وارث الانبياء علیهم السلام

اشارة

عنوان : وارث الانبياء
پديدآورندگان : آصفي، محمدمهدي، 1316-(پديدآور)
نوع : متن
جنس : مقاله
الكترونيكي
زبان : عربي
صاحب محتوا : موسسه فرهنگي و اطلاع رساني تبيان
توصيفگر : وارث علم النبيين
وارث رسول الله ( ص )
وارث علم رسول الله ( ص )
وضعيت نشر : قم: مؤسسه فرهنگي و اطلاع رساني تبيان، 1387
ويرايش : -
خلاصه :
مخاطب :
يادداشت : , ملزومات سيستم: ويندوز 98+ با پشتيباني متون عربي؛ +IE6شيوه دسترسي: شبكه جهاني وبعنوان از روي صفحه نمايش عنوانداده هاي الكترونيكيبالاي عنوان : تاملات في زياره وارث
شناسه : oai:tebyan.net/2034
تاريخ ايجاد ركورد : 1387/10/3
تاريخ تغيير ركورد : 1387/10/3
تاريخ ثبت : 1389/6/28
قيمت شيء ديجيتال : رايگان

المقدمة

السلام عليك يا وارث آدم صفوة اللهالسلام عليك يا وارث نوح نبي اللهالسلام عليك يا وارث إبراهيم خليل اللهالسلام عليك يا وارث موسي كليم‌اللهالسلام عليك يا وارث عيسي روح اللهالسلام عليك يا وارث محمد حبيب اللهالسلام عليك يا وارث امير المؤمنين ولي الله

الوراثة‌

مفهوم (الوارث) من ابرز المفاهيم الواردة في هذه الزيارة، و قد عرّفت به الزيارة، ونقف هنا قليلاً عند كلمة (الوراثة).

الوراثة البايولوجية‌

وهي انتقال الخصائص الشخصية والاجتماعية من جيل إلي جيل اومن فئة إلي فئة او من شخص إلي شخص.

الوراثة الحضارية‌

و كما تنتقل بالوراثة الخصائص الحياتية و العضوية من جيل إلي جيل كذلك تنتقل الخصائص الحضارية و الثقافية من جيل إلي آخر، و من فئة اجتماعية إلي فئة اجتماعية اُخري.و الوراثة و التكامل الحضاريان هما سُلَّم الكمال في تاريخ الإنسان،و الإنسان يتكون بالتدريج، وتتكون فيه خصائصه و مكوناته خلال تاريخ طويل.إنّنا عندما نلاحظ سلوكاً اجتماعياً معيّناً او نموذجاً معيناً من الناس فإنّنا نلاحظ فيه اختزالاً شديداً لتاريخ طويل من حياة الإنسان و حضارته‌و فكره و جهده و معيشته، وكل منا يرث من حيث يشعر او لا يشعر اجيالاًمن اسلافه.

التاريخ الحضاري للانسان‌

فالإنسان: مجموعة من المواريث الحضارية التي ينقلها كل‌ّ جيل إلي‌الجيل الذي ياتي من بعده، بعد ان يتلقاها من الجيل السابق و ينمّيها و يطوّرها.و هكذا تتحرّك الحضارة الإنسانية عبر الاجيال، و تنتقل من جيل إلي آخر، و تنمو و تتطور بموجب قانون الوراثة. و تنتقل الافكار و العقائد و التصورات و الاعراف و التقاليد و الاخلاق من جيل إلي آخر، و لا يمكن‌ان تكون الحضارات مرّة واحدة و فجاة و خلال جيل واحد، و إنّما تتكون بصورة تدريجية عبر قرون طويلة وخلال التاريخ.

المواريث الحضارية بين الاسلام و الجاهلية‌

هناك مجموعتان من المواريث الحضارية يتوارثهما الناس جيلاً بعد جيل في جهتين متقابلتين: المواريث الحضارية الإلهية و المواريث الحضارية الجاهلية.ومواريث الحضارة الربّانية في حياة الإنسان هي التي تلقاها الإنسان جيلاً بعد جيل من الانبياء والمرسلين والصدّيقين، وترسّخت وتاصّلت خلال هذه المسافة الزمنية الطويلة في حياة الإنسان.إن‌ّ الإيمان بالله تعالي والتسليم المطلق له تعالي و تعبيد الناس لله عزّوجل‌ّ و تحكيم شريعته في حياة الإنسان، و رفض الطاغوت و التمرّد عليه و كسر شوكته و سلطانه و مجابهته بالنفس والمال وافلاذ الاكباد ليس‌ظاهرة جديدة في حياة الإنسان، و لا تخص‌ّ مرحلة من مراحل حياة هذاالإنسان، وإنّما هو ميراث اجتماعي ضخم يتوارثه الإنسان جيلاً بعد جيل في تاريخه، و يتصل هذا الميراث الحضاري بانبياء الله، و يمتد في‌حياة الإنسان عبر جهاد الانبياء و دعوتهم و تبليغهم له.وفي حياة كل نبي من الانبياء والمرسلين يزداد هذا الميراث الحضاري عمقاً واصالة و نضجاً عبر الصراع المستمر القائم بين هاتين الحضارتين، وعبر الجهود التي يتحملها الانبياء و انصارهم في حمل‌الدعوه وتبليغها إلي الناس؛ فتتبلور عبر هذه المسيرة الحضارية المفاهيم الرسالية اكثر من ذي قبل، ويتاصّل الجهاد و الدعوة إلي الله واُصولها و اساليبها في حياة الإنسان في خط‌ّ تصاعدي.كما يصح‌ّ العكس ايضاً فتتصاعد الذنوب و المعاصي و الإسراف و التكبّر والاستكبار في الطرف الآخر، و يتعمق هذا الحقد في نفوسهم،و تتطور اساليبهم في مواجهة الدعاة إلي الله كلّما تتسع الحضارة الجاهلية،و تنمو و تتطور بصورة تصاعدية مستمرة.

الحسين وارث الانبياء

وسيّد الشهداء ابو عبدالله الحسين (ع) وارث هذه المسيرة الحضارية الربّانية الضخمة التي تمتد عبر حياة وجهود ودعوة الانبياء والمرسلين و الشهداء و الصدّيقين (ع)، وتاتي واقعة الطف امتداداً لهذا الجهاد التاريخي المستميت مع الجاهلية.إن‌ّ الحسين (ع) يوم الطف كان امتداداً واختزالاً وتاصيلاً لهذه الحركة الربّانية الممتدة في عمق التاريخ.وتاتي‌الخصائص الحسينية التي جسّدتها واقعة الطف يوم عاشوراء امتداداً لهذه المواريث الحضارية والاخلاقية التي‌ورثها الحسين (ع) من اسلافه الطاهرين ـ الانبياء و المرسلين و الشهداء والصدّيقين ـ فالإخلاص‌لله و التضحية و البذل و العطاء والشجاعة و الصمود و الصرامة و الصبر وعزّة النفس وإباء الضيم، والاستقامة في الدعوة إلي الله و التمرّد علي الطاغوت و الرفض والتسليم لله، وغير ذلك من الخصائص الحسينية التي تجسّدت‌في معركة الطف؛ ليست خصائص وظواهر فردية، وإنّما هي مواريث‌حضارية و رسالية عريقة ورثها الحسين (ع) من آبائه الطاهرين في هذه المسيرة الربّانية من آدم صفوة الله، و نوح نبي الله، وإبراهيم خليل الله،و موسي كليم الله، و عيسي روح الله (ع)، و من المصطفي رسول الله(ص)،و من علي بن ابي طالب (ع) ولي الله.فالحسين (ع) حصيلة هذه المسيرة الحضارية الإلهية و نتيجتها و ثمرة هذه الشجرة المباركة.و هذا هو سرّ اصالة و عراقة و قوّة وقعة الطف و ما تجلّي فيها من‌خصائص الحركة الربّانية في التاريخ و سرّ إستمرار و بقاء هذه الوقعة في التاريخ.كما ان الجيش الاُموي كان يرث في ساحة الطف خصائص الجاهلية من الظلم و الاستكبار و التهافت علي حطام الدنيا و القهر و القسوة و الإرهاب و الاضطهاد.

الشجرة الخبيثة و الشجرة الطيبة في كتاب الله

و هذه المسيرة الحضارية هي الكلمة والشجرة الطيّبة التي تضرب اُصولها في عمق التاريخ، و تمتد فروعها إلي اعماق المستقبل، و هي ذات قرار مكين في الارض، تؤتي ثمارها بإذن الله كل حين، وهذه الشجرة‌ثابتة قوية لا تهزّها الاعاصير و العواصف.اما الحضارة الجاهلية فهي الكلمة الخبيثة و الشجرة الخبيثة التي‌اجتثت من فوق الارض مالها من قرار، ورغم قدمها فهي ضعيفة و مهزوزة و علي ارض رخوة وغير ذات قرار مكين تقتلعها الاعاصيرو تلقي بها علي قارعة الطريق، يقول تعالي:(أَلَم‌ْ تَرَ كَيْف‌َ ضَرَب‌َ اللَّه‌ُ مَثَلاً كَلِمَة ًطَيِّبَة‌ً كَشَجَرَة‌ٍ طَيِّبَة‌ٍ أَصْلُهَا ثَابِت‌ٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّماءِ - تُؤْتِي اُكُلَهَا كُل‌َّ حِين‌ٍ بِإِذْن‌ِ رَبِّهَاوَيَضْرِب‌ُ اللَّه‌ُ الاْمْثَال‌َ لِلنَّاس‌ِ لَعَلَّهُم‌ْ يَتَذَكَّرُون‌َ - وَمَثَل‌ُ كَلِمَة‌ٍ خَبِيثَة‌ٍ كَشَجَرَة‌ٍ خَبِيثَة‌ٍ اجْتُثَّت‌ْمِن فَوْق‌ِ الاْرْض‌ِ مَالَهَا مِن قَرَارٍ).ومن العجب ان‌ّ هاتين الحضارتين تمتدان معاً إلي اعماق التاريخ،إلي هابيل و قابيل، وتتكونان معاً عبر الاجيال، ومع ذلك فهما تختلفان في‌العراقة و الاصالة و الثبات، فالحضارة الإلهية اصيلة عريقة ذات جذور قوية ثابتة وراسخة لا تحرّكها الاعاصير الهوجاء، و الحضارة الجاهلية مهزوزة ضعيفة مبتورة الجذور مالها من قرار. و هذا هو الفارق بين هاتين‌الحضارتين اللتين يتوارثهما الإنسان.

سر القوة و الثبات في الشجرة الطيبة‌

والسرّ في ذلك: ان الحضارة الإلهية تستمد حيوتها من العقل و الضمير و القلب، و الحضارة الجاهلية تستمد وجودها من الاهواء و الشهوات، تلك تستمد كيانها من الإيمان و العقيدة، وهذه تستمدوجودها من الاحقاد والاهواء، تلك تستمد وجودها من الإيمان و التسليم لله، وهذه تستمد وجودها من اتّباع الشيطان، تلك تختزل كل ما في‌حضارة الإنسان من قيم و اخلاق و فضائل، وهذه تختزل كل ما في تاريخ‌الإنسان من احقاد وضغائن وشهوات.وهذا الفارق هو الذي يهب الاُولي القوة والمتانة والثبات في وجه الاعاصير و الهزّات و الابتلاءات، ويسلب الثانية القرار والثبات، ويدعهامهزوزة غير ذات قرار.ولذلك فإن‌ّ الآية الكريمة تعقّب علي هذا الاختلاف في الاُصول و الجذور بقوله تعالي: (يُثَبِّت‌ُ اللَّه‌ُ الَّذِين‌َ آمَنُوا بِالْقَوْل‌ِ الثَّابِت‌ِ فِي الْحَيَاة‌ِ الدُّنْيَا وَ فِي الآخِرَة‌ِ وَ يُضِل‌ُّ اللَّه‌ُ الظَّالِمِين‌َ وَيَفْعَل‌ُ اللَّه‌ُ مَا يَشَاءُ).فاُولئك يمنحهم الله الثبات في القول في الحياة الدنيا و في الآخرة،و هؤلاء يسلبهم الله تعالي الثبات و الهدي و يدعهم في الضلالة.

لماذا التأكيد لمفهوم الوارث في زيارة الحسين؟

اشارة

لقد ورد في هذا المفهوم في اكثر من زيارة، وكان‌ّ هناك عناية خاصة‌لدي اهل البيت (ع) في إبراز هذا المفهوم في حياة الحسين(ع)؛ ذلك لان‌ّ معركة الطف من اصدق مشاهد صراع الحضارات في التاريخ، لقد جسّدالحسين(ع) الصراع بين الحق و الباطل في كربلاء، فكانت معركة الطف تبلوراً حقيقياً لهذا الصراع التاريخي بين الحق و الباطل، ولذلك نجد في‌هذه المعركة انبل القيم و المفاهيم الربّانية في طرف، واخس‌ّ الرذائل‌والاهواء الشيطانية في طرف آخر، وياتي تاكيد الوراثة في زيارة الحسين(ع):اوّلاً ـ للتنبيه علي عراقة واصالة الجهاد الحسيني، وانه ليس ظاهرة فردية في حياة الإمام الحسين(ع)، و إنّما هي خاصية عريقة للمسيرة الإلهية علي وجه الارض، ورثها الحسين(ع) عمّن كان قبله من الانبياء و الائمة الدعاة إلي الله، و هذا هو سرّ قوة وصلابة الموقف الحسيني في‌كربلاء رغم عدم التكافؤ الواضح بين معسكر الحسين ومعسكر بني اُمية‌في كربلاء.و ثانياً ـ إذا كانت هذه الحركة بهذه الدرجة من الاصالة و العراقة و العمق و القوة و المتانة التاريخية فلابدّ ان تنتصر علي الجبهة المناوئة التي كان يتزعمها الحاكم الاُموي يزيد بن معاوية.و ليس الانتصار هنا بمعني الانتصار العسكري في ساحة القتال، فقد كان الجيش الاُموي هو المنتصر في ساحة القتال إذا فسّرنا الانتصار بهذا المعني الظاهري.و إنّما الانتصار هنا بمعناه الرسالي و انتصار خط علي خط، و لاشك ان‌ّ المعكسر الحسيني هو المعسكر المنتصر بهذا المعني من النصر، فإن ّالعمق التاريخي و الاصالة و العراقة و المتانة التي يملكها هذا الخط لابدّوان يؤهله لنصر الله تعالي.إن‌ّ المعركة بين هاتين الجبهتين في كربلاء كانت معركة ميدانية و حضارية بالمعني العميق لهذه الكلمة، و الفئة التي تنتصر هي التي تثبت امام الزوابع و الاعاصير، وهي الفئة التي تستمد دوافعها من العقيدة و الإيمان، و تمتد جذورها إلي اعماق التاريخ في حياة الانبياء و المرسلين و جهادهم و دعوتهم، و هذا هو سرّ انتصار الثورة الحسينية.ثالثاً ـ لا تتوقف هذه المعركة عند وقعة الطف، فهي حلقة واحدة من سلسلة من المواقف الجهادية و التضحيات و البذل و العطاء في سبيل الله،تبدا منذ ايام نوح (ع) و قبله، وتمتد إلي ان ياذن الله تعالي بالاضمحلال الكامل للجاهلية علي وجه الارض.و سرّ دوام واستمرار هذه الحركة هو اصالتها و عراقتها و امتدادها العميق في الحضارة الإنسانية الصالحة، وليست هذه الحركة نبتة اجتثّت من فوق الارض مالها من قرار، و إنّما هي شجرة طيّبة ممتدة الجذوروالاُصول إلي اعماق تاريخ الإسلام والإيمان.وكما ورث الحسين (ع) هذا الميراث من ابيه المرتضي (ع) و جدّه المصطفي (ص) واسلافه الطاهرين من الانبياء المرسلين؛ فإن اجيال المؤمنين و المجاهدين و الدعاة إلي الله تعالي سوف يرثون من الحسين هذا الميراث، و يتحركون علي خطاه (ع)، ويرثون منه الخصائص‌والمواريث التي تجلّت يوم عاشوراء في كربلاء.وهذا هو سر استمرارية الثورة الحسينية في كربلاء.

آلية الارتباط و مادة الارتباط‌

اشاره

الحسين وارث الانبياء والصالحين: و نحن ورثة الحسين (ع)، و ميراثنا الذي نرثه من الحسين هو مواريث الانبياء، وواسطة العقد في هذا الارتباط هو يوم الطف، فلابدّ لهذا الارتباط من ان يمر بمحطّات تفعيل في التاريخ، تحافظ علي حرارة الخط و حيويته لئلاّ تضعف وتبرد،ويوم الطف عقد الواسطة و حلقة الارتباط، ولابد من هذه الحلقات في التاريخ لئلاّ ينقطع الخط.وهنا نواجه سؤالين:الاوّل: كيف نرتبط وماهي آلية الارتباط؟الثاني: ماهي المواريث التي نرثها من الانبياء عبر يوم الطف؟والسؤال الثاني غير السؤال الاوّل.

آلية الارتباط‌

ماساة الطف هي حلقة الارتباط، ولولا امثال هذه الايام لانقطع الخط، فهي تستقطب عواطف الجمهور و احاسيسهم وحبّهم و... وهذه العواطف والمشاعر هي آلية الارتباط و المحافظة علي قوة وحيوة وفاعلية الارتباط.والإحياء السنوي لذكري الحسين (ع) والبكاء وإقامة مجالس العزاء، و خروج مواكب العزاء في الشوارع ماهي إلاّ و سائل تعبير عن هذه العاطفة القوية التي يشعر بها المسلمون تجاه سيد الشهداء (ع)، ولابدّ من‌هذه العاطفة ولابدّ من التعبير عن هذه العاطفة للإبقاء علي ارتباط الاُمّة بكوكبة شهداء كربلاء، ولولا هذا الزخم العاطفي القوي لم تبق الثورة قوية و فاعلة في وجدان الاُمة إلي اليوم، ولذلك اكّد اهل البيت: اهمية إقامة مجالس العزاء و تشجيع المسلمين علي البكاء علي مصاب الحسين(ع)...ولكن ذلك كلّه ـ و رغم اهميته الكبيرة ـ ليس هو الميراث.إن‌ّ طريقة التعبير عن عواطفنا تجاه مصاب الحسين(ع) شي‌ء، و مادة الارتباط و المواريث التي نرثها من الحسين (ع) شي‌ء آخر، ولئن كانت‌الاُولي تُعدّ للثانية و تؤهل الإنسان لها فهي بالتاكيد غير الثانية، و هذه العواطف و المجالس وسيلة و اداة لتحقيق و تفعيل تلك المواريث في حياتنا وتاريخنا، وإن كان بعض المؤمنين يتصورون ان الارتباط‌بالحسين (ع) هو في إقامة المجالس و البكاء و خروج المسيرات الحسينية.إن‌ّ زيارة (وارث) تبيّن لنا ان واقع و حقيقة الارتباط بالحسين (ع) بالمواريث التي نرثها منه (ع)، كما ان ارتباط الحسين (ع) بالانبياء بالمواريث التي ورثها من آدم و نوح و إبراهيم و موسي وعيسي (ع) و المصطفي (ص) و المرتضي (ع)، و هذا هو ميراث الحسين(ع) من‌الانبياء (ع) وميراثنا من الحسين (ع)، فكما ورث ابوعبدالله الحسين (ع) مواريث الدعوة والجهاد من سلفه الطاهر كذلك نرث نحن هذا الميراث الإلهي الكبير من الحسين.و هي هي حقيقة الارتباط و حقيقة الوارثة.ويوم الطف هو واسطة العقد بيننا وبين هذه المسيرة الحضارية الربّانية الكادحة علي وجه الارض، وبقدر ما نحمل من رسالة الحسين(ع) و دعوته و جهاده و مواقفه الشامخة الصلبة يكون ارتباطنا بالحسين و علاقتنا بيوم الطف؛ و عند ذلك يسهل قياس الارتباط و العلاقة بكربلاء،فإن المقاييس واضحة لا تقبل الخطا.

ماهي المواريث؟

وها نحن نقرا في هذه الزيارة المواريث التي ورثها الحسين (ع) من سلفه لنقيس انفسنا بها و علاقتنا بكربلاء.«اشهد انّك قد اقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وامرت بالمعروف، و نهيت عن المنكر، و اطعت الله ورسوله حتي اتاك اليقين».و تاتي هذه الشهادة للحسين (ع) بإقامة الصلاة عقيب التحية له بعنوان الوارث، و كان هذه الشهادة تاتي تاكيداً لوراثة الحسين، وتشخيصاً للمواريث التي ورثها الحسين (ع) من سلفه: و هي: إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، الامر بالمعروف، النهي عن المنكر، و الطاعة لله و رسوله حتي‌اليقين، هذه مواريث الحسين (ع) من سلفه: و مواريثنا نحن من الحسين (ع).وترد هذه الشهادة للحسين: في اكثر الزيارات الحسينية المطلقة و المخصوصة، وكان هناك عناية خاصة بإبراز هذا البعد الموروث من‌ابعاد حركة الإمام الحسين(ع) و التنبيه إلي ان الارتباط به(ع) يتم بموجب هذه النقاط، و نورد بعض هذه الفقرات من الزيارات المطلقة و المخصوصة الواردة فيهما، ففي‌الزيارة المطلقة الثانية:«اشهد انك قد بلّغت، ونصحت، ووفيت، واوفيت، وجاهدت في سبيل الله».والتبليغ والتضحية والوفاء للرسالة و الإيفاء بالمسؤولية و الجهاد في سبيل الله، وقريب من هذا المضمون في الزيارة المطلقة الثالثة و الرابعة و السادسة و السابعة.و في مخصوصة الليلة الاُولي من رجب:«اشهد انّك قد امرت بالقسط والعدل، ودعوت إليهما، و انك صادق صدّيق،صدقت فيما دعوت إليه».و في مخصوصة ليلة النصف من رجب قريب من المضامين السابقة، و في مخصوصة ليالي القدر ويومي العيدين: «اشهد انك قد اقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، و امرت بالمعروف، و نهيت عن‌المنكر، وتلوت الكتاب حق‌ّ تلاوته، و جاهدت في الله حق‌ّ جهاده، و صبرت علي الاذي في جنبه محتسباً حتي اتاك اليقين».و تضاف هنا إلي قائمة المواريث الحسينية تلاوة الكتاب حق ّتلاوته، و الجهاد في سبيل الله حق‌ّ الجهاد، والصبر علي الاذي في جنب‌الله محتسباً حتي اليقين، وقريب منه في مخصوصة ليلة العيدين و مخصوصة ليلة عرفة ويومها.و بهذه الطريقة الإيحائية الرائعة تجعل هذه الزيارات الزائر في الاجواء الرسالية لكربلاء، والتي ورثها الحسين (ع) من سلفه الطاهرين: واورثها لخلفه الذين ياتون من بعده علي هداه و خطه.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.