سير الائمه عليهم السلام (في رحاب ائمة اهل البيت(ع))

اشارة

سرشناسه : امين، محسن، ۱۹۵۲ - ۱۸۶۵
عنوان و نام پديدآور : سير الائمه عليهم السلام/ محسن الامين
مشخصات نشر : بيروت: دارالتعارف للمطبوعات، ۱۹۹۲م. = ۱۴۱۲ق. = ۱۳۷۱.
مشخصات ظاهري : ج‌۲
وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي
يادداشت : عنوان روي جلد: في رحاب ائمه اهل البيت:دراسات دقيقه مفصله عن حياه ائمه اهل البيت و علومهم و مناهجم و توجيهاتهم.
عنوان روي جلد : في رحاب ائمه اهل البيت:دراسات دقيقه مفصله عن حياه ائمه اهل البيت و علومهم و مناهجم و توجيهاتهم.
عنوان ديگر : في رحاب ائمه اهل البيت: دراسات دقيقه مفصله عن حياه ائمه اهل البيت و علومهم و مناهجم و توجيهاتهم
موضوع : ائمه اثنا عشر
موضوع : خاندان نبوت
رده بندي كنگره : BP۳۶/۵/الف‌۸س‌۹
شماره كتابشناسي ملي : م‌۸۱-۳۰۳۶۱

زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رابع أئمة اهل البيت مولده و وفاته و مدة عمره و مدفنه

ولد بالمدينة يوم الجمعة او يوم الخميس او يوم الاحد لتسع او خمس او سبع خلون من شعبان او منتصف جمادي الثانية او الاولي سنة 38 او 37 او 36 من الهجرة، و توفي بالمدينة يوم السبت في 12 من المحرم او 18 او 19 او 22 او 25 منه سنة 95 او 94 من الهجرة و له 55 سنة او 56 او 57 او 58 او 59 و اشهر و ايام بحسب اختلاف الاقوال و الروايات في تاريخ المولد و الوفاة عاش منها مع جده اميرالمؤمنين (ع) سنتان او اكثر و مع عمه الحسن 12 سنة او 10 سنين و مع ابيه الحسين 23 او 24 سنة و مع ابيه بعد عمه الحسن 10 سنين و بعد ابيه 34 او 33 او 35 سنة و هي مدة امامته و هي بقية ملك يزيد بن معوية و معوية بن يزيد و مروان بن الحكم و عبد الملك بن مروان و توفي في ملك الوليد بن عبدالملك و دفن بالبقيع مع عمه الحسن بن علي في القبة التي فيها قبر العباس بن عبدالمطلب عليهم‌السلام.

امه

قيل اسمها شهربانو أو شهربانويه بنت يزدجرد بن شهريار بن شيرويه بن أبرويز ابن‌انوشيروان: و كان يزدجرد آخر ملوك الفرس. و قال المبرد: اسمها سلافة من ولد يزدجرد معروفة النسب من خيرات النساء، و قيل خولة، و قال ابن‌سعد في الطبقات: اسمها غزالة و قال المفيد: امه شاهزنان بنت يزدجرد بن شهريار بن كسري، و يقال ان اسمها كان شهربانويه «اه» و الظاهر ان اسمها الاصلي كان كما ذكرة المفيد، ثم غير كما ذكره المبرد قيل اخذت في خلافة عمر، و رواه القطب الراوندي بسنده عن الباقر (ع) و انه اراد بيعها فنهاه علي و قال له: و لكن اعرض عليها ان تختار واحدا من المسلمين فزوجها به و احسب مهرها من عطائه من بيت المال، فاختارت الحسين بن علي، فأمره بحفظها و الاحسان اليها فولدت له خير اهل الارض في زمانه. و قيل: ان ام زين‌العابدين (ع) ماتت في نفاسها [ صفحه 190] به، فكفلته بعض امهات ولد ابيه، فنشأ لا يعرف اما غيرها، ثم علم انها مولاته، و كان الناس يسمونها امه، ثم زوجها فقال ناس: زوج امه حتي ان بعض ملوك بني‌امية ارسل اليه يعاتبه في ذلك، و لم تكن امه انما كانت حاضنته، و لم يكن اهل المدينة يرغبون في نكاح الجواري حتي ولد علي بن الحسين فرغبوا فيهن. هو الأكبر أم الاصغر؟ المشهور ان اخاه شهيد كربلا هو الاكبر و قيل انه الاصغر.

كنيته

ابومحمد و ابوالحسن قيل و ابوبكر و روي ابن‌سعد في الطبقات عن ابي‌جعفر انه يكني اباالحسين قال و في غير هذا الحديث انه كان يكني ابامحمد.

لقبه

له ألقاب كثيرة اشهرها: زين العابدين، و سيد العابدين، و السجاد، و ذو الثفنات.

نقش خاتمة

في الفصول المهمة: و ما توفيقي الا بالله. و قال الكفعمي: لكل غم حسبي الله. و في حلية الاولياء عن الباقر (ع): القوة لله جميعا و في رواية عن الباقر (ع): العزة لله. و عن الصادق (ع) الحمد لله العلي. و عن الكاظم (ع): خزي و شقي قاتل الحسين بن علي. و عن الرضا (ع): ان الله بالغ امره. و لعله كان له عدة خواتيم بهذه النقوش.

بوابه

ابوخالد الكابلي و ابوجبلة و يحيي بن ام الطويل المطعمي المدفون بواسط الذي قتله الحجاج.

شاعره

الفرزدق و كثير عزة [ صفحه 191]

ملوك عصره

يزيد بن معاوية بن يزيد و مروان بن الحكم و عبدالملك بن مروان و الوليد ابن عبدالملك

اولاده

تناسل ولد الحسين من زين العابدين عليهماالسلام قال المفيد في الارشاد و ابن‌الصباغ في الفصول المهمة: كان له من الاولاد خمسة عشر احد عشر ذكرا و اربع بنات و هم: محمد الباقر امه فاطمة بنت الحسن السبط تكني ام عبدالله. عبدالله. الحسن. الحسين الاكبر لم يعقبا امهم ام ولد. زيد. عمر. امهما ام ولد. الحسين الاصغر. عبيدالله. سليمان لم يعقب. علي. و هو اصغر ولده خديجة امهما ام ولد. محمد الاصغر امه ام ولد. فاطمة. علية. ام كلثوم امهن ام ولد. و في الطبقات الكبير لمحمد بن سعد عدله عشرة ذكور و سبع بنات فقال: ولد علي الاصغر ابن‌حسين بن علي: الحسن بن علي درج. و الحسين الاكبر درج. و محمد اباجعفر الفقيه. و عبدالله و مهم ام عبدالله بنت الحسن بن علي بن ابي‌طالب. و عمر. و زيدا المقتول بالكوفة. و علي بن علي. و خديجة و امهم ام ولد و و حسينا الاصغر ابن علي. و ام علي بنت علي و هي علية و امهما ام ولد. و كلثم بنت علي. و سليمان لا عقب له و مليكة لا مهات اولاد. و القاسم. و ام الحسن و هي حسنة. و ام الحسين. و فاعمة لامهات اولاد. و في كشف الغمة: قيل كان له تسعة اولاد ذكور و لم يكن له انثي و قال ابن‌الخشاب النحوي في مواليد اهل البيت انه ولد له ثمان بنين و لم يكن له انثي، و هم: محمد الباقر، و زيد الشهيد بالكوفة، و عبدالله، و عبيدالله، و الحسن، و الحسين، و علي، و عمر. و قال ابن‌شهر اشوب في المناقب: ابناؤه ثلاثة عشر من امهات الاولاد الا اثنين، محمد الباقر، و عبدالله الباهر امهما ام عبدالله بنت الحسن بن علي و ابوالحسين زيد الشهيد بالكوفة و عمر توأم و محمد الاصغر و عبدالرحمن و سليمان توأم و الحسن و الحسين و عبيدالله توأم و محمد الاصغر فرد و علي و هو اصغر ولده و خديجة فرد و يقال لم تكن له بنت و يقال ولدت له فاطمة و علية و ام كلثوم. و في عمدة الطالب: اعقب منهم ستة محمد الباقر و عبدالله الباهر و زيد الشهيد و عمر الاشرف و الحسين الاصغر و علي الاصغر. [ صفحه 192]

صفته في حليته و لباسه

في طبقات ابن‌سعد الكبير قال اخبرنا الفضل بن دكن حدثنا نضر بن أوس الطائي قال دخلت علي علي بن حسين و عليه سحق ملحفة حمراء و له جمة الي المنكب مفروق و بسنده ان علي بن حسين كان يصبغ بالسواد و بسنده عن موسي بن ابي‌حبيب الطائفي قال رأيت علي بن حسين يخضب بالحناء و الكتم و رأيت نعلي علي بن الحسين مدورة الرأس ليس لها لسان (اقول) الحناء اذا صبغ معها بالكتم كان اللون اسود فلا ينافي ما مر من انه كان يصبغ بالسواد. و بسنده كان لعلي بن حسين كساء خز اصفر يلبسه يوم الجمعة. و بسنده رأيت علي علي بن حسين كساء خز و جبة خز. و بسنده عن ابي‌جعفر قال اهديت لعلي بن حسين مستقة من العراق فكان يلبسها فاذا اراد ان يصلي نزعها (اقول) المستقة بضم الميم و سكون السين و ضم التاء او فتحها فروة طويلة الكمين فارسي معرب و بسنده عن ابي‌جعفر قال كان لعلي ابن‌حسين سبنجونة من ثعالب فكان يلبسها فاذا صلي نزعها (اقول) في القاموس و تاج العروس (السبنجونة) بفتح السين و الموحدة و سكون النون و ضم الجيم في التهذيب: روي ان الحسن بن علي كانت له سبنجونة من جلود الثعالب كان اذا صلي لم يلبسها قال شمر سألت محمد بن بشار عنها فقال (فروة من الثعالب معرب آسمان كون) اي لون السماء و سألت اباحاتم فقال كان يذهب الي لون الخضرة آسمان جون «اه» و نزعها في الصلاة لعدم جواز الصلاة فيما لا يؤكل لحمه في مذهب اهل البيت و كون الثعالب منه و بسنده ان علي بن الحسين كان يشتري كساء الخز بخمسين دينارا فيشتو فيه ثم يبيعه و يتصدق بثمنه و يصيف في ثوبين من ثياب مصر اشمونيين بدينار و يلبس ما بين ذا و ذا من اللبوس و يقول: من حرم زينة الله التي اخرج لعباده و يعتم و ينبذ له في السعن في العيدين بغير عكر و كان يدهن او يتطيب بعد الغسل اذا اراد ان يحرم «اه» (و السعن) باضم قربه صغيرة تقطع من نصفها و ينبذ فيها (و العكر) الدردي و هو ما خثر و رسب. قال اخبرنا محمد بن ربيعة حدثنا عبدالله بن سعيد بن ابي‌هند قال رأيت علي علي بن الحسين قلنسوة بيضاء لاطئة. اخبرنا محمد بن اسماعيل بن ابي‌فديك و عبدالله بن مسلمة و اسماعيل بن عبدالله ابن ابي‌اويس قالوا حدثنا عن محمد بن هلال قال رأيت علي بن الحسين بن علي يعتم بعمامة و يرخي عمامته خلف ظهره. قال ابن ابي‌اويس في حديثه شبرا او فويقه فيما توخيت عمامة بيضاء. [ صفحه 193]

صفته في اخلاقه و اطواره

نقتبسها من مجموع الروايات الآتية و الماضية في مناقبه و غيرها و ان لزم بعض التكرير كان افضل اهل زمانه و اعلمهم وافقههم و اورعهم و اعبدهم و اكرمهم و احلمهم. و اصبرهم و افصحهم، و احسنهم اخلاقا، و اكثرهم صدقة، و ارأفهم بالفقراء، و انصحهم للمسلمين، و كان معظما مهيبا عند القريب و البعيد و الولي و العدو، حتي ان يزيد بن معوية لما امر ان يبايعه اهل المدينة بعد وقعة الحرة علي انهم عبيد رق له لم يستثن من ذلك الاعلي ابن‌الحسين، فامر ان يبايعه علي انه اخوه و ابن‌عمه. و كان يشبه جده اميرالمؤمنين عليهماالسلام في لباسه [1] و فقهه و عبادته، و كان يحسن الي من يسي‌ء اليه. كان هشام بن اسماعيل امير المدينة يسي‌ء اليه و يؤذيه اذي شديدا فلما عزل امر به الوليد ان يوقف للناس فمر به و سلم عليه و امر خاصته ان لا يعرض له احد، و كان له ابن‌عم يؤذيه فكان يجيئه و يعطيه الدنانير ليلا و هو متستر فيقول لكن علي بن الحسين لا يصلني لا جزاه الله خيرا، فيسمع و يصبر فلما مات انقطع عنه فعلم انه هو الذي كان يصله، و لما طرد اهل المدينة بني‌امية في وقعة الحرة، اراد مروان بن الحكم ان يستودع اهله فلم يقبل احد ان يكونوا عنده الا علي ابن الحسين فوضعهم مع عياله و احسن اليهم مع عداوة مروان المعروفة له و لجميع بني‌هاشم و عال في وقعة الحرة اربعمائة امرأة من بني عبدمناف الي ان تفرق جيش مسرف بن عقبة، و كان يعول اهل بيوت كثيرة في المدينة لا يعرفون من يأتيهم برزقهم حتي مات، و كان يقول لمن يشتمه: ان كنت كما قلت فأسأل الله ان يغفر لي و ان لم اكن كما قلت فأسأل الله ان يغفر لك، و حج علي ناقته عشرين حجة لم يضربها بسوط، و كان لا يضرب مملوكا بل يكتب ذنبه عنده حتي اذا كان آخر شهر رمضان جمعهم و قررهم بذنوبهم و طلب منهم ان يستغفروا له الله كما غفر لهم، ثم يعتقهم و يجزيهم بجوائز و ما استخدم خادما فوق حول [ صفحه 194] كان اذا ملك عبدا اول السنة او وسطها اعتقهم ليلة الفطر و استبدل سواهم كذلك كان يفعل حتي لحق بالله، و لقد كان يشتري السودان و ما به اليهم من حاجة يأتي بهم عرفات يسد بهم الفرج فاذا افاض اعتقهم و اجازهم. و هو الذي علم الزهري كيف ينجو من الدم الذي اصابه و خلصه من ورطة الوقوع في القنوط. و كان لا يسافر الا مع رفقة لا يعرفونه و يشترط عليهم ان يكون من خدم الرفقة فيما يحتاجونه و يقول اكره ان آخذ برسول الله مالا اعطي مثله. و في كشف الغمة: كان لا يحب ان يعينه علي طهوره احد و كان يستقي الماء لطهوره و يخمره (اي يغطيه) قبل ان ينام فاذا قام من الليل بدأ بالسواك ثم توضأ ثم يأخذ في صلاته و كان لا يدع صلاة الليل في السفر و الحضر، و كان يقضي ما فاته من صلاة نافلة النهار بالليل، و كان يقول لبنيه يا بني ليس هذا عليكم بواجب و لكن احب لمن عود منكم نفسه عادة من الخير ان يدوم عليها و كان اذا اتاه السائل قال مرحبا بمن يحمل زادي الي الآخرة، و كان اذا مشي لا تجاوز يده فخذه و لا يخطر بيده و عليه السكينة و الوقار «اه» و قال الصادق (ع) كان اذا مشي كأن الطير علي رأسه [2] لا يسبق يمينه شماله «اه». و كان عشية عرفة و غدوة جمع اذا دفع يسير علي هنيهة و كان يجمع بين الظهر و العصر و المغرب و العشاء في السفر و كان يمشي الي الجمار. و قال ابن‌حجر في صواعقه: زين العابدين هو الذي خلف اباه علما و زهدا و عبادة و كان اذا توضأ للصلاة اصفر لونه فقيل له في ذلك فقال: لا تدرون بين يدي من اقف، و كان عظيم التجاوز و العفو و الصفح حتي انه سبه رجل فتغافل عنه فقال له اياك اعني فقال و عنك اعرض اشار الي آية (خذ العفو و أمر بالمعروف و أعرض عن الجاهلين) «اه». و في الخصال بسنده عن الباقر (ع): كان علي بن الحسين (ع) يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب علي ظهره و فيه الصرر من الدنانير و الدراهم و ربما حمل علي ظهره الطعام او الحطب حتي يأتي بابا بابا فيقرعه ثم يناول من يخرج اليه، و كان يغطي وجهه اذا ناول فقيرا لئلا يعرفه فلما توفي فقدوا ذلك فعلموا انه كان علي بن الحسين، و لقد خرج ذات يوم و عليه مطرف خز فتعرض له سائل فتعلق بالمطرف فمضي و تركه، و لقد نظر عليه‌السلام يوم عرفة الي قوم يسألون الناس فقال و يحكم أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم انه ليرجي [ صفحه 195] في هذا اليوم لما في بطون الحبالي ان يكون سعيدا، و كان يأبي ان يواكل امه فقيل له يا ابن‌رسول الله انت أبر الناس و أوصلهم للرحم فكيف لا تواكل امك؟ فقال: اني أكره ان تسبق يدي الي ما سبقت اليه عينها، و قال له رجل يا ابن‌رسول الله اني لأحبك في الله حبا شديدا فقال اللهم اني اعوذ بك ان احب فيك و انت لي مبغض، و سئلت عنه مولاة له فقالت اطنب او اختصر فقيل لها اختصري فقالت ما أتيته بطعام نهارا قط و ما فرشت له فراشا بليل قط. و انتهي ذات يوم الي قوم يغتابونه فوقف عليهم فقال ان كنتم صادقين فغفر الله لي و ان كنتم كاذبين فغفر الله لكم. و كان اذا جاء طالب علم قال مرحبا بوصية رسول الله (ص) ثم يقول ان طالب العلم اذا خرج من منزله لم يضع رجله علي رطب و لا يابس من الارض الا سبحت له، و لقد كان يعول مائة اهل بيت من فقراء المدينة و كان يعجبه ان يحضر طعامه اليتامي و الاضراء و الزمني و المساكين الذين لا حيلة لهم، و كان يناولهم بيده و من كان منهم له عيال حمل له الي عياله من طعامه، و كان لا يأكل طعاما حتي يهدأ فيتصدق بمثله، و لقد بكي علي ابيه الحسين عشرين سنة و ما وضع بين يديه طعام الا بكي حتي قال له مولي له: يا ابن‌رسول الله أما آن لحزنك ان ينقضي فقال له و يحك ان يعقوب النبي عليه‌السلام كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه و شاب رأسه من الحزن و احدودب ظهره من الغم و كان ابنه حيا في الدنيا و انا نظرت الي ابي و اخي و عمي و سبعة عشر من اهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني «اه». و روي الشيخ في الامالي بسنده عن الصادق (ع) قال: كان علي بن الحسين يقول ما تجرعت جرعة أحب الي من جرعة غيظ أعقبها صبرا و ما اجب ان لي بذلك حمر النعم و كان يقول الصدقة تطفي‌ء غضب الرب و كان لا يسبق يمينه شماله و كان يقبل الصدقة قبل ان يعطيها السائل قيل له ما يحملك علي هذا فقال لست اقبل يد السائل انما اقبل يد ربي انها تقع في يد ربي قبل ان تقع في يد السائل، و لقد كان يمر علي المدرة في وسط الطريق فينزل عن دابته حتي ينحيها بيده عن الطريق، و لقد مر بمجذومين فسلم عليهم و هم يأكلون فمضي ثم قال ان الله لا يحب المتكبرين فرجع اليهم فقال اني صائم و قال ائتوني بهم في المنزل فأتوه بهم فأطعمهم ثم اعطاهم «اه». و كان اذا انقضي الشتاء تصدق بكسوته و اذا انقضي الصيف تصدق بكسوته (و في رواية) انه كان يتصدق بها نفسها فقيل له انك تعطيها من لا يعرف قيمتها و لا يليق به لباسها فلو بعتها فتصدقت بثمنها فقال اني اكره ان ابيع ثوبا صليت فيه. [ صفحه 196]

مناقبه و فضائله

في طبقات ابن‌سعد: قالوا كان علي بن الحسين ثقة مأمونا كثير الحديث عليا رفيعا ورعا «اه». و في مرآة الجنان: مناقبه و محاسنه كثيرة شهيرة، و حكي المبرد في الكامل ان رجلا من قريش قال: كنت أجالس سعيد بن المسيب فقال لي يوما من اخوالك فقلت أمي فتاة و كأني نقصت من عينه (الي ان قال) فأمهلت شيئا حتي جاء علي بن الحسين بن علي ابن ابي‌طالب عليهم‌السلام فسلم عليه ثم نهض فقلت يا عم من هذا؟ قال: هذا الذي لا يسع مسلما ان يجهله هذا علي بن الحسين بن علي بن ابي‌طالب، قلت من امه؟ قال فتاة قلت يا عم رأيتني نقصت من عينك لما علمت اني لام ولد. و عن محاضرات الراغب و ابن‌الجوزي في مناقب عمر بن عبدالعزيز: انه قال عمر بن عبدالعزيز يوما و قد قام من عنده علي بن الحسين عليهماالسلام من أشرف الناس؟ فقالوا انتم، فقال كلا فان اشرف الناس هذا القائم من عندي آنفا من احب الناس ان يكونوا منه و لم يحب ان يكون من احد. و روي الصدوق في العلل بسنده عن سفيان بن عيينة قلت للزهري لقيت علي بن الحسين قال نعم لقيته و ما لقيت احدا افضل منه و الله ما علمت له صديقا في السر و لا عدوا في العلانية فقيل له و كيف ذلك قال لاني لم أر احدا و ان كان يحبه الا و هو لشدة معرفته بفضله يحسده و لا رأيت احدا و ان كان يبغضه الا و هو لشدة مداراته له يداريه. و نذكر من مناقبه امورا حسبما يتسع لنا المجال: (احدها العلم) قد عرفت قول المفيد انه قد روي عنه الفقهاء من العلوم ما لا يحصي كثرة و حفظ عنه من المواعظ و الادعية و فضائل القرآن و الحلال و الحرام و المغازي و الايام ما هو مشهور بين العلماء. قال ولو قصدنا شرح ذلك لطال به الكتاب و تقضي به الزمان (اه) و في مناقب ابن‌شهر اشوب قلما يوجد كتاب زهد و موعظة لم يذكر فيه قال علي ابن‌الحسين او قال زين العابدين. و روي المفيد في الارشاد بسنده عن عبدالله بن الحسن ابن‌الحسن قال كانت امي فاطمة بنت الحسين (ع) تأمرني ان اجلس الي خالي علي بن الحسين فما جلست اليه قط الاقمت بخير قد افدته اما خشية لله تحدث في قلبي لما أري من خشيته لله او علم قد استفدته منه. [ صفحه 197] و روي ابونعيم في الحلية بسنده عن الزهري دخلنا علي علي بن الحسين بن علي فقال يا زهري فيم كنتم. قلت: تذاكرنا الصوم فاجمع رأيي و رأي اصحابي علي انه ليس من الصوم شي‌ء واجب الا شهر رمضان فقال: يا زهري ليس كما قلتم، الصوم علي اربعين وجها عشرة منها واجبة كوجوب شهر رمضان، و عشرة منها حرام، و رابع عشرة خصلة صاحبها بالخيار ان شاء صام و ان شاء افطر [3] ، و صوم النذر واجب، و صوم الاعتكاف واجب. قال قلت: فسرهن يا ابن رسول الله. قال: اما الواجب فصوم شهر رمضان و صيام شهرين متتابعين - يعني في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق - قال تعالي (و من قتل مؤمنا خطأ) «الآية» و صيام ثلاثة ايام في كفارة اليمين، لمن لم يجد الاطعام قال الله عزوجل (ذلك كفارة ايمانكم اذا حلفتم) و صيام حلق الرأس قال الله تعالي (فمن كان منكم مريضا او به اذي من رأسه) «الآية» صاحبه بالخيار ان شاء صام ثلاثا و صوم دم المتعة، لمن لم يجد الهدي. قال الله تعالي: (فمن تمتع بالعمرة الي الحج) «الآية»، و صوم جزاء الصيد. قال الله عزوجل (و من قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم) «الآية»، و انما يقوم ذلك الصيد قيمة ثم يفض ذلك الثمن علي الحنطة، و اما الذي صاحبه بالخيار، فصوم يوم الاثنين و الخميس، و صوم ستة ايام من شوال بعد رمضان، و يوم عرقه، و يوم عاشوراء كل ذلك صاحبه بالخيار، ان شاء صام، و ان شاء افطر. و اما صوم الاذن، فالمرأة لا تصوم تطوعا الا باذن زوجها و كذلك العبد و الامة و اما صوم الحرام، فصوم يوم الفطر و يوم الاضحي، و ايام التشريق، و يوم الشك نهينا ان نصومه كرمضان، و صوم الوصال حرام، و صوم الصمت حرام و صوم نذر المعصية حرام، و صوم الدهر حرام و الضيف لا يصوم تطوعا الا باذن صاحبه قال رسول الله (ص): (من نزل علي قوم فلا يصومن تطوعا الا باذنهم) و يؤمر الصبي بالصوم اذا لم يراهق تأنيسا، و ليس بفرض و كذلك من افطر لعلة من اول النهار ثم وجد قوة في بدنه امر بالامساك، و ذلك تأديب من الله عزوجل، و ليس بفرض، و كذلك المسافر اذا اكل من اول النهار ثم قدم امر بالامساك. و اما صوم الاباحة، فمن اكل و شرب ناسيا من غير عمد، فقد ابيح له ذلك و أجزأه عن صومه، و اما صوم المريض، و صوم المسافر فان العامة اختلفت فيه. فقال بعضهم يصوم، و قال قوم لا يصوم و قال قوم ان شاء صام، [ صفحه 198] و ان شاء فطر، و أما نحن فنقول: يفطر في الحالين جميعا، فان صام في السفر و المرض، فعليه القضاء، قال الله عزوجل (فعدة من ايام اخر). و روي ابن‌سعد في الطبقات بسنده ان الزهري اصاب دما خطأ فخرج و ترك اهله و ضرب فسطاطا و قال لا يظلني سقف بيت فمر به علي بن حسين فقال يا ابن‌شهاب قنوطك اشد من ذنبك فاتق الله و استغفره و ابعث الي اهله بالدية و ارجع الي اهلك فكان الزهري يقول علي بن حسين اعظم الناس علي منة (ثانيها): الحلم و الصفح و مقابلة الاساءة بالاحسان - روي الكليني في الكافي بسنده عن علي بن الحسين عليهماالسلام في حديث انه قال ما تجرعت من جرعة احب الي من جرعة غيظ لا اكافي‌ء بها صاحبها. و في الارشاد اخبرني ابومحمد الحسن بن محمد حدثني جدي حدثني محمد بن جعفر و غيره قالوا وقف علي علي بن الحسين رجل من اهل بيته فاسمعه و شتمه فلم يكلمه فلما انصرف قال لجلسائه قد سمعتم ما قال هذا الرجل و انا احب ان تبلغوا معي اليه حتي تسمعوا مني ردي عليه قال فقالوا له نفعل و لقد كنا نحب ان تقول له و نقول قال فاخذ نعليه و مشي و هو يقول (و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين) فعلمنا انه لا يقول شيئا قال فخرج الينا متوثبا للشر و هو لا يشك انه انما جاءه مكافيا له علي بعض ما كان منه فقال له علي بن الحسين (ع) يا اخي انك كنت قد وقفت علي آنفا و قلت و قلت فان كنت قد قلت ما في فانا استغفر الله منه و ان كنت قلت ما ليس في فغفر الله لك قال فقبل الرجل بين عينيه و قال بل قلت فيك ما ليس فيك و انا احق به. (اخبرني) الحسن ابن محمد عن جده قال حدثني شيخ من اهل اليمن قد اتت عليه بضع و تسعون سنة قال اخبرني به رجل يقال له عبدالله بن محمد قال سمعت عبدالرزاق يقول: جعلت جارية لعلي بن الحسين عليهماالسلام تكسب عليه الماء ليتهيأ للصلاة فسقط الا بريق من يد الجارية علي وجهه فشجه فرفع رأسه اليها فقالت له الجارية ان الله يقول و الكاظمين الغيظ قال قد كظمت غيظي قالت و العافين عن الناس قال لها عفا الله عنك قالت و الله يحب المحسنين قال اذهبي فانت حرة لوجه الله عزوجل. و أخرجه البيهقي عن علي بن الحسين مثله. و في مناقب ابن‌شهر اشوب كسرت جارية له قصعة فيها طعام فاصفر وجهها فقال لها اذهبي فانت حرة لوجه الله. و في كشف الغمة كان عنده قوم اضياف فاستعجل خادما له بشواء كان في التنور فأقبل به الخادم [ صفحه 199] مسرعا فسقط السفود منه علي رأس بني لعلي بن الحسين تحت الدرجة فأصاب رأسه فقتله فقال علي للغلام و قد تحير الغلام و اضطرب انت حر فانك لم تعتمده و اخذ في جهاز ابنه و دفنه. و كان له مولي يتولي عمارة ضيعة له فجاء فاصاب فيها فسادا و تضييعا كثيرا فغاظه ما رأي من ذلك و غمه فقرع المولي بسوط كان في يده و ندم علي ذلك فلما انصرف الي منزله ارسل في طلب المولي فجاء فوجده عاريا و السوط بين يديه فظن انه يريد عقوبته فاشتد خوفه فقال له علي بن الحسين قد كان مني اليك ما لم يتقدم مني مثله و كانت هفوة و زلة فدونك السوط و اقتص مني فقال يا مولاي و الله ان ظننت الا انك تريد عقوبتي و انا مستحق للعقوبة فكيف اقتص منك قال ويحك اقتص قال معاذ الله انت في حل وسعة فكرر ذلك عليه مرارا و المولي يتعاظم قوله و يجلله فلما لم يره يقتص قال له اما اذا ابيت فالضيعة صدقة عليك. (و روي) الواقدي قال حدثني عبدالله بن محمد بن عمر بن علي عليهم‌السلام قال كان هشام بن اسماعيل [4] يسي‌ء جوارنا و لقي منه علي بن الحسين (ع) اذي شديدا فلما عزل امر به الوليد ان يوقف للناس فقال ما اخاف الا من علي بن الحسين فمر به علي ابن الحسين و قد أوقف عند دار مروان فسلم عليه و كان علي بن الحسين قد تقدم الي خاصته ان لا يعرض له احد بكلمة فلما مر ناداه هشام الله اعلم حيث يجعل رسالته. و زاد ابن‌فياض في الرواية في كتابه ان زين العابدين (ع) انفذ اليه و قال انظر الي ما اعجزك من مال تؤخذ به فعندنا ما يسعك فطب نفسا منا و من كل من يطيعنا فنادي هشام الله اعلم حيث يجعل رسالته. و روي ابن‌سعد في الطبقات بسنده عن عبدالله بن علي بن الحسين قال لما عزل هشام ابن اسماعيل نهانا ابي ان ننال منه ما يكره فاذا ابي قد جمعنا فقال ان هذا الرجل قد عزل و قد امر بوقفه للناس فلا يتعرض له احد منكم فقلت يا ابت و لم و الله ان اثره عندنا لسي‌ء و ما كنا نطلب الا مثل هذا اليوم قال يا بني نكله الي الله. فو الله ما عرض له احد من آل الحسين بحرف حتي تصرم امره. [ صفحه 200] و في مرآة الجنان: روي انه تكلم رجل فيه و افتري عليه فقال له زين العابدين ان كنت كما قلت فأستغفر الله و ان لم اكن كما قلت فغفر الله لك فقام اليه الرجل و قبل رأسه و قال جعلت فداك لست كما قلت فاغفر لي قال غفر الله لك فقال الرجل الله اعلم حيث يجعل رسالته. و في البحار: شتم بعضهم زين العابدين صلوات الله عليه فقصده غلمانه فقال دعوه فان ما خفي عليه منا اكثر مما قال ثم قال له الك حاجة يا رجل فخجل الرجل فأعطاه ثوبه و امر له بالف درهم فانصرف الرجل صارخا يقول اشهد انك ابن‌رسول الله. قال و شتمه آخر فقال يا فتي ان بين ايدينا عقبة كؤودا فان جزت منها فلا ابالي بما تقول و ان اتحير فانا شر مما تقول. و في المناقب: روي ان علي بن الحسين دعا مملوكه مرتين فلم يجبه فلما اجابه في الثالثة قال له يا بني اما سمعت صوتي قال بلي قال فما لك لم تجبنني قال امنتك قال الحمد لله الذي جعل مملوكي يأمنني. و في حياة الحيوان: كان اذا خرج من منزله قال اللهم اني اتصدق اليوم و اهب عرضي لمن يغتابني «اه» و كفي في حلمه انه لما قال الشيخ الشامي: الحمد لله الذي اهلككم و قتلكم و اراح البلاد من رجالكم لم يجابهه زين العابدين بسب و لا شتم بل اجابه بلين الكلام و قال هل قرأت القرآن و ذكر الآيات الدالة علي فضل اهل البيت فتاب و رجع بفضل حلم زين العابدين (ع) و حكمته كما مر في السيرة الحسينية. (ثالثها) الشجاعة و قوة القلب و ثبات الجنان و جرأة النفس و اقوي دليل علي ذلك قوله للطاغية عبيدالله بن زياد لما امر به الي القتل: ابالقتل تهددني اما علمت ان القتل لنا عادة و كرامتنا الشهادة. و انه لم يكلم احدا ممن كان معه في الطريق من الكوفة الي الشام بكلمة حتي بلغوا الشام و قال محفر بن ثعلبة ما قال فأجابه ما ولدت ام محفر اشر و ألأم، و قوله ليزيد و هو في سلطنته و ملكه و تسلطه يا ابن‌معوية و هند و صخر لقد كان جدي علي بن ابي‌طالب في يوم بدر واحد و الاحزاب في يده راية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ابوك وجدك في ايديهما رايات الكفار و قوله و يلك يا يزيد انك لو تدري ماذا صنعت و ما الذي ارتكبت اذا لهربت في الجبال و افترشت الرماد فأبشر بالخزي و الندامة. (رابعها) الكرم: في كشف الغمة عن كتاب نثر الدرر للآبي قال ابن‌الاعرابي لما وجه يزيد بن معوية عسكره لاستباحة اهل المدينة ضم علي بن الحسين عليهماالسلام الي نفسه اربع مائة منافية (اي من بني عبدمناف) و بعولهن الي ان تفرق جيش مسرف بن عقبة قال و قد حكي عنه [ صفحه 201] مثل ذلك عند اخراج ابن‌الزبير بني‌امية من الحجاز. و عن الزمخشري في ربيع الابرار انه لما ارسل يزيد بن معوية مسلم بن عقبة لقتال اهل المدينة و استباحتها كفل زين العابدين (ع) اربعمائة امرأة مع اولادهن و حشمهن و ضمهن الي عياله و قام بنفقتهن و اطعامهن الي ان خرج جيش ابن‌عقبة من المدينة فاقسمت واحدة منهن انها ما رأت في دار ابيها و امها من الراحة و العيش الهني ما رأته في دار علي بن الحسين «اه» و في تذكرة الخواص قال ابن ابي‌الدنيا حدثنا محمد بن الحسين عن الحميدي عن سفيان الثوري قال اراد علي بن الحسين عليهماالسلام الخروج الي الحج و العمرة فاتخذت له اخته سكينة بنت الحسين سفرة انفقت عليها الف درهم و اوسلت بها اليه فلما كان بظهر الحرة امر بها ففرقت في الفقراء و المساكين. (خامسها) كثرة صدقاته (ع) - لا سيما في السر روي انه كان لا يأكل الطعام حتي يبدأ فيتصدق بمثله، و روي ابونعيم في الحلية بسنده عن ابي‌حمزه الثمالي: كان علي ابن‌الحسين يحمل جراب الخبز علي ظهره بالليل فيتصدق به و يقول: ان صدقة السر تطفي‌ء غضب الرب عزوجل. (و بسنده) عن شيبة بن نعامة: لما مات علي بن الحسين وجدوه يقوت مائة اهل بيت بالمدينة. و روي احمد بن حنبل و الصدوق في الخصال عن الباقر (ع) ان علي بن الحسين كان يعول مائة اهل بيت من فقراء المدينة في كل بيت جماعة. (و في الحلية) بسنده عن محمد بن اسحق كان ناس من اهل المدينة يعيشون لا يدرون من اين كان معاشهم. فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل (و في الحلية) بسنده عن ابن‌عائشة عن ابيه: سمعت اهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السر حتي مات علي بن الحسين. و روي الصدوق في العلل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السر حتي مات علي بن الحسين. و روي الصدوق في العلل بسنده عن سفيان بن عيينة قال رأي الزهري علي بن الحسين عليهماالسلام في ليلة باردة مطرة و علي ظهره دقيق و هو يمشي فقال يا ابن‌رسول الله ما هذا قال اريد سفرا اعد له زادا احمله الي موضع حريز قال فهذا غلامي يحمله عنك فأبي قال انا احمله عنك فاني ارفعك عن حمله قال علي لكني لا ارفع نفسي عما ينجيني في سفري و يحسن ورودي علي ما ارد عليه اسألك بحق الله لما مضيت لحاجتك و تركتني فلما كان بعد ايام قال له يا ابن‌رسول الله لست اري لذلك السفر الذي ذكرته اثرا قال بلي يا زهري ليس هو كما ظننت و لكنه الموت و له استعد انما الاستعداد للموت تجنب الحرام و بذل الندي في الخير «اه» و كان ذلك الدقيق قد حمله ليتصدق به و يعده زادا لسفر الآخرة: و في البحار: انه كان اذا حنه الليل و هدأت العيون قام الي منزله فجمع ما يبقي عن قوت اهله و جعله في جراب و رمي به علي عاتقه و خرج الي دور [ صفحه 202] الفقراء و هو متلثم و يفرق عليهم و كثيرا ما كانوا قياما علي ابوابهم ينتظرونه فاذا رأوه تباشروا به و قالوا جاء صاحب الجراب. و عن كتاب سوق العروس عن ابي‌عبدالله الدامغاني كان علي بن الحسين يتصدق بالسكر و اللوز فسئل عن ذلك فقرأ لن تنالوا الير حتي تنفقوا مما تحبون و كان يحبه. و روي ابونعيم في الحلية و ابن‌سعد في الطبقات بسنده عن ابي‌جعفر ان اباه علي ابن‌الحسين قاسم الله عزوجل ما له مرتين، و قال ان الله تعالي يحب المؤمن المذنب التائب (التواب خ ل). (سادسها) اعتاقه العبيد في سبيل الله - روي ابونعيم في الحلية بسنده عن سعيد ابن مرجانة: عمد علي بن الحسين الي عبد له كان عبدالله بن جعفر أعطاه به عشرة آلاف درهم او الف دينار فأعتقه. و روي ابن‌طاوس في كتاب شهر رمضان المعروف بالاقبال بسنده عن الصادق (ع) كان علي بن الحسين عليهماالسلام اذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبدا له و لا أمة و كان اذا أذنب العبد و الأمة يكتب عنده أذنب فلان أذنبت فلانة يوم كذا و كذا، و لم يعاقبه فاذا كان آخر ليلة من شهر رمضان دعاهم و جمعهم حوله ثم اظهر الكتاب ثم قال يا فلان فعلت كذا و كذا و لم أؤدبك أتذكر ذلك؟ فيقول بلي يا ابن‌رسول الله. حتي يأتي علي آخرهم و يقررهم جميعا ثم يقول وسطهم و يقول ارفعوا اصواتكم و قولوا: يا علي بن الحسين ان ربك قد أحصي عليك كلما عملت كما أحصيت علينا كلما عملنا ولديه كتاب ينطق عليك بالحق لا يغادر صغيرة و لا كبيرة الا احصاها و تجد كلما عملت لديه حاضرا كما وجدنا كلما عملنا لديك حاضرا فاعف و اصفح يعف عنك المليك و يصفح فانه يقول و ليعفوا و ليصفحوا ألا تحبون ان يغفر الله لكم، و هو ينادي بذلك علي نفسه و يلقنهم و ينادون معه و هو واقف بينهم يبكي و يقول (ربنا انك امرتنا ان نعفو عمن ظلمنا و قد عفونا عمن ظلمنا كما امرت فاعف عنا فانك أولي بذلك منا و من المأمورين، الهي كرمت فاكرمني اذ كنت من سؤالك وجدت بالمعروف فاخلطني بأهل نوالك يا كريم) ثم يقبل عليهم فيقول قد عفوت عنكم فهل عفوتم عني ما كان مني اليكم من سوء ملكة فاني مليك سوء لئيم ظالم مملوك لمليك كريم جواد عادل محسن متفضل، فيقولون قد عفونا عنك يا سيدنا و ما أسأت، فيقول لهم قولوا اللهم اعف عن علي بن الحسين كما عفا عنا و اعتقه من النار كما أعتق رقابنا [ صفحه 203] من الرق فيقولون ذلك فيقول اللهم آمين رب العالمين اذهبوا فقد عفوت عنكم و أعتقت رقابكم رجاء للعفو عني و عتق رقبتي فاذا كان يوم الفطر أجازهم بجوائز تصونهم و تغنيهم عما في ايدي الناس، و ما من سنة الا و كان يعتق فيها في آخر ليلة من شهر رمضان ما بين العشرين رأسا الي اقل او اكثر، و كان يقول ان الله تعالي في كل ليلة من شهر رمضان عند الافطار سبعين الف عتيق من النار كلا قد استوجب النار فاذا كان آخر ليلة من شهر رمضان أعتق فيها مثلما أعتق في جميعه و اني لأحب ان يراني الله و قد أعتقت رقابا في ملكي في دار الدنيا رجاء ان يعتق رقبتي من النار، و ما استخدم خادما فوق حول، كان اذا ملك عبدا في اول السنة او في وسط السنة اذا كان ليلة الفطر اعنق و استبدل سواهم في الحول الثاني ثم اعتق، كذلك كان يفعل حتي لحق بالله تعالي، و لقد كان يشتري السودان و ما به اليهم من حاجة يأتي بهم عرفات فيسد بهم تلك الفرج فاذا أفاض امر بعتق رقابهم و جوائز لهم من المال. (سابعها) الفصاحة و البلاغة - و في خطبه بالكوفة و الشام و المدينة و غيرها المتقدمة في واقعة كربلاء أوضح دلالة و حسبك في ذلك بالصحيفة الكاملة و ما فيها من بديع المعاني و فصيح الالفاظ و بليغ التراكيب و جميل المحاورات و لطيف العبارات التي يعجز الفصحاء و البلغاء عن امثالها و هي المعروفة بانجيل آل محمد و تمام الكلام عليها عند ذكر مؤلفاته. (ثامنها) الورع فقد كان أورع اهل زمانه - روي ابونعيم في الحلية بسنده عن صالح بن حسان قال رجل لسعيد بن المسيب: ما رأيت أحدا أورع من فلان، قال: هل رأيت علي بن الحسين؟ قال لا، قال: ما رأيت اورع منه. و في مرآة الجنان: روي عن جماعة من السلف انهم قالوا ما رأينا اورع من علي بن الحسين منهم سعيد بن المسيب. (تاسعها) كثره بره بأمه - في مرآة الجنان: روي ان زين العابدين كان كثير البر بأمه فقيل له انا نزاك من أبر الناس بأمك و لسنا نراك تأكل معها في صحفة فقال اخاف ان تسبق يدي الي ما سبقت اليه عينها. (عاشرها) الرفق بالحيوان - روي ابونعيم في الحلية بسنده عن عمرو بن ثابت: [ صفحه 204] كان علي بن الحسين لا يضرب بعيره من المدينة الي مكة. و روي المفيد في الارشاد بسنده انه حج مرة فالتاثت عليه الناقة في سيرها «اي أبطأت» فأشار اليها بالقضيب ثم قال آه لولا القصاص ورد يده عنها (و في رواية) انه رفع القضيب و اشار اليها و قال لولا خوف القصاص لفعلت. (وروي) انه عليه‌السلام حج علي ناقة عشرين حجة فما قرعها بسوط. (حادي عشرها) الهيبة و العظمة في صدور الناس - قال عبدالملك بن مروان لما دخل عليه: و الله لقد امتلأ ثوبي او قلبي منه خيفة. و قال مسرف بن عقبة لقد ملي‌ء قلبي منه رعبا. و روي ابونعيم الاصفهاني في حلية الاولياء بسنده عن ابن‌عائشة عن ابيه: حج هشام بن عبدالملك قبل ان يلي الخلافة، فاجتهد ان يستلم الحجر فلم يمكنه، و جاء علي ابن الحسين فوقف له الناس و تنحوا حتي استلمه. قال: و نصب لهشام منبر فقعد عليه فقال له اهل الشام: من هذا يا امير؟ فقال لا اعرفه، فقال الفرزدق: لكني اعرفه هذا علي بن الحسين: هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم هذا الذي تعرف البطحاء و طأته و البيت يعرفه و الحل و الحرم يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم اذا رأته قريش قال قائلها الي مكارم هذا ينتهي الكرم ان عد أهل التقي كان أئمتهم او قيل من خير أهل الارض قيل هم هذا ابن‌فاطمة ان كنت جاهله بجده أنبياء الله قد ختموا و ليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف ما أنكرت و العجم يغضي حياء و يغضي من مهابته فلا يكلم الا حين يبتسم و روي المفيد في الارشاد بسنده عن ابي‌جعفر محمد بن اسماعيل قال: حج علي بن الحسين عليهماالسلام فاستجهر الناس و تشوفوا له و جعلوا يقولون من هذا من هذا تعظيما له و احلالا لمرتبته و كان الفرزدق هناك فأنشأ يقول: هذا الذي تعرف البطحاء و طأته و البيت يعرفه و الحل و الحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم يغضي حياء و يغضي من مهابته فما يكلم الا حين يبتسم [ صفحه 205] أي الخلائق ليست في رقابهم لاولية هذا أو له نعم من يعرف الله يعرف اولية ذا فالدين من بيت هذا ناله الامم اذا رأته قريش قال قائلها الي مكارم هذا ينتهي الكرم و أورد سبط ابن‌الجوزي في تذكرة الخواص رواية الحلية و لكنه ذكر الابيات بأكثر مما في الحلية ثم قال: قلت لم يذكر ابونعيم في الحلية الا بعض هذه الابيات و الباقي اخذته من ديوان الفرزدق. و رواها السبكي في طبقات الشافعية بسند، المتصل الي ابن‌عائشة عبدالله ابن محمد عن ابيه قال: حج هشام بن عبدالملك او الوليد فطاف بالبيت فجهد ان يصل الي الحجر فيستلمه فلم يقدر عليه فنصب له منبر و جلس عليه ينظر الي الناس و معه اهل الشام اذ اقبل علي بن الحسين بن علي بن ابي‌طالب و كان من احسن الناس وجها و أطيبهم ارجا فطاف بالبيت فلما بلغ الحجر تنحي له الناس حتي يستلمه فقال رجل من اهل الشام من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فقال هشام لا اعرفه مخافة ان يرغب فيه اهل الشام و كان الفرزدق حاضرا فقال الفرزدق و لكني اعرفه قال الشامي من هو يا ابافراس فقال الفرزدق و قد توافقت روايتا سبط ابن‌الجوزق و السبكي الا في ابيات يسيره و هذا ما ذكراه: هذا الذي تعرف البطحاء و طأته و البيت يعرفه و الحل و الحرم هذا ابن‌خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم اذا رأته قريش قال قائلها الي مكارم هذا ينتهي الكرم ان عد اهل التقي كانوا ذوي عدد [5] . او قيل من خير اهل الارض قيل هم هذا ابن‌فاطمة ان كنت جاهله بجده انبياء الله قد ختموا و ليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من انكرت و العجم يغضي حياء و يغضي من مهابته فما يكلم الا حين يبتسم ينمي الي ذروة العز التي قصرت عنها الاكف و عن ادراكها القدم من جده دان فضل الانبياء له و فضل امته دانت له الامم ينشق نور الهدي عن صبح غرته كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلم مشتقة من رسول الله نبعته طابت عناصره و الخيم و الشيم [ صفحه 206] الله شرفه قدما و فضله جري بذاك له في لوحة القلم كلتا يديه غياث عم نفعهما يستوكفان و لا يعروهما العدم سهل الخليقة لا تخشي بوادره يزينه اثنان حسن الخلق و الكرم حمال اثقال اقوام اذا فدحوا رحب الفناء اريب حين يعتزم ما قال لاقط الا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم عم البرية بالاحسان فانقشعت عنه الغيابة لا هلق و لاكهم من معشر حبهم دين و بغضهم كفر و قربهم ملجا و معتصم لا يستطيع جواد بعد غايتهم و لا يدانيهم قوم و ان كرموا هم الغيوث اذا ما ازمة ازمت و الاسد اسد الشري و الرأي [6] محتدم لا ينقص العسر بسطا من اكفهم سيان ذلك ان اثروا و ان عدموا يستدفع السوء و البلوي بحبهم و يسترب به الاحسان و النعم مقدم بعد ذكر الله ذكرهم في كل بدء و مختوم به الكلم يأبي لهم ان يحل الذم ساحتهم خيم كريم و ايد بالندي هضم اي الخلائق ليست في رقابهم لاولية هذا اوله نعم من يعرف الله يعرف اولية ذا الدين من بيت هذا ناله الامم هذا علي بن الحسين بن علي بن ابي‌طالب فغضب هشام و امر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكة و المدينة فبعث اليه علي بالف دينار فردها و قال: انما قلت ما قلت غضبا لله و لرسوله فما آخذ عليه اجرا فقال علي: نحن اهل بيت لا يعود الينا ما اعطينا فقبلها الفرزدق و هجا هشاما فقال: أيحبسني بين المدينة و التي اليها قلوب الناس يهوي منيبها يقلب رأسا لم يكن رأس سيد و عينا له حولاء باد عيوبها فاخبر هشام بذلك فاطلقه. و مما مر يعلم ان العز الحقيقي و الجاه الصحيح انما هو للدين و التقوي و العلم لا للملك و القوة و القهر فهذا هشام يحج في خلافة اخيه عبدالملك و بيده القوة و السلطان و حوله وجوه اهل الشام فيروم استلام الحجر الاسود فلا يقدر و لا يعبأ الناس به و بملكه و سلطانه و علي بن الحسين الذي ليس له سلطان غير سلطان الدين و التقوي و العلم و ليس معه خدم و لا حشم يتقدم الي استلام الحجر فينظر الناس اليه بعين الاجلال و الاعظام و يتنحون له عن الحجر حتي يستلمه و في ذلك عبرة لمن اعتبر. [ صفحه 207]

اخباره و احواله

روي البرقي في المحاسن انه بلغ عبدالملك ان سيف رسول الله صلي الله عليه و و آله و سلم عند علي بن الحسين فبعث يستوهبه منه و يسأله الحاجة فأبي عليه فكتب اليه عبدالملك يهدده و انه يقطع رزقه من بيت المال فأجابه عليه‌السلام اما بعد فان الله ضمن للمتقين المخرج من حيث يكرهون و الرزق من حيث لا يحتسبون و قال جل ذكره ان الله لا يحب كل خوان فخور فانظر اينا اولي بهذه الآية. و روي الراوندي في دعواته عن الباقر (ع) ان علي بن الحسين قال مرضت مرضا شديدا فقال لي ابي ما تشتهي فقلت أشتهي ان اكون ممن لا أقترح علي الله ربي ما يدبر لي فقال لي احسنت ضاهيت ابراهيم الخليل صلوات الله عليه حيث قال له جبرئيل هل من حاجة فقال لا اقترح علي ربي بل حسبي الله و نعم الوكيل. و روي الصدوق في العيون بسنده عن الصادق (ع) كان علي بن الحسين عليهماالسلام لا يسافر الا مع رفقة لا يعرفونه و يشترط عليهم ان يكون من خدم الرفقة فيما يحتاجون اليه فسافر مرة مع قوم فرآه رجل فعرفه و قال لهم هذا علي بن الحسين فوثبوا اليه فقبلوا يده و رجله و قالوا يا ابن‌رسول الله أردت أن تصلينا نار جهنم لو بدرت منا اليك يد او لسان اما كنا قد هلكنا؟ فقال اني سافرت مرة مع قوم يعرفونني فأعطوني برسول الله (ص) ما لا استحق فصار كتمان امري احب الي. و في مناقب ابن‌شهر اشوب قيل له (ع) اذا سافرت كتمت نفسك اهل الرفقة فقال اكره ان آخذه برسول الله (ص) ما لا اعطي مثله «اه» و هذه الرواية اقرب للصواب من رواية العيون. و في مناقب ابن‌شهراشوب و احتجاج الطبرسي: لقي عباد البصري علي بن الحسين في طريق مكة فقال له يا علي بن الحسين تركت الجهاد و صعوبته و أقبلت علي الحج و لينه و ان الله عزوجل يقول ان الله اشتري من المؤمنين انفسهم و اموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون الي قوله و بشر المؤمنين فقال علي بن الحسين اذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد افضل من الحج. [ صفحه 208]

اخباره المتعلقة بواقعة كربلاء

و قد مر اكثرها في السيرة الحسينية فاغني عن اعادتها هنا فلنذكر هنا ما لم يذكر هناك. كان عمره (ع) يوم كربلاء 24 سنة علي الاكثر و 22 سنة علي الاقل. و قال محمد ابن‌سعد في الطبقات كان علي بن الحسين مع ابيه بطف كربلاء و عمره اذ ذاك ثلاث و عشرون سنة لكنه كان مريضا ملقي علي فراشه و قد نهكته العلة و المرض «اه» و كان قد تزوج و ولد له الباقر فقد كان عمر الباقر يومئذ اربع سنين او ثلاث سنين. و جملة من العلماء منهم المفيد يقولون انه اكبر من اخيه علي شهيد كربلاء هو الاوسط و انما قيل له الاكبر بالنسبة الي اخيه الاصغر الذي هو اصغر منهما و قد فصلنا ذلك في ترجمة اخيه علي شهيد كربلاء. و كان زين العابدين (ع) مريضا يوم كربلاء بالذرب فلذلك لم يجاهد و سلم من القتل و انحصر نسل رسول الله (ص) من فاطمة عليهاالسلام من الحسينين فيه و في ذريته. و الظاهر ان القائل لابيه و هما في الطريق الي كربلاء ألسنا علي الحق هو علي الشهيد. فمن أخباره المتعلقة بواقعة كربلاء ما مر في السيرة الحسينية من قوله اني لجالس في تلك العشية التي قتل أبي في صبيحتها الي آخر الخبر و هو الذي روي خطبة ابيه عليهماالسلام لما جمع اصحابه ليلة عاشوراء المتضمنة الاذن لهم في الانصراف و ما اجابوه به و تقدمت و لما قتل الحسين (ع) اراد شمر قتل زين العابدين (ع) و هو مريض فدفعه عنه حميد بن مسلم كما مر. و حمله عمر ابن‌سعد مع من حمله من أهل البيت الي الكوفة و قد نهكته العلة.

بكاؤه علي ابيه و اهل بيته

في حلية الاولياء بسنده عن ابي‌حمزة الثمالي عن جعفر بن محمد قال: سئل علي بن الحسين عن كثرة بكائه: فقال: لا تلوموني فان يعقوب فقد سبطا من ولده فبكي حتي ابيضت عيناه و لم يعلم انه مات و قد نظرت الي اربعة عشرة رجلا من اهل بيتي قتلي في غزاة واحدة افترون حزنهم يذهب من قلبي. و في مناقب ابن شهر اشوب عن الصادق (ع) بكي علي ابن الحسين علي ابيه عشرين سنة [7] و ما وضع بين يديه طعام الي بكي حتي قال له مولي له جعلت فداك يا ابن‌رسول الله اني اخاف ان تكون من الهالكين قال انما اشكو بثي و حزني الي الله و اعلم من الله ما لا تعلمون اني لم اذكر مصرع بني‌فاطمة الا خنقتني العبرة. و قال [ صفحه 209] الصدوق في الخصال و لقد بكي علي ابيه الحسين (ع) عشرين سنة و ما وضع بين يديه طعام الا بكي حتي قاله له مولي له يا ابن‌رسول الله اما آن لحزنك ان ينقضي فقال له ويحك ان يعقوب النبي (ع) كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله عنه واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه و شاب رأسه من الحزن و احدودب ظهره من الغم و كان ابنه حيا في الدنيا و انا نظرت الي ابي و اخي و عمي و سبعة عشر رجلا من اهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني، و روي ابن‌قولويه في كامل الزيارة بسنده قال أشرف مولي لعلي بن الحسين و هو في سقيفة له ساجد يبكي فقال يا علي بن الحسين ما آن لحزنك ان ينقضي فرفع رأسه اليه و قال ويلك او ثكلتك امك و الله لقد شكا يعقوب الي ربه في أقل مما رأيت حين قال يا أسفا علي يوسف و انه فقد اينا واحدا و انا رأيت ابي و جماعة اهل بيتي يذبحون جولي.

ارسال المختار رأس ابن‌زياد الي زين العابدين

لما قتل ابراهيم بن الاشتر عبيدالله بن زياد علي نهر الخازر بعث برأسه و رؤوس أعيان من كان معه الي المختار فبعث المختار برأس ابن‌زياد الي محمد بن الحنفية و الي علي بن الحسين فأدخل عليه و هو يتغدي فقال علي بن الحسين ادخلت علي ابن‌زياد و هو يتغدي و رأس ابي بين يديه فقلت اللهم لا تمتني حتي تريني رأس ابن‌زياد و انا اتغدي فالحمد لله الذي اجاب دعوتي ثم امر فرمي به. و في رواية ابن‌نما فسجد علي بن الحسين عليهماالسلام شكرا لله و قال الحمد لله الذي ادرك لي ثاري من عدوي و جزي الله المختار خيرا. و قال ابن‌قولويه في كامل الزيارة كان علي بن الحسين يميل الي ولد عقيل فقيل له ما بالك تميل الي بني عمك هؤلاء دون آل جعفر قال اني اذكر يومهم مع ابي‌عبدالله الحسين ابن‌علي فأرق لهم.

أخباره المتعلقة بوقعة الحرة

و كانت يوم الاربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة 63 من الهجرة (و الحرة) بالفتح أرض ذات حجارة سوداء و الحرار كثيرة في الحجاز و كانت الوقعة في موضع يقال له حرة و اقم نسبة الي رجل و ذلك ان اهل المدينة و فدوا علي يزيد بن معاوية بالشام فلما رأوا [ صفحه 210] من اعماله و تهتكه و استهانته بالدين ما رأوا عزموا علي خلعه فلما عادوا الي المدينة اظهروا خلعه و اخرجوا عامله عليها عثمان بن محمد بن ابي‌سفيان و حصروا بني‌امية في دار مروان ثم اخرجوهم من المدينة قال الطبري فوجه يزيد اليهم اثني عشر الفا مع مسلم بن عقبة المري فان هلك فالحصين بن نمير السكوني و قال له اذا ظهرت عليهم فأبحها ثلاثا و انظر علي ابن‌الحسين فاكفف عنه و استوص به خيرا و ادن مجلسه فانه لم يدخل في شي‌ء مما دخلوا فيه و علي لا يعلم بشي‌ء مما اوصي به يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة قال و قد كان علي بن الحسين لما خرج بنوامية نحو الشام آوي اليه ثقل مروان بن الحكم و امرأته عائشة بنت عثمان ابن عفان و قد كان مروان بن الحكم لما اخرج اهل المدينة عامل يزيد و بني‌امية من المدينة كلم عبدالله بن عمر ان يغيب اهله عنده فابي ابن‌عمر ان يفعل و كلم مروان علي بن الحسين و قال يا اباالحسن ان لي رحما و حرمي تكون مع حرمك قال افعل فبعث بحرمه الي علي ابن الحسين فخرج بحرمه و حرم مروان حتي وضعهم بينبع ثم ان عائشة بنت عثمان زوجة مروان خرجت الي الطائف فمرت بعلي بن الحسين و هو بمال له الي جنب المدينة قد اعتزلها كراهية ان يشهد شيئا من امرهم فأرسل زين العابدين ولده عبدالله معها الي الطائف محافظة عليها فبقي معها حتي انتهت الوقعة فشكر له مروان ذلك «اه» و هذا منتهي مكارم الاخلاق و المجازاة علي الاساءة بالاحسان و لا عجب اذا جاء الشي‌ء من معدنه: ملكنا فكان العفو منا سجية فلما ملكتم سال بالدم أبطح و حسبكم هذا التفاوت بيننا و كل اناء بالذي فيه ينضح اما ما نقله الطبري في ذيل بعض رواياته من قوله و كان مروان شاكرا لعلي بن الحسين مع صداقة كانت بينهما قديمة فلا يكاد يصح و عداوة مروان لعلي بن الحسين و اهل بيته لا تحتاج الي بيان فمتي كانت هذه الصداقة القديمة بين مروان و علي بن الحصين؟ أيوم خرج لحرب جده علي بن ابي‌طالب مع اهل الجمل ام يوم حاربه بصفين مع معوية ام يوم قال مروان للوليد في حق الحسين: انه لا يبايع ولو كنت مكانك لضربت عنقه ام يوم قال له لئن فارقك الحسين الساعة و لم يبايع لا قدرت منه علي مثلها ابدا حتي تكثر القتلي بينكم و بينه و لكن احبس الرجل فلا يخرج حتي يبايع او تضرب عنقه و قول الحسين له ويلي عليك يا ابن‌الزرقاء انت تأمر بضرب عنقي كذبت و الله و لؤمت، و قول مروان لما جي‌ء برأس الحسين «ع»: يا حبذا بردك في اليدين ولونك الاحمر في الخدين [ صفحه 211] كأنما حف بوردتين شفيت نفسي من دم الحسين و الله لكأني انظر الي ايام عثمان. كل هذا من اسباب الصداقة بين مروان و علي ابن‌الحسين!! كلا و لكنهم اهل بيت طبعوا علي مكارم الاخلاق و جبلوا علي الاحسان لمن أساء اليهم و العفو و الصفح عن اعدائهم سجايا خصهم الله بها و طبعهم عليها و ميزهم بها عن سائر الخلق و اخرجهم بها عن مجري العادات. و زين العابدين (ع) هو الذي كان يقول: لو أن قاتل الحسين (ع) استودعني السيف الذي قتل به الحسين لرددته اليه. ثم ان جيش مسلم بن عقبة غلب علي المدينة فأباحها مسلم ثلاثا و دعا الناس للبيعة علي انهم حول عبيد ليزيد ابن معوية يحكم في دمائهم و اموالهم و اهليهم ما شاء، ثم ان مروان أتي بعلي بن الحسين فأقبل علي يمشي بين مروان و ابنه عبدالملك يلتمس بهما عند مسلم الامان فجاء حتي جلس عنده بينهما فدعا مروان بشراب [8] ليتحرم بذلك من مسلم فأتي له بشراب فشرب منه مروان شيئا يسيرا ثم ناوله عليا، فقال له مسلم: لا تشرب من شرابنا، فأمسك، فقال مسلم: انك انما جئت تمشي بين هؤلاء لتأمن عندي، و الله لو كان الامر اليهما لقتلتك و لكن اميرالمؤمنين اوصاني بك فذلك نافعك عندي فان شئت فاشرب شرابك الذي في يدك و ان شئت دعونا بغيره قال هذه التي في كفي اريد فشربها ثم قال الي هاهنا فأجلسه معه (و في رواية) لما أتي بعلي بن الحسين الي مسلم قال من هذا؟ قالوا علي بن الحسين، قال مرحبا و اهلا ثم اجلسه معه علي السرير و الطنفسة ثم قال ان اميرالمؤمنين اوصاني بك قبلا و هو يقول ان هؤلاء الخبثاء شغلوني عنك و عن وصلتك ثم قال لعلي لعل اهلك فزعوا قال اي و الله فأمر بدابته فأسرجت ثم حمله فرده عليها «اه» و مر عند ذكر كرمه و سخائه انه في وقعة الحرة ضم اليه اربعمائة امرأة منافية و بعولتهن الي ان تفرق جيش مسلم بن عقبة (و في رواية) اربعمائة امرأة مع اولادهن. [ صفحه 212]

ما روي عنه في فنون من العلم

في الضحك روي ابونعيم في الحلية بسنده عن علي بن الحسين: من ضحك ضحكة مج مجة من العلم. في الامر بالمعروف و النهي عن المنكر في حلية الاولياء بسنده عن علي بن الحسين قال التارك للامر بالمعروف و النهي عن المنكر كنابذ كتاب الله وراء ظهره الا ان يتقي تقاة. قيل و ما تقاته؟ قال: يخاف جبارا عنيدا ان يفرط عليه او ان يطغي و رواه ابن‌سعد في الطبقات بسنده عنه (ع) مثله. في كتمان العلم في حلية الاولياء: قال علي بن الحسين من كتم علما احدا او اخذ عليه اجرا رفدا، فلا ينفعه ابدا. في الصبر في حلية الاولياء بسنده عن ابي‌حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليهماالسلام اذا كان يوم القيامة نادي مناد ليقم اهل الفضل، فيقوم ناس من الناس فيقال انطلقوا الي الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقولون الي اين؟ فيقولون الي الجنة، قالوا قبل الحساب؟ قالوا نعم، قالوا من انتم؟ قالوا اهل الفضل، قالوا و ما كان فضلكم؟ قالوا كنا اذا جهل علينا حلمنا، و اذا ظلمنا صبرنا، و اذا أسي‌ء الينا غفرنا، قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين. ثم ينادي مناد ليقم اهل الصبر، فيقوم ناس من الناس فيقال لهم انطلقوا الي الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقال لهم مثل ذلك، فيقولون نحن اهل الصبر، قالوا ما كان صبركم؟ قالوا صبرنا انفسنا علي طاعة الله، و صبرناها عن معصية الله عزوجل، قالوا: ادخلوا الجنة فنعم امر العاملين. ثم ينادي مناد ليقم جيران الله في داره فيقوم ناس من الناس و هم قليل. فيقال لهم انطلقوا الي الجنة فتتلقاهم الملائكة، فيقال لهم مثل ذلك، قالوا: و بم جاورتم الله في داره؟ قالوا: كنار نتزاور في الله عزوجل و نتجالس في الله و نتباذل في الله. قالوا: ادخلوا لجنة فنعم اجر العاملين. (و بسنده) عن العتبي عن ابيه: قال علي بن الحسين -و كان من افضل بني‌هاشم - لابنه: يا بني اصبر علي النوائب و لا تتعرض للحقوق و لا تجب اخاك الي الامر الذي مضرته عليك اكثر من منفعته له. (و بسنده عن ابي‌حمزة الثمالي عن علي بن الحسين: اذا كان يوم القيامة ينادي مناد اين اهل الصبر فيقوم ناس من الناس فيقال علي م صبرتم؟ قالوا صبرنا علي طاعة الله، و صبرنا عن معصية الله عزوجل. فيقال: صدقتم ادخلوا الجنة. [ صفحه 213] في العبادة في حلية الاولياء: كان علي بن الحسين يقول: ان قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، و آخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار، و قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الاحرار. في القناعة في الحلية بسنده عن ابي‌حمزة الثمالي: سمعت علي بن الحسين يقول: من قنع بما قسم الله له فهو من أغني الناس. في استحباب تقبيل الصدقة و مناولتها الفقير بنفسه في الحلية بسنده ان علي بن الحسين كان اذا ناول الصدقة السائل، قبلها ثم ناوله. و روي ابن‌سعد في الطبقات انه كان يأتيه السائل فيقوم حتي يناوله و يقول ان الصدقة تقع في يد الله قبل ان تقع في يد السائل.

من روي عن علي بن الحسين من العلماء

قد احصي الشيخ الطوسي في كتاب رجاله الرواة عنه عليه‌السلام و تجدهم في مطاوي كتابنا هذا كلا في بابه. و في مناقب ابن‌شهر اشوب روي عنه الطبري و ابن‌البيع و احمد و ابن‌بطة و ابوداود و صاحب الحلية و الاغاني و قوت القلوب و شرف المصطفي و اسباب نزول القران و الفائق و الترغيب و الترهيب عن الزهري و سفيان بن عيينة و نافع و الاوزاعي و مقاتل و الواقدي و محمد بن اسحق «اه» و المراد انهم رووا عنه بالواسطة. و قال ابن‌شهر اشوب في المناقب: كان بابه يحيي ابن ام الطويل المطعمي. و من رجاله من الصحابة جابر بن عبدالله الانصاري و عامر بن واثلة الكناني و سعيد بن المسيب بن حزن و سعيد بن جهان الكناني مولي ام هاني‌ء. و من التابعين ابومحمد سعيد بن جبير مولي بني أسد و محمد بن جبير بن مطعم و ابوخالد الكابلي و القاسم بن عوف و اسماعيل بن عبدالله بن جعفر و ابراهيم و الحسن ابنا محمد بن الحنفية و حبيب بن ابي‌ثابت و ابويحيي الاسدي و ابوحازم الاعرج و سلمة بن دينار المدني الاقرن القاص. و من اصحابه ابوحمزة الثمالي بقي الي ايام موسي (ع) و فرات بن احنف بقي الي ايام ابي‌عبدالله (ع) و جابر بن محمد بن ابي‌بكر و ايوب بن الحسن و علي بن رافع و ابومحمد القرشي السدي الكوفي و الضحاك بن مزاحم [ صفحه 214] الخراساني اصله من الكوفة و طاوس بن كيسان ابوعبدالرحمن و حميد بن موسي الكوفي و ابان بن تغلب بن رباح و ابوالفضل سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي و قيس بن رمانة و عبدالله البرقي و الفرزدق الشاعر. و من مواليه شعيب «اه». و قال المفيد في الاختصاص: اصحاب علي بن الحسين ابوخالد الكابلي كنكر و يقال اسمه و ردان و يحيي بن ام الطويل و سعيد بن المسيب المخزومي و حكيم بن جبير «اه».

مؤلفاته

اشارة

(1) الصحيفة الكاملة في الادعية تحتوي علي احد و ستين دعاء في فنون الخير و انواع العبادة و طلب السعادة و تعليم العباد كيف يلجأون الي ربهم في الشدائد و المهمات و يطلبون منه حوائجهم و يعملون بقوله تعالي ادعوني استجب لكم. من التحميد لله تعالي و الثناء عليه و الشكر له و التذلل بين يديه و اللجوء اليه و التضرع و الاستكانة له و الالحاح عليه و الاعتذار له و الرضا بقضائه و طلب التفرغ له و الصلاة علي نبيه محمد و آله (ص) و علي حملة العرش و مصدقي الرسل و الصحابة و التابعين و لابويه و ولده و جيرانه و اوليائه و اهل الثغور و لنفسه و خاصته و علي الشيطان و في الاستعاذة و طلب الحوائج و طلب المغفرة و العفو و الرحمة و الستر و الوقاية و الاستقالة و التوبة و خاتمة الخير و العافية و الرزق و قضاء الدين و مكارم الاخلاق و الاستخارة و استكشاف الهموم و الشدائد و الاحزان و البلاء و دفع كيد الاعداء و المحذورات و عند الصباح و المساء و المرض و سماع صوت الرعد و ذكر الموت و ختم القرآن و النظر الي الهلال و دخول شهر رمضان و وداعه و في العيدين و الجمعة و يوم عرفة و ايام الاسبوع و غير ذلك. و بلاغة ألفاظها و فصاحتها التي لا تباري و علو مضامينها و ما فيها من انواع التذلل لله تعالي و الثناء عليه و الاساليب العجيبة في طلب عفوه و كرمه و التوسل اليه أقوي شاهد علي صحة نسبتها و ان هذا الدر من ذلك البحر و هذا الجوهر من ذلك المعدن و هذا الثمر من ذلك الشجر مضافا الي اشتهارها شهرة لا تقبل الريب و تعدد اسانيدها المتصلة الي منشئها صلوات الله عليه و علي آبائه و ابنائه الطاهرين فقد رواها الثقات بأسانيدهم المتعددة المتصلة الي زين العابدين (ع) و قد كانت منها نسخة عند زيد الشهيد ثم انتقلت الي اولاده و الي اولاد عبدالله بن الحسن المثني كما هو مذكور في اولها مضافا الي ما كان عند الباقر «ع» من نسختها و قد اعتني بها الناس أتم اعتناء بروايتها و ضبط ألفاظها و نسخها. و واظبوا [ صفحه 215] علي الدعاء بأدعيتها في الليل و النهار و العشي و الابكار و الغدوات و الاسحار و التضرع اليه تعالي و طلب الحوائج منه و المغفرة و الفوز بالجنة و النجاة من النار و استنسخ منها نسخ لا تعد و لا تحصي بالخطوط الجميلة النادرة المثيل و المزينة بجداول الذهب علي ورق الترمة و ما ضاهاه و طبعت علي الحجر طبعات كثيرة و شرحها العلماء شروحا عديدة منها شرح الشيخ البهائي المسمي حدائق المقربين و أحسنها شرح السيد علي خان المدني الشيرازي صاحب سلافة العصر في ادباء العصر و الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة و غيرهما و شرحه مطبوع علي الحجر في مجلد كبير و باقي شروحها مطبوعة علي الحجر في مجلد واحد. (2) الصحيفة الثانية السجادية جمعها الشيخ محمد بن الحسن بن الحر العاملي نزيل اصفهان و اقتصر فيها علي ما ليس في الصحيفة الكاملة من الادعية لكنه فاته منها شي‌ء كثير طبعت مرتين علي الحجر و بالحرف. (3) الصحيفة الثالثة السجادية جمعها الميرزا عبدالله الاصفهاني المعروف بالافندي صاحب رياض العلماء و استدرك فيها ما فات ابن‌الحر العاملي جامع الصحيفة الثانية طبعت علي الحجر. (4) الصحيفة الرابعة السجادية جمعها الميرزا حسين النوري و استدرك فيها ما فات الميرزا عبدالله جامع الصحيفة الثالثة و لكن حيث كانت نسخة الصحيفة الثالثة ناقصة فالاستدراك عليها غير معلوم طبعت علي الحجر. (5) الصحيفة الخامسة السجادية جمعها الفقير كاتب هذه السطور و استدرك فيها ما خلت عنه الصحيفة الكاملة و ما فات الثانية و الرابعة و لئن كان الاستدراك علي الثالثة غير محقق فالاستدراك علي الرابعة محقق. (6) «رسالة الحقوق» و هذه الرسالة اوردها الصدوق في الخصال بسند معتبر و اوردها الحسن بن علي بن شعبة الحلبي في تحف العقول و بينهما تفاوت بالزيادة و النقصان و غيرهما. و رواية التحف اطول و قد تزيد عنها رواية الخصال و نحن نوردها برواية تحف العقول فاذا وجدنا ما يخالفها في رواية الخصال ذكرناه بعدها. روي الصدوق في الخصال عن علي ابن احمد بن موسي عن محمد الاسدي عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري عن خيران بن داهر عن احمد بن سليمان الجبلي عن ابيه عن محمد بن علي عن محمد بن فضيل عن ابي‌حمزه الثمالي [ صفحه 216] قال: هذه رسالة علي بن الحسين عليهماالسلام الي بعض اصحابه: اعلم ان لله عزوجل عليك حقوقا الخ... و في تحف العقول: رسالة علي بن الحسين عليهماالسلام المعروفة برسالة الحقوق: اعلم رحمك الله ان لله عليكم حقوقا محيطة بك في كل حركة تحركتها او سكنة سكنتها (او حال حلتها خ ل) او منزلة نزلتها او جارحة قلبتها او آلة تصرفت بها بعضها اكبر من بعض و اكبر حقوق الله عليك ما اوجبه عليك لنفسك من قرنك الي قدمك علي اختلاف جوارحك فجعل لبصرك عليك حقا و لسمعك عليك حقا و للسانك عليك حقا وليدك عليك حقا و لرجلك عليك حقا و لبطنك عليك حقا و لفرجك عليك حقا فهذه الجوارح السبع التي بها تكون الافعال ثم جعل لافعالك عليك حقوقا: لصلاتك عليك حقا و لصومك عليك حقا و لصدقتك عليك حقا و لهديك عليك حقا و لافعالك عليك حقا ثم تخرج الحقوق منك الي غيرك من ذوي الحقوق الواجبة عليك و اوجبها عليك حق ائمتك ثم حقوق رعيتك ثم حقوق رحمك فهذه حقوق يتشعب منها حقوق فحقوق ائمتك ثلاثة اوجبها عليك حق رعيتك بالسطان ثم حق رعيتك بالعلم فان الجاهل رعية العالم و حق رعيتك بالملك من الازواج و ما ملك الايمان و حقوق رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة فاوجبها عليك حق امك ثم حق ابيك ثم حق ولدك ثم حق اخيك ثم الاقرب فالاقرب و الاولي فالاولي ثم حق مولاك المنعم عليك ثم حق مولاك الجارية نعمته عليك [9] ثم حق ذي المعروف لديك ثم حق مؤذنك بالصلاة ثم حق امامك في صلاتك ثم حق جليسك ثم حق جارك ثم حق صاحبك ثم حق شريكك ثم حق مالك ثم حق غريمك الذي تطالبه ثم غريمك الذي يطالبك ثم خليطك ثم حق خصمك المدعي عليك ثم حق خصمك الذي تدعي عليه ثم حق مستشيرك ثم المشير عليك ثم مستنصحك ثم الناصح لك ثم حق من هو اكبر منك ثم من هو اصغر منك ثم حق سائلك ثم حق من سألته ثم حق من جري لك علي يديه مساءة بقول او فعل او مسرة بقول او فعل عن تعمد منه او غير تعمد ثم حق اهل ملتك عامة ثم حق اهل الذمة ثم الحقوق الجارية بقدر علل الاحوال و تصرف الاسباب فطوبي لمن اعانه الله علي قضاء ما اوجب عليه من حقوقه و وفقه و سدده. 1: - (فاما حق الله الاكبر عليك) فان تعبده لا تشرك به شيئا فاذا فعلت ذلك باخلاص جعل لك علي نفسه ان يكفيك [ صفحه 217] امر الدنيا و الآخرة و يحفظ لك ما تحب منهما. و مثله في الخصال الي قوله و الآخرة. 2: - (و اما حق نفسك عليك) فان تستوفيها في طاعة الله (و في الخصال ان تستعملها بطاعة الله عزوجل) فتؤدي الي لسانك حقه و الي سمعك حقه و الي بصرك حقه و الي يدك حقها و الي رجلك حقها و الي بطنك حقه و الي فرجك حقه و تستعين بالله علي ذلك. 3: - (و اما حق اللسان) فاكرامه عن الخنا و تعويده علي الخير و حمله علي الادب و اجمامه الا لموضع الحاجة و المنفعة للدين و الدنيا و اعفاؤه من الفضول الشنعة القليلة الفائدة التي لا يؤمن ضررها مع قلة عائدتها و بعد شاهد العقل و الدليل عليه و تزين العاقل بعقله حسن سيرته في لسانه و لا قوة الا بالله العلي العظيم (و في الخصال): و حق اللسان اكرامه عن الخنا و تعويده الخير و ترك الفضول التي لا فائدة فيها و البر بالناس و حسن القول فيهم. 4: - (و اما حق السمع) فتنزيهه عن ان تجعله طريقا الي قلبك الا لفوهة كريمة تحدث في قلبك خيرا او تكسب خلقا كريما فانه باب الكلام الي القلب يؤدي اليه ضروب المعاني علي ما فيها من خير او شر و لا قوة الا بالله (وفي الخصال) و حق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة و سماع ما لا يحل سماعه. 5: - (و اما حق بصرك) فغضه عما لا يحل لك و ترك ابتذاله الا لموضع عبرة تستقبل بها بصرا او تستفيد بها علما فان البصر باب الاعتبار (و في الخصال) و حق البصر ان تغمضه عما لا يحل لك و تعتبر بالنظر به. 6: - (و اما حق رجليك) فان لا تمشي بهما الي ما لا يحل لك و لا تجعلهما مطيتك في الطريق المستخف باهلها فيها فانها حاملتك و سالكة بك مسلك الدين و السبق لك و لا قوة الا بالله (و في الخصال) و حق رجليك ان لا تمشي بهما الي ما لا يحل لك فيهما و لابد لك ان تقف علي الصراط فانظر ان لا تزلا بك فتتردي في النار. [ صفحه 218] 7: - (و اما حق يدك) فان لا تبسطها الي ما لا يحل لك فتنال بما تبسطها اليه من الله العقوبة في الآجل و من الناس اللائمة في العاجل و لا تقبضها عما افترض الله عليها و لكن توقرها بقبضها عن كثير مما لا يحل لها و بسطها الي كثير مما ليس عليها فاذا هي قد عقلت و شرفت في العاجل و وجب لها حسن الثواب من الله في الآجل (و في الخصال) و حق يدك ان لا تبسطها الي ما لا يحل لك. 8: - (و اما حق بطنك) فان لا تجعله و عاء لقليل من الحرام و لا لكثير و ان تقتصد له في الحلال و لا تخرجه من حد التقوية الي حد التهوين و ذهاب المروؤة فان الشبع المنتهي بصاحبه مكسلة و مثبطة و مقطعة عن كل بر و كرم و ان الري المنتهي بصاحبه الي السكر مسخفة و مجهلة و مذهبة للمروؤة (و في الخصال) و حق بطنك ان لا تجعله و عاء للحرام و لا تزيد علي الشبع. 9:- (و اما حق فرجك) فحفظه مما لا يحل لك و الاستعانة عليه بغض البصر فانه من اعون الاعوان و ضبطه اذا هم بالجوع و الظمأ و كثرة ذكر الموت و التهدد لنفسك بالله و التخويف لها به و بالله العصمة و التأييد و لا حول و لا قوة الا به (و في الخصال): و حق فرجك ان تحصنه عن الزنا و تحفظه من ان ينظر اليه. ثم حقوق الافعال 10: - (فاما حق الصلاة) فان تعلم انها وفادة الي الله و انك قائم بين يدي الله فاذا علمت ذلك كنت خليقا ان تقوم فيها مقام الذليل الراغب الراهب و الخائف الراجي المسكين المتضرع المعظم من قام بين يديه بالسكون او الاطراق و خشوع الاطراف و لين الجناح و حسن المناجاة له في نفسه و الرغبة اليه في فكاك رقبتك التي احاطت بها خطيئتك و استهلكتها ذنوبك و لا قوة الا بالله. و في الخصال: و حق الصلاة ان تعلم انها وفادة الي الله عزوجل و انك فيها قائم بين يدي الله عزوجل فاذا علمت ذلك قمت مقام الذليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف المستكين المتضرع المعظم لمن كان بين يديه بالسكون و الوقار و تقبل عليها بقلبك و تقيمها [ صفحه 219] يحدودها و حقوقها. و لم يذكر في التحف حق الحج و ذكره في الخصال فقال. (و حق الحج) ان تعلم انه وفادة الي ربك و فرار اليه من ذنوبك و به قبول توبتك و قضاء الفرض الذي اوجبه الله عليك. 11: - (و اما حق الصوم) فان تعلم انه حجاب ضربه الله علي لسانك و سمعك و بصرك و فرجك و بطنك ليسترك به من النار و هكذا جاء في الحديث: الصوم جنة من النار فان سكنت اطرافك في حجبتها رجوت ان تكون محجوبا و ان انت تركتها تضطرب في حجابها و ترفع جنبات الحجاب فتطلع الي ما ليس لها بالنظرة الداعية للشهوة و القوة الخارجة عن حد التقية لله لم تأمن ان تخرق الحجاب و تخرج منه و لا قوة الا بالله. و في الخصال: بعد قوله من النار: فان تركت الصوم خرقت ستر الله عليك. 12: - (و اما حق الصدقة) فان تعلم انها ذخرك عند ربك و وديعتك التي لا تحتاج الي الاشهاد فاذا علمت ذلك كنت بما استودعته سرا اوثق منك بما استودعته علانية و كنت جديرا ان لا تكون اسررت اليه امرا اعلنته و كان الامر بينك و بينه فيها سرا علي كل حال و لم تستظهر عليه فيما استودعته منها باشهاد الاسماع و الابصار عليه بها كأنها اوثق في نفسك و كأنك لا تثق به في تأدية وديعتك اليك ثم لم تمتن بها علي احد لانها لك فاذا امتننت بها لم تأمن ان يكون بها مثل تهجين حالك منها الي من مننت بها عليه (كذا) لان في ذلك دليلا علي انك لم ترد نفسك بها ولو اردت نفسك بها لم تمتن بها علي احد و لا قوة الا بالله. و في الخصال: و حق الصدقة ان تعلم انها ذخرك عند ربك عزوجل و وديعتك التي لا تحتاج الي الاشهاد عليها و كنت بما تستودعه سرا اوثق منك بما تستودعه علانية و تعلم انها تدفع البلايا و الاسقام عنك في الدنيا و تدفع عنك النار في الآخرة. 13: - (و اما حق الهدي) فان تخلص به الارادة ربك و التعرض لرحمته و قبوله و لا تريد عيون الناظرين دونه فاذا كنت كذلك لم تكن متكلفا و لا متصنعا و كنت انما تقصد الي الله و اعلم ان الله يراد [ صفحه 220] باليسير و لا يراد بالعسير كما اراد بخلقه التيسير و لم يرد بهم التعسير و كذلك التذلل اولي بك من التدهقن لان الكلفة و المؤنة في المتدهقنين فاما التذلل و التمسكن فلا كلفة فيهما و لا مؤنة عليهما لانهما الخلقة و هما موجود ان في الطبيعة و لا قوة الا بالله. و في الخصال: و حق الهدي ان تريد به الله عزوجل و لا تريد به خلقه و لا تريد به الا التعرض لرحمة الله و نجاة روحك يوم تلقاه. ثم حقوق الائمة 14: - (فاما حق سائسك بالسطان) فان تعلم انك جعلت له فتنة و انه مبتلي فيك بما جعله الله له عليك من السلطان و ان تخلص له في النصيحة و ان لا تماحكه و قد بسطت يده عليك فتكون سبب هلاك نفسك و هلاكه و تلطف لاعطائه من الرضا ما يكفه عنك و لا يضر بدينك و تستعين عليه في ذلك بالله و لا تعازه و لا تعانده فانك ان فعلت ذلك عققته و عققت نفسك فعرضتها لمكروهة و عرضته للهلكة فيك و كنت خليقا ان تكون معينا له علي نفسك و شريكا له فيما اتي اليك و لا قوة الا بالله. و في الخصال: و حق السلطان ان تعلم الي قوله من السلطان و بعده: و ان عليك ان لا تتعرض لسخطه فتلقي بيديك الي التهلكة و تكون شريكا له فيما يأتي اليك من سوء. 15: - (فاما حق سائسك بالعلم) فالتعظيم له و التوقير لمجلسه و حسن الاستماع اليه و الاقبال عليه و المعونة له علي نفسك فيما لا غني بك عنه من العلم بان تفرغ له عقلك و تحضره فهمك و تذكي له قلبك و تجلي له بصرك بترك اللذات و نقص الشهوات و ان تعلم انك فيما القي اليك رسوله من لقيك من اهل الجهل فلزمك حسن التأدية عنه اليهم و لا تخنه في رسالته و القيام بها عنه اذا تقلدتها و لا حول و لا قوة الا بالله. و في الخصال: و حق سائسك بالعلم التعظيم له و التوقير لمجلسه و حسن الاستماع اليه و الاقبال عليه و ان لا ترفع عليه صوتك و لا تجيب احدا يسأله عن شي‌ء حتي يكون هو الذي يجيب و لا تحدث في مجلسه احدا و لا تغتاب عنده احدا و ان تدفع عنه اذا ذكر عندك بسوء و ان تستر عيوبه و تظهر مناقبه و لا تجالس له عدوا و لا تعادي له وليا فاذا فعلت ذلك شهد لك ملائكة الله بانك قصدته و تعلمت علمه لله جل اسمه لا للناس. [ صفحه 221] 16: - (و اما حق سائسك بالملك) فنحو من سائسك بالسلطان الا ان هذا يملك ما لا يملكه ذاك تلزمك طاعته فيما دق و حل منك الا ان يخرجك من وجوب حق الله و يحول بينك و بين حقه و حقوق الخلق فاذا قضيته رجعت الي حقه فتشاغلت به و لا قوة الا بالله. و في الخصال: فاما حق سائسك بالملك فان تطيعه و لا تعصيه الا فيما يسخط الله عزوجل فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الله. ثم حقوق الرعية 17: - (فاما حقوق رعيتك بالسطان) فان تعلم انك انما استرعيتهم بفضل قوتك عليهم فانه انما احلهم محل الرعية لك ضعفهم فما اولي من كفاكه ضعفه و ذله حتي صيره لك رعية و صير حكمك عليه نافذا لا يمتنع منك بعزة و لا قوة و لا يستنصر فيما تعاظمه منك الا بالرحمة و الحياطة و الاناة و ما اولاك اذا عرفت ما اعطاك الله من فضل هذه العزه و القوة التي قهرت بها ان تكون لله شاكرا و من شكر الله اعطاه فيما انعم عليه و لا قوة الا بالله. و في الخصال: و اما حق رعيتك بالسلطان فان تعلم انهم صاروا رعيتك لضعفهم و قوتك فيجب ان تعدل فيهم و تكون لهم كالوالد الرحيم و تغفر لهم جهلهم و لا تعاجلهم بالعقوبة و تشكر الله عزوجل علي ما اولاك و علي ما آتاك من القوة عليهم. 18: - (و اما حق رعيتك بالعلم) فان تعلم ان الله قد جعلك لهم خازنا فيما آتاك من العلم و ولاك من خزانة الحكمة فان أحسنت فيما ولاك الله من ذلك و قمت به لهم مقام الخازن الشفيق الناصح لمولاه في عبيده الصابر المحتسب الذي اذا رأي ذا حاجة أخرج له من الاموال التي في يديه كنت راشدا و كنت لذلك آملا معتقدا «كذا» و الا كنت له خائنا و لخقله ظالما و لسلبه و غيره معترضا. 19: - (و أما حق رعيتك بملك النكاح) فان تعلم ان الله جعلها سكنا و مستراحا و انسا رواقية و كذلك كل واحد منكما يجب ان يحمد الله علي صاحبه و يعلم ان ذلك نعمة منه عليه و وجب ان يحسن صحبة نعمة الله و يكرمها و يرفق بها و ان كان حقك عليها اغلظ و طاعتك بها ألزم فيما احببت و كرهت ما لم تكن معصية فان لها حق الرحمة و الموانسة و لا قوة الا بالله. و في الخصال: و أما حق [ صفحه 222] الزوجة فان تعلم ان الله عزوجل جعلها لك سكنا و أنسا فتعلم ان ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها و ترفق - بها و ان كان حقك عليها اوجب فان لها عليك ان ترحمها لانها أسيرك و تكسوها و اذا جهلت عفوت عنها. 20: - (و أما حق رعيتك بملك اليمين) فان تعلم انه خلق ربك و لحمك و دمك و انك لم تملكه لانك صنعته دون الله و لا خلقت له سمعا و لا بصرا و لا اجريت له رزقا و لكن الله كفاك ذلك ثم سخره لك و ائتمنك عليه و استودعك اياه لتحفظه فيه و تسير فيه بسيرته فتطعمه مما تأكل و تلبسه مما تلبس و لا تكلفه ما لا يطيق فان كرهته خرجت الي الله منه و استبدلت به و لم تعذب خلق الله و لا قوة الا بالله. و في الخصال: و أما حق مملوكك فان تعلم انه خلق ربك و ابن ابيك و امك و لحمك و دمك و لم تملكه لانك صنعته من دون الله و لا خلقت شيئا من جوارحه و لا أخرجت له رزقا و لكن الله عزوجل كفاك ذلك ثم سخره لك و ائتمنك عليه و استودعك اياه ليحفظ لك ما تأتيه من خير اليه فأحسن اليه كما أحسن الله اليك و ان كرهته استبدلت به و لم تعذب خلق الله عزوجل و لا قوة الا بالله. 21: - (و اما حق الرحم) فحق أمك ان تعلم انها حملتك حيث لا يحمل احد احدا و أطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم احد احدا و انها وقتك بسمعها و بصرها و يدها و رجلها و شعرها و بشرها و جميع جوارحها مستبشرة فرحة محتملة لما فيه مكروهها و ألمها و ثقلها و غمها حتي دفعتها عنك يد القدرة و أخرجتك الي الارض فرضيت ان تشبع و تجوع هي و تكسوك و تعري و ترويك و تظمي و تظلك و تضحي و تنعمك ببؤسها و تلذذك بالنوم بأرقها و كان بطنها لك وعاء و حجرها لك حواء و ثديها لك سقاء و نفسها لك وقاء تباشر حر الدنيا و بردها لك و دونك فتشكرها علي قدر ذلك و لا تقدر عليه الا بعون الله و توفيقه. و في الخصال: و أما حق أمك فان تعلم انها حملتك حيث لا يحمل احد أحدا و اعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي احد احدا و وقتك بجميع جوارحها و لم تبال ان تجوع و تطعمك و تعطش و تسقيك و تعري و تكسوك و تضحي و تظلك و تهجر النوم لاجلك و وقتك الحر و البرد لتكون لها فانك لا تطيق شكرها الا بعون الله و توفيقه. [ صفحه 223] 22: - (و اما حق ابيك) فان تعلم انه اصلك و انك فرعه و انك لولاه لم تكن فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم ان اباك اصل النعمة عليك فيه و احمد الله و اشكره علي قدر ذلك و لا قوة الا بالله. 23-: (و أما حق ولدك) فان تعلم انه منك و مضاف اليك في عاجل الدنيا بخيره و شره و انك مسؤول عما وليته من حسن الادب و الدلالة علي ربه و المعونة له علي طاعته فيك و في نفسه فمثاب علي ذلك و معاقب فاعمل في أمره عمل المتزين بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا المعذر الي ربه فيما بينك و بينه بحسن القيام عليه و الاخذ له منه و لا قوة الا بالله. و في الخصال: فاعمل في امره عمل من يعلم انه مثاب علي الاحسان اليه معاقب علي الاساءة اليه. 24: - (و اما حق اخيك) فأن تعلم انه يدك التي تبسطها و ظهرك الذي تلتجي اليه و عزك الذي تعتمد عليه و قوتك التي تصول بها فلا تتخذه سلاحا علي معصية الله و لا عدة للظلم لخلق الله و لا تدع نصرته علي نفسه و معونته علي عدوه و الحول بينه و بين شياطينه و تأدية النصيحة اليه و الاقبال عليه في الله فان انقاد لربه و احسن الاجابة له و الا فليكن الله آثر عندك و اكرم عليك منه. و في الخصال: و لا تدع نصرته علي عدوه و النصيحة له فان اطاع الله و الا فليكن الله اكرم عليك منه و لا قوة الا بالله. 25: - (و اما حق المنعم عليك بالولاء) فأن تعلم انه انفق فيك ماله و اخرجك من ذل الرق و وحشته الي عز الحرية و انسها و اطلقك من اسر الملكة و فك عنك حلق العبودية و اوجدك رائحة العز و اخرجك من سجن القهر و دفع عنك العسر و بسط لك لسان الانصاف و اباحك الدنيا كلها فملكك نفسك و حل اسرك و فرغك لعبادة ربك و احتمل بذلك التقصير في ماله فتعلم انه اولي الخلق بك بعد اولي رحمك في حياتك و موتك و احق الخلق بنصرك و معونتك و مكانفتك في ذات الله فلا تؤثر عليه نفسك ما احتاج اليك. و في الخصال: و ان نصرته عليك واجبة بنفسك و ما احتاج اليه منك و لا قوة الا بالله. [ صفحه 224] 26-: (و أما حق مولاك الجارية عليك نعمته) فأن تعلم ان الله جعلك حامية عليه و واقية و ناصرا و معقلا و جعله لك وسيلة و سببا بينك و بينه فبالحري ان يحجبك عن النار فيكون في ذلك ثواب منه في الآجل و يحكم لك بميراثه في العاجل اذا لم يكن له رحم مكافأة لما انفقته من مالك عليه و قمت به من حقه بعد انفاق مالك فان لم تقم بحقه خيف عليك ان لا يطيب لك ميراثه و لا قوة الا بالله. و في الخصال: و أما حق مولاك الذي انعمت عليه فان تعلم ان الله عزوجل جعل عتقك له وسيلة اليه و حجابا لك من النار و ان ثوابك في العاجل ميراثه اذا لم يكن له رحم مكافأة بما انفقت من مالك و في الآجل الجنة. 27-: (و أما حق ذي المعروف عليك) فان تشكره و تذكر معروفه و تنشر له المقالة الحسنة «و تكسبه القالة الحسنة» (خصال) و تخلص له الدعاء فيما بينك و بين الله سبحانه فانك اذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا و علانية ثم ان امكن مكافأته بالفعل كافأته و الا كنت مرصدا له موطنا نفسك عليها. و في الخصال: ثم ان قدرت علي مكافأته يوما كافأته. 28-: (و أما حق المؤذن) فان تعلم انه مذكرك بربك و داعيك الي حظك و أفضل اعوانك علي قضاء الفريضة التي افترضها الله عليك فتشكره علي ذلك شكرك للمحسن اليك و ان كنت في بيتك متهما (كذا) و علمت انه نعمة من الله عليك لا شك فيها فأحسن صحبة نعمة الله بحمد الله عليها علي كل حال و لا قوة الا بالله. 29-: (و أم حق امامك في صلواتك) فان تعلم انه قد تقلد السفارة فيما بينك و بين الله و الوفادة الي ربك و تكلم عنك و لم تتكلم عنه و دعا لك و لم تدع له و طلب فيك و لم تطلب فيه و كفاك هم المقام بين يدي الله و المساءلة له فيك و لم تكفه ذلك فان كان في شي‌ء من ذلك تقصير كان به دونك و ان كان اثما لم تكن شريكه فيه و لم يكن لك عليه فضل فوقي نفسك بنفسه و وقي صلاتك بصلاته فتشكر [ صفحه 225] له علي ذلك و لا حول و لا قوة الا بالله. و في الخصال: فان كان نقص كان به دونك و ان كان تماما كنت شريكه و لم يكن له عليك فضل [10] فتشكر له علي قدر ذلك. 30 -: (و أما حق الجليس) فان تلين له كنفك و تطيب له جانبك و تنصفه في مجاراة اللفظ و لا تغرق في نزع اللحظ اذا لحظت و تقصد في اللفظ الي افهامه اذا لفظت و ان كنت الجليس اليه كنت في القيام عنه بالخيار و ان كان الجالس اليك كان بالخيار و لا تقوم الا باذنه و لا قوة الا بالله. و في الخصال: و لا تقوم من مجلسك الا باذنه و من يجلس اليك يجوز له القيام عنك بغير اذنك و تنسي زلاته و تحفظ خيراته و لا تسمعه الا خيرا. 31-: (و أما حق الجار) فحفظه غائبا و كرامته شاهدا و نصرته و معونته في الحالين جميعا لا تتبع له عورة و لا تبحث له عن سؤة لتعرفها فان عرفتها منه عن غير ارادة منك و لا تكلف كنت لما علمت حصنا حصينا و سترا ستيرا لو بحثت الاسنة عنه ضميرا لم تتصل اليه لانطوائه عليه. لا تستمع عليه من حيث لا يعلم. لا تسلمه عند شديدة و لا تحسده عند نعمة. تقيل عثرته و تغفر زلته و لا تدخر حلمك عنه اذا جهل عليك و لا تخرج ان تكون سلما له ترد عنه لسان الشتيمة و تبطل فيه كيد حامل النصيحة و تعاشره معاشرة كريمة و لا حول و لا قوة الا بالله. و في الخصال: و نصرته اذا كان مظلوما فان علمت عليه سوء سترته عليه و ان علمت انه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك و بينه. 32-: (و أما حق الصاحب) فان تصحبه بالفضل ما وجدت اليه سبيلا و الا فلا أقل من الانصاف و ان تكرمه كما يكرمك و تحفظه كما يحفظك و لا يسبقك فيما بينك و بينه الي مكرمة فان سبقك كافأته و لا تقصر به عما يستحق من المودة تلزم نفسك نصيحته و حياطته و معاضدته علي طاعة ربه [ صفحه 226] و معونته علي نفسه فيما يهم به من معصية ربه ثم تكون عليه رحمة و لا تكن عليه عذابا و لا قوة الا بالله. و في الخصال: فان تصحبه بالتفضل و الانصاف و لا تدعه يسبق الي مكرمة، و توده كما يودك و تزجره عمايهم به من معصية. 33-: (و أما حق الشريك) فان غاب كفيته و ان حضر ساويته و لاتعزم علي حكمك دون حكمه و لا تعمل برأيك دون مناظرته و تحفظ عليه ما له و تتقي خيانته فيما عز او هان فانه بلغنا ان يدالله علي الشريكين ما لم يتخاونا و لا قوة الا بالله. 34-: (و أما حق المال) فأن لا تأخذه الا من حله و لا تنفقه الا في حله و لا تحرفه عن مواضعه و لا تصرفه عن حقائقه و لا تجعله اذا كان من الله الا اليه و سببا الي الله و لا تؤثر به علي نفسك من لعله لا يحمدك و بالحري ان لا يحسن خلافته في تركتك و لا يعمل فيه بطاعة ربه فيذهب بالغنيمة و تبوء بالاثم و الحسرة و الندامة مع التبعة و لا قوة الا بالله. و في الخصال: فاعمل فيه بطاعة ربك و لا تبخل به. 35-: (و أما حق الغريم المطالب لك) فان كنت موسرا او فيته و كفيته و اغنيته و لم تردده و تمطله فان رسول الله (ص) قال مطل الغني ظلم و ان كنت معسرا ارضيته بحسن القول و طلبت اليه طلبا جميلا ورددته عن نفسك ردا لطيفا و لم تجمع عليه ذهاب ماله و سوء معاملته فان ذلك لؤم و لا قوة الا بالله. 36-: (و أما حق الخليط) فان لا تغره و لا تغشه و لا تكذبه و لا تغفله و لا تخدعه و لا تعمل في انتقاضه عمل العدو الذي لا يبقي علي صاحبه و ان اطمأن اليك استقصيت له علي نفسك و علمت ان غبن المسترسل ربا. و في الخصال: و لا تخدعه و تتقي الله تبارك و تعالي في امره. [ صفحه 227] 37-: (و أما حق الخصم المدعي عليك) فان كان ما يدعي عليك حقا لم تنفسخ في حجته و لم تعمل في ابطال دعوته و كنت خصم نفسك له و الحاكم عليها و الشاهد له بحق دون شهادة الشهود فان ذلك حق الله عليك و ان كان ما يدعيه باطلا رققت به وردعته و ناشدته بدينه و كسرت حدته عنك بذكر الله و ألقيت حشو الكلام و لغطه الذي لا يرد عنك عادية عدوك بل تبوء باثمه و به يشحذ عليك سيف عداوته لان لفظة السوء تبعث الشر، و الخير مقمعة للشر و لا قوة الا بالله. و في الخصال: فان كان ما يدعي عليك حقا كنت شاهده علي نفسك و لم تظلمه و أوفيته حقه و ان كان ما يدعي به باطلا رفقت به و لم تأت في امره غير الرفق و لم تسخط ربك في امره. 38-: (و أما حق الخصم المدعي عليه) فان كان ما تدعيه حقا اجملت في مقاولته بمخرج الدعوي فان للدعوي غلظة في سمع المدعي عليه و قصدت قصد حجتك بالرفق و امهل المهلة و ابين البيان و ألطف اللطف و لم تشاغل عن حجتك بمنازعته بالقيل و القال فتذهب عنك حجتك و لا يكون لك في ذلك درك و لا قوة الا بالله. و في الخصال: ان كنت محقا في دعواك اجملت مقاولته و لم تجحد حقه و ان كنت مبطلا في دعواك اتقيت الله عزوجل و تبت اليه و تركت الدعوي. 39 -: (و أما حق المستشير) فان حضرك له وجه رأي جهدت له في النصيحة و اشرت عليه بما تعلم انك لو كنت مكانه عملت به، ليكن ذلك منك في رحمة و لين فان اللين يؤنس الوحشة و ان الغلظ يوحش موضع الانس و ان لم يحضرك له رأي و عرفت له من ثثق برأيه و ترضي به لنفسك دللت عليه و ارشدته اليه فكنت لم تأله خيرا و لم تدخره نصحا و لا حول و لا قوة الا بالله. و في الخصال: ان علمت له رأيا حسنا اشرت عليه و ان لم تعلم ارشدته الي من يعلم. 40 - (و اما حق المشير عليك) فلا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه اذا اشار عليك فانما هي الآراء و تصرف الناس فيها و اختلافهم فكن عليه في رأيه بالخيار اذا اتهمت رأيه. فاما تهمته فلا تجوز لك اذا كان عندك ممن يستحق المشاورة و لا تدع شكره علي ما بدا لك من اشخاص رأيه و حسن وجه) [ صفحه 228] مشورته فاذا وافقك حمدت الله و قبلت ذلك من اخيك بالشكر و الارصاد بالمكافأة في مثلها ان فزع اليك و لا قوة الا بالله. و في الخصال: ان لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه و ان وافقك حمدت الله عزوجل. 41: - (و اما حق المستنصح) فان حقه ان تؤدي اليه النصيحة و تكلمه من الكلام بما يطيقه عقله فان لكل عقل طبقة من الكلام يعرفه و يجتنبه و ليكن مذهبك الرحمة و لا قوه الا بالله. و في الخصال: و ليكن مذهبك الرحمة له و الرفق به. 42: - (و اما حق الناصح) فان تلين له جناحك ثم تشرئب له قلبك و تفتح له سمعك حتي يفهم عنه نصيحته ثم تنظر فيها فان كان وفق لها و الا رحمته و لم تتهمه و علمت انه لم يألك نصحا الا انه اخطأ الا ان يكون عندك مستحقا للتهمة فلا تعبأ بشي‌ء من امره علي كل حال و لا قوة الا بالله. و في الخصال: و تصغي اليه بسمعك فان اتي بالصواب حمدت الله و ان لم يوفق رحمته الخ. 43: - (و اما حق الكبير) فان حقه توقير سنه و اجلال اسلامه اذا كان من اهل الفضل في الاسلام بتقديمه فيه و ترك مقابلته عند الخصام و لا تسبقه الي طريق و لا تؤمه في طريق و لا تستجهله و ان جهل عليك تحملت و اكرمته بحق اسلامه معه سنه فانما حق السن بقدر الاسلام و لا قوة الا بالله. و في الخصال: توقيره لسنه و اجلاله لتقدمه في الاسلام قبلك. 44: - (و اما حق الصغير) فرحمته و تثقيفه و تعليمه و العفو عنه و الستر عليه و الرفق به و المعونة له و الستر علي جرائر حداثته فانه سبب للتوبة و المداراة له و ترك مما حكته فان ذلك ادني لرشده. و في الخصال: رحمته في تعليمه. 45: - (و اما حق السائل) فاعطاؤه اذا تهيأت صدقة و قدرت علي سد حاجته و الدعاء له فيما نزل به و المعاونة له [ صفحه 229] علي طلبته و ان شككت في صدقه و سبقت اليه التهمة و لم تعزم علي ذلك لم تأمن ان يكون من كيد الشيطان اراد ان يصدك عن حظك و يحول بينك و بين التقرب الي ربك تركته بستره و رددته ردا جميلا و ان غلبت نفسك في امره و اعطيته علي ما عرض في نفسك منه فان ذلك من عزم الامور. و في الخصال: اعطاؤه علي قدر حاجته. 46: - (و اما حق المسؤول) فحقه ان اعطي قبل منه ما اعطي بالشكر له و المعرفة لفضله و طلب وجه العذر في منعه و احسن به الظن و اعلم انه ان منع فماله منع و ان ليس التثريب في ماله و ان كان ظالما فان الانسان لظلوم كفار. و في الخصال: ان اعطي فاقبل منه بالشكر و المعرفة بفضله و ان منع فاقبل عذره. 47: (و اما حق من سرك الله به و علي يديه) فان كان تعمدها لك حمدت الله اولا ثم شكرته علي ذلك بقدره في موضع الجزاء و كافأته علي فضل الابتداء و ارصدت له المكافأة و ان لم يكن تعمدها حمدت الله اولا ثم شكرته و علمت انه منه توحدك بها و احببت هذا (كذا) اذ كان سببا من اسباب نعم الله عليك و ترجو له بعد ذلك خيرا فان اسباب النعم بركة حيث ما كانت و ان كان لم يعتمد و لاقوة الا بالله. و في الخصال: ان تحمد الله عزوجل اولا ثم تشكره. 48: - (و اما حق من ساءك القضاء علي يديه) بقول او فعل فان كان تعمدها كان العفو اولي بك لما فيه له من القمع و حسن الادب مع كثير امثاله من الخلق فان الله يقول (و لمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل) الي قوله (من عزم الامور) و قال عزوجل (ان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لئن صبرتم لهو خير للصابرين) هذا في العمد فان لم يكن عمدا لم تظلمه بتعمد الانتصار منه فتكون قد كافأته بتعمد علي خطأ و رفقت به ورددته بألطف ما تقدر عليه و لا قوة الا بالله. و في الخصال: ان تعفو عنه و ان علمت ان العفو يضر انتصرت قال الله تبارك تعالي: و لمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل. 49: (و اما حق اهل ملتك عامة) فاضمار السلامة و نشر جناح الرحمة و الرفق بمسيئهم و تألفهم و استصلاحهم و شكر محسنهم [ صفحه 230] الي نفسه و اليك فان احسانه الي نفسه احسانه اليك اذ كف عنك اذاه و كفاك مؤنته و حبس عنك نفسه فعمهم جميعا بدعوتك و انصرهم جميعا بنصرتك و انزلهم جميعا منك منازلهم كبيرهم بمنزلة الوالد و صغيرهم بمنزلة الولد و اوسطهم بمنزلة الاخ فمن اتاك تعاهدته بلطف و رحمة وصل اخاك بما يجب للاخ علي اخيه. و في الخصال: و الرحمة لهم و كف الاذي عنهم و تحب لهم ما تحب لنفسك و تكره لهم ما تكره لنفسك و ان تكون شيوخهم بمنزلة ابيك و شبابهم بمنزلة اخوتك و عجائزهم بمنزلة امك الصغار بمنزلة اولادك. 50: - (و اما حق اهل الذمة) فالحكم فيه ان تقبل منهم ما قبل الله و كفي بما جعل الله لهم من ذمته و عهده و تكلهم اليه فيما طلبوا من انفسهم و تحكم فيهم بما حكم الله به علي نفسك فيما جري بينك و بينهم من معاملة و ليكن بينك و بين ظلمهم من رعاية ذمة لله و الوفاء بعهده و عهد رسوله صلي الله عليه و سلم حائل فانه بلغنا انه قال من ظلم معاهدا كنت خصمه فاتق الله و لا حول و لا قوة الا بالله. فهذه خمسون حقا محيطا بك لا تخرج منها في حال من الاحوال يجب عليك رعايتها و العمل في تأديتها و الاستعانة بالله جل ثناؤه علي ذلك و لا حول و لا قوة الا بالله و الحمد لله رب العالمين. و في الخصال: ان تقبل منهم ما قبل الله عزوجل منهم و لا تظلمهم ما وفوا لله عزوجل بعهده. و علي رواية الخصال تكون احد و خمسين.

المأثور عنه من جوامع الكلم و الحكم القصيرة

الحكم منها عن كتاب نثر الدرر

في كشف الغمة و الفصول المهمة قال الوزير ابوسعيد منصور بن الحسن الآبي في كتاب نثر الدرر: نظر علي بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام الي سائل يسأل و هو يبكي فقال لو ان الدنيا كانت في كف هذا ثم سقطت منه ما كان ينبغي له ان يبكي عليها. و سئل عليه‌السلام لم اوتم النبي من ابويه فقال لئلا يوجب عليه حق لمخلوق و قال لابنه يا بني اياك و معاداة الرجال فانه لن يعدمك مكر حليم او مفاجأة لئيم. و بلغه عليه‌السلام قول نافع بن جبير في معاوية حيث قال: كان يسكته الحلم و ينطقه العلم فقال كذب بل كان يسكته الحصر و ينطقه البطر. و قيل له من اعظم الناس خطرا قال من لم ير الدنيا خطرا لنفسه. قال وروي لنا الصاحب رحمه الله عن ابي‌محمد الجعفري عن ابيه [ صفحه 231] عن عمه عن جعفر عن ابيه عليهماالسلام قال قال رجل لعلي بن الحسين ما اشد بغض قريش لابيك قال لانه اود اولهم النار و الزم آخرهم العار. و قيل له يوما كيف اصبحت قال اصبحنا خائفين برسول الله و اصبح جميع اهل الاسلام آمنين به و قال عليه‌السلام و قد قيل له ما بالك اذا سافرت كتمت نسبك اهل الرفقة فقال اكره ان آخذ برسول الله (ص) ما لا اعطي مثله.

الحكم المنقولة من تحف العقول

قال فيه: روي عنه عليه‌السلام في قصار هذه المعاني قال صلوات الله عليه: الرضا بمكروه القضاء ارفع درجات اليقين. و قال: من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا. و قال بحضرته رجل اللهم اغنني عن خلقك فقال ليس هكذا انما الناس بالناس و لكن قل اللهم اغنني عن شرار خلقك. و قال عليه‌السلام من قنع بما قسم الله له فهو من اغني الناس. و قال لا يقل عمل مع تقوي و كيف يقل ما يتقبل. و قال عليه‌السلام اتقوا الكذب، الصغير منه و الكبير في كل جد و هزل فان الرجل اذا كذب في الصغير اجترأ علي الكبير. و قال عليه‌السلام كفي بنصر الله لك ان تري عدوك يعمل بمعاصي الله فيك. و قال (ع) الخير كله صيانة الانسان نفسه. و قال (ع) لبعض بنيه يا بني ان الله رضيني لك و لم يرضك لي فأوصاك بي و لم يوصني بك، عليك بالبر فانه تحفة كبيرة. و قال له رجل ما الزهد؟ فقال الزهد عشرة الجزاء: فأعلي درجات الزهد أدني درجات الورع، و أعلي درجات اليقين ادني درجات الرضا. و ان الزهد في آية من كتاب الله: لكي لا تأسوا علي ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم. و قال (ع): طلب الحوائج الي الناس مذلة للحياة و مذهبة للحياء و استخفاف بالوقار و هو الفقر الحاضر، و قلة طلب الحوائج من الناس هو الغني الحاضر. و قال (ع): ان أحبكم الي الله أحسنكم عملا. و ان أعظمكم عند الله عملا اعظمكم فيما عند الله رغبة. و ان انجاكم من عذاب الله اشدكم خشية لله و ان اقربكم من الله اوسعكم خلقا و ان ارضاكم عند الله اسعاكم علي عياله و ان اكرمكم علي الله اتقاكم لله. و قال (ع) لبعض بنيه: يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم و لا تحادثهم و لا ترافقهم في طريق، فقال يا أبه من هم؟ قال: اياك و مصاحبة الكذاب فانه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد و يبعد لك القريب و اياك و مصاحبة الفاسق فانه بائعك بأكلة او اقل من ذلك [11] و اياك و مصاحبة البخيل فانه [ صفحه 232] يخذ لك في ماله احوج ما تكون اليه و اياك و مصاحبة الاحمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك و اياك و مصاحبة القاطع لرحمه فاني وجدته ملعونا في كتاب الله. [12] و قال (ع): ان المعرفة و كمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه و قلة مرائه و حلمه و صبره و حسن خلقه. و قال: ابن‌ادم انك لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك، و ما كانت المحاسبة من همك، و ما كان الخوف لك شعارا و الحذر لك دثارا، يا ابن آدم انك ميت و مبعوث و موقوف بين يدي الله جل و عز فأعد له جوابا. و قال (ع): لا حسب لقرشي و لا لعربي الا بتواضع، و لا كرم الا بتقوي، و لا عمل الا بنية، و لا عبادة الا بالتفقه. و قال (ع): المؤمن من دعائه علي ثلاث: اما ان يدخر له، و اما ان يعجل له، و اما ان يدفع عنه بلاء يريد ان يصيبه. و قال (ع): ان المنافق ينهي و لا ينتهي و يأمر و لا يأتي اذا قام الي الصلاة اعترض و اذا ركع ربض و اذا سجد نقر، يمسي و همه العشاء و لم يصم، و همه النوم و لم يسهر، و المؤمن خلط علمه بحلمه يجلس ليعلم و ينصت ليسلم، لا يحدث بالامانة الا صدقا، و لا يكتم الشهادة للبعداء و لا يعمل شيئا من الحق رياء و لا يتركه حياء، ان زكي خاف مما يقولون و يستغفر الله لما لا يعلمون و لا يضره جهل من جهله. و رأي عليه‌السلام عليلا قد بري‌ء فقال له يهنئوك الطهور من الذنوب ان الله قد ذكرك فاذكره، و أقالك فاشكره. و قال (ع): خمس لو رحلتم فيهن لا نفيتموهن (كذا) و ما قدرتم علي مثلهن: لا يخاف عبد الا ذنبه،و لا يرجو الا ربه، و لا يستحي الجاهل اذ سئل عما لا يعلم ان يتعلم، و الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد، و لا ايمان لمن لا صبر له. و قال عليه‌السلام: يقول الله يا ابن آدم ارض بما آتيتك تكن من ازهد الناس، ابن آدم اعمل بما افترضت عليك تكن من أعبد الناس، ابن آدم اجتنب عما حرمت عليك تكن من اورع الناس. و قال (ع): ثم من مفتون بحسن القول فيه و كم من مغرور بحسن الستر عليه، و كم من مستدرج بالاحسان اليه و قال يا سوأتاه لمن غلبت أحداته عشراته يريد ان السيئة بواحدة و الحسنة بعشرة، و قال (ع): ان الدنيا قد ارتحلت مدبره، و ان الآخرة قد ترحلت مقبلة، و لكل واحدة منهما بنون فكونوا من ابناء الآخرة و لا تكونوا من ابناء الدنيا، فكونوا من الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، لان الزاهدين اتخذا ارض الله بساطا و التراب فراشا و المدر و سادا و الماء طيبا و قرضوا المعاش من الدنيا تقريضا، اعلموا انه من اشتاق الي الجنة سارع الي الحسنات و سلا عن الشهوات، و من اشفق من النار بادر بالتوبة الي الله [ صفحه 233] من ذنوبه و راجع عن المحارم، و من زهد في الدنيا هانت عليه مصائبها و لم يكرهها و ان لله عزوجل لعبادا قلوبهم معلقة بالآخرة و ثوابها، و هم كمن رأي اهل الجنة في الجنة مخلدين منعمين، و كمن رأي اهل النار في النار معذبين فأولك شرورهم و بوائقهم عن الناس مأمونة و ذلك ان قلوبهم عن الناس مشغولة بخوف الله فطرفهم عن الحرام مغموض و حوائجهم الي الناس خفيفة قبلوا اليسير من الله في المعاش و هو القوت فصبروا اياما قصارا لطول الحسرة يوم القيامة. و قال له رجل: اني لاحبك في الله حبا شديدا فنكس رأسه ثم قال: اللهم اني اعوذ بك ان احب فيك و انت لي مبغض ثم قال له احبك الذي تحبني فيه. و قال (ع): ان الله ليبغض البخيل و السائل الملحف. و قال: رب مغرور مفتون يصبح لاهيا ضاحكا يأكل و يشرب و هو لا يدري لعله قد سبقت له من الله سخطة يصلي بها نار جهنم. و قال (ع): ان من اخلاق المؤمن الانفاق علي قدر الاقتار، و التوسع علي قدر التوسع، و انصاف الناس من نفسه و ابتداؤه اياهم بالسلام. و قال (ع): ثلاث منجيات للمؤمن: كف لسانه عن الناس و اغتيابهم و اشغاله نفسه بما ينفعه لآخرته و دنياه، و طول البكاء علي خطيئته. و قال (ع): نظر المؤمن في وجه اخيه المؤمن للمودة و المحبة له عبادة. و قال (ع): ثلاث من كن فيه من المؤمنين كان في كنف الله و أظله الله يوم القيامة في ظل عرشه، و آمنه من فزع اليوم الاكبر: من اعطي الناس من نفسه ما هو سائلهم لنفسه و رجل لم يقدم يدا و لا رجلا حتي يعلم انه في طاعة الله قدمها او في معصيته، و رجل لم يعب اخاه بعيب حتي يترك ذلك العيب من نفسه و كفي بالمرء شغلا بعيبه لنفسه عن عيوب الناس. و قال (ع): ما من شي‌ء احب الي الله بعد معرفته من عفة بطن و فرج، و ما شي‌ء احب الي الله من ان يسأل. و قال لابنه محمد عليهماالسلام: افعل الخير الي كل من طلبه منك فان كان اهله فقد اصبت موضعه و ان لم يكن بأهل كنت انت اهله و ان شتمك رجل عن يمينك ثم تحول الي يسارك و اعتذر اليك فاقبل عذره. و قال (ع): مجالسة الصالحين داعية الي الصلاح و أدب العلماء زيادة في العقل، و طاعة ولاة الامر (العدل خ ل) تمام العز، و استنماء المال تمام المروءة و ارشاد المستشير قضاء لحق النعمة و كف الاذي من كمال العقل و فيه راحة للبدن عاجلا و آجلا. و قال (ع): سبحان من جعل الاعتراف بالنعمة له حمدا، سبحان من جعل الاعتراف بالعجز عن الشكر شكرا «اه». [ صفحه 234]

المنقول من تذكرة ابن‌حمدون

في كشف الغمة: مما اورده محمد بن الحسن بن حمدون في كتاب التذكرة من كلامه (ع) قال: لا يهلك مؤمن بين ثلاث خصال شهادة ان لا اله الا الله وحده لا شريك له و شفاعة رسول الله (ص) وسعة رحمة الله عزوجل. خف الله عزوجل لقدرته عليك و استحي منه لقربه منك و اذا صليت فصل صلاة مودع و اياك و ما تعتذر منه و خف الله خوفا ليس بالتعذير. و قال عليه‌السلام اياك و الابتهاج بالذنب فان الابتهاج به اعظم من ركوبه «اه».

المنقول من تذكرة الخواص

قال عليه‌السلام: ان قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد و ان قوما عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار و ان قوما عبدوه شكرا فتلك عبادة الاحرار. و كان يقول: عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالامس نطفة و هو غدا جيفة و عجبت لمن شك في الله و هو يري عجائب مخلوقاته و عجبت لمن يشك في النشأة الاخري و هو يري النشأة الاولي و عجبت لمن عمل لدار الفناء و ترك دار البقاء.

المنقول من الفصول المهمة

في الفصول المهمة: من كلامه عليه‌السلام: ضل من ليس له حكيم يرشده و ذل من ليس له سفيه يعضده. و قال: اربع لهن ذل: البنت و لو مريم و الدين ولو درهم و الغربة ولو ليلة و السؤال و لو اين الطريق، و قال عليه‌السلام عجبب لمن يحتمي من الطعام لمضرته كيف لا يحتمي من الذنب لمعرته، و قال عليه‌السلام من ضحك ضحكة مج من عقله مجة علم، و قال عليه‌السلام ان الجسد اذا لم يمرض اشر و لا خير في جسد يأشر، و قال عليه‌السلام من قنع بما قسم الله له فهو من اغني الناس و عنه عليه‌السلام يرفعه الي النبي (ص) قال انتظار الفرج عبادة و من رضي بالقليل من الرزق رضي الله منه القليل من العمل «اه».

حكم و مواعظ متفرقة

في حلية الاولياء بالاسناد عن جعفر بن محمد عن ابيه عن علي بن الحسين عليهماالسلام: فقد الاحبة غربة. و روي الشيخ في الامالي بسنده قيل لعلي بن الحسين كيف اصبحت يا ابن‌رسول الله؟ قال: اصبحت مطلوبا بثمان: الله تعالي يطلبني بالفرائض و النبي (ص) بالسنة و العيال بالقوت و النفس بالشهوة و الشيطان باتباعه و الحافظان بصدق العمل و ملك الموت بالروح [ صفحه 235] و القبر بالجسد فأنا بين هذه الخصال مطلوب «اه». و في كشف الغمة سمع رجلا كان يغشاه يذكر رجلا بسوء فقال اياك و الغيبة فانها ادام كلاب النار. و في حياة الحيوان: مات لرجل ولد مسرف علي نفسه فجزع عليه فقال له علي بن الحسين عليهماالسلام ان من وراء ولدك خلالا ثلاثا شهادة ان لا اله الا الله و شفاعة رسول الله (ص) و رحمة الله.

ادعيته

منتخبات من ادعية الصحيفة الكاملة

من دعائه في التحميد لله عزوجل و الثناء عليه

الحمد لله الاول بلا اول كان قبله و الآخر بلا آخر يكون بعده الذي قصرت عن رؤيته ابصار الناظرين و عجزت عن نعته اوهام الواصفين ابتدع بقدرته الخلق ابتداعا و اخترعهم علي مشيئته اختراعا ثم سلك بهم طريق ارادته و بعثهم في سبيل محبته لا يملكون تأخيرا عما قدمهم اليه و لا يستطيعون تقدما الي ما اخرهم عنه و الحمد لله علي ما عرفنا من نفسه و الهمنا من شكره و فتح لنا من ابواب العلم بربوبيته و دلنا عليه من الاخلاص له في توحيده و جنبنا من الالحاد و الشك في امره و الحمد لله الذي اختار لنا محاسن الخلق و اجري علينا طيبات الرزق و جعل لنا الفضيلة بالملكة علي جميع الخلق فكل خليقته منقادة لنا بقدوته و صائرة الي طاعتنا بعزته و الحمد لله الذي ركب فينا آلات البسط و جعل لنا ادوات القبض و متعنا بارواح الحياة و اثبت فينا جوارح الاعمال و غذانا بطيبات الرزق و اغنانا بفضله و اقنانا بمنه ثم امرنا ليختبر طاعتنا و نهانا ليبتلي شكرنا فخالفنا عن طريق امره و ركبنا متون زجره فلم يبتدرنا بعقوبته و لم يعاجلنا بنقمته بل تأنانا برحمته تكرما و انتظر مراجعتنا برأفته حلما لقد وضع عنا ما لا طاقة لنا به و لم يكلفنا الا وسعا و لم يجشمنا الا يسرا و لم يدع لاحد منا حجة و لا عذرا حمدا لا منتهي لحده و لا حساب لعدده و لا مبلغ لغايته و لا انقطاع الامده حمدا يكون وصلة الي طاعته و عفوه و سببا الي رضوانه و ذريعة الي مغفرته و طريقا الي جنته و خفيرا من نقمته و عونا علي تأدية حقه و وظائفه. [ صفحه 236]

من دعائه في الصلاة علي رسول الله

اللهم فصل علي محمد و آل محمد امينك علي وحيك و نجيبك من خلقك و صفيك من عبادك امام الرحمة و قائد الخير و مفتاح البركة كما نصب لامرك نفسه و عرض فيك للمكروه بدنه و كاشف في الدعاء اليك حامته و حارب في رضاك اسرته و قطع في احياء دينك رحمه و اقصي الادنين علي جحودهم و قرب الاقصين علي استجابتهم لك و والي فيك الابعدين و عادي فيك الاقربين و ادأب نفسه في تبيلغ رسالتك و اتعبها بالدعاء الي ملتك و شغلها بالنصح لاهل دعوتك و هاجر الي بلاد الغربة و محل النأي عن موطن رحله و موضع رجله و مسقط رأسه و مأنس نفسه ارادة منه لاعزاز دينك و استنصارا علي اهل الكفر بك حتي استتب له ما حاول في اعدائك و استتم له ما دبر في اوليائك فنهد اليهم مستفتحا بعونك و متقويا علي ضعفه بنصرك فغزاهم في عقر ديار هم و هجم عليهم في بحبوحة قرارهم حتي ظهر امرك و علت كلمتك ولو كره المشركون اللهم فارفعه بما كدح فيك الي الدرجة العليا من جنتك حتي لا يساوي في منزلة و لا يكافأ في مرتبة و لا يوازيه لديك ملك مقرب و لا نبي مرسل و عرفه في اهله الطاهرين و امته المؤمنين من حسن الشفاعة اجل ما وعدته يا نافذ العدة يا وافي القول يا مبدل السيئات باضعافها من الحسنات انك ذو الفضل العظيم.

من دعائه في الصلاة علي اتباع الرسل و الصحابة و التابعين

اللهم و اتباع الرسل و مصدقوهم من اهل الارض بالغيب في كل دهر و زمان ارسلت فيه رسولا و اقمت لاهله دليلا من لدن آدم عليه‌السلام الي محمد (ص) من ائمة الهدي وقادة اهل التقي علي جميعهم‌السلام فاذكر هم منك بمغفرة و رضوان اللهم و اصحاب محمد (ص) خاصة الذين احسنوا الصحابة و الذين ابلوا البلاء الحسن في نصره و كانفوه و اسرعوا الي وفادته و سابقوا الي دعوته و استجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته و فارقوا الازواج و الاولاد في اظهار كلمته و قاتلوا الآباء و الابناء في تثبيت نبوته و الذين هجرتهم العشائر اذ تعلقوا بعروته و انتفت منهم القرابات اذ سكنوا في ظل قرابته فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك و فيك و اشكرهم علي هجر هم فيك ديار قومهم و خروجهم من سعة المعاش الي ضيقه اللهم و اوصل الي التابعين لهم باحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا و لا خواننا الذين سبقونا بالايمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انت رؤوف رحيم خيز [ صفحه 237] جزائك الذين قصدوا سمتهم و تحروا و جهتهم و مضوا علي شاكلتهم لم يثنهم ريب في بصيرتهم و لم يختلجهم شك في قفو آثارهم و الائتمام بهداية منارهم مكانفين و موازرين لهم يدينون بدينهم و يهتدون بهديهم اللهم وصل علي التابعين من يومنا هذا الي يوم الدين و علي ازواجهم و علي ذرياتهم و علي من اطاعك منهم صلاة تعصمهم بها من معصيتك و تفسح لهم بها في رياض جنتك.

من دعائه في‌الصباح و المساء

الحمد لله الذي خلق الليل و النهار بقوته و ميز بينهم بقدرته و جعل لكل واحد منهما حدا محدودا و أمدا ممدودا يولج كل واحد منهما في صاحبه و يولج صاحبه فيه بتقدير منه للعباد فخلق لهم الليل ليسكنوا فيه من حركات التعب و نهضات النصب و جعله لباسا ليلبسوا من راحته و منامه فيكون ذلك لهم جماما و قوة و لينالوا به لذة و شهوة و خلق لهم النهار مبصرا ليبتغوا فيه من فضله و ليستببوا الي رزقه و يسرحوا في أرضه طلبا لما فيه نيل العاجل من دنياهم و درك الآجل في أخراهم بكل ذلك يصلح شأنهم و يبلو أخبارهم و ينظر كيف هم في أوقات طاعته و منازل فروضه و مواقع احكامه ليجزي الذين اساؤوا بما عملوا و يجزي الذين احسنوا بالحسني اللهم فلك الحمد علي ما فلقت لنا من الاصباح و متعتنا به من ضوء النهار و بصرتنا به من مطالب الاقوات و وقيتنا فيه من طوارق الآفات أصبحنا و أصبحت الاشياء كلها بجملتها لك سماؤها و ارضها و ما بثثت في كل واحد منهما ساكنه و متحركه و مقيمه و شاخصه و ما علا في الهواء و ما كن تحت الثري أصبحنا في قبضتك يحوينا ملكك و سلطانك و تضمنا مشيئتك و نتصرف عن امرك و نتقلب في تدبيرك ليس لنا من الامر الا ما قضيت و لا من الخير الا ما اعطيت اللهم و هذا يوم حادث جديد و هو علينا شاهد عتيد ان احسنا و دعنا بحمد و ان أسأنا فارقنا بذم اللهم صل علي محمد و آله و ارزقنا حسن مصاحبته و اعصمنا من سوء مفارقته بارتكاب جريرة أو اقتراف صغيرة او كبيرة اللهم صل علي محمد و آله و اجزل لنا فيه من الحسنات و اخلنا فيه من السيئات و املأ لنا ما بين طرفيه حمدا و شكرا و اجرا و ذخرا و فضلا و احسانا اللهم صل علي محمد و آله و يسر علي الكرام الكاتبين مؤنتنا و املأ لنا من حسناتنا صحائفنا و لا تخزنا عندهم بسوء اعمالنا اللهم صل علي محمد و آله و اجعل لنا في كل ساعة من ساعاته حظا من عبادتك و نصيبا من شكرك و شاهد صدق من ملائكتك اللهم صل علي محمد و آله و احفظنا فيه من بين ايدينا [ صفحه 238] و من خلفنا و عن ايماننا و عن شمائلنا و من جميع نواحينا حفظا عاصما من معصيتك هاديا الي طاعتك مستعملا لمحبتك اللهم صل علي محمد و آله و وفقنا في يومنا هذا و ليلتنا هذه و في جميع ايامنا لاستعمال الخير و هجران الشر و شكر النعم و اتباع السنن و مجانبة البدع و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و حياطة الاسلام و اجلاله و انتقاض الباطل و اذلاله و نصرة الحق اعزازه و ارشاد الضال و معاونة الضعيف و ادراك اللهيف.

من دعائه لاهل الثغور

اللهم صل علي محمد و آله و حصن ثغور المسلمين بعزتك و أيد حماتها بقوتك و اسبغ عطاياهم من جدتك اللهم صل علي محمد و آله و كثر عدتهم و اشحذ اسلحتهم و احرس حوزتهم و امنع حومتهم و الف جمعهم و دبر امرهم و اعضدهم بالنصر و اعنهم بالصبر و الطف لهم في المكر اللهم صل علي محمد و آله و انسهم عند لقائهم العدو ذكر دنياهم الخداعة الغرور و امح عن قلوبهم خطرات المال الفتون و اجعل الجنة نصب اعينهم حتي لا يهم احد منهم بالادبار و لا يحدث نفسه عن قرنه بفرار اللهم افلل بذلك عدوهم و اقلم عنه اظفارهم اللهم و ايما غاز غزاهم من اهل ملتك او مجاهد جاهدهم من اتباع سنتك ليكون دينت الاعلي و حزبك الاقوي و حظك الاوفي فلقه اليسر و هي‌ء له الامر و توله بالنجح و افرغ عليه الصبر و سهل له النصر و تخير له الاصحاب و استقوله الظهر و اسبغ عليه في النفقة و متعه بالنشاط و أنسه ذكر الاهل و الولد و توله بالعافية و اصحبه السلامة و اعفه عن الجبن و ألهمه الجرأة و ارزقه الشدة و ايده بالنصرة و اجعل فكره و ذكره و ظعنه و اقامته فيك ولك.

دعاؤه في الاعتذار من التقصير في حقوق العباد

اللهم اني اعتذر اليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره و من معروف أسدي الي فلم اشكره و من مسي‌ء اعتذر الي فلم أعذره و من ذي فاقة سألني فلم اوثره و من حق ذي حق لزمني لمؤمن فلم أوفره و من عيب مؤمن ظهر لي فلم استره و من كل اثم عرض لي فلم اهجره فصل علي محمد و آله و اجعل ندامتي علي ما وقعت فيه من الزلات و عزمي علي ترك ما يعرض لي من السيئات توبة توجب لي محبتك يا محب التوابين آمين رب العالمين و صلي الله عليه محمد و آله الطاهرين. [ صفحه 239]

من دعائه في طلب المغفرة لمن ظلمه

اللهم صل علي محمد و آله و اكسر شهوتي عن كل محرم و از و حرصي عن كل مأثم و امنعني عن اذي كل مؤمن و مؤمنة و مسلم و مسلمة اللهم و أيما عبد نال مني ما حظرت عليه و انتهك مني ما حجرت عليه فاغفر له ما ألم به مني و اجعل ما سمحت به من العفو عنهم و تبرعت به من الصدقة عليهم في ازكي صدقات المتصدقين و أعلي صلات المتقربين و عوضني من عفوي عنهم عفوك حتي يسعد كل واحد منا بفضلك و ينجو كل منا بمنك اللهم و ايما عبد من عبيدك أدركه مني درك او مسه من ناحيتي اذي او لحقة بي او بسببي ظلم ففته بحقه او سبقته بمظلمته فصل علي محمد و آله و ارضه عني من وجدك و اوفه حقه من عندك ثم قني ما يوجب له حكمك و خلصني مما يحكم به عدلك فان قوتي لا تستقل بنقمتك و ان طاقتي لا تنهض بسخطك فانك ان تكافني بالحق تهلكني و ان لا تغمدني برحمتت توبقني

من دعائه اذا دخل شهر رمضان

الحمد لله الذي هدانا لحمده و جعلنا من اهله و الحمد لله الذي حبانا بدينه و زيننا بيقينه و سبلنا في سبل احسانه و الحمد لله الذي جعل من تلك السبل شهره شهر رمضان شهر الصيام و شهر الاسلام و شهر الطهور و شهر التمحيص و شهر القيام الذي انزل فيه القرآن هدي للناس و بينات من الهدي و الفرقان فأبان فضيلته علي سائر الشهور بما جعل له من الحرمات الموفورة و الفضائل المشهورة فحرم فيه ما احل في غيره اعظاما و حجر فيه المطاعم و المشارب اكراما. ثم فضل ليلة واحدة من لياليه علي ليالي الف شهر و سماها ليلة القدر. اللهم صلي علي محمد و آله و ألهمنا معرفة فضله و اجلال حرمته و التحفظ مما حظرت فيه و أعنا علي صيامه بكف الجوارح عن معاصيك و استعمالها فيه بما يرضيك حتي لا نصغي بأسماعنا الي لغو و لا نسرع بأبصارنا الي لهو حتي لا نبسط ايدينا الي محظور و لا نخطو بأقدامنا الي محجور و حتي لا تعي بطوننا الا ما احللت و لا تنطق ألسنتنا الا بما مثلت و لا نتكلف الا ما يدني من ثوابك و لا نتعاطي الا الذي يقي من عقابك ثم خلص ذلك كله من رئاء المرائين و سمعة المسمعين لا نشرك فيه احدا دونك و لا نبتغي فيه مرادا سواك اللهم صل علي محمد و آله وقفنا فيه علي مواقيت الصلوات الخمس بحدودها التي حددت و فروضها التي فرضت و وظائفها التي وظفت و اوقاتها التي وقت و انزلنا فيها منزلة المصيبين لمنازلها الحافظين [ صفحه 240] لأركانها المؤدين لها في اوقاتها علي ما سنه محمد عبدك و رسولك صلواتك عليه و آله في ركوعها و سجودها و جميع فواصلها علي أتم الطهور و أصبغه و أبين الخشوع و أبلغه و وفقنا فيه لان نصل أرحامنا بالبر و الصلة و ان نتعاهد جيراننا بالافضال و العطية و ان نخلص اموالنا من الشبهات و التبعات و ان نطهرها باخراج الزكاة و ان نراجع من هاجرنا و ان ننصف من ظلمنا و ان نسالم من عادانا حاشا من عودي فيك و لك فانه العدو الذي لانو اليه و الحزب الذي لا نصافيه و ان نتقرب اليك فيه من الاعمال الزاكية بما تطهرنا به من الذنوب و تعصمنا فيه مما نستأنف من العيوب حتي لا يورد عليك احد من ملائكتك الا دون ما نورد من ابواب الطاعة لك و انواع القربة اليك.

من دعائه في وداع شهر رمضان

اللهم يا من لا يرغب في الجزاء و يا من لا يندم علي العطاء و يا من لا يكافي‌ء عبده علي السواء منتك ابتداء و عفوك تفضل و عقوبتك عدل ان اعطيت لم تشب عطاءك بمن و ان منعت لم يكن منعك تعديا تشكر من شكرك و انت ألهمته شكرك و تكافي‌ء من حمدك و انت علمته حمدك تستر علي من لو شئت فضحته و تجود علي من لو شئت منعته و كلاهما اهل منك للفضيحة و المنع غير انك بنيت افعالك علي التفضل و اجريت قدرتك علي التجاوز و تلقيت من عصاك بالحلم و أمهلت من قصد لنفسه بالظلم، انت الذي فتحت لعبادك بابا الي عفوك و سميته التوبة و جعلت علي ذلك الباب دليلا من وحيك لئلا يضلوا عنه فقلت تبارك اسمك توبوا الي الله توبة نصوحا عسي ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم و يدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار يوم لا يخزي الله النبي و الذين امنوا معه نورهم يسعي بين ايديهم و بأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا و اغفر لنا انك علي كل شي‌ء قدير فما عذر من اغفل دخول ذلك المنزل بعد فتح الباب و اقامة الدليل عليه و انت الذي زدت في السوم علي نفسك لعبادك فقلت تبارك اسمك و تعاليت من جاء بالحسنه فله عشر امثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزي الا مثلها و قلت مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة و الله يضاعف لمن يشاء و قلت من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة و ما انزلت من نظائرهن في القرآن من تضاعيف الحسنات اللهم و انت جعلت من صفايا تلك الوظائف و خصائص تلك الفروض شهر رمضان الذي اختصصته من سائر الايام و الشهور و تخيرته من جميه الازمنة و الدهور و آثرته علي كل [ صفحه 241] اوقات السنة بما انزلت فيه من القرآن و النور و ضاعفت فيه من الايمان و فرضت فيه من الصيام و رغبت فيه من القيام و اجللت فيه من ليلة القدر التي هي خير من الف شهر ثم آثرتنا به علي سائر الامم و اصطفيتنا بفضله دون اهل الملل فصمنا بأمرك نهاره و قمنا بعونك ليله متعرضين بصيامه و قيامه لما عرضتنا له من رحمتك و قد اقام فينا هذا الشهر مقام حمد و صحبنا صحبة مبرور ثم قد فارقنا عند تمام وقته و انقطاع مدته و وفاء عدده فنحن مودعوه وداع من عز فراقه علينا و غمنا و أوحشنا انصرافه عنا و لزمنا له الذمام المحفوظ و الحرمة المرعية و الحق المقضي فنحن قائلون السلام عليك يا شهر الله الاكبر و يا عيد أوليائه الاعظم السلام عليك يا اكرم مصحوب من الاوقات و يا خير شهر في الايام و الساعات السلام عليك من شهر قربت فيه الآمال و نشرت فيه الاعمال و زكيت فيه الاموال السلام عليك من قرين جل قدره موجودا و أفجع فقده مفقودا و مرجو آلم فراقه السلام عليك من مجاور رقت فيه القلوب و قلت فيه الذنوب السلام عليك من ناصر اعان علي الشيطان و صاحب سهل سبل الاحسان السلام عليك ما اكثر عتقاء الله فيك و ما اسعد من رعي حرمتك بك السلام عليك ما كان امحاك الذنوب و استرك لانواع العيوب السلام عليك من شهر لا تنافسه الايام السلام عليك من شهر هو من كل امر سلام السلام عليك غير كريه المصاحبة و لا ذميم الملابسة السلام عليك كما وفدت علينا بالبركات و غسلت عنا دنس الخطيئات السلام عليك غير مودع بر ما و لا متروك صيامه سأما السلام عليك من مطلوب قبل وقته و محزون عليه قبل فوته السلام عليك كم من سوء صرف بك عنا و كم من خير افيض بك علينا السلام عليك و علي ليلة القدر التي هي خير من الف شهر السلام عليك ما كان أحرصنا بالامس عليك و اشد شوقنا غدا اليك السلام عليك و علي فضلك الذي حرمناه و علي ماض من بركاتك سلبناه اللهم صل علي محمد و آله و اجبر مصيبتنا بشهرنا و بارك لنا في يوم عيدنا و فطرنا و اجعله من خير يوم مر علينا اجلبه لعفو و أمحاه لذنب و اغفر لنا ما خفي من ذنوبنا و ما علن اللهم انا نتوب اليك في يوم فطرنا الذي جعلته للمؤمنين عيدا و سرورا و لاهل ملتك مجمعا و محتشدا من كل ذنب اذنبناه او سوء اسلفناه او خاطر شر اضمرناه توبة من [ صفحه 242] لا ينطوي علي رجوع الي ذنب و لا يعود بعدها في خطيئة توبة نصوحا خلصت من الشك و الارتياب فتقبلها منا و ارض عنا و ثبتنا عليها.

من دعائه في مكارم الاخلاق

اللهم صل علي محمد و آل محمد و اكفني ما يشغلني الاهتمام به و استعملني بما تسألني غدا عنه و استفرغ ايامي فيما خلقتني له و اغنني و اوسع علي في رزقك و لا تفتني بالبطر و اعزني و لا تبتلني بالكبر و عبدني لك و لا تفسد عبادتي بالعجب و اجر للناس علي يدي الخير و لا تمحقه بالمن وهب لي معالي الاخلاق و اعصمني من الفخر اللهم صل علي محمد و آله و لا ترفعني في الناس درجة الا حططتني عند نفسي مثلها و لا تحدث لي عزا ظاهرا الا احدثت لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها اللهم لا تدع خصلة تعاب مني الا اصلحتها و لا عائبة اؤنب بها الا احسنتها و لا اكرومة في ناقصة الا اتممتها اللهم صل علي محمد و آل محمد و اجعل لي يدا علي من ظلمني و لسانا علي من خاصمني و ظفرا بمن عاندني وهب لي مكرا علي من كايدني و قدرة علي من اضطهدني و سلامة ممن توعدني و وفقني لطاعة من سددني و متابعة من ارشدني اللهم صل علي محمد و آل محمد و سددني لان اعارض من غشني بالنصح و اجزي من هجرني بالير و اثيب من حرمني بالبذل و اكافي من قطعني بالصلة و اخالف من اغتابني الي حسن الذكر و ان اشكر الحسنة و اغضي عن السيئة اللهم صل علي محمد و آله و حلني بحلية الصالحين و البسني زينة المتقين في بسط العدل و كظم الغيظ و اطفاء النائرة و ضم اهل الفرقة و اصلاح ذات البين و افشاء العارقة و ستر العائبة و لين العريكة و خفض الجناح و حسن السيرة و سكون الريح و طيب المخالقة و السبق الي الفضيلة و ايثار التفضل و ترك التعيير و الافضال علي غير المستحق و القول بالحق و ان عز و استقلال الخير و ان كثر من قولي و فعلي و استكثار الشر و ان قل من قولي و فعلي و اكمل ذلك لي بدوام الطاعة و لزوم الجماعة و رفض اهل البدع و مستعملي الرأي المخترع اللهم صل علي محمد و آل محمد و اجعلني اصول بك عند الضرورة و اسألك عند الحاجة و اتضرع اليك عند المسكنة و لا تفتني بالاستعانة بغيرك اذا اضطررت و لا بالخضوع لسؤال غيرك اذا افتقرت فاستحق بذلك خذلانك و منعك و اعراضك يا ارحم الراحمين اللهم اجعل [ صفحه 243] ما يلقي الشيطان في روعي من التمني و التظني و الحسد ذكرا لعظمتك و تفكرا في قدرتك و تدبيرا علي عدوك و ما اجري علي لساني من لفظة فحش او هجر او شتم عرض او شهادة باطل او اغتياب مؤمن غائب او سب حاضر و ما اشبه ذلك نطقا بالحمد لك و اغراقا في الثناء عليك و ذهابا في تمجيدك و شكرا لنعمتك و اعترافا باحسانك و احصاء لمنتك اللهم صل علي محمد و آله و لا اظلمن و انت مطيق للدفع عني و لا اظلمن و انت القادر علي القبض مني و لا اضلن و قد امكنتك هدايتي و لا افتقرن و من عندك وسعي و لا اطغين و من عندك و جدي اللهم و انطقني بالهدي و الهمني التقوي و وفقني للتي هي ازكي و استعملني بما هو ارضي اللهم اسلك بي الطريقة المثلي و اجعلني علي ملتك اموت و احيا اللهم صل علي محمد و آله و متعني بالاقتصاد و اجعلني من اهل السداد و من ادلة الرشاد و من صالحي العباد و ارزقني فوز المعاد و سلامة المرصاد اللهم صل علي محمد و آله و امنعني من السرف و حصن رزقي من التلف و أصب بي سبيل الهداية للبر فيما انفق منه اللهم صل علي محمد و آله و صن وجهي باليسار و لا تبتذل جاهي بالاقتار فاسترزق اهل رزقك و استعطي شرار خلقك فافتتن بحمد من اعطاني و ابتلي. بذم من منعني و انت من دونهم ولي الاعطاء و المنع اللهم صل علي محمد و آله و ارزقني صحة في عبادة و فراغا في زهادة و علما في استعمال و ورعا في اجمال.

دعاؤه في الاستعاذة من المكاره و سي‌ء الاخلاق و مذام الافعال

اللهم اني اعوذ بك من هيجان الحرص و سورة الغضب و غلبة الحسد و ضعف الصبر و قلة القناعة و شكاسة الخلق و الحاح الشهوة و ملكة الحمية و متابعة الهوي و سنة الغفلة و تعاطي الكلفة و ايثار الباطل علي الحق و الاصرار علي المآثم و استصغار المعصية و استكبار الطاعة و مباهاة المكثرين و الازراء بالمقلين و سوء الولاية لمن تحت ايدينا و ترك الشكر لمن اصطنع العارفة عندنا و ان نعضد ظالما او نخذل ملهوفا او نروم ما ليس لنا بحق او نقول في العلم بغير علم و نعوذ بك ان ننطوي علي غش احد و ان نعجب باعمالنا و نعوذبك من سوء السريرة و احتقار الصغيرة و ان يستحوذ علينا الشيطان او ينكبنا الزمان او يتهضمنا السلطان و نعوذ [ صفحه 244] بك من تناول الاسراف و من فقدان الكفاف و نعوذ بك من شماتة الاعداء و من الفقر الي الاكفاء و من معيشة في شدة و ميتة علي غير عدة و نعوذ بك من الحسرة العظمي و المصيبة الكبري و اشقي الشقاء و سوء المآب و حرمان الثواب و حلول العقاب اللهم صل علي محمد وآله و اعذني من كل ذلك برحمتك و جميع المؤمنين و المؤمنات يا ارحمن الراحمين.

من دعائه في طلب التوبة

اللهم يا من لا يصفه نعت الواصفين و يا من لا يجاوزه رجاء الراجين هذا مقام من تداولته ايدي الذنوب و قادته ازمة الخطايا حتي اذا انفتح له بصر الهدي و تقشعت عنه سحائب العمي فرأي كبير عصيانه كبيرا و جليل مخالفته جليلا فأمك بطمعه يقينا و قصدك بخوفه اخلاصا و استغاث بك من عظيم ما وقع به في علمك من ذنوب ادبرت لذاتها فذهبت و اقامت تبعاتها فلزمت لا ينكر يا الهي عدلك ان عاقبته و لا يستعظم عفوك ان عفوت عنه و رحمته فها انا ذا قد جئتك مطيعا لامرك فيما امرت به من الدعاء متنجزا وعدك فيما وعدت به من الاجابة اذ تقول ادعوني استجب لكم اللهم اني اتوب اليك في مقامي هذا من كبائر ذنوبي و صغائرها و بواطن سيئاتي و ظواهرها و سوالف زلاتي و حوادثها توبة من لا يحدث نفسه بمعصية و لا يضمر ان يعود بعدها في خطيئة و قد قلت يا الهي في محكم كتابك انك تقبل التوبة عن عبادك و تعفو عن السيئات و تحب التوابين فاقبل توبتي كما وعدت و اعف عن سيئاتي كما ضمنت و اوجب لي محبتك كما شرطت و لك يا رب شرطي ان لا اعود في مكروهك و ضماني ان لا ارجع في مذموك و عهدي ان اهجر جميع معاصيك اللهم و انه لا وفاء لي بالتوبة الا بعصمتك و لا استمساك بي عن الخطايا الا عن قوتك فقوني بقوة كافية و تولني بعصمة مانعة اللهم و ايما عبد من عبادك تاب اليك و هو في علم الغيب عندك فاسخ لتوبته و عائد في ذنبه و خطيئته فاني اعوذ بك ان اكون كذلك فاجعل توبتي هذه توبة موجبة لمحو ما سلف و السلامة فيما بقي اللهم و اني اتوب اليك من كل ما خالف ارادتك او زال عن محبتك من خطرات قلبي و لحظات عيني و حكايات لساني نوبة تسلم بها من كل جارحة علي حيالها من تبعاتك و تأمن مما يخاف المعتدون من اليم سطواتك اللهم ان يكن الندم توبة اليك فانا اندم النادمين و ان يكن الترك لمعصيتك انابة فانا اول المنيبين و ان يكن الاستغفار حطة للذنوب فاني لك من المستغفرين. [ صفحه 245]

منتخبات من غير الصحيفة الكاملة

من دعاء السحر الطويل في شهر رمضان. الهي لا تؤدبني بعقوبتك و لا تمكر بي في حيلتك من اين لي الخير يا رب و لا يوجد الا من عندك و من اين لي النجاة و لا تستطاع الا بك لا الذي احسن استغني عن عونك و رحمتك و لا الذي اساء و اجترأ عليك و لم يرضك خرج عن قدرتك بك عرفتك و انت دللتني عليك و دعوتني اليك ولو لا انت لم ادر ما انت الحمد لله الذي ادعوه فيجيبني و ان كنت بطيئا حين يدعوني و الحمد لله الذي اسأله فيعطيني و ان كنت بخيلا حين يستقرضني و الحمد لله الذي اناديه كلما شئت لحاجتي و اخلو به حيث شئت لسري بغير شفيع فيقضي لي حاجتي و الحمد لله الذي ادعوه و لا ادعو غيره و لو دعوت غيره لم يستجب لي دعائي و الحمد لله الذي ارجوه و لا ارجو غيره و لو رجوت غيره لا خلف رجائي و الحمد لله الذي وكلني اليه فاكرمني و لم يكلني الي الناس فيهينوني و الحمد لله الذي تحبب الي و هو غني عني و الحمد لله الذي يحلم عني حتي كأني لا ذنب لي فربي احمد شي‌ء عندي و احق بحمدي اي رب جللني بسترك و اعف عن توبيخي بكرم وجهك فلو اطلع اليوم علي ذنبي غيرك ما فعلته ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته لا لأنك اهون الناظرين الي و اخف المطلعين علي بل لأنك يا رب خير الساترين و احكم الحاكمين و اكرم الاكرمين يا حليم يا كريم يا حي يا قيوم يا غافر الذنب يا قابل التوب يا عظيم المن يا قديم الاحسان اين سترك الجميل اين عفوك الجليل اين فرجك القريب اين غياثك السريع اين رحمتك الواسعة اين عطاياك الفاضلة اين مواهبك الهنيئة اين صنائعك السنية اين فضلك العظيم اين منك الجسيم اين احسانك القويم اين كرمك يا كريم لسنا نتكل في النجاة من عقابك علي اعمالنا بل بفضلك علينا لانك اهل التقوي و اهل المغفرة تبتدي‌ء بالاحسان نعما و تعفو عن الذنب كرما فما ندري ما نشكر اجميل ما تنشر ام قبيح ما تستر ام عظيم ما ابليت و اوليت ام كثير ما منه نجيت و عافيت و اي جهل يا رب لا يسعه جودك و اي زمان اطول من اناتك فوعزتك يا سيدي لو انتهرتني ما برحت عن بابك و لا كففت عن تملقك لما انتهي الي من المعرفة بجودك و كرمك يا غفار بنورك اهتدينا و بفضلك [ صفحه 246] استغنينا و بنعمتك اصبحنا و امسينا ذنوبنا بين يديك نستغفرك اللهم منها و نتوب اليك تتحبب الينا بالنعم و نعارضك بالذنوب خيرك الينا نازل و شرنا اليك صاعد و لم يزل و لا يزال ملك كريم يأتيك عنا بعمل قبيح فلا يمنعك ذلك من ان تحوطنا بنعمتك و تتفضل علينا بآلائك فسبحانك ما احلمك و اعظمك و اكرمك مبدئا و معيدا سيدي انا الصغير الذي ربيته و انا الجاهل الذي علمته و انا الضال الذي هديته و انا الوضيع الذي رفعته و انا الخائف الذي آمنته و انا الجائع الذي اشبعته و انا العطشان الذي ارويته و انا العاري الذي كسوته و انا الفقير الذي اغنيته و انا الضعيف الذي قويته و انا الذليل الذي اعززته و انا السقيم الذي شفيته و انا السائل الذي عطيته و انا المذنب الذي سترته و انا الخاطي‌ء الذي اقلته و انا القليل الذي كثرته و انا المستضعف الذي نصرته و انا الطريد الذي آويته انا يا رب الذي لم استحيك في الخلاء و لم اراقبك في الملأ انا صاحب الدواهي العظمي انا الذي علي سيده اجترأ انا الذي عصيت جبار السماء انا الذي امهلتني فما ارعويت و سترت علي فما استحييت و عملت بالمعاصي فتعديت و اسقطتني من عينك فما باليت فبحلمك امهلتني و بسترك سترتني حتي كأنك استحييتني الهي لم اعصك حين عصيتك و انا لربوبيتك جاحد و لا بامرك مستخف و لا لعقوبتك متعرض و لا بوعيدك متهاون و لكن خطيئة عرضت و سولت لي نفسي و غلبني هواي و اعانني عليها شقوتي و غرني سترك المرخي علي اللهم بذمة الاسلام اتوسل اليك و بحرمة القرآن اعتمد عليك و بحبي للنبي الامي القرشي الهاشمي العربي التهامي المكي المدني ارجو الزلفة لديك فلا توحش استئناس ايماني و لا تجعل ثوابي ثواب من عبد سواك فان قوما آمنوا بألسنتهم ليحقنوا به دماءهم فادركوا ما املوا و انا آمنا بك بألسنتنا و قلوبنا لتعفو عنا فأدركنا ما املنا و ثبت رجاءك في صدورنا و لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب فو عزتك لو انتهرتني ما برحت عن بابك و لا كففت عن تملقك لما الهم قلبي من المعرفة بكرمك وسعة رحمتك الي من يذهب العبد الا الي مولاه و الي من يلتجي‌ء المخلوق الا الي خالقه الهي لو قرنتني بالاصفاد و منعتني سيبك من بين الاشهاد و دللت علي فضائحي عيون العباد و امرت بي الي النار و حلت بيني و بين الابرار ما قطعت رجائي منك و لا صرفت وجه تأميلي للعفو عنك و لاخرج حبك من قلبي انا لا انسي اياديك عندي و سترك علي في [ صفحه 247] دار الدنيا فمن يكون اسوأ حالا مني ان انا نقلت علي مثل حالي الي قبري و لم امهده لرقدتي و لم افرشه بالعمل الصالح لضجعتي و مالي لا ابكي و لا ادري الي ما يكون مصيري و اري نفسي تخادعني و ايامي تخاتلني و قد خفقت عند رأسي اجنحة الموت فمالي لا ابكي ابكي لخروج نفسي ابكي لحلول رمسي ابكي لظلمة قبري ابكي لضيق لحدي ابكي لسؤال منكر و نكير اياي ابكي لخروجي من قبري عريانا ذليلا حاملا ثقلي علي ظهري انظر مرة عن يميني و مرة عن شمالي اذ الخلائق في شأن غير شأني لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة و وجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة و ذلة الهي ارحمني اذا انقطعت حجتي و كل عن جوابك لساني و طاش عند سؤالك اياك لبي الهي ان عفوت فمن اولي منك بالعفو و ان عذبت فمن اعدل منك في الحكم ارحم في هذه الدنيا غربتي و عند الموت كربتي و في القبر و حدتي و في اللحد وحشتي و اذا نشرت للحساب بين يديك ذل موقفي و ارحمني صريعا علي الفراش تقلبني ايدي احبتي و تفضل علي ممدودا علي المغتسل يغسلني صالح جيرتي و تحنن علي محمولا قد تناول الاقرباء اطراف جنازتي وجد علي منقولا قد نزلت بك وحيدا في حفرتي و ارحم في ذلك البيت الجديد غربتي الهي انت الذي تفيض سيبك علي من لا يسألك و علي الجاحدين بربوبيتك فكيف سيدي بمن سألك و ايقن ان الخلق لك و الامر اليك الهي انت الذي لا يحفيك سائل و لا ينقصك نائل انت كما تقول و فوق ما نقول اللهم اني أسألك صبرا جميلا و فرجا قريبا و قولا صادقا و اجرا عظيما اسألك يا رب يا من الخير كله ما علمت منه و ما لم اعلم اعطني سؤلي في نفسي و اهلي و والدي و ولدي و اهل حزانتي و اخواني فيك و ارغد عيشي و اظهر مروءتي و اصلح جميع احوالي و اجعلني ممن اطلت عمره و حسنت عمله و اتممت نعمتك عيه و رضيت عنه و احييته حياة طيبة في ادوم السرور و اسبغ الكرامة و اتم العيش انك تفعل ما تشاء و لا يفعل ما يشاء غيرك و لا تجعل شيئا مما اتقرب به اليك في آناء الليل و اطراف النهار رئاء و لا سمعة و لا اشرا و لا بطرا و اجعلني لك من الخاشعين اللهم اعطني السعة في الرزق و الأمن في الوطن و قرة العين في الاهل و المال و الولد و المقام في نعمك عندي و الصحة في الجسم و القوة في البدن و السلامة في الدين الهي و سيدي و عزتك و جلالك لئن طالبتني بذنوبي لاطالبنك بعفوك و لئن طالبتني بجرمي لاطالبنك بكرمك و لئن ادخلتني [ صفحه 248] النار لاخبرن اهل النار بحبي لك الهي و سيدي ان كنت لا تغفر الا لاوليائك و اهل طاعتك فالي من يفزع المذنبون و ان كنت لا تكرم الا اهل الوفاء بك فبمن يستغيث المسيئون الهي ان ادخلتني النار ففي ذلك سرور عدوك و ان ادخلتني الجنة ففي ذلك سرور نبيك و انا و الله اعلم ان سرور نبيك احب اليك من سرور عدوك اللهم اعظني بصيرة في دينك و فهما في حكمك و فقها في علمك و ورعا يحجزني عن معصيتك و بيض وجهي و اجعل رغبتي فيما عندك اللهم اني اعوذ بك من الكسل و الفشل و الهم و الجبن و البخل و الغفلة و الفسوة و الذلة و المسكنة و الفقر و الفاقة و كل بلية و الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و اعوذ بك من نفس لا تقنع و بطن لا يشبع و قلب لا يخشع و دعاء لا يسمع و عمل لا ينفع و صلاة لا ترفع اللهم انك انزلت في كتابك العفو و امرتنا ان نعفو عمن ظلمنا و قد ظلمنا انفسنا فاعف عنا فأنك اولي بذلك منا و امرتنا ان لا نرد سائلا فلا تردني الا بقضاء حاجتي و امرتنا بالاحسان الي ما ملكت ايماننا و نحن ارقاؤك فاعتق رقابنا من النار. و في حلية الاولياء: كان يقول: اللهم اني اعوذ بك ان تحسن في لوائع العيون علانيتي، و تقبح في خفيات العيون سريرتي، اللهم كما أسأت و احسنت الي فاذا عدت فعد علي. و في الارشاد بسنده عن عبدالله بن محمد التميمي قال سمعت شيخا من عبد القيس يقول قال طاوس دخلت الحجر في الليل فاذا علي بن الحسين عليهماالسلام قد دخل فقام يصلي ما شاء الله ثم سجد فقلت رجل صالح من اهل البيت لأستمعن الي دعائه فسمعته يقول في سجوده: عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك فقيرك بفنائك سائلك بفنائك. قال طاوس فما دعوت بهن في كرب الا فرج عني. [ صفحه 249]

ما أثر عنه من الشعر

فمنه قوله نحن بنو المصطفي ذوو غصص يجرعها في الانام كاظمنا عظيمة في الانام محنتنا أولنا مبتلي و آخرنا يفرح هذا الوري بعيدهم و نحن أعيادنا مآتمنا و الناس في الامن و السرور و ما يأمن طول الزمان خائفنا و ما خصصنا به من الشرف الطا ئل بين الانام آفتنا يحكم فينا و الحكم فيه لنا جاحدنا حقنا و غاصبنا و نسب اليه ابن‌شهر آشوب في المناقب قوله: لكم ما تدعون بغير حق اذا ميز الصحاح من المراض عرفتم حقنا فجحدتمونا كما عرف السواد من البياض كتاب الله شاهدنا عليكم و قاضينا الاله فنعم قاض

پاورقي

[1] هذا قدينافي ما يأتي من لبس زين العابدين «ع» اللباس الفاخر و ما اشتهر من لبس اميرالمؤمنين (ع) خشن اللباس و يمكن كون الشبه في اللباس من وجه آخر و الله اعلم.
[2] قيل في تفسير كأن الطير علي راسه ان الطير لا يقع الا علي شي‌ء ساكن. - المولف.
[3] لا يخفي انها عدت اولا اربعين ثم عشرة و عشرة و اربع عشرة فتكون اربعا و ثلاثين و مجموع ما ذكر منها ثلاثون او اثنان و ثلاثون و يمكن ان يكون اقتصر علي العشرة الواجبة. و العشرة المحرمة بعد ايام التشريق ثلاثة لا واحدا لانهما اهم و ذكر من المستحب و المكروه بعضه. (المولف).
[4] في طبقات ابن‌سعد هشام بن اسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبدالله بن مخزوم كان من اهل العلم و الرواية ثم ولي المدينة لعبد الملك بن مروان فتوفي عبدالملك، و هو الذي ضرب سعيد بن المسيب حين دعاء الي البيعة للوليد بن عبدالملك حين عقد له ابوه بالخلافة فابي سعيد و قال انتظر ما يصنع الناس فضربه و طاف به و حبسه «اه» اقول: ماذا يفيده علمه و روايته مع سوء عمله و ايذائه اهل بيت النبوة و قد صدق فيه: من اعان ظالما بلي به فقد عزل و فعل به ما فعل. - المولف.
[5] ائمتهم - المؤلف -.
[6] و الباس - المولف.
[7] هكذا وردت هذه الرواية و رواية الخصال التي بعدها و روي الصدوق في الامالي و الخصال في حديث عن الصادق (ع): و اما علي بن الحسين فبكي علي الحسين «ع» عشرين سنة او اربعين سنة (الحديث) و كل ذلك لا ينطبق علي مدة بقائه بعد ابيه عليهماالسلام كما تقدم في صدر سيرته من ان بقاءه بعد ابيه 33 سنة او 34 او 35 فلابد ان يكون وقع سهو في بعض هذه التواريخ. - المولف.
[8] المراد بالشراب هنا ما يتخذ من الثمار و الفواكه من الربوبات - المولف.
[9] اراد بالاول المعتق بالكسر مباشرة و بالثاني من اعتق احد الآباء و الاجداد. - المولف. [
[10] اي زيادة. -المؤلف -.
[11] في حلية الاولياء باكلة و ما دونها قال قال و ما دونها قال يطمع فيها ثم لا ينالها. - المولف -.
[12] في حلية الاولياء في كتاب الله في ثلاثة مواضع. - المولف.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.