معارج الوصول الي معرفة فضل آل الرسول و البتول عليهم السلام

اشارة

مؤلف: زرندي، محمد بن يوسف
محقق: محمودي، محمدكاظم
موضوع اصلي: زندگاني
موضوع فرعي: اهل تسنن
زبان: عربي
نوع مدرك: كتاب چاپي
محل نشر: ايران، قم
ناشر: مجمع احياء الثقافة الاسلامية
تاريخ نشر: ١٣٨٣ ش، ١٤٢٥ ق
نوبت چاپ: اول
تعداد صفحات: ٢٧٢
قطع و اندازه: وزيري
نوع جلد: گالينگور
محل در كتابخانه: ٣١/٣/٠/٢٦
شماره اختصاصي: « ٩٧٩٣ »

الامام الحسن المجتبي

اشاره

العالي المباني، الزاهد الولي، القانت الزكي، سبط الرسول النبي، و ابن‌المرتضي الصفي، المجتبي الوفي، أبومحمد الحسن بن علي.
كان رضي الله عنه سيدا حليما، سخيا كريما، ورعا عطوفا، رحيما رؤوفا، ريحانة الرسول، و ابن بنته البتول، المجتبي المرتجي، سبط المصطفي، و ابن‌المرتضي، صاحب الجود و المنن، القائم بالفرائض و السنن، أبامحمد حسن، المقتول بالسم النقيع، المدفون بأرض البقيع.
ولد رضي الله عنه ليلة النصف من رمضان سنة ثلاث [1] ، و قيل: سنة اثنتين من الهجرة. [2] .
و قال جعفر بن محمد: ولد عام غزوة أحد قبل الوقعة. [3] .
فلما ولد جاء رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم قال: ما سميتم ابني؟
قال علي: فقلت: سميته حربا، و كنت أحب الحرب.

[ صفحه 54]

فقال النبي سمه حسنا. [4] .
وعق عنه صلي الله عليه [و آله] و سلم بكبش، و أمر بحلق شعره يوم سابعه، و أن يتصدق بزنته فضة [5] .
و مات رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم و له سبع سنين و أشهر [6] ، و قيل: ثمان سنين [7] ، و بقي بعد مصالحة معاوية عشر سنين [8] .
و قال النبي صلي الله عليه [و آله] و سلم يوما في حقه و قد صعد به المنبر: ان ابني هذا سيد، و لعل الله تعالي أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين [9] .
فوقع ذلك كما أخبر النبي صلي الله عليه [و آله] و سلم و أصلح الله به بين أهل الشام و العراق؛ لأن الخلافة لما أفضت اليه، سار الي أهل الشام و سار أهل الشام اليه، فلما اجتمعوا بمكان يقال له «مسكن» من ناحية الأنبار، علم الحسن أن احدي الطائفتين لن تغلب حتي يذهب أكثر الأخري، فتورع عن القتال و ترك الملك و الدنيا رغبة في ما عند الله عزوجل، و قال: ما أحب أن ألي أمر أمة محمد صلي الله عليه [و آله] و سلم علي أن يراق في ذلك محجمة دم [10] .

[ صفحه 55]

فصالح أهل الشام و ترك الخلافة لمعاوية علي أشياء اشترطها عليه، فقبلها منه و أعطاه اياها [11] ، و ذلك في جمادي الأولي سنة احدي و أربعين [12] .
فقال أصحاب الحسن: يا عار المؤمنين.
فقال الحسن رضي الله عنه: العار خير من النار [13] .
و لما رجع و دخل الكوفة جاءه قوم مسلمون عليه، فقالوا: السلام عليك يا مذل المؤمنين.
فقال: اني لم أذل المؤمنين، ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك [14] .
ففي هذا الحديث دليل علي أن احدي الفئتين لم تخرج عن الاسلام بما كان منها في تلك الفتنة من قول أو فعل؛ لأن النبي صلي الله عليه [و آله] و سلم جعلهم كلهم مسلمين، مع كون احدي الطائفتين مصيبة و الأخري مخطئة. [15] و هكذا سبيل كل متأول فيما يتعاطاه

[ صفحه 56]

من رأي و مذهب اذا كان له فيما تناوله شبهة، و ان كان مخطئا في ذلك؛ و لهذا اتفقوا علي قبول شهادة أهل البغي و نفوذ قضاء قاضيهم.
و في الحديث أيضا دليل علي أنه لو وقف شيئا علي أولاده يدخل فيهم ولد الولد [16] ؛ لأن النبي صلي الله عليه [و آله] و سلم سمي ابن ابنته ابنا. [17] .
و السيد: قيل: معناه: الذي لا تغلبه عصبة [18] .
و قيل: الذي يفوق قومه في الخير. [19] .
و قيل: السيد الحليم. [20] و هذه الأوصاف اجتمعت في الحسن رضي الله عنه.

[ صفحه 57]

مناقبه و مكارم اخلاقه

و كان كثير الاجتهاد في الخير و العبادة و التصديق.
قال علي بن زيد: حج الحسن خمس عشرة مرة علي رجليه من المدينة الي مكة، و ان النجائب لتقاد معه. و قال: اني لأستحي من الله عزوجل أن ألقاه و لم أمش الي بيته، فمشي عشرين مرة من المدينة الي مكة، و قاسم الله عزوجل ماله ثلاث مرات، حتي كان يمسك نعلا و يتصدق بنعل، و يمسك خفا و يتصدق بخف [21] .
و فيما يؤثر من سخائه رضي الله عنه أنه سمع رجلا ساجدا يسأل ربه عزوجل عشرة آلاف درهم، فانصرف الي منزله و بعث بها اليه [22] .
و يروي: أن رجلا كتب اليه رقعة في حاجة و دفعها اليه، فقال له قبل أن ينظر في رقعته: يا هذا حاجتك مقضية.
فقيل له: يا ابن رسول الله، لو نظرت في رقعته ثم رددت الجواب علي قدر ذلك.
فقال: اني أخاف أن يسألني الله عزوجل عن ذل مقامه بين يدي حتي أقرأ رقعته.
و كتب اليه رجل آخر هذه الأبيات:

غربة تتبع قله
ان في الفقر مذله

يا ابن خير الناس أما
يا ابن أكرمهم جبله

لا يكن جودك لي
بل يكن جودك لله

و أعطاه الحسن رضي الله عنه دخل العراق، فقيل له: يا ابن بنت رسول الله تعطي دخل

[ صفحه 58]

العراق سنة علي ثلاثة أبيات من الشعر؟!
فقال: أما سمعتم ما قال:

لا يكن جودك لي
بل يكن جودك لله

فلو كانت الدنيا كلها لي و أعطيته اياها، كانت في ذات الله قليلا [23] .
و سأله رجل آخر حاجة، فقال له: يا هذا حق سؤالك اياي يعظم لدي، و معرفتي بما يجب لك يكبر لدي، و يدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله.
و الكثير في ذات الله قليل، و ما في يدي وفاء لشكرك، فان قبلت الميسور، و رفعت عني مؤنة الاحتفال و الاهتمام لما أتكلف من واجبك، فعلت.
فقال الرجل: يا ابن رسول الله أقبل و أشكر العطية و أعذر علي المنع.
فدعا الحسن بوكيله و جعل يحاسبه علي نفقاته، فوجده قد بقي عنده خمسون ألف درهم و خمسمائة دينار، فدفعها اليه و قال له: هات من يحملها لك، فأتي بحمالين، فدفع الحسن رضي الله عنه رداءه لهما و قال لهما: هذا أجرة حملكما و لا تأخذا منه شيئا.
فقال له مواليه: و الله ما عندنا درهم.
فقال: لكني أرجو أن يكون لي عندالله أجر عظيم [24] .
و قال رضي الله عنه: لئن أقضي لمسلم حاجة أحب الي من أن اصلي ألف ركعة؛ لأن الله عزوجل في عون العبد مادام العبد في عون أخيه المسلم.
و كان الحسن رضي الله عنه يشبه رسول الله ما بين الصدر الي الرأس. [25] .
و قال علي بن أبي‌طالب رضي الله عنه: من سره أن ينظر الي أشبه الناس برسول الله ما بين عنقه الي وجهه و شعره، فلينظر الي الحسن بن علي [26] .

[ صفحه 59]

و في الصحيح: ان النبي صلي الله عليه [و آله] و سلم حمل الحسن بن علي علي عاتقه و قال: اللهم اني احبه فأحبه [27] .
و في رواية: ان النبي صلي الله عليه [و آله] و سلم نظر الي الحسن و قال: اللهم اني أحبه فأحبه و أحب من يحبه [28] .
و روي عن أبي‌بكرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم يصلي، و كان الحسن بن علي اذا سجد وثب علي عنقه أو ظهره، فيرفعه النبي صلي الله عليه [و آله] و سلم رفعا رفيقا، يفعل ذلك غيره مرة، فلما انصرف النبي صلي الله عليه [و آله] و سلم ضمه اليه و قبله.
فقالوا: يا رسول الله انك صنعت اليوم شيئا ما رأيناك صنعته؟
قال: انه ريحاني من الدنيا، و ان ابني هذا سيد، و عسي الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين. [29] .
و عن عبدالله المهنا مولي الزبير قال: تذاكرنا من أشبه الناس برسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم من أهله، فدخل علينا عبدالله بن الزبير فقال: أنا احدثكم بأشبه أهله به و أحبهم اليه: الحسن بن علي، رأيته يجي‌ء و هو ساجد فيركب رقبته أو ظهره، فما ينزله حتي يكون هو الذي ينزل. و لقد رأيته يجي‌ء و هو راكع فيفرج بين رجليه حتي يخرج من

[ صفحه 60]

الجانب الآخر [30] .
و روي ابن‌عباس: ان النبي صلي الله عليه [و آله] و سلم كان حاملا الحسن بن علي علي عاتقه.
فقال له رجل: يا غلام نعم المركب ركبت.
فقال النبي صلي الله عليه [و آله] و سلم: و نعم الراكب هو [31] .
و قال عمير بن اسحاق: ما سمعت من الحسن بن علي كلمة فحش قط، الا مرة واحدة، فانه كان بين الحسن بن علي و بين عمرو بن عثمان خصومة في أرض، فعرض عليه الحسن أمرا لم يرضه عمرو، فقال له الحسن: ليس له عندنا الا ما أرغم أنفه. فهذه الكلمة أشد فحش سمعتها منه قط. [32] .
روي أنه كان جالسا يوما علي باب داره، فأتاه رجل و جعل يشتمه و هو يسمع و لا يلتفت اليه، اذ جاءه فارس فسلم عليه و قبل يده و وضع بين يديه كيسا فيه أربعة آلاف درهم و قال له: يا ابن رسول الله لم يحضر لي غير هذا، و لو كنت أقدر علي روحي ما أمسكتها عنك.
فأخذه الحسن رضي الله عنه و دفعه الي الرجل و قال له: يا هذا اقض بهذا حاجتك، واعذرنا بوقوفك علينا فانه قليل، و لو كان أكثر من ذلك ما منعته عنك. فصعق الرجل صعقة [33] و خر مغشيا عليه، فلما أفاق قال: لا اله الا الله، محمد رسول الله، أنبتك و هجوتك

[ صفحه 61]

و شتمتك و تجود علي بأربعة آلاف! ما أنت الا معدن النبوة، و منبع الحلم.
و شتمه رجل آخر فلما فرغ قال له: اني لا أمحو عنك شيئا ولكن موعدك الله تعالي، فان كنت صادقا فجزاك الله بصدقك، و ان كنت كاذبا فالله تعالي أشد نقمة. [34] .

من كلامه

في جواب كتاب كتبه اليه الحسن البصري رحمه الله يسأله فيه عن رأيه فيما اختلف فيه الناس من القضاء و القدر فكتب اليه:
أما بعد: فاسمع ما افسره لك في القدر فانه مما أفضي الينا أهل البيت: انه من لم يؤمن بالقدر خيره و شره فقد كفر، و من حمل المعاصي علي الله فقد فجر. ان الله تعالي لا يطاع باكراه، و لا يعصي بغلبة، و لا يهمل العباد من الملكة، لكنه المالك لما ملكهم، و القادر علي ما عليه أقدرهم، فان ائتمروا بالطاعة لم يكن لهم مادا و لا لهم عنها مثبطا، و لو أتي بالمعصية و شاء أن يمن عليهم و يحول بينهم و بينها فعل، فان لم يفعل فليس هو حملهم عليها اجبارا، و لا الزمهم اكراها، باحتجاجه عليهم أن عرفهم و مكنهم و جعل لهم السبيل الي آخر ما دعاهم اليه، و ترك ما نهاهم عنه، و لله الحجة البالغة. و السلام [35] .
و قال رضي الله عنه: العلم خير ميراث، و الأدب أزين لباس، و التقوي خير زاد، و العبادة أنجح تجارة، و العقل خير قائد، و حسن الخلق خير قرين، و الحلم خير وزير، و القناعة أفضل غني، و التوفيق خير عون، و ذكر الموت خير مؤدب.
و قال رضي الله عنه لما سئل عن المروءة فقال: المروءة حفظ الرجل دينه، و احرازه نفسه من الدنس، و قيامه لضيفه، و أداء الحقوق، و افشاء السلام [36] .

[ صفحه 62]

و قال رضي الله عنه: كل نفقة ينفقها الرجل علي نفسه و أبويه فمن دونهم يحاسب عليها، الا نفقة الرجل علي اخوانه في الطعام، فان الله يستحي أن يسأله عن ذلك.
و قال رضي الله عنه: في المائدة اثنتا عشرة خصلة لا ينبغي أن تجهل: أربع منها فرض، و أربع سنة، و أربع أدب:
أما الفرض: فالمعرفة، و الرضا، و التسمية، و الشكر.
و أما السنة: فالوضوء قبل الطعام، و بعده، و الجلوس علي الجانب الأيسر، و الأكل بثلاث أصابع.
و أما الأدب: فالأكل مما يليه، و تصغير اللقمة، و المضغ الشديد، و قلة النظر في الناس.
و قال رضي الله عنه مما رواه الحافظ أبوموسي المديني بسنده اليه في كتابه «الترغيب و الترهيب»: أنا ضامن لمن قرأ هذه العشرين آية أن يعصمه الله تعالي من كل سلطان ظالم، و من كل شيطان مريد، و من [كل] سبع ضار وحشي، و من كل لص عاد: آية الكرسي و ثلاث آيات من الأعراف (ان ربكم الله الذي خلق السماوات و الأرض في ستة أيام)، و عشر آيات من أول الصافات، و ثلاث آيات من الرحمن (يا معشر الجن و الانس) و خاتمة سورة الحشر.
و قال رضي الله عنه: يا ابن آدم كلما عصيت و تبت يوشك أن تثب وثبة تقع في النار.
و قال رضي الله عنه: و الله للفتنة اسرع في دين المؤمن من الآكلة في جسده.
و قال رضي الله عنه: عنوان الشرف حسن الخلق.
و روي الحسن بن علي بن أبي‌طالب عليهم‌السلام أنه سمع أباه روي عن رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم أنه قال: من أجري الله علي يديه فرجا لمسلم، فرج الله تعالي عنه كرب الدنيا و الآخرة. [37] .
و روي أن الحسن بن الحسن رضي الله عنه قال لرجل ممن يغلو فيهم: ويحكم أحبونا لله عزوجل، فان أطعنا الله فأحبونا، و ان عصينا الله فأبغضونا.

[ صفحه 63]

فقال له الرجل: انكم ذوو قرابة رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم و أهل بيته.
فقال: ويحكم، لو كان الله نافعا بقرابة من رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم بغير عمل، لنفع بذلك من هو أقرب منا - أباه و امه [38] - و الله اني لأخاف أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين، و الله اني لأرجو أن يؤتي المحسن منا أجره مرتين. [39] .

و اما سبب موته

فقيل: ان زوجته جعدة [40] - و قيل: أسماء بنت الاشعث - دس معاوية اليها ذلك، فاستطلق به بطنه حتي ألقي كبده، فدخل عليه أخوه الحسين يعوده فقال له: يا أخي اني سقيت السم ثلاث مرات، فلم أسق مثل هذه.
فقال له: يا أخي و من سقاك؟
فقال له: أنا في آخر قدم من الدنيا و أول قدم من الآخرة تأمرني أن أغمز [41] .
و في رواية: قال له: و ما سؤالك عن ذلك أتريد أن تقاتلهم؟
قال: نعم.
قال: ان يكن الذي أظن، فالله أشد بأسا و أشد تنكيلا، و ان لا يكن فما احب أن تقتل

[ صفحه 64]

بي بريئا، بل أكلهم الي الله تعالي [42] .
و جزع عليه رضي الله عنه عند موته جزعا شديدا، فقال له الحسين: يا أخي ما هذا الجزع! انك ترد علي رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم و علي علي، و هما أبواك، و علي خديجة و فاطمة و هما اماك، و علي القاسم و الطاهر و هما خالاك، و علي حمزة و جعفر و هما عماك؟
فقال له: يا أخي ألست أقدم علي هول عظيم، و خطب جسيم، لم أقدم علي مثله قط، و لست أدري أتصير نفسي الي الجنة فأهنيها، أم الي النار فاعزيها. [43] .
و في رواية قال له: يا أخي اني أدخل في أمر من أمر الله لم أدخل في مثله قط، فأري خلقا من خلق الله لم أر مثله قط.
قال: فهيج كلامه الحسين رضي الله عنه و جعل يبكي معه.
و توفي رضي الله عنه في صفر، و قيل: في ربيع الأول، سنة ست، و قيل: سبع و أربعين، و قيل: سنة خمسين [44] .
و كان له من الأولاد ثلاثة عشر ذكرا و ست بنات، و العقب منهم لاثنين و ابنة واحدة [45] ، أي أبومحمد الحسن بن الحسن المثني، و أبوالحسين زيد بن الحسن بن علي بن أبي‌طالب [46] ، فجميع الحسنية علي وجه الأرض من هؤلاء فقط - الحسن و زيد ابني الحسن -، و كل من ينسب الي الحسن و لم يتصل نسبه بأحدهما فهو دعي، و الله العالم.
و كان نقش خاتمه «الحق مر».
و كان قد استأذن عاتشة رضي الله عنها أن يدفن في بيتها مع رسول الله صلي الله عليه

[ صفحه 65]

[و آله] و سلم فأذنت له [47] ، فمنعه بنوامية، فحفر له بالبقيع الي جنب امه فاطمة عليهاالسلام، و كان قد أوصي بذلك [48] .
و نقل الشيخ أبومحمد عبدالله بن محمد بن جعفر بن حبان المعروف بأبي الشيخ في كتاب السنة الكبيرة له: ان الحسين أمر سعيد بن العاص أمير المدينة أن يصلي علي الحسن و قال له: تقدم فلولا أنها سنة ما قدمت، فصلي عليه سعيد بن العاص [49] ، و دفن بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم. [50] و هذا غريب.
قلت: و رأيته أيضا في كتاب الأنساب منقولا هكذا، و هو المشهور عند الشيعة، و المنقول في كتبهم، و الله أعلم.
و لما دفن قام أخوه محمد بن الحنفية علي قبره و قال: رحمك الله أبامحمد، فو الله لئن عزت جنابك، لقد هدت في غيابك [51] ، و لنعم روح غمره بدنك، و لنعم البدن بدن تضمنه كفنك، و كيف لا يكون ذلك و أنت سليل الهدي، و حليف أهل التقي، و خامس أصحاب الكساء، و ابن سيدة النساء، جدك المصطفي، و أبوك الذائد عن الحوض غدا، ربيت في حجر الاسلام، و رضعت ثدي الايمان، و لك السوابق العظمي، و الغايات القصوي، و بك

[ صفحه 66]

أصلح الله بين فئتين عظيمتين من المسلمين، و لم بك شعث الدين، و أنت و أخوك سيدا شباب أهل الجنة، فلقد طبت حيا و ميتا، و ان كانت أنفسنا غير طيبة بفراقك.
ثم التفت الي الحسين فقال: بأبي أنت و امي، ثم انتحب طويلا هو و الحسين عليهماالسلام، ثم أنشد:

أأدهن رأسي أم تطيب محاسني
و خدك معفور و أنت سليب

سأبكيك ما ناحت حمامة أيكة
و ما اخضر في دوح الرياض قضيب

غريب و أكناف الحجاز تحوطه
ألا كل من تحت التراب غريب [52] .

پاورقي

[1] اعلام الوري: 205؛ ترجمة الامام الحسن من تاريخ دمشق لابن عساكر: 6؛ الارشاد للمفيد: 187؛ كشف الغمة. 515:1؛ تاج المواليد للطبرسي: 100؛ كفاية الطالب: 413؛ اسد الغابة 11:2؛ الاستيعاب: 369:1 بهامش الاصابة؛ صفة الصفوة 342:1؛ التبصرة لابن الجوزي 452:1 مجلس 31؛ الاصابة 328:1.
[2] مناقب آل أبي‌طالب 28:4.
[3] الفصول المهمة لابن الصباغ: 149.
[4] الفصول المهمة: 149؛ ذخائر العقبي للطبري: 119؛ تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 170:13 الطبعة الجديدة.
[5] الاستيعاب 369:1؛ الفصول المهمة لابن الصباغ: 149؛ اعلام الوري: 205؛ مطالب السؤول: 64.
[6] تاريخ الائمة لابن أبي‌الثلج البغدادي: 7، و فيه: سبع سنين.
[7] اعلام الوري: 205.
[8] اعلام الوري: 206؛ مناقب آل أبي‌طالب: 28:4.
[9] المصنف لابن ابي‌شيبة 512:7 كتاب الفضائل باب 23 حديث 4، فضائل الصحابة 768:2 حديث 1354، المسند لأحمد 37:5 مثله و 1: 51، 49، 44؛ اسد الغابة. 12:2، اعلام الوري: 211 فصل 2؛ ترجمة الامام الحسن من الطبقات الكبري لابن سعد (مجلة تراثنا عدد 10 ص 137 - 136)؛ صحيح البخاري 216:4؛ سنن النسائي 107:3 (مخاطبة الامام رعيته و هو علي المنبر)؛ سنن الترمذي 323:5 مناقب الحسن عليه‌السلام باب 108 حديث 3862؛ سنن أبي‌داود 405:2 كتاب السنة باب 13 ما يدل علي ترك الكلام في الفتنة حديث 4662؛ المعجم الكبير للطبراني. 33:3 و 34 حديث 2588 و 2597 - 2590؛ مجمع الزوائد 175:9 و 178؛ ترجمة الامام الحسن من تاريخ دمشق لابن عساكر 83 حديث 143؛ صفة الصفوة 342:1، الاستيعاب 370:1، أنساب الاشراف 19:3 حديث 23.
[10] اخذ النص - بتصرف من الاستيعاب 1: 371 - 370 هامش الاصابة، اسد الغابة 13:2، ترجمة الامام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق لابن‌عساكر: 175.
[11] لم يف معاوية بأي شرط من شروط المعاهدة، بل قال - كما روي ابوالفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين: 45 - «ألا ان كل شرط اعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به»... و أخرج ذلك صاحب أنساب الأشراف 44:3. و كان من أبرز شروط المعاهدة أن لا يعهد معاوية بالامر من بعده الي احد، و قد أجمع المؤرخون علي أن معاوية نقض هذا العهد علنا و عهد من بعده الي ابنه يزيد المعروف بالفسق و الفجور و... و هكذا بالنسبة الي باقي الشروط. انظر صلح الحسن عليه‌السلام للشيخ راضي آل ياسين (ره).
[12] الاستيعاب. 372:1.
[13] الاستيعاب. 371:1 (بهامش الاصابة)، ترجمة الامام الحسن من تاريخ دمشق لابن عساكر: 172 رقم 290.
[14] الاستيعاب 372:1 (بهامش الاصابة).
[15] هل يعترض الشك أحدا في أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال في الحسن عليه‌السلام - كما في صحيحي البخاري و مسلم مرفوعا عن البراء -: اللهم اني احبه فأحبه. و كما في رواية البخاري و مسلم بسنديهما عن أبي‌هريرة: اللهم اني احبه و احب من يحبه. قال أبوهريرة: فما كان أحد أحب الي من الحسن بعد ما قال رسول الله؟ و هل يشك احد في ان الحسن عليه‌السلام من الذين نزلت في شأنهم آية التطهير؟ قال صاحب الصواعق المحرقة: ص 229: و روي أحمد عن أبي‌سعيد الخدري أن الذين نزلت فيهم الآية: النبي صلي الله عليه و آله و علي و فاطمة و ابناهما (و انظر مسند أحمد 230:1 و 107:4؛ المستدرك 416:2؛ خصائص النسائي: 4؛ تفسير الطبري 5:22 و 6 و 7؛ تاريخ بغداد 126:9؛ تفسير ابن‌كثير 485:3؛ الدر المنثور 198:5 بعدة طرق و...).
و هل جهل معاوية حديث النبي صلي الله عليه و آله: الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة؟ رواه الترمذي بسنده عن أبي‌سعيد و رواه صاحب الفردوس ح 2801، و رواه أحمد في مسنده 3:3 و 62، و رواه أبونعيم في الحلية 71:5؛ أم جهل قوله صلي الله عليه و آله: ان الحسن و الحسين ريحانتاي من الدنيا؟؛ رواه الترمذي 322:5، ح 3859؛ أم جهل قوله صلي الله عليه و آله لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم‌السلام: أنا حرب لمن حاربتم و سلم لمن سالمتم؛ (سنن الترمذي 319:2؛ المستدرك علي الصحيحين 149:3؛ مسند أحمد 442:2، ح 9405؛ كفاية الطالب للكنجي الشافعي 330؛ و الطبراني الأوسط ح 2875 عن صبيح مولي ام‌سلمة و ح 5011 عن زيد بن ارقم).
و هل نسي المتناسون أن معاوية قد حارب أميرالمؤمنين عليه‌السلام؟ فهل جهل معاوية الحديث المشهور عن رسول الله: صلي الله عليه و آله علي مع الحق و الحق مع علي؛ و قوله صلي الله عليه و آله: علي مع القرآن و القرآن مع علي (المعجم الأوسط للطبراني ح 4877 عن ام‌سلمة)؛ و قوله: علي خير البشر، من شك فيه فقد كفر (الفردوس للديلمي ح 4715 عن جابر بن عبدالله)؛ و قوله في شأنه: من ناصب عليا الخلافة بعدي فهو كافر و قد حارب الله و رسوله، و من شك في علي فهو كافر (المناقب لابن المغازلي 46 - 45، ح 68؛ كنوز الحقائق للمناوي 156؛ ينابيع المودة للقندوزي 82:2، ح 118)؟ أفكان طغام جيش معاوية أكثر نباهة من هؤلاء المتجاهلين حين اكتفوا بحديث واحد سمعوه عن النبي صلي الله عليه و آله أن عمار بن ياسر تقتله الفئة الباغية، فعرفوا حين قتل عمار بأيديهم أنهم علي الباطل فضجوا و دعوا بالويل و الثبور، حتي قال لهم معاوية ان عليا هو الذي قتل عمارا لأنه ألقاه أمام سيوفنا!! و المجال يضيق بنا عن الاسترسال، لكن فيما أشرنا اليه لذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع و هو شهيد.
[16] هكذا في المتن، و الظاهر أنه تصحيف (ولد البنت).
[17] بل الله تعالي سماه كذلك في آية المباهلة، و في الآيتين 83 و 84 من سورة الأنعام حين اعتبر عيسي من ذرية ابراهيم (علي نبينا و آله و عليهماالسلام).
[18] في تاج العروس 225:8 (الطبعة الجديدة) السيد: الذي لا يغلبه غضبه.
[19] لسان العرب 424:6.
[20] تاج العروس 225:8.
[21] ترجمة الامام الحسن من الطبقات الكبري لابن سعد (مجلة تراثنا عدد 10 ص 159) قال: أخبرنا علي بن محمد بن خلاد بن عبيدة. عن علي بن زيد بن جدعان، قال: حج الحسن بن علي خمس عشرة حجة ماشيا و ان النجائب لتقاد معه، و خرج من ماله لله مرتين، و قاسم الله ماله ثلاث مرات حتي أن كان ليعطي نعلا و يمسك نعلا و يعطي خفا و يمسك خفا.
أنساب الاشراف 9:3 حديث 6؛ فرائد السمطين 123:2 باب 27 حديث 423؛ ترجمة الامام الحسن من تاريخ دمشق لابن عساكر: 143، 142 رقم 237 و 238؛ صفة الصفوة 342:1، تذكرة الخواص: 178، حيلة الأولياء 37:2 و 38، اسد الغابة 13:2؛ مطالب السؤول: 66.
[22] ترجمة الامام الحسن من تاريخ دمشق لابن عساكر: 147 حديث 247؛ تذكرة الخواص: 179؛ مطالب السؤول: 66؛ كشف الغمة 558:1؛ مناقب آل أبي‌طالب 17:4؛ الصواعق المحرقة: 139، ف 3.
[23] نظم درر السمطين: 197.
[24] مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 66؛ الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 157 ف 2؛ كشف الغمة: 1: 559 - 558؛ الصواعق المحرقة: 139، ف 3؛ و رواه الخوارزمي في مقتل الحسين 153:1 و نسبه الي الحسين عليه‌السلام.
[25] انظر: أنساب الاشراف 5:3، رقم 1؛ و مجمع الزوائد 176 9.
[26] الاستيعاب 369:1، سنن الترمذي 345:5 حديث 3868.
[27] سنن الترمذي 327:5 حديث 3873، صحيح البخاري 217:4، المعجم الكبير 32، 31:3 حديث 2584، 2582، 2581؛ المستدرك علي الصحيحين 178:3؛ ترجمة الامام الحسن من الطبقات الكبري لابن سعد (مجلة تراثنا عدد 10 ص 139)؛ حلية الأولياء 35:2؛ فضائل الصحابة لأحمد 768:2 حديث 1353 و 781 حديث 1388، و أخرجه في المسند 283:4، ح 18031، و 292:4، ح 18105، عن البراء بن عازب؛ اسد الغابة 13:1، صفة الصفوة 342:1، التبصرة لابن الجوزي 452:1 مجلس 31.
[28] ترجمة الامام الحسن من الطبقات الكبري لابن سعد (مجلة تراثنا العدد 10 ص 134 و 136)، أحمد في المسند 532:2؛ المعجم الكبير للطبراني 32:3 حديث 3583؛ مجمع الزوائد 176:9 و قال: رواه الطبراني في الكبير و الأوسط و أبويعلي، و رجال الكبير رجال الصحيح؛ التبصرة لابن الجوزي 453:1 مجلس 31.
[29] ترجمة الامام الحسن من الطبقات الكبري لابن سعد (مجلة تراثنا عدد 10 ص 136) و أخرجه أحمد في المسند 51:5 عن عفان، و 44 عن المبارك بن فضالة. و قال الهيثمي في مجمع الزوائد: 175:9: و رجال أحمد رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة، و قد وثق؛ المعجم الكبير للطبراني: 34:3 حديث 2591، حيلة الأولياء: 35:2.
[30] الطبقات الكبري ترجمة الامام الحسن (مجلة تراثنا العدد 10 ص 131)، أنساب الأشراف: 19 حديث 222؛ ترجمة الامام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر: 23 حديث 40، المعجم الكبير للطبراني، 24:3 حديث 2545.
[31] ترجمة الامام الحسن من الطبقات الكبري لابن سعد: 133، تراثنا عدد 10؛ سنن الترمذي 327:5 باب 110 مناقب الحسن عليه‌السلام حديث 3872، اسد الغابة 13:2؛ المستدرك علي الصحيحين 170:3 و قال: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه؛ ترجمة الامام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر: 95 حديث 160، مجمع الزوائد: 182:9.
[32] ترجمة الامام الحسن من تاريخ دمشق لابن عساكر: 157، حديث 158 و حديث 268 و 269؛ تاريخ ابن‌عساكر 258:13؛ مناقب آل أبي‌طالب 4: 20 - 19؛ تاريخ ابن‌كثير: 39:8؛ ترجمة الامام الحسن من الطبقات الكبري لابن سعد (مجلة تراثنا عدد 10 ص 151)؛ أنساب الاشراف للبلاذري: 22:3 حديث 28.
[33] في المخطوطة: زعق الرجل زعقة.
[34] أخرجه صاحب الصواعق المحرقة: 139 عن ابن‌سعد، و الرجل هو مروان بن الحكم. و أخرجه الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‌السلام: 131:1، قال: و ذكر الثقة أن مروان بن الحكم شتم الحسن... ثم ذكر الحديث.
[35] كنز الفوائد 365:1، تحف العقول: 231، و عنهما البحار 40:5 حديث 63، و 127:10 حديث 3.
[36] ترجمة الامام الحسن عليه‌السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر: 165 حديث 277؛ تاريخ ابن‌عساكر: 258:13 و في تحف العقول: 225 «... حفظ الدين، و اعزاز النفس، و لين الكنف، و تعهد الصنيعة، و أدائر الحقوق، و التحبب الي الناس»؛ و فيه (ص 235): «شح الرجل علي دينه، و اصلاحه ماله، و قيامه بالحقوق».
[37] كشف الغمة 582:1.
[38] ان آباء النبي صلي الله عليه و آله كانوا بأجمعهم من الموحدين؛ يشهد علي ذلك قوله تعالي في سورة الشعراء: (و تقلبك في الساجدين). قال الامام الصادق عليه‌السلام:... فلم يزل [الله] ينقلنا من صلب طاهر الي رحم مطهر حتي بعث الله محمدا صلي الله عليه و آله.
و قد تناقل العامة و الخاصة أحاديث كثيرة متواترة في شفاعة النبي الأكرم صلي الله عليه و آله لقرباه و لامته، فروي أحمد في مسنده - مثلا - عن أبي‌سعيد الخدري أن النبي صلي الله عليه و آله قال: تزعمون أن قرابتي لا تنفع قومي؟ و الله ان رحمي موصولة في الدنيا و الآخرة - الحديث. (مسند أحمد 39:3 ح 11363).
[39] جواهر العقدين 158:2.
[40] عمدة الطالب: 65.
[41] لم أقف علي هذه الزيادة في المصادر المتوفرة لدي، و أين ما طلبه الامام الحسين عليه‌السلام و هو الامام المعصوم من الغمز؟!
هذا، و قد أخرجه ابن‌سعد في طبقاته في ترجمة الامام الحسن عليه‌السلام (تراثنا عدد 11 ص 176) و في آخره: فقال: من فعل ذلك بك؟ قال: لم؟ لتقتله؟ ما كنت لاخبرك. و في خبر آخر: فقال: يا أخي انما هذه الدنيا ليال فانية، دعه حتي ألتقي أنا و هو عند الله، فأبي أن يسميه.
[42] ترجمة الحسن عليه‌السلام لابن عساكر: 208؛ و مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 70.
[43] كشف الغمة: 587:1 عن معالم العترة للجنابذي، و ليس فيه «و لست أدري أتصير نفسي الي الجنة فاهنيها أم الي النار فاعزيها». و لا شك ان الامام المعصوم يعلم أنه صائر الي الجنة، و أنه و أخاه سيدا شبابها حسبما بشرهما جدهما المصطفي صلي الله عليه و آله.
[44] مناقب آل أبي‌طالب 29:4.
[45] مناقب آل أبي‌طالب 29:4 و 30.
[46] نور الأبصار 137.
[47] لم تأذن بذلك، بل منعت منه أشد المنع. روي ابن‌أبي‌الحديد عن أبي‌الفرج عن صاحب كتاب النسب أن عائشة ركبت ذلك اليوم بغلا و استنفرت بني‌امية و مروان بن الحكم. و قال ابن‌أبي‌الحديد في كتابه 213:16 و 237: قالت - يعني عائشة -: البيت بيتي و لا آذن أن يدفن فيه.
و قال سبط ابن‌الجوزي في تذكرة الخواص: 213: قال ابن‌سعد (في الطبقات): و منهم (أي من الذين منعوا من دفن الحسن مع جده) عائشة و قالت: لا يدفن مع رسول الله أحد. و انظر: الارشاد للشيخ المفيد: 193؛ اعلام الوري: 212؛ الكافي 238:1 و 239، و روضة الواعظين للفتال النيسابوري: 168، و مقاتل الطالبيين لأبي الفرج: 49، و تاريخ ابن‌عساكر 293:13؛ و في لفظ الأخير: قالت عائشة هذا الأمر لا يكون أبدا، يدفن ببقيع الغرقد و لا يكون لهم رابعا. و الله انه لبيتي أعطانيه رسول الله صلي الله عليه و آله في حياته، و ما دفن فيه عمر و هو خليفة الا بأمري، و ما [هو] آثر علي بحسن.
[48] الاستيعاب 1: 377 - 376. و المشهور أنه عليه‌السلام دفن عند جدته فاطمة بنت أسد كما سيأتي.
[49] هكذا روي ابن‌ابي‌الحديد عن ابي‌الفرج في شرح الكتاب 31، بيد ان الثابت هو ان الحسين عليه‌السلام هو الذي صلي علي اخيه. انظر الفصول المهمة: 165 و 166.
[50] اعلام الوري: 260؛ الارشاد للمفيد: 192؛ مناقب آل أبي‌طالب 29:4؛ كشف الغمة 177:2؛ الفصول المهمة: 166؛ و في لفظ الكافي 241:1، ح 3: «فمضي الحسين عليه‌السلام الي قبر امه ثم أخرجه فدفنه بالبقيع».
[51] و في نظم درر السمطين: 205 «لئن عزت حياتك، لقد هدت وفاتك».
[52] الارشاد للمفيد: 214؛ تذكرة الخواص: 214؛ نظم درر السمطين: 206؛ و تاريخ دمشق لابن عساكر (حياة الامام الحسن) 234؛ و نسب الأبيات الي الحسين عليه‌السلام كل من الخوارزمي في مقتل الحسين: 142:1، و ابن‌شهرآشوب في مناقب آل أبي‌طالب 45:4 باختلاف يسير في اللفظ.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.