الحياة السياسية للامام الحسن عليه السلام في عهد الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و الخلفاء الثلاثة بعده

اشارة

سرشناسه : عاملي، جعفر مرتضي، 1944- م.

Amili, Jafar Murtada

عنوان قراردادي : الحياة السياسية للامام الحسن(ع) في عهد الرسول(ص) و الخلفاء الثلاثة بعده. فارسي

عنوان و نام پديدآور : تحليلي از زندگاني سياسي امام حسن مجتبي عليه السلام / جعفرمرتضي عاملي؛ ترجمه محمد سپهري.

وضعيت ويراست : ويراست 2.

مشخصات نشر : قم: بوستان كتاب قم(انتشارات دفتر تبليغات اسلامي حوزه علميه قم) ، 1384.

مشخصات ظاهري : 256 ص.

فروست : بوستان كتاب قم ؛ 555. اهل بيت عليهم السلام ؛ 34. تاريخ ؛ 75.

شابك : 21500 ريال : 964-371-823-9

يادداشت : ص. ع. لاتيني شده:...Ja'far Mortada Ameli: Tahlili az Zendegani -ye siyasi-ye Imam Hasan Mojtaba( a.s)=[An Analysis

يادداشت : چاپ قبلي: حوزه علميه قم، دفتر تبليغات اسلامي، مركز انتشارات، 1382(فروست متفاوت).

يادداشت : چاپ چهارم.

يادداشت : كتابنامه: ص. [243] - 256؛ همچنين به صورت زيرنويس.

موضوع : حسن بن علي(ع)، امام دوم، 3 - 50ق.

موضوع : اسلام -- تاريخ -- از آغاز تا 50ق.

شناسه افزوده : سپهري، محمد، 1344 - ، مترجم

شناسه افزوده : حوزه علميه قم. دفتر تبليغات اسلامي. بوستان كتاب قم

رده بندي كنگره : BP40 /ع2ح9041 1384

رده بندي ديويي : 297/952

شماره كتابشناسي ملي : 2098296

تقديم

اشاره

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد و آله الطيبين الطاهرين، و اللعنة علي أعدائهم أجمعين، من الاولين و الآخرين، الي قيام يوم الدين.

و بعد..

فان حياة الامام الحسن صلوات الله و سلامه عليه مرتبطة ارتباطا وثيقا، و حتي عضويا بحياة اخيه السبط الشهيد الامام الحسين عليه الصلاة والسلام..

و بالاخص حياتهما السياسية، فهما شريكان في صنع الاحداث، اوفي التأثير فيها، سواء علي مستوي الموقف، او علي مستوي نتائجه و آثاره..

و لا يقتصر ذلك علي الفترة التي عاشاها كاءمامين، يتحملان

بالفعل مسؤولية القيادة و الهداية للأمة.. بل و ينسحب ايضا حتي علي الفترة التي عاشاها في كنف جدهما الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم، فضلا عما تلاها من تحولات و تطورات في عهد الخلفاء الثلاثة، ثم ابان تصدي ابيهما أميرالمؤمنين صلوات الله و سلامه عليه للامامة الظاهرة..

بل.. اننا حتي بعد استشهاد الامام الحسن عليه السلام، لنجد ملامح الآثار

[ صفحه 4]

المباشرة لمواقفه عليه السلام [1] علي مجمل المواقف و الاحداث التي كان للام الحسين عليه السلام التأثير فيها، أو المسؤولية في صنعها..

و ليس ذلك - فقط - لأجل ان دور أحدهما - كامام - لابد و ان يكون امتدادا لدور الآخر.. و انما يضاف الي ذلك طبيعة الظروف التي رافقت حياتهما، و المسؤوليات المتميزة التي فرض عليهما القيام بها في تلك الفترة الزمنية، ذات الطابع الخاص جدا..

و لأجل ذلك.. قان علي من يريد البحث و التعرف علي الحياة السياسية لأحدهما عليهما الصلاة والسلام، أن لا يهمل النظر الي حياة الآخر، و ملاحظة مواقفه. بل لابد و ان يبقي علي مقربة منها، اذا اراد ان يستفيد الكثير مما يساعده علي فهم أعمق لما هو بصدد البحث فيه، و يهدف الي التعرف عليه، و علي اسبابه، و علي آثاره و نتائجه..

و نحن في هذا البحث المقتضب، و ان كنا لم نستطع ان نؤمن - حتي الحد الادني في مجال الالتزام بهذا الاتجاه، و ذلك بسبب عدم توفر الفرصة، و كثرة الصوارف.. الا أننا لانبعد كثيرا اذا قلنا: ان ملامح هذا الاتجاه ليست مطموسة تماما في بحثنا هذا..

و أخيرا.. فان هذه الدراسة الموجزة، قد تكون قادرة - و لو

جزئيا- علي رسم صورة تكاد تكون واضحة عن الحياة السياسية للامام الحسن عليه الصلاة والسلام. كما انها يمكن ان تساعد بشكل فعال في الحصول علي تصور - و لو محدود- عن بعض التيارات و المناحي السياسة لتلك الفترة..ف:

الي مايلي من صفحات

20 / 1 / 1404 ه.ق

5 / 8 / 1362 ه.ش

جعفر مرتضي الحسيني العاملي

[ صفحه 5]

ماهي السياسة؟

قيل:

سأل بعض الناس الامام الحسن عليه السلام عن رأيه في السياسة، فقال عليه السلام:

«هي ان تراعي حقوق الله، و حقوق الاحياء، و حقوق الاموات فاما حقوق الله، فأداء ماطلب، والاجتناب عما نهي و أما حقوق الاحياء، فهي أن تقوم بواجبك نحو اخوانك، و لا تتأخر عن خدمة أمتك، و أن تخلص لولي الامر ما أخلص لامته. و أن ترفع عقيرتك في وجهه اذا حاد عن الطريق السوي و أما حقوق الأموات، فهي أن تذكر خيراتهم، و تتغاضي عن مساوئهم، فان لهم ربا يحاسبهم» [2] .

[ صفحه 7]

في عهد الرسول الاعظم

اشاره

روي ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم، قال في حديث له: «لو كان العقل رجلا لكان الحسن» (فرائد السمطين ج 2 ص 68 و عن مقتل الحسين للخوارزمي)

[ صفحه 9]

بداية

لقد ولد الامام الحسن عليه الصلاة والسلام في حياة جده الرسول الاكرم، محمد صلي الله عليه و آله وسلم، و بالذات في النصف من شهر رمضان المبارك، من السنة الثالثة للهجرة النبوية، علي المشهور. و عاش في كنف جده (المصطفي صلي الله عليه و آله وسلم) سبع سنوات من عمره الشريف، و كانت تلك السنوات علي قلتها، كافية لأن تجعل منه الصورة المصغرة عن شخصية الرسول الأكرم صلي الله عليه و آله وسلم، حتي ليصبح جديرا بذلك الوسام العظيم، الذي حباه به جده، حينما قال له - حسبما روي:

«أشبهت خلقي و خلقي». [3] .

[ صفحه 10]

و قال المحقق العلامة الاحمدي: «اضف الي ذلك مالصحبة العظماء من الاثر الروحي علي الانسان، فمن عاشر كبيرا، و صاحب عظيما، فيشرق عليه من نوره، و يلفح عليه من عطره المعنوي ما تغني به نفسه، و تسمو به ذاته... و قد المحت الاحاديث الكثيرة الواردة في العشرة، و اختيار الصديق الي هذا المعني، و اشار اميرالمؤمنين عليه السلام الي صحبته لرسول الله صلي الله عليه و آله وسلم في خطبته القاصعة، فقال: «و لقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثر أمه، يرفع لي في كل يوم من اخلاقه علما، و يأمرني بالاقتداء به الخ...»

اضف الي ذلك: انه صلي الله عليه و آله وسلم قد نحل الحسنين عليهماالسلام نحلة سامية، حينما قال: اما الحسن فان له هيبتي و سؤددي،

و أما الحسين فله جودي و شجاعتي» [4] انتهي.

النبي و مستقبل الأمة

اشاره

و الرسول الأعظم محمد صلي الله عليه و آله وسلم هو ذلك الشخص الذي يتحمل مسؤولية هداية و رعاية الامة، و مسؤولية تبليغ و حماية مستقبل الرسالة، ثم وضع الضمانات التي لابد منها في هذا المجال.

و هو صلي الله عليه و آله وسلم المطلع عن طريق الوحي علي ما ينتظر هذا الوليد الجديد، الامام الحسن عليه السلام من دور قيادي هام علي هذا الصعيد... كما انه صلي الله عليه و آله وسلم مأمور بأن يساهم هو شخصيا، و بما هو ممثل للارادة الالهية بالاعداء لهذا الدور، سواء فيما يرتبط ببناء شخصية هذا الوليد اليافع، بناء فذا يتناسب مع المهام الجسام، التي

[ صفحه 11]

يؤهل للاضطلاع بها علي صعيد هداية، و رعاية و قيادة الأمة.

و اذا كانت هذه المهام هي - تقريبا - نفس المهام التي كان يضطلع بها الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله وسلم.. فان من الطبيعي ان تتجلي في شخصية من يخلفه نفس الصفات و المؤهلات التي كانت للشخصية النبوية المباركة..

و هكذا... فان قوله صلي الله عليه و آله وسلم للامام الحسن عليه السلام: اشبهت خلقي و خلقي.. لابد و ان يعتبر و سام الجدارة والاستحقاق لذلك المنصب الالهي، الذي هو وراثة و خلافة النبي الأعظم صلي الله عليه و آله وسلم، ثم وصيه علي بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام.

نعم.. سواء بالنسبة لما يرتبط بخشصية ذلك الوليد.. او بالنسبة الي خلق المناخ النفسي الملائم لدي الامة، التي يفترض فيها ان لا تستسلم لمحاولات الابتزاز لحقها المشروع في الاحتفاظ بقيادتها الالهية، التي فرضها الله تعالي لها.. او علي

الأقل أن لا تتأثر بعمليات التمويه والتشويه، و حتي الاعدام والنسف للمنطلقات والركائز، التي تقوم عليها رؤيتها العقائدية والسياسية، التي يعمل الاسلام علي تعميقها و ترسيخها في ضمير الامة و وجدانها..

و من هنا... نعرف السر والهدف الذي يرمي اليه النبي صلي الله عليه و آله وسلم في تأكيداته المتكررة، تصريحا، او تلويحا علي ذلك الدور الذي ينتظر الامام الحسن و أخاه عليهماالسلام، و الي المهمات الجلي التي يتم اعدادهما لها، حتي ليصرح بأنهما عليهماالسلام: امامان قاما أقعدا [9] كما أنه يقول لهما: انتما الامامان، و لأمكما الشفاعة. [10] .

[ صفحه 12]

و في مودة القربي أنه صلي الله عليه و آله وسلم قال للحسين عليه السلام: «انت سيد، ابن سيد، أخو سيد، و انت امام، ابن امام، أخو امام، و أنت حجة، ابن حجة، أخو حجة، و انت ابوحجج تسعة، تاسعهم قائمهم». [11] .

و في حديث عنه صلي الله عليه و آله وسلم يقول فيه عن الامام الحسن عليه السلام: «و هو سيد شباب أهل الجنة، و حجة الله علي الأمة، أمره أمري، و قوله قولي، من تبعه فانه مني، و من عصاه فانه ليس مني الخ» [12] و ثمة احاديث اخري تدل علي امامتهما، و امامة التسعة من ذرية الحسين عليه السلام؛ فلتراجع. [9] .

نعم... و كل ما تقدم انما يعني: ان النبي صلي الله عليه و آله قد بث في الحسنين عليهماالسلام من العلوم النافعة، و الحكمة الساطعة، و ربي فيهما المؤهلات الكافية لأن تجعلهما، جديرين بمقام خلافته، و هداية الامة بعده...

كما أننا نلاحظ حرصه صلي الله عليه و آله وسلم علي ربط قضاياهما عقيدة و تشريعا، و حتي عاطفيا و

وجدانيا بنفسه صلي الله عليه و آله وسلم شخصيا، حتي ليقول لهما: أنا سلم لمن سالمتم، و حرب لمن حاربتم [10] و الأحاديث بهذا المعني كثيرة جدا لا مجال

[ صفحه 13]

لاستقصائها.

و في نص آخر عن أنس بن مالك قال: دخل الحسن علي النبي صلي الله عليه و آله، فاردت ان اميطه عنه، فقال صلي الله عليه و آله: «ويحك يا أنس، دع ابني، و ثمرة فؤادي، فان من آذي هذا آذاني، و من آذاني فقد آذي الله» [11] .

بل انه صلي الله عليه و آله وسلم ليخبر الناس بما يجري علي الامام الحسن عليه السلام بعده، فيقول حسبما روي: «ان ابني هذا سيد، و سيصلح الله علي يديه بين فئتين عظيمتين» [12] .

أما اخباراته صلي الله عليه و آله بما يجري علي اخيه السبط الشهيد الامام الحسين عليه السلام، فهي كثيرة أيضا، و ليس هنا موضع التعرض لها...

و بعد ذلك كله، فاننا نجده صلي الله عليه و آله يقبل الامام الحسن عليه السلام في فمه، و يقبل الامام الحسين عليه السلام في نحره، في اشارة صريحة منه الي

[ صفحه 14]

سبب استشهادهما عليهماالسلام، و اعلاما منه عن تعاطفه معهما، و عن تأييده لهما في مواقفهما و قضاياهما..

هذا كله، بالاضافة الي كثير من النصوص التي تحدثت عن دور الأئمة و موقعهم بشكل عام، ككونهم باب حطة، وربانيي هذه الامة، و معادن العلم، و أحد الثقلين، بالاضافة الي الاحاديث التي تشير الي ما سوف يلاقونه من الامة، و غير ذلك مما لا مجال لتتبعه و استقصائه..

و علي كل حال... فان الشواهد علي ان الرسول الاعظم، محمدا

صلي الله عليه و آله كان يهتم في اعطاء الملامح الواضحة للركائز والمنطلقات، التي لابد منها لتكوين الرؤية العقائدية والسياسية الصحيحة والكاملة، تجاه الدور الذي ينتظر السبطين الشهيدين صلوات الله و سلامه عليهما، و التي تمثل الضمانات الكافية، والحصانة القوية لضمير الأمة ضد كل تمويه او تشويه - هذه الشواهد - كثيرة جدا لامجال لاستقصائها، و لكننا نؤكد بالاضافة الي ما تقدم علي الامور التالية:

العاطفة قد تعني موقفا

لقد كان الامام الحسن عليه السلام أحب الناس الي النبي صلي الله عليه و آله [13] ... بل لقد بلغ من حبه صلي الله عليه وآله له ولأخيه عليهماالسلام: انه يقطع خطبته في المسجد، وينزل عن المنبر ليحتضنهما، بالاضافة الي بعض ما تقدم و ما سيأتي من النصوص الكثيرة، والتي ذكرنا بعضها، حيث لا مجال لتتبعها جميعا في عجالة كهذه..

والكل يعلم: أنه صلي الله عليه و آله لم يكن ينطلق في مواقفه، و كل افعاله و تروكه من منطلق المصالح، او الأهواء الشخصية، و لا بتأثير من النزعات والعواطف، و انما كان صلي الله عليه و آله فانيا في الله بكل وجوده، و بكل عواطفه و أحاسيسه، و بكل

[ صفحه 15]

ما يملك من فكر، و من طاقات و مواهب، فهو صلي الله عليه و آله وسلم من الله سبحانه كان، و من أجل دينه و رسالته يعيش، و علي طريق حبه، و حال اللقاء معه يموت.. فالله سبحانه هو البداية، و هو الاستمرار، و هو النهاية... الأمر الذي يعني: ان كل موقف لا يكون خطوة علي طريق خدمة دين الله، و اعلاء كلمته، لا يمكن ان يصدر عنه، أيا كان نوعه، و مهما كان حجمه..

و لكن ذلك لا يعني أبدا: أنه صلي الله عليه و آله وسلم لم يكن يملك العواطف البشرية، والاحاسيس الطبيعية، و لا يمنحها قسطها الطبيعي في مجال التأثير الايجابي في الحياة، أو حتي الاستفادة المباحة منها.

و انما نريد ان نقول: انه حينما يتخذ ذلك التأثير العاطفي صفة الموقف، باعطائه صفة العلنية، و يصبح واضحا: أن ثمة اصرارا أكيدا علي ابرازه و اظهاره للملأ العام، و حتي علي المنبر أحيانا، فانه لابد و ان يكون ذلك في خدمة الرسالة، و علي طريق الهدف الاسمي.

بل... و حتي علي صعيد منحه صلي الله عليه و آله وسلم أحاسيسه و عواطفه قسطها الطبيعي في التأثير في مجاله الشخصي البحت.. فانه سيحولها الي عبادة زاخرة بالعطاء، غنية بالمواهب، تمنحه المزيد من الطاقة، و تؤثر المزيد من القرب من الله سبحانه و تعالي..

نعم... و ان ما ذكرناه هو الذي يفسر لنا ذلك القدر الهائل من النصوص والآثار، التي وردت عنه صلوات الله و سلامه عليه و علي آله تجاه العلاقة التي تربطه بالحسنين صلوات الله و سلامه عليهما، مثل قوله صلي الله عليه و آله وسلم، بالنسبة للامام الحسن عليه السلام: اللهم ان هذا ابني و أنا أحبه، فأحبه، و أحب من يحبه. [14] .

و قوله صلي الله عليه و آله وسلم: أحب أهل بيتي الي: الحسن والحسين.. الي غير ذلك من النصوص الكثيرة جدا. [15] .

[ صفحه 16]

فان هذا الموقف المتميز من الحسنين عليهماالسلام، و تلك الرعاية الفريدة لهما زاخرة ولا شك بالعديد من الدلالات والاشارات الهامة، حسبما المحنا اليه..

ولنا ان نخص بالذكر هنا... موقف، و مبادرات، و اقوال النبي صلي

الله عليه و آله وسلم حين ولادتهما عليهماالسلام، فنجده حين ولادة الامام الحسن عليه السلام يأتي الي بيت الزهراء صلوات الله و سلامه عليها، و يقول: «يا أسماء هاتي ابني»، او «هلمي ابني» [16] .

ثم انه لم يكن ليسبق ربه في تسمية المولود الجديد، فينزل الوحي لينبئه عن الخالق الحكيم قوله له: «سمه حسنا»... ثم يعق عنه بكبش... و يتولي بنفسه حلق شعره، و التصدق بزنته فضة، و طلي رأسه بالخلوق بيده المباركة... و قطع سرته.. الي آخر ما هنالك مما جاء عنه صلي الله عليه و آله وسلم في هذه الواقعة... [17] .

و قوله صلي الله عليه و آله وسلم: يا أسماء هاتي ابني... و ذلك في أول يوم من عمر الامام الحسن عليه السلام له مغزي عميق، و هدف بعيد، سنلمح اليه فيما يأتي، حين الحديث عن قضية المباهلة، ان شاء الله تعالي..

قضية المباهلة

اشاره

ومما يدخل في الحياة السياسية للامام الحسن عليه السلام في عهد جده النبي محمد

[ صفحه 17]

صلي الله عليه و آله وسلم قضية المباهلة.

و يرجح العلامة الطباطبائي رضوان الله تعالي عليه، ان هذه القضية قد كانت سنة ست من الهجرة، أو قبلها. [18] .

و مجمل هذه القضية:

ان علماء نصاري نجران وفدوا علي النبي صلي الله عليه و آله وسلم، و ناظروه في عيسي، فاقام عليهم الحجة.. فلم يقبلوا.. ثم اتفقوا علي المباهلة [19] امام الله، فيجعلوا لعنة الله الخالدة، و عذابه المعجل علي الكاذبين.

قال تعالي: «ان مثل عيسي عندالله كمثل آدم خلقه من تراب، ثم قال له: كن فيكون. الحق من ربك، فلا تكن من الممترين. فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك

من العلم، فقل: تعالوا، ندع أبناءنا و أبناءكم، و نساءنا و نساءكم، و أنفسنا و أنفسكم، ثم نبتهل، فنجعل لعنة الله علي الكاذبين» [20] .

فلما رجعوا الي منازلهم قال رؤساؤهم، السيد، والعاقب، والاهتم: ان باهلنا بقومه باهلناه؛ فانه ليس نبيا، و ان باهلنا بأهل بيته خاصة لم نباهله، فانه لا يقدم الي أهل بيته الا و هو صادق.

و في اليوم المحدد خرج اليهم صلي الله عليه و آله وسلم و معه علي، و فاطمة، و الحسنان عليهم السلام، فسألوا عنهم، فقيل لهم: هذا ابن عمه، و وصيه، و ختنه علي بن ابي طالب، و هذه ابنته فاطمة، و هذان ابناه الحسن والحسين، ففرقوا؛ فقالوا لرسول الله صلي الله عليه و آله وسلم: نعطيك الرضا فاعفنا من المباهلة، فصالحهم رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم علي الجزية، و انصرفوا..

[ صفحه 18]

هذا خلاصة ما ذكره القمي رحمه الله في تفسيره.

و في بعض النصوص انهم قالوا له: لم لا تباهلنا بأهل الكرامة والكبر، و أهل الشارة ممن آمن بك و اتبعك؟! فقال صلي الله عليه و آله وسلم: أجل، أباهلكم بهؤلاء خير أهل الارض، و افضل الخلق، ثم تذكر الرواية قول الاسقف لاصحابه: «أري وجوها لو سأل الله بها أحد أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله... الي ان قال: أفلا ترون الشمس قد تغير لونها، والافق تنجع فيه السحب الداكنة، والريح تهب هائجة سوداء، حمراء، و هذه الجبال يتصاعد منها الدخان؟! لقد أطل علينا العذاب! انظروا الي الطير و هي تقي ء حواصلها، و الي الشجر كيف يتساقط أوراقها، و الي هذه الأرض كيف ترجف تحت اقدامنا». [21] .

[

صفحه 19]

قال الطبرسي: «أجمع المفسرون علي ان المراد بأبنائنا: الحسن والحسين» [22] .

[ صفحه 20]

و قال الزمخشري: «و فيه دليل لا شي ء اقوي منه علي فضل اصحاب الكساء» [23] .

و نحن لا نستطيع في هذه العجالة ان نتعرض لجميع الجوانب التي لابد من بحثها في حديث المباهلة، فان ذلك يحتاج الي تأليف مستقل، و لكننا نكتفي هنا بالاشارة الي الامور التالية:

النموذج الحي

ان اخراج الحسنين عليهماالسلام في قضية المباهلة لم يكن بالامر العادي، او الاتفاقي.. و انما كان مرتبطا بمعان و مداليل هامة، ترتبط بنفس شخصية الحسنين عليهماالسلام، فقد كانا صلوات الله و سلامه عليهما ذلك المصداق الحقيقي، والمثل الأعلي، والثمرة الفضلي التي يعني الاسلام بالحفاظ عليها، و تقديمها علي انها النموذج الفذ لصناعته الخلاقة، والبالغة اعلي درجات النضج والكمال.. حتي انه ليصبح مستعدا لتقديمها علي انها أعز واغلي ما يمكن ان يقدمه في مقام التدليل علي حقانيته و صدقه، بعد ان فشلت سائر الأدلة والبراهين - رغم وضوحها، و سطوع نورها، و قاطعيتها لكل عذر - في التخفيف من عنت أولئك الحاقدين، وصلفهم، و صدودهم عن الحق الابلج..

فالنبي صلي الله عليه و آله حينما يكون علي استعداد للتضحية بنفسه و بهؤلاء، الذين يعتبرهم القمة في النضج الرسالي بالاضافة الي انهم أقرب الناس اليه، فانه لا يمكن ان يكون كاذبا - والعياذ بالله - في دعواه، كما لاحظه نفس رؤساء أولئك الذين جاؤا ليباهلوه، و ذلك لان محبة الاقارب، و ان كانت بحد ذاتها امرا طبيعيا، و قد تجعل الانسان علي استعداد للتفريط بكل شي ء، قبل ان يفكر في التفريط بهم.. الا ان مما يزيد هذه

[ صفحه 21]

المحبة و يؤكدها، و يقلل كثيرا من احتمالات التفريط بالأهل والأقارب، بل و يجعل ذلك في عداد المحالات - هو ان يكون لذلك القريب، بالاضافة الي عامل القربي التسبية، شخصية متميزة، تملك من المزايا والفضائل والكمالات، ما لا يملكه كل من عداها [24] فاذا كان علي استعداد للتضحية بنفسه، و بنوعيات كهذه - من أهل بيته - فان ذلك يكون أدل دليل علي صدقه، و علي فنائه المطلق في هذا الدين، و علي ثقته بما يدعو اليه - و ليس هدفه هو الدنيا الفانية، و حطامها الزائل..

نعم... و هذا بالذات هو ما حصل في قضية المباهلة، التي كان النزاع يدور فيها حول عيسي، عليه الصلاة والسلام...

التخطيط... في خدمة الرسالة

هذا... و لربما يتصور البعض: ان اعتبارنا هذا الوليد اليافع، و أخاه عليهما الصلاة والسلام ذلك المثل الاعلي، و النموذج الفذ لصناعة الاسلام و خلاقيته... انما هو نابع عن متابعة غير مسؤولة للعواطف والأحاسيس المتأثرة بتعصب مذهبي، اثارته لجاجة الخصوم..

و لكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما، فان ما ذكرناه نابع عن وعي عقائدي سليم، فرضته الادلة والبراهين، التي تؤكد - بشكل قاطع - علي ان الأئمة الاطهار عليهم السلام كانوا حتي في حال طفولتهم في المستوي الرفيع الذي يؤهلهم لتحمل الامانة الالهة، و قيادة الامة قيادة حكيمة و واعية، كما كان الحال بالنسبة لامامنا الجواد عليه الصلاة والسلام، و كذلك الامام المهدي عجل الله تعالي فرجه الشريف، حيث شاءت الارادة الالهية ان

[ صفحه 22]

يتحملا مسؤولياتهما القيادية في السنين الاولي من حياتهما.

تماما كما كان الحال بالنسبة لنبي الله عيسي عليه السلام، الذي قال الله تعالي عنه: «فأشارت اليه،

قالوا: كف نكلم من كان في المهد صبيا. قال: اني عبدالله، آتاني الكتاب، و جعلني نبيا... الآيات» [25] .

و كما كان الحال بالنسبة لنبي الله يحيي عليه الصلاة والسلام، الذي قال الله سبحانه عنه: «يا يحيي خذ الكتاب بقوة، و آتيناه الحكم صبيا». [26] .

نعم.. لقد كان الحسنان عليهماالسلام حتي في ايام طفولتهما الاولي في المستوي الرفيع من النضج والكمال الانساني، و يملكان كافة المؤهلات التي تجعلهما محلا للعناية الالهية، و أهلا للأوسمة الكثيرة التي منحهما اياها الاسلام علي لسان نبيه الاعظم صلي الله عليه و آله وسلم، و تجعلهما قادرين علي تحمل المسؤوليات الجسام، حتي ليصح اشراكهما في الدعوي، و في المباهلة لاثباتها.. حسبما اشار اليه العلامة الطباطبائي والمظفر قدس الله سرهما، علي اعتبار ان قوله تعالي: «فنجعل لعنة الله علي الكاذبين» يراد منه: الكاذبون الذين هم في احد طرفي المباهلة، و اذا كانت الدعوي، و المباهلة عليها هي بين شخص النبي صلي الله عليه و آله وسلم، و بين السيد والعاقب والاهتم، فكان يجب ان يأتي بلفظ صالح للانطباق علي المفرد والجمع معا، كأن يقول: «فنجعل لعنة الله علي الكاذب»، او «علي من كان كاذبا» مثلا.. أما ما ورد في الآية، فيدل علي تحقق كاذبين (بوصف الجمع) في كلا الفريقين المتباهلين.

و هذا يعطي: ان الحاضرين للمباهلة شركاء في الدعوي، فان الكذب لا يكون الا فيها.. و عليه... فعلي، و فاطمة، والحسنان عليهم السلام شركاء في الدعوي، و في الدعوة الي المباهلة لاثباتها. و هذا من افضل المناقب التي خص الله بها أهل بيت نبيه. [27] .

[ صفحه 23]

قال الزمخشري: «وفيه دليل لا شي ء اقوي منه علي

فضل اصحاب الكساء»، كما تقدم.

و قال الطبرسي و غيره: «قال ابن ابي علان - و هو أحد أئمة المعتزلة -: هذا يدل علي ان الحسن والحسين كانا مكلفين في تلك الحال، لان المباهلة لا تجوز الامع البالغين.

و قال اصحابنا: ان صغر السن و نقصانها عن حد البلوغ لا ينافي كمال العقل، و انما جعل بلوغ الحلم حدا لتعلق الاحكام الشرعية [28] و قد كان سنهما في تلك الحال سنا لا يمتنع معها ان يكونا كاملي العقل. علي ان عندنا يجوز ان يخرق الله العادات للأئمة، و يخصهم بما لا يشركه فيه غيرهم، فلو صح ان كمال العقل غير معتاد في تلك السن، لجاز ذلك فيهم؛ ابانة لهم عمن سواهم، و دلالة علي مكانهم من الله تعالي، و اختصاصهم. و مما يؤيده من الأخبار قول النبي. (ص) ابناي هذان امامان، قاما، او قعدا» [29] .

اضف الي ما تقدم: ان مما يدل علي ما ذكره الطباطبائي والمظفر و غيرهما: نزول سورة هل اتي، في أهل الكساء، و منهم الحسنان عليهماالسلام، و وعد الله تعالي لهم جميعا بالجنة...

و يؤيد ذلك ايضا: اشراكهما عليهماالسلام في بيعة الرضوان، ثم استشهاد الزهراء بهما في قضية نزاعها مع ابي بكر حول فدك [30] ، الي غير ذلك من اقوال و مواقف للنبي صلي الله عليه و آله وسلم منهما في المناسبات المختلفة..

كما ان ذلك كله - كان يتجه نحو اعداد الناس نفسيا و وجدانيا لقبول امامة الائمة عليهم السلام، حتي وهم صغار السن، كم كان الحال بالنسبة للامامين: الجواد والمهدي عليهماالسلام.

[ صفحه 24]

سياسات لابد من مواجهتها

هذا و قد كان ثمة سياسات و مفاهيم منحرفة، لابد من مواجهتها، والوقوف

في وجوهها.

و نشير هنا الي مايلي:

الاول: ان اخراج عنصر المرأة مممثلة بفاطمة الزهراء صلوات الله و سلامه عليها، والتي تعتبر النموذج الفذ للمرأة المسلمة - في امر ديني و مصيري كهذا.. قد كان من اجل ضرب ذلك المفهوم الجاهلي البغيض، الذي كان لا يري للمرأة اية قيمة او شأن يذكر، بل كانوا يرون فيها مصدر شقاء و بلاء، و مجلبة للعار، و مظنة للخيانة [31] فلم يكن يتصور احد منهم: ان يري المرأة تشار في مسألة حساسة و فاصلة، بل و مقدسة كهذه المسألة، فضلا عن ان تعتبر شريكة في الدعوي، و في الدعوة لاثباتها [32] .

[ صفحه 25]

الثاني: ان اخراج الحسنين عليهماالسلام الي المباهلة بعنوان انهما ابناء الرسول الاكرم، محمد صلي الله عليه وآله وسلم، مع انهما ابنا ابنته الصديقة الطاهرة صلوات الله و سلامه عليها.. له دلالة هامة ومغزي عميق.. كما سنري..

سؤال و جوابه

و لكننا قبل ان نشير الي ذلك، والي مغزاه، لابد من الاجابة علي مناقشة طرحها بعض المحققين [33] ، مفادها:

أن الآية لا تدل علي اكثر من ان المطلوب هو اخراج ابناء اصحاب هذه الدعوة الجديدة، كما يدل عليه قوله: «ابناءنا»، و لم يقل «ابنائي». و ليس في الآية ما يدل علي لزوم اخراج ابني صاحب الدعوة نفسه، فكون الحسنين ابنين لبعض اصحاب الدعوة كاف في الصدق... انتهي.

اما نحن فنقول في الجواب:

1- ان الامام عليا عليه السلام قد استدل بهذه الآية يوم الشوري علي ان الله سبحانه قد جعله نفس النبي صلي الله عليه و آله وسلم، و جعل ابنيه ابنيه، و نساءه نساءه.. و احتج بها ايضا الامام الكاظم عليه السلام علي الرشيد،

و احتج بها ايضا يحيي بن يعمر، و كذلك سعيد بن جبير علي الحجاج - كما سيأتي - فلم يكن استدلالهم بأمر تعبدي بحت، و انما بظهور الآية، الذي لم يجد الخصم سبيلا الا التسليم به، والخضوع له..

2- و ايضا: لو كان المراد مطلق ابناء اصحاب الدعوة، لكان المقصود بأنفسنا

[ صفحه 26]

مطلق الرجال الذين قبلوا بهذا الذين، و ليس شخص النبي صلي الله عليه و آله وسلم فقط... و عليه فقد كان الانسب ان يقول: «و رجالنا و رجالكم» بدل قوله: «و انفسنا».

اضف الي ذلك: ان من غير المناسب ان يقصد من الانفس شخص النبي، ثم يقصد من الابناء والنساء ابناء و نساء رجال آخرين، اذ الظاهر: ان الابناء والنساء هم لنفس من ارادهم بقوله: «و انفسنا»، فلو كان المقصود بأنفسنا شخص النبي، و بأبنائنا ابناء الآخرين، لكان من قبيل قولنا: «ان لم يكن ما أدعيه صحيحا فليمت ابن فلان» مثلا!!.

3- و بعد كل ما تقدم.. فان كلمات: «انفسنا»، و «ابناءنا»، «و نساءنا» كلها جاءت بصيغة الجمع... فلماذا اقتصر من الانفس علي اثنين، و كذلك من الابناء، و من النساء، علي واحدة؟! فان ذلك انما يدل علي مزيد من الخصوصية لهؤلاء الذين اخرجهم بالذات.

و الا فلو كان المقصود مجرد النموذج، فلماذا لم يكتف بواحد واحد من الانواع الثلاثة؟ و لو كان المقصود تخصيص جماعة بشرف معين، للتعبير عن انهم هم وحدهم الذين بلغوا الذروة في فنائهم بهذه الدعوة، التي يراد المباهلة من اجلها، فيصح قولهم: ان هذه الآية تدل علي فضيلة لا أعظم منها لأصحاب الكساء. و لا سيما بملاحظة ما تقدم عن العلامتين: الطباطبائي والمظفر، من

أن هؤلاء شركاء في الدعوي، و في الدعوة للمباهلة لا ثباتها..

و هكذا يتضح: ان دعوي: ان الآية لا تدل علي اكثر من الامر باخراج نموذج من ابناء من اعتنق هذه الدعوة لا يمكن القبول بها، ولا الاعتماد عليها بوجه...

عود علي بدء

كانت تلك هي المناقشة التي احببنا الاشارة اليها، و كان ذلك هو بعض ما يمكن ان يقال في الاجابة عنها..

[ صفحه 27]

و بعد ذلك.. فاننا نشير الي ان اخراج الحسنين عليهماالسلام في المباهلة، علي انهما ابنان للنبي صلي الله عليه و آله وسلم، مع انهما ابنا ابنته، بحيث لا يبقي مجال لانكار ذلك، أو للتشكيك فيه، حتي ليعترفون بأن:

«في الاية دلالة علي ان الحسن والحسين، و هما ابنا البنت يصح ان يقال: انهما ابنا رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم، لانه وعد ان يدعو ابناءه، ثم جاء بهما» [34] .

ان ذلك - له دلالات هامة، كما قلنا فقد كان يهدف بالاضافة الي ما اشير اليه آنفا، الي ضرب ذلك المفهوم الجاهلي البغيض، القائل بان أبناء الابناء هم الابناء في الحقيقة، دون بني البنات، الامر الذي ينشأ عنه ان يتعرض الكثيرون لكثير من المشاكل النفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، و غيرها. تلك المشاكل التي لا مبرر لها، و لا منطق يساعدها، الا منطق الجاهلية الجهلاء، والعصبية العمياء..

و لكن مما يؤسف له هوانهم قد اصروا بعده صلي الله عليه و آله وسلم علي الأخذ بذلك المفهوم الجاهلي البغيض، حتي لقد انعكس ذلك علي أرائهم الفقهية ايضا.

و من ذلك: انهم قد جعلوا قوله تعالي: «يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين» [35] مختصا بعقب الابناء، دون من عقبته

البنات.

قال ابن كثير: «قالوا: اذا اعطي الرجل بنيه، أو وقف عليهم، فانه يختص بذلك بنوه لصلبه و بنو بنيه، «أي دون بني بنته»، و احتجوا بقول الشاعر:

بنونا بنو أبنائنا، و بناتنا

بنوهن ابناء الرجال الاباعد [36] .

«و قال العيني: هذا البيت استشهد به النحاة علي جواز تقديم الخبر، والفرضيون علي دخول ابناء الابناء في الميراث، و ان الانستاب الي الآباء، والفقهاء كذلك في

[ صفحه 28]

الوصية، و أهل المعاني والبيان في التشبيه» [37] .

و نقل القرطبي: ان الامام مالك بن أنس هو الذي لا يدخل ولد البنات في الوقف الذي يبكون علي الولد، و ولد الولد. [38] .

نعم... مالك، الذي بلغ من اهتمام العباسيين بأمره: ان ارادوا ان يحملوا الناس علي العمل بالموطأ بالقوة. [39] .

و حينما اخذ المنصور أموال عبدالله بن الحسن، و باعها، و جعلها في بيت مال المدينة «أخذ مالك بن انس الفقيه رزقه من ذلك المال بعينه اختيارا» [40] .

كما ان المنصور كان اذا اراد ان يولي احدا علي المدينة يستشيره اولا. [41] .

- الامام مالك هذا - هو الذي يذهب الي هذا الرأي و يتبناه!!

كما ان محمد بن الحسن الشيباني يقول: ان من اوصي لولد فلان، و له ولد ابن، و ولد بنت «ان الوصية لولد الابن، دون ولد البنت» [42] .

نعم لقد الغي الله سبحانه ذلك المفهوم الجاهلي البغيض، و لكن هؤلاء قد احتفظوا به، حتي حكموه في آرائهم الفقهية، و ذلك انصياعا للجو السياسي، و تنفيذا لمآرب الحاكم الذين كانوا - سواء منهم الامويون او العباسيون - يحاولون تركيز هذا المفهوم و

تثبيته، كما سنري..

وثانيا: لقد كان لابد من تفويت الفرصة علي اولئك الحاقدين والمنحرفين، الذين سوف يستفيدون من ذلك المفهوم الجاهلي لمقاصد سياسية، فيما يتعلق بموضوع

[ صفحه 29]

الامامة والخلافة والزعامة بعد رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم، و بالذات فيما يختص بشخص هؤلاء الذين أخرجهم عليه و آله الصلاة والسلام للمباهلة، و كرمهم في حديث الكساء، و آية التطهير، و غير ذلك مما لا مجال له هنا..

و ذلك لأن الذين تصدوا للاستئثار بالأمر بعد النبي محمد صلي الله عليه و آله وسلم قد احتجوا في السقيفة بأنهم: أولياء النبي صلي الله عليه و آله وسلم، و عشيرته، و بأنهم عترة النبي، و بأنهم أمس برسول الله صلي الله عليه و آله وسلم رحما. [43] .

و جاء الامويون ايضا، و اتبعوا نفس الخط، و ساروا علي نفس الطريق، و كانت الخطط الجهنمية لهولاء و أولئك تتجه نحو تضعيف شأن أهل البيت عليهم السلام، و عزلهم عن الساحة، بل والقضاء عليهم و تصفيتهم بشكل نهائي: اعلاميا، و سياسيا، و اجتماعيا، و نفسيا، بل و حتي جسديا ايضا.. و كان رأس الحربة يتجه اولا و بالذات الي أولئك الذين طهرهم الله سبحانه و تعالي في محكم كتابه، و اخرجهم نبيه الاكرم محمد صلي الله عليه و آله وسلم ليباهل بهم أهل الكفر، واللجاج والعناد..

حيث ان صتفية هؤلاء علي النحو الذي قدمناه هو الاصعب، و هو الاهم، و ذلك بسبب ما سمعته الأمة من النبي الاكرم صلي الله عليه و آله وسلم، و بسبب ما عرفته من آيات قرآنية نزلت من حقهم، و بيان فضلهم.. فضلا عن كثير من المواقف

التي لا يمكن تجاهلها أوعلي الأقل لا يمكن التشويه فيها أو التعتيم عليها بيسر و سهولة..

نعم.. لقد كان الامويون يحاولون اظهار أنفسهم علي أنهم هم دون غيرهم أهل بيت النبي محمد صلي الله عليه و آله وسلم، و ذوو قرباه... حتي ليحلف للسفاح عشرة من قواد أهل الشام، و اصحاب الرياسة فيها: أنهم ما كانوا يعرفون الي ان قتل مروان اقرباء

[ صفحه 30]

للنبي صلي الله عليه و آله وسلم، و لا أهل بيت يرثونه غير بني أمية [44] .

كما ان اروي بنت عبدالمطلب تذكر معاوية بهذا الامر، و تقول له: «و نبينا صلي الله عليه و آله وسلم هو المنصور، فوليتم علينا من بعده، تحتجون بقرابتكم من رسول الله الخ...» [45] .

و يقول الكميت:

و قالوا: ورثناها، أبانا و أمنا

و لا ورثتهم ذاك أم و لا أب

و قال ابراهيم بن المهاجر:

أيها الناس أسمعوا أخبركم

عجب با زاد علي كل عجب...

عجبا من عبدشمس انهم

فتحوا للناس أبواب الكذب

ورثوا احمد فيما زعموا

دون عباس بن عبدالمطلب

كذبوا والله ما نعلمه

يحرز الميراث الا من قرب [46] .

هذا كله.. رغم ان النبي صلي الله عليه و آله وسلم قد اخرج بني عبدشمس من قرباه، حينما قسم خمس بني النضير، أو خيبر، و حينما اعترض عليه عثمان، و جبير بن مطعم، بان: قرابة بني أمية و بني هاشم واحدة، لم يقبل النبي ذلك منه. والقصة معروفة و متواترة. [47] .

[ صفحه 31]

و بعد هذا.. فان العباسيين قد اتبعوا نفس

الاسلوب، فاظهروا انفسهم علي انهم هم ذو و قربي النبي محمد صلي الله عليه و آله وسلم، بهدف اضفاء صفة الشرعية علي حكمهم و سلطانهم، حتي لنجد الرشيد يأتي الي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم، فيقول: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا ابن عم، فيتقدم الامام الكاظم عليه السلام الي القبر، و يقول: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبه، فتغير وجه الرشيد، و تبين الغيظ فيه. [48] .

هذا.. و قد ربط العباسيون دعوتهم و حبل وصايتهم في البداية بأميرالمؤمنين عليه السلام، و نجحوا في الاستفادة من عواطف الناس تجاه ما تعرض له العلويون و أهل البيت من ظلم، و اضطهاد، و آلام، علي يد اسلافهم الامويين -.

و لكنهم بعد ذلك رأوا: أنهم في مجال التمكين لأنفسهم لا يسعهم الاستمرار بربط دعوتهم بأميرالمؤمنين علي عليه الصلاة والسلام، لوجود من هم أمس بعلي عليه السلام رحما منهم، فاتجهوا نحو التلاعب ببعض الركائز والمنطلقات الفكرية العقائدية للناس، فأسس المهدي - والظاهر ان هذه هي فكرة ابيه المنصور من قبل - فرقة تدعي: ان الامام بعد رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم هو العباس بن عبدالمطلب، ثم ولده عبدالله، ثم ولده،... و هكذا... الي ينتهي الامر الي العباسيين... و لكنهم اجازوا بيعة علي عليه السلام، لان العباس نفسه كان قد اجازها... و ادعوا: ان الارث للعم دون البنت،

[ صفحه 32]

و لذلك فان حق الخلافة لا يصل الي الحسن و الحسين، عن طريق فاطمة صلوات الله و سلامه عليها. واهتموا في اظهار هذا الامر و تثبيته كثيرا، حتي قال شاعرهم:

أني يكون و ليس ذاك

بكائن

لنبي البنات وراثة الاعمام

فنال علي هذا البيت مالا عظيما

و هذا موضوع واسع و متشعب، و قد استوفينا الحديث عنه - نسيبا - في كتابنا: «الحياة السياسية للامام الرضا عليه السلام» ص 81-78، فليراجعه من أراد.

الخطة... و مواجهتها

و لكن هذا الخط السياسي، و ان حظي بكثير من الدعم والاصرار من قبل الحكام، و كل اعوانهم.. و قد جندوا كل طاقاتهم المعنوية والمادية من أجل تاكيده و تثبيته.. الا انه قد كان ثمة عقبة كؤود تواجههم، و تعترض سبيل نجاحهم في تشويه الحقيقة، و تزوير التاريخ، و هي وجود أهل البيت صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين، الذين يملكون أقوي الحجج، و أعظم الدلائل والشواهد من القرآن، و من الحديث المتواتر، و من المواقف النبوية المتضافرة، التي يعرفها و رآها و سمعها عدد هائل من صحابة الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله وسلم، و سمعها منهم التابعون، ثم من بعدهم..

و كان من جملة تلك الحجج الدامغة «آية المباهلة» بالذات.. و كم رأينا من مواقف للأمويين وللعباسيين علي حد سواء يصرون فيها علي نفي بنوة الحسنين عليهماالسلام له صلي الله عليه و آله وسلم.. فكانت تواجه من قبل أهل البيت عليهم السلام و شيعتهم، و المنصفين من غيرهم بالاحتجاجات القوية والفاصلة... الأمر الذي جعل «السحر ينقلب علي الساحر»..

و أدركوا: ان أسلوب الحجاج والمنطق، من شأنه أن يظهر الحق الذي يجهدون في اخفائه، و تشويهه. فكانوا يعملون علي عزل الائمة و شيعتهم عن الساحة، و ابعادهم عن الانظار، عن طريق الارهاب و الاضطهاد والتنكيل، حتي اذا وجدوا أن ذلك لا يجدي

[ صفحه 33]

تصدوا لتصفيتهم جسديا.. بالسم تارة، و بالسيف

اخري...

امثلة تاريخية هامة

و نستطيع ان نذكر هنا بعض ما يتضمن محاولة نفي بنوة الحسنين له صلي الله عليه و آله وسلم، و احتجاجات الأئمة و غيرهم عليهم في هذا المجال... و بعضه يتضمن الاستدلال بآية المباهلة.. و ذلك في ضمن النقاط التالية:

1- «عن ذكوان، مولي معاوية، قال: قال معاوية، لا أعلمن أحدا سمي هذين الغلامين [49] ابني رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم. و لكن قولوا: ابني علي عليه السلام.

قال ذكوان: فلما كان بعد ذلك، امرني ان اكتب بنيه في الشرف. قال: فكتبت بنيه و بني بنيه، و تركت بني بناته... ثم أتيته بالكتاب، فنظر فيه، فقال: ويحك، لقد أغفلت كبر بني! فقلت: من؟ فقال: اما بنو فلانة - لابنته - بني؟ اما بنو فلانة - لابنته بني؟. قال: قلت: الله!! أيكون بنو بناتك بنيك، و لا يكون بني فاطمة بني رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم؟! قال: مالك؟ قاتلك الله! لا يسمعن هذا أحد منك؟!...» [50] .

2- و قد جاء عن الامام الحسن عليه السلام محتجا علي معاوية قوله: «... فأخرج رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم من الانفس معه ابي، و من البنين أنا و أخي، و من النساء فاطمة أمي، من الناس جميعا، فنحن أهله، و لحمه و دمه، و نفسه، و نحن منه و هو منا» [51] .

3- و قال الرازي في تفسير قوله تعالي: «و من ذريته داود، و سليمان، و أيوب، و يوسف.. الي قوله: و زكريا، و يحيي، و عيسي» [52] - بعد ان ذكر دلالة الآية علي بنوة

[ صفحه 34]

الحسنين للنبي صلي الله عليه و

آله وسلم - قال -:

«و يقال: ان اباجعفر الباقر استدل بهذه الآية عند الحجاج بن يوسف». [53] .

4- و احتج اميرالمؤمنين علي عليه السلام يوم الشوري علي المجتمعين، بان الله تعالي جعله نفس النبي صلي الله عليه و آله وسلم، و جعل ابنيه ابنيه، و نساءه نساءه. [54] .

5- و عن الشعبي، قال: كنت عند الحجاج، فأتي بيحيي بن يعمر، فقيه خراسان، من بلخ، مكبلا بالحديد، فقال له الحجاج: أنت زعمت: ان الحسن والحسين من ذرية رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم؟

فقال: بلي، فقال الحجاج: لتأتيني بها واضحة بينة من كتاب الله (!!)، أو لأقطعنك عضوا عضوا.

فقال: آتيك بها بينة واضحة من كتاب الله يا حجاج.

قال فتعجبت من جرأته بقوله: يا حجاج.

فقال له: و لا تأتني بهذه الآية: ندع أبناءنا و أبناءكم.

فقال: آتيك بها بينة واضحة من كتاب الله، و هو قوله: و نوحا هديناه من قبل، و من ذريته داود و سليمان.. الي قوله: و زكريا، و يحيي، و عيسي. فمن كان ابوعيسي، و قد الحق بذرية نوح؟!.

قال: فاطرق الحجاج مليا، ثم رفع رأسه فقال: كأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله حلو وثاقه.. الخ». [55] .

[ صفحه 35]

و في نور القبس: أن الحجاج طلب منه ان لا يعود لذكر ذلك، و نشره.

6- و لسعيد بن جبير قصة مع الحجاج شبيهة بقصة يحيي بن يعمر، فلانطيل بذكرها. [56] .

7- و سأل هارون الرشيد الامام الكاظم عليه السلام، فقال له: كيف قلتم: انا ذرية النبي، و النبي لم يعقب، و انما العقب للذكر لاللأنثي، و أنتم ولد البنت،

و لا يكون له عقب؟ فسأله عليه السلام ان يعفيه، فلم يقبل، فاحتج عليه، عليه السلام بأن القرآن قد اعتبر عيسي من ذرية ابراهيم في آية سورة الأنعام، مع انه ينتسب اليه عن طريق الام. ثم احتج عليه بآية المباهلة، حيث قال الله تعالي فيها: «و ابناءنا». [57] .

8- بل ان عمرو بن العاص ارسل الي اميرالمؤمنين عليه السلام يعيبه باشياء، منها: انه يسمي حسنا و حسينا ولدي رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم فقال لرسوله: «قل للشاني ابن الشاني ء: لولم يكونا ولديه لكان أبتر، كما زعم أبوك». [58] .

9- و قال الحسين صلوات الله و سلامه عليه في كربلاء: «اللهم انا أهل بيت نبيك، و ذريته و قرابته، فاقصم من ظلمنا، و غصبنا حقنا، انك سميع قريب.

فقال محمد بن الاشعث: أي قرابة بينك و بين محمد؟!.

فقال الحسين: اللهم ان محمد بن الاشعث يقول: ليس بيني و بين محمد قرابة، اللهم ارني فيه هذا اليوم ذلاعا جلا، فاستجاب الله دعاءه الخ...» [59] .

هذا... و لهم عليهم السلام احتجاجات اخري بآية المباهلة علي خلافة اميرالمؤمنين، و علي افضليته عليه السلام، و غير ذلك، لا مجال لذكرها هنا. [60] .

[ صفحه 36]

من مواقف الامام الحسن

نعم... و لم يقتصر الائمة في تصديهم للمغضرين والحاقدين، والوقوف في وجه سياساتهم تلك بحزم و صلابة - علي مواقف الحجاج هذه، بل تعدوا ذلك الي المناسبات الأخري، و استمروا يعلنون بهذا الامر علي الملأ، و يؤكدون عليه في كثير من المناسبات والمواقف الحساسة، و كشفوا زيف تلك الدعاوي بشكل لا يدع مجالا لأي شك أو ريب..

و قد صدع الامام الحسن عليه السلام بهذا الامر في أكثر من مناسبة، و

اكثر من موقف..

و لم يكن يكتفي باظهار و اثبات بنوته لرسول الله صلي الله عليه و آله وسلم و حسب.. و انما كان يهتم في التأكيد علي ان حق الامامة والخلافة له وحده، و لا تصل النوبة الي معاوية و اضرابه، لان معاوية ليس فقط يفقد المواصفات الضرورية لهذا الامر، و انما هو يتحلي بالصفات التي تنافيها و تناقضها بصورة اساسية.. و كمثال علي كل ذلك نذكر:

1- أنه عليه السلام يخطب فور وفاة ابيه علي اميرالمؤمنين عليه السلام، فيقول: «أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني، فانا الحسن بن علي، و انا ابن النبي، و انا ابن الوصي» [61] .

لا حظ كلمة: «الوصي» في هذه العبارة الاخيرة أيضا.

و في نص آخر أنه قال: «... فانا الحسن بن محمد صلي الله عليه و آله وسلم» [62] .

[ صفحه 37]

قال حينئذ أيضا: «انا ابن البشير النذير، انا ابن الداعي الي الله باذنه، انا ابن السراج المنير، انا ابن من اذهب الله عنهم الرجس، و طهرهم تطهيرا، انا من أهل بيت افترض الله طاعتهم في كتابه» الخ [63] ... ثم قام ابن عباس، فقال: «هذا ابن بنت نبيكم، و وصي امامكم، فبايعوه» [64] .

و في نص آخر: انه قال حينئذ ايضا: «و عنده نحتسب عزانا في خير الآباء رسول الله الخ» [65] .

2- و في مناسبة اخري في الشام، طلب منه معاوية - بمشورة عمرو بن العاص - ان يصعد المنبر، و يخطب - رجاء ان يحصر - فصعد المنبر، فحمد الله، و اثني عليه، ثم اورد خطبة هامة، تضمنت ما تقدم، و سواه الشي ء الكثير، قال الراوي: «و لم يزل به حتي

اظلمت الدنيا علي معاوية، و عرف الحسن من لم يكن عرفه من أهل الشام و غيرهم، ثم نزل. فقال له معاوية: اما انك يا حسن قد كنت ترجو ان تكون خليفة، و لست هناك!

فقال الحسن عليه السلام: اما الخليفة فمن سار بسيرة رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم و عمل بطاعة الله عزوجل. و ليس الخليفة من سار بالجور، و عطل السنن، و اتخذ الدنيا

[ صفحه 38]

اما وابا، و عباد الله خولا، و ماله دولا، و لكن ذلك امر ملك اصاب ملكا، فتمتع منه قليلا، و كأن قد انقطع عنه...» الي آخر كلامه عليه السلام. [66] .

و نفس هذه القضية تذكر له مع معاوية، حينما جري الصلح بينهما في الكفوة. [67] .

و هذا... يؤيد ما ذكره البعض: من ان معاوية قد دس السم الي الامام الي الامام الحسن عليه السلام، لانه كان يقدم عليه الي الشام. [68] .

3- و في نص آخر: ان معاوة طلب من الامام الحسن عليه السلام: ان يصعد المنبر، و يخطب... فصعد المنبر و خطب، و صار يقول: انا ابن، انا ابن... الي ان قال: «لو طلبتم ابنا لنبيكم ما بين لابتيها لم تجدوا غيري و غير أخي». [69] و من اراد الرواية بطولها فليراجع المصادر.

4- و في نص آخر: ان معاوية طلب منه: ان يصعد المنبر و ينتسب، فصعد، و صار يقول: بلدتي مكة و مني، و انا ابن المروة والصفا، و انا ابن النبي المصطفي... الي ان قال: فأذن المؤذن، فقال: اشهد ان محمدا رسول الله، فالتفت الي معاوية، فقال: أمحمد ابي؟ أم ابوك؟! فان قلت: ليس بابي، كفرت، و ان قلت:

نعم، فقد أقررت.. ثم قال: اصبحت العجم تعرف حق العرب بان محمدا منها، يطلبون حقنا، و لا يردون الينا حقنا» [70] .

[ صفحه 39]

5- و في مناسبة اخري، طلب منه معاوية ان يخطب و يعظهم، فخطب، و صار يقول: انا ابن رسول الله، انا ابن صاحب الفضايل، انا ابن صاحب المعجزات والدلايل، انا ابن اميرالمؤمنين، انا المدفوع عن حقي.. الي ان قال: انا امام خلق الله، و ابن محمد رسول الله، فخشي معاوية ان يتكلم بما يفتن به الناس، فقال: انزل، فقد كفي ماجري، فنزل» [71] .

6- بل لقد رأينا معاوية يعترف له بهذا الامر، فيقول له مرة في كلام له: «و لا سيما انت يا ابامحمد، فانك ابن رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم، و سيد شباب اهل الجنة» [72] .

و يدخل في هذا المجال ايضا قول الامام الحسن عليه السلام لابي بكر، و قول الامام الحسين عليه السلام لعمر: انزل عن منبر أبي، حسبما سيأتي، ان كان المقصود بابي: النبي صلي الله عليه و آله وسلم، كما يظهر من اعترافهما لهما. و ان كان المقصود به أباهما أميرالمؤمنين - كما احتمله بعض المحققين [73] - فيدخل في مجال احتجاجاتهما عليهماالسلام علي احقيتهم بالامر، دون كل احد سواهم... و يكونان قد انتزعا منهما اعترافا صريحا وهاما في هذا المجال.

مواقف اخري للأئمة و ذريتهم الطاهرة

و بعد ذلك، فانا نجد الامام الحسين عليه السلام يخطب الناس، و يقول: «اقررتم بالطاعة، و آمنتم بالرسول محمد صلي الله عليه و آله وسلم، ثم انكم زحفتم الي ذريته و عترته، تريدون قتلهم... الي ان قال: الست انا ابن بنت نبيكم، و ابن وصيه، و ابن

[ صفحه 40]

عمه» [74] .

و يقول في

موضع آخر، حينما اشتد به الحال: «و نحن عترة نبيك، و ولد حبيبك محمد صلي الله عليه و آله وسلم، الذي اصطفيته بالرسالة الخ..» [75] .

و يقول في وصف جيش يزيد، في يوم عاشوراء: «... فانما انتم طواغيت الأمة... الي ان قال: و قتلة أولاد الانبياء، و مبيري عترة الاوصياء» [76] .

و قد اعترفوا له بذلك حينما ناشدهم، فقال: «انشدكم الله، هل تعرفوني؟.قالوا: نعم، انت ابن رسول الله وسبطه» [77] .

و للامام السجاد موقف هام في الشام، حينما القي خطبته الرائعة، فقال: «ايها الناس، انا ابن مكة ومني، انا ابن زمزم والصفا، انا ابن من حمل الركن باطراف الردا... الي ان قال: انا ابن من حمل علي البراق، و بلغ به جبرئيل سدرة المنتهي...» الي آخر الخطبة التي كان من نتيجتها: «ان ضج الناس بالبكاء، و خشي يزيد الفتنة، فأمر المؤذن ان يؤذن للصلاة»... و لكنه عليه السلام قد تابع خطبته، و احتجاجاته الدامغة علي يزيد، و تفرق الناس، و لم ينتظم لهم صلاة في ذلك اليوم. [78] .

و بعد ذلك... فاننا نجد العقيلة زينب تقف في وجه يزيد لتقول له: «أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك و اماءك، و سوقك بنات رسول الله سبايا؟..»

وفيها: «واستأصلت الشأفة، باراقتك دماء ذرية رسول الله صلي الله عليه وآله

[ صفحه 41]

و سلم»، الي ان قالت: «و لتردن علي رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم بما تحملت من سفك دماء ذريته، و انتهكت من حرمته و لحمته» [79] .

و في خطبة لها لاهل الكوفة: «الحمد لله، و الصلاة علي ابي محمد و آله الطيبين الاخيار». و في نص آخر: «والصلاة علي

ابي رسول الله...» [80] .

وتقول فاطمة بنت الحسين في خطبة لها في الكوفة أيضا: «... وأن محمدا عبده ورسوله، وأن اولاده ذبحوا بشط الفرات» [81] .

علي خطي النبي الاكرم

و بعد... فان ذلك لم يكن منهم عليهم السلام الا اسوة منهم بالنبي محمد صلي الله عليه و آله وسلم، الذي كان ينظر الي الغيب من ستر رقيق، و قد ورد عنه الكثير مما يدل علي اصراره صلي الله عليه و آله وسلم علي تركيز قضية بنوة الحسنين عليهماالسلام له صلي الله عليه و آله وسلم في ضمير الامة و وجدانها، بشكل لا يبقي معه أي مجال للشبهة، أو الشك و الترديد.. و كنموذج علي ذلك نشير الي:

1- قوله صلي الله عليه و آله وسلم: هذان ابناي من احبهما فقد أحبني [82] و في نص آخر: هذان ابناي، و ابنا ابنتي، اللهم اني أحبهما، و أحب من يحبهما. [83] .

[ صفحه 42]

و في رواية اخري عن عائشة: ان النبي صلي الله عليه و آله وسلم كان يأخذ حسنا، فيضمه اليه، ثم يقول: اللهم ان هذا ابني، و انا احبه، فاحببه، و احب من يحبه. [84] .

2- كما انه (ص) بمجرد ولادة احدهما يقول لاسماء: هلمي ابني، كما تقدم.

3- و يقول: ان ابني هذا سيد. [85] .

4- كما انه صلي الله عليه و آله وسلم يجلس في المسجد، و يقول: ادعوا لي ابني، قال: فأتي الحسن يشتد... الي ان قال: و جعل رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم يفتح فمه في فمه، و يقول: اللهم اني احبه، فأحبه، و أحب من يجبه، ثلاث مرات. [86] .

5- و عنه صلي

الله عليه و آله وسلم انه قال: كل ابن آدم ينتسبون الي عصبة ابيهم، الا ولد فاطمة فاني انا أبوهم، و انا عصبتهم. [87] .

و حسبنا ما ذكرناه في هذا المجال، فان استقصاء ذلك مع مصادره متعسر، بل متعذر في هذه العجالة، و لا سيما.. و ان علينا ان نوفر الفرصة لبحوث اخري عن الحياة السياسية للامام الحسن المجتبي عليه الصلاة والسلام. و من اراد المزيد من النصوص الدالة علي بنوة الحسنين عليهماالسلام فليراجع الغدير ج 7 ص 129-124. [88] .

[ صفحه 43]

شهادة الحسنين علي كتاب لثقيف

و بعد كل ما تقدم... فاننا نجد النبي صلي الله عليه و آله وسلم يكتب كتابا لثقيف، و يثبت فيه شهادة علي والحسنين صلوات الله و سلامه عليهم.

قال أبوعبيد: «و في هذا الحديث من الفقيه اثباته شهادة الحسن والحسين. و قد كان يروي مثل هذا عن بعض التابعين أن شهادة الصبيان تكتب و يستنسبون؛ فيستحسن ذلك. فهو الآن في سنة النبي (ص)». [89] .

و قال الكتاني: «فيه من الفقه اثباته (ص) شهادة الصبيان، و كتابة اسمائهم قبل البلوغ. و انما تقبل شهادتهم اذا أدوها بعد البلوغ. و فيها أيضا شهادة الابن أيضا مع شهادة أبيه في عقد واحد اه. نقله في نور النبراس» انتهي. [90] .

و قال محمد خليل هراس في تعليقة له علي الأموال: «و لا يجوز القول بأن تلك خصوصية لهما رضي الله عنهما؛ اذ لا دليل عليها و مادام الطفل مميزا يجب أن تعتبر شهادته فانه قد يحتاج اليها...» [91] انتهي.

و نقول: ألم يجد النبي أحدا من الصحابة يستشهده علي ذلك الكتاب الخطير الذي يرتبط بمصير جماعة كثيرة سوي هذين الصبيين؟! و

هل كان وحيدا فريدا حينما جاءه وفد ثقيف، و كتب لهم ذلك الكتاب حتي احتاج الي استشهاد ولدين صغيرين لم يبلغا الخمس سنوات؟!

[ صفحه 44]

و ان أدني مراجعة للنصوص التاريخية لتعبد كل البعد هذا الاحتمال الأخير، حيث انها صريحة في أن رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم قد ضرب لهم قبة في المسجد ليسمعوا القرآن، و يروا الناس اذا صلوا و كان خالد بن سعيد بن العاص حاضرا و كان خالد بن الوليد هو الكاتب، و مع ذلك لم يشهدا علي الكتاب... و أخيرا.. فقد نص ابن رشد علي أن العدالة تشترط في الشاهد باجماع المسلمين. ثم قال: «و أما البلوغ فانهم اتفقوا علي أنه يشترط حيث تشترط العدالة. و اختلفوا في شهادة الصبيان بعضهم علي بعض في الجراح و في القتل؛ فردها جمهور فقهاء الأمصار لما قلناه من وقوع الاجماع علي أن من شرط الشهادة العدالة، و من شرط العدالة البلوغ؛ و لذلك ليست في الحقيقة شهادة عند مالك، وانما هي قرينة حال..» [92] .

و بعد كل ما تقدم.. فاننا نفهم أن النبي صلي الله عليه و آله وسلم أراد أن يظهر امتيازا للحسنين عليهماالسلام، و أنهما قد كانا علي درجة عالية من التمييز والتعقل التام في هذا الوقت المبكر جدا من سنهما، و أنهما مؤهلان لأن يتحملا مسؤوليات جسام حتي في المعاهدات السياسية الخطيرة كهذه المعاهدة بالذات، و بالأخص بالنسبة لقبيلة ثقيف المعروفة بعدائها القوي للاسلام و للمسلمين.

بيعة الرضوان

1- قال الشيخ المفيد رضوان الله تعالي عليه، عن الحسنين عليهما الصلاة والسلام: «و كان من برهان كما لهما عليهماالسلام، و حجة اختصاص الله تعالي لهما، بعد الذي

ذكرناه من مباهلة النبي صلي الله عليه و آله وسلم بهما، بيعة رسول الله لهما، و لم يبايع صبيا في ظاهر الحال غيرهما، و نزول القرآن بايجاب ثواب الجنة لهما علي عملهما، مع ظاهر الطفولية فيهما، و لم ينزل بذلك في مثلهما، قال الله تعالي: «و يطعمون الطعام علي حبه

[ صفحه 45]

مسكينا، و يتيما و أسيرا» [93] .

2- و قال الخليفة المأمون العباسي، في ضمن احتجاجاته علي أهل بيته فيما يتعلق بالامام الجواد عليه السلام:

«و يحكم، ان أهل هذا البيت خصوا من الخلق بما ترون من الفضل. و ان صغر السن لا يمنعهم من الكمال. اما علمتم: ان رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم افتتح دعوته بدعاء اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، و هو ابن عشر سنين، و قبل منه الاسلام، و حكم له به، و لم يدع أحدا في سنه غيره؟ و بايع الحسن والحسين عليهماالسلام و هما دون الست سنين، و لم يبايع صبيا غيرهما؟ او لا تعلمون الآن ما اختص الله به هؤلاء القوم، و انهم ذرية بعضها من بعض، يجري لآخرهم ما يجري لأولهم الخ...» [94] .

و روي عن الصادق ايضا: انه «لم يبايع النبي صلي الله عليه و آله وسلم من لم يحتلم الا الحسن والحسين، و عبدالله بن جعفر، و عبدالله بن عباس رضي الله عنهم» قال: و لم يبايع صغيرا الا منا. [95] .

و لكن ما تقدم عن المأمون، و عن الشيخ المفيد يوضح: ان اضافة ابن عباس، و ابن جعفر، انما هي من تزيد الرواة، حيث ينفي المأمون بشكل قاطع - و كذلك نفي المفيد - ان يكون صلي الله

عليه و آله وسلم قد بايع صبيا غيرهما، و ذكر ذلك في مقام الاحتجاج، يدل علي التسالم علي ذلك الأمر آنئذ. و ان ما ورد في هذا النص الأخير، قد اضيف اليه بعد ذلك الزمان.

[ صفحه 46]

و واضح: انه اذا كانت البيعة تتضمن اعطاء التزام و تعهد للطرف الآخر، بتحمل مسؤوليات معينة، ترتبط بمستقبل الدعوة و المجتمع، و حمايتهما من كثير من الاخطار التي ربما يتعرضان لها، فان معني ذلك هو ان النبي صلي الله عليه و آله وسلم قد رأي في الحسنين عليهماالسلام - علي صغر سنهما - أهلية و قابلية لتحمل تلك المسؤوليات الجسام، والوفاء بالالتزامات التي اخذا علي عاتقهما الوفاء بها..

و قد يتخيل البعض هنا: ان التكليف قد كان حينئذ منوطا بالتمييز، فأخذ البيعة منهما لا يعبر عن امتياز ذي شأن لهما، سوي أنهما قد امتلكا صفة التمييز في وقت مبكر، فتبعها تعلق التكليف بهما..

والجواب عن ذلك:

اولا: ان ما يقال من اناطة التكليف بالتمييز قد انتهي أمده قبل ذلك بزمان طويل، و بالذات في عام الخندق - في السنة الخامسة أو الرابعة للهجرة النبوية [96] - في قضية قبول ابن عمر في الغزو، حيث انيط التكليف بالسن منذئذ... حسبما ذكروه..

و ثانيا: اننا لو سلمنا ذلك... فيرد سؤال، و هو: لماذا اختص ذلك بالحسنين صلوات الله و سلامه عليهما، دون غيرهما من سائر الناس؟. أم يعقل: انه لم يكن ثمة مميز غيرهما؟ حتي ولو كان له من العمر اثناعشر او ثلاثة عشر سنة، او نحو ذلك؟.. ان ذلك يكشف و لا شك عن امتياز خاص لهما، لم يشركهما فيه احد من الخلق، كما قرره المأمون،

والشيخ المفيد رضوان الله تعالي عليه.

و ثالثا: ان التمييز و مجرد التكليف لا يكفي في احيان كثيرة، و ذلك لان طبيعة المسؤوليات التي يراد الاضطلاع بها في بعض المواضع تقتضي وجود قدرات و ملكات و امكانات ايمانية و فكرية عينة، لابد من توفرها في ذلك الشخص الذي يعد لذلك.. و مورد بيعة الرضوان من هذا القبيل.

ومما يوضح ذلك: اننا نجد كثيرين ممن اظهروا قدرتهم علي تحمل تلك المسؤوليات

[ صفحه 47]

و قبلت منهم البيعة - كما كان الحال بالنسبة لبيعتهم لأميرالمؤمنين يوم الغدير، و حينما اصبح خليفة، و غير ذلك - لم يفوا ببيعتهم، واتضح انهم لم يكونوا حائزين علي تلك القدرات التي ينبغي توفرها في من يعطي التزاما، و يتحمل مسؤوليات كبيرة ذات طبيعة رسالية رائدة.

الحسن والحسين امامان

و بعد كل ما تقدم، فاننا نعرف المغزي العميق لقوله صلي الله عليه و آله وسلم: «الحسن والحسين امامان قاما او قعدا». أو ما هو بمعني ذلك، حسبما تقدم في أوائل هذه الدراسة، رغم انهما عليهماالسلام ربما لم يكن عمرهما حينئذ قد تجاوز عدد اصابع اليد الواحدة.. و نجد الامام الحسن عليه السلام يستدل بهذا القول علي من يعترض عليه في صلحه مع معاوية. [97] .

و اذا كان البعض يريد ان يدعي: ان خلافة الامام الحسن عليه السلام انما كانت باختيار من المسلمين و بيعتهم، و لم تكن بوصية حتي من ابيه. [98] .

فان هذا القول، و سائر ما تقدم، يدفع كل ذلك و يدحضه..

و لدينا من النصوص التي تؤكد علي وصاية اميرالمؤمنين عليه السلام بالخلافة له من بعده الشي ء الكثير..

و يمكن ان نذكر منها هنا:

1- قول الامام الحسن عليه السلام

في كتابه لمعاوية: «... و بعد... فان اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب لما نزل به الموت و لاني هذا الامر بعده» [99] .

[ صفحه 48]

2- و قال ابن عباس، بعد استشهاد اميرالمؤمنين عليه السلام: هذا ابن بنت نبيكم، و وصي امامكم، فبايعوه» [100] .

3- عن الهيثم بن عدي، قال: «حدثني غير واحد ممن أدركت من المشايخ: ان علي بن ابي طالب عليه السلام أصار الأمر الي الحسن» [101] .

4- و قال ابن ابي الحديد المعتزلي الحنفي عن أمر الخلافة: «و عهد بها الي الحسن عليه السلام عند موته» [102] .

5- «و ذكروا: ان جندب بن عبدالله دخل علي علي عليه السلام؛ فقال: يا اميرالمؤمنين، ان فقد ناك فلانفقدك، فنبايع الحسن؟ قال: نعم» [103] .

6- و قال ابن كثير: «الخلفاء الاربعة: ابوبكر، و عمر، و عثمان، و علي. خلافتهم محققة، بنص حديث سفينة: الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم بعدهم الحسن بن علي، كما وقع، لان عليا أوصي اليه، و بايعه أهل العراق الخ...» [104] .

7- و عند ابي الفرج، و غيره: انه لما أتي اباالاسود نعي اميرالمؤمنين، والبيعة للامام الحسن عليه السلام، قام ابوالاسود خطيبا، فكان مما قال:

«... و قد اوصي بالامامة بعده الي ابن رسول الله، و ابنه، و سليله، و شبيهه في

[ صفحه 49]

خلقه و هديه الخ». [105] .

8- و عند المسعودي: ان اميرالمؤمنين عليه السلام قال: و اني اوصي الي الحسن والحسين، فاسمعوا لهما، واطيعوا أمرهما» [106] .

هذا و قد ذكر وصية الامام علي عليه السلام الي ولده الامام الحسن عليه السلام غير واحد من المؤلفين في كتبهم [107] فلتراجع.

9- هذا كله... عدا عما تقدم من قوله صلي الله

عليه و آله وسلم: انتما الامامان و لامكما الشفاعة.

و قوله صلي الله عليه و آله وسلم: الحسن والحسين امامان قاما او قعدا

و عدا عن الاحاديث الكثيرة، التي تنص علي الائمة باسمائهم. [108] .

وعدا عن نصوص كثيرة من طرق اهل البيت و شيعتهم، لا مجال لذكرها هنا..

10- و لما مات أميرالمؤمنين عليه السلام، جاء الناس الي الحسن عليه السلام، فقالوا: انت خليفة ابيك، و وصيه. [109] .

11- و قال المسعودي: «و قد ذكرت طائفة من الناس: ان عليا رضي الله عنه اوصي الي ابنه الحسن والحسين، لأنهما شريكاه في آية التطهير، و هذا قول كثير ممن ذهب الي القول بالنص» [110] .

12- و عن علي عليه السلام: انت يا حسن وصيي، والقائم بالامر بعدي. [111] .

[ صفحه 50]

و في نص آخر: يا بني، انت ولي الامر، و ولي الدم. [112] .

13- و في نص آخر: الحسن والحسين في عترتي، و أوصيائي، و خلفائي.. [113] .

14- ان الشيعة اطبقت: علي ان عليا نص علي ابنه الحسن. [114] .

الي غير ذلك مما لا مجال لتتبعه و استقصائه..

و قد تقدم في أوائل هذا الكتاب بعض ما يدل علي ذلك ايضا.

و حسبنا ما ذكرناه هنا، فيما يتعلق بالحياة السياسية للامام الحسن عليه السلام، في حياة الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله وسلم... فان استيفاء ذلك مما لا يمكن في هذه العجالة.. و لننتقل الآن الي حياته السياسية في عهد الشيخين.. فالي الفصل التالي:

[ صفحه 53]

في عهد الشيخين

فدك... و الحسنان

لقد توفي الرسول الاعظم، محمد صلي الله عليه و آله وسلم، وحدث بعده ما حدث، من استئثار ابي بكر

بالامر، و اقصاء اميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام عن محله الطبيعي، الذي أهله الله سبحانه و تعالي له...

ثم تعرضت فاطمة الزهراء، بنت النبي الاقدس صلي الله عليه و آله وسلم، لاغتصاب ارثها من ابيها، و مصادرة حتي ما كان النبي صلي الله عليه و آله وسلم قد ملكها اياه في حال حياته... و منه: «فدك»... و جرت بينها و بين ابي بكر مساجلات، و احتجاجات حول هذا الموضوع. و طلبوا منها: ان تاتي بالشهود لا ثبات ما تدعيه..

فجاءت باميرالمؤمنين عليه السلام، و بالحسنين عليهماالسلام، و بأم أيمن.

و لكن ابابكر رد الشهود، و رفض ارجاع حقها اليها... كما هو معروف.

قال شريف مكة:

ثم قالت: فنحلة لي من وا

لدي المصطفي، فلم ينحلاها

فأقامت بها شهودا، فقالوا

بعلها شاهد لها و ابناها [115] .

[ صفحه 54]

و هكذا.. فان الزهراء البتول صلوات الله و سلامه عليها، و هي المرأة المعصومة بحكم آية التطهير و غيرها، التي لم تكن لتصدر، و لا لتورد الاوفق الشرع الاسلامي الحنيف، قد استشهدت بالحسنين الزكيين عليهماالسلام بمرأي، و بمسمع، و بتأييد ورضي من سيد الوصيين، أميرالمؤمنين علي عليه السلام.. فلقد رأيا فيهما الاهلية لاداء الشهادة في مناسبة كهذه، مع انهما كانا آنئذ لا يتجاوز عمر هما السبع سنوات، فاعطاؤهما دورا بارزا في قضية مصيرية و خطيرة كهذه، لم يكن امرا عفويا، و لا منفصلا عن الضوابط التي تنتظم مواقف أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.. و انما كان امتدادا لمواقف النبي صلي الله عليه و آله وسلم منهما، في مجال اعدادهما، و وضعهما في مكانهما الطبيعي علي المستوي القيادي للأمة.

هذا... و لا يجب ان

نقلل من أهمية هذه القضية... علي اعتبار انها ترتبط بحق مالي، و ليست - كالبيعة - عقدا يشترط فيه البلوغ، مع ملاحظة: ان سنهما حين الشهادة كان يفوق ما كان لهما من السن حين البيعة. [116] .

لا... لا يجب ان نتخيل ذلك... فان الشهادة يعتبر فيها البلوغ ايضا، والعقل... كما ان سنهما حينئذ كان - كما قلنا - لا يصل الي الثمان سنوات.. اضف الي ذلك: ان الاستشهاد بالحسنين، و بعلي، و بأم ايمن التي شهد لها النبي صلي الله عليه و آله وسلم بأنها من أهل الجنة، انما كان، كما يقول السيد هاشم معروف الحسني رضوان الله تعالي عليه:

[ صفحه 55]

«لكي تسجل علي القوم ردا صريحا لنصوص الرسول فيه، و في ولديه. علي انها لو احضرت عشرين شاهدا من خيرة الصحابة لم يكن مستعدا للقضاء لها بما تطلب.. بل كان علي ما يبدو من سير الاحداث مستعدا لان يعارض شهادتهم بعشرات الشهود، كما عارض شهادة علي و أم ايمن، بشهادة عمر، و عبدالرحمن بن عوف، كما نصت علي ذلك رواية شرح النهج السابقة الخ...» [117] .

و لقد صدق الحسني رحمه الله تعالي فيما قال، و يؤيد ذلك، بل يدل عليه، ما ورد: «عن عمر: لما قبض رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم جئت انا و ابوبكر الي علي، فقلنا: ما تقول فيما ترك رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم؟

قال: نحن احق الناس برسول الله صلي الله عليه و آله وسلم.

قال: فقلت: والذي بخيبر؟.

قال: والذي بخيبر.

قلت: والذي بفدك؟

قال: والذي بفدك.

قلت: اما والله، حتي تحزوا رقابنا بالمناشير، فلا» [118]

.

الخطة العجيبة

انه بعد ان اقصي علي أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام عن مركزه الذي جعله الله تعالي له.. و كان ما كان مما هو معروف و مشهور.. فان سياسة الحكم المتغلب الجديد ثم من جاء بعدهم. كانت تستهدف قضية الامامة من ناحيتين:

الناحية 1

بعث اليأس في نفوس خصومهم، و بالاخص في نفس شخص

[ صفحه 56]

أميرالمؤمنين عليه السلام، الذي يعتبرونه اقوي منافس، بل المنافس الوحيد لهم، و بالتالي في نفوس الهاشميين جميعا، و القضاء علي كل اثر من آثار الطموح والتطلع الي هذا الامر لديهم.. حيث انهم كانوا يرون - حسب فهمهم و تقديراتهم الخاطئة: ان المسألة لا تعدو عن ان تكون مسألة شخصية، ترتبط بشخص علي عليه السلام، و رغبة نفسية جامحة لديه، اذكاها النبي الاكرم، محمد صلي الله عليه و آله وسلم، بتصريحاته و مواقفه المتكررة، التي كانت تهدف لتكريس الامر لصالح أميرالمؤمنين علي عليه الصلاة والسلام..

صحيح.. انه قد كان للنبي صلي الله عليه و آله وسلم ذرو من قول - علي حد تعبير عمر - و تصريحات كثيرة، و لكن ما الذي يمنع من مخالفته، مادام انه لم يكن اكثر من زميل لهم و قرين، علي حد تعبيرهم. [119] .

نعم... و ان تلك الرغبة يمكن سلوها، و صرف النظر عنها، ثم اليأس منها مع مرور الايام، و مع رؤية تمكن الآخرين، و احكام امرهم، و قوة سلطانهم..

و مما يشهد لما ذكرناه: سؤال عمر لابن عباس: كيف خلفت ابن عمك؟

فظننته يعني عبدالله بن جعفر -

قلت: خلفته يلعب مع اترابه.

قال: لم أعن ذلك، انما عنيت عظيمكم أهل البيت.

قلت خلفته يمتح بالغرب [120] ، علي نخيلات فلان، و هو يقرأ القرآن.

قال: يا عبدالله عليك دماء البدن ان كتمتنيها: هل بقي في نفسه شي ء من أمر الخلافة؟

[ صفحه 57]

قلت: نعم.

قال: أيزعم ان رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم نص عليه؟.

قلت: نعم.. و أزيدك: سألت ابي عما يدعيه، فقال: صدق.

فقال عمر: لقد كان من رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم في أمره ذرو من قول [121] ، لا يثبت حجة، و لا يقطع عذرا، و لقد كان يربع في أمره وقتا ما. و لقد اراد في مرضه: ان يصرح باسمه، فمنعت من ذلك، اشفاقا، و حيطة علي الاسلام. لا، و رب هذه البنية، لا تجتمع عليه قريش ابدا الخ..» [122] .

و في هذه القضية مواضع هامة، ينبغي التوقف عندها مليا، و محاكمتها محاكمة موضوعية و عميقة، و لا سيما قول عمر اخيرا: «لقد كان من رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم في امره ذرو من قول، لا يثبت حجة الخ...» فان النبي صلي الله عليه و آله وسلم قد استعمل مختلف الاساليب البيانية لتأكيد هذا الامر و تثبيته: التصريح، والتلميح، والكناية، والمجاز، والحقيقة، والقول والفعل، و حتي لقد أخذ البيعة له منهم في مناسبة «الغدير».. و لو اردنا جمع ما وصل الينا من كلماته صلي الله عليه و آله و مواقفه في هذا السبيل لا استغرق مجلدات كبيرة، و لتعذر استيعابه في مدة طويلة... و لكنه صلي الله عليه و آله وسلم اراد في مرضه الاخير: ان يسجل ذلك في كتاب لا يمكن المراء فيه، و ليقطع دابر الخلاف من بعده..

و لكن اتهامه بالهجر والهذيان، من قبل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب

بالذات،

[ صفحه 58]

قد جعل ذلك بلاجدوي، و لا فائدة. بل جعله سببا في المزيد من الاختلاف والتشاجر، والتمزق والتدابر، فكان لابد من تركه، والانصراف عنه [123] .

و قد صرح عمر نفسه لابن عباس: بان النبي صلي الله عليه و آله وسلم اراد ان يصرح باسم علي عليه السلام في ذلك الكتاب، و اراد الله غيره، فنفذ مراد الله تعالي، و لم ينفذ مراد رسوله. أوكل ما اراد رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم كان؟! [124] .

و قد ادعي عمر: انه انما مع النبي صلي الله عليه و آله وسلم من كتابة الكتاب حيطة علي الاسلام [125] .

و ذلك عجيب حقا!! واي عجيب!!... فهل صحيح: انه قد فعل ذلك من أجل ذلك؟ أم انه قد كان وراء الأكمة ماوراءها؟!

وكيف يمكن ان نوفق بين دعواه هذه، و بين نسبته ذلك آنفا لارادة الله سبحانه، و قوله: «أو كلما اراد رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم كان»؟!

وهل يمكن ان نصدق: ان غيرته علي الاسلام اكثر من غيرة نبي الاسلام نفسه عليه؟!

ام انه قد ادرك بنظره الثاقب، و فكره الوقاد مالم يستطع ادراكه سيد ولد آدم، و امام الكل، و عقل الكل، و مدبر الكل؟!.

و هل غيرته علي الاسلام تبرر له اتهام النبي الاكرم صلي الله عليه و آله وسلم بالهجر والهذيان؟! الي غير ذلك من الاسئلة التي لا مجال لها هنا..

ومما يدل علي ان السياسة كانت تتجه نحو ابعاد علي عليه السلام عن الساحة، بحيث كان الناس يعرفون ذلك، ويدركونه و كانوا مطمئنين الي استبعاده من هذا الامر

[ صفحه 59]

و كانوا لا يرون حتي دخوله في جملة المرشحين له... ما رواه عبدالرزاق، من ان عمر قال لاحد الانصار: «من تري الناس يقولون يكون الخليفة بعدي؟ قال: فعدد رجالا من المهاجرين، و لم يسم عليا، فقال عمر: فمالهم من ابي الحسن؟ فوالله، انه لأحراهم ان كان عليهم ان يقيمهم علي طريقة من الحق» [126] .

و بعد ذلك كله... فانه يحتج لعمله ذاك - اعني تنظيم قضية الشوري - بانه لا تجتمع عليه - أي علي علي (ع) - قريش، أو أن قومه ابوه، او غير ذلك. [127] .

و لكن... لماذا لا تجتمع قريش و قومه عليه؟. و لماذا و كيف اجتمعوا علي النبي صلي الله عليه و آله وسلم نفسه، مع انه هو السببب الأول و الاخير في كل ما أتاه علي عليه السلام اليهم؟.

و اذا كانوا مؤمنين و مسلمين، فلماذا لا يقبلون بحكم الاسلام، و لا ينقادون اليه؟!.

و اذا لم يكونوا كذلك، فما الذي يضر لو خالفوا؟ و ما المانع من جهادهم والوقوف في وجههم حينئذ، كما جاهدهم رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم من قبل، و جاهدهم اميرالمؤمنين عليه السلام نفسه بعد ذلك؟!..

اما الذي نريد الاستشهاد به، والالفات اليه هنا، فهو سؤال عمر لابن عباس: ان كان قد بقي شي ء من أمر الخلافة في نفس علي عليه السلام.. فان ذلك يؤكد ما اشرنا اليه سابقا، من ان الهيئة الحاكمة كانت تهتم في ان ينسي و ييأس علي عليه السلام من امر الخلافة نهائيا..

و لكنهم غفلوا عن ان تصدي علي والأئمة من ولده عليهم السلام لهذا الامر، لم يكن الا من اجل انه مسؤولية شرعية، و تكليف الهي، لا يمكن التسامح فيه، و

لا التخلي عنه... و ليس لهم اي خيار فيه... تماما كسائر التكاليف الشرعية الاخري، و ان كان هو يزيد عليها من حيث خطورته، و اهميته القصوي..

[ صفحه 60]

الناحية 2

اشاره

تهيئة الاجواء لتمكين الحكم و تكريسه في غير اهل البيت عليهم السلام، و خلق العوامل والظروف التي لا تسمح بوصول اميرالمؤمنين، و لا أي من أهل البيت عليهم الصلاة والسلام الي الخلافة في المستقبل القريب والبعيد علي حد سواء. و تكريس الحكم فيمن يرغبون بتكريسه فيهم.. و قد تمثل ذلك في تدبيرات سياسية عدة، من شأنها ان تجعلهم يطمئنون الي نجاحهم فيما يرمون اليه

و نذكر من ذلك علي سبيل المثال:

علي صعيد العمل السياسي، نجدانهم

عدا عن انهم قد أبعدوا كل من له هوي في علي عليه السلام عن مراكز النفوذ [128] كما جري لخالد بن سعيد بن العاص... و كحرمانهم الانصار، الذين كان لهم هوي في اميرالمؤمنين، و اهل البيت عليهم الصلاة والسلام من المراكز الحساسة، بل وحرمانهم من ابسط انواع الرعاية. [129] .

وعدا عن انهم قد استخدموا المال في محاولة منهم لاسكات المعترضين. كما هو الحال في قضيتهم مع ابي سفيان الذي كان النبي صلي الله عليه و آله وسلم قد ارسله ساعيا، فقدم بعد وفاته صلي الله عليه و آله وسلم، فاجلب عليهم، فقال عمر لابي بكر: «ان اباسفيان قد قدم، و انا لا نأمن شره؛ فدع له ما في يده، فتركه؛ فرضي». [130] .

كما انه... حينما كان ابوسفيان في اوج غضبه وثورته عليهم، اخبروه: بان ابابكر قد ولي ابنه، فانقلب في الحال رأسا علي عقب، و قال: «و صلته رحم» [131] .

و «لما اجتمع الناس علي ابي بكر، قسم بين الناس قسما، فبعث الي عجوز من

[ صفحه 61]

بني عدي بن النجار قسمها مع زيد بن ثابت، فقالت: ما هذا؟ قال: قسم قسمه ابوبكر للنساء، قالت: اتراشوني عن ديني؟ قالوا: لا»! ثم تذكر

الرواية رفضها لذلك المال. [132] .

وعن علي عليه السلام في اشارة صريحة منه الي ذلك: «خذوا العطاء ما كان طعمة، فاذا كان عن دينكم، فارفضوه اشد الرفض» [133] .

و ليراجع كتابنا دراسات و بحوث ج 1 في بحث «ابوذر... اشتراكي، ام شيوعي، ام مسلم» للاطلاع علي المحاولات العديدة لرشوته من قبل الهيئة الحاكمة.

نعم - انه عدا عن ذلك كله - فاننا نجدهم يحكمون امورهم بعد حوادث السقيفة، و لا يفسحون المجال لأية مناورة او مبادرة، من اي كان، و من اي نوع كانت..

فنجد ابابكر يوصي بالأمر الي عمر بن الخطاب بعده، ثم هو يبدأ خطة التمهيد للأمويين، حيث انه و هو في مرض الموت، و قد جاء بعثمان ليكتب له وصيته - فأغمي علي ابي بكر، فكتب عثمان اسم عمر في حال عشية و غيبوبة ابي بكر [134] ، فلما افاق و علم بذلك قال: «لو تركته ما عدوتك» أو ما هو بمعناه [135] .. او قال له: «والله، ان كنت لها لأهلا» و بتعبير مصعب الزبيري: «اصبت يرحمك الله، و لو كتبت اسمك لكنت لها أهلا..» [136] .

[ صفحه 62]

و نستطيع ان نلمح في هذه الحادثة قدرا من التفاهم فيما بين ابي بكر و عثمان... و ان كنا نجد هذا التفاهم اكثر وضوحا و عمقا فيما بين ابي بكر و عمر. و الشواهد علي ذلك كثيرة جدا، بل لقد صرح ابوبكر نفسه بذلك لعبدالرحمن بن عوف حينما شاوره في استخلاف عمر، فذكر له غلظته، فقال: ابوبكر: «ذلك لانه يراني رقيقا ولو قد افضي الأمر اليه لترك كثيرا مما هو عليه، و قد رمقته اذا ما غضبت علي رجل اراني الرضا

عنه، و اذالنت له اراني الشدة عليه» [137] .

و حينما تولي عمر بن الخطاب الأمر نجده يسير علي نفس هذا الخط ايضا، و يعتمد نفس ذلك النهج، و هو التمهيد الذكي لبني أمية...

و نذكر علي سبيل المثال.. ذلك التدبير الذكي و الدقيق لقصة الشوري. و ذلك بحيث يطمئن وفقا لمحاسبات دقيقة الي ان الذي سيفوز بالأمر هو عثمان، و عثمان فقط... و لو فرض جدلا اخفاقه في ذلك، فان عليا عليه السلام لن يكون هو الفائز قطعا... و قد كان اميرالمؤمنين يعلم بذلك بلا ريب، كما صرح به هو نفسه لابن عباس، فور خروجه من الجلسة. [138] .

و مما يدل علي انه كان يهتم في تكريس الأمر في بني أمية: انه كان يفرس لعمر فراش في بيته في وقت خلافته، فلا يجلس عليه احد، الا العباس بن عبدالمطلب [139] ، و ابوسفيان بن حرب... و زاد المبرد قوله: «و يقول: هذا عم رسول الله. و هذا شيخ قريش» [140] .

واعطي عمر بن الخطاب لسعيد بن العاص ارضا في المدينة، فاستزاده، فقال له

[ صفحه 63]

عمر: «حسبك. و اختبي ء عندك: ان سيلي الامر بعدي من يصل رحمك، و يقضي حاجتك.

قال: فمكثت خلافة عمر بن الخطاب حتي استخلف عثمان، و أخذها عن شوري و رضي، فوصلني، و أحسن، و قضي حاجتي» [141] .

و عن ابي ظبيان الازدي قال: قال لي عمر بن الخطاب: ما مالك يا اباالظبيان؟ قال: قلت: انا في الفين: قال فاتخذ سائما، فانه يوشك ان يجي ء اغيلمة من قريش يمنعون هذا العطاء» [142] .

و حتي بالنسبة لعمرو بن العاص، نجد عمر بن الخطاب يقول: «ما ينبغي

لعمرو ان يمشي علي الارض الا اميرا» [143] .

و بعد ذلك كله... فقد قال معاوية لابن حصين: «انه لم يشتت بين المسلمين، و لا فرق أهواءهم، و لا خالف بينهم الا الشوري، التي جعلها عمر الي ستة نفر.. الي ان قال: فلم يكن رجل منهم الارجاها لنفسه، و رجاها له قومه. و تطلعت الي ذلك نفسه» [144] .

و أخيرا.. فاننا نجد عمر يستشير كعب الاحبار فيمن يوليه الامر بعده (!!) حسبما يجدونه في كتبهم (!!) فينفي كعب ان يصل اليها علي و ولده، و يؤكد علي انتقالها بعد الشيخين الي بني أمية، فيصدق عمر ذلك، و يستشهد له بما ورد عن النبي في شأن بني أمية. [145] .

التركيز علي معاوية

لقد كان ثمة تركيز خاص من قبل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب علي معاوية بن ابي سفيان، و اهتمام كبير بتأهيله للخلافة، و تهيئة الاجواء له، رغم انه كان

[ صفحه 64]

من الطلقاء.. و يكفي ان نذكر هنا:

انه ابقاه علي ولاية الشام لسنوات عدة، من دون أن يعرضه في كل عام لتلك الحسابات الدقيقة، التي كان يتعرض لها عماله في سائر الاقطار [146] ، والتي كانت ربما تصل في كثير من الاحيان الي حد الاهانة، والمس بالكرامة، مع انه كان لا يولي احدا اكثر من عامين. [147] .

و حينما يطلب منه معاوية: ان يصدر له أوامره لينتهي اليها، يقول له: لا آمرك و لا أنهاك. [148] .

هذا بالاضافة الي أمور اخري يراها و يعرفها عنه، و يغضي عنها، كتعامل معاوية بالربا، و غير ذلك.

و حول تظاهر معاوية بالقبائح راجع: دلائل الصدق [149] للمظفر رحمه الله تعالي...

و قد ذم

معاوية مرة عند عمر، فقال:دعونا من ذم فتي قريش، من يضحك في الغضب الخ.. [150] .

و كان يجري عليه في كل شهر الف دينار. و في رواية اخري: في السنة عشرة آلاف دينار، و مع ذلك يزعمون: ان عمر حج سنة عشر من خلافته، فكانت نفقته ستة عشر دينارا، فقال: اسرفنا في هذا المال.. [151] .

[ صفحه 65]

و قال فيه عمر: «احذروا آدم قريش، و ابن كريمها، من لا ينام الا علي الرضا، و يضحك في الغضب، و يأخذ ما فوقه من تحته». [152] .

و كان عمر اذا نظر الي معاوية يقول: هذا كسري العرب. [153] .

و قال مرة لجلسائه: تذكرون كسري و قيصر، و دهاءهما، و عندكم معاوية؟! [154] .

و في محاولة لفتح و اذكاء شهية معاوية للخلافة، نجده يقول: «اياكم والفرقة بعدي، فان فعلتم، فاعلموا: ان معاوية بالشام، فاذا وكلتم الي رأيكم كيف يستبزها منكم» او: «و ستعلمون اذا وكلتم الي رأيكم كيف يستبزها دونكم» [155] .

و يقول لأهل الشوري: «ان تحاسدتم، و تقاعدتم، و تدابرتم، و تباغضتم، غلبكم علي هذا الامر معاوية بن ابي سفيان.. و كان معاوية يومئذ امير الشام من قبل عمر» [156] .

و في نص آخر: انه قال لأهل الشوري: «ان اختلفتم دخل عليكم معاوية بن ابي سفيان من الشام، و بعده عبدالله بن ابي ربيعة من اليمن، فلا يريان لكم فضلا الا بسابقتكم» [157] .

هذا... و قد احتج عثمان علي اميرالمؤمنين عليه السلام حينما طلب منه أن يعزل معاوية: بان عمر هو الذي استعمله.. [158] كما واحتج معاوية نفسه علي صعصعة، وعلي

[ صفحه 66]

صلحاء الكوفة بتولية

عمر له ايضا [159] .. الامر الذي يعني: ان قول عمر كان قد اصبح كالشرع المتبع، كما اوضحناه في بحثنا حول الخوارج.

و بعد... فاننا نري: ان كعب الاحبار يلوح بالخلافة لمعاوية في عهد عثمان.. [160] كما ان معاوية نفسه يصرح: بأنه قد دبر الامر من زمن عمر. [161] .

سياسة التمييز العنصري

التي انتهجها الحكام آنئذ... فرووا عن النبي صلي الله عليه و آله وسلم تفضيل قريش علي غيرها، و ان الخلافة في قريش.. و استثنوا بني هاشم [162] حيث لا تجتمع النبوة والخلافة في بيت واحد، و ان كان عمر قد ناقض نفسه في ذلك، باشراك علي عليه السلام في الشوري.

ثم كان التمييز بالعطاء، و تفضيل العرب علي غيرهم في ذلك.

ثم التمييز العنصري في الارث، و في الزواج، و في العتق، و في الصلاة، و غير ذلك مما لا مجال لتتبعه. [163] .

[ صفحه 67]

و لعل سياسة عمر في العطاء هي التي جعلته يتمدح عدله - أي عدل نفسه - حتي لقد قال:«اني تعلمت العدل من كسري. و ذكر خشيته و سيرته» [164] و ان صح هذا، فيرد سؤال: انه لماذا تعلم ذلك من كسري؟ و لم لم يتعلمه من النبي الاعظم صلي الله عليه و آله وسلم؟!!. و أية خشية كانت لدي كسري؟! و اية سيرة أعجبته، فقاس عليها عمل نفسه؟!.

أما سياسة أميرالمؤمنين عليه السلام، فقد كانت علي العكس من ذلك تماما، فهو اول من فرض للضعفاء. [165] .

و لم يكن يفضل احدا علي احد، حيث لم يكن يري لبني اسماعيل فضلا علي بني اسحاق.. [166] و لم يكن يميز احدا علي احد، لا في العطاء و لا

في غيره. و قد اشير عليه بان يفعل ذلك، فرفض، حيث انه لم يكن ليطلب النصر بالجور.. [167] .

[ صفحه 68]

و في مناسبة اخري، في مقام التدليل علي انه عليه السلام يسير فيهم بسيرة الاسلام قال عليه السلام: «أرأيتم لو اني غبت عن الناس من كان يسير فيهم بهذه السيرة» [168] .

و قد كتب ابن عباس للامام الحسن عليه السلام: «و قد علمت أن أباك عليا انما رغب الناس عنه، و صاروا الي معاوية، لانه واسي بينهم في الفي ء، و سوي بينهم في العطاء، فثقل ذلك عليهم». [169] .

و قال رجل لابي عبدالرحمن السلمي: «انشدك الله، متي ابغضت عليا عليه السلام، أليس حينما قسم قسما في الكوفة، فلم يعطك و لا أهل بيتك؟ قال: أما اذا نشدتني، فنعم». [170] .

و علي كل حال.. فان سياسة اميرالمؤمنين في العطاء، قد كانت من أهم اسباب خلاف الناس عليه عليه السلام. و النصوص في ذلك كثيرة. [171] .

و لكن هذه السياسة العادلة قد اثرت علي المدي البعيد اثارا ايجابية كبيرة، حتي اننا لنجد السودان يثورون علي ابن الزبير، انتصارا لابن الحنفية والهاشميين.

قال عيسي بن يزيد الكناني: «سمعت المشايخ يتحدثون: انه لما كان من امر ابن الحنفية ما كان تجمع بالمدينة قوم من السودان غضبا له، و مراغمة لابن الزبير، فرأي ابن عمر غلاما له فيهم، و هو شاهر سيفه، فقال له: رباح؟

قال: رباح. والله، انا خرجنا لنردكم عن باطلكم الي حقنا، فبكي ابن عمر،

[ صفحه 69]

و قال: اللهم ان هذا لذنوبنا» [172] .

و كان الموالي ايضا هم انصار المختار، و كان ذلك هو السبب في تخاذل العرب عن نصرته، كما هو معلوم.

ابعاد أهل البيت عن الساحة... وعلو نجم آخرين

كما ان

مما زاد في تأكيد رفعة شأن قوم، و خمول ذكر آخرين: أن العرب قد استفادوا كثيرا من تلك الفتوح التي جرت في عهد الخلفاء الثلاثة: ابي بكر، و عمر، و عثمان... علي صعيد التوسعة، والرفاهية المادية، وارضاء المشاعر القومية.

و قد كان ثمة سياسة تهتم بترسيخ الاعتقاد بأن الولاة والامراء كانوا هم السبب في ذلك كله.. الأمر الذي ساعد - بالاضافة الي سياسة التمييز العنصري المشار اليها آنفا - علي المزيد من التعلق بأولئك الحكام والامراء، و حب استمرار حكمهم و سلطانهم، و عدم الرغبة في التغيير، حتي و ان كان ذلك التغيير لصالح القيم والمثل العليا..

اضف الي ذلك: ان الخليفتين الاولين كانا يظهران الزهد في الدنيا، والانصراف عنها...

و قد نتج عن ذلك كله.. ان علا شأن قوم، و تألق نجمهم، و خمل ذكر آخرين، و خبت نارهم... قال أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام: مشيرا الي ذلك: «ان اول ما انتقصنا بعده، ابطال حقنا في الخمس، فلما رق امرنا طمعت رعيان البهم من قريش فينا» [173] .

و قال عليه السلام: «ان العرب كرهت امر محمد صلي الله عليه و آله وسلم، و حسدته علي ما آتاه الله من فضله، و استطالت أيامه... حتي قذفت زوجته، و نفرت به ناقته، مع عظيم احسانه اليها، و جسيم مننه عندها. و أجمعت مذ كان حيا علي صرف الامر عن أهل بيته بعد موته.

و لولا ان قريشا جعلت اسمه ذريعة الي الرياسة، و سلما الي العز والامرة، لما

[ صفحه 70]

عبدت الله بعد موته يوما واحدا، و لا ارتدت في حافرتها، و عاد قارحها جذعا، و بازلها بكرا. [174] .

ثم فتح الله عليها

الفتوح، فأثرت بعد الفاقة، و تمولت بعد الجهد والمخمصة، فحسن في عيونها من الاسلام ما كان سمجا، و ثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطربا. و قالت: لولا انه حق لما كان كذا..

ثم نسبت تلك الفتوح الي آراء ولاتها، و حسن تدبير الامراء القائمين بها، فتأكد عند الناس نباهة قوم، و خمول آخرين، فكنا نحن ممن خمل ذكره، و خبت ناره، و انقطع صوته وصيته، حتي اكل الدهر علينا و شرب، و مضت السنون والاحقاب بما فيها، و مات كثير ممن يعرف، و نشأ كثير ممن لا يعرف» [175] .

هذا كله... بالاضافة الي السياسة التي كانت تهدف الي القضاء علي اهل البيت، و اخماد ذكرهم، و ابطال امرهم، ففي صفين، في قضية ترتبط باقدام الحسنين، و ابن جعفر علي الحرب، نجد أميرالمؤمنين عليه السلام يشير الي ان الامويين لو استطاعوا لم يتركوا من بني هاشم نافخ نار - كما سيأتي -.

و قال عمرو بن عثمان بن عفان للامام الحسن عليه السلام: «ما سمعت كاليوم، ان بقي من بني عبدالمطلب علي وجه الارض من احد بعد قتل الخليفة عثمان... الي ان قال: فياذلاه ان يكون حسن و ساير بني عبدالمطلب قتلة عثمان، احياء يمشون علي مناكب الارض»...

ثم تذكر الرواية اتهام عمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة أميرالمؤمنين عليه السلام، بانه اراد قتل النبي صلي الله عليه و آله وسلم، و أنه سم أبابكر، و شارك في قتل عمر، ثم قتل عثمان. [176] .

و دخل عدي بن حاتم بعد مقتل أميرالمؤمنين عليه السلام علي معاوية، فسأله

[ صفحه 71]

معاوية عما ابقي الدهر في قلبه من حب علي. قال عدي: كله.

واذا ذكر ازداد.

قال معاوية: ما اريد بذلك الا اخلاق ذكره.

فقال عدي: قلوبنا ليست بيدك يا معاوية» [177] .

و اجتمع عند معاوية عمرو بن العاص، والوليد بن عقبة، والمغيرة، و غيرهم، فقالوا له: «ان الحسن قد أحيا أباه و ذكره، و قال فصدق، و أمر فأطيع، و خفقت له النعال، و ان ذلك لرافعه الي ما هو أعظم.. ثم طلبوا منه احضاره للحط منه الخ..» [178] و الشواهد علي ذلك كثيرة..

و قد بدات بوادر نجاح هذه السياسة تجاه أهل البيت تظهر في وقت مبكر، و يكفي ان نشير الي ما تقدم من أن عمر يسأل عمن يقول الناس: انه يتولي الأمر بعده، فلا يسمع ذكرا لعلي عليه السلام.

الاستفادة من عقائد غريبة مثل

اشاره

ثم يأتي دور الاستفادة من بعض العقائد الجاهلية، او الموجودة لدي أهل الكتاب، و ذلك من أجل تكريس الحكم لصالح اولئك المستأثرين، و القضاء علي مختلف عوامل و مصادر المناوأة والمنازعة لهم. هذه العقائد التي قاومها الائمة بكل ما لديهم من قوة و حول...

عقيدة الخضوع لحاكم الجور

و نذكر من هذه العقائد علي سبيل المثال:

تركيز الاعتقاد بلزوم الخضوع للحاكم، مهما كان ظالما و متجبرا و عاتيا - و هي عقيدة مأخوذة من النصاري، حسب نص الانجيل [179] - و قد وضعوا الاحاديث الكثيرة علي لسان النبي محمد صلي الله عليه و آله وسلم لتأييد ما يرمون اليه في هذا المجال. [180] .

[ صفحه 72]

عقيدة الجبر

و من قبيل الاصرار علي عقيدة الجبر، التي هي من بقايا عقائد المشركين، و أهل الكتاب. [181] الامر الذي يعني: ان كل تحرك ضد حكام الجور لا يجدي و لا ينفع، مادام

[ صفحه 73]

الانسان مجبرا علي كل حركة، و مسيرا في كل موقف..

لا تضر مع الايمان معصية

ثم هناك عقيدة: انه لا تضر مع الايمان معصية. و ان الايمان اعتقاد بالقلب، و ان أعلن الكفر..

قالوا: «الايمان عقد بالقلب، و ان أعلن الكفر بلسانه بلا تقية، و عبدالاوثان، او لزم اليهودية، او النصرانية في دار الاسلام، و عبدالصليب، واعلن التثليث، في دار الاسلام، و مات علي ذلك». [182] .

لا عقاب علي الخفاء... وغير ذلك

و هذه العقيدة، و ان كانت هي عقيدة المرجئة، الا انها كانت عامة في الناس آنئذ، حيث لم يكن المذهب العقائدي لأهل السنة قد غلب و شاع بعد...

و معني هذا... هو ان الحكام مؤمنون مهما ارتكبوا من جرائم و عظائم..

بل انهم ليقولون: ان يزيد بن عبدالملك اراد ان يسير بسيرة عمر بن عبدالعزيز، فشهد له اربعون شيخا: ان ليس علي الخليفة حساب و لا عذاب [183] .

و حينما دعا الوليد الحجاج ليشرب النبيذ معه، قال له: «يا أميرالمؤمنين، الحلال ما حللت» [184] .

بل اننا لنجد الحجاج نفسه يدعي نزول الوحي عليه، و انه لا يعمل الا بوحي من الله تعالي.. [185] كما يدعي نزول الوحي علي الخليفة ايضا... [186] .

[ صفحه 74]

تقليص نسبة التقديس للنبي

هذا كله... فضلا عن سياستهم القاضية بتقليص نسبة الاحترام والتقديس عن الرسول صلي الله عليه و آله وسلم، و تفضيل الخليفة عليه... بل وسلب معني العصمة عن النبي صلي الله عليه و آله، حتي لقد قالت قريش - في حياة الرسول - في محاولة منها لمنع عبدالله بن عمرو بن العاص من كتابة اقواله صلي الله عليه و آله وسلم: انه بشر يرضي و يغضب [187] .

بل لقد حاولوا المنع من التسمية باسمه صلي الله عليه و آله وسلم، وقد نجحوا في ذلك بعض الشي ء. [188] .

كما ان معاوية يتأسف، لانه يري: ان اسم النبي المبارك يذكر في الاذان، و يقسم علي دفن هذا الاسم.. [189] .

الي غير ذلك من الوقائع الكثيرة جدا.. وقد ذكرنا شطرا منها في تمهيد كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الاعظم صلي الله عليه وآله وسلم، فمن اراده

فليراجعه.

و لعل ذلك قد كان يهدف الي فسح المجال للمخالفات، التي كان يمكن ان تصدر عن الهيئة الحاكمة، والتقليل من شأن و أثر و أهمية ما كان يصدر عنه صلي الله عليه و آله وسلم من اقوال و مواقف سلبية تجاه بعض اركان الهيئة الحاكمة، أومن تؤهلهم لتولي الامور الجليلة في المستقبل، ثم التقليل من شأن مواقفه صلي الله عليه و آله وسلم الايجابية تجاه خصوم الهيئة الحاكمة، او من تري فيهم منافسين لها.

[ صفحه 75]

جواز تولية المفضول مع وجود الفاضل

و يدخل ايضا في خيوط هذه السياسة: القول بجواز تولية المفضول مع وجود الفاضل، كما هو رأي ابي بكر [190] الذي صار ايضا رأي المعتزلة فيما بعد... و ذلك عندما فشلت محاولاتهم التي ترمي لرفع شأن الخلفاء، الذين ابتزوا عليا حقه في الخلافة. و بعد ان فشلت محاولاتهم في الحط من علي [191] ، و وضع الاحاديث الباطلة في ذمه... و العمل علي جعل الناس ينسون فضائله و كراماته... حيث لم يجدهم كل ما وضعوه و اختلفوه في هذا السبيل شيئا، و لا أفاد فتيلا...

سياسة التجهيل للأمة

سياسة التجهيل، التي كانت تتعرض لها الامة من قبل الحكام، و لا سيما اهل الشام... و يكفي ان نذكر: ان البعض «قال لرجل من اهل الشام - من زعمائهم، واهل الراي والعقل منهم -: من ابوتراب هذا الذي يلعنه الامام علي المنبر؟! فقال: اراه لصا من لصوص الفتن»!! [192] .

و في صفين يسأل هاشم المرقال بعض مقاتلي اهل الشام: عن السبب الذي دعاه للمشاركة في تلك الحرب، فيعلل ذلك بأنهم اخبروه: ان عليا عليه السلام لا يصلي. [193] .

و بلغ معاوية: ان قوما من اهل الشام يجالسون الاشتر و أصحابه، فيكتب الي عثمان: «انك بعثت الي قوما افسدوا مصرهم و انغلوه، و لا آمن ان يفسدوا طاعة من قبلي، و يعلموهم ما لا يحسنونه، حتي تعود سلامتهم غائلة». [194] .

[ صفحه 76]

و جاء حمصي الي عثمان بنصيحة، و هي: «لا تكل المؤمن الي ايمانه، حتي تعطيه من المال ما يصلحه. او قال: ما يعيشه - و لا تكل ذا الامانة الي امانته حتي تطالعه في عملك، و لا ترسل السقيم الي البري ء ليبرئه، فان الله

يبري ء السقيم، و قد يسقم السقيم البري ء. قال: ما اردت الا الخير - قال: فردهم، و هم زيد بن صوحان، و اصحابه» [195] .

كما و يحلف للسفاح جماعة من قواد أهل الشام، و اهل الرياسة والنعم فيها: انهم ما كانوا يعرفون أهل بيت للنبي صلي الله عليه و آله وسلم يرثونه غير بني أمية. [196] .

بل ان اهل الشام يقبلون من معاوية ان يصلي بهم - حين مسيرهم الي صفين - صلاة الجمعة في يوم الاربعاء، كما قيل. [197] .

و في وصية معاوية ليزيد: «وانظر اهل الشام. و ليكونوا بطانتك، فان رابك شي ء فانتصر بهم، فاذا اصبتهم؛ فاردد اهل الشام الي بلادهم، فانهم ان اقاموا بها تغيرت اخلاقهم» [198] .

و حينما وقف ابوذر في وجه طغيان معاوية، و اثرته، و انحرافاته، في الشام، قال حبيب بن مسلمة لمعاوية: «ان اباذر لمفسد عليكم الشام، فتدارك اهله، ان كان لك فيه حاجة. [199] .

و حسب نص آخر: «ان اباذر يفسد عليك الناس بقوله: كيت و كيت. فكتب معاوية الي عثمان بذلك. فكتب عثمان: اخرجه الي. فلما صار الي المدينة، نفاه الي الربذة» [200] .

و حينما جاء المصريون الي المدينة يسألون عمر عن سبب عدم العمل ببعض

[ صفحه 77]

الأحكام القرآنية، اجابهم بقوله: «ثكلت عمر امه، اتكلفونه ان يقيم الناس علي كتاب الله، و قد علم ربنا: ان سيكون لنا سيئات؟، و تلا: (ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم، و ندخلكم مدخلا كريما) هل علم اهل المدينة فيما قدمتم؟! قالوا: لا. قال: لو علموا لو عظت بكم».

قال لهم هذا بعد أن أخذ منهم اعترافا

بانهم لم يحصوا القرآن لا بالبصر، و لا في اللفظ، و لا في الاثر. [201] .

و بعد كلام جري بين معاوية، و عكرشة بنت الاطرش بن رواحة، قال لها معاوية: «هيهات يا أهل العراق، نبهكم علي بن ابي طالب، فلن تطاقوا، ثم امر برد صدقاتهم فيهم، و انصافها» [202] .

والعجيب في الامر هنا: اننا نجد عمر بن الخطاب يصر علي الهمدانيين - اصرارا عجيبا - ان لا يذهبوا الي الشام، و انما الي العراق!! [203] .

و قال عبدالملك بن مروان لولده سليمان، حينما اخبره: انه اراد ان يكتب سيرة النبي صلي الله عليه و آله وسلم و مغازيه، و رأي ما للأنصار من المقام المحمود في العقبتين، قال له: «و ما حاجتك ان تقدم بكتاب ليس لنا فيه فضل، تعرف أهل الشام امورا لا نريد ان يعرفوها»، فاخبره بتخريقه ما كان نسخه، فصوب رأيه. [204] .

و حينما طلب البعض من معاوية: ان يكف عن لعن علي عليه السلام، قال: «لا والله، حتي يربو عليه الصغير، و يهرم عليه الكبير، و لا يذكر ذاكر له فضلا» [205] .

و حينما ارسل علي عليه السلام الي معاوية كتابا فيه:

[ صفحه 78]

محمد النبي اخي و صهري

و حمزة سيد الشهداء عمي

الابيات...

«قال معاوية: اخفوا هذا الكتاب، لا يقرأه أهل الشام؛ فيميلون الي علي بن ابي طالب». [206] .

و لكن أميرالمؤمنين عليه السلام قد حاول بكل ما أوتي من قوة و حول: ان يبث المعارف الاسلامية في الناس، و ينقذهم من ظلمات الجهل الي نور العلم، حتي لقد قال - كما سيأتي -: «و ركزت فيكم راية الايمان، و وقفتكم

علي معالم الحلال والحرام». هذا فضلا عن التوعية السياسة، التي كان هو و ولده الأماجد يهتمون في بثها و تركيزها.

المنع عن كتابه الحديث، و عن روايته و احراق ما كتب

ثم هناك التدبير الذكي والدقيق، الذي كان من شأنه ان يحرم الامة من الاطلاع علي كثير من توجيهات، و اقوال، و قرارات، و مواقف الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله وسلم، والمتمثل في المنع عن رواية الحديث النبوي مطلقا، او ببينة، والضرب، ثم الحبس، بل والتهديد بالقتل علي ذلك.

ثم المنع عن كتابته،

ثم احراق ما كتبه الصحابة عنه صلي الله عليه و آله وسلم. [207] .

[ صفحه 79]

تشجيعهم القصاصين، و رواية الاسرائيليات

ثم تشجيعهم للقصاصين، و لرواية الاسرائيليات.

ثم وضعوا الاحاديث المؤيدة لذلك. [208] .

[ صفحه 80]

ثم السماح بالرواية لاشخاص معينين، دون من عداهم [209] حتي ان اباموسي ليمسك عن الحديث، حتي يعلم ما أحدثه عمر. [210] .

اضف الي ذلك كله: حبسهم لكبار الصحابة بالمدينة، و عدم توليتهم الاعمال الجليلة، خوفا من نشر الحديث، و من استقلالهم بالامر.. [211] .

ثم رووا عن النبي صلي الله عليه و آله وسلم، انه قال: لاخير في الامارة لرجل مؤمن. [212] .

وقد قال حذيفة لعمر: انك تستعين بالرجل الفاجر. فقال: اني استعمله لاستعين بقوته، ثم اكون علي قفائه.

و ذكر ايضا: ان عمر قال غلبني أهل الكوفة، استعمل عليهم المؤمن فيضعف،

[ صفحه 81]

و استعمل عليهم الفاجر، فيفجر. [213] .

آثار تلك السياسة

الامر الذي هيأ الفرصة لمن سمح لهم بالرواية عن النبي صلي الله عليه و آله وسلم، و عن بني اسرائيل، لان يمدوا الأمة بما يريدون، و يتوافق مع اهدافهم و مراميهم، من افكار و معارف، و اقوال و مواقف، حقيقية، او مزيفة...

ثم تحريف، بل وطمس الكثير من الحقائق التي رأوا انها لا تتناسب مع اهدافهم، و لا تخدم مصالحهم.

بل لقد طمست معظم معالم الدين، و محقت أحكام الشريعة، كما أكدته نصوص كثيرة. [214] .

بل يذكرون: انه لم يصل الي الامة سوي خمس مئة حديث في اصول الاحكام، و مثلها من اصول السنن.. [215] الامر، لاذي يلقي ظلالا ثقيلة من الشك والريب في عشرات بل مئات الالوف، بل في الملايين [216] من الاحاديث، التي يذكرون: انها كانت عند الحفاظ، او لا تزال محفوظة في بطون الكتب الي

الآن. و لاجل ذلك، فاننا نجدهم يحكمون بالكذب والوضع علي عشرات بل مئات الألوف منها. [217] .

[ صفحه 82]

و قد بلغ الجهل بالناس: اننا نجد جيشا بكامله، لا يدري: ان من لم يحدث، فلا وضوء عليه، «فأمر (ابوموسي) مناديه: الا، لا وضوء الاعلي من احدث. قال: اوشك العلم ان يذهب و يظهر الجهل، حتي يضرب الرجل أمه بالسيف من الجهل». [218] .

بل لقد رأينا: «قد اطبقت الصحابة اطباقا واحدا علي ترك كثير من النصوص، لما رأوا المصلحة في ذلك». [219] .

و يقول المعتزلي الحنفي عن علي عليه السلام: «و انما قال أعداؤه: لا رأي له؛ لأنه كان متقيدا بالشريعة لا يري خلافها و لا يعمل بما يقتضي الدين تحريمه. و قد قال عليه السلام: لولا الدين والتقي لكنت ادهي العرب. و غيره من الخلفاء كان يعمل بمقتضي ما يستصلحه و يستوفقه، سواء اكان مطابقا للشرع ام لم يكن. و لا ريب أن من يعمل بما يؤدي اليه اجتهاده و لا يقف مع ضوابط و قيود يمتنع لاجلها مما يري الصلاح فيه، تكون أحواله الدنيوية الي الانتظام أقرب. و من كان بخلاف ذلك تكون أحواله الدنيوية الي الانتثار اقرب» [220] انتهي.

و لعل ما تقدم من موقف عمر من المصريين المعترضين يشير الي ذلك ايضا.

كما ان الفقهاء، قد «رجح كثير منهم القياس علي النص، حتي استحالت الشريعة، و صار اصحاب القياس أصحاب شريعة جديدة» [221] .

كما ان اباايوب الانصاري لا يجرؤ علي العمل بسنة رسول الله صلي الله عليه و آله في زمن عمر، لان عمر كان يضرب من عمل بها. [222] .

[ صفحه 83]

و يصرح مالك بن انس، بالنسبة لغير اهل المدينة من المسلمين ب: «ان غيرهم انما العمل فيهم بامر الملوك» [223] .

و سيأتي المزيد مما يدل علي اصرار الخلفاء، و غير الخلفاء منهم، علي مخالفة احكام النبي صلي الله عليه و آله وسلم، حتي من امثال مروان بن الحكم، و الحجاج بن يوسف.

و بعد هذا... فان الحكام والامراء الذين منحوا - دون غيرهم - حق الفتوي!، من قبل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.. قد اصبح بامكانهم ان يفتوا بغير علم. بل ان يفتوا بما يعلمون مخالفته لما ورد عن سيد الخلق اجمعين، محمد رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم، ما داموا قد أمنوا غائلة اعتراض من يعلمون الحق، و لم يعد يخشي من انكشاف ذلك للملأمن غيرهم... الأمر الذي ربما يؤدي - لو انكشف - الي التقليل من شأنهم، و اضعاف مراكزهم، و يقلل ويحد من فعالية القرارات والاحكام التي يصدرونها.

كما ان ذلك قد هيأ الفرصة لكل احد: ان يدعي ما يريد، و يضع له الحديث الذي يناسبه، تأييدا و تأكيدا، او نفيا و تفنيدا.

كما انهم قد أمنوا غائلة ظهور كثير من الاقوال، والافعال، والمواقف النبوية، و الوقائع الثابتة، التي تمس مركز و شخصية من يهتمون بالتنويه باسمه، و اعلاء قدره و شأنه، او ترفع من شأن و مكانة الفريق الآخر: اهل البيت عليهم السلام، و لا سيما سيدهم و عظيمهم أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام، و كل من يمت اليه و اليهم باية صلة او رابطة، اوله فيهم هوي، او نظرة ايجابية و واقعية، انطلاقا مما يملكه من فكر واع، و وجدان حي.

اضف الي ذلك كله: ان سياستهم هذه تجاه

الحديث، و سنة النبي صلي الله عليه و آله وسلم، تنسجم مع رأي بعض الفرق اليهودية، التي كان لأتباعها نفوذ كبير لدي الحكام آنئذ. [224] .

[ صفحه 84]

و علي ماذا يقول

هذا... و لكننا نجد أميرالمؤمنين عليه السلام، و شيعته، والواعين من رجال هذه الامة، قد تصدوا لهذه الخطة بصلابة و حزم، حتي لقد رفض في الشوري عرض الخلافة في مقابل اشتراط العمل بسنة الشيخين و قد طرد عليه السلام القصاصين من المساجد، و رفع الحظر المفروض علي رواية الحديث عن النبي صلي الله عليه و آله وسلم. [225] .

و قد رووا عنه: انه عليه السلام قال: «قيدوا العلم، قيدوا العلم» مرتين. و نحوه غيره. [226] .

كما انه عليه السلام يقول:

«من يشتري منا علما بدرهم؟... قال الحارث الاعور: فذهبت فاشتريت صحفا بدرهم، ثم جئت بها».

و في بعض النصوص: «فاشتري الحارث صحفا بدرهم، ثم جاء بها عليا، فكتب له علما كثيرا» [227] .

و عن علي عليه السلام قال تزاوروا، و تذاكروا الحديث، و لا تتركوه يدرس. [228] .

و عنه عليه السلام: اذا كتبتم الحديث فاكتبوه باسناده، فان يك حقا كنتم

[ صفحه 85]

شركاء في الأجر، و ان يك باطلا كان وزره عليه» [229] و مثل ذلك كثير عنه عليه السلام. [230] .

والامام الحسن ايضا

و في مجال العمل علي افشال هذه الخطة تجاه العلم والحديث، و كتابته، و كسر الطوق المفروض، نجد النص التاريخي يقول: «دعا الحسن بن علي بنيه، و بني أخيه، فقال: «يا بني، و بني اخي، انكم صغار قوم يوشك ان تكونوا كبار آخرين، فتعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم ان يرويه، فليكتبه، و ليضعه في بيته» [231] .

ثم روي الخطيب ما يقرب من ذلك عن الحسين بن علي عليه السلام، ثم قال: «كذا قال جمع: الحسين بن علي. والصواب: الحسن، كما ذكرناه اولا، والله اعلم» [232] .

ولسنا هنا في صدد تفصيل

ذلك، و نسأل الله ان يوفقنا للتوفر علي دراسة هذه الناحية في فرصة اخري ان شاء الله تعالي.

مشرعون جدد، أو أنبياء صغار

و طبيعي بعد ذلك كله... و بعد ان كانت السياسة تقضي بتقليص نسبة الاحترام للنبي صلي الله عليه و آله وسلم، والعمل علي علو نجم قوم، و رفعة شأنهم، و افول نجم

[ صفحه 86]

آخرين، والحط منهم... و بعد أن مست الحاجة الي المزيد من الاحكام الاسلامية، والتعاليم الدينية - كان من الطبيعي - ان تعتبر اقوال الصحابة، و لا سيما الخليفتين الاول، والثاني - سنة كسنة النبي، بل وفوق سنة النبي صلي الله عليه و آله.. و قد ساعد الحكام انفسهم - لمقاصد مختلفة - علي هذا الامر... و كنموذج مما يدل علي ذلك، و علي خطط الحكام في هذا المجال، نشير الي ما تقدم من قول البعض: «انا زميل محمد» بالاضافة الي مايلي:

1- «قال الشهاب الهيثمي في شرح الهمزية علي قول البوصيري عن الصحابة: «كلهم في احكامه ذو اجتهاد»: اي صواب...» [233] .

2- و قال الشافعي: «لا يكون لك ان تقول الا عن اصل، او قياس علي اصل. والاصل كتاب، او سنة، او قول بعض اصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، او اجماع الناس» [234] .

3- و قال البعض عن الشافعية: «والعجب! منهم من يستجيز مخالفة الشافعي لنص له آخر في مسألة بخلافه، ثم لا يرون مخالفته لاجل نص رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم» [235] .

4- و يقول ابوزهرة بالنسبة لفتاوي الصحابة: «... و وجدنا مالكا يأخذ بفتواهم علي انها من السنة، و يوازن بينها و بين الاخبار المروية، ان تعارض الخبر

مع فتوي صحابي. و هذا ينسحب علي كل حديث عنه صلي الله عليه و آله وسلم، حتي ولو كان صحيحا» [236] .

و لا باس بمراجعة كلمات الشوكاني في هذا المجال ايضا. [237] .

[ صفحه 87]

5- بل اننا نجد بعض المؤلفين في الاصول، قد عقد بابا في كتابه، لكون قول الصحابي فيما يمكن فيه الرأي ملحق بالنسبة لغيره، اي لغير الصحابي... بالنسة و قيل: ان ذلك خاص بقول الشيخين: ابي بكر، و عمر. [238] .

6- و حينما اخبر عمر بقضاء النبي صلي الله عليه و آله وسلم في المرأة التي قتلت اخري بعمود: «كبر، و أخذ عمر بذلك، و قال: لو لم أسمع بهذا لقلت فيه» [239] .

7- ثم هو يصر علي رأيه فيمن تحيض بعد الافاضة، رغم اخبارهم اياه بقول النبي صلي الله عليه و آله وسلم فيها. [240] .

8- و في قصة التكنية بأبي عيسي، نري عمر لا يتزحزح عن موقفه، رغم اخبارهم اياه: بان النبي صلي الله عليه و آله وسلم قد اذن لهم بذلك، و تصديق عمر لهم.. لكنه عده ذنبا مغفورا له صلي الله عليه و آله وسلم. [241] .

9- و قال عمر بن عبدالعزيز: «الا، ان ماسنه ابوبكر و عمر، فهو دين نأخذ به، و ندعو اليه». و زاد المتقي الهندي: «و ماسن سواهما فانا نرجيه» [242] .

و ذكر في كنز العمال: ان فتوي عمر تصير سنة.

[ صفحه 88]

10- و في حادثة اخري: نجد عمر لا يرتدع عن مخالفته للنبي صلي الله عليه و آله وسلم، حتي يستدل عليه ذلك الرجل بقوله تعالي: لقد كان لكم

في رسول الله اسوة. [243] .

11- و قد رووا: ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: «عليكم بسنتي، و سنة الخلفاء الراشدين» [244] .

و بهذا استدل الشافعي علي حجية قول ابي بكر و عمر.

12- و عثمان بن عفان يقول: «ان السنة سنة رسول الله، و سنة صاحبيه» [245] .

13- كما ان عبدالرحمن بن عوف يعرض علي أميرالمؤمنين: ان يبايعه علي العمل بسنة النبي صلي الله عليه و آله وسلم، و سنة الشيخين ابي بكر و عمر، فيأبي عليه السلام ذلك، و يقبل عثمان، فيفوز بالأمر. [246] .

14- و خطب عثمان حينما بويع، فقال: «ان لكم علي بعد كتاب الله عزوجل، و سنة نبيه صلي الله عليه و آله وسلم ثلاثا: اتباع من كان قبلي فيما اجتمعتم عليه، و سننتم، و سن سنة اهل الخير فيما لم تسنوا عن ملأ» [247] .

15- و بعد... فان الامويين يصرون علي معاوية: ان يصلي بهم صلاة عثمان بن عفان في مني تماما، و يرفضون الاستمرار علي صلاة رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم، رغم اعترافهم بذلك..

و عثمان نفسه يصر علي رأيه في مقابل سنة النبي صلي الله عليه و آله وسلم، رغم

[ صفحه 89]

اعترافه بان ذلك رأي رآه. [248] .

و قد عرض عثمان علي أميرالمؤمنين عليه السلام ان يصلي بالناس في مني، فلم يقبل عليه السلام الا ان يصلي بهم صلاة رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم، فيابي عثمان ذلك، و يأبي هو القبول: «و قد استمر الامراء علي صلاة عثمان فيما بعد ذلك»! [249] .

16- بل اننا لنجد ربيعة بن شداد لا

يرضي بان يبايع أميرالمؤمنين عليه السلام. علي كتاب الله و سنة رسوله، و قال: علي سنة ابي بكر و عمر. فقال له علي عليه السلام: «ويلك، لو ان ابابكر و عمر عملا بغير كتاب الله و سنة رسوله لم يكونا علي شي ء الخ...» [250] .

17- و حتي معاوية يصر علي رأيه، و يرفض الحكم النبوي بشكل صريح. [251] .

18- و حينما ينكر ابوالدرداء علي معاوية بعض قبائحه، و يذكره بنهي النبي صلي الله عليه و آله وسلم عنها، نجده يقول: اما انا فلا اري به بأسا. [252] .

19- كما ان عطاء قد استدل بقضاء النبي صلي الله عليه و آله وسلم في العمري، فاعترض عليه رجل - و قد صرحت بعض النصوص بأنه: الزهري!! - بقوله: «لكن عبدالملك بن مروان لم يقض بهذا» أو قال: «ان الخلفاء لا يقضون بذلك» فقال: بل قضي بها

[ صفحه 90]

عبدالملك في بني فلان. [253] .

20- و اعترض البعض علي مروان: بأنه اخرج المنبر، و لم يكن يخرج، و بدأ بالخطبة قبل الصلاة، و جلس في الخطبة. فقال له مروان: «ان تلك السنة قد تركت.».. [254] .

21- بل لقد بلغ بهم الامر: ان ادعي البعض: ان من خالف الحجاج فقد خالف الاسلام. [255] .

الي غير ذلك مما لا مجال لتتبعه و استقصائه. [256] .

هذا كله... عدا عن ادعائهم:

نزول الوحي علي الخلفاء،

و افضلية الخليفة علي الرسول،

و نزول الوحي علي الحجاج، والخلفاء و غير ذلك..

و لقد صدق أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام حينما قال في كتابه للاشتر: «فان هذا الدين قد كان أسيرا في ايدي الاشرار، يعمل فيه بالهوي، و

تطلب به الدنيا» [257] .

الائمة في مواجهة الخطة

انما نتحدث هنا عن موضوع مواجهة هذه الخطة بمقدار مايرتبط بمواقف الامام الحسن عليه السلام منها... وان كانت الاساليب التي اتبعها الائمة في هذا الصدد كثيرة

[ صفحه 91]

و متنوعة.

و قد تقدم بعض ما يرتبط بمواقف الأئمة عليهم السلام من قضية التمييز العنصري البغيض، و تقدم كذلك بعض اللمحات عن موقف أميرالمؤمنين و غيره من الائمة، و منهم الامام الحسن عليه السلام من قضية الحديث والرواية عن رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم..

و حيث اننا لانستطيع الالمام - في عجالة كهذه - بكل ما يرتبط بمواقف الائمة الهادفة الي افشال تلك الخطة، فان ذلك يستدعي تأليف كتاب مستقل، و قد لا يكفي له العديد من المجلدات... و بما ان أهم عنصر تستهدفه تلك الخطة هو عنصر الامامة والخلافة، والاحقية بالامر... و بمعالجتها، و اتخاذ الموقف الصحيح منها، لا يبقي لجمل تلك الخطة تأثير يذكر، و لاخطر يخاف. - من أجل ذلك.. فاننا سوف نقتصر هنا علي الاشارة الي لمحات من مواقفهم عليهم السلام - و بالاخص الامام الحسن المجتبي عليه السلام - من هذه القضية بالذات،... فنقول:

ليس خافيا علي احد مدي خطورة النتائج التي سوف تتمخض عنها تلك السياسة، التي تقدمت لمحات خاطفة و سريعة عن بعض خيوطها و فقراتها... سواء علي الاسلام، او علي المسلمين، في الحاضر، او في المستقبل. والاخطار المستقبلية هي الاعظم، و هي الادهي... و قد اخبر النبي صلي الله عليه و آله في حديث معروف: بان في كل خلف عدول ينفون عنه (اي عن الاسلام) تحريف الغالين.

و قد عودنا الائمة عليهم السلام: انهم باستمرار يعيشون بالقرب من الاحداث، و يتواجدون دائما

و أبدا في صميمها و في العمق منها، حتي ان المطالع للتاريخ ليجد - نتيجة لذلك التواجد - ان قضايا أهل البيت بصورة عامة و قضية احقيتهم بالامر، و امامتهم علي الخصوص، تبقي علي الدوام محتفظة بحيويتها و عمقها في ضمير الامة و في وجدانها.

و ان كل صراع، فانما له ارتباط مباشر أحيانا، او غير مباشر أحيانا اخري بهذه القضية بالذات، حتي ليصرح الشهرستاني بقوله:

«و اعظم خلاف بين الامة خلاف الامامة، اذ ماسل سيف في الاسلام علي

[ صفحه 92]

قاعدة دينية مثل ما سل علي الامامة في كل زمان...» [258] .

و قد رأينا ان تلك الخطة الملعونة التي اسلفنا الاشارة اليها، انما كانت تستهدف بالدرجة الاولي قضية الامامة بالذات، الامر الذي يعني: ان الخصوم قد ادركوا مدي خطورة هذه القضية، علي مجمل خطهم، علي المدي البعيد...

كما اننا نجد في المقابل: ان تواجد أئمة اهل البيت عليهم السلام علي الساحة، و رصدهم الاحداث بدقة و وعي، و احساسهم العميق بالمسؤولية الالهية والانسانية الملقاة علي عواتقهم تجاه هذه السياسة، التي رأوا فيها خطرا داهما، يتهدد كيان الاسلام و مصيره علي المدي البعيد.. ان كل ذلك لم يترك لهم اي خيار، سوي خيار المواجهة لهذه السياسة، والعمل علي افشالها، فان ذلك واجب شرعي، و مسؤولية الهية، لا يمكن التساهل ولاالتواني فيها علي الاطلاق.. و علي حد تعبير العبد الصالح حجر بن عدي الكندي: «ان هذا الامر لا يصلح الا في آل علي بن ابي طالب». [259] .

نعم.. و قد أدوا عليهم الصلاة والسلام، و شيعتهم الابرار رضوان الله تعالي عليهم واجباتهم علي أكمل وجه في هذا المجال، و في كل مجال..

و بذلوا جهودا جبارة، و تعرضوا لمختلف انواع القهر، والاضطهاد والبلاء، نتيجة لمواقفهم و مواجهاتهم تلك... و بذلوا مهجهم الغالية في هذا السبيل..

و ذلك لان قضية الامامة بنظرهم هي قضية الاسلام الكبري، و علي اساس الاعتقاد بها يتحدد اتجاه الانسان، و خطه الفكري، ثم السياسي، بل و حتي الاجتماعي في الحياة. فهي المنطلق والاساس لكل المفاهيم، والاعتقادات، والقضايا التي يؤمن بها، والمواقف التي يتخذها، والمصير الذي ينتهي اليه.

و علي هذا الاساس، فاننا نجد الائمة عليهم السلام علي استعداد للاستفادة من عنصر التقية الايجابية البناءة، ايثار الله عند مداحض الباطل في مكان التقية بحسن

[ صفحه 93]

الروية، علي حد تعبير الامام الحسين عليه الصلاة والسلام [260] و هو يؤبن اخاه الامام الحسن المجتبي صلوات الله و سلامه عليه..

- انهم عليهم السلام يستفيدون من عنصر التقية في كل القضايا، باستثناء قضية الامامة، و شؤونها... لانهم ادركوا: ان التقية من شأنها ان تحفظ كل تلك القضايا.. الا قضية الامامة، و احقيتهم بالامر، فانها يمكن ان تضيعها..

و اذن.. و من اجل درء الخطر الذي يتهدد كيان الاسلام و وجوده من الاساس.. فقد كان لابد من بذل المهج، و خوض اللجج، من أجل ان «يحق الله الحق بكلماته، و لو كره المجرمون».. [261] و ليس قول الامام الكاظم عليه السلام: السلام عليك يا أبة، حينما جاء الرشيد الي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم، و قال: السلام عليك يا ابن عم، في محاولة منه لاظهار: ان خلافته تتسم بالشرعية، لا تصاله نسبا به صلي الله عليه و آله وسلم، لكونه ابن عمه - هذا الموقف الذي نشأ عنه اعتقال الامام موسي الكاظم عليه الصلاة

والسلام و ايداعه السجن، حيث قضي عليه السلام مسموما، شهيدا، صابرا، محتسبا - ليست هذه القضية الا واحدا من الشواهد الكثيرة التي يمكن ايرادها هنا...

و حتي حينما يضطر الامام الحسن عليه السلام للصلح مع معاوية، ايثارا لطاعة الله في مداحض الباطل، في مكان التقية، فانه يحسن الروية، و يهتم في ان لا يقدم تنازلا

[ صفحه 94]

في قضية الامامة - و ان توهم ذلك ابن قتيبة - و لا في قضية الخلافة - و ان تؤهم ذلك آخر - و انما تنازل عن الامر.. [262] و انما يقصد معاوية من الامر: الامرة والملك، فانه لم يقاتلهم ليصوموا و لا ليصلوا، «و انما ليتأمر عليهم» او «ليلي رقابهم» [263] .

و يقول معاوية بعد صلحه مع الامام الحسن عليه السلام: «رضينا بها ملكا» [264] .

و قد عبر عن ذلك هو و غيره في عدة مناسبات. [265] .

و كان معاوية يقول عن نفسه: «انا أول الملوك» [266] .

كما ان سعد بن ابي وقاص يقول لمعاية: «السلام عليك ايها الملك» [267] .

كما ان الامام الحسن عليه السلام يقول: «ليس الخليفة من سار بالجور، ذاك ملك ملكا يتمتع به قليلا، ثم تنقطع لذته، و تبقي تبعته...» [268] .

هذا... و قد اشترط عليه: ان لا يقيم عنده شهادة!! و ان لا يسميه «أميرالمؤمنين».. [269] الامر الذي يدل دلالة قاطعة علي ما ذكرناه..

و ليس موقف الامام الحسن عليه السلام هنا، و تعبيره بكلمة: «الامر»، و اشتراطه ما ذكر... الا كتعبير النبي صلي الله عليه و آله عن حاكم الروم ب«عظيم

[ صفحه 95]

الروم»، وعن حاكم القبط و الفرس ب «عظيم القبط» [270] و

«عظيم فارس» [271] و لم يقل: ملك الروم، و لا ملك القبط، لئلا يكون ذلك تقريرا لملكهما.

و ما يدل علي ذلك في كلمات أميرالمؤمنين عليه السلام و غيره من الائمة، كثير، لا مجال لتتبعه..

فالامام الحسن عليه السلام لم يستعمل التقية في امر الامامة، و انما سلم الي معاوية الامر الدنيوي الذي اشير اليه بقوله تعالي: «و شاورهم في الامر» و هو حكم الدنيا و سلطانها، و الملك المحض، و لم يعترف له بالامامة الدينية والبيعة، والخلافة الشرعية. [272] .

هذا... و قد صرح الامام الحسن عليه السلام في كتبه و خطبه، بانه لم يكن يري معاوية للخلافة أهلا، و انما صالحه من اجل حقن دماء المسملين، و حفاظا علي شيعة أميرالمؤمنين... بل لقد قال له فور تسليمه الامر اليه: «ان معاوية بن صخر زعم اني رايته للخلافة أهلا، و لم أر نفسي لها أهلا، فكذب معاوية. و أيم الله، لانا أولي الناس بالناس في كتاب الله، و علي لسان رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم، غير انا لم نزل أهل البيت مخيفين مظلومين، مضطهدين، منذ قبض رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم، فالله بيننا و بين من ظلمنا حقنا الخ» [273] .

و قد كتب له ايضا فور البيعة له عليه السلام: «فليتعجب المتعجب من توثبك يا معاوية علي امر لست من أهله». [274] .

[ صفحه 96]

و سيأتي قوله عليه السلام: «نحن اولي الناس بالناس، في كتاب الله، و علي لسان نبيه». و مثل ذلك كثير عنه.

هذا.. و قد تمدحه اخوه الامام الحسين عليه الصلاة والسلام علي استعماله التقية، و علي حسن رويته فيها، كما تقدم..

كما انه

حينما ذكر له عدم استجابة الامام الحسن عليه السلام لمن دعا للثورة علي معاوية بعد الصلح، قال عليه السلام: «صدق ابومحمد، فليكن كل رجل منكم من احلاس بيته، مادام هذا الانسان حيا».. [275] .

كما انه بعد استشهاد اخيه الامام الحسن، يدافع عن موقف اخيه في قضية الصلح، في رسالة منه لاهل الكوفة، و يأمرهم بالسكون الي ان يموت معاوية.. [276] .

بل ان الامام الحسن عليه السلام نفسه يعتبر صلحه مع معاوية خيرا من الف شهر، فقد سئل مرة عن اسباب صلحه مع معاوية، فأجاب: ليلة القدر خير من الف شهر.. [277] .

و ما ذلك الالان صلحه هذا قد فضح الامويين، و فضح معاوية بالذات، و جعله يعلن عن اهدافه الشريرة، وفوت عليهم الفرصة لهدم الاسلام، والقضاء علي أهل البيت و شيعتهم. [278] و مهد الطريق لثورة الامام الحسين، ثم الي زوال الحكم الاموي البغيض، و الي الابد..

مواقف هامة

و بعد.. فاننا نري: ان مما يدخل في مجال العمل علي افشال تلك الخطة ايضا،

[ صفحه 97]

وابقاء حق اهل البيت عليهم السلام، و قضيتهم حية في ضمير الامة و وجدانها، بالاضافة الي ما تقدم من تأكيدات الامام الحسن عليه السلام علي بنوته لرسول الله صلي الله عليه و آله وسلم، و علي انه من اهل البيت، الذين افترض الله طاعتهم... الي آخر ما تقدم..

- ان مما يدخل في هذا المجال: وصيته عليه السلام بأن يدفن عند جده صلي الله عليه و آله وسلم، مع علمه بعدم رضا عائشة والامويين بذلك، حسبما اشار اليه هو نفسه عليه السلام في وصيته تلك، و صدقته الوقايع التالية [279] و كان ذلك هو السبب في ضرب الجدار علي القبر الشريف،

[280] فان تلك الوصية، لم تكن الا لاظهار هذه الصلة التي له بالنبي صلي الله عليه و آله وسلم، والتي يجهد الامويون واعوانهم لقطعها وطمسها. ثم التأكيد علي أنهم عليهم السلام مظلومون مقهورون، مغتصبة حقوقهم، منتهب تراثهم، كما قال أميرالمؤمنين عليه السلام: (اري تراثي نهبا) [281] .

[ صفحه 98]

ثم محاولة تعريف الناس علي ما يكنه أولئك الحكام و أعوانهم من حقد و كره لأهل بيت النبوة، الذين امر الله و رسوله مرارا و تكرارا ليس فقط بمحبتهم، و انما و «بمودتهم ايضا» [282] .

انزل عن منبر أبي

و هناك مما يدخل في هذا المجال ايضا موقف آخر، هام جدا للامام الحسن عليه السلام في مقابل ابي بكر، حيث جاء اليه يوما و هو يخطب علي المنبر، فقال له:

انزل عن منبر ابي.

فاجابه ابوبكر: صدقت. والله، انه لمنبر ابيك، لا منبر أبي. فبعث علي الي ابي بكر: انه غلام حدث، و انا لم نأمره. فقال ابوبكر: انا لم نتهمك. [283] .

و ليتأمل قوله عليه السلام: انا لم نأمره. فان لا يتضمن انكارا علي الامام الحسن عليه السلام، و لا ادانة لموقفه.

و لقد صدق أميرالمؤمنين صلوات الله و سلامه عليه؛ فلم يكن الامام الحسن عليه السلام يحتاج الي أمر، فلقد أدرك خطة الخصوم بما آتاه الله من فضله، و باحساسه المرهف، و فكره الثاقب. و هو الذي عايش الاحداث عن كثب، بل كان في صميمها.

[ صفحه 99]

و اذن... فمن الطبيعي ان يدرك: ان عليه مسؤولية العمل علي افشال تلك الخطة، و ابقاء حتي أهل البيت و قضيتهم علي حيويتها في ضمير و وجدان الأمة. و كان علي وصي النبي صلي الله عليه و آله وسلم

ان يحتاط للأمر، حتي لا تحدث تشنجات حادة، ليس من مصلحة القضية، و لا من مصلحة الاسلام المساهمة في حدوثها في تلك الظروف.

والامام الحسين أيضا

و لا عجب اذا رأينا للامام السبط الشهيد الحسين عليه السلام موقفا مماثلا تماما مع الخليفة الثاني عمر بن الخطاب...و نجد عمر قد أخذه الي بيته، و حاول تقريره: ان كان أبوه امره بهذا، أولا. فأجابه عن ذلك النفي.

و بعض الروايات تقول: انه سأله عن ذلك في نفس ذلك الموقف أيضا، فنفي ذلك فقال عمر: منبر ابيك والله، و هل انبت علي رؤوسنا الشعر الا أنتم. [284] .

فأبوبكر لم يكن يري: ان اتهام أميرالمؤمنين في قضية الامام الحسن من صالحه.. أما عمر.. و بعد ان رأي انه اصبح قويا في الحكم، و بعد ان تكرس الموقف لصالح غير

[ صفحه 100]

اهل البيت علي الصعيد السياسي... عمر هذا - يهتم بالتعرف علي مصدر هذه الارهاصات، ليعمل علي القضاء عليها قبل فوات الاوان، ما دام يملك القدرة علي ذلك بنظره.

لقد كانت مواقف الحسنين هذه تعتبر تحديا عميقا للسلطة، في أدق و أخطر قضية عملت من أجل حسم الامور فيها لصالحها، و رأت أنها قد وفقت في مقاصدها تلك الي حد بعيد... فجاءت هذه المواقف لتهز من الاعماق ما كاد يعتبر، اوقد اعتبر بالفعل من الثوابت الراسخة.

والحسنان هما ذانك الفرعان من دوحة الامامة، و غرس الرسالة، اللذان يفهمان الظروف التي تحيط بهما، و يقيمانها التقييم الصحيح والسيم، ليتخذا مواقفهما علي اساس أنها وظيفة شرعية، و مسؤولية الهية.

اما التكليف الشرعي، والموقف الذي لأبيهما، فهو و ان كان في ظاهره مختلفا هنا، الا أنه ولاشك يخدم نفس الهدف، ويسير

في نفس الاتجاه، حسبما المحنا اليه.

الحسنان... و أذان بلال...

و لعلنا لا نبعد كثيرا اذا قلنا: ان قضية أذان بلال كانت كذلك تخدم نفس الهدف، و تسير في نفس الاتجاه الذي توخياه صلوات الله و سلامه عليهما من موقفيهما من ابي بكر و عمر، الذين تقدمت الاشارة اليهما...

و مجمل تلك القضية هو: ان بلالا كان في الشام، فقدم الي المدينة لزيارة قبر الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله وسلم، لرؤيا رآها.

و فيما هو يناجيه، و اذا بالحسن والحسين قد اقبلا لزيارة جدهما و أمهما، فلما رآهما تجددت احزانه، و أقبل اليهما يضمهما الي صدره، و يقول: كأني بكما رسول الله.

والتفتا اليه، و قالا: اذا رأيناك ذكرنا صوتك، و أنت تؤذن لرسول الله، و نشتهي ان نسمعه الآن بعد غيابك الطويل.

[ صفحه 101]

و انطلق بلال من ساعته الي سطح المسجد، تلبية لرغبة السبطين، فاجهش بالبكاء، و انطلق صوته من ناحية المسجد الي كل بيت في المدينة: الله أكبر، لا اله الا الله، محمد رسول الله، فهز المشاعر، و ارتجت المدينة من اصوات الباكين.

و مضي الذهبي في كتابه: سير اعلام النبلاء يقول: فلما قال بلال: اشهد أن محمدا رسول الله، خرجت العواتق من خدورهن، و ظن الناس أن رسول الله قد بعث من قبره. و ما رؤي يوم اكثر باكيا و لا باكية بعد رسول الله من ذلك اليوم. [285] .

و هذه القضية هي غير قضية أذان بلال، بطلب من الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام، و ذلك لأن الأذان الذي كان بطلب من الحسنين عليهماالسلام انما كان بعد وفاتها، كما نصت عليه الرواية آنفا. [286] .

الامام الحسن و أسئلة الأعرابي

واذا كانت الامامة تقوم علي ركنين رئيسين، احدهما: النص، والآخر:

العلم.فاننا نجد الأئمة عليهم السلام يهتمون باظهار هذا النص، والتركيز عليه باستمرار. و قد رأينا الامام الحسن عليه السلام يهتم بهذه الناحية، في كثير من اقواله و مواقفه، فلقد ذكر في خطبه: انهم هم الذين افترض الله طاعتهم، و انهم احد الثقلين، و استدل بحديث الغدير،و بالاعلمية [287] و غير ذلك.

وكان هذا دأب الأئمة عليهم السلام وشيعتهم الابرار بصورة عامة، حتي لقد رأينا

[ صفحه 102]

الامام عليا عليه السلام يستشهد الناس علي حديث الغدير في رحبة الكوفة و غيرها. [288] .

و الامام الحسين عليه السلام يستشهد الناس علي حديث الغدير في مني.. [289] الي غير ذلك من مواقف لا مجال لتتبعها هنا..

و كذلك الحال بالنسبة الي العلم، فانهم عليهم السلام ما فتئوا يؤكدون علي انهم هم ورثة علم رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم، و عندهم الجفر، والجامعة، و غير ذلك.. [290] .

و قد رأينا: ان الامام عليا عليه السلام يهتم في اثبات صفة علم الامامة للامام الحسن عليه السلام منذ طفولته.. حتي ليصبح اطلاعه علي تلك العلوم، التي لم ينل الآخرون منها شيئا دليلا علي امامته عليه آلاف التحية والسلام..

و يلاحظ: أن أميرالمؤمنين عليه السلام يهتم في اظهار ذلك الخصوص أولئك الذين استأثروا بالأمر، و أقصوا أصحاب الحق الحقيقيين عن حقهم الذي جعله الله تعالي لهم، و ما ذلك الا ليؤكد لهم، و لكل أحد علي انهم ليسوا أهلا لما تصدوا له، فضلا عن أن يكون لهم أدني حق فيه..

و قد اتبع (ع) في صياغة الحدث اسلوبا من شأنه أن يتناقله الناس، و يتندروا به في مجالسهم... اذ ان اجابة طفل لم يبلغ عمره العشر سنوات علي اسئلة عويصة و غامضة،

لأمر يثير عجبهم، و يستأثر باهتمامهم..

فقد ذكر القاضي النعمان في شرح الأخبار، باسناده عن عبادة بن الصامت، و رواه جماعة عن غيره: ان اعرابيا سأل ابابكر، فقال: اني اصبت بيض نعام، فشويته،

[ صفحه 103]

و أكلته و أنا محرم، فما يجب علي؟

فقال له: يا أعرابي، اشكلت علي في قضيتك. فدله علي عمر، و دله عمر علي عبدالرحمن بن عوف. فلما عجزوا قالوا: عليك بالأصلع.

فقال أميرالمؤمنين: سل اي الغلامين شئت.

فقال الحسن: يا أعرابي، ألك ابل؟

قال: نعم.

قال: فاعمد الي عدد ما أكلت من البيض نوقا، فاضربهن بالفحول، فما فصل منها فأهده الي بيت الله العتيق الذي حججت اليه.

فقال أميرالمؤمنين: ان من النوق السلوب. و منها ما يزلق. [291] .

فقال: ان يكن من النوق السلوب و ما يزلق، فان من البيض ما يمرق. [292] .

قال: فسمع صوت، ايها الناس، ان الذي فهم هذا الغلام هو الذي فهمها سليمان بن داود. [293] .

وثمة قضية اخري، و هي قضية ذلك الذي اقر علي نفسه بالقتل، حينما رأي: ان بريئا سيقتل، فحكم عليه أميرالمؤمنين عليه السلام بعدم وجوب القود، فانه ان كان قد قتل فعلا، فقد احيا نفسا، و من احيا نفسا، فلا قود عليه.

[ صفحه 104]

قال ابن شهرآشوب: «و في الكافي والتهذيب: ابوجعفر: ان أميرالمؤمنين عليه السلام سأل فتوي ذلك الحسن، فقال: يطلق كلاهما، والدية من بيت المال. قال: ولم؟ قال: لقوله: و من احياها فكأنما احيا الناس جميعا» [294] .

و هناك ايضا اسئله الامام عليه السلام لولده الامام الحسن عليه السلام عن السداد، والشرف، والمروة، و غير ذلك من صفات... فاجاب عنها، فلتراجع. [295]

.

و ايضا... فهناك اسئلة ذلك الرجل عن الناس، و اشباه الناس، و عن النسناس، فاحاله الامام علي ولده الامام الحسن عليه السلام: فاجابه عنها. [296] .

كما و سأل أميرالمؤمنين عليه السلام ولده الامام الحسن عليه السلام: كم بين الايمان واليقين؟ قال: أربع أصابع. قال: كيف ذلك؟ قال: الايمان كل ما سمعته أذناك الخ.. [297] .

و جاء رجل الي أميرالمؤمنين عليه السلام، فسأله عن الرجل، اذا نام أين تذهب روحه؟ و عن الرجل كيف يذكر و ينسي، و عن الرجل كيف يشبه الأعمام والاخوال.. و اعتبر السائل ان اجابته علي ذلك تعني: ان الذين غصبوا حقه ليسوا بمؤمنين، و ان لم يجب فهو و اياهم شرع سواء.

و كان هو، والحسن عليهماالسلام، و سلمان رحمه الله في المسجد الحرام، فأحاله علي الامام الحسن، فاجابه بما اقنعه. ثم اخبر أميرالمؤمنين عليه السلام: انه الخضر. [298] .

[ صفحه 105]

و ارسل معاوية الي أميرالمؤمنين يسأله: كم بين الحق والباطل؟ و عن قوس قزح، و ما المؤنث؟ و عن عشرة اشياء بعضها اشد من بعض، فأحال ذلك أميرالمؤمنين عليه السلام علي الامام الحسن عليه السلام، فاجابه عنها. [299] .

و ارسل قيصر يسأل معاوية عن بعض المسائل، فلم يعلم جوابها، فأحالها الي الامام الحسن عليه السلام. [300] .

بل اننا نجد النبي صلي الله عليه و آله وسلم نفسه يرجع السؤال الي الامام الحسن عليه السلام، ليجيب عليه... كما ورد في بعض النصوص. [301] .

و يطلب الامام علي عليه السلام منه: ان يكتب لعبدالله بن جندب، فكتب اليه:

«ان محمدا كان أمين الله في ارضه، فلما ان قبض محمدا كنا أهل بيته، فنحن امناء الله في ارضه، عندنا علم البلايا والمنايا،

و انساب العرب، و مولد الاسلام. و انا لنعرف الرجل اذا رأيناه بحقيقة الايمان، و بحقيقة النفاق».

ثم يذكر عليه السلام ما لاهل البيت عليهم السلام من الفضل العظيم.. و يقول: «ونحن افراط الانبياء، و نحن ابناء الاوصياء (و نحن خلفاء الارض خ ل)». ثم يذكر منزلتهم، و لزوم ولاية أميرالمؤمنين.. وهي رسالة هامة لا بأس بمراجعتها في مصادرها. [302] .

و اخيرا.. عن عبدالله بن عباس، قال: مرت بالحسن بن علي عليه السلام بقرة، فقال: هذه حبلي بعجلة انثي، لها غرة في جبهتها، و رأس ذنبها ابيض، فانطلقنا مع القصاب حتي ذبحها، فوجدنا العجلة كما وصف علي صورتها... فقلنا له: أو ليس الله عزوجل يقول:

[ صفحه 106]

و يعلم ما في الارحام، فكيف علمت، قال: انا نعلم المخزون المكتوم، الذي لم يطلع عليه ملك مقرب، و لا نبي مرسل، غير محمد و ذريته. [303] .

و ليراجع قوله عليه السلام حول ما هو مكتوب علي جناح الجرادة، و اعتبار ابن عباس ذلك من مكنون العلم. [304] .

و تفصيلات ذلك و سواه موجودة في المصادر التي في الهوامش.

فرض العطاء

لقد اتبع عمر بن الخطاب سياسة خاصة في العطاء، تركت آثارا سيئة في نفوس الكثيرين، و علي المجتمع الاسلامي بصورة عامة... سياسة تقوم علي التعصبات الجاهلية، و تظهر فيها الامتيازات المادية والعرقية، [305] التي جهد الاسلام، و نبي الاسلام في القضاء عليها، و استئصالها من الاساس. سياسة لم يكن يرضاها أهل البيت، و علي رأسهم أميرالمؤمنين صلوات الله و سلامه عليهم اجمعين، بل لقد رفضها عليه السلام بشدة و حزم، و رضي بان يحقد عليه القرشيون، و يجيشوا الجيوش، و يثيروا الحروب، لانه حرمهم من الامتيازات التي منحهم

اياها عمر بن الخطاب، و من اهمها امتيازات العطاء هذه. [306] .

[ صفحه 107]

و لكن هذه السياسة الخاطئة، قد التفت الي ناحية، و كرست أمرا، لم يكن الخلفاء و اعوانهم قد التفتوا اليه، و لا كان يروق لهم تكريسه، أو انهم قد التفتوا اليه، و لكنهم لم يمكنهم تحاشيه، و التخلص منه... و هو امر واقعي، كان لابد من الاحتفاظ به، والالفات اليه بنحو، أو بآخر.. الا و هو الاعتراف الضمني بل الصريح من الهيئة الحاكمة، و علي رأسها عمر بن الخطاب، الشخصية القوية جدا، و ذات النفوذ العظيم - نعم الاعتراف - بفضائل و مزايا الحسنين الزكيين عليهما الصلاة والسلام، حيث الحقهم عمر بن الخطاب بأهل بدر، تنبيها علي المكانة الممتازة التي كانا يتحليان بها، و لم يكن بالامكان التغاضي عنها، او تجاهلها.

بل اننا لنجده «قسم يوما، فاعطاهما عشرين الف درهم، و اعطي ولده عبدالله الف درهم، فعاتبه ولده، فقال: قد علمت سبقي الي الاسلام، و هجرتي، و انت تفضل علي هذين الغلامين؟ (و هذا يعني: ان ذلك قد كان في أوائل خلافة عمر). فقال: ويحك يا عبدالله، ائتني بجد مثل جدهما، و أنا اعطيك مثل عطائهما» [307] .

الامام الحسن في الشوري

و حينما طعن عمر بن الخطاب، و رتب قضية الشوري علي النحو المعروف، قال للمرشحين: «و احضروا معكم من شيوخ الانصار، و ليس لهم من امركم شي ء، و احضروا معكم الحسن بن علي، و عبدالله بن عباس، فان لهما قرابة، و أرجوا لكم البركة في حضورهما. و ليس لهما من امركم شي ء. و يحضر ابني عبدالله مستشارا، و ليس له من

[ صفحه 108]

الامر شي ء...»

فحضر هؤلاء. [308] .

و يبدو: ان هذه اول مشاركة سياسية فعلية معترف بها، بعد وفاة الرسول الاكرم صلي الله عليه و آله وسلم، اي بعد بيعة الرضوان، و بعد استشهاد الزهراء صلوات الله و سلامه عليها بهما في قضية فدك، علي النحو الذي تقدم.

و يلاحظ هنا: انه قد اكتفي بذكر الامام الحسن عليه السلام، و لم يذكر الامام الحسين عليه الصلاة والسلام، و لعل ما كان قد جري بينهما، و قول الحسين له: انزل عن منبر ابي، لم يعزب عن ذهن الخليفة بعد.

و لكنه قد ذكر عبدالله بن عباس، الذي كان عمر يقربه، و يهتم بشأنه، و لعل ذلك كان مكافأة لابيه العباس، الذي لم يتعرض لحكمهم و سلطانهم، ان لم نقل: انه قد ساهم في تخفيف حدة التوتر في احيان كثيرة فيما بينهم و بين علي عليه السلام، كما جري في قصة البيعة لابي بكر، ثم في قصة زواج عمر نفسه بأم كلثوم بنت أميرالمؤمنين... كما انه لم يساهم في قتل القرشيين في بدر و لا في غيرها.

كما انه يريد ان يوجد قرناء للامام الحسن عليه السلام، و يوحي بانه كما له هو عليه السلام امتياز من نوع ما، كذلك فان غيره لا يفقد هذه الامتيازات بالكلية، بل له منها ايضا نصيب، كما للامام الحسن عليه الصلاة والسلام.

ثم... هناك الدور الذي رصده لولده عبدالله الذي كان يري في والده المثل الاعلي الذي لابد و ان يحتذي، و تنفذ اوامره، و ينتهي الي رغباته و آرائه، و لا يجوز تجاوزها...

و كان عمر يدرك طبعا مدي تأثير شخصيته و هيمنته علي ولده، و يثق بان ولده سيجهد في تنفيذ المهمة التي يوكلها اليه... و لكن..

لابد من التخفيف من التساؤلات التي ربما تطرح حول سر اختصاص ولده بهذا الدور دون سواه، فكانت هذه التغطية التي لا تضر، و التي يؤمن معها غائلة طغيان الشكوك والتفسيرات، التي لا يرغب فلي ان ينتهي

[ صفحه 109]

الناس اليها في ظروف كهذه...

و من الجهة الثالثة... فان باشراك الحسن عليه السلام و ابن عباس، علي النحو الذي ذكره من رجائه البركة في حضورهما... يكون قد اضفي صفة الورع والتقوي علي خطته تلك، وتمكن من ابعاد او التخفيف من شكوك المشككين، واتهاماتهم...

هذا باختصار... ما يمكن لنا ان نستوحيه و نستجليه من الحادثة المتقدمة في عجالة كهذه...

و لكن مواقف أميرالمؤمنين عليه السلام في الشوري، و مناشداته بمواقفه و بفضائله، و باقوال النبي صلي الله عليه و آله وسلم فيه، قد افسدت كل تدبير، و أكدت تلك الشكوك، و اذكتها..

و اما بالنسبة لقبول الامام الحسن عليه الصلاة والسلام للحضور في الشوري، فهو كحضور علي عليه السلام فيها... فكما ان أميرالمؤمنين قد اشترك فيها من اجل ان يضع علامة استفهام علي رأي عمر الذي كان قد اظهره - و هو الذي كان رأيه كالشرع المتبع - في ان النبوة والخلافة لا تجتمعان في بيت واحد أبدا، بالاضافة الي انه من اجل ان لا ينسي الناس قضيتهم...

كذلك فان حضور الامام الحسن عليه السلام في هذه المناسبة انما يعني انتزاع اعتراف من عمر بانه ممن يحق لهم المشاركة السياسية، حتي في اعظم و اخطر قضية تواجهها الامة...كما ان نفس ان يري الناس مشاركته هذه، و ان يتمكن في المستقبل من اظهار رأيه في القضايا المصرية، و لو لم يقبل منه... و ان يري الناس ان من الممكن

قول كلمة «لا».. و ان يسمع الطواغيت هذه الكلمة، و لا يمكنهم ردها، بحجة: أنها صدرت من هاشمي، و قد قبل عمر - و هو الذي لا يمكنهم الا قبول كل ما يصدر عنه - مشاركة الهاشميين في القضايا السياسية والمصيرية الكبري، و حتي في هذه القضية بالذات..

نعم ان كل ذلك، يكفي مبررا و دليلا لرجحان، بل و لحتمية مشاركة الامام الحسن في قضية الشوري و استجابته لرغبة عمر في هذه المجال...

كما انه يكون قد انتزع اعترافا من عمر بن الخطاب، بأنه ذلك الرجل الذي لابد

[ صفحه 110]

و ان ينظر اليه الناس نظرة تقديس، و ان يتعاملوا معه علي هذا المستوي... و لم يكن ذلك الا نتيجة لم سمعه عمر و رآه، هو غيره من الصحابة، من اقوال ومواقف النبي الاكرم بالنسبة اليه، و لاخيه الحسين السبط عليه الصلاة والسلام.

و عليه... فكل من يعاملهما علي غير هذا الاساس، حتي ولو كان قد نصبه عمر و اعطاه ثقته، و منحه حبه و تكريمه، فانه يكون متعديا و ظالما.. و حتي مخالفا لخط و رأي، و نظرة ذلك الذي يصول علي الناس و يجول بعلاقته و ارتباطه به.

نعم... و قد رأينا الامام الرضا عليه الصلاة والسلام يذكر: ان الذي دعاه للدخول في ولاية العهد، هو نفس الذي دعا أميرالمؤمنين للدخول في الشوري. [309] .

وقد اوضحنا ذلك في كتابنا: الحياة السياسية للامام الرضا عليه السلام، فليراجعه من اراد.

[ صفحه 113]

في عهد عثمان

الامام الحسن في وداع ابي ذر

«يا عماه، لولا انه لا ينبغي للمودع ان يسكت، و للمشيع ان ينصرف، لقصر الكلام، و ان طال الأسف. و قد أتي من القوم اليك

ما تري، فضع عنك الدنيا بتذكر فراغها، و شدة ما اشتد منها برجاء ما بعدها، و اصبر حتي تلقي نبيك صلي الله عليه و آله وسلم، و هو عنك راض» [310] .

تلك هي كلمات الامام الحسن المجتبي صلوات الله و سلامه عليه، و هو يودع معه ابيه، و اخيه، و عمه عقيل، و ابن عمه عبدالله بن جعفر، و ابن عباس - اباذر، ذلك الصحابي الجليل، الذي جاهد و ناضل القوم في سبيل الدين والحق. و لاقي منهم ما لاقي من اضطهاد واهانة و بلاء، حتي قضي غريبا، وحيدا فريدا في «الربذة»: منفاه.

و هي كلمات ناطقة بموقفه القائم علي اساس العقيدة والحق، تجاه تصرفات و اعمال الهيئة الحاكمة: «القوم».

[ صفحه 114]

و هو بكلماته هذه يساهم في تحقيق ما كان يرمي اليه ابوذر من اهداف، حيث كان لابد من اطلاق الصرخة، لا يقاظ الامة من سباتها، و توعيتها علي حقيقة ما يجري و ما يحدث، و افهامها: ان الحاكم لا يمكن ان يكون أبدا في منأي عن المؤاخذة، و لا هو فوق القانون، و انما هو ذلك الحامي له، و الدافع عنه، فاذا ما سولت له نفسه ان يرتكب اية مخالفة، أو أن يستغل مركزه في خدمة اهوائه و مصالحه الشخصية، فان بامكان كل احد ان يقف في وجهه، و يعلن كلمة الحق، و يعمل علي رفع اي ظلم او حيف يصدر منه.

و من جهة اخري... فانه اذا كانت الظروف لا تسمح لاميرالمؤمنين و سبطيه عليهم السلام، و آخرين ممن هم علي خطهم لأن يقفوا موقف ابي ذر، فان عليهم - علي الاقل - ان يعلنوا عن رأيهم - الذي هو رأي

الاسلام - فيه، و في مواقفه، فان ذلك من شأنه: ان يعطي موقفه العظيم ذاك بعدا اعلاميا، و عمقا فكريا و سياسيا، يحمي تلك المعطيات والنتائج التي ستنشأ عنه... فكانت مبادرتهم - الي جانب مبادرات اخري لأميرالمؤمنين عليه السلام خاصة، لا مجال لذكرها هنا - لتوديعه، رغم منع السلطة، ثم جري بينهم و بين مروان، ثم بينهم و بين عثمان ما جري، حسبما ذكره، او اشار اليه غير واحد من المؤرخين. [311] .

و اذا ما تأملنا في كلمات الامام الحسن صلوات و سلامه عليه لابي ذر في ذلك الموقف، فاننا نجدها تتضمن: تأسفه العميق لما فعله القوم بابي ذر، ثم هو يشجعه علي الاستمرار علي موقفه، و يعتبر ان فيه رضي النبي الاعظم صلي الله عليه و آله وسلم، و من ثم رضي الله سبحانه و تعالي...

كما انه يحاول التخفيف عن ابي ذر، و اعطائه الرؤية الصحيحة، التي من شأنها ان تخفف من وقع المحنة عليه، و تسهل عليه مواجهة البلايا التي تنتظره، و ذلك حينما يأمره عليه السلام بأن: يضع عنه الدنيا، بتذكر فراغها. و شدة ما اشتد منها برجاء ما بعدها.

[ صفحه 115]

فان هذه الكلمات بالذات قد تكفلت ببيان السر الحقيقي، الذي يجعل شخصية المسلم اقوي من كل ما في الدنيا من اسلحة و قدرات تملكها قوي البغي والشر، و تجعله علي استعداد لان يضحي بكل شي ء حتي بنفسه، بكل رضا وثقة و اطمينان، بل باندفاع يحمل معه شعورا غامرا بالسرور والهناء، بل و بالفرحة والسعادة.

اشتراك الامام الحسن في الفتوح

1- و يقولون: انه في سنة ثلاثين غزا سعيد بن العاص طبرستان، و كان أهلها في خلافة عمر قد صالحوا سويد بن مقرن علي مال

بذلوه، ثم نقضوا، فغزاهم سعيد بن العاص، و معه الحسن، والحسين، و ابن عباس. [312] .

قال ابونعيم بالنسبة الي الامام الحسن عليه السلام: «دخل اصبهان غازيا، مجتازا الي غزاة جرجان» [313] .

وعده السهمي هو و اخاه الحسين عليه السلام ممن دخل جرجان. [314] .

2- و في مناسبة فتح افريقية يقولون: ان عثمان جهز العساكر من المدينة، و فيهم جماعة من الصحابة، منهم ابن عباس، و ابن عمر، و ابن عمرو بن العاصي، و ابن جعفر، والحسن والحسين، و ابن الزبير، و ساروا مع عبدالله بن أبي سرح سنة ست و عشرين. [315] .

[ صفحه 116]

التفسير والتوجيه

و قد حاول البعض توجيه ذلك علي اساس: انه عليه السلام يريد ان يري اتساع نفوذ الاسلام، حيث ان في هذه الفتوحات خدمة للدين، ونشرا للاسلام، فدخل عليه السلام ميدان الجهاد «و الجهاد باب ابواب الجنة» والقي الستار علي ما يكنه في نفسه من الاستياء علي ضياع حق ابيه.. و ذلك لان اهل البيت عليهم السلام ما كان همهم الا الاسلام والتضحية في سبيله. [316] .

و علي حد تعبير الحسني: «و ليس بغريب علي علي بن ابي طالب و بنيه ان يجندوا كل امكانياتهم وطاقاتهم في سبيل نشر الاسلام، و اعلاء كلمته. و اذا كانوا يطالبون بحقهم في الخلافة فذاك لاجل الاسلام و نشر تعاليمه، فاذا اتجه الاسلام في طريقه، فليس لديهم ما يمنع من ان يكونوا جنودا في سبيله، حتي ولو مسهم الجور والاذي، و قد قال أميرالمؤمنين اكثر من مرة: والله لأسالمن ما سلمت امور المسلمين و لم يكن جور الا علي خاصة» [317] .

و يعلل رحمه الله تعالي عدم اشتراك الحسنين في المعارك الاسلامية في عهد عمر بن الخطاب، بالرغم من

انها قد بلغت ذروتها في مختلف المناطق، والانتصارات يتلو بعضها بعضا، والاموال والغنائم تتدفق علي المدينة من هنا و هناك... و بالرغم من ان الامام الحسن عليه السلام كان في السنين الاخيرة من خلافة عمر قد اشرف علي العشرين من عمره، و هو سن مناسب للاشتراك في الحروب، التي كان يتهافت المسلمون

[ صفحه 117]

كهولا وشبابا و شيوخا علي الاشتراك بها - يعلل رحمه الله ذلك بقوله: «لعل السبب في ذلك يعود الي انصراف أميرالمؤمنين عن التدخل في شؤون الدولة والحياة السياسية، و مما لا شك فيه: ان عدم اشتراك الامام في الحروب والغزوات لم يكن مرده الي تقاعس الامام، و حرصه علي سلامة نفسه. بل كان كما يذهب اكثر الرواة والمؤرخين لان عمر بن الخطاب قد فرض علي الكثير من اعيان الصحابة ما يشبه الاقامة الجبرية لمصالح سياسية يعود خيرها اليه، و بقي الحسن السبط الي جانب والده منصرفا الي خدمة الاسلام، و نشر تعاليمه، وحل ما يتعرض المسلمين من المشاكل الصعاب» [318] .

الرأي الصواب

اشاره

و لكننا بدورنا، لا نستطيع قبول ذلك، و نعتقد: ان الحسنين عليهماالسلام لم يشتركا في اي من تلك الفتوحات... و نري ان تلك الفتوحات لم تكن - عموما - في صالح الاسلام، ان لم نقل: انها كانت ضررا و وبالا عليه، و نستطيع ان نجمل ما نرمي اليه هنا علي النحو التالي:

آثار الفتوح علي الشعوب التي افتتحت ارضها

ان من الواضح: ان تلك الفتوحات لم يكن يتبعها اي اهتمام - من قبل الهيئة الحاكمة بارشاد الناس، و تعليمهم، و تثقيفهم، و تربيتهم تربية دينية صالحة، بحيث يتحول الاسلام في داخلهم الي طاقة عقائدية، تشحن وجدان الانسان و مواقفه، و تغني روحه و ذاته بالمعاني والخصائص الانسانية الاسلامية السامية، و تؤثر في صنع، ثم في

[ صفحه 118]

بلورة خصائصه الاخلاقية، علي اساس تلك المعاني التي فجرتها العقيدة في داخل ذاته، و في عمق ضميره و وجدانه.

نعم... لقد اتسعت رقعة الاسلام خلال عقدين من الزمن اتساعا هائلا، يفوق اضعافا كثيرة جدا ماتم انجازه علي هذا الصعيد في عهد الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله وسلم. و لكن الفارق بينهما كان شاسعا، و البون كان بعيدا، فلقد كان الرسول الاكرم صلي الله عليه و آله وسلم لا يكتفي من الناس باظهار الاسلام والتلفظ بالشهادتين، ثم ممارستهم السطحية لبعض الشعائر والظواهر الاسلامية، و انما كان يرسل لهم المعلمين والمرشدين، والمربين، ليعلموهم الكتاب والحكمة، واحكام الدين. [319] .

[ صفحه 119]

اما هذه الفتوحات العظيمة التي تم انجازها علي عهد الخلفاء الثلاثة بعده صلي الله عليه و آله وسلم، ثم في عهد الامويين، فلم يكن يصحبها تربية و لا تعليم، و لا كان ثمة كوادر كافية للقيام

بمهمة كهذه، بالنسبة لهذه الرقعة الواسعة، و هذا المد البشري الهائل، و لا كان يهم الخلفاء والفاتحين ذلك من قريب، و لا من بعيد.

و انما كانوا يكتفون من المستسلمين بالتلفظ بالشهادتين، ثم بممارسة بعض الحركات والشعائر، ظاهرا، من دون ان يكون لها اي عمق عقيدي، او رصيد ضميري او وجداني ذي بال... و لذلك نجد في كتب التاريخ: ان كثيرا من البلدان تفتح، ثم تعود الي الكفر والعصيان، ثم تفتح مرة أخري. [320] .

فالنبي صلي الله عليه و آله وسلم كان يريد من الناس الاسلام والايمان معا... «قالت الأعراب: آمنا. قل: لم تؤمنوا، و لكن قولوا: أسلمنا، و لما يدخل الايمان في قلوبكم».. [321] .

اما الآخرون، فكانوا يكتفون منهم بظاهر الاسلام، و لا يهمهم ما بعد ذلك.

و نجد عدم الاهتمام هذ واضحا جليا لدي القرشيين، [322] و غيرهم من الناس، و حتي الكثيرين من صحابة رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم منهم... حتي لقد قال موسي بن يسار: «ان اصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم كانوا اعرابا جفاة، فجئنا نحن ابناء فارس، فلخصنا هذا الدين» [323] .

و هكذا... فان اهل البلاد المفتوحة بعد الرسول صلي الله عليه و آله وسلم قد بقوا علي

[ صفحه 120]

ما كانوا عليه من عاداتهم و تقاليدهم، و مفاهيمهم الجاهلية تهيمن علي حركاتهم، و علي مواقفهم، و علي علاقاتهم الاجتماعية بصورة عامة، و لم يتعمق الاسلام في وجدانهم، و لا مس ضمائرهم، فضلا عن ان يكونوا قد ذابوا فيه، بحيث يصبح هو المهيمن، والمحرك والدافع لهم في كل موقف وكل حركة..

و علي صعيد آثار هذه

الظاهرة علي المدي البعيد، فقد كان لها آثار سيئة جدا.. فان تلك العادات، والتقاليد، والمفاهيم، والانحرافات الجاهلية، والعلاقات القبلية، والاهواء والاطماع الشخصية، و ما يتبع ذلك ممن ممارسات لاانسانية لم يرفيها المستفيدون منها، الذين ما عرفوا من الاسلام الا اسمه، و لا من الدين الا رسمه أمرا مخالفا للاسلام، او مصادما له، و لا أحسوا فيها اية منافرة او منافاة له، ان لم نقل: انها - بزعم اولئك المستفيدين منها - قد انتزعت من الاسلام اعترافا بها، واصبح يؤمن غطاء و حماية لها، حيث قد صارت ملبسة بلباس الشرع، و مصبوغة بصبغة الدين.

بل ان الحكام و اعوانهم، ممن كان لهم مكانة ما لدي الناس، بسبب صحبتهم للنبي صلي الله عليه و آله وسلم، و رؤيتهم له - هم ايضا، أو اكثرهم - لم يكن الاسلام قد تعمق في نفوسهم كثيرا، بل بقوا علي ما كانوا عليه من انحرافات، و من مفاهيم و تقاليد جاهلية و قبلية، و قد استفادوا من مركزهم، و من موقعهم، و من مكانتهم في مجال تركيز تلك المفاهيم والعادات والانحرافات، و لو عن طريق وضع الاحاديث علي لسان النبي صلي الله عليه و آله وسلم لتأييدها، كما كان الحال بالنسبة للتمييز العنصري، و تفضيل العربي علي المولي، و غير ذلك مما تقدمت الاشارة الي بعض منه.

و لا اقل.. من انهم لم يكن يهمهم امر الاسلام، و نشر مفاهيمه و تعاليمه، من قريب و لا من بعيد.

و بعد.. فانه اذا كان اسلام الناس صوريا، لا يدعمه اي بعد عقيدي، و ليس له اية خلفيات و قواعد ثقافية و علمية، و لا يتصل بروح الانسان و عقله و وجدانه، بحيث

يصير محركا وجدانيا، و اندفاعا ضميريا... فانه سيتقلص تدريجا، و لا يعود له اي اثر علي صعيد الحركة والموقف... و لسوف يعتاد الناس علي اسلام كهذا... يرون انه لا يتنافي مع جميع

[ صفحه 121]

اشكال الانحرافات و الجرائم، و تصبح هداية هؤلاء الناس علي المدي البعيد اكثر صعوبة، و اعظم مؤؤنة، ان لم نقل: انه يحتاج الي عملية بل الي عمليات جراحية عميقة جدا، تستنفد الكثير من الطاقات والمواهب... و تنتهي بهدر العظيم من القدرات والامكانات... و لقد كان بالامكان تجنب كل ذلك، لو كان ثمة تأس و اتباع للرسول الاعظم صلي الله عليه و آله وسلم، و تأثر لخطاه المباركة والميمونة في هذا المجال.

و علي صعيد آخر.. فان مجتمعا كهذا لا يملك المناعات ولا الحصانات الكافية، التي تضمن عدم صيرورته العوبة بأيدي الاشرار، بل بأيدي أولئك الذين يتخذونه اداه لهدم الاسلام الحقيقي، الذي يرونه يقف حاجزا او مانعا امام اطماعهم و أهوائهم و انحرافاتهم، و قد حصل ذلك بالفعل، كما يتضح لمن يراجع التاريخ، و لا سيما فترة الحكم الاموي، ثم مايلي ذلك من فترات.

و عن مجتمع العراق في عصر الامام الحسن عليه السلام، نجد النص التاريخي يقول: «و معه اخلاط من الناس، بعضهم شيعته، و شيعة ابيه عليهماالسلام، و بعضهم محكمة، يؤثرون قتال معاوية بكل حيلة، و بعضهم اصحاب طمع في الغنائم، و بعضهم شكاك، و بعضهم اصحاب عصبية، اتبعوا رؤساء قبائلهم، لا يرجعون الي دين» [324] .

لقد كان هذا حال مجتمع العراق في عهد الامام الحسن عليه الصلاة والسلام، رغم انه كن اقرب الي مركز الحكم الاسلامي من غيره، و رغم انه قد كان ثمة عناية

خاصة من قبل الهيئة الحاكمة بشأن العراق، الذي كان مركز الانطلاق لغزو سائر بلاد المشرق..

و قد تحدثا عن مجتمع العراق بشي ء من التفصيل في بحثنا المستفيض حول الخوارج، والذي نأمل في اكماله في فرصة قريبة ان شاء الله تعالي.

و لكن يلاحظ علي النص المتقدم قوله: «بعضهم شيعته، و شيعة ابيه».. فاننا لا نعتقد: ان هذا البعض كان من الكثرة بحيث يصح جعله في قبائل سائر الفئات التي

[ صفحه 122]

تحدث عنها ذلك النص، اذ:

«قد كان الناس كرهوا عليا، و دخلهم الشك والفتنة، و ركنوا الي الدنيا، و قل مناصحوه، فكان أهل البصرة علي خلافه، والبغض له، و جل أهل الكوفة و قراؤهم، واهل الشام، وقريش كلها» [325] .

بل لقد روي الكشي عن الباقر عليه السلام قوله: «كان علي بن ابي طالب عليه السلام عندكم بالعراق، يقاتل عدوه، و معه اصحابه، و ما كان منهم خمسون رجلا يعرفونه حق معرفته، و حق معرفته امامته» [326] .

و في حرب صفين يقول علي عليه السلام لعدي بن حاتم: «أدن. فدنا حتي وضع أذنه عندا نفه. فقال: ويحك، ان عامة من معي اليوم يعصيني. و ان معاوية فيمن يطيعه ولا يعصيه». [327] .

هذا... و ان سلوك الحكام والولاة مع الناس آنئذ لم يكن اسلاميا علي وجه العموم. و ان القاء نظرة سريعة علي معاملتهم للناس آنئذ، تكفي لاعطاء صورة عن ذلك... و كنموذج علي ذلك نذكر النص التالي:

«لم يزل اهل افريقية من اطوع اهل البلدان و أسمعهم الي زمان هشام بن عبدالملك، حتي دب اليهم اهل العراق، و استثاروهم، فشقوا العصا، و فرقوا بينهم الي اليوم، و كانوا يقولون: لا نخالف الائمة

بما تجني العمال، فقالوا لهم: انما يعمل هؤلاء بأمر أولئك، فقالوا: حتي نخبرهم.

فخرج ميسرة في بضعة و عشرين رجلا، فقدموا علي هشام، فلم يؤذن لهم، فدخلوا علي الابرش، فقالوا: ابلغ أميرالمؤمنين: ان اميرنا يغزو بنا، و بجنده، فاذا غنمنا نفلهم، و يقول: هذا اخلص لجهادنا و اذا حاصرنا مدينة قدمنا و اخرهم، و يقول: هذا

[ صفحه 123]

ازدياد في الاجر، و مثلنا كفي اخوانه. ثم انهم عمدوا الي ما شيتنا، فجعلوا يبقرون بطونها عن سخالها، يطلبون الفراء البيض لأميرالمؤمنين، فيقتلون الف شاة في جلد، فاحتملنا ذلك. ثم انهم سامونا ان يأخذوا كل جميلة من بناتنا. فقلنا: لم نجد هذا في كتاب و لا سنة، و نحن مسلمون، فاحببنا ان نعلم: اعن رأي أميرالمؤمنين هذا، أم لا؟!..

فطال عليهم المقام، و نفدت نفقاتهم، فكتبوا اسماءهم و دفعوها الي وزرائه، و قالوا: ان سأل عنا أميرالمؤمنين، فاخبروه، ثم رجعوا الي افريقية، فخرجوا علي عامل هشام، فقتلوه، و استولوا علي افريقية، و بلغ الخبر هشاما، فسأل عن النفر، فعرف اسماءهم، فاذاهم الذين صنعوا ذلك» [328] .

و يذكر نص آخر: ان قتيبة بن مسلم اوقع باهل الطالقان، فقتل من اهلها مقتلة عظيمة، لم يسمع بمثلها، و صلب منهم سماطين: اربعة فراسخ في نظام واحد، الرجل بجنب الرجل، و ذلك مما كسر جموعهم» [329] .

كما ان بعضهم يعطي امانا لبلد في معاملة جرجان، علي ان لا يقتل منهم رجلا واحدا، فيقتلهم جميعا الا رجلا واحدا. [330] .

و آخر يصالح اهل مدينة قنسرين، و يجعل من جملة الشروط: ان يهدم المدينة من الاساس و هكدا كان. [331] .

و ايضا: فقد دعا نائب

خراسان: «اهل الذمة بسمرقند، و من وراء النهر الي الدخول في الاسلام، و يضع عنهم الجزية، فاجابوه الي ذلك، و اسلم غالبهم، ثم طالبهم بالجزية، فنصبوا له الحرب، و قاتلوه» [332] .

[ صفحه 124]

كما ان عقبة بن نافع، الذي ولاه معاوية ابن ابي سفيان علي افريقية، حينما دخلها «وضع السيف في أهل البلاد، لأنهم كانوا اذا دخل اليهم أمير أطاعوا، و أظهر بعضهم الاسلام، فاذا عاد الامير عنهم نكثوا، وارتد من اسلم» [333] .

و قال ابن الاثير: «لما رأي اهل فارس ما يفعل المسلمون بالسواد، قالوا لرستم والفيرزان، و هما علي أهل فارس: لم يبرح بكما الاختلاف حتي وهنتما أهل فارس الخ..» [334] .

و امثال ذلك كثير جدا لا مجال لتتبعه و استقصائه.

و لاجل ذلك، فقد اشتدت مقاومة اهل البلاد المفتوحة، و كثر نقض العهود، حتي اضطر المسلمون الي فتح كثير من البلاد اكثر من مرة، كما المحنا اليه فيما سبق.

آثار الفتوح علي الفاتحين

و بعد كل ما تقدم.. فان سياسات التمييز في العطاء، و تفضيل العرب علي غيرهم، ثم حبس كبار الصحابة في المدينة، و تولية الاعمال الجليلة، و قيادة الجيوش خاصة، لفئة خاصة، لم تكن علي الاغلب تملك رصيدا روحيا، و لا ثقافيا اسلاميا، سوي انها تتمتع بثقة الهيئة الحاكمة، او انها رأت النبي صلي الله عليه و آله وسلم لبرهة و جيزة جدا، أو انها من قريش.

- ان كل ذلك و سواه من سياسات، ليس فقط قد جعل من هذه الامة المنتصرة امة مغرورة، معجبة بنفسها، لا تقف عند حد، و لا تنتهي الي غاية.. و خلق طبقة من الاثرياء، الذين اتخمهم المال، و ابطرتهم النعمة، مع عدم

وجود روادع دينية او وجدانية كافية لديهم. و قد كان معظمهم من ابناء و اعضاء الهيئة الحاكمة، و اعوانهم المقربين،

[ صفحه 125]

و من قريش بصورة خاصة، فنال الامة منهم كل مكروه، واصيب الاسلام علي ايديهم في مقاتله..

نعم... لقد بهرتهم المناصب، و أسالت لعابهم الفتوحات، بما فيها من غنائم و سبايا، و بسط نفوذ، فشمخ كل منهم بأنفه، و نظر في عطفه، و تكبر، و تجبر، لانه كان يتعامل مع الواقع الجديد بعقليته الجاهلية، التي تعتبر القبيلة، لا الامة اساسا، والفرد - لا الجماعة - ميزانا، و منطلقا لمجمل تعامله، و علاقاته، و كل مواقفه و حركاته... و صاروا يهتمون بتقوية امرهم، و تثبيت سلطانهم، فصاروا يجمعون الانصار بالمال، و بالاغراء بالمناصب [335] ، ثم بالاصهار الي القبائل، و بغير ذلك من سياسات، ليس الترهيب والقمع في كثير من الاحيان الا واحدا منها.. [336] و استمروا في بسط نفوذهم و سلطانهم علي اساس انه ملك قبلي فردي بالدرجة الاولي. [337] .

و اذا كان ابوبكر، و كذلك عمر لا يدري: أخليفة هو أو ملك.. [338] فان معاوية بن ابي سفيان كان يعتبر نفسه ملكا بالفعل، و كذلك كان يعتبره الكثيرون [339] بل ان عمر نفسه قد اعتبر نفسه ملكا في بعض المناسبات. [340] .

نعم لقد كان معاوية، الامويون يعتبرون انفسهم - بل و يعتبرهم كثيرون - ملوكا قيصريين.. و ان علي الدين والاسلام - بنظرهم - ان يكون مجرد شعار، يخدم هذا

[ صفحه 126]

الملك و يقويه، و اذا وجدوا فيه انه سيكون مانعا لهم من الوصول الي ما يطمحون اليه، و يعملون في سبيل الحصول

عليه، فلابد من تدميره، و استئصاله من جذوره.

فالمستفيدون الحقيقيون من تلك الفتوحات - و لا سيما علي المدي البعيد - هم خصوص هذه الطبقة دون سواها، و هم الذين كانوا يحصلون علي النفائس، والاقطاع، و الذهب، و صوافي الغنائم.. و هم الذين لابد و ان يختصوا بالحسناوات من النساء، بعنوان سبايا و جواري.. و قد بلغت الثروات في عهد الخلفاء الثلاثة الأول ارقاما خيالية، كما تدل عليه الكثير من النصوص التاريخية [341] و قد زادت هذه الارقام و تضاعفت في عهد الحكم الاموي، الذي لم يكن يقف عند حدود، و لا يرجع الي دين، حتي ان خالدا القسري كان يتقاضي راتبا سنويا قدره عشرون مليون درهم، بينما ما كان يختلسه كان يتجاوز المئة مليون. [342] .

بل اننا نجد: ان من يقال عنه: انه من ازهد الناس، و هو عمر بن الخطاب، بل يقولون: انه لم يترك صامتا [343] و كان يرتزق من بيت المال، و يقتر علي نفسه كثيرا، كما ذكرته بعض النصوص، و كانت قد اصابته خصاصة، فاستشار الصحابة فأشاروا عليه ان ياكل من بيت المال ما يقوته. [344] .

[ صفحه 127]

ان عمر هذا.. قد اصدق زوجته اربعين الف درهم [345] كما انه اعطي صهرا له قدم عليه من مكة عشرة آلاف درهم من صلب ماله. [346] .

بل يقولون: «ان ابنا لعمر باع ميراثه من ابن عمر بماءة ألف درهم» [347] .

و يؤيد ذلك ما يذكره ابويوسف: من انه «كان لعمر بن الخطاب اربعة آلاف فرس موسومة في سبيل الله تعالي، فاذا كان في عطاء الرجل خفة، او كان محتاجا، اعطاه الفرس، و قال له: ان

اعييته، اوضيعته من علف، او شرب، فانت ضامن، و ان قاتلت عليه، فأصيب، او أصبت، فليس عليك شي ء» [348] .

فان الظاهر هو: ان هذه الافراس كانت له، و قد فعل ذلك تقربا الي الله، و لا يبعد ذلك، اذا كان ارث واحد - من اولاده مئة الف فقط.

و لقد كان هذا في الوقت الذي كان يعيش فيه البعض اقسي حياة يعيشها انسان، فلم يكن يملك سوي رقعتين، يستر باحداهما فرجه، و بالاخري دبره. [349] .

و لعله لأجل هذا، و لأجل الحفاظ علي الوجه الزهدي للخليفة، نجد الحسن البصري، يحاول الدفاع عن الخليفة الثاني في هذا المجال بالذات، حيث انه حينما يسأله البعض، ان كان عمر بن الخطاب اوصي بثلث ماله: أربعين الفا، يحاول انكار ذلك، ثم توجيهه بقوله:

«لا والله، لما له كان أيسر من ان يكون ثلثة أربعين الفا. و لكن لعله اوصي

[ صفحه 128]

بأربعين الفا، فأجازوها» [350] .

و علي كل حال، فاننا نستطيع ان نحشد الكثير الكثير من الشواهد والادلة علي مدي اهتمام الحكام و اعوانهم، و كل من ينتسب اليهم بجمع الاموال، والحصول علي الغنائم، بحق او بغير حق. و يكفي ان نذكر: ان زيادا بعث «الحكم بن عمر الغفاري علي خراسان، فأصابوا غنائم كثيرة، فكتب اليه زياد: اما بعد، فان أميرالمؤمنين كتب: ان يصطفي له البيضاء والصفراء، و لا يقسم بين المسلمين، فوجه اليه معاوية من قيده، و حبسه. فمات في قيوده، و دفن فيها. «و قال: اني مخاصم» [351] .

هذا وقد بدأ التعذيب في الجزية من زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب. [352] .

بل لقد رأيناهم يضربون الجزية حتي

علي من اسلم من اهل الذمة، و ذلك بحجة: ان الجزية بمنزلة الضريبة علي العبد، فلا يسقط اسلام العبد ضريبته. لكن عمر بن عبدالعزيز شذ عن هذه السياسة، و اسقطها عنهم، كما يذكرون. [353] .

كما ان عمر بن الخطاب قد حاول اخذ الجزية من رجل اسلم، علي اعتبار: انه: انما اسلم متعوذا، فقال له ذلك الشخص: ان في الاسلام لمعاذا. فقال عمر: صدقت، ان في الاسلام لمعاذا. [354] .

[ صفحه 129]

و اما مضاعفته الجزيه علي نصاري تغلب، فهي معروفة و مشهورة. [355] .

و قال خالد بن الوليد، يخاطب جنوده، و يرغبهم بأرض السواد: «ألا ترون الي الطعام كرفغ [356] التراب؟. و بالله، لو لم يلزمنا الجهاد في الله، والدعاء الي الله عزوجل، و لم يكن الا المعاش لكان الرأي: ان نقارع علي هذا الريف، حتي نكون اولي به، و نولي الجوع والاقلال من تولي، ممن اثاقل عما انتم عليه» [357] .

و في فتح شاهرتا، يعطي بعض عبيد المسلمين امانا لاهل المدينة، فلا يرضي المسلمون، و ينتهي بهم الامر: الي ان رفعوا ذلك الي عمر بن الخطاب، فكتب: «ان العبد المسلم من المسلمين، امانه امانهم. قال: ففاتنا ماكنا اشرفنا عليه من غنائمهم..» [358] .

و قال احد الشعراء عند وفاة المهلب:

الا ذهب الغزو المقرب للغني

و مات الندي والجود بعد المهلب

نعم.. ان ذلك كله، لم يكن الا من اجل مل ء جيوبهم، ثم التقوي - احيانا - علي حرب خصومهم...

و لكن ما ذكره خالد بن الوليد آنفا ليس هو كل الحقيقة، و ذلك لأن ما كان يصل الي الطبقة المستضعفة من الجند، لم

يكن الا اقل القليل، مما لا يكفي لسد خلتهم، و رفع خصاصتهم، بل كان محدودا جدا، لا يلث ان ينتهي و يتلاشي، مع انهم كانوا هم وقود تلك الحروب، و هم صانعوا النصر والظفر فيها.. و قد يكون الكثيرون منهم ممن قد افتتحت ارضهم بالامس القريب. ثم هم يحرمون من كثير من الامتيازات، حسبما تقدم بالنسبة لأهل افريقية، الذين قدموا ليشتكوا للخليفة الاموي هشام بن عبدالملك..

و لكن اكثر هؤلاء قد اصبحوا يجدون في هذه الحروب مصدر عيش لهم، يحصلون

[ صفحه 130]

عن طريقه علي المال، مهما كان ضئيلا و زهيدا، و ذلك مما يرضيهم بطبيعة الحال، و يجعلهم - لو كان فيهم من له أدني اطلاع علي الاسلام و احكامه - يغمضون العين عن جميع ممارسات الحكام، و اعمالهم الشيطانية والاسلامية..

و بعض الانتفاضات و ان كانت قد حصلت في بعض الفترات.. و لكنها لا تلبث ان تنتهي، و سرعان ما تسحق، امام الضربات الماحقة، التي يسددها اليها الحكام آنئذ.

و علي كل حال.. فان الحرب من اجل الغنائم والأموال، كانت هي الصفة المميزة لاكثر تلك الفتوحات، و كأنني أتذكر - و ان كنت لم استطع العثور علي ذلك الآن رغم بحثي الجاد - ان في بعض المعارك يعلن الفريق الآخر اسلامه، فلا يلتفتون اليهم، و يعتبرونهم كاذبين، و ذلك طمعا في اموالهم و نسائهم.

و قد نجد آثار هذه الظاهرة، حتي في زمن الرسول الاكرم صلي الله عليه و آله وسلم ايضا، حيث ان المسلمين لم يكونوا قد بلغوا مرحلة النضج الرسالي بعد، و لا تفاعلوا مع الاسلام و احكام علي النحو المطلوب. بل كانت لا تزال فيهم بعض

النزعات الجاهلية، والاطماع الدنيوية، فيقول الحارث بن مسلم التميمي: ان النبي صلي الله عليه و آله وسلم ارسلهم في سرية، قال:

«فلما بلغنا المغار استحثثت فرسي، و سبقت اصحابي، و استقبلنا الحي بالرنين، فقلت لهم: قولوا: لا الا الا الله تحرزوا؟ فقالوها.

فجاء اصحابي، فلاموني، و قالوا: حرمتنا الغنيمة بعد ان بردت في ايدينا. فلما قفلنا ذكروا ذلك لرسول الله صلي الله عليه و آله، فدعاني، فحسن ما صنعت، و قال: اما ان الله قد كتب لك من كل انسان منهم كذا و كذا الخ..» [359] .

و بعد ذلك كله، فقد قال المعتزلي في مقام اصراره علي لزوم دخول علي في الشوري، لان الاحقاد عليه من قريش والعرب كانت علي أشدها - قال: «لا كاسلام

[ صفحه 131]

كثير من العرب، فبعضهم تقليدا، و بعضهم للطمع والكسب، و بعضهم خوفا من السيف، و بعضهم علي طريق الحمية والانتصار، او لعداوة قوم آخرين من اضداد الاسلام، و اعدائه» [360] .

و بعد كل ما تقدم.. فطبيعي: ان حياة النعيم والرفاهية لدي الهيئة الحاكمة و اعوانها، و كذلك التمتع بالحسناوات والجواري، من شأنه ان يزرع بذور الخمول، و حب السلامة، والاخلاد للراحة، بحثا عن الملذات.. ثم يستتبع ذلك: العمل علي دفع الاخرين ليخوضوا الغمرات، و يقدموا التضحيات، في سبيل تأمين المزيد من تلك الامتيازات، و في سبيل حمايتها ايضا.

هذا كله.. عدا عن ان الجواري اللواتي لم يسلمن، او لم يتعمق الاسلام في قلوبهن علي الاكثر... قد كن يعشن في قلب ذلك المجتمع، و كن يتولين تربية النش ء الجديد فيه، سواء كان من أولادهن، أومن أولاد الاخريات من الحرائر.

وقد رأينا: ان الكثيرين

من الاشراف والرؤساء قد كانوا من امهات نصرانيات، مثل:

1- الحارث بن ابي ربيعة المخزومي

2- خالد القسري.

3- عبيدة السلمي.

4- ابوالاعور السلمي.

5- حنظلة بن صفوان.

6- عبدالله بن الوليد بن عبدالملك.

7- يزيد بن اسيد.

8- عثمان بن عنبسة بن ابي سفيان.

9- العباس بن الوليد بن عبدالملك.

[ صفحه 132]

10- مالك بن ضب الكلبي.

11- شقيق بن سلمة، ابووائل.

12- عبدالله بن ابي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي. [361] .

13- عمر بن ابي ربيعة [362] .

14- و ابوسلمة بن عبدالرحمن [363] .

بل ان طلحة قد تزوج بيهودية في زمن عمر. [364] .

و مع انه قد كان لعمر غلام نصراني لم يسلم، و قد اعتقه حين وفاته [365] الا اننا نجده يعترض علي ابي موسي، لان كاتبه غلام نصراني!! [366] .

و لو اردنا استقصاء امثال هذه الامور لطال بنا الامر..

و علي كل حال.. فان ذلك - اعني تربية تلك الجواري للنش ء الجديد - قد كان من شأنه ان يخفض من المستوي الديني، و من مستوي الالتزام بالاحكام الاسلامية لدي ذلك النش ء بالذات.. و ذلك - بطبيعة الحال - من شأنه ان يشكل، خطرا جديا علي الاسلام و علي المسلمين، و لذلك.. فاننا نجد الائمة عليهم السلام يهتمون بتربية العبيد والجواري تربية اسلامية صالحة، ثم عتقهم. [367] .

[ صفحه 133]

و قد شجع الاسلام العتق علي نطاق واسع. و جعل له من الاسباب الالزامية والراجحة الشي ء الكثير، الذي من شأنه ان يقضي علي ظاهرة العبودية من اساسها. بل لقد اعتبر العتق في نفسه راجحا، و من دون اي سبب.

و من جهة اخري.. فاننا

نجد: ان الحكام كانوا يستفيدون من تلك الفتوحات في مجال ارضاء طموحات الشباب، و اشبع غرورهم، اذا كانوا بصدد تأهيلهم لمناصب عالية، و اظهار شخصياتهم.. بل لقد رأينا معاوية يجبر ولده يزيد لعنه الله علي قيادة جيش غاز لبعض المناطق. [368] .

اضف الي ذلك: انهم كانوا يستفيدون منها كذلك في ابعاد المعترصين علي سياساتهم، والناقمين علي اعمالهم، و تصرفاتهم، و كشاهد علي ذلك نذكر: انه لما تفاقمت النقمة علي عثمان استدعي بعض عماله و مستشاريه، و هم: معاوية و عمرو بن العاص، و عبدالله بن سعد بن ابي سرح، و سعيد بن العاص، و عبدالله بن عامر [369] و استشارهم فيما ينبغي له عمله لمواجهة نقمة الناس علي سياساته، و مطالبتهم له بعزل عماله، [370] واستبدالهم بمن هم خير منهم، فأشار عليه عبدالله بن عامر بقوله:

«رأيي لك يا أميرالمؤمنين: ان تأمرهم بجهاد يشغلهم عنك، و ان تجمرهم [371] في المغازي، حتي يذلوا لك، فلا يكون همة احدهم الانفسه، و ما هو فيه من دبرة دابته، وقمل قروه».

و اضاف في نص آخر قوله:

«فرد عثمان عماله علي اعمالهم، و أمرهم بالتضييق علي من قبلهم، و أمرهم

[ صفحه 134]

بتجمير الناس في البعوث، و عزم علي تحريم اعطياتهم، ليطيعوه، و يحتاجوا اليه...» [372] .

و حينما انكر الناس علي عثمان بعض افعاله، و اشار عليه معاوية بقتل علي عليه السلام، و طلحة، والزبير، فأبي عليه ذلك، قال له معاوية: «فثانية؟ قال: و ما هي؟ قال: فرقهم عنك، فلا يجتمع منهم اثنان في مصر واحد. واضرب عليهم البعوث والندب، حتي يكون دبر بعير كل واحد منهم أهم عليه من صلاته.

قال عثمان: سبحان

الله شيوخ المهاجرين والانصار، و كبار اصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم، و بقية الشوري، اخرجهم من ديارهم، و افرق بينهم و بين اهليهم؟... الخ...» [373] .

و يقول اليعقوبي عن معاوية: «و كان اذا بلغه عن رجل ما يكره قطع لسانه بالاعطاء، و ربما احتال عليه، فبعث به في الحروب، و قدمه، و كان اكثر فعله المكر والحيلة» [374] الي غير ذلك مما لا مجال لتتبعه و استقصائه في عجالة كهذه...

الائمة و تلك الفتوحات

1- و بعد كل ما تقدم... فانه يتضح لنا: لماذا لم يتقدم أميرالمؤمنين عليه الصلاة و السلام خطوة واحدة نحو الفتوحات، و توسعة رقعة البلاد الاسلامية، حتي في ايام خلافته، بل كان يهتم بتركيز العقيدة، و تثبيت المنطلقات والمثل الاسلامية الرفيعة والنبيلة، و نشر الفكر القرآني المحمدي الصافي، و اعطاء خط الاسلام الصحيح للامة، و للمتصدين لادارة شؤونها علي حد سواء.. سواء في نظرتهم، أو في تعاملهم و مواقفهم، و

[ صفحه 135]

حتي في مجال تربية انفسهم، و تهذيبها ايضا، ما وجد الي ذلك سبيلا...

و قد نوه بذلك عليه السلام في خطبة له، فقال: «و ركزت فيكم راية الايمان، و وقفتكم علي حدود الحلال والحرام والخ...» [375] .

هذا كله... عدا عن انه عليه السلام كان - ايام خلافته منشغلا بتصفية الجبهة الداخلية من العناصر الفاسدة، التي لا تزال تعيش المفاهيم الجاهلية، و تريد ان تحكم الامة، و تتحكم بمقدراتها، و تستخدمها في سبيل اهدافها الا انسانية البغيضة..

2- و أمر آخر مهم، لابد من الاشارة اليه هنا، و هو: ان الجهاد الابتدائي يحتاج الي اذن الامام العادل.. [376] و نحن نري: ان ائمة الحق كانوا لا

يرون في الاشتراك في هذه الحروب مصلحة، بل لا يرون نفس تلك الحروب خيرا؛ قد روي: ان اباعبدالله الصادق عليه السلام قد قال لعبدالملك بن عمرو:

«يا عبدالملك، مالي لاأراك تخرج الي هذه المواضع التي يخرج اليها اهل بلادك؟

قال: قلت: و اين؟.

قال: حدة، و عبادان، والمصيصة، و قزوين!.

فقلت: انتظارا لامركم، والاقتداء بكم.

فقال: اي والله، لو كان خيرا ما سبقونا اليه» [377] .

وثمة عدة روايات تدل علي انهم عليهم السلام كانوا لا يشجعون شيعتهم، بل و يمنعونهم من الاشتراك في تلك الحروب، و لا يوافقون حتي علي المرابطة في الثغور ايضا، و لا يقبلون منهم حتي ببذل المال في هذا السبيل، حتي ولو نذروا ذلك.. [378] .

نعم.. لودهمهم العدو، فان عليهم ان يقاتلوا دفاعا عن بيضة الاسلام، لاعن

[ صفحه 136]

أولئك الحكام. [379] .

بل اننا نجد رواية عن علي عليه السلام تقول: «لا يخرج المسلم في الجهاد مع من لا يؤمن علي الحكم، و لا ينفذ في الفي ء امر الله عزوجل» [380] .

و يؤيد ذلك: أننا نجد: ان عثمان جمع يوما اكابر الصحابة، مثل: علي عليه السلام، و طلحة، والزبير، و سعد بن ابي وقاص، و سعيد بن زيد، في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم، واستشارهم في غزو افريقية، فرأوا - في الاكثر - ان المصلحة في ان لا تقع افريقية بايدي اصحاب الاغراض والاهواء والمنحرفين. [381] .

فالائمة عليهم السلام و ان كانوا - و لا شك - يرغبون في توسعة رقعة الاسلام، و نشره ليشمل الدنيا بأسرها، و لكن الطريقة والاسلوب الذي كان يتم ذلك بواسطته، و غير ذلك مما تقدم، كان خطأ و

مضرا بنظرهم، حسبما يفهم مما تقدم و مما سيأتي..

و علي كل حال.. فان جميع ما تقدم و سواه ليكفي في ان يلقي ظلالا ثقيلة من الشك والريب فيما ينسب الي الامامين الهمامين: الحسن، والحسين عليهما الصلاة والسلام، من الاشتراك في فتح جرجان، او في فتح افريقية - مع ان عددا من كتب التاريخ التي عددت اسماء كثير من الشخصيات المشتركة في فتح افريقية لم تذكرهما، مع انهما من الشخصيات التي يهم السياسة التاكيد علي ذكرها في مقامات كهذه.

و ذلك يشعر بأن وراء الاكمة ما وراءها، و ان الاطمينان لما يذكر في هذا المجال، من دون تحقيق أو تمحيص، مما لا يحسن جدا، بل وفيه ظلم للحقيقة وللتاريخ..

3- و يؤيد ذلك ايضا: ما ذكره بعض المحققين، [382] «من انه عليه السلام قد منع ولديه من الخوض في معارك صفين، و قال وقد رأي الحسن يتسرع الي الحرب: «املكوا

[ صفحه 137]

علي هذا الغلام لا يهدني، فانني انفس بهذين (يعني الحسنين عليهماالسلام) علي الموت، لئلا ينقطع بهما نسل رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم» [383] و قد كان هذا منه عليه السلام في وقت كان له كثير من الاولاد، فكيف يسمح بخروجهما مع امير اموي، او غير اموي، و لم يكن قد ولد لهما اولاد بعد، او كان، و لكنهم قليلون؟!!» انتهي.

و كل ما تقدم يوضح لنا: ان ما استند اليه بعض الاعلام لقبول ما قيل من اشتراك الحسنين عليهماالسلام في فتح افريقية و جرجان، لا يمكن القبول به، و لا يصح التعويل عليه..

و لعل الهدف من طرح امور كهذه هو اعطاء خلافة عثمان بالذات صفة الشرعية والقبول،

حتي من قبل اهل البيت عليهم السلام، كما عودنا انصاره و محبوه في كثير من الاحيان.

4- و لو اريد الاصرار علي وجهة النظر تلك، و اعتبارها قادرة علي تبرير اشتراكهما عليهماالسلام المزعوم في الفتوح.. فاننا نجد... ان من حقنا ان نتساءل، فنقول: انه لا ريب في ان الجهاد، و اتساع رقعة الاسلام من الامور الراجحة والمرضية اسلاميا. و لكن ذلك لا يعني: ان الفتوحات التي حصلت في عهد الخلفاء الثلاثة، علي ذلك النحو، و بتلك الطريقة، كانت راجحة و مرضية ايضا.. و الا.. فلماذا يترك أميرالمؤمنين عليه السلام هذا الجهاد و يجلس في بيته مدة خمس و عشرين سنة؟!، أم يكن هو الذي مارس الحروب، و جالد الاقران، اعواما طويلة في عهد الرسول الاكرم صلي الله عليه و آله وسلم، و لم تثر حرب آنئذ الا و هو حامل لوائها، و مجندل ابطالها؟.

أم يعقل ان ذلك كان منه زهدا في الاسلام، و بتاطؤا عن واجبه؟.

ام ان الحكام انفسهم كانوا لا يرغبون في اشراكه في تلك الفتوحات والمآثر التي كانوا يسطرونها؟!.

[ صفحه 138]

أم انهم حبسوه كما حبسوا كبار الصحابة في المدينة، كما اعتذر به العلامة الحسني رضوان الله تعالي عليه؟ [384] .

اننا نجد في التاريخ ما يفند كل ما تقدم، و يصرح و ينطق بانهم قد ارادوه علي ذلك، فامتنع.

يحدثنا المسعودي: انه حينما شاور عمر عثمان بن عفان في أمر الحرب مع الفرس، قال له عثمان فيما قال: «... و لكن ابعث الجيوش، و ادراكها بعضها علي بعض، و ابعث رجلا له تجربة بالحرب، و بصربها.

قال عمر: و من هو؟.

قال: علي بن ابي طالب.

قال: فالقه، و

كلمه، و ذاكره ذلك، فهل تراه مسرعا اليه، أولا؟!..

فخرج عثمان فلقي عليا فذاكره ذلك، فأبي علي ذلك و كرهه. فعاد عثمان، فأخبره» [385] .

كما ان البلاذري قد ذكره هذه القضية باختصار، مكتفيا بالاشارة الي ان عمر قد عرض علي عليه السلام الشحوص الي القادسية، ليكون قائدا لجيش المسلمين،

[ صفحه 139]

فأباه، فوجه سعد بن ابي وقاص. [386] .

و في قضية اخري، نجد: انه حينما استشار ابوبكر عمر بن الخطاب في ارسال علي أميرالمؤمنين عليه السلام لقتال الاشعث بن قيس، و قال: «اني عزمت علي ان اوجه الي هؤلاء القوم علي بن ابي طالب، فانه عدل رضا عند اكثر الناس، لفضله، و شجاعته، و قرابته، و علمه، و فهمه، و رفقه بما يحاول من الامور. [387] .

قال: فقال عمر بن الخطاب: صدقت يا خليفة رسول الله صلي الله عليه و آله، ان عليا كما ذكرت، و فوق ما وصفت، ولكني اخاف عليك خصلة منه واحدة.

قال له ابوبكر: ما هذه الخصلة التي تخاف علي منها منه؟.

فقال عمر: أخاف ان يأبي لقتال القوم، فلا يقاتلهم، فان ابي ذلك، فلن تجد احدا يسير اليهم [388] الا علي المكروه منه. و لكن ذر عليا يكون عندك بالمدينة، فانك لا تستغني عنه، و عن مشورته. و اكتب الي عكرمة الخ..» [389] .

و بعد ذلك كله... فقد شكي عمر لابن عباس - في الشام - عليا، فقال: «اشكو اليك ابن عمك، سألته ان يخرج معي فلم يفعل، و لم أزل اراه واجدا الخ...» [390] .

و بعد... فأن يجدوا أميرالمؤمنين عليه السلام قائدا عسكريا، يراه الناس تحت امرهم، و في خدمتهم احب اليهم من ان يجدوه منافسا قويا،

يحتج عليهم باقوال و مواقف النبي صلي الله عليه و آله وسلم في حقه. [391] .

[ صفحه 140]

و اما عن مشورة أميرالمؤمنين علي عمر في ما يرتبط بحرب الفرس، فانما كان يهدف منها الي الحفاظ علي بيضة الاسلام، كما يظهر من نفس نص كلامه عليه السلام فيها.. فمن اراد ذلك فليراجعه في مصادره..

و بعد.. فان اخذ سائر ما قدمناه بنظر الاعتبار، يجعلنا نطمئن، بل نقطع بعدم صحة ما ينسب الي الحسنين عليهماالسلام من الاشتراك في الغزوات آنئذ.

و قد قال السهمي: «و ذكر عباس بن عبدالرحمن المروزي في كتابه: التاريخ، قال: قدم الحسن بن علي، و عبدالله بن الزبير اصبهان، مجتازين الي جرجان، فان ثبت هذا يدل: علي انه كان في ايام أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه» [392] .

و اما بالنسبة لاشتراك بعض المخلصين من كبار الصحابة في الفتوح، فالظاهر هو انهم كانوا غافلين عن حقيقة الامر، فكانوا يقصدون بذلك خدمة الدين، و نصرة الاسلام والمسلمين، مع عدم اطلاعهم علي راي الائمة عليهم السلام في هذه الفتوحات، كما يظهر مما تقدم، حيث نجد اهتماما واضحا في ان لا يعرف الناس راي علي عليه السلام في هذا المجال، أو لعل السلطة كانت تهتم في ارسالهم في مهمات كهذه، و تمارس عليهم بعض الضغوط في ذلك.

الامام الحسن و حصار عثمان

و يروي المؤرخون: انه حينما حاصر الثائرون عثمان، بعث الامام أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام بولديه: الحسن والحسين صلوات الله و سلامه عليهما، للدفاع عنه،

[ صفحه 141]

كما و بعث طلحة والزبير بولديهما ايضا.

و يقولون: ان الامام الحسن عليه السلام قد جرح، و خضب بالدماء علي باب عثمان،من جراء رمي الناس عثمان

بالسهام، ثم تسور الثائرون الدار علي عثمان، وقتلوه.

و جاء الامام علي أميرالمؤمنين عليه السلام، كالواله الحزين، فلطم الحسن، و ضرب صدر الحسين عليهماالسلام، و شتم آخرين، منكرا عليهم ان يقتل عثمان، و هم علي الباب. [393] .

و قد استبعد البعض ذلك، استنادا الي ان خطة عثمان و سيرته، تبعد كل البعد ما نسب الي علي و ولديه عليهم السلام. كما و يبعدها: ان يتخذوا موقفا يخالف موقف البقية الصالحة من الصحابة، و ينفصلوا عنهم. و لو فرض صحة ذلك، فانه لم يكن الا لتبرير موقفه و موقف ابيه عليهم الصلاة والسلام من الاشتراك في دمه، و ان لا يتهمه المغرضون بشي ء. [394] .

و يلوح من كلام السيد المرتضي رحمه الله ايضا شكه في ارسال أميرالمؤمنين عليه السلام و لديه للدفاع عن عثمان، قال: «فانما انفذهما - ان كان انفذهما - ليمنعا من انتهاك حريمه، و تعمد قتله، و منع حرمه و نسائه من الطعام والشراب. و لم ينفذهما ليمنعا من مطالبته بالخلع» [395] .

[ صفحه 142]

و علي حد تعبير العلامة الحسني رحمه الله: «و من المستبعد ان يزج بريحانتي رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم في تلك المعركة للدفاع عن الظالمين، و هو الذي وهب نفسه و كل حياته للحق والعدالة، و انصاف المظلومين. [396] .

و يري باحث آخر: «ان الخليفة كان مستحقا للقتل بسوء فعله، كما ان قتلته، او الراضون بقتله هم جمهرة الصحابة الاخيار، ولا يعقل ان يقف الحسنان في وجه هؤلاء و ضدهم» [397] .

و نقول:

1- اما ما ذكره هؤلاء من ان الصحابة الاخيار كانوا هم قتلة عثمان، اوالراضون بقتله، فهو صحيح،

و لكن مما لاشك فيه، هو انه قد كان من بينهم ايضا بعض من ثار علي عثمان، من امثال الزبير، و طلحة، و غيرهما، و انما ثار عليه لا لأجل الانتصار للحق، و للمظلومين، و انما من أجل الحصول علي بعض المكاسب الدنيوية.

2- و أما ما ذكرته الرواية: من ان طلحة والزبير قد ارسلا بابنيهما للدفاع عن عثمان، فهو مما لا ريب في بطلانه، فان المصادر الموثوقة قد اطبقت: علي ان طلحة، والزبير، و عائشة، و غيرهم، كانوا من اشد الناس علي عثمان.. (و لا نري حاجة لذكر مصادر ذلك، فانه من بديهيات التاريخ...).

3- و اما انه عليه السلام قد ضرب الحسن عليه السلام، و دفع في صدر الحسين، فهو غير صحيح ايضا، فان عليا عليه السلام قد كرر و أكد غير مرة: ان قتل عثمان لم يسره و لم يسؤه.. [398] كما انه لم يكن ليتهم الحسنين عليهماالسلام بالتواني في تنفيذ الاوامر التي يصدرها اليهما، و هما من الذين نص الله سبحانه علي تطهيرهم، و أكد النبي صلي الله عليه و آله وسلم علي عظيم فضلهم، و سامق مجدهم، و علي محبته العظيمة لهم.

[ صفحه 143]

4- و اما بالنسبة للدفاع عن عثمان، فان ثمة وجهه نظر اخري جديرة بالتقدير، و قمينة بان تقدم تفسيرا صحيحا، و منطلقا موضوعيا و منطقيا لموقف أميرالمؤمنين عليه السلام في هذه القضية: لامجرد عدم توجيه اصابع الا تهام اليه عليه السلام، في موضوع قتل عثمان.

و ملخص ما يمكن اعتباره كافيا لتبرير دفاع أميرالمؤمنين عليه السلام عن عثمان، هو: ان أميرالمؤمنين عليه السلام، و ان كان لا يري خلافة عثمان شرعية من الاساس، و كان كذلك علي اطلاع تام

علي جميع المخالفات والتجاوزات، التي كانت تصدر من الهيئة الحاكمة باستمرار. و يري رأي العين: ان فسادها قد استشري، و تفاقم خطره، حتي لم يعد من السهل تحمله، اوالاغضاء عنه..

انه.. و ان كان يري ذلك - الا انه لم يكن يري: ان علاج الامر بهذا الاسلوب الانفعالي العنيف هو الطريقة المثلي والفضلي.. و قد نقل عنه عليه السلام قوله عن عثمان: انه استأثر فأساء الاثرة، و جزعوا فأساؤا الجزع.. [399] .

و ما ذلك.. الا لان هذا الاسلوب بالذات، و قتل عثمان في تلك الظروف، و علي النحو الذي كان، لم يكن بالذي يخدم القضية، قضية الاسلام، بل كان من شأنه ان يلحق بها ضررا فادحا، و جسيما.. اذ انه سوف يعطي الفرصة لأولئك المترصدين من اصحاب المطامع والاهواء لركوب الموجة، و استغلال جهل الناس، و ضعفهم، و ظروف حياتهم، بملاحظة ما تركت عليهم السياسة من آثار في مفاهيمهم، و في عقليتهم، و نظرتهم، و في عقائدهم، و غير ذلك.. - لسوف يعطي هؤلاء الفرصة، لاستغلال كهذا. و رفع شعار الاخذ بثارات عثمان، و اتخاذ ذلك ذريعة للوقوف في وجه الشرعية المتمثلة بأميرالمؤمنين عليه السلام، والقاء الشبهات والتشكيكات حول علي، و اصحاب علي عليه السلام.. الامر.. الذي نشأ عنه حروب الجمل، و صفين، والنهروان، علي النحو الذي سجله التاريخ..

[ صفحه 144]

و قد كان أميرالمؤمنين عليه السلام مدركا ذلك كله، و مطلعا عليه بصورة تامة، حتي انه حينما جاءه اليمنيون لتهنئته بالخلافة، قال لهم: «انكم صناديد اليمن و ساداتها، فليت شعري، ان دهمنا امر من الامور كيف صبركم علي ضرب الطلا، و طعن الكلا».. [400] الامر الذي يعني: انه كان يتوقع منذئذ حروبا، لابد

له من خوضها، ضد اصحاب المطامع والمنحرفين.

و قد كان ذلك بطبيعة الحال و بالا علي الاسلام، و علي المسلمين، و سببا للكثير من المصائب والبلايا، التي لا يزال يعاني الاسلام والمسلمون من آثارها..

و اذا كان علي أميرالمؤمنين عليه السلام لا يرغب في قتل عثمان بهذه الصورة التي حدثت، و اذا كان قد ارسل الحسنين عليهماالسلام للدفع والذب عنه، و اذا كان قد بلغ في دفاعه عنه حدا جعل مروان يعترف بذلك و يقول:

«ما كان احد أدفع عن عثمان من علي، فقيل له: مالكم تسبونه علي المنابر؟ قال: انه لا يستقيم لنا الامر الا بذلك» [401] .

و يقول علي عليه السلام: «والله، لقد دفعت عنه، حتي خشيت ان اكون آثما». [402] .

انه اذا كان كذلك.. فانه لم يكن يريد ان يكون ذلك الدفع عن عثمان، موجبا لفهم خاطي ء لحقيقة رأيه في عثمان، و في مخالفاته.. فكان يذكر تلك المخالفات تصريحا تارة، و تلويحا اخري، كما انه كان يجيب سائليه عن امر عثمان باجوبة صريحة احيانا، و مبهمة احيانا اخري، او علي الاقل لا تسمح بالتشبث بها و استغلالها، من قبل المغرضين والمستغلين... [403] .

[ صفحه 145]

كما ان دفاعه عليه السلام عن عثمان، و محاولته دفع القتل عنه، لايعني: انه كان يسكت عن تلك المخالفات الشنيعة، التي كانت تصدر منه، و من اعوانه.. و لا انه لا يري بها خطرا داهما و مدمرا.. بل كان باستمرار يجهر بالحقيقة مرة بعد اخري، و قد حاول اسداء النصيحة لعثمان في العديد من المناسبات، حتي ضاق عثمان به ذرعا، فامره ان يخرج الي ارضه بينبع. [404] .

كما انه - أي عثمان -

قد واجه الامام الحسن عليه السلام بانه لا يرغب بنصائح ابيه، و ذلك لانه:

«كان علي كلما اشتكي الناس اليه امر عثمان، ارسل ابنه الحسن عليه السلام اليه، فلما اكثر عليه، قال: ان أباك يري: ان احدا لا يعلم ما يعلم؟ و نحن اعلم بما نفعل، فكف عنا، فلم يبعث علي ابنه في شي ء بعد ذلك...» [405] .

و هكذا.. يتضح: ان نصرة الحسنين عليهماالسلام لعثمان، بأمر من ابيهما أميرالمؤمنين صلوات الله و سلامه عليه، قد كانت منسجمة كل الانسجام مع خطهم عليهم السلام، الذي هو خط الاسلام الصافي، والصحيح. و هو يدخل في عداد تضحياتهما الجسام - و ما اكثرها - في سبيل هذا الدين، و من اجل اعلاء كلمة الحق.. كما انه دليل واضح علي بعد نظرهم، و علي دقة و عمق تفكيرهم..

معاوية هو قاتل عثمان

و لا نذهب بعيدا اذا قلنا: ان معاوية قد ادرك منذ البداية: ان قتل عثمان يخدم مصالحه و اهدافه، و انه كان يرغب في ان يتم علي عثمان ماتم... و قد استنجده عثمان،

[ صفحه 146]

فتلكأ عنه، و تربص به، ثم ارسل جيشا، و امره بالمقام بذي خشب، و لا يتجاوزها. و حذر قائده من ان يقول:

«الشاهد يري ما لا يري الغائب، فانني انا الشاهد و انت الغائب. قال: فأقام بذي خشب، حتي قتل عثمان، فاستقدمه حينئذ معاوية، فعاد الي الشام بالجيش الذي كان ارسل معه. و انما صنع ذلك معاوية ليقتل عثمان، فيدعو الي نفسه» [406] .

و كتب علي أميرالمؤمنين عليه السلام اليه: «و لعمري، ما قتله غيرك، ولاخذله سواك، و لقد تربصت به الدوائر، و تمنيت له الاماني» [407] .

و عنه عليه السلام فيما كتبه له:

«انك انما نصرت عثمان حينما كان النصر لك، و خذلته حينما كان النصر له» [408] .

و كتب ابوايوب الانصاري لمعاوية: «فما نحن و قتلة عثمان؟ ان الذي تربص بعثمان، و ثبط اهل الشام عن نصرته لأنت الخ» [409] .

و كتب اليه شبث بن ربعي: «انك لا تجد شيئا تستغوي به الناس، و تستميل به اهواءهم، و تستخلص به طاعتهم، الا ان قلت لهم: قتل امامكم مظلوما، فهلموا نطلب بدمه، فاستجاب لك سفهاء طغام رذال، و قد علمنا انك قد ابطأت عنه بالنصر، واحببت له القتل بهذه المنزلة التي تطلب». [410] .

[ صفحه 147]

و قال الطبري: فلما جاء معاوية الكتاب تربص به، وكره اظهار مخالفة اصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم. و قد علم اجتماعهم. فلما ابطأ امره علي عثمان الخ. [411] .

و كتب اليه ابن عباس: «.. فاقسم بالله، لأنت المتربص بقتله، والمحب لهلاكه، والحابس الناس قبلك عنه... و لقد اتاك كتابه و صريخه يستغيث بك و يستصرخ فما حفلت به... فقتل كما كنت اردت.. فان يك قتل مظلوما فانت اظلم الظالمين» [412] .

و لابن عباس كتاب آخر يذكر له فيه ذلك ايضا. [413] .

كما ان المنقري يقول: انه لما نعي عثمان الي معاوية: «ضاق معاوية صدرا بما اتاه، و ندم علي خذلانه عثمان، و قال في جملة ابيات له:

ندمت علي ما كان من تبعي الهوي

و قصري فيه حسرة و عويل [414] .

الابيات.

و حينما سال معاوية اباالطفيل الكناني عن سبب عدم نصره عثمان، قال له: «منعني مامنعك، اذ تربص به ريب المنون، و انت بالشام. قال: او

ما تري طلبي بدمه نصرة له؟ فضحك ابوالطفيل، ثم قال: انت وعثمان كما قال الشاعر الجعدي:

لا ألفينك بعد الموت تندبني

و في حياتي مازودتني زادا [415] .

[ صفحه 148]

بل لقد ذكر اليعقوبي: ان معاوية امر الجيش بالمقام في أوائل الشام، و ان يكونوا مكانهم، حتي يأتي عثمان ليعرف صحة الامر، فاتي عثمان و سأله عن المدة، فقال: قد قدمت لاعرف رأيك واعود اليهم، فأجيئك بهم. قال: «لا والله، و لكنك أردت ان اقتل فتقول: انا ولي الثار. ارجع، فجئني بالناس، فرجع ولم يعد اليه حتي قتل...» [416] .

و قد اعترف معاوية نفسه للحجاج بن خزيمة بانه قد قعد عن عثمان، و قد استغاث به فلم يجبه، و انه قال في ذلك ابياتا، [417] و هي الابيات اللامية التي اشرنا اليها آنفا.

و صرح الشهرستاني بأن جميع عمال عثمان و امراءه قد «خذلوه، و رفضوه حتي اتي قدره عليه»، و هم: معاوية، و سعد بن ابي وقاص، والوليد بن عقبة، و عبدالله بن عامر، و عبدالله بن سعد بن ابي سرح. [418] .

و قال له ابن عباس في المدينة، حينما اتهم بني هاشم بقتل عثمان: «انت قتلت عثمان، ثم قمت تغمص علي الناس انك تطلب بدمه، فانكسر معاوية» [419] .

و كتب محمد بن مسلمة لمعاوية: «.. و لعمري يا معاوية، ما طلبت الا الدنيا، و لا اتبعت الا الهوي، و لئن كنت نصرت عثمان ميتا، لقد خذلته حيا». [420] .

و من كتاب لأميرالمؤمنين عليه السلام اليه: «اما بعد، فوالله ما قتل ابن عمك غيرك، واني لارجو ان الحقك به علي مثل ذنبه، و اعظم من خطيئته» [421] .

كما ان الاصبغ بن نباته قد واجهه بمثل ما تقدم عن غير واحد. [422] .

[ صفحه 149]

و كذلك.. فان الامام الحسن عليه السلام قال له: «ثم ولاك عثمان فتربصت عليه» [423] .

و قال معاوية لعمرو بن العاص: «صدقت، و لكننا نقاتله علي ما في ايدينا، و نلزمه قتل عثمان. قال عمرو: و استوأتاه، ان احق الناس ألا يذكر عثمان لا انا و لا انت. قال: و لم؟ ويحك. قال: أما أنت فخذلته و معك أهل الشام، حتي استغاث بيزيد بن اسد البجلي، فسار اليه: و اما انا فتركته، عيانا، و هربت الي فلسطين. فقال معاوية: دعني من هذا الخ..» [424] .

و لما وصلت رسالة عثمان الاستنجادية الي معاوية، قال له المسور بن مخرمة: «يا معاوية، ان عثمان مقتول، فانظر فيما كتبت به اليه، فقال معاوية: يا مسور، اني مصرح: ان عثمان بدأ فعمل بما يحب الله و يرضاه، ثم غير و بدل، فعير الله عليه، أفيتهيأ لي ان أرد ما غير الله عزوجل؟» [425] .

فهو يستدل بالجبر من أجل تبرير تخاذله عن نصر عثمان!!.

هل جرح الامام الحسن في الدفاع عن عثمان

ويبقي أن نشير: الي اننا نشك في صحة ما ذكرته الرواية من ان الامام الحسن عليه السلام قد جرح في الدفاع عن عثمان.. و ذلك لان الامام عليا عليه السلام، و ان كان يمكن ان يكون قد ارسل ابنيه - او الامام الحسن وحده - للدفاع عن عثمان.. و قد جاءا اليه، و عرضا له المهمة التي او كلها اليهما ابوهما.. الا ان الظاهر: هو ان عثمان قد ردهما، و لم يقبل منها ذلك... و يوضح ذلك النصوص التالية:

[ صفحه 150]

1-

«قال: ثم دعا علي بابنه الحسن، فقال: انطلق يا ابني الي عثمان، فقل له: يقول لك ابي: افتحب ان انصرك؟ فأقبل الحسن الي عثمان برسالة ابيه، فقال عثمان: لا، ما أريد ذلك، لأني قد رأيت رسول الله... الي ان قال: فسكت الحسن، و انصرف الي ابيه، فأخبره بذلك» [426] .

2- «ثم اقتحم الناس الدار علي عثمان و هو صائم.. الي ان قال: والتفت عثمان الي الحسن بن علي، و هو جالس عنده، فقال: سألتك بالله يا ابن الأخ الا ما خرجت؟ فاني اعلم ما في قلب ابيك من الشفقة عليك، فخرج الحسن رضي الله عنه، و خرج معه عبدالله بن عمر» [427] .

3- «كان علي كلما اشتكي الناس اليه أمر عثمان ارسل ابنه الحسن اليه، فلما اكثر عليه قال: ان اباك يري: ان احدا لا يعلم ما يعلم؟ و نحن اعلم بما نفعل، فكف عنا. فلم يبعث علي ابنه في شي ء بعد ذلك..» [428] .

و قال ابن قتيبة: «ثم دخل عليه الحسن بن علي، فقال: مرني بما شئت، فاني طوع يديك. فقال له عثمان ارجع يا ابن اخي، اجلس في بيتك حتي يأتي الله بأمره» [429] .

4- «و شمر اناس من الناس، فاستقتلوا، منهم سعد بن مالك، و ابوهريرة، و زيد بن ثابت والحسن بن علي، فبعث اليهم عثمان بعزمه لما انصرفوا، فانصرفوا» [430] .

5- «بعث عثمان الي علي بن ابي طالب: ان ائتني، فبعث حسينا ابنه، فلما جاءه، قال له عثمان: يا ابن اخي اتقدر علي ان تمنعني من الناس؟ قال: لا قال: فأنت في حل من بيعتي، فقل لابيك يأتني، فجاء الحسين الي علي فأخبره بقول عثمان، فقام علي ليأتيه. فقام اليه ابن الحنفية

فأخذ بضبعيه، يمنعه من ذلك..» و في هذه الاثناء جاء

[ صفحه 151]

الصريخ: ان قد قتل عثمان. [431] .

6- «قال ابومخنف في روايته: نظر مروان بن الحكم الي الحسين بن علي، فقال له: ما جاء بك؟ قال: الوفاء ببيعتي. قال: اخرج عنا، ابوك يؤلب الناس علينا، و انت هاهنا معنا؟. و قال له عثمان: انصرف، فلست اريد قتالا، و لا آمر به» [432] .

و ما تقدم يشير الي ان عثمان قد رفض مساعدة الامام الحسن، او هو مع الحسين عليهماالسلام و لم يشاركا عليهماالسلام في الحرب ضد الثائرين. - و لعل العرض والرفض قد تعدد عدة مرات -. وذلك يوجب الريب في تلك الرواية القائلة بأن الامام الحسن عليه السلام قد جرح في هذه القضية، ثم كان من علي عليه السلام بالنسبة اليه ولاخيه ما كان، مما تقدمت الاشارة الي عدم صحته ايضا.

نعم ربما يكون الامام الحسن عليه السلام قد ساعد علي نجاة البعض، من دون اشتراك في القتال، و انما بماله من احترام خاص في النفوس، ففي محاورة جرت بينه و بين مروان بن الحكم، قال عليه السلام لمروان: «افلا أرقت دم من وثب علي عثمان في الدار، فذبحه كما يذبح الجمل، و انت تثغو ثغاء النعجة، و تنادي بالويل والثبور، كالأمة اللعكاء. الادفعت عنه بيد؟ اوناضلت عنه بسهم؟ لقد ارتعدت فرائصك، و غشي بصرك، فاستغثت بي كما يستغيث العبد بربه، فانجيتك من القتل، و منعتك منه، ثم تحث معاوية علي قتلي؟! و لو رام ذلك لذبح كما ذبح ابن عفان الخ..» [433] .

قوة موقف الامام الحسن

هذا.. و ان النص المتقدم انفا، ليدل دلالة واضحة علي قوة لا يستهان بها في

[ صفحه

152]

موقف الامام الحسن عليه الصلاة والسلام.

و قد تقدم قول ابن العاص لمعاوية: «خفقت النعال خلفه، و امر فاطيع، و قال فصدق، و هذان يرفعان الي ما هو اعظم، فلو بعثت اليه، فقصرنا به و بأبيه، و سببناه و أباه، و صغرنا بقدره و قدر ابيه الخ..».

و قال سفيان بن ابي ليلي للامام الحسن عليه السلام في ضمن كلام له: «.. فقد جمع الله عليك امر الناس...» [434] .

و روي ابوجعفر قال: قال ابن عباس: «اول ذل دخل علي العرب موت الحسن عليه السلام». [435] .

و قال ابوالفرج: «قيل لابي اسحاق السبيعي: متي ذل الناس؟ فقال: حين مات الحسن، و ادعي زياد، و قتل حجر بن عدي» [436] .

و قد اعترف معاوية نفسه: بان الحسن عليه السلام ليس ممن يرمي به الرجوان.. [437] اي ليس ممن يستهان به، والنصوص التي تدخل في هذا المجال كثيرة، لا مجال لتتبعها في هذه العجالة...

و لعل ما تقدم من نصرة الامام الحسن عليه السلام لعثمان، بالاضافة الي انه لم يكن قد ساهم في قتل مشركي قريش و غيرها علي عهد الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله وسلم، بسبب صغر سنه آنئذ. ثم ما سمعته الامة و رأته من اقوال و مواقف النبي الاكرم صلي الله عليه و آله وسلم تجاهه عليه السلام.. ثم علم الجميع بنزول العديد من الآيات القرآنية، التي تعرب عن فضله، و تشيد بكريم خصاله، و تؤكد علي ما يؤهله الله له من دور قيادي في مستقبل الامة..

[ صفحه 153]

- ان كل ذلك و سواه - قد جعل موقفه عليه السلام في قبال معاوية والامويين، اكثر قوة، و اعظم أثرا، حيث لم

يكن ثمة شبهات يستطيع خصومه التشبث بها لتضعيف مركزه، و زعزعة سلطانه، كما انه لم يواجه ما يشبه قضية التحكيم، التي فرضت علي أميرالمؤمنين عليه السلام من قبل..

نعم.. هو ابن لذلك الذي وتر قريشا، و قتل صناديدها، الذين أرادوا ان يطفئوا نور الله سبحانه، بكل ما يملكون من حيلة و وسيلة.

و لعل مدي ضعف حجة معاوية في مقابل الامام الحسن عليه السلام، يتجلي اكثر، بالمراجعة الي اقوال معاوية نفسه، و ذلك حينما لا يجد حجة يحتج بها لتصديه لهذا الامر، سوي انه اطول من الامام الحسن عليه السلام ولاية، و اقدم تجربة، و اكثر سياسة، و اكبر سنا. [438] .

قال بعض الباحثين: «هكذا.. صارت مقاييس الخلافة كمقاييس الازياء، او الكمال الجسماني: اطول، واكبر، و اقدم، و أكثر».. [439] .

الا ان جيش الامام الحسن عليه السلام، و كذلك الظروف الخاصة التي مرت بها الامة، والعراق خاصة، والنواحي العقيدية والاجتماعية، و غير ذلك - كل ذلك و سواه - هو الذي اضعف من موقف الامام الحسن عليه السلام، و قوي من شوكة معاوية، و ان كان العامل الزمني قد كان - علي ما يبدو - لصالح الامام الحسن عليه السلام علي المدي الطويل. و لا سيما بعد وجود بعض التحول في المجتمع العراقي تجاه اهل البيت، بعد جهود أميرالمؤمنين عليه السلام في هذا المجال..

و قد شرحنا بعض ما يرتبط بوضع المجتمع العراقي في بحث لنا آخر حول الخوارج، وفيما تقدم بعض ما يمكن ان يفيد في هذا المجال.. و ليس هذا موضع بحثنا الآن، لانه يرتبط

[ صفحه 154]

بظروف صلح الامام الحسن عليه السلام مع معاوية... كما هو معلوم..

هل كان الامام الحسن عثمانيا

و يحاول البعض ان يدعي: ان الامام

الحسن عليه السلام «كان عثمانيا بالمعني الدقيق لهذه الكلمة»، قال: «و ربما غلا في عثمانيته، حتي قال لابيه ذات يوم ما لا يحب، فقد روي الرواة: ان عليا مر بابنه الحسن، و هو يتوضأ، فقال له: اسبغ الوضوء يا حسن، فأجابه الحسن بهذه الكلمة المرة: «لقد قتلتم بالامس رجلا كان يسبغ الوضوء»، فلم يزد علي ان قال: لقد اطال الله حزنك علي عثمان». و في نص آخر للبلاذري: «لقد قتلت رجلا كان يسغ الوضوء» [440] .

و في قصة اخري يقولون: «ان الحسن بن علي، قال لعلي: يا أميرالمؤمنين، اني لا استطيع ان اكلمك، وبكي، فقال علي: تكلم، و لا تحن حنين المرأة، فقال: ان الناس حصروا عثمان، فأمرتك ان تعتزلهم و تلحق بمكة، حتي تؤوب الي العرب عوازب احلامها، فأبيت. ثم قتله الناس، فأمرتك أن تعتزل الناس.. الي أن قال: ثم أمرتك اليوم: ان لا تقدم العراق، فاني اخاف عليك ان تقتل بمضيعة... فقال علي الخ» [441] .

وثمة روايات اخري تفيد هذا المعني، لا مجال لا يرادها.. [442] .

و نقول: ان كل ذلك لا يمكن ان يصح، ف:

اولا: كيف يمكن ان نجمع بين ما قيل هنا، و بين قولهم الآنف الذكر: ان أميرالمؤمنين عليه السلام قد ارسل الامام الحسن و اخاه عليهماالسلام للدفاع عن عثمان...

[ صفحه 155]

و انه لما علم بمصيره جاء كالواله الحزين، و لطم الحسن المخضب بالدماء، و دفع في صدر الحسين عليهماالسلام، بتخيل: انهما قد قصرا في اداء مهمتهما الخ؟!...

ثانيا: ان المتتبع لعامة مواقف الامام الحسن عليه السلام يجده - باستمرار و بمزيد من الاصرار - يشد ازر ابيه، و يدافع عن حقه، و يهتم

في دفع حجج خصومه، بل... و يخوض غمرات الحروب في الجمل، و في صفين، و يعرض نفسه للأخطار الجسام، في سبيل الدفاع عنه عليه السلام، و عن قضيته، حتي لقد قال الامام عليه السلام: املكوا عني هذا الغلام لا يهدني - حسبما تقدم..

و بالنسبة لدفاعه عن قضية اهل البيت عليهم السلام، و حقهم بالخلافة، دون كل من عداهم، فاننا لا نستطيع استقصاء جميع مواقفه و اقواله في هذا المجال.. و لكننا نذكر نموذجا منها:

1- عن الحسن عليه السلام: «ان ابابكر و عمر عمدا الي هذا الامر، و هو لنا كله، فاخذاه دوننا، و جعلا لنا فيه سهما كسهم الجدة، اما والله، لتهمنهما انفسهما، يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا» [443] .

قال التستري: «والظاهر: ان المراد بقوله عليه السلام: كسهم الجدد: انهما جعلا لهم من الخلافة، و باقي حقوقهم، مجرد طعمة، كالجدة مع الوالدين» [444] .

2- و عنه عليه السلام في خطبة له: «ولولا محمد صلي الله عليه و آله وسلم، و اوصياؤه، كنتم حياري، لا تعرفون فرضا من الفرائض الخ..» قال هذا بعد ان عدد الفرائض، كان منها الولاية لاهل البيت عليهم السلام. [445] .

3- وتقدم قوله عليه السلام في خطبة له بعد بيعه الناس له: «فان طاعتنا مفروضة، اذ كانت بطاعة الله عزوجل و رسوله مقرونة، قال الله عزوجل: يا ايها الذين

[ صفحه 156]

آمنوا، اطيعوا الله، و اطيعوا الرسول، واولي الامر منكم، فان تنازعتم في شي ء فردوه الي الله والرسول الخ...» [446] .

4- و قال الاربلي: «و كان بينه و بين الحسن مكاتبات، و احتج عليه الحسن، في استحقاقه الامر، و توثب من تقدم علي ابيه، و ابتزازه سلطان ابن عمه رسول الله

صلي الله عليه و آله..» [447] .

و قد كتب عليه السلام لمعاوية، بعد ذكره مجاهدة قريش لهم، بعد وفاة النبي صلي الله عليه و آله وسلم، مايلي:

«و قد تعجبنا لتوثب المتوثبين علينا، في حقنا، و سلطان نبينا صلي الله عليه و آله،... الي ان قال: فأمسكنا عن منازعتهم، مخافة علي الدين: ان يجد المنافقون والاحزاب بذلك مغمزا يثلمون به. الي ان قال: و بعد، فان أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب، لما نزل به الموت ولاني الامر بعده» [448] .

5- و حسبنا ان نذكر هنا: ان أباه ارسله الي الكوفة، فعزل اباموسي الاشعري، الذي كان يثبط الناس عن أميرالمؤمنين عليه السلام. و جاء الي ابيه بعشرة آلاف مقاتل. و جرت في هذه القضية حوادث مثيرة و هامة، عبر فيها الامام الحسن عليه الصلاة والسلام عن فنائه المطلق في قضية ابيه، التي هي قضية الاسلام والايمان، والتي نذر نفسه الدفاع

[ صفحه 157]

عنها، مهما كلفه ذلك من تضحيات. [449] .

6- ثم هناك موقفه عليه السلام في تفنيد ما احتج به المعترضون علي قضية التحكيم، حيث أورد بهذه المناسبة احتجاجات هامة، جديرة بالبحث والدراسة، و هي تدل علي بعد نظره، و ثاقب فكره، و عمق وعيه لكل الامور والقضايا.. فلتراجع في مصادرها. [450] .

7- و عنه عليه السلام: نحن اولي الناس بالناس، في كتاب الله، و علي لسان نبيه. [451] .

8- و قال عليه السلام في خطبة له: «ان عليا باب من دخله كان مؤمنا، و من خرج عنه كان كافرا» [452] .

9- و في موقف له من حبيب بن مسلمة، قال له: «رب مسير لك في غير طاعة الله، فقال له حبيب:

اما مسيري الي ابيك فليس من ذلك، قال: بلي والله، و لكنك اطعت معاوية علي دنيا قليلة زائلة، فلئن قام بك في دنياك لقد قعد بك في آخرتك، و لو كنت اذ فعلت شرا، قلت خيرا الخ..» [453] .

10- و لتراجع خطبة الامام الحسن عليه السلام، التي يكذب فيها: ان يكون يري معاوية اهلا للخلافة. و قد تقدمت اشارة الي ذلك مع مصادره، حين الكلام تحت

[ صفحه 158]

عنوان: «الأئمة في مواجهة الخطة» فلا نعيد.

و حسبنا ما ذكرناه هنا، فاننا لم نقصد الا الي ذكر نماذج من ذلك، و من اراد المزيد فعليه بمراجعة كتب الحديث والتاريخ..

ثالثا: ان تطهير الله سبحانه و تعالي للامام الحسن صلوات الله و سلامه عليه، و كلمات النبي الاعظم صلي الله عليه و آله وسلم في حقه، ثم ما عرف عنه عليه السلام من اخلاق فاضلة، و سجايا كريمة.. ليكذب كل ما ينسب اليه صلوات الله و سلامه عليه من امور و كلمات تتنافي مع ابسط قواعد الأدب الاسلامي الرفيع، والخلق الانساني الفاضل، و لا سيما مع ابيه الذي يعرف هو قبل كل احد قول النبي صلي الله عليه و آله وسلم فيه: انه مع الحق، والحق معه، يدور معه حيث دار. [454] .

فكيف اذا كان ذلك الذي ينسب اليه مما يأباه حتي الرعاع من الناس، فضلا عن خامس اصحاب الكساء، و اشبه الناس برسول الله خلقا، و خلقا، و هديا و سلوكا و منطقا..

رابعا: و بعد ذلك كله.. فهل يعقل أن يكون الامام الحسن عليه السلام، الذي عاش في كنفي جده النبي صلي الله عليه و آله وسلم، و ابيه علي.. الامام الحسن،

الذي كان بحرا من العلم لا ينزف، و قد اجاب منذ طفولته علي الاسئلة التي احالها اليه جده، ثم أبوه بعد ذلك، كما تقدم، هل يعقل: انه لم يكن يحسن الوضوء؟!. [455] .

خامسا: انه اذا كان عليه السلام عثمانيا بالمعني الدقيق للكلمة - كما يزعمه طه حسين - فان معني ذلك: هو انه يبارك جميع تصرفات عثمان، و اعماله التي تخالف كتاب الله و سنة نبيه. [456] .

و ذلك مما لا يحتمل في حقه عليه السلام... و هو الذي يذكر في تعريفه للسياسة:

[ صفحه 159]

ان من جملة مراعاة حقوق الاحياء: ان تخلص لولي الامر ما اخلص لأمته، و ان ترفع عقيرتك في وجهه، اذا حاد عن الطريق السوي.. فان من الواضح: ان عثمان وعماله، قد كانوا من اجل مصاديق كلمته هذه، كما قرره طه حسين نفسه.

سادسا: و بالنسبة للرواية الاخري نقول:

ان ما ذكرته، من انه اشار علي ابيه بترك المدينة.. لم يكن بالرأي السديد اطلاقا... فان طلحة والزبير، و غيرهم من الطامعين والمستأثرين، قد كانوا ينتظرون فرصة كهذه.. قال المعتزلي، و هو يفند الراي القائل بانه كان علي أميرالمؤمنين ان يعتزل الناس، و ينفرد بنفسه، او يخرج عن المدينة الي بعض امواله و لا يدخل في الشوري، فانهم سيطلبونه، و سيضربون اليه آباط الابل - قال المعتزلي: «ليس هذا الرأي عندي بمستحسن، لانه لو فعل ذلك لولوا عثمان، أو واحد منهم غيره. و لم يكن عندهم من الرغبة فيه عليه السلام ما يبعثهم علي طلبه، بل كان تاخره عنهم قرة أعينهم، و واقعا بايثارهم، فان قريشا كلها كانت تبغضه اشد البغض..

الي ان قال: ولست الوم العرب، و لا

سيما قريشا في بغضها له، و انحرافها عنه، فانه وترها، وسفك دماءها».

ثم ذكر.. ان الاحقاد باقية، حتي ولو كان اسلامهم صحيحا ثم قال: «لا كاسلام كثير من العرب، فبعضهم تقليدا، و بعضهم للطمع والكسب، و بعضهم خوفا من السيف، و بعضهم علي طريق الحمية والانتصار، او لعداوة قوم آخرين، من اضداد الاسلام و اعدائه» [457] .

و بعد.. فان الناس في تلك الظروف الحرجة، لم يكونوا ليتركوا عليا عليه السلام يترك المدينة، و هم الذين بقوا يلاحقونه اياما من مكان لمكان حتي بايعوه...

و اما بالنسبة لانتظاره البيعة من الامصار... فان الامام الحسن عليه السلام نفسه لم ينتظرها، حينما بايعوه بعد استشهاد أميرالمؤمنين عليه السلام..

[ صفحه 160]

كما ان هو نفسه يقول، و هو يتكلم عن قضية التحكيم، فيما يرتبط يابن عمر:

«... و ثالثة: انه لم يجتمع عليه المهاجرون والانصار، الذين يعقدون الامارة، و يحكمون بها علي الناس» [458] .

و بعد.. فهل ان تغيب أميرالمؤمنين عليه السلام عن المدينة سيمنع الامويين، و غيرهم من الذين في قلوبهم مرض، من اتهامه بالتحريض علي عثمان، و تأليب الناس عليه؟!.

و ها هو قد تغيب الي ينبع حسبما تقدم.. فلم يمنعهم ذلك من الافتراء عليه، عليه السلام..

و اما بالنسبة الي انه عليه السلام لم يكن راضيا بقتال ابيه لطلحة والزبير.. فلا يصح ايضا، لانه هو نفسه قد ذهب الي الكوفة و عزل اباموسي الاشعري، و حرض الناس و استنهضهم للالتحاق بأميرالمؤمنين عليه السلام، ليحارب بهم عائشة و طلحة و الزبير.. كما انه هو نفسه قد شارك في هذه الحرب شخصيا.

ولعل المقصود من الروايتين و اشباههما هو اتهام الامام علي عليه السلام بالاعتداء علي عثمان، والاشتراك في قتله، اولا

اقل من تحريضه علي ذلك.. ثم الطعن في خلافته بعدم اجتماع كلمة المسلمين عليه، ثم تبرير موقف المتخاذلين عن نصرته.. [459] .

هذا.. و يلاحظ هنا:

الف: ان الظاهر هو: ان نهي أميرالمؤمنين عن البقاء في المدينة، قد كان من قبل اسامة بن زيد، ثم نسب الي الامام الحسن عليه السلام، مع بعض التحوير والتطوير، فقد روي: ان اسامة قال لعلي عليه السلام: «يا اباالحسن، والله انك لاعز علي من سمعي، و بصري، و اني أعلمك: ان هذا الرجل ليقتل، فاخرج من المدينة، و صر الي

[ صفحه 161]

ارضك ينبع، فانه ان قتل و انت بالمدينة شاهد، رماك الناس بقتله، و ان قتل و انت غائب لم يعذل بك احد من الناس بعد..

فقال له علي: ويحك، والله انك لتعلم: اني ما كنت في هذا الامر الا كالآخذ بذنب الاسد، و ما كان لي فيه من امر و لا نهي» [460] .

باء: و اما رواية الوضوء، فاننا نجد: انها تنسب الي الحسن البصري، الذي ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر [461] ، مع وجود بعض الاختلاف بين الروايتين، قال المعتزلي:

«.. و مما قيل عنه: انه يبغض عليا عليه السلام و يذمه: الحسن بن ابي الحسن البصري، ابوسعيد... الي ان قال: و روي عنه. ان عليا عليه السلام رآه و هو يتوضأ للصلاة - و كان ذا وسوسة - فصب علي اعضائه ماء كثيرا، فقال له: أرقت ماء كثيرا يا حسن! فقال: ما أراق أميرالمؤمنين من دماء المسلمين اكثر. قال: أوساءك ذلك؟ قال: نعم. قال: فلازلت مسوء.

قالوا: فما زال الحسن عابسا قاطبا هموما الي ان مات..» [462] و في نص آخر عنه نفسه، قال:

«لما قدم علينا أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام البصرة مربي، و انا اتوضأ، فقال: يا غلام، أحسن وضوءك يحسن الله اليك. ثم جازني، فاقبلت اقفو اثره، فحانت منه التفاتة، فنظر الي، فقال: يا غلام، ألك حاجة؟ قلت: نعم، علمني كاملا ينفعني الخ...» [463] .

فيلاحظ: انه يذكر كلام علي عليه الصلاة والسلام له، و لا يذكر جوابه هو اياه.. لكنه يحاول ان يذكر لنفسه فضيلة تبعد عند شبهة انحرافه عن علي عليه السلام... مع ان رواية المعتزلي الحنفي تصرح بانحرافه عنه عليه السلام.

[ صفحه 162]

و لعل مما يشير الي ذلك: ما رواه البعض، من ان أميرالمؤمنين عليه السلام قد اخرجه من المسجد، و نهاه عن التكلم.. [464] .

كما انه كان اذا جلس، فتمكن في مجلسه ذكر عثمان، فترحم عليه ثلاثا، و لعن قتلته ثلاثا، و يقول: لو لم نلعنهم للعنا. ثم يذكر عليا، فيقول: لم يزل أميرالمؤمنين صلوات الله عليه مظفرا مؤيدا حتي حكم، ثم يقول: و لم تحكم والحق معك؟ الا تمضي قدما لا ابالك؟ [465] .

بل لقد اشتهر بغضه لأميرالمؤمنين (ع). حتي جاء رجل اليه فقال له:«اباسعيد، انهم يزعمون: انك تبغض عليا» فبكي.. ثم تذكر الرواية تبرئته لنفسه من ذلك، و مدحه لأميرالمؤمنين عليه السلام. [466] .

و في نص آخر: ان ذلك الرجل قال له: «بلغنا انك تقول: لو كان علي بالمدينة يأكل من حشفها لكان خيرا له مما صنع، فقال له الحسن الخ..» [467] .

جيم: و تذكرنا هذه الرواية المفتعلة لاهداف سياسية مفضوحة، بروايات اخري مفتعلة لاغراض مفضوحة ايضا، و ذلك من قبيل تلك الرواية التي تحكي لنا قصة زواج ام كلثوم بنت أميرالمؤمنين عليه السلام بعمر بن الخطاب،

حيث جاء فيها ان أميرالمؤمنين قال لولديه عليهماالسلام: «زوجا عمكما. فقالا: هي امراة من النساء، تختار لنفسها، فقال (فقام ظ) علي مغضبا، فأمسك الحسن بثوبه، و قال: لا صبر لي علي هجرانك يا ابتاه. قال: فزوجاه. [468] .

ان الهدف من افتعال هذه الرواية هو اظهار: ان عليا عليه السلام كان مهتما بتزويج ابنته لعمر بن الخطاب.. مع ان الحقيقة هي عكس ذلك تماما، كما تدل عليه

[ صفحه 163]

النصوص التاريخية [469] و قد جاء عن الامام الصادق عليه السلام قوله: «ان ذلك فرج غصبناه» [470] .

دال: كما ان ثمة رواية تقول: ان أميرالمؤمنين عليه السلام قد اعتبر الامام الحسن عليه السلام «صاحب جفنة و خوان، فتي من فتيان قريش، و لو قد التقت حلقتا البطان، لم يغن عنكم شيئا في الحرب» [471] .

مع ان الامام الحسن عليه السلام هو الذي يقول: «لم يكن معاوية باصبر عند اللقاء، و لا اثبت عند الحرب مني» [472] .

كما ان حملاته في حربي الجمل [473] و في صفين معروفة و مشهورة، حتي لقد طلب أميرالمؤمنين عليه السلام من الناس ان يملكوا عنه الامام الحسن لا يهده، حسبما تقدمت الاشارة اليه.

هذا... و ستأتي في كلام العلامة الاحمدي الابيات التي ارسلها معاوية الي زياد، حينما بلغه جرأته علي الامام الحسن عليه السلام.

هاء: و قد ذكر المدائني: ان الامام الحسن عليه السلام خطب الي رجل فزوجه، و قال: «اني مزوجك، و اعلم: انك ملق، طلق، غلق، و لكنك خير الناس نسبا، و ارفعهم جدا و أبا».

و لا شك في كونها مفتعلة ايضا، فانه لم يكن عليه السلام فقيرا، ليعبر عنه بأنه «ملق».. و سيرته، وهباته، و جوده و سخاؤه، مما

لا مجال لانكاره، فلتراجع كتب التاريخ والحديث في ذلك..

و اما بالنسبة لكثرة طلاقه للنساء، و زواجه، فقد تحدث العلماء والباحثون حول

[ صفحه 164]

هذه القضية بما لا مزيد عليه، و لذلك فلا نري حاجة للتعرض له... و ليراجع علي سبيل المثال: ما كتبه العلامة السيد محمد جواد فضل الله رحمه الله في كتابه صلح الحسن، و ما كتبه العلامة القرشي في كتابه: حياة الحسن بن علي عليه السلام حول هذا الموضوع.

و اما انه غلق، فقد قال ابن ابي الحديد المعتزلي: «... اما قوله: غلق، فلا، فان الغلق الكثير الضجر، و كان الحسن عليه السلام اوسع الناس صدرا، و اسجحهم خلقا...» [474] .

نعم و لقد اقر له المؤالف والمخالف بأنه قد اشبه النبي في خلقه، و في خلقه و كريم خصاله، و جميل فعاله..

و هذه الرواية صريحة في ان المقصود منها هو اظهار: ان الامام الحسن بن علي عليه السلام لا فضيلة له في نفسه، سوي انه جده النبي، و ابوه علي.. بل هو لايهتم الا بالبحث عن الحسناوات والجميلات، ثم التمتع بهن فترة، ثم تركهن الي غيرهن..

و اذن... فلماذا يلام يزيد الخمور والفجور علي افاعيله... ما دام انه و ان كان يبحث عن ملذاته، الا انه ليس طلقا، و لا ملقا، و لا غلقا، كما هو الحال بالنسبة لغيره...

«ما عشت اراك الدهر عجبا»!!.

و اخيرا.. فان المحقق العلامة الاحمدي يقول: «ليس غريبا علي هؤلاء ان يفتعلوا الاكاذيب علي الحسنين عليهما الصلاة والسلام، فقد افتعلوا علي الحسن عليه السلام: انه اشار علي ابيه: بان لا يكره طلحة والزبير علي البيعة، و يدع الناس يتشاورون ولو عاما كاملا، فان الخلافة لا تزوي

عنه، و لا يجدون منه ابدا، و ان يقيل طلحة والزبير بيعتهما، لان الغدر ظاهر منهما.. [475] وثمة كلمات اخري منسوبة اليه عليه السلام تفيد هذا المعني ايضا.

و رغم تناقض هذا النص نقول: ان هذا الكلام مفتعل انتصارا لطلحة والزبير، لاظهار أن بيعتهما كانت عن اكراه، و أن البيعة لعلي لم تكن عن حزم و تشاور.

[ صفحه 165]

و لكن ألم يكن الامام الحسن يري اباء ابيه للبيعة، و قوله لهم: دعوني والتمسوا غيري، ثم اصراره الشديد علي ذلك؟!.

الم يكن يري انثيال الناس عليه للبيعة كعرف الضبع حتي لقد وطي ء الحسنان، و شق عطفاه؟.

الم يكن يري سرور الناس ببيعته حتي الاطفال والشيوخ؟.

كما ان رجالات الاسلام يصرون عليه بالبيعة، و في مقدمتهم طلحة والزبير بالذات، و كلمات الناس آنئذ خير شاهد علي ما نقول...

ألم يكن يري: ان العدو الاموي الغاشم يترصد الفرصة لينقض علي البقية الباقية ليلتهمها و يقضي عليها؟..

اما كان يعلم ان وجود الناصر يوجب علي العالم القيام بالامر؟.

بلي... لقد كان يري ذلك كله و يعلمه.. و ان كلماته الخالدة في المناسبات المختلفة، لتدل علي كمال موافقته لسياسة ابيه في البيعة، والحرب، و في كل مواقفه، و هو يؤكذ ذلك قولا و عملا، فهوي يستنفر اهل الكوفة الي الجهاد، و هو يمعن في الحرب، حتي يقول ابوه: املكوا عني هذا الغلام لا يهدني.

هذا.. و قد كذبوا علي الامام كذبة اخري، و هي انه قال لابيه في الربذة، و هو يبكي، امرتك فعصيتني، فأنت اليوم تقتل بمضيعة، لاناصر لك، فقال أميرالمؤمنين: مالك تحن حنين الامة، ما الذي امرتني فعصيتك الخ. [476] .

كما ان ابن قتيبة

ينقل ما يدل علي ان الامام المجتبي عليه السلام قد كان من بدء الأمر عازما علي تسليم الامر لمعاوية..

و كل ذلك مما يكذبه جميع اقوال و مواقف الامام الحسن عليه السلام، و قد افتعلوه طمعا بالمال و المناصب، من اجل ان يشيعوا عنه عليه السلام: انه كان ضعيفا، و لم يكن رجل سياسة، و حزم و عزم و شجاعة..

[ صفحه 166]

و لكنهم قد نسوا او تناسوا سائر مواقفه و احتجاجاته علي معاوية والامويين، و تجاهلوا كل خطبه، و كتبه، و مواقفه في الحروب، حتي ليطلب علي عليه السلام منهم منعه من الحرب بقوله: املكوا عني هذا الغلام يهدني، [477] و حتي ليكتب معاوية الي زياد عنه:

اما حسن فابن الذي كان قبله

اذا سار سار الموت حيث يسير

و هل يلد الرئبال الا نظيره

و ذا حسن شبه له و نظير

و لكنه لو يوزن الحلم والحجي

بأمر لقالوا: يذبل، و ثبير [478] .

هذا كله.. عدا عن امر الامامة بمعناه الحقيقي قد كان من المسلمات عندهم عليهم السلام، و لكن قاتل الله العصبية العمياء، والتكالب علي الدنيا...

و بعد كل ما تقدم، فاننا نعلم مدي صحة قولهم: ان الامام الحسن عليه السلام كان لا يحب اهراق الدماء، و ذلك طعنا منهم في ابيه علي، و اخيه الحسين عليهماالسلام..

اما ما افتعلوه، من ان الامام عليا عليه السلام قد قال عنه: انه اذا كانت الحرب، فان الحسن لا يغني عنهم شيئا. و كذلك قول معاوية حينما اعطي الحسنين و ابن جعفر مالا: ان الحسن سوف يشتري لبناته طيبا، فيكذبه جميع ما تقدم، و انما افتعلت امثال هذه الاساطير من اجل

التشهير به زورا و بهتانا: بانه مشغوف بالنساء، و ذلك للتغطية علي فسق يزيد و فجوره..

و قد افتعلوا كذلك قصة خلاف الحسين مع اخيه عليهماالسلام في قضية الصلح، و جرأته عليه، ثم جواب الحسين له بما لا يليق. مع ان الحسين عليه السلام قد مدح اخاه علي صلحه مع معاوية، حينما ابنه عن وفاته عليه السلام. و قدر روي في الكافي: ان الحسين عليه السلام لم يكن يتكلم في مجلس اخيه الامام الحسن عليه السلام تأدبا. كما انه كان يعطي اقل من اخيه تأدبا كذلك..

و اخيرا.. فاننا نجده يعيش بعد اخيه عدة سنين، و لا يحارب معاوية، رغم كتابة

[ صفحه 167]

اهل الكوفة اليه يدعونه لذلك..

انتهي كلام العلامة الاحمدي، و ليكن هو مسك الختام.

والحمد لله أولا و آخرا، و ظاهرا و باطنا، و صلاته و سلامه علي عباده الذين اصطفي محمد و آله الطاهرين..

[ صفحه 168]

كلمة ختامية

كانت تلك المامة موجزة عن الحياة السياسية للامام الحسن صلوات الله و سلامه عليه في عهد الرسول الاعظم، والخلفاء الثلاثة بعده..

و كنت أود ان أكمل هذه الدراسة لتصل الي حين تولي الامام الحسن عليه السلام للخلافة.. و بعد ذلك الي حين استشهاده. و لكن الظروف القاهرة قد حالت دون ذلك، الا ان ما لا يدرك كله لا يترك كله.. فها انا اقدم للقراء الكرام ماتم انجازه، علي امل ان يوفق الله سبحانه لا تمام هذا العمل في فرصة اخري ان شاء الله تعالي...

و ليلاحظ هنا: أنني قد تعمدت الحديث عن ذلك الجانب الذي قلما تعرض له الباحثون في كتاباتهم عن الامام الحسن عليه السلام.. و قد اضطرني ذلك الي بعض التفصيل

بالنسبة لبعض القضايا.. حيث كان ذلك امرا لامفر منه، لو أريد ايضاح الموقف السياسي الذي كان الامام الحسن عليه السلام يتعامل معه، و يسجل موقفا تجاهه من خلال ما يكتنف ذلك من ظروف و عوامل مؤثرة فيه..

و علي كل حال.. فاني استميح القاري ء العذر، اذا كان يري في هذا البحث بعض ما لا ينسجم مع وجهات نظره، أو مع ما هو الشائع المتسالم عليه بصورة عفوية،

[ صفحه 169]

و من دون بحث او تمحيص..

و في الختام، فانني آمل ان يتحفني القاري ء الكريم بملاحظاته، و بوجهات نظره.. و له مني جزيل الشكر، و وافر التقدير.

و الحمد لله، و صلاته و سلامه علي عباده الذين اصطفي محمد و آله الاطهار.

جعفر مرتضي العاملي

19 / 6 / 1404 ه.ق

3 / 1 / 1363 ه.ش

پاورقي

[1] كتربيته للعديد من الشخصيات، و كلماته و خطبه التي القاها في المناسبات المختلفة، ثم صلحه الذي ساهم في حفظ كيان الشيعة، و في فضح الامويين و المنافقين، و كشف نواياهم من خلال اقوالهم و ممارساتهم اللااسلامية و اللاانسانية تجاه الأمة.

[2] حياة الحسن عليه السلام للقرشي ج 1 ص 143/142 عن مجلة العرفان ج 4 جزء 3 نقلا عن التذكرة المعلوفية ج 9 والامام الحسن بن علي، لمحمد علي دخيل ص 53/52، و سيرة الأئمة الأثني عشر ج 1 ص 525.

و يري بعض المحققين: ان هذا الخبر منقول بالمعني، اوانه غير صحيح أصلا... و لكنني لم أفهم سرحكمه هذا؟!...

[3] حياة الحسن عليه السلام للقرشي ج 1 ص 29، و سيرة الائمة الاثني عشر للحسني ج 1 ص 513، و صلح الامام الحسن عليه السلام لفضل الله ص 15 عن

الغزالي في احياء العلوم.

و حول شبهه عليه السلام بجده راجع: تاريخ اليعقوبي ط صادر ج 2 ص 226 والبحار ج 10 و اعيان الشيعة ج 9، و ذكر ذلك العلامة المحقق الأحمدي عن: كشف الغمة ص 154 والفصول المهمة للمالكي، و الاصابة ج 1 ص 328 و كفاية الطالب ص 267 و تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 202 و ينابيع المودة ص 137 و تاريخ الخلفاء ص 127/126 والتنبيه والاشراف ص 261 والبحار عن الارشاد، والروضة واعلام الوري، و العكبري، والترمذي، و شرف النبوة.

[4] راجع: روضة الواعظين، و كفاية الطالب ص 277، و حلية الاولياء، و تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 214، و كشف الغمة ص 154 و ينابيع المودة ص 259، والبحار عن قرب الاسناد. و اسعاف الراغبين، بهامش نور الابصار ص 116.. كذا ذكر العلامة الاحمدي في تعليقة له حينما عرضت هذا البحث عليه...

[5] أهل البيت، تأليف توفيق ابوعلم ص 307 والارشاد للمفيد ص 220 و مجمع البيان ج 2 ص 453 و كشف الغمة للاربلي ج 2، ص 159 و روضة الواعظين ص 56، و حياة الحسن بن علي عليه السلام للقرشي ج 1 ص 42، والبحار ج 44 ص 2، و علل الشرايع ج 1 ص 211، و اثبات الهداة ج 5، ص 142 و 137 و 135 والمناقب لابن شهرآشوب ج 3 ص 367 و عبرعنه بالخبر المشهور، و قال ص 394: «اجتمع اهل القبلة علي ان النبي صلي الله عليه و آله وسلم قال الخ..» و سيرة الأئمة الاثني عشر للحسني ج 1 ص 554 و 544 و قال: «باجماع المحدثين».

[6] نزهة المجالس ج 2 ص 184 و حياة الحسن

بن علي للقرشي ج 1 ص 42 عنه و عن الاتحاف بحب الاشراف ص 129 و اثبات الهداة ج 5،ص 52.

[7] ينابيع المودة ص 168 و راجع منهاج السنة لابن تيمية ج 4 ص 209 و اثبات الهداة ج 5، ص 129.

[8] فرائد السمطين ج 2 ص 35 و أمالي الصدوق ص 101 و حول ما يثبت امامة الامام الحسن عليه السلام راجع: ينابيع المودة ص 441 و 442 و 443 و 487 عن المناقب. و فرائد السمطين ج 2 ص 140 و 134 و 153 و 259 و في هوامشه عن المصادر التالية: غاية المرام ص 39 و كفاية الاثر المطبوع في آخر الخرائج والجرائح ص 289 عيون اخبار الرضا باب 6 ص 32 والبحار ج 3، ص 303 و ج 36 ص 283 و ج 43 ص 248 و أمالي الصدوق ص 359 المجلس 63.

[9] راجع: ينابيع المودة ص 369 و 372 و 373 و 374 حتي 399 و اثبات الهداة ج 5 ص 132.

[10] راجع سنن الترمذي ج 45 ص 669 و سنن ابن ماجة ج 1 ص 52 و ينابيع المودة ص 165 عنهما و ص 230 و 261 و 370 عن جامع الاصول و غيره و روضة الواعظين ص 158 و ذخائر العقبي ص 25، و مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 5 و 61 و ترجمة الامام الحسن لابن عساكر بتحقيق المحمودي ص 98/97 و ترجمة الامام الحسين لابن عساكر بتحقيق المحمودي ص 100 و الصواعق المحرقة ص 142 و تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 211 و أسد الغابة ج 5، ص 523 مجمع الزوائد ج 9 ص 169، والمناقب للخورازمي ص 91

و 211 و مستدرك الحاكم ج 3 ص 149 و مناقب الامام علي لابن المغازلي ص 63 و البداية والنهاية ج 8 ص 205 و تاريخ بغداد ج 7 ص 137 و مسند احمد ج 1 ص 442 و فرائد السمطين ج 2 ص 38 و 40 و في هامشه عن الرياض النضرة ج 2 ص 189 و عن المعجم الصغير للطبراني ج 2 ص 3 و عن المعجم الكبير ج 3 ص 30 ط 1 و عن سمط النجوم ج 2 ص 488، و في بعض الهوامش الاخري عن تهذيب الكمال.

[11] أهل البيت، تاليف توفيق ابوعلم ص 274، و راجع سنن ابن ماجة ج 1 ص 51.

[12] اسد الغابة ج 2 ص 12 والبدء والتاريخ ج 5، ص 238 و دلائل الامامة ص 64 و سنن الترمذي ج 5 ص 658 و قال عنه: هذا حديث حسن صحيح، و عن سنن ابي داود ص 219 و 520، و لكن قد جاء في مصادر كثيرة التعبير ب «فئتين من المسلمين» أو «من المؤمنين» و نحسب انها من تزيد الرواة، من اجل هدف سياسي خاص هو اثبات الايمان و الاسلام للخارجين علي امام زمانهم. لعل أول من زادها هو معاوية نفسه كما تدل عليه قصة ذكرها المسعودي، و فيها اشارة صريحة للهدف السياسي المشار اليه، قال في مروج الذهب ج 2 ص 430: ان معاوية حينما اتاه البشير بصلح الحسن كبر، فسألته زوجته عن سبب ذلك فقال: «اتاني البشير بصلح الحسن و انقياده، فذكرت قول رسول الله صلي الله عليه و آله: «ان ابني هذا سيد اهل الجنة، و سيصلح به بين فئتين عظيمتين من المؤمنين، فالحمد لله الذي

جعل فئتي احدي الفئتين». انتهي.

[13] نسب قريش لمصعب الزبيري ص 25-23.

[14] تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 205 و 206 و 207 و الغدير ج 7 ص 124.

[15] راجع الكثير من هذه النصوص في تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4، ص 207-205 و 210، والغدير ج 7، ص 129-124 و ج 10 و سيرتنا و سنتنا ص 15-11، و فضائل الخمسة من الصحاح الستة، و فرائد السمطين، و ترجمة الحسن، و ترجمة الحسين من تاريخ ابن عساكر بتحقيق المحمودي، و الفصول المهمة للمالكي، و ترجمة الامام الحسن عليه السلام من انساب الاشراف، و نور الابصار، والصواعق المحرقة، والبحار ج 44 و 43 والارشاد للمفيد، و أسد الغابة، والاصابة، والاستيعاب ترجمة الحسنين عليهماالسلام، و حياة الحسن عليه السلام للقرشي، و غير ذلك من المصادر التي تقدمت و ستأتي.

[16] راجع البحار، ترجمة الامام الحسن عليه السلام. و غير ذلك من المصادر التي تقدمت في الحاشية السابقة.

[17] تاريخ الخميس ج 1 ص 418، والامام الحسن بن علي، لآل ياسين ص 16 و 17 و حياة الحسن عليه السلام للقرشي ج 1 ص 24 حتي ص 28 عن بعض المصادر والمصادر المتقدمة في الحاشية ما قبل السابقة، و غير ذلك مما سيأتي مما يتعرض لترجمة الامام الحسن عليه السلام...

[18] تفسير الميزان ج 3 ص 368.

[19] من البهلة، و هي اللعنة، ثم كثر استعمال الابتهال في المسألة والدعاء، اذا كان بالحاح.

[20] آل عمران 61-59.

[21] راجع تفسري القمي ج 1 ص 104 و حياة الحسن عليه السلام للقرشي ج 1 ص 51-49. و قد روي قضية المباهلة بأهل الكساء بالاختصار تارة، و بالتفضيل اخري جم غفير من الحفاظ والمفسرين.

و نذكر علي سبيل المثال منهم هنا: تفسير العياشي ج 1

ص 176 و 177، و مجمع البيان ج 2 ص 452 و 453، و تفسير ابن كثير ج 1 ص 370 و 371 و تفسير الطبري (جامع البيان) ج 3 ص 211 و 213 و 212 و فيه: «حدثنا جرير: قال: فقلت للمغيرة: ان الناس يروون في حديث أهل نجران: ان عليا كان معهم. فقال: اما الشعبي فلم يذكره، فلا ادري: لسوء رأي بني امية في علي، أولم يكن في الحديث؟»! و نقول له: الصحيح هو الأول؛ لأن ذكره في الحديث متواتر و لا شك، كما رأينا، و سنري... و راجع ايضا تفسير النيسابوري (بهامش جامع البيان) ج 3 ص 213 و 214 و تفسير الرازي ج 8 ص 80 و بعد ذكره حديث عائشة في المباهلة باهل البيت عليهم السلام، و انه صلي الله عليه و آله وسلم جعل حينئذ الجميع تحت المرط الأسود، حيث قرأ آية التطهير قال الرازي: «و هذه الرواية كالمتفق علي صحتها بين أهل التفسير والحديث». و التفسير الحديث لمحمد عزت دروزة ج 8 ص 108 عن التاج الجامع للاصول ج 3 ص 296 عن مسلم والترمذي. والكشاف للزمخشري ج 1 ص 370-368، والارشاد للمفيد ص 97، والصواعق المحرقة ص 153 و 154 و اسباب النزول للواحدي ص 58 و 59، و صحيح مسلم ج 7 ص 121/120 و البداية والنهاية ج 5، ص 54 و حياة الصحابة ج 2 ص 492 / و ج 130 / 1 و صحيح الترمذي ج 5 ص 638، والمناقب لابن شهرآشوب ج 3 ص 370 و 368 و 369 عن كثيرين جدا، و ينابيع المودة ص 52 و 232 و عن ص 479 و دلائل النبوة

لابي نعيم ص 299/298 و حقائق التأويل للشريف الرضي رحمه الله ص 110 و 112 و فرائد السمطين ج 1 ص 378 و ج 2 ص 23 و 24، و شواهد التنزيل ج 1 ص 126 و 124 و 123 و ج 2 ص 20 والمسترشد في الامامة ص 60 و ترجمة الامام علي عليه السلام من تاريخ دمشق بتحقيق المحمودي ج 1 ص 206 ط 1 و ط 2 ص 225 والمناقب للخوارزمي ص 59 و 60، و كشف الغمة للاربلي ج 1 ص 233/232 والاصابة ج 2 ص 530 و معرفة علوم الحديث للحاكم ص 50 و تفسير فرات ص 15 و 14 و 16 و 117 و امالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 172 و ج 1 ص 265 و الجوهرة في نسب علي عليه السلام و آله ص 69 و ذخائر العقبي ص 25 و روضة الواعظين ص 164 و ما نزل من القرآن في اهل البيت لابن الحكم ص 50 والفصول المهمة لابن الصباغ ص 110، و مستدرك الحاكم ج 3 ص 150 و اسد الغابة ج 4 ص 26 و سنن البيهقي ج 7 ص 63 و مسند احمد ج 1 ص 185 و مناقب الامام علي عليه السلام لابن المغزالي ص 263 و في هامشه عن نزول القرآن لابي نعيم (مخطوط) و الدر المنثور ج 2 ص 40-38 عن بعض من تقدم و عن البيهقي في الدلائل، و ابن مردويه، و ابن ابي شيبة، و سعيد بن منصور، و عبد بن حميد، و ابن المنذر، و تفسير البرهان ج 1 ص 290-286 عن بعض من تقدم و عن موفق بن احمد، في كتاب فضائل الامام علي، و امالي الشيخ،

والاختصاص، و عن الصدوق و عن الثعلبي، عن مقاتل، والكلبي، و في تفسير الميزان ج 3 ص 235-228. عن كثير ممن تقدم، و عن عيون اخبار الرضا، و اعلام الوري، والخرائج والجرائح، و حلية الاولياء، والطيالسي. و هو ايضا في فتح القدير ج 1 ص 347 و 348 و تفسير التبيان ج 2 ص 485 و تفسير نور الثقلين ج 1 ص 290-288 عن بعض من تقدم و عن الخصال و روضة الكافي و غيرهما و عن نور الابصار ص 100 و عن المنتقي باب 38 و في تفسير الميزان ج 3 ص 235 قال: «قال ابن طاووس في كتاب سعد السعود: رأيت في كتاب تفسير ما نزل من القرآن في النبي و أهل بيته، تأليف محمد بن العباس بن مروان: انه روي خبر المباهلة من احد و خمسين طريقا عمن سماه من الصحابة و غيرهم، وعد منهم الحسن بن علي، عليهماالسلام، و عثمان بن عفان، و سعد بن ابي وقاص، و بكر بن سمال، و طلحة، والزبير، و عبدالرحمن بن عوف، و عبدالله بن عباس، و ابارافع مولي النبي، و جابر بن عبدالله، والبراء بن عازب، و انس بن مالك». انتهي.

و أضاف ابن شهرآشوب في مناقبه ج 3 ص 369-368: اباالفتح محمد بن احمد بن ابي الفوارس، و ابن البيع في معرفة علوم الحديث، و احمد في الفضائل، و ابن بطة في الابانة، والاشفهي في اعتقاد أهل السنة، والخرگوشي في شرف النبي، و محمد بن اسحاق، و قتيبة بن سعيد، والحسن البصري، والقاضي ابايوسف، و القاضي المعتمد اباالعباس، و اباالفرج الاصبهاني في الاغاني عن كثيرين و هامش حقائق التأويل ص 110 عن بعض من تقدم، و عن تاريخ الخلفاء للسيوطي

ص 65 و عن الكامل لابن الاثير ج 2 ص 112 و عن كنز العمال ج 6 ص 407 و عن تفسير الخازن، و عن تفسير البغوي بهامشه.

و ثمة مصادر كثيرة اخري ذكرها في مكاتيب الرسول ج 1 ص 181/180 فليراجعها من أراد.

[22] مجمع البيان ج 2 ص 452 و راجع التبيان ج 2 ص 485 و تفسير الرازي ج 8 ص 80 و حقائق التأويل ص 114 و فيه: أجمع العلماء الخ....

[23] الكشاف ج 1 ص 370 و راجع: الصواعق المحرقة ص 153 عنه، و راجع الارشاد للمفيد ص 99 و تفسير الميزان ج 3، ص 238.

[24] و يري المحقق العلامة الاحمدي: ان من الممكن ان يكون العباس قد اقتدي بالنبي صلي الله عليه و آله وسلم حينما اخرج الحسنين للاستسقاء، و منع عمر من الالتحاق بهم، و قال له: لا تخلط بنا غيرنا - و ذلك حينما تبرك عمر بهم في هذه القضية راجع: تبرك الصحابة التابعين ص287-283.

[25] مريم 30/29.

[26] مريم 12.

[27] راجع: تفسير الميزان ج 3 ص 224 و دلائل الصدق ج 3 قسم 1 ص 84.

[28] و من الواضح: انه قد لوحظ في ذلك عامة الناس و غالبهم..

[29] مجمع البيان ج 2 ص 452 و 453 و راجع: المناقب لابن شهرآشوب ج 3 ص 368. و كلام ابن ابي علان موجود في التبيان ايضا ج 2 ص 485، و راجع الارشاد للمفيد. و في البحار للمجلسي بحث حول ايمان علي عليه السلام، و هو لم يبلغ الحلم...

[30] ستأتي بعض المصادر لذلك ان شاء الله تعالي...

[31] راجع كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الاعظم صلي الله عليه و آله وسلم ج 1 ص 47-45.

[32] يري المحقق البحاثة

السيد مهدي الروحاني: ان اخراج الزهراء للمباهلة، دون سائر نسائه صلي الله عليه و آله وسلم، رغم ان الآية قد جاءت عامة، حيث عبرت ب «نساءنا» و مع ان زوجاته صلي الله عليه و آله وسلم من اجلي مصاديق هذا التعبير - ان ذلك - له مغزي يشبه الي حد كبير المغزي من ارسال ابي بكر بآيات سورة براءة، ثم عزله، استنادا الي قول جبرئيل: لا يبلغ عنك الا انت او رجل منك!!.

و هكذا يقال بالنسبة للعموم في قوله: «و انفسنا»، و لم يخرج سوي اميرالمؤمنين عليه السلام، و في قوله: «و ابناءنا» و لم يخرج سوي الحسنين عليهماالسلام. انتهي.

و نقول: اولا: ان بعض نساء النبي صلي الله عليه و آله وسلم - كأم سلمة - لم يكن ممن يستحق التعريض به.. لانها كانت من خيرة النساء، و من فضلياتهن..

و ثانيا: ان قوله «نساءنا» لا يقصد به الزوجات و ان كان قد اطلق في القرآن عليهن في بعض الموارد. بل المقصود: المرأة المنسوبة اليه، و بنت الرجل تنسب اليه، و يطلق عليها: انها من نسائه...

و ثالثا: ان ما ذكره هنا يناقض ما ذكره هو نفسه في موضع آخر حيث قال: ان النبي صلي الله عليه و آله وسلم قد أخرج فاطمة للمباهلة بعنوان: «المرأة المسلمة» من ذوات الازواج من اهل هذه الدعوة، لا باعتبار انها من نساء النبي صلي الله عليه و آله وسلم.

و ان كان كلامه هذا الاخير ليس في محله.. كما ستأتي الاشارة اليه.. و لكنه علي اي حال لا ينسجم مع ما ذكره هنا، حسبما المحنا اليه.

[33] هو المحقق البحاثة السيد مهدي الروحاني دام تأييده...

[34] تفسير الرازي ج 8 ص 81، و فتح القدير

ج 1 ص 347، و تفسير النيسابوري بهامش تفسير الطبري ج 3 ص 214 و التبيان ج 2 ص 485 عن ابي بكر الرازي (و هو غير الفخر الرازي) و مجمع البيان ج 2 ص 452، والغدير ج 7 ص 122 عنه، و عن تفسيرا لقرطبي ج 4 ص 104.

[35] سورة النساء الآية: 11.

[36] تفسير ابن كثير ج 2 ص 155 والغدير ج 7 ص 121 عنه.

[37] الغدير ج 7 ص 122 عن خزانة الأدب ج 1 ص 300.

[38] الغدير ج 7 ص 123 عن تفسير القرطبي ج 7 ص 31.

[39] جامع بيان العلم ج 1 ص 160 والامام الصادق والمذاهب الابعة، المجلد الاول ص 165 واضواء علي السنة المحمدية ص 298 عن الانتقاء ص 41 و عن الشافعي.

[40] انساب الاشراف، بتحقيق المحمودي ج 3، ص 88.

[41] الامام الصادق والمذاهب الاربعة، المجلد الاول ص 494 و 504 و 505 و 507 و 503 و 164 و 165.

[42] حقائق التأويل ص 115.

[43] راجع: نهاية الارب ج 8، ص 168 و عيون الاخبار لابن قتيبة ج 2 ص 233 والعقد الفريد ج 4 ص 258، و تاريخ الطبري ط دار المعارف بمصر ج 3 ص 220 والامامة والسياسة ج 1 ص 15/14 ط الحلبي بمصر، و شرح النهج للمعتزلي ج 6 ص 7 و 8 و 9 و 11 والادب في ظل التشيع ص 24 نقلا عن البيان والتبين للجاحظ، و الامام الحسين للعلايلي ص 186 و 190، و غيرهم، والحياة السياسية للامام الرضا للمؤلف ص 53 عمن تقدم.

[44] النزاع والتخاصم للمقريزي ص 28، و مروج الذهب ج 3، ص 33 والفتوح لابن اعثم ج 8، ص 195، و شرح

النهج للمعتزلي ج 7 ص 159.

[45] العقد الفريد ج 2 ص 120 و راجع الغدير ج 10 ص 167.

[46] مروج الذهب ج 3 ص 33 والنزاع والتخاصم ص 28.

[47] السيرة الحلبية ج 2 ص 209 و مجمع الزوائد ج 5، ص 341 عن احمد، و نيل الاوطار ج 8، ص 228 عن احمد، والبخاري، والنسائي، و ابن ماجة، و ابي داود، والبرقاني. و سنن ابي داود ج 3 ص 146 و 145 و سنن ابن ماجة ج 2 ص 961 والمغازي للواقدي ج 2 ص 696 والاصابة ج 1 ص 226 و بداية المجتهد ج 1 ص 402 والخراج لابي يوسف ص 21، و البداية والنهاية ج 4 ص 100 عن البخاري و مسند أحمد ج 4 ص 85 و 83 و 81 و شرح النهج للمعتزلي ج 15 ص 284 و تشييد المطاعن ج 2 ص 818، و 819 عن زاد المعاد، و سنن البيهقي - باسانيد - ج 6 ص 340 و 341 و 342 والدر المنثور ج 3 ص 186 عن ابن ابي شيبة والبحر الرائق ج 5 ص 98 و تبيين الحقائق ج 3 ص 257 و نصب الراية ج 3 ص 425 و 426 عن كثيرين جدا، فليراجع. و مصابيح السنة ج 2 ص 70 والبخاري ط سنة 1311 ج 4 ص 111 و ج 6 ص 174 و تفسير ابن كثير ج 2 ص 312، و فتح القدير ج 2 ص 310 و تفسير الخازن ج 2 ص 185 و النسفي بهامه ج 2 ص 186 و تفسير الطبري ج 10 ص 5 والكشاف ج 2 ص 221، و سنن النسائي ج 7 ص 130 و

131 و مقدمة مرآة العقول ج 1 ص 118 و نقل ذلك بعض المحققين عن المصادر التالية: الاموال لابي عبيد ص 462/461 و تفسير القرطبي ج 7 ص 12 و فتح الباري ج 7 ص 174 و ج 6 ص 150 و تفسير المنار ج 10 ص 7 و ترتيب مسند الشافعي ج 2 ص 126/125 و ارشاد الساري ج 5 ص 202 والمحلي ج 7 ص 328.

[48] كشف الغمة ج 3 ص 20.

[49] الغلام: الكهل. والطار الشارب، فهو من الاضداد. راجع: اقرب الموارد ج 2 ص 484.

[50] كشف الغمة للاربلي ج 2 ص 176.

[51] ينابيع المودة ص 479 عن الزرندي المدني، و ص 482 و 52، و تفسير البرهان ج 1 ص 286 و امالي الطوسي ج 2 ص 172.

[52] الانعام 84.

[53] تفسير الر ازي ج 13 ص 66، و فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج 1 ص 247 عنه.

[54] ينابيع المودة ص 266 عن الدار قطني و الصواعق المحرقة ص 154 و فضائل الخمسة ج 1 ص 250، و حياة اميرالمؤمنين للسيد محمد صادق الصدر ص 205 عن الصواعق.

[55] تفسير الرازي ج 2 ص 194 و مستدرك الحاكم ج 3 ص 164 و فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج 2 ص 248/247، والدر المنثور ج 3 ص 28 عن ابن ابي حاتم، و ابي الشيخ، و الحاكم، والبيهقي. والغدير ج 7 ص 123 عن تفسير ابن كثير ج 155/2 و مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 89، و راجع العقد الفريد ج 5، ص 20 و نور القبس ص 22/21.

[56] مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 90/89.

[57] نور الابصار ص 149/148 و عيون اخبار الرضا ج 1

ص 84 و 85 و تفسير نور الثقلين ج 1 ص 290/289 و تفسير الميزان ج 3 ص 230 و تفسير البرهان ج 1 ص 289.

[58] شرح النهج للمعتزلي ج 20 ص 334.

[59] مقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص 249 ومقتل الحيسن للمقرم ص 278 عنه.

[60] لا بأس بمراجعة البحار ج 49 ص 188 و تفسير الميزان ج 3 ص 230 و 329 و تفسير البرهان ج 1 ص 286 و 287 و غير ذلك.

[61] مستدرك الحاكم ج 3، ص 172 و ذخائر العقبي ص 138 عن الدولابي، و كشف الغمة للاربلي ج 2 ص 173 عن الجنابذي علي ما يظهر.

[62] مقاتل الطالبيين ص 52 و تفسير فرات ص 72 و 70 و في مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 126: انا ابن نبي اغله الخ.. و حياة الصحابة ج 3 ص 526 و مجمع الزوائد ج 9 ص 146 و قال: و رواه احمد باختصار كثير، و اسناد احمد و بعض طرق البزار و الطبراني في الكبير حسان. و تيسير المطالب ص 179. و عن امالي الطوسي ص 169 و عن ارشاد المفيد و عن طبقات ابن سعد ج 2 ص 25، و عن جمهرة الخطب ج 2 ص 7.

[63] راجع: الفصول المهمة للمالكي ص 146 و تفسير فرات ص 70 و 72 و كشف الغمة للاربلي ج 2 ص 159 و ينابيع المودة ص 225 و 302 و 270 و 479 و 482 عن ابن سعد في شرف النبوة، والطبراني في الكبير، والبزار، والزرندي المدني، و غيرهم، و ارشاد المفيد ص 207 و فرائد السمطين ج 2 ص 120 و مستدرك الحاكم ج 3 ص 172

و مجمع الزوائد ج 9 ص 46 و حياة الصحابة ج 3 ص 526 و ذخائر العقبي ص 138 و 140 و عن الدولابي في الذرية الطاهرة، و نزهة المجالس ج 2 ص 186، والمحاسن والمساوي ج 1 ص 133/132 والمناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 11 و 12 والاحتجاج ج 1 ص 419 والبحار ج 44.. و امالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 121 و اعلام الوري ص 208 و شرح النهج للمعتزلي ج 1 ص 30.

[64] ستأتي المصادر لذلك ان شاء الله تعالي....

[65] البحار، ج 43، ص 363.

[66] الاحتجاج ج 1 ص 419 والخرائج والجرائح ص 218 والكلام الاخير موجود ايضا في مصادر اخري فراجع الهامش التالي.

[67] ذخائر العقبي ص 140 عن ابي سعد، و راجع: مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 126 لكن فيه: ان ذلك كان بالمدينة، والبحار ج 44 ص 122 والمحاسن والمساوي ج 1 ص 133 و ليراجع شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 49 و مقاتل الطالبيين ص 73 والامام الحسن لآل يس ص 114-110 و تحف العقول ص 164.

[68] الغدير ج 11 ص 8 عن طبقات ابن سعد.

[69] المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 12 عن العقد الفريد والمدائني. وليراجع: مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 126 و البحار ج 43 ص 356/355 و عيون الاخبار لابن قتيبة ج 2 ص 172.

[70] المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 12 والبحار ج 43 ص 356 و ليراجع ج 44 ص 121 و122 و عن تحف العقول ص 232 والخرايج الجرايح ص 218/217.

[71] امالي الصدوق ص 158.

[72] المحاسن والمساوي ج 1 ص 122.

[73] هو المحقق البحاثة السيد مهدي الروحاني حفظه الله...

[74] مقتل الحسين للمقرم ص

274 عن مقتل محمد بن ابي طالب الحايري.

[75] المصدر السابق عن الاقبال، و مصباح المتهجد، و عنهما في مزار البحار ص 107 باب زيارته يوم ولادته.

[76] مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 7 و راجع: مقتل الحسين للمقرم ص 282 للاطلاع علي مصادر اخري.

[77] امالي الصدوق ص 140.

[78] راجع مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 70/69 و مقتل الحسين للمقرم ص 443/442 عنه، و عن نفس المهموم ص 242.

[79] بلاغات النساء ط دار النهضة ص 35 و 36 و مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 64 و 65 و مقتل الحيسن للمقرم ص 451/450.

[80] راجع: الامالي للشيخ الطوسي ج 1 ص 90 و مقتل الحسين ص 385 عنه و عن امالي ابنه، و عن اللهوف، وابن نما، و ابن شهرآشوب، والاحتجاج للطبرسي.

[81] مقتل الحسين للمقرم 390.

[82] ذخائر العقبي ص 124، وصفة الصفوة ج 1 ص 763، و تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 206 و كنز العمال ط 2 ج 6 ص 221 والغدير ج 7 ص 124 عن مستدرك الحاكم ج 3 ص 166 و نقل عن الترمذي رقم 3772.

[83] ينابيع المودة ص 165 عن الترمذي، و خصائص الامام علي للنسائي ص 124 و مجمع الزوائد ج 9 ص 180 و راجع: مستدرك الحاكم ج 3 ص 166 و 171 و ذخائر العقبي ص 124 و في هامش الخصائص للنسائي عن كفاية الطالب ص 200 و كنز العمال ج 6 ص 220 و عن الترمذي ج 2 ص 240 و غيرهم.

[84] كنز العمال ج 16 ص 262 ط 2 و مجمع الزوائد ج 9 ص 176، و ترجمة الامام الحسن بن علي عليهماالسلام لابن عساكر، بتحقيق المحمودي ص 56،

و في هامشه عن المعجم الكبير للطبراني ج 1 ص 20 ط 1.

[85] مصادر ذلك كثيرة، لا يكاد يخلو منها كتاب، و لذا فلا حاجة لتعدادها...

[86] ذخائر العقبي ص 122 عن الحافظ السلفي.

[87] الصواعق المحرقة ص 154 و مستدرك الحاكم ج 3 ص 164، و تاريخ بغداد ج 11 ص 285، و ينابيع المودة ص 261 و فرائد السمطين ج 2 ص 69، و مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 68 و احقاق الحق ج 9 ص 655-644 عن مصادر كثيرة جدا و ذخائر العقبي ص 121 و فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج 3 ص 149، و عن كنز العمال ج 6، ص 216 و 215 و عن مجمع الزوائد ج 172/9.

[88] و ليراجع ايضا - علي ما ذكره المحقق العلامة الاحمدي -: ينابيع المودة ص 259 و 138 و 146 و 214 و 183 و 182 و 255 و 136 و 221 و 258 و 222 و 331 و 250 و اسعاف الراغبين ص 132 و 133 و كفاية الطالب ص 235 و 237 والفصول المهمة لابن المهمة لابن الصباغ ص 158 و 159 و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 126 و ابن عساكر ج 4 ص 152 و 203 و 204.

[89] الاموال ص 280/279 و راجع: التراتيب الادارية ج 1 ص 274 و مكاتيب الرسول ج 1 ص 273.

[90] التراتيب الادارية ج 1 ص 274.

[91] الاموال هامش ص 280.

[92] بداية المجتهد ج 2 ص 457.

[93] الارشاد، ص 219 و فدك للقزويني هاشم ص 16 عنه.

[94] الاحتجاج ج 2 ص 245 والبحار ج 50 ص 78 عنه، والارشاد للمفيد ص 363، و تفسير القمي ج 1 ص

1885/184.

[95] ينابيع المودة ص 375 عن فصل الخطاب لمحمد پارسا البخاري، عن النووي علي ما يبدو و ترجمة الامام الحسين لابن عساكر بتحقيق المحمودي ص 150 و في هامشه عن المعجم الكبير للطبراني، ترجمة الامام الحسين الحديث رقم 77 و حياة الصحابة ج 1 ص 250 و مجمع الزوائد ج 6 ص 40 عن الطبراني و قال: هو مرسل و رجاله ثقات والعقد الفريد ج 4 ص 384 من دون ذكر ابن عباس.

[96] راجع كتابنا: حديث الافك ص 99-96.

[97] راجع علل الشرايع ج 1 ص 211.

[98] جاء ذلك في مجلة المجتمع الكويتية، في بعض اعدادها قبل سنوات، و في مروج الذهب ج 2 ص 414: ان اميرالمؤمنين عليه السلام لم يعهد....

[99] راجع: مقاتل الطالبيين ص 56/55 والفتوح لابن اعثم ج 4 ص 151 والمناقب لابن شهرآشوب ج 4، ص 31 و شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 40-36 والبحار ج 44 ص 64 عن كشف الغمة، و حياة الحسن بن علي عليه السلام للقرشي ج 2 ص 29، و في بعض المصادر «و لاني المسلمون الأمر».

[100] الفصول المهمة للمالكي ص 46 و اعلام الوري ص 209 والارشاد للمفيد ص 207، و شرح النهج لابن ابي الحديد ج 16 ص 30 و كشف الغمة للاربلي ج 2 ص 164 و مقاتل الطالبيين ص 34 و 52، و حياة الحسن للقرشي ج 2 ص 10 و عن اثبات الهداة ج 5 ص 139 و 134 و 136 و البحار عن ابي مخنف.

[101] العقد الفريد ج 4 ص 475/474.

[102] شرح النهج للمعتزلي ج 1 ص 57.

[103] المناقب للخوارزمي ص 278.

[104] البداية والنهاية ج 6، ص 249.

[105] راجع: تيسير المطالب ص 179 و قاموس الرجال ج 5

ص 172 والاغاني ج 6 ص 121 و في الخرائج والجرائح ما يدل علي ذلك.

[106] اثبات الوصية ص 152.

[107] راجع: البحار، ج 10 ص 89، و اثبات الهداة ج 5 ص 140 و راجع ص 121 حتي ص 143، و انساب الاشراف، ج 2 ص 504-502، بتحقيق المحمودي، و صلح الحسن عليه السلام لآل يس... و الكافي ج 1 ص 300-297.

[108] راجع منتخب الاثر.. و كحديث اهل بيتي كسفينة نوح، و حديث الثقلين و غير ذلك.

[109] اثبات الهداة ج 5 ص 135 والبحار ج 10 ط قديم، باب مصالحة الحسن، عن الخرائج و الجرائح.

[110] مروج الذهب ج 2 ص 413.

[111] اثبات الهداة ج 5 ص 140.

[112] اثبات الهداة ج 5، ص 126 و كشف الغمة، و اصول الكافي ج 1 ص 299 و صلح الحسن ج 1 ص 52 عنه.

[113] اثبات الهداة ج 5، ص 139.

[114] اثبات الهداة ج 5، ص 133 و 135 و 138 عن الشافي للسيد المرتضي، و كشف الغمة و اعلام الوري...

[115] راجع في كل ما تقدم، و لا سيما بالنسبة للاستشهاد بالحسنين عليهماالسلام: المسترشد في امامة علي بن ابي طالب عليه السلام ص 105 و 106 و 108 و مروج الذهب ج 3 ص 237 و الصواعق المحرقة ص 35، و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 469 و سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 129 و 130 عن الصواعق المحرقة، و عن شرح المواقف و دلائل الصدق ج 3 قسم 1 ص 38 عن المواقف، و فدك للقزويني ص 16 و 17 و مكاتيب الرسول ج 2 ص 579 عن المسعودي، والحلبي،و ابن ابي الحديد و مالكيت خصوصي (زمين) للاحمدي ص 132 عن اكثر

من تقدم و عن جامع احاديث الشيعة ج 8 ص 606 و التهذيب، و البحار، ج 8 ص 108 عن كشكول العلامة.

و انما ذكرنا هنا خصوص المصادر التي ذكرت الحسنين عليهماالسلام في القضية. و الا... فان مصادر اصل النزاع فيما بين الزهراء و بين ابي بكر و الهيئة الحاكمة كثيرة جدا، لا مجال لتتبعها....

[116] راجع: فدك للقزويني ص 16 و 17.

[117] سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 130.

[118] مجمع الزوائد، ج 9، ص 40.

[119] فقد قال عمر، حينما اخبروه: ان الناس يعيبون عليه: انه ينهر الرعية، و يتصرف ببعض الاحكام: «أنا زميل محمد». راجع تاريخ الطبري ج 3 ص 291 ط الاستقامة.

و تفسير ذلك، بانه كان قد زامله في غزوة قرقرة الكدر.. لا ينسجم مع طبيعة الموقف، و ما يريد عمر اظهاره في هذا المجال، ردا علي اعتراضاتهم عليه بانه يغير بعض الاحكام.. و سيأتي: انهم كانوا يرون لانفسهم حق التغيير في الاحكام بل و حق التشريع ايضا، فانتظر.

[120] الغرب: الدلو.

[121] ذرو: اي طرف.

[122] شرح نهج البلاغة للمعتزلي الحنفي ج 12 ص 21/20 عن كتاب احمد بن ابي طاهر في كتابه تاريخ بغداد، مسندا. و راجع ج 12 ص 79 و كشف الغمة للاربلي ج 2 ص 49، و قاموس الرجال ج 6، ص 398 و ج 7 ص 188 و بهج الصباغة ج 6 ص 244 و ج 4 ص 381، والبحار ط كمپاني ج 6 ص 213 و 266 و 292، و ناسخ التواريخ، المجلد المتعلق بالخلفاء ص 80/72 و مكاتيب الرسول ج 2 ص 620. و قد ذكر المحقق العلامة الاحمدي مساجلات عمر مع ابن عباس في كتابه القيم: مواقف الشيعة مع خصومهم (مخطوط لدي

مؤلفه).. فلتراجع ثمة مع مصادرها.

[123] راجع بعض مصادر ذلك في مكاتيب الرسول ج 2، ص 626-618 و كتاب دلائل الصدق ج 3 قسم 1 ص 70-63 والنص والاجتهاد ص 165-155 والمراجعات ص 245-241.

[124] شرح النهج للمعتزلي ج 12 ص 79/78.

[125] نفس المصدر ج 12 ص 79.

[126] المصنف لعبد الرزاق ج 5 ص 446.

[127] راجع شرح النهج للمعتزلي ج 12 ص 80 و 82 و 84 و 85 و 86.

[128] تهذيب تاريخ دمشق ج 5 ص 51، و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 133 والمصنف لعبد الرزاق ج 5 ص 454 و حياة الصحابة ج 2 ص 21/20 و طبقات ابن سعد ج 4 ص 70.

[129] راجع كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الاعظم صلي الله عليه و آله وسلم ج 3 ص 150 حتي ص 155 و 218/217.

[130] شرح النهج للمعتزلي ج 2 ص 44 و دلائل الصدق ج 2 ص 39 و قاموس الرجال ج 5 ص 117.

[131] تاريخ الطبري ط الاستقامة ج 2 ص 449 و دلائل الصدق ج 2 ص 39 عنه.

[132] حياة الصحابة ج 1 ص 420 عن كنز العمال ج 3 ص 130.

[133] كنزالعمال ج 4 ص382.

[134] و لم نجد احدا يعترض علي صحة خلافة عمر بان اسمه قد كتب حال اغماء ابي بكر، في مرض موته، و لم يصر ذلك سببا للفتنة، مع انهم يقولون: ان نسبة الهجر للنبي صلي الله عليه و آله وسلم في مرض موته، لمنعه عن كتابة الكتاب الذي لن يضلوا بعده كانت في محلها، لان ذلك كان سوف يثير فتنة!! فسبحان الله، كيف صارت باؤهم تجر، و باء الله و رسوله لا تجر... راجع: المراجعات و دلائل

الصدق، والنص والاجتهاد، و غير ذلك..

[135] راجع: تاريخ الطبري ج 2 ص 618 والكامل لابن الاثير ج 2 ص 425 و شرح النهج للمعتزلي ج 1 ص 164، و سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 356 و حياة الصحابة ج 2 ص 25 عن طبقات ابن سعد، و عن كنز العمال ج 3 ص 145.

[136] راجع: نسب قريش ص 104 و كنز العمال ج 5 ص 398 و 399 عن اللالكائي، و ابن سعد، و الحسن بن سفيان في جزئه، و ابن كثير، و صححه.

[137] شرح النهج للمعتزلي ج 1 ص 164 و تاريخ الطبري ج 2 ص 613.

[138] البحار ط قدم ج 8 ص 330. و ليراجع كلام المعتزلي في شرح النهج ج 1.

[139] لعله يريد ان يخلق شخصيات اخري من بني هاشم لاخطر منهم علي الحكم - كل ذلك في مقابل علي عليه السلام.

[140] راجع العقد الفريد ج 2 ص 289. والكامل للمبرد ج 1 ص 319.

[141] طبقات ابن سعد ج 5 ص 21 و منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 4 ص 390/389.

[142] جامع بيان العلم ج 2 ص 18.

[143] فتوح مصر و أخبارها ص 180 و الاصابة ج 3 ص 2.

[144] العقد الفريد ج 2 ص 281.

[145] راجع شرح النهج للمعتزلي ج 12 ص 81، فانها قضية هامة. و ليراجع ايضا الفتوح لابن اعثم ج 3 ص 87 و 88 فانها قضية هامة ايضا.

[146] دلائل الصدق ج 3 قسم 1 ص 209 و 211. و راجع النص والاجتهاد ص 271.

[147] التراتيب الادارية ج 1 ص 269.

[148] دلائل الصدق ج 3 قسم 1 ص 212 عن الطبري ج 6 ص 184 و عن الاستيعاب و راجع: العقد

الفريد ج 1 ص 14.

[149] دلائل الصدق للمظفر ج 3 قسم 1 ص 212 و 213 عن مسند احمد ج 5 ص 347 و عن المعتزلي ج 4 ص 60.

[150] الاستيعاب بهامش الاصابة ج 3 ص 397، و دلائل الصدق ج 3 قسم 1 ص 211 و في العقد الفريد ج 1 ص 25 نسبة هذه الكلمات الي عمرو بن العاص في معاوية.

[151] دلائل الصدق ج 3 قسم 1 ص 212 عن تاريخ الخلفاء، والصواعق المحرقة في سيرة عمر.

[152] عيون الأخبار لابن قتيبة ج 1 ص 9.

[153] الاستيعاب بهامش الاصابة ج 3 ص 397/396 و فيه انه كان اذا دخل الشام، و نظر اليه، قال ذلك، والاصابة ج 3 ص 434 و اسد الغابة ج 4 ص 386، والغدير ج 10 ص 226 عنهم و دلائل الصدق ج 3 قسم 1 ص 212.

[154] الفخري في الآداب السلطانية ص 105.

[155] الاصابة ج 3 ص 434 و البداية والنهاية.

[156] راجع: شرح النهج للمعتزلي ج 1 ص 187، والنص والاجتهاد هامش ص 281 عنه.

[157] كنز العمال ج 5، ص 436 عن ابن سعد.

[158] انساب الاشراف ج 5 ص 60 و تاريخ ابن خلدون ج 2 قسم 2 ص 143 والغدير ج 9 ص 160 عنهما و عن تاريخ الطبري ج 5 ص 97 و عن الكامل لابن الاثير ج 3 ص 63، و عن تاريخ ابي الفداء ج 1 ص 168. والنصائح الكافية ص 174 عن الطبري.

[159] الغدير ج 9، ص 35 عن المصادر التالية: تاريخ الطبري ج 5 ص 90-88 و الكامل لابن الاثير ج 3 ص 60-57 و شرح النهج للمعتزلي ج 1 ص 160-158 و تاريخ ابن خلدون ج 2 ص 389-387

و ابوالفداء ج 1 ص 168.

[160] البداية والنهاية ج 8، ص 127.

[161] الاذكياء لابن الجوزي ص 28.

[162] مع ان القضية كانت علي عكس ذلك تماما.

[163] راجع حول كل ما يرتبط بتفضيل قريش، والعرب، والتمييز العنصري البغيض، المصادر التالية:

لطف التدبير ص 199 و المسترشد في الامامة ص 115 والفائق للزمخشري ج 2 ص 353، و تلخيص الشافي ج 4 ص 14 والمعرفة والتاريخ ج 2 ص 483 و محاضرات الراغب ج 1 ص 351 و ج 3 ص 208 و عيون الاخبار لابن قتيبة ج 1 ص 330 و 269/268 والمحاسن والمساوي ج 2 ص 278 و تاريخ جرجان ص 486 والالمام ج 1 ص 186 والتراتيب الادارية ج 2 ص 20 و 21 و 313 و ج 1 ص 205 و 207 و 208 و 225 و 331 و 444 والعقد الفريد ج 3 ص 418-412 و ج 2 ص 233 و ربيع الابرار ج 1 ص 796 و 810 و 402 والاوائل ج 2 ص 61 والموطأ المطبوع مع تنوير الحوالك ج 2 ص 60 و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 153 و 154 و الهدي الي دين المصطفي ج 2 ص 317-316 ولسان الميزان ج 1 ص 406 و 354 و كتاب بغداد لطيفور ص 38 و كشف الاستار ج 1 ص 51 و ج 2 ص 161 و 227 و 292 حتي 295 و مجمع الزوائد ج 4 ص 275 و 192 و ج 6 ص 3 و ج 1 ص 89 و ج 10 ص 32 و مسند احمد ج 4 ص 475 والمجروحون ج 1 ص 129 والخراج لابي يوسف ص 50-45 و

الغدير ج 6 ص 187 و حياة الصحابة ج 2 ص 82 و 230 حتي 233 و 413 و 415 و 447 و 753 و 754 و 801 و ج 3 ص 488 عن الطبري ج 5 ص 19 و 23 و عن كنز العمال ج 3 ص 148 و ج 2 ص 215 و 219 و عن البيهقي ج 6 ص 349 و 350 و عن ابن سعد ج 3 ص 122 و 212 و 216 و عن مصادر اخري..

و شرح النهج للمعتزلي ج 8 ص 109 و بهج الصباغة ج 12 ص 204 و تاريخ الطبري ج 3 ص 273 و ج 2 ص 549 ط الاستقامة والمصنف لعبدالرزاق ج 5 ص 441 و 496 و 497 و 474 و 476 و ج 11 ص 55 و 56 ق و 58 و 325 و 86 و 439 و ج 10 ص 103 و 104 و 302 و 300 و 301 و ج 1 ص 411 و ج 7 ص 278 و 279 و ج 6 ص 47 و ج 4 ص 485 و ج 8 ص 380 و في هوامشه عن مصادر كثيرة و كنز العمال ص 206 و طبقات ابن سعد ج 4 قسم 1 ص 117 و ج 3 قسم 1 ص 219 و قضاء اميرالمؤمنين للتستري ص 263 و 264 و 265. و ثمة كتب اخري قد تعرضت لبحث هذا الموضوع و لبحث موضوع القومية و القوميات، لا بأس بمراجعتها.

[164] احسن التقاسيم ج 18.

[165] الاعلاق النفيسة ص 199.

[166] الغارات ج 1 ص 77-74 و انساب الاشراف، بتحقيق المحمودي ج 2 ص 141،

و سنن البيهقي ج 6 ص 349، و حياة الصحابة ج 2 ص 112 عنه والغدير ج 8 ص 240 و يهج الصباغة ج 12 ص 207-197.

[167] الامالي للمفيد ص 176/175، والامالي للطوسي ج 1 ص 198/197 والغارات ج 1 ص 75 و بهج الصباغة ج 12 ص 196، و نهج البلاغة بشرح عبده ج 2 ص 10 و شرح النهج للمعتزلي ج 2 ص 197 والامامة والسياسة ج 1 ص 153 و تحف العقول ص 126 و الكافي ج 4 ص 31 و عن البحار ج 8 باب النوادر.

[168] المصنف، ج 10، ص 124.

[169] الفتوح لابن اعثم ج 4 ص 149 و شرح النهج للمعزتلي ج 16 ص 23 و حياة الحسن بن علي للقرشي ج 2 ص 26 و عن جمهرة رسائل العرب ج 2 ص 1.

[170] بهج الصباغة ج 12 ص 197.

[171] راجع بعض النصوص المهمة في بهج الصباغة ج 12 ص 207-197.

[172] انساب الاشراف ج 3 ص 295 بتحقيق المحمودي.

[173] امالي الشيخ المفيد ص 224.

[174] البازل: الذي فطرنابه.

[175] شرح النهج للمعتزلي ج 20 ص 299/298.

[176] الاحتجاج ج 1 ص 403 و البحار ج 44 ص 71.

[177] الفتوح لابن اعثم ج 3 ص 134.

[178] شرح النهج للمعتزلي ج 6، ص 285 والاحتجاج ج 1 ص 402 والبحار ج 44 ص 70 والغدير ج 2 ص 133 عن المعتزلي و عن المفاخرات للزبير بن بكار، و عن جمهرة الخطب ج 2 ص 12. و نقل عن شرح النهج للآملي ج 18 ص 288 و عن اعيان الشيعة ج 4 ص 67.

[179] راجع رسالة بولس الي اهل رومية، و راجع الهدي الي دين المصطفي ج 2 ص

316.

[180] راجع: سنن البيهقي ج 8 ص 157 و 159 و 164 و ج 4 ص 115 و ج 6 ص 310. و صحيح مسلم ج 6 ص 17 و 20 و ج 2 ص 119 و 122 و كنز العمال ج 5 ص 465 و ج 3 ص 168 و 167 و 170 و العقد الفريد ج 1 ص 8 و 9 والمصنف لعبدالرزاق ج 11 ص 335-329 و 344-339 و لباب الآداب ص 260 و الدر المنثور ج 2 ص 177 و 178 و 176 و مقدمة ابن خلدون ص 194 و الاسرائيليات في التفسير والحديث، و نظرية الامامة ص 417 و قبلها و بعدها، و تاريخ بغداد ج 5 ص 274 و طبقات الحنابلة ج 3 ص 58 و ص 56، والابانة للاشعري ص 9 و مقالات الاسلامين ج 1 ص 323 و مسند احمد ج 2 ص 28 و ج 4 ص 383/382 و البداية والنهاية ج 4 ص 249 و 226 و مجمع الزوائد ج 5 ص 229 و 224 و حياة الصحابة ج 2 ص 68 و 69 و 72 و ج 1 ص 12 والاصابة ج 2 ص 296 والكني والالقاب ج 1 ص 167 والاذكياء ص 142 والغدير ج 7 ص 136 حتي ص 146 و ج 6 ص 117 و 128 و ج 9 ص 393 و ج 10 ص 46 و 302 و ج 8 ص 256 و مستدرك الحاكم ج 3 ص 513 و 290 و السنة قبل التدوين ص 467 و نهاية الارب ج 6 ص 12 و 13 و لسان الميزان ج 3

ص 387 و ج 6 ص 226 عن ابي الدرداء رفعه: «صلوا خلف كل امام، و قاتلوا مع كل امير» و راجع: المجروحون لابن حبان ج 2 ص 102.

[181] راجع: الكفاية في علم الرواية للخطيب ص 166 و جامع بيان العلم ج 2 ص 148 و 149 و 150 وضحي الاسلام ج 3 ص 81 و شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 1 ص 340 و ج 12 ص 79/78 و قاموس الرجال ج 6 ص 36، والامامة والسياسة ج 1 ص 183 و الغدير ج 9 ص 34 و 95 و 192 و ج 5 ص 365 و ج 10 ص 333 و 245 و 249 و ج 7 ص 147 و 154 و 158 و ج 8 ص 132 والاخبار الدخيلة (المستدرك) ج 1 ص 193 و 197 و مقارنة الاديان (اليهودية) ص 271 و 249 و انيس الاعلام ج 1 ص 279 و 257 و التوحيد و اثبات صفات الرب ص 82 و 80 و 81 و مقدمة ابن خلدون ص 143 و 144 و الاغاني ج 3 ص 76، و تأويل مختلف الحديث ص 35 والعقد الفريد ج 1 ص 206 و ج 2 ص 112 و تاريخ الطبري ط الاستقامة ج 2 ص 445 و بحوث مع أهل السنة والسلفية من ص 43 حتي 49 عن العديد من المصادر، و المغازي للواقدي ص 904 و ربيع الابرار ج 1 ص 821 و الموطأ ج 3 ص 92 و 93 و مصابيح السنة للبغوي ج 2 ص 67 و مناقب الشافعي ج 1 ص 17 والبخاري ج 8 ص 208 و في خطط المقريزي ج 3

ص 297: ان جهما انفرد بالقول بجواز الخروج علي السلطان الجائر.. و حياة الصحابة ج 2 ص 12 و 95و 94 و 330 و ج 3 ص 229 و 487 و 492 و 501 و 529 عن المصادر التالية: كنز العمال ج 3 ص 139/138 و ج 8 ص 208 و ج 1 ص 86. و صحيح مسلم ج 2 ص 86 و ابي داود ج 2 ص 16 والترمذي ج 1 ص 202 و ابن ماجة ج 1 ص 209 و سنن البيهقي ج 9 ص 50 و ج 6 ص 349 و مسند احمد ج 5 ص 245 و مجمع الزوائد ج 6 ص 3 و ج 1 ص 135 و الطبري في تاريخه مقتل بر يروج 4 ص 124 و ج 3 ص 281 والبداية والنهاية ج 7 ص 79. انتهي.

والمعتزلة ص 7 و 87 و 40/39 و 91 و 201 و 265 عن المصادر التالية: المنية والامل ص 12 و عن الخطط ج 4 ص 182/181 و 186 والملل والنحل ج 1 ص 98/97 والعقائد النسفية ص 85 و وفيات الاعيان ص 494، والامام الصادق والمذاهب الاربعة ج 3 ص 45 عن الطبري ج 6 ص 33 و ج 3 ص 207 و عن الترمذي ص 508 في رسالة عمر بن عبدالعزيز..

و التصريح بذلك في الكتب الكلامية، و كتب فرق اهل السنة، لا يكاد يحصي كثرة. و كنت قد جمعت فيما مضي قسما كبيرا من كلمات التوراة و غيرها حول هذا الموضوع، اسال الله التوفيق لا تمامه.

[182] الفصل في الملل والاهواء والنحل ج 4، ص 204.

[183] البداية والنهاية ج 9 ص 232.

[184] تهذيب

تاريخ دمشق ج 4 ص 70.

[185] تهذيب تاريخ دمشق ج 4 ص 73 و راجع الامام الصادق والمذاهب الاربعة ج 1 ص 115.

[186] تهذيب تاريخ دمشق ج 4 ص 72.

[187] راجع: سنن الدارمي ج 1 ص 125 و جامع بيان العلم ج 1 ص 85 و ليراجع ج 2 ص 62 و 63 و مستدرك الحاكم ج 1 ص 105/104 و تلخيصه للذهبي بهامشه و ليراجع ايضا سنن ابي داود ج 318/3 و الزهد والرقائق ص 315 و الغدير ج 11 ص 91 و ج 6 ص 308 و 309 و المصنف لعبد الرزاق ج 7 ص 34 و 35 و ج 11 ص 237 و احياء علوم الدين ج 3 ص 171 و تمهيد كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الاعظم صلي الله عليه و آله وسلم.. و غير ذلك كثير....

[188] الغدير ج 6، ص 309 عن عمدة القاري ج 7 ص143.

[189] الموفقيات ص 577 و مروج الذهب ج 3 ص 454 و شرح النهج للمعتزلي ج 5 ص 129 و 130 و قاموس الرجال ج 9، ص 20.

[190] الغدير ج 7 ص 131 عن السيرة الحلبية ج 3 ص 386. و نقل ايضا عن الباقلاني في التمهيد ص 195 اشارة الي ذلك.

[191] راجع علي سبيل المثال: الاغاني ط ساسي ج 19 ص 59.

[192] مروج الذهب ج 3 ص 38.

[193] تاريخ الطبري ج 4، ص 30 والكامل لابن الاثير ج 3 ص 313 والفتوح لابن اعثم ج 3 ص 196 و صفين لنصر بن مزاحم ص 354 و شرح النهج للمعتزلي ج 8 ص 36 والغدير ج 10 ص 122 و 290 عن اكثر من تقدم. و انساب

الاشراف، بتحقيق المحمودي ج 2 ص 184 و ترجمة الامام علي عليه السلام لابن عساكر بتحقيق المحمودي ج 3 ص 99 و نقله المحمودي عن ابن عساكر ج 38 حديث رقم 1139.

[194] انساب الاشراف ج 5 ص 43، والغدير ج 9 ص 32. و ليراجع البداية والنهاية ج 7 ص 165.

[195] المصنف ج 11 ص 334.

[196] قد تقدمت المصادر لذلك.

[197] مروج الذهب ج 3 ص 32 و الغدير ج 10 ص 196 عنه.

[198] الفخري في الآداب السلطانية ص 112 و العقد الفريد ج 4 ص 373 مع تفاوت يسير.

[199] الغدير ج 8 ص 304 عن ابن ابي الحديد.

[200] امالي الشيخ المفيد ص 122.

[201] حياة الصحابة ج 3، ص 260 عن كنز العمال ج 1 ص 228 عن ابن جرير...

[202] العقد الفريد ج 2 ص 112 و بلاغات النساء ص 104 ط دار النهضة و ليراجع صبح الاعشي ايضا.

[203] المصنف لعبدالرزاق ج 11 ص 50.

[204] اخبار الموفقيات ص 334-332 و ليراجع الاغاني ط ساسي ج 19 ص 59 في قضية اخري.

[205] شرح النهج للمعتزلي ج 4، ص 57 والامام الحسن بن علي عليه السلام لآل يس ص 125، والنصائح الكافية ص 72.

[206] البداية والنهاية ج 8، ص 8 و 9.

[207] راجع في ذلك كله و حول كل ما يشير الي التحديد والتقليل في رواية الحديث: المصادر التالية: جامع بين العلم ج 1 ص 42 و 65 و 77 و ج 2 ص 173 و 174 و 135 و 203 و 147، و 159 و 141 و 148 والمصنف لعبدالرزاق ج 11 ص 258 و 262 و 325 و 377 و ج 10 ص 381 و هوامش الصفحات عن مصادر كثيرة، والسنة قبل

التدوين ص 98/97 و 91 و 103 و 113 و 92 و 104 و تذكرة الحفاظ ج 1 ص 5 و 7 و 6 و 8 و 4/3 و شرف اصحاب الحديث ص 88 و 89 و 91 و 92 و 87 و 93 و تاريخ الطبري ج 3، ص 273 و كنز العمال، ج 5 ص 406 عن البيهقي و ج 10 ص 179 و 174 و 180 و مجمع الزوائد ج 1 ص 149 و تأويل مختلف الحديث ص 48 و التراتيب الادارية ج 2 ص 248 و 427 حتي 432 و طبقات ابن سعد ج 6، ص 2 و ج 4 قسم 1 ص 14-13 و ج 3 قسم 1 ص 306 و ج 5 ص 140 و 70 و 173، و ج 2 قسم 2 ص 100 و سنن ابن ماجة ج 1 ص 12 و سنن الدارمي ج 1 ص 85 و ج 2 ص 274 و مكاتيب الرسول ج 1 ص 61 و اضواء علي السنة المحمدية ص 47 و 54 و 55 و منتخب كنز العمال بهامش مسند احمد ج 4 ص 64 و 61 و كشف الاستار عن مسند البزار ج 2 ص 196 و حياة الصحابة ج 2 ص 82 و 569 و 570 و ج 3 ص 257 و 258 و 259 و 272 و 273 و 252 و 630 عن مصادر عديدة، والبداية والنهاية ج 8 ص 106 و 107 و تقييد العلم ص 50 و 51 و 53 و 53 و مستدرك الحاكم ج 1 ص 102 و 110 و تاريخ الخلفاء ص 138 عن

السلفي في الطيورات بسند صحيح، و مشكل الآثار ج 1 ص 499 حتي 501 و مسند احمد ج 2 ص 157 و ج 4 ص 370 و 99 و ج 3 ص 19 والدر المنثور ج 4 ص 159 و وفاء الوفاء ج 1 ص 488 و 483 و تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 6 ص 114 و حلية الاولياء ج 1 ص 160 و مآثر الانافة.

و نقل ايضا في الغدير ج 6 ص 294 حتي 302 و 265 و 263 و 158 و ج 10 ص 351 و 352 عن المصادر التالية: الكامل لابن الاثير ج 2 ص 227 و ابن الشحنة بهامشه ج 7 ص 176 و فتوح البلدان ص 53 و صحيح البخاري ط الهند ج 3 ص 837 و سنن ابي داود ج 2 ص 340 و صحيح مسلم ج 2 ص 234 كتاب الادب.. انتهي.

و نقله في النص والاجتهاد ص 151 عن المصادر التالية: كنز العمال ج 5 ص 239 رقم 4845 و 4860 و 4865 و 4861 و 4862 و الام للشافعي، و شرح النهج للمعتزلي ج 3 ص 120 والمعتصر من المختصر ج 1 ص 459 و ابن كثير في مسند الصديق و صفين ص 248 و التاج المكلل ص 265 و شرح صحيح مسلم للنووي ج 7 ص 127.

و نقل ايضا عن المصادر التالية: قبول الاخبار للبلخي ص 29، والمحدث الفاصل ص 133 والبخاري بحاشية السندي ج 4 ص 88 و صحيح مسلم ج 3 ص 1311 و 1694 والموطأ ج 2 ص 964 و رسالة الشافعي ص 435 و مختصر جامع بيان العلم ص 32 و 33. و ثمة مصادر اخري

لا مجال لتتبعها...

[208] راجع فيما تقدم حول رواية الاسرائيليات و تشجيع القصاصين، المصادر التالية: التراتيب الادارية ج 2 ص 224 حتي 227 و 238 و 345 و 325 و 326 و 327 و اضواء علي السنة المحمدية ص 124. حتي 126 و 145 حتي 192 و شرف اصحاب الحديث ص 14 و 15 و 16 و 17 و فجر الاسلام ص 158 حتي 162 و بحوث في تاريخ السنة المشرفة ص 34 حتي 37 والزهد والرقائق ص 17 و 508 و تقييد العلم ص 34 و في هامشه عن حسن التنبيه ص 192 و عن مسند احمد ج 3 ص 12 و 13 و 56. و راجع ايضا: جامع بيان العلم ج 2 ص 50 و 53 و مجمع الزوائد ج 1 ص 150 و 151 و 191 و 192 و 189 و المصنف لعبد الرزاق ج 6 ص 109 و 110 و هوامشه و مشكل الآثار ج 1 ص 40 و 41 والبداية والنهاية ج 1 ص 6 و ج 2 ص 132 و 134 و كشف الاستار ج 1 ص 120 و 122 و 108 و 109 و حياة الصحابة ج 3 ص 286.

[209] راجع: الصحيح من سيرة النبي ج 1 ص 26.

بل لم يسمحوا بالفتوي الا للامراء، راجع: جامع بيان العلم ج 2 ص 175 و 203 و راجع ص 194 و 174 و منتخب كنز العمال بهامش مسند احمد ج 4 ص 62 و سنن الدارمي ج 1 ص 61 والتراتيب الادارية ج 2 ص 367 و 368 و طبقات ابن سعد ج 6 ص 179 و كنز العمال ج 10 ص

185 عن غير واحد و عن الدينوري في المجالسة، و عن (كر). والمصنف لعبدالرزاق ج 8 ص 301 و في هامشه عن اخبار القضاة لوكيع ج 1 ص 83.

بل ان عثمان يتوعد رجلا بالقتل، ان كان قد استفتي احدا غيره، راجع تهذيب تاريخ دمشق ج 1 ص 54 وحياة الصحابة ج 2 ص 391/390 عنه.

[210] مسند احمد ج 4، ص 393 و في ص 372 يمتنع انس عن الحديث.

[211] راجع: تاريخ الطبري حوادث سنة 35 ج 3 ص 426 و مروج الذهب ج 2 ص 321 و 322 و راجع مستدرك الحاكم ج 3 ص 120 و ج 1 ص 110 و كنز العمال ج 10 ص 180 و تذكرة الحفاظ ج 1 ص 7 و شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 20 ص 20 و سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 317 و 334 و 365 و راجع: التاريخ الاسلامي و المذهب المادي في التفسير ص 208 و 209 والفتنة الكبري ص 17 و 46 و 77 و شرف اصحاب الحديث ص 87 و مجمع الزوائد ج 1 ص 149 و طبقات ابن سعد ج 4 ص 135 و ج 2 قسم 2 ص 100 و 112 و حياة الصحابة ج 2 ص 40 و 41 و ج 3 ص 272 و 273 عن الطبري ج 5 و 134 و عن كنز العمال ج 7 ص 139 و ج 5 ص 239.

و في هذا الاخير عن ابن عساكر: انه جمع الصحابة من الآفاق و وبخهم علي افشائهم الحديث.

[212] البداية والنهاية ج 5 ص 83 و مجمع الزوائد ج 5، ص 204 عن الطبراني. و حياة الصحابة ج

1 ص 199/198 عنهما و عن كنز العمال ج 7 ص 38 و عن البغوي و ابن عساكر و غيرهما.

[213] الفائق للزمخشري ج 3 ص 215 و ج 2 ص 445 والنصائح الكافية ص 175 و لسان العرب ج 13 ص 346 و ج 11 ص 452.

[214] راجع الصحيح من سيرة النبي صلي الله عليه و آله وسلم ج 1 ص 30-27 بالاضافة الي: المصنف ج 2 ص 63 و مسند ابي عوانة ج 2 ص 105 والبحر الزخار ج 2 ص 254 و كشف الاستار عن مسند البزار ج 1 ص 260 و مسند احمد ج 4 ص 428 و 429 و 432 و 441 و 444 والغدير ج 8 ص 166، و راجع ايضا مروج الذهب ج 3 ص 85، و مكاتيب الرسول ج 1 ص 62.

[215] مناقب الشافعي ج 1 ص 419 و عن الوحي المحمدي لمحمد رشيد رضا ص243.

[216] راجع علي سبيل المثال: الكني والالقاب ج 1 ص 414، و لسان الميزان ج 3 ص 405 و تذكرة الحفاظ ج 2 ص 641 و 430 و 434 و ج 1 ص 254 و 276.

و هذا الكتاب مملوء بهذه الارقام العالية، فمن اراد فليراجعه.

و التراتيب الادارية ج 2 ص 202 حتي ص 208 و 407 و 408.

[217] راجع لسان الميزان ج 3 ص 405 و ج 5 ص 228 و الفوائد المجموعة ص 426 و 427 و سائر الكتب التي تتحدث عن الموضوعات في الاخبار، و راجع: المجروحون لابن حبان ج 1 ص 156 و 185 و 155 و 142 و 96 و 63 و ص 65 حول وضع الحديث للملوك.

[218] حياة الصحابة ج 1

ص 505 عن كنز العمال ج 5 ص 114 و عن معاني الآثار للطحاوي ج 1 ص 27.

[219] شرح النهج للمعزتلي ج 12 ص 83.

[220] شرح النهج للمعتزلي الحنفي ج 1 ص 28.

[221] شرح النهج للمعتزلي ج 12 ص 84.

[222] المصنف ج 2 ص 433.

[223] جامع بيان العلم ج 2 ص 194.

[224] راجع كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الاعظم صلي الله عليه و آله وسلم ج 1 ص 27/26 متنا و هامشا.

[225] سرگذشت حديث (فارسي) هامش ص 28 و راجع كنز العمال ج 10 ص 171 و 172 و 122.

[226] تقييد العلم ص 89 و 90 و بهامشه قال: «و في حض علي علي الكتابة انظر: معادن الجوهر للامين العاملي 3:1 «.

[227] التراتيب الادارية ج 2 ص 259 و طبقات ابن سعد ج 6 ص 116 وتاريخ بغداد ج 8 ص 357 و كنز العمال ج 10 ص 156 و تقييد العلم ص 90 و في هامشه عمن تقدم و عن كتاب العلم لابن ابي خيثمه10 والمحدث الفاصل ج 4 ص3.

[228] كنز العمال ج 10 ص 189.

[229] كنز العمال ج 10، ص 129 و رمز له ب (ك، و ابونعيم، و ابن عساكر).

[230] راجع علي سبيل المثال كنز العمال ج 10 كتاب العلم.

[231] تقييد العلم ص 91 و نور الابصار ص 122 و كنز العمال ج 10 ص 153 و سنن الدارمي ج 1 ص 130 و جامع بيان العلم ج 1 ص 99، والعلل و معرفة الرجال ج 1 ص 412 و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 227 و في هامش تقييد العلم عن بعض من تقدم، و عن تاريخ بغداد ج 6 ص 399، و لم

أجده، و عن ربيع الابرار 12 عن علي عليه السلام... و راجع ايضا التراتيب الادارية ج 2 ص 247/246 عن ابن عساكر، و عن البيهقي في المدخل.

[232] تقييد العلم ص 91.

[233] التراتيب الادارية ج 2 ص 366.

[234] مناقب الشافعي ج 1 ص 367، و راجع ص 450.

[235] مجموعة المسائل المنيرية ص 32.

[236] ابن حنبل لابي زهرة ص 255/251 و مالك، لابي زهرة ص 290.

[237] ابن حنبل لابي زهرة ص 255/254 عن ارشاد الفحول للشوكاني ص 214.

[238] فواتح الرحموت في شرح مسلم الثبوت المطبوع مع المستصفي ج 2 ص 186 و راجع التراتيب الادارية ج 2 ص 367/366.

[239] المصنف لعبدالرزاق ج 10 ص 57.

[240] الغدير ج 6 ص 112/111 عن عدة مصادر.

[241] راجع: سنن ابي داود ج 4، ص 291 و سنن البيهقي ج 9 ص 310 و تيسير الوصول ط الهند ج 1 ص 25 والنهاية لابن الاثير ج 1 ص 283 والاصابة ج 3 ص 388 والغدير ج 6 ص 310/319 عنهم و عن الاسماء و الكني للدولابي ج 1 ص 85.

[242] كنز العمال ج 1 ص 332 و رمر له ب (كر) و كشف الغمة للشعراني ج 1 ص 6 و النص له... و في رسالة عمر بن عبدالعزيز لابي بكر، و محمد بن عمرو بن حزم: «اكتب الي بما ثبت عندك من الحديث عن رسول الله، و بحديث عمر، فاني الخ» سنن الدارمي ج 1 ص 126. لكن في تقييد العلم ص 105 و 106 و هوامشه: «او حديث عمرة بنت عبدالرحمن» و هي امرأة انصارية اكثر ما تروي عن عائشة».

[243] المصنف لعبدالرزاق ج 1 ص 382.

[244] راجع: الثقات لابن حبان ج 1 ص 4 و حياة الصحابة ج 1 ص 12،

و عن كشف الغمة للشعراني ج 1 ص 6.

[245] سنن البيهقي ج 3 ص 144، والغدير ج 8 ص 100 عنه.

و لتراجع رواية صالح بن كيسان والزهري في تقييد العلم ص 107/106 و في هامشه عن العديد من المصادر و طبقات ابن سعد ج 2 قسم 2 ص 135.

[246] راجع قصة الشوري في اي كتاب تاريخي شئت...

[247] حياة الصحابة ج 3 ص 505 عن تاريخ الطبري ج 3 ص 446.

[248] راجع البداية والنهاية ج 7 ص 154 و حياة الصحابة ج 3 ص 508/507 عن كنز العمال ج 4 ص 239 عن ابن عساكر والبيهقي، والغدير ج 8 ص 102/101 عن المصادر التالية: انساب الاشراف ج 5 ص 39 و الطبري ج 5 ص 56 حوادث سنة 29، والكامل لابن الاثير ج 3 ص 42 والبداية والنهاية ج 7 ص 154، و ابن خلدون ج 2 ص 386.

[249] راجع: الكافي، ج 4، ص 519/518 والوسائل ج 5 ص 501/500 و حاشية ابن التركماني ذيل سنن البيهقي ج 3 ص 145/144 والغدير ج 8 ص 100 عنه و عن المحلي ج 4 ص 270 و ليراجع الغدير ج 8 ص 116-98.

[250] بهج الصباغة ج 12 ص 203.

[251] راجع: المصنف لعبدالرزاق ج 11 ص 201.

[252] راجع: شرح النهج للمعتزلي ج 5 ص 130 والموطأ المطبوع مع تنوير الحوالك ج 2 ص 135، و سنن البيهقي ج 5، ص 280 و سنن النسائي ج 7 ص 277، و اختلاف الحديث للشافعي بهامش الام ج 7 ص 23 و الغدير ج 10 ص184 عن بعض من تقدم.

[253] المصنف لعبدالرزاق ج 9 ص 188 و سنن البيهقي ج 6 ص 174.

[254] المصنف لعبدالرزاق ج 3

ص 388.

[255] لسان الميزان ج 6 ص 89.

[256] راجع ايضا المصنف لعبدالرزاق ج 11 ص 259/258 و ج 9 ص 88 و 476/475 و طبقات ابن سعد ج 2 قسم 2 ص 136-134.

[257] راجع عهد الاشتر في نهج البلاغة، بشرح عبده ج 3 ص 105 و عهد الاشتر موجود كثير من المصادر.

[258] الملل والنحل ج 1 ص 24.

[259] البداية والنهاية ج 8 ص 51.

[260] راجع: تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 230، و عيون الاخبار لابن قتيبة ج 2 ص 314، و حياة الحسن بن علي عليه السلام للقرشي ج 1 ص 439 عنه، و ليراجع حول التقية كتابنا: الصحيح من سيرة النبي صلي الله عليه و آله وسلم ج 2 ص 46-40.

و كلمات الامام الحسين عليه السلام عند قبر اخيه - حسب نص ابن قتيبة هي: «رحمك الله ابامحمد، ان كنت لتباصر الحق مظانه، و تؤثر الله عند تداحض الباطل في مواطن التقية بحسن الروية، و تستشف جليل معاظم الدنيا بعين لها حاقرة، و تفيض عليها يدا طاهرة الاطراف، نقية الاسرة، و تردع بادرة غرب اعدائك بايسر المؤونه، و لاغرو و انت ابن سلالة النبوة و رضيع لبان الحكمة، فالي روح و ريحان و جنة نعيم، اعظم الله لنا ولكم الاجر عليه، و وهب لنا و لكم السلوة و حسن الاسي عنه».

[261] يونس 82.

[262] الامام الحسن لآل يس ص 108 و شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 22 و عن الامامة والسياسة ج 1 ص 150 و 156 و عن الصواعق المحرقة ص 81.

[263] راحع شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 15 و 46 و مقاتل الطالبيين.

[264] البداية والنهاية ج 6 ص 200.

[265] الامام الحسن بن علي لآل يس 114-110 عن

المصادر التالية: تاريخ الطبري ج 5 ص 534 و 537/536 والكامل لابن الاثير ج 3 ص 205 والبداية والنهاية ج 6، ص 221 و 220 و تاريخ أبي الفداء ج 1 ص 183 و مروج الذهب ج 2 ص 340.

[266] تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 232.

[267] المصنف ج 1 ص 291.

[268] تقدمت المصادر لذلك.

[269] البحار ج 44 ص 2 و ليراجع كلام الصدوق رضوان الله تعالي عليه في البحار ج 44 ص 19-2 و في علل الشرايع ج 1 ص 212 فما بعدها..

[270] راجع التراتيب الادارية ج 1 ص 142.

[271] كنز العمال ج 4 ص 274.

[272] راجع: الامام الحسن بن علي، لآل يس ص 110 و 114 و عن شرح نهج البلاغة.

[273] امالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 172 والاحتجاج ج 2 ص 8 و البحار ج 44 ص 22 و 63 و ج 10 ص 142 و بهج الصباغة ج 3 ص 448.

[274] راجع: شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 34 ستأتي بقية المصادر حين الكلام تحت عنوان: هل كان الامام الحسن (ع) عثمانيا حين ذكر الشواهد علي انه كان مدافعا قويا عن حق ابيه في النموذج رقم 4.

[275] الاخبار الطوال ص 221 و راجع ص 220.

[276] الاخبار الطوال ص 222.

[277] الامام الحسن بن علي، لآل يس ص 149.

[278] الاخبار الطوال ص 220 و 221 والبحار ج 44 ص 2 و غير ذلك كثير.

[279] راجع: البحار، ج 44 ص 151 و 152 و 156 و 143 و 141 و 142 و 154 عن عيون المعجزات، و المعتزلي، والكافي، و علل الشرايع، و أمالي المفيد، والخرايج والجرايح، و غير ذلك، والفتوح لابن اعثم ج 4 ص 208/207 عن الترجمة

الفارسية، والمناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 44، و امالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 161 و علل الشرايع ج 1 ص 225 و الخرايج والجرايح ص 223 و تذكرة الخواص ص 213 و مقاتل الطالبيين ص 74 و 75 والاخبار الطوال ص 221 و شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 14 و 15 و 51/50 و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 225 و كتاب الفتن لنعيم بن حماد (مخطوط) الورقة 40، و تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 230/229 والجوهرة في نسب الامام علي و آله ص 32 و وفاء الوفاء ج 2 ص 548 و صلح الحسن لآل يس ص 32 و مجمع الزوائد ج 9 ص 178 و مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 139 و كشف الغمة للاربلي ج 2 ص 211 و 212 والارشاد للمفيد ص 212 و 213 و حليم أهل البيت الامام الحسن بن علي ص 252 و ذخائر العقبي ص 142 و اثبات الوصية ص 160 والاستيعاب بهامش الاصابة ج 1 ص 377 و انساب الاشراف بتحقيق المحمودي ج 3 ص 62 و 60 و 61 و 64 و 65 عن تاريخ ابن عساكر ج 12 ص 63 و ج 64 ص 99 و غيرها، و نقل عن اثبات الهداة ج 5 ص 170 و عن الكافي ج 1 ص 304 و عن الخرايج و عن نظم درر السمطين ص 203 و الغدير ج 11 ص 14.

[280] وفاء الوفاء ج 2 ص 548 عن الكازروني شارح المصابيح، و قال: انه سأل جمعا من العلماء فذكر له بعضهم ذلك.

[281] الخطبة الشقشقية في نهج البلاغة.

[282] راجع بحث: الحب في التشريع الاسلامي في

كتابنا: دراسات و بحوث في التاريخ والاسلام ج 2 للمؤلف.

[283] راجع: تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 80 عن ابي نعيم، و غيره، و انساب الاشراف، بتحقيق المحمودي ج 3 ص 27/26 بسند صحيح عندهم والصواعق المحرقة ص 175 عن الدار قطني، والمناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 40 عن فضائل السمعاني، و ابي السعادات، و تاريخ الخطيب، و سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 529، و اسعاف الراغبين، بهامش نور الابصار ص 123 عن الدار قطني، و شرح النهج للمعتزلي ج 6 ص 43/42 و مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 93 و ينابيع المودة ص 306 و حياة الصحابة ج 2 ص 494 عن الكنز و ابي سعد و ابي نعيم والحابري في جزئه والغدير ج 7 ص 126 عن السيوطي، و عن الرياض النضرة ج 1 ص 139، و عن كنز العمال ج 3 ص 132. و حياة الحسن للقرشي ج 1 ص 84 عن بعض من تقدم.

[284] راجع: مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 145، والاصابة ج 1 ص 333 و قال سنده صحيح و أمالي الطوسي ج 2 ص 314/313 و اسعاف الراغبين بهامش نور الابصار ص 123 و حياة الصحابة ج 2 ص 495 عن كنز العمال، ج 7 ص 105 عن ابن كثير و ابن عساكر و ابن سعد و ابن راهويه والخطيب والصواعق المحرقة ص 175 عن ابن سعد، و غيره، والاحتجاج للطبرسي ج 2 ص 13، والمناقب لابن شهرآشوب ج 4، ص 40، و تاريخ بغداد ج 1 ص 141، و كشف الغمة للاربلي ج 2 ص 42، و حياة الحسن للقرشي ج 1 ص 84، والامام الحسين للعلايلي ص 305 عن الاصابة، و صححه، و ينابيع المودة ص

168، و تذكرة الخواص، 235، و سيرة الأئمة الاثني عشر للحسني ج 2 ص 15 و كفاية الطالب ص 224 عن مسند احمد، و ابن سعد و تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 324 و تهذيب التهذيب ج 2 ص 346 و صححه، و فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج 3 ص 369 و هامش انساب الاشراف بتحقيق المحمودي ج 3 ص 27 عن تاريخ دشمق لابن عساكر ج 13 ص 15، او 110 بعدة اسانيد، و ترجمة الامام الحسين من تاريخ دمشق بتحقيق المحمودي ص 141 و 142 و في هامشه عن ابن سعد ج 8 في ترجمة الامام الحسن و عن كنز العمال ج 7 ص 105 عن ابن راهويه و غيره والغدير ج 7 ص 126 عن ابن عساكر.

[285] سيرة الائمة الاثني عشر للسيد هاشم معروف الحسني ج 1 ص 532/531 و راجع: اسد الغابة ج 1 ص 208، و قاموس الرجال ج 2 ص 239.

[286] راجع قاموس الرجال ج 2 ص 240/239.

[287] راجع: الغدير ج 1 ص 198 عن ابن عقدة و مروج الذهب ج 2 ص 431 و 432 والمناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 11 و 12 و ينابيع المودة ص 482.

[288] راجع: الغدير ج 1 و دلائل الصدوق ج 3 و غير ذلك كثير.

[289] راجع: الغدير ج 1 و دلائل الصدوق ج 3 و غير ذلك كثير.

[290] راجع مكاتيب الرسول ج 1 من ص 59 حتي ص 89 فقد اسهب القول حول هذه الكتب و استشهادات الائمة بها، و غير ذلك.

و من الطريف في الامر: اننا وجدنا العباسيين يحاولون ان يدعوا: ان عندهم صحيفة الدولة، و لكنها تنتهي الي محمد بن الحنفية، ثم الي علي عليه السلام.

و قد اشرنا الي ذلك في كتابنا: الحياة السياسية للامام الرضا عليه السلام...

بل لقد حاول الامويون ان يدعوا مثل ذلك ايضا راجع: محاضرات الراغب ج 2 ص 343.

[291] الناقة السلوب: التي مات ولدها، او القته لغير تمام، و ازلقت الفرس: اجهضت، اي القت ولدها قبل تمامه.

[292] مرقت البيضة: فسدت.

[293] المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 10 والبحار ج 43 ص 355/354 و 335 عنه و عن العدد، و حياة الحسن عليه السلام للقرشي ج 1 ص 87/86.

و قد ذكر القضية لكن بدون احالة السؤال علي الامام الحسن كل من: ذخائر العقبي ص 82 و احقاق الحق ج 8 ص 207 و فرائد السمطين ج 1 ص 343/342 و الغدير ج 6 ص 43 عن بعض من تقدم، و عن كفاية الشنقيطي ص 57 والرياض النضرة ج 2 ص 50 و 194 و في هامش ترجمة أميرالمؤمنين لابن عساكر ج 3 ص 43/42 بتحقيق المحمودي عن بعض من تقدم و عن تاريخ ابن عساكر ج 49 ص 83، او 498 ترجمة محمد بن الزبير.

[294] المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 11. والآية في سورة المائدة 34.

[295] راجع: نورالابصار ص 121 و تهذيب تاريخ دمشق ج 4 ص 221/220 و حلية الاولياء ج 2 ص 36 والبداية والنهاية ج 8 ص 39 و حياة الحسن عليه السلام للقرشي ج 1 ص 140-138 و كشف الغمة ج 2 ص 195/194 والفصول المهمة للمالكي 144 و معاني الاخبار ص 243 و 245 و تحف العقول ص 159/158 و عن شرح النهج للمعتزلي ج 4 ص 250 و عن البحار ج 17 و عن ارشاد القلوب للديلمي ج 1 ص 116 و عن مطالب السؤل.

[296] تفسير فرات

ص 8 و عن البحار ج 7 ص 150 ط عبدالرحيم.

[297] العقد الفريد ج 6 ص 268 و ليراجع البحار ج 43 ص 357.

[298] اثبات الوصية: ص 157 و 158، والاحمدي عن البحار ج 14 ط كمپاني ص 396 والاحتجاج مرسلا مثله، و عن المحاسن و علي بن ابراهيم.

[299] البحار ج 43 ص 325 و عيون اخبار الرضا ج 1 ص 66 و تحف العقول ص 162-160. و نقل عن المعتزلي ج 10 ص 131-129، والظاهر ان ثمة اشتباها في الارقام.

[300] راجع: ربيع الابرار ج 1 ص 722.

[301] البحار، ج 43، ص 335.

[302] الاحمدي عن البحار ط عبدالرحيم ج 7 ص 96 و99 عن فرات و عن كنز الفوائد و معادن الحكمة ج 2 ص 173 عن الكافي و بصائر الدرجات.

[303] البحار ج 43 ص 328 و 337.

[304] البحار ج 48 ص 337 و الخرايج والجرائح ص 221.

و ثمة روايات اخري تدخل في هذا المجال، فليراجع علي سبيل المثال: البحار ج 44 ص 100 و 101 عن الاحتجاج عن سليم بن قيس.

[305] حول سياسة عمر في العطاء، راجع ما تقدم من مصادر حين الكلام علي التمييز العنصري.

و راجع: تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 154/153 و تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 321 و سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 533 و الامام الحسين للعلايلي ص 309 و شرح النهج للمعتزلي ج 8 ص 111 و فتوح البلدان للبلاذري، القسم الثالث ص 566-548 و غير ذلك..

[306] راجع: ما تقدم حين الكلام حول سياسة التمييز العنصري.

[307] الامام الحسين للعلايلي هامش ص 309 عن تذكرة الخواص. و يري المحقق العلامة الاحمدي حفظه الله: ان تعليل عمر هذا

لفعله ذاك، لعله كان يرمي الي الاشارة الي ان ما فعله لم يكن الا لاجل انتسابهما لرسول الله صلي الله عليه و آله وسلم، لا لأجل ما يتحليان به من خصائص و مزايا. و لعله يتعمد صرف الانظار عن ذلك.

و اقول لكننا مع ذلك، نفهم انه لم يكن بامكانه تجاهلهما، و ان كان يمكن ان يكون هدفه من تعليله ذاك هو ما ذكر.

[308] الامامة والسياسة ج 1 ص 24 و 25.

[309] مناقب آل أبي طالب ج 4، ص 364 و معادن الحكمة ص 192 و عيون اخبار الرضا ج 2 ص 140 و البحار ج 49 ص 140 و 141، والحياة السياسية للامام الرضا عليه السلام ص 306. عنهم.

[310] شرح النهج للمعتزلي ج 8 ص 253 و الغدير ج 8 ص 301 عنه، و اشار الي ذلك اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 172، و عن: الوافي ج 3، ص 107 والبحار ج 22 ص 412 و 436. و راجع ايضا روضة الكافي ج 8 ص 207.

[311] راجع: مروج الذهب، ج 2 ص 342-339 و شرح النهج للمعتزلي ج 8 ص 255-252 و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 173/172 و الفتوح لابن اعثم ج 2 ص 159 و 160.

[312] الفتوحات الاسلامية ج 1 ص 175 والكامل لابن الاثير ج 3 ص 109 و تاريخ الطبري ج 3 ص 323، و فتوح البلدان للبلاذري بتحقيق المنجد، قسم 2 ص 411، و تاريخ ابن خلدون ج 2 قسم 2 ص 135، والبداية والنهاية ج 7 ص 154، و حياة الامام الحسن عليه السلام للقرشي ج 1 ص 96، و سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 536 و ج 2 ص 17 عن

ابن خلدون والطبري.

[313] ذكر اخبار اصفهان ج 1 ص 44 و راجع ص 43 و 47.

[314] تاريخ جرجان ص 7.

[315] العبر (تاريخ ابن خلدون) ج 2 قسم 1 ص 128 و حياة الحسن عليه السلام للقرشي ج 1 ص 95 و سيرة الائمة الاثني عشر ج 2 ص 18-16 و ج 1 ص 535 عن ابن خلدون و عن الاستقصاء في أخبار المغرب الاقصي للناصري السلاوي ج 1 ص 39.

[316] راجع: حياة الحسن عليه السلام للقرشي ج 1 ص 95 و 96 و سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 و ج 2 ص 18-16.

[317] سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 536 و راجع ص 317.

[318] سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 534 و راجع صفحة 317.

[319] راجع: التراتيب الادارية ج 1 ص 477 و 248،

و قد ارسل النبي صلي الله عليه و آله وسلم مصعب بن عمير الي المدينة ليعلمهم، كما انه صلي الله عليه و آله وسلم في عهده لعمرو بن حزم يأمره بتعليمهم (راجع مكاتيب الرسول كتابه (ص) لعمرو بن حزم).

و في التراتيب الادارية ج 1 ص 41: ان النبي صلي الله عليه و آله يتهدد من لا يعلم جيرانه. و في البخاري هامش فتح الباري ج 1 ص 166 يقول النبي صلي الله عليه و آله لوفد عبدالقيس: «ارجعوا الي اهليكم فعلموهم».

و في غزوة بئر معونة قتل العشرات ممن أرسلهم النبي صلي الله عليه و آله وسلم لتعليم الناس أحكام الدين.

و ليراجع غزوة الرجيع و غير ذلك كثيرا جدا لا مجال لتتبعه..

و لكن قال بعض المحققين: ان قسطا عظيما من الفتوح الاسلامية كان في ايران، و نري كثيرا من العلماء والمتعبدين من الايرانيين في زمن

التابعين، و لا يمكن ذلك الا بالتعليم والارشاد، من قبل الصحابة والتابعين و اهل المدينة، فعدم ذكر هذه الارشادات لا يدل علي عدم وجودها.

و نقول: ان ما ذكره قد كان بعد عشرات السنين من هذه الفتوحات... كما ان كمية العلماء والمتعبدين التي اشار اليها، لا تتناسب مع حجم الفتوحات.

كما انهم انما كان المتعبدون منهم ممن يعيشون في المناطق القريبة من البلاد الاسلامية، اما ما بعد عنها فلا نجد شيئا يذكر من ذلك علي ما يبدو...

و علي كل حال، فان ذلك رغم انه لم يكن في المستوي المطلوب، و لا في المناطق البعيدة، و كان بعد مضي جيل اوجيلين او اكثر لم يكن نتيجة لجهود الهيئة الحاكمة، بل هي جهود افراد مخصوصين دفعهم شعورهم بالمسؤولية، و لا سيما أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام طيلة ايام حكمه، ثم جهود سائر الائمة، و الصحابة المخلصين.

[320] راجع علي سبيل المثال: تاريخ ابن خلدون ج 2 قسم 2 ص 131 و 132 و 133 والبداية والنهاية ج 7 ص 152 و 155 و 165 و 121 و ليراجع: الفتوح لابن اعثم الترجمة الفارسية ص 85 و الكامل لابن الاثير ج 3 ص 465 و تاريخ الطبري ج 3 ص 325 والفتوحات الاسلامية لدحلان ج 1 فان فيه الكثير من الموارد و راجع المختصر في اخبار البشر ج 1 ص 186.

[321] الحجرات 14.

[322] لذلك شواهد كثيرة في النصوص التاريخية، لا مجال لا يرادها الآن.

[323] لسان الميزان ج 6، ص 136 و ميزان الاعتدال ج 4 ص 227.

[324] كشف الغمة للاربلي ج 2 ص 165 والارشاد للمفيد ص 193 و اعيان الشيعة ج 4 قسم 1 ص 50 و 51.

[325] الغارات للثقفي ج 2 ص 552.

[326]

اختيار معرفة الرجال ص 6.

[327] شرح النهج للمعتزلي الحنفي ج 8 ص 77.

[328] الكامل لابن الاثير، ج 3، ص 92 و 93 و تاريخ الطبري ج 3 ص 313.

[329] البداية والنهاية ج 9 ص 78 و 81 والكامل لابن الاثير ج 4، ص 545.

[330] تاريخ الطبري، ج 3، ص 324 والكامل لابن الاثير، ج 3، ص 110 والبداية والنهاية ج 7 ص 154.

[331] الفتوحات الاسلامية لدحلان ج 1 ص 53 والكامل لابن الاثير ج 2 ص 493 و تاريخ الطبري ج 3 ص 98.

[332] البداية والنهاية ج 9 ص 260/259.

[333] الكامل لابن الاثير ج 3 ص 465.

[334] الكامل لابن الاثير ج 2 ص 448.

[335] قد تقدم نموذج من ذلك بالنسبة لابي سفيان، و غيره...

[336] كما جري لابي ذر، و ابن مسعود، و عمار و غيرهم... و لا سيما في عهد معاوية فمن بعده...

[337] حتي كانوا يعتبرون السواد بستانا لقريش، والقضية معروفة...

[338] راجع: طبقات ابن سعد ج 3 قسم 1 ص 221 و شرح النهج للمعتزلي ج 2 ص 66 و منتخب كنز العمال بهامش مسند احمد ج 4 ص 383 و 389 و حياة الصحابة ج 3 ص 476 و ج 2 ص 36 و 37 و 256 والتراتيب الادارية ج 1 ص 13 و عن كنز العمال ج 3 ص 454 و ج 2 ص 317 و عن نعيم بن حماد في الفتن.

[339] قد تقدم بعض المصادر لذلك.

[340] الفتوحات الاسلامية لدحلان ج2 ص290 و حياة الصحابة ج 2 ص 256 عن كنز العمال ج 2 ص 317. و طبقات ابن سعد ج 3 ص 219 وعن ابن جرير و ابن عساكر.

[341] راجع: مشاكلة الناس لزمانهم ص 12 حتي 18 و مروج الذهب و الغدير ج 8 و

ج 9 و جامع بيان العلم ج 2 ص 17 و 16 و البداية والنهاية ج 7 ص 164 و ربيع الابرار ج 1 ص 830 والتراتيب الادارية ج 2 ص 29-24-32 و 395 و 424 و 397 حتي ص 405 و 420 و 424 و 435 والعقد الفريد ج 4 ص 324-322 و حياة الصحابة ج 2 ص 250-241. و غير ذلك كثير.

[342] السيادة العربية والشيعة والاسرائيليات ص 32 و 25 و 24 و غير ذلك من صفحات، ترجمة الدكتور حسن ابراهيم حسن، و محمد زكي ابراهيم.

و في البداية والنهاية ج 9 ص 325: ان دخل خالد القسري كان عشرة ملايين دينار سنويا.

[343] جامع بيان العلم ج 2 ص 17.

[344] راجع طبقات ابن سعد ج 3 قسم 1 ص 221 و 222 و منتخب كنز العمال بهامش مسند احمد ج 4 ص 411 و حياة الصحابة ج 2 ص 301.

[345] الفتوحات الاسلامية لدحلان ج 2 ص 55 و التراتيب الادارية ج 2 ص 405 والبحر الزخار ج 4 ص 100.

و قيل: عشرة آلاف.

[346] طبقات ابن سعد ج 3 ص 219 والفتوحات الاسلامية لدحلان ج 2 ص 390 و حياة الصحابة ج 2 ص 256 عن ابن سعد، و عن كنز العمال ج 2 ص 317 و عن ابن جرير، و ابن عساكر.

[347] جامع بيان العلم ج 2 ص 17.

[348] الخراج ص 51.

[349] المصنف لعبدالرزاق ج 6 ص 367 و راجع 268 والبيهقي ج 7 ص 209.

[350] جامع بيان العلم ج 2 ص 17.

[351] مستدرك الحاكم ج 3 ص 443/442 و تلخيصه للذهبي بهامشه و حياة الصحابة ج 2 ص 80 و 81 عنه و راجع: الاستيعاب ج 1 ص

316 و الاصابة ج 1 ص 347.

[352] راجع: المصنف لعبدالرزاق ج 11 ص 245 فما بعدها، و راجع: تاريخ جرجان ص 108/107.

[353] راجع ذلك، و حول ضرب الجزية علي من اسلم: تاريخ الدولة العربية ص 235 و تاريخ التمدن الاسلامي، المجلد الاول ص 274/273 و المجلد الثاني ص 360 عن ابن الاثير ج 4 ص 261 و 68 و 225 و ج 5 ص 111 و 48 و 24 و ابن خلكان ج 2 ص 277 والعراق في العصر الاموي ص 66 عن الاموال لابي عبيد ص 48 والفتوحات الاسلامية ج 1 ص 249، و فجر الاسلام ص 96 عن ابن الاثير 179/4.

[354] المصنصف لعبدالرزاق ج 6 ص 94 و لا بأس بمراجعة: السيادة والشيعة والاسرائيليات ص 56-26.

[355] سنن البيهقي ج 9 ص 216 و المصنف لعبدالرزاق ج 6 ص 50.

[356] الرفع: الارض الكثيرة التراب، يقال: «جاء بمال كرفغ التراب: اي في كثرته..» اقرب الموارد ج 1 ص 419.

[357] العراق في العصر الاموي ص 11 عن الطبري ج 4 ص 9، و لا باس بمراجعة الكامل لابن الاثير ج 2 ص 488.

[358] المصنف ج 5 ص 222 و 223 و سنن البيهقي ج 9 ص 94.

[359] كنز العمال ج 15 ص 330 عن ابي نعيم، الحسن بن سفيان.

[360] شرح النهج للمعتزلي ج 13 ص 300.

[361] المحبر ص 306/305 و راجع: الاعلاق النفيسة ص 213 و نسب قريش لمصعب 318/319 و ربيع الابرار ج 1 ص 328.

[362] الشعر والشعراء ص 349.

[363] حياة الصحابة ج 1 ص 104 والاصابة ج 1 ص 108.

[364] المصنف لعبد الرزاق ج 7 ص 178/177.

[365] التراتيب الادارية ج 1 ص 102 عن ابن سعد ج 6 ص 109 و

حلية الاولياء ج 9 ص 34 و عن كنز العمال 50/5 عن ابن سعد، و سعيد بن منصور، و ابن المنذر، و ابن ابي شيبة و ابن ابي حاتم.

[366] عيون الاخبار لابن قتيبة ج 1 ص 43 و الدر المنثور ج 2 ص 291 عن ابن ابي حاتم والبيهقي في شعب الايمان.

[367] راجع كتابنا: دراسات و بحوث في التاريخ والاسلام، المجلد الاول، بحث: الامام السجاد باعث الاسلام من جديد.

[368] راجع: المحاسن والمساوي ج 2 ص 222 و نسب قريش لمصعب ص 130/129 و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 229.

[369] يلاحظ: ان هؤلاء قد كانوا عماله باستثناء عمرو بن العاص، فانه كان معزولا آنئذ.

[370] ان من الطريف جدا: ان يستشير عثمان نفس اولئك الذين يطالب الناس بعزلهم في نفس أمر العزل هذا؟!..

[371] التجمير: حبس الجيش في ارض العدو.

[372] تاريخ الطبري ج 3 ص 373 و 374 حوادث سنة 34 ه. و راجع:الفتوح لابن اعثم ج2 ص 179 و مروج الذهب ج 2 ص 337 و انساب الاشراف ج 5 ص 89.

[373] النصائح الكافية ص 86 والامامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 31.

[374] تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 238.

[375] نهج البلاغة، بشرح عبده ج 1 ص 153.

[376] راجع الوسائل ج 11 ص 32 فصاعدا والكافي ج 5 ص 20 والتهذيب ج 6 ص 134 فصاعدا.

[377] التهذيب ج 6 ص 127، والكافي ج 5 ص 19، والوسائل ج 11 ص 32.

[378] راجع الوسائل ج 11 ص 21 و 22 عن قرب الاسناد ص 150 و التهذيب ج 6 ص 134 و 125 و 126 و الكافي ج 5 ص 21.

[379] الوسائل ج 11 ص 22 عن قرب الاسناد ص 150 والكافي ج 5 ص 21 والتهذيب

ج 6 ص 125.

[380] الوسائل ج 11 ص 34 عن علل الشرايع ص 159 و عن الخصال ج 1 ص 163.

[381] الفتوح لابن اعثم، الترجمة الفارسية ص 126.

[382] هو المحقق البحاثة السيد مهدي الروحاني حفظه الله.

[383] نهج البلاغة، بشرح عبده ج 2 ص 212 و تاريخ الطبري حوادث سنة 37 ج 4 ص 44 و الفصول المهمة للمالكي ص 82 و شرح النهج للمعتزلي ج 1 ص 244 والاختصاص ص 179 و تذكرة الخواص ص 324.

[384] سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 534 ص 317..

و اعتذر بذلك ايضا المحقق البحاثة السيد مهدي الروحاني، الذي كتب هنا ما ملخصه: انهم كانوا يخافون منه، اذ لو كان عليه السلام مكان سعد بن ابي وقاص، مع ما يتحلي به من مؤهلات تامة و كاملة، من العلم و قوة البيان، والسياسة، والقرابة القريبة منه صلي الله عليه و آله وسلم، و شهادة الصحابة له بالتقدم في كل فضيلة، و مع ماله من سوابق، حسنة، و مآثر كريمة - انه لو كان والحالة هذه مكان سعد بن ابي وقاص - هل يكون مأمونا من ان يرجع بجيشه، او بطائفة عظيمة منه و ينحي الخليفة عن مركزه، و يجري حكم الله فيه حسبما يراه؟!..

و نقول: انهم لربما كانوا يفكرون بمثل ذلك.. و لكن الامام عليا عليه السلام لم يكن ليقدم علي امر كهذا.. لأن فيه خطرا علي الاسلام.. كما أنهم كانوا يعلمون بان النبي (ص) قد عهد اليه أن لا يبادر الي اي عمل من هذا القبيل.

[385] مروج الذهب ج 2 ص 310/309.

[386] فتوح البلدان بتحقيق صلاح الدين المنجد، القسم الاول ص 313.

[387] هذه الشهادة تدفع ما يدعي: من انه لم يكن له بصر في السياسة،

كما يحاول ان يدعي المغرضون.

[388] هذه الكلمات تدل علي مدي ما كان يتمتع به أميرالمؤمنين من احترام و تقدير لدي الناس جميعا، بحيث لو لم يقاتل لم يقاتل احد من الناس!! و ان كانوا ربما لا يقاتلون معه لو ارادهم علي ذلك...

[389] الفتوح لابن اعثم ج 1 ص 72.

[390] شرح النهج للمعتزلي ج 12 ص 78.

[391] و قد كتب المحقق البحاثة الشيخ علي الاحمدي الميانجي هنا مايلي: انه هل يمكن للخليفة الذي عزل خالد بن سعيد بن العاص عن امارة الجيش، لميله الي علي عليه السلام - هل يمكن - ان يرغب في تولية علي عليه السلام هنا؟! اللهم الا ان يكون هناك تخطيط بان يقوم بعرض ذلك عليه، فان قبله، فان ذلك يكون تأييدا لخلافتهم، ثم يعزلونه ايذانا منهم للناس بعدم كفايته... فيربحون في الحالتين... او يقال: ان الظروف في عهد ابي بكر تخلتف عنها في عهد عمر.

[392] تاريخ جرجان ص 9.

[393] راجع: الصواعق المحرقة ص 116/115، و مروج الذهب ج 2 ص 345/344، والامامة والسياسة ج 1 ص 44 و 42 و 43 و انساب الاشراف ج 5 ص 70 و 69 و 74 و 80 و 93 و 95 والبدء والتاريخ ج 5 ص 206، و تاريخ مختصر الدول ص 105 و سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 527 و 540 عن ابن كثير، و تاريخ الطبري ج 3 ص 418 و 419 ودلائل الصدق ج 3 قسم 1 ص 193 عن بعض من تقدم و عن ابن الاثير، و ابن عبدالبر، والفخري في الاداب السلطانية ص 98 و فيه: ان الحسن قاتل قتالا شديدا، حتي كان يستكفه، و هو يقاتل عنه، و يبذل نفسه دونه والعقد الفريد

ج 4 ص 290 و 291.

[394] راجع: حياة الحسن عليه السلام للقرشي ج 1 ص 116/115.

[395] شرح النهج للمعتزلي ج 3 ص 8.

[396] سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 428.

[397] الامام الحسن بن علي عليه السلام لآل يس ص 51/50.

[398] راجع: الغدير ج 9 ص 77-69 عن مصادر كثيرة.

[399] نهج البلاغة ج 1 ص 72 بشرح عبده، الخطبة رقم 29.

[400] الفتوح لابن اعثم ج 2 ص 255.

[401] الصواعق المحرقة ص 53 والنصائح الكافية ص 88 عن الدار قطني.

[402] نهج البلاغة، بشرح عبده ج 2 ص 261، و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 189 عن العديد من المصادر، و بهج الصباغة ج 6 ص 79 عن الطبري، وفيه: والله، ما زلت أذب عنه حتي اني لاستحيي الخ...

[403] راجع: هذه الاجوبة في: كتاب الغدير ج 9 ص 70 - بل راجع من ص 69 حتي ص 77.

[404] نهج البلاغة، بشرح عبده ج 2 ص 261 و بهج الصباغة ج 6 ص 79 عن الطبري، و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 189 عن العديد من المصادر، والغدير ج 9 ص 62-60 و 69 عن مصادر اخري ايضا.

[405] الغدير ج 9 ص 71 عن العقد ج 2 ص 274 و عن الامامة والسياسة ج 1 ص 30.

[406] شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 154 والنصائح الكافية ص 20 عن البلاذري، والامام علي بن ابي طالب سيرة و تاريخ ص 166.

[407] شرح النهج للمعتزلي ج 3 ص 411 ط قديم، والغدير ج 9 ص 150 والنصائح الكافية ص 20 عن الكامل، والبيهقي في المحاسن و المساوي، والامام علي بن ابي طالب عليه السلام سيرة و تاريخ ص 167 عن الاول.

[408] راجع نهج البلاغة ج 3 ص 70 ط عبده

والنصائح الكافية ص 20 و شرح النهج للبحراني ج 5 ص 81 و عن شرح المعتزلي ج 4 ص 57.

[409] الامامة والسياسة ج 1 ص 110/109 والغدير ج 9 ص 151 عنه، و عن شرح النهج للمعتزلي ج 1 ص 260.

[410] وقعة صفين ص 188/187، و تاريخ الطبري ج 3 ص 570، والغدير ج 9 ص 151، عنهما و عن الكامل لابن الاثير ج 3 ص 123 و عن شرح النهج للمعتزلي ج 1 ص 342.

[411] تاريخ الطبري ج 3 ص 402.

[412] شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 155، والامام علي بن ابي طالب سيرة و تاريخ ص 167 عنه.

[413] الفتوح لابن اعثم ج 3 ص 256 والمناقب للخوارزمي ص 181 و الامامة والسياسة ج 1 ص 113 و شرح النهج للمعتزلي ج 8 ص 66 والغدير ج 10 ص 325.

[414] وقعة صفين ص 79 و الامام علي بن ابي طالب سيرة وتاريخ ص 167/166 عنه والغدير ج 9 ص 151 والفتوح لابن اعثم ج 2 ص 266.

[415] مروج الذهب ج 3 ص والنصائح الكافية ص 21 والعقد الفريد ج 4 ص 30 عن تاريخ الخلفاء، والامام علي بن ابي طالب سيرة و تاريخ ص 168 والغدير ج 9 ص 140/139 عن تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 33 و عن تاريخ ابن عساكر ج 7 ص 201 و عن الاستيعاب، في الكني، والامامة والسياسة ج 1 ص 151 والمسعودي.

[416] تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 174.

[417] الفتوح لابن اعثم ج 2 ص 265.

[418] الملل والنحل للشهرستاني ج 1 ص 26 و راجع هامش: الشيعة في التاريخ ص 142.

[419] تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 223.

[420] الامامة و السياسة ج 1 ص 101 والغدير ج 10 ص

333.

[421] الغدير ج 9 ص 76 والعقد الفريد ج 4 ص 334.

[422] تذكرة الخواص ص 85 و مناقب الخوارزمي ص 135/134.

[423] تذكرة الخواص ص 201.

[424] تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 186 والامامة والسياسة ج 1 ص 98.

[425] الفتوح لابن اعثم ج 2 ص 228.

[426] الفتوح لابن اعثم ج 2 ص 228.

[427] الفتوح لابن اعثم ج 2 ص 231.

[428] تقدمت المصادر لذلك.

[429] الامامة والسياسة ج 1 ص 39 و حياة الصحابة ج 2 ص 134 عن الرياض النضرة ج 2 ص 269.

[430] تاريخ الطبري ج 3 ص 389.

[431] انساب الاشراف ج 5 ص 94.

[432] انساب الاشراف ج 5 ص 78.

[433] المحاسن والمساوي ج 1 ص 135 و في هامشه عن المحاسن والاضداد...

[434] شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 44.

[435] شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 10.

[436] مقاتل الطالبيين ص 76 و شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 51.

[437] شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 19 و 195.

[438] مقال الطالبيين ص 58 و شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 36، و حياة الحسن بن علي، للقرشي ج 2 ص 33 و 35.

[439] الامام الحسن بن علي عليه السلام، لآل يس ص 85.

[440] راجع: الفتنة الكبري، قسم: علي و بنوه ص 176، و انساب الاشراف ج 3 ص 12 بتحقيق المحمودي و ج 5 ص 81 و راجع: الامام الحسن بن علي لآل يس ص 50 و سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 543.

[441] انساب الاشراف بتحقيق المحمودي ج 2 ص 217/216 و تاريخ الطبري ج 3 ص 474 و ليراجع: شرح النهج للمعتزلي ج 1 ص 227/226 و ج 19 ص 117 و سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص

543.

[442] راجع: سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 544-542 و غير ذلك.

[443] امالي المفيد ص 49 و نهج الصباغة ج 4 ص 569.

[444] بهج الصباغة ج 4 ص 569.

[445] ينابيع المودة ص 480 و عن الاماملي للطوسي ص 56.

[446] ينابيع المودة ص 21 وامالي المفيد ص 349 و مروج الذهب ج 2 ص 432 و حياة الحسن بن علي للقرشي ج 1 ص 153 و امالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 121، و صلح الحسن لآل يس، ص 59 و عن جمهرة الخطب ج 2 ص 17 عن المسعودي.

[447] كشف الغمه ج 2 ص 165.

[448] راجع: مروج الذهب ج 2 ص 432 و شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 34 و مقاتل الطالبيين ص 56/55 والفتوح لابن اعثم ج 4 ص 151 والمناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 31 و حياة الحسن بن علي للقرشي ج 2 ص 29 والبحار ج 44 ص 54 و صلح الامام الحسن لآل يس ص 82 والاحمدي عن ناسخ التواريخ ج 5 ص 84 و عن جمهرة رسائل العرب ج 2 ص 9 و عن مكاتيب الائمة ص 3 و 4 و 7.

و في بعض تلك المصادر: «ولاني المسلمون الأمر بعده» و راجع: الغدير ج 10 ص 159.

[449] راجع حياة الحسن بن علي للقرشي، و سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 548/546.

[450] العقد الفريد ج 4 ص 350 و البحار ط قديم ج 8 ص 564 الامامة والسياسة ج 1 ص 138 والمناقب لابن شهرآشوب ج 3 ص 193 و حياة الحسن بن علي للقرشي ج 1 ص 261 و 262 و عن جمهرة خطب العرب ج 1 ص 392.

[451]

نقل ذلك العلامة الاحمدي عن ناسخ التواريخ ج 1 ص 101 ط حجرية و عن البحار باب احتجاجاته عليه السلام.

[452] كشف الغمة للاربلي ج 2 ص 198 والبحار ج 43 ص 350 و 351 عن تفسير فرات. و نقل عن ناسخ التواريخ ج 5.

[453] شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 18.

[454] راجع ان شئت: كشف الغمة للاربلي ج 1 ص 148-143 فقد ذكر روايات كثيرة جدا.

[455] سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 544.

[456] سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 545.

[457] شرح النهج للمعتزلي ج 13 ص 300/399.

[458] قد تقدمت المصادر لهذه القضية عن قريب، و ان لم نذكر نص القضية.

[459] راجع بعض ما تقدم في كتاب صلح الامام الحسن للعلامة السيد محمد جواد فضل الله رحمه الله ص 219-211.

[460] الفتوح لابن اعثم ج 2 ص 227 و انساب الاشراف ج 5 ص 77.

[461] وفيات الاعيان ط سنة 1310 ه. ج 1 ص 129.

[462] راجع: شرح النهج للمعتزلي ج 4 ص 95 و قاموس الرجال ج 3 ص 135.

[463] امالي المفيد ص 119 والبحار ج 77 ص 424 و ج 80 ص 310 و تيسير المطالب ص 178/177.

[464] راجع: التراتيب الادارية ج 2 ص 272.

[465] العقد الفريد ج 2 ص 235 والكامل للمبرد ج 3 ص 216.

[466] العقد الفريد ج 2 ص 229 و في هامشه عن الامالي ج 3 ص 194.

[467] البيان والتبيين ج 1 ص 108.

[468] حياة الصحابة ج 2 ص 527 عن كنز العمال ج 8 ص 296.

[469] راجع: مثلا الفتوحات الاسلامية لدحلان ج 2 ص 456/455 عن غير واحد و غير ذلك.

[470] الكافي ج 5 ص 346 و راجع قاموس الرجال ج

10 ص 406.

[471] شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 11.

[472] شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 15.

[473] راجع سيرة الائمة الاثني عشر ج 1 ص 549 و 546.

[474] شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 21.

[475] حياة الحسن عليه السلام للقرشي ج 1 ص 164/163 عن الامامة والسياسة ج 1 ص 49.

[476] تاريخ الطبري ط ليدن ج 6 ص 3107 و 3108.

[477] نهج البلاغة و تذكرة الخواص و عن الطبري و وقعة صفين و بهج الصباغة ج 3 ص 216 و 217 عنهم.

[478] شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 195، و صلح الحسن لآل يس ص 202.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.