الفصول المهمة في معرفة الائمة علیهم السلام

اشارة

سرشناسه : ابن صباغ، علي بن محمد، ق 855 - 784

عنوان و نام پديدآور : الفصول المهمه في معرفه الائمه/ علي بن محمد ابن المالكي مكي الشهير بابن صباغ؛ حققه و علق عليه جعفر الحسيني

مشخصات نشر : قم : المجمع العالمي لاهل البيت (ع)، 1385.

مشخصات ظاهري : ص 574

شابك : 964-529-073-1

وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي

يادداشت : عربي

يادداشت : فهرستنويسي براساس اطلاعات فيپا

يادداشت : چاپ قبلي: موسسه دارالحديث الثقافيه، 1422ق = 1380 (در دو مجلد)

يادداشت : كتابنامه: ص. [553] - 567؛ همچنين به صورت زيرنويس

موضوع : ائمه اثناعشر

موضوع : امامت

موضوع : سادات (خاندان) -- نسبنامه

شناسه افزوده : حسيني، جعفر، - 1323

شناسه افزوده : مجمع جهاني اهل بيت (ع)

رده بندي كنگره : BP36/5/الف 25ف 6 1385

رده بندي ديويي : 297/95

شماره كتابشناسي ملي : م 85-556

في ذكر أبي الحسن علي المعروف بالعسكري و هو الامام العاشر

و هو الامام العاشر [1] و تاريخ ولادته و مدة امامته و مبلغ عمره و حين وفاته و عدد أولاده و ذكر نسبه و كنيته و لقبه و غير ذلك مما يتصل به قال صاحب الارشاد: كان الامام بعد أبي جعفر ابنه أباالحسن علي بن محمد [ صفحه 1062] لاجتماع خصال الامامة فيه و لتكامل فضله و علمه و أنه لا وارث لمقام أبيه سواه و لثبوت النص عليه بالامامة و الأشارة اليه من أبيه [بالخلافة] [2] . و عن اسماعيل بن مهران قال: لما خرج أبوجعفر محمد الجواد من المدينة الي بغداد يطلبه المعتصم قلت له عند خروجه: جعلت فداك اني أخاف عليك من هذا الوجه فالي من الأمر بعدك؟ [3] فبكي حتي اخضلت [4] لحيته، ثم التفت الي فقال: عند هذه يخاف علي الأمر من بعدي الي ابني [5] علي. [6] . [ صفحه 1063]

قال ابن الخشاب في كتابه مواليد اهل البيت عليهم السلام: ولد أبوالحسن علي العسكري في رجب سنة اثنتي عشرة و مائتين من الهجرة [7] . و أما نسبه: أبا و اما فهو علي الهادي ابن محمد الجواد ابن علي الرضا ابن موسي الكاظم ابن جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. [8] و أما امه فام ولد يقال لها سمانة المغربية، و قيل غير ذلك [9] . [ صفحه 1064] و أما كنيته: فأبوالحسن لا غير [10] . و أما ألقابه: فالهادي، و المتوكل، و الناصح، و المتقي، و المرتضي، و الفقيه، و الأمين، و الطيب، و أشهرها الهادي و المتوكل، و كان يأمر أصحابه أن يعرضوا عن تلقيبه بالمتوكل لكونه يومئذ لقبا للخليفة جعفر المتوكل ابن المعتصم [11] . صفته: أسمر اللون [12] شاعره: العوفي [13] و الديلمي [14] بابه: [15] عثمان بن سعيد [16] . [ صفحه 1065] نقش خاتمه: الله ربي و هو عصمتي من خلقه. [17] ، معاصره: الواثق [18] ، ثم المتوكل [19] أخوه، ثم ابنه المنتصر [20] ، ثم المستعين [21] ابن أخي المتوكل. و أما مناقبه: فقال الشيخ كمال الدين بن طلحة: فمنها ما حل في الآذان محل جلالها باتصافها و اكتناف اللآلي اليتيمة [22] بأصدافها و شهد لأبي الحسن علي الرابع [23] أن نفسه موصوفة بنفائس أوصافها و أنه نازل في الدوحة [24] النبوية في دار [ صفحه 1066] أشرافها و شرفات أغرافها [25] . فمن ذلك: أن أباالحسن كان قد خرج يوما من سر من رأي الي قرية له لمهم عرض له، فجاء رجل من بعض الأعراب يطلبه في داره فلم يجده،

فقيل [26] له انه [قد] ذهب الي الموضع الفلاني، فقصده الي موضعه، فلما وصل اليه قال له: ما حاجتك؟ فقال له: أنا رجل من أعراب الكوفة المتمسكين بولاية [27] جدك أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و قد ركبني دين فادح اثقلني حمله [28] و لم أر من أقصده لقضائه سواك، فقال له أبوالحسن: كم دينك؟ فقال: نحو العشرة آلاف درهم، فقال: طب نفسا وقر عينا يقضي دينك ان شاء الله تعالي. ثم أنزله فلما أصبح قال له: يا أخا العرب اريد منك حاجة لا تخالفني [29] فيها، والله الله فيما آمرك به و حاجتك تقضي ان شاء الله تعالي، فقال الأعرابي: لا اخالفك في شي ء مما تأمرني به. فأخذ أبوالحسن ورقة و كتب فيها بخطه دينا عليه للأعرابي بالمذكور و قال خذ هذا الخط معك فاذا وصلت [30] سر من رأي فتراني أجلس مجلسا عاما فاذا حضر الناس أو احتفل المجلس فتعال الي بالخط و طالبني و اغلظ علي في القول في ترك ايفائك اياه [31] و الله الله في مخالفتي [32] في شي ء مما اوصيك به. فلما وصل أبوالحسن الي سر من رأي جلس مجلسا عاما و حضر عنده جماعة [ صفحه 1067] من وجوه الناس و أصحاب الخليفة المتوكل و أعيان البلد و غيرهم، فجاء ذلك الأعرابي و أخرج الخط و طالبه بالمبلغ المذكور و أغلظ عليه في الكلام، فجعل أبوالحسن يعتذر اليه و يطيب نفسه بالقول و يعده بالخلاص عن قريب و كذلك الحاضرون و طلب منه المهلة ثلاثة أيام. فلما انفك المجلس نقل ذلك الكلام الي الخليفة المتوكل فأمر لأبي الحسن علي الفور بثلاثين ألف درهم، فلما حملت اليه تركها الي أن

جاء الأعرابي فقال له: خذ هذا المال و اقض [33] منه دينك و استعن بالباقي علي وقتك و القيام علي عائلتك، فقال الأعرابي: يابن رسول الله، و الله ان في العشرة آلاف بلوغ مطلبي و نهاية أربي و كفاية أملي كان يقصر عن ثلث هذا [34] فقال أبوالحسن: والله لتأخذن ذلك جميعه و هو رزقك الذي ساقه الله اليك، ولو كان أكثر من ذلك ما نقصناه. فأخذ الأعرابي الثلاثين ألف درهم و انصرف و هو يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته [35] . و عن الوشاء عن خيران الأسباطي [36] قال: قدمت علي أبي الحسن علي بن محمد بالمدينة الشريفة النبوية من العراق فقال لي: ما خبر الواثق عندك؟ قلت: [جعلت فداك] خلفته في عافية و أنا من أقرب الناس عهدا به و هذا مقدمي من عنده و تركته صحيحا سويا، قال: ان أهل المدينة [37] يقولون انه قد مات [فقلت: أنا أقرب [ صفحه 1068] الناس به عهدا. قال: فقال لي: ان الناس يقولون: انه مات] [38] فلما قال لي ان الناس يقولون علمت أنه يعني نفسه فسكت، فقال لي: ما فعل ابن الزيات؟ قلت: الناس معه و الأمر أمره، فقال أما انه شؤم عليه، ثم قال: لابد أن تجري مقادير الله و أحكامه يا خيران [39] مات الواثق [و] قد قعد جعفر المتوكل و قتل ابن الزيات، فقلت: متي جعلت فداك؟! فقال: بعد خروجك بستة أيام. فما كان الا أيام قلائل حتي وصل قصاد المتوكل الي المدينة فكان كما قال عليه السلام [40] . و حكي أن سبب شخوص أبي الحسن علي بن محمد من المدينة الي سر من رأي [41] أن عبدالله بن محمد [42] كان ينوب

عن الخليفة المتوكل الحرب و الصلاة بالمدينة الشريفة فسعي بأبي الحسن الي المتوكل و كان يقصده بالأذي، فبلغ أبوالحسن سعايته [به] فكتب الي المتوكل يذكر تحامل عبدالله بن محمد [و يكذبه فيما سعي] عليه و قصده له بالأذي، فتقدم المتوكل بالكتابة اليه و أجابه عن كتابه و جعل [ صفحه 1069] يعتذر اليه فيه و يلين له القول، و دعاه فيه الي الحضور اليه علي جميل من القول و الفعل، و كانت صورة الكتاب الذي كتبه اليه المتوكل: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، ان أميرالمؤمنين عارف بقدرك راع لقرابتك موجب لحقك مؤثر من الامور فيك و في أهل بيتك لما فيه اصلاح حالك و حالهم و يثبت عزك و عزهم و ادخال الأمن [43] عليك و عليهم يبتغي ذلك رضاء ربه [44] و أداء ما افترضه عليه فيك و فيهم، و قد رأي أميرالمؤمنين صرف عبدالله بن محمد عما كان يتولاه من الحرب و الصلاة بمدينة الرسول صلي الله عليه و آله اذ كان علي ما ذكرت من جهالته بحقك و استخفافه بقدرك و عند ما قرفك به [45] و نسبك اليه من الأمر و ما رماك به و عزاك اليه من الأمر الذي قد علم أميرالمؤمنين براءتك منه و لما تبين له من صدق نيتك و حسن طويتك و سلامة صدرك و أنك لم تؤهل نفسك بشي ء مما ذكره عنك و قد ولي أميرالمؤمنين مما كان يليه عبدالله بن محمد من الحرب و الصلاة بمدينة الرسول صلي الله عليه و آله لمحمد بن فضل، و أمره باكرامك و احترامك و توقيرك و تبجيلك [46] و الانتهاء الي أمرك و رأيك و عدم مخالفتك و التقرب

الي الله تعالي و الي أميرالمؤمنين بذلك و أميرالمؤمنين مشتاق اليك و يحب احداث العهد بقربك و اليمن [47] بالنظر الي ميمون طلعتك المباركة فان نشطت لزيارته و المقام قبله و في جهته ما أحببت احضرت أنت و من اخترته من أهل بيتك و مواليك و حشمك و خدمك علي مهلة و طمأنينة، ترحل اذا شئت و تسير كيف شئت، و ان أحببت و حسن رأيك أن يكون [ صفحه 1070] يحيي بن هرثمة [48] بن أعين مولي أميرالمؤمنين في خدمتك و من معه من الجند يرحلون لرحيلك و ينزلون لنزولك فالأمر اليك في ذلك، و قد كتبت اليه في طاعتك و جميع ما تحب، فاستخر الله تعالي، فما أحد عند أميرالمؤمنين من أهل بيته و ولده و خاصته ألطف منزلة و لا أحمد أثرة و لا هو انظر اليهم أبر بهم و أشفق عليهم و أسكن اليهم منك اليه، و السلام عليك و رحمة الله و بركاته. و كتب [49] ابراهيم بن العباس في شهر كذا سنة ثلاث و أربعين و مائتين من الهجرة. [50] . فلما وصل الكتاب الي أبي الحسن عليه السلام تجهز للرحيل و خرج معه يحيي بن هرثمة مولي أميرالمؤمنين و من معه من الجند حافين به الي أن وصل الي سر من رأي، فلما وصل اليها تقدم المتوكل بأن يحجب عنه [في يومه] فنزل في خان يعرف بخان الصعاليك و أقام فيه يومه. ثم ان المتوكل أفرد له دارا حسنة و أنزله أياما، فأقام أبوالحسن مدة مقامه بسر من رأي مكرما معظما مبجلا في ظاهر الحال، و المتوكل [ صفحه 1071] يبتغي له الغوائل في باطن الأمر فلم يقدره الله تعالي عليه [51]

. و عن علي بن ابراهيم بن محمد الطائفي [52] قال: مرض المتوكل من خراج [53] خرج بحلقه فأشرف علي الهلاك أو لم يجسر [54] أحد أن يمسه بحديدة، فنذرت ام المتوكل لأبي الحسن علي بن محمد ان عوفي ولدها من هذه العلة لتعطينه مالا جليلا من مالها، فقال الفتح بن خاقان [55] للمتوكل لو بعثت الي هذا الرجل - يعني أباالحسن - فسألته فربما كان علي يده فرج لك، فقال: ابعثوا اليه، فمضي اليه رسول المتوكل فقال: خذوا كسب الغنم [56] و ديفوه بماء ورد [57] وضعوه علي الخراج [58] ينفتح من ليلته بأهون ما يكون و يكون في ذلك شفاؤه ان شاء الله تعالي. فلما عاد الرسول و أخبرهم بمقالته جعل من بحضرة [59] المتوكل من خواصه يهزأ من هذا الكلام، فقال الفتح: و ما يضر من تجربة ذلك؟ فاني والله لأرجو به الصلاح، فعملوه و وضعوه علي الجراح فانفتح من ليلته و خرج ما كان فيه، فشفي المتوكل من [ صفحه 1072] الألم الذي كان يجده، فأخذت ام المتوكل عشرة آلاف دينار من مالها و وضعتها في كيس و ختمت عليه و بعثت به الي أبي الحسن فأخذها. و بعث اليه المتوكل بفضله كيسا فيه خمسمائة دينار. ثم بعد ذلك بمدة طويلة كبيرة سعي شخص يقال له البطحاني [60] لعنه الله بأبي الحسن عليه السلام الي المتوكل و قال: عنده أموال و سلاح و عدد و لا آمن خروجه عليك، فتقدم المتوكل الي سعيد الحاجب بأن يهجم عليه ليلا داره في جماعة من الرجال و الشجعان و يأخذ جميع ما يجده عنده من الأموال و السلاح و يحمله اليه. قال ابراهيم بن محمد: قال لي سعيد الحاجب:

[61] صرت [62] الي دار أبي الحسن ليلا بعد أن هجع الناس في جماعة من الرجال الأمجاد و معي الأعوان بالسلالم [63] ، فصعدنا الي سطح داره و فتحنا الباب و هجمنا بالشموع و السرج و النيران و فتشنا الدار جميعا أعلاها و أسفلها موضعا موضعا و مكانا مكانا فلم نجد فيها شيئا مما سعي به عليه غير كيسين أحدهما كبير ملآن مختوم و الآخر صغير فيه فضلة و سيف واحد في جفير خلق معلق، و وجدنا أباالحسن قائما يصلي علي حصير و عليه جبة [ صفحه 1073] صوف و قلنسوة، و لم يرتاع لشي ء مما نحن فيه و لا اكترث. فأخذت الكيسين البدرة و السيف و سرت الي المتوكل فدخلت عليه و قلت: هذا الذي وجدنا من المال و السلاح، و أخبرته بما فعلت و بما رأيت من أبي الحسن، فوجد علي الكيس الملآن ختم امه فطلبها و سألها عن البدرة [64] فقالت: كنت نذرت في علتك ان عافاك الله منها لأعطين أباالحسن عشرة آلاف دينار من مالي، فحملتها اليه في هذا الكيس و هذا ختمي عليها، فأضاف المتوكل خمسمائة دينار اخري الي الخمسمائة التي كانت في الكيس الصغير من قبل و قال لسعيد الحاجب: اردد الكيسين و السيف و اعتذر لنا فيه مما كان منا اليه. قال سعيد: فرددت ذلك اليه و قلت له: أميرالمؤمنين يعتذر اليك مما جري منه و قد زادك خمسمائة دينار علي الخمسمائة دينار التي كانت في الكيس من قبل، و أستحي [65] منك يا سيدي أن تجعلني أنا الآخر في حل فاني عبد مأمور و لا أقدر علي مخالفة أميرالمؤمنين، فقال لي: يا سعيد (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب

ينقلبون) [66] [67] . قال بعض أهل العلم: فضل أبي الحسن علي بن محمد الهادي قد ضرب علي المجرة [68] قبابه، و مد علي نجوم السماء أطنابه، فما تعد منقبة الا واليه نحيلها [69] . [ صفحه 1074] و لا تذكر كريمة الا و له فضيلتها، و لا تورد محمدة الا و له تفضيلها و جملتها، و لا تستعظم حالة سنية الا و تظهر عليه أدلتها، استحق ذلك بما في جوهر نفسه من كرم تفرد بخصائصه و مجد حكم فيه علي طبعه الكريم بحفظه من الثوب [70] حفظ الراعي لفصائله [71] فكانت نفسه مهذبة و أخلاقه مستعذبة و سيرته عادلة و خلاله فاضلة و مباره [72] الي العفاة واصلة و ربوع [73] المعروف بوجود وجوده عامرة آهلة، جري من الوقار و السكون و الطمأنينة و العفة و النزاهة و الخمول في النباهة علي وتيرة نبوية و شنشنة علوية و نفس زكية وهمة علية لا يقاس بها [74] أحد من الأنام و لا يدانيها، و طريقة حسنة لا يشاركه فيها خلق و لا يطمع فيها. قبض أبوالحسن علي الهادي عليه السلام المعروف بالعسكري ابن محمد الجواد بسر من رأي في يوم الاثنين الخامس و العشرين من جمادي الآخر سنة أربع و خمسين و مائتين [75] ، و دفن في داره بسر من رأي و له يومئذ من العمر أربعون سنة [و أشهر] [ صفحه 1075] و كان المتوكل قد أشخصه من المدينة النبوية الي سر من رأي مع يحيي بن هرثمة بن أعين في سنة ثلاث و أربعين و مائتين [76] كما قدمنا فأقام بها حتي مضي لسبيله احدي عشر سنة، و كانت مدة امامته ثلاث و ثلاثين سنة،

كانت أوائل امامته في بقية ملك المعتصم، ثم ملك الواثق خمس سنين و تسعة [77] أشهر، ثم ملك المتوكل أربعة عشر سنة، ثم ملك ابنه المنتصر ستة أشهر، ثم ملك المستعين ابن أخي المتوكل و لم يكن أبوه خليفة سنتان [78] و تسعة أشهر، ثم ملك المعتز و هو الزبير ابن المتوكل ثماني سنين و ستة أشهر. استشهد في آخر ملكه أبوالحسن لأنه يقال [ صفحه 1076] انه مات مسموما، و الله أعلم [79] . خلف من الولد: أبامحمد الحسن ابنه و هو الامام من بعده [80] ، و الحسين [81] ، و محمدا [82] ، و جعفرا [83] ، و ابنة اسمها عائشة [84] ، سقا الله ثراهم شآبيب الرحمة و الرضوان و أسكن محبهم فراديس الجنان.

پاورقي

[1] تقدمت تخريجات النصوص علي أسمائهم و عددهم من قبل النبي صلي الله عليه و آله بالاضافة الي مسند أحمد: 1 / 398 و 406، و: 5 / 89، و صحيح مسلم: 3 / 1452 / 5، و صحيح البخاري: 9 / 101، و كنز العمال: 11 / 629 ح 33065، و ابن حجر في الصواعق: 189 ب 11 فصل 3، و القندوزي في ينابيع المودة: ب 77 ص 444 ط 8، و معجم الطبراني: 19 / 388 ح 910، و حلية الأولياء لأبي نعيم الاصبهاني: 3 / 224، و مجمع الزوائد للهيثمي: 5 / 218، و كنز العمال: 1 / 103 ح 463 و 464، و فتح الباري:13 / 179. أما النص عليه بالخصوص من قبل أبيه فهي كثيرة نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر: عن اسماعيل بن مهران قال: لما خرج أبوجعفر عليه السلام من المدينة

الي بغداد في الدفعة الاولي من خرجتيه قلت له عند خروجه: جعلت فداك، اني أخاف عليك من هذا الوجه فالي من الأمر من بعدك؟ فكر بوجهه الي ضاحكا و قال: ليس حيث ظننت في هذه السنة. فلما استدعي به الي المعتصم صرت اليه فقلت له: جعلت فداك، أنت خارج، فالي من هذا الأمر من بعدك؟ فبكي حتي اخضلت لحيته ثم التفت الي فقال: عند هذه يخاف علي، الأمر من بعدي الي ابني علي. انظر الكافي: 1 / 260 ح 1، اعلام الوري: 339 و 340، مناقب آل أبي طالب: 4 / 408 و 414، البحار: 50 / 118 ح 2. و عن الخيراني عن أبيه في حديث طويل:... اني ماض، و الأمر صائر الي ابني علي و له عليكم بعدي ما كان عليكم بعد أبي. و انظر الارشاد للمفيد:2 / 298 - 300، الكافي: 1 / 260 ح 2، اعلام الوري: 340، البحار: 50 / 119 ح 3، اثبات الهداة: 5 / 474، حلية الأبرار: 2 /380، دلائل الامامة: 204، كشف الغمة: 2 / 353، و:3 / 185، اثبات الوصية للمسعودي: 186، الغيبة للطوسي: 37، الامامة و التبصرة: 80، عيون أخبار الرضا: 1 / 35، الوافي: 2 / 391، كفاية الأثر للخزاز: 376، حلية الأبرار: 2 / 440، الخرائج و الجرائح للقطب الراوندي: 1 / 401، مدينة المعاجز: 495، الثاقب في المناقب: 441 (مخطوط)، فرائد السمطين: 2 / 347، جواهر العقدين: 2 / 380، كل هذه المصادر تنص علي امامته بالخصوص كما ذكرنا سابقا.

[2] الارشاد:2 / 297.

[3] و زاد الشيخ المفيد في الارشاد بعد هذا السؤال بما يلي: قال: فكر بوجهه الي ضاحكا و قال: ليس

حيث (كما - خ ل) ظننت في هذه السنة. فلما استدعي به الي المعتصم صرت اليه فقلت له: جعلت فداك أنت خارج فالي من هذا الأمر من بعدك؟ فبكي... الخ.

[4] في (أ): بل.

[5] في (أ): لولدي.

[6] انظر الارشاد: 2 / 298.

[7] في (أ): أربع عشرة. كما في تاريخ ابن الخشاب: 197، ينابيع المودة: 3 / 169، و انظر الارشاد للمفيد 2 / 297، و انظر فصل الخطاب لوصل الأحباب (مخطوط). كفاية الطالب: 458. و هناك آراء و أقول اخر في يوم و شهر و سنة ولادته عليه السلام ففي المصباح للكفعمي: 523 ولد يوم الجمعة ثاني رجب، و قيل خامسه، و قال ابن عياش يوم الثلاثاء الخامس من رجب. كما في البحار: 50 / 114 ح 2، و انظر كشف الغمة: 2 / 374 في رجب (214 ه) و في البحار: 50 / 116 ح 5 و 6، و الكافي: 1 / 497 في السابع و العشرين من ذي الحجة، و في رواية منتصف ذي الحجة (212 ه).

[8] تقدمت استخراجاته.

[9] انظر اثبات الوصية للمسعودي: 220، الارشاد للمفيد: 315، و: 2 / 297 ط آخر، الكافي: 1 / 498، التهذيب: 6 / 92، اعلام الوري: 211، البحار: 50 / 116 ح 6، و 115 ح 4، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 505، و: 4 / 401 ط آخر، كشف الغمة: 2 / 374، مطالب السؤول: 88، تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: 359. و قال الامام عليه السلام في حقها: امي عارفة بحقي و هي من أهل الجنة، ما يقربها شيطان مريد و لا ينالها كيد جبار عنيد، و هي مكلؤة بعين الله التي لا تنام، و لا تتخلف عن امهات الصديقين و الصالحين. و

روي عن محمد بن الفرج و غيره، قال: دعاني أبوجعفر عليه السلام فأعلمني أن قافلة قدمت، و فيها نخاس معه رقيق و دفع الي صرة فيها ستون دينار، و وصف لي جارية معه بحليتها و صورتها و لباسها، و أمرني بابتياعها، فمضيت و اشتريتها بما استام، و كان سومها بها ما دفعه الي، فكانت تلك الجارية ام أبي الحسن و اسمها «جمانه» و كات مولدة عند امرأة ربتها، و اشتراها النخاس، و لم يقض له أن يقربها حتي باعها، هكذا ذكرت. روي ذلك صاحب اثبات الوصية: 220، و كذلك المصادر السابقة. و انظر منتهي الآمال: 2 / 591، عمدة الطالب: 195، و: 199 ط آخر، ملحقات احقاق الحق: 12 / 416، نور الأبصار: 334. و في تاريخ ابن الخشاب: 98 بلفظ «... و يقال منفرشة المغربية» و في تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 123 «اسمها مدنب، و في الهامش: مذنب» و في ص 124 بلفظ «و يقال: غزال المغربية، ام ولد. قال ابن أبي الثلج: سألت أباعلي محمد بن همام عن اسمها فقال: حدثتني ماجن مولاة أبي محمد و جماعة: الحاثية - و في الهامش: الحانية - أي اسمها حديث و في الهامش: حويث، و حريث». و انظر ينابيع المودة: 3 / 169 ط اسوة، و فصل الخطاب لوصل الأحباب (مخطوط)، و تاريخ قم: 201. [

[10] انظر المصادر السابقة، و خاصة اعلام الوري لأمين الاسلام الطبرسي: 336، و: 355 ط آخر، و يقال له أيضا أبوالحسن الثالث، و هي اصطلاح روائي معروف عند أئمة الحديث يمتاز بها عمن يشترك معهم في هذه الكنية.

[11] انظر عمدة الطالب: 199 و المجدي في الأنساب: 128، و منتهي الآمال: 2/ 591 و زاد: النقي، و انظر اثبات

الوصية: 221 بلفظ «أبوالحسن»، و عيون المعجزات: 130، و البحار: 50 / 123، و ينابيع المودة: 3 / 169 ط اسوة، و زاد: الزكي و تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 132 و في الهامش قال: و لكن في النسخ: التقي: و انظر اعلام الوري: 339، و شذرات الذهب لابن العماد: 3 / 129، و تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: 361، الأئمة الاثنا عشر: 107، كشف الغمة: 2 / 374. و بخصوص تلقيبه بالهادي انظر كشف الغمة: 2 / 376، كتاب ألقاب الرسول و عترته برواية السيد شهاب الدين المرعشي النجفي رحمه الله 23، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 401، علل الشرايع: 1 / 241، في رحاب أئمة أهل البيت عليهم السلام:4 / 174، البحار: 50 / 113 ح 2.

[12] انظر منتهي الآمال: 243 و لكن بلفظ: «انه كان متوسط القامة و ذا وجه أبيض اللون مشربا بحمزة و ذا عيون كبيرة و حواجب واسعة و أسارير وجهه تبعث علي الفرح و السرور». و انظر المناقب: 4 / 401.

[13] انظر المصادر في الهامش رقم (2) السابق.

[14] انظر المصادر في الهامش رقم (2) السابق.

[15] في (أ): بوابه.

[16] عدة الشيخ في رجاله: 420 من أصحاب الهادي عليه السلام يكني أباعمرو السمان و يقال له الزيات خدمه و له احدي عشرة سنة وله عهد معروف. و عدة تارة اخري من أصحاب العسكري عليه السلام جليل القدر ثقة. و انظر معجم رجال الحديث: 11 / 120 و هو من السفراء الممدوحين. انظر الغيبة: 215، جامع الرواة: 1 / 533، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 427، تنقيح المقال للمامقاني: 2 / 246.

[17] انظر الأنوار البهية للشيخ عباس القمي: 226، سبائك الذهب لمحمد أمين السويدي: 77 و لكن بلفظ «وليي» بدل «ربي». و

في رحاب أئمة أهل البيت عليهم السلام: 4 / 174، و البحار: 116/50 و 117 ألفاظ متعددة منها: حفظ العهود من أخلاق المعبود، و قيل: من عصي هواه بلغ مناه.

[18] هو أبوجعفر و قيل أبوالقاسم ابن المعتصم ابن الرشيد امه ام ولد رومية ولد سنة (196 ه) و ولي الخلافة من بعد أبيه، بويع له في 19 ربيع الأول سنة (227 ه). انظر تاريخ الخلفاء: 340 - 343، و كان أعلم الخلفاء بالغناء و كان حاذقا بضرب العود. انظر الصدر السابق: 345. تاريخ اليعقوبي: 3 / 221 في مسألة خلق القرآن.

[19] هو جعفر أبوالفضل ابن المعتصم بن الرشيد امه ام ولد اسمها شجاع، ولد (205، و قيل 207 ه) و بويع سنة (232 ه) و كان منهمكا باللذات و الشهوات... انظر تاريخ الخلفاء: 346 - 351، تاريخ اليعقوبي: 3 / 229.

[20] هو المنتصر بالله محمد أبوجعفر و قيل أبوعبدالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد، امه ام ولد رومية، بويع سنه (247 ه) فخلع أخويه المعتز و المؤيد من ولاية العهد. انظر مقاتل الطالبيين: 396، تاريخ الخلفاء: 356.

[21] هو المستعين بالله: أبوالعباس أحمد ابن المعتصم ابن الرشيد ولد سنة (221 ه) امه ام ولد. و كان المستعين ضعيفا أمام الأتراك لكنه قتل بعضهم ثم خلعوه و بايعوا المعتز ثم قتلوه. راجع تاريخ الخلفاء: 358، تاريخ اليعقوبي: 3 / 300.

[22] في مطالب السؤول: محل حلاها بأشنافها و اكتفته شففا به اكتناف اللآلي الثمينة....

[23] هو رابع من سمي ب«علي» من أئمة أهل البيت عليهم السلام: علي بن أبي طالب، و علي بن الحسين، و علي بن موسي، و علي الهادي.

[24] في (أ): الدرجة.

[25] مطالب السؤول: 88.

[26] في (أ): و قيل.

[27] في (أ): المستمسكين

بولاء.

[28] في (أ): ركبتني ديون فادحة أثقل ظهري حملها، و لم أر من أقصده لقضائها.

[29] في (أ): لا تعصاني فيها و لا تخالفني.

[30] في (أ): حضرت.

[31] في (أ): في القول و لا عليك.

[32] في (أ): أن تخالفني.

[33] في (أ): فاقض.

[34] في (أ): و كفاية لي.

[35] انظر مطالب السؤول: 87 و 88، و كشف الغمة: 2 / 374 - 375 و زاد «و هذه منقبه من سمعها حكم له بمكارم الأخلاق و قضي له بالمنقبه المحكوم بشرفها بالاتفاق» و انظر أيضا البحار: 50 / 175 ح 55، ينابيع المودة: 3 / 128 - 129 ط اسوة بشكل مختصر، الصواعق المحرقة: 205.

[36] هو خيران الخادم القراطيس من أصحاب أبي الحسن الثالث ثقه كما جاء في رجال العلامة: 66، و مولي للرضا و له كتاب كما جاء في رجال النجاشي: 119 و يبدو انه من خواص الامام من رواية الكليني الآتيه و يظهر ذلك في وجه الخصوصية من خلال العلاقه و التداول في الامور المتعلقه بسياسة الدولة و مصير اقطابها و هذا ما لا يفعله الامام مع اي شخص كان. و في (أ): جبران.

[37] في (أ): الناس.

[38] ما بين المعقوفتين من الارشاد للمفيد.

[39] و في (أ): يا جبران.

[40] انظر الارشاد للمفيد: 3 / 301، و 309 ط آخر، الكافي: 1 / 416، اعلام الوري: 341 و نقله باختلاف يسير ابن شهرآشوب في المناقب: 4 / 410، الخرائج و الجرائح لقطب الدين الراوندي: 1 / 407 ح 13، البحار: 50 / 158 ح 48، و 200 ح 11، نور الأبصار: 335، احقاق الحق: 12 / 451.

[41] سامراء: بلدة علي نحو 120 كيلومترا شمال بغداد، علي ضفة دجلة الشرقية، تقوم بلدة سامراء الحديثه

فوق جزء ضئيل من أطلال عاصمة بني العباس القديمة الممتدة أطلالها مسافة طويلة الي شمالها و جنوبها و شرقها. و هي اليوم مركز قضاء واسع من أقضية محافظة بغداد. اسست زمن المعتصم (218 - 227 ه) لجعلها عاصمة له ثم أوصلها الي أقصي اتساعها المتوكل (232 - 247 ه). و من أهم آثارها: بقايا دار الخليفة، و المنارة الملوية التي انشأت مع المسجد الجامع الكبير علي عهد المتوكل. و في قلب المدينة: الروضة العسكرية حيث ضريح الامام الهادي و الحسن العسكري عليهماالسلام و عليه قبة طليت بالذهب سنة (1285 ه). انظر موسوعة العتبات المقدسة قسم سامراء: 12.

[42] عبدالله بن محمد الذي كان يتولي بها امور الحرب و الصلاة في المدينة كان معاديا للعلويين أشد العداء كما ذكره الشيخ المفيد في الارشاد: 2 / 309.

[43] في (أ): الأمر.

[44] في (أ): رضاء الله.

[45] أي عند الشي ء الذي اتهمك به. و الظاهر أنه كان اتهامه عليه السلام بتصديه للامامة و جباية الأموال و جمع السلام للخروج علي المتوكل.

[46] في (أ): و تجليلك.

[47] في (أ): و التيمن.

[48] يحيي بن هرثمة بن أعين مولي عند المتوكل العباسي، و قد أمره المتوكل باشخاص الامام محمد الجواد من المدينة الي سر من رأي و كان يري رأي الحشوية، ثم تشيع لما رأي من علي بن محمد ابن الرضا عليهم السلام ما رأي. و كان أبوه (هرثمة بن أعين) من قواد المأمون و في خدمته و كان مشهورا بالتشيع و محبا لأهل البيت عليهم السلام و من أصحاب الرضا بل من خواصه و أصحابه سره عليه السلام. راجع الارشاد للمفيد: 2 / 297 و 310، جامع الرواة: 2 / 340، روضة الواعظين للفتال النيسابوري: 245، اعلام الوري للطبرسي: 355،

الخرائج و الجرائح لقطب الدين الراوندي: 1 / 393، الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي: 531، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 519، بحارالأنوار للمجلسي: 46 / 116. و راجع أيضا الكافي: 8 / 346، تفسير نور الثقلين: 2 / 528، تاريخ الطبري: 10 / 228، رجال الشيخ الطوسي: 508.

[49] في (أ): و كتبه.

[50] انظر الكافي: 1 / 419 ح 7، الارشاد للمفيد: 2 / 309 و 310، تاريخ اليعقوبي: 2 / 484، تذكرة الخواص: 359، البحار: 50 / 200 ح 11.

[51] انظر الكافي: 1 / 417 ح 2، اعلام الوري: 348، بحارالأنوار: 50 / 202 و 209 ح 23، نور الأبصار للشبلنجي: 336، الارشاد للمفيد: 2 / 309 - 311، اثبات الوصية للمسعودي: 251.

[52] ورد في البحار: 50 / 198 ح 10 بلفظ «علي بن محمد عن ابراهيم بن محمد الطاهري» و مثله في الارشاد: 2 / 302، و الكافي: 1 / 417 ح 4، و هو مصدر الحديث، و في النسخ تشويش، فتارة عن علي عن ابراهيم بن محمد، و تارة اخري علي بن ابراهيم عن ابراهيم بن محمد، و كذلك يوجد تشويش في النسخ فتارة الطاهي، و تارة اخري الطاهري و ثالثة الطائفي.

[53] أي من دمل و قروح و بثور متقيحة.

[54] في (أ): يحسن.

[55] كان الفتح بن خاقان التركي مولاه، أغلب الناس عليه، و أقربهم منه، و أكثرهم تقدما عنده... الخ. انظر مروج الذهب: 99/4، البحار: 204/50.

[56] أي خلاصة دهنه.

[57] في (أ): الورد.

[58] في (أ): الجراح.

[59] في (أ): يحضر.

[60] هو أبوعبدالله محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن علي عليه السلام كان مظاهرا لبني العباس علي سائر أولاد علي عليه السلام و قال صاحب العمدة انه يلقب بالبطحائي

منسوبا الي بطحاء أو الي بطحان واد بالمدينة، انظر هامش البحار: 50 / 204.

[61] سعيد هذا هو الذي حمل موسي بن عبدالله بن موسي بن الحسن بن علي بن أبي طالب، و كان موسي من النساك و الزهاد في نهاية الوصف، و كان معه ادريس بن موسي، فلما صار سعيد بناحية زبالة من جادة الطريق اجتمع خلق من العرب من بني خزارة و غيرهم من يده فسمه فمات هناك و خلصت بنوفزارة ابنه ادريس. و هو الذي حمل محمد بن أحمد بن عيسي بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام من البصرة فحبسه حتي مات، و كان معه ابنه علي، فلما مات الأدب خلي عنه. انظر مقاتل الطالبيين: 526 و 531 و 539.

[62] في (أ): سرت.

[63] السلالم و السلاليم: جمع سلم و هو المرقاة الذي يرتقي عليه سواء كان من خشب أو حجر أو مدر.

[64] في (أ): عنها.

[65] في (أ): و أشتهي، و هو خطأ من الناسخ.

[66] الشعراء: 227.

[67] انظر الكافي: 1 / 417 ح 4، اعلام الوري لأمين الاسلام الطبرسي: 344، دعوات الراوندي: 202 ح 555، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 415، بحارالأنوار: 50 / 198 ح 10، الخرائج و الجرائح لقطب الدين الراوندي: 1 / 676 ح 8، احقاق الحق للقاضي الشوشتري: 12/ 452 - 453، الارشاد للمفيد: 2 / 302 و 303 و 304.

[68] في (ب، أ): الحرة، و تخوم (بدل) نجوم.

[69] في (أ): نحيلنها و هو خطأ من الناسخ.

[70] في (أ): الشرب.

[71] في (أ): لقلايصه.

[72] في (أ): و ميازه.

[73] في (أ): و زموع.

[74] في (أ): لا يقاربها.

[75] اختلف المؤرخون و أصحاب السير في يوم استشهاده عليه السلام و الذي دس اليه السم،

فقال ابن بابويه: «و سمه المعتمد» كما جاء في البحار: 50 / 206 ح 18. و قال الزرندي «و قيل سمه المستعين بالله و الله أعلم» جاء ذلك في الدمعة الساكبة: 8 / 226. و أما الفاضل الطبرسي فقال في شرحه علي الكافي: قال الصدوق «قتله المتوكل بالسم» انظر الدمعة الساكبة: 8 / 227، و ورد في نور الأبصار: 337، و الأنوار البهية للشيخ عباس القمي: 150 «... و انما سم في خلافة المعتز العباسي» و انظر اعلام الوري: 355، و تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: 362. و التحقيق: أنه عليه السلام استشهد في أواخر ملك المعتز كما نص عليه غير واحد من المؤرخين و يمكن أنه - المعتز - استعان بالمعتمد في دس السم اليه. أما نسبته الي المستعين فهو غير صحيح لأنه مات في حياة الامام عليه السلام و أما المتوكل فان له سهما وافرا في استشهاده حيث انه جلبه الي سامراء و حاول قتله لكن لم يوفق. أما يوم شهادته عليه السلام فقال ابن طلحة في مطالب السؤول: 78 «انه مات في جمادي الآخرة لخمس ليال بقين منه». وافقه ابن الخشاب في تاريخه: 197. و انظر الدمعة الساكبة: 8 / 225 - 227. و قال الكليني في الكافي: 1 / 497 «و مضي لأربع بقين من جمادي الآخرة» و وافقه المسعودي في مروج الذهب: 4 / 193. و أما الشيخ المفيد في الارشاد: 2 / 297 فقال بأنه قبض في رجب و لم يحدد يومه، و مثله الاربلي في كشف الغمة: 2 / 376، و الطبرسي في اعلام الوري: 339. و انظر الدمعة الساكبة: 8 / 226 و 227. و قال أبوجعفر الطوسي في مصابيحه و ابن عياش و صاحب الدروس انه

قبض بسر من رأي يوم الاثنين ثالث رجب. انظر الدمعة الساكبة: 8 / 225، و البحار: 50 / 206 ح 17 و 21. و وافقهم الفتال النيسابوري في روضة الواعظين: 1 / 246. و للزرندي قول: بأنه توفي يوم الاثنين الثالث عشر من رجب، كما جاء في الدمعة الساكبة: 8 / 226. و لكن الكل متفقون علي أنه استشهد في سنة أربع و خمسين و مائتين للهجرة. انظر المناقب: 4 / 401، الارشاد: 2 / 297، تاريخ ابن الخشاب: 197، تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 86، ينابيع المودة: 3 / 129 ط اسوة، الصواعق المحرقة: 205، مسار الشيعة للمفيد: 34، مواليد الأئمة للشيخ المفيد: 11، تاج المواليد: 55، اعلام الوري لأمين الاسلام الطبرسي: 355، الأنوار البهية للشيخ عباس القمي: 15، تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: 362، كفاية الطالب للگنجي الشافعي: 458.

[76] تقدمت استخراجاته.

[77] في (ج): و سبعة.

[78] في (أ): ثلاث سنين.

[79] انظر اعلام الوري: 355 و المصادر السابقة أيضا.

[80] تأتي ترجمته و حياته في الفصل القادم ان شاء الله تعالي.

[81] كان ممتازا في الديانة من سائر أقرانه و أمثاله، تابعا لأخيه الحسن عليه السلام معتقدا بامامته، و دفن في حرم العسكريين عليهماالسلام تحت قدميهما. انظر الصواعق المحرقه: 207 ذكره ضمن أولاد الامام علي النقي عليه السلام، و ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 3 / 129 ط اسوة، تاريخ أهل البيت عليهم السلام 111 بدون ذكر البنت. و انظر الارشاد: 2 / 211 و 312، البحار: 50 / 202، الهداية لكبري للخصيبي: 96 (مخطوط).

[82] كانت جلالته و عظم شأنه أكثر من أن يذكر. و ذكروا في باب النصوص علي امامة أبي محمد عليه السلام ما ينبي ء عن علو مقامه و ترشيحه لمقام الامامة، و قبره مزار معروف

في بلد و هي مدينة قديمة تقع علي يسار دجلة في طريق سامراء، و العامة و الخاصة يعظمون مشهده و يعبرون عنه ب«سبع الدجيل». انظر المصادر السابقة، و كذلك زهرة المقول في نسب ثاني فرعي الرسول للسيد علي بن الحسن بن شدقم: 61، اثبات الوصية للمسعودي: 234.

[83] هو المعروف بالكذاب لانه ادعي الامامة بعد أخيه اجتراء علي الله و كذبا عليه. انظر دلائل الامامة للطبري: 223. و يحكي أنه فارق ما كان عليه من ادعاء الامامة و شرب الخمر و منادمة المتوكل و تاب و رجع كما قال صاحب العمدة. و انظر كمال الدين: 2 / 479، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 422، الاحتجاج: 2 / 279، البحار: 50 / 228.

[84] و لها اسم آخر و هو علية كما يسميها صاحب اعلام الوري: 348.

في ذكر أبي محمد الحسن الخالص بن علي العسكري و هو الامام الحادي عشر

و هو الامام الحادي عشر [1] و تاريخ ولادته و وقت وفاته و ذكر ولده و نسبه و كنيته و لقبه و غير ذلك مما يتصل به قال صاحب الارشاد: [و كان] الامام القائم بعد أبي الحسن علي بن محمد ابنه [ صفحه 1078] أبومحمد الحسن لاجتماع خلال الفصل فيه و تقدمه علي كافة أهل عصره فيما يوجب له الامامة و يقضي له الرئاسة [2] من العلم و الورع و الزهد و كمال العقل [و العصمة و الشجاعة و الكرم] و كثرة الأعمال المقربة الي الله تعالي: ثم لنص أبيه عليه و اشارته بالخلافة اليه [3] . قال صاحب الارشاد رحمه الله تعالي أيضا: الامام المنتصب بعد أبي الحسن ابنه [ صفحه 1079] أبومحمد الحسن لثبوت النص عليه من أبيه. و عن يحيي بن يسار العنبري [4] قال: أوصي أبوالحسن علي بن محمد الي

ابنه أبي محمد الحسن قبل مضيه [5] بأربعة أشهر و أشار اليه بالأمر من بعده و أشهدني علي ذلك و جماعة من الموالي [6] . ولد أبومحمد الحسن بالمدينة لثمان خلون من ربيع الآخر سنة اثنين و ثلاثين و مائتين للهجرة [7] . أما نسبه أبا و اما فهو الحسن الخالص ابن علي الهادي ابن محمد الجواد ابن علي الرضا ابن موسي بن جعفر بن محمد بن علي زين العابدين ابن الحسين بن [ صفحه 1080] علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين. [8] . و أما امه فأم ولد يقال لها حديث [9] و قيل سوسن [10] . و أما كنيته: فأبومحمد [11] و أما لقبه: فالخالص، و السراج، و العسكري، و كان هو و أبوه و جده كل واحد منهم يعرف في زمانه بابن الرضا [12] . [ صفحه 1081] و صفته: بين السمرة و البياض [13] شاعره: ابن الرومي [14] بابه [15] عثمان بن سعيد [16] نقش خاتمه «سبحان من له مقاليد السماوات و الأرض» [17] معاصرة: المعتز و المهتدي [18] و المعتمد [19] . و أما مناقبه: فقال الشيخ كمال الدين بن طلحة: كفي أبامحمد الحسن شرفا أن جعل الله تعالي محمد المهدي من كسبه و أخرجه من صلبه و جعله معدودا من حزبه، و لم يكن لأبي محمد ذكر سواه و حسب، ذلك منقبته و كفاه، و لم تطل مدته أيام مقامه و مثواه و لا امتدت أيام حياته فيها لتظهر الناظرين مأثره و مزاياه. [20] . [ صفحه 1082] و عن أبي الهيثم بن عدي قال: لما أمر المعتز بحمل أبي محمد الحسن الي الكوفة كتبت اليه: ما هذا الخبر الذي بلغنا فأقلقنا و غمنا؟ فكتب:

بعد ثلاث يأتيكم الفرج ان شاء الله تعالي. فقتل المعتز في اليوم الثالث. [21] . و عن أبي هاشم [22] قال: سمعت أبامحمد الحسن يقول: ان في الجنة بابا يقال له باب المعروف لا يدخله الا أهل المعروف، فحمدت الله في نفسي و فرحت بما أتكلف به من حوائج الناس، فنظر الي و قال: يا أباهاشم [نعم] فدم [23] علي ما أنت عليه، فان أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة [و جعلك الله منهم يا أباهاشم و رحمك] [24] . [ صفحه 1083] و عنه أيضا قال: سمعت أبامحمد الحسن (رض) يقول: بسم الله الرحمن الرحيم أقرب الي اسم الله الأعظم من سواد العين الي بياضها [25] . و عن أبي هاشم قال: سمعت أبي محمد يقول: من الذنوب التي يخشي علي الرجل أن لا تغفر له قوله ليتني لم او آخذ الا بهذا الذنب، قلت في نفسي: ان هذا لهو النظر دقيق قد ينبغي للرجل أن يتفقد من نفسه كل شي ء. قال: فأقبل علي و قال: صدقت يا أباهاشم [26] . و عن محمد بن حمزة الدوري [27] قال: كتبت علي يدي أبي هاشم داود بن القاسم و كان لي مؤاخيا الي أبي محمد الحسن أسأله أن يدعو الله لي بالغني و كنت قد أملقت [28] و قلت ذات يدي و خفت الفضيحة، فخرج الجواب علي يده: أبشر فقد أتاك الغني غني الله تعالي، مات ابن عمك يحيي بن حمزة و خلف مائة ألف درهم و لم يترك وارثا سواك و هي واردة عليك [فاشكر الله] و عليك بالاقتصاد و اياك و الاسراف فانه من فعل الشيطان. فورد علي المال و الخبر بموت ابن عمي كما

قال عن أيام قلائل، و زال عني الفقر، فأديت حق الله تعالي و بررت اخواني و تماسكت بعد ذلك و كنت مبذرا [29] . و عن اسماعيل بن محمد بن علي بن اسماعيل بن علي بن عبدالله بن العباس قال: قعدت لأبي محمد الحسن علي ظهر الطريق [30] فلما مر قمت في وجهه شكوت [ صفحه 1084] اليه الحاجة و الضرورة و حلفت له ليس عندي درهم [31] فما فوقه، فقال: تحلف بالله كاذبا [32] و قد دفنت مائتي دينار و ليس قولي هذا دفعا لك عن العطية، اعطه يا غلام ما معك، فأعطاني غلامه [33] مائة دينار فشكرت له و وليت، فقال: ما أخوفني أن تفقد المائتي دينار أحوج ما تكون اليها، فذهبت اليها فافتقدتها فاذا هي في مكانها فنقلتها الي موضع آخر و دفنتها من حيث لا يطلع عليها أحد، ثم قعدت مدة طويلة فاضطررت اليها فجئت أطلبها من [34] مكانها فلم أجدها فجننت و شق ذلك علي، فوجدت ابنا لي قد عرف موضعها [35] و أخذها و أبعدها و لم يحصل لي شي ء، فكان كما قال [36] . و حدث أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري قال: كنت في الحبس [المعروف بحبس صالح بن وصيف الأحمر] الذي بالجوشق أنا و الحسن بن محمد العقيقي [37] [38] و محمد بن ابراهيم العمري و فلان و فلان خمسة ستة من الشية اذ ورد [39] علينا [ صفحه 1085] أبومحمد الحسن بن علي العسكري عليهماالسلام و أخوه جعفر فحففنا بأبي محمد [40] و كان المتولي لحبسه صالح بن الوصيف الحاجب و كان معنا في الحبس رجل جمحي [يقال: انه علوي] قال: فالتفت الينا أبومحمد و قال لنا سرا:

لولا أن فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متي يفرج عنكم [41] ، و تري هذا الرجل فيكم قد كتب فيكم قصته الي الخليفة يخبره فيها بما تقولون فيه و هي مدسوسة معه في ثيابه يريد أن يوسع الحيلة في ايصالها الي الخليفة من حيث لا تعلمون فاحذروا شره. قال أبوهاشم: فما تمالكنا أن تحاملنا جميعا علي الرجل ففتشناه فوجدنا القصة مدسوسة معه بين ثيابه و هو يذكرنا فيها بكل سوء، فأخذناها منه و حذرناه [42] . و كان الحسن يصوم في السجن فاذا افطر أكلنا معه من طعامه و كان يحمله اليه غلامه في جونة مختومة. قال أبوهاشم: فكنت أصوم معه، فلما كان ذات يوم ضعفت من الصوم فأمرت غلامي فجاءني بكعك فذهبت الي مكان خالي في الحبس فأكلت و شربت ثم عدت الي مجلسي مع الجماعة و لم يشعر بي أحد، فلما رآني تبسم و قال: أفطرت؟ فخجلت، فقال: لا عليك يا أباهاشم اذا رأيت انك قد ضعفت و أردت القوة فكل اللحم فان الكعك لا قوة فيه، و قال: عزمت عليك أن تفطر ثلاثا فان البنية اذا أنهكها الصوم لا تتقوي الا بعد ثلاث [43] . قال أبوهاشم: ثم لم تطل مدة أبي محمد الحسن في الحبس الا أن قحط الناس بسر من رأي قحطا شديدا، فأمر الخليفة المعتمد علي الله ابن المتوكل بخروج الناس الي الاستسقاء، فخرجوا ثلاثة أيام يستسقون و يدعون فلم يسقوا، فخرج [ صفحه 1086] الجاثليق في اليوم الرابع الي الصحراء و خرج معه النصاري و الرهبان و كان فيهم راهب كلما مد يده الي السماء و رفعها هطلت بالمطر. ثم خرجوا في اليوم الثاني و فعلوا كفعلهم أول يوم

فهطلت السماء بالمطر و سقوا سقيا شديدا حتي استعفوا، فعجب الناس من ذلك و داخلهم الشك و صفا بعضهم الي دين النصرانية، فشق ذلك علي الخليفة فأنفذ الي صالح بن وصيف أن أخرج أبامحمد الحسن بن علي من السجن و ائتني به. فلما حضر أبومحمد الحسن عليه السلام عند الخليفة قال له: أدرك امة جدك محمد صلي الله عليه و آله فيما لحق بعضهم في هذه النازلة، فقال أبومحمد: دعهم يخرجون غدا اليوم الثالث، قال: قد استعفي الناس من المطر و استكفوا فما فائدة خروجهم؟ قال: لازيل الشك عن الناس و ما وقعوا فيه من هذه الورطة التي أفسدوا فيها عقولا ضعيفة. فأمر الخليفة الجاثليق و الرهبان أن يخرجوا أيضا في اليوم الثالث علي جاري عادتهم و أن يخرجوا الناس، فخرج النصاري و خرج لهم أبومحمد الحسن و معه خلق كثير فوقف النصاري علي جاري عادتهم يستسقون الا أن ذلك الراهب مد يديه رافعا لهما الي السماء و رفعت النصاري و الرهبان أيديهم علي جاري عادتهم فغيمت السماء في الوقت و نزل المطر. فأمر أبومحمد الحسن القبض علي يد الراهب و أخذ ما فيها فاذا بين أصابعه [44] عظم آدمي، فأخذه أبومحمد الحسن و لفه في خرقة و قال: استسق، فانكشف السحاب و انقشع الغيم و طلعت الشمس، فعجب الناس من ذلك و قال الخليفة: ما هذا يا أبامحمد؟ فقال: عظم نبي من أنبياء الله عزوجل ظفر به هؤلاء من بعض قبور [45] الأنبياء، و ما كشف نبي عن عظم تحت السماء الا هطلت بالمطر. و استحسنوا [46] ذلك فامتحنوه فوجدوه كما قال. [ صفحه 1087] فرجع أبومحمد الحسن الي داره بسر من رأي و قد

أزال عن الناس هذه الشبهة، و قد سر الخليفة و المسلمون ذلك، و كلم أبومحمد الحسن الخليفة في اخراج أصحابه الذين كانوا معه في السجن فأخرجهم و أطلقهم له، و أقام أبومحمد الحسن بسر من رأي بمنزله بها معظما مكرما مبجلا، و صارت صلات الخليفة و أنعامه تصل اليه في منزله الي أن قضي تغمده الله برحمته. [47] . و عن علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن عيسي بن الفتح قال: لما دخل علينا أبومحمد الحسن السجن قال لي: يا عيسي لك من العمر خمس و ستون سنة و شهر و يومان. قال: و كان معي كتاب [دعاء] فيه تاريخ ولادتي فنظرت فيه فكان كما قال. ثم قال لي: هل أرزقت ولدا؟ فقلت: لا، قال: اللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا فنعم العضد الولد ثم أنشد: من كان ذا عضد يدرك ظلامته ان الذليل الذي ليست له عضد فقلت له: يا سيدي و أنت لك ولد؟ فقال: والله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا و عدلا، و أما الآن فلا، ثم أنشد متمثلا: لعلك يوما أن تراني كأنما بني حوالي الأسود اللوابد فان تميما قبل أن يلد العصا أقام زمانا و هو في الناس واحد و عن الحسن بن محمد الأشعري عن أحمد بن عبيدالله [48] بن خاقان قال: لقد ورد علي الخليفة المعتمد علي الله أحمد بن المتوكل في وقت وفاة أبي محمد الحسن بن علي العسكري ما تعجبنا منه و لاظننا أن مثله يكون من مثله، و ذلك أنه لما اعتل أبومحمد ركب خمسة من دار الخليفة من خدام أميرالمؤمنين و ثقاته [ صفحه 1088] و خاصته، كل منهم نحرير فقه، و

أمرهم بلزوم دار أبي الحسن و تعرف خبره و حاله و مشاركتهم له بحاله و جميع ما يحدث له في مرضه، و بعث اليه من خدام المتطببين و أمرهم بالاختلاف اليه و تعاهده [49] صباحا و مساء. فلما كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثا أخبروا الخليفة بأن قوته قد سقطت و حركته قد ضعفت، و بعيد أن يجي ء منه شي ء فأمر المتطببين بملازمته و بعث الخليفة الي القاضي ابن بختيار ان يختار عشرة ممن يثق بهم و بدينهم و أمانتهم يأمرهم الي دار أبي محمد الحسن و بملازمته ليلا و نهارا، فلم يزالوا هناك الي أن توفي بعد أيام قلائل [50] . و لما رفع خبر وفاته ارتجت سر من رأي و قامت ضجة واحدة [مات ابن الرضا] و عطلت الأسواق و غلقت أبواب الدكاكين، و ركب بنوهاشم و الكتاب و القواد و القضاة و المعدلون و سائر الناس الي أن حضروا الي جنازته، فكانت سر من رأي في ذلك شبيها بالقيامة. [51] . فلما فرغوا من تجهيزه و تهيئته بعث السلطان [52] الي [أبي] عيسي ابن المتوكل أخيه [فأمره] بالصلاة عليه، فلما وضعت الجنازة للصلاة دنا [أبو] عيسي منها [53] . [ صفحه 1089] و كشف عن وجهه و عرضه علي بني هاشم من العلوية و العباسية و علي القضاة و الكتاب و المعدلين فقال: هذا أبومحمد العسكري مات حتف أنفه علي فراشه، و حضره من خدام أميرالمؤمنين فلان و فلان. ثم غطي وجهه و صلي عليه و كبر عليه خمسا و أمر بحمله و دفنه. [54] . و كانت وفاة أبي محمد الحسن بن علي بسر من رأي في يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين

و مائتين للهجرة [55] ، و دفن في البيت الذي دفن [ صفحه 1090] فيه أبوه بدارهما من سر من رأي و له يومئذ من العمر ثمان و عشرون سنة [56] و كانت مدة امامته ست سنين [57] كانت في بقية ملك المعتز ابن المتوكل، ثم ملك المهتدي ابن [ صفحه 1091] الواثق أحد عشرا شهرا، ثم ملك المعتمد علي الله أحمد ابن المتوكل ثلاث و عشرين سنة مات في أوائل دولته [58] . خلف أبومحمد الحسن من الولد ابنه الحجة القائم المنتظر لدولة الحق، و كان قد أخفي مولده و ستر أمره لصعوبة الوقت و شدة طلب [59] السلطان و تطلبه للشيعة [ صفحه 1092] و حبسهم و القبض عليهم [60] ، و تولي جعفر بن علي أخوه [61] و أخذ تركته و استولي عليها و سعي في حبس جواري أبي محمد [62] و شنع علي أصحابه عند السلطان، و ذلك لكونه أراد القيام عليهم مقام أخيه فلم يقبلوه لعدم أهليته لذلك و لا [ صفحه 1093] ارتضوه، و بذل جعفر علي ذلك مالا جليلا لولي الأمر فلم يتفق له و لم يجتمع عليه اثنان [63] . ذهب كثير من الشيعة الي أن أبامحمد الحسن مات مسموما [64] و كذلك أبوه و جده و جميع الأئمة الذين من قبلهم، خرجوا كلهم تغمدهم الله برحمته من الدنيا علي الشهادة، و استدلوا علي ذلك مما روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: مامنا الا مقتول أو شهيد [65] . مناقب سيدنا أبي محمد الحسن العسكري دالة علي أنه السري [66] ابن السري، فلا يشك في امامته أحد و لا يمتري، و اعلم ان بيعت [67] مكرمة فسواه بايعها و هو

المشتري، واحد زمانه من غير مدافع، و يسبح [68] وحده من غير منازع، و سيد أهل عصره، و امام أهل دهره، أقواله سديدة، و أفعاله حميدة، و اذا كانت أفاضل زمانه قصيدة فهو في بيت القصيدة، و ان انتظموا عقد كان مكانه الواسطة الفريدة، فارس العلوم الذي لا تجاري، و مبين غوامضها فلا يحاول و لا يماري، كاشف الحقائق بنظره الصائب، مظهر الدقائق بفكره الثاقب، المحدث في سره [ صفحه 1094] بالامور الخفيات، الكريم الأصل و النفس و الذات، تغمده الله برحمته و أسكنه فسيح جنانه بمحمد صلي الله عليه و آله آمين. [69] .

پاورقي

[1] تقدمت تخريجات النصوص علي أسماءهم و عددهم من قبل النبي صلي الله عليه و آله. أما النصوص الوارده عليه بالذات كثيرة منها: روي الشيخ الطوسي في الغيبة: 120، و الكافي: 1 / 325 و الاربلي في كشف الغمة: 3 / 194 عن سعد بن عبدالله عن جعفر بن محمد بن مالك عن سيار بن محمد البصري عن علي بن عمر النوفلي قال: كنت مع أبي الحسن العسكري في داره، فمر علينا أبوجعفر فقلت له: هذا صاحبنا؟ فقال: لا، صاحبكم الحسن عليه السلام. و روي أيضا أنه عليه السلام قال: ليس هذا صاحبكم، عليكم بصاحبكم، و أشار الي أبي محمد. كما جاء في الغيبة للطوسي: 120، و اثبات الهداة: 3 / 394 ح 21، و البحار: 50 / 242 ح 10. و روي الكليني في الكافي: 1 / 326 ح 7 عن أبي محمد الأسبارقيني عن علي بن عمرو العطار قال: دخلت علي أبي الحسن العسكري عليه السلام و أبوجعفر ابنه في الأحياء، و أنا أظن أنه هو، فقلت له: جعلت فداك، من أخص من ولدك؟

فقال: لا تخصوا أحدا حتي يخرج اليكم أمري. قال: فكتبت له بعد: فيمن يكون هذا الأمر؟ قال: فكتب الي: في الكبير من ولدي. قال: و كان أبومحمد أكبر من أبي جعفر. و عن علي بن مهزيار قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: ان كان كون و أعوذ بالله فالي من؟ قال: عهدي الي الأكبر من ولدي و يعني الحسن عليه السلام. انظر الكافي: 1 / 326 ح 6. و قال عليه السلام: الخلف من بعدي الحسن، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف... أيضا الكافي: 1 / 328 ح 13. و بالاضافة الي ذلك انظر المصادر التالية علي سبيل المثال لا الحصر: كمال الدين: 1 / 252 و 258 و 373 ح 2 و 3 و 6، البحار: 36 / 245، مائة منقبة: 23، الطرائف لابن طاووس: 1 / 173، الصراط المستقيم للشيخ علي بن يونس العاملي: 2 / 150 و 156، عيون أخبار الرضا: 1 / 58 ح 27، و: 2 / 263 ح 35، غاية المرام: 35 / 22، المناقب لابن شهرآشوب: 1 / 292 و 282 و 296 و 284، فرائد السمطين للجويني: 2 / 321، العدد القوية: 88، حلية الأبرار: 2 / 721 و 433 و 84. و انظر أيضا الكافي: 1 / 328 و 326 و 327 ح 12 و 8 و 10 و 9 و 4 و 3 و 11 و 7، اثبات الهداة: 1 / 584 ح 519، و 599 و 651 ح 573، و 464 ح 97، و 646 ح 787، و 721 ح 210، و 601 و 602 و 582 و 549، و 3 / 394 و 396 و 392 ح 19 و 21

و 27 و 9، و 391 ح 1 و 4 و 13، و انظر اعلام الوري: 375 و 317 و 350 و 351، كفاية الأثر للخزاز: 279 و 271 و 262 و 248 و 232 و 187 و 195 و 196 و 185 و 105 و 297 و 16 و 53 و 293، و اثبات الوصية للمسعودي: 236، كشف الغمة: 3 / 194 و 118، البحار: 50 /242 -244 ح 12 و 19 و 8 و 17.

[2] في (أ): و يقضي له بالمرتبة.

[3] انظر الارشاد: 2 / 313 و في (أ): الخلافة.

[4] كذا في نسخة (ج، د) و عدة من النسخ المعتبرة من الكافي و كذا في نسخ الارشاد. أما في نسخة (أ) و المطبوع من الكافي و اعلام الوري ففيها: القنبري. و في الغيبة للطوسي ففيه «بشار» بدل «يسار».

[5] في (أ): موته.

[6] انظر الارشاد للمفيد: 2 / 314، الكافي: 1 / 261ح 1، و: 326 ح1 ط آخر، البحار: 50 / 246 ح 21، اعلام الوري لأمين الاسلام: الطبرسي 351، الغيبة للطوسي: 200 ح 166، اثبات الهداة للحر العاملي: 3 / 391 ح1.

[7] انظر اعلام الوري: 349، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 422، الأنوار البهية: 151، كفاية الطالب: 458، و لكن بدون ذكر الشهر و اليوم، و في الارشاد: 2 / 313 بلفظ «في شهر ربيع الآخر بدون ذكر اليوم». و في وفيات الأعيان: 2 / 94، و الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام لابن طولون: 113 بلفظ «السادس من ربيع الأول». و في البحار: 50 / 238 بلفظ «يوم الاثنين الرابع من ربيع الآخر». و في المصباح للكفعمي: 733 «العاشر من ربيع الآخر». و في الكافي: 1 / 503 بلفظ «ولد

في شهر رمضان...» و في دلائل الامامة: 223، و الدروس: 154 و كشف الغمة: 3 / 164 «في شهر ربيع الآخر» و في دلائل الامامة: 223 «و قيل سنة ثلاث و ثلاثين..» و في تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 87 «احدي و ثلاثين» و مثله في ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 3 / 171، و البحار في رواية:50 / 238. و أكثر المصادر تؤكد ولادته في المدينة ماعدا القليل و منهم صاحب البحار: 50 / 238 في رواية أنه ولد عام (231 ه) في سامراء.

[8] تقدمت تخريجاته.

[9] في (أ): حدات. [

[10] انظر الارشاد للمفيد: 2 / 313، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 421، و في تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 124 بلفظ «سمانة، مولدة، و يقال: اسماء، شك من ابن أبي الثلج». و في تاريخ ابن الخشاب: 198 بلفظ «امه: سوسن» و قيل اسمها «سليل» و قيل «حربية» و قيل «ريحانة» انظر كشف الغمة: 2 / 402 و 403، اصول الكافي باب الحجة، الأنوار البهية: 250، منتهي الآمال: 2 / 949.

[11] انظر ينابيع المودة: 3 / 130، الصواعق المحرقة: 208، كفاية الطالب: 458، الارشاد للمفيد: 2 / 313، مجمع رجال القهپائي: 7 / 192 ح 4، اعلام الوري: 367، كشف الغمة: 2 / 402.

[12] للامام العسكري عليه السلام ألقاب كثيرة جاءت بها النصوص المأثورة عن أهل العصمة عليهم السلام و وردت في كتب الرجال منها «العسكري، الفقيه، الهادي، المهتدي، المضي ء، الشافي، المرضي، الخالص، الخاص، التقي، الشفيع، الموفي، السخي، المستودع، و اشتهر هو و أبوه و جده عليهم السلام بابن الرضا». انظر تاج المواليد: 133، دلائل الامامة: 223، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 421، مطالب السؤول: 2 / 78، الهداية الكبري للخصيبي: 327. و قد يطلق عليه بالفقيه كما صرح الأردبيلي

في خاتمة جامع الرواة:2/ 461 - 462، الفقيه: 3 / 163 ب 76 ح 14 و ناسخ التواريخ:1 / 34 و أضاف الاردبيلي «و كلما ورد عن الرجل فالظاهر أنه العسكري عليه السلام». و انظر الكافي: 5 / 139 ح 9، و في: 4 / 124 ح 5 بلفظ «الأخير، و العالم» كما في ناسخ التواريخ: 1 / 36. و في مهج الدعوات: 334 - 335 «... و بالحسن بن علي الطاهر الزكي خزانة الوصيين» ورد ذلك في الدعاء عن أبي جعفر عليه السلام. و في الاستبصار: 23، و اثبات الهداة: 1 / 700 عن علي عليه السلام عن رسول الله صلي الله عليه و آله في حديث «... و الحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به» و في اثبات الهداة: 1 / 554 «ولي الله» و في الانصاف: 276 و 87 و 239 و 131 و 141 و 261 «العلام، الصامت، الأمين علي سر الله». و كذلك يطلق عليه «الصادق، المؤمن بالله، المرشد الي الله، الأمين، الميمون، النقي، الطاهر، الناطق عن الله، الفاضل، الزكي، الرفيق» انظر اثبات الهداة: 1 / 651 و 576 و 469 و 550 و 578، كمال الدين: 1 / 307 و 258، العيون: 1 / 40، الغيبة للطوسي: 96، كفاية الأثر: 57 و 81 و 187 و 40، دلائل الامامة: 227.

[13] في كمال الدين: 1 / 40 بلفظ «... رجل أسمر أعين حسن القامة جميل الوجه، جيد البدن، حدث السن». و انظر أيضا و اعلام الوري: 367، كشف الغمة: 2 / 407، و سبائك الذهب: 77.

[14]

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.