مقدمة كاظم بن الحسين المعروف بالشانه چي بر كتاب صحيفه سجاديه به روايت ابن مالك

اشارة

مجمع البحوث الاسلاميه مشهد

1 جلد

الدعاء

الدعاء و الدعوي، بمعني: النداء و الاستعانة [1] . و الدعوة، بمعني: طلب حضور أحد لتناول الطعام، و جاءت بمعني: الحلف و العهد - أحيانا [2] - و الدعاء له، بمعني: طلب الخير له، و الدعاء عليه، بمعني: طلب الشر له [3] . و يظهر من المعاني المختلفة لمادة (دعو) أن الدعاء بمعني: الطلب، وليس النداء المحض. ولكن قد يأتي معني الطلب للاستعانة بأحد، أو حضوره لتناول الطعام، أو طلب الخير له، أو طلب عقوبته، أو لعنه و الاشمئزاز منه. علي أي حال؛ فالدعاء - اصطلاحا - يعني: طلب الخير من الله. و جاء في شرح الصحيفة السجادية: الدعاء - عرفا -: الرغبة الي الله، و طلب الرحمة منه علي وجه الاستكانة و الخضوع [4] . و ورد في المصباح المنير: دعوت الله، أي: [ صفحه 8] ابتهلت اليه بالسؤال، و رغبت فيما عنده من الخير [5] . ان استغاثة الضعيف بالقوي، و العاجز بالقادر، و الصغير بالكبير أمر غريزي لاشعوري؛ فالطفل ينادي امه عند خوفه من شي ء، أو لدي مواجهته للمنغصات. و كذلك الشخص الذي يهاجمه حيوان مفترس، أو يقع تحت وطأة ظلم أخيه الانسان، أو تصيبه نكبة؛ فانه يستغيث الآخرين الذين يظن أنهم يستطيعون دفع الظلم عنه، و ذلك بنحو لاشعوري. و جاءت التوصية في الشرائع الالهية، و منها شريعة الاسلام؛ بالتوجه الي الله، لأن كل شي ء بيده، و هو القادر علي كل شي ء، و القاهر فوق كل شي ء، و القدير علي دفع المحن و الشدائد و الشرور (سواء كانت طبيعية أو صادرة عن الآخرين). بل هذا هو مقام المعرفة السامي؛ اذ «لا مؤثر في الوجود الا الله»

و كل شي ء منه، و يعود اليه، و لا مؤثر حقيقي في رفع الحاجات غيره. و لذلك يجب اللجوء اليه في دفع البلايا عن الانسان (الذي خلق ضعيفا و لاطاقة له علي تحمل المشاق)، و يجب الاستغاثة به؛ اذ هو القادر المطلق و الفياض المحض، لاسيما و قد وعد عباده باستجابة الدعاء: «ادعوني أستجب لكم» [6] . و ورد هذا المعني في القرآن و الأحاديث بأشكال مختلفة، و ها نحن نذكر نماذج منها للتبرك: قال تعالي في سورة البقرة: 186 «اذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان» هنا جعل الله ذاته المقدسة قريبة من عباده، و وعده الداعين منهم باستجابة دعائهم. و في آيات اخر؛ حث الله باده علي أن يدعوه و يستغيثوه، و رغبهم الي ذلك، فقال جل من قائل: [ صفحه 9] «ادعوا ربكم تضرعا و خفية» [7] و قال: «ادعوني أستجب لكم» [8] «و قال: «وادعوه مخلصين له الدين» [9] . و قال: «وادعوه خوفا و طمعا» [10] و في مكان آخر أناط عنايته الخاصة بالدعاء، فقال عز من قائل: «قل ما يعبؤبكم ربي لولا دعاؤكم» [11] بل عد عدم دعائه شقاء، فقال «ولم أكن بدعائك رب شقيا» [12] . و روي عن النبي الأكرم صلي الله عليه و آله، قوله: (الدعاء سلاح المؤمن و عماد الدين) [13] . و قال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: (ادفعوا أمواج البلاء بالدعاء) [14] و قال الامام الباقر عليه السلام: (ما من شيء أحب الي الله من أن يسأل) [15] و قال الامام الصادق، عليه السلام: (الدعاء يرد القضاء بعدما ابرم ابراما، فأكثروا من الدعاء، فانه مفتاح كل رحمة، و نجاح كل حاجة،

و لاينال ما عندالله عزوجل الا بالدعاء، فانه ليس باب يكثر قرعه الا يوشك أن يفتح لصاحبه) [16] . و قال ايضا: (ادفعوا ابواب البلايا بالدعاء) [17] . و قال رسول الله صلي الله عليه و آله: (الدعاء مخ العبادة، و لايهلك مع الدعاء أحد) [18] . و قال صلي الله عليه و آله: (أفضل عبادة امتي بعد قراءة القرآن الدعاء - ثم قرأ -: «ادعوني أستجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي....».لا تري أن الدعاء هو العبادة) [19] . و قال صلي الله عليه و آله: (و اسألوا الله من فضله؛ فان يحب أن يسأل) [20] . [ صفحه 10] و ورد في نهج البلاغة من وصية له عليه السلام لولده الحسن عليه السلام: (واعلم أن الذي بيده خزائن السماوات و الأرض قد أذن لك في الدعاء و تكفل لك بالاجابة، و أمرك أن تسأله ليعطيك، و تسترحمه ليرحمك) [21] . و روي عن الامام السجاد عليه السلام قوله: (كان أبي اذا حزنه أمره جمع النساء و الصبيان ثم دعوا و أمنوا). و هذا كله هو الذي جعل الرسول الأكرم صلي الله عليه و آله و الأئمة الأطهار - عليهم السلام - يدعون الله و يسألونه في مواطن كثيرة. و ورد عن النبي صلي الله عليه و آله أنه كان في أكثر الغزوات يتوجه الي الله، ثم يدعو للمسلمين بالفتح و النصر [22] . و بلغنا في حق علي - عليه السلام - أنه (كان رجلا دعاء) [23] . و لا غرو في ذلك؛ فقد رويت عنه أدعية تحكي فرط توجهه و انقطاعه في ساحة القدس الالهية، و ما «دعاء كميل» و «دعاء الصباح» الا شاهد علي ما نقول. و

اثرت عن سائر الأئمة أدعية أيضا، جمعها علماء الشيعة في كتب الحديث و المجاميع التي حملت عنوان «كتاب الدعاء». و جعلوا قسما من الأدعية المنقولة عن أحد الأئمة في مجموعة خاصة علي نحو التأليف، مثل: الصحيفة العلوية، للشيخ عبدالله بن صالح السماهيجي [24] ، و الصحيفة الحسينية، للميرزا محمد حسين المرعشي الشهرستاني (طبعت سنة 1306 ه.) و الصحيفة المهدوية، للشيخ فضل الله بن عباس النوري [25] ، و هو [ صفحه 11] ابن اخت الميرزا حسين النوري، و الصحيفة المحمدية، للشيخ ابراهيم بن محسن الكاشاني، و تشمل الأدعية النبوية، و الصحيفة الهادية و التحفة المهدوية، للشيخ ابراهيم نفسه، و تشمل الأدعية الواردة عن الناحية المقدسة ]الامام المهدي، عليه السلام[. ان ما جمع في هذه الصحائف بهمة علماء الشيعة أدعية نقلها رواة الأحاديث و ذكرتها الكتب و المجاميع الروائية، و بما أن أغلب الأدعية لا تشمل حكما من الأحكام الشرعية، لذلك لم يهتم الناقلون و لم يراعوا الدقة في أسانيدها كما لو كانت روايات الأحكام، لأن الأخلاقيات و الأدعية مشمولة بقاعدة «التسامح في أدلة السنن» المستفادة مما قد ورد عن النبي صلي الله عليه و آله في قوله: (من بلغه...) [26] . و هذه الروايات أدت بالفقهاء الي أن يجيزوا التسامح في أدلة السنن (المستحبات و المكروهات و كذلك الأخلاقيات و المنقولات التأريخية و الفضائل). لذلك لايمكن اعتبار جميع الأدعية المنسوبة الي الأئمة، و منها أدعية الصحائف المذكورة، علي أنها صادرة عنهم علي نحو القطع و اليقين، و نستثني من ذلك الصحيفة السجادية الكاملة الشاملة لأدعية الامام السجاد عليه السلام؛ فان لها منزلة خاصة عندالعلماء، لصحة سندها، و اشتهار نسبتها الي الامام عليه السلام؛ حيث سموها: «زبور آل محمد»، و

أولوا عناية خاصة في المحافظة عليها، مضافا الي ذلك أنها تتميز بما يلي: 1 - انها أول كتا وصلنا من آثار الصحابة و التابعين بعد القرآن الكريم [27] ، أي: قبل سنة 94 ه، لأنها و ان كانت قد نسبت كتب الي بعض [ صفحه 12] الصحابة و التابعين الذين عاشوا قبل عصر الامام السجاد عليه السلام؛ مثل: كتاب علي (ع) [28] ، و الجفر، و الجامعة، و مصحف فاطمة، و كتاب سلمان، و كتاب أبي ذر، و كتاب السنن لابن أبي رافع، و كتاب سليم بن قيس [29] ، الا أن الكتب الأربعة الاولي - علي ما ينقل الكليني في الكافي - مخزونة عند الأثمة [30] ، كما يروي أن الامام الباقر عليه السلام أخرج كتاب علي (ع) للحكم بن عتيبة أحد علماء الزيدية ودعاتها [31] ، أما الكتب الاخري التي ذكرناها فقد نالها الضياع بتعاقب الدهور، حتي أن علماء السلف لم يظفروا بها. يقول الذهبي في حوادث سنة 143 ه: في هذه السنة بدأ العلماء بتدوين الحديث في مكة و المدينة [32] . و يقول الغزالي: أول كتاب صنف في الاسلام: كتاب ابن جريج في الآثار، و حروف التفاسير عن مجاهد و عطاء بمكة، ثم معمربن راشد الصنعاني باليمن، ثم كتاب الموطأ بالمدينة لمالك بن أنس [33] . نظرا الي أن وفاة الامام السجاد عليه السلام كانت في سنة 94 أو 95 ه، فان كل المذكورين سلفا انبروا للتأليف بعده [34] . ولكن لم يصلنا من [ صفحه 13] آثارهم الا تفسير ابن جريج، فانه كان موجودا حتي القرن السابع [35] ، و الموطأ الذي لازال موجودا حتي اليوم. و من الضروري النبيه علي أن تفسير ابن جريج، يمكن أن يكون

مجموعة من الروايات المنقولة عنه، حيث جمعها آخرون، و نشروها باسمه. كما نجد أن الفيروزآبادي صاحب القاموس جمع ما نقل عن ابن عباس من تفسير في مجموعة اشتهرت فيما بعد باسم تفسير ابن عباس، في حين أن ابن عباس نفسه لم يكتب تفسيرا. 2 - ان أدعية الصحيفة السجادية جامعة للمعارف و الأخلاق الاسلامية. و يتضح صدق هذا الكلام من خلال ملاحظة فهرس الأدعية الذي سيمر علي القراء لاحقا. 3 - ان الصحيفة من انشاء امام من أئمة أهل بيت النبوة، نجل سيدالشهداء الامام الحسين عليه السلام و حفيد علي و فاطمة عليهماالسلام، ترعرع في بيت النبوة، و مهبط الوحي، و آية التطهير. و هذا قول يتفق عليه الجميع، مضافا الي اعتقاد الشيعة (امامية كانوا أو زيدية أو اسماعيلية) بأنه الامام الرابع للامة و المخصوص من الله بفضيلة العصمة. 4 - تتصف الصحيفة بالفصاحة و البلاغة؛ اذ في أغلب الظن أن أكثر الأحاديث و الأدعية قد نقلت بالمعني [36] . و الصحيفة السجادية هي التي علي [ صفحه 14] نفس الشاكلة (الا في قليل من عباراتها) و قد صدرت عن الامام، و هو مصدر البلاغة وابن من قال: «أنا أفصح من نطق بالضاد»، و قد رويت من قبل ولديه البارين: الامام الباقر، وزيد الشهيد باملاء منشئه. 5 - كما مرت الاشارة، فان الصحيفة قد رويت عن طريقين: الأول: عن الامام الباقر عليه السلام، و قد نقل ذلك بمجموعها ثقاة رواة الامامية، و ليست هي آحاد أدعية نقلها آحاد الرواة. الثاني: عن زيد الشهيد، و قد نقل ذلك عن طريق رواة الزيدية. و نحن نعلم أن من موجبات الوثوق بصدور الرواية، التتابع في نقلها. 6 - وجود نسخ قديمة من عقد الدرر

هذا، ظلت منذ القرون الاولي حتي الآن، و قلما نعثر علي مثل هذه النسخ القديمة في أحد الكتب [37] . 7 - وفرة نسخ الصحيفة بحيث لايمكن أن تجد مكتبة بل و بيتا تتوفر فيه المخطوطات، و يخلو من نسخة واحدة أو نسخ متعددة منها. و علي سبيل المثال فان في مكتبة الآستانة الرضوية المقدسة وحدها 132 نسخة من الصحيفة. و انا أعتز باقتناء ست نسخ نفيسة منها مع أني ذوبضاعة مزجاة. 8 - وجود نسخ الصحيفة و شهرتها و تداولها من قبل طبقات علماء الامامية، كما نجد أن عميربن المتوكل يروي الصحيفة عن الامام الصادق عن أبيه عليهماالسلام، و عن يحيي بن زيد بن علي بن الحسين، بعد الامام السجاد بخمسين سنة. و قد نقل الرواية المذكورة كل من الشيخ المفيد - المتوفي سنة 413 ه - في الارشاد، و علي بن محمد الخزاز تلميذ الشيخ الصدوق في كفاية الأثر، و النجاشي - المتوفي سنة 450 ه - في رجاله، و الشيخ الطوسي - المتوفي سنة [ صفحه 15] 460 ه - في الفهرست. مضافا الي ذلك أن الشيخ الطوسي نقل في «مصباح المتهجد» ثمانية أدعية من الصحيفة السجادية. 9 - شهرة الأدعية الصادرة عن الامام السجاد مخزن الأنوار بحيث ان جمعا من علماء الشيعة المتقدمين الذين رو وا قسما من أدعيته عن مشايخهم قاموا بجمع هذا القسم من الأدعية في مجموعة، يرجح أن جميعها أو جلها مأخوذ من الصحيفة، كما نجد أن السيد أباالقاسم زيد بن اسحاق الجعفري - تلميذ الشيخ أبي محمد الحسن المعروف بحسكا بن الحسين بن بابويه، جد الشيخ منتجب الدين - قد ألف كتاب «دعوات زين العابدين» [38] و كذلك السيد

أبوابراهيم ناصر - تلميذ الشيخ الطوسي - قد ألف كتابا تحت عنوان «أدعية زين العابدين» [39] . و بالنظر الي كثرة الكتب المدونة للقدماء في الأدعية، والتي نأسف لعدم وصولها الينا، فلعل أكثر أدعية الصحيفة مذكورة في الكتب المتقدمة بطرق و سلسلة أسانيد مؤلفي تلك الكتب و مدونيها حتي تصل الي الامام، لأن عند السيد رضي الدين بن طاووس - المتوفي سنة 664 ه - أكثر من سبعين كتابا من كتب الأدعية فقط، أشار اليها في آخر مهج الدعوات. و كذلك في كشف المحجة الذي ألفه قبل المهج، فقد أشار الي مكتبته و الكتب التي يقتنيها في العلوم المختلفة ضمن ترغيب ولده الكريم في تعلم العلوم، و ذكر احصائية للكتب الموجودة عنده في كل علم، و قژال فيما يخص كتب الأدعية: «وهيأ الله - جل جلاله - عندي عدة مجلدات في الدعوات أكثر من ستين مجلدا». 10 - تضم الصحيفة مضامين رائعة، جامعة للمعارف الالهية، معطرة بالعبقات النبوية، مقتبسة من مشكاة أنوار الولاية القدسية. و هذا قول يتفق [ صفحه 16] عليه الجميع، و هو كالشمس في كبد السماء، و اشراقا دليل عليها. 11 - وجود نسخ قديمة عديدة، جاء ذكرها متناثرة في كتب القدماء و اجازات العلماء، و بعض هذه النسخ التي ظللت محفوظة من طوارق الحدثان، هي كالجوهر الثمين في الخزائن الشخصية و المكتبات العامة - و سنتحدث عنها في هذه المقدمة.

سند الصحيفة

لقد أشرت سلفا الي أن الصحيفة السجادية نقلت بأسانيد مختلفة، اضافة الي شهرة انتسابها الي الامام السجاد، عليه السلام. و من هذه الأسانيد: 1 - أسانيد الشيخ المفيد في كتا «الارشاد» حيث نقلها عن عميربن المتوكل. 2 - و سند علي بن محمد

الخزاز من قدماء الشيعة في كتاب «كفاية الأثر» حيث روي عن عمير نفسه. 3 - و كذلك الشيخ النجاشي في رجاله. 4 - و الشيخ الطوسي في كتاب «الفهرست» حيث يوصلا سندهما الي عمير أيضا. أما السند الموجود في بداية الصحيفة المشهورة المتداولة، فهو منقول برواية اخري تعود الي أواخر القرن الخامس أو بداية القرن السادس، فهو متأخر عن الأشخاص الذين ذكرناهم، اذ يبدأ (ظاهرا) من بهاءالشرف الذي ينقل عن شيخه محمد بن أحمد - خازن خزانة الغري (النجف)، و صهر الشيخ الطوسي، المتوفي سنة 516 ه - و نورد فيما يلي أفراد سلسلة السند؛ تبركا: 1 - بهاءالشرف، أبوالحسن: محمد بن الحسين بن أحمد العلوي الحسيني. 2 - الشيخ السعيد أبوعبدالله: محمد بن أحمد بن شهريار - خازن خزانة أميرالمؤمنين في النجف [40] . [ صفحه 17] 3 - الشيخ أبومنصور محمد بن محمد بن أحمد بن عبدالعزيز العكبري المعدل. 4 - أبوالمفضل: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الشيباني. 5 - الشريف أبوعبدالله: جعفربن محمد بن جعفر الحسيني [41] . 6 - عبدالله بن عمر بن الخطاب الزيات. 7 - علي بن نعمان الأعلم - خال عبدالله المذكور - و هو من ثقاة الرواة و وجهاء الشيعة. يروي عن الامام الرضا عليه السلام. 8 - عميربن المتوكل الثقفي البلخي. 9 - المتوكل بن هارون - و الدعمير المتقدم - يصل النجاشي في سنده أيضا الي المتوكل، علما أن في مقدمة الصحيفة المتداولة يروي أبوالمفضل الشيباني الصحيفة بسند آخر عن عميربن المتوكل عن أبيه المتوكل بن هارون (يسمي التحول من سند الي سند آخر: الحيلولة) و السند الأخير كما يلي: محمد بن الحسن بن روزبه، أبوبكر

المدائني الكاتب، عن محمد بن أحمد بن مسلم المطهري، عن عميربن المتوكل البلخي، عن المتوكل بن هارون [42] . كما يلاحظ؛ فان بهاءالشرف يروي بسلسلة مكونة من ثمانية رواة (و سبعة رواة حسب السند الثاني) عن الامام الصادق عليه السلام (الذي كانت عنده نسخة بخط والده العظيم و املاء جده السجاد (ع)). و بما أن استشهاد يحيي بن زيد كان في سنة 125 ه، أي ثلاث و عشرين سنة قبل وفاة الامام الصادق عليه السلام سنة 148 ه، و كانت رواية [ صفحه 18] المتوكل بن هارون عنه بعد استشهاد يحيي بمدة قصيرة، فاننا نستنتج بأن الفترة بين بهاءالشرف حتي الامام الصادق عليه السلام كانت زهاء أربعة قرون، و بتقسيم هذه المدة علي عدد الرواة، يتضح بأن فترة كل راو عن المروي عنه خمسون سنة تقريبا. و يسمي هذا السند اصطلاحا «سندا عاليا» و في مثل هذا السند عادة يقل احتمال السقط و الخطأ و التصحيف (الذي جرت العادة علي حصوله عند تناقل الرواة الكثيرين).

دراسة أسانيد الصحيفة و مناقشتها

لم ترد في كتب الرجال أسماء بعض أفراد سلسلة هذا السند (المذكور في بداية الصحيفة المشهورة). و يطلق مصطلح «المجهول» علي كل فرد لم يذكره علماء الرجال، مضافا الي أن أحدء الرواة المذكورين - و هو أبوالمفضل الشيباني، مضعف في كتب الرجال - لذلك قد يبدو في الوهلة الاولي بأن سند الصحيفة ضعيف مبدئيا. بيد أن الأمر ليس كذلك، لأنه حتي لو فرضنا ضعف السند، فاذا كانت للمنقول أسانيد اخري (ولو أن كل واحد منها كان منقطعا)، فسوف تعوض عن الضعف الموجود في كل منها، و يصطلح علي الحديث المذكور بأن له متابعا أو شاهدا، و المتابعة في الحديث توجب دعم الرواية

المذكورة و الوثوق بصدروها. هذا أولا، و أما: ثانيا: فان قدماء الامامية كانوا يعتقدون بأن روايات الكتب و المنقولات عن مشايخ الشيعة حتي لو كانت غير حائزة علي شرائط الصحة المصطلح عليها في السند أو أنها تنقل مرسلة دون ذكر السند، يعبر عنها - اذن - أنها صحيحة باعتبار أنها محفوفة بقرائن الصحة عند رواة الامامية المعروفين. و من الواضح أن القرائن المذكورة يمكن أن تكون مفقودة في عصرنا، [ صفحه 19] و موجودة في عصر الناقلين من القدماء. و من القرائن المذكورة - علي ما ينقل الفيض الكاشاني في الوافي - هي أن نقل الرواية يكون اما في عدد من الاصول أو حسب شهرتها بين الرواة. و من حسن الحظ، فقد رأينا أن الصحيفة قد نقلت من قبل عدد من المشايخ، و كانت لها شهرتها بين متقدمي الشيعة. ثالثا: ان عددا كبيرا من رواة الكتب الأربعة في حديث الامامية، و كذلك عددا من ناقلي أحاديث الصحاح الستة عند أهل السنة غير مذكورين في كتب الرجال، أو كما يصطلح عليهم: «مجهولون»، و هذا الأمر يحكي لنا بأن كتب الرجال، و ان كانت قد كتبت من قبل خبراء الحديث و العارفين الأسانيد معروفون، لأنه كان يكتفي في السند بأن جميع المذكورين في سلسلة الا عن الثقاة، فان الناس كانوا يقبلون منقولاته، و لو بدون ذكر السند و الواسطة. أو بواسطة غير معروفة. و شاهدنا علي ما نقول هو أن ثمانية عشر شخصا من مشاهير رواة حديث الامامية - علي ما ينقل الشيخ الكشي و يقربه الرجاليون - عدت رواياتهم صحيحة، من قبل أصحابنا (الشيعة)، و ان كانت مرسلة أو عمن لا يسمونهم. و لذلك يعبرون عن

هؤلاء ب(أصحاب الاجماع). رابعا: لو دققنا أكثر في الأشخاص المضعفين في كتب الرجال، يتضح لنا بأن عددا كبيرا من الضعفاء - اصطلاحا - لم يكونوا كذلك حقيقة، بل كانوا أهلا للثقة و الاطمئنان بهم. و يعود سبب ما هم عليه من التضعيف الي أن جمعا من علماء الامامية كانوا يردون رواية الراوي و يضعفونه بمجرد انتسابه الي غير الامامية. و هذا ما نلمسه - جيدا - في رجال العلامة و رجال ابن داود، حيث أنهما خصصا القسم الثاني من كتابيهما للضعفاء (و بتعبير [ صفحه 20] العلامة: الضعفاء و من أرد قوله)، و نلتقي في هذين الكتابين بجمع من مشايخ الثقاة و أساطين الحديث، لم يلقوا عناية من قبل المؤلفين بسبب انتسابما الي المذهب غير الامامي فقط. و من هؤلاء علي سبيل المثال: ابراهيم بن عبدالحميد، بسبب واقفيته، و هو من الثقاة عند الشيخ الطوسي، و السكوني بانتمائه الي التسنن، و هو من مشايخ الشيعة و المكثرين في الحديث، و اسحاق بن عمار بانتسابه الي الفطحية، و هو من الثقاة و مشايخ الأصحاب بتصريح النجاشي، وابن عقدة بتهمة الزيدية، و هو الحافظ لمائة و عشرين ألف حديث، و هو الذي ألف رجال الحديث و الرواية عن الامام الصادق عليه السلام، و الحسن بن محمد بن سماعة بسبب انتمائه بمقولته للواقفية، و هو فقيه الحسين الطاطري بسبب واقفيته، و هو فقيه ثقة، و عبدالله بن جبلة بسبب واقفيته، وهو فقيه ثقة أيضا. و مما يبعث علي العجب أن الشيعة في مصطلحات الحديث (علم الدراية) يسمون الراوي الموصوف بالوثاقة من غير الامامية موثقا، و يجعلون روايته دون الصحيحة. و أما أهل السنة فانهم جعلوا رواية الثقاة في عداد الروايات

الصحيحة. نجد من الناحية العملية أن أكثر روايات الأحكام، تسمي روايات موثقة، حتي أن معيار مسائل عديدة في الفقه، موثقة عمار الساباطي، أو اسحاق بن عمار، أو ابن سماعة، أو... و بناءا علي ما مر من توضيح، فاننا نناقش مرة اخري رجال الصحيفة: فلقد قلنا بأن الشخص الوحيد الذي ضعفه الشيخ الطوسي بين رواة الصحيفة هو أبوالمفضل الشيباني، و بالرغم من أن النجاشي أثني عليه حيث قال في البداية أنه من الأثبات (جمع ثبت بمعني ثقة)، لكنه لم يسلم من الطعن [ صفحه 21] و التضعيف فيما بعد، و بالاضافة الي المؤلفات التي ذكروها له، فاننا نلتقي بكتب اخري له هي: 1 - كتاب من روي عن زيد بن علي بن الحسين. 2 - كتاب فضائل زيد. 3 - كتاب الشافي في علوم الزيدية. 4 - أخبار أبي حنيفة. و يظهر من عناوين هذه الكتب أن أباالمفضل كان من علماء الزيدية أو أنه اعتنق المذهب الزيدي مؤخرا، و ذلك لأنه قام بتأليف كتاب في الرجال، تعرض فيه الي رواة الزيدية فقط، و فيما يخص أهل البيت عليهم السلام اكتفي منهم بفضائل زيد فقط، و من بحر علوم آل علي عليه السلام ألف كتابا في علوم الزيدية فقط و أما أخبار أبي حنيفة؛ فانه ألف فيها، لأن المذكور كان يميل الي مذهب الزيدية، و كان فقه الزيدية - الذي دون فيما بعد - متأثرا بمذهب أبي حنيفة. لذلك فان سبب تضعيف الشخص المذكور كتب رجال الامامية ليس الا انتماؤه الي الزيدية أو اعتناقه لمذهبهم. و لم يكن تضعيفه بسبب غير ذلك.

النسخ القديمة للصحيفة

قلنا بأن الصحيفة قد نقلت بروايات متعددة، أشرنا من بينها الي رواية الشيخ المفيد و الخزاز و النجاشي و الطوسي. و

في هذا القسم نشير الي النسخ القديمة من الصحيفة التي وقع عليها نظر خبراء المخطوطات، و تطرقوا اليها. ان أحد الخبراء المختصين بعلم المصادر، المعروف في عصره، و كانت له مكتبة قيمة هو العالم المتتبع الميرزا عبدالله الأفندي صاحب «رياض العلماء». يقول هذا العالم في مقدمة الصحيفة الثالثة: ماعدا الصحيفة المشهورة، فاننا رأينا عددا من نسخ الصحيفة السجادية [ صفحه 22] الشريفة المروية بطرق اخري تربو علي عشرة طرق من القدماء: 1 - رواية محمد بن وارث، عن الحسين بن اشكيب الثقة الخراساني، و هو من أصحاب الامامين الهاديين العسكريين عليهماالسلام، عن عميربن هارون بن المتوكل البلخي. رأيت نسخة منها بخط ابن مقلة [43] الخطاط المشهور في العصر العباسي. 2 - رواية ابن أشناس البزاز. 3 - رواية الشيخ الفقيه أبي الحسن محمد بن علي، عن شاذان، عن ابن عياش الجوهري، عن عبدالله بن أحمد بن عياش الجوهري الحافظ، عن أبي محمد الحسن بن محمد - ابن أخي طاهر العلوي - عن أبي الحسن محمد بن مطهر الكاتب، عن أبيه، عن محمد بن شلقان المصري، عن علي بن النعمان الأعلم، و سند الأخير من هنا حتي الامام الصادق عليه السلام هو كسند الصحيفة المشهورة. 4 - رواية ابن عياش الجوهري، احمد بن محمد - المتوفي سنة 401 ه - و كان عالما فقيها، و حافظا ثقة، و من معاصري الشيخ الصدوق، رآه النجاشي و استفاد منه. 5 - رواية أبي محمد هارون بن موسي، من ثقاة الامامية، و علمائهم الأجلاء. رآه النجاشي. كانت وفاته في سنة 385 ه. 6 - رواية البرهني الكرماني النرماشيري محمد بن بحر، كان معاصرا للصدوق. 7 - رواية الوزير أبي القاسم الحسين بن علي المغربي، من مشايخ [ صفحه

23] الشيعة، توفي سنة 414 ه. كان هؤلاء من المتقدمين، و أما من المتأخرين: 8 - رواية الكفعمي ابراهيم بن علي الجبعي العاملي (صاحب المصباح في الدعاء، ألفه سنة 895 ه). و يذكر صاحب رياض العلماء بأن هناك اختلافات بين أكثر هذه النسخ، أو في النسخة المتداولة المشهورة، سواء في مقدمة الأدعية أو رقمها، أو ألفاظها، حيث يلاحظ أحيانا في نسخة ما جملة ناقصة أو اخري مضافة، أو تقديم أو تأخير [44] . ان النسخ القديمة التي ذكرناها، نقلناها من مقدمة الصحيفة الثالثة للعلامة الميرزا عبدالله الأفندي صاحب «رياض العلماء» و ليس لي اطلاع عنها الآن. و يا حبذا لو يكون هناك متتبع للمكتبات ليعرف محل جميع هذه النسخ المذكورة أو بعضها. ولكن هناك نسختان قديمتان موجودتان الآن في مكتبتين معروفتين من مكتبات مدينتين مقدستين من مدن ايران، و هما: مشهد وقم، نذكرهما علي سبيل الاجمال: الاولي: نسخة المكتبة المباركة للآستانة الرضوية المقدسة في مشهد. كتبت في شوال سنة 416 ه، و سندها كما يلي: قال الاستاذ أبوبكر محمد بن علي الكرماني - رضي الله عنه - أخبرنا بندار بن يحيي بزوزن، قال: أخبرني أبوالحسن محمد بن يحيي بن سهل الدهني، قال: حدثنا أبوعلي محمد بن همام بن سهل الاسكافي، قال: حدثنا علي بن مالك، قال: حدثنا أحمد بن عبدالله، قال: حدثنا محمد بن صالح، عن عميربن المتوكل بن هارون، قال: حدثني أبي المتوكل، قال: لقيت يحيي... [ صفحه 24] الثانية: نسخة مكتبة المرحوم آيةالله المرعشي في قم، رقمها 3685. كتبت في ربيع الأول سنة 695 في الموصل بخط الحسين بن محمد الحسني برسم خزانة شرف الدين حسين. لذه النسخة سند قصير ذكر في المقدمة كالآتي: قال

أبوالمفضل: حدثنا محمد بن روزبه بن أبي بكر المدائني الكاتب - نزيل الرحبة في داره - قال: حدثني محمد بن أحمد بن مسلم المطهري، قال حدثني أبي، عن عمير بن المتوكل بن هارون البخلي، عن أبيه المتوكل بن هارون...

رواة الصحيفة عن بهاء الشرف

ان الرواة عن بهاءالشرف (الذي هو علي رأس سلسلة رواة الصحيفة المشهورة) عشرة أشخاص [45] ، أحدهم ابن السكون، الذي يراه الشيخ البهائي هو نفسه القائل في بداية سلسلة سند الصحيفة: حدثنا [46] ... وابن السكون هذا هو الشيخ أبوالحسن، علي بن محمد بن محمد... ابن السكون الشاعر النحوي من أهل الحلة، توفي سنة 606 ه [47] . و فيما يلي أسماء رواة الصحيفة عن ابن السكون حتي العلامة المجلسي، و عنه حتي عصرنا هذا، علما بأن هؤلاء الرواة جميعهم من مشايخ الامامية، و من علماء عصرهم، و كلهم ثقاة. [ صفحه 25] 1 - شمس الدين فخار بن معد الموسوي. 2 - سديد الدين، يوسف بن المطهر الحلي (والد العلامة الحلي). 3 - العلامة الحلي، الحسن بن يوسف - المتوفي سنة 726 ه. 4 - فخرالمحققين محمد بن الحسن (نجل العلامة الحلي). 5 - الشهيد الأول: محمد بن مكي - المستشهد سنة 876 ه. 6 - ولده ضياءالدين علي. 7 - شمس الدين محمد بن المؤذن الجزيني. 8 - نورالدين علي بن عبدالعالي الميسي - المتوفي سنة 928 ه. 9 - الشهيد الثاني: زين الدين علي بن أحمد الشامي - المستشهد سنة 966 ه. 10 - عزالدين الحسين بن عبدالصمد الحارثي (والد الشيخ البهائي) - المتوفي سنة 986 ه. 11 - الشيخ بهاءالدين العاملي محمد بن الحسين بن عبدالصمد - المتوفي سنة 1031 ه. 12 - المجلسي الأول:

محمدتقي بن مقصود علي الاصفهاني - المتوفي سنة 1070 ه. 13 - ولده: العلامة المجلسي، محمدباقر بن محمدتقي - المتوفي سنة 1110 ه. (و اليك صورة اجازة العلامة المجلسي مشتملة علي أسماء مشايخه حتي السيد الأجل بهاءالشرف راوي الصحيفة المشهورة). [ صفحه 27] و من العلامة المجلسي فما بعده نقلت الصحيفة بأسانيد مختلفة، و بين الأسانيد العالية [48] لتلك الرواية سلسلة مشايخي و أساتذتي التي تصل بواسطة العالمين الجليلين: العلامة الفقيد آغا بزرك الطهراني، و استاذي الشيخ هاشم القزويني، الي العلامة المجلسي، و منه الي العلامة الحلي بأسناد مكتوبة و نواصل فيما يلي ذكر أسماء الرواة حتي عصرنا الحاضر للتبرك. 14 - الوحيد البهبهاني: باقربن محمد الأكمل الحائري - المتوفي سنة 1206 أو 7 أو 8 ه [49] . 15 - العلامة بحرالعلوم: السيد محمد مهدي بن مرتضي الطباطبائي البروجردي - المتوفي سنة 1212 ه. 16 - مولانا أحمد النراقي - صاحب المستند - المتوفي سنة 1244 أو 1245 ه. 17 - الشيخ الأنصاري: مرتضي بن محمد أمين الشوشتري النجفي - المتوفي سنة 1281 ه. 18 - صاحب مستدرك الوسائل: الميرزا حسين النوري - المتوفي سنة 1320 ه. 19 - العلامة الشيخ آغابزرك الطهراني - صاحب الذريعة - و المحدث الكبير الشيخ عباس القمي. و أنا أتشرف بحيازتي اجازة الرواية من الشيخ آغابزرگ مباشرة، و من المحدث القمي بواسطة صاحبي السماحة: الشيخ هاشم المدرس القزويني، [ صفحه 28] و الاستاذ الهي قمشئي. في الوقت نفسه فان هناك نسخا موجودة الآن، اما قد استنسخت عن نسخة ابن السكون بصورة غير مباشرة، أو قوبلت معها - و نشير فيما يلي الي بعض منها: الاولي: نسخة السديدي، كتبها

الشيخ علي بن أحمد السديدي عن نسخة ابن السكون، و قابلها مع النسخة المذكورة سنة 643 ه، و عندما عثر علي النسخة الخطية لابن ادريس صاحب «السرائر» قابلها معها أيضا سنة 654 ه. و قد ظفر الشهيد الأول بنسخة السديدي، فاستنسخ عليها نسخة له [50] . و كذلك قام جد الشيخ البهائي (محمد بن علي بن الحسين الجبعي) بنفس العمل حيث استنسخ له نسخة من النسخة الخطية للشهيد، و قابلها مع النسخة الثانية للشهيد. و نتيجة لتطورات حصلت، فقد نقلت نسخة الشهيد الي مكتبة السيد محمدتقي حفيد السيد دلدار علي، و هي موجودة عند هذه الاسرة [51] . الثانية: كانت نسخة الشهيد عند العلامة المجلسي، نقل منها في اجازات بحارالأنوار [52] . الثالثة: النسخة الخطية لمحمد أمين بن محمد علي، كتبها عن نسخة الشهيد الخطية سنة 1079 ه. و هي موجودة الآن في المكتبة المركزية لجامعة طهران، و رقمها 73. [ صفحه 29] الرابعة: نسخة مكتبة مدرسة سپهسالار الجديدة ]مدرسة الاستاذ الشهيد مطهري حاليا[ و رقمها 1053، كتبت عن نسخة الشهيد [53] . الخامسة: نسخة مكتبة المرحوم آيةالله المرعشي في قم. كتبت في ذي الحجة سنة 935 ه عن نسخة الشهيد (التي كانت قد كتبت عن نسخة ابن السكون). السادسة: نسخة مكتبة السيد اعجاز حسين الكنتوري - صاحب «كشف الحجب و الأستار» - و كانت عنده نسخة الشهيد الخطية [54] . السابعة: نسخة مكتبة الآستانة الرضوية المقدسة، و رقمها 6836. كتبت بخط محمدحسين بن كمال الدين علي الفسائي سنة 1057 ه. قوبلت مع نسخة مصححة، و تمت مقابلتها بخط ابن ادريس، و كذلك مع نسخة الشهيد الثاني (الذي كتبها عن نسخة الشهيد الأول بصورة غير مباشرة).

طبعات الصحيفة

دخلت

الطباعة ايران أيام فتح علي شاه القاجاري بأمر ولي عهده: عباس ميرزا، فتأسست مطبعة في تبريز و بدأت أعمالها هناك، و قامت لأول مرة بطبع كتاب «فتحنامه» ]كتاب الفتح[ لمؤلفه الفراهاني رئيس الوزراء آنذاك. و في سنة 1240 ه - تقريبا - دخلت المطبعة طهران بأمر الشاه، و اشراف معتمد الدولة (منوچهر خان گرجي)، و كانت الكتب الدينية أول الكتب التي طبعت في المطبعة المذكورة. كانت الكتب في البداية تطبع طباعة بارزة أو حروفية (حيث كانت ترصف بحروف من الرصاص) و من هذه الكتب: حق اليقين، و حياة القلوب [ صفحه 30] ج 1 و 2 للمجلسي، طبعا سنة 1241 ه، و عين الحياة في سنة 1240 ه. و حليةالمتقين سنة 1248 ه، و القرآن الكريم سنة 1246 ه، و الرسالة العملية المعروفة بالنخبة للمرحوم الكلباسي سنة 1242 ه. و بعد سنين تأسست المطبعة الحجرية (أو المطبعة ذات المستوي الواحد) في طهران. و نتيجة للتطور الصناعي، فقد انتشرت المطبعة الحجرية و حلت محل المطبعة الحروفية. كان الكاتب في الطباعة الحجرية يكتب الموضوع في البداية علي ورق ملطخ بالصمغ، ثم يضع الورق الذي أصبحت له لزوجة علي قطعة من الحجر المصقول، فتكون النتيجة أن تنطبع الكتابات علي الحجر بشكل معكوس، و من الحجر تنطبع في الورق العادي بواسطة جهاز للتدوير. و بما أن الحبر المستعمل في الطباعة ثابت، و كان يستفاد من أمهر الخطاطين لانجاز هذا العمل، لذلك تتفوق النسخة المطبوعة علي النسخة المخطوطة من حيث انها لا تتلوث بسبب رطوبة اليد عند تصفح الكتاب، مضافا الي جمال خطها، لذلك فان الكتب الدينية و لا سيما القرآن و الأدعية التي تستعمل بكثرة، كانت تطبع بالطباعة الحجرية، ثم

يتم اصدارها. و كانت الطباعة الحجرية أكثر رواجا و شيوعا في ايران و الدول المجاورة (تركيا، العراق، الهند). و بما أن التشيع كان سائدا في ايران و الهند، و بلغت الطباعة الحجرية أوج كمالها، لذلك تكررت طباعة كتب الأدعية، و منها الصحيفة، في مناطق مختلفة من هذين القطرين، و صدرت تلك الكتب مطبوعة طباعة حجرية و فيما يلي طبعات الصحيفة حسب التسلسل الزمني [55] : [ صفحه 31] 1 - طبعة تبريز سنة 1262 ه، بقطع رقعي مع ترجمة بين السطور. 2 - طبعة بومباي الحجرية سنة 1265 ه، بقطع رقعي مع ترجمة بين السطور. 3 - طبعة الهند سنة 1269 ه. 4 - بومباي الحجرية سنة 1271 ه، رقعي. 5 - تبريز الحجرية 1273 ه، رقعي. 6 - طهران الحجرية 1287 ه، جيبي. 7 - الهند الحجرية 1290 ه. 8 - كرمان الحجرية 1299 ه، جيبي. 9 - طهران الحجرية 1313 ه، وزيري. 10 - طهران الحجرية 1315 ه، رقعي مع ترجمة بين السطور. 11 - طهران الحجرية 1325 ه، جيبي. 12 - طهران الحجرية 1325 ه، جيبي. 13 - تبريز الحجرية 1303 ه. 14 - تبريز الحجرية 1329 ه، رقعي. 15 - طهران الحجرية 1360 ه، رقعي، (شركة علمي المحاصة). 16 - لكنهو الحجرية، 1324 ه، في هامش راحة الأرواح. 17 - طهران الرصاصية، بدون تأريخ، جيبي، (شركة علمي المحاصة). 18 - بومباي الحجرية، بدون تأريخ، رقعي، مع ترجمة بين السطور. 19 - الحجرية، بدون تأريخ، جيبي، مع ترجمة بين السطور. 20 - اوفسيت طهران 1361 ه. ش؛ قطع صغير، مع مقدمة الاستاذ مشكاة. طباعة الآخوندي. [ صفحه 32] 21 - اوفسيت طهران

1984 م، رقعي، مع ترجمة جواد فاضل، طباعة «مؤسسة أميركبير». 22 - اوفسيت طهران، بدون تأريخ، قطع صغير (طبعت بالاوفسيت فقط، و بقطع صغير، نصا من النسخة المطبوعة رقم 21) مع مقدمة العلامة الشهيد السيد محمد باقر الصدر. 23 - اوفسيت طهران، بدون تأريخ، رقعي، من النسخة الخطية العائدة لعلاءالدين محمد التبريزي (حسينية الارشاد). 24 - زنكوغراف طهران، وزيري، مع شرح فيض الاسلام. 25 - اوفسيت طهران، مع شرح فيض الاسلام (طبعت هذه النسخة بالاوفسيت علي الطبعة السابقة).

شروح الصحيفة و حواشيها

كتبت علي الصحيفة شروح و حواشي كثيرة وردت تحت عنوان: شرح و حواش، في عدد من الكتب، مثل: «لؤلؤة البحرين» و «كشف الحجب و الأستار» للكنتوري، و «روضات الجنات» للخوانساري، و «فهرس الكتب المخطوطة لمدرسة سبهسالار» في طهران و «فهرس المكتبة المركزية لجامعة طهران» ج 1، و «فهرست مكتبة الآستانة الرضوية المقدسة» ج 6، و «الذريعة الي تصانيف الشيعة» و يمكن ملاحظة خصوصيات الشروح المذكورة في الذريعة و فهارس مخطوطات المكتبات التي مرت ذكرها. و نذكر فيما يلي الشروح و الحواشي علي الصحيفد بايجاز: 1 - شرح الكفعمي: تقي الدين ابراهيم بن علي العاملي المتوفي سنة 905 ه، صاحب المصباح و البلدالأمين. 2 - حاشية عزالدين حسين بن عبدالصمد الحارثي العاملي، والد [ صفحه 33] الشيخ البهائي، توفي سنة 984 ه. 3 - حاشية السيد حسين الأردبيلي الكركي - المتوفي سنة 1001 ه. 4 - حاشية الملا عبدالغفار، تلميذ الميرداماد. 5 - شرح الشيخ البهائي - المتوفي سنة 1031 ه. - و يسمي شرحه: حدائق الصالحين، و يوجد منه فقط شرح الحديقة الهلالية، و الحديقة الأخلاقية. 6 - حاشية الشيخ البهائي، كتبها علي جميع الصحيفة. 7 - حاشية

شرف الدين علي الشولستاني، استاذ المجلسي الأول. 8 - حاشية الميرداماد، محمدباقر الاسترآبادي الحسيني - المتوفي سنة 1041 ه. 9 - شرح الملا محمد سليم الرازي - المتوفي سنة 1071 ه. 10 - شرح فارسي للملا محمدهادي المازندراني - المتوفي سنة 1120 ه. 11 - شرح الشيخ فخرالدين الطريحي النجفي صاحب مجمع البحرين - المتوفي سنة 1085 ه. 12 - شرح الملا محمدتقي المجلسي، والد العلامة المجلسي - المتوفي سنة 1070 ه. 13 - شرح فارسي لآغا حسين الخوانساري - المتوفي سنة 1099 ه. 14 - حاشية الملا محسن فيض الكاشاني - المتوفي سنة 1091 ه. 15 - حاشية المير رفيع الدين محمد بن حيدر الطباطبائي - المتوفي سنة 1082 ه. 16 - شرح عربي لمحمد صالح الروغني القزويني بتأريخ 1073 ه. [ صفحه 34] 17 - شرح فارسي له نفسه، كتبه بعد الشرح العربي. 18 - شرح الملا خليل بن غازي القزويني صاحب شرح الكافي. 19 - شرح محمدطاهر القمي الشيرازي، صاحب كتاب الأربعين، المتوفي سنة 1098 ه. 20 - حاشية الشيخ علي بن محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني المتوفي سنة 1104 ه. 21 - شرح الشيخ علي الصغير بن زين الدين محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني، و هو تلميذ عمه المتقدم ذكره، بتأريخ 1097 ه. 22 - شرح العلامة المجلسي - المتوفي سنة 1110 ه. 23 - شرح الملا عبدالله الأفندي صاحب «رياض العلماء»، و تلميذ المجلسي. 24 - شرح الميرزا محمد بن محمدرضا المشهدي، صاحب تفسير كنز الدقائق، و هو معاصر الشيخ الحر العاملي. 25 - شرح المير هاشم، تلميذ المجلسي، سنة 1148 ه. 26 - شرح السيد علي خان المدني الشيرازي، الموسوم

ب«رياض السالكين». 27 - شرح كبير للسيد نعمةالله الجزائري - المتوفي سنة 1130 ه. 28 - شرح صغير له أيضا. 29 - حاشية السيد عبدالله الجزائري - المتوفي سنة 1173 ه، كتبها علي شرح السيد علي خان المدني. 30 - شرح السيد محسن الصنعاني الزيدي (القرن الثالث عشر). 31 - شرح السيد محسن الشامي - المتوفي سنة 1251 ه. 32 - شرح آغا حسين بن حسن الديلماني الجيلاني. [ صفحه 35] 33 - حاشية المير بهاءالدين محمد المختاري النائيني، علي شرح السيد علي خان. 34 - شرح الملا محمد عبدالباقي (و يقتصر علي شرح مفردات الصحيفة). 35 - شرح شاه محمد بن محمد الموسوم برياض العابدين. 36 - شرح فارسي مجهول (ورد ذكره في الذريعة 111:4). 37 - شرح السيد أفصح الدين محمد الشيرازي. 38 - شرح الملا تاجا القاضي الهندي. 39 - شرح الملا حبيب الله الكاشي. 40 - شرح ابن فتاح الزيدي اليماني. 41 - شرح السيد محمدرضا الأعرجي الموسوم بالأزهار اللطيفة. 42 - حاشية الملا هادي البنابي، تلميذ الشيخ الأنصاري. 43 - شرح المفتي المير محمد عباس الشوشتري الهندي - المتوفي سنة 1306 ه. 44 - شرح الميرزا محمد علي المدرسي الجهاردهي - المتوفي سنة 1334 ه. 45 - شرح السيد جمال الدين الكوكباني الزيدي - المتوف سنة 1339 ه. 46 - شرح سيف الدين طاهر، امام فرقة البهرة، من فرق الاسماعيلية، يسكن في «سورات» من مدن الهند. لقد اقتبسنا ما ذكرناه من فهرس المكتبة المركزية لجامعة طهران ج 159: 1 و 160، تأليف الاستاذ علي نقي المنزوي. و قدمناه هنا مع توضيحات موجزة. و بالنظر الي أن الفهرس المذكور صدر في طهران سنة 1330 ه. ش.

[ صفحه 36] (1951 م) لذلك خلت قائمة الشروح و الحواشي من شروح و حواش اخري كتبت علي الصحيفة بعد التأريخ المار ذكره. كما لايمكن القول بأن قائمة الشروح و الحواشي الواردة في فهرس الاستاذ المنزوي تامة و كاملة، لأني كنت أقتني شرحا فارسيا موجزا علي الصحيفة لقطب الدين محمد بن شيخ علي شريف اللاهيجي، أهديته لمكتبة الآستانة الرضوية المقدسة، و هو غير مذكور في القائمة المتقدمة. و فيما يلي بعض الشروح و الحواشي التي فاتت كاتب الفهرس، أو انها صدرت أخيرا، نذكرها هنا لمزيد من العلم و الاطلاع: 47 - شرح باللغة الفارسية لبديع الزمان القهبائي المعاصر للشاه صفي، و يعرف ب (رياض العابدين). توجد منه نسخة في مكتبة الآستانة الرضوية المقدسة، رقمها 9739. 48 - شرح باللغة الفارسية للشيخ علي شريف اللاهيجي. كنت اقتنيت منه نسخة، ثم أهديتها لمكتبة الآستانة الرضوية المقدسة. 49 - شرح باللغة العربية للميرزا باقر ملا باشي الشيرازي، و هو تحت عنوان (لوامع أنوار العرشية) تحتفظ المكتبة المركزية للآستانة الرضوية المقدسة بنسخة منه، رقمها 9320. 50 - شرح باللغة العربية للملارضا علي. توجد منه نسخة في المكتبة المذكورة، رقمها 8837. 52 - 51: شرحان باللغة الفارسية لشارين مجهولين، و هما موجودان في المكتبة المذكورة، و رقمها 11720 و 3200 علما بأن تأريخ النسخة الأخيرة 1050 ه. 53 - شرح باللغة العربية لشارح مجهول. توجد منه نسخة في المكتبة المذكورة، و رقمها 11720. [ صفحه 37] 54 - ترجمة و شرح السيد علي نقي فيض الاسلام. تكرر طبعه مع نص الصحيفة مرارا. 55 - ترجمة و شرح جواد فاضل، صدرت الطبعة الاولي له سنة 1984 م في ثلاثين.لف نسخة، ثم تكررت طباعتها بعد ذلك

بالاوفسيت.

عدد أدعية الصحيفة

من المناسب أن نذكر موضوعا آخر يتعلق بالصحيفة، و هو عدد أدعيتها، فهو متفاوت طبقا للروايات المختلفة. و العدد الموجود في الصحيفة المشهورة المتداولة أربعة و خمسون دعاء، في حين ورد العدد في مقدمة الصحيفة المذكورة خمسة و سبعين دعاء، حيث يقول راوي الصحيفة، المتوكل بن هارون: «و هي خمسة و سبعون بابا سقط عني منها أحد عشر بابا، و حفظت منها نيفا و ستين». ولكن هذا العدد لم يظل علي ما هو عليه، فقد ضاعت عشرة أدعية اخري مما نقله المتوكل بن هارون. و في النسخة القديمة الموجودة في مكتبة آيةالله المرعشي (التي أشرنا اليها فيما تقدم) واحد و أربعون دعاء حيث نقص منها ثلاثة عشر دعاء مما هو موجود في الصحيفة المشهورة. و في النسخة القديمة للآستانة الرضوية المقدسة (التي هي محل دراستنا) ثنماية و ثلاثون دعاء حيث نقص منها ستة عشر دعاء مما هو موجود في الصحيفة المشهورة. و يحتمل أنه كما فاتت علي الراوي بعض الأدعية في الصحيفة المشهورة (و هو يصرح بذلك)، فكذلك فقدت أدعية في هذه الصحائف، اما بسبب النسيان أو طواري اخري. ولكن في كثير من النسخ المخطوطة أو المطبوعة للصحيفة المشهورة، وردت بعض الأدعية كملحقات في نهاية الأدعية الموجودة في الصحيفة، و لا يستبعد أن تكون بعض الأدعية المذكورة أو جميعها من [ صفحه 38] الأدعية الساقطة عن الصحيفة المشهورة. كما ينطبق هذا الاحتمال علي أدعية الصحيفة الثانية، و الثالثة، و الرابعة، و الخامسة أيضا. و بما أن قسما من عناوين أدعية الصحيفة العائدة للآستانة الرضوية المقدسة تختلف عن الصحيفة المشهورة (بالرغم من أن الدعاء فيها واحد)، فلايستبعد احتمال أن يكون قسم من أدعية الصحائف

الآتية مع ما سقط عن الصحيفة الأصلية واحدا، ولكن مادام هذا الاحتمال لايثبت بدليل قاطع، فانه يمكن القول بشهرة و استفاضة.دعية الصحيفة السجادية (التي هي باملاء الامام السجاد) في النقل، بل القطع بصحة السند [56] . و أما الأدعية الاخري المنسوبة الي الامام فهي مشمولة بخبر الواحد و ليست مستفيضة.

خصوصيات نسخة الآستانة الرضوية المقدسة

ان النسخة التي تهمنا، و هي محفوظة مع مخطوطات المكتبة المباركة للآستانة الرضوية المقدسة برقم» 12405 «نسخة قديمة كتبت بخط الحسن الزامي سنة 416 ه، ثم قوبلت مع النسخة التي استنسخت عليها. تعد هذه النسخة من الذخائر النفيسة الموجودة في الآستانة كالمصاح الثمينة، و سائر المخطوطات. و قد عثر عليها سنة 1348 ه. ش. (1969 م) تحت أحد الأعمدة الكبيرة لأطراف الحرم الرضوي في مشروع توسيع ما تحت قبة المرقد الشريف. و يبدو أن هذه النسخة قد دفنت هناك من قبل المتولين [ صفحه 39] للحرم الرضوي الطاهر حفظا لها و للنفائس الاخري من الحوادث المؤلمة (التي كانت تقع بكثرة في خراسان، و جميع بلاد ايران). و كما مر بنا فان الصحيفة المذكورة، و هي نسخة الآستانة الرضوية المقدسة تقع في مجموعة تضم خمسة عناوين، هي كالآتي: 1 - قوارع القرآن، تاريخه 429 (صدر من قبل مجمع البحوث الاسلامية في مشهد). 2 - الصحيفة السجادية (و ها هي تصدر من قبل المجمع نفسه). 3 - رسالة في التذكير و التأنيث. 4 - جزء فيه آيات الرقية و الحرز. 5 - رسالة في شهر رجب. و جاء في بداية قوارع القرآن: كتاب في قوارع القرآن و ما يستحب أن لا يخل بقراءته كل يوم و ليلة، تأليف الشيخ الفقيه أبي عمرو محمد بن يحيي بن الحسين،

رحمه الله. سمع الجزء كله من أول الي آخره بقراءة الفقيه أبي عبدالله، أحمد بن أبي عمر الزاهد صاحب النسخة، علي العالم الأوحد أبي محمد حامد بن أحمد بن جعفر أيده الله، العلماء: أبوالقاسم عبدالله بن أحمد الأندازي، و علي بن أبي نصر الملقب بنحسبة، و أحمد بن عبدالرحمن الشبشاوي، و علي بن جعفر النوذري، و أبومحمد المظفر سعيد المحمدآبادي، و أحمد بن الحسن بن جعفر الطمري (كذا)، و أبومنصور الحسين بن اسحاق الحضيني، و أبوالحسن عبدالرحيم بن محمد الجزي في مدرسة نيسابور عمرها الله ببقائه ظهيرة يوم الأحد لاثني عشرة خلت من شهر رمضان سنة تسع و عشرين و أربعمائة، و صح لهم السماع. و جاء في ظهر الورقة الاولي من الصحيفة: كتاب في الدعوات من قبل [ صفحه 40] علي بن الحسين جد جعفربن محمد الصادق بن علي رحمةالله عليه، و يسمي الكامل لحسن ما فيه من الدعوات، و الأصل لأبي علي الحسن بن ابراهيم بن محمد الزامي [57] الهيصمي، أسعده الله. و تبدأ الأدعية من الصفحة الآتية بهذا الدعاء الذي هو بدون عنوان: الحمدلله الأول بلا أول كان قبله (و هو الدعاء الأول في الصحيفة المشهورة) و عنوانه فيها: «و كان من دعائه اذا ابتدأ بالدعاء بدأ بالتحميد لله - عزوجل - والثناء عليه». و يبدأ آخر دعاء في هذه الصحيفة، و هو تحت عنوان: (و من دعائه في الحمد) «اللهم اني أحمدك و أنت للحمد أهل علي حسن صنيعك الي...». انتهي المأثور من الدعوات عن زين العابدين، و حافد سيد الخلائق أجمعين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب خاتم الخلفاء الراشدين، و الصلاة علي محمد و آله الطيبين، كتبه الحسن بن ابراهيم بن محمد الزامي في

شوال سنة عشرة و أربعمائة، غفرالله له و لوالديه و لجميع المؤمنين و المؤمنات. يتلو ذلك دعاء عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن الامام زين العابدين، و هو تحت عنوان: يخاطب نفسه و يناجي ربه: «يا نفس حتام الي الحياة سكونك، و الي الدنيا و عمارتها ركونك...». بعد ذلك دعاء مختصر، و دعاء الختم، ثم جاء: مقابل من أول الكتاب الي هاهنا بالأصل بقراءة أخي اسماعيل بن محمد القفال أيده الله، بارك الله لمن نظر فيه مستفيدا. و ورد في ظهر الورقة الاولي ما نصه: أجاز لي أخي أبوالقاسم عبدالله بن [ صفحه 41] محمد بن سلمة الفرهاذجردي [58] أن أروي الصحيفة بتمامها عنه عن أبي بكر الكرماني رحمه الله برواية عن رجاله [59] كما كتبناه، صح. وقفه الاستاذ الامام أبوعبدالله أحمد بن عمرالزاهد علي مدرسة شيخه الامام حامد بن أحمد بباب غرره، و التولية لعمربن محمد الحامدي.

ورقة وقف النسخة

وجاء في آخر ورقة من هذه المجموعة (بعد الرسالة الرجبية): سبله صاحبه الخادم الجليل أبوالحسن علي بن ابراهيم البوزجاني [60] علي الاستاذ الامام الزاهد أبي بكر محمد بن الحسن رضي الله عنه و علي أولاده و علي كل منهم (و لعل العبارة: علي كل مهتم) أكرمكم الله بمرضاته ليقرؤوا علي رأي العوام في النصف من رجب يوم الاستفتاح مادم هذا الجزء باقيا رجاء دعوة صالحة منهم، تقبل الله منه عمله و حقق رجاه و أمله و أصلح آخره و أوله.

سند الصحيفة

و بعد ورقة تتلوها جاء سند الصحيفة كالآتي: قال الاستاذ أبوبكر محمد بن علي الكرماني رضي الله عنه: أخبرنا بنداربن يحيي بزوزن، قال: أخبرني أبوالحسن محمد بن يحيي بن سهل الدهني، قال: حدثنا أبوعلي محمد بن همام بن سهل الاسكافي، قال: حدثنا [ صفحه 42] علي بن مالك، قال: حدثنا أحمد بن عبدالله، قال: حدثنا محمد بن صالح، عن عمير بن المتوكل بن هارون، قال: حدثني أبي المتوكل، قال: لقيت يحيي بن زيد بن علي رضي الله عنه - بعد قتل أبيه، و هو متوجه الي خراسان...

الصحائف السجادية الاخري

و الآن حيث دار الحديث عن ملحقات الصحيفة المشهورة، و اشير الي الصحيفة الثانية حتي الخامسة، فمن المناسب أن نتطرق الي هذا الموضوع هنا. ان وجود الأدعية المنسوبة الي الامام السجاد عليه السلام في طيات كتب الأدعية و الأحاديث، والتي لم ترد في الصحيفة الكاملة، دفعت المتتبعين لأحاديث الأئمة الأطهار أن يجمعوا عددا من هذه الأدعية، و يطلقوا عليها عنوان: الصحيفة السجادية، و تمييزا لصحيفة الكاملة عما جمعه المؤلفون الآخرون، سموا الصحائف التالية: الثانية و الثالثة و الرابعة و الخامسة. و أول من قام بهذا العمل هو الفقيه و المحدث الكبير الشيخ محمد بن علي الحرفوشي، معاصر الشيخ الحر العاملي [61] . توفي قبل الشيخ العاملي ببضع و أربعين سنة تقريبا، (1059 ه)، ورثاه الشيخ بقصيدة طويلة [62] . و هذا الرجل هو نفسه الذي كتب حواشي دقيقة علي كتاب «قواعد الشهيد»، و له شرح علي زبدة الشيخ البهائي، و أشعار لطيفة. و الحرفوشي نسبة الي آل حرفوش، أمراء بعلبك. كانوا يسكنون فيها و في كرك. و كلهم من الشيعة الامامية و ينحدرون من العراق من قبيلة خزاعة،

[ صفحه 43] و ينتسبون الي جدهم الأعلي: حرفوش الخزاعي. هاجروا بادي ء الأمر الي غوطة دمشق، ثم أقاموا في بعلبك و كرك. ولازالت قبورهم في بعلبك موجودة حتي اليوم، وفوقها قبة [63] . أما الرجل الثاني الذي قام بهذا العمل فهو الشيخ الحر العاملي، محمد بن الحسن المتوفي سنة 1104 ه، - صاحب كتاب «وسائل الشيعة» - سمي مجموعة أدعيته: الصحيفة الثانية [64] . طبعت هذه الصحيفة بقطع جيبي في لبنان. و تعداد أدعيتها 65 دعاء. الثالث: هو العالم المتتبع الميرزا عبدالله أفندي - صاحب كتاب «رياض العلماء»، كانت له مكتبة شاملة. استخرج الصحيفة الثالثة المشتملة علي ثلاثة و خمسين دعاء من طيات الكتب. و قدمها للداعين مصدرة بمقدمة. طبعت هذه الصحيفة طباعة حجرية بقطع صغير سنة 1364 ه. الرابع: خاتم المحدثين، الميرزا حسين النوري - صاحب كتاب «مستدرك الوسائل» - كتب صحيفته لاستدراك ما فات علي الصحائف المتقدمة. و صحيفته هي الصحيفة الرابعة، تحتوي علي سبعة و سبعين دعاء، طبعت في ايران بقطع رقعي، و خط جميل. الخامس: العلامة المعاصر السيد محسن الأمين العاملي - صاحب الكتاب القيم «أعيان الشيعة» - جمع ما عثر عليه من الأدعية مضافا الي ما جاء في الصحيفة الثالثة و الرابعة. صدرت هذه الصحيفة في لبنان أيام حياة [ صفحه 44] المؤلف و تشتمل علي مائة و اثنين و ثمانين دعاء، بينها ثلاثة و خمسون دعاء عثر عليها المؤلف بنفسه [65] . السادس: العلامة المعاصر الشيخ محمد صالح المازندراني، و هو الآخر عثر علي درر من أدعية مولانا علي بن الحسين - عليه السلام - اثر خوضه في بحار أحاديث الأئمة. و أطلق علي مجموعة أدعيته عنوان: الصحيفة السادسة. و

مما يؤسف له أن هذه الصحيفة لم تطبع، و لا علم لنا بعدد أدعيتها.

ملحقات الصحيفة

ان ما جاء من أدعية الامام السجاد عليه السلام في النسخ المخطوطة و المطبوعة منذ قديم الزمان، بوصفها ملحقات الصحيفة هي: أولا: أدعية الاسبوع، و تبدأ بدعاء يوم الأحد: (بسم الله الذي لا أرجو الا فضله...)، و تنتهي بدعاء يوم السبت: (بسم الله كلمة المعتصمين). و ذكر المحدث القمي هذه الأدعية في الفصول الاولي من كتابه: «مفاتيح الجنان». ثانيا: المناجاة المخسة عشر، و هي: 1 - مناجاة التائبين: «الهي ألبستني الخطايا ثوب مذلتي». 2 - مناجاة الشاكين: «الهي اليك أشكو نفسا بالسوء أمارة». 3 - مناجاة الخائفين: «الهي أتراك بعد الايمان بك تعذبني». 4 - مناجاة الراجين: «يا من اذا سأله عبد أعطاه». 5 - مناجاة الراغبين: «الهي ان كان قل زادي في المسير اليك فقد [ صفحه 45] حسن ظني بالتوكل عليك». 6 - مناجاة الشاكرين: «الهي أذهلني عن اقامة شكرك تتابع طولك». 7 - مناجاة المطيعين: «اللهم ألهمنا طاعتك و جنبنا معاصيك». 8 - مناجاة المريدين: «سبحانك ما أضيق الطرق علي من لم تكن دليله». 9 - مناجاة المحبين: «الهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلا». 10 - مناجاة المتوسلين: «الهي ليس لي وسيلة اليك الا عواطف رأفتك». 11 - مناجاة المفتقرين: «الهي كسري لايجبره الا لطفك و حنانك». 12 - مناجاة العارفين: «الهي قصرت الألسن عن بلوغ ثنائك كما يليق بجلالك». 13 - مناجاة الذاكرين: «الهي لولا الواجب من قبول أمرك لنزهتك من ذكري اياك». 14 - مناجاة المعتصمين: «اللهم يا ملاذ اللائذين و يا معاذ العائذين». 15 - مناجاة الزاهدين: «الهي أسكنتنا دارا حضرت لنا

حفر مكرها».

منشي ء الصحيفة: الامام زين العابدين

ان الصحيفة السجادية (كما يظهر من عنوانها) هي من انشاء الامام الرابع من أئمة الشيعة: الامام السجاد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب [ صفحه 46] عليهم السلام و كان يكني: أبامحمد [66] ، و أبالحسن. و يلقب السجاد، و زين العابدين، و سيدالساجدين، والده العظيم: هو سيد الشهداء، الحسين بن علي عليهماالسلام، و والدته - كما هو مشهور - شهربانو بنت يزدجرد، آخر ملوك الساسانيين في ايران [67] . كان للامام الحسين عليه السلام ثلاثة أبناء يعرفون باسم علي، ولكن لهم ثلاثة.لقاب تميزهم، و هي: الأكبر، و الأوسط، و الأصغر. فلقب الامام السجاد عليه السلام هو الأكبر حسب رأي الشيخ المفيد في «الارشاد»، و الطبرسي في «اعلام الوري»، وابن فتال في «روضة الواعظين» و أما الذي استشهد مع أبيه العظيم في كربلاء فهو علي الأوسط. ولكن هناك جمع من المؤرخين، مثل ابن سعد في الطبقات الكبري، و أبي الفرج الاصفهاني، و صاحب كتاب «نسب قريش»، وابن كثير في «البداية و النهاية»، و الشهيد في «الدروس»، يعتقدون بأن الذي استشهد في كربلاء هو علي الأكبر، و لقب الامام السجاد: علي الأصغر. و ما يؤيد الرأي الثاني هو الشعر المنسوب الي أبي الأسود الدؤلي في وصف الامام زين العابدين، و يقول فيه: و ان وليدا بين كسري و هاشم لأكرم من نيطت عليه التمائم [ صفحه 47] و كانت ولادة الامام عليه السلام في المدينة سنة 38 ه. و بالنظر الي أن ولادة أبيه الحسين عليه السلام كانت في سنة 4 ه، و ولادته في سنة 38 ه، فهذا يعني أن عمر أبيه عند ولادته كان أربع و ثلاثين سنة، و هذا بعيد عن تقاليد العرب و السنن الاسلامية. لاسيما

و أن ولادة بقية أولاد الامام الحسين عليه السلام كانت بعد ولادة السجاد و علي الأكبر عليهماالسلام. فمن المقطوع به أن سكينة و عبدالله (و امهما رباب بنت امري ء القيس) بما أنهما كانا صغيرين في واقعة كربلاء كما ينص عليه المؤرخون، لذلك فهما أصغر من السجاد. و علي الأكبر عليه السلام. أما فاطمة (و امها ام اسحاق بنت طلحة بن عبدالله) فقد ولدت - في أغلب الظن - بعد وقعة الجمل (التي قتل فيها طلحة) أي بعد سنة 36 ه، و من المستبعد أن تكون ولادتها قبل سنة 38 ه، و هي سنة ولادة السجاد عليه السلام. و بالنسبة الي زواج الامام الحسين عليه السلام من ام جعفر بن الحسين، و هي امرأة من قضاعة، ماتت في حياة الامام عليه السلام، فانه الزواج الوحيد الذي يمكن أن يكون قبل زواج والدتي علي الأكبر، و علي الأصغر [68] . و في ضوء ما تقدم، فمن المحتمل أن يكون زواج الامام الحسين عليه السلام من ليلي بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود قبل زواجه من شاه زنان (والدة الامام السجاد)، و في هذه الحالة، فان ولادة علي الأكبر (شهيد كربلاء) قبل ولادة الامام السجاد. و أما كلام الشيخ المفيد (و تبعا له: ابن فتال و الطبرسي) من أن السجاد [ صفحه 48] هو علي الأكبر، فغير مستبعد، و ذلك لأن وصي الامام، ابنه الأكبر عادة. علي أي حال، فمع تعارض الأقوال، يقدم كلام ابن سعد - المتوفي سنة 230 ه - و كان مختصا في الرجال و الطبقات، علي كلام الشيخ المفيد الذي كان مختصا في الفقه و الكلام، و كانت وفاته سنة 413 ه، أي ما يقارب القرنين بعد وفاة ابن سعد.

ولادة الامام السجاد و وفاته

أشرنا الي أن ولادة الامام عليه السلام كانت

- علي قول مشهور - [69] سنة 38 ه [70] ، و ورد أيضا أنها كانت سنة 37 و 36 ه. و هناك اختلاف في اليوم و الشهر، مترددا بين الخامس عشر من جمادي الاولي، و الخامس عشر من جمادي الثانية، و الحادي عشر من رجب، و الخامس من شعبان، و السابع منه، و الثامن من ربيع الأول [71] . أما وفاة الامام؛ فقد ذكر ابن سعد في «الطبقات» أنها كانت سنة 94 ه، و قال أبونعيم في «حلية الأولياء» أنها كانت سنة 92 ه، و كتب المدائني [72] أنها كانت سنة 100 هي، و نقل ابن حجر في «تهذيب التهذيب» عن ابن نمير و يحيي بن معين أنها كانت سنة 94 ه، و تردد اليعقوبي فيها بين [ صفحه 49] سنة 99 و 100 ه، و قال الشهيد أنها كانت سنة 95 ه. ولكن وفقا لما نص عليه البعض من أنه توفي في سنة الفقهاء، فقد ذكروا أن هذه السنة كانت سنة 93 ه، و ذلك لأن فقهاء آخرين غير الامام توفوا في تلك السنة، و هم: أنس بن مالك، و عروة بن الزبير، و أبوبكر بن عبدالرحمن بن الحارث، و هم من الفقهاء المشهورين في زمانهم.

زهد الامام

كان الامام عليه السلام علي زهد عظيم، و يتجلي ذلك في لقبيه: السجاد (كثيرالسجود)، و زين العابدين، و هذا قول يتفق عليه الجميع. و نقل عن الامام مالك قوله: سمي زين العابدين لكثرة عبادة. و كان الزهري كلما ذكره بكي، و قال: زين العابدين [73] . و يقول يحيي بن سعيد: علي بن الحسين أفضل هاشمي أدركته [74] . و جاء في «طبقات ابن سعد»: كان اذا قام الي الصلاة، أخذته رعدة. فقيل: مالك؟ فقال: ما

تدرون بين يدي من أقوم، و من اناجي. و يقول هشام بن عروة - و هو من الفقهاء -: كان علي بن الحسين يخرج علي راحلته الي مكة و يرجع لايقرعها [75] . و يقول اليعقوبي: كان الامام يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة، و عند غسله، رأوا علي كتفيه آثارا مثل ركبتي البعير. و قال أهله: هذا من أثر الجراب الذي كان يحمله علي كتفه في الليل ليقسم ما فيه علي بيوتات الفقراء و المساكين. و نقل عن ابن اسحاق قوله بأن جمعا من أهل المدينة لم يعرفوا من يأتي لهم بحاجاتهم و طعامهم وقت الليل الي أن مات علي بن الحسين، و لم تصل اليهم أقواتهم، عرفوا أن ذلك الشخص هو الامام السجاد ]صلوات الله [ صفحه 50] عليه[ [76] . و يقول أبونعيم: و لما مات الامام عرف الناس أنه كان يتكفل مائة من عوائل أهل المدينة [77] . في الختام أري أنه مما يبعث علي الأسف أن لا أتطرق الي ما ذكره المرحوم آيةالله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي رحمه الله في مقدمة الصحيفة (طبعة الآخوندي) حول ارسال هذه النسخة القيمة الي العلامة المعاصر الاستاذ الطنطاوي، صاحب التفسير المشهور: «الجواهر في تفسير القرآن الكريم»، و الجوانب الذي خطه يراعه. يكتب آيةالله المرعشي قائلا: «أرسلت نسخة من الصحيفة السجادية المباركة الي العلامة المعاصر الشيخ الجوهري صاحب تفسير الطنطاوي المعروف سنة 1353 ه، ليطلع عليها. فشكرني علي تلك الهدية الثمينة الرفيعة، و أثني ثناء بالغا، الي أن قال: «من سوء حظنا أننا الي الآن لم نظفر بهذا الأثر القيم الخالد من تراث النبي و أهل بيته. و أنا كلما أنظر فيها، أري أنها فوق كلام المخلوق

و دون كلام الخالق...» بعد ذلك، سأل الاستاذ الطنطاوي فيما اذا كان هناك شرح لعلماء الاسلام عليها. فأجبته ذاكرا الشراح الذين أعرفهم... فأجابني بأنه عازم و مستعد أن يكتب شرحا علي هذه الصحفة الكريمة.

شكر و تقدير

في الختام أود أن أشكر الاخوة الأعزاء الذين ساهموا بشكل أو بآخر في هذا المشروع، و أخص بالذكر منه السادة: 1 - الفاضل المبجل حسن طوسي قوام الذين بذل ما في وسعه من أجل [ صفحه 51] مطابقة المخطوطة مع النسخة الأصلية، و كذلك مع الصحيفة المشهورة. 2 - الفاضل الكريم محمد علي فارابي الذي أمعن النظر - بكل دقة و أناة - في مطابقتها مجددا و وضع الحركات الاعرابية، كما تولي مراجعة المقدمة و النسخة الأصلية أيضا. 3 - المتصدين للطباعة حيث لم يدخروا وسعا في اخراج النسخة بأفضل صورة. 4 - الأديب البار علي هاشم الذي تولي تعريب المقدمة. كما أقدم شكري لمجمع البحوث الاسلامية و مؤسسه و الهيئة الادارية الموقرة فيه علي ما هيأوه من امكانيات لي في هذا المجال. جزي الله الجميع عن الاسلام و العلم خيرالجزاء. الملتمس دعاء الخير من القارئين كاظم بن الحسين المعروف بالشانه چي

پاورقي

[1] الدعاء كالنداء... و دعوته اذا سألته و اذا استغثته (ادع لنا ربك) أي: سله... (و اذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا اليه). مفردات الراغب: 169.

[2] دعا دعوة فلانا: طلبه ليأكل عنده. الدعوة: الحلف. المنجد: 216.

[3] دعا دعوة فلانا: طلبه ليأكل عنده. الدعوة: الحلف. المنجد: 216.

[4] رياض السالكين، للسيد علي خان المدني.

[5] المصباح المنير: 194.

[6] غافر: 40.

[7] الأعراف: 55.

[8] البقرة: 60.

[9] الأعراف: 29. [

[10] الأعراف: 56.

[11] الفرقان: 77.

[12] مريم: 4.

[13] البحار 288:93/ 1.

[14] نهج البلاغة، قصار الحكم: 146.

[15] الكافي 2/466:2.

[16] وسائل الشيعة 7/1086:4.

[17] وسائل الشيعة 24/16:4.

[18] البحار 37/30:93.

[19] مستدرك الوسائل 3/159:5.

[20] مستدرك الوسائل 4/16:5.

[21] نهج البلاغة، الكتاب: 31.

[22] كان اذا بعث سرية دعا لها، وسائل الشيعة 1/43:11.

[23] وسائل الشيعة 3/1085:4.

[24] مجموعة الأدعية: 156

دعاء، و قد طبعت بايران سنة 1279... (الذريعة 22/15).

[25] المصلوب خلال الحركة الدستورية في ايران سنة 1327 ه.

[26] انظر: وسائل الشيعة 59:1 الباب 18 من أبواب مقدمة العبادات.

[27] بالرغم من أن الدكتور محمد حميدالله قد عثر قبل سنين علي نسخة من الصحيفة الصادقة المنسوبة الي عبدالله بن عمر في سوريا، ولكن بما أن كتابتها لاتصل الي زمن الصحابة، و أنها فاقدة للأسانيد، لذلك لايمكن اعتبارها من آثار عبدالله بن عمر علي نحو اليقين.

[28] يقول ابن شهر آشوب في معالم العلماء: الصحيح أن أول من صنف أميرالمؤمنين عليه السلام، ثم سلمان الفارسي، ثم أبوذر، ثم الأصبغ بن نباتة، ثم عبيدالله بن أبي رافع، ثم صنف الصحيفة الكاملة (معالم العلماء ص 2، الذريعة 18:15).

[29] راجع: تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام، للمرحوم السيد حسن الصدر ص 280 و 281.

[30] اصول الكافي: كتاب الحجة، باب فيه ذكر الصحيفة و الجفر و الجامعة و مصحف فاطمة، الحديث الأول.

[31] تأسيس الشيعة ص 279.

[32] انظر: علم الحديث: 30.

[33] معالم العلماء ص 2.

[34] يقول أبوطالب المكي في «قوة القلوب»: كانت هذه المؤلفات بعد سنة 120 أو 130 ه (علم الحديث للكاتب ص 32).

[35] كانت في مكتبة السيد ابن طاووس نسخة من تفسير ابن جريج المتوفي سنة 150 ه، يذكرها في كتاب «فرج المهموم» ضمن الكتب التي تحويها مكتبته.

[36] لأنه من المستبعد أن يصلنا دعاء طويل ذومضامين مختلفة بدون تبديل و تغيير و نقصان. و أما روايات الأحكام و الأخلاقيات التي تتكون منها أغلب الأحاديث المنقولة، فمن المؤكد أن ألفاظها قد تغيرت و قد نقت بمعناها كما يصطلح عليه. و الا فالشيخ البهائي يقول في «وصول الأخيار»: قد ذهب جمهور السلف و الخلف من الطوائف كلها الي جواز الرواية

بالمعني اذا قطع بأداء المعني بينه. و هذا المعني نفسه أورده السيوطي في شرح التقريب (علم الحديث: 131).

[37] سنشير الي بعضها في هذه المقدمة.

[38] الذريعة 202:8.

[39] الذريعة 396:1.

[40] حيث أن منتجب الدين عدة فقيها صالحا، (تنقيح المقال: رقم 10320).

[41] كما عرفه النجاشي هو والدأبي قيراط.

[42] توجد نسخة من الصحيفة برواية أبي المفضل حتي المتوكل بن هارون في مكتبة المرحوم آيةالله المرعشي، رقمها 3685. كتبت سنة 695 ه - و سنذكر هذه النسخة لاحقا.

[43] محمد بن علي بن الحسين المتوفي سنة 328 ه، عاصر خمسة من الخلفاء العباسيين هم: المعتمد) 279 - 265 ه)، و المعتضد (289 - 279 ه)، و المكتفي (295 -289 ه)، و القاهر (322 -320 ه)، و الراضي (329 -322 ه).

[44] مقدمة الصحيفة السجادية الثالثة، تأليف الميرزا عبدالله الأفندي، مع ملاحظات الكاتب.

[45] انظر أسماءهم في فهرس مخطوطات المكتبة المركزية في جامعة طهران بقلم الاستاذ علي نقي منزوي 155:1.

[46] ولكن الميرداماد يري بأن قائل: حدثنا، هو عميد الرؤساء هبة الله بن حامد اللغوي المشهور. الذريعة 19:15.

[47] الذريعة 19:15، حيث نقل صاحبها ذلك عن بغية الوعاة، للسيوطي.

[48] و هي التي نقلت بأقل الوسائط.

[49]الكبيرة[ بنت المجلسي الأول. و لذلك يعبر البهبهاني عن المجلسي الأول بالجد، و عن المجلسي الثاني بالخال.

[ بنت المجلسي الأول. و لذلك يعبر البهبهاني عن المجلسي الأول بالجد، و عن المجلسي الثاني بالخال. [50] يقول

[50] يقول صاحب الذريعة بأن الشهيد استنسخ من نسخة السديدي نسختين، احداهما سنة 772 ه. و الثانية سنة

[51] الذريعة: 19:15. ذكر مؤلفها بأن حفيد السيد مح

[52] فهرس المكتبة المركزية لجامعة

[53] فهرس مكتبة سپهسالار 40:1. [54] كشف الحجب و الأستار: 367.

[55] أخذنا ثماني عشرة طبعة من الطبعات المذكورة من كتاب

«فهرس الكتب العربية المطبوعة». و قد اضيفت اليها الطبعات المتأخرة عن صدور الكتاب المتقدم ذكره، مع نسخة من النسخ التي أقتنيها.

[56] كما أشرنا سابقا الي أن أصل الصحيفة كان متداولا عند علماء الشيعة منذ عصر الغيبة، و كانت لها شهرتها، و رويت بأسانيد عديدة منها الأسانيد المختلفة التي ذكرها العلامة الميرزا عبدالله الأفندي في بداية الصحيفة الثالثة. و كذلك هذه الصحيفة القديمة العائدة للآستانة الرضوية المقدسة فان لها سندا غير سند الصحيفة المشهورة، مع أن أدعية هذه الصحائف واحدة الا في بعض الكلمات.

[57] زام احدي كور نيسابور المشهورة، قصبتها البوزجان، و هو الذي يقال له «جام» (مراصد الاطلاع 655:2).

[58] فرهاذجرد: قرية من توابع مشهد، و الآن هي ضمن المدينة. و يظهر أن هذه الصحيفة كتبت في مدرسة نيسابور، ثم نقلت الي مدينة مشهد المقدسة، أو أن الفرهادجردي أجاز الكاتب قراءة الصحيفة في نيسابور.

[59] ذكرنا سند الصحيفة سابقا، و سنذكره لاحقا.

[60] البوزجان بالجيم: بليدة بين نيسابور و هرات من نواحي نيسابور (مراصد الاطلاع 229:1).

[61] الذريعة الي تصانيف الشيعة 19:15.

[62] ريحانة الأدب 37:2.

[63] نقلا من المدرس عن المحدث القمي.

[64] و لعله لم يعثر علي ما جمعه الحرفوشي حتي أنه سمي ما جمعه بنفسه، الصحيفة الثانية. و يمكن أنه عر عليها و سمي صحيفته ثانية بالنسبة اليه.

[65] الذريعة 20:15.

[66] يستعمل العرب الكنية عادة لمخاطبة الأشخاص المحترمين في المجتمع. و تصدر بكلمة «أب» أو «ام»، فمثلا كنية رسول الله صلي الله عليه و آله: أبوالقاسم، و كنية الامام الصادق عليه السلام: أبوعبدالله، و كنية والده الباقر عليه السلام: أبوجعفر.

[67] ولكن ابن سعد يقول في طبقاته: كانت والدته أمة يقال لها: غزالة و نقل صاحب «جنات الخلود» هذا القول دون الانتساب الي شخص.

و يذكر اليعقوبي أن والدته: حرار بنت خسرو. و يقول الشيخ الطوسي في «التهذيب» و تبعا له الشهيد في «الذكري» بأن والدته: شاه زنان بنت شيرويه بن خسرو برويز. و وفقا لرواية الكليني فان اسمها في البداية: شاه زنان، ثم بدله الامام علي عليه السلام الي شهربانو. و من الواضح ان تعدد الأسماء لايدل علي تعدد المسميات، لأنه يمكن أن يطلق علي شخص ما أسماء و ألقاب متعددة لاعتبارات معينة.

[68] و هذا بعيد أيضا، لأنه من المستبعد أن يكون أول زواج الامام الحسين عليه السلام، الذي جمع بين شرف الانتساب الي الرسول الأكرم صلي الله عليه و آله، و كرامة البيت الهاشمي، من امرأة مجهولة مغمورة من قضاعة، و لايكون من حفيدة عروة بن مسعود الذي كان من أشراف قريش.

[69] لأنه اضافة الي تعيين سنة ولادة الامام من قبل علماء أعاظم من الشيعة كالكيني في «الكافي» و الشيخ الطوسي في «التهذيب» و الأربلي في «كشف الغمة» و الشهيد في «الدروس» و من السنة ابن سعد في «الطبقات» فقد ورد أنه أدرك سنتين من حياة جده علي عليه السلام و من المقطوع به أن الامام عليا عليه السلام استشهد سنة 40 ه. (راجع الارشاد للشيخ المفيد: 253).

[70] طبقات ابن سعد «الكافي» للكليني، «التهذيب» للشيخ الطوسي، «الدروس» للشهيد، «تهذيب التهذيب» لابن حجرالعسقلاني، «الفصول المهمة» لابن الصباغ المالكي.

[71] جنات الخلود.

[72] نقلا عن ابن حجر في تهذيب التهذيب 307:7.

[73] حلية الأولياء 135:3.

[74] طبقات ابن سعد 5: 216،214.

[75] طبقات ابن سعد 5: 216،214.

[76] حلية الأولياء 136:3؛ الأعلام للزركلي 277:4.

[77] حلية الأولياء 136:3.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.