخلاص ص 220.

(4) بحار الأنوار،ج 53،ص 16.

ص: 254

حيث أتيت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيقتلهم جميعا،و يقتل كل مرتاب في الكوفة، كما ورد عن الإمام الصادق عليه السّلام،أن القائم عليه السّلام لا يلبث قليلا حتى تخرج عليه خارجة من الموالي برميلة الدسكرة،و في رواية أن عددهم عشرة آلاف،و يقتلهم جميعا،و في رواية أن القائم يحدّثكم حديثا لا تحتملونه فتخرجون عليه برميلة الدسكرة فتقاتلونه فيقتلكم و هي آخر خارجة تكون،و في رواية أخرى أن صاحب الأمر حينما يحكم ببعض الأحكام و يتكلم ببعض السنن تخرج عليه خارجة من المسجد فيلحق بهم أصحابه في التمّارين و يأتون بهم أسرى فيذبحون" (1).

15-كما ورد في الحديث عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...ثم يحدث حدثا فإذا فعل قالت قريش أخرجوا بنا إلى هذا الطاغية فو اللّه لو كان محمديا ما فعل و لو كان علويا ما فعل و لو كان فاطميا ما فعل،فيمنحه اللّه أكتافهم فيقتل المقاتلة و يسبي الذرية" (2).

16-عن الإمام الصادق عليه السّلام،في تفسير قوله تعالى هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (التوبة:33)قال:

"و اللّه ما نزل تأويلها بعد و لا ينزل تأويلها حتى يخرج القائم عليه السّلام فإذا خرج القائم لم يبق كافر باللّه العظيم و لا مشرك بالإمام إلاّ كره خروجه حتى لو كان كافر أو مشرك في بطن صخرة لقالت:يا مؤمن في بطني كافر فأكسرني فاقتله" (3).

17-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحبّ أكثرهم ألاّ يروه مما يقتل من الناس أما أنه لا يبدأ إلاّ بقريش فلا يأخذ منها إلاّ السيف و لا يعطيها إلاّ السيف حتى يقول كثير من الناس ليس هذا من آل محمد و لو كان من آل محمد لرحم" (4).

********

(1) للاطلاع على تلك الروايات يراجع:البحار ج 52 ص 333-375،بشارة الإسلام ج 2 ب 1933،البحار ج 13 ص 158

(2) بحار الأنوار،ج 52،ص 342.

(3) تفسير نور الثقلين،ج 2،ص 211 212.

(4) الغيبة للنعماني،ص 233.

ص: 255

18-عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم،في أحد أحاديث المعراج عن اللّه تعالى:"...و هذا القائم يحلّ حلالي و يحرّم حرامي و ينتقم من أعدائي يا محمد أحببه و أحبب من يحبّه" (1).

20-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"إذا قام القائم عليه السّلام ذهبت دولة الباطل" (2).

21-و عنه أيضا عليه السّلام:"إذا قام قائم أهل البيت قسّم بالسوية و عدل في الرعية فمن أطاعه فقد أطاع اللّه و من عصاه فقد عصى اللّه..." (3).

22-قال الإمام الصادق عليه السّلام"يا مفضل؛ليس للمهدي وقت لأنه كالساعة إنما علمها عند ربي،إلى أن قال:لا يوقت لمهدينا وقت إلا من شارك اللّه في علمه و ادعى أنه أظهره على سره" (4).

لم تدع هذه الروايات الواضحة و الصريحة لأحد شكا في أخذ الإمام بالثأر الإلهي من جميع الظالمين و المجرمين و من المتلبسين بالدين الذين أعطوا الشرعية لجرائم الطغاة و الذين سكتوا عن الظلم و الفساد و ذهبوا في ترتيب أوضاعهم المالية و الاقتصادية بأموال المسلمين من دون أن يقوموا بمهمة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في الوقت الذي أخذ اللّه على العلماء أن لا يقارّوا على كظة ظالم و لا سغب مظلوم كما قال مولانا أمير المؤمنين(عليه الصلاة و السلام).و لكن نتساءل:هل الإمام الحجة عليه السّلام حين قيامه بثورته الإصلاحية و القضاء على الطغاة يغض الطرف عن علماء السوء لأنهم من قريش أو من الحسب و النسب الكذائي،أم يبدأ بهم أولا قبل الآخرين ليكونوا درسا لغيرهم و عبرة للناس بأن الإمام لا يتهاون و لا يساوم مع أحد في إجراء العدالة الإلهية و لو كانوا من أقربائه و عشيرته؟.

********

(1) النجم الثاقب،ب 2 ص 45،منتخب الأثر ص 24.

(2) البحار ج 51 ص 62.

(3) الغيبة للنعماني،ص 237.

(4) الصراط المستقيم،ج 2،ص 257-258.

ص: 256

لا شك إن الإمام و كما قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يكون من اللّه على حذر لا يغتر بقرابته و لا يضع حجرا على حجر و لا يقرع أحدا في ولايته بسوط إلاّ في حدّ،ليمحوا اللّه به البدع كلها و يميت الفتن كلها" (1).فالإمام لا يظلم أحدا و لا يعتدي على أحد و لا يقوم إلا بالحق فكل ما يقوم به من إبادة للظالمين و قتل المجرمين و تطهير الأرض من الفساد و المفسدين فهو بأمر من اللّه عز و جل و بعهد من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و لا تمنعه من إجراء العدالة المحسوبيات أو القرابة و لذا فهو يبدأ بقريش فلا يعطيهم إلا السيف و لا يأخذ منهم إلا السيف و لا تأخذه في اللّه لومة لائم،فهو كمولانا أمير المؤمنين يرى القوي عنده ضعيفا حتى يأخذ الحق منه و الضعيف عنده قويا حتى يأخذ الحق له.و الإمام المهدي ليس مهمته الوعظ و الإرشاد لأن زمن الموعظة و الإرشاد قد انتهى,فمن كان يريد لنفسه الخير و الصلاح لأصلح نفسه بآيات الذكر الحكيم و أحاديث الرسول الكريم و توجيهات آله الطيبين الطاهرين.

بل إن مهمته الأساسية تطبيق الإسلام بحذافيره و بحدوده و قوانينه و إجراء القصاص و العقوبات بكل صرامة و اجراء أحكام العدالة،فلا رحمة على الطغاة و لا شفقة على المجرمين و لا عفو عن السارقين و لا تغافل عن المعتدين،بل المقياس عند الإمام هو الحق و الحقيقة بكل أبعادها و العدالة الكاملة بكل جوانبها إنما الرحمة في ذلك اليوم للفقراء و المساكين،و الشفقة و العطف على المستضعفين و المحرومين إذا لم يكونوا متعاونين مع المجرمين,و كما روي عن الإمام الصادق عليه السّلام،و عن جدّه المصطفى صلّى اللّه عليه و آله و سلم، فإن:"المهدي سمح بالمال،شديد على العمال،رحيم بالمساكين" (2)و"المهدي كأنما يلعق المساكين الزّبد" (3)و"يبلغ من رد المهدي المظالم حتى لو كان تحت ضرس

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي،ج 1،ص 174.

(2) الملاحم و الفتن ص 137.

(3) منتخب الأثر ص 311.

ص: 257

إنسان شيء انتزعه حتى يرده" (1).فالإمام هو المنقذ الحقيقي للبشرية من براثن الظلم و الطغيان و مطبق للشريعة الحقة.فالإمام حينما ينهض لا يرفع راية اللاّعنف و راية المحبة و السلام لأعداء اللّه و أعداء الرسول،إنما يعمل بالآيات القرآنية التي تدعو إلى قتال المشركين كافة حتى لا تكون فتنة،و ليجدوا في الإمام و أصحابه غلظة و شدة و يكون الإمام و أصحابه أشداء على الكفار رحماء بينهم.و إذا كانت هناك روايات و أحاديث تتحدث عن الإمام المهدي و أنه يسير بسيرة مولانا أمير المؤمنين بالمن و الكف،فإن لهذه الروايات تطبيقات بعد الانتصار الساحق على الأعداء و بعد أن تضع الحرب أوزارها كما فعله أمير المؤمنين عليه السّلام،أما في فترة القتال و مدة الحرب التي تستغرق ثمانية أشهر فضرب الأعناق و قتل الأعداء قائم على قدم و ساق،و هذا ما تؤكده الأحاديث الواردة عن أهل البيت التي تتحدث عن القتال و وضع الإمام السيف على عاتقه لمدة ثمانية أشهر كما قال أمير المؤمنين عليه السّلام:"يفرّج اللّه الفتن برجل منّا،يسومهم خسفا،لا يعطيهم إلاّ السيف،يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجا،حتى يقولوا:و اللّه،ما هذا من ولد فاطمة و لو كان من ولد فاطمة لرحمنا.

يغريه اللّه ببني العباس و بني أميّة" (2).

و كما قال الإمام الباقر عليه السّلام و ولده الإمام الصادق عليه السّلام فان الإمام(عج):"...يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجا حتى يرضى اللّه". (3)

هذا بالإضافة إلى أن سيرة أمير المؤمنين مع القاسطين و المارقين و الناكثين لم تكن إلاّ بالسيف و القتال.فالمعارك الضارية و الدامية التي جرت بين الإمام و معاوية و بين الإمام و الناكثين و على رأسهم طلحة و الزبير و عائشة,و بين الإمام و المارقين (الخوارج)تشهد لها صفحات التاريخ على كثرة الضحايا و المقتولين.أجل سار بالمن

********

(1) منتخب الأثر ص 308.

(2) كنز العمال ج 14 ص 589 عن ابن حمّاد،معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3 ص 118.

(3) غاية المرام ص 704،الزام الناصب ص 189.

ص: 258

و الكف بعد الانتصار الساحق الذي حققه الإمام ضد أعداء اللّه.و هكذا تكون سيرة الإمام المهدي عليه السّلام.

فهو بعد أخذ الثائر من الظالمين و إراقة دماء الفجار و المجرمين و بعد تطهير الأرض من أئمة الكفر و أتباعهم يعفو عن بقية الناس المغفلين و الجاهلين و يسير فيهم بالمن و الكف بعد أن يضع اللّه الرحمة في قلبه عليه السّلام كما سار سيدنا و مولانا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السّلام بأهل البصرة.هذا إذا سلكنا مسلك التوفيق بين رواية المن و الكفّ و الروايات التي تتحدث عن قيام الإمام بالسيف و قتل الظالمين بلا هوادة،أما إذا لم نرتض إلاّ برواية المن و الكف في سيرة الإمام في الحروب فلا بد من إلغاء الروايات الكثيرة المتواترة التي تصرح بسيرة الإمام بقتال المجرمين و الظالمين و عدم المسامحة مع الطغاة و الأخذ بثأر المظلومين و قتل الأعداء المحاربين.و من الطبيعي عدم استطاعة رواية المن و الكف مقاومة الروايات المتواترة بأخذ الإمام بثارات المظلومين و المضطهدين و الشهداء،و عدم إمكانية تطهير الأرض من براثن الشرك و الكفر و النفاق ما دامت تلك العناصر الضالة و المجاميع المنحرفة الحاقدة في المجتمع حية تسعى في ضرب الأهداف المقدسة للإمام عليه السّلام و بذلك تتلاشى أهداف ثورته المباركة،بل لا يمكن لها من تحقيق طموحاتها السامية من إجراء العدالة الشاملة،هذا بالإضافة إلى ما يسبب حالة المن و الكف إبقاء الحكومات الظالمة لسيطرتها الغاشمة على الشعوب المستضعفة لأن على الإمام إما أن يحارب الظلم و الظالمين أو يعفو عنهم منا و كفا عن القتال و هذا مخالف للأهداف الربانية التي قام الإمام بثورته المباركة لأجلها بل نستطيع القول إن سياسة المنّ حتى لو استطاعت الإطاحة بالحكومات الفاسدة فهي لا تستطيع توفير الأمن و الاستقرار للناس إذا ترك عناصرها المجرمة تسرح و تمرح في الأرض لأن هؤلاء المجرمين يلجؤون إلى التخريب و التفجير لزعزعة الأمن و الاستقرار و لهذا فنحن نرى أن الروايات التي تتحدث عن قتل المجرمين و الظالمين و الانتقام من المفسدين،هي الأصح و الأقرب إلى تحقيق أهداف الإمام في استقرار الأمن و الطمأنينة

ص: 259

و السعادة للناس خصوصا و أن هذه الروايات تذكر العلّة في سبب القضاء على الظالمين فالخير كل الخير تحت ظلال السيوف و الخير كل الخير في بقية السيف كما جاء في الأحاديث الشريفة،و الخير كل الخير تحت ظل العدالة الإلهية و الخير كل الخير في حكومة الإمام المهدي عليه السّلام.فالسعادة تعمر القلوب و النفوس ابتهاجا بعدالة الإمام و بمساواته بين الناس تطبيقا لحديث الرسول الأكرم"إن الناس من عهد آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط،لا فضل للعربي على العجمي،و لا للأحمر على الأسود إلا بالتقوى". (1)فالناس كلهم سواسية كأسنان المشط لا تمايز و لا تفاضل في الأنساب و لا بين القوميات و العرقيات.فخروج الإمام عليه السّلام هو في الحقيقة القيامة الصغرى.

فكما أن في القيامة الكبرى حساب و كتاب و موازين و عدالة و لا تأجيل للحساب و لا توبة بل ثواب و عقاب،كذلك في خروج الإمام القيامة الصغرى لا توبة و لا تأجيل بل عدالة و كتاب و حساب و عقاب و ثواب.فالمجرم يلاقي جزاءه و المحسن ينال أجره.المظلوم يأخذ حقه من ظالمه أينما كان.و يبدو أن المشيئة الإلهية اقتضت أن تكون هناك قيامة مصغّرة على وجه البسيطة قبل القيامة الكبرى التي يجمع اللّه فيها الناس،و لكن القيامة الصغرى يقيمها اللّه حين يأذن للإمام المهدي عليه السّلام بالخروج و القضاء على المجرمين و إعطاء حقوق المظلومين و تحقيق العدالة الشاملة على الكرة الأرضية لإرساء قواعد الأمن و السعادة للبشرية جمعاء.فالعالم اليوم بانتظار صاحب العدالة و السعادة و المساواة،و إلى ذلك اليوم(يوم الخروج)الذي قال اللّه تعالى:

وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (ق:42)

********

(1) مستدرك الوسائل،ج 12،ص 89.

ص: 260

الجميع بانتظاره،بانتظار تطبيق العدالة في العالمين،يوم يكون فيه توفير السعادة و الرفاه لكل المستضعفين و لجميع الناس على حدّ سواء،ذلك يوم الحق،فهل نحن من المنتظرين لخروجه حقا؟

ص: 261

ص: 262

الفصل الخامس: الإنطلاقة و الإنتصار

اشارة

من أين تنطلق نهضة الامام

كيف ينتصر(عج)

يوم الانتصار

القيام بالسيف

ص: 263

ص: 264

من أين تنطلق نهضة الإمام؟

من أين ينطلق الإمام؟هل من مكة المكرمة أم من الكوفة(العراق)؟أم من المشرق؟إن الشائع لدى الناس خروج الإمام من مكة المكرمة حسب بيان بعض الروايات و لكن هناك في المقابل روايات أخرى عن أهل البيت عليهم السّلام تتحدث عن الانطلاقة من المشرق و من ثم الخروج من الكوفة أو إن الانطلاق من مكة المكرمة و الخروج من الكوفة و قد ورد العديد من الروايات بهذا الخصوص و إليك بعضها:

1-"كأني بالقائم على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة,جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله,و المؤمنون بين يديه,و هو يفرق الجنود في البلاد" (1).

2-عن الصادق عليه السّلام قال:"يا أبا حمزة,كأني بقائم أهل بيتي قد علا نجفكم,فإذا علا فوق نجفكم نشر راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم,فإذا نشرها انحطت عليه ملائكة بدر" (2).

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي،ج 3،ص 299.

(2) العياشي،ج 1,ص 103,ح 302,عن أبي حمزة عن الإمام الباقر عليه السّلام قال:قال:النعماني،ص 308,ب 19,ح 3,أخبرنا عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس قال:حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال:حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال:حدثنا محمد بن سنان,عن حماد بن أبي طلحة,عن أبي حمزة الثمالي قال:قال لي أبو جعفر عليه السّلام"يا ثابت كأني بقائم أهل بيتي قد أشرف على نجفكم هذا و أومأ بيده إلى ناحية الكوفة فإذا أشرف على نجفكم نشر راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم,فإذا هو نشرها انحطت عليه ملائكة

ص: 265

3-عن ابن مسعود عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"و إن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء و تطريدا و تشريدا حتى يجيء قوم من ها هنا-و أشار بيده إلى المشرق-أصحاب رايات سود،يسألون الحق فلا يعطونه-حتى أعادها ثلاثا-فيقاتلون فينصرون..

فمن أدركه منكم فليأته و لو حبوا على الثلج..." (1).

4-عن ثوبان عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها و لو حبوا على الثلج فإن فيها خليفة اللّه المهدي" (2).

5-عن الإمام السجاد عليه السّلام:"...كأني بصاحبكم قد علا نجفكم بظهر كوفان في ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله و إسرافيل أمامه،مع راية رسول اللّه..." (3).

6-عن أبي بكر الحضرمي عن الإمام الباقر عليه السّلام،في حديث يمتدح فيه الكوفة، و جاء في جانب منه:"...و منها يظهر عدل اللّه و فيها يكون قائمه و القوّام من بعده..." (4).

7-و عن الإمام الباقر أيضا عليه السّلام:"كأني أنظر إلى القائم عليه السّلام قد ظهر على نجف الكوفة فإذا ظهر على النجف نشر راية رسول اللّه..." (5).

********

(2) بدر.قلت:و ما راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم؟قال:عمودها من عمد عرش اللّه و رحمته,و سايرها من نصر اللّه,لا يهوي بها إلى شيء إلا أهلكه اللّه.قلت:فمخبوءة عندكم حتى يقوم القائم عليه السّلام أم يؤتى بها؟قال:لا بل يؤتى بها؟قلت:من يأتيه بها؟قال:جبرائيل عليه السّلام".كمال الدين:ج 2,ص 672,ب 58,ح 23,و بهذا الإسناد(حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال:حدثنا محمد بن الحسن الصفار,عن يعقوب بن يزيد,عن محمد بن أبي عمير,عن أبان بن عثمان)عن أبان بن تغلب قال:حدثني أبو حمزة الثمالي قال:قال أبو جعفر عليه السّلام:و فيه"كأني أنظر إلى القائم عليه السّلام قد ظهر على نجف الكوفة فإذا ظهر على النجف نشر...و عمودها من عمد عرش اللّه تعالى,و سائرها...عز و جل,و لا تهوى بها إلى أحد إلا أهلكه اللّه تعالى,قال:قلت:أو تكون معه أو...بلى يؤتى بها,يأتيه بها جبرائيل عليه السّلام".

(1) دلائل الإمامة ص 442.

(2) معجم أحاديث الإمام المهدي،ج 1،ص 390.

(3) أمالي المفيد ص 45.

(4) التهذيب ج 6 ص 31.

(5) كمال الدين ج 2 ص 672 ح 23.

ص: 266

8-عن الإمام الصادق عليه السّلام في حديث طويل:"...كأني انظر إلى القائم و أصحابه في نجف الكوفة..." (1).

9-و روي في يوم الخلاص:"ينزل القائم يوم الرجفة بسبع قباب من نور و لا يعلم في أيها هو حتى ينزل الكوفة" (2).

10-و روي في الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السّلام،جاء في ختامها:"...و أعلموا أنكم إن اتبعتم طالع المشرق سلك بكم منهاج الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم..." (3).

و يرى البعض أن هذه الروايات أقرب إلى الواقع من تلك التي تتحدث عن الخروج من مكة المكرمة،لأن أكثر الموالين لأهل البيت متواجدون في العراق و في مشرق الحجاز و العراق و أكثرهم شوقا و انتظارا لخروجه المبارك بخلاف مكة المكرمة فأكثر المتواجدين فيها من المخالفين لمذهب أهل البيت عليه السّلام.و بما أن الإمام المهدي عليه السّلام هو من الذرية الطاهرة من سلالة الرسول الأكرم فهو بلا شك أكثر ارتباطا و محبة لشيعتهم الأبرار.

و هذا لا يعني أن كل المنتمين لمذهب أهل البيت و الذين يدّعون التشيّع،بينما أعمال البعض منهم مخالفة للإسلام،و للرسول و لأهل البيت الأطهار يؤمنون بالإمام المهدي،بل قسم منهم يخالفون الإمام و يحاربونه و يتهمونه بالكذب،و الافتراء و ينفون عنه الإمامة و المهدوية،رغم ما يقدم الإمام لهم من المعاجز و الآيات و البينات و لذا فالإمام يجرد سيفه و يقاتلهم و يقتل منهم عددا كبيرا حسبما جاء في بعض الروايات.

و لكن على الرغم من هذه المخالفة و المحاربة من بعض المدعين للولاء إلا أن الذين تمسكوا بأهل البيت حقا و آمنوا بإمامتهم قولا و فعلا هم من الأوائل الذين يستجيبون

********

(1) بشارة الإسلام ج 2 ب 3 ص 209.

(2) يوم الخلاص ص 494.

(3) بشارة الإسلام ج 1 ب 2 ص 53.

ص: 267

لنداء الإمام المهدي عليه السّلام و يسلمون الأمر إليه و يستجيبون لندائه و بالأخص من الشعب العراقي.

و المعروف لدى الجميع أن ولادة الإمام في أرض العراق فهو عراقي المولد و المنشأ و إن كان حجازي الأصل..بل قد يكون عراقي اللهجة أيضا و هذا بحد ذاته بشارة عظيمة لأهل العراق الذين عانوا أشد أنواع الاضطهاد و الظلم من طواغيت عصرهم،لم يشهد بمثله شعب آخر في القرن العشرين،و لذا فإن اللّه عز و جل يسعفهم بأعظم شخصية ربانية على وجه الأرض ليحقق العدالة و المساواة على أرجاء المعمورة.و ليس ببعيد أن يكون الشعب العراقي الذي عانى من التشريد، و الغربة،في أنحاء العالم يكونون دعاة للإمام المهدي و في يوم ظهوره يكونون سفرائه في مختلف الأقطار و البلدان.و ليس قولنا هذا حصر للقضية المهدوية في خانة العراق، بقدر ما هو بيان عن حمل قسم من الشعب العراقي راية الإمام الحجة عليه السّلام و معرفة قدرهم,و هي مع ذلك مسؤولية عظيمة ملقات على عاتق جميع الشعوب الإسلامية المؤمنة بالإمام المهدي و بالأخص الشعب الإيراني المسلم و الشعوب العربية و الآسوية حيث جاء في حديث عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"ليخرجن رجل من ولدي، عند اقتراب الساعة،حتى تموت قلوب المؤمنين كما تموت الأبدان،لما لحقهم من الضر و الشدّة في الجوع و القتل،و تواتر الفتن و الملاحم العظام،و إماتة السنّن،و إحياء البدع،و ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيحيي اللّه(ب)المهدي السنّن التي قدم أميتت،و يسر بعدله و بركته قلوب المؤمنين،و تتألف إليه عصب من العجم و قبائل من العرب..." (1).

كما أن هذا ليس بمعنى أن جميع أفراد الشعب العراقي ينظوون تحت راية الإمام المهدي عليه السّلام بل في داخل العراق فئات و جماعات حقودة و ظالمة تخرج على الإمام

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3 ص 49.

ص: 268

و تحاربه تلبس مسوح الإيمان و التدين و تحارب الدين و الإسلام الأصيل و هم الخوارج في آخر الزمان فقد جاء في الحديث الشريف عن أبي عبد اللّه عليه السّلام:"يا ابن أبي يعفور هل قرأت القرآن؟قال:قلت:نعم،هذه القراءة.قال:عنها سألتك ليس عن غيرها.

قال:فقلت:نعم جعلت فداك،و لم؟قال:لأن موسى عليه السّلام حدث قومه بحديث لم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بمصر،فقاتلوه،فقاتلهم،فقتلهم؛و لأن عيسى عليه السّلام حدّث قومه بحديث فلم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بتكريت فقاتلوه،فقاتلهم،فقتلهم؛و هو قول اللّه عز و جل: فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ كَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ (الصف،14)،و إن أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدثكم بحديث لا تحتملونه فتخرجون عليه برميلة الدسكرة فتقاتلونه،فيقاتلكم و هي آخر خارجة تكون" (1).

و روى المفيد في الإرشاد عن أبي الجارود عن الإمام الباقر عليه السّلام،في حديث طويل:

"...إذا قام القائم عليه السّلام سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس يدعون بالبترية(بالتبرئة)عليهم السلاح،فيقولون له:ارجع من حيث أتيت فلا حاجة لنا في بني فاطمة،فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم و يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب و يهدم قصورها و يقتل مقاتلها حتى يرضى اللّه عز و جل" (2).

و روي هذا الحديث في أصول الكافي بصيغة أخرى،حيث جاء فيه:"...حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة فيخرج بها بضعة عشر ألفا يدّعون التّبرئة منه و يقولون:ارجع من حيث أتيت فلا حاجة لنا في بني فاطمة،فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم فيقتل كل مرتاب و يقتل مقاتليه،ثم ينزل النجف" (3).

********

(1) البحار ج 52 ص 375.

(2) بشارة الإسلام ج 2 ب 3 ص 194 عن الإرشاد.

(3) رسالة المهدي العالمية ص 463(فارسي)عن أصول الكافي ج 1 ص 231.

ص: 269

و هذا ليس مستغربا،بل إن الروايات تشير إلى أن المخالفين للحجة عليه السّلام يتأولون عليه القرآن و يحتجون به عليه.

و بالرغم من وجود الخوارج المعاندين للإمام المهدي عليه السّلام في أرض الرافدين إلا أن الأكثرية الساحقة تنظوي تحت حكومته العادلة و تقاتل معه عساكر الكفر.

و قضية الإمام ليست قضية قومية أو قطرية أو طائفية،بل القضية أساسا إسلامية و عالمية فالذين يلتحقون بالإمام المهدي عليه السّلام من أبدال الشام و نجباء مصر(و هم اليوم من أهل السنة)و أخيار العراق و عصائب الشرق(إيران و حواليها و هم اليوم من الشيعة)و من ثم يذعن للإمام أهل المغرب و النصارى،و أهل المشرق-الصين و الروس و من لف حولهما-حتى ينتشر الإسلام الأصيل على جميع أرجاء الكرة الأرضية فلا ترى قرية من قرى العالم إلا و هناك مأذنة تكبر للّه و تشهد الشهادتين.

و هذا لا يتحقق إلا بعد تطهير الأرض من براثن الكفر و الإلحاد و بعد معارك دامية مع رؤوس الضلالة و الشرك تستمر أكثر من ثمانية أشهر متواصلة،بيد أن هذه المدة ليست طويلة قياسا بتلك المعارك التي وقعت بين الدول و التي استغرقت أعواما كثيرة تجاوز بعضها عشرين سنة و لم تحقق أي من أهداف المهاجمين هذا بالنسبة لاحتلال بلد معين فكيف بالسيطرة على أرجاء المعمورة كلها بهذه المدة القليلة"ثمان أشهر" تتم السيطرة على جميع الدول العربية و من ثم بسنين معدودة يمتد سيطرة الإسلام و حكومته إلى أرجاء العالم كله.

أليست هذه بحد ذاتها معجزة إلهية و هداية ربانية،لم يكن بالإمكان تحقيقها إلا بمعونة غيبية و بإمداد سماوي من الملائكة المسومين؟

أجل لم يكن بالإمكان تحقيق مثل هذا الانتصار إلا بتدخل سماوي عيبي مباشر حينا و غير مباشر حينا آخر إلا أنه يبقى الافتخار لمن ينال قصب السبق في الإيمان بالإمام المهدي عليه السّلام قبل الآخرين و حمل السيف و القيام بالجهاد و التضحية و الفداء

ص: 270

و هل يستوي الذين آمنوا قبل الفتح و الذين آمنوا بعد الفتح؟كلا فالقرآن الكريم يصرح بوضوح: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قاتَلُوا وَ كُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنى وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (الحديد:10).

تبقى هنا نقطة مهمة،لا بد من الإشارة إليها،و هي إن ما ذكر من موارد وقوع الفتن التي جاءت في الروايات,و من خروج الرايات من مناطق مختلفة و من انطلاق الثورة المباركة من مكة أو المشرق أو من الكوفة تبقى كلها تحت المشيئة الإلهية.فما شاء الباري سبحانه منه كان و ما لم يشأ منه لم يكن،يفعل اللّه ما يشاء بقدرته و يحكم ما يريد بعزته.هذه حقيقة لا يمكن إنكارها،فلله عز و جل المشيئة و البداء،ذلك ما تحدث عنه أهل البيت عليه السّلام:

1-عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه قال:"إن للّه عز و جل علمين؛علما مخزونا مكنونا لا يعلمه إلا هو من ذلك يكون البداء،و علما علمه ملائكته و رسله،فالعلماء من أهل بيت نبينا يعلمونه..." (1)

2-عن أبي جعفر عليه السّلام يقول:"من الأمور أمور محتومة جائية لا محالة،و من الأمور أمور موقوفة عند اللّه يقدم منها ما يشاء،و يمحو ما يشاء،و يثبت ما يشاء،لم يطلع على ذلك أحد-يعني الموقوفة-فأما ما جاءت به الرسل فهي كائنة لا يكذب نفسه،و لا نبيه،و لا ملائكته" (2).

3-و كما يقول أمير المؤمنين عليه السّلام في إحدى خطبه التي أوردها الكليني في الكافي:

"...و ليس لأحد على اللّه عز ذكره الخيرة بل للّه الخيرة و الأمر جميعا..." (3).

********

(1) عيون أخبار الرضا عليه السّلام ج 2 ص 160 باب 13 في ذكر مجلس الرضا مع سليمان المروزي.

(2) روى العياشي عن الفضيل قال:سمعت أبا جعفر،الحديث راجع الكافي،ج 1 ص 147 ح 7.

(3) بشارة الإسلام ج 1 ب 2 ص 53.

ص: 271

4-و كما ورد عنه أيضا عليه السّلام في حديثه مع الأصبغ بن نباته عن الإمام المهدي عجل اللّه فرجه الشريف:"...ثم يفعل اللّه ما يشاء فإن له بداءات و إرادات و غايات و نهايات" (1).

5-و يقول الإمام الصادق عليه السّلام:"...فإذا حدثناكم الحديث فجاء على ما حدثناكم(به)فقولوا صدق اللّه و إذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا صدق اللّه تؤجروا مرتين" (2).

و معنى هذا أنهم عليهم السّلام لا يخبرون و يحدثون كذبا،حاشاهم بل يخبرون عن اللّه صدقا،فإذا كان هناك تغيير فيما يقع أو تقديم أو تأخير،أو رفع و عدم وقوع لما أخبروا به،فإن ذلك يعود إلى المشيئة الربانية حيث يَمْحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (الرعد:39)،و كما جاء في الأحاديث الشريفة فإنه لم يعبد اللّه و لم يعظم بشيء مثل البداء.

من هنا,فلا يحق لأحد أن يحتّم في على القضايا المتعلقة بالإمام بشكل نهائي، و يقول:إن القضية الفلانية تقع هكذا و في المنطقة الكذائية.و إن كانت فيها أحاديث و روايات و حتى الحتميات فهي معلقة بالإرادة و المشيئة الإلهية،ما عدى أصل القضية و هي خروج الإمام عليه السّلام فإن خروجه وعد الهي لرسوله الأكرم بتحقيق ذلك من دون أدنى شك و اللّه لا يخلف الميعاد.هكذا جاءتنا الأحاديث المؤكدة لهذه الحقيقة الحتمية و الوعد الإلهي المبرم.

فقد ورد في أحاديث شريفة عن الأئمة الأطهار أنه قد يلحق البداء من اللّه سبحانه بالأخبار الغيبية حتى ببعض الحوادث و القضايا الحتمية المتعلقة بقضية الإمام المهدي عليه السّلام،تماما كما جاء في هذه الرواية التي أوردها النعماني عن داود بن القاسم

********

(1) بشارة الإسلام ج 1 ب 2 ص 34.

(2) بشارة الإسلام ج 2 خاتمة الكتاب ص 249 عن الكافي.

ص: 272

الجعفري قال:كنّا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السّلام فجرى ذكر السفياني و ما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم،فقلت لأبي جعفر عليه السّلام هل يبدو للّه في المحتوم؟ قال:نعم.قلنا له:فنخاف أن يبدو للّه في القائم؟!فقال:إن القائم من الميعاد و اللّه لا يخلف الميعاد" (1).

و قد قال الإمام الصادق عليه السّلام عندما سئل عن قوله تعالى يَمْحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ،قال:"و هل يمحو إلاّ ما كان ثابتا و هل يثبت إلاّ ما لم يكن" (2).

و لكن السؤال لماذا إذن ذكرت الأخبار هذه الوقائع التي ربما تحدث قبل و أثناء ظهور الإمام و ثورته المباركة؟

في الحقيقة إن هذه الأمور و الأحداث قد تقع بشكل كلي إجمالي لا بشكل تفصيلي دقيق و حتمي بل يمكن أن تتدخل المشيئة الإلهية لتغيير بعض الأحداث و الوقائع و تقديم و تأخير الوقائع و مجريات الأمور أو إثبات أو محو ما يشاء منها سبحانه لأنه عز و جل يحكم ما يشاء بقدرته و يفعل ما يريد بعزته،فالمشيئة الإلهية هي الحاكمة على الأمور و ليس العكس.

و نحن بانتظار نهضة الإمام لكي يتم و التغيير على يد رجل عظيم طالما انتظرته الأجيال المؤمنة بفارغ الصبر،فمتى يكون خروجه؟و كيف يكون قيامه؟ذلك كله راجع لحكمة اللّه و مشيئته و قد يكون الأمر أقرب مما نتصوره أليس كذلك؟.و ما ذلك على اللّه بعزيز.

********

(1) بشارة الإسلام ج 1 ب 10 ص 139 عن غيبة النعماني.

(2) بشارة الإسلام ج 1 ب 6 ص 91.

ص: 273

ص: 274

كيف ينتصر الإمام عليه السّلام؟

هل ينتصر الإمام على الأعداء بمجرد إعلان ثورته المباركة؟

و هل الناس يتسابقون إلى طاعته لحظة سماعهم بقيامه؟

و هل العالم يخضع لحكومته حينما يعلم بمجيء المصلح العالمي؟..

من السذاجة جدا أن نعتقد أن الإمام المهدي عليه السّلام حينما يظهر تلبي الأمم دعوته و تتسابق إلى طاعته،و من البساطة في التفكير أن نؤمن أن الإمام الحجة عليه السّلام ينتصر في أول مواجهة عسكرية على الأعداء دون أن يقدم التضحيات و الشهداء.فكما حدث للنبي الأعظم انتصارات و انتكاسات في حروبه و معاركه كذلك يحدث للإمام عليه السّلام.

فالإمام المهدي عليه السّلام ليس بأعظم مكانة عند اللّه من الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم بل الإمام الحجة عليه السّلام يتحرك أولا ضمن القوانين و الموازين الربانية و السنن الكونية و ثانيا إن الإمام المهدي عجل اللّه تعالى فرجه لم يأت إلى العالم ليلغي الامتحان الإلهي للناس و يحكمها بقوة الاجبار و الاكراه بشكل دائم،بل الإمام إنما يقوم بإذن اللّه ليؤدي دوره ضمن السنن الإلهية للكون في إصلاح العالم وفق قوانين الاختيار البشري في انتخاب الدين الإلهي أو رفضه فهو مطيع لأمر اللّه عز و جل و قد قال تعالى: لا

ص: 275

إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لاَ انْفِصامَ لَها وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البقرة:256).

أجل إن الإمام لا يرضى ببقاء الأديان في قبال الإسلام بل يجعل الدين الإسلامي هو الدين العالمي لجميع الناس كما تقوله الآية الكريمة وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (آل عمران:85). هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (التوبة:33).

و لكن تعلقت إرادة اللّه تعالى في أمر الإمام المهدي أن اللّه ينصره على الأعداء في نهاية المطاف و يعطيه القوى الغيبية،و الإذن في استخدامها ضد الأعداء الظالمين و يمدّه بالملائكة و يدعمه بنجباء الجن في تخويف الأعداء حيث ينصره اللّه تعالى بالرعب و الملائكة و الجن المؤمنين و أصحابه المخلصين،كما جاء في العديد من الأحاديث عن أهل البيت عليهم السّلام،منها على سبيل المثال:

1-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...و إنه ينصر بالسيف و الرعب و انه لا ترد له راية" (1).

2-و جاء في حديث المفضل بن عمر مع الإمام الصادق عليه السّلام حول الإمام الحجة عجل اللّه فرجه:"...يا سيدي و تظهر الملائكة و الجن للناس؟قال أي و اللّه ما مفضل يخاطبونهم كما يكون الرجل مع حاشيته...يا مفضل و لينزلن أرض الهجرة ما بين الكوفة و النجف و عدد أصحابه حينئذ ستة و أربعون ألفا من الملائكة و ستة آلاف من الجن و في رواية أخرى:و مثلها من الجن بهم ينصره اللّه و يفتح على يديه..قال المفضل:يا سيدي يقيم بمكة؟قال لا يا مفضل بل يستخلف منها رجلا من أهله فإذا سار منها وثبوا عليه فيقتلونه فيرجع إليهم فيبايعونه مهطعين مقنعي رؤوسهم يبكون و يتضرعون،و يقولون:يا مهدي آل محمد التوبة التوبة فيعظهم

********

(1) كمال الدين،ص 327.

ص: 276

و ينذرهم و يحذرهم و يستخلف عليهم منهم خليفة و يسير فيثبون عليه بعده فيقتلونه،فيرد إليهم أنصاره من الجن و النقباء و يقول لهم:ارجعوا فلا تبقوا منهم بشرا إلاّ من آمن..."و في مقطع آخر يقول الإمام الصادق عليه السّلام للمفضل:"...ثم يسير المهدي عليه السّلام إلى الكوفة و ينزل ما بين الكوفة و النجف و عنده أصحابه في ذلك اليوم ستة و أربعون ألفا من الملائكة و ستة آلاف من الجن،و النقباء ثلاثمائة و ثلاثة عشر نفسا" (1).

3-و مما روي عن الإمام الباقر عليه السّلام"كأني بالقائم عليه السّلام على نجف الكوفة و قد سار إليها من مكة بخمسة آلاف من الملائكة:جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله و المؤمنون بين يديه و هو يفرق الجنود في البلاد" (2).

4-و عن مبايعته عجل اللّه فرجه الشريف روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال:

"...فيكون أول من يقبل يده جبرئيل عليه السّلام،ثم يبايعه و تبايعه الملائكة و نجباء الجن ثم النقباء" (3).

و روي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنه قال:"...أول من يبايعه جبرئيل ثم الثلاث مائة و الثلاثة عشر.." (4)

5-و عنه عليه السّلام:"القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر.." (5).

6-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"لو قد خرج قائم آل محمد عليهم السّلام لنصره اللّه بالملائكة المسومين و المردفين و المنزلين و الكروبيين يكون جبرائيل أمامه و ميكائيل عن يمينه

********

(1) بحار الأنوار،ج 53،ص 10 و 14.

(2) بحار الأنوار،ج 52،ص 337.

(3) بحار الأنوار،ج 53،ص 8.

(4) بحار الأنوار،ج 52،ص 316.

(5) بحار الأنوار،ج 52،ص 191.

ص: 277

و إسرافيل عن يساره و الرعب مسيرة شهر أمامه و خلفه و عن يمينه و عن شماله و الملائكة المقربون حذاه..." (1).

7-و مما روي عن الإمام الرضا عليه السّلام في بحار الأنوار،عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم في أحد أحاديث المعراج،عن اللّه سبحانه و تعالى:"...و لأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي و لأملكنه مشارق الأرض و مغاربها،و لأسخرن له الرياح و لأذللن له السحاب الصعاب،و لأرقينه في الأسباب و لأنصرنه بجندي و لأمدّنّه بملائكتي حتى يعلن دعوتي و يجمع الخلق على توحيدي ثم لأديمن ملكه و لأدوالنّ الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة" (2).

بيد أن هذا لا يعني أن الإمام عجل اللّه تعالى فرجه لا يحارب،و لا يعني هذا أن جيش الإمام ينتصر من دون تضحيات،كما لا يعني أنه عجل اللّه تعالى فرجه لا يتلقى الأذى من أحد،فحال الإمام المهدي عليه السّلام ليس بأحسن من حال جده الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم إن لم يكن وضعه في بعض الحالات أصعب و أشد منه،فالأذى الذي يلاقيه من الأعداء و الخصوم أشد مما لقي الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم كما يقول الحديث الشريف عن أهل البيت عليهم السّلام"إن صاحب هذا الأمر لو قد ظهر لقي من الناس مثل ما لقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و أكثر" (3).

و كما قال الإمام الصادق عليه السّلام:"إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم من جهال الجاهلية.قلت:و كيف ذلك؟قال:إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم أتى الناس و هم يعبدون الحجارة و الصخور و العيدان و الخشب المنحوته،و إن قائمنا إذا قام أتى الناس و كلهم يتأول عليه كتاب اللّه،يحتج عليه به.ثم قال:أما و اللّه ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر و القر" (4).

********

(1) بحار الأنوار،ج 52،ص 348.

(2) بحار الأنوار،ج 26،ص 337.

(3) النعماني،ص 297،حليلة لأبرار،ج 3 ص 631،البحار،ج 52 ص 362.

(4) النعماني،ص 296-297.

ص: 278

ان مصائب الأنبياء السابقين تنصبّ على الإمام قبل خروجه و ظهوره،كما أن التمرد عليه و لو لفترة قصيرة من المقربين له من أفراد جيشه عليه أيام خروجه كتمرّد الخوارج على الإمام علي عليه السّلام أمر وارد في مسيرة حياته كما بينته الروايات.

يقول الإمام الصادق عليه السّلام:"كأني أنظر إلى القائم عليه السّلام على منبر الكوفة و حوله أصحابه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا،عدة أهل بدر،و هم أصحاب الألوية و هم حكام اللّه في أرضه على خلقه،حتى يستخرج من قبائه كتابا مختوما بخاتم من ذهب،عهد معهود من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم فيجفلون منه إجفال النعم البكم،فلا يبقى إلاّ الوزير و أحد عشر نقيبا،كما بقوا مع موسى بن عمران عليه السّلام فيجولون في الأرض و لا يجدون عنه مذهبا،فيرجعون إليه،و اللّه إني لأعرف الكلام الذي يقوله لهم فيكفرون" (1).

بل جاء في أحاديث كثيرة عن أهل البيت عليهم السّلام إن الإمام يلقى الأذى و التهم من قبل بعض علماء السوء إلى درجة أنه لو لا مشاهدتهم لقدراته و قوته لأفتوا بقتله (فلو لا السيف بيده لأفتى اولئك الفقهاء بقتله)و من هذه الروايات يبدو بوضوح مقدار ما يلاقيه القائم عجل اللّه تعالى فرجه من المعاناة و العداء و الأذى من قبل علماء السوء و ذوي الشأن و المصالح في المجتمع،و بالتالي من قبل الناس الذين هم تبع لأولئك الأسياد و المتنفذين في حياة الأمة،بل و حتى من قبل بعض مؤيديه عجل اللّه تعالى فرجه و ذلك راجع كما يبدو لشدة ترسخ الأفكار و المفاهيم الباطلة في نفوسهم و عقولهم،و التي يحسبون أنها هي الحق و الصواب،خاصة إذا كانت صادرة ممن يعتبرهم الناس حراس الشريعة و حماة الدين و مع شديد الأسف يقف الكثير منهم ضده عند إعلان ثورته و دعوته للإصلاح.

فالإمام عليه السّلام يدعو إلى الدين الإسلامي الحقيقي الأصيل،و يزيل عنه التزييف و التضليل الذي جرى عليه طيلة القرون المتمادية و هو بذلك يضرب مصالح الكثيرين من المخادعين،و المتكبرين الذين أخذتهم العزة بالإثم،كما سيقوم بإجراءات و يحكم

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 4،ص 21.

ص: 279

بأحكام،تخالف ما ألفوه من أحكام و معتقدات إلى درجة يخرجون عليه بالسيف كما يقول الإمام الباقر عليه السّلام:"فبينا صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام و تكلم ببعض السنن،إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه...و هي آخر خارجة تخرج على قائم آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم" (1).

و قال الإمام الباقر أيضا عليه السّلام:"...و إنه أول قائم يقوم منّا أهل البيت يحدثكم بحديث لا تحتملونه فتخرجون عليه برميلة الدسكرة فتقاتلونه فيقاتلكم،فيقتلكم، و هي أخر خارجه تكون" (2).

و جاء في بيان الأئمة ج 3 ص 99،.."إذا خرج الإمام المهدي فليس له عدو مبين إلاّ الفقهاء خاصة،و لو لا السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله"،و جاء في(يوم الخلاص ص 279):"أعداءه الفقهاء المقلّدون يدخلون تحت حكمه خوفا من سيفه و سطوته و رغبة فيما لديه".

و قال الإمام الباقر عليه السّلام:"إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و إن الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا كما بدأ،فطوبى للغرباء" (3).

و عن الإمام الباقر أيضا عليه السّلام قال:"يصنع كما صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،يهدم ما كان قبله،كما هدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم أمر الجاهلية،و يستأنف الإسلام جديدا" (4).

و عنه أيضا عليه السّلام قال:"..ثم يحدث حدثا(أي يقوم بتغيير أو يأمر بأمر ما)،فإذا فعل ذلك قالت قريش:أخرجوا بنا إلى هذه الطاغية،فو اللّه لو كان محمديا ما فعل، و لو كان علويا ما فعل و لو كان فاطميا ما فعل،فيمنحه اللّه أكتافهم،فيقتل المقاتلة و يسبي الذرية ثم ينطلق حتى ينزل الشقرة فيبلغه أنهم قد قتلوا عاملة فيرجع إليهم

********

(1) تفسير العياشي،ج 2 ص 56.

(2) البحار،ج 52 ص 375 ح 174.

(3) النعماني،ص 320،ح 1.

(4) النعماني،ص 230-231،ح 13.

ص: 280

فيقتلهم مقتلة ليس قتل الحرّة إليها بشيء ثم ينطلق يدعو الناس إلى كتاب اللّه و سنة نبيه و الولاية لعلي بن أبي طالب عليه السّلام و البراءة من عدوه،حتى إذا بلغ الثعلبية قام إليه رجل من صلب أبيه و هو أشد الناس ببدنه و أشجعهم بقلبه ما خلا صاحب هذا الأمر،فيقول:يا هذا ما تصنع؟فو اللّه إنك لتجفل الناس إجفال النعم،أفبعهد من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم أم بماذا؟.." (1).

و عن الباقر عليه السّلام أيضا،قال:"..و إن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب اللّه و يقاتلونه عليه" (2).

********

(1) الكافي،ج 8،ص 313،النعماني،ص 181،إثبات الهداة ج 3 ص 451.

(2) النعماني ص 297.

ص: 281

ص: 282

كيف إذا ينتصر الإمام؟

لا شك إن كل هذه الحوادث تقع إبان نهضته المباركة،بل الإمام حينما يخرج مع مجموعة قليلة من أنصاره بينما بعض أهل المشرق و المغرب يلعنون رايته المباركة و الروايات تذكر هذه الحقيقة بمرارة فعن أبان بن تغلب قال سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السّلام يقول:إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق و المغرب،أتدري لم ذاك؟قلت:لا.قال:للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه.

يبدو أن خروج الإمام يكون مع هذه القلة من الأنصار الذين لا يتجاوز أعدادهم في بداية نهضته خمسة عشر ألف شخص،و هذا العدد يعتبر في العصر الراهن عددا ضئيلا في حساب الجيوش و مع ذلك يخوض الإمام معارك ضارية ضد الأعداء في جولات عديدة و أماكن مختلفة من بدء حركته من الشرق إلى أن يصل إلى النجف الأشرف و حينما يسيطر على هذه المنطقة يعلن للعالم رسالته الكونية التي جاء لأجلها و يراه أهل الشرق و الغرب في آن واحد،لا يدرى أيكون ذلك عبر الأثير و أجهزة التلفاز أم عبر وسائل أخرى.غير إن الإمام يبقى أمامه طريق طويل لتنفيذ رسالته فالأعداء يتربصون به من كل حدب و صوب حيث يواجه هجمات شرسة من قبل

ص: 283

جنود الكفر و الشرك و لا بد من إرسال كتائب من جنوده و أنصاره لمواجهتم و قمع الظالمين و القضاء على المجرمين حيث يحتدم الصراع المرير بينه و بين قوى الكفر في أرض الشام فينتصر بإذن اللّه و يرسل جنوده إلى أرض الجزيرة العربية لفتحها و تخليص المؤمنين من براثن الطغمة الحاكمة فيكون النصر حليف الإمام بما أمده اللّه بملائكة مسومين و جنود من الأجنة الصالحين و بأبطال من المؤمنين المجاهدين.

و في هذا الصدد تجتمع قوى الظلم و الشرك لتشكيل قوة متحدّة ضد الإمام المهدي عليه السّلام و تكون أعدادها كبيرة جدا تذكرنا بقوى الأحزاب التي اجتمعت ضد الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم و ليس ببعيد من أن يكونوا من أبناء أولئك الكفرة من بني أمية و أبي سفيان ليقفو أمام ابن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم كما وقف آباؤهم ضد النبي الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم و لكن اللّه ينصره كما نصر رسوله في يوم الأحزاب بعلي بن أبي طالب عليه السّلام و بإرساله ريح صرصر عاتية فرقت كلمتهم و مزقت جمعهم فانهزموا و ولوا الدبر.

كذلك ينصر اللّه أيضا الإمام المهدي عليه السّلام بالروح الأمين جبرائيل عليه السّلام فيهلك الجيش الجرار بخسف البيداء و يكون ذلك أكبر انتصار للإمام المهدي عليه السّلام و تنفتح أمامه أرض الجزيرة العربية كلها بعد معارك متواصلة تستمر ثمانية أشهر إلاّ أن معسكر الشرك يبقى موجودا على أرض الشام و يحاول جمع الجنود من مختلف أنحاء دول الغرب و بأعداد كبيرة جدا في محاولة للقيام بهجمة واحدة للقضاء النهائي على جنود الإمام الذين يتخذون أرض الغوطة بالشام مقرا لهم بعد أن يخوض جيش الإمام معارك دامية ضد قوى الشرك في تركيا و يفتحوا أرض القسطنطينية(اسطنبول)بانتصار عظيم غير أنه يكون بثمن باهظ جدا حيث يقتل في ذلك قرابة ثلث جيش الإمام إلاّ أن هذه الانتصارات المتلاحقة رغم خسائرها الفادحة تشجع قوافل الإيمان بالالتحاق بجيش الإمام الذي يبدأ إعداد نفسه لمواجهة قوى الشرك و في هذا الوقت يكون عدد جيش الإمام كبيرا جدا حيث يستعد لخوض المعركة المصيرية بكل ما أوتي من قوة و بينما

ص: 284

يكون وقوع المعركة قاب قوسين أو أدنى تنزل الرحمة الإلهية بنزول النبي عيسى عليه السّلام من السماء الرابعة إلى الأرض متكئا على ملكين عظيمين ليقوم بدور المصالحة بين المعسكرين بهداية الغرب إلى إمامة المهدي عليه السّلام حيث يؤدي النبي عيسى عليه السّلام صلاة الجماعة بإمامة المهدي المنتظر عليه السّلام في المسجد الأقصى معلنا بذلك اعترافه بإمامة الإمام عليه السّلام و بهذا الموقف العظيم من نبي اللّه عيسى عليه السّلام يهتز جيش الشرك و تحدث البلبلة فيهم فتضطر قيادة الجيش بعقد هدنة مع الإمام المهدي و يقوم الإمام و النبي عيسى عليهما السّلام بهداية المشركين إلى الإسلام هذا الدين الإلهي المتكامل فتستجيب الشعوب لدعوة نبيها و هداية إمامها و تعلن الإسلام طواعية و يدخلون في دين اللّه أفواجا أفواجا و تستمر هذه الحالة مدة معينة إلا أن أصحاب النفوس المريضة و القلوب الحاقدة لا يروق لهم ذلك فيعلنون تمردهم و كفرهم بقيادة الدجّال.

و هنا تبدأ مرحلة جديدة من القتال ضد الدجال و لكن هذه المرة تكون بقيادة النبي عيسى عليه السّلام و يكون الانتصار حليف الجيش الإسلامي الذي يقوده السيد المسيح و تستمر المعارك الواحدة تلو الأخرى ضد الشرك في كل بقاع العالم حتى يحكم الإسلام ربوع الكرة الأرضية كلها و يكون الدين كله للّه و ترتفع المآذن في كل بقاع الأرض لتعلن الشهادتين(أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا رسول اللّه).

و لا يبقى هناك دين غير الإسلام الذي وعد اللّه رسوله ليظهره على الدين كله و من قبل وعد الأنبياء و المرسلين باستقرار حكومة الإسلام ليكون الدين كله للّه عز و جل كما جاء في كتابه المجيد وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ (الأنبياء:105).

و هكذا ينتصر الإمام الحجة المهدي المنتظر عليه السّلام و يحكم العالم بأمر اللّه عز و جل بعد معارك مريرة و بعد التضحيات الجسيمة و يبدأ العالم يتنفس الصعداء في أجواء العدل و الحق و العلم و الإيمان و الأمن و الرفاه بعد أن خنقه الظلم و الطغيان فيملأ الأرض قسطا و عدلا بعد ما كانت ترزح تحت نير الكفر و الفساد و الظلم و العدوان.

ص: 285

ص: 286

يوم الانتصار

يوم الانتصار يوم عظيم،فالناس في سرور و ابتهاج فالرضى يملأ قلوب المؤمنين و الفرحة تعم قلوب المستضعفين و الراحة و الأمن و الاستقرار تشمل الجميع.

و يتحقق ما كان الأنبياء و الرسل من قبل يبشرون به و يتمنونه في ذلك اليوم.

انتصار أهل الحق على أهل الباطل.

انتصار العدالة على الظلم و الجور.

انتصار الإيمان على الكفر و الضلال.

انتصار الضعفاء على الجبابرة و المتكبرين.

انتصار المؤمنين على الكفار و الفاسقين.

فهل هناك يوم أكبر فرحة و أعظم سرورا من انتصار الإمام المهدي المنتظر عجل اللّه فرجه الشريف على جحافل الشرك و الكفر...

عند ما ينتصر الإمام على الأعداء يلقي خطابا هاما يبدأ بالآية الشريفة فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (الشعراء:21).

مما يدل على إن الغيبة التي كانت للإمام حدثت نتيجة مطاردة و ظلم الظالمين له مما دفع بالإمام إلى الهجرة خوفا من القتل..و من مصاديقه,أن فيه سنة من موسى,

ص: 287

و إنه خائف يترقب،ما أخرجه النعماني بسنده عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السّلام إنه قال:إذا قام القائم تلا هذه الآية: فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (الشعراء:21) (1).

و الإمام لا يخرج إلا بعد وقوع الظلم و الاضطهاد على أهل البيت عليهم السّلام و شيعتهم، مما يدفع بالإمام بالخروج على الظالمين,و حمل السيف على رقابهم,فيقتل فيهم مقتلة عظيمة,تستمر ثمانية أشهر هرجا(مرجا)كما جاء عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:"يفرج اللّه الفتن برجل منا,يسومهم خسفا لا يعطيهم إلا السيف,يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجا,حتى يقولوا:و اللّه,ما هذا من ولد فاطمة,لو كان من ولدها لرحمنا" (2).

و عن الإمام الصادق عليه السّلام قال:"...و لكن صاحب الأمر الطريد,الشريد,الموتور بأبيه,المكنى بعمه,يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر" (3).

و بعد أخذ الانتقام من الظالمين و ضرب رقاب المفسدين,و قطع رؤوس أئمة الكفر و الظالمين يهوي إليه المظلومون و المستضعفون و يلتم شمل القلوب المتنافرة للتآلف في محبة أهل البيت و مودتهم حيث جاءت الأحاديث تؤكد على أن القلوب المتنافرة تصبح منسجمة و متحدة،الأمر الذي طالما انتظرته الأجيال بكل شغف و حب،تجتمع على محبة أهل البيت.و حينها تعلو كلمة أهل الحق و اليقين و يأتي المخلصون من كل أنحاء العالم لتعلم علوم القرآن و تعاليم الإسلام الأصيل و أخذه من الإمام المعصوم عليه السّلام و أصحابه و تعليمه للآخرين في مدرسة لا تعرف للعنصرية من معنى فلا تمييز و لا تفاضل بين الأسود و الأبيض و بين الغني و الفقير فالكل سواسية كأسنان المشط,

********

(1) غيبة النعماني ص 116.

(2) معجم أحاديث الإمام المهدي،ج 3،ص 118.

(3) كمال الدين ج 1,ص 318،معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3 ص 180 حديث 702.

ص: 288

و يسيطرون على البلاد و يلقي الإمام خطابه المهم،و يبدأ الناس بتثقيف أنفسهم بثقافة الإيمان و القرآن و تعليم علوم الإسلام،كما جاء في الأحاديث التالية:

1-عن أبو علي بن عقبة:"إذا قام القائم عليه السّلام حكم بالعدل و ارتفع في أيامه الجور و أمنت به السبل,و أخرجت الأرض بركاتها ورد كل حق إلى أهله و لم يبق أهل دين حتى يظهروا الإسلام و يعترفوا بالإيمان.أما سمعت اللّه سبحانه يقول: وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (آل عمران:83).و حكم بين الناس بحكم داود و حكم محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم فحينئذ تظهر الأرض كنوزها و تبدي بركاتها (و حينما يحكم الإسلام فالجميع في رفاهية العيش و سعادة الروح و غنى النفس فلا يجد الغني فقيرا ليعطي زكاة ماله إليه)و لا يجد الرجل منكم يومئذ موضعا لصدقته و لبرّه لشمول الغنى جميع الناس"ثم قال:(دولتنا آخر الدول) (1).

2-قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم في قصة المهدي عليه السّلام:"كأنه من رجال بني إسرائيل, يستخرج الكنوز,و يفتح مدائن الشرك" (2).

3-و من حديث أبي الحسن الربعي المالكي,عن حذيفة بن اليمان رضي اللّه عنه,قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم في قصة المهدي عليه السّلام:"يبايع له الناس بين الركن و المقام,يرد اللّه به الدين,و يفتح له فتوح,فلا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول:لا إله إلا اللّه" (3).

4-و عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص,قال:تجيش الروم,فيخرجون أهل الشام من منازلهم,حتى يستغيثونكم فتغيثونهم,و لا يتخلف عنهم مؤمن,فيقتلون فيكون بينهم قتلى كثيرة,ثم يهزمونهم إلى أسطوانة إني لأعلم مكانها,فيغنمون

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي،ج 5،ص 61.

(2) معجم أحاديث الإمام المهدي،ج 1،ص 164.

(3) معجم أحاديث الإمام المهدي،ج 1،ص 455.

ص: 289

غنيمة عظيمة,حتى يكيلوا الدنانير بالتراس,فبينما هم كذلك,إذ جاءهم بريد,أن الدجال قد خرج,و أنه يحوش ذراريكم.

قال:فيلقون ما في أيديهم,ثم يأتونه (1).

5-فقال له جبرائيل:أبشرك يا رسول اللّه بالقائم من ولدك لا يظهر حتى يملك الكفار الخمسة الأنهر,فعند ذلك ينصر اللّه أهل بيتك على أهل الضلال و لم يرفع لهم راية أبدا إلى يوم القيامة.فسجد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم شكرا للّه و أخبر المسلمين و قال لهم:بدأ الإسلام غريبا و سيعود غريبا كما بدأ,فسئل عن ذلك فقال:هي الخمسة الأنهر التي جعلها اللّه لنا أهل البيت و هي:سيحون و جيحون و الفراتان و النيل مصر,إذا ملكت الكفار خمسة الأنهر ملك الإسلام شرقا و غربا,و ذلك الوقت ينصر اللّه أهل بيتي على أهل الضلال,و لم يرفع لهم راية أبدا إلى يوم القيامة" (2).

6-عن زيد بن وهب الجهني,عن الحسن بن علي بن أبي طالب,عن أبيه صلوات اللّه عليهما قال:يبعث اللّه رجلا في آخر الزمان,و كلب من الدهر و جهل من الناس يؤيده اللّه بملائكته و يعصم أنصاره و ينصره بآياته؛و يظهره على الأرض, حتى يدينوا طوعا و كرها يملأ الأرض قسطا و عدلا و نورا برهانا يدين له عرض البلاد و طولها لا يبقى كافر إلا آمن,و لا طالح إلا صلح,و تصطلح في ملكة السباع.

و تخرج الأرض نبتها,و تنزل السماء بركتها,و تظهر له الكنوز يملك ما بين الخافقين,أربعين عاما؛فطوبى لمن أدرك أيامه و سمع كلامه (3).

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي،ج 2،ص 56.

(2) ملاحم ابن طاووس،ص 197.و من المعلوم أن سيحون و جيحون هما نهران في أفغانستان و الفراتان في العراق.

(3) معجم أحاديث الإمام المهدي،ج 3،ص 167.

ص: 290

7-أخرج الطبراني مرفوعا:يلتفت المهدي و قد نزل عيسى عليه السّلام كأنما يقطر من شعره الماء فيقول المهدي تقدم فصلّ بالناس،فيقول عيسى:إنما أقيمت الصلاة لك، فيصلي خلف رجل من ولدي. (1)

8-روي أن جميع ملوك الدنيا كلها أربعة:مؤمنان و كافران؛فالمؤمنان سليمان بن داود و إسكندر"ذو القرنين"،و الكافران نمرود و بختنصر،و سيملكها من هذه الأمة خامس لقوله تعالى: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ (التوبة:33).و هو المهدي (2).

9-"يبعث ملك بيت المقدس(يعني المهدي عليه السّلام)جيشا إلى الهند فيفتحها فيطأ أرض الهند و يأخذ كنوزها فيصيره ذلك الملك حلية لبيت المقدس،و يقدم عليه ذلك الجيش بملوك الهند مغلّلين،و يفتح له ما بين المشرق و المغرب" (3).

10-عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:"لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يفتح القسطنطينية و جبل الديلم،و لو لم يبق إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يفتحها" (4).

11-عن جراح عن أرطاة قال:"أول لواء يعقده المهدي،يبعثه إلى الترك فيهزمهم و يأخذ ما معهم من السبي و الأموال ثم يسير إلى الشام فيفتحها ثم يعتق كل مملوك معه،و يعطي أصحابه قيمتهم" (5).

12-عن محمد بن علي الكوفي قال حدثنا عبد اللّه بن محمد الحجال عن علي بن عقبة بن خالد عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه قال:كأني بشيعة علي في أيديهم المثاني يعلمون الناس(المستأنف) (6).

********

(1) ينابيع المودة ص 433 كما في عرف السيوطي،عن جواهر العقدين.

(2) تفسير القرطبي،ج 11،ص 47.

(3) معجم أحاديث الإمام المهدي،ج 1،ص 217.

(4) بحار الأنوار،ج 51،ص 84.

(5) كتاب الفتن لنعيم بن حماد ص 224.

(6) الغيبة للنعماني،ص 318.

ص: 291

13-أبو سليمان أحمد بن هوذة قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال حدثنا عبد اللّه بن حماد الأنصاري عن صباح المزني عن الحارث بن حضيرة عن الأصبغ بن نباته قال سمعت عليا عليه السّلام يقول:"كأني بالعجم في فساطيط في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل" (1).

14-علي بن أحمد البندنيجي عن عبيد اللّه بن موسى العلوي عمن رواه عن جعفر بن يحيى عن أبيه عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السّلام أنه قال:كيف أنتم لو ضرب أصحاب القائم عليه السّلام الفساطيط في مسجد كوفان ثم يخرج إليهم المثال المستأنف،أمر جديد على العرب شديد (2).

15-جابر عن أبي جعفر عليه السّلام أنه قال:"إذا قام قائم آل محمد عليه السّلام ضرب فساطيط لمن يعلم الناس القرآن على ما أنزل اللّه جل جلاله،فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم،لأنه يخاف فيه التأويل (3).

********

(1) الغيبة للنعماني،ص 318.

(2) الغيبة للنعماني،ص 319.قد يتسأل البعض لماذا الإمام على العرب شديد؟يستطيع المرء أن يكتشف الجواب من خلال حياة غالبية العرب الذي أكرمهم اللّه بأفضل نبي من أنبيائه العظام و هو الرسول الأكرم محمد(ص)و برسالة من أكمل الرسالات الإلهية و لكنهم بدل أن يكونوا أفضل العاملين و الدعاة لها أصحبوا اليوم من أبعد الناس عن تعاليم السماء.

(3) الإرشاد للشيخ المفيد،ص 386.

ص: 292

القيام بالسيف

قال الإمام الصادق عليه السّلام:"كلنا قائم بأمر اللّه واحد بعد واحد حتى يجيء صاحب السيف،فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان" (1).

إلا أن السؤال الذي يدور في الأذهان هو هل يرفع الإمام المهدي-حين خروجه-راية الصلح و السلام،أم يقوم بالسيف ليطهر الأرض من الظالمين و الفاسقين،و يحقق الحق و العدل على ربوع الكرة الأرضية و يأخذ بحقوق المظلومين من الظالمين و يعطي لكل ذي حق حقه؟

و هل ينتصر الإمام المهدي عليه السّلام بالخطب و المواعظ الإرشادية أم ينتصر بقوة الحق و الحجة مقرونة بقوة الحديد و النار؟

و هل يستخدم الإمام منطق النصح و الإرشاد مع المجرمين و الطغاة أم لغة السيف و النار و التي طالما تكلموا بها مع شعوبهم المستضعفة طوال عهود حكمهم الغاشم؟

و أخيرا و ليس أخرا هل الإمام هو داعية الصلح و السلام مع الظالمين،أم داعية الجهاد و الانتقام من الطغاة و الظالمين؟

********

(1) إثبات الهداة ج 3 ص 448.

ص: 293

إذا كان المجرمون لا يفهمون غير لغة القوة،و إذا كان الظالمون لا يكفون عن طغيانهم إلاّ بالرعب و القتل,و إذا كان الطغاة لا يتورعون من الاعتداء على حقوق الناس إلاّ إذا رأوا السيف على رؤوسهم.و إذا كان المجرمون لا يكفون عن القيام بجرائمهم اليومية بحق ضحاياهم إلاّ إذا شاهدوا قوة الحديد و القصاص ينال منهم نيلا عظيما خصوصا إذا رأوا ولي الدم واقفا على رؤوسهم و بيده السيف حينذاك لا يتجرأ أحد بالاعتداء على حقوق الآخرين.

إذا كانت الأرض مدنسة بالفساد و بمجون الفاسقين،فهل يمكن تطهيرها بأحاديث الوعظ و الإرشاد و حسب؟و ماذا يمكن أن تفعل المواعظ و خطب الإرشاد في القلوب القاسية و النفوس المجرمة؟و ماذا يمكن أن تفعل كلمات الهداية في أناس استحوذت عليها الشياطين فأنستها ذكر اللّه عز و جل؟

لو كانت المواعظ تنفع و خطب الهداية تؤثر في القلوب القاسية و العقول المتحجرة و النفوس المريضة،ما كان اللّه ينزل الحديد فيه بأس شديد،و ما كان اللّه عز و جل يأمر بالجهاد و يشرع القصاص،و ما كان يأمر المؤمنين بإعداد أنفسهم و جمع كل ما اوتوا من قوة و من رباط الخيل لإلقاء الرعب في قلوب الأعداء و الكافرين،و ما كان اللّه يأمر بالقتال و الجهاد و سفك دماء المجرمين و ضرب أعناقهم من دون هوادة فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَ اضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ (الأنفال:12).

و إذا كانت هناك روايات تشير إلى أن الإمام المهدي عليه السّلام يسير بسيرة أمير المؤمنين عليه السّلام بالمن و الكف مع الأعداء،أو الأخذ بسيرة جده الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم في ذلك فان ذلك ربما يأتي بعد الانتصارات الساحقة التي يحققها على أعداء اللّه و الرسول و بعد استتباب الأمور له هذا أولا،و ثانيا إن مثل هذه الروايات بالإضافة إلى كونها قليلة جدا فهي تتعارض تماما مع عشرات الروايات التي تظافرت بل و يصل بعضها إلى حدّ التواتر،و التي تبين بوضوح سيرة الإمام المهدي عليه السّلام و كيفية

ص: 294

مواجهته للأعداء حيث يخوض معارك ضارية ضد المجرمين و ينتقم منهم اشد الانتقام لأن الأعداء لا يروق لهم ثورته العارمة ضد الظلم و الطغيان،و أنه و أصحابه المخلصين يخوضون معارك ضارية ضد المجرمين،و يحملون السيف على عواتقهم ثمانية أشهر و يقاتلون بلا هواد،و بلا رحمة على أعداء اللّه و الرسول و ذلك بعهد من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم إليهم و لا يخافون في اللّه لومة لائم مؤيدين بنصر اللّه و ملائكته سبحانه،حتى تستتب لهم الأمور و تستقر أركان الدولة المهدوية الربانية في جميع أنحاء العالم،و تعلو كلمة اللّه،و يظهر الإسلام على الدين كله و لو كره المشركون.

فالإمام أمير المؤمنين عليه السّلام سار بالكف و المن في بعض معاركه لعلمه بأن أصحابه سيسيطر عليهم الأعداء من بعده،و لذا أراد حفظ أصحابه من أياديهم الغاشمة لئلا يتعرضوا للانتقام،و الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم سار بالمن و الكف في مواطن معينة حيث كانت بداية الدعوة و الانتشار للدين الإسلامي الحنيف فكان مأمورا بتأليف القلوب و هداية القبائل في عصر الجاهلية،إلاّ أن الإمام المهدي عجل اللّه فرجه ليس مقيدا بهذه المخاوف كما و أنه يعلم إنما جاء لتحقيق الوعد الإلهي بظهور الإسلام على الأديان كلها و أنه المسيطر و المهيمن على الأمور كلها و هو وعد و بشارة من اللّه و الرسول و أهل البيت صلوات اللّه عليهم أجمعين.فهو القائم بالسيف و الحق و المنتقم من الظالمين و هو عليه السّلام يعلم أن الأعداء و الطغاة زائلون بعد خروجه و ثورته،و أنهم لن يسيطروا ثانية على شيعته فلا بد من إقامة حكم اللّه في أعداء اللّه و لا بد من الانتقام من الظالمين و المجرمين،و هذا الانتقام من الظالمين مما وعده اللّه أنبيائه و رسله و المظلومين عبر العصور الغابرة كما تقوله الآيات المباركة: إِنّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (السجدة:22) وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ* وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ (القصص:5-6)

هذا بالإضافة إلى ما تؤكد الأحاديث و الأخبار:

ص: 295

1-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"لما التقى أمير المؤمنين عليه السّلام و أهل البصرة نشر الراية، راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،فزلزلت أقدامهم،فما اصفرت الشمس حتى قالوا:آمنّا يابن أبي طالب،فعند ذلك قال:لا تقتلوا الأسرى و لا تجهزوا على الجرحى،و لا تتبعوا موليّا،و من ألقى سلاحه فهو آمن و من أغلق بابه فهو آمن،و لمّا كان يوم صفّين سألوه نشر الرّاية فأبى عليهم فتحمّلوا عليه بالحسن و الحسين عليهما السّلام و عمار بن ياسر رضي اللّه عنه،فقال للحسين:يا بني إنّ للقوم مدّة يبلغونها و إنّ هذه راية لا ينشرها بعدي إلاّ القائم صلوات اللّه عليه" (1).

و هكذا كفّ و منّ أمير المؤمنين عليه السّلام في حرب الجمل و كفّ و منّ أيضا في صفين برفضه نشر الراية المغلبة و هي راية الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و أعلن أن هذه الراية لن ينشرها بعده إلاّ الإمام المهدي عجل اللّه فرجه،و هي الراية التي لا يهوي بها الإمام عجل اللّه فرجه على شيء إلاّ أهلكته كما سيتبين من الأحاديث الشريفة لا حقا.إذن فإن أمير المؤمنين عليه السّلام أعلن أن ابنه القائم عجل اللّه فرجه لن يكف عن الأعداء بل سينشر الراية الظافرة العظيمة تلك،و سيهلك و يقتل الأعداء و الطواغيت الظلمة و ينتصر عليهم،بل الإمام أمير المؤمنين يعلن بصراحة في رواية أخرى قائلا:"كان لي أن أقتل المولّي و أجهز على الجريح،و لكني تركت ذلك للعاقبة من أصحابي،إن جرحوا لم يقتلوا،و القائم له أن يقتل المولّي و يجهز على الجريح" (2).

و هذا التصريح يبين سبب كفّه في القضاء على الأعداء و ذلك لمصلحة أصحابه في المستقبل من بعده إذا ما تسلط الظلمة عليهم،و لكن ذلك لن يتكرر مع القائم الذي

********

(1) النعماني ص 307،حلية الأبرار ج 2 ص 632،البحار ج 52 ص 367.

(2) النعماني ص 231،مستدرك الوسائل ج 11 ص 54.

ص: 296

سوف يظهر الإسلام على جميع الأديان في آخر الزمان،فلن يتسلط الظلمة على أصحابه و شيعته كما كان في العصور الغابرة.

2-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم سار في أمته بالمنّ،كان يتألّف الناس،و القائم يسير بالقتل،بذاك أمر في الكتاب الذي معه أن يسير بالقتل و لا يستتيب أحدا،ويل لمن ناواه" (1).

3-و تصريح أخر كما نقله المجلسي في البحار عن رفيد مولى أبي هبيرة قال:

قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام جعلت فداك يابن رسول اللّه،يسير القائم بسيرة علي بن أبي طالب عليه السّلام في أهل السواد؟فقال:"لا يا رفيد؛إن علي بن أبي طالب عليه السّلام سار في أهل السواد بما في الجفر الأبيض و أن القائم يسير في العرب بما في الجفر الأحمر.قلت:

جعلت فداك و ما الجفر الأحمر؟

قال الراوي:فأمرّ الإمام إصبعه على حلقه فقال:هكذا،يعني الذبح..." (2).

4-عن الحسين بن هارون بياع الإنماط قال:كنت عند أبي عبد اللّه الحسين بن علي عليهما السّلام جالسا،فسأله المعلى بن خنيس أيسير المهدي عليه السّلام إذا خرج بخلاف سيرة علي عليه السّلام؟قال عليه السّلام:"نعم،و ذلك أن عليا عليه السّلام سار باللين و الكفّ لأنه علم أن شيعته سيظهر عليهم من بعده و أن المهدي إذا خرج سار فيهم بالبسط و السبي و ذلك لأنه يعلم أن شيعته لا يظهر عليهم من بعده أبدا" (3).

يتضح جليا من هذه الأحاديث أن الإمام القائم عليه السّلام يقاتل قتالا شديدا لا يرحم الظالمين و الطغاة بل يقضي على اولئك قضاءا كاملا،لأن الذي سار به الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم من المنّ و الكفّ،و حصرا في بعض المواقع و الأحداث إنما كان من أجل تأليف القلوب.أمّا بشكل عام فأن الرسول الأكرم أيضا قام بالسيف و سار في

********

(1) النعماني ص 231،عقد الدرر ص 226،منتخب الأثر ص 302.

(2) بحار الأنوار،ج 52،ص 313.

(3) كلمات الإمام الحسين عليه السّلام للشيخ الشريفي ص 666.

ص: 297

الجهاد و قتال الأعداء و الكفرة و الإمام المهدي عليه السّلام يقوم أيضا بالسيف كجده الأكرم غير أنه لا يستتيب أحدا لأن الوقت ليس وقت تأليف القلوب،فهو لا يرحم الطغاة و المجرمين بل يقاتلهم حتى يقولوا لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا.و هذا ما تتحدث عنه الروايات الكثيرة و التي منها:

5-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"لا يخرج القائم عليه السّلام حتى يكون تكملة الحلقة...

عشرة آلاف،جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره،ثم يهز الراية و يسير بها فلا يبقى أحد في المشرق و لا في المغرب إلاّ لعنها و هي راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،نزل بها جبرئيل يوم بدر..نشرها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يوم بدر ثم لفّها و دفعها إلى علي عليه السّلام، فلم تزل عند علي عليه السّلام حتى إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين عليه السّلام ففتح اللّه عليه،ثم لفّها و هي عندنا هناك لا ينشرها أحد حتى يقوم القائم،فإذا هو قام نشرها فلم يبق أحد في المشرق و المغرب إلاّ لعنها،و يسير الرعب قدامها شهرا و وراءها شهرا و عن يمينها شهرا و عن يسارها شهرا..إنه يخرج موتورا غضبان أسفا لغضب اللّه على هذا الخلق،يكون عليه قميص رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم الذي كان عليه يوم أحد و عمامته السحاب و درعه(درع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم)السابغة،و سيفه (سيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم)ذو الفقار،يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجا..." (1).

إن مضامين هذا الحديث الشريف و الإشارة فيه إلى أن القائم عليه السّلام"يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر"و يقتل أعدائه من الظلمة و المعاندين تكررت على لسان أهل البيت عليهم في أكثر من حديث،و منها على سبيل المثال:

6-عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"يفرّج اللّه الفتن برجل منّا،يسومهم خسفا،لا يعطيهم إلاّ السيف،يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجا حتى يقولوا:و اللّه

********

(1) البحار ج 52 ص 367-368،النعماني ص 307،بشارة الإسلام ص 190-191،حلية الأبرار ج 2 ص 633.

ص: 298

ما هذا من ولد فاطمة،لو كان من ولدها لرحمنا،يغريه اللّه ببني العباس و بني أمية" (1).

7-و في رواية أخرى عنه أيضا عليه السّلام:"...يسومهم خسفا و يسقيهم كأسا مصبّرة و لا يعطيهم إلاّ السيف هرجا،فعند ذلك تتمنى فجرة قريش لو أن لها مفاداة من الدنيا و ما فيها ليغفر لها،لا يكف عنهم حتى يرضى اللّه" (2).

8-عن الإمام الحسين عليه السّلام:"...صاحب الأمر الطريد الشريد الموتور بأبيه، المكنّى بعمّه،يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر" (3).

و مع تكرر الإشارة إلى أنه عجل اللّه فرجه يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر تؤكد الأحاديث الشريفة الآتية إلى ان الإمام القائم عليه السّلام لا تأخذه في البداية الرحمة للظلمة و الأعداء،بل يقتلهم حتى يرضى اللّه إلى أن يلقي اللّه في قلبه الرحمة،و كذلك تشير هذه الأحاديث إلى أنه يسير كجدّه الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم في أعدائه بالجهاد و القتل،و الخروج و القيام بالسيف،و إن يكن الرسول الأكرم قد سار بالمنّ و الكفّ فإنها كانت في مواضع معينة حينما إستتبت له الأمور و لا تشكل الصورة الكلية لسيرته و دعوته التي بعمومها كانت قياما بالسيف و القتال.

9-عن أبي بصير قال:سمعت أبا جعفر الباقر عليه السّلام يقول:"..إذا قام سار بسيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم إلاّ أنه يبين آثار محمد و يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجا هرجا حتى يرضى اللّه.قلت:فكيف يعلم رضا اللّه؟قال:يلقي اللّه في قلبه الرحمة" (4).و في رواية أخرى:"في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء...و أما من محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم

********

(1) ملاحم ابن طاووس ص 66،اثبات الهداة ج 3 ص 539.

(2) النعماني ص 229.

(3) كمال الدين ج 1 ص 318،إثبات الهداة ج 3 ص 466،البحار ج 51 ص 133.

(4) النعماني ص 164.

ص: 299

فالسيف" (1).و في رواية:"...و سنّة من محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم في السيف يظهر به" (2).و في رواية:

"..و أما شبهه من محمد فالسيف" (3).

10-عن مفضل بن عمر قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قوله تعالى:

وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ (السجدة:21).قال:الأدنى غلاء السعر،و الأكبر المهدي بالسيف (4).

11-و روي في إلزام الناصب عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"ألا إنّ في قائمنا أهل البيت كفاية للمستبصرين و عبرة للمعتبرين و محنة للمتكبرين لقوله تعالى وَ أَنْذِرِ النّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ (إبراهيم:44).هو ظهور قائمنا المغيب،لأنه عذاب على الكافرين و شفاء و رحمة للمؤمنين".

12-عن عبد العظيم الحسني قال:قلت لمحمد بن علي بن موسى عليهم السّلام:إني لأرجو أن تكون القائم...فقال عليه السّلام:"يا أبا القاسم،ما منّا إلاّ و هو قائم بأمر اللّه عز و جل، و هاد إلى دين اللّه،و لكن القائم الذي يطهّر اللّه عز و جل به الأرض من أهل الكفر و الجحود و يملأها عدلا و قسطا،هو الذي تخفى على الناس ولادته و يغيب عنهم شخصه و يحرم عليهم تسميته و هو سميّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و كنيّه و الذي تطوى له الأرض و يذل له كل صعب(و)يجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض،و ذلك قول اللّه عز و جل أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة:148).فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر اللّه أمره،فإذا كمل له العقد و هو عشرة آلاف رجل خرج

********

(1) الإمامة و التبصرة ص 93.

(2) اثبات الوصية ص 226.

(3) دلائل الإمامة ص 291.

(4) بحار الأنوار،ج 51،ص 59.

ص: 300

بإذن اللّه عز و جل،فلا يزال يقتل أعداء اللّه حتى يرضى اللّه عز و جل.فقلت له:يا سيدي و كيف يعلم أن اللّه عز و جل رضي؟قال:يلقي في قلبه الرحمة..." (1).

13-و روي المجلسي في البحار عن الإمام الصادق عليه السّلام:"يقتل القائم عليه السّلام حتى يبلغ السوق.قال:فيقول له رجل من ولد أبيه:إنك لتجفل الناس إجفال النعم،فبعهد من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم أو بماذا؟و ليس في الناس رجل أشد منه بأسا،فيقوم إليه رجل من الموالي فيقول له:لتسكتن أو لأضربن عنقك.فعند ذلك يخرج القائم عهدا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم" (2).

14-و قد جاء في أحاديث عديدة أخرى تؤكد قيام الإمام بالسيف و قتل الظالمين و المجرمين و من يقف معهم حتى لا تكون هناك فتنة و هذا ما أكده الإمام الباقر عليه السّلام في تأويل الآية المباركة: وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ (الأنفال:39).فقال عليه السّلام:"لم يجيء تأويل هذه الآية بعد،إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم رخّص لهم لحاجته و حاجة أصحابه،فلو قد جاء تأويلها لم يقبل منهم،لكنهم يقتلون حتى يوحّد اللّه عز و جل و حتى لا يكون شرك" (3).

15-عن محمد بن الحسن عن الصفار عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام قول اللّه عز و جل: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (الغاشية:1).قال:يغشاهم القائم بالسيف...إلى أن قال:قلت: تَصْلى ناراً حامِيَةً (الغاشية:4).قال:تصلى نارا الحرب في الدنيا على عهد القائم عليه السّلام و في الآخرة نار جهنم (4).

********

(1) كمال الدين ج 2 ص 377،كفاية الأثر ص 277،إعلام الورى ص 409،منتخب الأنوار ص 176،نور الثقلين،ج 1 ص 138.

(2) بحار الأنوار،ج 52،ص 387.

(3) الكافي ج 8 ص 201.

(4) الكافي ج 8 ص 50،إثبات الهداة ج 3،ص 497.

ص: 301

16-الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عايد عن أبي خديجة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه سئل عن القائم,فقال:"كلنا قائم بأمر اللّه واحد بعد واحد حتى يجيء صاحب السيف,فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان" (1).

فلا تهاون و لا رحمة مع الظالمين الجاحدين،بل شدة و انتقام جزاء بما اقترفوه من الطغيان و الفساد،لذا فمن أسماء القائم-عجل اللّه فرجه-المنتقم،فهو ينتقم للّه و لرسوله و لأهل بيته الطاهرين و للمستضعفين في الأرض،كما و هو المنتقم بشكل خاص لجدّه الإمام الحسين الشهيد المظلوم عليه السّلام.

17-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"...ما لمن خالفنا في دولتنا من نصيب،إن اللّه قد أحلّ لنا دماءهم عند قيام قائمنا،فاليوم محرم علينا و عليكم ذلك،فلا يغرنك أحد، إذا قام قائمنا إنتقم للّه و لرسوله و لنا أجمعين" (2).

18-عن الإمام الحسين عليه السّلام:"يظهر اللّه قائمنا فينتقم من الظالمين..." (3).

19-روي عن الإمام الصادق عليه السّلام:"إذا تمنى أحدكم القائم فليتمنه في عافية فإن اللّه بعث محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلم رحمة و يبعث القائم نقمة" (4).

و قد جاء هذا المعنى أيضا في الأحاديث القدسية،و أن اللّه ادّخر الإمام المهدي عليه السّلام للانتقام من أعدائه سبحانه و تطهير الأرض منهم.

20-عن الإمام الصادق عليه السّلام في حديث أخذ اللّه تعالى الميثاق من الأنبياء للمهدي عجل اللّه فرجه:"...ألا أني ربكم و محمد رسولي و علي أمير المؤمنين و أوصياؤه من

********

(1) الكافي ج 1،ص 536،إثبات الهداة ج 3,ص 448.

(2) البحار ج 52 ص 376،قصص الراوندي ص 80،اثبات الهداة ج 3 ص 583،مستدرك الوسائل ج 3 ص 414.

(3) اثبات الهداة ج 3 ص 569.

(4) الكافي ج 8 ص 233،البحار ج 52 ص 375-376.

ص: 302

بعده ولاة أمري و خزان علمي،و أن المهدي أنتصر به لديني و أظهر به دولتي و أنتقم به من أعدائي...) (1).

21-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...لمّا قتل جدّي الحسين عليه السّلام ضجت عليه الملائكة إلى اللّه تعالى بالبكاء و النحيب...فأوحى اللّه عز و جل إليهم:قرّوا ملائكتي فو عزتي و جلالي لأنتقمن منهم و لو بعد حين.ثم كشف اللّه عز و جل عن الأئمة من ولد الحسين عليه السّلام للملائكة،فسرّت الملائكة بذلك،فإذا أحدهم قائم يصلي فقال اللّه عز و جل:بذلك القائم أنتقم منهم" (2).

22-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم عن اللّه سبحانه:"...و بالقائم منكم أعمّر أرضي بتسبيحي و تهليلي و تقديسي و تكبيري و تمجيدي،و به أطهّر الأرض من أعدائي و أورثها أوليائي و به اجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى و كلمتي العليا.." (3).

23-روي عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم في أحد أحاديث المعراج،عن اللّه سبحانه و تعالى:

"..و لأطهرنّ الأرض بآخرهم من أعدائي و لأمكننه مشارق الأرض و مغاربها و لأسخرن له الرياح و لأذللن له السحاب الصعاب و لأرقينه في الاسباب فلأنصرنه بجندي و لأمدنّه بملائكتي..." (4).

24-عن الإمام الصادق عليه السّلام،في قوله تعالى فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (الطارق:17)قال:"و أملهم رويدا لوقت بعث القائم عليه السّلام فينتقم لي من الجبارين و الطواغيت من قريش و بني أميّة و سائر الناس" (5).

********

(1) بصائر الدرجات ص 70،الكافي ج 2 ص 8.

(2) دلائل الإمامة ص 239،حلية الأبرار ج 2 ص 555،منتخب الأثر ص 298.

(3) أمالي الصدوق ص 504،منتخب الأثر ص 167.

(4) بحار الأنوار،ج 18،ص 347.

(5) القمي ج 2 ص 416،المحجة ص 248،نور الثقلين ج 5 ص 553.

ص: 303

و لو أردنا أن ندلل أكثر على أن الإمام المهدي عليه السّلام يقوم بالسيف،و يقتل أعداء اللّه و رسوله و يسوم الظالمين بالعذاب و الذل،فإن هناك العشرات من الأدلة المتواترة على ذلك،منها إن الرعب يسير مع الإمام و رايته و جيشه،و أنه عليه السّلام مؤيد بالنصر،منصور بالرعب و بالملائكة و الجن و شيعته المخلصين.

25-روي عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...و أنّه ينصر بالسيف و الرعب،و أنه لا ترد له راية..." (1).

26-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...لو قد خرج قائم آل محمد عليهم السّلام لنصره اللّه بالملائكة المسومين و المردفين و المنزلين و الكروبيين.يكون جبرئيل أمامه و ميكائيل عن يمينه و إسرافيل عن يساره،و الرعب يسير مسيرة شهر أمامه و خلفه و عن يمينه و عن شماله...يقوم بأمر جديد و سنّة جديدة و قضاء جديد على العرب شديد،ليس شأنه إلاّ القتل و لا يستتيب أحدا و لا تأخذه في اللّه لومة لائم" (2).

27-عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"...و يؤيده اللّه بالملائكة و الجنّ و شيعتنا المخلصين..." (3).

28-عن الإمام السجاد عليه السّلام:"...كأني بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان في ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا،جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله و إسرافيل أمامه،معه راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قد نشرها،لا يهوي بها إلى قوم إلا أهلكهم اللّه عز و جل" (4).

********

(1) كمال الدين ص 327.

(2) الغيبة للنعماني ص 234-235.

(3) الهداية للحضيني ص 31،ارشاد القلوب ص 286.

(4) أمالي المفيد ص 45،اثبات الهداة ج 3 ص 556،البحار ج 51 ص 135.

ص: 304

29-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...و أما شبهه من جدّه المصطفى صلّى اللّه عليه و آله و سلم،فخروجه بالسيف و قتله أعداء اللّه و أعداء رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و الجبّارين و الطواغيت و أنّه ينصر بالسيف و الرعب،و أنّه لا تردّ له راية" (1)

30-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...حتى تقوم عصابة شهدوا بدرا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،لا يوارى قتيلهم و لا يرفع صريعهم و لا يداوى جريحهم،قلت:من هم؟ قال:الملائكة" (2).

31-و عنه أيضا عليه السّلام:"إن الملائكة الذين نصروا محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلم يوم بدر في الأرض ما صعدوا بعد و لا يصعدون حتى ينصروا صاحب هذا الأمر و هم خمسة آلاف" (3).

32-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"إنّ القائم منّا منصور بالرعب مؤيد بالنصر..." (4).

إذن لن تكون المهمة للإمام سهلة و لا الطريق له مفروشا بالورود كما يتصور البعض،و لن يكون عنده(عج)هناك تهاون و صفح عن الانحرافات و المظالم...بل عدل مطلق و قوة في تطبيق الحق دون محاباة أو خشية من أحد،يستخدم السيف ضد كل معاند جاحد ظالم،لذا يتفاجأ أولئك الناس ممن ألفوا و عاشوا و مارسوا الباطل و الطغيان و الفتنة و أماتوا روح الكتاب و السنة و أحيوا الضلالة و البدعة...

و لشدة المفاجأة يقول أولئك عن الإمام القائم عجل اللّه فرجه لو كان من آل محمد لرحم.

33-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحبّ أكثرهم ألاّ يروه،ممّا يقتل من الناس،أما إنّه لا يبدأ إلاّ بقريش فلا يأخذ منها إلاّ

********

(1) كمال الدين ج 1 ص 327،اعلام الورى ص 403،بشارة الإسلام ص 94.

(2) النعماني ص 194،مستدرك الوسائل ج 11 ص 35.

(3) العياشي ج 1 ص 197،البرهان ج 1 ص 313.

(4) مختصر اثبات الرجعة ص 216،كشف النوري ص 222،اثبات الهداة ج 3 ص 570.

ص: 305

السيف و لا يعطيها إلاّ السيف،حتى يقول كثير من الناس ليس هذا من آل محمد و لو كان من آل محمد لرحم" (1).

34-في خطبة لأمير المؤمنين عليه السّلام،في نهج البلاغة:"...ليس فيها منار هدى و لا علم يرى،نحن أهل البيت منها بمنجاة و لسنا فيها بدعاة،ثم يفرّجها اللّه عنكم كتفريج الأديم بمن يسومهم خسفا و يسوقهم عنفا و يسقيهم بكأس مصبّرة،لا يعطيهم إلاّ السيف و لا يحلسهم إلاّ الخوف فعند ذلك تودّ قريش بالدنيا و ما فيها لو يرونني مقاما واحدا و لو قدر جزر جزور لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلا يعطوني" (2).

على ضوء ما مرّ من الأحاديث السابقة يتبيّن أن الإمام المهدي عليه السّلام يقوم بالسيف و الانتقام للّه و رسوله و المؤمنين،و إقامة العدل و الحق و الانتقام من الظالمين و اتباعهم، و ما ذلك إلاّ عهد و وعد بشر به جدّه المصطفى صلّى اللّه عليه و آله و سلم،وعد و عهد من اللّه سبحانه، فكيف للإمام عليه السّلام،إن يتخطى ذلك و يلغيه؟!

اذ لا يمكن له عجل اللّه فرجه أن يغض الطرف و يكف عن المجرمين و الطغاة و أشياعهم المفسدين..و هو مأمور بتطهير الأرض منهم و تصفيتهم و القضاء على كل وجود لهم في الدنيا.

و الاّ فأين تذهب كل هذه الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن الانتقام و الثأر من الظالمين و الكفرة و المفسدين و إقامة العدل و إحياء ميت الكتاب و السنّة؟و أين يذهب دعاء الأئمة و المؤمنين المستضعفين على مرّ العصور إلى اللّه تعالى بالفرج و مجيء المنقذ المنتقم لدم الحسين عليه السّلام و لدماء الأنبياء و أبناء الأنبياء،الهادم لأبنية النفاق و الشرك.

********

(1) النعماني ص 233،عقد الدرر ص 227،اثبات الهداة ج 3 ص 539.

(2) نهج البلاغة،خطبة رقم 93.

ص: 306

الا تقرأ في دعاء الندبة:"...أين المعدّ لقطع دابر الظلمة أين المنتظر لإقامة الأمت و العوج أين المرتجى لإزالة الجور و العدوان أين المدّخر لتجديد الفرائض و السنن أين المتخّير لإعادة الملّة و الشريعة أين المؤمّل لإحياء الكتاب و حدوده أين محيي معالم الدين و أهله أين قاصم شوكة المعتدين أين هادم أبنية الشرك و النفاق أين مبيد أهل الفسوق و العصيان و الطغيان أين حاصد فروع الغيّ و الشقاق أين طامس آثار الزيغ و الأهواء...،أين الطالب بذحول الأنبياء و أبناء الأنبياء أين الطالب بدم المقتول بكربلا..." (1).

فإذا قيل إن الإمام عليه السّلام ليست مهمته الحرب و القتل و الانتقام،بل مهمته تحقيق العدل و السلام و إظهار الدين،نقول أجل إن الإمام يحمل راية الحق و الهدى و العدل و السلام،و لكن السلام من دون إقامة العدل و الحق إقرار للظلم على المظلومين و إجحاف بحق المستضعفين،فكيف يتحقق السلام و الحق دون إجراء العدالة بين الناس و الانتقام من المجرمين و الظالمين و أشياعهم.فليس عصر الإمام عصر هدنة و سكوت على الطغاة و المفسدين،بل هو عصر تحقيق الوعد الإلهي بالانتقام منهم أجمعين،و إرجاع الحقوق لمن سلبت منهم،و نصر المستضعفين و إنصافهم،و جعلهم أئمة وارثين في الأرض تحقيقا للوعد الإلهي لهم بذلك،و اللّه تعالى لا يخلف الميعاد إذ بشر بذلك فقال عز و جل: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (القصص:5).

و قال تعالى: وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ (الأنبياء:105).

و في تفسير هذه الآية المباركة يقول المفسرون:"الكتب كلها ذكر،و أن الأرض يرثها عبادي الصالحون.قال:القائم عليه السّلام و أصحابه" (2).

********

(1) راجع مفاتيح الجنان.

(2) القمي ج 2 ص 77.

ص: 307

و في تفسير الآية المباركة: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا.. يقول أمير المؤمنين عليه السّلام:"هم آل محمد يبعث اللّه مهديهم بعد جهدهم،فيعزهم و يذل عدوهم" (1).

و لكي يرث الصالحون و المستضعفون الأرض،و يقيموا حكم كتاب اللّه و سنة نبيّه،و ينشروا العدل و الهدى،لا يمكن لهم ذلك إلاّ بمواجهة كل رموز الضلالة و الجحود،و هدم أساس الجور و الباطل و الفساد،و يسترجعوا الحقوق لأصحابها من غاصبيها،و لن يكون ذلك إلاّ بالانتقام من المجرمين و إنزال الجزاء العادل بحق المنحرفين الطاغين،و هل نتوقع أن يتم كل ذلك الجهد العظيم و تتحقق هذه الأهداف المقدسة من دون جهاد و قتال و مواجهة صارمة تستأصل شأفة الطغاة و الجبابرة المفسدين الجاحدين؟

و نختم هذا البحث بجواب عن هذا السؤال:كيف يتعامل الإمام مع الظالمين و كيف ينتصر على الأعداء؟و هل تستتب له الأمور سلما؟بما قاله الإمام الباقر عليه السّلام لبشير النبّال عندما قال للإمام عليه السّلام:إنهم يقولون إن المهدي لو قام لاستقامت له الأمور عفوا و لا يهريق محجمة دم؟فقال عليه السّلام:"كلا و الذي نفسي بيده،لو استقامت لأحد عفوا لاستقامت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،حين أدميت رباعيّته و شجّ في وجهه.كلا و الذي نفسي بيده،حتى نمسح نحن و أنتم العرق و العلق،ثم مسح جبهته). (2)

و إذا كان طريق الرسول شائكا في سبيل هداية الناس إلى الإسلام،كيف لا يكون طريق الإمام صعبا و شائكا في سبيل استقرار حكومة الإسلام؟فإذا كان لا بد من الجهاد و التعب و النصب حتى يهتدي الناس إلى الحق كيف لا تكون سيرة الإمام القيام بالسيف حتى يرغم أنوف الظالمين و المنحرفين و الظالمين بالعمل بالحق و العدل؟

********

(1) غيبة الطوسي ص 113.

(2) النعماني ص 284 ب 15 ح 2،و ص 283 ح 1.

ص: 308

أجل فكلا الطريقين شائك و كلا المهمتين صعب و خطير و لكن لا بد من بذل أقصى الجهود و تقديم المال و النفوس لكسب رضى المعبود و الوصول إلى المقصود و إن استلزم إراقة العرق و العلق".

ص: 309

ص: 310

الفصل السادس: أهداف الثورة

اشارة

السعادة في ظل العدالة الشاملة

الإمام و العودة إلى الأصالة

ص: 311

ص: 312

السعادة في ظل العدالة الشاملة

بماذا تتحقق السعادة؟هل تتحقق السعادة للأمة،بالثروة و المال،أم بالأمن و الرفاه،أم بالعدالة و التطور و الكمال؟

من الواضح إن السعادة لا تتحقق لأي فرد أو أمّة بالمال و الثروة و لا بالصحة و العافية فقط،و لا حتى بالأمن و الرخاء و حسب،نعم لا تتحقق السعادة عبر كل تلك المفردات و إن كانت من الجوانب و الوجوه المعبرة عنها،فهذه الجوانب الجزئية تعتبر نتائج مرتبطة كليا بتحقيق هدف أساسي يسبق كل هذه الوجوه بل لا يمكن تحقيقها بشكل عام و شامل لجميع طبقات المجتمع من دون قيام هذا الركن الأساسي الذي يحقق السعادة الحقيقية الكاملة،ألا و هو العدالة الشاملة.

فالسعادة حقيقة لا يمكن الوصول إليها إلاّ بالعدالة الشاملة الكاملة مع التطلع نحو التقدم و الكمال و ذلك لأن تحقيق العدالة الشاملة يوجب الأمن و الاستقرار في المجتمع،و بها توزع الثروات و المقدرات بشكل متساو بين الناس مما يؤدي إلى الوفرة المالية و الأمن الاقتصادي و الاجتماعي و الغنى المطلوب لجميع الطبقات،و بذلك

ص: 313

يتحقق جانب أساسي من وجوه السعادة و بواسطتها يتحقق الرفاه و الرخاء في المجتمع.

و لكن السؤال المهم هو:ما هي العدالة؟هل العدالة أجراء الحدود بصرامتها على المتجاوزين على الفقراء و المساكين،أم العدالة إجراء الحدود على الجميع من دون تمييز و تطبيق الأحكام و الشرع على أفراد المجتمع على حد سواء،و إعطاء الحقوق للناس و فرض الواجبات من دون تمييز بين الضعيف و القوي و الغني و الفقير و دون تمييز طبقي أو عرقي؟...

في الحقيقة إن العدالة حقيقة تتكامل بجميع أبعادها حينما تتحقق في المجتمع على أرض الواقع بما تحمل في طياتها من معان.

و هنا نتساءل:هل تحققت هذه العدالة المتكاملة الشاملة في المجتمعات البشرية في العصر الراهن؟و هل استطاع أحد أو فئة أو دولة أن تطبقها في أمة من الأمم؟أن الجواب يأتيك بسرعة بالنفي قطعا.إذن متى تتحققت هذه العدالة؟فهل هي أمنية يتغنى بها المستضعفون في الأرض دون إمكانية الحصول عليها،أم أنها ستتحقق فعلا في المجتمعات البشرية،و لكن متى؟.

إن العدالة الشاملة لا يمكن لأحد أن يقوم بتطبيقها من دون الهداية الإلهية المباشرة،لأن تطبيقها تستلزم التجرد من الهوى و الشهوات النفسية و الترفع عن الروابط العائلية و العشائرية و القومية فلا تأخذه هوى المحبة على أن يحكم لصالح قرابته أو عشيرته أو جماعته إنما الحق و العدل يكونان أساس حكومته و هذا لا يكون إلا باصطفاء إلهي لشخصية ربانية حتى تتحقق العدالة الشاملة على يده،و قد وعد اللّه تعالى البشرية بتحقق هذه العدالة عبر أعظم شخصية ربانية مصطفاة ألا و هو الإمام المهدي عجل اللّه فرجه حيث إن هذه العدالة ستتحقق بكامل أبعادها المختلفة

ص: 314

في عهد حكومته المثالية التي بشر بها اللّه سبحانه الأنبياء و المرسلين في العصور الغابرة.

و ستحقق هذه العدالة الرفاهية و الخير للجميع و تريح بالهم و توفر لهم الأمن الروحي قبل الأمن الاجتماعي،و هذه العدالة الشاملة أصلها ثابت في الشريعة الإسلامية و فروعها تظلل على رؤوس البشرية كلها دون تمييز بين الأفراد أو المجتمعات و لا تقتصر في أجرائها على القضايا الجزئية أو على نطاق محدود بل ستكون في جميع المجالات و على كل الأصعدة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية...، و لجميع القوميات و الطوائف و أتباع الأديان المختلفة،و لن تستثني فردا أو جماعة و ما شابه على أسس طبقية أو عرقية و غير ذلك من المسميات الجاهلية الظالمة التي تسود المجتمعات البشرية اليوم.

فالعدالة في زمن الإمام المهدي عليه السّلام كالهواء الطلق الذي يدخل كل رئة و كالحر و البرد اللذان يدخلان كل دار،كذلك تدخل عدالة الإمام المهدي(عج)في كل بيت فلا يستثني أحدا و لن يفلت منها أحد،هذا ما أوضحته الأحاديث الشريفة التي نسردها لا حقا بإذن اللّه.

من هنا يتضح أن العدالة حقيقة متكاملة لا يمكن تجزئتها،كما لا يمكن اختصاصها أو حكرها على أمة أو طائفة دون أخرى،إذ أن العدالة بالمفهوم الضيق الذي عرفه البعض لا يوفر الأمن و الرفاه و السعادة للمجتمعات البشرية و أكبر دليل على ذلك ما نشاهده في عصرنا الحاضر من الظلم و الفساد بل العدالة بكامل أبعادها هي التي تتضمن المعاني الإنسانية العليا التي توصل البشرية إلى شواطئ الأمن و الاستقرار و الرفاهية و التقدم و الكمال...و تلك هي السعادة الحقيقية التامة.و لكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟في الوقت الذي لا تجد أذنا صاغية للحق و لا عقولا متفهمة للعدل،فهل يخترع الإمام أسلوبا يغير المقاييس و يبدّل النفوس و يصلح العقول لكي تتهيأ و تستجيب لهذه الدعوة الربانية و تستقبل هذه العدالة الشاملة؟أجل إن الأسلوب الذي يستخدمه

ص: 315

الإمام في أول عملية إصلاحية هي أن يضع يده على رؤوس الناس فتكتمل عقولهم.

بمعنى إن هذه العدالة الفريدة لا يمكن إجرائها إذا لم تتكامل العقول البشرية لتستوعب متطلبات و موجبات هذه العدالة و ضرورتها،و لعل الأحاديث الشريفة التي تشير إلى هذا الأمر تعني أنه حينما يضع الإمام عليه السّلام يده على عقول الناس فإنها تتكامل و تستجيب لنداء الحق و العدل و تتسارع في الخيرات و تجابه الشر و المنكرات فتحيى في رفاهية من العيش و الأمن و السلام و السعادة،يقول الإمام عليه السّلام في ذلك:"إذا قام قائمنا وضع اللّه يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم و كملت به أحلامهم" (1).

و هذه العبارة(بوضع اليد على الرؤوس)بيان عن السيطرة و السيادة و القدرة على الهداية و الإرشاد بحيث تكون كلماته و توجيهاته عليه السّلام لها أكبر الأثر في تغيير النفوس و ترقية العقول نحو التقدم و الكمال في جميع الميادين يضحى الايمان و العدالة أمنية كل إنسان و همة كل فرد.

و فيما يلي نستعرض جانبا من الروايات المبشرة بجنة العدالة الربانية التي ستعم الكرة الأرضية على يد الإمام المهدي بإذن اللّه تعالى.

1-فقد أكد الرسول الأكرم هذه الحقيقة حينما قال:"بنا فتح الأمر و بنا يختم، و بنا استنقذ اللّه الناس في أول الزمان،و بنا يكون العدل في آخر الزمان" (2).

2-كما و شدّد الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام توكيد هذه الحقيقة مقسما بلفظ الجلالة:

"و اللّه ليدخلن عدل المهدي جوف بيوت مقاتليه كما يدخل الحرّ و القرّ"و في رواية أخرى"...أما و اللّه ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحرّ و القرّ" (3).

3-و في تأكيد آخر قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يخرج رجل من أمتي يواطئ اسمه اسمي و خلقه خلقي فيملؤها عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا" (1).

********

(1) اثبات الهداة ج 3 ص 448،الكافي ج 1 ص 25،كمال الدين ج 2 ص 675.

(2) ملاحم ابن طاووس ص 84-85.

(3) يوم الخلاص ص 233،النعماني ص 296-297.

ص: 316

و لكي يكون ملكه و عدله شاملا للبشرية جمعاء يرسل اللّه ملائكة مسومين في دعم الإمام القائم عجل اللّه فرجه لتثبيت أركان حكومته العالمية و بث العدل و الرخاء في ربوع الكرة الأرضية.

4-عن الإمام الحسن عليه السّلام:"...حتى يبعث اللّه رجلا في آخر الزمان و كلب من الدهر و جهل من الناس،يؤيده اللّه بملائكته و يعصم أنصاره و ينصره بآياته و يظهره على الأرض حتى يدينوا طوعا و كرها،يملأ الأرض قسطا و عدلا و نورا و برهانا، يدين له عرض البلاد و طولها لا يبقى كافر إلاّ آمن به و لا طالح إلاّ صلح،و تصطلح في ملكه السباع و تخرج الأرض نبتها و تنزل السماء بركتها و تظهر له الكنوز..." (2).

5-و عن الإمام الباقر عليه السّلام"...إذا قام قائمنا فانه يقسم بالسوية و يعدل في خلق الرحمن البرّ منهم و الفاجر فمن أطاعه فقد أطاع اللّه و من عصاه فقد عصى اللّه..." (3).

6-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"أما أن قائمنا لو قد قام لقد أخذ بني شيبة و قطع أيديهم و طاف بهم و قال:هؤلاء سراق اللّه..." (4)و في رواية أخرى"القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه و مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم إلى أساسه و يرد البيت إلى موضعه و أقامه على أساسه و قطع أيدي بني شيبة السراق و علقها على الكعبة" (5).

6-و عنه أيضا عليه السّلام،و قد سئل يوما عن المساجد المظللة،أتكره الصلاة فيها؟ فقال:"نعم و لكن لا تضركم الصلاة فيها و لو قد كان العدل لرأيتم كيف يصنع في ذلك،إذا نزل القائم الكوفة أمر بهدم المساجد الأربعة(الكوفة و السهلة و صعصعة و زيد)حتى يبلغ أساسها و يصيرها عريشا كعريش موسى و تكون المساجد كلها جمّاء و لا شرف لها كما كان على عهد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم و يوسع الطريق الأعظم(أي

********

(3) 1منتخب الأثر 179.

(2) الاحتجاج ج 2 ص 11.

(3) اثبات الهداة ج 3 ص 497.

(4) البحار ج 52 ص 317.

(5) البحار ج 52 ص 332.

ص: 317

الطرقات العامة)و يهدم كل مسجد على الطريق!و يكسر كل جناح(أي شرفة) و يسد كل كوّة(أي نافذة)إلى الطريق(لأنها تهتك ستر بيوت الجيران)..و يهدم كل جناح و كيف و ميزاب إلى الطريق..." (1).

8-و عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يبلغ من ردّ المهدي المظالم حتى لو كانت تحت ضرس إنسان شيء أنتزعه حتى يردّه" (2).

بمثل هذه الإجراءات الصارمة تجري تطبيق العدالة التي لا تتساهل و لا تتغافل عن التجاوزات و المظالم مهما صغرت،و على كل فرد من كان ورائها من الجهات و الشخصيات حيث ستأخذه يد العدالة أخذ عزيز مقتدر و تقطع تلك الأيادي السارقة دون مبالاة بمكانتها الاجتماعية و السياسية.فالعدالة فوق الجميع و ستجري بشكل كامل و متساو على الجميع و في كل مكان.فالإمام القائم عجل اللّه فرجه يمضي قدما في إجراء العدالة و تحقيق الأمن و السلامة لكل أفراد المجتمع،حيث لا يعطي للميول و الأهواء مجالا في حكومته بحيث يعطف الهوى على موازين الحق و الهدى و يضرب بيد من حديد على كل من يقف في طريقه يريد الدفاع عن أهوائه و آرائه،حتى لو أقام أمثال هؤلاء الحرب عليه عجل اللّه فرجه فهو لا يتراجع عن واجباته و أهدافه المقدسة،بل يقوم كما قال أمير المؤمنين عليه السّلام:"يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى،و يعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي...حتى تقوم الحرب بكم على ساق،باديا نواجذها مملؤة أخلافها حلوا رضاعها علقما عاقبتها،ألا و في غد-و سيأتي غد بما لا تعرفون- يأخذ الوالي من غيرها عمّالها على مساوئ أعمالها و تخرج له الأرض أفاليذ كبدها

********

(1) يوم الخلاص ص 282.

(2) ملاحم ابن طاووس ص 68.

ص: 318

و تلقي إليه سلما مقاليدها فيريكم كيف عدل السيرة و يحيي ميّت الكتاب و السنّة" (1).

9-و سئل الإمام الباقر عليه السّلام:عن القائم عجل اللّه فرجه إذا قام بأي سيرة يسير في الناس؟فقال:"بسيرة ما سار به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم حتى يظهر الإسلام.قال الراوي:

و ما كانت سيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم؟قال:أبطل ما كان في الجاهلية و استقبل الناس بالعدل،و كذلك القائم عليه السّلام إذا قام يبطل ما كان في الهدنة مما كان في أيدي الناس و يستقبل بهم العدل" (2).

10-و عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"...يخرج في آخر الزمان يقيم اعوجاج الحق... (3).

و لعل من مصاديق استقبال الناس للعدل سواء في الجاهلية الأولى،أو الجاهلية الحديثة(فترة الهدنة)كما يقول الحديث،محاربة الطبقية التي ابتليت بها المجتمعات قديما و حديثا،فالإقطاعيون المحتكرون و حواشيهم من المتنفذين الطبقيين لن يكون لهم دور أو نفوذ عند قيام الإمام المهدي عجل اللّه فرجه،بل سيقضي على الطبقيات القائمة على الظلم،مثلما فعل جده الرسول الأكرم و جده أمير المؤمنين صلوات اللّه و سلامه عليهما حيث حرّما و منعا تلك الممارسات الجاهلية الظالمة و هكذا سيفعل سليلهما العظيم الإمام القائم عجل اللّه فرجه.

11-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"إذا قام قائمنا اضمحلت القطائع فلا قطائع" (4).

و هكذا تطال العدالة جميع أوجه الحياة و دقائقها،في محاربة الظلم و تجاوزات المتكبرين و المتنفذين،و متبعي الأهواء و الآراء الباطلة،و شيوع الباطل و عدم المساواة،و الطبقيات...

و ما إلى ذلك من أحكام و تصرفات الجاهلية الظالمة.و تتسع يد العدالة لتشمل أيضا

********

(1) منتخب الأثر ص 297،ينابيع المودة ص 437

(2) التهذيب ج 6 ص 154.

(3) فرحة الغري ص 32.

(4) قرب الإسناد ص 80.

ص: 319

القضاء و الأحكام و العلوم و انتشارها الواسع في المجتمع،حتى أن الإمام القائم عجل اللّه فرجه يقضي دون الحاجة إلى بينة،أو يمين فالحقائق و الخفايا ظاهرة عنده و لا يحتاج إلى شهود و أدلة خارجية،بل الأمور مكشوفة لديه من قبل اللّه تعالى،فيحكم بحكم داود، لما أعطي من الإذن الإلهي له لتحقيق العدالة الكاملة ليبين اللّه بذلك للناس أن العدالة الشاملة لا يستطيع أحد من البشر تحقيقها إلاّ بإذنه سبحانه عبر شخصية ربانية عظيمة كالإمام المهدي عليه السّلام.

بل الإمام عجل اللّه فرجه يحكم بين أهل الأديان حكم الحق و العدل كل حسب دينه و كتابه،و هذا ربما ليبين لهم الحق فيما اختلفوا فيه بعد ما جاءتهم البينات من ربهم عبر رسلهم و كتبهم،أمّا المحصلة النهائية فإن الجميع يدينون بالإسلام و الإقرار بنبوة الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم و إمامة الأئمة الأطهار عليهم السّلام...و تتسع دائرة العدل و العلم إلى درجة أن المرأة لتقضي بكتاب اللّه و هي في بيتها.

12-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...و يستخرج التوراة و سائر كتب اللّه عز و جل من غار بأنطاكية و يحكم بين أهل التوراة بالتوراة و بين أهل الإنجيل بالإنجيل و بين أهل الزبور بالزبور و بين أهل القرآن بالقرآن" (1).

13-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"إذا قام قائم آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم حكم بين الناس بحكم داود عليه السّلام لا يحتاج إلى بيّنة" (2).

14-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...يعمل بكتاب اللّه،لا يرى فيكم منكرا إلاّ أنكره" (3).

15-و عنه أيضا عليه السّلام:"...فيوحي اللّه إليه فيعمل بأمر اللّه" (4).

********

(1) النعماني ص 237.

(2) الارشاد ص 365.

(3) الكافي ج 8 ص 396.

(4) دلائل الإمامة ص 241.

ص: 320

16-و عن الإمام الصادق عليه السّلام قال:"دمان في الإسلام حلال من اللّه لا يقضي فيهما أحد حتى يبعث اللّه قائمنا أهل البيت فإذا بعث اللّه عز و جل قائمنا أهل البيت حكم فيهما بحكم اللّه لا يريد عليهما بينّة؛الزاني المحصن يرجمه و مانع الزكاة يضرب عنقه" (1).

17-و قال عليه السّلام:"إذا قام قائم آل محمد عليه السّلام حكم بحكم داود لا يحتاج إلى بينّة، يلهمه اللّه تعالى فيحكم بعلمه و يخبر كل قوم بما استبطنوه و يعرف وليّه من عدوه بالتوسم،قال اللّه سبحانه: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ* وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (الحجر:75-76). (2).

و عن دقة قضائه و غاية عدله جاء في الحديث إن الإمام القائم عجل اللّه فرجه ينادي مناديه:"أن يسلم صاحب النافلة لصاحب الفريضة الحجر الأسود و الطواف" (3).

و ذلك هو الغاية في احترام و تطبيق أوامر و أحكام الشرع،و الاهتمام بشؤون و حقوق الناس،حيث يقدم من يؤدي حجة الإسلام الواجبة على من يحج استحبابا و تقربا إلى اللّه تعالى.

18-و عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...و تؤتون الحكمة في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب اللّه تعالى و سنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم" (4).

19-و عنه أيضا عليه السّلام:"إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلا يقول:عهدك في كفك فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه و لا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك و اعمل بما فيها.." (5).

********

(1) الكافي ج 3 ص 503.

(2) الإرشاد ص 386.

(3) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 4 ص 64.

(4) النعماني ص 238.

(5) النعماني ص 319،دلائل الإمامة ص 249.

ص: 321

20-عن الإمام الحسين عليه السّلام:"يظهر اللّه قائمنا فينتقم من الظالمين..." (1).

21-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"يهدم ما كان قبله كما صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم، و يستأنف الإسلام جديدا" (2).

هذا جانب من قضائه و أحكامه و شدته على الأعداء و الظالمين،أمّا نتائج سيرته و عدله،عجل اللّه فرجه،فهي الرفاهية و الأمن و السعادة التي قل نظيرها في الدنيا، و البركات العظيمة التي تنزلها السماء و تظهرها الأرض للعباد في أيام حكومته المباركة،و كما أشارت الأحاديث الشريفة عن ذلك حيث(تزيد المياه في دولته و تمد الأنهار و تضاعف الأرض أكلها لا تدخر شيئا،و تذهب الشحناء من القلوب و يذهب الشر،و يبقى الخير)،فهل هناك نعيم و راحة أكبر من هذا؟و هل هناك جنة أبهى من جنة المحبة و الوفاق؟

طبعا لا يحدث هذا إلاّ بعد أن يقضي الإمام عليه السّلام على كل فتنة و فساد فيؤلف بين القلوب بعد عداوة الفتنة و الضلال،فهو عجل اللّه فرجه كما يقول الحديث"المهدي محبوب في الخلائق يطفئ اللّه به الفتن الصماء" (3).كيف لا و هو يؤدي الحقوق إلى أصحابها مهما دقت و مهما بلغت،و كما جاء في الأخبار"أول ما يبتدئ المهدي عليه السّلام أن ينادي في جميع العالم:ألا من له عند أحد من شيعتنا دين فليذكره،حتى يرد الثومة و الخردلة،فضلا عن القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الأملاك فيوفيه إياه" (4).

و بذلك يعم الأمن و السلام و تأمن الطرق و البلدان،و بذلك تحدّثت الروايات الشريفة:"حتى تمشي المرأة بين العراق و الشام لا تضع قدميها إلاّ على نبات و على

********

(1) اثبات الهداة ج 3 ص 569.

(2) النعماني ص 232.

(3) عصر الظهور ص 326،عن بشارة الإسلام ص 185.

(4) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 4 ص 64.

ص: 322

رأسها زنبيلها لا يهيجها سبع و لا تخافه" (1)و تأمن به الأرض حتى أن المرأة لتحج في خمس نسوة ما معهن رجل،لا يتقين شيئا.

و لمعرفة مدى السعادة التي ينعم بها الناس،و الرخاء و النعمة،في عصر إمام العدل و الحق عجل اللّه فرجه،و في ظل حكومته الربانية العادلة،يكفي أن نلقي نظرة على جانب من أحاديث أهل البيت عليهم السّلام التي بشرت بذلك النعيم و تلك السعادة،و فيما يلي بعض من تلك الأحاديث الشريفة:

1-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط،ترسل السماء عليهم مدرارا و لا تدع الأرض شيئا من النبات إلاّ أخرجته، و المال كدوس،يقوم الرجل فيقول:يا مهدي أعطني،فيقول:خذ" (2).

2-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يتمنى في زمن المهدي،الصغير أن يكون كبيرا،و الكبير أن يكون صغيرا" (3).و ذلك لكي يلتذّ و يستفيد من كل هذا النعيم الرباني أكثر فأكثر.

3-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض،لا تدع السماء من قطرها شيئا إلاّ صبته مدرارا،و لا تدع الأرض من مائها شيئا إلاّ أخرجته،حتى يتمنى الأحياء الأموات" (4).بالخروج من مراقدهم ليتنعموا بما يشاهدونه من الرفاهية و السعادة.

4-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...فيملأ الأرض عدلا كما ملأها من كان قبله جورا، و تخرج له الأرض أفلاذ كبدها و يحثوا المال حثوا و لا يعده عدّا..." (5).

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3 ص 59.

(2) ابن حماد ص 99،معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 83.

(3) ابن حماد ص 99،عرف السيوطي الحاوي ج 2 ص 78،برهان المتقي ص 86.

(4) ابن حماد ص 99،معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 83.

(5) أمالي الطوسي ج 2 ص 126،اثبات الهداة ج 3 ص 518،البحار ج 28 ص 18.

ص: 323

5-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"إذا خرج المهدي ألقى اللّه تعالى الغنى في قلوب العباد حتى يقول المهدي:من يريد المال؟فلا يأتيه أحد إلاّ واحد يقول أنا فيقول:أحث، فيحثي،فيحمل على ظهره،حتى إذا أتى اقصى الناس قال:ألا أراني شر من ها هنا،فيرجع فيرده إليه،فيقول:خذ مالك لا حاجة لي فيه" (1).

6-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"تصدقوا فإنه يوشك أن يخرج الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها" (2).

7-و عنه أيضا صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"علامة المهدي أن يكون شديدا على العمال جوادا بالمال رحيما بالمساكين" (3).

8-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...إذا قام قائم أهل البيت قسم بالسوية و عدل في الرعية فمن أطاعه فقد أطاع اللّه و من عصاه فقد عصى اللّه...و تجمع إليه أموال الدنيا من بطن الأرض و ظهرها فيقول للناس:تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام و سفكتم فيه الدماء الحرام و ركبتم فيه ما حرّم اللّه عز و جل،فيعطي شيئا لم يعطه أحد كان قبله و يملأ الأرض عدلا و قسطا و نورا كما ملئت ظلما و جورا و شرا" (4).

9-و عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"المهدي كأنما يلعق المساكين الزبد" (5)بيان عن مدى الخير و الرفاهية التي تعم البشرية و بالأخص الفقراء و المساكين.

10-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"...سبحان اللّه أما تحبون أن يظهر اللّه تبارك و تعالى الحق و العدل في البلاد و يجمع اللّه الكلمة و يؤلف اللّه بين قلوب مختلفة و لا يعصون اللّه عز و جل في أرضه و تقام حدوده في خلقه و يرد اللّه الحق إلى أهله..." (6).

********

(1) ابن حماد ص 100،ملاحم ابن طاووس ص 71،القول المختصر ص 5.

(2) أبو يعلى ج 3 ص 52،فيض القدير ج 3 ص 247،الجامع الصغير ج 1 ص 507.

(3) ابن حماد ص 98،فرائد فوائد الفكر ص 5.

(4) النعماني ص 237،عقد الدرر ص 39،منتخب الأثر ص 310،إثبات الهداة ج 3 ص 497.

(5) ابن حماد ص 98،عقد الدرر ص 227،ملاحم ابن طاووس ص 68.

(6) الكافي ج 1 ص 333،منتخب الأثر ص 496،كمال الدين ج 2 ص 645.

ص: 324

11-عن الإمام الحسن عليه السّلام:"...يملؤ الأرض قسطا و عدلا و نورا و برهانا،يدين له عرض البلاد و طولها لا يبقى كافر إلاّ آمن به و طالح إلاّ صلح،و تصطلح في ملكه السباع و تخرج الأرض نبتها و تنزل السماء بركتها و تظهر له الكنوز..." (1).

و لا تقتصر النعمة و السعادة في ظل حكم الإمام المهدي عليه السّلام على كثرة الأموال و الخيرات و النعم المادية فقط،بل تشمل جميع مناحي الحياة المادية و المعنوية أيضا،فلا رعب يبقى في القلوب،و لا الأمراض تنهش في الأبدان حيث تذهب العاهات عن المؤمنين،و يدفع اللّه تعالى بالمهدي عجل اللّه فرجه البلايا عن العباد و البلاد،و تكمل عقولهم و يستتب الأمن و السلام و الراحة في المجتمعات لكل الخلائق و ليس للبشر و حسب.

12-عن الإمام السجاد عليه السّلام:"إذا قام القائم اذهب اللّه عن كل مؤمن العاهة و ردّ إليه قوته" (2).

13-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"إن اللّه تعالى يلقي في قلوب شيعتنا الرعب،فإذا قام قائمنا و ظهر مهديّنا كان الرجل أجرأ من ليث و أمضى من سنان" (3).

14-و عنه أيضا عليه السّلام:"...فله نور يرى به الأشياء من بعيد كما يرى من قريب و يسمع من بعيد كما يسمع من قريب و أنه يسيح في الدنيا كلها...فيدفع البلايا عن العباد و البلاد شرقا و غربا" (4).

و هكذا يعم السلام و تشمل السعادة و الطمأنينة الجميع بعد كفاح شاق،و جهاد مرير و جهود مضنية يبذلها الإمام عليه السّلام و أصحابه و أعوانه المخلصون،و يتم تثبيت أركان الحكم في ظل عدالة القيادة الربانية للإمام المهدي عليه السّلام،و عن ذلك يقول الرسول

********

(1) الاحتجاج ج 2 ص 290،اثبات الهداة ج 3 ص 524،العوالم ج 16 ص 175.

(2) النعماني ج 1 ص 317،اثبات الهداة ج 3 ص 496،الخصال ج 2 ص 541.

(3) حلية الأولياء ج 3 ص 184،الاختصاص ص 26،كشف الغمة ج 2 ص 345.

(4) الخرائج ج 2 ص 930.

ص: 325

الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"تأوي إليه أمته كما تأوي النحلة(إلى)يعسوبها،يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول،لا يوقظ نائما و لا يهرق دما" (1).

و لا عجب في ذلك،فالإمام المهدي عليه السّلام قائد العدالة الشاملة التي طالما انتظرتها البشرية جمعاء على مرّ العصور و الأزمان،و هذا فعل الحق و العدالة في الحياة إذا ما طبقت كما أرادها اللّه سبحانه،و الإسلام هو دين المحبة و قمة العدالة،و الإمام المهدي عليه السّلام رائد العدالة و سلطانها الرّباني و حارسها الذي لا يغفل و لا يجور.

عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:"الإسلام و السلطان العادل أخوان لا يصلح واحد منهما إلاّ بصاحبه،الإسلام أس،و السلطان العادل حارس،و ما لا أس له فمنهدم و ما لا حارس له فضايع.." (2)

فالشريعة الإسلامية هي دستور لحفظ الأمة من الانحراف عن جادة الحق و العدل و حفظها من السقوط في مستنقع الكفر و الشرك،و أهل البيت عليهم السّلام هم أمناء اللّه في الأرض على رسالته،فإذا استلم السلطة المهدي من آل محمد عجل اللّه فرجه كانت النتيجة واضحة ألا و هي السعادة الشاملة لكل الناس و الأمن و الخيرات في الأرجاء، فهل هناك سعادة و أمن و عدالة أفضل من حكومة الحق و العدل؟

********

(1) ابن حماد ص 99،ملاحم ابن طاووس ص 70،منتخب الأثر ص 478.

(2) أربعون الخاتون آبادي ص 203،منتخب الأثر ص 273.

ص: 326

الإمام و العودة إلى الأصالة

بماذا يدعو الإمام؟

هل يدعو إلى دين الإسلام،أم إلى دين آخر؟

و ما هو الأمر الجديد عند الإمام،و ما هي رسالته للعالمية؟و هل يدعو عند قيامه بدين غير دين جده المصطفى؟

لا شك أنه عجل اللّه فرجه لا يدعو إلاّ إلى الإسلام،و هو هاد أمين في دعوته للعمل بالقرآن و السنة النبوية و تطبيقها بشكل كامل،و اللّه سبحانه يقول: وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ ،و إذا كانت دعوته إلى الإسلام،فلماذا إذن جاء في بعض أحاديث أهل البيت عليهم السّلام أن القائم عجل اللّه فرجه يدعو إلى أمر جديد،و سنّة جديدة و قضاء جديد،و كتاب جديد و سلطان جديد؟

و هذا ما تصرح به الروايات و الأحاديث التي نذكر بعضا منها كالتالي:

1-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و إن الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء" (1).

********

(1) النعماني ص 320.

ص: 327

2-و عنه أيضا عليه السّلام:"يهدم ما قبله كما صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و يستأنف الإسلام جديدا" (1).

3-و عنه أيضا عليه السّلام:"...فو اللّه لكأني أنظر إليه بين الركن و المقام يبايع الناس بأمر جديد،و كتاب جديد،و سلطان جديد من السماء..." (2).

4-و عنه أيضا عليه السّلام:"...إذا خرج يقوم بأمر جديد و كتاب جديد (3)و سنّة جديدة و قضاء جديد..." (4).

5-و عن الإمام الصادق عليه السّلام:"إذا قام القائم عليه السّلام دعا الناس إلى الإسلام جديدا و هداهم إلى أمر قد دثر فضلّ عنه الجمهور..." (5).

6-و عنه أيضا عليه السّلام:"الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا كما بدأ...يستأنف الداعي منّا دعاءا جديدا كما دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم" (6).

إن هذه الروايات و أمثالها،تثير سؤالا هاما ألا و هو:هل إن الدين الذي يدعو إليه الإمام المهدي عجل اللّه فرجه و يطبقه،يختلف عن الإسلام المعروف لدينا و الموجود حاليا في أيدينا؟فإذا لم يكن يختلف عنه فإن دعوته إذا ليست دعوة جديدة، و ليست أمرا جديدا،و دعاء جديدا،و استئنافا جديدا،و كتابا جديدا...كما تشير إليه الأحاديث السابقة.

مما لا شك فيه و لا ريب إن الإمام المهدي عليه السّلام يدعو إلى الإسلام و القرآن و السنة المحمدية السامية،و لكن دعوته إلى الإسلام الحقيقي و القرآن و السنة الصحيحة،بيد

********

(1) النعماني 232،عقد الدرر ص 227.

(2) تاج المواليد ص 150،بشارة الإسلام ص 91.

(3) قد يكون المنظور بكتاب جديد هو التفسير و التأويل الجديد الذي يبينه الإمام للناس بحيث يظهر الإمام حقائق القرآن و رؤاه و بصائره لأن أهمية القرآن بمعانيه و بصائره أكثر من حروفه و ألفاظه.

(4) النعماني ص 253،غيبة الطوسي ص 274.

(5) الإرشاد ص 364،اثبات الهداة ج 3 ص 527.

(6) البحار ج 52 ص 366.

ص: 328

أن هذا الأمر يثير السؤال الثاني:هل الدين المتداول عند الناس في الوقت الراهن هو نفس الدين الإسلامي الذي جاء به الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم؟

إن الجواب يتضح جليا على ضوء الأحاديث السالفة عن أهل البيت عليهم السّلام إن الدين الإسلامي المعروف عندنا قد شوهت الكثير من معالمه طوال القرون الماضية بأفكار و آراء و اجتهادات العلماء و بنظريات الفلاسفة و المتكلمين و المناطقة،بل إن الدين أضحى خليطا بالأستحسانات و الظنون،و أجرى البعض الآخر القياسات فيه و المصالح المرسلة و الذرائع و أدخل البعض آرائه و أفكاره و...،لدرجة اختلط معها الحابل بالنابل،و الحق بالباطل و الغث بالسمين،و امتزجت الأفكار و الآراء بدساتير السماء،و البلية الأعظم من هذا كله حينما بدأ التلاعب بهذا الدين من قبل المنافقين المتربصين و علماء السوء من وعاظ السلاطين و حواشيهم..ففسروا الدين السماوي بما اقتضت مصالحهم وفق مطامعهم و أهوائهم،و شكّلوا فرق التزوير و الكذب و الاحتيال و التأويل،لوضع الأحاديث عن لسان الرسول الأمين،و حرّفوا الكلم عن مواضعه و بدلوا الحقائق بالأباطيل و النصوص بالأقاويل،و أقاموا البدع و أماتوا الكتاب و السنّة بعطفهم الهدى على الهوى و القرآن على الرأي،فأخرجوا للناس دينا محرفا باسم الإسلام.

لذا،فحينما يقوم الإمام المهدي عجل اللّه فرجه فإنه يأتي بالإسلام المحمدي الأصيل الخالي من الشوائب و الدخائل...يهدم ما قبله من التقاليد و الممارسات و يدعو إلى أمر جديد تماما كجده الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و أنه يهدم ما كان قبله من العادات الدخيلة على الدين و يستأنف الإسلام جديدا و يكون بذلك كأنّه قد أتى بدين جديد يختلف كثيرا عما هو اليوم في أيدي الناس،و لعل الإشارات في بعض الأحاديث الشريفة تعطينا ملامح واضحة عن هذا الأمر و ترفع الغموض و اللبس و تبين هذه الحقيقة.

7-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"سيأتي على أمتي زمان لا يبقى من القرآن إلاّ رسمه و لا من الإسلام إلاّ اسمه،يسمّون به و هم أبعد الناس منه،مساجدهم عامرة

ص: 329

و هي خراب من الهدى،فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء،منهم خرجت الفتنة و إليهم تعود" (1).

8-و عن الإمام الصادق عليه السّلام:"...و لو قد قام قائمنا و تكلم متكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام و الفرائض كما أنزله اللّه على محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم لأنكر أهل البصائر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ثم لم تستقيموا على دين اللّه و طريقه إلاّ من تحت حدّ السيف فوق رقابكم.." (2).

9-عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"كأني أنظر إلى شعيتنا بمسجد الكوفة قد ضربوا الفساطيط يعلمون الناس القرآن كما أنزل.أما إن قائمنا إذا قام كسره و سوّى قبلته" (3).

و لعل ذلك يكون في تبيان التفسير الحقيقي لآيات القرآن و أحكامه و تعاليمه غير ما هو متداول الآن في أيدينا،خاصة و أن الأحاديث توضح إن الإمام المهدي عليه السّلام يعطف الرأي على القرآن بخلاف ما يفعل اليوم الكثيرون من عطفهم القرآن على الرأي،كما بينه الحديث الشريف.فالإمام يقوم بعملية تصحيح للمفاهيم و الأفكار بحيث لو طرحت اليوم للناس لأعتبروها أنها خاطئة و غير شرعية،لكنها في الحقيقة هي عين السنّة الصحيحة و لكن الناس لم يألفوها لأن السنّة قد أميتت و عمل بالبدع على مدى العصور الماضية.

10-و لأن الابتعاد عن الإسلام الحقيقي،و لبسه بالآراء و الأهواء أماتة للكتاب و السنة،فان جهود الإمام عليه السّلام تنصبّ على إزالة البدعة و إحياء الكتاب و السنّة،و هو يلاقي بذلك أذى شديدا في الجاهلية الثانية في العصر الراهن أكثر مما لاقى جده

********

(1) ثواب الأعمال و عقابها ص 301،البحار ج 52 ص 190،منتخب الأثر ص 427.

(2) الكشي ص 138،اثبات الهداة ج 3 ص 560،البحار ج 2 ص 246.

(3) النعماني ص 317.

ص: 330

المصطفى صلّى اللّه عليه و آله و سلم في الجاهلية الأولى،حيث قال صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"بعثت بين جاهليتين لأخراهما شرّ من أولاهما" (1).

11-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"إن صاحب هذا الأمر لو قد ظهر لقي من الناس مثل ما لقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،و أكثر" (2).

12-و عنه أيضا عليه السّلام:"...إن الدنيا لا تذهب حتى يبعث اللّه عز و جل رجلا منّا أهل البيت يعمل بكتاب اللّه لا يرى فيكم منكرا إلاّ أنكره" (3).

13-عن الإمام الباقر عليه السّلام قال في سيرة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...أبطل ما كان في الجاهلية و استقبل الناس بالعدل،و كذلك القائم عليه السّلام إذا قام يبطل ما كان في الهدنة مما كان في أيدي الناس و يستقبل بهم العدل" (4).

14-عن الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...يقاتل على سنتي كما قاتلت انا على الوحي" (5).

15-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"إن العلم بكتاب اللّه عز و جل و سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم،لتنبت في قلب مهدينا كما ينبت الزرع على أحسن نباته..." (6).

16-عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى و يعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي...حتى تقوم الحرب بكم على ساق باديا نواجذها مملوءة أخلافها حلوا رضاعها علقما عاقبتها ألا و في غد-و سيأتي غد بما لا تعرفون-يأخذ الوالي من غيرها عمالها على مساوئ أعمالها و تخرج له الأرض أفاليذ كبدها و تلقي إليه سلما مقاليدها،فيريكم كيف السيرة

********

(1) أمالي الشجري ج 2 ص 277.

(2) النعماني ص 297،حلية الأبرار ج 2 ص 631.

(3) الكافي ج 8 ص 396،اثبات الهداة ج 3 ص 588.

(4) التهذيب ج 6 ص 154.

(5) ابن حماد ص 102،ملاحم ابن طاووس ص 85 و فيه:(..كما قاتلت انا على القرآن).

(6) كمال الدين ج 2 ص 653.

ص: 331

و يحيي ميت الكتاب و السنّة" (1).فأحكام القرآن و دساتيره و قيم القرآن و مفاهيمه التي تركت و أضحت ميتة بين الناس و هكذا السنة النبوية التي تغيرت أو تركت و أضمحلت بين البدع و الأهواء يأتي الإمام ليحييها من جديد لأن الهدى هو اتباع أمر اللّه لا أمر الهوى و الرأي،كما قال الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم:"...يا علي إن الهدى هو اتباع أمر اللّه دون الهوى و الرأي،و كأنك بقوم قد تأولوا القرآن و أخذوا بالشبهات و استحلوا الخمر بالنبيذ و البخس بالزكاة و السحت بالهدية...هم أهل فتنة يعمهون فيها حتى يدركهم العدل.فقلت:يا رسول اللّه العدل منّا أم من غيرنا؟ فقال:بل منّا،بنا يفتح اللّه و بنا يختم اللّه..." (2).

و كذلك يبين أمير المؤمنين عليه السّلام،أيضا ما هي السنّة الصحيحة قائلا:"...و أما أهل السنّة فالمتمسكون بما سنّة اللّه و رسوله،لا العاملون برأيهم و أهوائهم و إن كثروا" (3).

لذا فعند ما يدعو الإمام المهدي عجل اللّه فرجه إلى كتاب اللّه و سنّة رسوله و يبدأ بتعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام و الفرائض كما أنزلها اللّه،فإنه يواجه بالإنكار و المعارضة الشديدة،و خاصة من علماء السوء و أتباعهم ممن يخلطون الباطل بالحق و الرأي بالقرآن و الهوى بالهدى،لذلك لا يروق لهم دعوة الإمام إلى الإسلام الأصيل، حيث تكون هذه الدعوة أمرا جديدا،و كتابا جديدا،و استئنافا جديدا للإسلام كما قال أهل البيت عليهم السّلام.و هذه الدعوة الأصيلة الناصعة تخالف في جوانب كثيرة مظاهر الإسلام الفارغة من محتواه الذي عليه الناس في الوقت الراهن الذي لا يتفق مع روح الإسلام الأصيل الذي قال عنه الرسول عليه الصلاة و السلام فيما سبق أنه لا يبقى منه إلاّ اسمه،و ذلك القرآن الذي لا يبقى منه إلاّ رسمه.

********

(1) منتخب الأثر ص 297،ابن أبي الحديد ج 9 ص 40-41.

(2) أمالي الطوسي ج 1 ص 63.

(3) شرح النهج ابن ميثم البحراني ج 1 ص 289.

ص: 332

17-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"...و لو قد قام قائمنا و تكلم متكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام و الفرائض كما أنزله اللّه على محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم، لأنكر أهل البصائر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا،ثم لم تستقيموا على دين اللّه و طريقه إلاّ من تحت حدّ السيف فوق رقابكم.ان الناس بعد نبي اللّه عليه السّلام ركب اللّه به (بهم)سنّة من كان قبلكم فغيروا و بدّلوا و حرّفوا و زادوا في دين اللّه و نقصوا منه، فما من شيء عليه الناس اليوم إلاّ و هو منحرف عمّا نزل به الوحي من عند اللّه، فأجب رحمك اللّه من حيث تدعى إلى حيث تدعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين اللّه استينافا..." (1).

و قد يكون السبب الحقيقي كما تشير الأحاديث من أن علماء السوء و أتباعهم الذين لا يروق لهم هذا الدين الإسلامي الأصيل فيعارضون الإمام عليه السّلام أشد المعارضة فيتأوّلون عليه كتاب اللّه،و كأنهم أعلم من الإمام عليه السّلام بالقرآن.فالناس(كلهم يتأول عليه كتاب اللّه يحتج عليه به)!و ذلك لأنهم يعتبرون الإمام المهدي عليه السّلام شخصا لا علم له بالتأويل و تفسير القرآن،جاهلا بما عندهم من أفكار فلسفية دخيلة و قياسات المناطقة و آراء و عقليات علمائهم الأقدمون الذين نسجوا من أفكارهم و آرائهم مفاهيم و نظريات حملّوها على القرآن الحكيم و روايات الرسول الأكرم و أهل بيته الطاهرين،و عطفوا الهدى على أهوائهم فسقطوا في حبائل هذه الأفكار و قياسات هذه المفاهيم حتى آخر لحظة من حياتهم،فلم يستطيعوا الخروج منها إلى روح الإيمان و اليقين و المعرفة و التسليم،فماتوا خنقا بنسيج أفكارهم تماما كما تموت دودة القز بنسيج خيوطها.

و هكذا لم يتمكن هؤلاء من الخروج من قوقعة القياسات المنطقية الزائفة التي اعتبرت عقلية بزعمهم،و كسر طوق القدسية لآراء و أفكار علمائهم السالفين فأولوا

********

(1) الكشي ص 138،اثبات الهداة ج 3 ص 560،العوالم ج 3 ص 558.

ص: 333

القرآن بآرائهم و ساروا بسنّة السالفين منهم بدلا من سنّة الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم و أهل بيته الأطهار،حتى أصبح الإسلام الحقيقي الأصيل غريبا و دين اللّه وحيدا فريدا و القرآن مهجورا،إلى درجة أصبح بنظرهم-و مع الأسف الشديد-المفسر للقرآن و المتدبر فيه رجلا سطحيا بينما يعدّ باحث آراء و أفكار الأصوليين و الفلاسفة عالما نحريرا و محققا كبيرا في معرفة وقائع العلوم و كشف حقائق الأمور.و من هنا أضحى الإسلام و القرآن غريبا كما وصف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم ذلك قائلا:"بدأ الإسلام غريبا و سيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء" (1).و لمّا سئل الإمام الصادق عليه السّلام عن معنى ذلك قال:"إذا قام القائم عليه السّلام استأنف دعاء جديدا كما دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم" (2).

فالإسلام عند هؤلاء المتأولين على القائم عجل اللّه فرجه،هو الذي يحمل في طياته أفكار و عقائد الفلاسفة،أو آراء و اجتهادات السلف،لذا فليس غريبا أن يهب الكثير منهم ضد الإمام المهدي عليه السّلام عندما يأتي بدين اللّه الأصيل،و يدعو مجددا للإسلام الناصع كما أنزل على قلب جده المصطفى صلّى اللّه عليه و آله و سلم.بيد إن ما يواجه الإمام عجل اللّه فرجه من هذه الفئات المفتونة التي أحدثت البدع و الضلالات و أبعدت الأمة عن روح الإيمان و الإسلام أكثر و أشد مما واجه رسول اللّه من جهال الجاهلية الأولى بصريح كلام الإمام.هذه الرواية في منتهى الخطورة في التصريح عن الانحراف الذي حدث في دين الإسلام منذ عهد الإمام الصادق عليه السّلام فكيف يكون حال هذا الدين منذ ذلك العهد إلى هذا اليوم و قد لعبت به الاجتهادات و الآراء حتى انكفأ الإسلام كما ينكفأ الإناء؟

18-عن الإمام الصادق عليه السّلام:حيث قال:"إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد ممّا استقبله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم من جهّال الجاهلية...إن رسول اللّه صلى عليه

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 72.

(2) البحار ج 52 ص 376.

ص: 334

و آله أتى النّاس و هم يعبدون الحجارة و الصخور و العيدان و الخشب المنحوتة،و إن قائمنا إذا قام أتى الناس و كلهم يتأول عليه كتاب اللّه يحتج عليه به.أما و اللّه ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحرّ و القرّ"و في رواية أخرى:"..و إن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب اللّه و يقاتلونه عليه" (1).

و أمام هذه الفئات الضالة كيف يتصرف الإمام،هل يسكت و يقف متفرجا أم يجب عليه ان يهدي الناس و يقيم الحق و العدل و إن توقف الأمر على أن يقاتلهم و يواجههم بقوة الحق و السيف؟

19-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"...إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم سار في أمته بالمن،كان يتألف الناس و القائم يسير بالقتل،بذلك أمر في الكتاب الذي معه أن يسير بالقتل،و لا يستتيب أحدا،ويل لمن ناواه" (2).

20-عن الإمام الباقر عليه السّلام:"لو قد قام قائمنا بدأ بالذين ينتحلون حبّنا فيضرب أعناقهم" (3).

21-و عن الإمام الصادق عليه السّلام:"لو قام قائمنا بدأ بكذابي الشيعة فقتلهم" (4).

إذن سيقوم الإمام المهدي عليه السّلام بالدعوة إلى أمر جديد و يستأنف دعاء جديدا- مثلما تذكر الروايات الشريفة-مثلما دعا جده الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم أي أنه عجل اللّه فرجه سيدعو إلى الإسلام جديدا و كأنه يعيد الإسلام الحقيقي إلى الحياة ثانية، هذا الإسلامي الذي لم يبق لدينا منه إلاّ اسمه،و يحيي ميت الكتاب و السنّة،و يزيل الفتنة و البدعة التي حلت محلهما عبر الأجيال و العصور و هو بذلك عليه السّلام يهدي الناس

********

(1) النعماني ص 296-297 ح 1 و 3.

(2) النعماني ص 231.

(3) الايضاح ص 208.

(4) رجال الكشي ص 299.و هنا نتساءل:من هم كذابي الشيعة،هل هم أولئك الذين اعتادوا على الكذب من عامة الناس أم الذين يستخدمون الكذب على الطائفة الشيعية مستفيدين من مواقعهم و مناصبهم الدينية؟المستقبل كفيل في الإجابة الصحيحة على هذا السؤال.

ص: 335

إلى أمر مخبوء تحت تراكمات القرون و السنين و يزيل البدع و الآراء و الأهواء و يبين التحريف و التضليل الذي جرى على الدين الإسلامي،فضل الناس عن تلك الجوهرة المدثورة و هي جوهرة الإسلام النقي الأصيل كما أنزل على الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم.

22-عن الإمام الصادق عليه السّلام:"إذا قام القائم عليه السّلام دعا الناس إلى الإسلام جديدا و هداهم إلى أمر قد دثر فضلّ عنه الجمهور،و إنما سمي القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه،و سمي القائم لقيامه بالحق". (1)

على ضوء هذه الأحاديث و البيانات الصادرة عن أهل البيت يتضح واجبنا في ذلك العصر،فليس لنا إلاّ اتباع منهج الإمام عليه السّلام،و دعوته حين قيامه و نهضته و نترك ما تعودنا عليه إذا خالفنا فيه الإمام عليه السّلام،لأن الهدى معه و الحق مع أقواله و أفعاله يدور معه حيثما دار،فهو الهادي و المرشد إلى الدين الحقيقي الذي أنزل على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم فأهل البيت أدرى بما في البيت و أعلم بحدود اللّه من غيرهم.و لا بد من ضرب كل الآراء الخاطئة التي اعتبرناها إسلامية و هي ليست كذلك،لا بد من ضربها عرض الحائط و التمسك بالدين الإسلامي الأصيل الذي يأتي به الإمام المهدي المنتظر عليه السّلام من قبل رب العالمين.

أما التشبث بالأفكار و الرؤى الخاطئة عن الإسلام في قبال دعوة الإمام الحجة عليه السّلام فهو عين الضلال،بل هو التمادي في الجهالة و الضلالة،و هو الخسران المبين في الدين و الآخرة.

فهل نكون مسلمين حقا بما أنزل على قلب النبي المصطفى صلّى اللّه عليه و آله و سلم و أن كانت مخالفة لمعتقداتنا أم نكون كجهلة الجاهلية الأولى حينما: قالُوا إِنّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَ إِنّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ (الزخرف،22)

********

(1) الإرشاد ص 364،كشف الغمة ج 3 ص 254،المستجاد ص 557،اثبات الهداة ج 3 ص 527.

ص: 336

الفصل السابع: أسئلة حائرة

اشارة

لماذا قلة الأنصار؟

موقف الناس من الإمام

الامتحان الإلهي في عصر الظهور

ص: 337

ص: 338

لماذا قلة الأنصار؟

ما هو السبب في قلة أنصار الإمام المهدي عليه السّلام بالرغم من كثرة من يدعي أنه من أنصار الإمام و محبيه؟

فالمسلمون اليوم بلغوا أكثر من مليار نسمة،و هم في الأغلب يؤمنون بالمهدي الموعود.و لكن بالرغم من هذه الكثرة الهائلة فأصحاب الألوية للإمام الحجة عليه السّلام،من الضباط و قادة الفرق و المجموعات كلهم لا يتجاوزون ثلاثمأة و ثلاثة عشر فردا و جيشه ليس أكثر من خمسة عشر ألف جندي!!طبعا هذا في بداية خروجه للقتال ضد الطغاة.

فعن الإمام الباقر عليه السّلام أنه قال:"...فيجمع اللّه عليه أصحابه ثلاثمائة و ثلاث عشر رجلا" (1).

و عن الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال:"..فيجمع اللّه قوما كقزع السحاب،يؤلف اللّه بين قلوبهم،لا يستوحشون إلى أحد و لا يفرحون بأحد يدخل فيهم،على عدة

********

(1) مستدرك الوسائل ج 11 ص 37.عقد الدرر ص 49.

ص: 339

أصحاب بدر،لم يسبقهم الأولون و لم يدركهم الآخرون،و على عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر" (1).

و أما عن جيشه فيقول أمير المؤمنين عليه السّلام:"..يخرج رجل من أهل بيتي في ثلاث رايات،المكثر يقول:خمسه عشر ألفا،و المقل يقول:إثنا عشر ألفا.." (2).

و في رواية أخرى يقول عليه السّلام:"يخرج في اثني عشر ألفا إن قلوا،أو و خمسة عشر ألفا إن كثروا..." (3).

و لكن السؤال لماذا هذه القلة في الأعوان و الأنصار؟!!

هذا سؤال كبير يحيّر الألباب،أليس الإمام صاحب المعاجز و الكرامات؟

أليس الإمام شخصية ربانية ادخرها و اعدّها اللّه لليوم الموعود؟

أليس الإمام شخصية عالمية تنتظرها البشرية منذ قديم الزمان؟أليس الجميع يدعي أنه بإنتظار قدومه و خروجه ليكون من أنصاره و أعوانه؟!

هذه الأسئلة تطرح نفسها بقوه كلما شاهدنا الروايات التي تتحدث عن قلة الأنصار و الأعوان إلى درجة أن يترحم المؤمنون على أنصار الإمام الحجة و يعتقد بعضهم بشكل جازم أن هذه المجموعة من الأنصار و جلهم من الشباب سينتهون في أول مواجهة مع الأعداء المدججين بالسلاح و العتاد.

يحدثنا الإمام الباقر عليه السّلام عن ذلك فيقول:"يبعث اللّه قائم آل محمد في عصبة لهم (أدق)في أعين الناس من الكحل،فإذا خرجوا بكى لهم الناس،لا يرون إلاّ أنهم يختطفون،يفتح اللّه لهم مشارق الأرض و مغاربها،ألا و هم المؤمنون حقا،ألا إن خير الجهاد في أخر الزمان" (4).

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3 ص 100.

(2) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 407.

(3) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 408.

(4) يوم الخلاص،ص 193.البحار،ج 52 ص 217 عن الطوسي ح 78.

ص: 340

و يقول أمير المؤمنين عليه السّلام عن أصحاب القائم عجل اللّه تعالى فرجه:"إن أصحاب القائم شباب لا كهول فيهم إلاّ كالكحل في العين أو كالملح في الزاد،و أقل الزاد الملح" (1)

لماذا هذه القلة و ما هي الأسباب؟!

يبدو أن السبب الحقيقي يتلخص في أمرين:

الأمر الأول:إن الإمام الحجّة عليه السّلام يأتيهم بخلاف ما كانوا يتصورون عنه و يعتقدون به حيث إن تصوراتهم لا تنطبق مع حقيقة الإمام المهدي الواقعي الذي ادخّره اللّه لإصلاح العالم كما جاء في أكثر من مصدر عن الإمام الصادق عليه السّلام"و إن من أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شابا و هم يحسبونه شيخا كبيرا" (2).

و قد أكّد على ذلك أيضا الإمام الحسين عليه السّلام حيث جاء في الباب الثالث من عقد الدرر ص 41-42 قوله عليه السّلام:"لو قام المهدي لأنكره الناس،لأنه يرجع إليهم شابا موفقا،و إن أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شابا و هم يظنونه شيخا كبيرا".

لذا فهم يواجهون الشخصية الحقيقية مخالفة لتصوراتهم السابقة فيواجهونه بمختلف التهم و الافتراءات و يكذبون مقالته بأنه هو الحجة القائم عليه السّلام تماما كما كذب المشركون و اليهود رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و افتروا عليه و أهانوه و أثاروا الناس عليه إلى درجة أفرغوا كرشة الشاة على رأسه الشريف و هو ساجد يصلي في بيت اللّه الحرام و لم يؤمنوا به لأنه جاء على خلاف تصوراتهم و اعتقاداتهم السابقة،بسبب التحريف و التزييف و قد يكون نكرانهم للإمام من جهة أخرى حيث أنهم يرون أنفسهم أفضل جاها و أعلى مقاما من هذا الذي يدعي الإمام فلماذا يستجيبون لندائه و يخضعون لأوامره و كأن التاريخ يعيد نفسه ألم يقل و جهاء مكة حينما شاهدوا يتيما من بني هاشم يدعي النبوة لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ و هؤلاء

********

(1) النعماني ص 315.البحار ج 52 ص 333 عن غيبة الطوسي.ابن طاووس ص 114.

(2) النعماني ص 188،غيبة الطوسي ص 259،عقد الدرر ص 41،منتخب الأنوار المضيئة ص 188،إثبات الهداة ج 3 ص 512.

ص: 341

أيضا يتكبرون على الإمام عندما يرون مجموعة قليلة من الشبّان يتبعونه و ليس معه أحد غيرهم خصوصا و أنه أتى بدين جديد لم يعهدوا به فيفترون عليه و يتهمونه بالكذب و الدجل!!و هذا هو نفس الامتحان الإلهي الذي جرى على الإمم السابقة و سيجري على الأمة الإسلامية أيضا و قد بين اللّه ذلك في محكم كتابه العزيز:

وَ كَذلِكَ فَتَنّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَ هؤُلاءِ مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَ لَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشّاكِرِينَ (الأنعام،53).

الأمر الثاني:إن غالبية الناس ليسوا صادقين في أقوالهم,و ادعاءاتهم،فهم يطلقون شعارات التضحية و الفداء في سبيل مبادئهم و قيمهم و لكن عندما يرون أن القضية تتطلب بذل المال أو النفس فعلا فسرعان ما يتراجعون و يتهربون.

فادعاء التدين و التمسك بالقيم أحاديث يتحدثون بها حينما تكون الأمور تسير على ما يرام،و لكن إذا ضاقت عليهم الحياة و تطلب الأمر الجهاد و الصمود فلا ترى أحدا في الميدان إلاّ القليل.و إلى هذه الحقيقة أشار الإمام الحسين عليه السّلام قائلا"الناس عبيد الدنيا و الدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معائشهم فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديانون".

و مثلما تخلى الناس عن الإمام الحسين عليه السّلام في واقعة كربلاء كذلك لا يستجيب أحد لدعوة الإمام الحجّة عند نهضته المباركة إلا القليل من الذين أمنوا به في عالم الميثاق و ذلك بسبب كثرة الأعداء و المكذبين له.

1-يقول الإمام الرضا عليه السّلام:"إن ممن يتخذ مودتنا أهل البيت،لمن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجّال" (1)،حيث يكون علماء السوء هم أشد فتنة.

2-و يقول الإمام الصادق عليه السّلام:"...و إن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب اللّه و يقاتلونه عليه" (2).

********

(1) البحار،ج 75 ص 391.

(2) النعماني،ص 296-297 ب 17 ح 1.

ص: 342

3-و جاء في(بشارة الإسلام)و(إلزام الناصب)و(يوم الخلاص)و(نور الأنوار) و(بيان الأئمة)و(ينابيع المودة)و(علائم الظهور)و غيرها من المصادر،أن"...

أعداءه الفقهاء المقلّدون،يدخلون تحت حكمه خوفا من سيفه و سطوته و رغبة فيما لديه".

4-و عن الإمام الصادق عليه السّلام قال:"إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس أشد مما استقبله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم من جهالة الجاهلية.قلت:و كيف ذلك؟قال:إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم أتى الناس و هم يعبدون الحجارة و الصخور و العيدان و الخشب المنحوتة،و إن قائمنا إذا قام أتى الناس و كلهم يتأول عليه كتاب اللّه،يحتج عليه به..." (1).

و واضح إن موقف الناس هذا تابع لموقف بعض من ادعياء العلم من علماء السوء بدلالة(كلهم يتأول عليه القرآن).فالتأويل و الاحتجاج بالقرآن على الإمام عجل اللّه تعالى فرجه لا يكون إلا من قبل أدعياء العلم أما عامة الناس فهم في الحقيقة تتبع موقف أدعياء العلم أولئك و هم يتصورون أن علمائهم يقولون الحقيقة و الواقع.و من هنا يكون موقف كثير من الناس معاديا للإمام تبعا لاولئك،و لذا يكون عدد أصحابه و خواصه قليلا جدا و معظمهم من الشباب.و بما أن هذه القلة تكون معرضة للإبادة تتدخل السماء مباشرة حتى لا تتكرر واقعة كربلاء من جديد و تنزل الملائكة لنصرته مع الملائكة الذين نزلوا من قبل لنصرة الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم في معركة بدر هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ،و يتسارع نجباء الجن و الملائكة في تقديم العون و المساعدة للإمام عليه السّلام و أصحابه،و يقلبون الوضع على الأعداء،و بذلك ينتصر الإمام في أغلب المعارك التي يخوضها،حيث إن اللّه سبحانه ينصره بأصحابه القلة و جيشه الصغير و بالملائكة و الرعب الذي يسير بين يديه(عجل اللّه تعالى فرجه) بشهر.

********

(1) النعماني،ص 297 ب 17 ح 1.

ص: 343

جاء في الفصل الأول من الباب الرابع في الصفحة 65 من كتاب عقد الدرر،عن الإمام الباقر عليه السّلام،في ظهور القائم(عجل اللّه تعالى فرجه)و مبايعته بين الركن و المقام، قال عليه السّلام:"و جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره".و عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:"يخرج في اثني عشر ألفا إن قلوا أو خمسة عشر ألفا إن كثروا،يسير الرعب بين يديه،لا يلقاه عدو إلا هزمهم بإذن اللّه،شعارهم أمت أمت،لا يبالون في اللّه لومة لائم..." (1).

و عنه أيضا عليه السّلام قال:"يفرج اللّه الفتن برجل منّا يسومهم خسفا،لا يعطيهم إلا السيف،يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجا،حتى يقولوا:و اللّه ما هذا من ولد فاطمة،لو كان من ولدها لرحمنا..." (2).

و عنه أيضا عليه السّلام قال:"...يمدّه اللّه بثلاثة آلاف من الملائكة،يضربون وجوه من خالفهم و أدبارهم،يبعث و هو ما بين الثلاثين و الأربعين" (3).

و عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال:"فلو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يأتيهم رجل من أهل بيتي تكون الملائكة بين يديه و يظهر الإسلام" (4).

و هكذا ينتصر الإمام بعد جهاد مرير و معاناة شديدة،و بعد أن يستتب الأمر له (عجل اللّه تعالى فرجه)يتسابق الناس إلى الإيمان به و يدخلون في دين اللّه أفواجا، و يستوجب الشكر على الإمام و أنصاره كما استوجب الشكر على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و أنصاره،حيث يقول عز و جل: إِذا جاءَ نَصْرُ اللّهِ وَ الْفَتْحُ* وَ رَأَيْتَ النّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللّهِ أَفْواجاً* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوّاباً .

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 408.

(2) كنز العمال ج 14 ص 589،ملاحم ابن طاووس ص 66.

(3) كنز العمال ج 14 ص 589،ملاحم ابن طاووس ص 73.

(4) كنز العمال ج 14 ص 269،الإذاعة ص 125،العطر الوردي ص 65.

ص: 344

إلا أن هذا الانتصار هو أعظم بكثير من أي انتصار آخر في التاريخ،إنه يوم عظيم من أيام اللّه بل هو اليوم الموعود الذي وعد اللّه به الرسول الأكرم و الأنبياء السابقين و بذلك يفرح المؤمنون بنصر اللّه إنه الانتصار الكبير و الفوز العظيم.

ص: 345

ص: 346

موقف الناس من الإمام عليه السّلام

هل كل المؤمنين بالإمام المهدي عليه السّلام في هذا اليوم سيؤمنون به حين خروجه؟

قد يكون هذا السؤال غريبا،فكيف لا يؤمن بالإمام من كان بانتظار ظهوره و خروجه؟.

و الجواب:إذا طالعنا الروايات التي تتحدث عن نهضة الإمام نجد أنها تتحدث عن خروج مجموعة كبيرة ممن يعتبرون أنفسهم من الموالين التابعين لمنهج الرسول و آله الأطهار،على الإمام المهدي عليه السّلام حين قيامه و خروجه حيث يتهمونه بالكذب و السحر،و يقولون له:يابن فاطمة ارجع من حيث أتيت فلا حاجة لنا فيك.فيجرد الإمام سيفه و يحمل عليهم و يبيدهم عن بكرة أبيهم.

كما و أن هناك طائفة من الروايات تتحدث عن خروج بعض أدعياء العلم على الإمام،حيث يكونون من ألدّ أعدائه و يفتون بقتله و البراءة منه،فيقفون في وجه

ص: 347

الإمام رغم مشاهدتهم لمعاجزه و كراماته و بيّنات إمامته فيفترون عليه و يكذبونه فيبدأ الإمام بهم أولا قبل الآخرين كما تقول الأخبار:"يبدأ بقريش فلا يعطيهم إلاّ السيف و لا يأخذ منهم إلاّ السيف".

و هنا نتساءل لماذا هذه الحملات العشوائية على الإمام،فهل هناك عداوات قديمة أم هناك أهواء و أطماع و مصالح أضحوا محرومين منها بسبب خروج الإمام مما يدفع بهم إلى القيام ضد الإمام و تكذيبه؟

ليس الأمر واضحا،إلا أن هذا لا يعني أن كل المنتظرين للإمام يقفون ضده عليه السّلام بل هناك قسم كبير من السادة و العلماء و الفقهاء و عدد غفير من الموالين و المحبين يساندون الإمام عليه السّلام و يدعمون موقفه و يكونون من أفضل أنصاره و أتباعه و من أحسن المجاهدين بين يديه في قبال تلك المجموعة التي تدعي محبة أهل البيت و الولاء لهم و لكنهم يقفون ضده و يؤذونه بشدة بحيث يلاقي الإمام منهم و من غيرهم الأذى أكثر مما لقى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم من قومه حين الإعلان عن رسالته السماوية و ذلك بما يؤولون على الإمام أمر اللّه و كتابه.

و لكن نتساءل هل يعقل أن يحدث ذلك؟

أجل إذا راجعنا التأريخ إبّان الدعوة المحمدية،نلاحظ أن قريش كانت ترفع راية العداء و المخاصمة ضد الرسول الأكرم،في حين كان من المفروض أن يكونوا أول المؤمنين به لأن الرسول كان منهم و من نفس العشيرة إلا أنهم كفروا به و كذبوه بل كانوا من أشد المستهزئين به و المنكرين لدعوته و المفترين عليه بالكذب و السحر، و كان ما كان من أمر أحد أقرباء الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم،حيث نزلت في تقبيح أفعاله سورة

ص: 348

كاملة بقول اللّه تعالى: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَّ ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَ ما كَسَبَ سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ وَ امْرَأَتُهُ حَمّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ

و إذا تصفحنا أوراق التاريخ لشاهدنا أن بعض الذين خرجوا لقتال الإمام الحسين عليه السّلام في كربلاء كانوا من المتجاهرين بمحبته و من الذين أرسلوا الرسائل إلى الإمام قائلين له أقبل إلينا يابن فاطمة فإنما تقدم لك على جنود مجنّدة.

و كأن التأريخ يعيد نفسه من جديد و هذه المرة مع الإمام الحجة فالبعض ممن يكفرون بالإمام حين خروجه هم ممن كانوا ينتظرون قدومه من الذين كان متوقعا أن يكونوا أول المدافعين عنه إلا أنهم يكونون أول المستهزئين به حين يدعوهم إلى الإيمان.و مما يحز في النفس أن يجد المرء هذا الموقف المخزي من هؤلاء ضد الإمام عليه السّلام، بينما تجد أن من الناس الذين لا يعرف عنهم اليوم انهم من الموالين و المنتظرين يؤمنون به و من عبدة الشمس و القمر يسلمون له حيث تصرح الروايات قائلة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام يقول"إذا خرج القائم عليه السّلام خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله و دخل فيه شبه عبدة الشمس و القمر" (1).

أجل فكما آمن بالرسول أهل المدينة و دافعوا عنه و نصروه رغم أنهم لم يكونوا من أقربائه كذلك يؤمن بالإمام المهدي شبه عبدة الشمس و القمر.

و مثلما آمن بالإمام الحسين عليه السّلام زهير بن القين و كان عثماني المذهب،و وهب و كان نصرانيا،و الحر و كان من قادة الجيش المعادي،و دافعوا عنه حتى الشهادة.

كذلك يؤمن بالإمام المهدي أناس من طوائف شتى بل و حتى ممن هم اليوم من الكفار و المشركين و المثل المعروف يقول:(ما عشت أراك الدهر عجبا).

********

(1) كتاب الغيبة للنعماني ص 317.

ص: 349

إن هذا لا يعني بالطبع أن كل المنتظرين لا يؤمنون بالإمام المهدي(عج)و إنما قد تكون هناك مجموعات و فئات يدّعون الولاء لأهل البيت و لكنهم أبعد ما يكونون من الرسول و أهل بيته،فإن التظاهر بالشيء ليس دليلا على حقيقة الإيمان بالرسول و أهل بيته،و إنما يجب أن يترجم إلى واقع عملي ليكون مصداقا واقعيا في الإيمان بالرسول و أهل بيته و إلا فهو نفاق و فسوق و كثير من الناس تظهر حقائقهم عند مجيىء الإمام الحجة حيث انه أكبر امتحان للمدّعين بالانتظار و الولاء لأهل البيت عليهم السّلام.

و قد يكون قسم كبير من هؤلاء هم ذراري بني أمية و أبناء أبي سفيان و آل زياد و آل مروان و هؤلاء في الحقيقة من أعداء الإمام الحجة حين خروجه و لذلك تبرز و تظهر مكامن حقائقهم فيعادون الإمام فيحاربهم الإمام الحجة و يبدأ بقتلهم و الانتقام منهم و لا يشفع لهم التستر و التظاهر بالولاء لأهل البيت لأن الإمام الحجة عجّل اللّه فرجه يتعامل معهم وفق واقعهم و حقائقهم لا حسب إدعاءاتهم.و قد يكون كثير من أبناء بني أمية لا يعرفون نسبهم بسبب إخفاء آبائهم لنسبهم لأبي سفيان و بني أمية خوفا من الانتقام منهم لما ارتكبوه من جرائم وحشية بحق آل الرسول الأكرم و لذا عشعشوا و تكاثروا في المجتمع دون أن تعرف أنسابهم الحقيقية و لكن روح المنابذة و المخالفة لآل الرسول الأكرم يعشعش في قلوبهم و ضمائرهم و تبرز هذه الأحقاد و الضغائن في عندما ينهض الإمام الحجة عليه السّلام فيكفرون به تحت عناوين كاذبة و هم قد كفروا أول مرة في عالم الذر و لذا فإن الموالين المنتظرين حين خروج الإمام يميزون فمن سبقت له العناية الإلهية يؤمن بالإمام عليه السّلام و من كان في

ص: 350

قلبه ذرة من الحقد و الحسد و الكبر يكون من الكافرين به و إن ادعى الولاء لآل الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم.

يقول الإمام الصادق عليه السّلام:"...و كذلك القائم فإنّه تمتد أيام غيبته ليصرح الحق عن محضه و يصفو الإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسّوا بالاستخلاف و التمكين و الأمر المنتشر في عهد القائم عليه السّلام" (1).

إذن فليس كل من ادعى الولاء و الانتظار بخير،كما لا يمكن لأحد أن يجزم بأن كل طائفة من البشر أو أي فرد لا يعرف عنه اليوم الإيمان و الولاء و ادعاء الانتظار سيختم لهم بسوء المصير عند خروج القائم عجل اللّه فرجه،و ساعة الخروج للإمام المهدي هي ساعة الامتحان الحقيقي للناس فمنهم من يؤمن و منهم من يكفر و من كفر فإنما يكفر بقيمه و مبادئه و من ضل فإنما يضل على نفسه،و قديما قيل:عند الامتحان يكرم المرء أو يهان.

********

(1) كمال الدين،ص 356.

ص: 351

ص: 352

الامتحان الإلهي في عصر الظهور

قال اللّه تعالى:

أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ (العنكبوت:2).

هل بإمكان أحد أن يتملص من الامتحان الإلهي؟

و هل شيعة آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم مستثنون من الامتحان؟

الجواب واضح و صريح،لا يمكن لأحد الفرار من الامتحان الرباني.فالجميع يخضعون للفتنة,بل كل الدنيا هي في الحقيقة قاعة الامتحان الإلهي يؤدون امتحاناتهم اليومية أمام ربهم،و بحضور من الملائكته الكرام الكاتبين,و بشهود من الزمان و المكان.

و لكن هناك امتحان رئيسي و نهائي بانتظار كثير من الناس ألا و هو يوم خروج الإمام المهدي عليه السّلام.

ص: 353

فكم من أناس يتظاهرون اليوم بالإيمان و التقوى و لكن حين خروج الإمام يسقطون في الامتحان و يكفرون بالإمام!!.

و كم من أناس لم يكونوا مؤمنين قبل خروجه و لكنهم يؤمنون به إذا نهض عليه السّلام.

جاء عن الإمام الصادق عليه السّلام:"إذا خرج القائم عليه السّلام خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله و دخل فيه شبه عبدة الشمس و القمر" (1).و هذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على صعوبة الامتحان و شدته و على حدّ تعبير الإمام الحسين عليه السّلام الذي وصف هذا الامتحان بأعظم البلية حين قال:"أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شابا و هم يحسبونه شيخا كبيرا".

و لذا فالإنسان لا يستطيع أن يطمئن على حسن عاقبته بما هو عليه الآن بل لا بد أن يجاهد نفسه دائما حتى لا يسقط عند الإمتحان.

من هنا نعرف أن الأمور مرهونة بخواتيمها,و الامتحانات المصيرية بنهايتها،حيث تحدد مصير الإنسان.فلا تشفع للإنسان الادعاءات الفارغة أيام الانتظار,و لا تفيده الكلمات المعسولة قبل أيام الخروج,و إنما الإيمان بالإمام المهدي عليه السّلام و المواقف البطولية معه تبشره بالفوز و الانتصار.و أي تردد أو شك بشخصية الإمام الربانية تؤدي به إلى السقوط و من ثم لجأت الجحيم.بيد أن الامتحان النهائي المكلل بالنجاح له هو ما يقوم به من الأعمال الصالحة و المواقف الإيمانية الخالصة للّه عز و جل,التي يجب على الإنسان القيام بها قبل ذلك،حتى يحقق لنفسه الفوز و النجاح.

و لكن السؤال ما هي تلك الأعمال؟و ما هي تلك المقدمات؟

********

(1) غيبة النعماني ص 317،معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3 ص 501،البحار ج 52 ص 363 ب 27.

ص: 354

في الحقيقة نستطيع أن نلخص ذلك في الأمور التالية:

1-ترسيخ الإيمان بأصول الدين و بالأخص بالإمامة و الولاية لأهل البيت عليهم السّلام.

2-تطهير القلب من الأحقاد و الضغائن،و من حب الدنيا و حب الرئاسة.

3-ضبط النفس من الانزلاق في مستنقع الشهوات و الأهواء

4-التمسك بالمبادئ و القيم الربانية و عدم الانحراف عنها،رغبة في المصالح المادية التي تأتي على حساب الشرع المقدس.

5-تربية النفس على قبول الحقائق و التسليم لأمر اللّه،و الخضوع للحق و الحقيقة و إن كان ذلك مخالفا لمعتقداته المسبقة.و هذا من أهم النقاط الرئيسية في إيمان العبد فالتسليم لأمر اللّه مهما كان و إن كان مخالفا لأهوائه و معتقداته هو الإيمان بعينه، و كما قال الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام في حقيقة الإسلام:"الإسلام هو التسليم".

فالوقوف دائما إلى جانب الحق و الحقيقة يسهّل للإنسان تلبية نداء الإمام عليه السّلام يوم ظهوره و خروجه،و إلاّ يكون المرء في مهب التيارات المنحرفة ينجرف شيئا فشيئا و يبتعد عن المبادئ و القيم و يترك الحق و يتشبث بالباطل من أجل مصلحة معينة هنا, أو الحصول على منصب معين هناك،مما يجعله في دوامة المصالح و المكاسب غير المشروعة.و هذا هو الشغل الشاغل للكثيرين الذين تصرعهم المطامع المناصب و يسقطون في هذه المزالق,و يتركون المبادئ,إن لم يقفوا في وجهها و يحاربوا أصحابها و تبقى الأقلية المؤمنة التي لم تغرها المصالح الزائلة و لم تسقط في مستنقع المطامع,تبقى وفيّة مع القيم و المبادئ.

ص: 355

فالفتن و الابتلاءات في آخر الزمان تسوق الجميع إلى قاعات الامتحانات الإلهية.

فكم يا ترى من الناس يفوزون و يظلون أوفياء مع مبادئهم و قيمهم؟

إلى هذه الحقيقة تشير الروايات الواضحة عن وضع الشيعة أيام الغيبة حيث يدخلون في سلسلة من الامتحانات و الفتن,و لا ينج منها إلا المؤمن الصابر,و المجاهد العابد،و هم الأقلون عددا و الأعظمون عند اللّه قدرا.

فلنتدبر في هذه الروايات بشكل أعمق و بدقة أكثر،حتى نعرف أين نحن في هذا الامتحان,هل نكون من الفائزين و مع الناجين أم نكون من الفاشلين و الخاسرين (و العياذ باللّه).

و قد أكد أهل البيت عليهم السّلام على ضرورة التضرع إلى اللّه تعالى بطلب الاستقامة في دين اللّه عز و جل بتكرار قراءة هذا الدعاء المسمى بدعاء الغريق،الذي رواه محمد بن بابويه(ره)بإسناده في كتاب الغيبة عن عبد اللّه بن سنان قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:

"سيصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى و لا إمام هدى و لا ينجو إلا من دعا بدعاء الغريق.قلت:كيف دعاء الغريق؟قال تقول:يا اللّه يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.فقلت:يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلبي على دينك.فقال:إن اللّه عز و جل مقلب القلوب و الأبصار،و لكن قل كما أقول لك:يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" (1)لعل معنى نهي الإمام لصاحبه عن إضافة الأبصار لأن تقلب القلوب و الأبصار لا يكون إلا في يوم القيامة من شدة أهواله، و في الغيبة إنما يخاف من تقلب القلوب دون الأبصار.

********

(1) مهج الدعوات و منهج العبادات لابن طاووس ص 396.

ص: 356

من هنا يظهر أن في آخر الزمان و من شدة الأزمات و الفتن تتقلب القلوب و تتغير النفوس و ينجرف الناس نحو المفاسد و الشهوات و إطاعة الطواغيت و الجبابرة و الهجوم على الدنيا و ملذاتها و الابتعاد عن القيم و المبادئ مما يسبب السقوط في الامتحانات الإلهية بأعداد غفيره و لا يكون خروج الإمام الحجة عليه السّلام إلا بعد امتحان عسير حتى يتميز الخبيث من الطيب و القلوب المريضة عن القلوب الطيبة السليمة،و تجري هذه الامتحانات و الابتلاءات على الجميع حتى تظل الفئة المؤمنة المخلصة القليلة المجاهدة تصارع المشاكل و الأزمات بقلب مفعم بالإيمان و بصبر كالجبال الرواسي،لا تحركها العواصف،كما جاء في الحديث الشريف:"المؤمن كالجبل الأشم لا تحركه العواصف"و هي الصفوة الطاهرة التي تكون من أنصار الإمام المهدي عليه السّلام و قد أشار أهل البيت عليهم السّلام إلى ذلك الامتحان و التمحيص في العديد من أحاديثهم الشريفة و اليك بعضها:

1-الحسين بن عبيد اللّه عن محمد بن سفياني البزوفرى عن أحمد بن إدريس عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي نجران عن محمد بن منصور عن أبيه قال:كنا عند أبي عبد اللّه عليه السّلام جماعة نتحدث فقال لنا:"في أيّ شيء أنتم؟ هيهات هيهات,لا و اللّه لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تغربلوا,لا و اللّه لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا،لا و اللّه لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا,لا و اللّه لا يكون ما تمدون إليه أعينكم إلا بعد اياس,لا و اللّه لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى يشقى من يشقى و يسعد من يسعد" (1).

********

(1) إثبات الهداة ج 3 ص 510 ح 329.

ص: 357

2-أحمد بن إدريس عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال:قال أبو الحسن عليه السّلام:و اللّه لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا و تمحصوا,حتى لا يبقى منكم إلا الأندر.ثم تلا: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَ يَعْلَمَ الصّابِرِينَ (آل عمران،142). (1)

3-و روى محمد بن جعفر الأسدي عن أبي سعيد الأدمي عن محمد بن الحسين عن محمد بن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم و أبي بصير قالا:سمعنا أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلث الناس.فقيل له:إذا ذهب ثلث الناس فمن يبقى؟فقال عليه السّلام:أ ما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي. (2)

4-و روى عن جابر الجعفي قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:متى يكون فرجكم؟ فقال:"هيهات هيهات،لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا(يقولها ثلاثا)حتى يذهب اللّه تعالى الكدر و يبقى الصفو" (3).

5-و روي جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن اسحاق بن محمد عن أبي هاشم عن فرات بن أحنف قال:قال أمير المؤمنين علي عليه السّلام و ذكر القائم عليه السّلام فقال:"و ليغيبن عنهم تمييزا لأهل الضلالة حتى يقول الجاهل:ما للّه في آل محمد حاجة" (4).

6-و لكي نعرف شدة الامتحان و صعوبة التمحيص و مدى السقوط الكبير الهائل لكثير من الناس ضرب أهل البيت لذلك مثلا لنا،حيث جاء في الحديث الشريف

********

(1) إثبات الهداة ج 3 ص 510 ح 230.

(2) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3 ص 440.

(3) إثبات الهداة ج 3 ص 510 ح 332.

(4) إثبات الهداة ج 3،ص 463،ح 11.

ص: 358

عن أمير المؤمنين عليه السّلام:"...فو الذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض،و حتى يسمي بعضكم بعضا كذابين و حتى لا يبقى منكم(أو قال من شيعتي)إلاّ كالكحل في العين أو كالملح في الطعام و سأضرب لكم مثلا و هو مثل رجل كان له طعام فنقاه و طيبه,ثم أدخله بيتا و تركه فيه ما شاء اللّه،ثم عاد إليه فإذا هو قد أصابه السوس,فأخرجه و نقاه و طيبه,ثم أعاده إلى البيت فتركه ما شاء اللّه،ثم أعاده إليه فإذا هو قد أصابته طائفة من السوس فأخرجه و نقاه و طيبه و أعاده،و لم يزل كذلك حتى بقيت منه رزمة كرزمة الأندر لا يضره السوس شيئا، و كذلك أنتم تميزون حتى لا يبقى منكم إلا عصابة لا تضرها الفتنة شيئا" (1).

7-عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس قال حدثنا أحمد بن محمد بن رياح الزهري الكوفي قال حدثنا محمد بن العباس بن عيسى الحسيني عن الحسين بن علي البطائني عن أبيه عن أبي بصير قال:قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام:"إنما مثل شيعتنا مثل الأندر-يعني بيدرا فيه طعام-حتى بقى منه ما لا يضره الأكل و كذلك شيعتنا يميزون و يمحصون حتى تبقى منهم عصابة لا تضرها الفتنة" (2).

8-حدثنا محمد بن يعقوب قال حدثنا علي بن إبراهيم عن عيسى عن يونس عن سليمان بن صالح رفعه إلى أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام قال:"إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال(فانبذوه إليهم نبذا)فمن أقر به فزيدوه و من أنكره فذروه

********

(1) معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3 ص 30-31 ح 585،النعماني ص 209-210 ب 12 ح 17،البحار ج 25 ص 115 ح 37 عن النعماني،بشارة الإسلام ص 50 ب 2 عن النعماني.

(2) النعماني في غيبته ص 211.

ص: 359

أنه لا بد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة و وليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعرة(بشعرتين)حتى لا يبقى إلا نحن و شيعتنا" (1).

9-"كأني بكم تجولون جولان الإبل تبتغون مرعى و لا تجدونها يا معشر الشيعة" (2).

10-"و اللّه لتكسرن تكسر الزجاج,و إن الزجاج ليعاد فيعود(كما كان)و اللّه لتكسرن تكسر الفخار فإن الفخار ليتكسر فلا يعود كما كان و اللّه لتغربلن،و اللّه لتميزن،و اللّه لتمحصن,حتى لا يبقى منكم إلا الأقل,و صعر كفه" (3).

قد يتساءل المرء لماذا هذا الامتحان؟هل هو من أجل معرفة الناس أم أنه لاستخلاص المجموعة الطاهرة الطيبة المؤمنة من بين الفئات الفاسدة المنحرفة التي

********

(1) النعماني في غيبته ص 202-203.قال:بطانة الرجل دخلائه و أهل سره و ممن يسكن إليهم و يثق بمودتهم،و كذلك الوليجة قوله من يشق الشعرة بشعرتين كناية عن الذكي الفطن الحاذق.

(2) النعماني،ص 192 ب 10 ح 3,و به(حدثنا به علي بن الحسين قال:حدثنا محمد بن يحيى العطار قال:حدثنا محمد بن حسان الرازي عن محمد بن علي الكوفي,عن محمد بن سنان,عن أبي الجارود,عن عبد اللّه الشاعر يعني بن عقبة قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول:،إكمال الدين ج 1 ص 302-303 ب 26,ح 12,حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رضي اللّه عنه)قال:حدثنا أبي, عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري,عن عباد بن يعقوب,عن الحسن بن حماد,عن أبي الجارود عن يزيد الضخم قال:سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام يقول:،كما في النعماني بتفاوت يسير,و فيه:(..النعم,تطلبون المرءى فلا تجدونه)،و في ص 303 ب 26 ح 14, حدثنا محمد بن أحمد الشيباني(رضي اللّه عنه)قال:حدثنا محمد بن جعفر الكوفي قال:حدثنا سهل بن زياد الأدمي قال:حدثنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني(رضي اللّه عنه),عن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام),عن أبيه,عن آبائه,عن أمير المؤمنين عليه السّلام.معجم أحاديث الإمام المهدي ج 3 ص 31 ح 587.

(3) المصادر:النعماني،ص 207 ب 12 ح 13،و أخبرنا علي بن أحمد قال:أخبرنا عبيد اللّه بن موسى,عن رجل,عن العباس بن عامر,عن الربيع بن محمد المسلي من بني مسلية,عن مهزم بن أبي بردة الأسدي و غيره,عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه قال:،غيبة الطوسي ص 206،و عنه(محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري)عن أبيه,عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر,عن الربيع بن محمد المسلي قال:قال لي أبو عبد اللّه:كما في النعماني بتفاوت يسير,و فيه(كما يغربل الزوال من القمح)،البحار ج 52,ص 101,ب 21,ح 3 عن غيبة الطوسي,بشارة الإسلام،ص 124 ب 7,عن النعماني و فيه(و صغر كفه)،منتخب الأثر ص 315 ف 2 ب 47 ح 6 عن غيبة الطوسي.

ص: 360

تدعي الولاء لأهل البيت،و هم بعيدون كل البعد عن منهج الرسول و آله الطيبين الطاهرين؟!

القضية ليست من أجل معرفة الناس،فأهل البيت يعرفون الناس بسيماهم و بعلائمهم الموجودة على جباههم و الكتابة السرية المخطوطة على نواصيهم،إنما الأمر من أجل تمييز المؤمنين المخلصين من المدعين المنافقين المنتفعين و هذا لا يتم إلا بالامتحان بعد الامتحان و القيام بغربلة كاملة للجميع و ليميز الخبيث من الطيب و تتواصل هذه المسيرة في سلسلة مراحل من الامتحانات العسيرة حتى يستخلص منها العصابة الطاهرة القوية في الإيمان و التقية في الأفعال و المخلصة في الأعمال لتقوم بواجب التضحية و الفداء بين يدي ولي اللّه الأعظم الحجة بن الحسن العسكري عليهما الصلاة و السلام.

فما على المؤمنين المخلصين من الشيعة إلا الصبر و المثابرة و القيام بالواجبات و الفرائض الإلهية و الابتعاد عن المحرمات الإسلامية و تخليص نفوسهم من الضغائن و ذواتهم من الكبر و التكبر و التسليم المطلق للحق و الحقيقة بانتظار اليوم الموعود للقيام بواجب الجهاد و الفداء بين يدي ولي اللّه الأعظم لنيل رضى اللّه عز و جل و الفوز بالجنة وَ رِضْوانٌ مِنَ اللّهِ أَكْبَرُ (التوبة:72).

ص: 361

ص: 362

الفهرس

رسالة إلى الإمام عليه السّلام 1

المقدمة 9

الفصل الأول:من هو المهدي؟

المهدي من العترة الطاهرة 13

المهدي من آل الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم 15

المهدي من ولد أمير المؤمنين عليه السّلام 34

المهدي من ولد فاطمة الزهراء عليهما السّلام 41

المهدي من ولد الحسين عليه السّلام 46

المهدي من ولد الإمام الحسن العسكري عليه السّلام 53

القائم من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم 58

الحجة من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم 63

ص: 363

المهدي عليه السّلام في الآيات القرآنية 73

أصحاب الإمام المهدي في القرآن 77

المنتقم من الطغاة الجبّارين 80

الانتصارات الساحقة و حكومة الإسلام العالمية 83

الابتلاء و الفتن قبل الظهور 86

النداء باسم القائم 88

المهدي عليه السّلام و التوسم 89

الإصلاح قبل الخروج 93

الفصل الثاني:الإمامة و الولاية

الولاية أولا 103

كيف نعرف الإمام عليه السّلام 123

الفرق بين المعجزة و السحر 125

عظمة الإمام المهدي عليه السّلام 143

أخذ الميثاق من الأنبياء للمهدي المنتظر 157

أنصار الإمام شخصيات عظيمة 163

ص: 364

الفصل الثالث:أهمية الإنتظار

كيف ننتظر الفرج؟175

أفضل العبادة انتظار الفرج 182

انتظار الفرج أفضل الجهاد و أفضل الأعمال 183

المنتظر للقائم عجل اللّه فرجه كالشاهر سيفه بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم:183

للمنتظر أجر الصائم 184

أجر من يقاتل و يستشهد مع القائم عجل اللّه فرجه 185

المنتظرون هم أفضل أهل كل زمان 186

جدّوا و انتظروا...و هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة 187

الفصل الرابع:الثورة أمر محتوم

1-إرهاصات قيام الإمام 191

2-الإمام المهدي و الرايات السود 227

3-يوم النهضة 233

4-يوم النداء 237

5-يوم الخروج القيامة الصغرى 247

ص: 365

الفصل الخامس:الإنطلاقة و الإنتصار

من أين تنطلق نهضة الإمام؟265

كيف ينتصر الإمام عليه السّلام؟275

كيف إذن ينتصر الإمام؟283

يوم الانتصار 287

القيام بالسيف 293

الفصل السادس:أهداف الثورة

السعادة في ظل العدالة الشاملة 313

الإمام و العودة إلى الأصالة 327

الفصل السابع:أسئلة حائرة

لماذا قلة الأنصار؟339

موقف الناس من الإمام عليه السّلام 347

الامتحان الإلهي في عصر الظهور 353

هل بإمكان أحد أن يتملص من الامتحان الإلهي؟353

ص: 366

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.