المهدي المنتظر كونية العدالة و عدالة التكوين

اشارة

عنوان : المهدي المنتظر كونية العدالة و عدالة التكوين
نوع : متن
جنس : مقاله
الكترونيكي
زبان : عربي
صاحب محتوا : موسسه تحقيقات و نشر معارف اهل البيت (ع)
توصيفگر : عدالت اجتماعي
محمد بن حسن (عج)، امام دوازدهم
ظهور منجي
وضعيت نشر :
ويرايش : -
مشخصات فيزيكي : 1 متن الكترونيكي: بايگاني HTML؛ داده هاي الكترونيكي (13 بايگاني: 42.9KB)
خلاصه :
مخاطب :
يادداشت :
ملزومات نظام: ويندوز 98+ با پشتيباني متون؛ شيوه دسترسي: شبكه جهاني وب؛ عنوان از روي صفحه عنوان نمايش
محمد محسن عيد
شناسه : oai:lib.ahlolbait.ir/parvan/resource/42611
تاريخ ايجاد ركورد : 1388/8/28
تاريخ تغيير ركورد : 1390/9/1
تاريخ ثبت : 1390/11/3
قيمت شيء ديجيتال : فاقد شيء ديجيتالي

المهدي بيان لاحسان الله المستديم الذي لا ينقطع

كان الحجاج بن يوسف الثقفي، يدعي، أنه ضليع في علوم القرآن، وكان في مجالسه كثير التبجح بذلك، ولكنه كان يقول، لا زلت لم أفهم معني قوله تعالي:(وانْ من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً) النساء، 159.فرد عليه أحد الجالسين قائلاً، أتعطيني الأمان وأهديك معناها؟ قال له الحجاج لك الأمان فهات ما عندك.قال: إن أهل الكتاب (النصاري) سيؤمنون بالمسيح(ع) عند عودته للخروج مع المهدي(عج)، فإن الله سبحانه وتعالي يقول فيما تقدم هذه الآية:(وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسي بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً) النساء، 158.وإنه(ع) بعد ظهوره يلتحق بالإمام المهدي(عج) ويدعو النصاري للإيمان به فيؤمنون به علي دين الله والإسلام.وقد قال الحجاج - وكأنه الفت إلي علم جم - أصبت حقاً ولكن من أين لك هذا.. قال اني علمته من محمد بن علي بن الحسين(ع)، قال لقد أخذته من عينه.وقد اعترض الغافلون علي القول بتبعية عيسي النبي(ع) وهو من اولي العزم للإمام المهدي(عج) وهو ليس بنبي، ذلك لانهم لم يلتفتوا إلي آيات من سورة الكهف تقص اتّباع موسي النبي(ع) وهو من اولي العزم كذلك إلي الخضر(ع) لأمر الله تعالي ومشيئته، فليلتفت الغافلون.

فكرة المهدي و حقيقة المهدي

ابتدءاً فكرة المهدي المنتظر ليست ابتداع المسلمين فقط أو طائفة منهم بل إنها:عقيدة كل الاديان السماوية.. وحتي إن وجدت في غيرها فإنها اصلاً جاءت من الدين.. والدين عند الله تعالي واحد والخبر الذي يصل من الله تعالي إلي الأنبياء واحد.. ثم إننا علي مر تاريخ الإنسان علي هذه الأرض لم نجد فكراً علي الإطلاق رافق الإنسان كالفكر الديني... وإن كان للإنسان أن ينكر سلطان أية فكرة، فإنه لا يستطيع علي الواقع أن ينكر سلطان فكر الدين علي الناس.. ذلك لأن العقيدة فطرة الإنسان، تبرز من تكوينه واصل خلقته. ولا تتلبس تماماً إلا مع الدين باعتباره من خالق الإنسان والعالم بخلقته المستجيب لحاجته الحق والمجيب لتساؤلاته الصدق.عقيدة الإيمان بالمهدي(عج) تمثل تجسيداً لسنة كونية هي الإمامة - نشرت في العدد السابق تفاصيل علمية عن معاني السنة الكونية للامامة - حيث الإمام في خلق الناس هو معني الحسن في خلق الإنسان، ولا يمكن بحال من الأحوال فصل هذا المعني الحسن عن احسان الله تعالي المحفوظ في كتابه. وذلك ما يشير إليه قول النبي(ص) في حديث الثقلين:عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله(ص): (إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض). [1] .وقد ورد الحديث مروياً من قبل خمسة وثلاثين صحابياً وتسعة عشر تابعياً. [2] .وقد صححه كثير من العلماء منهم الطبري، الحاكم في المستدرك، الذهبي في تلخيص المستدرك، الهيثمي في مجمع الزوائد، ابن كثير في تفسيره، السيوطي في الجامع الصغير، المناوي، محمد بن اسحاق [3] ففكرة المهدي(عج) وعقيدته هي مصداق لمعاني السنة ومعاني قول النبي الأكرم(ص) في الثقلين وعدم افتراقهما حتي يردا عليه الحوض. وإلا فبدون المهدي(عج) كيف نتصور عدم الافتراق!!لا يمكن بيان معاني السنن الكونية والسنن التكوينية بشكل واضح إلا من خلال حقيقة وجود المهدي(عج)، بل لا يمكن فهمها:

سنة الطاعة

مثلما تكون الطاعة صحيحة قائمة علي الصدق في زمن الرسول(ص)، باعتباره مصدرها ومشرعها المعصوم الذي لا ينطق عن الهوي، وأن كل ما دونها بدعة وضلالة.. كذلك لا تأتي الطاعة بتمام وكمال معناها إلا مع وجود المعصوم الذي لا يصدر عنه الخطل والخطأ.. فأين هو؟!

سنة الرحمة

قال تعالي: (وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء، 107.إذا كانت رحمة الله تعالي متصلة وغير منقطعة، فقد أرسل سبحانه الرسل تترا رحمة للعالمين منذ آدم(ع) حتي الختم بمحمد(ص). فهل انقطعت الرحمة المتجسدة بارسال الرسل بموت الحبيب(ص) في خيار الله تعالي لعباده!!إن المهدي(عج) هو الرحمة المتجسدة لامتداد الرسل. وهو(عج) كالشمس ينتفع بها وإن حجبتها السحب، فإن عملية التركيب الضوئي التي هي أساس الحياة علي الأرض والتي بدونها لا حياة، إنما مصدرها الشمس، وهي تجري لمجرد وجود الشمس وإن حجبها السحاب، وكذا الإمام المهدي(عج) فإن مجرد وجوده وإن احتجب رحمة للعالمين وهداية للخلق.

الحق و العدل

الحق، هو الصدق الثابت المنقول عن الواقع، والعدل هو تجسيد الحق في الواقع أيضا.. وإن الحق معرفة تحتاج إلي رفع القصور عن العقل البشري لتدرك، والعدل فعل يحتاج إلي معرفة الحق ومعرفة في تجسيده في الواقع.قال تعالي في ذلك:(وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) الأعراف، 181.(ومن قوم موسي أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) الأعراف، 159.فالحق علم والعدل عمل بالحق. وهذا لا يتوفر لكل من كان مع القصورات الذاتية والحيوية والعقلية التي تشمل تكوين الخلقة الإنسانية.. إلا أن الإمام له مهمة ربانية ومنصب عقائدي مؤثر، مصمم بمشيئة الله تعالي لكل زمان ومكان مهمته الهداية بالحق والعدل به وتجسيده.فالمهدي(عج) هو من سلالة اختارها الله تعالي واصطفاها لمشيئته: (إن الله اصطفي آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) آل عمران، 33.وروي عن النبي المصطفي(ص) في ذلك بأكثر من (300) حديث أشارت إليها كتب الصحاح في مواضعها.

القيامة و الآخرة

ينتقل الإنسان من عالم إلي عالم آخر في خلق من بعد خلق باتجاه الكمال والاستقرار والخلود في معاني وجوده، ابتداءً من عالم الذر إلي عالم الاصلاب حيمناً ثم إلي عالم الارحام جنيناً ثم إلي عالم الأرض إنساناً، ثم إلي عالم الموت جنازة ثم إلي عالم البرزخ في القبر ثم إلي عالم النشور والحشر والقيامة والحساب ثم إلي عالم الجزاء إما ثواباً في الجنة أو عقاباً في النار.ذلك هو الانتقال حتم مقضي علي كل آدمي لابد منه وان مسيرة الآدمي في تلك النقلات إلي حيث الثواب كما يرغب فيه كل ذي لب، لا يتم إلا من خلال نموذج احسن للكمال، لأن السير في لجج الظلمات ولمام النفاق ومجامع الشرك لا يوصل إلا للعقاب.. فأين هو النموذج الأحسن للكمال الإنساني الأجدر بالاتباع للفوز بثواب الله الحتمي؟! وهل هو إلا الإمام المهدي المعصوم!!إن عدم الإيمان بالإمام المعصوم قيّماً وهادياً يعني الضياع لأنه يعني عدم الاكتراث بمعاني القيامة وما يسبقها وما يعقبها.. وإن صدق الإيمان بالمهدي(عج) ومعاني وجوده وقيامه علي الأمر في هذا الزمان يحيي سنة القيامة ومعانيها في النفوس.

سنة البلاء

كل شيء مبتلي ومبتلي به، وكل لحظة من الزمن في عمر الإنسان هي حيز بلاء لابد منه، والصبر هو التزام الدين في حسن البلاء وسوءه، أما صبراً علي الطاعة في جنب الله تعالي، أو صبراً عن المعصية لأمر الله تعالي.والناس يختلفون في رؤية البلاء بما عندهم من دين، ثم أن نسبية المصائب عندهم هي التي ترفع الإنسان وتخفضه عند الله تعالي.وقد ذكر ذلك في مقالة سابقة من هذه المجلة ضمن معاني البلاء كسنة لتجلي الحسن الرباني [4] والآن جاء بيان معاني بلاء المهدي(عج) في غيبته للأمة وبلاء الأمة به.والله سبحانه وتعالي يمنح عبده ثواباً عظيماً لا حدود له بما يصبر علي بلائه، ومن هنا لننظر مقدار الحسن والرحمة في بلاء المهدي(عج) والامة.فلابد للإنسان ذي الدين أن يكون في موقع هم وغم من أمر الأمة وما صارت إليه من تفتت وضياع، وتسلط الصهاينة علي مقدساتهم، وكل مظاهر الظلم والجور والفساد التي لا تليق بمعاني الإسلام العظيم، منتظراً لفرج الإمام(عج)، حتي تكون العقيدة الإسلامية، هي مفتاح كل فكرة يحملها في حياته ولا بلاء له سوي دينه، فقد روي الصيرفي قال:دخلت أنا والمفضل بن عمر وابو بصير وابان بن تغلب علي مولانا أبي عبد الله الصادق(ع)، فرأيناه جالساً علي التراب وعليه مسح، - والمسح، الكساء من الشعر - خيبري مطوق بلا جيب مقصّر الكمين وهو يبكي بكاء الواله الثكلي ذات الكبد الحري، قد نال الحزن من وجنتيه وشاع التغيير في عارضيه وابلي الدمع محجريه وهو يقول:سيدي غيبتك اوصلت مصابي بفجايع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد، يفني الجمع والعدد، فما أحس بدمعة ترقي من عيني وأنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا إلا مثل بعيني عن غوابر اعظمها وافظعها بواقي اشدها وانكرها ونوائب مخلوطة بغضبك ونوازل معجونة بسخطك.قال الصيرفي: فاستطارت عقولنا ولهاً وتصدعت قلوبنا جزعاً من ذلك الخطب الهائل والحادث الغائل، وظننا انه سمت لمكروهة قارعة أو حلت به من الدهر بائقة فقلنا: لا أبكي الله يا ابن خير الوري عينيك، من أية حادثة تستنزف دمعتك وتستمطر عبرتك؟ وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم؟قال: فزفر الصادق(ع) زفرة انفتح منها جوفه واشتد عنها خوفه وقال ويلكم نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل علي علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلي يوم القيامة الذي خص الله به محمداً(ص) والأئمة من بعده، وتأملت منه مولد قائمنا وغيبته وابطاءه وطول عمره وبلوي المؤمنين في ذلك الزمان، وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد اكثرهم عن دينهم وخلعهم ربقة الإسلام من اعناقهم التي قال الله تقدس ذكره (وكل إنسان الزمناه طائره في عنقه) يعني الولاية. فأخذتني الرقة واستولت علي الأحزان) (كمال الدين: ص354).من خلال هذه القصة نجد أن بلوي الغيبة بلوي عظيمة، وبذلك يصبح لانتظار الفرج معاني الثبات والصبر علي الإيمان ومعاني العمل والاستعداد لاستقبال الثائر المصلح العظيم المنتظر في إعداد النفس والمجتمع والامة، وبذلك يكون احب الأعمال إلي الله تعالي انتظار الفرج.قال الإمام(ع): (أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج) (كمال الدين: باب ما اخبر به النبي(ص) ص287).وعن رسول الله(ص): (أفضل أعمال امتي انتظار الفرج من الله عز وجل) (كمال الدين، باب ما روي في ثواب المنتظر للفرج، ص644).وعن أمير المؤمنين(ع) أيضا: (المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله) (كمال الدين، باب المنتظر للفرج، ص645).إن انتظار الفرج في حقيقته هو عبادة الصبر، الذي هو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد وهو صك اجتياز البلاء بنجاح إلي حيث رضا الله تعالي.

سنة الامامة

كيف تبدو هذه السنة في الإنسان؟ وكيف تبرز؟ ومتي تصح؟إن السعي للإمامة والسيادة سنة تكوينية في خلق كل آدمي، تبرز واضحة في طلب السيادة لنفسه ومجتمعه ووطنه، وفي سعيه للانقياد نحو الأحسن منه ولذا فالإمامة لا تصح إلا مع الإمام المعصوم المختار من قبل الله تعالي الذي يمثل امتداداً لمعاني رسالة الرسول في الناس وبكل معاني الحسن الرباني... وهذا المعني لا يتحقق الآن إلا مع المهدي(عج) وفيه.ولذا فإن حرباً تشن ضد أئمة الحق(ع) منذ استلاب موقع الإمامة في الدين من قبل أشخاص غير مؤهلين لها، بل بالخصوص عند وقوعها في بني امية، فصاروا مصداقاً لقوله تعالي: (أئمة يدعون إلي النار...) نعم منذ استلام بني امية مواقع الإمامة في الناس بدأ سب الإمام علي(ع) علي مدي ستين سنة وعلي عشرات الآلاف من المنابر وفي مساجدهم ومع صلاتهم.. ومن ذلك الحين إلي الآن تشن الاباطيل والأقاويل ضد معاني وجود المهدي الإمام.. وقد ورد علي لسان أئمة الحق(ع) بيان هذا الوضع:روي الكليني عن زرارة انه قال: سمعت أبا عبد الله يقول:(إن للغلام غيبة قبل أن يقوم، قال: قلت؟ ولم؟ قال يخاف. وأومأ بيده إلي بطنه ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر وهو الذي يُشك في ولادته، منهم من يقول مات ابوه بلا خلف، ومنهم من يقول حمل، ومنهم من يقول انه ولد قبل موت ابيه بسنتين، وهو المنتظر غير أن الله عز وجل يجب أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة، قال: قلت: جعلت فداك، إذا أدركت ذلك الزمان فأي شيء أعمل؟ قال: يا زرارة إذا ادركت ذلك الزمان فادع بهذا الدعاء:اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعلمني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ظللت عن ديني)(جمال الأسبوع، ص520، وغيبة الطوسي، ص333).وعن عبد الله بن سنان انه قال: قال أبو عبد الله(ع):(ستصيبكم شبهة فتبقون بلا عَلَمٍ يري، ولا إمام هدي، ولا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق، قلت: كيف دعاء الغريق؟ قال: تقول: يا الله يا رحمن يا رحيم، يا مقلب القلوب، ثبت قلبي علي دينك) (اعلام الوري، ص432.. ومنتخب الانوار المضيئة، ص80).إن مجرد الإيمان بمعاني امامة المهدي(عج) للعصر، وترقبه وانتظار الفرج علي يديه، إنما يضع النفس علي مسار سنتها التكوينية الصحيحة في طلب السيادة.. كما أن تأمل وتوقع الإمامة في مضانها الصادقة إنما هو طاعة ورحمة وعدل وحق مع صبرٍ علي كل هذه المعاني.

التوحيد

الناس كلهم موحدون بالفطرة طبقاً للخطاب التكويني الرباني في اصل الخلقة الإنسانية، إذ يقول تعالي: (وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم قالوا بلي شهدنا ان تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) (الأعراف، 172).حتي كلمة الكفر تتضمن معاني الايمان، لأن الكفر معناه اخفاء بواعث الفطرة من الايمان، والشرك هو جعل شريك لمعاني الوحدانية والربوبية. فهم يقولون عن الأصنام: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفي) (الزمر، 3).ولذا جاء وصف الشرك بأنه ظلم عظيم (إن الشرك لظلم عظيم) لقمان، 5.إن التوحيد هو صفاء الفطرة في النفس وسلامتها، ليبدو ميثاقها مع خالقها، وإلا فإن انحراف الفطرة وسقمها بامراض المعصية والفساد يبدي الشرك.. ولذا قال تعالي:(وما يؤمن اكثرهم بالله إلا وهم به مشركون)(يوسف، 106).وهذا كله يعني أن خلوص التوحيد لله تعالي لا يبرز إلا من خلال تطابق كامل سعي الإنسان بسننه التكوينية في الطاعة والرحمة والحق والعدل والامامة والصبر علي التزام الكتاب والعترة(ع) معاً مع السنن الكونية في تلك المعاني.فلا توحيد خالص مع المعصية ولا توجه خالص مع القسوة والبغض ولا توحيد خالص مع الظلم والباطل ولا توحيد خالص مع عدم الصبر علي البلاء ولا توحيد خالص مع الإمامة الظالمة ولا توحيد خالص مع عدم التسمك بالثقلين أو مع التفريق بينهما.ولذا فإن انكار المهدي(عج)، هو خلل في معاني التوحيد الخالص لله تعالي، والمهدي(عج)، هو سيد الموحدين بتمام طاعته لله تعالي مع كونه رحمة للعالمين يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، يجسد صدق الإمامة وعظيم البلاء، ويبسط مشيئة الله تعالي فهو مضمون الحسن وبيان الكتاب.

الدعوة للاحسن

حدد النبي الأعظم(ص)، أصول الاستقامة وعدم الضلال من خلال امره العظيم بالتمسك بالثقلين اللذين لا يفترقان حتي يردا عليه الحوض، وهما كتاب الله العظيم وعترته الاطهار(ع) - وقد مر معنا الحديث -.إن الإمام المهدي(عج) تجسيد واقعي حي لعدم الافتراق هذا بمعاني وجوده وإن كان غائباً وبمعاني عصمته، فلا يصدر عنه الظلم والقبح، إذ هو تجسيد واقعي لمعاني كتاب الله جل وعلا.ولا يستطيع أحد علي وجه الأرض أن يضع بديلاً لمعاني الدعوة للاحسن كسنة كونية تمضي في كل مفردات الوجود، إلا الإمام المهدي المعصوم المنتظر(عج)... ولا يستطيع أحد يدعي الإيمان أن يعطي تفسيراً مجسداً وواقعياً لمعاني اقواله تعالي:(وما كنا معذبين حتي نبعث رسولاً) (الاسراء، 15).(وإن من أمة إلا وخلا فيها نذير) (فاطر، 4).(سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلي قد جاءنا نذير فكذبنا...) (تبارك، 8-9).(إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) (الرعد، 7).إذن اين النذير في الأمم قديمها وحديثها بعد الختم بمحمد(ص)؟وأين الهادي بمعناه الحجة الرباني بعد المنذر(عج)؟فالارض في كل صقع من اصقاعها وفي كل زمن من دهورها لا تخلو من حجة لله علي الناس، وحجة الله تعالي علي الخلق إنما يغدو حجة بسلطان من الله سبحانه وتعالي وطهارة في ذاته، وإلا فانه لن يرقي لمعاني النذير والهادي الرباني.ومما تقدم نجد أن الإمام المهدي(عج) هو موضع الإجابة لكل ما تقدم من الأسئلة.

المهدي تجسيد لمعاني الحسن الرباني

المهدي(عج) هو وريث الأنبياء في مهامهم، وهو(عج) كمال التجسيد لسنن الله تعالي الحسنة في الخلق، طاعة ورحمة وحقاً وعدلاً وصبراً علي البلاء ويقيناً وتوحيداً ودعوة صادقة لله تعالي، كلها متداخلة في شخصه الشريف وبلا تكلف أو تصنع.به ومنه(عج) تعرف الطاعة لله تعالي وهو مصدر الرحمة وشيوع الألفة والمحبة وعلي يديه يتحقق العدل والقسط ويملأ الأرض بهما ويمحق الظلم والجور واهلهما وتصلح به(عج) البلاد واحوال العباد... وإن ثورته تستهدف القضاء علي الشرك والظلم والجهل، ذلك الثالوث المقيت الذي هو علة آثام الناس كلها، وإن بمقدار تحرّر الإنسان من مؤسسات الشرك والظلم، وتنور قلبه بنور علم آل محمد(ص) يكون قد امتلك حريته وسيادته ومارس رسالته التي خلقه الله تعالي لها علي سطح هذا الكوكب.

دولة الإمام المهدي العالمية

إنها وعد الله تعالي، والله تعالي لا يخلف وعده.. قال الإمام علي(ع) في الجزء الثالث من نهج البلاغة: (لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس علي ولدها ثم تلا الآية (ونريد أن نمنّ علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) القصص، 5-6.ويقول ابن أبي الحديد في هذا: ان اصحابنا يقولون انه وعد بإمام يملك الأرض ويستولي علي الممالك) (الإمام المهدي من المهد إلي الظهور، محمد كاظم القزويني).وقال الإمام الباقر(ع) في قوله تعالي: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)، إن ذلك وعد الله للمؤمنين بأنهم يرثون جميع الأرض.وهو أيضا وعد رسوله للمؤمنين، عن ابن عباس عن رسول الله(ص) انه قال: (إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله علي الخلق بعدي لإثنا عشر، أولهم، أخي وآخرهم ولدي، قيل يا رسول الله من أخوك؟ فقال علي بن أبي طالب، قيل ومن ولدك؟ قال المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً والذي بعثني بالحق بشيراً لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتي يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسي بن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب) (فرائد السمطين، للجويني، ج2).إذن فهي دولة لامر الله ومشيئته، ومثلما نؤمن بان مشيئة الله تعالي نافذة حتماً، فإننا نؤمن أن مشيئته تعالي محض حسن وخير. ولذا يبدو هذا البيان في غاية الجمال وهو يوضح لنا كيفية سيطرة الإمام(عج) علي الأرض، فإن بداية عيسي(ع) بالصلاة خلف المهدي يدعو لاجتماع الاديان في دين واحد ولحيازة ولاء النصاري في الدول الغربية لدولة المهدي(عج)، وبما هو عليه(عج) من نصر الله وتأييده في تجسيد الحق عدلاً وقسطاً يملأ الأرض من بعد جور وظلم. إنما يزيد الالتصاق بسلطانه والالتفاف حول دولته دون غيره من الظلمة والمفسدين... انه(عج) يمثل معاني الحسن متجسدة بما يأتي به من مضمون مشيئة الله تعالي وبهذا، فهو مصدر جاذبية مسرة ومبهجة لكل أبناء عصره.. والحقيقة أن العلم برب واحد خالق للكون والناس.. وجوهر واحد للكيان الإنساني له حقوق واحدة وعليه واجبات متماثلة... واجتماع الكل علي بغض الظلم ومقت القبح وطلب العلم وافشاء المحبة والسلام ونبذ السوء بكل اشكاله... وتوحد المصالح فيما أراد الله تعالي بالبشر... كل هذا يبرز من خلال قيادة المهدي(عج) لدولة العدل الإلهي.. فالارض تصبح موطنا لكل إنسان... يقول الإمام الصادق(ع): (إن القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوي له الأرض وتظهر له الكنوز... إن المؤمن في زمانه(عج) وهو بالمشرق يري أخاه الذي في المغرب وكذا الذي في المغرب يري أخاه الذي في المشرق)(الإمام المهدي من المهد إلي الظهور، السيد محمد كاظم القزويني).انه(عج) يمتلك كل المفاتيح من ربه: النصر والتأييد والمدد الروحي والمادي، تظهر له كنوز الأرض ويتبعه عيسي(ع) الذي يدين له الغرب كله مع ممانعة الحكومات هناك في بداية الأمر.وهناك عوامل حاسمة في قيام دولة المهدي الإلهية علي الأرض.إن المهدي(عج) لا يظهر إلا إذا برز في الأرض الظلم والجور، ومعاني الظلم والجور في بيانهما وبروزهما مطلبان، أولهما وجود النفوس العالمة بمواضع الظلم والجور وثانيهما أن تكون تلك النفوس متعطشة للخلاص مستعدة للتلبس بالدعوة الصادقة والثورة الموجهة والعقل التغييري الموجه لتحطيم قوي الظلم والجور وافشاء العدل والقسط.وجدير بالإشارة إلي أن التفاوت والنسبية في معاني الظلم والجور يكون بمقدار الإحساس بهما، وبمقدار الصحة في تشخيص مواقعهما وعلل بروزهما.ففي مثل طريف علي ذلك، قال أحدهم لصديقه وهو يناوله لفافة تبغ، أحسنت.. وقال ثالث يراقبهما للمستحسن وهو يعلم أن الطبيب حذره من التدخين.. كيف تصفه بالاحسان وهو يقدم لك سماً؟!المهم، أن وضوح الظلم والجور وبيانهما وتشخيص مواقعهما بدقة ووجود الثلة المهدوية المتعطشة للتلبس بسنن الله تعالي الحسنة فيما يوجه به المعصوم من مضامينها، يضمن الصدق في القضاء علي الظلم والجور في الأرض.إن المهدي(عج) يمتلك السلطان كله بما هو العلم والقوة بتأييد الله تعالي وتسديده، بما لا يبقي معه قصور أو خطل في فعل أو توجيه، مع ما عنده من ثلة متلبسة بالحق والصدق متعطشة لمضاء مشيئة الله تعالي.إن الزيغ يولد زيغاً، وإن القسوة تولد قسوة، وان لكل معصية وزراً، وان كل مفسدة إنما تخرج صاحبها من جنته، أما الطاعة لله تعالي حقاً وبقصد القربي إليه خالصة، إنما تولد حسناً جذاباً، وان الرحمة لتشيع المحبة، وإن الصلاح ليولد في الأرض الخصب ويستدر من السماء بركاتها، وإننا برضا الله تعالي عنا نصيب كنوز الأرض وظلل السماء باللطف.وإن قيام دولة المعصوم، بالطاعة لله تعالي وبالرحمة بالناس وتحريرهم من استغلال بعضهم لبعض، وقطع دابر الظلم وقيام العدل، يعني أننا بازاء حالة للارض واهلها لا نستطيع وصفها.عن رسول الله(ص): ابشروا بالمهدي.. ويقسم المال صحاحاً بالسوية ويملأ قلوب أمة محمد غني ويسعهم عدالة حتي انه يامر منادياً ينادي من له حاجة الي... وتكثر الماشية وتعظم الأمة.. وتزيد المياه في دولته وتمتد الانهار وتضاعف الأرض أكلها. [5] .وعن الأمان في دولة المهدي(عج)، يقول الإمام الباقر(ع): (وتخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب لا يؤذيها أحد).

الامام المهدي يأتي بأمر جديد

ينكشف إزاء حقيقة المهدي وصدقه زيف المفاهيم التي تدعي الصدق والحق في كل مجالات الحياة. لأن بروز الحق قوياً واضحاً جلياً يقضي علي مبررات الخلاف بين الاحزاب والدول.. فالإنسان كيان واحد وفطرته واحدة وأهدافه السامية واحدة وانماط تعلمه واحدة ورسالته واحدة.. وان كل كوارث الإنسانية ومصائبها من باطل اللمة ولمة الباطل، حتي الحق الذي يرفعونه شعاراً لا يراد به الحق، بل الحق الذي يراد به الباطل كما يقول أمير المؤمنين(ع) في وصف شعارات القوم.فإذا برز الحق قوياً واضحاً جلياً، وجاء الذين يحسنون تجسيده عدلاً ينظر ويلمس في الواقع من قبل اتباع الإمام وتلاميذه، عندها يحس الناس بالجمال، بل ويتأسفون للضياع الذي خسروا أعمارهم فيه في لمة الباطل والظلم تحت سلطة الشرك وديجور الجهل، وهم يرون وقت المهدي(عج) مجتمعاً تسوده الحرية والقناعة والصدق والامان والتوحيد بمعانيه المبهجة الجميلة المسرة، ويرون قيادة محبة رحيمة ودودة عادلة تطال الباطل اين ما كان واني كان وتسحق الظلم والظلمة وتحيي البلاد والعباد بالعدل والقسط والرحمة والمحبة وكل معاني الحسن الرباني.أمام هذا الواقع الرباني المبهج الجذاب الجميل الصادق تختفي كل أيديولوجيات الخطل والكذب والنفاق والشرك والظلم... ويتقدم أصحاب الإمام المهدي(عج) إلي كل الاصقاع وهي منقادة إليهم انقياد محبة واذعان واعتراف بالجميل.وليس من الثابت تماماً كم سيدوم حكم دولة الإمام(عج) العالمية... وهل يستمر؟إن الله سبحانه وتعالي إنما يرسل الرسل وينزل الكتب ويقيم المعجزات رحمة منه ولطفاً، بل حتي خلق الخلق اصلاً، ليس لحاجة منه سبحانه وتعالي إليهم، إنما تفضلاً، واحساناً.. فلطف الله واحسانه سنة في اصل الخلق وبقائه ودوامه واستمراره.. وان قيام دولة المهدي(عج) الربانية، كمثال لدولة الله جل وعلا في اللطف والحسن والرحمة تجسيداً لمضامين مشيئة الله تعالي... وهي في كل الأحوال حجة كحجج الرسل(ع) والكتب والمعجزات علي الناس، فإن شاءوا أطاعوا وان شاءوا عصوا.إن بلوغ الإنسان غايته في الاستقرار وتوفر الوقت والجهد والمال والسلطان والجاه لديه يضعه في قمة البلاء وغايته، ويبقي الإنسان ابن آدم... وآدم في الجنة ماذا صنع؟!(يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك).

پاورقي

[1] (السنة) لابن أبي عاصم، تخريج الالباني وصححه، ص337، رقم الحديث 754، ومسند احمد 5/182، وصحيح الترمذي، كتاب المناقب ج633، ص3788 والمستدرك، ج3، ص148، وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب، مروياً عن زيد بن ارقم بلفظ مختلف.
[2] راجع رواياتهم في (عبقات الأنوار)، ج1، وج2.
[3] راجع (حديث الثقلين) تواتره، فقهه، علي الحسيني الميلاني. (الصواعق المحرمة) لابن حجر، ج2، ص440. (سلسلة الأحاديث الصحيحة) ج2، ص355-358. (سنن الدارمي) ج2، ص431-432.
[4] العدد 47، ص121.
[5] الإمام المهدي من المهد إلي الظهور، السيد محمد كاظم القزويني.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.