روائع الحكمة بلاغة الامام علي بن الحسين (علیهما السلام )

اشارة

‏سرشناسه : علي‌بن حسين (ع)، امام چهارم، ‏۳۸ - ‏۹۴ق.
‏عنوان و نام پديدآور : روائع‌الحكمه بلاغه‌الامام علي‌بن‌الحسين/ مصطفي‌محسن الموسوي‌الحائري، محسن شراره‌العاملي.
‏مشخصات نشر : بيروت: دارالصفوه: دارالهادي‏، ۱۴۲۴ق.‏= ۲۰۰۴م.‏= ۱۳۸۳.
‏مشخصات ظاهري : ‏۳۲۸ص.
‏يادداشت : عربي.
‏يادداشت : عنوان روي جلد : روائع‌الحكمه بلاغه‌الامام علي‌بن‌الحسين خطب. رسائل. كلمات.
‏يادداشت : كتابنامه :۳۲۰-۳۲۷ ؛ همچنين به صورت زيرنويس.
‏عنوان روي جلد : روائع‌الحكمه بلاغه‌الامام علي‌بن‌الحسين خطب. رسائل. كلمات.
‏موضوع : علي بن حسين‌‏ ‏(ع)، امام چهارم، ‏۳۸ -‏‏ ۹۴ق.‏‏ -- خطبه‌ها
‏موضوع : علي بن حسين‌‏ ‏(ع)، امام چهارم، ‏۳۸ -‏‏ ۹۴ق.‏‏ -- كلمات قصار
‏شناسه افزوده : موسوي حائري آل اعتماد، مصطفي محسن، گردآورنده
‏شناسه افزوده : شراره‌العاملي، محسن
‏رده بندي كنگره : ‏BP۴۳/۲‏/م‌۹ر۹ ۱۳۸۹
‏رده بندي ديويي : ‏۲۹۷/۹۵۴
‏شماره كتابشناسي ملي : ۲۱۷۶۷۳۱

الاهداء

الي رضيع لبان الرسالة، و وارث علم الأنبياء. الي المرتشف من منهل الوحي الالهي المقدس. الي من أوتي جوامع الكلم، و مقود البلاغة. الي من تجسم فيه المثل الأعلي للخلافة الالهية، و الانسانية الكاملة. الي من أطاح صروح الظلم و الذل و الطغيان بخطبه الدامية. اليك يا سيد الساجدين، و زين‌العابدين الامام الرابع علي بن الحسين عليه‌السلام. أهدي بضاعتي المزجاة التي أودعتها في ثمار جهودك و بنات أفكارك «حين لفظت بها للملأ قبل قرون، و هي اليوم تعود اليك» و رجائي من فضلك العميم، أن تتقبلها بأحسن الرضا و القبول، لتكون ذريعتي ليوم فاقتي (يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من أتي الله بقلب سليم). - رقك - الشيخ جعفر عباس الحائري [ صفحه 7]

التقريظ السيد محمد هادي الميلاني

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين، و الصلاة و السلام علي محمد و آله المعصومين، و اللعن الدائم علي أعدائهم. و بعد، فقد طالعت شطرا من كتاب بلاغة الامام علي بن الحسين عليه‌السلام، لمؤلفة الفاضل البارغ، المجد المجيد، عماد طلاب العلم ذخر الاسلام، الشيخ جعفر نجل المرحوم الشيخ عباس الحائري. و لقد أعجبني جمعه و رصفه فلله دره و عليه سبحانه أجره، و أن هذا الكتاب يجل عن توصيفه، فانه أجلي معرف لنفسه، و هو بغية رواد الهدي و الفضيلة و السداد، شكر الله مسعي مؤلفه، و وجهه بعينه التي لا تنام، و وفقه للمزيد من الفضل و خدمة علم الدين. كتبه بيمناه القاصرة محمد الهادي الحسيني الميلاني المشهد المقدس 13 حج / 1374 [ صفحه 8]

التقريظ السيد جعفر شهيدي

بسمه تعالي لحضرة العالم الأديب البارع، الأستاذ الشيخ جعفر عباس الحائري أدام الله أفضاله. السلام عليك و رحمة الله و بركاته، و أرجو من الله أن تكون بخير، و بعد، فقد تسلمت نسخة من أثرك الجميل «بلاغة الامام علي بن الحسين» عليه و علي آبائه السلام عن طريق البريد، فما تصفحته الا فصرت كأني بين روض و منهل، تهب الصبا فيه، و تشدو بلابله، فرأيتني أمشي‌ء في روضة غناء، و حديقة ذات بهجة خضراء، أقتطف من أزاهرها باقة، و أتنسم من عطرها بقدر الطاقة، و الحق أقول أيها الشيخ انك بذلت جهدا و أخرجت سفرا ممتعا، و قدمت خدمة جميلة لآل الرسول، و لا شك أنها تقع عندهم موقع القبول. وها أنا أقدر جهودك، و شكر الله سعيك، و ابتهل الي المولي أن يمن عليك بالسلام و البركة و طول العمر. دمتم لخدمة الدين ذخرا، و للأدب فخرا. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. أخوك الدكتور جعفر شهيدي طهران عاصمة الجمهورية الاسلامية [ صفحه 9]

التقريظ السيد عبدالحسين شرف الدين الموسوي، فتوج بها هذا المؤلف

و اليك نصها: بسم الله، الحمد لله السلام عليك أباعبدالله، و علي الأرواح التي حلت بفنائك عليكم مني سلام الله أبدا ما بقيت و بقي الليل و النهار، و رحمة الله و بركاته. يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما. أخي في الله، و في رسوله صلي الله عليه و آله و سلم، و في أوليائه عليهم الصلاة و السلام و وليي فيهم. السلام عليكم و علي من اليكم و رحمة الله و بركاته. لكم الشكر، و حسن الذكر، و عظيم الأجر، بما أوليتم الأمة من سفركم الجليل - طرفة من بلاغة الامام علي بن الحسين عليه‌السلام -. و لعمري أن مؤلفكم هذا لنعمة أسديتموها الي الأمتين (الاسلامية بأجناسها، و العربية من سائر أديانها) فحق عليهما أن تنشرا أرياط الحمد علي ما أسديتم، و تخلعا حلل الثناء علي ما أوليتم. [ صفحه 10] و لله هديتكم المشكورة، و ما أولاها بقول القائل: «أن الهدية علي مقدار مهديها». فللاثنين علي جميلك الزاهر هذا، ثناء الزهر علي القطر، شكرا لا ينقطع مدي الدهر. و السلام عليكم أولا و آخرا، و رحمة الله و بركاته. لبنان صور 20 ربيع الأول 1375 م عبدالحسين شرف الدين الموسوي [ صفحه 11]

تاريخ صدور الكتاب

للسيد مرتضي الوهاب جمع الرضي لحيدر في نهجه ما سن من آي لأهل الضاد فاجتاس جعفر جامعا ما صيغ من درر البيان لسيد العباد لا شك بعد النهج في تاريخه أقصي الكلام بلاغة السجاد 1955 [ صفحه 13]

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم حمدا لك يا من مننت علينا بولاية العترة الطاهرة، و جعلتنا ممن يستضي‌ء بنور علومهم و معارفهم، و نقلوا من حاد عنهم و ناصبهم العداء، و نستهدي بلوائح حكمهم النافعة، و كلمهم الجامعة، و عظاتهم البالغة، و براهينهم الساطعة، و صلي الله علي من أشرف بالدين، و سيد الأنبياء و المرسلين، محمد خاتم النبيين، و آله الأئمة الهداة المهديين، الخلفاء الحجج الميامين. و اللعنة الأبدية علي أعدائهم ما تنكبوا عن الصراط المستقيم، و خلدوا في الجحيم. و بعد: فهذه نتف من عقود ذهبية، و طرف من جواهر الكلم الطيب، و حقائق ناصعة مأثورة عن مولانا و امامنا زين‌العابدين، و سيد الساجدين، علي بن الحسين (صلوات الله عليه)، جمعت شتاتها، و ألفت بين متفرقاتها، من شتي المصادر المعتمد عليها عند الفريقين، و لم آل جهدا في تنسيق شذورها، و تنضيد عقودها، فجاءت كما شاءت لها الحقيقة ألقا في جبهة الدهر، و عبقا بين أعطاف الزمن. و كلها جواهر فردة من علية الحكم النواصع، فمن دونها و شي الربيع في أزهاره، و الروض المندي وفائح نواره. [ صفحه 14] و اني أراني مقدما لحملة لغة الضاد أسمي هدية، يوم قدمت لها مما لفظه الوحي الالهي، و نطق به لسان العلم الربوبي، من خطب و كتب و كلمات يقصر عنها الادراك البشري. و يدق خفاه عن فهم الذكي. فليتهنأوا بارتشاف العلم، و غذاء الفضائل، و ليلتذوا بالنمير العذب من صفو الكمال الراقي، و ليأخذوا ما لذ لهم وطاب - و كله الطيب الشهي - من جملها و فصولها. و كلما و صفناها به دون ما يحق لها، فانها صادرة من منبثق أنوار النبوة و الرسالة، و معدن علم الامامة و الوصاية، صاحب الصحيفة البيضاء، المتلوة منذ الحقب و الأعوام الطوال، الي أن يرث الله الأرض و من عليها. تطفح عليها البلاغة و البراعة، و تطفو حقيقة العبودية و الانسانية الكاملة. و قد احتوت مضامين درية لا تجاري و لا تباري. صلي الله علي من تضرع بها، و وصل بين حلقاتها الذهبية. ما دامت للفصاحة صولة و للبلاغة دولة. و لم أقصد في ذلك كله الا وجهه الكريم. و الله من وراء القصد و عليه أتوكل و اليه أنيب. انه خير موفق و معين. كربلاء المقدسة جعفر الشيخ عباس الحائري [ صفحه 17]

في خطب الامام و ما جري مجراها من بليغ كلامه و فصيح بيانه

فمن كلام له يحمد الله ويثني عليه، ثم يذكر النبي

الحمد لله الأول بلا أول كان قبله، و الآخر بلا آخر يكون بعده، الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين، و عجزت عن نعته أوهام [1] الواصفين، ابتدع بقدرته الخلق ابتداعا [2] ، و اخترع علي مشيته اختراعا، ثم سلك بهم طريق ارادته، و بعثهم في سبيل محبته، لا يملكون تأخرا عما قدمهم اليه، و لا يستطيعون تقدما الي ما أخرهم عنه، و جعل لكل روح منهم قوتا معلوما مقسوما من رزقه، لا ينقص من زاده ناقص، و لا يزيد من نقص منهم زائد. [ صفحه 18] ثم ضرب له في الحياة الدنيا أجلا موقوتا، و نصب له أمدا محدودا يتخطي اليه بأيام عمره، ويرهقه [3] بأعوام دهره حتي اذا بلغ أثره [4] ، و استوعب حساب عمره، قبضه الي ما ندبه اليه من موفور ثوابه، أو محذور عقابه: (ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا بالحسني) [5] عدلا منه تقدست أسماؤه، و تظاهرت آلاؤه: (لا يسأل عما يفعل و هم يسألون) [6] . و الحمد لله الذي لو حبس عن عباده معرفة حمده، علي ما أبلاهم من مننه المتتابعة، و أسبغ عليهم من نعمهم المتظاهرة، لتصرفوا في مننه فلم يحمدوه، و توسعوا في رزقه فلم يشكروه، و لو كانوا كذلك لخرجوا من حدود الانسانية الي حد البهيمية فكانوا كما وصف في محكم كتابه: (ان هم الا كالأنعام بل هم أضل سبيلا) [7] . و الحمدلله علي ما عرفنا من نفسه، و ألهمنا [8] من شكره و فتح لنا من أبواب المعرفة بربوبيته، و دلنا عليه من الاخلاص له في توحيده، وجنبنا من الالحاد و الشرك في أمره، حمدا نعمر به فيمن حمده من خلقه، و نسبق به فيمن سبق الي رضاه و عفوه، حمدا يضي‌ء لنا به ظلمات [ صفحه 19] البرزخ [9] ، و يسهل علينا به سبيل المبعث، و يشرف به منازلنا عند مواقف الأشهاد: (و لتجزي كل نفس بما كسبت و هم لا يظلمون) [10] ، (يوم لا يغني مولي عن مولي شيئا و لا هم ينصرون) [11] حمدا يرتفع منا الي أعلي عليين في كتاب مرقوم يشهده المقربون. حمدا تقر به عيوننا اذا برقت [12] الأبصار و تبيض به وجوهنا اذا اسودت الأبشار [13] ، حمدا نعتق به من أليم نار الله الي كريم جوار الله، حمدا نزاحم به ملائكته المقربين و نضام [14] به أنبياؤه المرسلين في دار المقامة [15] التي لا تزول، و محل كرامته التي لا تحول. و الحمد لله الذي اختار لنا محاسن الخلق، و أجري علينا طيبات الرزق، و جعل لنا الفضيلة بالملكة علي جميع الخلق، فكل خليقته منقادة لنا بقدرته، و صائرة الي طاعتنا بعزته. و الحمدلله الذي أغلق عنا باب الحاجة الا اليه، فكيف نطيق حمده أم متي نؤدي شكره، لا متي [16] . [ صفحه 20] و الحمدلله الذي ركب فينا آلات البسط، و جعل لنا أدوات القبض، و متعنا بأرواح الحياة، و أثبت فينا جوارح الأعمال، و غذانا بطيبات الرزق، و أغنانا بفضله، و أقنانا [17] بمنه، ثم أمرنا ليختبر طاعتنا، و نهانا ليبتلي شكرنا، فخالفنا عن طريق أمره، و ركبنا متون زجره، فلم يبتدرنا بعقوبته، و لم يعاجلنا بنقمته، بل تأنانا برحمته تكرما، و انتظر مراجعتنا برأفته حلما. و الحمدلله الذي دلنا علي التوبة التي لم نفدها الا من فضله فلو لم نعتدد من فضله الا بها، لقد حسن بلاؤه عندنا، و جل احسانه الينا، و جسم فضله علينا، فما هكذا كانت سنته في التوبة لمن كان قبلنا [18] ، لقد وضع عنا ما لا طاقة لنا به، و لم يكلفنا الا وسعا، و لم يجشمنا الا يسرا، و لم يدع لأحد منا حجة و لا عذرا، فالهالك منا من هلك عليه، و السعيد منا من رغب اليه. و الحمدلله بكل ما حمده به أدني ملائكته اليه، و أكرم خليقته عليه، و أرضي حامديه لديه، حمدا يفضل سائر الحمد، كفضل ربنا علي جميع خلقه، ثم له الحمد مكان كل نعمة له علينا، و علي جميع عباده الماضين و الباقين، عدد ما أحاط به علمه من جميع الأشياء، و مكان كل واحدة منها، عددها أضعافا مضاعفة أبدا سرمدا الي يوم القيامة، حمدا لا منتهي لحده و لا حساب لعدده، و لا مبلغ لغايته، و لا انقطاع لأمده، حمدا يكون وصلة الي طاعته و عفوه، و سببا الي رضوانه، و ذريعة الي مغفرته، و طريقا الي جنته، و خفيرا [19] من نقمته، و أمنا من غضبه، و ظهيرا علي طاعته، [ صفحه 21] و حاجزا عن معصيته، و عونا علي تأدية حقه و وظائفه، حمدا نسعد به في السعداء من أوليائه، و نصير به في نظم الشهداء و بسيوف أعدائه انه ولي حميد. و الحمد لله الذي من علينا بمحمد نبيه صلي الله عليه و آله و سلم دون الأمم الماضية، و القرون السالفة، بقدرته التي لا تعجز عن شي‌ء و ان عظم، و لا يفوتها شي‌ء و ان لطف، فختم بنا علي جميع من ذرأ [20] و جعلنا شهداء علي من جحد، و كثرنا علي من قل. اللهم فصل علي محمد أمينك علي وحيك، و نجيبك من خلقك، و صفيك من عبادك، امام الرحمة، و قائد الخير، و مفتاح البركة، كما نصب لأمرك نفسه، و عرض فيك للمكروه بدنه، و كاشف في الدعاء اليك حامته [21] ، و حارب في رضاك أسرته، و قطع في احياء دينك رحمه، و أقصي الأدنين علي جحودهم، و قرب الأقصين علي استجابتهم لك، و والي فيك الأبعدين، و عادي فيك الأقربين، و أذاب نفسه في تبليغ رسالتك و أتعبها في الدعاء الي ملتك، و شغلها بالنصح لأهل دعوتك، و هاجر الي بلاد الغربة، و محل النأي عن موطن رحله، و موضع رحله و مسقط رأسه، و مأنس نفسه، ارادة منه لاعزاز دينك، و استنصارا علي أهل الكفر بك، حتي استتب [22] له ما حاول في أعدائك، و استتم ما دبر في أوليائك، فنهد [23] اليهم مستفتحا بعونك، و متقويا علي ضعفه بنصرك، [ صفحه 22] فغزاهم في عقر ديارهم و هجم عليهم في بحبوحة قرارهم، حتي ظهر أمرك، و علت كلمتك، و لو كره المشركون. اللهم فارفعه بما كدح فيك الي الدرجة العليا من جنتك، حتي لا يساوي في منزلة، و لا يكافأ في مرتبة، و لا يوازيه لديك ملك مقرب، و لا نبي مرسل، و عرفه في أهله الطاهرين، و أمته المؤمنين، من حسن الشفاعة أجل ما وعدته، يا نافذ العدة، يا وافي القول، يا مبدل السيئات بأضعافها من الحسنات، انك ذو الفضل العظيم [24] .

و من كلام له في التوحيد

قال بعض العلماء اعلم أن التوحيد يطلق علي معان أحدهما: (نفي التشريك في الالهية أي استحقاق العبادة، و هي أقصر غاية التذلل و الخضوع و لذا لا يستعمل الا في التذلل لله تعالي لأنه هو المولي لأعظم النعم بل جميعها فهو المنتهي لأقصي الخضوع وغايته، و المخالف في ذلك مشركوا العرب و اضرابهم فانهم بعد علمهم بأن صانع العالم واحد: كانوا يشركون الأصنام في عبادته ثانيها: نفي التشريك في صانعية العالم و المخالف في ذلك الثنوية و اضرابهم، ثالثا: ما يشمل المعنيين المتقدمين و تنزيهه عما لا يليق بذاته و صفاته تعالي من النقص و العجز و الجهل و التركيب و احنياج و المكان و غير ذلك من الصفات السلبية و توصيفه بالصفات الثبوتية الكمالية، رابعها: ما تشمل تلك المعاني و تنزيهه عما يوجب النقص في أفعاله أيضا من الظلم و ترك اللطف و غيرها، و بالجملة بكل ما يتعلق به سبحانه تعالي ذاتا و صفاتا و أفعالا اثباتا و نفيا.) و ذلك لما دخل علي بن الحسين عليه‌السلام مسجد المدينة فرأي قوما يختصمون، قال عليه‌السلام لهم: فيما تختصمون؟ قالوا: في التوحيد، قال عليه‌السلام: اعرضوا عن مقالتكم، قال بعض القوم: ان الله يعرف بخلق سماواته و أرضه، و هو في كل مكان. [ صفحه 23] قال علي بن الحسين عليه‌السلام: قولوا: نور لا ظالم فيه، و حياة لا موت فيه، و صمد لا مدخل فيه، ثم قال عليه‌السلام: من كان ليس كمثله شي‌ء و هو السميع البصير، كان نعته لا يشبه نعت شي‌ء فهو ذاك [25] . و في رواية أخري لما كان عليه‌السلام في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ذات يوم اذ سمع قوما يشبهون الله بخلقه، ففزع لذلك و ارتاع له و نهض حتي أتي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فوقف عنده، و رفع صوته يناجي ربه فقال: الهي بدت قدرتك، و التقدير علي غير ما به وصفوك، و اني بري‌ء يا الهي من الذين بالتشبيه طلبوك، ليس كمثلك شي‌ء الهي و لن يدركوك، و ظاهر ما بهم من نعمك دليلهم عليك لو عرفوك، و في خلقك يا الهي مندوحة [26] أن يتناولوك، بل ساووك بخلقك، و من ثم لم يعرفوك، و اتخذوا بعض آياتك ربا، فبذلك و صفوك، تعاليت عما به المشبهون نعتوك [27] .

و من كلام له يذكر فيه خلق العرش

اشاره

قال: ان الله (عزوجل) خلق العرش أرباعا، لم يخلق قبله الا ثلاثة أشياء: الهواء و القلم و النور، ثم خلقه من أنوار مختلفة، فمن ذلك نور أخضر، اخضرت منه الخضرة، و نور أصفر، اصفرت منه الصفرة، و نور أحمر، احمرت منه الحمرة، و نور أبيض، و هو نور الأنوار، و منه ضوء [ صفحه 24] النهار [28] ، ثم جعله سبعين ألف طبق غلظ كل طبق كأول العرش الي أسفل السافلين، ليس من ذلك طبق، الا يسبح بحمد ربه، و يقدسه بأصوات مختلفة، و ألسنة غير مشتبهة، و لو أذن للسان منها، فاسمع شيئا مما تحته لهدم الجبال و المدائن و الحصون و لخسف البحار، و لأهلك ما دونه، له ثمانية أركان، كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصي عددهم الا الله (عزوجل)، يسبحون الليل و النهار، ولو حس شي‌ء فما فوقه، ما قام لذلك طرفة عين لهم بينة، و بين احساس الجبروت، و الكبرياء و العظمة، و القدس ثم العلم، و ليس وراء هذا مقال [29] .

و من كلام له في الزهد و التقوي و التحذير من سخط الباري و نقمته

و ذلك لما كان يعظ الناس، و يزهدهم في الدنيا، و يرغبهم في الآخرة، في كل جمعة في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و حفظ عنه و كتب: كان يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، اتقوا الله، و اعلموا أنكم اليه ترجعون، فتجد كل نفس ما عملت في هذه الدنيا من خير محضرا، و ما [ صفحه 25] عملت من سوء، تود لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا، و يحذركم الله [30] نفسه، ويحك يا ابن آدم الغافل، و ليس بمغفول عنه، ان أجلك أسرع شي‌ء اليك، قد أقبل نحوك حثيثا يطلبك [31] ، و يوشك أن يدركك، و كان قد أوفيت أجلك، و قد قبض الملك روحك، وصرت الي منزل وحيد [32] ، فرد اليك فيه روحك، و اقتحم عليك فيه ملكان منكر و نكير، لمساءلتك و شديد امتحانك، ألا و ان أول ما يسألانك: عن ربك الذي كنت تعبده، و عن نبيك الذي أرسل اليك، و عن دينك الذي كنت تعبده [33] ، و عن كتابك الذي كنت تتلوه، و عن امامك الذي كنت تتولاه، ثم عن عمرك فيما أفنيته، و مالك من أين اكتسبته، و فيما أتلفته [34] ، فخذ حذرك، و انظر لنفسك، و أعد للجواب قبل الامتحان، و المساءلة و الاختبار، فان تك مؤمنا تقيا عارفا بدينك، متبعا للصالحين [35] ، مواليا لأولياء الله، لقاك الله حجتك، و أنطق لسانك بالصواب [36] ، و أحسنت الجواب، و بشرت بالجنة و الرضوان من الله (عزوجل)، و الخيرات الحسان، و استقبلك و الملائكة بالروح و الريحان، و ان لم تكن كذلك، تلجلج [37] لسانك و دحضت [38] حجتك، و عييت عن الجواب، و بشرت بالنار، و استقبلتك ملائكة [ صفحه 26] العذاب، بنزل من حميم و تصلية جحيم. فاعلم يا ابن‌آدم أن وراء هذا أعظم و أفظع، و أوجع للقلوب يوم القيامة، ذلك (يوم مجموع له الناس و ذلك يوم مشهود) [39] يجمع الله فيه الأولين و الآخرين، ذلك يوم ينفخ في الصور، و يبعث ما في القبور [40] ، ذلك يوم الآزفة [41] اذ القلوب لدي الحناجر كاظمة [42] ذلك يوم لا تقال فيه عثرة [43] ، و لا تؤخذ من أحد فدية، و لا تقبل من أحد فيه معذرة، و لا لأحد فيه مستقبل توبة، ليس الا الجزاء بالحسنات، و الجزاء بالسيئات، فمن كان من المؤمنين، عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده، و من كان من المؤمنين، عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده. فاحذروا أيها الناس من المعاصي و الذنوب، فقد نهاكم الله عنها، و حذركموها في الكتاب الصادق، و البيان الناطق و لا تأمنوا مكر الله و تحذيره و تهديده عندما يدعوكم الشيطان اللعين، من عاجل الشهوات و اللذات في هذه الدنيا، فان الله يقول: (ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون) [44] . و أشعروا قلوبكم خوف الله: و تذكروا ما قد وعدكم الله في مرجعكم [ صفحه 27] اليه من حسن ثوابه، كما قد خوفكم الله من شديد العقاب، فانه من خاف شيئا حذره، و من حذر شيئا نكله [45] ، و لا تكونوا من الغافلين المائلين الي زهرة الحياة الدنيا، فتكونوا من الذين مكروا السيئات، و قد قال تعالي: (أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين - أو يأخذهم علي تخوف فان ربكم لرؤوف رحيم) [46] فاحذروا ما حذركم الله، و اتعظوا بما فعل بالظلمة في كتابه و لا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما يوعد به القوم الظالمون في الكتاب [47] ، تالله لقد وعظتم بغيركم، و ان السعيد من وعظ بغيره و لقد أسمعكم الله في الكتاب ما قد فعل بالقوم الظالمين من أهل القري قبلكم من حيث قال: (و كم قصمنا [48] من قرية كانت ظالمة). و انما عني بالقرية أهلها، حيث يقول: (و أنشأنا بعدها قوما آخرين) و قال تعالي: (فلما أحسوا بأسنا، اذا هم منها يركضون) - يعني يرهبون - و قال سبحانه: (لا تركضوا و ارجعوا الي ما أترفتم فيه و مساكنكم لعلكم تسألوان فلما أتاهم العذاب قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم - حتي جعلناهم حصيدا خامدين). و أيم الله ان هذه لعظة [49] لكم و تخويف ان اتعظتم و خفتم، ثم رجع الي القول من الله في الكتاب، علي أهل المعاصي و الذنوب فقال (عز [ صفحه 28] و جل): (و لئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا انا كنا ظالمين) [50] فان قلتم أيها الناس، ان الله انما عني بهذا أهل الشرك، فكيف ذلك و هو يقول: (و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا و ان كان مثقال حبة من خردل أتينا بها و كفي بنا حاسبين) [51] و اعلموا عباد الله، ان أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين، و لا تنشر لهم الدواوين [52] و انما يحشرون الي جهنم زمرا [53] و انما نصب الموازين، و نشر الدواوين لأهل الاسلام. فاتقوا الله عباد الله، و اعلموا أن الله (عزوجل) لم يحب زهرة الدنيا و عاجلها لأحد من أوليائه، و لم يرغبهم فيها و في عاجل زهرتها، و ظاهر بهجتها، و انما خلق الدنيا و خلق أهلها، ليبلوهم فيها أيهم أحسن عملا لآخرته، و أيم الله، لقد ضرب لكم فيه الأمثال، وصرف الآيات لقوم يعقلون، و لا قوة الا بالله. فكونوا أيها المؤمنون من القوم الذين يعقلون، و لا قوة الا بالله، وازهدوا فيما زهدكم الله فيه، من عاجل الحياة الدنيا، فان الله (عزوجل) يقول و قوله الحق [54] (انما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس و الأنعام حتي اذا أخذت الأرض زخرفها و ازينت و ظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون). [ صفحه 29] فكونوا عباد الله من القوم الذين يتفكرون فلا تركنوا الي الدنيا، فان الله قد قال لمحمد نبيه صلي الله عليه و آله و سلم و لأصحابه: (و لا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار) [55] و لا تركنوا الي زهرة الحياة الدنيا و ما فيها ركون من اتخذها دار قرار، و منزل استيطان، فانها دار بلغة و منزل قلعة [56] و دار عمل، فتزودوا فان خير الزاد الأعمال الصالحة منها، قبل أن تخرجوا منها [57] ، و قبل الاذن من الله في خرابها، فكان قد أخربها الذي عمرها أول مرة و ابتداها، و هو ولي ميراثها، و أسأل الله العون لنا ولكم علي تزود التقوي، و الزهد فيها، جعلنا الله و اياكم من الزاهدين في عاجل زهرة الحياة الدنيا، و الراغبين العاملين لأجل ثواب الآخرة، فانما نحن به وله. و صلي الله علي محمد النبي و آله و سلم، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته [58] .

و من خطبة له في التحذير عن الدنيا

حمد الله، و أثني عليه، و ذكر جده فصلي عليه ثم قال: أيها الناس أحذركم من الدنيا و ما فيها، فانها دار زوال و انتقال، تنتقل بأهلها من حال الي حال، و هي قد أفنت القرون الخالية و الأمم الماضية، و هم الذين كانوا أكثر منكم مالا، و أطول أعمارا، و أكثر آثارا، أفنتهم أيدي الزمان، و احتوت عليهم الأفاعي و الديدان، أفنتهم الدنيا فكأنهم لا كانوا لها أهلا [ صفحه 30] و لا سكانا، و قد أكل التراب لحومهم، و أزال محاسنهم، و بدد أوصالهم و شمائلهم و غير ألوانهم، و طحنتهم أيدي الزمان، أفتطمعون بعدهم بالبقاء، هيهات هيهات، فلا بد من الملتقي، فتدبروا ما مضي من عمركم و ما بقي، ما فعلوا فيه ما سوف يلتقي عليكم بالأعمال الصالحة، قبل انقضاء الأجل، و فروغ الأمل، فعن قريب تؤخذون من القصور الي القبور، حزينين غير مسرورين، فكم و الله من فاجر قد استكملت عليه الحسرات، و كم من عزيز وقع في مسالك الهلكات، حيث لا ينفعه الندم و لا يغاث من ظلم، و قد وجدوا ما أسلفوا، و احذروا ما تزودوا، و وجدوا ما عملوا حاضرا، و لا يظلم ربك أحدا، فهم في منازل البلوي همود [59] و في عسكر الموتي خمود، ينتظرون صيحة القيامة، و حلول يوم الطامة [60] (ليجزي الذين أساءوا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا بالحسني) [61] .

و من كلام له في ادبار الدنيا، و اقبال الآخرة

قال: ان الدنيا قد ارتحلت مدبرة، و ان الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا أبناء الآخرة، و لا تكونوا من أبناء الدنيا، ألا و كونوا من الزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، ألا أن الزاهدين في الدنيا، اتخذوا الأرض بساطا، و التراب فراشا، و الماء طيبا، و قرضوا [ صفحه 31] من الدنيا تقريضا، ألا و من اشتاق الي الجنة، سلا من الشهوات، و من أشفق من النار، رجع من المحرمات، و من زهد في الدنيا، هانت عليه المصائب. ألا ان لله عبادا كمن رأي أهل الجنة في الجنة مخلدين، و كمن رأي أهل النار في النار معذبين، شرورهم مأمونة، و قلوبهم محزونة، أنفسهم عفيفة، و حوائجهم خفيفة، صبروا أياما قليلة، فصاروا بعقبي راحة طويلة، أما الليل فصافون أقدامهم، تجري دموعهم علي خدودهم، يجأرون الي ربهم [62] ، يسعون في فكاك رقابهم، و أما النهار فحكماء علماء، بررة أتقياء، كأنهم القداح [63] ، قد براهم الخوف، و ينظر اليهم الناظر، فيقول مرضي، و ما بالقوم من مرض، أم خولطوا فقد خالط القوم أمر عظيم، من ذكر العذاب و ما فيها [64] .

و من كلام له يصف فيه المؤمنين و المنافقين

قال: ان المنافق ينهي و لا ينتهي، و يأمر و لا يأتي، اذا قام الي الصلاة اعترض، و اذا ركع ربض، و اذا سجد نقر، يمسي و همته العشاء و لم يصم، و يصبح و همته النوم و لم يسهر، و المؤمن خلط عمله بحلمه، يجلس ليعلم، و ينصت ليسلم، لا يحدث بالأمانة للأصدقاء، و لا يكتم الشهادة للبعداء، و لا يعمل شيئا من الحق رياء، و لا يتركه حياء، ان زكي [ صفحه 32] خاف مما يقولون، و يستغفر الله لما لا يعلمون. و لا يضره جهل من جهله [65] .

و من كلام له يذكر فيه آل محمد

قال: نحن أئمة المسلمين، و حجج الله علي العالمين، و سادة المؤمنين، و قادة الغر المحجلين، و موالي المؤمنين. و نحن أمان أهل الأرض. كما أن النجوم أمان لأهل السماء. و نحن الذين بنا يمسك الله السماء، أن تقع علي الأرض الا باذنه. و بنا يمسك الأرض أن تميد [66] بأهلها، و بنا ينزل الغيث، و بنا ينشر الرحمة. و يخرج بركات أهل الأرض، و لو لا ما في الأرض منا لساخت بأهلها. ثم قال عليه‌السلام: و لم يخل الأرض مذ خلق الله آدم من حجة لله فيها ظاهرة مشهورة، أو غائب مستور، و لا تخلو الي أن تقوم الساعة من حجة لله فيها، و لو لا ذلك لم يعبد الله [67] .

و من كلام له

عليك بالقرآن، فان الله خلق الجنة بيده، لبنة من ذهب، و لبنة من فضة، و جعل ملاطها [68] المسك، و ترابها الزعفران، و حصاءها اللؤلؤ، و جعل درجاتها علي قدر آيات القرآن، فمن قرأ منها، قال له اقرأ وارق، [ صفحه 33] و من دخل فيهم الجنة، لم يكن في الجنة أعلي درجة منه، ما خلا النبيين و الصديقين [69] .

و من دعاء له في المناجاة، و كلام له فيه موعظة و تحذير

عن طاوس اليماني قال: مررت بالحجر، فاذا أنا بشخص راكع و ساجد، فتأملته فاذا هو علي بن الحسين عليهماالسلام. فقلت: بأنفس رجل صالح من أهل بيت النبوة، و الله لأغتنم دعاءه، فجعلت أرقبه، حتي فرغ من صلاته، و رفع باطن كفيه الي السماء، و جعل يقول: سيدي سيدي، هذه يداي قد مددتهما اليك بالذنوب مملوءة، و عيناي بالرجاء ممدودة، و حق لمن دعاك بالندم تذللا، أن تجيبه بالكرم تفضلا. سيدي أمن أهل الشقاء خلقتني فأطيل بكائي، أم من أهل السعادة خلقتني فابشر رجائي. سيدي ألضرب المقامع خلقت أعضائي، أم لشرب الحميم خلقت أمعائي. سيدي لو أن عبدا استطاع الهرب من مولاه، لكنت أول الهاربين منك، لكني أعلم أني لا أفوتك. سيدي لو أن عذابي بما يزيد في ملكك، لسألتك الصبر عليه، غير أني أعلم أنه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين. و لا ينقص منه معصية العاصين. [ صفحه 34] سيدي ما أنا و ما خطري، هب لي بفضلك، و جللني بسترك، واعف عن توبيخي بكرم وجهك. الهي و سيدي، ارحمني و أنا مصروعا علي الفراش تقلبني أيدي أحبتي، و ارحمني مطروحا علي المغتسل، يغسلني صالح جيرتي، و ارحمني محمولا قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي، و ارحم في ذلك البيت المظلم، وحشتي و غربتي و وحدتي. «قال طاوس [70] : فبكيت حتي علا نحيبي، فالتفت الي فقال: ما يبكيك يا يماني؟ أوليس هذا مقام المذنبين؟ فقلت: حبيبي حقيق علي الله أن لا يردك وجدك محمد صلي الله عليه و آله و سلم. قال: بينا نحن كذلك اذ أقبل نفر من أصحابه فالتفت اليهم، فقال: معاشر أصحابي أوصيكم بالآخرة، و لست أوصيكم بالدنيا. فانكم بها مستوصون، و عليها حريصون، و بها مستمسكون، معاشر أصحابي ان الدنيا دار ممر، و الآخرة دار مقر، فخذوا من ممركم لمقركم، و لا تهتكوا أستاركم، عند من لا يخفي عليه أسراركم، و أخرجوا من الدنيا قلوبكم، قبل أن تخرج منها أبدانكم، أما رأيتم و سمعتم، ما استدرج به من كان قبلكم من الأمم السالفة، و القرون الماضية، ألم تروا كيف فضح مستورهم، و أمطر مواطر الهوان عليهم، بتبديل سرورهم بعض خفض [ صفحه 35] عيشهم، ولين رفاهيتهم، صاروا حصائد النقم، و مدارج المثلات [71] ، أقول قولي هذا، و استغفر الله لي ولكم [72] .

و من كلام له في الموعظة أيضا

قال: ان بين الليل و النهار، روضة يرتع في نورها [73] الأبرار، و يتنعم في حدائقها المتقون، فدأبو سهرا في الليل، و صياما في النهار، فعليكم بتلاوة القرآن في صدره، و بالتضرع و الاستغفار في آخره، و اذا ورد النهار فاحسنوا مصاحبته بفعل الخيرات، و ترك المنكرات، و ترك ما يرديكم من محقرات الذنوب، فانها مشرفة علي قبائح العيوب، و كأن الموت قد دهمكم، و الساعة قد غشيتكم، فان الحادي قد حدا بكم يحدي، لا يلوي دون غايتكم، فاحذروا ندامة التفريط، حيث لا ينفع الندامة اذا زلت الأقدام [74] .

و من كلام له في أوصاف الزاهدين

ان علامة الزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، تركهم كل خليط، و رفضهم كل صاحب، لا يريد ما يريدون، ألا و أن العامل لثواب الآخرة هو الزاهد في عاجل زهرة الدنيا، الآخذ للموت أهبته، الحاث علي [ صفحه 36] العمل قبل فناء الأجل، و نزول ما لا بد من لقائه، و تقديم الحذر قبل الحين، فان الله (عزوجل) يقول: (حتي اذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون - لعلي أعمل صالحا فيما تركت) [75] ، فلينزلن أحدكم اليوم نفسه في هذه الدنيا كمنزلة المكرور الي الدنيا النادم علي ما فرط فيها من العمل الصالح ليوم فاقته. و اعلموا عباد الله، أنه من خاف البيات [76] تجافي عن الوساد، و امتنع عن الرقاد، و أمسك عن بعض الطعام و الشراب من خوف سلطان أهل الدنيا، فكيف (ويحك) يا ابن آدم من خوف بيات سلطان رب العزة، و أخذه الأليم، و بياته لأهل المعاصي و الذنوب، مع طوارق المنايا بالليل و النهار، فذلك البيات الذي ليس له منجي، و لا من دونه ملتجأ، و لا منه مهرب، فخافوا الله أيها المؤمنون من البيات خوف أهل اليقين، و أهل التقوي، فان الله يقول: (لمن خاف مقامي و خاف وعيد) [77] . فاحذروا زهرة الحياة الدنيا و غرورها و سرورها، و تذكروا ضرر عاقبة الميل اليها، فان زينتها فتنة، و حبها خطيئة، و اعلم ويحك يا ابن آدم ان قسوة القلوب البطنة، و فطرة الميلة، و سكرة الشبع، و غرة الملك مما يثبط [78] و يبطي‌ء عن العمل، و ينسي الذكر، و يلهي عن اقتراب الأجل، حتي كأن المبتلي بحب الدنيا به خبل من سكر الشراب، و ان العامل عن الله الخائف منه، العامل له، ليمرن نفسه، و يعودها الجوع، حتي ما تشتاق [ صفحه 37] الي الشبع، و كذلك تضمر الخيل لسبق الرهان [79] ، فاتقوا عباد الله تقوي مؤمل ثوابه، و خائف عقابه، فوالله أنتم أعذر و أنذر، و شوق و خوف، فلا أنتم الي ما شوقكم اليه من كريم ثوابه، تشتاقون فتعملون، و لا أنتم مما خوفكم به من شديد عقابه، و أليم عذابه، ترهبون فتنكلون، و قد نبأكم الله في كتابه: (فمن يعمل من الصاحات و هو مؤمن فلا كفران لسعيه و انا له كاتبون) [80] . ثم ضرب لكم الأمثال في كتابه، و صرف الآيات لتحذروا عاجل زهرة الحياة الدنيا فقال: (انما أموالكم و أولادكم فتنة و أن الله عنده أجر عظيم) [81] . فاتقوا الله ما استطعتم، و اسمعوا و أطيعوا، فاتقوا الله و اتعظوا بمواعظ الله، و ما أعلم الا كثيرا منكم، قد هلكته [82] عواقب المعاصي فما حذرها، و أضرت بدينه فما مقتها، أما تسمعون النداء من الله بعيبها و تصغيرها حيث قال: (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب و لهو و زينة و تفاخر بينكم و تكاثر في الأموال و الأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما و في الآخرة عذاب شديد و مغفرة من الله و رضوان و ما الحياة الدنيا الا متاع الغرور سابقوا الي مغفرة من ربكم و جنة عرضها كعرض السماء و الأرض أعدت للذين آمنوا بالله و رسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم) [83] . [ صفحه 38] و قال: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله ان الله خبير بما تعملون - و لا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون) [84] . فاتقوا عباد الله، و تفكروا و اعملوا لما خلقتم له، فان الله لم يخلقكم عبثا، و لم يترككم سدي، قد عرفكم نفسه، و بعث اليكم رسوله، و أنزل عليكم كتابه، فيه حلاله و حرامه، و حججه و أمثاله فقد احتج عليكم ربكم فقال: (ألم نجعل له عينين - و لسانا و شفتين) [85] فهذه حجة عليكم فاتقوا الله ما استطعتم، فانه لا قوة الا بالله، و لا تكلان الا عليه، و صلي الله علي محمد نبيه و آله [86] .

و من كلام له يصف شيعته

و ذلك لما كان علي بن الحسين عليه‌السلام قاعدا في بيته اذ قرع قوم عليه الباب، فقال: يا جارية انظري من في الباب فقالت: قوم من شيعتك، فوثب عليه‌السلام عجلا حتي كاد أن يقع فلما فتح الباب و نظر اليهم فرجع. قال عليه‌السلام: كذبوا فأين السمت [87] في الوجوه، أين أثر العبادة، أين سيماء السجود؟ انما شيعتنا يعرفون بعبادتهم و شعثهم، قد قرحت منهم [ صفحه 39] الآناف، و دثرت الجباه و المساجد، خمص البطون [88] ، ذبل الشفاه [89] ، قد اصفرت من العبادة وجوههم، و أخلق سهر الليالي و قطع الهواجر جثثهم، المسبحون اذا سكت الناس، و المصلون اذا نام الناس، و المحزونون اذا فرح الناس [90] .

و من كلام له في الاقتداء بآل محمد و النهي عن القياس

قال عليه‌السلام: ان دين الله (عزوجل) لا يصاب بالعقول الناقصة، و الآراء الباطلة، و المقاييس الفاسدة، و لا يصاب الا بالتسليم، فمن سلم لنا سلم، و من اقتدي بنا هدي، و من كان يعمل بالقياس و الرأي هلك، و من وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا، كفر بالذي أنزل السبع المثاني، و القرآن العظيم، و هو لا يعلم [91] .

و من كلام له في أولياء الله الصالحين

عن أبي‌جعفر عليه‌السلام قال: وجدنا في كتاب علي بن الحسين عليه‌السلام ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون، اذا أدوا فرائض الله، و أخذوا سنن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و تورعوا عن محارم الله، و زهدوا في عاجل زهرة الحياة الدنيا، و رغبوا فيما عندالله، و اكتسبوا الطيب من رزق الله، لا [ صفحه 40] يريدون به التفاخر و التكاثر، ثم أنفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة، فأولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا، و يثابون علي ما قدموا لآخرتهم [92] .

و من دعاء له في الاستسقاء بعد الجدب

الجدب - بفتح الجيم و سكون الدال -: هو انقطاع المطر ويبس الأرض. اللهم اسقنا الغيث، و انشر علينا رحمتك بغيثك المغدق [93] من السحاب المنساق، لنبات أرضك المونق في جميع الآفاق، وامنن علي عبادك بايناع الثمرة، و أحيي بلادك ببلوغ الزهرة، و اشهد ملائكتك الكرام السفرة، بسقي منك نافع، دائم غزره، واسع درره، وابل سريع عاجل، تحيي به ما قد مات، و ترد به ما قد فات، و تخرج به ما هو آت، و توسع به في الأقوات، سحابا متراكما هنيئا مريئا طبقا مجلجلا [94] غير ملث ودقه [95] و لا خلب برقه [96] اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا ممرعا عريضا، واسعا غزيرا، ترد به النهيض و تجبر به المهيض، اللهم اسقنا سقيا تسيل منه الظراب [97] و تملأ منه الجباب، و تفجر به الأنهار، و تنبت به الأشجار، و ترخص به الأسعار في جميع الأمصار، و تنعش به البهائم و الخلق، [ صفحه 41] و تكمل لنا به طيبات الرزق، و تنبت لنا به الزرع، و تدر به الضرع، و تزيدنا به قوة الي قوتنا، اللهم لا تجعل ظله علينا سموما، و لا تجعل برده علينا حسوما، و لا تجعل صوبه [98] علينا رجوما، و لا تجعل ماءه علينا أجاجا [99] اللهم صل علي محمد و آل محمد، و ارزقنا من بركات السماوات و الأرض، انك علي كل شي‌ء قدير [100] .

و من كلام له في القدر

لما قال رجل له عليه‌السلام: جعلني الله فداك أبقدر يصيب الناس ما أصابهم أم بعمل؟ فقال عليه‌السلام: ان القدر و العمل بمنزلة الروح و الجسد، فالروح بغير جسد لا يحس، و الجسد بغير صورة لا حراك بها، فاذا اجتمعا قويا و صلحا، كذلك العمل و القدر، فلو لم يكن القدر واقعا علي العمل، لم يعرف الخالق من المخلوق، و كان القدر شيئا لا يحس، و لو لم يكن العمل بموافقة من القدر، لم يمض و لم يتم، ولكنهما باجتماعهما قويا، و لله العون لعباده الصالحين. ثم قال: ألا من جور الناس من جوره عدلا، و عدل المهتدي جورا، ألا أن للعبد أربعة عيون: عينان يبصر بهما أمر آخرته، و عينان يبصر بهما أمر دنياه، فاذا أراد الله (عزوجل) بعبد خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه، [ صفحه 42] فأبصر بهما العيب، و اذا أراد غير ذلك، ترك القلب عافية. ثم التفت الي السائل من القدر، فقال: هذا منه [101] .

و من كلام له في المناجاة، و فيما أجاب به طاوس الفقيه

قال: رأيته يطوف من العشاء الي السحر و يتعبد، فلما لم ير أحدا رمق السماء [102] بطرفه و قال: الهي غارت نجوم سماواتك، و هجعت عيون أنامك، و أبوابك مفتحات للسائلين، جئتك لتغفر لي و ترحمني و تريني وجه جدي محمد صلي الله عليه و آله و سلم في عرصات القيامة، ثم بكي و قال: و عزتك و جلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، و ما عصيتك اذ عصيتك و أنا بك شاك، و لا بنكالك جاهل، و لا لعقوبتك متعرض، ولكن سولت لي [103] نفسي، و أعانني علي ذلك سترك المرخي علي، فأنا الآن من عذابك من يستنقذني، و بحبل من أعتصم ان قطعت حبلك عني، فواسوأتاه غدا من الوقوف بين يديك، اذا قيل للمخفين جوزوا، و للمثقلين حطوا، أمع المخفين أجوز، أم مع المثقلين أحط، ويلي ويلي، كلما طال عمري كثرت خطاياي و لم أتب، أما آن لي أن أستحي من ربي. (ثم بكي و أنشأ يقول): [ صفحه 43] أتحرقني بالنار يا غاية المني فأين رجائي ثم أين محبتي أتيت بأعمال قباح زرية [104] . و ما في الوري خلق جني كجنايتي (ثم بكي عليه‌السلام و قال): سبحانك تعطي كأنك لا تري، و تحلم كأنك لم تعص، تتودد الي خلقك بحسن الصنيع، كأن بك الحاجة اليهم، و أنت يا سيدي الغني عنهم. (ثم خر ساجدا الي الأرض)، فدنوت منه وشلت برأسه [105] ، فوضعته علي ركبتي، و بكيت حتي جرت دموعي علي خده، فاستوي عليه‌السلام جالسا، فقال: من الذي أشغلني عن ذكر ربي؟ فقلت: أنا طاوس يا ابن رسول الله، ما هذا الجزع و الفزع، و نحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا، و نحن عاصون خافون [106] ، أبوك الحسين بن علي عليه‌السلام، و أمك فاطمة الزهراء عليهم‌السلام، وجدك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فالتفت الي و قال: هيهات هيهات يا طاوس، دع عني حديث أبي و جدي، خلق الله الجنة لمن أطاعه و أحسن، و ان كان عبدا حبشيا، و خلق الله النار لمن عصاه و ان كان ولدا قرشيا، أما سمعت قوله تعالي: (فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ و لا يتساءلون) [107] و الله ما ينفعك غدا، الا تقدمة تقدمها من عمل صالح [108] . [ صفحه 44]

و من كلام له احتج به وانتصر لأبيه علي

لما جاء اليه رجل من أهل البصرة، فقال: يا علي بن الحسين ان جدك علي بن أبي‌طالب قتل المؤمنين، فهملت عينا علي بن الحسين عليه‌السلام دموعا حتي امتلأت كفه منها، ثم ضرب بها علي الحصي ثم قال عليه‌السلام: يا أخا أهل البصرة، لا و الله ما قتل علي عليه‌السلام مؤمنا، و لا قتل مسلما، و ما أسلم القوم ولكن استسلموا و كتموا الكفر، و أظهروا الاسلام، فلما وجدوا علي الكفر أعوانا أظهروه، و قد علمت صاحبة الحدث و السمتحفظون [109] من آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم أن أصحاب الجمل، و أصحاب صفين، و أصحاب النهروان، لعنوا علي لسان النبي الأمي، و قد خاب من افتري. فقال شيخ من أهل الكوفة يا علي بن الحسين ان جدك كان يقول اخواننا بغوا علينا. فقال علي بن الحسين عليه‌السلام: أما تقرأ كتاب الله: (و الي عاد أخاهم هودا) [110] فهم من مثلهم، أنجي الله (عزوجل) هودا، و الذين معه، و أهلك عادا بالريح العقيم [111] . [ صفحه 45]

و من وصية له لابنه محمد بن علي في أنه الامام من بعده

قال عليه‌السلام: بني اني جعلتك خليفتي من بعدي، لا يدعي فيما بيني و بينك أحد، الا قلده الله يوم القيامة طوقا من النار، فاحمد الله علي ذلك و اشكره، يا بني أشكر لمن أنعم عليك، فانه لا تزول نعمة اذا شكرت، و لا بقاء لها اذا كفرت، و الشاكر يشكره، أسعد منه بالنعمة، التي وجب عليه بها الشكر، و تلا علي بن الحسين عليه‌السلام: (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد) [112] » [113] .

و من كلام له في النهي عن الاغترار بما يعمله المرائي

قال: اذا رأيتم الرجل قد حسن سمته و هديه، و تماوت في منطقه و تخاضع في حركاته، فرويدا لا يغرنكم، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا، و ركوب الحرام منها، لضعف نيته و مهانته، و جبن قلبه، فنصب الدين فخا لها، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره، فان تمكن من حرام اقتحمه، و اذا وجدتموه يعف المال الحرام، فرويدا لا يغرنكم، حتي تنظروا ما عقده عقله، فما أكثر من ترك ذلك أجمع، ثم لا يرجع الي عقل متين، فيكون يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله، فاذا وجدتم عقله متينا، فرويدا لا يغرنكم حتي تنظروا، أمع هواه يكون عقله، أم يكون مع عقله هواه، و كيف محبته للرئاسات الباطلة و زهده فيها، فان في الناس من خسر الدنيا [ صفحه 46] و الأخرة، يترك الدنيا للدنيا، و يري أن لذة الرئاسة الباطلة، أفضل من لذة الأموال، و النعم المباحة المحللة، فيترك ذلك أجمع، طلبا للرئاسة، حتي اذا قيل له: اتق الله (أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم و لبئس المهاد) [114] فهو يخبط خبط عشواء، يقوده أول باطل الي أبعد غايات الخسارة، و يمده ربه بعد طلبه لما يقدر عليه في طغيانه، فهو يحل ما حرم الله، و يحرم ما أحل الله، لا يبالي ما فات من دينه، اذا سلمت له الرئاسة، التي قد شقي من أجلها، فأولئك الذين غضب الله عليهم و لعنهم، و أعد لهم عذابا مهينا. ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل: هو الذي جعل هواه تبعا لأمر الله، و قواه مبذولة في رضي الله، يري الذل مع الحق، أقرب الي عز الأبد، من العز في الباطل، و يعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها، يؤديه الي دوام النعيم، في دار لا تبيد و لا تنفد، و أن كثيرا ما يلحقه من سرائها، ان اتبع هواه يؤديه الي عذاب لا انقطاع له و لا يزول، فذلكم الرجل، نعم الرجل، فبه (كما في المصدر) فتمسكوا، و بسنته فاقتدوا، و الي ربكم فتوسلوا، فانه لا ترد له دعوة، و لا يخيب له طلبة [115] .

و من دعائه يشير فيه الي الامام الحجة ابن الحسن

منه: اللهم انك أيدت دينك في كل أوان بامام أقمته علما لعبادك، و منارا في بلادك، بعد أن وصلت حبله بحبلك، و الذريعة الي رضوانك، و افترضت طاعته، و حذرت معصيته، و أمرت بامتثال أوامره، و الانتهاء عند [ صفحه 47] نهيه، و ألا يتقدمه متقدم، و لا يتأخر عنه متأخر، فهو عصمة اللائذين، و كهف المؤمنين، و عروة المستمسكين، و بهاء العالمين [116] .

و من كلام له في بيان خروج القائم

عن أبي‌خالد الكابلي قال: قال لي علي بن الحسين عليه‌السلام: يا أباخالد لتأتين فتن كقطع الليل المظلم، لا ينجو الا من أخذ الله ميثاقه، أولئك مصابيح الهدي، و ينابيع العلم، و ينجيهم الله من كل فتنة مظلمة، كأني بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان، في ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا، جبرائيل عن يمينه، و ميكائيل عن شماله، و اسرافيل أمامه، و معه راية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قد نشرها، لا يهوي بها الا قوم، الا أهلكهم الله عزوجل [117] .

و من دعاءه

(منه): اللهم فاوزع لوليك [118] شكرا ما أنعمت به علينا، و أوزعنا مثله فيه، و آته من لدنك سلطانا نصيرا، و افتح له فتحا يسيرا، و أعنه بركنك الأعز، و اشدد أزره، وقو عضده، وراعه بعينك، واحمه بحفظك، و انصره بملائكتك وامدده بجندك الأغلب، و أقم به كتابك و حدودك و شرائعك، [ صفحه 48] و سنن رسولك صلواتك اللهم عليه و آله، و أحي به ما أماته الظالمون من معالم دينك، و أجل به الناكبين عن صراطك، و امحق به بغاة قصدك عوجا، و ألن جانبه لأوليائك، وابسط يده علي أعدائك، وهب لنا رأفته و رحمته، و تعطفه و تحننه، و اجعلنا له سامعين مطيعين، و في رضاه ساعين، و الي نصرته و المدافعة عنه مكتفين، و اليك و الي رسولك صلواتك اللهم عليه و آله بذلك متقربين [119] .

و من كلام له لما سأله رجال من قريش: كيف الدعوة الي الدين

فقال عليه‌السلام: - بسم الله الرحمن الرحيم - أدعوك الي الله تعالي، و الي دينه، و جماعه أمران: معرفة الله، و الآخر العمل برضوانه، و أن معرفة الله أن تعرفه بالوحدانية، و الرأفة و الرحمة و العلم و القدرة، و العلو علي كل شي‌ء، و أنه النافع الضار القاهر لكل شي‌ء، الذي لا تدركه الأبصار و هو اللطيف الخبير. و أن محمدا عبده و رسوله، و أن ما جاء به هو الحق من عندالله تعالي، و ما سواهما هو الباطل، فاذا أجابوا الي ذلك فلهم ما للمسلمين، و عليهم ما علي المسلمين [120] .

و من كلام له يحرض شيعته علي قضاء الحاجة، و اصطناع المعروف

قال عليه‌السلام: شيعتنا أما الجنة، فلن تفوتكم سريعا كان أو بطيئا، ولكن [ صفحه 49] تنافسوا في الدرجات، و اعلموا أن أرفعكم درجات، و أحسنكم قصورا و دورا و أبنية، أحسنكم ايجابا بايجاب المؤمنين، و أكثركم مواساة لفقرائهم. ان الله ليقرب الواحد منكم الي الجنة بكلمة طيبة، يكلم أخاه المؤمن الفقير، بأكثر من مسيرة مائة عام بقدمه، و ان كان من المعذبين بالنار، فلا تحتقروا الاحسان الي اخوانكم، فسوف ينفعكم حيث لا يقوم مقام غيره [121] .

و من كلام له كلم به عبدالملك بن مروان

حين دخل عليه فاستعظم ما رأي من أثر السجود بين عيني علي بن الحسين عليه‌السلام فقال: يا أبامحمد لقد بين عليك الاجتهاد، و لقد سبق لك من الله الحسني، و أنت بضعة من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قريب النسب، وكيد السبب، و أنك لذو فضل عظيم علي أهل بيتك، و ذوي عصرك، و لقد أوتيت من الفضل و العلم و الدين و الورع، ما لم يؤته أحد مثلك، و لا قبلك، الا من مضي من سلفك، و أقبل يثني عليه و يطريه [122] . فقال علي بن الحسين عليه‌السلام كما وصفته و ذكرته من فضل الله سبحانه و تأييده و توفيقه، فأين شكره علي ما أنعم، يا أميرالمؤمنين كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقف في الصلاة حتي ترم قدماه، و يظمأ في الصيام حتي يعصب [123] فوه، فقيل له: يا رسول الله! ألم يغفر لك ما تقدم من ذنبك و ما [ صفحه 50] تأخر؟ فيقول صلي الله عليه و آله و سلم: أفلا أكون عبدا شكورا، الحمدلله علي ما أولي و أبلي، و له الحمد في الآخرة و الأولي، و الله لو تقطعت أعضائي، و سالت مقلتاي علي صدري، أن أقوم لله جل جلاله، لم يشكر [124] عشر العشر من نعمة واحدة، من جميع نعمه التي لا يحصيها العادون، و لا يبلغ حد نعمة منها، علي جميع حمد الحامدين، لا و الله أو يراني الله، لا يشغلني شي‌ء عن شكره، و ذكره في ليل و لا نهار، و لا سر، و لا علانية، و لولا أن لأهلي علي حقا، و لسائر الناس من خاصهم و عامهم علي حقوقا، لا يسعني الا القيام بها حسب الوسع و الطاقة، حتي أوديها اليهم، لرميت بطرفي الي السماء، و بقلبي الي الله ثم أردهما، حتي يقضي الله علي نفسي، و هو خير الحاكمين. وبكي عليه‌السلام وبكي عبدالملك و قال: شتان بين عبد طلب الآخرة وسعي لها سعيها، و بين من طلب الدنيا من أين جاءته، ما له في الآخرة من خلاق [125] . قوله عليه‌السلام: أويراني الله - بمعني: (الي أن) أو (الا أن) أي لا و الله لا أترك الاجتهاد، الي أن يراني الله علي تلك الحال.

و من دعائه لأبويه

اللهم صل علي محمد عبدك و رسولك، و أهل بيته الطاهرين، و اخصصهم بأفضل صلواتك و رحمتك و بركاتك و سلامك. [ صفحه 51] و اخصص اللهم والدي بالكرامة لديك، و الصلاة منك يا أرحم الراحمين. اللهم صل علي محمد و آله، و ألهمني علم ما يجب لهما علي الهاما، و اجمع لي علم ذلك كله تماما، ثم استعملني بما تلهمني منه، و وفقني للنفوذ فيما تبصرني من علمه، حتي لا يفوتني استعمال شي‌ء علمتنيه، و لا تثقل أركاني عن الحفوف فيما ألهمتنيه. اللهم صل علي محمد و آله كما شرفتنا به، و صل علي محمد و آله كما أوحيت لنا الحق بسببه. اللهم اجعلني أهابهما هيبة السلطان العسوف، و أبرهما بر الأم الرؤوف، و اجعل طاعتي لوالدي و بري بهما أقر لعيني من رقدة الوسنان، و أثلج لصدري من شربة الظمآن، حتي أوثر علي هواي هواهما، و أقدم علي رضاي رضاهما، و استكثر برهما لي و ان قل، و استقل بري لهما و ان كثر. اللهم خفض لهما صوتي، و أطب لهما كلامي، و ألن لهما عريكتي، و أعطف عليهما قلبي، وصيرني بهما رفيقا، و عليهما شفيقا. اللهم أشكر لهما تربيتي، و أثبهما علي تكرمتي، و احفظ لهما ما حفظاه مني في صغري. اللهم و ما مسهما مني من أذي، أو خلص اليهما عني من مكروه، أو ضاع قبلي لهما من حق، فاجعله حطة لذنوبهما، و علوا في درجاتهما، و زيادة في حسناتهما، يا مبدل السيئات بأضعافها من الحسنات. اللهم و ما تعديا علي فيه من قول، أو أشرفا علي فيه من فعل، أو ضيعاه لي من حق، أو قصرا بي عنه من واجب، فقد وهبت لهما، وجدت [ صفحه 52] عليهما، و رغبت اليك في وضع تبعته عنهما، فاني لا أتهمهما علي نفسي، و لا أستبطئهما في بري، و لا أكره ما تولياه من أمري، يا رب فهما أوجب حقا علي، و أقدم احسانا الي، و أعظم منة لدي من أن أقاصهما بعدل، أو أجازيهما علي مثل، أين اذا يا الهي طول شغلهما بتربيتي، و أين شدة تعبهما في حراستي، و أين اقتارهما علي أنفسهما للتوسعة علي، هيهات ما يستوفيان مني حقهما، و لا أدرك ما يجب علي لهما، و لا أنا بقاض وظيفة خدمتهما. فصل علي محمد و آله، و أعني يا خير من استعين به، و وفقني يا أهدي من رغب اليه، و لا تجعلني في أهل العقوق للآباء و الأمهات، (يوم تجزي كل نفس بما كسبت و هم لا يظلمون). اللهم صل علي محمد و آله و ذريته، و اخصص أبوي بأفضل ما خصصت به آباء عبادك المؤمنين و أمهاتهم، يا أرحم الراحمين. اللهم لا تنسني ذكرهما في أدبار صلواتي، و في آنا من آناء ليلي، و في كل ساعة من ساعات نهاري. اللهم صل علي محمد و آله، و اغفر لي بدعائي لهما، و اغفر لهما ببرهما لي، مغفرة حتما، و ارض عنهما بشفاعتي لهما رضي عزما، و بلغهما بالكرامة مواطن السلامة. اللهم و ان سبقت مغفرتك لهما، فشفعهما في، و ان سبقت مغفرتك لي، فشفعني فيهما حتي نجتمع برأفتك في دار كرامتك، و محل مغفرتك و رحمتك، انك ذوالفضل العظيم، و المن القديم، و أنت أرحم الراحمين [126] . [ صفحه 53]

و من دعاء له لما تهيأ الي الصلاة و وثب قائما

يا من حاز كل شي‌ء ملكوتا، و قهر كل شي‌ء جبروتا، و أولج قلبي فرح الاقبال عليك، و ألحقني بميدان المطيعين لك، ثم قال: يا من قصده الضالون فأصابوه مرشدا، و أمه الخائفون فوجدوه معقلا، و لجأ اليه العابدون فوجدوه موئلا، متي راحة من نصب لغيرك بدنه، و متي فرح من قصد سواك بنيته. الهي قد انقشع الظلام و لم أقض من خدمتك وطرا، و لا من حياض مناجاتك صدرا، صل علي محمد و آله وافعل بي أولي الأمرين بك، يا أرحم الراحمين [127] .

و من دعائه في الاعتراف، و طلب التوبة الي الله تعالي

اللهم انه يحجبني عن مسألتك خلال ثلاث، و تحدوني عليها خلة واحدة، يحجبني أمر فأبطأت عنه، و نهي نهيتني عنه فأسرعت اليه، و نعمة أنعمت بها علي فقصرت في شكرها، و يحدوني علي مسألتك، تفضلك علي من أقبل بوجهه اليك، و وفد بحسن ظنه اليك اذ جميع احسانك علي تفضل، و اذ كل نعمك ابتداء. فها أناذا يا الهي واقف بباب عزك، وقوف المستسلم الذليل، و سائلك علي الحياء مني، سؤال البائس المعيل، مقر لك بأني لم أستسلم [ صفحه 54] وقت احسانك الا بالاقلاع عن عصيانك، و لم أخل في الحالات كلها من امتنانك، فهل ينفعني يا الهي اقراري عندك بسوء ما اكتسبت، و هل ينجيني منك اعترافي لك بقبيح ما ارتكبت، أم أوجبت لي في مقامي هذا سخطك، أذ لزمني في وقت دعائي مقتك، سبحانك لا أيأس منك، و قد فتحت لي باب التوبة اليك، بل أقول مقال العبد الذليل، الظالم لنفسه، المستخف بحرمة ربه، الذي عظمت ذنوبه فجلت، و أدبرت أيامه فولت، حتي اذا رأي مدة العمل قد انقضت، وغاية العمر قد انتهت، و أيقن أنه لا محيص له منك، و لا مهرب له عنك، تلقاك بالانابة، و أخلص لك التوبة، فقام اليك بقلب طاهر نقي، ثم دعاك بصوت حائل خفي، قد تطأطأ لك فانحني، و نكس رأسه فانثني، قد أرعشت خشيته رجليه، و غرقت دموعه خديه، يدعوك يا أرحم الراحمين و يا أرحم من انتابه المسترحمون، و يا أعطف من أطاف به المستغفرون، و يا من عفوه أكثر من نقمته، و يا من رضاه أوفر من سخطه، و يا من تحمد الي خلقه بحسن التجاوز، و يا من عود عبادة قبول الانابة، و يا من استصلح فاسدهم بالتوبة، و يا من رضي من فعلهم باليسير، و يا من كافي قليلهم بالكثير، و يا من ضمن لهم الاجابة للدعاء، و يا من وعدهم علي نفسه بتفضله حسن الجزاء، ما أنا بأعصي من عصاك، فغفرت له، و ما أنا بألوم من اعتذر اليك فقبلت منه، و ما أنا بأظلم من تاب اليك فعدت عليه، أتوب اليك في مقامي هذا، توبة نادم علي ما فرط منه مشفق مما اجتمع عليه خالص الحياء، مما وقع فيه عالم بأن العفو عن الذنب العظيم لا يتعاظمك، و أن التجاوز عن الاثم الجليل لا يستصعبك، و أن احتمال الجنايات الفاحشة لا يتكأدك [128] ، و أن أحب عبادك [ صفحه 55] اليك من ترك الاستكبار عليك، و جانب الاصرار، و لزم الاستغفار، و أنا أبرأ اليك من أن أستكبر، و أعوذ بك من أن أصر، و أستغفرك لما قصرت فيه، و أستعين بك علي ما عجزت عنه. اللهم صل علي محمد و آله، وهب لي ما يجب علي لك، و عافني مما استوجبه منك، و أجرني مما يخافه أهل الاساءة، فانك ملي‌ء بالعفو، مرجو للمغفرة، معروف بالتجاوز، ليس لحاجتي مطلب سواك، و لا لذنبي غافر غيرك، حاشاك و لا أخاف علي نفسي الا اياك، انك أهل التقوي و أهل المغفرة. صل علي محمد و آل محمد، واقض حاجتي و انجح طلبتي، و اغفر ذنبي، و آمن خوف نفسي، انك علي كل شي‌ء قدير، و ذلك عليك يسير، آمين رب العالمين [129] .

و من كلام له في تفسير قوله تعالي: (و أشرقت الأرض بنور ربها و وضع الكتاب وجي‌ء بالنبيين و الشهداء)

سورة الزمر، الآية: 69. اذا كان يوم القيامة بعث الله الناس من حفرهم عزلا مهلا، جردا مردا، في صعيد واحد، يسوقهم النور، و تجمعهم الظلمة حتي يقفوا علي عقبة المحشر، فيركب بعضهم بعضا، و يزدحمون دونها، فيمنعون من المضي، فتشتد أنفاسهم، و يكثر عرقهم و تضيق بهم أمورهم، و يشتد ضجيجهم، و ترفع أصواتهم، و هو أول هول من أهوال القيامة. [ صفحه 56] فعندها يشرف الجبار تبارك و تعالي من فوق العرش، و يقول يا معشر الخلائق: انصتوا و اسكتوا، و اسمعوا منادي الجبار. فيسمع آخرهم كما أولهم، فتخشع قلوبهم، و تضطرب فرائصهم، و يرفعون رؤوسهم الي ناحية الصوت، مهطعين الي الداعي، و يقول الكافر: هذا يوم عسير. فيأتي النداء من قبل الجبار: أنا الله لا اله الا أنا، الحكم الذي لا يجور، أحكم اليوم بينكم بعدلي و قسطي، لا يظلم اليوم عندي أحد، آخذ للضعيف من القوي، و لصاحب المظلمة من القصاص من الحسنات و السيئات و أثيب علي الهبات، و لا يجوز هذه العقبة ظالم، و لا أحد عنده مظلمة، الا مظلمة يهبها لصاحبها، و أثيبه عليها، و آخذ له بها عند الحساب. فتلازموا أيها الخلائق، و اطلبوا مظالمكم عند من ظلمكم بها في الدنيا، و أناشدكم عليها، و كفي بي شهيدا. فيتعارفون فلا يبقي أحد له مظلمة عند أحد أو حق لزمه، فيمكثون ما شاءالله، فيشتد حالهم، و يكثر عرقهم، و ترتفع أصواتهم، و يتمنون المخلص منه بترك مظالمهم لأهلها. فيأتي النداء من قبل الجبار (جل جلاله): أيها الخلائق، انصتوا لداعي الله، و اسمعوا، ان الله يقول: أنا الوهاب، ان أجبتم تواهبتم، و الا أخذتم بمظالمكم. فيفرحون بذلك، لشدة جهلهم، وضيق مسلكهم، فيهب بعضهم مظلمته لبعض، رجاء الخلاص مما هم فيه، و يبقي بعضهم يقولون مظالمنا أعظم من أن نهبها. [ صفحه 57] فعندها يأمر المولي سبحانه رضوان خازن الجنان، أن يظهر قصرا من فضة بما فيه، ثم يأمرهم جل شأنه أن يرفعوا رؤوسهم و ينظروا الي كرامة الله تعالي، فاذا رأوا ذلك القصر، تمني كل منهم أن يكون له. فيأتي النداء هذا لكل من عفا عن مؤمن فعندها يعفون الا القليل. فيقول الله: لا يجوز الي جنتي ظالم. ثم يدفعون الي العقبة يلوذ بعضهم بعضا، فينتهون الي العرش، و قد نشرت الدواوين و أحضر النبيون و الشهداء و هم الأئمة و يشهد كل امام علي أهل عالمه، أنه قد فيهم بأمر الله، و دعاهم الي سبيله. فقال رجل لعلي بن الحسين: اذا كان للمؤمن علي الكافر حق، فأي شي‌ء يؤخذ منه، و هو من أهل النار. قال عليه‌السلام: يطرح عن المسلم من سيئاته بقدر ما له علي الكافر، و يعذب الكافر بها مع عذابه بكفره. فقال الرجل: و ان كان للمسلم علي المسلم مظلمة فما يؤخذ منه؟ قال عليه‌السلام: يؤخذ من حسنات الظالم، و يعطي للمظلوم بقدر ما له عليه. فقال الرجل: و ان لم يكن للظالم حسنات فما يؤخذ منه؟ قال: ان كان للمظلوم سيئات تزاد علي سيئات الظالم، بقدر ما له من الحق عليه [130] . و اذا عاد أهل الجنان الي منازلهم، و اتكأ كل واحد علي أريكته، [ صفحه 58] و حفت بهم الخدم، و تهدلت عليهم الثمار، و جرت من تحتهم الأنهار، و بسطت لهم الزرابي، و صففت لهم النمارق، و أتتهم الخدم بما شاءت لهم شهواتهم. أتاهم المنادي من قبل الله تعالي: أوليائي و أهل طاعتي، هل أنبئكم بخير مما أنتم عليه؟ فيقولون ربنا، و أي شي‌ء خير مما نحن فيه؟. فيقول سبحانه: رضائي عنكم، و محبتي لكم خير مما أنتم عليه. فيقولون: ربنا رضاك و محبتك خير لنا، و أطيب لأنفسنا، و هو قوله تعالي: (وعد الله المؤمنين و المؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و مساكن طيبة في جنات عدن و رضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم) [131] .

و من دعائه لأهل الثغور

اللهم صل علي محمد و آله، و حصن ثغور المسلمين، بعزتك، و أيد حماتها بقوتك، و اسبغ عطاياهم من جدتك. اللهم صل علي محمد و آله و كثر عدتهم، و اشحذ أسلحتهم، و احرس حوزتهم، و امنع حومتهم، و ألف جمعهم، و دبر أمرهم، و واتر بين ميرهم، و توحد بكفاية مؤنهم، و اعضدهم بالنصر، و أعنهم بالصبر، و الطف لهم في المكر. [ صفحه 59] اللهم صل علي محمد و آله، و عرفهم ما يجهلون، و علمهم ما لا يعلمون، و بصرهم ما لا يبصرون. اللهم صل علي محمد و آله، و أنسهم عند لقائهم العدو و ذكر دنياهم الخداعة الغرور، وامح عن قلوبهم خطرات المال الفتون، واجعل الجنة نصب أعينهم، و لوح منها لأبصارهم ما أعددت فيها من مساكن الخلد، و منازل الكرامة، و الحور الحسان، و الأنهار المطردة بأنواع الأشربة، و الأشجار المتدلية بصنوف الثمر، حتي لا يهم أحد منهم بالادبار، و لا يحدث نفسه عن قرنه بفرار. اللهم أفلل بذلك عدوهم، و اقلم عنهم أظفارهم، و فرق بينهم، و بين أسلحتهم، و اخلع وثائق أفئدتهم و باعد بينهم و بين أزودتهم، و حيرهم في سبلهم، و ضللهم عن وجههم، واقطع عنهم المدد، و انقص منهم العدد، و املأ أفئدتهم الرعب، و اقبض أيديهم عن البسط، و اخزم ألسنتهم عن النطق، و شرد بهم من خلفهم، و نكل بهم من وراءهم، و اقطع بخزيهم أطماع من بعدهم. اللهم عقم أرحام نسائهم، و يبس أصلاب رجالهم، و اقطع نسل دوابهم و أنعامهم، لا تأذن لسمائهم في قطر، و لا لأرضهم في نبات. اللهم وقو بذلك مجال أهل الاسلام، وحصن به ديارهم، و ثمر به أموالهم، و فرغهم عن محاربتهم لعبادتك، و عن منابذتهم للخلوة بك حتي لا يعبد في بقاع الأرض غيرك، و لا تعفر لأحد منهم جهة دونك. اللهم أغز بكل ناحية من المسلمين علي من بازائهم من المشركين، و امددهم بملائكة من عندك، مردفين، حتي يكشفوهم الي منقطع التراب قتلا في أرضك، و أسرا، أو يقروا بأنك أنت الله الذي لا اله الا أنت وحدك لا شريك لك. [ صفحه 60] اللهم و اعمم بذلك أعداءك في أقطار البلاد من الهند و الروم و الترك و الخزر و الحبش و النوبة و الزنج و السقالبة و الديالمة و سائر أمم الشرك الذين تخفي أسماؤهم و صفاتهم، و قد أحصيتهم بمعرفتك، و أشرفت عليهم بقدرتك. اللهم أشغل المشركين بالمشركين عن تناول أطراف المسلمين، و خذهم بالنقص عن تنقصهم و ثبطهم بالفرقة عن الاحتشاد عليهم. اللهم أخل قلوبهم من الأمنة، و أبدانهم من القوة، و أذهل قلوبهم عن الاحتيال، و أوهن أركانهم عن منازلة الرجال، وجبنهم عن مقارعة الأبطال، وابعث عليهم جندا من ملائكتك ببأس من بأسك، كفعلك يوم بدر، تقطع به دابرهم، و تحصد به شوكتهم، و تفرق به عددهم. اللهم وامزج مياههم بالوباء، و اطعمهم بالأدواء، وارم بلادهم بالخسوف، و الح عليها بالقذوف و افرغها بالمحول، و اجعل ميرهم في أحص أرضك، و ابعدها عنهم، و امنع حصونها منهم، أصبهم بالجوع المقيم، و السقم الأليم. اللهم و أيما غاز غزاهم من أهل ملتك، أو مجاهد جاهدهم من أتباع سنتك، ليكون دينك الأعلي و حزبك الأقوي، و حظك الأوفي، فلقه اليسر، وهيي‌ء له الأمر، و توله بالنجح، و تخير له الأصحاب، و استقو له الظهر، و اسبغ عليه في النفقة، و متعه بالنشاط واطف عنه حرارة الشوق، و أجره من غم الوحشة، و أنسه ذكر الأهل و الولد، و أثر له حسن النية، و توله بالعافية، و اصحبه بالسلامة، و اعفه من الجبن، و ألهمه الجرأة، و ارزقه الشدة، و أيده بالنصرة، و علمه السير و السنن، و سدده في الحكم، و اعزل عنه الرياء، و خلصه من السمعة، و اجعل فكره و ذكره و ظعنه و اقامته [ صفحه 61] فيك ولك، فاذا صاف عدوك و عدوه فقللهم في عينه، و صغر شأنهم في قلبه، و أدل له منهم و لا تدلهم منه، فان ختمت له بالسعادة، و قضيت له بالشهادة، فبعد أن يجتاح عدوك بالقتل، و بعد أن يجهد بهم الأسر، و بعد أن تأمن أطراف المسلمين، و بعد أن يولي عدوك مدبرين. اللهم و أيما مسلم خلف غازيا أو مرابطا في داره، أو تعهد خالفيه في غيبته، أو أعانه بطائفة من ماله، أو أمده بعتاد أو شحذه علي جهاد، أو أتبعه في وجهه، دعوة، أو رعي له من ورائه حرمة، فأجر له مثل أجره وزنا بوزن، و مثلا بمثل، و عوضه من فعله عوضا حاضرا، يتعجل به نفع ما قدم، و شرور ما أتي به الي أن ينتهي به الوقت، الي ما أجريت له من فضلك، و أعددت له من كرامتك. اللهم و أيما مسلم أهمه أمر الاسلام، و أحزنه تحزب أهل الشرك عليهم، فنوي غزوا أو هم بجهاد فقعد به ضعف، أو أبطأت به فاقة، أو أخره عنه حادث، أو عرض له دون ارادته مانع، فاكتب اسمه في العابدين، و أوجب له ثواب المجاهدين، و اجعله في نظام الشهداء و الصالحين. اللهم صل علي محمد عبدك و رسولك، و آل محمد صلاة عالية علي الصلوات، مشرفة فوق التحيات، صلاة لا ينتهي أمدها، و لا ينقطع عددها، كأتم ما مضي من صلواتك علي أحد من أوليائك، انك المنان الحميد، المبدي‌ء المعيد، الفعال لما تريد [132] . [ صفحه 62]

و من كلام له في تفسير قوله تعالي: (الذي جعل لكم الأرض فراشا و السماء بناء)

سورة البقرة، الآية: 22 كان يقول معني هذه الآية: أنه سبحانه جعل الأرض ملائمة لطباعكم، موافقة لأجسادكم، و لم يجعلها شديدة الحرارة فتحرقكم، و لا شديدة البرودة فتجمدكم، و لا شديدة الريح فتصدعكم، و لا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم، و قبور موتاكم، ولكنه (عزوجل) جعل فيها، من المتانة ما تنتفعون به، و تتماسك عليها أبدانكم و بنيانكم، و جعل فيها كثيرا من منافعكم، و جعل السماء سقفا محفوظا من فوقكم، يدير فيها شمسها و قمرها و نجومها لمنافعكم، و أنزل من السماء ماء من علا ليبلغ قلل جبالكم، و تلالكم [133] و هضابكم [134] و أوهادكم [135] ، ثم مزقه رذاذا و وبلا [136] ، لا هطلا [137] فيفسد أرضكم و أشجاركم، وزرعكم و ثماركم، و أخرج من الأرض رزقا لكم، فلا تجعلوا مع الله أندادا و أشباها، و أمثالا و أصناما لا تعقل، و لا تبصر و لا تسمع، و أنتم تعلمون أنها لا تقدر علي شي‌ء من هذه النعم الجليلة، التي أنعم ربكم بها عليكم، تعالت آلاؤه و نعماؤه [138] . [ صفحه 63]

و من كلام له لمحمد بن مسلم بن شهاب الزهري يعظه

لما دخل عليه عليه‌السلام و هو كئيب حزين فقال زين‌العابدين عليه‌السلام: ما بالك مغموما؟ قال: يا ابن‌رسول الله! غموم و هموم تتوالي علي لما امتحنت به من جهة حساد نعمي، و الطامعين في، و ممن أرجوه، و ممن أحسنت اليه، فيخلف ظني. فقال له علي بن الحسين عليه‌السلام: احفظ عليك لسانك، تملك به اخوانك، قال الزهري: يا ابن‌رسول الله! اني أحسن اليهم بما يبدر من كلامي. قال علي بن الحسين عليه‌السلام: هيهات، هيهات، اياك أن تعجب من نفسك بذلك، و اياك أن تتكلم بما يسبق الي القلوب انكاره، و ان كان عندك اعتذاره، فليس كل من تسمعه شرا يمكنك أن توسعه عذرا. ثم قال: يا زهري أما عليك أن تجعل المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك، فتجعل كبيرهم بمنزلة والدك، و تجعل صغيرهم بمنزلة ولدك، و تجعل قربك منهم بمنزلة أخيك، فأي هولاء تحب أن تظلم، و أي هؤلاء تحب أن تدعو عليه، و أي هؤلاء تحب أن تهتك ستره، و ان عرض لك ابليس لعنه الله، بأن لك فضلا علي أحد من أهل القبلة، فانظر ان كان أكبر منك فقل قد سبقني بالايمان، و العمل الصالح، فهو خير مني، و ان كان أصغر منك، فقل قد سبقته بالمعاصي و الذنوب فهو خير مني، و ان كان تربك [139] فقل أنا علي يقين من ذنبي، و في شك من أمره، فما أدع يقيني [ صفحه 64] لشكي، و ان رأيت المسلمين يعظمونك و يوقرونك و يبجلونك، فقل هذا أخذوا به، و ان رأيت منهم جفاء و انقباضا، فقل هذا لذنب أحدثته، فانك اذا فعلت ذلك، سهل الله عليك عيشك، و كثر أصدقائك، و قل أعدائك، و فرحت بما يكون من برهم، و لم تأسف علي ما يكون من جفائهم، و اعلم أن أكرم الناس علي الناس من كان خيره عليهم فائضا، و كان عنهم مستغنيا متعففا، و أكرم الناس من بعده عليهم من كان متعففا، و ان كان اليهم محتاجا، فانما أهل الدنيا يتعقبون الأموال، فمن لم يزاحمهم فيما يعشقونه، كرم عليهم، و من لم يزاحمهم فيها، و مكنهم من بعضها، كان أعز و أكرم [140] .

و من دعائه حين بلغه توجه مسرف بن عقبة الي المدينة

[كان ابن‌عقبة كما يذكر المؤرخون رجلا فاسقا فاجرا شريرا، أمره يزيد بن معاوية (لعنه الله) علي الجيش الذي أرسله الي المدينة لنهبها، لما امتنعوا من بيعته و قال له: ان ظفرت بهم فأبحها ثلاثة أيام، بما فيها من الرجال و النساء و الأطفال و الأموال و السلاح، فاذا مضت ثلاثة أيام فاكفف عنهم، ففعل ما أمر يزيد بل أسرف في ذلك، حتي سمي بمسرف من القتل و النهب وهتك الأعراض، حتي ولد في المدينة من تلك الواقعة أربعة آلاف مولود، لا يعرف له أب، و شدوا الخيل الي أساطين مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قال الراوي: رأيت الخيل حول قبر النبي صلي الله عليه و آله و سلم، قال سعيد بن المسيب و كان السجاد عليه‌السلام في تلك الأيام علي قلق و وجل، و هو يأتي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و يدعو عنده، و كنت أنا معه.] رب كم من نعمة أنعمت بها علي، قل لك عندها شكري، و كم من بلية ابتليتني بها، قل لك صبري فيها، من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني، و قل عند بلائه صبري فلم يخذلني، ياذا المعروف الذي لا ينقطع [ صفحه 65] أبدا، و ياذا النعماء التي لا تحصي عددا، صل علي محمد و آل محمد، و ادفع عني شره، فاني أدرأ بك [141] في نحره، و أستعيذ بك من شره. فقدم مسرف بن عقبة المدينة، و كان يقال أنه لا يريد غير علي بن الحسين عليه‌السلام فسلم منه، و حباه و وصله [142] . و كان عليه‌السلام يقول: اذا قرأ هذه الآية: (و ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها) [143] سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه، الا المعرفة بالتقصير عن معرفتها، كما لم يجعل في أحد من معرفة ادراكه، أكثر من العلم بأنه لا يدركه، فشكر جل و عز معرفة العارفين بالتقصير عن معرفة شكره، فجعل معرفتهم بالتقصير شكرا، كما علم علم العالمين أنهم لا يدركونه فجعله ايمانا، علما منه أنه قد وسع العباد، فلا يتجاوز ذلك، فان شيئا من خلقه لا يبلغ مدي عبادته، من لا مدي له و لا كيف، تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا [144] .

و من كلام له في فضائل عترة النبي

قال عليه‌السلام: ان محمدا صلي الله عليه و آله و سلم كان أمين الله في أرضه، فلما انقبض محمد صلي الله عليه و آله و سلم كنا أهل البيت أمناء الله في أرضه، عندنا علم البلايا و المنايا، و أنساب العرب، و مولد الاسلام، و انا لنعرف الرجل اذا رأيناه بحقيقة [ صفحه 66] الايمان، و بحقيقة النفاق، و أن شيعتنا لمكتوبون معروفون بأسمائهم و أسماء آبائهم، أخذ الله الميثاق علينا و عليهم، يردون موردنا، و يدخلون مداخلنا، ليس علي ملة ابراهيم خليل الله غيرنا و غيرهم، انا يوم القيامة آخذون بحجزة نبينا، و نبينا آخذ بحجزة ربه، و أن الحجزة النور، و شيعتنا آخذون بحجزتنا،من فارقنا هلك، و من تبعنا نجا، و الجاحد لولايتنا كافر، و متبعنا و تابع أوليائنا مؤمن، لا يحبنا كافر، و لا يبغضنا مؤمن، من مات و هو محبنا كان حقا علي الله أن يبعثه معنا، نحن نور لمن تبعنا، و نور لمن اقتدي بنا، من رغب [145] عنا ليس منا، و من لم يكن معنا فليس من الاسلام في شي‌ء، بنا فتح الله الدين، و بنا يختمه، و بنا أطعمكم عشب الأرض، و بنا أنزل عليكم مطر السماء، و بنا أمنكم الله من الغرق في بحركم، و من الخسف في بركم، و بنا نفعكم الله في حياتكم، و في قبوركم، و في محشركم، و عند الصراط، و عند الميزان، و عند دخول الجنان، ان مثلنا في كتاب الله كمثل المشكاة، و المشكاة في القنديل، فنحن المشكاة فيها المصباح، و المصباح هو محمد صلي الله عليه و آله و سلم، المصباح في زجاجة، نحن الزجاجة، كأنها كوكب يوقد من شجرة مباركة زيتونة، لا شرقية و لا غربية، لا منكرة و لا دعية، يكاد زيتها نور يضي‌ء، و لو لم تمسسه نار نور، القرآن نور علي نور، (يهدي الله لنوره من يشاء و يضرب الله الأمثال للناس و الله بكل شي‌ء عليم) [146] علي أن يهدي من أحب لولايتنا، حقا علي الله أن يبعث ولينا، مشرقا وجهه، نيرا برهانه، عظيما عند الله حجته، و يجي‌ء عدونا يوم القيامة مسودا وجهه، مدحضة عندالله حجته، و حق علي الله أن يجعل ولينا رفيق النبيين، و الصديقين و الشهداء و الصالحين، و حسن أولئك [ صفحه 67] رفيقا، حق علي الله أن يجعل عدونا رفيقا للشياطين و الكافرين، و بئس أولئك رفيقا، و لشهيدنا فضل علي شهداء غيرنا بعشر درجات، و لشهيد شيعتنا علي شهيد غيرنا سبع درجات، فنحن النجباء، و نحن أفراط [147] الأنبياء، و أبناء الأوصياء، و نحن خلفاء الأرض، و نحن أولي الناس بالله، و نحن المخصوصون في كتاب الله، و نحن أولي الناس بدين الله، و نحن الذين شرع الله لنا دينه، فقال الله: (شرع لكم من الدين ما وصي به نوحا و الذين أوحينا اليك و ما وصينا به ابراهيم و موسي و عيسي) [148] ، فقد علمنا و بلغنا، و استودعنا علمهم، و نحن ورثة الأنبياء، و نحن ذرية أولي العلم، أن أقيموا الدين بآل محمد صلي الله عليه و آله و سلم و لا تتفرقوا فيه، و كونوا علي جملتكم كبر علي المشركين، بولاية علي بن أبي‌طالب، ما تدعوهم اليه من ولاية علي، أن الله يا محمد يجتبي اليه من يشاء، و يهدي اليه من ينيب، من يجيبك الي ولاية علي بن أبي‌طالب عليه‌السلام [149] .

و من كلام له في اختلاف المذاهب بعد النبي

قال عليه‌السلام: قد انتحلت طوائف من هذه الأمة، بعد مفارقتها أئمة الدين، و شجرة النبوة، اخلاص الديانة، و أخذوا أنفسهم في مخايل الرهبانية، و تغالوا في العلوم، و وصفوا الاسلام بأحسن صفاتهم، و تحلوا بأحسن السنة، حتي اذا طال عليهم الأمد، و بعدت عليهم الشقة، و امتحنوا بمحن الصادقين، رجعوا علي أعقابهم، ناكصين عن سبيل الهدي، و علم [ صفحه 68] النجاة، يتفسحون تحت أوراق البزل [150] : لا يحرزوا السبق الرزايا و ان جرت و لا يبلغ الغايات الا سبوقها و ذهب آخرون الي التقصير في أمرنا، و احتجوا بمتشابه القرآن، فتأولوا بآرائهم، و اتهموا بمأثور الخبر مما استحسنوا، يقتحمون في أعمال الشبهات و دياجير الظلمات، بغير قبس نور من الكتاب، و لا اثرة علم من مظان العلم بتحذير مثبطين، زعموا أنهم علي الرشد من غيهم. و الي من يفزع خلف هذه الأمة، قد درست أعلام الملة و الدين، الأمة بالفرقة و الاختلاف، يكفر بعضهم بعضا، و الله تعالي يقول: (و لا تكونوا كالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات) [151] . فمن الموثوق به علي ابلاغ الحجة، و تأويل الحكمة، الا أهل الكتاب، و أبناء أئمة الهدي، و مصابيح الدجي، الذين احتج الله بهم علي عباده، و لم يدع الخلق سدي من غير حجة، هل تعرفوهم أو تجدونهم، الا من فروع الشجرة المباركة، و بقايا صفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، و براهم من الآفات، و اقترن مودتهم بالكتاب: هم العروة الوثقي و هم معدن التقي و خير جبال العالمين وثيقها [152] . أقول: من أخبار نبي الاسلام صلي الله عليه و آله و سلم الغيبية الذي نطق به هذا الكلام، رواه جميع علماء السنة و الشيعة: «ستفترق أمتي علي ثلاث و سبعين فرقة [ صفحه 69] و أن منهم فرقة ناجية، و الباقون في النار» [153] ، و أن الامام في هذه الكلمات، يشرح الاختلاف و ما كان له من آثار سيئة، و نتائج وخيمة. و يبين أن الطريق الوحيد للتخلص منه، هو الأخذ بتعاليم أهل البيت عليهم‌السلام و التمسك بحبالهم (و أهل البيت أدري بما في البيت) و كما أمر النبي الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم، وجدهم المعظم، بالاقتداء بهم، و اقترانهم بالكتاب الكريم، في ذلك الحديث المشهور المتواتر، الذي جاء عن طرق كثيرة، وردت عن نيف و عشرين صحابيا [154] .

و من وصية له وصي بها ابنه محمد بن علي الباقر

و ذلك لما مرض علي بن الحسين بن علي بن أبي‌طالب عليهم‌السلام في مرضه الذي توفي فيه، فجمع أولاده محمدا عليه‌السلام، و عبدالله، و عمر، و زيد، و الحسين، و أوصي الي ابنه محمد بن علي الباقر عليه‌السلام و كناه الباقر، و جعل أمرهم اليه و كان فيما وعظه في وصيته أن قال: [ صفحه 70] يا بني ان العقل رائد الروح، و العلم رائد العقل، و العقل ترجمان العلم، و اعلم أن العلم أبقي، و اللسان أكثر هذرا، و اعلم يا بني أن اصلاح الدنيا بحذافيرها في كلمتين: بهما اصلاح شأن المعائش مل‌ء مكيال ثلثاه فطنة، و ثلثاه تغافل، لأن الانسان لا يتغافل الا عن شي‌ء قد عرفه، ففطن له [155] . اعلم أن الساعات تذهب عمرك، و أنك لا تنال نعمة الا بفراق أخري، فاياك و الأمل الطويل، فكم من مؤمل أملا لا يبلغه، و لجامع مال لا يأكله، و مانع ما سوف يتركه، و لعله من باطل جمعه، و من حق منعه، أصابه حراما و ورثه احتمل اصره، وباء بوزره. (ذلك هو الخسران المبين) [156] .

و من وصية له أيضا لابنه محمد الباقر، في النهي عن مصاحبة الأحمق

قال: اياك يا بني أن تصاحب الأحمق، أو تخالطه، واهجره و لا تحادثه، فان الأحمق هجنة عبن [157] غائبا كان أو حاضرا، ان تكلم فضحه حمقه، و ان سكت قصر به عنه، و ان عمل أفسد، و ان استرعي أضاع، لا علمه من نفسه يغنيه، و لا علم غيره ينفعه، و لا يطيع ناصحه، و لا يستريح مقارنه، تود أمه لو أنها ثكلته، واطرته فقدته، و جاره بعد داره، و جليسه [ صفحه 71] الوحدة من مجالسته، ان كان أصغر من في المجلس، أغني من فوقه، و ان كان أكبر، أفسدهم من دونه [158] . أقول: ويجي‌ء في الباب الثالث من هذا الكتاب، حديثه مع ابنه عليه‌السلام: يحذره من المصاحبة بأشخاص، منها الأحمق.

و من وصية له وصي بها ولده أيضا بهذا الدعاء

أن قال لهم: اذا أصابتكم مصيبة، أو نزلت بكم فاقة، فليتوضأ الرجل و يحسن وضوءه، و يصلي أربع ركعات، و بعد الفراغ يقول: يا موضع كل شكوي، يا سامع كل نجوي، يا شافي كل بلاء، و يا عالم كل خفية و يا كاشف ما يشاء، يا نجي موسي، و يا مصطفي محمد، و يا خليل ابراهيم، أدعوك دعاء الغريب الغريق، الفقير الذي لا يجد لكشف ما فيه، الا أنت يا أرحم الراحمين، لا اله الا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين. قال عليه‌السلام: من أصابه البلاء، و دعا بهذا الدعاء، أصابه الفرج من الله تعالي [159] .

و من كلام له يذكر فيه أرض كربلاء

قال عليه‌السلام: اتخذ الله أرض كربلاء حرما أمنا، قبل أن يخل الله أرض [ صفحه 72] الكعبة، و يتخذها حرما بأربعة و عشرين ألف عام، و انه اذا زلزل الله تعالي الأرض و سيرها، رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية، فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة، و أفضل مسكن في الجنة، لا يسكنها الا النبيون و المرسلون، «أو قال: أولوا العزم» و أنها لتزهر بين رياض الجنة، كما يزهر الكوكب الدري، بين الكواكب لأهل الأرض، يغشي نورها أبصار الجنة، و هي تنادي أنا أرض الله المقدسة، الطيبة المباركة، التي تضمنت سيد الشهداء، و سيد شباب أهل الجنة [160] . قلت: ان هذا الكلام لدليل علي أفضلية كربلاء المقدسة، علي مكة المشرفة، و أشرفيتها عليها، و أشار الي هذه المزية السيد مهدي بحر العلوم رحمه الله في منظومته القيمة حيث قال: و من حديث كربلاء و الكعبة لكربلاء بان علو الرتبة [161] .

و من كلام له في الحث علي التقوي

عن أبي‌الطفيل عامر بن واثلة، كان عليه‌السلام اذا تلا قوله تعالي: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين) [162] قال: اللهم ارفعني في أعلي درجات هذه الندبة، و أعني بعزم الارادة، وهبني حسن المستعتب من نفسي، و خذني منها حتي تتجرد خواطر الدنيا عن قلبي، من برد خشيتي [ صفحه 73] منك، و ارزقني قلبا و لسانا يتجاريان في ذم الدنيا، و حسن التجافي منها، حتي لا أقول الا صدقا، و أرني مصاديق اجابتك بحسن توفيقك، حتي أكون في كل حال حيث أردت. فقد قرعت بي باب فضلك فاقة بحد سنان نال قلبي فتوقها و حتي متي أصف محن الدنيا، و مقام الصديقين، و أنتحل عزما من ارادة مقيم بمدرجة الخطايا، أشتكي ذل ملكة الدنيا، و سوء أحكامها علي، فقد رأيت، و سمعت لو كنت أسمع في أداة فهم، أو أنظر بنور يقظة. وكيلا ألاقي نكبة و فجيعة و كاس مرارات زعافا أذوقها [163] . و حتي متي أتعلل الأماني، و أسكن الي الغرور، و أعبد نفسي للدنيا، علي غضاضة سوء الاعتداد من ملكاتها، و أنا أعرض لنكبات الدهر علي، أتربص اشتمال البقاء، و قوارع الموت، تختلف حكمي في نفسي، و يعتدل حكم في الدنيا: و هن المنايا أي واد سلكته عليها طريقي أو علي طريقها و حتي متي تعدني الأيام فتختلف، و أئتمنها فتخون، لا تحدث جدة، الا بخلوق جدة [164] ، و لا تجمع شمل، الا بتفريق شمل، حتي كأنها غيري [165] ، محجبة ضناء، تغار علي الالفة، و تحسد علي أهل النعم: فقد آذنتني بانقطاع و فرقة و أومض لي من كل أفق بروقها [166] . [ صفحه 74] و من أقطع عذرا من مغذ سيرا [167] ، يسكن الي معرس غفلة [168] ، بأدواء نبوة الدنيا [169] ، و مرارة العيش، و طيب نسيم الغرور، و قد أمرت تلك الحلاوة علي القرون الخالية، و حال دون ذلك النسيم هبوات [170] و حسرات، و كانت حركات فسكنت، و ذهب كل عالم بما فيه: فما عيشة الا تزيد مرارة و لا ضيقة الا ويزداد ضيقها فكيف يرقأ دمع لبيب، أو يهدأ طرف متوسم، علي سوء أحكام الدنيا، و ما تفجأ به أهلها، من تصرف الحالات، و سكون الحركات، و كيف يسكن اليها من يعرفها، و هي تفجع الآباء بالأبناء، و تلهي الأبناء عن الآباء، تعدمهم أشجان قلوبهم، و تسلبهم قرة عيونهم: و ترمي قساوات القلوب بأسهم وجمر فراق لايبوخ حريقها [171] . و ما عسيت أن أصف محن الدنيا، و أبلغ عن كشف الغطاء، عما و كل به دور الفلك من علوم الغيوب، و لست أذكر منها الا قليلا منه أفنته، أو مغيب ضريح تجافت عنه، فاعتبره أيها السامع بهلكات الأمم، و زوال النعم، و فظاعة ما تسمع و تري، من سوء أثارها في الديار الخالية، و الرسوم الفانية، و الربوع الصموت [172] : و كم عاقل أفنت فلم تبك شجوه و لابد أن تفني سريعا لحوقها [ صفحه 75] فانظر بعين قلبك الي مصارع أهل البذخ [173] ، و تأمل معاقل الملوك، و مصانع الجبارين، و كيف عركتهم الدنيا بكلاكل الفناء، و جاهرتهم بالمنكرات، و سحبت عليه أذيال البوار، و طحنتهم طحن الرحي للحب، و استودعتهم هوج الرياح [174] ، تسحب عليهم أذيالها فوق مصارعهم في فلوات الأرض: فتلك مغانيهم و هذي قبورهم توارثها أعصارها و قبورها أيها المجتهد في آثار من مضي، من قبلك من الأمم السالفة، توقف و تفهم، و انظر اليه أي عز ملك، أو نعيم أنس، أو بشاشة ألف، الا نغصت أهله قرة أعينهم، وفرقتهم أيدي المنون، و ألحقتهم بتجافيف التراب، فاضحوا في فجوات قبورهم يتقلبون، و في بطون الهلكات عظاما و رفاتا، و صلصالا في الأرض هامدون: و آليت لا تبقي الليالي بشاشة و لا جدة الا سريعا خلوقها و في مطامع أهل البرزخ، و خمود تلك الرقدة، و طول تلك الاقامة، طفئت مصابيح النظر، و اضمحلت غوامض الفكر، و ذم الغفول أهل العقول. و كم بقيت متلذذا في طوامس هوامد تلك الغرفات [175] ، فنوهت بأسماء الملوك، و هتفت بالجبارين، و دعوت الأطباء و الحكماء، و ناديت معادن الرسالة و الأنبياء، أتملل تملل السليم، و أبكي بكاء الحزين، و أنادي و لات حين مناص: سري أنهم كانوا فبانوا و أنني علي جدد قصد سريعا لحوقها [ صفحه 76] و تذكرت مراتب الفهم، و غضاضة فطن العقول، بتذكر قلب جريح، فصدعت الدنيا عما التذ بنواظر فكرها من سوء الغفلة، و من عجب كيف يسكن اليها من يعرفها، و قد استذهلت عقله بسكونها، و تزين المعاذير، و خسأت أبصارهم عن عيب التدبير، و كلما تراءت الآيات و نشرها من طي الدهر، عن القرون الخالية الماضية، و حالهم و ما بهم، و كيف كانوا، و ما الدنيا و غرور الأيام: و هل هي الا لوعة من ورائها جوي قاتل أو حتف نفس يسوقها [176] . و قد أغرق في ذم الدنيا الأدلاء علي طرق النجاة من كل عالم، فبكت العيون بشجن القلوب فيها دما، ثم درست تلك المعالم، فتنكرت الآثار و جعلت في برهة من محن الدنيا، و تفرقت ورثة الحكمة و بقيت فردا كقرن الأعضب [177] وحيدا، أقول فلا أجد سميعا، و أتوجع فلا أجد مشتكي: و أن أبكهم أجرض [178] و كيف تجلدي و في القلب مني لوعة لا أطيقها و حتي متي أذكر حلاوة مذاق الدنيا، و عذوبة مشارب أيامها، و أقتفي آثار المريدين، و أتنسم أرواح الماضين مع سبقهم الي الغل و الفساد، و تخلفي عنهم في فضالة طرق الدنيا منقطعا من الأخلاء، فزادني جليل الخطب لفقدهم جوي، و خانني الصبر حتي كأنني أول ممتحن أتذكر معارف الدنيا و فراق الأحبة. فلو رجعت تلك الليالي كعهدها رأت أهلها في صورة لا تروقها [ صفحه 77] فمن أخص بمعاتبتي، و من أرشد بندبتي، و من أبكي و من أدع، أشجو بهلكة الأموات، أم بسوء خلف الأحياء، و كل يبعث حزني، و يستأثر بعبرتي، و من يسعدني فأبكي، و قد سلبت القلوب لبها، ورق الدمع، و حق للداء أن يذوب علي طول مجانبة الأطباء، و كيف بهم و قد خالفوا الآمرين، و سبقهم زمان الهادين، و وكلوا الي أنفسهم، يتنسكون في الضلالات في دياجير الظلمات. حياري و ليل القوم داج نجومها طوامس لا تجري بطي‌ء خفوقها [179] .

و من كلام له و كان لما يحاسب نفسه و يناجي ربه

و يقول: يا نفس حتي م الي الدنيا سكونك، و الي عمارتها ركونك، أما اعتبرت بمن مضي من أسلافك، و من وارته الأرض من آلافك [180] ، و من فجعت به من أخوانك، و نقل الي الثري من أقرانك: فهم في بطون الأرض بعد ظهورها محاسنهم فيها بوال دواثر خلت دورهم منهم و أقوت عراصهم و ساقتهم نحو المنايا المقادر و خلوا عن الدنيا و ما جمعوا لها و ضمتهم نحو التراب الحفائر كم خرمت أيدي المنون، من قرون بعد قرون، و كم غيرت الأرض ببلائها، و غيبت في ثراها، ممن عاشرت من صنوف، و شيعتهم الي الأرماس: [ صفحه 78] و أنت علي الدنيا مكب منافس لخطابها فيها حريص مكاثر علي خطر تمسي و تصبح لاهيا أتدري بماذا لو عقلت تخاطر و ان أمرءا يسعي لدنياه جاهدا و يذهب عن أخراه لا شك خاسر فحتي م علي الدنيا اقبالك، و بشهواتك اشتغالك، و قد وخطك [181] القتير [182] ، و وافاك النذير، و أنت عما يراد بك ساه، و بلذة يومك لاه، و قد رأيت انقلاب الشهوات، و عانيت ما حل بهم المصيبات: و في ذكر هول الموت و القبر و البلي من اللهو و اللذات للمرء زاجر أبعد اقتراب الأربعين تربص و شيب قذال منذ ذلك ذاعر كأنك معني بما هو صائر لنفسك عمدا أو عن الرشد حائر أنظر الي الأمم الماضية، و القرون الفانية، و الملوك العاتية، كيف أنتفتهم الأيام، فأفناهم الحمام، فامحت من الدنيا آثارهم، و بقيت فيها أخبارهم: واضحوا رميما في التراب و أقفرت مجالس منهم عطلت و مقاصر و حلوا بدار لا تزاور بينهم و أني لسكان القبور التزاور فما أن تري الا قبورا ثووا بها مسطحة تسفي عليها الأ عاصر كم من ذي منعة و سلطان، و جنود و أعوان، تمكن من دنياه، و نال فيها ما تمناه، و بني فيها القصور و الدساكر، و جمع فيها الأموال و الذخائر، و ملح السراري و الحرائر: فما صرفت كف المنية اذ أتت مبادرة تهوي اليه الذخاير و لا دفعت أهل الحصون التي بني وحف بها أنهارها و الدكاسر [183] . [ صفحه 79] و لا قارعت أهل المنية حيلة و لا طمعت في الذب عنه العساكر أتاه الله من الله ما لا يرد، و نزل به من قضائه ما لا يصد، فتعالي الله الملك الجبار، المتكبر العزيز القهار، قاصم الجبارين، و مبيد المتكبرين، الذي ذل لعزه كل سلطان، و باد بقوته كل ديان: مليك عزيز لا يرد قضاءه حكيم عليم نافذ الأمر قاهر عني كل ذي عز لعزة وجهه فكم من عزيز للمهيمن صاغر لقد خضعت و استسلمت و تضاءلت لعزة ذي العرش الملوك الجبابر فالبدار البدار، الحذار الحذار من الدنيا و مكائدها، و ما نصبت لك من مصائدها، و تحلت لك من زينتها، و أظهرت لك من بهجتها، و أبرزت لك من شهواتها، و أخفت عنك من قواتلها و هلكاتها: و في دون ما عاينت من فجعاتها الي دفعها داع و بالزهد آمر فجد و لا تغفل و كن متيقظا فعما قليل يترك الدار عامر فشمر و لا تفتر فعمرك زائل و أنت الي دار الاقامة صائر و لا تطلب الدنيا فان نعيمها و ان نلت منها غبة [184] لك ضائر فهل يحرص عليها لبيب، أو يسر بها أريب، و هو علي ثقة من فنائها، و غير طامع في بقائها، أم كيف تنام عين من يخشي البيات، و تسكن نفس من توقع جميع أموره الممات: ألا، لا ولكنا نغر نفوسنا و تشغلنا اللذات عما نحاذر و كيف يلذ العيش من هو موقن بموقف عدل يوم تبلي السرائر كأنا نري أن لا نشور و أننا سدي مالنا بعد الممات مصادر و ما عسي أن ينال صاحب الدنيا من لذتها، و يتمتع به من بهجتها مع [ صفحه 80] صنوف عجائبها، و قوارع فجائعها، و كثرة عذابه في مصابه، و في طلبها، و ما يكاد من أسقام و أوصابها: أما قد تري في كل يوم و ليلة يروح علينا صرفها و يباكر تعاورنا آفاتها، و همومها و كم قد تري يبقي لها المتماور فلا هو مغبوط بدنياه، آمن و لا هو عن تطلابها النفس قاصر كم قد غرت الدنيا من مخلد اليها، و صرعت من مكب عليها، فلم تشفه من عثرته، و لم تنفذه من صرعته، و لم تشفه من ألمه، و لم تبره من سقمه، و لم تخلصه من وصمه: بلي أوردته بعد عز و منعة موارد سوء ما لهن مصادر فلما رأي أن لا نجاة و أنه هو الموت لا ينجيه منه التحاذر تندم اذا لم تغن عنه ندامة عليه و أبكته الذنوب الكبائر بكي علي ما أسلف من خطاياه، و تحسر علي ما خلف من دنياه، و استغفر حيث ما لا ينفعه الاستغفار، و لا ينجيه الاعتذار عند هول المنية، و نزول البلية: أحاطت به أحزانه و همومه و أبلس لما أعجزته المعاذر فليس له من كربة الموت فارج و ليس له مما يحاذر ناصر و قد جشأت خوف المنية نفسه ترددها منه اللهات [185] و الحناجر هناك خف عواده، و أسلمه أهله و أولاده، و ارتفعت الرنة و العويل، و يئسوا من برء العليل، فغمضموا بأيديهم عينيه، و مدوا عند خروج روحه رجليه، و تخلي عنه الصديق و الصاحب الشفيق: فكم موجع يبكي عليه تفجعا و مستنجد صبرا و ما هو صابر [ صفحه 81] و مسترجع داع له الله مخلصا يعدد منه كل ما هو ذاكر و كم شامت مستبشر بوفاته و عما قليل للذي صار صائر فشقت جيوبها نساؤه، و لطمت خدودها اماؤه، و أعول لفقده جيرانه، ثم أقبلوا علي جهازه، و شمروا لابرازه، كأنه لم يكن بينهم العزيز المفدي، و لا الحبيب المبدي: و ظل أحب القوم كان بقربه يحث علي تجهيزه و يبادر و شمر من قد أحضروه لغسله و وجه لما فاض للقبر حائر و كفن في ثوبين و اجتمعت له مشيعة خوانه و العشائر فلو رأيت الأصغر من أولاده، و قد غلب الحزن فؤاده، فغشي من الجزع عليه، و خضبت الدموع عينيه، و هو يندب أباه و يقول: يا ويلاه و احرباه [186] . لعاينت من قبح المنية منظرا يهال لمرآه و يرتاع ناظر أكابر أولاد يهيج اكتئابهم اذا ما تناساه البنون الأصاغر و ربة نسوان عليه جوازع مدامعها فوق الخدود غوازر ثم خرج من سعة قصره، الي ضيق قبره، فلما استقر في اللحد، وهيي‌ء عليه في اللبن، احتوشته أعماله، و أحاطت به خطاياه، و ضاق ذرعا بما رآه، ثم حثوا بأيديهم عليه التراب، و أكثروا البكاء عليه، و الانتحاب، ثم وقفوا ساعة عليه، و أيسوا من النظر اليه، و تركوه رهنا بما كسب و طلب: فولوا عليه معولين و كلهم لمثل الذي لاقي أخوه محاذر كشاء ارتاع [187] آمنين بدالها بمديته [188] بادي الذراعين حاسر [ صفحه 82] فريعت و لم ترتع قليلا و أجفلت فلما نأي عنها الذي هو جازر عادت الي مرعاها، و نسيت ما في أختها دهاها، أفبأفعال الأنعام اقتدينا، أم علي عادتها جرينا، عد الي ذلك المنقول الي دار البلي، و أعتبر بموضعه تحت الثري، المدفوع الي هول ما تري: ثوي مفردا في لحده و توزعت مواريثه أولاده و الأصاهر و أحنوا علي أمواله يقسمونها فلا حامد منهم عليها و شاكر فيا عامر الدنيا و يا ساعيا لها و يا آمنا من أن تدور الدوائر كيف أمنت هذه الحالة، و أنت صائر اليها لا محالة، أم كيف ضيعت حياتك، و هي مطيتك الي مماتك، أم كيف تشبع من طعامك، و أنت منتظر حمامك، أم كيف تهنأ بالشهوات و هي مطية الآفات: و لم تتزود للرحيل و قد دنا و أنت علي حال وشيك مسافر فيا لهف نفسي كم أسوف توبتي و عمري فان و الردي لي ناظر و كل الذي أسلفت في الصحف مثبت يجازي عليه عادل الحكم قادر فكم ترقع بآخرتك دنياك، و تركب غيك و هواك، أراك الضعيف اليقين، يا مؤثر الدنيا علي الدين، أبهذا أمرك الرحمن أم علي هذا نزل القرآن، أما تذكر ما أمامك من وسدة الحساب، و شر المآب، أما تذكر حال من جمع و ثمر، و رفع البناء و زخرف و عمر، أما صار جمعهم بوارا، و مساكنهم قبورا: تخرب ما يبقي و تعمر فانيا و لا ذاك موفور و لا ذاك عامر و هل لك ان وافاك حتفك بغتة و لم تكتسب خيرا لك الله عاذر فبك يا الهنا نستجير يا عليم يا خبير، من نؤمل لفكاك رقابنا غيرك، و من نرجو لغفران ذنوبنا سواك، و أنت المتفضل المنان، القائم الديان، العائد علينا بالاحسان بعد الاساءة منا و العصيان، ياذا العزة و السلطان، [ صفحه 83] و القوة و البرهان، و أجرنا من عذابك الأليم، و اجعلنا من سكان دار النعيم، برحمتك يا أرحم الراحمين [189] .

و من كلام له أيضا كان يناجي ربه تعالي

و يقول: قل لمن قل عزاؤه، و طال بكاؤه، و دام عناؤه، و بان صبره و تقسم فكره، و التبس عليه أمره من فقد الأولاد، و مفارقة الآباء و الأجداد، و الامتعاظ بشماتة الحساد: (ألم تر كيف فعل ربك بعاد - أرم ذات العماد) [190] : تعز فكل للمنية ذائق و كل ابن أنثي للحياة مفارق فعمر الفتي للحادثات دريئة تناهبه ساعاتها و الدقائق كذا نتفانا واحد بعد واحد و تطرقنا بالحادثات الطوارق فحسن الأعمال، و جمل الأفعال، و قصر الآمال الطوال، فما عن سبيل المنية مذهب، و لا عن الحمام مهرب، و لا الي قصد النجاة مطلب. فيا أيها الانسان المتسخط علي الزمان، و الدهر الخوان، ما لك و الخلود الي دار الأحزان، و السكون الي دار الهوان، و قد نطق القرآن بالبيان الواضح في سورة الرحمن: (كل من عليها فان - و يبقي وجه ربك [ صفحه 84] ذو الجلال و الاكرام): و فيم و حتي م الشكاية و الردي جموح [191] لآجال البرية لاحق فكل ابن أنثي هالك و ابن هالك لمن ضمنته غربها و المشارق فلا بد من ادراك ما هو كائن و لا بد من اتيان ما هو سابق فالشباب و الهرم، و الصحة و السقم، و الوجود و العدم، و كل حي لا شك مخترم، بذلك جري القلم علي صفحة اللوح في القدم، فما هذا التلهف و الندم، و قد خلت من قبلكم الأمم: أترجو نجاة من حياة سقيمة و سهم المنايا للخليقة راشق [192] . سرورك موصول بفقدان لذة و من دون ما تهواه تأتي العوائق وحبك للدنيا غرور و باطل و في ضمنها للراغبين البوائق [193] . أفي الحياة طمع، أم الي الخلود نزع، أم لما فات مرتجع، ورحي المنون دائرة، و أفراسها غائرة، و سطواتها قاهرة، فقرب الزاد ليوم المعاد، و لا تتوط علي غير مهاد، و تعمد للصواب، و حقق الجواب، فلكل أجل كتاب: (يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب) [194] : فسوف تلاقي حاكما ليس عنده سوي العدل لا يخفي عليه المنافق يميز أفعال العباد بلطفه و تظهر منه عند ذاك الحقائق فمن حسنت أفعاله فهو فائز و من قبحت أفعاله فهو زاهق أين السلف الماضون، و الأهل و الأقربون، و الأولون و الآخرون، و الأنبياء و المرسلون، طحنتهم و الله المنون، و توالت عليهم السنون، [ صفحه 85] و فقدتهم العيون، و انا اليهم صائرون، فانا لله و انا اليه راجعون: اذا كان هذا نهج من كان قبلنا فانا علي آثارهم نتلاحق فكن عالما أن سوف تدرك من مضي و لو عصمتك الراسيات [195] الشواهق فما هذه دار المقامة فاعلمن و لو عمر الانسان ما ذر شاهق أين من شق الأنهار، و غرس الأشجار، و عمر الديار، ألم تمح منهم الآثار، و تحل بهم البوار [196] ، فأخشي الجوار، فلك اليوم بالقوم اعتبار، فانما الدنيا متاع، و الآخرة دار القرار: تخرمهم [197] ريب المنون فلم تكن لتنفعهم جناتهم و الحدائق و لا حملتهم حين و لوا بجمعهم نجائبهم و الصافنات السوابق وراحوا عن الأموال صفرا و خلفوا ديارهم بالرغم منهم و مارقوا أين من بني القصور و الدساكر، و هزم الجيوش و العساكر، و جمع الأموال، و الذخائر، و حاز الآثام و الجوائز، أين الملوك و الفراعنة، و الأكاسرة و الغساسنة، أين العمال و الدهاقنة، أين ذوو النواحي و الرساتيق، و الأعلام و المناجيق، و العهود و المواثيق: كأن لم يكونوا أهل عز و منعة و لا رفعت أعلامهم و المناجق و لا سكنوا تلك القصور التي بنوا و لا أخذت منهم بعهد مواثق و صاروا قبورا دارسات و أصبحت منازلهم تسفي عليها الخوافق ما هذه الحيرة، و السبيل واضح، و المشير ناصح، و الصواب لائح، عقلت فأغفلت، و عرفت فأنكرت، و علمت فأهملت، هو الداء الذي عز دواؤه، و المرض الذي لا يرجي شفاؤه، و الأمل الذي لا يدرك انتهاؤه، [ صفحه 86] أفأمنت الأيام، و طول الأسقام، و نزول الحمام، و الله يدعو الي دار السلام: لقد شقيت نفس تتابع غيها و تصدف [198] عن ارشادها و تفارق و تأمل ما لا يستطاع بحمله و تعصيك ان خالفتها و تشاقق و تصغي الي قول الغوي و تنثني و تعرض عن تصديق من هو صادق فيا عاقلا راحلا، و لبيبا جاهلا، و متيقظا غافلا، أتفرح بنعيم زائل، و سرور حائل، و رفيق خاذل، فيا أيها المفتون بعمله، الغافل عن حلول أجله، و الخائض في بحار زلله، ما هذا التقصير، و قد وخطك القتير، و وافاك النذير و الي الله المصير: طلابك أمرا لا يتم سروره وجهدك باستصحاب من لا يوافق و أنت كمن يبني بناء و غيره يعاجله في هدمه و يسابق و ينسج آمالا طوالا بعيدة و تعلم أن الدهر للنسج خارق ليست الطريقة لمن ليس له الحقيقة، و لا يرجع الي خليقة، الي كم تكدح و لا تقنع، و تجمع و لا تشبع، و توفر لما تجمع، و هو لغيرك مودع، ماذا الرأي العازب [199] ، و الرشد الغائب، و الأمل الكاذب، ستنقل من القصور، و ربات الخدور، و الجذل و السرور، الي ضيق القبور، و من دار الفناء الي دار الحبور. (كل نفس ذائقة الموت... و ما الحياة الدنيا الا متاع الغرور) [200] . فعالك هذي غرة و جهالة و تحسب يا ذا الجهل أنك حاذق تظن بجهل منك أنك راتق [201] . وجهلك بالعقبي لدينك فاتق [ صفحه 87] توخيك من هذا أدل دلالة و واضح برهانا بأنك مائق [202] . عجبا لغافل عن صلاحه، مبادرا الي لذاته و أفراحه، و الموت طريده في مسائه و صباحه، فيا قليل التحصيل، و يا كثير التعطيل، و يا ذا الأمل الطويل، (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) [203] ، بناؤك للخراب، و مآلك للذهاب، و أجلك الي اقتراب: و أنت علي الدنيا حريص مكاثر كأنك منها بالسلامة واثق تحدثك الأطماع أنك للبقاء خلقت و أن الدهر خل موافق كأنك لم تبصر أناسا ترادفت عليهم بأسباب المنون اللواحق هذه حالة من لا يدوم سروره، و لا تتم أموره، و لا يفك أسيره، أتفرح بمالك و نفسك، و ولدك و عرسك، و عن قليل تصير الي رمسك، و أنت بين طي و نشر، و غني و فقر، و وفاء و غدر، فيا من القليل لا يرضيه، و الكثير لا يغنيه. أعمل ما شئت، انك ملاقيه: (يوم يفر المرء من أخيه - و أمه و أبيه - و صاحبته و بنيه - لكل امري‌ء منهم يومئذ يغنيه) [204] : سيقفر بيت كنت فرخا لأهله و يهجر مثواك الصديق المصادق و ينساك من صافيته و ألفته و يجفوك ذو الود الصحيح الموافق علي ذا مضي الناس اجتماع و فرقة و ميت مولود و قال و وامق أف لدنيا لا يرقي سليمها، و لا يصح سقيمها، و لا يندمل كلومها [205] ، وعودها كاذبة، و سهامها صائبة، و آمالها خائبة، لا تقيم علي حال، و لا تمتع بوصال، و لا تسر بنوال: [ صفحه 88] و تلك لمن يهوي هواها مليكة تعبده أفعالها و الطرائق يسر بها من ليس يعرف غدرها و يسعي الي تطلابها و يسابق اذا عدلت جارت علي اثر عدلها فمكر و هذا فعالها و الخلائق فيا ذا السطوة و القدرة، و المعجب بالكثرة، ما هذه الحيرة و الفترة، لكن فيمن مضي عبرة، و ليودن الغافلون عما اليه تصيرون اذا تحققت الظنون، و ظهر السر المكنون، و تندمون حين لا تقالون: (ثم انكم بعد ذلك لميتون) [206] . سيندم فعال علي سوء فعله و يزداد منه عند ذاك التسابق اذا عاينوا من ذي الجلال اقتداره وذ قوة من كان قدما يداقق هنالك تتلو كل نفس كتابها فيطفو ذو عدل و يرسب فاسق الي كم ذا التشاغل بالتجارة و الأرباح، الي كم ذا التهور بالشرور و حتام التعزير بالسلامة في مراكب النياح، من ذا الذي سالمه الدهر فسلم، و من ذا الذي تاجر الزمان فغنم، و من ذا الذي استرحم الأيام فرحم، اعتمادك علي الصحة و السلامة خرق، و الاغترار بعواقب الأمور خلق، فدونك الأمور، و التيقظ ليوم النشور، و طول اللبث في صفحات القبور: (فلا تغرنكم الحياة الدنيا و لا يغرنكم بالله الغرور) [207] . فمن صاحب الأيام سبعين حجة و لذاتها لا شك منه طوالق فعقبي حلاوات الزمان مريرة و ان عذبت حينا فحينا خوابق و من طرقته الحادثات بويلها فلا بد أن تأتيه فيها الصواعق فما هذه الطمأنينة و أنت مزعج، و ما هذا الولوج و أنت مخرج، [ صفحه 89] جمعك الي تفريق، و وفرك الي تمزيق، وسعتك الي ضيق، فيا أيها المفتون، و الطامع بما لا يكون، (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم الينا لا ترجعون) [208] : ستندم عند الموت شر ندامة اذا ضم أعضاك الثري و المطابق وعاينت أعلام المنية و الردي و وافاك ما تبيض منه المفارق وصرت رهينا في ضريحك مفردا و باعدك الجار القريب الملاصق الي متي تواصل بالذنوب، و أوقاتك محدودة، و أفعالك مشهودة، أفتعول علي الاعتذار، و تهمل الاعذار و الانذار، و أنت مقيم علي الاصرار: (و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) [209] . اذا نصب الميزان للفصل و القضاء و أبلس محجاج و أخرس ناطق و أججت النيران واشتد غيظها اذا افتتحت أبوابها و المغالق و قطعت الأسباب من كل ظالم يقيم علي اصراره و ينافق فقدم التوبة، و اغسل الحوبة [210] ، فلا بد أن تبلغ بك النوبة، و حسن العمل قبل حلول الأجل، و انقطاع الأمل، فكل غائب قادم، و كل غريب غارم، و كل مفرط نادم، فاعمل للخلاص قبل القصاص، و الأخذ بالنواص: فانك مأخوذ بما قد جنيته و انك مطلوب بما أنت سارق و ذنبك ان أبغضته فمعانق و مالك ان أحببته فمفارق فقارب و سدد واتق الله وحده و لا تستقل الزاد فالموت طارق [ صفحه 90] (و اتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت و هم لا يظلمون) [211] .

و من كلام له في ذكر وقعة الطف المؤلمة

أنه لما أصابنا بالطف ما أصابنا، و قتل أبي عليه‌السلام، و قتل من كان معه من ولده، و اخوته و سائر أهله، و حملت حرمه، و نساؤه علي الأقتاب يراد بها الكوفة، فجعلت أنظر اليهم صرعي و لم يواروا، فعظم في ذلك صدري، و اشتد لما أري منهم قلقي، فكادت نفسي تخرج، و تبينت ذلك مني عمتي زينب الكبري بنت علي عليه‌السلام. فقالت: ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي، و أبي و أخوتي؟. فقلت: و كيف لا أجزع و أهلع [212] ، و قد أري سيدي، و اخوتي و عمومتي و ولد عمي، و أهلي مضرجين بدمائهم، مرملين بالعري، مسلبين لا يكفنون و لا يوارون، و لا يعرج عليهم أحد، و لا يقربهم بشر، كأنهم أهل بيت من الديلم و الخزر. فقالت: لا يجز عنك ما تري، فوالله ان ذلك لعهد من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، الي جدك و أبيك و عمك... ثن أخبر الامام عليه‌السلام لزائدة بن قدامة راوي الخبر، الحديث الطويل، ناقلا عن عمته زينب الكبري عليهاالسلام، تركناه لأجل خروجه عن نطاق كتابنا. [ صفحه 91] قال زائدة قال الامام علي بن الحسين عليه‌السلام، بعد أن حدثني بهذا الحديث: خذه اليك، أما لو ضربت في طلبه آباط الابل [213] حولا، لكان قليلا [214] .

و من خطبة له يحتج بها علي أهل الكوفة، و يذكر غدرهم

قال حذام بن شريك الأسدي خرج زين‌العابدين عليه‌السلام الي الناس، و أومأ اليهم أن اسكتوا فسكتوا. و هو قائم. فحمد الله و أثني عليه، و صلي علي نبيه، ثم قال: أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا علي بن الحسين، المذبوح بشط الفرات، من غير ذحل و لا ترات [215] ، أنا ابن من انتهك حريمه، و سلب نعيمه، و انتهب ماله، و سبي عياله، أنا ابن من قتل صبرا، و كفي بذلك فخرا، أيها الناس، ناشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم الي أبي و خدعتموه، و أعطيتموه من أنفسكم العهد و الميثاق و البيعة، و قاتلتموه [ صفحه 92] و خذلتموه فتبا لكم ما قدمتم لأنفسكم، و سوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اذ يقول لكم: قتلتم عترتي، و انتهكتم حرمتي، فلستم من أمتي. قال: فارتفعت أصوات الناس بالبكاء و العويل، و جعل يدعو بعضهم بعضا، هلكتم و ما تعلمون. فقال علي بن الحسين عليه‌السلام: رحم الله أمرا قبل نصيحتي، و حفظ وصيتي، فان لنا في رسول الله اسوة حسنة. فقالوا بأجمعهم: نحن كلنا يا ابن رسول الله سامعون مطيعون، حافظون لدمائك، غير زاهدين فيك، و لا راغبين عنك، فمرنا بأمرك رحمك الله، فانا حرب لحربك، و سلم لسلمك، بريئون ممن ظلمك و ظلمنا. فقال علي بن الحسين عليه‌السلام: هيهات هيهات، أيتها الغدرة المكرة، حيل بينكم و بين شهوات أنفسكم، أتريدون الي كما أتيتم الي آبائي من قبل، كلا و رب الراقصات [216] ، فان الجرح لما يندمل، من قتل أبي بالأمس، و أهل بيته معه، فلم ينس ثكل رسول الله، و ثكل أبي، و وجده بين لهاتي [217] ، و مرارته بين حناجري، و غصصه تجري في فراش صدري [218] ، و مسألتي ألا تكونوا لنا و لا علينا، ثم قال: لا غرو ان قتل الحسين فشيخه قد كان خيرا من حسين و أكرما فلا تفرحوا يا آل كوفان بالذي أصيب حسين كان ذلك أعظما [ صفحه 93] قتيل بشط النهر نفسي فداؤه جزاء الذي أراده نار جهنما ثم قال: رضينا منكم رأسا برأس، فلا يوم لنا، و لا يوم علينا [219] .

و من كلام له كان يقوله في أسر بني‌أمية له

أيها الناس، أن كل صمت ليس فيه فكر فهو عي، و كل كلام ليس فيه ذكر فهو هباء، ألا و أن الله تعالي أكرم أقواما بآبائهم، فحفظ الأبناء بالآباء، لقوله تعالي: (و كان أبوهما صالحا) [220] فأكرمهما، و نحن و الله عترة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فأكرمونا لأجل رسول الله، لأن جدي رسول الله كان يقول في منبره: احفظوني في عترتي، و أهل بيتي، فمن حفظني حفظه الله، و من آذاني فعليه لعنة الله، ألا لعنة الله علي من آذاني فيهم. حتي قالها ثلاث مرات. و نحن و الله أهل بيت أذهب الله عنا الرجس، و الفواحش ما ظهر منها و ما بطن، و نحن و الله أهل بيت اختار الله لنا الآخرة، وزوي [221] عنا الدنيا و لذاتها، و لم يمتعنا بلذاتها [222] . [ صفحه 94]

و من كلام له في بيان ما جري عليه، و علي بقية العترة من المصائب و الهوان بعد ما قال له منهال كيف أصبحت يابن رسول الله

فقال عليه‌السلام: كيف حال من أصبح و قد قتل أبوه، و قل ناصره، و ينظر الي حرم من حوله أساري، فقد فقدوا الستر و الغطاء و قد أعدموا الكافل و الحمي، فما تراني الا أسيرا ذليلا، قد عدمت الناصر و الكفيل، قد كسيت أنا و أهل بيتي ثياب الأسي، و قد حرمت علينا جديد العري، فان تسأل فها أنا كما تري، قد شمت فينا الأعداء، و نترقب الموت صباحا و مساء (ثم قال عليه‌السلام): قد أصبحت العرب تفتخر علي العجم، لأن محمدا صلي الله عليه و آله و سلم منهم، و أصبحت قريش تفتخر علي سائر الناس، لأن محمدا صلي الله عليه و آله و سلم منهم، و نحن أهل بيته أصبحنا مقتولين مظلومين، قد حلت بنا الرزايا، نساق سبايا، و نجلب هدايا، كأن حسبنا من أسقط الحسب، و نسبنا من أرذل النسب، كأن لم نكن علي هام المجد رقينا، و علي بساط جليل سعينا، و أصبح الملك ليزيد لعنه الله و جنوده، و أصبحت بنو المصطفي صلي الله عليه و آله و سلم من أدني عبيده [223] . و في رواية أخري: و نحن أهل بيته، أصبحنا مقتولين مذبوحين، مظلومين مغصوبين مأسورين، مشردين شاسعين عن الأمصار، كأننا أولاد ترك و كابل، هذا صباحنا أهل البيت، فانا الله و انا اليه راجعون. قال: فقلت له: الي أين يابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ فقال عليه‌السلام: الي الحبس الذي نحن فيه، ليس له سقف. [ صفحه 95] يا منهال لقد تقشرت وجوهنا من حرارة الشمس تصهرنا، و لا نري الهواء فأفر منه سويعة لضعف بدني، و أرجع الي عماتي و اخواني خشية علي النساء. يا منهال و الله، منذ قتل أبي، نساؤنا ما شبعت بطونهن، و لا كسون رؤوسهن، صائمات النهار، و نائحات الليل.

و من خطبة له ذم بها يزيد بن معاوية حين دخل عليه

و ذلك لما قال له: كيف رأيت يا علي بن الحسين؟ قال: رأيت ما قضاه الله (عزوجل) قبل أن يخلق السماوات و الأرض، فشاور يزيد جلساءه في أمره، فشاروا بقتله، و قالوا له: لا تتخذ من كلب سوء جروا. فابتدر أبومحمد الكلام، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: يا يزيد لقد أشار عليك هؤلاء بخلاف ما أشار جلساء فرعون عليه، حيث شاورهم في موسي و هارون، فانهم قالوا له أرجه و أخاه. و قد أشار هؤلاء عليك بقتلنا، و لهذا سبب. (فقال يزيد و ما السبب؟) فقال عليه‌السلام: ان أولئك كانوا الرشدة، و هؤلاء لغير رشدة، و لا يقتل الأنبياء و أولادهم الا أولاد الأدعياء. (فأمسك يزيد مطرقا) [224] .

و من خطبة له في الشام

و تجمع هذه الخطبة من فضائله و مناقبه، ما لا تجمعها خطبة غيرها، [ صفحه 96] لما أمر يزيد بمنبر و خطيب، ليذكر مساوي‌ء الحسين و أبيه عليه‌السلام، فصعد الخطيب المنبر، فحمد الله، و أثني عليه، و أكثر الوقيعة في علي و الحسين عليه‌السلام و أطنب [225] في تقريظ معاوية بن يزيد عليهما اللعنة. فصاح به علي بن الحسين عليه‌السلام: ويلك أيها الخاطب، اشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق، فتبوأ مقعدك من النار، ثم قال: يا يزيد ائذن لي حتي أصعد هذه الأعواد [226] ، فأتكلم بكلمات فيهن لله رضا، و لهؤلاء الجلساء أجر و ثواب. فأبي يزيد، فقال الناس: يا أميرالمؤمنين ائذن له ليصعد، فلعلنا نسمع منه شيئا، فقال لهم: ان صعد المنبر هذا لم ينزل الا بفضيحتي و فضيحة آل أبي‌سفيان، فقالوا: و ما قدر ما يحسن هذا؟ فقال لهم: انه من أهل بيت قد زقوا العلم زقا [227] ، و لم يزالوا به حتي أذن له بالصعود. فصعد المنبر، فحمد الله و أثني عليه، ثم خطب خطبة أبكي منها العيون، و أوجل منها القلوب، فقال فيها: أيها الناس، أعطينا ستا، و فضلنا بسبع، أعطينا: العلم و السماحة، و الفصاحة و الشجاعة، و المحبة في قلوب المؤمنين، و فضلنا بأن منا النبي المختار صلي الله عليه و آله و سلم، و منا الصديق، و منا الطيار، و منا أسد الله و أسد رسوله، و منا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول [228] ، و منا [ صفحه 97] سبطا هه الأمة، و سيدا شباب أهل الجنة، فمن عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني أنبأته بحسبي و نسبي، أنا ابن مكة و مني، أنا ابن زمزم و الصفا، أنا ابن من حمل الزكاة [229] بأطراف الرداء، أنا ابن خير من ائتزر و ارتدي، أنا ابن من انتعل و احتفي، أنا ابن خير من طاف وسعي، أنا ابن من حمل علي البراق [230] في الهواء، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام الي المسجد الأقصي، فسبحان من أسري، أنا ابن من بلغ به جبرائيل الي سدرة المنتهي، أنا ابن من دني فتدلي، فكان قاب قوسين أو أدني [231] ، أنا ابن من صلي بملائكة السماء، أنا ابن من أوحي اليه الجليل ما أوحي، أنا ابن محمد المصطفي، أنا ابن علي المرتضي، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق، حتي قالوا أشهد أن لا اله الا الله، أنا ابن من ضرب بين يدي [ صفحه 98] رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بسيفين، و طعن برمحين، و هاجر الهجرتين، و بايع البيعتين [232] ، و صلي القبلتين، و قاتل ببدر و حنين، و لم يكفر بالله طرفة عين، أنا ابن صالح المؤمنين، و وارث النبيين، و قامع الملحدين، و يعسوب المسلمين، و نور المجاهدين، و زين‌العابدين، و تاج البكائين، و أصبر الصابرين، و أفضل القائمين، من آل يس، و رسول رب العالمين، أنا ابن المؤيد بجبرائيل، المنصور بميكائيل، أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين [233] ، و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين، و المجاهد و أعداءه الناصبين، و أفخر من قريش أجمعين، و أول من أجاب و استجاب لله من المؤمنين، و أقدم السابقين، و قاصم المعتدين، و مبير المشركين، و سهم من مرام الله علي المنافقين، و لسان حكمة رب العالمين، و ناصر دين الله، و ولي أمر الله، و لسان حكمة الله، و عيبة علم الله [234] ، سمح سخي، بهلول [ صفحه 99] زكي، أبطحي رضي، مرضي، مقدام همام، صابر صوام، مهذب قوام، شجاع قمقام، قاطع الأصلاب، و مفرق الأحزاب، أربطهم جنانا، و أطلقهم عنانا، و أجرأهم لسانا، و أمضاهم عزيمة، و أشدهم شكيمة [235] ، أسد باسل، و غيث هاطل، يطحنهم في الحروب اذا ازدلفت الأسنة، و قربت الأعنة، طحن الرحي، و يذروهم ذروا الريح الهشيم، ليث الحجاز، و كبش العراق (الامام بالنص و الاستحقاق) مكي مدني، أبطحي تهامي، خيفي عقبي، بدري أحدي، شجري مهاجري، من العرب سيدها، و من العجم ليثها، وارث المشعرين، و أبو السبطين، الحسن و الحسين، مظهر العجائب، و مفرق الكتائب [236] ، و الشهاب الثاقب، و النور الغالب، أسد الله الغالب، مطلوب كل طالب، ذاك جدي علي بن أبي‌طالب عليه‌السلام، أنا ابن بضعة الرسول [237] . قال: و لم يزل يقول: أنا أنا حتي ضج الناس بالبكاء، و النحيب، و خشي يزيد أن تكون فتنة، فأمر المؤذن أن يؤذن، فقطع عليه الكلام و سكت، فلما قال المؤذن (الله أكبر) قال علي بن الحسين: كبرت كبرا لا يقاس، و لا يدرك بالحواس، لا شي‌ء أكبر من الله، فلما قال: (أشهد أن لا اله الا الله) قال علي عليه‌السلام: شهد بها شعري، و بشري، و لحمي، و دمي، و مخي، و عظمي، فلما قال: (أشهد أن محمدا رسول الله) التفت علي من علي المنبر الي يزيد و قال: يا يزيد محمد هذا جدي أم جدك، فان زعمت أنه جدك فقد كذبت، و ان قلت أنه جدي فلم قتلت عترته؟ [ صفحه 100] قال: و فرغ المؤذن من الأذان و الاقامة، فتقدم يزيد و صلي صلاة الظهر [238] .

و من كلام له ليزيد بن معاوية، و توبيخه علي شنائع أفعاله

و ذلك لما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد، و فيها رأس الحسين عليه‌السلام قال يزيد: نفلق هاما من رجال أعزة علينا و هم كانوا أعق و أظلما ثم قال لعلي بن الحسين عليه‌السلام: يا ابن حسين، أبوك قطع رحمي، و جهل حقي، و نازعني في سلطاني، فصنع الله به ما قد رأيت. فقال علي بن الحسين عليه‌السلام: (و ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها ان ذلك علي الله يسير) [239] . فقال لابنه: أردد عليه، فلم يدر خالد ما يرد عليه، فقال يزيد: قل: (و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير) [240] . فقال عليه‌السلام: (الله يتوفي الأنفس حين موتها) [241] ثم قال: يابن معاوية و هند و صخر، لم تزل النبوة و الامرة لآبائي و أجدادي، من قبل أن تولد، و لقد كان جدي علي بن أبي‌طالب عليه‌السلام في يوم بدر، و أحد و الأحزاب، في يده راية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أبوك و جدك في أيديهم رايات [ صفحه 101] الكفار، ثم أنشد عليه‌السلام: ماذا تقولون اذ قال النبي لكم ماذا فعلتم و أنتم آخر الأمم بعترتي و بأهلي بعد مفتقدي منهم أساري و منهم ضرجوا بدم ثم قال عليه‌السلام: ويلك يا يزيد انك لو تدري ماذا صنعت، و ما الذي ارتكبت من أبي و أهل بيتي، و أخي و عمومتي، اذا لهربت في الجبال، و افترشت الرماد، و دعوت بالويل و الثبور أن يكون رأس ابن فاطمة و علي، منصوبا علي باب مدينتكم، و هو وديعة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فابشر بالخزي و الندامة، غدا اذا اجتمع الناس ليوم القيامة [242] .

و من خطبة له في الشام - نسخة أخري

لما أنه عليه‌السلام سأل يزيد أن يخطب يوم الجمعة، فقال: نعم، فلما كان يوم الجمعة أمر ملعونا أن يصعد المنبر، و يذكر ما جاء علي لسانه من المساوي‌ء في علي و الحسين عليه‌السلام، و يكرر الثناء، و الشكر علي الشيخين. فصعد الملعون المنبر و قال، ما شاء ذلك. فقال الامام عليه‌السلام: ائذن لي حتي أخطب أنا أيضا، فندم يزيد ما وعده من أن يأذن له، فشفع الناس فيه، فلم يقبل شفاعتهم، ثم قال معاوية ابنه و هو صغير السن: يا أباه ما يبلغ خطبته، ائذن له حتي يخطب. قال يزيد: أنتم في أمر هؤلاء في شك، انهم ورثوا العلم و الفصاحة و أخاف أن يحصل من خطبته فتنة، علينا و بالها، ثم أجازه فصعد عليه‌السلام [ صفحه 102] المنبر. و قال: الحمدلله الذي لا بداية له، و الدائم الذي لا نفاذ له، و الأول الذي لا أول لأوليته، و الآخر الذي لا آخر لآخريته، و الباقي بعد فناء الخلق، قدر الليالي و الأيام، و قسم فيما بينهم الأقسام، فتبارك الله الملك العلام. (و ساق عليه‌السلام الخطبة الي أن قال): ان الله تعالي أعطانا العلم و الحلم، و الشجاعة و السخاوة، و المحبة في قلوب المؤمنين، و منا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و وصيه، و سيد الشهداء و جعفر الطيار، و سبطا هذه الأمة، و المهدي الذي يقتل الدجال (لع)، أيها الناس: من عرفني فقد عرفني، و لم لم يعرفني أنا أعرفه بحسبي و نسبي، أنا ابن مكة و مني، أنا ابن زمزم و الصفا، أنا ابن من حمل الركن [243] بأطراف الرداء، أنا ابن خير من ائتزر و ارتدي، أنا ابن خير من طاف و سعي، أنا ابن خير من حج و لبي، أنا ابن من أسري به الي المسجد الأقصي، أنا ابن من بلغ به الي سدرة المنتهي [244] ، أنا ابن من دني فتدلي، أنا ابن من أوحي اليه الجليل ما أوحي، أنا ابن الحسين القتيل بكربلاء، أنا ابن علي المرتضي، أنا ابن محمد المصطفي صلي الله عليه و آله و سلم، أنا ابن‌فاطمة الزهراء، أنا ابن‌سدرة المنتهي، أنا ابن‌شجرة طوبي، أنا ابن المرمل بالدماء، أنا ابن من بكي عليه الجن في الظلماء، أنا ابن من ناحت عليه الطيور في الهواء. فلما بلغ كلامه عليه‌السلام الي هذا الموضع، ضج الناس بالبكاء و النحيب، و خشي يزيد أن تكون فتنة، فأمر المؤذن أن يؤذن للصلاة فقام المؤذن و قال: (الله أكبر الله أكبر) فقال الامام عليه‌السلام: نعم الله أكبر. أعلي و أجل و أكرم مما أخاف و أحذر، فلما قال: (أشهد أن لا اله الا الله) [ صفحه 103] قال عليه‌السلام: نعم أشهد مع كل شاهد، و أحتمل علي كل جاحد أن لا اله غيره، و لا رب سواه، فلما قال: (أشهد أن محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم)، أخذ عمامته من رأسه، و قال للمؤذن: أسألك بحق محمد هذا، أن تسكت ساعة، ثم أقبل علي يزيد و قال: يا يزيد هذا الرسول العزيز الكريم، جدي أم جدك، فان قلت أنه جدك يعلم العالمون أنك كاذب، و ان قلت أنه جدي فلم قتلت أبي ظلما، و انتهبت ماله، و سبيت عياله، فقال هذا، و أهوي الي ثوبه فشقه. ثم بكي و قال: و الله لو كان في الدنيا من جده رسول الله فليس غيري، فلم قتل هذا الرجل أبي ظلما، و سبانا كما تسبي الروم، ثم قال: يا يزيد فعلت هذا ثم تقول: محمد رسول الله، و تستقبل القبلة، فويل لك من يوم القيامة، حيث كان خصمك جدي و أبي، فصاح يزيد بالمؤذن أن يقيم بالصلاة، فوقع بين الناس دمدمة و زمزمة عظيمة، فبعض صلي، و بعضهم لم يصل حتي تفرقوا [245] .

و من خطبة له في الشام أيضا في نسخة أخري

بعد أن صعد الخطيب المنبر فخطب و نزل، فتكلم الامام معه فاعتذر، ثم صعد الامام المنبر فحمد الله و أثني عليه، و صلي علي نبيه. و قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي: فأنا علي بن الحسين بن علي المرتضي (صلوات الله عليه و سلامه)، أنا ابن من حج و لبي، أنا ابن من طاف وسعي، أنا ابن‌زمزم و الصفا، أنا ابن‌فاطمة الزهراء. [ صفحه 104] أنا ابن العطشان حتي قضي، أنا ابن من منعوه عن الماء و أحلوه علي سائر الوري، أنا ابن محمد المصطفي عليه‌السلام، أنا ابن صريع كربلاء، أنا ابن من راحت أنصاره تحت الثري، أنا ابن من غدت حريمه أسري، أنا ابن من ذبحت أطفاله من غير سواء، أنا ابن من أضرم الأعداء في خيمته لظي، أنا ابن من أضحي صريعا بالنقي (و في رواية: الثري)، أنا ابن من لا له غسل و لا كفن، أنا ابن من هتك حريمه بأرض كربلاء، أنا ابن من جسمه بأرض، و رأسه بأخري، أنا ابن من لا يري حوله غير الأعداء، أنا ابن من حريمه الي الشام تهدي، أنا ابن من لا ناصر له و لا حمي، ثم بكي و قال: أيها الناس قد فضلنا الله بخمس خصال: فينا و الله مختلف الملائكة، و معدن الرسالة، و فينا نزلت الآيات، و نحن قدنا العالمين للهدي، و فينا الشجاعة فلم نخف بأسا، و فينا البراعة و الفصاحة، اذا افتخر الفصحاء، و فينا الهدي الي سواء السبيل، و العلم لمن أراد أن يستفيد، و المحبة في قلوب المؤمنين من الوري، و لنا الشأن الأعلي في الأرض و السماء، و لولانا ما خلق الله الدنيا، و كل فخر دون فخرنا يهوي، و محبنا يسقي، و مبغضنا يوم القيامة يشقي. و لما سمع يزيد هذه الكلمات من الامام، غضب غضبا شديدا، بعد أن توجهت قلوب الناس اليه: ثم أمر المؤذن أن يقطع خطبته، فصعد المنبر و أذن، و قال: الله أكبر، قال الامام عليه‌السلام: كبرت تكبيرا، و عظمت تعظيما و قلت حقا، ثم قال المؤذن: أشهد أن لا اله الا الله فقال الامام: أشهد بها مع كل شاهد، و أقربها مع كل جاحد. ثم قال المؤذن: أشهد أن محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال الامام: بعد أن بكي بكاء عاليا و قال: يا يزيد أسألك بالله محمد جدي أم جدك؟ فقال يزيد: بل جدك، فقال الامام: فلم قتلت أهل بيته، و قتلت أبي، و أيتمتني علي صغر سني، فما أجابه، و رجع [ صفحه 105] الي محله، و قال: ليس لي حاجة بالصلاة [246] . أقول: كررت هذه الخطبة لأجل اختلاف الكثير في هذه الخطب، بحيث يستقل كل واحد منها، أن تكون رأسا بعينها، (و المسك ما كررته يتضوع).

و من خطبة له لما وصل الي المدينة فأومأ بيده أن اسكتوا، فسكنت فورتهم

فقال: الحمدلله رب العالمين، مالك يوم الدين، باري‌ء الخلائق أجمعين، الذي بعد فارتفع في السماوات العلي، و قرب فشهد النجوي، نحمده علي عظام الأمور، و فجائع الدهور، و ألم الفجائع، و مضاضة اللواذع [247] ، و جليل الرزء، و عظيم المصائب الفاظعة الكاظة [248] ، الفادحة الجائحة [249] . أيها القوم ان الله و له الحمد، ابتلانا بمصائب جليلة، و ثلمة في الاسلام عظيمة، قتل أبوعبدالله الحسين عليه‌السلام و عترته، و سبي نساؤه و صبيته، و داروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، و هذه الرزية التي لا مثلها رزية. أيها الناس فأي رجالات منكم يسرون بعد قتله، أم أي فؤاد لا يحزن من أجله، أم أية عين منكم تحبس دمعها، و تضن [250] عن انهمالها، فلقد [ صفحه 106] بكت السبع الشداد لقتله، و بكت البحار بأمواجها، و السماوات بأركانها، و الأرض بأرجائها، و الأشجار بأغصانها، و الحيتان، و لجج البحار، و الملائكة المقربون، و أهل السماوات أجمعون، يا أيها الناس أي قلب لا ينصدع لقتله [251] ، أم أي فؤاد لا يحن اليه، أم أي سمع يسمع هذه الثلمة [252] ، التي ثلمت في الاسلام و لا يصم: من لا صمم، أيها الناس: أصبحنا مطرودين، مشردين مذودين [253] ، شاسعين عن الأمصار [254] ، كأنا أولاد ترك و كابل، من غير جرم اجترمناه، و لا مكروه ارتكبناه، و لا ثلمة في الاسلام ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين، ان هذا الا اختلاق [255] . و الله لو كان النبي صلي الله عليه و آله و سلم تقدم اليهم في قتالنا، كما تقدم اليهم في الوصاية بنا، لما زادوا علي ما فعلوا بنا، فانا لله و انا اليه راجعون، من مصيبة ما أعظمها و أوجعها، و أفجعها و أكظها، و أفظعها و أمرها و أفدحها، فعند الله نحتسب فيما أصابنا، و ما بلغ بنا، فانه عزيز ذو انتقام [256] . - و قد تم ما تيسر لي جمعه من خطبه و كلامه عليه‌السلام، و هو آخر الباب الأول، فلنشرع في الباب الثاني من كتبه و رسائله، الي أوليائه و أعدائه. [ صفحه 109]

في كتب و رسائل الامام علي بن الحسين

كتابه الي أصحابه يذكرهم بالموعظة و الحكمة

عن أبي‌حمزة قال: كتب الامام السجاد عليه‌السلام الي أصحابه: بسم الله الرحمن الرحيم، كفانا الله، و اياكم كيد الظالمين، و بطش الجبارين، أيها المؤمنون مصيبتكم [257] الطواغيت و أتباعهم، من أهل الرغبة في هذه الدنيا، المائلون اليها، المفتونون بها، المقبلون عليها، و علي حطامها الهامد، و هشيمها البائد غدا، و احذروا ما حذركم الله منها، و ازهدوا فيما زهدكم الله فيه منها، و لا تركنوا الي ما في هذه الدنيا، ركون من اتخذها دار قرار، و منزل استيطان، و الله ان لكم مما فيها عليها، دليلا من زينتها، و تصرف أيامها، و تغير انقلابها، و مثلاتها [258] و تلاعبها بأهلها، أنها لترفع الخميل [259] ، و تضع الشريف، و تورد النار أقواما غدا، ففي هذا معتبر و مختبر، وزاجر لمنتبه، ان الأمور عليكم في كل يوم و ليلة من مضلات الفتن، و حوادث البدع، و سنن الجور، و بوائق الزمان، و هيبة السلطان، و وسوسة الشيطان، ليذر [260] القلوب عن تنبيهها، و تذهلها عن [ صفحه 110] موجود الهدي، و معرفة أهل الحق، الا قليلا ممن عصم الله جل و عز، و ليس يعرف تصرف أيامها و تقلب حالاتها، و عاقية ضرر فتنتها، الا من عصمه الله، و نهج سبيل الرشد، و سلك سبيل القصد، ثم استعان علي ذلك بالزهد، فكرر الفكر، و اتعظ بالعبر و ازدجر، فزهد في عاجل بهجة الدنيا، و تجافي عن لذاتها، و رغب في دائم نعيم الآخرة، و سعي لها سعيها، و راقب الموت، و شنأ الحياة [261] مع لا قوم الظالمين، فعند ذلك نر الي ما في الدنيا بعين نيرة [262] ، حديدة النظر، و أبصر حوادث الفتنة، و ضلال البدع، و جور ملوك الظلمة، فقد لعمري استدبرتم من الأمور الماضية في الأيام الخالية، من الفتن المتراكمة و الانهماك فيها، ما تستدلون به علي تجنب الغواة، و أهل البدع و البغي، و الفساد في الأرض بغير الحق، فاستعينوا بالله، و ارجعوا الي طاعته، و طاعة من هو أولي بالطاعة، ممن اتبع فأطيع، فالحذر الحذر، من قبل الندامة، و الحسرة و القدوم علي الله، و الوقوف بين يديه، و بالله ما صدر قوم عن معصية الله الا الي عذابه، و ما آثر قوم قط الدنيا علي الآخرة، الا ساء منقلبهم، و ساء مصيرهم، و ما العز بالله، و العمل بطاعته الا الفان مؤتلفان، فمن عرف الله خافه، فحثه الخوف علي العمل بطاعة الله، و أن أرباب العلم، و أتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له، و رغبوا اليه، و قد قال الله: (انما يخشي الله من عباده العلماء) [263] فلا تلتمسوا شيئا مما في هذه الدنيا بمعصية الله، و اشتغلوا في [ صفحه 111] هذه الدنيا بطاعة الله، و اغتنموا أيامها، و أوسعوا لما فيه نجاتكم غدا من عذاب الله، فان ذلك أقل للتبعة، و أدني من العذر، و أرجي للنجاة، فقدموا أمر الله و طاعته، و طاعة من أوجب الله طاعته، بين يدي الأمور كلها، و لا تقدموا الأمور الواردة عليكم، من طاعة الطواغيت، و فتنة زهرة الدنيا، بين يدي أمر الله، و طاعة أولي الأمر منكم. و اعلموا أنكم عبيدالله، و نحن معكم، يحكم علينا، و عليكم سيد حاكم غدا، و هو موقفكم و مسائلكم، فأعدوا الجواب قبل الوقوف و المساءلة، و العرض علي رب العالمين: «يومئذ لا تكلم نفس الا باذنه» [264] و اعلموا أن الله لا يصدق يومئذ كاذبا، و لا يكذب صادقا، و لا يرد عذر مستحق، و لا يعذر غير معذور، بل لله الحجة علي خلقه، بالرسل و الأوصياء بعد الرسل، فاتقوا الله عباد الله، و استقبلوا من اصلاح أنفسكم و طاعة الله، و طاعة من تولونه فيها، لعل نادما و قد ندم ما قد فرط بالأمس في جنب الله، وضيع من حق الله، و استغفروا الله و توبوا اليه، فانه يقبل يقبل التوبة، و يعفو عن السيئات، و يعلم ما تفعلون. و اياكم و صحبة العاصين، و معونة الظالمين، و مجاورة الفاسقين، احذروا من فتنتهم، و تباعدوا من ساحتهم، و اعلموا أنه من خالف أولياء الله، و دان بغير دين الله، و استبد بأمره دون أمر ولي الله، كان في نار تلتهب، تأكل أبدانا قد غابت عنها روحها، و غلبت عليها شقوتها، فهم موتي لا يجدون حر النار، و لو كانوا أحياء لوجدوا م حر النار [265] . [ صفحه 112] فاعتبروا يا أولي الأبصار، و احمدوا الله علي ما هداكم، و اعلموا أنكم لا تخرجون من قدرة الله الي غير قدرته، و سيري الله عملكم ثم اليه تحشرون، فانتفعوا بالعظة، و تأدبوا بآداب الصالحين [266] .

كتابه لرجل بعد ما كتب اليه يا سيدي أخبرني بخير الدنيا و الآخرة

بسم الله الرحمن الرحيم: أما بعد، فانه من طلب رضي الله بسخط الناس، كفاه الله أمور الناس، و من طلب رضي الناس بسخط الله، و كله الي الناس، و السلام [267] . وروي هذا عن أبيه أبي الشهداء الحسين عليه‌السلام [268] .

كتابه الي محمد بن مسلم الزهري يعظه

(الزهري - بالضم و سكون الهاء -: نسبة الي زهرة و هو أحد أجداده، و اسمه محمد بن مسلم بن عبيدالله بن حارث بن شهاب بن زهرة بن عبدالله بن كلاب الفقيه المدني التابعي المعروف و قد ذكره علماء الجمهور و أثنوا عليه كما في الكني و الألقاب: ج 2، ص 270. ط. صيدا للقمي. و أما علمائنا الامامية فقد ضعفوه و لم يقيموا له وزنا. يقول أبو علي الحائري: في منتهي المقال في ترجمته: لا ريب في عداوته و نصبه لأميرالمؤمنين، و يقول المقرم في ص 158 من حياة زين‌العابدين عليه‌السلام: و من جميع ما تقدم جزم شيخنا المامقاني في التنقيح بتلونه، و عدم استقامة رأيه. ولد سنة 58 و توفي سنة 124.) كفانا الله، و أياك من الفتن، و رحمك من النار، فقد أصبحت بحال [ صفحه 113] ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك، فقد أثقلتك نعم الله بما صح من بدنك، و أطال من عمرك، و قامت عليك حجج الله بما حملك من كتابه، و فقهك فيه من دينه، و عرفك من سنة نبيه محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و فرض لك في كل نعمة، أنعم بها عليك، و في كل حجة احتج بها عليك الفرض فيما ابتلي شكرك في ذلك، و أبدي فيك فضله عليك، فقال تعالي: (لئن شكرتم لأزيدنكم و لئن كفرتم ان عذابي لشديد) [269] . فانظر أي رجل تكون غدا، اذا وقفت بين يدي الله، فسألك عن نعمته عليك كيف رعيتها، و عن حجته عليك كيف قضيتها، و لا تحسبن الله قابلا منك بالتعذير، و راضيا منك بالتقصير، هيهات هيهات، ليس كذلك، أخذ علي العلماء في كتابه اذ قال تعالي: (لتبيننه للناس و لا تكتمونه) [270] . و اعلم أن أدني ما كتمت، و أخف ما احتملت، أن آنست وحشة الظالم، و سهلت له طريق الغي بدنوك منه حين دنوت، و اجابتك له حين دعيت، فما أخوفني أن تبوء غدا باثمك مع الخونة، و أن تسأل عما أخذت باعانتك علي ظلم الظلمة، أخذت ما ليس لك ممن أعطاك، و دنوت ممن لم يرد علي أحد حقا، و لم ترد باطلا حين أدناك. و أحببت من حاد الله، أوليس بدعائه اياك حين دعاك، جعلوك قطبا أداروا بك رحي مظالمهم، و جسرا يعبرون عليك الي بلاياهم، و سلما الي ضلالتهم، داعيا الي غيهم، سالكا سبيلهم، يدخلون بك الشك علي العلماء، و يقتادون بك قلوب الجهال اليهم، فلع يبلغ أخص وزرائهم، و لا أقوي أعوانهم، الا دون ما بلغت من اصلاح فسادهم، و اختلاف الخاصة و العامة اليهم، فما أقل ما [ صفحه 114] أعطوك في قدر ما أخذوا منك، و ما أيسر ما عمروا لك في جنب ما خربوا [271] ، فانظر لنفسك فانه لا ينظر لها غيرك، و حاسبها حساب رجل مسؤول. وانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه، صغيرا كان أو كبيرا، فما أخوفني أن تكون كما قال الله تعالي في كتابه: (فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدني و يقولون سيغفرلنا) [272] ، انك لست في دار مقام، أنت في دار آذنت بالرحيل، فما بقاء المرء بعد قرنائه، طوبي لمن كان في الدنيا علي وجل، يا بؤس لمن يموت، و تبقي ذنوبه من بعده. احذر فقد نبئت، وبادر فقد أجلت، انك تعامل من لا يجهل، و أن الذي يحفظ عليك لا يغفل، تجهز فقد دنا منك سفر بعيد، و داو ذنبك، فقد دخله سقم شديد، و لا تحسب أني أردت توبيخك و تعنيفك و تعييرك، لكني أردت أن ينعش الله ما فات من رأيك، و يرد اليك ما عزب [273] من دينك، واذكر قول الله في كتابه: (و ذكر فان الذكري تنفع المؤمنين) [274] . أغفلت ذكر من مضي من أسنانك و أقرانك، و بقيت بعدهم كقرن أعضب، هل ابتلوا بمثل ما ابتليت، أم هل وقعوا في مثل ما وقعت فيه، أم هل تري ذكرت خيرا علموه، و علمت شيئا جهلوه، بل حظيت بما حل من حالك في صدور العامة، و كلفهم بك، اذ صاروا يقتدون برأيك، و يعملون بأمرك، ان أحللت أحلوا، و ان حرمت حرموا، و ليس ذلك عندك، ولكن [ صفحه 115] أظهرهم عليك رغبتهم فيما لديك، ذهاب علمائهم، و غلبة الجهل عليك و عليهم، و حب الرئاسة، و طلب الدنيا منك و منهم، أما تري ما أنت فيه من الجهل و الغرة، و ما الناس فيه من البلاء و الفتنة، قد ابتليتهم و فتنتهم بالشغل عن مكاسبهم، مما رأوا، فتاقت نفوسهم الي أن يبلغوا من العلم ما بلغت، أو يدركوا به مثل الذي أدركت، فوقعوا منك في بحر لا يدرك عمقه، و في بلاء لا يقدر قدره، فالله لنا ولك، و هو المستعان. أما بعد، فاعرض عن كل ما فيه أنت، حتي تلحق بالصالحين، الذين دفنوا في أسمالهم [275] ، لاصقة بطونهم بظهورهم، ليس بينهم و بين الله حجاب، و لا تفتنهم الدنيا، و لا يفتنون بها، فطلبوا فما لبثوا أن لحقوا، فاذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا المبلغ، مع كبر سنك، و رسوخ عقلك، و حضور أجلك، فكيف يسلم الحدث في سنه، الجاهل في علمه، المأفون في رأيه، المدخول في عقله، انا الله و انا اليه راجعون، علي من المعول به، و عند من المستعتب؟. نشكو الي الله بثنا [276] ، و ما نري فيك، و نحتسب عند الله مصيبتنا بك، فانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيرا و كبيرا، و كيف اعظامك لمن جعلك بدينه في الناس جميلا، و كيف صيانتك بكسوة من جعلك بكسوته في الناس ستيرا، و كيف قربك أو بعدك، ممن أمرك أن تكون منه قريبا ذليلا. ما لك لا تنتبه من نعستك، و تستقيل من عثرتك، فتقول: و الله ما قمت لله مقاما واحدا، أحييت به دينا، أو أمت له باطلا، فهذا شكرك لمن استحملك، ما أخوفني أن تكون كمن قال الله في كتابه: (أضاعوا الصلاة [ صفحه 116] و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) [277] استحملك كتابه، و استودعك علمه، فأضعتها، فنحمد الله الذي عافانا، مما ابتلاك به، و السلام [278] .

كتابه الي عبدالملك بن مروان جوابا

و ذلك أن أم زين‌العابدين عليه‌السلام، زوجها [279] بعد أبيه يزيد مولي أبيه، و أعتق جارية و تزوجها، فكتب اليه عبدالملك بن مروان يعيره بذلك. فكتب اليه زين‌العابدين عليه‌السلام: لقد كان في رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أسوة حسنة، و قد أعتق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، صفية بنت حي بن أخطب و تزوجها، و أعتق زيد بن حارثة، و زوجه بنت عمته، زينب بنت جحش [280] . [ صفحه 117]

كتابه الي عبدالملك بن مروان أيضا

بسم الله الرحمن الرحيم: الي عبدالملك بن مروان من علي بن الحسين عليه‌السلام، أما بعد: فانك كتبت في يوم كذا، و شهر كذا، الي الحجاج بن يوسف الثقفي في حقنا لبني عبدالمطلب، بما هو كيت و كيت، و قد شكر الله لك ذلك. ثم طوي الكتاب و ختمه، و أرسل به مع غلام له [281] .

كتابه الي عبدالملك بن مروان، أيضا جوابا

أخبر عبدالملك أن علي بن الحسين عليه‌السلام، تزوج مولاة له بعد أن أعتقها، فكتب اليه: انك علمت أن في أكفائك من قريش من تمجد به في الصهر، و تستنجبه في الولد، فلا لنفسك نظرت، و لا علي ولدك أبقيت. فكتب اليه السجاد عليه‌السلام: أما بعد، فقد بلغني من كتابك، تعنفني فيه بتزويجي مولاتي، و تزعم أنه كان من قريش من أتمجد به في الصهر، و أستنجبه في الولد، و أنه ليس فوق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مرتقي في مجد، و لا مستزاد في كرم، و كانت هذه [ صفحه 118] الجارية ملك يميني، خرجت مني ارادة الله عز و علا، بأمر ألتمس فيه ثوابه، ثم ارتجعتها علي سنة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و من كان زكيا في دين الله، فليس يخل به شيئا من أمره، و قد رفع الله بالاسلام الخسيسة [282] ، و تمم به النقيصة، و أذهب اللئم، فلا لؤم علي امرء مسلم، انما اللؤم لؤم الجاهلية، و السلام. فلما وقف عبدالملك علي الكتاب، رمي به الي ولده سليمان، و بعد أن قرأه قال: يا أميرالمؤمنين لشد ما فخر عليك علي بن الحسين عليه‌السلام فقال: يا بني لا تقل ذلك، فانه ألسن بني‌هاشم التي تفلق الصخر، و تغرف من بحر، ان علي بن الحسين عليه‌السلام يرتفع من حيث يتضع الناس [283] .

كتابه الي بعض أصحابه المعروف برسالة الحقوق بصورة مفصلة

اشاره

[طبعت هذه الرسالة القيمة مرات عديدة مستقلة و في ضمن بعض الكتب بدون شرح، و قد نشرت أخيرا مع الشرح الوافي يناسب لشخصية الامام الخالدة عليه‌السلام في مجلد ضخم كبير، بقلم أحد الفضلاء باسم (شرح رسالة الحقوق) و يقول أحد الكتاب البارعين في تعريفها.] و ها نحن نقرها اليوم - في القرن العشرين - فنجدها و كأنها بنت الساعة في تفكيرها و تسلسلها، و تنظيمها لحقوق كل فرد مع ربه و نفسه، و مع غيره من بني الانسان، بل نجد في بعض الحقوق، ما لم تعمل به الي اليوم، أكبر دول الحضارة و التقدم في العالم.) أعلم - رحمك الله - أن لله (عزوجل) عليك، حقوقا محيطة بك، [ صفحه 119] في كل حركة تحركتها، أو سكنة سكنتها، أو حال حلتها، أو منزلة نزلتها، أو جارحة قلبتها، أو آلة تصرفت بها، بعضها أكبر من بعض. و أكبر حقوق الله عليك ما أوجبه لنفسه تبارك و تعالي، من حقه الذي هو أصل الحقوق و منه تتفرع، ثم ما أوجبه عليه لنفسك، من قرنك الي قدمك علي اختلاف جوارحك، فجعل لبصرك عليك حقا، و لسمعك عليك حقا، و للسانك عليك حقا، وليدك عليك حقا، و لرجلك عليك حقا، و لبطنك عليك حقا، و لفرجك عليك حقا. فهذه الجوارح السبع التي بها تكون الأفعال. ثم جعل (عزوجل) لأفعالك عليك حقوقا، فجعل لصلاتك عليك حقا، و لصومك عليك حقا، و لصدقتك عليك حقا، و لهديك عليك حقا، و لأفعالك عليك حقا. ثم تخرج الحقوق منك الي غيرك من ذوي الحقوق الواجبة عليك، و أوجبها عليك حقوق أئمتك، ثم حقوق رعيتك، ثم حقوق رحمك. فهذه حقوق تتشعب منها حقوق، فحقوق أئمتك ثلاثة، أوجبها عليك، حث سائسك بالسلطان، ثم حق سائسك بالعلم، ثم حق سائسك بالملك، و كل سائس امام. و حقوق رعيتك ثلاثة، أوجبها عليك، حق رعيتك بالسلطان، ثم حق رعيتك بالعلم، فان الجاهل رعية العالم، و حق رعيتك بالملك من الأزواج و ما ملكت الأيمان. و حقوق رحمك كثيرة، متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة، فأوجبها عليك حق أمك، ثم حق أبيك، ثم حق ولدك، ثم حق أخيك، ثم [ صفحه 120] الأقرب فالأقرب، و الأول فالأول. ثم حق مولاك المنعم عليك، ثم حق مولاك الجارية نعمتك عليه، ثم حق ذي المعروف لديك، ثم حق مؤذنك بصلاة، ثم حق امامك في صلاتك، ثم حق جليسك، ثم حق جارك، ثم حق صاحبك، ثم حق شريكك، ثم حق مالك، ثم حق غريمك الذي تطالبه، ثم حق غريمك الذي يطالبك، ثم حق خليطك، ثم حق خصمك المدعي عليك، ثم حق خصمك الذي تدعي عليه، ثم حق مستشيرك، ثم حق المشير عليك، ثم حق مستنصحك، ثم حق الناصح لك، ثم حق من هو أكبر منك، ثم حق من هو أصغر منك، ثم حق سائلك، ثم حق من سألته، ثم حق من جري لك علي يديه مساءة بقول أو فعل، أو مسرة بذلك بقول أو فعل، عن تعمد منه، أو غير تعمد منه، ثم حق أهل ملتك عامة، ثم حق أهل الذمة ثم الحقوق الجارية بقدر علل الأحوال، و تصرف الأسباب. فطوبي لمن أعانه الله علي قضاء ما أوجب عليه من حقوقه، و وفقه و سدده.

فاما حق الله الأكبر عليك

فأن تعبده لا تشرك به شيئا، فاذا فعلت ذلك باخلاص، جعل لك علي نفسه، أن يكفيك أمر الدنيا و الآخرة، و يحفظ لك ما تحب منهما.

و اما حق نفسك عليك

فأن تستوفيها في طاعة الله (عزوجل)، فتؤدي الي لسانك حقه، و الي سمعك حقه، و الي بصرك حقه، و الي يدك حقها، و الي رجلك حقها، و الي بطنك حقه، و الي فرجك حقه، و تستعين بالله علي ذلك. [ صفحه 121]

و أما حق اللسان

فاكرامه عن الخنا [284] ، و تعويده علي الخير، و حمله علي الأدب، و اجمامه [285] الا لموضع الحاجة، و المنفعة للدين و الدنيا، و اعفاؤه عن الفضول الشنعة، القليلة الفائدة، التي لا يؤمن ضررها، مع قلة عائدتها، و يعد شاهد العقل، و الدليل عليه، و تزين العاقل بعقله، حسن سيرته في لسانه، و لا قوة الا بالله العلي العظيم.

و أما حق السمع

فتنزيهه عن أن تجعله طريقا الي قلبك، الا لفوهة كريمة، تحدث في قلبك خيرا، أو تكسبك خلقا كريما، فانه باب الكلام الي القلب، يؤدي اليه ضروب المعاني، علي ما فيها من خير أو شر، و لا قوة الا بالله (و في رواية: و حق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة، و سماع ما لا يحل له).

و أما حق بصرك

فغضه عما لا يحل لك، و ترك ابتذاله الا لموضع عبرة، تستقبل بها بصرا، أو تستفيد بها علما، فان البصر باب الاعتبار.

و أما حق رجليك

فأن لا تمشي بهما الي ما لا يحل لك، و لا تجعلهما مطيتك في الطريق المستخفة بأهلها فيها، فأنها حاملتك، و سالكة بك مسلك الدين، و السبق لك، و لا قوة الا بالله. [ صفحه 122]

و أما حق يديك

فأن لا تبسطها الي ما لا يحل لك، فتنال بما تبسطها اليه، من الله، العقوبة في الآجل، و من الناس اللائمة في العاجل، و لا تقبضها عما افترض الله عليها، ولكن توقرها بقبضها عن كثير مما لا يحل لها، و بسطها الي كثير مما ليس عليها، فاذا هي عقلت و شرفت في العاجل، وجب لها حسن الثواب من الله في الآجل.

و أما حق بطنك

فأن لا تجعله وعاء لقليل من الحرام و لا لكثير، و أن تقتصد له في الحلال، و لا تخرجه من حد التقوية الي حد التهوين، و ذهاب المروءة و ضبطه اذا هم بالجوع و الظمأ، فان الشبع المنتهي بصاحبه الي التخم مكسلة و مثبطة و مقطعة عن كل بر و كرم، و أن الري المنتهي بصاحبه الي السكر مستخفة و مجهلة، و مذهبة للمروءة.

و أما حق فرجك

فحفظه مما لا يحل لك، و الاستعانة عليه بغض البصر، - فانه من أعون الأعوان - و كثرة ذكر الموت، و التهدد لنفسك بالله، و التخويف لها به، و بالله العصمة و التأييد، و لا حول و لا قوة الا به. ثم حقوق الأفعال:

فأما حق الصلاة

فأن تعلم أنها وفاة الي الله (عزوجل)، و أنك قائم بين يدي الله، فاذا علمت ذلك، كنت خليقا أن تقوم فيها مقام العبد الذليل الراغب الراهب، و الخائف الراجي، المسكين المتضرع، المعظم من قام بين يديه [ صفحه 123] بالسكون، و الاطراق، و خشوع الأطراف، ولين الجناح، و حسن المناجاة له في نفسه، و الرغبة اليه في فكاك رقبتك التي أحاطت بها خطيئتك، و استهلكتها ذنوبك، و لا قوة الا بالله. و لم يذكر الحراني في التحف حق الحج، و ذكره الصدوق في الخصال: يجي‌ء في القسم الثاني من الرسالة.

و أما حق الصوم

فأن تعلم أنه حجاب ضربه الله علي لسانك، و سمعك و بصرك، و فرجك و بطنك، ليسترك به من النار. و هكذا جاء في الحديث: (الصوم جنة من النار)، فان سكنت أطرافك في حجبتها، رجوت أن تكون محجوبا، و ان أنت تركتها تضطرب في حجابها، و ترفع جنبات الحجاب، فتطلع الي ما ليس لها بالنظرة الداعية للشهوة، و القوة الخارجة عن حد التقية لله، لم تأمن من أن تخرق الحجاب، و تخرج منه، و لا قوة الا بالله.

و أما حق الصدقة

فأن تعلم أنها ذخرك عند ربك، و وديعتك التي لا تحتاج الي الاشهاد، فاذا علمت ذلك كنت بما استودعته سرا، أوثق بما استودعته علانية، و كنت جديرا أن تكون أسررت اليه أمرا أعلنته، و كان الأمر بينك و بينه فيها سرا علي كل حال، و لم تستظهر عليه فيما استودعته منها باشهاد الأسماع، و الأبصار عليه بها، كأنها أوثق في نفسك، لا كأنك لا تثق به، في تأدية وديعتك اليك، ثم لم تمتن بها علي أحد، لأنها لك، فاذا امتننت بها، لم تأمن أن تكون بها، مثل تهجين حالك منها الي من مننت بها عليه، لأن في ذلك دليلا، علي أنك لم ترد نفسك بها، و لو أردت نفسك لم تمتن بها علي أحد، و لا قوة الا بالله. [ صفحه 124]

و أما حق الهدي

فأن تخلص [286] به الارادة الي ربك، و التعرض لرحمته و قبوله، و لا تريد عيون الناظرين دونه، فاذا كنت كذلك، لم تكن متكلفا و لا متصنعا، و كنت انما تقصد الي الله. و اعلم أن الله يراد باليسير، و لا يراد بالعسير، كما أراد بخلقه التيسير، و لم يرد بهم التعسير، و كذلك التذلل أولي بك من التدهقن [287] ، لأن الكلفة، و المؤونة في المتدهقنين، فأما التذلل و التمسكن، فلا كلفة فيهما، و لا مؤونة عليهما، لأنهما الخلقة، و هما موجودان في الطبيعة، و لا قوة الا بالله. ثم حقوق الأئمة:

فأما حق سائسك بالسلطان

فأن تعلم أنك جعلت له فتنة، و أنه مبتلي فيك، بما جعله الله له عليك من السلطان، و أن تخلص له في النصيحة، و أن لا تماحكه [288] ، و قد بسطت يده عليك، فتكون سبب هلاك نفسك و هلاكه، و تذلل و تلطف لاعطائه من الرضا، ما يكفه عنك، و لا يضر بدينك، و تستعين عليه في ذلك بالله، و لا تعازه [289] و لا تعانده، فانك ان فعلت ذلك عققته، و عققت نفسك، فعرضتها لمكروهه، و عرضته للهلكة فيك، و كنت خليقا أن تكون معينا له علي نفسك، و شريكا له فيما أتي اليك، و لا قوة الا بالله. [ صفحه 125]

و أما حق سائسك بالعلم

[أي مالك أمرك في التعليم، من سست الرعية أي ملكت أمورهم.] فالتعظيم له، و التوقير لمجلسه، و حسن الاستماع اليه، و الاقبال عليه، و المعونة له علي نفسك فيما لا غني بك عنه من العلم، بأن تفرغ له عقلك، و تحضره فهمك، و تزكي له قلبك، و تجلي له بصرك، بترك اللذات، و نقض الشهوات، و أن تعلم أنك فيما ألقي اليك رسوله، الي من لقيك من أهل الجهل، فلزمك حسن التأدية عنه اليهم، و لا تخنه في تأدية رسالته، و القيام بها عنه، اذا تقلدتها، و لا حول و لا قوة الا بالله.

و أما حق سائسك بالملك

فنحو من سائسك بالسلطان، الا أن هذا يملك، ما لا يملكه ذاك، تلزمك طاعته فيما دق و جل منك، الا أن تخرجك من وجوب حق الله، فان حق الله يحول بينك و بين حقه، و حقوق الخلق، فاذا قضيته رجعت الي حقه، فتشاغلت به، و لا قوة الا بالله. ثم حقوق الرعية:

فأما حقوق رعيتك بالسلطان

فأن تعلم أنك انما استرعيتهم، بفضل قوتك عليهم، فانه انما أحلهم محل الرعية لك، ضعفهم و ذلهم، فما أولي من كفاك ضعفه و ذله حتي صيره لك رعية، وصير حكمك عليه نافذا، لا يمتنع منك بعزة و لا قوة، و لا يستنصر فيما تعاظمه منك الا بالله، بالرحمة و الحياطة و الأناة، و ما أولاك اذا عرفت ما أعطاك الله من فضل هذه العزة و القوة التي قهرت بها، أن تكون لله شاكرا، و من شكر الله أعطاه فيما أنعم عليه، و لا قوة الا بالله. [ صفحه 126]

و أما حق رعيتك بالعلم

فأن تعلم أن الله جعلك لهم خازنا، فيما آتاك من العلم، و ولاك من خزانة الحكمة، فان أحسنت فيما ولاك الله من ذلك، وقمت لهم، مقام الخازن الشفيع، الناصح لمولاه في عبيده، الصابر المحتسب، الذي اذا رأي ذا حاجة، أخرجه له من الأموال التي في يديه، كنت راشدا، و كنت لذلك آملا معتقدا، و الا كنت له خائنا، و لخلقه ظالما، و لسلبه و عزه متعرضا.

و أما حق رعيتك بملك النكاح

فأن تعلم أن الله جعلها سكنا و مستراحا، و أنسا و واقية، و كذلك كل واحد منكما، يجب أن يحمد الله علي صاحبه، و يعلم أن ذلك نعمة منه عليه، و وجب أن يحسن صحبة نعمة الله، و يكرمها و يرفق بها، و ان كان حقك عليها أغلظ، و طاعتك بها ألزم فيما أحببت و كرهت، ما لم تكن معصية، فان لها حق الرحمة و المؤانسة، و لا قوة الا بالله.

و أما حق رعيتك بملك اليمين

فأن تعلم أنه خلق ربك، و لحكم و دمك، و أنك تملكه، لا أنت صنعته دون الله، و لا خلقت له سمعا و لا بصرا، و لا أجريت له رزقا، ولكن الله كفاك ذلك، ثم سخره لك، و ائتمنك عليه، و استودعك اياه لتحفظه فيه، و تسير فيه بسيرته، فتطعمه مما تأكل، و تلبسه مما تلبس، و لا تكلفه ما لا يطيق، فان كرهته خرجت الي الله منه، و استبدلت به، و لم تعذب خلق الله، و لا قوة الا بالله. و أما حق الرحم: [ صفحه 127]

فأما حق أمك

فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا، و أطعمتك من ثمرة قلبها، ما لم يطعم أحد أحدا، و أنها وقتك بسمعها و بصرها و يدها و رجلها و شعرها و بشرها، و جميع جوارحها مستبشرة بذلك فرحة موابلة [290] ، محتملة لما فيه مكروهها، و ألمها و ثقلها و غمها، حتي دفعتها عنك يد القدرة، و أخرجتك الي الأرض، فرضيت أن تشبع و تجوع هي، و تكسوك و تعري، و ترويك و تظمأ، و تظللك و تضحي، و تنعمك ببؤسها، و تلذذك بالنوم بأرقها، و كان بطنها لك وعاء، و حجرها لك حواء، و ثديها لك سقاء، و نفسها لك وقاء، تباشر حر الدنيا و بردها لك و دونك، فتشكرها علي قدر ذلك، و لا تقدير عليه، الا بعون الله و توفيقه.

و أما حق أبيك

فأن تعلم أنه أصلك، و أنك فرعه، و أنك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك، فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه، و احمد الله و أشكره علي قدر ذلك، و لا قوة الا بالله.

و أما حق ولدك

فأن تعلم أنه منك، و مضاف اليك في عاجل الدنيا بخيره و شره، و أنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب، و الدلالة علي ربه، و المعونة له علي طاعته فيك و في نفسه، فمثاب علي ذلك و معاقب، فاعمل في أمره، عمل المتزين بحسن أثره عليه، في عاجل الدنيا، المعذر الي ربه فيما بينك و بينه، بحسن القيام عليه، و الأخذ له منه، و لا قوة الا بالله. [ صفحه 128]

و أما حق أخيك

فأن تعلم أنه يدك التي تبسطها، و ظهرك الذي تلتجي ء اليه، و عزك الذي تعتمد عليه، و قوتك التي تصول بها، فلا تتخذه سلاحا علي معصية الله، و لا عدة للظلم بحق الله، و لا تدع نصرته علي نفسه، و معونته علي عدوه، و الحول بينه و بين شياطينه، و تأدية النصيحة اليه، و الاقبال عليه في الله، فان انقاد الي ربه، و أحسن الاجابة له، و الا فليكن الله آثر عندك، و أكرم عليك منه.

و أما حق المنعم عليك بالولاء

فأن تعلم أنه أنفق فيك ماله، و أخرجك من ذل الرب و وحته، الي عز الحرية و أنسها، و أطلقكم من أسر الملكة، وفك عنك حلق العبودية، و أوجدك رائحة العز، و أخرجك من سجن القهر، و دفع عنك العسر، و بسط لك لسان الانصاف، و أباحك الدنيا كلها، فملكك نفسك، و حل أسرك، و فرغك لعبادة ربك، و احتمل بذلك التقصير في ماله، فتعلم أنه أولي الخلق بك، بعد أولي رحمك في حياتك و موتك، و أحق الخلق بنصرك و معونتك، و مكانفتك [291] في ذات اب، فلا تؤثر عليه نفسك، ما احتاج اليك أبدا.

و أما حق مولاك الجارية عليه نعمتك

فأن تعلم أن الله جعلك حامية عليه، و واقية و ناصرا و معقلا، و جعله لك وسيلة، و سببا بينك و بينه، فبالحري أن يحجبك عن النار، فيكون في ذلك ثوابك منه في الآجل، و يحكم لك بميراثه في العاجل، اذا لم يكن له [ صفحه 129] رحم، مكافأة لما أنفقته من مالك عليه، و قمت به من حقه بعد انفاق مالك، فان لم تقم بحقه، خيف عليك أن لا يطيب لك ميراثه، و لا قوة الا بالله.

و أما حق ذي المعروف عليك

فأن تشكره، و تذكر معروفه، و تنشر له المقالة الحسنة، و تخلص له الدعاء فيما بينك و بين الله سبحانه، فانك اذا فعلت ذلك، كنت قد شكرته سرا و علانية، ثم ان أمكن مكافأته بالفعل كافأته، و الا كنت مرصدا له موطنا نفسك عليها.

و أما حق المؤذن

فأن تعلم أنه مذكرك بربك، وداعيك الي حظك، و أفضل أعوانك علي قضاء الفريضة، التي افترضها الله عليك، فتشكره علي ذلك، شكرك للمحسن اليك، و ان كنت في بيتك متهما، و علمت أنه نعمة من الله عليك لا شك فيها، فأحسن صحبة نعمة الله بحمد الله عليها، علي كل حال و لا حول و لا قوة الا بالله.

و أما حق امامك في صلواتك

فأن تعلم أنه قد تقلد السفارة، فيما بينك و بين الله، و الوفادة الي ربك، و تكلم عنك، و لم تتكلم عنه، و دعا لك و لم تدع له، و طلب فيك، و لم تطلب فيه، و كفاك هم المقام بين يدي الله، و المسألة له فيك، و لم تكفه ذلك، فان كان في شي‌ء من ذلك تقصير، كان به دونك، و ان كان آثما لم تكن شريكه فيه و لم يكن له عليك فضل، فوقي نفسك بنفسه، و وقي صلاتك بصلاته، فتشكر له علي ذلك، و لا حول و لا قوة الا بالله. [ صفحه 130]

و أما حق الجليس

فأن تلين له كنفك، و تطيب له جانبك، و تنصفه في مجاراة اللفظ، و لا تغرق في نزع [292] اللحظ اذا لحظت، و تقصد في اللفظ الي افهامه اذا لفظت، و ان كنت الجليس اليه، كنت في القيام عنه بالخيار، و ان كان الجالس اليك كان بالخيار، و لا تقوم الا باذنه، و لا قوة الا بالله.

و أما حق الجار

فحفظه غائبا، و اكرامه شاهدا، و نصرته و معونته في الحالين جميعا، لا تتبع له عورة، و لا تبحث عن سوءة لتعرفها، فان عرفتها منه عن غير ارادة منك و لا تكلف، كنت لما علمت حصنا حصينا، و سترا ستيرا، لو بحثت الأسنة عنه ضميرا، لم تصل اليه لا نطوائه عليه، لا تستمع عليه من حيث لا يعلم، لا تسلمه عند شديدة، و لا تحسده عنه نعمة، تقيل عثرته، و تغفر زلته، و لا تدخر حلمك عنه، اذا جهل عليك، و لا تخرج أن تكون سلما له، ترد عنه لسان الشتيمة، و تبطل فيه كيد حامل النصيحة، و تعاشره معاشرة كريمة، و لا حول و لا قوة الا بالله.

و أما حق الصاحب

فان تصحبه بالفضل ما وجدت اليه سبيلا، و الا فلا أقل من الانصاف، و أن تكرمه كما يكرمك، و تحفظه كما يحفظك، و لا يسبقك فيما بينك و بينه الي مكرمة، فان سبقك كافأته، و لا تقصر به عما يستحق من المودة، تلزم نفسك نصيحته، و حياطته، و معاضدته علي طاعة ربه، و معونته علي نفسه، فيما يهم به من معصية ربه، ثم تكون عليه رحمة، و لا [ صفحه 131] تكن عليه عذابا، و لا قوة الا بالله.

و أما حق الشريك

فان غاب كفيته، و ان حضر ساويته، و لا تعزم علي حكمك دون حكمه، و لا تعمل برأيك دون مناظرته، و تحفظ عليه ماله، و تتقي عليه ماله، و تتقي خيانته، فيما عز أو هان، فانه بلغنا: (أن يدالله علي الشريكين، ما لم يتخاونا) و لا قوة الا بالله.

و أما حق المال

فان لا تأخذه الا من حله، و لا تنفقه الا في حله و لا تحرفه عن مواضعه، و لا تصرفه عن حقائقه، و لا تجعله اذا كان من الله الا اليه، و سببا الي الله، و لا تؤثر به علي نفسك من لعله لا يحمدك، و بالحري أن لا يحسن خلافته في تركتك، و لا يعمل فيه بطاعة ربك، فتكون معينا له علي ذلك أو بما أحدث في مالك أحسن نظرا لنفسه فيعمل بطاعة ربه، فيذهب بالغنيمة، و تبوء بالاثم و الحسرة، و الندامة مع التبعة، و لا قوة الا بالله.

و أما حق الغريم المطالب لك

فان كنت موسرا أوفيته، و كفيته و أغنيته، و لم تردده و تمطله، فان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: «مطل الغني ظلم». و ان كنت معسرا أرضيته بحسن القول، و طلبت اليه طلبا جميلا، ورددته عن نفسك ردا لطيفا، و لم تجمع عليه ذهاب ماله، و سوء معاملته، فان ذلك لؤم، و لا قوة الا بالله.

و أما حق الخليط

فان لا تغره، و لا تغشه، و لا تكذبه، و لا تغفله، و لا تخدعه، و لا تعمل في انتقاضه عمل العدو، الذي لا يبقي علي صاحبه، و ان اطمأن [ صفحه 132] اليك، استقصيت له علي نفسك، و علمت أن غبن المسترسل ربا، و لا قوة الا بالله. ثم حق الخصم:

و أما حق الخصم المدعي عليك

فان كان ما يدعي عليك حقا لم تنفسخ في حجته، و لم تعمل في ابطال دعوته، و كنت خصم نفسك له، و الحاكم عليها، و الشاهد له بحقه، دون شهادة الشهود، فان ذلك حق الله عليك، و ان كان ما يدعيه باطلا رفقت به، وردعته، و ناشدته بدينه، و كسرت حدته عنك بذكر الله، و ألقيت حشو الكلام و لغطه، الذي لا يرد عنك عادية عدوك، بل تبوء باثمه، و به يشحذ عليك سيف عداوته، لأن لفظة السوء تبعث الشر، و الخير مقمعة للشر، و لا قوة الا بالله.

و أما حق الخصم المدعي عليه

فان كان ما تدعيه حقا، أجملت في مقاولته بمخرج الدعوي، فان الدعوي غلظة في سمع المدعي عليه، و قصدت قصد حجتك بالرفق، و أمهل المهلة، و أبين البيان، و ألطف اللطف، و لم تتشاغل عن حجتك، بمنازعته بالقيل و القال، فتذهب عنك حجتك، و لا يكون لك في ذلك درك، و لا قوة الا بالله. ثم حق المشاورة و النصيحة:

و أما حق المستشير

فان حضرك له وجه رأي، جهدت له في النصيحة، و أشرت عليه بما تعلم، انك لو كنت مكانه عملت به، ليكن ذلك منك في رحمة ولين، فان [ صفحه 133] اللين يؤنس الوحشة، و ان الغلظ يوحش موضع الأنس، و ان لم يحضرك له رأي، و عرفت له من تثق برأيه، و ترضي به لنفسك، دللته عليه، و أرشدته اليه، فكنت لم تأله خيرا، و لم تدخره نصحا، و لا حول و لا قوة الا بالله.

و أما حق المشير عليك

فلا تتهمه فيما لا يوافقك عليه من رأيه، اذا أشار عليك، فانما هي الآراء، و تصرف الناس فيها و اختلافهم، فكن عليه في رأيه بالخيار، اذا اتهمت رأيه، فأما تهمته فلا يجوز لك، اذا كان عندك ممن يستحق المشاورة، و لا تدع شكره علي ما بدا لك من أشخاص رأيه، و حسن وجه مشورته، فاذا وافقك حمدت الله، و قبلت ذلك من أخيك بالشكر و الأرصاد بالمكافأة في مثلها، ان فزع اليك، و لا قوة الا بالله.

و أما حق المستنصح

فان حقه أن تؤدي اليه النصيحة، علي الحق الذي تري له أن يحمل، و يخرج المخرج الذي يلين علي مسامعه، و تكلمه من الكلام بما يطيقه عقله، فان لكل عقل طبقة من الكلام، يعرفه و يجتنبه، وليكن مذهبك الرحمة، و لا قوة الا بالله.

و أما حق الناصح

فان تلين له جناحك، ثم تشرئب له قلبك [293] ، و تفتح له سمعك، حتي تفهم عنه نصيحته، ثم تنظر فيها، فان كان وفق فيها للصواب، حمدت الله علي ذلك، و قبلت منه، و عرفت له نصيحته، و ان لم يكن وفق لها، رحمته و لم تتهمه، و علمت أنه لم يألك نصحا، الا أنه أخطأ، الا أن [ صفحه 134] يكون عندك مستحقا للتهمة، فلا تعبأ بشي‌ء من أمره علي كل حال، و لا قوة الا بالله. ثم حق السن:

و أما حق الكبير

فان حقه توقير سنه، و اجلال اسلامه، اذا كان من أهل الفضل في الاسلام، بتقديمه فيه، و ترك مقابلته عند الخصام، و لا تسبقه الي طريق، و لا تؤمه في طريق، و لا تستجهله، و ان جهل عليك تحملت، و أكرمته بحق اسلامه مع سنه، فانما حق السن بقدر الاسلام، و لا قوة الا بالله.

و أما حق الصغير

فرحمته و تثقيفه و تعليمه، و العفو عنه، و الستر عليه، و الرفق به، و المعونة له، و الستر علي جرائر حداثته، فانه سبب للتوبة، و المداراة له، و ترك مماحكته، فان ذلك أدني لرشده. ثم حق السائل و المسؤول:

و أما حق السائل

فاعطاؤه اذا تهيأت صدقة، و قدرت علي سد حاجته، و الدعاء له فيما نزل به، و المعاونة له علي طلبته، و ان شككت في صدقه، و سبقت اليه التهمة، و لم تعزم علي ذلك، لم تأمن أن يكون من كيد الشيطان، أراد أن يصدك عن حظك، و يحول بينك، و بين التقرب الي ربك، فتركته بستره ورددته ردا جميلا، و ان غلبت نفسك في أمره، و أعطيته علي ما عرض في نفسك منه، فان ذلك من عزم الأمور. [ صفحه 135]

و أما حق المسؤول

فحقه ان أعطي قبل منه، ما أعطي بالشكر له، و المعرفة لفضله، و طلب وجه العذر في منعه، و أحسن به الظن، و اعلم أنه ان منع فماله منع، و أن ليس التثريب في ماله، و ان كان ظالما، فان الانسان لظلوم كفار.

و أما حق من سرك الله به، و علي يديه

فان كان تعمدها لك، حمدت الله أولا، ثم شكرته علي ذلك، بقدره في موضع الجزاء، و كافأته علي فضل الابتداء، و أرصدت له المكافأة، و ان لم يكن تعمدها، حمدت الله أولا، ثم شكرته، و علمت توحدك بها، و أحببت هذا، اذ كان سببا من أسباب نعم الله عليك، و ترجو له بعد ذلك خيرا، فان أسباب النعم بركة حيث ما كانت، و ان كان لم يتعمد، و لا قوة الا بالله.

و أما حق من ساءك القضاء علي يديه، بقول أو فعل

فان كان تعمدها، كان العفو أولي بك، لما فيه من القمع، و حسن الأدب، مع كثير من أمثاله من الخلق، فان الله يقول: (و لمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل) [294] الي قوله (عزوجل): (لمن عزم الأمور)، و قال (عزوجل): (و ان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لئن صبرتم لهو خير للصابرين) [295] . هذا في العمد، فان لم يكن عمدا، لم تظلمه بتعمد الانتصار منه، [ صفحه 136] فتكون قد كافأته في تعمد علي خطأ، و رفقت به، ورددته بألطف ما تقدر عليه، و لا قوة الا بالله. ثم حق بقية الناس:

و أما حق أهل ملتك عامة

فاضمار السلامة، و نشر جناح الرحمة، و الرفق بمسيئهم، و تألفهم، و استصلاحهم، و شكر محسنهم الي نفسه و اليك، فان احسانه الي نفسه، احسانه اليك، اذا كف عنك أذاه، و كفاك مؤونته، و حبس عنك نفسه، فعمهم جميعا بدعوتك، و انصرهم جميعا بنصرتك، و أنزلهم جميعا منك منازلهم، كبيرهم بمنزلة الوالد، و صغيرهم بمنزلة الولد، و أوسطهم بمنزلة الأخ، فمن أتاك تعاهدته بلطف و رحمة، وصل أخاك، بما يجب للأخ علي أخيه.

و أما حق أهل الذمة

فالحكم فيهم، أن تقبل منهم ما قبل الله، و تفي بما جعل الله لهم، من ذمته و عهده، و تكلهم اليه فيما طلبوا من أنفسهم، و تحكم فيهم بما حكم الله به علي نفسك، فيما جري بينك و بينهم من معاملة، وليكن بينك و بين ظلمهم من رعاية ذمة الله و الوفاء بعهده، و عهد رسوله صلي الله عليه و آله و سلم، حائل، فانه بلغنا أنه قال: «من ظلم معاهدا كنت خصمه» فاتق الله، و لا حول و لا قوة الا بالله.

الخاتمة

فهذه خمسون حقا محيطا بك، لا تخرج منها في كل حال من الأحوال، يجب عليك رعايتها، و العمل في تأديتها، و الاستعانة بالله جل [ صفحه 137] ثناؤه علي ذلك، و لا حول و لا قوة الا بالله، و الحمدلله رب العالمين [296] .

كتابه الي بعض أصحابه المعروف برسالة الحقوق بصورة مختصرة

[الخصال ص 564 ج 2 و عنه العوالم ص 317 ج 18 للبحراني.] اعلم أن لله (عزوجل) عليك حقوقا محيطة بك في كل حركة تحركتها، أو سكنة سكنتها، أو حال حلتها، أو منزلة نزلتها، أو جارحة قلبتها، أو آلة تصرفت فيها. فأكبر حقوق الله تعالي عليك، ما أوجب عليك لنفسه، من حقه الذي هو أصل الحقوق، ثم ما أوجب الله (عزوجل) عليك لنفسك، من قرنك الي قدمك، علي اختلاف جوارحك، فجعل (عزوجل) للسانك عليك حقا، و لسمعك عليك حقا، و لبصرك عليك حقا، وليدك عليك حقا، و لبطنك عليك حقا، و لفرجك عليك حقا. فهذه الجوارح السبع، التي بها تكون الأفعال. ثم جعل (عزوجل) لأفعالك عليك حقوقا، فجعل لصلاتك عليك حقا، و لصومك عليك حقا، و لصدقتك عليك حقا، و لهديك عليك حقا، و لأفعالك عليك حقوقا.. ثم يخرج الحقوق منك الي غيرك، من ذوي الحقوق الواجبة عليك، فأوجبها عليك حقوق أئمتك، ثم حقوق رعيتك، ثم حقوق رحمك. [ صفحه 138] فهذه حقوق تتشعب منها حقوق: فحقوق أئمتك ثلاثة: أوجبها عليك، حق سائسك بالسلطان، ثم حق سائسك بالعلم، ثم حق سائسك بالملك، و كل سائس بالامام. و حقوق رعيتك ثلاثة: أوجبها عليك، حق رعيتك بالسلطان، ثم حق رعيتك بالعلم، فان الجاهل رعية العالم، ثم حق رعيتك بالملك من الأزواج، و ما ملكت الأيمان. و حقوق رحمك كثيرة، متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة، و أوجبها عليك حق أمك، ثم حق أبيك، ثم حق ولدك، ثم حق أخيك، ثم الأقرب فالأقرب، و الأولي فالأولي. ثم حق مولاك المنعم عليك، ثم حق مولاك الجارية نعمتك عليه، ثم حق ذوي المعروف لديك، ثم حق مؤذنك لصلاتك، ثم حق امامك في صلاتك، ثم حق جليسك، ثم حق جارك، ثم صاحبك، ثم حق شريكك، ثم حق مالك، ثم حق غريمك الذي تطالبه، ثم حق الذي يطالبك، ثم حق خليطك، ثم حق خصمك المدعي عليك، ثم حق خصمك الذي تدعي عليه، ثم حق مستشيرك، ثم حق المشير عليك، ثم حق مستنصحك، ثم حق الناصح لك، ثم حق من هو أكبر منك، ثم حق من هو أصغر منك، ثم حق سائلك، ثم حق من سألته، ثم حق من جري لك علي يديه مساءة، بقول أو فعل، أو عن تعمد منه أو غير تعمد، ثم حق أهل ملتك عليك، ثم حق أهل ذمتك، ثم الحقوق الجارية بقدر علل الأحوال، و تصرف الأسباب. فطوبي لمن أعانه الله علي قضاء ما أوجب عليه من حقوقه، و وفقه لذلك و سدده. [ صفحه 139] 1- فأما حق الله الأكبر عليك: فأن تعبده لا تشرك به شيئا، فاذا فعلت ذلك باخلاص، جعل لك علي نفسه أن يكفيك أمر الدنيا و الآخرة. 2- و حق نفسك عليك: أن تستعملها بطاعة الله (عزوجل)، فتؤدي الي لسانك حقه، والي سمعك حقه، و الي بصرك حقه، و الي يدك حقها، و الي رجلك حقها، و الي بطنك حقه، و الي فرجك حقه، و تستعين بالله، علي ذلك. 3- و حق اللسان: اكرامه عن الخنا، و تعويده الخير، و ترك الفضول التي لا فائدة فيها، و البر بالناس، و حسن القول فيهم. 4- و حق السمع: تنزيهه عن سماع الغيبة، و سماع ما لا يحل سماعه. 5- و حق البصر: أن تغضه عما لا يحل لك، و تعتبر بالنظر به. 6- و حق يدك: أن لا تبسطها الي ما لا يحل لك. 7- و حق رجليك: أن لا تمشي بهما الي ما لا يحل لك، فبهما تقف علي الصراط، فانظر أن لا تزلا بك فتتردي في النار. 8- و حق بطنك: أن لا تجعله وعاء للحرام، و لا تزيد علي الشبع. 9- و حق فرجك: أن تحصنه عن الزنا، و تحفظه من أن ينظر اليه. 10- و حق الصلاة: أن تعلم أنها وفادة الي الله (عزوجل)، و أنك فيها قائم بين يدي الله (عزوجل)، فاذا علمت ذلك، قمت مقام العبد الذليل الحقير، الراغب الراهب، الراجي الخائف، المسكين المستكين، المتضرع، المعظم لمن كان بين يديه بالسكون و الوقار، و تقبل عليها بقلبك، و تقيمها بحدودها و حقوقها. [ صفحه 140] 11- و حق الحج: أن تعلم أنه وفادة الي ربك، و فرار اليه من ذنوبك، و به قبول توبتك، و قضاء الفرض الذي أوجبه الله عليك. 12- و حق الصوم: أن تعلم أنه حجاب ضربه الله (عزوجل) علي لسانك، و سمعك و بصرك، و بطنك و فرجك، ليسترك الله به من النار، فان تركت الصوم خرقت ستر الله عليك. 13- و حق الصدقة: أن تعلم أنها ذخرك عند ربك (عزوجل)، و وديعتك التي لا تحتاج الي الاشهاد عليها، فاذا علمت ذلك، و كنت بما تستودعه سرا، أوثق منك، بما تستودعه علانية، و تعلم أنها تدفع البلايا، و الأسقام عنك في الدنيا، و تدفع عنك النار في الآخرة. 14- و حق الهدي: أن تريد به الله (عزوجل)، و لا تريد به خلقه، و لا تريد به الا التعرض لرحمة الله (عزوجل)، و نجاة روحك يوم تلقاه. 15- و حق السلطان: أن تعلم ان جعلت له فتنة، و أنه مبتلي فيك، بما جعله الله (عزوجل) له عليك من السلطان، و أن عليك أن لا تتعرض لسخطه، فتلقي بيديك الي التهلكة، و تكون شريكا له فيما يأتي اليك من سوء. 16- و حق سائسك بالعلم: التعظيم له، و التوقير لمجلسه، و حسن الاستماع اليه، و الاقبال عليه، و أن لا ترفع عليه صوتك، و أن لا تجيب أحدا يسأله عن شي‌ء، حتي يكون هو الذي يجيب. و لا تحدث في مجلسه أحدا، و لا تغتاب عنده أحدا، و أن تدفع عنه اذا ذكر عندك بسوء، و أن تستر عيوبه، و تظهر مناقبه، و لا تجالس له عدوا، و لا تعادي له وليا، فاذا فعلت ذلك، شهدت لك ملائكة الله (عزوجل) بأنك قصدته، و تعلمت علمه لله (عزوجل اسمه) لا للناس. [ صفحه 141] 17- و أما حق سائسك بالملك: فأن تطيعه بالملك و لا تعصيه، الا فيما يسخط الله (عزوجل)، فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. 18- و أما حق سائسك بالسلطان: فأن تعلم أنهم صاروا رعيتك - لضعفهم - و قوتك، فيجب أن تعدل فيهم، و تكون لهم كالوالد الرحيم، و تغفر لهم جهلهم، و لا تعاجلهم بالعقوبة، و تشكر الله (عزوجل) علي ما أتاك من القوة عليهم. 19- و أما حق رعيتك بالعلم: فأن تعلم أن الله (عزوجل) انما جعلك قيما لهم، فيما آتاك من العلم، و فتح لك من خزائنه، فان أحسنت في تعليم الناس، و لم تخرق بهم، و لم تضجر عليهم، زادك الله من فضله، و ان أنت منعت الناس علمك، أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك، كان حقا علي الله (عزوجل) أن يسلبك العلم و بهاءه و يسقط من القلوب محلك. 20- و أما حق الزوجة، فأن تعلم أن الله (عزوجل) جعلها لك سكنا و أنسا، فتعلم أن ذلك نعمة من الله (عزوجل) عليك، فتكرمها و ترفق بها، و ان كان حقك عليها أوجب، فان لها عليك أن ترحمها لأنها أسيرك، و تطعمها، و تسقيها و تكسوها، فاذا جهلت عفوت عنها. 21- و أما حق مملوكك، فأن تعلم أنه خلق ربك، و ابن أبيك و أمك، و من لحمك و دمك لم تملكه، لأنك ما صنعته دون الله، و لا خلقت شيئا من جوارحه، و لا أخرجت له رزقا، ولكن الله (عزوجل) كفاك ذلك، ثم سخره لك و ائتمنك عليه، و استودعك اياه، ليحفظ لك ما تأتيه من خير اليه، فأحسن اليه كما أحسن الله اليك، و ان كرهته استبدلت به، و لم تعذب خلق الله (عزوجل)، و لا قوة الا بالله. [ صفحه 142] 22- و أما حق أمك: فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا، و أعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا، و وقتك بجميع جوارحها، و لم تبال أن تجوع و تطعمك، و تعطش و تسقيك، و تعري و تكسوك، و تضحي و تظلك، و تهجر النوم لاجلك، و وقتك الحر و البرد لتكون لها، فانك لا تطيق شكرها، الا بعون الله تعالي و توفيقه. 23- و أما حق أبيك: فأن تعلم أنه أصلك، و أنك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك، فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله و اشكره علي قدر ذلك، و لا قوة الا بالله. 24- و أما حق ولدك: فأن تعلم أنه منك، و مضاف اليك في عاجل الدنيا بخيره و شره، و أنك مسؤول عما وليته به، من حسن الأدب، و الدلالة علي ربه (عزوجل)، و المعونة له علي طاعته، فاعمل في أمره، عمل من يعلم أنه مثاب علي الاحسان اليه، معاقب علي الاساءة اليه. 25- و أما حق أخيك: فأن تعلم أنه يدك و عزك و قوتك، فلا تتخذه سلاحا علي معصية الله، و لا عدة للظلم لخلق الله، و لا تدع نصرته علي عدوه، و النصيحة له، فان أطاع الله تعالي، و الا فليكن الله أكرم عليك منه، و لا قوة الا بالله. 26- و أما حق مولاك المنعم عليك: فأن تعلم أنه أنفق فيك ماله، و أخرجك من ذل الرق و وحشته، الي عز الحرية و أنسها، فأطلقك من أسر المالكة، وفك عنك قيد العبودية. 27- و أما حق مولاك الذي أنعمت عليه: فان تعلم أن الله (عزوجل)، جعل عتقك له وسيلة اليه، و حجابا لك من النار، و أن ثوابك في [ صفحه 143] العاجل ميراثه، اذا لم يكن له رحم مكافأة بما أنفقت من مالك، و في الأجل الجنة. 28- و أما حق ذي المعروف عليك: فأن تشكره و تذكر معروفه، و تكسبه المقالة الحسنة، و تخلص له الدعاء، فيما بينك و بين الله (عزوجل)، فاذا فعلت ذلك، كنت قد شكرته سرا و علانية، ثم ان قدرت علي مكافأته يوما كافيته. 29- و أما حق المؤذن: فأن تعلم أنه مذكر لك بربك (عزوجل)، وداع لك الي حظك، وعونك علي قضاء فرض الله عليك، فاشكره علي ذلك، شكرك للمحسن اليك. 30- و أما حق امامك في صلواتك: فأن تعلم أنه قد تقلد السفارة فيما بينك و بين ربك (عزوجل)، و تكلم عنك، و لم تتكلم عنه، و دعا لك و لم تدع له، و كفاك هول المقام، بين يدي الله (عزوجل)، فان كان نقص كان به دونك، و ان كان تماما كنت شريكه، و لم يكن له عليك فضل، فوقي نفسك بنفسه، و صلاتك بصلاته، فتشكر له علي قدر ذلك. 31- و أما حق جليسك: فأن تلين له جانبك، و تنصفه في مجازاة اللفظ، و لا تقوم من مجلسك الا باذنه، و من يجلس اليك، يجوز له القيام عنك بغير اذنك، و تنسي زلاته و تحفظ خيراته، و لا تسمعه الا خيرا. 32- و أما حق جارك: فحفظه غائبا، و اكرامه شاهدا، و نصرته اذا كان مظلوما، و لا تتبع له عورة، فان علمت عليه سوءا، سترته عليه، و ان علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك و بينه، و لا تسلمه عند شديدة، و تقيل عثرته، و تغفر ذنبه، و تعاشره معاشرة كريمة، و لا قوة الا بالله. 33- و أما حق الصاحب، فأن تنصحه بالتفضل و الانصاف، و تكرمه [ صفحه 144] كما يكرمك، و لا تدعه يسبق الي مكرمة، فان سبق كافأته، و توده كما يودك، و تزجره عما يهم به من معصية، و كن عليه رحمة، و لا تكن عليه عذابا، و لا قوة الا بالله. 34- و أما حق الشريك: فان غاب كفيته، و ان حضر رعيته، و لا حكم دون حكمه، و لا تعمل برأيك دون مناظرته، و تحفظ عليه ماله، و لا تخونه فيما عز أو هان من أمره، فان يد الله تبارك و تعالي علي أيدي الشريكين، ما لا يتخاونا، و لا قوة الا بالله. 35- و أما حق مالك: فأن لا تأخذه الا من حله، و لا تنفقه الا في وجهه، و لا تؤثر به علي نفسك من لا يحمدك، فاعمل فيه بطاعة ربك، و لا تبخل به، فتبوء بالحسرة و الندامة مع السعة، و لا قوة الا بالله. 36- و أما حق غريمك الذي يطالبك: فان كنت موسرا أعطيته، و ان كنت معسرا أرضيته بحسن القول، ورددته عن نفسك ردا لطيفا. 37- و أما حق الخليط: أن لا تغره، و لا تغشه، و لا تخدعه، و تتقي الله تبارك و تعالي في أمره. 38- و أما حق الخصم المدعي عليك: فان كان ما يدعي عليك حقا، كنت شاهده علي نفسك، و لم تظلمه، و أوفيته حقه، و ان كان ما يدعي به باطلا، رفقت به، ولم تأت في أمره غير الرفق، و لم تسخط ربك في أمره، و لا قوة الا بالله. 39- و أما حق خصمك الذي كنت تدعي عليه: فان كنت محقا في دعواك، أجملت مقاولته [297] ، و لم تجحد حقه، و ان كنت مبطلا في [ صفحه 145] دعواك، اتقيت الله (عزوجل)، و تبت اليه، و تركت الدعوي. 40- و أما حق المستشير: فان علمت أن له رأيا حسنا، أشرت عليه به، و ان لم تعلم له أرشدته الي من يعلم. 41- و حق المشير عليك: ان لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه، فان وافقك حمدت الله (عزوجل). 42- و حق المستنصح: أن تؤدي اليه النصيحة، وليكن مذهبك الرحمة له، و الرفق به. 43- و أما حق الناصح: أن تلين له جناحك، و تصغي اليه بسمعك، فان أتي بالصواب، حمدت الله (عزوجل)، و ان لم يوفق رحمته، و لم تتهمه، و علمت أنه أخطأ، و لم تؤاخذه بذلك، الا أن يكون مستحقا للتهمة، فلا تعبأ بشي‌ء من أمره علي حال، و لا قوة الا بالله. 44- و حق الكبير: توقيره لسنه، و اجلاله لتقدمه في الاسلام قبلك، و ترك مقابلته عند الخصام، و لا تسبقه الي طريق، و لا تتقدمه، و لا تستجهله، و ان جهل عليك احتملته، و أكرمته لحق الاسلام و حرمته. 45- و أما حق الصغير: فرحمته في تعليمه، و العفو عنه، و الستر عليه، و الرفق به، و المعونة له. 46- و حق السائل: اعطاؤه علي قدر حاجته. 47- و حق المسؤول، أنه ان أعطي فاقبل منه بالشكر، و المعرفة بفضله، و ان منع فاقبل عذره. 48- و حق من سرك الله تعالي: أن تحمد الله (عزوجل) أولا، ثم تشكره. [ صفحه 146] 49- و حق من ساءك: أن تعفو عنه، و ان علمت أن العفو عنه يضره، انتصرت، قال الله تبارك و تعالي: (و لمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل) [298] . 50- و حق أهل ملتك: اضمار السلامة لهم، و الرحمة بهم، و الرفق بمسيئهم، و تألفهم و استصلاحهم، و شكر محسنهم، و كف الأذي عنهم، و أن تحب لهم ما تحب لنفسك، و تكره لهم ما تكره لنفسك، و أن يكون شيوخهم بمنزلة أبيك، و شبابهم بمنزلة اخوتك، و عجائزهم بمنزلة أمك، و الصغار بمنزلة أولادك. 51- و أما حق أهل الذمة: أن تقبل منهم، ما قبل الله (عزوجل) منهم، و لا تظلمهم ما وفوا لله (عزوجل) بعهده، و لا حول و لا قوة الا بالله، الحمدلله رب العالمين، و صلواته علي خير خلقه محمد و آله أجمعين و سلم تسليما [299] . [ صفحه 147]

كتابه الي عبدالملك بن مروان جوابا

و ذلك أنه لما تزوج سرية، كانت للحسن بن علي عليهماالسلام، فبلغ ذلك الي عبدالملك بن مروان، فكتب اليه في ذلك كتابا: أنك صرت بعل الاماء. فكتب اليه علي بن الحسين عليه‌السلام: ان الله رفع بالاسلام الخسيسة، و أتم به الناقصة، و أكرم به من اللؤم، فلا لؤم علي مسلم، و انما اللؤم لؤم الجاهلية، ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنكح عبده، و نكح أمته [300] . فلما انتهي الكتاب الي عبدالملك، قال لمن عنده: أخبروني عن رجل اذا أتي ما يضع الناس لم يزده الا شرفا، قالوا: ذلك أميرالمؤمنين، قال: لا و الله ما هو ذاك؟ قالوا: ما نعرف الا أميرالمؤمنين، قال: فلا و الله ما هو بأميرالمؤمنين، ولكنه علي بن الحسين.

كتابه الي عبدالملك بن مروان أيضا جوابا

لما بلغ عبدالملك أن سيف رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عنده، فبعث يستوهبه منه، و يسأله الحاجة، فأبي عليه‌السلام. فكتب اليه، عبدالملك يهدده، و أنه يقطع رزقه من بيت المال. فأجابه عليه‌السلام: أما بعد، فان الله ضمن للمتقين المخرج من حيث يكرهون، و الرزق [ صفحه 148] من حيث لا يحتسبون، و قال جل ذكره: (ان الله لا يحب كل خوان كفور) [301] فانظر أينا أولي بهذه الآية [302] .

كتابه الي الحجاج بن يوسف الثقفي

كتب ملك الروم الي عبدالملك، أكلت لحم الجمل الذي هرب عليه أبوك من المدينة، لأغزونك بجنود مائة ألف و مائة ألف و مائة ألف. فكتب عبدالملك الي الحجاج أن يبعث الي زين‌العابدين عليه‌السلام و يتوعده، و يكتب اليه ما يقول ففعل. فقال علي بن الحسين عليه‌السلام: أن لله لوحا محفوظا، يلحظه في كل يوم ثلاثمائة لحظة، ليس منها لحظة الا يحيي فيها و يميت، و يعز و يذل، و يفعل ما يشاء، و أن لا أرجو أن يكفيك منها لحظة واحدة. فكتب بها الحجاج الي عبدالملك، فكتب عبدالملك بذلك الي ملك الروم، فلما قرأه قال: ما خرج الا من كلام النبوة [303] . و قد انتهي ما ظفرت عليه من كتبه و رسائله عليه‌السلام و هو آخر الباب الثاني و نشرع الآن في الباب الثالث في قصار كلماته [ صفحه 151]

في القصار من كلماته و فيها: حكم، و مواعظ، و آداب

القصار من كلمات الامام السجاد علي بن الحسين سئل عن الصمد، في الصمد

[الوافي: ج 1، ص 81. ط. قديم للفيض و الامام زين‌العابدين عليه‌السلام ص 31، ط. نجف للمقرم. قال في مرآة العقول: الصمد فعيل بمعني مفعول، من صمد اليه اذا قصده، و هو السيد الذي يصمد المقصود اليه في الحوائج، فهو عبارة عن وجوب الوجود، و الاستغناء المطلق، و احتياج كل شي‌ء في جميع أموره اليه، أي الذي يكون عنده ما يحتاج اليه كل شي‌ء، و يكون رفع حاجة الكل اليه، و لم يفقد في ذاته شيئا، مما يحتاج اليه الكل، و اليه يتوجه كل شي‌ء بالعبادة و الخضوع، و هو المستحق لذلك.] فقال عليه‌السلام: الصمد، الذي لا شريك، و لا يؤده حفظ شي‌ء، و لا يعزب عنه شي‌ء، و الذي لا جوف له، و الذي قد انتهي سؤدده، و الذي لا يأكل و لا يشرب، و الذي لا ينام، و الذي لم يزل و لا يزال.

التكبر

و قال عليه‌السلام: عجبا للمتكبر الفخور، الذي كان بالأمس نطفة، و هو غدا جيفة. [304] و العجب كل العجب، لمن شك في الله، و هو يري الخلق، و العجب كل العجب، لمن أنكر الموت، و هو يموت في كل يوم و ليلة، [ صفحه 152] و العجب كل العجب، لمن أنكر النشأة الأخري، و هو يري النشأة الأولي، و العجب كل العجب، لمن عمل لدار الفناء، و ترك دار البقاء.

اقسام العبادة

و قال عليه‌السلام: ان قوما عبدوا الله رهبة، فتلك عبادة العبيد، و ان قوما عبدوه رغبة، فتلك عبادة التجار، و أن قوما عبدوه شكرا، فتلك عبادة الأحرار [305] . و في رواية أخري: قال عليه‌السلام: العبادة ان كانت رهبة، فعبادة العبيد، و ان كانت رغبة، فعبادة التجار، و ان كانت شكرا، فعبادة الأحرار [306] . قلت: و روي هذا عن جده الامام علي، و أبيه الامام الحسين عليهماالسلام، كما في نهج‌البلاغة، و بلاغة الامام الحسين عليه‌السلام و لا غرو ان وافق كلامه كلامهما عليهماالسلام، لأنه من بحرهما الزاخر يغترف، و من علمهما الغامر يقتبس. [ صفحه 153]

طلب العلم

و عن الامام الباقر عليه‌السلام قال: كان زين‌العابدين عليه‌السلام، اذا نظر الي الشباب الذين يطلبون العلم، أدناهم اليه. و قال: مرحبا بكم، أنتم و دائع العلم، و يوشك اذا أنتم صغار قوم، أن تكونوا كبار آخرين [307] . قلت: و قريب من هذا كلام عمه الامام الحسن المجتبي عليه‌السلام لبنيه و بني أخيه، فقال: يا بني انكم اليوم صغار قوم، أوشك أن تكونوا كبار قوم، فعليكم بالعلم، فمن لم يحفظ منكم فليكتبه [308] .

انواع الذنوب

و قال عليه‌السلام: ان الذنوب التي تغير النعم، البغي علي الناس، و الزوال عن العادة في الخير، و اصطناع المعروف، و كفران النعم، و ترك الشكر، قال الله تعالي: (ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم) [309] . و الذنوب التي تورث الندم، قتل النفس التي حرم الله، قال الله تعالي في قصة قابيل، حين قتل أخاه هابيل، فعجز عن دفنه: (فأصبح من النادمين) و ترك صلة الرحم حين يقدر، و ترك الصلاة حتي يخرج وقتها، و ترك [ صفحه 154] الوصية، و رد المظالم، و منع الزكاة حتي يحضر الموت و ينغلق اللسان. و الذنوب التي تزيل النعم: عصيان العارف، و التطاول علي الناس، و الاستهزاء بهم، و السخرية منهم. و الذنوب التي تدفع النعم: اظهار الافتقار، و النوم عن صلاة العتمة، و عن صلاة الغداة، و استحقار النعم، و شكوي المعبود (عزوجل). و الذنوب التي تهتك العصم: شرب الخمر، و لعب القمار، و تعاطي ما يضحك الناس من اللغو، و المزاح، و ذكر عيوب الناس، و مجالسة أهل الريب. و الذنوب التي تنزل البلاء: ترك اغاثة الملهوف، و ترك معاونة المظلوم، و تضييع الأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر. و الذنوب التي تديل الأعداء: المجاهرة بالظلم، و اعلان الفجور، و اباحة المحظور، و عصيان الأخيار، و الاتباع للأشرار. و الذنوب التي تعجل الفناء: قطيعة الرحم، و اليمين الفاجرة، و الأقوال الكاذبة، و الزنا، و شد طرق المسلمين، و ادعاء الامامة بغير حق. و الذنوب التي تقطع الرجاء: اليأس من روح الله، و القنوط من رحمة الله، و الثقة بغير الله تعالي، و التكذيب بوعد الله. و الذنوب التي تظلم الهواء: السحر و الكهانة، و الايمان بالنجوم و التكذيب بالقدر،: و عقوق الوالدين. و الذنوب التي تكشف الغطاء: الاستدانة بغير نية الأداء، و الاسراف في النفقة علي الباطل، و البخل علي الأهل و الأولاد و ذوي الأرحام، و سوء الخلق، و قلة الصبر، و استعمال الزجر و الكسل، و الاستهانة بأهل الدين. [ صفحه 155] و الذنوب التي ترد الدعاء: سوء النية، و خبث السريرة، و النفاق مع الاخوان، و ترك التصديق بالاجابة، و تأخر الصلاة المفروضة حتي تذهب أوقاتها، و ترك التقرب الي الله (عزوجل) بالبر، و الصدقة، و استعمال البذاء و الفحش في القول. و الذنوب التي تحبس غيث السماء: جور الحكام في القضاء، و شهادة الزور، و كتمان الشهادة، و منع الزكاة و القرض، و الماعون و قساوة القلوب علي أهل الفقر و الفاقة، و ظلم اليتيم، و الأرملة و انتهار السائل ورده بالليل.

الصبر

و قال عليه‌السلام: الصبر و الرضا عن الله، رأس كل طاعة، و من صبر و رضي عن الله، فيما قضي عليه فيما أحب أو كره، لم يقض الله (عزوجل) فيما أحب أو كره، الا ما هو خير له [310] .

الغربة

و قال عليه‌السلام: فقد الأحبة، غربة [311] .

القناعة

و قال عليه‌السلام: من قنع بما قسم الله له، فهو من أغني الناس [312] . و قال عليه‌السلام: أعظم الناس قدرا، من لم يبال الدنيا في يد من كانت [313] . [ صفحه 156]

الخير كله

و قال عليه‌السلام: رأيت الخير كله، قد اجتمع في قطع الطمع، عما في أيدي الناس، و من لم يرج الناس في شي‌ء، زاد أمره الي الله (عزوجل) في جميع أموره، استجاب الله (عزوجل) له في كل شي‌ء [314] .

العفة

و قال عليه‌السلام: ان أفضل الاجتهاد، عفة البطن و الفرج [315] .

الصفحات الحسنة

و قال عليه‌السلام: لا تمتنع من ترك القبيح، و ان كنت قد عرفت به، و لا تزهد في مراجعة الجهل، و ان كنت قد شهرت بخلافه، و اياك و الرضا بالذنب، فانه أعظم من ركوبه، و الشرف في التواضع، و الغني في القناعة [316] .

المحاسبة للنفس

و قال عليه‌السلام: يا ابن آدم لا تزال بخير، ما دام لك واعظ من نفسك، و ما كانت المحاسبة من همك، و ما كان الخوف لك شعارا، و الحزن دثارا، يابن آدم انك ميت و مبعوث بين يدي الله (عزوجل) و مسؤول، فأعد له جوابا [317] . [ صفحه 157]

غفران الذنب

و قال عليه‌السلام: يغفر الله للمؤمنين كل ذنب، و يطهر منه في الآخرة، ما خلا ذنبين: التقية و تضييع حقوق الاخوان [318] .

موعظة

و قال عليه‌السلام: هلك من ليس له حكيم يرشده، و ذل من ليس له سفيه يعضده [319] .

الصدق

و قال عليه‌السلام: خير مفاتيح الأمور الصدق، و خير خواتيمها الوفاء [320] .

السعادة

و قال عليه‌السلام: من سعادة المرء، أن يكون متجره في بلده، و يكون خلطاؤه صالحين، و يكون له ولد يستعين به، و من شقاء المرء، أن تكون عنده المرأة، يعجب بها، و هي تخونه في نفسها [321] .

الصفات الحسنة

و قال عليه‌السلام: من عمل بما افترض الله، فهو من خير الناس، و من اجتنب عما حرم الله عليه، فهو من أعبد الناس، و من أورع الناس، و من [ صفحه 158] قنع بما قسم الله له، فهو من أغني الناس [322] .

خطوة في سبيل الله

و قال عليه‌السلام: ما من خطوة أحب الي الله من خطوتين: خطوة يشد بها صفا في سبيل الله، و خطوة الي ذي رحم قاطعة، و ما من جرعة أحب الي الله من جرعتين: جرعة غيظ ردها مؤمن بحلمه، أو جرعة مصيبة ردها مؤمن بصبر، و ما من قطرة أحب الي الله من قطرتين: قطرة في سبيل الله، أو قطرة دمعة في سواد الليل، لا يريد عبدا الا الله (عزوجل)، ثم ذكر ما هو أرفع من السماء بتمامه [323] .

الكذب

و قال عليه‌السلام لولده: اتقوا الكذب الصغير منه و الكبير، في كل جد و هزل، فان الرجل اذا كذب بالصغير، اجترأ علي الكبير، أما علمتم أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: لا يزال العبد يصدق، حتي يكتبه الله (عزوجل) صادقا، و لا يزال العبد يكذب، حتي يكتبه الله كاذبا [324] .

اخلاق المؤمن

و قال عليه‌السلام: ان من أخلاق المؤمن، الانفاق علي قدر الاقتار، و التوسع علي قدر التوسع، و انصاف الناس من نفسه، و ابتداؤه اياهم بالسلام [325] . [ صفحه 159]

ثلاث منجيات

و قال عليه‌السلام: ثلاث منجيات للمرء: كف لسانه علي الناس اغتيابهم، و اشغال نفسه لآخرته و دنياه، و طول البكاء علي خطيئته [326] .

ادب المؤمن

و قال عليه‌السلام: نظر المؤمن، في وجه أخيه المؤمن، للمودة و المحبة، له عبادة [327] . و قال عليه‌السلام ثلاث من كن فيه، كان في كنف الله [328] ، و أظله الله يوم القيامة في ظل عرشه، و آمنه فزع اليوم الأكبر، من أعطي الناس من نفسه، ما هو سائلهم لنفسه، و رجل لم يقدم يدا و لا رجلا، حتي تعلم أنه في طاعة الله قدمها، أو في معصية الله، و رجل لم يعب أخاه بعيب، حتي يترك ذلك العيب من نفسه، و كفي بالمرء شغلا لنفسه عن عيوب الناس [329] .

الحسب

و قال عليه‌السلام: لا حسب لقرشي و لا عربي، الا بالتواضع، و لا كرم الا بالتقوي، و لا عمل الا بالنية، و لا عبادة الا بالتفقه، ألا و ان أبغض الناس الي الله (عزوجل)، من يقتدي بسنة امام و لا يقتدي بأعماله [330] . [ صفحه 160]

ثلاث منجيات

و قال عليه‌السلام: لا يهلك المؤمن بين ثلاث خصال: شهادة أن لا اله الا الله، وحده لا شريك له، و شفاعة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، وسعة رحمة الله [331] .

الفطرة

و قال عليه‌السلام: شهادة أن لا اله الا الله هي الفطرة، و صلاة الفريضة هي الملة، و الطاعة لله هي العصمة [332] .

وصية

و قال عليه‌السلام: لولده الباقر عليه‌السلام: كف الأذي و رفض البذاء [333] ، و استعن علي الكلام بالسكوت، فان للقول حالات تضر، فاحذر الأحمق [334] .

العين المطمئنة

و قال عليه‌السلام: كل عين ساهرة يوم القيامة، الا ثلاث عيون: عين سهرت في سبيل الله، و عين غضت عن محارم الله، و عين فاضت من خشية الله [335] . [ صفحه 161]

الكريم و اللئيم

و قال عليه‌السلام: الكريم يبتهج بفضله، و اللئيم يفتخر بملكه [336] .

فاكهة السمع

و قال عليه‌السلام: لكل شي‌ء فاكهة، و فاكهة السمع، الكلام الحسن [337] .

الزمان

و قال عليه‌السلام: من عتب علي الزمان، طالت معتبته [338] .

التقوي

و قال عليه‌السلام: خف الله تعالي لقدرته عليك، و استحي منه لقربه منك، و لا تعادين أحدا، و ان ظننت أنه يضرك، و لا تزهدن في صداقة أحد، و ان ظننت أنه لا ينفعك، فانك لا تدري متي ترجو صديقك، و لا تدري متي تخاف عدوك، و لا يعتذر اليك أحد الا قبلت عذره، و ان علمت انه كاذب، و ليقل عيب الناس علي لسانك [339] .

سادة الناس

و قال عليه‌السلام: سادة الناس في الدنيا، الأسخياء، و سادة الناس في الآخرة، الأتقياء [340] . [ صفحه 162]

تاج يوم القيامة

و قال عليه‌السلام: من زوج لله، و وصل الرحم، توجه الله، بتاج يوم القيامة [341] .

ثلاث ساعات

و قال عليه‌السلام: أشد ساعات بني آدم ثلاث ساعات: الساعة التي يعاين فيها ملك الموت، و الساعة التي يقوم فيها من قبره، و الساعة التي يقف فيها بين يدي الله تبارك و تعالي، فاما الي الجنة، و اما الي النار (ثم قال): ان نجوت يا ابن آدم، فأنت أنت، و الا هلكت، فان نجوت حين يحمل الناس علي الصراط، فأنت أنت، و ألا هلكت، و ان نجوت حين يقوم الناس لرب العالمين، فأنت أنت، و الا هلكت، ثم قال: (و من ورائهم برزخ الي يوم يبعثون) [342] قال: هو القبر و أن لهم لمعيشة ضنكا، و الله ان القبر لروضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، (ثم أقبل علي رجل من جلسائه) فقال له: لقد علم ساكن السماء من ساكن النار، فأي الرجلين أنت، و أي الدارين دارك [343] .

افعل ما شئت

(وجاء اليه رجل و قال: أنا رجل عاص، و لا أصبر علي المعصية، فعظني بموعظة)، فقال عليه‌السلام: افعل خمسة أشياء، و أذنب ما شئت، فالأول: لا تأكل [ صفحه 163] رزق الله و أذنب ما شئت، و الثاني، أخرج من ولاية الله و أذنب ما شئت، و الثالث: اطلب موضعا لا يراك الله و أذنب ما شئت، و الرابع: اذا جاء ملك الموت لقبض روحك فادفعه عن نفسك، و أذنب ما شئت، و الخامس: اذا أدخلك مالك في النار، فلا تدخل في النار، و أذنب ما شئت. قلت: من خصائص اللغة العربية و سننها: هي فعل ظاهره أمر، و باطنه زجر، مثل: اذا لم تستح فافعل، و في الحديث: اذا لم تستح فافعل ما شئت، و في القرآن (اعملوا ما شئتم) [344] ، و أيضا فيه: (و من شاء فليكفر) [345] و كذلك قول الامام عليه‌السلام: افعل خمسة أشياء الخ.. [346] .

لا تصحبن خمسة

(و قال ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين: أوصاني أبي)، [جامع الأخبار: ص 153، ط. طهران، تحقيق المصطفوي.] فقال عليه‌السلام: يا بني لا تصحبن خمسة، و لا تحادثهم و لا ترافقهم في طريق، فقلت: جعلت فداك يا أبة من هؤلاء الخمسة؟ قال: لا تصحبن فاسقا، فانه يبيعك بأكلة فما دونها، فقلت: و ما دونها؟ قال: يطمع فيها ثم لا ينالها، قلت: يا أبة و من الثاني؟ قال: لا تصحبن بخيلا، فانه يقطع بك في ماله احوج ما كنت اليه، قلت: و من الثالث؟ قل: لا تصحبن كاذبا، فانه بمنزلة السراب يبعد منك القريب، و يقرب منك البعيد، قال: قلت: و من الرابع؟ قال: لا تصحبن أحمقا، فانه يريد أن ينفعك فيضرك، قال: [ صفحه 164] قلت: و من الخامس؟ قال: لا تصحبن قاطع رحم، فاني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع. أقول: و المواضع الثلاثة هذه: - في سورة محمد، الآيتين - 23: (فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم - أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم و أعمي أبصارهم)، - في سورة الرعد، الآية 25: (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمرالله به أن يوصل و يفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار). - في سورة البقرة، الآية 27: (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل و يفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون) [347] . (و جاء رجل الي علي بن الحسين يشكو اليه حاجة)

عبرة

فقال عليه‌السلام: مسكين ابن آدم، له في كل يوم ثلاث مصائب، لا يعتبر بواحدة منهن، و لو اعتبر لهانت عليه المصائب و أمر الدنيا، فأما المصيبة الأولي، فاليوم الذي ينقص من عمره، قال: و ان ناله نقصان في ماله اغتم به، و الدرهم يخلف، و العمر لا يرده [348] ، و الثانية: أنه يستوفي رزقه، فان كان حلالا حوسب به، و ان كان حراما عواقب عليه، قال: و الثالثة أعظم [ صفحه 165] من ذلك (قيل: و ما هي؟) قال: ما من يوم يمسي، و قد دني من الآخرة مرحلة، لا يدري علي الجنة أم علي النار [349] .

حكمة

و قال عليه‌السلام: أكبر ما يكون ابن آدم، اليوم الذي يلد من أمه، (قالت الحكماء: ما سبقه الي هذا أحد) [350] .

الرضا

و قال عليه‌السلام: الرضا بمكروه القضاء، أرفع درجات اليقين [351] .

عز النفس

و قال عليه‌السلام: من كرمت نفسه، هانت عليه الدنيا [352] .

قبول العمل

و قال عليه‌السلام: لا يقل عمل مع تقوي، و كيف يقل مع ما يتقبل [353] .

اعظم الناس خطرا

(و قيل له: من أعظم الناس خطرا؟) و قال عليه‌السلام: من لم ير للدنيا خطرا لنفسه [354] . [ صفحه 166]

نصرالله

و قال عليه‌السلام: كفي بنصرالله لك، أن تري عدوك يعمل بمعاصي الله فيك [355] .

الخير

و قال عليه‌السلام: الخير كله، صيانة الانسان نفسه [356] .

طلب الحاجة

و قال عليه‌السلام: طلب الحوائج الي الناس مذلة للحياة، و مذهبة للحياء، و استخفاف بالوقار، و هو الفقر الحاضر، و قلة طلب الحوائج من الناس، هو الغني الحاضر [357] .

دعاء المؤمن

و قال عليه‌السلام: اجابة دعاء المؤمن ثلاث [358] : اما أن يدخر له، و اما ان يعجل له، و اما أن يدفع له بلاء يريد أن يصيبه [359] .

موعظة

و قال عليه‌السلام: حمس لو رحلتم فيهن لأنضيتموهن [360] ، و ما قدرتم علي مثلهن، لا يخاف عبد الا ذنبه، و لا يرجو الا ربه، و لا يستحي الجاهل، [ صفحه 167] اذا سئل عما لا يعلم أن يتعلم، و الصبر من الايمان، بمنزلة الرأس من الجسد، و لا ايمان لمن لا صبر له [361] .

الاستدراج

و قال عليه‌السلام: كم من مفتون بحسن القول فيه، و كم من مغرور بحسن الستر عليه، و كم من مستدرج [362] بالاحسان اليه [363] .

الحسنة و السيئة

و عن هشام بن سالم عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام. يقول: ويل لمن غلبت أحاده أعشاره، فقلت له: و كيف هذا؟ فقال: أما سمعت الله عزوجل يقول: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزي الا مثلها) [364] ، فالحسنة الواحدة، اذا عملها كتبت له [ صفحه 168] عشرة، و السيئة الواحدة، كتبت له واحدة [365] . و في رواية أخري [366] قال عليه‌السلام: يا سوأتاه لمن غلبت آحاده عشراته، فان السيئة بواحدة، و الحسنة بعشرة.

العز الذي هو ذل

و قال عليه‌السلام: أربع عز هن ذل: البنت و لو مريم، و الدين و لو درهم، و الغربة و لو ليلة، و السؤال و لو كيف الطريق [367] .

دين المسلم

و قال عليه‌السلام: ان المعرفة بكمال دين المسلم: تركه فيما لا يعنيه، و قلة مرائه، و حلمه و صبره، و حسن خلقه [368] .

الاستغناء بالله

و قال عليه‌السلام: ما استغني أحد بالله، الا افتقر الناس اليه، و من اتكل علي حسن اختيار الله (عزوجل) له، لم يتمن انه في غير الحال التي اختار الله له [369] .

الزهد

و قال عليه‌السلام لما قال له رجل ما الزهد؟ قال: الزهد عشرة أجزاء، [ صفحه 169] فأعلي درجاته، أدني درجات الورع، و أعلي الدرجات الورع أدني درجات اليقين و أعلي درجات اليقين، أدني درجات الرضا، و أن الزهد آية في كتاب الله: (لكي لا تأسوا علي ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم) [370] [371] .

الضحك

و قال عليه‌السلام: من ضحك ضحكة، مج من علمه مجة علم [372] [373] .

الجسد

و قال عليه‌السلام: ان الحسد اذا لم يمرض أشر [374] ، و لا خير في جسد يأشر [375] .

بغض علي

(و قال رجل له ما أشد بغض قريش لأبيك؟) فقال عليه‌السلام: لأنه أورد أولهم النار، و ألزم آخرهم العار، (قال: ثم جري ذكر المعاصي) فقال: عجبت لمن يحتمي الطعام لمضرته، و لا يحتمي الذنب لمعرته [376] . [ صفحه 170]

الشفاء من العلة

(و رأي عليلا قد بري‌ء). فقال عليه‌السلام: يهنؤك الطهور من الذنوب، ان الله قد ذكرك فاذكره، و أقالك فاشكره [377] . أقول: و قد روي هذا الحديث عن عمه الامام المجتبي الحسن عليه‌السلام باختلاف: لما دخل علي عليل فقال عليه‌السلام له: ان الله تعالي قد نالك فاشكره [378] ، و ذكرك فاذكره.

موعظة

و قال عليه‌السلام: رب مغرور مفتون، يصبح لاهيا ضاحكا، يأكل و يشرب و هو لا يدري، لعله قد سبقت له من الله سخطة، يصلي بها نار جهنم [379] .

العفة

و قال عليه‌السلام: ما من شي‌ء أحب الي، بعد معرفته، من عفة بطن و فرج، و ما من شي‌ء أحب الي الله، من أن يسأل [380] .

وصية

و قال عليه‌السلام: لابنه محمد عليه‌السلام: افعل الخير، الي كل من طلبه منك، فان كان له أهل، فقد أصبت موضعه، و ان لم يكن بأهل، كنت أنت أهله، و ان [ صفحه 171] شتمك رجل عن يمينك ثم تحول الي يسارك، و اعتذر اليك فاقبل عذره [381] .

مجالسة الصالحين

و قال عليه‌السلام: مجالسة الصالحين داعية الي الصلاح، و أدب العلماء، زيادة في العقل و ولاية ولاة الأمر تمام العزة، و استثمار [382] المال تمام المروءة، و ارشاد المستشير قضاء لحق النعمة، و كف الأذي من كمال العقل، و فيه راحة للبدن، عاجلا و آجلا [383] .

قول لا اله الا الله

و قال عليه‌السلام: من قال لا اله الا الله، فلن يلج [384] ملكوت السماء، حتي يتم قوله بعمل صالح، و لا دين لمن دان الله بطاعته - ثم قال -: و كل القوم ألهاهم التكاثر، حتي زرتم المقابر [385] .

الخلال الصالحة

و قال عليه‌السلام: أظهر اليأس من الناس، فان ذلك من الغني، و أقل طلب الحوائج اليهم، فان ذلك فقر حاضر، و اياك و ما يعتذر منه، و صل صلاة مودع، و ان استطعت أن تكون اليوم خيرا من أمس، و غدا خيرا من اليوم فافعل [386] . [ صفحه 172]

النجاة

(و قيل له عليه‌السلام: ان الحسن البصري قال: ليس العجب ممن هلك، كيف هلك، و انما العجب، ممن نجا كيف نجا). فقال عليه‌السلام أنا أقول ليس العجب ممن نجا، كيف نجا، انما العجب ممن هلك، كيف هلك مع سعة رحمة الله [387] .

الدنيا

(و نظر عليه‌السلام الي سائل يبكي) فقال عليه‌السلام: لو أن الدنيا كانت في كف هذا، ثم سقطت منه، ما كان ينبغي له أن يبكي عليها [388] .

يتم النبي

(و سئل لم أوتم النبي صلي الله عليه و آله و سلم من أبويه؟) فقال عليه‌السلام: لئلا يوجب عليه حق المخلوق [389] . أقول: و روي هذا الحديث عن الامام الصادق عليه‌السلام باختلاف: سئل عنه لم أوتم النبي صلي الله عليه و آله و سلم عن أبويه؟ فقال: لئلا يكون لمخلوق أمر عليه [390] . [ صفحه 173]

معاداة الرجال

و قال عليه‌السلام لابنه: اياك و معاداة الرجال: فانه لن يعدمك مكر حليم، أو مفاجأة لئيم [391] .

اتهام الناس

و قال عليه‌السلام: من رمي الناس بما فيهم، رموه بما ليس فيه، و من لم يعرف داءه، أفسد دواءه [392] . أقول: و قريب من الجملة الأولي، هذه الجملة لأميرالمؤمنين عليه‌السلام حيث قال: كما في نهج‌البلاغة من أسرع بما يكرهون، قالوا فيه ما لم يعلمون.

احبكم الي الله

و قال عليه‌السلام: ان أحبكم الي الله، أحسنكم عملا، و ان أعظمكم عند الله عملا، أعظمكم فيما عند الله رغبة، و ان أنجاكم من عذاب الله، أشدكم خشية الله، و ان أقربكم من الله، أوسعكم خلقا، و ان أرضاكم عند الله، أسعاكم علي عياله، و ان أكرمكم علي الله، أتقاكم الله [393] .

موعظة

و قال عليه‌السلام: ان أسرع الخير ثوابا البر، و أسرع الشر عقابا، البغي، و كفي بالمرء عيبا، أن ينظر في عيوب غيره، و يعمي عن عيوب نفسه، أو [ صفحه 174] يؤذي جليسه بما لا يعنيه، أو ينهي الناس عما لا يستطيع تركه [394] .

طلب العلم و فضله

و قال عليه‌السلام: لو يعلم الناس ما في طلب العلم، لطلبوه و لو بسفك المهج [395] و خوض اللجج، ان الله تبارك و تعالي أوحي الي دانيال: أن أمقت عبيدي الي الجاهل، المستخف بأهل العلم، التارك للاقتداء بهم، و أن أحب عبيدي الي، التقي الطالب للثواب الجزيل، اللازم للعلماء، التابع للحكماء القابل [396] .

كيف أصبحت

(و قيل له: كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟) فقال عليه‌السلام: أصبحت و أنا مطلوبا بثمان: الله تعالي يطلبني بالفرائض، و النبي صلي الله عليه و آله و سلم بالسنة، و العيال بالقوت، و النفس بالشهوة، و الشيطان بالمعصية، و الحافظان بصدق العمل، و ملك الموت بالروح، و القبر بالجسد، فأنا بين هذه الخصال مطلوب [397] .

وصية

(و عن محمد بن حوب قال: أوصي علي بن الحسين، ولده أباجعفر محمد عليهماالسلام) [ صفحه 175] فقال عليه‌السلام: يا بني اصبر للنوائب، و لا تتعرض للحتوف، و لا تعط نفسك، ما ضره عليك أكثر من نفعه [398] . أقول: و في رواية أخري: بدل الجملة الأخيرة هذه العبارة: و لا تجب أخاك الي الأمر الذي مضرته عليك، أكثر من منفعتك له. [399] .

التفقه في الدين

و قال عليه‌السلام: متفقه في الدين، أشد علي الشيطان من عبادة ألف عابد [400] .

صفة الله

و قال عليه‌السلام: لا يوصف الله بمحكم وحيه، عظم ربنا عن الصفة، و كيف يوصف من لا يحد، و هو يدرك الأبصار، و لا تدركه الأبصار، و هو اللطيف الخبير [401] .

علم الأئمة

(و عن أبي‌جعفر عليه‌السلام قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام) يقول: لو لا آية في كتاب الله، لحدثتكم بما يكون الي يوم القيامة، فقلت له: أية آية؟ قال قول الله: (يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب) [402] [403] . [ صفحه 176]

كرامة أهل البيت

و قال عليه‌السلام: ثلاثة لا ينظر الله اليهم يوم القيامة، و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم: المدخل فينا، من ليس منا، و المخرج منا، من هو منا، و القائل أن لهما في الاسلام نصيبا - يعني هذين الصنفين - [404] .

الدين و الدنيا

و قال عليه‌السلام: بئس القوم، قوم ختلوا الدنيا بالدين، و بئس القوم، قوم عملوا بأعمال يبطلون بها الدنيا [405] .

الحديث الحسن

و قال عليه‌السلام: كلكم سيصير حديثا، فمن استطاع أن يكون حديثا حسنا، فليفعل [406] . و هذا المعني نظمه ابن دريد في المقصورة: و انما المرء حديث بعده فكن حديثا حسنا لمن وعي [407] . [ صفحه 177]

حكمة

(و عن أبي‌مالك قلت لعلي بن الحسين عليه‌السلام أخبرني بجميع شرائع الدين) فقال عليه‌السلام: قول الحق، و الحكم بالعدل، و الوفاء بالعهد [408] .

افضل الأعمال

و قال عليه‌السلام: ان أفضل الأعمال، ما عمل بالسنة و ان قل [409] .

القول الحسن

و قال عليه‌السلام: القول الحسن يثري المال، و ينمي الرزق، و ينسي‌ء في الأجل، و يحبب الي الأهل، و يدخل الجنة [410] .

خوف الله

و قال عليه‌السلام: اذا نصح العبد الله في سره، أطلعه الله علي مساوي‌ء عمله، فتشاغل بذنوبه عن معائب الناس [411] .

عظمة الخالق

و قال عليه‌السلام: لو اجتمع أهل السماء و الأرض، أن يصفوا الله بعظمته، لم يقدروا [412] . [ صفحه 178]

حق العبادة

و قال عليه‌السلام: عبادة الأحرار لا تكون الا شكرا لله، لا خوفا و لا رغبة [413] .

البهائم

و قال عليه‌السلام: ما بهت البهائم، فلم تبهم عن أربعة: معرفتها بالرب تبارك و تعالي، و معرفتها بالموت، و معرفتها بالأنثي من الذكر، و معرفتها بالمرعي الخصب [414] [415] .

العبادة الحقة

و قال عليه‌السلام: اني لأكره أن أعبدالله، و لا غرض لي الا ثوابه، فأكون كالعبد الطمع المطيع، ان طمع عمل، و الا لم يعمل، و أكره أن أعبده الا لخوف عقابه، فأكون كالعبد السوء، ان لم يخف لم يعمل، و قيل فلم تعبده؟ قال: لما هو أهل بأياديه علي و انعامه [416] .

لسان ابن آدم

و قال عليه‌السلام: ان لسان ابن آدم يشرف علي جميع جوارحه كل صباح، [ صفحه 179] فيقول كيف أصبحتم؟ فيقولون: بخير ان تركتنا، و يقولون الله الله فينا، و يناشدونه، و يقولون انما نثاب و نعاقب بك [417] . أقول و قريب من هذه الرواية ما ورد عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم كما في تيسير الوصول لابن الديبغ ج 4، ص 275 [418] : أنه قال: اذا أصبح ابن آدم، كانت الأعضاء كلها تكفر اللسان، و تقول: اتق الله فينا، فانما نحن بك، ان استقمت استقمنا، و ان اعوججت اعوججنا.

السؤال عن الحاجة

و قال عليه‌السلام: ضمنت علي ربي، أن لا يسألني أحد من غير حاجة، الا اضطرته المسألة يوما، الي أن يسأل من حاجة [419] .

التوبة

و قال عليه‌السلام: انما التوبة العمل، و الرجوع عن الأمر، و ليست التوبة بالكلام [420] .

كتمان العلم

و قال عليه‌السلام: من كتم علما أحدا، أو أخذ عليه أجرا رفدا صفدا، فلا ينفعه أبدا [421] . [ صفحه 180]

ثواب القرآن

(و عن محمد بن بشير عن علي بن الحسين عليهماالسلام أنه) قال: من استمع حرفا من كتاب الله تعالي من غير قراءة، كتب الله له به حسنة، و محي عنه سيئة، و رفع له درجة، و من قرأ نظرا من غير صوت، كتب له الله بكل حرف حسنة، و محي عنه سيئة، و رفع له درجة، و من تعلم منه حرفا ظاهرا، كتب الله له عشر حسنات، و محي عنه عشر سيئات، و رفع له عشر درجات، قال لا أقول بكل آية، و لكن بكل حرف باء وتاء أو شبهها، قال و من قرأ حرفا و هو جالس في صلاته، كتب الله له خمسين حسنة، و محي عنه خمسين سيئة، و رفع له خمسين درجة، و من قرأ حرفا و هو قائم في صلاته، كتب الله له مائة حسنة، و محي عنه مائة سيئة، و رفع له مائة درجة مستجابة، و من ختمه كانت له دعوة مؤخرة أو معجلة، (قال: قلت جعلت فداك اذا ختمه كله) قال: ختمه كله [422] .

الصفات السيئة

و قال عليه‌السلام: ويل أمه فاسقا من لا يزال مماريا، ويل أمه فاجرا، من لا يزال مخاصما، ويل أمه آثما، من كثر كلامه في غير ذات الله [423] .

رذائل الأعمال

و قال عليه‌السلام: الحسود لا ينال شرفا، و الحقود يموت كمدا، و اللئيم يأكل ماله الأعداء، و الذي خبث لا يخرج الا نكدا [424] . [ صفحه 181]

موعظة

و قال عليه‌السلام: يكتفي اللبيب بوحي الحديث، و ينبو البيان عن قلب الجاهل، و لا ينتفع بالقول و ان كان بليغا، مع سوء الاستماع، و حسن المنطق [425] .

اسعد الناس

و قال عليه‌السلام: أسعد الناس، من جمع الي حزمه عزما في طاعة الله [426] .

ثلاثة عن ثلاثة

و قال عليه‌السلام: أخذ الناس ثلاثا عن ثلاثة، أخذوا الصبر عن أيوب، و الشكر عن نوح و الحسد من بني يعقوب [427] .

موعظة

و قال عليه‌السلام: العقل دليل الهوي، و الهوي مركب المعاصي، و الفقه [428] وعاء العمل، و الدنيا سوق الآخرة، و النفس تاجره، و الليل و النهار رأس المال، و المكتسب الخسران، هذا هو و الله التجارة التي لا تبور، و البضاعة التي لا تخسر [429] . [ صفحه 182]

الورع

و قال عليه‌السلام: الورع نظام العبادة، فاذا انقطع ذهبت الديانة، كما اذا انقطع السلك، اتبعه النظام [430] .

الفكر

و قال عليه‌السلام: الفكر مرآة تري المؤمن سيئاته، فيقلع عنها، و حسناته فيكثر منها، فلا تقع مقرعة التقريع عليه، و لا تنظر عين العواقب شزرا اليه [431] .

العصبية

(و سئل عن العصبية) فقال عليه‌السلام: العصبية التي يأثم صاحبها، أن يري الرجل شرار قومه، خيرا من شرار خيار قوم آخرين، و ليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين قومه علي الظلم [432] .

قضاء حاجة المؤمن

و قال عليه‌السلام: من أطعم مؤمنا من جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة، و من سقي مؤمنا من ظمأ، سقاه الله من الرحيق المختوم، و من كسي مؤمنا ثوبا، كساه الله من الثياب الخضر، و لا يزال في ضمان الله (عزوجل)، ما دام عليه منه سلك [433] . [ صفحه 183]

اربع من كن فيه

و قال عليه‌السلام: أربع من كن فيه كمل اسلامه، و محصت عنه ذنوبه، و لقي ربه (عزوجل) و هو عنه راض، من وفي ربه (عزوجل) بما يجعل علي نفسه للناس، و صدق لسانه مع الناس، و استحي من كل قبيح عند الله، و عند الناس، و حسن خلقه مع أهله [434] .

حسن الوجه

(و سئل: ما بال المتهجدين في الليل، من أحسن الناس وجها؟) فقال عليه‌السلام: لأنهم خلوا بالله، فكساهم الله من نوره [435] .

طبقات الناس

(و عن زرارة قال: دخلت علي علي بن الحسين عليهماالسلام) فقال عليه‌السلام: يا زرارة، الناس في زماننا علي ست طبقات: أسد، و ذئب، و ثعلب، و كلب، و خنزير، و شاة، فأما الأسد، فملوك الدنيا، يحب كل واحد أن يغلب فلا يغلب، و أما الذئب فتجاركم، يذمون اذا اشتروا، و يمدحون اذا باعوا، و اما الثعلب، الذين يأكلون بأديانهم، و لا يكون في قلوبهم ما يصفون بألسنتهم، و أما الكلب، يهر علي الناس بلسانه، و يكرمه الناس من شر لسانه، و أما الخنزير، فهؤلاء المخنثون و أشباههم، لا يدعون الي فاحشة الا أجابوا، و أما الشاة: المؤمنون، الذين تجز شعورهم، و يؤكل لحومهم، و يكسر عظمهم، فكيف تصنع الشاة، بين أسد، و ذئب، و ثعلب، و كلب، و خنزير [436] . [ صفحه 184]

ذل النفس

و قال عليه‌السلام: ما أحب أن لي بذل نفسي حمر النعم [437] ، و ما تجرعت أحب الي من جرعة غيظ لا أكافي‌ء، بها صاحبها [438] [439] .

الكذب

و قال عليه‌السلام: ان الكذب، هو خراب الايمان [440] .

الدنيا

و قال عليه‌السلام: الدنيا سبات [441] ، و الآخرة يقظاة، و نحن بينهما أضغاث أحلام [442] .

طاعة الله و طاعة الشيطان

و قال عليه‌السلام: أقرب ما يكون العبد من غضب الله، اذا غضب، و من طاعة الشيطان، اذا حرد [443] [444] . [ صفحه 185]

الزهد

و قال عليه‌السلام: (لما سئل عن الزهد): هو المتبلغ بدون قوته، المستعد ليوم موته [445] .

خمس خصال

و قال عليه‌السلام: خمس خصال، من فقد منهن واحدة، لم يزل ناقص العيش، زائل العقل، مشغول القلب، فأولهن صحة البدن، و الثانية، و الثالثة، السعة في الرزق و الدار، و الرابعة: الأنيس الموافق (فقيل له و ما الأنيس الموافق) قال عليه‌السلام: الزوجة الصالحة، و الولد الصالح، و الخلط الصالح، و الخامسة: و هي مجمع هذه الخصال: الدعة [446] [447] .

آيات القرآن

و قال عليه‌السلام: آيات القرآن خزائن، فكلما فتحت خزائن، ينبغي لك أن تنظر فيها [448] .

وصية للشيعة

و قال عليه‌السلام لشيعته: عليكم بأداء الأمانة، فو الذي بعث محمدا بالحق نبيا، لو أن قاتل أبي‌الحسين بن علي بن أبي‌طالب عليه‌السلام، ائتمنني علي السيف الذي قتل به، لأديته اليه [449] . [ صفحه 186] أقول: وردت هذه الرواية، باختلاف ضئيل عن الامام الصادق عليه‌السلام، قال: اتقوا الله و عليكم بأداء الأمانات الي من ائتمنكم، فلو أن قاتل أميرالمؤمنين، ائتمنني علي أمانة، لأديتها اليه.

الدنيا

و قال عليه‌السلام: من تعري عن الدنيا بثواب الآخرة، فقد تعري عن حقير بخطير، و أعظم من ذلك، من عد فايتها سلامة لها، و غنيمة أعين عليها [450] .

الحلم

و قال عليه‌السلام: انه ليعجبني الرجل، أن يدركه حلمه عند غضبه [451] .

الصبر

و قال عليه‌السلام: ما من عبد تنزل به بلية، فيصبر ثلاثا، لا يشكو الي أحد، الا كشف الله عنه [452] .

ثلاث

و قال عليه‌السلام: سألت ربي ثلاثا فأعطاني، سألته أن يحل في ما حل سمي من قبل، ففعل تعالي، و أن يرزقني العبادة ففعل، و أن يلهمني التقوي، ففعل تعالي [453] . [ صفحه 187]

الحذر

و قال عليه‌السلام: من مأمنه، يؤتي الحذر [454] .

النميمة

(و قيل له: ان فلانا ينسبك الي أنك ضال مبتدع) فقال عليه‌السلام: ما رعيت حق مجالسة الرجل، حيث نقلت الينا حديثه، و لا أديت حقي، حيث أبلغتني عن أخي ما ليس أعلمه، ان الموت يعمنا، و البعث محشرنا، و القيامة موعدنا، و الله يحكم بيننا، اياك و الغيبة، فانها أدام كلاب أهل النار، و اعلم أن من أكثر ذكر عيوب الناس، شهد عليه الاكثار، انه انما يطلبه بقدر ما فيه [455] .

الحاجة

و قال عليه‌السلام: اللجاجة مقرونة بالجهالة، و الحمية موصولة بالبلية، و سبب الرفع التواضع [456] .

موعظة

و قال عليه‌السلام: من عف عن محارم الله كان عابدا، و من رضي بقسم الله كان غنيا، و من أحسن مجاورة من جاوره كان مسلما، و من صاحب الناس بما يحب أن يصاحبوه به، كان عدلا [457] . [ صفحه 188]

علامات المؤمن

(و عن طاوس اليماني قال: سمعت علي بن الحسين عليه‌السلام قال: علامات المؤمن خمس، قلت: و ما هن يا ابن رسول الله؟ فقال عليه‌السلام: الورع في الخلوة، و الصدقة في القلة، و الصبر عند المصيبة، و الحلم عند الغضب، و الصدق عند الخوف [458] .

جزاء العمل الصالح

و قال عليه‌السلام: اذا كان يوم القيامة، نادي مناد ليقم أهل الفضل، فيقوم ناس من الناس فيقال: انطلقوا الي الجنة، فتلقاهم الملائكة فيقولون: الي أين؟ فيقولون: الي الجنة، قالوا: قبل الحساب؟ قالوا: نعم، قالوا: و من أنتم؟ قالوا: أهل الفضل، قالوا: و ما كان فضلكم؟ قالوا: كنا اذا جهل علينا حلمنا، و اذا ظلمنا صبرنا، و اذا أسي‌ء الينا غفرنا، قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم يقول: ينادي مناد ليقم أهل الصبر، فيقوم ناس من الناس، فيقال لهم: انطلقوا الي الجنة بغير حساب، فتتلقاهم الملائكة، فيقال لهم: مثل ذلك، فيقولون: أهل الصبر، قالوا: و ما كان صبركم؟ قالوا: صبرنا أنفسنا علي طاعة الله، و صبرناها عن معصية الله، قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم ينادي مناد، ليقم جيران الله في داره، فيقوم ناس من الناس، و هم قليل، فيقال لهم: انطلقوا الي الجنة، فتلقاهم الملائكة فيقال لهم: مثل ذلك قالوا: و بم جاورتم الله في داره؟ قالوا: كنا نتزاور في الله، و نتجالس في الله، و نتباذل في الله، قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين [459] . [ صفحه 189]

السكوت و الكلام

(و سئل عنه عن الكلام و السكوت، أيهما أفضل): فقال عليه‌السلام: لكل واحد منهما آفات، فاذا سلما من الآفات، فالكلام أفضل من السكوت [460] . (قيل: و كيف ذاك يا ابن رسول الله؟) قال: لان الله (عزوجل)، ما بعث الأنبياء و الأوصياء بالسكوت، انما يبعثهم بالكلام، و لا استحقت الجنة بالسكوت،: و لا استوجبت ولاية الله بالسكوت، و لا توقيت النار بالسكوت، و لا تجنب سخط الله بالسكوت، انما كله ذلك بالكلام، و ما كنت لأعدل القمر بالشمس، انك تصف فضل السكوت بالكلام، و لست تصف فضل الكلام بالسكوت.

الشرف

و قال عليه‌السلام: الشرف في التواضع، و العز في التقوي، و الغني القناعة [461] .

موضع التهمة

و قال عليه‌السلام: كثرة النصح، تدعو الي التهمة [462] [463] . [ صفحه 190]

المحرمات

و قال عليه‌السلام: اتقوا المحرمات كلها، و اعلموا أن غيبتكم المؤمن من شيعة آل محمد، أعظم في التحريم من الميتة، قال الله تعالي: (و لا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) [464] [465] .

المتحابون في الله

و قال عليه‌السلام: اذا جمع الله (عزوجل) الأولين و الآخرين، قام مناد، فنادي نداء يسمعه الناس، فيقول أين المتحابون في الله، قال: فيقوم عنق من الناس، فيقال لهم: اذهبوا الي الجنة بغير حساب، فتلقاهم الملائكة، فيقولون: أين؟ فيقولون: الي الجنة بغير حساب، فيقولون: فأي حزب أنتم من الناس؟ فيقولون: نحن المتحابون في الله، قالوا: و أي شي‌ء أعمالكم؟ قالوا: كنا نحب في الله، و نبغض في الله، قال: فيقولون: نعم أجر العاملين [466] .

بغض الدنيا

(و سئل عن أي الأعمال أفضل؟): فقال عليه‌السلام: ما من عمل بعد معرفة الله، و معرفة رسوله صلي الله عليه و آله و سلم، أفضل من بغض الدنيا، فان لذلك شعبا كثيرة، و للمعاصي شعبا، فأول ما عصي الله به الكبر، معصية ابليس حين أبي و استكبر، و كان من الكافرين، ثم [ صفحه 191] الحرص، و هي معصية آدم و حواء عليهم‌السلام، حين قال الله (عزوجل) لهما: (و كلا منها رغدا حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) [467] فأخذا مالا حاجة بهما اليه، فدخل ذلك علي ذريتهما الي يوم القيامة، فلذلك ان أكثر ما يطلب ابن آدم، مالا حاجة به اليه، ثم الحسد، و هي معصية ابن آدم، حين حسد أخاه فقتله، فتشعب من ذلك حب النساء، و حب الدنيا، و حب الرئاسة، و حب الراحة، و حب الكلام، و حب العلو و الثروة، فصرن بسبع خصال، فاجتمعن كلهن في الدنيا، فقالت الأنبياء و العلماء بعد معرفة ذلك، حب الدنيا رأس كل خطيئة، و الدنيا دنيا آن دنيا بلاغ، و دنيا ملعونة [468] .

موعظة

و قال عليه‌السلام: لا يقول رجل في رجل من الخير ما لا يعلم، الا أوشك أن يقول فيه من الشر ما لا يعلم، و لا يصطحب اثنان علي غير طاعة، الا أو شكا أن يفترقا علي طاعة الله [469] .

تنزة الله عن المكان

(و عن ثابت بن دينار قال: سألت علي بن الحسين عليهماالسلام عن الله جل جلاله، هل يوصف بمكان؟) فقال عليه‌السلام: تعالي الله عن ذلك، قلت: فلم أسري بنبيه محمد صلي الله عليه و آله و سلم السماء؟ قال: ليريه ملكوت السماء و الأرض، و ما فيهما من [ صفحه 192] عجائب صنعه، و بدائع خلقه، قلت فقول الله (عزوجل): (ثم دنا فتدلي - فكان قاب قوسين أو أدني) [470] ، قال ذاك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، دنا من حجب النور، فرأي ملكوت السماوات، ثم تدلي صلي الله عليه و آله و سلم، فنظر من تحته الي ملكوت الأرض، حتي ظن أنه في القرب من الأرض، كقاب قوسين أو أدني [471] .

ادب الامام

(و قيل له: أنت من أبر الناس، فلا نراك تواكل مع أمك في صحفة [472] . فقال عليه‌السلام: أخاف أن تسير يدي الي ما قد سبقت عينها اليه، فأكون قد عققتها، و في رواية أخري فأعقها [473] [474] .

حساب يوم القيامة و موقف الشيعة

(و أن رجلا سأله عن يوم القيامة): فقال عليه‌السلام: اذا كان يوم القيامة، جمع الله الأولين و الآخرين، و جمع ما خلق في صعيد واحد، ثقم ملائكة السماء الدنيا، و أحاطت بهم [ صفحه 193] صفا، ثم ضرب حولهم سرادق من نار، ثم نزلت ملائكة السماء الثانية، و أحاطوا بالسرادق، ثم ضرب حولهم سرادق من نار، حتي نزلت ملائكة السماء الثالثة، فأحاطوا بالسرادق، ثم ضرب حولهم سرادق من نار، حتي عد ملائكة سبع سماوات، و سبع سرادقات [475] . فصعق الرجل، فلما أفاق، قال يا ابن‌رسول الله: أين علي و شيعته، قال: علي كثبان المسك [476] ، يؤتون بالطعام و الشراب، قال: لا يحزنهم ذلك.

ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

و قال عليه‌السلام: التارك للأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر، كنابذ كتاب الله وراء ظهره، الا أن يتقي تقاة، فقيل: و ما تقاته؟ قال: يخاف جبارا عنيدا، أن يفرط عليه أو أن يطغي [477] .

حب أهل البيت

و قال عليه‌السلام: من أحبنا لله، نفعه حبنا، و لو كان في جبل الديلم، و من أحبنا لغير ذلك، فان الله يفعل ما يشاء، ان حبنا أهل البيت، يساقط عن العباد الذنوب، كما يساقط الريح الورق من الشجر [478] . [ صفحه 194]

كفارة المؤمن

و قال عليه‌السلام: ان المؤمن اذا حم حمي واحدة، تناثرت الذنوب منه كورق الشجر، فان صار علي فراشه، فأنينه تسبيحه، و صياحه تهليل، و تقلبه علي فراشه، كمن يضرب بسيفه في سبيل الله، فان أقبل يعبد الله بين اخوانه، مغفورا له، فطوبي له ان مات، و ويل له ان عاد، و العافية أحب الينا [479] .

ثواب ختم القرآن

و قال عليه‌السلام: من ختم القرآن بمكة، لم يمت حتي يري رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و يري منزلته في الجنة، و تسبيحة بمكة تعدل خراج العراقين ينفق في سبيل الله، و من صلي بمكة سبعين عاما، فقرأ بكل ركعة قل هو الله أحد، و انا أنزلناه، و آية الكرسي، لم يمت الا شهيدا، و الطاعم بمكة كالصائم في ما سواه، و الصائم تعد صيام سنة فيما سواها، و الماشي بمكة كالصائم لله (عزوجل) [480] .

الورع

و قال عليه‌السلام: ليس الخوف من بكاء، و ان جرت دموعه، ما لم يكن له ورع يحجزه عن معاصي الله، و انما ذلك خوف كاذب [481] .

الفخر

و قال عليه‌السلام: لا يفخر أحد علي أحد، فانكم عبيد، و المولي واحد [482] . [ صفحه 195]

الدعاء و البلاء

و قال عليه‌السلام: ان الدعاء و البلاء يترافقان الي يوم القيامة، ان الدعاء ليرد البلاء، و قد أبرم ابراما [483] [484] . (و عن أبي‌الحسن عليه‌السلام [485] قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام): يقول: الدعاء يدفع البلاء النازل، و ما لم ينزل [486] .

الخلق الحسن

(و لقي الامام عليه‌السلام رجل فسبه): فقال عليه‌السلام: يا هذا، ان بيني و بين جهنم، عقبة ان أنا جزتها فلا أبالي بما قلت، و ان لم أجزها فأنا أكثر مما تقول [487] . فاستحي الرجل، و انكب علي قدميه و قال: أشهد انك ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

من هذا

(و كان الامام عليه‌السلام يطوف بالبيت، و كان عبدالملك آنذاك يطوف، و لم يلتفت اليه، فقال عبدالملك: من هذا الذي يطوف بين أيدينا، و لا يلتفت الينا؟ فقيل له: علي بن الحسين، فقال له: يا علي اني لست قاتل أبيك، فما يمنعك من المسير الي؟). [ صفحه 196] فقال عليه‌السلام: ان قاتل أبي أفسد بما فعله دنياه عليه، و أفسد أبي عليه آخرته، فان أحببت أن تكون كهو، فكن [488] .

افضل الأعمال

(و سئل عليه‌السلام عن أفضل الأعمال): فقال عليه‌السلام: أن تقنع بالقوت، و تلزم السكوت، و تصبر علي الأذية، و تندم علي الخطيئة [489] .

البكاء

(و قال الزهري ان بعض أصحابه عليه‌السلام شكي اليه دينا، و قد عجز عن وفائه، فأخذ عليه‌السلام يبكي، فسأله الرجل عن بكائه): فقال عليه‌السلام: و هل البكاء الا للمحن الكبار، و أي محنة أكبر، من أن يري الانسان أخاه المؤمن في حاجة، لا يتمكن علي قضائها، و في فاقة لا يطيق دفعها [490] .

دعاء السائل

و قال عليه‌السلام لخادمه: اذا أعطيت سائل، فمره أن يدعو بالخير، فان دعاءه لا يرد [491] . [ صفحه 197]

قضاء الحاجة

و قال عليه‌السلام: من قضي لأخيه حاجة، فبحاجة الله بدي‌ء، و قضي الله له بها مائة حاجة، في أحداهن الجنة [492] .

دعاء

و كان يقول عليه‌السلام: اللهم اني أعوذ بك أن تحسن في لوامع العيون علانيتي، و تقبح في خفيات العيون سريرتي، اللهم كما أسأت، و أحسنت الي، فاذا عدت فعد علي [493] .

موعظة و مر علي الحسن البصري، و هو يعظ الناس بمني

فقال عليه‌السلام: يا هذا، أسألك عن الحال التي أنت عليها مقيم، أترضاها لنفسك فيما بينك و بين الله تعالي، اذا نزل بك الموت، قال: لا، فقال عليه‌السلام: أفتحدث نفسك بالتحول، و الانتقال من الحال التي لا ترضاها لنفسك، الي الحال التي ترضاها. فأطرق الحسن البصري مليا، ثم قال: اني أقول ذلك بلا حقيقة، فقال عليه‌السلام، أفترجو نبيا بعد محمد صلي الله عليه و آله و سلم، تكون لك معه سابقة؟ قال: لا، فقال عليه‌السلام: أفترجو دارا غير الدار التي أنت فيها ترد اليها فتعمل؟ قال: لا، فقال عليه‌السلام: أرأيت أحدا به مسكة عقل، رضي لنفسه من نفسه بهذا، انك علي حال لا ترضاها، و لا تحدث نفسك بالانتقال الي حال ترضاها علي حقيقة، و لا ترجو نبيا بعد محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و لا دارا غير الدار التي أنت [ صفحه 198] فيها، فترد اليها و تعمل فيها، و أنت تعظ الناس، ثم انصرف عليه‌السلام عنه، فسأل الحسن البصري، قيل أنه علي بن الحسين عليه‌السلام. فقال: هو من أهل بيت علم، و ارتفع عن الوعظ [494] .

الصلاة في وقتها

و قال عليه‌السلام: من اهتم بمواقيت الصلاة، لم تستكمل له لذة الدنيا [495] .

الخوف من الله

و قال عليه‌السلام: اشحنوا قلوبكم بالخوف من الله تعالي، فان تسخطوا شيئا من صنع الله تعالي بكم، فاسألوا ما شئتم [496] .

القصد

و قال عليه‌السلام: من المنجيات، القصد في الغني و الفقر [497] .

الحلم و الصبر

و قال عليه‌السلام: أحب السبيل الي الله جرعتان: جرعة غيض يردها بحلم، و جرعة مصيبة يردها بصبر [498] . [ صفحه 199]

العمل المستوي

و قال عليه‌السلام: اني أحب أن أقدم علي ربي تعالي، و عملي مستوي [499] .

الدعاء

و قال عليه‌السلام: الدعاء بعد ما ينزل البلاء، لا ينتفع به [500] .

الأنس بالقرآن

و قال عليه‌السلام: لو مات مؤمن ما بين المشرق و المغرب لما استوحشت، بعد أن يكون القرآن معي [501] .

الاستئكال بأهل البيت

و قال قاسم بن عوف: كنت أأتي علي بن الحسين عليه‌السلام مرة، و محمد بن الحنفية مرة، فلقيني علي بن الحسين عليهماالسلام. فقال لي: اياك أن تأتي أهل العراق، فتخبرهم ما استودعناك علما، فانا و الله ما فعلنا ذلك، و اياك أن تترأس بنا فيضعك الله، و اياك أن تستأكل بنا، فيزيدك الله فقرا [502] . و اعلم أنك تكون ذنبا في الخير، خير لك من أن تكون رأسا في الشر. [ صفحه 200] و اعلم أن من يحدث عنا بحديث، سألناه يوما، فان حدث صدقا كتبه الله صديقا، و ان حدث كذبا، كتبه الله كذابا. و اياك أن تشد راحلة ترحلها، فانما ههنا تطلب العلم، حتي يمضي لكم بعد موتي سبع حجج. ثم يبعث الله لكم غلاما من ولد فاطمه عليهاالسلام، تنبت الحكمة في صدره، كما ينبت الطل الزرع. قال: و لما مضي علي بن الحسين عليهماالسلام حسبنا الأيام و الجمع، و الشهور و السنين، فما زاد يوما و لا نقص، حتي تكلم محمد بن علي بن الحسين باقر العلم عليه‌السلام.

الصبر

و سمع عليه‌السلام ناعية في بيته، و عنده جماعة، فنهض الي منزله، ثم رجع الي مجلسه، فقيل له: أمن حدث كانت الناعية؟ قال: نعم، فعزوه، و تعجبوا من صبره. فقال عليه‌السلام: انا أهل بيت نطيع الله فيما نحب، و نحمده فيما نكره [503] .

شعر

و كان يقول عليه‌السلام [504] . عتبت علي الدنيا و قلت الي متي أكابد بؤسا همه ليس ينجلي [ صفحه 201] فأكل كريم من علي نجاره [505] . يروح عليه الماء غير محلل [506] . فقالت: نعم يابن الحسين رميتكم بسهمي عناد منذ طلقني علي [507] .

كفارة المؤمن و عذاب الكافر

و قال عليه‌السلام: موت الفجأة تخفيف للمؤمن، و أسف علي الكافر، و أن المؤمن ليعرف غاسله و حامله، فان كان له عند ربه خير، ناشد حملته، و ان كان غير ذلك، ناشدهم أن يقصروا به [508] . فقال ضرار بن سمرة [509] : ان كان كما تقول، اأقفز من السرير، و أضحك. و قال: اللهم ان ضمرة بن سمرة ضحك و أضحك بحديث ابن رسولك، فخذه أخذ آسف، فمات فجأة. فأتي بعد ذلك مولي لضمرة زين‌العابدين، فقال: أصلحك الله ان ضمرة مات فجأة، و اني لأقسم بالله أني سمعت صوته و أنا أعرفه، كما كنت أعرف صوته في حياته في الدنيا و هو يقول: الويل لضمرة بن سمرة [ صفحه 202] تخلي مني كل حميم، و خلدت و حللت بدار الجحيم، و بها مميتي و المقيل. فقال علي بن الحسين عليه‌السلام: الله اكبر، هذا جزاء من ضحك و أضحك من حديث ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

موعظة

و لقي الحسن البصري الامام السجاد عليه‌السلام: فقال له: يا حسن، أطع من أحسن اليك، و ان لم تطعه فلا تعص له أمرا، و ان عصيته فلا تأكل له رزقا، و ان عصيته و أكلت رزقه، و سكنت داره، فأعد له جوابا، وليكن صوابا [510] .

الصمت

و قال عليه‌السلام: من لزم الصمت هابته العيون، و حسنت فيه الظنون [511] .

الظلم

و قال عليه‌السلام: العامل بالظلم، و المعين له، و الراضي به شركاء ثلاثة [512] .

خشية الله

وورد هذا الحديث عن النبي الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم. و عن أبي‌حمزة الثمالي، قال: رأيت علي بن الحسين عليهماالسلام و قد [ صفحه 203] سقط رداءه عن منكبه فلم يسوه حتي فرغ من صلاته، فقلت له في ذلك: فقال عليه‌السلام: ويحك، أتدري بين يدي من كنت، ان العبد لا تقبل منه صلاة، الا ما أقبل فيها [513] . فقلت: جعلت فداك اذن هلكنا. فقال عليه‌السلام: كلا: ان الله يتم ذلك بالنوافل [514] .

المراء

قال عليه‌السلام: المراء يفسد الصداقة البعيدة، ويحل العقدة الوثيقة، و أقل ما فيه أن تكون به المغالبة، و المغالبة من أمتن أسباب القطيعة [515] .

زاد السفر

و رأي الزهري علي بن الحسين عليهماالسلام في ليلة باردة ممطرة، و علي ظهره دقيق، يريد أن يتصدق به علي الفقراء، و قال يابن رسول الله ما هذا؟: و قال عليه‌السلام: أريد سفرا، أعد له زادا، أحمله الي موضع حريز [516] [517] . [ صفحه 204] قال: فهذا غلامي يحمله عنك، فأبي، فقال: أنا أحمله عنك، فاني أرفعك عن حمله [518] . فقال عليه‌السلام: لكني لأرفع نفسي عما ينجيني في سفري، و يحسن ورودي علي ما أرد عليه، أسألك بحق الله لما مضيت بحاجتك و تركتني، فانصرف. فلما كان بعد أيام قال: يابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، لست أري لذلك السفر، الذي ذكرته أثرا. قال عليه‌السلام: بلي يا زهري، ليس ما ظننت، ولكنه الموت، و له كنت أستعد، انما الاستعداد للموت، تجنب الحرام، و بذل الندي في الخير.

السخي

قال عليه‌السلام: من وصف ببذل نفسه لطلابه، لم يكن سخيا، و انما السخي من يبتدي‌ء بحقوق الله في أهل طاعته، و تنازعه نفسه الي حب الشكر له، اذا كان يقينه بثواب الله تاما [519] .

اكرام السائل

و عن الثمالي أنه سمع علي بن الحسين عليه‌السلام: يقول لمولاه: لا يعبر علي بابي سائل الا أطعمتموه، فان اليوم يوم [ صفحه 205] الجمعة، قلت له: ليس كل من يسأل مستحقا. فقال عليه‌السلام: أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقا، فلا نطعمه و نرده، فينزل بنا أهل البيت، ما نزل بيعقوب [520] . و قال عليه‌السلام: اذا أراد الله بعبد خيرا، أخذ فيه بعقول الرجال، حتي ينفذ أمره فيهم، ثم يرد اليهم عقولهم، ألا تري الي الرجل، يقول: فعلت كذا و كذا، و ليس معي عقلي [521] .

العافية

و مر عليه‌السلام علي رجل يدعو الله، أن يرزقه الصبر: فقال عليه‌السلام: لا تقل هذا، وسل الله العافيه، و الشكر علي العافية، فان الشكر علي العافية، خير من الصبر علي البلاء [522] .

الشيعة و البلاء و الفقر

و قال عليه‌السلام: البلاء و الفقر، أسرع الي محبينا من ركض البراذين، و من السيل الي صمره و هو منتهاه [523] ، و من قطر السماء الي الأرض، ولو لا أن تكونوا كذلك، لعلمنا أنكم لستم منا، ثم قال: بنا يجبر يتيمكم، و بنا يقضي دينكم، و تغفر ذنوبكم [524] . [ صفحه 206]

الزيارة في الله

و قال عليه‌السلام: من زار أخاه في الله، طلبا لانجاز موعد الله، شيعه سبعون ألف ملك، و هتف به هاتف من خلف ألا طبت، و طابت لك الجنة، فاذا صافحه غمرته الرحمة [525] .

الغني عن شرار الخلق

و سمع عليه‌السلام رجلا يقول اللهم اغنني من خلقك: فقال عليه‌السلام له: لا تقل هذا، فان الناس بالناس، ولكن قل: اللهم اغنني عن شرار خلقك [526] .

موعظة

و قال عليه‌السلام: كفي بالمرء عيبا، ان يبصر من الناس، ما يعمي عليه من نفسه، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه [527] .

الحب في الله

و قال له رجل: اني أحبك في الله حبا شديدا، فنكس عليه‌السلام رأسه: ثم قال عليه‌السلام: اللهم اني أعوذبك أن أحب فيك، و أنت لي مبغض، و قال لذلك الرجل، أحبك للذي تحبني فيه [528] . [ صفحه 207]

طوبي

و قال عليه‌السلام: طوبي لمن طاب خلقه، و طهرت سجيته، و صلحت سريرته، و حسنت علانيته، و أنفق الفضل من ماله، و أمسك الفضل من قوله، و أنصف الناس من نفسه [529] .

اطعام المؤمن

و قال عليه‌السلام: من أطعم مؤمنا حتي يشبعه، لم يدر أحد من خلق الله ما له من الأجر في الآخرة، لا ملك مقرب، و لا نبي مرسل، الا الله رب العالمين، ثم قال: من موجبات المغفرة اطعام المؤمن السغبان، ثم تلا قوله تعالي: (أو اطعام في يوم ذي مسغبة - يتيما ذا مقربة - أو مسكينا ذا متربة) [530] [531] .

صلة الرحم

و قال عليه‌السلام: من سره أن يمد الله في عمره، و أن يبسط له في رزقه، فليصل رحمه، فان الرحم لها لسان يوم القيامة، يقول: يا رب صل من وصلني، و اقطع من قطعني، فالرجل ليري بسبيل خير، اذ أتته الرحمة التي قطعها، فتهوي به الي أسفل قعر في النار [532] .

الحلف

و قال عليه‌السلام: لا تحلفوا الا بالله، و من حلف بالله فليرض، و من [ صفحه 208] حلف بالله فلم يرض، فليس من الله [533] .

يتيم آل محمد

و قال عليه‌السلام: من كفل لنا يتيما قطعته عنا محنتنا باستتارنا، فواساه من علومنا التي سقطت اليه، حتي أرشده و هداه، قال الله تعالي: أيها العبد الكريم المواسي، أنا أولي بالكرم منك، اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان، بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر، و ضموا اليه ما يليق بها من سائر النعم [534] .

افضل الأعمال

و قيل له عليه‌السلام أي الأعمال أفضل؟: فقال عليه‌السلام: الحال المرتحل، فقيل له: و ما ذاك؟ قال: هو فتح القرآن و ختمه، فانه كلما جاء بأوله، ارتحل بآخره، و لقد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من أعطاه الله القرآن، فرأي أن رجلا أعطي أفضل بما أعطاه الله، فقد صغر عظيما، و عظم صغيرا [535] .

الأنبياء

و قال عليه‌السلام: أحق الناس بالاجتهاد و الورع، و العمل بما عند الله، و يرضاه الأنبياء و أتباعهم [536] . [ صفحه 209]

آداب المؤمن

و قال عليه‌السلام: ليس لك أن تقعد مع من شئت [537] ، لأن الله تعالي يقول: (و اذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتي يخوضوا في حديث غيره و أما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكري مع القوم الظالمين [538] ، و ليس لك أن تتكلم بما شئت، لأن الله يقول: (و لا تقف ما ليس لك به علم) [539] و قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: رحم الله عبدا قال خيرا فغنم، أو صمت فسلم، و ليس لك أن تسمع ما شئت، لأن الله يقول: (ان السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) [540] .

التكلف

و قال عليه‌السلام: اذا تكلفت عناء الناس، كنت أغواهم [541] .

قضاء حاجة المؤمن

و قال عليه‌السلام: من قضي لأخيه حاجة، قضي الله له مائة حاجة، و من نفس عن أخيه كربة، نفس الله عنه كربة يوم القيامة، بالغا ما بلغت، و من أعانه علي ظالم له، أعانه الله علي اجازة الصراط، عند دحض الأقدام، و من سعي له في حاجة، حتي قضاها له، فسر بقضائها، كان كادخال السرور علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و من سقاه من ظمأ، سقاه الله من الرحيق المختوم، و من أطعمه من جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة، و من كساه من [ صفحه 210] عري، كساه الله من استبرق و حرير، و من كساه من غير عري، لم يزل في ضمان الله ما دام علي المكسي من الثوب سلك، و من كفاه بما أهمه، أخدمه الله الولدان، و من حمله علي راحلة، بعثه الله يوم القيامة علي ناقة من نوق الجنة، يباهي به الملائكة، و من كفنه عند موته، كساه الله يوم ولدته أمه، الي يوم يموت، و من زوجه زوجة يأنس بها، و يسكن اليها، أنسه الله في قبره بصورة أحب أهله، و من عاده في مرضه، حفته الملائكة تدعو له حتي ينصرف، و تقول: طبت و طابت لك الجنة، و الله لقضاء حاجة، أحب الي الله من صيام شهرين متتابعين، باعتكافهما في الشهر الحرام [542] .

آداب الحرم

و لما كان بينه عليه‌السلام و بين محمد بن الحنفية من المنازعة في صدقات علي بن أبي‌طالب عليه‌السلام، قيل له: لو ركبت الي الوليد بن عبدالملك لكشف عنك، و كان عليه‌السلام بمكة و الوليد بها. فقال عليه‌السلام: ويحك أفي حرم الله أسأل غير الله (عزوجل)، اني آنف أن أسأل الدنيا خالقها فكيف أسأل مخلوقها [543] . و قال عليه‌السلام: ما من شي‌ء أحب الي الله، من أن يسأل [544] . [ صفحه 211]

البلاء نعمة

و قال عليه‌السلام: اني أكره للرجل ان يعافي في الدنيا، فلا يصيبه شي‌ء من المصائب [545] .

ادب النعمة

و قال عليه‌السلام: لينفق الرجل بالقصد، و بلغة الكفاف، و يقدم الفضل منه لاخوته، فان ذلك أبقي للنعمة، و أقرب الي المزيد من الله تعالي، و أنفع في العاقبة [546] .

القصد

و قال عليه‌السلام: من المنجيات القصد في الغني و الفقر [547] .

حسن الخلق

و قال عليه‌السلام: ما يوضع في ميزان امري‌ء يوم القيامة، أفضل من حسن الخلق [548] .

شيعة آل محمد

و قال عليه‌السلام: وددت أني افتديت خصلتين في الشيعة، لنا ببعض ساعدي، و هما النزق [549] و قلة الكتمان [550] . [ صفحه 212]

التجارة

و قال عليه‌السلام: اذا التاجران صدقا و برا، بورك لهما، و اذا كذبا و خانا، لم يبارك لهما [551] .

الظلم

و قال عليه‌السلام: اياك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا الا الله [552] .

اسوأ الناس

و قال عليه‌السلام: ثلاثة لا يكلمهم الله و لا ينظر اليهم، و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم، من جحد اماما من الله، أو أدعي اماما من غير الله، أو زعم أن لفلان و فلان، نصيبا في الاسلام [553] .

الصديق المفضل

و قال عليه‌السلام لرجل: أيما أحب اليك: صديق كلما رآك أعطاك بدرة دنانير، أو صديق كلما رآك، نصرك لمصيدة من مصائد الشيطان، و عرفك ما تبطل به كيدهم، و تخرق شبكتهم، و تقطع حبائلهم؟ فقال: بل صديق كلما رآني، علمني كيف أخزي الشيطان عن نفسي، فأدفع عني بلاءه [554] . [ صفحه 213] قال عليه‌السلام: فأيهما أحب اليك: استنقاذك أسيرا مسكينا من أيدي الكافرين، أو استنقاذك أسيرا مسكينا من أيدي الناصبين؟ فقال: يابن رسول الله سل الله أن يوفقني للصواب في الجواب، فقال عليه‌السلام: اللهم وفقه، فقال: بل استنقاذي المسكين الأسير من أيدي الناصبين، فانه توفير الجنة عليه، و انقاذه من النار، و ذلك توفير الروح عليه في الدنيا، و دفع الظلم عنه فيها، و الله يعوض هذا المظلوم، بأضعاف ما لحقه من الظلم، و ينتقم من الظالم، بما هو عادل بحكمه. فقال عليه‌السلام: وفقت، لله أبوك، اخذته من جوف صدري، لم تخرم ما قاله رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حرفا.

اربعة في أربعة

و قال عليه‌السلام: ان الله أخفي أربعة في أربعة، أخفي رضاه في طاعته، فلا تستصغرن شيئا من طاعته، فربما وافق رضاه، و أنت لا تعلم، و أخفي سخطه في مصعيته، فلا تستصغرن شيئا من معصيته، فربما و افق سخطه، و أنت لا تعلم، و أخفي اجابته في دعوته، فلا تستصغرن شيئا من دعائه، فربما وافق اجابته، و أنت لا تعلم، و أخفي وليه في عباده، فلا تستصغرن عبدا من عبيدالله، فربما يكون وليه، و أنت لا تعلم [555] .

لا تزن و لا تصم

و قال له رجل اني مبتلي بالنساء، فأزني يوما، و أصوم يوما، فيكون ذا كفارة لذا: [ صفحه 214] فقال عليه‌السلام: ليس شي‌ء أحب الي الله من أن يطاع، و لا ترني و لا تصوم [556] .

قضاء حاجة المؤمن

و قال عليه‌السلام: يحشر الناس يوم القيامة، أعري ما يكون، و أجوع ما يكون، و أعطش ما يكون، فمن كسي مؤمنا في الدنيا، كساه الله من حلل الجنة، و من أطعم مؤمنا في دار الدنيا، أطعمه الله من ثمار الجنة، و من سقي مؤمنا في دار الدنيا شربة، سقاه الله من الرحيق المختوم [557] .

وصية

و قال عليه‌السلام لابنه: يا بني ان الله لم يرضك الي، فأوصاك لي، و رضيني لك، فلم يوصني بك [558] .

كرم الامام الحسين

و سئل عليه‌السلام: ما هذا الأثر الذي نراه في ظهر أبيك، فبكي طويلا: فقال عليه‌السلام: هذا أثر مما كان يحمل قوتا علي ظهره، الي منازل الفقراء و الأرامل و اليتامي و المساكين، و أنه كان ينقل لهم طعاما في [ صفحه 215] جراب، و ينقله الي دورهم طول ليلته، و كانت نفقته سرا لا جهرا، لأن صدقة السر، تطفي‌ء غضب الرب [559] .

الصلاة و شرط قبولها

و عن أبي‌حازم قال رجل لزين‌العابدين عليه‌السلام، تعرف الصلاة، فحملت عليه: فقال عليه‌السلام: مهلا يا أباحازم، فان العلماء هم الحلماء الرحماء، ثم واجه السائل فقال عليه‌السلام: نعم أعرفها، فسأله عن أفعالها و تروكها، و فرائضها و نوافلها، حتي بلغ قوله: ما افتتاحها؟ قال: التكبير، قال: ما برهانها؟ قال: القراءة، قال: ما خشوعها؟ قال: النظر الي موضع السجود، قال: ما تحريمها؟ قال: التكبير، قال: ما تحليلها؟ قال: التسليم، قال: ما جوهرها؟ قال: التسبيح، قال: ما شعارها؟ قال: التعقيب، قال: ما تمامها؟ قال: الصلاة علي محمد و آل محمد، قال: ما سبب قبولها، قال: ولايتنا، و البراءة من أعدائنا. قال: ما تركت لأحد حجة، ثم نهض يقول: (الله أعلم حيث يجعل رسالته) [560] و تواري [561] .

الحق المعلوم

و عن القاسم بن عبدالرحمن الأنصاري، قال: سمعت أباجعفر عليه‌السلام يقول: ان رجلا جاء الي علي بن الحسين عليهماالسلام، فقال: [ صفحه 216] أخبرني عن قول الله (عزوجل): (و الذين في أموالهم حق معلوم) [562] ما هذا الحق المعلوم؟ فقال علي بن الحسين عليه‌السلام: الحق المعلوم، الشي‌ء يخرجه الرجل من ماله، ليس من الزكاة، و لا من الصدقتين المفروضتين، قال: و اذا لم يكن من الزكاة، و لا من الصدقة، فما هو؟ قال: الشي‌ء يخرجه الرجل من ماله، ان شاء أكثر، و ان شاء أقل، علي قدر ما يملك، فقال الرجل، فما يصنع به؟ فقال عليه‌السلام: يصل به رحما، و يقوي ضعيفا، و يحمل به كلا [563] ، و يصل به أخا له في الله، أو لنائبة تنوبه [564] . فقال الرجل: (الله أعلم حيث يجعل رسالته)

كرام الخصال

و قال عليه‌السلام: النجدة، الاقدام علي الكريهة، و الصبر عند النائبة، و الذب عن الاخوان [565] .

المعروف

و قال عليه‌السلام: استتمام المعروف، أفضل من ابتدائه [566] .

غريبتان

و قال عليه‌السلام: غريبتان، كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها، و كلمة سفه [ صفحه 217] من حكيم فاغفروها، فانه لا حكيم الا ذو عسرة و تجربة [567] .

النصح لله

و قال عليه‌السلام: اذا نصح العبد لله تعالي في سره، أطلعه الله تعالي علي مساوي‌ء عمله، فتشاغل بذنوبه عن معائب الناس [568] .

ادب الوضوء

و كان عليه‌السلام اذا توضأ اصفر وجهه، فيقول أهله: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟: فيقول عليه‌السلام: أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم [569] .

الأخ المثالي

و قال عليه‌السلام: كيف يكون صاحبكم، من اذا فتحتم كيسه، فأخذتم فيه حاجتكم، فلم ينشرح لذلك [570] .

ظلم بني‌أمية

و شكي اليه الجعفي، جابر بن يزيد، من جور بني‌أمية و أتباعهم: أنهم قد قتلونا، و لعنوا مولانا أميرالمؤمنين عليه‌السلام علي المنابر و المنارات، و الأسواق و الطرقات، حتي أنهم يجتمعوا في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فيلعنون عليا علانية، و لا ينكر أحد ذلك، فاذا قام أحد ينكره، أخذوه [ صفحه 218] و قالوا: هذا رافضي أبوترابي، و جاؤوا به الي أميرهم، و يقولون: هذا ذكر أبا تراب، ثم بعدئذ قتلوه. فما سمع الامام عليه‌السلام ذلك، حتي نظر الي السماء: فقال عليه‌السلام: سبحانك سيدي ما أحلمك، و أعظم شأنك في حلمك، و أعلي سلطانك، يا رب قد مهلت عبادك في بلادك، حتي ظنوا أنك مهلتهم أبدا، و هذا كله بعينك، لا يغالب قضاؤك، و لا يرد المحتوم من تدبيرك، كيف شئت، و أنت أعلم به منا [571] .

العفو عند المقدرة

و قال عليه‌السلام: اذا قدرت علي عدوك، فاجعل العفو شكرا للقدرة عليه، فان العفو عن قدرة، فضل من الكرم [572] .

العفو

و قال عليه‌السلام: العفو زكاة الظفر، و أولي الناس بالعفو، أقدرهم للعقوبة [573] .

الموت‌

(و قيل له: ما الموت؟). فقال عليه‌السلام: للمؤمن، كنزع ثياب و سخة، و سخط قملة، و فك قيود، [ صفحه 219] و أغلال ثقيلة، و الاستبدال بأفخر الثياب، و أطيبها روائح، و أوطي المراكب، و أنس المنازل، و للكافر، كخلع ثياب فاخرة، و النقل عن منازل أنيسة و الاستبدال بأوسخ الثياب و أثخنها [574] ، و أوحش المنازل و أعظم العذاب [575] .

عزاء الله و الدنيا

و عن الزهري قال: سمعت علي بن الحسين عليه‌السلام: يقول: من لم يتعز بعزاء الله، تقطعت نفسه علي الدنيا حسرات، و الله ما الدنيا و ما الآخرة، الا ككفتي الميزان، فأيهما رجح، نصب بالآخر، ثم تلا قوله تعالي، سورة الواقعة الآيات: - 3: (اذا وقعت الواقعة) - يعني القيامة - (ليس لوقعتها كاذبة خافضة) خفضت و الله أعداء الله الي النار (رافعة) رفعت و الله أولياء الله الي الجنة [576] . ثم أقبل علي رجل من جلسائه، فقال له: اتق الله، و أجمل في الطلب، و لا تطلب ما لم يخلق، فان من طلب ما لم يخلق، تقطعت نفسه حسرات، و لم ينل ما طلب، ثم قال: كيف ينال ما لا يخلق؟ فقال الرجل: فكيف يطلب ما لم يخلق؟: فقال عليه‌السلام: من طلب الغني و الأموال في الدنيا، فانما يطلب ذلك للراحة، و الراحة لم تخلق في الدنيا، و لا لأهل الدنيا، انما خلقت الراحة في الجنة، و لأهل الجنة، و التعب و النصب خلقا في الدنيا، و لأهل الدنيا، و ما أعطي أحد منها جفنة [577] ، الا أعطي من الحرص مثلها، و من أصاب [ صفحه 220] من الدنيا أكثر، كان فيها أشد فقرا، لأنه يفتقر الي الناس في حفظ أمواله، و يفتقر الي كل آلة من آلات الدنيا، فليس في غني الدنيا الراحة، و لكن الشيطان يوسوس الي ابن آدم، ان له في جميع ذلك المال راحة، و انما يسوقه الي التعب في الدنيا للدنيا. ثم قال عليه‌السلام: كلا ما تعب أولياء الله في الدنيا للدنيا، بل تعبوا في الدنيا للآخرة، الا و من اهتم لرزقه، كتب عليه الخطيئة، كذلك قال المسيح للحواريين: انما الدنيا، قنطرة فاعبروها و لا تعمروها، (مرج البحرين يلتقيان - بينهما برزخ لا يبغيان) [578] .

فضل كسوة المؤمن

و قال عليه‌السلام: من كان عنده فضل ثوب، فعلم أن بحضرته مؤمن يحتاج اليه، فلم يدفعه اليه أكبه الله علي منخريه في النار [579] .

الصبر علي البلاء

و قال عليه‌السلام: ما من عبد مؤمن تنزل به بلية، فيصبر ثلاثا، لا يشكو الي أحد، كشف الله عنه [580] .

اللباس اللين

و قال عليه‌السلام: الانسان اذا لبس الثوب اللين طغا، و من أحب حلاوة الايمان، فليلبس الصوف [581] . [ صفحه 221]

فضل طالب العلم

و قال عليه‌السلام: طالب العلم اذا خرج من منزله، لم يضع رجليه علي رطب و لا يابس من الأرض، الا سبحت له الي الأرضين السابعة [582] .

قضاء حاجة المؤمن

و قال عليه‌السلام: قضاء حاجة الاخوان، أحب الي الله تعالي من صيام شهرين متتابعين، و اعتكافهما في المسجد الحرام [583] .

الصدقة

و قال عليه‌السلام: معطي الصدقة، اذا قبل يده عندما يدفع الصدقة الي الفقير، وقعت في يدالله، قبل أن تقع في يد السائل [584] .

زيارة المؤمن

و قال عليه‌السلام: من عاد مؤمنا في مرضه، حفته الملائكة، ودعت له حتي ينصرف، تقول له: طبت و طابت لك الجنة [585] .

مرض المؤمن

و قال عليه‌السلام: ما اختلج عرق، و لا صدع مؤمن قط الا بذنبه، و ما يعفو الله عنه أكثر [586] . [ صفحه 222]

الكبر

و قال عليه‌السلام: ما دخل قلب امرء شي‌ء من الكبر، الا نقص من عقله مثل ما دخله [587] .

الاحسان للمؤمن

و قال عليه‌السلام: ليس شي‌ء في الدنيا أعون من الاحسان الي الاخوان [588] .

المودة بين المؤمنين

و قال عليه‌السلام: اعرف المودة من قلب أخيك، بما من قلبك [589] .

الرضي بالقليل

و قال عليه‌السلام: من رضي بالقليل من الرزق، رضي الله منه بالقليل من العمل [590] .

جارالله

و قال عليه‌السلام: جيران الله، الذين يتزاورون في الله، و يتجالسون في الله، و يبذلون مالهم في الله تعالي [591] .

صحبة الفاسق

و قال عليه‌السلام: اياكم، و صحبة العاصين، و معونة الظالمين [592] . [ صفحه 223]

الرزق الحلال

و قال عليه‌السلام: الرزق الحلال، قوت المصطفين [593] .

المسرف

و قال عليه‌السلام: للمسرف ثلاث علامات، يأكل ما ليس له، و يلبس ما ليس له، و يشتري ما ليس له [594] .

عبادة الله

و قال عليه‌السلام: من عبدالله فوق عبادته، آتاه الله فوق كفايته و أمانيه [595] .

الدعاء

و قال عليه‌السلام: لم أر مثل التقدم في الدعاء، فان العبد ليس تحضره الاجابة في كل وقت [596] .

مناجاة

و عن ابراهيم بن محمد، قال: سمعت من السجاد عليه‌السلام ليلة من الليالي، هذه المناجاة. يقول: يا الهي و سيدي و مولاي، لو بكيت حتي تسقط أشفار عيني، و انتحبت اليك حتي ينقطع صوتي، و قمت لك حتي تنثر قدماي، و ركعت لك حتي ينخلع صلبي، و سجدت لك حتي تتفقأ حدقتاي، و أكلت تراب [ صفحه 224] الأرض طول عمري، و شربت ماء الرماد آخر دهري، و ذكرتك في خلال ذلك حتي يكل لساني، ثم لم أرفع طرفي الي آفاق السماء استحياء منك، ما استوجبت بذلك نحو سيئة واحدة من سيئاتي، و ان كنت تغفر لي حين استوجبت مغفرتك، و تعفو عني حين استحق عفوك، فان ذلك غير واجب باستحقاق، و لا أناهل باستجاب اذا كان جزائي منك، في أول ما عصيتك النار، فان تعذبني فأنت غير ظالم لي [597] .

البر و الصدقة و صلة الرحم

/و عن أبي‌حمزة الثمالي قال: قال علي بن الحسين عليه‌السلام: اذا أردت أن يطيب الله ميتتك، و يغفر لك ذنبك، يوم تلقاه فعليك بالبر، و صدقة السر، و صلة الرحم، فانهن يزدن في العمر و ينفين الفقر، و يدفعن عن صاحبهن سبعين ميتة السوء [598] .

آداب الحج الكامل

و لما رجع مولانا زين‌العابدين عليه‌السلام من الحج استقبله الشبلي. فقال عليه‌السلام له: حججت يا شبلي؟ قال: نعم يابن رسول الله [599] . فقال عليه‌السلام: أنزلت الميقات، و تجردت عن مخيط الثياب و اغتسلت؟ قال: نعم. [ صفحه 225] قال عليه‌السلام: فحين نزلت الميقات نويت أنك خلعت ثوب المعصية، و لبست ثوب الطاعة؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فحين تجردت عن مخيط ثيابك، نويت أنك تجردت من الرياء و النفاق، و الدخول في الشبهات؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فحين اغتسلت نويت أنك اغتسلت من الخطايا و الذنوب؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فما نزلت الميقات، و لا تجردت عن مخيط الثياب، و لا اغتسلت. ثم قال عليه‌السلام: تنظفت و أحرمت و عقدت بالحج؟ قال: نعم. قال عليه‌السلام: فحين تنظفت و أحرمت، و عقدت الحج، نويت أنك تنظفت بنورة [600] التوبة الخالصة لله تعالي؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فحين أحرمت، نويت أنك حرمت علي نفسك كل محرم حرمه الله (عزوجل)؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فحين عقدت الحج، نويت أنك قد حللت كل عقد لغير الله؟ قال: لا. قال له عليه‌السلام: ما تنظفت و لا أحرمت، و لا عقدت الحج. ثم قال عليه‌السلام له: أدخلت الميقات، و صليت ركعتي الاحرام و لبيت؟ قال: نعم. قال عليه‌السلام: فحين دخلت الميقات، نويت أنك بنية الزيارة؟ قال: لا. [ صفحه 226] قال عليه‌السلام: فحين صليت الركعتين، نويت أنك تقربت الي الله بخير الأعمال، من الصلاة و أكبر حسنات العباد؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فحين لبيت، نويت أنك نطقت لله سبحانه بكل طاعة، و صمت عن كل معصية؟ قال: لا. قال له عليه‌السلام: ما دخلت الميقات، و لا صليت و لا لبيت. ثم قال عليه‌السلام له: أدخلت الحرم، و رأيت الكعبة و صليت؟ قال: نعم. قال عليه‌السلام: فحين دخلت الحرم، نويت أنك حرمت علي نفسك كل غيبة تستغيبها المسلمين، من أهل ملة الاسلام؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فحين وصلت مكة، نويت بقلبك انك قصدت الله؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فما دخلت الحرم، و لا رأيت الكعبة و لا صليت. ثم قال عليه‌السلام: طفت بالبيت، و مسست الأركان و سعيت؟ قال: نعم. قال عليه‌السلام: فحين سعيت، نويت أنك هربت الي الله، و عرف ذلك منك علام الغيوب؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فما طفت بالبيت، و لا مسست الأركان و لا سعيت. ثم قال عليه‌السلام له: صافحت الحجر، و وقفت بمقام ابراهيم عليه‌السلام، و صليت به ركعتين؟ قال: نعم. فصاح عليه‌السلام صيحة كاد يفارق الدنيا، ثم قال: آه آه. [ صفحه 227] ثم قال عليه‌السلام: من صافح الحجر الأسود، فقد صافح الله تعالي، فانظر يا مسكين لا تضيع أجر ما عظم حرمته، و تنقض المصافحة بالمخالفة، و قبض الحرام نظير أهل الآثام. ثم قال عليه‌السلام: نويت حين وقفت عند مقام ابراهيم عليه‌السلام، انك وقفت علي كل طاعة، و تخلفت عن كل معصية؟ قال لا. قال عليه‌السلام: فحين صليت فيه ركعتين، نويت أنك صليت بصلاة ابراهيم عليه‌السلام، و أرغمت بصلاتك أنف الشيطان؟ قال: لا. قال عليه‌السلام له: فما صافحت الحجر الأسود، و لا وقفت عند المقام، و لا صليت فيه ركعتين. ثم قال عليه‌السلام له: أشرفت علي بئر زمزم، و شربت من مائها؟ قال: نعم. قال عليه‌السلام: أنويت أنك أشرفت علي الطاعة، و غضضت طرفك عن المعصية؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فما أشرفت عليها، و لا شربت من مائها. ثم قال عليه‌السلام له: أسعيت بين الصفا و المروة، و مشيت و ترددت بينهما؟ قال: نعم. قال عليه‌السلام له: نويت أنك بين الرجاء و الخوف؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فما سعيت و لا مشيت، و لا ترددت بين الصفا و المروة. ثم قال عليه‌السلام: أخرجت الي مني؟ قال: نعم. قال عليه‌السلام: نويت أنك آمنت الناس من لسانك، و قلبك ويدك؟ قال: لا. [ صفحه 228] قال عليه‌السلام: فما خرجت الي مني. ثم قال له: أوقفت الوقفة بعرفة، و طلعت جبل الرحمة، و عرفت وادي نمرة، و دعوت الله سبحانه عند الميل و الجمرات؟ قال: نعم. قال عليه‌السلام: هل عرفت بموقفك بعرفة، معرفة الله سبحانه أمر المعارف و العلوم، و عرفت قبض الله علي صحيفتك، و اطلاعه علي سريرتك و قلبك؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: نويت بطلوعك جبل الرحمة، ان الله يرحم كل مؤمن و مؤمنة، و يتوالي كل مسلم و مسلمة؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: نويت عند نمرة، انك لا تأمر حتي تأتمر، و لا تزجر حتي تنزجر؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فعندما وقفت عند العلم و النمرات، نويت أنها شاهدة لك علي الطاعات، حافظة لك مع الحفظة بأمر رب السماوات؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فما وقفت بعرفة، و لا طلعت جبل الرحمة، و لا عرفت نمرة، و لا دعوت و لا وقفت عند النمرات. ثم قال عليه‌السلام: مررت بين العلمين، و صليت قبل مرورك ركعتين، و مشيت بمزدلفة، و لقطت فيها الحصي، و مررت بالمشعر الحرام؟ قال: نعم. قال عليه‌السلام: فحين صليت ركعتين، نويت أنها صلاة شكر في ليلة عشر، تنفي كل عسر، و تيسر كل يسر؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فعندما مشيت بين العلمين، و لم تعدل عنهما يمينا و شمالا، نويت أن لا تعدل عن دين الحق يمينا و شمالا، لا بقلبك و لا [ صفحه 229] بلسانك و لا بجوارحك؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فعندما مشيت بمزدلفة، و لقطت منها الحصي، نويت أنك رفعت عنك كل معصية و جهل، و ثبت كل علم و عمل؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فعندما مررت بالمشعر الحرام، نويت أنك أشعرت قلبك اشعار أهل التقوي، و الخوف لله (عزوجل)؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فما مررت بالعلمين، و لا صليت ركعتين، و لا مشيت بالمزدلفة، و لا رفعت منها الحصي، و لا مررت بالمشعر الحرام. ثم قال عليه‌السلام له: وصلت مني، و رميت الجمرة، و حلقت رأسك، و ذبحت هديك، و صليت في مسجد الخيف، و رجعت الي مكة، و طفت طواف الافاضة؟ قال: نعم. قال عليه‌السلام: فنويت عندما وصلت مني، و رميت الجمار، انك بلغت الي مطلبك، و قد قضي ربك لك كل حاجتك؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فعندما رميت الجمار، نويت أنك رميت عدوك ابليس، و عصيته بتمام حجك النفيس؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فعندما حلقت رأسك، نويت أنك تطهرت ن الأدناس، و من تبعة بني آدم، و خرجت من الذنوب، كما ولدتك أمك؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فعندما صليت في مسجد الخيف، نويت أنك لا تخاف الا الله (عزوجل) و ذنبك، و لا ترجو الا رحمة الله تعالي؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فعندما ذبحت هديك، نويت أنك ذبحت حنجرة الطمع، بما تمسكت به من حقيقة الورع، و انك اتبعت سنة ابراهيم عليه‌السلام بذبح [ صفحه 230] ولده، و ثمرة فؤاده، و ريحان قلبه، و حاجة [601] سنته لمن بعده، و قربه الي الله تعالي لمن خلفه؟ قال: لا. قال عليه‌السلام: فعندما رجعت الي مكة، وطفت طواف الافاضة، نويت أنك أفضت من رحمة الله تعالي، و رجعت الي طاعته، و تمسكت بوده، و أديت فرائضه، و تقربت الي الله تعالي؟ قال: لا. قال له زين‌العابدين عليه‌السلام: فما وصلت مني، و لا رميت الجمار، و لا حلقت رأسك، و لا أديت [602] نسكك، و لا صليت في مسجد الخيف، و لا طفت طواف الافاضة و لا تقربت، ارجح فانك لم تحج. فطفق الشبلي يبكي، علي ما فرطه في حجه، و ما زال يتعلم حتي حج من قابل بمعرفة و يقين.

موعظة الامام للحسن البصري

و رأي عليه‌السلام الحسن البصري عند الحجر الأسود، يقص: فقال عليه‌السلام يا هناه [603] أترضي لنفسك الموت، قال: لا، قال: فعملك للحساب، قال: لا [604] . [ صفحه 231] قال: فثم دار العمل، قال: لا، قال: فلله في الأرض معاذ غير هذا البيت، قال: لا، قال: فلم تشغل الناس عن الطواف، ثم مضي. قال الحسن: ما دخل مسامعي مثل هذه الكلمات من أحد قط، أتعرفون هذا الرجل، قالوا: هذا زين‌العابدين. فقال الحسن: ذرية بعضها من بعض.

الامام و عباد البصري

و لقي عباد البصري الامام عليه‌السلام في طريق مكة، فقال له: يا علي بن الحسين، تركت الجهاد و صعوبته، و أقبلت علي الحج ولينه، و ان الله (عزوجل) يقول: (ان الله اشتري من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون) الي قوله: (و بشر المؤمنين) [605] . فقال عليه‌السلام: اقرأ ما بعدها: (التائبون العابدون) الي آخرها [606] . ثم قال عليه‌السلام: اذا ظهر هؤلاء، لم نؤثر علي الجهاد شيئا. و في رواية: اذا رأينا هؤلاء الذين صفتهم هذه، فالجهاد معهم أولي [607] .

مناجاة

و عن أبي‌حمزة قال: رأيت علي بن الحسين عليهماالسلام في فناء الكعبة في الليل و هو يصلي، فأطال القيام حتي جعل يتوكأ علي رجله اليمني، و مرة علي رجله اليسري، ثم سمعته يقول يصوت كأنه باك. [ صفحه 232] يا سيدي، تعذبني و حبك في قلبي، أما و عزتك لئن فعلت لتجمعن بيني و بين قوم طالما عاديتهم فيك [608] .

الغيبة

و انتهي عليه‌السلام الي قوم يغتابونه، فوقف عليهم: فقال عليه‌السلام لهم: ان كنتم صادقين، فغفر الله لي، و ان كنتم كاذبين فغفر الله لكم [609] .

الولاية التكوينية

و سأله أبوحمزة عليه‌السلام الأئمة يحيون الموتي، و يبرؤون الأكمه و الأبرص، و يمشون علي الماء؟: فقال عليه‌السلام: ما أعطي الله نبيا شيئا الا و قد أعطاه مثله محمدا صلي الله عليه و آله و سلم، و أعطاه ما لم يعطهم، و لم يكن عندهم، فكل ما كان عند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقد أعطاه أميرالمؤمنين، ثم الحسن و الحسين، ثم اماما بعد امام الي يوم القيامة، مع الزيادة التي تحدث في كل سنة، و في كل شهر، و في كل يوم [610] .

استسقاء الامام زين‌العابدين

و استسقي جماعة من عباد البصرة... و انصرفوا خائبين، فاذا هم بفتي قد أقبل، و قد أكربته أحزانه، و أقلقته أشجانه، فطاف بالكعبة أشواطا. [ صفحه 233] ثم أقبل علينا و سمانا واحدا واحدا، فقلنا: لبيك يا شاب. فقال: أما فيكم أحد يجيبه الرحمن؟ فقلنا: يا فتي علينا الدعاء و عليه الاجابة [611] . فقال: ابعدوا عن الكعبة، فلو كان فيكم أحد يجيبه الرحمن لأجابه. ثم أتي الكعبة فخر ساجدا، فسمعته يقول في سجوده: سيدي بحبك لي ألا أسقيتهم الغيث. فما استتم الكلام، حتي أتاهم الغيث كأفواه القرب ثم ولي عنا قائلا: من عرف الرب فلم تغنه معرفة الرب فهذا شقي فما ضر في الطاعة ما ناله في طاعة الله و ما ذا لقي ما يصنع العبد بعز الغني و العز كل العز للمتقي فسئل عنه: فقالوا: هذا زين‌العابدين عليه‌السلام.

قاطع طريق

و خرج عليه‌السلام الي مكة، فاذا هو برجل يقطع الطريق فقال للامام: انزل. فقال عليه‌السلام: تريد ماذا؟ قال: أريد أن أقتلك، و آخذ ما معك، قال: فأنا أقاسمك ما معي و أحللك، فقال اللص. لا، قال: فدع معي ما أبتلغ به، فأبي، قال: فأين ربك، قال: نائم [612] . فاذا أسدان مقبلان بين يديه، فأخذ هذا برأسه، و هذا برجليه. [ صفحه 234] ثم قال عليه‌السلام: زعمت أن ربك عنك نائم!

ايثار الدنيا

و قال عليه‌السلام: ما عرض لي قط أمران: أحدهما للدنيا، و الآخر للآخرة، فآثرت الدنيا، ألا رأيت ما أكره قبل أن أمسي [613] .

الاعراض عن الشتائم

و قال رجل لرجل من آل الزبير، كلاما أقذع فيه [614] ، فأعرض الزبيري عنه، ثم دار الكلام، فسب الزبيري علي بن الحسين فأعرض عنه و لم يجبه، فقال له الزبيري: ما يمنعك من جوابي؟ فقال عليه‌السلام: ما يمنعك من جواب الرجل [615] .

قضاء صلاة الليل

و كان عليه‌السلام: يقضي ما فاته من صلاة الليل: و يقول: يا بني ليس هذا عليكم بواجب، و لكن أحب لمن عود منكم نفسه عادة من الخير، أن يدوم عليها [616] .

طبائع الناس

و قال عليه‌السلام ان طبائع الناس كلها، مركبة علي الشهوة و الرغبة، و الحرص و الرهبة، و الغضب و اللذة، الا أن في الناس، من قد ضم هذه [ صفحه 235] الخلال بالتقوي، و الحياء و الأنف، فاذا دعت نفسك الي كبيرة من الأمر، فارم ببصرك الي السماء، فان لم تخف ممن فيها، فانظر الي من في الأرض، لعلك أن تستحي ممن فيها، فان كنت لا ممن في السماء تخاف، و لا ممن في الأرض تستحي، فعد نفسك في البهائم [617] .

عناية الله بالمؤمن

و قال عليه‌السلام: ان العبد المؤمن ليطلب الامارة و التجارة، فاذا أشرف من ذلك علي ما يهوي، بعث الله اليك ملكا يصده عن أمر لو دخل فيه لاستحق النار، فينزل الملك و يصده عن ذلك الأمر بلطف الله تعالي، و يصبح العبد يقول: لقد دهاني من دهاني فعل الله به، و فعل ما يدري، ان الله (عزوجل و علا) هو الناظر له في ذلك و لو تركه و ذلك الشي‌ء لدخل النار [618] .

دعاء

و قال عليه‌السلام: اذا هم أحدكم بأمر حج أو عمرة، أو بيع أو شراء أو عتق، فليتطهر و يقل: اللهم ان كان ما عزمت عليه خيرا في ديني، و خيرا في دنياي و آخرتي، و عاجل أمري و آجله، فيسره لي، رب اعزم علي رشدي، و ان كرهت ذلك، و أبته نفسي [619] .

ترك القبح

و قال عليه‌السلام: لا تمتنع من ترك القبيح و ان كنت قد عرفت به و لا [ صفحه 236] تزهد في مراجعة الجهل، و ان كنت قد شهرت بخلافه و اياك و الرضا بالذنب فانه أعظم من ركوبه، و الشرف في التواضع، و الغني في القناعة [620] .

المعاداة و الصداقة

و قال عليه‌السلام: لا تعادين أحدا و ان ظننت أنه لا يضرك، و لا تزهدن في صداقة أحد و ان ظننت أنه لا ينفعك فانه لا تدري متي تخاف عدوك، و متي ترجو صديقك، و اذا صليت فصل صلاة مودع [621] .

الابتهاج بالذنب

قال عليه‌السلام: اياك و الابتهاج بالذنب فان الابتهاج به أعظم من ركوبه [622] .

القناعة

قال عليه‌السلام: من قنع بما قسم الله له فهو من أغني الناس [623] .

موعظة

عن الزهري، عن أحدهما عليهماالسلام أنه قال: ويل لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و قال: من قال: لا اله الا الله فلن يلج ملكوت السماء حتي يتم قوله بعمل صالح، و لا دين لمن دان الله بطاعة الظالم، ثم قال: و كل القوم ألهاهم التكاثر حتي زاروا المقابر [624] . [ صفحه 237]

دعاء

و قال عليه‌السلام: سبحان من جعل الاعتراف بالنعمة له حمدا، سبحان من جعل الاعتراف بالعجز عن الشكر شكرا [625] .

الخير

و قال لابنه محمد عليهماالسلام: افعل الخير الي كل من طلبه منك، فان كان أهله فقد أصبت موضعه، و ان لم يكن بأهل كنت أنت أهله، و ان شتمك رجل عن يمينك ثم تحول الي يسارك و اعتذر اليك فاقبل عذره [626] [627] .

احب الأشياء الي الله

و قال عليه‌السلام: ما من شي‌ء أحب الي الله بعد معرفته من عفة بطن و فرج و ما [من] شي‌ء أحب الي الله من أن يسأل [628] .

الانفاق

و قال عليه‌السلام: ان من أخلاق المؤمن الانفاق علي قدر الاقتار. [629] و التوسع علي قدر التوسع، و انصاف الناس من نفسه، و ابتداؤه اياهم بالسلام [630] .

الاملاء

و قال عليه‌السلام: رب مغرور مفتون يصبح لاهيا ضاحكا، يأكل و يشرب [ صفحه 238] و هو لا يدري لعله قد سبقت له من الله سخطة يصلي بها نار جهنم [631] [632] .

يابن آدم

و قال عليه‌السلام: يقول الله: يا ابن آدم ارض بما أتيتك تكن من أزهد الناس. ابن آدم! اعمل بما افترضت عليك تكن من أعبد الناس. ابن آدم! أجتنب مما حرمت عليك تكن من أورع الناس [633] .

احبكم الي الله

و قال عليه‌السلام: ان أحبكم الي الله أحسنكم عملا، و ان أعظمكم عند الله عملا أعظمكم فيما عند الله رغبة، و ان أنجاكم من عذاب الله أشدكم خشية لله، و ان أقربكم من الله أوسعكم خلقا، و ان أرضاكم عند الله أبغكم علي عياله، و ان أكرمكم علي الله أتقاكم الله [634] .

الزهد

و قال له رجل: ما الزهد؟ فقال عليه‌السلام: الزهد عشرة أجزاء. فأعلي درجات الزهد أدني درجات الورع، و أعلي درجات الورع، أدني درجات اليقين، و أعلي درجات اليقين أدني درجات الرضي. و ان الزهد في آية من كتاب الله: (لكيلا تأسوا علي ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم) [635] [636] . [ صفحه 239]

وصية

عن الثمالي، عن أبي‌جعفر عليه‌السلام قال: لما حضر علي بن الحسين عليهماالسلام الوفاة ضمني الي صدره و قال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، و مما ذكر أن أباه أوصاه به قال: يا بني اياك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا الا الله [637] .

الرضي

و قال عليه‌السلام: الرضي بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين [638] .

العمل الحسن

عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول: اني لأحب أن أقدم علي العمل و ان قل [639] .

حامل الزاد

و كان اذا أتاه السائل يقول: مرحبا بمن يحمل زادي الي الآخرة [640] .

وصية

[قال العتبي] قال علي بن الحسين عليهماالسلام و كان من أفضل بني‌هاشم - لابنه: يا بني اصبر علي النوائب، و لا تتعرض للحقوق، و لا تجب أخاك الي الأمر الذي مضرته عليك أكثر من منفعته له [641] . [ صفحه 240]

عظة

و منها ما روي سفيان بن عيينة: أين السلف الماضون؟ و الأهل و الأقربون؟ و الأنبياء و المرسلون؟ طحنتهم و الله المنون، و توالت عليهم السنون، و فقدتهم العيون و انا اليهم لصائرون، و انا لله و انا اليه راجعون: - اذا كان هذا نهج من كان قبلنا فانا علي آثارهم تتلاحق فكن عالما أن سوف تدرك من مضي و لو عصمتك الراسيات الشواهق فما هذه دار المقامة فاعلمن و لو عمر الانسان ما ذر شارق [642] . توضيح: الآلاف جمع الالف بالكسر بمعني الأليف، و فجعه كمنعه أو جمعه، و أقوات الدار، أي خلت، و البين الفراق و الوصل خد، و المراد هنا الثاني و يمكن أن يقرأ بتشديد اليآء بأن يكون صفة، و غيري فعلي من الغيرة، و المنون الدهر و الموت، و ذرت الشمس بالتشديد طلعت، و الشارق الشمس حين تشرق.

موعظة

و منها ما روي الصادق عليه‌السلام: حتي متي تعدني الدنيا و تخلف، و ءأتمنها فتخون و أستنصحها فتغش، لا تحدث جديدة الا تخلق مثلها، و لا تجمع شملا الا بتفريق بين حتي كأنها غيري، أو محتجبة تغار علي ألاف و تحسد أهل النعم، شعر: فقد آذنتني بانقطاع و فرقة و أومض لي من كل أفق بروقها [643] .

النفس

روي الزهري عن الامام عليه‌السلام أنه قال: يا نفس حتام الي الحياة [ صفحه 241] سكونك. و الي الدنيا و عمارتها ركونك، أما اعتبرت بمن مضي من أسلافك، و من وارته الأرض من آلافك، و من فجعت به من اخوانك [644] .

طلب الرزق

أبي‌عبدالله عليه‌السلام قال: كان علي بن الحسين اذا أصبح خرج غاديا في طلب الرزق فقيل له: يا ابن رسول الله أين تذهب؟ فقال: أتصدق لعيالي، قيل له: أتتصدق؟ قال: من طلب الحلال فهو من الله جل و عز صدقة عليه [645] .

طلب العلم

و كان عليه‌السلام اذا جاءه طالب علم فقال: مرحبا بوصية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ثم يقول: ان طالب العلم اذا خرج من منزله لم يضع رجليه علي رطب و لا يابس من الأرض الا سبحت له الي الأرضين السابعة [646] .

آداب يوم عرفة

و لقد نظر عليه‌السلام يوم عرفة الي قوم يسألون الناس فقال: ويحكم أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم انه ليرجي في هذا اليوم لما في بطون الحبالي أن يكون سعيدا [647] . [ صفحه 245]

خاتمة في مواضيع مختلفة

سئل عن ايمان أبي‌طالب

فقال عليه‌السلام [648] : واعجباه، ان الله تعالي نهي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، أن تقر مسلمة علي نكاح كافر، وقد كانت فاطمة بنت أسد [649] من السابقات الي الاسلام، و لم تزل تحت أبي‌طالب، الي أن ماتت. و في رواية أخري [650] قال عليه‌السلام: و اعجبا، أيطعنون علي أبي‌طالب، أو علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و نهاه أن تقر مؤمنة مع كافر، في غير آية من القرآن، و لا يشك أحد أن فاطمة بنت أسد رضي الله عنها، من المؤمنات [ صفحه 246] الصادقات، فانها لم تزل تحت أبي‌طالب، حتي مات أبوطالب. قلت: و هذا الكلام بيان حاسم من الامام، في عقيدة أبي‌طالب بالله و رسوله، و رد لأولئك الأشخاص، الذين أعماهم التعصب الذميم، و راحوا يقولون في أبي‌طالب عليه‌السلام كذا و كذا. و قد ألف في أبي‌طالب كثير من العلماء - الشيعة و السنة -، في طارف الزمن و تليده، يثبتون ايمانه، و يفندون الأقوال الكاذبة التي اتهم بها فراجع.

النبيذ

و عن عبدالله البرقي قال: سألت علي بن الحسين عليه‌السلام عن النبيذ: فقال عليه‌السلام: قد شربه قوم، و حرمه قوم صالحون، فكان شهادة الذين منعوا شهادتهم بشهواتهم، أولي بأن تقبل من الذين أجروا بشهادتهم شهواتهم [651] .

التوسعة علي العيال

قال عليه‌السلام: لئن أدخل السوق، و معي دراهم، أبتاع به لعيالي لحما، و قد قرموا [652] اليه، أحب الي من أن أعتق نسمة [653] .

حب الاسلام

و قال عليه‌السلام: أحبونا حب الاسلام لله (عزوجل)، فانه ما برح بنا [ صفحه 247] حبكم، حتي صار علينا عابا [654] [655] .

الامام

و قال عليه‌السلام: الامام منا لا يكون الا معصوما، و ليست العصمة في ظاهر الخلقة فتعرف، و لذلك لا يكون منصوصا [656] .

الوصية علي الامام الباقر

و عن الزهري قال: دخلت علي علي بن الحسين عليهماالسلام في مرضه الذي توفي فيه، فقلت: يا ابن رسول الله ان كان أمر الله ما لا بد لنا فيه، فالي من نختلف بعدك؟ فقال عليه‌السلام: يا أباعبدالله الي ابني هذا، و أشار الي محمد الباقر عليه‌السلام، فانه وصيي و وارثي و عيبة علمي، هو معدن العلم و باقره، قلت: يا ابن رسول الله: ما معني الباقر، قال: سوف يختلف اليه خلاص شيعتي، و يبقر العلم عليهم بقرا، قلت: هلا أوصيت الي أكبر ولدك، قال عليه‌السلام: يا أباعبدالله ليست الامامة بالكبر و الصغر، هكذا عهد الينا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و هكذا وجدناه مكتوبا في اللوح و الصحيفة، قلت: يابن رسول الله كم عهد اليكم نبيكم أن يكون الأوصياء بعده، قال عليه‌السلام: وجدناه في الصحيفة و اللوح، اثني عشر اسما مكتوبة امامتهم، و أسماء [ صفحه 248] آبائهم و أمهاتهم، ثم قال عليه‌السلام: يخرج من صلب محمد ابني، سبعة من الأوصياء، فيهم المهدي عليه‌السلام [657] .

شعر

و كان يقول عليه‌السلام: اني لأكتم من علمي جواهره كيلا يري الحق ذو جهل فيفتتنا و قد تقدم في هذا أبوحسن الي الحسين و أوصي قبله الحسنا فرب جوهر علم لو أبوح به لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا و لاستحل رجال المسلمون دمي يرون أقبح ما يأتونه حسنا [658] .

شعر

و أيضا كان يقول عليه‌السلام: نحن بنو المصطفي ذوو غصص يجرعها في الأنام كاظمنا عظيمة في الأنام محنتنا أولنا مبتلي و آخرنا يفرح هذا الوري بعيدهم و نحن أعيادنا مآتمنا و الناس في الأمن و السرور يا من طول الزمان خائفنا و ما خصصنا به من الشرف الطائل بين الأنام افتنا يحكم فينا، و الحكم لنا جاحدنا حقنا و غاصبنا [659] . [ صفحه 249]

المنجم

و عن عبدالصمد بن علي، قال: دخل رجل علي علي بن الحسين عليه‌السلام: فقال عليه‌السلام: من أنت؟ قال: أنا منجم، قال: فأنت عراف [660] ، قال فنظر اليه ثم قال: هل أدلك علي رجل قد مر قبل أن دخلت علينا في أربع عشر عالما [661] ، كل عالم أكبر من الدنيا ثلاث مرات لم يتحرك من مكانه، قال: من هو؟ قال: أنا، و ان شئت أنبأتك بما أكلت و ما دخرت. قال: نبئني في نسخة [662] .

حقوق الحيوان

و قال عليه‌السلام: للدابة علي صاحبها ست خصال، بيده يعلفها اذا نزل، و يعرض عليها الماء اذا مر به، و لا يضربها الا علي الحق، و لا [ صفحه 250] يحملها الا ما تطيق، و لا يكلفها من السير الا طاقتها، و لا يقف عليها الا فراقا [663] .

الحكمة

و قال عليه‌السلام: لا تحتقروا اللؤلؤة النفيسة، أن تجلبها من الكبا الخسيسة، فان أبي حدثني قال: سمعت أميرالمؤمنين عليه‌السلام يقول: ان الكلام من الحكمة، لتلجلج في صدر المنافق، نزاعا الي مظانها حتي يلفظ بها، فيسمعها المؤمن، فيكون أحق بها و أهلها، فيلقفها [664] .

احسان النبي و الامام

و قال عليه‌السلام: ان كان الأبوان، عظم حقهما علي أولادهما لاحسانهما اليهم، فاحسان محمد و علي صلوات الله عليهما و علي أبنائهما، الي هذه الأمة أجل و أعظم، فهما أحق بأن يكونا أبويهم [665] .

حب أهل البيت

و قال عليه‌السلام: من أحبنا لا لدنيا يصيبها هنا، و عادي عدونا لا لشحناء كانت بينه و بينه، أتي يوم القيامة مع محمد و علي و ابراهيم [666] .

الشيعة

و قال عليه‌السلام: طوبي لشيعتنا، المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا، الثابتين علي موالاتنا، و البراءة من أعدائنا، أولئك منا و نحن منهم، رضوا بنا أئمة، [ صفحه 251] و رضينا بهم شيعة، فطوبي لهم، هم و الله معنا في درجتنا يوم القيامة [667] .

الآلات الموسيقية

و قال عليه‌السلام: لا يقدس الله أمة فيها بربط [668] يقعقع، و ناية تفجع [669] .

الدفاع عن المال

و قال عليه‌السلام: من اعتدي عليه في صدقة ماله، فقاتل و قتل فهو شهيد [670] .

حق الأسير

و قال عليه‌السلام: الأسير اذا أسلم، حقن دمه، و صار فيئا [671] .

دفع الأذي عن المؤمن

و قال عليه‌السلام: من رد عن قوم مسلمين عادية نار، أو ماء، وجبت له الجنة [672] .

النوم قبل طلوع الشمس

و قال عليه‌السلام: لا تنم قبل طلوع الشمس، فان الله يقسم أرزاق العباد [ صفحه 252] في ذلك الوقت، و يجريها علي أيدينا [673] .

حجوا تصحوا

و قال عليه‌السلام: حجوا و اعتمروا، لتصح أبدانكم، و تتسع أرزاقكم، و تكفون مؤونات عيالاتكم [674] .

كسوة المؤمن

و قال عليه‌السلام: من كسا مؤمنا كساه الله من الثياب الخضر، و لا يزال في ضمان الله ما دام عليك سلك [675] .

الذكر

و قال عليه‌السلام: بادروا الي رياض الجنة، فقيل له: و ما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر [676] .

التجارة

و قال عليه‌السلام: تسعة أعشار الرزق في التجارة، و الباقي في الغنم.

الحاج

و قال عليه‌السلام: الحاج مغفور له، و موجب له الجنة، و مستأنف به العمل، و محفوظ في أهله و ماله [677] . [ صفحه 253]

يوم عرفة

و سمع عليه‌السلام رجلا يسأل الناس يوم عرفة: فقال عليه‌السلام: ويحك، أغير الله تسأل في هذا المقام، انه ليرجي ما في بطون الحبالي، أن يكون سعيدا. و في رواية أخري: لما في بطون الجبال، أن يكون الجبال سعيدا [678] .

فضل الحاج

و قال عليه‌السلام: استبشروا بالحاج اذا قدموا، و صافحوهم و عظموهم، تشاركوهم في الأجر، قبل أن تخالطهم الذنوب [679] .

حجاب النساء

و قال عليه‌السلام: لا تنزلوا النساء الغرف، و لا تعلموهن الكتابة، و علموهن الغزل، و سورة النور [680] .

الذاكر لله تعالي

و قال عليه‌السلام: الصواعق تصيب المؤمن و غيره، و لا تصيب الذاكر لله تعالي [681] . [ صفحه 254]

السحور

و قال عليه‌السلام: تسحروا و لو بجرع من الماء، فان لله تعالي ملائكة، يصلون علي المتسحرين بالأسحار و المستغفرين [682] .

حدثوا الناس بما يعرفونه

و قال عليه‌السلام: حدثوا الناس بما يعرفونه، و لا تحملوهم ما لا يطيقون، فتغرونهم بنا [683] . و قال عليه‌السلام: من خلف حاجا في أهله و ماله، كان له كأجره، حتي كأنه يستلم الأحجار [684] .

الجنة

و قال عليه‌السلام: لا يدخل الجنة، الا من خلص من آدم [685] .

نصيحة

و قال عليه‌السلام: يا معشر قريش، انكم تحبون الماشية، فأقلوا منها، فانكم بأرض يقل فيها المطر، و احرثوا فان الحرث مبارك [686] . [ صفحه 255]

الخضاب

و قال عليه‌السلام: الخضاب يجلو البصر، و ينبت الشعر، و يطيب الريح، و يسكن الزوجة [687] .

الصوم

و قال عليه‌السلام: الصوم في الشتاء، الغنيمة الباردة [688] .

ادب العظام

و قال عليه‌السلام: لا تنهكوا للعظام، فان للجن فيها نصيبا، فان فعلتم ذهب من البيت، ما هو خير من ذلك [689] .

منافع الزرع

و قال عليه‌السلام: ما أزرع الزرع بطلب الفضل فيه، و ما أزرعه الا ليناله المغتر، و ذو الحاجة، و لتنال القبرة منه، خاصة من الطير [690] .

الجزع

و كان لعلي بن الحسين عليهماالسلام جليس مات ابن له، فجزع عليه جزعا شديدا، فعزاه عليه‌السلام، فقال: يابن رسول الله ان ابني كان مسرفا علي نفسه: فقال عليه‌السلام: لا تجزع فان من ورائه ثلاث خلال، أولهن شهادة أن لا [ صفحه 256] اله الا الله، و أن محمدا رسول الله، و الثانية شفاعة جدي عليه‌السلام، و الثالثة رحمة الله التي وسعت كل شي‌ء، فأين يخرج ابنك عن واحدة من هذه الخلال [691] .

الامام المهدي

و قال له حذلم بن بشير: صف لي خروج المهدي عليه‌السلام، و عرفني دلائله و علاماته: فقال عليه‌السلام: قبل خروجه يكون رجلا، يقال له عوف الشبلي بأرض الجزيرة، و يكون مأواه تكريت [692] ، و قتله بمسجد دمشق، ثم يكون خروج شعيب بن صالح بسمرقند، ثم يخرج السفياني الملعون من الواد اليابس [693] ، و هو من ولد عتبة ابن أبي‌سفيان الملعون، فاذا ظهر الملعون، أخذ في المهدي عليه‌السلام، ثم يخرج بعد ذلك، و قام المقعدون علي فرشهم ثلاثمائة عشر رجلا عدة أهل بدر، فيصبحون بمكة، و هو قول الله تعالي: (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا) [694] و هو أصحاب القائم عليه‌السلام [695] . و قال عليه‌السلام: اذا علي نجفكم السيل و المطر، و ظهرت النار في الحجاز و المدن، و ملكت بغداد الترك، فتوقعوا ظهور القائم المنتظر [696] . [ صفحه 257]

الامام المهدي

و في خبر آخر قال عليه‌السلام: العلم من النجف، و ظهوره في بلدة قم، يقال قم و الري، دليل علي ظهوره. و قال عليه‌السلام: في القائم سنة من سبعة أنبياء: سنة من آدم عليه‌السلام، و سنة من نوح، و سنة من ابراهيم، و سنة من موسي، و سنة من عيسي، و سنة من أيوب، و سنة من محمد صلي الله عليه و آله و سلم، فأما من آدم و نوح، فطول العمر، يطيل الله عمره في غيبته، ثم يظهره في صورة شاب دون أربعين سنة، و أما من ابراهيم فخفاء الولادة، و اعتزال الناس. و أما من موسي، فالخوف و الغيبة. و أما من عيسي، فاختلاف الناس فيه. فمنهم من يقول: ما ولد، و منهم من يقول: مات، و منهم من يقول: قتل و صلب. و أما من أيوب، فالفرج بعد البلوي. و أما من محمد صلي الله عليه و آله و سلم، فالخروج بالسيف. و عن أبي‌خالد الكابلي قال: دخلت علي علي بن الحسين و هو جالس في محرابه، فجلست حتي أثني، و أقبل علي بوجهه يمسح بيده لحيته، فقلت: يا مولاي أخبرني كم يكون الأئمة بعدك [697] .

عدد الأئمة

فقال عليه‌السلام: ثمانية، (قلت: فكيف ذاك) قال: لأن الأئمة بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اثنا عشر اماما، عدد الأسباط، ثلاثة من الماضين، و أنا الرابع، و ثمانية من ولدي، أئمة أبرار، من أحبنا و عمل بأمرنا، كان في السنام الأعلي، و من أبغضنا وردنا، أو رد واحدا منا، فهو كافر بالله و بآياته [698] . [ صفحه 258]

الولاية في غيبة الامام

و قال عليه‌السلام: من ثبت علي ولايتنا في غيبة قائمنا، أعطاه الله أجر ألف شهيد، مثل شهداء بدر و أحد [699] .

ثورة الهاشميين قبل المهدي

و قال عليه‌السلام: و الله لا يخرج واحد منا، قبل خروج القائم عليه‌السلام، الا كان مثله مثل فرخ، طار من وكره، قبل أن يستوي جناحاه، فأخذه الصبيان فعبثوا به [700] .

انصار الامام

و قال عليه‌السلام: اذا قام قائمنا، أذهب الله (عزوجل) من شيعتنا العاهة، و جعل قلوبهم كزبر الحديد، و جعل قوة الرجل منهم، قوة أربعين رجلا، و يكونون حكام الأرض و سنامها [701] [702] .

مقام أهل البيت

و قال عليه‌السلام: و الذي بعث محمدا بالحق بشيرا و نذيرا، أن الأبرار منا أهل البيت، و شيعتهم بمنزلة موسي و شيعته، و أن عدونا و أشياعهم بمنزلة فرعون و أشياعه [703] . [ صفحه 259] و قال عليه‌السلام: ما ينقم الناس [704] منا، فنحن والله شجرة النبوة، و بيت الرحمة و معدن العلم، و مختلف الملائكة [705] .

فضل أميرالمؤمنين

و قال عليه‌السلام: ان في اللوح المحفوظ، تحت العرش مكتوب: علي بن أبي‌طالب أميرالمؤمنين عليه‌السلام [706] .

علم الأنوار

و قال عليه‌السلام: ان الله خلق محمدا صلي الله عليه و آله و سلم و عليا و أحد عشر من ولده من نور عظمته، فأقامهم أشباحا في ضياء نوره قبل خلق الخلق، يسبحون الله و يقدسونه، و هم الأئمة من ولد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [707] .

من كنت مولاه

و عن أبي‌اسحاق قال قلت لعلي بن الحسين عليه‌السلام: ما معني قول النبي صلي الله عليه و آله و سلم: من كنت مولاه فعلي مولاه؟. قال عليه‌السلام: أخبرهم أنه الامام من بعده [708] . [ صفحه 260]

طينة المؤمن و طينة الكافر

و قال عليه‌السلام: ان الله خلق النبيين من طينة عليين قلوبهم و أبدانهم، و خلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة، و جعل خلق أبدان المؤمنين من دون ذلك، و خلق الكفار من طينة سجين قلوبهم و أبدانهم، و خلق بين الطينتين، فمن هذا يلد المؤمن الكافر، و يلد الكافر المؤمن، و هاهنا يصيب المؤمن السيئة، و من هاهنا يصيب الكافر الحسنة، فقلوب المؤمنين تحن الي ما خلقوا منه، و قلوب الكافرين تحن الي ما خلقوا منه [709] .

ثواب الدمعة علي أبي‌عبدالله

و قال عليه‌السلام: أيما مؤمن دمعت عيناه بقتل الحسين بن علي عليهماالسلام دمعة [710] ، حتي تسيل علي خذه بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، و أيما مؤمن دمعت عيناه حتي تسيل علي خده، لأذي مسنا من عدونا في الدنيا، بوأه الله مبوأ صدق في الجنة، و أيما مؤمن مسه أذي فينا، فدمعت عيناه، حتي يسيل دمعه علي خديه من مصاحبة ما أوذي فينا، صرف الله عن وجهه الأذي، و آمنه يوم القيامة من سخط النار [711] . [ صفحه 261]

اهل البيت أعلم بالسنة

و قيل: تشاجر هو، و بعض الناس في مسألة من الفقه: قال عليه‌السلام: يا هذا، انك لو صرت الي منازلنا، لأريناك آثار جبرائيل في رحالنا، أفيكون أحد أعلم بالسنة منا [712] .

فضل أهل البيت

و سأل رجل علي بن الحسين زين‌العابدين عليهماالسلام فقال له: أخبرني يا ابن رسول الله بماذا فضلتم الناس جميعا و سدتموهم؟ فقال عليه‌السلام: أنا أخبرك بذلك، اعلم أن الناس لا يخلون من أن يكونوا أحد ثلاثة: اما أسلم علي يد جدنا صلي الله عليه و آله و سلم فهو مولانا، و نحن سادته، و الينا يرجع بالولاء، أو رجل قاتلنا فقتلناه فمضي الي النار، أو رجل أخذنا منه جزية عن يد و هو صاغر، و لا رابع للقوم، فاي فضل لم نحزه، و شرف لم نحصله بذلك [713] .

علم أميرالمؤمنين

و قال عليه‌السلام: علم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عليا ألف كلمة، كل كلمة تفتح ألف كلمة. و في رواية أخري هذه الزيادة: و الألف كلمة، تفتح كل كلمة ألف [714] . [ صفحه 262]

فضل أهل البيت

و قال عليهم‌السلام: فينا نزلت هذه الآية: (و أولوا الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله) [715] و فينا نزلت هذه الآية: (و جعلها كلمة باقية في عقبه) [716] و الامامة في عقب الحسين بن علي بن أبي‌طالب عليهم‌السلام، و ان للغائب منا غيبتان، أحدهما أطول من الأخري، أما الأولي فستة أيام، أو ستة أشهر، أو ستة سنين، و أما الأخري، فيطول أمدها حتي يرجع عن هذا الأمر، أكثر من يقول به، فلا يلبث عليه الا من قوي يقينه، و صحت معرفته، و لم يجد في نفسه حرجا مما قضينا، و سلم لنا أهل البيت [717] .

طاعة أهل البيت

و عن أبي‌خالد الكابلي، قال: قلت للامام زين‌العابدين عليه‌السلام: سيدي أخبرني بالذين فرض الله علينا طاعتهم، و أوجب علي عباده الاقتداء بهم بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ فقال عليه‌السلام: يا كنكر، ان الذين جعلهم الله أئمة للناس، و أوجب عليهم طاعتهم: أميرالمؤمنين علي بن أبي‌طالب عليه‌السلام، ثم الحسن و الحسين ابنا علي بن أبي‌طالب عليهم‌السلام، ثم انتهي الأمر الينا، وسكت. فقلت له: يا سيدي روي لنا عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام أن الأرض لا تخلو عن حجة الله علي عباده، فمن الحجة و الامام بعدك؟ فقال: الامام ابني محمد، فاسمه في التوراة باقر، يبقر العلم بقرا، [ صفحه 263] هو الحجة و الامام بعدي، و من بعد محمد ابنه جعفر عليه‌السلام، و اسمه عند أهل السماء الصادق، فقلت له: فكيف صار اسمه صادق، و كلكم صادقون؟ فقال عليه‌السلام: حدثني أبي عن أبيه، أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: اذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي‌طالب، فسموه الصادق، لأن الخامس من ولده، الذي اسمه جعفر، يدعي الامامة، افتراء علي الله و كذبا عليه، فسموه جعفر الكذاب، المفتري علي الله، و المدعي لما ليس له بأهل، المخالف علي أبيه، و الحاسد لأخيه، ذلك اليوم الذي يروم كشف سر الله، عند غيبة ولي الله. ثم بكي علي بن الحسين بكاء شديدا، قال: ثم قال: كاني بجعفر الكذاب، و قد حمل طاغية زمانه، علي تفتيش أمر ولي الله، و المغيب في حفظ الله، و التوكيل بحرم أبيه، جهلا منه بولادته، و حرصا علي قتله ان ظفر به، طمعا في ميراث أبيه، حتي يأخذه بغير حق. فقال أبوخالد الكابلي: فقلت له: يا ابن رسول الله، و ان ذلك لكان، فقال: أي و ربي، ان ذلك لكائن، عندنا في الصحيفة التي ذكر فيها المحن، التي تجري علينا بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. قال: فقلت له: يا ابن رسول الله! ثم بماذا يكون؟ قال: ثم تمتد الغيبة بولي الله، الثاني عشر من أوصياء رسول الله و الأئمة بعده، يا أباخالد الكابلي، ان أهل زمان غيبته، و القائلين بامامته، و المنتظرين لظهوره، أفضل من أهل كل زمان، لأن الله تعالي ذكره، أعطاهم من العقول و الأفهام و المعرفة، ما صارت بهم الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، و جعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بالسيف، أولئك المخلصون حقا، و شيعتنا [ صفحه 264] صدقا، و الدعاة الي دين الله سرا و جهرا [718] .

انتظار الفرج

و قال عليه‌السلام: انتظار الفرج من أفضل العمل.

تأبين الامام الحسين و دفنه

و لما أراد أن يواري جسد أبيه الامام أبي‌عبدالله الحسين عليه‌السلام المقدس، اعتنقه و بكي بكاء عاليا، ثم بسط كفيه تحت ظهره: و قال عليه‌السلام: بسم الله و في سبيل الله، و علي ملة رسول الله، صدق الله و رسوله، ما شاء الله لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم. ثم وضع خده علي منحره الشريف قائلا: طوبي لأرض تضمنت جسدك الطاهر، فان الدنيا بعدك مظلمة، و الآخرة بنورك مشرقة، أما الليل فمسهد، و الحزن سرمد، أو يختار الله لأهل بيتك، دارك التي فيها أنت مقيم، و عليك مني السلام يابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و رحمة الله و بركاته. و كتب علي القبر: هذا قبر الحسين بن علي بن أبي‌طالب، الذي قتل عطشانا. ثم مشي الي قبر عمه العباس عليه‌السلام، و جاء ليواريه وقع عليه، يلثم نحره المقدس قائلا: [ صفحه 265] علي الدنيا بعدك العفا يا قمر بني‌هاشم، و عليك مني السلام من شهيد محتسب، و رحمة الله و بركاته [719] .

ثبات الامام الحسين

و عن أبي‌جعفر الثاني عن آبائه عليهم‌السلام قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام: لما اشتد الأمر بالحسين عليه‌السلام، نظر من كان معه فاذا هو بخلافهم، لأنهم كلما اشتد الأمر، تغيرت ألوانهم، و ارتعدت فرائصهم، و وجلت قلوبهم، و كان الحسين عليه‌السلام و بعض من معه، من خصائصه تشرق ألوانهم، و تهدأ جوارحهم، و تسكن نفوسهم. و قال عليه‌السلام لعمته زينب الكبري عليهاالسلام، بعد أن خطبت تلك الخطبة الدامية [720] ، في غدر أهل الكوفة حين دخلتها، بعد مقتل أخيها الامام الحسين عليه‌السلام [721] . فقال عليه‌السلام: يا عمة اسكتي، ففي الباقي من الماضي اعتبار، و أنت بحمدالله عالمة غير معلمة، و فهمة غير مفهمة، ان البكاء و الحنين لا يردان من قد أباده الدهر [722] .

تذكر الامام لمصيبة عمه العباس

و عن أبي‌حمزة الثمالي، قال: نظر علي بن الحسين عليهماالسلام يوما الي [ صفحه 266] عبيدالله بن العباس بن علي عليه‌السلام فاستعبر [723] . ثم قال عليه‌السلام: ما من يوم أشد علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من يوم أحد، قتل فيه عمه حمزة بن عبدالمطلب، أسد الله و أسد رسوله، و بعده يوم مؤتة، قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي‌طالب عليهماالسلام. ثم قال: لا يوم كيوم الحسين، ازدلف اليه ثلاثون ألف رجل، يزعمون أنهم من هذه الأمة، كل يتقرب الي الله (عزوجل) بدمه، و هو بالله يذكرهم فلا يتعظون، حتي قتلوه بغيا و ظلما و عدوانا. ثم قال: رحم الله عمي العباس، فلقد آثر و أبلي، وفدي أخاه بنفسه حتي قطعت يداه، فأبدله الله (عزوجل) جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة، كما جعل لجعفر بن أبي‌طالب، و أن للعباس عند الله تبارك و تعالي منزلة، يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة [724] .

الغلو و أهل البيت

و عن أبي‌خالد الكابلي، قال: سمعت علي بن الحسين عليه‌السلام: يقول عليه‌السلام: ان اليهود أحبوا عزيرا حتي قالوا فيه ما قالوا، فلا عزير منهم، و لا هم من عزير، و أن النصاري أحبوا عيسي، حتي قالوا فيه ما قالوا، فلا عيسي منهم، و لا هم من عيسي، و انا علي سنة من ذلك، ان قوما من شيعتنا سيحبونا، حتي يقولون فينا ما قالت اليهود في عزير، و ما قالت النصاري في عيسي، فلا هم منا و لا نحن منهم [725] . [ صفحه 267]

فضل أهل البيت

و قال عليه‌السلام: نحن الفلك الجارية في اللجج، يأمن من ركبها، و يغرق من تركها، و أن الله تبارك و تعالي أخذ ميثاق من يحبنا، و هم في أصلاب آبائهم، فلا يقدرون علي ترك ولايتنا، لأن الله (عزوجل) جعل جبلتهم علي ذلك [726] .

ملك الأسعار

و قال عليه‌السلام: ان الله تعالي و كل بالأسعار ملكا يدبرها، فلن يغلو من قلة، و لن يرخص من كثرة [727] .

التقية

و قال عليه‌السلام (لما ذكرت التقية عنده): و الله لو علم أبوذر ما في قلب سلمان لقتله، و لقد آخا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بينهما، فما ظنكم بسائر الخلق، ان علم العلماء صعب مستصعب، لا يحتمله الا نبي مرسل، أو ملك مقرب، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان. فقال: و انما صار سلمان من العلماء، لأنه امري‌ء منا أهل البيت، فلذلك نسبته الي العلماء [728] .

سبي أهل البيت

و سأله ابنه الامام محمد الباقر عليه‌السلام: عن حمل يزيد له: [ صفحه 268] فقال عليه‌السلام: حملني علي بعير يظلع بغير وطاء، و رأس أبي‌الحسين عليه‌السلام علي علم، و نسوتنا خلفي علي بغال مؤكفة، و الفارطة [729] خلفنا، و حولنا بالرماح، ان دمعت من أحدنا عين قرع رأسه بالرمح، حتي اذا دخلنا دمشق، صالح صائح يا أهل الشام، هؤلاء سبايا أهل البيت الملعون [730] .

عبادة الامام السجاد

و قال له جابر بن عبدالله الأنصاري لما دخل عليه و وجده في محرابه قد أنضته العبادة [731] : يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، أما علمت أن الله انما خلق الجنة لكم و لمن أحبكم، و خلق لنار لمن أبغضكم و عاداكم، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك [732] . فقال علي بن الحسين عليه‌السلام: يا صاحب رسول الله، أما علمت أن جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر، فلم يدع الاجتهاد له، و تعبد بأبي هو و أمي حتي انتفخ الساق و ورم القدم. و قيل له: أتفعل هذا، و قد غفر الله لك، ما تقدم من ذنبك، و ما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا. فلما نظر جابر الي علي بن الحسين عليه‌السلام، و ليس يغني فيه قول من يستمليه. [ صفحه 269] قال: يابن رسول الله، البقيا [733] علي نفسك، فانك من أسرة بهم يستدفع البلاء، و تستكشف اللاواء [734] ، و بهم تستمطر السماء. فقال: يا جابر، لا أزال علي منهاج أبوي، متأسيا بهما صلوات الله عليهما حتي ألقاهما. فأقبل جابر علي من حضر، فقال لهم: ما رؤي من أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين الا يوسف بن يعقوب، و الله لذرية علي بن الحسين، أفضل من ذرية يوسف [735] .

عظمة الامام السجاد

و عن عبدالله بن مبارك، قال: حججت بعض السنين فيما أنا سائر في عرض الحاج، و اذا صبي سباعي أوثماني [736] و هو يسير في ناحية من الحاج، بلا زاد و لا راحلة، فتقدمت اليه، و سلمت عليه، و قلت له: مع من قطعت البر؟ فقال الامام عليه‌السلام: مع الباري، فكبر في عيني، فقلت: يا ولدي أين زادك و أين راحلتك فقال الامام: زادي تقواي، و راحلتي رجلاي، و قصدي مولاي، فعظم في نفسي، فقلت: يا ولدي ممن تكون أنت؟ فقال الامام: مطلبي، فقلت: أبن لي، فقال الامام: هاشمي، فقلت: ابن لي؟ فقال الامام: علوي فاطمي، فقلت: يا سيدي، هل قلت شيئا من الشعر، [ صفحه 270] فقال الامام: نعم، فقلت: أنشد لي من شعرك فأنشد: لنحن علي الحوض رواده [737] . يفوز و يسعد وراده و ما فاز من فاز الا بنا و ما خاب من حبنا زاده و من سرنانال منا السرور و من ساءنا ساء ميلاده و من كان غاصبنا حقنا فيوم القيامة ميعاده ثم غاب عن عيني، الي أن أتيت مكة فقضيت حجتي و رجعت، فأتيت الأبطح [738] فاذا بحلقة مستديرة، فاطلعت لأنظر من بها، فاذا هو صاحبي، فسألت عنه، فقيل: هذا زين‌العابدين عليه‌السلام [739] .

آل‌عقيل

و كان عليه‌السلام يعطف علي آل‌عقيل، و يقدمهم علي غيرهم من آل‌جعفر فقيل له في ذلك: قال عليه‌السلام: اني لأذكر يومهم مع أبي‌عبدالله الحسين بن علي فأرق لهم [740] . [ صفحه 271]

ادب الانتساب الي الرسول

و قيل له عليه‌السلام: اذا سافرت كتمت نفسك أهل الرفقة. فقال عليه‌السلام: أكره أن آخذ برسول الله ما لا أعطي مثله، و في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني: قال نافع: قال علي بن الحسين عليه‌السلام: ما أكلت بقرابتي من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم شيئا قط [741] .

تواضع الامام

و قال نافع بن جبير له عليه‌السلام: انك تجالس أقواما دونا: فقال له عليه‌السلام: اني أجالس من أنتفع بمجالسته في ديني [742] .

الزهري

و حج عليه‌السلام، فقيل له: هل لك في الزهري؟ فقال عليه‌السلام: ان لي فيه: قال أبوالعباس: هكذا كلام العرب، ان لي فيه لا يقال غيره. فدخل عليه فقال له: اني أخاف عليك من قنوطك ما لا أخاف عليك من ذنبك، فابعث بدية مسلمة الي أهله، و أخرج الي أهلك، و معالم دينك [743] [744] . [ صفحه 272]

الصوم

وروي أيضا الزهري قال: قال لي علي بن الحسين عليه‌السلام يوما: يا زهري من أين جئت؟ فقلت: من المسجد، قال: فيم كنتم؟ قلت: تذاكرنا أمر الصوم، فاجتمع رأيي و رأي أصحابي علي أنه ليس من الصوم واجب الا صوم شهر رمضان. فقال عليه‌السلام: يا زهري: ليس كما قلتم، الصوم علي أربعين وجها، فعشرة أوجه منها واجبة، كوجوب شهر رمضان، و عشرة أوجه منها صيامهن حرام، و أربعة عشر وجها منها صاحبها فيها بالخيار، ان شاء صام، و ان شاء أفطر. و صوم الاذن علي ثلاثة أوجه، و صوم التأديب، و صوم الاباحة، و صوم السفر و المرض. قلت: جعلت فداك فسرهن لي، قال: أما الواجبة فصيام شهر رمضان، و صيام شهرين متتابعين في كفارة الظهار، لقول الله تعالي: (و الذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا)، الي قوله: (فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين) [745] . و صيام شهرين متتابعين فيمن أفطر يوما من شهر رمضان، و صيام شهرين متتابعين في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق واجب، لقول الله (عزوجل): (و من قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة الي أهله) [ صفحه 273] الي قوله (عزوجل): (فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله و كان الله عليما حكيما) [746] . و صوم ثلاثة أيام في كفارة اليمين واجب، قال الله (عزوجل): (فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم اذا حلفتم) [747] . هذا لمن لا يجد الاطعام كل ذلك متتابع، و ليس بمتفرق. و صيام أذي حلق الرأس واجب، قال الله تعالي: (فمن كان منكم مريضا أو به أذي من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) [748] . و صاحبها فيها بالخيار، فان صام، صام ثلاثة أيام. و صوم المتعة واجب لمن لم يجد الهدي قال الله (عزوجل): (فمن تمتع بالعمرة الي الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج و سبعة اذا رجعتم تلك عشرة كاملة). و صوم جزاء الصيد واجب قال الله (عزوجل): (و من قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما) [749] . أو تدري كيف يكون عدل ذلك صياما يا زهري؟ قال: قلت: لا أدري، قال: يقوم الصيد قيمة [750] ، ثم تفض تلك القيمة علي البر، ثم يكال ذلك البر أصواعا، فيصوم لكل نصف صاع يوما. و صوم النذر واجب، و صوم الاعتكاف واجب. [ صفحه 274] و أما الصوم الحرام، فصوم يوم الفطر و يوم الأضحي، و ثلاثة أيام من أيام التشريق، و صوم يوم الشك، أمرنا به، و نهينا عنه، أمرنا به أن نصوم مع صيام شعبان و نهينا عنه أن ينفرد الرجل بصيامه، في اليوم الذي يشك فيه الناس. فقلت له: جعلت فداك، فان لم يكن صيام من شعبان كيف يصنع؟ قال: ينوي ليلة الشك أنه صائم من شعبان، فان كان من شهر رمضان أجزأ عنه، و ان كان من شعبان لم يضره. فقلت: و كيف يجزي‌ء صوم تطوع عن فريضة؟ فقال: لو أن رجلا صام يوما من شهر رمضان تطوعا، و هو يعلم أنه من شهر رمضان ثم علم [751] بعد ذلك لأجزأ عنه، لأن الفرض انما وقع علي اليوم بعينه. و صوم الوصال حرام [752] ، و صوم الصمت حرام، و صوم نذر المعصية حرام، و صوم الدهر حرام. [ صفحه 275] و أما الصوم الذي صاحبه فيه بالخيار، فصوم يوم الجمعة، و الخميس، و صوم البيض [753] ، و صوم ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان، و صوم يوم عرفة، و صوم يوم عاشوراء، فكل ذلك صاحبه فيه بالخيار، ان شاء صام، و ان شاء أفطر. و أما صوم الاذن، فالمرأة لا تصوم تطوعا الا باذن زوجها، و العبد لا يصوم تطوعا، الا باذن مولاه، و الضيف لا يصوم تطوعا الا باذن صاحبه، قال صلي الله عليه و آله و سلم: من نزل علي قوم، فلا يصوم تطوعا الا باذنهم. و أما صوم التأديب، فأن يؤخذ الصبي اذا راهق [754] بالصوم تأديبا و ليس بفرض، و كذلك المسافر اذا أكل من أول النهار، ثم قدم أهله، أمر بالامساك بقية يومه، و ليس بفرض. و أما صوم الاباحة لمن أكل أو شرب ناسيا أو قاء من غير تعمد، فقد أباح الله له ذلك و أجزأ عنه صومه. و أما صوم السفر و المرض، فان العامة قد اختلفت في ذلك، فقال قوم: يصوم، و قال آخرون: لا يصوم، و قال قوم: ان شاء صام، و ان شاء أفطر [755] . و أما نحن فنقول: يفطر في الحالين جميعا، فان صام في السفر، أو في حال المرض (فهو عاص) فعليه القضاء، فان الله (عزوجل) يقول: (و من كان منكم مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر) [756] [757] . [ صفحه 276]

الكميت الشاعر

و لما دخل الكميت عليه عليه‌السلام فقال له: مدحتك بما أرجو أن يكون لي وسيلة عند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، ثم أنشد قصيدته التي أولها: من لقلب متيم مستهام غير ما صبوة و لا أحلام فلما أتي علي آخرها: قال عليه‌السلام: ثوابك نعجز عنه، ولكن ما عجزنا عنه، فان الله لا يعجز عن مكافأتك، اللهم اغفر للكميت... ثم قال: اللهم ان الكميت جاد في آل رسولك، و ذرية نبيك بنفسه حين ضن الناس، و أظهر ما كتمه غيره من الحق، فأحيه سعيدا، و أمته شهيدا، و أره الجزاء عاجلا، و أجزل له جزيل المثوبة آجلا، فانا قد عجزنا عن مكافأته. قال الكميت: ما زلت أعرف بركة دعائه [758] .

زيد الشهيد

و استشار زيد أباه عليه‌السلام في الخروج فنهاه [759] . [ صفحه 277] و قال عليه‌السلام: أخشي أن تكون المقتول المصلوب، أما علمت أنه لا يخرج أحد من ولد فاطمة قبل خروج السفياني الا قتل، فكان كما قال عليه‌السلام [760] .

نسل العباس عم النبي

و عن أبي‌الطفيل عن الامام الباقر عليه‌السلام أنه قال أبوه عليه‌السلام في حديث: أما أنه في صلبه، يعني ابن‌عباس، وديعة ذريت لنار جهنم سيخرجون أقواما من دين الله أفواجا، و ستصبغ الأرض بدماء فراخ من فراخ آل محمد عليهم‌السلام، تنهض تلك الفراخ في غير وقت، و تطلب غير مدرك، و يرابط الذين آمنوا، و يصبرون، و يصابرون حتي يحكم الله، و هو خير الحاكمين [761] .

ما أقل الحجيج

و كان عليه‌السلام واقفا بعرفات، و معه الزهري: فقال عليه‌السلام: كم تقدر ههنا من الناس؟ قال الزهري: أقدر أربعة ألاف كلهم حجاج، قصدوا الله بأموالهم، و يدعونه بضجيج أصواتهم. فقال عليه‌السلام: يا زهري، ما أكثر الضجيج و أقل الحجيج. فقال الزهري: أهؤلاء قليل، فعندها أمر الامام أن يدنو منه، فلما دنا [ صفحه 278] منه، مسح بيده المباركة علي وجهه، و قال له: انظر، فعندها قال الزهري: أري هؤلاء كلهم قردة، الا القليل. ثم استدناه و مسح بيده الشريفة علي وجهه، فرأي أولئك خنازير. ثم مسح علي وجهه، فاذا هم دواب الا النفر اليسير. فقال له: بأبي أنت و أمي: أدهشتني آياتك و حيرتني عجائبك. قال عليه‌السلام: يا زهري: ما الحجيج من هؤلاء، الا اليسير من ذلك الجمع الغفير. ثم قال: ان من والي موالينا، و هجر معادينا و وطن نفسه علي طاعتنا، ثم حضر الموقف مسلما الي الحجر الأسود، ما قلده الله من أماناتنا، و وفانا بما ألزمه من عهودنا، فذلك هو الحاج، و الباقون من قد رأيتهم. ثم حدثه بحديث عن أبيه، عن جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، في فضل شيعتهم و الموالين لهم [762] .

الرد علي النواصب

و لما نال الزهري و عروة بن الزبير و ذكرا عليا عليه‌السلام بالسوء، فبلغه ذلك فجاء عليه‌السلام حتي وقف عليهما: فقال عليه‌السلام: أما أنت يا عروة، فان أبي حاكم أباك فحكم لأبي علي أبيك، و أما أنت يا زهري، فلو كنت بمكة لأريتك بيت أبيك [763] . [ صفحه 279]

شعر

و قال عليه‌السلام: لكم ما تدعون بغير حق اذا ميز الصحاح من المراض عرفتم حقنا فجحدتمونا كما عرف السواد من البياض كتاب الله شاهدنا عليكم و قاضينا الاله فنعم قاض [764] .

الله يمهل و لا يهمل

و قال عليه‌السلام: ان معاصي ابليس أعظم من معاصي من كفر باغوائه، فأهلك الله من شاء منهم، كقوم نوح و فرعون، و لم يهلك ابليس و هو أولي بالهلاك، فما باله سبحانه و تعالي أهلك الذين قصروا عن ابليس في عمل الموبقات، و أمهل ابليس مع ايثاره لكشف المحرمات، أما كان ربنا سبحانه حكيما في تدبيره، أهلك هؤلاء بحكمته، و استبقي ابليس، فكذلك هؤلاء الصائدون يوم السبت [765] و القاتلون الحسين عليه‌السلام، يفعل بالفريقين ما يعلم أنه أولي بالصواب و الحكمة: (لا يسأل عما يفعل و هم يسألون) [766] [767] .

الامام السجاد يفحم ابن‌زياد

و قال عليه‌السلام لابن زياد، لما التفت اليه عليه‌السلام فقال: من هذا؟ فقيل علي بن الحسين، فقال: أليس قد قتل الله علي بن الحسين؟ فقال عليه‌السلام: قد كان لي أخ يقال له علي بن الحسين، قتله الناس [ صفحه 280] فقال: بل الله قتله، و في رواية: قال: كان لي أخ يسمي علي، فقتله الناس أو قد قتلتموه، فقال: ان الله قتله. فقال عليه‌السلام: (الله يتوفي الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها) [768] . فقال ابن‌زياد: ألك جرأة علي جوابي، اذهبوا به فاضربوا عنقه. فسمعت به عمته زينب، فقالت: يابن زياد انك لم تبق منا أحدا، فان كنت عزمت علي قتله فاقتلني معه، فكف عنه [769] . فقال عليه‌السلام لعمته: اسكتي يا عمتي حتي أكلمه. ثم أقبل عليه‌السلام، فقال: أبالقتل تهددني يابن زياد، أما علمت أن القتل لنا عادة، و كرامتنا الشهادة [770] .

اهل البيت

و قال رجل له عليه‌السلام: انكم أهل بيت مغفور لكم، فغضب عليه‌السلام. و قال عليه‌السلام: ان الله تعالي يقول: (يا نساء النبي من يأت منكن [ صفحه 281] بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين - الي قوله - نؤتها أجرها مرتين) [771] . ث م قال: انه يجري فينا كل ما أجري في أزواج النبي صلي الله عليه و آله و سلم، لمحسننا ضعفين من الأجر، و لمسيئنا ضعفين من العذاب [772] .

سبايا أهل البيت

و قال سهل بنت عبيد الشهرزوري، كنت حاضرا في دمشق، لما جاؤوا برأس الحسين و أصحابه، و بعده جاؤوا بسبايا أهل البيت، و في مقدمتهم علي بن الحسين، ثم التفت الي الامام، و قلت له: انا من الشيعة الموالين لكم، ليتني كنت معكم، فأكون أول شهيد في نصرتكم، ألك حاجة يا مولاي قل لي: فقال عليه‌السلام: نعم، هل معك شي‌ء من الدراهم؟ قلت: بلي ألف دينار و ألف درهم عندي، فقال: خذ شيئا من ذلك، و ارفعه الي الذي يحمل رأس أبي، و قل له: أن يبتعد عن النساء، ليشتغل الناس بالنظر اليه، عن حرم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. قال سهل: ففعلت فجئت اليه، فقال لي: جزاك الله خيرا، وحشرك معنا في يوم القيامة في زمرتنا، ثم أنشد هذه الأبيات: أقاد ذليلا في دمشق كأنني من الزنج عبد غاب عنه نصير و جدي رسول الله في كل مشهد و شيخي أميرالمؤمنين أمير [773] . [ صفحه 282] فيا ليت أمي لم تلدني و لم أكن يراني يزيد في البلاد أسير [774] [775] .

سبايا أهل البيت

و قال عليه‌السلام: لما وفدنا علي يزيد بن معاوية، أتونا بحبال و ربقونا مثل الأغنام، و كان الحبل بعنقي، و عنق أم‌كلثوم و بكتف زينب، و سكينة و البنات، يساقون، و كلما قصرنا عن المشي، ضربونا حتي أوقفونا بين يدي يزيد، فتقدمت اليه و هو علي سرير ملكه، فقلت: أنشدك الله يا يزيد، ما ظنك برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لو رآنا علي هذه الحالة؟ ثم أمر يزيد بالحبال فقطعت، فكان رأس أبي أمامه، و النساء من خلفه. فقلت له: أتأذن لي بالكلام، فقال: قل و لا تقل هجرا، فقال: لقد وقفت موقفا لا ينبغي لمثلي أن يقول الهجر [776] [777] .

شعر

و كان يقول عليه‌السلام في طريقه الي الشام: ساد العلوج فما ترضي بذا العرب [778] . و صار يقدم رأس الأمة الذنب [ صفحه 283] يا للرجال لما يأتي الزمان به من العجيب الذي ما مثله عجب آل‌الرسول علي الأقتاب عارية و آل‌مروان تسري تحتهم سجب [779] .

شعر

و أيضا يقول عليه‌السلام في ذلك الطريق: هذا الزمان فما تفني عجائبه عن الكرام و لا تفني مصائبه فليت شعري الي كم ذا يحاربنا بصرفه و الي كم ذا نحاربه يسري بنا فوق أعياس بلا وطاء و سائق العيس يحمي عنه عازبه كأننا من بنات الروم بينهم أوكل ما قاله المختار كاذبه كفرتم برسول الله ويحكم يا أمة السوء أخلفتم مذاهبه [780] .

تفسير آية المودة

و عن سعيد بن جبير، أنه سئل علي بن الحسين عليهماالسلام عن هذه الآية: (قل لا أسألكم عيه أجرا الا المودة في القربي) [781] . فقال عليه‌السلام: هي قرابتنا أهل البيت من محمد صلي الله عليه و آله و سلم [782] .

علم الأئمة

و روي عن العالم عليه‌السلام أن علي بن الحسين، أخذ بيد أبي‌حمزه ديران ابن أبي‌صفية الثمالي: [ صفحه 284] فقال عليه‌السلام: يا أباحمزة (علمنا منطق الطير و أوتينا من كل شي‌ء ان هذا لهو الفضل المبين) [783] .

معاوية (لع)

و بلغه عليه‌السلام قول نافع بن جبير، في معاوية حيث قال: كان يسكته الحلم، و ينطقه العلم: فقال عليه‌السلام: كذب، بل كان يسكته الحصر، و ينطقه البطر [784] .

الولاية

و عن أبي‌حمزة الثمالي قال: قال لنا علي بن الحسين زين‌العابدين عليه‌السلام: أي البقاع أفضل؟ فقلت الله و رسوله و ابن رسوله أعلم: قال عليه‌السلام: ان أفضل البقاع ما بين الركن و المقام، و لو أن رجلا عمر ما عمر نوح في قوم ألف سنة الا خمسين عاما، و يصوم النهار و يقوم الليل في ذلك الموضع، ثم لقي الله بغير ولايتنا، لم ينفعه ذلك شيئا [785] .

خوف أهل البيت و أمن الناس

و قيل له: كيف أصبحت؟: فقال عليه‌السلام: أصبحنا خائفين برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أصبح جميع الاسلام آمنين به [786] . [ صفحه 285]

محبة أهل البيت

و يروي أنه مرض، فدخل عليه جماعة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يعودونه، فقالوا: كيف أصبحت يا ابن رسول الله فدتك أنفسنا؟: فقال عليه‌السلام: في عافية، و الله المحمود علي ذلك، فكيف أصبحتم أنتم جميعا؟ قالوا: أصبحنا و الله لك محبين و ادين، فقال لهم: من أحبنا أسكنه الله في ظل ظليل يوم القيامة، يوم لا ظل الا ظله، و من أحبنا يريد مكافأة، كافأه الله عنا الجنة، و من أحبنا لغرض دنياه، أتاه الله رزقه من حيث لا يحتسب [787] .

تعلق الامام بالله سبحانه

و قال طاوس: رأيت رجلا يصلي في المسجد الحرام تحت الميزاب، يدعو و يبكي في دعائه، فجئته حين فرغ من الصلاة، فاذا هو علي بن الحسين عليهماالسلام، فقلت: يا ابن رسول الله، رأيتك علي حالة كذا، و لك ثلاثة أرجو أن تؤمنك من الخوف، أحدها: أنك ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و الثاني: شفاعة جدك، و الثالث: رحمة الله. فقال عليه‌السلام: يا طاوس، أما أني ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فلا يؤمنني، و قد سمعت الله تعالي يقول: (فلا أنساب بينهم يومئذ و لا يتساءلون) [788] ، و أما شفاعة جدي فلا تؤمنني، لأن الله تعالي يقول: (و لا يشفعون الا من ارتضي) [789] ، و أما رحمة الله فان الله تعالي يقول: (ان رحمة الله قريب من [ صفحه 286] المحسنين) [790] ، و لا أعلم أني محسن (كذا في المصدر) [791] .

مقام أهل البيت

و قال عليه‌السلام: ليس بين الله و بين حجته حجاب، فلا لله دون حجته ستر، نحن أبواب الله، و نحن الصراط المستقيم، و نحن عيبة علمه، و نحن تراجمة وحيه، و نحن أركان توحيده، و نحن موضع سره [792] .

الثناء علي الله سبحانه

و عن أبي‌حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال قلت قولك: مجدوا الله في خمس كلمات ما هي؟: فقال عليه‌السلام: اذا قلت سبحان الله و بحمده، رفعت الله تبارك و تعالي عما يقول العادلون [793] به، فاذا قلت لا اله الا الله وحده لا شريك له، فهي كلمة الاخلاص التي لا يقولها عبد الا أعتقه الله من النار، الا المستكبرين و الجبارين، و من قال لا حول و لا قوة الا بالله، فوض الأمر الي الله، و من قال: أستغفر الله و أتوب اليه، فليس بمستكبر و لا جبار، ان المستكبر الذي يصر علي الذنب، الذي قد غلبه هواه فيه، و آثر دنياه علي آخرته، و من قال: الحمد لله، فقد أدي شكر كل نعمة لله (عزوجل) عليه [794] . [ صفحه 287]

بلاء أهل البيت

و لقي المنهال بن عمرو، علي بن الحسين بن علي عليهم‌السلام فقال له كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟: فقال عليه‌السلام: أصبحنا أما تعلم أن لك أن تعلم كيف أصبحت، أصبحنا في قومنا مثل بني‌اسرائيل، يذبحون أبناءهم، و يستحيون نساءهم، و أصبح خير البرية بعد محمد يلعن علي المنابر، و أصبح عدونا يعطي المال و الشرف، و أصبح من يحبنا محقودا منقوصا حقه، و كذلك لم يزل المؤمنون، و أصبحت العجم تعرف للعرب حقها، بأن محمدا كان منها، و أصبحت العرب تعرف لقريش حقها، بأن محمدا كان منها، و أصبحت قريش تفتخر علي العرب، بأن محمدا كان منها، و أصبحت العرب تفتخر علي العجم، بأن محمدا كان منها، و أصبحنا آل محمد لا يعرف لنا حق، هكذا أصبحنا [795] .

جواب الامام للشامي

و عن ديلم بن عمر، قال: دخلت بالشام حتي أتي سبايا آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم، فأقيموا علي باب المسجد حيث تقام للمسجد باب، و فيهم علي بن الحسين عليه‌السلام، فأتاهم شيخ من أشياخ أهل الشام، فقال: الحمد لله الذي قتلكم و أهلككم، و قطع قرون الفتنة، فلم يأل عن شتمهم، فلما انقضي كلامه: قال علي بن الحسين عليه‌السلام: اني قد أنصت لك حتي فرغت من منطقك، و أظهرت ما في نفسك من العداوة و البغضاء، فأنصت لي كما [ صفحه 288] أنصت لك، فقال له: هات، قال علي عليه‌السلام: أما قرأت كتاب الله (عزوجل) قال: نعم فقال له عليه‌السلام: أما قرأت هذه الآية: (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي) [796] ، قال: بلي، فقال: نحن أولئك، فهل تجدلنا في سورة بني‌اسرائيل حقا خاصة دون المسلمين، فقال: لا، فقال: أما قرأت هذه الآية: (وآت ذا القربي حقه) [797] ، قال: نعم، قال علي عليه‌السلام: فنحن أولئك الذين أمر الله نبيه أن يؤتيهم حقهم، فقال الشامي انكم لأنتم هم؟ فقال علي عليه‌السلام: نعم فهل قرأت هذه الآية: (و اعلموا أنما غنمتم من شي‌ء فان لله خمسه و للرسول و لذي القربي) [798] ، فقال له الشامي: بلي، فقال علي عليه‌السلام: فنحن ذو القربي، فهل تجد لنا في سورة الأحزاب حقا خاصة دون الاسلام، فقال: لا، قال علي بن الحسين عليه‌السلام: أما قرأت هذه الآية (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا) [799] ، قال: فرفع الشامي يده الي السماء ثم قال: اللهم اني أتوب اليك ثلاث مرات، اللهم اني أتوب اليك من عداوة آل محمد، و أبرأ اليك ممن قتل أهل بيت محمد، و لقد قرأت القرآن منذ دهر، فما شعرت بها قبل اليوم [800] .

بكاء الامام علي أبيه الحسين

وبكي عليه‌السلام علي أبيه الحسين عليه‌السلام عشرين سنة أو أربعين سنة و ما وضع بين يديه طعام الا بكي، حتي قال له مولي له: جعلت فداك يابن [ صفحه 289] رسول الله، اني أخاف عليك أن تكون من الهالكين، قال عليه‌السلام: انما أشكو أبتي و حزني الي الله، (و اعلم من الله ما لا تعلمون) [801] اني ما أذكر مصرع بني فاطمة، الا خنقتني لذلك العبرة [802] .

حزن الامام السجاد

و قال له مولاه: يا مولاي، أما آن لحزنك أن ينقضي؟: فقال عليه‌السلام: ويحك، ان يعقوب نبي ابن نبي، كان له اثني عشر ولدا، فغيب الله عنه واحدا منهم، فبكي حتي ذهب بصره، واحدودب [803] ظهره، و شاب رأسه من الغم، و كانه ابنه حيا يرجو لقاءه، فاني رأيت أبي، و أخي، و أعمامي و بني أعمامي، و ثمانية عشر مقتلين صرعي تسفي عليهم الريح، فكيف ينقضي حزني، و ترقي عبرتي. و قيل له عليه‌السلام: انك لتبك دهرك، فلو قتلت نفسك لما زدت علي هذا [804] . فقال عليه‌السلام: نفسي قتلتها، و عليها أبكي [805] .

بلاء الأئمة

عن جابر قال: قال علي بن الحسين عليه‌السلام: ما ندري كيف نصنع [ صفحه 290] بالناس؟ ان حدثناهم بما سمعنا من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ضحكوا: و ان سكتنا لم يسعنا قال: فقال ضمرة ابن معبد: حدثنا! فقال: هل تدرون ما يقول عدو الله اذا حمل علي سريره؟ قال: فقلنا: لا، فقال: انه يقول لحمعلته: ألا تسمعون أني أشكو اليكم عدو الله خدعني و أوردني ثم لم يصدرني، و أشكو اليكم اخوانا و اخيتهم فخذلوني، و أشكو اليكم أولادا حاميت عنهم فخذلوني، و أشكو اليكم دارا انفقت فيها حريبتي [806] فصار سكانها غيري، فارفقوا بي و لا تستعجلوا! قال: فقال ضمرة: يا أباالحسن ان كان هذا يتكلم بهذا الكلام يوشك أن يثب علي أعناق الذين يحملونه، قال: فقال علي ابن الحسين عليه‌السلام: اللهم ان كان ضمرة هزأ من حديث رسولك فخذه أخذ أسف قال: فمكث أربعين يوما ثم مات فحضره مولي له قال: فلما دفن أتي علي بن الحسين عليهماالسلام فجلس اليه، فقال له: من أين جئت يا فلان؟ قال: من جنازة ضمرة فوضعت وجهي عليه حين سوي عليه فسمعت صوته و الله أعرفه كما كنت أعرفه و هو حي يقول: ويلك يا ضمرة بن معبد اليوم خذلك كل خليل، و صار مصيرك الي الجحيم، فيها مسكنك و مبيتك و المقيل، قال فقال علي بن الحسين عليه‌السلام: أسأل الله العافية هذا جزاء من يهزأ من حديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [807] .

حلم الامام

أبومحمد الحسن بن محمد، عن جده، عن محمد بن جعفر، و غيره قالوا: وقف علي علي بن الحسين رجل من أهل بيته فأسمعه وشتمه، فلم يكلمه فلما انصرف قال لجلسائه: لقد سمعتم ما قال هذا [ صفحه 291] الرجل، و أنا أحب أن تبلغوا معي اليه حتي تسمعوا مني ردي عليه، قال: فقالوا له: نفعل و لقد كنا نحب أن يقول له و يقول، فأخذ نعليه و مشي و هو يقول: «و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين» فعلمنا أنه لا يقول له شيئا. قال: فخرج حتي أتي منزل الرجل فصرخ به فقال: قولوا له: هذا علي بن الحسين، قال: فخرج الينا متوثبا للشر و هو لا يشك أنه انما جاء مكافئا له علي بعض ما كان منه، فقال له علي بن الحسين: يا أخي انك كنت قد وقفت علي آنفا فقلت و قلت، فان كنت قلت ما في فأستغفر الله منه، و ان كنت قلت ما ليس في فغفر الله لك، قال: فقبل الرجل بين عينيه و قال: بل قلت فيك ما ليس فيك و أنا أحق به [808] . قال الراوي للحديث: و الرجل هو الحسن بن الحسن رضي الله عنه.

تواضع الامام

روي سفيان الثوري، عن عبيدالله بن عبدالرحمان بن وهب قال: ذكر لعلي بن الحسين عليه‌السلام فضله فقال: حسبنا أن نكون من صالحي قومنا [809] .

العبادة الحقة

عن الصادق عليه‌السلام قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام شديد الاجتهاد في العبادة نهاره صائم و ليله قائم فأضر ذلك بجسمه فقلت له: يا أبه كم هذا الدؤب؟ فقال له: أتحبب الي ربي لعله يزلفني [810] [811] . [ صفحه 292]

ادب الامام

قال نافع: قال عليه‌السلام: ما أكلت بقرابتي من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم شيئا قط [812] .

عفو الامام

ابن‌جعدية قال: سبه عليه‌السلام رجل، فسكت عنه فقال: اياك أعني، فقال عليه‌السلام: و عنك أغضي [813] .

فوق ما في نفسك

عن أبي البختري، قال: أثني رجل علي علي بن الحسين في وجهه و كان يبغضه قال: أنا دون ما تقول، و فوق ما في نفسك [814] .

موت العالم

عن جابر، عن أبي‌جعفر عليه‌السلام قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: انه يسخي نفسي في سرعة الموت و القتل فينا قول الله: (أولم يروا انا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) [815] و هو ذهاب العلماء [816] .

عفو الامام

روي الواقدي، عن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي عليه‌السلام قال: [ صفحه 293] كان هشام بن اسماعيل يسي‌ء جواري فلقي منه علي بن الحسين عليه‌السلام أذي شديدا فلما عزل أمر به الوليد أن يوقف للناس قال: فمر به علي بن الحسين عليه‌السلام و قد أوقف عند دار مروان، قال: فسلم عليه، قال: و كان علي بن الحسين عليه‌السلام قد تقدم الي خاصته ألا يعرض له أحد [817] .

كرم الامام

الحسن بن محمد، عن جده، عن أبي نصر، عن محمد بن علي بن عبدالله عن أبيه، عن جده عبدالله بن هارون، عن عمرو بن دينار قال: حضرت زيد بن أسامة بن زيد الوفاة فجعل يبكي، فقال له علي بن الحسين: ما يبكيك؟ قال: يبكيني أن علي خمسة عشر ألف دينار، و لم أترك لها وفاء فقال له علي بن الحسين لا تبك فهي علي و أنت بري‌ء منها فقضاها عنه [818] .

عفو الامام

روي أن علي بن الحسين عليه‌السلام دعا مملوكه مرتين فلم يجبه، فلما أجابه في الثالثة فقال له: يا بني أما سمعت صوتي؟ قال: بلي: قال: فما لك لم تجبني؟ قال: أمنتك، قال الحمد لله الذي جعل مملوكي يأمنني [819] .

تواضع الامام

عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي‌عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام قال: مر علي بن الحسين صلوات الله عليهما علي [ صفحه 294] المجذومين و هو راكب حماره و هم يتغدون فدعوه الي الغداء فقال: أما اني لو لا أني صائم لفعلت، فلما صار الي منزله أمر بطعام فصنع، و أمر أن يتنوقوا فيه، ثم دعاهم فتغدوا عنده و تغدي معهم [820] .

خشوع الامام

من كتاب زهرة المهج باسناده عن أبي‌محبوب، عن عبدالعزيز العبدي عن ابن أبي‌يعفور، عن الصادق عليه‌السلام قال: كان علي بن الحسين عليه‌السلام اذا حضر الصلاة اقشعر جلده، و اصفر لونه، ارتعد كالسعفة [821] .

شعر

قال علي بن الحسين عليهماالسلام: مليك عزير لا يرد قضاؤه عليم حكيم نافذ الأمر قاهر عنا كل ذي عز لعزة وجهه فكل عزيز للمهيمن صاغر [822] . لقد خشعت و استسلمت و تضاءلت [823] . لعزة ذي العرش الملوك الجبابر و في دون ما عاينت من فجعاتها الي رفضها داع و بالزهد آمر فجد و لا تغفل فعيشك زائل و أنت الي دار المنية صائر و لا تطلب الدنيا فان طلابها فان نلت منها غبها لك ضائر [824] .

مناجاة الامام

عن عبدالله بن النصر التيمي، عن جعفر بن محمد المالكي، عن [ صفحه 295] عبدالله بن محمد بن عمرو الأطروش، عن صالح بن زياد، عن عبدالله بن ميمون السكري، عن عبدالله بن معز الأودي، عن عمران بن سليم، عن سويد بن غفلة، عن طاووس اليماني قال: مررت بالحجر فاذا أنا بشخص راكع و ساجد فتأملته فاذا هو علي بن الحسين عليهماالسلام فقلت: يا نفس رجل صالح من أهل بيت النبوة و الله لأغتنمن دعاءه فجعلت أرقبه حتي فرغ من صلاته و رفع باطن كفيه الي السماء و جعل يقول: «سيدي سيدي هذه يداي قد مددتهما اليك بالذنوب مملوءة، و عيناي بالرجاء ممدودة، و حق لمن دعاك بالندم تذللا أن تجيبه بالكرم تفضلا، سيدي أمن أهل الشقاء فأطيل بكائي؟ أم من أهل السعادة خلقتني فابشر رجائي، سيدي ألضرب المقامع خلقت أعضائي؟ أم لشرب الحميم خلقت أمعائي؟ سيدي لو أن عبدا استطاع الهرب من مولاه لكنت أول الهاربين منك، لكني أعلم أني لا أفوتك، سيدي لو أن عذابي مما يزيد في ملكك لسألتك الصبر عليه، غير أني أعلم أنه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين، و لا ينقص منه معصية العاصين، سيدي ما أنا و ما خطري؟ هب لي بفضلك، و جللني بسترك، واعف عن توبيخي بكرم وجهك، الهي و سيدي ارحمني مصروعا علي الفراش تقلبني أيدي أحبتي، و ارحمني مطروحا علي المغتسل يغسلني صالح جيرتي، و ارحمني محمولا قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي، و ارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي و غربتي و وحدتي». قال طاووس: فبكيت حتي علا نحيبي فالتفت الي فقال: ما يبكيك يا يماني أو ليس هذا مقام المذنبين؟ فقلت: حبيب حقيق علي الله أن لا يردك، و جدك محمد صلي الله عليه و آله و سلم قال: فبينا نحن كذلك اذ أقبل نفر من أصحابه فالتفت اليهم فقال: معاشر أصحابي أوصيكم بالآخرة، و لست أوصيكم بالدنيا، فانكم بها مستوصون، و عليها حريصون. و بها مستمسكون، [ صفحه 296] معاشر أصحابي ان الدنيا دار ممر، و الآخرة دار مقر، فخذوا من ممركم لمقركم، و لا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفي عليه أسراركم، و أخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم، أما رأيتم و سمعتم ما استدرج به من كان قبلكم من الأمم السالفة و القرون الماضية، لم تروا كيف فضح مستورهم و أمطر مواطر الهوان عليهم بتبديل سرورهم بعد خفض عيشهم، ولين رفاهيتهم، صاروا حصائد النقم، و مدارج المثلاث، أقول قولي هذا و أستغفر الله لي ولكم [825] .

نعمة الله

و كان علي بن الحسين عليهماالسلام اذا قرأ هذه الآية: (و ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها) [826] يقول عليه‌السلام: سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه الا المعرفة بالتقصير عن معرفتها، كما لم يجعل في أحد من معرفة ادراكه أكثر من العلم بأنه لا يدركه، فشكر عزوجل معرفة العارفين بالتقصير عن معرفته، و جعل معرفتهم بالتقصير شكرا، كما جعل علم العالمين أنهم لا يدركونه ايمانا، علما منه أنه قد [ر] وسع العباد فلا يجاوزون ذلك [827] .

زواج الامام

عن أبي‌جعفر عليه‌السلام قال: مر رجل من أهل البصرة شيباني يقول له عبدالملك بن حرملة علي علي بن الحسين عليهماالسلام فقال له علي بن الحسين عليهماالسلام: ألك أخت؟ قال: نعم، قال: فتزوجنيها؟ قال: نعم، قال: [ صفحه 297] فمضي الرجل وتبعه رجل من أصحاب علي بن الحسين عليهماالسلام حتي انتهي الي منزله، فسأل عنه، فقيل له: فلان بن فلان و هو سيد قومه. ثم رجع الي علي بن الحسين عليه‌السلام فقال له: يا أباالحسن سألت عن صهرك هذا الشيباني فزعموا أنه سيد قومه، فقال له علي بن الحسين عليه‌السلام: اني لأبرئك يا فلان عما أري و عما أسمع، أما علمت أن الله عزوجل رفع بالاسلام الخسيسة و أتم به الناقصة، و أكرم به اللؤم، فلا لؤم علي مسلم انما اللؤم لؤم الجاهلية [828] .

قول الامام السجاد عند شهادته

عن محمد بن أحمد، عن عمه عبدالله بن الصلت، عن الحسن بن علي ابن بنت الياس، عن أبي‌الحسن عليه‌السلام قال: سمعته يقول: ان علي بن الحسين عليه‌السلام لما حضرته الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه و قرأ اذا وقعت الواقعة و انا فتحنا لك و قال: الحمد لله الذي صدقنا وعده و أورثنا الأرض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين، ثم قبض من ساعته و لم يقل شيئا [829] .

الامام السجاد

روي أن الباقر روي عن أبيه علي بن الحسين عليهم‌السلام أنه أتي في الليلة التي قبض فيها بشراب فقيل له: اشرب فقال: هذه اليلة وعدت أن أقبض فيها [830] . [ صفحه 298]

الامام أولي بالوفاء

عن العباس بن عيسي قال: ضاق علي بن الحسين عليه‌السلام ضيقة فأتي مولي له فقال له: اقرضني عشرة آلاف درهم الي ميسرة فقال: لا لأنه ليس عندي، ولكني أريد وثيقة قال: فنتف له من ردائه هدبة [831] فقال: هذه الوثيقة قال: فكأن مولاه كره ذلك فغضب و قال: أنا أولي بالوفاء أم حاجب بن زرارة؟ [832] فقال: أنت أولي بذلك منه قال: فكيف صار حاجب يرهن قوسا و انما هي خشبة علي مائة حمالة [833] و هو كافر فيفي و أنا لا أفي بهدبة ردائي قال: فأخذها الرجل منه و أعطاه الدراهم، و جعل الهدبة في حق [834] فسهل الله جل ذكره المال فحمله الي الرجل، ثم قال له: قد أحضرت مالك فهات وثيقتي فقال له: جعلت فداك ضيعتها، قال: اذا لا تأخذ مالك مني ليس مثلي يستخف بذمته، قال: فأخرج الرجل الحق فاذا فيه الهدبة فأعطاه علي بن الحسين عليهماالسلام الدراهم و أخذ الهدبة فرمي بها و انصرف [835] . [ صفحه 299]

شعر

عن علي بن الحسين عليهماالسلام: لكم ما تدعون بغير حق اذا ميز الصحاح من المراض؟ عرفتم حقنا فجحدتمونا كما عرف السواد من البياض كتاب الله شاهدنا عليكم و قاضينا الاله فنعم قاض [836] . بيان: البيت الأول علي الاستفهام الانكاري و يحتمل أن يكون المراد: لكم بغير حق ما تدعون أنه لكم حقا.

الخضاب

عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: دخلت أنا و أبي و جدي و عمي حماما بالمدينة، فاذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا: ممن القوم؟ فقلنا: من أهل العراق فقال: و أي العراق؟ فقلنا: كوفيون فقال: مرحبا بكم يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار، ثم قال: ما يمنعكم من الأزر فان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: عورة المؤمن علي المؤمن حرام قال: ثم بعث الي أبي كرباسة فشقها بأربعة ثم أعطي كل واحد منا و احداف فدخلنا فيها، فلما كنا في البيت الحار صمد لجدي، فقال: يا كهل ما يمنعك من الخضاب؟ فقال له جدي: أدركت من هو خير مني و منك لا يختضب قال: فغضب لذلك حتي عرفنا غضبه في الحمام، قال: و من ذاك الذي هو خير مني؟! فقال: أدركت علي بن أبي‌طالب عليه‌السلام و هو لا يختضب قال: فنكس رأسه و تصاب عرقا فقال: صدقت و بررت ثم قال: يا كهل ان تختضب فان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قد خضب و هو خير من علي، و ان تترك فلك بعلي سنة، [ صفحه 300] قال: فلما خرجت من الحمام سألنا عن الرجل فاذا هو علي بن الحسين، و معه ابنه محمد بن علي صلوات الله عليهم [837] .

موعظة الامام للزهري

و كان الزهري عاملا لبني‌أمية فعاقب رجلا فمات الرجل في العقوبة، فخرج هائما و توحش و دخل الي غار، فطال مقامه تسع سنين، قال: و حج علي بن الحسين عليه‌السلام فأتاه الزهري فقال له علي بن الحسين عليه‌السلام: اني أخاف عليك من قنوطك ما لا أخاف عليك من ذنبك، فابعث بدية مسلمة الي أهله، و اخرج الي أهلك و معالم دينك [838] .

دعاء الامام السجاد عند الهجوم علي المدينة

عمر بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عليه‌السلام انه كان يقول: لم أر مثل التقدم في الدعاء، فان العبد ليس تحضره الاجابة في كل وقت و كان مما حفظ عنه عليه‌السلام من الدعاء حين بلغه توجه مسرف بن عقبة الي المدينة «رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري، و كم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري، فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني، و قل عند بلائه صبري فلم يخذلني، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا، و يا ذا النعماء التي لا تحصي عددا، صل علي محمد و آل محمد و ادفع عني شره فاني أدرء بك في نحره و أستعيذ لك من شره» [839] . [ صفحه 301]

احتجاج الامام علي عبدالملك

روي عن الباقر عليه‌السلام أنه قال: كان عبدالملك يطوف بالبيت و علي بن الحسين يطوف بين يديه و لا يلتفت اليه و لم يكن عبدالملك يعرفه بوجهه فقال: من هذا الذي يطوف بين أيدينا و لا يلتفت الينا؟ فقيل: هذا علي بن الحسين عليه‌السلام، فجلس مكانه، و قال: ردوه الي فردوه فقال له: يا علي بن الحسين اني لست قاتل أبيك، فما يمنعك من المصير الي؟ فقل علي بن الحسين عليهماالسلام: ان قاتل أبي أفسد بما فعله دنياه عليه، و أفسد أبي عليه بذلك آخرته، فان أحببت أن تكون كهوفكن، فقال: كلا، ولكن صر الينا لتنال من دنيانا، فجلس زين‌العابدين و بسط رداه و قال: اللهم أره حرمة أوليائك عندك، فاذا ازاره مملوة دررا يكاد شعاعها يخطف الأبصار، فقال له: من يكون هذا حرمته عند ربه يحتاج الي دنياك؟! ثم قال: اللهم خذها فلا حاجة لي فيها [840] .

احتجاج الامام علي الحجاج

فقال له علي بن الحسين عليهماالسلام: يا حجاج عمدت الي بناء ابراهيم و اسماعيل فألقيته في الطريق و انتهبته كأنك تري أنه تراث لك، أصعد المنبر و أنشد الناس أن لا يبقي أحد منهم أخذ منه شيئا الا رده [841] .

احتجاج الامام علي ابن الحنفية

روي عن أبي‌جعفر الباقر عليه‌السلام قال: لما قتل الحسين بن علي عليهماالسلام [ صفحه 302] أرسل محمد ابن الحنفية الي علي بن الحسين عليه‌السلام، و خلا به، ثم قال: يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان جعل الوصية و الامامة من بعده لعلي ابن أبي‌طالب عليه‌السلام ثم الي الحسن ثم الي الحسين و قد قتل أبوك رضي الله عنه و صلي الله عليه و لم يوص، و أنا عمك، و صنو أبيك، و أنا في سني و قدمتي أحق بها منك في حداثتك، فلا تنازعني الوصية و الامامة، و لا تخالفني، فقال له علي ابن الحسين عليه‌السلام: يا عم اتق الله و لا تدع ما ليس لك بحق، اني أعظك أن تكون من الجاهلين، يا عم ان أبي صلوات الله عليه أوصي الي قبل أن يتوجه الي العراق، و عهد الي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة، و هذا سلاح رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عندي، فلا تعرض لهذا فاني أخاف عليك نقص العمر، و تشتت الحال، و ان الله تبارك و تعالي آلي أن لا يجعل الوصية و الامامة الا في عقب الحسين عليه‌السلام فان أردت أن تعلم فانطلق بنا الي الحجر الأسود حتي نتحاكم اليه و نسأله عن ذلك قال الباقر عليه‌السلام: و كان الكلام بينهما، و هما يومئذ بمكة، فانطلقا حتي أتيا الحجر الأسود، فقال علي بن الحسين عليهماالسلام لمحمد: ابدء فابتهل الي الله و اسأله أن ينطق لك الحجر ثم أسأله، فابتهل محمد في الدعاء، و سأل الله ثم دعا الحجر، فلم يجبه، فقال علي بن الحسين عليهماالسلام: أما انك يا عم لو كنت وصيا و اماما لأجابك فقال له محمد: فادع أنت يا ابن أخي و اسأله، فدعا الله علي بن الحسين عليه‌السلام بما أراد ثم قال: أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء و ميثاق الأوصياء و ميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا بلسان عربي مبين: من الوصي و الامام بعد الحسين بن علي؟ فتحرك الحجر حتي كاد أن يزول عن موضعه، ثم أنطقه الله بلسان عربي مبين فقال: اللهم ان الوصية و الامامة بعد الحسين بن علي الي علي بن الحسين بن علي بن أبي‌طالب و ابن‌فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، [ صفحه 303] فانصرف محمد و هو يتولي علي بن الحسين عليه‌السلام [842] .

حزن الامام السجاد

و كان اذا أحد اناء يشرب ماء بكي حتي يملأها دمعا، فقيل له في ذلك فقال: و كيف لا أبكي؟ و قد منع أبي من الماء الذي كان مطلقا للسباع و الوحوش. و قيل له: انك لتبكي دهرك فلو قتلت نفسك لما زدت علي هذا؟ فقال: نفسي قتلتها و عليها أبكي [843] .

حزن الامام السجاد

الصادق عليه‌السلام: بكي علي بن الحسين عليه‌السلام عشرين سنة، و ما وضع بين يديه طعام الا بكي، حتي قال له مولي: جعلت فداك يا ابن رسول الله اني أخاف أن تكون من الهالكين، قال: انما أشكو بثي و حزن الي الله و أعلم من الله ما لا تعلمون، اني لم أذكر مصرع بني فاطمة الا خنقتني العبرة. و في رواية: أما آن لحزنك أن ينقضي؟! فقال له: ويحك ان يعقوب النبي صلي الله عليه و آله و سلم كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله واحدا منهم، فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه، واحدودب ظهره من الغم، و كان ابنه حيا في الدنيا، و أنا نظرت الي أبي و أخي و عمي و سبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي، فكيف ينقضي حزني؟ [844] .

مناجات الامام

عن محمد بن أبي‌حمزة، عن أبيه قال: رأيت علي بن الحسين عليهماالسلام [ صفحه 304] في فناء الكعبة في الليل و هو يصلي فأطال القيام حتي جعل مرة يتوكأ علي رجله اليمني و مرة علي رجله اليسري، ثم سمعته يقول بصوت كأنه باك: يا سيدي تعذبني و حبك في قلبي، أما و عزتك لئن فعلت لتجمعن بيني و بين قوم طالما عاديتهم فيك [845] .

من شيم الامام

و كان يقول: اني لأستحيي من ربي أن آكل ثمن ثوب قد عبدت الله فيه [846] .

احتجاج الامام علي عبدالملك

أبي‌عبدالله عليه‌السلام ان علي بن الحسين صلوات الله عليهما تزوج سرية كانت للحسن بن علي عليهماالسلام، فبلغ ذلك عبدالملك بن مروان فكتب اليه في ذلك كتابا انك صرت بعل الاماء، فكتب اليه علي بن الحسين عليهماالسلام: ان الله رفع بالامام الخسيسة، و أتم به الناقصة، و أكرم به من اللؤم، فلا لؤم علي مسلم انما اللؤم لؤم الجاهلية، ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنكح عبده و نكح أمته، فلما انتهي الكتاب الي عبدالملك قال لمن عنده: أخبروني عن رجل اذا أتي ما يضع الناس لم يزده الا شرفا؟ قالوا: ذاك أميرالمؤمنين قال: لا و الله ما هو ذاك؟ قالوا: ما نعرف الا أميرالمؤمنين قال: فلا و الله ما هو بأميرالمؤمنين ولكنه علي بن الحسين [847] .

دعاء الامام

و كان عليه‌السلام يقول في دعائه: اللهم من أنا حتي تغضب علي، [ صفحه 305] فوعزتك ما يزين ملكك احساني، و لا يقبحه اساءتي، و لا ينقص من خزائنك غناي، و لا يزيد فيها فقري [848] .

مناجاة الامام

«سجد وجهي متعفرا في التراب لخالقي و حق له» [849] .

دعاء الامام

و كان يقول: اللهم اني أعوذبك أن تحسن في لوامح العيون علانيتي و تقبح عندك سريرتي، اللهم كما أسأت و أحسنت الي، فاذا عدت فعد علي [850] .

شعر

الأصمعي: كنت بالبادية و اذا أنا بشاب منعزل عنهم في أطمار رثة، و عليه سيماء الهيبة، فقلت: لو شكوت الي هؤلاء حالك لأصلحوا بعض شأنك فأنشأ يقول: لباسي للدنيا التجلد و الصبر و لبسي للأخرة البشاشة و البشر اذا اعترني [851] أمر لجأت الي العز لأني من القوم الذين لهم فخر ألم تر أن العرف قد مات أهله و أن الندي و الجود ضمهما قبر علي العرف و الجود السلام فما بقي من العرف الا الرسم في الناس و الذكر و قائلة لما رأتني مسهدا [852] . كأن الحشا مني يلذعها الجمر [ صفحه 306] أباطن داء لو حوي منك ظاهرا فقلت الذي بي ضاق عن وسعه الصدر تغير أحوال و فقد أحبة وموت دوي الأفضال قالت كذا الدهر فتعرأفته فاذا هو علي بن الحسين عليهماالسلام فقلت أبي أن يكون هذا الفرخ الا من ذلك العش [853] .

شأن الامام مع النساء

عبدالله بن مسكان، عن علي بن الحسين انه كان يدعو خدمه كل شهر و يقول: اني قد كبرت و لا أقدر علي النساء، فمن أراد منكن التزويج زوجتها، أو البيع بعتها. أو العتق أعتقتها، فاذا قالت احداهن: لا، قال: اللهم اشهد، حتي يقول ثلاثا، و ان سكتت واحدة منهن قال لنسائه: سلوها ما تريد، و عمل علي مرادها [854] .

صدقة الامام

شرف العروس: عن أبي عبدالله الدامغاني أنه كان علي بن الحسين عليه السلام يتصدق بالسكر و اللوز فسئل عن ذلك فقرأ قوله تعالي: (لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون) [855] و كان عليه السلام يحبه [856] .

حق الحيوان

ابراهيم الرافعي قال: التاثت عليه ناقته فرفع القضيب و أشار اليها [ صفحه 307] و قال: لو لا خوف القصاص لفعلت، و في رواية: آه من القصاص، ورد يده عنها [857] .

الهتني النار الكبري!

و وقع حريق في بيت هو فيه ساجد، فجعلوا يقولون: يا ابن رسول الله النار النار، فما رفع رأس حتي أطفئت، فقيل له بعد قعوده: ما الذي ألهاك عنها؟ قال: ألهتني عنها النار الكبري [858] .

مناجاة الامام

الأصمعي: كنت أطوف حول الكعبة ليلة، فاذا شاب ظريف الشمائل و عليه ذؤابتان، و هو متعلق بأستار الكعبة و هو يقول: «نامت العيون، و علت النجوم و أنت الملك الحي القيوم، غلقت الملوك أبوابها، و أقامت عليها حراسها، و بابك مفتوح للسائلين، جئتك لتنظر الي برحمتك يا أرحم الراحمين» ثم أنشأ يقول: يا من يجيب دعا المضطر في الظلم يا كاشف الضر و البلوي مع السقم قد نام وفدك حول البيت قاطبة و أنت وحدك يا قيوم لم تنم أدعوك رب دعاء قد أمرت به فارحم بكائي بحق البيت و الحرم ان كان عفوك لا يرجوه ذو سرف فمن يجود علي العاصين بالنعم [859] . قال: فاقتفيته فاذا هو زين العابدين عليه السلام.

مناجاة الامام

طاووس الفقيه: رأيته يطوف من العشاء الي سحر و يتعبد، فلما لم ير [ صفحه 308] أحدا رمق السماء بطرفه و قال: الهي غارت نجوم سماواتك، و هجعت عيون أنامك، و أبوابك مفتحات للسائلين، جئتك لتغفر لي و ترحمني و تريني وجه جدي محمد صلي الله عليه و آله في عرصات القيامة، ثم بكي و قال: و عزتك و جلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وما عصيتك اذ عصيتك و أنا بك شاك، و لا بنكالك جاهل، و لا لعقوبتك متعرض، و لكن سولت لي نفسي وأعانني علي ذلك سترك المرخي به علي، فالآن من عذابك من يستنقذني؟ و بحبل من أعتصم ان قطعت حبلك عني؟ فواسوأتاه غدا من الوقوف بين يديك، اذا قيل للمخفين جوزوا، و للمثقلين حطوا، أمع المخفين أجوز؟ أم مع المثقلين أحط؟ ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي و لم أتب، أما آن لي أن أستحي من ربي؟! ثم بكي و أنشأ يقول: خطاياي و لم أتب، أما آن لي أن أستحي من ربي؟! ثم بكي و أنشأ يقول: أتحرقني بالنار يا غاية المني فأين رجائي ثم أين محبتي أتيت بأعمال قباح زرية و ما في الوري خلقي جني كجنايتي ثم بكي و قال: سبحانك تعصي كأنك لا تري، و تحلم كأنك لم تعص تتودد الي خلقك بحسن الصنيع كأن بك الحاجة اليهم، و أنت يا سيدي الغني عنهم ثم خر الي الأرض ساجدا؟ قال: فدنوت منه و شلت برأسه و وضعته علي ركبتي و بكيت حتي جرت دموعي علي خده، فاستوي جالسا و قال: من الذي اشغلني عن ذكر ربي؟ فقلت: أنا طاووس يا ابن رسول الله ما هذا الجزع و الفزع؟ و نحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا و نحن عاصون جانون، أبوك الحسين بن علي و أمك فاطمة الزهراء، و جدك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم!؟ قال: فالتفت الي و قال: هيهات هيهات يا طاووس دع عني حديث أبي و أمي و جدي خلق الله الجنة لمن أطاعه و أحسن، و لو كان عبدا حبشيا، و خلق النار لمن عصاه و لو كان ولدا قرشيا أما سمعت قوله [ صفحه 309] تعالي (فاذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ و لا يتساءلون) [860] و الله لا ينفعك غدا الا تقدمة تقدمها من عمل صالح [861] .

مناجاة الامام

عن حماد بن حبيب العطار الكوفي، قال: خرجنا حجاجا فرحلنا من زبالة ليلا، فاستقبلتنا ريح سوداء مظلمة، فتقطعت القافلة فتهت في تلك الصحاري و البراري فانتهيت الي واد قفر، فلما أن جن اللجيل أويت الي شجرة عادية، فلما أن اختلط الظلام اذا أنا بشاب قد أقبل عليه أطمار بيض، تفوح منه رائحة المسك، فقلت في نفسي، هذا ولي من أولياء الله متي ما أحس بحركتي خشيت نفاره و أن أمنعه عن كثير مما يريد فعاله، فأخفيت نفسي ما استطعت، فدنا الي الموضع فتهيأ للصلاة، ثم وثب قائما و هو يقول: يا من أحاز كل شيء ملكوتا، و قهر كل شيء جبروتا، أولج قلبي فرح الاقبال عليك، و ألحقني بميدان المطيعين لك، قال: ثم دخل في الصلاة، فلما أن رأيته قد هدأت أعضاؤه، و سكنت حركاته، قمت الي الموضع الذي تهيأ للصلاة فاذا بعين تفيض بماء أبيض فتهيأت للصلاة، ثم قمت خلفه، فاذا أنا بمحراب كأنه مثل في ذلك الوقت، فرأيته كلما مر بآية فيها ذكر الوعد و الوعيد يرددها بأشجان الحنين، فلما أن تقشع الظلام وثب قائما و هو يقول: يا من قصده الطالبون فأصابوه مرشدا، و أمه الخائفون فوجدوه متفضلا، و لجأ اليه العابدون فوجدوه نوالا، متي راحة من نصب لغيرك بدنه، و متي فرح من قصد سواك بنيته، الهي قد تقشع الظلام و لم أقض من خدمتك وطرا، و لا من حاض مناجاتك مدرا، صل محمد علي [ صفحه 310] محمد و آله، و افعل بي أولي الأمرين بك يا أرحم الراحمين، فخفت أن يفوتني شخصه، و أن يخفي علي أثره فتعلقت به، فقلت له: بالذي أسقط عنك ملال التعب، و منحك شدة شوق لذيذ الرعب الا ألحقتني منك جناح رحمة، و كنف [862] رقة؟ فانني ضال، و بغيتي كلما صنعت، و مناي كلما نظقت، فقال: لو صدق توكلك ما كنت ضالا، ولكن اتبعني واقف أثري، فلما أن صار بجنب الشجرة أخذ بيدي فخيل الي أن الأرض تمد من تحت قدمي، فلما انفجر عمود الصبح قال لي: ابشر فهذه مكة، قال: فسمعت الضجة و رأيت المحجة، فقلت: بالذي ترجوه يوم الآزفة و يوم الفاقة، من أنت؟ فقال لي: أما اذ أقسمت فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين [863] .

مناجاة الامام

قال طاوس: دخلت الحجر في الليل فاذاعلي بن الحسين عليه السلام قد دخل فقام يصلي، فصلي ما شاء الله ثم سجد قال: فقلت: رجل صالح من أهل بيت الخير لأستمعن الي دعائه، فسمعته يقول في سجوده: «عبيدك بفناءك. مسكينك بفناءك فقيرك بفناءك، سائلك بفناءك» قال طاووس: فما دعوت بهن في كرب الا فرج عني [864] .

عبادة الامام

و ما أشبهه من ولده و لا أهل بيته أحد أقرب شبها به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين عليه السلام، و لقد دخل أبوجعفر ابنه عليه فاذا هو قد بلغ [ صفحه 311] من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرأه، و قد اصفر لونه من السهر، و رمضت عيناه من البكاء، و دبرت جبهته، وانخرم أنفه من السجود، و قد ورمت ساقاه و قدماه من القيام في الصلاة، فقال أبوجعفر عليه السلام: فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء، فبكيت رحمة له، فاذا هو يفكر، فالتفت الي بعد هنيئة من دخولي فقال: يا بني أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي ابن أبي طالب عليه السلام فأعطيته فقرأ فيها شيئا يسيرا، ثم تركها من يده تضجرا و قال من يقوي علي عبادة علي بن أبي طالب عليه السلام [865] . بيان: رمضت أي احترقت [866] .

موعظة الامام

عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: ما تجرعت جرعة غيظ أحب الي من جرعة غيظ أعقبها صبرا، و ما أحب أن لي بذلك حمر النعم قال: و كان يقول: الصدقة تطفيء غضب الرب قال: و كان لا تسبق يمينه شماله، و كان يقبل الصدقة قبل! أن يعطيها السائل، قيل له: ما يحملك علي هذا؟ قال: فقال: لست أقبل يد السائل انما أقبل يد ربي، انها تقع في يد ربي قبل أن تقع في يد السائل، قال: و لقد كان يمر علي المدرة في وسط الطريق فينزل عن دابته حتي ينحيها بيده عن الطريق، قال: و لقد مر بمجذومين فسلم عليهم و هم يأكلون، فمضي ثم قال: ان الله لا يحب المتكبرين، فرجع اليهم فقال: اني صائم و قال: أئتوني بهم [ صفحه 312] في المنزل، قال: فأتوه فأطعمهم ثم أعطاهم [867] .

الغلاء

علي بن محمد بن عبدالله القمي، عن البرقي، عن أبيه، عن اسماعيل القصير، عمن ذكره، عن الثمالي قال: ذكر عند علي بن الحسين غلا السعر فقال: و ما علي من غلائه، ان غلا فهو عليه، و ان رخص فهو عليه [868] .

اخطب الحور العين

العدة، عن سهل، عن الحسين بن يزيد، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ان علي بن الحسين صلوات الله عليهما استقبله مولي له في ليلة باردة، و عليه جنة خز، و مطرف [869] خز، و عمامة خز و هو متغلف بالغالبة [870] فقال له: جعلت فداك في مثل هذه الساعة علي هذه الهيئة الي أين؟ فقال: الي مسجد جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أخطب الحور العين الي الله عزوجل [871] .

ادب الامام

علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن ذكره، عن الثمالي قال: رأيت علي بن الحسين عليه السلام قاعدا واضعا احدي رجليه علي فخذه، فقلت: ان الناس يكرهون هذه الجلسة و يقولون: انها جلسة الرب، فقال: [ صفحه 313] اني انما جلست هذه الجلسة للملالة، و الرب لا يمل و لا تأخذه سنة و لا نوم [872] .

العسل و علم الامام

عن فضيل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ان علي بن الحسين عليه السلام أتي بعسل فشربه فقال: و الله اني لأعلم من أين هذا العسل؟ و أين أرضه؟ و انه ليمتار من قرية كذا و كذا [873] .

من الملاحم

عن أبي خالد الكابلي، عن علي بن الحسين عليه السلام قال: اذا بني بنوا العباس مدينة علي شاطيء الفرات كان بقاؤهم بعدها سنة [874] .

قراءة الامام للقرآن

روي أن موسي بن جعفر عليه السلام كان حسن الصوت، حسن القراءة، و قال يوما من الأيام: ان علي بن الحسين عليه السلام كان يقرأ القرآن فربما مر به المار فصعق من حسن صوته، و ان الامام لو أظهر من ذلك شيئا لما احتمله الناس، قيل له: ألم يكن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يصلي بالناس و يرفع صوته بالقرآن؟ فقال: ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يحمل من خلفه ما يطيقون [875] .

الامام و الرفق بالحيوان

عن الصادق عليه السلام قال: قال علي بن الحسين عليه السلام لابنه محمد عليه السلام [ صفحه 314] حين حضرته الوفاة: انني قد حججت علي ناقتي هذه عشرين حجة، فلم أقرعها بسوط قرعة فاذا نفقت فادفنها لا تأكل لحمها السباع، فان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج الا جعله الله من نعم الجنة، و بارك في نسله فلما نفقت حفر لها أبو جعفر عليه السلام و دفنها [876] .

علم الامام باللغات

عن محمد الحلبي قال: سعت أباعبدالله عليه السلام يقول: لما أتي بعلي بن الحسين عليه السلام يزيد بن معاوية - عليهما لعائن الله - و من معه جعلوه في بيت فقال بعضهم: انما جعلنا في هذا البيت ليقع علينا فيقتلنا، فراطن الحرس، فقالوا: انظروا الي هؤلاء يخافون أن يقع عليهم البيت و انما يخرجون غدا فيقتلون، قال علي بن الحسين عليه السلام: لم يكن فينا أحد يحسن الرطانة [877] غيري، و الرطانة عند أهل المدينة الرومية [878] .

اقبال القلب في الصلاة

عن الثمالي، قال: رأيت علي بن الحسين عليه السلام يصلي فسقط رداؤه عن أحد منكبيه فلم يسوه حتي فرغ من صلاته قال: فسألته عن ذلك فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت؟! ان العبد لا يقبل من صلاته الا ما أقبل عليه منها بقلبه [879] . [ صفحه 315]

النفس المطمئنة

عن الباقر عليه السلام قال: قال علي بن الحسين عليه السلام مرضت مرضا شديدا فقال لي أبي عليه السلام: ما تشتهي فقلت: أشتهي ان أكون ممن لا أفترح علي الله ربي ما يدبره لي، فقال لي: أحسنت ضاهيت ابراهيم الخليل صلوات الله عليه حيث قال جبرائيل عليه السلام: هل من حاجة؟ فقال: لا أقترح علي ربي، بل حسبي الله و نعم الوكيل [880] .

عفو الامام

عن شيخ من أهل اليمن - يقال له: عبدالله بن محمد - قال: سمعت عبدالرزاق يقول: جعلت جارية لعلي بن الحسين عليهماالسلام تسكب الماء عليه و هو يتوضأ للصلاة، فسقط الابريق من يد الجارية علي وجهه فشجه [881] فرفع علي بن الحسين عليه السلام رأسه اليها فقالت الجارية: ان الله عزوجل يقول: (و الكاظمين الغيظ) [882] فقال لها: قد كظمت غيظي، قالت: (و العافين عن الناس) قال لها: قد عفي الله عنك، قالت: (و الله يحب المحسنين) قال: اذهبي فأنت حرة [883] .

الامام مع البطال

عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان بالمدينة رجل بطال يضحك الناس منه فقال: قد أعياني هذا الرجل أن أضحكه، يعني علي بن الحسين قال: [ صفحه 316] فمر علي عليه السلام و خلفه موليان له قال: فجاء الرجل حتي انتزع رداءه من رقبته، ثم مضي، فلم يلتفت اليه علي عليه السلام، فاتبعوه و أخذوا الرداء منه فجاؤا به فطرحوه عليه، فقال لهم: من هذا؟ فقالوا: هذا رجل بطال يضحك أهل المدينة، فقال: قولوا له: ان لله يوما يخسر فيه المبطلون [884] .

تواضع الامام

عن الصادق عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام لا يسافر الا مع رفقة لا يعرفونه و يشترط عليهم أن يكون من خدم الرفقة فيما يحتاجون اليه، فسافر مرة مع قوم فرآه رجل فعرفه فقال لهم: أتدرون من هذا؟ فقالوا، لا، قال هذا علي بن الحسين عليه السلام فوثبوا اليه فقبلوا يده و رجله و قالوا: يا ابن رسول الله أردت أن تصلينا نار جهنم لو بدرت منا اليك يد أو لسان أما كنا قد هلكنا الي آخر الدهر؟ فما الذي يحملك علي هذا؟ فقال: اني كنت سافرت مرة مع قوم يعرفونني فأعطوني برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ما لا أستحق فاني أخاف أن تعطوني مثل ذلك فصار كتمان أمري أحب الي [885] .

الامام محرر العبيد

محمد بن عجلان، قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: كان علي بن الحسين عليهماالسلام اذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبدا له و لا أمة، و كان اذا أذنب العبد و الأمة يكتب عنده: أذنب فلان، اذنبت فلانة يوم كذا و كذا، و لم يعاقبه فيجتمع عليهم الأدب، حتي اذا كان أخر ليلة من شهر رمضان دعاهم و جمعهم حوله ثم أظهر الكتاب ثم قال: يا فلان فعلت كذا [ صفحه 317] و كذا، و لم أؤدبك أتذكر ذلك؟ فيقول: بلي يا ابن رسول الله، حتي يأتي علي آخرهم، و يقررهم جميعا، ثم يقول وسطهم و يقول لهم: ارفعوا أصواتكم و قولوا: يا علي بن الحسين ان ربك قد أحصي عليك كلما عملت كما أحصيت علينا كلما عملنا، ولديه كتاب ينطق عليك بالحق، لا يغادر صغيرة و لا كبيرة مما أتيت الا أحصاها. و تجد كلما عملت لديه حاضرا كما وجدنا كلما عملنا لديك حاضرا؛ فاعف واصفح كما ترجو من المليك العفو، و كما تحب أن يعفو المليك عنك فاعف عنا تجده عفوا، و بك رحيما و لك غفورا و لا يظلم ربك أحدا، كما لديك كتاب ينطق بالحق علينا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة مما أتيناها الا أحصاها، فاذكر يا علي بن الحسين ذل مقامك بين يدي ربك الحكم العدل، الذي لا يظلم مثقال حبة من خردل، و يأتي بها يوم القيامة و كفي بالله حسيبا و شهيدا، فاعف و اصفح يعف عنك المليك و يصفح فانه يقول: (و ليعفوا و ليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم) و هو ينادي بذلك علي نفسك و يلقنهم، و هم ينادون معه و هو واقف بينهم يبكي و ينوح و يقول: رب انك أمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا، و قد عفونا عمن ظلمنا كما أمرت فاعف عنا، فانك أولي بذلك منا و من المأمورين، و أمرتنا أن لا نرد سائلا عن أبوابنا، و قد أتيناك سولا و مساكين و قد أنخنا بفنائك و ببابك نطلب نائلك و معروفك و عطاءك، فامنن بذلك علينا و لا تخيبنا فانك أولي بذلك منا و من المأمورين، الهي كرمت فأكرمني اذ كنت من سؤالك وجدت بالمعروف فأخلطني بأهل نوالك يا كريم، ثم يقبل عليهم فيقول: قد عفوت عنكم فهل عفوتم عني و مما كان مني اليكم من سوء ملكة؟ فاني مليك سوء لئيم ظالم مملوك لمليك كريم جواد عادل محسن متفضل؟ فيقولون: قد عفونا عنك يا سيدنا، و ما أسأت، فيقول لهم قولوا: اللهم اعف عن علي بن [ صفحه 318] الحسين كما عفا عنا، فاعتقه من النار كما أعتق رقابنا من الرق، فيقولون ذلك، فيقول: اللهم آمين رب العالمين اذهبوا فقد عفوت عنكم و أعتقت رقابكم رجاء للعفو عني و عتق رقبتي فيعتقهم، فاذا كان يوم الفطر أجازهم بجوائز تصونهم و تغنيهم عما في أيدي الناس، و ما من سنة الا و كان يعتق فيها في آخر ليلة من شهر رمضان ما بين العشرين رأسا الي أقل أو أكثر، و كان يقول: ان الله تعالي في كل ليلة من شهر رمضان عند الافطار سبعين ألف ألف عتيق من النار كلا قد استوجب النار فاذا كان آخر ليلة من شهر رمضان أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه، و اني لأحب أن يراني الله و قد أعتقت رقابا في ملكي في دار الدنيا رجاء أن يعتق رقبتي من النار. و ما استخدم خادما فوق حول، كان اذا ملك عبدا في أول السنة أو في وسط السنة اذا كان ليلة الفطر أعتق، و استبدل سواهم في الحول الثاني ثم أعتق، كذلك كان يفعل حتي لحق بالله تعالي، و لقد كان يشتري السودان و ما به اليهم من حاجة يأتي بهم عرفات فيسد بهم تلك الفرج و الخلال، فاذا أفاض أمر بعتق رقابهم و جوائز لهم من المال [886] . انتهي ما عثرت عليه من خطبه، و كتبه، و قصار كلماته المأثورة عنه عليه السلام، في يوم الخميس السادس و العشرين من شهر ربيع الثاني سنة 1374 ه. و تم ما أضفت عليه، و شرحت بعض كلماته الغريبة، فصار ضعف الكتاب، في يوم الاثنين التاسع عشر، من شهر شعبان المعظم سنة 1385 ه، في مدينة كربلاء المقدسة. [ صفحه 319] و تمت الاضافات في المرة الثانية، حيث اعتكافي في أيام البيض، من شهر رجب الأصب في مسجد الامام الحسن العسكري عليه السلام، بقم عش آل محمد عليهم السلام سنة 11413ه. و صلي الله علي سيدنا و نبينا محمد و آله، مصابيح الدجي، و أعلام الهدي، و سلم تسليما كثيرا.

پاورقي

[1] الأوهام: جمع وهم، ما يقع في القلب من الخاطر، و يطلق علي القوة الوهمية، و هي من الحواس الباطنة في الانسان محلها آخر التجويف الأوسط من الدماغ من شأنها ادراك المعاني الجزئية المتعلقة بالمحسوسات كشجاعة زيد و سخاوته. قال السيد علي خان في شرح الصحيفة الكاملة: و قد شاع في الاستعمال و دلت عليه مضامين الأخبار: أن المراد بالوهم هنا ادراك المتعلق بالقوة العقلية المتعلقة بالمعقولات و القوة الوهمية المتعلقة بالمحسوسات جميعا.
[2] الابتداع و الاختراع: لفظان متحدان في المعاجم العربية يقال ابتدعت الشي‌ء: اخترعته، و اخترعت الشي‌ء ابتدعته، و هكذا جميع مخلوقاته و مصنوعاته، يقول الأصبهاني في تحفته: و كل مصنوعاته بديعة و في الجميع حكم متبعة.
[3] رهقت الشي‌ء رهقا من باب تعب: قربت منه.
[4] الأثر: الأجل، و منه الحديث: «من سره أن يبسط الله في رزقه و ينشأ في أثره - أي في أجله - فليصل رحمه».
[5] سورة النجم، الآية: 31.
[6] سورة الأنبياء، الآية: 23.
[7] سورة الفرقان، الآية: 44.
[8] قال في الغريب: يقال لما قع في النفس من عمل الخير الهام و لما يقع من الشر و ما لا خير فيه وسواس.
[9] البرزخ في اللغة الحاجز بين الشيئين، و أطلق علي الحالة التي تكون بين الموت و البعث. [
[10] سورة الجاثية، الآية: 22.
[11] سورة الدخان، الآية: 41.
[12] برق البصر برقا بروقا: تحير فزعا حتي لا تطرف، أو دهش فلم يبصر.
[13] الأبشار: جمع بشر بالتحريك - كسبب و أسباب - و هو جمع بشرة و هي ظاهر جلد الانسان.
[14] الضم: الجمع. تقول ضممت الشي‌ء الي الشي‌ء فانضم، وضامه: أي انجمع اليه، و المعني ننضم به الي الأنبياء.
[15] المقامة: مصدر بمعني الاقامة ألحقت به التاء أي دار الاقامة التي لا انتقال عنها أبدا.
[16] قد يتوهم أنه وقع من العبارة شي‌ء ولكن ليس كذلك و المعني لا يمكن تأدية شكره متي يمن ذلك.
[17] القنا بالكسر و القصر مثل ألا بمعني الرضا يقال أقناه الله: أي أرضاه.
[18] المقصود بنو اسرائيل الذين كانت سنة الله تعالي لهم في التوبة قتل النفس لا الندم فقط (كما جاء في القرآن الكريم).
[19] الخفير: هو المجير و المحامي من باب ضرب.
[20] ذرء بالهمزة من باب بفع: خلقهم.
[21] حامة الرجل: خاصته من أهله و ولده.
[22] استتب له الأمر: أي استقام وتم، قاله الزمخشري في أساس اللغة، و قال ابن‌الأثير في النهاية في حديث الدعاء: حتي استتب له ما حاول في أعدائك، أي استقام و استمر.
[23] نهد: أي ظهر وبرز من بابي نفع و قتل.
[24] الصحيفة الكاملة السجادية، ص 22، طبع الأخوندي.
[25] بحارالأنوار: ج 2، ص 312، للمجلسي و جامع الأخبار، ص 8.
[26] مندوحة الفسحة و الوسعة.
[27] بحارالأنوار: ج 2، ص 146، و الارشاد: ص 240 للمفيد.
[28] قال في المعارف العالية: ص 33: كان العلماء في خلال أعصار مرت علي هذا الحديث يعدونه من المتشابه الذي لا يعرف تأويله حتي وقفت سنة 1335 علي جزء الطبيعيات من النقش في الحجر تأليف فانديك الأمريكاني، فاذا به يحلل ضوء الشمس الي أنوار مختلفة، هي النور الأخضر و منه تبدو الخضرة علي الأجسام، و النور الأحمر و منه تبدو الحمرة الخ، زاعما أن الذي اكتشف هذه الحقيقة قبل كل أحد، هو اسحاق نيوتن الانكليزي، المتوفي سنة 1140، فعرفت تأويل الحديث الي أن يقول: غير أن الدين الاسلامي نطق به، علي لسان أولياءه و أمناءه قبل ألف و قرون.
[29] و ليس بعد هذا مقال خ ل، أي لا يوسف ما فوق هذه الأمور بالقول، التوحيد: ص 327 للصدوق، تحقيق الطهراني.
[30] أي عقوبته.
[31] أي مسرعا حريصا.
[32] وصرت الي قبرك وحيدا، خ ل.
[33] تدين به خ ل.
[34] أنفقته خ ل.
[35] للصادقين خ ل.
[36] و انطلق لسانك خ ل.
[37] لجلج في الكلام: تردد و لم يظهر.
[38] دحضت الحجة: بطلت.
[39] سورة هود، الآية: 103.
[40] و تبعثر فيه القبور خ ل، بعثرت الشي‌ء: اذا استخرجته و كشفته، و بعثرت حوضي أي هدمته، و جعلت أسفله أعلاه.
[41] سميت القيامة بالآزفة، لأزوفتها أي لقربها، اذ القلوب لذي الحناجر، فانها ترتفع عن أماكنها، فتلتصق بحلوقهم فلا تعود، فيتروحوا فلا تخرج فيستريحوا. مرآة العقول للمجلسي (ره).
[42] كاظمين خ ل.
[43] من الاقالة، و هي نقض البيع، و العثرة: الزلة.
[44] سورة الأعراف، الآية: 201.
[45] تركه خ ل.
[46] سورة النحل، الآيات: 47 - 45.
[47] بعض ما تواعد به القوم الظالمين خ ل.
[48] أي حطمناها و هشمناها و ذلك عبارة عن الهلاك، يقال قصمت الشي‌ء قصما من باب حزب كسرته حتي يتبين.
[49] موعظة خ ل.
[50] سورة الأنبياء، الآيات: 11، 12، 13، 14، 15 و 46.
[51] سورة الأنبياء، الآية: 47.
[52] الدواوين: صحائف الأعمال.
[53] أي جماعات في تفرقة واحدها زمرة، و هي الجماعة من الناس.
[54] سورة يونس، الآية: 24.
[55] سورة هود، الآية: 113.
[56] دار بلغة و منزل قلعة: أي دار عمل يتبلغ فيها من صالح الأعمال.
[57] يتزود، و منزل قلعة: أي يتحول عنها من دار الي دار. مجمع البحرين للطريحي قبل تفوق أيامها خ ل.
[58] الأمالي ص 356 للصدوق و تنبيه الخواطر لابن ورام، ص 225، و البحار: ج 17، ص 217 للمجلسي، و روضة الكافي 725 للكليني، تحقيق الغفاري.
[59] الهمود: الموت.
[60] القيامة، و في غريب القرآن للسجستاني ص 161، ط مصر، الطامة: الداهية لأنها تطم كل شي‌ء أي تعلوه و تغطيه.
[61] سورة النجم، الآية: 31، و الخطبة مذكورة في ناسخ التواريخ: ج 1، ص 484 من أحواله عليه‌السلام، نقلا عن نور العين للاسفرائيني، و لمعات الأفكار مخطوط للواعظ الكبير المرحوم الشيخ نظر علي الحائري بزيادة.
[62] يرفعون صوتهم بالدعاء.
[63] مفرده القدح: السهم قبل أن ينصل ويراش، و منه قول الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم: لو أن امرأ كان أقوم من قدح لكان له غامزا.
[64] أصول الكافي: ص 432 للكليني، و معالم العبر للشيخ النوري.
[65] بحارالأنوار: ج 17، ص 315، و تحف العقول لابن شعبة.
[66] تميد: تحرك و اضطراب.
[67] المناقب: ج 4، ص 138 لابن شهرآشوب، و روضة الواعظين للفتال، ص 170، ج 1، و ينابيع المودة: ج 3، ص 147 للقندوزي البلخي.
[68] الملاط: الطين الذي يطلي به الحائط، جملط.
[69] حق اليقين: ج 3، ص 161، ط صيدا، للشبر و تفسير البرهان: ج 3، ص 956 للبحراني.
[70] طاوس بن كيسان: أبوعبدالرحمان الهمداني أحد أعلام التابعين سمع أباهريرة و ابن‌عباس و روي عنه مجاهد و عمر بن دينار توفي سنة 106، وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الامام السجاد عليه‌السلام. و في قاموس الرجال ج 5، ص 156: روي الحلية مسندا عنه عن بريدة عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه الي أن قال: قال ابن‌قتيبة و الطبري: طاوس شيعي، و قد عرفت في المقدمة أنه اعم من الامام و انما المساوق للامام عندهم الرافضي و الشيخ الغالي.
[71] المثلة - بفتح و ضم -: العقوبة و التنكيل، جمع مثلات.
[72] الأمالي للصدوق: ص 132، و البحار: ج 17، ص 319 للمجلسي.
[73] النور - بفتح النون -: أول ما يطلع من الأزهار، و الروضة: هي ما بين الطلوعين.
[74] ارشاد القلوب: ج 1، ص 70 للحسن بن محمد الديلمي رحمه الله، تحقيق الشعراني.
[75] سورة المؤمنون، الآيتين: 100 - 99.
[76] البيات: الهجوم علي الأعداء ليلا.
[77] سورة ابراهيم، الآية: 14.
[78] ثبط: بمعني عوقه و شغله عنه علي الأمر.
[79] تضمير الفرس: أن تعلفه حتي يسمن، ثم ترده عن القوت و ذلك في أربعين يوما.
[80] سورة الأنبياء، الآية: 94.
[81] سورة الأنفال، الآية: 28.
[82] نهكته خ ل.
[83] سورة الحديد، الآيتين: 21 - 20.
[84] سورة الحشر، الآيتين: 19 - 18.
[85] سورة البلد: الآيتين: 9 - 8.
[86] البحار: ج 17، ص 312، و ج 78، ص 139 من الطبعة الحديثة. و تحف العقول لابن شعبة: ص 65.
[87] السمت - بكسر السين -: و هي العلامة.
[88] أي ضامر البطن بحيث يلتصق الي ظهره.
[89] ذبل جلده: أي يبس و ذهبت نضارته.
[90] بحارالأنوار: ج 15 للمجلسي عن صفات الشيعة للصدوق.
[91] اكمال الدين و اتمام النعمة للصدوق، ص 197 ط. قديم.
[92] ناسخ التواريخ: ج 1، ص 947 من أحواله عليه‌السلام، و معالم العبر للنوري.
[93] المغدق: الماء الكثير القطر، يقال أغدق المطر اغداقا: فهو مغدق.
[94] هو السحاب الذي يسمع منه الرعد.
[95] الث السحاب: دام فهو ملث، و أصله من الث فلان بالمكان اذا قام لا يبرح، و الورق المطر كما في شرح الصحيفة.
[96] البرق الخلب: الذي لا غيث فيه.
[97] الظراب: رؤوس الجبال.
[98] الصوب - بالفتح -: نزول المطر و انصبابه.
[99] الأجاج - بالضم -: الشديد الملوحة. [
[100] الصحيفة الكاملة السجادية: ص 97 ط الأخوندي.
[101] أي ان فتح العينين و تركهما من القدر، و الرواية مذكورة في بحارالأنوار: ج 3، ص 38 للمجلسي ط.قديم.
[102] رمقه: أطال النظر اليه.
[103] سمك لي (خ ل).
[104] بتقديم المعجمة من قوله زري عليه: أي عابه و عايبه، و في بعض النسخ ردية.
[105] وشلت بالشي‌ء - بالضم -: أي رفعته.
[106] حافون (خ ل).
[107] سورة المؤمنون، الآية: 101.
[108] البحار: ص 81، ج 46، و مناقب آل أبي‌طالب ص 151، ج 4.
[109] قرئت بوجهين: بالبناء للفاعل، و المعني استحفظوا الأمانة: أي حفظوها، و البناء للمفعول، و المعني استحفظهم الله اياها، و المراد هم الأئمة من أهل البيت عليهم‌السلام، لأنهم حفظوا الدين و الشريعة، قاله في مجمع البحرين في مادة حفظ.
[110] سورة الأعراف، الآية: 65.
[111] الاحتجاج: ص 170، ج 2، ط. نجف للطبرسي.
[112] سورة ابراهيم، الآية: 7.
[113] كفاية الأثر في النصوص علي الأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام، ص 319 للخزاز القمي ط. قديم.
[114] سورة البقرة، الآية: 206.
[115] الاحتجاج: ص 175، ج 2، ط. نجف. و تنبيه الخواطر: ص 306، ط. قديم. و تفسير الامام العسكري عليه‌السلام، ص 19، ط. قديم.
[116] الصحيفة الكاملة السجادية: ص 255، ط. الأخوندي.
[117] بحارالأنوار: ج 17، ص 34 ط. قديم.
[118] قيل: كناية عن المهدي كما في شرح الصحيفة، و قال في مكيال المكارم: أن المراد بالولي المطلق في ألسنتهم و دعواتهم عليهم‌السلام هو مولانا صاحب العصر عجل الله فرجه، و جعلنا من أنصاره و أعوانه، و أوزع: بمعني ألهم.
[119] الصحيفة الكاملة السجادية: ص 256، ط. الاخوندي.
[120] الكافي بهامش مرآة العقول: ج 3، ص 377، و التهذيب: ج 2، للطوسي.
[121] تفسير البرهان: ج 1، للسيد هاشم البحراني.
[122] يطريه: أي يمدحه.
[123] العصب: جفاف الريق في الحلق.
[124] لم أشكر (خ ل).
[125] البحار: ج 11، ص 130، ط. قديم. و مستدرك الوسائل: ج 1، ص 14. و معالم العبر كلاهما للشيخ النوري رحمه الله. و العوالم: ص 100، ج 18 عن فتح الأبواب.
[126] الصحيفة الكاملة السجادية: ص 128، ط. الأخوندي.
[127] العوالم: ص 32، ج 4 عن المناقب، و عن البحار: ص 41، ج 46.
[128] أي لا يشق عليه.
[129] الصحيفة الكاملة السجادية: ص 65، ط. الأخوندي.
[130] تفسير البرهان: ص 945، ج 2، عن أصول الكافي.
[131] سورة التوبة، الآية: 72.
[132] الصحيفة الكاملة السجادية: ص 140، ط. الاخوندي.
[133] التلال: جمع تل، من التراب معروف، و هو الرابية.
[134] جمع الهضبة: الجبل المنبسط علي الأرض.
[135] الأوهاد - جمع الوهد -: الأرض المنخفضة.
[136] الرذاذ: المطر الضعيف. و بلت السماء: مطرت الوبل.
[137] الهطل: المطر أنزل متتابعا متفرقا عظيم القطر.
[138] عيون أخبار الرضا عليه‌السلام، ص 78 ط. قديم للصدوق.
[139] الترب - جمع أتراب -: من ولد معك في يوم واحد.
[140] الاحتجاج: ج 2، ص 174 للطبرسي و تنبيه الخواطر: للورام ص 30، و كيف تكسب الأصدقاء في نظر أهل البيت عليهم‌السلام: ص 133، ط. مصر للحيدري.
[141] ادفع.
[142] المناقب: ج 4، ص 124، لابن شهرآشوب، و الارشاد: ص 340 للمفيد.
[143] سورة ابراهيم، الآية: 34.
[144] روضة الكافي: ص 393، تحقيق الغفاري.
[145] بمعني أعرض.
[146] سورة النور، الآية: 35.
[147] الفرط: العلم المستقيم يهتدي به، و الجمع أفرط و افراط.
[148] سورة الشوري، الآية: 13.
[149] بحارالأنوار، و ناسخ التواريخ: ج 2، من أحواله عليه‌السلام، ص 249.
[150] تفسح له في المجلس: توسع، و الأوراق جمع الورق: الحي من كل حيوان، و البزل - جمع البازل -: البعير الذي انشق نابه، بدخوله في السنة التاسعة.
[151] سورة آل‌عمران، الآية: 105.
[152] كشف الغمة: ص 98، ج 2. ط. قم.
[153] بقية الحديث، فقال علي عليه‌السلام: يا رسول الله، و من الفرقة الناجية؟ فقال صلي الله عليه و آله و سلم: ما أنت عليه و أصحابك، عوالي اللئالي‌ء ص 65، ج 4 للاحسائي. و قال محقق الكتاب: رواه العلامة في نهج الحق في المطلب الخامس فيما رواه الجمهور في حق الصحابة، فقال ما لفظه: و قد روي الحديث الحافظ محمد بن موسي الشيرازي في كتابه الذي استخرجه من التفاسير الاثني عشر تفسير أبي‌يوسف يعقوب بن سليمان، و تفسير ابن‌جريح، و تفسير مقاتل بن سليمان، و تفسير وكيع بن جراح، و تفسير يوسف بن موسي القطان، و تفسير قتادة، و تفسير أبي‌عبدالله القاسم بن سلام، و تفسير علي بن حرب الطائي، و تفسير السدي، و تفسير مجاهد، و تفسير أبي‌صالح.
[154] انظر تعريب العبقات: ص 271، ج 1، ط. قم. و لفظ الحديث علي ما ذكره في الصواعق المحرقة: ص 25 عن الطبراني و غيره بسند صحيح، أنه صلي الله عليه و آله و سلم قال: اني تارك فيكم، ما أن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله و عترتي.
[155] قال الجاحظ: لم يجعل عليه‌السلام لغير الفطنة نصيبا من الخير، و لا حظا من الصلاح لأن الانسان لا يتغافل عن شي‌ء الا و قد عرفه و فطن. قال الطائي: ليس الغبي بسيد قومه لكن سيد قومه المتغابي.
[156] سورة الحج، الآية: 11. كفاية الأثر: ص 319، ط. قديم للخزاز.
[157] الهجنة: القبيح و ما يعيبه الانسان، و العبن: بتشديد النون، الغليظ الخشن.
[158] ناسخ التواريخ: ج 2، من أحواله عليه‌السلام لسپهر.
[159] تاريخ القرماني: ص 11، و كشف الغمة في معرفة الأئمة عليهم‌السلام للاربلي، ج 2، ط. قم.
[160] الخصائص الحسينية: ص 165 ط. ايران، للشيخ جعفر التستري.
[161] و يضيف اليها الهادي كاشف الغطاء: لم تخلق الكعبة لولا كربلاء و كربلا نالت بما فيه العلا تزهر كربلا لأهل الجنة كالكوكب الدري في الدجنة.
[162] سورة التوبة، الآية: 119.
[163] زعاف بالزاي و العين المهملة و الفاء: القتل السريع من قولهم زعفه اذا قتله قتلا سريعا.
[164] لا تحدث جديدة، الا تخلق مثلها. نسخة.
[165] غيري: فعلة من الغيرة.
[166] أومض البرق: لمع خفيفا و ظهر.
[167] أغذ في السير: أسرع.
[168] و عرس القوم: نزلوا في السفر، و الموضع: المعرس بتخفيف الراء و تشديده و يقول الشاعر: معرسهم فيها شط فرات.
[169] النبوة: ما ارتفع من الأرض يقال.
[170] الهبوات: جمع الهبوة: الغبار.
[171] باخ: سكن وفتر، وباخ النار: خمدت.
[172] الربوع: المنزل.
[173] البذخ: الكبر.
[174] الهوجاء: الريح التي لا تستوي في هبوبها، و تقلع البيوت.
[175] طمس الشي‌ء: درس و انمحي، و الهوامد جمع الهامد: البالي المسود المتغير.
[176] الجوي: الحرقة و شدة الحزن.
[177] الأعضب: الظبي الذي انكسر أحد قرنيه.
[178] أجرض: أي أهلك.
[179] كشف الغمة في معرفة الأئمة للاربلي: ج 2، ص 93. ط. قم. قال: هذا الفصل من كلامه، قد نظمه بعض الشعراء، و أجاد في قوله: قد كنت أبكي ما قد فات من زمني و أهل ودي جميع غير أشتات و اليوم اذ فرقت بيني و بينهم نوي بكيت علي أهل المروات و ما حياة امرء أضحت مدامعة مقسومة بين أحياء و أموات.
[180] الآلاف - جمع ألف -: مثل كافر و كفار: الصديق.
[181] وخط الشيب: خالط سواد شعره.
[182] القتير: الشيب، أو أول ما يظهر منه.
[183] الدسكرة: القرية العظيمة. بيوت يكون فيها الشراب و الملاهي. بناء كالقصر، تكون حواليه بيوت يجتمع فيها الشطارج - جمع دساكر - المنجد -.
[184] الغبة - بالضم -: البلغة من العيش.
[185] اللهات: اللحمة المشرفة علي الحلق في أقصي سقف الفم و الجمع لهوات، المنجد.
[186] كلمة يندب بها الميت، و يستعمل للتأسف، المنجد.
[187] الرتاع: الذي يتتبع بابله المراتع المخصبة.
[188] المدية: الشفرة العظيمة، ج مدي.
[189] البداية و النهاية: ج 9، ص 109، لابن كثير الدمشقي، رواه عن الحافظ ابن عساكر، من طريق محمد بن عبدالله المقري، عن سفيان بن عينية عن الزهري، و رواه الشيخ ابراهيم الكفعمي في البلد الأمين، و ذكر سنده العلامة الحلي في اجازته الكبيرة لبني زهرة، المذكورة في البحار ج 26، ص 21. و أيضا رواه ابن شهرآشوب في المناقب ج 2، ص 253، ط. طهران.
[190] سورة الفجر، الآيتين: 6 -.
[191] جمح الرجال: اذا ركب هواه.
[192] رشقه بالسهم: رماه.
[193] بأقه عليه: الويل أصابه و فاجأه.
[194] سورة الرعد، الآية: 39.
[195] الراسيات: الجبال الثوابت الرواسخ، الرواسي و الشواهق: الجبال المرتفعات.
[196] دار البوار: جهنم.
[197] تخرمهم: انفصمهم.
[198] أي ينصرف و يهمل.
[199] العازب: الكلأ البعيد المطلب.
[200] سورة آل‌عمران، الآية: 185.
[201] يقال راتق و فاتق: أي مصلح الأمر.
[202] المائق: الأحمق الجاهل.
[203] سورة الفيل، الآية: 1.
[204] سورة عبسي، الآيات: 37 - 34.
[205] الكلوم: الجرح.
[206] سورة المؤمنون، الآية: 15.
[207] سورة لقمان: الآية: 33.
[208] سورة المؤمنون، الآية: 115.
[209] سورة ابراهيم، الآية: 42.
[210] الحوبة: الاثم.
[211] سورة البقرة، الآية: 281. معالم العبر في استدراك البحار السابع عشر ص 275، ط. قديم للنوري، قال حدث شاكر بن غنيمة ابن أبي‌الفضل عن عبدالجبار الهاشم، عن أبي‌عيينه عن الزهري عنه عليه‌السلام قال كان.
[212] بمعني أجزع.
[213] كناية عن شدة المسير، و جاء هذا التعبير عن جده الامام علي ابن أبي‌طالب عليه‌السلام حيث قال: خمس لو ضربتم اليها أباط الأبل، كن لذلك أهلا... (نهج‌البلاغة).
[214] كامل الزيارات: ص 260، ط. نجف لابن قولويه، و البحار: ج.پ، ص 338 ط. قديم، و تاريخ كربلاء و حائر الحسين عليه‌السلام للدكتور عبدالجواد الكليدار نقلا عنهما، ص 77 ط. بغداد. و زائدة بن قدامة من الرواة الموثوقين، ذكره الشيخ الطوسي في رجاله ص 123، ط. نجف، و صاحب تنقيح المقال: ص 21، ص 2. ط. نجف فراجع.
[215] الذحل الثار، و الترات: جمع ترة و هي أيضا الثار.
[216] الأجمال - جمع الجمل -: التي تركض.
[217] سبق معني اللفظ.
[218] الفراش: كل عظم رقيق يقال فراش و فراشة، كسحاب و سحابة.
[219] الاحتجاج للطبرسي: ص 16، ج 2، ط. نجف و اللهوف: ص 139، ط. قديم لابن‌طاوس.
[220] سورة الكهف، الآية: 83.
[221] زوي الشي‌ء: نحاه.
[222] ناسخ التواريخ: ج ف، من أحواله عليه‌السلام، ص 44، ط. قديم. و المنتخب للطريحي: ج 2، ص 2 ط. نجف.
[223] ناسخ التواريخ: ج 2، من أحواله عليه‌السلام ط. قديم.
[224] اثبات الوصية: ص 140، ط. نجف للمسعودي.
[225] أي أطال.
[226] عبر الامام عليه‌السلام بالأعواد و لم يقل بالمنبر، لأن المنبر محل شريف، و مكان رفيع، لا يجلس عليه الا أولياء الله و عباده الصالحين، لا أمثال معاوية و يزيد (لعنهما الله)، و مرتزقيهما المنبوذين.
[227] زق الطير: أي وضع الطعام في فمه.
[228] ذكر الفتال الشهيد في روضة الواعظين أن الرسول صلي الله عليه و آله و سلم سئل ما البتول، فأنا سمعناك تقول: أن مريم بتول، و أن فاطمة بتول، فقال: البتول التي لم تر حمرة قط، و لم تحض فان الحيض مكروه في بنات الأنبياء.
[229] في أكثر النسخ: (حمل الركن بأطراف الرداء) و هو الصحيح، لتكون شارة الي ما اشتهر عند المؤرخين، من أن الكعبة قد تهدمت بالسيل قبل بعثة النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فاجتمعت القبائل لبنائها، و عندما أرادوا وضع الحجر في موضعه علي الركن، تنازعوا بينهم فيمن ينصبه منهم، و يكتسب ذاك الشرف العظيم، و كاد أن يقع بينهم قتال كبير، لكنهم اتفقوا أخيرا علي أن يتحاكموا الي أول من يدخل المسجد ذلك الحين، فدخل محمد صلي الله عليه و آله و سلم فقالوا: جاء الأمين فتحاكموا اليه، فنزع صلي الله عليه و آله و سلم ردائه و بسطه علي الأرض، و رفع الحجر فوضعه في الرداء، و أمر أن يأخذ كل رئيس قبيلة بطرف من أطراف الرداء و يحمله الي قرب البيت، فحملوه فتقدم صلي الله عليه و آله و سلم فأخذ الحجر بنفسه، و نصبه في موضعه من الكعبة، و بذلك اكتسب صلي الله عليه و آله و سلم العظمة لنفسه، و ألقي التعب و الثقل علي رؤساء القبائل، و قطع النزاع، و أخمد الفتنة. (ملخص من تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 14، ط. نجف. و تاريخ مكة: ج 1، ص 103 للأزرقي).
[230] البراق: دابة نحو البغل كان يركبه الرسول صلي الله عليه و آله و سلم عند العروج الي السماء. كما في (مجمع البحرين)، و الموسوعة العربية الميسرة: ص 337، ط. مصر لجماعة من الأدباء.
[231] اشارة الي هذه الآية التي في سورة النجم، الآيتين: 9 - 8: (ثم دني فتدلي - فكان قاب قوسين أو أدني). قيل المراد من القوسين مقدار طرفي القوس، و قيل المراد من القوس ما يقاس به الشي‌ء، و المقصود مقدار ذراعين يقال قاس الشي‌ء: يقوسه اذا قدره، و القاب، هو القدر.
[232] الهجرة الأولي الي شعب أبي‌طالب مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و الثانية من المكة المركمة الي المدينة المنورة، و هي مبدء التاريخ الرسمي للمسلمين، و البيعة الأولي هي بيعة العقبة، و الثانية هي بيعة الرضوان.
[233] ذكر ابن أبي‌الحديد المعتزلي في شرحه علي النهج في بيان معني كلام علي عليه‌السلام في الخطبة الشقشقية حيث يقول عليه‌السلام: فلما نهضت بالأمر، نكثت طائفة، و مرقت أخري، و فسق آخرون، قال فأما الطائفة الناكثة فهم أصحاب الجمل. و أما الطائفة القاسطة فأصحاب صفين، و سماهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم القاسطين، و أما الطائفة المارقة فأصحاب النهروان، و أشرنا نحن بقولنا سماهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم القاسطين، الي قوله صلي الله عليه و آله و سلم: ستقاتل بعدي الناكثين و القاسطين و المارقين. و هذا الخبر من دلائل نبوته صلي الله عليه و آله و سلم. لأنه اخبار صريح بالغيب، لا يحتمل التمويه و التدليس، كنما تحتمله الأخبار المجملة و صدق قوله صلي الله عليه و آله و سلم: و المارقرين قوله، أولا في الخوارج يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، و صدق قوله الناكثين، كونهم نكثوا البيعة بادي‌ء بدي‌ء، و قد كان عليه‌السلام يتلو وقت مبايعتهم له: (فمن نكث فانما ينكث علي نفسه) سورة الفتح، الآية: 10. و أما أصحاب صفين فانهم عند أصحابنا مخلدون في النار، لفسقهم فصح فيهم قوله تعالي: (و أما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) سورة الجن، الآية: 15.
[234] العيبة: موضع السر.
[235] الشكيمة: الانتصار من الظلم.
[236] الكتائب: جمع مفرده الكتيبة، و هي القطعة من الجيش.
[237] البضعة - بالفتح و الكسر -: قطعة من اللحم.
[238] مقتل الحسين عليه‌السلام للخوارزمي: ج 1، ص 140، ط. نجف.
[239] سورة الحديد، الآية: 22.
[240] سورة الشوري، الآية: 30.
[241] سورة الزمر، الآية: 42.
[242] المناقب لابن شهرآشوب و الايقاد: ص 110، و ناسخ التواريخ، ج 2، ص 196، ط. قم من أحواله عليه‌السلام باختلاف.
[243] سبق في شرح الخطبة السابقة تفسير حمل الركن.
[244] هي مقام في يمين العرش، ينتهي اليه علوم الناس، كما جاءت به النصوص الواردة عن العترة الطاهرة عليهم‌السلام و بعده علمه بذاته الأقدس، و قيل ينتهي اليه علم الملائكة.
[245] نفس المهموم: ص 285، ط. طهران للقمي، نقلا عن الكامل للبهائي رحمه الله.
[246] ناسخ التواريخ: ص 321، ج 2 من أحواله عليه‌السلام ط. قم. نقلا عن مقتل أبي‌مخنف.
[247] مت من الشي‌ء ما: من باب تعب تألمت: اللواذع جمع لذعه: أي وجعه.
[248] كظه الأمر كظا: أي كربه و جهده.
[249] الجائحة: كل مصيبة عظيمة.
[250] تضن: أي تبخل.
[251] انصدع: انشق.
[252] الثلمة: بالضم في الحائط و نحوه الخلل، محل الكسر من المكسور، المنجد.
[253] مذودين: أي مطرودين.
[254] شاسعين: أي مبعدين.
[255] اختلق الكذب: افتراه مأخوذة من هذه الآية في صورة ص، الآية: 7. (ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ان هذا الا اختلاق).
[256] اللهوف علي قتلي الطفوف. ص 181، ط. ايران لابن طاوس. و نفس المهموم للمحدث القمي، ص 299، ط. ايران، و الخصائص الحسينية: ص 132، ط. قديم للشيخ جعفر التستري رحمه الله.
[257] لا يفتننكم خ ل.
[258] المثلات: العقوبات.
[259] الخامل من الرجال: الساقط لا نباهة له، جمع خمل. المنجد.
[260] لتثبط خ ل. التثبيط: التعويق و الشغل عن المراد.
[261] الشنآن: البغض، و شنأه أبغضه.
[262] و في بعض النسخ بعين قوة، جاء في القاموس و تاج العروس يقال قرت قرة بضم القاف و فتحها، و قرورة عينه: بردت سرورا، أو جف دمعها و رأت ما كانت متشوقة اليه، فهو قرير العين، و عينه قريرة.
[263] سورة فاطر، الآية: 38.
[264] مأخوذة من هذه الآية في سورة هود، الآية: 105: (يوم يأت لا تكلم نفس الا باذنه).
[265] قال المجلسي رحمه الله في مرآة العقول: ج 4، ص 253: بأن المراد، أنهم موتي في دار الدنيا، بالغفلة عما يراد منهم، فلا يجدون حر نار الحرمان و السخط و الخذلان، و لو كانوا أحياء لوجدوا م ذلك.
[266] روضة الكافي: ص 14، ط. الغفاري. و تحف العقول: ص 16، باختلاف ط. قديم.
[267] ناسخ التواريخ: ج 1، ص 378، ط. قم نقلا عن الأمالي و قريب من هذا الكلام، كلام جده الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم، أنه قال: من انقطع الي الله كفاه الله كل مؤنة و من انقطع الي الدنيا و كله الله اليها، و من أراد أن يرزقه الله من حيث لا يحتسب، فليتوكل علي الله. ارشاد القلوب: ج 1، ص 160 للديلمي ط. طهران.
[268] بلاغة الحسين عليه‌السلام: ص 104، ط. 5 عن البحار.
[269] سورة ابراهيم، الآية 7.
[270] سورة آل‌عمران، الآية: 187.
[271] فكيف ما خربوا عليك، خ ل.
[272] سورة الأعراف، الآية: 169.
[273] عزب: أي بعد وغاب.
[274] سورة الذاريات، الآية: 55.
[275] السمل: الثوب الخلق البالي - جمعه -: أسمال.
[276] البث: اشد الحزن.
[277] سورة مريم، الآية: 59.
[278] بحارالأنوار: ج 17، ص 213، ط. قديم و تحف العقول: لابن شعبة، ص 66، ط. قديم و الامام زين‌العابدين عليه‌السلام: ص 154 للمقرم ط. نجف.
[279] لما صدرت الطبعة الأولي من الكتاب ثارت جماعة من فضلاء أهل العلم و غيرهم - مع عدم علمهم بالحديث و التاريخ - حول هذه الكلمة. و ما دروا أن أمه عليه‌السلام ماتت في نفاسها، فسلمه أبوه الامام الحسين عليه‌السلام الي أم ولد له، و كان عليه‌السلام يدعوها بالأم، و العبارة تقصد هذا، كما يذكر المؤرخون، و كما جاء في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ص 27، ط. قديم. عن أبي‌الحسن الرضا عليه‌السلام أنه قال للنوشجاني: أن أم علي بن الحسين ماتت في نفاسها به، فكفله بعض أمهات ولد أبيه، فسماها الناس أمه، و انما هي مولاته، و زعموا زوج أمه، و معاذ الله ذلك، و انما زوج هذه انتهي، و السبب في اقدام الامام علي زواجها يذكره الصدوق في نفس المصدر المتقدم، فراجع.
[280] وفيات الأعيان: ج 3، ص 33 لابن خلكان نقلا عن المعارف لابن قتيبة، و البحار ج 6، عن كتاب التهذيب للطوسي باختلاف.
[281] الفصول المهمة: ص 184، ط. نجف للمالكي و نور الأبصار: ص 140 للشبلنجي و كان كتاب عبدالملك بن مروان، الي الحجاج بن يوسف الثقفي: بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالملك بن مروان، الي الحجاج بن يوسف، أما بعد، فانظر في دماء بني عبدالمطلب فاجتنبها، فأني رأيت الي أبي‌سفيان، و لما ولعوا فيها، لم يلبثوا الا قليلا، و السلام.
[282] الخسيسة: الرذالة و النقص.
[283] الكافي علي هامش مرآة العقول: ج 3، ص 448. ط. قديم، و الامام زين‌العابدين عليه‌السلام: ص 379 ط. نجف للمقرم، و المناقب: لابن شهرآشوب، ص 124، ط. بمبئي باختلاف، و البحار: ص 165، ج 46.
[284] الخنا: الفحش في الكلام.
[285] الجمم: الكثرة من كل شي‌ء.
[286] و في نسخة: أن تخلس بالسين: الشي‌ء سلبه بمخاتلة و عاجلا.
[287] التدهقن: اصطناع الوجاهة.
[288] المماحكة: الملاجة.
[289] أي لا تعارضه في العزة و العظمة.
[290] موبلة، و مؤابلة: المواظبة.
[291] المكانفة: الحفظ و الاعانة: لسان العرب.
[292] نزع اللحظ: رميه.
[293] اشرأب الرجل للشي‌ء، و الي الشي‌ء: مد عنقه اليه. لسان العرب.
[294] سورة الشوري، الآية: 41.
[295] سورة النحل، الآية: 126.
[296] تحف العقول، ص 255، لابن شعبة ط. طهران. و عنه أعيان الشيعة: ج 4، ص 501، ط. صيدا للأمين.
[297] من القول، و هو الكلام علي الترتيب، لسان العرب.
[298] سورة الشوري، الآية: 41.
[299] الخصال: ص 564، ج 2، للصدوق و من لا يحضره الفقيه، ج 2، ص 618. و مكارم الاخلاق: ص 455 للطبرسي. و يقول النوري في المستدرك: ج 2، ص 278 ط. قديم: ان هذا الخبر الشريف المعروف بحديث الحقوق مروي في رسائل الكليني علي النحو المعروف في التحف لا علي النحو الموجود في الفقيه و الخصال، و الظاهر لكل من له أنس بالأحاديث، أن الثاني مختصر من الأول، و احتمال أنه عليه‌السلام ذكر هذه الحقوق بهذا الترتيب مرة مختصرة لبعضهم، و أخري بهذه الزيادات لآخر، في غاية البعد، و يظهر من بعض المواضع أن الصدوق كان يختصر الخبر الطويل، و يسقط منه ما أدي نظره الي اسقاطه.
[300] البحار: ج 46، ص 105 عن الكافي: ج 5، ص 345.
[301] سورة الحج، الآية: 38.
[302] المناقب: ص 124، ج 4، ط. بمبئي و البحار: ص 95، ج 46.
[303] المناقب في آل أبي‌طالب: ج 4، ص 124، ط. بمبئي لابن شهرآشوب و ناسخ التواريخ: ج 2، ص 43 من أحواله عليه‌السلام، ط. قديم: و العوالم: ص 181، ج 18، و العقد الفريد: ص 203، ج 2.
[304] أنوار البهية: ص 53، ط. قديم للقمر.
[305] بحارالأنوار: ج 17، ص 216، ط. قديم للمجلسي، و كشف الغمة: ص 79، ج 2، ط. قم للمجلسي. و قال النبي الأعظم: عجبا كل العجب، للمختال الفخور، انما خلق من نطفة، ثم يعود الي جيفة، و هو بين ذلك لا يدري ما يفعل به، مرآة العقول: ص 315، ج 2، و قال علي عليه‌السلام: ابن آدم، أوله نطفة مذرة - الخبيثة الفاسدة -، و آخره جيفة قذرة، و هو في بينهما يحمل العذرة، الكشكول: ط. قم، ج 2، ص 377 للبهائي، و قال الجواد عليه‌السلام: عجبا للمختال الفخور، انما خلق من نطفة، ثم يعود جيفة، و هو فيما بين ذلك لا يدري ما يصنع، أصول الكافي بهامش مرآة العقول: ج 2، ص 315، ط. قديم. و الامام زين‌العابدين عليه‌السلام: ص 208، و قد نظمها بعض الشعراء، كما في غرر الخصائص: ص 45 للوطواط: عجبت من معجب بصورته و كان من قبل نطفة قذرة و في غد بعد حسن صورته يصير في الأرض جيفة قذرة و هو علي عجبه و نخوته ما بين هذين يحمل العذرة.
[306] تذكرة الخواص: ص 332 لابن الجوزي، و صفوة الصفوة: ص 53، ج 2.
[307] حلية الأولياء: ص 140، ح لأبي نعيم عليه‌السلام.
[308] تقييد العلم ص 79 للخطيب البغدادي.
[309] معاني الأخبار للصدوق: ص 78، باب 136، و ناسخ التواريخ: ج 3، ص 70 من أحواله عليه‌السلام ط. قديم.
[310] البحار: ج 17، ط. قديم.
[311] حلية الأولياء: ج 3، ص 134 لأبي‌نعيم و صفوة الصفوة: ج 2، ص 53 لابن الجوزي، و كشف الغمة: ص 75، ج 2، ط. قديم.
[312] البحار: ج 17، ص 159، ط. قديم. و حلية الأولياء: ج 3، ص 135.
[313] ارشاد القلوب: ج 1، ص 18، ط. ايران للديلمي.
[314] أصول الكافي: ص 448.
[315] مشكاة الأنوار: ص 333 لأبي الفضل الطبرسي، ط. نجف.
[316] البحار: ج 17، للمجلسي، ط. قديم.
[317] مشكاة الأنوار: ص 222 ط. نجف.
[318] جامع الأخبار: ص 111، تحقيق المصطفوي.
[319] كشف الغمة للاربلي: ص 113، ج 2، ط. قم.
[320] منتهي الآمال: ج 2 للقمي، ط. طهران.
[321] مشكاة الأنوار لأبي الفضل الطبرسي.
[322] الأمالي للصدوق.
[323] كتاب الغايات لابن الرازي: ط. في طهران أخيرا.
[324] ارشاد القلوب: ج 1، ص 112، ط. ايران للديلمي.
[325] البحار: ج 17، ص 154. ط. قديم.
[326] البحار: ج 17.
[327] البحار ج 17.
[328] الكنف بالتحريك: الجانبة و الناصبة، و الأكناف: الجوانب و النواحي، و منه الخبر أفاضلكم أحاسنكم: أخلاقا الموطؤن أكنافا، و في الدعاء: اللهم اجعلني في كنفك، أي في حرزك (مجمع البحرين للطريحي).
[329] البحار: ج 17.
[330] البحار: ج 17.
[331] البحار: ج 17.
[332] نزهة الناظر، ص 32 للحلواني. ط. نجف.
[333] في الحديث: أن الله حرم الجنة، علي كل فحاش بذي البذي، علي فعيل السفيه، من قولهم: بذا علي القوم يبذو، بذا بالفتح و المد سفه عليهم، و أفحش في منطقه، و ان كان صادقا فيه، و لعلهما في الحديث واحد مفسر بالآخر كما في (مجمع البحرين).
[334] البحار: ج 17، ص 60.
[335] البحار: ج 17 للمجلسي.
[336] البحار: ج 17.
[337] البحار: ج 17.
[338] البحار: ج 17.
[339] البحار: ج 17.
[340] مشكاة الأنوار للطبرسي، ص 210.
[341] مشكاة الأنوار: ص 210. ط. نجف.
[342] سورة المؤمنون، الآية: 100.
[343] الخصال للصدوق ج 1، ص 159. ط. قديم. و الغايات لابن الرازي: ص 96، ط. طهران، و تفسير البرهان للسيد البحراني: ج 2، ص 752، ط. طهران، و البحار: ص 148، ج 27، ط. جديد.
[344] سورة فصلت، الآية: 40.
[345] سورة الكهف، الآية: 29.
[346] راجع فقه اللغة للثعالبي تجد كثيرا من الأمثلة.
[347] الفصول المهمة لابن الصباغ: ص 77، و الاتحاف: ص 50 للشبراوي، ط. مصر، و مطالب السؤول لابن طلحة، و حلية الأولياء، ج 3، ص 184، ط. مصر لابن نعيم، و صفوة الصفوة: ج 2، ص 57.
[348] و قد أخذ من هذه الجملة، أبوبكر بن عياش الخياط الأسدي من علماء الحديث في القرن الثاني، حيث قال: مسكين محب الدنيا، يسقط منه درهم، فيظل نهاره يقول: انا لله و انا اليه راجعون، و ينقص عمره و دينه، و لا يحزن عليهما. انظر هدية الأحباب للقمي.
[349] البحار: ج 17، ص 160. ط. قديم، نقلا عن الاختصاص للمفيد طبع أخيرا.
[350] البحار: ج 17، ص 16.
[351] نفس المصدر و الجلد و الصفحة.
[352] نفس المصدر.
[353] نفس المصدر: ج 17، ص 153، ط. قديم.
[354] نفس المصدر.
[355] بحارالأنوار: ج 17، ص 154.
[356] نفس المصدر.
[357] نفس المصدر.
[358] المؤمن من دعائه علي ثلاث، خ ل.
[359] نفس المصدر.
[360] انضت الدابة: هزلتها الأسفار، و في بعض النسخ: خمس لو خلتم فيهن لا تعلموهن.
[361] البحار ج 27 ص 139 ط جديد.
[362] استدراج الله العبد، كلما جدد خطيئة جدد سبحانه له نعمة، و أنساه الاستغفار، فيأخذه قليلا قليلا و لا يباغته، قاله في القاموس و مجمع البحرين: ج 2 ص 298، و ذكر الألوسي في تفسير روح المعاني: ج 9، ص 129 عند قوله تعالي في سورة الأعراف، الآية 18: (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) معناه فتح النعيم عليهم، فيأنسون بلذات الدنيا و ما أعطوا فيها، فينسون الموت، و يتمادون في الطغيان، فيأخذهم سبحانه علي حين غفلة و غرة. و في أصول الكافي في باب الاستدراج عن الصادق عليه‌السلام أن الله اذا أراد بعبد خيرا، فأذنب ذنبا اتبعه بنقمة، حتي يذكر الاستغفار، و اذا أراد به شرا، و تمادي به، أتبعه لينسي الاستغفار، و هو قوله تعالي: (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) بالنعم عند المعاصي. عن الامام زين‌العابدين عليه‌السلام ص 216.
[363] البحار ج 27 ص 139 ط جديد.
[364] سورة الأنعام، الآية: 160.
[365] مشكلات العلوم: ص 25، ط. ايران للنراقي.
[366] البحار: ج 17، قال المجلسي: يريد أن السيئة بواحدة، و الحسنة بعشرة.
[367] نور الأبصار: ص 143، ط. مصر للشبلنجي و الكافي: ص 495، و البحار: ج 17، ص 153. ط. قديم.
[368] البحار: ج 17، ص 153.
[369] البحار: ج 17، ص 155.
[370] البحار: ج 17، و الكافي للكليني.
[371] سورة الحديد، الآية: 23.
[372] البحار: ج 17، ص 159، و حلية الأولياء: ج 3، ص 134 باختلاف.
[373] المجة: المرة من المج، يقال ما بقي في الأنا و الا مجة أي قدر ما يمج، المنجد.
[374] أشر: أي بطر و مرح.
[375] حلية الأولياء: ج 3، ص 134 لأبي‌نعيم.
[376] البحار: ج 17، ص 160.
[377] بحارالأنوار: ج 17.
[378] نال خير أي أصاب و أصله نيل كتعب.
[379] البحار: ج 17.
[380] نفس المصدر و الجلد.
[381] البحار: ج 17.
[382] و في بعض النسخ و استنماء. و استثمار المال: أي استنمائه بالتجارة و المكاسب، دليل تمام الانسانية، و موجب له أيضا، لأنه لا يحتاج الي غيره، و يتمكن من أن يأتي بما يليق به كما في مرآة العقول للمجلسي.
[383] البحار: ج 17.
[384] ولج الشي‌ء في غيره: دخل فيه، المنجد.
[385] البحار: ج 17.
[386] البحار: ج 17.
[387] غرر الفوائد و درر القلائد المسمي بالأمالي: ج 2، ص 162، ط. مصر للشريف المرتضي.
[388] البحار: ج 17، ص 160 عن نثر الدرر للأبي.
[389] البحار: ج 17.
[390] تفسير مقتنيات الدرر للسيد مير علي الحائري المفسر: ج 12، ط. طهران.
[391] البحار: ج 17، و نزهة الناظر للحلواني.
[392] البحار: ج 17.
[393] البحار: ج 17.
[394] ارشاد القلوب: ج 1، ص 168 للديلمي.
[395] المهجة: دم القلب خاصة، و الجمع مهج، و اللجج جمع اللجة: و هي معظم الماء.
[396] أصول الكافي: ص 24.
[397] جامع الأخبار: ص 105، و البحار: ص 69، ج 46، و العوالم: ص 97، ج 18 عن أمالي الطوسي رحمه الله.
[398] الفصول المهمة: ص 188 لابن الصباع المالكي.
[399] حلية الأولياء: ج 3، ص 138 و البيان و التبيين: ج 2، ص 59، ط، ثاني للجاحظ.
[400] البحار: ج 1، ص 90. ط. قديم عن بصائر الدرجات للصفار.
[401] البحار: ج 2، عن تفسير العياشي.
[402] سورة الرعد: الآية: 39.
[403] البحار: ج 7، عن تفسير العياشي.
[404] اثبات الوصية: ص 147 للمسعودي ط. نجف، و دلائل الامامة: ص 91، ط. نجف للطبرسي.
[405] تاريخ اليعقوبي: ج 3، ص 37 ط. نجف.
[406] تاريخ اليعقوبي: ج 3، ص 37، ط. نجف.
[407] يقول النحوي في تخميسه للمقصورة ص 52، ط. بغداد: يقضي الفتي نحبا، و يحوي لحده و يذكر الناس، جميعا عهده ينشر كل ذمه، أو حمده و انما المرء، حديث بعده.
[408] روضة الكافي: ص 30 للكليني.
[409] أصول الكافي: ص 30 للكليني.
[410] أمالي الصدوق: ص 3، ملجس 1، ط. ايران.
[411] اسعاف الراغبين ص 220، بهامش نور الأبصار: ط. مصر لابن صبان، و الفصول المهمة للمالكي، ط. نجف.
[412] أصول الكافي للكليني.
[413] اسعاف الراغبين: ص 220 لابن صبان ط. مصر.
[414] قال الصدوق في من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 188 ط. نجف، بعد هذا الحديث: و أما الخبر الذي روي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال: لو عرفت البهائم من الموت ما تعرفون، ما أكلتم منها سمينا قط، فليس بخلاف هذا الخبر، لأنها تعرف الموت، لكنها لا تعرف منه ما تعرفون.
[415] الخصال: ص 126 للصدوق، ط. ايران و الكافي للكليني.
[416] تفسير المنسوب للامام العسكري عليه‌السلام، ص 32، ط. قديم، و مصباح الفلاح: ج 231 ط. طهران للكلبايكاني، و مجموعة ورام، و ناسخ التواريخ: ج 2، من أحواله عليه‌السلام.
[417] أصول الكافي: بهامش مرآة العقول: ج 2، ص 125، ط. ايران، و الخصال: ج 1، ص 6، و عقاب الأعمال، ص 23 كلاهما للصدوق طبعتا ايران.
[418] تلخيص جامع الأصول لابن الأثير الجزري.
[419] من لا يحضره الفقيه للصدوق و الوافي للفيض الكاشاني.
[420] كشف الغمة في معرفة الأئمة عليهم‌السلام.
[421] حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني: ج 3 ص 140 ط. مصر.
[422] تفسير الصافي للفيض الكاشاني.
[423] روضة الكافي للكليني.
[424] معالم العبر للنوري.
[425] معالم العبر للنوري.
[426] البحار: ج 17، ص 423، و ناسخ التواريخ: ج 2، من أحواله عليه‌السلام.
[427] عيون أخبار الرضا عليه‌السلام للصدوق.
[428] العفة، خ ل.
[429] ارشاد القلوب ج 1، ص 71 للديلمي.
[430] مجموعة ورام: ص 298، ط. قديم.
[431] ناسخ التواريخ: ج 2، من أحواله عليه‌السلام.
[432] أصول الكافي: ص 520 و جامع السعادات: ج 1، ص 370 للنراقي، ط. نجف.
[433] الأمالي: ص 4، للشيخ المفيد، ط. نجف.
[434] الخصال: ص 223، ج 1، للصدوق، ط. ايران.
[435] عيون أخبار الرضا عليه‌السلام: للصدوق، ص 6، ط. قديم.
[436] الخصال للصدوق: ص 339، تحقيق الغفاري.
[437] النعم بفتح النون و العين: الابل، و الأحمر منعه، ثمين غال جدا.
[438] جامع السعادات للنراقي: ج 1، ص 291، ط. نجف، و الخصال للصدوق، و البحار: ج 46، ص 102.
[439] ارشاد القلوب: ج 1، ص 31، ط. طهران للديلمي.
[440] قال المجلسي عليه‌السلام: أي لا أحب ذل نفسي و ان حصلت لي به حمر النعم، أو لا أحب ذل نفسي، و لا أرضي بدله حمر النعم، فيكون تمهيدا لما بعده، فان شقاء المرء مورث للذل. البحار: ص 64.
[441] ارشاد القلوب: ج 1، ص 101، ط. طهران للديلمي.
[442] السبات: النوم الخفيف.
[443] حرد: أي غضب.
[444] ارشاد القلوب: ج 1، و المستطرف في كل فن مستظرف، ج 1، ص 19، ط. مصر للأبشيهي.
[445] ارشاد القلوب: ج 1، للديلمي.
[446] الدعة، و التددعة، و التدعة، و التداعة، الراحة و السكينة و خفض العيش - المنجد -.
[447] ارشاد القلوب: ج 1.
[448] ناسخ التواريخ: ج 2، من أحواله عليه‌السلام.
[449] الأمالي للصدوق: ص 148، مجلس 43، ط. قديم.
[450] ناسخ التواريخ: ج 2، من أحواله عليه‌السلام.
[451] مشكاة الأنوار للطبرسي، ص...، ط. نجف.
[452] نفس المصدر: ص 251.
[453] دلائل الامامة: ص 291 للطبري الامامي، ط. نجف.
[454] نزهة الناظر: ص 33 للحلواني، ط. نجف.
[455] مشكاة الأنوار: ص 291 للطبرسي، ط. نجف.
[456] نزهة الناظر للحلواني: ص 33، ط. نجف.
[457] تاريخ اليعقوبي: ج 3، ص 46، ط. نجف.
[458] البحار: ج 15، و الخصال للصدوق، ط. ايران.
[459] كشف الغمة للاربلي، و تاريخ اليعقوبي: ج 2، ص 46، ط. نجف باختلاف يسير، و حلية الأولياء لأبي‌نعيم الأصبهاني، ط. مصر، ج 3، ص 140.
[460] احتجاج الطبرسي: ج 2، ص 172، ط. نجف.
[461] نزهة الخاطر: ص 33، ط. نجف للحلواني.
[462] و قريب من هذه الكلمة ما قاله الفيلسوف اليوناني أفلاطون: الافراط في النصيحة، يهجم بصاحبها كثير من الظنة، راجع عيون الأنباء لابن أبي اصيبعة، ج 1، ص 82، ط. بيروت.
[463] نزهة الناظر: ص 33 للحلواني.
[464] سورة الحجرات، الآية: 12.
[465] بحارالأنوار: ج 7، للمجلسي.
[466] البحار: للمجلسي.
[467] سورة البقرة، الآية 35.
[468] روضة الكافي: ص 432، للكليني، و مشكاة الانوار للطبرسي، و تفسير بحر العرفان مخطوط، للبرغاني الحائري.
[469] عيون الاخبار لابن قتيبة الدينوري.
[470] سورة النجم، الآيتين: 9 - 8.
[471] الأمالي للصدوق: ص 591، ط. قم، و البحار: ج 2، ص 52 للمجلسي.
[472] الصفحة: القصعة الكبيرة منبسطة تشبع الخمسة.
[473] محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء البلغاء للراغب، ج 1، ط بيروت، ص 328، و في أمالي النيسابوري كما في بحارالانوار: ص 93، ج 46: و كان بعد ذلك، يغطي الغضارة، و يدخل يده من تحت الطبق و يأكل.
[474] الكامل: ج 1، ص 116، ط. مصر للمبرد، و المستطرف في كل فن مستظرف، ج 2، ط. مصر للأبشيهي باختلاف.
[475] البحار: ص 143، ج 2، ط. قديم. عن بشارة المصطفي لشيعة المرتضي عليه‌السلام.
[476] كثبان جمع كثيب: و هو الرمل المستطيل المحدودب.
[477] أعيان الشيعة: ج 3، ص 394، ط. دمشق، للأمين العاملي، و حلية الأولياء: ج 3، ص 140، ط. مصر، لأبي نعيم الأصبهاني.
[478] بشارة المصطفي: ص 3، للطبري، ط. نجف.
[479] ناسخ التواريخ: ص 150، ج 2 من أحواله عليه‌السلام.
[480] من لا يحضره الفقيه للصدوق، و ناسخ التواريخ: ص 271، ج 2 من أحواله عليه‌السلام.
[481] سفينة البحار للقمي، ط. نجف.
[482] الكشكول: ج 2، ص 552 للبهائي، ط. قم.
[483] أي نزل و لا مناص عنه.
[484] مصباح الشيعة للقراجة داغي مخطوط، رأيته في النجف الأشرف.
[485] هو الامام الكاظم موسي بن جعفر عليه‌السلام.
[486] مصباح الشيعة للقراجة داغي.
[487] تذكرة الخواص لابن الجوزي.
[488] الصحيفة الخامسة السجادية: ص 492 للأمين العاملي، نقلا عن ثاقب المناقب، طبع أخيرا بقم، بسعي المؤلف.
[489] كشكول البهائي: ج 2، ص 367، ط. قم.
[490] أمالي الصدوق: ص 371، مجلس 69 و روضة الواعظين: ج 1، ص 168 للفتال النيسابوري الشهيد.
[491] الامام زين‌العابدين عليه‌السلام، ص 337 للمقرم عن للآلي الأخبار، ص 274، باب 6.
[492] لئالي الأخبار: ص 241، للتوسركاني، ط. ايران.
[493] صفوة الصفوة: ص 53، ج 2، و حلية الأولياء: ج 3، ص 134 ط. مصر لأبي نعيم.
[494] الاحتجاج: ص 171، ج 3، ط نجف للطبرسي، و الامام زين‌العابدين عليه‌السلام: ص 310، ط. نجف للمقرم.
[495] الوافي: ج 1، ص 67 للكاشاني ط. ايران.
[496] سنابل الحكمة، ص 361، ط. قم.
[497] نفس المصدر.
[498] الكافي: بهامش مرآة العقول، ج 2، ص 10، ط. ايران.
[499] الكافي: بهامش مرآة العقول، ج 2، ص 100.
[500] نفس المصدر.
[501] نفس المصدر.
[502] رجال الكشي، ص 82، ط. بمبي‌ء و ص 111 ط. نجف، و الامام زين‌العابدين عليه‌السلام، ص 172 للمقرم.
[503] حلية الأولياء: ج 3، ص 138، ط. مصر لأبي نعم الأصبهاني.
[504] بطل العلقمي: ج 3، ص 364، ط. نجف عن الكشكول: ج 1، ص 143، ط. مصر للبهائي.
[505] النجار: الأصل و النسب.
[506] حرام عليه العيش في نسخة.
[507] تمثلت الدنيا بصورة جميلة و جاءت الي الحسين بن علي عليه‌السلام يوم الطف، و قالت: تزوجني أرد عنك هذا الجمع. قال عليه‌السلام: أغربي ويحك، أما علمت أن مطلقات الآباء لا تحل للأبناء. البطل العلقمي: ج 3، ص 364، للمظفري.
[508] الخرائج و الجرائح: ص 328، ط. قديم، و المحتضر لحسن بن سليمان ط. نجف، و دحض البدعة فيمن أنكر الرجعة: ص 39، ط. نجف للسنقري الحائري نقلا عنهما.
[509] قال في قاموس الرجال ج 5 ص 153: الظاهر انه ابن سمرة بن جندب و أشار الي هذا الحديث.
[510] كشكول البهائي: ص 139.
[511] الكشكول: ص 493، ج 2، ط. قم.
[512] الاثني عشرية للعاملي.
[513] الكشكول للبهائي و العوالم: ص 106، ج 18، و البحار: ص 66، ج 46.
[514] وجاء عن ابنه الامام الباقر عليه‌السلام: انما جعلت النافلة، ليتم بها ما يفسد من الفريضة، كما في جامع أحاديث الشيعة: ج 7، ص 116، و في حديث آخر: أن الله تبارك و تعالي أتم صلاة الفريضة بصلاة النافلة. نفس المصدر: ج 7، ص 135.
[515] ذخائر التحف عن أخبار السلف.
[516] الحرز: الموضع الحصين، يقال: هذا حرز حريز. لسان العرب: ج 5، ص 333.
[517] العوالم: ص 106، ج 18، و البحار: ص 65 ج 46. عن علل الشرائع.
[518] و كان جده سيد المرسلين عليه‌السلام، يشتري الشي‌ء فيحمله الي بيته، فيقول له صاحبه: أعطني أحمله، فيقول صاحب المتاع أحق بحلمله، المحجز البيضاء: ج 4، ص 33 للكاشاني. و قال الراوي رأيت عليا عليه‌السلام اشتري تمرا بدرهم فحمله. مجموعة ورام: ص 23، ج 1.
[519] زهر الربيع: ج 2، ص 63، ط. نجف للجزائري.
[520] ضياء المؤمنين، ص 97، ط. نجف للشبر.
[521] مشكاة الانوار: للطبرسي.
[522] نفس المصدر.
[523] قال في الامام زين‌العابدين عليه‌السلام: ص 195. لم أجد معني لصمرة و أما بالضاد مجردا عن الهاء بعد الراء ففي المعجم بمادة ضمر أنه طريق جبل في ديار بني سعد.. و في القاموس مع التاج: ضمر بالضم جبل ببلاد بني قيس.
[524] نفس المصدر.
[525] نفس المصدر.
[526] تحف العقول للحراني: ص 67، ط. قديم.
[527] أصول الكافي: بهامش مرآة العقول، ج 3، ص 438.
[528] تحف العقول: ص 67.
[529] الوافي: ج 3، ص 88.
[530] سورة البلد، الآيات: 16 - 14.
[531] الوافي: ج 3، ص 130.
[532] أصول الكافي بهامش مرآة العقول: ج 3، ص 156.
[533] البحار: ج 34، ص 13.
[534] لئالي‌ء الأخبار: ص 314.
[535] الكافي علي هامش المرآة: ج 2، ص 530.
[536] مستدرك الوسائل: ج.. ص 14 للنوري، ط. قديم.
[537] البحار: ج 1، ص 101 للمجلسي.
[538] سورة الأنعام، الآية: 68.
[539] سورة الاسراء الآية: 36.
[540] سورة الاسراء، الآية: 36.
[541] نزهة الناظر: ص 32، طبع نجف للحسين بن محمد الحلواني.
[542] ثواب الأعمال للصدوق، ص 81، ط قديم.
[543] الكشكول للمبيدي ص 203، ط. ايران عن علل الشرائع لصدوق و بعد الحديث قال الزهري لا جرم أن الله عزوجل القي هيبته في قلب الوليد حتي حكم له علي محمد بن الحنفية.
[544] تحف العقول: ص 67، لابن شعبة، ط. قديم.
[545] الوافي: ج 1، للفيض الكاشاني.
[546] الكافي: بهامش مرآة العقول، ج 2 ص 100، طبع قديم.
[547] نفس المصدر.
[548] نفس المصدر.
[549] النزق: الخفة في كل الأمور، العجلة في جهل.
[550] الخصال: ج 1، ص 24، للصدوق.
[551] الخصال للصدوق.
[552] نفس المصدر.
[553] تفسير البرهان: ج 1، ص 181 للبحراني.
[554] البحار: ج 1، ص 73. ط. قديم، عن تفسير المنسوب للامام العسكري عليه‌السلام.
[555] الخصال: ج 1، للصدوق، ط. القديم.
[556] الكافي بهامش مرآة العقول: ج 3، ص 518.
[557] مشكاة الأنوار في غرر الأخبار لأبي الفضل الطبرسي ط. نجف.
[558] الكشكول للبهائي، ج 2، ص 353، ط. قم. قال في شرح الكلمة: فاعرف وفقك الله، الفرق بين هاتين المرتبتين، و ميز عقلك بين المنزلتين، ثم عد الي بديهة عقلك الشاهدة لك بوجوب شكر المنعم عليك، و انظر هل تري أحدا من البشر أكثر نعمة عليك من أبيك و أمك، و أولي منهما بشكرك و برك، فقابل ذلك بالاجلال و التعظيم و الطاعة، و الانقياد لهما ما داما حيين، و بالاستغفار لهما، و أداء ما عليهما من الحقوق، و تعاهد زيارتهما، و الترحم عليهما ان كانا ميتين، كما تحب أن يفعل أولادك بك حال حياتك، و بعد مماتك.
[559] المنتخب للشيخ الطريحي رحمه الله.
[560] سورة الأنعام، الآية: 124.
[561] المناقب: ص 130، ج 4 و عنه بهجة الأنوار لليزدي.
[562] سورة المعارج، الآية: 24.
[563] الكل: الثقل.
[564] فروع الكافي: ص 14 للكليني، و اسلام و مستمندان للبروجردي، ص 143 ط. قم.
[565] مشكاة الأنوار: للطبرسي، ص 143، ط. نجف.
[566] نفس المصدر.
[567] الأمالي للشيخ الطوسي، ص 16، ط. ايران.
[568] الطبقات الكبري: ج 1، ص 27، للشعراني.
[569] نفس المصدر: ج 1 ص 27.
[570] نفس المصدر: ص 27، ج 1.
[571] الزام الناصب: ص 13، ط. قديم للبارجيني الحائري، نقلا عن ج 7 من البحار، و الصحيفة الخامسة السجادية جمع السيد الأمين رحمه الله، ص 485، ط. دمشق، و المناقب لابن شهرآشوب.
[572] لئالي‌ء الأخبار للتوسركاني.
[573] لئالي‌ء الأخبار للتوسركاني.
[574] في غير واحد من المصادر: و أخشنها.
[575] حق اليقين ج 2، ص 56 ط. صيدا للشبر، و الاعتقادات: ص 110، ط. قم للصدوق.
[576] الخصال: للصدوق، ص 331 ج 1. و البحار: ج 17.
[577] الجفنة - بالفتح -: القصعة الكبيرة.
[578] سورة الرحمن، الآيتين 20 - 19.
[579] المحاسن للبرقي، و عقاب الأعمال للصدوق.
[580] الكافي: بهامش مرآة العقول، ج 2، ص 100، ط. ايران.
[581] لئالي‌ء الأخبار للتوسركاني.
[582] المصدر نفسه.
[583] المصدر نفسه.
[584] المصدر نفسه.
[585] المصدر نفسه.
[586] الأمالي للمفيد: ص 21، ط. نجف.
[587] لواقح الأنوار للشعراني، ط. نجف.
[588] لواقح الأنوار للشعراني، ص 28، و الامام زين‌العابدين عليه‌السلام، ص 228 للمقرم.
[589] لواقح الأنوار للشعراني: ص 28.
[590] الفصول المهمة لابن صباغ، ص 283.
[591] حلية الأولياء: ج 3، ص 140 لأبي نعيم.
[592] الوسائل: ج 2، ص 548، للحر العاملي، ط. ايران.
[593] البحار للمجلسي، ج 25، ص 5، ط. ايران.
[594] من لا يحضره الفقيه: ص 270 للصدوق.
[595] مصادقه الاخوان للصدوق، ص 32.
[596] البحار: و ناسخ التواريخ: ج 3، من أحواله عليه‌السلام.
[597] بشري المذنبين: ص 43، ط. نجف للقطيفي، و ناسخ التواريخ: ص 44، ط. قم بصورة مختصرة، و تغيير في الألفاظ.
[598] عدة الداعي: ص 126 لابن فهد رحمه الله.
[599] مستدرك الوسائل: ص 16، ج 1، ط. مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام قم للنوري عن شرح النخبة، لسبط السيد الجزائري، قال: وجدت في عدة مواضع أوثقها، بخط بعض المشايخ الذين عاصرناهم مرسلا.
[600] بنور، خ نسخة.
[601] كذا في المخطوط، و الظاهر أن صوابه: و أحييت.
[602] ذبحت في نسخة.
[603] أي يا هذا، هذه اللفظة لا تستعمل الا في النداء، فلا يقال: هذا هناه، و لا مررت بهناه، و انما يكنون بهذه الكلمة عن اسم نكرة، كما يكنون بفلان عن الاسم العلم، و هي مع ذلك كلمة ذم، قال امرؤ القيس: قد رابني قولها يا هناه ويحك ألحقت شرا بشر فمعني قولها يا هناه يا رجل سوء كما في معجم النحو.
[604] العوالم: ص 205، ج 18، و البحار: ص 132، ج 46، و المناقب: ص 159، ج 4.
[605] سورة التوبة، الآيتين 112 - 111.
[606] المناقب: ص 159، ج 4، و البحار: ص 116، ج 46.
[607] العوالم: ص 206 ج 18.
[608] البحار: ص 107 ج 46، عن الكافي: ج 2، ص 79.
[609] مناقب آل ابي‌طالب: ص 158، ج 4.
[610] الخرائج: ص 228، ط. قديم للراوندي.
[611] مناقب آل أبي‌طالب: ص 140، ج 4 ط. لبنان.
[612] مناقب آل أبي‌طالب: ص 14، ج 4.
[613] العوالم: ص 98، ج 18. و البحار، ص 92، ج 46.
[614] قذعه كمنعه: رماه بالفحش.
[615] العوالم: ص 116، ج 18، عن كشف الغمة للاربلي رحمه الله، و البحار: ص 101، ج 46.
[616] العوالم: ص 13، ج 18، عن كشف الغمة، و البحار، ص 98، ج 46.
[617] سنابل الحكمة: ص 370، ط. قم.
[618] مشكاة الأنوار للطبرسي.
[619] المحاسن للبرقي.
[620] البحار: ج 75، ص 161.
[621] البحار: ج 75، ص 160.
[622] البحار: ج 75، ص 159.
[623] البحار: ج 75، ص 158.
[624] البحار: ج 75، ص 152 و أمالي الشيخ المفيد ص 109.
[625] البحار: ج 75، ص 142.
[626] رواه الكليني في الروضة و فيه «و ان لم يكن أهله كنت أنت أهله».
[627] البحار: ج 75، ص 141.
[628] البحار: ج 75، ص 141.
[629] الاقتار: القلة و التضيق في الرزق.
[630] البحار: ج 75، ص 140.
[631] في بعض النسخ «يصله بها في نار جهنم».
[632] البحار: ج 75، ص 140.
[633] البحار: ج 75، ص 139.
[634] البحار: ج 75، ص 136.
[635] سورة الحديد: آية 23.
[636] البحار: ج 75، ص 136 و الكافي ج 2، ص 129 بتفاوت يسير و الخصال.
[637] الكافي: ج 2، ص 231 / و البحار: ج 46، ص 154 - 153.
[638] البحار: ج 75، ص 135.
[639] الكافي: ج 2، ص 82، و البحار: ج 46، ص 102.
[640] كشف الغمة: ج 2، ص 262 و البحار ج 46، ص 98.
[641] حلية الأولياء ج 3، ص 138. و البحار: ج 46، ص 95.
[642] مناقب ابن شهرآشوب ج 3، ص 292. و البحار: ج 46، ص 87 - 85.
[643] البحار ج 46، ص 85 - 84.
[644] البحار: ج 46، ص 82.
[645] البحار: ج 46 ص 67. الكافي: ج 2، ص 12.
[646] البحار: ج 46، ص 62. الخصال: ج 2، ص 100.
[647] البحار: ج 46، ص 62. الخصال: ج 2، ص 100.
[648] الامامة الكبري و الخلافة العظمي: ج 1، ص 136، ط.نجف، للعلامة الكبير القزويني رحمه الله، عن شرح النهج للحميدي: ج 3، ص 319، ط. مصر.
[649] ابن‌هاشم بن عبدمناف قالت الدكتورة بنت الشاطي‌ء في بطلة كربلاء زينب بنت الزهراء: ص 23، ط. مصر: زوجة أبي‌طالب عم النبي، و أول سيدة تزوجت هاشميا وولدت، و أدركت النبي صلي الله عليه و آله و سلم و أسلمت، و حسن اسلامها... و في طبقات ابن‌سعد و السيرة لابن هشام و مقاتل الطالبيين، ص 9، ط. مصر للأصبهاني عن ابن‌عباس: لما ماتت فاطمة أم علي ابن أبي‌طالب، ألبسها رسول الله قميصه، و اضطجع معها في قبرها، فقال له أصحابه: يا رسول الله ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه المرأة، فقال: انه لم يكن أحد بعد أبي‌طالب، أبر بي منها، اني انما ألبستها قميصي، لتكسي من حلل الجنة، و اضطجعت معها في قبرها، ليهون عليها.
[650] البحار: ج 9، و ذرائع البيان: ج 1، ص 124، ط. نجف للطبسي.
[651] رجال الكشي: ص 118، ط. نجف.
[652] القرم: شدة الشهوة علي اللحم.
[653] الكشكول: ج 2، ص 55 للبهائي. و البحار: ص 66، ج 46. و جامع السعادات: ج 2، ص 141، ط. نجف للتراقي.
[654] حلية الأولياء لأبي نعيم، ج 3، ص 136، ط. مصر. و العوالم: ص 97، ج 18، عن الارشاد.
[655] قال البحراني رحمه الله في العوالم، ص 97، ج 18، لعل المراد النهي عن الغلو: أي أحبونا حبا يكون موافقا لقانون الاسلام، و لا يخرجكم عنه، و لا زال حبكم كان لنا حتي أفرطتم و قلتم فينا ما لا نرضي به، فصرتم شينا و عيبا علينا، حيث يعيبوننا الناس بما تنسبون الينا.
[656] كلمات مكنونة، ص 105، ط. بمبئي للفيض الكاشاني.
[657] البحار: ج 1، ص 65 ط. قديم، و الامام محمد الباقر عليه‌السلام، ص 105، ط. نجف لخليل رشيد، و كفاية الأثر، ص 219، للخزاز، ط. قديم.
[658] تفسير روح المعاني للألوسي: ج 6، ص 190، و الاتحاف بحب الاشراف للشبراوي، ص 50، و نور الأبصار: ص 121 للشبلنجي، ذكر البيت الأول و الرابع.
[659] المناقب: ج 2، ص 255، و ص 256، ط. ايران لابن شهرآشوب، و الامام زين‌العابدين عليه‌السلام، ص 253، ط. نجف للمقرم.
[660] و في نسخة: من الرجل قال أنا منجم قائف عراف، القائف الذي يعرف الآثار، و الجمع: القائفة، لسان العرب: ج 9، ص 293. و العراف المنجم، أو الحاوي، الذي يدعي علم الغيب، الذي استأثر الله بعلمه. لسان العرب: ج 9، ص 338.
[661] قوله عليه‌السلام: مر في أربع عشر عالما، و في نسخة: في أربعة آلاف عالما، أشار الي النور المودع فيه و به، كان هو و الخلفاء من آبائه و أبنائه يتمكنون من الوقوف علي ما كان و يكون، و التحديد بهذا العدد لم يكن للحصر، بحيث لا يتجاوز علمه الي أكثر منه، و انما المقصود منه التقريب الي الأذهان، ببيان سعة ما لهم الوقوف عليه، و قد ورد نظيره في تحديد ما علمه أميرالمؤمنين من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و هو ألف باب من العلم، يفتح له منه ألف باب، اذ ليس المقصود قصر علم سيد الأوصياء علي ذلك، و انما الغرض الاشارة الي كثرة معلوماته، و لذا ورد في بعض الأحاديث: ينفتح منه ألف ألف باب، فالاختلاف في ص 58، الأحاديث للتعريف بسعة المعلومات قاله المقرم في الامام زين‌العابدين عليه‌السلام.
[662] الاختصاص: ص 31، ط. نجف للمفيد، و البحار: ص 26، ج 46. و العوالم: ص 67، ج 18 بتفاوت.
[663] نوادر الراوندي ص 14، ط. نجف.
[664] البحار: ص 95، ج 1، ط. قديم.
[665] المحاسن للبرقي، ط. ايران، ج 1، ص 16.
[666] المحاسن: ج 1، ص 16.
[667] الوافي: للفيض الكاشاني، ج 1، ص 43، ط. ايران.
[668] البربط: كما في المعرب للجواليقي من ملاهي العجم، شبه بصدر البط و الصدر، بالفارسية بر فقيل بربط.
[669] الوسائل للحر العاملي: ج 2، ص 566، ط. ايران.
[670] الوافي: ج 1، ص 58، ط. ايران للفيض الكاشاني.
[671] الوافي: ج 1، ص 58، ط. ايران للفيض الكاشاني.
[672] الكافي بهامش مرآة العقول، ج 2، ص 116، ط. قديم.
[673] تفسير البرهان: ج 2، ص 775، عن الاختصاص للمفيد.
[674] من لا يحضره الفقيه: للصدوق، و عبادات الاسلام: ص 106، ط. نجف للشيرازي.
[675] الكافي بهامش مرآة العقول، ج 2، ص 100، ط. ايران.
[676] دار السلام للنوري: ج 2، ص 140، ط. ايران و الامام زين‌العابدين عليه‌السلام: ص 221، ط. نجف للمقرم.
[677] مشكاة الأنوار: ص 143، ط. نجف للطبرسي.
[678] من لا يحضره الفقيه: ص 159، و البحار: للمجلسي.
[679] من لا يحضره الفقيه للصدوق.
[680] نوادر الراوندي: ص 54، ط. نجف.
[681] لواقع الأنوار للشعراني.
[682] الأمالي: لابن الشيخ، ط. قديم، ص 317.
[683] بحارالأنوار: ج 1، ص 89، ط. قديم.
[684] المحاسن للبرقي، ج 1، ص 170، ط. ايران.
[685] المحاسن: ج 1، ص 391، للبرقي، و الامام زين‌العابدين عليه‌السلام، ص 228، ط. نجف، ص 229 قال: يريد طهارة المولد.
[686] كنز العمال لعلي المتقي: ج 2، ص 199 و الامام زين‌العابدين عليه‌السلام.
[687] الكافي: علي هامش مرآة العقول، ج 1، ص 157.
[688] الامام زين‌العابدين عليه‌السلام: ص 229، ط. نجف.
[689] البحار: ج 4، للمجلسي، و ناسخ التواريخ: ج 1، من أحواله عليه‌السلام، ط. قم.
[690] الكافي و ناسخ التواريخ: ج 2، من أحواله عليه‌السلام.
[691] المستطرف في كل فن مستظرف: ج 2، للأبشيهي، ط. مصر.
[692] تكريت اسم أعجمي، مركب من تاك بمعني كرمة العنب، و من رود بمعني النهر، سميت البلدة به في عهد ولاية الفرس، لكثرة أعنابها. قاله في الدلائل و المسائل: ج 1، ص 48، ط. بغداد.
[693] اليابس: يلفظ ضد الرطب، وادي اليابس، نسب الي رجل قيل منه يخرج السفياني في آخر الزمان، كما في معجم البلدان: ج 8، ص 90، ط. مصر للحموي.
[694] سورة البقرة، الآية: 148.
[695] ناسخ التواريخ: ج 2، ص 176، و الخرائج و الجرائح للراوندي.
[696] بشارة الاسلام: ص 83، ج 2، ط. نجف للحيدري عن اثبات الهداة للعاملي.
[697] اكمال الدين: ص 138، ط. قديم للصدوق.
[698] كفاية الأثر: ص 318، ط. ايران للخزاز القمي.
[699] ناسخ التواريخ: ج 1، ص 173، و حق اليقين للشبر: ج 1، ص 228.
[700] روضة الكافي، و ناسخ التواريخ: ج 1، ص 174 من أحواله عليه‌السلام.
[701] السنام في الأصل: ما ارتفع من ظهر الجمل، و الجمع أسنمة.
[702] روضة الكافي، و روضة الواعظين: ج 1، ص 253، ط. قديم.
[703] تفسير الصافي للفيض و ناسخ التواريخ: ج 1، من أحواله عليه‌السلام ص 957.
[704] بمعني ما ينكره الناس، يقال نقم الأمر اذا أنكره، أو بمعني هل تكرهون، أو هل تسخطون، و سمي العذاب نقمة، لأنه يجب علي من ينكر من القول. قاله في البيان في غريب القرآن: ج 2، ص 85، ط. نجف.
[705] أصول الكافي: ص 134، و ناسخ التواريخ، ج 1، ص 955، من أحواله عليه‌السلام.
[706] ناسخ التواريخ: ج 1، ص 151 من أحواله عليه‌السلام.
[707] أصول الكافي للكليني.
[708] الأمالي: ص 75، للصدوق، ط. قديم.
[709] أصول الكافي للكليني، ص 358، ط. قديم.
[710] ثواب الأعمال للصدوق، ص 48، ط. قديم.
[711] يقول الشيخ هادي كاشف الغطاء في المقبولة الحسينية: فابك دما علي قتيل العبرة و السيد السبط شهيد العترة عبرة كل مؤمن و متقي فما بكي باك عليه فشقي و ان يفتك أن تكون الباكي فلا يفتك الأجر بالتباكي و يقول الامام الرضا عليه‌السلام كما في ج 44 من البحار: ص 288: من تذكر مصابنا، و بكي لما ارتكب منا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة، و من ذكر بمصابنا فبكي و أبكي، لم تبك عينه يوم تبكي العيون، و من جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.
[712] البحار: للمجلسي رحمه الله.
[713] البحار: ج 4، ص 334، ط. قديم. قال: روي السيد مرتضي رحمه الله، في كتاب الفصول عن الشيخ باسناده.
[714] المحتضر: ص 18، ط. نجف، لحسن بن سليمان، و الزيادة في البحار: ج 40، ص 132، ط. طهران الطبعة الحديثة، عن الخصال: ج 2، ص 179، و بصائر الدرجات للصفار.
[715] سورة الأحزاب، الآية: 6.
[716] سورة الزخرف، الآية: 28.
[717] البحار: ج 13، ص 17، للمجلسي، ط. قديم.
[718] البحار: ج 9، للمجلسي، و الاحتجاج: ج 2، ص 173، ط. نجف، و الزام الناصب: ص 67، ط. ايران للحائري، نقلا عن الأربعين.
[719] مقتل الحسين عليه‌السلام للمقرم: ص 386، ط. نجف عن الكبريت الأحمر، و أسرار الشهادة لدربندي و حياة الامام أبي‌عبدالله الحسين عليه‌السلام: ج 2، ص 566 لعماد زادة نقلا عنهما.
[720] و الخطبة مذكورة في الاحتجاج للطبرسي، ج 2، ص 166.
[721] معاني الأخبار لشيخنا الصدوق رحمه الله.
[722] الاحتجاج: ج 2، ص 166، ط. نجف للطبرسي.
[723] و في المنجد للعلوي، و سر السلسلة لأبي نصر البخاري: كلما ينظر عليه‌السلام الي عبيدالله بن العباس، و الي آل‌عقيل، يرق و يستعبر، و يقول: اني أذكر موقف آبائهم مع الحسين عليه‌السلام.
[724] الأمالي للصدوق، ص 277، ط. قديم.
[725] رجال الكشي: ص 111، ط. نجف.
[726] ينابيع المودة: ج 3، ط. صيدا للقندوزي.
[727] الامام زين‌العابدين عليه‌السلام للمقرم.
[728] هذا الحديث من مشكلات الأخبار، و قد ذكره السيد الشبر رحمه الله، في ج 1، ص 438، ط. و في الكافي، و أوضح فقراته، و شرحه أيضا المجلسي في مرآة العقول: ج 1 ص 300.
[729] الفارطة: الجلاوزة.
[730] ردا علي الله و جرأة عليه، اذ يقول في سورة الأحزاب: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا).
[731] الانضاء: الابلاء، و رجل أنضته العبادة أبلته و أهزلته.
[732] ناسخ التواريخ: ج 1، من أحواله عليه‌السلام، ص 424، ط. ايران عن الاقبال للسيد ابن طاووس رحمه الله.
[733] البقياء: الاسم من أبقيت عليه ابقاء، اذا رحمته، و أشفقت عليه.
[734] اللأواء: الشدة و المحنة، و في نسخة: تستمسك السماء.
[735] البحار: ص 76، ج 42، عن المناقب، ص 289، ج 4.
[736] قال في الامام زين‌العابدين عليه‌السلام ص 252: لم أعرف المراد منه، و لكن في تاج العروس، ص 146، ج 4 عن ابن شميل يقال رباعي لمن بلغ أربعة أشبار، و قال الليث: الخماسي من الوصائف، لمن كان طوله خمسة أشبار، و لا يقال: سداسي و لا سباعي اذا بلغ ستة أو سبعة لأنه رجل.
[737] و في نسخة: و نحن عل‌ء الحوض ذقواده.
[738] الأبطح، يضاف الي مكة و مني، لأن مسافته منهما واحدة، و ربما كان مني أقرب، و هو المحصب و هو خيف من كنانة، مراصد الاطلاع: ص 17، ج 1، ط. مصر.
[739] البحار: ص 90، ج 46، و عنه من معالم الاسلام، لمؤلف الكتاب: ص 62، ط. نجف. طبعتها و نشرتها سلسلة منابع الثقافة الاسلامية، التي كانت تصدر في كربلاء المقدسة، باشراف جماعة من كبار العلماء، في سنتها الثانية في العدد الرابع، و الحقيقة أنها كانت موفقة لصالح الاسلام و المسلمين، تقبل الله منهم.
[740] كامل الزيارات: ص 107، و عنه البحار: ج 11، ص 123، ط. قديم. ان الذين استشهدوا من بني عقيل مع سيدالشهداء الحسين عليه‌السلام في كربلاء سبعة: مسلم بالكوفة، و جعفر و عبدالرحمان ابنا عقيل، و محمد بن مسلم، و عبدالله بن مسلم، و جعفر بن محمد بن عقيل، و محمد ابن أبي‌سعيد بن عقيل، و زاد ابن شهرآشوب عونا و محمدا ابنا عقيل. كما في البحار: ص 61، ج 45.
[741] مناقب آل أبي‌طالب، ص 161، ج 4، عن تاريخ النسوي.
[742] مناقب آل أبي‌طالب: ص 161، ج 4، أيضا عن تاريخ النسوي.
[743] و فيه عن كشف الغمة للاربلي رحمه الله قال أبوعمر و الزاهد في كتاب اليواقيت قالت الشيعة انما سمي علي بن الحسين سيد العابدين، لأن الزهري رأي في منامه كأن يده مخضوبة غمسة، قال: فعبرها، فقيل له: انك تبتلي بدم خطأ، قال و كان عاملا لبني أمية، فعاقب رجلا فمات في العقوبة، فخرج هاربا و توحش و دخل الي غار، و طال شعره.
[744] عوالم العلوم و المعارف و الأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال: ص 18، ج 18، ط. قم.
[745] سورة المجادلة، الآيتين: 4 - 3.
[746] سورة النساء: الآية: 92.
[747] سورة المائدة: الآية: 89.
[748] سورة البقرة، الآية: 196. نسك جمع نسيكة: الذبيحة.
[749] سورة المائدة، الآية: 95.
[750] قيمة عدل خ ل.
[751] بعد خ ل.
[752] صوم الوصال ذهب الشيخ في النهاية و أكثر الأصحاب، الي أن صوم الوصال، هو أن ينوي صوم يوم و ليلة الي السحر، و ذهب الشيخ في الاقتصاد و ابن‌ادريس الي أن معناه أن يصوم يومين مع ليلة بينهما، و انما يحرم تأخير العشاء الي السحر اذا نوي كونه جزء من الصوم، اما لو أخره الصائم بغير نية فانه لا يحرم فيها، قطع به الأصحاب، و الاحتياط يقتضي اجتناب ذلك، و أما صوم الصمت فهو أن ينوي الصوم ساكتا، و قد أجمع الأصحاب علي تحريمه، و صوم الدهر حرمته، اما لاشتماله علي الأيام المحرمة ان كان المراد كل السنة، و ان كان المراد ما سوي الأيام المحرمة فلعله انما يحرم اذا صام علي اعتقاد أنه سنة مؤكدة، فانه يقتضي الافتراء علي الله، و يمكن حمله علي الكراهة أو التقية لاشتهار الخبر بهذا المضمون بين العامة... قال الجزري في النهاية: و في الحديث أنه يسأل عمن يصوم الدهر، فقال: لا صام و الا أفطر، أي لم يصم و لم يفطر، كقوله تعالي: (لا صدق و لا صلي) سورة القيامة، الآية: 31، و هو احباط لأجره علي صومه، حيث خالف السنة. مرآة العقول للمجلسي رحمه الله.
[753] و في من لا يحضره الفقيه، ص 47، ج 2، ط نجف، و زاد يوم الاثنين.
[754] أي اذا قارب الاحتلام.
[755] و في التهذيب: ج 1، ص 303. و كذلك الحائض اذا طهرت أمسكت بقية يومها.
[756] سورة البقرة، الآية: 187.
[757] الكافي: ص 83، ج 4، تحقيق الغفاري، و حلية الأولياء: ص 141، ج 3.
[758] الغدير: ص 189، ج 2 للأميني عن خزانة الأدب للبغدادي ج 1، ص 69.
[759] ان هذا النهي نهي تنزيهي، و يحمل علي الشفقة، و خوف القتل، و يؤيده هذه الرواية عن الحسن بن راشد، قال: ذكرت زيد بن علي عليه‌السلام فتنقصته عند أبي‌عبدالله عليه‌السلام فقال: لا تفعل، رحم الله عمي زيدا، انه أتي الي أبي، و قال: اني أريد الخروج علي هذا الطاغية فقال لا تفعل، فاني أخاف أن تكون المقتول المصلوب علي ظهر الكوفة، أما علمت يا زيد، أنه لا يخرج أحد من السلاطين قبل خروج السفياني الا قتل، ثم قال: يا حسن ان فاطمة عليه‌السلام لعظمها علي الله، حرم ذريتها علي النار، و فيهم نزلت: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفيناهم من عبادنا منهم ظالم لنفسه و منهم مقتصد و منهم سابق بالخيرات) سورة فاطر، آية: 32. فأما الظالم لنفسه الذي لا يعرف، و المقتصد العارف بحق الامام، يا حسن: لا يخرج أحدنا من الدنيا، حتي يعد ذي فضلا فضله. كما في زيد الشهيد ص 88 للمقرم، ط نجف. و يقول شاعر مصر أحمد شوقي في دول العرب و عظماء الاسلام.
[760] تكملة اثبات الهداة، ص 32، ج 3 ط قم عن نور الأبصار، ص 190 ط. مصر للشبلنجي.
[761] اثبات الهداة، ص 18، ج 3، عن غيبة النعماني.
[762] تفسير الامام العسكري، ص 256، ط. قديم و منه الامام زين‌العابدين عليه‌السلام للمقرم رحمه الله.
[763] شرح النهج: ج 1، ص 371، لابن أبي‌الحديد.
[764] البحار: ج 46، ص 146، عن المناقب ص 310، ج 3.
[765] للسمك: لأن الله تبارك و تعالي نهاهم في هذا اليوم.
[766] سورة الأنبياء، الآية: 23.
[767] الاحتجاج: ص 172، ط. نجف للطبرسي.
[768] سورة الزمر، الآية: 41.
[769] هناك عدة مرات وقفت هذه الحركة الكريمة، و دافعت عن ابن أخيها دفاع الأبطال صونا لأجل حياة امام عصرها و بقية السلف الماضين، منها هذه المرة، و ثانيها: بعد شهادة أخيها أبي الشهداء الحسين عليه‌السلام و أصحابه، لما هجموا القوم فحمها، و أراد الطاغي شهر بن ذي الجوشن عليه لعائن الله، أقبلت اليه، و هوت عليه، و قالت: و الله لا يقتل حتي أقتل دونه، فكفوا عنها كما في تاريخ القرماني ص 108 و مقتل الحسين عليه‌السلام ص 38، ج 2 للخوارزمي و نفس المهموم ص 205.
[770] مقتل الحسين عليه‌السلام ج 2، ص 42 للخوارزمي ط. نجف. و اللهوف علي قتلي الطفوف: ص 144، ط. قديم لابن‌طاوس.
[771] سورة الأحزاب، الآيات: 31 - 30.
[772] تفسير البرهان ص 143، ج 2.
[773] و في بعض النسخ: وزير.
[774] و في بعض النسخ: فيا ليت لم أنظر دمشق و لم أكن.
[775] ناسخ التواريخ: ج 2، من أحواله عليه‌السلام ص 172.
[776] الهجر بالضم: الكلام القبيح، و الفحش في المنطق، و ليس هذا ببعيد من يزيد الفاسق الكافر، أن ينسب الي الامام المعصوم الطاهر حجة الله علي خلقه، هذا الكلام السيي‌ء، و الجسارة الوقحة، و من قبل قد نسب هذا الي جده رسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم، بمحضر منه ردا علي الله و جرأة عليه، اذ يقول في كتابه الكريم: (و ما ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي). سورة النجم، الآيات: 4 - 3.
[777] ناسخ التواريخ: ج 2 من أحواله عليه‌السلام طبع قم ص 199.
[778] العلج: مفرد العلوج: و هو الكافر.
[779] ناسخ التواريخ: ج 2، ص 64 من أحواله عليه‌السلام.
[780] حياة الامام أبي‌عبدالله الحسين: ج 2، ص 166 ط. طهران لعماد زادة. و ناسخ التواريخ: ج 2 من أحواله عليه‌السلام: ص 164.
[781] سورة الشوري، الآية: 23.
[782] المحتضر: ص 17، ط. نجف لحسن بن سليمان.
[783] اثبات الوصية للمسعودي: ص 140 ط. نجف.
[784] بحارالأنوار: ج 17، ص 160 للمجلسي.
[785] الأمالي: ص 28 للشيخ الطوسي ط. ايران، و بشارة المصطفي: ص 85 للطبري الامامي، ط. نجف.
[786] بحارالأنوار: ج 17، ص 160 للمجلسي.
[787] نور الأبصار: ص 40 للشبلنجي، ط. مصر و فصول المهمة ص 188 للمالكي.
[788] سورة المؤمنون، الآية: 101.
[789] سورة الأنبياء: الآية: 28.
[790] سورة الأعراف، الآية: 56.
[791] البحار: ص 101، ج 18، و ينابيع المودة: ص 2، ص 215 للقندوزي، و كشف الغمة: ص 305، ط. قديم، و العوالم: ص 120. ج 18.
[792] كشف الغمة، و البحار: ج 11، ص 21، ط. قديم.
[793] العادلون: المشركون.
[794] الخصال: ص 355، للصدوق، ج 1، ط. في طهران أخيرا مع ترجمته. و عنه مستدرك الوسائل: ج 5، ص 402 تحقيق مؤؤسسة آل البيت عليهم‌السلام.
[795] البحار: ج 10، ص 253، عن تفسير علي بن ابراهيم.
[796] سورة الأنعام، الآية: 23.
[797] سورة الروم: الآية: 38.
[798] سورة الأنفال، الآية: 41.
[799] سورة الأحزاب، الآية: 33.
[800] الاحتجاج: ج 2، ص 167 للطبرسي. ط. نجف.
[801] سورة يوسف، الآية: 86.
[802] العوالم: ص 156، ج 18 من الخصال ص 272، و الأمالي ص 85. و البحار: ص 102، ج 46.
[803] الحدب: انحناء الظهر.
[804] البحار: ص 224، ج 11، ط. قديم.
[805] البحار: ص 108، ج 41. و العوالم: ص 15، ج 18.
[806] الحريبة: مال الرجل الذي يعيش به، و يقوم به أمره الصحاح - النهاية.
[807] الكافي: ج 3، ص 234.
[808] البحار: ج 46، ص 55 - 54. و الارشاد ص 273.
[809] الارشاد: ص 272. و البحار: ج 46، ص 74.
[810] يزلفني: يقربني.
[811] البحار: ج 46، ص 91.
[812] الأغاني: ج 14، ص 75 ط - الساسي مصر و البحار: ج 46، ص 93.
[813] المناقب لابن شهرآشوب ج 3، ص 296 و البحار ج 46، ص 96.
[814] البحار: ج 46، ص 103.
[815] سورة الرعد، الآية: 41.
[816] الكافي: ج 1، ص 38.
[817] البحار: ج 46، ص 56 و الارشاد للشيخ المفيد: ص 274.
[818] البحار ج 46، ص 56 و الارشاد ص 275.
[819] البحار ج 46، ص 56 مناقب ابن شهرآشوب ج 3، ص 296.
[820] البحار ج 46، ص 55 و تنبيه الخاطر ص 422 ط - النجف.
[821] البحار: ج 46، ص 55. فلاح السائل: ص 101 ايران 1282.
[822] عنا يعنو له أي خضع و ذل.
[823] تضاءل أي صغر و ضعف و تصاغر و تقاصر. و في المصدر «تسفرت».
[824] روضة الواعظين: ص 523. و البحار: ج 75، ص 160 - 159.
[825] البحار: ج 75، ص 147 - 146.
[826] سورة ابراهيم، الآية: 37 أي لا تحصوها و لا تطيقوا عد أنواعها فضلا من أفرادها فانها غير متناهية. قاله البيضاوي.
[827] البحار: ج 75، ص 142 - 141.
[828] الكافي: ج 6، ص 344. و البحار ج 46، ص 164.
[829] الكافي ج 1، ص 468 و البحار. ج 46، ص 152.
[830] البحار: ج 46، ص 149.
[831] الهدبة: بالضم و بضمتين خمل الثوب، و طرف الثوب مما يلي طرته.
[832] حاجب بن زرارة هو ذو القوس، أتي كسري في جدب أصابهم بدعوة النبي صلي الله عليه و آله و سلم يستأذنه لقومه أن يصيروا في ناحية من بلاده حتي يحيوا، فقال: انكم معاشر العرب غدر حرص فان أذنت لكم أفسدتم البلاد و أغرتم علي العباد. قال حاجب: اني ضامن للملك أن لا يفعلوا، قال فمن لي بأن تفي؟ قال: أرهنك قوسي، فضحك من حوله فقال كسري: ما كان ليسلمها أبدا، فقبلها منه و أذن لهم، ثم احيي الناس بدعوة النبي صلي الله عليه و آله و سلم و قد مات حاجب، فارتحل عطارد ابنه الي كسري يطلب قوس أبيه فردها عليه و كساه حلة، فلما رجع أهداها للنبي صلي الله عليه و آله و سلم فلم يقبلها فباعها من يهودي بأربعة آلاف درهم.
[833] الحمالة: بالفتح ما يتحمله عن القوم من الغرامة.
[834] الحق: وعاء من خشب و الجمع حق و حقوق و حقق و أحقاق و حقاق.
[835] الكافي: ج 5، ص 96. و البحار ج 46 ص 147 / 146.
[836] المناقب ج 3، ص 310 و البحار ج 46، ص 146.
[837] الكافي: ج 6، ص 497 و البحار ج 46 ص 142 / 141.
[838] المناقب ج 32، ص 298. و البحار: ج 46، ص 132.
[839] الارشاد للمفيد: ص 277 و البحار ج 46، ص 122.
[840] الخرايج و الجرايح للراوندي ص 194 و البحار ج 46، ص 121 / 120.
[841] الكافي: ج 4، ص 222 و علل الشرائع للصدوق ص 448 ط النجف و المناقب لابن شهرآشوب ج 3، ص 281 و البحار ج 46، ص 115.
[842] الاحتجاج للطبرسي ص 172 - و الكافي ج 1، ص 348 و البحار ج 46، ص 112 - 111.
[843] مناقب ابن شهرآشوب ج 3، ص 303 و البحار ج 46 ص 108.
[844] البحار ج 46، ص 108.
[845] الكافي: ج 2، ص 579 و البحار: ج 46، ص 107.
[846] تهذيب الأحكام ج 2، ص 369 و البحار ج 46 ص 106.
[847] البحار: ج 46، ص 105 و الكافي ج 5 ص 345.
[848] البحار: ج 46، ص 101.
[849] كشف الغمة: ج 2، ص 294 و البحار: ج 46، ص 100.
[850] كشف الغمة: ج 2، ص 262 و البحار: ج 46، ص 98.
[851] اعتره أمر: أصابه.
[852] السهد و السهاد: الأرق.
[853] مناقب ابن شهرآشوب ج 3، ص 303 و فيه في البيت الأول (التجمل) بدل (التجلد) و في البيت الثاني (الي العرا) بدل (الي العز) و البحار: ج 46، ص 98 / 97.
[854] المناقب ابن شهرآشوب ج 3، ص 301 و البحار: ج 46، ص 93.
[855] سورة آل عمران، الآية: 92.
[856] البحار: ج 46، ص 89.
[857] البحار: ج 46، ص 91.
[858] البحار: ج 46، ص 80.
[859] هذه الأبيات من الشعر من انشاد الامام عليه السلام لا انشائه.
[860] سورة المؤمنون، الآية:101.
[861] مناقب ابن شهرآشوب ج 3، ص 291. و البحار: ج 46، ص 82 / 81.
[862] الكنف: محركة الجانب، الظل، يقال أنت في كنف الله أي في حرزه و رحمته.
[863] مناقب ابن شهرآشوب ج 3، ص 283 و البحار: ج 46، ص 77 و 78.
[864] الارشاد: ص 272، و البحار: ج 46، ص 76.
[865] الارشاد: ص 282.
[866] من المظنون قويا أن يكون (رمصت) من الرمص محركة و سخ أبيض يجتمع في موق العين فان سال فهو غمص، و ان جهد فهو رمس، و قد رمصت عينه بالكسر من باب تعب (المجمع).
[867] أمالي ابن الشيخ: ص 604 و البحار ج 46، ص 74.
[868] البحار: ج 46، ص 55 و الكافي: ج 5، ص 81.
[869] المطرف: كمكرم رداء من خز مربع ذي اعلام جمع مطارف (القاموس).
[870] الغالية: طيب معروف (القاموس).
[871] الكافي: ج 6، ص 517. البحار: ج 46، ص 59.
[872] الكافي: ج 1، ص 661 و البحار: ج 46، ص 59.
[873] بصائر الدرجات و البحار: ج 46، ص 71.
[874] كمال الدين: ص 368 و البحار: ج 46، ص 71.
[875] الاحتجاج: ص 215 و البحار: ج 46، ص 69 الكافي: ج 2، ص 615.
[876] ثواب الأعمال: ص 46 ط بغداد 1962- و المحاسن للبرقي ص 635 و البحار: ج 46، ص 70.
[877] الرطانة: التكلم بالأعجمية.
[878] بصائر الدرجات لابن فروج الصفار أول الباب الثاني عشر من الجزء السابع و البحار: ج 46 ص 70.
[879] البحار: ج 46، ص 66.
[880] البحار: ج 46، ص 67.
[881] الشجاج: الجراح، وشجه جرحه.
[882] سورة آل عمران، آية 134.
[883] أمالي الصدوق، ص 201 و البحار: ج 46، ص 38.
[884] أمالي الصدوق: ص 220 و المناقب لابن شهرآشوب: ج 3، ص 279 و البحار: ج 46، ص 68.
[885] عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 2 ص 145- البحار: ج 46، ص 69.
[886] الاقبال: ص 477، و البحار، ج 46، ص 103 / 105.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.