كلمة الامام الجواد عليه السلام

اشارة

سرشناسه : شيرازي، حسن، 1934؟ - 1980

عنوان و نام پديدآور : كلمه الامام الجواد عليه السلام/ حسن الشيرازي

مشخصات نشر : بيروت: مركز الرسول الاعظم(ص) للتحقيق و النشر، 1419ق. = 1999م. = 1378.

مشخصات ظاهري : ج ج، ص 160

وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي

يادداشت : عربي

يادداشت : كتابنامه: ص. [153] - 154؛ همچنين به صورت زيرنويس

موضوع : محمدبن علي(ع)، امام نهم، 220 - 195ق.

موضوع : محمدبن علي(ع)، امام نهم، 220 - 195ق. -- احاديث

رده بندي كنگره : BP48 /ش 9ك 8

رده بندي ديويي : 297/9582

شماره كتابشناسي ملي : م 78-6620

مقدمة الناشر

الكلمة

بسم الله الرحمن الرحيم الكلمة ليست هي مجرد حروف ينطقها الانسان، فتخرج من فمه لتؤدي معني ما.. أو أنها توحي بمعني معين و كفي.. بل الكلمة هي الأسيرة التي تأسرها بين شفتيك.. و تحرسها بأسنانك.. و تلوكها بلسانك.. الا أنها اذا خرجت من أسرها (الفم) فانك سوف تكون أسيرا لها ما حييت.. هذا يعني أنك قد تصبح - بكلك - أسير كلمة صغيرة تخرج من فيك مع الهواء الخارج منه و هي أول ما تعطي للسامع أو المتلقي للكلام مفتاح شخصيتك أنت.. فالعلم، و الثقافة، و مستوي التفكير، و مدي الاستيعاب و.. و.. كلها تنكشف عندما تطلق كلماتك في الهواء.. فتعبر عنك تعبيرا دقيقا الي شي ء ما.. الا من تدرب الكذب و الالتفاف و التلون حسب المجالس و الظروف.. غير أنه - و مهما يكن خبيرا - فلابد من أن ينكشف مثل هذا، كذلك بالكلام أو تقاسيم الوجه أو تفتح الوجنتين.. و قديما قيل: (لسانك حصانك، ان صنته صانك، و ان تركته شانك) و ربما أوصلك الي القطع و الي سيف الجلاد و حديثا الي حبال المشانق.. و في الدار الآخرة يوردك الجحيم

و يرديك فيها.. و العياذ بالله، و في الحديث الشريف: (و هل يكب الناس علي مناخرهم في النار الا حصائد ألسنتهم) [1] . فالكلمة يجب أن تكون مسؤولة.. [ صفحه ب] و مسؤوليتها أن تؤدي رسالة الي السامع و المتلقي.. و الا فهي و بال علي الاثنين معا.. و بعد ذلك نسأل.. هل يوجد من هو مسؤول.. و عالم بمسؤوليته كالامام المعصوم (عليه السلام) فهو مسؤول عن أمة و ليس عن كلمة.. و حقيقة و ليست مجازا أو اعتبارا.. و هذا الذي بين يديك هو عبارة عن كلمة مسؤولة من امام هدي عظيم و مسؤول، و معجزة بالحقيقة.. قاد الأمة في أول فتوته، في السابعة أو الثامنة من عمره الشريف.. ألا و هو الامام التاسع من أئمة آل البيت الأطهار الأبرار (عليهم السلام) الامام محمد بن علي الجواد (عليه السلام) ذاك الفتي المبارك الذي جعله الله ليقود أمة كانت تملك نصف الدنيا المعروفة في ذاك العصر.. و هو ضامن و مسؤول أن يدخلها الجنة و نعيم الأبد لو سلمته زمام أمورها. الا أنها - الأمة - أبت الجنان.. و سلمت القيادة الي المأمون و من بعده المعتصم العباسي.. الذي لم يعتصم بالله طرفة عين.. و لم يرع لرسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) رحم و لا قرابة.. فعليه من الله ما يستحق.. و ما ربك بظلام للعبيد..

جامع الكلمة

أن تجمع شيئا يعني أن تضمه و تؤلف فيما بين أجزائه، و تقرب بعضها الي بعض.. و ربما تضعها في المكان المناسب و اللائق لها.. فالذي يجمع الجواهر و الدرر لابد أن يكون أو يصبح صائغا للجواهر.. و الذي يجمع المال و توابعه لابد أن يصبح ثريا

و غنيا بأعين الناس.. و الذي يجمع الورود و الزهور لابد من أن يكون عاشقا أو فنانا مبدعا.. و هكذا.. ولكن لكل من هذه الأنواع و الأصناف لذاتها التي يعرفها المختصون.. و كذلك لها منغصاتها.. من تعب و نصب و شوك و لسع.. كما قيل قديما: (من يجني العسل.. فلابد من أن يتحمل لسع النحل). أما الذي يجمع الكلام.. و يؤلف (موسوعة الكلمة) فلابد من أن يكون جامعا للكثير من أطراف العلم، و الأدب، و اللغة، و التاريخ، و الفقه، و التفسير و.. و الا فانه لن يستطيع أن يجمع هذه الكلمات المباركة و ينسقها هذا التنسيق البديع.. [ صفحه ج] و جامع الكلمة يجب أن يكون متكلما.. و خطيبا بارعا، و أديبا لامعا، و أجمل ان كان شاعرا ثائرا علي رواسب التخلف و الظلم و العنجهية الجاهلية.. و كل هذا - و أكثر - و فره الباري عزوجل بذاك العالم الفذ.. و الأديب الكبير سماحة الامام الشهيد حسن الشيرازي (رحمه الله) و هو أرحم الراحمين. ذاك العلامة الكبير الذي قضي عمره الشريف كله في العلم و مباحثة العلماء و تعليم من يطلب العلم.. و الجهاد متنقلا بين العراق و سورية و لبنان.. و كذلك بعض البلدان الافريقية و الآسيوية الأخري.. ولد الشهيد في جوار جده أميرالمؤمنين (عليه السلام) في النجف الأشرف عام 1354 ه والده المرجع الديني الكبير آيةالله العظمي السيد ميرزا مهدي الشيرازي (قدس الله روحه). كان الوكيل الأول لأخيه الأكبر سماحة المرجع الديني الأعلي آيةالله العظمي السيد محمد الشيرازي (دام ظله) أينما و كيفما تحرك.. و محط ثقته المطلقة - و هو أهل للثقة - رحمه الله.. و قد تسأل: ما هي الصعوبات

التي اعترضت السيد حسن الشيرازي عندما جمع الكلمة؟ أقول لك: بأنه تعرض لكل أنواع الصعوبات و القهر و التعذيب النفسي و الجسدي داخل السجن و خارجه.. في العراق و غير العراق.. الي أن قضي نحبه برصاص الغدر البغيض علي تراب لبنان بتاريخ: 16 / 6 / 1400 للهجرة المباركة. و هكذا كان سماحة السيد.. عملاقا عظيما.. و فكرا موسوعيا.. جمع (موسوعة الكلمة) و غيرها من المؤلفات الكثيرة.. فأجره و ثوابه علي مولاه لا شك أنه كبير.. و لهذا صار شهيدا.. فعليه الرحمة و الرضوان.. و علي قاتليه الخزي و العار و لعنة الديان.. [ صفحه د]

صاحب الكلمة

الامام محمد بن علي الجواد (عليه السلام): غصن ندي من تلك الشجرة المباركة الطيبة.. التي تؤتي أكلها كل حين باذن ربها.. فرع طيب من أصل طيب.. طابوا و طهروا من كل دنس و رجس و عيب - حاشاهم العيب - فهم أصل الطيب في هذا الوجود الرحيب.. فرع رسالي من فروع الرسالة المحمدية الخاتمة.. و التي شاءت الأقدار أن يكونوا اثنا عشر فرعا مباركا.. بتقدير و تعيين من خالق الأكوان، مغير الألوان، مبدل الأحوال، الله ذي الجلال. لأن الامامة فرع واجب من الرسالة.. باعتبار أن هذه الوصية واجبة عقلا و نقلا و ذلك لأن فيها المصلحة كل المصلحة.. و تركها يعني المفسدة للدين و الدنيا..

الامامة و الامام..

فالامامة تابع من توابع النبوة و فروعها.. فكما يجب اتصاف النبي (عليه السلام) بجميع الكمالات و الفضائل و يجب أن يكون في ذلك أفضل وأكمل من كل واحد من أهل زمانه.. لأنه قبيح من الحكيم من أن يقدم المفضول المحتاج الي التكميل علي الفاضل المكمل عقلا و سمعا.. اذ يستحيل علي الحكيم العبث.. و العبث قبيح.. و القبيح ليس مما يتعاطاه الحكيم.. فالامامة رئاسة عامة في أمور الدين و الدنيا لشخص انساني.. و كونها رئاسة في الدين و رئاسة في الدنيا، هذا يعني أن هذا الشخص هو.. 1: شخص معين معهود من رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). 2: انه لا يجوز أن يكون مستحق الرئاسة أكثر من واحد في عصر واحد بحق الأصالة..و قلنا بحق الأصالة احترازا عن النائب الذي يفوضه الامام عموم الولاية.. فان رياسته عامة - النائب - الا أنها ليست بالأصالة و ذلك لأن النائب المذكور لا رياسة له علي امامه.. [ صفحه ه]

و هذا ينطبق علي تعريف النبوة و يزاد فيه بحق النيابة عن النبي علي البشر [2] . فالامام.. أمر الهي، و روح قدسي، و مقام علي، و نور جلي، و سر خفي، فهو ملكي الذات.. الهي الصفات.. زائد الحسنات.. عالم بالمغيبات، خصا من رب العالمين و نصا من الصادق الأمين.. و هذا كله لآل محمد (سلام الله عليهم)، لا يشاركهم فيه مشارك لأنهم معدن التنزيل و معني التأويل.. و الامامة لطف الهي واجب.. و اللطف هو ما يقرب العبد الي الطاعة و يبعده عن المعصية و هذا المعني حاصل في الامامة كما النبوة [3] . و كما يصف الامام الثامن رضا الآل (عليهم السلام) فالوصف أجمل و أكمل.. عن القسم بن مسلم عن أخيه عبدالعزيز بن مسلم قال: كنا في أيام علي بن موسي الرضا (عليه السلام) بمرو.. فاجتمعنا في جامعها في يوم جمعة في بدو قدومنا.. فأدار الناس أمر الامامة [4] و ذكروا كثرة اختلاف الناس فيها.. فدخلت علي سيدي مولاي الرضا (عليه السلام) فأعلمته ما خاض الناس فيه.. فتبسم ثم قال: (يا عبدالعزيز جهل القوم و خدعوا عن دينهم، ان الله تبارك و تعالي لم يقبض نبيه (صلي الله عليه و آله و سلم) حتي أكمل له الدين، و أنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شي ء.. بين فيه الحلال و الحرام و الحدود و الأحكام.. و جميع ما يحتاج اليه الملأ.. فقال عزوجل: (ما فرطنا في الكتاب من شي ء) [5] . و أنزل في حجة الوداع و هو آخر عمره: (اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دينا) [6] . فأمر الامامة من تمام الدين.. و لم يمض (صلي الله عليه

و آله و سلم) حتي يبين لأمته معالم دينه، و أوضح لهم سبيلهم و تركهم علي قصد الحق.. و أقام لهم عليا (عليه السلام) علما و اماما.. و ما ترك شيئا تحتاج اليه الأمة الا بينه.. فمن زعم أن الله عزوجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله عزوجل.. و من رد كتاب الله فهو كافر.. هل تعرفون قدر الامامة.. و محلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم.. [ صفحه و] ان الامامة أجل قدرا.. و أعظم شأنا.. و أعلي مكانا.. و أمنع جانبا.. و أبعد غورا.. من أن يبلغها الناس بعقولهم.. أو ينالونها بآرائهم فيقيموها باختيارهم. ان الامامة خص الله عزوجل بها ابراهيم الخليل (عليه السلام) بعد النبوة و الخلة، مرتبة ثالثة و فضيلة شرفه الله بها، فأشار بها ذكره فقال عزوجل: (اني جاعلك للناس اماما) فقال الخليل سرورا بها: (و من ذريتي) قال الله عزوجل: (لا ينال عهدي الظالمين) [7] ، فأبطلت هذه الآية امامة كل ظالم الي يوم القيامة، و صارت في الصفوة.. ثم أكرمه الله عزوجل بأن جعل في ذريته أهل الصفوة و الطهارة.. فقال تعالي: (و وهبنا له اسحاق و يعقوب نافلة و كلا جعلنا صالحين، و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا و أوحينا اليهم فعل الخيرات و اقام الصلاة و ايتاء الزكاة و كانوا لنا عابدين..) [8] . فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض.. قرنا فقرنا.. حتي ورثها النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) فقال الله عزوجل: (ان أولي الناس بابراهيم للذين اتبعوه و هذا النبي و الذين آمنوا و الله ولي المؤمنين) [9] . فكانت له خاصة فقلدها النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) عليا (عليه السلام)

بأمر الله علي رسم ما فرض الله.. فصارت في ذريته الأصفيات الذين أتاهم الله العلم و الايمان بقوله عزوجل: (و قال الذين أوتوا العلم و الايمان لقد لبثتم في كتاب الله الي يوم البعث) [10] ، فهي في ولد علي (عليه السلام) خاصة الي يوم القيامة.. اذ لا نبي بعد محمد (صلي الله عليه و آله و سلم). فمن أين يختار هؤلاء الجهال؟ ان الامامة.. منزلة الأنبياء و ارث الأوصياء.. ان الامامة.. خلافة الله عزوجل و خلافة الرسول، و مقام أميرالمؤمنين، و ميراث الحسن و الحسين.. ان الامامة.. زمام الدين، و نظام المسلمين، و صلاح الدنيا، و عز المؤمنين. ان الامامة.. رأس الاسلام النامي، و فرعه السامي.. بالامام.. تمام الصلاة، و الزكاة، و الصيام، و الحج، و الجهاد، و توفير الفي ء و الصدقات، و امضاء الحدود و الأحكام، و منع النفور و الأطراف.. [ صفحه ز] الامام.. يحل حلال الله، و يحرم حرام الله، و يقيم حدود الله، و يذب عن دين الله، و يدعو الي سبيل ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة و الحجة البالغة. الامام.. كالشمس الطالعة للعالم و هي في الأفق، بحيث لا تناله الأيدي و الأبصار.. الامام.. البدر المنير، و السراج الزاهر، و النور الساطع، و النجم الهادي في غياهب الدجي و البيداء القفار و لجج البحار.. الامام.. الماء العذب علي الظماء، و الدال علي الهدي، و المنجي من الردي.. الامام.. النار علي البقاع الحارة لمن اصطلي، و الدليل علي المسالك، من فارقه فهالك.. الامام.. السحاب الماطر، و الغيث الهاطل، و الشمس المضيئة، و الأرض البسيطة، و العين الغزيرة و الغدير و الروضة.. الامام.. الأمين الرفيق، و الوالد الشفيق، و الأخ الشقيق، و

مفزع العباد في الداهية.. الامام.. أمين الله في أرضه، و حجته علي عباده، و خليفته في بلاده، الداعي الي الله و الذاب عن حريم الله.. الامام.. المطهر من الذنوب، المبرأ من العيوب، مخصوص بالعلم، موسوم بالحلم، نظام الدين، و عز المسلمين، و غيظ المارقين، و بوار الكافرين.. الامام.. واحد دهره، لا يدانيه أحد، و لا يعادله عدل، و لا يوجد له بديل، و لا له مثيل و لا نظير.. مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه و لا اكتساب، بل اختصاص من المتفضل الوهاب.. فمن ذا يبلغ معرفة الامام؟ و يمكنه اختياره؟ هيهات.. هيهات..!!! ضلت العقول، و تاهت الحلوم، و حارت الألباب، و حسرت العيون، و تصاغرت العظماء، و تحيرت الحكماء، و تقاصرت الحلماء، و حصرت الخطباء، و جهلت الألباب، و كلت الشعراء، و عجزت الأدباء، وعيت البلغاء، عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله، فأقرت بالعجز و التقصير.. و كيف أو ينعت بكنهه، أو يفهم شي ء من أمره، أو يوجد من يقوم مقامه، و يغني غناه؟ لا و كيف و أني و هو بحيث النجم من أيدي المتناولين و وصف الواصفين.. فأين الاختيار من هذا؟ و أين العقول عن هذا؟ و أين يوجد مثل هذا؟ ظنوا أن ذلك يوجد في غير آل رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)!! كذبتهم - والله - أنفسهم و منتهم الباطل، فارتقوا مرتقا صعبا و حصنا تزل عنه الي [ صفحه ح] الحضيض أقدامهم.. راموا اقامة الامام بعقول حائرة باترة ناقصة و آراء مضلة فلم يزدادوا منه الا بعدا.. قاتلهم الله أني يؤفكون.. لقد راموا صعبا، و قالوا افكا، و ضلوا ضلالا بعيدا.. و

وقعوا في الحيرة اذ تركوا الامام من غير بصيرة، و زين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل.. و كانوا مستبصرين.. رغبوا من اختيار الله و اختيار رسوله الي اختيارهم و القرآن يناديهم: (و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة.. سبحان الله و تعالي عما يشركون.) [11] . و قال عزوجل: (و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة اذا قضي الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) [12] . و قال عزوجل: (ما لكم كيف تحكمون، أم لكم كتاب فيه تدرسون، ان لكم فيه لما تخيرون، أم لكم أيمان علينا بالغة الي يوم القيامة ان لكم لما تحكمون، سلهم أيهم بذلك زعيم، أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم ان كانوا صادقين.) [13] . و قال عزوجل: (أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها) [14] ، و (طبع علي قلوبهم فهم لا يفقهون) [15] ، و (قالوا سمعنا و هم لا يسمعون، ان شر الدواب عندالله الصم البكم الذين لا يعقلون، و لو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم و لو اسمعهم لتولوا و هم معرضون) [16] . فكيف لهم باختيار الامام؟ و الامام عالم لا يجهل، وراع لا ينكل، معدن القدس و الطهارة، و النسك و الزهادة، و العلم و العبادة، مخصوص بدعوة الرسول و هو نسل المطهرة البتول.. لا مغمز فيه في نسب، و لا يدانيه ذو حسب.. في البيت من قريش، و الثروة من هاشم، و العترة من آل الرسول، و الرضا من الله.. شرف الأشراف و الفرع من عبد مناف.. نامي العلم كامل الحلم، مضطلع بالامامة، عالم بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر الله، [ صفحه ط] ناصع لعباد

الله حافظ لدين الله.. ان الأنبياء و الأئمة يوفقهم الله و يؤتيهم من مخزون علمه و حكمه ما لا يؤتيه غيرهم.. فيكون علمهم فوق علم أهل زمانهم في قوله عزوجل: (أفمن يهدي الي الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي الا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون) [17] ، و قوله عزوجل: (و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) [18] . و قوله عزوجل - في طالوت - (ان الله اصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم و الله يؤتي ملكه من يشاء و الله واسع عليم) [19] ، و قال عزوجل لنبيه: (و كان فضل الله عليك عظيما) [20] و قال عزوجل في الأئمة من أهل بيته و عترته: (أم يحسدون الناس علي ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب و الحكمة.. و آتيناهم ملكا عظيما.. فمنهم من آمن به و منهم من صد عنه و كفي بجهنم سعيرا) [21] . و ان العبد اذا اختاره الله لأمور عباده شرح صدره لذلك، و أودع قلبه ينابيع الحكمة، و ألهمهم العلم الهاما.. فلم يعي بعده الجواب، و لا يحير فيه عن الصواب، و هو معصوم مؤيد، موفق مسدد، قد أمن الخطايا و الزلل و العثار.. فخصه الله بذلك ليكون حجته علي عباده، و شاهده علي خلقه، و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذوالفضل العظيم.. فهل يقدرون علي مثل هذا، فيختاروه أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدموه تعدوا و بيت الله الحق.. و نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون و في كتاب الله: (فنبذوه وراء ظهورهم) [22] . فذمهم الله و مقتهم أنفسهم فقال

عزوجل: (و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدي من الله ان الله لا يهدي القوم الظالمين) [23] . [ صفحه ي] و قال عزوجل: (فتعسا لهم و أضل أعمالهم..) [24] . و قال عزوجل: (كبر مقتا عندالله و عند الذين آمنوا كذلك يطبع الله علي كل قلب متكبر جبار) [25] . لذلك نعظم و نجل صاحب الرسالة الخاتمة، أعني رسول الله محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) من أن يكون ترك شأن و أمر هذه الأمة هملا دون أن يوصي و يبين من يقوم مقامه في أمته.. و كذلك نعظم و نجل المرسل - أعني به الله عزوجل - أن يأخذ رسوله الي هذا الكون و في الرسالة نقصا أو خللا أو أي مجال لأي متقول عن الرسالة.. لأنه قال: (اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دينا) [26] . فالرسالة كاملة و النعمة تامة و الوصية بينة و واضحة و القيادة لها أهلها و ليس كل من ادعي القيادة أو جعلوا منه قائدا فقد صار قائدا في الدين و الدنيا.. و ربما في الدنيا يصير.. أما في الدين فلا، لأن القيادة الربانية يجب أن تكون بمستوي الرسالة و خلافة أو نيابة عن المرسل جل جلاله.. هو المبدأ المعروف بالخلافة الربانية: (يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس) [27] ، اذا داود خليفة و سليمان و موسي و هارون و بقية الأنبياء و الرسل (عليهم السلام) هم خلفاء الله في هذه الأرض.. و ربما في الكون.. و الخليفة يجب أن يكون بمستوي المستخلف لا بمستوي المستخلف عليهم - و هذا بالمقياس البشري - بل معهم

و فيهم ليكون حجة و أبلغ حجة عليهم.. فالخلافة الربانية - كما أوضحنا - مسألة الهية بالتخصيص و التعيين من الله تعالي كما الرسالة تماما دون أية فروقات الا بأسلوب الوحي و التلقي.. .. و هل هناك أسوأ حظا من أمة تستبدل الامام علي (عليه السلام) بغيره؟ و هل هناك أخيب من سعي أمة تستبدل سيدة نساء العالمين بهند و أمثالها؟ و هل هناك أبشع من عمل أمة تستبدل سيدي شباب أهل الجنة بيزيد و ابن زياد و الحجاج و غيرهما..؟ لكن ولكن اللعنة علي لكن.. [ صفحه ك] و لزيادة الايضاح و لتقريب المسألة الي الأذهان بشكل عام و الي الشباب المثقف بشكل خاص فلا بأس بان نأخذ هذه الأمثلة و نقتطف هذه الكلمات لسماحة السيد الشهيد المؤلف رحمه الله.. فانه يقول: و الامام: هو الذي يؤمر من قبل الله ب (الولاية التنفيذية) سواء كان الامام رسولا مثل ابراهيم الخليل (عليه السلام) الذي خاطبه الله تعالي بقوله: (اني جاعلك للناس اماما) [28] . أو كان نبيا غير رسول مثل الألوف من الأنبياء الذين لم يصلنا حتي أسمائهم..أو لم يكن نبيا و لا رسولا بل وصيا لنبي مثل آصف بن برخيا وصي سليمان بن داود (عليهم السلام)..و مثل يوشع بن نون وصي موسي بن عمران (عليهماالسلام). و الأنبياء الأئمة كثيرون سجل القرآن الكريم بعضهم مثل ابراهيم و لوط و اسحاق و يعقوب الذين قال عنهم: (و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) [29] ، و الامامة مثل الرسالة صلاحية يخولها الله كل من تنسجم مواصفاته مع (الولاية التنفيذية).. و قد ظهرت للناس آثار (الرسالة) و صلاحية (الامامة) من الله حينما خلق الكون و ضبطه بكل عوالمه و خلائقه الكثيرة المعقدة بادارة

شاملة محكمة لا تنفلت منها نبضة عصب و لا حبة مطر.. و لا حبة نسيم.. و لا أدني من ذلك و لا أكبر.. و تظهر هذه الادارة في حركات المجرات المخيفة.. و في شبكات الري المنتشرة في كافة أنحاء ورقة الكرم (العنب).. و في المهمات الحساسة التي تؤديها الخلية المجهولة في دماغك.. و في التفاعلات الدقيقة التي تنجزها مليارات الأشعة الفاعلة في الكون. و الناس عندما يجدون (الالكترون) السالب يدور حول (الفوتون) الموجب دورة في الثانية.. يقولون: (الالكترون السالب يدور حول الفوتون الموجب) وكنهم يتساءلون: من الذي يدير هذه حول تلك..؟ و عندما يرون حبات المطر تتساقط هنا لا هناك.. يقولون: السيول تجتاح هذه المنطقة.. و المواشي تموت في تلك المنطقة علي أثر الجفاف.. و لا يتساءلون.. من الذي اسقط المطر علي هذه المنطقة و حرم منه تلك..؟ و عندما يسمعون أن فجوات هوائية تحدث هنا بينما هناك يرتفع ضغط الهواء.. أو عندما يعرفون مياها جوفية هنا.. و أطنان اليورانيوم هناك.. و حبات الألماس ترقد هنالك.. [ صفحه ل] يكتفون بالاطلاع عليها و الاستفادة منها فحسب.. و لا يحاولون التعرف علي الجهاز الاداري الذي يؤدي هذه الأعمال.. و لا استيعاب الأسباب التي تنتهي بهذه التركيبات، تماما كالبدوي السائح الذي يدخل مدينة متحضرة بلا مترجم و لا دليل فيري الشاشة الصغيرة هنا تتابع عرض مشاهدها.. و هناك هوائية جبارة جامدة تحت الشمس و المطر.. و هنالك آليات متحركة تتراكض في خطوط متشابكة من الفجر الي الفجر، و الي جانبها غرفة كبيرة تضج بأصوات آلات حديد تتحرك تلقائيا و تعج بالأسلاك متزاحمة متراكبة.. و فوق البيوت أجسام كبيرة تسبح في الهواء و تزعق بلا انقطاع.. و علي

الجدران آلة صماء معلقة يأتي الناس اليها فيرون النقود في جيبها و يظلون يتكلمون و يضحكون لها و هي لا ترد عليهم فيذهب الي نجمة كبيرة مرمية في وسط الشارع ليخطفها الي كوخه فينقضه تيار الكهرباء.. و يحاول أن يمر الشارع فيصرخ به الرجال.. و يريد أن ينام علي الرصيف فيقوده رجال الشرطة الي موقف.. و يدخل المطعم و يختار طعاما يروق له منظره فلا يستطيع تناوله.. و تماما كالطفل الذي يجد أسلحة أبيه، فيحاول التعرف عليها و الاستفادة منها في أغراضه الطفولية فتنفجر بين يديه، فتدمره و تقضي علي حياته.. لابد أنك رأيت في حياتك أو سمعت بمثل ذلك البدوي و مثل هذا الطفل.. بهذا الشكل يتعامل كبار علماء الطبيعيات مع الكون.. فيرون الأشياء كأنها متبعثرة، و كأن كل شي ء يتحرك ارتجاليا و بدافع ذاتي بلا هدف و لا وسيلة و لا خطة لذلك يجهدون أكثر مما ينبغي و يهدرون طاقات بشرية و مادية هائلة.. ثم يستفيدون أقل مما ينبغي.. و يأتي أدلاء الكون و مصادر الوحي فيقولون: ان الكون كله وحدة مترابطة مشدودة بأسباب و مسببات.. و مسيرة بارادة شاملة محكمة.. فما من حبة المطر الا و يأتي بها ملك ليضعها في موضعها المناسب.. و ما من نطفة الا و يفصل ملامحها و يخطط جغرافيتها و أعمالها ملك.. و لا تتحرك ريح و لا موج و لا نجم و لا سحاب الا و يحركه ملك وفق خطة حكيمة.. و لا تنبض خاطرة في دماغك الا بوحي ملك أو شيطان.. صحيح أن الله سبحانه يصمم جميع الأقدار، و أنه يستطيع أن يدير كل العوالم بلا جهاز اداري، ولكن شاء أن يديرها بجهاز اداري.. ففي

بعض الحديث: (أبي الله أن يجري الأمور الا بأسبابها).. كما أن الله قادر علي أن يرزق جميع الناس من فوق رؤوسهم و من تحت أقدامهم بلا سعي و لا حاجة أحد الي أحد.. ولكنه شاء أن يرزق الناس بمساعيهم، و أن يرزق بعضهم ببعض، (و رفعنا بعضهم [ صفحه م] فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا) [30] ، و كما أن الله قادر علي أن يلهم كل واحد من الناس بمساعيهم شرائع دينه بلا واسطة، كما ألهم الحيوانات وظائفها بلاواسطة فقال: (و أوحي ربك الي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا و من الشجر و مما يعرشون، ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا) [31] ولكنه شاء أن يعلمهم شرائعهم بواسطة الأنبياء و الأوصياء و العلماء.. و كما أن الله قادر علي أن ينزع خصائص الأرض من الناس ليعيشوا كالملائكة هوايتهم الهدي و شهوتهم العبادة.. ولكنه شاء أن يتعرضوا للتجربة حتي يبلغ كل مداه.. فقال: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، و لا يزالون مختلفين) [32] . كما أن الله قادر علي أن يخلق البشر من غير أبوين.. و أن يخلق الحيوان و النبات من غير أصل.. و أن يوجد جميع الأنواع ابتداء لا من شي ء، ولكنه شاء بحكمته البالغة التي لم يؤهلنا لاستيعابها.. أن تكون سنة الخلق في سلسلات متوالدة. هكذا شاء الله أن يوكل الكائنات الي جهاز اداري هرمي.. و أن لا ينفذ شي ء الا بعلمه الدقيق و ارادته المباشرة.. الا أن هذا الجهاز موكل بتنفيذ ارادة الله في خلقه.. فوظف مجموعات من الملائكة في هذا الجهاز اسماهم في القرآن ب (المدبرات أمرا) [33] . و جعل علي كل

قسم ملكا من أعظم ملائكته فوكل (رضوان) بالجنة و وكل (مالك) بجهنم.. و وكل (جبرائيل) بالرسالات و الرسل و عقاب المتمردين عليها.. و وكل (اسرافيل) بنفخة الصور.. و وكل (ميكائيل) بالأرزاق.. و وكل ملكا عظيما اسمه (الروح) بالاقدار، و وكل (عزرائيل) بالأرواح و وكل ملكا بالرياح و ملكا بالبحار، و ملكا بالشمس، و ملكا بالقمر، و ملكا بالأرض، و ملكا بكل سماء من السماوات.. و جعل لكل قسم من هذه الأقسام فروعا.. و وظف علي كل فرع ملكا تتناسب مؤهلاته مه مهمته في تسلسل اداري دقيق.. ثم جعل فوق الملائكة الموكلين بالأقسام الرئيسية رجلا من البشر يمثل قمة الهرم.. و اذا أردنا التشبيه فمن الممكن تشبيه الرجل القمة برئيس مجلس الوزراء و أن نشبه الملائكة الموكلين بالأقسام بالوزراء.. و أن نشبه الفروع الممتدة من كل قسم بالمديريات المتفرعة من [ صفحه ن] كل وزارة.. و الرجل القمة في جهاز الادارة التنفيذية يطلق عليه لقب (الامام) و يقال له: (صاحب الولاية) كما يقال له: صاحب العهد.. اقتباسا من قوله تعالي: (و لقد عهدنا الي آدم من قبل فنسي و لم نجد له عزما..) [34] . و الي جانب هذا الجهاز الاداري الشامل الدقيق الذي يتولي الجانب التكويني للكائنات، يوجد جهاز اداري شامل و دقيق آخر.. يتولي الجانب التشريعي للكائنات فيما أتاح لها الادارة المستقلة لاتمام التجربة.. و هذا الجهاز أيضا جهاز واسع له أقسام عديدة.. و علي كل قسم ملك من أعظم ملائكة الله، و لكل قسم فروع عليها ملائكة تتناسب امكاناتهم مع مهامهم.. و تتوالي قواعده الهرمية و يكفي لمعرفة مدي سعة الجهاز أن نعلم.. 1: أن كل انسان عليه ملكان يراقبانه و يسجلان تصرفاته

حتي النفخة و النأمة أحدهما عن يمينه و الآخر عن شماله.. فيوظف به ملكان بالليل و آخران بالنهار.. 2: ان في قلب كل انسان (لمتان) أي جماعتان.. جماعة من الملائكة تأمره بالخير و جماعة من الشياطين تأمره بالشر.. و هنا نقطة الاحتكاك الساخنة بين الملائكة و الشياطين، و موقف الانسان أشبه بموقف الحكيم.. فاذا مال نحو الشياطين ضعفت كتلة الملائكة، و اذا مال نحو الملائكة ضعفت كتلة الشياطين.. و من هنا يجد الانسان في داخله نازعة الخير و نازعة الشر.. 3: ان الله يوكل ملائكة عظام بالأنبياء و الأوصياء و خيار عباده الصالحين لتسديدهم و تأييدهم.. كما يوكل بأنبيائه و أوصيائهم ملائكة يعلمونهم، و يخبرونهم عما يريدون الاطلاع عليه من غيب و في حدود صلاحياتهم.. و بهذا يفسر قوله تعالي: (عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا الا من ارتضي من رسول) [35] ، و قوله تعالي: (و لا يحيطون بشي ء من علمه الا بما شاء) [36] . 4: ان كل نبي أو وصي يستخدم جماعات من البشر لتحمل أعباء التبليغ، و ما قد يترتب عليه من احتكاك يؤدي الي كفاح.. هذا الجهاز الواسع أيضا ركبه الله تركيبا هرميا.. و وكل بكل قسم من أقسامه ملكا من أعظم ملائكته، ثم جعل فوق الملائكة الموكلين بالأقسام الرئيسية رجلا من البشر يمثل قمة الهرم.. و هذا الرجل يكون نبيا أو وصي نبي منصوص من قبل الله.. [ صفحه س] و تشترط فيه مواصفات تبلغ درجة العصمة.. لأن الملائكة معصومون و لا يمكن أن يقود المعصومين غير معصوم.. [37] . و هذا التشبيه - كما لا يخفي - من أجل تقريب الفكرة الي الأذهان و ترسيخها أكثر..

العودة اليه

و بعد هذا البحث في هذا المقام الجميل و الجليل (الامامة و الامام) لابد لنا من العودة الي الامام التاسع من أئمة المسلمين.. تلك الشجرة الطيبة المباركة.. الني كان أصلها الامام علي أميرالمؤمنين و فاطمة الزهراء (عليهماالسلام) و أبنائهما الأئمة الأطهار الأبرار المعصومين من كل خطأ.. المبرئين من كل عيب.. المشمولين باللطف و العناية الالهية الخاصة.. و مقامهم عال علو الرسالة.. فأهل البيت (عليهم السلام) كلمة خالدة في فم الزمان.. و عنوان لامع في سماء المجد و الخلود.. يرددها المسلمون باجلال و تقديس، و تحوطها جوانحهم بالحب و الوفاء.. و تهفوا اليهم قلوبهم بشوق و ولاء.. و تقف أمامها الأجيال بالاعجاب و التعظيم.. و من هذه الدوحة المباركة.. و أولئك الأهل الكرام.. تتحدث عن الامام التاسع من أئمة المسلمين.. الامام محمد بن علي الرضا (عليهماالسلام) المعروف بالجواد.. الموصوف بالجود و الكرم.. و قل ما جاء الزمان بمثله و آله (عليهم السلام).

النسب الشريف

بعد هذه المقدمة هل نحن بحاجة الي اطراء النسب الشريف للامام..؟ أو هل نحن بحاجة للحديث عن هذه السلسلة الذهبية - كما سمي في التاريخ - و الذي قال عنها أحدهم: (والله لو قرئت علي ميت لأفاق).. فهل نحن بحاجة لذلك..؟ لا أظن ذلك.. فاذا كان الزكي من زكاه الناس، أو من زكي نفسه.. فما بالك بمن زكاه رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و زكاه رب العزة جل جلاله و طهره تطهيرا.. فهل بعد هذه التزكية..؟ [ صفحه ع] هو الامام محمد الجواد (عليه السلام). أبوه الامام علي الرضا (عليه السلام) أكرم و أنعم به من أب.. وجده هو الامام موسي الكاظم (عليه السلام) و نعم الجد.. أمه (سبيكة) أو (درة) أو (سكينة) النوبية..

لأنها كانت جارية من وسط وادي النيل.. جنوب مصر (حاليا) و شمال السودان... و المنطقة تعرف بالنوبة.. و النيل بالنيل النوبي.. و لذلك يقال: كما في الكافي الشريف.. أنها من أهل مارية القبطية [38] زوج الرسول الأكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) أم ابراهيم آخر ولده. و كانت جارية مبجلة مكرمة معظمة عند الامام علي الرضا (عليه السلام) لذلك أطلق عليها اسم (خيزران) و من هنا يقال لها أم ولد.

الولادة الميمونة..

في ذاك البيت الذي ملؤه العزة و الاباء.. و الشوق للأبناء.. في بيت الامام علي بن موسي الرضا (عليهماالسلام) الذي انتظر هذا المولود المبارك خمس و خمسون سنة من عمره الشريف، كانت ولادة هذا النجم اللامع.. في مدينة الرسول المنورة عاصمة الاسلام الأولي.. برق نور محياه الساطع.. و اختلف الرواة و المؤرخون في التوقيت و الزمن. فمنهم من قال: ان ولادته (عليه السلام) كانت في ليلة الجمعة 17 / رمضان المبارك / 195 للهجرة المباركة. و منهم من قال: بأن ولادته (عليه السلام) كانت في يوم الجمعة 10 أو 15 / من شهر أميرالمؤمنين (عليه السلام) رجب المرجب من نفس العام 195 ه و الملاحظ أن الاختلاف بسيط حوالي شهرين فقط. تلقي الامام الرضا (عليه السلام) وليده المبارك و هو يعلم ما شأنه و مكانته عندالله.. و عنده، فهو الخليفة و الوصي و امام الأئمة من بعده.. فتلقاه بيديه المباركتين فأذن في أذنه اليمني و أقام في اليسري و أعاذه بالمعوذتين من الشيطان اللعين الرجيم.. و عظمه بالصمدية الشريفة.. و راح ينظر اليه بحب وود و أخلاق [ صفحه ف] الأنبياء.. و كأنه يقرأ الغيب و يقول: ماذا سيحل بك يا بني.. و ما أعظم مهمتك.. فقد

كان الامام محمد الجواد (عليه السلام) نحيل الجسم، قوي العصب.. و أثر الوراثة من أمه (خيزران) واضح عليه.. لأنه كان أسمر شديد السمرة.. آدم. الا أنه (عليه السلام) كان طلق المحيا.. باسم الثغر، نور النبوة و الولاية يلمع بين عينيه، و سيماء الرسالة تنبي ء عنه أنه من أولاد الأنبياء.. فما من أحد رآه الا أجله و عظمه، كائنا من كان، لأن هيبته من الله عزوجل و ليس من موقع سياسي أو اجتماعي أو غير ذلك.. فان العزيز من اعتز بالله فأعزه الله و الجليل من كان جلاله من ذي الجلال و الاكرام و الفضل و الانعام تبارك الله.. و هكذا راح ينمو الامام محمد الجواد (عليه السلام) و تحوطه رعايتان.. رعاية ربانية و فيوض رحمانية.. لأن الله سيوكل اليه دورا عما قريب و ما زال حدث السن طري الزند.. و أي دور أعظم من قيادة الأمة الاسلامية كلها الي النور فيكون اماما مفترض الطاعة.. و رعاية بشرية امامية أبوية.. و هي رعاية الوالد العظيم الامام علي بن موسي الرضا (عليهم السلام) و أكرم به و أنعم.. من أب و معلم لهذا الفتي المبارك.. و في ظل تلك الرعاية المكثفة درج الامام الجواد (عليه السلام) فملائكة الرحمن تحفظه من كل سوء و ترعاه من كل نائبة.. و أبوه الامام الرضا (عليه السلام) يعلمه كل فضيلة، و يلقنه كل علم يحتاجه.. أو تحتاجه الأمة الاسلامية.. و يؤدبه بآداب جده رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه.. و ذلك لأنه من الأئمة المعصومين (عليهم السلام).. و هكذا حتي صار في الخامسة من عمره الشريف..

وداع و رسائل توجيهية..

عندما بلغ الامام الجواد (عليه اللام) الخامسة من عمره الشريف.. استدعي الحاكم العباسي عبدالله المأمون..

الامام علي الرضا (عليه السلام).. الي عاصمته الجديدة (مرو).. و لم يكن هناك أي مجال للاعتذار أو التخلف.. و كان ذلك في عام 200 للهجرة الشريفة.. و أراد الامام الرضا (عليه السلام) الرحيل الا أنه يعلم علم اليقين أن لا عودة الي تلك البقاع الطاهرة.. بعد ذهابه الي عاصمة الحكومة الجديدة، لا حيا و لا ميتا فهو غريب و مدفون في ارض غربة، روحي فداه من غريب بعيد ما أغربه. [ صفحه ص] فودع جده رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و الآل الكرام و صحابته العظام و توجه لوداع بيت الله الحرام.. فأخذ بيد صغيره الكبير و الوحيد الامام محمد الجواد (عليه السلام) و قصد مكة المكرمة لتجديد العهد و الحج لبيت الله الحرام.. و هو آخر حج له.. و ربما بحجة الوداع تأسيا بحجة جده رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) الذي نصب بعد الانتهاء منها علم الأمة وراية الصدق و لواء الامامة العادلة و سلمه الي أميرالمؤمنين الامام الأعظم علي بن أبي طالب (عليه السلام) و ذلك في عيد غدير خم كما هو مشهور و مشهود في التاريخ كله.. و كذلك الامام علي الرضا (عليه السلام) بعد أن حج حجه الأخير سلم الراية و المواريث الي الامام الفتي محمد بن علي الجواد (عليهماالسلام) و غادر الي العاصمة العباسية الجديدة (مرو).. و بالتفاصيل نقول: روي عن أمية بن علي قال: كنت مع أبي الحسن - أي الرضا - (عليه السلام) بمكة في السنة التي حج فيها، ثم صار الي خراسان.. و معه أبوجعفر (الجواد) (عليه السلام) و أبوالحسن (عليه السلام) يودع البيت.. فلما قضي طوافه.. عدل الي المقام فصلي عنده.. و أبوجعفر (عليه السلام) علي عنق موفق خادمه

يطوف به.. فصار الي الحجر فجلس فيه فأطال (أي الجلوس) فقال له موفق: قم جعلت فداك.. فقال (عليه السلام): ما أريد أن أبرح مكاني هذا الا أن يشاء الله.. و استبان (أي وضح) في وجهه الغم.. فأتي موفق أباالحسن (عليه السلام) فقال له: جعلت فداك قد جلس أبوجعفر في الحجر و هو يأبي أن يقوم.. فقام أبوالحسن (عليه السلام) فأتي الي أبي جعفر (عليه السلام) فقال له: قم يا حبيبي.. فقال (عليه السلام): ما أريد أن أبرح من مكاني هذا.. فقال (عليه السلام): كيف أقوم، و قد ودعت البيت و داعا لا ترجع اليه.. فقال (عليه السلام): قم يا حبيبي.. فقام معه.. [39] . و من هذه الرواية تعرف مدي تعلق الأب العظيم بابنه الكريم.. و الابن الكريم بالأب العطوف الرحيم.. و ما أجمله من أدب.. و أعظمه من رزية علي الامامين (عليهماالسلام) و هما [ صفحه ق] يودعان بعضهما البعض و يعرفان أن لا تلاقيا الا في دار الخلود و النعيم الذي لا يبلي.. و ما أرهف حس الامام الجواد (عليه السلام) الذي أدرك فداحة المصيبة و عظمة الخطر الذي ينتظرهما بعد ذلك.. فقد أدرك أو علم أنهما لا يعودان الي الحج ثانية مع بعضهما.. و هذا الاحتجاج لم ينته الا بمبادرة كريمة من الامام الرضا (عليه السلام) شخصيا و بكثير من الأدب و الخلق المحمدي الرسالي الأصيل.. قم يا حبيبي.. كيف أقوم و قد ودعت البيت وداعا لا ترجع اليه.. الا أنها ارادة الله سبحانه و تعالي.. أراد لهذا الامام العظيم أن يكون بعيدا عن أهله و أحبابه و شيعته ليكون رمزا للرسالة و الرسالية علي مدي الأيام و العصور و الدهور.. و يبقي شاهدا علي ظلم بني العباس و تجيرهم و تكبرهم و

كفرانهم للنعمة العظمي - الامامة - و انكارهم الولاية لأهل الولاية و القيادة و السيادة.. لآل علي (عليهم السلام). و انتهي الحج.. و حان وقت الرحيل كل باتجاه.. الأب الامام علي الرضا (عليه السلام) شرقا باتجاه خراسان مع جنود السلطان.. الابن الامام محمد الجواد (عليه السلام) شمالا باتجاه مدينة جده رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و تودعا.. و احتضن كل منهما الآخر و أطالا الاحتضان.. و قبل الأب و جنتي الابن و ثغره.. و قبل الابن لحية والده و جبهته.. و افترقا بحرقة.. لهفي لذاك الفتي الذي بلغ الخامسة من العمر، يودع أباه وداعه الأخير.. و لذاك الأب العظيم يودع ولده الوحيد و فلذة كبده الأغلي.. لهفي لذاك الجسم النحيل الذي ما قوي بعد.. يودع أباه.. لهفي لذاك الغصن الطري الذي ما صلب عوده.. يودع أهله.. لهفي لتلك العينين الذابلتين الحزينتين.. تودعان نورهما.. لهفي عليهما.. من وداع ما أصعبه و أمره عليهما.. وداع البعض للكل.. وداع الشعاع للشعاع.. وداع النور للنور.. وداع الأب للابن.. و الابن للأب.. و يمشيان كل في طريقه، الا أن عيون الأب ترنو الي طريق المدينة.. لترعي أباجعفر الحبيب (عليه السلام).. و عيون الابن تتطلع الي طريق خراسان لتستمد النور و الضياء و الحب و الحنان من النبع الصافي.. من الامام الرضا (عليه السلام).. و سار كل الي حيث أراد الله و اتجه.. و ما ان وصل الامام علي بن موسي الرضا (عليه السلام) الي (مرو) العاصمة العتيدة للحكم العباسي الجديد.. الا و أخذ يكتب الرسائل الي ابنه و حبيبه لأبي جعفر الجواد (عليه السلام) رسائل تعليم و توجيه.. الا أنها بأدب و اكبار [ صفحه ر] و اعجاب.. فلم يكن يخاطب ولده الا بكنيته

(أبوجعفر) رغم صغر سنه.. فقد روي البيهقي قال حدثني محمد بن يحيي الصولي قال: حدثنا الحسين بن أبي عباد.. و كان يكتب للرضا (عليه السلام)، ما كان يذكر محمدا ابنه الا بكنيته.. يقول: - أي الامام (عليه السلام) - كتب الي أبوجعفر.. كنت أكتب الي أبي جعفر (عليه السلام) و هو صبي في المدينة، فيخاطبه بالتعظيم.. و كانت ترد كتب أبي جعفر في نهاية البلاغة و الحسن فسمعته يقول: أبوجعفر وصيي و خليفتي في أهلي من بعدي.. [40] . لذلك كان الوداع صعبا.. لعلمهما أن اللقاء بعيد.. الا أن الرسالة هي أسلوب للتخاطب و التشاور.. و التعليم و التوجيه عن بعد.. و هي من الآداب العالية، و لها أهميتها الخاصة و أسلوبها الخاص.. و رسائل الامام الرضا (عليه السلام) كانت توجه دائما الي أبي جعفر (عليه السلام) الحبيب و بأدب جم.. و كذلك الردود.. و من رسائل الامام الرضا (عليه السلام) الي ولده الامام الجواد (عليه السلام) الرسالة التالية كنموذج: يا أباجعفر.. بلغني أن الموالي (العبيد و الخدم) اذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير، و انما ذلك من بخل بهم.. لئلا ينال منك أحد الخير.. فأسألك بحقي عليك.. لا يكن مدخلك و مخرجك الا من الباب الكبير.. و اذا ركبت، فليكن معك ذهب و فضة (دينار و درهم).. ثم لا يسألك أحد الا أعطيته.. و من سألك من عمومتك أن تبره.. فلا تعطيه أقل من خمسين دينارا و الكثير اليك (أي ان أحببت الزيادة).. و من سألك من عماتك فلا تعطيها أقل من خمس و عشرين دينارا و الكثير اليك.. اني أريد أني يرفعك الله فانفق و لا تخش من ذي العرش اقتارا.. [41] . و برسالة توجيهية أخري للامام الجواد (عليه السلام) ننقلها فائدة و تبركا..

بسم الله الرحمن الرحيم أبقاك الله طويلا.. و أعاذ من عدوك يا ولدي.. فداك أبوك.. قد فسرت (فوضت) لك مالي، و أنا حي سوي.. رجاء أن يمنك الله بالصلة لقرابتك.. [ صفحه ش] و لموالي موسي و جعفر رضي الله عنهما.. الي أن يقول عليه السلام: و قد أوسع الله عليك كثيرا يا بني.. فداك أبوك.. لا يستر في الأمور بحسبها.. فتحظي حظلك و السلام.. [42] . نلاحظ تكرار جملة (فداك أبوك) في رسالة الامام الرضا (عليه السلام) الي ولده الحبيب مرتين أو أكثر فما سر ذلك؟ فلا يفدي الغالي الا للأغلي.. فحتي في المجاملات، فانك لا تقول لولدك (فداك أبي) ولكنك تقول لأبيك (فداك أولادي). ان المؤمنين يقولون لرسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم): (بأبي أنت و أمي) لأن النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم.. ولكن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) يقول عن فاطمة (عليهاالسلام): (فداها أبوها). و مع الأخذ بعين الاعتبار أن النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) لا ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي.. فان لهذه الكلمة تكون ظلالا بحجم الكون.. و ثقلا بحجم الرسالة.. و كذلك عندما يقول الامام علي الرضا (عليه السلام) لابنه: (فداك أبوك) و يكررها.. هذا يعني أمرا عظيما.. و سرا رساليا ينطوي عليه هذا الفتي البار.. لا يكون أقل من الولاية و الامامة و الوصية له من بعده.. و بالتدبر بهاتين الرسالتين نستشف الكثير الكثير من العبر و الفكر.. فالامام الراحل البعيد.. يربد لولده الحدث السن أن يتصرف بمثل هذا التصرف و أن يعطيه هذا العطاء، و يفوض اليه هذا التفويض.. أو يوجهه هذا التوجيه الرائع حقا انها معجز.. الامام

الرضا (عليه السلام) يرسل الرسائل و كأنما يخاطب رجلا في الثلاثين من عمره و الأربعين حتي.. و هو واثق و مطمئن من التقيد و العمل و تنفيذ المطلوب بكل دقة و أمانة.. فهل يوجد في الدنيا من يخاطب ابنه الطفل في الخامسة بمثل هذا الخطاب المسؤول؟ أو هل هناك طفل يستوعب مثل هذا الخطاب؟ أو هل تحدث التاريخ عن مثل هذا الأمر؟ أستبعد ذلك، و ربما أنفيه.. لأن هذا بحد ذاته معجزة.. فالامام الجواد (عليه السلام) بسيرته، و امامته، و أقواله، و أفعاله، و علمه، و أخلاقه، و شهرته، و تاريخه، كان بحق معجزة كبري.. [ صفحه ت] لأن التاريخ يقول: و القول صحيح بلا شك عن الامام محمد علي (عليهماالسلام) استلم القيادة الدينية و الولاية علي أهل الاسلام و هو بسن الفتوة بين السابعة و الثامنة من عمره الشريف و كان نعم القائد.. و خير ذائد عن حياض الاسلام و المسلمين.. و ذلك بدفع أصحاب البدع و الأساطير الضالين المضلين.. - و ما أكثر في عصر الامام - و سنوضح ذلك فيما بعد باذن الله.. و كذلك الملحدين و الزنادقة و غيرهم من أصحاب الآراء أو الفلسفة.. أو القياس أو الفقه أو الكلام.. و غير ذلك كثير كما ستجد.. و منهم من يستشكل حول تسلم الامام (عليه السلام) القيادة و هو بهذا السن القليل نسبيا.. و يقولون: أني لمثل هذا السن أن يقوم بمثل هذا العب ء الثقيل؟ و هل الفتي في السابعة أو الثامنة أن يتحمل مسؤولية قيادة أمة بأكملها؟ أقول لهؤلاء الضعفاء في اليقين.. أين أنتم من القرآن الكريم؟ و قصة السيد المسيح (عليه السلام) تشهد أنه من المهد قال الذي قال.. و هو من أنبياء أولي

العزم.. و لا أحد يستطيع أن ينكر ذلك.. و كذلك نبي الله يحيي (عليه السلام) الذي (آتيناه الحكم صبيا [43] ، يقول الله.. و كذلك أبوالأنبياء (عليهم السلام) ابراهيم خليل الرحمن (عليه السلام) يقال أنه: كان فتي حدث السن حين خرج علي قومه و أمرهم بتوحيد الله و الكفر ببقية الآلهة المزيفة.. و سمي بطل التوحيد و يحق له.. و بعد ذلك.. نقول ما هو الاشكال في أن يكون ابن الثامنة اماما.. مادامت الامامة منصبا الهيا لا دخل للبشرية به كما هو حال الرسالة؟ و لربما تقول بأن السيد المسيح و يحيي (عليهماالسلام) معجزة بكلهما.. فأقول لك: نعم انها معجزة.. و كذلك الامام الجواد (عليه السلام) معجزة بكله و بكل ما تعني هذه الكلمة من معني.. كما أن الامام صاحب العصر و الزمان الحجة بن الحسن (عجل الله فرجه الشريف) معجزة كذلك.. اذ المعجزة هي ما لا يمكن فعله من قبل البشر.. الا أن تكرارها وارد من قبل الخالق عزوجل. [ صفحه ث]

الامام و العصر و الخلفاء

ولد الامام الجواد (عليه السلام) في مرحلة غاية في التوتر و الحساسية و القلق من حيث الزمان و من حيث المكان و من حيث الشرائط.. ففي بداية حياته الشريفة كان القتال العائلي العباسي حيث قتل عبدالله المأمون أخيه الأمين و استولي علي السلطة و الحكم في الدولة الاسلامية.. و أريقت دماء، و كانت بلابل و مشاكل كادت أن تطيح بالدولة العباسية من أساسها.. و بذلك نقلت عاصمة الدولة الي خارج المنطقة العربية.. و لأول مرة بحيث نقلت من بغداد الي (مرو) في بلاد خراسان - ايران حاليا - الا أنها أعيدت الي بغداد بعد استقرار الحكم للمأمون العباسي.. فبعد العاصفة لابد من الهدوء النسبي.. و بعد

القتال لابد من لملمة الجراح و دفن القتلي.. و الذي يقتل أخاه من اجل الحكم فانه علي استعداد علي أن لا يبقي و لا يذر.. فالملك عقيم كما زعموا.. و القتال بين الأقارب صعب، و بين الأخوة مستصعب.. لأن الجراح تكون في النفس و القلب بين القاتل و المقتول.. و قيل ان هذا ما سبب نقمة العائلة العباسية علي عبدالله المأمون، حيث قتل أخاه الأمين و قطع رأسه و علقه علي باب القصر و أمر المارين بالتفل عليه.. و استمر ذلك الي أن مر أحدهم فتفل عليه و شتمه بقوله: (لعنك الله و والديك) فقال المأمون كفانا ذلك أنزلوه.. و كأنه استفاق من غفلته بهذه اللعنة و تذكر أن هذا المعلق هو أخوه.. و منهم من أرجع سبب تقريب الامام علي الرضا (عليه السلام) و الامام محمد الجواد (عليهماالسلام) و هما عمدة البيت العلوي من قبل المأمون العباسي هو نكاية العباسيين.. فقالوا انه راح يقرب العلويين ليكونوا له عونا و سندا ويدا عوضا من أولئك الخونة - بنظره - لأنهم وقفوا الي جانب الأمين قبل ذلك.. الا أنه عند التحقيق لم يكن كذلك فان المأمون العباسي كان ذكيا و مثقفا بالنسبة الي سائر العباسيين و كان أعلمهم بالأمور و بكيفية السيطرة علي الحكم، و قد عرف أن الناس قد استاؤوا من سلطان العباسيين و من كثرة ظلمهم و مالوا الي بني علي (عليهم السلام) و عرفوا بعض منزلتهم، فأراد المأمون أن يمتص هذه الظاهرة لصالحه فاستدعي الامام (عليه السلام) حتي يكون تحت نظره المباشر، و يصور للناس بأنه محب للامام (عليه السلام)، و من [ صفحه خ] هنا رفض الامام حتي أجبر علي القبول، فوضع عبدالله المأمون ولاية العهد في

عنق الامام علي الرضا (عليه السلام). و عندما استتب له الوضع و هدأت النفوس و قوي سلطانه من جديد.. احتال علي قتل ولي عهده! الامام الرضا (عليه السلام) فدس اليه السم حتي قضي نحبه مسموما شهيدا غريبا.. و من أهم ما عمله الامام الرضا (عليه السلام) أنه لم يعط أي تأييد للحكومة العباسية و لا منحها أية شرعية في ذلك، فلم ينصب أحدا و لم يعزل، و لم.. و لم.. و هكذا كان الأمر بالنسبة الي الامام الجواد (عليه السلام) أيضا... فالمأمون العباسي من خبثه و ذكائه و معرفته بمقام الامام (عليه السلام) و عظمته و شرفه و مكانته عند الناس، استدعاه من المدينة المنورة الي عاصمته بغداد ليكون قريبا من الحاكم و تحت نظره المباشر. الا أن المأمون العباسي شغف - مكرا و خدعا - بالامام الجواد (عليه السلام)، لما رأي من فضله و نبله و علمه مع صغر سنه.. و بلوغه في العلم و الحكمة و الأدب و كمال العقل ما لم يساويه فيه أحد من أهل ذاك الزمان.. فقربه و زوجه بابنته المدللة (أم الفضل زينب) و كان له من المعارضة العباسية بهذا الشأن قصص، لأنهم ما كانوا يعرفون سوء قصد المأمون في ذلك. فقد ذكر المؤرخون أنه عندما عزم المأمون العباسي علي تزويج الامام محمد بن علي الجواد (عليهماالسلام) من ابنته اعترضه العباسيون اعتراضا شديدا خوفا من انتقال الخلافة الي بني فاطمة (عليهاالسلام). فاجتمع من أهل بيته الأدنون و قالوا له: نناشدك الله يا أمير.. ألا تقدم علي هذا الأمر الذي عزمت عليه من تزويج (ابن الرضا) (عليهماالسلام) فانا نخاف أن يخرج منا أمر قد ملكناه الله عزوجل!.. و ينزع منا عزا قد ألبسناه الله!.. و قد عرفت ما بيننا

و بين هؤلاء القوم قديما و حديثا.. و قد كنا من خشية من عملك مع الرضا (عليه السلام) فكفانا الله الهم في ذلك.. فالله الله أن تردنا الي غم قد انحسر عنا.. فقال لهم المأمون - و هو يكمن ما في قلبه من الحقد ضد أهل البيت (عليهم السلام) -: أما ما بينكم و بين آل أبي طالب فانتم السبب فيه و لو أنصفتم القوم لكانوا أولي بكم.. و أما ما كان يفعله من قبلي بهم فقد كان قاطعا للرحم.. و أعوذ بالله من ذلك.. و الله ما ندمت علي ما كان مني من استخلاف الرضا (عليه السلام) و لقد سألته أن يقوم بالأمر [ صفحه ذ] و أنزعه من نفسي فأبي و كان أمر الله قدرا مقدورا! [44] و أما أبوجعفر محمد بن علي (عليهماالسلام) فقد اخترته لتفوقه علي أهل الفضل كافة في العلم و الثقافة مع صغر سنه.. و أنا أرجو أن يظهر للناس ما قد عرفته منه فتعلمون أن الرأي ما رأيت فيه.. فقالوا: و بئس ما قالوا: ان هذا الفتي و ان راقك منه هديه فانه صبي و لا معرفة له و لا فقه.. فأمهله ليتأدب ثم اصنع ما تراه بعد ذلك.. فقال لهم المأمون: ويلكم اني أعرف بهذا الفتي منكم، و ان أهل هذا البيت علمهم من الله تعالي و لم يزل آباؤه أغنياء في علم الدين و الأدب عن الرعايا الناقصة.. فان شئتم فامتحنوا أباجعفر بما يثبت لكم به ذلك.. قالوا: قد رضينا بذلك، فخل بيننا و بينه من يسأله بحضرتك عن شي ء من فقه الشريعة فان أصاب لم يكن لنا اعتراض و ظهر للخاصة و العامة سديد رأي الأمير.. فيه، فان عجز عن

ذلك فقد كفينا الخطب منه.. فرضي المأمون بذلك.. و أعطاهم موعدا للقاء.. و اجتمع رأيهم علي (يحيي بن أكثم) قاضي قضاة الديار الاسلامية في ذلك العهد أن يسأل الامام الجواد (عليه السلام) عن المسائل الغامضة في الفقه الاسلامي. و حان الموعد و اجتمع الناس.. و جاء الامام الجواد (عليه السلام) و حضر ابن أكثم.. و جلس يحيي بن أكثم بين يديه و المأمون بجانب الامام (عليه اللام).. فالتفت ابن أكثم الي المأمون و قال: يأذن لي أمير.. أن أسأل أباجعفر عن مسألة؟ فقال المأمون: استأذنه في ذلك.. فأقبل عليه يحيي بن أكثم قائلا: جعلت فداك.. تأذن لي في مسألة؟ قال أبوجعفر (عليه السلام): سل ما شئت.. قال يحيي: ما تقول - جعلت فداك - في محرم قتل صيدا؟ فقال الامام أبوجعفر (عليه السلام): قتله في حل أو في حرم؟ عالما كان أو جاهلا؟ قتله عمدا أو خطأ؟ حرا كان المحرم أو عبدا؟ [ صفحه ض] صغيرا كان أو كبيرا؟ مبتدئا بالقتل أو معيدا؟ من ذوات الطير كان القتل أو من غيرها؟ من صغار الطير أو من كبارها؟ مصرا علي ما فعل أو نادما؟ في الليل كان قتله للصيد أو في النهار؟ محرما كان بالعمرة اذ قتله، أم بالحج كان محرما؟... فتحير يحيي بن أكثم و بان في وجهه العجز و الانقطاع.. و لجلج حتي عرف الحاضرون أمره.. فقال المأمون: الحمدلله علي هذه النعمة و التوفيق لي في الرأي.. ثم توجه الي أهل بيته فقال لهم: أعرفتم الآن ما كنتم تفكرونه؟ ثم أقبل علي أبي جعفر (عليه السلام) فقال له: أتخطب يا أباجعفر؟ فقال له: نعم.. فقال له المأمون: اخطب لنفسك - جعلت فداك - قد رضيت لنفسي و أنا مزوجك (أم الفضل) ابنتي و ان

رغم قوم لذلك.. فقال أبوجعفر (عليه السلام): الحمدلله اقرارا بنعمته.. و لا اله الا الله اخلاصا لوحدانيته.. و صلي الله علي محمد سيد بريته و الأصفياء من عترته أما بعد: فقد كان من فضل الله علي الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام فقال سبحانه: (و انكحوا الأيامي منكم و الصالحين من عبادكم و امائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله و الله واسع عليم) [45] ثم ان محمد بن علي بن موسي (عليهم السلام) يخطب أم الفضل بنت عبدالله المأمون و قد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) و هو خمسمائة درهم جيادا، فهل زوجته يا مأمون بها علي هذا الصداق المذكور؟ فقال المأمون: قد زوجتك يا أباجعفر أم الفضل ابنتي علي الصداق المذكور فهل قبلت النكاح؟ فقال أبوجعفر (عليه السلام): قد قبلت ذاك و رضيت.. و بعد الاحتفال بالزواج.. سأل المأمون الامام الجواد (عليه السلام) عن الجواب عن [ صفحه غ] السؤال و تفريعاته كلها.. فأجاب الامام (عليه السلام) بكل دقة و وضوح عنها جميعا.. فقال المأمون: أحسنت يا أباجعفر.. أحسن الله اليك.. فان رأيت أن تسأل يحيي بن أكثم مسألة كما سألك.. فسأله الامام (عليه السلام) مسألة داخ منها و لم يدر ما يقول.. و ستجدها و غيرها مفصلة في هذا الكتاب في محله باذن الله. و بعد انتهاء المجلس.. التفت المأمون الي المجتمعين قائلا: ويحكم ان أهل هذا البيت خصوا من الخالق بما ترون من الفضل، و ان صغر السن فيهم لا يمنعهم من الكمال.. أما علمتم أن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) افتتح دعوته بدعاء أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) و هو ابن عشر سنين..

و قبل منه الاسلام و حكم له به.. و لم يدع أحد في سنه غيره.. و بايع الحسن و الحسين و هما ابنان دون الست سنين.. و لم يبايع صبيا غيرهما.. أو لا تعلمون ما اختص الله به هؤلاء القوم؟ و انهم ذرية بعضها من بعض يجري لآخرهم ما يجري لأولهم.. فقالوا: صدقت يا أمير.. [46] . و الدروس.. و العبر من هذا الحدث و الحديث الشيق.. و النقاط المضيئة فيه هي كثيرة الا أننا نلمع الي بعض منها فقط. 1: الامام الجواد (عليه السلام) هو محط الأنظار في العالم الاسلامي كله.. و مهبط قلوب المؤمنين في شرق الأرض و غربها.. و الحاكم العباسي عبدالله المأمون يعرف ذلك جيدا و يعترف به أمام الجميع. 2: عبدالله المأمون العباسي كان يعرف أولياء الله من العترة الطاهرة، و يعرف قدرها و عظيم شأنها و أنها أحق الناس بالناس.. الا أن الملك عقيم.. قال تعالي: (و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم ظلما و علوا) [47] . 3: العداء واضح بين العباسيين و العلويين (قديما و حديثا) كما اعترفوا بذنبهم.. و التاريخ حدثنا الكثير من خياناتهم كبارا و صغارا لأئمتهم من آل علي (عليهم السلام) و هم أعلم الناس بحقيقتهم و وجوب طاعتهم.. فحقدهم دفين و حسدهم جلي لكل متتبع.. و قد اعترف المأمون العباسي حيث قال للعباسيين: بأنهم لم يكونوا منصفين مع [ صفحه ظ] سادتهم.. و أنهم قطعوا أرحامهم و لم يصلوها فكان الذي كان.. 4: الفكرة الخاطئة التي حاولوا اقناع أنفسهم بها و هي أن الله أعطاهم أو أن الله اختارهم ليكونوا قادة و سادة أو أمراء.. أو ما أشبه ذلك.. 5: فضل الامام و علو قدمه علي

الجميع، و بحر علمه الذي لا ينضب.. و دمائة أخلاقه، و سعة صدره و كأنه ينبئك عن الامام علي (عليه السلام) أو حتي عن رسول الله محمد (صلي الله عليه و آله و سلم). و هل بذلك غضاضة أو شطط؟ لا.. فالولد سر أبيه.. و من كان أبوه عليا وجده عليا.. فيحق له أن يكون في سماء الفضائل و القيم بدرا مضيئا يتلألأ في دنيا الانسانية.. و من خلال الكتاب سوف تري العجب العجاب من هذا الفتي العلوي العظيم.. و ما ذا بعد..؟ و بعد اعلان الزواج المبكر.. فالامام تزوج و هو في الخامسة عشر من عمره الشريف، فاحتفي الحاكم العباسي المأمون بالامام الجواد (عليه السلام) أي احتفاء.. و بقي الامام محمد الجواد (عليه السلام) في بغداد مدة غير قليلة.. الا أنه (عليه السلام) لم يكن يرضيه التنعم في القصور العباسية تاركا أمور شيعته خاصة.. و الأمة الاسلامية عامة الدينية و الدنيوية وراء ظهره.. فانه (عليه السلام) ما كان ليقيم في بغداد لولا الضغوط الشديدة عليه.. و هذا واضح من رواية أحدهم حين يقول.. دخلت عليه (عليه السلام) في بغداد ففكرت فيما هو به من نعم.. و قلت في نفسي: ان هذا الرجل لا يرجع الي موطنه أبدا.. فأطرق رأسه ثم رفعه و قد اصفر لونه فقال: يا حسين خبز الشعير و ملح جريش في حرم رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) أحب الي مما تراني فيه.. و ما ان لاحت الفرصة للامام الجواد (عليه السلام) حتي يستأذن عبدالله المأمون بالعودة الي مدينة جده رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) فوافقه علي ذلك و ودعه وداعا حارا مع ابنته أم الفضل (زينب). و مر الامام (عليه السلام) بالكوفة

و غيرها و استقبل في كل بلدة يمر بها أجمل استقبال.. و هكذا الي أن وصل الي حرم جده رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) فأقام فيها عاملا عالما.. مجاهدا.. معززا.. مكرما.. و توفي المأمون بشهر رجب سنة 218 للهجرة بقرية طرسوس علي الحدود الفاصلة بين الدولة الاسلامية و الدولة الرومانية.. و دفن هناك بعد أن أوصي الي أخيه (المعتصم) [ صفحه أأ] بتصدي الحكومة، و كان من جملة ما أوصاه ببني عمومته العلويين و ذلك حفظا للظاهر و خوفا علي سلطان بني عباس اذا أخذوا يحاربون أهل البيت (عليهم السلام).. فقال مما قال له: (هؤلاء بنو عمك من ولد أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) فأحسن صحبتهم و تجاوز عن مسيئهم، و أقبل عليهم و لا تترك صلاتهم في كل سنة عن محلها فان حقوقهم تجب من وجوه شتي..). و أخذ المعتصم يوطد حكمه.. و يرتب أمور دولته بما يضمن قوتها.. و كان الهاجس الوحيد المرعب هو الامام محمد بن علي (عليهماالسلام) فهو الخطر الحقيقي له و لدولته. فهو صهر الحاكم الراحل.. و سيد أهل البيت العلوي.. و امام الشيعة و قد أصبحوا قوة جبارة معلنة الولاء للامام (عليه السلام) علي رؤوس الأشهاد.. اذا قد يشكل خطرا علي المستقبل بل و ربما علي الحاضر أيضا.. فأحضره مرة أخري من المدينة المنورة الي عاصمته بغداد ليكون تحت أنظار الحاكم العباسي مباشرة.. و مراقبته الشخصية له و لتحركاته كافة.. و كان ذلك في 28 محرم عام 220 ه و بقي فيها الي أن دس المعتصم السم اليه فوافاه الأجل الذي لا راد له، شهيدا مسموما..

الشهادة و الشاهدة

الشهادة أمر عظيم.. تتطلب الصدق و تلازم الحق لتكون مقبولة لدي الجميع و بالتالي لا

يمكن ردها أو نكرانها.. فتذعن لها النفوس و ان كانت كارهة و تتقبلها العقول و الضمائر و الحياة و ان كانت مرة.. و الشهادة تعني قتل الجسد و زهق الروح في سبيل القدس و الحق.. و هل هناك قدسية و حق كوجه الحق تعالي، فلذلك كان فوق كل بر بر حتي يقتل الرجل في سبيل الله.. فليس فوق هذا البر بر.. و الأئمة الطاهرون من آل البيت الطاهر المطهر.. هم الشهداء و الأشهاد علي هذه الأمة.. لأنه ما منا الا مقتول أو مسموم.. و الامام التاسع من أئمة أهل البيت الامام الجواد (عليه السلام) قضي نحبه و انتقل الي ربه في بغداد عام 220 للهجرة المباركة و هو في ريعان الشباب و قمة العطاء.. لأنه لم يتجاوز الخامسة و العشرين من عمره الشريف.. [ صفحه ب ب] و سبب ذلك هو حقد المعتصم العباسي تجاه الامام (عليه السلام) كما عمل المعتصم بنصيحة قاضي قضاته (ابن أبي داود) حيث نصحه بأن يتخلص من الامام الجواد (عليه السلام) لأنه أفحمه و أفحم جميع الفقهاء - المتفقهين - في قضية سرقة.. و حكم القطع، في قصة مفصلة رواها العياشي و غيره.. فأمر المعتصم العباسي أحد وزرائه أن يدعو الامام الي منزله و يدس اليه السم.. و كذلك فعل و بئس ما فعل عليه اللعنة. و لما أكمل الامام الجواد (عليه السلام) أحس بالسم يسري في جسده النحيل.. فاستدعي راحلته و خرج من المنزل اللعين و هو يقول اشفاقا عليه!: خروجي من منزلك خير لك.. و انتقل الي الرفيق الأعلي من تلك الليلة راضيا مرضيا.. مسموما مظلوما مقتولا شهيدا.. و كان ذلك في تاريخ 5 أو 29 ذي الحجة عام 220 للهجرة، راضيا مرضيا طاهرا مطهرا.. و

جهز و دفن الي جوار جده الامام موسي بن جعفر (عليهماالسلام) في ضاحية بغداد المسماة بالكاظمية.. روحي له الفداء من أرض ما أطهرها.. و السلام علي من دفن فيها.. نعم.. لقد مضي الامام الجواد (عليه السلام).. و له أربع أبناء. صبيان: الامام علي الهادي (عليه السلام) و موسي. و بنتان: فاطمة، و أمامة.. و كان للامام محمد الجواد (عليه السلام) العديد من الألقاب و النعوت عرف بها مثل: القانع، و النجيب، و التقي، و الزكي،.. الا أنه عرف أكثر ب (الجواد) و كل هذه الألقاب كما هو واضح دالة علي علو شأنه و ارتفاع منزلته عندالله و عند العبد.. و كان نقش خاتمه الشريف: (حسبي الله). .. امام حق هذا جزاؤك بعد كل ما قدمت، انك لم ترم لهم الا الخير، و لم يبغوا لك الا الشر، فسقيا لك و رعيا.. و تعسا لهم و ويلا.. غدر والله.. و مكر والله أن يطعموك السم و أنت في ربيع أيامك.. ولكن لك في الأولين من آبائك أسوة حسنة.. و لهم في الأولين من آبائهم أسوة حسنة.. فعليك السلام.. و عليهم اللعنة و العذاب.. [ صفحه ج ج]

و في الختام

عفوك سيدي.. يا أباجعفر الحبيب.. عفوك أيها الفتي المبارك.. و أحدث من كل من سبقه من آبائه الماضين من آل طه و يس.. يا جد الامام الباقي رغم أنف المنكرين.. عفوك سيدي يا ضمير الوجود.. يا سر البقاء و الخلود.. عفوك أيها الجواد.. يا من يجود بما في الوجود في سبيل واجب الوجود.. يا من جاد حتي ساد و بان فضله علي الكون أجمع.. فأوغرت سيادته المبكرة.. و قيادته المباركة لدنيا الاسلام.. الأصاغر من الرجال، و أصحاب الكراسي و المناصب الدنيوية الفانية..

فأقض مضاجعهم.. و أسهر آماقهم.. و راحوا يدبرون له المكائد و الدسائس حتي تركوه شهيدا سعيدا.. راقدا الي جوار جده العظيم موسي بن جعفر (عليهم السلام) في الكاظمية.. و شاهدا علي أعمالهم.. و أعمال الأمة أجمع.. يوم الجمع الأعظم.. في صحراء المحشر.. و تقام الموازين القسط.. فخسر هنالك المبطلون.. مركز الرسول الأعظم (ص) للتحقيق و النشر بيروت - لبنان ص ب: 5951 / 13 شوران [ صفحه 9]

الهيات

اشاره

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين و صلي الله عليه محمد و آله الطيبين الطاهرين و لعنة الله علي أعدائهم أجمعين

لا تدركه الأوهام

التوحيد 106، ب 7، ح 6: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسي بن عبيد. عن عبدالرحمن بن أبي نجران، قال: سألت أباجعفر الثاني عليه السلام عن التوحيد، فقلت: أتوهم شيئا فقال: نعم، غير معقول و لا محدود، فما وقع و همك عليه من شي ء فهو خلافه، لا يشبهه شي ء و لا تدركه الأوهام، كيف تدركه الأوهام و هو خلاف ما يعقل و خلاف ما يتصور في الأوهام؟ انما يتوهم شي ء غير معقول و لا محدود. [ صفحه 13]

نبويات

النبي ذوالكفل

بحارالأنوار 13 / 405، حديث 2، عن قصص الانبياء عليهم السلام: الصدوق عن الدقاق، عن الأسدي، عن سهل، عن عبدالعظيم الحسني قال: كتبت الي أبي جعفر الثاني عليه السلام أسأله عن ذي الكفل ما اسمه؟ و هل كان من المرسلين؟ فكتب صلوات الله و سلامه عليه. بعث الله تعالي جل ذكره مائة الف نبي و أربعة و عشرين الف نبيا، المرسلون منهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، و ان ذا الكفل منهم صلوات الله عليهم، و كان بعد سليمان بن داود عليه السلام، و كان يقضي بين الناس كما كان يقضي داود، و لم يغضب الا لله عزوجل، و كان اسمه عويديا و هو الذي ذكره الله تعالي جلت عظمته في كتابه حيث قال: (و اذكر اسماعيل و اليسع و ذاالكفل و كل من الأخيار) [48] . [ صفحه 17]

ولائيات

من زار أبي

عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 259، ب 66، ح 19: حدثنا احمد بن محمد بن يحيي العطار، قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أيوب بن نوح، قال: سمعت أباجعفر محمد بن علي بن موسي عليه السلام يقول:... من زار قبر أبي عليه السلام بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر، فاذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حتي يفرغ الله تعالي من حساب العباد. [ صفحه 18]

الناس و الموت

بحارالانوار 6 / 194 و 195، ح 45، عن دعوات الراوندي: عن محمد بن علي عليه السلام قال:... مرض رجل من أصحاب الرضا عليه السلام فعاده فقال: كيف تجدك؟ قال: لقيت الموت بعدك - يريد ما لقيه من شدة مرضه -. فقال: كيف لقيته؟ قال: شديدا أليما. قال: ما لقيته انما لقيت ما يبدؤك به و يعرفك بعض حاله، انما الناس رجلان: مستريح بالموت، و مستراح منه، فجدد الايمان بالله و بالولاية تكن مستريحا، ففعل الرجل ذلك ثم قال: يابن رسول الله هذه ملائكة ربي بالتحيات و التحف يسلمون عليك و هم قيام بين يديك فاذن لهم في الجلوس. فقال الرضا عليه السلام: اجلسوا ملائكة ربي، ثم قال للمريض: سلهم امروا بالقيام بحضرتي؟ فقال المريض: سألتهم فذكروا أنه لو حضرك كل من خلقه الله من ملائكته لقاموا لك و لم يجلسوا حتي تأذن لهم، هكذا أمرهم الله عزوجل ثم غمض الرجل عينيه و قال: السلام عليك يابن رسول هذا شخصك ماثل لي مع أشخاص محمد و من بعده من الأئمة عليهم السلام، و قضي الرجل. [ صفحه 19]

الامامة و حداثة السن

بصائرالدرجات 238، جزء 5 ب 10 ح 10: حدثنا علي بن اسماعيل، عن محمد بن عمر،.. عن علي بن اسباط، قال: رأيت أباجعفر عليه السلام قد خرج علي فأحددت النظر اليه و الي رأسه و الي رجله لا صف قامته لأصحابنا بمصر فخر ساجدا و قال: ان الله احتج في الامامة بمثل ما احتج في النبوة قال الله تعالي: (و آتيناه الحكم صبيا) [49] و قال الله: (و لما بلغ أشده) [50] (و بلغ أربعين سنة) [51] فقد يجوز أن يؤتي الحكمة و هو صبي، و يجوز أن يؤتي و هو

ابن أربعين سنة. [ صفحه 20]

سلمان و أبوذر

عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 53 - 52، ب 31، ح 203: حدثنا علي بن احمد بن محمد بن عمران الدقاق - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال: حدثنا أبوتراب محمد بن عبدالله بن موسي الروياني، قال: حدثنا عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، عن الامام أبي جعفر الثاني محمد بن علي عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال:... دعا سلمان اباذر - رحمة الله عليهما - الي منزله فقدم اليه رغيفين، فأخذ أبوذر الرغيفين فقلبهما. فقال [له] سلمان: يا اباذر لأي شي ء تقلب هذين الرغيفين؟ قال: خفت أن لا يكونا نضيجين. فغضب سلمان من ذلك غضبا شديدا، ثم قال: ما أجراك حيث تقلب هذين الرغيفين؟ فوالله لقد عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش، و عملت فيه الملائكة حتي القوه الي الريح، و عملت فيه الريح حتي القته الي السحاب، و عمل فيه السحاب حتي أمطره الي الأرض، و عمل فيه الرعد و البرق و الملائكة حتي وضعوه مواضعه، و عملت فيه الأرض و الخشب و الحديد و البهائم و النار و الحطب و الملح، و ما لا أحصيه أكثر، فيكف لك أن تقوم بهذا الشكر؟ فقال أبوذر: الي الله أتوب، و أستغفر الله مما أحدثت، و اليك اعتذر مما كرهت. قال: و دعا سلمان أباذر - رحمة الله عليهما - ذات يوم الي ضيافة فقدم اليه من جرابه كسرة يابسة و بلها من ركوته [52] . [ صفحه 21] فقال أبوذر: ما أطيب هذا الخبز لو كان معه ملح. فقام سلمان و خرج فرهن ركوته بملح و حمله اليه. فجعل ابوذر يأكل الخبز و

يذر عليه ذلك الملح و يقول: الحمدلله الذي رزقنا هذه القناعة. فقال سلمان: لو كانت قناعة لم تكن ركوتي مرهونة.

من مآثر الولاية

عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 172 - 167، ب 41، ح 1: حدثنا أبوالحسن محمد بن القاسم المفسر قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار عن أبويهما، عن الحسن بن علي العسكري، عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عليهم السلام:... ان الرضا علي بن موسي عليه السلام لما جعله المأمون ولي عهده احتبس المطر فجعل بعض حاشية المأمون و المتعصبين علي الرضا عليه السلام يقولون: انظروا لما جاءنا علي بن موسي و صار ولي عهدنا فحبس الله عنا المطر، و اتصل ذلك بالمأمون فاشتد عليه، فقال للرضا عليه السلام: قد احتبس المطر، فلو دعوت الله عزوجل أن يمطر الناس. فقال الرضا عليه السلام: نعم. قال: فمتي تفعل ذلك؟ و كان ذلك يوم الجمعة. قال: يوم الاثنين. فلما كان يوم الاثنين غدا الي الصحراء و خرج الخلائق ينظرون فصعد المنبر فحمد الله و أثني عليه ثم قال: اللهم يا رب أنت عظمت حقنا أهل البيت فتوسلوا بنا كما أمرت و أملوا فضلك و رحمتك، و توقعوا احسانك و نعمتك [ صفحه 22] فاسقهم سقيا نافعا عاما غير رائث، و لا ضائر، وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا الي منازلهم و مقارهم. قال: فو الذي بعث محمدا بالحق نبيا، لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم و أرعدت و أبرقت، و تحرك الناس كأنهم يريدون التنحي عن المطر. فقال الرضا عليه السلام: أيها الناس هذه سحابة بعثها الله عزوجل لكم فاشكروا الله تعالي علي تفضله عليكم، و قوموا الي مقاركم و

منازلكم فانها مسامتة لكم و لرؤسكم ممسكة عنكم الي أن تدخلوا مقاركم ثم يأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله تعالي و جلاله، و نزل من المنبر و انصرف الناس فما زالت السحابة ممسكة الي أن قربوا من منازلهم ثم جاءت بوابل المطر فملأت الأودية و الحياض و الغدران و الفلوات فجعل الناس يقولون: هنيئا لولد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كرامات الله عزوجل. ثم برز اليهم الرضا عليه السلام و حضرت الجماعة الكثيرة منهم فقال: يا أيها الناس اتقوا الله في نعم الله عليكم، فلا تنفروها عنكم بمعاصيه، بل استديموها بطاعته و شكره علي نعمه و أياديه، و اعلموا أنكم لا تشكرون الله عزوجل بشي ء بعد الايمان بالله، و بعد الاعتراف بحقوق أولياء الله من آل محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أحب اليه من معاونتكم لاخوانكم المؤمنين علي دنياهم التي هي معبر لهم الي جنان ربهم فان من فعل ذلك كان من خاصة الله تبارك و تعالي. و قد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في ذلك قولا ما ينبغي لقائل أن يزهد في فضل الله تعالي عليه فيه ان تأمله و عمل عليه. قيل: يا رسول الله هلك فلان يعمل من الذنوب كيت و كيت. فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: بل قد نجا و لا يختم الله تعالي عمله الا بالحسني و سيمحو الله عنه السيئات، و يبدلها له حسنات انه كان يمر مرة في طريق عرض له مؤمن قد انكشفت عورته، و هو لا يشعر فسترها عليه و لم يخبره بها مخافة أن [ صفحه

23] يخجل ثم ان ذلك المؤمن عرفه في مهواه. فقال له: أجزل الله لك الثواب، و أكرم لك المآب و لا ناقشك في الحساب، فاستجاب الله له فيه، فهذا العبد لا يختم الله له الا بخير بدعاء ذلك المؤمن. فاتصل قول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بهذا الرجل فتاب و أناب و أقبل علي طاعة الله عزوجل فلم يأت سبعة أيام حتي أغير علي سرح المدينة فوجه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في أثرهم جماعة، و ذلك الرجل أحدهم فاستشهد فيهم. قال الامام محمد بن علي بن موسي عليه السلام: و عظم الله تبارك و تعالي البركة في البلاد بدعاء الرضا عليه السلام و قد كان للمأمون من يريد أن يكون هو ولي عهده من دون الرضا عليه السلام و حساد كانوا بحضرة المأمون للرضا عليه السلام. فقال للمأمون بعض أولئك: اعيذك بالله أن تكون تاريخ الخلفاء في اخراجك هذا الشرف العميم، و الفخر العظيم، من بيت ولد العباس الي بيت ولد علي، لقد أعنت علي نفسك و أهلك، جئت بهذا الساحر ولد السحرة، و قد كان خاملا فأظهرته، و متضعا فرفعته، و منسيا فذكرت به، و مستخفا فنوهت به، قد ملأ الدنيا مخرقة و تشوقا بهذا المطر الوارد عند دعائه. ما أخوفني أن يخرج هذا الرجل هذا الأمر عن ولد العباس الي ولد علي، بل ما أخوفني أن يتوصل بسحره الي ازالة نعمتك، و التواثب علي مملكتك، هل جني أحد علي نفسه و ملكه مثل جنايتك؟ فقال المأمون: قد كان هذا الرجل مستترا عنا يدعوا الي نفسه فأردنا أن نجعله ولي عهدنا ليكون دعاؤه لنا، و ليعترف بالملك و الخلافة

لنا، و ليعتقد فيه المفتونون به أنه ليس مما ادعي في قليل و لا كثير. و ان هذا الأمر لنا من دونه و قد خشينا ان تركناه علي تلك الحالة أن ينفتق [ صفحه 24] علينا منه ما لا نسده و يأتي علينا منه ما لا نطيقه. و الآن فاذ قد فعلنا به ما فعلناه، و أخطأنا في أمره بما أخطأنا و أشرفنا من الهلاك بالتنويه به علي ما أشرفنا، فليس يجوز التهاون في أمره ولكنا نحتاج أن نضع منه قليلا قليلا حتي نصوره عند الرعية بصورة من لا يستحق لهذا الأمر ثم ندبر فيه بما يحسم عنا مواد بلائه. قال الرجل: فولني مجادلته فاني أفحمه و أصحابه، و أضع من قدره، فلولا هيبتك في نفسي لأنزلته منزلته، و بينت للناس قصوره عما رشحته له. قال المأمون: ما شي ء أحب الي من هذا. قال: فاجمع وجوه أهل مملكتك من القواد و القضاة، و خيار الفقهاء لأبين نقصه بحضرتهم، فيكون أخذا له عن محله الذي أحللته فيه، علي علم منهم بصواب فعلك. قال: فجمع الخلق الفاضلين من رعيته في مجلس واسع قعد فيه لهم، و أقعد الرضا عليه السلام بين يديه في مرتبته التي جعلها له. فابتدأ هذا الحاجب المتضمن للوضع من الرضا عليه السلام و قال له: ان الناس قد أكثروا عنك الحكايات، و أسرفوا في وصفك بما أري أنك ان وقفت عليه برئت اليهم منه، فأول ذلك أنك قد دعوت الله في المطر المعتاد مجيئة فجاء فجعلوه آية معجزة لك أوجبوا لك بها أن لا نظير لك في الدنيا و هذا المأمون أدام الله ملكه و بقاؤه لا يوازن بأحد الا رجح به، و قد أحلك

المحل الذي قد عرفت. فليس من حقه عليك أن تسوغ الكاذبين لك و عليه ما يتكذبونه. فقال الرضا عليه السلام: ما أدفع عباد الله عن التحدث بنعم الله علي و ان كنت لا أبغي أشرا و لا بطرا، و أما ذكرك صاحبك الذي أحلني، فما أحلني الا المحل الذي أحله ملك مصر يوسف الصديق عليه السلام و كانت حالهما ما قد علمت. [ صفحه 25] فغضب الحاجب عند ذلك، فقال: يابن موسي لقد عدوت طورك و تجاوزت قدرك أن بعث الله بمطر مقدر وقته لا يتقدم و لا يتأخر جعلته آية تستطيل بها، وصولة تصول بها، كأنك جئت بمثل آية الخليل ابراهيم عليه السلام لما أخذ رؤس الطير بيده و دعا أعضاءها التي كان فرقها علي الجبال، فأتينه سعيا و تركبن علي الرؤس، و خفقن و طرن باذن الله تعالي. فان كنت صادقا فيما توهم فأحيي هذين و سلطهما علي فان ذلك يكون حينئذ آية معجزة. فأما المطر المعتاد مجيئة فلست أنت أحق بأن يكون جاء بدعائك من غيرك الذي دعا كما دعوت و كان الحاجب أشار الي أسدين مصورين علي مسند المأمون الذي كان مستندا اليه، و كانا متقابلين علي المسند. فغضب علي بن موسي الرضا عليه السلام و صاح بالصورتين: دونكما الفاجر! فافترساه و لا تبقيا له عينا و لا أثرا، فوثب الصورتان و قد عادتا أسدين فتناولا الحاجب [وعضاه] و رضاه و هشماه و أكلاه و لحسا دمه و القوم ينظرون متحيرين مما يبصرون. فلما فرغا منه أقبلا علي الرضا عليه السلام و قالا: يا ولي الله في أرضه! ماذا تأمرنا نفعل بهذا؟ أنفعل به فعلنا بهذا؟ يشيران الي المأمون فغشي علي المأمون مما سمع منهما: فقال

الرضا عليه السلام: قفا فوقفا. ثم قال الرضا عليه السلام: صبوا عليه ماء ورد و طيبوه، ففعل ذلك به، و عاد الأسدان يقولان: أتأذن لنا أن نلحقه بصاحبه الذي أفنيناه؟ قال: لا، فان لله عزوجل فيه تدبيرا هو ممضيه. فقالا: ماذا تأمرنا؟ [ صفحه 26] قال: عودا الي مقركما كما كنتما، فعادا الي المسند، و صارا صورتين كما كانتا. فقال المأمون: الحمدلله الذي كفاني شر حميد بن مهران يعني: الرجل المفترس ثم قال للرضا عليه السلام: يابن رسول الله هذا الأمر لجدكم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ثم لكم، فلو شئت لنزلت عنه لك. فقال الرضا عليه السلام: لو شئت لما ناظرتك و لم أسألك فان الله عزوجل قد أعطاني من طاعة سائر خلقه مثل ما رأيت من طاعة هاتين الصورتين الا جهال بني آدم فانهم و ان خسروا حظوظهم فلله عزوجل فيهم تدبيرا. و قد أمرني بترك الاعتراض عليك، و اظهار ما أظهرته من العمل من تحت يدك، كما أمر يوسف عليه السلام بالعمل من تحت يد فرعون مصر. قال: فما زال المأمون ضئيلا في نفسه الي أن قضي في علي بن موسي الرضا عليه السلام ما قضي. [ صفحه 27]

رحم الله هشاما

أمالي الشيخ الطوسي 1 / 45، ح 25، ابن الشيخ الطوسي، عن والده، عن محمد بن محمد المفيد، عن الحسين بن أحمد، عن حيدر بن محمد بن نعيم، عن محمد بن عمر، عن محمد بن مسعود، عن جعفر بن معروف، عن العمركي، عن الحسن بن أبي لبابة،... عن أبي هاشم داود بن قاسم الجعفري قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهماالسلام: ما تقول جعلت فداك في هشام بن الحكم؟ فقال: رحمه الله ما كان أذبه عن هذه

الناحية.

ما حال بصرك؟

الخرائج و الجرائح 1 / 372، ح 1. و كشف الغمة 3 / 218:.... عن محمد بن ميمون أنه كان مع الرضا عليه السلام بمكة قبل خروجه الي خراسان قال: قلت له: اني أريد أن أتقدم الي المدينة فاكتب معي كتابا الي أبي جعفر عليه السلام فتبسم و كتب، فصرت الي المدينة، و قد كان ذهب بصري. فأخرج الخادم أباجعفر عليه السلام الينا يحمله من المهد فناولته الكتاب فقال لموفق الخادم: فضه و انشره. ففضه و نشره بين يديه، فنظر فيه ثم قال لي: يا محمد ما حال بصرك؟ قلت: يابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، اعتلت عيناي فذهب بصري كما تري. [ صفحه 28] فقال: ادن مني. فدنوت منه فمد يده فمسح بها علي عيني فعاد الي بصري كأصح ما كان، فقبلت يده و رجله، و انصرفت من عنده و أنا بصير.

ما تشتكين؟

الخرائج و الجرائح 1 / 376، ح 3:.... روي عن أبي بكر بن اسماعيل قال: قلت لأبي جعفر بن الرضا عليه السلام: ان لي جارية تشتكي من ريح بها. فقال: ائتني بها، فأتيت بها، فقال لها: ما تشتكين يا جارية؟ قالت: ريحا في ركبتي فمسح يده علي ركبتها من وراء الثياب فخرجت الجارية من عنده و لم تشتك وجعا بعد ذلك.

عافاك الله

الخرائج و الجرائح 1 / 388 - 377، ح 16:.... روي عن محمد بن عمير بن واقد الرازي قال: دخلت علي أبي جعفر بن الرضا عليه السلام و معي أخي به بهر [53] شديد، فشكي اليه ذلك البهر. فقال عليه السلام: عافاك الله مما تشكو. [ صفحه 29] فخرجنا من عنده و قد عوفي فما عاد اليه ذلك البهر الي أن مات. قال محمد بن عمير: و كان يصيبني وجع في خاصرتي في كل أسبوع فيشتد ذلك بي أياما فسألته أن يدعو لي بزواله عني. فقال: و أنت فعافاك الله فما عاد الي هذه الغاية.

مع كل امام

الخرائج و الجرائح 1 / 388 - 387، ح 16: روي بكر بن صالح،.... عن محمد بن فضيل الصيرفي قال: كتبت الي أبي جعفر عليه السلام كتابا و في آخره: هل عندك سلاح رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: و نسيت أن أبعث بالكتاب. فكتب الي بحوائج له و في آخر كتابه: (عندي سلاح رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و هو فينا بمنزلة التابوت في بني اسرائيل يدور معنا حيث درنا و هو مع كل امام). و كنت بمكة، فأضمرت في نفسي شيئا لا يعلمه الا الله، فلما صرت الي المدينة و دخلت عليه نظر الي فقال: استغفر الله مما أضمرت و لا تعد. قال بكر: فقلت لمحمد: أي شي ء هذا؟ قال: لا أخبر به أحدا. قال: و خرج باحدي رجلي العرق المدني و قد قال لي قبل أن يخرج العرق في رجلي و قد ودعته فكان آخر ما قال: انه ستصيب وجعا فاصبر فأيما رجل من شيعتنا اشتكي فصبر و احتسب كتب الله له أجر ألف شهيد.

فلما صرت في «بطن مر» [54] ضرب علي رجلي و خرج بي العرق، فما [ صفحه 30] زلت شاكيا أشهرا و حججت في السنة الثانية فدخلت عليه فقلت: جعلني الله فداك عوذ رجلي، و أخبرته أن هذه التي توجعني. فقال: لا بأس علي هذه أرني رجلك الأخري الصحيحة، فبسطتها بين يديه فعوذها فلما قمت من عنده خرج في الرجل الصحيحة فرجعت الي نفسي فعلمت أنه عوذها من الوجع فعافاني الله بعده.

اسمع وعه

مناقب ابن شهر آشوب 4 / 390:... أبوسلمة قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام و كان بي صمم شديد فخبر بذلك لما أن دخلت عليه، فدعاني اليه فمسح يده علي أذني و رأسي ثم قال: اسمع وعه! فوالله اني لأسمع الشي ء الخفي عن أسماع الناس من بعد دعوته عليه السلام.

مع الرجال الأوفياء

الخرائج و الجرائح 1 / 391 - 388، ح 17:.... روي عن محمد بن الوليد الكرماني قال: أتيت أباجعفر ابن الرضا عليه السلام، فوجدت بالباب الذي في الفناء قوما كثيرا فعدلت الي مسافر فجلست اليه حتي زالت الشمس فقمنا للصلاة. فلما صلينا الظهر وجدت حسا من ورائي فالتفت فاذا [ صفحه 31] أبوجعفر عليه السلام فسرت اليه حتي قبلت يده. ثم جلس و سأل عن مقدمي ثم قال: سلم. فقلت: جعلت فداك قد سلمت. فأعاد القول ثلاث مرات: سلم، و قلت ذاك ما قد كان في قلبي منه شي ء. فتبسم و قال: (سلم) فتداركتها و قلت: سلمت و رضيت يابن رسول الله فأجلي الله ما كان في قلبي حتي لو جهدت و رمت لنفسي أن أعود الي الشك ما وصلت اليه. فعدت من الغد باكرا فارتفعت عن الباب الأول و صرت قبل الخيل و ما ورائي أحد أعلمه، و أنا أتوقع أن أجد السبيل الي الارشاد اليه، فلم أجد أحدا حتي اشتد الحر و الجوع جدا، حتي جعلت أشرب الماء اطفي ء به حر ما أجد من الجوع و الجوي، فبينا أنا كذلك اذ أقبل نحوي غلام قد حمل خوانا عليه طعام و الوان، و غلام آخر معه طشت و ابريق حتي وضع بين يدي و قالا: أمرك أن تأكل، فأكلت. فما فرغت حتي أقبل فقمت اليه فأمرني بالجلوس و

بالأكل، فأكلت فنظر الي الغلام فقال: كل معه ينشط! حتي اذا فرغت و رفع الخوان، ذهب الغلام ليرفع ما وقع من الخوان، من فتات الطعام، فقال: مه مه، ما كان في الصحراء فدعه، و لو فخذ شاة، و ما كان في البيت فالقطه ثم قال: سل؟ قلت: جعلني الله فداك ما تقول في المسك؟ فقال: ان أبي أمر أن يعمل له مسك في بان، فكتب اليه الفضل يخبره أن الناس يعيبون ذلك عليه فكتب: يا فضل أما علمت أن يوسف كان يلبس ديباجا مزرورا بالذهب و يجلس علي كراسي الذهب فلم ينقص من حكمته شيئا [ صفحه 32] و كذلك سليمان. ثم أمر أن يعمل له غالية [55] بأربعة آلاف درهم. ثم قلت: ما لمواليكم في موالاتكم؟ فقال: ان أباعبدالله عليه السلام كان عنده غلام يمسك بغلته اذا هو دخل المسجد فبينا هو جالس و معه بغلة اذا أقبلت رفقة من خراسان، فقال له رجل من الرفقة: هل لك يا غلام أن تسأله أن يجعلني مكانك و أكون له مملوكا و أجعل لك مالي كله؟ فاني كثير المال من جميع الصنوف اذهب فاقبضه، و أنا أقيم معه مكانك. فقال: اسأله ذلك. فدخل علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: جعلت فداك تعرف خدمتي و طول صحبتي فان ساق الله الي خيرا تمنعنيه؟ قال: أعطيك من عندي و أمنعك من غيري فحكي له قول الرجل. فقال: ان زهدت في خدمتنا و رغب الرجل فينا قبلناه و أرسلناك. فلما ولي عنه دعاه فقال له: أنصحك لطول الصحبة، و لك الخيار، اذا كان يوم القيامة كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم متعلقا بنور الله، و كان أميرالمؤمنين عليه السلام

متعلقا بنور رسول الله، و كان الأئمة متعلقين بأميرالمؤمنين و كان شيعتنا متعلقين بنا يدخلون مدخلنا، و يردون موردنا. فقال له الغلام: بل أقيم في خدمتك و اؤثر الآخرة علي الدنيا، فخرج الغلام الي الرجل، فقال له الرجل: خرجت الي بغير الوجه الذي دخلت به. فحكي له قوله و أدخله علي أبي عبدالله عليه السلام فقبل ولاءه و أمر للغلام بألف دينار ثم قام اليه فودعه و سأله أن يدعو له ففعل. [ صفحه 33] فقلت: يا سيدي لولا عيال بمكة و ولدي سرني أن اطيل المقام بهذا الباب. فأذن لي و قال: توافق غما، ثم وضعت بين يديه حقا كان له فأمرني أن أحملها فتأبيت و ظننت أن ذلك موجدة، فضحك الي و قال: خذها اليك فانك توافق حاجة، فجئت و قد ذهبت نفقتنا - شطر منها - فاحتجت اليه ساعة قدمت مكة.

كرامة الامام

عيون المعجزات 124:... روي عن عمر بن الفرج الرخجي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ان شيعتك تدعي أنك تعلم كل ما في دجلة و وزنه؟ و كنا علي شاطي ء دجلة، فقال عليه السلام: يقدر الله تعالي علي أن يفوض علم ذلك الي بعوضة من خلقه أم لا؟ قلت: نعم يقدر. فقال: أنا أكرم علي الله تعالي من بعوضة و من أكثر خلقه. [ صفحه 34]

غير ناكث و لا مبدل

الاختصاص 88-87. و رجال الكشي 2 / 858، ح 1114: حدثنا جعفر بن محمد بن قولويه، عن الحسن بن بنان، عن محمد بن عيسي، عن أبيه عن علي بن مهزيار، عن بعض القميين،... عن محمد بن اسحاق و الحسن بن محمد قالا: خرجنا بعد وفاة زكريا بن آدم الي الحج فتلقانا كتابه عليه السلام في بعض الطريق: ذكرت ما جري من قضاء الله في الرجل المتوفي رحمه الله يوم ولد و يوم قبض و يوم يبعث حيا فقد عاش أيام حياته عارفا بالحق قائلا به صابرا محتسبا للحق قائما بما يحب الله و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم و مضي رحمة الله عليه غير ناكث و لا مبدل، فجزاه الله أجر نيته و أعطاه جزاء سعيه. و ذكرت الرجل الموصي اليه فلم أجد فيه رأينا و عندنا من المعرفة به أكثر ما وصفت - يعني: الحسن بن محمد بن عمران -.

لم أر مثلك

الغيبة 212-211: أنه كان علي بن مهزيار الأهوازي محمودا قال: أخبرني جماعة عن التلعكبري عن أحمد بن علي الرازي، عن الحسين بن علي، عن أبي الحسن البلخي، عن احمد [بن] مابندار الاسكافي، عن العلاء النداري،... عن الحسن بن شمون قال: قرأت هذه الرسالة علي علي بن مهزيار، عن أبي جعفر الثاني بخطه: [ صفحه 35] بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي أحسن الله جزاك، و أسكنك جنته و منعك من الخزي في الدنيا و الآخرة و حشرك الله معنا، يا علي قد بلوتك و خبرتك في النصيحة و الطاعة و الخدمة و التوقير و القيام بما يجب عليك، فلو قلت: اني لم أر مثلك، لرجوت أن أكون صادقا، فجزاك الله جنات الفردوس نزلا، فما

خفي علي مقامك و لا خدمتك في الحر و البرد، في الليل و النهار، فأسأل الله - اذا جمع الخلائق للقيامة - أن يحبوك برحمة تغتبط بها انه سميع الدعاء.

العلم الموهوب

مشارق أنوار اليقين 98:... روي أنه جي ء بأبي جعفر عليه السلام الي مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بعد موت أبيه الرضا و هو طفل، فجاء الي المنبر ورقا منه درجة ثم نطق فقال: أنا محمد بن علي الرضا، أنا الجواد، أنا العالم بأنساب الناس في الأصلاب، أنا أعلم بسرائركم و ظاهركم، و ما أنتم صائرون اليه، علم منحنا به من قبل خلق الخلق أجمعين، و بعد فناء السماوات و الأرضين و لولا تظاهر أهل الباطل،و دولة أهل الضلال، و وثوب أهل الشك لقلت قولا تعجب منه الأولون و الآخرون. ثم وضع يده الشريفة علي فيه و قال: يا محمد اصمت كما صمت آباؤك من قبل. [ صفحه 39]

عقائد

الامامة ليست بالسن

تفسير العياشي 2 / 200، ح 100:.... عن علي بن أسباط، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك انهم يقولون في الحداثة [في حداثة سنك خ ل] قال: و أي شي ء يقولون؟ ان الله تعالي يقول: (قل هذه سبيلي أدعو الي الله علي بصيرة أنا و من اتبعني) [56] فوالله ما كان اتبعه الا علي عليه السلام و هو ابن تسع سنين، [و مضي أبي] و أنا ابن تسع سنين، فما عسي أن يقولوا: ان الله يقول: (فلا و ربك لا يؤمنون حتي يحكموك) الي قوله: (و يسلموا تسليما) [57] . [ صفحه 40]

النبي و الخلافة

تفسير القمي 1 / 160: أخبرنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلي بن محمد البصري، عن ابن أبي عمير،.... عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في قوله: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) [58] قال: ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عقد عليهم لعلي عليه السلام بالخلافة في عشرة مواطن، ثم أنزل الله: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) التي عقدت عليكم لأميرالمؤمنين عليه السلام.

الولاة بعد الرسول

الخصال 2 / 480 - 479، ح 47: حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، عن احمد بن محمد بن عيسي قال: حدثنا الحسن بن العباس بن الحريش الرازي عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام:... ان أميرالمؤمنين عليه السلام قال لابن عباس: ان ليلة القدر في كل سنة، و انه ينزل في تلك الليلة أمر السنة و لذلك الأمر ولاة بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. فقال ابن عباس: من هم؟ قال: أنا و أحد عشر من صلبي أئمة محدثون. [ صفحه 41]

الرضا بين المعصومين

عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 / 13، ب 1، ح 1. و علل الشرائع 237 - 1 / 236، ب 172، ح 1: حدثنا أبي و محمد بن موسي بن المتوكل و محمد بن علي بن ماجيلويه و احمد بن علي و محمد بن موسي بن المتوكل و محمد بن علي بن ماجيلويه و احمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم و الحسين بن ابراهيم ناتانه و احمد بن زياد بن جعفر الهمداني و الحسين بن ابراهيم بن هشام المكتب و علي بن عبدالله الوراق جميعا قالوا: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه،.... عن احمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن موسي عليه السلام: ان قوما من مخالفيكم يزعمون أن أباك انما سماه المأمون الرضا لما رضيه لولاية عهده؟ فقال عليه السلام: كذبوا... بل الله تبارك و تعالي سماه الرضا لأنه كان رضي لله عزوجل في سمائه و رضي لرسوله و الأئمة من بعده صلوات الله عليهم في أرضه. قال: فقلت له:

ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين عليهم السلام رضي لله عزوجل و لرسوله و الأئمة عليهم السلام؟ فقال: بلي. فقلت: فلم سمي أبوك عليه السلام من بينهم الرضا؟ قال: لأنه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه، و لم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهم السلام فلذلك سمي من بينهم الرضا عليه السلام. [ صفحه 42]

من خصائص الامامة

مناقب ابن شهر آشوب 4 / 388:.... بنان بن نافع قال: سألت علي بن موسي الرضا عليهم السلام فقلت: جعلت فداك من صاحب الأمر بعدك؟ فقال لي: يابن نافع يدخل عليك من هذا الباب من ورث ما ورثته من قبلي، و هو حجة الله تعالي من بعدي، فبينا أنا كذلك اذ دخل علينا محمد بن علي عليهماالسلام، فلما بصر بي قال لي: يابن نافع ألا احدثك بحديث؟ انا معاشر الأئمة اذا حملته امه يسمع الصوت من بطن امه أربعين يوما فاذا أتي له في بطن امه أربعة أشهر رفع الله تعالي له أعلام الأرض فقرب له ما بعد عنه حتي لا يعزب عنه حلول قطرة غيث نافعة و لا ضارة، و ان قولك لأبي الحسن: من حجة الدهر و الزمان من بعده؟ فالذي حدثك أبوالحسن ما سألت عنه هو الحجة عليك. ثم دخل علينا أبوالحسن فقال لي: يابن نافع سلم و أذعن له بالطاعة، فروحه روحي و روحي روح رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. [ صفحه 43]

هو الحجة

اصول الكافي 1 / 353، ح 9. و مناقب ابن شهر آشوب 4 / 394 - 393: محمد بن يحيي، و احمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن احمد بن الحسين، عن محمد بن الطيب، عن عبدالوهاب بن منصور،.... عن محمد بن أبي العلاء قال: سمعت يحيي بن أكثم - قاضي سامراء - بعدما جهدت به و ناظرته و حاورته و واصلته و سألته عن علوم آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم فقال: بينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فرأيت محمد بن علي الرضا

عليه السلام يطوف به فناظرته في مسائل عندي فأخرجها الي فقلت له: والله اني اريد أن أسألك مسألة و اني والله لاستحيي من ذلك. فقال لي: أنا اخبرك قبل أن تسألني، تسألني عن الامام. فقلت: هو والله هذا. فقال: أنا هو. فقلت: علامة. فكان في يده عصا فنطقت و قالت: ان مولاي امام هذا الزمان و هو الحجة. [ صفحه 44]

الامام المنتظر

كمال الدين 2 / 378، ب 36، ح 3، و كفايةالأثر 280-279، و اعلام الوري 436: حدثنا عبدالواحد بن محمد العبدوس العطار قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري عن حمدان بن سليمان،.... عن الصقر ابن أبي دلف، قال: سمعت أباجعفر محمد بن علي الرضا عليهم السلام يقول: ان الامام بعدي ابني علي أمره أمري، و قوله قولي، و طاعته طاعتي، و الامامة بعده [في] ابنه الحسن أمره أمر أبيه، و قوله قول أبيه، و طاعته طاعة أبيه، ثم سكت فقلت له: يابن رسول الله فمن الامام بعد الحسن؟ فبكي عليه السلام بكاءا شديدا ثم قال: ان من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر. فقلت له: يابن رسول الله و لم سمي القائم؟ قال: لأنه يقوم بعد موت ذكره، و ارتداد أكثر القائلين بامامته. فقلت له: و لم سمي المنتظر؟ قال: لأن له غيبة يكثر أيامها و يطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون و ينكره المرتابون و يستهزئ بذكره الجاحدون و يكذب فيها الوقاتون، و يهلك فيها المستعجلون و ينجو فيها المسلمون. [ صفحه 45]

الثالث من ولدي

كمال الدين 2 / 377، ب 36، ح 1، و كفاية الأثر 276، و اعلام الوري 435: حدثنا علي بن أحمد بن موسي الدقاق قال حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال: حدثنا أبوتراب عبدالله موسي الرؤياني قال:... حدثنا عبدالعظيم بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام [الحسني] قال: دخلت علي سيدي محمد بن علي بن موسي بن جعفر عليهم السلام و أنا اريد أن أسأله، عن القائم أهو المهدي أو غيره؟ فأبتدأني فقال لي: يا أباالقاسم ان القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته

و يطاع في ظهوره و هو الثالث من ولدي، و الذي بعث محمدا صلي الله عليه و آله و سلم بالنبوة و خصنا بالامامة انه لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتي يخرج فيه فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و أن الله تبارك و تعالي ليصلح له أمره في ليلة، كما أصلح أمر كليمه موسي عليه السلام اذ ذهب ليقتبس لأهله نارا فرجع و هو رسول نبي. ثم قال عليه السلام: أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج [ صفحه 46]

سمي الرسول و كنيه

كمال الدين 2 / 378 - 377، ب 36، ح 2، و كفاية الأثر 278-277، و اعلام الوري 435، و الاحتجاج 2 / 250 - 249: حدثنا محمد بن أحمد الشيباني قال حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي، عن سهل بن زياد الأدمي.... عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني قال: قلت لمحمد بن علي بن موسي عليه السلام: اني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما فقال عليه السلام: يا أباالقاسم ما منا الا و هو قائم بأمر الله عزوجل و هاد الي دين الله ولكن القائم الذي يطهر الله به الأرض من أهل الكفر و الجحود و يملأها عدلا و قسطا هو الذي تخفي علي الناس ولادته و يغيب عنهم شخصه و يحرم عليهم تسميته، و هو سمي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و كنيه و هو الذي تطوي له الأرض و يذل له كل صعب و يجتمع اليه من أصحابه عدة أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا من اقاصي الأرض و ذلك

قول الله عزوجل (اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا أن الله علي كل شي ء قدير) [59] فاذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الاخلاص أظهر الله أمره فاذا كمل له العقد و هو عشرة آلاف رجل خرج باذن الله عزوجل. [ صفحه 49]

معارف

سلم الارتقاء

بحارالأنوار 1 / 218، ح 41 عن الدرة الباهرة: و قال الجواد عليه السلام:.... التفقه ثمن لكل غال، و سلم الي كل عال.

الكافل لأيتامنا

تفسير الامام العسكري عليه السلام 344، ح 224: و قال محمد بن علي الجواد عليهماالسلام:.... ان من تكفل بأيتام آل محمد المنقطعين عن امامهم المتحيرين في جهلهم، الأسراء في أيدي شياطينهم، و في أيدي النواصب من أعدائنا فاستنقذهم منهم، و أخرجهم من حيرتهم، و قهر الشياطين برد و ساوسهم، و قهر الناصبين بحجج ربهم، و دليل أئمتهم ليفضلون عند الله تعالي علي العابد بأفضل المواقع بأكثر من فضل السماء علي الأرض و العرش و الكرسي و الحجب (علي السماء) و فضلهم علي هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر علي أخفي كوكب في السماء. [ صفحه 50]

الخضر يتلمذ

كمال الدين 1 / 315 - 313، ب 29، ح 1: حدثنا أبي و محمد بن الحسن - رضي الله عنهما - قالا: حدثنا سعد بن عبدالله و عبدالله بن جعفر الحميري و محمد بن يحيي العطار و أحمد بن ادريس جميعا قالوا: حدثنا احمد بن أبي عبدالله البرقي، قال: حدثنا أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي عليه السلام قال:.... أقبل أميرالمؤمنين عليه السلام ذات يوم و معه الحسن بن علي عليهماالسلام و سلمان الفارسي - رحمه الله - و أميرالمؤمنين متكئ علي يد سلمان، فدخل المسجد الحرام فجلس، اذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس، فسلم علي أميرالمؤمنين عليه السلام فرد عليه السلام فجلس. ثم قال يا أميرالمؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل ان أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما اقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و لا في آخرتهم، و ان تكن الاخري علمت أنك و هم شرع سواء. فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام: سلني عما بدا لك. فقال: أخبرني عن الرجل اذا نام أين تذهب روحه؟

و عن الرجل كيف يذكر و ينسي؟ و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال؟ فالتفت أميرالمؤمنين عليه السلام الي أبي محمد الحسن فقال: يا أبامحمد أجبه. فقال عليه السلام: أما ما سألت عنه من أمر الانسان اذا نام أين تذهب روحه؟ فان روحه متعلقة بالريح، و الريح متعلقة بالهواء الي وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فان أذن الله عزوجل برد تلك الروح الي صاحبها جذبت تلك الروح الريح و جذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح فاسكنت في بدن صاحبها، و ان لم يأذن الله عزوجل برد تلك الروح الي صاحبها جذب الهواء الريح و جذبت الريح [ صفحه 51] الروح فلم ترد الي صاحبها الي وقت ما يبعث. و أما ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان فان قلب الرجل في حق و علي الحق طبق، فان صلي الرجل عند ذلك علي محمد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب و ذكر الرجل ما كان نسيه، و ان هو لم يصل علي محمد و آل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق علي ذلك الحق فأظلم القلب و نسي الرجل ما كان ذكر. و أما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه و أخواله: فان الرجل اذا أتي أهله فجامعها بقلب ساكن و عروق هادئة و بدن غير مضطرب فأسكنت تلك النطفة في جوف الرحم، خرج الولد يشبه أباه و امه و ان هو أتاها بقلب غير ساكن و عروق غير هادئة و بدن مضطرب اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها علي بعض العروق فان وقعت علي عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه، و ان

وقعت علي عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله. فقال الرجل: أشهد أن لا اله الا الله و لم أزل أشهد بها، و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته بعده - و أشار بيده الي أميرالمؤمنين عليه السلام - و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته - و أشار الي [ابي محمد] الحسن عليه السلام - و أشهد أن الحسين بن علي عليه السلام وصي أبيك و القائم بحجته بعدك، و أشهد علي علي بن الحسين عليه السلام أنه القائم بأمر الحسين عليه السلام بعده، و أشهد علي محمد بن علي عليه السلام أنه القائم بأمر علي بن الحسين، و أشهد علي جعفر بن محمد عليه السلام أنه القائم بأمر محمد بن علي، و أشهد علي موسي بن جعفر عليه السلام أنه القائم بامر جعفر بن محمد، و أشهد علي علي بن موسي عليه السلام أنه القائم بأمر موسي بن جعفر، و أشهد علي محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسي، و أشهد علي علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، و أشهد علي [ صفحه 52] الحسن بن علي عليه السلام أنه القائم علي علي بن محمد، و أشهد علي رجل من ولد الحسن بن علي عليه السلام لا يكني و لا يسمي حتي يظهر أمره فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و السلام عليك يا أميرالمؤمنين و رحمة الله و بركاته، ثم قام فمضي. فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: ياأبامحمد أتبعه فانظر أين يقصد، فخرج الحسن عليه السلام في أثره قال: فما كان الا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله، فرجعت الي

أميرالمؤمنين عليه السلام فأعلمته. فقال: يا أبامحمد أتعرفه؟ فقلت: الله و رسوله و أميرالمؤمنين أعلم. فقال: هو الخضر عليه السلام.

بقايا أهل العلم

روضة الكافي 57-56 ح 17: محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل بن بزيغ، عن عمه حمزة بن بزيغ، قال: كتب أبوجعفر عليه السلام الي سعيد الخير:.... بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فقد جائني كتابك تذكر فيه معرفة مالا ينبغي تركه، و طاعة من رضا الله رضاه، فقبلت من ذلك لنفسك ما كانت نفسك مرتهنة لو تركته تعجب ان رضا الله و طاعته و نصيحته لا تقبل و لا توجد و لا تعرف الا في عباد غرباء، اخلاء من الناس، قد اتخذهم الناس سخريا لما يرمونهم به من المنكرات، و كان يقال: لا يكون المؤمن مؤمنا حتي يكون ابغض الي الناس من جيفة الحمار و لولا ان يصيبك من البلاء مثل الذي اصابنا فتجعل فتنة الناس كعذاب الله - اعيذك بالله و ايانا من ذلك -، لقربت علي بعد منزلتك. [ صفحه 53] و اعلم رحمك الله انه لا تنال محبة الله الا ببغض كثير من الناس و لا ولايته الا بمعاداتهم، و فوت ذلك قليل يسير لدرك ذلك من الله لقوم يعلمون. يا أخي ان الله عزوجل جعل في كل من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل الي الهدي و يصبرون معهم علي الاذي، يجيبون داعي الله، و يدعون الي الله فابصرهم رحمك الله فانهم في منزلة رفيعة و ان اصابتهم في الدنيا وضيعة، انهم يحيون بكتاب الله الموتي و يبصرون بنور الله من العمي، كم من قتيل لأبليس قد احيوه، و كم من تائه ضال قد هدوه، يبذلون

دمائهم دون هلكة العباد، و ما أحسن اثرهم علي العباد، و اقبح آثار العباد عليهم.

كلمات العلم

الخصال 2 / 650، حديث 46: حدثنا أبي و محمد بن موسي بن المتوكل، و محمد بن علي ماجيلويه و أحمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم و حمزة بن محمد بن أحمد العلوي و الحسين بن ابراهيم بن ناتانه و الحسين بن أحمد بن هشام المؤدب و أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قالوا: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه عن عبدالله بن المغيرة عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام انه سمعه يقول:.... علم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عليا الف كلمة، كل كلمة تفتح ألف كلمة. [ صفحه 57]

اخلاق

المداراة خير

أمالي الشيخ المفيد 121-120، ب 23، ح 20: احمد بن محمد عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار،.... عن بكر بن صالح قال: كتب صهر لي الي أبي جعفر الثاني عليه السلام أن أبي ناصب خبيث الرأي و قد لقيت منه شدة و جهدا، فرأيك جعلت فداك في الدعاء لي، و ما تري جعلت فداك أفتري أن أكاشفه أم اداريه؟ فكتب: قد فهمت كتابك و ما ذكرت من أمر أبيك، و لست أدع الدعاء لك ان شاءالله و المداراة خير لك من المكاشفة، و مع العسر يسر، [فاصبر] ان العاقبة للمتقين ثبتك الله علي ولاية من توليت، نحن و أنتم في وديعة الله التي لا تضيع ودائعه. قال بكر: فعطف الله بقلب أبيه حتي صار لا يخالفه في شي ء. [ صفحه 58]

الصبر عند المكاره

تحف العقول 456:.... روي أنه حمل لأبي جعفر محمد بن علي الجواد عليه السلام حمل بز له قيمة كثيرة فسل في الطريق فكتب اليه الذي حمله يعرفه الخبر، فوقع بخطه: ان أنفسنا و أموالنا من مواهب الله الهنيئة، و عواريه المستودعة يمتع بما متع منها في سرور و غبطة، و يأخذ ما أخذ منها في أجر و حسبة فمن غلب جزعه علي صبره حبط أجره و نعوذ بالله من ذلك.

من اخلاق شيعتنا

تفسير الامام الحسن العسكري 316- 314، ح 160:.... قال عليه السلام: و دخل رجل علي محمد بن علي بن موسي الرضا عليهماالسلام و هو مسرور فقال: مالي أراك مسرورا؟ قال: يابن رسول الله سمعت أباك يقول أحق يوم بأن يسر العبد فيه يوم يرزقه الله صدقات و مبرات و سد خلات من اخوان له مؤمنين فانه قصدني اليوم عشرة من اخواني [المؤمنين] الفقراء لهم عيالات، قصدوني من بلد كذا و كذا فأعطيت كل واحد منهم، فلهذا سروري. فقال محمد بن علي عليهماالسلام: لعمري انك حقيق بأن تسر ان لم تكن أحبطته أو لم تحبطه فيما بعد. [ صفحه 59] فقال الرجل: و كيف أحبطته و أنا من شيعتكم الخلص؟ قال: هاه قد أبطلت برك باخوانك و صدقاتك. قال: و كيف ذاك يابن رسول الله؟ قال له محمد بن علي عليه السلام: اقرء قول الله عزوجل (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذي) [60] . قال الرجل: يابن رسول الله ما مننت علي القوم الذين تصدقت عليهم و لا آذيتهم. قال له محمد بن علي عليه السلام: ان الله عزوجل انما قال: (لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذي) و لم يقل لا تبطلوا بالمن علي من تتصدقون عليه

و بالأذي لمن تتصدقون عليه و هو كل أذي، أفتري أذاك للقوم الذين تصدقت عليهم أعظم أم أذاك لحفظتك و ملائكة الله المقربين حواليك أم أذاك لنا؟ فقال الرجل: بل هذا يابن رسول الله. فقال: فقد آذيتني و آذيتهم، و أبطلت صدقتك. قال: لماذا؟ قال: لقولك و كيف أحبطته و أنا من شيعتكم الخلص؟ ويحك أتدري من شيعتنا الخلص؟ قال: لا. قال: شيعتنا الخلص حزقيل [حزبيل خ ل] المؤمن مؤمن آل فرعون و صاحب يس الذي قال الله تعالي فيه: (و جاء من أقصي المدينة رجل يسعي) [61] . [ صفحه 60] و سلمان و أبوذر و المقداد و عمار، أسويت نفسك بهؤلاء؟ أما آذيت بهذا الملائكة و آذيتنا؟ فقال الرجل: أستغفرالله و أتوب اليه. فكيف أقول؟ قال: قل: أنا من مواليكم و محبيكم و معادي أعدائكم و موالي أوليائكم. فقال: كذلك أقول و كذلك أنا يابن رسول الله، و قد تبت من القول الذي، أنكرته، و أنكرته الملائكة فما أنكرتم ذلك الا لانكار الله عزوجل. فقال محمد بن علي بن موسي الرضا عليهم السلام: الآن قد عادت اليك مثوبات صدقاتك، و زال عنها الاحباط.

الشكر و المزيد

تحف العقول 457:.... روي أن جمالا حمل أباجعفر الثاني عليه السلام من المدينة الي الكوفة فكلمه في صلته و قد كان أبوجعفر عليه السلام و صله بأربعمائة دينار، فقال عليه السلام: سبحان الله اما علمت انه لا ينقطع المزيد من الله حتي ينقطع الشكر من العباد. [ صفحه 61]

لا تعجل

بحارالأنوار 71 / 340، ح 13: عن الدرة الباهرة: قال الجواد عليه السلام:.... اتئد، تصب أو تكد.

اقبل النصيحة

تحف العقول 457: عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال:.... المؤمن يحتاج الي [خصال] توفيق من الله، و واعظ من نفسه، و قبول ممن ينصحه.

لا تنافق

اعلام الدين 309: قال عليه السلام:.... لا تكن وليا لله تعالي في العلانية، عدوا له في السر. [ صفحه 65]

عبادات

الطواف عن المعصومين

فروع الكافي 2 / 314 ح 2: أبوعلي الاشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن علي بن مهزيار،.... عن موسي بن القاسم قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: قد أردت أن أطوف عنك و عن أبيك فقيل لي: ان الأوصياء لا يطاف عنهم، فقال لي: بل طف ما أمكنك فانه جائز. ثم قلت له بعد ذلك: بثلاث سنين: اني كنت استأذنتك في الطواف عنك، و عن أبيك فأذنت لي في ذلك، فطفت عنكما ما شاءالله، ثم وقع في قلبي شي ء فعلمت به. قال: و ما هو؟ قلت: طفت يوما عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال ثلاث مرات: صلي الله علي رسول الله، ثم اليوم الثاني عن أميرالمؤمنين (ع) ثم طفت اليوم الثالث عن الحسن عليه السلام، و الرابع عن الحسين عليه السلام، و الخامس عن علي بن الحسين عليه السلام و السادس عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام، و اليوم السابع عن جعفر بن محمد عليه السلام، و اليوم الثامن عن أبيك موسي عليه السلام، و اليوم التاسع عن أبيك [ صفحه 66] علي عليه السلام، و اليوم العاشر عنك يا سيدي، و هؤلاء الذين أدين الله بولايتهم، فقال: اذن والله تدين الله بالدين الذي لا يقبل من العباد غيره. قلت: و ربما طفت عن امك فاطمة عليهاالسلام، و ربما لم أطف فقال: استكثر من هذا فانه أفضل ما أنت عامله ان شاءالله.

للأمن من الزلازل

علل الشرائع 2 / 556 - 555 ب 343 ح 6: حدثنا احمد بن محمد، عن ابيه، عن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسي، عن علي بن مهزيار قال:.... كتبت الي أبي جعفر عليه السلام و شكوت اليه كثرة الزلازل في الأهواز [و قلت]

تري لنا التحول عنها؟ فكتب: لا تتحولوا عنها، و صوموا الاربعاء و الخميس و الجمعة و اغتسلوا و طهروا ثيابكم و ابرزوا يوم الجمعة، و ادعوا الله فانه يرفع عنكم، قال: ففعلنا فسكنت الزلازل. قال: و من كان منكم مذنب فيتوب الي الله سبحانه و تعالي، و دعا لهم بخير.

الدعاء في القنوت

مهج الدعوات 59: كان الامام ابوجعفر الجواد عليه السلام يقنت بهذا الدعاء:.... [اللهم] منائحك متتابعة، و اياديك متوالية، و نعمك سابغة و شكرنا قصير، و حمدنا يسير، و أنت بالتعطف علي من اعترف جدير، اللهم و قد غص اهل الحق [ صفحه 67] بالريق، و ارتبك اهل الصدق في المضيق و أنت اللهم بعبادك و ذوي الرغبة اليك شفيق، و باجابة دعائهم و تعجيل الفرج عنهم حقيق. اللهم فصل علي محمد و آل محمد و بادرنا منك بالعون الذي لا خذلان بعده، و النصر الذي لا باطل يتكأده، و أتح لنا من لدنك متاحا فياحا يأمن فيه وليك، و يخيب فيه عدوك، و يقام فيه معالمك، و يظهر فيه اوامرك و تنكف فيه عوادي عداتك، اللهم بادرنا منك بدار الرحمة، و بادر اعداءك من بأسك بدار النقمة، اللهم اعنا و اغثنا و ارفع نقمتك عنا و احلها بالقوم الظالمين.

في قنوت الفرائض

مهج الدعوات 60-59: كان من دعاء الامام ابوجعفر الجواد عليه السلام في قنوته:.... اللهم أنت الأول بلا أولية معدودة، و الآخر بلا آخرية محدودة، أنشأتنا لا لعلة اقتسارا، و اخترعتنا لا لحاجة اقتدارا، و ابتدعتنا بحكمتك اختيارا، و بلوتنا بأمرك و نهيك اختبارا، و ايدتنا بالالات و منحتنا بالأدوات، و كلفتنا الطاقة، و جشمتنا الطاعة، فأمرت تخييرا، و نهيت تحذيرا، و خولت كثيرا، و سألت يسيرا، فعصي امرك فحلمت، و جهل قدرك فتكرمت، فأنت رب العزة و البهاء، و العظمة و الكبرياء، و الاحسان و النعماء و المن و الآلاء، و المنح و العطاء، و الانجاز و الوفاء، و لا تحيط القلوب لك بكنه، و لا تدرك الاوهام لك صفة، و لا يشبهك شي ء من خلقك، و لا

يمثل بك شي ء من صنعتك، تباركت ان تحس أو تمس، أو تدركك الحواس الخمس و أني يدرك مخلوق خالقه، و تعاليت يا الهي عما يقول الظالمون علوا كبيرا. [ صفحه 68] اللهم ادل لأوليائك من اعدائك الظالمين الباغين الناكثين القاسطين المارقين، الذين اضلوا عبادك، و حرفوا كتابك، و بدلوا احكامك و جحدوا حقك، و جلسوا مجالس اوليائك جرأة منهم عليك، و ظلما منهم لأهل بيت نبيك، عليهم سلامك و صلواتك و رحمتك و بركاتك، و فضلوا و اضلوا خلقك و هتكوا حجاب سترك عن عبادك، و اتخذوا اللهم مالك دولا، و عبادك خولا و تركوا اللهم عالم ارضك في بكماء عمياء ظلماء مدلهمة، فأعينهم مفتوحة، و قلوبهم عمية، و لم تبق لهم اللهم عليك من حجة، لقد حذرت اللهم عذابك و بينت نكالك و وعدت المطيعين احسانك، و قدمت اليهم بالنذر فآمنت طائفة فأيد [ت] اللهم الذين آمنوا علي عدوك، و عدو اوليائك، فاصبحوا ظاهرين و الي الحق داعين، و للامام المنتظر القائم بالقسط تابعين و جدد اللهم علي اعدائك و اعدائهم نارك، و عذابك الذي لا تدفعه عن القوم الظالمين. اللهم صل علي محمد و آل محمد و قو ضعف المخلصين لك بالمحبة المشايعين لنا بالموالات، المتبعين لنا بالتصديق و العمل، المؤازرين لنا بالمواساة فينا، المحيين ذكرنا عند اجتماعهم، و شد اللهم ركنهم و سدد لهم اللهم دينهم الذي ارتضيته لهم، و اتمم عليهم نعمتك، و خلصهم و استخلصهم، و سد اللهم فقرهم، و المم شعث فاقتهم، و اغفر اللهم ذنوبهم و خطاياهم، و لا تزغ قلوبهم بعد اذ هديتهم و لا تخلهم أي رب بمعصيتهم، و احفظ لهم ما منحتهم به من الطهارة

بولاية اوليائك و البراءة من اعدائك، انك سميع مجيب، و صلي الله علي محمد و آله الطيبين الطاهرين. [ صفحه 69]

في مطلع كل شهر

بحارالأنوار 97 / 133 عن الدروع: عن الجواد عليه السلام:.... اذا دخل شهر جديد فصل أول يوم منه ركعتين تقرء في الأولي بعد الحمد التوحيد ثلاثين مرة، و في الثانية بعد الحمد القدر ثلاثين مرة، ثم تتصدق بما تيسر، فتشتري به سلامة ذلك الشهر كله. و في رواية: تقول اذا فرغت من الركعتين: (بسم الله الرحمن الرحيم (و ما من دابة في الأرض الا علي الله رزقها و يعلم مستقرها و مستودعها كل في كتاب مبين) [62] ، بسم الله الرحمن الرحيم (و ان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو و ان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده و هو الغفور الرحيم) [63] . بسم الله الرحمن الرحيم سيجعل الله بعد عسر يسرا، ما شاء الله لا قوة الا بالله حسبنا الله و نعم الوكيل، و افوض امري الي الله ان الله بصير بالعباد، لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين، رب اني لما أنزلت الي من خير فقير، رب لا تذرني فردا و أنت خير الوارثين). [ صفحه 70]

اذا انصرفت من الصلاة

اصول الكافي 2 / 548 ضمن ح 6 و الفقيه 1 / 327 صدر ح 960: عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد، عن بعض اصحابه، عن محمد بن الفرج، عن ابي جعفر ابن الرضا عليهماالسلام قال:.... اذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل: (رضيت بالله ربا و بمحمد نبيا و بالاسلام دينا، و بالقرآن كتابا، و بفلان و فلان ائمة، اللهم وليك فلان فاحفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته، و امدد له في عمره

و اجعله القائم بامرك، و المنتصر لدينك واره ما يحب، و ما تقر به عينه في نفسه و ذريته و في اهله و ماله و في شيعته و في عدوه وارهم منه ما يحذرون، واره فيهم ما يحب و تقربه عينه، واشف صدورنا و صدور قوم مؤمنين).

بعد العشاء الآخرة

بحارالأنوار 86 / 125 ح 6 و فلاح السائل 257: محمد بن علي البراوازي، عن احمد بن محمد بن يحيي العطار القمي، عن ابيه، عن احمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن عباس بن الحريش الرازي، عن ابي جعفر محمد بن علي بن موسي بن جعفر عليهم السلام قال:.... من قرأ انا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات بعد العشاء الآخرة كان في ضمان الله تعالي حتي يصبح. [ صفحه 71]

بعد صلاة الفجر

من لا يحضره الفقيه 1 / 327 - 326 ح 959 و اصول الكافي 2 / 548 - 547 صدر ح 6 و عدة الداعي 253 - 252 و بحارالأنوار 86 / 186 ح 48: روي عن محمد بن الفرج انه قال:.... كتب الي أبوجعفر محمد بن علي الرضا عليهماالسلام بهذا الدعاء و علمنيه، و قال: من دعا به في دبر صلاة الفجر لم يلتمس حاجة الا يسرت له و كفاه الله ما أهمه (بسم الله و بالله و صلي الله علي محمد و آله و افوض أمري الي الله، ان الله بصير بالعباد، فوقاه الله سيئات ما مكروا لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين، فاستجبنا له و نجيناه من الغم و كذلك ننجي المؤمنين، حسبنا الله و نعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء، ما شاء الله لا حول و لا قوة الا بالله ما شاءالله لا ما شاء الناس ما شاءالله و ان كره الناس، حسبي الرب من المربوبين، حسبي الخالق من المخلوقين، حسبي الرازق من المرزوقين حسبي الذي لم يزل حسبي حسبي الله لا اله الا هو، عليه توكلت و هو رب العرش العظيم).

[ صفحه 72]

زيارة الرسول

كامل الزيارات 12 ب 2 ح 3 و التهذيب 6 / 3 ب 1 ح 3: حدثني جماعة من مشايخنا، عن محمد بن يحيي، عن احمد بن محمد بن عيسي، عن معاوية بن حكيم، عن عبدالرحمن بن ابي نجران قال:.... سألت أباجعفر عليه السلام عمن زار قبر النبي صلي الله عليه و آله و سلم قاصدا؟ قال: له الجنة.

من زار النبي

كامل الزيارات 12 ب 2 ح 4: حدثني جماعة من مشايخنا عن محمد بن يحيي، عن ابن عيسي عن معاوية بن حكيم، عن عبدالرحمن بن ابي نجران، عن ابي جعفر الثاني عليه السلام قال:.... قلت: ما لمن زار رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم متعمدا؟ قال: يدخله الله الجنة ان شاءالله. [ صفحه 73]

الزائر و ليلة القدر

اقبال الأعمال 212: و روينا باسنادنا الي أبي المفضل محمد بن عبدالله الشيباني قال: حدثني علي بن نصر عن [عبيد خ ل] عبدالله بن موسي، عن عبدالعظيم الحسني، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في حديث قال:.... من زار الحسين عليه السلام ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان و هي الليلة التي يرجي ان تكون ليلة القدر و فيها يفرق كل امر حكيم صافحه روح اربعة و عشرين الف ملك و نبي كلهم يستأذن الله في زيارة الحسين عليه السلام في تلك الليلة.

ثواب من زار أبي

امالي الصدوق 521 المجلس 94 ح 1: حدثنا علي بن احمد بن موسي الدقاق، عن محمد بن ابي عبدالله الكوفي، عن الحسن بن ابي زياد الآدمي الرازي، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني قال: سمعت محمد بن علي بن موسي الرضا عليه السلام يقول:.... ما زار أبي عليه السلام أحد فأصابه اذي من مطر أو برد أو حر الا حرم الله جسده علي النار. [ صفحه 74]

مرقد الامام الرضا و زائريه

عيون اخبار الرضا عليه السلام 2 / 256 ب 66 ح 6: حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن ابي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال: سمعت أباجعفر محمد بن علي عليه السلام يقول:.... ان بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنة من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار.

من زار أبي بطوس

عيون اخبار الرضا عليه السلام 2 / 256 ب 66 ح 7: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، عن ابي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام قال:.... ضمنت [حتمت خ ل] لمن زار أبي عليه السلام بطوس عارفا بحقه الجنة علي الله تعالي. [ صفحه 75]

زوار أبي قليلون

عيون اخبار الرضا عليه السلام 2 / 256 ب 66 ح 8: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه،.... عن عبدالعظيم بن عبدالله قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام قد تحيرت بين زيارة قبر أبي عبدالله عليه السلام و بين زيارة قبر أبيك عليه السلام بطوس فما تري؟ فقال لي: مكانك، ثم دخل و خرج و دموعه تسيل علي خديه فقال: زوار قبر أبي عبدالله عليه السلام كثيرون و زوار قبر أبي عليه السلام بطوس قليلون.

الجنة ثواب الزائر

عيون اخبار الرضا عليه السلام 2 / 257 ب 66 ح 13: حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب،... عن علي بن أسباط قال: سألت أباجعفر عليه السلام ما لمن زار والدك عليه السلام بخراسان؟ قال: الجنة والله الجنة والله. [ صفحه 76]

السلام علي الرضا

عيون اخبار الرضا عليه السلام 2 / 258 ب 66 ح 15 و كامل الزيارات 305 ب 101 ح 7 و فروع الكافي 2 / 584 ح 2 و التهذيب 6 / 84 ب 34 ح 2: حدثنا جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن عبدالله بن المغيرة الكوفي، عن جده الحسين بن علي، عن الحسين بن يوسف، عن محمد بن اسلم، عن محمد بن سليمان قال:.... سألت أباجعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام عن رجل حج حجةالاسلام فدخل متمتعا بالعمرة الي الحج فأعانه الله تعالي علي حجه و عمرته، ثم أتي المدينة فسلم علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم ثم أتي اباك أميرالمؤمنين عليه السلام عارفا بحقه يعلم انه حجةالله علي خلقه و بابه الذي يؤتي منه فسلم عليه، ثم أتي اباعبدالله الحسين بن علي عليه السلام فسلم عليه ثم اتي بغداد فسلم علي أبي الحسن موسي عليه السلام ثم انصرف الي بلاده. فلما كان في هذا الوقت رزقه الله تعالي ما يحج به فأيهما افضل أهذا الذي حج حجةالاسلام يرجع أيضا فيحج أو يخرج الي خراسان الي ابيك علي بن موسي الرضا عليه السلام فيسلم عليه؟ قال: بلي يأتي الي خراسان فيسلم علي أبي عليه السلام افضل وليكن ذلك في رجب، و لا ينبغي ان تفعلوا هذا اليوم فان علينا و عليكم من

السلطان شنعة. [ صفحه 77]

زيارة أبي افضل

عيون اخبار الرضا عليه السلام 2 / 261 ب 66 ح 26 و كامل الزيارات 307 - 306 ب 101 ح 11 و فروع الكافي 2 / 584 ح 1 و التهذيب 6 / 84 ب 34 ح 1: حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار قال:.... قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك زيارة الرضا عليه السلام افضل ام زيارة أبي عبدالله الحسين عليه السلام؟ فقال: زيارة أبي عليه السلام افضل، و ذلك ان اباعبدالله عليه السلام يزوره كل الناس و أبي عليه السلام لا يزوره الا الخواص من الشيعة. [ صفحه 78]

ما لمن زار أباك؟

كامل الزيارات 304 ب 101 ح 3: حدثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن علي بن ابراهيم الجعفري، عن حمدان الدسواي قال:.... دخلت علي أبي جعفر الثاني عليه السلام فقلت له: ما لمن زار اباك بطوس؟ فقال عليه السلام: من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر. قال حمدان: فلقيت بعد ذلك ايوب بن نوح بن دراج فقلت له: يا اباالحسين اني سمعت مولاي أباجعفر عليه السلام يقول: من زار قبر أبي بطوس غفرالله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر. فقال ايوب: وازيدك فيه؟ قلت: نعم. قال: سمعته يقول ذلك - يعني: أباجعفر عليه السلام - و انه اذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حتي يفرغ الناس من الحساب. [ صفحه 81]

احكام

لا تصغ لكل أحد

تحف العقول 456: عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال:.... من أصغي الي ناطق فقد عبده، فان كان الناطق عن الله فقد عبدالله، و ان كان الناطق ينطق عن لسان ابليس فقد عبد ابليس.

رثاء أهل البيت

رجال الكشي 2 / 838، ح 1074:.... محمد بن مسعود قال: حدثني حمدان بن احمد النهدي قال: حدثني أبوطالب القمي قال: كتبت الي أبي جعفر ابن الرضا عليه السلام: فأذن لي أن أرثي أباالحسن أعني أباه «قال:» فكتب الي: اندبني و اندب أبي. [ صفحه 82]

اخماس و زكوات

الخرائج و الجرائح 1 / 387 - 386، ح 15:.... روي عن ابن اورمة قال: حملت الي امرأة شيئا من حلي و شيئا من دراهم و شيئا من ثياب فتوهمت أن ذلك كله لها و لم أسألها أن لغيرها في ذلك شيئا فحملت ذلك الي المدينة مع بضاعات لأصحابنا و كتبت في الكتاب أني قد بعثت اليك من قبل فلانة بكذا، و من قبل فلان كذا و من قبل فلان و فلان كذا، فخرج في التوقيع: قد وصل ما بعثت من قبل فلان و فلان و من قبل المرأتين تقبل الله منك و رضي عنك، و جعلك معنا في الدنيا و الآخرة. فلما رأيت ذكر المرأتين شككت في الكتاب أنه غير كتابه و أنه قد عمل علي دونه لأني كنت في نفسي علي يقين أن الذي دفعت الي المرأة كان كله لها و هي مرأة واحدة. فلما رأيت في التوقيع امرأتين اتهمت موصل كتابي، فلما انصرفت الي البلاد جاءتني المرأة فقالت: هل أوصلت بضاعتي؟ قلت: نعم. قالت: و بضاعة فلانة؟ قلت: و كان فيها لغيرك شي ء؟ قالت: نعم، كان لي فيها كذا و لأختي فلانة كذا. قلت: بلي قد أوصلت ذلك، و زال ما كان عندي. [ صفحه 83]

قضاء ديون

ارشاد المفيد 325. و اصول الكافي 1 / 497، ح 11. و أعلام الوري 350، ب 5، الفصل 3. و مناقب ابن شهر آشوب 4 / 391. و الخرائج و الجرائح 1 / 378، ح 7. و كشف الغمة 3 / 213: أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد، عن الحجال و عمرو بن عثمان، عن

رجل من أهل المدينة،.... عن المطرفي قال: مضي أبوالحسن الرضا عليه السلام ولي عليه أربعة آلاف درهم، لم يكن يعرفها غيري و غيره، فأرسل الي أبوجعفر عليه السلام اذا كان في غد فأتني فأتيته من الغد فقال لي: مضي أبوالحسن عليه السلام و لك عليه أربعة آلاف درهم، قلت: نعم، فرفع المصلي الذي كان تحته، فاذا تحته دنانير فدفعها الي فكان قيمتها في الوقت أربعة آلاف درهم.

احملوا خمسكم

مناقب ابن شهر آشوب 4 / 389:.... قال محمد بن الفرج: كتب الي أبوجعفر عليه السلام: احملوا الي الخمس فاني لست آخذه منكم سوي عامي هذا، فقبض عليه السلام في تلك السنة. [ صفحه 84]

حقوق آل محمد

الغيبة 213. و اصول الكافي 1 / 548، ح 27:.... علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام اذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل الهمداني - و كان يتولي له - فقال له: جعلت فداك اجعلني من عشرة آلاف درهم فيحل فاني أنفقتها فقال له أبوجعفر عليه السلام: أنت في حل. فلما خرج صالح من عنده قال أبوجعفر عليه السلام: أحدهم يثب علي أموال حق آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم و فقرائهم و مساكينهم و أبناء سبيلهم فيأخذه ثم يقول: اجعلني في حل، أتراه ظن بي أني أقول له لا أفعل، و الله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا.

رضا الانسان و كراهيته

تحف العقول 456: عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال:.... من شهد امرا فكرهه كان كمن غاب عنه، و من غاب عن امر فرضيه كان كمن شهده. [ صفحه 87]

مواعظ

لا تأمن مكر الله

تحف العقول 456: عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال:.... تأخير التوبة اغترار، و طول التسويف حيرة، و الاعتلال علي الله هلكة، و الاصرار علي الذنب أمن لمكر الله، (و لا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون) [64] .

دار القرار

تحف العقول 456: كتب عليه السلام الي بعض أوليائه:.... أما هذه الدنيا فانا فيها مغترفون ولكن من كان هواه هوي صاحبه و دان بدينه فهو معه حيث كان، و الآخرة هي دار القرار. [ صفحه 92]

اجتماعيات

المرأة في الدنيا و العقبي

عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 10، ب 30، ح 24: حدثنا علي بن عبدالله الوراق، - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي، عن سهل بن زياد الأدمي، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، عن محمد بن علي الرضا، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال:.... دخلت أنا و فاطمة علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فوجدته يبكي بكاء شديدا، فقلت: فداك أبي و امي يا رسول الله ما الذي أبكاك؟ فقال: يا علي ليلة اسري بي الي السماء رأيت نساء من امتي في عذاب شديد، فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن، و رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها، و رأيت امرأة معلقة بلسانها و الحميم يصب في حلقها، و رأيت امرأة معلقة بثدييها. و رأيت امرأة تأكل لحم جسدها، و النار توقد من تحتها، و رأيت أمرأة قد شد رجلاها الي يديها و قد سلط عليها الحيات و العقارب، و رأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار، يخرج دماغ رأسها من منخرها، و بدنها متقطع [ صفحه 92] من الجذام و البرص، و رأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار، و رأيت امرأة تقطع لحم جسدها من مقدمها و مؤخرها بمقاريض من نار. و رأيت امرأة تحرق وجهها و يداها، و هي تأكل أمعاءها، و رأيت امرأة رأسها رأس الخنزير، و بدنها بدن

الحمار و عليها ألف ألف لون من العذاب، و رأيت امرأة علي صورة الكلب، و النار تدخل في دبرها، و تخرج من فيها و الملائكة يضربون رأسها و بدنها بمقامع من نار. فقالت فاطمة عليهاالسلام: حبيبي و قرة عيني، أخبرني ما كان عملهن و سيرتهن حتي وضع الله عليهن هذا العذاب؟! فقال: يا بنيتي أما المعلقة بشعرها فانها كانت لا تغطي شعرها من الرجال. و أما المعلقة بلسانها فانها كانت تؤذي زوجها. و أما المعلقة بثدييها فانها كانت تمتنع من فراش زوجها. و أما المعلقة برجليها فانها كانت تخرج من بيتها بغير اذن زوجها. و أما التي كانت تأكل لحم جسدها فانها كانت تزين بدنها للناس. و أما التي شد يداها الي رجليها و سلط عليها الحيات و العقارب فانها كانت قذرة الوضوء، قذرة الثياب، و كانت لا تغتسل من الجنابة و الحيض، و لا تتنظف، و كانت تستهين بالصلاة. و أما الصماء العمياء الخرساء فانها كانت تلد من الزنا فتعلقه في عنق زوجها. و أما التي كانت تقرض لحمها بالمقاريض فانها كانت تعرض نفسها علي الرجال. و أما التي كانت تحرق وجهها و بدنها و هي تأكل أمعاءها، فانها كانت قوادة. [ صفحه 93] و أما التي كان رأسها رأس الخنزير، و بدنها بدن الحمار، فانها كانت نمامة كذابة. و أما التي كانت علي صورة الكلب و النار تدخل في دبرها و تخرج من فيها فانها كانت قينة نواحة حاسدة. ثم قال صلي الله عليه و آله و سلم: ويل لامرأة أغضبت زوجها، و طوبي لامرأة رضي عنها زوجها.

العطر و التعطر

فروع الكافي 4 / 517 - 516، ح 4: عدة من أصحابنا، عن سهل بن

زياد، عن أبي القاسم الكوفي، عمن حدثه،.... عن محمد بن الوليد الكرماني قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: ما تقول في المسك؟ فقال: ان أبي أمر فعمل له مسك في بان بسبع مائة درهم، فكتب اليه الفضل بن سهل يخبره أن الناس يعيبون ذلك، فكتب اليه: يا فضل أما علمت أن يوسف عليه السلام و هو نبي كان يلبس الديباج مزررا بالذهب و يجلس علي كراسي الذهب، و لم ينقص ذلك من حكمته شيئا؟ قال: ثم أمر فعملت له غالية بأربعة آلاف درهم. [ صفحه 94]

اثر الانفاق

الخرائج و الجرائح 1 / 378 - 377، ح 6:.... روي عن القاسم بن المحسن قال: كنت فيما بين مكة و المدينة فمر بي أعرابي ضعيف الحال فسألني شيئا فرحمته، فأخرجت له رغيفا فناولته اياه فلما مضي عني هبت ريح زوبعة [65] فذهبت بعمامتي من رأسي فلم أرها كيف ذهبت و لا أين مرت، فلما دخلت المدينة صرت الي أبي جعفر ابن الرضا عليهماالسلام فقال لي: يا قاسم ذهبت عمامتك في الطريق؟ قلت: نعم. فقال: يا غلام أخرج اليه عمامته، فأخرج الي عمامتي بعينها. قلت: يابن رسول الله كيف صارت اليك؟ قال: تصدقت علي الأعرابي فشكره الله لك، ورد اليك عمامتك و ان الله لا يضيع أجر المحسنين. [ صفحه 95]

فتات الطعام

مكارم الأخلاق 142 - 141:.... عن محمد بن الوليد قال: أكلت بين يدي أبي جعفر الثاني عليه السلام حتي اذا فرغت و رفع الخوان، ذهب الغلام يرفع ما وقع من فتات الطعام. فقال له: ما كان في الصحراء فدعه، ولو فخذ شاة و ما كان في البيت فتتبعه و التقطه.

من مواصفات الخاطب

فتح الأبواب 144 - 143 ب 5: باسناده الصحيح الي محمد بن يعقوب الكليني فيما صنفه من كتاب رسائل الأئمة صلوات الله عليهم فيما يختص بمولانا الجواد عليه السلام فقال:.... و من كتاب الي علي بن اسباط: بسم الله الرحمن الرحيم و فهمت ما ذكرت من امر بناتك، و انك لا تجد احدا مثلك، فلا تفكر في ذلك رحمك الله، فان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: اذا جاءكم من ترضون خلقه و دينه فزوجوه (و الا تفعلوه تكن فتنة في الأرض و فساد كبير) [66] . و فهمت ما استأمرت فيه من امر ضيعتيك اللتين تعرض لك السلطان فيهما، فاستخر الله مائة مرة خيرة في عافية، فاذا احلولي في قلبك بعد [ صفحه 96] الاستخارة فبعهما و استبدل غيرهما انشاءالله، ولتكن الاستخارة بعد صلاتك ركعتين و لا تكلم احدا بين اضعاف الاستخارة حتي تتم مائة مرة.

لقد عاداك

اعلام الدين 309: قال عليه السلام:.... قد عاداك من ستر عنك الرشد اتباعا لما تهواه.

لا تعادين أحدا

اعلام الدين 309: قال عليه السلام:.... لا تعاد احدا حتي تعرف الذي بينه و بين الله تعالي، فان كان محسنا فانه لا يسلمه اليك و ان كان مسيئا فان علمك به يكفيكه فلا تعاده.

خطبة الزواج

مكارم الأخلاق 206: خطبة محمد التقي عليه السلام عند تزويجه بنت المأمون:.... الحمدلله اقرارا بنعمته، و لا اله الا الله اخلاصا لوحدانيته، و صلي الله علي محمد سيد بريته، و علي الاصفياء من عترته، اما بعد فقد كان من فضل الله تعالي علي الأنام، ان اغناهم بالحلال عن الحرام، فقال سبحانه: (و انحكوا الايامي منكم و الصالحين من عبادكم و امائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله [ صفحه 97] والله واسع عليم) [67] ثم ان محمد بن علي بن موسي يخطب أم الفضل ابنة عبدالله المأمون و قد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة عليهاالسلام بنت محمد صلي الله عليه و عليها و هو خمسمائة جيادا، فهل زوجتني بها علي الصداق المذكور؟ قال المأمون: نعم قد زوجتك يا أباجعفر أم الفضل ابنتي علي الصداق المذكور، فهل قبلت النكاح؟ قال ابوجعفر عليه السلام: نعم قبلت النكاح و رضيت به. [ صفحه 101]

ادعية

الخالق أعظم من المخلوقين

مهج الدعوات 300: من دعاء للامام أبي جعفر الثاني عليهماالسلام:.... الخالق أعظم من المخلوقين، و الرازق أبسط يدا من المرزوقين، و نار الله المؤصدة في عمد ممددة تكيد افئدة المردة و ترد كيد الحسدة بالاقسام و بالاحكام باللوح المحفوظ و الحجاب المضروب، بعرش ربنا العظيم احتجبت و استترت و استجرت و اعتصمت و تحصنت بالم و بكهيعص، و بطه و بطسم و بحم و بحمعسق و نون و بطسين و بق و القرآن المجيد و انه لقسم لو تعلمون عظيم و الله وليي و نعم الوكيل. [ صفحه 102]

اذا فرغت من طعامك

المحاسن 427 - 426، ب 30، ح 234: و مكارم الأخلاق 139، و دعوات الراوندي 143، ح 369:.... أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن بعض من رواه، عمن شهد أباجعفر الثاني عليه السلام يوم قدم المدينة تغدي معه جماعة فلما غسل يديه من الغمر مسح بهما رأسه و وجهه قبل أن يمسحهما بالمنديل و قال: اللهم اجعلني ممن لا يرهق وجهه قتر و لا ذلة، و في حديث آخر: اذا غسلت يدك بعد الطعام فامسح وجهك و عينيك قبل أن تمسح بالمنديل و تقول: اللهم أني أسألك الزينة و المحبة، و أعوذ بك من المقت و البغضة.

لكشف الهموم

عدة الداعي 262: علي بن مهزيار قال:.... كتب محمد بن حمزة العلوي الي يسألني ان اكتب الي أبي جعفر عليه السلام في دعاء يعلمه يرجو به الفرج، فكتب الي: اما ما سألك محمد بن حمزة العلوي من تعليم دعاء يرجو به الفرج فقل له: يلزم (يا من يكفي من كل شي ء و لا يكفي منه شي ء أكفني ما أهمني) فاني ارجو ان يكفي ما هو فيه من الغم انشاءالله تعالي. [ صفحه 103]

الوسائل الي المسائل

اشاره

بحارالأنوار 94 / 120 - 113 و مهج الدعوات 265 - 258: روي الشيخ ابوجعفر محمد بن بابويه قال: حدثني عبدالله بن رفاعة قال: حدثني ابراهيم بن محمد بن الحارث النوفلي... قال: حدثني أبي و كان خادم علي بن موسي الرضا عليهماالسلام قال:.... لما زوج المأمون محمد بن علي بن موسي عليهماالسلام ابنته كتب اليه: أن لكل زوجة صداقا من مال زوجها، و قد جعل الله اموالنا في الآخرة مؤجلة لنا فكنزناها هناك كما جعل اموالكم في الدنيا معجلة لكم فكنزتموها هنا، و قد امهرت ابنتك الوسائل الي المسائل و هي مناجاة دفعها الي ابي. و قال: دفعها الي جعفر أبي، و قال: دفعها الي محمد أبي، و قال: دفعها الي علي أبي، و قال: دفعها الي الحسين بن علي أبي و قال: دفعها الي الحسن أخي و قال: دفعها الي علي بن ابي طالب عليهم السلام و قال: دفعها الي النبي محمد صلي الله عليه و آله و سلم في صحيفة و قال: دفعها الي جبرئيل عليه السلام و قال: ربك يقول: هذه مفاتيح كنوز الدنيا و الآخرة، فاجعلها و سائلك الي مسائلك تصل الي بغيتك و تنجح في طلبتك، و لا تؤثرها لحوائج دنياك

فتبخس بها الحظ من آخرتك، و هي عشر وسائل الي عشر مسائل، تطرق بها ابواب الرغبات فتفتح، و تطلب بها الحاجات فتنجح و هذه نسختها:

المناجاة بالاستخارة

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أن خيرتك فيما استخيرك فيه تنيل الرغائب و تجزل المواهب، و تغنم المطالب، و تطيب المكاسب و تهدي الي أجمل المذاهب و تسوق الي احمد العواقب، و تقي مخوف النوائب، اللهم اني استخيرك فيما عزم [ صفحه 104] رأيي عليه، و قادني عقلي اليه، سهل اللهم منه ما توعر، و يسر منه ما تعسر، و اكفني فيه المهم، و ادفع عني كل ملم، و اجعل رب عواقبه غنما و خوفه سلما، و بعده قربا، و جدبه خصبا، و أرسل اللهم اجابتي وانجح فيه طلبتي واقض حاجتي، واقطع عوائقها، وامنع بوائقها، واعطني اللهم لواء الظفر بالخيرة فيما استخرتك، و وفور الغنم فيما دعوتك، و عوائد الافضال فيما رجوتك و أقرنه اللهم رب بالنجاح، و حطه بالصلاح، و أرني أسباب الخيرة فيه واضحة و أعلام غنمها لائحة، و اشدد خناق تعسرها، و انعش صريع تيسرها، و بين اللهم ملتبسها، و أطلق محتبسها و مكن أسها فيه، حتي تكون خيرة مقبلة بالغنم مزيلة للغرم، عاجلة النفع، باقية الصنع، انك ولي المزيد، مبتدي ء بالجود [68] .

المناجاة بالاستقالة

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم ان الرجاء لسعة رحمتك انطقني باستقالتك و الأمل لأناتك و رفقك شجعني علي طلب أمانك و عفوك، ولي يا رب ذنوب قد واجهتها أوجه الانتقام، و خطايا قد لاحظتها أعين الاصطلام، و استوجبت بها علي عدلك أليم العذاب، و استحققت باجتراحها مبير العقاب، و خفت تعويقها لاجابتي و ردها اياي عن قضاء حاجتي، و ابطالها لطلبتي، و قطعها لأسباب رغبتي من أجل ما قد أنقض ظهري من ثقلها، و بهظني من الاستقلال بحملها، ثم تراجعت رب الي حلمك عن العاصين و عفوك

عن الخاطئين، و رحمتك للمذنبين فأقبلت بثقتي متوكلا عليك، طارحا نفسي بين يديك، شاكيا بثي اليك، سائلا رب ما لا استوجبه من تفريج الغم، و لا استحقه من تنفيس الهم [69] مستقيلا رب [ صفحه 105] لك، واثقا مولاي بك. اللهم فامنن علي بالفرج، و تطول علي بسلامة المخرج و ادللني برأفتك علي سمت المنهج، و أزلني بقدرتك عن الطريق الأعوج، و خلصني من سجن الكرب باقالتك و اطلق اسري برحمتك، و تطول علي برضوانك، و جد علي باحسانك، و أقلني رب عثرتي، و فرج كربتي، و ارحم عبرتي، و لا تحجب دعوتي، و اشدد بالاقالة أزري، و قو بها ظهري، و أصلح بها أمري، و أطل بها عمري و ارحمني يوم حشري، و وقت نشري، انك جواد كريم، غفور رحيم [و صل علي محمد و آله].

المناجاة بالسفر

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم اني اريد سفرا فخر لي فيه، و أوضح لي فيه سبيل الرأي و فهمنيه، و افتح عزمي بالاستقامة، واشملني في سفري بالسلامة و أفد لي به جزيل الحظ و الكرامة و اكلأني فيه بحريز الحفظ و الحراسة و جنبني اللهم و عثاء الاسفار و سهل لي حزونة الأوعار، واطو لي البعيد لطول انبساط المراحل، و قرب مني بعد نأي المناهل، و باعد في المسير بين خطي الرواحل حتي تقرب نياط البعيد و تسهل و عورة الشديد. ولقني اللهم في سفري نجح طائر الواقية، و هنئني غنم العافية، و خفير الاستقلال، و دليل مجاوزة الأهوال، و باعث وفود الكفاية، و سائح خفير الولاية واجعله اللهم رب عظيم السلم، حاصل الغنم، واجعل اللهم رب الليل سترا لي من الآفات، و النهار مانعا من الهلكات،

واقطع عني قطع لصوصه بقدرتك و احرسني من وحوشه بقوتك، حتي تكون السلامة فيه صاحبتي، و العافية مقارنتي و اليمن سائقي، و اليسر معانقي، و العسر مفارقي، و النجح بين مفارقي، و القدر موافقي، و الأمر مرافقي، انك ذو المن و الطول و القوة و الحول، و أنت علي كل شي ء قدير. [ صفحه 106]

المناجاة بطلب الرزق

اللهم ارسل علي سجال رزقك مدرارا، و امطر سحائب افضالك علي غزارا وارم غيث نيلك الي سجالا، و اسبل مزيد نعمك علي خلتي اسبالا، و افقرني بجودك اليك، و أغنني عمن يطلب ما لديك، وداو داء فقري بدواء فضلك، و انعش صرعة عيلتي بطولك، و اجبر كسر خلتي بنولك، و تصدق علي اقلالي بكثرة عطائك و علي اختلالي بكرم حيائك، و سهل رب سبيل الرزق الي، و اثبت قواعده لدي، و بجس لي عيون سعة رحمتك، و فجر أنهار رغد العيش قبلي برأفتك و رحمتك، و أجدب أرض فقري و اخصب جدب ضري، و اصرف عني في الرزق العوائق، و اقطع عني من الضيق العلائق، و ارمني اللهم من سعة الرزق بأخصب سهامه، و احبني من رغد العيش بأكثر دوامه. و اكسني اللهم أي رب سرابيل السعة، و جلابيب الدعة، فاني رب منتظر لانعامك بحذف الضيق، و لتطولك بقطع التعويق، و لتفضلك ببتر التقصير، و لوصل حبلي بكرمك بالتيسير، و أمطر اللهم علي سماء رزقك بسجال الديم، و أغنني عن خلقك بعوائد النعم، وارم مقاتل الاقتار مني، و احمل عسف الضر عني، و اضرب الضر بسيف الاستيصال، و امحقه رب منك بسعة الافضال، و امددني بنمو الأموال و احرسني من ضيق الاقلال، و اقبض عني سوء الجدب، و ابسط

لي بساط الخصب و صحبني بالاستظهار، و مسني بالتمكين من اليسار، انك ذو الطول العظيم و الفضل العميم، و أنت الجواد الكريم، الملك الغفور الرحيم، اللهم اسقني من ماء رزقك غدقا، و انهج لي من عميم بذلك طرقا، وافجأني بالثروة و المال، و انعشني فيه بالاستقلال. [ صفحه 107]

المناجاة بالاستعاذة

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم اني اعوذبك من ملمات نوازل البلاء و أهوال عظائم الضراء، فأعذني رب من صرعة البأساء، و احجبني من سطوات البلاء، و نجني من مفاجأة النقم، و احرسني من زوال النعم، و من زلل القدم و اجعلني اللهم رب في حمي عزك و حياطة حرزك من مباغتة الدوائر، و معاجلة البوادر، اللهم رب و ارض البلاء فاخسفها، و عرصة المحن فارجفها، و شمس النوائب فاكسفها، و جبال السوء فانسفها، و كرب الدهر فاكشفها و عوائق الامور فاصرفها، و أوردني حياض السلامة، و احملني علي مطايا الكرامة، واصحبني باقالة العثرة، واشملني بستر العورة، و جد علي رب بآلائك، و كشف بلائك و دفع ضرائك، وادفع عني كلاكل عذابك، واصرف عني أليم عقابك، واعذني من بوائق الدهور، وانقذني من سوء عواقب الأمور، واحرسني من جميع المحذور و اصدع صفاة البلاء عن أمرني، و اشلل يده عني مدة عمري، انك الرب المجيد المبدي ء المعيد، الفعال لما تريد.

المناجاة بطلب التوبة

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم رب اني قصدت اليك باخلاص توبة نصوح و تثبيت عقد صحيح، و دعاء قلب جريح، و اعلان قول صريح، اللهم رب فتقبل مني انابة مخلص التوبة، و اقبال سريع الاوبة، و مصارع تجشع الحوبة، و قابل رب توبتي بجزيل الثواب، و كريم المآب، و حط العقاب، و صرف العذاب، و غنم الاياب، و ستر الحجاب، وامح اللهم رب بالتوبة ما ثبت من ذنوبي، و اغسل بقبولها جميع عيوبي، واجعلها جالية لرين قلبي، شاحذة لبصيرة لبي، غاسلة لدرني، مطهرة لنجاسة بدني، مصححة فيها ضميري، عاجلة الي الوفاء بها مصيري، و اقبل رب توبتي، فانها بصدق من اخلاص نيتي، و محض من [

صفحه 108] تصحيح بصيرتي، و احتفال في طويتي، و اجتهاد في لقاء سريرتي، و تثبيت انابتي، و مسارعة الي امرك بطاعتي. و اجل اللهم رب عني بالتوبة ظلمة الاصرار، وامح بها ما قدمته من الأوزار، واكسني بها لباس التقوي، و جلابيب الهدي، فقد خلعت ربق المعاصي عن جلدي، و نزعت سربال الذنوب عن جسدي، متمسكا رب بقدرتك، مستعينا علي نفسي بعزتك، مستودعا توبتي من النكث بخفرتك، معتصما من الخذلان بعصمتك، مقرا بلا حول و لا قوة الا بك.

المناجاة بطلب الحج

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم ارزقني الحج الذي فرضته علي من استطاع اليه سبيلا واجعل لي فيه هاديا واليه دليلا و قرب لي بعد المسالك و أعني فيه علي تأدية المناسك، و حرم باحرامي علي النار جسدي، و زد للسفر في زادي و قوتي و جلدي، و ارزقني رب الوقوف بين يديك، و الافاضة اليك، و ظفرني بالنجح و احبني بوافر الربح، و اصدرني رب من موقف الحج الاكبر الي مزدلفة المشعر، واجعلها زلفة الي رحمتك، و طريقا الي جنتك، أوقفني موقف المشعر الحرام، و مقام وفود الاحرام، و أهلني لتأدية المناسك، و نحر الهدي التوامك [70] بدم يثج، و أوداج تمج، و اراقة الدماء المسفوحة، من الهدايا المذبوحة، و فري أوداجها علي ما أمرت، و التنفل بها كما رسمت، و احضرني اللهم صلاة العيد راجيا للوعد حالقا شعر رأسي و مقصرا مجتهدا في طاعتك، مشمرا راميا للجمار بسبع بعد سبع من الاحجار، و أدخلني اللهم عرصة بيتك و عقوتك و أولجني محل أمنك و كعبتك و مساكينك و سؤالك، و وفدك و محاويجك، وجد علي اللهم بوافر الأجر [ صفحه 109] من الانكفاء و النفر،

و اختم لي مناسك حجي و انقضاء عجي بقبول منك لي و رأفة منك يا غفور يا رحيم يا أرحم الراحمين.

المناجاة بكشف الظلم

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم ان ظلم عبادك قد تمكن في بلادك حتي أمات العدل، و قطع السبل، و محق الحق، و أبطل الصدق، و أخفي البر، و أظهر الشر، و أهمل التقوي، و أزال الهدي، و أزاح الخير، و أثبت الضير، و أنمي الفساد، و قوي العباد، و بسط الجور، و عدي الطور، اللهم يا رب لا يكشف ذلك الا سلطانك، و لا يجير منه الا امتنانك، اللهم رب فابتر الظلم، وبت جبال الغشم، و اخمل سوق المنكر، و أعز من عنه زجر، و احصد شأفة اهل الجور و ألبسهم الحور بعد الكور، و عجل لهم البتات، و أنزل عليهم المثلات، و أمت حياة المنكرات، ليأمن المخوف، ويسكن الملهوف، و يشبع الجائع، و يحفظ الضائع و يؤوي الطريد، و يعود الشريد، و يغني الفقير، و يجار المستجير، و يوقر الكبير و يرحم الصغير، و يعز المظلوم، و يذل الظلوم، و تفرج الغماء، و تسكن الدهماء و يموت الاختلاف، و يحيي الايتلاف، و يعلو العلم و يشمل السلم، و تجمل النيات و يجمع الشتات، و يقوي الايمان، و يتلي القرآن، انك أنت الديان، المنعم المنان.

المناجاة بالشكر لله تعالي

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم لك الحمد علي مرد نوازل البلاء، و ملمات الضراء، و كشف نوائب اللأواء، و توالي سبوغ النعماء، و لك الحمد رب علي هنيي ء عطائك، و محمود بلائك، و جليل آلائك، و لك الحمد علي احسانك الكثير و خيرك الغزير، و تكليفك اليسير، و دفعك العسير، و لك الحمد يا رب علي تثميرك قليل الشكر، و اعطائك وافر الأجر، و حطك مثقل الوزر، و قبولك ضيق العذر، و وضعك باهظ الاصر، و تسهيلك موضع الوعر،

و منعك مفظع الأمر، [ صفحه 110] و لك الحمد علي البلاء المصروف و وافر المعروف، و دفع المخوف، و اذلال العسوف، و لك الحمد علي قلة التكليف، و كثرة التخفيف، و تقوية الضعيف، و اغاثة اللهيف، و لك الحمد علي سعة امهالك، و دوام افضالك، و صرف محالك، و حميد فعالك، و توالي نوالك و لك الحمد علي تأخير معاجلة العقاب، و ترك مغافصة العذاب، و تسهيل طرق المآب و انزال غيث السحاب، انك المنان الوهاب.

المناجاة بطلب الحاجة

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم جدير من أمرته بالدعاء أن يدعوك، و من وعدته بالاجابة ان يرجوك، ولي اللهم حاجة قد عجزت عنها حيلتي، وكلت فيها طاقتي، و ضعفت عن مرامها قدرتي، و سولت لي نفسي الأمارة بالسوء، و عدوي الغرور الذي أنا منه مبتلي أن أرغب فيها الي ضعيف مثلي، و من هو في النكول شكلي، حتي تداركتني رحمتك، و بادرتني بالتوفيق رأفتك، و رددت علي عقلي بتطولك، و ألهمتني رشدي بتفضلك، و أحييت بالرجاء لك قلبي، و أزلت خدعة عدوي عن لبي، و صححت بالتأميل فكري، و شرحت بالرجاء لاسعافك صدري و صورت لي الفوز ببلوغ ما رجوته، و الوصول الي ما أملته، فوقفت اللهم رب بين يديك سائلا لك، ضارعا اليك، واثقا بك، متوكلا عليك في قضاء حاجتي و تحقيق امنيتي، و تصديق رغبتي، فأنجح اللهم حاجتي بأيمن نجاح، و اهدها سبيل الفلاح، و اعذني اللهم رب بكرمك من الخيبة و القنوط، و الاناءة و التثبيط بهني ء اجابتك و سابغ موهبتك، انك ملي ولي، و علي عبادك بالمنائح الجزيلة وفي، و أنت علي كل شي ء قدير، و بكل شي ء محيط، و بعبادك خبير بصير.

[ صفحه 111]

سبحان الله و بحمده

دعوات الراوندي 93 ضمن ح 228: من تسبيح للامام أبي جعفر محمد بن علي الجواد عليهماالسلام:.... سبحان من لا يعتدي علي أهل مملكته، سبحان من لا يؤاخذ أهل الأرض بالوان العذاب، سبحان الله و بحمده.

يا نور يا برهان

مهج الدعوات 42: من حرز للامام أبي جعفر الثاني عليه السلام:.... يا نور يا برهان يا مبين يا منير يا رب اكفني الشرور، و آفات الدهور، و أسألك النجاة يوم ينفخ في الصور. [ صفحه 115]

مناقضات

الفتنة بعد الرسول

تفسير القمي 2 / 352 - 351: حدثنا محمد بن أبي عبدالله قال: حدثنا سهل بن زياد، عن الحسن بن العباس بن الحريش،.... عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في قوله تعالي: (لكيلا تأسوا علي ما فاتكم) [71] قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: سأل رجل أبي عليه السلام عن ذلك قال نزلت في زريق و أصحابه واحدة مقدمة، و واحدة مؤخرة و (لا تأسوا علي ما فاتكم) مما خص به علي بن أبي طالب عليه السلام (و لا تفرحوا بما آتاكم) من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. [ صفحه 116]

و الله لأخرجنهما

دلائل الامامة 212: أخبرني ابوالحسن محمد بن هارون بن موسي، قال: حدثنا أبي قال: أخبرني ابوجعفر محمد بن احمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن احمد بن أبي عبدالله البرقي،.... عن زكريا ابن آدم قال: اني لعند الرضا عليه السلام اذ جي ء بأبي جعفر عليه السلام و سنه أقل من أربع [سنين] فضرب بيده الي الأرض و رفع رأسه الي السماء و هو يفكر فقال له الرضا عليه السلام: بنفسي أنت لم طال فكرك؟ فقال: فيما صنع بأمي فاطمة، أما والله لأخرجنهما ثم لأحرقنهما ثم لأذرينهما ثم لأنسفنهما في اليم نسفا، فاستدناه و قبل ما بين عينيه ثم قال: أنت لها - يعني: الامامة -.

مع اشباه الأحبار و الرهبان

روضة الكافي 55-52 ح 16: محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن عمه حمزة بن بزيع، و الحسين بن محمد الأشعري، عن احمد بن محمد بن عبدالله، عن يزيد بن عبدالله، عمن حدثه قال: كتب ابوجعفر عليه السلام الي سعد الخير:.... بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فاني اوصيك بتقوي الله فان فيها السلامة من التلف، و الغنيمة في المنقلب، ان الله عزوجل يقي بالتقوي عن العبد ما عزب عنه عقله و يجلي بالتقوي عنه عماه و جهله و بالتقوي نجي نوح و من معه [ صفحه 117] في السفينة و صالح و من معه من الصاعقة و بالتقوي فاز الصابرون و نجت تلك العصب من المهالك و لهم اخوان علي تلك الطريقة، يلتمسون تلك الفضيلة، نبذوا طغيانهم من الايراد بالشهوات لما بلغهم في الكتاب من المثلات، حمدوا ربهم علي ما رزقهم، و هو أهل الحمد و ذموا أنفسهم علي ما فرطوا و هم أهل الذم، و علموا ان

الله تبارك و تعالي الحليم العليم انما غضبه علي من لم يقبل منه رضاه، و انما يمنع من لم يقبل منه عطاه، و انما يضل من لم يقبل منه هداه، ثم امكن اهل السيئات من التوبة بتبديل الحسنات، دعا عباده في الكتاب الي ذلك بصوت رفيع لم ينقطع و لم يمنع دعاء عباده، فلعن الله الذين يكتمون ما أنزل الله، و كتب علي نفسه الرحمة، فسبقت قبل الغضب فتمت صدقا و عدلا، فليس يبتدء العباد بالغضب قبل ان يغضبوه، و ذلك من علم اليقين و علم التقوي، و كل امة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه و ولاهم عدوهم حين تولوه. و كان من نبذهم الكتاب ان اقاموا حروفه و حرفوا حدوده، فهم يروونه و لا يرعونه، و الجهال يعجبهم حفظهم للرواية، و العلماء يحزنهم تركهم للرعاية، و كان من نبذهم الكتاب ان ولوه الذين لا يعلمون فأوردوهم الهوي، و اصدروهم الي الردي، و غيروا عري الدين، ثم ورثوه في السفه و الصبا فالأمة يصدرون عن أمر الناس بعد أمر الله تبارك و تعالي و عليه يردون، فبئس للظالمين بدلا ولاية الناس بعد ولاية الله و ثواب الناس بعد ثواب الله و رضا الناس بعد رضا الله، فأصبحت الأمة كذلك و فيهم المجتهدون في العبادة علي تلك الضلالة، معجبون مفتونون فعبادتهم فتنة لهم و لمن اقتدي بهم... فاعرف اشباه الأحبار و الرهبان الذين ساروا بكتمان الكتاب و تحريفه فما ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدين، ثم اعرف اشباههم من هذه الأمة الذين اقاموا حروف الكتاب و حرفوا حدوده فهم مع السادة و الكبرة فاذا تفرقت قادة الأهواء [ صفحه 118] كانوا مع اكثرهم

دنيا و ذلك مبلغهم من العلم لا يزالون كذلك في طبع و طمع، و لا يزال يسمع صوت ابليس علي السنتهم بباطل كثير، يصبر منهم العلماء علي الاذي و التعنيف، و يعيبون علي العلماء بالتكليف و العلماء في أنفسهم خانة ان كتموا النصيحة، ان رأوا تائها ضالا لا يهدونه، أو ميتا لا يحيونه، فبئس ما يصنعون لأن الله تبارك و تعالي أخذ عليهم الميثاق في الكتاب ان يأمروا بالمعروف و بما امروا به و ان ينهوا عما نهوا عنه، و ان يتعاونوا علي البر و التقوي و لا يتعاونوا علي الاثم و العدوان، فالعلماء من الجهال في جهد و جهاد، ان وعظت قالوا: طغت، و ان عملوا الحق الذي تركوا قالوا: خالفت، و ان اعتزلوهم قالوا: فارقت، و ان قالوا: هاتوا برهانكم علي ما تحدثون قالوا: نافقت، و ان اطاعوهم قالوا: عصت الله عزوجل فهلك جهال فيما لا يعلمون اميون فيما يتلون، يصدقون بالكتاب عند التعريف و يكذبون به عند التحريف فلا ينكرون. اولئك اشباه الاحبار و الرهبان، قادة في الهوي، سادة في الردي و آخرون منهم جلوس بين الضلالة و الهدي لا يعرفون احدي الطائفتين من الاخري، يقولون ما كان الناس يعرفون هذا، و لا يدرون ما هو و صدقوا تركهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم علي البيضاء [72] ليلها من نهارها لم يظهر فيهم بدعة و لم يبدل فيهم سنة لا خلاف عندهم و لا اختلاف، فلما غشي الناس ظلمة خطاياهم، صاروا امامين داع الي الله تبارك و تعالي وداع الي النار، فعند ذلك نطق الشيطان فعلاصوته علي لسان اوليائه و كثر خيله و رجله و شارك في المال

و الولد من اشركه، فعمل بالبدعة، و ترك الكتاب و السنة، و نطق اولياء الله بالحجة و اخذوا بالكتاب و الحكمة فتفرق من ذلك اليوم اهل الحق و اهل الباطل و تخاذل و تهاون اهل الهدي [ صفحه 119] و تعاون اهل الضلالة حتي كانت الجماعة مع فلان و اشباهه، فاعرف هذا الصنف و صنف آخر فابصرهم رأي العين نجباء و الزمهم حتي ترد اهلك، فان الخاسرين الذين خسروا انفسهم و أهليهم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين. الي هاهنا رواية الحسين. و في رواية محمد بن يحيي زيادة: (لهم علم بالطريق فان كان دونهم بلاء فلا تنظر اليه فان دونهم عسف من أهل العسف و خسف و دونهم بلايا تنقضي ثم تصير الي رخاء ثم اعلم ان اخوان الثقة ذخائر بعضهم لبعض و لولا ان تذهب بك الظنون عني لجليت لك عن اشياء من الحق غطيتها و لنشرت لك اشياء الي الحق كتمتها، ولكني اتقيك و استبقيك، و ليس الحليم الذي لا يتقي احدا في مكان التقوي، و الحلم لباس العالم فلا تعرين منه والسلام). [ صفحه 123]

سياسيات

ان الله سائلك

فروع الكافي 3 / 112 - 111، ح 6: محمد بن يحيي، عن محمد بن احمد، عن السياري، عن احمد بن زكريا الصيدلاني،.... عن رجل من بني حنيفة، من أهل بست و سجستان قال: رافقت أباجعفر عليه السلام في السنة التي حج فيها في أول خلافة المعتصم فقلت له - و أنا معه علي المائدة و هناك جماعة من أولياء السلطان -: ان والينا جعلت فداك رجل يتولاكم أهل البيت و يحبكم و علي في ديوانه خراج فان رأيت جعلني الله فداك أن تكتب اليه كتابا بالاحسان

الي؟ فقال لي: لا أعرفه. فقلت: جعلت فداك انه علي ما قلت من محبيكم أهل البيت و كتابك ينفعني عنده، فأخذ القرطاس و كتب: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فان موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميلا و أن مالك من عملك ما أحسنت فيه، فأحسن الي اخوانك و اعلم أن الله عزوجل سائلك عن مثاقيل الذر و الخردل. [ صفحه 124] قال: فلما وردت سجستان سبق الخبر الي الحسين بن عبدالله النيسابوري و هو الوالي فاستقبلني علي فرسخين من المدينة فدفعت اليه الكتاب فقبله و وضعه علي عينيه، ثم قال لي: ما حاجتك؟ فقلت: خراج علي في ديوانك. قال: فأمر بطرحه عني، و قال لي: لا تؤد خراجا ما دام لي عمل، ثم سألني عن عيالي فأخبرته بمبلغهم، فأمر لي و لهم بما يقوتنا و فضلا، فما أديت في عمله خراجا ما دام حيا و لا قطع عني صلته حتي مات.

بعد واقعة الطف

بحارالأنوار 48 / 165: روي في عمدة الطالب، عن أبي جعفر الجواد عليه السلام انه قال:.... لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ. [ صفحه 125]

بغداد أو المدينة

الخرائج و الجرائح 1 / 383، ح 11: روي عن محمد بن اورمة،.... عن الحسين بن المكاري قال: دخلت علي أبي جعفر ببغداد و هو علي ما كان من أمره، فقلت في نفسي: هذا الرجل لا يرجع الي موطنه أبدا، و أنا أعرف مطعمه. قال: فأطرق رأسه ثم رفعه و قد اصفر لونه فقال: يا حسين خبز شعير، و ملح جريش في حرم جدي رسول الله أحب الي مما تراني فيه.

سخط الجائر

بحارالأنوار 75 / 380، ح 42: عن الدرة الباهرة: قال الجواد عليه السلام:.... لا يضرك سخط من رضاه الجور و قال عليه السلام: كفي بالمرء خيانة ان يكون امينا للخونة. [ صفحه 129]

طب

العرق الزاهر

مناقب ابن شهر آشوب 4 / 389: في كتاب معرفة تركيب الجسد عن الحسين بن أحمد التميمي: روي عن أبي جعفر الثاني عليه السلام أنه استدعي فاصدا في أيام المأمون فقال له: افصدني في العرق الزاهر! فقال له: ما أعرف هذا العرق يا سيدي، و لا سمعته فأراه اياه فلما فصده خرج منه ماء أصفر فجري حتي امتلأ الطست ثم قال له: أمسكه فأمر بتفريغ الطست، ثم قال: خل عنه، فخرج دون ذلك، فقال شده الآن، فلما شد يده أمر له بمائة دنيار، فأخذها و جاء الي بخناس فحكي له ذلك. فقال: والله ما سمعت بهذا العرق مذ نظرت في الطب، ولكن هاهنا فلان الاسقف قد مضت عليه السنون فامض بنا اليه فان كان عنده علمه و الا لم نقدر علي من يعلمه، فمضيا و دخلا عليه و قص القصص فأطرق مليا ثم قال: يوشك أن يكون هذا الرجل نبيا أو من ذرية نبي. [ صفحه 130]

لحم القطاة

مكارم الأخلاق 161:.... عن علي بن مهزيار قال: تغذيت مع أبي جعفر عليه السلام فاتي بقطاة فقال: انه مبارك و كان يعجبه و كان يقول: أطعموا صاحب اليرقان يشوي له. [ صفحه 133]

حكم

التحفظ

اعلام الدين 309: قال عليه السلام:... التحفظ علي قدر الخوف.

العزة

اعلام الدين 309: قال عليه السلام:.... عز المؤمن في غناه عن الناس.

دور الأيام

اعلام الدين 310: قال عليه السلام:.... الأيام تهتك لك الأمر عن الأسرار الكامنة. [ صفحه 134]

اطاعة الهوي

بحارالأنوار 70 / 78، ح 11: عن الدرة الباهرة: قال الجواد عليه السلام:.... من أطاع هواه أعطي عدوهن مناه و قال عليه السلام: راكب الشهوات لا تستقال له عثرة.

افضل العبادة

عدة الداعي 219، ب 4: عن أبي جعفر الجواد عليه السلام قال:.... أفضل العبادة الاخلاص.

النعمة اذا لم تشكر

بحارالأنوار 71 / 53، ح 84: عن الدرة الباهرة: قال الجواد عليه السلام.... نعمة لا تشكر كسيئة لا تغفر. [ صفحه 135]

ملاقاة الاخوان

مجالس المفيد 202، المجلس 38، ح 13. و أمالي الطوسي 1 / 93 - 92، ب 3، ح 54: حدثني الحسن بن حمزة، عن علي بن الفضل، عن عبيدالله بن موسي، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسي عليهم السلام يقول:.... ملاقاة الاخوان مسرة و تلقيح للعقل، و ان كان نزرا قليلا.

اكتم سرك

تحف العقول 457: عن محمد بن علي الجواد عليه السلام قال:.... اظهار الشي ء قبل ان يستحكم مفسدة له. [ صفحه 136]

موازين السعادة

بحارالأنوار 78 / 364 - 363 ح 4: عن الدرة الباهرة: قال ابوجعفر الجواد عليه السلام:.... كيف يضيع من الله كافله؟ و كيف ينجو من الله طالبه، و من انقطع الي غير الله وكله الله اليه، و من عمل علي غير علم ما يفسد اكثر مما يصلح القصد الي الله تعالي بالقلوب ابلغ من اتعاب الجوارح بالاعمال، من اطاع هواه اعطي عدوه مناه، من هجر المدارأة قاربه المكروه، و من لم يعرف الموارد اعيته المصادر، و من انقاد الي الطمأنينة قبل الخبرة فقد عرض نفسه للهلكة و للعاقبة المتعبة من عتب من غير ارتياب اعتب من غير استعتاب، راكب الشهوات لا تستقال له عثرة اتئد تصب أو تكد الثقة [بالله] ثمن لكل غال و سلم الي كل عال، اياك و مصاحبة الشرير فانه كالسيف المسلول يحسن منظره و يقبح اثره اذا نزل القضاء ضاق الفضاء، كفي بالمرء خيانة ان يكون امينا للخونة، غني المؤمن غناه عن الناس، نعمة لا تشكر كسيئة لا تغفر، لا يضرك سخط من رضاه الجور، من لم يرض من أخيه بحسن النية لم يرض بالعطية.

العافية احسن عطاء

اعلام الدين 309: قال عليه السلام:.... [ صفحه 139]

وصايا

انظر كيف تكون؟

تحف العقول 455:.... قال للجواد عليه السلام رجل: اوصني؟ قال عليه السلام: و تقبل؟ قال:نعم. قال: توسد الصبر، و اعتنق الفقر، و ارفض الشهوات، و خالف الهوي و اعلم انك لن تخلوا من عين الله، فانظر كيف تكون. [ صفحه 143]

متفرقات

سياحة و عبادة

بصائر الدرجات 403-402، ج 8، ب 13، ح 1، و أصول الكافي 1 / 493 - 492، ح 1، و كشف الغمة 3 / 212 - 210، و ارشاد المفيد 325 - 324، و الخرائج و الجرائح 1 / 382 - 380، ح 10، و الاختصاص 321-320، و اعلام الوري 348-347، ب 8، الفصل 3، و دلائل الامامة 215 - 214: حدثنا محمد بن حسان،... عن علي بن خالد و كان زيديا قال: كنت في العسكر فبلغني أن هناك رجلا محبوسا أتي به من ناحية الشام مكبولا، و قالوا: انه تنبأ. قال علي: فداريت القوادين و الحجبة، حتي وصلت اليه فاذا رجل له فهم، فقلت له: يا هذا ما قصتك و ما أمرك؟ فقال لي: كنت رجلا بالشام أعبدالله عند رأس الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام فبينا أنا في عبادتي اذا أتاني شخص فقال: قم بنا، قال: فقمت معه. قال: فبينا أنا معه اذا أنا في مسجد الكوفة، فقال لي: تعرف هذا المسجد؟ قلت: نعم، هذا مسجد الكوفة. قال: فصلي و صليت معه فبينا أنا معه اذا أنا في مسجد المدينة. [ صفحه 144] قال: فصلي و صليت معه و صلي علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و دعا له فبينا أنا معه اذا أنا بمكة، فلم أزل معه حتي قضي مناسكه و قضيت مناسكي معه. قال: فبينا أنا معه اذا

أنا بموضعي الذي كنت أعبدالله فيه بالشام، قال: و مضي الرجل. قال: فلما كان عام قابل في أيام الموسم اذا أنا به و فعل بي مثل فعلته الأولي، فلما فرغنا من مناسكنا و ردني الي الشام و هم بمفارقتي، قلت له: سألتك بحق الذي أقدرك علي ما رأيت الا أخبرتني من أنت؟ قال: فأطرق طويلا ثم نظر الي فقال: أنا محمد بن علي بن موسي. فتراقي الخبر الي محمد بن عبدالملك الزيات، قال: فبعث الي فأخذني و كبلني في الحديد، و حملني الي العراق و حبسني كما تري. قال: قلت له: ارفع قصتك الي محمد بن عبدالملك؟ فقال: و من لي يأتيه بالقصة، قال: فأتيته بقرطاس و دواة فكتب قصته الي محمد بن عبدالملك فذكر في قصته ما كان. قال: فوقع في القصة: قل للذي أخرجك في ليلة من الشام الي الكوفة، و من الكوفة الي المدينة، و من المدينة الي المكان أن يخرجك من حبسك. قال علي: فغمني أمره و رققت له، و أمرته بالعزاء، قال: ثم بكرت عليه يوما فاذا الجند، و صاحب الحرس، و صاحب السجن، و خلق عظيم يتفحصون حاله. قال: فقلت: ما هذا؟ قالوا: المحمول من الشام الذي تنبأ افتقد البارحة لا ندري خسف به الأرض، أو اختطفه الطير في الهواء؟ و كان علي بن خالد هذا زيديا فقال بالامامة بعد ذلك و حسن اعتقاده. [ صفحه 145]

رقاع ثلاث

الخرائج و الجرائح 2 / 664، ح 1، و الارشاد 326، و أصول الكافي 1 / 495، ح 5، و مناقب ابن شهر آشوب 4 / 390:.... عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال: دخلت علي أبي جعفر الثاني عليه السلام و معي ثلاث

رقاع غير معنونة و اشتبهت علي و اغتممت لذلك فتناول احداهن فقال: هذه رقعة ريان بن شبيب، ثم تناول الثانية و قال: هذه رقعة محمد بن حمزة، و تناول الثالثة و قال: هذه رقعة فلان، فبهت، فنظر الي و تبسم.

سوف يستشيرك

الخرائج و الجرائح 2 / 665، ح 2، و اصول الكافي 1 / 495، ضمن ح 5، و ارشاد المفيد 326، و مناقب ابن شهر آشوب 4 / 390:.... روي الحميري أن أباهاشم قال لي: ان أباجعفر عليه السلام أعطاني ثلاثمائة دينار في صرة و أمرني أن أحملها الي بعض بني عمه، و قال: أما انه سيقول لك: دلني علي حريف أشتري بها منه متاعا فدله عليه. قال: فأتيته بالدنانير، فقال: يا أباهاشم دلني علي حريف يشتري لي بها متاعا، ففعلت. [ صفحه 146]

ضمه اليك

الخرائج و الجرائح 2 / 665، ح 3، و اصول الكافي 1 / 495، ضمن ح 5، و ارشاد المفيد 326، و مناقب ابن شهر آشوب 4 / 390:.... روي عن أبي هاشم، قال: كلفني جمال أن أكلم أباجعفر عليه السلام له ليدخله في بعض اموره قال: فدخلت عليه لأكلمه فوجدته مع جماعة فلم يمكني كلامه. فقال: يا أباهاشم كل! - و قد وضع الطعام بين يديه - ثم قال ابتداء من غير مسألة مني: يا غلام انظر الجمال الذي آتانا به أبوهاشم فضمه اليك.

ذهب عنك

الخرائج و الجرائح 2 / 665، ح 4، و اصول الكافي 1 / 495، ضمن ح 5، و ارشاد المفيد 326، و مناقب ابن شهر آشوب 4 / 390:.... روي عن أبي هاشم قال: دخلت معه عليه السلام ذات يوم بستانا فقلت له: جعلت فداك اني مولع بأكل الطين، فادع الله لي فسكت ثم قال لي بعد أيام: يا أباهاشم قد أذهب الله عنك أكل الطين. قلت: فما شي ء أبغض الي منه. [ صفحه 147]

يأتيك أبوك

الخرائج و الجرائح 2 / 666 - 665، ح 5، و مناقب ابن شهر آشوب 4 / 391:.... قال أبوهاشم الجعفري: جاء رجل الي محمد بن علي بن موسي عليه السلام فقال: يابن رسول الله ان أبي مات و كان له مال ففاجأه الموت و لست أقف علي ماله، ولي عيال كثير و أنا من مواليكم فأغثني. فقال له أبوجعفر عليه السلام: اذا صليت العشاء الآخرة فصل علي محمد و آل محمد فان أباك يأتيك في النوم، و يخبرك بأمر المال. ففعل الرجل ذلك فرأي أباه في النوم فقال: يا بني مالي في موضع كذا فخذه و اذهب به الي ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فأخبره أني دللتك علي المال، فذهب الرجل فأخذ المال و أخبر الامام بخبر المال و قال: الحمدلله الذي أكرمك و اصطفاك.

سترزق ولدا

الخرائج و الجرائح 2 / 667 - 666، ح 7: يوسف بن السخت،.... عن صالح بن عطية الأضخم قال: حججت فشكوت الي أبي جعفر عليه السلام الوحدة فقال: أما انك لا تخرج من الحرم حتي تشتري جارية ترزق منها ابنا. [ صفحه 148] فقلت: تشير الي؟ فقال: نعم، و ركب الي النخاس و نظر الي جارية. فقال: اشترها، فاشتريتها فولدت محمدا ابني.

لا تخرجا

الخرائج و الجرائح 2 / 667، ح 8، و كشف الغمة 3 / 218: أحمد بن هلال،.... عن أمية بن علي القيسي قال: دخلت أنا و حماد بن عيسي علي أبي جعفر عليه السلام بالمدينة لنودعه فقال لنا: لا تخرجا، أقيما الي غد. قال: فلما خرجنا من عنده، قال حماد: أنا أخرج فقد خرج ثقلي. قلت: أما أنا فاقيم. قال: فخرج حماد فجري الوادي تلك الليلة فغرق فيه و قبره بسيالة.

علي قدر ما ذهب

الخرائج و الجرائح 2 / 669 - 668، ح 11: روي أبوسعيد سهل بن زياد،.... عن أبن حديد قال: خرجنا جماعة حجاجا فقطع علينا الطريق، فلما دخلنا المدينة لقيت أباجعفر عليه السلام في بعض الطريق فأتيته الي المنزل فأخبرته بالذي أصابنا فأمر لي بكسوة و أعطاني دنانير، و قال: فرقها علي أصحابك علي قدر ما ذهب لهم. فقسمتها بينهم فاذا هي علي قدر ما ذهب منهم لا أقل منه و لا أكثر. [ صفحه 149]

ستضلون الطريق

الخرائج و الجرائح 2 / 670، ح 14:.... روي أن أباجعفر عليه السلام قال لنا ذات يوم و نحن في ذلك الوجه: أما أنكم ستضلون الطريق بمكان كذا و تجدونه في مكان كذا بعد ما يذهب من الليل كذا. فقلنا: ما علم بهذا و لا بصر له بطريق الشام، فكان كما قال.

كذبوا علي

الخرائج و الجرائح 2 / 671 - 670، ح 18:.... روي عن ابن ارومة أنه قال: ان المعتصم دعا بجماعة من وزرائه فقال: اشهدوا لي علي محمد بن علي بن موسي عليهم السلام زورا و اكتبوا أنه أراد أن يخرج ثم دعاه فقال: انك أردت أن تخرج علي؟ فقال: - والله - ما فعلت شيئا من ذلك. قال: ان فلانا و فلانا و فلانا شهدوا عليك و احضروا فقالوا: نعم هذه الكتب أخذناها من بعض غلمانك. قال: و كان جالسا في بهو [73] فرفع أبوجعفر عليه السلام يده فقال: اللهم ان كانوا كذبوا علي فخذهم. [ صفحه 150] قال: فنظرنا الي ذلك البهو كيف يزحف و يذهب و يجي ء و كلما قام واحد وقع. فقال المعتصم: يابن رسول الله اني تائب مما فعلت، فادع ربك أن يسكنه. فقال: اللهم سكنه و انك تعلم أنهم أعداؤك و أعدائي، فسكن.

اخبار السماوات

مناقب ابن شهر آشوب 4 / 389 - 388:.... اجتاز المأمون بابن الرضا عليه السلام و هو بين صبيان فهربوا سواه فقال: علي به، فقال له: ما لك ما هربت في جملة الصبيان؟ قال: مالي ذنب فأفر، و لا الطريق ضيق فاوسعه عليك تمر من حيث شئت. فقال: من تكون؟ قال: أنا محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. فقال: ما تعرف من العلوم؟ قال: سلني عن أخبار السماوات. فودعه و مضي و علي يده باز أشهب يطلب به الصيد، فلما بعد عنه نهض عن يده الباز فنظر يمينه و شماله لم ير صيدا و الباز يثب عن يده، فأرسله فطار يطلب الأفق حتي غاب عن ناظره ساعة ثم

عاد اليه و قد صاد حية فوضع الحية في بيت الطعم، و قال لأصحابه: قد دنا حتف ذلك الصبي في هذا اليوم علي يدي. ثم عاد و ابن الرضا عليه السلام في جملة الصبيان، فقال: ما عندك من أخبار السماوات؟ [ صفحه 151] فقال: نعم، حدثني أبي، عن آبائه، عن النبي، عن جبرئيل عن رب العالمين أنه قال: بين السماء و الهواء بحر عجاج، يتلاطم به الأمواج فيه حيات خضر البطون، رقط الظهور، يصيدها الملوك بالبزاة الشهب يمتحن بها العلماء. فقال: صدقت و صدق آباؤك و صدق جدك و صدق ربك، فأركبه ثم زوجه أم الفضل.

الوداع الأخير

كشف الغمة 3 / 216 - 215 من دلائل الحميري:.... عن امية بن علي قال: كنت مع أبي الحسن بمكة في السنة التي حج فيها ثم صار الي خراسان و معه أبوجعفر و أبوالحسن يودع البيت، فلما قضي طوافه عدل الي المقام فصلي عنده فصار أبوجعفر عليه السلام علي عنق موفق يطوف به فصار أبوجعفر الي الحجر فجلس فيه فأطال، فقال له موفق: قم جعلت فداك! فقال: ما اريد أن أبرح من مكاني هذا الا ان يشاء الله و استبان في وجهه الغم. فأتي موفق أباالحسن عليه السلام فقال له: جعلت فداك! قد جلس أبوجعفر عليه السلام في الحجر و هو يأبي أن يقوم. فقام أبوالحسن عليه السلام فأتي أباجعفر عليه السلام فقال: قم يا حبيبي! فقال: ما اريد أن أبرح من مكاني هذا. فقال: بلي يا حبيبي، ثم قال: كيف أقوم و قد ودعت البيت وداعا لا ترجع اليه؟ فقال له: قم يا حبيبي، فقام معه. [ صفحه 152]

سورة أهل البيت

ثواب الأعمال 197 ح 4: أبي «ره» عن سعد بن عبدالله، عن الهيثم بن ابي مسروق النهدي، عن اسماعيل بن سهل قال:.... كتبت الي أبي جعفر الثاني عليه السلام: علمني شيئا اذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا و الآخرة. قال: فكتب بخطه أعرفه: اكثر من تلاوة انا أنزلناه، و رطب شفتيك بالاستغفار.

پاورقي

[1] مكارم الأخلاق: ص 117 ب 23.

[2] راجع الكلام الجلي في فضائل مولانا أميرالمؤمنين علي (عليه السلام).

[3] الكلام الجلي في فضائل مولانا أميرالمؤمنين (عليه السلام).

[4] أي أخذوا يتحدثون حول الامامة.

[5] سورة الأنعام: 38.

[6] سورة المائدة: 3.

[7] سورة البقرة: 124.

[8] سورة الأنبياء: 73-72.

[9] سورة آل عمران: 68. [

[10] سورة الروم: 56.

[11] سورة القصص: 68.

[12] سورة الأحزاب: 36.

[13] سورة القلم: 41-36.

[14] سورة محمد: 24.

[15] سورة التوبة: 87.

[16] سورة الأنفال: 23-21.

[17] سورة يونس: 35.

[18] سورة البقرة: 269.

[19] سورة البقرة: 247.

[20] سورة النساء: 113.

[21] سورة النساء: 54.

[22] سورة آل عمران: 187.

[23] سورة القصص: 50.

[24] سورة محمد: 8.

[25] سورة المؤمن: 35، و راجع الاحتجاج للطبرسي ص 230 - 226.

[26] سورة المائدة: 3.

[27] سورة ص: 26.

[28] سورة البقرة: 124.

[29] سورة الأنبياء: 73.

[30] سورة الزخرف: 32.

[31] سورة النحل: 68.

[32] يوذة هود: 118.

[33] سورة النازعات: 5.

[34] سورة طه: 115.

[35] سورة الجن: 26.

[36] سورة البقرة: 255.

[37] كلمة الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) للسيد الشهيد (رحمه الله).

[38] الا أن بعض العلماء استبعد ذلك.

[39] كشف الغمة ج 3 ص 152.

[40] عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ج 2 ص 240، و بحارالأنوار ج 50 ص 103.

[41] عيون الأخبار: ج 2 ص 8.

[42] تفسيرالعياشي: ج 1 ص 132 - 131 سورة البقرة، الحديث 436.

[43] سورة مريم: 12.

[44] هذا و قد سبق أن المأمون هو الذي قتل الامام بالسم.

[45] سورة النور: 32.

[46] راجع

الاحتجاج للطبرسي: ج 2 ص 245.

[47] سورة النمل: 14.

[48] ص: 48.

[49] مريم: 12.

[50] يوسف: 22.

[51] الأحقاف: 14.

[52] الركوة: اناء صغير من جلد يشرب فيه الماء.

[53] البهر: انقطاع النفس من الأعياء.

[54] بطن مر: من نواحي مكة.

[55] الغالية: نوع من الطيب مركب من مسك و عنبر و عود و دهن.

[56] يوسف: 108.

[57] النساء: 65.

[58] المائدة: 1.

[59] البقرة: 148.

[60] البقرة: 246.

[61] يس: 20.

[62] سورة هود: 6.

[63] سورة يونس: 107.

[64] سورة الأعراف: 97.

[65] الزوبعة: الاعصار، و يقال: أم زوبعة، و هي ريح تثير الغبار فيرتفع الي السماء كأنه عمود.

[66] الانفال: 73.

[67] النور: 32.

[68] زاد بعده في بعض النسخ: قبل استحقاقه، و صل علي محمد المحمود و آله الطاهرين.

[69] من تفريج الهم و لا استحقه. خ ل.

[70] التوامك جمع تامك: الناقة العظيمة السنام.

[71] الحديد: 23.

[72] يعني الشريعة، الواضح مجهولها عن معلومها و عالمها عن جاهلها.

[73] البهو: البيت المقدم أمام البيوت، أو المكان المخصص لاستقبال الضيوف.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.