سیرة الائمه علیهم السلام : في رحاب ائمة اهل البيت (عليهم السلام)) الباقر عليه السلام

اشارة

‏سرشناسه : ايمن، محسن، ۱۹۵۲ - ۱۸۶۵
‏عنوان و نام پديدآور : سير الائمه عليهم السلام/ محسن الامين
‏مشخصات نشر : بيروت: دارالتعارف للمطبوعات، ۱۹۹۲م. = ۱۴۱۲ق. = ۱۳۷۱.
‏مشخصات ظاهري : ج‌۲
‏وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي
‏يادداشت : عنوان روي جلد: في رحاب ائمه اهل البيت:دراسات دقيقه مفصله عن حياه ائمه اهل البيت و علومهم و مناهجم و توجيهاتهم.
‏عنوان روي جلد : في رحاب ائمه اهل البيت:دراسات دقيقه مفصله عن حياه ائمه اهل البيت و علومهم و مناهجم و توجيهاتهم.
‏عنوان ديگر : في رحاب ائمه اهل البيت: دراسات دقيقه مفصله عن حياه ائمه اهل البيت و علومهم و مناهجم و توجيهاتهم
‏موضوع : ائمه اثنا عشر
‏موضوع : خاندان نبوت
‏رده بندي كنگره : BP۳۶/۵/الف‌۸س‌۹
‏شماره كتابشناسي ملي : م‌۸۱-۳۰۳۶۱

ابوجعفر محمد الباقر مولده و وفاته و مدة عمره و مدفنه

ولد بالمدينة يوم الجمعة او الثلاثاء و الاثنين غرة رجب او ثالث صفر سنة 57 من الهجرة و قيل 56. و توفي بالمدينة يوم الاثنين سابع ذي الحجة او في ربيع الاول و الآخر سنة 114 و عمره 57 سنة منها مع جده الحسين اربع سنين و مع ابيه بعد جده الحسين 35 سنة و بعد ابيه 18 سنة و في رواية الكافي عن الصادق (ع) 19 سنة و شهران و هي مدة امامته و هي بقية ملك الوليد بن عبدالملك و سليمان بن عبدالملك و عمر بن عبدالعزيز و يزيد بن عبد الملك و توفي في ملك هشام بن عبدالملك كذا في اعلام الوري و هو الصواب لما ستعرف و في مناقب ابن شهر اشوب قبض سنة 114 و له 57 سنة و اقام مع جده الحسين ثلاث سنين او اربع سنين و مع ابيه 34 سنة و عشرة اشهر او 39 سنة و بعد ابيه 19 سنة و قيل 18 و ذلك ايام امامته و كان في سني امامته ملك الوليد بن يزيد و سليمان و عمر بن عبدالعزيز و يزيد بن عبدالملك و هشام اخيه و الوليد بن يزيد و ابراهيم اخيه و في اول ملك ابراهيم قبض و قال ابوجعفر ابن‌بابويه سمه ابراهيم بن الوليد بن يزيد «اه» هكذا في نسختين و فيه من سهو القلم منه او من النساخ او منهما ما لا يخفي فالوليد بن يزيد واحد و هو المذكور اخيرا و المذكور اولا صوابه الوليد بن عبدالملك و قوله و الوليد بن يزيد الخ صوابه الوليد بن يزيد بن عبدالملك و يزيد ابن‌الوليد بن عبدالملك و ابراهيم اخيه ثم ان هشاما توفي سنة 125 و ابراهيم ولي و قتل سنة 127 فاذا كان الباقر (ع) قبض سنة 114 كما ذكره هو فوفاته في ملك هشام لا ابراهيم. و في كشف الغمة قال محمد بن عمرو اما في روايتنا فانه مات سنة 117 و قال غيره سنة 118 «اه». و دفن بالبقيع مع ابيه علي بن الحسين و عمه الحسن بن علي عليهم‌السلام. [ صفحه 4]

امه

و امه فاطمة بنت الحسن بن علي عليهماالسلام و تكني ام عبدالله و قيل ام الحسن و هو هاشمي من هاشميين علوي من علويين فاطمي من فاطيين لانه اول من اجتمعت له ولادة الحسن و الحسين عليهماالسلام.

كنيته

ابوجعفر و يقال ابوجعفر الاول.

لقبه

له القاب كثيرة اشهرها الباقر او باقرالعلم

سبب تلقيبه بالباقر

في الفصول المهمة: لقب به لبقره العلم و هو تفجره و توسعه «اه» و في الصحاح : التبقر التوسع في العلم «اه» و في القاموس: الباقر محمد بن علي بن الحسين لتبحره في العلم «اه» و في لسان العرب: لقب به لانه بقر العلم و عرف اصله و استنبط فرعه و توسعه فيه و التبقر التوسع «اه» و في صواعق ابن‌حجر: سمي بذلك من بقر الارض اي شقها و اثار مخبآتها و مكامنها فكذلك هو اظهر من مخبآت كنوز المعارف و حقائق الاحكام و الحكم و اللطائف ما لا يخفي الا علي منطمس البصيرة او فاسد الطوية و السريرة و من ثم قيل فيه هو باقر العلم و جامعه و شاهر علمه و رافعه الخ. و في تذكرة الخواص: انما سمي الباقر من كثرة سجوده بقر السجود جبهته اي فتحها و وسعها و قيل لغزارة علمه ثم نقل كلام الصحاح. و روي الصدوق في علل الشرائع بسنده عن عمرو بن شمر سألت جابر الجعفي فقلت له لم سمي الباقر باقرا؟ قال لانه بقر العلم بقرا اي شقه شقا و اظهره اظهارا. و في مناقب ابن‌شهراشوب: يقال لم يظهر عن احد من ولد الحسن و الحسين عليهماالسلام من العلوم ما ظهر منه من التفسير و الكلام و الفتيا و الاحكام و الحلال و الحرام قال محمد بن مسلم سألته عن ثلاثين الف حديث.

نقش خاتمه

روي الصدوق في العيون و الامالي بسنده عن الرضا (ع) كان نقش خاتم الحسين (ع) ان الله بالغ امره و كان علي بن الحسين يتختم بخاتم ابيه الحسين و كان محمد بن علي يتختم بخاتم [ صفحه 5] الحسين (الخبر). و في الفصول المهمة. نقش خاتمه رب لا تذرني فردا قال و نقل الثعلبي في تفسيره ان الباقر نقش علي خاتمه هذه الكلمات: ظني بالله حسن و بالنبي المؤتمن و بالوصي ذي المنن و بالحسين و الحسن و رواه في العيون بسنده عن الرضا عن ابيه عن جعفر بن محمد عليهم‌السلام مثله. و روي الشيخ في التهذيب بسنده عن الصادق (ع) كان نقش خاتم ابي: العزة لله جميعا. و في حلية الاولياء بسنده عن الصادق (ع) كان في خاتم ابي: القوة لله جميعا. و في الكافي بسنده عن يونس بن ظبيان و حفص بن غياث كان في خاتم ابي‌جعفر محمد بن علي - و كان خير محمدي رايته -: العزة لله. و في مكارم الاخلاق من كتاب اللباس عن ابي‌عبدالله (ع) كان نقش خاتم ابي‌جعفر (ع). العزة لله. و لعله كان له عدة خواتيم علي كل منها نقش غير ما علي الآخر.

شاعره

كثير عزة و الكميت و اخوه الورد و السيد الحميري.

بوابه

جابر الجعفي.

ملوك عصره

الوليد بن عبدالملك و سليمان بن عبدالملك و عمر بن عبدالعزيز و يزيد بن عبدالملك و هشام بن عبدالملك و زاد بعضهم الوليد بن يزيد بن عبدالملك و يزيد بن الوليد بن عبد الملك و ابراهيم بن الوليد بن عبدالملك.

اولاده

قال المفيد في الارشاد: ولد ابي‌جعفر سبعة انفس ابوعبدالله جعفر بن محمد و كان به يكني و عبدالله بن محمد امهما ام‌فروة بنت القاسم بن محمد بن ابي‌بكر و ابراهيم و عبيدالله درجا [1] امهما ام‌حكيم بنت اسد بن المغيرة الثقفية و علي و زينب لام ولد و ام‌سلمة لام ولد «اه» و قيل ان زينب هي ام‌سلمه حكاة في اعلام الوري و قال ابن‌شهراشوب في المناقب اولاده سبعه و عدهم كالارشاد الا انه قال و عبدالله الافطح ثم قال درجوا كلهم الا اولاد الصادق (ع). [ صفحه 6]

صفته في خلقه و لباسه

في مناقب ابن‌شهراشوب: كان ربع القامة رقيق البشرة جعد الشعر اسمر له خال علي خده و خال احمر علي جسده ضامر الكشح حسن الصوت مطرق الرأس. و في الفصول المهمة اسمر معتدل.

صفته في اخلاقه و اطواره

ننقلها من كلمات العلماء و مضامين الاخبار الآتية و ان لزم بعض التكرار. قال ابن‌شهراشوب في المناقب: كان اصدق الناس لهجة و احسنهم بهجة و ابذلهم مهجه «اه» و كان اقل اهل بيته مالا و اعظمهم مؤنة و كان يتصدق كل جمعة بدينار و كان يقول الصدقة يوم الجمعة تضاعف لفضل يوم الجمعة علي غيره من الايام و كان اذا احزنه امر جمع النساء و الصبيان ثم دعا فأمنوا. و كان كثير الذكر كان يمشي و انه ليذكر الله و يأكل الطعام و انه ليذكر الله و لقد كان يحدث القوم و ما يشغله ذلك عن ذكر الله و كان يجمع ولده فيأمرهم بالذكر حتي تطلع الشمس و يأمر بالقراءة من كان يقرأ منهم و من كان لا يقرأ منهم امره بالذكر، و يأتي قول المفيد: و كان ظاهر الجود في الخاصة و العامة مشهور الكرم في الكافة معروفا بالتفضل و الاحسان مع كثرة عياله و توسط حاله و يأتي عن سليمان بن دمدم انه عليه‌السلام كان يجيز بالخمسمائة درهم الي السمائة الي الالف و كان لا يمل من صلة اخوانه و قاصديه و مؤمليه و راجيه. و كان اذا ضحك قال اللهم لا تمقتني. و قال الآبي في كتاب نثر الدرر: كان اذا رأي مبتلي اخفي الاستعاذة و كان لا يسمع من داره يا سائل بورك فيك و لا يا سائل خذ هذا و كان يقول سموهم باحسن اسمائهم.

مناقبه و فضائله

العلم

اشاره

في كشف الغمة عن الحافظ عبدالعزيز بن الاخضر الجنابذي في كتابه معالم العترة الطاهرة عن الحكم بن عتيبة في قوله تعالي ان في ذلك لآيات للمتوسمين قال كان و الله محمد بن علي منهم و يأتي قول ابي‌زرعة لعمري ان اباجعفر لمن اكبر العلماء. و عن ابي‌نعيم في الحلية انه سأل رجل ابن‌عمر عن مسألة فلم يدر ما يجيبه فقال اذهب الي ذلك الغلام فسله و اعلمني بما يجيبك و اشار الي الباقر عليه‌السلام فسأله فاجابه فاخبر ابن‌عمر فقال انهم اهل بيت مفهمون. [ صفحه 7] و في حلية الاولياء: حدثنا محمد بن احمد بن الحسين حدثنا محمد بن عثمان بن ابي‌شيبة حدثنا ابراهيم بن محمد ابي‌ميمون حدثنا ابومالك الجهني عن عبدالله بن عطاء ما رأيت العلماء عند احد اصغر علما منهم عند ابي‌جعفر لقد رأيت الحكم عنده كأنه متعلم. و في ارشاد المفيد: اخبرني الشريف ابومحمد الحسن بن محمد حدثني جدي حدثنا محمد بن القاسم الشيباني حدثنا عبدالرحمن بن صالح الازدي عن ابي‌مالك الجهني عن عبدالله بن عطاء المكي ما رأيت العلماء عند احد قط اصغر منهم عند ابي‌جعفر محمد بن علي بن الحسين و لقد رأيت الحكم بن عتيبة [2] مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه. و في تذكرة الخواص لسبط ابن‌الجوزي قال عطاء ما رأيت العلماء عند احد اصغر علما منهم عند ابي‌جعفر لقد رأيت الحكم عنده كأنه عصفور مغلوب. قال يعني بالحكم: الحكم بن عتيبة و كان عالما نبيلا جليلا في زمانه «اه» و قد روي ذلك عن عطاء كما سمعت اما ابونعيم و المفيد فروياه عن عبدالله بن عطاء كما سمعت و كذا محمد بن طلحة في مطالب السؤول. و يكفي في ذلك تلقيبه بباقر العلم كما مر، و اشتهاره بهذا اللقب بين الخاص و العام في كل عصر و زمان. و في مناقب ابن‌شهراشوب قال محمد بن مسلم سألته عن ثلاثين الف حديث، و روي المفيد في الاختصاص بسنده عن جابر الجعفي: حدثني ابوجعفر سبعين الف حديث لم احدث بها احدا ابدا. و قال المفيد لم يظهر عن احد من ولد الحسن و الحسين عليهماالسلام من علم الدين و الآثار و السنة و علم القرآن و السيرة و فنون الآداب ما ظهر عنه الي آخر ما ذكره و سيأتي ذكر من اخذ عنه من عظماء المسلمين من الصحابة و التابعين و الفقهاء و المصنفين و غيرهم. و قد اخذ العلماء عنه و اقتدوا به و اتبعوا اقواله و استفادوا من فقهه و حججه البينات في التوحيد و الفقه و الكلام.

فيما جاء عنه في التوحيد

اشارة

ما رواه المدائني قال التي اعرابي اباجعفر محمد بن علي فقال له هل رأيت الله حين عبدته قال ما كنت لا عبد شيئا لم اره قال فكيف رأيته؟ قال لم تره الابصار مشاهدة العيان و لكن رأته القلوب بحقائق الايمان لا يدرك بالحواس و لا يقاس بالناس معروف بالآيات منعوت [ صفحه 8] بالعلامات لا يجور في قضيته هو الله الذي لا اله الا هو فقال الاعرابي الله اعلم حيث يجعل رسالته.

و مما جاء عنه في الاحتجاج

احتجاجه علي محمد بن المنكدر

من مشاهير زهاد ذلك العصر و عباده قال المفيد في الارشاد: أخبرني الشريف ابومحمد الحسن بن محمد حدثني جدي عن يعقوب بن يزيد حدثنا محمد بن ابي‌عمير عن عبدالرحمن بن الحجاج عن ابي‌عبدالله (ع) قال ان محمد بن المنكدر كان يقول: ما كنت اري ان مثل علي بن الحسين يدع خلفا لفضل علي بن الحسين حتي رأيت ابنه محمد بن علي فأردت ان أعظه فوعظني، خرجت الي بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقيت محمد بن علي و كان رجلا بدينا و هو متكي‌ء علي غلامين له فقلت في نفسي شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة علي هذه الحال في طلب الدنيا و الله لاعظنه فدنوت منه فسلمت عليه فسلم علي بنهر و قد تصبب عرقا فقلت أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة علي هذه الحال في طلب الدنيا لو جاء الموت و انت علي هذه الحال، فخلي عن الغلامين من يده ثم تساند و قال: لو جاءني و الله الموت و انا في هذه الحال جاءني و انا في طاعة من طاعات الله اكف بها نفسي عنك و عن الناس و انما كنت اخاف الموت لو جاءني و انا علي معصية من معاصي الله، فقلت: يرحمك الله اردت ان أعظك فوعظتني. و رواه الكليني في الكافي عن علي بن ابراهيم عن ابيه و محمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن ابي‌عمير عن عبدالرحمن بن الحجاج عن ابي‌عبدالله عليه‌السلام مثله. (اقول) معني قوله «اردت ان أعظك فوعظتني» ان ابن المنكدر هذا كان من المتصوفة أمثال طاوس اليماني و ابراهيم بن أدهم و غيرهما و كان يصرف اوقاته في العبادة و يترك الكسب فيكون كلا علي الناس فأراد ان يعظ الباقر (ع) بأنه لا ينبغي له ان يخرج في مثل ذلك الوقت في طلب الدنيا فأجابه بأن خروجه في طلب المعاش ليكف نفسه عن الناس من افضل العبادات، و كان في هذا الكلام موعظة لابن المنكدر بأنه مخطي‌ء في ترك الكسب و القاء كله علي الناس و اشتغاله بالعبادة فلهذا قال اردت ان اعظك فوعظتني، و لهذا ورد عن الصادقين عليهم‌السلام الامر بالكسب و النهي عن القاء الكل علي الناس، [ صفحه 9] و ان من يشتغل بالعبادة و يقوم غيره بنفقته فالقائم بنفقته عبادته اقوي و افضل. و روي الامام الصادق (ع) عن النبي (ص) انه قال: ملعون ملعون من ألقي كله علي الناس.

احتجاجه علي نافع بن الازرق من رؤساء الخوارج

و اليه تنسب الازارقة منهم. قال المفيد في الارشاد: و جاءت الاخبار ان نافع ابن لازرق جاء الي محمد بن علي فجلس بين يديه يسأله عن مسائل في الحلال و الحرام فقال له ابوجعفر في عرض كلامه: قل لهذه المارقة بم استحللتم فراق اميرالمؤمنين و قد سفكتم دماءكم بين يديه في طاعته و القربة الي الله بنصرته فسيقولون لك انه حكم في دين الله فقل لهم قد حكم الله تعالي في شريعة نبيه (ص) رجلين من خلقه فقال: فابعثوا حكما من اهله و حكما من اهلها ان يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما. و حكم رسول الله (ص) سعد بن معاذ في بني قريظة فحكم فيهم بما أمضاه الله. او ما علمتم ان اميرالمؤمنين انما امر الحكمين ان بحكما بالقرآن ولا يتعدياه و اشترط رد ما خالف القرآن من أحكام الرجال و قال حين قالوا له حكمت علي نفسك من حكم عليك فقال ما حكمت مخلوقا و انما حكمت كتاب الله فأين تجد المارقة تضليل من امر بالحكم بالقرآن و اشترط رد ما خالفه لولا ارتكابهم في بدعتهم البهتان فقال نافع بن الازرق هذا و الله كلام ما مر بسمعي قط و لا خطر مني ببال و هو الحق انشاء الله.

احتجاجه علي عبدالله بن نافع بن الازرق من الخوارج

روي الكليني في الكافي بسنده ان عبدالله بن نافع بن الازرق كان يقول: لو اني علمت أن بين قطريها احدا تبلغني اليه المطايا يخصمني ان عليا قتل اهل لنهروان و هو لهم غير ظالم لرحلت اليه فقيل له ولا ولده فقال أفي ولده عالم فقيل له هذا اول جهلك و هم يخلون من عالم قال فمن عالمهم اليوم قيل محمد بن علي بن الحسين بن علي فرحل اليه في صناديد اصحابه حتي أتي المدينة فاستأذن علي ابي‌جعفر فقيل له هذا عبدالله بن نافع قال و ما يصنع بي و هو يبرأ مني و من أبي طرفي النهار فقال له ابوبصير الكوفي جعلت فداك ان هذا يزعم انه لو علم ان بين قطريها احدا تبلغه المطايا اليه يخصمه أن عليا قتل اهل النهروان و هو لهم غير ظالم لرحل اليه، فقال له ابوجعفر أتراه جاءني مناظرا؟ قال نعم! قال يا غلام اخرج [ صفحه 10] فحط رحله و قل له اذا كان الغد فائتنا فلما اصبح عبدالله بن نافع غدا في صناديد اصحابه و بعث ابوجعفر الي جميع ابناء المهاجرين و الانصار فجمعهم ثم خرج الي الناس و اقبل عليهم كأنه فلقة قمر فخطب فحمد الله و اثني عليه و صلي علي رسوله (ص) ثم قال: الحمد لله الذي اكرمنا بنبوته و اختصنا بولايته يا معشر ابناء المهاجرين و الانصار من كانت عنده منقبة لعلي بن ابي‌طالب فليقم و ليتحدث فقام الناس فسردوا تلك المناقب فقال عبدالله انا اروي لهذه المناقب من هؤلاء و انما احدث علي الكفر بعد تحكيمه الحكمين «حتي انتهوا الي حديث خيبر لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتي يفتح الله علي يديه» فقال ابوجعفر (ع) ما تقول في هذا الحديث؟ قال هو حق لاشك فيه و لكن احدث الكفر بعد، فقال له ابوجعفر ثكلتك امك اخبرني عن الله عزوجل أحب علي بن ابي‌طالب يوم احبه و هو يعلم انه يقتل اهل النهروان ام لم يعلم فان قلت لاكفرت، فقال قد علم، قال فأحبه الله علي ان يعمل بطاعته او علي ان يعمل بمعصيته فقال علي ان يعمل بطاعته، فقال له ابوجعفر فقم مخصوصا فقام و هو يقول حتي يتبين لكن الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر الله اعلم حيث يجعل رسالته.

احتجاجه علي قتادة بن دعامة البصري

و قتادة هذا ذكره ابن‌حجر في تهذيب التهذيب و ذكر الثناء عليه في الحفظ و الفقه و غيرهما. روي الكليني في الكافي بسنده عن ابي‌حمزة الثمالي: كنت جالسا في مسجد رسول الله (ص) اذ اقبل رجل فسلم فقال من انت يا عبدالله؟ قلت رجل من اهل الكوفة فما حاجتك؟ قال أتعرف اباجعفر محمد بن علي؟ قلت نعم فما حاجتك اليه اذا كنت تعرف ما بين الحق و الباطل؟ فقال لي يا اهل الكوفة انتم قوم ما تطاقون اذا رأيت اباجعفر فأخبرني، فما انقطع كلامه حتي اقبل ابوجعفر و حوله اهل خراسان و غيرهم يسألونه عن مناسك الحج فمضي حتي جلس مجلسه و جلس الرجل قريبا منه فجلست حيث اسمع الكلام و حوله عالم من الناس فلما قضي حوائجهم و انصرفوا التفت الي الرجل فقال له من انت؟ قال له انا قتادة بن دعامة البصري، فقال له ابوجعفر انت فقيه اهل البصرة؟ قال نعم فقال ويحك يا قتادة أن الله عزوجل خلق خلقا فجعلهم حججا علي خلقه فهم اوتاد في ارضه قوام بأمره نجباء في علمه اصطفاهم قبل خلقه اظلة عن يمين عرشه. فسكت قتادة طويلا ثم قال: اصلحك الله و الله لقد جلست بين يدي الفقهاء و قدام ابن‌عباس فما اضطرب [ صفحه 11] قلبي قدام احد منهم ما اضطرب قدامك، فقال له ابوجعفر أتدري اين انت؟ انت بين يدي بيوت أذن الله ان ترفع و يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو و الآصال رجال لاتلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و اقام الصلاة و ايتاء الزكاة فأنت ثم و نحن اولئك. فقال له قتادة صدقت و الله جعلني الله فداك ما هي بيوت حجارة و لا طين، قال فأخبرني عن الجبن، فتبسم ابوجعفر و قال رجعت مسائلك الي هذا، قال ضلت عني، فقال لا بأس به فقال أنه ربما جعلت فيه انفحة الميت قال ليس بها بأس ان الانفحة ليس لها عروق و لا فيها دم و لا لها عظم انما تخرج من بين فرث و دم ثم قال و انما الا نفحة بمنزلة دجاجة ميتة اخرجت منها بيضة فهل تأكل تلك البيضة؟ قل قتادة لا و لا آمر بأكلها فقال له ابوجعفر و لم؟ قال لانها من الميتة قال له فان حضنت تلك البيضة فخرجت منها دجاجة أتأكلها؟ قال نعم قال فما حرم عليك البيضة و احل لك الدجاجة ثم قال فكذلك الانفحة مثل البيضة فاشتر الجبن من اسواق المسلمين من ايدي المصلين و لا تسأل عنه الا ان يأتيك من يخبرك عنه.

احتجاجه علي عبدالله بن معمر الليثي في المتعة

في كشف الغمة عن الآبي في كتاب نثر الدرر انه قال: روي ان عبدالله بن معمر الليثي قال لابي جعفر بلغني انك تفتي في المتعة فقال أحلها الله في كتابه و سنها رسول الله (ص) و عمل بها اصحابه فقال عبدالله فقد نهي عنها عمر قال فأنت علي قول صاحبك و انا علي قول رسول الله (ص) قال عبدالله فيسرك ان نساءك فعلن ذلك قال ابوجعفر و ما ذكر النساء يا أنوك ان الذي أحلها في كتابه و أباحها لعباده أغير منك و ممن نهي عنها تكلفا، بل و يسرك ان بعض حرمك تحت حائك من حاكة يثرب نكاحا قال لا قال فلم تحرم ما أحل الله قال لا أحرم و لكن الحائك ما هو لي بكفو قال فان الله ارتضي عمله و رغب فيه و زوجه حورا أفترغب عمن رغب الله فيه و تستنكف ممن هو كفو لحور الجنان كبرا و عتوا فضحك عبدالله و قال ما أحسب صدوركم الا منابت أشجار العلم فصار لكم ثمره و للناس ورقه. [ صفحه 12]

الحلم

عن المناقب قال له رجل من اهل الكتاب انت بقر قال لا انا باقر قال انت ابن‌الطباخة قال ذاك حرفتها قال انت ابن‌السوداء الزنجية البذية قال ان كنت صدقت غفر الله لها و ان كنت كذبت غفر الله لك.

التسليم لامر الله

روي ابونعيم في الحلية بسنده قال محمد بن علي ندعو الله فيما نحب فاذا وقع الذي نكره لم نخالف الله عزوجل فيما أحب.

الجود و السخاء

قال المفيد في الارشاد: و كان مع ما وصفناه من العلم و السؤدد و الرياسة و الامامة ظاهر الجود في الخاصة و العامة مشهور الكرم في الكافة معروفا بالتفضل و الاحسان مع كثرة عياله و توسط حاله. حدثني الشريف ابومحمد الحسن بن محمد حدثني حدي حدثنا ابونصر حدثني محمد بن الحسين حدثنا اسود بن عامر حدثنا حنان ابن علي عن الحسن بن كثير: شكوت الي ابي‌جعفر محمد بن علي (ع) الحاجة و جفاء الاخوان فقال بئس الاخ أخا يرعاك غنيا و يقطعك فقيرا ثم امر غلامه فأخرج كيسا فيه سبعمائة درهم و قال استنفق هذه فاذا نفدت فأعلمني. قال و قد روي محمد بن الحسين: حدثنا عبدالله ابن الزبير قال حدثونا عن عمرو بن دينار و عبدالله بن عبيد بن عمير انهما قالا: ما لقينا اباجعفر محمد بن علي الا و حمل الينا النفقة و الصلة و الكسوة و يقول هذه معدة لكم قبل ان تلقوني. قال و روي ابونعيم النخعي عن معوية بن هشام عن سليمان بن دمدم كان ابوجعفر محمد ابن علي يجيزنا بالخمسمائة درهم الي السمائة الي الالف درهم و كان لا يمل من صلة اخوانه و قاصديه و مؤمليه و راجيه (اه) الارشاد. و في مطالب السؤول عن الحافظ عبدالعزيز ابن‌الاخضر الجنابذي في معالم العترة عن سلمي مولاة ابي‌جعفر (ع) قالت كان يدخل عليه اخوانه فلا يخرجون من عنده حتي يطعمهم الطعام الطيب و يلبسهم الثياب الحسنة و يهب لهم الدراهم فأقول له في بعض ما يصنع فيقول يا سلمي ما يؤمل في الدنيا بعد المعارف و الاخوان و في رواية مطالب السؤول فأقول له في ذلك ليقل منه فيقول يا سلمي ما حسنت الدنيا الاصلة الاخوان و المعارف.

كثرة الصدقات

روي الصدوق في ثواب الاعمال بسنده عن ابي‌عبدالله عليه‌السلام: كان ابي اقل اهل بيته مالا و اعظمهم مؤنة و كان يتصدق كل جمعة بدينار و كان يقول الصدقة يوم الجمعة تضاعف كفضل يوم الجمعة علي غيره من الايام.

الهيبة في القلوب

عن المناقب عن ابي‌حمزة الثمالي في خبر لما كانت السنة التي حج فيها ابوجعفر محمد بن علي عليهماالسلام و لقيه هشام بن عبدالملك اقبل الناس ينثالون عليه فقال عكرمة من هذا عليه سيماء زهرة العلم لا جربنه فلما مثل بين يديه ارتعدت فرائصه و اسقط في يده و قال يا ابن‌رسول الله (ص) لقد جلست مجالس كثيرة بين يدي ابن‌عباس و غيره فما أدركني ما ادركني آنفا فقال له ابوجعفر (ع) ويلك يا عبيد اهل الشام انك بين يدي بيت أذن الله ان ترفع و يذكر فيها اسمه. [ صفحه 13]

بعض ما روي من طريقه

اشارة

في ارشاد المفيد: روي عنه عن آبائه عليه و عليهم‌السلام ان سول الله (ص) كان يقول: اشد الاعمال ثلاثة مواساة الاخوان في المال، و انصاف الناس من نفسك، و ذكر الله علي كل حال.

اخباره و بعض ما روي عنه من الاخبار

اشاره

روي ابونعيم في الحلية بسنده عن ابي‌جعفر (ع) قال: شيعتنا ثلاثه اصناف. صنف يأكلون الناس بنا، و صنف كالزجاج يتهشم، و صنف كالذهب الاحمر كلما دخل النار ازداد جودة. «اه» و قال الآبي في نثر الدرر: هنأ رجلا بمولود فقال اسأل الله ان يجعله خلفا معك و خلفا بعدك فان الرجل يخلف اباه في حياته و موته. و قال ادب الله محمدا (ص) احسن الادب فقال خذ العفو و اؤمر بالمعروف و اعرض عن الجاهلين فلما وعي قال و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا. و في حلية الاولياء بسنده عن عبيدالله بن الوليد قال لنا ابوجعفر محمد بن علي يدخل احدكم يده في كم صاحبه فيأخذ ما يريد قلنا لا قال فلستم باخوان كما تزعمون «اه» و روي الحافظ عبدالعزيز بن الاخضر الجنابذي في كتابه معالم العترة عن الحجاج بن ارطاة قال ابوجعفر يا حجاج كيف تواسيكم قلت صالح يا اباجعفر قال يدخل احدكم يده في كيس اخيه فيأخذ حاجته اذا احتاج اليه قلت اما هذا فلا فقال اما لو فعلتم ما احتجتم.

ما اشار به علي عبدالملك في ضرب الدراهم و الدنانير

في كتاب المحاسن و المساوي لابراهيم بن محمد البيهقي قال في الجزء الثاني ما نصه: (محاسن السامرة) قال الكسائي دخلت علي الرشيد ذات يوم و هو في ايوانه و بين يديه مال كثير قد شق عنه البدر شقا و امر بتفريقه في خدم الخاصة و بيده درهم تلوح كتابته و هو يتأمله و كان كثيرا ما يحدثني فقال: هل علمت اول من سن هذه الكتابة في الذهب و الفضة؟ قلت يا سيدي هو عبدالملك بن مروان! قال فما كان السبب في ذلك؟ قلت لا علم لي غير انه اول من احدث هذه الكتابة! فقال سأخبرك: كانت القراطيس للروم و كان اكثر من بمصر نصرانيا علي دين ملك الروم و كانت تطرز بالرومية و كان طرازها ابا و ابنا و روحا قديسا فلم يزل [ صفحه 14] ذلك كذلك صدر الاسلام كله يمضي علي ما كان عليه الي ان ملك عبدالملك فتنبه له، و كان فطنا، فبينا هو ذات يوم اذ مر به قرطاس فنظر الي طراز فامر ان يترجم بالعربية فعل ذلك فانكره و قال ما اغلظ هذا في امر الدين و الاسلام ان يكون طراز القراطيس و هي تحمل في الاواني و الثياب و هما يعملان بمصر و غير ذلك مما يطرز من ستور و غيرها من عمل هذا البلد علي سعته و كثرة ماله و اهله تخرج منه هذه القراطيس فتدور في الآفاق و البلادوقه طرزت بشرك مثبت عليها فامر بالكتاب الي عبدالعزيز بن مروان و كان عامله بمصر بابطال ذلك الطراز علي ما كان يطرز به من ثوب و قرطاس و ستر و غير ذلك و ان يأخذ صناع القراطيس ان يطرزوها بسورة التوحيد (و شهد الله انه لا اله الا هو) و هذا طراز القراطيس خاصة الي هذا الوقت لم ينقص و لم يزد و لم يتغير و كتب الي عمال الآفاق جميعا بابطال ما في اعمالهم من القراطيس المطرزة بطراز الروم و معاقبة من وجد عنده بعد هذا النهي شي‌ء منها بالضرب الوجيع و الحبس الطويل، فلما اثبتت القراطيس بالطراز المحدث بالتوحيد و حمل الي بلاد الروم منها انتشر خبرها و وصل الي ملكهم فترجم له ذلك الطراز فانكره و غلظ عليه و استشاط غضبا فكتب الي عبدالملك: ان عمل القراطيس يمصر و سائر ما يطرز هناك للروم و لم يزل يطرز بطراز الروم الي ان ابطلته فان كان من تقدمك من الخلفاء قد اصاب فقد اخطأت و ان كنت قد اصبت فقد اخطأوا فاختر من هاتين الحالتين ايهما شئت و احببت و قد بعثت اليك بهدية تشبه محلك و احببت ان تجعل رد ذلك الطراز الي ما كان عليه في جميع ما كان يطرز من اصناف الاعلاق حاجة اشكرك عليها و تأمر بقبض الهدية و كانت عظيمة القدر فلما قرأ عبدالملك كتابه رد الرسول و اعلمه ان لا جواب له و لم يقبل الهدية فانصرف بها الي صاحبه فلما و افاه اضعف الهدية و رد الرسول الي عبدالملك و قال اني ظننتك استقللت الهدية فلم تقبلها و لم تجبني عن كتابي فاضعفت لك الهدية و انا ارغب اليك في مثل ما رغبت فيه من رد هذا الطراز الي ما كان عليه اولا فقرأ عبدالملك الكتاب و لم يجبه ورد الهدية فكتب اليه ملك الروم يقتضي اجوبة كتبه و يقول: انك قد استخففت بجوابي و هديتي و لم تسعفني بحاجتي فتوهمتك استقللت الهدية فاضعفتها فجريت علي سبيلك الاول و قد اضعفتها ثالثة و انا احلف بالمسيح لتأمرن برد الطراز الي ما كان عليه او لآمرن اينقش الدنانير و الدراهم فانك تعلم انه لا ينقش شي‌ء منها الا ما ينقش في بلادي و لم تكن لدراهم و الدنانير نقشت في الاسلام فينقش عليها من شتم نبيك ما اذا قرأته ارفض جبينك له عرقا فاحب ان تقبل هديتي و ترد الطراز الي ما كان عليه و تجعل ذلك هدية بررتني بها [ صفحه 15] و تبقي علي الحال بيني و بينك فلما قرأ عبدالملك الكتاب غلظ عليه و ضاقت به الارض و قال: احسبني اشأم مولود ولد في الاسلام لاني جنيت علي رسول الله (ص) من شتم هذا الكافر ما يبقي غابر الدهر و لا يمكن محوه من جميع مملكة العرب اذ كانت المعاملات تدور بين الناس بدنانير الروم و دراهمهم، فجمع اهل الاسلام و استشارهم فلم يجد عند احد منهم رأيا يعمل به فقال له روح بن زنباع انك لتعلم الرأي و المخرج من هذا الامر و لكنك تتعمد تركه قال ويحك من؟ قال الباقر من أهل بيت النبي (ص) قال صدقت و لكنه ارتج علي الرأي فيه فكتب الي عامله بالمدينة ان اشخص الي محمد بن علي بن الحسين مكرما و متعه بمائتي الف درهم لجهازه و بثلاثمائة الف درهم لنفقته و ازح علته في جهازه و جهاز من يخرج معه من اصحابه و احتبس الرسول قبله الي موافاته عليه فلما وافي اخبره الخبر فقال له الباقر لا يعظمن هذا عليك فانه ليس بشي‌ء من جهتين (احداهما) ان الله عزوجل لم يكن ليطلق ما تهددك به صاحب الروم في رسول الله (ص) (و الاخري) وجود الحيلة فيه قال و ما هي قال تدعو في هذه الساعة بصناع فيضربون بين يديك سككا للدراهم و الدنانير و تجعل النقش عليها سورة التوحيد و ذكر رسول الله (ص) احدهما في وجه الدرهم و الدينار و الآخر في الوجه الثاني و تجعل في مدار الدرهم و الدينار ذكر البلد الذي يضرب فيه و السنه التي تضرب فيه تلك الدراهم و الدنانير و تعمد الي وزن ثلاثين درهما عددا من الاصناف الثلاثة التي العشرة منها وزن عشرة مثاقيل و عشرة منها وزن ستة مثاقيل و عشرة منها وزن خمسة مثاقيل فتكون اوزانها جميعا واحدا و عشرين مثقالا فتجزئها من الثلاثين فتصير العدة من الجميع وزن سبعة مثاقيل و تصب صنجات من قوارير لا تستحيل الي زيادة و لا نقصان فتضرب الدراهم علي وزن عشرة و الدنانير علي وزن سبعة مثاقيل و كانت الدراهم في ذلك الوقت انما هي الكسروية التي يقال لها اليوم البغلية لان رأس البغل ضربها لعمر بن الخطاب بسكة كسروية في الاسلام مكتوب عليها صورة الملك و تحت الكرسي مكتوب بالفارسية (نوش خر) اي كل هنيئا و كان وزن الدرهم منها قبل الاسلام مثقالا و الدراهم التي كان وزن العشرة منها وزن ستة مثاقيل و العشرة وزن خمسة مثاقيل هي السميرية الخفاف و الثقال و نقشها نقش فارس ففعل عبدالملك ذلك و امره محمد بن علي بن الحسين ان يكتب السكك في جميع بلدان الاسلام و ان يتقدم الي الناس في التعامل بها و ان يتهدد بقتل من يتعامل بغير هذه السكك من الدراهم و الدنانير و غيرها و ان تبطل و ترد الي مواضع العمل حتي تعاد الي السكك الاسلامية ففعل عبدالملك ذلك ورد رسول ملك الروم اليه يعلمه بذلك و يقول ان [ صفحه 16] الله جل و عز مانعك مما قدرت أن تفعله و قد تقدمت الي عمالي في اقطار البلاد بكذا و كذا و بابطال السكك و الطراز الرومية فقيل لملك الروم افعل ما كنت تهددت به ملك العرب فقال انما أردت أن أغيظه بما كتبت اليه لاني كنت قادرا عليه و المال و غيره برسوم الروم فأما الآن فلا افعل لان ذلك لا يتعامل به أهل الاسلام و متنع من الذي قال. و ثبت ما أشار به محمد بن علي بن الحسين الي اليوم ثم رمي يعني الرشيد بالدرهم الي بعض الخدم «انتهي». (اقول) قد مر في الجزء الثالث في سيرة اميرالمؤمنين (ع) عن دائرة المعارف البريطانية ان اول من امر بضرب السكة الاسلامية هو الخليفة علي بالبصرة سنة 40 من الهجرة الموافقة لسنة 660 مسيحية ثم أكمل الامر عبدالملك الخليفة سنة 76 من الهجرة الموافقة لسنة 695 مسيحية. و يمكن الجمع بأن عليا امر بضرب السكة في البصرة مع بقاء التعامل بسكة اخري و كذلك ما ضربه راس البغل من الدراهم لعمر مع انه كان بسكة كسروية اما عبدالملك فانه ضرب السكة باشارة الامام الباقر (ع) علي الصفة المتقدمة و منع من التعامل بغيرها.

أخباره مع الشعراء

قال ابن‌شهراشوب في المناقب قال الباقر عليه‌السلام لكثير امتدحت عبدالملك فقال ما قلت له يا امام الهدي و انما قلت يا اسد و الاسد كلب و يا شمس و الشمس جماد و يا بحر و البحر موات و يا حية و الحبة دويبة منتنة و يا جبل و انما هو حجر اصم فتبسم عليه‌السلام. و انشد الكميت بين يديه: من لصب متبم مستهام غير ما صبوة و لا احلام فلما بلغ الي قوله: اخلص الله لي هواي فما اغرق نزعا و لا تطيش سهامي قال عليه‌السلام قل (فقد اغرق نزعا و ما تطيش سهامي) فقال يا مولاي انت اشعر مني في هذا المعني [3] و في المناقب بلغنا ان الكميت انشد الباقر (ع): من لصب متيم [ صفحه 17] مستهام. فتوجه الي الكعبة فقال اللهم ارحم الكميت و اغفر له، ثلاث مرات ثم قال يا كميت هذه مائة الف قد جمعتها لك من اهل بيتي فقال الكميت لا و الله لا يعلم احد اني آخذ منها حتي يكون الله عزوجل يكافيني و لكن تكرمني بقميص من قمصك فأعطاه «اه». (اقول) هذان البيتان من قصيدة طويلة للكميت و في البحار نقل من خط ابن‌فهد الحلي: قيل ان رجلا ورد علي ابن‌جعفر الاول بقصيدة مطلعها (عليك السلام اباجعفر) فلم يمنحه شيئا فسأله في ذلك و قال لم لا تمنحني و قد مدحتك فقال حييتني تحية الاموات اما سمعت قول الشاعر: الا طرقتنا آخر الليل زينب عليك سلام هل لما فات مطلب فقلت لها حييت زينب خدنكم تحية ميت و هو في الحي يشرب مع انه كان يكفيك ان تقول (سلام عليك اباجعفر) «اه» و في مقتضب الاثر في النص علي الائمة الاثني عشر لاحمد بن محمد بن عياش بسنده ان الورد بن زيد الاسدي اخا الكميت و فد علي ابي‌جعفر الباقر (ع) فقال يخاطبه و يذكر و فادته اليه من قصيدة: كم جزت فيك من اجواز ايفاع و أوقع الشوق بي قاعا الي قاع يا خير من حملت انثي و من وضعت به اليك غدا سيري و ايضاعي أما بلغتك فالآمال بالغة بنا الي غاية يسعي لها الساعي (أقول) و قد ذكرنا القصيدة بتمامها في ترجمة الورد.

الرواة عن الباقر

قال المفيد في الارشاد: روي عنه معالم الدين بقايا الصحابة و وجوه التابعين و رؤساء فقهاء المسلمين و قال ابن‌شهراشوب في المناقب بعد ذكر ذلك فمن الصحابة نحو جابر ابن عبدالله الانصاري و من التابعين نحو جابر بن يزيد الجعفي و كيسان السختياني صاحب الصوفية. و من الفقهاء نحو ابن‌المبارك و الزهري و الاوزاعي و ابي‌حنيفة و مالك و الشافعي و زياد بن المنذر النهدي. و من المصنفين نحو الطبري و البلاذري و السلامي و الخطيب في تواريخهم و في الموطأ و شرف المصطفي و الابانة و حلية الاولياء و سنن ابي‌داود و الألكاني [ صفحه 18] و مسندي أبي‌حنيفة و المروزي و ترغيب الاصفهاني و بسيط الواحدي و تفسير النقاش و الزمخشري و معرفة أصول الحديث و رسالة السمعاني فيقولون قال محمد بن علي و ربما قالوا قال محمد للباقر «اه» و قال ابن‌شهراشوب في موضع آخر من المناقب: اجتمعت العصابة علي ان أفقه الاولين ستة و هم أصحاب ابي‌جعفر و ابي عبدالله عليهماالسلام و هم زرارة ابن اعين و معروف بن خربوذ المكي و ابوبصير الاسدي و الفضيل بن يسار و محمد بن مسلم الطائفي و بريد بن معوية العجلي. و من أصحابه حمران بن اعين الشيباني و اخوته بكير و عبدالملك و عبدالرحمن و محمد بن اسماعيل بن بزيع [4] و عبدالله بن ميمون القداح و محمد ابن‌مروان الكوفي من ولد ابي‌الاسود و اسماعيل بن الفضل الهاشمي من ولد نوفل بن الحارث و ابوهارون المكفوف و ظريف بن ناصح بياع الاكفان و سعيد بن طريف الاسكاف الدئلي و اسماعيل بن جابر الخثعمي الكوفي و عقبة بن بشير الاسدي و أسلم المكي مولي ابن‌الحنفية و ابوبصير ليث بن البختري المرادي و الكميت بن زيد الاسدي و ناجية بن عمارة الصيداوي و معاذ بن مسلم الهراء النحوي و بشير الرحال. و من رواة النص عليه من أبيه اسماعيل بن محمد بن عبدالله بن علي بن الحسين عليهم‌السلام و زيد بن علي و عيسي عن جده و الحسين بن أبي‌العلاء «اه» و في حلية الاولياء: روي عنه من التابعين عمرو بن دينار و عطاء بن ابي‌رباح و جابر الجعفي و ابان بن تغلب. و روي عنه من الائمة و الاعلام ليث ابن ابي‌سليم و ابن‌جريح و حجاج بن ارطاة في آخرين «اه». و قال المفيد في الاختصاص: أصحاب محمد بن علي عليهماالسلام جابر بن يزيد الجعفي. حمران بن اعين، زرارة، عامر بن عبدالله بن جذاعة، حجر بن زايدة، عبدالله بن شريك العامري، فضيل بن يسار البصري، سلام بن المستنير، بريد بن معاوية العجلي، الحكيم ابن ابي‌نعيم. و في الاختصاص بالاسناد عن الكاظم عليه‌السلام اذا كان يوم القيامة نادي مناد أين حواري محمد بن علي و حواري جعفر بن محمد فيقوم عبدالله بن شريك العامري و زرارة ابن أعين و بريد بن معاوية العجلي و محمد بن مسلم الثقفي و ليث بن البختري المرادي و عبدالله ابن أبي‌يعفور و عامر بن عبدالله بن جذاعة و حجر بن زائدة و حمران بن أعين «الخبر». و في الاختصاص زياد بن المنذر الاعمي و هو أبوالجارود و زياد بن ابي‌رجاء و هو ابو [ صفحه 19] عبيدة الحذاء و زياد بن سوقة و زياد مولي ابي‌جعفر و زياد بن ابي‌زياد المنقري و زياد الاحلام من اصحاب ابي‌جعفر و من اصحابه ابوبصير ليث بن البختري المرادي و ابوبصير يحيي ابن ابي‌القاسم مكفوف مولي لبني أسد و اسم ابي‌القاسم اسحاق و ابوبصير كان يكني بأبي محمد.

من روي عنه الباقر

روي عنه ابيه عن اجداده عن رسول الله (ص) و قال المفيد: روي عنه عليه‌السلام انه سئل عن الحديث يرسله و لا يسنده فقال اذا حدثت بالحديث فلم اسنده فسندي فيه ابي عن جدي عن ابيه عن جده رسول الله (ص) عن جبرئيل عن الله عزوجل «اه» و في حلية الاولياء: اسند ابوجعفر محمد بن علي عن جابر ابن عبدالله الانصاري و روي عن ابن‌عباس و ابي‌هريرة و ابي‌سعيد الخدري و انس ابن‌مالك و عن الحسن و الحسين و اسند عن سعيد بن المسيب و عبدالله بن ابي‌رافع «اه». و في كشف الغمة: قال ابوالفرج بن الجوزي في كتابه صفوة الصفوة: اسند ابوجعفر عليه‌السلام عن جابر بن عبدالله و ابي‌سعيد الخدري و ابي‌هريرة و ابن‌عباس و انس و الحسن و الحسين و روي عن سعيد بن المسيب و غيره من التابعين (اه) اقول روايته عن اكثر هؤلاء لنوع من المصلحة و الا فهو غني بعلوم آبائه عن ان يروي عن غيرهم.

مؤلفاته

(1) كتاب التفسير قال ابن‌النديم عند ذكر الكتب المصنفة في التفسير: كتاب الباقر محمد ابن علي بن الحسين عليهم‌السلام رواه عنه ابوالجارود زياد بن المنذر رئيس الجارودية الزيدية «اه» و قد روي هذا الكتاب عن ابي‌الجارود عند سلامة حاله ابوبصير يحيي ابن‌القاسم (او ابي‌القاسم) الاسدي و كذا اخرجه علي بن ابراهيم بن هاشم في تفسيره. (2) رسالته الي سعد الخير من بني‌امية. (3) رسالة اخري منه اليه اوردهما الكليني في روضة الكافي. (4) قال ابن‌النديم ابوجعفر محمد بن علي له من الكتب كتاب الهداية (اه) و يمكن ان يريد به الباقر (ع). و قد روي عنه في فنون العلم الشي‌ء الكثير و الف اصحابه في ذلك المؤلفات الكثيرة المذكورة في تراجمهم. [ صفحه 20]

ما اثر عنه في صفة الخالق و توحيده

قال المرتضي في الامالي: اتي اعرابي اباجعفر محمد بن علي (ع) فقال ارأيت ربك حين عبدته فقال لم اكن لا عبد شيئا لم اره فقال كيف رأيته فقال لم تره الابصار بالمشاهدة و العيان بل رأته القلوب بحقائق الايمان لا يدرك بالحواس و لا يقاس بالناس معروف بالآيات منعوت بالعلامات لا يجور في القضية هو الله الذي لا اله الا هو فقال الاعرابي الله اعلم حيث يجعل رسالته (اه) و سأل ذعلب اليماني اميرالمؤمنين عليه‌السلام نحوا من هذا فاجابه قريبا من هذا الجواب كما في نهج‌البلاغة.

ما اثر عنه من الحكم و الآداب و المواعظ

المنقول من حلية الاولياء لابي نعيم الاصفهاني و كله بالاسانيد المتصلة و نحن ننقله بحذف الاسانيد كلها للاختصار قال عليه‌السلام: ما دخل قلب امري‌ء شي‌ء من الكبر الا نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك قل او اكثرا. الصواعق تصيب المؤمن و غير المؤمن و لا تصيب الذاكر. و قال (ع) في قوله عزوجل: اولئك يجزون الغرفة بما صبروا. قال علي الفقر في دار الدنيا. و في قوله عزوجل: و جزاهم بما صبروا جنة و حريرا قال بما صبروا علي الفقر و مصائب الدنيا. سلاح اللئام قبيح الكلام، لكل شي‌ء آفة و آفة العلم النسيان. عالم ينتفع بعلمه افضل من الف عابد. و الله لموت عالم احب الي ابليس من موت سبعين عابدا، و قال لابنه يا بني: اياك و الكسل و الضجر فانهما مفتاح كل شر انك ان كسلت لم تؤد حقا. و ان ضجرت لم تصبر علي حق. الاعمال ثلاثة: ذكر الله علي كل حال. و انصافك الناس من نفسك و مواساة الاخ في المال. اذا رأيتم القاري‌ء يحب الاغنياء فهو صاحب الدنيا و اذا رأيتموه يلزم السلطان من غير ضرورة فهو لص. شيعتنا من اطاع الله عزوجل. اياكم و الخصومة فانها تفسد القلب و تورث النفاق. و قال: الذين يخوضون في آيات الله هم اصحاب الخصومات. و قال كان لي اخ في عيني عظيم و كان الذي عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه. و قال من اعطي الخلق و الرفق فقد اعطي الخير كله و الراحة و حسن حاله في دنياه و آخرته و من حرم الرفق و الخلق كان ذلك له سبيلا الي كل شر و بلية الا من عصمه الله تعالي. و قال اعرف [ صفحه 21] المودة لك في قلب اخيك بما له في قلبك. و قال عليه‌السلام لجابر الجعفي: يا جابر ما الدنيا و ما عسي ان تكون هل هو الا مركب ركبته او ثوب لبسته او امرأة احببتها يا جابر ان المؤمنين لم يطمئنوا الي الدنيا لبقاء فيها و لم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم ففازوا بثواب الابرار ان اهل التقوي ايسر اهل الدنيا مؤونة و اكثر هم لك معونة ان نسيت ذكروك و ان ذكرت اعانوك قوالين بحق الله قوامين بامر الله. يا جابر انزل الدنيا كمنزل نزلت به و ارتحلت منه او كمال اصبته في منامك فاستيقظت و ليس معك منه شي‌ء انما هي مع اهل اللب و العالمين بالله تعالي كفي‌ء الظلال فاحفظ ما استرعاك الله من دينه و حكمته. و قال ما من شي‌ء احب الي الله عزوجل من ان يسأل و ما يدفع القضاء الا الدعاء و ان اسرع الخير ثوابا البر و سارع الشر عقوبة البغي و كفي بالمرء عيبا ان يبصر من الناس ما يعمي عليه من نفسه و ان يأمر الناس بما لا يستطيع التحول عنه و ان يؤذي جليسه بما لا يعنيه «اه» المنقول من حلية الاولياء المنقول من تحف العقول للحسن بن علي بن شعبة الحلبي من وصية له لجابر بن يزيد الجعفي: اوصيك بخمس: ان ظلمت فلا تظلم و ان خانوك فلا تخن و ان كذبت فلا تغضب و ان مدحت فلا تفرح و ان ذممت فلا تجزع و فكر فيما قيل فيك فان عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين الله جل و عز عند غضبك من الحق اعظم عليك مصيبة مما خفت من سقوطك من اعين الناس و ان كنت علي خلاف ما قيل فيك فثواب اكتسبته من غير ان تتعب بدنك و اعلم انك لا تكون لنا وليا حتي لو اجتمع عليك اهل مصرك و قالوا انك رجل سوء لم يحزنك ذلك ولو قالوا انك رجل صالح لم يسرك ذلك و لكن اعرض نفسك علي كتاب الله فان كنت سالكا سبيله زاهدا في تزهيده راغبا في ترغيبه خائفا من تخويفه فاثبت و ابشر فانه لا يضرك ما قيل فيك و ان كنت مباينا للقرآن فما الذي يغرك من نفسك. ان المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها علي هواها فمرة يقيم اودها و يخالف هواها في محبة الله و مرة تصرعه نفسه فيتبع هواها، فينعشه الله فينتعش و يقيل الله عثرته فيتذكر و يفزع الي التوبة و المخافة فيزداد بصيرة و معرفة لما زيد فيه من الخوف و ذلك بان الله يقول: ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكر و افاذاهم مبصرون يا جابر استكثر لنفسك من الله قليل الرزق تخلصا الي الشكر و استقلل من نفسك كثير [ صفحه 22] الطاعة لله ازراء علي النفس و تعرضا للعفو و ادفع عن نفسك حاضر الشر بحاضر العلم و استعمل حاضر العلم بخالص العمل من عظيم الغفلة بشدة التيقظ و استجلب شدة التيقظ بصدق الخوف و توق مجازفة الهوي بدلالة العقل وقف عند غلبة الهوي باسترشاد العلم و استبق خالص الاعمال ليوم الجزاء و ادفع عظيم الحرص بايثار القناعة و استجلب حلاوة الزهادة بقصر الامل و اقطع اسباب الطمع ببرد اليأس و سد سبيل العجب بمعرفة النفس و تخلص الي راحة النفس بصحة التفويض و تعرض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات و استجلب نور القلب بدوام الحزن و تحرز من ابليس بالخوف الصادق و اياك و الرجاء الكاذب فانه يوقعك في الخوف الصادق. و اياك و التسويف فانه بحر يغرق فيه الهلكي و اياك و الغفلة ففيها تكون قساوة القلب و اياك و التواني فيما لا عذر لك فيه فاليه يلجأ النادمون استرجع سالف الذنوب بشدة الندم و كثرة الاستغفار و تعرض للرحمة و عفو الله بخالص الدعاء و المناجاة في الظلم و استجلب زيادة النعم بعظيم الشكر و اطلب بقاء العز باماتة الطمع و ارفع ذل الطمع بعز اليأس و استجلب عز اليأس ببعد الهمة و تزود من الدنيا بقصر الامل و بادر بانتهاز البغية عند امكان الفرصة و اياك و الثقة بغير المأمون و اعلم انه لا علم كطلب السلامة و لا عقل كمخالفة الهوي و لا فقر كفقر القلب و لا غني كغني النفس ولا معرفة كمعرفتك بنفسك و لا نعمة كالعافية و لا عافية كمساعدة التوفيق و لا شرف كبعد الهمة و لا زهد كقصر الامل و لا عدل كالانصاف و لا جور كموافقة الهوي و لا طاعة كأداء الفرائض و لا مصيبة كعدم العقل و لا معصية كاستهانتك بالذنب و رضاك بالحالة التي انت عليها و لا فضيلة كالجهاد و لا جهاد كمجاهدة الهوي و لا قوة كرد الغضب و لا ذلك كذل الطمع و اياك و التفريط عند امكان الفرصة فانه ميدان يجري لاهله بالخسران. و قال عليه‌السلام خذوا الكلمة الطيبة ممن قالها و ان لم يعمل بها فان الله يقول: الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله، و يحك يا مغرور الا تحمد من تعطيه فانيا و يعطيك باقيا درهم يفني بعشرة تبقي الي سبعمائة ضعف مضاعفة، انما انت لص من لصوص الذنوب كلما عرضت لك شهوة او ارتكاب ذنب سارعت اليه و اقدمت بجهلك عليه فارتكبته كأنك لست بعين الله او كأن الله ليس لك بالمرصاد. يا طالب الجنة ما اطول نومك و اكل مطيتك و اوهي همتك فلله انت من طالب و مطلوب و يا هاربا من النار ما احث مطيتك اليها و ما اكسبك لما يوقعك فيها. [ صفحه 23] ما روي عنه في قصار هذه المعاني قال عليه‌السلام: ما شيب شي‌ء بشي‌ء احسن من حلم بعلم، كل الكمال التفقه في الدين و الصبر علي النائبة و تقدير المعيشة. المتكبر ينازع الله رداءه. قم بالحق و اعتزل ما لا يعنيك و تجنب عدوك و احذر صديقك. و لا تصحب الفاجر و لا تطلعه علي سرك و استشر في امرك الذين يخشون الله. صحبة عشرين سنة قرابة، ان استطعت ان لا تعامل احدا الا ولك الفضل عليه فافعل. ثلاثة من مكارم الدنيا و الآخرة: ان تعفو عمن ظلمك و تصل من قطعك و تحلم اذا جهل عليك. الظلم ثلاثة ظلم لا يغفره الله و ظلم يغفره الله و ظلم لا يدعه الله فاما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك بالله و اما الظلم الذي يغفره الله فظلم الرجل نفسه فيما بينه و بين الله و اما الظلم الذي لا يدعه الله المداينة بين العباد. ما من عبد يمتنع من معونة اخيه المسلم و السعي في حاجته قضيت او لم تقض الا ابتلي بالسعي في حاجة فيما يؤثم عليه و لا يؤجر. و ما من بعد يبخل بنفقة ينفقها فيما يرضي الله الا ابتلي بان ينفق اضعافها فيما اسخط الله. في كل قضاء الله خير للمؤمن. ان الله كره الحاح الناس علي بعضهم في المسألة و احب ذلك لنفسه ان الله جل ذكره يحب ان يسأل و يطلب ما عنده. من لم يجعل الله له من نفسه واعظا فان مواعظ الناس لن تغني عنه شيئا. من كان ظاهره ارجح من باطنه خف ميزانه. كم من رجل لقي رجلا فقال له كب الله عدوك و ما له من عدو الا الله. لا يكون العبد عالما حتي لا يكون حاسدا لمن فوقه و لا محقرا لمن دونه. انما مثل الحاجة الي من اصاب ماله حديثا كمثل الدرهم في فم الافعي انت اليه محوج و انت منها علي خطر. ثلاث خصال لا يموت صاحبهن ابدا حتي يري و بالهن: البغي و قطيعة الرحم و اليمين الكاذبة يبارز الله بها. و ان اعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم. و ان القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمي اموالهم و يثرون و ان اليمين الكاذبة و قطيعة الرحم ليذران الديار بلاقع من اهلها. لا يقبل عمل الا بمعرفة و لا معرفة الا بعمل و من عرف دلته معرفته علي العمل و من لم يعرف فلا عمل له. و الله ما شيعتنا الا من اتقي الله و اطاعه و ما كانوا يعرفون الا بالتواضع و التخشع و اداء الامانة و كثرة ذكر الله و الصوم و الصلاة و البر بالوالدين و تعهد الجيران من الفقراء و ذوي المسكنة و الغارمين و الايتام و صدق الحديث و تلاوة القرآن و كف الالسن عن الناس الامن خير و كانوا امناء عشائر هم في الاشياء. اربع من كنوز البر: كتمان الحاجة و كتمان الصدقة و كتمان الوجع و كتمان المصيبة. من صدق لسانه زكا عمله و من حسنت نيته زيد في رزقه و من [ صفحه 24] حسن بره باهله زيد في عمره. من استفاد اخا في الله علي ايمان بالله و وفاء باخائه طلبا لمرضاة الله فقد استفاد شعاعا من نور الله و امانا من عذاب الله و حجة يفلح بها يوم القيامة و عزا باقيا و ذكرا ناميا. التواضع الرضا بالمجلس دون شرفك و ان تسلم علي من لقيت و ان تترك المراء و ان كنت محقا. ان المؤمن اخو المؤمن لا يشتمه و لا يحرمه و لا يسي‌ء به الظن. اصبر نفسك علي الحق فانه من منع شيئا في حق اعطي في باطل مثليه. من قسم له الخرق حجب حجب عنه الايمان. ان الله يبغض الفاحش المتفحش. ان لله عقوبات في القلوب و الابدان ضنك في المعيشة و وهن في العبادة و ما ضرب عبد بعقوبة اعظم من قسوة القلب. يقول الله تعالي يا ابن آدم اجتنب ما حرمت عليك تكن من اورع الناس. افضل العبادة عفة البطن و الفرج. البشر الحسن و طلاقة الوجه مكسبة للمحبة و قربة من الله و عبوس الوجه و سوء البشر مكسبة للمقت و بعد من الله. الحياء و الايمان مقرونان في قرن فاذا ذهب احدهما تبعه صاحبه. من علم باب هدي فله مثل اجر من عمل به ولا ينقص اولائك من اجورهم شيئا. و من علم باب ضلال كان عليه مثل اوزار من عمل به ولا ينقص اولائك من اوزارهم شيئا. ليس من اخلاق المؤمن الملق و الحسد الا في طلب العلم. الا انبئكم بشي‌ء اذا فعلتموه يبعد السلطان و الشيطان منكم فقال ابوحمزة بلي فقال عليكم بالصدقة فبكروا بها فانها تسود وجه ابليس و تكسر شره السلطان الظالم عنكم في يومكم ذلك و عليكم بالحب في الله و التودد و المؤازرة علي العمل الصالح فانه يقطع دابرهما - يعني السلطان و الشيطان - و ألحوا في الاستغفار فانه ممحاة للذنوب. ان هذا اللسان مفتاح كل خير و شر فينبغي للمؤمن ان يختم علي لسانه كما يختم علي ذهبه و فضته فان رسول الله (ص) قال: رحم الله مؤمنا امسك لسانه من كل شر فان ذلك صدقة منه علي نفسه ثم قال لا يسلم احد من الذنوب حتي يحزن لسانه، من الغيبة ان تقول في اخيك ما ستره الله عليه و ان البهتان ان تقول في اخيك ما ليس فيه. ان اشد الناس حسرة يوم القيامة عبد وصف عدلا ثم خالفه الي غيره. عليكم بالورع و الاجتهاد و صدق الحديث و اداء الامانة الي من ائتمنكم عليها برا كان او فاجرا فلو أن قاتل علي بن ابي‌طالب ائتمنني علي امانة لاديتها اليه. صلة الارحام تزكي الاعمال و تنمي الاموال و تدفع البلوي و تيسر الحساب و تنسي‌ء في الاجل، و قال ايها الناس انكم في هذه الدنيا اغراض تنتضل فيكم المنايا لن يستقبل احد منكم يوما حديدا من عمره الا بانقضاء آخر من اجله فاية اكلة ليس فيها غصص ام اي شربة ليس فيها شرق استصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه فان اليوم غنيمة و غدا لا تدري لمن هو، اهل الدنيا سفر يحلون عقد رحالهم في غيرها قد خلت منا اصول نحن فروعها فما بقاء الفرع بعد اصله اين الذين كانوا اطول اعمارا [ صفحه 25] منكم و ابعد آمالا. آتيك يا ابن آدم ما لا ترده و ذهب عنك ما لا يعود فلا تعدن عيشا منصرفا عيشا مالك منه الا لذة تزدلف بك الي حمامك و تقربك من اجلك فكأنك قد صرت الحبيب المفقود و السواد المخترم فعليك بذات نفسك ودع ما سواها و استعن بالله يعنك. و قال: من صنع مثلما صنع اليه فقد كافأ و من اضعف كان شكورا و من شكر كان كريما. و من علم ان ما صنع كان الي نفسه لم يستبطي‌ء الناس في شكرهم و لم يستردهم في مودتهم فلا تلتمس من غيرك شرك ما اتيته الي نفسك و وقيت به عرضك و اعلم ان طالب الحاجة لم يكرم وجهه عن مسألتك فاكرم وجهك عن رده. و قال ان الله يتعهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعهد الغائب اهله بالهدية و يحميه عن الدنيا كما يحمي الطبيب المريض. و قال انما شيعة علي المتباذلون في ولايتنا المتحابون في مودتنا المتزاورون لاحياء الدين اذا غضبوا لم يظلموا و اذا رضوا لم يسرفو بركة علي من جاوروا سلم لمن خالطوا. و قال: الكسل يضر بالدين و الدنيا، لو يعلم السائل مافي المسألة ما سأل أحد أحدا ولو يعلم المسؤول ما في المنع ما منع أحد أحدا و قال: ان لله عبادا ميامين مياسير يعيشون و يعيش الناس في اكنافهم و هم في عباده مثل القطر و لله عباد ملاعين مناكيد لا يعيشون و لا يعيش الناس في أكنافهم و هم في عباد الله مثل الجراد لا يقعون علي شي‌ء الا اتوا عليه و قال: قولوا للناس احسن ما تحبون ان يقال لكم فان الله يبغض اللعان السباب الطعان علي المؤمنين الفاحش المتفحش السائل الملحف و يحب الحليم العفيف المتعفف. و قال: ان الله يحب افشاء السلام. و قال يوما لمن حضره ما المروءة؟ فتكلموا فقال: المروءة ان لا تطمع فتذل و لا تسأل فتقل و لا تبخل فتشتم و لا تجهل فتخصم فقيل و من يقدر علي ذلك فقال من أحب ان يكون كالناظر في الحدقة و المسك في الطيب و كالخليفة في يومكم هذا في القدر و قال يوما رجل عنده: اللهم اغننا عن جميع خلقك فقال ابوجعفر (ع) لا تقل هكذا و لكن قل اللهم اغننا عن شرار خلقك فان المؤمن لا يستغني عن اخيه. و قال (ع): ما عرف الله من عصاه وانشد: تعصي الآله و انت تظهر حبه هذا لعمرك في الفعال بديع لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب احب مطيع «اه» تحف العقول من كتاب نثر الدرر للآبي قال محمد بن علي الباقر لابنه جعفر عليهماالسلام: ان الله خبأ ثلاثة اشياء في ثلاثة اشياء [ صفحه 26] خبأ رضاه في طاعته فلا تحقرن من الطاعة شيئا فلعل رضاه فيه، و خبأ سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية شيئا فلعل سخطه فيه، و خبأ اولياءه في خلقه فلا تحقرن احدا فلعله ذلك الولي. و سئل لم فرض الله الصوم علي عباده؟ قال: ليجد الغني مس الجوع فيحنو علي الفقير! و قال: ان قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، و ان قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، و ان قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الاحرار [5] و قال ابوعثمان الجاحظ في كتاب البيان والتبيين: جمع محمد بن علي الباقر صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين فقال: صلاح شأن المعاش و التعاشر مل‌ء مكيال ثلثان فطنة و ثلث تغافل. من مطالب السؤول نقل عنه عليه‌السلام انه قال: ما من عبادة افضل من عفة بطن و فرج.

بعض ما اثر عنه من الادعية

روي ابونعيم في الحلية بسنده عن جعفر بن محمد عن ابيه عليهماالسلام انه كان في جوف الليل يقول: امرتني فلم ائتمر و زجرتني فلم ازدجر ها انا ذا عبدك بين يديك و لا اعتذر. و قال الآبي في نثر الدرر كان يقول: اللهم أعني علي الدنيا بالغني و علي الآخرة بالعفو، و قال لابنه: يا بني اذا انعم الله عليك بنعمة فقل الحمد لله، و ادا احزنك امر فقل: لا حول و لا قوة الا بالله، و اذا أبطأ عنك الرزق فقل: أستغفر الله. دعاءه عليه‌السلام بعد الطعام و فيه من تعداد نعم الله تعالي العظام بأوجز عبارة ما يقصر عنه البيان: روي الكليني في الكافي بسنده عن الصادق (ع) كان ابي‌يقول: الحمد لله الذي اشبعنا في جائعين و أروانا في ظامين و آوانا في ضاحين و حملنا في راجلين و آمننا في خائفين و اخدمنا في عانين. [ صفحه 27]

ما أثر عنه من الشعر

في كشف الغمة: نقلت من كتاب جمعه الوزير السعيد مؤيد الدين ابوطالب محمد ابن احمد بن محمد بن علي بن العلقمي قال ذكر الاجل ابوالفتح يحيي بن محمد بن حياء الكاتب قال حدث بعضهم و ذكر خبرا في آخره انه رأي غلاما بين مكة و المدينة فسأله من انت؟ الي ان قال فأنشد: لنحن علي الحوض ذواده نذود و يسعد وراده فما فاز من فاز الا بنا و ما خاب من حبنا زاده فمن سرنا نال منا السرور و من ساءنا ساء ميلاده و من كان غاصبنا حقنا فيوم القيامة ميعاده و في انوار الربيع: نسب الي ابي‌جعفر الباقر (ع) قوله: عجبت من معجب بصورته و كان من قبل نطفة مذره و في غد بعد خسف صورته يصير في القبر جيفة قذره و هو علي عجبه و نخوته ما ين جنبيه يحمل العذره و في المناقب عن ابي‌خالد البرقي في كتاب الشعر و الشعراء ان الباقر (ع) تمثل: و اطرق اطراق الشجاع ولو يري مساغا لنابيه الشجاع لصمما

ما أوصي به عند وفاته

روي الكليني في الكافي بسنده الي الرضا (ع) قال: قال ابوجعفر الباقر (ع) حين احتضر: اذا انا مت فاحفروا لي و شقوا لي شقا فان قيل لكم ان رسول الله (ص) لحد له فقد صدقوا (اقول) و ذلك لانه (ع) رأي ان الشق اصلح له من بعض الوجوه من اللحد فأمرهم به و ان كان اللحد افضل. و روي الكليني بسنده عن الصادق (ع) قال: ان ابي استودعني ما هنالك (يعني ما كان محفوظا عنده من الكتب و السلاح و آثار الانبياء و ودائعهم) فلما حضرته الوفاة قال ادع لي شهودا فدعوت اربعة من قريش فيهم نافع مولي عبدالله بن عمر فقال اكتب: هذا ما وصي به يعقوب بنيه يا بني ان الله اصطفي لكم الدين فلا تموتن الا و انتم مسلمون. و اوصي محمد ابن‌علي الي جعفر بن محمد و امره ان يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه يوم الجمعة و ان يعممه بعمامته و ان يربع قبره و يرفعه اربع اصابع و ان يحل عنه اطماره عند دفنه. ثم قال اللشهود نصرفوا رحمكم الله فقلت له يا أبت ما كان في هذا بأن يشهد عليه فقال يا بني كرهت [ صفحه 28] ان تغلب و ان يقال انه لم يوص اليه فأردت ان تكون لك الحجة. اراد ان يعلمهم انه وصيه و خليفته و الامام من بعده. و روي الكليني في الكافي بسنده عن ابي‌عبدالله الصادق (ع) قال: ان ابي قال لي ذات يوم في مرضه يا بني ادخل اناسا من قريش من اهل المدينة حتي اشهدهم فأدخلت عليه اناسا منهم فقال يا جعفر اذا انامت فغسلني و كفني و ارفع قبري اربع اصابع و رشه بالماء فلما خرجوا قلت يا ابت لو امرتني بهذا صنعته و لم ترد ان ادخل عليك قوما تشهدهم فقال يا بني اردت ان لا تنازع (اي لا تنازع في الامامة و الخلافة من بعدي متي علموا انك وصيي). و روي الكليني في الكافي بسنده عن ابي‌عبدالله الصادق (ع) قال: كتب ابي في وصيته ان اكفنه في ثلاثة اثواب احدها رداء له حبرة كان يصلي فيه يوم الجمعة و ثوب آخر و قميص فقلت لابي لم تكتب هذا فقال اخاف ان يغلبك الناس و ان قالوا كفنه في اربعة او خمسة فلا تفعل و عممني بعمامة و ليس تعد العمامة من الكفن انما يعد ما يلف به الجسد. و روي الكليني في الكافي بسنده ان اباجعفر اوصي بثمانمائة درهم لمأتمه و كان يري ذلك من السنة لان رسول الله (ص) قال اتخذوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا.

پاورقي

[1] درج الرجل اذا مات و لم يخلف نسلا و في الفصول المهمة درجا في حياته. - المولف -.
[2] بالمثناة الفوقية ثم الموحدة مصغرا. - المولف -.
[3] النزع جذب الوتر بالسهم و الاغراق نزعا المبالغة في ذلك و اغرق النازع في القوس مثل يضرب للغلو و الافراط فقوله فما اغرق نزع لا يناسب المقام اذ يكون معناه اني لا ابالغ في المحبة و المناسب المبالغة فيها فلذلك غيره الامام «ع» الي قومه (فقه اغرق نزعا). - المولف.
[4] هذا و الذي بعده من اصحاب الصادق عليه‌السلام ايضا. - المولف.
[5] تقدم رواية مثل هذا عن ابيه زين العابدين عليهماالسلام. - المولف -.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.