معالي السبطين

اشارة

سرشناسه : حائري مازندراني، مهدي، ۱۲۶۱؟ - ۱۳۴۴
عنوان و نام پديدآور : معالي السبطين/ مولف حاج شيخ محمد مهدي المازندراني الحائري؛ اعراب و ترجمه نجف آقازاده
مشخصات نشر : تبريز: راه آسمان، ۱۳۸۱.
مشخصات ظاهري : ص ۲۲۵
شابك : 964-94085-1-7
وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي
يادداشت : عربي - فارسي
يادداشت : كتاب حاضر ترجمه جلد اول از كتاب دوجلدي "معالي السبطين في احوال الحسن و الحسين صلوات الله و سلامه‌عليها" مي‌باشد
يادداشت : صفحه عنوان به‌انگليسي:Maali -Al sebtdain.
يادداشت : فهرستنويسي براساس اطلاعات فيپا.
موضوع : حسن‌بن علي(ع)، امام دوم، ۵۰ - ۳ق. -- سرگذشتنامه
موضوع : حسين‌بن علي(ع)، امام سوم، ۶۱ - ۴ق. -- سرگذشتنامه
شناسه افزوده : آقازاده، نجف، ۱۳۲۱ - ، مترجم
رده بندي كنگره : BP۴۰/ح‌۲م‌۶۰۴۱ ۱۳۸۱
رده بندي ديويي : ۲۹۷/۹۵۲
شماره كتابشناسي ملي : م‌۸۱-۱۴۳۶۸

ديباجة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي النعمة العظمي و المنحة الكبري الداعي الي الطريقة المثلي الهادي الي الخليقة الحسني الذي خلق فسوي و قدر فهدي و اخرج المرعي فجعله غثاء احوي و بعث محمدا صلي الله عليه و آله من منصب مجتبي و اصل منتمي ارسله و الناس سدي يترددون بين الضلالة و العمي فنبه علي خير الآخرة و الأولي لم يلتمس اجرا الا المودة في القربي شد ازره باخيه المرتضي و سيفه المنتضي و من احله محل هارون من موسي و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة تبلغ بها الرضا و اشهد ان محمدا عبده خير من ارسل و دعا افضل من انتعل و احتفي صلي الله عليه و آله شموس الضحي و اقمار الدجي و شجرة طوبي و سفينة نوح من ركبها نجي و من تخلف عنها غرق في طوفان العمي ذرية اذهب الله عنهم الرجس و الأذي و طهرها من كل دنس و قذي صلي الله عليهم عدد الرمل و الحصي و النجوم في السماء.
و بعد فيقول العبد المعترف بذنبه المفتقر الي رحمة ربه محمد مهدي بن المرحوم شيخ العلماء المجتهدين حجة الأسلام و المسلمين عبدالهادي المازندراني الحايري

[ صفحه 3]

طاب ثراه اني لما فرغت بحمدالله من طبع كتابي المسمي بالكوكب الدري في احوال النبي و البتول و الوصي بعد ما فرغت بحمدالله من طبع كتابي المسمي بشجرة طوبي سمح لي ان اصنف كتابا في احوال الامامين الهمامين السيدين السندين الطاهرين الزكيين سيدي شباب اهل الجنة الحسن و الحسين عليهما سلام ملك الخافقين و اجعله ذخيرة في الدارين فشرعت فيه بطرز مطلوب و اسلوب مرغوب يسهل تناوله لطالبه و يسهل المطالب لجالبه و سميته بمعالي السبطين في احوال الحسن و الحسين عليهماالسلام و اسأل الله ان ينفعني بها و جميع المؤمنين من اخواني الصالحين بحرمة سيد الاولين و الاخرين و اهل بيته الطيبين الطاهرين صلي الله عليهم اجمعين و ارجو من فضل الله علي و قديم احسانه الي ان يوفقني لا تمام بقية اربعة عشر من المعصومين و هم انتسعة من ذرية الحسين الأئمة الهادون المهديون المنتجبون عليهم سلام الله و بركاته و آلائه و تحياته و اسأله بمنه و جوده ان يسهل لي طبع سائر مؤلفاتي و تصنيفاتي التي قد افنيت عمري فيها انشاء الله و ها نحن نشرع في احوال السبط الاكبر و النور الازهر و هو الامام المؤتمن محيي الفرائض و السنن قالع الصنم و الوثن الصابر في الشدائد و المحن ابومحمد الحسن معدن السخاء شجرة الصفاء ثمرة الوفاء ابن خير الرجال و خير النساء كلمة التقوي و العروة الوثقي سليل الهدي رضيع التقي غيث الندي غياث الوري ضياء العلي قرة عين الزهراء و ولي عهد المرتضي اشبه الخلق بالمصطفي الحسن المجتبي قبلة العارفين و علم المهتدين و ثاني الخمسة الميامين الذين افتخر بهم الروح الامين و باهل بهم الله المباهلين الحسن بن اميرالمؤمنين منبع الحكمة معدن العصمة كاشف الغمة مفزع الامة ولي النعمة عالي الهمة الحسن الذي هو عم الأئمة جوهر الهداية طيب البداية و النهاية صاحب اللواء و الراية اصل العلم و الدراية و الفضل و الكفاية و اهل الامامة و الولاية و الخلافة و الرواية سيدنا و مولانا المسموم من يد الجانية الطاغية الحسن بن

[ صفحه 4]

فاطمة الطاهرة الراضية السبط المبجل و الامام المفضل اجل الخلائق في زمانه و افضلهم و اعلاهم حسبا و نسبا و علما و اجل و اكمل سيد شباب اهل الجنة خدمته فرض علي العالمين و منة و حبه للمسلمين من النيران جنة و متابعته علي الموحدين واجب لا سنة عنصر الشريعة و الاسلام و قطب العلوم و الاحكام و فلك شرايع الحلال و الحرام شمس اولاد الرسول و قرة عين البتول قامع اهل الضلال و من اصطفاه الله الكبير المتعال ثمرة قلب النبي و قرة عين الوصي و من مدحه الله العلي الحسن بن علي السبط الاول و الامام الثاني و المقتدي الثالث و الذكر الرابع و المباهل الخامس شرف آل ابي‌طالب الحسن بن علي بن ابيطالب و نذكر ما يتعلق بهذا الامام من مناقبه و محامده و معالي اموره و ولادته و معاجزه و ما جري بينه و بين اعاديه و احبائه و كيفية شهادته في ضمن هذه المجالس.

في بعض مناقبه و ولادته

بسم الله الرحمن الرحيم
في المناقب قال واصل بن عطاء كان الحسن بن علي عليهماالسلام عليه سيماء الانبياء و بهاء الملوك قيل له ان فيك عظمة قال (ع) بل في عزة قال الله تعالي و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين و فيه عن محمد بن اسحق في كتابه قال ما بلغ احد من الشرف بعد رسول الله (ص) ما بلغ الحسن (ع) كان يبسط له علي باب داره فاذا خرج و جلس انقطع الطريق فما مر احد من خلق الله اجلالا له فاذا علم (ع) قام و دخل بيته فمر الناس و لقد رأيته في طريق مكة ماشيا فما من خلق الله احد رآه الا نزل و مشي

[ صفحه 5]

حتي رأيت سعد بن ابي‌وقاص يمشي و لله در القائل:

هو علة الدنيا و من خلقت له
لو لم يكن ما كانت الاشياء

من صفو ماء الوحي و هو مجاجة
من حوضة الينبوع و هو شفاء

من ايكة الفردوس حيث تفتقت
ثمراتها و تفيا الافياء

من شعلة القبس التي عرضت علي
موسي و قد حارت به الظلماء

من معدن التقديس و هو سلالة
من جوهر الملكوت و هو ضياء

هذا الذي عطفت عليه مكة
و شعابها و الركن و البطحاء

فعليه من سيما النبي دلالة
و عليه من نور الاله بهاء

كان (ع) جميل الوجه حسن الصورة ابيض مشربا بحمرة ادعج العينين سهل الخدين رقيق المسربة كث اللحية ذا وفرة و كأن عنقه ابريق فضة عظيم الكراديس بعيد ما بين المنكبين ربع القامة لا بالطويل و لا بالقصير مليحا من أحسن الناس وجها و كان يخضب بالسواد و كان جعد الشعر حسن البدن قال في المناقب روي الحاكم في اماليه قال الحسن (ع) من كان يباء بجد فجدي الرسول أو كان يباء بام فان امي البتول أو كان يباء بزور فيزورنا جبرئيل في المناقب و طاف الحسن (ع) بالبيت فسمع رجلا يقول هذا ابن فاطمة الزهراء فالتفت (ع) اليه فقال قل ابن علي بن ابيطالب فابي خير من امي.

اليكم كل مكرمة تؤل
اذا ما قيل جدكم الرسول

كفاكم من مديح الناس طرا
اذا ما قيل امكم البتول

و انكم لآل الله حقا
و منكم ذو الامانة جبرئيل

فلا يبقي لمادحكم كلام
اذا تم الكلام فما يقول

و كان روحي له الفداء وجهه اقمر و جبينه ازهر و لفظه اعذب من الشهد و اخير

[ صفحه 6]

و احلي من السكر اذا مشي كأنه البدر اذا بدر و الوبل اذا مطر و له جمال ما هو غير معهود للبشر و من النور و الضياء ما تكسب عنه الشمس و القمر و من صباحة وجهه و نضارة خده ان عشقته المرأة البدوية و روي في المناقب انه دخلت عليه امرأة جميلة و هو في صلوته فاوجز في صلوته ثم قال لها ألك حاجة قالت نعم قال و ما هي قالت قم فاصب مني فاني وفدت و لا بعل لي قال (ع) اليك لا تحرقيني بالنار و نفسك فجعلت تراوده عن نفسه و هو (ع) يبكي و يقول ويحك اليك عني و اشتد بكائه فلما رأت ذلك بكت لبكائه فدخل الحسين (ع) و رآهما يبكيان فجلس يبكي و جعل اصحابه يأتون و يجلسون و يبكون حتي كثر البكاء و علت الاصوات فخرجت الاعرابية و قام القوم و ترحلوا و لبث الحسين (ع) بعد ذلك دهرا لا يسأل اخاه عن ذلك اجلالا فبينما الحسن عليه‌السلام ذات ليلة كان نائما اذ استيقظ و هو يبكي فقال له الحسين عليه‌السلام ما شأنك و ما يبكيك قال (ع) رؤيا رايتها الليلة قال (ع) و ما هي قال (ع) لا تخبر احدا ما دمت حيا قال نعم قال (ع) رأيت يوسف الصديق فجئت انظر اليه فيمن نظر فلما رأيت حسنه و جماله بكيت فنظر الي و قال يا اخي بابي انت و امي ما يبكيك فقلت رأيت حسنك و جمالك فذكرت امرأة العزيز و ما ابتليت به من أمرها و ما لقيت من السجن و حرقة الشيخ يعقوب فبكيت من ذلك و كنت اتعجب منه فقال يوسف فهلا تعجبت مما فيه المرأة البدوية بالابواء (الابواء بالموحدة و الفتح منزل بين مكة و المدينة) و كان الحسن (ع) يشبه رسول الله في الخلق و الخلق و كان النبي (ص) يقول يا حسن انت اشبهت خلقي و خلقي و المشهور انه (ع) اشبه رسول الله صلي الله عليه و آله من الرأس الي الصدر و الحسين (ع) من الصدر الي القدم و لم يكن بينهما الا الحمل و كان النبي صلي الله عليه و آله يحبهما حبا شديدا و يقول الولد ريحانة و ريحانتاي من الدنيا الحسن والحسين و يقول (ع) الحسن و الحسين اسمان

[ صفحه 7]

من اسامي اهل الجنة و لم يكونا في الدنيا و ان الله تعالي حجب هذين الاسمين عن الخلق حتي يسمي بهما ابني فاطمة (ع) و الحسين مصغر الحسن و كان رسول الله صلي الله عليه و آله يقول اني سميت ابني هذين باسم ابني هرون شبر و شبير في البحار قال ابوهريرة قدم راهب علي ناقة له فقال دلوني علي منزل فاطمة (ع) فدلوه عليها فقال لها يا بنت رسول الله اخرجي الي ابنيك فاخرجت اليه الحسن و الحسين (ع) فجعل يقبلهما و يبكي و يقول اسمهما في التوارة شبر و شبير و في الانجيل طاب و طيب ثم سئل عن صفة النبي (ص) فلما ذكروه قال اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمدا رسول الله و فيه لما ولدت فاطمة الحسن جاءت به الي رسول الله فسماه حسنا فلما ولدت الحسين «ع» جاءت به اليه فقالت يا رسول الله هذا أحسن من هذا فسماه حسينا و فيه روي عن ام‌الفضل زوجة العباس انها قالت قلت يا رسول الله رأيت في المنام كأن عضوا من اعضائك سقط في حجري فقال (ص) تلد فاطمة (ع) غلاما فتكفلينه فوضعت فاطمة الحسن (ع) فدفعه اليها النبي (ع) فرضعته بلبن قثم بن ابن‌العباس و فيه لما ولدت فاطمة الحسن (ع) قالت لعلي سمه فقال (ع) ما كنت لا سبق باسمه رسول الله فجاء رسول الله (ص) و قال يا اسماء هاتي ابني قالت فدفعته اليه في خرقة صفراء فقال (ص) يا اسماء ألم انهكم ان تلفوا المولود في خرقه صفراء ثم رمي بها و اخذ خرقة بيضاء فلفه فيها و اذن في اذنه اليمني و اقام في اليسري ثم قال لعلي (ع) هل سميته فقال (ع) ما كنت لا سبقك باسمه فقال (ص) و ما كنت لا سبق باسمه ربي عزوجل فاوحي الله الي جبرئيل انه قد ولد لمحمد (ص) ابن فاهبط فاقرئه السلام وهنه و قل له ان عليا منك بمنزلة هارون من موسي فسمه باسم ابن‌هارون قال فهبط جبرئيل فهنأه من الله تبارك و تعالي ثم قال ان الله يامرك ان تسميه باسم ابن‌هرون قال و ما كان اسمه قال شبر قال لسان عربي قال سمه الحسن

[ صفحه 8]

فسماه الحسن فلما كان يوم سابعه عق النبي (ص) عنه بكبشين املحين و اعطي القابلة فخذا و دينارا و حلق رأسه و تصدق بوزن الشعر ورقا وطلي رأسه بالخلوق و قال يا اسماء الدم من فعل الجاهلية و في رواية هبط جبرئيل علي النبي (ص) يوم السابع بالتهنية و امره ان يسميه و يكنيه و يلقبه و يحلق رأسه و يعق عنه و يثقب اذنه ففعل جميع ذلك و عق عنه بيده و قال بسم الله الرحمن الرحيم عقيقة عن الحسن بن علي و قال اللهم عظمها بعظمه و لحمها بلحمه و دمها بدمه و شعرها بشعره اللهم اجعلها وقاء لمحمد و آله و ثقب اذنه في الاذن اليمني في شحمة الاذن و في اليسري في اعلي الاذن فالقرط في اليمني و الشنف في اليسري و ترك له ذوابتين في وسط الراس سماه و كناه و لقبه اسمه الحسن و كنيته ابومحمد لا غير و القابه كثيرة التقي و الطيب و المجتبي و الزكي و السيد و السبط و الولي و الوزير و القائم و الحجة و لكن اعلاها رتبة و اولاها به ما لقبه رسول الله (ص) و هو السيد لأنه قال ان ابني هذا سيد و قال (ص) من اراد ان ينظر الي سيد شباب اهل الجنة فلينظر الي الحسن بن علي (ع) و كان نقش خاتم الحسن (ع) العزة لله و روي ابن‌بابويه في العيون عن ابي‌الحسن الرضا (ع) قال كان نقش خاتم الحسن (ع) العزة لله و كان نقش خاتم الحسين (ع) ان الله بالغ امره و كان علي ابن الحسين بن علي عليهماالسلام يتختم بخاتم ابيه الحسن (ع) و في البحار كان للحسين عليه‌السلام خاتمان نقش احدهما لا اله الا الله عدة للقاء الله و نقش الآخر ان الله بالغ امره و نقش خاتم علي بن الحسين (ع) خزي و شقي قاتل الحسين بن علي (ع) عن محمد بن مسلم قال سألت عن الصادق (ع) عن خاتم الحسين بن علي (ع) عن محمد بن مسلم قال سألت عن الصادق (ع) عن خاتم الحسين بن علي (ع) الي من صار و ذكرت له اني سمعت انه اخذ من اصبعه فيما اخذ قال (ع) ليس كما قالوا ان الحسين (ع) اوصي الي ابنه علي بن الحسين (ع) و جعل خاتمه في اصبعه

[ صفحه 9]

و فعله الحسن (ع) بالحسين (ع) ثم صار ذلك الخاتم الي ابي بعد ابيه و منه صار الي فهو عندي و اني لألبسه كل جمعه و اصلي فيه قال محمد بن مسلم فدخلت عليه يوم الجمعة و هو يصلي فلما فرغ من الصلوة مد الي يده فرأيت في اصبعه خاتما نقشه لا اله الا الله عدة للقاء الله فقال (ع) هذا خاتم جدي ابي‌عبدالله الحسين بن علي (ع) (و من هذا الخبر) يظهر ان هذا الخاتم من ودائع الامامة و هو محفوظ يدا بيد الي ان يتختم به خاتم الاوصياء صاحب العصر و الزمان (عج) و هذا لا ينافي ما روي من انه اخذ خاتم من اصبع الحسين (ع) يوم عاشوراء لأنه غير هذا الخاتم الذي كان من ودائع الامامة بابي و امي من شهيد مظلوم قال السيد بن طاوس «ره» و اخذ خاتمه بجدل بن سليم لعنه الله و قطع اصبع الحسين عليه‌السلام.

في حب النبي اياه

في البحار كان الحسن بن علي عليهماالسلام اشبه برسول الله صلي الله عليه و آله ما بين الصدر الي الرأس و الحسين عليه‌السلام اشبه فيما كان اسفل من ذلك و فيه عن انس بن مالك قال لم يكن احد اشبه برسول الله صلي الله عليه و آله من الحسن ابن علي (ع) و فيه ايضا عن ابي‌جحيفه قال رأيت رسول الله (ص) و كان الحسن ابن علي يشبهه و فيه صلي ابوبكر صلوة العصر ثم خرج يمشي و معه علي عليه‌السلام فرأي الحسن (ع) يلعب بين الصبيان فحمله ابوبكر علي عانقه و قال بابي شبيها بالنبي ليس شبيها بعلي و علي (ع) يضحك و فيه عن ابي‌هريرة قال ما رأيت الحسن بن علي الا وفاضت عيناي دموعا و ذلك ان رسول الله صلي الله عليه و آله خرج يوما فوجدني فاخذ بيدي فاتكي علي وطاف حتي رجع الي المسجد فجلس فاحتبي فاتي الحسن بن علي عليهماالسلام و هو صغير يشتد حتي وقع في حجره فجعل بدخل يده في لحية رسول الله (ص)

[ صفحه 10]

و جعل رسول الله (ص) يفتح فمه و يدخل فمه في فمه و يقول اللهم اني احبه و احب من يحبه ثلاثا و فيه عن جابر قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله ان الجنة تشتاق الي اربعة من اهلي قد احبهم الله و امرني بحبهم علي بن ابيطالب و الحسن و الحسين و المهدي (عج) صلوات الله عليهم الذي يصلي خلفه عيسي بن مريم و فيه قال جابر دخلت علي النبي (ص) و هو يمشي علي اربع و الحسن و الحسين (ع) علي ظهره و يقول نعم الجمل جملكما و نعم الحملان انتما و فيه قال ابوهريرة كان النبي (ص) يصلي فسجد فجاء الحسن (ع) فركب ظهره و هو ساجد ثم جاء الحسين (ع) فركب ظهره مع اخيه و هو ساجد فثقلا علي ظهره فجئت فاخذتهما عن ظهره فلما سلم اخذهما و مسح علي رؤسهما و قال من احبني فليحبهما ثلاثا (في الدمعة) قال نقل ابوداود و الترمذي و النسائي في صحاحهم كل منهم بسنده يرفعه الي بريده قال كان رسول الله صلي الله عليه و آله يخطب فجاء الحسن و الحسين (ع) و عليهما قميصان احمران يمشيان و يعثران فنزل رسول الله (ص) عن المنبر فحملهما و وضعهما بين يديه ثم قال صدق الله تعالي انما اموالكم و اولادكم فتنة نظرت الي هذين الصبيين يمشيان و يعثران فلم اصبر حتي قطعت حديثي و رفعتهما و فيه ايضا قال روي الامام الترمذي بسنده في صحيحه عن ابن‌عباس كان رسول الله (ص) حامل الحسن بن علي (ع) علي عاتقه فقال رجل نعم المركب ركبت يا غلام فقال النبي (ص) و نعم الراكب هو و فيه ايضا قال اتفقت الصحاح علي هذا الخبر قال الراوي رأيت رسول الله (ص) و الحسن بن علي (ع) الي جنبه و هو يقبل علي الناس مرة و عليه مرة و عليه مرة و يقول ان ابني هذا سيد و لعل الله ان يصلح به فئتين من المسلمين عظيمتين و في مسند احمد بن حنبل و في البحار عن ابي‌هريرة ان النبي (ص) اني بتمر من الصدقة فجعل يقسمه و الحسن (ع) بين يديه يتعفر فاخذ الصبي تمرة فجعلها في فمه فلما فرغ النبي (ص) من القسمة حمل الصبي و قام فاذا

[ صفحه 11]

في فيه تمرة يلوكها فسال لعابه عليه فرفع رأسه ينظر اليه فادخل اصبعه في فمه و قال كخ كخ اي بني قال الراوي و كأني انظر لعاب فمه علي اصبعه فانتزع التمرة ثم قذف بها و قال انا آل محمد لا نأكل الصدقة و في خبر خاطب الحسن (ع) و قال يا بني أما شعرت ان آل محمد لا ياكلون الصدقة (اقول) و اهل الكوفة لعنهم الله يناولون ذراري رسول الله (ص) الذين علي المحامل بعض التمر و الخبز و الجوز فصاحت بهم ام‌كلثوم ويلكم يا اهل الكوفة ان الصدقة علينا حرام و روي البخاري قال الراوي خرجنا مع النبي (ص) دعينا الي طعام فاذا الحسن (ع) يلعب في الطريق فاسرع النبي امام القوم ثم بسط يده فجعل يمر غير مرة هيهنا و مرة هيهنا يضاحكه حتي اخذه فجعل احدي يديه في ذقنه و الاخري بين رأسه ثم اعتنقه فقبله و قال (ص) الحسن مني و انا منه احب الله من احبه الحسن و الحسين سباطان من الاسبط في البحار قال مسهر مولي الزبير تذاكرنا من اشبه النبي (ص) من اهله؟ فدخل علينا عبدالله بن الزبير فقال انا احدثكم باشبه اهله اليه الحسن بن علي رأيته يجبي‌ء و هو ساجد فيركب ظهره فما ينزله حتي يكون هو الذي ينزل و رأيته يجيي‌ء و هو راكع فيفرج له بين رجليه حتي يخرج من الجانب الآخر و يقول فيه هو ريحانتي من الدنيا اني احبه و احب من يحبه و يقول للحسن (ع) يا حسن اشبهت خلقي و خلقي نظم.

و شبيه النبي خلقا و خلقا
و نسيب النبي جدا فجدا

في المناقب عن جابر بن عبدالله الانصاري قال قال رسول الله (ص) من سره ان ينظر الي سيد شباب اهل الجنة فلينظر الي الحسن بن علي (ع) و فيه عن ابن‌عباس قال انطلقنا مع النبي (ص) فنادي علي باب فاطمة ثلاثا فلم بحبه احد فمال الي الحايط فقعد فيه فقعدت الي جانبه فبينما هو كذلك اذ خرج الحسن عليه‌السلام و قد غسل وجهه علقت عليه سبحة قال فبسط النبي (ص) يده و مدها ثم ضم الحسن (ع)

[ صفحه 12]

الي صدره و قبله و قبل فيه و قال ان ابني هذا سيد لعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين في البحار عن اميرالمؤمنين عليه‌السلام قال رأينا رسول الله صلي الله عليه و آله قد ادخل رجله اللحاف او في الشعار فاستقي الحسن (ع) فوثب النبي (ص) الي نعجة لنا فمص من ضرعها فجعله في قدح ثم وضعه في يد الحسن (ع) فجعل الحسين (ع) يثب عليه و رسول الله (ص) يمنعه فقالت فاطمة عليهاالسلام ابتاه ابتاه كأن الحسن احبهما اليك قال (ص) ما هو احبهما الي و لكنه استقي اول مرة و اني و اياك و هذين و هذا المنجدل يوم القيمة في مكان واحد «اقول» هذا يوم شرب الحسن اللبن في قدح من يد جده رسول الله و يوم آخر شرب لبنا في قدح من يد زوجته جعده بنت الاشعث و فيه سم قتال شرب و خرج كبده قطعة قطعة.

لم انس يوم عميد الدين دس به
لجعدة السم سرا عابد الوثن

كيما تهد من العليا دعامتها
فجرعته الردي في جرعة اللبن

فقطعت كبدا ممن غدا كبدا
لفاطم وحشي من واحد الزمن

في علمه و عبادته

في المناقب لابن شهرآشوب روي ان الحسن بن علي عليهماالسلام كان يحضر مجلس رسول الله صلي الله عليه و آله و هو ابن سبع سنين فيسمع الوحي فيحفظه فيأتي امه فيلقي اليها ما حفظه فلما دخل علي (ع) وجد عندها علما فيسألها عن ذلك فقالت من ولدك الحسن (ع) فتخفي علي (ع) يوما في الدار و قد دخل الحسن (ع) و قد سمع الوحي فاراد ان يلقي اليها فارتج عليه فعجبت امه من ذلك فقال (ع) لا تعجبي يا اماه فان كبيرا يسمعني و استماعه قد اوقفني فخرج علي (ع) فقبله و في رواية قال يا اماه قل بياني و كل لساني لعل سيدا برعاني و في كتاب من لا يحضر عن الرضا (ع)

[ صفحه 13]

انه اتي عمر برجل وجد علي رأس قتيل و في يده سكين مملوة دما فقال الرجل لا والله ما قتلته و لا اعرفه و انما دخلت بهذه السكين اطلب شاة لي عدمت من بين يدي فوجدت هذا القتيل فامر عمر بقتل هذا الرجل و كان القاتل يسمع الكلام و يري القصة فلما امر عمر بقتل هذا الرجل قال القاتل انا لله و انا اليه راجعون قد قتلت رجلا و هذا رجل آخر يقتل بسبي فشهد علي نفسه بالقتل فعلم اميرالمؤمنين (ع) القضية سئل ولده الحسن (ع) فتوي ذلك و قال له ولدي ابامحمد بين حكم هذه القضية فقال الحسن ابتاه يطلق اكلاهما والدية من بيت المال قال (ع) و لم؟ قال لقوله تعالي و من احياها فكانما احيي الناس جميعا فادركهم اميرالمؤمنين (ع) و قال لا يجب القود عليه [1] ان كان قتل نفسا فقد احيي نفسا و من احيي نفسا فلا يجب عليه قود فقال عمر سمعت رسول الله (ص) يقول اقضاكم علي بن ابيطالب و اعطي ديته من بيت المال روي الكليني في الكافي عن ابي‌عبدالله (ص) انه سئل الحسن بن علي (ع) عن امرأة جامعها زوجها فقامت بحرارة جماعة فساحقت جارية بكرا و القت النطفة اليها فحملت فقال (ع) اما في العاجل فتوخذ المرأة بصداق هذه البكر لأن الولد لا يخرج منها حتي يذهب عذرتها ثم ينتظر بها حتي تلد فيقام عليها الحد و يؤخذ الولد فيرد الي صاحب النطفة و تؤخذ المرأة ذات الزوج فترجم قال فاطلع اميرالمؤمنين (ع) و هم يضحكون فقصوا عليه القصة فقال (ع) ما احكم الا ما حكم به الحسن (ع) لو ان اباالحسن لقيهم ما كان عنده الا ما قال الحسن (ع) في كتاب من لا يحضره الفقيه ان الحسن (ع) استفتي عن جارية زفت الي بيت رجل فوثبت عليها ضرتها و ضبطتها بنات عم لها فافتضتها باصبعها فقال (ع) التي افتضتها زانية عليها صداقها و جلدت مأة و اللواتي ضبطتها مفتريات عليهن جلد ثمانين في المناقب سئل اعرابي ابابكر فقال اني اصبت بيض نعام فشويته و اكلته و انا محرم فما يجب علي فقال لا اعرابي اشكلت علي في قضيتك فدله علي عمر فلم يعرف فدله

[ صفحه 14]

عمر الي عبدالرحمن فلم يعرف فلما عجزوا قالوا عليك بالاصلع فقال اميرالمؤمنين (ع) سل اي الغلامين شئت فتحول الاعرابي الي الحسن (ع) فقال الحسن (ع) يا اعرابي الك ابل؟ قال نعم قال فاعمد الي عدد ما اكلت من البيض نوقا فاضربهن بالفحول فما فضل منهما فاهده الي بيت الله العتيق الذي حججت اليه فقال اميرالمؤمنين (ع) ان من النوق السلوب و منها ما بزاق فقال (ع) ان يكن من النوق السلوب و منها ما يزاق فان من البيض ما يمرق قال فسمع صوت معاشر الناس ان الذي فهم هذا الغلام هو الذي فهم سليمان بن داود في البحار روي ان الحسن بن علي (ع) و عبدالله بن عباس كانا علي مائدة فجاءت جرادة و وقعت علي المائدة فقال عبدالله للحسن (ع) أي شي‌ء مكتوب علي جناح الجرادة فقال (ع) مكتوب انا لله لا اله الا انا ربما ابعث الجراد لقوم جياع ليأكلوه و ربما ابعثها نقمة علي قوم فياكل اطعمتهم فقام عبدالله و قبل رأسه و قال هذا من مكنون العلم في البحار و كتب ملك الروم الي معاويه يسأله عن مسائل فلم يعلم معاوية و استغاث بالحسن بن علي (ع) فاجاب و هي هذه عن مكان بمقدار وسط السماء، و عن اول قطرة دم وقعت علي الارض، و عن مكان طلعت فيه الشمس مرة، و عن ما لا قبلة له، و عما لا قرابة له فقال (ع) اكتب وسط السماء الكعبة. و اول قطرة دم وقعت علي الارض دم حوا، و عن مكان طلعت فيه الشمس مرة ارض البحر حين ضربه موسي، و ما لا قبلة له، فهي الكعبة، و ما لا قرابة له، فهو الرب تعالي و سأل شامي عن الحسن (ع) كم بين الحق و الباطل فقال اربع اصابع فما رأيت بعينك هو الحق و قد تسمع باذنيك باطلا كثيرا و قال كم بين الايمان و اليقين فقال اربع اصابع الايمان ما سمعناه واليقين ما رأيناه و قال كم بين السماء و الارض قال دعوة المظلوم و مد البصر قال كم بين المشرق و المغرب قال مسيرة يوم للشمس و في البحار روي ان عليا (ع) كان في الرحبة فقام اليه رجل فقال يا اميرالمؤمنين انا من

[ صفحه 15]

رعيتك و اهل بلادك قال (ع) لست من رعيتي و لا من اهل بلادي و ان ابن الاصفر بعث الي معاوية بمسائل فاقلقته و ارسلك الي لاجلها قال صدقت يا اميرالمؤمنين ان معاوية ارسلني اليك في خفية و انت قد اطلعت علي ذلك و لا يعلمها غير الله فقال (ع) سل احد ابني هذين قال اسأل ذا الوفرة يعني الحسن (ع) فاتاه فقال له جئت تسأل كم بين الحق و الباطل و كم بين السماء و الارض و كم بين المشرق و المغرب و ما قوس قزح و ما المخنث و ما عشرة اشياء بعضها اشد من بعض قال الرجل نعم قال الحسن (ع) بين الحق و الباطل اربع اصابع ما رأيت بعينك فهو الحق و قد تسمع باذنيك باطلا و بين السماء و الارض دعوة المظلوم و مد البصر و بين المشرق و المغرب مسيرة يوم للشمس و قزح اسم الشيطان و هو قوس الله و علامة الخصب و امان لأهل الارض من الغرق و اما المخنث فهو الذي لا يدري اذكر ام انثي فانه ينتظر به فان كان ذكرا احتلم و ان كان انثي حاضت و بدا ثديها و الا قيل له بل فان اصاب بوله الحايط فهو ذكر و ان انتكص بوله علي رجليه كما ينتكص بول البعير فهو انثي و اما عشرة اشياء بعضها اشد من بعض فاشد شي‌ء خلق الله الحجر و اشد منه الحديد يقطع به الحجر و اشد من الحديد النار تذيب الحديد و اشد من النار الماء و اشد من الماء السحاب و اشد من السحاب الريح تحمل السحاب و اشد من الريح الملك الذي يردها و اشد من الملك ملك الموت الذي يميت الملك و اشد من ملك الموت الذي يميت الموت و اشد من الموت امر الله الذي يدفع الموت فقام علي (ع) و قبل بين عينيه و لعله قد قبل بين شفتيه اللتان قد اخضرتا من السم الذي سقته جعدة بنت الاشعث و خرج كبده قطعة قطعة الخ و فيه قال (ع) ان الله تبارك و تعالي مدينتين احداهما بالمشرق و الاخري بالمغرب عليهما سور من حديد و علي كل واحد منهما الف الف مصراع و فيها الف الف لغة يتكلم كل لغة بخلاف صاحبها و انا اعرف جميع تلك اللغات و ما فيها و ما بينهما و ما

[ صفحه 16]

عليهما حجة غيري و غير الحسين اخي و فيه قيل طعن اقوام من اهل الكوفة في الحسن ابن علي فقالوا انه عي اللسان لا يقوم بحجة و بلغ ذلك عليا (ع) فدعا الحسن (ع) و قال يابن رسول الله ان اهل الكوفة قد قالوا فيك كلمة و مقالة اكرهها قال و ما يقولون يا اميرالمؤمنين قال يقولون ان الحسن بن علي عي اللسان لا يقوم بحجة و ان المنبر حاضر فاصعد عليه فاخبر الناس فقال يا اميرالمؤمنين لا استطيع الكلام و انا انظر اليك فقال اميرالمؤمنين اني متخف عنك فنادي الصلوة جامعة فاجتمع المسلمون فصعد المنبر فخطب خطبة بليغة وجيزة فضج المسلمون بالبكاء ثم قال ايها الناس اعقلوا عن ربكم ان الله عزوجل اصطفي آدم و نوحا و آل ابراهيم و آل عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم فنحن الذرية من آدم والاسرة من نوح و الصفوة من ابراهيم و السلالة من اسماعيل و آل محمد نحن فيكم كالسماء المرفوعة و الارض المدحوة و الشمس الضاحية و كالشجرة الزيتونة لا شرقية و لا غربية التي بورك زيتها النبي (ص) اصلها و علي فرعها و نحن والله ثمرة تلك الشجرة فمن تعلق بغصن من اغصانها نجي و من تخلف عنها فالي النار هوي فقام اميرالمؤمنين (ع) من اقصي الناس يسحب ردائه من خلفه حتي علا المنبر و ضم الحسن (ع) فقبل بين عينيه ثم قال اثبت علي القوم حجتك و اوجبت عليهم طاعتك فويل لمن خالفك (اقول) سود الله وجوه قوم خالفوه و ضيعوه و خذلوه و تركوه مظلوما مقهورا حتي فعل ما فعل مع معاوية من الصلح و وادع الامر اليه و جلس قعر بيته حزبنا كئيبا حتي سقي ذلك السم و بقي يجود الخ (و اما فضله) و شرفه و عبادته و خوفه من ربه فهو فوق ان تحصي و نحن نشير الي شي‌ء منها بقدر ما يليق بهذا المختصر قال الصادق (ع) حدثني ابي عن ابيه ان الحسن ابن علي بن ابيطالب كان اعبد الناس في زمانه و ازهدهم و افضلهم و كان اذا حج حج ماشيا و ربما مشي حافيا و كان اذا ذكر الموت بكي و اذا ذكر لقبر بكي و اذا ذكر البعث و النشور بكي

[ صفحه 17]

و اذا ذكر الممر علي الصراط بكي و اذا ذكر العرض علي الله تعالي ذكره شهق شهقة يغشي عليه منها و كان اذا قام في صلوته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عزوجل و كان اذا ذكر الجنة و النار اضطرب اضطراب السليم و سأل الله الجنة و تعوذ به من النار و كان (ع) لا يقرأ من كتاب الله عزوجل يا ايها الذين امنوا الا قال لبيك اللهم لبيك و لم ير في شي‌ء من احواله الا ذاكرا لله سبحانه و كان (ع) اذا توضأ ارتعدت مفاصله و اصفر لونه فقيل له في ذلك فقال (ع) حق علي كل من وقف بين يدي رب العرش ان يصفر لونه و ترتعد مفاصله و كان اذا بلغ باب المسجد رفع رأسه و يقول الهي ضيفك ببابك يا محسن قد اتاك المسيي‌ء فتجاوز يا رب عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم. في البحار عن الفائق ان الحسن (ع) اذا كان فرغ من الفجر لم يتكلم حتي تطلع الشمس و قال الصادق (ع) ان الحسن (ع) حج خمسا و عشرين حجة ماشيا و ان النجائب لتقاد معه و قاسم الله تعالي ما له مرتين، و في خبر قاسم ربه ثلاث مرات حتي كان ليعطي النعل و يمسك الخف. و كان روحي له الفداء اصدق الناس لهجة و افصحهم منطقا و لقد قيل لمعاوية ذات يوم لو امرت الحسن بن علي بن ابيطالب (ع) فصعد المنبر فخطب للناس ليبين الناس نقصه فدعاه فقال له اصعد المنبر و تكلم بكلمات تعظنا بها فقام فصعد المنبر فحمد الله و اثني عليه ثم قال ايها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فانا الحسن بن علي بن ابيطالب و ابن سيدة النساء فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله انا ابن خير خلق الله انا ابن رسول الله انا ابن صاحب الفضايل انا ابن صاحب المعجزات و الدلائل انا ابن اميرالمؤمنين انا المدفوع عن حقي انا و اخي الحسين سيدا شباب اهل الجنة انا ابن الركن و المقام انا ابن مكة و مني انا ابن المشعر و عرفات فقال له معاوية خذ في نعت الرطب ودع هذا فقال (ع) الريح تنفخه و الحرور تنضجه و البرود يطيبه ثم عاد في كلامه (ع) فقال

[ صفحه 18]

انا امام خلق الله و ابن محمد رسول الله فخشي معاوية ان يتكلم بعد ذلك بما يفتتن به الناس فقال يا ابامحمد انزل فقد كفي ما جري فنزل، و مما قال في كلامه (ع) هذه الكلمة انا المدفوع عن حقي لعن الله من دفعه عن مقامه و غصبه حقه و هو معاوية الذي صنع به ما صنع حتي آل الامر بان وادع اليه الامر و عزل نفسه الخ.

في جوده و سخائه

من كان خالق هذا الخلق مادحه
فان ذلك شي‌ء منه مفروغ

فان اطل و اقصر في مدائحه
فليس بعد بلاغ الله تبليغ

كان الحسن بن علي عليهماالسلام احد الاجواد و هو اسخي اهل زمانه نقل انه كتب اعرابي الي الحسن عليه‌السلام.

لم يبق لي شي‌ء يباع بدرهم
يكفيك رؤية منظري عن مخبري

الا بقايا ماء وجه صنته
ان لا يباع و قد وجدتك مشتري

فاجابه عليه‌السلام:

عاجلتنا فاتاك وابل برنا
طلا و لو امهلتنا لم نقصر

فخذ القليل و كن كانك لم تبع
ما صنته و كاننا لم نشتري

فاعطاه معروفا كثيرا و اعتذر اليه في كتاب المحاسن و المأوي اتاه رجل يوما فقال يابن رسول الله اني عصيت رسول الله صلي الله عليه و آله فقال (ع) بئس ما صنعت فبماذا عصيته قال سيدي قال رسول الله (ص) شاورهن و خالفوهن و اني اطعت صاحبتي فاشتريت غلاما فابق قال (ع) اختر واحدة من ثلاث ان شئت ثمن الغلام قال بابي انت و امي قف علي هذه و لا تجاوزها قال (ع) اعرض عليك الثلاث قال حسبي هذه فامر بثمن الغلام و في البحار و المناقب مثله و فيه ايضا كان

[ صفحه 19]

مولانا الحسن (ع) اسخي اهل زمانه و ذكروا انه اتاه رجل في حاجة فقال (ع) اذهب فاكتب حاجتك في رقعة و ارفعها الينا نقضها لك قال فرفع اليه حاجته فاضعفها له فقال بعض جلسائه ما اعظم بركة الرقعة عليه يا ابن رسول الله فقال (ع) بركتها علينا اعظم حين جعلنا للمعروف اهلا اما علمت ان المعروف ما كان ابتداء من عير مسئلة فاما من اعطيته بعد مسألة فانما اعطيته بما بذل لك من ماء وجهه و عسي ان يكون بات ليله متململا ارقا يميل بين اليأس و الرجاء لا يعلم لما يتوجه من حاجته ابكأبة الرد ام بسرور النجح فيأتيك و فرائصه ترتعد و قلبه خائف يخفق فان قضيت له حاجة فيما بذل لك من ماء وجهه فان ذلك اعظم مما نال من معروفك في البحار عن ابي‌عبدالله الصادق (ع) قال ان رجلا مر بعثمان بن عفان و هو قاعد علي باب المسجد فسأله فامر له بخمسة دراهم فقال له الرجل ارشدني فقال له عثمان دونك الفتية الذين تراهم و اومي بيده الي ناحية من المسجد فيها الحسن و الحسين (ع) و عبدالله ابن جعفر فمضي الرجل نحوهم حتي سلم عليهم و سألهم فقال له الحسن (ع) يا هذا ان المسألة لا تحل الا في احدي ثلاث دم مضجع او دين مقرح او فقر مدفع ففي ايها تسأل فقال في وجه واحدة من هذا الثلاث فامر له الحسن (ع) بخمسين دينارا و امر له الحسين (ع) بتسعة و اربعين دينارا و امرا له عبدالله بثمانية و اربعين دينارا فانصرف الرجل فمر بعثمان فقال له ما صنعت فقال مررت بك و سئلت فامرت لي بما امرت و لم تسئلني فيما اسئل و ان صاحب الوفرة لما سألته قال يا هذا فيما تسأل فان المسألة لا تحل الا في احدي ثلاث فاخبرته بالوجه الذي اسأله من الثلاثة فاعطاني خمسين دينارا و اعطاني الثاني تسعة و اربعين دينارا و اعطاني الثالث ثمانية و اربعين دينارا فقال عثمان و من لك بمثل هؤلاء الفتية اولئك فطموا العلم فطما و حازوا الخير و الحكمة و من سخائه ما روي انه سأل الحسن بن علي (ع)

[ صفحه 20]

رجل فاعطاه خمسين الف درهم و خمس مائة دينار و قال (ع) ائت بحمل يحمل لك فاتي بحمال فاعطي (ع) طيلسانه فقال هذا كري الحمال وجائه بعض الاعراب فقال (ع) اعطوه ما في الخزانة فوجد فيها عشرون الف دينارا و درهم فدفعها الي الاعرابي فقال الاعرابي يا مولاي ألا تركتني ابوح بحاجتي و انشر مدحتي فانشأ:

نحن اناس نوالنا خضل
يرتع فيه الرجاء والامل

تجود قبل السؤال انفسنا
خوفا علي ماء وجه من يسل

لو علم البحر فضل نائلنا
لفاض من بعد فيضه خجل

في المناقب خرج الحسن و الحسين (ع) و عبدالله بن جعفر حجاجا ففاتهم اثقالهم فجاعوا و عطشوا فرأوا في بعض الشعوب خباء رثا و عجوزا فاستسقوها فقالت اطلبوا من هذه النعجة ففعلوا و استطعموها فقالت ليس الا هي فليقم احدكم فليذبحها حتي اصنع لكم طعاما فذبحها احدهم ثم شوت لهم من لحمها فاكلوا فلما نهضوا قالوا لها نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه فاذا انصرفنا وعدنا اقبلي الينا فانا صانعون بك خيرا ثم رحلوا فلما جاء زوجها و عرف الحال اوجعها ضربا ثم مضت الايام فاضرت بها الحال فرحلت حتي اجتازت بالمدينة فبصر بها الحسن (ع) فامر لها بالف شاة و اعطاها الف دينار و بعث معها رسولا الي الحسين (ع) فاعطاها مثل ذلك ثم بعثها الي عبدالله ابن جعفر فاعطاها مثل ذلك و سأل رجل الحسن بن علي (ع) شيئا فامر له باربع ماءة درهم فكتب له الكاتب اربع ماءة دينار فلما جيي‌ء اليه بالكتاب ليختمه قال هذا سخاؤه و عطائه و كتب عليه باربعة آلاف درهم و سمع رجلا الي جنبه في مسجدالحرام يسئل الله ان يرزقه عشرة آلاف درهم فانصرف الي بيته و بعث اليه بعشرة آلاف درهم في البحار حيث جارية للحسن بن علي (ع) طافة ريحان فقال لها انت حرة لوجه الله فقيل له في ذلك فقال هكذا ادبنا الله تعالي و قال اذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها

[ صفحه 21]

و كان احسن منها اعتاقها في البحار قال هذه الابيات للحسن عليه‌السلام.

ان السخاء علي العباد فريضة
لله يقرء في كتاب محكم

وعد العباد الاسخياء جنانه
و أعد للبخلاء نار جهنم

من كان لا يندي يداه بنائل
للراغبين فليس ذاك بمسلم

و له (ع) ايضا:

خلقت الخلائق من قدرة
فمنهم سخي و منهم بخيل

و اما السخي ففي راحة
و اما البخيل فحزن طويل

في المناقب و من علو همته (ع) قدم معاوية المدينة فجلس في اول يوم يجيز من دخل عليه من خمسة آلاف الي مأة الف فدخل عليه الحسن بن علي (ع) في آخر الناس فقال ابطأت يا ابامحمد فلعلك اردت ان تبخلني عند قريش فانتظرت يفني ما عندنا يا غلام اعط الحسن مثل جميع ما اعطينا في يومنا هذا يا ابامحمد و انا ابن‌هند فقال الحسن (ع) لا حاجة لي فيها يا اباعبدالرحمن ورددتها و انا ابن فاطمة بنت محمد (ص) رسول الله و فيه عن المبرد في الكامل قال مروان بن الحكم اني مشغوف ببغلة الحسن بن علي (ع) فقال له ابن‌عتيق ان دفعتها اليك تقض لي ثلثين حاجة قال نعم قال اذا اجتمع الناس فاني آخذ في مآثر قريش و امسك عن مآثر الحسن (ع) فلمني علي ذلك فلما حضر القوم اخذ في اولية قريش فقال مروان ألا تذكر اولية ابي‌محمد و له في هذا ما ليس لأحد قال انما كنا في ذكر الاشراف و لو كنا في ذكر الاولياء و الانبياء لقدمنا ذكره فلما خرج الحسن (ع) ليركب تبعه ابن‌ابي‌عتيق فقال له الحسن (ع) و تبسم في وجهه ألك حاجة قال نعم ركوب البغلة فنزل (ع) و دفعها اليه (ان الكريم اذا خادعته انخدعا) قيل هذه البغلة هي التي ركبها مروان يوم وفات الحسن (ع) و اقبل الي عايشة و قال لها انت جالسة و الحسين يريد ان يدفن

[ صفحه 22]

اخاه الحسن (ع) عند جده فانه ان دفن ليذهبن فخر ابيك و صاحبه قومي و الحقيه و امنعيه قالت فكيف الحقه قال اللعين اركبي بغلتي هذه فنزل عن البغلة و ركبتها الي آخر القصة و في سفينة البحار قال روي المدائني عن جريرة ابن اسماء قال لما مات الحسن (ع) و اخرجوا جنازته فحمل مروان بن الحكم عليهما لعائن الله سريره فقال له الحسين (ع) تحمل اليوم جنازته و كنت بالامس تجرعه الغيظ قال مروان نعم كنت افعل ذلك بمن يوازن حمله الجبال.

في معجزاته

في مدينة المعاجز عن محمد بن اسحق قال كان الحسن و الحسين (ع) طفلين يلعبان فرأيت الحسن (ع) و قد صاح بنخلة فاجابته بالتلبية وسعت اليه كما يسعي الولد الي والده و فيه عن كثير بن سلمه قال رأيت الحسن (ع) في حياة رسول الله (ص) اخرج من صخرة عسلا مأذيا فاتيت رسول الله صلي الله عليه و آله فاخبرته قال اتنكرون لا بني هذا انه سيد و سيصلح الله به بين الفئتين و تطيعه اهل السماء في سمائه و اهل الارض في ارضه و فيه عن ابي‌سعيد الخدري قال رأيت الحسن ابن علي (ع) و هو طفل و الطير تظله و رأيته يدعو الطير فتجيبه في المناقب جاء ابوسفيان الي علي (ع) فقال يا اباالحسن جئتك في حاجة قال و فيم جئتني قال تمشي معي الي ابن عمك فتسأله ان يعقد لنا عقدا و يكتب لنا كتابا فقال يا اباسفيان لقد عقد لك رسول الله عقدا لا يرجع عنه ابدا و كانت فاطمة (ع) من وراء الستر و الحسن يدرج بين يديها و هو طفل من ابناء اربعة عشر شهرا فقال لها يا بنت محمد قولي لهذا الطفل يكلم لي جده فيسود بكلامه العرب و العجم فاقبل الحسن (ع) الي ابي‌سفيان و ضرب احدي يديه علي انفه و الاخري علي لحيته ثم انطقه الله عزوجل قال يا اباسفيان قل لا اله الا الله محمد رسول الله حتي اكون شفيعا لك فقال علي (ع)

[ صفحه 23]

الحمد لله الذي جعل في آل محمد من ذرية محمد المصطفي نظير يحيي بن زكريا اذ قال فيه و اتيناه الحكم صبيا و فيه ايضا عن الصادق (ع) قال بعضهم للحسن ابن علي (ع) في احتماله الشدائد عن معاوية فقال (ع) كلاما معناه لو دعوت الله تعالي لجعل العراق شاما و الشام عراقا و جعل المرأة رجلا و الرجل امرأة فقال رجل شامي و من يقدر علي ذلك فقال (ع) انهضي الا تستحين ان تقعدي بين الرجال فوجد الرجل نفسه امرأة ثم قال (ع) و صارت عيالك رجلا و تقاربك و تحمل عنها و تلد ولدا خنثي فكان كما قال (ع) ثم انهما تابا و جاءا اليه فدعا الله تعالي فعادا الي الحالة الأولي،

يابن النبي المصطفي
و ابن الوصي المرتضي

يابن البتول فاطم
الزهراء سيدة النساء

يابن الحطيم و زمزم
و ابن المشاعر والصفا

يابن السماحة والندي
و ابن المكارم و الهدي

في مدينة المعاجز عن جابر قال رأيت الحسن بن علي (ع) و قد علا في الهواء وغاب في السماء فاقام بها ثلاثا ثم نزل بعد ثلاث و عليه السكينة و الوقار فقال بروح ابائي نلت ما نلت و فيه عن منصور قال رأيت الحسن بن علي (ع) و قد خرج مع قوم يستسقون فقال للناس ايما احب اليكم المطر ام البرد ام اللؤلؤ فقالوا يابن رسول الله ما احببت فقال (ع) علي ان لا يأخذ احد منكم لدنياه شيئا فاتاهم بالثلاث و رأيناه ياخذ الكواكب من السماء ثم يشتتها فتطير كالعصافير الي مواضعها و فيه عن قبيصة بن ابن‌اياس قال كنت مع الحسن بن علي (ع) و هو صائم و نحن نسير معه الي الشام و ليس معه زاد و لا ماء و لا شي‌ء الا ما هو عليه راكب فلما غاب الشفق و صلي العشاء فتحت ابواب السماء و علق فيه القناديل و نزلت الملائكة و معهم الموائد و الفواكه

[ صفحه 24]

و طسوس و اباريق و موائد تنصب و نحن سبعون رجلا فنقل من كل حار و بارد حتي امتلينا و امتلي ثم رفعت علي هيئتها لم تنتقص و فيه عن الاشعث بن قيس قال كنت مع الحسن بن علي (ع) حين حوصر عثمان في الدار فارسله ابوه ليدخل اليه الماء فقال يا اشعث الساعة الساعة يدخل عليه من يقتله و انه لا يمسي فكان كذلك ما امسي يومه ذلك و فيه قال الراوي سمعت الحسن بن علي (ع) و هو يقول في يوم الدار انا اعلم من يقتل عثمان فسماه قبل ان يقتله باربعة ايام فكان اهل الدار يسمونه الكاهن و فيه عن جابر قال قلت للحسن بن علي (ع) احب ان تريني معجزة نتحدث عنك و نحن في مسجد رسول الله (ص) فضرب برجله حتي اراني البحور و ما يجري فيها من السفن ثم اخرج من سمكها فاعطانيه فقلت لا بني محمد احمل الي المنزل فحمل فاكلنا منه ثلاثا او فيه عن زيد بن ارقم قال كنت بمكة و الحسن بن علي (ع) بها فسألناه ان يرينا معجزة نتحدث بها عندنا بالكوفة فرأيته و قد تكلم و رفع البيت حتي علا به في الهواء و اهل مكة يومئذ غافلون يكبرون فمن قائل يقول ساحر و من قائل يقول اعجوبة فجاء خلق كثير تحت البيت و البيت في الهواء ثم رده و فيه قال ابراهيم بن كثير بن محمد جبرئيل رأيت الحسن بن علي (ع) و قد استسقي ماء فابطا عليه السؤال فاستخرج من سارية المسجد ماء فشرب و سقي اصحابه ثم قال لو شئت سقيتكم لبنا و عسلا فقلنا فاسقنا لبنا و عسلا فسقانا لبنا و عسلا من سارية المسجد مقابل الروضة التي فيها قبر فاطمة (ع) و فيه عن عبدالله بن عباس قال مرت بالحسن بن علي (ع) بقرة فقال حبلي بعجلة انثي لها غرة في جبهتها و رأس ذنبها ابيض فانطلقنا مع القصاب حتي ذبحها فوجدنا العجلة كما وصف علي صورتها فقلنا او ليس قال الله عزوجل يعلم ما في الارحام فكيف علمت قال انا نعلم المكنون المخزون المكتوم الذي لم يطلع عليه ملك مقرب و لا نبي مرسل غير محمد و ذريته عليهم‌السلام و فيه عن الصادق (ع) قال خرج الحسن بن

[ صفحه 25]

علي (ع) الي مكة ماشيا فورمت قدماه فقال له بعض مواليه لو ركبت امسكت عنك هذه الورمة فقال كلا اذا اتينا هذا المنزل فانه يستقبلنا اسود و معه دهن فاشتر منه و لا تماكسه فقال له مولاه بابي انت و امي ما قدامنا منزل فيه احد يبيع هذا الدواء فقال بلي انه امامك دون المنزل فسار ميلا فاذا هو بالاسود فقال الحسن (ع) لمولاه دونك الرجل فخذ منه الدهن و اعطه الثمن فلما جاء اليه و طلب منه الدهن فقال الاسود لمن اردت هذا الدهن فقال للحسن بن علي فقال انطلق بي اليه فانطلق به فادخله عليه فقال بابي انت و امي لم اعلم انك تحتاج الي هذا و لست اخذ له ثمنا انما انا مولاك و لكن ادع الله ان يرزقني ولدا ذكرا سويا يحبكم اهل البيت فاني خلفت اهلي و هي تمخض فقال انطلق الي منزلك فقد وهب الله لك ذكرا سويا و هو من شيعتنا (اقول) هذا يوم ورمت قدماه في المشي الي بيت الله و يوم آخر ايضا ورمت قدمه مما اورده عليه ذلك الاعمي الموصلي لعنه الله و هو هذا ضربه بعصا من حديد مسموم علي قدمه و اخرجه من باطن قدمه فصاح الامام و غشي عليه الخ و ايضا مدينة المعاجز عن ابي‌عبدالله الصادق (ع) قال خرج الحسن بن علي بن ابي‌طالب (ع) في بعض عمره و معه رجل من ولد الزبير كان يقول بامامته فنزلوا في منهل من تلك المناهل تحت نخل يابس قد يبس من العطش ففرش للحسن (ع) تحت نخلة و فرش للزبيري بحذاه تحت نخلة اخري فرفع الزبيري رأسه و قال لو كان في هذا النخل رطب لاكلنا منه فقال له الحسن (ع) و انك لتشتهي الرطب فقال الزبيري نعم فرفع يده الي السماء فدعي بكلام لم فهم فاخضرت النخلة ثم صارت الي حالها فاورقت و حملت رطبا فقال الجمال الذي اكتروا منه سحر والله قال فقال الحسن (ع) ويلك ليس بسحر و لكن دعوة ابن نبي مستجابة قال فصعدوا الي النخلة فصرموا ما كان فيها فكفاهم (و فيه) عن رشيد الهجري قال دخلت علي ابي‌محمد الحسن (ع) بعد ان مضي ابوه اميرالمؤمنين (ع)

[ صفحه 26]

فتذاكرنا شوقنا اليه فقال (ع) اتحبون ان ترونه قلنا نعم و اني لنا بذلك و قد مضي لسبيله فضرب بيده الي ستر كان معلقا علي باب في صدر المجلس فرفعه و قال انظروا الي هذا البيت فنظرنا فاذا اميرالمؤمنين عليه‌السلام جالس كاحسن ما رأيناه في حياته فقال (ع) هو هو ثم علق الستر عن يده فقال بعضنا هذا الذي رأيناه من الحسن (ع) كالذي كنا نشاهده من دلائل اميرالمؤمنين (ع) و معجزاته (و فيه) عن ثقيف البكاء قال رأيت الحسن بن علي (ع) عند منصرفه من عند معاوية و قد دخل عليه حجر بن عدي فقال السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال مه ما كنت مذلهم بل انا معز المؤمنين و انما اردت الابقاء عليهم ثم ضرب برجله في فسطاطه فاذا انا في ظهر الكوفة و قد خرق الي دمشق و مضي حتي رأينا عمرو بن العاص بمصر و معاوية بدمشق فقال لو شئت لنزعتهما و لكن هاه هاه و مضي محمد علي منهاج و علي علي منهاج و انا اخالفهما لا يكون ذلك مني لا والله ما اخالفهما بل اقتدي بهما و اقتفي باثارهما حتي مضي شهيدا مظلوما مسموما الخ و معجزاته كثيرة و قد اكتفينا بما ذكرنا و من معجزاته اخباره بالمغيبات كما سمعت بعض ذلك منها اخباره بشهادته في المناقب قال الحسن بن علي (ع) لاهل بيته اني اموت بالسم كما مات رسول الله (ص) فقال له اهل بيته و من الذي يسمك قال جاريتي او امرأتي فقالوا له اخرجها من ملكك عليها لعنة الله فقال هيهات من اخراجها و منيتي علي يدها مالي منها محيص و لو اخرجتها ما يقتلني غيرها كان قضاء مقضيا و امرا واجبا من الله فلما ذهبت الايام بعث معاوية الي امرأته جعدة سما و اموالا و اشار عليها بقتله فقال الحسن (ع) يوما هل عندك من شربة لبن فقالت نعم و جاءت به و فيه ذلك السم الذي بعث به معاوية فلما شربه وجد مس السم في جسده فقال يا عدوة الله قتلتني قاتلك الله اما والله لا تصيبين مني خلفا و لا تنالين من الفاسق عدو الله اللعين خيرا ابدا.

[ صفحه 27]

فيما جري بينه و بين معاوية

في المناقب ان معاوية فخر يوما و الحسن عليه‌السلام كان حاضرا فقال معاوية انا ابن بطحاء مكة انا ابن اغزرها جودا و اكرمها جدودا انا ابن من ساد قريشا فضلا ناشئا و كهلا فقال الحسن (ع) اعلي تفتخر يا معاوية انا ابن عروق الثري انا ابن ماوي التقي انا ابن من جاء بالهدي انا ابن من ساد اهل الدنيا بالفضل السابق و الحسب الفائق انا ابن من طاعته طاعة الله و معصيته معصية الله فهل لك اب كابي تباهيني به و قديم كقديمي تسامبني به تقول نعم اولا قال معاوية اقول لا و هي لك تصديق فقال الحسن (ع):

الحق ابلج ما يحيل سبيله
و الحق يعرفه ذووا الالباب

و قال معاوية يوما للحسن (ع) انا اخير منك يا حسن قال (ع) و كيف ذلك يا ابن‌هند قال لأن الناس قد اجمعوا علي و لم يجمعوا عليك قال هيهات لشر ما علوت يا ابن اكلة الاكباد المجتمعون عليك رجلان بين مطيع و مكره فالطايع لك عاص لله و المكره معذور بكتاب الله و حاش لله ان اقول انا خير منك فلا خير فيك و لكن الله براني من الرذائل كما براك من الفضائل و تفاخرت قريش و الحسن بن علي (ع) حاضر لا ينطق فقال معاوية يا ابامحمد مالك لا تنطق فوالله ما انت بمشوب الحسب و لا بكليل اللسان فقال الحسن (ع) ما ذكروا فضيلة الاولي محضها و لبابها في المناقب ان الحسن ابن علي (ع) مر في مسجد رسول الله (ص) بحلقة فيها قوم من بني‌امية فتغامزوا به و ذلك عند ما تغلب معاوية علي ظاهر امره فرآهم و تغامزهم به فصلي ركعتين فقال قد رأيت تغامزكم ام والله لا تملكون يوما الا ملكنا يومين و لا شهرا الا ملكنا شهرين و لا سنة الا ملكنا سنتين و انا لنأكل في سلطانكم و نشرب و نلبس و نركب و ننكح و انتم لا تركبون في سلطاننا و لا تشربون و لا تأكلون و لا تنكحون فقال له رجل

[ صفحه 28]

فكيف يكون ذلك يا ابامحمد و انتم اجود الناس و ارأفهم و ارحمهم تأمنون في سلطان القوم و لا يأمنون في سلطانكم فقال (ع) لانهم عادونا بكيد الشيطان و هو ضعيف و عاديناهم بكيد الله و كيد الله شديد (و فيه) ان الحسن بن علي (ع) دخل علي معاوية يوما فجلس عند رجليه و هو مضطجع فقال له يا ابامحمد ألا اعجبك من عائشة تزعم اني لست للخلافة اهلا فقال الحسن (ع) و اعجب من هذا جلوسي عند رجليك و انت نائم فاستحي معاوية و استوي قاعدا و استعذره و فيه ان سعيد بن سرح هرب من زياد بن ابيه الي الحسن بن علي (ع) فكتب الحسن (ع) الي زياد يشفع فيه فكتب زياد لعنه الله من زياد بن ابي‌سفيان الي الحسن بن فاطمة أما بعد فقد اتاني كتابك تبدء فيه بنفسك قبلي و انت طالب حاجة و انا سلطان و انت سوقة و ذكر نحوا من ذلك فلما قرأ الحسن (ع) الكتاب تبسم و انفذ بالكتاب الي معاوية فكتب الي زياد يؤنبه و يأمره ان يخلي عن اخي سعيد و ولده و امرأته ورد ماله و بناء ما قد هدمه من داره ثم قال و اما كتابك الي الحسن (ع) باسمه و اسم امه لا تنسبه الي ابيه و امه بنت رسول الله (ص) رذلك افخر له ان كنت تعقل و فيه ان مروان بن الحكم قال للحسن بن علي بين يدي معاوية اسرع الشيب الي شاربك يا حسن و يقال ان ذلك من الخرق فقال (ع) ليس كما بلغك و لكنا معشر بني هاشم طيبة افواهنا عذبة اشفاهنا فنساؤنا يقبلن علينا بانفاسهن و انتم بني‌امية فيكم بخر شديد فنساؤكم يصرفن افواههن و انفاسهن الي اصداغكم فانما يشيب منكم موضع العذار من اجل ذلك قال مروان اما ان فيكم يا بني‌هاشم خصلة سوء قال و ما هي قال الغلمة قال (ع) اجل نزعت من نسائنا و وضعت في رجالنا و نزعت الغلمة من رجالكم و وضعت في نسائكم فما قام لا موية الا هاشمي ثم خرج و فيه جلس الحسن بن علي (ع) و يزيد بن معاوية يأكلان من الرطب فقال يزيد يا حسن اني منذ كن ابغضك قال الحسن (ع) اعلم

[ صفحه 29]

يا يزيد ان ابليس شارك اباك في جماعه فاختلط المائان فاورثك ذلك عداوتي لأن الله تعالي يقول و شاركهم في الاموال و الاولاد و شارك الشيطان حربا عند جماعه فولد له صخر فلذلك كان يبغض جدي رسول الله (ص) يقول ابن‌حماد:

كم بين مولود ابوه و امه
قد شاركا في حمله الشيطانا

و مطهر لم يجعل الرحمن
للشيطان في شرك به سلطانا

(اقول) و لا شك ان هؤلاء اشقي و اخبث من ابليس لأن ابليس مع شقاوته لا يبغض عليا و اولاده بل يحبهم كما في الخبر الذي ذكره الصدوق (ره) في الامالي و نحن نقلنا عنه في كتابنا المسمي بشجرة طوبي في قصة يوم الغدير و نذكر هاهنا موضع الحاجة لما سئلوا ابليس و قالوا له انت من شيعة علي (ع) قال ما انا من شيعته و لكني احبه و ما يبغضه احد الا و انا شاركته في المال و الولد الخ و هؤلاء يعني معاوية و ابوسفيان و يزيد لعنهم الله كانوا في غاية العداوة و اشد البغضاء لعلي (ع) و ابنائه (اقول) لقد صنع معاوية مع علي ما صنع لأجل الرياسة و السلطنة فاسألكم بالله و ما السبب فيما صنع بالحسن (ع) و هو روحي الفداء قد وادع اليه الامر و عزل نفسه عن الخلافة و جلس قعر بيته مظلوما مهضوما ثم ان معاوية بعد ما صنع بامامنا الحسن (ع) ما صنع دس سما قتالا الي جعده و اشار اليها بقتل الحسن ففعلت الملعونة الخ.

فيما جري عليه بعد ارتحال اميرالمؤمنين

في البحار خطب الحسن بن علي (ع) في الناس بعد ما رجع عن دفن ابيه اميرالمؤمنين حمد الله و اثني عليه و صلي علي رسول الله (ص) ثم قال ايها الناس لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الاولون بعمل و لا يدركه الاخرون بعمل لقد كان

[ صفحه 30]

يجاهد مع رسول الله (ص) فيقيه بنفسه و كان رسول الله (ص) يوجهه برايته فيكنفه جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره و لا يرجع حتي يفتح الله علي يديه و لقد توفي في الليلة التي عرج فيها بعيسي بن مريم و التي قبض فيها يوشع بن نون وصي موسي و عند الله نحتسب عزانا فيه و لقد اصيب به الشرق و الغرب و الله ما خلف صفراء و لا بيضاء الا سبعماءة درهم فضلت من عطائه اراد ان يبتاع بها خادما لاهله ثم خنقته العبرة فبكي و بكي الناس من حوله ثم قال ايها الناس انا ابن النذير انا ابن الداعي الي الله باذنه انا ابن السراج المنير انا من اهل بيت اذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا انا من اهل بيت فرض الله مودتهم في كتابه فقال تعالي قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربي و من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا فالحسنة مودتنا اهل البيت ايها الناس حدثني جدي رسول الله ان هذا الامر يملكه اثني عشر اماما من اهل بيته و صفوته ما منا الا مقتول او مسموم و سمع هذا الكلام منه ايضا يوم وفاته قال لجنادة ابن ابي‌امية حين دخل عليه و تكلم بما تكلم و اجابه (ع) بما اجاب قال (ع) و لقد عهد الينا رسول الله (ص) ان هذا الامر يملكه اثني عشر اماما من ولد علي و فاطمة ما منا الا مقتول أو مسموم الي آخر القصة و في خبر آخر ذكره المجلسي في العاشر من البحار لما قبض اميرالمؤمنين (ع) صعد الحسن بن علي (ع) علي المنبر اراد الكلام فخنقته العبرة فقعد ساعة و بكي هو و جميع من في المسجد ثم حمد الله و اثني عليه و ذكر النبي و صلي عليه و قال ايها الناس ان الدنيا دار بلاء و فتنة و كل ما فيها فالي زوال و اضمحلال و عند الله نحتسب عزانا في خير الاباء رسول‌الله (ع) و عنده نحتسب عزانا في اميرالمؤمنين و الحمد لله الذي احسن الخلافة علينا اهل البيت ايها الناس اني ابايعكم علي عن تحاربوا من خاربت و تسالموا من سالمت ثم جلس فقام عبدالله بن عباس بين يديه و قال و قال معاشر الناس هذا ابن نبيكم و وصي امامكم فبايعوه

[ صفحه 31]

فاستجاب له الناس و قالوا سمعنا و اطعنا و ما احبه الينا و اوجب حقه علينا فبادروا الي البيعة بالخلافة و قالوا مرنا بامرك يا ابن رسول الله فرتب الحسن (ع) العمال و امر الامراء و نظر في الامور فلما بلغ معاوية بن ابي‌سفيان موت علي (ع) و بيعة الناس لابنه الحسن (ع) عزم علي الاخلال و الافساد و دعا الناس الي الطاعة له و الانقياد و دس رجلا من الحمير الي الكوفة و رجلا من بني‌القين الي البصرة ليكتبا اليه بالاخبار و يفسدا علي الحسن الامور و لم يقنع بذلك حتي كتب و دس دسيسا الي رؤساء اهل الكوفة و هم عمرو بن حريث و الاشعث بن قيس و الحجر بن الحجر و شبث بن ربعي لعنهم الله و افرد كل واحد منهم بعين من عيونه و كتب الي كل واحد منهم انك ان قتلت الحسن بن علي (ع) فلك مأتا الف درهم و جند من اجناد الشام و بنت من بناتي فبلغ ذلك امامنا الحسن (ع) و كان يحترز من هؤلاء و لبس درعا و كفرها و لا يتقدم للصلوة بهم الا كذلك فرماه احد في الصلوة بسهم فلم يثبت فيه لما عليه من الدرع فقام (ع) بينهم و وعظهم و قال يا قوم ويلكم والله ان معاوية لا بقي لاحد منكم بما ضمنه في قتلي و اني اظن ان وضعت يدي في يده فاسلمه لم يتركني ادين لدين جدي و اني اقدر ان اعبد الله عزوجل وحدي و لكن كأني انظر الي ابنائكم واقفين علي ابواب ابنائهم يستسقونهم و يستطعمونهم بما جعل الله لهم فلا يسقون و لا يطعمون فبعدا و سحقا لما كسبته ايديهم و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون فجعلوا يعتذرون بما لا عذر لهم و لم يزل معاوية يسعي في افساد الامر علي الحسن (ع) و طرح الحيل و المكائد و بذل الاموال بين اهل العراق حتي اخذ منهم دينهم و قلبهم علي امامهم و اصبح الحسن (ع) بين اهل العراق غريبا وحيدا بلا ناصر و لا معين فلما رأي ذلك اضطر الي ان فعل ما فعل من الصلح و وادع اليه الامر و عزل نفسه عن الخلافة و خرج روحي فداه من الكوفة الي المدينة و اقام بها كاظما غيظه لازما بيته منتظرا

[ صفحه 32]

لامر الله تعالي و ما اكتفي معاوية بما فعل حتي عزم علي اخذ البيعة لابنه يزيد و هم بقتل الحسن (ع) فما ذهبت الايام و لليالي الا و ارسل الي جعدة بنت الاشعث بن قيس و كانت زوجة الحسن (ع) مالا جسيما و سما قتالا و ضمن لها بان يزوجها لابنه يزيد و يعطيها مأة الف درهم لتسقي الحسن (ع) ذلك السم و كان روحي فداه صائما في يوم شديد الحر فلما كان عند الافطار اخرجت جعدة له شربة من اللبن و القت فيها ذلك السم فشربها فبمجرد ما شرب احسن بالسم صاح اه يا عدوة الله قتلتني قتلك الله والله لا تصيبين مني خلفا و لقد غرك و سخر منك والله يخزيه و يخزيك فمقي السم في جوفه حتي قطع جميع احشائه و امعائه فدعا بطشت و لنقي بنفسه عليه و رمي بكيده في الطشت فملأ الطشت من الدم و مما يخرج من جوفه قال عمرو بن اسحق دخلت عليه انا و رجل في مرضه الذي توفي فيه فقال (ع) يا فلان سلني قال قلت لا والله لا اسألك حتي يعافيك الله ثم نسألك قال ثم دخل ثم خرج الينا و قال سلني قبل ان لا تسألني قال قلت بل يعافيك الله ثم لنسألك قال (ع) الآن القيت طائفة من كبدي و اني قد سقيت السم مرارا فلم اسق مثل هذه المرة قال فخرجت من عنده ثم رجعت اليه بعد ذلك فرأيته يجود بنفسه و الحسين عند رأسه يبكي و يقول اخي كيف تجد نفسك قال اجدها في آخر يوم من ايام الدنيا و اول يوم من ايام الآخرة اعلم يا اخي اني مفارقك و لاحق بربي و قد سقيت السم و رميت بكبدي في الطشت و اني لعارف بمن سفاني و من ابن دهيت و انا اخاصمه الي الله تعالي فقال له الحسين (ع) و من سقاك قال ما تريد به اتريد ان تقتله ان يكن هو هو فالله اشد نقمة و ان لم يكن هو فما احب ان يؤخذ بي بري‌ء و بحقي عليك ان تكلمت في ذلك بشي‌ء و انتظر ما يحدث الله في اخي فاذا قضيت نحبي فغمضني و غسلني و كفني و احملني علي سريري الي قبر جدي رسول الله لا جدد به عهدا ثم ردني الي قبر جدتي فاطمة فادفني هناك

[ صفحه 33]

و ستعلم يابن ام ان القوم يظنون انكم تريدون دفني عند رسول الله (ص) فيجلبون في ذلك و يمنعونكم منه و بالله اقسم عليك ان تهرق محجمة دم في امري ثم وصي اليه باهله و ولده و تركاته فودع عياله و اولاده و اخوانه ثم عرق جبينه و سكن انينه و غمض عينيه و مد يديه و رجليه نحو القبلة و قال اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمدا رسول الله و قضي نحبه و مات مسموما شهيدا مظلوما و سيأتي باقي المصيبة انفا انشاء الله.

في احوال اصحابه

و لما قبض اميرالمؤمنين (ع) جاء الناس الي الحسن (ع) و قالوا انت خليفة ابيك و وصيه و نحن السامعون المطيعون لك فمرنا بامرك فقال (ع) كذبتم يا قوم والله ما وفيتم لمن كان خيرا مني فكيف تفون لي و كيف اطمئن بكم فلما بلغ معاوية اجتماع الناس علي الحسن (ع) و مقالتهم اياه قام يدعو الناس الي نفسه و سار قاصدا نحو العراق في عسكر عظيم عازما علي الحرب فبلغ الخبر الي الحسن (ع) قام في اصحابه و خطبهم و وعظهم و اخبرهم بمجي‌ء معاوية و دعاهم الي القتال و ذكر لهم عهودهم و مواثيقهم و قال يا قوم ان كنتم صادقين فيما اعطيتموني من انفسكم العهد و الميثاق و البيعة فوافو الي معسكري بالمدائن فموعد ما بيني و بينكم هناك فقام و ركب و ركب معه من اراد الخروج و تخلف عنه خلق كثير فما وفوا بما قالوه و بما وعدوه و غروه كما غرو اميرالمؤمنين من قبله فقام (ع) خطيبا و قال غررتموني كما غررتم من كان قبلي مع اي امام تقاتلون بعدي مع الكافر الظالم الذي لا يؤمن بالله و برسوله قط و لا اظهر الاسلام هو و بنوامية الافرقا من السف و لو لم يبق لبني‌امية الاعجوز درداء لبغت دين الله عوجا و هكذا قال رسول الله (ص) ثم وجه قائدا الي معاوية في اربعة الاف من اهل العراق و كان القائد من كندة و امره ان يعسكر بانبار حتي ياتيه امره فلما توجه الي الانبار و نزل بها و علم معاوية بذلك بعث الي الكندي

[ صفحه 34]

رسالة و كتب اليه معهم انك ان اقبلت الي اولئك بعض كور الشام و الجزيرة و ارسل اليه بخمسمائة الف درهم فقبض الكندي المال و قلب علي الحسن و صار الي معاوية في مائتين من خاصة اصحابه فبلغ ذلك الحسن (ع) فقام خطيبا و قال هذا الكندي توجه الي معاوية و غدر بي و قد اخبرتكم مرة بعد مرة انه لا وفاء لكم انتم عبيد الدنيا و انا موجه رجلا آخر مكانه و اني اعلم انه سيفعل بي و بكم كما فعل صاحبه و لا يراقب الله في و لا فيكم فبعث رجلا من مراد في اربعة الاف و تقدم اليه بمشهد من الناس و توكد عليه و اخبره انه سيغدر كما غدر الكندي فخلف بالايمان المغلظة انه لا يفعل فقال الحسن (ع) انه سيغدر فلما توجه الي الانبار ارسل معاوية اليه رسلا و كتب اليه بمثل ما كتب الي صاحبه الكندي و بعث اليه بخمسماة الف درهم و مناه اي ولاية احب من كور الشام و الجزيرة فقلب علي الحسن (ع) و اخذ طريقه الي معاوية و لم يحفض ما اخذ عليه من العهود و بلغ الحسن (ع) ما فعله المرادي فقام خطيبا و قال قد اخبرتكم مرة بعد اخري انكم لا تفون لله بعهود و هذا صاحبكم المرادي غدر بي و بكم و صار الي معاوية فقالوا ان خانك رجلان و غدرا بك فانا مناصحون لك فقال ان معسكري بالنخيله فوافوني هناك و اني لا علم انكم غادرون بي و الله لا تفون لي بعهد و لتنقضن الميثاق بيني و بينكم ثم انه اخذ طريق نخيله فعسكر عشرة ايام فلم يحضره الا اربعة الآف و كتب اكثر اهل الكوفة الي معاوية بانا معك و ان شئت اخذنا الحسن اميرا و بعثناه اليك و كتب معاوية كتابا الي الحسن (ع) يقول فيه يا ابن العم لا تقطع الرحم الذي بيني و بينك فان الناس غدروا بك و بأبيك من قبل و هذا كتاب اهل الكوفه الي فلما وصل الكتاب الي الحسن (ع) رجع الي الكوفة و صعد المنبر و قال يا عجبا من قوم لا حياء لهم و لا دين و لو سلمت الامر لمعاوية فايم الله لا ترون فرحا ابدا مع بني‌امية والله ليسمونكم سوء العذاب حتي تتمنوا ان عليكم جيشا جيشا و لو وجدت اعوانا ما سلمت له الامر

[ صفحه 35]

لانه محرم علي بني‌امية فاف لكم و ترحا يا عبيد الدنيا اقول و هذه كيفية حال اصحابه قبل ان يصالح لمعاوية و يسلم الامر اليه و يعزل نفسه عن الخلافه فلما وادع الامر اليه و صالح مع معاويه و لزم بيته و قعد مغصوبا حقه فهؤلاء الذين كانوا يعاندونه بالامس و هموا باخذه و تسليمه الي معاوية و كلما يدعوهم الحسن (ع) فلم يجيبوه و كانوا ان يوادع الحسن الامر لمعاوية و يعزل نفسه عن الخلافه فبعد ما فعل الحسن (ع) ما فعل و صالح معاوية اخذ اليوم يكلمونه بما لا يتحمله احد فمنهم من يسبه و منهم من يشتمه و منهم من يكفره و منهم من يشتم اباه و لكن العجب من بعض اخروهم من شيعته و لا احب ان اشير الي اسمائهم و كانه من حرقة قلوبهم يأتون و يقولون له انت مسود الوجوه و منهم من من يسلم عليه و يقول السلام عليك يا مذل المؤمنين و منهم من يقول وددت انك مت قبل يومك هذا و لم تكن حتي تعزل نفسك عن الخلافة و تصالح معاوية و هو روحي فداء بينهم في المحنة و الشدة و الاذي و هو يصبر و يتحمل و يقول لئن سائني دهري عرمت تصبرا و كل بلاء لا يدوم يسير. و ان سرني لم ابتهج بسروره و كل سرور لا يدوم حقير هذا حاله (ع) الي ان سقي السم و خرج كبد من جوفه قطعة قطعه آه آه. و بشر به السم النقيع عداوة من كف جعدة قد قضي الحسن السني و لعمري لقد استراح الحسن (ع) حين سقي ذلك السم و خرج كبده و مات و فارق هؤلاء المنافقين و لحق بجده و ابيه و امه كما قال حين سئله الحسين (ع) اخي كيف تجدك قال اجدني في اول ايام من ايام الاخره و آخر يوم من ايام الدنيا و اني وارد علي جدي و ابي و امي علي محبة من للقاء رسول الله (ص) و اميرالمؤمنين علي بن ابي‌طالب و امي فاطمة و حمزة و جعفر، و في الله عزوجل خلف من كل هالك و عزاء من كل مصيبه و درك من كل مافات اقول و لقد قرت عيونهم بملاقاته لانهم مشتاقون الي لقائه و روئيته و لكن تبا و تعسا لقوم قرت عيونهم بموت الحسن (ع) و فرحوا بقتله و هم معاوية و اتباعه من اهل الشام قال المجلسي في

[ صفحه 36]

البحار و لما بلغ معاوية لعنه الله موت الحسن بن علي (ع) سجد و سجد من حوله و كبر و كبر من حوله و قال الدميري في حيوة الحيوان لما توفي الحسن (ع) و بلغ معاوية موته سمع تكبيره من الخضراء فكبر اهل الشام لذلك التكبير فقالت فاختتة ابنة فريضة لمعاوية اقر الله عينك ما الذي له كبرت فقال مات الحسن فقالت اعلي موت ابن‌فاطمة تكبر فقال والله ما كبرت شماتة بموته و لكن استراح قلبي، كبروا لموت الحسن (ع) و كبر و لقتل الحسين (ع) لما قطع الشمر راسه المقدس و رفعه علي راس رمح طويل كبر للعين ثلاث و كبر اهل الكوفه لعنهم الله، و يكبرون بان قتلت و انما قتلوا ابك التكبير و التهليلا دخل ابن‌عباس علي معاوية بعد وفات الحسن (ع) فقال له معاوية يابن‌عباس امات ابومحمد قال نعم و بلغني تكبيرك و سجودك اما والله لا يسد جثمانه حفرتك و لا يزيدا نقضاء اجله في عمرك قال حسبته ترك صبية صغارا و لم يترك عليه كثير معاش فقال ان الذي و كلهم اليه غيرك و كنا صغارا فكبرنا قال فانت سيد القوم قال اما ابوعبدالله الحسين (ع) ابن علي (ع) باق الخ.

في رحلته و شهادته و قصة الحسن مع معاوية

فلما رأي الحسن (ع) خذلان اصحابه و فساد نياتهم و عدم ثباتهم في عهودهم و مواثيقهم و ليس فيهم من يامن غوايله الا خاصة من شيعة ابيه و هم جماعة قليلة و لا فيهم سن ينصره و يحارب مع جنود الشام الا عدد معدود و انفذ معاوية اليه بكتب اهل العراق الذين ضمنوا فيه الفتك بالحسن (ع) او تسليمه الي معاوية و كتب معاوية اليه في الهدنة و الصلح و اشتد لا امر بالحسن (ع) و اضطر الي ان يصالح و يسلم الامر اليه و يعزل نفسه عن الخلافة فاراد ان يعلم او لا لاصحابه و يخبرهم بذلك و يمتحنهم و يستبر احوالهم

[ صفحه 37]

فامر ان ينادي في الناس بالصلاة جامعة فاجتمعوا فصعد المنبر فخطبهم و قال في خطبته الحمد لله كلما حمده و اشهد ان لا اله الا الله كلما شهد له شاهد و اشهد ان محمدا عبده و رسوله أرسله بالحق و ائتمنه علي الوحي اما بعد فاني والله لارجو ان اكون قد اصبحت بحمدالله و منه و انا أنصح خلق الله لخلقه و ما اصبحت محتملا علي مسلم صغينة و لا مريدا له بسوء و لا غائلة الا و ان ما تكرهون في الجماعة خير لكم ما تحبون في الفرقة الا و اني ناظر لكم خيرا من نظركم لانفسكم فلا تخالفوا امري و لا تردوا علي رأيي غفر الله لي و لكم و ارشدني و اياكم لما فيه المحبة و الرضا قال فنظر الناس بعضهم الي بعض و قالوا ما ترونه يريد بما قال قالوا نظنه والله يريد ان يصالح معاوية و يسلم الامر اليه فقالوا كفر والله الرجل فقاموا باجمعهم و شدوا علي فسطاطه و انتهبوا ما فيه و اخذوا مصلاه من تحته ثم حمل عليه لعين و نزع مطرفه عن عاتقه فبقي جالسا بغير رداء ثم دعا ببغلته و ركبها و احدق به طوائف من خاصته و شيعته و منعوا منه من اراده و هم لعنهم الله هموا بقتله فمن كل جانب يمنعوهم قصدوه من جانب آخر فقال (ع) ادعو الي ربيعة و همدان فدعوا له و اطافوا حوله و دفعوا الناس عنه و ساروا معه فلما مر في مظلم ساباط مدائن بدر اليه رجل يقال له الجراح بن سنان و اخذ بلجام بغلته و بيده مغول اي الخنجر و قال الله اكبر اشركت يا حسن كما اشرك ابوك من قبل ثم طعنه في فخذه فشقه حتي بلغ العظم فخر (ع) الي الارض فاجتمع اخوانه و خواصه حوله و رأوه مغشيا عليه فخملوه علي سريره و جلؤا به الي المدائن و انزلوه في دار سعد بن مسعود الثقفي عم المختار و كان قد ولاه علي (ع) بالمدائن و اقره الحسن (ع) علي ذلك و اشتغل بنفسه يعالج جرحه فقال المختار لعمه تعال حتي ناخذ الحسن (ع) و نسلمه الي معاوية فيجعل لنا العراق فقال له عمه ويلك قبح الله رأيك انا عامل ابيه و قد ائتمنني و شرفني بالامارة علي البلد و هبني أنسا بلاء ابيه انسا رسول الله و لا احفظه في ابن ابنته و حبيبه

[ صفحه 38]

و قيل ان الظاهر ان المختار لم يطمئن بعمه في نزول الحسن عنده و خاف ان يغدر به و يسلمه الي معاوية اراد ان يمتحنه بذلك و يستبري احواله فلما عرف منه صدق النية رضي ببقاء الحسن (ع) عنده و لعمري لقد استراح الحسن (ع) حين سقي ذلك السم و خرج من الدنيا مسموما و فارق هؤلاء و الحاصل رجع (ع) الي معسكره و علي رواية الي الكوفة و هو في غاية الضعف و الانكسار من تلك الجراحة و عزم ان يصالح معاوية جمع خاصته و شيعته و اصحابه و خطب فيهم بهذه الخطبة ايها الناس أنكم لو طلبتم ما بين جابلقا و جابرسا رجلا جده رسول الله (ص) ما وجدتموه غيري و غير اخي و ان معاوية نازعني حقا هو لي فتركته لصلاح الامة و حقنا للدماء و صيانتها و اشفاقا علي نفسي و اهلي و المخلصين من اصحابي و قد بايعتموني علي ان تسالموا من سالمت و قد رأيت ان اسالمه و ان يكون ما صنعت حجة علي من كان يتمني هذا الامر و ان ادري لعله فتنة لكم و متاع الي حين و كتب الي معاوية اما بعد فان خطبي قد انتهي الي اليأس من حق احييته و باطل اميته و خطبك خطب من انتهي الي مراد عوانني اخليه لك و ان كان تخليتي اياه شرا لك في معادك ولي شروط اشترطها لا تبهضنك ان وفيت لي بها بعهد و لا تخففك ان غدرت و ستندم يا معاوية كما ندم غيرك فمن نهض في الباطل او قعد عن الحق حين لم ينفع الندم و السلام و كتب الشروط في كتاب آخر يمنيه بالوفاء و ترك الغدر و هي هذه الأول ان لا يسميه الحسن (ع) اميرالمؤمنين و لا يقيم عنده شهادة و ان لا يتعرض معاوية لاحد من شيعة علي بسوء و يوصل الي كل ذي حق حقه و ان يفرق في اولاد من قتل مع اميرالمؤمنين (ع) يوم الجمل و يوم صفين الف الف درهم و الشرط الاخران لا يسب اميرالمؤمنين علي المنابر و في قنوت الصلوات و أجابه معاوية الي ذلك كله و عاهد عليه و حلف له بالوفاء و كتب كتاب الصلح.
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه الحسن بن علي معاوية بن ابي‌سفيان

[ صفحه 39]

صالحه علي ان يسلم اليه ولاية امر المسلمين علي ان يعمل فيهم بكتاب الله و سنة رسوله و سيرة خلفاء الصالحين بشرط كذا و كذا و شهد عليه فلان و فلان و كفي بالله شهيدا والسلام فلما استتم الصلح بينهما سار معاوية حتي نزل بالنخيلة و كان ذلك اليوم يوم الجمعة فصلي بالناس ثم خطبهم و قال في خطبته ايها الناس اني والله ما قاتلتكم لتصلوا اولا لتصوموا و لا لتحجوا و لا لتزكوا انكم لتفعلون ذلك و لكني قاتلتكم لأتأمر عليكم و قد اعطاني الله ذلك و انتم له كارهون الا و اني منيت الحسن (ع) و اعطيته اشياء و جميعها تحت قدمي لا افي بشي‌ء منها ثم صار حتي دخل الكوفة فاقام بها ايام فلما استتمت البيعة له من اهلها صعد المنبر فخطب الناس و بعد الخطبة اخذ يسب عليا والحسن (ع) و كان الحسن والحسين (ع) حاضرين في المجلس فقام الحسين (ع) ليرد عليه فاخذ الحسن (ع) بيده و أجلسه ثم قام (ع) و قال ايها الذاكر عليا انا الحسن و ابي علي و انت معاوية و ابوك صخر و امي فاطمة و امك هند و جدي رسول الله (ص) و جدك حرب و جدتي خديجه و جدتك فتيلة فلعن الله اخملنا ذكرا و الأمنا حسبا و شرفا و اقدمنا كفرا و نفاقا فقال طوائف من اهل المسجد آمين آمين و لم يزل معاوية يسعي في ايذاء الحسن (ع) و اظهار ما في قلبه من الطغائن و الاحقاد حتي دس سما قتالا الي جعدة و اشار عليها بقتل الحسن (ع) في البحار عن ابي‌بكر الحضرمي قال ان جعدة بنت الاشعث بن قيس الكندي سمت الحسن (ع) بن علي و سمت مولاة له فاما مولاته فقائت السم و اما الحسن (ع) فاستمسك السم في بطنه ثم انتفظ به فمات، عن سالم بن ابي‌الجعد قال حدثني رجل منا قال اتيت الحسن بن علي (ع) فقلت يا ابن رسول الله اذللت رقابنا و جعلتنا معشر الشيعة عبيدا لبني‌امية و ما بقي معك رجل قال و مم ذلك قال قلت بتسليمك الامر لهذا الطاغيه قال والله ما سلمت الامر اليه الا اني لم اجد انصارا و لو وجدت انصارا لقاتلته ليلي و نهاري حتي بحكم الله بيني و بينه و لكني عرفت اهل الكوفة و بلوتهم و لا يصلح لي

[ صفحه 40]

ما كان فاسدا انهم لا وفاء لهم و ذمة في قول و لا فعل انهم لمختلفون و يقولون لما ان قلوبهم معنا و ان سيوفهم لمشهورة علينا قال و هو يكلمني اذا انتجع الدم فدعا بطشت فحمل من بين يديه ملئان مما خرج من جوفه من الدم فقلت له ما هذا يابن رسول الله اني لاراك وجعا قال اجل دس الي هذا الطاغية من سقاني سما فقد وقع علي كبدي فهو يخرج قطعا كما تري قلت له افلا تتداوي قال قد سقاني مرتين و هذه الثالثة لا اجد لها دواء و لقد رقي الي انه كتب الي ملك الروم يسأله ان يوجه اليه من السم القتال شربة فكتب اليه ملك الروم انه لا يصلح لنا في ديننا ان نعين علي قتال من لا يقاتلنا فكتب اليه ان هذا ابن الرجل الذي خرج بارض تهامة قد خرج يطلب ملك ابيه و انا اريد ان ادس عليه من يسقيه ذلك فاريح العباد و البلاد منه و وجه اليه بهدايا و الطاف فوجه اليه ملك الروم بهذه الشربة التي دس بها فسقيتها و اشترط عليه في ذلك شروطا روي ان معاوية دفع السم الي الحسن (ع) جعدة بنت الاشعث و قال اسقيه فاذا مات هو زوجتك ابني يزيد فلما سقته السم و مات (ع) جائت الملعونة الي معاوية فقالت زوجني من يزيد فقال اذهبي فان امرأة لا تصلح للحسن (ع) لا تصلح لا بني يزيد الخ اقول وجدت في كتاب قلمي في وفات ابي‌محمد الحسن (ع) عن ابي‌مخنف كلمات فاحببت ايرادها بعد ما غلب علي ظني صحتها و ساق الكلام في عزم الحسن (ع) علي الخروج الي معاوية من الكوفة قال ابوالحسن البكر فجردوا السيوف في الجامع و نادوا يا ابن رسول الله (ع) ارحل بنا نصادم عسكره و نقتل رجاله حتي نرده الي الشام ذليلا حقيرا الي ان قال و قد اجتمع الناس اثنان و تسعون الفا و امر (ع) باخراج الرايات التي كانت لابيه علي بن ابيطالب (ع) ثم عقد راية جده رسول الله لاولاد المهاجرين والانصار و رايات ابيه للهاشمين و كان قد اختص من الالوية العقاب و ذات الرياض فاما العقاب فنشره رسول الله (ع) يوم فتح مكة المشرفة و كان فيه رقعة من خمار فاطمة الزهراء (ع) و ذات الرياض اهداها

[ صفحه 41]

النجاشي سلطان الحبشة و لم ير في الدنيا مثله فعقده علي رمح طويل و له ست عذبات مختلفات الالوان و أوقفه بين يديه و دفع العقاب الي ابراهيم بن مالك الأشتر و ضم اليه المهاجرين و الأنصار و كانوا يومئذ اربعين الف فارس ما فيهم من خالطه الشيب ابدا عليهم الدروع السابورية و بايديهم السيوف الهندية و الرماح الخطية يقدمهم ابراهيم ابن مالك الأشتر النخعي و عليه درع ابيه مالك الأشتر الذي قتل فيه و هو درع داودي ظاهر فوق الدروع و عليه ديباج رومي و تقلد بسيف ابيه و هو سيف عجيب حسن و علي رأسه عمامة حسناء و أسبل لها ذوابتين فاخذ الراية من يد الامام، قال: و سار مقدم الجيش ثم عقد ذات الرياض و دعا بأخيه محمد بن الحنفية و ضم اليه اربعين الف فارس من بني‌هاشم و غيرهم من الذين لم يأخذهم في دين جدهم لومة لائم عليهم الدروع الداودية قد ارخوا شعورهم الي اكتافهم و أمرهم بالمسير و علي رأسه عمامة رسول الله صلي الله عليه و آله و له نور شعشعاني كالقمر فلما هزه خفقت عذباته و أنشأ محمد بن الحنفية يقول:

يا عين جودي بالدموع السواكب
علي احمد نجل الكرام الأطايب

و من بعده فابكي لفاطمة التقي
و ابكي أبانا هازما للكتائب

فانا ليوث من سلالة هاشم
ابونا علي خير ماش و راكب

قال و سار محمد بن الحنفية ثم عقد (ع) اللواء المنشورتم نشره ففاحت منه رائحة طيبة و دفعه الي سليمان بن صرد الخزاعي بيده و سار قال: و لم يزل جيش العراق يجد السير ليلا و نهارا حتي التقي بجيش الشام و هو كالغمامة السوداء و ساق الكلام في محاربة عسكره مع عسكر زياد و لحوق عسكر الحسن (ع) بعسكر زياد و بقي الحسن عليه‌السلام فريدا و لم يبق معه الا قليل من أهل العراق و لم يرحيلة الا الرجوع لأنه لم يبق معه محارب الي ان قال فرجع الحسن (ع) يطلب الكوفة و سار هو و اخوته

[ صفحه 42]

حتي اشرف علي المدائن فقال (ع) لجابر بن عبدالله الأنصاري ما هذه المواضع؟ فقال له: هذه مدائن كسري و قد كان ابوك نزل بها لما رجع من قتال الشراة قال: فنزل (ع) عن فرسه و ساق الكلام ان قال، قال (ع): يا جابر اني أري مسجدا عاليا من ذلك الجانب فقال له: هذا مسجد بناه ابوك اميرالمؤمنين (ع) لما نزل بالايوان و فيه قبر مولاكم سلمان الفارسي قال ابومخنف: و قد تبع أالحسن عليه‌السلام رجل من عسكر زياد يقال له الجراح بن سنان في اربعة آلاف فارس و خمسمئة راجل حتي اذا كان وقت السحر هجم اللعين بهم علي الحسن (ع) فلما اشرف عليهم هبت ريح سوداء مظلمة مدلهمة يطير في وجوههم الغبار فلم يكن احد يري صاحبه فحمل الجراح و عسكره علي الحسن (ع) و كانوا ساداة عسكر زياد (لع) فقتلوا منهم اناسا كثيرة و لم يبق منهم الا أحد عشر رجلا و قتل من اخوته (ع) ثلاثة و هم يحيي و أبوالكرام و أبوالطيب و أدرك الجراح الحسن (ع) و أخذ بلجام بغلته الي ان قال و صاح الحسن (ع) قتلني عدو الله و عدو رسوله الجراح فعمد الجراح الي عمامة الحسن (ع) فاقتلعها من رأسه و علقها علي رأس رمحه و صاح يا قوم لقد قتلت الحسن انصرفوا الي اميركم زياد و اطلبوا منه الجائزة السنية فرجع عدو الله و سكنت الريح و عاد الجراح حتي وقف بين يدي زياد و أخبره بذلك و علي رمحه عمامة الحسن (ع) قال ابوالحسن البكري فبينما هو في افتخاره و اعجابه بنفسه اذا انتثرت عمامة الحسن من يده و خرجت منها نار فوقعت في لحيته فدبت النار الي جسده و جواده فاحترقا معا و صارا رمادا و وقعت العمامة الي الأرض فلم يقربها أحد من أصحاب زياد قال فارجعوها الي الحسن (ع) ثم حمل الحسن (ع) علي سريره و ادخل المدائن و اذا فيها قصر مبني بالرخام الأبيض و كان فيه المختار بن ابي‌عبيدة الثقفي و كان يومئذ صبيا مع عمه البقباق بن عبدالله فاطلع اصحاب القصر علي اصحاب الحسن فقالوا لهم من أنتم؟ فقالوا:

[ صفحه 43]

نحن أصحاب الحسن افتحوا لنا الباب ثم قال الحسن (ع) أنا الحسن و معي اخوتي و أنا مجروح و مسلوب و زياد يريد قتلي و هو في طلبي و قد قتلوا أصحابي فادخلونا قصركم هذه الليلة و في غداة غد نرتحل عنكم فقال المختار: حبا و كرامة ثم نزل علي عمه البقباق و قال له: يا عم قد أتتك الجائزة الكبري و المسرة العظمي فقال له عمه: بماذا؟ قال المختار: جاءنا الحسن (ع) و هو واقف بباب القصر و معه اخوته و شيعته و شيعة أبيه و قد سألوني الضيافة هذه الليلة و كان عامل البلد سعد بن مسعود عامل اميرالمؤمنين (ع) و كان الحسن (ع) قد أمره علي حاله فقال له عمه: و ما تفعل بالحسن و اخوته و أصحابه؟ فقال المختار: نفتح لهم الباب فاذا دخلوا نقبض عليهم و ندخلهم علي زياد و نأخذ منه الجائزة السنية فقال له عمه: قبح الله وجهك يا لكع الرجال و وثب اليه عمه بسوط كان في يده و جعل يضرب به المختار علي وجهه حتي خضبه بدمائه و قال: اياك أن تفعل ذلك فبأي وجه تلقي جدهم رسول الله (ص) و أباهم عليا غدا ثم نزل و فتح لهم الباب فدخلوا و أضافهم و أحسن اليهم الضيافة ثم دعا بطبيب نصراني فعالج الحسن (ع) و أستخرج سهما كان في عضده قال جابر بن عبدالله الأنصاري فقام الحسن (ع) و أعطي النصراني بدرة دراهم و بدرة دنانير فلما نظر النصراني الي ذلك المال ضحك حتي استلقي علي قفاه فقال له الحسن (ع) يا أخا النصارا تضحك اليوم و نحن في ضيق و مطلوبون علي طريق الحرب؟ فقال النصراني: أتدري يا مولاي أنا من متي أتوقع قدومكم؟ فقال الحسن: الله أعلم، قال اعلم منذ وقع فتح سعد بن عبدالله بن ابي‌وقاص لجزائر ففتحها و قد وقع في يدي كتاب بالسريانية من كتب تلامذة المسيح عيسي بن مريم لولده و هو يقول له: سيقدم عليك غلام صبيح الوجه من أولاد الأوصياء أبوه وصي خير الأنبياء و امه سيدة النساء فاقرئه مني السلام و ان مت فاستوص أولادك بذلك فانه الحسن و أخوه الحسين (ع) سيدا شباب أهل الجنة فهذا جري يا مولاي فجعلت

[ صفحه 44]

اراقب الأيام و الساعات و أنتظرك فلما كان وقت أوانك قلت ان كان الكتاب صحيحا فالساعة يشرف الامام علي القصر فما استتم كلامي و اذا قد أتاني المختار و هو يقول: ان عمي يقول لك: قد نزل بنا أبناء رسول الله الاكبر منهم فيه جراحات فسر اليه لتداويه، فقلت: يا نفس ما بعد ذلك من شي‌ء فاقبلت اليك اداويك و اني قد أسلمت و صدقت بجدك رسول الله (ص) و أبيك أميرالمؤمنين ولي الله و هذا المال الذي دفعته الي مقبول منك و عندي لك الف دينار و هي مع هذا المال هدية مني اليك بحق جدك المصطفي و أبيك علي المرتضي و امك فاطمة الزهراء و أخيك الحسين لا تردها علي و اقبلها مني فان جدك رسول الله (ص) كان يحب الهدية و يكره الصدقة فقال له الحسن (ع): قد قبلتها منك و قد اخبرني جدي رسول الله (ص) بذلك و أنت هو المعروف ببطرس الاكبر فقال: نعم يا مولاي، ثم قال الحسن (ع): قد رزقك الله تعالي عشرين ولدا ذكرا، فقال: نعم يا مولاي، ثم قال بطرس: ما اسم ابي؟ فقال له الحسن (ع): اسمه شمعون بن اسباط، فقال: صدقت يا سيدي و ابن سيدي، فقال له الحسن (ع): لولا اني علي طريق لأخبرتك بمولدك و شانك و عجائبك و ما جري عليك، فمضي بطرس و أحضر المال علي بغل و فرس فقبضه الحسن (ع) و أسلم علي يده و ودعه و ودع المختار و عمه البقباق فقال لهم الحسن (ع): اني عازم علي المسير الي الكوفة أقول و ساق الكلام في مسيره الي الكوفة و ان الحسين (ع) دخلها قبل الحسن (ع) و استنصرهم فلم ينصره أحد و جاء الحسن (ع) و أخذوا عيالهم الي القادسية فكتب كتابا الي المدينة الي عايشة علي يد صفوان و سار صفوان و أدركه أصحاب زياد الي ان أوصل الكتاب الي عايشة و أتي بالجواب ان اقدما الي المدينة فسار (ع) بأهل بيته الي المدينة و ذكر حربا عظيما بين أصحاب زياد و أصحابه الي ان دخل المدينة قال ابومخنف و سار الحسن (ع) و اخوته و عشيرته و شيعته و حرمه

[ صفحه 45]

الي المدينة الي حرم جده رسول الله (ص) و نزل بها و جلس في بيته كاظما غيظه متصبرا منتظرا لأمر ربه لازما بيته الي ان صار لمعاوية في خلافته عشر سنين و كان معاوية في زمان خلافته يقتل شيعة علي بن ابي‌طالب (ع) و يستأصل شأفتهم و كل حق لهم و قد اعتجب بنفسه بعد ان دخل الحسن (ع) الي المدينة و أجهر اللعين بسب علي و الحسن و الحسين علي المنابر و الأذان و الأسواق و المواسم و ذكر اميرالمؤمنين عليه‌السلام و أولاده و الارسال الي الحسن و الحسين بالوعيد و التهديد و التوعيد و أظهر الفساد و البغي و العناد لأهل البيت و تجبر و طغي و تمرد و غره ما ملك من الدنيا و أعجبه زخرفها لكنه خشي ان تخرج الدولة من يده ان مات و تنقلب دولته الي الحسن (ع) فجعل يفكر في هلاك الحسن (ع) فصار لا يهنا بطعام و لا يلتذ بشراب و لا برقاد لأجل حياة الحسن (ع) و بقائه و خشي اذا مات أن تخرج الدولة من يد ولده يزيد الي أولاد الرسول فتصير الدولة لبني هاشم الي آخر الدهر و ترتفع الدولة من بني‌امية فعند ذلك جمع خواصه و أصحاب دولته و من كان يرجع في الامور المعضلات و الأشياء المشكلات يشاورهم في هلاك الحسن (ع) بماذا يكون فاشار بعضهم بقتله جهرآ في حرم جده رسول الله و بعضهم قال: اظهر له الاحسان و اللطف و كاتبه و ادفع اليه الهدايا و اطلبه الي الشام و اقتله و قال بعضهم اقتله في المدينة سرا فلم يلتفت معاوية الي كلامهم و قال لهم: يا ويلكم ان قتلته كما تقولون لا آمن علي نفسي من بني‌هاشم و شيعتهم ان يقتلوني كما قتلت الحسن (ع) بل و يقتلون اهلي لأهله و يزول ملكي فقال بعهضم: اقتله بالسم سرا بحيث لا يعلم به أحد من قتله و يضيع دمه هدرا فقال معاوية: هذا هو الرأي و نعم ما أشرت به علي فهان عليه ما يجده ثم قال: و لمن هذا الأمر؟ قال الأشعث بن قيس الكندي «لع» و كان حاضرا أنا يا مولاي لهذا الأمر ففرح معاوية فرحا شديدا بذلك و انعم علي الأشعث انعاما كثيرة في

[ صفحه 46]

الحال و أعطاه مالا جزيلا و كان معاوية مليا من المال فقال للاشعث كيف تفعل و تعمل ذلك؟ قال: ان ابنتي جعيدة زوجة الحسن (ع) و هي اخص نسائه عنده و اذا رغبتها في المال تفعل ما أردت من سم الحسن، فقال: نعم ما ذكرت و الصواب ما اشرت به ثم ان معاوية احضر مئة الف دينار و سلمها الي الأشعث و قال له انفذها الي ابنتك جعيدة و قل لها اذا قتلت الحسن (ع) اعطيتك مئة الف دينار اخري و ازوجك بابني يزيد فقال الأشعث: الرأي عندي ان تنفذ اليها أحدا غيري يدفع اليها سما قاتلا مع المال و العطايا لأنه اذا مضيت أنا الي المدينة و علم الحسن (ع) بمكاني استوحش من ذلك و أخاف أن يفوتك ما تريد و يتحذر الحسن (ع) من ذلك قال الراوي: فاستدعي معاوية من ساعته رجلا ممن يثق به و عنده كتمان سره فارسل معه مالا جزيلا و خلعة سنية تسوي مئة الف درهم الي جعيدة و وعدها بمال جزيل غيري الذي ارسله اليها و ذكر لها ان فعلت ذلك يزوجها بابنه يزيد و أمره ان يوصلها المال سرا لكي لا يشعر به أحد، قال الراوي فتجهز الرسول للخروج و سار يجد السير ليلا و نهارا حتي دخل المدينة و نزل في الدور و أرسل الي جعيدة بعض النساء سرا فجاءت اليه و أخبرها بالقصة من أولها الي آخرها و ضمن لها بمال جزيل اذا قتلت الحسن و أن يزوجها بولده يزيد بعد ذلك فاطمأنت لذلك و كانت اللعينة علي رأي أبيها الأشعث و كان السبب في تزويج الحسن (ع) بها ان اباها كان قد نفاه اميرالمؤمنين (ع) من الكوفة فلما قبض اتي الأشعث الي الحسن (ع) و بايعه و حلف له بالايمان المغلظة انه لا يخالفه و لا يفعل ما كان يكرهه اميرالمؤمنين و انه من شيعته و مواليه يوالي من يواليه و يعادي من يعاديه فقبله الحسن (ع) و كان الملعون له ابنة حسنة فائقة بالحسن و الجمال موصوفة بالجمال و الكمال يقال لها جعيدة فسئله الحسن (ع) ان يتزوجها لكي يتوصل الي قبوله و تنفرش محبته في قلبه فاجابه الأشعث الي ذلك فتزوجها الحسن (ع) فلما

[ صفحه 47]

استقر الأمر لمعاوية مضي اليه الأشعث و رجع الي ما كان عليه من الجحود و الطغيان و أظهر العداوة و البغضاء للحسن (ع) و أهل بيته و أشار علي معاوية بما ذكرناه من قتل الحسن (ع) و لما علمت جعيدة بقصة ابيها مع معاوية و انه هو الذي أشار عليه بقتل الحسن (ع) فرحت بذلك فرحا شديدا و قالت للنساء اللاتي اتين اليها كفيتم شر ما تحذرون ثم أمرت بعض جواريها بقبض المال و الخلع و الهدايا سرا ثم ان الملعونة اخذت في خدمة الحسن (ع) و توصلت الي قتله بكل ما يمكن زمانا طويلا حتي علمت و تيقنت ميل الحسن (ع) اليها فعمدت الي السم الناقع القاتل المرسول اليها فجعلته في أطيب الطعام و قدمته اليه و صارت تمازحه و كان (ع) لا يأكل لقمة الا و هي تروحه و تمازحه و تشاغله بالحديث و الكلام اللين العذب الرطب حتي أمعن في أكله و بلغت الملعونة مرادها من قتله ثم رفعت باقي الطعام من بين يديه و دفنته في حفيرة لئلا يأكل منه أحد غيره قال الراوي فمرض الحسن (ع) و كان كل يوم يزيد و جسمه ينقص و كانت تظهر له المحبة و تعمل له الأدوية و تريه الشفقه و تتوجع له و تبكي في وجهه و تخدمه في مرضه فبقي علي ذلك اربعين يوما قال ابومخنف بعد ان قبض الحسن (ع) رحلت جعيدة الي ابيها الأشعث بالشام و سألت معاوية بان يزوجها بابنه يزيد فسألها معاوية عن صفات الحسن (ع) و اذا هي عكس صفات يزيد فقال لها اذا كنت قتلت الحسن (ع) و هو جامع لهذه الصفات الحسنة فكيف لا تقتلين يزيد و هو بعكس صفات الحسن (ع) ثم انه أمر بقتلها في الحال فقتلت و خلد الله بروحها في النار و ساق الكلام الي ان قال أوصي الي اخيه الحسين (ع) بما أوصي اليه ابوه و جده من أسرار الولاية و العلوم الربانية و نصبه علما و خليفة للناس و أمر اخوته و أولاده و أهل بيته و شيعته و مواليه و أحبائه بمتابعة اخيه الحسين (ع) ثم قال اوصيك يا أخي بأهلي و ولدي خيرا و اتبع ما أوصي به جدك و أبوك و امك عليهم افضل الصلوات و السلام ثم ان الحسين (ع)

[ صفحه 48]

بكي بكاء شديدا حتي غشي عليه فلما افاق قال له الحسن (ع) يا اخاه لا تحزن علي فان مصابك اعظم من مصيبتي و رزئك اعظم من رزئي فانك تقتل يا اباعبدالله الحسين بشط الفرات بأرض كربلا عطشانا لهيفا وحيدا فريدا مذبوحا يعلو صدرك اشقي الامة و يحمحم فرسك و يقول في تحمحمه الظليمة الظليمة من امة قتلت ابن بنت نبيها و تسبي حريمك و يؤتم اطفالك و يسيرون حريمك علي الأقتاب بغير وطاء و لا فراش و يحمل رأسك يا اخي علي رأس القنا بعد ان تقتل و يقتل انصارك فياليتني كنت عندك اذب عنك كما يذب عنك انصارك بقتل الأعداء و لكن هذا الامر يكون و أنت وحيد لا ناصر لك منا و لكن لكل اجل كتاب يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده ام‌الكتاب فعليك يا اخي بالصبر علي البلاء حتي تلحق بنا و ساق الحديث الي ان قال فبكي الحسين عليه‌السلام بكاءا شديدا و قال يا اخي يعز علي فراقك ثم انه بكي باعلي صوته و انتحب باكيا فمنعه الحسن (ع) من البكاء بعد ما كثرت الرنة عليه و الصياح من اخوته و أخواته و نسائه و أولاده و جميع أهل بيته و شيعته ثم قال الحسن (ع) لاخيه الحسين عليه‌السلام احضر لي يا أخي أولادي و أهلي فاحضرهم عنده فادار عينيه فيهم و قال لهم ايها الحاضرون اسمعوا و انصتوا ما اقول لكم الآن هذا الحسين اخي امام بعدي فلا امام غيره الا فليبلغ الحاضر الغائب و الوالد الولد و العبد و الذكر و الانثي و هو خليفتي عليكم لا احد يخالفه منكم فمن خالفه كفر و ادخله الله النار و بئس الفرار و نحن ريحانتا رسول الله و سيدا شباب اهل الجنة فلعن الله من يتقدم او يقدم علينا احدا فيعذبه الله عذابا اليما و اني ناص عليه كما نص رسول الله (ص) علي اميرالمؤمنين كما نص ابي علي و هو الخليفة بعدي من الله و من رسوله ثم التفت الي الحسين (ع) و الي اخوته و حرمه و اولاده و قال لهم حفظكم الله استودعكم الله الله خليفتي عليكم و كفي به خليفة و اني منصرف عنكم و لاحق بجدي و ابي و امي و اعمامي ثم قال عليكم

[ صفحه 49]

السلام يا ملائكة ربي و رحمة الله و بركاته ثم انه وجه وجهه الي القبلة و غمض عينيه و مد يديه و رجليه بنفسه مستلقيا مصرحا بشهادة ان لا الا الا الله وحده لا شريك له و ان محمدا عبده و رسوله و ان الخليفة من بعده بلافصل علي بن ابي‌طالب ثم انه قضي نحبه و لقي ربه ففاضت نفسه المقدسة فلما فاضت اخذها الحسين (ع) و مسح بها وجهه و صاح عليه معولا و نادي وا اخاه وا خبيتاه وا حسناه وا قلة ناصراه من لي عون بعدك يا اخي فضج الناس كلهم بالبكاء و النحيب و ارتجت المدينة بأسرها و ضجت عليه ضجة واحدة و علا نحيب أولاده و نسائه و اخوته و اخوانه و كان فقده كفقد جده رسول الله (ص) يوم مات فصاحت ام‌كلثوم و لطمت خدها و نشرت شعرها و نادت وا حسناه وا محمداه وا علياه وا فاطمتاه فراقك يا اخي اثكلني و انحلني و تركني عليك حزينة لا تنطفي حر زفرتي بالامس علي فقد جدي و ابي و امي و اليوم عليك يا اخي و صاحت زينب وا اخاه وا حسناه وا سنداه وا لهفاه وا قلة ناصراه يا اخي من الوذبه بعدك و حزني عليك لا ينقطع طول عمري ثم انها بكت علي اخيها و هي تلثم خديه و تتمرغ عليه و تبكي عليه طويلا و ساق الكلام في ان العباس رثاه باكيا حزينا يحثو التراب علي وجهه و يصيح الي ان قال و كان ابن‌الحنفية بالبادية فلما سمع بموت اخية اقبل الي المدينة و قال للحسين (ع) السلام عليك يا اخاه احسن الله لك العزاء لقد عظمت رزيتك و جلت مصيبتك يفقد اخيك الحسن (ع) فوا اسفاه علي بهجة القلب و ثمرة الفؤاد وا حسرتاه بعدك لا تنقطع ابدا و قد صيرتنا عرضة للاحزان ثم خنقته العبرة فلم يملك نفسه دون ان سقط الي الأرض مغشيا عليه. انتهي من ابي‌مخنف في ما جري علي السيد الممتحن ابي‌محمد الحسن عليه‌السلام.

[ صفحه 50]

في رحلته و وصاياه

في البحار عن الصادق (ع) قال ان الاشعث بن قيس لعنه الله شرك في دم اميرالمؤمنين عليه‌السلام و ابنته جعدة سمت الحسن (ع) و ابنه محمدا شرك في دم الحسين (ع) و في رواية ان جعدة كانت بنت محمد بن الاشعث بذل لها معاوية عشرة آلاف دينار و قطاعات كثيرة من شعب سور او سواد الكوفة و حمل اليها سما فجعلته في طعام و وضعته بين يديه فلما اكله جري السم في بدنه فيئس من نفسه و قال انا لله و انا اليه راجعون و الحمد لله علي لقاء محمد سيد المرسلين و ابي سيد الوصيين و امي سيدة نساء العالمين و عمي جعفر الطيار في الجنة و حمزة سيدالشهداء صلي الله عليهم فاستمسك السم في بطنه حتي قطع كبده قطعة قطعة قال الدميري في حياة الحيوان فمكث شهرين يرفع من تحته في اليوم كذا و كذا مرة طشت من دم و كان يقول (ع) سقيت السم مرارا ما اصابني فيها ما اصابني في هذه المرة لقد لفظت قطعة من كبدي فجعلت اقلبها بعود معي.
في البحار لما حضرت الحسن بن علي بن ابي‌طالب (ع) الوفاة بكي فقيل يا ابن رسول الله اتبكي و مكانك من رسول الله (ص) مكانك الذي انت به و قد قال رسول الله فيك ما قال و قد حججت عشرين حجة ماشيا و قد قاسمت ربك مالك ثلاث مرات حتي النعل و النعل فقال (ع) ابكي لخصلتين هول المطلع و فراق الاحبه.
اقول و في بعض الاخبار انه (ع) سقي السم ست مرات و في السادسة اشتد علي الحسن (ع) المرض والوجع و وقع في فراشه و بقي مريضا اربعين صباحا حتي قطعت احشائه و امعائه في البحار عن جنادة بن ابي‌امية قال دخلت علي الحسن بن علي عليه‌السلام في مرضه الذي توفي فيه و بين يديه طشت يقذف عليه الدم و يخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي سقاه معاوية بن ابي‌سفيان فقلت يا مولاي لم لا تعالج نفسك؟ فقال يا عبدالله بماذا اعالج الموت؟ قلت انا لله و انا اليه راجعون ثم التفت (ع)

[ صفحه 51]

فقال والله لقد عهد الينا رسول الله (ص) ان هذا الأمر يملكه اثني عشر اماما من ولد علي و فاطمة صلوات الله عليها و عليهم ما منا الا مسموم أو مقتول ثم رفعت الطشت و بكي فقلت له عظني يا ابن رسول الله قال نعم استعد لسفرك و حصل زادك قبل حلول اجلك و اعلم انك تطلب الدنيا و الموت يطلبك و لا تحمل هم يومك الذي لم يأت علي يومك الذي انت فيه و اعلم انك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك الا كنت فيه خازنا لغيرك و اعلم ان الدنيا في حلالها حساب و في حرامها عقاب و في الشبهات عتاب فانزل الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما يكفيك فان كان ذلك حلالا كنت قد زهدت فيه و ان كان حراما لم يكن فيه وزر فاخذت كما اخذت من الميتة و ان كان العتاب فان العتاب يسير و اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا و اعمل لآخرتك كانك تموت غدا و اذا اردت عزا بلا عشيرة و هيبة بلا سلطان فاخرج من ذل معصية الله الي عز طاعة الله عزوجل و اذا نازعتك الي صحبة الرجال حاجة فاصحب من اذا صحبته زانك و اذا خدمته صانك و اذا اردت منه معونة اعانك و ان قلت صدق قولك و ان صلت شد صولتك و ان مددت يدك بفضل مدها و ان بدت منك ثلمة سدها و ان رأي منك حسنة عدها و ان سألته اعطاك و ان سكت عنه ابتداك و ان نزلت بك احدي الملمات و اساك من لا تأتيك منه البوائق و لا تختلف عليك منه الطرائق و لا يخذلك عند الحقائق و ان تنازعتما مقتسما آثرك قال ثم انقطع نفسه و اصفر لونه حتي خشيت عليه و دخل الحسين (ع) و الأسود بن ابي‌الأسود معه فانكب عليه حتي قبل رأسه و بين عينيه ثم قعد عنده فتسارا جميعا فقال ابوالاسود انا لله و انا اليه راجعون ان الحسن (ع) قد لعيت اليه نفسه و قد أوصي الي الحسين (ع) قال المجلسي عطر الله مرقده روي في بعض تأليفات اصحابنا ان الحسن (ع) لما دنت وفاته و نفذت ايامه و جري السم في بدنه تغير لونه و اخضر جسده فقال له الحسين (ع) يا أخي مالي اري لونك مائلا الي

[ صفحه 52]

الخضرة فبكي الحسن (ع) و قال يا اخي لقد صح حديث جدي في وفيك ثم اعتنق الحسين (ع) طويلا و بكيا كثيرا فسئل عن ذلك فقل اخبرني جدي (ص) قال لما دخلت ليلة المعراج في روضات الجنان و مررت علي منازل اهل الايمان رأيت قصرين عاليين متجاورين علي صفة واحدة الا ان احدهما من الزبرجد الاخضر و الآخر من الياقوت الاحمر فقلت يا جبرئيل لمن هذان القصران؟ فقال احدهما للحسن و الآخر للحسين فقلت يا جبرئيل فلم لم يكونا علي لون واحد؟ فسكت و لم يرد جوابي فقلت لم لا تتكلم؟ فقال حياء منك فقلت له سألتك بالله الا ما اخبرتني فقال اما خضرة قصر الحسن (ع) فانه يموت بالسم و يخضر لونه عند موتة و اما حمرة قصر الحسين (ع) فانه يقتل و يذبح و يحمر بالدم فعند ذلك بكيا و ضج الحاضرون بالبكاء و النحيب.
اقول ان الحسين (ع) رأي خضرة لون الحسن (ع) عند مماته و هل رأي الحسن (ع) حمرة وجه الحسين (ع)؟ نعم راي ليلة الحادي عشر من المحرم فرآه مرملا بدمه... الخ).

ذا قاذف كبدا له قطعا و ذا
في كربلاء مقطع الاعضاء

في شهادته و وصيته

في البحار دخل الحسن (ع) يوما علي رسول الله (ص) فلما رآه بكي ثم قال الي الي يا بني فما زال يدنيه حتي اجلسه علي فخذه الايمن و سأل عن بكائه فقال اما الحسن (ع) فانه ابني و ولدي و مني و قرة عيني و ضياء قلبي و ثمرة فؤادي و هو سيد شباب اهل الجنة و حجة الله علي الامة امره امري و قوله قولي فمن تبعه فانه مني و من عصاه فليس مني و اني لما نظرت اليه ذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي فلا

[ صفحه 53]

يزال الامر به حتي يقتل بالسم ظلما و عدو انا فعند ذلك تبكي الملائكة و السبع الشداد لموته و يبكيه كل شي‌ء حتي الطير في جو السماء و الحيتان في جوف الماء فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمي العيون و من حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب و من زاره في البقيع ثبتت قدماه علي الصراط يوم تزل فيه الاقدام اللهم ارزقنا زيارته، نعم قبره الشريف في البقيع دفن مع جدته فاطمة بنت اسد علي حسب ما اوصي، و في رواية دفن (ع) و امه سيدة النساء في قبر واحد.
اقول ما بال عائشة و حفصة ترثان رسول الله (ص) و فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله منعت من الميراث يدفن فلان و فلان مع رسول الله (ص) و يمنع الحسن (ع) الذي هو فلذة كبده من الدفن عنده و كان الحسن (ع) يعلم ان القوم يمنعون من ان يدفن عند جد، و لذا اوصي الي الحسين (ع) ان يدفنه عند جدته فاطمة لما اوصاه بوصاياه في البحار دخل عليه الحسين (ع) في مرضه و قال يا اخي كيف تجد نفسك؟ قال انا في آخر يوم من ايام الدنيا و أول يوم من ايام الآخرة علي كره مني لفراقك و فراق اخوتي ثم قال استغفر الله علي محبة مني للقاء رسول الله و اميرالمؤمنين و فاطمة و جعفر و حمزة ثم اوصي اليه و سلم اليه الاسم الأعظم و مواريث الأنبياء التي كان اميرالمؤمنين سلمها اليه ثم قال يا اخي اذا مت فغسلني و حنطني و كفني و احملني الي قبر جدي حتي تلحدني الي جانبه فان منعت من ذلك فبحق جدك رسول الله (ص) و ابيك اميرالمؤمنين و امك فاطمة الزهراء ان لا تخاصم احدا و اردد جنازتي من فورك الي البقيع حتي تدفني مع امي فقال الحسين (ع) يا اخي اريد ان اعلم حالك عند الموت؟ فقال الحسن (ع) سمعت النبي (ص) يقول لا يفارق العقل منا اهل البيت ما دامت الروح فينا فضع يدك في يدي حتي اذا عاينت ملك الموت اغمز يدك فوضع يده في يده فلما كان بعد ساعة غمز يده غمزا خفيفا فقرب الحسين (ع) اذنه من فيه

[ صفحه 54]

فقال الحسن (ع) اخي هذا ملك الموت يقول لي ابشر فان الله عنك راض و جدك شافع ثم سكن انينه و عرق جبينه و مال وجهه الي الخضرة و مد يديه و رجليه و غمض عينيه و فارقت روحه الطيبة، حمله الحسين (ع) و غسله و حنطه و كفنه و حمل جنازته علي السرير و تزاحمت الرجال و النساء خلف الجنازة و كان كيوم مات فيه رسول الله و تزوج الحسن (ع) ثلثمئة امرأة و هذه النساء خرجن كلها خلف الجنازة بالصياح و النياح.
اقول و لما حملوا راس الحسين (ع) علي الرمح خرجت خلفه اربع و ثمانون من اخوانه و نسائه و بناته و لكن ان دمعت منهم عين قرع رأسه بكعب الرمح و لما حملوا جنازة الحسن (ع) ركب مروان بن الحكم طريد رسول الله (ص) بغلة و اتي عائشة و قال يا ام‌المؤمنين ان الحسين يريد ان يدفن اخاه مع رسول الله (ص) و انه ان دفن معه ليذهبن فخر ابيك و صاحبه عمر الي يوم القيامة، قالت فما اصنع يا مروان قال الحقي به و امنعيه من ان يدفن معه، قالت و كيف الحقه؟ قال اركبي بغلتي هذه فنزل عن بغلته و ركبتها و كانت تحرض بني‌اميه علي منعه فلما قربت من قبر رسول الله (ص) و كان قد وصلت جنازة الحسن (ع) فرمت بنفسها عن البغلة و قالت والله لا يدفن الحسن (ع) هاهنا ابدا او تجز هذه و اومت بيدها الي شعرها، فقام ابن‌عباس و قال يا حميراء ليس يومنا منك بواحد يوم علي الجمل و يوم علي البغلة اما كفاك ان يقال يوم الجمل حتي يقال يوم البغلة يوم علي هذا و يوم علي هذا بارزة عن حجاب رسول الله تريدين اطفاء نور الله و الله متم نوره و لو كره المشركون انا لله و انا اليه راجعون.

ايا بنت ابي‌بكر
لا كان و لا كنت

لك التسع من الثمن
ففي الكل تصرفت


[ صفحه 55]


تجملت تبغلت
و ان عشت تفيلت

فقالت له اليك عني اف لك و لقومك و صاحت بالقوم يا ويلكم انتم وقوف و بنوهاشم هكذا يخاصون معي امنعوهم عني فلما سمعت بنوامية ذلك وضع كل منهم سهما في كبد قوسه و رموا جنازة الحسن (ع) بالسهام فعند ذلك صرخت بنوهاشم و جردوا سيوفهم و هموا علي ان يحاربوهم و يجادلوهم فقال الحسين (ع) الله الله لا تضيعوا وصية اخي فانه اقسم علي ان لا اخاصم فيه احدا و ان ادفنه في البقيع مع امه اعدلوا به الي البقيع فعدلوا به و دفنوه في البقيع مع جدته فاطمة بنت اسد و في خبر دفن (ع) و امه سيدة النساء في قبر واحد.
اقول دفن الحسن (ع) مع امه و دفن الحسين (ع) ايضا مع امه لان في الخبر دفن راس الحسين (ع) بالمدينة مع الزهراء ساعد الله قلب الحسين لما وضع الجنازة علي الارض سل من الاكفان سبعين نبلا فلما و اراه في لحده و أهال عليه التراب اخذ العمامة من علي راسه و القي بنفسه علي القبر و وضع راسه علي القبر و انشأ يقول:

اادهن راسي ام تطيب محاسني
و راسك معفور و انت سليب

بكائي طويل و الدموع غزيرة
و انت بعيد و المزار قريب

فلا زلت ابكي ما تغنت حمامة
عليك و ما هبت صبا و جنوب

غريب و اطراف البيوت تحوطه
الا كل من تحت التراب غريب

فليس حريبا من اصيب بماله
و لكن من واري اخاه حريب

و له ايضا في رثائه و في رثائه للفضل بن عباس

ان لم امت اسفا عليك فقد
اصبحت مشتاقا الي الموت

اصبح اليوم ابن‌هندا منا
ظاهر النخوة اذ مات الحسن


[ صفحه 56]


رحمة الله عليه انما
طالما اشجي ابن‌هندو ارن

استراح اليوم منه بعده
اذ ثوي رهنا لاحداث الزمن

فارتع اليوم ابن‌هند آمنا
انما يقمص بالعير السمن

لسليمان بن قتبه في رثائه

يا كذب الله من نعي حسنا
ليس لتكذيب نعيه حسن

كنت خليلي و كنت خالصتي
لكل حي من اهله سكن

اجول في الدار لا اراك و في
الدار اناس جوارهم غبن

بدلتهم منك ليت انهم
اضحوا و بيني و بينهم عدن

خاتمة الكتاب

في تاريخ ولادته و مدة عمره و تاريخ شهادته و فضل زيارته و عدد اولاده و ازواجه عليه‌السلام عن الصادق (ع) بينما الحسن (ع) يوما في حجر رسول الله (ص) اذ رفع راسه فقال يا جداه ما لمن زارك بعد موتك؟ قال يا بني من اتاني زائرا بعد موتي فله الجنة و من اتاك زائرا بعد موتك فله الجنة و من اتي اباك زائرا بعد موته فله الجنة و قال (ص) من زار الحسن (ع) في البقيع ثبتت قدماه علي الصراط يوم تزل فيه الاقدام.
اقول يعز علي رسول الله (ص) لو نظرت عيناه الي الحسن (ع) الذي هو فلذة كبده حين رموا جنازته بالسهام حتي سل منها سبعون نبلا يا موالي فلو عاينكم المصطفي و سهام الامة معرفة في اكبادكم و رماحهم مشرعة في نحوركم و سيوفهم مولعة في دمائكم و انتم بين صريع في المحراب قد فلق السيف هامته و شهيد فوق الجنازة قد

[ صفحه 57]

شبكت بالسهام اكفانه و قتيل بالعراء قد رفع فوق القناة رأسه و مكبل في السجن قد رضت بالحديد أعضائه و مسموم قد قطعت بجرع السم أمعائه. الخ (قضي نحبه و له (ع) من العمر خمس و أربعون سنة و قيل سبع و أربعون سنة ولد في النصف من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث من الهجرة و قبض (ع) في آخر صفر أو الثامن و العشرين من صفر أو سابع عشر أو في يوم السابع من شهر صفر المظفر و كان بينه و بين اخيه الحسين (ع) مدة الحمل و كان حمل ابي‌عبدالله ستة اشهر و قبره الشريف في البقيع دفن مع جدته فاطمة بنت أسد و في خبر دفن و امه فاطمة في قبر واحد).
و له زوجات كثيرة حتي قيل تزوج ثلثمئة امرأة في البحار ان الحسن بن علي عليه‌السلام طلق خمسين امرأة فقام علي (ع) بالكوفة فقال يا معشر أهل الكوفة لا تنكحوا الحسن (ع) فانه رجل مطلاق فقام اليه رجل فقال بلي والله لنكحنه انه ابن رسول الله (ص) و ابن‌فاطمة فان اعجبه امسك و ان كره طلق، في المناقب خطب الحسن بن علي (ع) الي عبدالرحمن بن الحارث بنته فاطرق عبدالرحمن ثم رفع رأسه و قال والله ما علي وجه الأرض من يمشي عليها اعز علي منك و لكنك تعلم ان ابنتي بضعة مني و أنت مطلاق فاخاف ان تطلقها و ان فعلت خشيت ان يتغير قلبي عليك لأنك بضعة من رسول الله (ص) فان شرطت ان لا تطلقها زوجتك فسكت الحسن (ع) و قام و خرج فسمع منه يقول ما أراد عبدالرحمن الا ان يجعل ابنته طوقا في عنقي و خطب (ع) الي منظور بن ريان ابنته خولة فقال والله اني لانكحنك و اني لاعلم انك غلق طلق ملق غير انك اكرم العرب بيتا و اكرمهم نفسا فولدت منه الحسن ابن الحسن المثني.
في البحار و كان الحسن بن الحسن حضر مع عمه الحسين (ع) يوم الطف و قاتل في نصرة عمه حتي وقع جريحا و به رمق من الحياة فلما قتل الحسين (ع) و اسر الباقون

[ صفحه 58]

من اهله جاء اسماء بن خارجة فانتزعه من بين القتلي و قال والله لا يوصل الي ابن‌خولة ابدا فقال عمر بن سعد دعوا لابي‌حسان ابن اخته فجاء به الي الكوفة و هو جريح فداواه و رجع الي المدينة و روي ان الحسن بن الحسن خطب الي عمه الحسين (ع) احدي ابنتيه فقال له الحسين (ع) اختر يا بني احبهما اليك فاستحيي الحسن (ع) و لم يحر جوابا فقال له الحسين (ع) فاني قد اخترت لك ابنتي فاطمة فهي اكثرهما شبها بفاطمة امي بنت رسول الله (ص) فزوجها منه و كانت تشبه بالحور العين لحسنها و جمالها و قبض الحسن بن الحسن (ع) و له خمس و ثلاثون سنة فلما مات الحسن بن الحسن حزنت فاطمة بن الحسين (ع) عليه حزنا شديدا بحيث ضربت علي قبره فسطاطا و كانت تقوم الليل و تصوم النهار الي رأس السنة فلما كانت رأس السنة قال لمواليها اذا اظلم الليل فقوضوا هذا الفسطاط فلما قوضوها سمعت قائلا يقول هل وجدوا ما فقدوا؟ فاجابه آخر يئسوا فانقلبوا و أولاده (ع) خمسة عشر ولدا ذكرا و انثي زيد بن الحسن عليه‌السلام و اختاه ام‌الحسن و ام‌الحسين امهم ام بشر بنت ابي‌مسعود بن عقبة ابن‌عمرو بن ثعلبة الخزرجية و الحسن بن الحسن المثني امه خولة بنت منظور الفزارية و عمرو بن الحسن و اخواه القاسم و عبدالله امهم ام‌ولد و عبدالرحمن بن الحسن امه ام‌ولد و الحسين بن الحسن (ع) الملقب بالأثرم و أخوه طلحة بن الحسن (ع) و اختهما فاطمة بنت الحسن (ع) امهم ام‌اسحق بنت طلحة بن عبدالله التميمي و ام‌عبدالله و فاطمة و ام‌سلمة و رقية بنات الحسن لا مهات شتي قيل له من الأولاد ستة عشر و زيد فيهم ابوبكر بن الحسن (ع) و قيل قتل مع عمه الحسين (ع) و يحتمل ان اسمه أحمد بن الحسن (ع).
في البحار ماتت بنت من الحسن بن علي (ع) فكتب قوم من اصحابه كتابا اليه يعزونه عن ابنته فكتب (ع) اليهم أما بعد فقد بلغني كتابكم تعزونني بفلانة

[ صفحه 59]

فعند الله احتسبها تسليما لقضائه و صبرا علي بلائه فان اوجعتنا المصائب و فجعتنا النوائب بالأحبة المألوفة التي كانت بنا حفية و الاخوان المحبين الذين كان يسر بهم الناظرون و تقربهم العيون اضحوا قد اخترمتهم الأيام و نزل بهم الحمام فخلفوا الخلوف و أودت بهم الحتوف فهم صرعي في عساكر الموتي متجاورون في غير محلة التجاور و لا صلات بينهم و لا تزاور و لا يتلاقون عن قرب جوارهم اجسامهم نائية من أهلها خالية من اربابها قد اجشعها اخوانها فلم ار مثل دارها دارا و لا مثل قرارها قرارا في بيوت موحشة و طلول مضجعة قد صارت في تلك الديار الموحشة و خرجت من الديار المؤنسة ففارقتها من غير قلي فاستودعتها للبلي و كانت امة مملوكة سلكت سبيلا مسلوكة صار اليها الاولون و سيصير اليها الآخرون و السلام.

تنبيه

حواري الحسن بن علي عليه‌السلام اثنان سفيان بن ابي‌ليلي الهمداني و حذيفة بن اسيد الغفاري. انتهي هذا آخر ما أوردنا في أحوال الامام الهمام و فلذة كبد سيد الأنام عليه الصلاة و السلام يعني السبط
الاكبر و النور الازهر سراج الامة و مصباح الائمة الحسن بن علي (ع)

پاورقي

[1] القود: بالفتح القصاص.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.