الامام الرابع: علي‌بن الحسين[عليه‌السلام] زين‌العابدين‌

اشارة

‏عنوان و نام پديدآور : الامام الرابع: علي‌بن الحسين[عليه‌السلام] زين‌العابدين/ المولف لجنه التحرير في طريق الحق؛ المترجم محمدعبدالمنعم الخاقاني
‏مشخصات نشر : قم: موسسه في طريق الحق، ۱۳۶۹.
‏مشخصات ظاهري : ص ۴۰
‏شابك : بها:۱۶۰ريال
‏وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي
‏يادداشت : عنوان اصلي: پيشواي چهارم: حضرت امام سجاد(ع).
‏يادداشت : كتابنامه به‌صورت زيرنويس
‏موضوع : علي‌بن حسين(ع)، امام چهارم، ۹۴ - ۳۸ق. -- سرگذشتنامه
‏شناسه افزوده : خاقاني، محمدعبدالمنعم، مترجم
‏شناسه افزوده : موسسه در راه حق
‏رده بندي كنگره : BP۴۳/پ‌۹۰۴۳ ۱۳۶۹
‏رده بندي ديويي : ۲۹۷/۹۵۴
‏شماره كتابشناسي ملي : م‌۷۰-۳۳۰۸

مولده

بسم الله الرحمن الرحيم و كان يحمل الخبز في الليالي متخفيا الي بؤساء المدينة و فقرائها، فلما مات عرفوا ان الذي كان يحمل اليهم الخبز هو الامام علي بن الحسين السجاد (عليه‌السلام). اسمه المبارك (علي) أشهر القابه (السجاد و زين‌العابدين). أبصرت عيناه النور في المدينة في النصف من شهر جمادي الاولي سنة ثمان و ثلاثين من الهجرة النبوية الشريفة [1] ، أبوه سيدالشهداء الامام الحسين (عليه‌السلام)، و امه الجليلة (شهربانو) [2] .

خصائصه الخلقية

لقيه أحد أرحامه في جمع من أصحابه فتهجم عليه و قال فيه ما لا يليق و انصرف، فقال الامام (عليه‌السلام) لمن حوله: قد سمعتم ما قال، [ صفحه 4] فاني أرغب أن تأتوا معي الساعه لتسمعوا جوابي عليه. قالوا: نأتي معك، ولو كنا رددنا عليه ما قال حينما قال لكان أفضل. فقام الامام (عليه‌السلام) معهم الي بيت ذلك المتهجم، و في الطريق راح الامام يردد الاية الكريمة من سورة آل عمران و التي تصف حال بعض المؤمنين: «و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين». [3] . فأدرك أصحابه انه غير ذاهب ليجازيه علي ما بدر منه كما هو ظنهم أول الامر. فلما بلغوا دار ذلك الرجل ناداه الامام و قال: قولوا له علي بن الحسين (عليه‌السلام) جاء، فظن الرجل ان الامام جاء ليجازيه علي ما كان منه، فخرج متأهبا للعراك، فقال الامام (عليه‌السلام): يا اخي ان كنت قلت ما في فاستغفرالله منه، و ان كنت قلت ما ليس في يغفر الله لك. فخجل الرجل من لطف الامام (عليه‌السلام)، و تقدم نحوه و قبل ما بين عينيه و قال: (بل قلت ما ليس فيك و أنا أحق به). [4] . - كان في المدينة رجل مهرج يضحك الناس بافعاله، و كان نفسه يقول: اني لم أستطع ان اضحك علي بن الحسين (عليه‌السلام). و في يوم كان الامام (عليه‌السلام) مارا اذا أخذ عبائته من علي كتفيه و انصرف! فلم يعبأ به الامام (عليه‌السلام) ثم جاء بها أصحابه فسألهم الامام (عليه‌السلام) من كان الرجل؟ [ صفحه 5] قالوا: مهرج يضحك الناس. قال: قولوا له «ان لله يوما يخسر فيه المبطلون». [5] . - وزار الامام السجاد (عليه‌السلام) - يزيد بن اسامه - و هو يحتضر علي سرير الموت فجلس عند رأسه و زيد يبكي فسأله الامام (عليه‌السلام) ما يبكيك؟ قال: يبكيني ان علي خمسة عشر ألف دينار، و لم أترك لها وفاء. فقال الامام (عليه‌السلام) لا تبك فهي علي و انت منها برئ، فقضاها عنه كما وعده. [6] . - و كان يحمل الخبز في الليالي متخفيا الي بؤساء المدينة و فقرائها و يساعدهم بالمال، فلما مات عرفوا ان الذي كان يحمل اليهم الخبز هو الامام علي بن الحسين السجاد (عليه‌السلام)، و علم بعد وفاته انه كان يتكفل معاش مئه من عوائل المدينة الفقيرة و لا يعلم به أحد. [7] . - يقول ابن اخت له: ان امي كانت توصيني بان أصحب خالي علي بن الحسين (عليه‌السلام)، فما جلست اليه قط الاقمت من عنده بخير أفدته اما خشيه لله تحدث لله في قلبي لما أري من خشيته، أو علم أستفدته منه. [8] . - و كان الامام الباقر (عليه‌السلام) يقول: و كان قيامه [ صفحه 6] (يريد أباه السجاد) في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، و كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله عزوجل، و يتبدل لونه و كان يصلي صلاة مودع يري أن لا يصلي بعدها أبدا. [9] .

مكانته العظيمة

قدم هشام بن عبدالملك مكة حاجا فلما أراد أن يطوف منعه اشتغال الناس به من استلام الحجر الاسود، فانتحي ناحية حتي يفرغ الناس من طوافهم. فبينما هو جالس ينتظر اذ أقبل الامام زين‌العابدين (عليه‌السلام) الي المسجد الحرام يطوف به، فلما رآه الناس شقوا له طريقا فيهم، فمضي بهدوء حتي قارب الحجر فأخذه، فكبر ذلك علي هشام، و كان الي جانبه رجل من أهل الشام فالتفت نحوه و قال: من الرجل الذي قام له الناس؟ فخشي هشام ان يميل اليه أهل الشام و ينصرفوا اليه ان هو أباح له باسمه، فقال: لست اعرفه. و كان الفرزدق الشاعر الحر المعروف حاضر الموقف فقال: بل أنا أعرفه، و أنشد قصيدة طويله في مدحه (عليه‌السلام). فكانت أبياته من الروعة و البيان بمكانه جهل هشاما يخور كالحيوان الجريح، و أمر بالفرزدق ليحمل الي السجن. فلما علم الامام (عليه‌السلام) بخبره بعث له بصلة فاعاد الفرزدق الدراهم باخلاص و أرسل له اني ما انشدت هذه الاشعار الا لله [ صفحه 7] و الرسول (صل الله عليه و آله)، فصدق الامام (عليه‌السلام) اخلاصه و امانته و اقسم عليه ليقبل و له أجره في الاخرة و بعث له بالمال ثانية و قال: قولوا له ان من سجيتنا الاحسان و لا نأخذ ما أعطينا... فقبل الفرزدق الصلة مسرورا. [10] .

الامام يوقظ المسلمين

ما من شك ان أخذ آل علي و الحسين (عليهماالسلام) سبايا الي الشام، كان له أبلغ الأثر في بلوغ ثورة الحسين (عليه‌السلام) أهدافها. فلو لم يرووا حوادث الفاجعة (فاجعة كربلاء) علي الناس في هذا السفر، و لم يشهد الناس حالهم عن قرب، ما بلغ مقتل الامام هذا المبلغ من الشهرة و ذيوع الصيت، و ما افتضح بنوامية و يزيد هذه الفضيحة المنكرة. فقد دأب آل الحسين (عليه‌السلام) و أهل بيته علي الحديث - خلافا لما يتوهمه أهل عصرهم و يظهره السبي من الخذلان و الصغار - عن انتصارهم و خذلان عدوهم يزيد و اعوانه. و كان فيمن بقي حيا بعد الفاجعة و ترك أعظم الأثر في ايقاظ الناس و توعيتهم امامنا العظيم (زين‌العابدين عليه‌السلام) و عمته الجليلة زينب الكبري (عليهاالسلام). فلم يكن المرض الذي نزل به أيام مقتل أبيه - عليه‌السلام - [ صفحه 8] (و آثاره ما زالت في جسده الشريف قطعا)، و الاسي الذي حل به لمقتل أبيه و مقتل اخوته و الانصار بالذي يحول دون ان ينجز الامام مهامه و واجباته، فكان لا يدع فرصة سنحت له الا استغلها لا رائة الناس حقائق الامور. فبينما كان أهل الكوفة يضجون بالبكاء و النحيب خجلا من كلمات العقيلة زينب (عليهاالسلام) النارية و خطب اختها و فاطمة الصغري بحقهم أشار اليهم الامام (عليه‌السلام) ليسكتوا فسكت الناس، فقام فحمدالله و أثني عليه و صلي علي النبي (صلي الله عليه و آله) و قال: أيها الناس... أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي‌طالب، أنا ابن من نهب ماله و سبي عياله، أنا ابن من قتل مظلوما عند شط الفرات، بلا دم أراق، و لا حق أضاع. أيها الناس: بالله عليكم أما كتبتم الي أبي تدعونه ليجئ الكوفه فلما جاءكم قتلتموه؟ أيها الناس: كيف بكم اذا رأيتم رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) يوم القيامه يقول لكم قتلتم أهل بيتي و لم ترقبوا حرمتي فلستم من أمتي؟ فاضطرب أهل الكوفه لسماعهم كلمات الامام (عليه‌السلام) و هاجوا و ماجوا، يبكون و يتلاومون ان هلكتم و أنتم لا تعلمون. [11] . و هكذا نبه الامام (عليه‌السلام) الضمائر الغافية من رقدتها، و صور [ صفحه 9] عظمة الفاجعة و أفهم أهل الكوفة ضخامة فعلهم. و حملت حرم الأمام الحسين (عليه‌السلام) الي قصر ابن‌زياد و ما أن رأي ابن‌زياد الامام حتي قال: من هذا؟ قالوا: علي بن الحسين. قال: أولم يقتل الله عليا؟ فقال الامام (عليه‌السلام): كان لي أخ اسمه علي قتله الناس. قال ابن زياد: بل قتله الله. قال الامام (عليه‌السلام): الله يتوفي الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها. [12] . فقال ابن‌زياد: أما زالت فيك جرأة ترد بها علي؟ و أمر بقتله مغرورا، فاعترضت طريقه زينب الكبري (سلام الله عليها) و هي تقول: ما أبقيت لنا من أحد فان عزمت علي قتله فاقتلني معه. فقال لها الامام (عليه‌السلام): لا تقولي له شيئا. أنا اكلمه. ثم التفت الي ابن‌زياد و قال: يا ابن‌زياد! أبالموت تهددني و تخوفني؟ ألم تعلم ان الموت لنا عادة، و كرامتنا من الله الشهاده؟ [13] .

في بلاد الشام

وجئ ببعض السبايا الي يزيد بن معاويه بالشام فادخلوهم عليه [ صفحه 10] و هم مقيدون بحبل واحد، فالتفت الامام بجرأة و اباء الي يزيد و قال: «ما ظنك برسول الله لورآنا موثقين في الحبال». فاثارت عبارته القاطعة علي اختصارها شجون الحاضرين و جعلتهم يبكون. [14] . روي البعض: كنت في الشام حين جئ بسبايا آل محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) و كان في سوق الشام مسجد تحفظ فيه الاسري، فتقدم شيخ من أهل البلاد منهم و قال: الحمدلله الذي أهلككم و أطفأ الفتنة - و اكثر من الكلام البذي‌ء. فلما فرغ من كلامه قال له الامام زين‌العابدين (عليه‌السلام). سمعت مقالتك و ابنت لي عن العداء و الضغن الذي في قلبك فاسمع مني كما سمعت منك. قال: قل. قال (عليه‌السلام): فهل قرأت القرآن؟ قال: قد قرأت. قال (عليه‌السلام): فهل قرأت (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي). [15] . قال: قرأتها. قال (عليه‌السلام): فنحن القربي يا شيخ. ثم قال (عليه‌السلام): فهل قرأت (آت ذا القربي حقه). [16] . [ صفحه 11] قال الشيخ: بلي قرأتها. قال (عليه‌السلام): فنحن ذووالقربي، الذي أمر الله نبيه بايتائهم حقهم. فقال الرجل: أأنتم هم؟ قال الامام (عليه‌السلام): بلي. فهل قرأت آية الخمس «واعلموا أن ما غنمتم من شيي‌ء فان لله خمسه و للرسول و لذي القربي». [17] . قال: بلي قرأتها. قال (عليه‌السلام): فنحن هم. فهل قرأت آية التطهير «انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا». [18] . فرفع الشيخ يديه نحو السماء و قال: رباه تبت اليك... قالها ثلاثا، الهي تبت اليك من عداء آل الرسول (صل الله عليه و آله)، و أبرأ اليك من قتلتهم، قد قرأت القرآن من قبل فما علمت ذلك. [19] .

الامام في مسجد الشام

أمر يزيد يوما أحد الخطباء ليرقي المنبر و يسب عليا و ابنه الحسين (عليهماالسلام) و ينال منهما، فرقي الرجل المنبر، و أطلق لسانه فيهما يسبهما شر سباب و ينعتهما باقبح النعوت و يثني علي يزيد و معاويه. و كان الامام (عليه‌السلام) حاضرا فصاح: الويل لك أيها الرجل اشتريت رضي المخلوق بسخط الخالق، فتبوأ مقعدك من النار. [ صفحه 12] ثم التفت الي يزيد و قال: دعني أرتقي هذه الأعواد فاقول ما يرضي الله و ينال به الأجر و الثواب. فامتنع يزيد بادئ الامر، و أصر عليه الناس ليقبل فقال: انه ان ارتقاه فلن ينزل منه الا بفضيحتي و فضيحة آل أبي‌سفيان. فقالوا له: و ماذا بوسعه ان يقول؟ قال: انه من أهل بيت زقوا العلم زقا و ارتضعوه ارتضاعا. فأصر الناس علي يزيد أكثر فقبل، و ارتقي الامام (عليه‌السلام) المنبر فحمد الله و اثني عليه و صلي علي النبي (صلي الله عليه و آله) و قال: الحمدلله القديم الباقي، الاول الذي لا أول قبله، و الاخر الذي لا آخره بعده، الباقي بعد فناء كل شئ. [20] . أيها الناس... ان الله أعطانا العلم و الحلم و الصبر و السخاء و الفصاحة و الشجاعة و المحبة في قلوب المؤمنين... منا رسول الله (صلي الله عليه و آله) و صديق هذه الامه أميرالمؤمنين علي (عليه‌السلام)، و منا جعفر الطيار، و منا حمزة سيدالشهداء، و منا الحسن و الحسين ابنا رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و منا مهديها. [21] . ... انا ابن مكة و مني. انا ابن زمزم و الصفا. انا ابن من حمل الحجر (الاسود) باطراف الردا. [22] . [ صفحه 13] انا ابن خير من أحرم و طاف و حج و سعي. انا ابن من اسري به ليلا من المسجد الحرام الي المسجد الاقصي. [23] . انا ابن من أوحي الله له ما أوحي. انا ابن‌الحسين المقتول بكربلا. انا ابن‌محمد المصطفي. انا ابن‌فاطمة الزهراء. انا ابن‌خديجة الكبري. انا ابن المضرج بالدما. [24] . و كان الامام (عليه‌السلام) يتكلم و الناس ينظرون اليه، و هو يظهر في كل جملة عظمة البيت الذي ينتسب اليه، و عمق شهادة أبيه الحسين (عليه‌السلام). و اغرورقت العيون بالدموع و احتبست اصوات البكاء و النحيب في الحناجر، ثم سمعت أصوات بكاء محتبس من كل ناحية، فذعر يزيد ذعرا شديدا، و أمر المؤذن ليرفع صوته بالاذان فيهدأ الناس و يقطع كلام امام. فقال المؤذن: الله اكبر. قال الامام (عليه‌السلام): من علي ظهر المنبر: الله اكبر و أعلي و أجل و أرفع مما أخاف و أحذر. فقال المؤذن: أشهد أن لا اله الا الله. فقال الامام (عليه‌السلام): أجل أشهد بكل شهاده أن لا اله الا هو. [ صفحه 14] فقال المؤذن: أشهد أن محمدا رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). (وكانت الرؤوس مطأطأة الي الارض تنصت بتأمل الي صوت المؤذن و جواب الامام، فلما ذكر اسم محمد (صلي الله و عليه و آله و سلم) صعد الناس بانظارهم نحو الامام (عليه‌السلام) و في أعينهم حجاب الدموع كأنهم يرون فيه رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). فرفع الامام العمامة من رأسه و صاح: عليك بمحمد هذا الا ما تريثت... (فسكت المؤذن، و أنصت الناس... و تحير يزيد، و تغير لونه، فحتي الأذان لم يسكت الامام). و التفت الامام (عليه‌السلام) الي يزيد و قال: ... يا يزيد! أهذا جدي أم جدك؟ فان قلت جدك، كذبك الناس، و ان قلت جدي فلم قتلت أبي و نهبت ماله و سبيت حرمه؟! ... يا يزيد... الا زلت تصدق أن محمدا رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)، و تقف الي القبلة تصلي؟... الويل لك... سيكون جدي و أبي خصيميك يوم القيامة. فأمر يزيد المؤذن ليقيم، هذا و الناس منزعجون، و غادر بعض المسجد و لم يحضر الجماعة. [25] . و يحدثنا التاريخ نفسه - و التاريخ خير محدث - عن مدي التأثير الذي تركته أقوال الامام و خطاباته في سفره هذا، فقد أرجع يزيد الامام السجاد (عليه‌السلام) و معه جميع أهل البيت معززين مكرمين الي [ صفحه 15] المدينة، و كان قد أضمر ليقتلنه. و لم يمض وقت طويل حتي ارتفعت رايات الثورة ضد النظام الاموي في العراق و الحجاز، و ثار الالاف من الناس يطالبون بالثأر لدماء سيدالشهداء الامام الحسين (عليه‌السلام)، و لا نزاع في ان سبي حرم الحسين (عليه‌السلام) و أهل بيته الكرام، و خطاباتهم و احاديثهم مع الناس، و بالاخص خطب الامام السجاد (عليه‌السلام) الرنانه في الفرص المواتية خير متمم و مبلغ الاهداف المرجوة من ثورة سيدالشهداء الامام الحسين (عليه‌السلام).

الامام العليل

يطلق كثير من العامة علي الامام الرابع اسم (علي العليل)، و قد يظنون ان ذلك العظيم قضي عمره مريضا متشكبا، و لذا كان البعض يتخيل الامام (عليه‌السلام) باهت اللون خائر النفس. لكن الواقع خلاف ذلك و انه (عليه‌السلام) قضي عمره صحيحا سليم الجسم، لم يزره المرض الامدة قصيرة بكربلاء أيام مصرع أبيه، و كان له وقاء من الموت، وقاه الله به و منعه من أن تصل اليه أيدي أعوان يزيد فلا تنقطع بموته سلسلة الامامة و يتعرض مستقبل الاسلام للخطر. و فيما يلي بعض الروايات الوارده في مرضه: روي الشيخ المفيد في الارشاد: أقبل الشمر في جماعة من الجند الي الخيام، و فيها علي بن الحسين (عليه‌السلام) و هو مريض طريح الفراش. [26] . [ صفحه 16] و كتب مؤلف تذكرة الخواص يقول: و لم يقتلوا علي بن الحسين (عليه‌السلام) لانه كان مريضا. [27] . و جاء في الطبقات: ان الشمر جاء علي بن الحسين (عليه‌السلام) بعد شهادة أبيه الحسين (عليه‌السلام) و كان مريضا، فقال لمن حوله اقتلوه، فقال رجل من حوله، سبحان الله أنقتل الفتي و هو مريض و لم يسهم بقتال؟!. فاقبل - عمر بن سعد - و قال لا تمسوا النساء و هذا المريض. [28] . و كتب البعض ان مرضه أو بقاياه لم يزل به حتي قدم الكوفة. [29] . ثم لم يري الامام بعدها مريضا أبدا بل دلت القرائن التي في أيدينا انه (عليه‌السلام) كان يتمتع بصحة تامة شأنه شأن سائر الائمة لم يصب في حياته الا في بعض الاوقات [30] و كان يؤدي واجبات الامامة بصورة رتيبة.

الامام السجاد و ولاة عصره

ولي الحكم في عهد امامة السجاد (عليه‌السلام) العديد من ولاة الجور و الحكام الظلمة منهم يزيد بن معاويه، و عبدالله بن الزبير، و مروان بن الحكم و عبدالملك بن مروان، و الوليد بن عبدالملك، و قد حكم كل [ صفحه 17] منهم المسلمين ردحا من الزمن، و نذكر فيما يلي جوانب من جرائمهم للتعرف علي أحوال ذلك الزمان. في العام الثاني و الستين من الهجرة و بعد مقتل سيدالشهداء الامام الحسين (عليه‌السلام)، خرج جمع من أهل المدينة الي الشام فدخلوها و شاهدوا يزيد عن قرب يشرب الخمر و يلهو مع الكلاب و يقضي ليله في اللهو و اللعب و الفجور، فعادوا و حدثوا الناس بالخبر و كان مقتل الامام الحسين (عليه‌السلام) قد أحزن أهالي المدينة فرفعوا لواء الثورة [31] فبعث يزيد جيشا بقيادة شخص ساقط و منحط يدعي - مسلم بن عقبة - لقمع الخارجين عليه فاغار الجيش علي المدينة ثلاثة أيام و نهبوا الدور و أباحوا الدماء و قتلوا عشرة الآلاف رجل، و لم يتورعوا عن ارتكاب أقبح الجرائم و أشنعها. [32] . و بعد موت يزيد في العام الرابع و الستين من الهجرة، استوي علي مقعد الحكم بعده ابنه معاوية، لكنه بعد مدة قصيرة - أربعين يوما أو ثلاثة أشهر - عاد فارتقي المنبر و أعلن استقالته و تنازله عن الحكم. [33] . و كان عبدالله بن الزبير طامعا في الخلافة منذ أمد غير قصير، فأعلن الثورة بموته، و بايعه عليها أهل الحجاز و اليمن و العراق و خراسان، و تصدي لمخالفته مروان بن الحكم الذي كان قد احتال للاستيلاء علي الحكم، فتمكن بشتي الحيل من اخضاع الشام و مصر لسلطانه و ادخالهما تحت [ صفحه 18] نفوذه، و لم يلبث حتي مات، فخلفه من بعده ابنه عبدالملك. [34] . تولي عبدالملك بن مروان الحكم في العام الخامس و الستين من الهجرة، و بعد تثبيت أقدامه حاصر عبدالله بن الزبير في مكة في العام الثالث و السبعين الهجري فاعتقله ثم أمر به فقتل. [35] . كان عبدالملك رجلا قاسي القلب بخيلا ظالما، قال يوما - لسعيد بن المسيب - صرت لا احب الخير و لا أبغض القبيح فقال له سعيد: فقدمات قلبك اذن. قال في خطبة خطبها بعد مقتل عبدالله بن الزبير: ما دعاني أحد الي التقوي الا ضربت عنقه. [36] . من عظيم جناياته انه أسند الي - الحجاج بن يوسف - ولاية البصرة و الكوفة، و الحجاج من أبطش رجال بني‌امية و أعظمهم سفكا للدماء كان يعشق القتل و الظلم فكان يعذب الناس و ينكل بهم و يقتلهم خصوصا شيعة علي (عليه‌السلام) و قد قتل في فترة ولايته ما يقرب من مئة و عشرين الف رجل. [37] . كان عبدالملك شديد المراقبة للامام (عليه‌السلام) و جهد ليظفر منه ما يتمسك به ذريعة للنيل منه. تزوج الامام السجاد (عليه‌السلام) جارية له كان قد اعتقها نفسه [ صفحه 19] فعلم عبدالملك الخبر فكتب له كتابا يعرض به فقال: «بلغني تزويجك مولاتك و قد علمت انه كان في اكفائك من قريش من تمجد به في الصهر و تستنجيه في الولد فلا لنفسك نظرت و لا علي ولدك أبقيت و السلام». فكتب اليه الامام جوابا علي ما جاء في كتابه: «أما بعد فقد بلغني كتابك تعنفني بتزويجي مولاتي و تزعم انه كان في نساء قريش من أتمجد به في الصهر و استنجبه في الولد و انه ليس فوق رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) مرتقي في مجد و لا مستزاد في كرم انما كانت ملك يميني خرجت حتي أراد الله عزوجل مني بأمر التمس به ثوابه ثم ارتجعتها علي سنة، و من كان زكيا في دين الله فليس يخل به شئ من أمره و قد رفع الله بالاسلام الخسيسة و تمم به النقيصة». [38] . أراد عبدالملك تحقير الامام (عليه‌السلام) و ادخال الرعب في قلوب الناس و الحيلوله دون أي نشاط فبعث وراءه من يأتي به بعنف، فجئ به ثم أعاده الي المدينة. [39] . و بعد موت عبدالملك في العام السادس و الثمانين الهجري خلفه ابنه - الوليد - و كان رجلا ظالما جبارا، كتب جلال‌الدين السيوطي عنه يقول: - كان الوليد جبارا ظالما - [40] . قال في أول خطبة خطبها في الناس: ايما أحد تطاول قتلناه و من [ صفحه 20] يسكت قتله سكوته». [41] . كان الوليد كغيره من الولاة الظلمة يخشي الامام (عليه‌السلام) و ذيوع صيته في الناس و ينزعج لعظم مقامه و علو منزلته، و كان يحذر ان يلتف الناس حوله و يهددوا سلطانه، فلم يطلق تحمل وجوده في جماعة المسلمين فكاد له حتي دس له السم و قضي مسموما. [42] . و بالتأمل في اوضاع الفترة التي قضاها الامام السجاد (عليه‌السلام) اماما حيث الازمات الاجتماعية، و التيارات المتضاربه، و ولاة الجور الظلمة، و المراقبة الشديدة له، و فقدان الموالين المخلصين المضحين يتضح لنا انه ما كان له سبيل سوي الصراع السلبي و تربية الموالين و التلامذة المخلصين و نشر مسائل العلم و الاخلاق. رآه أحدهم في طريق مكة حاجا فقال له: تركت سبيل الجهاد و عورته و أخذت طريف الحج؟ فقال (عليه‌السلام): لو وجدنا اتباعا مضحين لكان الجهاد خيرا منه. [43] . يروي ابوعمر النهدي عن الامام السجاد انه كان يقول: ليس لنافي مكة و المدينة عشرون رجلا. [44] . [ صفحه 21]

الامام و تربية المسلمين

من جملة نشاطاته (عليه‌السلام) بعد واقعة كربلا، و عودته الي المدينة، نشر الاحاديث و العلوم الاسلامية بواسطة عدة من المسلمين و تربيتهم. فقد ذكر الشيخ الطوسي في رجاله اثنين و سبعين رجلا من أصحاب الامام (عليه‌السلام) أو ممن يروي عنه باسمائهم [45] ، نورد فيما يلي أسماء ثلاثه منهم: 1- سعيد بن المسيب: قال عنه الامام (عليه‌السلام) نفسه، سعيد بن المسيب - أعلم الناس بما تقدمه من الآثار، و أفهمهم في زمانه) [46] . 2- ابوحمزة الثمالي: قال فيه الامام الثامن - علي بن موسي الرضا - (عليه‌السلام)، ابوحمزه سلمان زمانه [47] . 2- سعيد بن جبير: كان كثير العلم حتي قيل عنه: «ليس علي وجه الارض من هو مستغن عن علم ابن‌جبير». [48] . اعتقله رجال الحجاج يوما، و جاءوا به عنده، فقال الحجاج: انت شقي بن كسير لا سعيد بن جبير. [49] . فقال سعيد: ان امي اعلم حينما سمتني سعيدا. فقال الحجاج: فما تري في أبي‌بكر و عمر أفي الجنة هما أم في النار؟ [ صفحه 22] (يريد أن يقول سعيد شيئا يقتله به). فقال سعيد: اذا دخلت الجنة و رأيت أهلها فسوف أعلم من هم أهلها، و ان وردت النار و رايت اهلها فسوف اعرفهم. فقال الحجاج: ما تري في الخلفاء؟ قال سعيد: لست موكلا بهم. الحجاج: فأيهم تحبه اكثر من غيره. سعيد: من كان ارضاهم لله. الحجاج: فأيهم ارضاهم له. سعيد: الله العالم بالخفايا و الاسرار يعلم ذلك. [50] . الحجاج: لم لا تضحك؟ سعيد: كيف يضحك من خلق من تراب و قد تحرقه النار. الحجاج: فلما ذا نضحك نحن؟ سعيد: قلوب الناس ليست سواء. فأمر الحجاج ليؤتي بالمجوهرات و توضع أمام سعيد. فقال سعيد: ان ادخرت هذه لتنجوبها من عذاب القيامه فلا بأس عليك و الا فاعلم انها تذهل كل مرضعة عما أرضعت، فلا خير في ادخار الثروة الا ما كان زكيا خالصا. فأمر الحجاج ليؤتي بآلات اللهو و الطرب فبكي سعيد. قال الحجاج: كيف تريدان تقتل؟ قال سعيد: كما تحب، و الله ما قتلتني قتلة الا قتلك الله مثلها يوم القيامة. [ صفحه 23] قال الحجاج: أترغب أن أعفو عنك. قال سعيد: ان كان هناك عفو فهو من عندالله و لن اطلب صفحا منك أبدا. فأمر الحجاج ليمد بساط القتل فقال سعيد، (وجهت وجهي للذي فطر السموات و الأرض حنيفا و ما أنا من المشركين. [51] . فقال الحجاج: حولوا وجهه عن القبله. قال سعيد: فاينما تولوا فثم وجه الله. [52] . فقال الحجاج: اجعلوا وجهه الي الارض. قال سعيد: منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة اخري [53] . فقال الحجاج: افصلوا رأسه. قال سعيد: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و ان محمدا عبده و رسوله. (صلي الله عليه و آله و سلم). ثم دعا فقال: اللهم لا تسلطه علي أحد من بعدي. و لم تمض سوي لحظات قليله حتي كان دم سعيد بن جبير الطاهر يجري بأمر من الحجاج. [54] . كان سعيد بن جبير من صحابة الامام (عليه‌السلام) و شيعته، و كان [ صفحه 24] الامام (عليه‌السلام) يجله كثيرا، و لم يكن له ذنب يؤاخذ عليه الاقربه منه. [55] .

الصحيفة السجادية

لا يخفي ان القصد الي الدعاء و الاستعانة بالله و دعوته عند التعرض للمشكلات و الصعوبات دافع فطري، فلذا تجد المرء اذا قصرت يده عن بلوغ الاسباب، و اغلقت في وجهه جميع السبل، يمديد العون بلا ارادة و شعور الي قدرة الله العظيمة و رحمته الواسعة ليدعوه و يطلب منه، فيحصل له من ذلك اطمئنان و سكينة عند ما تعصف المشاكل به، و يقل اضطرابه و يموت قلقه و يقدم علي معالجة الامور بنفس مطمئنه راسخة. يعلم علماء النفس و اصحاب الرياضات الروحية ان الدعاء خير علاج للروح العلية و منعش للنفوس التي استولي عليها الملل فهو يسكن الاوجاع الباطنه و يقلل من ضغط المصائب. و قد استثمر الاسلام هذا الاحساس الفطري لما فيه هداية البشر و تعليمهم و تربيتهم، فعلم الائمة (عليهم‌السلام) بالادعية المختلفة و التوسلات و المناجاة التي خلفوها لأتباعهم و شيعتهم كثيرا من المعارف و العقائد الحقه، و نبهوهم الي معالجة كثير من الامراض و العقد النفسيه.

كتب أحد العلماء بهذا الصدد يقول

ان من أعظم ذخائر الاسلام العلمية و التربوية الادعية التي خلفها [ صفحه 25] الرسول الاكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) و أهل بيته أئمة الهدي (عليهم‌السلام)، فمسائل التوحيد و الالهيات، و النبوة و الامامة و نظام الحكومة و الرئاسة و الاخلاق و الحقوق المدنية، و الاحكام و الأداب المختلفه جميعها وردت في ادعيتهم حتي أنه ليمكن القول بان اورادهم وحدها تشكل مدرسة عظيمة الأثر. في نمو الفكر و رقي المسلمين روحيا و اجتماعيا، فما لم يتعرف المسلمون علي معالم هذه المدرسة لن يتمكنوا من معرفة شخصيتهم الاسلامية بصورة دقيقة. و تبدوا الصحيفة السجادية من بين الادعية المأثورة عن أئمتنا (عليهم‌السلام) ساطعة كالشمس. و اطلع عليها كبير من علماء أهل السنة (صاحب تفسير الجواهر) كان قد بعثت له الحوزة العلمية في - قم المقدسة - بنسخة من هذا الكتاب فكتب عنها مايلي: «تسلمت كتابكم بيد التبجيل فوجدته فريدا من نوعه يشتمل علي علوم و معارف و حكم لا توجد في غيره، و انه لمن سوء الحظ لم نعثر علي هذا الاثر القيم الخالد الباقي من ميراث النبوه و أهل البيت (عليهم‌السلام) الي الآن. و أني كلما طالعته و امعنت النظر فيه وجدته فوق كلام المخلوق دون كلام الخالق و انه لكتاب كريم حقا، أجركم الله علي هديتكم أفضل الأجر و ايدكم و وفقكم». [56] . و للاحاطه بهذا الكتاب الجليل نذكر فيما يلي فهرس الادعية الواردة فيه ثم نعرض من هذه الادعية. [ صفحه 26] 1- التحميد لله عزوجل. 2- الصلاة علي محمد و آله (عليهم‌السلام). 3- الصلاة علي حملة العرش. 4- طلب الرحمة لمصدقي الرسل. 5- دعاؤه لنفسه و خاصته. 6- دعاؤه عند الصباح و المساء. 7- دعاؤه في المهمات. 8- دعاؤه في الاستعاذه. 9- دعاؤه في الاشتياق. -10 دعاؤه في اللجوء الي الله تعالي. -11 دعاؤه بخواتم الخير. -12 دعاؤه في الاعتراف. -13 دعاؤه في طلب الحوائج. -14 دعاؤه في الظلامات. -15 دعاؤه عند المرض. -16 دعاؤه في الاستقالة. -17 دعاؤه علي الشيطان و الاستعاذة منه و من عداوته و كيده. -18 دعاؤه في المحذورات. -19 دعاؤه في الاستسقاء. -20 دعاؤه في مكارم الاخلاق. -21 دعاؤه اذا أحزنه أمر. -22 دعاؤه عند الشدة. [ صفحه 27] -23 دعاؤه بالعافيه. -24 دعاؤه لأبويه. -25 دعاؤه لولده. -26 دعاؤه لجيرانه. -27 دعاؤه لأهل الثغور. -28 دعاؤه في التفزع. -29 دعاؤه اذا قتر عليه. -30 دعاؤه في المعونه علي قضاء الدين. -31 دعاؤه بالتوبة. -32 دعاؤه في صلاة الليل. -33 دعاؤه في الاستخارة. -34 دعاؤه اذا ابتلي و رأي مبتلي بفضيحة بذنب. -35 دعاؤه في الرضا بالقضاء. -36 دعاؤه عند سماع الرعد. -37 دعاؤه في الشكر. -38 دعاؤه في الاعتذار. -39 دعاؤه في طلب العفو. -40 دعاؤه عند ذكر الموت. -41 دعاؤه في طلب الستر و الوقاية. -42 دعاؤه عند ختمه القرآن. -43 دعاؤه اذا نظر الي الهلال. -44 دعاؤه لدخول شهر رمضان. [ صفحه 28] -45 دعاؤه لوداع شهر رمضان. -46 دعاؤه للعيدين و الجمعه. -47 دعاؤه لعرفة. -48 دعاؤه للاضحي و الجمعه. -49 دعاؤه في دفع كيد الاعداء. -50 دعاؤه في الرهبة. -51 دعاؤه في التضرع و الاستكانه. -52 دعاؤه في الالحاح. -53 دعاؤه في التذلل. -54 دعاؤه في استكشاف الهموم. و قد كتبت للصحيفة السجادية شروع كثيرة باللغتين العربية و الفارسية، أوصلها العلامة الشيخ آغا بزرگ الطهراني في كتابه العظيم الذريعة. [57] الي ما يقرب من سبعين شرحا طبع منها شرح (السيد علي خان الكبير) [58] و مختصرة (تلخيص الرياض) و هما الآن في متناول اليد، كما ترجمها قدامي علماء الشيعه الي اللغات المختلفة و بترجمات متعددة الا ان أيا منها لم يطبع الي الآن. و ترجمها بعض المعاصرين في الاعوام الاخيرة الي اللغة الفارسية نذكر بعض من طبع منها: 1- ترجمة المرحوم الشيخ أبي‌الحسن الشعراني. [ صفحه 29] 2- ترجمة المرحوم الشيخ مهدي الهي القمشه‌اي. 3- ترجمة فيض الاسلام. 4- ترجمة جواد فاضل. 5- ترجمة صدر البلاغي.

و نحن نستعرض هنا بعض أدعية الصحيفة السجادية

يقول الامام عليه‌السلام في الدعاء الثامن «اللهم اني اعوذ بك من هيجان الحرص، و سورة الغضب، و غلبة الحسد، و ضعف الصبر، و قلة القناعة، و شكاسة الخلق، و الحاح الشهوة، و ملكة الحمية، و متابعة الهوي، و مخالفة الهدي، و سنة الغفلة، و تعاطي الكلفة، و ايثار الباطل علي الحق، و الاصرار علي المآثم و استصغار المعصية و استكبار الطاعة، و مباهاة المكثرين و الازراء بالمقلين، و سوء الولاية لمن تحت أيدينا، و ترك الشكر لمن اصطنع العارفة عندنا، أو أن نعضد ظالما، أو نخذل ملهوفا، أو نروم ما ليس لنا بحق، أو نقول في العلم بغير علم. و نعوذ بك ان ننطوي علي غش احد و ان نعجب باعمالنا و نمد في امالنا. و نعوذ بك من سوء السريرة، و احتقار الصغيرة، و أن يستحوذ علينا الشيطان أو ينكبنا الزمان أو يتهضمنا السلطان، و نعوذ بك من تناول الاسراف و من فقدان الكفاف، و نعوذ بك من شماتة الأعداء، و من الفقر الي الأكفاء، و من معيشة في شدة، و ميتة علي غير عدة، و نعوذ بك من الحسرة العظمي، و المصيبة الكبري، و أشقي الشقاء، و سوء ألمآب، و حرمان الثواب، و حلول العقاب، اللهم صل علي محمد و آله و أعذني من كل ذلك برحمتك و جميع المؤمنين و المؤمنات برحمتك يا أرحم الراحمين.» [ صفحه 30] و يقول في الدعاء العشرين و هو المعروف بدعاء مكارم الأخلاق «اللهم صل علي محمد و آله، و بلغ بايماني أكمل الايمان، و اجعل يقيني أفضل اليقين، وانته بنيتي الي أحسن النيات، و بعملي الي أحسن الأعمال. اللهم وفر بلطفك نيتي، و صحح بما عندك يقيني، و استصلح بقدرتك ما فسد مني. اللهم صل علي محمد و آله، و أكفني ما يشغلني الاهتمام به، و أستعملني بما تسألني غدا عنه، و أستفرغ أيامي فيما خلقتني له، و أغنني و أوسع علي رزقك و لا تفتني بالنظر، و أعزني، و لا تبتلني بالكبر، و عبدني لك، و لا تفسد عبادتي بالعجب، و أجر للناس علي يدي الخير و لا تمحقه بالمن، وهب لي معالي الأخلاق، و أعصمني من الفخر. اللهم صل علي محمد و آله، و لا ترفعني في الناس درجة الا حططتني عند نفسي مثلها، و لا تحدث لي عزا ظاهرا الا أحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي مثلها. اللهم صل علي محمد و آل محمد و متعني بهدي صالح لا أستبدل به و طريقة حق لا أزيغ عنها، و نية رشد لا أشك فيها، و عمرني ما كان عمري بذلة في طاعتك، فاذا كان عمري مرتعا للشيطان فاقبضني اليك قبل أن يسبق مقتك الي أو يستحكم غضبك علي. اللهم لا تدع خصلة تعاب مني الا أصلحتها، و لا عائبة اؤنب بها الا احسنتها، و لا أكرومة في ناقصة الا اتممتها. اللهم صل علي محمد و آل محمد و أبدلني من بغضة أهل الشنآن المحبة، و من حسد أهل البغي المودة، و من ظنة أهل الصلاح الثقة، و من [ صفحه 31] عداوة الادنين الولاية، و من عقوق ذوي الأرحام المبرة، و من خذلان الأقربين النصرة، و من حب المدارين تصحيح المقة، و من رد الملابسين كرم العشرة، و من مرارة خوف الظالمين حلاوة الأمنة. اللهم صل علي محمد و آله و اجعل لي يدا علي من ظلمني، و لسانا علي من خاصمني، و ظفرا بمن عاندني، وهب لي مكرا علي من كايدني، و قدرة علي من اضطهدني، و تكذيبا لمن قصبني، و سلامة علي من توعدني، و وفقني لطاعة من سددني، و متابعة من أرشدني. اللهم صل علي محمد و آله و سددني لأن أعارض من غشني بالنصح، و أجزي من هجرني بالبر، و أثيب من حرمني بالبذل، و اكافئ من قطعني بالصلة، و أخالف من اغتابني الي حسن الذكر، و أن أشكر الحسنة و أغضي عن السيئة. اللهم صل علي محمد و آله و حلني بحلية الصالحين، و ألبسني زينة المتقين في بسط العدل و كظم الغيظ، و اطفاء النائرة، و ضم أهل الفرقة، و اصلاح ذات البين، و افشاء العارفة، و ستر العائبة، و لين العريكة، و خفض الجناح، و حسن السيرة، و سكون الريح، و طيب المخالفة، و السبق الي الفضيلة، و ايثار التفضل، و ترك التعيير، و الافضال علي غير المستحق، و القول بالحق و ان عز، و استقلال الخير و ان كثر من قولي و فعلي، و استكثار الشر و ان قل من قولي و فعلي، و أكمل ذلك لي بدوام الطاعة و لزوم الجماعة و رفض أهل البدع و مستعمل الرأي المخترع.

رسالة الحقوق

و من آثاره (عليه‌السلام) العظيمة رسالة الحقوق التي دأب علماء [ صفحه 32] الشيعة علي نقلها في كتبهم القديمة، و قد نقلت بكاملها في كتاب «تحف العقول» و «الخصال» [59] و الامالي.

ننقل في مايلي القسم الاعظم منها

حق الله: فأما حق الله الأكبر فانك تعبده و لا تشرك به شيئا، فاذا فعلت ذلك بالاخلاص جعل لك علي نفسه ان يكفيك أمر الدنيا و الآخرة، و يحفظ لك ما تحب منهما. حق النفس: حق نفسك عليك ان تستعملها بطاعة الله عزوجل. و حق اللسان: اكرامه عن الخنا و تعويده الخير و ترك الفضول التي لا فائدة لها و البر بالناس و حسن للقول فيهم. و حق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة و سماع مالا يحل سماعه. و حق البصر: ان تغضه عما لا يحل لك و تعتبر بالنظر به. و حق يدك: ان لا تبسطها الي مالا يحل لك. و حق رجليك ان لا تمشي بهما الي ما لا يحل لك فبهما تقف علي الصراط فانظر أن لا تزل بك فتردي في النار. و حق بطنك: ان لا تجعله وعاءا للحرام و لا تزيد علي الشبع. و حق فرجك: ان تحصنه عن الزنا و تحفظه من ان ينظر اليه. و حق الصلاة: ان تعلم انها وفادة الي الله عزوجل و انك فيها قائم [ صفحه 33] بين يدي الله فاذا علمت ذلك قمت مقام العبد الذليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف المستكين المتضرع المعظم لمن كان بين يديه بالسكون و الوقار و تقبل عليها بقلبك و تقيمها بحدودها و حقوقها. و حق الصوم: أن تعلم انه حجاب ضربه الله عزوجل علي لسانك و سمعك و بصرك و بطنك و فرجك ليسترك به من النار فان تركت الصوم خرقت ستر الله عليك. و حق الصدقة: ان تعلم انها ذخرك عند ربك و وديعتك التي لا تحتاج الي الاشهاد عليها و كنت بما تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه علانية و تعلم انها تدفع البلايا و الأسقام عنك في الدنيا، و تدفع عنك النار في الآخرة. و حق الحج: ان تعلم انه وفادة الي ربك و فرار اليه من ذنوبك و فيه قبول توبتك و قضاء الفرض الذي أوجبه الله عليك. و حق الهدي: أن تريد به الله عزوجل و لا تريد به خلقه و تريد به الا التعرض لرحمة الله و نجاة روحك يوم تلقاه. و حق سائسك بالعلم (المعلم): التعظيم له و التوفير لمجلسه و حسن الاستماع اليه و الاقبال عليه و أن لا ترفع عليه صوتك و لا تجيب أحدا يسأله عن شي‌ء حتي يكون هو الذي يجيب و لا تحدث في مجلسه أحدا و لا تغتاب عنده أحدا و أن تدفع عنه اذا ذكر عندك بسوء و أن تستر عيوبه و تظهر مناقبه و لا تجالس له عدوا و لا تعادي له وليا فاذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بأنك قصدته و تعلمت علمه لله جل اسمه لا للناس. و أما حق رعيتك بالعلم (الطلاب): فأن تعلم أن الله عزوجل انما [ صفحه 34] جعلك قيما لهم فيما آتاك من العلم و فتح لك من خزائنه الحكمة فان أحسنت في تعليم الناس و لم تخرق بهم و لم تضجر عليهم زادك الله من فضله و ان أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقا علي الله عزوجل أن يسلبك العلم و بهاءه و يقسط من القلوب محلك. و اما حق الزوجة: فان تعلم ان الله عزوجل جعلها لك سكنا وأنسا فتعلم ان ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها و ترفق بها و ان كان حقك عليها أوجب فان لها عليك أن ترحمها لأنها أسيرك و تطعمها و تكسوها و اذا جهلت عفوت عنها. و اما حق أمك: أن تعلم انها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا و أعطتك من ثمرة قلبها مالا يعطي أحد أحدا، و وقتك بجميع جوارحها و لم تبال أن تجوع و تطعمك، و تعطش و تسقيك، و تعري و تكسوك، و تضحي و تظلك، و تهجر النوم لأجلك و وقتك الحر و البرد لتكون لها و انك لا تطيق شكرها الا بعون الله و توفيقه. و اما حق أبيك: فأن تعلم انه أصلك و انك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم ان اباك أصل النعمة عليك فيه فاحمد الله و اشكره علي قدر ذلك و لا قوة الا بالله. و اما حق ولدك: فأن تعلم انه منك و مضاف اليك في عاجل الدنيا بخيره و شره و انك مسؤول عما وليته به من حسن الادب و الدلالة علي ربه عزوجل و المعونة له علي طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب علي الاحسان اليه معاقب علي الاساءة اليه. و اما حق أخيك: فان تعلم انه يدك و عزك و قوتك فلا تتخذه [ صفحه 35] سلاحا علي معصية الله و لا عدة للظلم لخلق الله، و لا تدع نصرته علي عدوة و النصيحة له، فان أطاع الله و الا فليكن الله أكرم عليك منه و لا قوة الا بالله. و اما حق ذي المعروف عليك: فأن تشكره و تذكر معروفه و تكسبه المقالة الحسنة و تخلص له الدعاء فيما بينك و بين الله عزوجل، فاذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا و علانية، ثم ان قدرت علي مكافأته يوما كافيته. و حق امامك في صلاتك: فان تعلم أنه تقلد السفارة فيما بينك و بين ربك عزوجل و تكلم عنك و لم تتكلم عنه، و دعا لك و لم تدع له، و كفاك هول المقام بين يدي الله عزوجل، فان كان نقص كان به دونك و ان كان تماما كنت شريكه، و لم يكن له عليك فضل فوقي نفسك بنفسه و صلاتك بصلاته فتشكر له علي قدر ذلك. و اما حق جليسك: فأن تلين له جانبك و تنصفه في مجاراة اللفظ و لا تقوم من مجلسك الا باذنه، و من يجلس اليك يجوز له القيام عنك بغير اذنك و تنسي زلاته و تحفظ خيراته و لا تسمعه الا خيرا. و اما حق جارك: فاحفظه غائبا و اكرمه شاهدا، و نصرته اذا كان مظلوما و لا تتبع له عورة فان علمت عليه سوءا سترته عليه، فان علمت انه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك و بينه و لا تسلمه عند شديدة و تقبل عثرته و تغفر ذنبه و تعاشره معاشرة كريمة. و اما حق الصاحب (الصديق): فان تصحبه بالتفضل و الانصاف و تكرمه كما يكرمك، و لا تدعه يسبق الي مكرمة و ان سبق كافيته و توده كما يودك و تزجره عمايهم به من معصيته و كن عليه رحمة و لا تكن عليه [ صفحه 36] عذابا. و اما حق الشريك: فان غاب كفيته، و ان حضر رعيته، و لا تحكم دون حكمه، و لا تعمل برأيك دون مناظرته، تحفظ عليه ماله، و لا تخونه فيما عز او هان من امره فان يدالله عزوجل علي الشريكين ما لم يتخاونا. و اما حق مالك: فأن لا تأخذه الا من حله و لا تنفقه الا في وجهه، و لا تؤثر علي نفسك من لا يحمدك، فاعمل فيه بطاعة ربك، و لا تبخل به فتبؤ بالحسرة و الندامة مع السعة. و اما حق غريمك الذي يطالبك: فان كنت موسرا أعطيته، و ان كنت معسرا أرضيته، بحسن القول ورددته عن نفسك ردا لطيفا. و حق الخليط: ان لا تغره و لا تغشه و لا تخدعه و تتقي الله في أمره. و حق الخصم (المدعي عليك): فان كان ما يدعي عليك حقا كنت شاهده علي نفسك و لم تظلمه و أوفيته حقه، و ان كان ما يدعي باطلا رفقت به، و لم تأت في أمره غير الرفق، و لم تسخط ربك في أمره. و حق خصمك الذي تدعي عليه: ان كنت محقا في دعواك اجملت مقاولته، و لم تجحد حقه و ان كنت مبطلا في دعواك اتقيت الله و تبت اليه و تركت الدعوي. و حق المستشير: ان علمت له رأيا حسنا أشرت عليه و ان لم تعلم أرشدته الي من يعلم. و حق المشير عليك: ان لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه و ان وافقك حمدت الله عزوجل. و حق المستنصح: ان تؤدي اليه النصيحة وليكن مذهبك الرحمة له و الرفق به. [ صفحه 37] و حق الناصح: ان تلين له جناحك و تصغي اليه بسمعك فان أتي بالصواب حمدت الله عزوجل و ان لم يوفق رحمته و لم تتهمه. و حق الكبير: توقيره لسنه و اجلاله لتقدمه في الاسلام قبلك و ترك مقابلته عند الخصام و لا تسبقه الي طريق و لا تتقدمه و لا تستجهله، و ان جهل عليك احتملته و أكرمته لحق الاسلام و حرمته. و حق الصغير: رحمته و تعليمه و العفو عنه و الستر عليه و الرفق به و المعونة له. و حق السائل: اعطاؤه علي قدر حاجته. و حق المسؤول: ان اعطي فاقبل منه بالشكر و العرفة بفضله، و ان منع فاقبل عذره. و حق من سرك لله: ان تحمد الله أولا ثم تشكره. و حق من سائك: أن تعفو عنه و ان علمت أن العفو يضره انتصرت قال الله عزوجل «و لمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل». [60] . و حق أهل ملتك: اضمار السلامه لهم و الرحمة بهم و الرفق بمسيئهم و تألفهم و استصلاحهم و شكر محسنهم و كف الأذي عنهم و تحب ما تحب لنفسك و تكره لهم ما تكره لنفسك و ان يكون شيوخهم بمنزلة أبيك و شبابهم بمنزلة اخوتك و عجائزهم بمنزلة أمك و صغارهم بمنزلة أولادك. و حق الذمة: ان تقبل منهم ما قبل الله منهم و لا تظلمهم ما وفوالله عزوجل بعهده. [ صفحه 38] قضي الامام العظيم زين‌العابدين (عليه‌السلام) في الخامس و العشرين في الشهر محرم سنه خمس و تسعين للهجرة علي المشهور عن عمر يناهز السابعة و الخمسين مسموما بأمر من الظالم الاموي - الوليد بن عبدالملك - علي يد هشام بن عبدالملك بعد عمر ملئ بالعذاب و الصراع و التحمل [61] و قبره اليوم الواقع في مقبرة البقيع الي جوار قبر الامام الثاني الحسن المجتبي مزار للشيعة في العالم.

القصيدة الكاملة للفرزدق

1- يا سائلي اين حل الجود و الكرم عندي بيان اذا طلابه قدموا 2- هذا الذي تعرف البطحاء و طأته و البيت يعرفه و الحل و الحرم 3- هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم 4- هذا الذي احمد المختار والده صلي عليه الهي ما جري القلم 5- لو يعلم الركن من ذا جاء يلثمه لخر يلثم منه ما وطي القدم 6- هذا علي رسول الله والده امست بنور هداه تهتدي الامم 7- هذا لذي عمه الطيار و المقتول حمزة ليث حبه قسم 8- هذا ابن سيدة النسوان فاطمة و ابن الوصي الذي في سيفه سقم 9- اذا رأته قريش قال قائلها الي مكارم هذا ينتهي الكرم -10 ينمي الي ذروة العز التي قصرت عن نيلها عرب الاسلام و العجم 11- يغضي حياء و يغضي من مهابته فما يكلم الا حين يبتسم [ صفحه 39] 13- ينشق ثوب الدجي عن نور غرته كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلم 14- ما قال لا قط الا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم 15- مشتقة من رسول الله نبعته طابت مغارسه و الخيم و الشيم 16- حمال اثقال اقوام اذا فدحوا حلو الشمائل تحلو عنده نعم 17- ان قال قال بما تهوي جميعهم و ان تكلم يوما زانه الكلم 18- هذا ابن‌فاطمة ان كنت جاهله بجده انبياء الله قد ختموا 19- الله شرفه قدما و عظمه جري بذاك له في لوحه القلم 20- من جده دان فضل الانبياء له و فضل امته دانت له الامم 21- عم البرية بالاحسان و انقشعت عنها العماية و الاملاق و الظلم 22- كلتا يديه غياث عم نفعهما تستو كفان و لا يعروهما عدم 23- سهل الخليقة لا تخشي بوادره يزينه خصلتان الحلم و الكرم 24- لا يخلف الوعد ميمون نقيبته رحب الفناء اريب حين يعترم 25- من معشر حبهم دين و بغضهم كفر، و قربهم منجي و معتصم 26- يستدفع السوء و البلوي بحبهم و يستزاد به الاحسان و النعم 27- مقدم بعد ذكر الله ذكرهم في كل بدء و مختوم به الكلم 28- ان عد اهل التقي كانوا ائمتهم او قيل من خير اهل الأرض؟ قيل هم 29- لا يستطيع جواد بعد جودهم و لا يدانيهم قوم و ان كرموا 30- هم الغيوث اذا ما ازمة ازمت و الاسد أسد الشري و البأس محتدم 31- يأبي لهم ان يحل الذم ساحتهم خيم كريم و أيد بالندي ديم 32- لا يقبض العسر بسطا من أكفهم سيان ذلك ان أثروا و ان عدموا 33- اي القبائل ليست في رقابهم لاولية هذا اوله نعم 34- من يعرف الله يعرف اوليته فالدين من بيت هذا ناله الامم [ صفحه 40] 35- بيوتهم في قريش يستضاء بها في النائبات و عند الحكم ان حكموا 36- فجده من قريش في ارومتها محمد و علي بعده علم 37- بدر له شاهد و الشعب من احد و الخندقان و يوم الفتح قد علموا 38- و خيبر و حنين يشهدان له و في قريظة يوم صيلم قتم

پاورقي

[1] مسار الشيعه للشيخ المفيد ص34 سنه الطبع1315 ه. ق.
[2] الاصول من الكافي ج1 ص467 طبعة الاخوندي.
[3] سورة آل عمران، آية134.
[4] الارشاد للشيخ المفيد ص240 طبعة الاخوندي.
[5] أمالي الشيخ الصدوق ص133 الطبعة القديمة.
[6] الارشاد للشيخ المفيد ص- 243 طبعة آخوندي.
[7] تذكرة الخواص لابن الجوزي ص- 184 طبعة فرهاد ميرزا.
[8] الارشاد للشيخ المفيد ص- 238 طبعة آخوندي.
[9] الخصال للشيخ الصدوق ص.517 مطبعة غفاري.
[10] عن امالي السيد المرتضي ج1 ص69 مطبوع سنه.1387 اذا اردت القصيدة فهي في آخر الكتاب فراجع.
[11] الاحتجاج؛ الطبرسي ص166 طبعه النجف عام1350 ه. ق.
[12] سورة الزمر، الآية42.
[13] اللهوف؛ لابن طاووس ص144 طبعة عام1317 ه. ق.
[14] تذكرة الخواص، ص 149 مطبعة فرهاد ميرزا.
[15] سورة الشوري، الاية 23.
[16] سورة الاسراء، الاية26.
[17] سورة الانفال، الاية 40.
[18] سورة الاحزاب، الاية33.
[19] الاحتجاج للطبرسي ص 167 طبعة النجف عام1350 ه. ق.
[20] الكامل للشيخ البهائي ج2 ص 300.
[21] نفس المهموم للمحدث القمي ص.284 المطبعة الاسلامية.
[22] اشارة الي قصة وضع الحجر الاسود بيد النبي (صل الله عليه و آله) في العام الخامس و الثلاثين بعد عام الفيل.
[23] اشارة الي قصة المعراج.
[24] الكامل للبهائي ج2 ص300.
[25] الكامل للبهائي ج2 ص302 - 300 باختصار.
[26] الارشاد للشيخ المفيد ص226.
[27] تذكرة الخواص ص183 مطبعة فرهاد ميرزا.
[28] الطبقات ج5 ص157 طبعة ليدن.
[29] اللهوف لابن طاووس ص128 طبع سته1317 ه. ق.
[30] الكافي ج7 ص 56.
[31] الكامل لابن الاثير ج4 ص 103.
[32] البداية و النهاية لابن كثير ج8 ص221 الطبعة الاولي.
[33] الكامل لابن الاثير ج4 ص 130.
[34] تاريخ الخلفاء للسيوطي ص212 طبعة عام1383 ه. ق.
[35] الكامل لابن الاثير ج4 ص348 و ما بعدها.
[36] الكامل لابن الاثير ج4 ص 522 - 521.
[37] الكامل لابن الاثير ج4 ص 587.
[38] الكافي ج5 ص344.
[39] تذكرة الخواص ص183.
[40] تاريخ الخلفاء ص226.
[41] تاريخ الطبري ج8 ص1178.
[42] المناقب لابن شهر آشوب ج3 ص311.
[43] الاحتجاج للطبري ص171 طبعة النجف سنة الطبع1350 ه. ق.
[44] شرح نهج‌البلاغه لابن ابي‌الحديد ج4 ص104 طبعة20 جلدي.
[45] رجال الشيخ الطوسي ص81 و مابعدها.
[46] رجال الكشي ص119 طبعة جامعة مشهد.
[47] رجال الكشي ص485.
[48] المناقب لابن شهر آشوب ج3 ص311.
[49] يريد تحقيره.
[50] رجال الكشي ص119.
[51] سورة الانعام، الاية 79.
[52] سورة البقرة، الاية 115.
[53] سورة طه، الاية 55.
[54] روضات الجنات - الطبعة الثانية (قديمه) - ص310 باختصار.
[55] رجال الكشي ص119.
[56] يراجع ما جاء في خاتمة الصحيفة السجادية طبعة آخوندي.
[57] الذريعة ج13 ص345 و ما بعدها.
[58] من علماء القرن الحادي عشر الهجري.
[59] تحف العقول ص 255 تأليف ابن‌شعبة، من علماء القرن الرابع الهجري؛ و من لا يحضرة الفقيه، ج 2 ص618 و الخصال، ص 564 و الأمالي، ص221 و هذه الكتب الثلاثة من مؤلفات الشيخ الصدوق المتوفي سنة 381.
[60] سورة الشوري، الاية 41.
[61] مناقب شهر أشوب ج3 ص 311.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.