نور الابصار في الاحوال الائمة التسعة الابرار ( علیهم السلام )

اشارة

عنوان : نور الأبصار في أحوال الأئمة التسعة الأبرار
پديدآورندگان : حائري مازندراني، مهدي، 1261؟-1344.(پديدآور)
حسن صالحي(مترجم)
نوع : متن
جنس : كتاب
الكترونيكي
زبان : عربي
صاحب محتوا : موسسه فرهنگي و اطلاع رساني تبيان
توصيفگر : سرگذشت نامه هاي فردي
امامان[1]
وضعيت نشر : قم: موسسه فرهنگي و اطلاع رساني تبيان، 1387
ويرايش : -
خلاصه :
مخاطب :
يادداشت : ,ملزومات سيستم: ويندوز 98+ ؛ با پشتيباني متون عربي؛ + IE6شيوه دسترسي: شبكه جهاني وبعنوان از روي صفحه نمايش عنوانداده هاي الكترونيكيعنوان ديگر: نور الأبصار في أحوال الأئمة التسعة الأبرار من ذرية الحسين عليه و عليهم الصلوات و السلام
شناسه : oai:tebyan.net/37218
تاريخ ايجاد ركورد : 1388/12/2
تاريخ تغيير ركورد : -
تاريخ ثبت : 1389/7/4
قيمت شيء ديجيتال : رايگان

المقدمة

بقلم الاستاذ البحاثة الكبير عبد المولي الطريحي لقد فهم كل امري‌ء موحد، دان بالواحدانية لله الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لا شريك له في الوحدانية (جل شأنه) و النبوة لمحمد بن عبدالله بن عبدالمطلب «ص» الذي أرسله للارشاد و الهداية، و انقاذ البشر من الجهالة و الضلالة و العماية، و بقرآنه الذي جعله معجزة لذلك النبي الأمي العربي، و جعله قانونا سماويا، من أعظم القوانين نظاما و أجلها قدرا، و أعظمها نفعا، و أكملها فائدة، لينتشر العدل بين جميع الامم، في الكرة الأرضية، و قد صدع النبي (ص) بما أمره الخالق بتلك الرسالة، و آمن به كثير من البشر الذين كانوا يعبدون الاصنام و الأوثان، و لما دنا اجله، و قربت منيته أوصي المسلمين بوصايا عظيمة خالدة، فقال (اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل‌بيتي ما ان تمسكتم بهما فلن تضلوا أبدا فاراد [ص] بالكتاب (القرآن المجيد) الخالد علي مرور السنين، و تعاقب الأحقاب و أراد بالعترة أهل‌بيته الطاهرين: (الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا) و هم الذين قال فيهم شاعرهم و محبهم و هو (الكميت الأسدي): بني‌هاشم رهط النبي فانني بهم و لهم أرضي مرارا و أغضب بسطت لهم مني جناحي مودة الي كنف عطفاه أهل و مرحب و قد ألف كثير من الأعلام و المؤرخين و النسابة، من المتقدمين و المتأخرين في فضائل آل البيت الطاهر [ع] و بيان أحوالهم و ذكر فضائلهم و حكمهم و مكارم أخلاقهم و محاسنهم و مزاياهم، و ما قاموا به من الخدمة للدين الاسلامي الحنيف، و ما ظهر علي أيديهم من البراهين الساطعة، و المعجزات الباهرة، أخص بالذكر منهم العلامة الخطيب الشهير المهذب: (الشيخ محمد مهدي الحائري المازندراني) و هو ذلك الرجل المهذب، الذي وقف حياثه لخدمة آل البيت الطاهر منذ نعومة أظفاره، سواء علي المنابر أو بين الكتب و المحابر، و هو صاحب كتاب [شجرة طوبي] و غيره من الكتب النافعة في الأخبار و السير و الآثار عن آحوال النبي و آله الأطهار، و كتابه هذا الذي دعاه -: (نور الأبصار في أحوال التسعة الاطهار) قد طبقت شهرته الآفاق، و انتشر في جميع الأقطار الاسلامية حيث أنه يتضمن أحوال الائمة الأطهار و قد عني بطبعه للمرة الثانية الكامل المهذب (محمد جواد ابراهيم الكتبي) صاحب المطبعة العلمية في النجف، و هو يقدمه الي عشاق العلم و رواد الفضيلة و الآداب الأسلامية بهذا الثوب الجديد الغض القشيب راجيا أن ينتفعوا به و من الله السعادة و التوفيق في الدارين. عبد المولي الطريحي النجف: الخميس 9 جمادي‌الأول 1376 ه

كتاب نور الأبصار في أحوال الائمة التسعة الأبرار

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله الملك الشكور القادر الغفور الذي بيده مفاتيح الأمور عالم السر و النجوي و كاشف الضر و البلوي أهل المغفرة و التقوي له الحمد في الآخرة و الأولي و له الحكم و اليه ترجعون له العزة و الجلال و القدرة و الكمال و الانعام و الافضال و هو الكبير المتعال سبحانه و تعالي عما يشركون له الحجة القاهرة و النعمة الزاهرة و الألآء المتظاهرة يرزق من في السماء و الأرض آله مع الله قليلا ما تذكرون و الصلوة و السلام علي خير خلقه محمد هادي الأمة و علي ابن عمه علي اميرالمؤمنين ابي‌الأئمة و علي الهما الانوار المضيئة و بدور الليالي المدلهمة و اللعنة الدائمة علي اعدائهم من الآن الي يوم القيامة (و بعد) فيقول راجي عفو ربه الباري محمد مهدي بن عبد الهادي المازندراني الحائري لما اخذت و شرعت في ذكر تواريخ الحجج الطاهرة سادات الدنيا و الآخرة و الفت كتابين يشتملان علي خمسة منهم احدهما الكوكب الدري في أحوال النبي و البتول و الوصي و الآخر معالي السبطين في أحوال السيدين السندين الحسن و الحسين عليهم الصلوة و السلام سألني بعض اخواني المؤمنين ان اكتب رسالة اخري في تاريخ الحجج الطاهرة يعني الأئمة التسعة المعصومين البررة فشرعت في تأليف هذه الوجيزة و اشرت فيها الي تواريخهم من الولادة و الاسماء و الكني و المناقب و المعاجز و المصائب و الوفيات علي سبيل الاختصار و سميتها بنور الابصار في احوال الائمة التسعة الأبرار و اسأل الله تعالي ان يوفقني لاتمامها و يمنحني سعادة اختتامها و أن ينفعني بها و جميع المؤمنين انه جواد كريم و يشتمل هذا المختصر علي تسعة فصول

في أحوال الأمام الحادي‌عشر أبي‌محمد العسكري الحسن بن علي

في آيات الحسن العسكري

الأمام الحادي‌عشر و سبط سيد البشر و شافع المحشر و والد الخلف المنتظر السيد الرضي الزكي أبومحمد الحسن العسكري صلوات الله عليه و علي آبائه الكرام و خلفه خاتم الأئمة الأعلام ما تعاقب الليالي و الأيام فهو الحجة و الأمام علي الخلق و خليفة الله بالحق من آبائه و لا سيما والده في [ صفحه 319] (البحار) عن الصقر بن دلف قال سمعت علي بن محمد بن الرضا (ع) يقول الأمام بعدي الحسن (ع) و بعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و فيه ايضا عن أبي‌هاشم الجعفري قال سمعت أباالحسن صاحب العسكر (ع) يقول الخلف من بعدي ابني الحسن (ع) فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف فقلت و لم جعلني الله فداك فقال لأنكم لا ترون شخصه و لا يحل لكم ذكره باسمه قلت فكيف نذكره قال قولوا الحجة من آل محمد (ص) و في (أعلام الوري) و الأرشاد بن قولويه عن الكليني عن محمد بن يحيي و غيره عن سعيد بن عبدالله عن جماعة من بني‌هاشم منهم الحسن بن الحسين الأفطس انهم حضروا يوم توفي محمد بن علي بن محمد دار أبي‌الحسن (ع) و قد بسط له في صحن داره و الناس جلوس حوله فقالوا قدرنا أن يكون حوله من آل أبي‌طالب و بني‌العباس و قريش مأة و خمسون رجلا سوي مواليه و ساير الناس اذ نظر الي الحسن بن علي و قد جاء مشقوق الجيب حتي جاء عن يمينه و نحن لا نعرفه فنظر اليه أبوالحسن (ع) بعد ساعة من قيامه ثم قال يا بني احدث الله شكرا فقد احدث فيك امرا فبكي أبومحمد العسكري و استرجع و قال (الحمدلله رب العالمين و اياه أشكر تمام نعمه علينا و انا لله و انا اليه راجعون) فسألنا عن فقيل لنا هذا الحسن ابنه و قدرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة و نحوها فيومئذ عرفناه و علمنا انه قد أشار عليه بالأمامة و أقامه مقامه فاذا كان عمره الشريف في ذلك الوقت عشرين سنة فتكون مدة اقامته تسع سنين لأنه خرج (ع) من الدنيا و له من العمر تسع و عشرون سنة و مع قصر عمره لقد ظهر منه من العلم و الفضل [ صفحه 320] و الآيات و المعجزات و الأخلاق و الكمالات ما يعجز البشر عن اتيانه و قصر اللسان عن بيانه و نحن نذكر شيئا منها بقدر ما يليق بهذا المختصر عن (الخرايج) قال أبوهاشم الجعفري دخلت علي أبي‌محمد (ع) و انا اريد أن اسأله ما اصوغ به خاتما اتبرك به فجلست و نسيت ما جئت له فلما أردت النهوض رمي الي بخاتم و قال أردت فضة فاعطيناك خاتما و ربحت الفص و الكري هناك الله يا أباهاشم فتعجبت من ذلك فقلت يا سيدي انك ولي الله و امامي الذي أدين الله بفضله و طاعته فقال غفر الله لك يا أباهاشم مناقب قال أبوهاشم سمعت أبامحمد (ع) يقول ان في الجنة بابا يقال لها المعروف و لا يدخله الا أهل المعروف فحمدت الله في نفسي و فرحت بما أتكلف من حوائج الناس فنظر الي أبومحمد (ع) و قال نعم قدم علي ما أنت عليه فان أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة جعلك الله منهم يا أباهاشم و رحمك (الخرايج) روي أبوهاشم انه ركب أبومحمد (ع) يوما الي الصحراء فركبت معه فبينما يسير قدامي و أنا خلفه اذ عرض لي فكر في دين كان علي قد حان أجله فجعلت افكر في أي وجه قضاؤه فالتفت الي و قال الله يقضيه ثم انحني علي قربوس سرجه فخط بسوطه خطة في الأرض فقال يا أباهاشم أنزل فخذوا كتم فنزلت و اذا سبيكة ذهب قال فوضعتها في خفي و سرنا فعرض لي الفكر فقلت ان كان فيها تمام الدين و الا فاني ارضي صاحبه بها و يحبب ان ينظر في وجهه نفقة الشتاء و ما نحتاج اليه فيه من كسوة و غيرها فالتفت الي ثم انحني ثانية فخط بسوطه مثل الاولي قال انزل و خذوا كتم قال فنزلت فاذا سبيكة الذهب فجعلتها في الخف الأيسر و سرنا يسيرا ثم انصرف الي منزله و انصرفت الي [ صفحه 321] منزلي و جلست و حسبت ذلك الدين و عرفت مبلغه ثم وزنت سبيكة الذهب فخرج بقسط ذلك الدين ما زادت و لا نقصت ثم نظرت ما نحتاج اليه لشتوقي من كل وجه فعرفت مبلغه الذي لم يكن بدمنه علي الأقتصار بلا تقتير و لا اسراف ثم و زنت سبيكة الذهب فخرجت علي ما قدرته ما زادت و لا نقصت في (المناقب) روي الحسن بن ظريف انه قال اختلج في صدري مسألتان واردت الكتاب بهما الي أبي‌محمد (ع) فكتبت اسأله عن القائم بم يقضي و أين مجلسه؟ و أردت ان اسأله عن رقية الحمي الربع فاغفلت ذكر الحمي فجاء الجواب سألت عن القائم اذا قام يقضي بين الناس بعلمه كقضاء داود و لا يسأل البينة و كنت أردت ان تسأل عن الحمي الربع فانسيت فاكتب ورقة و علقها علي المحموم (يا نار كوني بردا و سلاما علي ابراهيم فكتبت و علقت علي المحموم فبري‌ء (الخرايج) روي عن احمد بن الحرث القزويني قال كنت مع أبي بسر من رأي و كاق أبي يتعاطي البيطرة في مربط أبي‌محمد و كان عند المستعين بغل لم ير مثله حسنا و كبرا و كان يمنع ظهره و اللجام و جمع الرواض فلم يكن لهم حيلة في ركوبه و قتل جماعة فلم يدن أحد منه فقال له بعض ندمائه ألا تبعث الي الحسن ابن الرضا (ع) حتي يجيي‌ء فأما ان يركبه و أما ان يقتله فبعث الي أبي‌محمد (ع) و مضي معه أبي فلما دخل الدار نظر أبومحمد (ع) الي البغل واقفا في صحن الدار فوضع يده علي كتفه فعرق البغل ثم صار الي المستعين فرحب به فقال المستعين يا أبامحمد ألجم هذا البغل فقال أبومحمد (ع) لأبي الجمه فقال المستعين ألجمه انت يا أبامحمد فقام أبومحمد فوضع طيلسانه فالجمه ثم رجع الي مجلسه فقال يا أبامحمد أسرجه فقال أبومحمد لأبي أسرجه فقال [ صفحه 322] المستعين أسرجه انت يا أبامحمد فقام أبومحمد (ع) ثانية فاسرجه و رجع فقال تري ان تركبه قال نعم فركبه أبومحمد (ع) من غير ان يمتنع عليه ثم ركضه في الدار ثم حمله علي المهملجة و هو مشي شبيه الهرولة فمشي أحسن مشي ثم نزل فرجع اليه فقال المستعين قد حملك عليه أميرالمؤمنين فقال أبومحمد (ع) لأبي خذه فأخذه و قاده و من آياته ما روي في (الخرايج) عن جعفر بن الشريف الجرجاني قال حججت سنة فدخلت علي أبي‌محمد (ع) بسر من رأي و قد كان أصحابنا حملوا معي شيئا من المال فأردت ان اسأله الي من أدفعه فقال قبل أن أقول ذلك ادفع ما معك الي المبارك خادمي قال ففعلت و خرجت و قلت ان شيعتك بجرجان يقرؤن عليك السلام قال اولست منصرفا بعد فراغك من سفرك قلت بلي قال فانك تصير الي جرجان من يومك هذا الي مأة و سبعين يوما و تدخلها يوم الجمعة لثلاث ليال يمضين من شهر ربيع‌الآخر في اول النهار فاعلمهم اني اوافيهم في ذلك اليوم في آخر النهار و امض راشدا فان الله سيسلمك و يسلم ما معك فتقدم علي أهلك و ولدك و ولد لولدك الشريف ابن قسمة الصلت بن الشريف بن جعفر بن الشريف و سيبلغ الله به و يكون من اوليائنا فقلت يا ابن‌رسول‌الله ان ابراهيم ابن اسماعيل الجرجاني هو من شيعتك كثير المعروف الي اوليائك يخرج اليهم في السنة من ماله أكثر من مأة الف درهم و هو أحد المتقلبين في نعم الله بجرجان فقال شكر الله لأبي اسحاق ابراهيم بن اسماعيل صنيعه الي شيعتنا و غفر له ذنوبه و رزقه ذكرا سويا قائلا بالحق فقل له يقول لك الحسن بن علي سم ابنك احمدا قال فانصرفت من عنده و حججت فسلمني [ صفحه 323] الله حتي وافيت جرجان في يوم الجمعة في اول النهار من شهر ربيع‌الآخر علي ما ذكره (ع) و جاءني أصحابنا يهنوني فوعدتهم أن الأمام (ع) و عدني أن يوافيكم في آخر يومي هذا فتأهبوا لما تحتاجون اليه و أعدوا في مسائلكم و حوائجكم كلها فلما صلوا الظهر و العصر اجتمعوا كلهم في داري فو الله ما شعرنا الا و قد وفانا أبومحمد (ع) فدخل الينا و نحن مجتمعون فسلم هو اولا علينا فاستقبلناه فقبلنا يده ثم قال اني كنت وعدت جعفر بن الشريف ان اوافيكم في آخر هذا اليوم فصليت الظهر و العصر بسر من رأي وصرت اليكم لأجدد بكم عهدا و ها أنا قد جئتكم الآن فاجمعوا مسائلكم و حوائجكم كلها فاول من ابتدأ المسألة (النضر بن جابر) قال يا ابن‌رسول‌الله ان ابني جابرا اصيب ببصره منذ شهر فادع الله له ان يرد عليه بصره و عينيه قال (ع) فهاته فمسح بيده علي عينيه فعاد بصيرا ثم تقدم رحل فرجل يسألونه حوائجهم و أجابهم الي كل ما سألوه حتي قضي حوائج الجميع و دعا لهم بخير فانصرف من يومه ذلك و يظهر من الاخبار و الآثار ان العسكري أبامحمد الحسن (ع) قد مضي كرارا الي (جرجان) الي شيعته يقضي لهم حوائجهم و يجيبهم عن مسائلهم و يعين ذا الحاجة منهم و في محل نزوله قد بنوا مسجدا و سموه مسجد الأمام (و الجرجان معرب كركان و هو الآل معروف بكركان) و قبل ذلك كانت تسمي باستراباد أقول و اني قد شاهدتها في أيام مسافرتي الي ايران لزيارة مولاي علي بن موسي الرضا (ع) في سنة اثنين و خمسين بعد الألف و ثلثمائه من الهجرة فبعد منصرفي عن الزيارة أخذت الطريق علي (الطبرسان) مع شيخي و معتمدي و شقيقي و ابن عمي العالم الورع التقي الشيخ علي [ صفحه 324] دامت بركاته ابن المرحوم المغفور العالم الرياني و المحقق الصمداني الشيخ عبدالجواد قدس الله روحه و ليس لنا هم و قصد الا زيارة الأرحام و ملاقاة الأصدقاء و الأحباب اجابة لهم و طلبا لمرضاتهم و قربة الي الله تعالي ثم سافرنا من مازندران الي كركان يعني الاستراباد فوجدناها بلدا معمورا واسعا فيها الأعيان و الأشراف و العلماء و الطلاب و انعقد مجاس كثيرة في البلد في كل يوم و ليلة منها في مسجد الأمام عليه‌السلام و كنت أصعد المنبر و أتلو عليهم الآيات و الأخبار و الخطب و المواعظ و الاخبار و الاحاديث ثم أذكر مصائب آل الرسول علهيم الصلاة و السلام و احمد الله علي ان وفقت بزيارة ذلك المسجد الشريف يعني مسجد الأمام الحسن العسكري (ع) و تشرفت بالصعود علي المنبر في ذلك المكان المكرم و المجلس مشحون بالوف من العلماء و السادات و الأشراف و الأعيان و لا انسي ليلة من الليالي أخذت بذكر المصيبة و الناس يضجون و يبكون و ينوحون كنوح الثكلي و لا سيما لما تلوت الزيارة (الناحية المقدسة) باجداه و لئن أخرتني الدهور و عاقني عن نصرك المقدور لأندبنك صباحا و مساء.

في معجزاته

هم الأئمة بعد المصطفي و هم من اهتدي بالهدي و الناس ضلال و انهم خير من يمشي علي قدم و هم لأحمد أهل‌البيت و الآل في (المناقب) عن كافور الخادم قال كان يونس النقاش يأتي سيدنا الأمام الحسن العسكري (ع) و بخدمه فجاءه يوما يرعد فقال يا سيدي أوصيك باهلي خيرا قال (ع) و ما الخبر؟ قال عزمت علي الرحيل قال (ع) [ صفحه 325] (و لم يا يونس و هو (ع) يبتسم قال وجه الي موسي بن بغا و هو أحد وزراء الخليفة بفص ليس له قيمة أقبلت أنقشه فكسرته بائنين و موعده غد و هو ابن بغي أما الف سوط أو القتل قال (ع) امض الي منزلك الي فرج فما يكون الا خيرا فلما كان من الغد و افاه بكرة يرعد فقال قد جاء الرسول يلتمس الفص قال (ع) امض اليه فلن تري الا خيرا قال و ما أقول له يا سيدي قال فتبسم (ع) و قال امض اليه و اسمع ما يخبرك به فلا يكون الا خيرا قال فمضي و عاد يضحك و قال قال لي يا سيدي الجواري اختصمن فيمكنك أن تجعله فصين اثنين حتي نغنيك فقال الأمام (ع) أللهم لك الحمد اذ جعلتنا ممن يحمدك حقا فأي شي‌ء قلت له قال قلت له امهلني حتي اتأمل أمره فقال أصبت و من آياته (ع) (عيون المعجزات) عن أبي‌هاشم قال دخلت علي أبي‌محمد (ع) و كان يكتب كتابا فحان وقت الصلاة الاولي فوضع الكتاب من يده و قام (ع) الي الصلاة فرأيت القلم يمر علي باقي القرطاس من الكتاب و يكتب حتي انتهي الي آخره فخررت ساجدا فلما انصرف أخذ القلم بيده و أذن للناس أقول يحتمل ان ملكا من الملائكة كان يأخذ القلم و يكتب كما في الخبر ان لله ملائكة و هم موكلون بآل محمد (ص) يخدمونهم في بيوتهم و كفي لك برهانا قصة أم أيمن و ما رأت في بيت فاطمة (ع) من الآيات قالت رأيت مهد الحسين (ع) يهتز و الرحي تدور و تطحن الشعير و يدا تسبح الله عند فاطمة و تقدسه و فاطمة نائمة الي آخر الخبر و من آياته (ع) حدث أبويوسف الشاعر القصير شاعر المتوكل قال ولد لي غلام و كنت مضيقا فكتبت رقاعا الي جماعة استرفدهم فرجعت بالخيبة قال قلت اجي‌ء و أطوف حول دار أبي‌محمد (ع) [ صفحه 326] لعل الله يفرج عني فطفت و صرت الي الباب فخرج أبوحمزة و معه صرة سوداء فيها اربعمائة درهم فقال يقول لك سيدي انفق هذه علي المولود بارك الله لك فيه حدث أبوالقاسم علي بن راشد قال خرج رجل من العلويين من سر من رأي في أيام أبي‌محمد الي الجبل يطلب الفضل فتلقاه رجل من همدان فقال له من أبن أقبلت قال من سر من رأي قال هل تعرف درب كذا و موضع كذا؟ قال نعم عندك من أخبار الحسن ابن علي شي‌ء قال لا قال فما اقدمك الجبل قال طلب الفضل قال فلك عندي خمسون دينارا فاقبضها و انصرف معي الي سر من رأي حتي توصلني الي الحسن بن علي فقال نعم فأعطاه خمسين دينارا و عاد العلوي معه فوصلا الي سر من رأي فاستأذنا علي أبي‌محمد (ع) فأذن لهما فدخلا و أبومحمد (ع) قاعد في صحن الدار فلما نظر الي الجبلي قال له أنت فلان بن فلان قال نعم قال اوصي أبوك اليك و اوصي لنا بوصية فجئت تؤديها و معك اربعة آلاف دينار هاتها فقال الرجل نعم فدفع اليه المال ثم نظر الي العلوي فقال خرجت الي الجبل تطلب الفضل فأعطاك هذا الرجل خمسين دينارا فرجعت معه و نحن نعطيك خمسين دينارا فأعطاه في (الأرشاد) قال الراوي و هو محمد بن علي بن ابراهيم ضاق بنا الأمر قال لي أبي امض بنا حتي نصير الي هذا الرجل يعني أبامحمد (ع) فانه قد وصف عنه سماحة فقلت تعرفه فقال لي ما أعرفه و لا رأيته قط قال فقصدناه قال أبي و هو في طريقه ما أحوجنا الي أن يأمر لنا بخس مائة درهم مئتي درهم للكسوة و مئتي درهم للدقيق و مأة درهم للنفقة و قلت في نفسي ليته أمر لي بثلاث مأة درهم مأة درهم اشتري بها حمارا و مئةة درهم للنفقة و مئة درهم للكسوة [ صفحه 327] و اخرج الي الجبل فلما وافينا الباب خرج الينا غلامه و قال يدخل علي بن ابراهيم و ابنه محمد فلما دخلنا عليه و سلمنا قال لأبي يا علي ما خلفك عنا الي هذا الوقت قال يا سيدي استحيت أن ألقاك علي هذه الحال فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة و قال هذه خمسمأة مأتان للكسوة و مأتان للدقيق و مأة للنفقة و أعطاني صرة و قال هذه ثلاث مئة درهم فاجعل مئة في ثمن حمار و مئة للكسوة و مئة للنفقة و لا تخرج الي الجبل و صر الي سوراء قال فصار الي سوراء و تزوج منها امرأة فدخله اليوم اربعة آلاف دينار و مع هذا يقول بالوقف قال محمد بن ابراهيم الكردي أتريد امرا أبين من هذا فقال صدقت ولكنا علي أمر قد جرينا عليه و من آياته في (مشارق الأنوار) عن علي بن عاصم الاعمي الكوفي قال دخلت علي أبي‌محمد العسكري (ع) فقال يا علي بن عاصم انظر الي ما تحت قدميك فانك علي بساط قد جلس فيه كثير من النبيين و المرسلين و الأئمة الراشدين قال فقلت يا سيدي لا انتعل ما دمت في الدنيا اكراما لهذا البساط فقال يا علي ان هذا النعل الذي في رجلك نعل نجس ملعون لا يقر بولايتنا قال فقلت في نفسي ليتني أري هذا البساط فعلم ما في ضميري فقال أدن مني فدنوت منه فمسح يده الشريفة علي وجهي فصرت بصيرا قال فرأيت في البساط أقداما و صورا فقال هذا قدم آدم و موضع جلوسه و هذا أثر هابيل و هذا أثر شيث و هذا أثر نوح و هذا أثر قيدار و هذا أثر مهلائيل و هذا أثر ياره و هذا أثر اختوخ و هذا أثر ادريس و هذا أثر متوشلخ و هذا أثر سام و هذا أثر فخشد و هذا أثر هود و هذا أثر صالح و هذا أثر لقمان و هذا أثر ابراهيم و هذا أثر لوط و هذا [ صفحه 328] أثر اسماعيل و هذا أثر الياس و هذا أثر اسحاق و هذا أثر يعقوب و هذا أثر يوسف و هذا أثر شعيب و هذا أثر موسي و هذا أثر يوشع بن نون و هذا أثر طالوت و هذا أثر داود و هذا أثر سليمان و هذا أثر الخضر و هذا أثر اليسع و هذا أثر ذي‌القرنين الأسكندر و هذا أثر شابور بن اردشير و هذا أثر لوي و هذي أثر كلاب و هذا أثر قصي و هذا أثر عدنان و هذا أثر عبد مناف و هذا أثر عبدالمطلب و هذا أثر عبدالله و هذا أثر سيدنا رسول‌الله (ص) و هذا أثر أميرالمؤمنين و هذا أثر الأوصياء من بعده الي الحجة القائم (ع) لأنه قد وطأ و جلس عليه ثم قال و انظر الي الآثار و اعلم انها آثار دين الله و ان الشاك فيهم كالشاك في الله و من جحدهم كمن جحد الله ثم قال اخفض طرفك يا علي فرجعت محجوبا كما كنت البرسي في (المشارق) عن أبي‌الحسن الكرخي قال كان أبي بزازا في الكرخ فجهزني بالقماش الي سر من رأي فلما دخلت جاءني خادم فناداني باسمي و اسم أبي و قال اجب مولاك قلت و من مولاي حتي أجيبه فقال ما علي الرسول الا البلاغ المبين قال فتبعته فجاء بي الي دار عالية البناء لا اشك انها الجنة و اذا هو الأمام الحسن العسكري جالس علي بساط اخضر و نور جماله يغشي الابصار فقال لي ان فيما حملت من القماش حبرتين احديهما في مكان كذا و الأخري في مكان كذا في السفط الفلاني و في كل واحدة منهن رقعة مكتوبة فيها ثمنها و ربحها و ثمن احديهما ثلاثة و عشرون دينارا و الربح ديناران و ثمن الأخري ثلاثة عشر دينارا و الربح كالأولي فاذهب فاءت بهما قال الرجل فرجعت فجئت بهما اليه فوضعتهما بين يديه فقال لي اجلس فجلست لا استطيع النظر اليه اجلالا لهيبته قال فمد يده الي طرف البساط [ صفحه 329] و ليس هناك شي‌ء و قبض قبضة و قال هذا ثمن خيرتيك و ربحهما قال فخرجت و عددت المال في الباب فكانت قيمة المال و الربح كما كتب والدي لا يزيد و لا ينقص. و من آياته (ع) روي في (البحار) عن محمد بن الحسن بن ميمون قال كتيت اليه أشكو الفقر ثم قلت في نفسي اليس قد قال أبوعبدالله (ع) الفقر معنا خير من الغني مع غيرنا و القتل معنا خير من الحياة مع عدونا فرجع الجواب من الأمام (ع) ان الله عزوجل يخص اولياءنا اذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر و قد يعفو عن كثير منهم كما حدثتك نفسك الفقر معنا خير من الغني مع عدونا و نحن كهف لمن التجأ الينا و نور لمن استبصر بنا و عصمة لمن اعتصم بنا من أحبنا كان معنا في السنام الأعلي و من انحرف عنا فالي النار نعم من أتاهم فقد نجا و من تخلف عنهم فقد هلك و لا يدعون شيعتهم و لا يخلونهم بل و يدخلونهم معهم الجنة و هم (ع) يعرفون شيعتهم و محبيهم و نعم ما قال العبدي: لأنتم علي الاعراف أعرف عارف بسيما الذي يهواكم و الذي يشني أئمتنا انتم سندعي بكم غدا اذا ما الي رب العباد معا قمنا و ان اليكم في المعاد أيابنا اذا نحن من اجداثنا صرعا عدنا و ان موازين الخلائق حبكم فاسعدهم من كان أثقلهم و زنا و موردنا يوم القيامة حوضكم فيظمي الذي يقصي و يروي الذي يدني و أمر صراط الله ثم اليكم فعلوا لنا اذ نحن عن اربكم جدنا و ان ولاكم يقسم الخلق في غد فيسكن ذا نارا و يسكن ذا عدنا و أنتم لنا غيث و أمن و رحمة فما عنكم بد و لا عنكم مغني [ صفحه 330] بلي و الله لا يغني عنهم أحد لا في الدنيا و لا في الآخرة و كلهم يحتاجون الحضور الي أبوابهم و هم الباب المبتلي به الناس و هم السبيل الأعظم و الصراط الأقوم و شهداء دار الفناء و شفعاء دار البقاء و كلهم هكذا و لا فرق بينهم منهم امامنا الحسن العسكري (ع) الأمام الغريب الوحيد المظلوم المسموم الذي قضي نحبه مسموما و هو شاب له من العمر تسع و عشرون سنة الخ.

في تاريخ ولادته و شهادته و فيما يتعلق بالامام العسكري

ولد سيدنا و مولانا أبومحد العسكري عليه‌السلام في يوم الجمعة لثمان خلون من ربيع‌الآخر و قبض ايضا في يوم الجمعة الثامن من ربيع‌الأول أبوه علي الهادي (ع) و أمه أم ولد يقال لها سوسن و قيل تسمي حديثة أو سليل و يقال لها جده اسمه الشريف الحسن و ألقابه الرفيق الزكي التقي السراج الهادي العسكري و كنيته أبومحمد و عمره الشريف تسع و عشرون سنة أو ثمان و عشرون سنة و كان مقامه مع أبيه ثلاثا و عشرين سنة و أشهرا و بعد أبيه خمس سنين و ثمانية أشهر و ثلاثة عشر يوما و كانت في سني امامته بقية ملك المعتز و في رواية المستعين ثم المعتز أشهرا ثم المهتدي بالله أحد عشر شهرا ثم ملك احمد الملقب بالمعتمد علي الله ابن جعفر المتوكل و بعد مضي أربع سنين من ملك المعتمد قبض العسكري مسموما و لقد تحمل (ع) مع قصر عمره من هذه الخلفاء الثلاثة أو الاربعة ما لم يتحمله أحد و جري عليه منهم ما لم نقدر علي بيانه منهم المستعين بالله هم الرجل بقتله و تقدم الي سعيد الحاجب و قال أخرج أبامحمد العسكري الي الكوفة و أضرب عنقه في الطريق و انتشر الخبر بذلك و بلغ الشيعة و أقلقهم [ صفحه 331] و كان (ع) في الحبس فكتبوا اليه بلغنا جعلنا الله فداك خبرا أقلقنا و غمنا و بلغ منا فكتب (ع) بعد ثلاث يأتيكم الفرج فخلع المستعين في اليوم الثالث و أقعد المعتز و نجا الأمام و خرج من الحبس فما مضت الا أيام قلائل حتي أمر المعتز بقبض أبي‌محمد العسكري (ع) مع عدة من الطالبيين و حبسهم في السجن و ضيق عليهم الأمر بحيث لا يدخل عليهم أحد و لا يخرج منهم أحد فاضطربت الشيعة من ذلك و أقلقهم فعلم الأمام (ع) ذلك كان يبعث الي أصحابه و شيعته سيروا الي موضع كذا و كذا و الي دار فلان بن فلان العشاء و العتمة في ليلة كذا و كذا فانكم تجدوني هناك و كان الموكلون به لا يفارقون باب الموضع الذي حبس فيه بالليل و النهار و يعزل في كل خمسة أيام الموكلون و يولي آخرون بعد أن يجدد عليهم الوصية بحفظه فكان أصحابه و شيعته يصيرون الي الموضع و كان (ع) قد سبقهم اليه فيعرفون اليه حوائجهم فيقضيها لهم علي منازلهم و طبقاتهم و ينصرفون الي أماكنهم و يرجع الأمام الي حبسه فلم يزل في ضيق و شدة حتي هلك المعتز و جلس المهتدي مكانه و كان الرجل أشد عداوة من المعتز علي أمامنا العسكري بحيث كلما يراه يهدده و يقول و الله لأجلونكم عن جدد الارض و كان الأمام (ع) يتواري عنه ثم بعد مضي أيام من جلسته علي سرير الملك أحضر الأمام و أغلظ في الكلام معه و هدده و أخافه و حبسه في سجن و جعل يقتل العلويين و الأشراف و عزم علي قتل العسكري فاضطربت الشيعة من ذلك و كتب احمد بن محمد الي الأمام بذلك فاجابه العسكري بخطه الشريف يا احمد بن محمد قل لشيعتنا لا يستوحشون فان ذلك أقصر لعمره عد من يومك هذا خمسة أيام و يقتل [ صفحه 332] هذا الطاغي في اليوم السادس بعد هو ان و استخفاف و كان كما قال (ع) لأن الاتراك لما عرفوا من قوله بالأعتزال و القدر هجموا عليه في اليوم السادس و أعانتهم الأمة فقتلوه و نصبوا مكانه المعتمد علي الله و بايعوا له و هذا الرجل هو الذي سم امامنا العسكري بعد ما كان يؤذيه تارة يحبسه و أخري يطلق عنه و كان روحي له الفداء يخاف علي نفسه و علي شيعته بحيث يخرج توقيعه الي شيعته اذ رأيتموني في الطريق فلا يسلمن علي أحد و لا يشير الي بيده و لا يؤمي الي ببنانه فانكم لا تؤمنون علي أنفسكم و يقول لبعض غلمانه اذا سمعت لنا شاتما فامض لسبيلك التي أمرت بها و اياك أن تجاوت من يشتمنا أو تعرفه من أنت فانا ببلد سوء و مصر سوء و امض في طريقك و مع تلك المظلومية كانت له مهابة عظيمة بحيث اذا نظر الي شر من هو علي الأرض ارتعدت فرائصه و يضع خده علي الأرض خضوعا و خشوعا له (ع) و لما حبس (ع) عند (صالح بن وصيف) دخل العباسيون عليه و قالوا له ضيق علي أبي‌محمد قال و ما أصنع به و قد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه فقد صار في العبادة و الصلاة في أمر عظيم ثم أمر باحضار الرجلين فقيل لهما و يحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل فقالا ما نصنع برجل يصوم نهاره و يقوم ليله كله و لا يتشاغل بغير العبادة فاذا نظر الينا ارتعدت فرائصنا و دخلنا ما لا نملكه من أنفسنا فاخرج من ذلك الحبس و حبس عتد (علي بن أرقاش) و كان غليظا علي آل أبي‌طالب و شديد العداوة لأبي محمد وسعوا اليه ليضيق عليه فما أقام الا يوما حتي وضع خده لأبي محمد و كان يرفع بصره اليه اجلالا و اعظاما له و خرج من عنده و هو أحسن الناس بصيرة و أحسنهم قولا فيه ثم بعد ذلك سلموه [ صفحه 333] الي تحرير زنديق شديد العداوة لآل محمد و كان يضيق عليه و يؤذيه فقالت له امرأته ويلك اتق الله فانك لا تدري من في منزلك و اني أخاف عليك منه و ذكرت له ضلاحه و عبادته فاشتد عداوته و قال و الله لأرمينه بين السباع ثم استأذن في ذلك فاذن له فرمي الأمام بين السباع و الأسود و لم يشكوا في أكلها اياه فنظروا الي الموضع ليعرفوا الحال فوجدوا الأمام قائما يصلي و السباع حوله تلوذ به و لم يزل ثلاثة أيام بين الاسود و هو يصلي و يدعو علي حاله فخاف اللعين من الفتنة فدخل ليخرج الأمام و اذا بالسباع قد هجمت عليه من كل جانب و ناحية و مزقوه و أكلوه و خرج الأمام سالما فاخبر بذلك المعتمد و دخل علي العسكري و اعتذر اليه و تضرع عنده و سأل أن يدعو له بالبقاء عشرين سنة في الخلافة فقال (ع) مد الله في عمرك فاجيب دعائه و نعم ما قال الشاعر: اريد حياته و يريد قتلي يدعو الأمام (ع) له بالبقاء و طول العمر و هو يسقيه السم و يقطع كبده قطعا قطعا بعد ما حبسه مدة مديدة قال علي بن حزين حبس المعتمد أبامحمد عندي و حبس مع أبي‌محمد أخاه جعفرا و كان المعتمد يسألني عن أخباره في كل وقت فاخبره أنه يصوم النهار و يصلي الليل فسألني يوما من الأيام عن خبره فاخبرته بمثل ذلك فقال لي امض الساعة اليه و اقرأه مني السلام و قل له انصرف الي منزلك قال علي بن حزين فجئت الي باب الحبس فوجدت حمارا مسرجا فدخلت عليه فوجدته جالسا و قد لبس خفه و طيلسانه و شاشته فلما رآني نهض فأديت الرسالة فركب فلما استوي علي الحمار وقف قلت له ما وقوفك يا سيدي؟ فقال لي حتي يجيي‌ء جعفر فقلت انما أمرني باطلاقك دونه فقال لي ترجع اليه فتقول له خرجنا من دار [ صفحه 334] واحدة جميعا فاذا رجعت و ليس هو معي كان في ذلك مالا خفاء به عليك فمضي و عاد و قال له يقول لك قد أطلقت جعفر لك لأني حبسته بجنايته علي نفسه و عليك و ما يتكلم به و خلي سبيله فصار معه الي داره و كان المعتمد يؤذيه كثيرا حتي سقاه السم و لما سقي السم مرض مرضا شديدا فبلغ ذلك المعتمد في مرضه قيل له ان ابن‌الرضا قد اعتل و مرض فامر الرجل نفرا من المتطببين بالأختلاف اليه و تعاهده صباحا و مساء و بعث خمسة نفر كلهم من ثقاته و خاصته و أمرهم بلزوم دار أبي‌محمد العسكري و تعرف خبره و حاله فلما كان بعد ذلك بيومين جاء من أخبره بان العسكري قد ضعف فركب المعتمد حتي بكر اليه ثم أمر المتطببين بلزومه و بعث الي قاضي القضاة و عشرة من أصحابه ممن يثق به و أرسلهم الي الحسن العسكري (ع) و أمرهم بلزومه ليلا و نهارا فلم يزالوا هناك حتي كانت الليلة التي قبض فيها فرأوه و قد اشتد به المرض يغشي عليه ساعة بعد ساعة علموا انه قد قرب به الموت تفرقوا عنه فلم يكن عنده في تلك الليلة الا جاريته صيقل و عقيد الخادم و ولده الحجة (عج) و قد مضي من عمر الحجة في ذلك الوقت خمس سنين و كتب الامام بيده الشريفة في تلك الليلة كتبا كثيرة الي المدينة قال عقيد فدعا (ع) بماء قد أغلي بالمصطكي فجئناه به اليه فقال (ع) ابدأ بالصلاة جيئوني بماء لأتوضأ به فجئناه به و بسط في حجره المنديل و توضأ ثم صلي صلاة الغداة في فراشه و أخذ القدح ليشرب فاقبل القدم يضرب ثناياه و يده ترتعد فشرب منه جرعة و أخذت صيقل القدح من يده ثم أخذ ولده الحجة و ضمه الي صدره الشريف و جعل يقبله و يودعه و يبكي و يوصيه بوصاياه و سلمه و دائع الامامة [ صفحه 335] ثم سكن أنينه و عرق جبينه و غمض عينيه و مد يديه و رجليه و مضي من ساعته و هو يوم الجمعة مع صلاة الغداة قال الراوي فما طلعت الشمس حتي سمعنا المنادي ينادي ألا مات العسكري فصارت سر من رأي ضجة واحدة و كانت شبيهة بالقيامة و عطلت الاسواق و حضر السلطان و الاشراف و بنوهاشم الي جنازته و أخذوا في تجهيزه فلما غسلوه و حنطوه و كفنوه بعث المعتمد الي قاضي القضاة و هو أبوعيسي المتوكل فأمر بالصلاة عليه فلما وضعت الجنازة للصلاة دنا أبوعيسي فكشف عن وجهه فعرضه علي بني‌هاشم و العلويين و الاشراف و قال هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا مات حتف أنفه علي فراشه حضره من خدم أميرالمؤمنين و من ثقاته فلان و فلان و من الاطباء فلان و فلان و من القضاة فلان و فلان ثم غطي وجهه و قام و صلي عليه كما فعل ذلك بجده موسي بن جعفر (ع) لما مات (ع) في حبس السندي لعنه الله جمع هارون الرشيد شيوخ الطالبية و بني‌هاشم و بني‌العباس و الحكام و احضر موسي بن جعفر فقال هذا موسي بن جعفر قد مات حتف أنفه و ليسه به أثر جراحة و لا خنق فانظروا اليه فدخل سبعون رجلا من شيعته و نظروا اليه و في رجليه أثر الحناء في راحتيه خضرة هي أثر السم ولكن ما تكلم أحد منهم خوفا من الرشيد ثم أخذه سليمان بن أبي‌جعفر فتولي غسله و كفنه و دفنه فلما فرغوا من الصلاة علي سيدنا أبي‌محمد العسكري حملوه من وسط داره و دفنوه في البيت الذي دفن فيه أبوه علي الهادي (ع) هذا هو المرسوم يدفن المرء في مكان دفن فيه أقاربه و ان لم يوص به و لا سيما اذا كانت القرابة قريبة كالوالد و الولد و ما أشبههما أما تري أن زين‌العابدين لما [ صفحه 336] و اري أباه و بني‌هاشم خص من بينهم شبيه رسول‌الله علي الاكبر (ع) و جاء به و دفنه عند رجلي الحسين (ع) اذا ساعد الله قلب الحسين (ع) و هو ينظر في كل حين الي ولده فيراه مشقوق الرأس مقطعا بالسيوف اربا اربا الخ.

في بعض آياته و شهادته وفي قصة أبي الاديان

كان مولانا الحسن العسكري عليه‌السلام هو فتاح الأبواب مذلل الصعاب نقي الجيب بعيد الريب بري‌ء من العيب أمين علي الغيب معدن الوقار بلا شيب خافض الطرف واسع الكف كثير الحياء كريم الوفاء عظيم الرجاء كثير التبسم جميل الترنم جليل التنعم سريع التحكم كنيته أبومحمد و ألقابه الصامت الهادي الرفيق الزكي السراج المضي‌ء الشافي المرضي و الأمام العسكري سلام الله عليه: سلام علي نفس هي الآية الكبري و شخص هو المجد المنيف علي الشعري كان عليه‌السلام رجلا أسمر اللون جيد البدن حسن القامة جميل الوجه حدث السن له جلالة و هيبة قال (الراوي) دخلت سر من رأي و أتيت الي الحسن العسكري (ع) فرأيته جالسا علي بساط اخضر و نور جماله يغشي الابصار فأمرني بالجلوس فجلست و أنا لا استطيع النظر الي وجهه اجلالا لهيبته قال خادم العسكري اذا نام سيدي أبومحمد العسكري رأيت النور ساطعا من رأسه الي السماء و كان (ع) أزهد أهل زمانه و لبسه الخشن من الثياب و يلبس فوقه ثيابا بياضا ناعمة اذا برز للناس قال كامل ابن ابراهيم المدني دخلت علي سيدي أبي‌محمد العسكري (ع) فنظرت الي ثياب بياض ناعمة عليه فقلت في نفسي ولي الله و حجته يلبس [ صفحه 337] الناعم من الثياب و يأمرنا بمواساة الأخوان و ينهانا عن لبس مثله فعلم ما في نفسي فحسر عن ذراعيه فاذا مسح أسود خشن علي جلده فقال متبسما يا كامل هذا لله و هذا لكم و كان عليه‌السلام قليل الاكل قال محمد الشاكري و هو مولي لأبي محمد (ع) كان سيدي أصلح من رأيت من العلويين والهاشميين و ما رأيت قط أسدي منه بتحف اليه الفواكه من التين و العنب و الخوخ فيأكل منه الواحدة و الثنتين و يقول خذ هذا يا محمد الي صبيانك فاقول هذا كله فيقول خذه و كان يجلس في المحراب و يسجد فأقام و انتبه ثم أنام و هو ساجد قال احمد بن عبدالله بن خاقان و هو من المخالفين ما رأيت أنقع ظرفا و لا أغض طرفا و لا أعف لسانا و لا أوسع كفا من الحسن العسكري و سمعت أبي‌يقول لو زالت الخلافة من بني‌العباس ما استحقها أحد من بني‌هاشم غيره لفضله و عفافه و صلاته و صيامه و زهده و جميع أخلاقه و لقد ظهر من المعجزات و الكرامات منه ما تتحير العقول و نحن نذكر شيئا منها وقع في زمانه قحط فخرجوا للأستسقاء ثلاثة أيام فلم يمطر عليهم فخرج يوم الرابع (الجاثليق) مع النصاري فسقوا فخرج المسلمون يوم الخامس فلم يمطر فشك الناس في دينهم و كان العسكري (ع) في حبس الخليفة فبعث اليه الخليفة و قال له أدرك دين جدك يا أبامحمد فاخرج من الحبس و أمر النصاري بالخروج للأستسقاء فلما رفع (الجاثليق) يده الي السماء قال أبومحمد لبعض غلمانه خذ من يده اليمني ما فيها فلما أخذه كان عظما أسود ثم قال استسق الآن فاستسقي فلم يمطر فسأل الخليفة عن العظم قال عظم نبي من الانبياء و لا يكشف الا و يمطر. [ صفحه 338] و من معجزاته قال (محمد بن عياش) تذاكرنا آيات العسكري و معجزاته و كان فينا ناصبي فقال ان أجاب عن كتاب بلا مداد علمت انه حق فكتبنا و كتب الرجل بلا مداد علي ورق و جعل في الكتب و بعثنا اليه فأجاب عن مسائلنا و كتب علي ورق الرجل اسمه و اسم أبيه فدهش الرجل فلما أفاق اعتقد الحق منها شكا اسماعيل بن محمد العباسي الي العسكري الفقر و حلف انه ليس عندي درهم فما فوقها فقال أتحلف بالله كاذبا و قد دفنت مئتي دينار و ليس قولي هذا دفعا عن العطية أعطه يا غلام ما معك فأعطاه مئة دينار و قال له انك تحرم الدنانير التي دفنتها في أحوج ما تكون اليها قال اسماعيل بن محمد هو كما قال (ع) و ذلك انني اضطررت وقتا و مضيت الي محل دفنت فيه الدنانير ففتشت عنها فلم أجدها و اذا ابن عم لي عرف موضعها فاخذها و هرب قال أبوهاشم الجعفري شكوت الي أبي‌محمد الحاجة فحك بسوطه الارض و أخرج سبيكة فيها نحو الخمسمائة دينار فقال خذها يا أباهاشم و اعذرنا قال أبوهاشم كنا نفطر مع أبي‌محمد فضعفت يوما عن الصوم و أفطرت في بيت آخر علي كعكة فريدا ثم جئت أبامحمد فجلست معه فقال لغلامه أطعم أباهاشم شيئا فانه مفطر فتبسمت فقال ما يضحك يا أباهاشم اذا أردت القوة فكل اللحم فان الكعك لا قوة فيه. و من معجزاته عليه‌السلام ما روي عنه أبوالأديان من أخباره بيوم وفاته و ما يظهر بعد وفاته و سنذكر قريبا و كان مولده بالمدينة يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع‌الآخر و قيل ولد (ع) بسر من رأي و قبض (ع) يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع‌الأول سنة ستين [ صفحه 339] و مأتين و له يومئذ ثمان و عشرون سنة و مرض (ع) في أول يوم من شهر ربيع‌الاول و دفن بسر من رأي الي جانب أبيه من زاره كان كمن زار رسول‌الله (ص) قال الرضا (ع) ان لكل امام عهدا في عنق أوليائهم و شيعتهم و ان من تمام الوفاء و العهد و حسن الأداء زيارة قبورهم من زارهم رغبة في زيارتهم و تصديقا لما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاؤهم يوم القيامة: أتقتل يا ابن‌الشفيع المطاع و يابن المصابيح و ابن الغرر و يا ابن الشريعة و ابن الكتاب و يابن الرواية و ابن الأثر و في (البحار) قال أبواسماعيل بن علي النوبختي دخلت علي أبي‌محمد الحسن بن علي في المرضة التي مات فيها و أنا عنده اذ قال لخادمه عقيد و كان الخادم أسود نوبيا قد خدم من قبله علي بن محمد و هو ربي الحسن (ع) فقال له يا عقيد أغل لي ماء بمصطكي فاغلي له ثم جاءت به صيقل الجارية أم الخلف فلما صار القدح في يديه و هم بشربه جعلت يده ترتعد حتي ضرب القدح ثنايا الحسن فتركه من يده و قال لعقيد ادخل البيت فانك تري صبيا ساجدا فأتني به قال أبوسهيل قال عقيد فدخلت أتجري فاذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء فسلمت عليه فاوجز في صلاته فقلت ان سيدي يأمرك بالخروج اليه اذ جاءت أمه صيقل فاخذت بيده و أخرجته الي أبيه الحسن (ع) قال أبوسهيل فلما مثل الصبي بين يديه سلم و اذا هو دري اللون و في شعر رأسه قطط مفلج الاسنان فلما رآه الحسن بكي و قال يا سيد أهل بيته اسقني الماء فاني ذاهب الي ربي و أخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيد و حرك شفتيه بيده الأخري ثم سقاه فلما شربه [ صفحه 340] قال هيؤني للصلاة فطرح في حجره منديل فوضأه الصبي واحدة واحدة و مسح علي رأسه و قدميه فقال له أبومحمد ابشر يا بني فأنت صاحب الزمان و أنت المهدي و أنت حجة الله علي أرضه و أنت ولدي و وصي و أنا ولدتك و أنت م ح م د بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي‌طالب (ع) ولدك رسول‌الله و أنت خاتم الأئمة الطاهرين و بشربك رسول‌الله و سماك و كناك بذلك عهد الي أبي عن آبائك الطاهرين صلي الله علي أهل‌البيت ربنا انه حميد مجيد و مات الحسن بن علي من وقته صلوات الله عليهم أجمعين و سمع من بعض الأسانيد ان نرجس زوجة الحسن (ع) أم‌الحجة (عج) ماتت قبل وفاة الحسن (ع) و ذلك ان الأمام (ع) أخبرها بما يجري علي داره و علي نسائه و جواريه فاضطربت و قالت سيدي اني أسرت مرة و لا طاقة لي مرة اخري ادع الله أن يقبضني نعم مثل زينب ينبغي أن تتحمل الأسر من كربلا الي الكوفة و من الكوفة الي الشام الخ. و في (البحار) قال أبوالحسن علي بن محمد بن هباب حدثنا أبو الأديان قال كنت أخدم الحسن بن علي العسكري و أحمل كتبه الي الأمصار فدخلت عليه في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه فكتب معي كتبا و قال تمضي بها الي المدائن فانك ستغيب خمسة عشر يوما فتدخل الي سر من رأي يوم الخامس عشر و تسمع الواعية في داري و تجدني علي المغتسل قال أبو الأديان فقلت يا سيدي فاذا كان ذلك فمن الأمام و الحجة قال من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم بعدي فقلت زدني فقال من يصلي علي فهو القائم بعدي فقلت زدني فقال من أخبر بما في الهميان فهو القائم [ صفحه 341] بعدي ثم منعتني هيبته أن أسأله ما في الهميان و خرجت بالكتب الي المدائن و أخذت جواباتها و دخلت سر من رأي يوم الخامس عشر كما قال لي (ع) فاذا أنا بالواعية في داره و اذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار و الشيعة حوله يعزونه و يهنونه فقلت في نفسي ان يكن هذا الأمام فقد مالت الامامة لأني كنت أعرفه بشرب النبيذ و يقامر في الجوسق و يلعب بالطنبور فتقدمت فعزيت و هنيت فلم يسألني عن شي‌ء ثم خرج عقيد فقال يا سيدي قد كفن أخوك فقم للصلاة عليه فدخل جعفر بن علي و الشيعة من حوله فلما صرنا بالدار اذا أنا بالحسن بن علي (ع) علي نعشه مكفنا فتقدم جعفر بن علي ليصلي علي أخيه فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة بشعره قطط و باسنانه تفيلج فجذب رداء جعفر و قال تأخر يا عم أنا أحق يا لصلاة علي أبي فتأخر جعفر و قد أربد وجهه فتقدم الصبي فصلي عليه و دفن الي جانب قبر أبيه ثم قال يا بصري هات جوابات الكتب التي معك فدفعتها اليه و قلت في نفسي هذه اثنتان و بقي الهميان ثم خرجت الي جعفر و هو يزفر فقال له حاجز الوشا يا سيدي من الصبي ليقيم عليه الحجة فقال و الله ما رأيته قط و لا عرفته فنحن جلوس اذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن علي فعرفوا موته فقالوا فمن الأمام و الحجة بعده فأشاروا الي جعفر بن علي فسلموا عليه و عزوه و هنوه و قالوا ان معنا كتبا و مالا فتقول ممن الكتب و كم المال فقام ينفض أثوابه و يقول يريدون منا أن نعلم الغيب قال فخرج الخادم و قال معكم كتب فلان و فلان و هميان فيه الف دينار عشرة دنانير منها مطلية فدفعوا الكتب و المال و قالوا الذي وجه بك لأجل ذلك هو الأمام فدخل جعفر بن علي علي المعتمد و كشف [ صفحه 342] له ذلك فوجه المعتمد خدمه فقبضوا علي صيقل الجارية و طالبوها بالصبي فانكرته و ادعت حملا بها لتغطي علي حال الصبي فسلمت الي ابن أبي الشوارب القاضي و بغتهم موت عبيد الله بن يحيي بن خاقان فجأة و خروج صاحب الزبح بالبصرة فشغلوا بذلك عن الجارية فخرجت عن أيديهم و الحمدلله العالمين لا شريك له و يظهر من هذا الخبر ان الحجة (عج) غسل أباه و حنطه و كفنه و صلي عليه و الحال انه طفل صغير و كان مخفيا لم تره العيون نعم الأمام لا يغسله الا الأمام الصديق لا يغسله الا الصديق و ما من امام و لا من صديق قضي نحبه الا و غسله امام مثله و ان كان غائبا فيلزم أن يحضر كما حضر أبوالحسن الهادي في بغداد و أبوجعفر الجواد في خراسان و أبوالحسن الرضا (ع) لتجهيز والده في بغداد و الحسين (ع) و ان كان لم يغسل و لم يحنط و لم يكفن دفن بلا غسل و لا حنوط و لا كفن لكن حضره ولده السجاد لمواراته و لما أراد أن يحمل ذلك الجسد الطيب الطاهر رآه مقطعا بالسيوف و الرماح و لا يمكن حمله قال لبني أسد ائتوني ببارية جديدة لأحمل عليها جسد الحسين قالت بنوأسد فأتيناه ببارية جديدة و حمل عليها بدن الحسين و أتيناه لنعينه و اذا هو يقول لنا بخضوع و خشوع أنا أكفيكم أمره فقلنا له يا أخا العرب فكيف تكفينا أمره و قد اجتهدنا علي أن نحرك عضوا من أعضائه الشريفة فلم نقدر فبكي و قال ان معي من يعينني عليه نعم كان معه رسول‌الله (ص) الخ المصيبة.

فيما يتعلق بالحسن العسكري و في حالاته و ذكر توقيع منه

سلام و تفسير السلام سلامة تحية مشتاق و تحفة زائر و أزكي تحيات و أسني هدية الي من غدا قلبي و سمعي و ناظري [ صفحه 343] سلام علي نفس هي الآية الكبري و شخص هو المجد المنيف علي الشعري هو الدين و الدنيا تري نوره متي تحصل لك الاولي و نحصل الاخري قد اختلف في يوم ولادته (ع) و الا ففي شهر ولادته لا خلاف فيه فانه كان في شهر ربيع‌الآخر قيل في الرابع و قيل في العاشر و قيل في الثامن و هو شايع و هو الأشهر و اختلف ايضا في اسم والدته قيل اسمها سوسن و قيل تدمي حديث مصغرا و قيل سليل و يقال لها الجدة و كانت من العارفات الصالحات و كفي في فضلها انها كانت مفزع الشيعة بعد وفاة أبي‌محمد (ع). و روي الشيخ الصدوق عن احمد بن ابراهيم قال دخلت علي حكيمة بنت محمد بن علي الرضا (ع) اخت أبي‌الحسن (ع) صاحب العسكر في سنة اثنتين و ستين و مأتين فكلمتها و من وراء حجاب و سألتها عن دينها فسمت لي من تأثم بهم ثم قالت و الحجة بن الحسن (ع) الي ان قال فقلت لها أين الولد يعني الحجة (ع) قالت مستور فقلت الي من تفزع الشيعة فقالت الي الجدة أم أبي‌محمد (ع) فقلت لها اقتدي بمن وصيته الي امرأة قالت اقتداء بالحسين بن علي و الحسين بن علي (ع) اوصي الي اخته زينب بنت علي (ع) في الطاهر و كان ما يخرج من علي ابن الحسين (ع) من علم ينسب الي زينب ستر علي علي بن الحسين (ع) و كان أبومحمد الحسن (ع) اخبر والدته الجدة عن سنة وفاته قال يا أماه تصيبني في سنة ستين و مأتين حزازة أخاف أن انكب منها نكبة فاظهرت الجزع و أخذها البكاء فقال (ع) لابد من وقوع أمر الله لا تجزعي و في رواية أمرها أبومحمد (ع) بالحج في سنة تسع و خمسين و مأتين و عرفها [ صفحه 344] ما يناله في سنة ستين و خرجت أم أبي‌محمد (ع) الي مكة و روي أنه (ع) قال في سنة مأتين و ستين تفترق شيعتي ففيها قبض أبومحمد (ع) و ثفرقت شيعته قال شيخنا المفيد (ره) و مرض أبومحمد (ع) في أول شهر ربيع‌الأول سنة ستين و مأتين و مات في يوم الجمعة لثمان ليال خلون من هذا الشهر في السنة المذكورة و له يوم وفاته ثمان و عشرون سنة و دفن في البيت الذي دفن فيه أبوه من دارهما بسر من رأي. و روي انه لما مات الحسن بن علي (ع) حضر غسله عثمان بن سعيد رضي الله عنه و تولي جميع أمره في تكفينه و تحنيطه و تقبيره قال القطب الراوندي و أما الحسن بن علي العسكري (ع) فقد كانت أخلاقه كأخلاق رسول‌الله (ص) و كان رجلا أسمر حسن القامة جميل الوجه جيد البدن حدث السن له جلالة و هيبة و هيئة حسنة يعظمه العامة و الخاصة اضطرارا يعظمونه لفضله و يقدمونه لعفافه و صيانته و زهده و عبادته و صلاحه و كان جليلا نبيلا فاضلا كريما يحمل الأثقال و لا يتضعضع للنوائب أخلاقه خارقة للعادة علي طريقة واحدة أقول و يظهر من الروايات انه (ع) كان اكثر أقاته محبوسا و ممنوعا من المعاشرة و كان مشغولا بالعبادة لله عزوجل و في بعض الأدعية أشير اليه بهذه العبارة و بحق النقي و السجاد الأصغر و ببكائه ليلة المقام بالسهر بعبد الله و هو بين السباع و السباع تلوذ به و تبصبص و الي هذه الدلالة الباهرة أشير في التوسل به عليه‌السلام في الساعة الحادية عشرة و بالأمام الحسن بن علي (ع) الذي طرح للسباع فخلصته من مرابضها و امتحن بالدواب الصعاب فذللت له مراكبها و قال السيد ابن طاووس اعلم ان مولانا الحسن بن علي العسكري (ع) كان قد [ صفحه 345] أراد قتله الملوك الثلاثة الذين كانوا في زمانه حيث بلغهم ان مولانا المهدي (ع) يكون من ظهره صلوات الله عليه و حبسوه عدة دفعات و اضطربت الشيعة و أقلقهم ذلك فدعا عليهم فهلكوا في سريع من الأوقات و لما ولد الحجة (عج) قال أبومحمد العسكري (ع) زعمت الظلمة انهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل كيف رأوا قدرة القادر (يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لوكره الكافرون) في (الأرشاد) عن أبي‌هاشم الجعفري قال قلت لأبي محمد الحسن بن علي (ع) يا ابن‌رسول‌الله جلالتك تمنعني مسألتك افتأذن لي أن أسألك فقال سل فقلت يا سيدي هل لك ولد قال نعم فقلت ان حدث حادث فاين اسأل عنه قال بالمدينة و في (البحار) عن عيسي بن صبيح قال دخل الحسن العسكري علينا الحبس و كنت به عارفا و بفضله و علمه فاخبرني عن عمري قال لك خمس و ستون سنة و أشهرا و يوما و كان معي كتاب دعاء و عليه ناريخ مولدي و انني نظرت فيه فكان كما قال (ع) ثم قال هل رزقت من ولد قلت لا قال أللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا فنعم العضد الولد ثم تمثل (ع): من كان ذا ولد يدرك ظلامته ان الذليل الذي ليست له عضد فقلت له سيدي ألك ولد قال اي و الله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا و عدلا فاما الآن فلاثم تمثل (ع): لعلك يوما أن تراني كأنما بني حوالي الأسود اللوابد فان تميلا قبل أن يلد الحصي أقام زمانا و هو في الناس واحد و لما ولد الحجة (عج) أخفي مولده و ستر أمره لصعوبة الوقت و شدة طلب سلطان الزمان و اجتهاده في البحث عن أمره فلم يظهر ولده (ع) [ صفحه 346] في حياته و لا عرفت الجمهور بعد وفاته و تولي جعفر الكذاب أخذ تركته و ميراثه و سعي في حبس جواري أبي‌محمد (ع) و اعتقال حلائله و قسم ميراث أبي‌محمد (ع) و منعوا الحجة (عج) ارث أبيه كما أن جدته فاطمة الزهراء (ع) منعوها عن ارث رسول‌الله (ص) و غصبوا حقها و هتكوا حرمتها يقول الراثي: و ما ورثوها من أبيها و أعلنوا حديثا نفاه الله في محكم الصحف فكما ان هؤلاء هجموا علي دار علي و فاطمة و صنوا بهما ما صنعوا فكذلك لما دفن العسكري (ع) هجموا علي داره و نهبوا أمواله و أخذوا جواريه و طلبوا الحجة (عج) ليقتلوه و لم يظفروا به و لو و جدوه لقتلوه و قال عثمان بن سعيد قدس الله روحه و قد حكم السلطان أن أبامحمد (ع) مضي و لم يخلف ولدا و قسم ميراثه و أخذه من لا حق له و صبر الحجة (عج) علي ذلك و هو يري عياله يحولون و ليس أحد يجسر ان يتعرف اليهم أو ينيلهم شيئا و هذا من أعظم المصائب و الحال أن والدته كانت حية و ابنه الحجة (ع) حي في دار الدنيا و لما اتصل الخبر الي أم أبي‌محمد (ع) و كانت بالمدينة يعني بلغها موت أبي‌محمد (ع) قدمت من المدينة و كان لها أقاصيص يطول شرحها مع جعفر الكذاب من مطالبته اياها بميراثه و سعايته بها الي السلطان و كشف ما أمر الله عزوجل بستره و ادعت عند ذلك صيقل أنها حامل فحملت الي دار المعتمد فجعلن نساء المعتمد يتعاهدن أمرها الي أن دهمهم أمر فخرجت صيقل فشغلهم عنها سيدي يا ابن الحسن غصبوا ارثك و أخذوا حقك و دخلوا دارك فمتي تقوم بحقك الخ غصبوكم بشبا الصوارم آنفا قام الوجود بسرها المكنون [ صفحه 347] كم موقف حلبوا رقابكم دما فيه و أعينكم نجيع شئوون لا مثل يومكم بعرصة كربلا في سالفات الدهر يوم شجون و لنختتم هذا المجلس بذكر توقيع من العسكري (ع) للشيخ الجليل ابن بابويه علي بن الحسين القمي رحمه الله المدفون بقم و هو توقيع شريف في الحكم و الآيات و المواعظ و الدلالات و البراهين الساطعات كتب (ع) الي الشيخ الجليل علي بن الحسين بن بابويه القمي بسم الله الرحمن الرحيم: الحمدلله رب العالمين و العاقبة للمتقين و الحنة للموحدين و النار للملحدين و لا عدوان الا علي الظالمين و لا اله الا الله أحسن الخالقين و الصلاة و السلام علي خير خلقه محمد و عترته الطاهرين أما بعد أوصيك يا شيخي و معتمدي و فقيهي أباالحسن بن علي بن الحسين القمي وفقك الله لمرضاته و جعل من صلبك اولادا صالحين برحمته بتقوي الله و أقام الصلاة و ايتاء الزكاة فانه لا تقبل الصلاة من مانع الزكاة و أوصيك بمغفرة الذنب و كظم الغيظ و صلة الرحم و مواساة الأخوان و السعي في حوائجهم في العسر و اليسر و الحلم عند الجهل و النفقة و الشفقة و التفقه في الدين و التثبت في الأمور و التعاهد للقرآن و حسن الخلق و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر قال الله تعالي لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس و اجتناب الفواحش كلها و عليك بصلاة الليل فان النبي (ص) أوصي عليا (ع) فقال يا علي عليك بصلاة الليل عليك بصلاة الليل عليك بصلاة الليل و من استخف بصلاة الليل فليس منا فاعمل بوصيتي و أمر جميع شيعتي بما أمرتك به حتي يعملوا عليه و عليك بالصبر و انتظار الفرج فان النبي (ص) قال أفضل أعمال امتي انتظار الفرج [ صفحه 348] و لا تزال شيعتنا في حزن حتي يظهر ولدي الذي بشر به النبي (ص) انه يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا فاصبر يا شيخي و معتمدي أباالحسن و أمر جميع شيعتي بالصبر فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين و السلام عليك و علي جميع شيعتنا و رحمة الله و بركاته و حسبنا الله و نعم الوكيل نعم المولي و نعم النصير قد أكد (ع) التوصية بالصبر لما في الصبر من الفوائد و العوائد قال الصادق (ع) الجنة محفوفة بالمكاره و الصبر و قال (ع) اذا ادخل المؤمن قبره كانت الصلاة عن يمينه و الزكاة عن يساره و البر مطل عليه و يتنحي الصبر ناحية فاذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مسائلته قال الصبر للصلاة و الزكاة و البر دونكم صاحبكم فان عجزتم عنه فأنا دونه و نسب الي أميرالمؤمنين (ع) هذان البيتان: اني وجدت في الأيام تجربة للصبر عاقبة محمودة الأثر وفل من جد في أمر يطالبه فاستصحب الصبر الا فاز بالظفر نعم فاز من صبر و ربح من تحلم الصبر مفتاح الفرج و نعم الخلق التبصر و ناهيك في ذلك أن أئمتنا (ع) لما صبروا علي الشدائد و المكاره و استبشروا و فرحوا عند نزول المصائب و النوائب بلغوا ما بلغوا من المقامات الكريمة و الدرجات الرفيعة في الدنيا و الآخرة كما قال عزوجل (و جعلناهم ائمة يهدون بأمرنا لما صبروا و هم الصابرون و في البأساء) ولكن أشدهم صبرا في المصائب و أقولهم حلما في النوائب هو الحسين عليه‌السلام الذي عجبت من صبره ملائكة السموات بأبي و أمي صبر علي أشد المصائب و هو ذبح ولده في حجره و هو ينظر اليه يقول الراثي: [ صفحه 349] و لو تراه حاملا طفله رأيت بدرا يحمل الفرقدا مخضبا من فيض أوداجه ألبسه سهم الردي محتدا تحسب أن السهم في نحره طوق يحلي جيده عسجدا قال في (مروج الذهب) في سنة ستين و مأتين قيض أبومحمد الحسن ابن علي (ع) في خلافة المعتمد و هو ابن تسع و عشرين سنة و دفن في داره الي جانب والده أبي‌الحسن الهادي (ع) و هو أبوالمهدي المنتظر و الأمام الثاني‌عشر و في (الدروس) قال الحسن العسكري (ع) قبري بسر من رأي أمان لأهل الجانبين نظم: قبورهم شتي فمنهم بيثرب بدور سعود و الغري حوي قبرا و غابت بارض الطف منهم كواكب هم بهجة الهادي و هم مهج الزهرا و قبران في بغداد و الطاهر الرضا بطوس و نجما العلم في أرض سامرا و لم يبق الا مدرك ثار من قضوا بسم و بيض الهندو اعتنقوا السمرا فعجل الينا يا بنت محمد فأنت ولي الثأر فلتدرك الوترا قال علي بن عيسي الأربلي رحمه الله حكي لي بعض الأصحاب ان الخليفة المستنصر مشي مرة الي سر من رأي و زار العسكريين (ع) و خرج فزار التربة التي دفن فيها الخلفاء من آبائه و أهل بيته و هم في قبة خربة يصيبها المطر و عليها زرق الطيور و أنا رأيتها علي هذه الحال فقيل له أنتم خلفاء الأرض و ملوك الدنيا و لكم الأمر في العالم و هذه قبور آبائكم بهذه الحال لا يزورها زائر و لا يخطر بها خاطر و ليس فيها أحد يميط عنها الأذي و قبور هؤلاء العلويين كما ترونها بالستور و القناديل و الفروش و الزلالي و الفراشين و الشمع و البخور و غير ذلك فقال هذا أمر سماوي لا يحصل [ صفحه 350] باجتهادنا و لو حملنا الناس علي ذلك ما قبلوه و لا فعلوا و قد صدق فان الأعتقادات لا تحصل بالقهر و لا يتمكن أحد من الأكراه علهيا انتهي.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.