سير الائمه عليهم السلام (في رحاب ائمة اهل البيت علیهم السلام )

اشارة

‏سرشناسه : ايمن، محسن، ۱۹۵۲ - ۱۸۶۵
‏عنوان و نام پديدآور : سير الائمه عليهم السلام/ محسن الامين
‏مشخصات نشر : بيروت: دارالتعارف للمطبوعات، ۱۹۹۲م. = ۱۴۱۲ق. = ۱۳۷۱.
‏مشخصات ظاهري : ج‌۲
‏وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي
‏يادداشت : عنوان روي جلد: في رحاب ائمه اهل البيت:دراسات دقيقه مفصله عن حياه ائمه اهل البيت و علومهم و مناهجم و توجيهاتهم.
‏عنوان روي جلد : في رحاب ائمه اهل البيت:دراسات دقيقه مفصله عن حياه ائمه اهل البيت و علومهم و مناهجم و توجيهاتهم.
‏عنوان ديگر : في رحاب ائمه اهل البيت: دراسات دقيقه مفصله عن حياه ائمه اهل البيت و علومهم و مناهجم و توجيهاتهم
‏موضوع : ائمه اثنا عشر
‏موضوع : خاندان نبوت
‏رده بندي كنگره : BP۳۶/۵/الف‌۸س‌۹
‏شماره كتابشناسي ملي : م‌۸۱-۳۰۳۶۱

ابوعبدالله جعفر الصادق مولده و وفاته و مدة عمره و مدفنه

ولد بالمدينة يوم الجمعة او الاثنين عند طلوع الفجر 17 ربيع الاول و قيل غرة رجب سنة 80 من الهجرة عام الجحاف، و قال المفيد و الكليني و الشهيد سنة 83 قال ابن‌طلحة و الاول اصح و قال ابن‌الخشاب قال لنا الذراع الرواية الاولي هي الصحيحة. و توفي يوم الاثنين في شوال و عن صاحب جنات الخلود في 25 منه و قيل منتصف رجب سنة 148 و عمره 68 او 65 سنة، اقام منها مع جده علي بن الحسين 12 سنة و اياما او 15 سنة، و مع ابيه بعد جده 19 سنة، و بعد ابيه 34 سنة، و هي مدة خلافته و امامته و هي بقية ملك هشام بن عبدالملك و ملك الوليد بن يزيد بن عبدالملك و يزيد بن الوليد بن عبدالملك الملقب بالناقص و ابراهيم بن الوليد و مروان بن محمد الحمار و السفاح، و توفي بعد مضي عشر سنين من ملك المنصور العباسي و دفن بالبقيع مع ابيه الباقر وجده زين العابدين و عمه الحسن ابن‌علي عليهم‌السلام.

أمه

أم فروة و قيل ام‌القاسم و اسمها قريبة او فاطمة بنت القاسم بن محمد بن ابي‌بكر و امها اسماء بنت عبدالرحمن بن ابي‌بكر و هذا معني قول الصادق (ع) ان ابابكر و لدني مرتين، و في ذلك يقول الشريف الرضي: و حزنا عتيقا و هو غاية فخركم بمولد بنت القاسم بن محمد و روي الكليني في الكافي بسنده عن عبد الأعلي: رأيت ام فروة تطوف بالكعبة عليها كساء متنكرة فاستلمت الحجر بيدها اليسري فقال لها رجل ممن يطوف: يا أمة الله أخطأت السنة فقالت انا لأغنياء عن علمك. [ صفحه 30]

كنيته

ابوعبدالله و هي المعروفة المشهورة و قال محمد بن طلحة و قيل ابواسماعيل و في مناقب ابن‌شهر اشوب يكني اباعبدالله و ابااسماعيل و الخاص ابوموسي.

لقبه

له ألقاب اشهرها: الصادق، و منها الصابر و الفاضل و الطاهر، لقب بالصادق لصدق حديثه.

نقش خاتمه

الله وليي و عصمتي من خلقه. و روي: ما شاء الله لا قوة الا بالله أستغفر الله. و روي الله خالق كل شي‌ء. و روي: انت ثقتي فاعصمني من خلقك. و روي: يا ثقتي قني شر جميع خلقك. و روي: اللهم انت ثقتي فقني شر خلقك. و روي: أنت ثقتي فاعصمني من الناس. و روي: الله عوني و عصمتي من الناس. و روي: ربي عصمتي من خلقه. و روي: ان الكاظم عليه‌السلام اشتراه بسبعة دنانير و في رواية بسبعين دينارا.

بوابه

المفضل بن عمر كما في الفصول المهمة و في المناقب بابه محمد بن سنان.

شاعره

السيد: الحميري و اشجع السلمي و الكميت و ابوهريرة الابار و العبدي و جعفر بن عفان.

اولاده

كان له عشرة اولاد سبعة ذكور و ثلاث بنات و قيل أحد عشر ولدا سبعة ذكور و أربع بنات و هم اسماعيل الاعرج و يقال اسماعيل الامين و عبدالله و ام فروة و هي التي زوجها من ابن عمه الخارج مع زيد بن علي. قال المفيد امهم فاطمة بنت الحسين بن علي ابن‌الحسين بن علي بن ابي‌طالب. و قال الحافظ عبدالعزيز ابن الاخضر الجنابذي: امهم فاطمة بنت الحسين الاثرم بن حسن بن علي بن ابي‌طالب. و موسي الامام و محمد الديباج و اسحق لام ولد ثلاثتهم اسمها حميدة البربرية و فاطمة الكبري امها حميدة ايضا قال عبدالعزيز بن الاخضر تزوجها محمد بن ابراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس فماتت [ صفحه 31] عنده. و العباس و علي العريضي و اسماء و فاطمة الصغري لامهات اولاد شتي، فمن عدهم عشرة ترك فاطمة الكبري و من عدهم احد عشر ذكرها، و يظهر من المناقب ان ام فروة هي اسماء حيث قال و ابنته اسماء ام فروة التي زوجها من ابن عمه الخارج و هذا غير بعيد لان ام فروة كنية لا اسم فيكون اولاده عشرة بذكر فاطمة الكبري و جعل ام فروة و اسماء واحدة.

صفته في خلقه و حليته

قال ابن‌شهر اشوب في المناقب: كان الصادق عليه‌السلام ربع القامة ازهر الوجه حالك الشعر جعدا اشم الانف انزع رقيق البشرة علي خده خال اسود و علي جسده حبلان [1] و في الفصول المهمة: صفته معتدل آدم اللون.

صفته في اخلاقه و اطواره

قال ابونعيم في حلية الاولياء و منهم الامام الناطق ذو الزمان السابق ابوعبدالله جعفر ابن محمد الصادق اقبل علي العبادة و الخضوع و آثر العزلة و الخشوع و نهي عن الرئاسة و الجموع و قيل ان التصوف انتفاع بالسبب و ارتفاع في النسب. و في مرآة الجنان لليافعي: السيد الجليل سلالة النبوة و معدن الفتوة ابوعبدالله جعفر الصادق و في مناقب ابن‌شهراشوب قال مالك بن انس ما رات عيني افضل من جعفر بن محمد فضلا و علما و ورعا و كان لا يخلو من احدي ثلاث خصال اما صائما و اما قائما و اما ذاكرا و كان من عظماء العباد و اكابر الزهاد الذين يخشون ربهم و كان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد. و روي ابونعيم في الحلية بسنده عن عمرو بن المقدام كنت اذا نظرت الي جعفر بن محمد علمت انه من سلالة النبيين (اه) و قد كان اذا صلي العشاء و ذهب من الليل شطره اخذ جرابا فيه خبز و لحم و دراهم فحمله علي عنقه ثم ذهب به الي اهل الحاجة من اهل المدينة فقسمه فيهم و لا يعرفونه فلما مات و فقدوا ذلك عرفوه. [ صفحه 32]

صفته في لباسه

روي الكليني بسنده عن الصادق عليه‌السلام انه قال ان الله عزوجل يحب الجمال و التجمل و يبغض البؤس و التباؤس (و بسنده) عن الصادق (ع) انه قال اذا انعم الله علي عبده بنعمة احب ان يراها عليه لانه جميل يحب الجمال (و بسنده) عن الصادق (ع) اني لاكره للرجل ان يكون عليه من الله نعمة فلا يظهرها «و بسنده» عن الصادق (ع) في حديث قال البس و تجمل فان الله جميل يحب الجمال و ليكن من حلال. و روي الشيخ الطوسي في التهذيب بسنده عن الصادق عليه‌السلام قال ان الله يحب الجمال و التجمل و يبغض البؤس و التباؤس فان الله اذا انعم علي عبده بنعمة احب ان يري عليه اثري، قيل كيف ذلك؟ قال ينظف ثوبه و يطيب ريحه و يجصص داره و يكنس افنيته. و روي الكليني بسنده عن الصادق عليه‌السلام قال بينا انا في الطواف و اذا رجل يجذب ثوبي و اذا عباد ابن‌كثير البصري فقال يا جعفر تلبس مثل هذه الثياب و انت في هذا الموضع مع المكان الذي انت فيه من علي، فقلت فرقبي [2] اشتريته بدينار و قد كان علي في زمان يستقيم له ما ليس فيه ولو لبست مثل ذلك اللباس في زماننا لقال الناس هذا مرائي مثل عباد. و روي الكليني بسنده ان رجلا قال للصادق عليه‌السلام أصلحك الله ذكرت أن علي ابن ابي‌طالب كان يلبس الخشن يلبس القميص بأربعة دراهم و ما اشبه ذلك و نري عليك اللباس الجيد فقال له ان علي ابن أبي‌طالب صلوات الله عليه كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر و لو لبس مثل ذلك اليوم لشهر به فخير لباس كل زمان لباس اهله (الحديث). و روي الكليني بسنده ان سفيان الثوري دخل علي أبي‌عبدالله (ع) فرأي عليه ثيابا بيضا كأنها غرقي‌ء البيض [3] فقال له ان هذا اللباس ليس من لباسك، فقال له: اسمع مني وع ما أقول لك فانه خير لك عاجلا و آجلا ان انت مت علي السنة و لم تمت علي بدعة اخبرك ان رسول الله (ص) كان في زمان مقفر جدب فأما اذا اقبلت الدنيا فأحق الناس بها أبرارها لا فجارها و مؤمنوها لا منافقوها و مسلموها لا كفارها فما انكرت يا ثوري فو الله أني مع ما تري ما أتي علي منذ عقلت صباح و لا مساء و لله في مالي حق أمرني أن اضعه موضعا الا وضعته. [ صفحه 33]

مناقبه و فضائله

اشاره

و مما يجب التنبيه عليه ان ما ذكرناه من مناقب كل واحد منهم عليهم‌السلام كثيرا ما يختلف عما نذكره للباقي و هذا ليس معناه ان المنقبة التي نذكرها لاحدهم و لا نذكرها للآخر غير موجودة في الآخر بل كلهم مشتركون في جميع المناقب و الفضائل و هم من نور واحد وطينة واحدة و هم اكمل اهل زمانهم في كل صفة فاضلة و لكن لما كانت مقتضيات الزمان و مظاهر تلك الصفات فيهم متفاوتة بحسب الازمان كان ظهور آثارها منهم متفاوتا بحسب مقتضيات الاحوال، مثلا ظهور آثار الشجاعة من اميرالمؤمنين و ولده الحسين عليهماالسلام ليس كظهورها من البقية، فاميرالمؤمنين (ع) ظهرت آثار شجاعته بجهاده بين يدي رسول الله (ص) و بمحاربته الناكثين و القاسطين و المارقين ايام خلافته، و الحسين (ع) ظهرت آثار شجاعته بما امر به من منابذة الظالمين، و الباقون لم تظهر فيهم آثار الشجاعة لما امروا به من التقية و المداراة و الكل مشتركون في انهم اشجع اهل زمانهم، و الصادق و الباقر عليهماالسلام ظهرت فيهما آثار العلم اكثر من الباقين لقلة الخوف لكونهما في آخر دولة ضعفت و اول اخري ظهرت و الكل مشتركون في انهم أعلم اهل زمانهم و قد تكون آثار الكرم و السخاء و كثرة الصدقات و العتق في بعضهم اظهر منها في الباقي لسعة ذات يده او كثرة الفقراء في بلده دون الباقي و كلهم مشتركون في انهم اكرم اهل زمانهم و أسخاهم و قد تكون العبادة في بعضهم أظهر منها في غيره لبعض الموجبات كقلة اطلاع الناس علي حاله او قصر مدته في دار الدنيا او غير ذلك، و كلهم أعبد اهل زمانهم و قد تكون آثار الحلم في بعضهم اظهر منها في غيره لكثرة ما ابتلي به من انواع الاذي التي يظهر معها حلم الحليم دون غيره و كلهم أحلم اهل زمانهم الي غير ذلك من مقتضيات الاحوال التي تعرض لهم فليتنبه لذلك، و مناقب الصادق (ع) و فضائله كثيرة نقتصر منها علي ذكر ما يلي:

العلم

اشاره

روي الحافظ عبدالعزيز بن الاخضر الجنابذي في معالم العترة الطاهرة عن صالح بن الاسود قال سمعت جعفر بن محمد يقول: سلوني قبل ان تفقدوني فانه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي. و قال ابن‌حجر في صواعقه: نقل الناس عنه من العلوم ماسارت به الركبان و انتشر صيته في جميع البلدان (اه) و في مناقب ابن‌شهراشوب نقل عنه من العلوم ما لم [ صفحه 34] ينقل عن احد، و قال ايضا: قال نوح بن دراج لابن ابي ليلي أكنت تاركا قولا قلته او قضاء قضيته لقول احد قال لا الا رجلا واحدا، قال من هو؟ قال: جعفر بن محمد. و قال المفيد في الارشاد: نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر ذكره في البلدان و لم ينقل العلماء عن احد من اهل بيته ما نقل عنه و لا لقي احد منهم من اهل الآثار و نقلة الاخبار و لا نقلوا عنهم ما نقلوا عن ابي‌عبدالله (ع) فان اصحاب الحديث قد جمعوا اسماء الرواة عنه من الثقات علي اختلافهم في الآراء و المقالات فكانوا اربعة آلاف رجل (اه) (اقول) و ذلك ان الحافظ ابن‌عقدة الزيدي جمع في كتاب رجاله اربعة آلاف رجل من الثقات الذين رووا عن جعفر بن محمد فضلا عن غيرهم و ذكر مصنفاتهم، و مر في المقدمات قول المحقق في المعتبر: انتشر عن جعفر بن محمد من العلوم الجمة ما بهر به العقول (اه). و روي عنه راو واحد و هو أبان بن تغلب ثلاثين الف حديث، روي الكشي في رجاله بسنده عن الصادق «ع» انه قال: أبان بن تغلب روي عني ثلاثين الف حديث، و روي النجاشي في رجاله بسنده عن الحسن بن علي الوشا في حديث انه قال ادركت في هذا المسجد (يعني مسجد الكوفة) تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد. و كان عليه‌السلام يقول حديثي حديث ابي و حديث ابي‌حديث جدي و حديث جدي حديث علي بن ابي‌طالب و حديث علي حديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و حديث رسول الله قول الله عزوجل. و قال ابن‌شهراشوب في المناقب: و لا تخلو كتب احاديث و حكمة و زهد و موعظة من كلامه، يقولون: قال جعفر بن محمد، قال جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام.

مما حفظ عنه في وجوب المعرفة المعرفة بالله تعالي

قال المفيد في الارشاد: و مما حفظ عنه في وجوب المعرفة بالله تعالي و بدينه قوله: وجدت علم الناس كلهم في اربع: (اولها) ان تعرف ربك (و الثاني) ان تعرف ما صنع بك (و الثالث) ان تعرف ما اراد منك (و الرابع) ان تعرف ما يخرجك عن دينك. قال المفيد: و هذه اقسام تحيط بالمفروض من المعارف لانه اول ما يجب علي العبد معرفة ربه جل جلاله فاذا علم ان له الاها وجب ان يعرف صنيعه اليه فاذا عرف صنيعه اليه عرف به نعمته، فاذا عرف نعمته وجب عليه شكره، فاذا اراد تأدية شكره وجب عليه معرفة مراده ليطيعه بفعله، و اذا وجبت عليه طاعته وجبت عليه معرفة ما يخرجه عن دينه ليجتنبه فيخلص به طاعة ربه و شكر انعامه. [ صفحه 35]

مما حفظ عنه في التوحيد و نفي التشبيه

في الارشاد: مما حفظ عنه في التوحيد و نفي التشبيه قوله لهشام بن الحكم: ان الله تعالي لا يشبه شيئا و لا يشبهه شي‌ء و كلما وقع في الوهم فهو بخلافه.

مما حفظ عنه في نفي الرؤية

ما ذكره المرتضي في الامالي قال: روي عن ابي‌عبدالله الصادق (ع) انه سأله محمد الحلبي فقال له هل رأس رسول الله (ص) ربه فقال نعم رآه بقلبه فاما ربنا جل جلاله فلا تدركه ابصار الناظرين و لا تحيط به اسماع السامعين.

مما حفظ عنه في العدل

في الارشاد: و مما حفظ عنه من موجز القول في العدل قوله لزرارة بن اعين: يا زرارة اعطيك جملة في القضاء و القدر، قال له زرارة نعم جعلت فداك، قال له اذا كان يوم القيامة و جمع الله الخلائق سألهم عما عهد اليهم و لم يسألهم عما قضي عليهم.

مما حفظ عنه في الحث علي النظر في دين الله و المعرفة لاولياء الله

في الارشاد: و مما حفظ عنه في الحث علي النظر في دين الله و المعرفة لأولياء الله قوله: أحسنوا النظر فيما لا يسعكم جهله و انصحوا لانفسكم و جاهدوا في طلب معرفة ما لا عذر لكم في جهله فان لدين الله اركانا لا تنفع من جهلها شدة اجتهاده في طلب ظاهر عبادته و لا يضر من عرفها فدان بها حسن اقتصاده و لا سبيل لاحد الي ذلك الا بعون من الله.

احتجاجه علي الصوفية فيما ينهون عنه من طلب الرزق

روي الحسن بن علي بن شعبة الحلبي في تحف العقول خبر دخول سفيان الثوري علي الصادق (ع) الذي مر في صفته في لباسه عليه‌السلام ثم قال: ثم أتاه قوم ممن يظهرون التزهد و يدعون الناس ان يكونوا معهم علي مثل الذي هم عليه من التقشف فقالوا ان صاحبنا حصر عن كلامك و لم تحضره حجة فقال لهم هاتوا حججكم فقالوا ان حجتنا من كتاب الله قال لهم فأدلوا بها فانها احق ما اتبع و عمل به، قالوا يقول الله تبارك و تعالي يخبر عن قوم من اصحاب النبي (ص) (و يؤثرون علي انفسهم ولو كان بهم خصاصة و من [ صفحه 36] يوق شح نفسه فأولائك هم المفلحون) فمدح فعلهم و قال في موضع آخر (و يطعمون الطعام علي حبه مسكينا و يتيما و أسيرا) فنحن نكتفي بهذا، فقال ابوعبدالله (ع): اخبروني ايها النفر ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه و محكمه من متشابهه الذي في مثله ضل من ضل وهلك من هلك من هذه الأمة؟ فقالوا او بعضه فأما كله فلا، فقال لهم من ها هنا أتيتم و كذلك احاديث رسول الله (ص) اما ما ذكرتم من أخبار الله ايانا في كتابه عن القوم الذين أخبر عنهم بحسن فعالهم فقد كان مباحا جائزا و لم يكونوا نهوا عنه و ثوابهم منه علي الله و ذلك أن الله جل و تقدس أمر بخلاف ما عملوا به فصار امره ناسخا لفعلهم و كن نهي تبارك و تعالي رحمة للمؤمنين و نظرا لكي لا يضروا بأنفسهم و عيالاتهم منهم الضعفة الصغار و الولدان و الشيخ الفان و العجوز الكبيرة الذين لا يصبرون علي الجوع فان تصدقت برغيفي و لا رغيف لي غيره ضاعوا و هلكوا جوعا فمن ثم قال رسول الله (ص) خمس تمرات او خمس قرص او دنانير او دراهم يملكها الانسان و هو يريدان يمضيها فافضلها ما انفقه الانسان علي والديه ثم الثانية علي نفسه و عياله [4] ثم الثالثة علي القرابة و اخوانه المؤمنين ثم الرابعة علي جيرانه الفقراء ثم الخامسة في سبيل الله و هو اخسها اجرا ثم قال حدثني ابي ان النبي (ص) قال ابدأ بمن تعول الادني فالادني ثم هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم و نهيا عنه مفروض من الله العزيز الحكيم قال (الذين اذا انفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و كان بين ذلك قواما) افلا ترون ان الله تبارك تعالي عير ما اراكم تدعون اليه و المسرفين في غير آية من كتاب الله يقول (انه لا يحب المسرفين) فنهاهم عن الاسراف و نهاهم عن التقتير لكن امر بين امرين لا يعطي جميع ما عنده ثم يدعو الله ان يرزقه فلا يستجيب له للحديث الذي جاء عن النبي (ص) ان اصنافا من امتي لا يستجاب لهم دعاؤهم: رجل يدعو علي والديه و رجل يدعو علي غريم ذهب له بمال و لم يشهد عليه و رجل يدعو علي امرأته و قد جعل الله تخلية سبيلها بيده و رجل يقعد في البيت و يقول يا رب ارزقني و لا يخرج يطلب الرزق فيقول الله جل و عز عبدي او لم اجعل لك السبيل الي الطلب و الضرب في الارض بجوارح صحيحة فتكون قد اعذرت فيما بيني و بينك في الطلب لا تباع امري و لكيلا تكون كلا علي اهلك فان شئت رزقتك و ان شئت قترت عليك و انت معذور عندي، و رجل رزقه [ صفحه 37] الله مالا كثيرا فانفقه ثم اقبل يدعو يا رب ارزقني فيقول الله الم ارزقك رزقا واسعا افلا اقتصدت فيه كما امرتك و لم تسرف و قد نهيتك و رجل يدعو في قطيعة رحم. ثم علم الله نبيه كيف ينفق و ذلك انه كان عنده اوقية من ذهب فكره ان تبيت عنده فتصدق بها و اصبح ليس عنده شي‌ء و جاءه من يسأله فلم يكني عنده ما يعطيه فلامه السائل و اغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه و كان رحيما رفيقا فأدب الله نبيه بامره اياه فقال (و لا تجعل يدك مغلولة الي عنقك و لا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا)، يقول ان الناس قد يسألونك و لا يعذرونك فاذا اعطيت جميع ما عندك كنت قد حسرت من المال. فهذه احاديث رسول الله (ص) يصدقها الكتاب، و الكتاب يصدقه اهله من المؤمنين ثم من قد علمتم في فضله و زهده سلمان و ابوذر فاما سلمان فكان اذا اخذ عطاءه رفع منه قوته لسنته حتي يحضره عطاؤه من قابل فقيل له يا اباعبدالله انت في زهدك تصنع هذا و انك لا تدري لعلك تموت اليوم او غدا فكان جوابه ان قال: ما لكم لا ترجون لي البقاء كما خفتم علي الفناء او ما علمتم يا جهلة ان النفس قد تلتاث علي صاحبها اذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه فاذا هي احرزت معيشتها اطمأنت. و اما ابوذر فكانت له نويقات و شويهات يحلبها و يذبح منها اذا اشتهي اهله اللحم او نزل به ضيف او رأي باهل الماء الذين هم معه خصاصة نحر لهم الجزور او من الشاء علي قدر ما يذهب عنهم قرم اللحم فيقسمه بينهم و يأخذ كنصيب احدهم لا يفضل عليهم، و من ازهد من هؤلاء و قد قال فيهم رسول الله (ص) ما قال و لم يبلغ من امرهما ان صارا لا يملكان شيئا البتة كما تأمرون الناس بالقاء امتعتهم و شيئهم و يؤثرون به علي انفسهم و عيالاتهم، و اخبروني عن القضاة، اجور منهم حيث يفرضون علي الرجل منكم نفقة امرأته اذا قال انا زاهد و انه لا شي‌ء لي؟ فان قلتم جور ظلمتم اهل الاسلام و ان قلتم بل عدل خصمتم انفسكم. اخبروني لو كان الناس كلهم كما تريدون زهادا لا حاجة لهم في متاع غيرهم فعلي من كان يتصدق بكفارات الايمان و النذور و الصدقات من فرض الزكاة اذا كان الامر كما تقولون لا ينبغي لاحد ان يحبس شيئا من عرض الدنيا الا قدمه و ان كان به خصاصة فبئس ما ذهبتم اليه و حملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله و سنة نبيه و احاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل اوردكم اياها بجهالتكم و ترككم النظر في غرائب القرآن من التفسير بالناسخ من المنسوخ [ صفحه 38] و المحكم و المتشابه و الامر و النهي. و اخبروني انتم اعلم ام سليمان بن داود عليهماالسلام حيث سأل الله ملكا لا ينبغي لاحد من بعده فاعطاه الله ذلك و كان يقول الحق و يعمل به ثم لم نجد الله عاب ذلك عليه و لا احد من المؤمنين و داود قبله في ملكه و شدة سلطانه ثم يوسف النبي حيث قال لملك مصر اجعلني علي خزائن الارض اني حفيظ عليم فكان من امره الذي كان ان اختار مملكة الملك و ما حولها الي اليمن فكانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة اصابتهم و كان يقول الحق و يعمل به ثم لم نجد احدا عاب ذلك عليه ثم ذوالقرنين عبد احب الله فاحبه طوي له الاسباب و ملكه مشارق الارض و مغاربها و كان يقول بالحق و يعمل به ثم لم نجد احدا عاب ذلك عليه فتأدبوا ايها النفر بآداب الله للمؤمنين و اقتصروا علي امر الله و نهيه و دعوا عنكم ما اشتبه عليكم مما لا علم لكم به وردوا العلم الي اهله تؤجروا و تعذروا عندالله كنوا في طلب علم الناسخ من القرآن من منسوخه و محكمه من متشابهه و ما احل الله فيه مما حرم فانه اقرب لكم من الله و ابعد لكم من الجهل و دعوا الجهالة لاهلها فان اهل الجهل كثير و اهل العلم قليل و قد قال الله عزوجل و فوق كل ذي علم عليم.

ما جاء عنه في اجوبة المسائل

روي الكليني في الكافي بسنده ان ابن ابي‌العوجاء سأل هشام بن الحكم فقال اليس الله حكيما قال بلي هو احكم الحاكمين قال فاخبرني عن قول الله عزوجل (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة) اليس هذا فرض قال بلي قال فاخبرني عن قوله عزوجل (و لن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل) اي حكيم يتكلم بهذا فلم يكن عنده جواب فرحل الي المدينة الي ابي‌عبدالله (ع) فقال يا هشام في غير وقت حج و لا عمرة قال نعم جعلت فداك لامر اهمني ان ابن ابي‌العوجاء سألني عن مسألة لم يكن عندي فيها شي‌ء قال و ما هي فاخبرته بالقصة فقال ابوعبدالله (ع) اما قوله عزوجل (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع فان خفتم ان لا تعدلوا فواحدة) يعني في النفقة و اما قوله (و لن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة) يعني في المودة فلما قدم عليه هشام بهذا الجواب قال و الله ما هذا من عندك. و في مناقب ابن‌شهراشوب: دخل عمرو بن عبيد علي الصادق (ع) و قرأ ان تجتنبوا= [ صفحه 39] كبائر ما تنهون عنه و قال احب ان اعرف الكبائر من كتاب الله [5] فقال نعم يا عمرو ثم فصلها بان الكبائر: (الشرك بالله) ان الله لا يغفر ان يشرك به. (و اليأس من روح الله) و لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. (و عقوق الوالدين) لان العاق جبار شقي. و برا بوالدتي و لم تجعلني جبارا شقيا. (و قتل النفس) و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و اعد له عذابا عظيما. (و قذف المحصنات) ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم. (و اكل مال اليتيم) ان الذين يأكلون اموال اليتامي ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا. (و الفرار من الزحف) و من يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الي فئة فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير. (و اكل الربا) الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس. (و الزنا) و لا تقربوا الزنا انه كان فاحشة و ساء سبيلا. و لا يزنون و من يفعل ذلك يلقي اثاما. (و اليمين الغموس) ان الذين يشترون بعهد الله و ايمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم في الآخرة و لا يكلمهم الله و لا ينظر اليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب اليم. (و الغلول) و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة. (و منع الزكاة) و الذين يكنزون الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوي بها جباهم و جنوبهم و ظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون. (و شهادة الزور) و الذين لا يشهدون الزور. [ صفحه 40] (و كتمان الشهادة) و من يكتمها فانه آثم قلبه. (و شرب الخمر) لقوله عليه‌السلام شارب الخمر كعابدوثن. (و ترك الصلاة) لقوله (ص) من ترك الصلاة متعمدا فقد بري‌ء من ذمة الله و ذمة رسوله. (و نقض العهد و قطيعة الرحم) الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و بقطعون ما امر الله به ان يوصل و يفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون. (و قول الزور) و اجتنبوا قول الزور. (و الجراة علي الله) أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. (و كفران النعمة) و لئن كفرتم ان عذابي لشديد. (و بخس الكيل و الوزن) ويل للمطففين. (و اللواط) الذين يجتنبون كبائر الاثم و الفواحش. (و البدعة) لقوله عليه‌السلام من تبسم في وجه مبتدع فقد اعان علي هدم دينه. قال المفيد: و الاخبار فيما حفظ عنه من الحكمة و البيان و الحجة و الزهد و الموعظة و فنون العلم كله اكثر من ان تحصي بالخطاب او تحوي بالكتاب و فيما اثبتناه منها كفاية في الغرض الذي قصدناه.

الحلم

قال الحافظ عبدالعزيز بن الاخضر الجنابذي في كتاب معالم العترة: وقع بين جعفر بن محمد و عبدالله بن حسن كلام في صدر يوم فاغلظ له في القول عبدالله ابن‌حسن ثم افترقا و راحا الي المسجد فالتقيا علي باب المسجد فقال ابوعبدالله جعفر بن محمد لعبدالله بن حسن كيف امسيت يا ابامحمد؟ فقال بخير كما يقول المغضب! فقال يا ابامحمد اما علمت ان صلة الرحم تخفف الحساب؟ فقال لا تزال تجي‌ء بالشي‌ء لا نعرفه؟ فقال اني اتلو عليك به قرآنا؟ قال و ذلك ايضا؟ قال نعم؟ قال فهاته؟ قال قول الله عزوجل: «و الذين يصلون ما امر الله به ان يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب» قال فلا تراني بعدها قاطعا رحما. و عن المناقب عن كتاب الروضة انه دخل سفيان الثوري علي الصادي «ع» فرآه متغير اللون فسأله عن ذلك فقال كنت نهيت ان يصعدوا فوق البيت فدخلت فاذا جارية من جواري ممن تربي بعض ولدي قد صعدت في سلم و الصبي معها فلما بصرت بي ارتعدت و تحيزت و سقط الصبي الي الارض فمات فما تغير لوني لموت الصبي و انما [ صفحه 41] تغير لوني لما ادخلت عليها من الرعب و كان (ع) قال لها انت حرة لوجه الله لا بأس عليك مرتين. و رواه صاحب غاية الاختصار ص 62 بسنده الي سفيان الثوري نحوه. و روي الكليني في الكافي بسنده ان اباعبدالله (ع) بعث غلاما في حاجة فابطأ فخرج ابوعبدالله (ع) علي اثره لما ابطأ عليه فوجده نائما فجلس عند رأسه يروحه حتي انتبه فلما انتبه قال له ابوعبدالله عليه‌السلام يا فلان و الله ما ذاك لك تنام الليل و النهار لك الليل و لنا منك النهار.

الصبر

روي الصدوق في العيون بسنده عن ابي‌محمد عن آبائه عن موسي ابن‌جعفر عليهم‌السلام قال: نعي الي الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام ابنه اسماعيل بن جعفر و هو اكبر اولاده و هو يريد ان يأكل و قد اجتمع ندماؤه فتبسم ثم دعا بطعامه وقعد مع ندمائه و جعل يأكل احسن من أكله سائر الايام و يحدث ندماءه و يضع بين ايديهم و يعجبون منه أن لا يرون للحزن عليه أثرا فلما فرغ قالوا يا ابن‌رسول الله لقد رأينا عجبا أصبت بمثل هذا الابن و انت كما نري، قال و مالي أكون كما ترون و قد جاءني خبر أصدق الصادقين اني ميت و اياكم ان قوما عرفوا الموت فجعلوه نصب أعينهم ولم ينكروا من يخطفه الموت منهم و سلموا لامر خالقهم عزوجل. و روي الكليني في الكافي باسناده عن قتيبة الاعشي قال: أتيت اباعبدالله (ع) أعوه ابنا له فوجدته علي الباب فاذا هو مهتم حزين فقلت جعلت فداك كيف الصبي؟ فقال انه لما به ثم دخل فمكث ساعة ثم خرج الينا و قد أسفر وجهه و ذهب التغير و الحزن فطمعت ان يكون قد صلح الصبي فقلت كيف الصبي جعلت فداك؟ فقال قد مضي الصبي لسبيله، فقلت جعلت فداك لقد كنت و هو حي مغتما حزينا و قد رأيت حالك الساعة و قد مات غير تلك الحال فكيف هذا؟ فقال انا اهل البيت انما نجزع قبل المصيبة فاذا وقع امر الله رضينا بقضائه و سلمنا لامره. (و بسنده) عن العلاء بن كامل قال: كنت جالسا عند ابي‌عبدالله (ع) فصرخت الصارخة من الدار فقام ابوعبدالله (ع) ثم جلس فاسترجع و عاد في حديثه حتي فرغ منه ثم قال انا لنحب ان نعافي في انفسنا و اولادنا و اموالنا فاذا وقع القضاء فليس لنا ان نحب ما لم يحب الله لنا. [ صفحه 42]

العبادة و كثرة ذكر الله

روي الكليني في الكافي باسناده انه احصي علي الصادق (ع) في سجوده خمسمائة تسبيحة. و بسنده عن ابان بن تغلب: دخلت علي الصادق (ع) فعددت له في الركوع و السجود ستين تسبيحة. و روي الراوندي في الخرائج عن منصور الصيقل انه رأي اباعبدالله (ع) ساجدا في مسجد النبي (ص) قال فجلست حتي اطلت ثم قلت الأسبحن ما دام ساجدا فقلت سبحان ربي و بحمده استغفر ربي و اتوب اليه ثلثمائة مرة و نيفا و ستين مرة فرفع رأسه «الحديث».

مكارم الاخلاق

روي الزمخشري في ربيع الابرار عن الشقراني مولي رسول الله (ص) قال: خرج العطاء ايام المنصور و ما لي شفيع فوقفت علي الباب متحيرا و اذا بجعفر بن محمد قد اقبل فذكرت له حاجتي فدخل و خرج و اذا بعطائي في كمه فناولني اياه و قال ان الحسن من كل احد حسن و انه منك احسن لمكانك منا، و ان القبيح من كل احد قبيح و انه منك اقبح لمكانك منا. قال سبط ابن‌الجوزي: و انما قال له ذلك لانه. كان يشرب الشراب فوعظه علي وجه التعريض و هذا من اخلاق الانبياء (اه).

الكرم و السخاء

في حلية الاولياء بسنده عن الهياج بن بسطام: كان جعفر بن محمد (ع) يطعم حتي لا يبقي لعياله شي‌ء. و في مطالب السؤول: كان (ع) يقول لا يتم المعروف الا بثلاثة: تعجيله و تصغيره و ستره، و يأتي نظيره في حكمه و آدابه.

كثرة الصدقة

روي الكليني في الكافي بسنده عن هشام بن سالم قال: كان ابوعبدالله (ع) اذا اعتم و ذهب من الليل شطره أخذ جرابا فيه خبز و لحم و دراهم فحمله علي عنقه ثم ذهب به الي اهل الحاجة من اهل المدينة فقسمه فيهم و لا يعرفونه فلما مضي ابوعبدالله عليه‌السلام فقدوا ذلك فعلموا انه كان اباعبدالله (ع). و يأتي برواية اخري في حكمه و آدابه.

مميزات القرن الثاني في عصر الامام الصادق

اشارة

ولد عليه‌السلام سنة 80 أو 83 للهجرة و توفي سنة 148 فمدة حياته 68 سنة، أدرك فيها ملك هشام بن عبدالملك الي آخر دولة بني‌امية، و ادرك من دولة بني‌العباس ملك السفاح و عشر سنين من ملك المنصور. و من مميزات هذا العصر انتشار العلوم الاسلامية فيه من التفسير و الفقه و الحديث و علم [ صفحه 43] الكلام و الجدل و الانساب و اللغة و الشعر و الادب و الكتابة و التأريخ و النجوم و غيرها. و كان الامام الصادق اشهر اهل زمانه علما و فضلا، قال مالك بن انس امام المذهب: ما رأت يعني او ما رأت عين و لا سمعت اذن و لا خطر علي قلب بشر أفضل من جعفر ابن‌محمد فضلا و علما و عبادة و ورعا و كان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد. و قال الحسن بن زياد: سمعت اباحنيفة و قد سئل عن أفقه من رأيت قال جعفر بن محمد. و قال ابن ابي‌ليلي: ما كنت تاركا قولا قلته او قضاء قضيته لقول احد الا رجلا واحد هو جعفر بن محمد. و لم يقل احد سلوني قبل ان تفقدوني الا اميرالمؤمنين علي بن ابي‌طالب و ولده جعفر ابن محمد. روي الجنابذي في معالم العترة الطاهرة عن صالح بن الاسود: سمعت جعفر ابن محمد يقول: سلوني قبل ان تفقدوني فانه لا يحدثكم احد بعدي بمثل حديثي. و كان عليه‌السلام يقول: حديثي حديث ابي و حديث ابي‌حديث جدي و حديث جدي حديث علي ابن ابي‌طالب و حديث علي حديث رسول الله. و انتشر عنه من العلوم الجمة ما بهر به العقول، و لم ينقل العلماء عن احد من اهل بيته ما نقل عنه و لا لقي احدا منهم من اهل الآثار و نقلة الاخبار و لا نقلوا عنهم ما نقلوا عنه فقد جمع اصحاب الحديث اسماء الرواة عنه من الثقات علي اختلافهم في الآراء و المقالات فكانوا اربعة آلاف رجل ذكرهم الحافظ ابن‌عقدة الزيدي في كتاب رجاله و ذكر مصنفاتهم فضلا عن غيرهم، و استدرك ابن الغضائري علي ابن‌عقدة فزاد عليهم، و روي عنه راو واحد و هو ابان بن تغلب ثلاثين الف حديث. و قال الحسن بن علي الوشا: ادركت في هذا المسجد - اي مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد. و برز بتعليمه من الفقهاء و الافاضل جم غفير كزرارة بن اعين و اخويه بكر و حمران و جميل ابن صالح و جميل بن دراوج و محمد بن مسلم الطائفي و بريد بن معوية و هشام بن الحكم و هشام ابن سالم و ابي‌بصير و عبيدالله و محمد و عمران الحلبيين و عبدالله بن سنان و ابي‌الصباح الكناني و غيرهم من اعيان الفضلاء. و نقل عنه الحديث و استفاد منه العلم جماعات غير هؤلاء الاربعة الآلاف من اعيان الأئمة و اعلامهم مثل يحيي بن سعيد الانصاري و ابن‌جريح و مالك بن انس و الثوري و ابن‌عيينة و ابي‌حنيفة و شعبة و ايوب السختياني و جابر بن حيان الكوفي و ابان بن تغلب و ابوعمرو بن العلاء و عمرو بن دينار و آخرين غيرهم، و من غلمانه ابويزيد البسطامي و ابراهيم بن ادهم و مالك بن دينار. و كان السبب في انتشار علومه [ صفحه 44] و كثرة الآخذين عنه انه ادرك اواخر الدولة الاموية و اوائل الدولة العباسية، فأدرك الاولي في ايام ضعفها فتمكن من نشر علوم اجداده لقلة الخوف، و كانت الثانية في اولها لم تنجم فيها ناجمة الحسد لآل ابي‌طالب و هي دولة هاشمية تري ان مثل جعفر الصادق من مفاخرها. و قد روي عنه في التفسير الشي‌ء الكثير و كذلك في علم الكلام ورد الدهرية و حسبك من ذلك بتوحيد المفضل. و دون من اجوبة مسائله في الفقه و غيره كتب جمة و اخذت عنه مهمات علم اصول الفقه و كتب من اجوبة مسائله اربعمائة مصنف لاربعمائة مصنف تعرف بالاصول الاربعمائة بالتفسير. و ممن اشتهر بالتفسير و النسب في ذلك العصر محمد بن السائب الكلبي و السدي الكبير اسماعيل بن عبدالرحمن و ابوحمزة الثمالي. و بالفقه و الحديث في ذلك العصر غير الامام الصادق الامام ابوحنيفة امام المذهب و تلميذه ابويوسف و مالك بن انس امام المذهب و محمد بن عبدالرحمن بن ابي‌ليلي و غيرهم و ابن‌جريح و عروة بن الزبير و ابن‌سيرين المعروف بالتفسير و الحسن البصري و الشغبي. و في التاريخ و المغازي محمد بن اسحق بن يسار. و في العربية معاذ بن مسلم الهراء الكوفي واضع علم الصرف. و في النجوم نوبخت و بنوه. و في الكتابة عبدالحميد احد كتاب الدنيا كاتب مروان الحمار آخر ملوك بني‌امية. و من الكتاب من اصحاب الصادق (ع) ابوحامد اسماعيل الكاتب الكوفي. و ممن اشتهر من الشعراء في عصره و بعضهم كان من مادحيه السيد الحميري و اشجع السامي و الكميت و ابنه المستهل و اخوه الورد و ابوهريرة الأبار و ابوهريرة العجلي و العبدي و جعفر بن عفان و سليمان بن قتة العدوي و سديف و ابراهيم بن هرمة و منصور النمري.

اخباره و احواله

اشاره

عن كتاب نثر الدرر للآبي: وقف اهل مكة و اهل المدينة بباب المنصور فأذن الربيع لاهل مكة قبل اهل المدينة فقال جعفر (ع): أتأذن لاهل مكة قبل اهل المدينة؟ فقال الربيع: مكة العش فقال جعفر عش و الله طار خياره و بقي شراره. قال: و قيل له ان اباجعفر المنصور لا يلبس مذ صارت الخلافة اليه الا الخشن و لا يأكل الا الجشب فقال يا ويحه مع ما قد مكن الله له من السلطان وجبي اله من الاموال، فقيل له انما يفعل ذلك بخلا و جمعا للاموال فقال الحمد لله الذي حرمه من دنياه ماله و ترك دينه. [ صفحه 45] و في مطالب السؤول: نقل أنه كان رجل من اهل السواد يلزم جعفرا ففقده فسأل عنه فقال له رجل يريد ان يستنقص به: انه نبطي فقال جعفر (ع) اصل الرجل عقله و حسبه دينه و كرمه تقواه و الناس في آدم مستوون فاستحي ذلك القائل. و قال الآبي في نثر الدرر: مر به رجل و هو يتغدي فلم يسلم فدعاه الي الطعام فقيل له السنة ان يسلم ثم يدعي و قد ترك السلام علي عمد فقال هذا فقه فيه بخل «اه» (اقول) اذا صح حديث انه لا يدعي الي الطعام اذا لم يسلم يمكن توجيه هذا الحديث باختلاف الجهات في الاستحباب و عدمه كما يشير اليه قوله (ع) فيه بخل. و في حلية الاولياء بسنده قال جعفر بن محمد (ع): قال موسي (ع) يا رب أسألك ان لا يذكرني احد الا بخير قال ما فعلت ذلك لنفسي. و في حلية الاولياء بسنده عن عبدالله بن ابي‌يعفور عن جعفر بن محمد قال: بني‌الانسان علي خصال فمهما بني عليه فانه لا يبني علي الخيانة و الكذب (اقول) المراد و الله العالم انه يطبع علي بعض الاخلاق السيئة و لكنه لا يطبع علي الخيانة و الكذب كما في حديث آخر بل يكون ذلك اكتسابا لا من طبعه الاصلي. و بسنده عن جعفر بن محمد: الفقهاء أمناء الرسل فاذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا الي السلاطين فاتهموهم.

علة النهي عن جذاذ الليل و حصاده

روي الحافظ عبدالعزيز بن الاخضر الجنابذي في كتابه معالم العترة عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده ان النبي (ص) نهي عن جذاذ الليل و حصاده قال جعفر بن محمد انما كره ذلك لانه لا يحضره الفقراء و المساكين.

كن لاخيك كما تكون لنفسك

روي الحافظ عبدالعزيز بن الاخضر الجنابذي في معالم العترة عن جعفر بن محمد: من لم يكن لاخيه كما يكون لنفسه لم يعط الاخوة حقها ألا تري كيف حكي الله تعالي في كتابه انه يفر المرء من ابيه و الاخ من اخيه ثم ذكر في ذلك الموقف شفقة الاصدقاء يقول فما لنا من شافعين و لا صديق حميم. [ صفحه 46]

الذليل هو الظالم

و روي صاحب معالم العترة ايضا عن جابر بن عون انه قال رجل لجعفر بن محمد انه وقع بيني و بين قوم منازعة في اخمر و اني اريد ان اتركه فيقال لي ان تركك له ذل فقال له جعفر ابن‌محمد ان الذليل هو الظالم.

اخباره مع دعاة بني‌العباس

في امالي المرتضي روي ان دعاة خراسان صاروا الي ابي‌عبدالله الصادق عليه‌السلام فقالوا له اردنا ولد محمد بن علي فقال اولائك بالسراة و لست بصاحبكم فقالوا لو اراد الله بنا خيرا كنت صاحبنا فقال المنصور بعد ذلك لابي عبدالله اردت الخروج علينا فقال نحن ندل عليكم في دولة غير كم فكيف نخرج عليكم في دولتكم.

خبره مع ابي‌سلمة الخلال حفص بن سليمان الهمداني و عبدالله بن الحسن المثني

في عمدة الطالب: لما قدم ابوالعباس السفاح و اهله سرا علي ابي‌سلمة الخلال الكوفي ستر امرهم و عزم ان يجعلها شوري بين ولد علي و العباس حتي يختاروا هم من ارادوا ثم قال اخاف ان لا يتفقوا ثم عزم ان يعزل الامر الي ولد علي من الحسن و الحسين فكتب الي ثلاثة نفر منهم، جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، و عمر بن علي بن الحسين، و عبدالله ابن الحسن بن الحسن، فبدأ الرسول بجعفر بن محمد فلقيه ليلا و اعلمه ان معه كتابا اليه من ابي‌سلمة فقال و ما انا و ابوسلمة هو شيعة لغيري فقال تقرأ الكتاب و تجيب عليه بما رأيت فقال جعفر لخادمه قدم مني السراج فقدمه فوضع عليه كتاب ابي‌سلمة فأحرقه فقال ألا تجيبه فقال قد رأيت الجواب، فخرج من عنده و أتي عبدالله بن الحسن المثني فقبل كتابه و ركب الي جعفر بن محمد فقال اي امر جاء بك يا ابامحمد لو اعلمتني لجئتك فقال امر يجل عن الوصف قال و ما هو يا ابامحمد قال هذا كتاب ابي‌سلمة يدعوني للامر و يري اني احق الناس به و قد جاءته شيعتنا من خراسان فقال له جعفر الصادق (ع) و متي صاروا شيعتك؟ أأنت وجهت ابامسلم الي خراسان و امرته بلبس السواد؟ هل تعرف احدا منهم باسمه و نسبه كيف يكونون من شيعتك و انت لا تعرفهم و لا يعرفونك؟ فقال له عبدالله ان كان هذا الكلام منك لشي‌ء فقال جعفر قد علم الله اني اوجب علي نفسي النصح لكل مسلم فكيف ادخره عنك فلا تمنين نفسك الاباطيل فان هذه الدولة ستتم لهؤلاء القوم و قد جاءني مثل ما جاءك.فانصرف غير راض بما قاله. و اما عمر بن علي بن الحسين فرد الكتاب و قال ما اعرف [ صفحه 47] كاتبه فأجيبه. فهذا الذي صدر من الصادق (ع) يدل علي عظم قدره و اصابة رأيه - علي الاقل - و علي قصور نظر عبدالله في اغتراره بذلك و عدم قبوله النصح من الصادق و اتهامه اياه بعدما أقام له الحجة الواضحة علي صحة ما اشار به، و لله امر هو بالغه. و في قوله لو اعلمتني لجئتك دليل علي كرم اخلاقه و محافظته علي حق الرحم مع مزاحمة عبدالله له فيما ليس له باهل، و ايصائه الي خمسة احدهم المنصور و الباقون محمد ابن‌سليمان و الي المدينة و ولداه عبدالله و موسي و حميدة جاريته ادل دليل علي بعد نظره بتخليص وصيه الحقيقي من القتل باشرا كه في الوصية مع جماعة احدهم فرعون بني‌العباس.

ما فعله حين حمل المنصور بني حسن الي العراق

روي ابوالفرج الاصبهاني باسناده الي الحسين بن زيد بن علي قال اني لواقف بين القبر و المنبر اذ رأيت بني حسن يخرج بهم من دار مروان يراد بهم الربذة فارسل الي جعفر ابن‌محمد ما وراءك قلت رأيت بني حسن يخرج بهم في محامل فقال اجلس فدعا غلاما له ثم دعا ربه كثيرا ثم قال لغلامه اذهب فاذا حملوا فائت فأخبرني فاتاه الرسول فقال قد اقبل بهم فقام جعفر فقام وراء ستر شعر ابيض فطلع بعبدالله بن حسن و ابراهيم بن حسن و جميع اهلهم كل واحد منهم معادله مسود فلما نظر اليهم جعفر بن محمد هملت عيناه حتي جرت دموعه علي لحيته ثم اقبل علي فقال يا اباعبدالله و الله لا تحفظ لله حرمة بعد هذا و الله ما وفت الانصار لرسول الله (ص) بما أعطوه من البيعة علي العقبة علي ان يمنعوه و ذريته بما يمنعون منه انفسهم و ذراريهم فو الله ما وفوا له حتي خرج من بين اظهرهم.

أخباره مع المنصور

في مطالب السؤول: حدث عبدالله بن الفضل بن الربيع عن أبيه قال حج المنصور سنة 147 فقدم المدينة و قال للربيع ابعث الي جعفر بن محمد من يأتينا به متعبا قتلني الله ان لم اقتله فتغافل الربيع عنه لينساه ثم أعاد ذكره للربيع و قال ابعث من يأتينا به متعبا فتغافل عنه ثم ارسل الي الربيع رسالة قبيحة اغلظ له فيها و أمره ان يبعث من يحضر جعفرا ففعل فلما أتاه قال له الربيع يا أباعبدالله اذكر الله فانه قد ارسل اليك بما لا دافع له غير الله. فقال جعفر: لا حول و لا قوة الا بالله، ثم ان الربيع أعلم المنصور بحضوره فلما دخل جعفر [ صفحه 48] عليه أوعده و اغلظ له و قال: اي عدو الله اتخذك اهل العراق أماما يجبون اليك زكاة أموالهم و تلحد في سلطاني و تبغيه الغوائل قتلني الله ان لم اقتلك، فقال له يا اميرالمؤمنين ان سليمان (ع) أعطي فشكر و ان ايوب ابتلي فصبر و ان يوسف ظلم فغفر و انت من ذلك السنخ، فلما سمع ذلك المنصور منه قال له الي و عندي أباعبدالله أنت البري‌ء الماحة السليم الناحية القليل الغائلة جزاك الله من ذي رحم افضل ما جزي ذوي الارحام عن ارحامهم ثم تناول يده فأجلسه معه علي فراشه ثم قال علي بالطيب فأتي بالغالية فجعل يغلف لحية جعفر بيده حتي تركها تقطر ثم قال قم في حفظ الله و كلاءته ثم قال يا ربيع الحق أباعبدالله جائزته و كسوته. انصرف اباعبدالله في حفظه و كنفه فانصرف. قال الربيع و لحقته فقلت له اني قد رأيت قبلك ما لم تره و رأيت بعدك ما لا رأيته فما قلت يا أباعبدالله حين دخلت قال قلت: دعاء لدفع الظالم اللهم احرسي بعينك التي لا تنام و اكنفني بركتك الذي لا يرام و اغفر لي بقدرتك علي و لا أهلك و أنت رجائي اللهم انت اكبر و اجل مما اخاف و احذر اللهم بك ادفع في نحره و استعيذ بك من شره (و في رواية) و اكنفني بكنفك الذي لا يرام و لا يضام

احاديث في حلية الاولياء من طريق الصادق

في حلية الاولياء: حدثنا محمد بني عمر بن سالم حدثنا القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي‌طالب عليهم‌السلام حدثني ابي عن ابيه عن ابي‌عبدالله جعفر بن محمد بن علي عن ابيه عن علي بن الحسين بن علي عن اميرالمؤمنين علي قال رسول الله (ص): من نقله الله عزوجل من ذل المعاصي الي عز التقوي أغناه بلا مال و أعزه بلا عشيرة و آنسه بلا انيس و من خاف الله أخاف الله منه كل شي‌ء و من لم يخف الله أخافه الله تعالي من كل شي‌ء و من رضي من الله تعالي باليسير من الرزق رضي الله تعالي منه باليسير من العمل و من لم يستح من طلب المعيشة خفت مؤونته و رحي باله و نعم عياله و من زهد في الدنيا ثبت الله الحكمة في قلبه و انطق بها لسانه و اخرجه من الدنيا سالما الي دار القرار. و بسنده عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن علي عليه‌السلام قال رسول الله (ص) [ صفحه 49] يا علي اتق دعوة المظلوم فانما يسأل الله حقه و ان الله لم يمنع ذا حق حقه. حدثنا القاضي ابوبكر محمد بن عمر بن سلم أملاء حدثنا القاسم بن محمد بن جعفر ابن محمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي‌طالب حدثني ابي عن ابيه جعفر بن محمد عن ابيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي رأيت رسول الله (ص) قام خطيبا علي اصحابه فقال: ايها الناس كأن الموت فيها علي غيرنا كتب و كأن الحق فيها علي غيرنا وجب و كأن الذي نشيع من الاموات سفر عما قليل الينا راجعون نأكل تراثهم كأننا مخلدون بعدهم قد نسينا كل واعظة و أمنا كل جائحة طوبي لمن شغله عيبه عن عيوب الناس طوبي لمن طاب مكسبه و صلحت سريرته و حسنت علانيته و استقامت طريقته طوبي لمن تواضع لله من غير منقصة و أنفق مما جمعه من غير معصية و خالط اهل الفقه و الحكمة و رحم أهل الذي و المسكنة و طوبي لمن أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من قوله و وسعته السنة و لم يعدل عنها الي بدعة.

من أسند عنهم الصادق

في حلية الاولياء أسند جعفر بن محمد عن ابيه و عن عطاء ابن ابي‌رباح و عكرمة و عبيدالله بن ابي‌رافع و عبدالرحمن بن القاسم و غيرهم (اه) (اقول) اسناده عمن ذكر غير ابيه انما كان لبعض المصالح و الا فهو ليس بحاجة ان يسند عن احد.

الراوون عن الصادق

مر في مناقبه أن الرواة عنه من الثقات أربعة آلاف رجل و مر في المقدمات قول الطبرسي في اعلام الوري انه تضافر النقل بأن الذين رووا عن ابي‌عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام من مشهوري أهل العلم اربعة آلاف انسان. و قول المحقق في المعتبر روي عنه ما يقارب اربعة آلاف رجل و برز بتعليمه من الفقهاء الافاضل جم غفير كزرارة بن اعين و أخويه بكير و حمران و جميل بن صالح و جميل بن دراج و محمد بن مسلم و بريد بن معوية و الهشامين و ابي‌بصير و عبيدالله و محمد و عمران الحلبيين و عبدالله بن سنان و ابي‌الصباح الكناني و غيرهم من اعيان الفضلاء و قول الشهيد في الذكري دون من رجاله المعروفين [ صفحه 50] اربعة آلاف رجل من أهل العراق و الحجاز و خراسان و الشام. و استدرك ابن‌الغضائري علي ابن‌عقدة الذي جمع من اصحابه اربعة آلاف انسان فزاد عليهم. و في مطالب السؤول لمحد بن طلحة الشافعي: نقل عنه الحديث و استفاد منه العلم جماعة من اعيان الائمة و أعلامهم مثل يحيي بن سعيد الانصاري و ابن‌جريح و مالك بن انس و الثوري و ابن‌عيينة و أبي‌حنيفة و شعبة و ايوب السختياني و غبرهم و عدوا أخذهم منه منقبة شرفوا بها و فضيلة اكتسبوها «اه». و من تلاميذه جابر بن حيان. و في حلية الاولياء لابي نعيم الاصفهاني روي عن جعفر عدة من التابعين منهم يحيي بن سعيد الانصاري و أيوب السختياني و ابان بن تغلب و ابوعمرو بن العلاء و يزيد بن عبدالله بن الهاد و حدث عنه من الائمة و الاعلام مالك بن انس و شعبة بن الحجاج و سفيان الثوري و ابن‌جريح و عبدالله بن عمرو و روح بن القاسم و سفيان بن عيينة و سليان بن بلال و اسماعيل بن جعفر و حاتم بن اسماعيل و عبدالعزيز بن المختار و وهب بن خالد و ابراهيم بن طهمان في آخرين و اخرج عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه محتجا بحديثه ثم أورد حديثا في طريقه جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر ثم قال هذا حديث صحيح ثابت اخرجه مسلم في صحيحه ثم اورد احاديث كثيرة في طريقها جعفر بن محمد الصادق (ع) ذكرنا بعضها في المحل المناسب له من سيرة الصادق (ع) و تركنا اكثرها خوف الاطالة. و قال ابن‌شهراشوب في المناقب قال غير ابي‌نعيم روي عنه مالك و الشافعي و الحسن ابن‌صالح و ابوايوب السجستاني و عمرو بن دينار و احمد بن حنبل قال و سأل سيف الدولة عبدالحميد المالكي قاضي الكوفة عن مالك فوصفه و قال كان جربند الصادق اي الربيب قال و كان مالك كثيرا ما يدعي سماعه و ربما قال حدثني الثقة بعينه جعفر ابن‌محمد (قال) و قال ابوعبدالله المحدث في رامش أقري ان اباحنيفة من تلامذته و ان امه كانت في حبالة الصادق (ع) (قال) و كان محمد بن الحسن يعني الشيباني ايضا من تلامذته و لاجل ذلك كانت بنوالعباس لا تحترمهما (قال) و كان ابويزيد البسطامي طيفور السقا من خدمه و سقاه ثلاث عشرة سنة [6] (و قال) ابوجعفر الطوسي كان ابراهيم بن ادهم [ صفحه 51] و مالك بن دينار من غلمانه «اه». و قال ابن‌حجر في الصواعق: روي عنه الأئمة الاكابر كيحيي بن سعيد و ابن‌جريح و مالك و السفيانين و ابي‌حنيفة و شعبة و ايوب السختياني. و في النصائح الكافية: احتج الستة في صحاحهم بجعفر الصادق الا البخاري علي انه احتج بمن قدمنا ذكرهم (يعني مروان بن الحكم و عمران بن حطان و حريز بن عثمان الرحبي و غيرهم) فقد ذكر قبل ذلك ان من رواة الصحاح مروان بن الحكم القائل الحسن بن علي انكم اهل بيت ملعونون و عمران بن حطان الخارجي القائل الابيات المشهورة يثني بها علي ابن‌ملجم و يثلب الامام علي بن ابي‌طالب و حريز بن عثمان الرحبي الذي نقل صاحب التهذيب انه كان ينتقص عليا و ينال منه. ثم قال: و أمثال هؤلاء الرواة كثيرون و لكن هؤلاء الثلاثة مروان و عمران و حريز عنوان و مثال لانهم من رواة صحيح البخاري الذي قالوا عنه انه أصح كتب الحديث: قال: و قد قيل في هذا المعني شعر: قضية أشبه المرزئه هذا البخاري امام الفئة بالصادق الصديق ما احتج في صحيحه و احتج بالمرجئه و مثل عمران بن حطان او مروان و ابن المرأة المخطئه مشكلة ذات عوار الي حيرة أرباب النهي ملجئه و حق بيت يممته الوري مغذة في السير او مبطئه ان الامام الصادق المجتبي بفضله الآي أتت منبئه أجل من في عصره رتبة لم يقترف في عمره سيئه قلامة من ظفر ابهامه تعدل من مثل... مئه

الرواة عنه من اولاده

ذكر الحافظ عبدالعزيز بن الاخضر الجنابذي في كتابه معالم العترة الطاهرة أنه روي عنه من اولاده موسي و محمد و اسماعيل و اسحق ثم اورد لكل واحد منهم حديثا. موسي بن جعفر عن ابيه جعفر بن محمد عن ابيه عن جده علي بن طالب: اخذ النبي (ص) بيد حسن و حسين فقال: من احبني و احب هذين و اباهما و امهما كان معي في درجتي يوم القيامة. [ صفحه 52] محمد بن جعفر عن ابيه جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن جابر ان النبي (ص) لبي بحجة و عمرة معا. اسماعيل بن جعفر بن محمد عن ابيه جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن ابيه علي ابن ابي‌طالب عليهم‌السلام: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. اسحق بن جعفر عن ابيه جعفر بن محمد و ذكر الحديث المتقدم في اخباره مع المنصور. و في مناقب ابن‌شهراشوب: بابه محمد بن سنان و اجتمعت العصابة علي تصديق ستة من فقهائه عليه‌السلام و هم: جميل بن دراج. عبدالله بن مسكان. عبدالله بن بكير. حماد بن عيسي. حماد ابن عثمان. أبان بن عثمان. و اصحابه من التابعين نحو: اسماعيل بن عبدالرحمن الكوفي. عبدالله ابن الحسن بن الحسن بن علي عليه‌السلام و من خواص أصحابه: معوية بن عمار مولي بني دهن و هو حي من بجيلة. زيد الشحام. عبدالله بن ابي‌يعفور. ابوجعفر محمد بن علي بن النعمان الأحول. ابوالفضل سدير بن حكيم. عبدالسلام بن عبدالرحمن. جابر بن يزيد الجعفي. ابوحمزة الثمالي. ثابت بن دينار. المفضل بن قيس بن رمانة. المفضل بن عمر الجعفي. نوفل ابن الحارث بن عبدالمطلب. ميسرة بن عبدالعزيز. عبدالله بن عجلان. جابر المكفوف. ابوداود المسترق. ابراهيم بن مهزم الاسدي. بسام الصيرفي. سليمان بن مهران ابومحمد الاسدي مولاهم الأعمش. ابوخالد القماط و اسمه يزيد. ثعلبه بن ميمون أبوبكر الحضرمي. الحسن بن زياد عبدالرحمن بن عبدالعزيز الانصاري من ولد ابي‌أمامة سفيان بن عيينة بن ابي‌عمران الهلاكي. عبدالعزيز بن أبي‌حازم سلمة بن دينار المدني. و من مواليه معتب و مسلم و مصادف (اه)

مؤلفات الصادق

(1) رسالته الي النجاشي والي الاهواز المعروفة برسالة عبدالله بن النجاشي و قد ذكر النجاشي صاحب الرجال أنه لم ير لابي عبدالله (ع) مصنف غيرها و يمكن حمله علي أنه لم يجمع هو (ع) بيده غيرها و الباقي مما حفظه الرواة عنه. (2) رسالة له (ع) أوردها الصدوق في الخصال و أورد سنده اليها من الاعمش عن جعفر بن محمد عليهماالسلام تتضمن شرائع الدين من الوضوء و الغسل بأقسامه و الصلاة بأقسامها و الزكاة زكاة المال و زكاة الفطرة و الحيض و الصيام و الحج و الجهاد و النكاح [ صفحه 53] و الطلاق و أحكام الصلاة علي النبي (ص) و حب اولياء الله و البراءة من اعداء الله و بر الوالدين و حكم المتعتين و احكام الاولاد و افعال العباد و الجبر و التفويض و حكم الاطفال و عصمة الانبياء و الائمة و خلق القرآن و وجوب الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و معني الايمان و عذاب القبر و البعث و التكبير في العيدين و احكام النفساء و الاطعمة و الاشربة و الصيد و الذباحة و الكبائر و غير ذلك. (3) الكتاب المسمي بتوحيد المفضل لانه راويه و الا فهو من تأليف الصادق (ع) و هو احسن كتاب في رد الدهرية و اثبات الصانع موجود بتمامه في ضمن البحار و قد طبع مستقلا علي الحجر بمصر و قرأت في مجلة المقتبس انه طبع في استانبول و لم أره. (4) كتاب الاهليلجة برواية المفضل بن عمر ايضا و هو موجود في ضمن البحار. و في مقدمات البحار ان كتاب التوحيد و الاهليلجة سياقهما يدل علي صحتهما. و قال السيد علي ابن‌طاوس في كشف المحجة لثمرة المهجة فيما أوصي الي ابنه: انظر كتاب المفضل بن عمر الذي أملاه عليه الصادق (ع) فيما خلق الله جل جلاله من الآثار. و انظر كتاب الاهليلجة و ما فيه من الاعتبار. و لكن في فهرست ابن‌النديم ما لفظه: كتاب الاهليلجة لا يعرف مؤلفها و يقال ألفها الصادق (ع) و هذا محال (اه) و لم يبين وجه المحالية. (5) كتاب مصباح الشريعة و مفتاح الحقيقة منسوب الي الصادق (ع) و هو مطبوع مع جامع الاخبار و لكن المجلسي في مقدمات البحار قال ان فيه بعض ما يريب اللبيب الماهر و اسلوبه لا يشبه سائر كلمات الأئمة و آثارهم و الله يعلم. و قال صاحب الوسائل في آخر كتاب الهداية الثالث: ما ثبت عندنا انه غير معتمد فلذا لم ننقل منه فمن ذلك كتاب مصباح الشريعة المنسوب الي الصادق (ع) فان سنده لم يثبت و فيه اشياء منكرة مخالفة للمتواتر «اه» و قال صاحب رياض العلماء عند ذكر الكتب المجهولة: و من ذلك مصباح الشريعة في الاخبار و المواعظ كتاب معروف متداول الي ان قال بل هو من مؤلفات بعض الصوفية كما لا يخفي لكن وصي به ابن‌طاوس و ظاهر السيد علي بن طاوس في امان الاخطار الاعتماد عليه حيث قال: و يصحب المسافر معه كتاب الاهليلجة و هو كتاب مناظرة الصادق (ع) للهندي في معرفة الله جل جلاله بطرق عجيبة ضرورية حتي اقر الهندي بالالهية و الوحدانية و يصحب معه كتاب المفضل بن عمر الذي رواه عن الصادق (ع) في وجوه الحكمة في انشاء العالم السفلي و اظهار اسراره فانه عجيب في معناه و يصحب معه كتاب مصباح الشريعة و مفتاح [ صفحه 54] الحقيقة عن الصادق (ع) فانه كتاب لطيف شريف في التعريف بالتسليك الي الله جل جلاله و الاقبال اليه و الظفر بالاسرار التي اشتملت عليه «اه». و عن الكفعمي في مجموع الغرائب انه قال و من كتاب مصباح الشريعة و مفتاح الحقيقة قال الصادق (ع) و نقل منه اشياء كثيرة بلفظ قال الصادق (ع). و عن الشهيد الثاني في كشف الريبة و منية المريد و مسكن الفؤاد و أسرار الصلاة انه نقل جملة من اخباره ناسبا لها الي الصادق (ع) بصورة الجزم و قال في آخر بعضها: هذا كله من كلام الصادق (ع). و عن السيد حسين القزويني في كتابه جامع الشرائع انه قال عند بيان الكتب المأخوذ كتابه منها: و مصباح الشريعة المنسوب اليه يعني الصادق (ع) بشهادة الشارح الفاضل يعني الشهيد الثاني و السيد ابن‌طاوس و مولانا حسن القاشاني و غيرهم فلا وجه لتشكيك بعض المتأخرين بعد ذلك «اه». (6) رسالته الي اصحابه رواها الكليني في اول روضة الكافي بسنده عن اسماعيل ابن‌جابر عن ابي‌عبدالله (ع) انه كتب بهذه الرسالة الي اصحابه و امرهم بمدارستها و النظر فيها و تعاهدها و العمل بها و كانوا يضعونها في مساجد بيوتهم فاذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها. و بسنده عن اسماعيل بن مخلد السراج قال: خرجت هذه الرسالة من ابي‌عبدالله (ع) الي اصحابه بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فاسألوا الله ربكم العافية. و ذكر الرسالة بطولها و اورد شيئا من اولها في تحف العقول بعنوان رسالته الي جماعة شيعته و اصحابه. (7) رسالته الي اصحاب الرأي و القياس. (8) رسالته (ع) في الغنائم و وجوب الخمس اوردها و ما بعدها الي السادس عشر في تحف العقول. (9) وصيته لعبد الله بن جندب. (10) وصيته لابي جعفر محمد بن النعمان الاحول. (11) نثر الدرر كما سماه بعض الشيعة. (12) كلامه في وصف المحبة لاهل البيت و التوحيد و الايمان و الاسلام و الكفر و الفسق. (13) رسالاته في وجوه معايش العباد و وجوه اخراج الاموال جوابا لسؤال من سأله كم جهات معايش العباد التي فيها الاكتساب و التعامل بينهم و وجوه النفقات. [ صفحه 55] (14) رسالته في احتجاجه علي الصوفية فيما ينهون عنه من طلب الرزق. (15) كلامه في خلق الانسان و تركيبه. (16) حكمه القصيرة. و سنختار من الذي ذكره في تحف العقول ما نودعه في حكمه و آدابه الآتية. و هناك كتب مروية عن الصادق (ع) جمعها اصحابه مما رووه عنه فيصح بهذا الاعتبار نسبتها اليه لان الاملاء احد طرق التأليف و قد ذكر خمسة منها النجاشي و ذكر سنده اليها و يحتمل تداخلها مع بعض ما تقدم و هي: (17) نسخة ذكرها النجاشي في ترجمة محمد بن ميمون الزعفراني فقال عامي غير انه روي عن ابي‌عبدالله (ع) نسخة. (18) نسخة رواها الفضيل بن عياض عنه (ع) قال النجاشي في ترجمة الفضيل: بصري ثقة عامي روي عن ابي‌عبدالله (ع) نسخة. (19) نسخة رواها عبدالله بن اويس بن مالك بن ابي‌عامر الاصبحي حليف بني تميم بن مرة ابواويس عنه (ع) قال النجاشي له نسخة عن جعفر بن محمد عليهماالسلام. (20) نسخة رواها سفيان بن عيينة بن ابي‌عمران الهلالي قال النجاشي له نسخة عن جعفر بن محمد. (21) نسخة يرويها ابراهيم بن رجاء الشيباني قال النجاشي له عن جعفر (ع) نسخة. (22) كتاب يرويه جعفر بن بشير البجلي قال الشيخ في الفهرست له كتاب ينسب الي جعفر بن محمد رواية علي بن موسي الرضا عليهم‌السلام. (23) كتاب رسائله رواه عنه جابر بن حيان الكوفي قال اليافعي في مرآة الجنان: له كلام نفيس في علوم التوحيد و غيرها و قد ألف تلميذه جابر بن حيان كتابا يشتمل علي الف ورقة يتضمن رسائله و هي خمسمائة رسالة (اه) (اقول) لم يذكر احد من اصحابنا الذين ألفوا في رجال الشيعة و اصحاب الأئمة كالطوسي و النجاشي و من عاصرهم او تقدمهم او تأخر عنهم جابر بن حيان من تلاميذ الصادق و لا من اصحابه و لا ذكروه في رجال الشيعة و هم أعرف بهذا الشأن من غيرهم. نعم في فهرست ابن‌النديم قالت الشيعة ان جابر ابن‌حيان من كبارهم واحد الابواب قال و زعموا انه كان صاحب جعفر الصادق الي ان قال و لهذا الرجل كتب في مذاهب الشيعة انا اوردها في مواضعها «اه» محل الحاجة و يأتي تفصيل ذلك في ترجمته «انش». هذا ما كتبناه اولا و تحقق لنا بعد ذلك ذلك ان جابر بن حيان كان من تلاميذ الصادق (ع). [ صفحه 56] (24) تقسيم الرؤيا. في كشف الظنون تقسيم الرؤيا للامام جعفر الصادق (ع) و في الذريعة لم نجد سندا لهذه النسبة في غيره فالظاهر انه من تصنيف بعض الشيعة بالرواية عنه. هذا ما عرف من الكتب التي دونت وحدها و عرفت بأسماء مخصوصة و الا فالذي جمع مما رواه عنه العلماء في فنون شتي من فنون العلم في الكلام و التوحيد و سائر اصول الدين و الفقه و اصول الفقه و الطب و الاحتجاج و الحكم و المواعظ و الآداب و غير ذلك لا يكاد يحيط به الحصر و تكفلت بجمعه كتب الاخبار و الاحاديث.

حكمه و آدابه و وصاياه

المنقول من حلية الاولياء

و هو مذكور فيها بالاسانيد و نحن حذفناها اختصارا قال جعفر بن محمد: الصلاة قربان كل تقي و الحج جهاد كل ضعيف و زكاة البدن الصيام و الداعي بلا عمل كالرامي بلا و تر و استنزلوا الرزق بالصدقة و حصنوا اموالكم بالزكاة و ما عال من اقتصد و التدبير نصف العيش و التودد نصف العقل و قلة العيال احدي اليسارين و من احزن و الديه فقد عقهما و من ضرب يده علي فخذه عند مصيبته فقد حبط اجره. و الصنيعة لا تكون صنيعة الا عند ذي حسب و دين و الله تعالي منزل الصبر علي قدر المصيبة و منزل الرزق علي قدر المؤونة و من قدر معيشته رزقه الله تعالي و قال عليه‌السلام لا زاد افضل من التقوي و لا شي‌ء احسن من الصمت و لا عدو اضر من الجهل و لا داء ادوي من الكذب و قال (ع): اياكم و الخصومة في الدين فانها تشغل القلب و تورث النفاق. و قال عليه‌السلام: اذا بلغك عن اخيك شي‌ء يسؤوك فلا تغتم فانه اذا كان كما يقول كانت عقوبة عجلت و ان كان علي غير ما يقول كانت حسنة لم تعملها. و قال (ع) لسفيان الثوري لا يتم المعروف الا بثلاثة بتعجيله و تصغيره و ستره، و يأتي قريب منه. و في حلية الاولياء بسنده عن جعفر بن محمد: اوحي الله تعالي الي الدنيا ان اخدمي من خدمني و اتعبي من خدمك. [ صفحه 57]

المنقول من تذكرة ابن‌حمدون

قال الصادق (ع): تأخير التوبة اغترار و طول التسويف حيرة و الاعتلال علي الله عز و جل هلكة و الاصرار امن و لا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون، و قال: ما كل من اراد شيئا قدر عليه و لا كل من قدر علي شي‌ء وفق له و لا كل من وفق له اصاب له موضعا فاذا اجتمع النية و القدرة و التوفيق و الاصابة فهناك تجب السعادة، و قال صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة قال الله تعالي و الذين يصلون ما امر الله به ان يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب.

المنقول من تحف العقول

من كلامه الذي سماه بعض الشيعة نثر الدرر الانتقاد عداوة، قلة الصبر فضيحة، افشاء السر سقوط، السخاء فطنة، اللؤم تغافل. ثلاثة من تمسك بهن نال من الدنيا و الآخرة بغيته: من اعتصم بالله، و رضي بقضاء الله، و احسن الظن بالله. ثلاثة من فرط فيهن كان محروما: استماحة جواد، و مصاحبة عالم، و استمالة سلطان ثلاثة تورث المحبة: الدين و التواضع و البذل. من بري‌ء من ثلاثة نال ثلاثة، من بري‌ء من الشر نال العز، و من بري‌ء من الكبر نال الكرامة، و من بري‌ء من البخل نال الشرف. ثلاثة مكسبة للبغضاء: النفاق و الظلم و العجب. من لم تكن فيه خصلة من ثلاث لم يعد نبيلا: من لم يكن له عقل يزينه او جدة تغنيه او عشيرة تعضده. ثلاثة تزري بالمرء: الحسد و النميمة و الطيش. ثلاثة لا تعرف الا في ثلاثة مواطن: لا يعرف الحليم الا عند الغضب، و لا الشجاع الا عند الحرب، و لا اخ الا عند الحاجة. ثلاثة من كن فيه فهو منافق و ان صام و صلي: من اذا حدث كذب و اذا وعد اخلف و اذا ائتمن خان. احذر من الناس ثلاثة: الخائن و الظلوم و النمام لان من خان لك خانك و من ظلم لك سيظلمك و من نم اليك سينم عليك. لا يكون الامين امينا حتي يؤتمن علي ثلاث فيؤديها: علي الاموال و الاسرار و الفروج و ان حفظ اثنتين وضيع واحدة فليس بامين. [ صفحه 58] لا تشاور احمق و لا تستعن بكذاب و لا تثق بمودة ملول فان الكذاب يقرب لك البعيد و يبعد لك القريب و الاحمق يجهد لك نفسه و لا يبلغ ما تريد و الملول اوثق ما كنت به خذلك و اوصل ما كنت له قطعك. ثلاث من كن فيه كان سيدا: كظم الغيظ و العفو عن المسي‌ء و الصلة بالنفس و المال. ثلاثة لابد لهم من ثلاث: لابد للجواد من كبوة و للسيف من نبوة و للحليم من هفوة. ثلاثة فيهن البلاغة: التقرب من معني البغية و التبعد من حشو الكلام و الدلالة بالقليل علي الكثير. النجاة في ثلاث: تمسك عليك لسانك و يسعك بيتك و تندم علي خطيئتك. ثلاث من كن فيه كن عليه: المكر و النكث و البغي و ذلك قول الله تعالي «و لا يحيق المكر السي‌ء الا باهله، فانظر كيف كان عاقبة مكرهم انا دمرناهم و قومهم اجمعين، و من نكث فانما ينكث علي نفسه، يا ايها الناس انما بغيكم علي انفسكم متاع الحياة الدنيا». ثلاث يحجزن المرء عن طلب المعالي: قصر الهمة و قلة الحياء و ضعف الرأي. الانس في ثلاث: الزوجة الموافقة و الولد البار و الصديق المصافي. ثلاثة لا يعذر المرء فيها: مشاورة ناصح و مداراة حاسد و التحبب الي الناس. العاقل لا يستخف باحد و احق من لا يستخف به ثلاثة: العلماء و السلطان و الاخوان لانه من استخف بالعلماء افسد دنياه و من استخف بالاخوان افسد مروءته. ثلاثة تكدر العيش: السلطان الجائر و الجار السوء و المرأة البذيئة. لا تطيب السكني الا بثلاث: الهواء الطيب و الماء الغزير العذب و الارض الخوارة. لا يستغني اهل كل بلد عن ثلاثة يفزع اليهم في امر دنياهم و آخرتهم فان عدموا ذلك كانوا همجا: فقيه عالم ورع و امير خير مطاع و طبيب بصير ثقة. يمتحن الصديق بثلاث خصال فان كان مواتيا فيها فهو الصديق المصافي و الا كان صديق رخاء لا صديق شدة، تبتغي منه مالا او تأمنه علي مال او تشاركه في مكروه. ان المرء يحتاج في منزله و عياله الي ثلاث خلال يتكلفها و ان لم يكن في طبعه ذلك: معاشرة جميلة و سعة بتقدير و غيرة بتحسن. كل ذي صناعة مضطر الي ثلاث خلال يجتلب بها المكسب: ان يكون حاذقا بعمله مؤديا [ صفحه 59] للامانة فيه مستميلا لمن استعمله. تجب للوالدين علي الولد ثلاثة اشياء شكرهما علي كل حال و طاعتهما فيما يأمرانه به وينهيانه عنه في غير معصية الله و نصيحتهما في السر و العلانية. و تجب للولد علي والده ثلاث خصال اختياره لوالدته و تحسين اسمه و المبالغة في تأديبه. تحتاج الاخوة فيما بينهم الي ثلاثة اشياء فان استعملوها و الا تباينوا و تباغضوا و هي التناصف و التراحم و نفي الحسد. اذا لم تجتمع القرابة علي ثلاثة اشياء تعرضوا لدخول الوهن عليهم و شماتة الاعداء بهم و هي ترك الحسد فيما بينهم لئلا يتحزبوا فيتشتت امرهم و التواصل ليكون ذلك حاديا لهم علي الالفة و التعاون لتشملهم العزة. لا يتم المعروف الا بثلاث خلال بتعجيله و تقليل كثيره و ترك الامتنان به. ثلاثة يستدل بها علي اصالة الرأي: حسن اللقاء و حسن الاستماع و حسن الجواب ثلاثة اشياء تدل علي عقل فاعلها: الرسول علي قدر من ارسله و الهدية علي قدر مهديها و الكتاب علي قدر كاتبه. العلم ثلاثة: آية محكمة و فريضة عادلة و سنة قائمة. ثلاثة ليس معهن غربة: حسن الادب و كف الاذي و مجانبة الريب. الايام ثلاثة فيوم مضي لا يدرك و يوم الناس فيه فينبغي ان يغتنموه و غدا انما في ايديهم امله. من لم تكن فيه ثلاث خصال لم ينفعه الايمان: حلم يرديه جهل الجاهل و ورع يحجزه عن طلب المحارم و خلق يداري به الناس. ثلاث من كن فيه استكمل الايمان: من اذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق و اذا رضي لم يخرجه رضاه الي الباطل و من اذا قدر عفا. لا يستكمل عبد حقيقة الايمان حتي تكون فيه خصال ثلاث: الفقه في الدين و حسن التقدير في المعيشة و الصبر علي الرزايا، «اه» المختار من نثر الدرر. و من حكمه المذكورة في تحف العقول العلم جنة: و الصدق عز، و الجهل ذل، و الفهم مجد، و الجود نجح، و حسن الخلق [ صفحه 60] مجلبة للمودة، و العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس، و الحزم مشكاة الظن، و العاقل غفور و الجاهل ختور، و ان شئت ان تكرم فلن و ان شئت ان تهان فاخشن، و من كرم اصله لان قلبه و من خشن عنصره غلظ كبده، و من فرط تورط، و من خاف العاقبة تثبت فيما لا يعلم و من هجم علي امر بغير علم جدع انف نفسه، ان قدرت ان لا تعرف فافعل و ما عليك اذا لم يثن الناس عليك و ما عليك ان تكون مذموما عند الناس اذا كنت عند الله محمودا. ان اميرالمؤمنين (ع) كان يقول لا خير في الحياة الا لاحد رجلين رجل يزداد كل يوم فيها احسانا و رجل يتدارك منيته بالتوبة، ان قدرت ان لا تخرج من بيتك فافعل و ان عليك في خروجك ان لا تغتاب و لا تكذب و لا تحسد و لا ترائي و لا تتصنع و لا تداهن، صومعة المسلم بيته يحبس فيه نفسه و بصره و لسانه و فرجه، كم من مغرور بما انعم الله عليه و كم من مستدرج بستر الله عليه و كم من مفتون بثناء الناس عليه.

منتخب من رسالته الي جماعة شيعته و اصحابه

المذكورة في تحف العقول اكثروا من الدعاء فان الله يحب من عباده الذين يدعونه و قد وعد عباده المؤمنين الاستجابة و الله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة و اكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل و النهار فان الله امركم بكثرة الذكر له، و الله ذاكر من ذكره من المؤمنين و عليكم بالمحافظة علي الصلوات و الصلاة الوسطي و قوموا لله قانتين كما امر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم و عليكم بحب المساكين المسلمين فان من حقرهم و تكبر عليهم فقد زل عن دين الله و الله له حاقر ماقت، اياكم و العظمة و الكبر فان الكبر رداء الله فمن نازع الله رداءه قصمه الله و اذله يوم القيامة اياكم ان يبغي بعضكم علي بعض فانها ليست من خصال الصالحين فانه من بغي صير الله بغيه علي نفسه و صارت نصرة الله لمن بغي عليه و من نصره الله غلب و اصاب الظفر من الله، اياكم ان يحسد بعضكم بعضا فان الكفر اصله الحسد، اياكم ان تشره نفوسكم الي شي‌ء مما حرم الله عليكم فانه من انتهك ما حرم الله عليه هاهنا في الدنيا حال الله بينه و بين الجنة و نعيمها و لذتها و كرامتها القائمة الدائمة لاهل الجنة ابد الآبدين. [ صفحه 61]

ما روي عنه في قصار هذه المعاني من تحف العقول

قال صلوات الله عليه: من انصف الناس من نفسه رضي به حكما لغيره. اذا كان الزمان زمان جور و اهله اهل غدر فالطمأنينة الي كل احد عجز، اذا اردت ان تعلم صحة ما عند اخيك فاغضبه فان ثبت لك علي المودة فهو اخوك و الا فلا، لا تعتد بمودة اخيك حتي تغضبه ثلاث مرات، لا تثقن باخيك كل الثقة فان صرعة الاسترسال لا تستقال، ازالة الجبال اهون من ازالة قلب عن موضعه، الرغبة في الدنيا تورث الغم و الحزن و الزهد في الدنيا راحة القلب و البدن، و قال لرجلين تخاصما بحضرته انه لم يظفر بخير من ظفر بالظلم و من يفعل السوء بالناس فلا ينكر السوء اذا فعل به، لا يصلح المؤمن الا علي ثلاث خصال التفقه في الدين و حسن التقدير في المعيشة و الصبر علي النائبة، لا تصلح الصنيعة الا عند ذي حسب و دين و ما اقل من يشكر المعروف، انما يؤمر بالمعروف و ينهي عن المنكر مؤمن فيتعظ او جاهل فيتعلم فاما صاحب سوط و سيف فلا [7] انما يأمر بالمعروف و ينهي عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال عالم بما يأمر عالم بما ينهي عادل فيما يأمر عادل فيما ينهي رفيق بما يأمر رفيق بما ينهي، ان الله انعم علي قوم بالمواهب فلم يشكروه فصارت عليهم و بالا، و ابتلي قوما بالمصائب فصبروا فكانت عليهم نعمة، صلاح حال التعايش و التعاشر مل‌ء مكيال ثلثاه فطنه، و ثلثه تغافل [8] ما اقبح الانتقام باهل الاقدار، و قيل له ما المروءة؟ فقال ان لا يراك الله حيث نهاك و لا يفقدك من حيث امرك، اشكر من انعم عليك و انعم علي من شكرك فانه لا ازالة للنعم اذا شكرت و لا اقامة لها اذا كفرت و الشكر زيادة في النعم و امان من الفقر، فوت الحاجة خير من طلبها من غير اهلها، اشد من المصيبة سوء الخلق منها. و سأله رجل ان يعلمه ما ينال به خير الدنيا و الآخرة و لا يطول عليه فقال: لا تكذب، و قيل له ما البلاغة فقال من عرف شيئا قل كلامه فيه و انما سمي البليغ بليغا لانه يبلغ حاجته باهون سعيه، و قال: الدين غم بالليل و ذل بالنهار، بروا آباءكم يبركم ابناؤكم، و عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم، من ائتمن خائنا علي امانة لم يكن له علي الله ضمان، و قال لحمران بن اعين: يا حمران انظر من هو دونك في المقدرة و لا تنظر الي من هو فوقك فان [ صفحه 62] ذلك اقنع لك بما قسم الله لك و احري ان تستوجب الزيادة منه عزوجل و اعلم ان العمل الدائم القليل علي اليقين افضل عند الله من العمل الكثير علي غير يقين و اعلم انه لا ورع انفع من تجنب محارم الله و الكف عن اذي المؤمنين و اغتيابهم و لا عيش اهنأ من حسن الخلق و لا مال انفع من القناعة باليسير المجزي و لا جهل أضر من العجب، و قال: اذا سلم الرجل من الجماعة أجزأ عنهم و اذا رد واحد من القوم أجزأ عنهم، و قال السلام تطوع و الرد فريضة و قال: من بدأ بكلام قبل سلام فلا تجيبوه، و قال: ان تمام التحية للمقيم المصافحة و تمام التسليم علي المسافر المعانقة، و قال: تصافحوا فانها تذهب بالسخيمة، من ملك نفسه اذا غضب و اذا رغب و اذا رهب و اذا اشتهي حرم الله جسده علي النار، العافية نعمة خفيفة اذا وجدت نسيت و اذا عدمت ذكرت، قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا و لكل نعمة شكرا و لكل عسر يسرا، اصبر نفسك عند كل بلية و رزية في ولد أو في مال فان الله انما يقبض عاريته و هبته ليبلو شكرك و صبرك. ينبغي للمؤمن ان يكون فيه ثماني خصال و قور عند الهزاهز صبور عند البلاء شكور عند الرخاء قانع بما رزقه الله لا يظلم الاعداء و لا يحمل الاصدقاء بدنه منه في تعب و الناس منه في راحة، ان العلم خليل المؤمن و الحلم و زيره و الصبر أمير جنوده و الرفق أخوه و اللين والده، و قال له ابوعبيدة ادع الله لي ان لا يجعل رزقي علي ايدي العباد فقال أبي الله عليك ذلك أبي الا ان يجعل ارزاق العباد بعضهم من بعض و لكن ادع الله ان يجعل رزقك علي ايدي خيار خلقه فانه من السعادة و لا تجعله علي ايدي شرار خلقه فانه من الشقاوة، و قال: العامل علي غير بصيرة كالسائر علي غير طريق فلا تزيده سرعة السير الا بعدا من عرف الله خاف الله و من خاف الله سخت نفسه عن الدنيا، و قال انا لنحب من كان عاقلا فهما فقيها حليما مداريا صبورا صدوقا وفيا ان الله خص الانبياء بمكارم الاخلاق فمن كانت فيه فليحمد الله علي ذلك و من لم تكن فيه فليتضرع الي الله و ليسأله اياها قيل له و ما هي قال الورع و القناعة و الصبر و الشكر و الحلم و الحياء و السخاء و الشجاعة و الغيرة و صدق الحديث و البر و اداء الامانة و اليقين و حسن الخلق و المروءة و قال: من اوثق عري الايمان ان تحب في الله و تبغض في الله و تعطي في الله و تمنع في الله، و قال: لا يتبع الرجل بعد موته الا ثلاث خصال صدقة اجراها الله في حياته فهي تجري بعد موته و سنة هدي يعمل بها و ولده صالح يدعو له، و قال: ان الصيام ليس من الطعام و لا من الشراب وحده ان مريم قالت اني نذرت للرحمن صوما اي صمت فاحفظوا ألسنتكم و غضوا أبصاركم و لا تحاسدوا [ صفحه 63] و لا تنازعوا فان الحسد يأكل الايمان كما تأكل كل النار الحطب: و قال: من ساء خلقه عذب نفسه، المعروف كاسمه و ليس شي‌ء افضل من المعروف الا ثوابه و المعروف هدية من الله الي عبده و ليس كل من يحب ان يصنع المعروف الي الناس يصنعه و لاكل من يقدر عليه يؤذن له فيه فاذا من الله علي العبد جمع له الرغبة في المعروف و القدرة و الاذن فهناك تمت السعادة و الكرامة للطالب و المطلوب اليه، ليس لأبليس جند أشد من النساء و الغضب، لم يخلق الله يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت، اذا رأيتم العبد يتفقد الذنوب من الناس ناسيا لذنبه فاعلموا انه قد مكر به، الطاعم الشاكر له مثل اجر الصائم المحتسب و المعافي الشاكر له مثل اجر المبتلي الصابر، ينبغي للعاقل ان يكون صدوقا ليؤمن علي حديثه و شكورا ليستوجب الزيادة، ليس لك ان تأتمن الخائن و قد جربته و ليس لك ان تتهم من ائتمنت، ليس لملول صديق و لا لحسود غني. و كثرة النظر في الحكمة تلقح العقل، عالم افضل من الف عابد و الف زاهد و الف مجتهد، ان لكل شي‌ء زكاة و زكاة العلم ان يعلمه أهله، القضاة اربعة ثلاثة في النار و واحد في الجنة، رجل قضي بجور و هو يعلم فهو في النار و رجل قضي بحق و هو لا يعلم فهو في النار و رجل قضي بحق و هو يعلم فهو في الجنة، و سئل عن صفة العدل من الرجل فقال اذا غض طرفه عن المحارم و لسانه عن المآثم و كفه عن المظالم، و قال: كما حجب الله عن العباد فموضوع عنهم حتي يعرفوه. و قال لداود الرقي تدخل يدك في فم التنين الي المرفق خير لك من طلب الحوائج الي من لم يكن له و كان و قال: قضاء الحوائج الي الله و اسبابها بعد الله العباد تجري علي أيديهم فما قضي الله من ذلك فاقبلوه من الله بالشكر و ما زوي عنكم منها فاقبلوه عن الله بالرضا و التسليم و الصبر فعسي ان يكون خيرا لكم فان الله اعلم بما يصلحكم و انتم لا تعلمون. اياك و مخالطة السفلة فان السفلة لا تؤدي الي خير. انفع الاشياء للمرء سبقه الي عيب نفسه و اشد شي‌ء مؤنة اخفاء الفاقة و اقل الاشياء غناء النصيحة لمن لا يقبلها و مجاورة الحريص و أروح الروح اليأس من الناس. لا تكن ضجرا و لا قلقا و ذلل نفسك باحتمال من خالفك ممن هو فوقك و من له الفضل عليك فانما أقررت له بفضله لئلا تخالفه و من لا يعرف لاحد الفضل فهو المعجب برأيه و اعلم انه لا عز لمن لا يتذلل لله و لا رفعة لمن لا يتواضع لله. ان من السنة لبس الخاتم. احب اخواني الي من اهدي الي عيوبي. لا تكون الصداقة الا بحدودها فمن كانت فيه هذه الحدود او شي‌ء منها و الا فلا تنسبه الي شي‌ء من الصداقة فأولها ان تكون سريرته و علانيته لك واحدة. و الثانية ان يري زينك زينه و شينك شينه. و الثالثة ان لا [ صفحه 64] تغيره عليك ولاية و لا مال. و الرابعة ان يمنعك شيئا تناله مقدرته. و الخامسة و هي تجمع هذه الخصال ان لا يسلمك عند النكبات. مجاملة الناس ثلث العقل. ضحك المؤمن تبسم. ما أبالي الي من ائتمنت خائنا او مضيعا. و قال للمفضل: اوصيك بست خصال تبلغهن شيعتي: اداء الامانة الي من ائتمنك و ان ترضي لاخيك ما ترضاه لنفسك و اعلم ان للأمور اواخر فاحذر العواقب و ان للامور بغتات فكن علي حذر. و اياك و مرتقي جبل سهل اذا كان المنحدر و عرا و لا تعدن اخاك و عدا ليس في يدك و فاؤه. ثلاث لم يجعل الله لاحد من الناس فيهن رخصة: بر الوالدين برين كانا او فاجرين و وفاء بالعهد للبر و الفاجر و أداء الامانة الي البر و الفاجر، اني لا رحم ثلاثة و حق لهم ان يرحموا عزيز اصابته مذلة بعد العز و غني أصابته حاجة بعد الغني و عالم يستخف به اهله و الجهلة. من تعلق قلبه بحب الدنيا تعلق من ضرها بثلاث خصال: هم لا يفني و امل لا يدرك و رجاء لا ينال، الناس سواء كأسنان المشط و المرء كثير بأخيه و لا خير في صحبة من لم ير لك مثل الذي يري لنفسه، من غضب عليك من اخوانك ثلاث مرات فلم يقل فيك مكروها فأعده لنفسك. يأتي علي الناس زمان ليس فيه شي‌ء اعز من اخ انيس و كسب درهم حلال. من وقف نفسه مواقف التهمة فلا يلومن من اساء به الظن و من كتم سره كانت الخيرة في يده و كل حديث جاوز اثنين فاش وضع امر اخيك علي احسنه و لا تظنن بكلمة خرجت من اخيك سوءا و انت تجد لها في الخير محملا وعيك باخوان الصدق فانهم عدة عند الرخاء و جنة عند البلاء و شاور في حديثك الذين يخافون الله و احب الاخوان علي قدر التقوي و اتق شرار النساء و كن من خيارهم علي حذر. لا يبلغ احدكم حقيقة الايمان حتي يحب ابعد الخلق منه في الله و يبغض اقرب الخلق منه في الله. الصفح الجميل ان لا تعاتب علي الذنب و الصبر الجميل الذي ليس فيه شكوي. اربع من كن فيه كان مؤمنا: الصدق و الحياء و حسن الخلق و الشكر. اذا زاد الرجل علي الثلاثين فهو كهل و اذا زاد علي الاربعين فهو شيخ. لا تذهب الحشمة بينك و بين اخيك و ابق منها فان ذهاب الحشمة ذهاب الحياء و بقاء الحشمة بقاء المودة. و قيل له خلوت بالعقيق و تعجلت الوحدة فقال لو ذقت حلاوة الوحدة لاستوحشت من نفسك ثم قال أقل ما يجد العبد في الوحدة الراحة من مداراة الناس. ما فتح الله علي عبد بابا من الدنيا الا فتح عليه من الحرص مثليه. و قيل له أين طريق الراحة؟ قال في خلاف الهوي قيل فمتي يجد عبدالراحة فقال عند اول يوم يصير في الجنة. المشي المستعجل يذهب بهاء المؤمن و يطفي‌ء نوره. و قال لبعض شيعته ما بال اخيك يشكوك فقال يشكوني ان استقصيت عليه حقي فجلس مغضبا ثم [ صفحه 65] قال كأنك اذا استقصيت عليه حقك لم تسي‌ء أرأيتك ما حكي الله عن قوم يخافون سوء الحساب أخافوا ان يجور الله عليهم لا و لكن خافوا الاستقصاء فسماه الله سوء الحساب فمن استقصي فقد أساء. حسن الخلق من الدين و هو يزيد في الرزق. السخي الكريم الذي ينفق ماله في حق الله. قيل له ما كان في وصية لقمان فقال كان فيها الاعاجيب و كان من أعجب ما فيها ان قال لابنه خف الله خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك و ارج الله رجاء لوجئته بذنوب الثقلين لرحمك. لا يتكلم أحد بكلمة هدي فيؤخذ بها الا كان عليه مثل اجر من اخذ بها و لا يتكلم بكلمة ضلالة فيؤخذ بها الا كان له مثل وزر من اخذ بها. أربعة من اخلاق الانبياء: البر و السخاء و الصبر علي النائبة و القيام بحق المؤمن، لا تعد مصية أعطيت عليها الصبر و استوجبت عليها من الله ثوابا بمصيبة انما المصيبة ان يحرم صاحبها اجرها و ثوابها اذا لم يصبر عند نزولها. الا و ان احب المؤمنين الي الله من اعان الفقير في دنياه و معاشه و من اعان و نفع و دفع المكروه عن المؤمنين، و قال ان صلة الرحم و البر ليهونان الحساب و يعصمان من الذنوب فصلوا ارحامكم و بروا أخوانكم ولو بحسن السلام ورد الجواب. و قال (ع) من رضي بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل و من رضي باليسير من الحلال خفت مؤنته و زكت مكسبته و خرج من حد العجز. من صحة يقين المرء المسلم ان لا يرضي الناس بسخط الله و لا يحمدهم علي ما رزقه الله و لا يلومهم علي ما لم يؤته الله فان رزقه لا يسوقه حرص حريص و لا يرده كره كاره ولو ان احدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لا دركه رزقه قبل موته كما يدركه الموت. ثلاث خصال هن اشد ما عمل به العبد انصاف المؤمن من نفسه و مواساة المرء لاخيه و ذكر الله علي كل حال قيل له فما معني ذكر الله علي كل حال قال يذكر الله عند كل معصية يهم بها فيحول بينه و بين المعصية، اياكم و المزاح فانه يجر السخيمة و يورث الضغينة و هو السب الاصغر، و قال الحسن ابن‌راشد قال ابوعبدالله (ع) اذا نزلت بك نازلة (الي ان قال) و لكن اذكرها لبعض اخوانك فانك لن تعدم خصلة من اربع خصال اما كفاية و اما معونة بجاه او دعوة مستجابة او مشورة برأي، لا تتكلم بما لا يعنيك و دع كثيرا من الكلام فيما يعنيك حتي تجد له موضعا فرب متكلم و تكلم بالحق بما لا يعنيه في غير موضعه فتعيب و لا تمارين سفيها و لا حليما فان الحليم يغلبك و السفيه يرديك و اذكر اخاك اذا تغيب بأحسن ما تحب ان يذكرك به اذا [ صفحه 66] تغيبت عنه فان هذا هو العمل و اعمل عمل من يعلم انه مجزي بالاحسان مأخوذ بالاجرام. و قال له يونس لولاي لكم و ما عرفني الله من حقكم احب الي من الدنيا بحذافيرها قال يونس فتبينت الغضب فيه ثم قال يا يونس قستنا بغير قياس ما الدنيا و ما فيها هل هي الا سدة فورة او ستر عورة و انت لك بمحبتنا الحياة الدائمة. و قال (ع): يا شيعة آل محمد انه ليس منا من لم يلمك نفسه عند الغضب و لم يحسن صحبة من صحبه و مرافقة من رافقه و مصالحة من صالحه و مخالقة من خالقه. يا شيعة آل محمد اتقوا الله ما استطعتم و لا حول و لا قوة الا بالله. و قال عبد الاعلي كنت في حلقة بالمدينة فذكروا الجود فأكثروا فقال رجل منهم يكني ابادلين ان جعفرا و انه لولا انه ضم يده فقال لي ابوعبدالله عليه‌السلام تجالس اهل المدنية قلت نعم قال فما حديث بلغني فقصصت عليه الحديث فقال ويح ابي‌دلين انما مثله مثل الريشة تمر بها الريح فتطيرها ثم قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كل معروف صدقة و افضل الصدقة صدقة عن ظهر غني و ابدأ بمن تعول و اليد العليا خير من اليد السفلي و لا يلوم الله علي الكفاف اتظنون ان الله بخيل و ترون أن شيئا اجود من الله ان الجواد السيد من وضع حق الله موضعه و ليس الجواد من يأخذ المال من غير حله و يضعه في غير حقه اما و الله اني لارجو ان القي الله و لم اتناول ما لا يحل لي و ما ورد علي حق الله الا امضيته و ما بت ليلة قط و لله في مالي حق لم اؤده و قال عليه‌السلام: لا رضاع بعد فطام و لا وصال في صيام و لا يتم بعد احتلام و لا صمت يوم الي الليل و لا تغرب بعد الهجرة و لا هجرة بعد الفتح و لا طلاق قبل النكاح و لا عتق قبل ملك و لا يمين لولد مع والده و لا للمملوك مع مولاه و لا للمرأة مع زوجها و لا نذر في معصية و لا يمين في قطيعة. و قال (ع) ليس من احد و ان ساعدته الامور بمستخلص غضارة عيش الا من خلال مكروه و من انتظر بمعاجلة الفرصة مؤاجلة الاستقصاء سلبته الايام فرصته لان من شأن الايام السلب و سبيل الرمان الفوت و قال (ع) المعروف زكاة النعم و الشفاعة زكاة الجاه و العلل زكاة الابدان و العفو زكاة الظفر و ما أديت زكاته فهو مأمون السلب و قال (ع): اذا اقبلت دنيا قوم كسوا محاسن غيرهم و اذا ادبرت سلبوا محاسن انفسهم. و قال عليه‌السلام: البنات حسنات و البنون نعم فالحسنات تثاب عليهن و النعمة تسأل عنها. انتهي ما اخترناه من تحف العقول. [ صفحه 67]

المنقول من نثر الدرر للآبي

قال (ع): القرآن ظاهره انيق و باطنه عميق، و قال (ع): من انصف من نفسه رضي حكما لغيره. قال (ع): حفظ الرجل اخاه بعد وفاته في تركته كرم. و قال (ع): ما من شي‌ء اسر الي من يد اتبعتها الاخري لان منع الاواخر يقطع لسان شكر الاوائل. و قال (ع): اني لا ملق احيانا فأتاجر الله بالصدقة. و قال (ع): لا يزال العز قلقا حتي يأتي دارا قد استشعر اهلها اليأس مما في ايدي الناس فيوطنها. و قال (ع): كفارة عمل السلطان الاحسان الي الاخوان: و قال (ع): اياك و سقطة الاسترسال فانها لا تستقال، و قيل له ما طعم الماء فقال كطعم الحياة و قال عليه‌السلام: من لم يستح من العيب و يرعو عند الشيب و يخشي الله بظهر الغيب فلا خير فيه، و قال (ع): ان خير العباد من يجتمع فيه خمس خصال اذا احسن استبشر و اذا اساء استغفر و اذا اعطي شكر و اذا ابتلي صبر و اذا ظلم غفر، و قال (ع): اني لا سارع الي حاجة عدوي خوفا ان ارده فيستغني عني، و قال (ع): من اكرمك فأكرمه و من استخف بك فأكرم نفسك عنه. و قال (ع): يهلك الله ستا بست: الامراء بالجور و العرب بالعصبية و الدهاقين بالكبر و التجار بالخيانة و اهل الرستاق بالجهل و الفقهاء بالحسد. و قال (ع): منع الجود سوء الظن بالمعبود. و قال (ع): صلة الارحام منسأة في الاعمار و حسن الجوار عمارة للديار و صدقة السر مثراة للمال. و قال (ع) لرجل:احدث سفرا يحدث الله لك رزقا و الزم ما عودت منه الخير. قال (ع): دعا الله الناس في الدنيا بأبائهم ليتعارفوا و في الآخرة بأعمالهم ليجازوا فقال يا ايها الذين آمنوا يا ايها الذين كفروا و قال (ع): من ايقظ فتنة فهو أكلها. و قال: ان عيال المرء أسراؤه فمن انعم الله عليه نعمة فليوسع علي اسرائه فان لم يفعل او شك ان تزول تلك النعمة. و كان يقول السريرة اذا صلحت قويت العلانية. و قال: استزلوا الرزق بالصدقة و حصنوا المال بالزكاة و ما عال امرؤ اقتصد و التقدير نصف العيش و التودد نصف العقل و الهم نصف الهرم و قلة العيال احد اليسارين و من احزن و الديه فقد عقهما و من ضرب يده علي فخذه عند المصيبة فقد حبط اجره و الصنيعة لا تكون صنيعة الا عند ذي حسب او دين و الله ينزل الرزق علي قدر المؤونة و ينزل الصبر علي قدر المصيبة و من ايقن بالخلف جاد بالعطية ولو اراد الله بالنملة خيرا لما انبت لها جناحا و قال (ع): ثلاثة اقسم بالله انها لحق ما نقص مال من صدقة و لا زكاة و لا ظلم احد بظلامة فقدر ان يكافي‌ء بها فكظمها الا ابدله الله مكانها عزا و لا فتح عبد علي نفسه باب مسألة الا فتح الله عليه باب فقر. و قال ثلاث لا يزيد الله بها المسلم الا عزا الصفح عمن ظلمه و الاعطاء لمن حرمه و الصلة لمن قطعه. و قال [ صفحه 68] من اليقين ان لا ترضي الناس بما يسخط الله و لا تذمهم علي ما لم يؤتك الله و لا تحمدهم علي رزق الله فان الرزق لا يسوقه حرص حريص و لا يصرفه كره كاره و لو ان احدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لادركه الرزق كما يدركه الموت. و قال مروءة الرجل في نفسه نسب لعقبه و قبيلته. و قال: من صدق لسانه زكا عمله و من حسنت نيته زيد في رزقه و من حسن بره في اهل بيته زيد في عمره و قال خذ من حسن الظن بطرف تروح به قلبك و يرخ به امرك و قال: المؤمن اذا غضب لم يخرجه غضبه من حق و اذا رضي لم يدخله رضاه في باطل و الذي اذا قدر لم يأخذ أكثر مما له. اربعة اشياء القليل منها كثير النار و العداوة و الفقر و المرض. و قال صحبة عشرين يوما قرابة. «اه» المنقول من نثر الدرر.

المنقول من مطالب السؤول

في مطالب السؤول: قال سفيان الثوري سمعت جعفر الصادق «ع» يقول عزت السلامة حتي لقد خفي مطلبها فان تكن في شي‌ء فيوشك ان تكون في الخمول فان طلبت في الخمول فلم توجد فيوشك ان تكون في الصمت فان طلبت في الصمت فلم توجد فيوشك ان تكون في التخلي فان طلبت في التخلي فلم توجد فيوشك ان تكون في كلام السلف الصالح و السعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها. قال مالك بن انس قال جعفر يوما لسفيان الثوري اذا انعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها فأكثر من الحمد و الشكر لله فان الله تعالي يقول «و لئن شكرتم لازيدنكم» و اذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار فان الله تعالي يقول «استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليك مدرارا و يمددكم باموال و بنين» يعني في الدنيا «و يجعل لكم جنات و يجعل لكم انهارا» يعني في الآخرة. و اذا احزنك امر فأكثر من قول لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم فانها مفتاح الفرج و كنز من كنوز الجنة «اه» المنقول من مطالب السؤول. و قال (ع): من لم يغضب من الجفوة لم يشكر النعمة. [ صفحه 69]

وصاياه

وصيته لولده الكاظم

في حلية الاولياء بسنده عن بعض اصحاب جعفر بن محمد الصادق عليهم‌السلام قال دخلت علي جعفر و موسي ولده بين يديه و هو يوصيه بهذه الوصية فكان مما حفظت منه ان قال يا بني اقبل وصيتي و احفظ مقالتي فانك ان حفظتها تعش سعيدا و تمت حميدا يا بني انه من رضي بما قسم له استغني و من مد عينه الي ما في يد غيره مات فقيرا و من لم يرض بما قسم الله عزوجل اتهم الله في قضائه و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره و من استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته و من سل سيف البغي قتل به و من احتفر لاخيه بئرا سقط فيها و من داخل السفهاء حقر و من خالط العلماء و قر و من دخل مداخل السوء اتهم يا بني اياك ان تزري بالرجال فيزري بك و اياك الدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك يا بني قل الحق لك او عليك تستشان من بين أقرانك يا بني كن لكتاب الله تاليا و للسلام فاشيا و بالمعروف آمرا و عن المنكر ناهيا و لمن قطعك واصلا و لمن سكت عنك مبتدئا و لمن سألك معطيا و اياك و النميمة فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال و اياك و التعرض لعيوب الناس فمنزلة المتعرض لعيوب الناس بمنزلة الهدف يا بني اذا طلبت الجود فعليك بمعادنه فان للجود معادن و المعادن اصولا و للاصول فروعا و للفروع ثمرا و لا يطيب ثمر الا بفرع و لا فرع الا باصل و لا اصل ثابت الا بمعدن طيب يا بني اذا زرت فزر الاخيار و لا تزر الفجار فانهم صخرة لا ينفجر ماؤها و شجرة لا يخضر ورقها و أرض لا يظهر عشبها. قال علي بن موسي عليهماالسلام فما ترك ابي هذه الوصية الي ان مات.

وصيته لسفيان الثوري

مذكورة في تحف العقول و رواها الصدوق في الخصال بسنده عن سفيان الثوري قال لقيت الصادق بن الصادق فقلت له يا ابن‌رسول الله أوصني فقال يا سفيان، و في تحف العقول: قال سفيان الثوري: دخلت علي الصادق (ع) فقلت له اوصني بوصية أحفظها من بعدك قال و تحفظ يا سفيان قلت اجل يا ابن بنت رسول الله قال يا سفيان: لا مروءة لكذوب و لا راحة لحسود و لا اخاء لملول و لا خلة لمختال و لا سؤدد لسي‌ء الخلق ثم امسك فقلت يا ابن بنت رسول الله زدني فقال يا سفيان ثق بالله تكن عارفا (مؤمنان خ ل) و ارض بما قسمه لك تكن غنيا (و في رواية الخصال) و أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما. صاحب بمثل ما يصاحبونك به تزدد ايمانا و لا تصاحب الفاجر فيعلمك من فجوره و شاور [ صفحه 70] في امرك الذين يخشون الله ثم امسك فقلت يا ابن رسول الله زدني فقال يا سفيان من اراد عزا بلا سلطان و كثرة بلا اخوان و هيبة بلا مال (و في رواية الخصال) من اراد عزا بلا عشيرة و غني بلا مال و هيبة بلا سلطان فلينتقل من ذل معاصي الله الي عز طاعته ثم امسك فقلت يا ابن بنت رسول الله زدني فقال ياسفياني ادبني ابي بثلاث و نهاني عن ثلاث فأما اللواتي ادبني بهن فانه قال لي يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم و من لا يقيه الفاظه (و من لا يملك لسانه) يندم و من يدخل مداخل السوء يتهم قلت يا ابن رسول الله فما الثلاث اللواتي نهاك عنهن قال نهاني ان اصاحب حاسد نعمة و شامتا بمصيبة او حامل نميمة و زاد في رواية الخصال ثم انشدني: عود لسانك قول الخير تحظ به ان اللسان لما عودت معتاد موكل بتقاضي ما سننت له في الخير و الشر فانظر كيف تعتاد

منتخب من وصيته لعبدالله بن جندب

المذكورة في تحف العقول. يا ابن‌جندب حق علي كل مسلم يعرفنا ان يعرض عمله في كل يوم و ليلة علي نفسه فيكون محاسب نفسه فان رأي حسنة استزاد منها و ان رأي سيئة استغفر منها. طوبي لعبد لم يغبط الخاطئين علي ما أوتوا من نعيم الدنيا و زهرتها. طوبي لعبد طلب الآخرة و سعي لها. طوبي لمن لم تلهه الا ماني الكاذبة. يا ابن‌جندب من غش أخاه و حقره و ناواه جعل الله النار مأواه و من حسد مؤمنا انماث الايمان في قلبه كما ينماث اللمح في الماء. يا ابن‌جندب الماشي في حاجة اخيه كالساعي بين الصفا و المروة و قاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله، و ما عذب الله امة الا عند استهانتهم بحقوق فقراء اخوانهم. يا ابن جندب بلغ معاشر شيعتنا و قل لهم لا تذهبن بكم المذاهب فو الله لا تنال و لايتنا الا بالورع و الاجتهاد في الدنيا و مواساة الاخوان في الله و ليس من شيعتنا من يظلم الناس. يا ابن‌جندب من حرم نفسه كسبه فانما يجمع لغيره و من أطاع هواه فقد أطاع عدوه و من يثق بالله يكفه ما أهمه من امر دنياه و آخرته و يحفظ له ما غاب عنه و قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا و لكل نعمة شكرا و لكل عسر يسرا. صبر نفسك عند كل بلية في ولد او مال او رزية فانما يقبض عاريته و يأخذ هبته ليبلو فيهما صبرك و شكرك و ارج الله رجاء لا يجرئك علي معصيته و خله [ صفحه 71] خوفا لا يؤيسك من رحمته و اقنع بما قسم الله لك و لا تتمن ما لست تناله و لا تكن بطرا في الغني و لا جزعا في الفقر، و لا تكن فظا غليظا يكره الناس قربك و لا تكن واهيا يحقرك من عرفك و لا تشار من فوقك و لا تسخر بمن هو دونك و لا تطع السفهاء و لا تتكلن علي كفاية احد وقف عند كل امر حتي تعرف مدخله من مخرجه قبل ان تقع فيه فتندم و اجعل نفسك عدوا تجاهده و عارية تردها فانك قد جعلت طبيب نفسك و عرفت آية الصحة و بين لك الداء و دللت علي الدواء و ان كانت لك يد عند انسان فلا تفسدها بكثرة المنن و الذكر لها و لكن اتبعها بأفضل منها فان ذلك أجمل بك في اخلاقك و أوجب للثواب في آخرتك و عليك بالصمت تعد حليما جاهلا كنت او عالما فان الصمت زين لك عند العلماء و ستر لك عند الجهال. طوبي لمن جعل بصره في قلبه و لم يجعل بصره في عينه لا تنظروا في عيوب الناس كالارباب و انظروا في عيوبكم كهيئة العبد. انما الناس رجلان مبتلي و معافي فارحموا المبتلي و احمدوا الله علي العافية. يا ابن‌جندب صل من قطعك و اعط من حرمك و احسن الي من أساء اليك و سلم علي من سبك و انصف من خاصمك و اعف عمن ظلمك كما انك تحب ان يعفي عنك فاعتبر بعفو الله عنك ألا تري ان شمسه أشرقت علي الابرار و الفجار و ان مطره ينزل علي الصالحين و الخاطئين. يا ابن‌جندب لا تتصدق علي أعين الناس ليزكوك فانك ان فعلت ذلك فقد استوفيت أجرك و لكن اذا أعطيت بيمينك فلا تطلع عليها شمالك فان الذي تتصدق له سرا يجزيك علانية. و ما ينبغي لاحد ان يطمع بعمل الفجار في منازل الابرار. يا ابن‌جندب قال الله عزوجل في بعض ما أوحي انما اقبل الصلاة ممن يتواضع لعظمتي و يكف نفسه عن الشهوات من اجلي و يقطع نهاره بذكري و لا يتعظم علي خلقي و يطعم الجائع و يكسو العاري و يرحم المصاب و يؤوي الغريب فذلك يشرق نوره مثل الشمس أكلؤه بعزتي و أستحفظه ملائكتي يدعوني فألبيه و يسألني فأعطيه. [ صفحه 72]

منتخب من وصيته لابي جعفر محمد بن النعمان الاحول

المذكورة في تحف العقول يا ابن‌النعمان اياك و المراء فانه يحبط عملك و اياك و الجدال فانه يوبقك و اياك و كثرة الخصومات فانها تبعدك من الله. ان من كان قبلكم كانوا يتعلمون الصمت و انتم تتعلمون الكلام كان احدهم اذا اراد التعبد يتعلم الصمت قبل ذلك بعشر سنين فان كان يحسنه و يصبر عليه تعبد و الا قال ما انا لما أروم بأهل انما ينجو من أطال الصمت عن الفحشاء و صبر في دولة الباطل علي الاذي اولئك النجباء الاصفياء الاولياء حقا و هم المؤمنون انما ابغضكم الي المترئسون المشاؤون بالنمائم الحسدة لاخوانهم ليسوا مني و لا انا منهم ثم قال و الله لو قدم أحد كم مل‌ء الارض ذهبا ثم حسد مؤمنا لكان ذلك الذهب مما يكوي به في النار. يا ابن‌النعمان من سئل عن علم فقال لا ادري فقد ناصف العلم و المؤمن يحقد ما دام في مجلسه فاذا قام ذهب عنه الحقد. يا ابن‌النعمان اذا اردت ان يصفو لك ود أخيك فلا تمازحنه و لا تمارينه و لا تناهينه و لا تشارنه و لا تطلع صديقك من سرك الاعلي ما لو أطلع عليه عدوك لم يضرك فان الصديق قد يكون عدوا يوما. يا ابن‌النعمان لا يكون العبد مؤمنا حتي يكون فيه ثلاث سنن: سنة من الله و سنة من رسوله و سنة من الامام، فاما السنة من الله جل و عز فهو ان يكون كتوما للاسرار يقول الله جل ذكره عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه احدا، و أما التي من رسول الله (ص) فهي ان يداري الناس و يعاملهم بالاخلاق الحنيفية، و أما التي من الامام فالصبر في البأساء و الضراء حتي يأتيه الله بالفرج. يا ابن‌النعمان ليست البلاغة بحدة اللسان و لا بكثرة الهذيان و لكنها اصابة المعني و قصد الحجة. يا ابن‌النعمان من كظم غيظا فينا لا يقدر علي امضائه كان معنا في السنام الاعلي. [ صفحه 73]

وصيته لعنوان البصري

ذكر الشهيد الثاني في منية المريد نقلا عن حديث عنوان البصري الطويل و ذكر السيد محمد بن محمد بن الحسن الحسيني العاملي العيناثي المعروف بابن قاسم في كتاب الا ثني عشرية في المواعظ العددية ان هذا الحديث من روايات اهل السنة عن عنوان البصري و كان شيخا كبيرا أتي عليه اربع و ستون سنة قال: كنت اختلف الي مالك بن انس في طلب للعلم فلما قدم جعفر بن محمد الصادق المدينة [9] احببت ان أخذ عنه كما اخذت عن مالك فقال لي يوما اني رجل مطلوب [10] ولي اوراد في كل ساعة قم عني لا تشغلني عن وردي و رح الي مالك فاغتممت من ذلك و قلت لو تفرس في خيرا لما فعل ذلك فدخلت مسجد النبي (ص) و سلمك عليه و صليت ركعتين في الروضة و دعوت الله ان يعطف علي قلب جعفر بن محمد و يرزقني من علمه ما اهتدي به الي الصراط المستقيم و لم اختلف الي مالك لما اشرب قلبي من حب جعفر ثم قصدت باب جعفر و استأذنت فخرج خادم فقال ما حاجتك قلت السلام علي الشريف قال هو في الصلاة فجلست فما لبثت الا يسيرا اذ خرج خادم آخر فقال ادخل علي بركة الله فدخلت و سلمت فرد علي السلام و قال اجلس غفر الله لك فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال ابو من؟ قلت ابوعبدالله قال ثبت الله كنيتك و وفقك لكل خير، فقلت في نفسي لو لم يكن من زيارته الا هذا الدعاء لكان كثيرا ثم قال ما مسألتك؟ قلت سألت الله ان يعطف علي قلبك و يرزقني من علمك و ارجو ان الله اجابني في الشريف ما سألته فقال: يا اباعبدالله ليس العلم بكثرة التعلم انما هو نور يضعه الله في قلب من يريد ان يهديه فاذا اردت العلم فاطلب اولا في نفسك حقيقة العبودية و اطلب العلم باستعماله و استفهم الله يفهمك، فقلت ما حقيقة العبودية؟ قال ثلاثة اشياء: ان لا يري العبد لنفسه فيما خوله الله ملكا لان العبيد لا يكون لهم ملك بل يرون المال مال الله يضعونه حيث امرهم الله و لا يدبر العبد لنفسه تدبيرا و جملة اشتغاله فيما امره الله به و نهاه عنه فاذا لم ير العبد فيما خوله الله ملكا هان عليه الانفاق فيما امره الله و اذا فوض تدبير نفسه الي مدبره هانت عليه مصائب الدنيا و اذا اشتغل بما امره الله به و نهاه عنه لا يتفرغ الي المراء و المباهاة مع الناس فاذا أكرم الله العبد بهذه الثلاث هانت عليه الدنيا و المسيس بالخلق فلا يطلب الدنيا تفاخرا و تكاثرا و لا يطلب عند الناس عزا و علوا و لا يدع أيامه باطلة فهذا اول درجة المتقين قال [ صفحه 74] الله تعالي تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض و لا فسادا و العاقبة للمتقين. قلت يا اباعبدالله أوصني قال: أوصيك بتسعة اشياء فانها وصيتي لمريد الطريق الي الله تعالي و الله اسأل يوفقك لاستعمالها، ثلاثة منها في رياضة النفس و ثلاثة منها في الحلم و ثلاثة منها في العلم فاحفظها و اياك و التهاون بها. قال عنوان ففرغت قلبي فقال: اما اللواتي في الرياضة فاياك ان تأكل ما لا تشتهيه فانه يورث الحمق و البله و لا تأكل الا عند الجوع فاذا أكلت فكل حلالا و سم الله تعالي و اذكر حديث النبي (ص) ما ملأ الآدمي و عاء اشد شرا من بطنه. و اما اللواتي في الحلم فمن قال لك ان قلت واحدة سمعت عشرا فقل ان قلت عشرا لم تسمع واحدة و من شتمك فقل له ان كنت صادقا فيما تقوله فأسأل الله ان يغفر لي و ان كنت كاذبا فأسأل الله ان يغفر لك و من وعدك بالخيانة فعده بالنصيحة و الدعاء. و اما اللواتي في العلم فأسأل العلماء ما جهلت و اياك ان تسألهم تعنتا و تجربة و اياك ان تعدل بذالك شيئا و خذ بالاحتياط في جميع امورك ما تجد اليه سبيلا و اهرب من الفتيا فرارك من الاسد و الذئب و لا تجعل رقبتك جسرا للناس ثم قال له يا شريف فقال قل يا اباعبدالله ثم قال له قم يا اباعبدالله فقد نصحت لك و لا تفسد علي وردي فاني رجل ضنين بنفسي «اه».

بعض ما اثر عنه من الادعية الفصيرة

في حلية الاولياء بسنده: كان من دعاء جعفر بن محمد: اللهم اعزني بطاعتك و لا تحزني بمصعيتك اللهم ارزقني مواساة من قترت عليه رزقه بما وسعت علي من فضلك. قال ابومعوية - يعني غسان - فحدثت بذلك سعيد بن سالم فقال هذا دعاء الاشراف. و بسنده عن نصر بن كثير: دخلت انا و سفيان الثوري علي جعفر بن محمد فقلت اني اريد البيت الحرام فعلمني شيئا ادعو به فقال اذا بلغت البيت الحرام فضع يدك علي الحائط ثم قل: يا سابق الفوت، يا سامع الصوت، و يا كاسي العظام لحما بعد الموت. ثم ادع بما شئت. فقال له سفيان شيئا لم افهمه فقال له يا سفيان اذا جاءك ما تحب فاكثر من [ صفحه 75] الحمد لله و اذا جاءك ما تكره فأكثر من لا حول و لا قوة الا بالله و اذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار. و عن كتاب نثر الدرر للآبي ان الصادق (ع) اشتكي مرة فقال (اللهم اجعله أدبا لا غضبا) قال: و كان يقول: (اللهم انك بما أنت له اهل من العفو أولي مني بما انا اهل له من العقوبة).

كلامه في الشعراء و ما اثر عنه من الشعر

عن كتاب نثر الدر للآبي: ان الصادق (ع) قال اياكم و ملاحاة الشعراء فانهم يضنون بالمدح و يجودون بالهجاء. و في مناقب ابن‌شهراشوب: انشد الصادق (ع) يقول: فينا يقينا يعد الوفاء و فينا تفرخ افراخه رأيت الوفاء يزين الرجال كما زين العذق شمراخه و في المناقب ان سائلا سأله حاجة فاسعفها فجعل السائل يشكره فقال (ع): اذا ما طلبت خصال الندي و قد عضك الدهر من جهده فلا تطلبن الي كالح اصاب اليسارة من كده و لكن عليك باهل العلي و من ورث المجد عن جده فذاك اذا جئته طالبا ستحبي اليسارة من جده قال و روي عن الصادق (ع): تعصي الا له و انت تظهر حبه هذا لعمرك في الفعال بديع لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب لمن احب مطيع «اقول» مر في تحف العقول ان الباقر (ع) انشد هذين البيتين. و له عليه‌السلام اورده في المناقب: علم المحجة واضح لمريده و اري القلوب عن المحجة في عمي و لقد عجبت لهالك و نجاته موجودة و لقد عجبت لمن نجا [ صفحه 76] و في المناقب عن تفسير الثعلبي: روي الاصمعي له عليه‌السلام: اثامن بالنفس النفيسة ربها فليس لها في الخلق كلهم ثمن بها يشتري الجنات ان انا بعتها بشي‌ء سواها ان ذلكم غبن اذا ذهبت نفسي بدنيا اصبتها فقد ذهبت نفسي و قد ذهب الثمن و في المناقب روي سفيان الثوري له عليه‌السلام: لا اليسر يطرؤنا يوما فيبطرنا و لا لازمة دهر نظهر الجزعا ان سرنا الدهر لم نبهج لصحته او ساءنا الدهر لم نظهر له الهلعا مثل النجوم علي مضمار اولنا اذا تغيب نجم آخر طلعا قال و يروي له عليه‌السلام: اعمل علي مهل فانك ميت و اختر لنفسك ايها الانسان فكأن ما قد كان لم يك اذ مضي و كأنما هو كائن قد كان قال و يروي له عليه‌السلام: في الاصل كنا نجوما يستضاء بنا و للبرية نحن اليوم برهان نحن البحور التي فيها لغائصكم در ثمين و ياقوت و مرجان مساكن القدس و الفردوس نملكها و نحن للقدس و الفردوس خزان و قال الحافظ عبدالعزيز بن الاخضر الجنابذي في معالم العترة النبوية قال ابراهيم ابن‌مسعود كان رجل من التجار يختلف الي جعفر بن محمد يخالطه و يعرفه بحسن حال، فتغيرت حاله فجعل يشكو الي جعفر (ع) فقال له: فلا تجزع و ان اعسرت يوما فقد ايسرت في زمن طويل و لا تيأس فان اليأس كفر لعل الله يغني عن قليل و لا تظنن بربك ظن سوء فان الله اولي بالجميل و عن كتاب العدد القوية قال الثوري لجعفر بن محمد يا ابن رسول الله اعتزلت الناس فقال يا سفيان فسد الزمان و تغير الاخوان فرأيت الانفراد اسكن للفؤاد ثم قال: ذهب الوفاء ذهاب امس الذاهب و الناس بين مخاتل و موارب [ صفحه 77] يفشون بينهم المودة و الصفا و قلوبهم محشوة بعقارب و في حاشية مجموعة الامثال الشعرية ينسب الي جعفر الصادق (ع): لا تجزعن من المداد فانه عطر الرجال و حلية الآداب

بعض ما مدح به من الشعر

عن كتاب سوق العروس عن الدامغاني انه استقبله عبدالله بن المبارك فقال: انت يا جعفر فوق الـ مدح و المدح عناء انما الاشراف ارض و لهم انت سماء جاز حد المدح من قد ولدته الانبياء و قال: الله اظهر دينه و اعزه بمحمد و الله اكرم بالخلا فة جعفر بن محمد قال المفيد في الارشاد و فيه يقول السيد اسماعيل بن محمد الحميري و قد رجع عن مذهب الكيسانية لما بلغه انكار ابي‌عبدالله مقاله و دعاؤه له الي القول بنظام الامامة: ايا راكبا نحو المدينة جسرة عذا فرة يطوي بها كل سبسب اذا ما هداك الله عاينت جعفرا فقل لولي الله و ابن المهذب الا يا ولي الله و ابن وليه اتوب الي الرحمن ثم تأوبي اليك من الذنب الذي كنت مطنبا اجاهد فيه دائبا كل معرب و ما كان قولي في ابن‌خولة دائنا معاندة مني لنسل المطيب و لكن روينا عن وصي محمد و لم يك في ما قاله بالمكذب بان ولي الامر يفقد لا يري سنين كفعل الخائف المترقب فيقسم اموال الفقيد كأنما تغيبه بين الصفيح المنصب فان قلت لا فالحق قولك و الذي تقول فحتم غير ما متعصب و اشهد ربي ان قولك حجة علي الخلق طرا من مطيع و مذنب [ صفحه 78] بان ولي الامر و القائم الذي تطلع نفسي نحوه و تطربي له غيبة لا بد ان سيغيبها فصلي عليه الله من متغيب فيمكث حينا ثم يظهر امره فيملأ عدلا كل شرق و مغرب قال و في هذا الشعر دليل علي رجوع السيد رحمه الله عن مذهب الكيسانية و قوله بامامة الصادق (ع) «اه»

وفاته

لما توفي و حمل الي البقيع انشد ابوهريرة العجلي: اقول و قد راحوا به يحملونه علي كاهل من حامليه و عاتق اتدرون ماذا تحملون الي الثري! ثبيرا ثوي من رأس علياء شاهق غداة حثا الحاثون فوق ضريحه ترابا و اولي كان فوق المفارق و روي الكليني و غيره بالاسناد عن ابي ايوب الجوزي قال بعث الي ابوجعفر المنصور في جوف الليل فدخلت عليه و هو جالس علي كرسي و بين يديه شمعة و في يده كتاب فلما سلمت رمي الكتاب الي و هو يبكي و قال هذا كتاب محمد بن سليمان «والي المدينة» يخبرنا ان جعفر بن محمد قد مات فانا لله و انا اليه راجعون ثلاثا و اين مثل جعفر ثم قال لي اكتب فكتبت صدر الكتاب ثم قال اكتب ان كان اوصي الي رجل بعينه فقدمه و اضرب عنقه فرجع الجواب اليه انه اوصي الي خمسة احدهم ابوجعفر المنصور و محمد بن سليمان و عبدالله و موسي و ابني‌جعفر و حميدة فقال المنصور ليس الي قتل هؤلاء سبيل. و روي ابن‌شهراشوب في المناقب عن داود بن كثير الرقي قال اتي اعرابي الي ابي‌حمزة الثمالي فسأله خبرا فقال توفي جعفر الصادق فشهق شهقة و اغمي عليه فلما افاق قال هل اوصي الي احد قال نعم اوصي الي ابنه عبدالله و موسي و ابي‌جعفر المنصور فضحك ابوحمزة و قال الحمد لله الذي هدانا الي الهدي و بين لنا عن الكبير و دلنا علي الصغير و اخفي عن امر عظيم فسئل عن قوله فقال بين عيوب الكبير و دل علي الصغير لاضافته اياه و كتم الامر بالوصية للمنصور لانه لو سأل المنصور عن الوصي لقيل انت «اه» و ذلك ان عبدالله و ان كان اكبر ولد الصادق (ع) الا انه كان [ صفحه 79] به عيب فكان افطح الرجل و الامام لا يكون ناقصا و مع ذلك كان جاهلا باحكام الشريعة. قوله: لاضافته اياه يعني اضافته الي الاوصياء و جعله من جملتهم فعلم انه هو الوصي الحقيقي لكمال فضله. و في مروج الذهب للمسعودي: لعشر سنين خلت من خلافة المنصور توفي ابوعبدالله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي‌طالب سنة 148 و دفن بالبقيع مع ابيه وجده و له 65 سنة و قيل انه سم. و علي قبورهم في هذا الموضع من البقيع رخامة مكتوب عليها: (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مبيد الامم و محيي الرمم هذا قبر فاطمة بنت رسول الله (ص) سيدة نساء العالمين و قبر الحسن بن علي بن ابي‌طالب و علي بن الحسين بن علي بن ابي‌طالب و محمد بن علي و جعفر بن محمد عليهم‌السلام) و في تذكرة الخواص حكاية الكتابة علي الرخامة عن الواقدي.

پاورقي

[1] الظاهر انه تثنية حبل. - المولف -.
[2] نسبة الي فرقب بالراء بين الفاء و القاف المضمومتين موضع ينسب اليه الثياب و الفرقبية ثياب بيض من كتان.
[3] الغرقي‌ء كزبرج قشر البيض الرقيق تحت القشر الاعلي و تشبيهها بغرقي‌ء البيض باعتبار رقتها. - المولف.
[4] ان اريد بالعيال الزوجة نافي ما ثبت من ان نفقة الزوجة مقدمة علي نفقة الاقارب و يمكن ان يراه هنا غير النفقة الواجبة مما فيه التوسعة او نحو ذلك. - المولف -.
[5] و هي ما ورد الذم و التهديد عليه في الكتاب العزيز او في السنة المطهرة و لذلك ذكر الصادق (ع) في بعضها التهديد من الكتاب و في بعضها من السنة لعدم الفرق. - المولف -.
[6] في مجالس المؤمنين ان الصادق (ع) توفي (148) و ابويزيد البسطامي توفي (261) بلا خلاف في التاريخين مع ان بينهما 113 سنة و لم يذكروا في عمر ابي‌يزيد اكثر من ثمانين سنة و الجمع بينهما بان ابايزيد اثنان اكبر و اصغر كما يفهم من معجم البلدان و الذي خدم الصادق (ع) هو الاكبر و الذي توفي (261) هو الاصغر (اه). - المولف.
[7] هذا محمول علي عدم احتمال التأثير.
[8] حكاها ايضا الجاحظ في البيان و التبيين. - المولف.
[9] اي قدمها من سفر. [
[10] اي مطلوب من الله تعالي باعمال و عبادة او مطلوب من قبل السلطان و يكره الاشتهار - المولف -.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.