المجالس السنية في مناقب و مصائب العترة النبوية عليهم السلام (الامام الجواد عليه السلام )

اشارة

سرشناسه : امين، محسن، 1865 - 1952م.

عنوان و نام پديدآور : المجالس السنيه في مناقب و مصائب العتره النبويه/ تاليف محسن الامين.

مشخصات نشر : قم: المكتبه الحيدريه ، 1428ق. = 2007م. = 1386.

مشخصات ظاهري : ج.

شابك : 100000ريال : دوره : 964-8163-83-9 ؛ 964-8163-81-2

يادداشت : چاپ دوم

يادداشت : اين كتاب در سالهاي مختلف توسط ناشرين مختلف منتشر شده است.

موضوع : چهارده معصوم -- فضايل

موضوع : چهارده معصوم -- مصائب

موضوع : وعظ

موضوع : شيعه -- تاريخ

موضوع : اسلام -- تاريخ

رده بندي كنگره : BP36/5 /6الف8 م3 1386

رده بندي ديويي : 297/95

شماره كتابشناسي ملي :

مولد الجواد و وفاته

الامام بعد علي الرضا و تاسع أئمة المسلمين و خليفة الله في العالمين و ثاني المحمدين ولده محمد الجواد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام. ولد محمد الجواد عليه السلام بالمدينة ليلة الجمعة او يومها في التاسع عشر من شهر رمضان او في النصف منه او العاشر من رجب و تدل بعض الادعية المأثورة علي ولادته في رجب سنة خمس و تسعين و مائة (و قبض) ببغداد شهيدا بالسم علي بعض الاقوال يوم السبت او الثلاثاء في اواخر ذي القعدة او الحادي عشر منه اولست او الخمس خلون من ذي الحجة او في اواخره سنة عشرين و مئتين و له خمس و عشرين سنة و أشهر او و شهران و ثمانية عشر يوما [ صفحه 617] او و ثلاثة اشهر و اثنان و عشرون او اثنا عشر يوما علي حسب اختلاف الاقوال و الروايات في تاريخ المولد و الوفاة (و دفن) ببغداد في الجانب الغربي في مقابر قريش في ظهر جده موسي بن جعفر (و كان) عمره يوم وفاته

ابيه سبع سنين و اربعة اشهر و يومين او تسع سنين و أشهرا و عاش بعد ابيه سبع عشرة سنة او ثمان عشرة سنة الا عشرين يوما و هي مدة امامته و خلافته و هي بقية ملك المأمون و شي ء من ملك المعتصم و توفي في أول ملك المعتصم [1] .

امه و لقبه و نقش خاتمه و شاعره و بوابه و اولاده

(و امه) ام ولد نوبية يقال لها سبيكة [2] و قيل مريسية يقال لها درة ثم سماها الرضا عليه السلام خيزران (و روي) انها كانت من أهل بيت مارية القبطية و قيل اسمها ريحانة و تكني ام الحسن و الظاهر انها سميت بجميع تلك الاسماء كما هي العادة في الجواري (و كنيته) ابوجعفر الثاني لأن جده محمد الباقر يكني ايضا بابي جعفر الاول (لقبه) الجواد و التقي و المنتجب و المرتضي و القانع و غيرها و أشهر ألقابه الجواد (نقش خاتمه) نعم القادر الله (شاعره) حماد (بوابه) عمرو بن الفرات و قيل عثمان بن سعيد السمان (له) من الاولاد اربعة علي الهادي و موسي و فاطمة و امامة. خير الرجال رجالهم و نساؤهم ان عد أهل الخير خير نساء [ صفحه 618]

صفة الجواد في خلقه و حليته

(اما صفته في خلقه و حليته) ففي الفصول المهمة صفته ابيض معتدل و يدل قول ابن ابي دؤاد الآتي في المجلس السابع هذا الأسود علي انه كان أسمر شديد السمرة و في المناقب كان شديد الادمة (و أما صفته في اخلاقه و اطواره) ففي اعلام الوري للطبرسي كان عليه السلام قد بلغ في وقته من الفضل و العلم و الحكم و الآداب مع صغر سنه منزلة لم يساوه فيها احد من ذوي الاسنان من السادة و غيرهم و لذلك كان المأمون مشغوفا به لما رأي من علو رتبته و عظيم منزلته في جميع الفضائل فزوجه ابنته و كان متوفرا علي اعظامه و توقيره و تبجيله. (و أما صفته في لباسه) ففي الكافي بسنده عن ابي جعفر (و الظاهر انه الجواد) انا معشر آل محمد نلبس الخز و اليمنة. و روي الصدوق عن علي بن مهزيار رأيت ابا جعفر

الثاني (الجواد) يصلي في جبة خز و كساني جبة خز و ذكر انه لبسها علي بدنه و صلي فيها. مطهرون نقيات ثيابهم تجري الصلاة عليهم اينما ذكروا [ صفحه 619]

بعض ادلة امامة الجواد

قال المفيد عليه الرحمة كان الامام بعد الرضا علي بن موسي ابنه محمد بن علي المرتضي بالنص عليه و الاشارة من ابيه اليه و تكامل الفضل فيه (فمن) روي النص عن ابي الحسن الرضا علي ابنه ابي جعفر عليه السلام بالامامة، علي بن جعفر الصادق عليه السلام، و صفوان بن يحيي، و معمر بن خلاد، و الحسين بن يسار، و ابن ابي نصر البزنطي، و ابن قياما الواسطي، و الحسن بن الجهم، و ابويحيي الصنعاني، و الخيراني، و يحيي بن حبيب الزيات، في جماعة كثيرة يطول بذكرهم الكلام ثم ذكر المفيد رواية كل واحد من هؤلاء الثلاثة باسناده عن الكليني صاحب الكافي و قال صفوان بن يحيي قلت للرضا عليه السلام قد كنا نسألك قبل ان يهب الله لك اباجعفر فكنت تقول يهب الله لي غلاما فقد وهب الله لك و أقر عيوننا به فلا أرانا الله يومك فان كان كون فالي من فاشار بيده الي ابي جعفر و هو قائم بين يديه (و قال معمر بن خلاد) سمعت الرضا عليه السلام و ذكر شيئا فقال ما حاجتكم الي ذلك هذا ابوجعفر قد اجلسته مجلسي و صيرته مكاني و قال انا اهل بيت يتوارث اصاغرنا عن اكابرنا القذة بالقذة [3] (و قال ابويحيي الصنعاني) [ صفحه 620] كنت عند ابي الحسن «ع» فجي ء بابنه ابي جعفر و هو صغير فقال هذا المولود الذي لم يولد مولود اعظم علي شيعتنا بركة منه (و روي الخيراني) عن ابيه قال كنت واقفا بين يدي ابي الحسن الرضا «ع» بخراسان

فقال قائل يا سيدي ان كان كون فالي من قال الي ابي جعفر ابني فكأن القائل استصغر سن ابي جعفر فقال ابوالحسن «ع» ان الله سبحانه بعث عيسي بن مريم رسولا نبيا صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السن الذي فيه ابوجعفر (و قال يحيي ابن حبيب الزيات) اخبرني من كان عند ابي الحسن «ع» جالسا فلما نهض القوم قال لهم ابوالحسن الرضا «ع» القوا اباجعفر فسلموا عليه و احدثوا به عهدا فلما نهض القوم التفت الي فقال يرحم الله المفضل انه كان ليقنع بدون هذا. شرف تتابع كابرا عن كابر كالرمح انبوبا علي انبوب [ صفحه 621]

سوال يحيي بن اكثم الجواد عن احاديث مكذوبة و تزويج الجواد بابنة المامون

روي ان يحيي بن اكثم سأل اباجعفر محمد بن علي الجواد (فقال) ما تقول يا ابن رسول الله في الخبر الذي روي ان جبرئيل نزل علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال يا محمد ان الله يقرؤك السلام و يقول لك سل ابابكر هل هو راض عني فاني راض عنه (فقال ع) لست بمنكر فضل ابي بكر ولكن يجب علي صاحب هذا الخبر ان يأخذ مثل الخبر الذي قاله رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في حجة الوداع قد كثرت علي الكذابة و ستكثر فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فاذا اتاكم الحديث فاعرضوه علي كتاب الله و سنتي فما و افق كتاب الله و سنتي فخذوا به و ما خالف كتاب الله و سنتي فلا تأخذوا به و ليس يوافق هذا الخبر كتاب الله قال الله تعالي و لقد خلقنا الانسان و نعلم ما توسوس به نفسه و نحن أقرب اليه من حبل الوريد فالله عزوجل خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه

حتي سأل عن مكنون سره هذا مستحيل في العقول (ثم قال) يحيي بن أكثم و قد روي ان مثل أبي بكر و عمر في الأرض كمثل جبرئيل و ميكائيل في السماء (فقال) و هذا أيضا يجب ان ينظر فيه لأن جبرئيل و ميكائيل ملكان الله مقربان لم يعصيا الله قط و لم يفارقا طاعته لحظة واحدة و هما قد أشركا بالله عزوجل و ان أسلما بعد الشرك و كان أكثر أيامهما في الشرك بالله فمحال ان ان يشبههما بهما (و قال يحيي) و قد روي انهما سيدا كهول أهل الجنة (قال ع) و هذا محال أيضا لأن أهل الجنة كلهم يكونون شبابا و لا يكون فيهم كهل و هذا الخبر وضعه بنوامية لمضادة الخبر الذي قال فيه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في الحسن و الحسين بانهما سيدا شباب [ صفحه 622] أهل الجنة (و قال يحيي) و روي ان عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة (فقال ع) و هذا أيضا محال لأن في الجنة ملائكة الله المقربين و آدم و محمدا و جميع الأنبياء و المرسلين لا تضي ء بأنواره حتي تضي ء بنور عمر (قال يحيي) و روي ان السكينة تنطق علي لسان عمر (فقال ع) لست بمنكر فضائل عمر لكن أبابكر و انه أفضل من عمر قال علي رأس المنبر ان لي شيطانا يعتريني فاذا ملت فسددوني (فقال يحيي) قد روي أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال لو لم ابعث لبعث عمر (فقال ع) كتاب الله أصدق من هذا الحديث يقول الله في كتابه و اذ أخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح فقد أخذ

الله ميثاق النبيين فكيف يمكن ان يستبدل ميثاقه و كان الأنبياء لم يشركوا طرفة عين فكيف يبعث بالنبوة من أشرك و كان أكثر أيامه مع الشرك بالله و قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نبئت و آدم بين الروح و الجسد (قال يحيي) و قد روي ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال ما أحتبس الوحي عني قط الا ظننته قد نزل علي آل الخطاب (فقال ع) و هذا محال أيضا لأنه لا يجوز أن يشك النبي صلي الله عليه و آله و سلم في نبوته قال الله تعالي الله يصطفي من الملائكة رسلا و من الناس فكيف يمكن ان تنتقل النبوة ممن اصطفاه الله الي من أشرك به (قال يحيي) روي ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال لو نزل العذاب لما نجي منه الا عمر (فقال ع) و هذا محال أيضا ان الله تعالي يقول و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفروني فاخبر سبحانه انه لا يعذب أحدا ما دام فيهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ما داموا يستغفرون الله تعالي [ صفحه 623] (و مما جاء) في سعة علم الجواد عليه السلام ما رواه الكليني انه سأله قوم من أهل النواحي عن ثلاثين الف مسألة فأجاب عنها. هم أبحر العلم التي ما شانها كدر و مجراها من الرحمن فضل أقر به الحسود و سؤدد صدعت به آي من القرآن في بعض ما جاء عن أبي جعفر محمد بن علي الجواد عليه السلام من الموعظ و الحكم و الآداب (قال) رجل للجواد

عليه السلام أوصني قال أو تقبل قال نعم قال توسد الصبر و اعتنق الفقر و أرفض الشهوات و خالف الهوي و اعلم انك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون (و قال ع) المؤمن يحتاج الي ثلاث خصال توفيق من الله و واعظ من نفسه و قبول ممن ينصحه (و قال ع) كيف يضيع من الله كافله و كيف ينجو من الله طالبه و من انقطع الي غير الله و كله الله اليه و من عمل علي غير علم أفسد أكثر مما يصلح (و قال ع) من أطاع هواه أعطي عدوه مناه. من هجر المداراة قارنه المكروه. من لم يعرف الموارد أعيته المصادر. من انقاد الي المطأنينة قبل الخبرة فقد عرض نفسه للهلكة و العاقبة المتعبة (و قال ع) راكب الشهوات لا تستقال له عثرة. ائتد تصب أو تكد. اياك و مصاحبة الشرير [ صفحه 624] فانه كالسيف المسلول يحسن منظره و يقبح أثره. كفي بالمرء خيانة ان يكون أمينا للخونة. عز المؤمن غناه عن الناس (و قال ع) قد عاداك من ستر عنك الرشد اتباعا لما تهواه (و قال ع) التحفظ علي قدر الخوف. نعمة لا تشكر كسيئة لا تغفر. فاض الكمال عليهم من جدهم و سنا الكواكب من سناء ذكاء هم أبحر العلم التي قذفت لنا جودا بكل يتيمة عصماء كان المأمون حينما زوج الرضا «ع» ابنته ام حبيبة سمي للجواد عليه السلام ابنته ام الفضل و كان الجواد عليه السلام عند وفاة ابيه الرضا عليه السلام بالمدينة لأنه لم يحضر مع ابيه الي خراسان حينما استدعاه المأمون (و قال) المسعودي في اثبات الوصية لما توفي الرضا عليه السلام وجه المأمون الي ولده الجواد فحمله الي بغداد و

انزله بالقرب من داره و اجمع علي ان يزوجه ابنته ام الفضل «و قال» سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص انه لما توفي الرضا عليه السلام قدم ابنه محمد الجواد علي المأمون فاكرمه و اعطاه ما كان يعطي اباه (قال) و اختلفوا هل زوجه ابنته ام الفضل قبل وفاة أبيه او بعد وفاته (قال المفيد) كان المأمون قد شغف بأبي جعفر عليه السلام لما رأي من فضله مع صغر سنه و بلوغه في العلم و الحكمة و الادب و كما العقل ما لم [ صفحه 625] يساوه فيه احد من مشائخ اهل زمانه فزوجه ابنته ام الفضل و كان متوافرا علي اكرامه و تعظيمه و اجلال قدره (و روي) المفيد بسنده عن الريان بن شبيب قال لما اراد المأمون ان يزوج ابنته ام الفضل اباجعفر محمد بن علي عليهماالسلام بلغ ذلك العباسيين فغلظ عليهم و استكبروه و خافوا ان ينتهي الامر معه الي ما انتهي اليه مع الرضا عليه السلام فخاضوا في ذلك و اجتمع منهم اهل بيته الادنون منه (فقالوا) ننشدك الله يا أميرالمؤمنين ان تقيم علي هذا الامر الذي قد عزمت عليه من تزويج ابن الرضا فانا نخاف ان تخرج به عنا امرا قد ملكناه الله و تنزع منا عزا قد البسناه الله و قد عرفت ما بيننا و بين هؤلاء القوم قديما و حديثا و ما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك من تبعيدهم و التصغير بهم و قد كنا في وهلة (اي خوف) من عملك مع الرضا ما عملت حتي كفانا الله المهم من ذلك فالله الله ان تردنا الي غم قد انحسر عنا و اصرف رأيك عن ابن الرضا و اعدل الي من تراه من اهل بيتك يصلح لذلك دون غيرهم

(فقال) لهم المأمون اما ما بينكم و بين آل ابي طالب فانتم السبب فيه و لو انصفتم القوم لكانوا اولي بكم و اما كان يفعله من قبلي بهم فقد كان به قاطعا للرحم و اعوذ بالله من ذلك و والله ما ندمت علي ما كان مني من استخلاف الرضا و لقد سألته ان يقوم بالامر و انزعه عن نفسي فأبي و كان امر الله [ صفحه 626] قدرا مقدورا (و اما) ابوجعفر محمد بن علي فقد اخترته لتبريزه علي كافة اهل الفضل في العلم و الفضل مع صغر سنه و الاعجوبة فيه بذلك و انا ارجو ان يظهر الناس ما قد عرفته منه فيعلموا ان الرأي ماه رأيت فيه (فقالوا) ان هذا الفتي و ان راقك منه هديه فانه صبي لا معرفة له و لا فقه فأمهله ليتأدب و يتفقه في الدين ثم اصنع ما تراه بعد ذلك (فقال) لهم ويحكم اني اعرف بهذا الفتي منكم و ان هذا من اهل بيت علمهم من الله تعالي و مواده (و مراده خ ل) و الهامه لم يزل آباؤه اغنياء في علم الدين و الادب عن الرعايا الناقصة عن حد الكمال فان شئتم فامتحنوا اباجعفر بما يتبين لكم به ما وصفت من حاله (قالوا) له قد رضينا لك يا اميرالمؤمنين و لانفسنا بامتحانه فخل بيننا و بينه لننصب من يسأله بحضرتك عن شي ء من فقه الشريعة فان اصاب الجواب عنه لم يكن لنا اعتراض في امره و ظهره للخاصة و العامة سديد رأي اميرالمؤمنين و ان عجز عن ذلك فقد كفينا الخطب في معناه (فقال) لهم المأمون شأنكم و ذاك متي اردتم فخرجوا من عنده و اجمع رأيهم

علي مسألة يحيي بن اكثم و هو يومئذ قاضي الزمان (قاضي القضاة خ ل) علي ان يسأله مسألة لا يعرف الجواب فيها و وعدوه باموال نفيسة علي ذلك و عاوا الي المأمون فسألوه ان يختار لهم يوما للاجتماع فأجابهم الي ذلك فاجتمعوا في اليوم الذي اتفقوا عليه و حضر معهم يحيي بن اكثم فأمر المأمون ان يفرش لابي جعفر «ع» دست و يجعل له فيه مسورتان (اي وسادتان) ففعل ذلك و خرج ابو [ صفحه 627] جعفر عليه السلام و هو يومئذ ابن سبع سنين و اشهر فجلس بين المسورتين و جلس يحيي بن اكثم بين يديه و قام الناس في مراتبهم و المأمون جالس في دست متصل بدست ابي جعفر عليه السلام فقال يحيي بن اكثم للمأمون اتأذن لي يا اميرالمؤمنين ان اسأل اباجعفر «ع» فقال له المأمون استأذنه في ذلك فأقبل عليه يحيي بن اكثم فقال أتأذن لي جعلت فداك في مسألة قال له ابوجعفر «ع» سل ان شئت (قال يحيي) ما تقول جعلني الله فداك في محرم قتل صيدا (فقال) له ابوجعفر «ع» قتله في حل او حرم عالما كان المحرم ام جاهلا قتله عمدا او خطأ حرا كان المحرم ام عبدا صغيرا كان او كبيرا مبتدئا بالقتل ام معيدا من ذوات الطير كان الصيد ام من غيرها من صغار الصيد كان ام من كباره مصرا علي ما فعل او نادما في الليل كان قتله للصيد ام نهارا محرما كان بالعمرة اذ قتله او بالحج كان محرما فتحير يحيي بن اكثم و بان في وجهه العجز و الانقطاع و تدجلج حتي عرف جماعة اهل المجلس امره (فقال) المأمون الحمد لله علي هذه النعمة و التوفيق لي في الرأي ثم

نظر الي اهل بيته و قال لهم اعرفتم الآن ما كنتم تنكرونه ثم قال المأمون لابي جعفر ان رأيت جعلت فداك ان تذكر الفقه فيما فصلته من وجوه قتل المحرم الصيد لنعلمه و نستفيده فقال «ع» ان المحرم اذا قتل صيدا في الحل و كان الصيد من ذوات الطير وكان من كبارها فعليه شاة فان اصابه في الحرم فعيه الجزاء مضاعفا فاذا قتل فرخا في الحل فعليه حمل قد فطم من اللبن و اذا [ صفحه 628] قتله في الحرم فعليه الحمل و قيمة الفرخ و ان كان من الوحش و كان حمار وحش فعليه بقرة و ان كان نعامة فعليه بدنة (اي بعير او ناقة) و ان كان ظبيا فعليه شاة فان قتل شيئا من ذلك في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا هديا بالغ الكعبة و اذا اصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه و كان احرامه بالحج نحره بمني و ان كان احرامه بالعمره نحره بمكة و جزاء الصيد علي العالم و الجاهل سواء و في العمد له المأثم و هو موضوع عنه في الخطا و الكفارة علي الحر في نفسه و علي السيد في عبده و الصغير لا كفارة عليه و هي علي الكبير واجبة و النادم يسقط بندمه عنه عقاب الاخرة و المصر يجب عليه العقاب في الآخرة فامر المأمون ان يكتب ذلك عنه و قال له احسنت يا اباجعفر احسن الله اليك فان رأيت ان تسأل يحيي عن مسألة كما سألك (فقال) ابوجعفر «ع» ليحيي اسألك قال ذلك اليك جعلت فداك فان عرفت جواب ما تسألني عنه و الا استفدته منك (فقال له ابوجعفر «ع» اخبرني عن رجل نظر الي امرأة

في اول النهار فكان نظره اليها حراما عليه فلما ارتفع النهار حلت له فلما زالت الشمس حرمت عليه فلما كان وقت العصر حلت له فلما غربت الشمس حرمت عليه فلما دخل عليه وقت العشاء الآخرة حلت له فلما كان انتصاف الليل حرمت عليه فلما طلع الفجر حلت له ما حال هذه المرأة و بماذا حلت له و حرمت عليه (فقال) له يحيي بن أكثم و الله ما اهتدي الي جواب هذا السؤال و لا اعرف الوجه فان رأيت ان تفيدناه (فقال) ابوجعفر [ صفحه 629] عليه السلام هذه امة لرجل من الناس نظر اليها اجنبي في اول النهار فكان نظره اليها حراما عليه فلما ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلت له فلما كان عند الظهر اعتقها فحرمت عليه فلما كان وقت العصر تزوجها فحلت له فلما كان وقت المغرب ظاهر منها فحرمت عليه فلما كان وقت العشاء الآخرة كفر عن الظهار فحلت له فلما كان في نصف الليل طلقها واحدة فحرمت عليه فلما كان عند الفجر راجعها فحلت له (فاقبل) المأمون علي من حضره من أهل بيته فقال لهم هل فيكم احد يجيب عن هذه المسألة بمثل هذا الجواب و يعرف القول فيما تقدم من السؤال قالوا لا والله ان اميرالمؤمنين اعلم بما رأي فقال لهم ويحكم ان اهل هذا البيت خصوا من الخلق بما ترون من الفضل و ان صغر السن فيهم لا يمنعهم من الكمال اما علمتم ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم افتتح دعوته بدعاء اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام و هو ابن عشر سنين وقبل منه الاسلام و حكم له به و لم يدع احدا في سنه غيره و

بايع الحسن و الحسين عليهماالسلام و هما ابنا دون ست سنين و لم يبايع صبيا غيرهما افلا تعلمون ما اختص الله به هؤلاء القوم و انهم ذرية يجري لآخرهم ما يجري لاولهم قالوا صدقت يا اميرالمؤمنين (قال) الخطيب في تاريخ بغداد ان المأمون خطب لما اراد ان يزوج الجواد ابنته ام الفضل فقال الحمد لله الذي تصاغرت الامور لمشيئته و لا اله الا الله اقرارا بربوبيته و صلي الله علي محمد عبده و خيرته (اما بعد) فان الله جعل النكاح الذي رضيه لكمال سبب المناسبة الا و اني قد [ صفحه 630] زوجت زينب [4] ابنتي من محمد بن علي بن موسي امهرناها عنه اربعمائة درهم (و قال المفيد في الارشاد) ثم اقبل علي ابي جعفر فقال له اتخطب يا اباجعفر قال نعم يا أميرالمؤمنين فقال له المأمون اخطب جعلت فداك لنفسك فقد رضيتك لنفسي و انا مزوجك ام الفضل ابنتي و ان رغم قومك لذلك فقال ابوجعفر «ع» علي رواية غير المفيد الحمدلله منعم النعم برحمته و الهادي الي فضله بمنته و صلي الله علي محمد خير خلقه الذي جمع فيه من الفضل ما فرقه في الرسل قبله و جعل تراثه الي من خصه بخلافته و سلم تسليما و هذا اميرالمؤمنين زوجني ابنته علي ما جعل الله للمسلمات علي المسلمين امساك بمعروف او تسريح باحسان و قد بذلت لها من الصداق ما بذله رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لزواجه و هو خمسمائة درهم و نحلتها من مالي مائة الف درهم زوجتي يا اميرالمؤمنين (فروي) ان المأمون قال: الحمد لله اقرارا بنعمته و لا الا الا الله اخلاصا لوحدانيته (لعظمته خ ل) و صلي

الله علي محمد سيد بريته (عبده و خيرته خ ل) و الاصفياء من عترته (اما بعد) فقد كان من فضل الله علي الانام ان اغناهم بالحلال عن الحرام فقال سبحانه و انكحوا الايامي منكم و الصالحين من عبادكم و امائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله و الله واسع عليم ثم ان محمد بن علي بن موسي يخطب ام الفضل بنت عبدالله [ صفحه 631] المأمون و قد بذل لها من الصداق خمسمائة درهم و قد زوجته فهل قبلت يا اباجعفر فقال ابوجعفر قد قبلت هذا التزويج بهذا الصداق (هذه) رواية المسعودي في اثبات الوصية اما المفيد فلم يذكر خطبة المأمون و نسب خطبته الي الجواد بتغييري يسير و في آخرها و قد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد عليهماالسلام و هو خمسمائة درهم جياد فهل زوجته يا اميرالمؤمنين بها علي هذا الصداق المذكور قال المأمون نعم قد زوجتك يا اباجعفر ام الفضل ابنتي علي الصداق المذكور فهل قبلت النكاح فقال ابوجعفر عليه السلام قد قبلت ذلك و رضيت به والله اعلم اي ذلك كان (و اولم) عليه المأمون و أمر ان يقعد الناس علي مراتبهم في الخاصة و العامة (قال الريان) و لم نلبث ان سمعنا اصواتا تشبه اصوات الملاحين في محاوراتهم فاذا الخدم يجرون سفينة مصنوعة من الفضة تشد بجبال من الابريسم علي عجلة مملوءة من الغالية فامر المأمون ان تخضب لحي الخاصة من تلك الغالية ثم مدت الي دار العامة فطيبوا منها و وضعت الموائد فأكل الناس و خرجت الجوائز الي كل قوم علي قدرهم (فلما) كان من الغد حضر الناس و حضر ابوجعفر عليه السلام و صار القواد و الحجاب و

الخاصة و العمال لتهنئة المأمون و ابي جعفر عليه السلام فاخرجت ثلاثة اطباق من الفضة فيها بنادق مسك و زعفران معجون، في اجواف تلك البنادق رقاع مكتوبة باموال جزيلة و عطايا سنية و اقطاعات فامر المأمون بنثرها علي القوم من خاصته فكان كل من وقع في يده بندقة اخرج [ صفحه 632] الرقعة التي فيها و التمسه فاطلق له و وضعت البدر فنثر ما فيها علي القواد و غيرهم و انصرف الناس و هم اغنياء بالجوائز و العطايا (و تقدم المأمون) بالصدقة علي كافة المساكين ثم امر فنثر علي ابي جعفر «ع» رقاع فيها ضياع و طعم و عمالات و لم يزل مكرما لابي جعفر «ع» معظما لقدره يؤثره علي ولده و جماعة اهل بيته

رجوع الجواد من بغداد للمدينة

(ثم) ان الجواد «ع» استأذن المأمون في الحج و خرج من بغداد و معه زوجته ام الفضل (قال المفيد) و لما توجه من بغداد منصرفا من عند المأمون و معه ام الفضل قاصدا بها المدينة و صار الي شارع باب الكوفة و معه الناس يشيعونه فانتهي الي دار المسيب عند مغيب الشمس نزل و دخل المسجد و كان في صحنه نقبة لم تحمل بعد فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في اصل النبقة و قام و صلي بالناس صلاة المغرب فقرأ في الاولي منها الحمد و اذا جاء نصر الله و في الثانية الحمد و التوحيد و قنت قبل ركوعه فيها و صلي الثالثة و تشهد و سلم ثم جلس هنيهة يذكر الله جل اسمه و قام من غير ان يعقب فصلي النوافل الاربع (اربع ركعات خ ل) و عقبها تعقيبها و سجد سجدتي الشكر ثم خرج فلما انتهي الي النبقة رآها الناس و هد حملت

حملا حسنا فتعجبوا من ذلك و اكلوا منها فوجدوا نبقا حلوا لا عجم [5] له و ودعوه و مضي من وقته الي المدينة (و في الحجاز) قال الشيخ المفيد و قد اكلت من ثمرها و كان لا عجم له (و قال المفيد) [ صفحه 633] روي الناس ان ام الفضل كتبت الي ابيها من المدينة تشكو اباجعفر «ع» و تقول انه يتسري علي و يغيرني فكتب اليها المأمون يا بنية انا لم نزوجك اباجعفر لنحرم عليه حلالا فلا تعاودي لذكر ما ذكرت بعدها (و لم) يزل «ع» مقيما بالمدينة الي ان اشخصه المعتصم الي بغداد فاقام بها حتي توفي حفر بطيبة و الغري و كربلا و بطوس و الزورا و سامراء ما جئتها في حاجة الا انقضت و تبدل الضراء بالسراء

وفاة الجواد

روي المرتضي في عيون المعجزات ان الرضا عليه السلام قال انما ارزق ولدا واحدا و هو يرثني فلما ولد ابوجعفر «ع» قال الرضا «ع» لاصحابه قد ولد لي شيبة موسي بن عمران و شبيه عيسي بن مريم عليهماالسلام قدست أم ولدته قد خلقت طاهرة مطهرة ثم قال الرضا «ع» يقتل (اي الجواد) غصبا فيبكي له و عليه اهل السماء و يغضب الله علي عدوه و ظالمه فلا يلبث الا يسيرا حتي يعجل الله به (قال) ابن بابويه و غيره ان الجواد «ع» سمه المعتصم (و قال المفيد) قيل انه مضي مسموما و لم يثبت عندي بذلك خبر فأشهد به (و اختلفت) الروايات و الاقوال في كيفية سم المعتصم [ صفحه 634] له (فقيل) كان ابوجعفر محمد بن علي الجواد «ع» وفد علي المأمون الي بغداد بعد وفاة ابيه الرضا «ع» و تزوج بام الفضل ابنة المأمون ثم

رجع الي المدينة و هي معه فاقام بها حتي توفي المأمون في رجب سنة ثمان عشرة و مائتين و بويع اخوه المعتصم في شعبان من تلك السنة فجعل المعتصم يتفقد احوال الجواد «ع» فكتب الي محمد بن عبدالملك الزيات [6] ان ينفذ اليه محمد التقي و زوجته ام الفضل بنت المأمون فانفذ ابن الزيات علي بن يقطين اليه فتجهز و خرج من المدينة الي بغداد و حمل معه زوجته ابنة المأمون (و يروي) انه لما خرج من المدينة خرج حاجا و ابنه ابوالحسن علي صغير فخلفه في المدينة و سلم اليه المواريث و السلاح و نص عليه بمشهد ثقاته و أصحابه و انصرف الي العراق فورد بغداد لليلتين بقيتا من المحرم سنة عشرين و مائتين فلما و صل الي بغداد اكرمه المعتصم و عظمه و أنفذ اليه اشناس احد عبيده بالتحف اليه و الي ام الفضل ثم انفذ اليه شراب حماض الاترج تحت ختمه علي يد اشناس فقال ان اميرالمؤمنين ذاقه و يامرك ان تشرب منه بماء الثلج في الحال فقال «ع» أشربها ليلا و كان صائما فقال انها تنفع و قد ذاب الثلج و أصر علي ذلك فشربها عند الافطار و كان فيها سم (و قال المسعودي) في اثبات الوصية لما انصرف ابو [ صفحه 635] جعفر عليه السلام الي العراق لم يزل المعتصم و جعفر بن المأمون يدبران و يعملان الحيلة في قتله فقال جعفر لاخته ام الفضل و كانت لأمه و ابيه في ذلك لانه وقف علي انحرافها عنه و شدة غيرتها عليه لتفضيله ام ابي الحسن ابنه عليها مع شدة محبتها له و لأنها لم ترزق منه ولدا فأجابته الي ذلك (و قال) غير المسعودي ان المعتصم

اشار عليها بان تسمه فجعلت له سما في عنب رازقي و وضعته بين يديه فلما اكل منه ندمت و جعلت تبكي فقال ما بكاؤك و الله ليضربنك الله بفقر لا ينجبر و بلاء لا ينستر فماتت بعلة في أغمض المواضع من جوارحها صارت ناسورا فانفقت مالها و جميع ما ملكته علي تلك العلة حتي احتاجت الي الاسترفاد و تردي جعفر ابن المأمون في بئر و هو سكران فاخرج ميتا و لما توفي الجواد ادخلت زوجته ام الفضل الي قصر المعتصم فجعلت مع الحرم (و روي) العياشي في تفسيره عن زرقان صاحب احمد بن ابي دؤاد (قاضي المعتصم) قال رجع ابن ابي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم و هو مغتم فسألته فقال وددت اليوم اني قد مت مند عشرين سنة فقلت لم ذاك فقال لما كان من هذا الاسود ابي جعفر محمد بن علي بن موسي اليوم بين يدي اميرالمؤمنين فقلت و كيف كان ذلك قال ان سارقا أقر علي نفسه بالسرقة و سأل الخليفة تطهيره باقامة الحد عليه فجمع لذلك الفقهاء و أحضر محمد بن علي فسألنا عن القطع في اي موضع يجب ان يقطع فقلت من الكرسوع (و هو طرف الزند الناتي ء مما يلي الخضر) فقال و ما الحجة في [ صفحه 636] ذلك فقلت لان اليد هي الاصابع و الكف الي الكرسوع يقول الله تعالي في التيمم فامسحوا بوجوهكم و أيديكم و اتفق معي علي ذلك قوم (و قال آخرون) بل يجب القطع من المرفق لان الله تعالي لما قال و ايديكم الي المرافق دل علي ان حد اليد هو المرفق فالتفت الي محمد بن علي فقال ما تقول في هذا يا اباجعفر فقال قد تكلم القوم

فيه يا أميرالمؤمنين قال دعني مما تكلموا به اي شي ء عندك قال اعفني من هذا قال اقسمت عليك بالله لما اخبرت بما عندك فيه فقال اما اذا اقسمت علي بالله اني أقول انهم اخطأوا فيه السنة فان القطع يجب ان يكون من مفصل اصول الاصابع فيترك الكف قال و ما الحجة في ذلك قال قول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم السجود علي سبعة اعضاء الوجه و اليدين و الركبتين و الرجلين فاذا قطعت يده من الكرسوع او المرفق لم يبق له يد يسجد عليها و قال الله تعالي و ان المساجد لله يعني به هذه الاعضاء السبعة التي يسجد عليها و ما كان الله لم يقطع فأعجب المعتصم ذلك و أمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف (قال) ابن ابي دؤاد قامت قيامتي و تنميت أني لم أك حيا ثم صرت الي المعتصم بعد ثلاث فقلت ان نصيحة أميرالمؤمنين علي واجبة و أنا أكلمه بما أعلم اني أدخل به النار قال و ما هو قلت اذا جمع أميرالمؤمنين في مجلسه فقهاء رعيته و علماءهم لأمر واقع من أمور الدين فسألهم عن الحكم فيه فأخبروه بما عندهم و قد حضر مجلسه أهل بيته و قواده و وزراؤه و كتابه و قد تسامع الناس بذلك من وراء بابه ثم يترك [ صفحه 637] أقاويلهم لقول رجل يقول شطر هذه الأمة بامامته و يدعون انه أولي منه بمقامه ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء قال فتغير لونه و انتبه لما نبهته له و قال جزاك الله عن نصيحتك خيرا و أمر في اليوم الرابع فلانا من كتاب وزرائه بان يدعو الجواد الي منزله

فدعاه فأبي أن يجيبه قال قد علمت اني لا أحضر مجالسكم فقال انما أدعوك الي الطعام و أحب ان تطأ ثيابي و تدخل منزلي فأتبرك بذلك فقد أحب فلان بن فلان من وزراء الخليفة لقاءك فصار اليه فلما طعم أحس بالسم فدعا بدابته فسأله رب المنزل أن يقيم فقال خروجي من دارك خير لك فلم يزل يومه ذلك و ليلته في قلق حتي قبض عليه السلام مسموما غريبا صابرا محتسبا و دفن في مقابر قريش في ظهر جده موسي بن جعفر عليهماالسلام. أتقتل يا ابن الشفيع المطاع و يا ابن المصابيح و ابن الغرر و يا ابن الشريعة و ابن الكتاب و يا ابن الرواية و ابن الأثر مناسب ليست بمجهولة ببدو البلاد و لا بالحضر مهذبة من جميع الجهات و من كل عائبة أو كدر

مراثي ابي جعفر محمد بن علي الجواد

قال السيد صالح النجفي المعروف بالقزويني من قصيدة: و نص الرضا ان الجواد خليفتي عليكم بأمر الله يقضي ويحكم [ صفحه 638] هو ابن ثلاث كلم الناس هاديا كما كان في المهد المسيح يكلم و كم لك يا ابن المصطفي بان معجز به كل أنف من أعاديك مرغم و صاهرك المأمون لما بدت له معاجزك اللاتي بها الناس سلموا أسر امتحانا صيد باز بكفه فأخبرته عما يسر و يكتم و أرشي العدي يحيي بن أكثم خفية و ظنوا بما يأتيه أنك تفحم فاخجلت يحيي في الجواب مبينا عن الصيد يرديه امرؤ و هو محرم و أنت أجبت السائلين مسائلا ثلاثين ألفا عالما لا تعلم أقمت و قومت الهدي بعد سادة أقاموا الهدي من بعد زيغ و قوموا فطوس لكم و الكرخ شجوا و كربلا و كوفان تبكي و البقيع و زمزم و كم أبرموا أمرا و كادوا

فكدتهم بنقضك ما كادوك فيه و أبرموا و كم قد تعطفتم عليهم ترحما فلم يعطفوا يوما عليكم و يرحموا فما منكم قد حرم الله حللوا و ما لكم قد حلل الله حرموا وجدهم لو كان أوصي بقتلهم اليكم لما زدتم علي ما فعلتم فصمتم من الدين الحنيفي حبله و عروته الوثقي التي ليس تفصم و سمته أم الفضل عن أمر عمها فويل لها من جده يوم تقدم قضي منكم كربا و عاش مروعا و لا جازع منكم و لا مترحم علي قلة الأيام و المكث لم يزل بكم كل يوم يستضام و يهضم فيا لقصير العمر طال لموته علي الدين و الدنيا البكا و التألم مضيت فلا قلب المكارم هاجع عليك و لا طرف المعالي مهوم [ صفحه 639] و لا مربع الايمان و الهدي مربع و لا محكم الفرقان و الوحي محكم بفقدك قد أثكلت شرعة أحمد فشرعته الغراء بعدك أيم عفا بعدك الاسلام حزنا و اطفئت مصابيح دين الله فالكون مظلم فيالك مفقودا ذوت بهجة الهدي له و هوت من هالة المجد انجم يمينا فما الله الاك حجة يعاقب فيه من يشاء و يرحم و ليس لأخذ الثار الا محجب به كل ركن للضلال يهدم و قال علي بن عيسي الاربلي صاحب كشف الغمة [7] . ضرام الوجد يقدح في الفؤاد لرزء المرتضي المولي الجواد امام هدي له شرف و مجد علا بهما علي السبع الشداد امام هدي له شرف و مجد أقر به الموالي و المعادي تصوب يداه بالجدوي فتغني عن الأنواء في السنة الجماد يبخل جود كيفه اذا ما جري في الجود منهل الغوادي بني في ذروة العلياء بيتا بعيد الصيت مرتفع

العماد فمن يرجوا اللحاق به اذا ما أتي بطريف فخر أو تلاد من القوم الذين أقر طوعا بفضلهم الأصادق و الأعادي بهم عرف الوري سبل المعالي و هم دلوا الأنام علي الرشاد لهم أيد جبلن علي سماح و أفعال طبعن علي سداد و هم من غير ما شك و خلف اذا أنصفت سادات العباد [ صفحه 640] أيا مولاي دعوة ذي ولاء اليكم ينتمي و بكم ينادي يقدم حبكم ذخرا و كنزا يعود اليه في يوم المعاد ففيكم رغبتي و علي هداكم محافظتي و حبكم اعتقادي و قد قدمتكم زادا لسيري الي الأخري و نعم الزاد زادي فأنتم عدتي ان جار دهر و أنتم ان عرا خطب عتادي

پاورقي

[1] و قيل في ملك الواثق و الظاهر انه اشتباه نشأ من صلاة الواثق عليه.

[2] و في بعض الكتب سكينة و الظاهر انه تصحيف سبيكة - المؤلف -.

[3] بضم القاف و فتح الذال المعجمة المشددة ريش السن السهم خشبة في رأسها جديدة فالحديدة تسمي ريشا يقال حذو القذة بالقذة مثل يضرب لشيئين يستاويان و لا يتفاوتان اصلا و ذلك انها تقدر كل واحدة من القذذ علي قدر صاحبها و تقطع. - المؤلف -.

[4] هذا يدل علي ان اسمها زينب و ام الفضل كنية لها و يدل بعض الاخبار علي انها تكني ام عيسي. - المؤلف -.

[5] العجم بالتحريك النوي - المؤلف -.

[6] الذي في النسخة عبدالملك الزيات ولكن الذي كان وزيرا للمعتصم هو محمد بن عبدالملك الزياد. - المؤلف -.

[7] البيت الأول ليس له بل للمؤلف. - المؤلف -.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.