المجالس السنية في مناقب و مصائب العترة النبوية

اشارة

سرشناسه : امين، محسن، 1865 - 1952م.

عنوان و نام پديدآور : المجالس السنيه في مناقب و مصائب العتره النبويه/ تاليف محسن الامين.

مشخصات نشر : قم: المكتبه الحيدريه ، 1428ق. = 2007م. = 1386.

مشخصات ظاهري : ج.

شابك : 100000ريال : دوره : 964-8163-83-9 ؛ 964-8163-81-2

يادداشت : چاپ دوم

يادداشت : اين كتاب در سالهاي مختلف توسط ناشرين مختلف منتشر شده است.

موضوع : چهارده معصوم -- فضايل

موضوع : چهارده معصوم -- مصائب

موضوع : وعظ

موضوع : شيعه -- تاريخ

موضوع : اسلام -- تاريخ

رده بندي كنگره : BP36/5 /6الف8 م3 1386

رده بندي ديويي : 297/95

شماره كتابشناسي ملي : 1179594

ابومحمد الحسن بن علي الزكي الشهيد

المجلس 01

الامام بعد اميرالمؤمنين علي عليه السلام و ثاني أئمة المسلمين و خلفاء الله في العالمين و اول السبطين سيدي شباب اهل الجنة و ريحانتي المصطفي ولده الحسن بن علي بن ابي طالب و ابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت محمد سيد المرسلين صلي الله عليه و آله و سلم.

(ولد) بالمدينة المنورة ليلة النصف من شهر رمضان علي

[ صفحه 335]

الصحيح المشهور بين الخاصة و العامة (و قيل) في شعبان و لعله اشتباه بمولد اخيه الحسين عليه السلام سنة ثلاث من الهجرة (و روي) سنة اثنتين و قيل سنة أربع و قيل سنة خمس و قيل لاربع سنين و ستة اشهر و نصف من التاريخ الهجري و قيل لثمانية عشر شهرا من الهجرة و المشهور الاثبت هو الاولان (و هو)اول اولاد علي و فاطمة عليهماالسلام و قيل انه ولد لستة اشهر (و في) الفصول المهمة الصحيح خلافه و لو يولد لستة اشهر مولود فعاش الا الحسن ابن علي و عيسي بن مريم عليهماالسلام (و روي) مثل ذلك في حق اخية الحسين (ع) [1] و كان بين

ولادة الحسن و الحمل بالحسين طهر واحد عشرة ايام (و عن) الواقدي خمسون ليلة (و كان) بين

[ صفحه 336]

ولادتهما عشرة اشهر و عشرون يوما (و روي) عن الصادق (ع) ستة اشهر و عشرة ايام (و عن) قتادة سنة و عشرة اشهر و الله اعلم (فلما) ولد الحسن (ع) قالت فاطمة لعلي عليهماالسلام سمه فقال ما كنت لأسبق باسمه رسول الله (ص) فجاء النبي (ص) فأخرج اليه في خرقة صفراء فرمي بها و قال الم انهكم ان تلفوا المولود في خرقة صفراء و امر ان يلف في خرقة بيضاء و سره اي قطع سرته و الباه بريقة [2] و قال اللهم اني اعيذه بك و ولده من الشيطان الرجيم و أذن في اذنه اليمني و أقام في اليسري و قيل بل أوصي ام سلمة و اسماء بنت عميس ان تفعلا به ذلك ساعة ولادته و قال لا يفعل ذلك بمثله الا عصم من الشيطان الرجيم [3] ثم قال لعلي «ع» هل سميته فقال ما كنت لأسبقك باسمه فقال سمه الحسن (و في الاستيعاب) بسنده عن علي (ع) انه لما ولد الحسن جاء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال أروني ابني ما سميتموه قلت سميته حربا قال بل هو هو حسن فلما ولد الحسين جري مثل ذلك قال بل هو حسين فلما ولد الثالث جري مثل ذلك قال بل هو محسن (و روي) الكليني بسنده عن الصادق «ع» قال عق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عن الحسن بيده و قال بسم الله عقيقة عن الحسن و قال اللهم عظمها بعظمه و لحمها

[ صفحه

337]

بلحمه و دمها بدمه و شعرها بشعره اللهم اجعلها و قاء لحمد و آله (و في رواية) عق عنه بكبشين أملحين [4] و أعطي القابلة فخذا و دينارا و حلق رأسه و أمر ان يتصدق بزنة شعره فضة فكان وزنه درهما و شيئا (و قيل) بل أمر أمه ان تفعل ذلك وطلي رأسه بالخلوق [5] و قال الدم فعل الجاهلية (و توفي) بالمدينة يوم الخميس لليلتين بقيتا من صفر (و قيل) في السابع منه (و قيل) لخمس بقين من ربيع الأول سنة خمسين من الهجرة أو تسع و أربعين أو احدي و خمسين أو أربع و أربعين أو سبع و أربعين أو ثمان و خمسين.

و له سبع و اربعون سنة و قيل خمس و اربعون و قيل ست و اربعون و قيل ثمان و أربعون و قيل تسع و اربعون و قيل خمسون (و الأظهر) ان يكون عمره الشريف سبعا و أربعين أو ستا و اربعين سنة و أربعة أشهر و ثلاثة عشر يوما [6] و قبض رسول الله

[ صفحه 338]

صلي الله عليه و آله و سلم و له سبع سنين و ستة أشهر و بعضهم قال و أشهر و لم يعين (و قيل) ثمان سنين و قام بالأمر بعد ابيه و له سبع و ثلاثون سنة و اقام الي ان صالح معاوية ستة أشهر و خمسة أيام و قيل

[ صفحه 339]

ثلاثه ايام [7] ثم صالحه لخمس بقين من ربيع الأول سنة احدي و اربعين و خرج الي المدينة و أقام بها عشر سنين الا أشهرا ثم قبض و كانت مدة

امامته تسع سنين و أربعة اشهر و ثمانية أيام [8] (و كنيته) ابومحمد (و اشهر القابه) التقي و الزكي و السبط (و نقش خاتمه) العزة لله وحده أو (العزة لله) أو (الله أكبر و به استعين) أو (حسبي الله) و لعله كان له عدة خواتيم (و بوابه) سفينة مولي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ملك عصره معاوية (و كان) له خمسة عشر ولدا ما بين ذكر و انثي (و هم) 1 - زيد و 2 - أم الحسن 3 - ام الحسين امهم ام بشير بنت ابي مسعود الخزرجية 4 - الحسن امه خولة بنت منظور الفزارية 5 - عمرو 6 - القاسم 7 - عبدالله امهم ام ولد 8 - عبدالرحمن امه ام ولد 9 - الحسن الملقب بالأثرم 10 - طلحة 11 - فاطمة امهم ام اسحاق بنت طلحة بن عبدالله التيمي 12 - ام عبدالله 13 - فاطمة 14 - ام سلمة 15 - رقية. لأمهات شتي و لم يعقب منهم غير الحسن و زيد (و انما) صالح معاوية خوفا

[ صفحه 340]

علي نفسه اذ كتب جماعة من رؤساء أصحابه الي معاوية في السر بالطاعة و ضمنوا له تسليمه اليه عند دنوهم من عسكره و لم يكن معه من يأمن غائلته الا عدد يسير من خواص شيعته و كتب اليه معاوية بالصلح و بعث بكتب أصحابه اليه فاجابه الي الصلح حقنا لدمه و دماء شيعته بعد ما شرط عليه شروطا كثيرة فاجابه معاوية الي ذلك و عاهده علي الوفاء بها فلما استتمت الهدنة لم يف له بشي ء منها ثم دس اليه معاوية السم علي يد زوجته جعدة

بنت الاشعث بن قيس لما أراد ان يعهد بالخلافة لولده يزيد و كان الحسن «ع» شرط عليه ان لا يعهد بها الي احد فبقي مريضا أربعين يوما ثم مضي لرحمة ربه و تولي اخوه الحسين «ع» غسله و تكفينه و دفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بالبقيع.

تعز فكم لك من اسوة

تسكن عنك غليل الحزن

بموت النبي و قتل الوصي

و ذبح الحسين و سم الحسن

المجلس 02

مما جاء في صفة الحسن بن علي عليهماالسلام ما رواه غير واحد من العلماء قالوا كان الحسن بن علي عليهماالسلام أبيض مشربا حمرة

[ صفحه 341]

أدعج [17] العينين سهل الخدين [10] دقيق المسربة [11] كث اللحية [12] ذا و فرة [13] و كأن عنقه ابريق فضة عظيم الكراديس [14] بعيد ما بين المنكبين ربعة ليس بالطويل و لا بالقصير مليحا من أحسن الناس وجها و كان يخضب بالسواد و كان جعد الشعر [15] حسن البدن (و قال) المفيد في الارشاد كان الحسن أشبه الناس برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خلقا و هيئة و هديا و سؤددا (و جاءت) فاطمة عليهاالسلام بابنيها الحسن و الحسين عليهماالسلام الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في شكواه التي توفي فيها فقالت يا رسول الله هذان ابناك فورثهما شيئا فقال أما الحسن فان له هيبتي و سؤددي و أما الحسين فان له جودي و شجاعتي (قال الطبرسي) و يصدق هذا الخبر ما رواه محمد بن اسحاق قال ما بلغ احد من الشرف بعد عليه السلام صلي الله عليه و آله و سلم ما بلغ الحسن بن علي

كان يبسط له علي باب داره فاذا خرج و جلس انقطع الطريق فما يمر أحد من خلق الله اجلالا له فاذا علم قام

[ صفحه 342]

و دخل بيته فيمر الناس (قال الراوي) و لقد رأيته في طريق مكة نزل عن راحلته فمشي فما من خلق الله احد الا نزل و مشي حتي رأيت سعد بن ابي وقاص قد نزل و مشي الي جنبه و عن واصل بن عطاء كان الحسن بن علي عليهماالسلام عليه سيماء الأنبياء و بهاء الملوك (و عن) انس بن مالك لم يكن أحد أشبه برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من حسن بن علي عليهماالسلام (و قال) انس أيضا في حق أخيه الحسين «ع» كان أشبههم برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال ذلك لما رأي رأس الحسين «ع» بين يدي ابن زياد [16] و عن الغزالي في الأحياء و المكي في قوت القلوب قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم للحسن «ع» اشبهت خلقي و خلقي (و عن) علي كان الحسن أشبه برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ما بين الصدر الي الرأس و الحسين اشبه به فيما كان أسفل من ذلك (و كانت) الزهراء عليهاالسلام ترقص الحسن «ع» و تقول:

اشبه اباك يا حسن

و اخلع عن الحق الرسن [17] .

و اعبد الها ذا منن

و لا توال ذا الاحن

[ صفحه 343]

و قالت للحسين «ع»:

انت شبيه بأبي

لست شبيها بعلي

(و مما جاء) في عبادة الحسن بن علي عليهماالسلام و زهده

و فضله و فصاحته و سخائه مارواه الصدوق في الأمالي باسناده عن الصادق «ع» قال حدثني ابي عن ابيه عليهماالسلام ان الحسن ابن علي بن ابي طالب عليهماالسلام كان اعبد الناس في زمانه و أزهدهم و افضلهم و كان «ع» اذا حج حج ماشيا و ربما مشي حافيا و كان عليه السلام اذا ذكر الموت بكي و اذا ذكر القبر بكي و اذا ذكر البعث و النشور بكي و اذا ذكر الممر علي السراط بكي و اذا ذكر العرض علي الله تعالي ذكره شهق شهقة يغشي عليه منها و اذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل و كان عليه السلام اذا ذكر الجنة و النار اضطرب اضطراب السليم و سأل الله الجنة و تعوذ به من النار و كان لا يقرأ من كتاب الله عزوجل يا أيها الذين آمنوا الا قال لبيك لبيك اللهم لبيك و لا يمر في شي ء من أحواله الا ذكر الله سبحانه (و كان) أصدق الناس لهجة و أفصحهم منطقا (و لقد) قيل لمعاوية ذات يوم لو أمرت الحسن بن علي فصعد المنبر فخطب ليتبين للناس نقصه فدعاه فقال له اصعد المنبر فحمد الله و أثني عليه ثم قال أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فانا الحسن بن علي بن أبي طالب

[ صفحه 344]

و ابن سيدة النساء فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنا ابن خير خلق الله أنا ابن رسول الله أنا ابن صاحب الفضائل أنا ابن صاحب المعجزات و الدلائل أنا ابن أميرالمؤمنين أنا المدفوع عن حقي أنا و أخي سيدا شباب أهل الجنة أنا ابن

الركن و المقام أنا ابن مكة و مني أنا ابن المشعر وعرفات (فقال) له معاوية يا أبامحمد خذ في نعت الرطب ودع هذا فقال عليه السلام الريح تنفخه و الحر ينضجه و البرد يطيبه ثم عاد في كلامه(فقال) أنا ابن امام خلق الله و ابن محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فخشي معاوية أن يتكلم بعد ذلك بما يفتتن به الناس فقال يا أبامحمد انزل فقد كفي ما جري فنزل (و في) أمالي الصدوق أيضا باسناده عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال لما حضرت الحسن بن علي عليهماالسلام الوفاة بكي فقيل له يا ابن رسول الله اتبكي و مكانك من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الذي أنت فيه و قد قال فيك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ما قال و قد حججت عشرين حجة ماشيا و قد قاسمت ربك مالك ثلاث مرات حتي النعل و النعل فقال أبكي لخصلتين لهول المطلع و فراق الأحبة (و في مطالب السؤول) انه قد صح النقل فيما رواه الحافظ أبونعيم في حليته بسنده انه عليه السلام خرج من ماله مرتين و قاسم الله تعالي ماله ثلاث مرات و تصدق به حتي كان يعطي نعلا و يمسك نعلا (و نقل) الحافظ أبونعيم المذكور في حلية الأولياء بسنده انه عليه السلام قال اني لأستحي من ربي ان القاه و لم أمش الي بيته فمشي عشرين مرة من المدينة الي مكة علي رجليه (و روي) صاحب كتاب الصفوة

[ صفحه 345]

بسنده ان الحسن عليه السلام حج خمسا و عشرين حجة ماشيا و ان النجائب لتقاد معه (و عن) الصادق عليه السلام

قريب منه (روضة الواعظين) انه عليه السلام كان اذا توضأ ارتعدت مفاصله و أصفر لونه فقيل له في ذلك فقال عليه السلام حق علي كل من وقف بين يدي رب العرش أن يصفر لونه و ترتعد مفاصله و كان اذا بلغ باب المسجد رفع رأسه و يقول الهي ضيفك ببابك يا محسن قد اتاك المسي ء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم (و ذكر) غير واحد من العلماء ان الحسن عليه السلام كان من أوسع الناس صدرا و أسجحهم خلقا (و عن) صحيحي مسلم و البخاري عن البراء بن عازب قال رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الحسن بن علي علي عاتقه و هو يقول اللهم اني أحبه فاحبه (و في رواية) عن حلية الأولياء من أحبني فاليحبه (و عن) كتاب بشارة المصطفي بسنده عن يعلي بن مرة قال خرجنا مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم و قد دعينا الي طعام فاذا الحسن عليه السلام يعلب في الطريق فاسرع النبي صلي الله عليه و آله و سلم أمام القوم ثم بسط يده فجعل يمر مرة هاهنا و مرة هاهنا يضاحكه حتي أخذه فجعل احدي يديه في رقبته و الاخري علي رأسه ثم اعتنقه فقبله ثم قال حسن مني و أنا منه احب الله من أحبه (بابي) أنت و امي يا أبامحمد يا حبيب رسول الله و ريحانته و سبطه الذي كان يحملك علي عاتقه و علي ظهره و يلاطفك و يلاعبك ليته يري ما فعله معك بنو أمية أعداء الله و أعداء رسوله و أعداء الاسلام فجرعوك الغصص و الغيظ حتي أزالوك عن مقامك الذي أحلك الله فيه

[ صفحه 346]

و دسوا اليك السم حتي تقطعت منه كبدك و منعوا هو و أشياعهم من دفنك عند جدك الذي أنت حبيبه و ريحانته و أولي بقربه حيا و ميتا من كل أحد.

بأبي الذي قد عاش في غصص

توهي الجبال و توهن الجلدا

حتي قضي بالسم محتسبا

و مضي الي باريه مضطهدا

لم يكفهم من قبل ما فعلوا

بغيا و ما جاؤا به حسدا

حتي أبوا من دفن جثته

غند النبي فكان منفردا

المجلس 03

(في جملة من الحكم و الآداب المنقولة عند عليه السلام)

(في حيلة الأولياء) بسنده سأل علي ابنه الحسن عن أشياء من أمر المروءة فقال: يا بني ما السداد قال دفع المنكر بالمعروف. قال فما الشرف قال اصطناع العشيرة و حمل الجريرة. قال فما المروءة قال العفاف و اصلاح المال. قال فما السماح قال البذل في العسر و اليسر. قال فما الشح قال ان تري ما في يديك شرفا و ما أنفقته تلفا. قال فما الاخاء قال المواساة في الشدة و الرخاء. قال فما الجبن قال الجرأة علي الصديق و النكول عن العدو. قال فما

[ صفحه 347]

الغنيمة قال الرغبة في التقوي و الزهادة في الدنيا. قال فما الحلم قال كظم الغيظ و ملك النفس. قال فما الغني قال رضي النفس بما قسم الله و ان قل و انما الغني غني النفس. قال فما الفقر قال شره النفس الي كل شي ء. قال فما الكلفة قال كلامك فيما لا يعنيك قال فما المجد قال ان تعطي في الغرم و تعفو عن الجرم. قال فما السؤدد قال اتيان

الجميل و ترك القبيح. قال فما الحزم قال طول الاناة و الرفق بالولاة. قال فما الحرمان قال تركك حقك و قد عرض عليك.

(و في تحف العقول) روي عن الحسن في أجوبته عن مسائل سأله عنها أميرالمؤمنين عليهماالسلام أو غيره في معان مختلفة. قيل فما المروءة قال حفظ الدين و اعزاز النفس و لين الكنف و تعهد الصنيعة و أداء الحقوق و التحبب الي الناس (و في رواية): سئل عن المروءة فقال شح الرجل علي دينه و اصلاحه ماله و قيامه بالحقوق قيل فما الكرم قال الابتداء بالعطاء قبل المسألة و اطعام الطعام في المحل قيل فما الحزم قال طول الاناة و الاحتراس من جميع الناس قيل فما الشرف قال موافقة الاخوان و حفظ الجيران

(و في تحف العقول أيضا) قال عليه السلام: ما تشاور قوم الا هدوا الي رشدهم.اللؤم ان لا تشكر النعمة.

و قال لبعض ولده: يا بني لا تؤاخ أحدا حتي تعرف موارده و مصادره. القريب من قربته المودة و ان بعد نسبه و البعيد من

[ صفحه 348]

باعدته المودة و ان قرب نسبه. الخير الذي لا شر فيه الشكر مع النعمة و الصبر علي النازلة. العار أهون من النار. و قال في وصف أخ صالح كان له: كان من أعظم الناس في عيني و كان و رأس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في عينه كان لا يشتكي و لا يسخط و لا يتبرم كان أكثر دهره صامتا فاذا قال بذ القائلين كان اذا جالس العلماء علي ان يسمع أحرص منه علي أن يقول و اذا غلب علي الكلام لم يغلب علي السكوت لا يقول ما لا

يفعل و يفعل ما لا يقول و اذا عرض له أمران لا يدري أيهما أقرب الي ربه نظر أقربهما من هواه فخالفه. لا يلوم ابدا علي ما قد يقع العذر في مثله. و قيل له فيك عظمة فقال في عزة؛ قال الله تعالي: و لله العز لرسوله و للمؤمنين و سأله رجل ان يجالسه فقال اياك ان تمدحني مانا أعلم بنفسي منك أو تكذبني فانه لا رأي لمكذوب أو تغتاب عندي أحدا فقال له الرجل ائذن لي في الانصراف قال نعم اذا شئت.

(و في الفصول المهمة): هلاك المرء في ثلاث الكبر و الحرص و الحسد. فالكبر هلاك الدين و به لعن ابليس. و الحرص عدو النفس و به أخرج آدم من الجنة. و الحسد رائد السوء و منه قتل قابيل هابيل.

(و في كشف الغمة): لا أدب لمن لا عقل له. و لا مروءة لمن لا همة له. و لا حياء لمن لا دين له. و رأس العقل معاشرة الناس

[ صفحه 349]

بالجميل. و بالعقل تدرك الداران جميعا. ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد. يا ابن آدم عف عن محارم الله تكن عابدا و ارض بما قسم الله تكن غنيا. و أحسن جوار من جاورك تكن مسلما. و صاحب الناس بمثل ما تحب ان يصاحبوك به تكن عدلا. يا ابن آدم انك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك فخذ مما في يديك لما بين يديك و قال عليه السلام ما فتح الله عز و جل من أحد باب مسألة فخزن عنه باب الاجابة. و لا فتح علي رجل باب عمل فخزن عنه باب القبول و لا

فتح لعبد باب شكر فخزن عند باب المزيد. و قال عليه السلام المعروف ما لم يتقدمه مطل و لا يتبعه من. و الاعطاء قبل السؤال من أكبر السؤدد. و قال عليه السلام لا تعاجل الذنب بالعقوبة و اجعل بينهما للاعتذار طريقا. المزاح يأكل الهيبة و قد أكثر من الهيبة الصامت. المسؤول حر حتي يعد و مسترق حتي ينجز. الفرصة سريعة الفوت بطيئة العود. تجهل النعم ما اقامت فاذا ولت عرفت.

المجلس 04

مما ينسب الي الحسن بن علي عليهماالسلام من الشعر علي ما أوبعه ابن شهرآشوب في المناقب قوله:

ذري كدر الأيام ان صفاءها

تولي بأيام السرور الذواهب

[ صفحه 350]

و كيف يغر الدهر من كان بينه

و بين الليالي محكمات التجارب

و قوله عليه السلام:

قل للمقيم بغير دار اقامة

حان الرحيل فودع الأحبابا

ان الذين لقيتهم و صحبتهم

صاروا جميعا في القبور ترابا

و قوله عليه السلام:

يا أهل لذات دنيا لا بقاء لها

ان المقام بظل زائل حمق

و قوله عليه السلام:

لكسرة من خسيس الخبز تشبعني

و شربة من فراح الماء تكفيني

و طمرة من رقيق الثوب تسترني

حيا و ان مت تكفيني لتكفيني

(و مما جاء) في سخاء الحسن عليه السلام ما ذكره ابن شهرآشوب في المناقب ان رجلا سأله فاعطاه خمسين الف درهم و خمسمائة دينار و قال ائت بحمال يحمل لك فأتي بحمال فاعطي طيلسانه و قال هذا كري الحمال (و جاءه) بعض الأعراب فقال اعطوه ما في الخزانة فوجد فيها عشرون الف درهم فدفعها الي الاعرابي فقال الاعرابي يا مولاي ألا تركتني أبوح بحاجتي

و انشر مدحتي فانشأ الحسن عليه السلام يقول:

[ صفحه 351]

نحن أناس نوالنا خضل

يرتع فيه الرجاء و الأمل

تجود قبل السؤال أنفسنا

خوفا علي ماء وجه من يشل

لو علم البحر فضل نائلنا

لغاض من بعد فيضه خجل [18] .

(و عن المدائني) قال خرج الحسن و الحسين و عبدالله بن جعفر حجاجا ففاتهم أثقالهم فجاعوا و عطشوا فرأوا عجوزا في خباء فاستسقوها فقالت هذه الشويهة احلبوها و امتذقوا لبنها ففعلوا و استطعموها فقالت ليس الا هذه الشاة فليذبحها أحدكم فذبحها أحدهم و كشطها ثم شوت لهم من لحمها فأكلوا و قالوا عندها فلما نهضوا قالوا نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه فاذا عدنا فالمي بنا فانا صانعون بك خيرا ثم رحلوا فلما جاء زوجها أخبرته فقال ويحك تذبحين شاتي لقوم لا تعرفينهم ثم تقولين نفر من قريش ثم مضت الأيام فأضرت بها الحال فرحلت حتي اجتازت بالمدينة فرآها الحسن عليه السلام فعرفها فقال لها اتعرفيني قالت لا قال أنا ضيفك يوم كذا و كذا فأمر لها بألف شاة و الف دينار و بعث معها رسولا الي الحسين عليه السلام فاعطاها مثل ذلك ثم بعثها الي عبدالله بن جعفر فاعطاها مثل ذلك (و مما جاء) في تواضع الحسن عليه السلام ما ذكره ابن شهرآشوب في المناقب أيضا عن كتاب الفنون و كتاب نزهة الأبصار انه مر علي فقراء و قد وضعوا كسيرات علي الأرض و هم قعود يلتقطونها و يأكلونها فقالوا له هلم يا ابن بنت رسول الله

[ صفحه 352]

الي الغداء فنزل و قال فان الله لا يحب المستكبرين و جعل يأكل

معهم حتي اكتفوا ثم عاهم الي ضيافته و أطعمهم و كساهم (أقول) أمثل هذا الامام في سخائه و تواضعه و كرم أخلاقه و جليل صفاته يغصب حقه و يخان عهده و تنكث بيعته و ينحي عن خلافة أبيه وجده و لم يكتفوا بذلك حتي دسوا اليه السم فلفظ كبده قطعة قطعة من شدة السم و لم يكتفوا بذلك حتي منعوا من دفنه عند جده و من هو أولي بمجاورته و قربه و اجلبوا في ذلك و أشهروا الحرب علي بني هاشم حتي اضطروا الي دفنه بالبقيع.

و جاشت لتأبي دفنه عند جده

تثير علي أشياعه رهج الحرب

اتدني لها الويلات مستوجب النوي

اليه و تقصي عنه مستوجب القرب

المجلس 05

قال المفيد في الارشاد كان الحسن بن علي وصي أبيه أميرالمؤمنين عليهماالسلام و وصاه بالنظر في وقوفه و صداقته و كتبه اليه عهدا مشهورا و وصية ظاهرة في معالم الدين و عيون الحكمة و الآداب و قد نقل هذه الوصية جمهور العلماء و استبصر بها في دينه و دنياه كثير من الفقهاء (و عن صحيح الترمذي) عن ابن

[ صفحه 353]

عباس قال كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حامل الحسن بن علي عليه السلام علي هاتقه فقال رجل نعم المركب ركبت يا غلام فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم و نعم الراكب هو (و عن صحيح مسلم و البخاري) عن ابي هريرة ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال أثم لكع [19] أثم لكع يعني حسنا فظننا انما تحبسه امه لأن تغسله أو تلبسه سخابا (و هو خيط ينظم فيه خرز

يلبسه الصبيان) فلم يلبث ان جاء يسعي حتي اعتنق كل واحد منهما صاحبه فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اللهم اني احبه واحب من يحبه (و في رواية)اللهم اني أحبه فأحبه واحب من يحبه (و في رواية عن أبي هريرة) ادع لي لكع فاتي حسن يشتد حتي وقع في حجره فجعل يدخل يده في لحية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و جعل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يفتح فمه و يدخل فمه في فمه و يقول اللهم اني احبه واحب من يحبه ثلاثا (و اتي) النبي صلي الله عليه و آله و سلم بتمر من تمر الصدقة فأخذ الحسن عليه السلام تمرة فوضعها في فيه فادخل النبي صلي الله عليه و آله و سلم أصبعه في فمه و قال كخ كخ أي بني أما شعرت ان آل محمد لا يأكلون الصدقة

[ صفحه 354]

(و في رواية) انه جعل يدخل أصبعه ليخرجها كأنه يمتنع عليه و يكره ان يؤذيه (بابي) أنت و أمي يا رسول الله ليتك تري ما صنع به ينو أمية و أشياعهم و أمتك من بعدك منعوه عن حقه و دسوا له الدسائس و بغوه الغوائل و جرعوه الغيظ و بايعوه و خذلوه و ضربوه بمعول في فخذه انتهي الي العظم و قتلوا شيعته و شيعة أبيه و شردوهم و أخافوهم و سبوا أباه أميرالمؤمنين علي رؤوس المنابر و هو يسمع و لا يستطيع ان يدفع حتي ادي الحال ببني أمية الي ان دسوا له السم فمات منه بعد أربعين يوما شهيدا مسموما صابرا محتسبا فليتك تراه يا رسول

الله و هو يقذف كبده قطعة قطعة من السم الذي دسه اليه معاوية وليتك تراه و قد منع من الدفن في جوارك و ابعد عن قبرك و نحي عن قربك ظلما و عدوانا و عداوة لله تعالي و لك يا رسول الله.

ليس هذا لرسول الله يا

امة الطغيان و الغي جزا

فعلتم بابناء النبي و رهطه

أفاعيل أدناها الخيانة و الغدر

المجلس 06

مما جاء في كرم اخلاق الحسن و الحسين عليهماالسلام انهما مرا علي شيخ يتوضأ و لا يحسن الوضوء فاظهرا تنازعا يقول كل منهما للآخر انت لا

[ صفحه 355]

تحسن الوضوء و قالا ايها الشيخ كن حكما بيننا فتوضآ و قالا اينا يحسن الوضوء فقال الشيخ كلاكما تحسنان الضوء ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن و قد تعلم الآن منكما و تاب علي يديكما بر كتكما و شفقتكما علي امة جدكما (و مما) جاء في فضلهما ما روي عن الصادق عليه السلام انه اصطرع الحسن و الحسين بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ايها حسن خذ حسينا فقالت فاطمة يا رسول الله أتستنهص الكبير علي الصغير فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم هذا جبرئيل يقول ايها حسين خذ حسنا (و رؤي) الحسن و الحسين عليهماالسلام يمشيان الي الحج فلم يمرا براكب الا نزل يمشي فثقل ذلك علي بعضهم فقالوا لسعد بن أبي وقاص قد ثقل علينا المشي و لا نستحسن ان نركب و هذان السيدان يمشيان فقال سعد للحسن يا أبامحمد ان المشي قد ثقل

علي جماعة ممن معك و الناس اذا رأوكما تمشيان لم تطب أنفسهم ان يركبوا فلو ركبتما فقال الحسن عليه السلام لا نركب قد جعلنا علي أنفسنا المشي الي بيت الله الحرام علي أقدامنا ولكنا نتنكب الطريق فاخذا جانبا من الناس (و قال) مدرك بن أبي زياد لابن عباس و قد أمسك للحسن ثم للحسين بالركاب و سوي عليهما ثيابهما أنت أسن منهما تمسك لهما بالركاب فقال يا لكع [20] و ما تدري من هذان هذان ابنا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أو ليس مما أنعم الله علي به أن

[ صفحه 356]

أمسك لهما و أسوي عليهما (قال المفيد عليه الرحمة) و كان من برهان كمالهما وحجة اختصاص الله لهما بيعة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لهما و لم يبايع صبيا في ظاهر الحال غيرهما (قال) و قد صرح رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بالنص علي امامتهما بقوله ابناي هذان امامان قاما أو قعدا ودلت وصية الحسن عليه السلام الي الحسين عليه السلام علي امامته كما دلت وصية أميرالمؤمنين عليه السلام الي الحسن عليه السلام علي امامته بحسب ما دلت وصية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الي أميرالمؤمنين عليه السلام علي امامته من بعده (قال) و قد كانا حجة الله لنبيه صلي الله عليه و آله و سلم في المباهلة و حجة الله من بعد أبيهما أميرالمؤمنين عليه السلام علي الأمة في الدين و الاسلام (قال) و كانا حبيبي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بين جميع أهله و ولده (و عن) صحيح الترمذي بسنده قال رسول الله صلي الله عليه

و آله و سلم الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة (و في رواية) ابناي هذان سيدا شباب أهل الجنة (و زاد) في رواية و أبوهما خير منهما (و في الاستيعاب) روي عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم من وجوه انه قال في الحسن و الحسين أنهما سيدا شباب أهل الجنة (أقول) أمثل هذين السيدين الامامين سبطي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ريحانتيه و سيدي شباب أهل الجنة اللذين بلغ من كرم أخلاقهما انهما لم يصرحا للشيخ بانه لا يحسن الوضوء بل توضا أمامه لينبهاه و اللذين بلغ من كرامتهما علي الله أن يستنهض أحدهما رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الآخر جبرئيل عند تصارعهما و اللذين بلغ من عبادتهما أن حجا ماشيين علي أقدامهما من المدينة الي مكة مرارا عديدة و اللذين بلغ من فضلهما و علو مقامهما ان يخدمهما مثل

[ صفحه 357]

ابن عباس مع جلالة قدره فيمسك لهما بالركاب عند ركوبهما و يسوي عليهما ثيابهما يظلمان و يقهران و يقتلان فيقتل الحسن بالسم حتي تقيأ كبده قطعة قطعة و مضي الي ربه شهيدا مسموما صابرا محتسبا و يقتل أخوه الحسين بالسيف أفجع قتلة و أفظعها و لا يجد له ناصرا و لا معينا بين أمة تزعم انها علي دين الاسلام.

و لسبطين تابعين فمسمو

م عليه ثري البقيع يهال

و شهيد بالطف أبكي السماوا

ت و كادت له تزول الجبال

يا غليلي له و قد حرم الما

ء عليه و هو الشراب الحلال

قطعت وصلة النبي بان تق

طع

مع أهل بيته الأوصال

لهف نفسي يا آل طه عليكم

لهفة كسبها جوي و خبال

المجلس 07

مما جاء في شدة محبة النبي صلي الله عليه و آله و سلم للحسن و الحسين عليهماالسلام و وجوب محبتهما علي كل أحد ما (عن صحيح الترمذي) عن انس ابن مالك قال سئل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أي أهل بيتك أحب اليك قال الحسن و الحسين و كان يقول لفاطمة ادعي لي ابني فيشمهما و يضمهما اليه (و عن) ابن عمر سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول هما ريحانتاي من الدنيا (و عن) صحيح الترمذي عن أسامة بن زيد

[ صفحه 358]

انه قال طرقت النبي صلي الله عليه و آله و سلم ذات ليلة فخرج (الي ان قال)فاذا حسن و حسين علي و ركيه فقال هذان ابناي و ابنا ابنتي اللهم اني احبهما فاحبهما و أحب من يحبهما (و عن) كتاب اليواقيت لأبي عمرو الزاهد عن زيد بن أرقم قال كنت عند النبي صلي الله عليه و آله و سلم في مسجده فمرت فاطمة صلوات الله عليها خارجة من بيتها الي حجرة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و معها الحسن و الحسين عليهماالسلام ثم تبعها علي عليه السلام فرفع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم رأسه الي فقال من أحب هؤلاء فقد أحبني و من ابغض هؤلاء فقد ابغضني (و عن جابر) قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ان الجنة لتشتاق الي أربعة من أهلي قد أحبهم الله و أمرني بجبهم علي بن أبي طالب

و الحسن و الحسين و المهدي صلي الله عليهم الذي يصلي خلفه عيسي بن مريم عليه السلام (و في الاصابة) و عند أحمد من طريق عبدالرحمن بن مسعود عن أبي هريرة قال خرج علينا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و معه الحسن و الحسين هذا علي عاتقه و هذا علي عاتقه و هو يلثم هذا مرة و هذا مرة حتي انتهي الينا فقال من أحبهما فقد أحبني و من أبغضهما فقد أبغضني (و قال صلي الله عليه و آله و سلم) من أحب الحسن و الحسين أحببته و من أحبته أحبه الله و من احبه الله أدخله الجنة و من ابغضهما ابغضته و من ابغضته ابغضه الله و من احبه الله أدخله الجنة و من ابغضهما ابغضته و من ابغضته ابغضه الله و من ابغضه الله أدخله النار (و عن زيد بن أرقم) ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين أنا سلم لمن سالمتم و حرب لمن حاربتم (و روي) أحمد بن حنبل ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال و قد نظر الي الحسن و الحسين «ع» من أحب هذين و أباهما و أمهما كان معي في درجتي يوم القيامة

[ صفحه 359]

(و عن صحيحي الترمذي و النسائي) بالاسناد الي بريدة قال كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يخطب فجاء الحسن و الحسين «ع» و عليهما قميصان أحمران يمشيان و يعثران فنزل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من المنبر فحملهما و وضعهما بين يديه ثم قال صدق

الله انما أموالكم و أولادكم فتنه نظرت الي هذين الصبيين يمشيان و يعثران فلم أصبر حتي قطعت حديثي و رفعتهما (و عن جابر) انه دخل علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم و الحسن و الحسين «ع» علي ظهره و هو يقول نعم الجمل جملكما و نعم الحملان أنتما (و في رواية) و نعم العدلان انتما (و في رواية) نعم المطي مطيكما و نعم الراكبان أنتما و أبوكما خير منكما (و عن أسلم) رأيت الحسن و الحسين عليهماالسلام علي عاتق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقلت نعم الفرس لكما فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و نعم الفارسان هما (و في ارشاد المفيد) عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال كان النبي صلي الله عليه و آله و سلم يصلي فجاء الحسن و الحسين «ع» فارتدفاه فلما رفع رأسه اخذهما أخذا رفيقا فلما عاد عادا فلما انصرف أجلس هذا علي فخذه الأيمن و هذا علي فخذه الأيسر ثم قال من أحبني فليحب هذين (و في الاصابة) عن مسند ابي يعلي بسنده كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يصلي فاذا سجد وثب الحسن و الحسين علي ظهره فاذا أرادوا ان يمنعوهما أشار اليهم أن دعوهما فاذا قضي الصلاة وضعهما في حجره فقال من أحبني فليحب هذين (و عن) كتاب الآل لابن خالويه عن ابن عباس قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حسن و حسين سيدا شباب أهل الجنة من أحبهما أحبني و من أبغضهما أبغضني (و في الاستيعاب)

[ صفحه 360]

روي عن النبي صلي الله

عليه و آله و سلم من وجوه انه قال في الحسن و الحسين «ع» اللهم اني أحبهما فاحبهما و أحب من يحبهما (أقول) أمثل هذين السيدين الفاضلين الامامين ريحانتي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و سبطيه و سيدي شباب أهل الجنة و من تشتاق اليهما و من انحصرت ذرية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيهما اللذين قد بلغا أعلي درجات الفضل و الشرف و كرم الأخلاق و طيب الاعراق شبيهي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في هيبته و سؤدده وجوده و شجاعته و خلقه و خلقه و اللذين أوجب الله حبهما علي كل مسلم و من أحبهما أحبه الله و رسوله و من ابغضهما ابغضه الله و رسوله أحب الناس الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بحيث بلغ من حبه لهما ان ينزل من علي منبره و يقطع خطبته لأجلهما و يحملهما تارة علي ظهره و أخري علي عاتقه و تارة علي وركيه و لا يمنعهما عن ركوب ظهره و هو في الصلاة و لا يدع أحدا ان ينزلهما و يأخذهما أخذا رفيقا خوفا من انزعاجهما يظلمان بعده و يقهران و يدفعان عن حقهما من خلافة جدهما و تجتمع أمته الا من عصمه الله علي ظلمهما و حربهما و غصب حقهما فمن بين خاذل و مقاتل حتي مات الحسن عليه السلام شهيدا بالسم و قضي الحسين عليه السلام شيهدا بالسيف بعد ما بايع أهل الكوفة ابن عمه مسلم بن عقيل و ضمنوا له النصرة ثم نكثوا بيعته و خذلوه و اسلموه فقتل بينهم و لو يمنعوه و خرجوا الي حرب الحسين «ع»

و حاصروه و منعوه المسير في بلاد الله و اضطروه الي حيث لا يجد ناصرا و لا ملجأ و حالوا بينه و بين ماء الفرات حتي تمكنوا منه فقتلوه فمضي «ع» ظمآن مجاهدا

[ صفحه 361]

صابرا محتسبا مظلوما قد نكثت بيعته و استحلت حرمته و لم يوف له بعهد و لا رعيت فيه ذمة شهيدا علي ما مضي عليه أبوه و أخوه عليهم السلام.

من مخبر المصطفي سبطاه قد قضيا

بالسم هذا و ذا بالسيف منحورا

أوصي و أكد في الدنيا وصيته

فاوسعوا عهده نكثا و تغييرا

لو كان جدهما أوصي بظلمهما

لما استطاعوا لما جاؤوه تكثيرا

المجلس 08

لما قبض أميرالمؤمنين «ع» خطب الحسن «ع» خطبة ذكر فيها فضل أبيه و فضله و فضل أهل بيته ثم جلس فقام عبدالله بن العباس بين يديه فقال معاشر الناس هذا ابن نبيكم و وصي امامكم فبايعوه فقالوا ما أحبه الينا و أوجب حقه علينا و بادروا الي البيعة له بالخلافة و ذلك يوم الجمعة الحادي و العشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة فرتب العمال و أمر الأمراء و انفذ عبدالله بن العباس الي البصرة و نظر في الأمور (و لما) بلغ معاوية وفاة أميرالمؤمنين «ع» دس رجلا من حمير الي الكوفة و رجلا من بني القين الي البصرة ليكتبا اليه بالأخبار و يفسدا علي الحسن «ع» الأمور و عرف ذلك الحسن «ع» فامر بقتلهما فقتلا (و كتب الي معاوية) أما

[ صفحه 362]

بعد فانك دسست الرجال للاحتيال و الاغتيال و أرصدت العيون كانك تحب اللقاء و ما أوشك ذلك فتوقعه ان شاء

الله و بلغني أنك شمت بما لم يشمت به ذو حجي و انما مثلك في ذلك كما قال الأول:

فقل للذي يبقي خلاف الذي مضي

تجهز لأخري مثلها فكأن قد

فأنا و من قد مات منا لكالذي

يروح و يمسي في المبيت ليغتدي

فاجابه معاوية بما يطول الكلام بذكره (ثم) كتب اليه الحسن «ع» يحتج علي استحقاقه الأمر و استحقاق أبيه له بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و يدعوه الي تسليم الأمر اليه فاجابه معاوية يراوغه و يخاتله و جرت بينهما مكاتبات و مراسلات كثيرة و كل منهما يدعو الآخر الي الدخول في طاعته فلما و رد آخر كتاب الي معاوية كتب الي عماله نسخة واحدة أما بعد فالحمد الله الذي كفاكم مؤنة عدوكم و قتلة خليفتكم ان الله بلطفه و حسن صنعه أتاح لعلي بن أبي طالب رجلا من عباد الله فاغتاله فقتله فترك أصحابه متفرقين مختلفين و قد جاءتنا كتب أشرافهم و قادتهم يلتمسون الأمان لأنفسهم و عشائرهم فاقبلوا الي حين يأتيكم كتابي هذا بجدكم و جهدكم و حسن عدتكم فقد اصبتم بحمد الله الثار و بلغتم الأمل و أهلك الله أهل البغي و العدوان و السلام فاجتمعت العساكر الي معاوية و سار قاصدا الي العراق و بلغ الحسن «ع» خبر مسيره و انه بلغ جسر

[ صفحه 363]

منبج فنادي المنادي الصلاة جامعة فصعد الحسن «ع» المنبر فحمد الله و أثني عليه ثم قال أما بعد فان الله كتب الجهاد علي خلقه و سماه كرها ثم قال لأهل الجهاد من المؤمنين اصبروا ان الله مع الصابرين فلستم أيها الناس نائلين

ما تحبون الا بالصبر علي ما تكرهون انه بلغني ان معاوية بلغه انا كنا أزمعنا علي المسير اليه فتحرك لذلك فاخرجوا رحمكم الله الي معسكركم بالنخلية و انه في كلامه ليتخوف خذلان الناس له فسكتوا فما تكلم منهم أحد و لا أجابه بحرف فلما رأي ذلك عدي بن حاتم قام فقال أنا ابن حاتم سبحان الله ما اقبح هذا المقام الا تجيبون امامكم و ابن بنت نبيكم أين خطباء المصر الذين السنتهم كالمخاريق في الدعة فاذا جد الجد تراغوا كالثعالب أما تخافون مقت الله و لا عنتها و عارها ثم استقبل الحسن «ع» فقال أصاب الله بك المراشد و جنبك المكاره و وفقك لما تحمد ورده و صدره و قد سمعنا مقالتك و انتهينا الي أمرك و سمعنا لك و أطعناك فيما قلت ثم خرج و دابته بالباب فركبها و خرج الي النخلية أول الناس ثم قام قيس بن سعد بن عبادة و معقل بن قيس الرياحي و زياد بن خصفة فانبوا الناس و لاموهم و حرضوهم و كلموا الحسن «ع» بمثل كلام عدي و بعث الحسن «ع» حجر بن عدي يأمر العمال بالمسير و استنفر الناس للجهاد فخفوا بعد ما تثاقلوا عنه و خرج الحسن «ع» الي المعسكر و معه أخلاط من الناس بعضهم شيعة له و لأبيه و بعضهم خوارج يؤثرون قتال معاوية بكل حيلة و بعضهم أصحاب فتن و طمع في الغنائم

[ صفحه 364]

و بعضهم شكاك و بعضهم أصحاب عصبية اتبعوا رؤساء قبائلهم لا يرجعون الي دين. ثم سار الحسن «ع» في عسكر عظيم حتي أتي موضعا يقال له دير عبدالرحمن فاقام به ثلاثا حتي اجتمع الناس ثم

أرسل عبيد الله بن العباس في اثني عشر الفا مقدمة له و قال ان أصبت فقيس بن سعد بن عبادة علي الناس فان أصيب فسعيد بن قيس الهمداني علي الناس فسار عبيدالله حتي أتي مسكن [21] و سار الحسن «ع» حتي اتي ساباط المدائن فلما أصبح أراد أن يمتحن أصحابه و يستبري ء أحوالهم في الطاعة ليتميز بذلك أولياؤه من أعدائه و يكون علي بصيرة من لقاء معاوية و أهل الشام فامر ان ينادي الصلاة جامعة فاجتمعوا فصعد المنبر فخطبهم (فقال) الحمد الله كلما حمد حامد و أشهد أن لا اله الا الله كلما شهد له شاهد و أشهد ان محمدا عبده و رسوله أرسله بالحق و ائتمنه علي الوحي صلي الله عليه و آله و سلم أما بعد فاني و الله لأرجو ان اكون قد أصبحت بحمد الله و منه و أنا انصح خلق الله لخلقه و ما أصبحت

[ صفحه 365]

محتملا علي مسلم ضغينة و لا مريدا له بسوء و لا غائلة الا و ان ما تكرهون في الجماعة خير لكم مما تحبون في الفرقة الا و اني ناظر لكم خير من نظركم لأنفسكم فلا تخالفوا أمري و لا تردوا علي رأيي غفر الله لي ولكم و أرشدني و اياكم لما فيه المحبة و الرضا فنظر الناس بعضهم الي بعض و قالوا ما ترونه يريد بما قال قالوا نظنه و الله يريد ان يصالح معاوية و يسلم الأمر اليه فقالوا كفر و الله الرجل ثم شدوا علي فسطاطه و انتهبوه حتي أخذوا مصلاه من تحته ثم شد عليه عبدالرحمن بن عبدالله بن جعال الأزدي فنزع مطرفه عن عاتقه فنقي جالسا

متقلدا السيف بغير رداء ثم دعا بفرسه [22] فركبه و احدق به طوائف من خاصته و شيعته و منعوا منه من أراده فقال ادعوا لي ربيعة و همدان فدعوا فاطافوا به و دفعوا الناس عنه و سار و معه شوب من غيرهم فلما مر في مظلم ساباط بدر اليه الجراح بن سنان الأسدي فأخذ بلجام بغلته و بيده مغول و هو سيف دقيق يكون غمده كالسوط و قال الله أكبر أشركت يا حسن كما أشرك أبوك من قبل ثم طعنه في فخذه فشقه

[ صفحه 366]

حتي بلغ العظم و ضربه الحسن «ع» و اعتنقه و خرا جميعا الي الأرض فوثب اليه رجل من شيعة الحسن «ع» يقال له عبدالله بن خطل الطائي فنزع المغول من يده و خضخض به جوفه و أكب عليه آخر يقال له ظبيان بن عمارة فقطع أنفه فهلك من ذلك و أخذ آخر كان معه فشدخوا وجهه و رأسه حق قتلوه (و حمل) الحسن «ع» علي سرير الي المدائن فأنزل بها علي سعد بن مسعود الثقفي و كان عامل أميرالمؤمنين «ع» بها فأقره الحسن «ع» و اشتغل الحسن «ع» بنفسه يعالج جرحه جاءه سعد بن مسعود بطبيب فقام عليه حتي بري ء هكذا ذكر المفيد و أبوالفرج و الذي ذكره الطبري و ابن الأثير و سبط بن الجوزي ناقلا له عن الشعبي انه لما نزل الحسن «ع» المدائن نادي مناد في العسكر الا ان قيس ابن سعد قد قتل فانفروا فنفروا الي سرادق الحسن «ع» فنهبوا متاعه حتي نازعوه بساطا كان تحته فازداد لهم بغضا و منهم ذعرا (قال المفيد) و كتب جماعة من رؤساء القبائل الي معاوية بالسمع و

الطاعة في السر و استحثوه علي المسير نحوهم و ضمنوا له تسليم الحسن اليه عند دنوهم من عسكره او الفتك به و بلغ الحسن «ع» ذلك و ورد عليه كتاب قيس بن سعد رضي الله عنه يخبره انهم نازلوا معاوية بقرية يقال لها الحبوبية (الحبونية خ ل) بازاء مسكن و ان معاوية ارسل الي عبيدالله بن العباس يرغبه في المصير اليه و ضمن له الف الف درهم يعجل له منها النصف و يعطيه النصف الآخر عند دخوله الي الكوفة فانسل عبيدالله في الليل الي معسكر

[ صفحه 367]

معاوية في خاصته و اصبح الناس قد فقدوا اميرهم فصلي بهم قيس ابن سعد و نظر في امورهم فاز دادت بصيرة الحسن «ع» بخذلان القوم له و فساد نيات الخوارج المحكمة فيه بما أظهروا له من السب و التكفير و استحلال دمه و نهب أمواله و لم يبق معه من يأمن غوائله الا خاصته من شيعة أبيه و شيعته و هم جماعة لا تقوم لأجناد الشام.

و روي الصدوق في العلل ان معاوية دمن الي عمرو بن حريث و الأشعث بن قيس [23] و حجار بن أبجر و شبث بن ربعي دسيسا أفرد كل واحد منهم بعين من عيونه انك اذا قتلت الحسن فلك مائة الف درهم و جند من أجناد الشام و بنت من بناتي فبلغ الحسن «ع» ذلك فاستلأم و لبس درعا و سترها و كان يحترز و لا يتقدم المصلاة الا كذلك فرماه أحدهم في الصلاة بسهم فلم يثبت فيه لما عليه من اللامة (و في الخرائج) ان الحسن «ع» كان قد وجه الي معاوية قائدا من كندة في أربعة آلاف

فلما نزل بالأنبار أرسل اليه معاوية ان اقبلت الي أولك بعض كور الشام و الجزيرة و أرسل اليه بخسمائة الف درهم فقبض المال و صار الي معاوية في مأتين من خاصته فبلغ ذلك الحسن «ع» فقام خطيبا و قال هذا

[ صفحه 368]

الكندي توجه الي معاوية و غدر بي و بكم و قد أخبرتكم انه لا وفاء لكم أنتم عبيد الدنيا و انا موجه غيره و أعلم انه سيفعل ما فعل صاحبه فبعث رجلا من مراد و تقدم اليه بمشهد من الناس و توكد عليه و أخبره انه سيغدر كما غدر الكندي فحلف بالايمان التي لا تقوم لها الجبال انه لا يفعل فقال الحسن «ع» انه سيغدر فلما توجه الي الأنبار كتب اليه معاوية بمثل ما كتب به الي صاحبه و بعث اليه بالمال فانقلب علي الحسن «ع» و اخذ طريقه الي معاوية (و كان)معاوية قد كتب الي الحسن «ع» في الهدنه و الصلح و انفذ اليه بكتب اصحابه الذين ضمنوا له فيها الفتك به و تسليمه اليه فعند ذلك أجاب الي الصلح و من ذلك يعلم ان الحسن «ع» ما أجاب الي الصلح الا مكرها مرغما و انه علم انه لو لم يصالح لسلموه الي معاوية و لكانت المفسدة اعظم فاختار اقل الضررين و اهون المفسدتين و عمل بما عهد اليه ابوه عن جده صلي الله عليه و آله و سلم و ان صلحه هذا لا يجعل لمعاوية عذرا و لا يرفع عنه وزرا بل يزيده ذما و اثما فلذلك اجاب الحسن «ع» الي الصلح مكرها و اشترط لنفسه شروطا كثيرة كان في الوفاء بها مصالح شاملة فاجابه معاوية الي

قبول تلك الشروط كلها فلم يثق به الحسن «ع» و علم باحتياله و اغتياله الا انه لم يجد بدا من اجابته لما كان عليه اصحابه من ضعف البصائر في حقه و الفساد عليه و ما انطوي عليه كثير منهم في استحلال دمه و تسليمه الي خصمه و ما كان من خذلان ابن عمه له و مصيره الي عدوه و ميل الجمهور منهم الي العاجلة و زدهم في

[ صفحه 369]

الآجلة فتوثق لنفسه من معاوية بتوكيد الحجة عليه و الاعتذار فيما بينه و بينه عند الله تعالي و عند كافة المسلمين و كان فيما اشترطه الحسن «ع» علي معاوية ان لا يسميه اميرالمؤمنين و لا يقيم عنده شهادة و ان يترك سب أميرالمؤمنين «ع» و القنوت عليه في الصلاة و ان لا يتعقب علي شيعة علي شيئا و يؤمنهم و لا يتعرض لأحد منهم بسوء و يوصل الي كل ذي حق منهم حقه و ان يفرق في أولاد من قتل مع أبيه يوم الجمل و صفين الف الف درهم و ان يجعل ذلك من خراج دار ابجرد [24] من بلاد فارس فاجابه معاوية الي ذلك و عاهده عليه و حلف له بالوفاء (و قال) ابن الأثير انه لم يجبه الي الكف عن شتم علي فطلب ان لا يشتم و هو يسمع فاجابه الي ذلك ثم لم يف له به و لا بشي ء مما عاهده عليه بل انه لما تم الصلح سار حتي أتي النخلية [25] فخطب الناس فقال اني و الله ما قاتلتكم لتصلوا و لا لتصوموا و لا لتحجوا و لا لتزكوا انكم لتفعلون

[ صفحه 370]

ذلك ولكني

قاتلكم لأتأمر عليكم و قد أعطاني الله ذلك و انتم له كارهون الا و اني كنت منيت الحسن و أعطيته أشياء و جميعها تحت قدمي لا أفي بشي ء منها (قال أبواسحاق) راوي الحديث و كان و الله غدارا (و في مقاتل الطالبيين) بسنده عن الشعبي ان معاوية خطب الناس حين بويع له فقال ما اختلفت امة بعد نبيها الا ظهر أهل باطلها علي أهل حقها ثم انتبه فندم فقال الا هذه الأمة فانها و انها (ثم) دخل الكوفة و صعد المنبر فخطب و ذكر أميرالمؤمنين «ع»و نال من الحسن «ع» و كان الحسن و الحسين «ع» حاضرين فقام الحسين «ع» ليرد عليه فاخذ بيده الحسن و أجلسه ثم قام فقال أيها الذاكر عليا انا الحسن و ابي علي و أنت معاوية و أبوك صخر و امي فاطمة و أمك هند و جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و جدك حرب و جدتي خديجة و جدتك قتلية (نثيلة خ ل) فلعن الله اخملنا ذكرا و ألأمنا حسبا و شرنا قدما و اقدمنا كفرا و نفاقا فقالت طوائف من أهل المسجد آمين قال يحيي بن معين أحد رواة هذا الحديث و نحن نقول آمين و قال أبوعبيد أحد رواته و نحن أيضا نقول آمين قال أبوالفرج الأصبهاني و أنا أقول آمين قال عبد الحميد بن ابي الحديد و أنا أقول آمين قال مؤلف هذا الكتاب محسن الأمين و أنا أقول آمين (و اقام) معاوية علي سب أميرالمؤمنين «ع» و بقي ذلك سنة في دولة بني أمية حتي أزاله عمر بن عبد العزيز و لله در القائل:

أعلي المنابر تعلنون بسبه

و بسيفه

نصبت لكم أعوادها

[ صفحه 371]

و أخاف معاوية شيعة أميرالمؤمنين «ع» و قتلهم و شردهم و هدم دورهم فقتل عمرو بن الحمق و حبس زوجته آمنة بنت الشريد سنتين في سجن دمشق و قتل حجر بن عدي و أصحابه بمرج عذرا و حمل عبدالله بن هاشم المر قال اليه مكبلا بالحديد من العراق الي الشام و اما خراج دار ايحرد فقال ابن الأثير ان أهل البصرة منعوه منه بامر معاوية (و قال) ابن الأثير لما راسل معاوية الحسن «ع» في تسليم الأمر اليه خطب الناس فحمد الله و أثني عليه و قال انا و الله ما يثنينا عن أهل الشام شك و لا ندم و انما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة و الصبر فشيبت السلامة بالعداوة و الصبر بالجزع و كنتم في مسيركم الي صفين و دينكم امام دنياكم و أصبحتم اليوم و دنياكم أمام دينكم الا و قد اصبحتم بين قتيلين قتيل بصفين تبكون له و قتيل بالنهروان تطلبون بثاره فاما الباكي فخاذل و أما الطالب فثائر الا و ان معاوية دعانا لأمر ليس فيه عز و لا نصفة فان اردتم الموت رددناه عليه و حاكمناه الي الله عزوجل بظبا السيوف و ان اردتم الحياة قبلناه و أخذنا لكم الرضي فناداه الناس من كل جانب البقية البقية (و قال) ابن الأثير أيضا لما تم الصلح قال الحسن يا اهل العراق انه سخي بنفسي عنكم ثلاث قتلكم أبي و طعنكم اياي و انتهابكم متاعي (و حكي) سبط بن الجوزي عن السدي انه قال لم يصالح الحسن معاوية رغبة في الدنيا و انما صالحه لما رأي اهل العراق يريدون الغدر به و فعلوا معه

ما فعلوا فخاف منهم ان يسلموه الي معاوية و الدليل عليه انه خطب بالنخيلة قبل الصلح

[ صفحه 372]

فقال أيها الناس ان هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا و معاوية انما هو حق أتركه ارادة لاصلاح الأمة و حقنا لدمائها و ان أدري لعله فتنة لكم و متاع الي حين (قال) ابن الأثير و صاحب الاستيعاب و أبوالفرج قال معاوية للحسن قم فاخطب قال ابوالفرج وظن معاوية انه سيحصر و قال سبط بن الجوزي أشار عمرو بن العاص علي معاوية ان يأمر الحسن ان يخطب ليظهر عيه فقام «ع» فقال ايها الناس ان الله هداكم بأولنا و حقن دماءكم بآخرنا و نحن اهل بيت نبيكم اذهب الله عنا الرجس و طهرنا تطهيرا الا ان اكيس الكيس التقي و اعجز العجز الفجور و ان لهذا الأمر مدة و ان الدنيا دول انما الخليفة من سار بكتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و سلم و ليس الخليفة من سار بالجور ذلك ملك ملك ملكا يمتع فيه قليلا ثم تنقطع لذته و تبقي تبعته و قد قال الله تعالي لنبيه (و في رواية الاستيعاب) ثم التفت الي معاوية فقال و ان ادري لعله فتنة لكم و متاع الي حين فضج الناس بالبكاء فالتفت معاوية الي عمرو و قال هذا رأيك ثم قال للحسن «ع» حسبك يا ابامحمد (و في رواية) انه قال نحن حزب الله المفلحون و عترة رسوله المطهرون و اهل بيته الطيبون الطاهرون و احد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيكم فطاعتنا مقرونة بطاعة الله فان تنازعتم في شي ء فردوه الي الله

و الي الرسول.

ثم توجه الحسن الي المدينة هو و اخوه الحسين عليهماالسلام و اهل بيته وحشمهم و جعل الناس يبكون عند مسيرهم من

[ صفحه 373]

الكوفة فقام «ع» بالمدينة كاظما غيظه لازما منزله منتظرا لأمر ربه عزوجل الي ان تم لمعاوية عشر سنين من امارته و عزم علي البيعة لابنه يزيد فلم يكن شي ء أثقل عليه من أمر الحسن بن علي «ع» و سعد بن ابي وقاص فدس اليهما سما فماتا منه ذكر ذلك أبوالفرج في مقاتل الطالبيين و كان من شرط الحسن عليه ان لا يعهد لأحد من بعده عهدا فدس معاوية الي جعدة بنت الأشعث بن قيس و كانت زوجة الحسن «ع» من حملها علي سمه و ضمن لها ان يزوجها بابنه يزيد و أرسل اليها مائة الف درهم و في رواية عشرة آلاف دينار [26] و اقطعها اقطاعات كثيرة من شعب سوراء [27] و سواد الكوفة فسقته جعدة السم فسوغها المال و لم يزوجها من يزيد فتزوجها بعد الحسن «ع» رجل من آل طلحة فكان اذا وقع بين أولادها منه و بين أحد خصام عيروهم فقالوا يا بني مسمة الأزواج [28] و قال الصادق «ع» ان الأشعث شرك في دم أمير

[ صفحه 374]

المؤمنين «ع» و ابنته جعدة سمت الحسن «ع» و ابنه محمد شرك في دم الحسين «ع». (و لما) حضرت الحسن الوفاة استدعي الحسين عليهماالسلام و قال يا اخي اني مفارقك و لا حق بربي و قد سقيت السم و رميت بكبدي في الطست و اني لعارف بمن سقاني السم و من اين دهيت و أنا أخاصمه الي الله عزوجل فبحقي عليك

ان تكلمت في ذلك بشي ء و انتظر ما يحدث الله عزوجل في فاذا قضيت نحبي فغمضني و غسلني و كفني و احملني علي سرير الي قبر جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لأجدد به عهدا ثم ردني الي قبر جدتي فاطمة بنت اسد فادفني هناك و ستعلم يا ابن ام ان القوم يظنون انكم تريدون دفني عند جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيجلبون في منعكم عن ذلك و بالله اقسم عليك ان تريق في امري محجمة دم ثم وصي اليه باهله و ولده و تركاته و ما كان وصي به اميرالمؤمنين «ع» حين استخلفه و اهله لمقامه و دل شيعته علي استخلافه و نصبه لهم علما

[ صفحه 375]

من بعده ثم قضي نحبه شهيدا مظلوما مسموما صابرا محتسبا أي وا سيداه وا شهيداه وا مسموماه (فلما) توفي غسله الحسين «ع» و كفنه و حمله علي سريره و لم يشك مروان و من معه من بني امية انهم سيدفنونه عند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فتجمعوا و لبسوا السلاح فلما توجه به الحسين «ع»الي قبر جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ليجدد به عهدا اقبلوا اليه في جمعهم و لحقتهم المرأة علي بغل و هي تقول مالي و لكم تريدون ان تدخلوا بيتي من لا أحب و جعل مروان يقول (يا رب هيجا هي خير من دعه) ايدفن عثمان في اقصي المدينة و يدفن الحسن مع النبي لا يكون ذلك ابدا و انا احمل السيف (و حكي سبط به الجوزي عن ابن سعد في الطبقات عن

الواقدي قال لما احتضر الحسن «ع» قال ادفنوني عند ابي يعني رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فاراد الحسين ان يدفنه في حجرة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقامت بنوامية و مروان بن الحكم و سعيد بن العاص و كان واليا علي المدينة فمنعوه و قامت بنوهاشم لتقاتلهم فقال ابوهريرة ارأيتم لو مات ابن لموسي اما كان يدفن مع ابيه (و في رواية) انه قال لمروان اتمنع الحسن ان يدفن في الموضع و قد سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنة و كادت الفتنة ان تقع بين بني هاشم و بني امية فبادر ابن عباس الي مروان فقال له ارجع يا مروان من حيث جئت فانا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لكنا نريد ان نجدد به عهدا بزيارته ثم نرده الي جدته فاطمة فندفنه عندها بوصيته بذلك و لو كان اوصي بدفنه مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم

[ صفحه 376]

لعلمت انك اقصر باعا من ردنا عن ذلك لكنه كان اعلم بالله و برسوله و بحرمة قبره من ان يطرق عليه هدما كما طرق ذلك غيره و دخل بيته بغير اذنه ثم اقبل علي المرأة و قال لها و اسوأتاه يوما علي بغل و يوما علي جمل تريدين ان تطفئي نور الله و تقاتلي اولياء الله ارجعي فقد كفيت الذي تخافين و بلغت ما تحبين و الله منتصر لأهل هذا البيت و لو بعد حين (و في رواية) يوما تجملت و يوما تبغلت و

ان عشت تفيلت و قد اخذه ابن الحجاج الشاعر البغدادي المشهور فقال:

ايا بنت

لا كان و لا كنت

لك التسع من الثمن

و بالكل تملكت

تجملت تبغلت

و ان عشت تفيلت

و قال الحسين «ع» و الله لو لا عهد الحسن الي بحقن الدماء و ان لا اهريق في امره محجمة دم لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها و قد نقضتم العهد بيننا و بينكم و ابطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا و مضوا بالحسن «ع» فدفنوه بالبقيع عند جدته فاطمة بنت اسد بن هاشم.

و جاشت لتأبي دفنه عند جده

تثير علي اشياعه رهج الحرب

اتدني لها الويلات مستوجب النوي

اليه و تقصي عنه مستوجب القرب

[ صفحه 377]

المجلس 09

روي الشيخ في الأمالي بسنده عن ابن عباس قال دخل الحسين ابن علي علي اخيه الحسن عليهم السلام في مرضه الذي توفي فيه فقال له كيف تجدك يا اخي قال اجدني في اول يوم من ايام الآخرة و آخر يوم من ايام الدنيا و اعلم اني لا اسبق اجلي و اني وارد علي ابي و جدي علي كره مني لفراقك و فراق الأحبة و استغفر الله من مقالتي هذه و اتوب اليه علي محبة مني القاء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب و امي فاطمة و حمزة و جعفر و في الله عزوجل خلف من كل هالك و عزاء من كل مصيبة و درك من كل ما فات رأيت يا أخي كبدي في الطست و لقد عرفت من دهاني و من اين أتيت فما

أنت صانع به يا أخي فقال الحسن عليه السلام أقتله و الله قال فلا أخبرك أبدا حتي نلقي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ولكن أكتب يا أخي:

(وصية الحسن بن علي الي أخيه الحسين عليهماالسلام)

هذا ما أوصي به الحسن بن علي الي أخيه الحسين بن علي أوصي أنه يشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و انه يعبده حق عبادته لا شريك له في الملك و لا ولي له من الذل و انه خلق كل شي ء فقدره تقديرا و انه أولي من عبد و أحق من حمد من أطاعه

[ صفحه 378]

رشد و من عصاه غوي و من تاب اليه اهتدي فاني أوصيك يا حسين بمن خلفت من أهلي و ولدي و أهل بيتك ان تصفح عن مسيئهم و تقبل من محسنهم و تكون لهم خلفا و والدا و ان تدفنني مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فانني أحق به و ببيته ممن ادخل بيته بغير اذنه و لا كتاب جاءهم من بعده قال الله تعالي فيما أنزله علي نبيه في كتابه يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم فو الله ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير اذنه و لا جاءهم الاذن في ذلك من بعد وفاته و نحن مأذون لنا في التصرف فيما ورثناه من بعده فان أبت عليك الامرأة فانشدك الله بالقرابة التي قرب الله عزوجل منك و الرحم الماسة من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ان لا تهريق في محجمة من دم حتي نلقي رسول

الله صلي الله عليه و آله و سلم فنختصم اليه و نخبره بما كان من الناس الينا ثم قبض صلوات الله عليه فدعا الحسين عليه السلام ابن عباس و عبدالرحمن بن جعفر و علي بن عبدالله بن عباس فأعانوه علي غسله و حنطوه و البسوه أكفانه و خرجوا به الي المسجد فصلوا عليه و أرادوا دفنه عند جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فمنعوا من ذلك فذهبوا به الي البقيع و دفنوه الي جنب جدته فاطمة بنت أسد قال ابن شهرآشوب في المناقب قال الحسين عليه السلام لما وضع الحسن عليه السلام في لحده:

أأدهن رأسي أم تطيب محاسني

و رأسك معفور و أنت سليب

و استمتع الدنيا لشي ء أحبه

الا كل ما أدني اليك حبيب

فلا زلت ابكي ما تغنت حمامة

عليك و ما هبت صبا و جنوب

[ صفحه 379]

و ما هملت عيني من الدمع قطرة

و ما اخضر في دوح الحجاز قضيب

بكائي طويل و الدموع غزيرة

و انت بعيد و المزار قريب

غريب و اطراف البيوت تحوطه

الا كل من تحت التراب غريب

و لا يفرح الباقي خلاف الذي مضي

و كل فتي للموت فيه نصيب

و ليس حريبا من اصيب بماله

ولكن من و اري أخاه حريب

نسيبك من أمسي يناجيك طرفه (طيفه خ ل)

و ليس لمن تحت التراب نسيب

المجلس 10

في مقاتل الطالبيين قيل لأبي اسحاق متي ذل الناس قال حين مات الحسن عليه السلام و ادعي زياد و قتل حجر بن عدي (و في تذكرة الخواص) بسنده

قال لما نزل بالحسن عليه السلام الموت قال اخرجوا فراشي الي صحن الدار فأخرجوه فرفع رأسه الي السماء و قال اللهم اني احتسب عندك نفسي فانها أعز الأنفس علي لم أصب بمثلها اللهم ارحم صرعتي و آنس في القبر و حدتي ثم توفي عليه السلام (و عن) جنادة بن ابي أمية قال دخلت علي الحسن بن علي بن ابي طالب «ع» في مرضه الذي توفي فيه فقلت له عظني يا ابن رسول الله قال نعم استعد لسفرك و حصل زادك قبل حلول أجلك

[ صفحه 380]

و اعلم انك تطلب الدنيا و الموت يطلبك و لا تحمل هم يومك الذي لم يأت علي يومك الذي أنت فيه و اعلم انك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك الا كنت فيه خازنا لغيرك و اعلم ان الدنيا في حلالها حساب و في حرامها عقاب و في الشبهات عتاب فانزل الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما يكفيك فان كان حلالا كنت قد زهدت فيها و ان كان حراما لم يكن فيه و زر فأخذت منها كما أخذت من الميتة و ان كان العتاب فالعتاب يسير و اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا و اذا أردت عزا بلا عشيرة و هيبة بلا سلطان فاخرج من ذل معصية الله الي عز طاعة الله عزوجل و اذا نازعتك الي صحبة الرجال حاجة فاصحب من اذا صحبته زانك و اذا خدمته صانك و اذا اردت معونة أعانك و ان قلت صدق قولك و ان صلت شد صولك و ان مددت يدك بفضل مدها و ان بدت منك ثلمة سدها و ان رأي منك حسنة عدها و ان

سألته أعطاك و ان سكت عنه ابتداك و ان نزلت بك احدي الملمات و اساك من لا تأتيك منه البوائق و لا تختلف عليك منه الطرائق و لا يخذلك عند الحقائق و ان تنازعتما منقسما آثرك (ثم) انقطع نفسه و اصفر لونه حتي خشيت عليه و دخل الحسين عليه السلام و الأسود بن أبي الأسود فانكب الحسين عليه حتي قبل رأسه و بين عينيه ثم قعد عنده فتسارا جميعا فقال الأسود انا لله ان الحسن عليه السلام قد نعيت اليه نفسه و قد اوصي الي الحسين «ع» (و روي) الكليني عن الباقر عليه السلام قال لما احتضر الحسن

[ صفحه 381]

قال للحسين عليهماالسلام يا أخي اني أوصيك بوصية فاحفظها فاذا أنا مت فهيئني ثم وجهني الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لأحدث به عهدا ثم اصرفني الي أمي فاطمة ثم ردني فادفني بالبقيع (و روي) جماعة من الخاصة و العامة بأسانيدهم عن عمير بن اسحاق قال دخلت انا و رجل علي الحسن عليه السلام نعوده في مرض موته فقال يا فلان سلني فقال و الله لا نسألك حتي يعافيك الله ثم دخل الخلاء و خرج فقال سلني قبل ان لا تسألني فقلت بل يعافيك الله ثم نسألك فقال لقد سقيت السم مرارا فلم اسق مثل هذه المرة قال ثم دخلت عليه من الغد و هو يجود بنفسه و الحسين عليه السلام عند رأسه فقال له يا أخي من تتهم قال لم لتقتله قال نعم قال ان يك الذي أظن فالله أشد بأسا و اشد تنكيلا و ان لم يكن فما احب ان يقتل بي بري ء ثم قضي نحبه.

قضي نحبه بالسم سبط

محمد

هو الحسن الزاكي سليل الفواطم

فهد لمنعاه من الدين ركنه

وجب سنام المجد من آل هاشم

المجلس 11

عن الزمخشري في ربيع الأبرار و ابن عبدربه في العقد الفريد انه لما بلغ معاوية موت الحسن بن علي عليهماالسلام سجد و سجد من حوله و كبر و كبروا معه (و عن الواقدي) انه لما بلغه موته

[ صفحه 382]

و كان بالخضراء [29] كبر تكبيرة سمعها أهل المسجد فدخل عليه ابن عباس [30] فقال له يا ابن عباس أمات ابومحمد قال نعم و بلغني تكبيرك و سجودك اما و الله لا يسد جثمانه حفرتك و لا يزيد انقضاء أجله في عمرك قال أحسبه ترك صبية صغارا و لم يترك عليهم كثير معاش فقال ان الذي و كلهم اليه غيرك (و في رواية) كنا صغارا فكبرنا قال فأنت تكون سيد القوم قال و اما أبوعبدالله الحسين باق فلا (و في تذكرة الخواص) انه لما دفن الحسن «ع» قام اخوه محمد بن الحنفية علي قبره باكيا (و قال) رحمك الله أبامحمد لئن عزت حياتك لقد هدت وفاتك و لنعم الروح روح عمر به بدنك و لنعم البدن بدن تضمنه كفنك و كيف لا و أنت سليل

[ صفحه 383]

الهدي و حليف اهل التقي و خامس اهل الكساء ربيت في حجر الاسلام و رضعت ثدي الايمان و لك السوابق العظمي و الغايات القصوي و بك أصلح الله بين فئتين عظيمتين من المسلمين و لم بك شعث الدين فعليك السلام فلقد طبت حيا و ميتا و انشد:

أأدهن رأسي رام تطيب محاسني

و خدك معفور و انت سليب

سأبكيك

ما ناحت حمامة ايكة

و ما اخضر في دوح الرياض قضيب

غريب و اكناف الحجاز تحوطه

الا كل من تحت التراب غريب

مراثي الحسن بن علي

للمؤلف عفا الله عن جرائمه

اهاج شجوك ربع دارس الدمن

فبات طرفك منه فاقد الوسن

ربع علي رملة الدهناء غيره

من الرياح و تسكاب الحيا الهتن

لم يبق فيه لمشتاق يلم به

غير الاثافي و نؤي كالحني حني

ام هل تذكرت عهد الالف حين شدت

ورق الحمائم او غنت علي فنن

كلا و لكنما تجري الدموع دما

مني و حق لها حزنا علي الحسن

سبط النبي ابن مولي المؤمنين علي

شرع النبي أبيه خير مؤتمن

امام حق من الله العظيم له

رياسة الدين و الدنيا علي سنن

[ صفحه 384]

الزاهد العابد الأواب من خلصت

لله نيته في السر و العلن

والواهب المال لا يبغي عليه سوي

ثواب بارئه الرحمن من ثمن

و قاسم الله ما قد كان يملكه

منه ثلاثا بلا خوف و لا منن

و مرتين غدا من كل ما ملكت

يمينه خارجا في سالف الزمن

و القاصد البيت لم تحمله راحلة

خمسا و عشرين و النحار للبدن

و ذو المناقب لا يحصي لها عددا

يراع ذي فطن او قول ذي لسن

غير الحسين و غير السيد الحسن

نسل لأحمد خير الخلق لم يكن

سبطان حبهما دين و بغضهما

كفر و قاليهما لله لم يدن

ريحانتا أحمد المختار قد جنيا

من

روض فضل بازهار الكمال جني

فرعان قد بسقا من دوحة سقيت

ماء النبوة و الأكوان لم تكن

اكرم بسبطي رسول الله من رقيا

من ذروة المجد و العليا الي القنن

و قال خير الوري قولا فاسمعه

لما دعا كل ذي قاب و ذي اذن

ابناي هذان دون الناس حبهما

حبي و من ابغض السبطين ابغضني

هما الا مامان ان قاما و ان قعدا

بذاك جبريل عن باريه اخبرني

أوصي بعترته الهادي و اكد ما

اوصي و حذرنا من غابر الفتن

خانت عهود رسول الله امته

فيهم و قد قل من للعهد لم يخن

لم يبغ أجرا له الا المودة في ال

قربي فجازوه بالبغضاء و الاحن

يا امة السوء ما هذا الجزاء له

منكم علي مالكم اسدي من المنن

ضاعت دماء رسول الله في مضر

و في ربيعة و الاحياء من يمن

سبطاه ما بين مسموم و منجدل

نهب الصوارم و العسالة اللدن

و آله قتلت في كل شارقة

من البسيطة لم تنصر و لم تعن

[ صفحه 385]

صينت بنات البغايا في مقاصرها

لكن بنات رسول الله لم تصن

ثارات بدر و يوم الفتح ادركها

من آل طه بنو عبادة الوثن

لهفي علي الحسن الزاكي و ما فعلت

با الأعادي و ما لا قي من المحن

سقته بغيا نقيع السم لا سقيت

صوب الحيا من غوادي عارض هتن

فقطعت كبدا للمصطفي و رمت

فؤاد بضعته الزهراء

بالحزن

و اوسعت من علي قلبه حرقا

و غادرته رهين الوجد و الشجن

و للحسين حنين من فؤاد شج

بالوجد مضطرم بالحزن مرتهن

و هي التي منعت من دفن جثته

عند النبي و أبدت كامن الضغن

من منه أولي بقرب المصطفي تربت

اكفها ما جنت ربحا سوي الغبن

تدني البعيد اليه و القريب له

تنئيه و الصبح عن نصب الدليل غني

لله زرء ابن بنت المصطفي فلقد

اضحي له الصبح مثل الفاحم الدجن

رزء له هد ركن الدين و انفصمت

منه العري و اكتسي بالذل و الوهن

رزء اناخ علي الاسلام كلكله

فغاله و مضي بالفرض و السنن

رزء تهون له الأرزاء أجمعها

من عظمه و هو حتي اليوم لم يهن

رزء له حرم الجبار في حزن

و بعده حرم الجبار لم يصن

رزء له من مني تبكي مشاعرها

و خطبه نازل بالبيت ذي الركن

سقي البقيع و من ضم البقيع حيا

يهمي به في ثراه صيب المزن

[ صفحه 386]

يا آل احمد لا ينفك رزؤكم

يهيج لي ذكر اشجان تؤرقني

و لست أسلوكم عمر المدي أبدا

حتي يفرق بين الروح و البدن

انتم سفينة نوح و النجاة بكم

و ليس في البحر من منج سوي السفن

ديني و لا كم و بعد الموت حبكم

ذخري اذا صرت رهن اللحد و الكفن

حملت عبأ ذنوب جمة و سوي

و لا كم يوم حشري ليس ينفعني

الله انزل فكم وحيه و علي

و لائكم بني الاسلام حين بني

اليكم من بنات الفكر قافية

غراء تخرس نطق المصقع اللسن

ما مثلها لحبيب و الوليد و لا

لأحمد و ابن هان قبله الحسن

كلا و لا ابن ابي الصلت الذي نظمت

منه المدائح في سيف بن ذي يزن

للشيخ عبدالحسين بن الشيخ أحمد شكر العراقي

لله رزء به كم للرشاد هوي

ركن و كم فيه بيت للضلال بني

رزء به عرصات العلم قد بقيت

دو ارسا من فروض الله و السنن

لاغرو ان تكن الأكوان قد خلعت

ثوب المحاسن من حزن علي الحسن

فانه كان في الأشياء بهجتها

قد قام فيها مقام الروح في البدن

[ صفحه 387]

ما للقضاء و للاقدار فيه مضت

و هو الذي أبدا لولاه لم تكن

لله كم اقرحت جفن النبي و كم

قد البست فاطما ثوبا من الحزن

لم أنس يوم عميد الدين دس به

لجعدة السم سرا عابد الوثن

كيما تهد من العليا دعامتها

فجرعته الردي في جرعة اللبن

فقطعت كبدا ممن غدا كبدا

لفاطم وحشا من واحد الزمن

حتي قضي بنقيع السم ممتثلا

لأمر بارئه في السر و العلن

فأعولت بعده العليا برقعت الش

مس المنيرة في ثوب من الدجن

من مبلغ حيدر الكرار منتدبا

يا منزل المن و السلوي بلا منن

كيف اصطبارك و السبط الزكي غدا

نهبا لحقد ذوي الأضغان و الاحن

من مبلغ المصطفي

و الطهر فاطمة

ان الحسين دما يبكي علي الحسن

يدعوه يا عضدي في كل نائبة

و مسعدي ان رماني الدهر بالوهن

قد كنت لي من بني العليا بقيتهم

و للعدو قناتي فيك لم تلن

فاليوم بعدك أضحت و هي لينة

لغامز و هني ء العيش غير هني

لهفي لزينب تدعوه و مقلتها

عبري و أدمعها كالعارض الهتن

للسيد محمد حسين بن السيد كاظم النجفي المعروف بالكيشوان

خانوا بعترة أحمد من بعده

ظلما و ما حفظوا بهم ما استودعوا

و عدوا علي الحسن الزكي بسالف ال

أحقاد حين تألبوا و تجمعوا

[ صفحه 388]

غدروا به بعد العهود فغودرت

أثقاله بين اللئام توزع

لله أي حشا تكابد محنة

يشجي لها الصخر الأصم و يصدع

و رزية جرت لقلب محمد

حزنا تكاد له السماء تزعزع

كيف ابن وحي الله و هو به الهدي

ارسي فقام له العماد الأرفع

اضحي يسالم عصبة اموية

من دونها كفرا ثمود و تبع

امسي مضاما يستباح حريمه

هتكا و جانبه الأعز الأمنع

و يري بني حرب علي أعوادها

جهرا تنال من الوصي و يسمع

ما زال مضطهدا يقاسي منهم

غصصا بها كأس الردي يتجرع

حتي اذا نفذ القضاء محتما

اضحي يدس اليه سم منقع

و تفتتت بالسم من أحشائه

كبد لها حتي الصفا يتصدع

و سري به نعش تود بناته

لو يرتقي للفرقدين و يرفع

نعش له الروح الأمين مشيع

و له

الكتاب المستبين مودع

نعش أعز الله جانب قدسه

فغدت له زمر الملائك تخضع

نثلوا له حقد الصدور فما يري

منها لقوس بالكنانة منزع

و رموا جنازته فعاد و جسمه

غرض لرامية السهام و موقع

شكوه حتي أصبحت من نعشه

تستل غاشية النبال و تنزع

لم ترم نعشك اذرمتك عصابة

نهضت بها أضغانها تتسرع

لكنها علمت بانك مهجة الز

هراء فابتدرت لحربك تهرع

منعته عن حرم النبي ظلالة

و هو ابنه فلأي أمر يمنع

لله أي رزية كادت لها

أركان شامخة الهدي تتضعضع

[ صفحه 389]

رزء بكت عين الحسين له و من

ذوب الحشا عبراته تتدفع

يوم انثني يدعو ولكن قلبه

و ار و مقلته تفيض و تدمع

اتري يطيف بي السلو و ناظري

من بعد فقدك بالكري لا يهج

أأخي لا عيشي يجوس خلاله

رغد و لا يصفو لوردي مشرع

خلفتني مرمي النوائب ليس لي

عضد أرد به الخطوب و أدفع

و للأستاذ أحمد حسن الدجيلي:

هتف الوحي فاستجاب القبيل

لوليد بن الحياة تطول

هتف الوحي أن سيولد فجر

يظهر الحق فيه و التنزيل

و بوحي من أصغريه سيرتد

كليلا ليل الشقا و يزول

انه حفيد رسول الله

فرع الامامة المأمول

ماجت الأرض بالبشائر لما

قد علاها التكبير و التهليل

و حنت فاطم تضم اليها

قلبها الطهر و هي طهر بتول

توسع الطفل بالحنان و توليه

من الحب ما

به تستطيل

و الرسول الكريم دنيا تلاقي

في مجالاتها الضحي و الأصيل

[ صفحه 390]

جسد الله حلمه فهو أفق

حالم بالروي و ظل ظليل

ليس بدعا فانه روح طه

قد تجلي و سيفه المسلول

و الكتاب الذي به يظهر الحق

جليا و يروق المستحيل

و السحاب الذي بماطر كفيه

تضوع الربي و تزهو الحقول

أيها الأم الثميه برفق

و ليداعب جفونه التقبيل

سوف يلقي ثقل الحياة عليه

ان ثقل الحياة عب ء ثقيل

يا وليدا نمته أكرم أم

و اصطفاه الي الصلاح الرسول

و أنقته رسالة الدين نبراسا

تضاء الربي به و السهول

و معينا للدين ان جف منه

غصنه الغض و اعتراه الذبول

كيف راحت روح الخيانة في

زحفك تضري و في حماك تصول

كيف ظلت تعيث في جيشك

الصاعد ظلما كما يعيث الدخيل

و اذا فيه و المقادير تجري

ليس للمرء دونها تحويل

تائه لم يكن لديه دليل

في دروب بها يراد الدليل

انه المال كم عليه قلوب

رفرفت و لها و هامت عقول

انها الرشوة التي تحمل الكأس

يداها ليحتسيها الخليل

و يموت الضمير من كل قلب

مال حيث الرياح فيه تميل

و اذا كل قائد في جناحيه

رفيف لها و أيك بليل

تائها انه أطاع ابن هند

و أبن هند به الأماني مثول

سفها للنفوس و ان عليها

في متاهاتها الظلام الثقيل

[ صفحه 391]

لا يلام الربيع بعد ارفضاض

الغيث عنه اذا اعتراه الذبول

فالسحاب الذي يرف عليه

يورق الروض عنده و الخميل

و حفيد الرسول ران عليه

من عظيم المصاب خطب جليل

ظل في حيرة أينهض للحرب

و ما في يديه الا القليل

أتري يستجيب للحرب و الحرب

رعيل يقفو خطاه رعيل

و المنايا تحوم في كل شبر

من ثراها و في رباها تجول

و هو صفر اليدين من آل فهر

المغاوير... اين تلك الفحول؟

انما الحرب بالفوارس تضري

و بهم تحتمي القنا و النصول

فاذا أغمد الحسام و فاض الغدر

و اجتث ساعد مفتول

لم ير السبط ملجأ غير ان

يعمد للسلم و هو نعم السبيل

هو نهج أراده الله ان يبقي

منارا و ما سواه بديل

هو صبح و للصباح شروق

منه و الفجر فوقه منديل

أيها القائد الذي في يديه

حقق النصر و هو نعم الدليل

انما النصر ليس بالدم يجري

في ثري أرضنا و فيها يسيل

انها دعوة السماء عليها

رفرف الحب لا الدم المطلول

هي للحق دعوة و لأهليه

حنان و للهدي اكليل

و هي اخت السيف الذي كان

في كف علي علي عداه يصول

و كلا الدعوتين تنبض بالحق

و كلتاهما ربيع جميل

خسأ المفترون فيك و خابت

أنفس جل سعيها تضليل

[ صفحه 392]

فيك ظنوا الخذلان و الضعف لكن

عرفوا بعد ذا من المخذول؟

انها فكرة

السماء تجلت

لو وعتها من الأنام عقول

ايه يا ابن النبي ان جراحا

في حنايا ضلوعنا لا تزول

ان دربا عبدته في أفانين

من الحب نجمه لا يحول

و نشرت الهدي علي جانبيه

علما شع فوقه قنديل

و بذرت الاسلام فهو مراح

للبرايا و مربع و مقيل

پاورقي

[1] يدل عليه ما في الكافي عن الصادق (ع) انه كان بين الحسن و الحسين (ع) طهر واحد و كان بينهما في الميلاد ستة اشهر و عشر و ما ذكره علي بن ابراهيم في تفسيره انه كان بينهما طهر واحدو كان الحسين (ع) في بطن امه ستة اشهر ولكن ينافي ذلك ما ذكروه في تاريخ ولادتهما من ان الحسن (ع) ولد منتصف شهر رمضان سنة ثلاث و الحسين (ع) لخمس خلون من شعبان سنة اربع فيكون بين ميلاديهما عشرة اشهر و عشرون يوما كما قاله ابن كلمة واحد في المناقب و ذكرناه في الاصل فالظاهر انه وقع اشتباه في نسبة ذلك الي الحسين (ع) لتقارب الكلمتين في الحروف خصوصا في الخط القديم و الله اعلم.

[2] في النهاية في حديث ولادة الحسن بن علي و الباه بريقه أي صبه في كما يصب اللباء في فم الصبي.

[3] و يمكن وقوع الأمرين معا.

[4] لعل الرواية انه عق عن الحسن و الحسين «ع» بكبشين كما في بعض الروايات فوقع اشتباه في النقل.

[5] طيب مركب من زعفران و غيره.

[6] بناء علي انه ولد في منتصف شهر رمضان سنة اثنتين أو ثلاث و قبض في الثامن و العشرين من صفر سنة خمسين (و قال الكليني) ولد سنة اثنتين و روي سنة ثلاث و قبض في

صفر سنة تسع و اربعين و هو ابن سبع و اربعين و أشهر مع انه علي هذا يكون ابن ست و اربعين و أشهر لا ابن سبع و اربعين (و تبعه) علي هذا الوهم الطبرسي في اعلام الوري فقال ولد منتصف شهر رمضان سنة ثلاث و قبض في الثامن و العشرين من صفر سنة خمسين و له سبع و اربعون سنة و أشهر مع ان الصواب ست و اربعون و أشهر (و الظاهر) ان سبب الوهم انهم يحسبون من سنة ثلاث مثلا الي سنة خمسين سبعا و اربعين بانقاص ثلاث من خمسين ثم يضيفون اليها الأشهر الزائدة من شهر رمضان الي صفر مع ان الحساب يجب ان يكون من سنة ثلاث الي سنة تسع و اربعين ثم يضاف اليها الأشهر الزائدة من شهر رمضان الي صفر و ذلك لأن سنة خمسين لم تكمل و انما مضي منها شهران فقط و هم يحسبونها كاملة (و اغرب) من ذلك كله قول المفيد (ره) انه ولد منتصف شهر رمضان سنة ثلاث و قبض في صفر سنة خمسين و له ثمان و اربعون سنة مع ان الصواب أيضا ست و اربعون و أشهر اذ بناء علي هذا التوهم لو أنقصنا ثلاثا من خمسين يبقي سبع و اربعون لاثمان و أربعون.

[7] بناء علي الخلاف في وفاة أميرالمؤمنين «ع» انها ليلة احدي و عشرين او ثلاث و عشرين من شهر رمضان.

[8] بناء علي المشهور من ان أميرالمؤمنين «ع» قبض ليلة الحادي و العشرين من شهر رمضان سنة اربعين و الحسن «ع» في الثامن و العشرين من صفر سنة خمسين.

[9] الدعج شدة سواد العين مع سعتها.

[10] صلتهما أي سائل الخدين غير مرتفع الوجنتين.

[11] بفتح

الميم و ضم الراء الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر الي السرة.

[12] كثير شعرها.

[13] الوفرة الشعر الي شحمة الأذن.

[14] كل عظمين التقيا في مفصل فهو كردوس مثل المنكبين و الركبتين.

[15] الجعودة ضد السبوطة و تحمد الجعودة في الشعر لأن السبوطة أكثرها في شعور العجم.

[16] الجمع بين هذين الحديثين يقتضي ان يكون الحسن أشبه الناس برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ما عدا الحسين و الحسين أشبه الناس به ما عدا الحسن و يمكن ان يكون وجه الجمع ما يأتي عن علي عليه السلام ولكن الأبيات الآتية عن الزهراء «ع» قد تنافي ذلك و الله أعلم.

[17] اجعله ظاهرا حرا مطلقا غير مأسور لأحد.

[18] خبر مبتدأ محذوف أي و هو خجل.

[19] قال ابن الأثير في النهاية اللكع قد يطلق علي الصغير و منه الحديث انه صلي الله عليه و آله و سلم جاء يطلب الحسن بن علي قال اثم لكع فان اطلق علي الكبير أريد الصغير العلم و العقل انتهي و الظاهر ان ذلك من النبي صلي الله عليه و آله و سلم من باب المداعبة كما يفعل مع الصبيان.

[20] اللكع الصغير العلم و العقل.

[21] في معجم البلدان مسكن بالفتح ثم السكون و كسر الكاف موضع قريب من أوانا علي نهر دجيل عند دير الجاثليق كانت به الوقعة بين عبد الملك بن مروان و مصعب بن الزبير فقتل مصعب و قبره هناك معروف و قتل معه ابراهيم بن مالك الأشتر و ذكر قريبا من ذلك سبط بن الجوزي بن تاريخ الخطيب.

[22] سيأتي انه لما مر في مظلم ساباط أخذ الجراح بلجام بغلته و هذا الخبر نقلناه من ارشاد المفيد و مقاتل الطالبيين و هو كما تري

يدل أوله علي أنه كان راكبا فرسا و آخره علي انه كان راكبا بغلة و لعله نزل عن الفرس و ركب البغلة لكنهما لم يذكرا ذلك.

[23] الظاهر ان هذا قرب وفاة اميرالمؤمنين «ع» لأن الأشعث مات بعد اميرالمؤمنين «ع» باربعين ليلة و صلي عليه الحسن «ع» علي ما ذكره ابن الأثير.

[24] نقل ذلك ما عدا ترك السب الصدوق عن كتاب الفروق بين الأباطيل و الحقوق تأليف محمد بن بحر الشيباني عن أبي بكر محمد بن الحسن بن اسحاق بن حزيمة النيسابوري قال ثنا أبوطالب زيد بن أجزم ثنا ابوداود ثنا القاسم بن فضيل ثنا يوسف بن مازن الراسبي قال بايع الحسن بن علي معاوية علي انه لا يسميه أميرالمؤمنين الخ.

[25] هي معسكر الكوفة.

[26] المائة الف درهم تبلغ في ذلك الوقت عشرة آلاف دينار لأن قيمة كل دينار كانت عشرة دراهم.

[27] موضع بالعراق.

[28] ذكر سم جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي زوجة الحسن «ع» اياه ابن الأثير في الكامل و ابوالفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين (و حكاه) في الاستيعاب عن قتادة و ابي بكر بن حفص (و قال) في الاستيعاب قالت طائفة كان ذلك منها بتدسيس معاوية اليها و ما بذل لها في ذلك (و قال) سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص قال السدي دس اليها يزيد ان سمي الحسن و قال الشعبي انما دس اليها معاوية قال الشعبي و مصداق هذا القول ان الحسن «ع» كان يقول عند موته و قد بلغه ما صنع معاوية لقد عملت شربته و بلغ امنيته (قال) و حكي جدي في كتاب الصفوة عن يعقوب بن سفيان في تاريخه ان جعدة هي التي سمته (قال) و قال ابن سعد في الطبقات سمه معاوية مرارا

لأنه كان يقدم عليه الشام هو و أخوه الحسين عليهماالسلام.

[29] الخضراء يقال انها بستان كانت لمعاوية قرب داره و لعلها كانت دارا له و لها ذكر في خبر معاوية بن يزيد و زقاق الخضراء بدمشق باق الي اليوم و هو منسوب اليها و يقال القبة الخضراء قال ابودهبل الجمحي:

ثم خاصرتها الي القبة الخض

راء تمشي في مرمر مسنون.

[30] يدل كثير من الروايات علي ان ابن عباس كان بالمدينة عند وفاة الحسن عليه السلام لا بالشام و يمكن ان يكون سار الي الشام بعد وفاة الحسن عليه السلام بلافاصل فوصل الخبر الي الشام بوصوله اليها أو ان هذا الخطاب من معاوية له بعد وفاة الحسن عليه السلام بمدة و ان كان ظاهر السياق خلافه.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.