192 رواية5 _ انه التاسع من اولاد الحسين (عليه السلام) 148 رواية6 _ انه من اولاد الامام زين العابدين (عليه السلام) 185 رواية7 _ انه من اولاد الحسن العسكري (عليه السلام) 146 رواية8 _ انه يملا الارض قسطا و عدلا132 رواية9 _ ان له غيبة طويلة 91 رواية10 _ انه يعمر عمرا طويلا 318 رواية11 _ الامام الثاني عشر من ائمة اهل البيت(عليهم السلام)136 رواية12 _ الاسلام يعم العالم كلّه بعد ظهوره 27 رواية13 _ الروايات الواردة حول ولادته [2] 214 روايةو لم ير التضعيف لاخبار الامام المهدي الاّ من ابن خلدون في مقدمته، وقد فنّد مقاله الاستاذ احمد محمد صدّيق برسالة اسماها «ابراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون» [3] قال بعض المحققين من اهل السنة _ ردا لمزعمة ابن خلدون _: «ان المشكلة ليست مشكلة حديث او حديثين، او رواية او روايتين، انها مجموعة من الاحاديث والاثار تبلغ الثمانين تقريباً، اجتمع علي تناقلها مئات الرواة و اكثر، من صاحب كتاب صحيح».فلماذا نردّ كلّ هذه الكمية؟ أكلّها فاسدة؟ لو صح هذا الحكم لانهار الدين _ والعياذ بالله _ نتيجة تطرّق الشك والظن الفاسد الي ما عداها من سنة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم).ثم اني لا اجد خلافا حول ظهور المهدي،او حول حاجة العالم اليه، و انما الخلاف حول من هو، حسني، او حسيني؟ سيكون في آخر الزمان، او موجود الان ولا عبرة بالمدّعين الكاذبين فليس لهم اعتبار.واذا نظرنا الي ظهور المهدي، نظرة مجرّدة، فاننا لانجد حرجا من قبولها و تصديقها او علي الاقل عدم رفضها.وقد يتأيد ذلك بالادلة الكثيرة والاحاديث المتعددة، ورواتها مسلمون مأتمنون، والكتب التي

نقلتها الينا كتب قيمة، والترمذي من رجال التخريج والحكم، بالاضافة الي ان احاديث المهدي لها ما يصح ان يكون سندا لها في البخاري ومسلم، كحديث جابر في مسلم الذي فيه «فيقول اميرهم (اي لعيسي) تعال صلّ بنا» [4] و حديث ابي هريرة في البخاري وفيه:«وكيف بكم اذا نزل فيكم المسيح بن مريم و امامكم منكم» [5] .فلا مانع من ان يكون هذا الامير و هذا الامام هو المهدي.يضاف الي هذا ان كثيرا من السلف رضي الله عنهم، لم يعارضوا هذا القول، بل جاءت شروحهم و تقريراتهم موافقة لاثبات هذه العقيدة عند المسلمين. [6] .ان القول بان الامام المهدي لما يزال حيّ منذ ولادته الي الان، وانه غائب سوف يظهر بامرالله سبحانه أثار أسئلة حول حياته و امامته اهمها مايلي:1 _ كيف يكون اماما و هو غائب؟2 _ لماذا غاب؟3 _ كيف يمكن ان يعيش انسان هذه المدة الطويلة؟4 _ متي يظهر؟ (علائم ظهوره).وقد قام العلماء المحققون من علماء الامامية بالاجابة عليها في مؤلفات مستقلة لامجال لنقل معشار ممّا جاء فيها، و نحن نكتفي في المقام بالبحث عنها علي وجه الاجمال ونحيل من اراد التبسط الي المصادر المؤلفة في هذا المجال، فنقول:ان الغاية من تنصيب الامام هي القيام بوظائف الامامة والقيادة و هو يتوقف علي كونه ظاهرا بين ابناء الامة، مشاهدا لهم، فكيف يكون اماما قائدا، وهو غائب عنهم؟والجواب عنه بوجوه:الاول: ان عدم علمنا بفائدة وجوده في زمان غيبته لايدل علي عدم كونه مفيدا في زمن غيبته، و من اعظم الجهل في تحليل المسائل العلمية او الدينية هو جعل عدم العلم مقام العلم بالعدم، ولا شك ان عقول البشر

لاتصل الي كثير من الامور المهمة في عالم التكوين و التشريع، بل لايفهم مصلحة كثير من سنّته، ولكن مقتضي تنزّه فعله سبحانه عن اللغو والعبث هو التسليم امام التشريع اذا وصل الينا بصورة صحيحة، وقد عرفت تواتر الروايات علي غيبتة.الثاني: ان الغيبة لاتلازم عدم التصرف في الامر مطلقا، وهذا مصاحب موسي كان وليا من اولياءه تعالي لجأ اليه، اكبر انبياء الله في عصره كما يحكيه القرآن الكريم ويقول:«فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلّمناه من لّدنا علماً - قال له موسي هل اتّبعك علي ان تعلّمن ممّا علّمت رشداً» [7] .فايّ مانع حينئذ من ان يكون للامام الغائب في كلّ يوم وليلة تصرفا من هذا النمط، ويؤيد ذلك ما دلّت عليه الروايات من انه يحضر الموسم في اشهر الحج، ويحج و يصاحب الناس و يحضر المجالس.الثالث: المسلّم هو عدم امكان وصول عموم الناس اليه في غيبته، و اما عدم وصول الخواص اليه، فليس بمسلّم بل الذي دلّت عليه الروايات خلافه، فالصلحاء من الامة الذين يسدرّ بهم الغمام، لهم التشرف بلقائه و الاستفادة من نور وجوده، وبالتالي تستفيد الامة منه بواسطتهم، والحكايات من الاولياء في ذلك متضافرة.الرابع: قيام الامام بالتصرف في الامور الظاهرية و شؤون الحكومة لاينحصر بالقيام به شخصا و حضورا، بل له تولية غيره علي التصرف في الامور كما فعل الامام المهدي ارواحنا الفداء في غيبته، ففي الغيبة الصغري (260 _ 329) كان له وكلاء اربعة، قاموا بحوائج الناس، و كانت الصلة بينه و بين الناس مستمرة بهم وفي الغيبة الكبري نصب الفقهاء و العلماء العدول العالمين بالاحكام للقضاء واجراء السياسيات واقامة الحدود و جعلهم حجة علي الناس، كما جاء

في توقيعه الشريف «و امّا الحوادث العامة فارجعوا فيها الي رواة احاديثنا، فانّهم حجتي عليكم و انا حجة الله عليهم» [8] .والي هذا الاجوبة اشار الامام المهدي (عليه السلام) في آخر توقيع له الي بعض نوّابه بقوله:«واما وجه الانتفاع في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس، اذا غيّبتها عن الابصار السحاب» [9] .ان ظهور الامام بين الناس، يترتب عليه من الفائدة مالا يترتب عليه في زمان الغيبة، فلماذا غاب عن الناس، حتي حرموا من الستفادة من وجوده، وما هي المصلحة التي أخفته عن أعين الناس؟الجواب:ان هذا السؤال يجاب عليه بالنقض والحلّ:اما النقض، فيما ذكرناه في الاجابة عن السؤال الاول، فان قصور عقولنا عن ادراك اسباب غيبته، لايجرّنا الي انكار المتضافرات من الروايات، فالاعتراف بقصور أفهامنا أولي من ردّ الروايات المتواترة، بل هو المتعين.و اما الحلّ، فان اسباب غيبته، واضحة لمن امعن فيما ورد حولها من الروايات، فان الامام المهدي (عليه السلام) هو آخر الائمة الاثني عشر الذين وعد بهم الرسول، وأناط عزّة الاسلام بهم، و من المعلوم ان الحكومات الاسلامية لم تقدرهم، بل كانت لهم بالمرصاد، تلقيهم في السجون، و تريق دماءهم الطاهرة، بالسيف او السم، فلوكان ظاهرا، لاقدموا علي قتله، اطفاءاً لنوره، فلاجل ذلك اقتضت المصلحة ان يكون مستورا عن اعين الناس، يراهم و يرونه ولكن لايعرفونه، الي ان تقتضي مشيئة الله سبحانه ظهوره، بعد حصول استعداد خاص في العالم لقبوله، والانضواء تحت لواء طاعته، حتي يحقق الله تعالي به ما وعد به الامم جمعاء من توريث الارض للمستضعفين.وقد ورد في بعض الروايات اشارة الي هذه النكتة، روي زرارة قال: سمعت أبا جعفر (الباقر (عليه السلام)) يقول: «ان للقائم غيبة قبل ان يقوم،

قال: قلت ولم؟ قال: يخاف»، قال زرارة: يعني القتل.وفي رواية اخري: يخاف علي نفسه الذبح [10] و سيوافيك ما يفيدك عند الكلام عن علائم ظهوره.ان من الاسئلة المطروحة حول الامام المهدي، طول عمره في فترة غيبته، فانه ولد عام 255، فيكون عمره الي الاعصار الحاضرة اكثر من الف و مائة و خمسين عاما، فهل يكمن في منطق العلم ان يعيش انسان هذا العمر الطويل؟والجواب:من وجهين، نقضا وحلاّ.اما النقض، فقد دلّ الذكر الحكيم علي ان شيخ الانبياء عاش قرابة الف سنة، قال تعالي:«فلبث فيهم الف سنة الاّ خمسين عاماً» [11] .وقد تضمّنت التوراة اسماء جماعة كثيرة من المعمّرين، وذكرت احوالهم في سفر التكوين [12] .وقد قام المسلمون بتأليف كتب حول المعمرين، ككتاب المعمرين لابي حاتم السجستاني، كما ذكر الصدوق اسماء عدة منهم في كتاب كمال الدين [13] والعلاّمة الكراجكي في رسالته الخاصة، باسم «البرهان علي صحة طول عمر الامام صاحب الزمان» [14] و العلامة المجلسي في البحار [15] و غيرهم.واما الحلّ، فان السؤال عن امكان طول العمر، يعرب عن عدم التعرف علي سعة قدرة الله سبحانه:«و ما قدروا الله حقّ قدره». [16] .فانه اذا كانت حياته و غيبته و سائر سؤونه، برعاية الله سبحانه، فايّ مشكلة في ان يمدّ الله سبحانه في عمره ماشاء، ويدفع عنه عوادي المرض و يرزقه عيش الهناء.و بعبارة اخري، ان الحياة الطويلة، اما ممكنة في حدّ ذاتها او ممتنعة، والثاني لم يقل به احد، فتعيّن الاول، فلا مانع من ان يقوم سبحانه بمدّ عمر وليّه، لتحقيق غرض من اغراض التشريع.اضف الي ذلك ما

ثبت في علم الحياة، من امكان طول عمر الانسان اذا كان مراعيا لقواعد حفظ الصحة و ان موت الانسان في فترة متدنية، ليس لقصور الاقتضاء، بل لعوارض تمنع عن استمرار الحياة، ولو امكن تحصين الانسان منها بالادوية و المعالجات الخاصة لطال عمره ماشاء.وهناك كلمات ضافية من مهرة علم الطب في امكان اطالة العمر، و تمديد حياة البشر، نشرت في الكتب و المجلات العلمية المختلفة. [17] .وبالجملة، اتفقت كلمة الاطباء علي ان رعاية اصول حفظ الصحة، توجب طول العمر، فكلّما كثرت العناية برعاية تلك الاصول، طال العمر، و من هنا اسست شركات تضمن حياة الانسان الي امد معلوم تحت مقررات خاصة و حدود معيّنة، جارية علي قوانين حفظ الصحة، فلو فرض في حياة شخص اجتماع موجبات الصحة من كل وجه، طال عمره الي ما شاءالله.واذا قرأت ما تدونه اقلام الاطباء في هذا المجال، يتضح لك معني قوله سبحانه:«فلولا انه كان من المسبحين - للبث في بطنه الي يوم يبعثون» [18] .فاذا كان عيش الانسان في بطون الحيتان، في اعماق المحيطات، ممكنا الي يوم البعث، فكيف لايعيش انسان علي اليابسة، في اجواء طبيعية، تحت رعاية الله وعنايته، الي ماشاء؟اذا كان للامام الغائب، ظهورا بعد غيبة طويلة، فلابد من ان يكون لظهوره علائم واشراط، تخبر عن ظهوره، فما هي هذا العلائم؟الجواب:ان ما جاء في كتب الاحاديث من الحوادث والفتن الواقعة في آخر الزمان علي قسمين:قسم هو من أشراط الساعة و علامات دنو القيامة.وقسم هو ما يقع قبل ظهور المهدي المنتظر.وربما وقع الخلط بينهما في الكتب، ونحن نذكر القسم الثاني منهما، و هو عبارة عن امور عدة، منها:1 _ النداء في السماء.2 _ الخسوف والكسوف

في غير مواقعهما.3 _ الشقاق والنفاق في المجتمع.4 _ ذيوع الجور و الظلم والهرج و المرج في الامة.5 _ ابتلاء الانسان بالموت الاحمر و الابيض.6 _ قتل النفس الزكية.7 _ خروج الدجال.8 _ خروج السفياني.و غير ذلك مما جاء في الاحادث الاسلامية [19] .هذه هي علامات ظهوره، ولكن هناك امور تمهّد لظهوره، و تسهّل تحقيق اهدافه نشير الي ابرزها:1 _ الاستعداد العالمي: والمراد منه ان المجتمع الانساني _ بسبب شيوع الفساد _ يصل الي حد، يقنط معه من تحقق الاصلاح بيد البشر، و عن طريق المنظمات العالمية التي تحمل عناوين مختلفة، و ان ضغط الظلم و الجور علي الانسان يحمله علي ان يذعن و يقر بأن الاصلاح لا يتحقق الا بظهور اعجاز الهي و حضور قوّة غيبية، تدمر كل تلك التكتلات البشرية الفاسدة، التي قيدت بأسلاكها اعناق البشر.2 _ تكامل العقول: ان الحكومة العالمية للامام المهدي (عليه السلام) لا تتحقق بالحروب والنيرات و التدمير الشامل للاعداء و انما تتحقق برغبة الناس اليها، و تأييدهم لها، لتكامل عقولهم و معرفتهم.يقول الامام الباقر (عليه السلام) في حديث له يرشد فيه الي انه اذا كان ذلك الظرف، تجتمع عقول البشر و تكتمل احلامهم:«اذا قام قائمنا، وضعالله يده علي رؤوس العباد، فيجمع بها عقولهم وتكتمل به احلامهم» [20] .فقوله (عليه السلام): يجمع بها عقولهم، بمعني ان التكامل الاجتماعي يبلغ بالبشر الي الحد الذي يقبل فيه تلك الموهبة الالهية، ولن يترصد للثورة علي الامام و الانقلاب عليه، و قتله او سجنه.3 _ تكامل الصناعات: ان الحكومة العالمية الموحدة لاتتحقق الاّ بتكامل الصناعات البشرية، بحيث يسمع العالم كله صوته و نداءه، و تعاليمه و قوانينه في يوم

واحد، و زمن واحد.قال الامام الصادق (عليه السلام):«ان المؤمن في زمان القائم، و هو بالمشرق، يري اخاه الذي في المغرب و كذا الذي في المغرب يري اخاه الذي بالمشرق» [21] .4 _ الجيش الثوري العالمي: ان حكومة الامام المهدي (عليه السلام) و ان كانت قائمة علي تكامل العقول ولكن الحكومة لا تستغني عن جيش فدائي ثائر و فعّال، يمهد الطريق للامام (عليه السلام)، و يواكبه بعد الظهور الي تحقق اهدافه و غاياته المتوخّاة.الالهيات، الشيخ جعفر السبحاني

9 و 10، ص 281.

[11] العنكبوت / 14.

[12] التوراة، سفر التكوين، الاصحاح الخامس، الجملة 5، وذكر هناك اعمار آدم، وشيث و نوح وغيرهم.

[13] كمال الدين: 555.

[14] البرهان علي طول عمر الامام صاحب الزمان، للكراجكي، ملحق ب_ «كنز الفوائد» له ايضاً الجزء الثاني لاحظ في ذكر المعمرين: 114 _ 155 ط دار الاضواء، بيروت 1405.

[15] بحارالانوار: 51 / 225 _ 293.

[16] الانعام / 91.

[17] لاحظ مجله المقتطف، الجزء الثالث من السنة التاسعة والخمسين.

[18] الصافات / 143 و 144.

[19] لاحفظ في الوقوف علي هذا العلائم، بحارالانوار: 52 / الباب 25، ص 181 _ 308، كتاب المهدي، للسيد صدر الدين الصدر (م 1373) و منتخب الاثر للطف الله الصافي: 424 _ 462.

[20] منتخب الاثر: 483.

[21] منتخب الاثر: 483.