نور الابصار في الاحوال الائمة التسعة الابرار ( علیهم السلام )

اشارة

عنوان : نور الأبصار في أحوال الأئمة التسعة الأبرار
پديدآورندگان : حائري مازندراني، مهدي، 1261؟-1344.(پديدآور)
حسن صالحي(مترجم)
نوع : متن
جنس : كتاب
الكترونيكي
زبان : عربي
صاحب محتوا : موسسه فرهنگي و اطلاع رساني تبيان
توصيفگر : سرگذشت نامه هاي فردي
امامان[1]
وضعيت نشر : قم: موسسه فرهنگي و اطلاع رساني تبيان، 1387
ويرايش : -
خلاصه :
مخاطب :
يادداشت : ,ملزومات سيستم: ويندوز 98+ ؛ با پشتيباني متون عربي؛ + IE6شيوه دسترسي: شبكه جهاني وبعنوان از روي صفحه نمايش عنوانداده هاي الكترونيكيعنوان ديگر: نور الأبصار في أحوال الأئمة التسعة الأبرار من ذرية الحسين عليه و عليهم الصلوات و السلام
شناسه : oai:tebyan.net/37218
تاريخ ايجاد ركورد : 1388/12/2
تاريخ تغيير ركورد : -
تاريخ ثبت : 1389/7/4
قيمت شيء ديجيتال : رايگان

في ذكر حالات امامنا الصادق و ولادته و احوال والدته و اسمائه و كناه

أمدح أباعبد الاله فتي البرية في احتماله سبط النبي محمد حبل تفرع من حباله تغثي العيون الناظرات اذا سمون الي جلاله عذب الموارد بحره يروي الخلائق من سجاله بحر أطل علي البحور يمدهن ندي بلاله سقت العباد يمينه و سقي البلاد ندي شماله يحكي السحاب يمينه و الودق بخرج من خلاله الارض ميراث له و الناس طرا في عياله السادس من أعلام الطريقة و الانوار المضيئة القرآن الناطق و الكتاب الصادق الكاشف للحقايق و المبين للدقايق ابوعبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه الصلاة و السلام ولد (ع) بالمدينة يوم الاثنين سابع عشر شهر ربيع‌الاول سنة ثلاث و ثمانين و هو اليوم الذي ولد فيه النبي (ص) و هو يوم شريف عظيم البركة امه (ع) النجيبة الجليلة المكرمة فاطمة المعروفة بأم فروة بنت القاسم بن محمد بن ابي‌بكر و أمها أسماء بنت عبدالرحمن بن ابي‌بكر قال ابوعبدالله (ع) كانت امي ممن آمتت و اتقت و احسنت (و الله يحب المحسنين) و كانت من أتقي نساء زمانها و قال المسعودي في (اثبات الوصية) كان ابوها القاسم من ثقات اصحاب علي بن الحسين (ع) و أبوه أبوجعفر محمد ابن علي الباقر (ع) و اسمه الشريف جعفر و كنيته ابوعبدالله و ابواسماعيل و ابوموسي و القابه الصادق و الفاضل و الطاهر و القائم و الكامل و المنجي و اشهر القابه الصادق و بهذا اخبر النبي (ص) و قال اذا ولدا بني‌جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (ع) فسموه الصادق فان الخامس من [ صفحه 69] ولده اسمه جعفر يدعي الامامة افتراء علي الله و كذبا عليه فهو عندالله جعفر الكذاب قال مالك بن انس فقيه أهل السنة ما رأيت أفضل من جعفر بن محمد فضلا و علما و ورعا و زهدا و عبادة و لا يخلو من احدي ثلاث خصال أما صائما و أما قائما و أما ذاكرا و كان من عظماء العباد و أكابر الزهاد الذين يخشون الله عزوجل و كان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد فاذا ذكر جده و قال قال رسول‌الله (ص) اخضر مرة و اصفر أخري حتي ينكره من كان يعرفه و حججت معه فلما استوت راحلته به عند الاحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه و كاد ان يخر من راحلته فقلت في ذلك فقال كيف اجسر ان اقول لبيك أللهم لبيك و اخشي ان يقول لا لبيك و لا سعديك و انشأ يقول: تعصي الاله و انت تظهر حبه هذا لعمرك في الفعال بديع لو كان حبك صادقا لأطعته ان المحب لمن يحب مطيع و روي انه (ع) كان يتلو القرآن في صلاته فغشي عليه فسئل عن ذلك فقال ما زلت اكرر آيات القرآن حتي بلغت الي حال كأنني سمعتها مشافهة ممن انزلها و اتي بطعام حار فجعل يكرر نستجير بالله من النار نعوذ بالله من النار نحن لا نقوي علي هذا فكيف النار حتي امكنة القصعة. روي انه كان يأكل الخل و الزيت و يلبس قميصا غليظا خشنا تحت ثيابه و كان يتصدق بالسكر لأنه أحب الاشياء عنده و رأي عليه قميص شبه الكرابيس كأنه مخيط عليه من ضيقه و بيده مسحاة يفتح بها الماء و قال احب ان يتأذي الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة و كان يأمر باعطاء اجور العملة قبل ان يجف عرقهم و كان يختضب بالحناء خضابا قانيا و كان [ صفحه 70] يحفي شاربه حتي يلصقه بالعسيب أي (منبت الشعر) قيل له علي ماذا بنيت امرك فقال علي اربعة اشياء علمت ان عملي لا يعمله غيري فاجتهدت و علمت ان الله عزوجل مطلع علي فاستحييت و علمت ان رزقي لا يأكله غيري فاطمأننت و علمت ان آخر امري الموت فاستعددت و قال (ع) لفضيل بن عثمان اوصيك بتقوي الله و صدق الحديث و اداء الامانة و حسن الصحابة لمن صحبك و اذا كان قبل طلوع الشمس و قبل الغروب فعليك بالدعاء و اجتهد و لا تمتنع من شي‌ء تطلبه من ربك و لا تقل هذا ما لا اعطاه و ادع الله فان الله يفعل ما يشاء و قال (ع) لعبد الله بن جندب يابن جندب أقل النوم بالليل و الكلام بالنهار فما في الجسد شي‌ء اقل شكرا من العين و اللسان فان أم سليمان قالت لسليمان يا بني اياك و النوم فانه يفقرك يوم يحتاج الناس الي اعمالهم و كان روحي فداه هذا شأنه لأنه يسهر ليله و يناجي ربه و يضع علي التراب جبهته و يعفر خده و يقلب كفه و يخاطب نفسه و يتمثل بهذه الابيات: انت في غفلة و قلبك ساه نفد العمر و الذنوب كما هي جمة احصيت عليك جميعا في كتاب و انت عن ذاك ساهي لم تبادر بتوبة منك حتي صرت شيخا و عظمك اليوم واهي عجبا منك كيف تضحك جهلا و خطاياك قد بدت لألهي فتفكر في نفسك اليوم جهدا و سل عن نفسك الكري يا مناهي قال ربيع صرت الي باب الصادق (ع) ليلا بامر المنصور فوجدته في دار خلوته فدخلت عليه من غير استيذان فوجدته معفرا خديه مبتهلا بظهر يديه قد أثر التراب في وجهه و خديه و كان (ع) كثيرا يتذكر رسول‌الله (ص) و يتفكر في حالاته و أفعاله و أطواره و يقول بابي و امي من لم [ صفحه 71] ينخل له الطعام و لم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام قيل له أهكذا كان ما شبع رسول‌الله (ص) من خبز برقط قال ما أكل رسول‌الله (ص) من خبز برقط و لا شبع من خبز شعير قط و اذا ذكر جده أو سمع من أحد اسم جده أو تنطق به كان يعظمه غاية التعظيم و عنده الذخائر لرسول‌الله (ص) و كان يتبرك ببعض منها جاء ابوحنيفة يوما ليسمع منه فخرج ابوعبدالله الصادق (ع) يتوكأ علي عصاه فقال ابوحنيفة يا ابن‌رسول‌الله ما بلغت من السن ما تحتاج معه الي العصا قال هو كذلك ولكن هذا عصا رسول‌الله (ص) أردت التبرك به فوثب ابوحنيفة و قال اقبلها يابن رسول‌الله هذا عصا رسول‌الله (ص) فحسر ابوعبدالله عن ذراعه فقال له و الله لقد علمت ان هذا بشر رسول‌الله (ص) و ان هذا من شعره فما قبلتها و تقبل عصا و كان ابوحنيفة من تلامذة الصادق (ع) و يحضر عنده و يتعلم منه ولكنه طغي في آخر أمره و قام يفتي الناس برأيه و يقيس في دين الله و كان يقول أنا أعلم من جعفر بن محمد و ما يعلم جعفر بن محمد و أنا أعلم منه لقيت الرجال و سمعت من أفواههم و جعفر بن محمد رجل صحفي أخذ العلم من الكتب دخل ابوحنيفة يوما علي الصادق (ع) فقال يا أباحنيفة بلغني انك تقيس قال نعم يا ابن‌رسول‌الله أنان أقيس فقال (ع) ويلك لا تقس ان اول من قاس ابليس قال خلقتني من نار و خلقته من طين قاس ما بين النار و الطين ولو قاس نورية آدم بنور النار عرف فضل ما بين النورين و صفاء احدهما علي الآخر ولكن قس لي رأسك عن جسدك اخبرني عن اذنيك مالهما مرتان و عن عينيك ما لهما مالحتان و عن شفتيك ما لهما عذبتان و عن انفك ماله بارد سائل فقال لا أدري فقال انك لا تحسن ان تقيس رأسك من جسدك [ صفحه 72] أتقيس الحلال بالحرام ويلك يا أباحنيفة اتق الله و لا تقس الدين برأيك فقال يا ابن‌رسول‌الله اخبرني كيف ذلك فقال (ع) ان الله تبارك و تعالي جعل الاذنين مرتين حجابا للدماغ فليس من دابة تقع في الاذنين الا التمست الخروج و لولا ذلك لهجمت الدواب و أكلت دماغه و لوصلت الي الدماغ و قتلت الدواب ابن آدم و لا يدخلها شي‌ء الا مات و جعل العينين مالحتين لأنهما شحمتان و لولا ملوحتهما لذابتا و لم يقع فيهما شي‌ء من القذا الا اذا بتاه و الملوحة تلفظ ما يقع في العينين و جعل الشفتين عذبتين منا من الله علي ابن آدم ليجد طعم الحلو و المر و يجد لذة الطعام و الشراب و جعل الأنف باردا سائلا لئلا يدع في الرأس داءا الا أخرجه و لولا ذلك لثقل الدماغ و تدودو في اخري جعل البرودة في المنخرين حجابا للدماغ و لولا ذلك لسال الدماغ من حرارته و في أخري جعل الماء في المنخرين ليصعد منه النفس و ينزل و يجد منه الريح الطببة من الخببيثة ثم قال (ع) اخبرني عن كلمة اولها شرك و آخرها ايمان قال لا ادري قال (ع) هي كلمة لا اله الا الله لو قال لا اله اشرك و لو قال الا الله لكان ايمانا ثم قال ويحك ايهما اعظم قتل النفس أو الزنا قال قتل النفس قال ان الله عزوجل قد قبل في قتل النفس شاهدين و لم يقبل في الزنا الا اربعة ثم قال أيهما اعظم الصلاة أم الصوم قال الصلاة قال فما بال الحائض تقضي الصيام و لا تقضي الصلاة فكيف يقوم لك الفياس فاتق الله و لا تقس و لما سمعت بعض ما اودع الله في رأسك و جسدك من آثار الحكمة و غرائب القدرة التي لا يعلمها الا الله و الراسخون في العلم و هو الامام جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام و آباؤه و اولاده الكاشفون للحقائق (و لنعلمك من تأويل الاحاديث) ما يزاد [ صفحه 73] في معرفتك و بصيرتك و نورد لك حديثا شريفا عن امامك جعفر بن محمد (ع) حتي يتبين لك كاملا ما أودع الله في جسدك من صنائع القدرة و بدائع الحكمة بحيث لو فقد و عدم واحد منها أو وضع علي غير وضعه الموجود لوقع الاختلال العظيم في حيوتك و عيشك و عشرتك من الاعضاء و الجوارح و المجاري و المنافذ و الشعرات و الاظافير و هذا الحديث حديث شريف قد ذكر في (البحار) و (المناقب) لابن شهرآشوب قال الربيع حضر ابوعبدالله (ع) مجلس المنصور يوما و عنده رجل من الهند يقرأ كتب الطب فجعل ابوعبدالله (ع) ينصت لقراءته فلما فرغ الهندي قال يا أباعبدالله اتريد مما معي شيئا قال فان معي ما هو خير مما معك قال و ما هو قال (ع) أرد الامر كله الي الله عزوجل و استعمل ما قال رسول‌الله (ص) و هو هذا و اعلم ان المعدة بيت الداء و ان الحمية هي الدواء و اعود البدن علي ما اعتاد فقال الهندي و هل الطب الا هذا فقال الصادق (ع) افتراني من كتب الطب اخذت قال نعم قال لا و الله ما اخذت الا عن الله سبحانه فاخبرني أنا اعلم بالطب أم أنت قال الهندي لابل أنا قال الصادق (ع) فانا اسألك عن أشياء قال سل فسأله فلم يعرف فقال لا اعلم فقال الصادق (ع) لكني اعلم قال فاجب فجعل الصادق (ع) يبين ما اودعه الله في الجسد من الصنايع و المصالح التي لا يعلمها الا الله حتي اسلم الهندي. منها قال الصادق (ع) لم جعل الشعر من فوق الرأس قال لا أعلم قال (ع) ليوصل بوصوله الادهان الي الدماغ و يخرج باطرافه البخار و يرد الحر و البرد الواردين عليه قال لم خلت الجبهة من الشعر قال لا أدري [ صفحه 74] قال (ع) لأنها مصب النور الي العينين و جعل الحاجيان من فوق العينين ليوردا عليهما من النور قدر الكفاية و يمنعا عنهما الزيادة ألا تري يا هندي ان من غلبه النور جعل يده علي عينيه ليرد عليهما قدر كفايتهما منه و جعل في الجبهة التخطيط و الاسارير ليحبس العرق الوارد من الرأس عن العينين قدر ما يميطه الانسان عن نفسه كالأنهار في الارض التي تحبس المياه و جعل الأنف بين العينين ليقسم النور قسمين الي كل عين سواء و جعل ثقب الأنف في اسفله لتنزل منه الادواء المنحدرة من الدماغ و تصعد فيه الارياح الي المشام و لو كان في اعلاها لما انزل داء و لا وجدت رائحة و جعل الشارب و الشفة فوق الفم لحبس ما ينزل من الدماغ عن الفم لئلا ينتغص علي الانسان طعامه و شرابه فيميطه عن نفسه و جعل السن حادا لأن به يقطع العض و جعل الضرس عريضا لأن به يقطع الطحن و المضغ و كان الناب طويلا ليشتد الاضراس و الاسنان كالأسطوانة في البناء و خلا الكفان من الشعر لأن بهما يقع اللمس فلو كان بهما شعر ما دري الانسان ما يقابله و يلمسه و خلا الشعر و الظفر من الحيوة لأن طولهما و سخ يقبح و قصهما حسن فلو كان فيهما حيوة لألم الانسان من قصهما و جعل طي الركبة الي خلف الانسان لأن الانسان يمشي الي ما بين يديه فتعتدل الحركات و لولا ذلك اسقط في المشي و جعلت القدم منحصرة لأن الشي‌ء اذا وقع جميعه علي الارض ثقل ثقل حجر الرحي و اذا كان علي حرفه دفعه الصبي و اذا وقع علي وجهه صعب ثقله علي الرجال فقال الهندي من أين لك هذا العلم فقال (ع) اخذته عن آبائي عن رسول‌الله [ص] عن جبرئيل عن رب العالمين جل جلاله [ صفحه 75] الذي خلق الاجسام و الارواح فقال الهندي صدقت و أنا اشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول‌الله و عبده و انك اعمل أهل زمانك اقول ان هذا الكافر لما سمع من علومه ما سمع و شهد ما شهد بصره الله من العماية و انقذه من الغواية و هداه الله الي الدين القويم و الطريق المستقيم و العجب من ذاك الشقي الملحد الزنديق الذي بمحضره اسلم هذا النصراني و هو بعينه قد رأي من هذا الامام من الآيات و المعجزات و الكرامات ما لا تعد و لا تحصي و هو لم يتبصر و لم يتنبه بل زاده كفرا و عتوا و نفورا و لم يزل يسعي في ايذاء هذا الامام و اهانته و ظلمه و سبه و شتمه حتي قتله بالسم و مات مسموما و اشقي من هذا اللعين يزيد الفاسق الكافر العنيد الذي رأي بعينه من الرأس الشريف آيات عديدة و معجزات باهرة و لم يتبصر و ما رق قلبه القسي و قد رق عليه اليهود و المجوس و النصاري قال في البحار انه كان في مجلس يزيد هذا حبر من أحبار اليهود فقال من هذا الغلام و اشار الي علي بن الحسين فقال هو علي ابن الحسين قال فمن الحسين قال ابن‌علي بن ابي‌طالب قال فمن أمه قال فاطمة بنت محمد (ص) قال يا سبحان الله و هذا ابن بنت نبيكم قتلتموه في هذه السرعة بئس ما خلفتموه في ذريته و الله لو ترك فينا موسي بن عمران سبطا من صلبه لظننا انا كنا نعبده من دون ربنا و انكم انما فارق نبيكم بالأمس فوثبتم علي ابنه فقتلتموه سوأة لكم من امة فامر يزيد عليه اللعنة فوجي في حلقه ثلاثا فقام الحبر و هو يقول ان شئتم فاضربوني و ان شئتم فاقتلوني أو فذروني فاني اجد في التوراة من قتل ذرية نبي لا يزال ملعونا ابدا ما بقي فاذا مات يصليه الله نار جهنم و ما أثر في قلبه قال في كامل البهائي ان اللعين أمر برأس الحسين و رؤوس أهل بيته و اصحابه [ صفحه 76] ان تصلب علي أبواب البلد و في رواية ان رأس الحسين صلب علي منارة جامع دمشق اربعين يوما و سائر الرؤوس علي ابواب المساجد و ابواب البلد و يوما علي باب يزيد. رأس ابن بنت محمد و وصيه للناظرين علي قناة يرفع و المسلمون بمسمع و بمنظر لا منكر منهم و لا متفجع

فيما ظهر من علومه

يا حجة الله الجليل و عينه و زعيم آله و ابن الوصي المصطفي و شبيه احمد في كماله انت ابن بنت محمد حذوا خلقت علي مثاله فضياء نورك نوره و ضلال روحك من ضلاله فيك الخلاص عن الردي و بك الهداية من ضلاله قال شيخنا المفيد (ره) و كان الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (ع) من بين اخوته خليفة ابيه محمد بن علي (ع) و وصيه و القائم بالأمامة من بعده و برز علي جماعتهم بالفضل و كان انبههم ذكرا و اعظمهم قدرا و أجلهم في العامة و الخاصة و نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر ذكره في البلاد و لم ينقل عن احد من أهل بيته العلماء ما نقل عنه و لا لقي احد منهم من أهل الاثار و نقلة الاخبار و لا نقلوا عنهم كما نقلوا عن ابي‌عبدالله (ع) و كان له (ع) من الدلائل الواضحة في امامته ما بهرت العقول و القلوب و اخرست المخالف عن الطعن فيها بالشبهات و كان (ع) يجلس للعامة و الخاصة و يأتيه الناس من الافطار و يسألونه عن و الحلال الحرام [ صفحه 77] و عن تأويل القرآن و فصل الخطاب فلا يخرج احد منهم الا راضيا بالجواب و نقل عنه من العلوم ما لم نقل عن احد. و روي عنه (ع) انه قال اني اتكلم علي سبعين وجها لي من كلها المخرج و دخل عليه سفيان الثوري يوما فسمع منه كلاما اعجبه فقال هذا و الله يا ابن رسول الله الجوهر فقال له بل هذا خير من الجوهر و هل الجوهر الا الحجر و قد سئل ابوحنيفة من افقه من رأيت قال جعفر بن محمد (ع) قال ابوحنيفة لما أقدم المنصور اباعبدالله الصادق (ع) الي بغداد بعث الي المنصور يقول يا أباحنيفة ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيأ له من مسائلك الشداد فهيأت له اربعين مسألة ثم بعث الي ابي‌جعفر و هو بالحيرة فاتيته فدخلت عليه و جعفر (ع) جالس عن يمينه فلما بصرت به دخلني من الهيبة مالم يدخلني لأبي جعفر المنصور فسلمت عليه فاومي الي فجلست ثم التفت اليه و قال يا أباعبدالله هذا ابوحنيفة قال (ع) نعم اعرفه ثم التفت الي فقال يا أباحنيفة الق علي ابي‌عبدالله من مسائلك فجعلت القي عليه فيجيبني جميعا حتي اتيت علي الاربعين مسألة فما أخل منها بشي‌ء في (الانوار البهية) عن كنز الفوائد ان أباجعفر المنصور خرج في يوم الجمعة متوكأ علي يد الصادق جعفر بن محمد (ع) فقال رجل يقال له رزام مولي خالد ابن‌عبدالله من هذا الذي بلغ من خطره ما يعتمد أميرالمؤمنين علي يده فقيل له هذا ابوعبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام فقال اني و الله ما علمت و لا عرفته لوددت ان خد ابي‌جعفر نعل لجعفر ثم قام فوقف بين يدي المنصور فقال اسأل يا أميرالمؤمنين فقال له المنصور سل هذا و اشار الي الصادق (ع) فالتفت رزام الي الامام جعفر بن محمد (ع) فقال اخبرني [ صفحه 78] عن الصلاة و حدودها فقال له الصادق (ع) للصلاة اربعة الآف حد لست تؤاخذ بها فقال اخبرني بما لا يحل تركه و لا تتم الصلاة الا به فقال ابوعبدالله (ع) لا تتم الصلاة الا لذي طهر سابغ و تمام بالغ غير نازغ و لا زايغ عرف فوقف و اخبت فثبت فهو واقف بين اليأس و الطمع و الصبر و الجزع كأن الوعد له صنع و الوعيد به وقع بذل عرضه و تمثل غرضه و بذل في الله المهجة و تنكب اليه غير المحجة مرتغم بارغام يقطع علائق الاهتمام بعين من له قصد و اليه وفد و منه استرفد فاذا اتي بذلك كانت هي الصلاة التي بها امر و عنها اخبر و انهي هي الصلاة التي تنهي عن الفحشاء و المنكر فالتفت المنصور الي ابي‌عبدالله (ع) فقال له يا أباعبدالله لا نزال من بحرك نغترف و اليك نزد لف تبصر من العمي و تجلو بنورك الطخيا فنحن نعوم في سبحات قدسك و طامي بحرك (بيان) قوله (ع) غير نازغ و لا زايغ النزغ الطعن و الاغتياب و الافساد و الوسوسة و الزيغ الميل و الطخيا في قول المنصور الظلمة و نعوم أي نسبح ففي الخبر علموا صبيانكم العوم أي السباحة و سبحات وجه ربنا جلاله و عظمته و قيل نوره و طماء البحر امتلأ فانظر الي اعدائهم اقروا بفضلهم هل فوق ذاك فخر. و مناقب شهد العدو بفضلها و الفضل ما شهدت به الاعداء و يعجبني ان اكتب هذه الابيات التي انشأها المادح في مدح الامام جعفر الصادق عليه‌السلام يقول: فانت السلالة من هاشم و أنت المهذب و الاطهر و من جده في العلي شامخ و من فخره الاعظم الافخر و من أهله خير هذا الوري و من لهم البيت و المنبر [ صفحه 79] و من لهم الزمزم و الصفا و من لهم الركن و المشعر و من شرعوا الذين في العالمين فأنوارهم ابدا تزهر و من لهم الحوض يوم القيام و من لهم النشر و المحشر و انتم كنوز لأشياعكم و انكم الصفو و الجوهر و انكم الغرر الطاهرون و انكم الذهب الاحمر و سيد ايامنا جعفر و حسبك من سيد جعفر في المناقب قال عمرو بن المقدام كنت اذا نظرت الي جعفر بن محمد علمت انه من سلالة النبيين و لا يخلو كلامه من احاديث و حكمة و زهد و موعظة و قال يوما اني لأعلم ما في السماوات و الأرض و ما في الليل و ما في النهار و ما في الحبة و ما في النار و ما كان و ما يكون الي ان تقوم الساعة و اعلم ذلك من كتاب الله تعالي اذ يقول (و أنزلنا اليك الكتاب تبيانا لكل شي‌ء) قال محمد بن مسلم دخلت علي ابي‌جعفر الباقر (ع) اذ دخل جعفر ابنه و علي رأسه ذوابة و في يده عصا يلعب بها فاخذه الباقر (ع) و ضمه اليسه ضما ثم قال بأبي أنت و امي لا تلهو و لا تلعب ثم قال يا محمد بن مسلم هذا امامك بعدي فاقتد به و اقتبس من نورء و علمه و الله انه لهو الصادق الذي وصفه لنا رسول‌الله صلي الله عليه و آله ان شيعته منصورون في الدنيا و الآخرة و اعداء ملعونون علي لسان كل نبي فضحك جعفر (ع) و احمر وجهه فالتفت الي ابي‌جعفر (ع) و قالي لي سله قلت له يابن رسول‌الله من أين الضحك قال يا محمد العقل من القلب و الحزن من الكبد و النفس من الرية و الضحك من الطحال فقمت و قبلت رأسه و ليس بعجب ممن هو رضيع لبان العلم و العمل قد زق العلم زقا سواء كان صبيا في المهد او كبيرا [ صفحه 80] بعيد العهد و لقد سمع من جده أميرالمؤمنين (ع) يقول ايها الناس سلوني قبل ان تفقدوني فانه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي و أنشأ يقول صلوات الله و سلامه عليه: في الأصل كنا نجوما يستضاء بنا و للبرية نحن اليوم برهان نحن البحور التي فيها لغائصكم در ثمين و ياقوت و مرجان مساكن القدس و الفردوس نملكها و نحن للقدس و الفردوس خزان من شذعنا فبرهوت مساكنه و من أتانا فجنات و ولدان نعم ساداتي من أتاكم فقد تجا و من لم يأتكم فقد هلك بكم يسلك الي الرضوان و علي من جحد ولايتكم غضب الرحمن كما شاهدنا و سمعنا و رأينا و جربنا و ممن أتاهم و تمسك بهم و طلب منهم الجنة و الفوز بالكرامة رجل من أهل الكوفة و قصته كما في المناقب لأبن شهرآشوب معروفة أقبل الي الصادق جعفر بن محمد (ع) رجل من أهل الكوفة و هو شاب من الشيعة فلما دخل و سلم و جلس قال يا ابن‌رسول‌الله جعلت فداك اني كنت في ديوان هؤلاء القوم فاصبت من دنياهم مالا كثيرا و أغمضت في مطالبه فقال أبوعبدالله (ع) لولا أن بني‌أمية وجدوا من يكتب لهم و يحبي لهم الفي‌ء و يقاتل عنهم و يشهد جماعتهم لما سلبونا حقنا و لو تركهم الناس و ما في ايديهم ما وجدوا شيئا الا ما وقع في ايديهم فقال الفتي جعلت فداك فهل من مخرج منه قال (ع) ان قلت لك تفعل قال أفعل قال اخرج من جميع ما كسبت في دواوينهم فمن عرفت منهم رددت عليه و من لم تعرف تصدقت به و أنا أضمن لك علي الله الجنة فأطرق الفتي طويلا ثم رفع رأسه و قال قد فعلت جعلت فداك فرجع الفتي الي الكوفة فما ترك شيثا علي وجه الارض من [ صفحه 81] ماله الا و أخرج منه حتي ثيابه التي كانت عليه قال علي بن حمزة فقسمنا له قسمة و اشترينا له ثيابا و بعثنا له بنفقة قال فما أتي عليه الا أشهر حتي مرض فكنا نعوده قال فدخلنا عليه يوما فرأيناه في حال النزع قال علي ابن حمزة ففتح عينيه ثم قال يا علي بن حمزة و في لي الله صاحبك ثم مات فولينا أمره فدفناه فخرجت حتي دخلت علي ابي‌عبدالله (ع) فلما نظر الي قال يا علي وفينا و الله لصاحبك فقلت صدقت جعلت فداك هكذا قال لي عند موته ضمن الجنة لهذا الشاب فاعطاه و وفي بما عهد و أراه ما وعد و هو الصادق لما وعد و الموفي لما عاهد و ضمن أيضا الجنة لرجل آخر من شيعته فوفي بما ضمن و ذلك ان رجلا كان من محبي أهل‌البيت من أهل الجبل و كان له كثير مال و يحج في كل سنة و ينزل في دار الصادق (ع) و كان ينزل ابوعبدالله (ع) في دار من دوره في المدينة و طال حجه و نزوله فاعطي أباعبدالله (ع) عشرة آلاف درهم ليشري له دارا و خرج الي الحج فلما انصرف الرجل قال جعلت فداك اشتريت لي الدار قال نعم قال أرني الصك فأتي بصك فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشتري جعفر بن محمد لفلان الجبلي دارا في الفردوس بحدود أربعة حدها الأول رسول‌الله (ص) و الحد الثاني أميرالمؤمنين (ع) و الحد الثالث الحسن ابن علي (ع) و الحد الرابع الحسين بن علي (ع) فلما قرأ الرجل ذلك قال قد رضيت جعلني الله فداك فقال (ع) اني أخذت ذلك المال ففرقته في ولد الحسن و الحسين (ع) و أرجو أن يتقبل الله ذلك منك و يثبيك بالجنة قال فانصرف الرجل الي منزله و كان الصك معه ثم اعتل علة الموت فلما حضرته الوفاة جمع أهل‌بيته و حلفهم ان يجعلوا الصك في كفنه ففعلوا ذلك [ صفحه 82] و دفنوه فلما أصبح القوم غدوا الي قبره فوجدوا الصك علي ظهر القبر مكتوب عليه قد وفي لي و الله جعفر بن محمد (ع) طوبي لمن عمل عملا في دنياه و يشتري به مثل هذه الدار الآخرة. و روي عن النبي (ص) أنه سمع ليلة المعراج من بطنان العرش. من يشتري قبة في الخلد ثابتة في ظل طوبي رفيعات مبانيها دلالها المصطفي و الله بايعها ممن أراد و جبريل مناديها فالله هو البايع و المصطفي هو الدلال و جبرئيل هو المنادي و صاحب هذه القبة الحسين سيدالشهداء (ع) لأن الجنة خلقت من نور الحسين (ع) علي حسب ما عندنا من الأخبار و من أجل ذلك أن النبي (ص) اذا اشتاق الي رائحة الجنة ضم الحسين (ع) الي صدره يقبله و يشمه و يرشف ثناياه و يقول اني أشم رائحة الجنة من فم الحسين و تارة يرشف ثناياه و ثنايا أخيه الحسن أنتما سيدا شباب أهل الجنة و لقد رأي غير واحد منهم أبو برزة الأسلي و شهد بذلك في مجلس يزيد لعنه الله لما أخذ اللعين قضيب الخيزران و جعل يصرب به ثنايا الحسين عليه‌السلام أين الرسول و ثغر كان يرشفه تدقه بقضيب كف مخمور الخ

في ما يتعلق بامامنا الصادق

قوم علومهم عن جدهم اخذت عن جبرئيل و جبريل عن الله هم السفينة ما كنا لنطمع أن ننجي من الهول يوم الحشر لولاهي الخاشعون اذا جن الظلام فما تغشاهم سنة تنفي بأنباه و لا بدت ليلة الا و قابلها من التهجد كل أواه [ صفحه 83] سحائب لا تزال العلم هامية أجل من سحب تهمي بامواه قال الصادق (ع) في تفسير هذه الآية الشريفة (هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون (نحن الذين يعلمون) و عدونا الذين لا يعلمون و شيعتنا اولو الالباب و الله لقد اعطينا علم الأولين و الآخرين فقال له رجل من اصحابه جعلت فداك اعندكم علم الغيب فقال ويحك اني لأعلم ما في اصلاب الآباء و ارحام الامهات و اني اعلم ما في السموات و اعلم ما في الارض و اعلم ما في الدنيا و اعلم ما في الآخرة ويحكم و سعوا صدوركم و لتبصر اعينكم و لتسع قلوبكم فنحن حجة الله تعالي في خلقه و لن يسع ذلك الا صدر كل مؤمن قوي قوته كقوة جبال تهامة الا باذن الله و الله لو أردت ان احصي لكم كل حصاة علي الارض لأخبرتكم و ما من يوم و لا ليلة الا و الحصي يلد ايلادا كما يلد هذا الخلق فقال له محمد بن عبدالله بن الحسن المثني و الله اني لأعلم منك و اسخي منك و اشجع فقال (ع) أما قولك انت اعلم مني فقد اعتق جدك و جدي الف نسمة من كديده فسمهم لي و ان احببت ان اسميهم لك الي آدم فعلت و أما ما قلت انك اسخي مني فو الله ما بت ليلة و لله علي حق يطالبني به و السخي هو الذي يأخذ الشي‌ء فيضعه في حقه و أما ما قلت انك اشجع مني فو الله ما كان لك موقف يعرف به جبنك من شجاعتك فكأني بك و قد قتلت و أري رأسك جي‌ء به و وضع علي حجر الزنابير يسيل منه الدم الي موضع كذا و كذا قال فحكي ذلك لأبيه فقال يا بني اجارني الله فيك ان جعفرا اخبرني انك صاحب حجر الزنابير و هو يستهزأ بكلام الامام حتي ظهر ما اخبر به الصادق (ع) لأن الناس اقبلوا الي عبدالله بن الحسن المحض و أرادوا ان يبايعوه فقال لهم أباشيخ كبير ولكن ابني هذا محمدا [ صفحه 84] مهدي هذه الامة فبايعوه ثم ركب عبدالله المحض و جاء الي جعفر بن محمد ليستشير منه فخرج الصادق (ع) و وضع يده علي عنق حماره و قال يا أبامحمد ما جاء بك في هذه الساعة فاخبره و قال لا تفعلوا فان الامر لم يأت بعد فغضب عبدالله بن الحسن و قال لقد علمت ما تقول ولكنه يحملك علي ذلك الحسد لأبني فقال و الله ما يحملني ذلك ولكن هذا و اخوته و ابناءه دونك و ابنك و ضرب بيده علي ظهر ابي‌العباس السفاح فما مضت الا ايام قلائل حتي ولي الخلافة ابوالعباس السفاح ثم جلس المنصور علي سرير الملك ففي اوائل ملك المنصور خرج محمد بن عبدالله المحض بالمدينة و بايعه الناس و بلغ الخبر المنصور فارسل اليه ابن اخيه عيسي بن موسي في جيش عظيم فحاربهم محمد خارج المدينة و تفرق اصحاب محمد حتي بقي وحده فقاتل حتي قتل و حز رأسه و جاؤا برأسه حتي وضعوه علي حجر الزنابير و الزنابير تدخل في حلقه و انفه و اذنه و عينيه ثم بعثوا برأسه الي المنصور و المنصور بعث برأسه الي ابيه عبدالله المحض و هو في حبس المنصور مع جماعة من سادات بني‌الحسن و لما رأي عبدالله رأس ولده قال يرحمك الله لقد قتلوك صواما قواما الي آخر القصة و قد ذكرنا مشروحا في كتابنا المسمي (بشجرة طوبي) فمن أراد الاطلاع فليراجع هناك و المنصور ثاني خلفاء بني‌العباس و يسمي الدوانيقي لأنه لما حفر الخندق بالكوفة قسط علي كل منهم دانق فضة و اخذه و صرفه في حفر الخندق و الدوانق سدس الدرهم و عاش ثلاث و ستين سنة و مدة خلافته اثنتان و عشرون سنة. و كان عظيم العداوة و شديد القساوة بالنسبة الي الذرية الطاهرة العلوية و لقد قتل من ذرية فاطمة الفا أو يزيدون و لما بني الابنية ببغداد جعل يطلب العلويين [ صفحه 85] طلبا شديدا و يجعل من ظفر منهم في الاسطوانات المجوفة المبنية من الجص و الاجر و لقد بني علي ستين علويا في ليلة واحدة الي الصباح و واراهم في الاسطوانات و بني عليهم الجص و الأجر و بعث رياح بن عثمان المري الي المدينة و أمره بأخذ العلويين من اولاد الحسن فاخذهم و قيدهم و غللهم و حبسهم و هم ثلاثة عشر علويا هاشيما من الشيخ و الشاب و كان المنصور اول من اوقع الفرقة بين ولد العباس و آل ابي‌طالب و كان قبل ذلك امرهم واحدا و هو الذي قتل امامنا الصادق (ع) بالسم بعد ما آذاه كثيرا و اشخصه من المدينة الي بغداد مرارا و اورد عليه من الصدمات و اللطمات ما لا يطيقه و هو اللسان علي البيان و يحضره في مجلسه ليلا و هو عازم علي قتله و قد دفع الله سعي بابي عبدالله عنه شره و كانت بنوالعباس يسعون الي المنصور بابي عبدالله (ع) لم يزل يتفكر في قتله و يحتال في سمه قال في الانوار البهية الصادق عند المنصور بانه بعث مولاه المعلي بن خنيس بجباية الاموال من شيعته و المعلي بن خنيس هذا كان من شيعته و من اصفياء اصحابه و كان ناظرا في اموره و الصادق (ع) يثق و يعتمد به و يحبه حبا كثيرا فلما سمع المنصور كاد ان يأكل كفه غضبا علي جعفر و كتب الي عمه داود و هو اذا ذاك امير المدينة ان يسير اليه جعفر بن محمد (ع) و لا يرخص له في التلوم و المقام فبعث اليه داود بكتاب المنصور و قال اعمل في المصير الي المنصور اميرالمؤمنين في غد و لا تتأخر قال صفوان و الجمال و كنت يومئذ بالمدينة فانفذ الي ابوعبدالله (ع) فصرت اليه فقال لي تعهد راحلتنا فانا غادون في غد ان‌شاءالله الي العراق و نهض من وقته و انا معه الي مسجد النبي (ص) و ركع فيه ركعات ثم رفع يديه و دعا بدعاء قال صفوان سألته ان يعيد الدعاء علي فاعاده و كتبته فلما اصبح ابوعبدالله (ع) رحلت له [ صفحه 86] الناقة و سار متوجها الي العراق حتي قدم الي الكوفة و ابوجعفر المنصور بها فلما اشرف علي الهاشمية مدينة ابي‌جعفر اخرج رجله من غرز الرحل يعني الركاب ثم نزل و دعا ببغلة شهباء و لبس ثيابا بيضا و تكة بيضاء فلما دخل عليه قال له ابوجعفر لقد تشبهت بالانبياء فقال ابوعبدالله (ع) و اني تبعدني من ابناء الانبياء قال لقد هممت ان ابعث الي المدينة من يعقر نخلها و يسبي ذريتها فقال و لم ذاك يا أميرالمؤمنين فقال رفع الي ان مولاك المعلي بن خنيس يدعو اليك و يجمع لك الاموال فقال و الله ما كان فقال لست ارضي منك الا بالطلاق و العتاق و الهدي و المشي فقال بالانداد من دون الله تأمرني ان احلف انه من لم يرض بالله فليس من الله في شي‌ء فقال اتتفقه علي فقال و اني تبعدني من التفقه و انا ابن‌رسول‌الله قال فاني اجمع بينك و بين من سعي بك قال فافعل قال فجاء الرجل الذي سعي به فقال ابوعبدالله (ع) ما هذا فقال نعم و الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم لقد فعلت فقال له ابوعبدالله (ع) يا ويلك تبجل الله تعالي فيستحي من تعذيبك ولكن قد برعت من حول الله و قوته و الجأت الي حولي و قوتي فحلف بها الرجل فلم يستتمها حتي وقع ميتا فقال له ابوجعفر المنصور لا اصدق بعدها عليك ابدا و احسن جائزته ورده الي المدينة فما مضت الا ايام قلائل حتي سعي العاندون و اليه بابي عبدالله (ع) ثانيا فكتب اللعين الي داود بن علي بن عبدالله بن العباس و كان واليا علي المدينة و امره بالتفحص عن احوال جعفر بن محمد الصادق (ع) و الاطلاع علي احوال شيعته فدل علي معلي بن خنيس فدعاه و سأله عن شيعة ابي‌عبدالله فكتمه فقال داود اتكتمني اما انك ان كتمتني قتلتك فقال المعلي بالقتل [ صفحه 87] تهددني و الله لو كانوا تحت قديم ما رفعت قدمي عنهم و ان انت قتلتني لتسعدني و لتشقين فامر اللعين بضرب عنقه فلما أرادوا قتله قال المعلي اخرجني الي السوق فان لي اشياء كثيرة حتي اشهد بذلك فاخرجه الي السوق فلما اجتمع الناس عليه قال أيها الناس اشهدوا ان ما تركت من مال عين أو دين أو قليل أو كثير أو دار أو امة أو عبد فهو لجعفر بن محمد (ع) فقتله داود و امر بصلبه و اخذ ماله فبلغ ذلك الصادق (ع) بكي ثم قام و دخل علي داود و قال قتلت مولاي و صلبته و اخذت مالي أما و الله لأدعون الله عليك فقال داود مستهزءا تهددنا بدعائك فرجع ابوعبدالله (ع) الي داره فلم يزل ليلة قائما و راكعا و ساجدا فبعث داود لعنه الله خمسة من الحرسة و قال ائتوني به فان ابي فائتوني برأسه فدخلوا عليه و هو يصلي فقالوا اجب الامير قال فان لم اجب قالوا امرنا بامر قال (ع) فانصرفوا فانه خير لكم لدنياكم و آخرتكم فابوا الا خروجه فرفع (ع) يديه فوضعهما علي منكبيه ثم بسطهما ثم دعا بسبابته فسمعناه يقول الساعة الساعة حتي سمعنا صراخا عاليا فقال لهم ان صاحبكم هلك فانصرفوا فسئل (ع) فقال عليه‌السلام بعث الي ليضرب عنقي فدعوت عليه بالأسم الأعظم فبعث الله ملكا بحربة فطعنه في مذاكيره فقتلة قالت لبانة بنت عبدالله بن عباس يأت داود تلك الليلة حايرا قد اغمي عليه فقمت اتفقده في الليل فوجدته مستلقيا علي قفاه و ثعبان قد انطوي علي صدره و جعل فاه علي فيه فادخلت يدي في كمي فتناولته فعطف فاه علي فرميت به فانساب في ناحية البيت و انبهت داود فوجدته حايرا قد احمرت عيناه فكرهت ان اخبره مما كان و جزعت عليه ثم انصرفت فوجدت ذلك الثعبان كذلك ففعلت به مثل الذي في المرة الاولي و حركت [ صفحه 88] داود فاصبته ميتا فما رفع رأسه الصادق (ع) حتي سمع الواعية اقول افمن كان قادرا علي ان يدعوا الله علي الوالي فيهلكه في ساعة واحدة أما كان قادرا علي ان يدعو الله علي ذاك يعني المنصور حتي يعجل الله به الي عذابه الأليم و عقابه الشديد ما منعه من ذلك الا حلمه كان روحي له الفداء يقف بين يدي المنصور قائما علي قدميه و اللعين يعاتبه و يشتمه و يسبه كما كان ابوه الباقر يقف بين يدي هشام بن عبدالملك كما ان جده المعظم زين‌العابدين وقف بين يدي يزيد و الجامعة في عنقه ولكن تذكرت وقوفا آخر اعظم و احزن علي قلوب الشيعة من وقوف الصادق و الباقر و السجاد و غيرهم بين يدي هؤلاء الجبابرة و هو كما قال المرحوم السيد حيدر: و مما يزيل القلب عن مستقره و يترك زند الغيظ في الصدر واريا وقوف بنات الوحي عند طليقها بحال بها بشجين حتي الأعاديا الخ زينب و ام‌كلثوم و سكينة و رباب و فاطمة و صفية و رقية و رملة و ليلي واقفات بين يدي يزيد و اللعين يسأل عن اسمائهن و رقية له هذه زينب الكبري الخ دعه المنصور يوما فلما دخل الصادق (ع) عليه و بصر به قال يا جعفر قتلني الله ان لم اقتلك فقال (ع) يا أميرالمؤمنين ان سليمان اعطي فشكر و ان ايوب ابتلي فصبر و ان يوسف ظلم فغفر و انت علي ارث منهم و احق بمن بأسي بهم فقال الي الي يا أباعبدالله فانت القريب القرابة و ذو الرحم الواشجة السليم النائحة القليل الغائلة ثم صافحه بيمينه و عانقه بشماله و امر له بكسوة و جائزة و اجلسه الي جانبه و قال ارفع حوائجك فقال (ع) حاجتي ان لا تدعوني الي مجلسك حتي اجبئك فقال مالي الي ذلك من سبيل [ صفحه 89]

في أحوال امامنا الصادق

قوم هم حجج الاله علي الوري ممن يري بمشارق و مغارب يا عاتبي في حبهم قد زادني حبا لهم و هوي مقال العاتب ان كان ذنبي حبهم و مديحهم فاعلم باني منه غير التائب أأتوب من عمل به ارجو النجاة يوم المعاد من العذاب الواصب دخل الحسين (ع) يوما علي رسول‌الله (ص) فاخذه و قبله و قال انت الامام ابن الامام ابوالأئمة التسعة قال ابن‌مسعود من هم يا رسول‌الله قال يخرج من صلب ابني هذا ولد مبارك سمي جده يعني أميرالمؤمنين (ع) عليه سيماء العباد و نور الزهاد و يخرج من صلبه من اسمه اسمي و يشبهني في خلقه يبقر العلم كله و ينطق بالحق و يخرج من صلبه كلمة الحق و لسان الصدق جعفر الراد عليه كالراد علي يعني لا يفوته الحق و لا يفارقه الصدق من قبله بقبول الحق فهو اولي بالحق و الراد عليه كالراد علي الله كيف و هو الناشر للأحكام و المبين للحلال و الحرام و هو المحي للشريعة و به ينتسب طائفة الشيعة و له المناقب السنية و الدرجات العلية و لا يقدر احد ان يحصي محامده الشريفة و محاسنه الجميلة و لنعم ما قال المادح انت يا جعفر فوق المدح و المدح عناء انما الاشراف ارض و لهم انت سماه حاز حد المدح من قد ولدته الانبياء و الآخر يقول: الله اظهر دينه و اعزه بمحمد و الله اكرم بالخلافة جعفر بن محمد كان روحي له الفداء اشفق الناس و ارأف الناس و اسخي الناس كان [ صفحه 90] يتفقد الفقراء و يوصل اليهم مما رزقه الله قال معلي بن خنيس خرج ابوعبدالله (ع) في ليلة قد رشت السماء و هو يريد ظلة بني ساعدة فاتبعه فاذا هو قد سفط منه شي‌ء فقال بسم الله اللهم رده علينا قال فأتيته فسلمت عليه فقال معلي قلت نعم جعلت فداك فقال لي التمس بيدك فما وجدت من شي‌ء فادفعه الي قال فاذا انا بخبز منبشر فجعلت ادفع اليه ما وجدت فاذا انا بجراب من خبز فقلت جعلت فداك احمله علي عتك فقال لا أنا أولي به منك ولكن امض معي قال فاتينا ظلة بني‌ساعدة فاذا نحن بقوم نيام فجعل يدس الرغيف و الرغيفين تحت ثوب كل واحد منهم حتي أتي علي آخرهم ثم انصرفنا فقلت جعلت فداك يعرف هؤلاء الحق فقال لو عرفوا لو اسيناهم بالدقة و الدقة بالكسر الملح المدقوق. في البحار كان جعفر بن محمد (ص) يطعم الناس حتي لا يبقي لعياله شي‌ء قال ابوجعفر الخثعمي أعطاني الصادق (ع) صرة فقال لي ادفعها الي رجل من بني‌هاشم و لآ تعلمه اني أعطيتك شيئا قال فأتيته و أعطيته قال جزاه الله خيرا ما يزال كل حين يبعث بها فنعيش به الي قابل ولكني لا يصلني جعفر بدرهم في كثرة ماله روي أن سائلا سأله حاجة فاسغفها فجعل السائل يشكر فقال(ع) اذا ما طلبت خصال الندي و قد عضك الدهر من جهده فلا تطلبن الي كادح أصاب اليسارة من كده ولكن عليك بأهل العلي و من ورث المجد عند جده فذاك اذا جئته طالبا تحب اليسارة من جده و كان يقول (ع) ما توسل الي أحد بوسيلة و لا تذرع بذريعة [ صفحه 91] اقرب له الي ما يريده مني من رجل سلف اليه مني يدا تبعتها اختها و احسنت ربها فاني رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوايل و لا سخت نفسي برد بكر الحوائج و قد قال الشاعر و اذا بليت ببذل وجهك سائلا فابذله للمتكرم المفضال ان الكريم اذا حباك بموعد اعطا كه سلسا بغير مطال و اذا السؤال مع النوال قرنته رجح السؤال و خف كل نوال عن هشام بن سالم قال كان أبوعبدالله اذا اعتم و ذهب من الليل شطره اخذ جرابا فيه خبز و لحم و دراهم فحمله علي عنقه ثم ذهب الي اهل الحاجة من اهل المدينة فقسمه فيهم و لا يعرفونه فلما مضي أبوعبدالله (ع) فقدوا ذلك فعلموا انه كان ابوعبدالله قال (ع) يوما لمحمد ابنه كم فضل معك من تلك النفقة قال اربعون دينارا قال اخرج و تصدق بها قال انه لم يبق معي غيرها قال تصدق بها فان الله عزوجل يخلفها أما علمت ان لكل شي‌ء مفتاحا و مفتاح الرزق الصدقة فتصدق بها ففعل فما لبث ابوعبدالله الا عشرة حتي جاءه من موضع اربعة آلاف دينار فقال يا بني اعطينا الله اربعين دينارا فاعطانا الله أربعة آلاف دينارا و كان (ع) يقول المعروف ابتداء و أما ما اعطيته بعد المسألة فانما هو مكافاة بما بذل لك من وجهه يبيت ليلة ارقا متململا يمثل بين الرجاء و اليأس لا يدري أين يتوجه لحاجته ثم يعزم بالقصد لها فيأتيك و قلبه يرجف و فرائصه ترتعد قد تري دمه في وجهه و لا يدري ايرجع من عندك بكآبة الرد أم بسرور النجح في (البحار) عن مسمع بن عبدالملك قال كنا عند ابي‌عبدالله الصادق بمني و بين أيدينا عنب نأكله فجاء سائل فسأله فامر بعنقود فاعطاه فقال السائل لا حاجة لي في هذا ان [ صفحه 92] كان درهم قال يسع الله عليك فذهب ثم رجع فقال ردوا العنقود فقال يسع الله عليك و لم يعطه شيئا ثم جاءه سائل آخر فاخذ ابوعبدالله (ع) ثلاث حبات عنب فناولها اياه فاخذها السائل من يده و قال الحمدلله رب العالمين الذي رزقني فقال ابوعبدالله مكانك فحشا ملأ كفيه عنبا فناولها اياه فاخذها السائل من يده ثم قال الحمدلله رب العالمين فقال ابوعبدالله (ع) مكانك يا غلام اي شي‌ء معك من الدراهم فاذا معه نحو من عشرين درهما فيما حرزناه أو نحوها فناولها اياه فاخذها ثم قال الحمدلله هذا منك وحدك لا شريك لك فقال ابوعبدالله (ع) مكانك فخلع قميصا كان عليه فقال البس هذا فلبسه فقال الحمدلله الذي كساني و سترني يا أباعبدالله أو قال جزاك الله خيرا لم يدع لأبي عبدالله الا بذا ثم انصرف فذهب قال فظننا انه لو لم يدع له لم يزل يعطيه لأنه كلما كان يعطيه حمد الله اعطاه و روي سفيان الثوري له عليه‌السلام لا اليسر يطرؤنا يوما فيبطرنا و لا لأزمة دهر نظهر الجزعا ان سرنا الدهر لم ينهج لصحته أو ساءنا الدهر لم نظهر له الهلعا مثل النجوم علي مضمار أولنا اذا تغيب بنجم آخر طلعا و له (ع) خلق عظمي و في الملمات حليم ما كان عيابا و لا سبابا و لا صحابا و لا طماعا و لا خداعا و لا نماما و لا ذماما و لا اكولا و لا عجولا و لا ملوكا و لا مكثارا و لا ثرثارا و لا مهذارا و لا طعانا و لا لعانا و لا همازا و لا لمازا و لا كنازا في (البحار) من حلمه و خلقه (ع) نام رجل من الحاج في المدينة فتوهم ان هميانه سرق فخرج فرأي أباعبدالله (ع) مصليا و لم يعرفه فتعلق به و قال له أنت اخذت همياني قال (ع) ما كان فيه قال الف دينار [ صفحه 93] فحمله الي داره و أمر له بالف دينار ذهب فلما خرج الرجل و دخل منزله وجد هميانه فعاد الي ابي‌جعفر معتذرا ثم اخرج الدنانير ليرده فابي قبوله و قال شي‌ء خرج من يدي لا يعود الي فسأل الرجل عنه فقيل هذا جعفر ابن محمد (ع) قال لا جرم هذا فعال مثله و ايضا من حلمه (ع) كان له غلام فبعثه في حاجة فابطأ الغلام فخرج الصادق (ع) في اثره فوجده نائما فجلس (ع) عند رأسه و جعل يروحه حتي انتبه فلما انتبه قال يا فلان و الله ما ذاك لك تنام الليل و النهار لك الليل و لنا منك النهار و ايضا من حلمه (ع) قال سفيان الثوري دخلت عليه يوما فرأيته متغير اللون فسألته عن ذلك قال كنت نهيت ان يصعدوا فوق البيت فدخلت فاذا جارية من جواري ممن تربي بعض ولدي قد صعدت في سلم و الصبي معها فلما بصرت بي ارتعدت و تحيرت و سقط الصبي من يدها الي الارض فمات فما تغير حالي لموت الصبي و انما تغير لما ادخلت عليها من الرعب ثم أمر باحضار الجارية و خلع عليها و قال انت حرة لوجه الله فلا بأس عليك و كان من عظم صبره و قوة حلمه ان تحمل من المنصور ما تحمل و هو قادر علي اطفاء شره و اخماد بطشه و قد احضره اللعين مرارا عديدة ليقتله فكان يدعو الله لكفاية شر المنصور فيكفيه الله و له دعوات عديدة قد ذكرت في محله كان يدعو بها مرة دعاه المنصور و طرح له سيفا و نطعا دعا بدعاء و مرة وجه به و الي المدينة الي المنصور و كان المنصور استعجله و استبطأ قدومه حرصا منه علي قتله و مرة اخري أمر باحضاره فلما بصر به قال قتلني الله ان لم اقتلك اتلحد في سلطاني و تبغيني الغوائل قال الربيع كنت رأيت جعفر بن محمد (ص) بحرك شفتيه و يقرأ حتي سكن غضب المنصور. [ صفحه 94] روي ابن‌شهرآشوب عن المفضل بن عمران المنصور قد كان هم بقتل ابي‌عبدالله (ع) غير مرة فكان اذا بعث اليه و دعاه ليقتله فاذا نظر اليه هابه و لم يقتله غير انه منع الناس عنه و منعه من القعود للناس و استقصي عليه اشد الاستقصاء حتي انه كان يقع لأحدهم مسألة في دينه في نكاح أو طلاق أو غير ذلك فلا يكون علم ذلك عندهم و لا يصلون اليه لأن الخليفة قد منع الناس من الدخول علي ابي‌عبدالله (ع) حتي سمع من الصادق (ع) يقول اشكو الي الله وحدتي و تقلقلي من أهل المدينة حتي تقدموا و أريكم و اسر بكم فليت هذه الطاغية اذن لي فاتخذت قصرا فسكنته و اسكنتكم معي و اضمن له ان لا يجي‌ء من ناحيتنا مكروه ابدا و يظهر من الاخبار ان الصادق (ع) في أيام ابي‌العباس السفاح ايضا كان في غاية الضيق و نهاية الشدة و ان أباالعباس ايضا اشخصه من المدينة الي العراق. روي القطب الراوندي عن هرون بن خارجة قال كان رجل من اصحابنا طلق امرأته ثلاثا فسأل اصحابنا فقالوا ليس بشي‌ء فقالت امرأته لا ارضي حتي تسأل أباعبدالله و كان بالحيرة اذا ذاك أيام ابي‌العباس قال فذهبت الي الحيرة و لم أقدر علي كلامه اذ منع الخليفة الناس من الدخول علي ابي‌عبدالله و أنا انظر كيف التمس لقاءه فاذا سوادي عليه جبة صوف يبيع خيارا فقلت له بكم خيارك هذا كله قال بدرهم فاعطيته درهما و قلت له اعطني جبتك هذه فاخذتها و لبستها و ناديت من يشتري خيارا و دنوت منه (ع) فاذا غلام من ناحية ينادي يا صاحب الخيار فدنوت منه فقال الامام (ع) ما اجود ما احتلت أي شي‌ء حاجتك قلت اني ابتليت فطلقت اهلي دفعة ثلاثا فسألت اصحابنا فقالوا ليس بشي‌ء و ان المرأة قالت لا ارضي [ صفحه 95] حتي تسأل أباعبدالله (ع) فقال عليه‌السلام ارجع الي اهلك فليس عليك شي‌ء لما منع المنصور امامنا الصادق (ع) من القعود للناس شق ذلك علي شيعته و صعب عليهم حتي القي الله عزوجل في روع المنصور ان يسأل الصادق (ع) ليتحفه بشي‌ء من عنده لايكون لأحد مثله فبعث اليه بمحضرة كانت للنبي (ص) طولها ذراع ففرح المنصور بها فرحا شديدا و أمر ان تشق له اربعة ارباع و قسمها في اربعة مواضع ثم قال ما جزاؤك عندي الا ان اطلق لك و تفشي علمك لشيعتك و لا اتعرض لك و لا لهم فاقعد غير محتشم و افت الناس و تكن في بلدانا فيه ففشي العلم عن الصادق (ع) و كان المنصور يعظم تلك المحضرة لأنها محضرة رسول‌الله (ص) و يقبلها و هو مشغوف بها و يتبرك بها. اقول يعظم المحضرة لأنتسابها الي رسول‌الله (ص) و في يد رسول‌الله (ص) و يؤذي من هو فلذة كبد رسول‌الله (ص) لحمه لحم رسول‌الله و عظمه عظم رسول‌الله و جلده جلد رسول‌الله و هو الصادق جعفر بن محمد يقول المهيار: يعظمون له اعواد منبره و تحت ارجلهم اولاده وضعوا يصلي علي المبعوث من آل هاشم و يغزي بنوه ان ذا لعجيب كان يزيد بن معاوية لعنه الله في يده محضرة من ذهب مكتوب عليها لا اله الا الله محمد رسول‌الله و يضرب بها شفتي ابن بنت رسول‌الله صلي الله عليه واله (فوا عجبا من قوم لا حياء لهم و لا دين) [ صفحه 96]

في معاجز امامنا الصادق

بحبهم يدخل الجنان غدا كل البرايا و يغفر الزلل هم حجج الله و الذين بهم يقبل يوم التغابن العمل شيعتهم يوم بعثهم معهم في جنة الخلد حيث ما نزلوا في غرفات غدت مقاصرها باهل بيت النبي تتصل نعم شيعتهم معهم في الجنة في السنام الأعلي في الدرجات الرفيعة و المقامات العالية كما يظهر من الاخبار المستفيضة لأن الله خلق الجنة لهم و لشيعتهم و خلق النار لمبغضيهم و لمن خالفهم فلا يدخل اعداؤهم الجنة و لا تدخل شيعتهم النار كما قال الصادق (ع) لأبي بصير في البحار ان أبابصير لما سمع ضجيج الناس في الطواف قال قلت يابن رسول‌الله هل يغفر الله لهذا الخلق فقال يا أبابصير ان اكثر من تري منهم قردة و خنازير ثم أمر يده علي بصري فرأيتهم قردة و خنازير فهالني ذلك ثم أمر يده ثانية علي بصري فرأيتهم كما كانوا في المرة الاولي ثم قال يا أبابصير انتم في الجنة تحبرون و بين اطباق النار تطلبون فلا توجدون و الله لا يجتمع في النار منكم ثلاثة لا و الله و لا اثنان و لا واحد بل و هم في روضات و جنات و انهار و قصور و ما انعم عليهم من الكرامات و العطيات مع النبي و أميرالمؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة الهدي (ع) من الساعة التي تفارق فيها الروح الاجساد الي ان يشاء الله. و في (البحار) قال ابوبصير كنت عند ابي‌عبدالله الصادق (ع) فر كل يرجله الارض فاذا بحر فيه سفن من فضة فركب و ركب معه حتي انتهي [ صفحه 97] الي موضع فيه خيام من فضة فدخلها ثم خرج فقال رأيت الخيمة التي دخلها اولا فقلت نعم قال تلك خيمة رسول‌الله و الاخري خيمة أميرالمؤمنين و الثالثة خيمة فاطمة و الرابعة خيمة خديجة و الخامسة خيمة الحسن و السادسة خيمة الحسين و السابعة خيمة علي بن الحسين و الثامنة خيمة ابي و ليس احد منا يموت الا و له خيمة يسكن فيها و شيعتنا معنا يسكنون معهم و يأكلون من موائد الجنة و يشربون من انهار الجنة و اذا استهيت ان يزاد في سرورك و بهجتك انظر الي ما قال الصادق (ع) لعبد الله بن سنان لما سأله عن الكوثر قال (ع) يا ابن‌سنان تحب أن تراه قلت نعم جعلت فداك قال فاخذ بيدي و اخرجني الي ظهر المدينة ثم ضرب برجله الارض فنظرت الي نهر يجري لا تدرك حافته الا الموضع الذي نحن فيه قائمون فكنت انظر الي ذلك النهر و في جانبه ماء ابيض من الثلج و من جانبه الآخر لبن ابيض من الثلج و في وسطه خمر احسن من الياقوت فما رأيت شيئا احسن من تلك الخمر بين اللبن و الماء فقلت له جعلت فداك من أين يخرج هذا فقال هذه العيون التي ذكرها الله تعالي في كتابه انهار في الجنة عين من ماء و عين من لبن و عين من خمر تجري في هذا النهر و رأيت حافة عليها اشجار فيهن حورات معلقات و برؤسهن شعرات ما رأيت شيئا احسن منهن و بأيديهن أوان ما رأيت اينة احسن منها فلما الصادق (ع) من احداهن و أومي بيده اليها لتسقيه فنظرت اليها و قد مالت لتغرف من النهر فمال الشجر معها فاغترفت و ناولته فشرب ثم أشار اليها لتسقيني فمالت لتغرف فمالت الشجرة معها ثم ناولته فناولني فشربت فما رأيت شرابا ألذ منه و كانت رائحته رائحة المسك فنظرت في الكأس فاذا فيه ثلاثة ألوان من الشراب فقلت له جعلت فداك ما رأيت [ صفحه 98] كاليوم قط و لا كنت اري فقال لي هذا قل ما اعده الله لشيعتنا ان المؤمن اذا توفي صارت روحه الي هذا النهر و رعت في رياضه و شربت من شرابه و ان عدونا اذا توفي صارت روحه الي وادي (برهوت) فاخلدت في عذابه و اطعمت من زقومه و اسقيت من حميمه فاستعيذوا بالله من ذلك الوادي هذا اقل ما أعد الله لأعداء آل محممد و مبغضيهم و ظالميهم و قاتليهم لو كشف الغطاء عن ابصارنا لنراهم أشد أهل النار عذابا و هم غير واحد منهم معاوية بن ابي‌سفيان أتدري ما أعد الله له من العذاب قال الصادق (ع) كنت اسير مع ابي في طريق مكة و نحن علي ناقتين فلما صرنا بوادي (ضجنان) خرج علينا رجل في عنقه سلسلة يسحبها ملك فقال يا ابن‌رسول‌الله اسقني ماء سقاك الله فتبعه رجل آخر فاجتذب السلسلة و قال يا ابن‌رسول‌الله لا تسقه لا سقاه الله فالتفت الي ابي فقال يا جعفر عرفته قلت لا فقال هذا معاوية بن ابي‌سفيان لعنه الله و ممن ظلم آل محمد و أعان علي قتلهم و صلبهم و تشريدهم في البلدان و جعلهم في الجدران و بني عليهم البنيان ابوجعفر الدوانيقي المنصور قتل من السادات و العلويين الف انسان و هم ما بين شيخ و كهل و شاب و هذا هو الذي قتل امامنا الصادق (ع) بعد ما اورد عليه من الصدمات و الاذيات و الاهانات مما لا يطيق اللسان علي بيانه منها ان المنصور كتب الي و الي المدينة بان يضرم النيران علي دار (جعفر بن ممحمد الصادق (ع)) و كان روحي له الفداء جالسا في محرابه و اذا بالنار قد اشتعلت من اطرافه و جوانبه و في داره فقام يمشي (ع) و روي الكليني عن المفضل بن عمر قال وجه ابوجعفر المنصور الي الحسن بن زيد و هو و اليه علي الحرمين ان احرق علي جعفر بن محمد داره [ صفحه 99] فالفي النار في دار ابي‌عبدالله (ع) فاخذت النار في الباب و الدهليز فخرج ابوعبدالله (ع) يتخطي النار و يمشي فيها و يقول انا ابن اعراق الثري انا ابن‌ابراهيم خليل الله و هذا أشخص الامام جعفر بن محمد (ع) من المدينة الي العراق خمس مرات و في خبر سبع مرات و هو يريد قتله و لم يقدر عليه لأنه يحضره في مجلسه و هو مصر علي قتله ولكن اذا دخل عليه و نظر اليه رأي من اجلاله و هيبته ما يهابه و يمنعه من ذلك جلس يوما في القبة الحمراء و كان له يوم يقعد فيه يسمي ذلك اليوم يوم الذبح و دعا الربيع و قال يا ربيع سرا الي جعفر بن محمد بن فاطمة فائتني به علي الحال التي تجده لا يغير شيئا مما هو عليه فقلت انا لله و انا اليه راجعون ان اتيث به علي ما اراه من غضبه قتله و ذهبت الآخرة و ان لم ات به قتلني و قتل نسلي فخيرت بين الدنيا و الآخرة فمالت نفسي الي الدنيا فدعا الربيع بابنه محمد و قال انزل علي جعفر بن محمد نزولا و ات به علي الحالة التي هو فيها قال فاتيت و نصبت السلاليم و نزلت عليه فوجدته قائما يصلي و عليه قميص و منديل قد ائتزر به فلما سلم من صلواته قلت له اجب اميرالمؤمنين فقال دعني ألبس ثيابي قلت لا قال دعني ادخل المغتسل فاتطهر قلت ليس لك الي ذلك من سبيل فاني لا ادعك تغير شيئا قال فاخرجته حافيا حاسرا و كان قد جاوز السبعين عاما فلما مشي بعض الطريق ضعف فرحمته و اركتبه ثم صرنا الي الربيع فلما وقعت عين الربيع علي جعفر بن محمد و هو بتلك الحالة بكي فقال (ع) يا ربيع انا اعلم ميلك الينا فدعني اصلي ركعتين و ادعو قال شأنك و ما تشأ فصلي ركعتين ثم دعا بدعاء و المنصور يصيح و يقول يا ربيع قد ابطأ الرجل فلما فرغ من دعائه اخذ الربيع بذراعه و ادخله علي المنصور فلما صار في صحن [ صفحه 100] الدار وقف و حرك شفتيه بشي‌ء لم ادر ما هو ثم ادخلته عليه فوقف بين يديه فالتفت اليه المنصور و قال و انت يا جعفر ما تدع حسدك و بغيك و افسادك علي اهل هذا البيت من بني‌العباس و ما يزيدك الله بذلك الا شدة الحسد و النكد فقال له و الله يا اميرالمؤمنين ما فعلت شيئا من ذلك و لقد كنت في ولاية بني‌امية و هم اعدي اعدو الخلق لنا و لكم و انهم لا حق لهم في الخلافة فو الله ما بغيت عليهم و لا بلغهم عني سوء مع جفاهم اياي و كيف يا اميرالمؤمنين اصنع الآن هذا و انت ابن عمي و امس الخلق بي رحما و اكثرهم بي عطاء و برا فاطرق المنصور ساعة ثم رفع و سادته و اخرج كتبا فرمي بها اليه و قال هذه كتبك الي اهل خراسان تدعوهم الي نقض بيعتي و ان يبايعوك دوني فقال و الله يا أميرالمؤمنين ما فعلت ذلك و لا استحل ذلك و لا هو من مذهبي و اني لمن يعتقد طاعتك علي كل حال و قد بلغت من السن ما قد اضعفني عن ذلك لو اردته فصيرني في بعض جيوشك يأتيني الموت فهو مني قريب فقال لا و لا كرامة ثم ضرب الليعن بيده الي كان تحت بساطه فسل منه مقدار شبر فقلت انا لله و انا اليه راجعون ذهب و الله الرجل ثم رد السيف و قال يا جعفر اما تستحيي مع هذه الشيبه و مع النسية ان تنطق بالباطل و تشق عصا المسلمين تريد ان تريق الدماء و تطرح الفتنة بين الرعية و الاولياء فقال لا و الله يا اميرالمؤمنين ما فعلت و لا هذه كتبي و لا خطي و لا خاتمي فانتضي من السيف ذراعا فقلت انا لله مضي الرجل و جعلت في نفسي ان امرني فيه بأمر ان اعصيه لأنني ظننت انه يأمرني ان آخذ السيف فاضرب به جعفرا فقلت ان امرني ضربت المنصور و ان اتي ذلك علي و علي ولدي و تبت الي الله عزوجل مما كنت [ صفحه 101] نويت فيه اولا فاقبل يعاتبه و جعفر يعتذر ثم انتضي السيف الا شيئا يسيرا منه فقلت انا لله مضي و الله الرجل ثم غمد السيف و اطرق ساعة ثم رفع رأسه و قال اظنك صادقا ثم اذن له بالجلوس و قال اجلس يا ابن عمي و قال يا ربيع هات العتيبة من موضع كانت فيه في القبة فاتيته بها فقال ادخل يدك فيها فكانت مملوءة غالية وضعها في لحيته و كانت بيضاء فاسودت و اعطاه عشرة ألاف درهم و أركبه علي دابة من دوابه و شيعه ورده الي منزله مكرما و قال يا ربيع خيره بين المقام عندنا مكرما و الانصراف قال الربيع فخرجنا من عنده و انا مسرور بسلامة جعفر و متعجب مما أراد المنصور اولا و ما صار اليه من امره فلما وجدت المنصور في خلوته قلت يا اميرالمؤمنين رأيت منك عجبا رأيت غضبك علي جعفر حتي بلغ الأمر ان تقتله بالسيف ثم انجلي ذلك كله فاكرمته فقال يا ربيع انظر من في الدار فنحهم فنحيتهم و قال اكتم هذا الخبر و لا أحب ان يبلغ ولد فاطمة فيفتخرون علينا و لئن سمعت ما القيته عليك من أحد لأقتلنك و ولدك و لأخذن مالك قال قلت يا اميرالمؤمنين اعيذك بالله قال يا ربيع فلما هممت به في المرة الاولي تمثل لي رسول‌الله (ص) فاذا هو حائل بيني و بينه باسط كفيه حاسر عن ذراعيه قد عبس و قطب في وجهي ثم هممت به في المرة الثانية و انتضيت من السيف اكثر مما انتضيت منه في المرة الاولي فاذا انا برسول‌الله (ص) قد قرب مني و دنا شديدا و هم بي ان لو فعلت لضربني فامسكت ثم تجاسرت و قلت لعله توهم مني ثم انتضيت السيف في الثالثة فتمثل لي رسول‌الله (ص) باسط ذراعيه قد تشمر و احمر و عبس و قطب حتي كاد ان يضع يده علي فخفت منه و كان مني ما رأيت فاياك ان يسمع منك أحد. [ صفحه 102] (اقول) ان المنصور لما هم بقتل امامنا الصادق (ع) تمثل له رسول‌الله و قربت منه و عبس و قطب في وجهه لا لمرة واحدة بل ثلاث مرات بحيث لو ضرب الامام لضربه رسول‌الله (ص) فخاف اللعين و امسك عما أراد أقول يا ليت تمثل رسول‌الله (ص) يوم عاشوراء لذاك اللعين الذي اقبل و جلس علي صدر ابي‌عبدالله (ع): و مر يحز النحر غير مراقب من الله لا يخشي و لا يتوجل و لعمري ان رسول‌الله (ص) كان حاضرا و هو ينظر الي ولده و يراه يخور في دمه و يتلظي عطشا ولكن كل الذي قضي فهو كائن و كان امر الله قدرا مقدورا: احسين هل و افاك جدك زائرا و راك مقطوع الوتين معفرا ام هل دري بك حيدر في كربلا تربا صريعا ظاميا ام ما دري من مبلغ الزهراء ان سليلها ثاو ثلاثا بالعرا لن يقبرا

في بعض معاجز الصادق

عج بالمطي علي بقيع الغرقد و اقر التحية جعفر بن محمد قل يا ابن بنت محمد و وصيه يا نور كل هداية لم تجحد يا ابن الهدي و ابا الهدي انت الهدي يا نور حاضر سر كل موحد يابن النبي محمد انت الذي اوضحت قدص ولاء آل محمد يا سادس الأنوار يا علم الهدي ضل امرء بولائكم لم يهتد يا صادقا شهد الاله بصدقه فكفي شهادة ذي‌الجلال الامجد أحد القابه الصادق و يقال انما سمي صادقا لانه ما جري عليه قط [ صفحه 103] زلل و لا تحريف و قيل ان المنصور لقبه بالصادق و الحق ما اخبر به الامام زين‌العابدين (ع) لما اخبر عن الأئمة من بعده قال الامام بعدي ابني محمد و اسمه في التوراة باقرا يبقر العلم بقرا هو الحجة و الامام بعدي و من بعد محمد ابنه جعفر و اسمه عند اهل السماء الصادق سئل الراوي فكيف صار اسمه الصادق و كلكم صادقون فقال (ع) ان رسول‌الله (ص) قال اذا ولد ابني‌جعفر بن محمد فسموه بالصادق فان الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدعي الامامة اجتراء علي الله عزوجل و كذبا عليه فهو عندالله جعفر الكذاب الخبر يأتي ان شاء بتمامه في أحوال الحجة (عج) و اسمه الشريف جعفر و الجعفر النهر الصغير و جعفر نهر في الجنة و كان حفص بن غياث اذا حدث عنه قال حدثني خير الجعافر جعفر بن محمد و كان علي بن غراب يقول حدثني الصادق جعفر بن محمد و كان مالك ربما قال حدثني الثقة يعني جعفر بن محمد و هو حجة الله و الامام بنص من ابائه الكرام و عنده ذخاير الانبياء و مواريث الاوصياء و كان يقول (ع) ان عندي سيف رسول‌الله (ص) و ان عندي لراية رسول‌الله المغلبة و ان عندي لخاتم سليمان بن داود و ان عندي الطست الذي كان موسي يقرب بها القربان و ان عندي الأسم الذي كان رسول‌الله (ص) اذا وضعه بين المسلمين و المشركين لم يصل من المشركين الي المسلمين نشابة و ان عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة و مثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني‌اسرائيل يعني انه كان دلالة علي الامامة و الواح موسي عندنا و عصا موسي عندنا و نحن ورثة النبيين علمنا غابر و مزبور و نكت في القلوب و نقر في الأسماع و ان عندنا الجفر الاحمر و الجفر الأبيض و مصحف فاطمة و ان عندنا الجامعة [ صفحه 104] فيها مايحتاج الناس اليه ما من نبي و لا وصي و لا ملك الا و هو في كتاب عندي يعني مصحف فاطمة و الله ان فينا من ينكب في قلبه و ينقر في اذنه و تصافحه الملائكة و ضرب بيده الي مساور في البيت فقال مساور طالما و الله اتكأت عليها الملائكة و ربما التقطنا من زغبها اما و الله لربما و سدنا لهم الوسائد في منازلنا (بيان) مساور جمع مسور كمنبر متكأ من الأدم (اقول) من كان علمه نكتا في القلب و نقرا في السمع و خبر الملائكة و وراثة من آبائه و عنده الجفر الجامعة و مصحف فاطمة فهل يخفي عليه شي‌ء في المشرق و المغرب لا و الله بل هو كما قال (ع) اني لأعلم ما في السموات و أعلم ما في الارض و أعلم ما في الدنيا و أعلم ما في الآخرة و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار بل في خبر قال اني اعلم ما في ارحام النساء و اصلاب الرجال و قد مضي في احوال امامنا الباقر (ع) يقول و الله لا يخفي علينا شي‌ء من اعمالكم فاحضرونا جميعا و مما يزيد لك برها ان ملكا من الملوك كان من محبي اهل‌البيت و كان من شيعة جعفر (ع) بعث في بعض السنين الي الصادق (ع) شيئا من الطيب و بعضا من الحلي و الحلل و بعث اليه بجارية حسناء و من الدراهم و الدنانير شيئا كثيرا علي يد وزير له يسمي ميزاب و هو كما في (البحار و المناقب) كتب كتابا الي الصادق (اما بعد) فقد هدانا الله علي يديك و قد جعلنا من مواليك و قد وجهنا نحوك بجارية ذات حسن و جمال معي شي‌ء من الطيب و الحلي و الحلل و شي‌ء من الذهب و الفضة علي يد اميني و وزيري ميزاب فلما دخل ميزاب في المدينة و استوذن له من الصادق (ع) ابي أن يأذن له فبقي سنة كاملة محجوبا حتي شفع فيه جماعة فاذن (ع) له فامر (ع) بطي الحصر فلما دخل ميزاب [ صفحه 105] الهندي برك علي ركبتيه و قال اصلح الله الامام حجبتني سنة كاملة اهكذا افعال أولاد الانبياء فاطرق رأسه ثم رفع رأسه و قال (فلتعلمن نبأه بعد حين) ثم اخذ الكتاب و قرءه (ع) و قال ارجع يا خائن الي من بعثك بهداياه فقال الوزير أبعد سنة هذا جوابي قال (ع) هذا جوابك عندي قال و لم قال (ع) لخيانتك قال و ما خيانتي و كان الوزير لابسا فروة من شدة البرد فقال (ع) فان شهدت فروتك هذه بخيانتك تقر أنت بخيانتك قال نعم فامر (ع) بفروته ان تبسط علي الارض ثم صلي ركعتين و سجد و قال في سجوده اللهم اني اسألك بمعاقد العز من عرشك و منتهي الرحمة من كتابك ان تصلي علي محمد عبدك و رسولك و امينك في خلقت و ان تنطق فروة هذا الهندي بفعله بلسان عربي مبين ثم رفع رأسه و قال ايها الفرو الطايع لرب العالمين تكلم بما تعلم من هذا الهندي وصف لنا ما جني فانبسطت حتي ضاق عليها المكان ثم قلصت حتي صارت كشاة و قال يا ابن الله رسول ان الملك استأمنه علي الجارية و كان امينا حتي مطر علهيم ليلا و ابتل ثيابهم فانفذ خدامه الي شراء شي‌ء من الحطب لينشف الثياب فخرجت الجارية مكشوفة ساقيها فهواها و ما زال يكابدها حتي باضعها علي فسألك ان تجيرني من النار من فساد هذا الزاني فجعل ميزاب يرتعد و يستعفني فقال (ع) لا اعفي عنك الا ان تقر بما جنيت فاقر بجميع ذلك فامره ان يلبس الفروة فلما لبسها خنق عليه حتي اسود عنقه فامرها ان تخلي عنه ثم قال ردها الي صاحبها فلما ردها اليه خوفها الملك فذكرت الجارية ما وقع بينها و بين ميزاب فامر بضرب عنق ميزاب و هذا معني قوله (ع) و الله لا يخفي علينا شي‌ء من اعمالكم يري في مكانه ما شاء ان يري و يسمع في مكانه [ صفحه 106] ما شاء ان يسمع قال داود الرقي خرج رجلان من اهل الكوفة و هما اخوة لزيارة قبر الحسين (ع) فعطش احدهما في الطريق عطشا شديدا فكلما طلبا ماء لم يجداه فسقط الرجل من شدة العطش عن ظهر دابته و كادت ان تفارق روحه و جسده فقام اخوه بين يديه و صلي ركعتين و دعا الله و رسوله و الأئمة (ع) حتي بلغ الي جعفر بن محمد (ع) فلم يزل يدعوه و يلوذ به و ينادي المستغاث بك يا سيدي يا جعفر بن محمد فاذا هو برجل واقف و بيده قطعة عود و قال يا هذا ضع العود بين شفتيه ففعل ذلك فاذا هو قد فتح عينيه فاستوي جالسا و لا عطش به فمضيا حتي و صلا و زارا القبر و انصرفا الي الكوفة فسافر الرجل صاحب الدعوة الذي استغاث بالصادق (ع) حتي دخل المدينة و ورد علي الصادق (ع) فقال (ع) له اجلس ما حال اخيك و اين العود فقال يا سيدي اني لما اصبت باخي اغتممت غما شديدا فلما رد الله روحه نسبت العود من الفرح فقال (ع) اعرفت ذلك الرجل الذي اعطاك العود قال لا قال ذاك اخي الخضر فلما دعوتني و أغثت بي بعثت اليك علي يديه قطعة عود من شجرة طوبي ثم التفت الي خادمه فقال له علي بالسفط فاتي به ففتحه و اخرج منه قطعة العود بعيتها فاراها حتي عرفها وردها الي مكانها الي السفط (اقول) هذا رجل من الشيعة عطش في طريقه فاستغاث بامامه فاجابه و نجاه فاذا عطش الامام بمن يستغيث و بمن يستجير يستغيث بامام قبله و بجده و بابائه لما سقط الحسين (ع) من علي متن جواده نهض ليقوم فلم يستطع بكي بكاء عاليا و نادي وا جداه وا با القاسماه وا محمداه وا علياه و اخاه وا حسناه وا جعفراه وا عقيلاه وا عباساه ثم قال وا غربتاه وا وحدتاه وا عطشاه الخ. [ صفحه 107] سمعت هاتين المعجزتين و لنتل عليك معاجز اخري و نختم المجلس بذكر هذه المعاجز و من معاجزه معجزة اظهرها لاسماعيل الحميري و لما رأي تلك المعجزة تبصر و استبصر و ترك مذهب الكيسانية و تشيع و اقر بامامة الصادق عليه‌السلام و انشأ أبياتا في ذلك و ذلك كما في (البحار و المناقب) كان الامام (ع) جالسا في مجلسه و معه جماعة من شيعته فذكر السيد اسماعيل الحميري فقال الصادق (ع) السيد كافر فبلغه ذلك فجاء عند الصادق (ع) و قال سيدي انا كافر مع شدة حبي لكم و معاداتي لعدوكم قال (ع) و ما ينفعك و انت كافر بحجة الدهر و حجة الزمان ثم اخذه بيده و ادخله بيتا فاذا في البيت قبر فصلي ركعتين ثم ضرب بيده علي القبر فانشق و خرج شخص ينفض التراب عن رأسه و لحيته فقال له الصادق (ع) من انت قال انا محمد بن علي المسمي بابن الحنفية قال (ع) فمن انا قال جعفر بن محمد حجة الدهر و الزمان فتاب السيد من ساعته علي يد الامام و سأله الدعاء و كان يقول قد ضللت زمانا ولكن من الله علي بالصادق جعفر بن محمد (ع) فانقذني من النار و هداني الي سواء الصراط و انشأ السيد هذه الأبيات: تجعفرت باسم الله و الله اكبر و ايقنت ان الله يعفو و يغفر و دنت بدين غير ما كنت دينا به و نهاني سيد الناس جعفر فقلت فهبني قد تهودت برهة و الا فديني دين من ينتصر فاني الي الرحمن من ذاك تائب و اني قد اسلمت و الله اكبر و لست بغال ما حبيت و راجع الي ما عليه كنت اخفي و اظهر فتاب بعد ما كان علي طريق الكيسانية و هم الذين يقولون بامامة محمد ابن الحنفية و هم ايضا قد اختلفوا في طريقهم منهم من قطع بموت محمد بن [ صفحه 108] الحنفية و منهم من زغم انه لم يمت و انه حي في جبال رضوي و كان (كثير الشاعر) كيسانيا و يقول ان محمد بن الحنفية هو المهدي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و يقول: الا ان الأئمة من قريش ولاة الحق اربعة سواء علي و الثلاثة من بنيه هم الاسباط ليس بهم خفاء فسبط سبط ايمان و بر و سبط غيبته كربلاء و سبط لا تراه العين حتي يقود الخيل يتبعها اللواء يغيب فلا يري فيهم زمانا برضوي عنده عسل و ماء و كان السيد اسماعيل ايضا يعتقد ان محمد بن الحنفية غاب و سيظهر و له ابيات: ألا قل للوصي فدتك نفسي اطلب بذلك الجبل المقاما و عادوا فيك اهل الأرض طرا مغيبك عنهم سبعين عاما و ما ذاق ابن خولة طعم موت و لا وارت له ارض عظاما لقد أمسي بمردف شعب رضوي تراجعه الملائكة الكلاما فلما بصره الأمام و تبصر و تاب علي يد الامام و ترك هذه الطريقة سأل عن الغيبة و صحة كونها و بمن يقع فقال (ع) ستقع بالسادس من ولدي و هو الثاني‌عشر من الأئمة الهداة أولهم أميرالمؤمنين علي بن ابي‌طالب و آخرهم القائم بالحق بقية الله في الأرض و صاحب الزمان و الله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتي يظهر و يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما قال السيد فلما سمعت ذلك من الصادق (ع) تبت الي الله (ع) علي يديه و قلت قصيدة اولها: تجعفرت [ صفحه 109] و للسيد ابيات كثيرة في مدح اميرالمؤمنين (ع) و ساير اهل‌البيت و كان الصادق (ع) يحبه حبا كثيرا و لما توفي ترحم عليه بل و بعث اليه بكفن و سدر و كافور قيل للصادق (ع) ان اسماعيل الحميري يرتكب بعض الكبائر فقال (ع) حدثني ابي عن جدي ان محبي آل محمد لا يخرجون من الدنيا الا تائبين و قد تاب و الظاهر انه ليس هاشميا و السيد اسمه و هو السيد ابن محمد الحميري روي ان اباعبدالله (ع) لقي السيد ابن محمد الحميري و قال سمتك امك سيدا و وقفت في ذلك و انت سيد الشعراء و روي الحسين ابن الحرب قال دخلت علي السيد في مرضه فوجدته يساق به و عنده جماعة من العثمانية من خزانته و كان السيد جميل الوجه رحب الجبهة حسن الصورة فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة ثم لم تزل تزيد حتي طبقت وجهه فاغتمت الشيعة و ظهر السرور من النواصب فقال السيد هكذا يفعل باوليائكم يا اميرالمؤمنين اذ بدت لمعة بيضاء لم تزل تزيد و تنمو حتي ابيض وجهه كأنه القمر ليلة البدر و افتر السيد ضاحكا و انشأ يقول: كذب الزاعمون ان عليا لا ينجي محبه من هنات قد و ربي دخلت جنة عدن و عفا لي الأله عن سيئات فابشروا اليوم اولياء علي و تولوا عليا حتي الممات ثم من بعده تولوا بنيه واحدا بعد واحد بالصفات ثم قال اشهد ان لا اله الا الله حقا حقا و اشهد ان محمدا حقا حقا و اشهد ان عليا اميرالمؤمنين حقا حقا ثم غمض عينيه فكأنما كانت روحه زبانية طفيت فانتشر هذا الخبر في الناس فشهدوا جنازته ظلمة المعاصي سودت وجهه ثم ظهر نور الولاية و غلب علي الظلمة ابيض وجهه كأبيض [ صفحه 110] ما يكون نعم ان نور الولاية يذهب بسواد الوجه في الدارين و ان كان السواد ذاتيا كما في قصة جون مولي ابي‌ذر وقف الحسين (ع) يوم عاشوراء عليه و قال اللهم بيض وجهه و طيب ريحه و احشره مع الابرار و عرف بينه و بين محمد و آله روي عن الباقر (ع) عن علي بن الحسين (ع) ان الناس كانوا يحضرون المعركة و يدفنون القتلي فوجدوا جونا بعد عشرة ايام تفوح منه رائحة المسك و وجهه كالبدر في ليلة تمامه و كماله رجعنا الي ما كنا فيه و من معجزات الصادق عليه‌السلام معجزة اظهرها السهل بن الحسن الخراساني كما في (البحار و المناقب) دخل سهل بن الحسن الخراساني علي الصادق (ع) و قال يا ابن‌رسول‌الله لكم الرأفة و الرحمة و انتم أهل‌بيت الامامة ما الذي يمنعك ان يكون لك حق تقعد عنه و انت تجد من شيعتك ماة الف الف يضربون بين يديك بالسيف فقال (ع) اجلس يا خراساني رعي الله حقك ثم قال يا حنفية سجري التنور فسجرته حتي صارت كاملة ثم قال يا خراساني قم فاجلس في التنور قال يا ابن‌رسول‌الله يا سيدي اقلني اقالك الله لا تعذبني بالنار فما جنيت بشي‌ء فقال (ع) قد اقلتك فبينما هو جالس اذ اقبل هرون المكي و بيده نعلاه فقال السلام عليك يا ابن‌رسول‌الله قال و عليك السلام يا هارون الق النعل و اجلس في التنور قال سمعا و طاعة فالقي النعل من سبابته ثم جلس في التنور و اقبل الأمام يحدث الخراساني حديث خراسان حتي كأنه شاهد خراسان ثم قال يا خراساني و انظر ما في التنور فقام و اشرف علي التنور و اذا بهارون جالس متربعا فقال الامام (ع) اخرج يا هارون فخرج و سلم علي الامام ثم قال (ع) يا خراساني كم تجد بخراسان مثل هذا قال و لا واحدا و الله فقال (ع) و الله و لا واحدا انا [ صفحه 111] لا نخرج في زمان لا نجد خمسة معاضدين لنا نحن أعلم بالوقت سبحان الله فيا عجباه مع تلك الأحبة و كثرة الشيعة في ذلك الزمان ما حصل لهم خمسة نفر معاضدين يطمئنون بهم و يعرفونهم في اعلي درجة المودة و اقصي غاية الأخاه و الفتوة و من هنا يعلم ان تأخير الظهور ليس الا عدم تكميل النقباء و هم ثلاثمأة و ثلاثة عشر رجلا لو تمت عدتهم لظهر الحجة (عج) ما اشبه كلام الصادق (ع) بكلام اميرالمؤمنين (ع) لما اخرجوه للبيعة و قالوا له بايع خليفة رسول‌الله و الا ضربنا عنقك فدمعت عينا اميرالمؤمنين (ع) و بكي و التفت الي قبر رسول‌الله (ص) و قال يا ابن ام ان القوم لستضعفوني و كادوا يقتلونني ثم قال اللهم اشهد و انك تعلم ان النبي (ص) قال لي ان تموا عشرين فجاهدهم و هو قولك ان يكن منكم عشرون صابرون و يغلبوا مأتين و ان لم تجد اعوانا فبايع واحقن دمك ثم مد يده الخ فعلي هذا لو حصل لعلي عشرون نفرا كان يجاهدهم و يقوم بامر الخلافة لكن ما حصل له ارتد الناس الا ثلاث أو اربع فلما رأوا غربة علي و ارتداد الناس و اعراضهم عن علي اقبلوا علي باب داره و صنعوا ما صنعوا عصروا الزهراء ما بين الحائط و الباب و كسروا ضلعها و اسقطوا جنينها و فعلوا ما فعلوا

في وفاته و بعض معاجزه

و لله افلاك البقيع فكم بها كواكب من آل النبي غوارب حوت منهم ما ليس تحويه بقعة و نالت بهم ما لم تنله الكواكب فبوركت ارضا كل يوم و ليلة تطوف من الاملاك فيك كنائب و فيك الجبال الشم حلما هو امد و فيك البحور الفعم جودا نواصب مناقبهم مثل النجوم كأنها مصائبهم لم يحصها الدهر حاسب [ صفحه 112] و هم للوري اما نعيم مؤبد و اما عذاب في القيمة واصب روي علي بن ابي‌حمزة قال حججت مع الصادق (ع) فجلسنا في بعض الطريق تحت نخلة يابسة فحرك شفتيه بدعاء لم افهمه ثم قال يا نخلة اطعمينا مما جعل الله فيك من رزق عباده قال فنظرت الي النخلة و قد تمايلت نحو الصادق و عليها اوراقها و عليها الرطب قال - ع - ادن و سم و كل فاكلنا منها رطبا اعذب رطب و اطيبه فاذا نحن باعرابي يقول ما رأيت كاليوم سحرا أعظم من هذا فقال الصادق (ع) نحن ورثة الأنبياء ليس فينا ساحر و لا كاهن بل ندعو الله فيجيب فان احببت ان ادعو الله فيمسخك كلبا تهتدي الي منزلك و تدخل عليهم و تبصبص لأهلك قال الاعرابي بجلهه بلي فادع الله فصار كلبا في وقته و مضي علي وجهه فقال الصادق (ع) اتبعه فاتبعته حتي صار الي منزله فجعل يبصبص لأهله و ولده فاخذوا له عصا فاخرجوه فلنصرفت الي الصادق (ع) فاخبرته بما كان فبينما نحن في حديثه اذ اقبل حتي وقف بين يدي الصادق (ع) و جعلت دموعه تسيل فاقبل يتماغ في التراب فيعوي فرحمه فدعا الله فعاد اعرابيا فقال الصادق (ع) هل امنت يا اعرابي قال نعم الفا و الفا في (البحار) قال يونس بن ظبيان كنت عند الصادق (ع) مع جماعة فقلت قول الله لابراهيم فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك أكانت أربعة من اجناس مختلفة أو من جنس واحد قال اتحبون ان اريكم مثله قلنا بلي قال يا طاوس فاذا طاوس طار الي حضرته ثم قال يا غراب فاذا غراب بين يديه ثم قال يا بازي فاذا بازي بين يديه ثم قال يا حمامة فاذا حمامة بين يديه ثم امر بذبحها كلها و تقطيعها و نتف ريشها و ان يخلط ذلك كله بعضه ببعض ثم أخذ برأس الطاوس [ صفحه 113] فرأينا لحمه و عظامه و ريشه يتميز من غيرها حتي الصق ذلك برأسه و قام الطاوس بين يديه حيا ثم صاح بالغراب كذلك و بالبازي كذلك و الحمامة كذلك فقامت كلها احياء بين يديه عن المفضل بن عمر قال كنت امشي مع ابي‌عبدالله الصادق (ع) بمكة او بمني اذ مررنا بامرأة بين يديها بقرة ميتة و هي و صبية لها تبكيان فقال (ع) ما شأنك قالت كنت و صباياي نعيش من هذه البقرة و قد ماتت لقد تحيرت في امري قال (ع) افتحبين ان يحييها الله لك قالت او تسخر مني مع مصيبتي قال (ع) كلا ما اردت ذلك ثم دعا بدعاء ثم ركضها برجله و صاح بها فقامت البقرة مسرعة سوية فقالت عيسي بن مريم و رب الكعبة فدخل الصادق (ع) بين الناس فلم تعرفه المرأة. في (البحار) روي صفوان بن يحيي قال قال لي العبدي قالت اهلي قد طال عهدنا بالصادق (ع) فلو حججنا و جددنا به العهد فقلت لها و الله ما عندي شي‌ء احج به فقالت عندنا كسوة و حلي فبع ذلك و تجهز به ففعلت فلما صرنا قرب المدينة مرضت مرضا شديدا و اشرفت علي الموت فلما دخلنا المدينة خرجت من عندها و انا آيس منها فاتيت الصادق (ع) و عليه ثوبان ممصران فسلمت عليه فاجابني و سألني عنها فعرفته خبرها و قلت اني خرجت و قد آيست منها فاطرق مليا ثم قال يا عبدي انت حزين بسببها قلت نعم قال لا بأس عليها فقد دعوت الله لها بالعافية فارجع اليها فانك تجدها قاعدة و الخادمة تلقمها الطبرزد قال فرجعت اليها مبادرا فوجدتها قد افاقت و هي قاعدة و الخادمة تلقمها الطبرزد فقلت ما حالك قالت قد صب الله علي العافية صبا و قد اشتهيت هذا السكر فقلت خرجت من عندك آيسا فسألني الصادق [ صفحه 114] عنك فاخبرته بحالك فقال لا بأس عليها ارجع اليها فهي تأكل السكر قالت يا هذا خرجت من عندي و انا اجود بنفسي فدخل علي رجل عليه ثوبان ممصران قال مالك قلت انا ميتة و هذا ملك الموت قد جاء يقبض روحي فقال يا ملك الموت قال لبيك ايها الأمام قال ألست امرت بالسمع و الطاعة لنا قال بلي قال فاني امرك ان تؤخر امرها عشرين سنة قال السمع و الطاعة قال فخرج هو و ملك الموت فافقت من ساعتي. (بيان) قال الفيروز آبادي المصر بالكسر الطين الأحمر و المصر كمعظم المصبوغ به في (البحار) عن بن ابي فاختة قال كنا جماعة عند ابي‌عبدالله عليه‌السلام (ع) فقال لنا خزائن الأرض و مفاتيحها و لو شئت ان اقول باحدي رجلي اخرجي ما فيك من الذهب لأخرجت فقال باحدي رجليه فخطها في الأرض خطا فانفجرت الأرض ثم مال بيده فاخرج سبيكة ذهب قدر شبر فتناولها فقال انظروا فيها حسا حسنا حتي لا تشكو ثم قال انظروا في الأرض فاذا سبائك في الارض كثيرة بعضها علي بعض يتلألأ فقال له بعضنا جعلت فداك اعطيتم كل هذا و شيعتكم محتاجون فقال ان الله سيجمع لنا و لشيعتنا الدنيا و الآخرة و يدخلهم جنات النعيم و يدخل عدونا الجحيم و فيه قال الراوي حملت مالا لابي عبدالله (ع) فاستكثرته في نفسي فلما دخلت عليه دعا بغلام و اذا طشت في آخر الدار فامره ان يأتي به ثم تكلم بكلام لما اتي بالطشت فانحدرت الدنانير من الطشت حتي حالت بيني و بين الغلام ثم التفت الي و قال اتري نحتاج الي ما في ايديكم انما نأخذ منكم ما نأخذ لنطهركم. [ صفحه 115]

فيما ورد عليه من المنصور و شهادة الامام الصادق

و معجزاته أكثر من ان تحصي و اوفر من ان تستقصي و نحن ذكرنا بقدر يليق بهذا المختصر ثم اخذنا و شرعنا في ذكر ما يتعلق بوفاته و ما ورد عليه من المخالفين من الصدمات و الأهانات و هو ايضا لا يخلو عن الاعجاز في (البحار) عن المهج قال الربيع صاحب المنصور حججت مع ابي‌جعفر المنصور فلما كان في بعض الطريق قال لي المنصور يا ربيع اذا نزلت المدينة فاذكر لي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (ع) فو الله العظيم لا يقتله احد غيري احذر تدع ان تذكرني به قال فلما صرنا الي المدينة انساني الله عزوجل ذكره قال فلما صرنا الي مكة قال لي يا ربيع ألم آمرك ان تذكرني بجعفر بن محمد اذا دخلنا المدينة قال فقلت نسيت ذلك يا مولاي يا اميرالمؤمنين قال فقال لي اذا رجعت الي المدينة فذكرني به فلا بد من قتله فان لم تفعل لأضربن عنقك فقلت نعم يا اميرالمؤمنين ثم قلت لغلماني و اصحابي ذكروني بجعفر بن محمد اذا دخلت المدينة ان‌شاءالله تعالي فلم يزل غلماني و اصحابي يذكروني به في كل وقت و منزل ندخله و ننزل فيه حتي قدمنا المدينة فلما نزلنا بها دخلت الي المنصور فوقفت بين يديه و قلت له يا اميرالمؤمنين جعفر بن محمد قال فضحك و قال لي نعم يا ربيع اذهب فائتني به و لا تأتني به الا مسحوبا قال فقلت له يا مولاي يا اميرالمؤمنين حبا و كرامة و انا افعل ذلك طاعة لأمرك قال ثم نهضت و انا في حال عظيم من ارتكابي ذلك قال فاتيت الامام الصادق جعفر بن محمد (ع) و هو جالس في وسط داره فقلت له جعلت فداك ان اميرالمؤمنين يدعوك اليه فقال لي السمع و الطاعة ثم نهض و هو يمشي معي قال قلت له يا ابن‌رسول‌الله انه امرني ان لا آتيه بك الا مسحوبا قال فقال الصادق (ع) امتثل يا ربيع ما امرك به قال فاخذت بطرف كمه اسوقه اليه فلما ادخلته اليه رأيته و هو [ صفحه 116] جالس علي سريره و في يده حديد يريد ان يقتله به و نظرت الي جعفر (ع) و هو يحرك شفتيه فلم اشك انه قاتله و لم افهم الكلام الذي كان جعفر يحرك شفتيه به فوقفت انظر اليهما قال الربيع فلما قرب منه جعفر ابن محمد قال له المنصور ادن مني يا ابن عمي و تهلل وجهه و قربه منه حتي اجلسه معه علي السرير ثم قال يا غلام ائتني بالحقة فاتاه بالحقة فاذا فيه قدح الغالية فغلفه منها بيده ثم حمله علي بغلة و امر له ببدرة و خلعة ثم امره بالانصراف قال فلما نهض من عنده خرجت بين يديه حتي وصل الي منزله فقلت له بابي انت و امي يا ابن‌رسول‌الله اني لم اشك فيه ساعة تدخل عليه يقتلك و رأيتك تحرك شفتيك في وقت دخولك فما قلت قال لي نعم يا ربيع اعلم اني قلت حسبي الرب من المربوبين الي آخر الدعاء في (مهج الدعوات) قال في (البحار) و روي ان المنصور لما أراد قتل ابي‌عبدالله (ع) استدعي قوما من الاعاجم لا يفهمون و لا يعقلون فخلع عليهم الديباج و الوشي و حمل اليهم الاموال ثم استدعاهم و كانوا مأة رجل و قال للترجمان قل لهم ان لي عدوا يدخل علي الليلة فاقتلوه اذا دخل قال فاخذوا اسلحتهم و وقفوا ممتثلين لأمره فاستدعي جعفرا و امره ان يدخل وحده للترجمان قل لهم هذا عدوي فقطعوه فلما دخل (ع) و نظروا اليه هؤلاء تعاووا عوي الكلب و رموا اسلحتهم و كتفوا ايديهم الي ظهورهم و خروا له سجدا و مرغوا وجوههم علي التراب فلما رأي المنصور ذلك خاف علي نفسه و قال ما جاء بك قال انت و ما جئتك الا مغتسلا محنطا فقال المنصور معاذ الله ان يكون ما تزعم ارجع راشدا فرجع جعفر (ع) و القوم علي وجوههم سجدا فقال للترجمان قل لهم لم لا قتلتم عدو الملك [ صفحه 117] فقالوا نقتل و لينا الذي يلقانا كل يوم و يدبر امرنا كما يدبر الرجل ولده و لا نعرف وليا سواه فخاف المنصور من قولهم و سرحهم تحت الليل ثم قتله عليه‌السلام بالسم بعد ما رده الي المدينة في (البحار) عن قيس بن الربيع ان ابيه قال دعاني المنصور و قال اما تري ما هو هذا يبلغني عن هذا الحبشي قلت و من هو يا سيدي قال جعفر بن محمد و الله لاستأصلن شافته ثم دعا بقائد من قواده فقال انطلق الي المدينة في الف رجل فاهجم علي جعفر بن محمد و خذ رأسه و رأس ابنه موسي بن جعفر في مسيرك فخرج القائد من ساعته حتي قدم المدينة و اخبر جعفر بن محمد (ع) فامر (ع) بناقتين فاوثقهما علي باب البيت و دعا باولاده موسي و اسماعيل و عبدالله و محمد فجمعهم و قعد في المحراب و جعل يهمهم قال ابوبصير فحدثني سيدي موسي بن جعفر (ع) ان القائد هجم عليه فرأيت ابي و قد همهم بالدعاء فاقبل القائد و كل من كان معه قال خذوا رأس هذين القائمين فاجتزوا رأسيهما ففعلوا و انطلقوا الي المنصور فلما دخلوا عليه اطلع المنصور في المخلاة التي كان فيها الرأسان فاذا هما رأسا ناقتين فقال المنصور و أي شي‌ء هذا قال يا سيدي ما كان بأسرع من اني دخلت البيت الذي فيه جعفر بن محمد فدار رأسي و لم انظر ما بين يدي فرأيت شخصين قائمين خيل الي انهما جعفر و موسي ابنه فاخذت رأسيهما فقال المنصور اكتم علي فما حدثت به احدا حتي مات قال الربيع فسألت موسي بن جعفر (ع) عن الدعاء فقال سألت ابي عن الدعاء فقال هو دعاء الحجاب و ذكر الدعاء و وقع نظير هذه في بغداد في (البحار) روي عن رجل من كنده و كان سياف بني‌العباس قال جاء ابوالدوانيق بابي عبدالله (ع) و اسماعيل امر بقتلهما و هما محبوسان في بيت [ صفحه 118] فاتي عليه اللعنة اباعبدالله (ع) ليلا فاخرجه و ضربه بسيفه حتي قتله ثم اخذ اسماعيل ليقتله فقاتله ساعة ثم قتله ثم جاء اليه فقال ما صنعت قال لقد قتلتهما و ارحتك منهما فلما اصبح اذا ابوعبدالله و اسماعيل جالسان فاستأذنا فقال ابوالدوانيق للرجل ألست زعمت انك قتلتهما قال بلي لقد اعرفهما كما اعرفك قال فاذهب الي الموضع الذي قتلتهما فيه فجاء فاذا بجزورين منحورين قال فبهت و رجع فنكس رأسه و قال لا يسمعن منك هذا احد فكان كقوله تعالي في عيسي (و ما قتلوه و ما صلبوه ولكن شبه لهم) في (البحار) عن يونس بن ابي‌يعفور قال حدثنا جعفر بن محمد الصادق (ع) قال لما قتل ابراهيم بن عبدالله بن الحسن بباخمري وحشرنا من المدينة فلم يترك فيها منا محتلم حتي قدمنا الكوفة فمكثثا فيها شهرا نتوقع فيها القتل ثم خرج الينا الربيع الحاجب فقال اين هؤلاء العلوية ادخلوا علي اميرالمؤمنين رجلين منكم من ذوي الحجي قال فدخلنا اليه انا و الحسن ابن زيد فلما صرت بين يديه قال لي انت الذي تعلم الغيب قلت لا يعلم الغيب الا الله قال انت الذي يجبي اليك هذا الخراج قلت اليك يجبي يا اميرالمؤمنين الخراج قال اتدرون و لم دعوتكم قلت لا قال اردت ان اهدم رباعكم و اعور قليبكم و اعقر نخيلكم و انزلكم بالشراة لا يقربكم احد من اهل الحجاز و اهل العراق فانهم لكم مفسدة فقلت يا اميرالمؤمنين ان سليمان اعطي فشكر و ان ايوب ابتلي فصبر و ان يوسف ظلم فغفر و انت من ذلك النسل قال فتبسم و قال اعد علي فاعدت فقال مثلك فليكن زعيم القوم و قد عفوت عنكم و وهبت لكم جرم أهل البصرة و كان أهل البصرة قد عاونوا ابراهيم بن عبدالله بن الحسن الخ فقال حدثتني الحديث الذي حدثتني عن ابيك عن [ صفحه 119] آبائه عن رسول‌الله (ص) في الارحام قلت حدثني ابي عن ابائه عن علي عليه‌السلام عن رسول‌الله (ص) قال صلة الرحم تعمر الديار و تطيل الاعمار و تكثر العمار و ان كانوا كفارا فقال ليس هذا فقلت حدثني ابي عن ابائه عن علي عن رسول‌الله (ص) قال الارحام معلقة بالعرش تنادي اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني قال ليس هذا قلت حدثني ابي عن ابائه عن علي عن رسول‌الله (ص) قال ان الله عزوجل يقول انا الرحمن خلقت الرحم و شققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته و من قطعها قطعته قال ليس هذا قلت حدثني ابي عن آبائه عن علي عن رسول‌الله (ص) ان ملكا من ملوك الارض كان بقي من عمره ثلاث سنين فوصل رحمه فجعلها الله ثلاثين سنة فقال هذا الحديث اردت أي البلاد أحب اليك فو الله لأصلن رحمي اليكم قلنا المدينة فسرحنا الي المدينة و كفي الله مؤنته و دعاه يوما آخر و قال لأزهقن نفسك قال لا تعجل قد بلغت ثلاثا و ستين و فيها مات ابي و جدي علي بن ابي‌طالب (ع) فعلي كذا و كذا ان اذيتك بنفسي ابدا و ان بقيت بعدك ان اذيت الذي يقوم مقامك فرق له و اعفاه روي محمد بن عبدالله الاسكندري انه قال كنت من جملة ندماء اميرالمؤمنين المنصور ابي‌جعفر و خواصه و كنت صاحب سره من بين الجميع فدخلت عليه يوما فرأيته مغتما و هو يتنفس نفسا باردا فقلت ما هذه الفكرة يا اميرالمؤمنين فقال لي يا محمد لقد هلك من اولاد فاطمة (ع) مقدار مأة و قد بقي سيدهم و امامهم فقلت له من ذلك قال جعفر بن الصادق (ع) فقلت له يا اميرالمؤمنين انه رجل انحلته العبادة و اشتغل بالله عن طلب الملك و الخلافة فقال يا محمد و قد علمت انك تقول به و بامامته ولكن الملك عقيم [ صفحه 120] و قد أليت علي نفسي ان لا امسي عشيتي هذه او افرغ منه قال محمد و الله لقد ضاقت علي الأرض برحبها ثم دعا سيافا و قال له اذا انا حضرت اباعبدالله الصادق و شغلته بالحديث و وضعت قلنسوتي عن رأسي فهي العلامة بيني و بينك فاضرب عنقه ثم احضر اباعبدالله في تلك الساعة و لحقته في الدار و هو يحرك شفتيه فلم ادر ما الذي قرأ فرأيت القصر يموج كأنه سفينة في لجج البحار فرأيت اباجعفر المنصور و هو يمشي بين يديه حافي القدمين مكشوف الرأس قد اصطكت اسنانه و ارتعدت فرايصه يحمر ساعة و يصفر اخري و اخذ بعضد ابي‌عبدالله الصادق (ع) و اجلسه علي سرير ملكه و جثا بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه ثم قال له يا ابن‌رسول‌الله ما الذي جاء بك في هذه الساعة قال جئتك يا اميرالمؤمنين طاعة لله عزوجل و لرسول‌الله و لأميرالمؤمنين ادام الله عزه قال ما دعوتك و الغلط من الرسول ثم قال سل حاجتك فقال اسألك ان لا تدعوني لغير شغل قال لك ذلك و غير ذلك ثم انصرف ابوعبدالله سريعا و حمدت الله عزوجل و دعا ابوجعفر المنصور بالدواويج و نام و لم ينتبه الا في نصف الليل فلما انتبه كنت عند رأسه جالسا فسره ذلك و قال لي لا تخرج حتي اقضي ما فاتني من صلواتي فاحدثك بحديث فلما قضي صلواته اقبل علي و قال لي لما احضرت اباعبدالله الصادق (ع) و هممت به ما هممت من السوء رأيت تنينا قد حوي بذنبه جميع داري و قصري و قد وضع شفتيه العليا في اعلاها و السفلي في اسفلها و هو يكلمني بلسان طلق ذلق عربي مبين يا منصور ان الله تعالي جده قد بعثني اليك و امرني ان احدثت في ابي‌عبدالله الصادق شيئا فانا ابتلعك و من في دارك جميعا فطاش عقلي و ارتعدت فرائصي و اصطكت اسناني قال [ صفحه 121] محمد بن عبدالله الاسكندري قلت له ليس هذا بعجب يا اميرالمؤمنين و عنده من الأسماء و ساير الدعوات التي لو قرأها علي الليل لأنار و لو قرأها علي النهار لأظلم و لو قرأها علي الامواج في البحور لسكنت قال محمد فقلت له بعد ايام اتأذن لي يا اميرالمؤمنين ان اخرج الي زيارة ابي‌عبدالله الصادق (ع) فاجاب و لم يأب فدخلت علي ابي‌عبدالله الصادق (ع) و سلمت و قلت له اسألك يا مولاي بحق جدك محمد رسول‌الله (ص) ان تعلمني الدعاء الذي تقرؤه عند دخولك الي ابي‌جعفر المنصور قال لك ذلك ثم علمه الدعاء قد ذكر في محله و الحاصل ليس يوم منه بواحد و لم يزل روحي له الفدا في الشدة و المحنة يجرع كاسات الهموم غصة بعد غصة و يتحمل منه الشدائد شدة بعد شدة حتي بلغ الكتاب اجله و قضي نحبه و لقي ربه شهيدا مظلوما مسموما لأن المنصور لما لم يتمكن من قتله في بغداد ارسله الي المدينة و بعث من خلفه سما قتالا الي و الي المدينة و امره بان يعطيه السم و يسقيه ذلك السم فاخذا لوالي عنبا رازقيا و غمس السلك في السم ثم جذبه في العنب حتي صار مسموما و سم الامام بذلك العنب المسموم و مرض مرضا شديدا و وقع في فراشه عن (مشكاة الانوار) انه دخل بعض اصحاب ابي‌عبدالله (ع) في مرضه الذي توفي فيه اليه و قد ذبل فلم يبق الا رأسه فبكي فقال (ع) لأي شي‌ء تبكي فقال لا ابكي و انا اراك علي هذه الحالة فقال (ع) لا تفعل فان المؤمن تعرض عليه كل خير ان قطعت اعضاؤه كان خيرا له و ان ملك ما بين المشرق و المغرب كان خيرا له في (البحار) عن سالمة مولاة ابي‌عبدالله جعفر بن محمد (ع) حين حضرته الوفاة و اغمي عليه فلما افاق قال اعطوا الحسن بن علي بن الحسين (ع) و هو الافطس سبعين [ صفحه 122] دينارا و اعطوا فلانا كذا و كذا فقلت اتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة يريد ان يقتلك قال تريدين ان لا اكون من الذين قال الله عزوجل (و الذين يصلون ما امر الله به ان يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب) نعم يا سالمة ان الله تعالي خلق الجنة فطيبها و طيب ريحها و ان ريحها يوجد من مسيرة الفي عام و لا يجد ريحها عاق و لا قاطع رحم و في (جنات الخلود) سقي السم مرارا عديدة و في آخر مرة سقي السم فمرض مرضا شديدا و عارضه و جع شديد في بطنه و احشائه و امعائه قال عمرو بن زيد دخلت عليه اعوده فرأيته متكأ و قد دار وجهه الي الحايط و الباب وراء ظهره فلما دخلت عليه قال و جهني الي القبلة فوجهته واردت ان اسأله عن الامام بعده و عن الحجة فقال لا اجيب الآن و ستعلمن نيأه بعد حين ثم قضي نحبه فغسله الامام موسي بن جعفر (ع) و حنطه و كفنه في خمسة اثواب فلما أراد ان يصلي عليه الكاظم (ع) نازعة في ذلك عبدالله الافطح كان اخا الامام موسي بن جعفر و هو أكبر منه و اصغر من اسماعيل بن جعفر الصادق فتحير في ذلك الشيعة و كادوا ان يعملوا علي مذهب ابي‌حنيفة اذا تعارضا تساقطا فاظهر الامام موسي بن جعفر (ع) معجزات عديدة حتي رضي الناس و اختاروه و قدموه علي الافطح و صلي علي ابيه و دفنه عند والده عن ابي‌بصير قال دخلت علي ام‌حميدة بعد وفاة الصادق (ع) اعزيها بابي عبدالله (ع) فبكت و بكيت لبكائها ثم قالت يا ابامحمد لو رأيت اباعبدالله (ع) عند الموت لرأيت عجبا فتح عينيه ثم قال اجمعوا لي كل من بيني و بينه قرابة فلم نترك احدا الا جمعناه قالت فنظر اليهم ثم قال ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلوة روي عن ابي‌ايوب الجوزي قال بعث [ صفحه 123] الي ابوجعفر المنصور في جوف الليل فدخلت عليه و هو جالس علي كرسي و بين يديه شمعة و في يده كتاب فلما سلمت عليه رمي الكتاب الي و هو يبكي و قال هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا ان جعفر بن محمد قد مات فانا لله و انا اليه راجعون ثلاثا و اين مثل جعفر ثم قال لي اكتب فكتبت صدر الكتاب ثم قال اكتب ان كان اوصي الي رجل بعينه فقدمه و اضرب عنقه قال فرجع الجواب اليه انه اوصي الي خمسة احدهم ابوجعفر المنصور و محمد ابن سليمان و عبدالله الافطح و موسي بن جعفر و حميدة فقال المنصور ليس في قتل هؤلاء سبيل في (المناقب) اتي اعرابي الي ابي حمزة الثمالي فسأله خبرا فقال توفي جعفر الصادق (ع) فشهق شهقة و اغمي عليه فلما افاق قال هل اوصي الي احد قال نعم اوصي الي ابنه عبدالله و موسي و ابي‌جعفر المنصور فضحك ابوحمزة و قال الحمدلله الذي هدانا الي الهدي و بين لنا عن الكبير و دلنا علي الصغير و اخفي عن امر عظيم فسأل عن قوله فقال بين عيوب الكبير و دل علي الصغير لاضافته اياه و كتم الوصية للمنصور لانه لو سأل المنصور عن الوصي لقيل انت في (البحار) لما قبض ابوجعفر الباقر عليه‌السلام امر ابوعبدالله بالسراج في البيت الذي كان يسكنه حتي قبض ابوعبدالله ثم امر ابوالحسن بمثل ذلك في بيت ابي‌عبدالله (ع) حتي خرج به الي العراق ثم لا ادري ما كان و لما حمل ابوعبدالله جعفر بن محمد عليه‌السلام علي سريره و اخرج الي البقيع ليدفن قالي (ابوهريرة العجلي) الذي عد من شعراء اهل‌البيت ليس هو ابوهريرة الصحابي المعروف بالكذب رثاه بهذه الأبيات: اقول و قد راحوا به يحملونه علي كاهل من حامليه و عاتق [ صفحه 124] أتدرون ماذا تحملون الي الثري ثبيرا ثوي من رأس علياء شاهق غداة حثا الحاثون فوق ضريحه ترابا و اولي كان فوق المفارق يقول الراثي ايها المشيعون اتحثون التراب علي امامكم و ملاذكم و معاذكم و مفزعكم و سيدكم و مولاكم و لعمري يحق ان تحثوا التراب علي رؤسكم و قد دفنتم امامكم بايدكم و وارتيموه تحت اطباق الثري نعم يحق ان نحثوا التراب علي المفارق حيث فقد هذا الامام من بين ايدينا و واروه تحت التراب ولكن قضي نحبه في فراشه و عظموه و حملوا جنازته و غسلوه و كفنوه في غاية التعظيم و التبجيل و شيعوا جنازته ببكاء و عويل و صلوا عليه و دفنوه فعلي مثل الحسين فليبك الباكون و اياه فليندب النادبون قتلوه و نحروه و ذبحوه عطشانا ثم بعد ذلك سلبوه عريانا و بعد سلبه داسوه بحوافر خيولهم عدوانا و حملوا رأسه الشريف علي رمح طويل و سيروه من كربلاء الي الكوفة و من الكوفة الي الشام الجسم منه بكربلاء مضرج و الرأس منه علي القناة يدار قبض ابوعبدالله في شوال من سنة ثمان و اربعين للهجرة و قيل في اليوم الخامس و العشرين من شوال و قيل يوم الاثنين لنصف من رجب و دفن في البقيع مع جده و ابيه و له من العمر خمس و ستون سنة و قال (ع) من زارني غفرت ذنوبه و لم يمت فقيرا و روي عن العسكري (ع) من زار جعفرا و اباه لم يشتك عينه و لم يصبه سقم و لم يمت مبتلي الخ.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.