مقتل الحسين عليه‌السلام

اشارة

‏سرشناسه : مقدم، عبدالرزاق، ۱۸۹۸ - ۱۹۷۱م
‏عنوان و نام پديدآور : مقتل الحسين عليه‌السلام/عبدالرزاق الموسوي المقدم ؛ قدم له محمدحسين المقدم
‏مشخصات نشر : تهران: موسسه البعثه، مركز للطباعه و النشر، ۱۳۸۵
‏مشخصات ظاهري : ۴۰۷ ص
‏شابك : ‏964-309-392-1
‏يادداشت : فهرست نويسي بر اساس اطلاعات فيپا
‏يادداشت : اين كتاب در سالهاي مختلف توسط ناشرين متفاوت منتشر شده است
‏يادداشت : كتابنامه به صورت زيرنويس
‏موضوع : حسين‌بن علي(ع)، امام سوم، ۴ - ۶۱ق
‏موضوع : واقعه كربلا، ۶۱ق
‏موضوع : شعر مذهبي عربي -- قرن ۲۰م. -- مجموعه‌ها
‏شناسه افزوده : مقدم، محمدحسين، مقدمه‌نويس
‏شناسه افزوده : بنياد بعثت، مركز چاپ و نشر
‏رده بندي كنگره : BP۴۱/۵‏/م۷۳م۷ ۱۳۸۵
‏رده بندي ديويي : ۲۹۷/۹۵۳۴
‏شماره كتابشناسي ملي : ‏م۸۵-۱۷۳۴۷

ترجمة المؤلف

اشاره

بقلم السيد محمد حسين المقرم مدرس في ثانوية الكندي

تمهيد

أ- نافح ائمة الهدي عن شريعة سيد المرسلين، فاقاموا معالم الدين و اوضحوا السنن و نشروا ألوية الحق، و هم يلقون التعاليم كلما و اتتهم الفرصة و سنحت لهم السانحة و قد كابدوا في سبيل ذلك شتي البلايا و المحن و صابروا كلما اعتكر الجو في وجوههم و نفس عليهم اعداؤهم و حقد عليهم الشانئون و المبغضون، قسم قطع امعاؤهم و فتتت اكبادهم و سيوف وزعت اوصالهم و سجون دامسة القوا في غياهبها، ولكن انوار الحق كانت كاشفة لظلماء الضلال، و صدق الحقيقة مزهق للباطل الزائف، و قد انمحت قرون و أتت اجيال و علماء شريعة بيت العصمة يحوطونها، و تكفلوا بمدارستها و استجلاء غوامضها و استكناه لبابها، و قد حظيت علوم آل البيت بكثير من العناية و حفلت بكثير من الاهتمام، فزخرت امهات المدن الاسلامية بجهابذة افذاذ و بعلماء اساطين قعدوا القواعد و فرعوا الفروع، و جالت اقلامهم في كل ميدان و صالت مزابرهم في كل رحب من رحاب العلم و ركضت افراسهم في كل مضمار من مضامير المعارف و العلوم...ب - و اجدني لست بصدد الحديث عن هذه العلوم التي ألفوا فيها و الفنون التي صنفوا في مسائلها او وقفوا انفسهم و حيواتهم في صيانة نفائسها و ان في مكتبات العالم الغربي في كبريات مدنه تزخر باعداد هائلة من تلك المؤلفات الجليلة و ازدحمت صالات معاهدها بالوف المؤلفات مما حررته اقلام اولئك الاساطين، ناهيك بما تضمه بين جوانحها المدن الاسلامية في الشرق من هذه المؤلفات الجليلة و المصنفات العتيدة... و جاءت دور النشر و المعاهد العلمية [ صفحه 6] في الجامعات و المجامع العلمية فشمرت عن ساعد الجد فاخذت في تحقيق المؤلفات و استخرجتها من كنوزها، فاخذت بالشرح و التحقيق و الابانة و المقارنة و الفحص، و غاصت اقلام المحققين في الاغوار فاستخرجت الدرر النفائس... و قد اهتبلت الفرصة كل مؤسسة ناشرة محبة في العلم أو راغبة في الثراء حيث النفوس فيها طموح للعلم و عشق للارتشاف من معين المعارف و نميرها الصافي.... و النجف الاشرف، سيدة المدن الاسلامية في البحث و النظر و التدريس و التأليف منذ أن اسسها شيخ الطائفة (الطوسي) في القرن الخامس الهجري تعج منتدياتها بعلماء اماثل سطعوا كواكب في دياجير الظلم، و شموسا باهرة في الازمنة التي اعقبت عصور ائمتنا، و لم ينكصوا عن مواصلة المسيرة و لم يلقوا الاقلام التي جردوها لازاحة الشبهات و لا تخلوا عن (المنابر)، فالمساجد الشريفة تعج بوجوه نيرة من المشايخ و تحفل بعقول لماحة الخواطر و اذهان وقادة الاشعاع و قرائح عذبة الموارد و لذا نجد النجف لم تبرحها الزعامة و الرئاسة فهي موئل اهل العلم و الشادين به و مباءة اهل الفضل...أتظن ان رئاسة التدريس و مكانتها في (الفتيا) تفارقها و تبارحها و اشعاعات سيد العارفين و امام المتقين اميرالمؤمنين تغمر الكون الاسلامي و القبسات من حكمه و احكامه تعمر القلوب و تغمرها و تملا الافئدة و تفعمها كل ذلك من انفاس سيد الحكماء عليه السلام.ج - و في بحر هذه الامواج من الفيوضات العلمية الزاخرة نشا و عاش سيدنا (المترجم له) فحز في نفسه ان يجد اخبار اهل البيت (عليهم السلام) مطموسة المعالم في كثير من الجوانب، و آلمه ان لا تعني (الاقلام) باستجلاء حيواتهم و استبطان مكنونات مآثرهم و فواضلهم؟! الا تكفي المكتبة الاسلامية هذه الالوف المؤلفة و المجاميع المصنفة في الفقه و الاصوال، و يبقي (نضال) سادات الوري مطموسا يغلب عليه التضليل و التمويه و التحريف من الاقلام المعادية التي انصرفت في العهود التي ما هادنتهم عليهم السلام و لا ركنت الي موادعتهم فشنت عليهم حروبا شنيعة فظيعة من البهتان و الافك في تزوير الحقائق!! و كيف لا تكون كذلك، و السلطة غاشمة و ولاة الامور في (ازمانهم) ينفسون عليهم و يكيدون لهم، فجاءت الاراجيف و الاباطيل و انتشر المتملقون للحكام القائمين آنذاك بالامور. [ صفحه 7] و سيدنا (المترجم له) بخبرته الواسعة بهؤلاء الرواة الكاذبين، و باسماء الشخصيات المفتعلة وجد من حق (الائمة عليهم السلام) عليه ان يصرف جهده، و يبذل نشاطه في ان يحقق و يدرس تعاليمهم التي انهيت الينا و ان يجيل النظر في كثير من الاخبار المرتبكة المروية عنهم، و بيان سبب ذلك الارتباك في الاخبار و مؤدي مضامينها، كل ذلك (بالمقارنة) و (الاستنباط) و النفاذ الي دقائق الاحكام...ولكنه وجد التاليف احق بان يقصر في بيان احوالهم و تراجمهم، اليس ظلما لهم منا و نحن نملك، القلم، و لدينا المعرفة، و تتوفر بين ايدينا كل اسباب البحث و الدراسة ان نتقاعس عن ذلك و لا نكشف ماران علي اخبارهم من شبهات؟ اذا كان الامويون و الزبيريون و العباسيون شنوا عليهم حروبا شعواء في اخفات اشعاعاتهم و طمس معالمهم و استخدموا من يواليهم و يناصرهم، افلا يتوجب علينا ان نوجه الهمم و النشاط لمواصلة الاشواط التي ساروا عليها و بالاحري ان نؤلف في (حقهم) فنناصرهم و نعضدهم في نضالهم و كفاحهم و بيان حقائقهم الناصعة التي رانت عليها ترهات الاباطيل! الم يكتف علماؤنا من الخوض في (مسائل) فقهية و اصولية و كلامية و فلسفية امضينا عليها قرونا و قرونا فلم يبق مجال لقائل او بيان لمجادل و مناظر....؟ ان حقهم علينا ان نكتب فيهم و ندرس نهضاتهم و نستجلي غوامض اقوالهم و ندفع ما الصق بهم و بطرائقهم من الريب! و كان يجد - رحمه الله - من العبث ان يبذل المؤلف جهده و يفني نفسه في فروع من امور العلم الحديث او القديم و لا يخصص شيئا من هذا الجهد و ذلك الاضناء في دراسة شخصياتهم و شخصيات ذراريهم و المشايعين لهم، الذين ركبوا اعواد المشانق و القي بهم في الحبوس و شردوا في الآفاق فلاقوا الحتوف ثابتين علي المبدا السامي و دينهم الحنيف. هذا ما حرره في مقدمة شرحه لقصيدة الشيخ حسن ابن الشيخ كاظم سبتي رحمه الله المسماة (الكلم الطيب) [1] و هو اول ما بدا في كتابته، قال: «لذلك كان الواجب بعد الاصول الاعتقادية النظر في فضائلهم و مناقبهم و احوالهم قياما بواجب حقهم من جهة و لنقتدي و نتبع اقوالهم من جهة اخري... الخ». [ صفحه 8]

نسبه‌

عبدالرزاق بن محمد بن عباس ابن العالم حسن ابن العالم قاسم بن حسون ابن سعيد بن حسن بن كمل‌الدين، بن حسن بن سعيد بن ثابت بن يحيي بن دويس بن عاصم بن حسن بن محمد بن علي بن سالم بن علي بن صبرة بن موسي ابن علي بن جعفر بن الامام ابي‌الحسن موسي الكاظم بن جعفر الصادق (ع): و كان لقبه (المقرم) و هو لقب العائلة و سببه ان احد اجداده كان عليلا في رجليه من مرض اجهده و انحله فاقعده في البيت علي ان اللقب الذي كان يغلب علي العائلة قبل هذا (السعيدي) نسبة الي جده سعيد بن ثابت.

ولادته و نشأته

1391 - 1316 ه: 1971 - 894 م‌ولد - رحمه الله - في النجف الاشرف من والدين شريفين عام 1316 ه الموافق لعام 1894 الميلادي كما استعلم منه العلامة الشيخ علي اصغر احمدي و كما ذكرته مقالة الصحفي الايراني مدير مجلة خود (عماد زادة) المنشورة في جريدة (نداي حق) بطهران بتاريخ 29 / رمضان عام 1370 ه:كان ابوه السيد محمد بن السيد عباس كثير الاعتكاف بالجامع الاعظم بالكوفة و كثير الاقامة فيها، ولكن جده لامه السيد حسين العالم اخذه بمزيد من الرعاية و التنشئة الدينية علي غرار ما ينشا عليه ابناء اهل العلم و الفضل من دراسة العربية بادواتها و الفقه بفروعه و العقائد بمسائله و كانت وفاة جده هذا في سنة 1334 قد آلمته كثيرا و حملته جهدا و نصبا في العيش و الحياة، فتحمل الشظف و كابد قساوة الاحوال ولكن هذه لم تصرفه عن طلب العلم و حضور (البحث) لدي اساتذته، و كان يذكر والده السيد محمد المتوفي عام 1351 ه بكثير من الخير... و والدته العلوية كانت بارة به و قد بر بها كانت صالحة و قارئة للقرآن و قد وافاها الاجل عام 1370 ه.كان عمه السيد مهدي ابن السيد عباس كثير التجوال بين المدن و كثير الاختلاف الي الارحام المنبثين في النعمانية و الديوانية و الهندية و اماكن اخري و كان هذا العم رحمه الله مناوئا و شديدا علي العثمانين و كثيرا التقريع لهم لما ينزلون بالناس من الاذي و الجور حتي ظفروا به في الكوت و اعدموه شنقا بدخوله اليها عام 1334 ه. [ صفحه 9] و اما جد عائلة (آل المقرم) فهو السيد قاسم و قد نزح من اراضي (الحسكة) حيث كانت له اراض يباشرها و جاء الي النجف الاشرف لجوار سيد الوصيين و لان بعض افراد العائلة كان يقيم في النجف كذا سجل (المترجم له) في بعض اوراقه.كان نزوحه في القرن الثاني الهجري، و منذ حل في دارهم الحالية جد في طلب العلم حتي صار علما من الاعلام و كان مرموقا لدي علمائها و افاضلها و كانت داره مرتادا لذوي الفضل و كثيرا ما كان يقيم الحفلات لاهل البيت و يعقد المجالس لذكراهم، كان نسابة و من ائمة الجماعة له مؤلفات، منها حاشية علي كتاب (الانساب) لابي‌الحسن الفتوني العاملي المتوفي سنة 1138 و حاشيته هذه غير متصلة في ذكر الاباء و لاجداد او ذكر الفروع بالاحري، و حاشية اخري علي كتاب (عمدة الطالب) لابن عنبه الداودي الحسيني المتوفي سنة 828 ه... و مترجمنا رحمه الله لم يشتغل في قضايا الانساب المتاخرة و قد كان يتحرج من الخوض في شؤونها، علي انه ملم واسع المعرفة باخبار الرجال و الرواة و بمن يتفرع من (الاصائل) و لذلك لا يعسر عليه فهم قيمة الجديث و الخبر او الرواية من معرفة الاسم (المكذوب) او بالاحري المفتعل او الخلائق التي كان يتسم بها (الرجل) او يشتهر بها.و لا يعزب عن البال ان جده لامه السيد حسين المتوفي في اواخر عام 1334 ه كان هو الاخر امام جماعة و من المشتغلين بالتدريس و كان خاله السيد احمد ابن السيد حسين المتوفي ايضا سنة 1334 ه من اهل الفضل و العلم و قد انجب اولادا اربعة عرف منهم السيد ابراهيم ابن السيد احمد المتوفي سنة 1358 ه عالم فاضل و كان ذا نظر وفقه واسع و حضر عنده كثير ممن صاروا في منازل عليمة جليلة، و قد درس ردحا من الزمن في مدرسة الامام الشيخ محمد حسين آل شيخ علي كاشف الغطاء رحمه الله.

مشايخه‌

1- جده العالم الورع التقي السيد حسين المتوفي 1334 ه و قد عني بتنشئته و تربيته و تعلمه. [ صفحه 10] 2- العلامة الحجة الشيخ محمد رضا آل شيخ هادي آل كاشف الغطاء المتوفي 1366 و قد قرأ عليه الاصول.3- العلامة الحجة الفقيه الشيخ حسين الحلي النجفي، مد ظله، و قد قرأ عليه السطوح فقها و اصولا.4- المرجع الاعلي المغفور له السيد محسن الحكيم المتوفي 1390 ه حضر عليه خارج الفقه.5- الحجة المجتهد الشيخ اغا ضياء العراقي المتوفي 1361 ه و حضر عليه خارج الاصول.6- الزعيم الديني المرجع في الفتوي السيد ابوالحسن الاصفهاني النجفي المتوفي 1365 ه حضر عليه خارج الفقه و كتب تقريراته.7- الحجة المرجع في الفتوي الميرزا محمد حسين النائيني النجفي المتوفي 1355 ه حضر عليه خارج الفقه و الاصول و كتب تقريراته.8- آية الله المدرس الاكبر المرجع اليوم السيد ابوالقاسم الخوئي النجفي مد ظله، حضر عليه في الفقه و الاصول.9- (أ) اما المجاهد الكبير الشيخ محمد جواد البلاغي المتوفي 1352 ه فكانت في نفسه له مكانة اثيرة، و كان كثير التحدث عن منزلته و لتشابه الرجلين في اسلوب العمل و النضال عن شريعة المصطفي مما قوي العلاقة بينهما، و قد ساهم (المغفور له) مع الحجة البلاغي في نشر (الرحلة المدرسية)، و كذلك كتابه (الهدي الي دين المصطفي)، و كانت شخصية (المرحوم البلاغي) تملا نفسه اعجابا و اكبارا في كثير من المواقف التي يبدو فيها (الولاء) لآل البيت خالصا صريحا. كما تلاحظ ذلك فيما سجله علي قصيدة البلاغي المثبتة في باب المراثي و علي كثير من الكتب التي اشتراها منه مثل تصحيح المترجم له نسخة له من كتاب الرحلة المدرسية و شرائه مسند احمد حيث فهرسه و عليه عبارة تنم عن تقديره لشخصيته.(ب) اما المرحوم الحجة المرجع في الفتوي الشيخ محمد حسين الاصفهاني النجفي المتوفي سنة 1361 ه فقد كانت له صحبة جليلة و قد استفاد من دروسه [ صفحه 11] في الفلسفة و الكلام و برغبة من (السيد المقرم) كتب المرحوم الشيخ الاصفهاني ارجوزته الكبري في المعصومين (عليهم السلام) المسماة (الانوار القدسية) و مع ان الناظم استاذ في الفلسفة و ملا جوانب هذه الارجوزة بالمصطلحات العقلية الفلسفية فقد جاءت سلسة في تراكيبها، واضحة في افكارها و معانيها عذبة في جرسها، و نحن ندري ان الفلسفة بمصطلحاتها ترهق (النظم) و تثقل كاهل الشعر فلا تدعه شعرا، و لم يفتأ المغفور له (المقرم) يكثر من قراءة المناسب من هذه الارجوزة في عديد من المجالس التي يقيمها في ذكري المعصومين، و كتاب (مقتل الحسين) هذا لم يغفل الارجوزة من الالماع الي بعضها و في باب المراثي تجد فصلا من هذه الارجوزة مثبتة في الحسين عليه السلام.(ج) و الحجة الشيخ عبدالرسول بن الشيخ شريف الجواهري المتوفي سنة 1389 ه- نور الله ضريحه فقد كان مثال الورع و العفة و في اعلي درجات طهارة النفس و التقي فقد لازمه (المترجم له) و الشيخ ممن يعرف بالاجتهاد و المنزلة العالية في العلم، و سيدنا (المقرم) ذو صلة وثيقة به خصوصا عند المذاكرة في امهات المسائل و دقائق المباحث، و قد سألت صديقي الفاضل الاستاذ الحاج يحيي الجواهري و كان يحضر مجلسهما عن طبيعة (المباحث) التي تدور بين الشيخ و السيد، اجاب ان المرحوم (المقرم) كان يورد ايرادات فيما يسمي (اشتباهات) علي الشيخ الكبير صاحب الجواهر في كتابه (الجواهر) و كان الفقيه الشيخ عبدالرسول يقره علي تلك و يوقفه علي الملاحظات التي يبديها في بعض مسائل (الجواهر).

مكانته العلمية

هذا الموضوع لا اجده يسمح لي في الحديث عن مكانة السيد العلمية و هو والدي، ولكن هذه المكانة العلمية اذا اراد ان يستشفها (القاري‌ء الكريم) فيكفيه ما ادرج في قائمة المؤلفات التي حررها قلمه، فالخطية منها و المطبوعة ما فيه غنية للباحث و نجعة للمرتاد، ناهيك عن تلك (الاجازات) العلمية التي منحها له (اكابر) العلماء و هي محفوظة الي جنب مخطوطاته لكن (السيد) لم يكن يتبجح بها و لا ادري ما اثرها في نفسه. اما المقدمات التي كتبها لكثير من [ صفحه 12] المؤلفات التي اخرجتها (المطابع) ثم تلك البحوث و التعليقات في كتاب (الدراسات) للسيد علي الشاهرودي رحمه الله و هي تقريرات سيدنا الخوئي و كذلك كتابه الآخر (المحاضرات في الفقه الجعفري) فهي تنم عن العقلية التي يتمتع بها (المترجم له) و الذهنية التي توفرت له، ثم الصبر الطويل في تقليب الصفحات للمراجع و المصادر العديدة و يغلب علي ظني انه اعان كثيرا من الباحثين المحدثين في النجف المعاصرين الذين اخرجوا شهيرات الكتب و ربما قدم لهم فصولا تامة، للكتب التي نشروها، كل ذلك خدمة للعلم و اهل العلم و اليك ما كتبه الشيخ محمد هادي الاميني نجل المرحوم الحجة الاميني [2] «لقد كان الحجة السيد المقرم بحرا متدفقا لا في الفقه و اصوله و انما تجده يخوض في الحديث و الادب و الفلسفة و الدراية و الحكمة الالهية، كعبة القاصد و ملاذ المحتاج، واسع الثقافة، وافر العلم، صريحا في جميع اقواله و اعماله... ان كتابا واحدا من كتبه يكفي ان يعطيك فكرة واضحة عن ثقافته الحية التي تتجلي فيها نفحات العبقرية، و هو مع هذا العلم الغزير و البحث الجم لا يزدهيه الفخر و لا يداخله الغرور لذلك كنت تجده دائما موطأ الجانب يلقي اليك بما عنده و كانه ياخذ منك...».

اسلوبه

ان اساليب الباحثين تعتمد علي الوضوح و الابانة و اقامة الدليل و سطوع الحجة، و اذا استقرأنا مؤلفات المغفور له، فبما ذا يظهر اسلوبه الكتابي؟في اكبر الظن انك اذا تفحصت كتبه في مواضيعها المختلفة و التعليقات التي حررها للآخرين، او التي كتبها مقدمات لكتب علماء اجلاء، فلا شك انك ستجد سمة الوضوح و طابع الاشواق هي الاساس في التراكيب، و لا يبعد عن البال ان البحث الذي تتميز به كتبه، هي دراسة و فحص و مقارنة، و هذا يستدعي منه قراءة (النصوص) بوجوهها المختلفة مع نقد للقائلين و الرواة، و عرض لشخصياتهم و بعد هذا كله، اما ان يستقيم (النص) او يتهاوي، و علي هذا صدر كتابه (تنزيه المختار الثقفي) و كتابه الجليل (السيدة سكينة) [ صفحه 13] و كتابه المخطوط (نقد التاريخ في مسائل ست) و اسلوب الكتابة في عصره كان يعتمد السجع و الاحتفال بالزخرفة اللفظية و شحن التراكيب بما يثقل كاهل العبارة من رموز و اشارات و اشياء اخري يجفوها البيان العربي الحديث... هذه اشياء خلا منها اسلوبه، و اعتمد علي (الاستنباط) و الفهم الجيد، لذلك قامت مؤلفاته علي الاصالة في الفكرة و الاسترسال في سرد الحقائق و عرض المعاني، و تراه يستدرجك الي الرضا بالمسألة الخطيرة التي يثيرها، و قد حفل هذا الكتاب (مقتل الحسين) بمثل هذه الامور (و السيد) حين يستمر في البحث و الدراسة و الفحص و المقارنة يقول: و علي هذا نستفيد فقها ان... الخ.

اول مؤلفاته

ان شدة حبه لآل البيت عليهم السلام يدفعه حين يقرأ الكتاب ان يلتقط منه تلك الاخبار و الاحاديث التي تشير الي شي‌ء من امورهم او شي‌ء من امور من يناوئهم ثم هو يجمع هذه الشذرات في (رسالة) نقدر ان نقول عنها (غير متكاملة) و هي في عرف الباحثين (مادة البحث الاولي) و كثيرا ما يهب هذه التي (يجمعها) الي كل من يعني (ببحث) ينفعه هذا الذي (هياه) لنفسه. وصل الي علمه ان الخطيب الشاعر المرحوم الشيخ حسن سبتي قد نظم قصيدة مطولة بائية في احوال المعصومين سماها «الكلم الطيب» أو «انفع الزاد ليوم المعاد» فشرحها و جاء في صدر الشرح: و هذا اول ما كتبته، و بعدها كتبت احوال «زيد الشهيد» و في اخر هذا الشرح جاءت العبارة التالية: «قد كنت ارغب في اختصاره و عاقني عنه الشغل الكثير» و قد نذر نفسه الي شرحها و التعليق عليها و بيان ما يحتاج الي بيان، لكنه رحمه الله لم يحسبه في عداد مؤلفاته، لان الشرح لا يقوم علي جهد اساسي منه فلذلك لم يحفل به.لقد صدر له اول كتاب هو (زيد الشهيد) و الحق به رسالة في (تنزيه المختار الثقفي) و الكتاب هو ترجمة لاحوال ابن الامام السجاد عليه السلام، و لم يذكر في المقدمة دواعي التأليف، و في اكبر ظني ان حبه الاصيل لثورة الحسين (ع) دفعته لان يكتب عنه و تعرض الاطاحة بحكم الامويين الجائر و لتشابه كثير من المواقف بينها و بين ثورة (ابي‌الشهداء): و الكتاب يحفل بكثير [ صفحه 14] من القضايا التي زورتها الاقلام المسخرة لتركيز دعائهم الامويين!! هذا امر لا يهمنا بقدر ما يهمنا الالماع الي شي‌ء و هو ان الكتاب صدر في الثلاثينات و كان يومئذ من المعيب علي (العالم) ان يجرد نفسه في الاشتغال بامور ليست من صلب (الفقه و الاصول) و يعتبر عمله مزريا به و بمنزلته و فضله، و المترجم له كسر اقفال الحديد التي تمنع الرجل العالم ان يبحث و ينشط (للطبع) و (التعليق) أو التحقيق في كتاب لجهبذ من اعلامنا في القرون المتقدمة، و لذلك لم تتطامن نفوس الحوزة العلمية الي ان ينصرف (علم من اعلامها) الي البحث في امور لا تتصل بالفقه او الاصول و اشتد الاستغراب لدي الحوزة ان يبرز كتاب للمرحوم الشيخ عبدالحسين الاميني (شهداء الفضيلة) و يأتي الباحث المنقب المرحوم اغا بزرك فيباشر فباخراج موسوعته الجليلة (الذريعة) و تخرج اجزاءه الاولي مطابع النجف و يسبقهم في العمل المرحوم الحجة الثقة الشيخ عباس القمي فيخرج كتابه النفيس «الكني و الالقاب» ثم يأتي منتدي النشر فيحقق كتاب السيد الرضي (حقائق التاويل) و يكتب له مقدمة نفيسة الحجة العالم و الشاعر الشيخ عبدالحسين الحلي... و هكذا ألف اهل الفضل و العلم هذا اللون من طرائق الكتابة و الدراسة فتتابعت (المؤلفات) و بالاحري (الدراسات) و حينئذ لا يمكن ان يبقي (مؤلف) يتراكم عليه غبار النسيان و الاهمال، فالمطابع و دور النشر و القراء يقبلون عليها في كثير من الرضا و حينئذ عمت (المكتبات) الخاصة و العامة، و كثر المنتفعون بتحقيقات اهل العلم.

كتاب مقتل الحسين

اشاره

قال الشاعر:انست رزيتكم رزايانا التي سلفت و هونت الرزايا الاتيةانه يشير الي رزية كربلاء حيث هي الفاجعة العظمي و الكارثة الكبري التي نزلت بساحة آل المصطفي حيث الدواهي التي صاحبتها في سلسلة مسيرة آل بيت الوحي من المدينة الي العراق و الشام كانت تقرح القلب و تدمي الفؤاد، و قد كان الائمة الامجاد يستحثون شيعتهم بان لا يتناسوها و يعملوا كل شي‌ء في سبيل احياء ذكراها (احيوا امرنا، رحم الله من احيا امرنا) لذلك رافقتها فصول دخلت رواية الحادثة فيها و الطابع الحزين و المثير للعواطف و المستفز [ صفحه 15] لكوامن النفوس و دفائن الخواطر، و قلوب الشيعة تلتاع بالاسي و تعتلج فيها الخواطر الكئيبة المشحونة بالصور المفزعة و القلوب تحتدم غيظا علي كل من اتي بتلك الفعلة النكراء، و جاء ارباب التاريخ فسجلوا كل ما سمعوا و دونوا كل ما وصل الي سمعهم فدخلت في: (الفاجعة) اشياء و اشياء يأباها الذوق و لا تنسجم مع ما رواه الائمة عليهم السلام و لا يأتلف مع الحقيقة، هذا من جانبنا حيث اضفنا الكثير و الكثير الي احداث كربلاء و ما تبعها من احداث... و اما من جانب اعداء آل البيت فقد عمدت اقلامهم الي التحريف، و الي التمويه و الي ازواء الحقائق!. و علي هذه مرت الفاجعة و قطعت العصور و الازمان و هي الي القيامة باقية، ولكن لابد من ازاحة الستار عما خفي و استتر و لابد من رواية الصحيح من الاخبار، و ننسف كل ما لا يتفق مع اساس نهضة سيد الشهداء في صراعه الدامي للاطاحة بمن امات السنة واحيا البدعة.! الا يدفعك الاستغراب الي ان ناخذ الرواية عن (حميد بن مسلم) الذي يبدو رقيق القلب في ميدان المعركة و هو ممن رافق حمل رأس ابي‌عبدالله عليه السلام حيث يهدي الي كوفان و الي الشامات و ندع اخبار كربلاء و لا ناخذها من (اهلها) و ممن صبت عليهم بلاياها.ثم من هو ابوالفرج؟ انه اموي في النزعة و النسب و المعتمد في اخباره علي زبيريين او امويين مناوئين لآل البيت عليهم السلام! و الطبري في كتابه المشهور، كل روايته عن (السدي) و مجاهد و غيرهما و اهل العلم يعرفون السدي من هو؟ ولكن اخبار كربلاء جاءت عنه! لهذا كله انبري المرحوم (المترجم له) في تحرير كتابه (مقتل الحسين).حفل كتاب المقتل الاشارة الي الكثير من (المنقولات) التي لا تنهض علي اساس، و بالمقارنة و بالفحص ابطل تلك التي راحت تنقلها الافواه ازمانا و ازمانا!و احتوي (المقتل) في هوامشه علي بحوث فقهية و لغوية و ادبية و تحقيقات عديدة لكثير من الفاظ روايات تتضارب علي السنة رواتها و يجد القاري‌ء فيضا من المصادر التي يستند اليها (المترجم له) في تحقيقاته و دراساته لرواية كربلاء! شخصيات عديدة في رواية كربلاء، رجال و نساء و صبية، فيها التباس، [ صفحه 16] بالاسماء و بالمسميات فازاح (المؤلف) كل ماران عليها، الا تدري بان المراد بام‌كلثوم هي العقيلة زينب! و هل تذهب بك الظنون الي ان ام‌البنين لم تكن علي قيد الحياة زمن (الماساة) و هذا الشعر الذي يرويه (الذاكرون) لا نصيب له من الصحة.لا تدعوني ويك ام‌البنين تذكريني بليوث العرين‌و نحن نروي الخبر و نكون الي جانب مروان (الوزغ) فنظهره رقيق الحاشية دامع العين من حيث لا ندري؟! و ماذا تعرف عن ذابح الحسين (الشمر) نسبا و مزاجا، و عبيدالله الامير؟ يستنبط السيد احكاما شرعية من تصرفات الامام ابي‌عبدالله و اقواله في خطبه... كل هذا تجده في (مقتل الحسين) و تجد امورا اخري اجد نفسي لا اعرضها لك، ولكن نفسك ايها القاري‌ء تدفعك للوقوف عليها و استشراف مضامين الكتاب كما نستشرف مواضيعه الحبيبة اليك.

آثاره

اشاره

أ - المطبوعة:1- زيد الشيهد (ترجمة)2- المختار بن عبيد الثقفي (نقد و دراسة)3- السيدة سكينة (دراسة)4- مقتل الحسين (ع) (تاريخ و تحقيق)5- الصديقة الزهراء (ع) (ترجمة)6- الامام زين‌العابدين (ع) (ترجمة)7- الامام الرضا (ع) (ترجمة)8- الامام الجواد (ع) (ترجمة)9- قمر بني‌هاشم - العباس (ع) (ترجمة)10- علي الاكبر (ع) (ترجمة)11- الشهيد مسلم بن عقيل (ترجمة)12- سر الايمان في الشهادة الثالثة (اخبار و دراسة)13- يوم الاربعين عند الحسين (رسالة) (مآثر و طاعات) [ صفحه 17] المحاضرات في الفقه الجعفري (كتاب للسيد علي الشاهرودي)تعليقات و دراسة له.ب - مقدمات و تصدير لكتب تراثية15- دلائل الامامة لابن‌جرير الطبري الامامي‌16- الامالي - للشيخ المفيد (محمد بن محمد بن النعمان العكبري)17- الخصائص للسيد الرضي‌18- الملاحم - للسيد احمد بن طاووس‌19- فرحة الغري - للسيد عبدالكريم ابن طاووس‌20- اثبات الوصية - للمسعودي‌21- الكشكول - للسيد حيدر بن علي العبيدي الحسيني الآملي22- بشارة المصطفي - لعمادالدين الطبري الآملي - تعليقات و ملاحظات‌23- الجمل - للشيخ المفيد - تعليقات

آثاره المخطوطة

1- المنقذ الاكبر - محمد - (صلي الله عليه و آله)، دراسة2- الحسن بن علي (ع)، دراسة3- عاشوراء في الاسلام، نقد و تاريخ‌4- الاعياد في الاسلام، تاريخ‌5- ذكري المعصومين (اجزاء منه مطبوعة)، تاريخ‌6- زينب العقيلة (عليهاالسلام)، ترجمة7- ميثم التمار (رسالة)، ترجمة8- ابوذر الغفاري (رسالة)، ترجمة9- عمار بن ياسر (رسالة)، ترجمة10- نقل الاموات في الفقه الاسلامي، دراسة11- نقد التاريخ في مسائل ست، دراسة و تحليل‌12- حلق اللحية، نقد13- دراسات في الفقه و التاريخ: دراسة و تحليل لاحاديث‌14- ربائب الرسول، تاريخ و دراسة [ صفحه 18] 15- الكني و الالقاب، تراجم‌16- حاشية علي الكافية - للشيخ محمد كاظم الخراساني، اصول‌17- حاشية علي المكاسب للشيخ مرتضي الانصاري، فقه‌18- نوادر الآثار - شؤون شتي‌19- يوم الغدير - او حجة الوداع، تاريخ

ولاؤه لاهل البيت

ليس اكبر ذخيرة من ان يحيا المرء، بل و يموت علي محبة اهل البيت (ع) و ليس انفس شي‌ء يحرزه المرء حين تصفر الأكف مما يملكه لنفسه من حيازة محبتهم و يضمن شفاعتهم و تكون مثوبته في الدار الاخري ان ينزل منارله و يكون (من المقربين) اليهم. و الناس كلهم ينشأون عل محبتهم و ولائهم، ولكن درجة تركز هذه الصفة تتباين لديهم، فواحد يرضي من نفسه ان يحضر مجالسهم و آخر لا يرضي الا ان يقيم لهم المجالس و آخر يرضي لنفسه ان يحضر او يرحل لزيارتهم في ضرائحهم و آخر ينشط لتهيأة الناس و ربما ينفق لتهيأة الزائرين لحضور (مشاهدهم عليهم السلام).و سيدنا المترجم كان تزدهيه هذه الالوان من النشاط كلها... نشأ و تربي و وجد نفسه في بيت تكثر فيه (المناسبات) التي تعقد لآل البيت، هكذا كان يري جده (السيد حسين) يجتمع الناس عنده و يتذاكرون بل و يلقون من نتاجاتهم الادبية الشي‌ء الكثير، و وجد نفسه (رحمه الله) مفعمة بهذا الولاء فاستزاد منه، و اخذ يتحين (الفرض) لاقامة المجلس حتي لأولئك الذين شايعوهم و تابعوهم و علوا صهوات الاعواد او ماتوا في ديار الغربة و تجرعوا كؤوس الردي صابرين - و الشواهد كثيرة جدا، و كتابه المخطوط (نوادر الآثار) فيه تلك القصائد التي كان يلقيها الشعراء الذاهبين رحمهم الله في مناسبات افراحهم، و طريقة (الاحياء) عنده لا تكفي باقامة (المجالس) لهم بل الانصراف الي نشر آرائهم و بيان طرائقهم في السلوك و الحياة و قد مارس ذلك عن طريق (المحاضرات) التي يجمع عليها اهل المكاسب من اخوانه و اصحابه (في ايام رمضان) و هكذا كنت اري البيت يمتلي‌ء بهم و يتكرر (البحث) ليلة بعد ليلة و رمضانا بعد رمضان... اما (قلمه) و راحته و وقته فشواهدها هذه [ صفحه 19] (المؤلفات) التي خلفها، و نرجو منه تعالي ان يسدد الخطي لنشرها بين الناس و اجل مخطوطاته «المنقذ الاكبر - محمد (ص) و الامام الحسن» و قد مضي علي تأليفهما اكثر من ثلاثين عاما و كتابه «نقد التاريخ في مسائل ست» كان كثيرا ما يتحدث عنه.

نظمه‌

لم يكن (المترجم له) يحسن الشعر و لا يتعاطاه و لم يعان قرضه غير انه - رحمه الله - كان يحبه لا سيما اذا قيل في اهل البيت - عليهم السلام - و كثيرا ما كان يقتبس من شعر شعراء اهل البيت في مؤلفاته في ذكراهم عليهم السلام، احياء لذكر شعرائهم... اما هو فلا نعهد له شيئا سوي نزر قليل منه قوله في ابي‌الفضل العباس عليه السلام متوسلا الي الله تعالي به لكشف ما الم به:اباالفضل يا نور عين الحسين و يا كافل الظعن يوم المسيراتعرض عني و انت الجواد و كهف لمن بالحمي يستجيرو منه ارجوزته التي نظمها في النبي (ص) و آله الاطهار ولكنه لم يتمها فمنها:نحمدك اللهم يا من شرفا هذا الوجود بالنبي المصطفي‌محمد و آله الاطايب نهج الهدي كفاية للطالب‌ارشاد من ضل عن الهداية الي طريق الحق و الولايةو فيها يقوم:و جاء في حديث اهل البيت من قال فينا واحدا من بيت‌ايده الله بروح القدس و زال عنه كل ريب ملبس‌لذلك احببت ان انظم ما قد دونوه في الصحاح العلمامن فضل عترة النبي الطهر و من هم ولاة رب الامر

خاتمة حياته

عاني المؤلف رحمه الله من شظف العيش و قساوة الحياة شيئا كثيرا و سار في حياته سيرة فيها الاباء و الترفع و كان يربأ بها أن تتدني الي مالا يليق بها، و غرامه [ صفحه 20] بحضور الدرس و اداء مهمة التدريس و الاعتكاف شغله الشاغل فكان يرضي من عيشه بالبلغة: و كم رغب اليه المرحوم آية الله الزعيم الديني ابوالحسن الاصفهاني ان يحضر اليه فيكون (وكيلا) عنه في احدي هذه الحواضر الكبري من مدن العراق و حينئذ يكون رخاء الحياة ولكنه لا يرضيه ذلك العرض! و لا تزدهيه تلك (المهمة)، و كل ما في نفسه انه راض بقسمه تعالي قانع بما يتهيأ له من اسباب الحياة و يهمه ان يملأ نفسه من زاد العلم و يشبع مما في كنوزها من دقائق الذخائر بالجد و المثابرة المتواصلة نال المكانة المحترمة بين اهل الفضل...كان يتحدث رحمه الله كثيرا عن مثل تلك (الرغبات) التي يريدها له اصحاب المراجع، كان يعلل رفضه، بان النفس لا يكبح جماحها اذا تهيأت لها غضارة العيش و رخاء الحياة و ربما تغمسه في اشياء اخري... هذه التعلات و امور اخري لم يفصح عنها - هي سبب الرفض و كان كتوما في مثل هذه الشؤون.!اما صفاته الجسمية، فقد كان نحيفا في قامة معتدلة، و في اخريات ايامه حينما اصطلمت عليه العلل كان يغالب نفسه بان يكون معتدل القامة رافع الرأس، كان يرتاح ان يباشر شؤون اقامة (المجلس) في المناسبات العديدة للائمة الاطهار و لاصحابهم البررة. و ايمانه بهم و بكرامتهم عند الله كان كثيرا ما يتوسل اليهم في رفع البلوي و رفع الضر، و لم لا يفعل [3] ذلك؟ الم يكن الامام ابوالحسن علي الهادي يأمر اباهاشم الجعفري ان يطلب من رجل.. ان يدعو له عند مرقد سيدالشهداء!؟كان رحمه الله مستوفز الاعصاب، تستثيره (البادرة) التي لا يرضاها و ينفعل لسماع ما لا تطمئن اليه النفس، رقيق القلب و وافر الدمعة لدي سماعه مصاب آل الرسول (عليهم السلام) هذه امور تضعف الركن الشديد، فكيف بعلل و شدائد صحية عديدة و لا تفارقه واحدة حتي تنتابه اخري و مع هذا كله يفزع اليهم (عليهم السلام) يتوسل اليهم بجاههم عنده تعالي ان يكشف العسر و يدفع الضر، و كان يعتقد اعتقادا جازما ان الله تعالي لم يمد في عمره الا [ صفحه 21] بسببهم و بحرمتهم حيث ان الواحدة من العلل التي تصيبه كفيلة بان تقضي عليه، و هكذا سار علي هذه الشاكلة حتي وافته المنية في 17 محرم عام 1391 في اليوم الموافق 1971/3/15 فله من الله الرضوان و جزيل المثوبة... و اطرف ما رثي به قول الاستاذ الشيخ احمد الوائلي مؤرخا عام الوفاة:ايه عبدالرزاق يا الق الفكر و روح الايمان و الاخلاق‌ان قبرا حللت فيه لروض سوف تبقي به ليوم التلاقي‌فاذا ما بعثت حفت بك لاعم ال بيضاء حلوة الاشراق‌فحسان الاصول و الفقه و التاري خ قلدن منك بالاعناق‌و مدي الطف يوم سجلت فيه لحسين و آله و الرفاق‌صفحات من التبحر و التمحي ص تزري بانفس الاعلاق‌في حسين و سوف تلقي حسينا و تري الحوض مترعا و الساقي‌هذه عندك الشفيع و ما عند الهي خير و ابقي البواقي‌مستميحا عطاء ربك ارخ (رحت عبدالرزاق للرزاق)1391 ه [ صفحه 22] بيروت كمبيوتر برس - 313530 [ صفحه 27]

نهضة الحسين

اشاره

كان المغزي الوحيد لشهيد الدين و حامية الاسلام الحسين بن اميرالمؤمنين (ع) ابطال احدوثة الامويين و دحض المعرات عن قدس الشريعة و لفت الانظار الي براءتها و براءة الصادع بها عما الصقوه بدينه من شية العار و البدع المخزية و الفجور الظاهر و السياسة القاسية [4] فنال سيدالشهداء مبتغاه بنهضته الكريمة و اوحي الي الملا الديني ما هنالك من مجون فاضح و عرف الناس (بيزيد المخازي) و من لاث به من قادة الشر و جراثيم الفتن فمجتهم الاسماع و لم يبق في المسلمين الا من يرميهم بنظرة شزراء حتي توقدت عليهم العزائم و احتدمت الحمية الدينية من اناس و نزعات من آخرين فاستحال الجدال جلادا و اعقبت بلهنية عيشهم حروبا دامية اجهزت علي حياتهم و دمرت ملكهم المؤسس علي انقاض الخلافة الاسلامية من دون اية حنكة او جدارة، فاصاب هذا الفاتح الحسين (ع) شاكلة الغرض بذكره السائر، وصيته الطائر، و مجده المؤثل، و شرفه المعلي «و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون».لا اجدك ايها القاري‌ء و انت تسبر التاريخ و تتحري الحقائق بنظر التحليل الا و قد تجلت لك نفسية (ابي‌الضيم) الشريفة، و مغزاه المقدس و نواياه الصالحة، و غاياته الكريمة، في حله و مرتحله، في اقدامه و احجامه في دعواه و دعوته، و لا احسبك في حاجة الي التعريف بتفاصيل تلكم الجمل بعد ان [ صفحه 28] عرفت ان شهيد العظمة من هو و ما هي اعماله و بطبع الحال تعرف قبل كل شي‌ء موقف مناوئه و ما شيبت به نفسيته من المخازي.نحن لو تجردنا عما نرتئيه (لحسين الصلاح) من الامامة و الحق الواضح الذي يقصر عنه في وقته اي ابن انثي لم تدع لنا النصفة مساغا لاحتمال مباراته في سيرة طاغية مصره، او انه ينافسه علي شي‌ء من المفاخر فان سيد شباب اهل اجنة متي كان يري له شيئا من الكفاءة حتي يتنازل الي مجاراته، و لقد كان (ع) يربا بنفسه الكريمة حتي عن مقابلة اسلافه.اتري ان الحسين يقابل اباسفيان بالنبي الكريم، او معاوية باميرالمؤمنين، او آكلة الاكباد بام‌المومنين خديجة، او ميسون بسيدة العالمين او خلاعة الجاهلية بوحي الاسلام او الجهل المطبق بعلمه المتدفق، او الشره المخزي بنزاهة نفسه المقدسة! الي غيرها مما يكل عنه القلم و يضيق الفم.لقد كان بين الله سبحانه و تعالي و بين اوليائه المخلصين اسرار غامضة تنبو عنها بصائر غيرهم و تنحسر افكار القاصرين، حتي اعمتهم العصبية فتجرؤا علي قدس المنقذ الاكبر و ابوا الا الركون الي التعصب الشائن فقالوا: ان الحسين قتل بسيف جده لانه خرج علي امام زمانه (يزيد) بعد ان تمت البيعة له و كملت شروط الخلافة باجماع اهل الحل و العقد و لم يظهر منه ما يشينه و يزري به [5] . [ صفحه 29] و قد غفل هذا القائل عن ان ابن‌ميسون لم يكن له يوم صلاح حتي يشينه ما يبدو منه و ليس لطاماته و مخازيه قبل و بعد و قد ارتضع در ثدي (الكلبية) المزيج بالشهوات، و تربي في حجر من لعن علي لسان الرسول الاقدس [6] و امر الامة بقتله متي شاهدته متسنما صهوة منبره [7] و لو امتثلت الامة الامر الواجب لامنت العذاب الواصب المطل عليها من نافذة بدع الطاغية و من جراء قسوته المبيدة لها، لكنها كفرت بانعم الله فطفقت تستمري‌ء ذلك المورد الوبي‌ء ذعافا ممقرا فالبسها الله لباس الخوف و تركها ترزح تحت نير الاضطهاد و ترسف في قيود الذل و الاستعباد و نصب عينها استهتار الماجنين و تهتك المنهمكين بالشهوات، و كلما تنضح به الآنية الاموية الممقوتة شب (يزيد الاهواء) بين هاتيك النواجم من مظاهر الخلاعة.و لقد اعرب عن كل ما اضمره من النوايا السيئة علي الاسلام و الصادع به جذلا بخلاء الجو له فيقول العلامة الآلوسي:من يقول ان يزيد لم يعص بذلك و لا يجوز لعنه فيبتغي ان ينتظم في سلسلة انصار يزيد و انا اقول ان الخبيث لم يكن مصدقا بالرسالة للنبي (ص) و ان مجموع ما فعله مع اهل حرم الله و اهل حرم نبيه (ص) و عترته الطليبين الطاهرين في الحياة و بعد الممات و ما صدر منه من المخازي ليس باضعف دلالة علي عدم تصديقه من القاء ورقة من المصحف الشريف في قذر و لا اظن ان امره كان خافيا علي اجلة المسلمين اذا ذاك ولكن كانوا مغلوبين مقهورين و لم يسعهم الا الصبر و لو سلم ان الخبيث كان مسلما فهو مسلم جمع من الكبائر ما لا يحيط [ صفحه 30] به نطاق البيان و انا اذهب الي جواز لعن مثله علي التعيين و لو لم يتصور ان يكون له مثل من الفاسقين و الظاهر انه لم يتب و احتمال توبته اضعف من ايمانه.و يلحق به ابن‌زياد و ابن‌سعد و جماعة فلعنة الله عليهم و علي انصارهم و اعوانهم و شيعتهم و من مال اليهم الي يوم الدين ما دمعت عين علي ابي‌عبدالله الحسين (ع)! و يعجبني قول شاعر العصر ذي الفضل الجلي عبدالباقي افندي العمري الموصلي و قد سئل عن لعن يزيد فقال:يزيد علي لعني عريض جنابه فاغدو به طول المدي العن اللعناو من يخشي القيل و القال من التصريح بلعن ذلك الضليل فليقل لعن الله عز و جل من رضي بقتل الحسين (ع) و من آذي عترة النبي (ص) بغير حق (و من غصبهم حقهم) فانه يكون لاعنا له لدخوله تحت العموم دخولا اوليا في نفس الامر و لا يخالف احد في جواز اللعن بهذه الالفاظ و نحوها سوي ابن‌العربي المار ذكره و موافقيه، فانهم علي ظاهر ما نقل عنهم لا يجوزون لعن من رضي بقتل الحسين و ذلك لعمري هو الضلال البعيد الذي يكاد يزيد علي ضلال يزيد.ثم قال البرزنجي في (الاشاعة) و الهيثمي (في الصواعق) ان الامام احمد لما سأله ابنه عبدالله عن لعن يزيد قال كيف لا يلعن من لعنه الله في كتابه فقال عبدالله قرأت كتاب الله عزوجل فلم اجد فيه لعن يزيد فقال الامام ان الله يقول (فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض و تقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله) و اي فساد و قطيعة اشد مما فعله يزيد.و قد جزم بكفره و صرح بلعنه جماعة من العلماء منهم القاضي ابويعلي و الحافظ ابن الجوزي و قال التفتازاني لا نتوقف في شأنه بل في ايمانه لعنة الله عليه و علي أعوانه و أنصاره و صرح بلعنه الجلال السيوطي.و في تاريخ ابن‌الوردي و كتاب الوافي بالوفيات: لما ورد علي يزيد نساء الحسين و اطفاله و الرؤوس علي الرماح و قد اشرف علي ثنية جيرون و نعب الغراب قال:لما بدت تلك الحمول و اشرقت تلك الشموس علي ربي جيرون‌نعب الغراب فقلت قل او لا تقل فلقد قضيت من النبي ديوني [ صفحه 31] يعني انه قتل بمن قتله رسول الله يوم بدر كجده عتبة و خاله ولد عتبة و غيرهما و هذا كفر صريح فاذا صح عنه فقد كفر به و مثله تمثله بقول عبدالله بن الزبعري قبل اسلامه (ليت اشياخي) الابيات انتهي [8] .الي كثير من موبقاته و الحاده فاستحق بذلك اللعن من الله و ملائكته و انبيائه و من دان بهم من المؤمنين الي يوم الدين و لم يتوقف في ذلك الا من حرم ريح الايمان و اعمته العصبية عن السلوك في جادة الحق فاخذ يتردد في سيره، حيران لا يهتدي الي طريق، و لا يخرج من مضيق.و لم يتوقف المحققون من العلماء في كفره و زندقته فيقول ابن‌خلدون غلط القاضي ابوبكر ابن العربي المالكي اذ قال في كتابه (العواصم و القواصم): ان الحسين قتل بسيف شرعه غفلة عن اشتراط الامام العادل في الخلافة الاسلامية و من اعدل من الحسين في زمانه و امامته و عدالته في قتال اهل الآراء، و في ص 254 ذكر الاجماع علي فسق يزيد و معه لا يكون صالحا للامامة، و من اجله كان الحسين (ع) يري من المتعين الخروج عليه و قعود الصحابة و التابعين عن نصرة الحسين لا لعدم تصويب فعله بل لانهم يرون عدم جواز اراقة الدماء فلا يجوز نصرة يزيد بقتال الحسين بل قتله من فعلات يزيد المؤكدة لفسقه و الحسين فيها شهيد. [9] .و يقول ابن‌مفلح الحنبلي: جوز ابن عقيل و ابن‌الجوزي الخروج علي الامام غير العادل بدليل خروج الحسين علي يزيد لاقامة الحق و ذكره ابن‌الجوزي في كتابه (السر المصون) من الاعتقادات العامية التي غلبت علي جماعة من المنتسبين الي السنة انهم قالوا كان يزيد علي الصواب و الحسين مخطي‌ء في الخروج عليه، و لو نظروا في السير لعلموا كيف عقدت البيعة له و الزم الناس بها و لقد فعل مع الناس في ذلك كل قبيح، ثم لو قدرنا صحة خلافته فقد بدرت منه بوادر ظهرت منه امور كل منها يوجب فسخ ذلك العقد من نهب المدينة و رمي الكعبة بالمنجنيق و قتل الحسين و اهل بيته و ضربه علي ثناياه بالقضيب و حمل [ صفحه 32] رأسه علي خشبة، و انما يميل الي هذا جاهل بالسيرة عامي المذهب يظن انه يغيظ بذلك الرافضة [10] .و قال التفتازاني الحق ان رضا يزيد بقتل الحسين و استبشاره به و اهانته اهل بيت النبي (ص) مما تواتر معناه و ان كان تفاصيله آحاد فنحن لا نتوقف في شأنه بل في ايمانه لعنة الله عليه و علي انصاره و اعوانه [11] .و قال ابن‌حزم: قيام يزيد بن معاوية لغرض دنيا فقط فلا تأويل له و هو بغي مجرد [12] و يقول الشوكاني: لقد افرط بعض اهل اعلم فحكموا بان الحسين السبط رضي الله عنه و ارضاه باغ علي الخمير السكير الهاتك لحرمة الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية لعنهم الله فيا للعجب من مقالات تقشعر منها الجلود و يتصدع من سماعها كل جلمود [13] .و قال الجاحظ المنكرات التي اقترفها يزيد من قتل الحسين و حمله بنات رسول الله (ص) سبايا و قرعه ثنايا الحسين بالعود و اخافته اهل المدينة و هدم الكعبة تدل علي القسوة و الغلظة و النصب و سوء الرأي و الحقد و البغضاء و النفاق والخروج عن الايمان، فالفاسق ملعون و من نهي عن شتم الملعون فملعون [14] .و يحدث البرهان الحلبي ان الاستاذ الشيخ محمد البكري تبعا لوالده كان يلعن يزيد و يقول زاده الله خزيا وضعة و في اسفل سجين وضعه [15] كما لعنه ابوالحسن علي بن محمد الكياهراسي و قال لو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي الرجل [16] و حكي ابن العماد عنه انه سئل عن يزيد بن معاوية فقال لم يكن من الصحابة لانه ولد ايام عمر بن الخطاب و لاحمد فيه قولان تلويح و تصريح و لمالك قولان تلويح و تصريح و لابي‌حنيفة قولان تلويح و تصريح و لنا قول واحد [ صفحه 33] و تصريح دون تلويح و كيف لا يكون كذلك و هو اللاعب بالنرد و مدمن الخمر و شعره في الخمر معلوم [17] و يقول الدكتور علي ابراهيم حسن كان يزيد من المتصفين بشرب الخمر و اللهو و الصيد [18] .و قال الذهبي في سير اعلام النبلاء: كان يزيد بن معاوية ناصبيا فظا غليظا جلفا يتناول المسكر و يفعل المنكر، افتتح دولته بقتل الشهيد الحسين و ختمها بوقعة الحرة فمقته الناس و لم يبارك في عمره [19] .و قال الشيخ محمد عبده اذا وجد في الدنيا حكومة عادلة تقيم الشرع و حكومة جائرة تعطله وجب علي كل مسلم نصر الاولي ثم قال و من هذا الباب خروج الامام الحسين سبط رسول (ص) علي امام الجور و البغي الذي ولي امر المسلمين بالقوة و المكر يزيد بن معاوية خذله الله و خذل من انتصر له من الكرامية و النواصب [20] و قال ابن‌تعربردي الحنفي: كان يزيد فاسقا مدمن الخمر [21] و قال اخذت فتاوي العلماء بتعزير عمر بن عبدالعزيز القزويني اذ قال اميرالمؤمنين يزيد ثم اخرج من بغداد الي قزوين [22] و قال ابوشامة دخل بغداد احمد بن اسماعيل بن يوسف القزويني فوعظ بالنظامية و في يوم عاشوراء قيل له العن يزيد بن معاوية قال ذاك امام مجتهد ففاجأه احدهم فكاد يقتل و سقط عن المنبر ثم اخرجوه الي قزوين و مات بها سنة 590 ه [23] .و قال سبط ابن‌الجوزي سئل ابن‌الجوزي عن لعن يزيد فقال اجاز احمد لعنه و نحن نقول لا نحبه لما فعل بابن بنت نبيا و حمله آل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سبايا الي الشام علي اقتاب الجمال و تجريه علي آل رسول الله فان رضيتم بهذه المصالحة بقولنا لا نحبه و الا رجعنا الي اصل الدعوي جواز لعنته [24] . [ صفحه 34] و ذكر ابوالقاسم الزجاجي باسناده عن عمر بن الضحاك قال: كان يزيد ابن معاوية ينادم (قردا) فاخذه يوما و حمله علي اتان وحشي و شد عليها رباطا و ارسل الخيل في اثرها حتي حسرتها الخيل فماتت الاتان فقال يزيد بن معاوية.تمسك اباقيس بفضل عنانها فليس علينا ان هلكت ضمان‌كما فعل الشيخ الذي سبقت به زيادا اميرالمؤمنين اتان [25] .و ما ذكره ابن‌الاثير عن ابي‌يعلي حمزة بن محمد بن احمد بن جعفر بن محمد ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي‌طالب (ع) انه قال انا لا اكفر يزيد لقول النبي (ص) سألت الله تعالي ان لا يسلط علي بني من غيرهم فاعطاني ذلك [26] لا يتابع عليه لان شرف ابي‌يعلي و جلالته و ثقته تبعد صدور هذه الكلمة الجافة عنه و ان سبقه اليها الرافعي في التدوين في علماء قزوين [27] و علي فرض صدورها منه فمن المقطوع به صدورها منه تقية! وء قد بالغ ميرزا عبدالله افندي تلميذ المجلسي في انكارها [28] لان كل من ترجم له من علماء الرجال مدحه و اطراه بالجميل و لم يذكر ذلك عنه و لو كان لصدورها عنه عين او اثر لمقتوه من اجلها. و قد ترحم عليه الشيخ الصدوق في كتبه و ترضي عنه لانه من مشائخه.@.ففي العيون ص 493 باب 39 حدثه بقم سنة 339 عما كتبه اليه علي بن ابراهيم بن هاشم سنة 309 ه عن ياسر الخادم عن الرضا (ع) الخ حتي ان الخطيب البغدادي مع تعصبه ترجم له و لم يذكر عنه هذه الكلمة النابية [29] فهذه الكلمة من زيادات الرافعي و ابن‌الاثير غير المقرونة باصل وثيق.و بعد مقت اعلام الامة ليزيد نحاسب عبدالمغيث بن زهير بن علوي الحربي عن الاصول الصحيحة التي استقي منها كتابه الذي صنفه في فضائل يزيد [30] و أي مأثرة صحيحة وجدها له حتي سجلها في كتابه و هل حياته كلها الا مخاز و تهجمات علي قدس الشريعة؟! لذلك لم يعبأ العلماء بهذا الكتاب فيقول [ صفحه 35] ابن‌العماد في شذرات الذهب ج 4 ص 275 حوادث سنة 583 ه اتي فيه بالموضوعات و في البداية لابن‌كثير ج 12 ص 328 رد عليه ابن‌الجوزي فاجاد و اصاب و في كامل ابن‌الاثير ج 11 ص 213 عليه مروج الذهب اتي فيه بالعجائب و في طبقات الحنابلة لابن‌رجب ج 1 ص 356 صنف ابن‌الجوزي في الرد عليه سماه الرد علي المتعصب العنيد المانع من لعن يزيد.و من الغريب ما افتي به عبدالغني المقدسي حين سئل عن يزيد فقال خلافته صحيحة لان ستين صحابيا بايعه منهم ابن‌عمر و من لم يحبه لا ينكر عليه لانه ليس من الصحابة و انما يمنع من لعنه خوفا من التسلق الي ابيه و سدا لباب الفتنة [31] و اغرب من هذا انكار ابن‌الحجر الهيثمي رضا يزيد بقتل الحسين (ع) او انه امر به [32] مع تواتر الخبر برضاه و لم ينكره الا من انكر ضوء الشمس. قال ابن‌جرير و السيوطي لما قتل الحسين سر يزيد بمقتله و حسنت حال ابن‌زياد عنده ثم بعد ذلك ندم [33] و قال الخوارزمي قال يزيد للنعمان بن بشير الحمد لله الذي قتل الحسين [34] و قد احتفظوا بمنكراته كاحتفاظهم ببغي ابيه معاوية و معاندته لقوانين صاحب الدعوة الالهية، اليس هو القائل لابيه صخر لما اظهر الاسلام فرقا من بوارق المسلمين؟يا صخر لا تسلمن طوعا فتفضحنا بعد الذين ببدر اصبحوا مزقالا تركنن الي امر تقلدنا و الراقصات بنعمان به الحرقا [35] فالموت اهون من قيل الصباة لنا خيل ابن‌هند عن العزي كذا فرقافان ابيت ابينا ما تريد و لا تدع عن اللات و العزي اذا اعتنقا [36] .و يقول ابن ابي‌الحديد طعن كثير من اصحابنا في دين معاوية و قالوا انه كان ملحدا لا يعتقد النبوة و نقلوا عنه في فلتات كلامه ما يدل عليه [37] . [ صفحه 36] وجده صخر هو القائل للعباس يوم الفتح ان هذه ملوكية فقال العباس ويلك انها نبوة [38] و في معاوية يقول احمد بن الحسين البيهقي خرج معاوية من الكفر الي النفاق في زمن رسول الله (ص) و بعده رجع الي كفره الاصلي [39] .فابن ميسون عصارة تلكم المنكرات، فمتي كان يصلح لشي‌ء من الملك فضلا عن الخلافة الالهية و في الامة ريحانة الرسول و سيد شباب اهل الجنة ابوه من قام الدين بجهاده و امه سيدة نساء العالمين، و هو الخامس لاصحاب الكساء و عديل الكتاب المجيد في (حديث الثقلين) يتفجر العلم من جوانبه و يزدهي الخلق العظيم معه اينما يتوجه و عبق النبوة بين اعطافه و الق الامامة في اسارير وجهه و الي هذا يشير (ع) لما عرض الوليد البيعة فقال:«ايها الامير انا اهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة بنا فتح الله و بنا يختم. و يزيد رجل فاسق شارب الخمر و قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق و مثلي لا يبايع مثله» [40] .و بعد هذا فلنسال هذا المتحذلق عن قوله: «خرج الحسين بعد انعقاد البيعة ليزيد» متي انعقدت هاتيك البيعة الغاشمة و متي اجتمع عليها اهل الحل و العقد، أيوم كان ياخذها ابوه تحت بوارق الارهاب ام يوم اسعاف الصلات لرواد الشره رضيخة يتلمضون بها [41] ام يوم عرضها عمال يزيد علي الناس فتسلل عنها ابن الرسول و معه الهاشميون وفر ابن‌الزبير الي مكة و تخفي ابن‌عمر في بيته [42] و كان عبدالرحمن ابن ابي‌بكر يجاهر بانها هرقلية كلما مات هرقل قام هرقل مكانه [43] و كان يقول انها بيعة قوقية وقوق هو اسم قيصر [44] فارسل له معاوية مائة الف درهم يستعطفه بها فردها و قال لا ابيع ديني بدنياي [45] و قال [ صفحه 37] عبد الله بن عمرو بن العاص لعابس بن سعيد الذي حثه علي البيعة ليزيد انا اعرف به منك و قد بعت دينك بدنياك [46] و قال سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي للشامي الذي أرسله مروان بن الحكم ليبايع ليزيد: يأمرني مروان ان ابايع لقوم ضربتهم بسيفي حتي اسلموا و الله ما اسلموا ولكن استسلموا [47] .و قال زياد بن ابيه لعبيد بن كعب النميوي كتب الي معاوية في البيعة ليزيد و ضمان امر الاسلام عظيم ان يزيد صاحب رسله و تهاون مع ما اولع به من الصيد فاخبر معاوية عني و اخبره عن تهاون يزيد بأمر الدين و فعلاته المنكرة [48] .و قد انكر علي معاوية سعيد بن عثمان بن عفان و فيما كتب اليه ان ابي خير من اب يزيد و امي خير من امه و انا خير منه [49] و كان الاحنف بن قيس منكرا لها و كتب اليه يعرفه الخطأ فيما قصده من البيعة لابنه يزيد و تقديمه علي الحسن و الحسين مع ما هما عليه من الفضل و الي من ينتميان و ذكره بالشروط التي اعطاها الحسن و كان فيها ان لا يقدم عليه احدا و ان اهل العراق لم يبغضوا الحسنين منذ احبوهما و القلوب التي ابغضوه بها بين جوانحهم [50] .و حرض ابي‌الضيم سيدالشهداء علي نصح معاوية و ارشاده الي لا حب الطريق و تعريفه منكرات يزيد و ان له الفضل عليه بكل جهاته و فيما قال له: ان امي خير من امه و ابي خير من ابيه فقال معاوية اما امك فهي ابنة رسول الله (ص) فهي خير من امراة من كلب و اما حبي يزيد فلو اعطيت به مل‌ء الغوطة لما رضيت و اما ابوك و ابوه فقد تحاكما الي الله تعالي فحكم لابيه علي ابيك [51] .الي هنا سكت ابوعبدالله الحسين (ع) لانه عرف ان لا مقنع لابن آكلة الاكباد بالحقيقة و انما لم يقل معاوية (ان اباه افضل من ابيك) لعلمه بعدم سماع كل احد مه ذلك لشهرة سبق «علي» (ع) الي الاسلام و اجتماع المحامد [ صفحه 38] فيه و تقدمه علي غيره في الفضائل جمعاء لذلك عدل معاوية الي الايهام بايجاد شبهة المنافرة و المحاكمة و هذا ما يسميه علماء البلاغة بالاستدراج.و مرة اخري قال له سيدالشهداء ابوعبدالله لقد فهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله و سياسة امة محمد (ص) تريد ان توهم علي الناس كانك تصف محجوبا او تنعت غائبا او تخبر عما احتويته بعلم خاص و قد دل يزيد من نفسه علي موقع رأيه فخذ ليزيد من استقرائه الكلاب المهارسة [52] و الحمام السبق و القينات ذوات المعازف و ضرب الملاهي تجده ناصرا ودع ما تحاول فما اغناك ان تلقي الله بوزر هذا الخلق باكثر مما انت فيه فو الله ما برحت تقدم باطلا في جور و حنقا في ظلم حتي ملأت الاسقية و ما بينك و بين الموت الا غمضة فتقدم علي عمل محفوظ في يوم مشهود و لات حين مناص [53] .و كتب عليه السلام اليه مرة ثالثة اعلم ان لله عزوجل كتابا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة الا احصاها و ليس الله تعالي بناس اخذك بالظنة و قتلك اولياءه علي التهم و نفيك لهم عن دورهم الي دار الغربة او لست قاتل حجر اخا كندة و المصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم و يستعظمون البدع و لا يخافون في الله تعالي لومة لائم او لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (ص) العبد الصالح الذي ابلته العبادة فنحل جسمه و اصفر لونه بعد ما آمنته و أعطيته من عهود الله عزوجل ما لو أعطيته طائرا لنزل اليك من رأس جبل جراة منك علي ربك و استخفافا بذلك العهد او لست المدعي (ابن‌سمية) المولود علي فراش عبيد ثقيف فزعمت انه من ابيك و قد قال رسول الله (ص) الولد للفراش و للعاهر الحجر فتركت سنة رسول الله (ص) تعمدا و اتبعت هواك بغير هدي من الله تعالي ثم سلطته علي العراقين يقطع ايدي المسلمين و يسمل اعينهم و يصلبهم علي جذوع النخل كانك لست من هذه الامة و ليسوا منك او لست الكاتب لزياد ان يقتل كل من كان علي دين علي بن ابي‌طالب عليه السلام فقتلهم و مثل بهم بامرك و دين علي (ع) هو دين الله عزوجل الذي به ضرب اباك و ضربك و به جلست مجلسك الذي جلست. [ صفحه 39] و ان اخذك الناس ببيعة ابنك يزيد و هو غلام حدث يشرب الخمر و يلعب بالكلاب فقد خسرت نفسك و بترت دينك و اخرجت امانتك [54] .و كتب اليه مرة رابعة يعدد عليه بوائقه و ذلك لما قتل زياد ابن ابيه مسلم بن زيمر و عبدالله بن نجي الحضرميين و صلبهما علي ابواب دورهما بالكوفة اياما و كانا من شيعة علي اميرالمؤمنين و فيما كتب اليه: الست صاحب حجر و الحضرميين الذين كتب اليك ابن‌سمية انهما علي دين علي عليه السلام و رأيه فكتبت اليه اقتل كل من كان علي دين علي (ع) و ابن عم علي (ع) الذي كان يضرب عليه اباك و يضربه عليه ابوك و به جلست مجلسك الذي انت فيه و لولا ذلك كان افضل شرفك و شرف تجشم الرحلتين اللتين بنا من الله عليك بوضعها عنكم.في كلام طويل يوبخه فيه بادعائه زيادا و توليته علي العراقين [55] و لم تجد هذه النصائح من ابن الرسول الله (ص) في دحض باطل معاوية بعد ان كانت بوارق الارهاب و بواعث الطمع سدا طريق الحق لكن معاوية بدهائه المعلوم لم يرقه ان يمس الحسين (ع) سوء خشية سوء الفتنة و انتكاث الامر لما يعلمه ان (ابي الضميم) لا يتنازل الي الدنية الي نفس يلفظه، و ان شيعته يومئذ غيرهم بالامس علي عهد اخيه الامام المجتبي فانهم ما زالوا يتذمرون من عمال معاوية للتنكيل الذريع بهم حتي بلغ الحال ان الرجل منهم يستهين ان يقال له زنديق و لا يقال له (ترابي).و كم من مرة واجهوا الامام المجتبي (ع) بكلام امر من الحنظل مع اعترافهم له بالامانة و اذعانهم بان ما صدر منه عن صلاح الهي و امر ربوبي و حتي انهم استنهضوا الحسين غير مرة فلم ينهض معهم رعاية للميثاق و ارجاء الامر الي وقته المعلوم لديه من جده و ابيه الوصي.فمعاوية يعلم انه لو اصيب الحسين بسوء و الحالة هذه تلتف الشيعة حوله فيستفحل الخطب بينه و بين معاوية. [ صفحه 40] و للعلة هذه بعينها اوصي ولده يزيد بالمسالمة مع الحسين ان استبد بلامر مهما يجد من ابي‌الضيم مخاشنة و شدة فقال له: «ان اهل العراق لن يدعوا الحسين حتي يخرجوه فان خرج عليك و ظفرت به فاصفح عنه فان له رحما ماسة و حقا عظيما». [56] .لكن (يزيد الجهل) لغروره المردي لم يكترث بتلك الوصية فتعاورت عليه بوادره و انتكث فتله و لئن سر (يزيد الخزاية) الفتح العاجل فقد اعقب فشلا قريبا و كاشفه الناس بالسباب المقذع و اكثروا اللائمة عليه حتي ممن لم ينتحل (دين الاسلام).و حديث رسول ملك الروم مع يزيد في المجلس حين شاهد الرأس الازهر بين يديه يقرعه بالعود احدث هزة في المجلس و عرف يزيد انه لم تجد فيهم التمويهات و كيف تجدي و قد سمع من حضر المجلس صوتا عاليا من الرأس المقدس لما امر يزيد بقتل ذلك الرسول «لا حول و لا قوة الا بالله» [57] .و اي احد رأي او سمع قبل يوم الحسين رأسا مفصولا عن الجسد ينطق بالكلام الفصيح وهل قدر ابن‌ميسون ان يقاوم اسرار الله او يطفي‌ء نوره الاقدس؟... كلا.و لقد فشا الانكار عليه من حريمه و حامته حتي ان زوجته هند [58] لما ابصرت [ صفحه 41] الرؤس مصلوبا علي باب دارها و الانوار العلوية تتصاعد الي عنان السماء و شاهدت الدم يتقاطر و يشم منه رائحة طيبة [59] عظم مصابه في قلبها فلم تتماسك دون ان دخلت عليه مجلسه مهتوكة الحجاب و هي تصيح رأس ابن بنت رسول الله (ص) مصلوب علي دارنا و قام اليها و غطاها و قال لها اعولي علي الحسين فانه صريخة بني‌هاشم، عجل عليه ابن‌زياد. [60] . [ صفحه 42] قصدا منه تعمية الامر و تبعيد السبة عنه بالقاء الجريمة علي العامل لكن الثابت لا يزول و هذا هو السر في انشائه الكتاب الصغير الذي وصفه المؤرخون بأنه (اذن فارة) ارفقه مع كتابه الكبير الي و اليه المدينة الوليد بن عتبة باخذ البيعة من اهلها عامة و في هذا الكتاب الصغير الزام الحسين بها [61] و ان ابي فاضرب عنقه و ابعث الي برأسه.و ليس الغرض من هذا الا ان يزيد لما كان عالما بان بيعته لم يتفق عليها صلحاء الوقت و اشراف الامة و ما صدر من الوافقة منهم يوم ارادها ابوه معاوية انما هو بالوعيد و التهديد.اراد ان يخلي رسمياته عن الامر بقتل الحسين بحيث لو صدر ذلك من عامله و لامه الناس و خطاوه تذرع بنسبة القتل الي العامل فان كتابه الذي يأمره فيه باخذ البيعة من اهل المدينة عامة خاليا من هذه الجرأة فيكون له المجال في القاء التبعة بذلك علي عاتق العامل كما انه في الوقت تذرع بهذا العذر و انطلي علي بعض المؤرخين و هل ينفعه هذا؟... لا.لبسوا بما صنعوا ثياب خزاية سودا تولي صبغهن العار

الانبياء مع الحسين

لقد كان حديث مقتل الحسين من اسرار الخليقة و ودائع النبوات فكان هذا النباء العظيم مالكة [62] افواه النبيين دائرة بين اشداق الوصيين و حملة الاسرار ليعرفهم المولي سبحانه عظمة هذا الناهض الكريم و منته علي الجميع بحفظ الشريعة الخاتمة التي جاؤا لتمهيد امرها و توطيد الطريق اليها و تمرين النفوس لها فيثيبهم بحزنهم و استيائهم لتلك الفاجعة المؤلمة فبكاه آدم و الخليل و موسي و لعن عيسي قاتله و امر بني‌اسرائيل بلعنه و قال من ادرك ايامه فليقاتل معه فانه كالشهيد مع الانبياء مقبلا غير مدبر و كاني انظر الي بقعته، و ما من نبي الا [ صفحه 43] و زارها و قال انك لبقعة كثيرة الخير، فيك يدفن القمر الزاهر [63] .و شاء اسماعيل صادق الوعد الاسوة به لما انبا بشهادته فيكون الآخذ بثاره الامام المنتظر عجل الله فرجه [64] .و اختار يحيي ان يطاف برأسه وله التأسي بالحسين يكون‌و حديث مقتل الحسين ابكي الرسول الا قدس و اشجاه [65] و هو حي فكيف به لو رآه صريعا بكربلا في عصابة من آله كانهم مصابيح الدجي و قد حلؤوه و من معه عن الورد المباح لعامة الحيوانات.نعم شهد نبي الرحمة فلذة كبده بتلك الحالة التي تنفطر لها السموات و رأي ذلك الجمع المغمور بالاضاليل متألبا علي استئصال آله من جديد الارض فشاهده بعض من حضر ينظر الجمع مرة و السماء اخري مسلما للقضاء [66] .و لما مر اميرالمؤمنين بكربلا في مسيره الي صفين نزل فيها و اوما بيده الي موضع منها فقال: ههنا موضع رحالهم و مناخ ركابهم، ثم اشار الي موضع آخر و قال: ههنا مهراق دمائهم، ثقل لآل محمد ينزل ههنا ثم قال: واها لك يا تربة ليحشرن منك اقوام يدخلون الجنة بغير حساب [67] و ارسل عبرته و بكي من معه لبكائه و اعلم الخواص من صحبه بان ولده الحسين يقتل ههنا في عصابة من اهل بيته و صحبه هم سادة الشهداء لا يسبقهم سابق و لا يلحقهم لاحق [68] .و في حديثه الآخر بعد الاخبار بان في موضع كربلا يقتل فتية من آل محمد قال تبكي عليهم السماء و الارض [69] بابي من لا ناصر له الا الله [70] ثم قال لا يزال [ صفحه 44] بنوامية يمعنون في سجل ضلالتهم حتي يهريقوا الدم الحرام في الشهر الحرام و لكاني انظر الي غرنوق من قريش يتشحط في دمه فاذا فعلوا ذلك لم يبق لهم في الارض عاذر و لم يبق ملك لهم [71] و مر سليمان الفارسي علي كربلا حين مجيئه الي المدائن فقال هذه مصارع اخواني و هذا موضع مناخهم و مهراق دمائهم يقتل بها ابن خير الاولين و الاخرين [72] و مر عيسي بن مريم (ع) بارض كربلا فرأي ظباء ترعي هناك فكلمته بانها ترعي هنا شوقا الي تربة الفرخ المبارك فرخ الرسول احمد و انها آمنة في هذه الارض ثم اخذ المسيح (ع) من ابعارها و شمه و قال اللهم ابقه حتي يشمها ابوه فتكون له عزاء و سلوة فبقيت الابعار الي مجي‌ء اميرالمؤمنين بكربلا و قد اصفرت لطول المدة فاخذها و شمها و بكي ثم دفعها الي ابن‌عباس و قال احتفظ بها فاذا رأيتها تفور دما فاعلم ان الحسين قد قتل و في يوم عاشوراء بعد الظهر رآها تفور دما [73] .

الاقدام علي القتل‌

تمهيدمن الضروري احتياج المجتمع البشري الي مصلح يسد خلته و يسدد زلته و يكمل اعوازه و يقوم اوده لتوفر دواعي الفساد فيه، فلو لم يكن في الامة من يكبح جماح النفوس الشريرة للعبت الاهواء بهم و فرقتهم ايدي سبا و بات حميم لا يأمن حميمه، و اصبحت افراد البشر ضحايا المطامع. و هذا المصلح يختاره المولي سبحانه من بين عباده لانه العارف بطهارة النفوس و نزاهتها عما لا يرضي به رب العالمين، و يكون الواجب عصمته مما في العباد من الرذائل و السجايا الذميمة حتي لا يشاركهم فيها فيزداد الطين بلة و يفوته التعريف و الارشاد الي مناهج الاصلاح و مساقط الهلكة و قد برأ الله ذات النبي الاعظم (ص) من نور قدسه و حباه باكمل الصفات الحميدة حتي بذ العالم وفاق من في الوجود فكان محلا [ صفحه 45] للتجليات الالهية و ممنوحا بالوحي العزيز، و ان اليراع ليقف مترددا عن تحديد تلك الشخصية الفذة التي انبا عنها النبي (ص) بقوله لاميرالمؤمنين (ع): لا يعرف الله الا انا و انت و لا يعرفني الا الله و انت و لا يعرفك الا الله و انا [74] .و حيث ان عمر النبي غير باق الي الابد لانه لم يخرج عما عليه الناس في مدة الاجل و جملة من تعالميه لا تخلو من ان تكون كليات لم تأت ازمنة تطبيقها علي الخارج. كان الواجب في شريعة الحق الداعية الي اصلاح الامة اقامة خليفة مقامه يحذو حذوه في نفسياته و اخلاصه و عصمته، لان السرائر الكامنة بين الجوانح لا يعلمها الا خالقها و لو أوكل معرفتها الي الامة لتعذر عليها التمييز لعدم الاهتداء الي تلك المزايا الخاصة في الامام فتحصل الفوضي و ينتشر الفساد و يعود النزاع و التخاصم و هو خلاف اللطف الواجب علي المولي سبحانه «ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة في الامر» [75] «ما كان لمؤمن و لا مؤمنة اذا قضي الله و رسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم و من يعص الله و رسوله فقد ضل ضلالا مبينا» [76] .فالخلافة منصب الهي يقيض الله تعالي رجلا ينوء باثقال النبوة فيبلغ الدعوة لمن تبلغه و يدعو الي تفاصيل الشريعة التي جاء بها المنقذ الاكبر فيرشد الجاهل و ينبه الغافل و يؤدب المتعدي و يبين ما اجمله النبي صلي الله عليه و آله لضرب من المصلحة او اهمله لعدم السعة في زمانه.بعد انقضاء امد الرسالة في شخصية اميرالمؤمنين ثم ابنه الحسن و بعده اخوه سيدالشهداء الحسين فابنه زين‌العابدين علي ثم ابنه الباقر محمد فابنه الصادق جعفر فابنه الكاظم موسي فابنه الرضا علي فابنه الجواد محمد فابنه الهادي علي فابنه الحسن العسكري ثم ابنه المنتظر ابوالقاسم محمد عجل الله فرجه.كما افاد المتواتر من الاحاديث بان الله عز شانه اودع في الامام المنصوب حجة للعباد و منارا يهتدي به الضالون، قوة قدسية نورية يتمكن بوساطتها من [ صفحه 46] استعلام الكائنات و ما يقع في الوجود من حوادث و ملاحم فيقول الحديث الصحيح اذا ولد المولود منا رفع له عمود نور يري به اعمال العباد و ما يحدث في البلدان [77] .و التعبير بذلك اشارة الي القوة القدسية المفاضة من ساحة (الحق) سبحانه ليكتشف بها جميع الحقائق علي ما هي عليه من قول أو عمل او غيرهما من اجزاء الكيان الملكي و الملكوتي و بتلك القوة القدسية يرتفع سدول الجهل و استتار الغفلة فلا تدع لهم شيئا الا و هو حاضر بذاته عند ذواتهم القدسية، كما أن النور يجلو ما اسدلته غياهب الظلمة فيجد المبصر ما حجبه الحلك الدامس نصب عينيه و قد انبا ابوعبدالله الصادق عليه السلام عما حباهم به المولي جل شأنه من الوقوف علي امر الاولين و الآخرين و ما في السماوات و الارضين و ما كان و يكون حتي كان الاشياء كلها حاضرة لديهم [78] .ثم يسجل التدليل عليه بقوله: كلما كان لرسول الله (ص) فلنا مثله الا النبوة و الازواج [79] .و لا غلو في ذلك بعد قابلية تلك الذوات المطهرة بنص الذكر الحميد: «انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا» [80] لتحمل الفيض الاقدس و عدم الشح في (المبدأ الاعلي) تعالت آلاؤه و المغالاة [81] في شخص عبارة عن اثبات صفة له اما ان يحملها العقل او لعدم القابلية لها و العقل لا يمنع الكرم الالهي كيف و الجليل عز لطفه يدر النعم علي المتمادين في الطغيان المتمردين علي قدس جلاله حتي كان المنة لهم عليه فلم يمنعه ذلك من الرحمة بهم و الاحسان اليهم و التفضل عليهم لا تنفذ خزائنه و لا يفوته من طلبه و هذا من القضايا التي قياساتها معها و اذا كان حال المهيمن سبحانه كما وصفناه مع اولئك [ صفحه 47] الطغاة فكيف به عزوجل مع من اشتقهم من الحقيقة الاحمدية التي هي من (الشعاع الاقدس) جل شأنه فالتقي مبدا فياض و ذوات قابلة للافاضة، فلا بدع في كل ما ورد في حقهم (ع) من علم الغيب و الوقوف علي اعمال العباد و ما يحدث في البلدان مما كان و يكون.فالغيب المدعي فيهم عليهم السلام غير المختص بالباري تعالي ليستحيل في حقهم عليهم السلام فانه فيه تعالي شانه ذاتي، و اما في الائمة فمجعول من الله سبحانه، فبوساطة فيضه و لطفه كانوا يتمكنون من استعلام خواص الطبائع و الحوادث.فاذا الغيب علي قسمين: منه ما هو عين واجب الوجود بحيث لم يكن صادرا عن علة غير ذات فاطر السماوات و الارضين و منه ما كان صادرا عن علة و متوقفا علي وجود الفيض الالهي و هو ما كان موجودا في الانبياء و الاوصياء و الي هذا الذي قررناه تنبه العلامة الآلوسي المفسر فانه عند قوله تعالي: «قل لا يعلم من في السموات و الارض الغيب الا الله» قال لعل الحق ان يقال ان علم الغيب للنفي عن غيره جل و علا هو ما كان للشخص بذاته أي بلا وساطة في ثبوته له و ما وقع للخواص ليس من هذا العلم المنفي في شي‌ء و انما هو من الواجب عزوجل افاضة منه عليهم بوجه من الوجوه فلا يقال انهم عملوا الغيب بذلك المعني فانه كفر بل يقال انهم اظهروا و اطلعوا علي الغيب [82] .و يشهد له ما جاء عن ابي‌جعفر الجواد (ع) فانه لما اخبر ام‌الفضل بنت المامون بما فاجاها مما يعتري النساء عند العادة قالت له: لا يعلم الغيب الا الله، قال (ع): و انا اعلمه من علم الله تعالي [83] .فالائمة محتاجون في جميع الاوقات الي الفضل الالهي بحيث لولا دوام الاتصال و تتابع الفيوضات لنفد ما عندهم علي حد تعبير الامام ابي‌عبدالله الصادق فانه قال لولا انا نزداد في كل ليلة جمعة لنفد ما عندنا [84] و مراده التعريف [ صفحه 48] بأن علمهم مجعول من الباري تعالي و انهم في حاجة الي استمرار ذلك الفيض الاقدس و تتابع الرحمات السبحانية و التخصيص بليلة الجمعة من جهة بركتها بنزول الالطاف الربانية فيها من اول الليل الي آخره علي العكس من سائر الليالي و الي هذا يرجع قول الرضا (ع): يبسط لنا العلم فنعلم و يقبض عنا فلا نعلم [85] .و هل يشك من يقرأ في سورة الجن: «عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه احدا الا من ارتضي من رسول» ان من كان من ربه قاب قوسين او ادني هو خاتم الانبياء الرسول المرتضي لانه لم يفضله احد من الخلق و كان ابوجعفر يقول: كان و الله محمدا ممن ارتضاه [86] و لم يبعد الله الخلفاء عن هذه المنزلة بعد اشتقاقهم من النور المحمدي و يشهد له جواب الرضا (ع) لعمرو بن هداب فانه لما نفي عن الائمة عليهم السلام علم الغيب محتجا بهذه الآية قال له: ان رسول الله هو المرتضي عندالله و نحن ورثة ذلك الرسول الذي اطلعه الله علي غيبه، فعلمنا ما كان و يكون الي يوم القيامة [87] .و كيف لا يكون حبيب الله هو ذلك الرسول المرتضي و قد شرفه الباري سبحانه بمخاطبته اياه بلا وسيط ملك، يحدث زرارة انه سأل اباعبدالله (ع) عن الغشية التي كانت تأخذ رسول الله اهي عند الوحي قال (ع): لا، فانها تعتريه عند مخاطبته الله عزوجل اياه بلا وساطة احد و اما جبرئيل فانه لم يدخل عليه الا مستأذنا فاذا دخل جلس بين يدي رسول الله (ص) جلسة العبد [88] .و اذا كان رسول الله علي حال لا ينبغي ان يؤذن له قام مكانه الي ان يخرج الاذن و المكان الذي يقف فيه حيال الميزاب [89] و قد اذعن بالوحي بلا وساطة [ صفحه 49] ملك، برهان الدين الحلبي [90] و السهيلي [91] و ابن سيد الناس [92] و السيوطي [93] و الزرقاني [94] .و علي طبق هذه الاحاديث المعربة عن مقام الرسول الاعظم من المولي تعالت آلاؤه سجل الشيخ الصدوق اعتقاده في الوحي و الغشية [95] كما لم يتباعد عنه الشيخ المفيد فيقول: الوحي منه ما يسمعه النبي من غير وساطة و منه ما يسمعه بوساطة الملائكة [96] و اقتص اثره الحجة الشيخ محمد تقي الاصفهاني المعروف بآقا نجفي مع زيادة علم النبي (ص) بالقرآن و بما حواه من المعارف و الفنون و ما اشتمل عليه من اسرار الطبائع و خواص لااشياء قبل ان يوحي به اليه، غاية الامر عرفه المولي جل شانه ان لا يفيض هذا العلم قبل ان يوحي به اليه، فقال سبحانه: «فلا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضي اليك وحيه» [97] و لولا وقوف النبي (ص) علي ما حواه الكتاب المجيد من الاسرار و المعارف لما كان للنهي عن بيان ما فيه معني فظهر ان علم النبي (ص) بالحوادث الكائنة و التي كانت و تكون لم يتوقف علي نزول جبرئيل عليه لان المنحة الالهية المباركة اوقفته علي جمع الحقائق قبل خلق جبرئيل.و من هنا تتجلي ظاهرة اخري لم يدركها من لم يفقه ما تحلت به هذه الشخصيات من مراتب الجلال و الجمال و هي معرفة الرسول الاعظم بالقراءة و الكتابة علي اختلاف انحاء اللغات و تباين الخطوط قبل البعثة و بعدها لبلوغه اسمي درجات الكمال فلا تفوته هذه الصفة مع ان اللازم من عدم معرفته بها رجوعه الي غيره فيما يحتاج اليه من كتابه و قراءة فيكون مفضولا بالنسبة اليه مع انه الفاضل في المحامد كلها، و بهذا الذي قلناه اذعن المحققون من الاعلام [98] و آية [ صفحه 50] (لا تخطه بيمينك) لا تنفي معرفته بالكتابة علي اطوارها فانها غاية ما تثبته عدم كتابته (ص) و لا ربط لها بعدم المعرفة للكتابة فهو صلي الله عليه و آله عارف بالكتابة ولكنه لم يكتب و العلة في نفي كتابته ارتياب المبطلين كما صرح به القرآن.و المتحصل مما قررناه ان الله عزوجل منح الائمة من ذرية الرسول جميع ما حبا به جدهم الاقدس من المآثر و الفضائل عدي النبوة و الازواج لانه صلوات الله عليه و علي آله خاتم الانبياء و قد اختص في التزويج دائما باكثر من اربعة.و من لم يعرف المراد من علم الغيب المدعي لهؤلاء الافذاذ استعظمه فانكره. و حكم من لا يفقه الشرع و الشريعة بكفر معتقده! يحدث شيخ‌زاده الحنفي: ان قاسم الصفار افتي بكفر من تزوج علي شهادة الله تعالي و رسول الله (ص) مدعيا بانه يقتضي اعتقاده في علم النبي بالغيب، ولكن صاحب التتارخانية نفي الكفر عنه لان بعض الاشياء تعرض علي روح النبي (ص) الطاهرة فيعرف بعض الغيب و قد قال الله تعالي: «عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه احدا الا من ارتضي من رسول [99] »، و كلاهما لم يفقها معني الغيب المراد اثباته و لا ادركا كنه خاتم الانبياء صلي الله عليه و آله فقالا بما شاء لهما اداركهما.و بعد ان اوضحنا المراد منه لم يبق للقاري‌ء النابه مجال التردد و التشكيك نعم، لا ينكر ان للباري سبحانه علما استاثر به خاصة و لم يطلع عليه احدا و منه العلم بالساعة. [ صفحه 51] و اما ما ورد عنهم عليهم السلام من نفي علمهم بالغيب كقول ابي‌عبدالله: يا عجبا لاقوام يزعمون انا نعلم الغيب ما يعلم الغيب الا الله لقد هممت بضرب جاريتي فهربت مني ما علمت في اي بيوت الدار [100] فمحمول علي التقية لحضور المجلس داود الرقي و يحيي البزاز و ابي‌بصير و لم يكن لهم قابلية تحمل غامض علم اهل البيت. فاراد ابوعبدالله بنفي علم الغيب عنه تثبيت عقيدة هؤلاء و يؤيده ان سديرا الراوي لهذا الحديث دخل عليه في وقت آخر و ذكر له استغراب ما سمعه منه من نفي العلم بالغيب، فطمنه بانه يعلم ما هو ارقي من ذلك و هو العلم بالكتاب كله و ما حواه من فنون المعارف و اسرارها علي ان هذا الحديث لم يعبا به المجلسي في مرآة العقول لجهالة رواته.و يحتمل ان يريد بنفي العلم بمكان الجارية الرؤية البصرية لا الانكشاف الواقعي فقوله: (ما علمت) اي ما رأيتها بعيني في أي بيت دخلت و الا فمن يقول في صفة علمه: لم يفتني ما سبقني و لم يعزب عني ما غاب عني لا يخفي عليه امر الجارية، و لما طرق الباب (مبشر) علي الباقر و خرجت الجارية تفتحه قبض علي كفها فصاح به ابوجعفر (ع) من داخل الدار: ادخل لا ابا لك فيدخل مبشر معتذرا بانه لم يرد السوء و انما اراد الازدياد قال له: لو كانت الجدران تحجبنا كما تحجبكم لكنا و انتم سواء [101] ثم يقول لمحمد بن مسلم لولم نعلم ما انتم فيه و عليه ما كان لنا علي الناس فضل ثم استدل عليه بما وقع في الربذة بينه و بين زميله في امر الامامة [102] .و أما الحكاية عن النبي (ص): لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير، فلا يفيد الا كونه مفتقرا الي الله تعالي في التعليم و انه لم يكن عالما بالغيب من تلقاء نفسه، و هذا لا ريب فيه فان المعتقد ان الله تعالي هو المتلطف علي النبي و ابنائه عليهم السلام بالملكة القدسية التي تمكنوا بواسطتها من استكشاف ما في الكون [103] . [ صفحه 52] و سؤال الصادق عن وجود العين عليهم يوم كان في الحجر و معه اصحابه فعرفوه بعدم العين فقال و رب هذه البنية ثلاثا لو كنت بين موسي و الخضر لاخبرتهما اني اعلم منهما و لا نباتهما بما ليس في ايديهما انهما أعطيا علم ما كان و يكون و ما هو كائن الي ان تقوم الساعة و قد ورثناه من رسول الله صلي الله عليه و آله [104] .فبعد التسليم بصحة الحديث و عدم ضعف ابراهيم بن اسحاق الاحمر نقول بعدم منافاته لعلمه الواسع لما ورد عنهم انهم غير مكلفين باظهار ما يعلمونه بل لابد من العمل بما توجبه التقية ظاهرا او لانه كان يراعي حال بعض اصحابه في ظنه وجود العين عليهم، و هذا نظير قوله الآخر: اني اعلم ما في السموات و الارضين و اعلم ما في الجنة و النار و اعلم ما كان و يكون فلما رأي عظم ذلك و خاف علي من عنده قال (ع): اني علمت ذلك من كتاب الله ان الله تعالي يقول فيه تبيان كل شي‌ء [105] .فالامام راعي حال اصحابه فاستدل لهم بما يقنعهم و هكذا الائمة فيما يعلمونه من المصالح الوقتية و الاحوال الشخصية و قوله (ع) في حق موسي و الخضر: انهما أعطيا علم ما كان لا ينافي علم الخضر بمستقبل امر الغلام فانه من القضايا التي اطلعه الله عليها لمصلحة وقتية.و اما ما ورد عنهم عليهم السلام ان الامام اذا اراد ان يعلم شيئا اعلمه الله [106] فليس فيه دلالة علي تحديد علمهم في وقت خاص بل الحديث يدل علي ان اعمال تلك القوة القدسية الثابتة لديهم عند الولادة موقوف علي ارادتهم المتوقفة علي وجود المصلحة في ابراز الحقايق المستورة و اظهار ما عندهم من مكنون العلم علي ان هذا المضمون ورد في احاديث ثلاثة، ردها المجلسي في مرآة العقول بضعف بعضها و جهالة الآخرين.فالمتحصل من جميع ما ذكرناه ان الله تعالي افاض علي خلفائه الاطهار ملكة نورية تمكنوا بوساطتها من استعلام ما يقع من الحوادث و ما في الكائنات من [ صفحه 53] خواص الطبائع و اسرارها الموجودات و ما يحدث في الكون من خير و شر و لا غلو فيه بعد قابلية ذواتهم لهذا الفيض الاقدس و عدم الشح في عطاء الرب سبحانه فانه يهب ما يشاء لمن يشاء و صارح الائمة عليهم السلام بهذا الحبوة الالهية و انهم في جميع الآنات محتاجون الي تتابع الآلاء منه جل شانه، و لولاها لنفد ما عندهم من مواد العلم و هذا غير بعيد فيمن تجرد لطاعة الله تعالي و عجنت طينته بماء النزاهة من الاولياء و الصديقين فضلا عمن قيضهم الباري تعالي امناء شرعه و قد صادق علي ذلك المحققون من الاعلام كما حكاه الشيخ المفيد في المقالات ص 77 و المجلسي في مرآة العقول ج 1 ص 187، و مشي علي ضوئهم المحقق الآشتياني ي حاشيته علي رسائل الشيخ الانصاري ج 2 ص 60.و قال ابن‌حجر الهيثمي: لا منافاة بين قوله تعالي: (قل لا يعلم من في السموات و الارض الغيب الا الله)، و قوله: (عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه احدا)، و بين علم الانبياء و الاولياء بجزئيات من الغيب فان علمهم انما هو باعلام من الله تعالي، و هذا غير علمه الذي تفرد به تعالي شأنه من صفاته القديمة الازلية الدائمة الابدية المنزهة عن التغيير و هذا العلم الذاتي هو الذي تمدح به و اخبر في الآيتين بانه لا يشاركه احد فيه و اما من سواه فانما يعلم بجزئيات الغيب فباعلامه تعالي و اعلام الله للانبياء و الاولياء ببعض الغيوب ممكن لا يستلزم محالا بوجه، فانكار وقوعه عناد و من البداهة انه لا يؤدي الي مشاركتهم له تعالي فيما تفرد به من العلم الذي تمدح به واتصف به من الازل و علي هذا مشي النووي في فتاواه [107] .فاتضح بهذا البيان ان ابن‌حجر لم يتباعد عن القول بعلم الاولياء بالغيب و انما لم يوافق الشيعة علي ما يعتقدونه في ائمتهم من اهل البيت عليهم السلام من قدرتهم علي العلم بالحوادث الكائنة و التي تكون الي يوم القيامة لاعتقاده ان هذه السعة مختصة بالباري جل شأنه ولكن الملاك الذي قرره لمعرفة الاولياء ببعض الغيب و هو تمكين المولي سبحانه لهم من الوقوف علي الغيب يقيد ما تعتقده الشيعة، فان الميزان للوقوف علي المغيبات اذا كان باقدار الله تعالي و جعله الملكة النورية في هذا لذوات الخاصة من آل الرسول، فمن الممكن أن [ صفحه 54] تكون تلك القوة بالغة اقصي مداها فلا يتوقف من افيضت عليه عن جميع المغيبات حتي كان الاشياء كلها حاضرة لديه علي حد تعبير الامام الصادق (ع) اللهم الا الاشياء التي استاثر بها الله تعالي وحده، فلا وقوف لاحد عليها مهما ترقي الي فوق ذروة الكمال.و علي هذا الذي قرره ابن‌حجر سجل اعتقاده النيسابوري صاحب التفسير فقال: ان امتناع الكرامة من الاولياء اما لان لله ليس اهلا لان يعطي المؤمن ما يريد، و اما لأن المؤمن ليس اهلا لذلك و كل منهما بعيد فان توفيق المؤمن لمعرفته لمن اشرف المواهب منه تعالي لعبده فاذا لم يبخل الفياض بالاشرف فلان لا يبخل بالدون اولي [108] و قال ابن ابي‌الحديد انا لا ننكر ان يكون في نوع من البشر اشخاص يخبرون عن الغيوب و كله مستند الي الباري جل شأنه باقداره و تمكينه و تهيئة اسبابه [109] و قال لا منافاة بين قوله تعالي و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و بين علمه (ص) بفتح مكة و ما سيكون من قتال الناكثين و القاسطين و المارقين فان الآية غاية ما تدل عليه نفي العلم بما يكون في الغد و اما اذا كان باعلام الله عزوجل فلا، فانه يجوز ان يعلم الله نبيه بما يكون [110] .

آية التهلكة

مما قررناه تجلي لنا انه لم يعزب عن الائمة (ع) العلم بالشهادة علي يد من تكون و في أي وقت تقع و في اي شي‌ء اقدارا من الله تعالي لهم بما اودعه فيهم من مواد العلم التي بها استكشفوا الحوادث مضافا الي ما يقرأونه في الصحيفة النازلة من السماء علي جدهم المنقذ الاكبر (ص).و ليس في اقدامهم علي الشهادة اعانة علي ازهاق نفوسهم القدسية و القائها في التهلكة الممنوع منها بنص الذكر المجيد، فان الابقاء علي النفس و الحذر عن ايرادها مورد الهلكة انما يجب اذا كان مقدورا لصاحبها او لم يقابل بمصلحة اهم [ صفحه 55] من حفظها، و اما اذا وجدت هنالك مصلحة تكافي‌ء تعريض النفس للهلاك كما في الجهاد و الدفاع عن النفس مع العلم بتسرب القتل الي شر ذمة من المجاهدين و قد امر الله الانبياء و المرسلين و المؤمنين فمشوا اليه قدما موطنين انفسهم علي القتل و كم فيهم سعداء و كم من نبي قتل في سبيل دعوته و لم يبارح قوله دعوته حتي ازهقت نفسه الطاهرة! و قد تعبد الله طائفة من بني‌اسرائيل بقتل انفسهم فقال جل شأنه: «فتوبوا الي بارئكم و اقتلوا انفسكم» [111] .علي ان الاقتصار علي ما يقتضيه السياق يخرج الآية عما نحن فيه من ورودها للتحذير عما فيه الهلكة فانها اعقبت آية الاعتداء في الاشهر الحرم علي المسلمين قال الله تعالي (الشهر الحرام بالشهر الحرام و الحرمات قصاص فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم و اتقوا الله و اعلموا ان الله مع المتقين و لا تلقوا بايديكم الي التهلكة و احسنوا ان الله يحب المحسنين».فيكون النهي عن الالقاء في التهلكة خاص بما اذا اعتدي المشركون علي المسلمين في الاشهر الحرم و لم تكن للمسلمين قوة علي مقاتلتهم و الالتزام بعموم النهي لكل ما فيه هلكة لا يجعل حرمة ايراد النفس مورد الهلكة من المستقلات العقلية التي لا تقبل التخصيص بل هي من الاحكام المختصة بما اذا لم توجد مصلحة اقوي من مفسدة الاقدام علي التلف و مع وجود المصلحة اللازمة لا يتأتي الحكم بالحرمة اصلا كما في الدفاع عن بيضة الاسلام.و قد اثني سبحانه و تعالي علي المؤمنين في اقدامهم علي القتل و المجاهدة في سبيل تأييد الدعوة الالهية فقال تعالي: (ان الله اشتري من المؤمنين انفسهم و اموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون) و قال تعالي (و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون) و قال [ صفحه 56] تعالي: (و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله).و بمثل هذا صارح الرسول (ص) في تعاليمه الثمينة امته فقال (ص) افضل الشهداء حمزة بن عبدالمطلب، و رجل تكلم بكلمة حق عند سلطان جائر فقتله [112] .و لم يتباعد عن هذه التعاليم محمد بن الحسن الشيباني فينفي الباس عن رجل يحمل علي الالف مع النجاة او النكاية ثم قال و لا بأس بمن يفقد النجاة او النكاية اذا كان اقدامه علي الالف مما يرهب العدو و يقلق الجيش معللا بان هذا الاقدام افضل من النكاية لان فيه منفعة للمسلمين [113] .و يقول ابن‌العربي المالكي جوز بعض العلماء ان يحمل الرجل علي الجيش العظيم طالبا للشهادة و لا يكون هذا من الالقاء بالتهلكة لان الله تعالي يقول (من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) خصوصا اذا اوجب الاقدام تاكد عزم المسلمين حين يرون واحدا منهم قابل الالوف [114] .لقد اختص الله سبحانه امناء شرعه و الخلفاء علي الامة من ابناء نبيه الكريم باحكام ناشئة عن مصالح خاصة بهم لا تدرك اكثرها احلام البشر و تنحسر عن كنهها العقول و في جملتها الزامهم بالتضحية في سبيل مرضاته عزوجل و بذل كل ما يحوونه من مال و جاه و حرمات فتراهم في اعماق السجون طورا و في خلل المنفي تارة و في ربقة التسفير آونة و في مقاساة الخوف و الشدائد ردحا و الاصاخة الي قوارص الكلم او يقات حتي شارفوا مناياهم و المسوغ لهم في كل ذلك ما علموه من جدهم الاعظم (ص) المخبر عن وحي السماء من المزايا و المصالح التي تحفط بها الجامعة الاسلامية بحيث لولا التوطين علي هذا الاقدام لذهب الدين ادراج المنكرات و الاضاليل و لا سبيل الي معارضتهم فيما اطلعهم الله عليه من السر المكنون و عرفهم تلك الاهمية الملحوظة لديه عز شانه علي اختلاف فيهم فمنهم من امره بالصبر دون الحرب و الجهاد و منهم من امره بالقتل و منهم [ صفحه 57] من امره بتناول السموم و كان السر في هذا الاختلاف في التكليف ما يراه المولي سبحانه من المصالح حسب الوقت و الزمان.فلم يكن اقدامهم علي القتل و تناول السموم جهلا منهم بما صنعه سلطان الجور و قدمه اليهم بل هم علي يقين من ذلك فلم يفتهم العلم بالقاتل و ما يقتلون به و اليوم و الساعة طاعة منهم لامر بارئهم تعالي و انقيادا للحكم الالهي الخاص بهم و ليسوا في هذا الحال الا كحالهم في امتثال جميع اوامر المولي سبحانه الموجهة اليهم من واجبات و مستحبات و العقل حاكم بلزوم انقياد العبيد لأمر المولي و الانزجار عن نهيه من دون الزام بمعرفة المصلحة او المفسدة الباعثة علي الحكم و اما اذا كان المولي حكيما في افعاله «لا يسأل عما يفعل و هم يسألون» فبالاحري يكون الخضوع له من دون فحض عن اسباب احكامه.و الي هذا الذي ارتايناه نظر المحققون من العلماء الاعلام و ان خبط الباحثون في قضية اقدام اهل البيت (ع) علي ما فيه من ازهاق نفوسهم المقدسة فاخذوا ذات اليمين و الشمال فلم يأتوا بما فيه نجعة المرتاد و لا نهلة الصادي لكونها تخيلات لا تتفق مع القواعد و الطريقة المثلي.لقد دلت الاحاديث الواردة عن اهل بيت العصمة (ع) علي انهم اذا عرفوا من اعدائهم العزم علي الفتك بهم او اشتد عليهم الم القيود و وضح لديهم تاخر القضاء عملوا كل وسيلة من دعاء غير مردود او شكوي الي جدهم النبي (ص) ليدفع عنهم هذه الاضرار و الحوادث فيقول ابوجعفر الباقر (ع) نحن اهل بيت اذا اكربنا امر و تخوفنا من السلطان قلنا يا كائنا قبل كل شي‌ء و يا ملكوت كل شي‌ء صل علي محمد و اهل بيته و افعل بي كذا و كذا [115] .و لما احتدم المنصور علي ابي‌عبدالله الصادق (ع) و عزم علي الفتك به دعا ربه تعالي ان يفرج عنه فانجلت بسببه غمائم الفتك به حتي اذا وقع نظره علي الصادق (ع) قام اليه فرحا مستبشرا و عانقه و كان يحدث بعد ذلك عن سبب نقض عزمه ان رسول الله (ص) تمثل له باسطا كفيه حاسرا عن ذراعيه و قد [ صفحه 58] عبس و قطب حتي حال بينه و بين الامام مشيرا اليه ان لو اساء الي ابي‌عبدالله (ع) اهلكه فلم ير المنصور بدا من العفو و الاكبار لجلال الامامة و سيره الي مدينة جده مبجلا [116] .و لما طال الحبس بموسي بن جعفر (ع) و ضاق صدوره مما كان يلاقيه توسل الي الله تعالي في الخلاص منه و قال في دعائه: يا مخلص الشجر من بين رمل و ماء و يا مخلص اللبن من بين فرث و دم و يا مخلص الولد من بين مشيمة و رحم و يا مخلص النار من بين الحديد و الحجر و يا مخلص الروح من بين الاحشاء و الامعاء خلصني من يد هارون [117] فنجا ببركة هذا الدعاء من ظلمات الحبس و الم القيود.و لما قدم اليه الرشيد الرطب المسموم انتقي غير المسموم فاكله و القي المسموم الي كلبة الرشيد فماتت [118] و لم يقصد بقتلها الا اعلام الطاغية بان ما يدور في خلده من اغتياله و الفتك به في هذا الحين لم يقرب وقته و لذا لما دنا الاجل و دعاه الله تعالي اليه اكل الرطب المسموم الذي قدمه اليه الرشيد مع العلم به و رفع يديه بالدعاء قائلا: يا رب انك تعلم اني لو أكلت قبل اليوم لكنت قد اعنت علي نفسي فاكل منه و جري القضاء [119] .و علي هذا الاساس يأمر الامام ابوالحسن علي الهادي عليه السلام اباهاشم الجعفري ان يبعث رجلا الي «الحائر» الاطهريدعو له بالشفاء مما نزل به من المرض و علله بأن الله تعالي احب ان يدعي في هذا المكان [120] .فان غرضه التعريف بانه لم يجب في شريعة التكوين الا جري الامور علي مجاريها العادية و اسبابها الطبيعية او انه اراد التنبيه علي فوائد الابتهال الي الله حينما تتوارد الكوارث علي العبد و تحيط به المحن كما يرشد اليه احتفاظ الربيع مولي المنصور الدوانيقي بالكنز المذخور الذي دعا به الامام الصادق (ع) يوم [ صفحه 59] دخل علي المنصور و قد سخط عليه و اراد التنكيل به فشاهد الربيع احتفاء المنصور بالامام و تكريمه [121] .و علي هذا كان الامام المجتبي الحسن بن اميرالمؤمنين (ع) يستشفي بتربة جده تارة و يعمل بقول الطبيب اخري و يأخذ بقول اهل التجربة ثالثة [122] مع علمه بأن ذلك المرض لا يقضي عليه و للاجل حد معلوم ولكنه اراد ارشاد الناس الي ان مكافحة العلل تكون بالاسباب العادية فلا غناء عنها حتي يساير هذه الاسباب العادية لكنه لما حان الاجل المحتوم لم يعمل كل شي‌ء تسليما للقضاء و ذلك عندما قدمت اليه جعدة بنت الاشعث اللبن المسموم و كان الوقت حارا و الحسن صائما [123] فرفع رأسه الي السماء قائلا: انا لله و انا اليه راجعون الحمد لله علي لقاء محمد سيد المرسلين و ابي سيد الوصيين و امي سيدة نساء العالمين و عمي جعفر الطيار في الجنة و حمزة سيدالشهداء [124] ثم شرب اللبن و قال لها لقد غرك و سخر منك فالله يخزيك و يخزيه [125] و هي تضطرب كالسعفة.و قد اعلم الرضا (ع) اصحابه بأن منيته تكون علي يد المأمون و لابد من الصبر حتي يبلغ الكتاب اجله [126] و قال ابوجعفر الجواد لاسماعيل بن مهران لما رآه قلقا من اشخاص المامون له: انه لم يكن صاحبي و ساعود من هذه السفرة و لما اشخصه المرة الثانية قال عليه السلام لاسماعيل بن مهران في هذه الدفعة يجري القضاء المحتوم و امره بالرجوع الي ابنه الهادي فانه امام الامة بعده [127] .و لما دفعت اليه ام‌الفضل المنديل المسموم لم يمتنع من استعماله تسليما للقضاء و طاعة لامر المولي سبحانه، نعم قال لها ابتلاك الله بعقر له ينجبر و بلاء لا ينستر فاصيبت بعلة في اغمض الجوارح من بدنها.و اخبار اميرالمؤمنين (ع) بأن ابن‌ملجم فاتله لم يختلف فيه اثنان و لما أتي [ صفحه 60] ابن‌ملجم يبايع اميرالمؤمنين و ولي قال عليه السلام من اراد ان ينظر الي قاتلي فلينظر الي هذا فقيل له الا تقتله قال (ع) و اعجبا تريدون ان اقتل قاتلي [128] يشير بذلك الي ان قتله لما كان امرا مبرما و قضاء محتوما و ان قاتله ابن‌ملجم قضاء لا خلف فيه فكيف يقدر ان ينقض الارادة الالهية و يحل ما ابرم من التقدير و الي هذا يشير الصادق عليه السلام بقوله لعقبة الاسدي لو ان الائمة (عليهم السلام) الحوا علي الله في هلاك الطواغيت لاجابهم سبحانه و تعالي و كان عليه اهون من سلك فيه خرز انقطع فذهب ولكن لا نريد غير ما اراده الله تعالي [129] .الخلاصةلقد ارتفع بتلك البراهين القويمة الستر المرخي علي الحقيقة فظهرت باجلي مظاهرها و برزت للباحث النيقد محفوفة بصدق و يقين فهو اذا جد عليم بان ائمة الهدي كانوا علي علم بمجاري القدر النازل و القضاء الذي لا يرد بما انتابهم من الكوارث لانهم قيد اشارة المولي الجليل عز شانه بكل ما يستقبلهم من سراء و ضراء و لم يبارحهم هذا العلم المفاض عليهم من «مبدا الوجود» جلت آلاؤه اولا و اعلام النبي (ص) به ثانيا و وقوفهم علي (الصحيفة النازلة) علي جدهم ثالثا و حيث ان الله تعالي اعد لهم منازل و شرفا خالدا لا ينالونه الا بالشهادة و ازهاق تلك النفوس المقدسة لذلك ضحوا حياتهم الثمينة بخوعا لامر الله تعالي و جريا مع المصالح الواقعية التي لا تدركها احلام البشر و لا يعرف دقيقها غير علام الغيوب و لا يلزمنا معرفة وجه الصلاح و الفساد في جميع التكاليف الشرعية و انما الذي يوجبه العقل طاعة المولي الجيل عز شأنه في اوامره و نواهيه.و اني لا عجب ممن اصاخ لهتاف الاحاديث الصحيحة مسلما مذعنا بان الائمة من آل محمد يعلمون ما كان و يكون و عندهم علم المنايا و البلايا كيف خفي عليه ضوء الكثير من الاحاديث المصرحة بأن ما صدر منهم من كلام او سكوت و قيام او قعود انما هو امر موجه اليهم خاصة من الله سبحانه علي لسان رسوله الامين علي الوحي الالهي و لم يعزب عنهم صغير و لا كبير و لم يجهلوا [ صفحه 61] شيئا من ذلك حتي ساعة الموت، و مما يشهد لذلك قول الامام ابي‌جعفر الباقر عليه السلام:اني لاعجب من قوم يتولونا و يجعلونا ائمة و يصفون ان طاعتنا مفترضة كطاعة رسول الله (ص) ثم يكسرون حجتهم و يخصون انفسهم لضعف قلوبهم فينقصونا حقنا و يعيبون ذلك علي من اعطاه الله برهان حق معرفتنا و التسليم لامرنا اترون الله تعالي افترض طاعة اوليائه علي عباده ثم يخفي عليهم اخبار السماء و يقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم.فقال له حمران يا ابن رسول الله أرأيت ما كان من قيام اميرالمؤمنين و الحسن و الحسين و خروجهم و قيامهم و ما اصيبوا به من قبل الطواغيت و الظفر بهم حتي قتلوا و غلبوا؟فقال له ابوجعفر (ع): يا حمران ان الله تبارك و تعالي قدر ذلك عليهم و قضاه و امضاه و حتمه علي سبيل الاختيار ثم اجراه عليهم فبتقدم علم اليهم من رسول الله قام علي و الحسن و الحسين و يعلم منه صمت من صمت منا و لو أرادوا ان يدفع الله تعالي عنهم و الحوا عليه في ازالة ملك الطواغيت لكان ذلك اسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد و ما اصابهم ليس لذنب اقترفوه و لا لمعصية خالفوا الله فيها ولكن لمنازل و كرامة من الله اراد ان يبلغهم اياها فلا تذهبن بك المذاهب يا حمران [130] .و من اشعاعات هذا الحديث الشريف تظهر اسرار غامضة و حكم الهية اختص الله بها اولياءه خزان وحيه و بها ميزهم عن سائر البشر و هي:أ - علمهم بكل شي‌ء و عدم انقطاع اخبار السماء عنهم و عمومه شامل للموضوعات بأسرها.ب - ان ما جري عليهم من الاخطار و قهر ارباب الجور ناشي‌ء عن مصالح لا يعلمها الا المهيمن جل شأنه.ج - ان ما صدر منهم من الحرب و الجهاد و القتل في سبيل الدعوة الالهية [ صفحه 62] و السكوت عما يفعله ائمة الضلال و مشاهدتهم تمادي الامة في الطغيان و اقدامهم علي ما فيه استئصال حياتهم القدسية طاعة لاوامر المولي الخاصة بهم و انقيادا لتكليفه بلا الجاء من الله لهم في شي‌ء من ذلك و انما هم مختارون فيه كاختيار غيرهم في جميع التكاليف.ذ - التسليم للقضاء المحتوم و الاجل المبرم و عدم التوسل الي الباري تعالي في ازاحة العلة لينالوا بالشهادة التي هي اشرف الموت الدرجات الرفيعة و المنازل العالية التي لا تحصل الا بهذا النوع من ازهاق النفس.و في نفس هذه العلة اجاب ابوالحسن الرضا (ع) من سأله عن جواز تعريض اميرالمؤمنين نفسه للقتل مع علمه بالساعة و القاتل فقال عليه السلام: لقد كان كل ذلك ولكنه خير تلك الليلة لتمضي المقادير [131] .فدلنا هذا و امثاله علي ان اقدام اهل البيت علي ما فيه التهلكة انما هو باب الطاعة و امتثال التكليف الموجه اليهم خاصة فلا يتطرق الي ساحة علمهم نقص و لا ان اقدامهم علي ما فيه الهلكة مما ياباه العقل و اليه ذهب المحققون من اعلام الامامية.فيقول الشيخ المفيد في جواب المسائل العكبرية: لسنا نمنع ان يعلم الامام اعيان ما يحدث علي التفصيل و التمييز و يكون باعلام الله تعالي كما لا نمنع ان يتعبد الله اميرالمؤمنين بالصبر علي الشهادة و الاستسلام للقتل فيبلغه بذلك علو الدرجة ما لا يبلغه الا به فيطيعه في ذلك طاعة لو كلفها سواه لم يردها و لا يكون اميرالمؤمنين ملقيا بيده الي التهلكة و لا معينا علي نفسه معونة تستقبح في العقول و لا يلزم فيه ما يظنه المعترضون كما لا نمنع ان يكون الحسين (ع) عالما بموضع الماء و انه قريب منه بقدر ذراع فلو حفر لنبع له الماء، فامتناعه من الحفر لا يكون فيه اعانة علي نفسه بعد ان يكون متعبدا بترك السعي في طلب الماء حيث يكون ممنوعا منه و لا يستبعد العقل ذلك و لا يقبحه و كذلك في علم الحسن (ع) بعاقبة موادعة معاوية. فقد جاء الخبر بعلمه به و كان شاهد الحال يقضي به غير انه دفع به عن تعجيل قتله و تسليم اصحابه الي معاوية و كان في ذلك لطفا في بقائه الي [ صفحه 63] حال مضيه و لطفا لبقاء كثير من شيعته و اهله و ولده و دفع فساد في الدين اعظم من الفساد الذي حصل عند هدنته و كان عليه السلام عالما بما صنع ولكن الله تعالي تعبده بذلك.و يقول العلامة الحلي في جواب من سأله عن تعريض اميرالمؤمنين نفسه للقتل بانه يحتمل ان يكون قد اخبر بوقوع القتل في تلك الليلة و في اي مكان يقتل و ان تكليفه مغاير لتكليفنا فجاز ان يكون بذل مهجته في ذات الله واجبا كما يجب الثبات علي المجاهد و ان كان ثباته يفضي الي القتل [132] .و علم الشيخ الجليل الشيخ يوسف البحراني: ان رضاهم بما ينزل بهم من القتل بالسيف او السم و كذا ما يقع بهم من الهوان علي ايدي اعدائهم الظالمين مع كونهم عالمين قادرين علي دفعه انما هو لما علموه من كونه مرضيا له سبحانه و تعالي و مختارا بالنسبة اليهم و موجبا للقرب من حضرة قدسه فلا يكون من قبيل الالقاء باليد الي التهلكة الذي حرمته الآية اذ هو ما اقترن بالنهي من الشارع نهي تحريم و هذا مما علم رضاه به و اختياره له فهو علي النقيض من ذلك الا انه ربما ينزل بهم شي‌ء من تلك المحذورات قبل الوقت المعدود و الاجل المحدود فلا يصل اليهم منه شي‌ء من الضرر و لا يتعقبه المحذور و الخطر فربما امتنعوا منه ظاهرا و ربما احتجبوا منه باطنا و ربما دعوا الله في رفعه عنهم حيث علموا انه غير مراد الله سبحانه في حقهم و لا مقدر عليهم حتما، و بالجملة انهم عليهم السلام يدورون مدار ما علموه من الاقضية و الاقدار و ما اختاره لهم القادر القهار المختار [133] و علي هذا مشي العلامة المجلسي و المحقق الكركي و الحسن بن سليمان الحلي من تلامذة الشهيد الاول و غيرهم.

علم الحسين بالشهادة

لقد تجلي بما بيناه تحبيذ العقل و الشرع الاقدام علي الهلكة اذا تحققت هناك مصلحة تقاوم مفسدة الهلكة من ابقاء دين و شريعة او ابراز حقيقة لا تظهر الا به [ صفحه 64] كما في امر الحسين (ع) يوم وقف ذلك الموقف المدهش فتلا علي الملا صحيفة بيضاء رتلتها الحقب و الاعوام.فلقد عرف صلوات الله عليه بنهضته المقدسة الامم الحاضرة و المتعاقبة اعمال الامويين و من سن لهم خرق نواميس الشريعة و التعدي علي قداسة قوانينها، و قد استفادت الامم من اقدام ابي‌الضيم (ع) علي الموت و بذله كل ما لديه من جاه و حرمات في سبيل تأييد الدعوة المحمدية دروسا عالية و عرفوا كيفية الثبات علي المبدأ و انه يستهان في تحرير النفوس عن الجور و انقاذها من مخالب الظلم كل غال و رخيص.و اذا كان محمد بن الحسن الشيباني ينفي البأس عن رجل يحمل علي الآلف مع فقد احتمال النجاة أو النكاية بالعدو و لا يكون هذا الاقدام منه القاء بالتهلكة لان فيه نفع السملين و تقوية عزائمهم و بعث روح النشاط فيهم للدفاع عن المبدا و الموت تحت راية العز [134] .فأبوعبدالله الحسين (ع) يفضل كل احد فانه باقدامه علي اولئك الجمع المغمور بالاضاليل و ان ازهق نفسه المقدسة و نفوس الازكياء من اهل بيته و صحبه و عرض حرم رسول الله (ص) للسلب و الاسر الا انه سجل اسطرا نورية علي جبهة الدهر في احقية نهضته و بطلان تمويهات عدوه الحائد عن سنن الحق المتمرد في الطغيان فهو الفاتح المنصور و ان المتجهر عليه راسب في بحر الضلال هاتك لحرمات الله تعالي متعد علي نظم الاسلام التي قررها صاحب الدعوة الالهية.و اني لاعجب ممن يذهب الي ان الحسين (ع) كان يظن موافقة الكوفيين له و قد تخلف ظنه فانا لو تنازلنا و قلنا بان الحسين لم يكن عنده العلم العام لما كان و يكون و ما هو كائن ولكن اين يذهب عنه العلم بما يقع من الحوادث بواسطة اخبار جده و ابيه الوصي بأنه مقتول بأرض كربلا ممنوع من الورود و معه ذووه و صحبه قضاء محتوما، اليس هو الذي اعلم ام‌سلمة بقتله حين أبدت له خوفها من سفره هذا لان الصادق المصدق الذي لا ينطق عن الهوي (ص) اعلمها [ صفحه 65] بفتله بأرض كربلا ممنوعا عن الورد.و فيما قال لها اني اعلم اليوم الذي اقتل فيه و الساعة التي اقتل فيها و اعلم من يقتل من اهل بيتي و اصحابي اتظنين انك علمت ما لم اعلمه و هل من الموت بد فإن لم اذهب اليوم ذهبت غدا.و قال لاخيه عمر الاطرف ان ابي اخبرني بان تربتي تكون الي جنب تربته اتظن انك تعلم ما لم اعلمه. و قال لاخيه محمد بن الحنفية شاء الله ان يراني قتيلا و يري النساء سبايا.و قال لابن‌الزبير: لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتي يقضوا في حاجتهم و قال لعبدالله بن جعفر: اني رأيت رسول الله في المنام و امرني بامر انا ماض له. و في بطن العقبة قال لمن معه: ما أراني الا مقتولا فاني رأيت في المنام كلابا تنهشني و اشدها علي كلب ابقع و لما اشار عليه عمرو بن لوذان بالانصراف عن الكوفة الي ان ينظر ما يكون عليه حال الناس قال (ع) ليس يخفي علي الرأي ولكن لا يغلب علي امر الله و انهم لا يدعوني حتي يستخرجوا هذه العلقة من جوفي.الي غير ذلك من تصريحاته و تلويحاته في المدينة و مكة و الطريق الي الكوفة كما ستقرؤها بتمامها فانها شاهدة علي انه عليه السلام كان علي علم و يقين بأنه مقتول في اليوم الموعود به بارض كربلاء، ثم هل يتردد احد في هذا و هو يقرا خطبته بمكة حين اراد السفر منها الي العراق التي يقول فيها: كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس و كربلا فيملان مني اكراشا جوفا و اجربة سغبا لا محيص عن يوم خط بالقلم.فدلت هذه الاجوبة من الحسين (ع) لمن طلب منه التريث في السفر او الذهاب في ارض الله العريضة علي وقوف سيدالشهداء علي امره و لم تخف عليه نوايا الكوفيين ولكنه سر الهي تعلق به خاصة و لاجل القاء الحجة علي هذا الخلق المتعوس كانت استغاثاته و انتصاراته يوم الطف قبل نشوب الحرب و بعده.و انما لم يصارح بما عنه من العلم لكل من رغب في اعراضه عن السفر الي [ صفحه 66] الكوفة لعلمه بأن الحقائق لا تفاض لاي متطلب بعد اختلاف الاوعية سعة وضيقا و تباين المرامي قربا و بعدا فلذلك (ع) يجيب كل احد بما يسعه ظرفه و تتحمله معرفته و عقليته فان علم اهل البيت (ع) صعب مستصعب لا يتحمله الا نبي مرسل او ملك مقرب او مؤمن امتحن الله قلبه بالايمان.

الحسين فاتح

كان الحسين (ع) يعتقد في نهضته انه فاتح منصور لما في شهادته من احياء دين رسول الله و اماتة البدعة و تفظيع اعمال المناوئين و تفهيم الامة انهم احق بالخلافة من غيرهم و اليه يشير في كتابه الي بني‌هاشم: من لحق بنا منكم استشهد، و من تخلف لم يبلغ الفتح [135] .فانه لم يرد بالفتح الا ما يترتب علي نهضته و تضحيته من نقض دعائم الضلال و كسح اشواك الباطل عن صراط الشريعة المطهرة و اقامة اركان العدل و التوحيد و ان الواجب علي الامة القيام في وجه المنكر.و هذا معني كلمة الامام زين‌العابدين لابراهيم بن طلحة بن عبيدالله لما قال له حين رجوعه الي المدينة «من الغالب» فقال السجاد (ع) اذا دخل وقت الصلاة فاذن و اقم تعرف الغالب [136] .ففانه يشير الي تحقيق الغاية التي ضحي سيدالشهداء نفسه القدسية لاجلها و فشل يزيد بما سعي له من اطفاء نور الله تعالي و ما اراده ابوه من نقض مساعي الرسول (ص) و اماتة الشهادة له بالرسالة بعد ان كان الواجب علي الامة في الاوقات الخمس الاعلان بالشهادة لنبي الاسلام ذلك الذي هدم صروح الشرك و ابطل العبادة للاصنام كما وجب علي الامة الصلاة علي النبي و علي آله الطاهرين في التشهدين و ان الصلاة عليه بدون اصلاة علي آله بتراء [137] . [ صفحه 67] كما ان العقلية ابنة اميرالمؤمنين عليهاالسلام اشارت الي هذا الفتح بقولها ليزيد: «فكد كيدك واسع سعيك و ناصب جهدك فو الله لا تمحو ذكرنا و لا تميت و حينا، و لا تدرك امدنا، و لا يرحض عنك عارها و شنارها».ان المتأمل في حادثة الطف يتجلي له ان هذه الشهادة اعظم من يوم بدر و ان كان هو اول فتح اسلامي لان المسلمين يومئذ خاضوا غمرات الموت تحت راية النبوة و قد احتف بهم ثلاثة آلاف من الملائكة مسومين و هتاف النبي (ص) بالنصر و الظهور علي العدو مل‌ء مسامعهم فقابلوا طواغيت قريش مطمئنين بالغلبة.و اما مشهد الطف فالمقاساة فيه اصعب، و الكرب اشد، و قد التطمت فيه امواج الحتوف، و كشرت الحرب عن نابها و اخذ بنوامية علي سبط النبي اقطار الارض و آفاق السماء.عشية انهضها بغيها فجاءته تركب طغيانهايجمع من الارض سد الفروج و غطي النجود و غيطانهاوطا الوحش اذ لم يجد مهربا و لازمت الطير او كانهالكن عصبة الحق لم يثن من عزمهم شي‌ء فقابلوا تلك الاخطار من غير مدد يأملونه او نصرة يرقبونها و قد انقطعت عنهم خطوط الوسائل الحيوية حتي الماء الذي هو اوفر الاشياء و الناس فيه شرع سواء و ضوضاء الحرم من الشر المقبل، و صراخ الاطفال من الاوام المبرح في مسامعهم الا انهم تلقوا جبال الحديد بكل صدر رحيب و جنان طامن و لم تسل تلك النفوس الطاهرة الا علي فتل اميد المنقوض و لا اريقت دماؤهم الزاكية الا علي حبلهم المنتكث فكان ملك آل حرب كلعقة الكلب انفه حتي اكتسحت معرتهم عن اديم الارض.و لقد اجاد شاعر اهل البيت عليهم السلام بقوله:لو لم تكن جمعت كل العلي فينا لكان ما كان يوم الطف يكفينايوم نهضنا كامثال الاسود به و اقبلت كالدبا زحفا اعاديناجاؤا بسبعين الفا سل بقيتهم هل قابلونا و قد جئنا بسبعينا [138] [ صفحه 68] فيوم الطف فتح اسلامي بعد الجاهلية المستردة من جراء اعمال الامويين و لفيفهم الذين لم يستضيئوا بذلك الالق الساطع: نور التوحيد و شعاع النبوة.ان الحسين لم يكن قاصدا في خروجه محض السلطنة و الرياسة و خفقان الرايات فانه لو كان هذا غرضه لاتخذ الوسائل الموصلة اليه و هو اعرف بها و لم يذع الي من كان معه من الاعراب قتله و هلاك من معه و استسلام عائلته للاسر فيتفرق جيشه و تتضاءل قواه الصورية لكن نفسه المقدسة - و هكذا الاحرار - ابت كتمان الامر و ايهام الحال حتي اختبرهم بالاذن في المفارقة فذهب عنه من كان همه الطمع و ابي اولئك الصفوة الا مواساته و نصرته فلا الجبن يطرق ساحتهم و لا الانكسار يبين في مجاليهم لان ذلك شأن الآيس من غايته، و القوم كانوا علي يقين من الظفر بالامنية كما تنم عنه كلماتهم التي اجابوا الحسين بها لما ابناهم ليلة عاشوراء بحراجة الموقف و رفع عنهم البيعة و خلي لهم السبيل.فقالوا: «الحمد لله الذي شرفنا بالقتل معك و لو كانت الدنيا باقية و كنا فيها مخلدين لآثرنا النهوض معك علي الاقامة فيها».فوجدهم عليه السلام متفانين في الجهاد معه، و الذب عن قدس الشريعة و تلا علي الملا سطرا من صحيفتهم البيضاء بقوله: اني لا اجد اصحابا او في من اصحابي، و لا اهل بيت ابر و اوصل من اهل بيتي [139] و اني لاعجب من الرواة و حملة التاريخ حيث توسعوا في النقل فقذفوا اولئك الاطهار بما يندي منه وجه الانسانية و ياباه الوجدان الصادق فقيل: كان القوم بحالة ترتعد فرائصهم و تتغير ألوانهم كلما اشتد الحال الا الحسين فان اسرة وجهه تشرق كالبدر المنير [140] .و هذا بعد ان اعوزتهم الوقيعة في شهيد العز و الاباء فلم يجدوا للغمز فيه نصيبا فمالوا علي صحبه و اهل بيته، و ليس هذا الا من الداء الدفين بين اضالع قوم دافوا السم في الدسم الي سذج حسبوه حقيقة راهنة فشوهوا وجه التاريخ [ صفحه 69] غير ان البصير الناقد لا تخفي عليه نفسية القوم و لا ما جاؤا به.و اعجب من ذلك قول زجر بن قيس الجعفي ليزيد انا احطنا بهم و هم يلوذون عنا بالاكام و الحفر لواذ الحمام من الصقر [141] .بفيك الكثكث ايها القائل كانك لم تشاهد ذلك الموقف الرهيب فتري ما للقوم من بسالة و اقدام و مفاداة دون الدين الحنيف حتي اغفل يومهم مع ابن‌المصطفي ايام صفين و ما شاكلها من حروب دامية و حتي اخذت اندية الكوفة لا تتحدث الا بشجاعتهم.اجل ان تلك الاحوال ادهشتك فلم تدر ما تقول او ان الشقة بعدت عليك فنسيت ما كان ولكن هل غاب عن سمعك صراخ الايتام و عويل الايامي في دور الكوفة حتي طبق ارجاءها من جراء ما اوقعه اولئك الصفوة باعداد الله و اعداء رسوله بسيوفهم الماضية، و العذر لك انك ادركت ساعة العافية فطفقت تشوه مقامهم المشكور طلبا لمرضاة «يزيد الخمور».و لقد صرح عن صدق نياتهم عدوهم الالد عمرو بن الحجاج محرضا قومه: اتدرون من تقاتلون؟ تقاتلون فرسان المصر و اهل البصائر و قوما مستميتين لا يبرز اليهم احد منكم الا قتلوه علي قتلهم، و الله لو لم ترموهم الا بالحجارة لقتلتموهم [142] .و قيل لرجل شهد الطف مع ابن‌سعد: ويحك اقتلتم ذرية الرسول؟! فقال عضضت بالجندل، انك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلنا، ثارت علينا عصابة ايديها علي مقابض سيوفها كالاسود الضارية تحطم الفرسان يمينا و شمالا تلقي نفسها علي الموت لا تقبل الامان و لا ترغب في المال و لا يحول حائل بينها و بين المنية او الاستيلاء علي الملك فلو كففنا عنها رويدا لاتت علي نفوس العسكر بحذافيرها فما كنا فاعلين لا ام لك [143] .و شهد لهم بذلك كعب بن جابر فانه لما قتل بريرا عتبت عليه زوجته [ صفحه 70] و قالت: اعنت علي ابن فاطمة و قتلت سيد القراء لقد اتيت عظيما من الامور و الله لا اكلمك من راسي كلمة واحدة فقال يخاطبها من ابيات [144] .و لم تر عيني مثلهم في زمانهم و لا قبلهم في الناس اذا انا يافع‌اشد قراعا بالسيوف لدي الوغي الا كل من يحمي الذمار مقارع‌و قد صبروا للضرب و الطعن حسرا و قد نازلوا لو ان ذلك نافع‌ثم اي فرد منهم اقلقه الحال حتي ارتعدت فرائصه؟ اهو زهير بن القين الذي وضع يده علي منكب الحسين و قال مستأذنا:اقدم هديت هاديا مهديا فاليوم القي جدك النبياام ابن‌عوسجة الذي يوصي حبيب بن مظاهر بنصرة الحسين و هو في آخر رمق من الحياة، فكانه لم يقنعه في المفاداة كل ما لاقاه من جهد و بلاء.ام ابوثمامة الصائدي الذي لم يهمه في سبيل السير الي ربه تعالي كل ما هنالك من فوادح و آلام الا الصلاة التي دنا وقتها.ام‌سعيد الحنفي الذي الستهدف لهم عند الصلاة حتي سقط لكثرة نزف الدم فيقول للحسني أوفيت يا ابن رسول الله؟.ام ابن‌شبيب الشاكري الذي يلقي جميع لامته لتقرب منه الرجال فيموت في حين نري الكماة الابطال المعروفين بالشجاعة و الاقدام يتدرعون للحرب كيلا يخلص اليهم ما يزهق نفوسهم.ام جون الذي يأذن له الحسين في الانصراف فيقع علي قدميه يقبلهما و هو يبكي و يقول: ان لوني لاسود و حسبي لئيم و ريحي منتن فتنفس علي بالجنة ليبيض لوني و يشرف حسبي و يطيب ريحي.و اذا تأملنا قول ابي‌جعفر الباقر (ع): ان اصحاب جدي الحسين لم يجدوا الم مس الحديد [145] .وضح ما عليه اولئك الاطايب من الثبات و انهم غير مكترثين بما لا قوه من [ صفحه 71] الم الجراح و لعا منهم بالغاية و شوقا الي جوار المصطفي.و لا يستغرب هذا من يعرف حالة العاشق و انه عند توجه مشاعره نحو المحبوب لا يشعر بما يلاقيه من عناء و نكد. و لقد حكي المؤرخون ان كثيرا الشاعر [146] كان في خبائة يبري سهاما له فلما دخلت عليه عزة و نظر اليها ادهشه الحال فاخذ يبري اصابعه و سالت الدماء و هو لا يحس بالالم [147] .و يتحدث الرواة ان شابا من الانصار استقبل امراة فاعجبته فاتبعها النظر فدخلت في زقاق و هو خلفها ينظر اليها فاعترضت وجهه زجاجة في حائط فشقت وجهه و هو لا يشعر فلما مضت المراة رأي الدماء تسيل علي ثوبه و صدره فأتي رسول الله (ص) و حكي له فنزل قوله تعالي: (قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم) [148] .و يحدث النبي (ص) بأن الشهيد المقتول في سبيل الدعوة الالهية لا يجد من مس القتل الا كما يجد الانسان من مس القرصة [149] .و اما رشيد الهجري [150] لما دعاه ابن‌زياد و سأله عما اخبره اميرالمؤمنين علي عليه السلام فقال: بلي دخلت عليه يوما و عنده اصحابه و كان في بستان فدعا [ صفحه 72] برطب من نحلة فقلت له يا اميرالمؤمنين اطيب هذا الرطب فعرفه عليه السلام بأن الدعي عبيدالله سيحمله علي البراءة منه و الا فيقطع يديه و رجليه و لسانه و يصلبه علي جذع من هذه النخلة فقال رشيد آخر ذلك الي الجنة قال (ع): انت معي في الدنيا و الآخرة قال اذا و الله لا اتبرأ منك.فكان رشيد يختلف الي تلك النخلة في النهار و يسقيها الماء و يقول لك غذيت ولي نبت! و ما دارت الايام حتي تولي ابن‌زياد الكوفة فدعاه و ساله عما اخبره به اميرالمؤمنين قال اخبرني خليلي انك تدعوني الي البراءة منه فلا ابرا ابدا فتقطع يدي و رجلي و لساني قال ابن‌زياد لاكذبن قوله ثم امر به فقطعوا يديه و رجليه و تركوا لسانه و حمل الي اهله فاجتمع عليه الناس و هو يحدثهم بما اطلعه اميرالمؤمنين من علم المنايا و البلايا و فضل اهل البيت ثم قال ايها الناس سلوني ان للقوم عندي طلبة لم يقضوها فاسرع رجل الي ابن‌زياد و قال ما صنعت قطعت يديه و رجليه و هو يحدث الناس بالعظايم فامر به بان يقطع لسانه فمات من ليلته ثم صلب [151] علي باب دار عمرو بن حريث [152] .تقول ابنته قنوا سألت ابي عما يجده من الآلام فقال يا بنية لا اجد الا كالزحام بين الناس [153] و استفاد رشيد الهجري من صحبة اميرالمؤمنين (ع)علم المنايا و البلايا [154] و كان يخبر الرجل بما يجري عليه فسماه اميرالمؤمنين (ع) راشدا [155] .و هذا الحال يفيد المتأمل بصيرة بأن كل من اتجهت مشاعره نحو المولي سبحانه و تجلت له المظاهر الربوبية و شاهد ما اعد له من النعيم الخالد في سبيل دعوة الدين هان عليه الم الجراح و يؤكد ما قلنا من ذهول العاشق عندما يشاهد محبوبه عن كل ما يرد عليه من الاذي غفلة النسوة عن الم قطع المدية ايديهن [ صفحه 73] لمحض مشاهدة جمال الصديق يوسف عليه السلام كما حكاه جل شأنه «و لما رأينه اكبرنه و قطعن ايديهن و قلن حاشا لله ما هذا بشر ان هو الا ملك كريم».و اذا تشعر النسوة [156] بمضض الجراح فليس من الغريب الا يجد اصحاب الحسين (ع) و هم زبدة العالم كله الم مس الحديد عند نهاية عشقهم لمظاهر الجمال الالهي و نزوع انفسهم الي الغاية القصوي من القداسة بعد التكهرب بولاء سيدالشهداء (ع):بابي افدي وجوها منهم صافحوا في كربلا فيها الصفاحااوجها يشرقن بشرا كلما كلح العام و يقطرن سماحاتتجلي تحت ظلماء الوغي كالمصابيح التماعا و التماحاارخصوا دون ابن بنت المصطفي انفسا تاقت الي الله رواحافقضوا صبرا و من اعطافهم ارج العز بثوب الدهر فاحالم تذق ماء سوي منبعث من دم القلب به غصت جراحاانهلت من دمها لو انه كان من ظامي الحشا يطفي التياحااعريت فهي علي ان ترتدي بنسيج الترب تمتاح الرياحا [157]

الحسين مع اصحابه‌

تمهيدان الشريعة المقدسة اوجبت علي الناس النهضة لسد باب المنكر و الردع عن الفساد و الزمت الامة بمتابعة الامام في رد عادية الباغين علي الخليفة المنصوب علما للعباد بعد ان يدعوهم الي التوبة عما هم فيه من معاندة الحق و الرجوع الي ساحة الشرع الاعظم سبحانه و تعالي كما قال في الحجرات - 9:(و ان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما علي [ صفحه 74] الاخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفي‌ء الي امر الله)، و قد نهض اميرالمؤمنين (ع) ايام خلافته للدفاع عن قدس الشريعة و تنبيه الامة عن رقدة الجهل و كان الواجب علي الناس الفي‌ء اليه لانه امام الحق المفروضة طاعته، و قد اعترف جمهور المسلمين بتمامية البيعة لاميرالمؤمنين علي بن ابي‌طالب (ع) و حكموا بأن قتاله لمن خرج عليه حق حتي و هذه كلماتهم التي سجلوها في صحفهم شواهد متقنة علي هذه الدعوي المدعومة بالعقل و النقل.فهذا ابوحنيفة يقول: ما قاتل احد عليا الا و علي اولي بالحق منه و لو لا ما سار علي (ع) فيهم ما علم احد كيف السيرة في المسلمين! و لا شك ان عليا (ع) انما قاتل طلحة و الزبير بعد ان بايعاه و خالفاه، و في يوم الجمل سار علي (ع) فيهم بالعدل و هو اعلم المسلمين فكانت السنة في قتال اهل البغي [158] .و اقتفاه تلميذه محمد بن الحسن الشيباني المتوفي سنة 187 فقال: لو لم يقاتل معاوية عليا (ع) ظالما له متعديا باغيا كنا لا نهتدي لقتال اهل البغي [159] .و قال سفيان الثوري: ما قاتل علي (ع) احدا الا كان علي اولي بالحق منه [160] .و قال الشافعي: السكوت عن قتلي صفين حسن و ان كان علي (ع) اولي بالحق من كل من قاتله [161] .و قال ابوبكر احمد بن علي الرازي الجصاص المتوفي سنة 370 كان علي محقا في قتال الفئة الباغية لم يخالف فيه احد و كان معه من كبراء الصحابة و اهل بدر من قد علم مكانهم [162] .و قال القاضي ابوبكر ابن العربي المتوفي سنة 546: كان علي اماما لانهم اجتمعوا عليه و لم يمكنه ترك الناس لانه احقهم بالبيعة فقبلها حوطة علي الامة ان لا تسفك دماؤها بالتهارج فيتخرق الامر و ربما تغير الدين و انقض عمود [ صفحه 75] الاسلام و طلب اهل الشام منه التمكين من قتلة عثمان فقال لهم علي (ع):ادخلوا في البيعة و اطلبوا الحق تصلوا اليه و كان علي (ع) اسدهم رأيا و اصوبهم قولا لانه لو تعاطي القود لتعصبت لهم قبائلهم فتكون حربا ثالثة فانتظر بهم أن يستوثق الامر و تنعقد البيعة العامة ثم ينظر في مجلس الحكم و يجري القضاء و لا خلاف بين الامة انه يجوز للامام تأخير القصاص اذا أدي ذلك الي اثارة الفتنة و تشتيت الكلمة.و حينئذ فكل من خرج علي علي (ع) باغ، و قتال الباغي واجب حتي يفي‌ء الي الحق و ينقاد الي الصلح و ان قتاله لاهل الشام الذين ابوا الدخول في البيعة و اهل الجمل و النهروان الذين خلعوا بيعته حق و كان حق الجميع ان يصلوا اليه و يجلسوا بين يديه و يطالبوه بما رأوا، فلما تركوا ذلك باجمعهم صاروا بغاة فتناولهم قوله تعالي: (فقاتلوا التي تبغي حتي تفي‌ء الي امر الله).و لقد عتب معاوية علي سعد بن ابي‌وقاص [163] بعدم مشاركته في قتال علي (ع) فرد عليه سعد بأني ندمت علي تأخيري عن قتال الفئة الباغية يعني معاوية و من تابعه [164] .و قال ابوبكر محمد الباقلاني المتوفي سنة 403 ه بعد ذكر جملة من فضائل اميرالمؤمنين (ع): ان عليا يصلح للخلافة ببعض هذه الخصال و دون هذه الفضائل و يستحق الامامة فهو حقيق بما نظر فيه و تولاه فوجب الانقياد له بعقد [ صفحه 76] من عقدها له من وجوه المهاجرين و الانصار عشية اليوم الثالث من مقتل عثمان بعد امتناعه عليهم و اصرارهم عليه لانه اعلم من بقي و افضلهم و اولاهم بهذا الامر و ناشدوه الله تعالي في حفظ بقية الامة و صيانة دار الهجرة فبايعوه قبل حضور الزبير و طلحة و مبايعتهما له تبع لغيرهما بعد وجوبها عليهما و لو تأخرا عن الانقياد لكانا مأثومين و قولهما له: «بايعناك مكرهين» [165] لا يضر بامامة علي عليه السلام لان البيعة له تمت قبل مبايعتهما و طلبهما منه قتل قتلة عثمان خطا لان عقد الامامة لرجل علي ان يقتل الجماعة بالواحد لا يصح بعد ان كان الامام متعبدا باجتهاده فقد يؤدي الي انه لا يجوز قتل الجماعة بالواحد و ان أدي اليه اجتهاده فقد يجتهد ثانيا الي عدمه و لو ثبت ان عليا (ع) يري جواز قتل الجماعة بالواحد لم يجز ان يقتل جميع قتلة عثمان الا بعد ان تقوم البينة علي القتلة باعيانهم و ان يحضر اولياء الدم مجلسه و يطالبون بدم ابيهم و وليهم و ان لا يؤدي القتل الي هرج عظيم و فساد شديد قد يكون مثل قتلة عثمان او اعظم منه و تاخير اقامة الحد الي وقت امكانه اولي و اصلح للامة و انفي للفساد [166] .و قال ابوعبدالله محمد بن عبدالله المعروف بالحاكم النيسابوري المتوفي سنة 405: الاخبار الواردة في بيعة اميرالمؤمنين كلها صحيحة مجمع عليها و فيها يقول خزيمة بن ثابت و هو واقف بين يدي المنبر:اذا نحن بايعنا عليا فحسبنا ابوحسن مما نخاف من الفتن‌وجدناه اولي الناس بالناس انه اطب قريش بالكتاب و بالسنن‌و ان قريشا ما تشق غباره اذا ما جري يوما علي الضمر البدن‌وفيه الذي فيهم من الخير كله و ما فيهم كل الذي فيه من حسن‌و ساق الذهبي جميعه في تلخيص المستدرك و لم يتعقبه [167] ثم حكي الحاكم [ صفحه 77] عن عبدالله بن عمر بن الخطاب انه قال: ما وجدت في نفسي من شي‌ء من امر هذه الآية: (فقاتلوا التي تبغي حتي تفي‌ء الي امر الله) الا اني لم اقاتل هذه الفئة الباغية كما امرني الله تعالي [168] .و حكي الحاكم النيسابوري عن ابي‌بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة انه قال عهدت مشائخنا يقولون: انا نشهد بان كل من نازع اميرالمؤمنين علي بن ابي‌طالب في خلافته فهو باغ و به قال ابن‌ادريس [169] .و قال ابومنصور عبدالقاهر البغدادي المتوفي سنة 429: اجمع اهل الحق علي صحة امامة علي (ع) وقت انتصابه لها بعد قتل عثمان و انه كان محقا مصيبا في التحكيم و في قتال اصحاب الجمل و اصحاب معاوية بصفين [170] .و قال ابواسحاق ابراهيم بن علي الشيرازي الفيروزآبادي المتوفي سنة 476: اذا خرجت علي الامام طائفة من المسلمين و رأت خلعه بتأويل او منعت حقا توجه عليها بتأويل و خرجت عن قبضة الامام و امتنعت عليه بمنعة قاتلها الامام لقوله عزوجل (فان بغت احداهما علي الاخري فقاتلوا التي تبغي) و لأن أبابكر قاتل مانعي الزكاة و قاتل علي اهل البصرة يوم الجمل و قاتل معاوية بصفين و قاتل الخوارج بالنهروان [171] و ظاهره ان قتال علي (ع) لهؤلاء بحق لانه امام حق وجبت بيعته في اعناقهم و خروجهم عن طاعته و ان كان بتأويل لا يبرر عملهم.و قال امام الحرمين الجويني المتوفي سنة 478: كان علي بن ابي‌طالب اماما حقا في توليته و مقاتلوه بغاة [172] .و قال علاءالدين الكاساني الحنفي المتوفي سنة 587: قاتل سيدنا علي اهل حروراء بالنهروان بحضرة الصحابة تصديقا لقوله (ص) لسيدنا علي (ع): انك تقاتل علي التأويل كما تقاتل علي التنزيل و القتال علي التأويل هو [ صفحه 78] القتال مع الخوارج و دل الحديث علي امامة سيدنا علي لأن النبي (ص) شبه قتال سيدنا علي بقتاله علي التنزيل و كان رسول الله (ص) محقا في قتاله علي التنزيل فلزم ان يكون سيدنا علي محقا في قتاله بالتأويل فلو لم يكن امام حق لما كان محقا في قتاله اياهم لأن الدعوة قد بلغتهم لكونهم في دار الاسلام و من المسلمين و يجب علي كل من دعاه الي قتالهم ان يجيبه الي ذلك و لا يسعه التخلف اذا كان عند غني و قدرة لان طاعة الامام فيما ليس بمعصية فرض فكيف فيما هو طاعة، و ما روي عن ابي‌حنيفة اذا وقعت الفتنة بين المسلمين فينبغي للرجل ان يلزم بيته محمول علي وقت خاص و هو ألا يكون امام يدعوه الي قتال و اما اذا كان فدعاؤه يفترض عليه الاجابة لما ذكرنا [173] .و قال يحيي بن شرف النووي الشافعي المتوفي سنة 677: كان علي هو المحق المصيب في تلك الحروب و قال معظم الصحابة و التابعين و عامة علماء الاسلام يجب نصر المحق في الفتن و القيام معه بمقاتلة الباغين قال الله تعالي: (فقاتلوا التي تبغي) الآية، و هذا هو الصحيح [174] .و قال ابن‌همام الحنفي المتوفي سنة 681: كان علي (ع) علي الحق في قتال الجمل و قتال معاوية بصفين و قول النبي (ص) لعمار: تقتلك الفئة الباغية و قد قتله اصحاب معاوية صريح بأنهم بغاة، و لقد اظهرت عائشة الندم كما ذكره ابوعمرو في الاستيعاب و قالت لعبدالله بن عمر: يا اباعبدالرحمن ما منعك ان تنهاني عن مسيري؟ قال لها: رأيت رجلا قد غلبك يعني ابن‌الزبير فقالت: اما لو نهيتني ما خرجت [175] .و قال ابن‌تيميه المتوفي سنة 728: لما قتل عثمان بايعوا اميرالمؤمنين علي بن ابي‌طالب (ع) و هو احق بالخلافة حينئذ و افضل من بقي لكن كانت القلوب متفرقة و نار الفتنة موقدة تنفق الكلمة و لم تنتظم الجماعة و لم يتمكن الخليفة [ صفحه 79] و خيار الامة من كل ما يرون من الخير الي ان ظهرت الحرورية المارقة فقاتلوا اميرالمؤمنين عليا و من معه فقتلهم بأمر الله تعالي رسول الله (ص) طاعة لقول النبي (ص) ان الطائفة المارقة يقتلها ادني الطائفتين الي الحق، فكان علي بن ابي‌طالب و من معه هم الذين قاتلوهم فدل كلام النبي (ص) علي انهم ادني الي الحق من معاوية و من معه [176] .و قال: كل فرقة من المتشيعين مقرة بأن معاوية ليس كفؤا لعلي (ع) بالخلافة، و لا يجوز ان يكون خليفة مع امكان استخلاف علي (ع) فان فضل علي و سابقته و علمه و دينه و شجاعته فضائلة كانت ظاهرة معروفة و لم يكن بقي من اهل الشوري غيره و غير سعد و قد ترك سعد هذا الامر و توفي عثمان فلم يبق لها معين الا علي [177] .و قال الزيلعي المتوفي سنة 762: كان الحق بيد علي (ع) في نوبته فالدليل عليه قول النبي (ص) لعمار: تقتلك الفئة الباغية، و لا خلاف انه كان مع علي (ع) و قتله اصحاب معاوية ثم قال اجمعوا علي ان عليا كان مصيبا في قتال اهل الجمل و هم طلحة و الزبير و عائشة و من معهم و اهل صفين و هم معاوية و عسكره ثم قال: لما ولي علي (ع) الخلافة و كان معاوية بالشام قال لا الي له شيئا و لا ابايعه و لا اقدم عليه [178] .و قال ابن‌القيم الجوزية المتوفي سنة 751: كان علي في وقته سابق الامة و افضلها و لم يكن فيهم حين وليها اولي بها منه [179] .و قال ابوعبدالله ابن محمد بن مفلح الحنبلي المتوفي سنة 763: كان علي (ع) اقرب الي الحق من معاوية و اكثر المنصفين في قتال اهل البغي يري القتال من ناحية علي (ع) و منهم من يري الامساك و قال ابن‌هبيرة في حديث ابي‌بكرة في ترك القتال في الفتنة اي في قتل عثمان فأما ما جري بعده فلم يكن لاحد من المسلمين التخلف عن علي (ع)، و لما تخلف عنه سعد و ابن‌عمر و اسامة و محمد [ صفحه 80] ابن مسلمة و مسروق و الاحنف ندموا، و كان عبدالله بن عمر يقول عند الموت: اني اخرج من الدنيا و ليس في قلبي حسرة الا تخلفي عن علي (ع) و كذا روي عن مسروق و غيره بسبب تخلفهم [180] و قال ابن‌حجر العسقلاني المتوفي سنة 852 كان الامام علي بن ابي‌طالب علي الحق و الصواب في قتال من قاتله في حروبه الجمل و صفين و غيرهما [181] .و يحكي محمود العيني المتوفي سنة 855 عن الجمهور انهم صرحوا بان عليا (ع) و اشياعه كانوا مصيبين اذ كان علي (ع) احق الناس بالخلافة و افضل من علي وجه الدنيا حينئذ [182] .و قال ابن‌حجر الهيثمي المتوفي سنة 974: ان اهل الجمل و صفين رموا عليا (ع) بالمواطاة مع قتلة عثمان و هو بري‌ء من ذلك و حاشاه [183] ثم قال: و يجب علي الامام قتال البغاة لاجماع الصحابة عليه و لا يقاتلهم حتي يبعث اليهم امينا عدلا فطنا ناصحا يسألهم عما ينقمونه علي الامام تاسيا بعلي (ع) في بعثه [ صفحه 81] ابن‌عباس الي الخوارج بالنهروان فرجع بعضهم الي الطاعة [184] .و حديث مناظرة ابن‌عباس مع الخوارج مذكور في آخر خصائص اميرالمؤمنين للنسائي ص 48.و قال الشهاب الخفاجي المتوفي 1100: حديث النبي (ص) تقتل عمار الفئة الباغية و قد قتله اصحاب معاوية و كان مع علي (ع) بصفين و هو صريح في ان الخليفة هو علي (ع) و ان معاوية مخطي‌ء في اجتهاده و الباغية من البغي و هو الخروج بغير حق علي الامام، و في الحديث عنه صلي الله عليه و آله: اذا اختلف الناس كان ابن‌سمية مع الحق و ابن‌سمية هو عمار كان مع علي (ع) و هذا هو الذي ندين الله به و هو ان عليا كرم الله وجهه علي الحق و مجتهد مصيب في عدم تسليم قتلة عثمان [185] .و قال الشوكاني المتوفي سنة 1255 في حديث ابي‌سعيد عن النبي صلي الله عليه و آله: تكون امتي فرقتين يخرج بينهما مارقة يلي قتلهم اولاهما بالحق دلالة علي ان عليا (ع) و من معه هم المحقون و معاوية و من معه هم المبطلون [186] .و حكي ابو الثناء الآلوسي المفسر عن بعض الحنابلة التصريح بوجوب قتال الباغين لان عليا (ع) اشتغل في زمان خلافته بقتال الباغين دون الجهاد فهو اذا افضل من الجهاد ثم ذكر ندم عبدالله بن عمر علي تركه المشاركة مع علي (ع) في قتال الباغين و لم يتعقبه الالوسي بشي‌ء [187] .و قال محمد كرد علي: ما خالف علي في البراءة من قتلة عثمان و قد كان قتلته من اكثر القبائل و كانوا عددا ضخما لا طاقة لعلي عليهم و من المعتذر عليه ان يسلمهم او بعضهم و هم عضده و لو كان يعرفهم باعيانهم و قد وقعت المسألة علي غير رضاه و ليس من مصلحته ان يستهدف لغضب عشاير كثيرة تقوم بنصرته اليوم و كان علي (ع) يحلف بالله ان بني‌امية لو ارادوا منه ان ياتيهم بخمسين [ صفحه 82] غلاما من بني‌هاشم يحلفون بالله اني ما قتلت عثمان و لا مالأت عليه [188] .هذه نصوص علماء السنة في احقية علي بالخلافة من غيره و ان الخارج عليه باغ يستحق القتال حتي يثوب الي الحق و لذا كان خيار الصحابة و التابعين معه و منهم اويس القرني فانه في الرجالة يوم صفين [189] .و كان عبدالله بن عمرو بن العاص يقول ما وجدت في نفسي من شي‌ء مثل ما وجدت أني لم اقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله تعالي و كان يحدث بما أخبر به النبي (ص) أن ابن‌سمية عمارا تقتله الفئة الباغية و أن البغاة علي الامام علي معاوية و أصحابه و لما سئل عن المشاركة مع علي بن أبي‌طالب يوم صفين اعتذار بما لا يجديه يوم فصل الخطاب فقال: اني لم أضرب بالسيف و لم أطعن بالرمح ولكن رسول الله (ص) قال أطع أباك فأطعته [190] .هذا هو التمويه و الخداع كيف يسوغ التذرع عن مخالفة الحق بحمل كلام النبي (ص) علي غير حقيقته؟ اتجوز الشريعة حمل الحديث علي وجوب طاعة الاب حتي اذا استلزمت ترك الفرائض او ارتكاب المحرمات - كلا - ان طاعة الامام الذي تمت له البيعة كانت مفروضة في اعناق المسلمين لا مناص للامة حينئذ الا الخضوع له و وجوب امتثال امره فيما يدعوهم اليه و لا طاعة للابوين في قبال طاعة الامام (ع) و لعل قوله تعالي: (و ان جاهداك علي ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما) شامل لذلك فان المراد من الشرك المنهي عنه الكناية عن ترك الانقياد لله سبحانه و يدخل فيه الاعراض عن طاعة النبي (ص) و الامام الذي تمت له البيعة في اعناق المسلمين و لذلك كانت عائشة تتم في سفرها الي البصرة في قتال علي (ع) فان القصر عندها انما يكون في سفر طاعة [191] .ان الشريعة المقدسة اوجبت علي امام الامة اقامة الحجة علي كل من عانده [ صفحه 83] و خرج عن طاعته بتذكير آلاء الله تعالي المتتابعة علي العباد مع ما هم عليه من التمرد و الطغيان.ثم يعرفهم بان الدنيا الزائلة لا تعود علي المنهمك فيها الا بالخسران اذ لعل بالمواعظ القدسية و تلاوة الآيات المحكمة يستنير من اعمته الشهوات فيبصر سبيل الرشاد و يلمس الحقيقة الناصعة.و لقد سار اميرالمؤمنين (ع) علي هذه الخطة التي سنها قانون الاسلام في ايامه الثلاثة بعد الهتاف باصحابه الا يتعدوا مقررات الشريعة و منها عدم الاستعجال في القتال حتي تكون الفرقة المقابلة لهم هي العادية بقتال المؤمنين لتثبت الحجة علي البادي بالظلم [192] .و قد اكثر سلام الله عليه و علي ابنائه المعصومين من وعظ اهل الجمل و صفين و النهروان كيلا يبقي لاحد عذر يوم نشر الصحف و تدحض حجة كل من بلغته دعوته و اصر علي الخلاف و العناد، فاستضاء بانوار ارشاداته من هداه الله الي الايمان و ضل من ضل عن سبيل الحق.

الحسين يوم الطف‌

و علي هذه السنن مشي ابوعبدالله الحسين (ع) يوم الطف فلم يبدأ القوم بقتال مهما رأي من اعدائه التكاتف علي الضلال و المقابلة له بكل ما لديهم من حول و طول حتي منعوه و عياله و صحبه من الماء الذي لم يزل صاحب الشريعة (ص) يجاهر بأن الناس في الماء و الكلا شرع سواء لانه (ع) اراد اقامة الحجة عليهم فوقف في ذلك الملا المغمور بالاضاليل و نادي بحيث يعي الجماهير حجته، فعرفهم اولا خسارة هذه الدنيا الفانية لمن تقلب فيها فلا تعود عليهم الا بالخيبة ثم تراجع ثانيا الي التعريف بمنزلته من نبي الاسلام و شهادته له و لاخيه المجتبي بانهما سيدا شباب اهل الجنة، و ناهيك بشهادة من لا ينطق عن الهوي و كان محبوا بالوحي الالهي ان تؤخذ ميزانا للتمييز بين الحق و الباطل، و في الثالثة عرفهم بأنه يؤدي كل ما لهم عنده من مال و حرمات، و في الرابعة نشر المصحف [ صفحه 84] الكريم علي رأسه و دعاهم الي حكمه و حتي اذا لم تجد هذه النصائح القيمة فيهم و وضح لديه اصرارهم علي الغي و العناد لله تعالي و لرسوله (ص) كشف الستار عن الاباء العلوي الذي انحنت عليه اضالعه و رفع الحجاب عن الانفة التي كان ابناء علي (ع) يتدارسونها ليلا و نهارا و تلهج بباب انديتهم فقال صلوات الله عليه:«الا و ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة و الذلة و هيهات منا الذلة يابي الله لنا ذلك و رسوله و المؤمنون و حجور طابت و طهرت و انوف حمية و نفوس ابية من ان نؤثر طاعة اللئام علي مصارع الكرام الا و اني زاحف بهذه الاسرة علي قلة العدد و خذلان الناصر».كيف يلوي علي الدنية جيدا لسوي الله ما لواه الخضوع‌ولديه جأش ارد من الدرع لظمئي القنا و هن شروع‌و به يرجع الحفاظ لصدر ضاقت الارض و هي فيه تضيع‌فأبي ان يعيش الا عزيزا او تجلي الكفاح و هو صريع [193] هذه وصايا الشريعة المطهرة و احكامها الباتة في الدعوة الي الحق و النهضة لسد باب الباطل و كما الزمت جهاد المضلين المشركين اباحت ترك الجهاد للصبي و المقعد و الاعمي و الشيخ الكبير و المرأة و البالغ الذي لم يأذن له ابواه، لكن مشهد «الطف» خرق ناموسها الاكبر و جاز تلك المقررات جريا علي المصالح و الاسرار التي قصرت عنها احلام البشر و قد تلقاها (ابي‌الضيم) عليه السلام من جده المنقذ الاكبر و ابيه الوصي المقدم. فالحسين (ع) لم يشرع سنة اخري في الجهاد، و انما هو درس الهي اثبته اللوح الاقدس في عالم الابداع محدد الظرف و المكان تلقاه الامين جبرئيل و افاضه علي حبيب الله و صفيه «محمد» (ص) فاودعه صاحب الدعوة الالهية عند ولده سيدالشهداء (ع).فكل ما يشاهد في ذلك المشهد الدامي من الغرائب التي تنحسر عن الوصول الي كنهها عقول الرجال فهو مما آثر المولي سبحانه به وليه و حجته اباعبدالله الحسين (ع). [ صفحه 85] و علي هذه السنن مشي شهيد الكوفة مسلم بن عقيل المميز في العلم و العمل و وفور العقل و الملكات القدسية كما يقتضيها تأهله للولاية و النيابة عن الامام الحجة (ع) و قد كابد من شدة الظما ما يجوز له شرب النجس ولكن ابن عقيل كقمر الهاشميين رضيعا لبن واحد و خريجا مدرسة الامامة و العصمة فحازا ارقي شهادة في الاخلاص بالمفاداة دون الدين الحنيف من ائمة معصومين جعلتهما القدوة في الاعمال الصالحة، فكما ان مسلما لم يذق الماء حتي لفظ نفسه الاخير عطشا لم تسمح نفس ابي‌الفضل في الورود حين زلزل الصفوف عن مراكزها حتي ملك الماء وحده، و قد علم بعطش سيدالشهداء و حرائر المصطفي (ص) و الصبية الفاطمية، فلم تجوز له الشريعة التي تلقاها من ابيه الوصي و اخويه الامامين «ان قاما و ان قعدا» [194] علي حد تعبير النبي (ص) الري من ذلك المعين تداركا لنفس حجة الوقت و لو في آن يسير، غير ان المحتوم عاقة عن بلوغ الامنية:لم يذق الفرات اسوة به ميمما بمائه نحو الخبالم ير في الدين يبل غلة وصنوه فيه الظما قد الهبالذاك قد اسنده لدينه و عن يقين فيه لن يضطرباهذا من الشرع يري فعلته و من صراط احمد ما ارتكباو مثله الحسين لما ملك ال ماء فقيل رحله قد نهباام الخيام نافضا لمائه اذ عظم الامر به واعصو صبافكان للعباس فيه اسوة اذ فاض شهما غير مفلول الشبا [195] لقد نهض ابوعبدالله الحسين (ع) بذلك الجمع النزر المؤلف من شيوخ و صبية و رضع و نساء مع العلم بأن مقابليه لا يرقبون فيه الا و لا ذمة قادمين علي استئصال شافة النبي (ص) في اهله و ذويه، لكن سياسة «شهيد الطف» التي لا يدرك مداها و تنحسر العقول عن تفسير مغزاها عرفت الاجيال الواقفين علي هذه الملحمة التي لم يأت الدهر بمثلها بأعمال هؤلاء الجبابرة الذين لم يسلم اسلافهم حين اظهروه الا فرقا من سيف الاسلام، و قد اصاب ابوعبدالله [ صفحه 86] (ع) شاكلة الغرض يوم تقشعت سحب الاوهام بأنوار نهضته الوضيئة و هتاف حرمه الذي بلبل الافكار و اقلق الادمغة حتي راحت الاندية تلهج بما احتقبه هؤلاء الطغاة و من قبلهم من الشنار و العار.

الرخصة في المفارقة

و علي هذا النهج القويم تكون مصارحة سيدالشهداء بكلمته الثمينة البعيدة المغزي الحكيمة الاساس المتضمنة تجويز لاهل بيته و صحبه بمفارقته! و نص ما يتحدث به المؤرخون عن ذلك قوله عليه السلام لاهل بيته و صحبه عشية التاسع من المحرم: «اني لا اعلم اصحابا اولي و لا خيرا من اصحابي و لا اهل بيت ابر و اوصل من اهل بيتي فجزاكم الله عني جميعا الا و اني اظن يومنا من هؤلاء غذا و اني قد رأيت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام و هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا و ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من اهل بيتي! فجزاكم الله جميعا خيرا و تفرقوا في سوادكم و مدائنكم فان القوم انما يطلبوني و لو اصابوني لذهلوا عن طلب غيري» [196] ما اجل مغزاك يا ابي‌الضيم و ما اسمي ما ترمي اليه يا سيدالشهداء و ما احكم اقوالك و افعالك يا روح النبوة! بلي ان هذه الجملة الذهبية كتبت بأحرف نورية علي جبهة الدهر ان اولئك الصفوة الميامين الذين وصفهم اميرالمؤمنين (ع) بأنهم سادة الشهداء و انهم لم يسبقهم سابق و لا يلحقهم لاحق [197] زبد العالم و نخبة الكون و استضانا من تلك الاشعاعات طوايا نياتهم من الحزم و الثبات و الاخلاص في المفاداة و التضحية القدسية، و في كل ذلك دروس راقية لمن يريد اقتصاص اثر اولئك الاباة في الترفع عن الدنايا، و الموت تحت راية العز و عدم الخضوع للسلطة الغاشمة، اما ظفر بالامنية او فوز بالشهادة و السعادة.و لولا تلك الرخصة بالمفارقة الصادرة من امين الشرع و الشريعة و تلك [ صفحه 87] الكلمات التي اباحتها نفوسهم الطاهرة لما امكن للاجيال معرفة مبلغهم من العلم و اليقين و تفاضلهم في الملكات و طموحهم الي ابعد الغايات السامية و الثبات علي المبدإ باخلاص و بصيرة.فسيد الشهداء اراد بذلك اختبار نفسياتهم و الاختبار من الحكيم العالم بما كان و يكون لا يحط من علمه و وقوفه علي الخفايا بعد ان كانت الغاية الملحوظة له ثمينة و المقصد سام و هو الذي اشرنا اليه من التعريف بملكات اصحابه و اهل بيته و لا غرابة في هذا الاختيار بعد ان صدر مثله من «فاطر الاكوان» جل شأنه الذي لا يغادر علمه صغيرا و لا كبيرا فيأمر خليله ابراهيم بذبح ولده اسماعيل و هو لا يريده مع العلم بطاعة رسوله الخليل و ثبات نبيه اسماعيل لولا المصلحة التي يعلمها رب العالمين و ان انحسرت عن ادراكها العقول و قصة الاقرع و الابرص و الاعمي تشهد بأن الله تعالي انما اراد بالانعام عليهم التعريف لمن يقف علي قصتهم بلزوم الشكر علي الانعام و ان الكفران عاقبته الخسران [198] .و ابوعبدالله (ع) اراد بهذا الاختبار تعريف الاجيال مبوأ اهل بيته و صحبه من الشرف و العز و طهارة اعراقهم و خضوعهم لما فيه مرضاة الله و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم.ان العلم بمبلغ أي رجل في العالم من الطهارة و الثبات علي المبدا و الطاعة للاصلح المرضي للمولي تعالي لا يحصل الا باقواله المشفوعة بالعمل الصحيح او بشهادة من له الوقوف علي حركاته و سكناته و لم يخف علي كل احد قصور التاريخ الذي بأيدينا عن كثير من اعمال الرجال الصالحين الذين بذلوا كل ما لديهم من جاه و حرمات في سبيل تأييد الشريعة الحقة و لم يحمل التأريخ شيئا من اعمال اولئك الصفوة «شهداء كربلا» لنتشوف منه قداسة ضمائرهم و خلوص نياتهم و تزكية نفوسهم غير ذلك المشهد الدامي و لو لا تلك الاقوال التي صارح بها صحب الحسين عليه السلام و اهل بيته حينما ابدي لهم الرخصة في مفارقته و اباح لهم تخليهم عنه مع القوم الذين تجمهروا عليه لما عرفنا تفاضلهم في الملكات و تفاوتهم في النظرات البعيدة الغور و الفضيلة لم يستوفيها البشر [ صفحه 88] و العلم نور يقذفه الله تعالي في قلب من يشاء من عباده مع التفاوت شدة و ضعفا.فهذا مسلم بن عوسجة الاسدي لم يكشف التاريخ عن اعماله الخالدة و مزاياه الصالحة بقليل و لا كثير غير كلمة شبث بن ربعي انه غزا مع المسلمين «آذربايجان» و قتل ستة من المشركين قبل تتام خيول المسلمين و ما عسي ان يعرف منها القاري‌ء الا مدي ولائه الاكيد لخلفاء النبي (ص) و عدم تغيره بتطور الزمن و ملابسات الاحوال ولكن قوله للحسين (ع): انحن نخلي عنك و لما نعذر الي الله تعالي في اداء حقك اما و الله لا افارقك حتي اكسر في صدورهم رمحي و اضربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي و لو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة حتي اموت معك.افادنا بصيرة بثبات الرجل علي المبداء في آخر مرحلة من مراحل الوجود و انه لا يهمه في سبيل مرضاة الله تعالي و رسوله كل ما يلاقيه من آلام و جروح دامية و قد شفع هذا القول بالجهود في العمل حين استقبل السيوف و الرماح بصدره و نحره كما لم يقتنع بهذا حتي اوصي حبيب بن مظاهر ذلك الذي استفاد علم المنايا و الملاحم من اميرالمؤمنين بنصرة الحسين عليهماالسلام و لانه لا يعذر عند رسول الله (ص) بالتقصير في حقه و هو في آخر رمق الحياة و فاضت نفسه الغالية علي هذه العقيدة و الطاعة [199] .و تابعه في اخلاص الولاء و المفاداة سعيد بن عبدالله الحنفي اذ يقول و الله لا نخليك حتي يعلم الله انا قد حفظنا غيبة رسول الله (ص) فيك و الله لو علمت اني اقتل ثم احيا ثم احرق حيا ثم اذري يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك حتي القي حمامي دونك فكيف لا افعل ذلك و انما هي قتلة واحدة ثم الكرامة التي لا انقضاء لها ابدا.فوقف دون ابي‌عبدالله (ع) و نصح في الذب عنه و لم يقنعه ما اصابه من الجروح الدامية حين استهدف لاعداء الله تعالي دون حسين عليه السلام و هو [ صفحه 89] يصلي الظهر في حومة الميدان حتي استفهم من ابي‌الضيم انه ادي اجر الرسالة و وفي بما اوجبه الله عليه فيموت جذلا برضي (الرب) تعالي او هو التقصير فالخيبة و الخسران فطمنه ابوعبدالله (ع) بنيل السعادة بالشهادة و لقاء الرسول قبله.و ما ان فرغ من خطابه حتي قام زهير بن القين البجلي يتلو علي مسامع الاجيال تعاليم راقية في الدعوة الي الدين اعقبت له الخلود الي الابد فيقول للحسين: و الله لوددت اني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتي اقتل علي هذه الف مرة و ان الله يدفع بذلك القتل عن نفسك و عن انفس هؤلاء الفتية من اهل بيتك.لا شك في قبول الطاعة من العبد لو كان ما يأتي به من الاعمال بلحاظ الربح يوم الخلود ولكن هناك ما هو أبعد غورا و اسمي قصدا و هو طاعة اهل اليقين الذين لا يهمهم في اداء وجب عليهم الا كون المولي سبحانه اهلا للعبادة (و ابن‌القين) وعاء اليقين و الايمان الخالص اقرانا في هذا الموقف نظراته البعيدة و عقائده الحقة و غاياته السامية من حفظ شخص الامامة الواجبة من قبل الله تعالي و النفوس العزيزة لرسول الله (ص) و انه لا يريد بعبادته لله تعالي في جهاد اعدائه ثواب الآخرة و المجازاة علي الجهود يوم تقسم الاجور علي الصالحات و انما اراد بهذه العبادة دفع اليد العادية عما يسوء شخص الرسالة الممتزجة بشخصية حجة الوقت علي حد تعبير النبي صلي الله عليه و آله و سلم عنها.«حسين مني و انا من حسين» [200] فان صاحب الشريعة لم يرد بهذا التعبير تعريف الامة بكون شهيد الطف بضعة منه لما فيه من الركاكة التي يأباها كلام سيد البلغاء لان كل ولد بضعة من ابيه فلا امتياز للحسين ولكنه اراد (ص) بهذه الجملة الذهبية الاشارة الي ما ينوء به سيدالشهداء من توطيد اسس [ صفحه 90] الاسلام و كسح اشواك الباطل عن صراط شريعة العدل و تنبيه الامم علي جرائم اعمال من يعبث بقداسة الدين فكما ان النبي (ص) اول ناهض لنشر الدعوة الالهية يكون الحسين آخر ناهض لتثبيت دعامتها:قد اصبح الدين منه شاكيا سقما و ما الي احد غير الحسين شكافما رأي السبط للدين الحنيف شفا الا اذا دمه في كربلا سفكاو ما سمعنا عليلا لا دواء له الا بنفس مداويه اذا هلكابقتله فاح للاسلام نشر هدي فكلما ذكرته المسلمون ذكا [201] و لولا هذه المصارحة من (ابن‌القين) لما أمكننا استطلاع ما اختبا بين جوانحه من الولاء الاكيد لمن وجبت لهم العصمة من المهيمن سبحانه و قيضهم اعلاما لعباده و حفظة لشرعه مع ان التاريخ لم يسجل له غير الموالاة (لعثمان بن عفان) و مقت ابن الرسول الاطهر.اما موقف عابس بن ابي‌شبيب الشاكري يوم البيعة لمسلم بن عقيل بالكوفة و يوم الطف يفسر فضله الكثير و عقيدته الراسخة بمحبة اهل البيت عليهم السلام و انه لا يهمه في سبيل حفظ الامام (ع) و لو في بعض الاناة ازهاق نفسه و بذل كل ما لديه من نفيس فيقول لمسلم بن عقيل حينما شاهد تلك النفوس الخائنة متداكة علي البيعة له: اني لا اخبرك عن الناس و لا اعلم ما في نفوسهم و ما اغرك منهم و و الله اني احدثك عما انا موطن نفسي عليه و الله لاجيبنكم اذا دعوتم و لا قاتلن معكم عدوكم و لاضربن بسيفي دونكم حتي القي الله لا اريد بذلك الا ما عند الله [202] .ففسر بهذه الكلمة الموجزة نوايا القوم و خور عزائمهم و انهم مجبولون علي الغدر و النفاق و متابعة الاهواء و انهم لم يرقهم المكاشفة في الميل عنه لئلا يعود ذلك فتا في عضد البيعة الواهية و مثارا للاحن فاجملوا القول و هم ينتظرون نواجم العاقبة و الا فلم لم يحصل لمسلم بن عقيل الواحد من هؤلاء الآلاف من يدله علي الطريق يوم اظلمت عليه الآفاق فلم يدر الي اين يتوجه. [ صفحه 91] ثم يقول ابن ابي‌شبيب للحسين يوم الطف: ما امسي علي ظهر الارض قريب و لا بعيد اعز علي منك و لو قدرت ان ادفع الضيم عنك بشي‌ء اعز علي من نفسي لفعلت [203] .بلي يا ابن ابي‌شبيب ان الرجال المخلصين لله تعالي المتفانين في خدمته لا يرون الوجود الا متلاشي الاطراف و البقاء الابدي بنصرة الامام علة الكائنات و مدار الموجودات.ثم يقوم نافع بن هلال فيقول: و الله ما اشفقنا من قدر الله و لا كرهنا لقاء ربنا انا علي نياتنا و بصائرنا نوالي من والاك و نعادي من عاداك، و يتكلم اصحابه بما يشبه ذلك.و لما اذن عليه السلام لاهل بيت بالانصراف قالوا باجمعهم بصوت واحد: انفعل ذلك لنبقي بعدك لا ارانا الله ذلك ابدا، ثم التفت الي بني‌عقيل و قال: حسبكم من القتل بمسلم قد أذنت لكم.فانطلقت السنتهم تعبر عما اضمر في جوانحهم من النصرة للدين و الذب عن شخص الامام الحجة فقالوا: اذن ما نقول للناس انا تركنا شيخنا و سيدنا و بني عمومتنا خير الاعمام و لو نرم معهم بسهم و لم نطعن برمح و لم نضرب بسيف؟ لا و الله لا نفعل ولكن نفديك بانفسنا و اموالنا و اهلينا نقاتل معك حتي نرد موردك فقبح الله العيش بعدك.ان هذه المفاداة في ذلك المازق الحرج الذي تقطعت فيه خطوط المدد و سد دونهم باب الورود المباح للحيوانات تكشف عن بلوغهم اسمي صفات الكمال و تجردهم عن عوارض الدنيا الفانية و لو كانوا يحملون اقل شي‌ء من الراغبة في البقاء و التبلغ في هذا الوجود لاتخذوا الاذن بالمفارقة ذريعة يتذرعون بها يوم الحساب ولكن هذه النفوس التي فطرها «رب العالمين» سبحانه من طينة القداسة و امتزجت بنور اليقين لا ترغب في البقاء الا ان تحق الحق او تبطل الباطل و هل تستمري‌ء العيش و هي تعلم ما يلاقيه فلذة كبد الرسول و مهجة الاسلام من الجروح الدامية و الاوام المبرح: [ صفحه 92] نفوس ابت الا ترات ابيهم فهم بين موتور لذاك و واترلقد الفت ارواحهم حومة الوغي كما انست اقدامهم بالمنابر [204] و في هذا الحين انهي الي محمد بن بشير الحضرمي خبر اسر ابنه بثغر الري فقال: عند الله احتسبه و نفسي ما احب ان يؤسر و ابقي بعده فلما سمع الحسين (ع) هذا منه اذن له بالمفارقة و حل عقد البيعة ليعمل في فكاك ابنه فلما سمع ذلك من سيدالشهداء ثارت به حمية الدين و حفزه الولاء الصادق الي اظهار عقيدته الراسخة في التفاني دون شخص الامام فقال: يا اباعبدالله اكلتني السباع حيا ان فارقتك.ان الايمان الثابت و الطاعة لله تعالي و للرسول يرفعان من تمكنا فيه الي اوج العظمة و فوق مستوي الفضيلة و لو كان ابن‌بشير متزلزل العقيدة لاغتنم فرصة الاذن بالانصراف عذرا عند المولي سبحانه و عند الناس.ان «الشهامة الحسينية» لم تترك لصاحبها منتدحا دون المجاهرة بالافراج عن العبد الاسود «جو مولي ابي‌ذر الغفاري» لئلا يقيده الحياء عن الفرار ولكن سيدالشهداء بعد ان عرف صبره و ثباته عند الهزاهز اراد بامتحانه تعريف المتجمهرين عليه و من يأتي من الامم نفسية هذا العبد الاسود و مبلغ موقفه في الذب عن الشريعة التي تلاعبت بها ايدي الخائنين مهما تفاقم الخطب و تراكمت الاهوال فأباح له حل العهد و النجاة بنفسه فقال له: يا جون انما تبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل بطريقتنا فعندها تسابقت دموعه خوفا من عدم التوفيق لنيل السعادة الخالدة و قد مزجها بقوله الذي لم يزل رجع صداه في مسامع الاجيال معرفا بنجاح الصابر عند الهزاهز (و انما الراحة بعد العنا).فقال: انا في الرخاء الحس قصاعكم و في الشدة اخذلكم ان ريحي لنتن و حسبي لئيم و لوني اسود فتنفس علي بالجنة ليطيب ريحي و يشرف حسبي و يبيض لوني! لا و الله لا افارقكم حتي يختلط هذا الدم الاسود مع دمائكم. [205] .و لولا هذه المصارحة من الحسين (ع) لما تسني لكل احد الوقوف علي [ صفحه 93] طهارة ضمير هذا العبد و نواياه الحسنة و ان ثباته علي القتل بعد الافراج و الاذن بالمفارقة يخبر عن عقيدة راسخة.الخلاصةان حفظ شخص الامام كحفظ شخص النبي (ص) مما يلزم به العقل و الشرع و لا يسع كل احد التخلف عنه و تركه و من يريد استئصاله بل الواجب بذل النفس و النفيس دونه ليدرأ بذلك العدوان عن نفس الامام الذي هو حياة الوجود و بقاء الكون كما يجب علي الامام (ع) الدعوة الي نصرته و الدفاع عنه مع العلم بأن الموافق له قادم علي ازهاق نفسه القدسية و انه لا ندحة له عن دفع الموت فيجوز له عدم الزام أي احد بالدفاع عنه لخلوه عن الفائدة.و الحسين كان عالما بما يجري عليه من اعدائه وعد لا خلف فيه و قضاء غير مردود كما انبا ام‌سلمة بقوله: ان لم اخرج اليوم خرجت في غد و ان لم اخرج في غد فبعد غد و هل الموت بد اتظنين انك تعلمين ما لم اعلمه؟اذا فلا يجب عليه الزام الغير بالدفاع عنه نعم لا يسقط التكليف عمن فقد العلم بالمقدرات الالهية من البشر في القيام بالدفاع عن شخص الامام الحجة و لا يعذر من يبصر حصار القوم لمن اهله الله تعالي خليفة علي العباد و قطعهم خطوط المدد عنه و سد باب الورود عليه فلم ينهض لرد العادية عنه كيلا يخلص اليه ما يزهق نفسه القدسية و لا يقبل الله تعالي حجة من ينظر هذا الحال ثم يتقاعس عن النصرة و ان اعصوصب الامر و تفاقم الخطب اللهم الا ان ياذن حجة الزمن بمقارقته و تخليته مع اعدائه لكونه العالم بالمصالح تعليما من لدن حكيم عليم تعالي شأنه و حينئذ لا يلزم العقل و لا الشرع بالبقاء معه و الدفاع عنه و لا يكون من يفارقه متعديا علي مقررات الشريعة و يصح له العذر يوم نشر الصحف بترخيص الامام (ع) في ترك نصرته و لا يكون الامام مجازفا لو اباح للغير افراده و اعداءه و حل عقدة العهد بعد التسليم بأنه لا يتخطي المصالح الواقعية قيد شعرة هذا ما يقتضيه تكليف الامام و اما تكليف الماذون بالانصراف فانه اذا لم يشاهد استغاثة الامام و استنصاره فلا تبعة عليه و لا مسؤولية و اما مع مشاهدته حيرة الامام و تتابع استغاثته فلا يسوغ له ترك النصرة للقطع بأنه في هذا الحال [ صفحه 94] بحاجة ماسة الي الذب عنه فلا يقبل منه العذر يوم الحساب.و ان كلمة ابي‌عبدالله (ع) لعبيدالله بن الحر الجعفي يوم اجتمع معه في قصر بني مقاتل لما استنصره فابي عليه قال له الحسين (ع): اني انصحك ان استطعت ان لا تسمع و اعيتنا و صراخنا و لا تشهد وقعتنا فافعل فو الله لا يسمع و اعيتنا احد و لا ينصرنا الا اكبه الله علي منخريه في نار جهنم.تؤيد ما سجلناه من دحض حجة من يسمع استغاثة الامام ثم لا ينصره و اما من لم يسمع الواعية و قد اباح له المفارقة فهو معذور.فالضحاك بن عبدالله المشرقي لا يعذر يوم الحساب لان استنصار الحسين في مسامعه و يراه مكثورا فالواجب عليه الدفاع الي آخر نفس يلفظه.و هذا الرجل جاء الي الحسين قبل اشتباك الحرب و قال له: اني اقاتل معك ما رأيت معك مقاتلا فاذا لم ار احدا فانا في حل فقال له الحسين نعم فخبا فرسه في بعض الابنية لما رأي خيل اصحاب الحسين (تعقر) و صار يقاتل راجلا و لما بقي الحسين وحده قال له الضحاك اني علي الشرط قال نعم انت في حل ان قدرت علي النجاة فاخرج فرسه من الفسطاط و ركبها و غار علي القوم فافرجوا له و تبعه خمس عشرة رجلا فانتهي الي (شفيه) قريبة من شاطي‌ء الفرات و لحقه القوم و عرفه ايوب بن مشرح الخيواني و كثير بن عبدالله الشعبي و قيس بن عبدالله الصائدي و قالوا لاخوانهم هذا ابن عمنا ننشدكم الله لما كففتم عنه فنجا منهم [206] ... و قول الحسين (ع) انت في حل لا يكون عذرا له يوم الحساب، لان اباعبدالله (ع) لا يسعه ان يقول له اصبر علي القتل و هو يعرف مقام الاصرار علي الذهاب، و المولي سبحانه لا يعذره يوم الحشر لانه يسمع استنصار ابي‌الضيم، و من يسمع الاستغاثة و لا ينصره اكبه الله علي وجهه في النار.

بقاء الشريعة بالحسين‌

لقد كانت نهضة الحسين الجزء الاخير من العلة التامة لاستحكام عروش [ صفحه 95] الدين حيث انها فرقت بين دعوة الحق و الباطل و ميزت احد الفريقين عن الآخر حتي قيل: ان الاسلام بدؤه محمدي و بقاؤه حسيني و لذلك لم يجد ائمة الهدي وسيلة لنشر امرهم في الاصلاح و نفوذ كلمتهم في احياء شرع جدهم الاقدس الا لفت الانظار الي هذه النهضة الكريمة لما اشتملت عليه من فجائع تفطر الصخر الاصم و يشيب لها فود الطفل و يذوب الفؤاد فطفقوا عليهم السلام يحثون الامة علي تأييدها و القيام بذكر ما لاقاه شهيد الاصلاح من القسوة و الاضطهاد و اعلام الامة بما حدث في تلكم المشاهد الدموية من مظلومية الحسين و اهله و ذويه لانهم صلوات الله عليهم علموا ان في اظهار مظلوميته مجلبة للعواطف و استرقاقا للافئدة فبطبع الحال يتحري السامع لتلكم الفجائع الوقوف علي مكانة هذا المضطهد و اسباب ما ارتكب منه من اعمال قاسية.و طبعا يعلم ان سبط النبوة امام عدل لم يرضخ للدنايا و لم يصخ الي دعوة المبطلين و ان امامته موروثة له من جده و ابيه (الوصي) و ان من ناواه لا يملك من منصة الخلافة موضع قدمه و كذا كل من حذا حذوه و ذهب علي شاكلته.و اذا عرف السامع هذا علم الحق كله في جانب الحسين و من خلفه من ائمة الدين فلم تدع له عقليته الا السير معهم و اعتناق طريقتهم المثلي و بذلك تتوطد اسس السلام و الوئام.لقد اقعدت السلطة الغاشمة من بني‌امية و بني‌العباس اهل البيت عليهم السلام في دورهم و اوصدت عليهم ابواب الاجتماع بشيعتهم فلاقوا منهم ضروب الاذي و التنكيل فآثروا العزلة علي الخروج بالسيف في وجه دعاة الباطل مع ما يشاهدونه من تمادي اولئك في الطغيان و ظلم شيعة اميرالمؤمنين و ابنائه و تتبعهم تحت كل حجر و مدر وابادتهم العلويين من جديد الارض و كان بمرأي منهم بناء المنصور و الرشيد الاسطوانات علي ذرية فاطمة عليهاالسلام ظلما و عدوانا [207] .ولكن لم يفتهم الجهاد الاكبر بتحريض شيعتهم علي عقد المحافل [208] لذكر [ صفحه 96] حادثة الطف الخالدة و تواصل الاستياء لما هنالك من فجائع و مصائب و اسبال الدموع لكارثتها المؤلمة و اكثروا من بيان فضل ذلك الي حد بعيد لانهم علموا ان هذا هو العامل القوي في ابقاء الرابطة الدينية التي لاجلها لاقي اميرالمؤمنين (ع) ما لاقاه و اصاب ولده الحسن ما اصابه و مصاب الحسين يدكدك الجبال الرواسي.فكان اهل البيت عليهم السلام يتحرون اساليب مختلفة من البيان توجب توجيه النفوس نحو التذكارات الحسينية لما لها من العلاقة التامة لحفظ المذهب عن الاندراس فعبروا عنها بالعموم تارة و بالخصوص اخري فيقول الباقر (ع): رحم الله عبدا اجتمع مع آخر فتذاكر في امرنا فان ثالثهما ملك يستغفر لهما، و ما اجتمع اثنان علي ذكرنا الا باهي الله بهما الملائكة فاذا اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر فان اجتماعكم و مذاكرتكم احياؤنا و خير الناس بعدنا من ذاكر بأمرنا و دعا الي ذكرنا.و يقول الصادق عليه السلام للفضيل بن يسار: اتجلسون و تتحدثون؟ قال نعم فقال عليه السلام: اما اني احب تلك المجالس فاحيوا امرنا فان من جلس مجلسا يحيي فيه امرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.فالأئمة عليهم السلام ارادوا بهذا النحو من البيان حمل الامة علي الاعتقاد بامامتهم و ما اوجبه المولي سبحانه من عصمتهم و ما اهلهم له من الفضائل و الفواضل و ان الدعوة اليهم ملازمة لاعتقاد خلافتهم دون من اغتصب ذلك المنصب الالهي.ان التذكارات الحسينية علي اختلاف صورها من عقد العزاء و المآتم [209] . [ صفحه 97] و اللطم [210] في الدور و الشوارع اوجبت تقدم الطائفة، و كان عمل الشبيه اوضح المصاديق و الحجج علي القساوة التي جاء بها الامويون و لفيفهم من تلاوة الشعر و ذكر المصاب لتسرب ذلك بوضوح الي ادمغة الاطفال و العامة الذين لا يفهمون ما يشتمل عليه القريض و الكتب من دقايق الحادثة و هو احكم و أأكد في تأثر النفوس و احتدام القلوب في حفظ الروابط المذهبية بين الائمة و مواليهم و له نصيب وافر في رسوخ العقيدة.و لقد قلد الشيعة في تمثيل فاجعة الطف غيرهم من الهنود و بعض فرق الاسلام و هم في الهند اكثر رواجا من جميع الممالك الاسلامية [211] .فكان لفت الانظار نحو هذه التذكارات و الاعتناق بها امس في احياء امر المعصومين المحبوب لديهم التحدث و التذاكر فيه. و لعل جملة من هذه الفوائد لا تفهم الامة منها النكتة المهمة بل غاية ما يتصورون من فائدة عملهم هو الثواب عليه في الآخرة فقط ولكن الواقف علي اسرار اهل البيت و المستشرف لمغاري اقوالهم و افعالهم يتجلي له ما المعوا اليه من هذه النوادي و المجتمعات و حثوا شيعتهم عليه بمزيد لطفهم و واسع علمهم.

البكاء علي الحسين‌

من تلك الفوائد ما ورد من الحث الكثير البالغ حد التواتر علي البكاء لما اصاب سيدالشهداء حتي جاء في ثواب من خرج من عينه كجناح الذباب انه يطفي‌ء حر جهنم، فان الغرض ليس الا ان الدمعة لا تفاض الا عند انفعال النفس و تأثرها مما يصيبها او يصيب من تمت به بنحو من اساب الصلة، و لا [ صفحه 98] شك انا نري النفس عند تأثرها بذلك تكون متأثرة بشي‌ء آخر و هو العداء و البغض لكل من اوقع الفوادح و الآلام، فالائمة حيث انهم اعرف الناس بمقتضيات الاحوال و الملابسات التي تؤكد دعوتهم، فكانوا يتحرون التوصل الي اغراضهم بكل صورة و كان من الوسائل التي توجب انحراف الامة عن اعداء الله و رسوله (ص) امرهم بالكباء علي مصاب الحسين لما فيه من استلزام تذكر تلك القساوة المستلزم لانفعال النفس و انقباضها عما لا يلائم خطتهم، و هذا هو المغزي لقول الحسين عليه السلام: «انا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن الا استعبر» [212] فالمؤمن حيث يمت بالحسين بالولاء و المشايعة كان ذلك موجبا لتأثر نفسه و احتدام قلبه علي كل من يوجه اليه الاضرار و الاخطار و يشتد هذا التأثر عند تناهي تلك الفوادح.(و بالجملة) لم يقصد سيدالشهداء بهذه الجملة (انا قتيل العبرة) خصوص التعريف بأن قتله كان لاجل ان يبكي عليه فيستحق به الاجر في الآخرة بحيث لا يكون هناك اثر آخر يترتب علي قتله سوي البكاء عليه كيف و هنالك آثار اخر اهمها احياء شريعة الحق و تقويم ما اعوج من علم الهداية و نشر الاصلاح بين الامة و تعريف الملا ما عليه امراء الجور من السير وراء المطامع.ولكن الوجه في هذه الاضافة تأكد الصلة بين ذكر مقتله و بين البكاء عليه فان لوعة المصاب به لا تطفأ و مضض الاستياء له لا ينفد لاجتماع الكوارث عليه و ملاقاته لها بصدر رحيب و صبر تعجبت منه ملائكة السماء فأول ما يتأثر به السامع لها ان تستدر دموعه فلا يذكر الحسين (ع) الا و العبرة تسبق الذكر اضف الي ذلك المودة الكامنة له في قلوب احبائه بحيث اذا انضمت الي تلك كانت ادعي لتأكد الصلة بين ذكره و بين البكاء عليه فمن هنا استحق اضافة القتل اليه فقال (انا قتيل العبرة).و علي هذا سار العرب في كلامهم فانهم اذا رأوا بين الانسان و بين بعض حالاته و صفاته صلة اكيدة اضافوه الي ذلك الحال فقالوا مضر الحمراء و ربيعة الخيل و زيد النار و صبية النار و مسمة الازواج فان ربيعة و مضر لم يتخليا عن [ صفحه 99] كل صفة حميدة سوي اللواء و الخيل و لا زيد بن موسي بن جعفر (ع) لم يتصف بشي‌ء حسن او قبيح الا حرقه دور بني‌العباس بالبصرة و لا ان اولاد ابن ابي‌معيط لم يحصلوا علي نعت الانسانية الا النار التي اضافها لهم رسول الله (ص) يوم امر بقتل عقبة بن ابي‌معيط و كان كافرا فقال يا محمد من للصبية؟ قال صلي الله عليه و آله و سلم (لهم النار).و لا ان جعدة بنت الاشعث لم تتصف بالرذائل الا السم الذي ناولته ابامحمد الحسن السبط (ع) ولكن لما كانت هذه الآثار هي الظاهرة بين الناس قيل لمضر الحمراء و لربيعة الخيل و لزيد النار و لجعدة مسمة الازواج.فقول الحسين انا قتيل العبرة و قول الصادق (ع) بابي قتيل العبرة من هذا القبيل و هو ما ذكرناه من تأكد الصلة بين ذكر مقتله و بين استدرار الدموع.

التباكي‌

لقد راق ائمة الهدي (ع) ان تبقي تلك الذكريات الخالدة مدي الدهر تتحدث بها الاجيال المتعاقبة علما منهم ببقاء الدين غضا طريا ما دامت الامة تتذاكر تلك الفاجعة العظمي و لم يقتصروا علي لازمها و هو البكاء حتي رغبوا الي التباكي و هو التشبه بالباكي من دون ان يخرج منه دمع فيقول الامام الصادق: من تباكي فله الجنة [213] .و معلوم ان التباكي انما يتصور فيمن تتعسر عليه الدمعة لكنه يفقد التأثر لاجل المصاب كما يشاهد في كثيرين فالتأثر النفساني بتصور ما ورد علي المحبوب من آلام و فوادح يستلزم قهرا النفرة عمن اورد ذلك العدوان.و في الحديث عن النبي (ص) انه قرأ آخر الزمر: (فسيق الذين كفروا الي جهنم زمرا) علي جماعة من الانصار فبكوا الا شابا منهم قال لم تقطر من عيني قطرة و اني تباكيت قال (ص): من تباكي فله الجنة [214] . [ صفحه 100] و روي جرير عنه (ص) انه صلي الله عليه و آله قال: اني قاري‌ء عليكم «الهاكم التكاثر» من بكي فله الجنة و من تباكي فله الجنة [215] .و حدث ابوذر الغفاري عن النبي (ص): اذ استطاع احدكم ان يبكي فليبك و من لم يستطع فليستشعر قلبه الحزن و ليتباك فان القلب القاسي بعيد من الله [216] .و هذه الاحاديث تدلنا علي ان التباكي منبعث عن حزن القلب و تأثر النفس كالبكاء، لكن في باب الرهبة منه سبحانه و تعالي يكون الحزن و التأثر لاجل تصور ما يترتب علي مخالفة المولي من الخزي في الآخرة فيتباعد عنه و يعمل ما يقربه من المولي زلفة. و في باب تذكر مصائب آل الرسول يستوجب بغض من ناوأهم و أوقع بهم و أساء اليهم.و لعل ما اشرنا اليه هو مراد الشيخ محمد عبده، فانه قال: التباكي تكلف البكاء لا عن رياء [217] .و يقول الشريف الجرجاني: باب التفاعل اكثره اظهار صفة غير موجودة كالتغافل و التجاهل و التواجد، و قد انكره قوم لما فيه من التكليف و التصنع و اجازه قوم لمن يقصد به تحصيل الصفة و الاصل فيه قوله صلي الله عليه و آله: ان لم تبكوا فتباكوا، اراد به التباكي ممن هو مستعد للبكاء لا تباكي الغافل اللاهي [218] .فالباكي و المتباكي مشتركان في احتراق القلب و تأثر النفس لاجل تصور ما ورد من الظلم علي اهل البيت (ع) و مشتركان في لازمه و هو النفرة و التباعد عن كل من دفعهم عن مقامهم.و من لا يفقه مغازي كلام المعصومين يحكم بالرياء علي المتباكي و بعدما اوضحنا من السر تعرف قيمة البلاغة و قدر البلغاء.و كل لاهل البيت عليهم السلام من اسرار غامضة لا يقف عليها الا من [ صفحه 101] مارس كلامهم و درس مقتضيات الاحوال، فانهم لم يزالوا يتحرون الوسائل الدقيقة لتوجيه النفوس نحوهم و تعريف ما لهم من حق مغصوب.فمن ذلك ما اوصي به الامام الباقر عليه السلام باعطاء ثمانمائة درهم لنوادب يندبنه بمني ايام الموسم [219] .فانك اذا عرفت ان الناس من مختلف الاقطار و المذاهب يجتمعون في مني ايام الحج و قد احلوا من كل ما حرم عليهم الا النساء و انها ايام عيد و تزاور فتعقد هناك حفلات المسرة و نوادي التهاني.تعرف النكتة الدقيقة التي لاحظها الامام (ع) باختياره ايام مني علي عرفات و المشعر لاشتغال الناس بالعبادة و الابتهال الي المولي سبحانه في هذين الموقفين مع قصر الزمان.نعم في ايام مني حيث انها ثلاثة و هي ايام عيد و فرح و سرور لا حزن و بكاء و طبعا ان السامع للبكاء في ايام المسرات يستفز الي الاسباب الموجبة له و يستاءل عمن يندبنه و ما هي دعوته و اعماله و يسأل عمن ناوأه و دافعه عن حقه، و بهذا الفحص يتجلي له الحق و الطريقة المثلي لأن نور الله لا يطفي و الدعوة اليه جلية البرهان.و هذا النبا يتناقله الناس الي من كان نائيا عن هذه المواقف عند الاياب الي مقرهم، فيصل الي الغائبين بهذا الطريق و به تتم الحجة فلا يسع كل احد ان يتذرع بعذر عدم الوصول الي المدينة التي هي موطن «حجة الله (ع)» و لا من ابلغه خبره، و لا عرفت دعوة الامام و ضلال مناوئه فلا يبقي حينئذ جاهل قصر علي الاغلب.و من هنا نفهم السبب في اعراض الامام (ع) عن الوصية للنوادب يندبنه بمكة او في المدينة ايام الحج فانه في البلدين لا تكون الندبة الا في الدور فمن اين يقف الرجال عليهن و كيف يكون هذا البكاء مشعرا بالغرض المطلوب. [ صفحه 102] و دعوي كون صوت المرأة عورة و يحرم علي الاجانب سماعه مردودة بما رواه الكليني في الكافي: ان ام خالد دخلت علي الامام الصادق (ع) و كانت عاقلة عارفة و عنده ابوبصير، فقال عليه السلام لابي‌بصير اتحب ان تسمع كلامها؟ ثم اجلسها معه علي الطنفسه و تكلمت ام‌خالد فاذا هي امراة بليغة عاقلة [220] فلو كان سماع صوت المرأة محرما علي الاجانب لما اجاز الامام ذلك لابي‌بصير.علي ان وصية الامام الباقر بالمال للنوادب بمني تفيد الجواز لان سماع الرجال اصواتهن لا ينكر و الا لأمر بالبكاء عليه في دور المدينة و مكة بل النكتة الملحوظة للامام (ع) لا تحصل الا بسماع الرجال اصواتهن و ما يدعون اليه.و في حديث حماد الكوفي ان الصادق قال له: بلغني ان اناسا من اهل الكوفة يأتون قبر ابي‌عبدالله (ع) في النصف من شعبان فبين من يقرأ و يقص الي ان قال و نساء يندبنه، قال حماد: قد شهدت بعض ما تصف، فقال: الحمد لله الذي جعل في شيعتنا من يفد الينا و يمدحنا و يرثي لنا [221] و لا ينكر ان ندبة النساء عند القبر يلزمها سماع الاجانب اصواتهن و لو كان محرما لما استحسنه الامام الحجة و دعا لهم بالرحمة.و اما كون صوت المرأة عورة فلم تشهد به رواية و ما ورد من منع الرجال محادثة الاجنبية او المبيت معها في بيت واحد فليس من جهة كون صوتها عورة بل للحذر عن الوقوع فيما لا يحمد عقباه و ما ذكره العلامة الحلي في التحرير اول النكاح المسألة التاسعة لا يجوز للاعمي سماع صوت الاجنبية فلعله لذلك لا لانه عورة. نعم صرح في التذكرة اول النكاح ان صوتها عورة يحرم استماعه مع خوف الفتنة لا بدونه و للشافعية قولان في كونه عورة اولا ورد صاحب الجواهر علي المحقق بالسيرة المتواترة في الاعصار فقد كانت النساء تخاطب الائمة و خطبة الزهراء و بناتها معلومة.و الفقه السني لم يمنع منه، ففي الفقة علي المذاهب الاربعة ج 1 ص 167 صوت المرأة ليس بعورة لان نساء النبي (ص) كن يتكلمن مع الصحابة [ صفحه 103] و يستمعون منهن احكام الدين. و قال الشيباني الحنبلي في نيل المآرب ج 2 ص 127: صوت المرأة لم يكن عورة ولكن يحرم التلذذ بصوتها و هو مختار ابن حجر في كف الرعاع علي هامش الزواجر ج 1 ص 27: نعم ذهب بعض اهل السنة الي كونه عورة و لم يستصحه ابن‌حجر و في البحر الرائق لابن‌نجيم الحنفي ج 1 ص 270 ذكر المصنف في الكافي ان المرأة لا تلبي جهرا لأن صوتها عورة و عليه صاحب المحيط في باب الاذان و في فتح القدير علي هذا لو قيل اذا جهرت في الصلاة فسدت كان متجها و في شرح المنية الاشبه ان صوتها ليس بعورة و انما يؤدي الي الفتنة كما علل به صاحب الهداية و غيره في مسألة التلبية و في النوازل نغمة المرأة عورة و بني عليه تعلمها القرآن من المرأة احب من تعلمها من الاعمي انتهي البحر الرائق. و قال ابن‌نجيم في الاشباه و النظائر ص 200 في احكام الخنثي صوتها عورة في قول و في الفروع لابن مفلح الحنبلي ج 3 ص 12 لا يحرم سماع صوتها علي الاصح لانه ليس بعورة و في عمدة القاري للعيني شرح البخاري ج 4 ص 12 آخر باب الامر باتباع الجنائز يجب علي المرأة رد سلام الرجل و لا ترفع صوتها لانه عورة. و في طرح التثريب لزين‌الدين العراقي ج 1 ص 250 عند ابن‌عبدالبر في الاستذكار عدم كونه عورة و هو الصحيح عند الشافعية و فيه ج 7 ص 45 في النكاح صوتها ليس بعورة و في شرح المجموع للنووي ج 7 ص 249 طبع ثاني صرح الدارمي و القاضي ابوالطيب ان رفع صوتها بالتلبية غير حرام و في نيل الاوطار للشوكاني ج 4 ص 274 باب التلبية عند الروياني و ابن‌الرفعة لا يحرم رفع صوتها بالتلبية لانه ليس بعورة.

السجود علي التربة

من الاساليب التي اتخذها الائمة من اهل البيت عليهم السلام للتعريف بمظلومية الحسين (ع) و ابتعاد من ناوأه عن سنن الحق و ان نهضته احكمت دعوة الرسول و عبدت الطريق اليها امرهم بالسجود علي التربة فان من اهم اسرارها تذكر المصلي في اوقاته الخمسة حينما يضع جبهته عليها تضحية (روح النبي) و اهل بيته البهاليل و صحبه المناجيد في سبيل تركيز المبدا الصحيح و ما قاساه سيدالشهداء من فجائع تفطر الصخر الاصم و قابلها بالصبر الذي تعجبت منه [ صفحه 104] ملائكة السموات كما جاء في زيارته ثم يتذكر ان هذه التربة امتزج بها (دم المظلوم) و دماء الازكياء من اهل بيته و صحبه الذين وصفهم اميرالمؤمنين بانهم سادة الشهداء لا يسبقهم سابق و لا يلحقهم لاحق كما في كامل الزيارة ص 270 باب 88 و بالطبع يحتدم قلب الموالي لهم و تهمل عينه و يحترق فؤاده و يتباعد عن كل من أورد عليهم العدوان و من سار علي اثره و من اسس له و يتجلي له ان هذه النهضة الجبارة حطمت هياكل الجور كما عرف الاجيال المتعاقبة استهانة اهم الذخائر و اعز الانفس في تأييد العقيدة و مثل الامر بالسجود علي التربة الحسينية امرهم عليهم السلام بالتسبيح في خرز معمولة منها تحقيقا لتلك الغاية الثمينة و هذه الغايات المع اليها اهل البيت و ان لم تفهم الامة اسرارها الدقيقة.و تجاهل غيرنا علينا بالابتداع و الضلال ناشي‌ء عن الجهل بهذه الاسرار الحكيمة و عدم فهم حديث وحي السماء «جعلت لي الارض مسجدا و طهورا» و هذه القطعة المعدة للسجود عليها تراب مزج بالماء فجمد فهي من مصاديق الحديث المتفق عليه.

تشريع الزيارة

ان مجتمعات الزيارة كمواسم جاء الحث عليها حيث ان المزور دعامة من دعائم الدين و منار هداه و منه تؤخذ التعاليم و تدرس المعارف فاذا ازدلف الزائرون الي قبره من شتي النواحي و تعرف كل بالآخر و شاهد كل منهم ذلك الزحام المعجب و التهافت المتواصل و التهالك دون ذلك المقصد الشريف بما ان صاحب المشهد صاحب دعوة الهية و داعية الي سبيل ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة.عظم في عينه الشخص المزور و نزعته و دعوته و ثلج صدره بذلك المنظر المبهج ورق له قلبه و ثبت به يقينه و بطبع الحال ينجذب الي تتبع تعاليمه و درس احواله و اقتصاص اثره و تعرف مظلوميته الي ما هنالك من فوائد لا تحصي و هناك معني آخر و هوان الزيارة تحكم رابطة الاخوة بين المؤمنين التي دعا اليها الكتاب المجيد (انما المؤمنون اخوة) فان الزائرين باجتماعهم عند القبر و في الطريق اليه يتبادلون المعروف و المكافاة عليه و يتفاهمون في التوجيه نحو الدين الصحيح [ صفحه 105] فينكشف الخطأ في اعتقاد الطوائف الاخري و شذوذها و تصبح الرابطة بينهما حكيمة الاساس.هذه هي الحقيقة في زيارة ائمة الهدي اجمع فانهم الطريق المهيع و السبيل الجدد الي كل هدي متبع، و ناموس مصلح، و طقس مهذب و رشد هاد، و معرفة كاملة، كما انه يجب ان يعتقد فيهم ذلك بعد الوقوف علي فضلهم الظاهر، و علومهم الجمة، و ورعهم الموصوف، و معاجزهم الخارجة عن حد الاحصاء و لا شك ان في المثول حول مشاهدهم المقدسة بداعلي الزلفي للمولي سبحانه مزيدا لهاتيك العقيدة و رسوخها.هذا هو السبب الوحيد لتشريع الزيارة و اما تخصيص سيدالشهداء بزيارات خاصة في ايام السنة زائدا علي ما جاء في الحث المتأكد علي زيارته المطلقة دون سائر الائمة بل لم يخصص سيد المرسلين بزيارة خاصة يتصور لذلك علل و اسباب.اهمها: ان النزعة الاموية لم تزل تنجم و تخبو في الفينة بعد الفينة تتعاوي بها ذووا اغراض مستهدفة و ان اصبح الامويون رمما بالية و لم يبق منهم الا شية العار و سبة عند كل ذكر، لكن بما انها الحادية يتحراها لفيفهم و من انضوي اليهم من كل الاجيال، فكان هم اهل البيت (ع) اخمادها و لفت الانظار الي ما فيها من المروق عما جاء به المنقذ الاكبر الذي لاقي المتاعب في سبيل نشر دعوته و احيائها، و من الطرق الموجبة لتوجيه النفوس نحوها و تعريف مظلوميتهم و دفعهم عن الحق الالهي المجعول لهم من المشرع الاعظم ذكر قضية سيدالشهداء لاحتفافها بمصائب يرق لها قلب العدو الالد فضلا عن الموالي المشايع لهم المعترف بما لهم من خلافة مغتصبة.فاراد لائمة ان يكون شيعتهم علي طول السنة و ممر الايام غير غافلين عما عليه السلطة الغاشمة من الابتعاد عن النهج القويم فحملوهم علي المثول حول مرقد سيد شباب اهل الجنة في مواسم خاصة و غيرها فان طبع الحال قاض بأنهم في هذا المجتمع يتذاكرون تلك القساوة التي استعملها الامويون من ذبح الاطفال و تسفير حرم الرسالة من بلد لآخر: [ صفحه 106] مغلولة الايدي الي الاعناق تسبي علي عجف من النياق‌حاسرة الوجه بغير برقع لا ستر غير ساعد و اذرع [222] و ان الحمية و الشهامة تأبي لكل احد ان يخضع لمن أتي بهذا الفعل الشنيع مع كل احد فضلا عن آل الرسول الاقدس فتحتدم اذ ذاك النفوس و تثور العاطفة و يحكم علي هؤلاء الارجاس بالمروق عن دين الاسلام و طبعا هذا الداعي في سيدالشهداء الزم من غيره من الائمة لاشتمال قضيته علي ما يرقق القلوب، فمن هنا اتخذه المعصومون حجة يصولون بها علي اعدائهم فامروا شيعتهم بالبكاء تارة و الاحتفال بأمره بأي نوع كان طورا و زيارته ثالثة الي غير ذلك مما ترك الامة حسينية الذكر كما انها حسينية المبدإ و لا تلفظ نفسها الاخير الا و هي حسينية المنتهي.و ان دعاء الامام الصادق عليه السلام في سجوده الذي يرويه معاوية بن وهب مما يبعث الي القلوب نورا و للعقيدة رسوخا و للنفوس ارتياحا و يوقفنا علي اسرار غامضة مما تأتي بها الامة من هذه الاعمال.قال عليه السلام و هو ساجد:اللهم يا من خصنا بالكرامة و وعدنا بالشفاعة و خصنا بالوصية و اعطانا علم ما مضي و علم ما بقي و جعل افئدة من الناس تهوي الينا اغفر لي و لاخواني و زوار قبر جدي الحسين الذين انفقوا اموالهم و اشخصوا ابدانهم رغبة في برنا و رجاء لما عندك في صلتنا و سرورا ادخلوه علي نبيك و اجابة منهم لامرنا و غيظا ادخلوه علي عدونا ارادوا بذلك رضاك فكافئهم عنا بالرضوان و اكلاهم بالليل و النهار و اخلف علي اهاليهم و اولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف و أصحبهم و اكفهم شر كل جبار عنيد و كل ضعيف من خلقك و شديد و شر شياطين الانس و الجن.و اعطهم افضل ما املوه في غربتهم عن اوطانهم.و ما آثرونا به علي ابنائهم و اهاليهم و قراباتهم. [ صفحه 107] اللهم ان اعداءنا عابوا عليهم خروجهم الينا فلم ينههم ذلك عن الشخوص الينا خلافا منهم علي من خالفنا.اللهم ارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس.و ارحم تلك الخدود التي تقلبت علي حفرة ابي‌عبدالله الحسين.و ارحم تلك الاعين التي جرت دموعها رحمة لنا.و ارحم تلك القلوب التي جزعت و احترقت لنا.و ارحم تلك الصرخة التي كانت لنا.اللهم اني استودعك تلك الانفس و الابدان حتي توفيهم علي الحوض يوم العطش الاكبر.و لما استكثر معاوية بن وهب هذا لزوار الحسين قال له الامام الصادق: ان من يدعو لزوار الحسين في السماء اكثر ممن يدعو لهم في الارض [223] .و هذا الدعاء من امام الامة اشتمل علي احكام جليلة و مزايا لا يقف عليها الا من استضاء بنورهم و اعتصم بحبل ولايتهم فمن ذلك رجحان البكاء و الجزع و الصراخ لما اصاب المعصومين من اهل البيت و الصرخة كما نص عليها علماء اللغة هي الصحيحة الشديدة عند الفزع و المصيبة [224] و حيث لم تخص في الدعاء بما اذا وقعت في الدور كان الاطلاق شاملا لمحبوبيتها في كل حال سواء وقعت في الشوارع او المشاهد او غيرهما من رجال او نساء.و منها مسح الخدود علي القبر الاطهر و لا يقتضي التخصيص بقبر الحسين عليه السلام فان رواية الشيخ الطوسي في التهذيب (ج 1 ص 200) في الصلاة علي القبور عن محمد بن عبدالله الحميري قال: كتبت الي الفقيه أساله عن الرجل يزور القبور الي أن قال في التوقيع اما السجود علي القبر فلا يجوز في نافلة و لا فريضة بل يضع خده الايمن علي القبر و عمومه شامل لرجحان وضع الخد عند كل قبر من قبور المعصومين عليهم السلام. [ صفحه 108]

ايثارهم

و مما ارشدنا اليه هذا الدعاء محبوبية ما تفعله الشيعة من بذل الاموال لاحياء امرأئمتهم عليهم السلام في العزاء و المواليد و غيرهما و ايثارهم بذلك علي ابنائهم و اهاليهم و قراباتهم.و غير بعيد عنك معني الايثار فانه ترجيح الغير علي النفس أما بسد خلته او لتاييده في بلوغ امنيته او لتكريمه و هو من الخصال الحميدة المنبعثة عن كرم الطباع و دماثة الاخلاق و طيب العنصر و قد مدح سبحانه و تعالي المتصفين به فقال: «و يؤثرون علي أنفسهم و لو كان بهم خصاصة» و هي الحاجة و الفقر و سوء الحال [225] .و لا اشكال في أن من اريد ايثاره اذا كان جامعا لموجباته يكون الايثار فيه أأكد و انت اذا امعنت البصيرة في ذوي الفضائل لا تجد من هو أحق بالايثار من «عترة الوحي» لما منحهم الباري سبحانه من المرتبة الفاضلة و مبوءا من الرفعة لا يسامي و اياد علي الامة لابد ان تكافأ و حقوق واجبة لا محيص عن ادائها.فأي موال لهم لا يؤثرهم علي نفسه و اهله و قرباه و هو يذعن بأن الائمة اسباب الفيوض الالهية و هم المعلمون بالشريعة و كل ما في السعادة للانسان و فوزه بالرقي من اخلاق فاضلة و سياسة حقة و احكام اجتماعية و تعاليم كافلة للنجاح.مع ما لأئمة الدين من جهود جبارة دون انتشال الامة الي ساحل النجاة و انقاذها من غمرات الهلكة حتي انهم عليهم السلام آثروا ذلك بالحياة السعيدة فضحوا نفوسهم لتقف الامة علي المحجة او ليدرأ عنهم العذاب.كما في حديث الامام موسي بن جعفر (ع) انه وقي نفسه دون شيعته [226] مع [ صفحه 109] حبهم المتواصل لشيعتهم حتي كانوا يترحمون عليهم كل صباح و مساء و يفرحون عند فرحهم كما يحزنون عند حزنهم لانهم من فاضل طينتهم و هم اوراق تلك الدوحة الطيبة التي اصلها ثابت و فرعها في السماء.و قد ورد في دعاء الحجة عجل الله فرجه:اللهم ان شيعتنا خلقوا من شعاع انوارنا و بقية طينتنا و قد فعلوا ذنوبا كثيرة اتكالا علي حبنا و ولايتنا فان كانت ذنوبهم فيما بينك و بينهم فاصفح عنهم فقد رضينا و ما كان منها فيما بينهم فاصلح بينهم وقاص بها عن خمسنا و ادخلهم الجنة و زحزحهم عن النار و لا تجمع بينهم و بين اعدائنا في سخطك [227] .و اني لا اراك و الحالة هذه تجد في شريعة الحقوق او يلتاح لك في منهج الوفاء او يجوز لك دافع المروءة ان تتقاعس عن مواساة آل الرسالة بايثارهم علي نفسك و اهلك في كل غال و رخيص الا ان تسف الي هوة الضعة و تدعها رمية لنبال اللوم من ناحية العقل مرة و من صوب الشريعة اخري و من جهة الشهامة ثالثة.و لا ريب في رغبة الامام الصادق (ع) بالايثار لاحياء امرهم اجمع نعرف ذلك من الالتفات الذي استعمله الامام في الدعاء فانه بعد ان دعا لزوار الحسين بعطاء افضل ما يأملونه، قال (ع) «و ما آثرونا به» فلو اراد الايثار في خصوص زيارة سيدالشهداء لقال «و ما آثروه» فحيث عدل عن المفرد الي الجمع علم ان مراده بيان محبوبية الايثار فيما يعود اليهم اجمع.و ان كان الايثار لزيارة قبر المظلوم (ع) اشمل لما فيه من التذكير بهاتيك النهضة المقدسة فكان الماثل امام الضريح الاطهر يشاهد نفسه واقفا بين الصفين [ صفحه 110] جحفل القداسة «حسين الهداية و رهطه» و خميس الضلال «يزيد و اشياعه» فيبصر موقف هؤلاء من الحق و النزاهة و مبوأ اولئك من الباطل و الرجاسة فتحتدم بين اضالعه الخصلتان الولاية و البراءة.و غير خاف علي البصير النيقد المراد من قول ابي‌عبدالله في دعائه المتقدم: «اللهم ان اعداءنا عابوا علينا خروجهم الينا فلم ينههم ذلك عن الشخوص الينا خلافا منهم علي من خالفنا».فانه عليه السلام اراد تنشيط الشيعة في الداب علي مواساتهم بتعظيم شعائرهم و اقامة آثارهم و نشر مآثرهم و ان ما يقاسونه في هذا السبيل من الارزاء كله بعين الله تعالي و رضا اوليائه الاطهار و ما يضرهم و هم علي الحق هزء المستهزئين و لقد سخر اليهود بالاذان كما سخر المشركون بالسجود فلم يثن من عزم المسلمين شيئا فمشوا علي ذلك النهج القويم غير مبالين بعثرات غيرهم.و ما يضر المزدلفين الي قبر ابي‌عبدالله الحسين و المتزاحمين علي اقامة الشعائر الحسينية سخرية الجاهلين الذين يقول فيهم الصادق عليه السلام «و الله لحظهم اخطأوا و عن ثواب الله زاغوا و عن جوار محمد تباعدوا».و لما قال له ذريح المحاربي: اني اذا ذكرت فضل زيارة ابي‌عبدالله (ع) هزأ بي ولدي و اقاربي، فقال (ع): يا ذريح دع الناس يذهبون حيث شاؤا و كن معنا [228] .و قال عليه السلام لحماد: بلغني ان اناسا من اهل الكوفة و قوما آخرين من نواحيها يأتون قبر ابي‌عبدالله في النصف من شعبان فبين قاري‌ء يقرأ القرآن و قاص يقص و مادح لنا و نساء يندبنه.فقال حماد: قد شهدت بعض ما تصف.قال (ع): الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد الينا و يمدحنا و يرثي لنا و جعل عدونا يطعن عليهم و يقبحون ما يصنعون [229] .اذا فسخرية المتباعدين عن اهل البيت المائلين عن اقامة هذه الشعائر لا [ صفحه 111] يحط من كرامة الآثار الموجبة لاحياء امر الائمة المحبوبة لهم و قد استفادت منها الامة آثارا دنيوية و اخروية.و في الحديث عن رسول الله (ص) قال اميرالمؤمنين (ع). ان حثالة من الناس يعيرون زوار قبوركم كما تعير الزانية بزناها اولئك شرار امتي لا انالهم الله شفاعتي يوم القيامة [230] .

قول الشعر فيهم‌

من الواضح الذي لا يرتاب فيه ان نظم الشعر في اي احد تعريف به و احياء لذكره و اقامة لامره فان آثار الرجال مهما كبرت في النفوس و عظم امرها قد يخمل ذكرها بمرور الزمن و تباعد العهد فيغفل عن تلك المآثر و يتناسي ما لها من اهمية كبري و لما كان القول المنظوم اسرع تأثيرا في الاصاخة لرغبة الطباع اليه فتسير به الناس و تلوكه الالسنة و تتحفظ به القلوب و تتلقاه جيلا بعد جيل و تأخذه امة بعد امة و قد حفظ الادب العربي كثيرا من قضايا الامم و سيرها و حروبها في الجاهلية و الاسلام.و مما قاله دعبل الخزاعي في بقاء الشعر مدي الازمان:اني اذا قلت بيتا مات قائله و من يقال له و البيت لم يمت‌و قال عروة بن اذنية:نبئت ان رجالا خاف بعضهم شتمي و ما كنت للاقوام شتامافان يكونوا براءا لا تطف بهم منه شكاة و لا اسمعهم ذاماو ان يجيئوا اقل قولا له اثر باق يعني قراطيسا و اقلاما [231] و بما ان ذكري اهل البيت قوام الدين و روح الاصلاح، و بها تدرس تعاليمهم و يقتفي اثرهم، طفق الائمة المعصومين يحثون مواليهم بنشر ما لهم [ صفحه 112] من فضل كثير و ما جري عليهم من المصائب و لا قوة في سبيل احياء الدين من كوارث و محن لان فيه حياة امرهم و رحم الله من احيا امرهم و دعا الي ذكرهم.و قد تواتر الحث من الائمة علي نظم الشعر فيهم مدحا و رثاء بحيث عد من افضل الطاعات. و في ذلك قالوا عليهم السلام من قال فينا بيتا من الشعر بني الله تعالي له بيتا في الجنة و في آخر حتي يؤيد بروح القدس و في ثالث بني الله له في الجنة مدينة يزور فيها كل ملك مقرب و نبي مرسل [232] .و قال ابوجعفر الباقر عليه السلام للكميت لما انشده قصيدته: «من لقلب متيم مستهام» لا تزال مؤيدا بروح القدس [233] .و استأذن الكميت علي الصادق (ع) في ايام التشريق ينشده قصيدته فكبر علي الامام ان يتذاكروا الشعر في الايام العظام، و لما قال له الكميت انها فيكم انس ابوعبدالله (ع) حيث انه من الذكر اللازم لان فيه احياء امرهم ثم دعا بعض اهله فقرب ثم انشده الكميت فكثر البكاء و لما اتي علي قوله:يصيب به الرامون عن قوس غيرهم فيا آخرا اسدي له الغي اول‌رفع الصادق يديه و قال: اللهم اغفر للكميت ما قدم و اخر و ما اسر و اعلن واعطه حتي يرضي [234] .و اذن ابوجعفر الجواد (ع) لعبدالله بن الصلت ان يندبه و يندب اباه الرضا (ع).و كتب اليه ابوطالب ابياتا يستأذنه فيها في رثاء ابيه الرضا (ع) فقطع ابوجعفر (ع) الابيات عنده و كتب اليه: «احسنت و جزاك الله خيرا» [235] . و قال ابوعبدالله الصادق (ع) لسفيان بن مصعب انشدني في الحسين و امر بتقريب ام فروة و عياله فلما حضرن قال سفيان: (فرو جودي بدمعك المسكوب) [ صفحه 113] فصاحت ام‌فروة و صحن النساء فقال ابوعبدالله (ع) الباب الباب و اجتمع اهل المدينة فارسل اليهم ابوعبدالله صبي غشي عليه! [236] و هذا من محاسن التورية، فلقد غشي علي اطفالهم يوم الطف و ما ادري من عني بالصبي! اهو عبدالله الرضيع ام‌عبدالله الاصغر ابن الامام الحسن (ع) المذبوح بالسهم في حجر الحسين؟ ام‌محمد بن ابي‌سعيد بن عقيل بن ابي‌طالب؟؟و دخل جعفر بن عفان [237] علي الصادق فقال له: انك تقول الشعر في الحسين و تجيده قال: نعم، فاستنشده فلما قرأ عليه بكي حتي جرت دموعه علي خديه و لحيته و قال له: لقد شهدت ملائكة الله المقربون قولك في الحسين و انهم بكوا كما بكينا و لقد اوجب الله لك الجنة ثم قال (ع): من قال في الحسين شعرا فبكي و ابكي غفر الله له و وجبت له الجنة [238] .و جعفر هذا من رجال الشيعة المخلصين اطراه علماء الرجال و وثقوه و هو الذي رد علي مروان بن ابي‌حفصة القائل:خلوا الطريق لمعشر عاداتهم حطم المناكب كل يوم زحام‌ارضوا بما قسم الاله لكم به و دعوا وراثة كل اصيد حام‌اني يكون و ليس ذاك بكائن لبني البنات وراثة الاعمام [239] فقال جعفر بن عفان:لم لا يكون و ان ذاك لكائن لبني البنات وراثة الاعمام‌للبنت نصف كامل من ماله و العم متروك بغير سهام‌ما للطليق و للتراث و انما صلي الطليق مخافة الصمصام [240] و دخل جماعة علي الرضا (ع) فرأوه متغيرا فسالوه عن ذلك قال: بت ليلتي ساهرا متفكرا في قول مروان بن ابي‌حفصة و ذكر البيت المتقدم. [ صفحه 114] قال: ثم نمت فاذا انا بقائل قد اخذ بعضادة الباب و هو يقول:اني يكون و ليس ذاك بكائن للمشركين دعائم الاسلام‌لبني البنات نصيبهم من جدهم و العم متروك بغير سهام‌ما للطليق و للتراث و انما سجد الطليق مخافة الصمصام‌قد كان اخبرك القران بفضله فمضي القضاء به من الحكام‌ان ابن‌فاطمة المنوه باسمه حاز الوارثة عن بني الاعمام‌و بقي ابن نثلة واقفا مترددا يبكي و يسعده ذوو الارحام [241] و مروان سرق المعني مما قاله مولي لتمام بن معبد بن العباس بن عبدالمطلب معرضا بعبيدالله بن ابي‌رافع مولي رسول الله (ص) فانه اتي الحسن بن علي (ع) و قال: انا مولاك، و كان قديما يكتب لعلي بن ابي‌طالب عليه السلام فقال مولي تمام:جحدت بني‌العباس حق ابيهم فما كنت في الدعوي كريم العواقب‌متي كان اولاد النبي كوارث يحوز و يدعي والدا في المناسب [242] و مروان بن سليمان بن يحيي بن ابي‌حفصة كان يهوديا اسلم علي يد مروان ابن الحكم و قيل من سبي اصطخر اشتراه عثمان بن عفان و ولاؤه لمروان شهد يوم الدار مع مروان و لما اصيب مروان بن الحكم حمله مولاه ابن ابي‌حفصة علي عاتقه و هو يجره و مروان يتأوه فيقول له اسكت ان علموا بك قتلت، فادخله بين امرأة من عنزة و داواه حتي بري‌ء فاعتقه مروان و شهد معه يوم الجمل و مرج راهط [243] و غضب صالح بن عطية الاضجم من بيت مروان (اني يكون و ليس ذاك بكائن) فاتصل به يخدمه مدة حتي انس به هو و اهله حتي اذا مرض ابن ابي‌حفصة كان صالح ممرضا له فلما خف من عنده و بقي صالح وحده وضع يده علي حلقه فخنقه حتي مات و مضي عنه و لم يشك اهله به [244] . [ صفحه 115] و حسب الشاعر ان يترتب علي عمله البار هاتيك المثوبات الحزيلة التي تشف عن ان ما يصفه بعين الله سبحانه حتي يبوئه لجليل سبحانه من الخلد حيث يشاء و تزدان به غرف الجنان و لا بدع فانه بهتافه هذا معدود من اهل الدعوة الالهية المعلنين بكلمة الحق و تأييد الدين فهو بقوله الحق يرفع دعامة الاصلاح و تشييد مبانيه و يطأ نزعة الباطل بأخمص الهدي و يقلع اشواكه المتكدسة امام سير المذهب و يلحب طريقه الواضح.و لم يعهد من الائمة مع تحفظهم علي التقية و الزام شيعتهم بها تثبيط الشعراء عن المكاشفة في حقهم و اظهار باطل المناوئين مع ان في الشعراء من لا يقر له قرار و لا يؤويه مكان فرقا من اعداء اهل البيت لمحض مجاهرتهم بالولاء و الدعوة الي طريقة آل الرسول كالكميت و دعبل الخزاعي و نظرائهما بل كانوا عليهم السلام يؤكدون ذلك بالتحبيذ و ادرار المال عليهم و اجزال الهبات لهم و ذكر المثوبات علي عملهم هذا.و ليس ذاك الا لعلمهم بأن المكاشفة في امرهم ادخل في توطيد اسس الولاية و عامل قوي لنشر الخلافة الاهية حتي لا يبقي سمع الا و قد طرقه الحق الصراح ثم تتلقاه الاجيال الآتية كل ذلك حفظا للدين عن الاندراس و لئلا تذهب تضحية امناء الوحي في سبيله ادراج التمويهات.و لولا نهضة اولئك الافذاذ من رجالات الشيعة للذب عن قدس الدين بتعريض انفسهم للقتل كحجر بن عدي و عمرو بن الحمق و ميثم التمار و امثالهم بما نال اهل البيت من اعدائهم لما عرفت الاجيال المتعاقبة موقف الائمة من الدين و لا ما قصده اعداؤهم من نشر الجور و الضلال.«أفمن يهدي الي الحق احق ان يتبع ام من لا يهدي الا ان يهدي فما لكم كيف تحكمون».

مشكلة الخروج بالعيال‌

ان الكلمة الناضجة في وجه حمل الحسين عياله الي العراق مع علمه بما يقدم عليه و من معه علي القتل هو انه (ع) لما علم بأن قتلته سوف تذهب ضياعا لولم [ صفحه 116] يتعقبها لسان ذرب و جنان ثابت يعرفان الامة ضلال ابن ميسون و طغيان ابن مرجانة باعتدائهما علي الذرية الطاهرة الثائرة في وجه المنكر و دحض ما ابتدعوه في الشريعة المقدسة.كما عرف «ابي‌الضيم» خوف رجال الدين من التظاهر بالانكار و خضوع الكل للسلطة الغاشمة و رسوف الكثير منهم بقيود الجور بحيث لا يمكن لاكبر رجل الاعلان بفظاعة اعمالهما و ما جري علي ابن عفيف الازدي يؤكد هذه الدعوي المدعومة بالوجدان الصحيح.و عرف سيدالشهداء من حرائر الرسالة الصبر علي المكاره و ملاقاة الخطوب و الدواهي بقلوب أرسي من الجبال فلا يفوتهن تعريف الملا المغمور بالترهات و الاضاليل نتائج اعمال هؤلاء المضلين و ما يقصدونه من هدم الدين، و ان الشهداء ارادوا بنهضتهم مع امامهم قتيل الحنيفية احياء شريعة جده (ص).و العقائل من آل الرسول و ان استعرت اكبادهن بنار المصاب و تفاقم الخطب عليهن و اشجاهن الاسي لكنهن علي جانب عظيم من الاخذ بالثأر و الدفاع عن قدس الدين.و فيهن «العقيلة» ابنة اميرالمؤمنين سلام الله عليها التي لم يرعها الاسر و ذل المنفي و فقد الاعزاء و شماتة العدو و عويل الايامي و صراخ الاطفال و انين المريض، فكانت تلقي خواطرها بين تلك المحتشدات الرهيبة او قفل بين المخلب و الناب غير متلعثمة و تقذفها كالصواعق علي مجتمع خصومها فوقفت امام ابن مرجانة ذلك الالد و هي امرأة عزلاء ليس معها من حماتها حمي و لا من رجالها و لي غير الامام الذي انهكته العلة و نسوة مكتنفة بها بين شاكية و باكية و طفل كظه العطش الي اخري اقلقها الوجل و امامها رأس علة الكائنات و رؤوس صحبه و ذويه و قد تركت تلك الاشلاء المقطعة في البيداء تصهرها الشمس، و الواحدة من هذه تهد القوي و تبلبل الفكر.لكن «ابنة حيدرة» كانت علي جانب عظيم من الثبات و الطمأنينة فافرغت عن لسان ابيها بكلام انفذ من السهم و ألقمت ابن‌مرجانة حجرا اذ قالت له: «هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الي مضاجعهم و سيجمع الله بينك و بينهم فتحاج و تخاصم فانظر لمن الفلج ثكلتك امك يا ابن‌مرجانة». [ صفحه 117] و اوضحت للملا المتغافل خبثه و لؤمه و انه لن يرحض عنه عارها و شنارها، كما انها ادهشت العقول و حيرت الفكر في خطبتها بكناسة الكوفة و الناس يومئذ حياري يبكون لا يدرون ما يصنعون «و اني يرحض عنهم العار بقتلهم سليل النبوة و معدن الرسالة و سيد شباب اهل الجنة، و قد خاب السعي و تبت الايدي و خسرت الصفقة و باءوا بغضب من الله و خزي في الاخرة و لعذاب الله اكبر لو كانوا يعلمون».و بعد ان فرغت من خطابها اندفعت فاطمة ابنة الحسين بالقول الجزل مع ثبات جأش و هدوء بال، فكان خطابها كوخز السنان في القلوب و لم يتمالك الناس دون ان ارتفعت اصواتهم بالبكاء و عرفوا عظيم الجناية و الشقاء فقالوا لها: حسبك يا ابنة الطاهرين فقد احرقت قلوبنا و انضجعت نحورنا!و ما سكتت حتي ابتدرت ام‌كلثوم زينب بنت علي بن ابي‌طالب (ع) فعرفت الحاضرين عظيم ما اقترفوه، فولول الجمع و كثر الصراخ و لم ير اذ ذاك اكثر باك و باكية [245] .فهل يا تري يمكنك الجزم بأن احدا يستطيع في ذلك الموقف الرهيب الذي تحفه سيوف الجور ان يتكلم بكلمة واحدة مهما بلغ من المنعة في عشيرته و هل يقدر احد ان يعلن بموبقات ابن‌هند و ابن‌مرجانة غير بنات اميرالمؤمنين (ع)؟... كلا.ان علي الالسن اوكية و الايدي مغلولة و القلوب مشفقة!علي ان هذا انما يقبح و يستهجن اذا لم يترتب عليه الا فوائد دنيوية مثارها رغبات النفس الامارة و اما اذا ترتبت عليه فوائد دينية اهمها تنزيه دين الرسول عما الصقوه بساحته من الباطل فلا قبح فيه عقلا و لا يستهجنه العرف و يساعد عليه الشرع.و المرأة و ان وضع الله عنها الجهاد و مكافحة الاعداء و امرها سبحانه و تعالي ان تقر في بيتها، فذاك فيما اذا قام بتلك المكافحة غيرها من الرجال و اما اذا توقف اقامة الحق عليها فقط بحيث لولا قيامها لدرست اسس الشريعة و ذهبت [ صفحه 118] تضحية اولئك الصفوة دونه ادراج التمويهات كان الواجب عليها القيام به.و لذلك نهضت سيدة نساء العالمين «الزهراء» عليهاالسلام للدفاع عن خلافة الله الكبري حين اخذ العهد علي سيد الاوصياء بالعقود فخطبت في مسجد النبي (ص) الخطبة البليغة في محتشد من المهاجرين و الانصار.علي ان الحسين (ع) كان علي علم باخبار جده الامين بان القوم و ان بلغوا الغاية و تناهوا في الخروج عن سبيل الحمية لا يمدون الي النساء يد السوء كما انبأ عنه سلام الله عليه بقوله لهن ساعة الوداع الاخيرة: «البسوا ازركم و استعدوا للبلاء و اعلموا ان الله حاميكم و حافظكم و سينجيكم من شر الاعداء و يجعل عاقبة امركم الي خير، و يعذب اعاديكم بانواع العذاب و يعوضكم عن هذه البلية بأنواع النعم و الكرامة! فلا تشكوا و لا تقولوا بألسنتكم ما ينقص من قدركم».هذا كله لو لم نقل بالامامة لسيدالشهداء و اما مع الخضوع لناموس علم الامام الشامل لما كان و يكون و سيره حسب المصالح الواقعية و عصمته في اقواله و افعاله، كما هو الحق الذي لا محيص عنه كان المحتم علينا الاذعان بأن ما صدر منه ناشي‌ء عن حكم ربانية و مصالح الهية لا يتطرق اليها الشك و ليس الواجب علينا الا التصديق بجميع افعاله من دون ان يلزمنا العقل بمعرفة المصالح الباعثة علي تلك الافعال الصادرة منه و هكذا الحال في كل ما وجب علي المكلفين فانه لم يجب علي العباد الا التسليم و الخضوع للمولي من دون ان تعرف الاغراض الباعثة عليها و هكذا الحال في العبيد مع مواليهم فان العقل لا يلزم العبد بأكثر من طاعة سيده و مولاه حينما يأمره و ينهاه.

نهضات العلويين‌

لقد كان من نتائج تلك النهضة المقدسة و من ولائد ذلك (الفتح المبين) تطور في نظر العلويين نسبا او مذهبا او من اخذ لدعوته لونا من الانتماء الي آل محمد و ان كان مضمرا غير ما يتظاهر به، و كل من هؤلاء لم يعدم التشييد لدعوة الحق و الوهن في دولة الباطل و تعريف الامة بان لآل محمد حقا مغتصبا [ صفحه 119] و الواجب عليهم النهوض لقطع اليد العادية.فكانت تلكم الثورات المتتابعة باعثة الي الافئدة دواعي تحفزها الي تحري الرشد حتي تقف علي صراح الحقيقة.كانت الامة تعتقد انه ليس من المستطاع النهوض في وجه المستحوذين علي امر الامة و امرة المسلمين لقوة سلطانهم و ان القيام امام السلطة القاسية لا يعقب الا فشلا بل ان المحظور في الشريعة القاء النفس في التهلكة من غير ما جدوي هنالك.لكن سيد الاباء و الحمية و سيد «شباب اهل الجنة» اوحي الي املا الديني بصرخته في مشهد الطف التي لم يزل دوي صداها في مسامع القرون و الاجيال ان الواجب في الشريعة الثورة امام كل باطل اذا لم يكن ما يدحره غيرها.و ان في مستوي اليقين بلوغ الغاية المتوخاة لمن يجعل طلب الحق عنوان نهضته فانه اما ان يفوز الناهض بالظفر او من يتلوه في نهضته حتي تتجسد الاماني بالفتح المبين.و هذا ما نراه من تعاقب النهضات تجاه عبث الامويين بالشريعة المطهرة فكانت دعوة المختار هي ثارات لآل محمد.و قام زيد بن علي بن الحسين (ع) و ولده يحيي داعيين الي الرضا من آل محمد، و اظهر بقية الهاشميين التذمر من خلفاء الجور و وثبوا لسد سيل الضلال الجارف.و ان التأمل في سير المعصومين من آل الرسول و ما قيضهم المولي سبحانه له من كسح اشواك المنكر و ارشاد العباد الي الطريقة المثلي تتجلي له رغبتهم عليهم السلام في هاتيك المحتشدات الدامية، لان الغاية المتوخاة لهم انما هي تعريف الامة احقيتهم بمنصب الرسول الاقدس و ان الدافع لهم عن هذا الحق المجعول لهم من الباري عز اسمه مائل عن النهج القويم، و هذا المعني انما يتسرب الي الادمغة و تلوكه الاشداق بسبب هاتيك الثورات في مختلف الاصقاع لتتم الحجة علي الامة، فلا يسع احدا الاعتذار بالجهل بالامام المنصوص عليه من النبي الاعظم. [ صفحه 120] و انما نشاهد من بعض ائمة الهدي الانكار و التبري من العلويين و غيرهم الخارجين علي خلفاء الجور، فانما هو للتقية من السلطة الغاشمة كيلا تنسب اليهم الثورة فينالهم ما لا يحمد عقباه.نعم كان في الثائرين اناس اتخذوا مظلومية اهل البيت فخا يصطادون به البسطاء، فابن الزبير الذي كان يشيد بذكر الحسين (ع) و الظلم الذي جري عليه، لما حسب انه ملك الامر تركه فكان اشد المناوئين لاهل البيت عليهم السلام و اظهر ما انحنت عليه جوانحه.فترك الصلاة علي النبي (ص) اربعين جمعة فقيل له في ذلك قال:ان له اهل بيت سوء، اذا ذكرته اشرأبت نفوسهم اليه و فرحوا بذلك فلا احب ان اقر اعينهم [246] .و لقد جرأه علي ذلك معاوية بن ابي‌سفيان الذي يقول لما سمع المؤذن يشهد بالرسالة:«... و ان اخا هاشم يصرخ باسمه في كل يوم خمس مرات: اشهد ان محمدا رسول الله (ص) فأي عمل يبقي مع هذا لا ام لك و الله الا دفنا دفنا» [247] .و لما سمع المامون بهذا الحديث كتب الي الآفاق بلعنه علي المنابر فاعظم الناس ذلك و اكبروه و اضطربت العامة فاشير عليه بالترك فاعرض عما كان عليه [248] .و اعطف عليه بني‌العباس الذين ملاوا الجو هتافا بالاستياء لما اصاب آل محمد يوم الطف و لما حصلوا علي الامنية قلبوا لهم ظهر المجن و ابادوهم عن جديد الارض و كان موسي بن عيسي العباسي صاحب الوقعة (بفخ) يقول لو نازعنا النبي (ص) هذا الامر لضربنا خيشومه بالسيف [249] . [ صفحه 121] فهؤلاء الي امثالهم برئت منهم الذمة و انقطعت العصمة و ان استفادت الامة بنهضتهم من ناحية استئصال شأفة اعدائها من آل حرب و امية:طمعت ابناء حرب ان تري فيه للضيم انعطافا و انكساراحاولت تصطاد منه اجدلا نفض الذل علي الوكر و طاراو رجت للخسف ان تجذبه ارقما قد الف العز و جاراكيف يعطي بيد الهون الي طاعة الرجس عن الموت حذارافابي الا التي ان ذكرت هزت الكون اندهاشا و انذعارافأتي من بأسه في جحفل زحفه سد علي الباغي القفاراو ليوث من بني‌عمرو العلي لبسوا الصبر علي الطعن دثارااشعروا ضربا بهيجاء غدا لهم في ضنكها الموت شعارافقضوا حق المعالي و مضوا طاهري الاعراض لم يدنس عارابذلوها انفسا غالية كبرت بالعز ان ترضي الصغارا [250] [ صفحه 124]

حديث كربلاء

اشاره

بسم الله الرحمن الرحيم‌قال رسول الله (ص):«ان لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد ابدا»(مستدرك الوسائل ج 2 ص 217) [ صفحه 125] هل المحرم‌هل المحرم فاستهل مكبرا و انثر به درر الدموع علي الثري‌و انظر بغرته الهلال اذا انجلي مسترجعا متفجعا متفكراو اخلع شعار الصبر منك و زر من خلع السقام عليك ثوبا اصفرافثياب ذي الاشجان القيها به ما كان من حمر الثياب مزرراشهر بحكم الدهر فيه تحكمت شر الكلاب السود في اسد الشري‌لله اي مصيبة نزلت به بكت السماء له نجيعا احمراخطب دهي الاسلام عند وقوعه لبست عليه حدادها (ام القري)او ما تري الحرم الشريف تكاد من زفراته الجمرات ان تتسعرا(و اباقبيس) في حشاه تصاعدت قبسات وجد حرها يصلي (حرا)علم (الحطيم) به فحطمه الاسي و دري (الصفا) بمصابه فتكدراو استشعرت منه المشاعر بالبلا و عفا (محسرها) جوي و تحسراقتل الحسين فيا لها من نكبة اضحي لها الاسلام منهدم الذري [251] شهر المحرم‌محرم فيه الهنا محرم و الحزن فرض و البكا محتم‌شهر به الايمان ثل عرشه و الكفر بالاسلام بان بطشه‌هلاله قوس رمي قلب الهدي و الدين في سهم الحتوف و الردي‌قد كان عند الكفر و الاسلام فيه القتال اعظم الآثام [ صفحه 126] و آل حرب حاربوا رب السما فيه و حللوا الدم المحرماو انتهكوا حرمة سادات الحرم و ارتكبوا ما امطر السماء دم‌يا آل حرب لا لقيتم سلما و لا وقيتم من لسان ذمالعنتم في الارض و السماء علي لسان جملة الاحياءبشراكم بالويل و الثبور و بالعذاب يوم نفخ الصوركم حرة للمصطفي هتكتم و كم دم لولده سفكتم‌يا امة الخذلان و الكفران و عصبة الضلال و الشيطان‌بأي عين تبصرون جده و قد فعلتم ما فعلتم بعده‌جزرتم جزر الاضاحي نسله و سقتم سوق الاماء اهله‌نسيتم احسان يوم الفتح نسيتم فيه جميل الصفح‌قد كنتم لولا بدور هاشم سرا يضيع في ضلوع كاتم‌بهم تسنمتم ذري المنابر كما علوتم صهوة المفاخر [252]

يزيد بعد معاوية

لما هلك معاوية بدمشق للنصف من رجب سنة ستين هجرية كان ابنه يزيد في «حوران» فاخذ الضحاك بن قيس اكفانه و رقي المنبر فقال بعد الحمد لله و الثناء عليه: كان معاوية سور العرب و عونهم و جدهم قطع الله به الفتنة و ملكه علي العباد و فتح به البلاد الا انه قد مات و هذه اكفانه فنحن مدرجوه فيها و مدخلوه قبره و مخلون بينه و بين عمله ثم هو البرزخ الي يوم القيامة فمن كان منكم يريد ان يشهد فليحضر.ثم صلي عليه الضحاك و دفنه بمقابر باب الصغير و ارسل البريد الي يزيد يعزيه بابيه و الاسراع في القدوم لياخذ بيعة مجددة من الناس [253] و كتب في اسفل الكتاب [254] : [ صفحه 127] مضي ابن ابي‌سفيان فردا لشانه و خلفت فانظر بعده كيف تصنع‌اقمنا علي المنهاج و اركب محجة سدادا فانت المرتجي حين نفزع‌فلما قرأ يزيد الكتاب انشا يقول [255] :جاء البريد بقرطاس يخب به فأوجس القلب من قرطاسه فزعاقلنا لك الويل ماذا في صحيفتكم قال الخليفة امسي مثقلا و جعامادت بنا الارض او كادت تميد بنا كأن ما عز من اركانها انقلعامن لم تزل نفسه توفي علي و جل توشك مقادير تلك النفس ان تقعالما وردت و باب القصر منطبق لصوت رملة هد القلب فانصدعاو سار الي دمشق فوصلها بعد ثلاثة ايام من دفن معاوية [256] و خرج الضحاك في جماعة لاستقباله فلما و افاهم يزيد جاء به الضحاك اولا الي قبر ابيه فصلي عند القبر ثم دخل البلد ورقي المنبر و قال:«ايها الناس كان معاوية عبدا من عبيدالله انعم الله عليه ثم قبضه اليه و هو خير من بعده و دون من قبله و لا ازكيه علي الله عزوجل فانه اعلم به ان عفا عنه فبرحمته و ان عاقبه فبذنبه و قد وليت الامر من بعده و لست آسي علي طلب و لا اعتذر من تفريط و اذا أراد الله شيئا كان، و لقد كان معاوية يغزو بكم في البحر و اني لست حاملا احدا من المسلمين في البحر و كان يشتيكم بارض الروم و لست مشتيا احدا بارض الروم، و كان يخرج عطاءكم اثلاثا و انا أجمعه كله لكم» [257] .فلم يقدم احد علي تعزيته حتي دخل عليه عبدالله بن همام السلولي فقال يا اميرالمؤمنين آجرك الله علي الرزية و بارك لك في العطية و اعانك علي الرعية فقد رزئت عظيما و اعطيت جسيما فاشكر الله علي ما اعطيت و اصبر علي ما رزئت فقد فقدت خليفة الله و اعطيت خلافة الله ففارقت جليلا و وهبت جزيلا، اذ قضي [ صفحه 128] معاوية نحبه و وليت الرياسة و اعطيت السياسة فأورده الله موارد السرور و وفقك لصالح الامور ثم انشا:اصبر يزيد فقد فارقت ذا كرم و اشكر حباء الذي بالملك اصفاك‌لا رزء اصبح في الاقوام قد علموا كما رزئت و لا عقبي كعقباك‌اصبحت راعي اهل الدين كلهم فانت ترعاهم و الله يرعاك‌و في معاوية الباقي لنا خلف اذا نعيت و لا نسمع بمنعاك‌فانفتح بذلك للخطباء [258] و قال له رجل من ثقيف السلام عليك يا اميرالمؤمنين و رحمة الله و بركاته انك قد فجعت بخير الآباء و اعطيت جميع الاشياء فاصبر علي الرزية و احمد الله علي حسن العطية فلا احد اعطي كما اعطيت و لا رزء كما رزئت. و اقبل الناس عليه يهنئونه و يعزونه فقال يزيد: نحن انصار الحق و انصار الدين و ابشروا يا اهل الشام فان الخير لم يزل فيكم و ستكون بيني و بين اهل العراق ملحمة و ذلك اني رأيت في منامي منذ ثلاث ليال كان بيني و بين اهل العراق نهرا يطرد بالدم جريا شديدا و جعلت اجهد نفسي لاجوزه فلم اقدر حتي جازه بين يدي عبيدالله بن زياد و انا انظر اليه!.فصاح اهل الشام امض بنا حيث شئت، معك سيوفنا التي عرفها اهل العراق في صفين فجزاهم خيرا و فرق فيهم اموالا جزيلة.و كتب الي العمال في البلدان يخبرهم بهلاك ابيه و اقرهم علي عملهم و ضم العراقيين الي عبيدالله بن زياد بعد ان اشار عليه بذلك سرجون مولي معاوية و كتب الي الوليد بن عتبة و كان علي المدينة:اما بعد: «فان معاوية كان عبدا من عباد الله اكرمه و استخلصه و مكن له ثم قبضه الي روحه و ريحانه و رحمته و عقابه عاش بقدر و مات بأجل و قد كان عهد الي و اوصاني بالحذر من آل ابي‌تراب لجرأتهم علي سفك الدماء و قد علمت يا وليد ان الله تبارك و تعالي منتقم للمظلوم عثمان بآل ابي‌سفيان لانهم انصار الحق و طلاب العدل فاذا ورد عليك كتابي هذا فخذ البيعة علي اهل المدينة». [ صفحه 129] ثم ارفق الكتاب بصحيفة صغيرة فيها: خذ الحسين و عبدالله بن عمر و عبدالرحمن بن ابي‌بكر و عبدالله بن الزبير بالبيعة اخذا شديدا و من ابي فاضرب عنقه و ابعث الي برأسه [259] !و قام العامل بهذه المهمة فبعث علي الحسين و ابن‌الزبير نصف الليل رجاء ان يغتنم الفرصة بمبايعتهما قبل الناس فوجدهما رسوله عبدالرحمن بن عمرو بن عثمان بن عفان [260] في مسجد النبي (ص) فارتاب ابن‌الزبير من هذه الدعوة التي لم تكن في الوقت الذي يجلس فيه للناس [261] لكن حجة الوقت (حسين الاصلاح) اوقفه علي امر غيبي و هو هلاك معاوية و انه يطلب منهم البيعة ليزيد و ايده (ع) بما رآه في المنام من اشتعال النيران في دار معاوية و ان منبره منكوس [262] .و رام ابن‌ميسون علي الدين امرة فعاثت بدين الله جهرا جرائمه‌فقام مغيثا شرعة الدين شبل من بصمصامه بدءا اقيمت دعائمه‌وحف به (اذ محص الناس) معشر نمته الي اوج المعالي مكارمه‌فمن اشوس ينميه للطعن (حيدر) و ينميه جد في قري الطير (هاشمه)و رهط تفاني في حمي الدين لم تهن لقلته بين الجموع عزائمه‌الي ان قضوا دون الشريعة صرعا كما صرعت دون العرين ضراغمه‌اراد ابن‌هند خاب مسعاه ان يري (حسينا) بايدي الضيم تلوي شكائمه‌ولكن ابي‌المجد المؤثل و الابا له الذل ثوبا و الحسام ينادمه‌ابوه علي و ابنة الطهر امه و طه له جد و جبريل خادمه‌الي ابن‌سمي و ابن‌ميسون ينثني يمد يدا و السيف في اليد قائمه [ صفحه 130] فصال عليهم صولة الليث مغضبا و عسا له خصم النفوس و صارمه‌فحكم في اعناقهم نافذ القضا صقيلا فلا يستأنف الحكم حاكمه‌الي ان اعاد الدين غضا و لم يكن بغير دماء السبط تسقي معالمه [263] و وضح لابن‌الزبير ما عزم عليه الحسين من ملاقاة الوالي في ذلك الوقت فاشار عليه بالترك حذار الغيلة، فعرفه الحسين (ع) القدرة علي الامتناع [264] و صار اليه الحسين في ثلاثين [265] من مواليه و اهل بيته و شيعته شاكين بالسلاح ليكونوا علي الباب فيمنعونه اذا علا صوته [266] و بيده قضيب رسول الله (ص)، و لما استقر المجلس بابي‌عبدالله (ع) نعي الوليد اليه معاوية ثم عرض عليه البيعة ليزيد فقال (ع): مثلي لا يبايع سرا فاذا دعوت الناس الي البيعة دعوتنا معهم فكان امرا واحدا [267] .فاقتنع الوليد منه لكن مروان ابتدر قائلا: ان فارقك الساعة و لم يبايع لم تقدر منه علي مثلها حتي تكثر القتلي بينكم ولكن احبس الرجل حتي يبايع او تضرب عنقه.فقال الحسين: يا ابن‌الزرقاء [268] انت تقتلني ام هو؟ كذبت و اثمت [269] . [ صفحه 131] ثم اقبل علي الوليد و قال: ايها الامير انا اهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة بنا فتح الله و بنا يختم و يزيد رجل شارب الخمور و قاتل النفس المحرمة معلن بالفسق، و مثلي لا يبايع مثله ولكن نصبح و تصبحون و ننظر و تنظرون اينا احق بالخلافة [270] .فاغلظ الوليد في كلامه و ارتفعت الاصوات فهجم تسعة عشر رجلا قد انتضوا خناجرهم و اخرجوا الحسين الي منزله قهرا [271] .فقال مروان للوليد عصيتني فو الله لا يمكنك علي مثلها قال الوليد: و بخ غيرك يا مروان! اخترت لي ما فيه هلاك ديني، اقتل حسينا ان قال لا ابايع، و الله لا اظن امرءا يحاسب بدم الحسين الا خفيف الميزان يوم القيامة [272] و لا ينظر الله اليه و لا يزكيه و له عذاب اليم [273] !و عتبت اسماء بنت عبدالرحمن بن الحارث بن هشام امرأة الوليد عليه لما جري منه مع الحسين فاعتذر بأنه بدأه بالسب قالت اتسبه و تسب اباه ان سبك! فقال: لا افعل ابدا [274] .و في هذه الليلة زار الحسين قبر جده (ص) فسطع له نور من القبر [275] فقال: السلام عليك يا رسول الله انا الحسين بن فاطمة فرخك و ابن فرختك و سبطك الذي خلفتني في امتك فاشهد عليهم يا نبي الله انهم خذلوني و لم [ صفحه 132] يحفظوني و هذه شكواي اليك حتي القاك و لم يزل راكعا و ساجدا حتي الصباح [276] .و أرسل الوليد من يتعرف له خبر الحسين و حيث لم يصبه الرسول في منزله اعتقد أنه خارج من المدينة فحمد الله علي عدم ابتلائه به.و عند الصباح لقي مروان اباعبدالله (ع) فعرفه النصيحة التي يدخرها [ صفحه 133] لامثاله و هي البيعة ليزيد فان فيها خير الدين و الدنيا فاسترجع الحسين و قال علي الاسلام السلام اذا بليت الامة براع مثل يزيد و لقد سمعت جدي رسول الله (ص) يقول الخلافة محرمة علي آل ابي‌سفيان [277] فاذا رأيتم معاوية علي منبري فابقروا بطنه و قد رآه اهل المدينة علي المنبر فلم يبقروا فابتلاهم الله بيزيد الفاسق، و طال الحديث بينهما حتي انصرف مروان مغضبا [278] .و في الليلة الثانية جاء الحسين الي قبر جده و صلي ركعات ثم قال: اللهم ان هذا قبر نبيك محمد (ص) و انا ابن بنت نبيك و قد حضرني من الامر ما قد علمت، اللهم اني احب المعروف و انكر المنكر و أسالك يا ذا الجلال و الاكرام بحق القبر و من فيه الا اخترت لي ما هو لك رضي و لرسولك رضي و بكي.و لما كان قريبا من الصبح وضع رأسه علي القبر فغفا فرأي رسول الله صلي الله عليه و آله في كتيبة من الملائكة عن يمينه و شماله و بين يديه فضم الحسين الي صدره و قبل ما بين عينيه و قال حبيبي يا حسين كأني اراك عن قريب مرملا بدمائك مذبوحا بأرض كربلا بين عصابة من امتي و انت مع ذلك عطشان لا تسقي و ظمآن لا تروي و هم بعد ذلك يرجون شفاعتي لا انا لهم الله شفاعتي يوم القيامة! حبيبي يا حسين، ان اباك و امك و اخاك قدموا علي و هم مشتاقون اليك. فبكي الحسين و سأل جده ان يأخذه معه و يدخله في قبره.ولكن الرسول الاقدس ابي الا ان يمضي ولده علي حال اربي في نيل الجزاء و آثر عند الجليل سبحانه يوم الخصام فقال (ص): لابد ان ترزق الشهادة ليكون لك ما كتب الله فيها من الثواب العظيم فانك و اباك و عمك و عم ابيك تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتي تدخلوا الجنة.فانتبه الحسين و قص رؤياه علي اهل بيته فاشتد حزنهم و كثر بكاؤهم [279] [ صفحه 134] و علموا قرب الموعد الذي كان رسول الله يخبر به و لحرصهم علي نور النبوة ان لا يحجب عنهم و لا يفقدوا تلك الهبات العلوية اجتمعوا عليه و طلبوا منه الموافقة ليزيد او الابتعاد عن هذه البلاد.

جماعة يتخوفون علي الحسين

رأي عمر الاطرف‌

فقال له عمر الاطرف بن اميرالمؤمنين [280] حدثني ابومحمد الحسن عن ابيه اميرالمؤمنين انك مقتول فلو بايعت لكان خيرا لك. قال: الحسين حدثني ابي ان رسول الله اخبره بقتله و قتلي و ان تربته تكون بالقرب من تربتي اتظن انك علمت ما لم اعلمه؟ و اني لا اعطي الدنية من نفسي ابدا و لتلقين فاطمة اباها شاكية مما لقيت ذريتها من امته و لا يدخل الجنة من آذاها في ذريتها [281] و جاء عمر ابن علي ابن ابي‌طالب الي المختار حينما نهض بالكوفة فقال له المختار هل معك محمد بن الحنفية فقال: لا. فطرده عنه فسار الي مصعب حتي حضر الوقعة و قتل فيمن قتل من الناس [282] .لابد ان ترد القيامة فاطم و قميصها بدم الحسين ملطخ‌ويل لمن شفعاؤه خصماؤه و الصور في يوم القيامة ينفخ [283]

رأي ابن‌الحنفية

و قال محمد بن الحنفية [284] يا اخي انت احب الناس الي و اعزهم علي [ صفحه 135] و لست ادخر النصيحة لاحد من الخلق الا لك و انت احق بها تنح ببيعتك عن يزيد بن معاوية و عن الامصار ما استطعت ثم ابعث برسلك الي الناس فان بايعوك حمدت الله علي ذلك و ان اجتمعوا علي غيرك لم ينقص الله بذلك دينك و لا عقلك و لم تذهب مروءتك و لا فضلك و اني اخاف عليك ان تدخل مصرا من هذه الامصار فيختلف الناس بينهم فطائفة معك و اخري عليك فيقتتلون فتكون لاول الاسنة غرضا فاذا خير هذه الامة كلها نفسا و ابا و اما اضيعها دما و اذلها اهلا.فقال الحسين فأين اذهب؟ قال: تنزل مكة فان اطمأنت بك الدار و الا لحقت بالرمال و شعب الجبال و خرجت من بلد الي آخر حتي تنظر ما يصير اليه امر الناس فانك اصوب ما تكون رأيا و احزمه عملا حتي تستقبل الامور استقبالا و لا تكون الامور ابدا اشكل عليك منها حين تستدبرها استدبارا [285] .فقال الحسين: يا اخي لو لم يكن في الدنيا ملجأ و لا مأوي لما بايعت يزيد ابن معاوية.فقطع محمد كلامه بالبكاء.فقال الحسين: يا اخي جزاك الله خيرا لقد نصحت و اشرت بالصواب و انا عازم علي الخروج الي مكة و قد تهيأت لذلك انا و اخوتي و بنو اخي و شيعتي امرهم امري و رأيهم رأيي. و اما انت فلا عليك ان تقيم بالمدينة فتكون لي عينا عليهم لا تخفي عني شيئا من امورهم [286] .و قام من عند ابن‌الحنفية و دخل المسجد و هو ينشد:لا ذعرت السوام في فلق الصبح مغيرا و لا دعيت يزيدا [287] يوم اعطي مخافة الموت ضيما و المنايا يرصدنني ان احيدا [288] [ صفحه 136] و سمعه ابوسعيد المقبري فعرف انه يريد امرا عظيما [289] .

رأي ام‌سلمة

و قالت ام‌سلمة: لا تحزنني بخروجك الي العراق فاني سمعت جدك رسول الله يقول: يقتل ولدي الحسين بأرض العراق في ارض يقال لها كربلا و عندي تربتك في قارورة دفعها الي النبي (ص).فقال الحسين يا اماه و انا اعلم اني مقتول مذبوح ظلما و عدوانا و قد شاء عزوجل ان يري حرمي و رهطي مشردين و اطفالي مذبوحين مأسورين مقيدين و هم يستغيثون فلا يجدون ناصرا.قالت ام‌سلمة: وا عجبا فاني تذهب و انت مقتول؟قال (ع) يا اماه ان لم اذهب اليوم ذهبت غدا و ان لم اذهب في غد ذهبت بعد غد و ما من الموت و الله بد و اني لاعرف اليوم الذي اقتل فيه و الساعة التي اقتل فيها و الحفرة التي ادفن فيها كما اعرفك و انظر اليها كما انظر اليك و ان احببت يا اماه ان اريك مضجعي و مكان اصحابي، فطلبت منه ذلك فاراها تربة اصحابه [290] ثم اعطاها من تلك التربة و امرها ان تحتفظ بها في قارورة فاذا رأتها تفور دما تيقنت قتله! و في اليوم العاشر بعد الظهر نظرت الي القارورتين فاذا هما يفوران دما [291] . [ صفحه 137] الهاشميات‌و كبر خروجه علي نساء بني‌عبدالمطلب فاجتمعن للنياحة فمشي اليهن الحسين و سكتهن و قال انشدكن الله ان تبدين هذا الامر معصية لله و لرسوله فقلن: و لمن نستبقي النياحة و البكاء فهو عندنا كيوم مات فيه رسول الله و علي و فاطمة و الحسن و زينب و ام‌كلثوم فننشدك الله «جعلنا الله فداك» من الموت يا حبيب الابرار من اهل القبور، و اخبرته بعض عماته انها سمعت هاتفا يقول [292] : [ صفحه 138] و ان قتيل الطف من آل هاشم أذل رقابا من قريش فذلت‌فصبرها الحسين و عرفها أنه أمر جار و قضاء محتوم.

رأي عبدالله بن عمر

و طلب منه عبدالله بن عمر بن الخطاب البقاء في المدينة فابي‌الحسين و قال: يا عبدالله ان من هوان الدنيا علي الله أن رأس يحيي بن زكريا يهدي الي بغي من بغايا بني‌اسرائيل و ان رأسي يهدي الي بغي من بغايا بني‌امية أما علمت ان بني‌اسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الشمس سبعين نبيا ثم يبيعون و يشترون كأن لم يصنعوا شيئا فلم يعجل الله عليهم بل أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر ذي انتقام [293] .و لما عرف ابن‌عمر من الحسين العزم علي مغادرة المدينة و النهضة في وجه أتباع الضلال و قمع المنكرات و كسح أشواك الباطل عن صراط الشريعة المقدسة، قال له: يا أباعبدالله اكشف لي الموضوع الذي لم يزل رسول الله صلي الله عليه و آله يقبله منك فكشف له عن سرته فقبلها ثلاثا و بكي [294] .فقال له: اتق الله يا أباعبدالرحمن و لا تدعن نصرتي [295] . [ صفحه 139]

الوصية

و كتب الحسين قبل خروجه من المدينة وصية قال فيها:بسم الله الرحمن الرحيم - هذا ما أوصي به الحسين بن علي (ع) الي أخيه محمد بن الحنفية، ان الحسين يشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و ان محمدا عبده و رسوله جاء بالحق من عنده و ان الجنة حق و النار حق و الساعة آتية لا ريب فيها و ان الله يبعث من في القبور.و اني لم اخرج أشرا و لا بطرا و لا مفسدا و لا ظالما، و انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي (ص) أريد أن آمر بالمعروف و أنهي عن المنكر و اسير بسيرة جدي و أبي علي بن ابي‌طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولي بالحق و من رد علي هذا اصبر حتي يقضي الله بيني و بين القوم و هو خير الحاكمين.و هذه وصيتي اليك يا اخي و ما توفيقي الا بالله عليه توكلت و اليه انيب، ثم طوي الكتاب و ختمه و دفعه الي أخيه محمد [296] .رافع راية الهدي بمهجته كاشف ظلمة العمي ببهجته‌به استقامت هذه الشريعة به علت أركانها الرفيعةبني المعالي بمعالي هممه ما اخضر عود الدين الا بدمه‌بنفسه اشتري حياة الدين فيا لها من ثمن ثمين‌أحيا معالم الهدي بروحه داوي جروح الدين من جروحه‌جفت رياض العلم بالسموم لم يروها الا دم المظلوم‌فاصبحت مورقة الأشجار يانعة زاكية الثمارأقعد كل قائم بنهضته حتي أقام الدين بعد كبوته‌قامت به قواعد التوحيد مذ لجأت بركنها الشديد [ صفحه 140] غدت به سامية القباب معاهد السنة و الكتاب‌أفاض كالحيا علي الوراد ماء الحياة و هو ظام صادي‌و كظه الظما و في طي الحشا ري الوري و الله يقضي ما يشاو التهبت أحشاؤه من الظما فأمطرت سحائب القدس دما [297]

الخروج من المدينة

و خرج الحسين من المدينة متوجها نحو مكة ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب و معه بنوه و اخوته و بنو أخيه الحسن و أهل بيته [298] و هو يقرأ: «فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين».و لزم الطريق الأعظم فقيل له لو تنكبت الطريق كما فعل ابن‌الزبير كيلا يلحقك الطلب قال: لا و الله لا أفارقه حتي يقضي الله ما هو قاض.و دخل مكة يوم الجمعة لثلاث مضين من شعبان و هو يقرأ:«و لما توجه تلقاء مدين قال عسي ربي أن يهديني سواء السبيل» [299] .فنزل دار العباس بن عبدالمطلب [300] و اختلف اليه أهل مكة و من بها من المعتمرين و أهل الآفاق و ابن‌الزبير ملازم جانب الكعبة و يأتي الي الحسين فيمن يأتيه و كان ثقيلا عليه دخول الحسين مكة لكونه أجل منه و أطوع في الناس فلا يبايع له ما دام الحسين فيها.و خرج (ع) في بعض الايام الي زيارة قبر جدته خديجة فصلي هناك و ابتهل الي الله كثيرا [301] . [ صفحه 141] أفدي الأولي للعلي أسري بهم ظعن وراء حاد من الأقدار يزعجه‌ركب علي جنة المأوي معرسه لكن علي محن البلوي معرجه‌مثل الحسين تضيق الأرض فيه فلا يدري الي أين مأواه و مولجه‌و يطلب الأمن بالبطحا و خوف بني سفيان يقلقه منها و يخرجه‌و هو الذي شرف البيت الحرام به ولاح بعد العمي للناس منهجه‌يا حائرا لا و حاشا نور عزمته بمن سواك الهدي قد شع مسرجه‌و واسع الحلم و الدنيا تضيق به سواك ان ضاق خطب من يفرجه‌و يا مليكا رعاياه عليه طغت و بالخلافة باريه متوجه [302]

نزوله في مكة

و في مكة كتب الحسين (ع) نسخة واحدة الي رؤساء الأخماس بالبصرة و هم مالك بن مسمع البكري [303] و الأحنف بن قيس و المنذر بن الجارود [304] و مسعود بن عمرو و قيس بن الهيثم و عمرو بن عبيد بن معمر و أرسله مع مولي له يقال له سليمان [305] و فيه: أما بعد فان الله اصطفي محمدا (ص) من خلقه و أكرمه بنبوته و اختاره لرسالته ثم قبضه اليه و قد نصح لعباده و بلغ ما ارسل به (ص) و كنا أهله و أولياءه و اوصياءه و ورثته و احق الناس بمقامه في الناس، فاستأثر علينا قومنا بذلك فرضينا و كرهنا الفرقة و أحببنا العافية، و نحن نعلم أنا احق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه، و قد بعثت رسولي اليكم بهذا الكتاب و انا أدعوكم الي كتاب الله و سنة نبيه، فان السنة قد اميتت و البدعة قد احييت، فان [ صفحه 142] تسعموا قولي أهدكم الي سبيل الرشاد.فسلم المنذر بن الجارود العبدي رسول الحسين الي ابن‌زياد فصلبه عشية الليلة التي خرج في صبيحتها الي الكوفة ليسبق الحسين اليها [306] و كانت ابنة المنذر بحرية زوجة ابن‌زياد فزعم أن يكون الرسول دسيسا من ابن‌زياد. فأما الأحنف فانه كتب الي الحسين (ع): أما بعد فاصبر ان وعد الله حق و لا يستخفنك الذين لا يوقنون [307] .و أما يزيد بن مسعود [308] فانه جمع بني‌تميم و بني‌حنظلة و بني‌سعد فلما حضروا قال: يا بني‌تميم كيف ترون موضعي فيكم و حسبي منكم؟ قالوا: بخ بخ أنت و الله فقرة الظهر و رأس الفخر حللت في الشرف وسطا و تقدمت فيه فرطا قال: فاني قد جمعتكم لأمر أريد أن اشاوركم فيه و استعين بكم عليه فقالوا: انا و الله نمنحك النصيحة و نجد لك الرأي فقل حتي نسمع.فقال: ان معاوية مات فأهون به و الله هالكا و مفقودا ألا و انه قد انكسر باب الجور و الاثم و تضعضعت اركان الظلم و كان قد احدث بيعة عقد بها امرا ظن انه قد احكمه و هيهات الذي أراد اجتهد و الله ففشل و شاور فخذل و قد قام يزيد شارب الخمور و رأس الفجور يدعي الخلافة علي المسلمين و يتأمر عليهم بغير رضي منهم مع قصر حلم و قلة علم لا يعرف من الحق موطأ قدميه فاقسم بالله قسما مبرورا لجهاده علي الدين أفضل من جهاد المشركين، و هذا الحسين بن علي و ابن رسول الله (ص) ذو الشرف الاصيل و الرأي الاثيل له فضل لا يوصف و علم لا ينزف و هو اولي بهذا الامر لسابقته و سنه و قدمه و قرابته يعطف علي الصغير و يحسن الي الكبير فأكرم به راعي رعية و امام قوم وجبت لله به الحجة و بلغت به الموعظة فلا تعشوا عن نور الحق و لا تسكعوا في وهد الباطل فقد كان [ صفحه 143] صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل فاغسلوها بخروجكم الي ابن رسول الله (ص) و نصرته و الله لا يقصر أحدكم عن نصرته الا أورثه الله تعالي الذل في ولده و القلة في عشيرته، و ها أنا ذا قد لبست للحرب لامتها و ادرعت لها بدرعها من لم يقتل يمت، و من يهرب لم يفت فأحسنوا رحمكم الله رد الجواب!فقالت بنوحنظلة: يا أباخالد نحن نبل كنانتك و فرسان عشيرتك، ان رميت بنا أصبت و ان غزوت بنا فتحت، لا تخوض و الله غمرة الا خضناها، و لا تلقي و الله شدة الا لقيناها، ننصرك بأسيافنا و نقيك بأبداننا اذا شئت.و تكلمت بنوعامر بن تميم فقالوا: يا أباخالد نحن بنو ابيك و حلفاؤك لا نرضي ان غضبت و لا نبقي ان ظعنت و الامر اليك فادعنا اذا شئت.و قالت بنوسعد بن زيد: أباخالد ان أبغض الاشياء الينا خلافك و الخروج عن رأيك، و قد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال يوم الجمل فحمدنا ما أمرنا و بقي عزنا فينا فأمهلنا نراجع المشورة و نأتيك برأينا.فقال لهم: لئن فعلتموها لا رفع الله السيف عنكم ابدا و لا زال سيفكم فيكم.ثم كتب الي الحسين (ع): أما بعد فقد وصل الي كتابك و فهمت ما ندبتني اليه و دعوتني له من الأخذ بحظي من طاعتك و الفوز بنصيبي من نصرتك و ان الله لم يخل الأرض قط من عامل عليها بخير و دليل علي سبيل نجاة، و انتم حجة الله علي خلقه و وديعته في أرضه، تفرعتم من زيتونة أحمدية هو أصلها و انتم فرعها، فاقدم سعدت بأسعد طائر فقد ذللت لك اعناق بني‌تميم و تركتهم اشد تتابعا في طاعتك من الابل الظماء لورود الماء يوم خمسها و قد ذللت لك رقاب بني‌سعد و غسلت درن قلوبها بماء سحاب مزن حين استهل برقها فلمع.فلما قرأ الحسين (ع) كتابه قال: مالك، آمنك الله من الخوف و أعزك و أرواك يوم العطش الأكبر.و لما تجهز ابن مسعود الي المسير بلغه قتل الحسين (ع) فاشتد جزعه و كثر [ صفحه 144] اسفه لفوات الأمنية من السعادة بالشهادة [309] .و كانت «مارية» ابنة سعد او منقذ ايما و هي من الشيعة المخلصين و دارها مألف لهم يتحدثون فيه فضل أهل البيت، فقال يزيد بن نبيط و هو من عبدالقيس لأولاده و هم عشرة: أيكم يخرج معي؟ فانتدب منهم اثنان عبدالله و عبيدالله، و قال له أصحابه في بيت تلك المرأة نخاف عليك أصحاب ابن‌زياد، قال: و الله لو استوت اخفافها بالجدد لهان علي طلب من طلبني [310] و صحبه مولاه عامر و سيف بن مالك والادهم بن امية [311] فوافوا الحسين بمكة و ضموا رحالهم الي رحله حتي وردوا كربلا و قتلوا معه.

كتب الكوفيين‌

و في مكة وافته كتب اهل الكوفة من الرجل و الاثنين و الثلاثة و الاربعة يسألونه القدوم عليهم لأنهم بغير امام و لم يجتمعوا مع النعمان بن بشير في جمعة و لا جماعة، و تكاثرت عليه الكتب حتي ورد عليه في يوم واحد ستمائة كتاب و اجتمع عنده من نوب متفرقة اثنا عشر ألف كتاب و في كل ذلك يشددون الطلب و هو لا يجيبهم، و آخر كتاب ورد عليه من شبث بن ربعي و حجار بن أبجر و يزيد بن الحارث [312] و عزرة بن قيس و عمرو بن الحجاج و محمد بن عمير ابن عطارد و فيه: ان الناس ينتظرونك لا رأي لهم غيرك فالعجل العجل يا ابن رسول الله فقد اخضر الجناب و أينعت الثمار و أعشبت الارض و أورقت الاشجار فاقدم اذا شئت فانما تقدم علي جند لك مجندة [313] .بعثت بزور الكتب سر و اقدم الي نحو العراق بمكرها و دهاتها [ صفحه 145] هذي الخلافة لا ولي لها و لا كفؤ و انك من خيار كفاتهافأتي يزج اليعملات بمعشر كالاسد و الاشطان من غاباتهاو حصان ذيل كالأهلة اوجها بسنائها و بهائها و صفاتهاما زال يخترق الفلا حتي أتي أرض الطفوف و حل في عرصاتهاو اذا به وقف الجواد فقال يا قوم اخبروني عن صدوق رواتهاما الارض قالوا ذي معالم كربلا ما بال طرفك حاد عن طرقاتهاقال انزلوا فالحكم في أجداثنا ان لا تشق سوي علي جنباتهاحط الرحال و قام يصلح عضبه الماضي لقطع البيض في قماتهابينا يجيل الطرف اذ دارت به زمر يلوح الغدر من راياتهاما خلت ان بدور تم بالعرا تمسي (بنوالزرقاء) من هالاتها [314]

جواب الحسين‌

و لما اجتمع عند الحسين ما ملأ خرجين، كتب اليهم كتابا واحدا دفعه الي هاني بن هاني السبيعي و سعيد بن عبدالله الحنفي و كانا آخر الرسل و صورته بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي الي الملأ من المؤمنين و المسلمين اما بعد فان هانئا و سعيدا قدما علي بكتبكم و كانا آخر من قدم علي من رسلكم و قد فهمت كل الذي قصصتم و ذكرتم و مقالة جلكم انه ليس علينا امام فاقبل لعل الله يجمعنا بك علي الهدي و الحق و قد بعثت اليكم اخي و ابن عمي و ثقتي من اهل بيتي و امرته ان يكتب الي بحالكم و أمركم و رأيكم فان كتب انه قد اجتمع رأي ملأكم و ذوي الفضل و الحجي منكم علي مثل ما قدمت علي به رسلكم و قرأت في كتبكم، اقدم عليكم وشيكا ان شاء الله! فلعمري ما الامام الا العامل بالكتاب و الاخذ بالقسط و الدائن بالحق و الحابس نفسه علي ذات الله و السلام [315] ثم دفع الكتاب الي مسلم بن عقيل و قال له اني موجهك الي اهل الكوفة و سيقضي الله من أمرك ما يحب و يرضي و انا أرجو أن اكون أنا و انت في [ صفحه 146] درجة الشهداء فامض ببركة الله و عونه فاذا دخلتها فانزل عند أوثق أهلها [316] .

سفر مسلم

و بعث مع مسلم بن عقيل (ع) قيس بن مسهر الصيدواي و عمارة بن عبدالله السلولي و عبدالرحمن بن عبدالله الازدي و أمره بتقوي الله و النظر فيما اجتمع عليه أهل الكوفة فان رأي الناس مجتمعين مستوثقين عجل اليه بكتاب [317] .فخرج مسلم من مكة للنصف من شهر رمضان [318] علي طريق المدينة فدخلها و صلي في مسجد النبي (ص) و ودع أهله [319] ثم استأجر رجلين من قيس ليدلاه علي الطريق فضلا ذات ليلة و أصبحا تائهين و قد اشتد بهما العطش و الحر فقالا لمسلم (ع) و قد بان لهما سنن الطريق عليك بهذا السمت فالزمه لعلك تنجو فتركهما و مضي علي الوصف و مات الدليلان عطشا [320] و لم يسعه حملهما لأنهما علي و شك الهلاك و غاية ما وضح للدليلين العلائم المفضية الي الطريق لا الطريق نفسه و لم تكن المسافة بينهم و بين الماء معلومة و ليس لهما طاقة علي الركوب بأنفسهما و لا مردفين مع آخر و بقاء مسلم (ع) معهما الي منتهي الامر يفضي الي هلاكه و من معه فكان الواجب الأهم التحفظ علي النفوس المحترمة بالمسير لادراك الماء فلذلك تركهما في المكان.و نجا مسلم و من معه من خدمه بحشاشة الانفس حتي أفضوا الي الطريق و وردوا الماء فأقام فيه.و كتب الي الحسين (ع) مع رسول استأجره من أهل ذلك الماء يخبره بموت الدليلين و ما لاقاه من الجهد و انه مقيم بمنزله و هو المضيق من بطن الخبت حتي يعرف ما عنده من الرأي، فسار الرسول و وافي الحسين بمكة و اعطاه الكتاب [ صفحه 147] فكتب الحسين (ع) يأمره بالمسير الي الكوفة و لا يتأخر.و لما قرأ مسلم الكتاب سار من وقته و مر بماء لطي فنزل عليه ثم ارتحل فاذا رجل يرمي ظبيا حين أشرف فصرعه فتفأل بقتل عدوه [321] .

دخول الكوفة

و لخمس خلون من شوال دخل الكوفة [322] فنزل دار المختار بن أبي‌عبيد الثقفي [323] و كان شريفا في قومه كريما عالي الهمة مقداما مجربا قوي النفس شديدا علي اعداء أهل البيت عليهم السلام له عقل وافر و رأي مصيب خصوصا بقواعد الحرب و الغلبة علي العدو كأنه مارس التجارب فحنكته، أو لابس الخطوب فهذبته، انقطع الي آل الرسول الاقدس فاستفاد منهم أدبا جما و اخلاقا فاضلة و ناصح لهم في السر و العلانية.البيعةو وافت الشيعة مسلما في دار المختار بالترحيب و أظهروا له من الطاعة و الانقياد ما زاد في سروره و ابتهاجه فعندما قرأ عليهم كتاب الحسين قام عابس ابن شبيب الشاكري و قال: اني لا اخبرك عن الناس و لا أعلم ما في نفوسهم و لا أغرك بهم و الله اني احدثك عما أنا موطن عليه نفسي و الله لأجيبنكم اذا دعوتم و لا قاتلن معكم عدوكم و لأضربن بسيفي دونكم حتي ألقي الله لا اريد بذلك الا ما عند الله.و قال حبيب بن مظاهر: قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك و أنا و الله الذي لا اله الا هو علي مثل ما أنت عليه.و قال سعيد بن عبدالله الحنفي مثل قولهما [324] . [ صفحه 148] و أقبلت الشيعة يبايعونه حتي احصي ديوانه ثمانية عشر الفا [325] و قيل بلغ خمسا و عشرين الفا [326] و في حديث الشعبي بلغ من بايعه أربعين الفا [327] فكتب مسلم الي الحسين مع عابس بن شبيب الشاكري يخبره باجتماع أهل الكوفة علي طاعته وانتظارهم لقدومه و فيه يقول: الرائد لا يكذب أهله و قد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر الفا فعجل الاقبال حين يأتيك كتابي [328] .و كان ذلك قبل مقتل مسلم بسبع و عشرين ليلة [329] و انظم اليه كتاب اهل الكوفة و فيه: عجل القدوم يا ابن رسول الله فان لك بالكوفة مائة الف سيف فلا تتأخر [330] .فساء هذا جماعة ممن لهم هوي في بني‌امية منهم عمر بن سعد بن أبي‌وقاص و عبدالله بن مسلم بن ربيعة الحضرمي و عمارة بن عقبة بن أبي‌معيط فكتبوا الي يزيد يخبرونه بقدوم مسلم بن عقيل و اقبال اهل الكفوفة عليه و ان النعمان بن بشير لا طاقة له علي المقاومة [331] .فأرسل يزيد علي «سرجون» [332] مولاه يستشيره و كان كاتبه و أنيسه فقال سرجون عليك بعبيدالله بن زياد قال انه لا خير عنده فقال سرجون لو كان معاوية حيا و أشار عليك به أكنت توليه؟ قال نعم فقال: هذا عهد معاوية اليه بخاتمه و لم يمنعني ان اعلمك به الا معرفتي ببغضك له فانفذه اليه، و عزل النعمان بن بشير و كتب اليه: أما بعد فان الممدوح مسبوب يوما و ان السمبوب يوما ممدوح و قد سمي بك الي غاية انت فيها كما قال الأول. [ صفحه 149] رفعت و جاوزت السحاب و فوقه فما لك الا مرقب الشمس مقعد [333] و امره بالاستعجال علي الشخوص الي الكوفة ليطلب ابن‌عقيل فيوثقه او يقتله او ينفيه [334] .فتعجل ابن‌زياد المسير الي الكوفة مع مسلم بن عمرو الباهلي و المنذر بن الجارود و شريك الحارثي و عبدالله بن الحارث بن نوفل في خمسمائة رجل انتخبهم من اهل البصرة فجد في السير و كان لا يلوي علي احد يسقط من اصحابه حتي ان شريك بن الاعور سقط اثناء الطريق و سقط عبدالله بن الحارث رجاء أن يتأخر ابن‌زياد من اجلهم فلم يلتفت ابن‌زياد اليهم مخافة ان يسبقه الحسين الي الكوفة و لما ورد «القادسية» سقط مولاه «مهران» فقال له ابن‌زياد ان امسكت علي هذا الحال فتنظر القصر فلك مائة الف قال و الله لا استطيع فتركه عبيدالله و لبس ثيابا يمانية و عمامة سوداء و انحدر وحده و كلما مر (بالمحارس) ظنوا انه الحسين (ع) فقالوا مرحبا بابن رسول الله و هو ساكت فدخل الكوفة مما يلي النجف [335] .و استقبله الناس بهتاف واحد: مرحبا بابن رسول الله! فساءه هذا الحال و انتهي الي «قصر الامارة» فلم يفتح النعمان باب القصر و أشرف عليه من أعلي القصر يقول: ما أنا بمؤد اليك امانتي يابن رسول الله فقال له ابن‌زياد [336] افتح [ صفحه 150] فقد طال ليلك! فسمعها رجل و عرفه فقال للناس انه ابن‌زياد و رب الكعبة [337] .فتفرقوا الي منازلهم و عند الصباح جمع ابن‌زياد الناس في الجامع الأعظم و خطبهم و حذرهم و مناهم العطية و قال: أيما عريف وجد عنده احد من بغية اميرالمؤمنين و لم يرفعه الينا صلب علي باب داره [338] . [ صفحه 151]

موقف مسلم‌

و لما بلغ مسلم بن عقيل خطبة ابن‌زياد و وعيده و ظهر له حال الناس خاف أن يؤخذ غيلة فخرج من دار المختار بعد العتمة الي دار هاني بن عروة المذحجي و كان شديد التشيع [339] و من اشراف الكوفة [340] و قرائها [341] و شيخ مراد و زعيمها يركب في أربعة آلاف دارع و ثمانية آلاف راجل فاذا تلاها احلافها من كندة ركب في ثلاثين الفا [342] و كان من خواص اميرالمؤمنين علي بن أبي‌طالب [343] حضر حروبه الثلاثة [344] و أدرك النبي (ص) و تشرف بصحبته و كان له يوم قتله بضع و تسعون سنة [345] .و نزل مع مسلم بن عقيل شريك [346] بن عبدالله [347] الأعور الحارثي [ صفحه 152] الهمداني البصري و كان من كبار شيعة اميرالمؤمنين عليه السلام بالبصرة جليل القدر في أصحابنا [348] شهد صفين و قاتل مع عمار بن ياسر [349] و لشرفه و جاهه ولاه عبيدالله بن زياد من قبل معاوية كرمان [350] و كانت له مواصلة و صحبة مع هاني ابن عروة فمرض مرضا شديدا عاده فيه ابن‌زياد و قبل مجيئه قال شريك لمسلم (ع): ان غايتك و غاية شيعتك هلاكه فأقم في الخزانة حتي اذا اطمأن عندي اخرج اليه و اقتله و أنا اكفيك أمره بالكوفة مع العافية [351] .و بيناهم علي هذا اذ قيل الأمير علي الباب فدخل مسلم الخزانة و دخل عبيدالله علي شريك و لما استبطأ شريك خروج مسلم جعل يأخذ عمامته من علي رأسه و يضعها علي الأرض ثم يضعها علي رأسه فعل ذلك مرارا و نادي بصوت عال يسمع مسلما:ما تنظرون بسلمي لا تحيوها حيوا سليمي و حيوا من يحييهاهل شربة عذبة اسقي علي ظمأ و لو تلفت و كانت منيتي فيهاو ان تخشيت من سلمي مراقبة فلست تأمن يوما من دواهيهاو لم يزل يكرره و عينه رامقة الي الخزانة ثم صاح بصوت رفيع يسمع مسلما: اسقونيها و لو كان فيها حتفي [352] .فالتفت عبيدالله الي هاني و قال: ابن عمك يخلط في علته فقال هاني ان شريكا يهجر منذ وقع في علته و انه ليتكلم بما لا يعلم [353] .فقال شريك لمسلم ما منعك منه قال خلتان: الاولي حديث علي (ع) عن [ صفحه 153] رسول الله (ص) ان الايمان قيد الفتك فلا يفتك مؤمن [354] .و الثانية: امرأة هاني فانها تعلقت بي و اقسمت علي بالله ان لا افعل هذا في دارها و بكت في وجهي فقال هاني: يا ويلها قتلتني و قتلت نفسها و الذي فرت منه وقعت فيه [355] .و لبث شريك بعد ذلك ثلاثة أيام و مات فصلي عليه ابن‌زياد [356] و دفن «بالثوية» و لما وضح لابن‌زياد ان شريكا كان يحرض علي قتله قال: و الله لا اصلي علي جنازة عراقي ابدا و لو لا ان قبر زياد فيهم لنبشت شريكا [357] .و اخذت الشيعة تختلف الي مسلم بن عقيل في دار هاني علي تستر و استخفاء من ابن‌زياد و تواصوا بالكتمان فخفي علي ابن‌زياد موضع مسلم فدعا «معقلا» مولاه و أعطاه ثلاثة آلاف و امره أن يلقي الشيعة و يعرفهم انه من اهل الشام مولي لذي الكلاع و قد أنعم الله عليه بحب اهل بيت رسوله و بلغه قدوم رجل منهم الي هذا المصر داعية للحسين و عنده مال يريد ان يلقاه و يوصله [ صفحه 154] اليه، فدخل «معقل» الجامع الأعظم و رأي مسلم بن عوسجة الاسدي يصلي، فلما فرغ دنا منه وقص عليه حاله فدعا له مسلم بالخير و التوفيق و ادخله علي ابن عقيل فدفع اليه المال و بايعه [358] و سلمه الي ابي‌ثمامة الصائدي و كان بصيرا شجاعا و من وجوه الشيعة عينه مسلم لقبض ما يرد عليه من الأموال ليشتري به سلاحا.فكان ذلك الرجل يختلف الي مسلم كان يوم فلا يحجب عنه و يتعرف الأخبار و يرفعها الي ابن‌زياد عند المساء [359] .

موقف هاني‌

و لما وضح الأمر لابن‌زياد و عرف ان مسلما مختبي‌ء في دار هاني بن عروة دعا أسماء بن خارجة و محمد بن الاشعث و عمرو بن الحجاج و سألهم عن انقطاع هاني عنه قالوا: الشكوي تمنعه، فلم يقتنع ابن‌زياد بعد أن اخبرته العيون بجلوسه علي باب داره كل عشية، فركب هؤلاء الجماعة اليه و سألوه المسير الي السلطان فان الجفاء لا يحتمله و ألحوا عليه فركب بغلته و لما طلع عليه قال ابن‌زياد: «أتتك بخائن رجلاه» [360] و التفت الي شريح القاضي و قال [361] :أريد حباءه و يريد قتلي عذيرك من خليلك من مراد [ صفحه 155] ثم التفت الي هاني و قال: أتيت بابن عقيل الي دارك و جمعت له السلاح فأنكر عليه هاني و اذ كثر الجدال دعا ابن‌زياد معقلا، ففهم هاني أن الخبر أتاه من جهته فقال لابن‌زياد: ان لابيك عندي بلاء حسنا و أنا احب مكافاته فهل لك في خير تمضي أنت و أهل بيتك الي الشام سالمين بأموالكم فانه جاء من هو احق بالامر منك و من صاحبك [362] فقال ابن‌زياد «و تحت الرغوة اللبن الصريح» [363] .فقال ابن‌زياد: و الله لا تفارقني حتي تأتيني به قال: و الله لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه، فأغلظ له ابن‌زياد و هدده بالقتل فقال هاني اذا تكثر البارقة حولك و هو يظن ان «مرادا» تمنعه فأخذ ابن‌زياد بظفيرتيه و قنع وجهه بالسيف حتي كسر أنفه و نثر لحم خديه و جبينه علي لحيته و حبسه عنده [364] .و بلغ عمرو بن الحجاج أن هانيا قتل و كانت اخته روعة تحت هاني و هي ام‌يحيي بن هاني فأقبل في جمع من مذحج و احاط بالقصر فلما علم به ابن‌زياد امر شريح القاضي [365] أن يدخل علي هاني و يعلمهم بحياته، قال شريح لما رآني هاني صاح بصوت رفيع: يا للمسلمين ان دخل علي عشرة انقذوني فلو لم يكن معي حميد بن أبي‌بكر الاحمري و هو شرطي لأبلغت أصحابه مقالته ولكن قلت انه حي فحمد الله عمرو بن الحجاج و انصرف بقومه [366] .

نهضة مسلم‌

و لما بلغ مسلما خبر هاني خاف أن يؤخذ غيلة فتعجل الخروج قبل الأجل الذي بينه و بين الناس و أمر عبدالله بن حازم أن ينادي في أصحابه و قد ملأ بهم [ صفحه 156] الدور حوله فاجتمع اليه أربعة آلاف ينادون بشعار المسلمين يوم بدر: «يا منصور أمت».ثم عقد لعبيدالله بن عمرو بن عزيز الكندي علي ربع كندة و ربيعة و قال سر أمامي علي الخيل و عقد لمسلم بن عوسجة الأسدي علي ربع مذحج و أسد و قال: انزل في الرجال و عقد لأبي‌ثمامة الصائدي علي ربع تميم و همدان و عقد للعباس بن جعدة الجدلي علي ربع المدينة.و أقبلوا نحو القصر فتحرز ابن‌زياد فيه و غلق الأبواب و لم يستطع المقاومة لانه لم يكن معه الا ثلاثون رجلا من الشرطة و عشرون رجلا من الأشراف و مواليه، لكن نفاق الكوفة و ما جبلوا عليه من الغدر لم يدع لهم «علما» يخفق فلم يبق من الأربعة آلاف الا ثلثمائة [367] .و قد وصفهم الأحنف بن قيس بالمومسة تريد كل يوم بعلا [368] .و لما صاح من في القصر يا أهل الكوفة اتقوا الله و لا توردوا علي انفسكم خيول الشام فقد ذقتموهم و جربتموهم فتفرق هؤلاء الثلثمائة حتي ان الرجل يأتي ابنه و أخاه و ابن عمه فيقول له انصرف و المرأة تأتي زوجها فتتعلق به حتي يرجع [369] .فصلي مسلم عليه السلام العشاء بالمسجد و معه ثلاثون رجلا ثم انصرف نحو كندة [370] و معه ثلاثة و لم يمض الا قليلا و اذا لم يشاهد من يدله علي الطريق [371] فنزل عن فرسه و مشي متلددا في أزقة الكوفة لا يدري الي أين يتوجه [372] .و لما تفرق عن مسلم و سكن لغطهم و لم يسمع ابن‌زياد اصوات [ صفحه 157] الرجال أمر من معه في القصر أن يشرفوا علي ظلال المسجد لينظروا هل كمنوا فيها فكانوا يدلون القناديل و يشعلون النار في القصب و يدلونها بالحبال الي أن تصل الي صحن الجامع فلم يروا احدا فأعلموا ابن‌زياد و امر مناديه ان ينادي في الناس ليجتمعوا في المسجد و لما امتلأ المسجد بهم رقي المنبر و قال: ان ابن‌عقيل قد أتي ما قد علمتم من الخلاف و الشقاق فبرأت الذمة من رجل وجدناه في داره و من جاء به فله ديته فاتقوا الله عباد الله و الزموا طاعتكم و بيعتكم و لا تجعلوا علي انفسكم سبيلا.ثم امر صاحب شرطته الحصين بن تميم ان يفتش الدور و السكك و حذره بالفتك به ان افلت مسلم و خرج من الكوفة [373] .فوضع الحصين الحرس علي افواه السكك و تتبع الاشراف الناهضين مع مسلم فقبض علي عبدالاعلي بن يزيد الكلبي و عمارة بن صلخب الازدي فحبسهما ثم قتلهما و حبس جماعة من الوجوه استيحاشا منهم و فيهم الأصبغ بن نباته و الحارث الأعور الهمداني [374] .

حبس المختار

و كان المختار عند خروج مسلم في قرية له تدعي (خطوانية) [375] فجاء بمواليه يحمل راية خضراء و يحمل عبدالله بن الحارث راية حمراء و ركز المختار رايته علي باب عمرو بن حريث و قال: اردت أن أمنع عمرا [376] و وضح لهما قتل مسلم و هاني و اشير عليهما بالدخول تحت راية الامان عند عمرو بن حريث ففعلا و شهد لهما ابن‌حريث باجتنابهما ابن‌عقيل، فأمر ابن‌زياد بحبسهما بعد أن شتم المختار و استعرض وجهه بالقضيب فشتر عينه [377] و بقيا في السجن الي ان [ صفحه 158] قتل الحسين عليه السلام [378] .و أمر ابن‌زياد محمد بن الأشعث [379] و شبث بن ربعي و القعقاع بن شور الذهلي [380] و حجار بن ابجر [381] و شمر بن ذي‌الجوشن و عمرو بن حريث ان يرفعوا راية الامان و يخذلوا الناس [382] فأجاب جماعة ممن خيم عليهم الفرق و آخرون جرهم الطمع الموهوم و اختفي الذين طهرت ضمائرهم و كانوا يترقبون فتح الابواب للحملة علي صولة الباطل.

مسلم في بيت طوعة

و انتهي بابن عقيل السير الي دور بني‌جبلة من كندة و وقف علي باب امرأة يقال لها طوعة ام ولد كانت للاشعث بن قيس اعتقها و تزوجها اسيد الحضرمي فولدت له بلالا كان مع الناس و امه واقفة علي الباب تنتظره فاستسقاها مسلم فسقته و استضافها فأضافته بعد ان عرفها انه ليس له في المصر اهل و لا عشيرة و انه من اهل بيت لهم الشفاعة يوم الحساب و هو مسلم بن عقيل فأدخلته بيتا غير الذي يأوي اليه ابنها و عرضت عليه الطعام فأبي و انكر ابنها كثرة الدخول و الخروج لذلك البيت فاستخبرها فلم تخبره الا بعد ان حلف لها كتمان الامر.و عند الصباح اعلم ابن‌زياد بمكان مسلم فأرسل ابن‌الأشعث في سبعين من قيس ليقبض عليه، و لما سمع مسلم وقع حوافر الخيل عرف انه قد اتي [383] فعجل دعاءه الذي كان مشغولا به بعد صلاة الصبح ثم لبس لامته و قال لطوعة: قد أديت ما عليك من البر و اخذت نصيبك من شفاعة رسول الله و لقد رأيت البارحة عمي اميرالمؤمنين في المنام و هو يقول لي: انت معي غدا [384] . [ صفحه 159] و خرج اليهم مصلتا سيفه و قد اقتحموا عليه الدار فأخرجهم منها ثم عادوا اليه و اخرجهم و هو يقول:هو الموت فاصنع ويك ما انت صانع فأنت بكأس الموت لا شك جارع‌فصبرا لأمر الله جل جلاله فحكم قضاء الله في الخلق ذايع‌فقتل منهم واحدا و اربعين رجلا [385] و كان من قوته يأخذ الرجل بيده و يرمي به فوق البيت [386] .و انفذ ابن‌الاشعث الي ابن‌زياد يستمده الرجال فبعث اليه اللائمة فأرسل اليه: اتظن انك ارسلتني الي بقال من بقالي الكوفة او جرمقاني من جرامقة الحيرة [387] و انما ارسلتني الي سيف من أسياف محمد بن عبدالله فمده بالعسكر [388] .و اشتد القتال فاختلف مسلم و بكير بن حمران الاحمري بضربتين ضرب بكير فم مسلم فقطع شفته العليا و أسرع السيف الي السفلي و نصلت لها ثنيتان و ضربه مسلم علي رأسه ضربة منكرة و اخري علي حبل العاتق حتي كادت ان تطلع الي جوفه فمات [389] .ثم اشرفوا عليه من فوق ظهر البيت يرمونه بالحجارة و يلهبون النار في اطنان القصب [390] و يلقونها عليه، فشد عليهم يقاتلهم في السكة و هو يرتجز بأبيات حمران بن مالك:اقسمت لا اقتل الا حرا و ان رايت الموت شيئا نكراكل امري‌ء يوما ملاق شرا و يخلط البارد سخنا مرا [ صفحه 160] رد شعاع النفس فاستقرا اخاف ان اكذب أو اغرا [391] و اثخنته الجراحات و اعياه نزف الدم فاستند الي جنب تلك الدار فتحاملوا عليه يرمونه بالسهام و الحجارة فقال مالكم ترموني بالحجارة كما ترمي الكفار و انا من اهل بيت الانبياء الأبرار ألا ترعون حق رسول الله في عترته؟فقال له: ابن‌الاشعث لا تقتل نفسك و انت في ذمتي قال مسلم: أ أوسر و بي طاقة؟ لا و الله لا يكون ذلك ابدا، و حمل علي ابن الاشعث فهرب منه ثم حملوا عليه من كل جانب و قد اشتد به العطش، فطعنه رجل من خلفه فسقط الي الارض و اسر [392] .و قيل انهم عملوا له حفيرة و ستروها بالتراب ثم انكشفوا بين يديه حتي اذا حتي فيها أسروه [393] .و لما انتزعوه سيفه دمعت عينه فتعجب عمرو بن عبيدالله السلمي من بكائه.

مسلم و ابن‌زياد

وجي‌ء به الي ابن‌زياد فرأي علي باب القصر قلة مبردة فقال: اسقوني من [ صفحه 161] هذا الماء، فقال له مسلم بن عمرو الباهلي [394] : لا تذوق منها قطرة حتي تذوق الحميم في نار جهنم قال مسلم (ع). من أنت؟ قال: أنا من عرف الحق اذ انكرته و نصح لامامه اذ غششته، فقال له ابن‌عقيل لأمك الثكل ما أقساك و أفظك، انت ابن باهلة أولي بالحميم ثم جلس و تساند الي حائط القصر [395] .فبعث عمارة بن عقبة بن أبي‌معيط غلاما له يدعي قيسا [396] فأتاه بالماء و كلما أراد أن يشرب امتلأ القدح دما و في الثالثة ذهب ليشرب فامتلأ القدح دما و سقطت فيه ثناياه فتركه و قال: لو كان من الرزق المقسوم لشربته.و خرج غلام ابن زياد فأدخله عليه فلم يسلم فقال له الحرسي: ألا تسلم علي الامير؟ قال له: اسكت انه ليس لي بأمير [397] و يقال انه قال: السلام علي من اتبع الهدي و خشي عواقب الردي و أطاع الملك الأعلي فضحك ابن‌زياد و قال: سلمت أو لم تسلم انك مقتول [398] فقال مسلم: ان قتلتني فلقد قتل من هو شر منك من هو خيرا مني و بعد فانك لا تدع سوء القتلة و لا قبح المثلة و خبث السريرة و لؤم الغلبة لأحد أولي بها منك.فقال ابن‌زياد: لقد خرجت علي امامك و شققت عصا المسلمين و القحت الفتنة قال مسلم: كذبت انما شق العصا معاوية و ابنه يزيد و الفتنة القحها أبوك و أنا ارجو أن يرزقني الله الشهادة علي يد شر بريته [399] .ثم طلب مسلم أن يوصي الي بعض قومه فأذن له و نظر الي الجلساء فرأي عمر بن سعد فقال له: ان بيني و بينك قرابة ولي اليك حاجة و يجب عليك نجح حاجتي و هي سر، فأبي أن يمكنه من ذكرها، فقال ابن‌زياد: لا تمتنع أن تنظر في حاجة ابن عمك فقام معه بحيث يراهما ابن‌زياد فأوصاه مسلم أن [ صفحه 162] يقضي من ثمن سيفه و درعه دينا استدانه منذ دخل الكوفة يبلغ ستمائة درهم [400] و أن يستوهب جثته من ابن‌زياد و يدفنها، و ان يكتب الي الحسين بخبره، فقام عمر بن سعد الي ابن‌زياد و أفشي كل ما أسره اليه فقال ابن‌زياد لا يخونك الامين ولكن قد يؤتمن الخائن [401] .ثم التفت ابن‌زياد الي مسلم و قال ايها يا ابن عقيل، اتيت الناس و هم جمع ففرقتهم، قال: كلا لست أتيت لذلك! ولكن أهل المصر زعموا أن أباك قتل خيارهم و سفك دماءهم و عمل فيهم اعمال كسري و قيصر فأتيناهم لنأمر بالعدل و ندعوا الي حكم الكتاب.قال ابن‌زياد ما انت و ذاك أو لم نكن نعمل فيهم بالعدل؟ فقال مسلم ان الله ليعلم انك غير صادق و انك لتقتل علي الغضب و العداوة و سوء الظن فشتمه [ صفحه 163] ابن‌زياد و شتم عليا و عقيلا و الحسين [402] فقال مسلم انت و ابوك احق بالشتم فاقض ما انت قاض يا عدو الله [403] .فأمر ابن‌زياد رجلا شاميا [404] ان يصعد به الي أعلي القصر و يضرب عنقه و يرمي رأسه و جسده الي الارض فأصعده الي أعلي القصر و هو يسبح الله و يهلله و يكبره [405] و يقول اللهم احكم بيننا و بين قوم غرونا و خذلونا و كذبونا و توجه نحو المدينة و سلم علي الحسين [406] .و اشرف به الشامي علي موضع الحذائين و ضرب عنقه و رمي برأسه و جسده الي الارض [407] و نزل مذعورا فقال له ابن‌زياد ما شأنك؟ قال رأيت ساعة قتله رجلا اسود سي‌ء الوجه حذائي عاضا علي أصبعه ففزعت منه فقال ابن‌زياد لعلك دهشت [408] .ثم اخرج هاني الي مكان من السوق يباع فيه الغنم و هو مكتوف فجعل يصيح وامذحجاه و لا مذحج لي اليوم وامذحجاه و اين مني مذحج فلما رأي أن احدا لا ينصره جذب يده و نزعها من الكتاف و قال أما من عصا أو سكين او حجر او عظم يدافع رجل عن نفسه و وثبوا عليه و أوثقوه كتافا و قيل له مد عنقك ففال ما انا بها سخي و ما انا بمعينكم علي نفسي فضربه بالسيف مولي لعبيدالله ابن زياد تركي يقال له رشيد فلم يصنع فيه شيئا فقال هاني الي الله المعاد اللهم الي رحمتك و رضوانك ثم ضربه اخري فقتله. و هذا العبد قتله عبدالرحمن بن الحصين المرادي رآه مع عبيدالله «بالخازر» [409] .و أمر ابن‌زياد بسحب مسلم و هاني بالحبال من ارجلهما في الأسواق [410] [ صفحه 164] و صلبهما بالكناسة منكوسين [411] و أنفذ الرأسين الي يزيد فنصبهما في درب من دمشق [412] .و كتب الي يزيد اما بعد: فالحمد لله الذي أخذ لاميرالمؤمنين بحقه و كفاه مؤنة عدوه، اخبر أميرالمؤمنين أكرمه الله أن مسلم بن عقيل لجأ الي دار هاني بن عروة المرادي و اني جعلت عليهما العيون و دسست اليهما الرجال و كدتهما حتي استخرجتهما و أمكن الله منهما فضربت أعناقهما و بعثت اليك برأسيهما مع هاني ابن أبي حية الوادعي الهمداني و الزبير بين الاروح التميمي و هما من أهل السمع و الطاعة و النصيحة فليسألهما اميرالمؤمنين عما أحب فان عندهما علما و صدقا و فهما و ورعا و السلام.و كتب يزيد الي ابن‌زياد أما بعد فانك لك تعد أن كنت كما احب عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش فقد أغنيت و كفيت و صدقت ظني بك و رأيي فيك و قد دعوت رسوليك فسألتهما و ناجيتهما و فوجدتهما في رأيهما و فضلهما كما ذكرت فاستوص بهما خيرا و انه قد بلغني ان الحسين بن علي قد توجه نحو العراق، فضع المناظر و المسالح و احترس علي الظن و خذ علي التهمة [413] و هذا الحسين قد ابتلي به زمانك من بين الأزمان و بلادك من بين البلدان و ابتليت [ صفحه 165] به من بين العمال و عندها تعتق او تعود عبدا كما تعبد العبيد [414] فاما أن تحاربه أو تحمله الي [415] .سقتك دما يا ابن عم الحسين مدامع شيعتك السافحةو لا برحت هاطلات العيون تحييك غادية رائحةلانك لم ترو من شربة ثناياك فيها غدت طائحةرمومك من القصر اذ اوثقوك فهل سلمت فيك من جارحةو سحبا تجر بأسواقهم ألست اميرهم البارحةأتقضي و لم تبكك الباكيات أمالك في المصر من نائحةلئن تقض نحبا فكم في زرود عليك العشية من صائحة [416]

السفر الي العراق‌

لما بلغ الحسين ان يزيد انفذ عمرو بن سعيد العاص في عسكر و أمره علي الحاج و ولاه أمر الموسم و أوصاه بالفتك بالحسين أينما وجد [417] عزم علي الخروج من مكة قبل اتمام الحج و اقتصر علي العمرة كراهية ان تستباح به حرمة البيت [418] . [ صفحه 166]

خطبته في مكة

و قبل ان يخرج قام خطيبا فقال: الحمد لله و ما شاء الله و لا قوة الا بالله و صلي الله علي رسوله، خط الموت علي ولد آدم مخط القلادة علي جيد الفتاة و ما أولهني الي اسلافي اشتياق يعقوب الي يوسف و خير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلاة بين النواويس و كربلا فيملأن مني اكراشا جوفا و اجربة سغبا، لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضا الله رضانا اهل البيت، نصبر علي بلائه و يوفينا اجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحمته بل هي مجموعة لي في حضيرة القدس تقر بهم عينه و ينجز بهم وعده. ألا من كان فينا باذلا مهجته موطنا علي لقاء الله نفسه فليرحل معنا فاني راحل مصبحا ان شاء الله تعالي [419] .و كان خروجه (ع) من مكة لثمان مضين من ذي‌الحجة و معه أهل بيته و مواليه و شيعته من اهل الحجاز و البصرة و الكوفة الذين انضموا اليه أيام اقامته بمكة و أعطي كل واحد منهم عشرة دنانير و جملا يحمل عليه زاده [420] .

محاولات لصرفه عن السفر

و سأله جماعة من اهل بيته و غيرهم التريث عن هذا السفر حتي يستبين له حال الناس خوفا من غدر الكوفيين و انقلاب الأمر عليه ولكن «أبي‌الضيم» لم تسعه المصارحة بما عنده من العلم بمصير أمره لكل من قابله، لأن الحقائق كما هي لا تفاض لاي متطلب بعد تفاوت المراتب و اختلاف الاوعية سعة و ضيقا فكان عليه السلام يجيب كل واحد بما يسعه ظرفه و تتحمله معرفته.فيقول لابن‌الزبير: ان ابي حدثني ان بمكة كبشا به تستحل حرمتها فما احب ان اكون ذلك الكبش و لئن اقتل خارجا منها بشبر أحب الي من ان اقتل فيها [421] و ايم الله لو كنت في ثقب هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتي يقضوا في حاجتهم و الله ليعتدن علي كما اعتدت اليهود في السبت! [ صفحه 167] و لما خرج من عنده ابن‌الزبير قال الحسين لمن حضر عنده: ان هذا ليس شي‌ء من الدنيا احب اليه من ان اخرج من الحجاز و قد علم أن الناس لا يعدلونه بي، فود أني خرجت حتي يخلو له [422] .و اتاه محمد بن الحنفية في الليلة التي سار الحسين في صبيحتها الي العراق و قال: عرفت غدر أهل الكوفة بأبيك و اخيك و اني اخاف ان يكون حالك حال من مضي فأقم هنا فانك اعز من في الحرم و أمنعه فقال الحسين: اخاف ان يغتالني يزيد بن معاوية في الحرم فأكون الذي تستباح به حرمة هذا البيت، فأشار عليه ابن‌الحنفية بالذهاب الي اليمن أو بعض نواحي البر فوعده أبوعبدالله في النظر في هذا الرأي.و في سحر تلك الليلة ارتحل الحسين (ع) فأتاه ابن‌الحنفية و اخذ بزمام ناقته و قد ركبها و قال: ألم تعدني النظر فيما سألتك؟ قال: بلي، ولكن بعد ما فارقتك اتاني رسول الله (ص) و قال: يا حسين اخرج فان الله تعالي شاء ان يراك قتيلا فاسترجع «محمد» و حينما لم يعرف الوجه في حمل العيال معه و هو علي مثل هذا الحال قال له الحسين (ع) قد شاء الله تعالي ان يراهن سبايا [423] .و كتب اليه عبدالله بن جعفر الطيار مع ابنيه عون و محمد: اما بعد، فاني اسألك الله لما انصرفت حين تقرأ كتابي هذا فاني مشفق عليك من هذا الوجه ان يكون فهي هلاكك و استئصال اهل بيتك، ان هلكت اليوم اطفي‌ء نور الارض فانك علم المهتدين و رجاء المؤمنين فلا تعجل بالسير فاني في أثر كتابي و السلام.ثم اخذ عبدالله كتابا من عامل يزيد علي مكة عمرو بن سعيد بن العاص فيه امان للحسين و جاء به الي الحسين و معه يحيي بن سعيد بن العاص و جهد ان يصرف الحسين عن الوجه الذي اراده فلم يقبل ابوعبدالله (ع) و عرفه انه رأي رسول الله في المنام و امره بأمر لابد من انفاذه فسأله عن الرؤيا فقال: ما حدثت بها احدا و ما انا محدث بها حتي القي ربي عزوجل [424] . [ صفحه 168] و قال له ابن‌عباس: يا ابن العم اني اتصبر و ما اصبر، واتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك و الاستئصال. ان اهل العراق قوم غدر فلا تقربنهم! اقم في هذا البلد فانك سيد اهل الحجاز، و اهل العراق ان كانوا يريدونك كما زعموا فلينفوا عاملهم و عدوهم ثم اقدم عليهم فان ابيت الا ان تخرج فسر الي اليمن فان بها حصونا و شعابا و هي ارض عريضة طويلة، و لأبيك فيها شيعة و انت عن الناس في عزلة فتكتب الي الناس و ترسل و تبث دعاتك فاني ارجو ان يأتيك عند ذلك الذي تحب في عافية.فقال الحسين (ع): يا ابن العم اني و الله لأعلم انك ناصح مشفق و قد ازمعت علي المسير!فقال ابن‌عباس: ان كنت سائرا فلا تسر بنسائك و صبيتك فاني لخائف ان تقتل و هم ينظرون اليك، فقال الحسين: و الله لا يدعوني حتي يستخرجوا هذه العلقة من جوفي فاذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم من يذلهم حتي يكونوا اذل من «فرام المرأة» [425] .توجيه لدواعي السفرهذه غاية ما وصل اليه ادراك من رغب من تريث الحسين (ع) عن السفر الي العراق و ابوعبدالله لم تخف عليه نفسيات الكوفيين و ما شيبت به من الغدر و النفاق ولكن ماذا يصنع بعد اظهارهم الولاء و الانقياد له و الطاعة لامره و هل يعذر امام الامة في ترك ما يطلبونه من الارشاد و الانقاذ من مخالب الضلال و توجيههم الي الاصلح المرضي لرب العالمين مع انه لم يظهر منهم الشقاق [ صفحه 169] و الخلاف و اعتذاره (ع) عن المصير اليهم بما جبلوا عليه من الخيانة كما فعلوا مع ابيه و اخيه يسبب اثارة اللوم من كل من يبصر ظواهر الأشياء و الامام المقيض لهداية البشر اجل من ان يعمل عملا يكون للامة الحجة عليه، و البلاد التي اشار بها ابن‌عباس [426] و غيره لا منعة فيها و ما جري من بسر بن ارطاة مع أهل اليمن تؤكد و هنهم في المقاومة و الضعف عن رد الباغي. [ صفحه 170] و بهذا يصرح الشيخ الشوشتري أعلي الله مقامه فانه قال: كان للحسين تكليفان واقعي و ظاهري:أ - اما الواقعي الذي دعاه للاقدام علي الموت و تعريض عياله للاسر و اطفاله للذبح مع علمه بذلك، فالوجه فيه ان عتاة بني‌امية قد اعتقدوا انهم علي الحق و ان عليا و اولاده و شيعتهم علي الباطل حتي جعلوا سبه من اجزاء صلاة الجمعة، و بلغ الحال ببعضهم انه نسي اللعن في خطبة الجمعة فذكره و هو في السفر فقضاه! و بنوا مسجدا سموه «مسجد الذكر» فلو بايع الحسين يزيد و سلم الأمر اليه لم يبق من الحق اثر فان كثيرا من الناس يعتقد بأن المحالفة لبني‌امية دليل استصواب رأيهم و حسن سيرتهم، و اما بعد محاربة الحسين لهم و تعريض نفسه المقدسة و عياله و اطفاله للفوادح التي جرت عليهم فقد تبين لأهل زمانه و الاجيال المتعاقبة احقيته بالامر و ضلال من بغي عليه.ب - و اما التكليف الظاهري فلأنه (ع) سعي في حفظ نفسه و عياله بكل وجه، فلم يتيسر له و قد ضيقوا عليه الاقطار حتي كتب يزيد الي عامله علي المدينة ان يقتله فيها فخرج منها خائفا يترقب فلاذ بحرم الله الذي هو امن الخائف و كهف المستجير، فجدوا في القاء القبض عليه أو قتله غيلة و لو وجد متعلقا بأستار الكعبة، فالتزم بأن يجعل احرامه عمرة مفردة و ترك التمتع بالحج، فتوجه الي الكوفة لانهم كاتبوه و بايعوه و اكدوا المصير اليهم لانقاذهم من شرور الامويين فألزمه التكليف بحسب ظاهر الحال الي موافقتهم اتماما للحجة عليهم لئلا يعتذروا يوم الحساب بأنهم لجأوا اليه و استغاثوا به من ظلم الجائرين فاتهمهم بالشقاق و لم يغثهم مع انه لو لم يرجع اليهم فالي اين يتوجه و قد ضاقت عليه الارض بما رحبت و هو معني قوله لابن‌الحنفية: لو دخلت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتي يقتلوني!و قال لابي‌هرة الاسدي: ان بني‌امية أخذوا مالي فصبرت و شتموا عرضي فصبرت و طلبوا دمي فهربت [427] . [ صفحه 171] و لم يبق بمكة أحد الا حزن لمسيره، و لما أكثروا القول عليه انشد أبيات اخي الاوس لما حذره ابن عمه من الجهاد مع رسول الله (ص).سأمضي فما بالموت عار علي الفتي اذا ما نوي حقا و جاهد مسلماو واسي الرجال الصالحين بنفسه و فارق مثبورا و خالف مجرماثم قرأ: و كان امر الله قدرا مقدورا [428] .و سامته أن ينقاد للسلم ضارعا لديها و يأبي العز أن يضرع الحرفقال ردي يا نفس من سورة الردي فعند ورود الضيم يستعذب المرو حفت به من آله خير فتية لها ينتمي المجد المؤثل و الفخراذا هي سارت في دجي الليل ازهرت و باهت سواري النجم أوحهها الزهربكل كمي فوق اجرد سابح يتيه به في مشيه الدل و الكبراذا خف في الهيجاء و قر بمتنه بنجدة بأس فاطمأن له ظهرو يلطم خد الارض لكن وجهها بنضح دم الأعداء لا اللطم يحمرهم القوم من عليا لوي و غالب بهم تكشف الجلي و يستدفع الضريحيون هندي السيوف بأوجه تهلل من لئلاء طلعتها البشريلفون آحاد الالوف بمثلها اذا حل من معقود راياتها نشربيوم به وجه المنون مقطب وحد المواضي باسم الثغر يفتراذا اسود يوم النقع اشرقن بالبها لهم أوجه و الشوس ألوانها صفرو ما وقفوا في الحرب الا ليعبروا الي الموت و الخطي من دونه جسريكرون و الابطال نكصا تقاعست من الخوف و الآساد شيمتها الكرالي أن ثووا تحت العجاج بمعرك هو الحشر لا بل دون موقفه الحشرو ماتوا كراما تشهد الحرب انهم أباة اذا ألوي بهم حادث نكرعليهم من الهندي بيض عصائب تروق و من وشي الدما حلل حمرو عاد أبي‌الضيم بين عداته و ناصره البتار و الارن المهرفغبر في يوم الكفاح بأوجه الكتائب و الآفاق شاحبة غبر [ صفحه 172] اذا نظمت حب القلوب قناته فللسيف في أعناق اعدائه نثرفلا الوتر وتر حين تقترع الظبي و لا الشفع شفع حين تشتبك السمرو لو شاء ان يفني الاعادي لزلزل الوجود بهم لكنما قضي الامرو آثر أن يسعي الي الموت صابرا و نفس أبي‌الضيم شيمتها الصبرفأضحي علي الرمضاء شلوا تناهبت حشاه العوالي و المهندة البترقضي بين أطراف الأسنة ظاميا بحر حشي من دون غلتها الجمرفلهفي عليه فوق صالية الثري علي جسمه تجري المسومة الضمرأباحسن شكوي اليك و انها لو اعج أشجان يجيش بها الصدرأتدري بما لاقت من الكرب و البلا و ما واجهت بالطف أبناؤك الغرأعزيك فيهم انهم وردوا الردي بأفئدة ما بل غلتها قطرو ثاوين في حر الهجيرة بالعرا عليهم سوافي الريح بالترب تنجرمتي أيها الموتور تبعث غارة تعيد العدي و البر من دمهم بحراتغضي و انت المدرك الثار عن دم برغم الهدي أضحي و ليس له وترو تلك بجنب الطف فتيان هاشم ثوت تحت اطراف القنا دمها هدرفلا صبر حتي ترفعوها ذوابلا من الخط لا يلوي بخرصانها كسرو تقتدحوها بالصوارم جذوة من الحرب يصلي جمرها الجحفل المجرو تبتعثوها في المغار صواهلا من الخيل مقرونا بأعرافها النصرفكم نكأت منكم أمية قرحة الي الحشر لا يأتي علي جرحها السبرفمن صبية قد ارضعتها أمية ضروع المنايا و الدماء لها درفها هي صرعي و السهام عواطف حنوا عليها و الرمال لها حجرو من حرة بعد المقاصير أصبحت بمقفرة كالجمر يوقدها الحرو زاكية لم تلف في النوح مسعدا سوي انها بالسوط يزجرها زجرو مذعورة أضحت و خفاق قلبها تكاد شظاياه يطير بها الذعرو مذهولة من دهشة الخيل ابرزت عشية لا كهف لديها و لا خدرتجاذبها أيدي العدو خمارها فتستر بالايدي اذا أعوز السترسرت تتراماها العداة سوافرا يروح بها مصر و يغدو بها مصرربيبات خدر أين منهن خطة الموامي و لا يدرين ما السهل و الوعر [ صفحه 173] تطوف بها الأعداء في كل مهمه فيجذبها قفر و يقذفها قفر [429]

منازل السفر

التنعيم

و سار الحسين من مكة و مر «بالتنعيم» [430] فلقي عيرا عليها ورس و حلل ارسلها الي «يزيد بن معاوية» و اليه علي اليمن بحير بن يسار الحميري فأخذها الحسين (ع) و قال لاصحاب الابل: من أحب منكم أن ينصرف معنا الي العراق أوفينا كراءه و أحسنا صحبته، و من أحب المفارقة أعطيناه من الكراء علي ما قطع من الارض ففارقه بعضهم و مضي من احب صحبته [431] .و كان الحسين (ع) يري ان هذا ماله الذي جعله الله تعالي له يتصرف فيه كيف شاء، لانه امام علي الامة منصوب من «المهيمن» سبحانه و قد اغتصب يزيد و أبوه حقه و حق المسلمين فكان من الواجب عليه أن يحتوي علي في‌ء المسلمين لينعش المحاويج منهم و قد أفاض علي الاعراب الذين صحبوه في الطريق و رفعوا اليه ما مسهم من مضض الفقر، غير أن محتوم القضاء لم يمكن سيد شباب اهل الجنة من استرداد ما اغتصبه الجائرون من اموال امة النبي الاعظم (ص) و ان ارتفعت بتضحيته المقدسة عن البصائر حجب التمويه و عرفوا ضلال المستعدين علي الخلافة الالهية. [ صفحه 174]

الصفاح‌

و في الصفاح لقي الحسين (ع) الفرزدق بن غالب الشاعر فسأله عن خبر الناس خلفه فقال الفرزدق: قلوبهم معك و السيوف مع بني‌امية و القضاء ينزل من السماء! فقال أبوعبدالله (ع): صدقت لله الامر، و الله يفعل ما يشاء و كل يوم ربنا في شأن ان نزل القضاء بما نحب فنحمد الله علي نعمائه و هو المستعان علي أداء الشكر و ان حال القضاء دون الرجاء فلم يعتد من كان الحق نيته و التقوي سريرته ثم سأله الفرزدق عن نذور و مناسك و افترقا [432] .و يروي عن الفرزدق أنه قال خرجت من البصرة اريد العمرة فرأيت عسكرا في البرية، فقلت عسكر من؟ قالوا عسكر حسين بن علي فقلت لأقضين حق رسول الله (ص) فأتيته و سلمت عليه فقال: من الرجل؟ قلت الفرزدق بن غالب، فقال هذا نسب قصير، قلت أنت اقصر مني نسبا أنت ابن بنت رسول الله (ص) [433] .

ذات عرق‌

و سار ابوعبدالله (ع) لا يلوي أحد فلقي في «ذات عرق» [434] بشر [ صفحه 175] ابن غالب و سأله عن أهل الكوفة قال: السيوف مع بني‌امية و القلوب معك قال: صدقت: [435] .و حدث الرياشي عمن اجتمع مع الحسين (ع) في أثناء الطريق الي الكوفة يقول الراوي بعد أن حججت انطلقت أتعسف الطريق و حدي فبينا أسير اذ رفعت طرفي الي اخبية و فساطيط فانطلقت نحوها فقلت: لمن هذه الاخبية؟ قالوا: للحسين بن علي و ابن فاطمة عليهم السلام و انطلقت نحوه فاذا هو متكي علي باب الفسطاط يقرأ كتابا بين يديه فقلت: يا ابن رسول الله (ص) بأبي أنت و امي ما أنزلك في هذه الأرض القفراء التي ليس فيها ريف و لا منعة؟ قال عليه السلام: ان هؤلاء أخافوني و هذه كتب اهل الكوفة و هم قاتلي، فاذا فعلوا ذلك و لم يدعوا لله محرما الا انتهكوه بعث الله اليهم من يقتلهم حتي يكونوا أذل من فرام الامة [436] .

الحاجر

و لما بلغ الحاجر [437] من بطن الرمة كتب الي اهل الكوفة جواب كتاب مسلم ابن عقيل و بعثه مع قيس بن مسهر الصيداوي [438] و فيه: أما بعد فقد ورد علي [ صفحه 176] كتاب مسلم بن عقيل يخبرني باجتماعكم علي نصرنا و الطلب بحقنا فسألت الله أن يحسن لنا الصنع و يثيبكم علي ذلك اعظم الاجر و قد شخصت اليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي‌الحجة فاذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا في امركم فاني قادم في أيامي هذه.

بعض العيون‌

و سار من الحاجر و كان لا يمر بماء من مياه العرب الا اتبعوه [439] فانتهي الي ماء من مياه العرب عليه عبدالله بن مطيع العدوي، و لما عرف أن الحسين قاصد للعراق قال له: اذكرك الله يا ابن رسول الله و حرمة الاسلام أن تنتهك أنشدك الله في حرمة العرب فو الله لئن طلبت ما في ايدي بني‌امية ليقتلوك و لئن قتلوك لا يهابوا أحدا بعدك فأبي الحسين الا ان يمضي [440] .

الخزيمية

و اقام عليه السلام في الخزيمية [441] يوما و ليلة فلما أصبح أقبلت اليه اخته زينب عليهاالسلام و قالت: اني سمعت هاتفا يقول:ألا يا عين فاحتفلي بجهد فمن يبكي علي الشهداء بعدي‌علي قوم تسوقهم المنايا بمقدار الي انجاز وعدفقال يا اختاه كل الذي قضي فهو كائن [442] . [ صفحه 177]

زرود

و لما نزل الحسين في زرود [443] نزل بالقرب منه زهير بن القين البجلي [444] و كان غير مشايع له و يكره النزول معه لكن الماء جمعهم في المكان و بينا زهير و جماعته علي طعام صنع لهم اذ اقبل رسول الحسين يدعو زهيرا الي سيده أبي‌عبدالله (ع) فتوقف زهير عن الاجابة غير أن امرأته «دلهم بنت عمرو» حثته علي المسير اليه و سماع كلامه [445] .فمشي زهير الي الحسين و ما أسرع أن عاد الي أصحابه فرحا قد أسفر وجهه و أمر بفسطاطه و ثقله فحول الي جهة سيد شباب أهل الجنة و قال لامرأته: الحقي بأهلك فاني لا احب أن يصيبك بسببي الا خير ثم قال لمن معه: من أحب منكم نصرة ابن الرسول (ص) و الا فهو آخر العهد.ثم حدثهم بما أوعز به سلمان الفارسي من هذه الواقعة فقال: غزونا بلنجر [446] ففتحنا و اصبنا الغنائم و فرحنا بذلك و لما رأي سلمان الفارسي [447] ما نحن فيه من السرور قال اذا أدركتم سيد شباب آل محمد صلي الله عليه و آله فكونوا [ صفحه 178] أشد فرحا بقتالكم معه بما اصبتم من الغنائم فأما انا فاستودعكم الله [448] .فقالت زوجته: خار الله لك و أسالك ان تذكرني يوم القيامة عند جد الحسين عليه السلام [449] .و في زرود اخبر بقتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة فاسترجع كثيرا و ترحم عليهما مرارا [450] و بكي، و بكي معه الهاشميون و كثر صراخ النساء حتي ارتج الموضع لقتل مسلم بن عقيل و سالت الدموع كل مسيل [451] .فقال له عبدالله بن سليم و المنذر بن المشعل الاسديان ننشدك الله يا ابن رسول الله الا انصرفت من مكانك هذا فانه ليس لك بالكوفة ناصر.فقام آل عقيل و قالوا لا نبرح حتي ندرك ثارنا او نذوق ما ذاق اخونا فنظر اليهم الحسين و قال لا خير في العيش بعد هؤلاء [452] .فيا ابن‌عقيل فدتك النفو س لعظم رزيتك الفادحةلنبك لها بمذاب القلو ب فما قدر ادمعنا المالحةو كم طفلة لك قد اعولت و جمرتها في الحشا قادحةيعززها السبط في حجره لتغدو في قربه فار [453] تقول مضي عم مني ابي فمن ليتيمته النائحة [454] ثكول تبيت بليل اللسيع تعج و عن دارها نازحةو كم من كمي بأحشائه تركت زناد الاسي قادحة [ صفحه 179] دريت ابن عمك يوم الطفو ف تعاك باسرته الناصحةتحف به منهم فتيه صباح و احسابهم واضحةبكاك بماضي الشبا و الوغي وجوه المنايا بها كالحةاقام بضرب الطلي مأتما عليك و بيض الظبي نائحةو نادي عشيرتك الاقربين خذي الثأر يا اسرة الفاتحةو خاض بهم في غمار الحتو ف ولكنها بالظبي طائحةو قال لها يا نزار النزال فحربك في جدها مازحة [455]

الثعلبية

و في الثعلبية أتاه رجل و سأله عن قوله تعالي (يوم ندعوا كل اناس بامامهم) فقال عليه السلام امام دعا الي هدي فأجابوا اليه و امام دعا الي ضلالة فأجابوا اليها، هؤلاء في الجنة و هؤلاء في النار و هو قوله تعالي:(فريق في الجنة و فريق في السعير) [456] .و في هذا المكان اجتمع به رجل من أهل الكوفة فقال له الحسين اما و الله لو لقيتك بالمدينة لاريتك اثر جبرئيل في دارنا و نزوله بالوحي علي جدي يا أخا أهل الكوفة من عندنا مستقي العلم افعلموا وجهلنا؟ هذا مما لا يكون [457] و حديث بجير من اهل الثعلبية، قال مر الحسين بنا و انا غلام فقال له أخي: يا ابن بنت رسول الله اراك في قلة من الناس فأشار بالسوط الي حقيبة لرجل و قال هذه مملوءة كتبا [458] . [ صفحه 180]

الشقوق

و في الشقوق [459] رأي الحسين رجلا [460] مقبلا من الكوفة فسأله عن أهل العراق فأخبره انهم مجتمعون عليه فقال عليه السلام ان الامر لله يفعل ما يشاء و ربنا تبارك هو كل يوم في شأن ثم انشد.فان تكن الدنيا تعهد نفيسة فدار ثواب الله أعلي و انبل‌و ان تكن الاموال للترك جمعها فما بال متروك به المرء يبخل‌و ان تكن الارزاق قسما مقدرا فقلة حرص المرء في الكسب اجمل‌و ان تكن الابدان للموت أنشئت فقتل امري‌ء بالسيف في الله أفضل‌عليكم سلام الله يا آل احمد فاني أراني عنكم سوف أرحل [461]

زبالة

و في زبالة بقتل عبدالله بن يقطر الذي أرسله الحسين من الطريق الي مسلم بن عقيل فقبض عليه الحصين بن نمير القادسية و سرحه الي عبيدالله بن زياد فأمره ان يصعد المنبر و يلعن الكذاب ابن الكذاب و لما اشرف علي الناس قال: أيها الناس أنا رسول الحسين بن فاطمة لتنصروه و تؤازروه علي بن مرجانة فأمر به عبيدالله فالقي من فوق القصر فتكسرت عظامه و بقي به رمق فأتاه رجل يقال له عبدالملك بن عمير اللخمي فذبحه فلما عيب عليه قال انما اردت أن اريحه. و قيل الذي ذبحه رجل طوال يشبه عبدالملك بن عمير...فأعلم بذلك الناس و أذن لهم بالانصراف فتفرقوا عنه يمينا و شمالا و بقي في أصحابه الذين جاؤا معه من مكة و انما تبعه خلق كثير من الاعراب لظنهم انه يأتي بلدا اطاعه اهله فكره عليه السلام ان يسيروا معه الا علي علم بما يقدمون، [ صفحه 181] عليه و قد علم ان اذا أذن لهم بالانصراف لم يصحبه الا من يريد مواساته علي الموت [462] .

بطن العقبة

و سار من زبالة حتي نزل بطن العقبة و فيها قال لاصحابه: ما أراني الا مقتولا فاني رأيت في المنام كلابا تنهشني و أشدها علي كلب أبقع [463] .و أشار عليه عمرو بن لوذان من بني‌عكرمة بالرجوع الي المدينة لما عليه أهل الكوفة من الغدر و الخيانة فقال أبوعبدالله عليه السلام ليس يخفي علي الرأي و ان الله لا يغلب علي أمره [464] .ثم قال عليه السلام: انهم لن يدعوني حتي يستخرجوا هذه العلقة من جوفي فاذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم من يذلهم حتي يكونوا أذل فرق الامم [465] .

شراف‌

و سار من بطن العقبة حتي نزل شراف [466] و عند السحر أمر فتيانه أن يستقوا من الماء و يكثروا و في نصف النهار سمع رجلا من أصحابه يكبر فقال الحسين: لم كبرت؟ قال: رأيت النخل فأنكر من معه أن يكون بهذا الموضع نخل و انما [ صفحه 182] هو أسنة الرماح و آذان الخيل فقال الحسين: و أنا اراه ذلك ثم سألهم عن ملجأ يلجأون اليه فقالوا هذا «ذو حسم» [467] عن يسارك فهو كما تريد فسبق اليه الحسين و ضرب أبنيته.و طلع عليهم الحر الرياحي [468] مع الف فارس بعثه ابن‌زياد ليحبس الحسين عن الرجوع الي المدينة اينما يجده أو يقدم به الكوفة فوقف الحر و اصحابه مقابل الحسين في حر الظهيرة [469] .فلما رأي سيدالشهداء ما بالقوم من العطش امر اصحابه ان يسقوهم و يرشفوا الخيل فسقوهم و خيولهم عن آخرهم. ثم اخذوا يملأون القصاع و الطساس و يدنونها من الفرس فاذا عب فيها ثلاثا أو أربعا أو خمسا عزلت و سقي آخر حتي سقوا الخيل كلها [470] .و كان علي بن الطعان المحاربي مع الحر فجاء آخرهم و قد اضر به العطش فقال الحسين: أنخ الراوية و هي الجمل بلغة الحجاز فلم يفهم مراده فقال له: أنخ الجمل و لما أراد يشرب جعل الماء يسيل من السقاء فقال له «ريحانة الرسول» أخنث السقاء فلم يدر ما يصنع لشدة العطش فقام (ع) بنفسه و عطف السقاء حتي ارتوي و سقي فرسه.و هذا لطف و حنان من أبي‌الضيم علي هؤلاء الجمع في تلك البيداء المقفرة التي تعز فيها الجرعة الواحدة و هو عالم بحراجة الموقوف و نفاد الماء و ان غدا دونه تسيل النفوس ولكن العنصر النبوي و الكرام العلوي لم يتركا صاحبهما الا ان يجوز الفضل.أحشاشة الزهراء بل يا مهجة الكرار يا روح النبي الهادي [ صفحه 183] عجبا لهذا الخلق هلا اقبلوا كل اليك بروحه لك فادي‌لكنهم ما وازنوك نفاسة اني يقاس الذر بالاطوادعجبا لحلم الله جل جلاله هتكوا حجابك و هو بالمرصادعجبا لآل الله صاروا مغنما لبني‌يزيد هدية و زياد [471] ثم ان الحسين استقبلهم فحمد الله و اثني عليه و قال:انها معذرة الي الله عزوجل و اليكم و اني لم آتكم حتي اتتني كتبكم و قدمت بها علي رسلكم ان اقدم علينا فانه ليس لنا امام و لعل الله ان يجمعنا بك علي الهدي فان كنتم علي ذلك فقد جئتكم فاعطوني ما اطمئن به من عهودكم و مواثيقكم و ان كنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم الي المكان الذي جئت منه اليكم.فسكتوا جميعا.و اذن الحجاج بن مسروق الجعفي لصلاة الظهر فقال الحسين للحر: أتصلي بأصحابك قال: لا بل نصلي جميعا بصلاتك فصلي بهم الحسين.و بعد ان فرغ من الصلاة أقبل عليهم فحمد الله و اثني عليه و صلي علي النبي محمد و قال:ايها الناس انكم ان تتقوا الله و تعرفوا الحق لأهله يكن ارضي لله و نحن أهل بيت محمد (ص) اولي بولاية هذا الأمر من هؤلاء المدعين ما ليس لهم و السائرين بالجور و العدوان و ان ابيتم الا الكراهية لنا و الجهل بحقنا و كان رأيكم الآن علي غير ما اتتني به كتبكم انصرفت عنكم.فقال الحر: ما ادري ما هذه الكتب التي تذكرها فأمر الحسين عقبة بن سمعان فأخرج خرجين مملوأين كتبا. [ صفحه 184] قال الحر: اني لست من هؤلاء و اني أمرت ان لا افارقك اذا لقيتك حتي اقدمك الكوفة علي ابن‌زياد.فقال الحسين: الموت ادني اليك من ذلك و امر أصحابه بالركوب و ركبت النساء فحال بينهم و بين الانصراف الي المدينة فقال الحسين للحر ثكلتك امك ما تريد منا؟.قال الحر: اما لو غيرك من العرب يقولها لي و هو علي مثل هذا الحال ما تركت ذكر امه بالثكل كائنا من كان! و الله ما لي الي ذكر امك من سبيل الا بأحسن ما نقدر عليه.ولكن خذ طريقا نصفا بيننا لا يدخلك الكوفة و لا يردك الي المدينة حتي اكتب الي ابن‌زياد فلعل الله ان يرزقني العافية و لا يبتليني بشي‌ء من امرك.ثم قال للحسين: اني اذكرك الله في نفسك فاني اشهد لئن قاتلت لتقتلن فقال الحسين: أفبالموت تخوفني و هل يعدو بكم الخطب ان تقتلوني، و سأقول ما قال اخو الاوس لابن عمه و هو يريد نصرة رسول الله صلي الله عليه و آله [472] :سأمضي و ما بالموت عار علي الفتي اذا ما نوي حقا و جاهد مسلماو واسي الرجال الصالحين بنفسه و فارق مثبورا و خالف مجرمافان عشت لم اندم و ان مت لم الم كفي بك ذلا ان تعيش و ترغمافلما سمع الحر هذا منه تنحي عنه فكان الحسين يسير بأصحابه في ناحية و الحر و من معه في ناحية [473] .

البيضة

و في البيضة [474] خطب اصحاب الحر فقال بعد الحمد لله و الثناء عليه: ايها [ صفحه 185] الناس ان رسول الله قال: من رأي سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله ناكثا عهده مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالاثم و العدوان فلم يغير عليه بفعل و لا قول كان حقا علي الله ان يدخله مدخله ألا و ان هؤلاء قد لزموا الشيطان و تركوا طاعة الرحمن و اظهروا الفساد و عطلوا الحدود و استأثروا بالفي‌ء و احلوا حرام الله و حرموا حلاله و انا أحق ممن غير، و قد اتتني كتبكم و قدمت علي رسلكم ببيعتكم انكم لا تسلموني و لا تخذلوني فان أتممتم علي بيعتكم تصيبوا رشدكم، فأنا الحسين بن علي و ابن فاطمة بنت رسول الله نفسي مع أنفسكم و أهلي مع اهليكم و لكم في اسوة، و ان لم تفعلوا و نقضتم عهدكم و خلعتم بيعتي من أعناقكم فلعمري ما هي لكم بنكر لقد فعلتموها بأبي و أخي و ابن عمي مسلم، فالمغرور من اغتر بكم فحظكم اخطأتم و نصيبكم ضيعتم و من نكث فانما ينكث علي نفسي و سيغني الله عنكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته [475] .

الرهيمة

و في الرهيمة [476] لقيه رجل من أهالي الكوفة يقال له ابوهرم فقال: يا ابن رسول الله ما الذي أخرجك عن حرم جدك. فقال: يا أباهرم ان بني‌امية شتموا عرضي فصبرت و اخذوا مالي فصبرت و طلبوا دمي فهربت و ايم الله ليقتلوني فيلبسهم الله ذلا شاملا و سيفا قاطعا و يسلط عليهم من يذلهم [477] حتي يكونوا اذل من قوم سبا اذ ملكتهم امرأة فحكمت في اموالهم و دمائهم [478] .

القادسية

و في القادسية [479] قبض الحصين بن نمير التميمي علي قيس بن مسهر [ صفحه 186] الصيدواي رسول الحسين الي أهل الكوفة و كان ابن‌زياد امره ان ينظم الخيل ما بين القادسية الي خفان و منها الي القطقطانة و لما أراد ان يفتشه اخرج قيس الكتاب و خرقه و جي‌ء به الي ابن‌زياد فقال له لماذا خرقت الكتاب قال لئلا تطلع عليه فأصر ابن زياد علي ان يخبره بما فيه فأبي قيس فقال اذا اصعد المنبر و سب الحسين و أباه و أخاه و الا قطعتك اربا فصعد قيس المنبر حمد الله و اثني عليه و صلي علي النبي و آله و اكثر من الترحم علي اميرالمؤمنين و الحسن و الحسين و لعن عبيدالله بن زياد و اباه بني‌امية ثم قال ايها الناس أنا رسول الحسين اليكم و قد خلفته في موضع كذا فأجيبوه فأمر ابن‌زياد ان يرمي من اعلي القصر فرمي و تكسرت عظامه و مات [480] و يقال كان به رمق فذبحه عبدالملك بن عمير اللخمي فعيب عليه قال اردت ان اريحه [481] .

العذيب‌

و في عذيب الهجانات [482] و افاه اربعة نفر خارجين من الكوفة علي رواحلهم و يجنبون فرسا لنافع بن هلال يقال له «الكامل» و هم: عمرو بن خالد الصيداوي و سعد مولاه و مجمع بن عبدالله المذحجي و نافع بن هلال و دليلهم الطرماح بن عدي الطائي يقول:يا ناقتي لا تذعري من زجري و شمري قبل طلوع الفجربخير ركبان و خير سفر حتي تحلي بكريم النجرالماجد الحر رحيب الصدر أتي به الله لخير أمرثمت أبقاه بقاء الدهر [483] [ صفحه 187] فلما انتهوا الي الحسين عليه السلام أنشدوه الأبيات فقال عليه السلام أما و الله اني لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا قتلنا أم ظفرنا.و سألهم الحسين عن رأي الناس فأخبروه بأن الاشراف عظمت رشوتهم و قلوب ساير الناس معك و السيوف عليك ثم اخبروه عن قتل قيس بن مسهر الصيداوي فقال عليه السلام: منهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا. اللهم اجعل لنا و لهم الجنة و اجمع بيننا و بينهم في مستقر من رحمتك و رغائب مذخور ثوابك.و قال له الطرماح: رأيت الناس قبل خروجي من الكوفة مجتمعين في ظهر الكوفة فسألت عنهم قيل انهم يعرضون ثم يسرحون الي الحسين فانشدك الله أن لا تقدم عليهم فاني لا أري معك أحدا و لو لم يقاتلك الا هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكفي.ولكن سر معنا لتنزل جبلنا الذي يدعي «أجا» فقد امتنعنا به من ملوك غسان و حمير و من النعمان بن المنذر و من الأسود و الأحمر فو الله لا يأتي عليك عشرة أيام حتي تأتيك طي‌ء رجالا و ركبانا و أنا زعيم لك بعشرين الف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم الي أن يستبين لك ما أنت صانع.فجزاه الحسين و قومه خيرا و قال: ان بيننا و بين القوم عهدا و ميثاقا و لسنا نقدر علي الانصراف حتي تتصرف بنا و بهم الامور في عاقبة.فاستأذنه الطرماح وحده بأن يوصل الميرة الي أهله و يعجل المجي‌ء لنصرته فأذن له و صحبه الباقون.فأوصل الطرماح الميرة الي أهله و رجع مسرعا فلما بلغ عذيب الهجانات بلغه خبر قتل الحسين عليه السلام فرجع الي أهله [484] . [ صفحه 188]

قصر بني‌مقاتل‌

و سار من عذيب الهجانات حتي نزل قصر بني‌مقاتل [485] فرأي فسطاطا مضروبا و رمحا مركوزا و فرسا واقفا فسأل عنه فقيل هو لعبيدالله بن الحر الجعفي [486] فبعث اليه الحجاج بن مسروق الجعفي فسأله ابن‌الحر عما وراءه قال: هدية اليك و كرامة قبلتها هذا الحسين يدعوك الي نصرته فان قاتلت بين يديه اجرت و ان قتلت اشتشهدت فقال ابن‌الحر: و الله ما خرجت من الكوفة الا لكثرة ما رأيته خارجا لمحاربته و خذلان شيعته فعلمت أنه مقتول و لا اقدر علي [ صفحه 189] نصره و لست احب ان يراني و أراه [487] .فأعاد الحجاج كلامه علي الحسين فقام صلوات الله عليه و مشي اليه في جماعة من أهل بيته و صحبه فدخل عليه الفسطاط فوسع له عن صدر المجلس يقول ابن‌الحر: ما رأيت أحدا قط احسن من الحسين و لا املأ للعين منه و لا رققت علي أحد قط رقتي عليه حين رأيته يمشي و الصبيان حوله و نظرت الي لحيته فرأيتها كأنها جناح غراب فقلت له أسواد ام‌خضاب؟ قال: يا ابن‌الحر عجل علي الشيب فعرفت أنه خضاب [488] .و لما استقر المجلس بأبي‌عبدالله حمد الله و أثني عليه قال: يا ابن‌الحر ان أهل مصركم كتبوا الي انهم مجتمعون علي نصرتي و سألوني القدوم عليهم و ليس الأمر علي ما زعموا [489] و ان عليك ذنوبا كثيرة، فهل لك من توبة تمحو بها ذنوبك؟قال: و ما هي يا ابن رسول الله؟ فقال: تنصر ابن بنت نبيك و تقاتل معه [490] .فقال ابن‌الحر: و الله اني لأعلم ان من شايعتك كان السعيد في الآخرة ولكن ما عسي أن اغني عنك و لم اخلف لك بالكوفة ناصرا فانشدك الله ان تحملني علي هذه الخطة فان نفسي لا تسمح بالموت! ولكن فرسي هذه «الملحقة» و الله ما طلبت عليها شيئا قط الا لحقته و لا طلبني أحد و أنا عليها الا سبقته فخذها فهي لك.قال الحسين: أما اذا رغبت بنفسك عنا فلا حاجة لنا في فرسك [491] و لا فيك و ما كنت متخذ المضلين عضد [492] و اني أنصحك كما نصحتني ان استطعت أن لا تسمع صراخنا و لا تشهد وقعتنا فافعل فوالله لا يسمع و اعيتنا أحد و لا ينصرنا [ صفحه 190] الا اكبه الله في نار جهنم [493] .و ندم ابن‌الحر علي ما فاته من نصرة الحسين (ع) فأنشأ:أيا لك حسرة ما دمت حيا تردد بين صدري و التراقي‌غداة يقول لي بالقصر قولا أتتركنا و تعزم بالفراق‌حسين حين يطلب بذل نصري علي أهل العداوة و الشقاق‌فلو فلق التلهف قلب حر لهم اليوم قلبي بانفلاق‌و لو واسيته يوما بنفسي لنلت كرامة يوم التلاق‌مع ابن‌محمد تفديه نفسي فودع ثم أسرع بانطلاق‌لقد فاز الاولي نصروا حسينا و خاب الآخرون ذووا النفاق [494] و في هذا الموضع اجتمع به عمرو بن قيس المشرفي و ابن عمه فقال لهما الحسين: جئتما لنصرتي قالا له: انا كثيروا العيال و في أيدينا بضائع للناس و لم ندر ماذا يكون و نكره ان نضيع الامانة.فقال لهم عليه السلام: انطلقا فلا تسمعا لي واعية و لا تريا لي سوادا فانه من سمع واعيتنا أو رأي سوادنا فلم يجبنا أو يغثنا كان حقا علي الله عزوجل ان يكبه علي منخريه في النار [495] .

قري الطف‌

و لما كان آخر الليل أمر فتيانه بالاستقاء و الرحيل من قصر بني‌مقاتل و بينا [ صفحه 191] يسيرون اذ سمع الحسين يقول: انا لله و انا اليه راجعون و الحمد لله رب العالمين و كرره فسأله علي الأكبر عن استرجاعه فقال: اني خفقت برأسي فعن لي فارس و هو يقول: القوم يسيرون و المنايا تسري اليهم فعلمت انها انفسنا نعيت الينا فقال علي الاكبر: لا أراك الله سوءا السنا علي الحق؟ قال بلي و الذي اليه مرجع العباد فقال: يا ابت اذن لا نبالي أن نموت محقين! فقال (ع): جزاك الله من ولد خير ما جزي ولدا عن والده [496] .و لم يزل الحسين يتياسر الي أن انتهي الي نينوي [497] و اذا راكب علي نجيب و عليه السلاح فانتظروه و اذا هو رسول ابن‌زياد الي الحر معه كتاب يقول فيه: جعجع [498] بالحسين حين تقرأ كتابي و لا تنزله الا بالعراء علي غير ماء و غير حصن.فقرأ الحر الكتاب علي الحسين فقال له: دعنا ننزل نينوي أو الغاضريات أو شفية فقال الحر: لا استطيع فان الرجل عين علي [499] .قال زهير بن القين: يا ابن رسول الله ان قتال هؤلاء أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم فلعمري ليأتينا ما لا قبل لنا به فقال الحسين ما كنت أبدأهم بقتال، ثم قال زهير: ههنا قرية بالقرب منا علي شط الفرات و هي في عاقول حصينة و الفرات يحدق بها الا من وجه واحد قال الحسين: ما اسمها؟ فقال: [ صفحه 192] تسمي «العقر» [500] فقال (ع): نعوذ بالله من العقر.و التفت الحسين الي الحر و قال: سر بنا قليلا فساروا جميعا حتي اذا وصلوا أرض كربلاء وقف الحر و أصحابه أمام الحسين (ع) و منعوه عن المسير و قالوا: ان هذا المكان قريب من الفرات، و يقال بينا هم يسيرون اذ وقف جواد الحسين و لم يتحرك كما أوقف الله ناقة النبي (ص) عند الحديبية [501] فعندها سأل الحسين عن الارض قال له زهير: سر راشدا و لا تسأل عن شي‌ء حتي يأذن الله بالفرج ان هذه الارض تسمي الطف فقال عليه السلام: فهل لها اسم غيره؟ قال: تعرف كربلا فدمعت عيناه [502] و قال: اللهم أعوذ بك من الكرب و البلاء [503] ههنا محط ركابنا و سفك دمائنا و محل قبورنا بهذا حدثني جدي رسول الله [504] .تا لله لا انسي و ان نسي الوري بالطف وقفة مهره المتسرع‌أجواده هل قيدتك يد الردي حتي وقفت به وقوف تمنع‌قد كنت اسرع من و ميض سحابة نزل البلا اسرعت ام لم تسرع‌هلا تنكبت الطريق وحدت عن ذاك المضيق الي الفضاء الاوسع [ صفحه 193] كيف اقتحمت به المهالك لا أبا لك كيف ذلك كيف لم تتمنع‌أعظم بها من وقفة قامت بعر صتها قيامة أهل ذاك المجمع‌اعظم بها من وقفة قد ضعضعت اركان عرش الله اي تضعضع‌هي وقفة ليزيد منها وقفة يوما يقال لأحمد قم و اشفع‌هي وقفة قد أعقبتها وقعة قد جرعتنا غصة لم تجرع‌هي وقفة قعدت بآل محمد احزانها حتي يقوم المدعي [505]

كربلاء

و كان نزوله في كربلاء في الثاني من المحرم سنة احدي و ستين [506] فجمع (ع) ولده و اخوته و أهل بيته و نظر اليهم و بكي و قال: اللهم انا عترة نبيك محمد قد اخرجنا و طردنا و ازعجنا عن حرم جدنا و تعدت بنوامية علينا، اللهم فخذ لنا بحقنا و انصرنا علي القوم الظالمين.و اقبل علي أصحابه فقال:الناس عبيد الدنيا، و الدين لعق علي السنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون [507] . [ صفحه 194] ثم حمد الله و اثني عليه و صلي علي محمد و آله و قال:أما بعد فقد نزل بنا من الأمر ما قد ترون و ان الدنيا قد تغيرت و تنكرت و أدبر معروفها و لم يبق منها الا صبابة كصبابة الاناء و خسيس عيش كالمرعي الوبيل ألا ترون الي الحق لا يعمل به و الي الباطل لا يتناهي عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله! فاني لا أري الموت الا سعادة و الحياة مع الظالمين الا برما [508] .فقام زهير و قال: سمعنا يا ابن رسول الله مقالتك و لو كانت الدنيا لنا باقية و كنا فيها مخلدين لآثار النهوض معك علي الاقامة فيها.و قال برير: يا ابن رسول الله لقد من الله بك علينا أن نقاتل بين يديك تقطع فيك أعضاؤنا ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة [509] .و قال نافع من هلال: أنت تعلم ان جدك رسول الله لم يقدر أن يشرب الناس محبته و لا أن يرجعوا الي أمره ما أحب و قد كان منهم منافقون يعدونه بالنصر و يضمرون له الغدر يلقونه بأحلي من العسل و يخلفونه بأمر من الحنظل حتي قبضه الله اليه و ان أباك عليا كان في مثل ذلك فقوم قد أجمعوا علي نصره و قاتلوا معه الناكثين و القاسطين و المارقين حتي أتاه أجله فمضي الي رحمة الله و رضوانه. و أنت اليوم عندنا في مثل تلك الحالة، فمن نكث عهده و خلع بيعته فلن يضر الا نفسه و الله مغن عنه، فسر بنا راشدا معافي مشرقا ان شئت أو [ صفحه 195] مغربا فوالله ما أشفقنا من قدر الله و لا كرهنا لقاء ربنا و انا علي نياتنا و بصائرنا نوالي من والاك و نعادي من عاداك [510] .بأبي من شروا لقاء الحسين بفراق النفوس و الارواح‌وقفوا يدرأون سمر العوالي عنه و النبل وقفة الأشباح‌فوقوه بيض الظبي بالنحور ال بيض و النبل بالوجوه الصباح‌فئة ان تعاور النقع ليلا أطلعوا في سماه شهب الرماح‌و اذا غنت السيوف و طافت أكؤس الموت و انتشي كل صاح‌باعدوا بين قربهم و المواضي و جسوم الاعداء و الارواح‌أدركوا بالحسين أكبر عيد فغدوا في مني الطفوف أضاحي‌لست أنسي من بعدهم طود عز و أعاديه مثل سيل البطاح‌و هو يحمي دين النبي بعضب بسناه لظلمة الشرك ما حي‌فتطير القلوب منه ارتياعا كلما شد راكبا ذا الجناح‌ثم لما نال الظما منه و الشمس و نزف الدما و ثقل السلاح‌أوقف الطرف يستريح قليلا فرماه القضا بسهم متاح‌فهوي العرش للثري و ادلهمت برماد المصاب منها النواحي‌حر قلبي لزينب اذ رأته ترب الجسم مثخنا بالجراح‌أخرس الخطب نطقها فدعته بدموع بما تجن فصاح‌يا منار الضلال و الليل داج و ظلال الرميض و اليوم ضاحي‌كنت لي يوم كنت كهفا منيعا سجسج الظل خافق الارواح‌أتري القوم اذ عليك مررنا منعونا من البكا و النياح‌ان يكن هينا عليك هواني و اغترابي مع العدي و انتزاحي‌و مسيري أسرة للاعادي و ركوبي علي النياق الطلاح‌فبرغمي أني أراك مقيما بين سمر القنا و بيض الصفاح‌لك جسم علي الرمال و رأس رفعوه علي رؤوس الرماح‌بأبي الواردون حوض المنايا يوم ذيدوا عن الفرات المباح‌بأبي اللابسون حمر ثياب طرزتهن سافيات الرياح [511] [ صفحه 196] ثم انه عليه السلام اشتري النواحي التي فيها قبره من أهل نينوي و الغاضرية بستين الف درهم و تصدق بها عليهم و اشترط عليهم أن يرشدوا الي قبره و يضيفوا من زاره ثلاثة أيام، و كان حرم الحسين (ع) الذي اشتراه أربعة أميال في أربعة اميال، فهو حلال لولده و لمواليه و حرام علي غيرهم ممن خالفهم و فيه البركة، و في الحديث عن الصادق (ع) انهم لم يفوا بالشرط [512] .و لما نزل الحسين (ع) كربلاء كتب الي ابن‌الحنفية و جماعة من بني‌هاشم: اما بعد فكأن الدنيا لم تكن و كأن الآخرة لم تزل و السلام [513] .

ابن‌زياد مع الحسين‌

و بعث الحر الي ابن‌زياد يخبره بنزول الحسين في كربلاء فكتب ابن‌زياد الي الحسين: أما بعد يا حسين فقد بلغني نزولك كربلاء و قد كتب الي أميرالمؤمنين يزيد أن لا أتوسد الوثير و لا أشبع من الخمير او ألحقك بالطيف الخبير أو تنزل علي حكمي و حكم يزيد و السلام.و لما قرأ الحسين الكتاب رماه من يده و قال: لا أفلح قوم اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق! و طالبه الرسول بالجواب فقال: ما له عندي جواب لأنه حقت عليه كلمة العذاب!و سامته يركب احدي اثنتين و قد صرت الحرب اسنانها [ صفحه 197] فاما يري مذعنا أو تموت نفس أبي‌العز اذعانهافقال لها اعتصمي بالابا فنفس الابي و ما زانهااذا لم تجد غير لبس الهوان فبالموت تنزع جثمانهايري القتل صبرا شعار الكرام و فخرا يزين لها شأنهافشمر للحرب عن معرك به عرك الموت فرسانهاو أضرمها لعنان السماء حمراء تلفح نيرانهاركين و للارض تحت الكماة رجيف يزلزل ثهلانها [514] و أخبر الرسول ابن‌زياد بما قاله أبوعبدالله (ع) فاشتد غضبه [515] و أمر عمر ابن سعد بالخروج الي كربلاء و كان معسكرا (بحمام أعين) في أربعة آلاف ليسير بهم الي «دستبي» لأن الديلم قد غلبوا عليها [516] و كتب له ابن‌زياد عهدا بولاية الري و ثغر دستبي و الديلم [517] فاستعفاه ابن‌سعد و لما استرد منه العهد استمهله ليلته و جمع عمر بن سعد نصحاءه فنهوه عن المسير لحرب الحسين و قال له ابن اخته حمزة بن المغيرة بن شعبة: أنشدك الله ان لا تسير لحرب الحسين فتقطع رحمك و تأثم بربك فو الله لئن تخرج من دنياك و مالك و سلطان الارض كله لو كان لك لكان خيرا لك من ان تلقي الله بدم الحسين [518] .فقال ابن‌سعد: أفعل ان شاء الله و بات ليلته مفكرا في امره و سمع يقول:أأترك ملك الري و الري رغبتي أم ارجع مذموما بقتل حسين‌و في قتله النار التي ليس دونها حجاب و ملك الري قرة عيني [519] [ صفحه 198] و عند الصباح أتي ابن‌زياد و قال: انك وليتني هذا العمل و سمع به الناس فأنفذني له و ابعث الي الحسين من لست أغني في الحرب منه، و سمي له اناسا من اشراف الكوفة.فقال ابن‌زياد: لست استأمرك فيمن أريد ان أبعث، فان سرت بجندنا و الا فابعث الينا عهدنا، فلما رآه ملحا قال: اني سائر [520] فأقبل في أربعة آلاف و انضم اليه الحر فيمن معه و دعا عمر بن سعد عزرة بن قيس الاحمسي و أمره أن يلقي الحسين و يسأله عما جاء به فاستحيا عزرة لأنه ممن كاتبه فسأل من معه من الرؤساء أن يلقوه فأبوا لأنهم كاتبوه.فقام كثير بن عبدالله الشعبي و كان جريئا فاتكأ و قال: أنا له و ان شئت ان أفتك به لفعلت قال: لا ولكن سله ما الذي جاء به، فأقبل كثير و عرفه أبوثمامة الصائدي فقام في وجهه و قال: ضع سيفك و ادخل علي الحسين، فأبي و استأبي ثم انصرف.فدعا عمر بن سعد قرة بن قيس الحنظلي ليسأل الحسين، و لما أبلغه رسالة ابن‌سعد قال أبوعبدالله ان اهل مصركم كتبوا الي أن أقدم علينا فأما اذا كرهتموني انصرفت عنكم.فرجع بذلك الي ابن‌سعد و كتب الي ابن‌زياد بما يقول الحسين فأتاه جوابه: أما بعد فاعرض علي الحسين و أصحابه البيعة ليزيد، فان فعل رأينا رأينا [521] .

خطبة ابن‌زياد

و جمع ابن‌زياد الناس في جامع الكوفة فقال ايها الناس انكم بلوتم آل أبي [ صفحه 199] سفيان فوجدتموهم كما تحبون، و هذا اميرالمؤمنين يزيد قد عرفتموه حسن السيرة محمود الطريقة محسنا الي الرعية يعطي العطاء في حقه و قد امنت السبل علي عهده و كذلك كان ابوه معاوية في عصره، و هذا ابنه يزيد يكرم العباد و يغنيهم بالأموال، و قد زادكم في أرزاقكم مائة مائة و أمرني ان اوفرها عليكم و اخرجكم الي حرب عدوه الحسين فاسمعوا له و أطيعواثم نزل و وفر العطاء و خرج الي «النخيلة» [522] و عسكر فيها و بعث علي الحصين بن نمير التميمي و حجار بن أبجر و شمر بن ذي‌الجوشن و شبث بن ربعي و أمرهم بمعاونة ابن‌سعد فاعتل شبث بالمرض [523] فأرسل اليه أن رسولي يخبرني بتمارضك و أخاف أن تكون من الذين اذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا و اذا خلوا الي شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزؤن فان كنت في طاعتنا فأقبل مسرعا، فأتاه بعد العشاء لئلا ينظر الي وجهه فلم يجد عليه أثر العلة و وافقه علي ما يريد [524] .و جعل عبيدالله بن زياد زجر بن قيس الجعفي علي مسلحة في خمسمائة فارس و أمره أن يقيم بجسر الصراة يمنع من يخرج من الكوفة يريد الحسين (ع)، فمر به عامر بن أبي‌سلامة بن عبدالله بن عرار الدالاني فقال له زجر: قد عرفت حيث تريد فارجع، فحمل عليه و علي أصحابه فهزمهم و مضي و ليس أحد منهم يطمع في الدنو منه فوصل كربلاء و لحق بالحسين عليه السلام حتي قتل معه و كان قد شهد المشاهد مع اميرالمؤمنين علي بن أبي‌طالب عليه السلام [525] .

الحسين عند الكوفيين‌

و لم تزل الكراهية ظاهرة علي الناس في قتال الحسين لانه ابن الرسول [ صفحه 200] الأقدس و سيد شباب أهل الجنة و لم تغب عن أذهانهم مصارحات النبي (ص) و أبيه الوصي فيه و في أخيه المجتبي و قد عرفوا فضله يوم أجدبت الكوفة و قحط الناس ففزعوا الي «ابي‌الحسن» فأخرج السبط الشهيد للاستسقاء و ببركات نفسه القدسية و نوره المتكون من الحقيقة المحمدية استجاب الله تعالي له و أرسل المطر حتي اعشبت الأرض بعد جدبها و هو الذي ملك المشرعة يوم صفين فسقي المسلمين بعد أن جهدهم العطش [526] و لنبأ سقيه الحر و الف فارس معه في تلك الأرض القاحلة حتي أرواهم و خيولهم، دوي في أرجاء الكوفة.فهل يستطيع أحد و الحالة هذه علي مقابلته و محاربته لولا غلبة الهوي و التناهي في الطغيان و ضعف النفوس و لذلك كان الجمع الكثير يتسلل اذا وصل كربلاء و لم يبق الا القليل فلما عرف ابن‌زياد ذلك بعث سويد بن عبدالرحمن المنقري في خيل و أمره ان يطوف في سكك الكوفة و احياء العرب و يعلن بالخروج الي حرب الحسين و من تخلف جاء به اليه فوجد رجلا من اهل الشام قدم الكوفة في طلب ميراث له فقبض عليه و جاء به الي ابن‌زياد فأمر بضرب عنقه فلما رأي الناس الشر منه خرجوا جميعا [527] .

الجيوش‌

فخرج الشمر [528] في أربعة آلاف و يزيد بن الركاب في الفين و الحصين بن نمير التميمي في أربعة آلاف و شبث بن ربعي في الف و كعب بن طلحة في ثلاثة آلاف و حجار بن ابجر في الف و مضاير بن رهينة المازني في ثلاثة آلاف و نصر بن حرشة في الفين [529] فتكامل عند ابن‌سعد لست خلون من المحرم عشرون الفا [530] و لم يزل ابن‌زياد يرسل العساكر الي ابن‌سعد حتي تكامل عنده ثلاثون الفا. [ صفحه 201] روي أبوعبدالله الصادق عليه السلام ان الحسين دخل علي أخيه الحسن في مرضه الذي استشهد فيه فلما رأي ما به بكي فقال له الحسن: ما يبكيك يا أباعبدالله؟ قال: أبكي لما صنع بك فقال الحسن عليه السلام: ان الذي أوتي الي سم اقتل به ولكن لا يوم كيومك يا أباعبدالله و قد ازدلف اليك ثلاثون الفا يدعون انهم من امة جدنا محمد و ينتحلون دين الاسلام فيجتمعون علي قتلك و سفك دمك و انتهاك حرمتك و سبي ذراريك و نسائك و انتهاب ثقلك فعندها تحل ببني‌امية اللعنة و تمطر السماء رمادا و دما و يبكي عليك كل شي‌ء حتي الوحوش في الفلوات و الحيتان في البحار [531] .و كتب ابن‌زياد الي ابن‌سعد: اني لم اجعل لك علة في كثرة الخيل و الرجال فانظر: لا تمسي و لا تصبح الا و خبرك عندي غدوة و عشية و كان يستحثه علي الحرب لست خلون من المحرم [532] .حشدت كتائبها علي ابن‌محمد بالطف حيث تذكرت آباءهاالله اكبر يا رواسي هذه الا رض البسيطة زايلي ارجاءهايلقي ابن منتجع الصلاح كتائبا عقد ابن منتجع السفاح لواءهاما كان اوقحها صبيحة قابلت بالبيض جبهته تريق دماءها

المشرعة

ما بل أوجهها الحيا و لو انه قطع الصفا بل الحيا ملساءهامن اين تخجل اوجه اموية سكبت بلذات الفجور حياءهاقهرت بني‌الزهراء في سلطانها و استأصلت بصفاحها امراءهاملكت عليها الأمر حتي حرمت في الأرض مطرح جنبها و ثواءها [ صفحه 202] ضاقت بها الدنيا فحيث توجهت رأت الحتوف امامها و وراءهافاستوطأت ظهر الحمام و حولت للعز عن ظهر الهوان و طاءهاطلعت ثنيات الحتوف بعصبة كان السيوف قضاءها و مضاءهالقلوبها امتحن الاله بموقف محضته فيه صبرها و بلاءهاكانت سواعد آل بيت محمد و سيوف نجدتها علي من ساءهاكره الحمام لقاءها في ضنكه لكن أحب الله فيه لقاءهافثوت بأفئدة صواد لم تجد ريا يبل سوي الردي احشاءهاو اراك تنشي‌ء يا غمام علي الوري ظلا و تروي من حياك ظماءهاو قلوب أبناء النبي تفطرت عطشا بقفر ارمضت أشلاءهاو امض ما جرعت من الغصص التي قد حت بجانحة الهدي ايراءهاهتك الطغاة علي بنات محمد حجب النبوة خدرها و خباءهافتنازعت احشاءها حرق الجوي و تجاذبت أيدي العدو رداءهاعجبا لحلم الله و هي بعينه برزت تطيل عويلها و بكاءهاو يري من الزفرات تجمع قلبها بيد و تدفع في يد اعداءهاما كان أوجعها لمهجة (احمد) و امض في كبد (البتولة) داءها [533] و انزل ابن‌سعد الخيل علي الفرات فحموا الماء و حالوا بينه و بين سيدالشهداء و لم يجد أصحاب الحسين طريقا الي الماء حتي اضربهم العطش فاخذ الحسين فأسا و خطا وراء خيمة النساء تسع عشرة خطوة نحو القبلة و حفر فنبعت له عين ماء عذب فشربوا ثم غارت العين و لم ير لها أثر فأرسل ابن‌زياد الي ابن‌سعد: بلغني ان الحسين يحفر الآبار و يصيب الماء فيشرب هو و أصحابه فانظر اذا ورد عليك كتابي فامنعهم من حفر الآبار ما استطعت و ضيق عليهم غاية التضييق، فبعث في الوقت عمرو بن الحجاج في خمسمائة فارس و نزلوا علي الشريعة [534] و ذلك قبل مقتل الحسين بثلاثة أيام [535] . [ صفحه 203]

اليوم السابع‌

و في اليوم السابع اشتد الحصار علي سيدالشهداء و من معه و سد عنهم باب الورود و نفد ما عندهم من الماء فعاد كل واحد يعالج لهب العطش، و بطبع الحال كان العيال بين أنة و حنة و تضور و نشيج و متطلب للماء الي متحر له بما يبل غلته و كل ذلك بعين «أبي‌علي» و الغياري من آله و الاكارم من صحبه و ما عسي ان يجدوا لهم شيئا و بينهم و بين الماء رماح مشرعة و سيوف مرهفة لكن «ساقي العطاشي» لم يتطامن علي تحمل تلك الحالة.أو تشتكي العطش الفواطم عنده و بصدر صعدته الفرات المفعم‌و لو استقي نهر المجرة لارتقي و طويل ذابله اليها سلم‌لو سد ذو القرنين دون و روده نسفته همته بما هو أعظم‌في كفه اليسري السقاء يقله و بكفه اليمني الحسام المخذم‌مثل السحابة للفواطم صوبه فيصيب حاصبه العدو فيرجم [536] هنا قيض أخاه العباس لهذه المهمة في حين أن نفسه الكريمة تنازعه اليه قبل المطلب فأمر أن يستقي للحرائر و الصبية و ضم اليه عشرين راجلا مع عشرين قربة و قصدوا الفرات بالليل غير مبالين بمن و كل بحفظ الشريعة لأنهم محتفون «بأسد آل محمد» و تقدم نافع بن هلال الجملي باللواء فصاح عمرو بن الحجاج: من الرجل؟ قال: جئنا لنشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه. فقال: اشرب هنيئا و لا تحمل الي الحسين منه. قال نافع لا و الله لا أشرب منه قطرة و الحسين و من معه من آله و صحبه عطاشي.و صاح نافع بأصحابه املأوا أسقيتكم فشد عليهم أصحاب ابن‌الحجاج فكان بعض القوم يملأ القرب و بعض يقاتل و حاميهم «ابن بجدتها» المتربي في حجر البسالة الحيدرية «ابوالفضل» فجاؤا بالماء و ليس في اعدائهم من تحدثه [ صفحه 204] نفسه بالدنو منهم فرقا من ذلك البطل المغوار فبلت غلة الحرائر و الصبية الطيبة من ذلك الماء [537] .ولكن لا يفوتنا أن تلك الكمية القليلة من الماء ما عسي ان تجدي اولئك الجمع الذي هو اكثر من مائة و خمسين، رجالا و نساء و اطفالا أو انهم ينيفون علي المائتين، و من المقطوع به انه لم ترو أكبادهم الا مرة واحدة فسرعان ان عاد اليهم الظما و الي الله و رسوله المشتكي.اذا كان ساقي الحوض في الحشر حيدر فساقي عطاشي كربلاء أبوالفضل‌علي ان ساقي الناس في الحشر قلبه مريع و هذا بالظما قبله يغلي‌وقفت علي ماء الفرات و لم أزل اقول له و القول يحسنه مثلي‌علامك تجري لا جريت لوارد و ادركت يوما بعض عارك بالغسل‌اما نشفت اكباد آل محمد لهيبا و لا ابتلت بعل و لا نهل‌من الحق ان تذوي غصونك ذبلا أسي و حياء من شفاهم الذبل‌فقال استمع للقول ان كنت سامعا و كن قابلا عذري و لا تكثرن عذلي‌ألا ان ذا دمعي الذي انت ناظر غداة جعلت النوح بعدهم شغلي‌برغمي أري مائي يلذ سواهم به و هم صرعي علي عطش حولي‌جزي الله عنهم في المواساة عمهم (اباالفضل) خيرا لو شهدت اباالفضل‌لقد كان سيفا صاغه بيمينه (علي) فلم يحتج شباه الي الصقل‌اذا عد ابناء النبي (محمد) رآه أخاهم من رآه بلا فضل‌ولم ار ظام [538] حوله الماء قبله و لم يرو منه و هو ذو مهجة تغلي‌و ما خطبه الا الوفاء و قل ما يري هكذا خلا وفيا مع الخل‌يمينا بيمناك القطيعة و التي تسمي شمالا و هي جامعة الشمل‌بصبرك دون ابن النبي بكربلا علي الهول امر لا يحيط به عقلي‌و وافاك لا يدري افقدك راعه ام العرش غالته المقادير بالثل [ صفحه 205] اخي كنت لي درعا و نصلا كلاهما فقدت فلا درعي لدي و لا نصلي [539]

غرور ابن‌سعد

و ارسل الحسين عمرو بن قرظة الأنصاري الي ابن‌سعد يطلب الاجتماع معه ليلا بين المعسكرين فخرج كل منهما في عشرين فارسا و أمر الحسين من معه أن يتأخر الا العباس و ابنه عليا الأكبر و فعل ابن‌سعد كذلك و بقي معه ابنه حفص و غلامه.فقال الحسين: يا ابن‌سعد أتقاتلني أما تتقي الله الذي اليه معادك؟! فأنا ابن من قد علمت! ألا تكون معي و تدعي هؤلاء فانه أقرب الي الله تعالي؟قال عمر: أخاف ان تهدم داري قال الحسين: أنا أبنيها لك فقال: أخاف ان تؤخذ ضيعتي قال عليه السلام: أنا أخلف عليك خيرا منها من مالي بالحجاز [540] و يروي أنه قال لعمر: اعطيك (البغيبغة) و كانت عظيمة فيها نخل و زرع كثير دفع معاوية فيها الف الف دينار فلم يبعها منه [541] فقال ابن‌سعد: ان لي بالكوفة عيالا و أخاف عليهم من ابن‌زياد القتل.و لما أيس منه الحسين قام و هو يقول: مالك ذبحك الله علي فراشك عاجلا و لا غفر لك يوم حشرك فوالله اني لأرجو أن لا تأكل من بر العراق الا يسيرا، قال ابن‌سعد مستهزءا: في الشعير كفاية [542] .و أول ما شاهده من غضب الله عليه ذهاب ولاية الري فانه لما رجع من كربلا طالبه ابن‌زياد بالكتاب الذي كتبه بولاية (الري) فادعي ابن‌سعد ضياعه فشدد عليه باحضاره فقال له ابن‌سعد تركته يقرأ علي عجائز قريش اعتذارا منهن اما و الله لقد نصحتك بالحسين نصيحة لو نصحتها أبي‌سعدا كنت قد أديت حقه فقال عثمان بن زياد اخو عبيدالله صدق! وددت ان في انف كل [ صفحه 206] رجل من بني‌زياد خزامة الي يوم القيامة و ان الحسين لم يقتل [543] .و كان من صنع المختار معه انه لما اعطاه الامان استأجر نساء يبكين علي الحسين و يجلسن علي باب دار عمر بن سعد و كان هذا الفعل يلفت نظر المارة الي ان صاحب هذه الدار قاتل سيد شباب أهل الجنة فضجر ابن‌سعد من ذلك و كلم المختار في رفعهن عن باب داره فقال المختار ألا يستحق الحسين البكاء عليه [544] . و لما اراد اهل الكوفة ان يؤمروا عليهم عمر بن سعد بعد موت يزيد ابن معاوية لينظروا في امرهم جاءت نساء همدان و ربيعة، الي الجامع الأعظم صارخات يقلن ما رضي ابن‌سعد بقتل الحسين حتي اراد ان يتأمر فبكي الناس و اعرضوا عنه [545] .

افتراء ابن‌سعد

و افتعل ابن‌سعد علي أبي‌الضيم ما لم يقله و كتب الي ابن‌زياد زعما منه ان فيه صلاح الامة و جمال النظام فقال في كتابه:أما بعد فان الله اطفأ النائرة و جمع الكلمة و اصلح أمر الامة، و هذا حسين أعطاني ان يرجع الي المكان الذي منه أتي، او ان يسير الي ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين له ما لهم و عليه ما عليهم، أو ان يأتي اميرالمؤمنين يزيد فيضع يده في يده فيري فيما بينه و بينه رأيه و في هذا رضا لكم و للامة صلاح [546] .و هيهات ان يكون ذلك الابي و من علم الناس الصبر علي المكاره و ملاقاة الحتوف - طوع ابن مرجانة و منقادا لابن آكلة الاكباد! أليس هو القائل لاخيه الأطرف: و الله لا اعطي الدنية من نفسي، و يقول لابن‌الحنفية: لو لم يكن ملجأ لما بايعت يزيد، و قال لزرارة بن صالح: اني اعلم علما يقينا ان هناك مصرعي و مصارع أصحابي و لا ينجو منهم الا ولدي علي، و قال لجعفر بن [ صفحه 207] سليمان الضبعي: انهم لا يدعوني حتي يستخرجوا هذه العلقة من جوفي.و آخر قوله يوم الطف: الا و ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة و الذلة و هيهات منا الذلة يأبي الله لنا ذلك و رسوله و المؤمنون و حجور طابت و طهرت و انوف حمية و نفوس أبية من أن تؤثر طاعة اللئام علي مصارع الكرام.و ان حديث عقبة بن سمعان يفسر الحال التي كان عليها ابوعبدالله عليه السلام، قال: صحبت الحسين من المدينة الي مكة و منها الي العراق و لم افارقه حتي قتل و قد سمعت جميع كلامه فما سمعت منه مما يتذاكر فيه الناس من أن يضع يده في يد يزيد و لا ان يسيره الي ثغر من الثغور لا في المدينة و لا في مكة و لا في الطريق و لا في العراق و لا في عسكره الي حين قتله، نعم سمعته يقول: دعوني اذهب الي هذه الارض العريضة [547] .

طغيان الشمر

و لما قرأ ابن‌زياد كتاب ابن‌سعد قال: هذا كتاب ناصح مشفق علي قومه و أراد أن يجيبه فقام الشمر [548] و قال: أتقبل هذا منه بعد ان نزل بأرضك و الله [ صفحه 208] لئن رحل من بلادك و لم يضع يده في يدك ليكونن اولي بالقوة و تكون اولي بالضعف و الوهن، فاستصوب رأيه و كتب الي ابن‌سعد: اما بعد اني لم ابعثك الي الحسين لتكف عنه و لا لتطاوله و لا لتمنيه السلامة و لا لتكون له عندي شفيعا انظر فان نزل حسين و أصحابه علي حكمي فابعث بهم الي سلما و ان ابوا فازحف اليهم حتي تقتلهم و تمثل بهم فانهم لذلك مستحقون، فان قتل حسين فأوطي‌ء الخيل صدره و ظهره و لست أري انه يضر بعد الموت ولكن علي قول قلته لو قتلته لفعلت هذا به فان انت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع و ان ابيت فاعتزل عملنا و جندنا و خل بن شمر بن ذي‌الجوشن و بين العسكر فانا قد امرناه بذلك [549] .فلما جاء الشمر بالكتاب قال له ابن‌سعد: ويلك لاقرب الله دارك و قبح الله ما جئت به و اني لأظن انك الذي نهيته و افسدت علينا امرا رجونا ان يصلح، و الله لا يستسلم حسين فان نفس أبيه بين جنبيه.فقال الشمر: اخبرني ما انت صانع اتمضي لأمر اميرك؟ و الا فخل بيني و بين العسكر، قال له عمر: انا اتولي ذلك و لا كرامة لك ولكن كن انت علي الرجالة [550] . [ صفحه 209]

الامان‌

و صالح الشمر بأعلي صوته: اين بنو اختنا [551] ؟ اين العباس و اخوته؟ فأعرضوا عنه، فقال الحسين: أجيبوه و لو كان فاسقا قالوا: ما شأنك و ما تريد؟ قال: يا بني اختي انتم آمنون لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين و الزموا طاعة اميرالمؤمنين يزيد فقال العباس: لعنك الله و لعن امانك اتؤمننا و ابن رسول الله لا امان له [552] و تأمرنا ان ندخل في طاعة اللعناء و أولاد اللعناء [553] .أيظن هذا الجلف الجافي أن يستهوي رجل الغيرة و الحمية الي الخسف و الهوان فيستبدل أبوالفضل الظلمة بالنور و يدع علم النبوة و ينضوي الي راية ابن‌ميسون؟... كلا.و لما رجع العباس قام اليه زهير بن القين و قال احدثك بحديث و عيته قال بلي، فقال: لما أراد أبوك أن يتزوج طلب من أخيه عقيل و كان عارفا بأنساب العرب أن يختار له امرأة ولدتها الفحولة من العرب ليتزوجها فتلد غلاما شجاعا ينصر الحسين بكربلا و قد ادخرك أبوك لمثل هذا اليوم فلا تقصر عن نصرة اخيك و حماية أخواتك.فقال العباس: أتشجعني يا زهير في مثل هذا اليوم! و الله لارينك شيئا ما رأيته [554] فجدل أبطالا و نكس رايات في حالة لم يكن من همه القتال ولا مجالدة الأبطال بل همه ايصال الماء الي عيال أخيه: [ صفحه 210] يمثل الكرار في كراته بل في المعاني الغر من صفاته‌ليس يد الله سوي أبيه و قدرة الله تجلت فيه‌فهو يد الله و هذا ساعده تغنيك عن اثباته مشاهده‌صولته عند النزال صولته لولا الغلو قلت جلت قدرته [555] بنواسدو استأذن حبيب بن مظاهر من الحسين أن يأتي بني‌أسد و كانوا نزولا بالقرب منهم فأذن له، و لما أتاهم و انتسب لهم عرفوه فطلب منهم نصرة ابن بنت رسول الله فان معه شرف الدنيا و الآخرة، فأجابه تسعون رجلا، و خرج من الحي رجل اخبر ابن‌سعد بما صاروا اليه، فضم الي الازرق أربعمائه رجل و عارضوا النفر في الطريق و اقتتلوا فقتل جماعة من بني‌اسد وفر من سلم منهم الي الحي فارتحلوا جميعا في جوف الليل خوفا من ابن‌سعد أن يبغتهم و رجع حبيب الي الحسين و أخبره! فقال: لا حول و لا قوة الا بالله العظيم [556] .

اليوم التاسع‌

و نهض ابن‌سعد عشية الخميس لتسع خلون من المحرم و نادي في عسكره بالزحف نحو الحسين، و كان عليه السلام جالسا امام بيته محتبيا بسيفه و خفق برأسه فرأي رسول الله يقول: انك صائر الينا عن قريب و سمعت زينب أصوات الرجال و قالت لأخيها: قد اقترب العدو منا.فقال لأخيه العباس: «اركب بنفسي أنت» [557] حتي تلقاهم و اسألهم عما [ صفحه 211] جاءهم و ما الذي يريدون فركب العباس في عشرين فارسا فيهم زهير و حبيب و سألهم عن ذلك قالوا: جاء أمر الامير أن نعرض عليكم النزول علي حكمه أو ننازلكم الحرب.فانصرف العباس «ع» يخبر الحسين بذلك و وقف أصحابه يعظون القوم، فقال لهم حبيب بن مظاهر: أما و الله لبئس القوم عند الله غدا قوم يقدمون عليه و قد قتلوا ذرية نبيه و عترته و أهل بيته و عباد أهل هذا المصر المتهجدين بالاسحار الذاكرين الله كثيرا فقال له عزرة بن قيس: انك لتزكي نفسك ما استطعت.فقال زهير: يا عزرة، ان الله قد زكاها و هداها فاتق الله يا عزرة فاني لك من الناصحين، أنشدك الله يا عزرة أن لا تكون ممن يعين أهل الضلالة علي قتل النفوس الزكية.ثم قال عزرة: يا زهير ما كنت عندنا من شيعة أهل هذا البيت انما كنت علي غير رأيهم قال زهير: أفلست تستدل بموقفي هذا أني منهم أما و الله ما كتبت اليه كتابا قط و لا أرسلت اليه رسولا و لا وعدته نصرتي ولكن الطريق جمع بيني و بينه فلما رأيته ذكرت به رسول الله و مكانه منه عرفت ما يقدم عليه عدوه فرأيت أن أنصره و أن أكون من حزبه و اجعل نفسي دون نفسه لما ضيعتم من حق رسوله.و أعلم العباس اخاه أباعبدالله بما عليه القوم فقال (ع): ارجع اليهم و استمهلهم هذه العشية الي غد لعلنا نصلي لربنا الليلة و ندعوه و نستغفره فهو [ صفحه 212] يعلم أني احب الصلاة له و تلاوة كتابه و كثرة الدعاء و الاستغفار.فرجع العباس و استمهلهم العشية فتوقف ابن‌سعد و سأل من الناس فقال عمرو بن الحجاج: سبحان الله لو كانوا من الديلم و سألوك هذا لكان ينبغي لك أن تجيبهم اليه و قال قيس بن الأشعث: أجبهم الي ما سألوك فلعمري ليستقبلك بالقتال غذوة فقال ابن‌سعد: و الله لو أعلم انه يفعل ما اخرتهم العشية ثم بعث الي الحسين انا أجلناكم الي غد فان استسلمتم سرحنا بكم الي الأمير ابن زياد و ان أبيتم فلسنا تاركيكم [558] .ضلت امية ماتر يد غداوة مقترع النصول‌رامت تسوق المصعب الهدار مستاق الذليل‌و يروح طوع يمينها قود الجنيب ابو الشبول‌رامت لعمرو ابن النبي الطهر ممتنع الحصول‌و تيممت قصد المحال فما رعت غير المحول‌و رنت علي السغب السرا ب بأعين في المجد حول‌و غوي بها جهل بها و البغي من خلق الجهول [559]

الضمائر الحرة

و جمع الحسين أصحابه قرب المساء قبل مقتله بليلة [560] فقال: اثني علي الله أحسن الثناء و احمده علي السراء و الضراء اللهم اني احمدك علي ان اكرمتنا بالنبوة و علمتنا القرآن وفقهتنا في الدين و جعلت لنا اسماعا و أبصارا و افئدة و لم تجعلنا من المشركين، أما بعد فاني لا أعلم اصحابا أولي و لا خيرا من أصحابي و لا أهل بيت ابر و لا اوصل من أهل بيتي فجراكم الله عني جميعا [561] . [ صفحه 213] و قد اخبرني جدي رسول الله (ص) بأني ساساق الي العراق فأنزل ارضا يقال لها عمورا و كربلا و فيها استشهد و قد قرب الموعد [562] .ألا و اني أظن يومنا من هؤلاء الاعداء غدا و اني قد اذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام و هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، و ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعا خيرا! و تفرقوا في سوادكم و مدائنكم فان القوم انما يطلبونني و لو أصابوني لذهلوا عن طلب غيري.فقال له اخوته و ابناؤه و بنو اخيه و ابناء عبدالله بن جعفر: لم نفعل ذلك؟ لنبقي بعدك، لا أرانا الله ذلك أبدا، بدأهم بهذا القول العباس بن علي و تابعه الهاشميون.و التفت الحسين الي بني‌عقيل و قال: حسبكم من القتل بمسلم اذهبوا قد أذنت لكم.فقالوا: اذا ما يقول الناس و ما نقول لهم؟ انا تركنا شيخنا و سيدنا و بني عمومتنا خير الأعمام و لم نرم معهم بسهم و لم نطعن برمح و لم نضرب بسيف و لا ندري ما صنعوا لا و الله لا نفعل ولكن نفديك بأنفسنا و اموالنا و أهلينا نقاتل معك حتي نرد موردك فقبح الله العيش بعدك [563] .نفوس ابت الا ترات أبيهم فهم بين موتور لذاك و واترلقد الفت أرواحهم حومة الوغي كما انست اقدامهم بالمنابر [564] و قال مسلم بن عوسجة: أنحن نخلي عنك و بماذا نعتذر الي الله في اداء حقك، أما و الله لا أفارقك حتي أطعن في صدورهم برمحي و أضرب بسيفي ما ثبت قائمه بيدي و لو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة حتي اموت معك.و قال سعيد بن عبدالله الحنفي: و الله لا نخليك حتي يعلم الله انا قد [ صفحه 214] حفظنا غيبة رسوله فيك، اما و الله لو علمت اني اقتل ثم احيا ثم احرق حيا ثم اذري، يفعل بي ذلك سبعين مرة لما فارقتك حتي القي حمامي دونك و كيف لا افعل ذلك و انما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها ابدا.و قال زهير بن القين: و الله وددت اني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتي اقتل كذا الف مرة و ان الله عزوجل يدفع بذلك القتل عن نفسك و عن انفس هؤلاء الفتيان من اهل بيتك.و تكلم باقي الأصحاب بما يشبه بعضه بعضا فجزاهم الحسين خيرا [565] .و في هذا الحال قيل لمحمد بن بشير الحضرمي قد اسر ابنك بثغر الري فقال: ما احب ان يؤسر و انا ابقي بعده حيا فقال له الحسين: انت في حل من بيعتي فاعمل في فكاك ولدك قال: لا و الله لا افعل ذلك اكلتني السباع حيا ان فارقتك! فقال عليه السلام: اذا اعط ابنك هذه الاثواب الخمسة ليعمل في فكاك اخيه و كان قيمتها الف دينار [566] .و تنادبت للذب عنه عصبة ورثوا المعالي اشيبا و شبابامن ينتدبهم للكريهة ينتدب منهم ضراغمة الاسود غضاباخفوا لداعي الحرب حين دعاهم ورسوا بعرصة كربلاء هضابااسد قد اتخذوا الصوارم حلية و تسربلوا حلق الدروع ثياباتخذت عيونهم القساطل كحلها و اكفهم فيض النجيع خضابايتمايلون كأنما غني لهم وقع الظبي و سقاهم اكوابابرقت سيوفهم فأمطرت الطلي بدمائها و النقع ثار سحاباو كأنهم مستقبلون كواعبا مستقبلين اسنة و كعاباوجدوا الردي من دون آل محمد عذبا و بعدهم الحياة عذابا [567] و لما عرف الحسين منهم صدق النية و الاخلاص في المفاداة دونه اوقفهم علي غامض القضاء فقال: اني غدا اقتل و كلكم تقتلون معي و لا يبقي منكم احد [568] [ صفحه 215] حتي القاسم و عبدالله الرضيع الا ولدي عليا زين‌العابدين لأن الله لم يقطع نسلي منه و هو ابو ائمة ثمانية [569] .فقالوا بأجمعهم الحمد لله الذي اكرمنا بنصرك و شرفنا بالقتل معك اولا نرضي ان نكون معك في درجتك يا ابن رسول الله فدعا لهم بالخير [570] و كشف عن أبصارهم فرأوا ما حباهم الله من نعيم الجنان و عرفهم منازلهم فيها [571] و ليس ذلك في القدرة الالهية بعزيز و لا في تصرفات الامام بغريب، فان سحرة فرعون لما آمنوا بموسي (ع) و أراد فرعون قتلهم اراهم النبي موسي منازلهم في الجنة [572] .و في حديث أبي‌جعفر الباقر عليه السلام قال لأصحابه: ابشروا بالجنة فو الله انا نمكث ما شاء الله بعد ما يجري علينا ثم يخرجنا الله و اياكم حتي يظهر قائمنا فينتقم من الظالمين و أنا و أنتم نشاهدهم في السلاسل و الاغلال و أنواع العذاب! فقيل له: من قائمكم يا ابن رسول الله؟ قال السابع من ولد ابني محمد بن علي الباقر و هو الحجة ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي ابني و هو الذي يغيب مدة طويلة ثم يظهر و يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا [573] .

ليلة عاشوراء

كانت ليلة عاشوراء أشد ليلة مرت علي أهل بيت الرسالة حفت بالمكاره و المحن و أعقبت الشر و آذنت بالخطر و قد قطعت عنهم الحالة القاسية من بني‌امية و اتباعهم كل الوسائل الحيوية و هناك ولولة النساء و صراخ الاطفال من العطش المبرح و الهم المدلهم.اذا فما حال رجال المجد من الاصحاب و سروات الشرف من بني‌هاشم [ صفحه 216] بين هذه الكوارث فهل أبقت لهم مهجة ينهضون بها او انفسا تعالج الحياة و الحرب في غد!نعم كانت ضراغمة آل عبدالمطلب و الصفوة من الاصحاب عندئذ في أبهج حالة و أثبت جأش فرحين بما يلاقونه من نعيم و حبور و كلما اشتد المأزق الحرج أعقب فيهم انشراحا بين ابتسامة و مداعبة الي فرح و نشاط.و مذ أخذت في نينوي منهم النوي ولاح بها للغدر بعض العلائم‌غدا ضاحكا هذا وذا متبسما سرورا و ما ثغر المنون بباسم‌هازل برير عبدالرحمن الانصاري فقال له عبدالرحمن: ما هذه ساعة باطل؟ فقال برير لقد علم قومي ما أحببت الباطل كهلا و لا شابا ولكني مستبشر بما نحن لاقون، و الله ما بيننا و بين الحور العين الا ان يميل علينا هؤلاء بأسيافهم و لوددت أنهم مالوا علينا الساعة [574] .و خرج حبيب بن مظاهر يضحك فقال له يزيد بن الحصين الهمداني ما هذه ساعة ضحك! قال حبيب: و أي موضع أحق بالسرور من هذا؟ ما هو الا أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم فنعانق الحور [575] .تجري الطلاقة في بهاء وجوههم ان قطبت فرقا وجوه كماتهاو تطلعت بدجي القتام أهلة لكن ظهور الخيل من هالاتهافتدافعت مشي النزيف الي الردي حتي كأن الموت من نشواتهاو تعانقت هي و السيوف و بعد ذا ملكت عناق الحور في جناتها [576] فكأنهم نشطوا من عقال بين مباشرة للعبادة و تأهب للقتال لهم دوي كدوي النحل، بين قائم و قاعد و راكع و ساجد قال الضحاك بن عبدالله المشرقي مرت علينا خيل ابن‌سعد فسمع رجل منهم الحسين (ع) يقرأ «و لا تحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خيرا لأنفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما و لهم عذاب مهين ما كان الله ليذر المؤمنين علي ما انتم عليه حتي يميز الخبيث من الطيب». [ صفحه 217] فقال الرجل نحن و رب الكعبة الطيبون ميزنا منكم.قال له برير: يا فاسق انت يجعلك الله في الطيبين هلم الينا و تب من ذنوبك العظام فو الله لنحن الطيبون و أنتم الخبيثون.فقال الرجل مستهزءا: و انا علي ذلك من الشاهدين [577] .و يقال انه في هذه الليلة انضاف الي أصحاب الحسين من عسكر ابن‌سعد اثنان و ثلاثون رجلا [578] حين رأوهم متبتلين متهجدين عليهم سيماء الطاعة و الخضوع لله تعالي.قال علي بن الحسين سمعت أبي في الليلة التي قتل في صبيحتها يقول و هو يصلح سيفه:يا دهر اف لك من خليل كم لك بالاشراق و الاصيل‌من صاحب و طالب قتيل و الدهر لا يقنع بالبديل‌و انما الامر الي الجليل و كل حي سالك سبيل‌فأعادها مرتين أو ثلاثا ففهمتها و عرف ما أراد و خفقتني العبرة و لزمت السكوت و علمت ان البلاء قد نزل.و أما عمتي زينب لما سمعت ذلك و ثبت تجر ذيلها حتي انتهت اليه و قالت و اثكلاه ليت الموت اعدمني الحياة! اليوم ماتت امي فاطمة و ابي علي و اخي الحسن [579] يا خليفة الماضي و ثمال الباقي فعزاها الحسين و صبرها و فيما قال يا اختاه تعزي بعزاء الله و اعلمي ان اهل الارض يموتون و أهل السماء لا يبقون و كل شي‌ء هالك الا وجهه، ولي و لكل مسلم برسول الله اسوة حسنة.فقالت عليهاالسلام: افتغصب نفسك اغتصابا فذاك أقرح لقلبي و أشد علي نفسي [580] . [ صفحه 218] و بكت النسوة معها و لطمن الخدود و صاحت ام‌كلثوم وا محمداه وا علياه وا اماه وا حسيناه واضيعتنا بعدك؟!فقال الحسين: يا اختاه يا ام‌كلثوم يا فاطمة يا رباب انظرن اذا قتلت فلا تشققن علي جيبا و لا تخمشن وجها و لا تقلن هجرا [581] ثم ان الحسين أوصي اخته زينب بأخذ الأحكام من علي بن الحسين و القائها الي الشيعة سترا عليه و بذلك يحدث احمد بن ابراهيم قال: دخلت علي حكيمة بنت محمد بن علي الرضا اخت أبي‌الحسن العسكري سنة 282 بالمدينة و كلمتها من وراء حجاب و سألتها عن دينها فسمت من تأتم بهم و قالت فلان بن الحسن! قلت معاينة او خبرا قالت: خبر عن أبي‌محمد كتب به الي امه قلت لها اقتدي بمن وصيته الي امرأة؟ قالت: اقتداء بالحسين بن علي بن أبي‌طالب فانه أوصي الي اخته زينب في الظاهر فكان ما يخرج من علي بن الحسين من علم ينسب الي زينب سترا علي علي بن الحسين (ع) ثم قالت انكم قوم أخبار، أما رويتم أن التاسع من ولد الحسين يقسم ميراثه في الحياة «اكمال‌الدين للصدوق» ص 275 باب 49 طبع حجر أول.ثم انه عليه السلام أمر اصحابه ان يقاربوا البيوت بعضها من بعض ليستقبلوا القوم من وجه واحد و أمر بحفر خندق من وراء البيوت يوضع فيه الحطب و يلقي عليه النار اذا قاتلهم العدو كيلا تقتحمه الخيل فيكون القتال من وجه واحد [582] .و خرج عليه السلام في جوف الليل الي خارج الخيام يتفقد التلاع و العقبات فتبعه نافع بن هلال الجملي فسأله الحسين عما اخرجه قال: يا ابن رسول الله افزعني خروجك الي جهة معسكر هذا الطاغي فقال الحسين: اني خرجت أتفقد التلاع و الروابي مخافة أن تكون مكمنا لهجوم الخيل يوم تحملون و يحملون ثم رجع عليه السلام و هو قابض علي يد نافع و يقول: هي هي و الله وعد لا خلف فيه.ثم قال له ألا تسلك بين هذين الجبلين في جوف الليل و تنجو بنفسك؟ [ صفحه 219] فوقع نافع علي قدميه يقبلهما و يقول: ثكلتني امي، ان سيفي بألف و فرسي مثله فو الله الذي من بك علي لا فارقتك حتي يكلا عن فري و جري.ثم دخل الحسين خيمة زينب و وقف نافع بازاء الخيمة ينتظره فسمع زينب تقول له: هل استعلمت من اصحابك نياتهم فاني اخشي ان يسلموك عند الوثبة.فقال لها: و الله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم الا الاشوس الاقعس يستأنسون بالمنية دوني استيناس الطفل الي محالب امه.قال نافع: فلما سمعت هذا منه بكيت و أتيت حبيب بن مظاهر و حكيت ما سمعت منه و من اخته زينب.قال حبيب: و الله لو لا انتظار أمره لعاجلتهم بسيفي هذه الليلة قلت: اني خلفته عند اخته و اظن النساء افقن و شاركنها في الحسرة فهل لك ان تجمع اصحابك و تواجهوهن بكلام يطيب قلوبهن فقام حبيب و نادي يا أصحاب الحمية و ليوث الكريهة فتطالعوا من مضاربهم كالاسود الضارية فقال لبني‌هاشم ارجعوا الي مقركم لا سهرت عيونكم.ثم التفت الي أصحابه و حكي لهم ما شاهده و سمعه نافع فقالوا بأجمعهم و الله الذي من علينا بهذا الموقوف لو لا انتظار امره لعاجلناهم بسيوفنا الساعة! فطب نفسا و قر عينا فجزاهم خيرا.و قال هلموا معي لنواجه النسوة و نطيب خاطرهن فجاء حبيب و معه أصحابه و صاح: يا معشر حرائر رسول الله هذه صوارم فتيانكم آلوا ألا يغمدوها الا في رقاب من يريد السوء فيكم و هذه اسنة غلمانكم أقسموا ألا يركزوها الا في صدور من يفرق ناديكم.فخرجن النساء اليهم ببكاء و عويل و قلن ايها الطيبون حاموا عن بنات رسول الله و حرائر اميرالمؤمنين.فضج القوم بالبكاء حتي كأن الأرض تميد بهم [583] . [ صفحه 220] و في السحر من هذه الليلة خفق الحسين خفقة ثم استيقظ و اخبر أصحابه بأنه رأي في منامه كلابا شدت عليه تنهشه و اشدها عليه كلب أبقع و ان الذي يتولي قتله من هؤلاء رجل ابرص.و انه رأي رسول الله (ص) بعد ذلك و معه جماعة من اصحابه و هو يقول له: انت شهيد هذه الامة و قد استبشر بك اهل السموات و اهل الصفيح الأعلي وليكن افطارك عندي الليلة عجل و لا تؤخر فهذا ملك قد نزل من السماء ليأخذ دمك في قارورة خضراء [584] .و انصاع حامية الشريعة ظامئا ما بل غلته بعذب فراتهاأضحي و قد جعلته آل امية شبح السهام رمية لرماتهاحتي قضي عطشا بمعترك الوغي و السمر تصدر منه في نهلاتهاو جرت خيول الشرك فوق ضلوعه عدوا تجول عليه في حلباتهاو مخدرات من عقائل أحمد هجمت عليها الخيل في ابياتهامن ثاكل حري الفؤاد مروعة أضحت تجاذبها العدي حبراتهاو يتيمة فزعت لجسم كفيلها حسري القناع تعج في أصواتهاأهوت علي جسم الحسين و قلبها المصدوع كاد يذوب من حسراتهاوقعت عليه تشم موضع نحره و عيونها تنهل في عبراتهاترتاع من ضرب السياط فتنثني تدعو سرايا قومها و حماتهااين الحفاظ و في الطفوف دماؤكم سفكت بسيف امية و قناتهااين الحفاظ و هذه اشلاؤكم بقيت ثلاثا في هجير فلاتهااين الحفاظ و هذه ابناؤكم ذبحت عطاشي في ثري عرصاتهااين الحفاظ و هذه فتياتكم حملت علي الاقتاب بين عداتهاحملت برغم الدين و هي ثواكل عبري تردد بالشجي زفراتهافمن المعزي بعد أحمد فاطما في قتل ابناها و سبي بناتها [585] [ صفحه 221] يوم عاشوراء«اني لا اري الموت الا سعادة و الحياة مع الظالمين الا برما»ابوعبدالله الحسين عليه السلام [ صفحه 222]

يوم عاشوراء

لو كان يدري يوم عاشوراء ما كان يجري فيه من بلاءما لاح فجره و لا استنارا و لا اضاءت شمسه نهاراسود حزنا أوجه الأيام و أوجه الشهور و الاعوام‌الله ما أعظمه من يوم أزال صبري و اطار نومي‌اليوم أهل آية التطهير بين صريع فيه او عفيراليوم قد مات الحفاظ و الوفا اليوم كاد الدين يقضي اسفااليوم نامت أعين الأعداء و سهدت عيون ذي الولاءو يلي و هل يجدي حزينا ويل لأضلع تدوسهن الخيل‌وارؤس علي الرماح ترفع و جثث علي الصعيد توضع‌و ثاكل تبدو من الخدور تعج بالويل و بالثبورو مرضع ترنو الي رضيع علي التراب فاحص صريع‌و نسوة تسبي علي النياق حسري تعاني ألم الفراق‌أهم شي‌ء لذوي الولاء أن يجلسوا للنوح و العزاءفيه تقام سنن المصاب و الترك للطعام و الشراب [586] لقد مر هذا اليوم علي آل محمد صلي الله عليه و آله و كله شجاء مترامي الأطراف أثرت فجائعه في القلوب فأذابتها و في المدامع فأدمتها فلا تسمع فيه الا صرخة فاقد و زفرة ثاكل و حنة محزون و لا تبصر الا كل اشعث قد انهكه ألم الصاب و مغبر يذري علي رأسه التراب الي لادم صدرا وصاك جبهته و قابض علي فؤاده و صافق بيده الاخري و تري الناس سكاري و ما هم بسكاري لكن لوعة المصاب اليمة و كوارثه عظيمة و لو يكشف لك عن الملأ الأعلي لسمعت لعالم الملكوت صرخة وحنة و للحور في غرف الجنان نشيجا و نحيبا و لأئمة الهدي بكاءا و عويلا.و لا بدع فالفقيد فيه عبق الرسالة و ألق الخلافة و اكليل تاج الامامة و هو سبط المصطفي و بضعة فاطمة الزهراء كبد الوصي المرتضي و شقيق السبط [ صفحه 223] المجتبي و حجة الله علي الوري. نعم هو الآية المخزونة و الرحمة الموصولة و الامانة المحفوظة و الباب المبتلي به الناس.فمصابه يقل فيه البكاء و يعز عنه العزاء! فلو تطايرت شظايا القلوب و زهقت النفوس جزعا لذلك الحادث الجلل لكان دون واجبه او تري للحياة قيمة و المؤدي به هو ذلك العنصر الحيوي الزاكي، و ما قدر الدمع المراق و الموتور ثار الله في الأرض او يهدأ الكون و الذاهب مرساه و منجاه في مسراه و هل ترقأ العين و هي ترنو بالبصيرة الي ضحايا آل محمد مجزرين علي وجه الصعيد مبضعة اجسادهم بين ضريبة للسيوف و درية للرماح و رمية للنبال و قد قضوا و هم «رواء الكون» ظماء علي ضفة الفرات الجاري تلغ فيه الكلاب و تشرب منه وحش الفلا غير ان آل محمد (ص) محلأون عنه، و للمذاكي «عقرن فلا يلوي لهن لجام» تجوال علي تلك الصدور الزواكي و لصدر الحسين حديثه الشجي:و أعظم خطب أن شمرا له علي جناجن صدر ابن النبي مقاعدفشلت يداه حين يفري بسيفه مقلد من تلقي اليه المقالدو أي فتي أضحت خيول امية تعادي علي جثمانه و تطاردفلهفي له و الخيل منهن صادر خضيب الحوافي في دماه و وارد [587] فاللازم علي الموالي المتأسي بالنبي الأعظم الباكي علي ولده بمجرد تذكر مصابه [588] أن يقيم المأتم علي سيدالشهداء و يأمر من في داره بالبكاء عليه و ليعز بعضهم بعضا بالحسين فيقول كما في حديث الباقر (ع):عظم الله اجورنا و اجوركم بمصابنا بالحسين و جعلنا و اياكم من الطالبين بثأره مع وليه المهدي من آل محمد عليهم السلام [589] .دخل عبدالله بن سنان علي أبي‌عبدالله الصادق عليهم السلام في يوم عاشوراء فرآه كاسف اللون ظاهر الحزن و دموعه تنحدر علي خديه كاللؤلؤ فقال له: مم بكاؤك يا ابن رسول الله قال عليه السلام: أو في غفلة أنت أما علمت ان الحسين أصيب في هذا اليوم ثم أمره ان يكون كهيئة أرباب المصائب يحلل [ صفحه 224] ازراره و يكشف عن ذراعيه و يكون حاسرا و لا يصوم يوما كاملا وليكن الافطار بعد العصر بساعة علي شربة من ماء ففي ذلك الوقت تجلت الهيجاء عن آل محمد ثم قال عليه السلام: «لو كان رسول الله حيا لكان هو المعزي به» [590] .و أما الامام الكاظم فلم ير ضاحكا أيام العشرة و كانت الكآبة غالبة عليه و يوم العاشر يوم حزنه و مصيبته.و يقول الرضا عليه السلام: فعلي مثل الحسين فليبك الباكون ان يوم الحسين أقرح جفوننا و أذل عزيزنا بأرض كرب و بلاء.و في زيارة الناحية حجة آل محمد عجل الله فرجه.«فلأندبنك صباحا و مساء و لا بكين عليك بدل الدموع دما».و بعد هذا فهلا يجب علينا ان نخرق ثوب الأنس و نتجلبب بجلباب الحزن و البكاء و نعرف كيف يجب ان نعظم شعائر الله باقامة المأتم للشهيد العطشان في العاشر من المحرم!!؟.اليوم دين الهدي خرت دعائمه و ملة الحق جدت في تداعيهااليوم ضل طريق العرف طالبه و سد باب في وجه راجيهااليوم عادت بنو الآمال متربة اليوم بان العفا في وجه عافيهااليوم شق عليه المجد حلته اليوم جزت له العليا نواصيهااليوم عقد المعالي ارفض جوهره اليوم قد اصبحت عطل معاليهااليوم أظلم نادي العز من مضر اليوم صرف الردي أرسي بواديهااليوم قامت به «الزهراء» نادبة اليوم «آسية» وافت تواسيهااليوم عادت لدين الكفر دولته اليوم نالت بنوهند أمانيهاما عذر ارجاس هند يوم موقفه و المصطفي خصمهم و الله قاضيهاما عذرها و دما ابنائه جعلت خضاب اعيادها في راح ناديها [591] . [ صفحه 225]

الحسين يوم عاشوراء

اشاره

بسم الله الرحمن الرحيمقال ابن‌قولويه و المسعودي [592] : لما أصبح الحسين يوم عاشوراء و صلي باصحابه صلاة الصبح قام خطيبا فيهم حمد الله و أثني عليه ثم قال: ان الله تعالي أذن في قتلكم و قتلي في هذا اليوم فعليكم بالصبر و القتال.ثم صفهم للحرب و كانوا اثنين و ثمانين فارسا و راجلا فجعل زهير بن القين في الميمنة و حبيب بن مظاهر في الميسرة و ثبت هو عليه السلام و أهل بيته في القلب [593] و أعطي رايته أخاه العباس [594] لأنه وجد قمر الهاشميين أكفأ ممن معه لحملها و احفظهم لذمامه و أرأفهم به و ادعاهم الي مبدئه و اوصلهم لرحمه و احماهم لجواره و اثبتهم للطعان و اربطهم جأشا و اشدهم مراسا [595] .و اقبل عمر بن سعد نحو الحسين عليه السلام في ثلاثين الفا و كان رؤساء [ صفحه 226] الارباع بالكوفة يومئذ: عبدالله بن زهير بن سليم الازدي علي ربع أهل المدينة، و عبدالرحمن بن أبي‌سبرة الحنفي علي ربع مذحج و اسد و قيس بن الاشعث علي ربع ربيعة و كندة، و الحر بن يزيد الرياحي علي ربع تميم و همدان [596] و كلهم اشتركوا في حرب الحسين الا الحر الرياحي.و جعل ابن‌سعد علي الميمنة عمرو بن الحجاج الزبيدي و علي الميسرة شمر ابن ذي‌الجوشن العامري و علي الخيل عزرة بن قيس الاحمسي و علي الرجالة شبث ابن ربعي و الراية مع مولاه ذويد [597] .و أقبلوا يجولون حول البيوت فيرون النار تضطرم في الخندق، فنادي شمر بأعلي صوته: يا حسين تعجلت بالنار قبل يوم القيامة فقال الحسين من هذا؟ كأنه شمر بن ذي‌الجوشن! قيل نعم فقال عليه السلام: يا ابن‌راعية المعزي أنت أولي بها مني صليا. و رام مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه الحسين و قال أكره أن أبدأهم بقتال [598] .

دعاء الحسين‌

و لما نظر الحسين (ع) الي جمعهم كأنه السيل، رفع يديه بالدعاء و قال: اللهم أنت ثقتي في كل كرب و رجائي في كل شدة و أنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من هم يضعف فيه الفؤاد و تقل فيه الحيلة و يخذل فيه الصديق و يشمت فيه العدو، أنزلته بك و شكوته اليك، رغبة مني اليك عمن سواك فكشفته و فرجته فأنت ولي كل نعمة و منتهي كل رغبة [599] . [ صفحه 227]

الخطبة الاولي‌

اشاره

ثم دعا براحلته فركبها و نادي بصوت عال يسمعه جلهم:أيها الناس اسمعوا قولي و لا تعجلوا حتي أعظكم بما هو حق لكم علي، و حتي اعتذر اليكم من مقدمي عليكم فان قبلتم عذري و صدقتم قولي و أعطيتموني النصف من أنفسكم كنتم بذلك أسعد و لم يكن لكم في سبيل و ان لم تقبلوا مني العذر و لم تعطوا النصف من أنفسكم فأجمعوا امركم و شركاءكم ثم لا يكن امركم عليكم غمة ثم اقضوا الي و لا تنظرون ان وليي الله الذي نزل الكتاب و هو يتولي الصالحين.فلما سمعن النساء هذا منه صحن و بكين و ارتفعت اصواتهن فأرسل اليهن أخاه العباس و ابنه عليا الأكبر و قال لهما: سكتاهن فلعمري ليكثر بكاؤهن.و لما سكتن حمد الله و اثني عليه و صلي علي محمد و علي الملائكة و الأنبياء و قال في ذلك ما لا يحصي ذكره و لم يسمع متكلم قبله و لا بعده ابلغ منه في منطقه [600] ثم قال: عباد الله اتقوا الله و كونوا من الدنيا علي حذر فان الدنيا لو بقيت علي أحد أو بقي عليها أحد لكانت الأنبياء أحق بالبقاء و أولي بالرضا و أرضي بالقضاء، غير أن الله خلق الدنيا للفناء فجديدها بال و نعيمها مضمحل و سرورها مكفهر و المنزل تلعة و الدار قلعة فتزودوا فان خير الزاد التقوي، و اتقوا الله لعلكم تفلحون [601] .ايها الناس ان الله تعالي خلق الدنيا فجعلها دار فناء و زوال متصرفة بأهلها حالا بعد حال، فالمغرور من غرته و الشقي من فتنته فلا تغرنكم هذه الدنيا فانها تقطع رجاء من ركن اليها و تخيب طمع من طمع فيها و أراكم قد اجتمعتم علي أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم و أعرض بوجهه الكريم عنكم و احل بكم نقمته فنعم الرب ربنا و بئس العبيد انتم أقررتم بالطاعة و آمنتم بالرسول محمد (ص)، ثم انكم زحفتم الي ذريته و عترته تريدون قتلهم لقد استحوذ عليكم [ صفحه 228] الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم فتبا لكم و لما تريدون انا لله و انا اليه راجعون هؤلاء كفروا بعد ايمانهم فبعدا للقوم الظالمين [602] .ايها الناس انسبوني من انا ثم ارجعوا الي انفسكم و عاتبوها و انظروا هل يحل لكم قتلي و انتهاك حرمتي ألست ابن بنت نبيكم و ابن وصيه و ابن عمه و أول المؤمنين بالله و المصدق لرسوله بما جاء من عند ربه؟ أو ليس حمزة سيدالشهداء عم أبي؟ او ليس جعفر الطيار عمي، أو لم يبلغكم رسول الله لي و لأخي: هذان سيدا شباب اهل الجنة؟ فان صدقتموني بما اقول و هو الحق و الله ما تعمدت الكذب منذ علمت أن الله يمقت عليه أهله و يضر به من اختلقه و ان كذبتموني فان فيكم من ان سألتموه عن ذلك اخبركم، سلوا جابر بن عبدالله الانصاري و أباسعيد الخدري و سهل بن سعد الساعدي و زيد بن أرقم و أنس بن مالك يخبروكم انهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي و لأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟!فقال الشمر: هو يعبد الله علي حرف ان كان يدري ما يقول!فقال له حبيب بن مظاهر: و الله اني اراك تعبد الله علي سبعين حرفا و انا أشهد انك صادق ما تدري ما يقول قد طبع الله علي قلبك!ثم قال الحسين (ع): فان كنتم في شك من هذا القول أفتشكون أني ابن بنت نبيكم، فو الله ما بين المشرق و المغرب ابن بنت نبي غيري فيكم و لا في غيركم، ويحكم اتطلبوني بقتيل منكم قتلته! أو مال لكم استهلكته او بقصاص جراحة، فأخذوا لا يكلمونه!فنادي: يا شبث بن ربعي و يا حجار بن ابجر و يا قيس هبن الاشعث و يا زيد بن الحارث ألم تكتبوا الي ان أقدم قد اينعت الثمار و اخضر الجناب و انما تقدم علي جند لك مجندة؟فقالوا: لم نفعل.قال: سبحان الله بلي و الله لقد فعلتم. ثم قال: ايها الناس اذا كرهتموني [ صفحه 229] فدعوني أنصرف عنكم الي مأمن من الارض، فقال له قيس بن الاشعث: أولا تنزل علي حكم بني عمك؟ فانهم لن يروك الا ما تحب و لن يصل اليك منهم مكروه.فقال الحسين عليه السلام: أنت أخو اخيك؟ أتريد ان يطلبك بنوهاشم اكثر من دم مسلم بن عقيل؟ لا و الله لا اعطيهم بيدي اعطاء الذليل و لا أفر فرار العبيد [603] عباد الله اني عذت بربي و ربكم أن ترجمون، أعوذ بربي و ربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب.ثم أناخ راحلته و أمر عقبة بن سمعان فعقلها [604] .و قام لسان الله يخطب واعظا فصموا لما عن قدس انواره عمواو قال انسبوني من انا اليوم و انظروا حلال لكم مني دمي أم محرم‌فما وجدوا الا السهام بنحره تراش جوابا و العوالي تقوم‌و مذ أيقن السبط انمحي دين جده و لم يبق بين الناس في الارض مسلم‌فدي نفسه في نصرة الدين خائضا عن المسلمين الغامرات ليسلمواو قال خذيني يا حتوف و هاك يا سيوف فأوصالي لك اليوم مغنم‌و هيهات ان أغدو علي الضيم جاثما و لو لا علي جمر الأسنة مجثم‌وكر و قد ضاق الفضا و جري القضا و سال بوادي الكفر سيل عرمرم‌و مذخر بالتعظيم لله ساجدا له كبروا بين السيوف و عظمواو جاء اليه الشمر يرفع رأسه فقام به عنه السنان المقوم‌و زعزع عرش الله و انحط نوره فأشرق وجه الأرض و الكون مظلم [ صفحه 230] و مذ مال قطب الكون مال و أوشك انقلابا يميل الكائنات و يعدم‌و حين ثوي في الارض قر قرارها و عادت و من اوج السما و هي اعظم‌فلهفي له فردا عليه تزاحمت جموع العدي تزداد جهلا فيحلم‌و لهفي له ظام يجود و حوله الفرات جري طام و عنه يحرم‌و لهفي له ملقي و للخيل حافر يجول علي تلك الضلوع و ينسم‌و لهفي علي اعضاك يا ابن محمد توزع في أسيافهم و تسهم‌فجسمك ما بين السيوف موزع و رحلك ما بين الأعادي مقسم‌فلهفي علي ريحانة الطهر جسمه لكل رجيم بالحجارة يرجم [605]

كرامة و هداية

و أقبل القوم يزحفون نحوه و كان فيهم عبدالله بن حوزة التميمي [606] فصاح: أفيكم حسين؟ و في الثالثة قال اصحاب الحسين. هذا الحسين فما تريد منه؟ يا حسين ابشر بالنار قال الحسين: كذبت بل اقدم علي رب غفور كريم مطاع شفيع فمن انت؟ قال: أنا ابن حوزة فرفع الحسين يديه حتي بان بياض ابطيه و قال اللهم حزه الي النار فغضب ابن حوزة و أقحم الفرس اليه و كان بينهما نهر فسقط عنها و علقت قدمه بالركاب و جالت به الفرس و انقطعت قدمه و ساقه و فخذه و بقي جانبه الآخر معلقا بالركاب و اخذت الفرس تضرب به كل حجر و شجر [607] و ألقته في النار المشتعلة في الخندق فاحترق بها و مات فخر الحسين ساجدا شاكرا حامدا علي اجابة دعائه ثم انه رفع صوته يقول: اللهم انا اهل بيت نبيك و ذريته و قرابته فاقصم من ظلمنا و غصبنا حقنا انك سميع قريب فقال له: محمد بن الاشعث أي قرابة بينك و بين محمد فقال الحسين اللهم ان [ صفحه 231] محمد بن الاشعث يقول ليس بيني و ين محمد قرابة اللهم ارني فيه هذا اليوم ذلا عاجلا فاستجاب الله دعاءه فخرج محمد بن الاشعث من العسكر و نزل عن فرسه لحاجته و اذا بعقرب أسود يضربه تركته متلوثا في ثيابه مما به [608] و مات بادي العورة [609] .قال مسروق بن وائل الحضرمي: كنت في أول الخيل التي تقدمت لحرب الحسين لعلي ان أصيب رأس الحسين فأحظي به عند ابن‌زياد فلما رأيت ما صنع بابن حوزة عرفت ان لأهل هذا البيت حرمة و منزلة عند الله و تركت الناس و قلت: لا اقاتلهم فأكون في النار [610] .

خطبة زهير بن القين‌

و خرج اليهم زهير بن القين علي فرس ذنوب و هو شاك في السلاح فقال: يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله ان حقا علي المسلم نصيحة أخيه المسلم و نحن حتي الآن اخوة علي دين واحد ما لم يقع بيننا و بينكم السيف و انتم للنصيحة منا أهل فاذا وقع السيف انقطعت العصمة و كنا امة و انتم امة ان الله ابتلانا و اياكم بذرية نبيه محمد (ص) لينظر ما نحن و انتم عاملون انا ندعوكم الي نصرهم و خذلان الطاغية يزيد و عبيدالله بن زياد فانكم لا تدركون منهما الا سوء عمر سلطانهما يسملان أعينكم و يقطعان أيديكم و أرجلكم و يمثلان بكم و يرفعانكم علي جذوع النخل و يقتلان أماثلكم و قراءكم أمثال حجر بن عدي و أصحابه و هاني بن عروة و أشباهه، فسبوه و أثنوا علي عبيدالله بن زياد و دعوا له و قالوا: لا نبرح حتي نقتل صاحبك و من معه أو نبعث به و بأصحابه الي عبيدالله بن زياد سلما.فقال زهير: عباد الله ان ولد فاطمة احق بالود و النصر من ابن‌سمية فان لم [ صفحه 232] تنصروهم فأعيذكم بالله ان تقتلوهم فخلوا بين هذا الرجل و بين يزيد فلعمري انه ليرضي من طاعتكم بدون قتل الحسين (ع).فرماه الشمر بسهم و قال: اسكت أسكت الله نامتك أبرمتنا بكثرة كلامك.فقال زهير: يا ابن البوال علي عقبيه ما اياك اخاطب انما انت بهيمة و الله ما اظنك تحكم من كتاب الله آيتين فابشر بالخزي يوم القيامة و العذاب الأليم.فقال الشمر: ان الله قاتلك و صاحبك عن ساعة.فقال زهير، أفبالموت تخوفني؟ فو الله للموت معه أحب الي من الخلد معكم، ثم اقبل علي القوم رافعا صوته و قال:عباد الله لا يغرنكم عن دينكم هذا الجلف الجافي و اشباهه فو الله لا تنال شفاعة محمد (ص) قوما هرقوا دماء ذريته و اهل بيته و قتلوا من نصرهم و ذب عن حريمهم.فناداه رجل من أصحابه ان أباعبدالله يقول لك اقبل فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح قومه و ابلغ في الدعاء فلقد نصحت هؤلاء و ابلغت لو نفع النصح و الابلاغ [611] .

خطبة برير

و استأذن الحسين برير بن خضير [612] في أن يكلم القوم فأذن له و كان شيخا تابعيا ناسكا قارئا للقرآن و من شيوخ القراء في جامع الكوفة و له في الهمدانيين شرف و قدر.فوقف قريبا منهم و نادي: يا معشر الناس ان الله بعث محمدا بشيرا و نذيرا و داعيا الي الله و سراجا منيرا، و هذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد و كلابه [ صفحه 233] و قد حيل بينه و بين ابن بنت رسول الله أفجزاء محمد هذا؟ [613] .فقالوا: يا برير قد اكثرت الكلام فاكفف عنا فو الله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله.قال: يا قوم ان ثقل محمد قد اصبح بين أظهركم و هؤلاء ذريته و عترته و بناته و حرمه فهاتوا ما عندكم و ما الذي تريدون أن تصنعوه بهم فقالوا: نريد أن نمكن منهم الامير عبيدالله بن زياد فيري فيهم رأيه.قال: أفلا تقبلون منهم أن يرجعوا الي المكان الذي جاؤا منه ويلكم يا اهل الكوفة أنسيتم كتبكم و عهودكم التي أعطيتموها و اشهدتم الله عليها و عليكم؟ ادعوتم اهل بيت نبيكم و زعمتم انكم تقتلون انفسكم دونهم حتي اذا أتوكم أسلمتموهم الي ابن‌زياد و حلأتموهم عن ماء الفرات بئسما خلفتم نبيكم في ذريته! ما لكم لا سقاكم الله يوم القيامة فبئس القوم انتم!فقال له نفر منهم: يا هذا ما ندري ما تقول!قال: الحمد لله الذي زادني فيكم بصيرة اللهم اني أبرأ اليك من فعال هؤلاء القوم اللهم الق بأسهم بينهم حتي يلقوك و أنت عليهم غضبان.فجعل القوم يرمونه بالسهام فتقهقر [614] .

خطبة الحسين الثانية

ثم ان الحسين (ع) ركب فرسه و أخذ مصحفا و نشره علي رأسه و وقف بازاء القوم و قال: يا قوم ان بيني و بينكم كتاب الله و سنة جدي رسول الله (ص) [615] .ثم استشهدهم عن نفسه المقدسة و ما عليه من سيف النبي (ص) و لامته [ صفحه 234] و عمامته فأجابوه بالتصديق فسألهم عما أقدمهم علي قتله قالوا: طاعة للامير عبيدالله بن زياد، فقال عليه السلام:تبا لكم أيتها الجماعة و ترحا أحين استصرختمونا و الهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا لنا في ايمانكم و حششتم علينا نارا اقتدحناها علي عدونا و عدوكم فأصبحتم البا لاعدائكم علي أوليائكم بغير عدل أفشوه فيكم و لا أمل أصبح لكم فيهم، فهلا لكم الويلات! تركتمونا و السيف مشيم و الجأش طامن و الرأي لما يستحصف، ولكن أسرعتم اليها كطيرة [616] الدبا و تداعيتم عليها كتهافت الفراش ثم نقضتموها فسحقا لكم يا عبيد الامة و شذاذ الاحزاب و نبذة الكتاب و محر في الكلم و عصبة الاثم و نفثة الشيطان و مطفئي السنن! ويحكم أهؤلاء تعضدون و عنا تتخاذلون! أجل و الله غدر فيكم قديم و شجت عليه اصولكم و تأزرت فروعكم فكنتم أخبث ثمرة، شجي للناظر و أكلة للغاصب!ألا و ان الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة و الذلة و هيهات منا الذلة يأبي الله لنا ذلك و رسوله و المؤمنون و حجور طابت و طهرت و انوف حمية و نفوس أبية و من أن نؤثر طاعة اللئام علي مصارع الكرام، ألا و اني زاحف بهذه الأسرة علي قلة العدد و خذلان الناصر. ثم انشد أبيات فروة بن مسيك المرادي [617] . [ صفحه 235] فان نهزم فهزامون قدما و ان نهزم فغير مهزميناو ما أن طبنا [618] جبن ولكن منايانا و دولة آخرينافقل للشامتين بنا افيقوا سيلقي الشامتون كما لقينااذا ما الموت رفع عن اناس بكلكله اناخ بآخريناأما و الله لا تلبثون بعدها الا كريثما يركب الفرس، حتي تدور بكم دور الرحي و تقلق بكم قلق المحور، عهد عهده الي ابي عن جدي رسول الله «فأجمعوا امركم و شركاءكم ثم لا يكن امركم عليكم غمة ثم اقضوا الي و لا تنظرون اني توكلت علي الله ربي و ربكم ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها ان ربي علي صراط مستقيم» [619] .ثم رفع يديه نحو السماء و قال اللهم احبس عنهم قطر السماء و ابعث عليهم سنين كسني يوسف و سلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبرة فانهم كذبونا و خذلونا و انت ربنا عليك توكلنا و اليك المصير [620] .و الله لا يدع احدا منهم الا انتقم لي منه قتلة بقتلة و ضربة بضربة و انه لينتصر لي و لأهل بيتي و اشياعي [621] .

ضلال ابن سعد

و استدعي الحسين (ع) عمر بن سعد فدعي له و كان كارها لا يحب أن يأتيه فقال: أي عمر أتزعم انك تقتلني و يوليك الدعي بلاد الري و جرجان و الله لا تتهنأ بذلك، عهد معهود فاصنع ما انت صانع، فانك لا تفرح بعدي بدنيا و لا آخرة، و كأني برأسك علي قصبة يتراماه الصبيان بالكوفة و يتخذونه غرضا بينهم، فصرف بوجهه عنه مغضبا [622] . [ صفحه 236]

توبة الحر

و لما سمع الحر بن يزيد الرياحي كلامه و استغاثته أقبل علي عمر بن سعد و قال له: أمقاتل انت هذا الرجل؟ قال اي و الله قتالا أيسره أن تسقط فيه الرؤوس و تطيح الايدي قال: ما لكم فيما عرضه عليكم من الخصال؟ فقال: لو كان الأمر الي لقبلت ولكن أميرك أبي ذلك، فتركه و وقف مع الناس. و كان الي جنبه قرة بن قيس فقال لقرة: هل سقيت فرسك اليوم؟ قال: لا، قال: فهل تريد أن تسقيه: فظن قرة من ذلك انه يريد الاعتزال و يكره أن يشاهده فتركه فأخذ الحر يدنو من الحسين قليلا فقال له المهاجر بن أوس: أتريد ان تحمل؟ فسكت و اخذته الرعدة فارتاب المهاجر من هذا الحال و قال له لو قيل لي من اشجع اهل الكوفة لما عدوتك، فما هذا الذي أراه منك؟ فقال الحر اني اخير نفسي بين الجنة و النار و الله لا اختار علي الجنة شيئا و لو احرقت، ثم ضرب جواده نحو الحسين [623] منكسا رمحه قالبا ترسه [624] و قد طأطأ برأسه حياء من آل الرسول بما أتي اليهم و جعجع بهم في هذا المكان علي غير ماء و لا كلأ رافعا صوته:«اللهم اليك انيب فتب علي، فقد أرعبت قلوب أوليائك و أولاد نبيك! يا أباعبدالله اني تائب فهل لي من توبة».فقال الحسين (ع) نعم يتوب الله عليك [625] فسره قوله و تيقن الحياة الأبدية و النعيم الدائم و وضح له قول الهاتف لما خرج من الكوفة فحدث الحسين (ع) بحديث قال فيه لما خرجت من الكوفة نوديت أبشر يا حر بالجنة فقلت ويل للحر [ صفحه 237] يبشر بالجنة و هو يسير الي حرب ابن بنت رسول الله [626] .فقال له الحسين (ع) لقد أصبت خيرا و أجرا [627] . و كان معه غلام تركي [628] .

نصيحة الحر لأهل الكوفة

ثم استأذن الحسين في أن يكلم القوم فأذن له فنادي بأعلي صوته يا أهل الكوفة لأمكم الهبل و العبر اذ دعوتموه و اخذتم بكظمه و احطتم به من كل جانب فمنعتموه التوجه الي بلاد الله العريضة حتي يأمن و أهل بيته و اصبح كالأسير في ايديكم لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا و حلأتموه و نساءه و صبيته و صحبه عن ماء الفرات الجاري الذي يشربه اليهود و النصاري و المجوس و تمرغ فيه خنازير السواد و كلابه! و ها هم قد صرعهم العطش بئسما خلفتم محمدا في ذريته لاسقاكم الله يوم الظما، فحملت عليه رجالة ترميه بالنبل، فتقهقر حتي وقف أمام الحسين [629] .

الحملة الأولي‌

و تقدم عمر بن سعد نحو عسكر الحسين و رمي بسهم و قال اشهدوا لي عند الأمير اني أول من رمي، ثم رمي الناس [630] فلم يبق من أصحاب الحسين أحد الا اصابه من سهامهم [631] فقال عليه السلام لأصحابه: قوموا رحمكم الله الي الموت الذي لابد منه، فان هذه السهام رسل القوم اليكم. فحمل أصحابه حملة واحدة [632] و اقتتلو ساعة فما انجلت الغبرة الا عن خمسين صريعا [633] . [ صفحه 238] سطت و رحي الهيجاء تطحن شوسها و وجه الضحي في نقعها متنقب‌تهلل بشرا بالقراع وجوهها و كم وجه ضرغام هناك مقطب‌و تلتذ ان جاءت لها السمر تلتوي و للبيض ان سلت لدي الضرب تطرب‌اعزاء لا تلوي الرقاب لفادح و لا من الوف في الكريهة ترهب‌فما لسوي العلياء تاقت نفوسهم و لم تك في شي‌ء سوي العز ترغب‌فلو أن مجدا في الثريا لحلقت اليه و شأن الشهم للمجد يطلب‌فأسيافهم يوم الوغي تمطر الدما و ايديهم من جودها الدهر مخضب‌و ما برحت تقري المواضي لحومها و من دمها السمر العواسل تشرب‌الي ان تهاوت كالكواكب في الثري و ما بعدهم يا ليت لا لاح كوكب [634] تهاووا فقل زهر النجوم تهافتت و أهووا فقل شم الجبال تهدم [635] و خرج يسار مولي زياد و سالم مولي عبيدالله بن زياد فطلبا البراز فوثب حبيب و برير فلم يأذن لهما الحسين فقام عبدالله بن عمير الكلبي من «بني‌عليم» و كنيته ابووهب و كان طويلا شديد الساعدين بعيد ما بين المنكبين شريفا في قومه شجاعا مجربا فأذن له و قال احسبه للاقران قتالا. فقالا له من أنت؟ فانتسب لهما فقالا لا نعرفك ليخرج الينا زهير او حبيب او برير و كان يسار قريبا منه فقال له يا ابن الزانية او بك رغبة عن مبارزتي ثم شد عليه بسيفه يضربه و بينا هو مشتغل به اذ شد عليه سالم فصاح اصحابه قد رهقك العبد فلم يعبأ به فضربه سالم بالسيف فاتقاها عبدالله بيده اليسري فأطار اصابعه و مال عليه عبدالله فقتله و اقبل الي الحسين يرتجز و قد قتلهما.و اخذت زوجته ام‌وهب بنت عبدالله من النمر بن قاسط، عمودا و اقبلت نحوه تقول له فداك ابي و امي قاتل دون الطيبين ذرية محمد صلي الله عليه و آله و سلم فأراد ان يردها الي الخيمة فلم تطاوعه و أخذت تجاذبه ثوبه و تقول: لن ادعك دون أن اموت معك فناداها الحسين جزيتم عن أهل بيت نبيكم خيرا [ صفحه 239] ارجعي الي الخيمة فانه ليس علي النساء قتال فرجعت [636] .

مبارزة الاثنين و الاربعة

و لما نظر من بقي من اصحاب الحسين الي كثرة من قتل منهم أخذ الرجلان و الثلاثة و الاربعة يستأذنون الحسين في الذب عنه و الدفع عن حرمه و كل يحمي الآخر من كيد عدوه فخرج الجابريان و هما سيف بن الحارث بن سريع و مالك ابن عبد بن سريع و هما ابنا عم و اخوان الام و هما يبكيان قال الحسين ما يبكيكما اني لأرجو ان تكونا بعد ساعة قريري العين قالا جعلنا الله فداك ما علي أنفسنا نبكي ولكن نبكي عليك نراك قد احيط بك و لا نقدر أن ننفعك فجزاهما الحسين خيرا فقاتلا قريبا منه حتي قتلا [637] و جاء عبدالله و عبدالرحمن ابنا عروة الغفاريان فقالا: قد حازنا الناس اليك فجعلا يقاتلان بين يديه حتي قتلا.و خرج عمرو بن خالد الصيداوي و سعد مولاه و جابر بن الحارث السلماني و مجمع بن عبدالله العائذي [638] و شدوا جميعا علي أهل الكوفة فلما أوغلوا فيهم عطف عليهم الناس و قطعوهم عن أصحابهم فندب اليهم الحسين أخاه العباس فاستنقذهم بسيفه و قد جرحوا بأجمعهم و في أثناء الطريق اقترب منهم العدو فشدوا بأسيافهم مع ما بهم من الجراح و قاتلوا حتي قتلوا في مكان واحد [639] .

استغاثة و هداية

و لما نظر الحسين الي كثرة من قتل من أصحابه قبض علي شيبته المقدسة و قال: اشتد غضب الله علي اليهود اذ جعلوا له ولدا، و اشتد غضبه علي النصاري اذ جعلوه ثالث ثلاثة، و اشتد غضبه علي المجوس اذ عبدوا الشمس [ صفحه 240] و القمر دونه، و اشتد غضبه علي قوم اتفقت كلمتهم علي قتل ابن بنت نبيهم. أما و الله لا اجيبهم الي شي‌ء مما يريدون حتي القي الله و أنا مخضب بدمي. ثم صاح أما من مغيث يغيثنا! اما من ذاب يذب عن حرم رسول الله! [640] فبكت النساء و كثر صراخهن.و سمع الانصاريان سعد بن الحارث و اخوه ابوالحتوف استنصار الحسين و استغاثته و بكاء عياله و كانا مع ابن‌سعد فمالا بسيفيهما علي أعداء الحسين و قاتلا حتي قتلا [641] .

ثبات الميمنة

و أخذ أصحاب الحسين بعد ان قل عددهم و بان النقص فيهم يبرز الرجل بعد الرجل فأكثروا القتل في أهل الكوفة فصاح عمرو بن الحجاج بأصحابه أتدرون من تقاتلون؟ تقاتلون فرسان المصر و أهل البصائر و قوما مستميتين لا يبرز اليهم احد منكم الا قتلوه علي قتلهم و الله لو لم ترموهم الا بالحجارة لقتلتموهم! فقال عمر بن سعد: صدقت، الرأي ما رأيت أرسل في الناس من يعزم عليهم ان لا يبارزهم رجل منهم و لم خرجتم اليهم وحدانا لأتوا عليكم [642] .ثم حمل عمرو بن الحجاج علي ميمنة الحسين فثبتوا له و جثوا علي الركب و أشرعوا الرماح فلم تقدم الخيل فلما ذهبت الخيل لترجع رشقهم أصحاب الحسين بالنبل فصرعوا رجالا و جرحوا آخرين [643] .و كان عمرو بن الحجاج يقول لأصحابه: قاتلوا من مرق عن الدين و فارق الجماعة! فصاح الحسين: ويحك يا عمرو أعلي تحرض الناس؟ انحن مرقنا من [ صفحه 241] الدين و انت تقيم عليه؟ ستعلمون اذا فارقت أرواحنا أجسادنا من أولي بصلي النار [644] .

مسلم بن عوسجة

ثم حمل عمرو بن الحجاج من نحو الفرات فاقتتلوا ساعة و فيها قاتل مسلم ابن عوسجة فشد عليه مسلم بن عبدالله الضبابي و عبدالله بن خشكارة البجلي و ثارت لشدة الجلاد غبرة شديدة و ما انجلت الغبرة الا و مسلم صريع و به رمق، فمشي اليه الحسين و معه حبيب بن مظاهر فقال له الحسين: رحمك الله يا مسلم، منهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا. و دنا منه حبيب و قال: عز علي مصرعك يا مسلم ابشر بالجنة فقال بصوت ضعيف: بشرك الله بخير قال حبيب: لو لم أعلم أني في الاثر لأحببت أن توصي الي بما أهمك فقال مسلم: اوصيك بهذا و اشار الي الحسين أن تموت دونه قال: أفعل و رب الكعبة و فاضت روحه و بينهما و صاحت جارية له و امسلماه يا سيداه يا ابن عوسجتاه فتنادي أصحاب ابن الحجاج قتلنا مسلما.فقال شبث بن ربعي لمن حوله: ثكلتكم امهاتكم أيقتل مثل مسلم و تفرحون! لرب موقف له كريم في المسلمين رأيته يوم «آذربايجان» و قد قتل ستة من المشركين قبل تتام خيول المسلمين [645] .

ثبات الميسرة

و حمل الشمر في جماعة من اصحابه علي ميسرة الحسين فثبتوا لهم حتي كشفوهم و فيها قاتل عبدالله بن عمير الكلبي فقتل تسعة عشر فارسا و اثني عشر راجلا و شد عليه هاني بن ثبيت الحضرمي فقطع يده اليمني [646] و قطع بكر بن حي ساقه. [ صفحه 242] فأخذ أسيرا و قتل صبرا [647] فمشت اليه زوجته ام‌وهب و جلست عند رأسه تمسح الدم عنه و تقول: هنيئا لك الجنة اسأل الله الذي رزقك الجنة ان يصحبني معك فقال الشمر لغلامه رستم اضرب رأسها بالعمود فشدخه و ماتت مكانها و هي أول امرأة قتلت من اصحاب الحسين [648] .و قطع رأسه و رمي به الي جهة الحسين فأخذته امه و مسحت الدم عنه ثم أخذت عمود خيمة و برزت الي الأعداء فردها الحسين و قال ارجعي رحمك الله فقد وضع عنك الجهاد فرجعت و هي تقول: اللهم لا تقطع رجائي فقال الحسين لا يقطع الله رجاءك [649] .و حمل الشمر حتي طعن فسطاط الحسين بالرمح و قال علي بالنار لأحرقه علي أهله فتصايحت النساء و خرجن من الفسطاط و ناداه الحسين يا ابن ذي‌الجوشن انت تدعو بالنار لتحرق بيتي علي اهلي احرقك الله بالنار! و قال له شبث بن ربعي: أمرعبا للنساء صرت؟ ما رأيت مقالا اسوأ من مقالك و موقفا اقبح من موقفك فاستحي و انصرف.و حمل علي جماعته زهير بن القين في عشرة من اصحابه حتي كشفوهم عن البيوت [650] .

عزرة يستمد الرجال‌

و لما رأي عزرة بن قيس و هو علي الخيل الوهن في اصحابه و الفشل كلما يحملون بعث الي عمر بن سعد يستمده الرجال، فقال ابن‌سعد لشبث بن ربعي ألا تقدم اليهم قال يا سبحان الله تكلف شيخ المصر و عندك من يجزي عنه و لم يزل شبث بن ربعي كارها لقتال الحسين و قد سمع يقول: قاتلنا مع علي بن [ صفحه 243] ابي‌طالب و مع ابنه من بعده آل ابي‌سفيان خمس سنين ثم عدونا علي ولده و هو خير اهل الارض نقاتله مع آل معاوية و ابن‌سمية الزانية ضلال يا لك من ضلال! و الله لا يعطي الله اهل هذا المصر خيرا ابدا و لا يسددهم لرشد [651] فمده بالحصين بن نمير في خمسمائة من الرماة و اشتد القتال و اكثر اصحاب الحسين فيهم الجراح حتي عقروا خيولهم و ارجلوهم [652] و لم يقدروا ان يأتوهم من وجه واحد لتقارب ابنيتهم فأرسل ابن‌سعد الرجال ليقوضوها عن ايمانهم و عن شمائلهم ليحيطوا بهم فأخذ الثلاثة و الاربعة من اصحاب الحسين يتخللون البيوت فيشدون علي الرجل و هو ينهب فيقتلونه و يرمونه من قريب فيعقرونه.فقال ابن‌سعد أحرقوها بالنار فأضرموا فيها النار فصاحت النساء و دهشت الاطفال فقال الحسين: دعوهم يحرقونها فانهم اذا فعلوا ذلك لم يجوزوا اليكم فكان كما قال [653] .

ابوالشعثاء

و كان ابوالشعثاء الكندي و هو يزيد بن زياد مع ابن‌سعد فلما ردوا الشروط علي الحسين صار معه و كان راميا فجثا علي ركبتيه بين يدي الحسين و رمي بمائة سهم و الحسين يقول: اللهم سدد رميته و اجعل ثوابه الجنة. فلما نفدت سهامه قام و هو يقول: لقد تبين لي اني قتلت منهم خمسة [654] ثم حمل علي القوم فقتل تسعة نفر و قتل [655] .

الزوال‌

و التفت ابوثمامة الصائدي [656] الي الشمس قد زالت فقال للحسين نفسي [ صفحه 244] لك الفداء اني أري هولاء قد اقتربوا منك لا و الله لا تقتل حتي اقتل دونك و احب أن القي الله و قد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها فرفع الحسين رأسه الي المساء و قال: ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين، نعم هذا أول وقتها سلوهم أن يكفوا عنا حتي نصلي فقال الحصين انها لا تقبل [657] .

حبيب بن مظاهر

فقال حبيب بن مظاهر: زعمت أنها لا تقبل من آل الرسول و تقبل منك يا حمار فحمل عليه الحصين فضرب حبيب وجه فرسه بالسيف فشبت به و وقع عنه و استنقذه اصحابه فحملوه [658] و قاتلهم حبيب قتالا شديدا فقتل علي كبره اثنين و ستين رجلا و حمل عليه بديل بن صريم فضربه بسيفه و طعنه آخر من تميم برمحه فسقط الي الارض فذهب ليقوم و اذا الحصين يضربه بالسيف علي رأسه فسقط لوجهه و نزل اليه التميمي و احتز رأسه فهد مقتله الحسين فقال عند الله احتسب نفسي و حماة اصحابي [659] و استرجع كثيرا.

الحر الرياحي‌

و خرج من بعده الحر بن يزيد الرياحي و معه زهير بن القين يحمي ظهره فكان اذا شد أحدهما و استلحم شد الآخر و استنقذه ففعلا ساعة [660] و ان فرس الحر لمضروب علي اذنيه و حاجبيه و الدماء تسيل منه و هو يتمثل بقول عنترة: [ صفحه 245] ما زلت ارميهم بثغرة نحره و لبانه حتي تسربل بالدم‌فقال الحصين ليزيد بن سفيان: هذا الحر الذي كنت تتمني قتله قال نعم، و خرج اليه يطلب المبارزة فما اسرع ان قتله الحر ثم رمي ايوب بن مشرح الخيواني فرس الحر بسهم فعقره و شب به الفرس فوثب عنه كأنه ليث [661] و بيده السيف و جعل يقاتل راجلا حتي قتل نيفا و أربعين [662] ثم شدت عليه الرجالة فصرعته و حمله أصحاب الحسين (ع) و وضعوه امام الفسطاط الذي يقاتلون دونه و هكذا يؤتي بكل قتيل الي هذا الفسطاط و الحسين يقول: قتلة مثل قتلة النبيين و آل النبيين [663] ثم التفت الي الحر و كان به رمق فقال له و هو يمسح الدم عنه: أنت الحر كما سمتك امك و انت الحر في الدنيا و الآخرة و رثاه رجل من أصحاب الحسين و قيل علي بن الحسين [664] و قيل انها من انشاء الحسين خاصة [665] لنعم الحر حر بني‌رياح صبور عند مشتبك الرماح‌و نعم الحر اذ فادي حسينا و جاد بنفسه عند الصباح

الصلاة

و قام الحسين الي الصلاة، فقيل انه صلي بمن بقي من أصحابه صلاة الخوف و تقدم امامه زهير بن القين و سعيد بن عبدالله الحنفي في نصف من اصحابه [666] و يقال انه صلي و اصحابه فرادي بالايماء [667] : [ صفحه 246] و صلاة الخوف حاشاها فما روعت و الموت منها كان قاباما لواها الموقف الدامي و ما صدها الجيش ابتعادا و اقترابازحفت ظامئة و الشمس من حرها تلتهب الارض التهاباهزت الجيش و قد ضاقت به عرصة الطف سهولا و هضاباسائل الميدان عنها ستري كيف أرضته طعانا و ضراباكيف حامت حرم الله فما خدشت عزا و لا ولت جناباكيف دون الله راحت تدري بهواديها سهاما و كعابا [668] و لما أثخن سعيد بالجراح سقط الي الارض و هو يقول: اللهم العنهم لعن عاد و ثمود و أبلغ نبيك مني السلام و أبلغه ما لقيت من ألم الجراح فاني اردت بذلك ثوابك في نصرة ذرية نبيك صلي الله عليه و آله و سلم [669] و التفت الي الحسين قائلا: أوفيت يا ابن رسول الله؟ قال نعم أنت امامي في الجنة [670] و قضي نحبه فوجد فيه ثلاثة عشر سهما غير الضرب و الطعن [671] .و لما فرغ الحسين من الصلاة قال لأصحابه: يا كرام هذه الجنة قد فتحت ابوابها و اتصلت أنهارها و أينعت ثمارها و هذا رسول الله و الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله يتوقعون قدومكم و يتباشرون بكم فحاموا عن دين الله و دين نبيه و ذبوا عن حرم الرسول فقالوا: نفوسنا لنفسك الفداء و دماؤنا لدمك الوقاء فو الله لا يصل اليك و الي حرمك سوء و فينا عرق يضرب [672] .

الخيل تعقر

ثم أن عمر بن سعد وجه عمرو بن سعيد في جماعة من الرماة فرموا اصحاب الحسين و عقروا خيولهم [673] و لم يبق مع الحسين فارس الا الضحاك بن [ صفحه 247] عبدالله المشرقي يقول لما رأيت خيل أصحابنا تعقر أقبلت بفرسي و أدخلتها فسطاطا لأصحابنا و اقتلوا أشد القتال [674] و كان كل من أراد الخروج ودع الحسين بقوله: السلام عليك يا ابن رسول الله فيجيبه الحسين و عليك السلام و نحن خلفك ثم يقرأ «و منهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا» [675] .

ابوثمامة

و خرج أبوثمامة الصائدي فقاتل حتي اثخن بالجراح و كان مع عمر بن سعد ابن عم له يقال له قيس بن عبدالله بينهما عداوة فشد عليه و قتله.

زهير و ابن‌مضارب‌

و خرج سلمان بن مضارب البجلي و كان ابن عم زهير بن القين فقاتل حتي قتل، و خرج بعده زهير بن القين فوضع يده علي منكب الحسين و قال مستأذنا:أقدم هديت هاديا مهديا فاليوم القي جدك النبياو حسنا و المرتضي عليا و ذا الجناحين الفتي الكمياو أسد الله الشهيد الحيا فقال الحسين: و أنا القاهما علي أثرك و في حملاته يقول:أنا زهير و أنا ابن‌القين أذودكم بالسيف عن حسين‌فقتل مائة و عشرين ثم عطف عليه كثير بن عبدالله الصعبي و المهاجر بن أوس فقتلاه، فوقف الحسين و قال لا يبعدنك الله يا زهير و لعن قاتليك لعن الذين مسخوا قردة و خنازير [676] . [ صفحه 248]

عمرو بن قرظة

و جاء عمرو بن قرظة الانصاري [677] و وقف أمام الحسين يقيه من العدو و يتلقي السهام بصدره و جبهته فلم يصل الي الحسين سوء و لما كثر فيه الجراح التفت الي أبي‌عبدالله و قال أوفيت يا ابن رسول الله؟ قال نعم انت امامي في الجنة فاقرأ رسول الله مني السلام و اعلمه اني في الاثر و خر ميتا [678] .فنادي أخوه علي و كان مع ابن‌سعد: يا حسين يا كذاب غررت اخي حتي قتلته فقال عليه السلام اني لم اغر اخاك ولكن الله هداه و اضلك فقال قتلني الله ان لم اقتلك ثم حمل علي الحسين ليطعنه فاعترضه نافع بن هلال الجملي فطعنه حتي صرعه فحمله اصحابه و عالجوه و برأ [679] .

نافع الجملي‌

و رمي نافع بن هلال الجملي المذحجي بنبال مسمومة كتب اسمه عليها [680] و هو يقول [681] .أرمي بها معلمة أفواقها مسمومة تجري بها اخفاقهاليملأن ارضها رشاقها و النفس لا ينفعها اشفاقهافقتل اثني عشر رجلا سوي من جرح و لما فنيت نباله جرد سيفه يضرب فيهم فأحاطوا به يرمونه بالحجارة و النصال حتي كسروا عضديه و اخذوه اسيرا [682] [ صفحه 249] فأمسكه الشمر و معه اصحابه يسوقونه فقال له ابن‌سعد: ما حملك علي ما صنعت بنفسك؟ قال: ان ربي يعلم ما اردت، فقال له رجل و قد نظر الي الدماء تسيل علي وجهه و لحيته: أما تري ما بك؟ فقال و الله لقد قتلت منك اثني عشر رجلا سوي من جرحت و ما الوم نفسي علي الجهد و لو بقيت لي عضد ما اسرتموني! [683] و جرد الشمر سيفه فقال له نافع و الله يا شمر لو كنت من المسلمين لعظم عليك ان تلقي الله بدمائنا فالحمد لله الذي جعل منايانا علي يدي شرار خلقه ثم قدمه الشمر و ضرب عنقه [684] .

واضح و أسلم‌

و لما صرع واضح التركي مولي الحرث المذحجي استغاث بالحسين فأتاه أبوعبدالله و اعتنقه فقال من مثلي و ابن رسول الله (ص) واضع خده علي خدي! ثم فاضت نفسه الطاهرة [685] .و مشي الحسين الي أسلم مولاه و اعتنقه و كان به رمق فتبسم و افتخر بذلك و مات [686] !

برير بن خضير

و نادي يزيد بن معقل [687] : يا برير كيف تري صنع الله بك؟ فقال صنع الله بي خيرا و صنع بك شرا فقال يزيد: كذبت و قبل اليوم ما كنت كذابا أتذكر يوم كنت أماشيك في «بني‌لوذان» [688] و أنت تقول: كان معاوية ضالا و ان امام [ صفحه 250] الهدي علي بن أبي‌طالب قال: برير: بلي اشهد ان هذا رأيي فقال يزيد: و انا اشهد انك من الضالين! فدعاه برير الي المباهلة فرفعا ايديهما الي الله سبحانه يدعوانه أن يلعن الكاذب و يقتله، ثم تضاربا فضربه برير علي رأسه قدت المغفر و الدماغ فخر كأنما هوي من شاهق، و سيف برير ثابت في رأسه و بينا هو يريد ان يخرجه اذ حمل عليه رضي بن منقذ العبدي و اعتنق بريرا و اعتركا فصرعه برير و جلس علي صدره فاستغاث رضي بأصحابه، فذهب كعب بن جابر بن عمرو الازدي ليحمل علي برير فصاح به عفيف بن زهير بن أبي‌الأخنس: هذا برير بن خضير القاري الذي كان يقرؤنا القرآن في جامع الكوفة فلم يلتفت اليه و طعن بريرا في ظهره فبرك برير علي رضي و عض وجهه و قطع طرف انفه و ألقاه كعب برمحه عنه و ضربه بسيفه فقتله.و قام العبدي ينفض التراب عن قبائه و قال: لقد انعمت علي يا اخا الازد نعمة لا انساها أبدا.و لما رجع كعب بن جابر الي اهله عتبت عليه امرأته النوار و قالت: اعنت علي ابن فاطمة و قتلت سيد القراء لقد اتيت عظيما من الأمر و الله لا اكلمك من رأسي كلمة ابدا فقال:سلي تخبري عني و انت ذميمة غداة حسين و الرماح شوارع‌الم آت اقصي ما كرهت و لم يخل علي غداة الروع ما انا صانع‌معي يزني لم تخنه كعوبه و ابيض مخشوب الغرارين قاطع‌فجردته في عصبة ليس دينهم بديني و اني بابن حرب لقانع‌و لم تر عيني مثلهم في زمانهم و لا قبلهم في الناس اذ انا يافع‌اشد قراعا بالسيوف لدي الوغي ألا كل من يحمي الذمار مقارع‌و قد صبر و اللضرب و الطعن حسرا و قد نازلوا لو أن ذلك نافع‌فأبلغ عبيدالله اما لقيته بأني مطيع للخليفة سامع‌قتلت بريرا ثم حملت نعمة ابا منقذ لما دعا من يماصع‌فرد عليه رضي بن منقذ العبدي بقوله:و لو شاء ربي ما شهدت قتالهم و لا جعل النعماء عندي ابن‌جابرلقد كان ذاك اليوم عارا و سبة تعيره الابناء بعد المعاشر [ صفحه 251] فيا ليت اني كنت من قبل قتله و يوم حسين كنت في رمس قابر [689]

حنظلة الشبامي‌

و نادي حنظلة بن سعد الشبامي: يا قوم اني اخاف عليكم مثل يوم الاحزاب مثل دأب قوم نوح و عاد و ثمود و الذين من بعدهم و ما الله يريد ظلما للعباد - يا قوم اني اخاف عليكم يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم و من يضلل الله فما له من هاد - يا قوم لا تقتلوا حسينا فيسحتكم الله بعذاب و قد خاب من افتري.فجزاه الحسين خيرا و قال: رحمك الله انهم قد استوجبوا العذاب حين ردوا عليك ما دعوتهم اليه من الحق و نهضوا اليك ليستبيحوك و اصحابك فكيف بهم الآن و قد قتلوا اخوانك الصالحين.قال: صدقت يا ابن رسول الله أفلا نروح الي الآخرة؟ فأذن له فسلم علي الحسين و تقدم يقاتل حتي قتل [690] .

عابس بن شبيب

و اقبل عابس بن شبيب الشاكري علي شوذب [691] مولي شاكر و كان شوذب من الرجال المخلصين و داره مألف للشيعة يتحدثون فيها فضل اهل البيت.فقال: يا شوذب ما في نفسك ان تصنع؟ قال: اقاتل معك حتي اقتل فجزاه خيرا و قال له: تقدم بين يدي ابي‌عبدالله (ع) حتي يحتسبك كما احتسب غيرك و حتي أحتسبك فان هذا يوم نطلب فيه الاجر بكل ما نقدر عليه فسلم شوذب علي الحسين و قاتل حتي قتل.فوقف عابس امام ابي‌عبدالله (ع) و قال: ما امسي علي ظهر الارض [ صفحه 252] قريب و لا بعيد اعز علي منك و لو قدرت ان ادفع الضيم عنك بشي‌ء اعز علي من نفسي لفعلت، السلام عليك، اشهد اني علي هداك و هدي ابيك! و مشي نحو القوم مصلتا سيفه و به ضربة علي جبينه فنادي: ألا رجل فأحجموا عنه لأنهم عرفوه اشجع الناس، فصاح عمر بن سعد: ارضخوه بالحجارة فرمي بها فلما رأي ذلك القي درعه و مغفره و شد علي الناس و انه ليطرد اكثر من مائتين، ثم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل فتنازع ذووا عدة في رأسه، فقال ابن‌سعد: هذا لم يقتله واحد و فرق بينهم بذلك [692] .

جون مولي ابي‌ذر

و وقف جون [693] مولي ابي‌ذر الغفاري امام الحسين يستأذنه فقال عليه السلام: يا جون انما تبعتنا طلبا للعافية فأنت في اذن مني! فوقع علي قدميه يقبلهما و يقول: أنا في الرخاء ألحس قصاعكم، و في الشدة أخذلكم ان ريحي لنتن و حسبي للئيم و لوني لأسود فتنفس علي بالجنة ليطيب ريحي و يشرف حسبي و يبيض لوني، لا و الله لا افارقكم حتي يختلط هذا الدم الاسود مع دمائكم! فأذن له الحسين [694] فقتل خمسا و عشرين و قتل، فوقف عليه الحسين و قال: اللهم بيض وجهه و طيب ريحه و احشره مع محمد (ص) و عرف بينه و بين آل محمد (ص).فكان من يمر بالمعركة يشم منه رائحة طيبة اذكي من المسك [695] .

انس الكاهلي

و كان أنس بن الحارث بن نبيه الكاهلي شيخا كبيرا صحابيا رأي النبي [ صفحه 253] و سمع حديثه و شهد معه بدرا و حنينا، فاستأذن الحسين و برز شادا وسطه بالعمامة رافعا حاجبيه بالعصابة، و لما نظر اليه الحسين بهذه الهيئة بكي و قال: شكر الله لك يا شيخ فقتل علي كبره ثمانية عشر رجلا و قتل [696] .

عمرو بن جنادة

و جاء عمرو بن جنادة الانصاري بعد أن قتل ابوه و هو ابن احدي عشرة سنة يستأذن الحسين فأبي و قال: هذا غلام قتل أبوه في الحملة الأولي و لعل أمه تكره ذلك قال الغلام: ان امي امرتني فأذن له فما أسرع أن قتل و رمي برأسه الي جهة الحسين فأخذته امه و مسحت الدم عنه و ضربت به رجلا قريبا منها فمات [697] و عادت الي المخيم فأخذت عمودا و قيل سيفا و انشأت:اني عجوز في النسا ضعيفة خاوية بالية نحيفةاضربكم بضربة عنيفة دون بني فاطمة الشريفةفردها الحسين الي الخيمة بعد أن اصابت بالعمود رجلين [698] .

الحجاج الجعفي‌

و قاتل الحجاج بن مسروق الجعفي حتي خضب بالدماء فرجع الي الحسين يقول: [ صفحه 254] اليوم القي جدك النبيا ثم أباك ذا الندي علياذاك الذي نعرفه الوصيا فقال الحسين: و أنا القاهما أثرك فرجع يقاتل حتي قتل [699] .

سوار

و قاتل سوار بن أبي‌حمير من ولد فهم بن جابر بن عبدالله بن قادم الفهمي الهمداني قتالا شديدا حتي ارتث بالجراح [700] و اخذ اسيرا فأراد ابن‌سعد قتله و تشفع فيه قومه و بقي عندهم جريحا الي أن توفي علي رأس ستة أشهر [701] .و في زيارة الناحية المقدسة: السلام علي الجريح المأسور سوار بن أبي‌حمير الفهمي الهمداني و علي المرتث معه عمر بن عبدالله الجندعي.

سويد بن عمرو

و لما اثخن بالجراح سويد بن عمرو بن أبي‌المطاع سقط لوجهه و ظن انه قتل، فلما قتل الحسين و سمعهم يقولون قتل الحسين أخرج سكينة كانت معه فقاتل بها و تعطفوا عليه فقتلوه و كان آخر من قتل من الاصحاب بعد الحسين عليه السلام.هم عصمة اللاجي اذا هو يختشي و هم ديمة الراجي اذا هو يجتدي‌اذا ما خبت نار الوغي شعشعوا لها سيوفهم جمرا و قالوا توقدي‌ثقال الخطا لكن يخفون للوغي سراعا بخرصان الوشيج المسدداذا اشرعوا سمر الرماح حسبتها كواكب في ليل من النقع أسوداو اصطدمت تحت العجاج كتائب جري أصيد منهم لها اثر أصيديكرون و الابطال طائشة الخطي و شخص المنايا بالعجاجة مرتدي [ صفحه 255] لووا جانبا عن مورد الضيم فانثنوا علي الارض صرعي سيدا بعد سيدهووا للثري نهب السيوف جسومهم عوار ولكن بالمكارم ترتدي‌واضحي يدير السبط عينيه لا يري سوي جثث منهم علي الترب ركدأحاطت به سبعون الفا فردها شوارد امثال النعام المشردو قام (عديم النصر) بين جموعهم وحيدا يحامي عن شريعة أحمدالي أن هوي للأرض شلوا مبضعا و لم يرو من حر الظما قلبه الصدي‌هوي فهوي التوحيد و انطمس الهدي و حلت عري الدين الحنيف المشيدله الله مقطور الفؤاد من الظما صريعا علي وجه الثري المتوقدثوي في هجير الشمس و هو معفر تظلله سمر القنا المتقصدو أضحت عوادي الخيل من فوق صدره تروح الي كر الطراد و تغتدي‌و هاتفة من جانب الخدر ثاكل بدت و هي حسري تلطم الخد باليديؤلمها قرع السياط فتنثني تحن فيشجي صوتها كل جلمدو سيقت علي عجف المطايا أسيرة يطاف بها في مشهد بعد مشهدسرت تتهاداها علوج امية فمن ملحد تهدي الي شر ملحد [702]

شهادة اهل البيت

علي الأكبرو لما لم يبق مع الحسين الا أهل بيته عزموا علي ملاقاة الحتوف ببأس شديد و حفاظ مر و نفوس أبية و اقبل بعضهم يودع بعضا [703] و اول من تقدم أبوالحسن [704] علي الأكبر [705] و عمره سبع و عشرون سنة فانه ولد في الحادي عشر من شعبان سنة [ صفحه 256] ثلاث و ثلاثين من الهجرة [706] و كان مرآة الجمال النبوي و مثال خلقه السامي و انموذجا من منطقه البليغ و اذا كان شاعر رسول الله (ص) يقول فيه:و احسن منك لم ترقط عيني و أجمل منك لم تلد النساءخلقت مبرءا من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاءفمادح الاكبر يقول [707] :لم تر عين نظرت مثله من محتف يمشي و من ناعل‌يغلي نهي‌ء اللحم حتي اذا انضج لم يغل علي الآكل [708] كان اذا شبت له ناره اوقدها بالشرف القابل [709] كيما يراها بائس مرمل او فرد حي ليس بالآهل‌لا يؤثر الدنيا علي دينه و لا يبيع الحق بالباطل‌اعني «ابن‌ليلي» ذا الندي و السدي اعني ابن بنت الحسب الفاضل [710] فعلي الأكبر هو المتفرع من الشجرة النبوية الوارث للمآثر الطيبة و كان حر يا بمقام الخلافة لولا انها منصوصة من اله السماء و قد سجل سبحانه أسماءهم في الصحيفة النازل بها جبرئيل عليه السلام علي رسول الله صلي الله عليه و آله.ورث الصفات الغر و هي تراثه من كل غطريف و شهم اصيدفي بأس حمزة في شجاعة حيدر بابا الحسين و في مهابة أحمد [ صفحه 257] و تراه في خلق و طيب خلائق و بليغ نطق كالنبي محمد [711] و لما يمم الحرب عز فراقه علي مخدرات الامامة لأنه عماد اخبيتهن و حمي أمنهن و معقد آمالهن بعد الحسين فكانت هذه تري هتاف الرسالة في و شك الانقطاع عن سمعها و تلك تجد شمس النبوة في شفا الكسوف و اخري تشاهد الخلق المحمدي قد آذن بالرحيل فأحطن به و تعلقن بأطرافه و قلن: ارحم غربتنا لا طاقة لنا علي فراقك فلم يعبأ بهن، لأنه يري حجة الوقت مكثورا قد اجتمع أعداؤه علي اراقة دمه الطاهر فاستأذن أباه و برز علي فرس للحسين تسمي «لاحقا» [712] .و من جهة أن ليلي ام‌الاكبر بنت ميمونة ابنة أبي‌سفيان [713] صاح رجل من القوم: يا علي ان لك رحما بأميرالمؤمنين «يزيد» و نريد ان نرعي الرحم فان شئت آمناك قال عليه السلام: ان قرابة رسول الله صلي الله عليه و آله أحق أن ترعي [714] ثم شد يرتجز معرفا بنفسه القدسية و غايته السامية.أنا علي بن الحسين بن علي نحن و رب البيت أولي بالنبي‌تالله لا يحكم فينا ابن الدعي [715] أضرب بالسيف احامي عن أبي‌ضرب غلام هاشمي قرشي [716] و لم يتمالك الحسين عليه السلام دون أن ارخي عينيه بالدموع [717] و صاح بعمر بن سعد: مالك؟ قطع الله رحمك كما قطعت رحمي و لم تحفظ قرابتي من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عليك من يذبحك علي فراشك [718] ثم رفع شيبته المقدسة نحو السماء و قال: اللهم اشهد علي هؤلاء فقد برز اليهم [ صفحه 258] اشبه الناس برسولك محمد خلقا و خلقا و منطقا [719] و كنا اذا اشتقنا الي رؤية نبيك نظرنا اليه اللهم فامنعهم بركات الارض و فرقهم تفريقا و مزقهم تمزيقا و اجعلهم طرايق قددا و لا ترض الولاة عنهم أبدا فانهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلونا ثم تلا قوله تعالي: (ان الله اصطفي آدم و نوحا و آل ابراهيم و آل عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم) [720] .و لم يزل يحمل علي الميمنة و يعيدها علي الميسرة و يغوص في الاوساط فلم يقابله جحفل الا رده و لا برز اليه شجاع الا قتله:يرمي الكتائب و الفلا غصت بها في مثلها من بأسه المتوقدفيردها قسرا علي اعقابها في بأس عريس العرينة ملبدفقتل مائة و عشرين فارسا و قد اشتد به العطش فرجع الي ابيه يستريح و يذكر ما اجهده من العطش [721] فبكي الحسين و قال: واغوثاه ما أسرع الملتقي بجدك فيسقيك بكأسه شربة لا تظمأ بعدها و أخذ لسانه فمصه و دفع اليه خاتمه ليضعه في فيه [722] و يؤوب للتوديع و هو مكابد لظما الفؤاد و للحديد المجهدصادي الحشا و حسامه ريان من ماء الطلا و غليله لم يبرديشكو لخير أب ظماه و ما اشتكي ظمأ الحشا الا الي الظامي الصدي‌كل حشاشته كصالية الغضا و لسانه ظمأ كشقة مبردفانصاع يؤثره عليه بريقه لو كان ثمة ريقه لم يجمدو مذ انثني بلقي الكريهة باسما و الموت منه بمسمع و بمشهد [ صفحه 259] لف الوغي و أجالها جول الرحي بمثقف من بأسه و مهنديلقي ذوابلها بذابل معطف و يشيم أنصلها بجيد أجيدحتي اذا ما غاص في اوساطهم بمطهم قب الاياطل اجردعثر الزمان به فغودر جسمه نهب القواضب و القنا المتقصدو رجع «علي» الي الميدان مبتهجا بالبشارة الصادرة من الامام الحجة عليه السلام بملاقاة جده المصطفي صلي الله عليه و آله و سلم فزحف فيهم زحفه العلوي السابق و غبر في وجوه القوم و لم يشعروا أهو «الاكبر» يطرد الجماهير من اعدائه أم أن «الوصي» عليه السلام يزأر في الميدان أم أن الصواعق تتري في بريق سيفه فأكثر القتلي في اهل الكوفة حتي أكمل المائتين [723] .فقال مرة بن منقذ العبدي [724] علي آثام العرب ان لم أثكل أباه به [725] فطعنه بالرمح في ظهره [726] و ضربه بالسيف علي رأسه ففلق هامته و اعتنق فرسه فاحتمله الي معسكر الاعداء و أحاطوا به حتي قطعوه بسيوفهم اربا اربا [727] .و محا الردي يا قاتل الله الردي منه هلال دجي و غرة فرقديا نجعة الحيين هاشم و الندي و حمي الذمارين العلي و السؤددكيف ارتقت همم الردي لك صعدة مطرورة الكعبين لم تتأودافديه من ريحانة ريانة جفت بحر ظما و حر مهندبكر الذبول علي نضارة غصنه ان الذبول لآفة الغصن الندي‌لله بدر من مراق نجيعه مزج الحسام لجينه بالعسجدماء الصبا و دم الوريد تجاريا فيه و لا هب قلبه لم يخمدلم انسه متعمما بشبا الظبي بين الكماة و بالاسنة مرتدي‌خضبت ولكن من دم و فراته فاخضر ريحان العذار الاسود [ صفحه 260] و نادي رافعا صوته: عليك مني السلام اباعبدالله [728] هذا جدي قد سقاني بكأسه شربة لا اظمأ بعدها و هو يقول ان لك كأسا مذخورة [729] فأتاه الحسين عليه السلام و انكب عليه واضعا خده علي خده [730] و هو يقول: علي الدنيا بعدك العفا ما اجرأهم علي الرحمن و علي انتهاك حرمة الرسول [731] يعز علي جدك و ابيك ان تدعوهم فلا يجيبونك و تستغيث بهم يغيثونك [732] .ثم أخذ بكفه من دمه الطاهر و رمي به نحو السماء فلم يسقط منه قطرة! و في هذا جاءت زيارته: «بأبي أنت و امي من مذبوح و مقتول من غير جرم، بأبي انت و امي دمك المرتقي به الي حبيب الله بأبي أنت و أمي من مقدم بين يدي أبيك يحتسبك و يبكي عليك محترقا عليك قلبه يرفع دمك الي عنان السماء لا يرجع منه قطرة و لا تسكن عليك من أبيك زفرة [733] !و أمر فتيانه أن يحملوه الي الخيمة فجاؤا به الي الفسطاط الذي يقاتلون أمامه [734] .و حرائر بيت الوحي ينظرن اليه محمولا قد جللته الدماء بمطارف العز حمراء و قد وزع جثمانه الضرب و الطعن فاستقبلنه بصدور دامية و شعور منشورة و عولة تصك سمع الملكوت و امامهن عقيلة بني‌هاشم «زينب الكبري» ابنة فاطمة بنت رسول الله (ص) [735] صارخة نادبة فألقت بنفسها عليه تضم اليها جمام [ صفحه 261] نفسها الذاهب و حمي خدرها و المنثلم و عماد بيتها المنهدم [736] .لهفي علي عقائل الرسالة لما رأينه بتلك الحالةعلا نحيبهن و الصياح فاندهش العقول و الأرواح‌ناحت علي كفيلها العقائل و المكرمات الغر و الفضائل‌لهفي لها اذ تندب الرسولا فكادت الجبال أن تزولالهفي لها مذ فقدت عميدها و هل يوازي احد فقيدهاو من يوازي شرفا وجاها مثال ياسين شبيه طاهايا ساعد الله أباه مذ خبا نيره «الاكبر» في ظل الظبي‌رأي الخليل في مني الطفوف ذبيحه ضريبة السيوف‌بكاه ما يري و ما ليس يري من ذروة العرش الي تحت الثري‌بكاه حزنا رب ارباب النهي و من هو المبدأ و هو المنتهي‌و من بكاه سيد البرايا فرزؤه من أعظم الرزايابكته عين الرشد و الهداية و من هو المنصوص «بالوصاية» [737] و لسان حال أبيه يقول:بني اقتطعتك من مهجتي علام قطعت جميل الوصال‌بني عراك خسوف الردي و شأن الخسوف قبيل الكمال‌بني حرام علي الرقاد و انت عفير بحر الرمال‌بني أبيت سوي القاصرات و خلفت عندي سمر العوالي‌بني بكتك عيون الرجال ليوم النزيل و يوم النزال‌بكتك بني صفات الكمال و غض الشباب و ذات الجمال‌عجلت لحوض أبيك النبي و سارعت بعد الظما للزلال‌سيرثيك مني لسان السنان بنظم قلوب عيون الرجال [738] [ صفحه 262]

عبدالله بن مسلم‌

و خرج من بعده عبدالله بن مسلم بن عقيل بن أبي‌طالب و امه رقية الكبري بنت اميرالمؤمنين عليه السلام [739] و هو يقول:اليوم القي مسلما و هو أبي و عصبة بادوا علي دين النبي‌فقتل جماعة بثلاث حملات [740] و رماه يزيد بن الرقاد الجهني [741] فاتقاه بيده فسمرها الي جبهته فما استطاع ان يزيلها عن جبهته [742] فقال اللهم انهم استقلونا و استذلونا فاقتلهم كما قتلونا و بينا هو علي هذا اذ حمل عليه رجل برمحه فطعنه في قلبه و مات [743] فجاء اليه يزيد بن الرقاد و اخرج سهمه من جبهته و بقي النصل فيها و هو ميت [744] .

حملة آل ابي‌طالب‌

و لما قتل عبدالله بن مسلم حمل آل أبي‌طالب حملة واحدة فصاح بهم الحسين عليه السلام: صبرا علي الموت يا بني عمومتي و الله لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم [745] فوقع فيهم عون بن عبدالله بن جعفر الطيار و امه العقلية زينب و اخوه محمد و امه الخوصاء و عبدالرحمن بن عقيل بن أبي‌طالب [746] و اخوه جعفر [ صفحه 263] ابن عقيل و محمد بن مسلم بن عقيل [747] .و أصابت الحسن المثني ابن الامام الحسن السبط عليه السلام ثمانية عشر جراحة و قطعت يده اليمني و لم يستشهد.و خرج ابوبكر بن اميرالمؤمنين عليه السلام [748] و اسمه محمد [749] قتله زحر بن بدر النخعي [750] .و خرج عبدالله بن عقيل فما زال يضرب فيهم اثخن بالجراح و سقط الي الارض فجاء اليه عثمان بن خالد التميمي فقتله.ما العرب الاسماء للعلاء و ما أبناء عمرو العلي الا دراريهافللنبوة تاج في مفارقها و للامامة عقد في تراقيهاحليان ليس سواها تحتلي بهما شتان عاطل أجياد و حاليهامن شيبة الحمد شبان مشت مرحا لنصرة الدين لا كبرا و لا تيهابسامة الثغر و الابطال عابسة تقتر منها الثنايا عن لئاليهاجرت بطوفان حرب في بواخرها و ما بواخرها الا مذاكيهالو لم يكن همها نيل السعادة ما أبقت علي الأرض شخصا من اعاديهاليست تبالي و للأسياف صلصلة مطبق سعة الغبراء داويهاو للرماح اصطكاك في اسنتها و للسهام اختلاف في مراميهاو للرؤوس انتثار عن كواهلها و للصدور انتظام في مجانيها [751] [ صفحه 264]

القاسم و اخوه‌

و خرج ابوبكر بن الحسن بن اميرالمؤمنين (ع) و هو عبدالله الاكبر و امه ام ولد [752] يقال لها رملة [753] فقاتل حتي قتل [754] .و خرج من بعده اخوه لامه و أبيه القاسم [755] و هو غلام لم يبلغ الحلم فلما نظر اليه الحسين عليه السلام اعتنقه و بكي [756] ثم اذن له فبرز كأن وجهه شقة قمر [757] و بيده السيف و عليه قميص و ازار و في رجليه نعلان فمشي يضرب بسيفه فانقطع شسع نعله اليسري [758] و أنف ابن النبي الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم أن يحتفي في الميدان فوقف يشد شسع نعله [759] و هو لا يزن الحرب الا بمثله غير [ صفحه 265] مكترث بالجمع و لا مبال بالالوف.اهوي يشد حذاءه و الحرب مشرعة لأجله‌ليسومها ما ان غلت هيجاؤها بشراك نعله‌متقلدا صمصامه متفيئا بظلال نصله‌لا تعجبن لفعله فالفرع مرتهن بأصله‌السحب يخلفها الحيا و الليث منظور بشبله [760] و بينا هو علي هذا اذ شد عليه عمرو بن سعد بن نفيل الازدي فقال له حميد ابن مسلم: و ما تريد من هذا الغلام؟ يكفيك هؤلاء الذين تراهم احتوشوه! فقال: و الله لأشدن عليه فما ولي حتي ضرب رأسه بالسيف فوقع الغلام لوجهه فقال يا عماه فأتاه الحسين كالليث الغضبان فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بالساعد فأطنها [761] من المرفق، فصاح صيحة عظيمة سمعها العسكر فحملت خيل ابن‌سعد لتستنقذه فاستقبلته بصدرها و وطأته بحوافرها فمات.و انجلت الغبرة و اذا الحسين قائم علي رأس الغلام و هو يفحص برجليه! و الحسين يقول: بعدا لقوم قتلوك خصمهم يوم القيامة جدك.ثم قال: عز و الله علي عمك أن تدعوه يجيبك او يجيبك ثم لا ينفعك صوت و الله كثر واتره و قل ناصره، ثم احتمله و كان صدره علي صدر الحسين (ع) و رجلاه يخطان في الارض فألقاه مع علي الاكبر و قتلي حوله من أهل بيته [762] و رفع طرفه الي السماء و قال: اللهم احصهم عددا و لا تغادر منهم أحدا و لا تغفر لهم ابدا! صبرا يا بني عمومتي صبرا يا أهل بيني، لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا [763] .ناهيك بالقاسم بن المجتبي حسن مزاول الحرب لم يعبأ بما فيهاكأن بيض مواضيها تكلمه غيد تغازله منها غوانيهاكأن سمر عواليها كؤوس طلا تزفها راح ساقيها لحاسيها [ صفحه 266] لو كان يحذر بأسا أو يخاف وغي ما انصاع يصلح نعلا و هو صاليهاامامه من اعاديه رمال ثري من فوق أسفلها ينهال عاليهاما عممت بارقاب البيض هامته فاحمر بالأبيض الهندي هاميهاالا غداة رأته و هو في سنة عن الكفاح غفول النفس ساهيهاو تلك غفوة ليث غير مكترث ما ناله السيف الا و هو غافيهافخر يدعو، فلبي السبط دعوته فكان ما كان منه عند داعيهافقل به الأشهب البازي بين قطا قد لف أولها فتكا بتاليهاجني ولكن رؤوس الشوس يانعة و ما سوي سيفه البتار جانيهاحتي اذا غص بالبتار أرحبها و فاض من علق البتار واديهاتقشعت ظلمات الخيل ناكصة فرسانها عنه و انجابت غواشيهاو اذ به حاضن في صدره قمرا يزين طلعته الغراء داميهاوافي به حاملا نحو المخيم و الآ ماق في وجهه حمر مجانيهاتخط رجلاه في لوح الثري صحفا الدمع منقطها و القلب تاليهاآه علي ذلك البدر المنير محا بالخسف غرته الغراء ماحيها

اخوة العباس

و لما رأي العباس عليه السلام كثرة القتلي من أهله قال لاخوته من أمه و أبيه عبدالله و عثمان و جعفر: تقدموا يا بني أمي حتي أراكم نصحتم لله و لرسوله، و التفت الي عبدالله و كان أكبر من عثمان و جعفر و قال: تقدم يا أخي حتي أراك قتيلا و أحتسبك [764] فقاتلوا بين يدي أبي‌الفضل حتي قتلوا بأجمعهم.نعما قرابين الاله مجزرين علي الفرات‌خير الهداية أن يكون الهدي من زمر الهداةمن بعد ما قضوا الصلاة قضوا فداءا للصلاة [765] [ صفحه 267]

شهادة العباس

و لم يستطع العباس صبرا علي البقاء بعد أن فني صحبه و أهل بيته و يري «حجة الوقت» مكثورا قد انقطع عنه المدد و ملأ مسامعه عويل النساء و صراخ الأطفال من العطش فطلب من أخيه الرخصة، و لما كان العباس (ع) أنفس الذخائر عند السبط الشهيد (ع) لأن الاعداء تحذر صولته و ترهب اقدامه و الحرم مطمئنة بوجوده مهما تنظر اللواء مرفوعا، فلم تسمح نفس «أبي‌الضيم» القدسية بمفارقته فقال له: يا أخي: «أنت صاحب لوائي» [766] .قال العباس: قد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين و أريد أن آخذ ثأري منهم، فأمره الحسين (ع) أن يطلب الماء للاطفال، فذهب العباس الي القوم و وعظهم و حذرهم غضب الجبار فلم ينفع! فنادي بصوت عال: يا عمر بن سعد: هذا الحسين ابن بنت رسول الله قتلتم أصحابه و أهل بيته و هؤلاء عياله و أولاده عطاشي، فاسقوهم من الماء قد أحرق الظما قلوبهم و هو مع ذلك يقول: دعوني اذهب الي الروم أو الهند و أخي لكم الحجاز و العراق فأثر كلامه في نفوس القوم حتي بكي بعضهم ولكن الشمر صاح بأعلي صوته: يا ابن أبي‌تراب لو كان وجه الأرض كله ماء و هو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة الا أن تدخلوا في بيعة يزيد.فرجع الي أخيه يخبره فسمع الأطفال يتصارخون من العطش [767] فلم تتطامن نفسه علي هذا الحال و ثارت به الحمية الهاشمية:يوم أبوالفضل تدعو الظاميات به و الماء تحت شبا الهندية الخذم‌و الخيل تصطك و الزغف الدلاص علي فرسانها قد غدت نارا علي علم‌و أقبل الليث لا يلويه خوف ردي بادي البشاشة كالمدعو للنعم‌يبدو فيغدو صميم الجمع منقسما نصفين ما بين مطروح و منهزم [768] [ صفحه 268] ثم انه ركب جواده و أخذ القربة فأحاط به اربعة آلاف و رموه بالنبال فلم ترعه كثرتهم و أخذ يطرد أولئك الجماهير وحده و لواء الحمد يرف علي رأسه و لم يشعر القوم أهو العباس يجدل الابطال أم الوصي يزأر في الميدان! فلم تثبت له الرجال، و نزل الي الفرات مطمئنا غير مبال بذلك الجمع.و دمدم ليث الغاب يعطو يسالة الي الماء لم يكبر عليه ازدحامهاو خاض بها بحرا يرف عبابه ظبي و بد الأقدار جالت سهامهاألمت به سوداء يحطف برقها البصائر من رعب و يعلو قتامهاجلاها بمشحوذ الغرارين أبلج يدب به للدارعين حمامهافحلأها عن جانب النهر عنوة و ولت هواديها يصل لجامهاثني رجله عن صهوة المهر و امتطي قري النهر واحتل السقاء همامهاوهب الي نحو الخيام مشمرا لري عطاشي قد طواها اوامها [769] و لما اغترف من الماء ليشرب تذكر عطش الحسين و من معه فرمي الماء [770] و قال:يا نفس من بعد الحسين هوني و بعده لا كنت أن تكوني‌هذا الحسين وارد المنون و تشربين بارد المعين‌تالله ما هذا فعال ديني [771] ثم ملأ القربة و ركب جواده و توجه نحو المخيم فقطع عليه الطريق و جعل يضرب حتي اكثر القتل فيهم و كشفهم عن الطريق و هو يقول:لا ارهب الموت اذا الموت زقا [772] حتي أواري في المصاليت لقي [ صفحه 269] نفسي لسبط المصطفي الطهر وقي اني أنا العباس أغدو بالسقاو لا أخاف الشر يوم الملتقي فكمن له زيد بن الرقاد الجهني من وراء نخلة و عاونه حكيم بن الطفيل السنبسي فضربه علي يمينه فبراها فقال عليه السلام:و الله ان قطعتم يميني اني أحامي ابدا عن ديني‌و عن امام صادق اليقين نجل النبي الطاهر الامين‌فلم يعبأ بيمينه بعد ان كان همه ايصال الماء الي اطفال الحسين و عياله، ولكن حكيم بن الطفيل كمن له من وراء نخلة فلما مر به ضربه علي شماله فقطعها [773] و تكاثروا عليه! و أتته السهام كالمصر فأصاب القربة سهم و أريق ماؤها و سهم أصاب صدره [774] و ضربه رجل بالعمود علي رأسه ففلق هامته!و هوي بجنب العلقمي فليته للشاربين به يداف العلقم‌و سقط علي الارض ينادي: عليك مني السلام أباعبدالله فأتاه الحسين (ع) [775] و ليتني علمت بماذا أتاه أبحياة مستطارة منه بهذا الفادح الجلل أم بجاذب من الاخوة الي مصرع صنوه المحبوب!؟نعم حصل الحسين (ع) عنده و هو يبصر قربان القداسة فوق الصعيد قد غشيته الدماء و جللته النبال فلا يمين تبطش و لا منطق يرتجز و لا صولة ترهب و لا عين تبصر و مرتكز الدماغ علي الارض مبدد!!أصحيح أن الحسين ينظر الي هذه الفجائع و معه حياة ينهض بها؟ لم يبق الحسين بعد أبي‌الفضل الا هيكلا شاخصا معري عن لوازم الحياة و قد أعرب [ صفحه 270] سلام الله عليه عن هذا الحال بقوله: الآن انكسر ظهري و قلت حيلتي [776] .و بان الانكسار في جبينه فاندكت الجبال من حنينه‌و كيف لا و هو جمال بهجته و في محياه سرور مهجته‌كافل اهله و ساقي صبيته و حامل اللوا بعالي همته [777] و تركه في مكانه لسر مكنون اظهرته الايام و هو أن يدفن في موضعه منحازا عن الشهداء ليكون له مشهد يقصد بالحوائج و الزيارات و بقعة يزدلف اليها الناس و تتزلف الي المولي سبحانه تحت قبته التي ضاهت السماء رفعة و سناء فتظهر هنالك الكرامات الباهرة و تعرف الامة مكانته السامية و منزلته عند الله تعالي فتؤدي ما وجب عليهم من الحب المتأكد و الزيارات المتواصلة و يكون عليه السلام حلقة الوصل فيما بينهم و بين الله تعالي فشاء حجة الوقت ابوعبدالله (ع) كما شاء المهيمن سبحانه أن تكون منزلة «أبي‌الفضل» الظاهرية شبيهة بالمنزلة المعنوية الأخروية فكان كما شاءا واحبا.و رجع الحسين الي المخيم منكسرا حزينا باكيا يكفكف دموعه بكمه و قد تدافعت الرجال علي مخيمه فنادي: أما من مغيث يغيثنا؟ أما من مجير يجيرنا؟ أما من طالب حق ينصرنا، اما من خائف من النار فيذب عنا! [778] فأتته سكينة و سألته عن عمها، فاخبرها بقتله! و سمعته زينب فصاحت: وا أخاه وا عباساه وا ضيعتنا بعدك! و بكين النسوة و بكي الحسين معهن و قال: وا ضيعتنا بعدك!!نادي و قد ملأ البوادي صيحة صم الصخور لهولها تتألم‌أأخي من يحمي بنات محمد اذ صرن يسترحمن من لا يرحم‌ما خلت بعدك أن تشل سواعدي و تكف باصرتي و ظهري يقصم‌لسواك يلطم بالاكف و هذه بيض الظبي لك في جبيني تلطم‌ما بين مصرعك الفظيع و مصرعي الا كما أدعوك قبل و تنعم‌هذا حسامك من يذل به العدي و لواك هذا من به يتقدم [ صفحه 271] هونت يا ابن أبي‌مصارع فتيتي و الجرح يسكنه الذي هو أألم‌فأكب منحنيا عليه و دمعه صبغ البسيط كأنما هو عندم‌قد رام يلثمه فلم ير موضعا لم يدمه عض السلاح فيلثم [779]

سيدالشهداء في الميدان‌

و لما قتل العباس التفت الحسين (ع) فلم ير احدا ينصره و نظر الي اهله و صحبه مجزرين كالأضاحي و هو اذ ذاك يسمع عويل الايامي و صراخ الأطفال صاح بأعلي صوته: هل من ذاب عن حرم رسول الله؟ هل من موحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في اغاثتنا؟ فارتفعت اصوات النساء بالبكاء [780] .و نهض السجاد (ع) يتوكأ علي عصا و يجر سيفه لانه مريض لا يستطيع الحركة فصاح الحسين بأم‌كلثوم احبسيه لئلا تخلو الأرض من نسل آل محمد فأرجعته الي فراشه [781] .ثم انه عليه السلام أمر عياله بالسكوت و ودعهم و كانت عليه جبة خز دكناء [782] و عمامة موردة ارخي لها ذوابتين و التحف ببردة رسول الله صلي الله عليه و آله و تقلد بسيفه [783] .و طلب ثوبا لا يرغب فيه أحد يضعه تحت ثيابه لئلا يجرد منه فانه مقتول مسلوب، فأتوه بتبان [784] فلم يرغب فيه لانه من لباس الذلة [785] و اخذ ثوبا خلقا [ صفحه 272] و خرقه و جعله تحت ثيابه [786] و دعا بسراويل حبره ففزرها و لبسها لئلا يسلبها [787] .

الرضيع‌

و دعا بولده الرضيع يودعه، فأتته زينب بابنه عبدالله [788] و امه الرباب فأجلسه في حجره يقبله [789] و يقول بعدا لهؤلاء القوم اذا كان جدك المصطفي خصمهم [790] ثم أتي به نحو القوم يطلب له الماء، فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فذبحه فتلقي الحسين الدم بكفه و رمي به نحو السماء.قال ابوجعفر الباقر (ع): فلم تسقط منه قطرة [791] و فيه يقول حجة آل محمد عجل الله فرجه: السلام علي عبدالله الرضيع المرمي الصريع المتشحط دما و المصعد بدمه الي السماء المذبوح بالسهم في حجر أبيه، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الأسدي و ذويه [792] .اعزز علي و انت تحمل طفل ك الظامي و حر اوامه لا يبردقد بح من لفح الهجيرة صوته بمرنة منها يذوب الجملدو قصدت نحو القوم تطلب منهم وردا ولكن اين منك المورد [ صفحه 273] و القوس طوق نحره فكأنه خيط الهلال يحل فيه الفرقدو علي الربية في الخيام نوائح تومي لطفلك بالشجي و ترددو رب رضيع ارضعته قسيهم من النبل ثديا دره الثر فاطمه‌فلهفي له مذ طوق السهم جيده كما زينته قبل ذاك تمائمه‌هفا لعناق السبط مبتسم اللمي وداعا و هل غير العناق يلائمه‌و لهفي علي ام الرضيع و قد دجي عليها الدجي و الدوح نادت حمائمه‌تسلل في الظلماء ترتاد طفلها و قد نجمت بين الضحايا علائمه‌فمذ لاح سهم النحر ودت لو انها تشاطره سهم الردي و تساهمه‌اقلته بالكفين ترشف ثغره و تلثم نحرا قبلها السهم لاثمه‌و ادنته للنهدين و لهي فتارة تناغيه الطافا و اخري تكالمه‌بني افق من سكرة الموت و ارتضع بثدييك عل القلب يهدأ هائمه‌بني فقد درا و قد كضك الظما فعله يطفي من غليلك ضارمه‌بني لقد كنت الأنيس لوحشتي و سلواي اذ يسطو من الهم غاشمه [793] ثم قال الحسين (ع) هون ما نزل بي انه بعين الله تعالي [794] اللهم لا يكون أهون عليك من فصيل، الهي ان كنت حبست عنا النصر فاجعله لما هو خير منه و انتقم لنا من الظالمين [795] و اجعل ما حل بنا في العاجل ذخيرة لنا في الآجل [796] اللهم انت الشاهد علي قوم قتلوا أشبه الناس برسولك محمد صلي الله عليه و آله [797] و سمع عليه السلام قائلا يقول: دعه يا حسين فان له مرضعا في الجنة [798] ثم نزل عليه السلام عن فرسه و حفر له بجفن سيفه و دفنه مرملا بدمه و صلي عليه [799] و يقال وضعه مع قتلي اهل بيته [800] . [ صفحه 274] لهفي علي أبيه اذ رآه غارت لشدة الظما عيناه‌و لم يجد شربة ماء للصبي فساقه التقدير نحو الطلب‌و هو علي الأبي أعظم الكرب فكيف بالحرمان من بعد الطلب‌من دمه الزاكي رمي نحو السما فما أجل لطفه و اعظمالو كان لم يرم به اليها لساخت الأرض بمن عليهافاحمرت السماء من فيض دمه ويل من الله لهم من نقمه‌و كيف حال أمه حيث تري رضيعها جري عليه ما جري‌غادرها كالدرة البيضاء و عاد كالياقوته الحمراءحنت عليه حنة الفصيل بكته بالاشراق و الاصيل‌لهفي لها اذ تندب الرضيعا ندبا يحاكي قلبها الوجيعاتقول يا بني يا مؤملي يا منتهي قصدي و اقصي املي‌جف الرضاع حين عز الماء اصبحت لا ماء و لا كلاءفساقك الظما الي ري الردي كأنما ريك في سهم العدي‌يا ماء عيني و حياة قلبي من لبلائي و عظيم كربي‌رجوت أن تكون لي نعم الخلف و سلوة لي عن مصابي بالسلف‌ما خلت أن السهم للفطام حتي ارتني جهرة أيامي [801] و تقدم الحسين (ع) نحو القوم مصلتا سيفه آيسا من الحياة و دعا الناس الي البراز فلم يزل يقتل كل من برز اليه حتي قتل جمعا كثيرا [802] ثم حمل علي الميمنة و هو يقول:الموت أولي من ركوب العار و العار اولي من دخول النار [803] و حمل علي الميسرة و هو يقول:أنا الحسين بن علي آليت أن لا انثني [ صفحه 275] احمي عيالات أبي امضي علي دين النبي [804] قال عبدالله بن عمار بن يغوث: ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده و اهل بيته و صحبه اربط جأشا منه و لا امضي جنانا و لا اجرأ مقدما و لقد كانت الرجال تنكشف بين يديه اذا شد فيها و لم يثبت له احد [805] .فصاح عمر بن سعد بالجمع: هذا ابن الانزع البطين، هذا ابن قتال العرب احملوا عليه من كل جانب، فأتته اربعة آلاف نبلة [806] و حال الرجال بينه و بين رحله فصاح بهم: يا شيعة آل ابي‌سفيان ان لم يكن لكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم و ارجعوا الي احسابكم ان كنتم عربا كما تزعمون.فناداه شمر: ما تقول يا ابن فاطمة؟ انا الذي اقاتلكم و النساء ليس عليهن جناح فامنعوا عتاتكم عن التعرض لحرمي ما دمت حيا.قال اقصدوني بنفسي و اتركوا حرمي قد حان حيني و قد لاحت لوائحه‌فقال الشمر: لك ذلك.و قصده القوم و اشتد القتال و قد اشتد به العطش [807] فحمل من نحو الفرات علي عمرو بن الحجاج و كان في اربعة آلاف فكشفهم عن الماء و اقحم الفرس الماء فلما هم الفرس ليشرب قال الحسين انت عطشان و انا عطشان فلا اشرب حتي تشرب! فرفع الفرس رأسه كأنه فهم الكلام و لما مد الحسين يده ليشرب ناداه رجل اتلتذ بالماء و قد هتكت حرمك؟ فرمي الماء و لم يشرب و قصد الخيمة [808] . [ صفحه 276] يروي الثري بدمائهم و حشاه من ظمأ تطاير شعلة قطعاتهالو قلبت من فوق غلة قلبه صم الصفا ذابت عليه صفاتهاتبكي السماء له دما افلا بكت ماء لغلة قلبه قطراتهاواحر قلبي يا ابن بنت محمد لك و العدي بك انجحت طلباتهامنعتك من نيل الفرات فلا هنا للناس بعدك نيلها و فراتها [809]

الوداع الثاني‌

ثم انه عليه السلام ودع عياله ثانيا و امرهم بالصبر و لبس الأزر و قال استعدوا للبلاء و اعلموا ان الله تعالي حاميكم و حافظكم و سينجيكم من شر الاعداء و يجعل عاقبة امركم الي خير و يعذب عدوكم بأنواع العذاب و يعوضكم عن هذه البلية بأنواع النعم و الكرامة فلا تشكوا و لا تقولوا بألسنتكم ما ينقص من قدركم [810] .حقا لو قيل بأن هذا الموقف من اعظم ما لا قاه سيدالشهداء في هذا اليوم [811] فان عقائل النبوة تشاهد عماد اخبيتها و سياج صونها و حمي عزها و معقد شرفها مؤذنا بفراق لا رجوع بعده فلا يدرين بمن يعتصمن من عادية الاعداء و بمن [ صفحه 277] العزاء بعد فقده! فلا غرو اذا اجتمعن عليه و احطن به و تعلقن باطرافه بين صبي يئن و والهة أذهلها المصاب و طفلة تطلب الأمن و اخري تنشد الماء! اذا فما حال سيد الغياري و مثال الحنان و هو ينظر «بعلمه الواسع» الي ودائع الرسالة و حرائر بيت العصمة و هن لا يعرفن الا سجف العز و حجب الجلال، كيف يتراكضن في هذه البيداء المقفرة بعولة مشجية و هتاف يفطر الصخر الاصم و زفرات متصاعدة من أفئدة حري! فان فررن فعن السلب و ان تباعدن فمن الضرب و لا محام لهن غير الامام الذي انهكته العلةفلو أن ايوبا رأي بعض ما رأي لقال بلي هذا العظيمة بلواه‌اما عقيلة بني‌هاشم «زينب الكبري» فانها تبصر هذا و ذاك فتجد عروة الدين الوثقي عرضة للانفصام و حبل النبوة آيلا الي الانصرام و منار الشريعة الي الخمود و شجرة الامامة الي الذبول.تنعي ليوث البأس من فتيانها و غيوثها ان عمت البأساءتبكيهم بدم فقل بالمهجة الحرا تسيل العبرة الحمراءحنت ولكن الحنين بكا و قد ناحت ولكن نوحها ايماء [812] و التفت الحسين الي ابنته سكينة التي يصفها للحسن المثني «بأن الاستغراق مع الله غالب عليها» فرآها منحازة عن النساء باكية نادبة فوقف عليها مصبرا و مسليا و لسان حاله يقول:هذا الوداع عزيزتي و الملتقي يوم القيامة عند حوض الكوثرفدعي البكاء و للأسار تهيأي واستشعري الصبر الجميل و بادري‌و اذا رأيتيني علي وجه الثري دامي الوريد مبضعا فتصبري [813] فقال عمر بن سعد: ويحكم اهجموا عليه ما دام مشغولا بنفسه و حرمه و الله ان فرغ لكم لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم، فحملوا عليه يرمونه بالسهام حتي تخالفت السهام بين أطناب المخيم و شك سهم بعض ازر النساء فدهشن و ارعبن و صحن و دخلن الخيمة ينظرن الي الحسين كيف يصنع فحمل عليهم [ صفحه 278] كالليث الغضبان فلا يلحق احدا الا بعجه بسيفه فقتله و السهام تأخذه من كل ناحية و هو يتقيها بصدره و نحره [814] .و رجع الي مركزه يكثر من قول لا حول و لا قوة الا بالله العظيم [815] و طلب في هذه الحال ماءا فقال الشمر: لا تذوقه حتي ترد النار و ناداه رجل: يا حسين ألا تري الفرات كأنه بطون الحيات؟ فلا تشرب منه حتي تموت عطشا فقال الحسين: اللهم امته عطشا، فكان ذلك الرجل يطلب الماء فيؤتي به فيشرب حتي يخرج من فيه و ما زال كذلك الي ان مات عطشا [816] .و رماه ابوالحتوف الجعفي بسهم في جبهته فنزعه و سالت الدماء علي وجهه فقال: اللهم انك تري ما انا فيه من عبادك هؤلاء العصاة، اللهم احصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تذر علي وجه الارض منهم احدا و لا تغفر لهم أبدا.و صاح بصوت عال: يا امة السوء بئسما خلفتم محمدا في عترته اما انكم لا تقتلون رجلا بعدي فتهابون قتله بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم اياي و ايم الله اني لارجو ان يكرمني الله بالشهادة ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون.فقال الحصين: و بما ذا ينتقم لك منا يا ابن فاطمة؟ قال يلقي بأسكم بينكم و يسفك دماءكم ثم يصب عليكم العذاب صبا [817] .و لما ضعف عن القتال وقف يستريح فرماه رجل بحجر علي جبهته فسال الدم علي وجهه فأخذ الثوب ليمسح الدم عن عينيه رماه آخر بسهم محدد له ثلاث شعب وقع علي قلبه فقال: بسم الله و بالله و علي ملة رسول الله و رفع رأسه الي السماء و قال: الهي انك تعلم انهم يقتلون رجلا ليس علي وجه الأرض ابن بنت نبي غيري!! [ صفحه 279] ثم اخرج السهم من قفاه و انبعث الدم كالميزاب [818] فوضع يده تحت الجرح فلما امتلأت رمي به نحو السماء و قال: هون علي ما نزل بي انه بعين الله فلم يسقط من ذلك الدم قطرة الي الارض! [819] ثم وضعها ثانيا فلما امتلأت لطخ به رأسه و وجهه و لحيته و قال: هكذا اكون حتي ألقي الله و جدي رسول الله (ص) و انا مخضب بدمي و اقول: يا جدي قتلني فلان و فلان [820] .فهوي بضاحية الهجير ضريبة تحت السيوف لحدها المسون‌وقفت له الافلاك حين هويه و تبدلت حركاتها بسكون‌و بها نعاه الروح يهتف منشدا عن قلب و الهة بصوت حزين‌أضمير غيب الله كيف لك القنا نفذت وراء حجابه المخزون‌و تصك جبهتك السيوف و انها لو لا يمينك لم تكن ليمين‌ما كنت حين صرعت مضعوف القوي فأقول لم ترفد بنصر معين‌أما و شيبتك الخضيبة انها لأبر كل الية و يمين‌لو كنت تستام الحياة لا رخصت منها لك الاقدار كل ثمين‌او شئت محو عداك حتي لا يري منهم علي الغبراء شخص قطين‌لاخذت آفاق البلاد عليهم و شحنت قطريها بجيش منون‌حتي بها لم تبق نافخ ضرمة منهم بكل مفاوز و حصون‌لكن دعتك لبذل نفسك عصبة حان انتشار ضلالها المدفون‌فرأيت ان لقاء ربك باذلا للنفس افضل من بقاء ضنين‌فصبرت نفسك حيث تلتهب الظبي ضربا يذيب فؤاد كل رزين‌و الحرب تطحن شوسها برحاتها و الرعب يلهم حلم كل رصين‌و السمر كالأضلاع فوقك تنحني و البيض تنطبق انطباق جفون‌و قضيت نحبك بين اظهر معشر حملوا بأخبث اظهر و بطون [821] و أعياه نزف الدم فجلس علي الارض ينوء برقبته فانتهي اليه في هذا الحال مالك بن النسر فشتمه ثم ضربه بالسيف علي رأسه و كان عليه برنس فامتلأ [ صفحه 280] البرنس دما فقال الحسين: لا أكلت بيمينك و لا شربت و حشرك الله مع الظالمين ثم ألقي البرنس و اعتم علي القلنسوة [822] .

محمد بن ابي‌سعيد

قال هاني بن ثبيت الحضرمي: اني لواقف عاشر عشرة لما صرع الحسين، اذ نظرت الي غلام من آل الحسين عليه ازار و قميص و في اذنيه درتان و بيده عمود من تلك الابنية و هو مذعور يتلفت يمينا و شمالا فأقبل رجل يركض حتي اذا دنا منه مال عن فرسه و علاه بالسيف فقتله، فلما عيب عليه كني عن نفسه [823] .و ذلك الغلام هو محمد بن أبي‌سعيد بن عقيل بن أبي‌طالب [824] و كانت امه تنظر اليه و هي مدهوشة [825] .

عبدالله بن الحسن‌

ثم انهم لبثوا هنيئة و عادوا الي الحسين و احاطوا به و هو جالس علي الارض لا يستطيع النهوض فنظر عبدالله بن الحسن السبط (ع) و له احدي عشرة سنة الي عمه و قد أحدق به القوم فأقبل يشتد نحو عمه و أرادت زينب حبسه فأفلت منها و جاء الي عمه و أهوي بحر بن كعب بالسيف ليضرب الحسين فصاح الغلام: يا ابن الخبيثة أتضرب عمي؟ فضربه و اتقاها الغلام بيده فأطنها الي الجلد فاذا هي معلقة فصاح الغلام: يا عماه! و وقع في حجر الحسين فضمه اليه و قال: يا ابن اخي اصبر علي ما نزل بك و احتسب في ذلك الخير فان الله تعالي يلحقك بآبائك الصالحين و رفع يديه قائلا: اللهم ان متعتهم الي حين ففرقهم [ صفحه 281] تفريقا و اجعلهم طرائق قددا و لا ترض الولاة عنهم ابدا فانهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلونا [826] .و رمي الغلام حرملة بن كاهل بسهم فذبحه و هو في حجر عمه [827] .و بقي الحسين مطروحا مليا و لو شاؤوا ان يقتلوه لفعلوا الا ان كل قبيلة تتكل علي غيرها و تكره الاقدام [828] .و اصبح مشتجرا للرماح تحلي الدما منه مرانهاعفيرا متي عاينته الكماة يختطف الرعب الوانهافما اجلت الحرب عن مثله صريعا يجبن شجعانهاتريب المحيا تظن السما بأن علي الارض كيوانهاغريبا اري يا غريب الطفوف توسد خديك كثبانهاو قتلك صبرا بأيد أبوك ثناها و كسر اوثانهاأتقضي فداك (حشا العالمين) خميص الحشاشة ظمآنها [829] فصاح الشمر ما وقوفكم و ما تنتظرون بالرجل و قد اثخنته السهام و الرماح احملوا عليه [830] .وا أسفاه حملوا عليه من كل جانب أتوا اليه‌قد ضربوا عاتقه المطهرا بضربة كبا لها علي الثري [831] و ضربه زرعة بن شريك علي كتفه الايسر و رماه الحصين في حلقه [832] و ضربه آخر علي عاتقه و طعنه سنان بن انس في ترقوته قم في بواني صدره ثم رماه بسهم في نحره [833] و طعنه صالح بن وهب في جنبه [834] . [ صفحه 282] قال هلال بن نافع كنت واقفا نحو الحسين و هو يجود بنفسه فو الله ما رأيت قتيلا قط مضمخا بدمه احسن منه وجها و لا انور! و لقد شغلني نور وجهه عن الفكرة في قتله! فاستقي في هذه الحال ماء فأبوا ان يسقوه.و قال له رجل لا تذوق الماء حتي ترد الحامية فتشرب من حميمها فقال عليه السلام: انا ارد الحامية و انما ارد علي جدي رسول الله و اسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر و اشكو اليه ما ارتكبتم مني و فعلتم بي فغضبوا بأجمعهم حتي كأن الله لم يجعل في قلب احدهم من الرحمة شيئا [835] .فلو ان احمد قد رآك علي الثري لفرشن منه لجسمك الاحشاءاو بالطفوف رأت ظماك سقتك من ماء المدامع امك الزهراءيا ليت لا عذب الفرات لوارد و قلوب ابناء النبي ظماءكم حرة نهب العدي ابياتها و تقاسمت احشاءها الارزاءتعدو فان عادت عليها بالعدي عدو العوادي الجرد و الاعداءهتفت تثير كفيلها و كفيلها قد ارمضته في الثري الرمضاء [836]

الدعاء

و لما اشتد به الحال رفع طرفه الي السماء و قال: اللهم متعال المكان عظيم الجبروت شديد المحال غني عن الخلايق عريض الكبرياء قادر علي ما تشاء، قريب الرحمة، صادق الوعد، سابغ النعمة، حسن البلاء. قريب اذا دعيت، محيط بما خلقت، قابل التوبة، لمن تاب اليك، قادر علي ما اردت، تدرك ما طلبت شكور اذا شكرت، ذكور اذا ذكرت، ادعوك محتاجا و ارغب اليك فقيرا! و افزع اليك خائفا و ابكي مكروبا، و استعين بك ضعيفا و اتوكل عليك كافيا اللهم احكم بيننا و بين قومنا فانهم غرونا و خذلونا و غدروا بنا و قتلونا و نحن عترة نبيك و ولد حبيبك محمد (ص) الذي اصطفيته بالرسالة و ائتمنته علي الوحي، فاجعل لنا من امرنا فرجا و مخرجا يا ارحم الراحمين [837] . [ صفحه 283] صبرا علي قضائك يا رب لا اله سواك يا غياث المستغيثين [838] مالي رب سواك و لا معبود غيرك صبرا علي حكمك يا غياث من لا غياث له يا دائما لا نفاذ له، يا محيي الموتي، يا قائما علي كل نفس، بما كسبت احكم بيني و بينهم و انت خير الحاكمين [839] .فان يك اسماعيل اسلم نفسه الي الذبح في حجر الذي هو راحمه‌فعاد ذبيح الله حقا و لم تكن تصافحه بيض الظبي و تسالمه‌فان حسينا اسلم النفس صابرا علي الذبح في سيف الذي هو ظالمه‌و من دون دين الله جاد بنفسه و كل نفيس كي تشاد دعائمه‌و رضت قراه العاديات و صدره و سيقت علي عجف المطايا كرائمه [840]

الجواد

و اقبل الفرس يدور حوله و يلطخ ناصيته بدمه [841] فصاح ابن‌سعد دونكم الفرس فانه من جياد خيل رسول الله (ص) فأحاطت به الخيل فجعل يرمح برجليه حتي قتل اربعين رجلا و عشرة افراس فقال ابن‌سعد دعوه لننظر ما يصنع فلما امن الطلب اقبل نحو الحسين يمرغ ناصيته بدمه و يشمه و يصهل صهيلا عاليا [842] قال ابوجعفر الباقر (ع) كان يقول:(الظليمة، الظليمة، من امة قتلت ابن بنت نبيها) و توجه نحو المخيم بذلك الصهيل [843] «فلما نظرن النساء الي الجواد مخزيا و السرج عليه ملويا خرجن من الخدور ناشرات الشعور! علي الخدود لا طمات و للوجوه سافرات، و بالعويل داعيات، و بعد العز مذللات، و الي مصرع الحسين مبادرات» [844] .فواحدة تحنو عليه تضمه و اخري عليه بالرداء تظلل [ صفحه 284] و اخري بفيض النحر تصبغ وجهها و اخري تفديه و اخري تقبل‌و اخري علي خوف تلوذ بجنبه و اخري لما قد نالها ليس تعقل [845] و نادت ام‌كلثوم زينب العقيلة وا محمداه وا ابتاه وا علياه وا جعفراه وا حمزتاه هذا حسين بالعراء صريع بكربلاء [846] ثم نادت: ليت السماء أطبقت علي الأرض [847] و ليت الجبال تدكدكت علي السهل [848] !! و انتهت نحو الحسين و قد دنا منه عمر بن سعد في جماعة من أصحابه، و الحسين يجود بنفسه! فصاحت: أي عمر أيقتل ابوعبدالله و أنت تنظر اليه؟! فصرف بوجهه عنها و دموعه تسيل علي لحيته [849] .فقالت: ويحكم اما فيكم مسلم؟ فلم يجبها احد! [850] ثم صاح ابن‌سعد بالناس: انزلوا اليه و أريحوه فبدر اليه شمر فرفسه برجله و جلس علي صدره و قبض علي شيبته المقدسة و ضربه بالسيف اثنتي عشرة ضربة [851] و احتز رأسه المقدس!!

سلبه‌

و أقبل القوم علي سلبه، فأخذ اسحاق ابن حوية قميصه، و اخذ الأخنس ابن مرثد بن علقمة الحضرمي عمامته، و اخذ الأسود بن خالد نعليه و اخذ سيفه جميع بن الخلق الأودي و يقال رجل من بني‌تميم اسمه الأسود بن حنظلة.و جاء بجدل فرأي الخاتم في اصبعه و الدماء عليه فقطع اصبعه و اخذ الخاتم و اخذ قيس بن الأشعث قطيفته [852] و كان يجلس عليها فسمي قيس قطيفة [853] ، و اخذ ثوبه الخلق جعونة بن حوية الحضرمي و اخذ القوس و الحلل الرحيل بن [ صفحه 285] خيثمة الجعفي و هاني بن شبيب الحضرمي و جرير بن مسعود الحضرمي [854] و أراد رجل منهم اخد تكة سرواله و كان لها قيمة، و ذلك بعدما سلبه الناس يقول، اردت ان انزع التكة فوضع يده اليمني عليها فلم اقدر علي رفعها فقطعت يمينه! فوضع يده اليسري عليها فلم اقدر علي رفعها فقطعتها و هممت بنزع السروال فسمعت زلزلة فخفت و تركته و غشي علي، و في هذه الحال رأيت النبي و عليا و فاطمة و الحسن، و فاطمة تقول: يا بني قتلوك، قتلهم الله، فقال لها يا ام قطع يدي هذا النائم فدعت علي و قالت: قطع الله يديك و رجليك و أعمي بصرك و أدخلك النار فذهب بصري و سقطت يداي و رجلاي فلم يبق من دعائها الا النار [855] .وا صريعا عالج الموت بلا شد لحيين و لا مد رداغسلوه بدم الطعن و ما كفنوه غير بوغاء الثري‌قتلوه بعد علم منهم انه خامس أصحاب الكسايا رسول الله يا فاطمة يا اميرالمؤمنين المرتضي‌عظم الله لك الأجر بمن كض أحشاه الظما حتي قضي‌ضاربا في كربلا خيمته ثم ما خيم حتي قوضاميت تبكي له فاطمة و أبوها و علي ذو العلالو رسول الله يحيا بعده قعد اليوم عليه للعزاحملوا رأسا يصلون علي جده الأكرم طوعا و ابايتهادي بينهم لم ينقضوا عمم الهام و لا حلوا الحبايا رسول الله لو عاينتهم و هم ما بين قتل و سبامن رميض يمنع الظل و من عاطش يسقي انابيب القناو مسوق عاثر يسعي به خلف محمول علي غير وطالرأت عينك منهم منظرا للحشا شجوا و للعين قذي‌ليس هذا لرسول الله يا امة الطغيان و البغي جزاجزروا جزر الاضاحي نسله ثم ساقوا أهله سوق الاماهاتفات برسول الله في بهر السير و عثرات الخطا [856] [ صفحه 287]

حوادث بعد الشهادة

اشاره

يا أهل الكوفة اتدرون أي كبد لرسول الله فريتم؟ و أي دم له سفكتم؟ و أي كريمة له ابرزتم؟ و أي حرمة له انتهكتم! أفعجبتم ان مطرت السماء دما! و لعذاب الآخرة اخزي و هم لا ينصرون!.العقيلة ام‌كلثوم (زينب) [ صفحه 289]

الليلة الحادية عشرة

يا لها من ليلة مرت علي بنات رسول الله (ص) بعد ذلك العز الشامخ الذي لم يفارقهن منذ أوجد الله كيانهن، فلقد كن بالأمس في سرادق العظمة و اخبية الجلالة تشع نهارها بشمس النبوة و يضي‌ء ليلها بكواكب الخلافة و مصابيح انوار القداسة، و بقين في هذه الليلة في حلك دامس من فقد تلك الأنوار الساطعة بين رحل منتهب و خباء محترق و فرق سائد و حماة صرعي و لا محام لهن و لا كفيل لا يدرين من يدفع عنهن اذا دهمهن داهم و من الذي يرد عادية المرجفين و من يسكن فورة الفاقدات و يخفف من وجدهن. نعم كان بينهن صراخ الصبية وانين الفتيات و نشيج الوالهات، فأم طفل فطمته السهام، و شقيق مستشهد وفاقدة ولد، و باكية علي حميم، و الي جنبهن اشلاء مبضعة و اعضاء مقطعة و نحور دامية و هن في فلاة من الأرض جرداء... و علي مطلع الأكمة جحفل الغدر تهزهم نشوة الفتح و طيش الظفر و لؤم الغلبة! و علي هذا كله لا يدرين بماذا يندلع لسان الصباح و بماذا ترتفع عقيرة المنادي! أبالقتل أم بالأسر؟! و لا من يدفع عنهن غير الامام (العليل) الذي لا يملك لنفسه نفعا و لا يدفع ضرا و هو علي خطر من القتل!و مرضعة هبت بها لرضيعها عواطف أم اثكلت طفلها صبرارأت مهده بالحزن يطفح بعده و قد كان فيه قبل يطفح بالبشري‌و أثقل ثدييها من الدر خالص علي طفلها فيه تعودت الدرافخفت الي مثوي الرضيع لعلها تري رمقا فيه يغذي بما درافلم تر الا جثة فوق مذبح بها علق السهم الذي ذبح النحرافحنت و أحنت فوقه من تعطف اضالعها ظلال تقيه به الحراو ضمته مذبوح الوريد لصدرها و من دمه المسفوح خضبت الصدراو ودت و من أوداجه تنضح الدما لو ان بذاك السهم أوداجها تفري‌و أضحت علي مثواه تفرغ قلبها حنينا فترثيه بما يفضل الشعرافطورا تناغيه و طورا بلهفة تعانق جيدا منه قد زين الدراو تعطف طورا فوقه فتشمه بمنحره الدامي و تلثمه اخري‌فيا لك من ثكلي بكت بزفيرها و أدمعها الخنساء حين بكت صخرا [ صفحه 290] و لم يبق منها وجدها و حنينها سوي قفص للخلد طائره فرا [857] لقد عم الاستياء في هذه الليلة عالم الملك و الملكوت و للحور في غرف الجنان صراخ و عويل و للملائكة بين اطباق السماوات نشيج و نحيب و ندبته الجن في مكانها [858] .يقول ابن أبي‌الحديد: بني عبيدالله بن زياد بالبصرة اربعة مساجد تقوم علي بغض علي بن ابي‌طالب (ع) [859] .ليس هذا لرسول الله يا امة الطغيان و البغي جزالو رسول الله يحيا بعده قعد اليوم عليه للعزارأت رسول الله (ص) ام‌سلمة [860] في المنام اشعث مغبرا و علي رأسه التراب فقالت له يا رسول الله ما لي اراك أشعث مغبرا؟ قال قتل ولدي الحسين و ما زلت احفر القبور له و لأصحابه [861] ، فانتبهت فزعة و نظرت الي القارورة التي [ صفحه 291] فيها تراب أرض كربلا فاذا به يفور دما [862] و هو الذي دفعه النبي (ص) اليها و أمرها أن تحتفظ به و زاد علي ذلك سماعها في جوف الليل هاتفا ينعي الحسين (ع) فيقول:أيها القاتلون جهلا حسينا ابشروا بالعذاب و التنكيل‌قد لعنتم علي لسان ابن‌داود و موسي و صاحب الانجيل [863] كل أهل السماء يدعو عليكم من نبي و مرسل و قتيل [864] و كانت تسمع في جوف الليل أصوات نعي الحسين و لم تر أحدا فمن ذلك:ألا يا عين فاحتفلي بجهد و من يبكي علي الشهداء بعدي‌علي رهط تقودهم المنايا الي متجبر في ملك عبد [865] و لما سمع ابن‌عباس بكاءها أسرع اليها يسألها الخبر فأعلمته بأن ما في القارورتين يفور دما [866] .و في يوم عاشوراء رأي ابن‌عباس رسول الله صلي الله عليه و آله أشعث مغبرا و بيده قارورة فيها دم فقال له بأبي انت و امي ما هذا؟ قال: هذا دم الحسين و أصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم [867] .و لأجل بقاء الحسين عاريا علي وجه الصعيد ثلاثا و هو علة الكائنات [ صفحه 292] لاشتقاقه من النبي (ص) الذي هو علة العلل المتفرع من الشعاع الالهي الأقدس، اظلمت الدنيا ثلاثة أيام [868] و اسودت سوادا عظيما [869] حتي ظن الناس ان القيامة قامت [870] و بدت الكواكب نصف النهار [871] و اخذ بعضها يضرب بعضا [872] و لم ير نور الشمس [873] و دامت الدنيا علي هذا ثلاثة أيام [874] و لا غرابة في اضمحلال نور الشمس في المدة التي كان فيها سيد شباب أهل الجنة عاريا علي وجه الصعيد، اذ هو العلة في مجري الكون لما عرفت من اشتقاقه من الحقيقة المحمدية التي هي علة العلل و العقل الأول و حديث عرض الولاية علي الموجودات فمن قبل عمت فائدته و من أبي عري عن الفائدة يؤكد ذلك.و اذا صح الحديث بتغير الكون لأجل ابراز عظم نبي من الأنبياء حتي غامت السماء و مطرت حين استقي به أحد علماء النصاري في سر من رأي [875] مع انه لم يكشف عن جسد ذلك النبي و لا كانت اعضاؤه مقطعة فاذا كيف لا يتغير الكون و لا يمحي نور الشمس و القمر و قد ترك سيد شباب أهل الجنة علي وجه الصعيد مجردا و مثلوا بذلك الهيكل القدسي كل مثلة!ما للسماء غداة اردي لم تمر و الأرض يوم أصيب لم تتصدع [ صفحه 293] اني لا عذر بعده بدر الدجي لو لم يلح و الشمس لو لم تطلع‌و الشهب لو أفلت و هذي السحب لو هي أقلعت و الوحش لو لم ترتع‌و الماء لو لم يصف و الاشجار لو لم تزه و الاطيار لو لم تسجع‌و الريح عند هبوبها لو أنها جاءت عواصفها بريح زعزع‌و حرمت شرب الماء ان أنا عنده لم الف مكتئبا و لم استرجع‌رمت العدي قلبي بسهم الغدر ان لم يشجني رفع الكريم الأرفع‌و حملت فوق أجب عار ظالع ان أنس حمل بنيه فوق الظلع [876] بلي، لقد تغيرت اوضاع الموجودات و اختلفت الكائنات فبكته الوحوش و جرت دموعها رحمة له! قال اميرالمؤمنين (ع) بأبي و أمي الحسين المقتول بظهر الكوفة و الله كأني انظر الي الوحوش مادة اعناقها علي قبره تبكيه ليلا حتي الصباح [877] و مطرت السماء دما [878] فأصبحت الحباب و الجرار و كل شي‌ء ملآن دما [879] و حتي بقي اثره علي البيوت و الجدران مدة [880] و لم يرفع حجر الا وجد تحته دم عبيط [881] حتي في بيت‌المقدس [882] و لما دخل الرأس المقدس الي قصر الامارة سالت الحيطان دما [883] و خرجت نار من بعض جدران قصر الامارة و قصدت [ صفحه 294] «عبيدالله بن زياد» فقال لمن حضر عنده اكتمه [884] و ولي هاربا منها، فتكلم الرأس الشريف بصوت جهوري: الي أين تهرب يا ملعون؟ فان لم تنلك في الدنيا فهي في الآخرة مثواك و لم يسكت الرأس حتي ذهبت النار فأدهش من في القصر [885] و مكث الناس شهرين او ثلاثة يرون الجدران ملطخة بالدم ساعة تطلع الشمس و عند غروبها [886] ، و حديث الغراب المتلطخ بدم الحسين و قد طار الي المدينة و وقع علي جدران فاطمة ابنة الحسين الصغري، و منه استعلمت قتل أبيها (ع) و لما نعته الي أهل المدينة قالوا جاءت بسحر بني‌عبدالمطلب و ما اسرع أن جاء الخبر بشهادته يرويه الموفق اخطب خوارزم أحمد بن مكي المتوفي سنة 568 في مقتل الحسين ج 2 ص 92 و لا غرابة فيه بعد المصادقة علي وجود ابنة للحسين غير فاطمة و سكينة فان شهادته (ع) حفلت بالكثير من خوارق العادة. أراد الجليل عز شأنه اعلام الامة الحاضرة و الأجيال المتعاقبة الواقفين علي هذه الملحمة التي لم يأت الدهر بمثلها بالقساوة التي استعملها الامويون مع أبي‌عبدالله المستشهد في سبيل الدعوة الالهية، و في ذلك توجيه الأنظار الي كرامة الحسين عند الله و ان قتله سوف يكون مدحرة للاضاليل و احياء للدين الذي أراد بقاءه رب العالمين الي يوم يبعثون.و يحدث دعبل الخزاعي عن جده ان امه سعدي بنت مالك الخزاعية أدركت الشجرة التي كانت عند ام‌معبد الخزاعية و هي يابسة و ببركات و ضوء النبي (ص) و في أسفلها اورقت و اثمرت كثيرا و لما قبض النبي (ص) قل ثمرها و لما قتل اميرالمؤمنين (ع) تساقط ثمرها و كانوا يتداوون بورقها و بعد برهة نظروا اليها و اذا ساقها ينبع دما فأفزعهم هذا الحادث الذي لم يشاهد مثله و لما اظلم الليل سمعوا بكاء و عويلا و لم يروا أحدا و قائل يقول:يا ابن الشهيد و يا شهيدا عمه خير العمومة جعفر الطيارعجبا لمصقول أصابك حده في الوجه منك و قد علاك غبار [ صفحه 295] و بعد ذلك جاء الخبر بقتل الحسين في الوقت الذي شاهدوا منها هذه الغريبة و قدم دعبل الخزاعي ثلاثة أبيات لهذين البيتين فقال:زر خير قبر بالعراق يزار واعص الحمار فمن نهاك حمارلم لا ازورك يا حسين لك الفدي قومي و من عطفت عليه نزارو لك المودة في قلوب ذوي النهي و علي عدوك مقتة و دمار [887] و معني البيت الثاني من البيتين اخذه بعض شعراء الشيعة الاقدمين فنظمه في ثلاثة أبيات فقال:عجبا لمصقول علاك فرنده يوم الهياج و قد علاك غبارو لأسهم نفذتك دون حرائر يدعون جدك و الدموع غزارهلا تكسرت السهام و عاقها عن جسمك الاجلال و الاكبار [888] و لم يمس أحد من الزعفران الذي نهبوه الا احترق البدن و عاد الورس رمادا و الابل المنهوبة صار لحمها مثل العلقم و كانوا يرون النار تخرج منها [889] .و لم تعرف الحمرة في السماء الا يوم قتل الحسين (ع) [890] قال ابن‌الجوزي كل واحد من الناس اذا غضب أثر الغضب في وجهه و لما تنزه «الحق» جل شأنه عن الجسمية أظهر تأثير غضبه علي من قتل الحسين بحمرة الافق اظهارا لعظيم الجناية، ثم قال: لقد منع النبي (ص) من النوم أنين عمه العباس بن عبدالمطلب لما أسر يوم بدر و اوثق كتافا فكيف به لو يسمع انين الحسين عليه السلام؟ و لما أسلم وحشي قاتل حمزة قال له النبي (ص) غيب وجهك عني فاني لا احب أن أري الأحبة مع ان الاسلام يجب ما قبله فكيف به لو يري من ذبح ولده و حمل أهله علي اقتاب الجمال [891] . [ صفحه 296] بلي، لقد حضر رسول الله (ص) المعركة و شاهد ذلك الجمع المتألب علي استئصال أهله من جديد الأرض و بمرأي منه عويل الأيامي و نشيج الفاقدات و صراخ الصبية من الظمأ و قد سمع العسكر صوتا هائلا: ويلكم يا أهل الكوفة اني أري رسول الله (ص) ينظر الي جمعكم مرة و الي السماء اخري و هو قابض علي لحيته المقدسة، لكن الهوي و الضلال السمتحكم في نفوس ذلك الجمع المغمور بالاطماع أوحي اليهم «انه صوت مجنون» فصاح الجمع لا يهولنكم ذلك و كان ابوعبدالله الصادق (ع) يقول: لا أراه الا جبرئيل [892] .و صاح بعض الملائكة: ألا أيتها الأمة المتحيرة الضالة بعد نبيها لا وفقكم الله لأضحي و لا فطر! قال الامام الصادق (ع): لا جرم و الله ما وفقوا و لا يوفقون حتي يثور ثائر الحسين «ع» [893] .وهب دم يحيي قد غلا قبل في الثري فان حسينا في القلوب غلادمه‌و ان قر قدما مذ دعا بخت نصر بثارات يحيي و استردت مظالمه‌فليست دماء السبط تهدأ قبل أن يقوم باذن الله للثأر قائمه [894] و حدت الشيخ البهائي ان أباه الشيخ حسين بن عبدالصمد الحارثي دخل مسجد الكوفة فوجد فص عقيق مكتوب عليه:انا در من السما نثروني يوم تزويج والد السبطين‌كنت أصفي من اللجين بياضا صبغتني دماء نحر الحسين [895] [ صفحه 297]

الليلة الحادية عشرة عند الحسين‌

ان من الراجح المؤكد علي من يشايع الائمة المعصومين عليهم السلام المبيت في الليلة الحادية عشرة عند قبر المظلوم (ع) و عليه ملامح الاستياء و شعار الحزن علي ذلك الفادح الجلل بين انة و حنة و صراخ و عولة كأنه ينظر من كثب الي ضحايا آل محمد مضرجين بالدماء تسفي عليهم الريح بوغاء الثري و هي اشلاء مقطعة قد طعمتها سمر الرماح و نهلت من دمائها بيض الصفاح و طحنتها سنابك الخيل العادية!و يرنو من أمم الي عقائل بيت الوحي تذرف الدمع علي تلك الجثث الزواكي فمن نادبة الي صارخة و من ناشجة الي لاطمة صدرها و ناشرة شعرها [896] فيواسيها المتصور ببكائه المتواصل و عقيرته المرتفعة و عبرته الغزيرة.و من المقطوع به ان في هذه الحالة صلة للصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء و مواساة لها و فيها جلب رغبات ائمة الهدي عليهم السلام علي ما يستأنس به من الآثار الواردة في امثال هذا في سائر الاحوال.و هناك أحاديث ربما يستفيد المتأمل منها هذه النظرية ففي الحديث عن مالك الجهني عن أبي‌جعفر (ع) من زار الحسين يوم عاشوراء حتي يظل عنده باكيا لقي الله يوم القيامة بثواب الفي الف حجة و الفي الف عمرة و الفي الف غزوة مع رسول الله و الأئمة الراشدين [897] .و قد افاد علماء العربية ان «ظل» تستعمل فيمن أقام في المكان نهارا الي الليل [898] و الاقامة الي الليل ان لم يستلزم المبيت في الليلة المتعقبة للنهار الا أن [ صفحه 298] حديث جابر الجعفي عن ابي‌عبدالله (ع) ربما يساعد عليه فانه قال: من زار الحسين يوم عاشوراء و بات عنده كان كمن استشهد بين يديه [899] فان الظاهر منه ارادة المبيت المتعقب لليوم لا السابق عليه و الا لقال عليه السلام من بات ليلة عاشوراء عند الحسين و زار يومه و ظل باكيا كان له كذا و كذا.علي ان الاعتبار يساعد علي ان المقيم عند قبر «الذبيح العطشان» في تمام اليوم أن لا يرتحل عنه في هذه الليلة التي لم يمر مثلها علي بنات رسول الله و ودائع الخلافة و هن في تلك الفلاة الجرداء قد فقدن البدور النيرة و الاباة الصفوة و الي جنبهن الأشلاء المقطعة بسيوف البغي و الضلال و هن في فرق سائد لا يدرين ماذا يصدر عليهن من اعداء الله و اعداء رسوله فيكون الموالي لهم البائت تلك الليلة عند قبره مشعرا بحزنه و بكائه الي اسفه بتأخره عن الحضور بالفوز الأكبر فيكثر من قول: يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما [900] و يواسي سيدة النساء الباكية علي مهجتها الممنوع من الورود و لقد رأتها في المنام ذرة النائحة واقفة علي قبر الحسين (ع) تبكي و أمرتها أن تنشد:أيها العينان فيضا و استهلا لا تغيضاو ابكيا بالطف ميتا ترك الجسم رضيضالم امرضه قتيلا لا و لا كان مريضا [901] و يحدث القاضي ابوعلي المحسن بن علي التنوخي عن أبيه ان أباالحسن الكاتب كان يسأل عن «ابن‌النائح» فلم يعرفه من كان في المجلس من أهل الكرخ غيري فقلت له ما القصة؟ قال ابوالحسن الكاتب عندي جارية كثيرة الصيام و التهجد و هي لا تقيم كلمة عربية صحيحة فضلا عن أن تروي شعرا و الغالب علي لسانها النبطية انتبهت البارحة فزعة ترتعد و مرقدها قريب من موضعي فصاحت بي: يا أباالحسن الحقني قلت: ما أصابك قالت: اني صليت وردي و نمت فرأيت كأني في درب من دروب الكرخ و اذا بحجرة نظيفة [ صفحه 299] بيضاء مليحة الساج مفتوحة الباب و نساء وقوف عليه قلت لهم من مات أو ما الخبر فأومأوا الي داخل الدار فدخلت فاذا بدار نظيفة في نهاية الحسن و في صحنها امرأة شابة لم أرقط أحسن منها و لا ابهي و لا اجمل و عليها ثياب حسنة و ملتحفة بازار ابيض و في حجرها رأس رجل يشخب دما فقلت: من انت؟ قالت: لا عليك، انا فاطمة بنت رسول الله (ص) و هذا رأس ابني الحسين (ع) قولي «لابن اصدق» عني ان ينوح:لم أمرضه فاسلو لا و لا كان مريضافانتبهت فزعة و قالت العجوز لم امرطه بالطاء المهملة لانها لا تتمكن من اقامة الضاد! فسكنتها حتي نامت!فقال ابوالحسن الكاتب: لعلي التنوخي، يا أباالقاسم مع معرفتك بابن اصدق قد حملتك الامانة و ألزمتك ان تبلغها له فقال التنوخي سمعا و طاعة لأمر سيدة نساء العالمين عليهاالسلام.و كان هذا في شهر شعبان و الناس يومئذ يلاقون جهدا جهيدا من الحنابلة اذا ارادوا و الخروج الي الحائر فلم أزل اتلطف اليهم حتي خرجت فكنت في «الحائر» ليلة النصف من شعبان فسألت عن ابن اصدق حتي رأيته و قلت له ان فاطمة عليهاالسلام تأمرك ان تنوح بالقصيدة:لم امرضه فاسلو لا و لا كان مريضاو ما كنت اعرف القصيدة قبل ذلك فانزعج من هذا فقصصت عليه و علي من حضر الحديث فأجهشوا بالبكاء و ما ناح تلك الليلة الا بهذه القصيدة و اولها:ايها العينان فيضا و استهلا لا تغيضاو هي لبعض الشعراء الكوفيين الي ابي‌الحسن فأخبرته الخبر [902] .السلب‌اباحسن يا خير حام لجاره ابث لك الشكوي بدمع مرقوق [ صفحه 300] و ناهيك في رزء تفاقم وقعه فأصبح فيه الدمع من بعض منطقي‌اتغضي و منك اليوم آل امية شفت كل ذحل في حشاها مؤرق‌و كم لك في ارض الطفوف نوادب ينحن بها نوح الحمام المطوق‌و كم طفلة قد ارهبوها بقسوة و ما عودت من قبل غير الترقرق‌و طفل يحلي جيده طوق عسجد فطوق مذعورا بسهم مفوق‌و كم حرة حسري بدت من خبا لها و ليس لديها ساتر غير «مرفق»هنالك لو شاهدتها تنفث الشجي بقلب من الوجد المبرح محرق‌لعز اميرالمؤمنين خروجها عليك بحال احزنت كل مشفق‌فمن مبلغ (الزهراء) عن اسر زينب و تسييرها بين الأعادي (لجلق)و ليس لها بين العدي من يصونها حمي غير مضني بالحبال مربق‌أفاطم سمعا علني في تزفري ابثك اشجانا أخذن بمخنق‌فان الأولي حلوا بعرصة كربلا هووا في ثراها مشرقا بعد مشرق‌قضوا و جلال العز يعلو وجوههم و ماتوا كراما مالووا جيد مطرق‌فلا عذر حتي تلفظي القلب حسرة بفيض دم من ماء عينيك مهرق [903] لما قتل أبوعبدالله الحسين عليه السلام مال الناس علي ثقله و متاعه و انتهبوا ما في الخيام [904] و أضرموا النار فيها و تسابق القوم علي سلب حرائر الرسول (ص) ففررن بنات الزهراء (ع) حواسر مسلبات باكيات [905] و ان المرأة لتسلب مقنعتها من رأسها و خاتمها من اصبعها و قرطها من اذنها و الخلخال من رجلها [906] . أخذ رجل قرطين لام‌كلثوم و خرم اذنها [907] و جاء آخر الي فاطمة ابنة الحسين فانتزع خلخالها و هو يبكي قالت له: مالك؟ فقال: كيف لا أبكي و أنا أسلب ابنة رسول الله قالت له: دعني قال: أخاف أن يأخذه غيري [908] .و رأت رجلا يسوق النساء بكعب رمحه و هن يلذن بعضهن ببعض و قد أخذ [ صفحه 301] ما عليهن من اخمرة و اسورة و لما بصر بها قصدها ففرت منه فأتبعها رمحه فسقطت لوجهها مغشيا عليها و لما افاقت رأت عمتها ام‌كلثوم عند رأسها تبكي [909] .ازعجت من خدرها حاسرة كالقطا روع من بعد هجودتندب الصون الذي قد فقدت صبرها فيه الي خير فقيدفقدت خير عماد فدعت من بني‌عمرو العلي كل عميدلبدور بدماها شرقت و بها أشرق مغبر الصعيدبين محزوز وريد وزعت جسمه البيض و مقطوع زنودقد تواروا بقنا الخط فهل قصد الخطي غاب للاسودتصدع الظلماء أوضاح لهم كمصابيح علي الترب ركود [910] و نظرت امرأة من آل بكر بن وائل كانت مع زوجها الي بنات رسول الله بهذه الحال فصاحت يا آل بكر بن وائل اتسلب بنات رسول الله لا حكم الا لله يا لثارات رسول الله فردها زوجها الي رحله [911] .و انتهي القوم الي علي بن الحسين و هو مريض [912] علي فراشه لا يستطيع النهوض فقائل يقول لا تدعوا منهم صغيرا و لا كبيرا و آخر يقول لا تعجلوا حتي نستشير الامير عمر بن سعد [913] و جرد الشمر سيفه يريد قتله فقال له حميد بن مسلم: يا سبحان الله اتقتل الصبيان؟ انما هو صبي مريض! [914] فقال: ان ابن‌زياد أمر بقتل أولاد الحسين و بالغ ابن‌سعد في منعه [915] خصوصا لما سمع العقيلة زينب ابنة أميرالمؤمنين تقول: لا يقتل حتي اقتل دونه فكفوا عنه [916] . [ صفحه 302] كانت عيادته منهم سياطهم و في كعوب القنا قالوا البقاء لكاجروه فانتهبوا النطع المعد له و أوطأوا جسمه السعدان و الحسكاو أقبل ابن‌سعد الي النساء فلما رأينه بكين في وجهه! فمنع القوم عنهن و قد أخذوا ما عليهن و لم يردوا شيئا [917] فوكل جماعة بحفظهن و عاد الي خيمته:و حائرات أطار القوم أعينها رعبا غداة عليها خدرها هجمواكانت بحيث عليها قومها ضربت سرادقا ارضه من عزهم حرم‌يكاد من هيبة أن لا تطوف به حتي الملائك لو لا انهم خدم‌فغودرت بي أيدي القوم حاسرة تسبي و ليس لها من فيه تعتصم‌نعم لوت جيدها بالعتب هاتفة بقومها و حشاها ملؤه ضرم‌عجت بهم مذ علي ابرادها اختلفت ايدي العدو ولكن من لها بهم [918]

الخيل‌

و نادي ابن‌سعد: ألا من ينتدب الي الحسين فيوطي‌ء الخيل صدره و ظهره، فقام عشرة [919] .منهم اسحاق بن حويه [920] و الاحبش بن مرثد بن علقمة بن سلمة الحضرمي و حكيم بن الطفيل السنبسي و عمرو بن صبيح الصيداوي و رجاء بن منقذ العبدي و سالم بن خيثمة الجعفي و صالح بن وهب الجعفي و واخط بن [ صفحه 303] غانم و هاني بن ثبيت الحضرمي و اسيد بن مالك، فداسوا بخيولهم جسد ريحانة الرسول! و اقبل هؤلاء العشرة الي ابن‌زياد يقدمهم اسيد بن مالك يرتجز:نحن رضضنا الصدر بعد الظهر بكل يعبوب شديد الأسرفأمر لهم بجائزة يسيرة [921] .و أي شهيد أصلت الشمس جسمه و مشهدها من أصله متولدو أي ذبيح داست الخيل صدره و فرسانها من ذكره تتجمدألم تك تدري أن روح محمد كقرآنه في سبطه متجسدفلو علمت تلك الخيول كأهلها بأن الذي تحت السنابك احمدلثارت علي فرسانها و تمردت كما انهم ثاروا بها و تمردوا [922] قال البيروني: لقد فعلوا بالحسين ما لم يفعل في جميع الامم باشرار الخلق من القتل بالسيف و الرمح و الحجارة و اجراء الخيول [923] و قد وصل بعض هذه الخيول الي مصر فقلعت نعالها و سمرت علي أبواب الدور تبركا و جرت بذلك السنة عندهم فصار أكثرهم يعمل نظيرها و يعلق علي أبواب الدور [924] .فليت أكفا حاربتك تقطعت و أرجل بغي جاولتك جذام‌و خيلا غدت تردي عليك جواريا عقرن فلا يلوي لهن لجام‌و رضت قراك الخيل من بعد ما غدت أولوا الخيل صرعي منك فهي رمام‌اصبت فلا يوم المسرات نير و لا قمر في ليلهن تمام [925]

الرؤوس‌

و أمر ابن‌سعد بالرؤوس فقطعت و اقتسمتها القبائل لتتقرب الي ابن‌زياد، [ صفحه 304] فجاءت كندة بثلاثة عشر و صاحبهم قيس بن الاشعث و جاءت هوازن باثني عشر و صاحبهم شمر بن ذي‌الجوشن و جاءت تميم بسبعة عشر و بنوأسد بستة عشر و مذحج بسبعة و جاء آخرون بباقي الرؤوس [926] و منعت عشيرة الحر الرياحي من قطع رأسه و رض جسده [927] .و سرح ابن‌سعد في اليوم العاشر رأس الحسين مع خولي بن يزيد الاصبحي و حميد بن مسلم الأزدي و سرح رؤوس أهل بيته و صحبه مع الشمر و قيس بن الاشعث و عمرو بن الحجاج [928] .و كان منزل خولي علي فرسخ من الكوفة فأخفي الرأس عن زوجته الانصارية لما يعهده من موالاتها لأهل البيت عليهم السلام الا أنها لما رأت من التنور نورا راعها ذلك اذ لم تعهد فيه شيئا، فلما قربت منه سمعت اصوات نساء يندبن الحسين بأشجي ندبة، فحدث زوجها و خرجت باكية [929] و لم تكتحل و لم تتطيب حزنا علي الحسين و كان اسمها العيوف [930] .و عند الصباح غدا بالرأس الي قصر الامارة و قد رجع ابن‌زياد في لبلته من معسكره بالنخيلة فوضع الرأس بين يديه و هو يقول:املأ ركابي فضة أو ذهبا اني قتلت السيد المحجباو خيرهم من يذكرون النسبا قتلت خير الناس أما و أبافساء ابن‌زياد قوله أمام الجمع فقال له: اذا علمت انه كذلك فلم قتلته؟ و الله لا نلت مني شيئا [931] . [ صفحه 305]

السفر من كربلاء

لما سير ابن‌سعد الرؤوس الي الكوفة أقام مع الجيش الي الزوال من اليوم الحادي عشر فجمع قتلاه و صلي عليهم و دفنهم و ترك سيد شباب أهل الجنة و ريحانة الرسول الاكرم و من معه من أهل بيته و صحبه بلا غسل و لا كفن و لا دفن [932] تسفي عليهم الصبا و يزورهم وحش الفلا.فان يمس فوق الترب عريان لم تقم له مأتما تبكيه فيه محارمه‌فأي حشا لم يمس قبرا لجسمه و في أي قلب ما اقيمت مآتمه [933] و بعد الزوال ارتحل الي الكوفة و معه نساء الحسين و صبيته و جواريه و عيالات الأصحاب و كن عشرين امرأة [934] و سيروهن علي أقتاب الجمال بغير وطاء كما يساق سبي الترك و الروم و هن ودائع خير الأنبياء و معهن السجاد علي ابن الحسين و عمره ثلاث و عشرون سنة [935] و هو علي بعير ظالع بغير وطاء و قد أنهكته العلة [936] و معه ولده الباقر [937] و له سنتان و شهور [938] و من أولاد الامام الحسن [ صفحه 306] المجتبي زيد و عمرو و الحسن المثني فانه اخذ أسيرا بعد أن قتل سبعة عشر رجلا و أصابته ثمان عشرة جراحة و قطعت يده اليمني فانتزعه أسماه بن خارجة الفزاري لأن «ام‌المثني» فزارية فتركه ابن‌سعد له [939] و كان معهم عقبة بن سمعان مولي الرباب زوجة الحسين و لما أخبر ابن‌زياد بأنه مولي للرباب خلي سبيله و اخبر ابن‌زياد بأن المرقع بن ثمامة الأسدي نثر نبله و قاتل، فآمنه قومه و أخذوه فأمر بنفيه الي «الزارة» [940] .أتري كيف أمست الخفرات بعد «غلب» دون المخيم ماتوااتراهم للأسر قد أسلموها أم علي الرغم فارقتها الحماةفارقوها من بعد ما ثلم العضب و دقت من الطعان القناةو بنوا في دم الشهادة عرشا لم تكن قبلهم بنته البناةأدهشتها من بعدهم هجمة الخب ل عليها و أين عنها الاباةفتصارخن يستغثن بصرعي هومت غفوة بهم و سباةو ترامت بجنب كل أبي حرة تستثيره و فتاةيشتكين السياط قد ألمتهن و هل حفزت بصرعي شكاةيتساقطن عن متون المطايا كلما أزعج النياق الحداة [941] فقلن النسوة: بالله عليكم الا ما مررتم بنا علي القتلي، و لما نظرن اليهم [ صفحه 307] مقطعي الاوصال قد طعمتهم سمر الرماح و نهلت من دمائهم بيض الصفاح و طحنتهم الخيل بسنابكها صحن و لطمن الوجوه [942] و صاحت زينب: يا محمداه هذا حسين بالعراء مرمل بالدماء مقطع الأعضاء، و بناتك سبايا و ذريتك مقتلة فأبكت كل عدو و صديق [943] حتي جرت دموع الخيل علي حوافرها [944] .ثم بسطت يديها تحت بدنه المقدس و رفعته نحو السماء و قالت: الهي تقبل منا هذا القربان [945] ، و هذا الموقف يدلنا علي تبوئها عرش الجلالة و قد أخذ عليها العهد و الميثاق بتلك النهضة المقدسة كأخيها الحسين (ع) و ان كانت التفاوت بينهما محفوظا، فلما خرج الحسين عن العهدة بازهاق نفسه القدسية نهضت «العقيلة زينب» بما وجب عليها، و منه تقديم الذبيح الي ساحة الجلال الربوي و التعريف به ثم طفقت سلام الله عليها ببقية الشؤون و لا استبعاد في ذلك بعد وحدة النور و تفرد العنصر.و تشاطرت هي و الحسين بدعوة حتم القضاء عليهما ان يندباهذا بمشتبك النصول و هذه في حيث معترك المكاره في السبا [946] و اعتنقت سكينة [947] جسد ابيها الحسين (ع) فكانت تحدث انها سمعته يقول:شيعتي ما ان شربم عذب ماء فاذكروني [ صفحه 308] أو سمعتم بغريب أو شهيد فاندبوني [948] و لم يستطع أحد أن ينحيها عنه حتي اجتمع عليها عدة و جروها بالقهر [949] .و مذعورة باليتم قد ربع قلبها كطير عليه الصقر قد هجم الوكراأهابت بها من هجمة الخيل صرخة علي ثكلها باليتم فاضطربت ذعراو فرت الي الثاوي علي جمرة الثري و قد أرسلت من جفنها فوقه نهراو أهوت علي جسم الحسين فضمها الي صدره ما بين يمناه و اليسري‌تلوذ به حسري القناع مروعة و عز عليه أن يشاهدها حسري‌فما تركتها تستجير سياطهم بجسم أبيها حينما انتزعت قسري [950] و أما علي بن الحسين فانه لما نظر الي أهله مجزرين و بينهم مهجة الزهراء بحالة تنفطر لها السماوات و تنشق الأرض و تخر الجبال هدا عظم ذلك عليه و اشتد قلقه فلما تبينت ذلك منه زينب الكبري بنت علي (ع) [951] أهمها أمر الامام فأخذت تسليه و تصبره و هو الذي لا توازن الجبال بصبره و فيما قالت له:«ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي و أبي و اخوتي فو الله ان هذا لعهد من الله الي جدك و أبيك و لقد اخذ الله ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض و هم معرفون في أهل السماوات انهم يجمعون هذه الاعضاء المقطعة و الجسوم المضرجة فيوارونها و ينصبون بهذا الطف علما لقبر ابيك سيدالشهداء لا يدرس اثره و لا يمحي رسمه علي كرور الليالي و الأيام و ليجتهدن ائمة الكفر و اشياع الضلال في محوه و تطميسه فلا يزداد أثره الا علوا [952] .لله صبر زينب العقيلة كم صابرت مصائبا مهولة [ صفحه 309] رأت من الخطوب و الرزايا امرا تهون دونه المنايارأت كرام قومها الاماجد مجزرين في صعيد واحدتسفي علي جسومها الرياح و هي لذؤبان الفلا تباح‌رأت عزيز قومها صريعا قد و زعوه بالظبي توزيعارأت رؤوسا بالقنا تشال و جثثا اكفانها الرمال‌رأت رضيعا بالسهام يفطم و صبية بعد أبيهم أيتموارأت شماتة العدو فيها و صنعه ما شاء في أخيها [953] و أتاهن زجر بن قيس و صاح بهن فلم يقمن، فأخذ يضربهن بالسوط و اجتمع عليهن الناس حتي اركبوهن علي الجمال [954] .و ركبت العقيلة زينب ناقتها فتذكرت ذلك العز الشامخ و الحرم المنيع الذي تحوطه الليوث الضواري الاباة من آل عبدالمطلب و تحفه السيوف المرهفة و الرماح المثقفة و الاملاك تخدمها فيه فلا يدخلون الا مستأذنين:فلا مثل عز كان في الصبح عزها و لا مثل حال كان في العصر حالهاالي اين مسراها و اين مصيرها و من هو مأواها و من ذا مآلهاو من ذا ثمال الظعن ان هي سيرت يضيق فمي ان ابن‌سعد ثمالهاعلي أي كتف تتكي حين ركبت و جمالها زجر و شمر جمالهاأمخمد ضوء البيت عن شخص زينب لكيلا يري في الليل حتي خيالهاتمنيت يوم الطف عينك ابصرت بناتك حين ابتز منها حجالهاقروما تراها جزرا و اراملا تحن كنيب فارقتها فصالهاله الله من ثكل و قد مات بغتة لدي بعض يوم عزها و رجالهاو ما هان ثكل عندها غير انه امض مصابا هتكها و ابتذالهاو امسين في امر يهدد غبه تقف اهابا حين يطريه بالها [955]

في الكوفة

و لما دخلت بنات اميرالمؤمنين الي الكوفة اجتمع اهلها للنظر اليهم [ صفحه 310] فصاحت ام‌كلثوم: يا أهل الكوفة اما تستحون من الله و رسوله ان تنظروا الي حرم النبي (ص)؟ [956] .و أشرفت عليهن امرأة من الكوفيات و رأتهن علي تلك الحال التي تشجي العدو الألد فقالت من أي الاساري أنتم؟ قلن نحن أساري آل محمد [957] !!و أخذ أهل الكوفة يناولون الأطفال التمر و الجوز و الخبز فصاحت ام‌كلثوم و هي زينب الكبري: ان الصدقة علينا حرام ثم رمت به الي الأرض [958] .أباحسن تغضي و تلتذ بالكري و بالكف امست تستر الوجه زينب‌أباحسن ترضي صفاياك في السبا و نسوة حرب بالمقاصير تحجب‌و تلوي للين الفرش جنبا و هذه بناتك فوق العيس للشام تجلب‌و يهنيك عيش و العقائل حسر اذا ما بكت بالأصبحية تضرب‌تشرق فيها تارة عصب الخنا و طورا بها نحو الشئام تغرب‌بلا كافل تطوي المهامه لغبا و يسمعها ما يشعب القلب غيهب‌فأصواتها بحت و ذابت قلوبها و انفاسها كادت من الحزن تذهب‌عجبت و من في الدهر سرح طرفه و فكر فيه لم يزل يتعجب‌يزيد الخنا في دسته متقلب و يمسي حسين في الثري يتقلب‌و يحمل منه الرأس في الرمح جهرة و في التاج رأس ابن الدعية يعصب‌و يبقي ثلاثا عاريا و يزيدها علي جسمه يغدو الدمقس المذهب [959]

خطبة زينب‌

و لقد أوضحت ابنة اميرالمؤمنين (ع) للناس خبث ابن‌زياد و لؤمه في خطبتها بعد أن اومأت الي ذلك الجمع المتراكم فهدأوا حتي كأن علي رؤوسهم [ صفحه 311] الطير و ليس في وسع العدد الكثير ان يسكن ذلك اللغط او يرد تلك الضوضاء لو لا الهيبة الالهية و البهاء المحمدي الذي جلل «عقيلة آل محمد (ص).فيقول الراوي: لما اومأت زينب ابنة علي (ع) الي الناس فسكنت الانفاس و الاجراس فعندها اندفعت بخطابها مع طمأنينة نفس و ثبات جأش و شجاعة حيدرية فقال صلوات الله عليها:الحمد لله و الصلاة علي أبي‌محمد و آله الطيبين الاخيار، اما بعد يا اهل الكوفة، يا اهل الختل و الغدر، أتبكون فلا رقأت الدمعة، و لا هدأت الرنة، انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا، تتخذون أيمانهم دخلا بينكم، ألا و هل فيكم الا الصلف النطف [960] و العجب و الكذب و الشنف [961] و ملق الاماء [962] ، و غمز الاعداء [963] ، او كمرعي علي دمنة [964] او كقصة علي ملحودة [965] ألا بئس ما قدمت لكم انفسكم أن سخط الله عليكم، و في العذاب انتم خالدون. [ صفحه 312] اتبكون و تنتحبون، اي و الله فابكوا كثيرا، و اضحكوا قليلا فلقد ذهبتم بعارها و شنارها، و لن ترحضوها بغسل بعدها ابدا، و أني ترحضون، قتل سليل خاتم النبوة، و معدن الرسالة. و مدره حجتكم و منار محجتكم، و ملاذ خيرتكم، و مفزع نازلتكم. و سيد شباب أهل الجنة الا ساء ما تزرون.فتعسا و نكسا و بعدا لكم و سحقا، فلقد خاب السعي، و تبت الايدي، و خسرت الصفقة، و بؤتم بغضب من الله و رسوله، و ضربت عليكم الذلة و المسكنة.ويلكم يا اهل الكوفة، أتدرون اي كبد لرسول الله فريتم؟ واي كريمة له ابرزتم؟ واي دم له سفكتم؟ واي حرمة له انتهكتم؟ لقد جئتم شيئا ادا، تكاد السموات يتفطرن منه، و تنشق الارض، و تخر الجبال هدا!و لقد أتيتم بها خرقاء. شوهاء. كطلاع الأرض [966] و مل‌ء السماء أفعجبتم أن مطرت السماء دما، و لعذاب الآخرة اخزي و هم لا ينصرون فلا يستخفنكم المهل، فانه لا يحفزه البدار، و لا يخاف فوت الثار، و ان ربكم لبالمرصاد [967] . [ صفحه 313] فقال لها الامام السجاد (ع) اسكتي يا عمة فانت بحمد الله عالمة غير معلمة فهمة غير مفهمة [968] .فقطعت «العقيلة» الكلام و ادهشت ذلك الجمع المغمور بالتمويهات و المطامع و احدث كلامها ايقاظا في الافئدة و لفتة في البصائر و اخذت خطبتها من القلوب مأخذا عظيما و عرفوا عظيم الجناية فلا يدرون ما يصنعون!!فعن الوصي بلاغة خصت بها اعيت برونقها البليغ الاخطباما استرسلت الا و تحسب انها تستل من غرر الخطابة مقضبااو انها اليزني في يد باسل اخلي به ظهرا و اوهي منكبااو انها تقتاد منها فيلقا و تسوق من زمر الحقايق موكبااو ان في غاب الامامة لبوة لزئيرها عنت الوجوه تهيبااو انها البحر الخضم تلاطمت امواجه علما حجي بأسا اباأو أن من غضب الاله صواعقا لم تلف عنها آل حرب مهربااو أن حيدرة علي صهواتها يفني كراديس الضلال ثبا ثبااو انه ضمته ذروة منبر فأنار نهجا للشريعة الحبااو ان في اللأوي عقيلة هاشم قد فرقت شمل العمي ايدي سبا [969]

خطبة فاطمة بنت الحسين‌

و خطبت فاطمة بنت الحسين عليه السلام [970] فقالت: [ صفحه 314] الحمد لله عدد الرمل و الحصي، و زنة العرش الي الثري، احمده و اؤمن به و اتوكل عليه، و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له و ان محمدا عبده و رسوله. و ان أولاده ذبحوا بشط الفرات، من غير ذحل و لا ترات.اللهم اني اعوذ بك أن افتري عليك، و ان اقول عليك خلاف ما انزلت من اخذ العهود و الوصية لعلي بن أبي‌طالب المغلوب حقه المقتول من غير ذنب «كما قتل ولده بالامس» في بيت من بيوت الله تعالي، فيه معشر مسلمة بألسنتهم، تعسا لرؤوسهم ما دفعت عنه ضيما في حياته و لا عند مماته، حتي قبضه الله تعالي اليه محمود النقيبة، طيب العريكة، معروف المناقب، مشهور المذاهب، لم تأخذه في الله سبحانه لومة لائم، و لا عذل عاذل، هديته اللهم للاسلام صغيرا، و حمدت مناقبه كبيرا، و لم يزل ناصحا لك و لرسولك، زاهدا في الدنيا غير حريص عليها، راغبا في الآخرة، مجاهدا لك في سبيلك، رضيته فاخترته و هديته الي صراط مستقيم.اما بعد يا أهل الكوفة، يا اهل المكر و الغدر و الخيلاء، فانا اهل بيت ابتلانا الله بكم، و ابتلاكم بنا. فجعل بلاءنا حسنا، و جعل علمه عندنا و فهمه لدينا، فنحن عيبة علمه، و وعاء فهمه و حكمته، و حجته علي الأرض في بلاده لعباده، أكرمنا الله بكرامته، و فضلنا بنبيه محمد صلي الله عليه و آله علي كثير ممن خلق الله تفضيلا.فكذبتمونا و كفرتمونا، و رأيتم قتالنا حلالا، و أموالنا نهبا، كأننا أولاد ترك أو كابل كما قتلتم جدنا بالأمس، و سيوفكم تقطر من دمائنا اهل البيت لحقد متقدم، قرت لذلك عيونكم، و فرحت قلوبكم افتراء علي الله و مكرا مكرتم، [ صفحه 315] و الله خير الماكرين، فلا تدعونكم أنفسكم الي الجذل بما اصبتم من دمائنا، و نالت أيديكم من أموالنا، فان ما أصابنا من المصائب الجليلة، و الرزايا العظيمة في كتاب من قبل أن نبرأها، ان ذلك علي الله يسير، لكيلا تأسوا علي ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم، و الله لا يحب كل مختال فخور.تبا لكم فانظروا اللعنة و العذاب، فكأن قد حل بكم و تواترت من السماء نقمات، فيسحتكم بعذاب و يذيق بعضكم بأس بعض ثم تخلدون في العذاب الأليم، يوم القيامة بما ظلمتمونا ألا لعنة الله علي الظالمين.ويلكم. أتدرون أية يد طاعنتنا منكم. و أية نفس نزعت الي قتالنا أم بأية رجل مشيتم الينا، تبغون محاربتنا، قست قلوبكم و غلظت أكبادكم، و طبع الله علي أفئدتكم، و ختم علي سمعكم و بصركم و سول لكم الشيطان و أملي لكم، و جعل علي بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون.تبا لكم يا أهل الكوفة، أي ترات لرسول الله قبلكم. و ذخول له لديكم. بما عندتم بأخيه علي بن أبي‌طالب جدي و بنيه و عترته الطيبين الأخيار، و افتخر بذلك مفتخركم.نحن قتلنا عليا و بني علي بسيوف هندية و رماح‌و سبينا نساءهم سبي ترك و نطحناهم فأي نطاح‌بفيك ايها القائل الكثكث و الأثلب [971] افتخرت بقتل قوم زكاهم الله و طهرهم و أذهب عنهم الرجس فأكضم و أقع كما أقعي أبوك فانما لكل امري‌ء ما اكتسب. و ما قدمت يداه.حسدتمونا ويلا لكم علي ما فضلنا الله تعالي، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم، و من لم يجعل الله له نورا فما له من نور.فارتفعت الاصوات بالبكاء و النحيب و قالوا حسبك يا ابنة الطاهرين فقد حرقت قلوبنا و أنضجت نحورنا و أضرمت أجوافنا فسكتت. [ صفحه 316]

خطبة ام كلثوم

و قالت ام‌كلثوم:أشرنا في عدة مواضع من كتابنا هذا الي أن زينب العقيلة هي ام‌كلثوم و هذه [972] صه يا أهل الكوفة: تقتلنا رجالكم و تبكينا نساؤكم. فالحاكم بيننا و بينكم الله يوم فصل الخطاب.يا أهل الكوفة سوأة لكم، ما لكم خذلتم حسينا و قتلتموه و انتهبتم أمواله، و سبيتم نساءه و نكبتموه، فتبا لكم و سحقا، ويلكم أتدرون أي دواه دهتكم واي وزر علي ظهوركم حملتم، و أي دماء سفكتم و أي كريمة أصبتموها و أي صبية أسلمتموها واي اموال انتهبتموها قتلتم خير الرجالات بعد النبي و نزعت الرحمة من قلوبكم ألا ان حزب الله هم المفلحون، و حزب الشيطان هم الخاسرون.فضج الناس بالبكاء و نشرن النساء الشعور و خمشن الوجوه و لطمن الخدود و دعون بالويل و الثبور فلم ير ذلك اليوم أكثر باك.

خطبة السجاد

و جي‌ء بعلي بن الحسين علي بعير ضالع و الجامعة في عنقه و يداه مغلولتان الي عنقه و أوداجه تشخب دما فكان يقول:يا امة السوء لا سقيا لربعكم يا امة لم تراع جدنا فينالو أننا و رسول الله يجمعنا يوم القيامة ما كنتم تقولونا؟تسيرونا علي الأقتاب عارية كأننا لم نشيد فيكم دينا!و أومأ الي الناس أن اسكتوا فلما سكتوا حمد الله و أثني عليه و ذكر النبي فصلي عليه ثم قال:أيها الناس من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن ابي‌طالب، انا ابن من انتهكت حرمته، و سلبت نعمته و انتهب ماله، [ صفحه 317] و سبي عياله، أنا ابن‌المذبوح بشط الفرات من غير ذحل و لا ترات، أنا ابن من قتل صبرا و كفي بذلك فخرا.أيها الناس ناشدتكم الله هل تعلمون انكم كتبتم الي أبي و خدعتموه و أعطيتموه من أنفسكم العهود و الميثاق و البيعة، و قاتلتموه، فتبا لكم لما قدمتم لأنفسكم، و سوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون الي رسول الله، اذ يقول لكم: قتلتم عترتي، و انتهكتم حرمتي، فلستم من امتي.فارتفعت الأصوات بالبكاء و قالوا: هلكتم و ما تعلمون.ثم قال عليه السلام: رحم الله امرءا قبل نصيحتي، و حفظ وصيتي في الله و في رسوله و اهل بيته، فان لنا في رسول الله اسوة حسنة.فقالوا بأجمعهم: نحن يا ابن رسول الله سامعون مطيعون حافظون لذمامك، غير زاهدين فيك، و لا راغبين عنك، فمرنا بأمرك يرحمك الله فانا حرب لحربك، و سلم لسلمك، نبرأ ممن ظلمك و ظلمنا.فقال عليه السلام: هيهات هيهات أيها الغدرة المكرة، حيل بينكم و بين شهوات انفسكم، أتريدون ان تأتوا الي كما اتيتم الي ابي من قبل كلا و رب الراقصات، فان الجرح لما يندمل، قتل ابي بالامس و اهل بيته و لم ينس ثكل رسول الله و ثكل ابي و بني ابي، ان وجده و الله لبين لهاتي و مرارته بين حناجري و حلقي، و غصته تجري في فراش صدري [973] مهلا بني حرب فما قد نالنا فبعين جبار السما لم يكتم‌فكأنني يوم الحساب «بأحمد» بالرسل يقدم حاسرا عن معصم‌و يقول ويلكم هتكتم حرمتي و تركتم الاسياف تنطف من دمي‌تدرون أي دم ارقتم في الثري ام اي خود سقتم في المغنم‌امن العدالة صونكم فتياتكم و حرائري تسبي كسبي الديلم‌و الماء تورده يعافير الفلا و كبود اطفال ظماء تضرم‌تا لله لو ظفرت سراة الكفر في رهطي لما ارتكبوا لذاك المعظم‌يا ليت شعر محمد ما فاتكم طعن الحناجر بعد حز الغلصم [ صفحه 318] هذا جزائي منكم فلقرب ما ضيعتموا عهدي ببنتي و ابنم [974]

الدفن‌

ذكر اهل التاريخ ان سيدالشهداء افرد خيمة في حومة الميدان [975] و كان يأمر بحمل من قتل من صحبه و اهل بيته اليها، و كلما يؤتي بشهيد يقول عليه السلام: قتلة مثل قتلة النبيين و آل النبيين [976] .الا أخاه أباالفضل العباس عليه السلام تركه في محل سقوطه قريبا من شط الفرات [977] .و لما ارتحل عمر بن سعد بحرم الرسالة الي الكوفة ترك اولئك الذين وصفهم اميرالمؤمنين (ع) بأنهم سادة الشهداء في الدنيا و الآخرة لم يسبقهم سابق و لا يلحقهم لا حق [978] علي وجه الصعيد تصهرهم الشمس و يزورهم وحش الفلا.قد غير الطعن منهم كل جارحة الا المكارم في أمن من الغيرو بينهم سيد شباب أهل الجنة بحالة تفطر الصخر الاصم، غير ان الانوار الالهية تسطع من جوانبه و الأرواح العطرة تفوح من نواحيه.و مجرح ما غيرت منه القنا حسنا و لا اخلقن منه جديداقد كان بدرا فاغتدي شمس الضحي مذ ألبسته يد الدماء لبوداتحمي اشعته العيون فكلما حاولن نهجا خلنه مسدوداو تظله شجر القنا حتي ابت ارسال هاجرة اليه بريدا [979] و حدث رجل من بني‌أسد انه أتي المعركة بعد ارتحال العسكر فشاهد من [ صفحه 319] تلك الجسوم المضرجة انوارا ساطعة و ارواحا طيبة و رأي اسدا هائل المنظر يتخطي تلك الأشلاء المقطعة حتي اذا وصل الي هيكل القداسة و قربان الهداية تمرغ بدمه ولاذ بجسده و له همهمة و صياح فأدهشه الحال اذ لم يعهد مثل هذا الحيوان المفترس يترك ما هو طعمة أمثاله فاختفي في بعض الاكم لينظر ما يصنع فلم يظهر له غير ذلك الحال:و مما زاد في بعض تحيره و تعجبه انه عند انتصاف الليل رأي شموعا مسرجة ملأت الارض و بكاءا و عويلا مفجعا [980] .و في اليوم الثالث عشر من المحرم أقبل زين‌العابدين لدفن أبيه الشهيد عليه السلام لأن الامام يلي امره الا امام مثله [981] .يشهد له مناظرة الرضا مع علي بن أبي‌حمزة فان اباالحسن (ع) قال له: اخبرني عن الحسين بن علي كان اماما؟ قال: بلي، فقال الرضا: فمن ولي امره؟ قال ابن أبي‌حمزة: تولاه علي بن الحسين السجاد فقال الرضا فأين كان علي بن الحسين؟ قال ابن أبي‌حمزة: كان محبوسا بالكوفة عند ابن‌زياد ولكنه خرج و هم لا يعلمون به حتي ولي أمر أبيه ثم انصرف الي السجن.فقال الرضا: ان من مكن علي بن الحسين ان يأتي كربلا فيلي امر ابيه ثم ينصرف يمكن صاحب هذا الأمر ان يأتي بغداد فيلي امر ابيه و ليس هو في حبس و لا اسار. [ صفحه 320] و لما اقبل السجاد (ع) وجد بني‌اسد مجتمعين عند القتلي متحيرين لا يدرون ما يصنعون و لم يهتدوا الي معرفتهم و قد فرق القوم بين رؤوسهم و أبدانهم و ربما يسألون من اهلهم و عشيرتهم!!فأخبرهم عليه السلام عما جاء اليه من مواراة هذه الجسوم الطاهرة و أوقفهم علي اسمائهم كما عرفهم بالهاشميين من الأصحاب فارتفع البكاء و العويل، و سالت الدموع منهم كل مسيل و نشرت الأسديات الشعور و لطمن الخدود.ثم مشي الامام زين‌العابدين الي جسد أبيه و اعتنقه و بكي بكاءا عاليا و اتي الي موضع القبر و رفع قليلا من التراب فبان قبر محفور و ضريح مشقوق فبسط كفيه تحت ظهره و قال: «بسم الله و في سبيل الله و علي ملة رسول الله صدق الله و رسوله ما شاء الله لا حول و لا قوة الا بالله العظيم».و انزله وحده لم يشاركه بنواسد فيه و قال لهم: ان معي من يعينني. و لما اقره في لحده وضع خده علي منحره الشريف قائلا:«طوبي لأرض تضمنت جسدك الطاهر، فان الدنيا بعدك مظلمة و الآخرة بنورك مشرقة، أما الليل فمسهد و الحزن سرمد أو يختار الله لأهل بيتك دارك التي انت بها مقيم و عليك مني السلام يا ابن رسول الله و رحمة الله و بركاته».و كتب علي القبر: «هذا قبر الحسين بن علي بن أبي‌طالب الذي قتلوه عطشانا غريبا».ثم مشي الي عمه العباس عليه السلام فراه بتلك الحالة التي أدهشت الملائكة بين اطباق السماء و ابكت الحور في غرف الجنان و وقع عليه يلثم نحره المقدس قائلا: علي الدنيا بعدك العفا يا قمر بني‌هاشم و عليك مني السلام من شهيد محتسب و رحمة الله و بركاته.و شق له ضريحا و أنزله وحده كما فعل بأبيه الشهيد و قال لبني‌أسد ان معي من يعينني!نعم ترك مساغا لبني‌أسد بمشاركته في مواراة الشهداء و عين لهم موضعين [ صفحه 321] و أمرهم أن يحفروا حفرتين و وضع في الاولي بني‌هاشم و في الثانية الأصحاب [982] .و أما الحر الرياحي فأبعدته عشريته الي حيث مرقده الآن و قيل ان امه كانت حاضرة فلما رأت ما يصنع بالاجساد حملت الحر الي هذا المكان [983] .و كان أقرب الشهداء الي الحسين ولده «الاكبر» عليه السلام و في ذلك يقول الامام الصادق لحماد البصري: قتل أبوعبدالله غريبا بأرض غربة يبكيه من زاره و يحزن له من لم يزره و يحترق له من لم يشهده و يرحمه من نظر الي قبر ابنه عند رجليه في ارض فلاة و لا حميم قربه ثم منع الحق و توازر عليه اهل الردة حتي قتلوه و ضيعوه و عرضوه للسباع و منعوه شرب ماء الفرات الذي يشربه الكلاب و ضيعوا حق رسول الله (ص) و وصيته به و بأهل بيته فأمسي مجفوا في حفرته صريعا بين قرابته و شيعته قد اوحش قربه في الوحدة و البعد عن جده و المنزل الذي لا يأتيه الا من امتحن الله قلبه للايمان و عرف حقنا.و لقد حدثني ابي انه لم يخل مكانه منذ قتل من مصل عليه من الملائكة أو من الجن و الانس او من الوحوش و ما من احد الا و يغبط زائره و يتمسح به و يرجو في النظر اليه الخير لنظره الي قبره.و ان الله تعالي ليباهي الملائكة بزائريهو اما ما له عندنا فالترحم عليه كل صباح و مساء.و لقد بلغني ان قوما من اهل الكوفة و ناسا غيرهم من نواحيها يأتونه في [ صفحه 332] النصف من شعبان فبين قاري‌ء يقرأ و قاص يقص و نادب يندب و نساء يندبنه و قائل يقول المراثي!فقال حماد: قد شهدت بعض ما تصف.قال عليه السلام: «الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد الينا و يمدحنا و يرثي لنا و جعل عدونا من يطعن عليهم و يهددونهم و يقبح ما يصنعون» [984] .ثوي اليوم احماها عن الضيم جانبا و اصدقها عند الحفيظة مخبراو اطعمها للوحش من جثث العدي و اخضبها للطير ظفرا و منسراقضي بعد ما رد السيوف علي القنا و مرهفه فيها و في الموت اثراو مات كريم العهد عند شبا القنا يواريه منها ما عليه تكسرافان يمس مغبر الجبين فطالما ضحي الحرب في وجه الكتيبة غبراو ان يقض ظمآنا تفطر قلبه فقد راع قلب الموت حتي تفطراو ألقحها شعواء تشقي بها العدي و لود المنايا ترضع الحتف ممقرافظاهر فيها بين درعين نثرة و صبر، و درع الصبر اقواهما عري‌سطا و هو احمي من يصون كريمة و اشجع من يقتاد للحرب عسكرافرافده في حرمة الضرب مرهف علي قلة الأنصار فيه تكثراتعثر حتي مات في الهام حده و قائمه في كفه ما تعثراكأن أخاه السيف اعطي صبره فلم يبرح الهيجاء حتي تكسراله الله مفطورا م الصبر قلبه و لو كان من صم الصفا لتفطراو منعطف أهوي لتقبيل طفله فقبل منه قبل السهم منحرالقد ولدا في ساعة هو و الردي و من قبله في نحره السهم كبراو في السبي مما يصطفي الخدر نسوة يعز علي فتيانها أن تسيراحمت خدرها تقضي و ودت بنومها ترد عليها جفنها لا علي الكري‌مشي الدهر يوم الطف اعمي فلم يدع عمادا لها الا و فيه تعثراو جشمها المسري ببيداء قفرة و لم تدر قبل الطف ما البيد و السري‌و لم تر حتي عينها ظل شخصها الي ان بدت في الغاضرية حسرا [985] [ صفحه 323]

في قصر الامارة

في كتاب صفين لنصر بن مزاحم ص 8 طبع مصر لما دخل علي (ع) الكوفة قيل أي القصرين ننزلك؟ قال: قصر الخبال لا تنزلونيه! فنزل علي جعدة بن هبيرة المخزومي. و الخبال كما في الفائق للزمخشري و النهاية لابن‌لاثير و مقاييس اللغة لابن‌فارس مادة (خبل) الخبل الفساد و حراقة صديد اهل النار، و المراد هنا منزل اهل الجور و الفساد.@ لما رجع ابن‌زياد من معسكره بالنخيلة و دخل قصر الامارة [986] و وضع امامه الرأس المقدس سالت الحيطان دما [987] و خرجت نار من بعض نواحي القصر و قصدت سرير ابن زياد [988] فولي هاربا منها و دخل بعض بيوت القصر فتكلم الرأس الازهر بصوت جهوري سمعه ابن‌زياد و بعض من حضر.«الي اين تهرب فان لم تنلك في الدنيا فهي في الآخرة مثواك» و لم يسكت حتي ذهبت النار! و ادهش من في القصر لهذا الحادث الذي لم يشاهد مثله [989] و لم يرتدع ابن‌زياد لهذا الحادث بل اذن للناس اذنا عاما و امر بادخال السبايا مجلسه فادخلت عليه حرم رسول الله بحالة تقشعر لها الجلود [990] .ابرزت حاسرة لكن علي حالة لم تبق للجلد اصطبارالا خمار يستر الوجه و هل لكريمات الهدي ابقوا خمارالا و من ألبسها من نوره ازرا مذ سلبوا عنها الازارالم تدع «يا شلت الايدي» لها من حجاب فيه عنهم تتواري [991] .و وضع رأس الحسين عليه السلام بين يديه و جعل ينكت بالقضيب ثناياه [ صفحه 324] ساعة فقال له زيد ابن ارقم: ارفع القضيب عن هاتين الشفتين فو الله الذي لا اله الا هو لقد رأيت شفتي رسول الله علي هاتين الشفتين يقبلهما ثم بكي فقال له ابن‌زياد: أبكي الله عينيك فو الله لو لا انك شيخ قد خرفت و ذهب عقلك لضربت عنقك! فخرج زيد من المجلس و هو يقول: ملك عبد عبدا فاتخذهم تلدا، انتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم قتلتم ابن‌فاطمة و امرتم ابن‌مرجانة يقتل خياركم و يستعبد شراركم فرضيتم بالذل فبعدا لمن رضي بالذل [992] .و انحازت زينب ابنة اميرالمؤمنين (ع) عن النساء و هي متنكرة لكن جلال النبوة و بهاء الامامة المنسدل عليها استلفت نظر ابن‌زياد فقال: من هذه المتنكرة؟قيل له: ابنة اميرالمؤمنين «زينب العقيلة».فأراد ان يحرق قلبها بأكثر مما جاء اليهم فقال متشمتا: الحمد لله الذي فضحكم و قتلكم و أكذب احدوثتكم.فقالت عليهاالسلام: الحمد لله الذي اكرمنا بنبيه محمد و طهرنا من الرجس تطهيرا، انما يفتضح الفاسق. و يكذب الفاجر. و هو غيرنا.قال ابن‌زياد: كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟قالت عليهاالسلام: ما رأيت الا جميلا. هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الي مضاجعهم و سيجمع الله بينك و بينهم فتحاج و تخاصم [993] فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك امك يا ابن‌مرجانة [994] .فغضب ابن‌زياد و استشاط من كلامها معه في ذلك المحتشد و هم بهافقال له عمرو بن حريث: انها امرأة و هل تؤاخذ بشي‌ء من منطقها. و لا تلام علي خطل! [ صفحه 325] فالتفت اليها ابن‌زياد و قال: لقد شفي الله قلبي من طاغيتك و العصاة المردة من أهل بيتك.!فرقت «العقيلة» و قالت: لعمري لقد قتلت كهلي و ابرزت اهلي و قطعت فرعي و اجتثثت اصلي فان يشفك هذا فقد اشتفيت [995] .و التفت الي علي بن الحسين و قال له: ما اسمك قال: انا علي بن الحسين فقال له: او لم يقتل الله عليا؟فقال السجاد (ع): كان لي أخ اكبر مني [996] يسمي عليا قتله الناس فرد عليه ابن‌زياد بأن الله قتله.قال السجاد: الله يتوفي الانفس حين موتها و ما كان لنفس ان تموت الا باذن الله.فكبر علي ابن زياد ان يرد عليه فأمر ان تضرب عنقه.لكن عمته العقيلة اعتنقته و قالت: حسبك يا ابن‌زياد من دمائنا ما سفكت و هل ابقيت احدا [997] غير هذا فان اردت قتله فاقتلني معه.فقال السجاد (ع): أما علمت ان القتل لنا عادة و كرامتنا من الله الشهادة [998] فنظر ابن‌زياد اليهما و قال: دعوه لها عجبا للرحم ودت انها تقتل معه [999] .و اخذت الرباب زوجة الحسين الرأس و وضعته في حجرها و قبلته و قالت: [ صفحه 326] وا حسينا فلا نسيت حسينا اقصدته اسنة الاعداءغادروه بكربلاء صريعا لا سقي الله جانبي كربلاء [1000] و لما وضح لابن‌زياد و لولة الناس و لغط اهل المجلس خصوصا لما تكلمت معه زينب العقيلة خاف هياج الناس فأمر الشرطة بحبس الاساري في دار الي جنب المسجد الاعظم [1001] قال حاجب ابن زياد: كنت معهم حين امر بهم الي السجن فرأيت الرجال و النساء مجتمعين يبكون و يلطمون وجوههم [1002] .فصاحت (زينب) بالناس لا تدخل علينا الا مملوكة او ام ولد فانهن سبين كما سبينا [1003] تشير الحوراء العقيلة الي ان المسبية تعرف مضض عناء الذل فلا يصدر منها غير المحمود من شماتة و غيرها و هذا شي‌ء معروف لا ينكر فقد ورد ان جساس بن مرة لما قتل كليب بن ربيعة و كانت اخت جساس زوجة كليب و اجتمع نساء الحي للمأتم علي كليب قلن لاخت كليب رحلي جليله من مأتمك فان قيامها فيه شماتة و عار علينا عند العرب فانك اخت و اترنا و قاتلنا فخرجت و هي تجر أذيالها و لما رحلت قالت اخت كليب: رحلة المعتدي و فراق الشامت [1004] .و دعا بهم ابن‌زياد مرة اخري فلا ادخلوا عليه رأين النسوة رأس الحسين بين يديه و الانوار الالهية تتصاعد من اساريره الي عنان السماء فلم تتمالك «الرباب» زوجة الحسين دون ان وقعت عليه تقبله و قالت:ان الذي كان نورا يستضاء به بكربلاء قتيل غير مدفون‌سبط النبي جزاك الله صالحة عنا و جنبت خسران الموازين‌قد كنت لي جبلا صعبا الوذ به و كنت تصحبنا بالرحم و الدين‌من لليتامي و من للسائلين و من يعني و يأوي اليه كل مسكين [ صفحه 327] و الله لا ابتغي صهرا بصهركم حتي اغيب بين الماء و الطين [1005]

ابن‌عفيف‌

قال حميد بن مسلم أمر ابن‌زياد ان ينادي الصلاة جامعة فاجتمعوا في الجامع الأعظم ورقي ابن‌زياد المنبر فقال: الحمد لله الذي اظهر الحق و أهله و نصر اميرالمؤمنين يزيد و حزبه و قتل الكذاب ابن الكذاب الحسين بن علي و شيعته [1006] .فلم ينكر عليه أحد من أولئك الجمع الذي غمره الضلال الا عبدالله بن عفيف الازدي ثم الغامدي احد بني و البة فانه قام اليه و قال:يا ابن‌مرجانة، الكذاب ابن الكذاب انت و ابوك و الذي ولاك و ابوه يا ابن‌مرجانة اتقتلون أبناء النبيين و تتكلمون بكلام الصديقين [1007] فقال ابن‌زياد من هذا المتكلم؟قال ابن‌عفيف: انا المتكلم يا عدو الله! تقتلون الذرية الطاهرة التي أذهب الله عنهم الرجس و تزعم انك علي دين الاسلام و اغوثاه اين اولاد المهاجرين و الأنصار لينتقموا من طاغيتك اللعين ابن اللعين علي لسان محمد رسول رب العالمين.فازداد غضب ابن‌زياد و قال علي به فقامت اليه [1008] الشرطة.فنادي ابن‌عفيف بشعار الازد «يا مبرور» فوثب اليه عدد كثير ممن حضر من الازد و انتزعوه و اتوا به اهله.و قال له عبدالرحمن بن مخنف الأزدي ويح غيرك لقد أهلكت نفسك و عشيرتك [1009] . [ صفحه 328] ثم امر ابن‌زياد بحبس جماعة من الأزد فيهم عبدالرحمن بن مخنف الأزدي [1010] و في الليل ذهب جماعة من قبل ابن‌زياد الي منزله ليأتوه به فلما بلغ الازد ذلك تجمعوا و انضم اليهم أحلافهم من اليمن و بلغ ابن‌زياد تجمعهم فأرسل مضر مع محمد بن الأشعث [1011] فاقتتلوا اشد قتال و قتل من الفريقين جماعة و وصل ابن‌الاشعث الي دار ابن‌عفيف و اقتحموا الدار فصاحت ابنته اتاك القوم.قال لها لا عليك ناوليني سيفي فجعل يذب به عن نفسه و يقول:انا ابن ذي‌الفضل العفيف الطاهر عفيف شيخي و ابن ام‌عامركم دارع من جمعكم و حاسر و بطل جدلته مغادرو ابنته تقول له: ليتني كنت رجلا اذب بين يديك هؤلاء الفجرة قاتلي العترة البررة.و لم يقدر احد منهم ان يدنو منه فان ابنته تقول له اتاك القوم من جهة كذا و لما أحاطوا به صاحت و اذلاه يحاط بأبي و ليس له ناصر يستعين به و هو يدور بسيفه و يقول:اقسم لو يفسح لي عن بصري ضاق عليكم موردي و مصدري‌و بعد ان تكاثروا عليه اخذوه و اتوا به الي ابن‌زياد فقال له الحمد لله الذي اخزاك.قال ابن‌عفيف و بماذا اخزاني؟و الله لو فرج لي عن بصري ضاق عليكم موردي و مصدري‌قال ابن‌زياد يا عدو الله ما تقول في عثمان.فشتمه ابن‌عفيف و قال ما انت و عثمان اساء ام احسن اصلح ام افسد و ان الله تبارك و تعالي ولي خلقه يقضي بينهم و بين عثمان بالعدل و الحق ولكن سلني [ صفحه 329] عن ابيك و عنك و عن يزيد و أبيه.فقال ابن‌زياد لا سألتك عن شي‌ء و لتذوق الموت غصة بعد غصةقال ابن‌عفيف الحمد لله رب العالمين اما اني كنت اسأل ربي ان يرزقني الشهادة من قبل ان تلدك امك و سألت الله ان يجعلها علي يدي العن خلقه و ابغضهم اليه و لما كف بصري يئست من الشهادة اما الآن و الحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منه و عرفني الاجابة في قديم دعائي فأمر ابن‌زياد بضرب عنقه و صلبه في السبخة [1012] .و دعا ابن‌زياد بجندب بن عبدالله الازدي و كان شيخا كبيرا فقال له: يا عدو الله الست صاحب ابي‌تراب في صفين؟ قال: نعم و اني لاحبه و افتخر به و امقتك و اباك سيما الآن و قد قتلت سبط الرسول و صحبه و اهله و لم تخف من العزيز الجبار المنتقم فقال ابن‌زياد: انك لأقل حياء من ذلك الأعمي و اني ما أراني الا متقربا الي الله بدمك فقال ابن‌جندب: اذا لا يقربك الله و خاف ابن‌زياد من نهوض عشيرته فتركه و قال انه شيخ ذهب عقله و خرف و خلي سبيله [1013] .

المختار الثقفي‌

لما احضر ابن‌زياد السبايا في مجلسه امر باحضار المختار و كان محبوسا عنده من يوم قتل مسلم بن عقيل فلما رأي المختار هيئة منكرة زفر زفرة شديدة و جري بينه و بين ابن‌زياد كلام اغلظ فيه المختار فغضب ابن‌زياد و ارجعه الي الحبس [1014] و يقال ضربه بالسوط علي عينه فذهبت [1015] .و بعد قتل ابن‌عفيف كان المختار بن أبي‌عبيد الثقفي مطلق السراح بشفاعة عبدالله بن عمر بن الخطاب عند يزيد فانه زوج اخته صفية بنت أبي [ صفحه 330] عبيد الثقفي ولكن ابن‌زياد أجله في الكوفة ثلاثا و لما خطب ابن‌زياد بعد قتل ابن‌عفيف و نال من اميرالمؤمنين (ع) ثار المختار في وجهه و شتمه و قال كذبت يا عدو الله و عدو رسوله بل الحمد لله الذي أعز الحسين و جيشه بالجنة و المغفرة و اذلك و أذل يزيد و جيشه بالنار و الخزي فحذفه ابن‌زياد بعمود حديد فكسر جبهته و أمر به الي السجن ولكن الناس عرفوه بأن عمر بن سعد صهره علي اخته و صهره الآخر عبدالله بن عمر و ذكروا ارتفاع نسبه فعدل عن قتله و ابقاه في السجن ثم تشفع فيه ثانيا عبدالله بن عمر عند يزيد فكتب الي عبيدالله بن زياد باطلاقه [1016] ثم أخذ المختار يخبر الشيعة بما علمه من خواص أصحاب أميرالمؤمنين (ع) من نهضته بثار الحسين و قتله ابن‌زياد و الذين تألبوا علي الحسين (ع) [1017] .و من ذلك انه كان في حبس ابن‌زياد و معه عبدالله بن الحارث بن نوفل بن عبدالمطلب و ميثم التمار فطلب عبدالله بن الحارث حديدة يزيل بها شعر بدنه و قال لا آمن من ابن‌زياد القتل فأكون قد القيت ما علي بدني من الشعر فقال له المختار و الله لا يقتلك و لا يقتلني و لا يأتي عليك الا القليل حتي تلي البصرة و ميثم يسمع كلامهما فقال للمختار و أنت تخرج ثائرا بدم الحسين (ع) و تقتل هذا الذي يريد قتلنا و تطأ بقدميك علي و جنتيه [1018] فكان الامر كما قالا خرج عبدالله بن الحارث بالبصرة بعد هلاك يزيد و أمره أهل البصرة و بقي علي هذا سنة و خرج المختار طالبا بدم الحسين (ع) فقتل ابن‌زياد و حرملة بن كاهل و شمر بن ذي‌الجوشن الي العدد الكثير من اهل الكوفة الخارجين علي الحسين (ع) فبلغ من قتلهم ثمانية عشر ألفا كما يحدث بن ابن‌نما الحلي و هرب منهم الي مصعب الزبيري زهاء عشرة آلاف [1019] فيهم شبث بن ربعي جاء راكبا بغلة قد قطع اذنها و ذنبها في قباء مشقوق و هو ينادي: و اغوثاه سر بنا الي محاربة هذا الفاسق الذي هدم دورنا و قتل أشرافنا [1020] . [ صفحه 331]

كلام الرأس المقدس‌

لهفي لرأس فوق مسلوب القنا يكسوه من أنواره جلبابايتلو الكتاب علي السنان و انما رفعوا به فوق السنان كتابا [1021] لم يزل السبط الشهيد حليف القرآن منذ أنشأ كيانه لأنهما ثقلا رسول الله و خليفتاه علي امته و قد نص الرسول الاعظم (ص) بأنهما لن يفترقا حتي يردا عليه الحوض فبذلك كان الحسين غير مبارح تلاوته طيلة حياته في تهذيبه و ارشاده و تبليغه في حله و مرتحله حتي في موقفه يوم الطف بين ظهراني أولئك المتجمهرين عليه ليتم عليهم الحجة و يوضح لهم المحجة. هكذا كان ابن رسول الله يسير الي غايته المقدسة سيرا حثيثا حتي طفق يتلوا القرآن رأسه المطهر فوق عامل السنان عسي أن يحصل في القوم من يكهر به نور الحق، غير أن داعية الهدي لم يصادف الا قصورا في الادراك و طبعا في القلوب و صمما في الآذان «طبع الله علي قلوبهم و علي سمعهم و علي ابصارهم غشاوة».و لا يستغرب هذا من يفقه الاسرار الالهية فان المولي سبحانه بعد أن أوجب علي سيدالشهداء النهضة لسد ابواب الضلال بذلك الشكل المحدد الظرف و المكان و الكيفية لمصالح أدركها الجليل جل شأنه فأوحي الي نبيه الاقدس أن يقرأ هذه الصفحة الخاصة علي ولده الحسين (ع) فلا سبيل الا التسليم و الخضوع للأصلح المرضي لرب العالمين «لا يسئل عما يفعل و هم يسألون» و حيث أراد المهيمن تعالي بهذه النهضة المقدسة تعريف الامة الحاضرة و الاجيال المتعاقبة ضلال الملتوين عن الصراط السوي العابثين بقداسة الشريعة أحب الاتيان بكل ما فيه توطيد اسس هذه الشهادة التي كتبت بدمها الطاهر صحائف نيرة من أعمال الثائرين في وجه المنكر فكانت هذه محفوفة بغرائب لا تصل اليها الافهام و منها استشهاد الرأس المعظم بالآيات الكريمة و الكلام من رأس مقطوع أبلغ في اتمام الحجة علي من أعمته اشهوات عن ابصار الحقائق و فيه تركيز العقائد علي احقية دعوته التي لم يقصد بها الا الطاعة لرب العالمين و وخامة عاقبة من مد عليه يد السوء و العدوان كما نبه الامة علي ضلال من جرأهم علي [ صفحه 332] الطغيان و لا بدع في القدرة الالهية اذ مكنت رأس الحسين من الكلام للمصالح التي نقصر عن الوصول الي كنهها بعد أن أودعت في (الشجرة) [1022] قوة الكلام مع نبي الله موسي بن عمران عليه السلام عند المناجاة، و هل تقاس الشجرة برأس المنحور في طاعة الرحمن سبحانه؟... كلا.قال زيد بن ارقم: كنت في غرفة لي فمروا علي بالرأس و هو يقرأ: «أم حسبت أن أصحاب الكهف و الرقيم كانوا من آياتنا عجبا» فوقف شعري و قلت: و الله يا ابن رسول الله رأسك اعجب و أعجب [1023] .و لما نصب الرأس الاقدس في موضع الصيارفة و هناك لغط المارة و ضوضاء المتعاملين، فأراد سيدالشهداء توجيه النفوس نحوه ليسمعوا بليغ عظاته فتنحنح الرأس تنحنحا عاليا فاتجهت اليه الناس و اعترتهم الدهشة حيث لم يسمعوا رأسا مقطوعا يتنحنح قبل يوم الحسين (ع) فعندها قرأ سروة الكهف الي قوله تعالي: (انهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم هدي و لا نزد الظالمين الا ضلالا).و صلب علي شجرة فاجتمع الناس حولها ينظرون الي النور الساطع فأخذ يقرأ «و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» [1024] .قال هلال بن معاوية: رأيت رجلا يحمل رأس الحسين (ع) و الرأس يخاطبه: فرقت بين رأسي و بدني فرق الله بين لحمك و عظمك و جعلك آية و نكالا للعالمين فرفع السوط و اخذ يضرب الرأس حتي سكت [1025] .و سمع سلمة بن كهيل الرأس يقرأ و هو علي القناة: «فسيكفيكهم الله و هو السميع العليم» [1026] . [ صفحه 333] و يحدث ابن‌وكيدة انه سمع الرأس يقرأ سورة الكهف فشك في انه صوته او غيره فترك عليه السلام القراءة و التفت اليه يخاطبه: يا ابن‌وكيدة أما علمت انا معشر الائمة احياء عند ربهم يرزقون؟.فعزم علي ان يسرق الرأس و يدفنه.و اذا الخطاب من الرأس الأزهر: يا ابن‌وكيدة ليس الي ذلك من سبيل ان سفكهم دمي أعظم عند الله من تسييري علي الرمح فذرهم فسوف يعلمون اذ الاغلال في أعناقهم و السلاسل يسحبون [1027] .قال المنهال بن عمرو: رأيت رأس الحسين بدمشق علي رمح و امامه رجل يقرأ سورة الكهف حتي اذ بلغ الي قوله تعالي: (أم حسبت ان أصحاب الكهف و الرقيم كانوا من آياتنا عجبا).نطق الرأس بلسان فصيح: اعجب من أصحاب الكهف قتلي و حملي [1028] .و لما أمر يزيد بقتل رسول ملك الروم حيث انكر عليه فعلته نطق الرأس بصوت رفيع: «لا حول و لا قوة الا بالله» [1029] .اروحك ام روح النبوة تصعد من الارض للفردوس و الحور سجدو رأسك أم رأس (الرسول) علي القنا بآية (أهل الكهف) راح يرددو صدرك أم مستودع العلم و الحجي لتحطيمه جيش من الجهل يعمدو امك ام (ام الكتاب) تنهدت فذاب نشيجا قلبها المتنهدو شاطرت الارض السماء بشجوها فواحدة تنعي و اخري تعددو قد نصب (الوحي) العزاء ببيته عليك حدادا و المعزي (محمد)يلوح له (الثقلان) ثقل ممزق بسهم و ثقل بالسيوف مقددفعترته بالسيف و السهم بعضها شهيد و بعض بالفلاة مشردو أي شهيد أصلت الشمس جسمه و مشهدها من أصله متولدو أي ذبيح داست الخيل صدره و فرسانها من ذكره تتجمد [ صفحه 334] ألم تك تدري ان روح (محمد) كقرآنه في (سبطه) متجسدفلو علمت تلك الخيول كأهلها بان الذي تحت السنابك (أحمد)لثارت علي فرسانها و تمردت عليهم كما ثاروا بها و تمردوافري الغي نحرا يغبط البدر نوره و في كل عرق منه للحق فرقدو هشم أضلاعا بها العطف مودع و قطع أنفاسا بها اللطف موجدو اعظم ما يشجي النفوس حرائر تضام و حاميها (الوحيد) مقيدفمن موثق يشكو التشدد من يد و موثقة تبكي فتلطمها اليدكأن رسول الله قال لقومه خذوا و تركم من عترتي و تشددوا [1030]

طغيان الأشدق‌

قال ابن‌جرير: أرسل ابن‌زياد عبدالملك بن الحارث السلمي الي المدينة ليبشر عمرو بن سعيد الاشدق [1031] بقتل الحسين فاعتذر بالمرض فلم يقبل منه و كان ابن‌زياد شديد الوطأة «لا يصطلي بناره» و أمره أن يجد السير فان قامت به الراحلة يشتري غيرها و لا يسبقه الخبر من غيره فسار مجدا حتي اذا وصل المدينة لقيه رجل من قريش و سأله عما عنده فقال له الخبر عند الامير و لما أعلم ابن‌سعيد بقتل الحسين فرح و اهتز بشرا و شماتة.و امر المنادي أن يعلن بقتله في ازقة المدينة فلم يسمع ذلك اليوم واعية مثل واعية نساء بني‌هاشم في دورهن علي سيد شباب اهل الجنة و اتصلت الصيحة بدار «الاشدق» فضحك و تمثل بقول عمرو بن معد يكرب:عجت نساء بني‌زياد عجة كعجيج نسوتنا غداة الارنب‌ثم قال واعية بواعية عثمان [1032] . [ صفحه 335] و التفت الي قبر رسول الله و قال: يوم بيوم بدر يا رسول الله فأنكر عليه قوم من الانصار [1033] .ثم رقي المنبر و قال: أيها الناس انها لدمة بلدمة و صدمة بصدمة كم خطبة بعد خطبة حكمة بالغة فما تغني النذر لقد كان يسبنا و نمدحه و يقطعنا و نصله كعادتنا و عادته ولكن كيف نصنع بمن سل سيفه علينا يريد قتلنا الا أن ندفعه عن انفسنا.فقام اليه عبدالله بن السائب و قال: لو كانت فاطمة حية و رأت رأس الحسين لبكت عليه.فزجره عمرو بن سعيد و قال: نحن أحق بفاطمة منك، ابوها عمنا و زوجها أخونا و امها ابنتنا و لو كانت فاطمة حية لبكت عينها و ما لامت من قتله و دفعه عن نفسه [1034] .و كان عمرو فظا غليظا قاسيا أمر صاحب شرطته علي المدينة عمرو بن الزبير بن العوام [1035] بعد قتل الحسين أن يهدم دور بني‌هاشم ففعل و بلغ منهم كل مبلغ و هدم دار ابن مطيع و ضرب الناس ضربا شديدا فهربوا منه الي ابن‌الزبير [1036] و سمي بالاشدق لانه اصابه اعوجاج في حلقه الي الجانب الآخر لا غراقه في شتم علي بن ابي‌طالب (ع) [1037] و عاقبه الله شر عقوبة حيث حمل الي عبدالملك بن مروان مقيدا بالحديد و بعد ان اكثر من عتابه أمر به فقتل [1038] .و خرجت بنت عقيل بن ابي‌طالب في جماعة من نساء قومها حتي انتهت الي قبر النبي (ص) فلاذت به و شهقت عنده ثم التفتت الي المهاجرين و الانصار تقول: [ صفحه 336] ماذا تقولون ان قال النبي لكم يوم الحساب و صدق القول مسموع‌خذلتموا عترتي أو كنتم غيبا و الحق عند ولي الأمر مجموع‌اسلمتموهم بأيدي الظالمين فما منكم له اليوم عند الله مشفوع‌ما كان عند غداة الطف اذ حضروا تلك المنايا و لا عنهن مدفوع‌فأبكت من حضر و لم ير باك و باكية أكثر من ذلك اليوم [1039] .و كانت اختها زينب تندب الحسين بأشجي ندبة و تقول:ماذا تقولون اذ قال النبي لكم ماذا فعلتم و انتم آخر الامم‌بعترتي و بأهلي بعد مفتقدي منهم اساري و منهم ضرجوا بدم‌ما كان هذا جزائي اذ نصحت لكم أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي [1040] .

ام البنين‌

لم اعثر علي نص يوثق به يدل صراحة علي حياة ام‌البنين يوم الطف، و ما [ صفحه 337] يذكر لحياتها في ذلك اليوم مرده اقوال ثلاثة:الأول: قول العلامة محمد حسن القزويني في رياض الاحزان (ص 60 (اقيم العزاء و المصيبة في دار ام‌البنين زوجة اميرالمؤمنين و ام‌العباس و اخوته.الثاني: قول السماوي في ابصار العين ص 31 الطبعة الأولي: و أنا استرق جدا من رثاء امه فاطمة ام‌البنين الذي انشده ابوالحسن الاخفش في شرح الكامل، و قد كانت تخرج الي البقيع يوم ترثيه و تحمل ولده عبدالله فيجتمع لسماع رثائها اهل المدينة و فيهم مروان بن الحكم فيبكون لشجي الندبة ا ه.الثالث: رواية أبي‌الفرج في مقاتل الطالبيين في مقتل العباس عن محمد ابن علي بن حمزة عن النوفلي عن حماد بن عيسي الجهني عن معاوية بن عمار عن جعفر أن ام‌البنين ام الاخوة الاربعة القتلي تخرج الي البقيع تندب بنيها أشجي ندبة و احرقها فيجتمع الناس اليها ليسمعوا منها، و كان مروان يجي‌ء فيمن يجي‌ء لذلك فلا يزال يسمع ندبته ا ه.هذا كل ما وجدناه مما يمكن ان يكون مصدرا لحياتها يوم الطف فالأول لا دلالة فيه فان غايته ان العزاء أقيم في دار ام‌البنين، و اما كونها موجودة فلا صراحة فيه علي انه لا يعدو الحكاية التي سجلها ابوالفرج و أخذها قليل التفكير في التنقيب. و الثاني: و اضح الدلالة علي استقائه من أبي‌الفرج فان نص (ابصار العين) للسماوي مثل ما في مقاتل الطالبيين و اذا فلا يعد رأيا ثانيا...و شرح الكامل المنسوب للاخفش لم أجد واحدا من أرباب التراجم ناصا عليه مع فحصي الكثير التراجم كل من سمي بالأخفش. و اما الشيخ السماوي فكثيرا ما سألته عن مصدر هذا الشرح فلم أجد منه الا السكوت، و قد صارحته بمعتقدي في كون (الابيات) له و أراد تمشية الكلام بهذا البيان فعلي المولي سبحانه أجره...!و مثله المجلسي في البحار ج 10 ص 201 حاكيا عن أبي‌الفرج و حديث أبي‌الفرج في هذه القصة فيه امور: [ صفحه 338] 1 - ان رجال اسناده لا يعبأ بهم، فان النوفلي و هو يزيد بن المغيرة بن نوفل ابن الحارث بن عبدالمطلب بن هاشم ذكره ابن‌حجر في تهذيب التهذيب ج 11 ص 347 و حكي عن أحمد ان عنده مناكير، و عند أبي‌زرعة ضعيف الحديث و عامة ما يرويه غير محفوظ، و قال ابوحاتم منكر الحديث جدا و قال النسائي متروك الحديث...و معاوية بن عمار بن أبي‌معاوية في تهذيب التهذيب ج 10 ص 214 قال ابوحاتم لا يحتج بحديثه، و ان اريد غير هذا فمجهول.2- ان ام‌البنين اقتبست من سيد الأوصياء و من سيدي شباب أهل الجنة المعارف الالهية و الآداب المحمدية ما يأخذ بها الي أسمي درجة من اليقين فلا يصدر منها ما لا يتفق مع قانون الشريعة الناهي عن تعرض المرأة للاجانب تحريما أو تنزيها اذا لم تكن ضرورة هناك، و من البديهي ان اللازم للمرأة عند ندبة فقيدها الجلوس في بيتها و التحصن به عن رؤية الاجانب لها و سماع صوتها الذي لم تدع الضرورة اليه، و اذا كان السجاد عليه السلام يقول لأبي‌خالد الكابلي حينما تعجب من فتح باب الدار، يا أباخالد ان جارة لنا خرجت و لا علم لها بالتواء الباب و لا يجوز لبنات رسول الله أن يخرجن فيصفقن الباب [1041] .و اذا من تربي في بيتهم و تأدب بآدابهم لا يمرق عن طريقتهم و لا يمكن التشكيك في تجاوز ام‌البنين الحدود الالهية التي وضعتها الشريعة في أعناق النساء.و اما الصديقة الزهراء فقد الجأها شيوخ المدينة علي الخروج الي البقيع لندبة أبيها (ص) فصنع لها اميرالمؤمنين بيتا من جريد النخل تتحصن به من الاجانب سماه (بيت الاحزان) [1042] و لم ينقل المؤرخون ان الناس يحضرون [ صفحه 339] لسماع ندبتها فيبكون علي افول شمس النبوة و انقطاع وحي السماء و طموس النصائح الالهية.3- ان المرأة انما تبكي فقيدها في الجبانة اذا كان مقبورا هناك و لم ينقل أحد خروج المرأة الي المقبرة علي حميمها و هو مدفون في غيرها و العادة متساوية في جميع العصور... و نسبة (أبي‌الفرج) خروج ام‌البنين الي البقيع فرية واضحة اذ لا شاهد عليها و غايته التعريف بأن مروان بن الحكم رقيق القلب فاستدرار الدمعة انما يتسبب من انفعال النفس بتصور العدوان الوارد علي من يمت بحميمه بنحو من أسباب الصلة فيحتدم القلب و تهيج العاطفة فسريع الدمعة تهمل عينه و عصيها تجيش نفسه بالبكاء، و مروان بن الحكم هو المتشفي بقتل الحسين و قد أظهر الفرح و الشماتة بقوله لما نظر الي رأس الحسين:يا حبذا بردك في اليدين و لونك الاحمر في الخدين‌كأنه بات بعسجدين شفيت نفسي من دم الحسين‌4- ان اباالفرج في (المقاتل) ناقض نفسه حيث قال في مقتل العباس (ع) و كان آخر من قتل من اخوته من امه و ابيه فحاز مواريثهم ا ه.و روايته هذه توافق النص الذي سجله مصعب الزبيري في نسب قريش ص 43 فانه قال: ورث العباس اخوته اذ لم يكن لهم ولد و ورث العباس ابنه عبيدالله و كان محمد و عمر حيين فسلم محمد لعبيدالله ميراث عمومته و امتنع عمر حتي صولح و رضي من حقه ا ه. و قال ابونصر البخاري في سر السلسلة العلوية ص 89 المطبعة الحيدرية بالنجف لما كان يوم الطف قدم الحسين اخوة العباس جعفرا و عثمان و عبدالله فقتلوا جميعا فورثهم العباس ثم قتل العباس فورثهم جميعا ابنه عبيدالله بن العباس، و هذا يفيدنا وثوقا بوفاة ام‌البنين يوم الطف فانها لو كانت موجودة لكان ميراث اخوة العباس مختصا بها لكونها امهم و لا يرثهم العباس حتي ينتقل الي ولده عبيدالله و عدم منازعة (محمد بن الحنفية) لعبيدالله في ميراث عمومته علي وفق الشريعة، لان العباس يتصل باخوته الشهداء بسببين: الأب و الام، و محمد يتصل بهم من جهة الاب، و ذو السببين يقدم في الميراث، و لم يفقه (عمر الاطرف) وجه المسألة و هو ابن‌علي باب مدينة العلم، و كان عليه ان يراجع امام الامة زين‌العابدين كي لا يقع في [ صفحه 340] الهلكة، ان كان ما ينسب اليه من المنازعة صحيحا و لعل ما يذكر في عمدة الطالب طبع النجف يؤيد هذه النسبة و ذلك انه خرج الي الناس في ثياب معصفرة يقول: «انا الرجل الحازم حيث لم أخرج فاقتل» و قد وضح التناقض في كلام أبي‌الفرج فان تسجيل خروج (ام‌البنين) الي البقيع و ندبتها اولادها يدل علي حياتها يوم الطف، ثم نصه علي ميراث العباس لاخوته يشهد بوفاتها ذلك اليوم... و كم له من هفوات!

عبدالله بن جعفر

قال ابن‌جرير: لما ورد نعي الحسين جلس عبدالله بن جعفر للعزاء و أقبل الناس يعزونه فقال مولاه (ابواللسلاس) [1043] هذا ما لقيناه من الحسين!! فحذفه بنعله و قال يا ابن اللخناء أللحسين تقول ذلك؟! و الله لو شهدته لأحببت أن لا افارقه حتي اقتل معه، و الله انه لمما يسخي بنفسي عن ولدي و يهون علي المصاب بهما أنهما اصيبا مع أخي و ابن عمي مواسيين له صابرين معه ثم أقبل علي جلسائه و قال الحمد لله لقد عز علي المصاب بمصرع الحسين أن لا أكون واسيته بنفسي، فلقد واساه ولداي [1044] ... و من عجب التاريخ حديث البلاذري [1045] و المحسن التنوخي [1046] وفود عبدالله بن جعفر علي (يزيد) و اكرامه اياه بأكثر مما يكرمه ابوه معاوية.ان من يدرس نفسية ابن‌جعفر يتجلي له كذب القصة التي ارسلها المدائني و استند اليها البلاذري و التنوخي! فان الواقف علي الرجال الموتورين لا يعدون الجزم بالتهاب قلوبهم نارا علي واترهم و يترقبون الفرص للأخذ بالثأر!...يشهد له حديث عبدالله بن ابي بن سلول مع النبي، و ذلك ان (ابيا) لما صدر منه ما حكاه الكتاب العزيز (لئن رجعنا الي المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل) [1047] فجاء عبدالله الي نبي الاسلام و قال لقد بلغتك هذه الكلمة من أبي [ صفحه 341] قال نعم فقال انك تعلم ما أحد بار بأبيه مثلي، فان اردت قتله فامرني به، لأني أخاف ان تأمر غيري و لا احب ان أنظر الي قاتل أبي فاعدو عليه فاقتله و اكون في النار [1048] ... و هذه القصة تعطينا صورة نيرة عما عليه البشر من احتدام اولياء المقتول علي القاتل و تربصهم الفرص للأخذ بالثأر منه، و لو كان القتل من جهة الشرك... و لهذه الغريزة المطبوعة عليها جبلة الناس كان عمر بن الخطاب يقول لسعيد بن العاص و قد اجتمع عنده في بعض الليالي هو و عثمان و علي و ابن‌عباس، ما لك معرضا عن كأني قتلت اباك! اني لم اقتله ولكن اباحسن قتله، فقال اميرالمؤمنين اللهم غفرا ذهب الشرك بما فيه و محا الاسلام ما قبله، فلماذا تهيج القلوب يا عمر؟! فقال سعيد: لقد قتله كفؤ كريم و هو احب الي من أن يقتله من ليس من عبدمناف. [1049] .لم يكن من الهين علي سعيد قتل أبيه و ان كان كافرا و قتل بسيف الدعوة المحمدية و القاتل شريف جم المناقب و لم يحفزه علي اراقة دمه الا نداء الرب جل و علا الموحي به الي رسول السماء، غير ان الخوف من صارم العدل حتم عليه التظاهر بالرضا مع انحناء اضالعه علي أحر من جمر الغضا مرتقبا الفرصة في الأخذ بثأره، و قد ظهرت نار البغض علي لسان ولده عمرو بن سعيد (الاشدق) يوم تولي المدينة من قبل يزيد فلقد واجه ضريح النبي (ص) بلسان طويل مجاهر بقوله: يوم بيوم بدر يا رسول الله! و لما سمع صراخ نساء بني‌هاشم علي سيد شباب أهل الجنة قال: واعية بواعية عثمان [1050] .فعبدالله بن جعفر يتقد قلبه نارا علي ابن ميسون و يود لو تمكنه الفرصة و تأخذ المقادير الي تدميره و القضاء عليه و علي أهله و ذويه... و مهما يكن ناسيا للاشياء فلا ينسي قتله (أبي‌الضيم) و نجوم الأرض من آل عبدالمطلب و البهاليل من صحبه، ثم نكته بالقضيب ثنايا ريحانة رسول الله (ص)! و هل يستطيع ابن‌جعفر و الحالة هذه أن يبصر يزيد و سيفه يقطر من دمائهم و قد صك سمعه اظهاره الشماتة بنبي الاسلام: [ صفحه 342] قد قتلنا القرم من ساداتهم و عدلنا ميل بدر فاعتدل‌ثم الي انكاره الرسالة:لعيت هاشم بالملك فلا خبر جاء و لا وحي نزل‌و هل ينسي ابن‌جعفر ليله و نهاره وقوف حرائر النبوة بحالة يتصفح وجوهها القريب و البعيد و اهل المناهل و المعاقل... و الذي يهون الأمر أن المرسل للحديث هو المدائني (الاموي النزعة) و الولاء، و كتابه مملوء بالاحاديث الرافعة للبيت الاموي و الواضعة من كرامة البيت العلوي لا يلتفت اليها الا العارف بأخبار الرجال و شخصيات الرواة.

عبدالله بن عباس‌

لما بلغ يزيد امتناع عبدالله بن عباس عن البيعة لابن‌الزبير، كتب اليه: «أما بعد فقد بلغني ان الملحد ابن الزبير دعاك الي بيعته و الدخول في طاعته لتكون علي الباطل ظهيرا و في المأثم شريكا، فامتنعت عليه و انقبضت عنه لما عرفك الله في نفسك من حقنا اهل البيت فجزاك أفضل ما جزي الواصلين عن ارحامهم الموفين بعهودهم، و مهما انسي من الاشياء فلا انسي وصلك و حسن جائزتك التي أنت أهلها في الطاعة و الشرف و القرابة من رسول الله (ص) فانظر من قبلك من قومك، و من يطرأ عليك من اهل الآفاق ممن يسحره ابن‌الزبير بلسانه و زخرف قوله فاجذبهم عنه فانهم لك اطوع ومنك اسمع منهم للملحد المارق و السلام».فكتب اليه ابن‌عباس: «اما بعد فقد جاء في كتابك تذكر فيه دعاء ابن‌الزبير اياي الي بيعته و أني امتنعت عليه معرفة لحقك فان يكن ذلك كذلك فلست ارجو بذلك برك، ولكن الله بما أنوي عليم. و كتبت الي أنه احث الناس عليك و اخذلهم عن ابن‌الزبير فلا و لا سرور و لا حبور، بفيك الكثكث و لك الاثلب و انك العازب الرأي أن منتك نفسك و انك لانت المنقود المثبور!! و كتبت الي بتعجيل بري و صلتي، فاحبس أيها الانسان برك فاني حابس عنك ودي و نصرتي و لعمري ما تعطينا مما في يدك لنا الا القليل و تحبس منه الطويل العريض لا أبا لك... أتراني انسي قتلك حسينا و فتيان بني‌عبدالمطلب و مصابيح الدجي [ صفحه 343] و نجوم الهدي و اعلام التقي و غادرتهم خيولك بامرك فاصبحوا مصرعين في صعيد واحد مزملين بالدماء مسلوبين بالعراء لا مكفنين و لا موسدين تسفي عليهم الرياح و تغزوهم الذئاب و تنتابهم عوج الضباع حتي أتاع الله لهم قوما لم يشركوا في دمائهم فكفنوهم و أجنوهم و بهم و الله و بي من الله عليك العذاب.! و مهما انسي من الاشياء فلست أنسي تسليطك عليهم الدعي بن الدعي الذي كان للعاهرة الفاجرة البعيد رحما اللئيم ابا و اما الذي اكتسب ابوك في ادعائه العار و المأثم و الذلة و الخزي في الدنيا و الآخرة لأن رسول الله قال: الولد للفراش و للعاهر الحجر و ان اباك يزعم ان الولد لغير الفراش و لا يضير العاهر و يلحق به ولده كما يلحق به الولد الرشيد! و لقد أمات ابوك السنة جهلا و احيا الاحداث المضلة عمدا...و مهما انسي من الاشياء فلست أنسي تسييرك حسينا من حرم رسول الله الي حرم الله تعالي و تسييرك اليه الرجال و ادساسك اليهم ان يقتلوه فما زلت بذلك و كذلك حتي اخرجته من مكة الي أرض الكوفة تزأر به خيلك و جنودك زئير الاسد عداوة منك لله و لرسوله و لأهل بيته!! ثم كتبت الي ابن‌مرجانة أن يستقبله بالخيل و الرجال و الاسنة و السيوف و كتبت اليه بمعاجلته و ترك مطاولته حتي قتلته و من معه من فتيان بني‌عبدالمطلب اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و نحن كذلك لا كآبائك الجفاة اكباد الحمير و لقد علمت أنه كان اعز اهل البطحاء قديما و اعزه بها حديثا لو ثوي بالحرمين مقاما و استحل بها قتلا ولكنه كره ان يكون هو الذي يستحل به حرم الله و حرم الرسول و حرمة البيت الحرام فطلب الموادعة و سألكم الرجعة فطلبتم قلة انصاره و استئصال اهل بيته كأنكم تقتلون أهل بيت من الترك أو كابل!... و كيف تجدني علي ودك و تطلب نصري فقد قتلت بني أبي و سيفك يقطر من دمي و انت طلبة ثاري فان شاء الله لا يطل اليك دمي و لا تسبقني بثأري و ان تسبقنا فقتلتنا ما قتلت به النبيون فطلب دمائهم في الدماء و كان الموعد الله و كفي بالله للمظلومين ناصرا و من الظالمين منتقما...!و العجب كل العجب ما عشت يريك الدهر عجبا حملك بنات عبدالمطلب و ابناءهم اغيلمة صغارا اليك بالشام تري انك قهرتنا و انك تذلنا و بهم و الله و بي من الله عليك و علي أبيك و امك من السباء... و ايم الله انك لتصبح و تمسي آمنا [ صفحه 344] لجراح يدي و ليعظمن جرحك بلساني و نقضي و ابرامي لا يستفزنك الجدل فلن يمهلك الله بعد قتل عترة رسول الله الا قليلا حتي يأخذك الله اخذا عزيزا و يخرجك من الدنيا آثما مذموما فعش لا أبا لك ما شئت و لقد أرداك عند الله ما اقترفت [1051] .

السبايا الي الشام‌

و بعث ابن‌زياد رسولا الي يزيد يخبره بقتل الحسين و من معه و أن عياله في الكوفة و ينتظر امره فيهم، فعاد الجواب بحملهم و الرؤوس معهم [1052] .و كتب رقعة ربط فيها حجرا و رماه في السجن المحبوس فيه آل محمد صلي الله عليه و آله و فيها خرج البريد الي يزيد بأمركم في يوم كذا و يعود في كذا، فاذا سمعتم التكبير فأوصوا و الا فهو الامان، و رجع البريد من الشام يخبر بأن يسرح آل الحسين الي الشام [1053] .فأمر ابن‌زياد زجر بن قيس و أبابردة بن عوف الازدي و طارق بن ظبيان في جماعة من الكوفة أن يحملوا رأس الحسين و رؤوس من قتل معه الي يزيد [1054] .و قيل ذهب برأس الحسين مجبر بن مرة بن خالد بن قناب بن عمر بن قيس ابن الحرث بن مالك بن عبيدالله بن خزيمة بن لوي [1055] .و سرح في أثرهم علي بن الحسين مغلولة يديه الي عنقه و عياله معه [1056] علي [ صفحه 345] حال تقشعر منها الابدان [1057] .و كان معهم شمر بن ذي‌الجوشن و مجفر بن ثعلبة العائدي [1058] و شبث بن ربعي و عمرو بن الحجاج و جماعة و أمرهم أن يلحقوا الرؤوس و يشهروهم في كل بلد يأتونها [1059] فجدوا السير حتي لحقوا بهم في بعض المنازل [1060] .و حدث ابن‌لهيعة انه رأي رجلا متعلقا بأستار الكعبة يستغيث بربه ثم يقول: و لا أراك فاعلا، فأخذته ناحية و قلت: انك لمجنون فان الله غفور رحيم، و لو كانت ذنوبك عدد القطر لغفرها لك.قال لي: اعلم كنت ممن سار برأس الحسين الي الشام، فاذا أمسينا وضعنا الرأس و شربنا حوله. و في ليلة كنت أحرسه و أصحابي رقود فرأيت برقا و خلقا أطافوا بالرأس ففرعت و أدهشت و لزمت السكوت فمسعت بكاءا و عويلا و قائلا يقول: يا محمد ان الله أمرني أن أطيعك فلو أمرتني أن ازلزل بهؤلاء الارض كما فعلت بقوم لوط فقال له: يا جبرئيل ان لي موقفا معهم يوم القيامة بين يدي ربي سبحانه.فصحت يا رسول الله الامان فقال لي: اذهب فلا غفر الله لك فهل تري الله يغفر لي؟ [1061] .و في بعض المنازل وضعوا الرأس المطهر فلم يشعر القوم الا و قد ظهر قلم حديد من الحائط و كتب بالدم [1062] . [ صفحه 346] أترجو أمة قتلت حسينا شفاعة جده يوم الحساب‌فلم يعتبروا بهذه الآية و أرداهم العمي الي مهوي سحيق و نعم الحكم الله تعالي.و قبل أن يصلوا الموضع بفرسخ وضعوا الرأس علي صخرة هناك فسقطت منه قطرة دم علي الصخرة فكانت تغلي كل سنة يوم عاشوراء و يجتمع الناس هناك من الاطراف فيقيمون المأتم علي الحسين و يكثر العويل حولها و بقي هذا الي أيام عبدالملك بن مروان فأمر بنقل الحجر فلم ير له أثر بعد ذلك ولكنهم بنوا في محل الحجر قبة سموها «النقطة» [1063] .و كان بالقرب من «حماه» في بساتينها مسجد يقال له مسجد الحسين و يحدث القومة ان الحجر و الاثر و الدم موضع رأس الحسين حين ساروا به الي دمشق [1064] .و بالقرب من (حلب) مشهد يعرف «بمسقط السقط» [1065] و ذلك ان حرم [ صفحه 347] الرسول (ص) لما وصلوا الي هذا المكان اسقطت زوجة الحسين سقطا كان يسمي (محسنا) [1066] .و في بعض المنازل نصبوا الرأس علي رمح الي جنب صومعة راهب و في اثناء الليل سمع الراهب تسبيحا و تهليلا و رأي نورا ساطعا من الرأس المطهر و سمع قائلا يقول: السلام عليك يا اباعبدالله فتعجب حيث لم يعرف الحال.و عند الصباح استخبر من القوم قالوا انه رأس الحسين بن علي بن أبي‌طالب و امه فاطمة بنت محمد النبي (ص) فقال لهم: تبا لكم أيتها الجماعة صدقت الاخبار في قولها اذا قتل تمطر السماء دما.و أراد منهم أن يقبل الرأس فلم يجيبوه الا بعد أن دفع اليهم دراهم ثم أظهر الشهادتين و أسلم ببركة المذبوح دون الدعوة الالهية و لما ارتحلوا عن هذا المكان نظروا الي الدارهم و اذا مكتوب عليها:«و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» [1067] .أيهدي الي الشامات رأس ابن فاطم و يقرعه بالخيزرانة كاشحه‌و تسبي كريمات النبي حواسرا تغادي الجوي من ثكلها و تراوحه‌يلوح لها رأس الحسين علي القنا فتبكي و ينهاها عن الصبر لائحه‌و شيبته مخضوبة بدمائه يلاعبها غادي النسيم و رائحه [1068]

في الشام

و لما قربوا من دمشق أرسلت ام‌كلثوم الي الشمر تسأله أن يدخلهم في درب قليل النظار و يخرجوا الرؤوس من بين المحامل لكي يشتغل الناس بالنظر الي [ صفحه 348] الرؤوس فسلك بهم علي حالة تقشعر من ذكرها الابدان و ترتعد لها فرائص كل انسان.و أمر ان يسلك بهم بين النظار و ان يجعلوا الرؤوس وسط المحامل [1069] .و في اول يوم من صفر دخلوا دمشق [1070] فاوقفوهم علي (باب الساعات) [1071] و قد خرج الناس بالدفوف و البوقات و هم في فرح و سرور و دنا رجل من «سكينة» و قال من أي السبايا انتم؟ قالت نحن سبايا آل محمد «ص» [1072] .و كان يزيد جالسا في منظرة علي «جيرون» و لما رأي السبايا و الرؤوس علي أطراف الرماح و قد اشرفوا علي ثنية جيرون نعب غراب فأنشأ يزيد يقول:لما بدت تلك الحمول و أشرقت تلك الرؤوس علي شفا جيرون [1073] نعب الغراب فقلت قل او لا تقل فقد اقتضيت من الرسول ديوني‌و من هنا حكم ابن‌الجوزي و القاضي ابويعلي و التفتازاني و الجلال السيوطي بكفره و لعنه [1074] . [ صفحه 349] و دنا سهل بن سعد الساعدي من سكينة بنت الحسين و قال: ألك حاجة فأمرته ان يدفع لحامل الرأس شيئا فيبعده عن النساء ليشتغل الناس بالنظر اليه ففعل «سهل» [1075] .و دنا شيخ من السجاد (ع) و قال له الحمد لله الذي اهلككم و أمكن الامير منكم! ههنا أفاض الامام من لطفه علي هذا المسكين المغتر بتلك التمويهات لتقريبه من الحق و ارشاده الي السبيل و هكذا اهل البيت (ع) تشرق انوارهم علي من يعلمون صفاء قلبه و طهارة طينته و استعداده للهداية. فقال عليه السلام له: يا شيخ أقرأت القرآن؟ قال بلي قال عليه السلام أقرأت (قل لا اسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي) و قرأت قوله تعالي: (و آت ذا القربي حقه) و قوله تعالي: (و اعلموا انما غنمتم من شي‌ء فان لله خمسه و للرسول و لذي القربي)؟ قال الشيخ: نعم قرأت ذلك.فقال (ع): نحن و الله القربي في هذه الآيات.ثم قال له الامام: اقرأت قوله تعالي: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)؟ قال: بلي.فقال عليه السلام: نحن أهل البيت الذين خصهم الله بالتطهير.قال الشيخ: بالله عليكم انتم هم فقال عليه السلام: و حق جدنا رسول الله انا لنحن هم من غير شك.فوقع الشيخ علي قدميه يقبلهما و يقول أبرأ الي الله ممن قتلكم و تاب علي يد الامام مما فرط في القول معه و بلغ يزيد فعل الشيخ و قوله فأمر بقتله [1076] .بأية آية يأتي يزيد غداة صحائف الأعمال تتلي‌و قام رسول رب العرش يتلو و قد صمت جميع الخلق (قل لا) [1077] [ صفحه 350] و قبل ان يدخلوهم الي مجلس يزيد اتوهم بحبال فربقوهم بها فكان الحبل في عنق زين‌العابدين الي زينب ام‌كلثوم و باقي بنات رسول الله (ص) و كلما قصروا عن المشي ضربوهم حتي اوقفوهم بين يدي يزيد و هو علي سريره فقال علي بن الحسين (ع) ما ظنك برسول الله لو يرانا علي هذا الحال؟ فبكي الحاضرون و امر يزيد بالحبال فقطعت [1078] .و اقيموا علي درج باب الجامع حيث يقام السبي و وضع الرأس المقدس بين يدي يزيد و جعل ينظر اليهم و يقول:صبرنا و كان الصبر منا عزيمة و اسيافنا يقطعن هاما و معصمانفلق هاما من رجال اعزة علينا و هم كانوا أعق و اظلما [1079] ثم التفت الي النعمان بن بشير و قال: الحمد لله الذي قتله فقال النعمان قد كان اميرالمؤمنين معاوية يكره قتله فقال يزيد: قد كان ذلك قبل ان يخرج و لو خرج علي اميرالمؤمنين لقتله [1080] .فليت السما حقا علي الارض اطبقت و طاف علي الدنيا الفناء او النشر(بنات علي) و هي خير حرائر يباح بأيدي الادعياء لها سترسبايا علي عجف المطايا حواسرا يودعها مصر و يرقبها مصرفان دمعت منهن عين و قصرت عن المشي اعياء مخدرة طهر [ صفحه 351] أهاب بها (شمر الخنا) بقساوة و آلمها في سوطه نقمة (زجر)و ليس لديها كافل غير مدنف أضرت به البلوي و قد مسه الضرعليل يعاني القيد و الغل في السري و يبدو علي سيمائه الذل و الاسرسروا فيه مغلول اليدين مقيدا الي بطن (حرف) لو يوطأ لها ظهرو قد اكل اللحم الحديد بجيده و اثر حتي فاض في دمه النحربلاحظ اطفالا تصيح و نسوة تعج و اكبادا يطير بها الذعرو رأس أبيه و هو سبط محمد امام السبايا تستطيل به السمرو قد أدخلوه الشام لا مرحبا به و أفراحه تطغي بعيد هو النصرالي مجلس فيه ابن‌هند بنصره قرير و مروان يطير به البشرو رأس أبيه السبط في طست عسجد امام دعي غره الزهو و الكبرو قد كان يخفي الكفر لكن بذكره لا شياخه في بدره قد ظهر الكفر [1081]

يزيد مع السجاد

و التفت يزيد الي السجاد (ع) و قال: كيف رأيت صنع الله يا علي بأبيك الحسين؟ قال: رأيت ما قضاه الله عزوجل قبل أن يخلق السموات و الأرض! و شاور يزيد من كان حاضرا عنده في أمره فاشاروا عليه بقتله! فقال زين‌العابدين (ع): يا يزيد لقد أشار عليك هؤلاء بخلاف ما اشار به جلساء فرعون عليه حين شاورهم في موسي و هارون فانهم قالوا له: ارجه و اخاه و لا يقتل الادعياء اولاد الانبياء و ابناءهم فأمسك يزيد مطرقا [1082] .و مما دار بينهما من الكلام ان قال يزيد لعلي بن الحسين «ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم» قال علي بن الحسين: ما هذه فينا نزلت انما نزل فينا «ما أصاب من مصيبة في الارض و لا في أنفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك علي الله يسير لكيلا تأسوا علي ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم» [1083] فنحن لا [ صفحه 352] نأسي علي ما فاتنا و لا نفرح بما آتانا [1084] فأنشد يزيد قول الفضل بن العباس بن عتبة:مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا [1085] ثم استأذنه عليه السلام في ان يتكلم فقال يزيد: نعم علي ان لا تقل هجرا قال (ع) لقد وقفت موقفا لا ينبغي لمثلي ان يقول الهجر ما ظنك برسول الله (ص) لو يراني علي هذه الحال فأمر يزيد بأن يفك الغل منه [1086] .و أمر يزيد الخطيب ان يثني علي معاوية و ينال من الحسين و آله فأكثر الخطيب من الوقيعة في علي و الحسين فصاح به السجاد (ع): لقد اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار [1087] :أعلي المنابر تعلنون بسبه و بسيفه نصبت لكم أعوادهاو قال ليزيد اتأذن لي أن أرقي هذه الاعواد فأتكلم بكلام فيه لله تعالي رضي و لهؤلاء أجر و ثواب فأبي يزيد و ألح الناس عليه فلم يقبل فقال ابنه معاوية ائذن له، ما قدر ان يأتي به؟ فقال يزيد ان هؤلاء ورثوا العلم و الفصاحة [1088] و زقوا العلم زقا [1089] و ما زالوا به حتي اذن له:فقال (ع): الحمد لله الذي لا بداية له، و الدائم الذي لا نفاد له، و الأول الذي لا أولية له، و الآخر الذي لا آخرية له، و الباقي بعد فناء الخلق، قدر الليالي و الأيام، و قسم فيما بينهم الأقسام، فتبارك الله الملك العلام، الي أن قال: أيها الناس أعطينا ستا و فضلنا بسبع اعطينا العلم و الحلم و السماحة و الفصاحة و الشجاعة و المحبة في قلوب المؤمنين و فضلنا بأن منا النبي و الصديق و الطيار و أسد الله و اسد رسوله و سبطا هذه الامة، أيها الناس من عرفني فقد [ صفحه 353] عرفني و من لم يعرفني انبأته بحسبي و نسبي ايها الناس أنا ابن مكة و مني، انا ابن زمزم و الصفا، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا، أنا ابن خير من ائتزر و ارتدي و خير من طاف و سعي، و حج و لبي، انا ابن من حمل علي البراق و بلغ به جبرئيل سدرة المنتهي، فكان من ربه كقاب قوسين او ادني، انا ابن من صلي بملائكة السماء، انا ابن من أوحي اليه الجليل ما اوحي انا ابن من ضرب بين يدي رسول الله ببدر و حنين، و لم يكفر الله طرفة عين، انا ابن صالح المؤمنين و وارث النبيين، و يعسوب المسلمين و نور المجاهدين و قاتل الناكثين، و القاسطين، و المارقين و مفرق الاحزاب اربطهم جأشا، و أمضاهم عزيمة ذاك ابوالسبطين الحسن و الحسين، علي بن ابي‌طالب.انا ابن فاطمة الزهراء، و سيدة نساء، و ابن خديجة الكبري.انا ابن المرمل بالدماء، انا ابن ذبيح كربلا، انا ابن من بكي عليه الجن في الظلماء، و ناحت الطير في الهواء.فلما بلغ الي هذا الموضع ضج الناس بالبكاء و خشي يزيد الفتنة فأمر المؤذن ان يؤذن للصلاة فقال المؤذن: الله اكبر.قال الامام الله اكبر و اجل و أعلي و اكرم مما اخاف و احذر، فلما قال المؤذن أشهد ان لا اله الا الله قال (ع): نعم اشهد مع كل شاهد ان لا اله غيره و لا رب سواه فلما قال المؤذن: اشهد ان محمدا رسول الله قال (الامام) للمؤذن: اسألك بحق محمد أن تسكت حتي اكلم هذا!و التفت الي يزيد و قال: هذا الرسول العزيز الكريم جدك ام جدي؟ فان قلت جدك علم الحاضرون و الناس كلهم انك كاذب و ان قلت جدي فلم قتلت أبي ظلما و عدوانا و انتهبت ماله و سبيت نساءه فويل لك يوم القيامة اذا كان جدي خصمك.فصاح يزيد بالمؤذن: اقم للصلاة فوقع بين الناس همهمة و صلي بعضهم و تفرق الآخر [1090] . [ صفحه 354]

الرأس الأطهر

و دعا يزيد برأس الحسين (ع) و وضعه أمامه في طست من ذهب [1091] و كان النساء خلفه فقامت سكينة و فاطمة يتطاولان للنظر اليه و يزيد يستره عنهما فلما رأينه صرخن بالبكاء [1092] قم اذن للناس ان يدخلوا [1093] و اخذ يزيد القضيب و جعل ينكت ثغر الحسين [1094] .و يقول يوم بيوم بدر [1095] و انشد قول الحصين بن الحمام.أبي قومنا ان ينصفونا فأنصفت قواضب في ايماننا تقطر الدمانفلق هاما من رجال أعزة علينا و هم كانوا اعق و اظلما [1096] فقال يحيي بن الحكم بن أبي‌العاص اخو مروان و كان جالسا عنده:لهام بجنب الطف ادني قرابة من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل‌سمية امسي نسلها عدد الحصي و ليس لآل المصطفي اليوم من نسل [ صفحه 355] فضربه يزيد علي صدره و قال اسكت لا ام لك [1097] .و قال ابوبرزة الأسلمي اشهد لقد رأيت النبي يرشف ثناياه و ثنايا اخيه الحسن (ع) و يقول انتما سيدا شباب اهل الجنة قتل الله قاتلكما و لعنه و اعد له جهنم و ساءت مصيرا فغضب يزيد منه و امر به فاخرج سحبا [1098] .و التفت رسول قيصر الي يزيد و قال ان عندنا في بعض الجزائر حافر حمار عيسي و نحن نحج اليه في كل عام من الاقطار و نهدي اليه النذور و نعظمه كما تعظمون كتبكم فأشهد انكم علي باطل [1099] فأغضب يزيد هذا القول و أمر بقتله فقام الي الرأس و قبله و تشهد الشهادتين و عند قتله سمع اهل المجلس من الرأس الشريف صوتا عاليا فصيحا «لا حول و لا قوة الا بالله» [1100] .ثم اخرج الرأس من المجلس و صلب علي باب القصر ثلاثة أيام [1101] فلما رأت هند بنت عمرو بن سهيل زوجة يزيد الرأس علي باب دارها [1102] و النور الالهي يسطع منه و دمه طري لم يجف و يشم منه رائحة طيبة [1103] دخلت المجلس مهتوكة الحجاب و هي تقول: رأس ابن بنت رسول الله علي باب دارنا فقام اليها [ صفحه 356] يزيد و غطاها و قال لها اعولي عليه يا هند فانه صريخة بني‌هاشم عجل عليه ابن‌زياد [1104] .و أمر يزيد بالرؤوس ان تصلب علي ابواب البلد و الجامع الاموي ففعلوا بها ذلك [1105] .و فرح مروان بقتل الحسين (ع) فقال:ضربت دوسر فيهم ضربة أثبتت أوتاد ملك فاستقرثم جعل ينكت بالقضيب في وجهه و يقول:يا حبذا بردك في اليدين و لونك الأحمر في الخدين‌كأنه بات بعسجدين شفيت منك النفس يا حسين [1106]

الشامي مع فاطمة

قال الرواة نظر رجل شامي الي فاطمة بنت علي [1107] فطلب من يزيد ان يهبها له لتخدمه ففزعت ابنة اميرالمؤمنين و تعلقت باختها العقيلة زينب و قالت كيف [ صفحه 357] اخدم؟ قالت العقيلة: لا عليك انه لن يكون ابدا فقال يزيد لو اردت لفعلت! فقالت له الا أن تخرج عن ديننا فرد عليها: انما خرج عن الدين ابوك و اخوك! قالت زينب: بدين الله و دين جدي و أبي و أخي اهتديت انت و ابوك ان كنت مسلما قال: كذبت يا عدوة الله! فرقت (عليهاالسلام) و قالت أنت امير مسلط تشتم ظالما و تقهر بسلطانك [1108] و عاود الشامي الطلب فزبره يزيد و نهره و قال له وهب الله لك حتفا قاضيا [1109] .خطبة زينب‌قال ابن‌نما و ابن‌طاووس [1110] لما سمعت زينب بنت علي عليهماالسلام [1111] يزيد بتمثل بأبيات ابن‌الزبعري [1112] .ليت اشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الاسل‌لأهلوا و استهلوا فرحا ثم قالوا يا يزيد لا تشل‌قد قتلنا القرم من ساداتهم و عدلناه ببدر فاعتدل‌لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء و لا وحي نزل‌لست من خندف ان لم انتقم من بني‌احمد ما كان فعل‌قالت:الحمد لله رب العالمين، و صلي الله علي رسوله و آله أجمعين، صدق الله [ صفحه 358] سبحانه حيث يقول: (ثم كان عاقبة الذين اساؤا السوأي ان كذبوا بآيات الله و كانوا بها يستهزؤون). اظننت يا يزيد حيث اخذت علينا اقطار الارض، و آفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الاساري ان بنا علي الله هوانا، و بك عليه كرامة، و ان ذلك لعظم خطرك عند فشمخت بأنفك، و نظرت في عطفك، جذلان مسرورا، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة، و الامور متسقة، و حين صفا لك ملكنا و سلطاننا فمهلا مهلا، انسيت قول الله تعالي: (و لا تحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خيرا لأنفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما و لهم عذاب مهين).أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك و اماءك، و سوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن، و ابديت وجوههن، تحدو بهن الاعداء من بلد الي بلد، و يستشرفهن اهل المناهل و المعاقل، و يتصفح وجوههن القريب و البعيد، والدني و الشريف، ليس معهن من حماتهن حمي و لا من رجالهن ولي، و كيف يرتجي مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء، و نبت لحمه من دماء الشهداء، و كيف يستبطأ في بغضنا اهل البيت من نظر الينا بالشنف و الشنآن، والاحن و الاضغان ثم تقول غير متأثم و لا مستعظم:لأهلوا و استهلوا فرحا ثم قالوا يا يزيد لا تشل‌منحنيا علي ثنايا أبي‌عبدالله سيد شباب اهل الجنة تنكتها بمخصرتك و كيف لا تقول ذلك، و قد نكأت القرحة، و استأصلت الشأفة، باراقتك دماء ذرية محمد صلي الله عليه و آله و نجوم الأرض من آل عبدالمطلب و تهتف بأشياخك زعمت انك تناديهم فلتردن وشيكا موردهم و لتودن انك شللت و بكمت و لم تكن قلت ما قلت و فعلت ما فعلت.اللهم خذ لنا بحقنا، و انتقم ممن ظلمنا، و احلل غضبك بمن سفك دماءنا، و قتل حماتنا.فو الله ما فريت الا جلدك، و لا حززت الا لحمك، و لتردن علي رسول الله صلي الله عليه و آله بما تحملت من سفك دماء ذريته و انتهكت من حرمته في عترته و لحمته، حيث يجمع الله شملهم، ويلم شعثهم، و يأخذ بحقهم (و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون). [ صفحه 359] و حسبك بالله حاكما، و بمحمد صلي الله عليه و آله خصيما، و بجبرئيل ظهيرا، و سيعلم من سول لك و مكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلا وايكم شر مكانا، و اضعف جندا.و لئن جرت علي الدواهي مخاطبتك، اني لأستصغر قدرك و استعظم تقريعك، و استكثر توبيخك، لكن العيون عبري، و الصدور حري.ألا فالعجب كل العجب، لقتل حزب الله النجباء، بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الايدي تنطف من دمائنا، و الافواه تتحلب من لحومنا و تلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل، و تعفرها امهات الفراعل و لئن اتخذتنا مغنما، لتجدنا وشيكا مغرما، حين لا تجد الا ما قدمت يداك و ما ربك بظلام للعبيد، و الي الله المشتكي و عليه المعول.فكد كيدك، واسع سعيك، و ناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، و لا تميت وحينا، و لا يرحض عنك عارها، و هل رأيك الا فند و ايامك الا عدد، و جمعك الا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله علي الظالمين.و الحمد لله رب العالمين، الذي ختم لأولنا بالسعادة و المغفرة و لآخرنا بالشهادة و الرحمة، و نسأل الله ان يكمل لهم الثواب، و يوجب لهم المزيد و يحسن علينا الخلافة، انه رحيم ودود، و حسبنا الله و نعم الوكيل».فقال يزيد:يا صيحة تحمد من صوائح ما أهون النوح علي النوائح‌و من جهل يزيد وغيه و ضلاله قوله بمل‌ء فمه غير متأثم و لا مستعظم يخاطب من حضر عنده من ذؤبان اهل الشام: اتدرون من اين اتي ابن فاطمة و ما الحامل له علي ما فعل و الذي اوقعه فيما وقع؟ قالوا: لا، قال: يزعم ان اباه خير من أبي و امه فاطمة بنت رسول الله خير من امي و جده خير من جدي و انه خير مني و احق بهذا الأمر مني فأما قوله ابوه خير من أبي فقد حاج ابي اباه الي الله عزوجل و علم الناس ايهما حكم له، و اما قوله امه خير من امي فلعمري ان فاطمة بنت رسول الله خير من امي، و اما قوله جده خير من جدي فلعمري ما احد يؤمن بالله و اليوم الآخر و هو يري ان لرسول الله فينا عدلا و لا ندا، ولكنه [ صفحه 360] انما اتي من قلة فقهه و لم يقرأ: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء) و قوله تعالي: (و الله يؤتي ملكه من يشاء) [1113] .الخربةو لقد احدثت هذه الخطبة هزة في مجلس يزيد و راح الرجل يحدث جليسه بالضلال الذي غمرهم و انهم في أي واد يعمهون، فلم ير يزيد مناصا الا ان يخرج الحرم من المجلس الي خربة لا تكنهم من حر و لا برد فأقاموا فيها ينوحون علي الحسين عليه السلام [1114] ثلاثة أيام [1115] .و في بعض الأيام خرج السجاد (ع) منها يتروح، فلقيه المنهال بن عمر و قال له: كيف امسيت يا ابن رسول الله؟ قال (ع): أمسينا كمثل بني‌اسرائيل في آل فرعون يذبحون ابناءهم و يستحيون نساءهم، امست العرب تفتخر علي العجم بأن محمدا منها، و امست قريش تفتخر علي سائر العرب بأن محمدا منها، و أمسينا معشر اهل بيته مقتولين مشردين فانا لله و انا اليه راجعون [1116] .قال المنهال: و بينا يكلمني اذ امرأة خرجت خلفه تقول له: الي اين يا نعم الخلف؟ فتركني و اسرع اليها فسألت عنها قيل: هذه عمته زينب [1117] .الي المدينةلقد سر يزيد قتل الحسين و من معه و سبي حريم رسول الله صلي الله عليه [ صفحه 361] و آله [1118] و ظهر عليه السرور في مجلسه فلم يبال بالحاده و كفره حين تمثل بشعر ابن‌الزبعري و حتي انكر الوحي علي رسول الله محمد (ص) ولكنه لما كثرت اللائمة عليه و وضح له الفشل و الخطأ في فعلته التي لم يرتكبها حتي من لم ينتحل دين الاسلام و عرف المغزي من وصية معاوية اياه حيث قال له:(ان اهل العراق لن يدعوا الحسين حتي يخرجوه فاذا خرج عليك فاصفح عنه فان له رحما ماسة و حقا عظيما) [1119] .و عاب عليه خاصته و اهل بيته و نساؤه و كان بمرأي منه و مسمع كلام الرأس الاطهر لما أمر بقتل رسول ملك الروم (لا حول و لا قوة الا بالله) [1120] و لحديث الاندية عما ارتكبه من هذه الجريمة الشائنة و القسوة الشديدة دوي في ارجاء دمشق، لم يجد مناصا من القاء التبعة علي عاتق ابن زياد تبعيدا للسبة عنه ولكن الثابت لا يزول.و لما خشي الفتنة و انقلاب الأمر عليه عجل باخراج السجاد و العيال من الشام الي وطنهم و مقرهم، و مكنهم مما يريدون و أمر النعمان بن بشير و جماعة معه ان يسيروا معهم الي المدينة مع الرفق [1121] .فلما وصلوا العراق قالوا للدليل: مر بنا علي طريق كربلا فوصلوا الي مصرع الحسين فوجدوا جابر بن عبدالله الانصاري و جماعة من بني‌هاشم و رجالا من آل رسول الله قد وردوا لزيارة قبر الحسين فتلاقوا بالبكاء و الحزن و اللطم و أقاموا في كربلا ينوحون علي الحسين [1122] ثلاثة ايام [1123] .و وقف جابر الانصاري علي القبر فأجهش بالبكاء و قال: يا حسين ثلاثا ثم قال:حبيب لا يجيب حبيبه و أني لك بالجواب و قد شحطت اوداجك علي [ صفحه 362] اثباجك، و فرق بين رأسك و بدنك، فأشهد انك ابن خاتم النبيين، و ابن سيد المؤمنين، و ابن حليف التقوي، و سليل الهدي، و خامس أصحاب الكساء، و ابن سيد النقباء، و ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء! و مالك لا تكون كذلك و قد غذتك كف سيد المرسلين، و ربيت في حجر المتقين و رضعت من ثدي الايمان، و فطمت بالاسلام، فطبت حيا و طبت ميتا غير ان قلوب المؤمنين غير طيبة بفراقك، و لا شاكة في الخيرة لك، فعليك سلام الله و رضوانه، و اشهد انك مضيت علي ما مضي عليه اخوك يحيي بن زكريا.ثم أجال بصره حول القبر و قال: السلام عليكم ايتها الارواح التي حلت بفناء الحسين و اناخت برحله، اشهد انكم اقمتم الصلاة، و آتيتم الزكاة و امرتم بالمعروف، و نهيتم عن المنكر، و جاهدتم الملحدين، و عبدتم الله حتي اتاكم اليقين.و الذي بعث محمد صلي الله عليه و آله بالحق نبيا، شاركناكم فيما دخلتم فيه، فقال له عطية العوفي: كيف و لم نهبط واديا و لم نعل جبلا و لم نضرب بسيف و القوم قد فرق بين رؤوسهم و ابدانهم و اوتمت اولادهم و ارملت الازواج.فقال له اني سمعت حبيبي رسول الله يقول: من احب قوما كان معهم و من احب عمل قوم اشرك في عملهم و الذي بعث محمدا بالحق نبيا ان نيتي و نية اصحابي علي ما مضي عليه الحسين و اصحابه [1124] .الرأس مع الجسدلما عرف زين‌العابدين الموافقة من يزيد طلب منه الرؤوس كلها ليدفنها في محلها فلم يتباعد يزيد عن رغبته فدفع اليه رأس الحسين مع رؤوس اهل بيته و صحبه فألحقها بالابدان.نص علي مجيئه بالرؤوس الي كربلا في «حبيب السير» كما في نفس المهموم [ صفحه 363] ص 253 و رياض الاحزان ص 155.و اما رأس الحسين (ع) ففي روضة الواعظين للفتال ص 165 و في مثير الاحزان لابن‌نما الحلي ص 58: انه المعول عليه عند الامامية، و في اللهوف لابن‌طاووس ص 112: عليه عمل الامامية، و في اعلام الوري للطبرسي ص 151 و مقتل العوالم ص 154 و رياض المصائب و البحار: انه المشهور بين العلماء، و قال ابن شهراشوب في المناقب ج 2 ص 200: ذكر المرتضي في بعض (رسائله) ان رأس الحسين اعيد الي بدنه في كربلا، و قال الطوسي: و منه زيارة الاربعين، و في البحار عن (العدد القوية) لأخ العلامة الحلي، و في عجائب المخلوقات للقزويني ص 67: في العشرين من صفر رد رأس الحسين (ع) الي جثته و قال الشبراوي قيل اعيد الرأس الي جثته بعد اربعين يوما [1125] ، و في شرح همزية البوصيري لابن‌حجر اعيد رأس الحسين بعد اربعين يوما من قتله، و قال سبط ابن‌الجوزي الاشهر انه رد الي كربلا فدفن مع الجسد [1126] ، و المناوي في الكواب الدرية ج 1 ص 57 نقل اتفاق الامامية علي انه اعيد الي كربلا و ان القرطبي رجحه و لم يتعقبه بل نسب الي بعض اهل الكشف و الشهود انه حصل له اطلاع علي انه اعيد الي كربلاء. و قال ابوالريحان البيروني في العشرين من صفر رد رأس الحسين الي جثته حتي دفن مع جثته [1127] .و علي هذا فلا يعبأ بكل ما ورد بخلافه و الحديث بأنه عند قبر ابيه بمرأي من هؤلاء الاعلام، فاعراضهم عنه يدلنا علي عدم وثوقهم به، لأن اسناده لم يتم و رجاله غير معروفين، و قال ابوبكر الآلوسي و قد سئل عن موضع رأس الحسين.لا تطلبوا رأس الحسين بشرق ارض او بغرب‌و دعوا الجميع و عرجوا نحوي فمشهده بقلبي [1128] [ صفحه 364] و قال الحاج مهدي الفلوجي الحلي [1129] لا تطلبوا رأس الحسين فانه لا في حمي ثاو و لا في وادلكنما صفو الولاء يدلكم في انه المقبور وسط فؤادي‌يوم الاربعين‌من النواميس المطردة الاعتناء بالفقيد بعد اربعين يوما مضين من وفاته باسداء البر اليه و تأبينه وعد مزاياه في حفلات تعقد و ذكريات تدون تخليدا لذكره علي حين ان الخواطر تكاد تنساه و الافئدة اوشكت ان تهمله فبذلك تعاد الي ذكره البائد صورة خالدة بشعر رائق تتناقله الالسن و يستطيع في القلوب فتمر الحقب و الاعوام و هو علي جدته! أو خطاب بليغ تتضمنه الكتب و المدونات حتي يعود من اجزاء التاريخ التي لا يبليها الملوان. فالفقيد يكون حيا كلما تليت هاتيك النتف من الشعر او وقف الباحث علي ما القيت فيه من كلمات تأبينية بين طيات الكتب فيقتص اثره في فضائله و فواضله و هذه السنة الحسنة تزداد اهمية كلما ازداد الفقيد عظمة و كثرت فضائله، و انها في رجالات الاصلاح و المقتدي بهم من الشرائع اهم و آكد لأن نشر مزاياهم و تعاليمهم يحدو الي اتباعهم و احتذاء مثالهم في الاصلاح و تهذيب النفوس.و ما ورد عن أبي‌ذر الغفاري و ابن‌عباس عن النبي (ص) ان الارض لتبكي علي المؤمن اربعين صباحا [1130] و عن زرارة عن ابي‌عبدالله (ع) ان السماء بكت علي الحسين (ع) اربعين صباحا بالدم و الارض بكت عليه اربعين صباحا بالسواد و الشمس بكت عليه اربعين صباحا بالكسوف و الحمرة و الملائكة بكت عليه اربعين صباحا و ما اختضبت امرأة منا و لا ادهنت و لا اكتحلت و لا رجلت حتي اتانا رأس عبيدالله بن زياد و ما زلنا في عبرة من بعده [1131] . [ صفحه 365] يؤكد هذه الطريقة المألوفة و العادة المستمرة بين الناس من الحداد علي الميت اربعين يوما فاذا كان يوم الاربعين اقيم علي قبره الاحتفال بتأبينه يحضره اقاربه و خاصته و اصدقاؤه، و هذه العادة لم يختص بها المسلمون، فان النصاري يقيمون حفلة تأبينية يوم الاربعين من وفاة فقيدهم يجتمعون في الكنيسة و يعيدون الصلاة عليه المسماة عندهم بصلاة الجنازة و يفعلون ذلك في نصف السنة و عند تمامها و اليهود يعيدون الحداد علي فقيدهم بعد مرور ثلاثين يوما و بمرور تسعة اشهر و عند تمام السنة [1132] كل ذلك اعادة لذكراه و تنويها به بآثاره و اعماله ان كان من العظماء ذوي الآثار و المآثر.و علي كل حال فان المنقب لا يجد في الفئة الموصوفة بالصلاح رجلا اكتنفته المآثر بكل معانيها و كانت حياته و حديث نهضته و كارثة قتله دعوة الهية و دروسا اصلاحية و انظمة اجتماعية و تعاليم اخلاقية و مواعظ دينية الا سيد شباب أهل الجنة شهيد الدين شهيد السلام و الوئام شهيد الاخلاق و التهذيب «الحسين» (ع) فهو اولي من كل احد بأن تقام له الذكريات في كل مكان و تشد الرحال للمثول حول مرقده الأقدس في يوم الأربعين من قتله حصولا علي تلكم الغايات الكريمة.و انما قصروا الحفلات الاربعينية بالأربعين الأول في سائر الناس من جهة كون مزايا اولئك الرجال محدودة منقطعة الآخر بخلاف سيدالشهداء فان مزاياه لا تحد و فواضله لا تعد و درس احواله جديد كلما ذكر و اقتصاص اثره يحتاجه كل جيل، فاقامة المآتم عند قبره في الأربعين من كل سنة احياء لنهضته و تعريف بالقساوة التي ارتكبها الامويون و لفيفهم، و مهما امعن الخطيب او الشاعر في قضيته تفتح له ابواب من الفضيلة كانت موصدة عليه قبل ذلك.و لهذا اطردت عادة الشيعة علي تجديد العهد بتلكم الاحوال يوم الاربعين من كل سنة و لعل رواية ابي‌جعفر الباقر (ع) ان السماء بكت علي الحسين اربعين صباحا تطلع حمراء و تغرب حمراء [1133] تلميح الي هذه العادة المألوفة بين الناس. [ صفحه 366] و حديث الامام الحسن العسكري علامات المؤمن خمس: صلاة احدي و خمسين و زيارة الأربعين و الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم و التختم في اليمين و تعفير الجبين [1134] .يرشدنا الي تلك العادة المطردة المألوفة للناس فان تأبين سيدالشهداء و عقد الاحتفالات لذكره في هذا اليوم انما يكون ممن يمت به بالولاء و المشايعة و لا ريب في ان الذين يمتون به بالمشايعة هم المؤمنون المعترفون بامامته، اذا فمن علامة ايمانهم و ولائهم لسيد شباب اهل الجنة المنحور في سبيل الدعوة الالهية المثول في يوم الأربعين من شهادته عند قبره الأطهر لاقامة المأتم و تجديد العهد بما جري عليه و علي صحبه و اهل بيته من الفوادح.و التصرف في هذه الجملة «زيارة الأربعين» بالحمل علي زيارة اربعين مؤمنا التواء في فهم الحديث و تمحل في الاستنتاج يأباه الذوق السليم مع خلوه عن القرينة الدالة عليه و لو كان الغرض هو الارشاد الي زيارة اربعين مؤمنا لقال (ع) «و زيارة اربعين» فالاتيان بالألف و اللام العهدية للتنبيه علي ان زيارة الأربعين من سنخ الأمثلة التي نص عليها الحديث بأنها من علائم الايمان و الموالاة للائمة الاثني عشر.ثم ان الأئمة من آل الرسول عليهم السلام و ان كانوا كلهم ابواب النجاة و سفن الرحمة و بولائهم يعرف المؤمن من غيره و قد خرجوا من الدنيا مقتولين في سبيل الدعوة الالهية موطنين أنفسهم علي القتل امتثالا لأمر بارئهم جل شأنه الموحي به الي جدهم الرسول (ص) و قد أشار اليه ابومحمد الحسن بن اميرالمؤمنين (ع) بقوله ان هذا الأمر يملكه منا اثنا عشر اماما ما منهم الا مقتول او مسموم.فالواجب اقامة المأتم في يوم الأربعين من شهادة كل واحد منهم و حديث الامام العسكري لم يشتمل علي قرينة لفظية تصرف هذه الجملة (زيارة الأربعين) الي خصوص الحسين (ع) الا ان القرينة الحالية اوجبت فهم العلماء الاعلام من هذه الجملة خصوص زيارة الحسين لان قضية سيدالشهداء هي [ صفحه 367] التي ميزت بين دعوة الحق و الباطل و لذا قيل الاسلام بدؤه محمدي و بقاؤه حسيني و حديث الرسول (ص) حسين مني و انا من حسين يشير اليه لان ما قاساه سيدالشهداء انما هو لتوطيد اسس الاسلام و اكتساح اشواك الباطل عن صراط الشريعة و تنبيه الأجيال علي جرائم اهل الضلال هو عين ما نهض به نبي الاسلام لنشر الدعوة الالهية.فمن أجل هذا كله لم يجد ائمة الدين من آل الرسول ندحة الا لفت الانظار الي هذه النهضة الكريمة لانها اشتملت علي فجائع تفطر الصخر الاصم و علموا ان المواظبة علي اظهار مظلومية الحسين تستفز العواطف و توجب استمالة الافئدة نحوهم فالسامع لتكلم الفظائع يعلم ان الحسين امام عدل لم يرضخ للدنايا و ان امامته موروثة له من جده و أبيه الوصي و من ناوأه خارج عن العدل، و اذا عرف السامع ان الحق في جانب الحسين و ابنائه المعصومين كان معتنقا طريقتهم و سالكا سبيلهم.و من هنا لم يرد التحريض من الائمة علي اقامة المأتم في يوم الاربعين من شهادة كل واحد منهم، حتي نبي الاسلام لكون تذكار كارثته عاملا قويا في ابقاء الرابطة الدينية و ان لفت الانظار نحوها أمس في احياء امر المعصومين المحبوب لديهم التحدث به (احيوا امرنا و تذاكروا في امرنا).و علي كل فالقاري‌ء الكريم يتجلي له اختصاص زيارة الاربعين بالمؤمن حينما يعرف نظائرها التي نص عليها الحديث.«فان الأول منها» و هو صلاة احدي و خمسين ركعة التي شرعت ليلة المعراج و بشفاعة النبي (ص) اقتصر فيها علي خمس فرائض في اليوم و الليلة عبارة عن سبع عشرة ركعة للصبح و الظهرين و العشائين و النوافل الموقتة لها مع نافلة الليل اربع و ثلاثون ثمان للظهر قبلها و ثمان للعصر قبلها و اربع بعد المغرب و اثنان بعد العشاء تعدان بواحدة و اثنان قبل الصبح و احدي عشرة ركعة نافلة الليل مع الشفع و الوتر و باضافتها الي الفرائض يكون المجموع احدي و خمسين ركعة و هذا مما اختص به الامامية فان اهل السنة و ان وافقوهم علي عدد الفرائض الا انهم افترقوا في النوافل ففي فتح القدير لابن‌همام الحنفي ج 1 ص 314 انها ركعتان قبل الفجر و أربع قبل الظهر و اثنان بعدها و اربع قبل العصر و ان شاء [ صفحه 368] ركعتين و ركعتان بعد المغرب و أربع بعدها و ان شاء ركعتين فهذه ثلاث و عشرون ركعة و اختلفوا في نافلة الليل انها ثمان ركعات أو ركعتان أو ثلاث عشر او اكثر و حينئذ فالمجموع من نوافل الليل و النهار مع الفرائض لا يكون احدي و خمسين فاذا تكون احدي و خمسون من مختصات الامامية.«الثاني مما تعرض له الحديث الجهر بالبسملة فان الامامية تدينوا الي الله تعالي به وجوبا في الصلاة الجهرية و استحابا في الصلاة الاخفاتية تمسكا بأحاديث ائمتهم (ع) و في ذلك يقول الفخر الرازي: ذهبت الشيعة الي ان من السنة الجهر بالتسمية في الصلاة الجهرية و الاخفاتية و جمهور الفقهاء يخالفونهم و قد ثبت بالتواتر ان علي بن أبي‌طالب كان يجهر بالتسمية و من اقتدي في دينه «بعلي» فقد اهتدي و التدليل عليه قوله (ص) اللهم أدر الحق مع علي حيث دار [1135] و كلمة الرازي لم يهضمها ابو الثناء الآلوسي فتعقبها بقوله: لو عمل احد بجميع ما يزعمون تواتره عن الأمير كفر فليس الا الايمان ببعض و الكفر ببعض و ما ذكره من ان من اقتدي في دينه (بعلي) فقد اهتدي مسلم لكن ان سلم لنا خبر ما كان عليه علي عليه السلام و دونه مهامه فيح [1136] .و لا يضر الشيعة تهجم الآلوسي و غيره بعد ان رسخت اقدامهم علي الولاء لسيد الأوصياء (ع) الذي يقول له رسول الله (ص) يا علي ما عرف الله تعالي الا انا و انت و ما عرفني الا الله و انت و ما عرفك الا الله و انا [1137] .ان كنت ويحك لم تسمع مناقبه فاسمعه من هل أتي يا ذا الغبا و كفي [1138] و خالف اهل السنة في مسألة الجهر، ففي المغني لابن‌قدامة ج 1 ص 478 و بدايع الصنايع للكاساني ج 1 ص 204 و شرح الزرقاني علي مختصر ابي‌الضياء في فقه مالك ج 1 ص 216 ان الجهر غير مسنون في الصلاة.«الثالث» مما تعرض له الحديث التختم باليمين و قد التزم به الامامية تدينا [ صفحه 369] بروايات ائمتهم (ع) و خالفهم جماعة من السنة قال ابن الحجاج‌المالكي ان السنة أوردت كل مستقذر يتناول بالشمال و كل طاهر يتناول باليمين و لأجل هذا المعني كان المستحب في التختم ان يكون التختم بالشمال فانه يأخذ الخاتم بيمينه و يجعله في شماله [1139] و يحكي ابن‌حجر ان مالكا يكره التختم باليمين و انما يكون باليسار و بالغ الباجي من المالكية بترجيح ما عليه مالك من التختم باليسار [1140] و قال الشيخ اسماعيل البروسوي ذكر في عقد الدرر ان السنة في الاصل التختم في اليمين و لما كان ذلك شعار أهل البدعة و الظلمة صارت السنة ان يجعل الخاتم في خنصر اليد اليسري في زماننا [1141] .«الرابع» مما ذكره الحديث «التعفير» و التعفير في اللغة وضع الشي‌ء علي العفر و هو التراب و الجبين في هذا الحديث الشريف ان اريد منه الجبهة كما استظهره الشيخ يوسف البحراني في الحدائق مدعيا كثرة الاستعمال بذلك في لسان اهل البيت (ع) و قد ورد في التيمم فيكون الغرض بيان ان الجبهة في السجود لابد ان تكون علي الأرض لأن اهل السنة لم يلتزموا بوضعها علي الارض فان أباحنيفة و مالكا و أحمد في احدي الروايتين عنه جوزوا السجود علي كور العمامة [1142] و فاضل الثوب [1143] و الملبوس و جوز الحنفية وضعها علي الكف مع [ صفحه 370] الكراهة [1144] و جوزوا السجود علي الحنطة و الشعير و السرير و ظهر مصل امامه يصلي بمثل صلاته [1145] و ان اريد نفسه فيكون الغرض من ذكره الارشاد الي أن الراجح في سجدة الشكر تعفير الجبين و أنه للتذليل و البعد عن الكبرياء و من هذه الجملة في الحديث استظهر صاحب المدارك رجحان تعفير الجبينين أيضا و اليه أشار السيد بحرالعلوم قدس سره في المنظومة قال في سجدة الشكر:و الخد أولي و به النص جلا و في الجبين قد أتي محتملاو قد ورد تعفير الخدين في سجدة الشكر [1146] و به استحق موسي بن عمران عليه السلام الزلفي من المناجاة [1147] و لم يخالف الامامية في التعفير سواء اريد من الجبين الجبهة او نفسه و أهل السنة لم يلتزموا بالتعفير في الصلاة أو سجدة الشكر مع ان النخعي و مالكا و اباحنيفة كرهوا سجدة الشكر و ان التزم بها الحنابلة [1148] و الشافعي [1149] عند حلول كل نعمة أو زوال نقمة.الخلاصة في علائم المؤمن‌لقد تجلي مما ذكرناه في هذه الامور التي نص عليها الحديث بأنها من علائم الايمان ان المراد من (زيارة الاربعين) فيه ارشاد الموالين لأهل البيت الي الحضور في مشهد الغريب المظلوم سيدالشهداء عليه السلام لاقامة العزاء و تجديد العهد بذكر ما جري عليه من القساوة التي لم يرتكبها أي أحد يحمل شيئا من الانسانية فضلا عن الدين و الحضور عند قبر الحسين (ع) يوم الاربعين من مقتله من اظهر علائم الايمان.و لا ينقضي العجب ممن يتصرف في هذه الجملة بالجمل علي زيارة أربعين [ صفحه 371] مؤمنا مع عدم تقدم اشارة اليه و لا قرينة تساعد عليه ليصح الاتيان بالألف و اللام للعهد مع ان زيارة اربعين مؤمنا مما حث عليها الاسلام فهي من علائمه عند الشيعة و السنة و لم يخص بها المؤمنون ليمتازوا عن غيرهم، نعم زيارة الحسين (ع) يوم الاربعين من قتله مما يدعو اليها الايمان الخالص لأهل البيت (ع) و يؤكدها الشوق الحسيني و معلوم ان الذين يحضرون في الحائر الاطهر (بعد مرور اربعين) يوما من مقتل سيد شباب أهل الجنة خصوص المشايعين له السائرين علي أثره.و يشهد له عدم تباعد العلماء الاعلام عن فهم زيارة الحسين في الاربعين من صفر من هذا الحديث المبارك منهم ابوجعفر محمد بن الحسن الطوسي في التهذيب ج 2 ص 17 باب فضل زيارة الحسين (ع) فانه بعد ان روي الاحاديث في فضل زيارته المطلقة ذكر المقيد بأوقات خاصة و منها يوم عاشوراء و بعده روي هذا الحديث و في مصباح المتهجد ص 551 طبع بمبئي ذكر شهر صفر و ما فيه من الحوادث ثم قال و في يوم العشرين منه رجوع حرم ابي‌عبدالله (ع) من الشام الي مدينة الرسول (ص) و ورود جابر بن عبدالله الانصاري الي كربلاء لزيارة أبي‌عبدالله (ص) فكان أول من زاره من الناس و هي زيارة الاربعين فروي عن ابي‌محمد الحسن العسكري عليه السلام انه قال علامات المؤمن خمس الخ. و قال ابوالريحان البيروني في العشرين من صفر رد الرأس الي جثته فدفن معها. و فيه زيارة الاربعين و مجي‌ء حرمه بعد انصرافهم من الشام [1150] .و قال العلامة الحلي في المنتهي كتاب الزيارات بعد الحج: يستحب زيارة الحسين عليه السلام في العشرين من صفر و روي الشيخ عن ابي‌محمد الحسن العسكري انه قال: علامات المؤمن خمس الي آخر الحديث و في الاقبال للسيد رضي‌الدين علي بن طاووس عند ذكر زيارة الحسين (ع) في العشرين من صفر قال روينا بالاسناد الي جدي ابي‌جعفر فيما رواه بالاسناد الي مولانا الحسن بن علي العسكري انه قال: علامات المؤمن خمس الخ.و نقل المجلسي اعلي الله مقامه في مزار البحار هذا الحديث عند ذكر فضل [ صفحه 372] زيارة الحسين يوم الاربعين و في الحدائق للشيخ يوسف البحراني في الزيارات بعد الحج قال و زيارة الحسين في العشرين من صفر من علامات المؤمن.و حكي الشيخ عباس القمي في المفاتيح هذه الرواية عن التهذيب و مصباح المتهجد في الدليل علي رجحان الزيارة في الاربعين من دون تعقيب باحتمال ارادة اربعين مؤمنا.و استبعاد بعضهم ارادة زيارة الاربعين من جهة عدم تعرض الامام عليه السلام للآثار الاخروية المترتبة علي الزيارة مع ان أهل البيت (ع) عند الحث علي زيارة المظلوم و غيره من ائمة الهدي (ع) يذكرون ما يترتب عليها من الثواب «لا يصغي اليه» فان الامام في هذا الحديث انما هو بصدد بيان علائم المؤمن التي يمتاز بها عن غيره و جعل منها زيارة الأربعين علي ما اوضحنا بيانه و لم يكن بصدد بيان ما يترتب علي الزيارة من الأثر.و استحباب زيارته (ع) في العشرين من صفر نص عليه الشيخ المفيد في مسار الشيعة و العلامة الحلي في التذكرة و التحرير و ملا محسن الفيض في تقويم المحسنين و تفسير الشيخ البهائي في توضيح المقاصد الأربعين بالتاسع عشر من صفر مبني علي حساب يوم العاشر من الأربعين و هو خلاف المتعارف.وافتك جندا يستثير و يزأر فقد المواكب انها لك عسكرلا تسلمن الي الدنية راحة ما كان أسلمها لذل (حيدر)و ابعث حياة الناهضين جديدة فيها الاباء مؤيد و مظفرو ارسم لسير الفاتحين مناهجا فيها عروش الطائشين تدمران لم تلبك ساعة محمومة ذمت فقد لبت نداءك أعصرقم و انظر (البيت الحرام) و نظرة اخري لقبرك فهو (حج اكبر)اصبحت مفخرة الحياة و حق لو فخرت به فدم الشهادة مفخرقدست ما أعلي مقامك رفعة اخفيه خوف الظالمين فيظهرشكت الامارة حظها و استوحشت أعوادها من عابثين تأمرواو تنكرت للمسلمين خلافة فيها يصول علي الصلاح المنكرسوداء فاحمة الجبين ترعرعت فيها القرود و لوثتها الانمرسكبت علي نغم الاذان كؤوسها و علي الصلاة تديرهن و تعصر [ صفحه 373] تلك المهازل يشتكيها مسجد ذهبت بروعته و يبكي منبرفشكت اليك و ما شكت الا الي بطل يغار علي الصلاح و يثأرتطوي الفضائل ما عظمن و هذه ام الفضائل كل عام تنشرجرداء ذابلة الغصون سقيتها بدم الوريد فطاب غرس مثمرو علي الكريهة تستفزك نخوة حمراء دامية و يوم أحمرشكت الشريعة من حدود بدلت فيها و احكام هناك تغيرسلبت محاسنها (اميد) فاغتدت صورا كما شاء الضلال تصورعصفت بها الاهواء فهي اسيرة تشكو و هل غير (الحسين) محرر؟وافي بفتيته الصباح فساقهم للدين قربان الاله فجزرواأدي الرسالة ما استطاع و انما تبليغها بدم يطل و يهدرفبذمة الاصلاح جبهة ماجد تدمي و وضاح الجبين يعفرلبيك منفردا احيط بعالم تحصي الحصي عددا و ما ان يحصرلبيك ظام حلأوه عن الروي و براحتيه من المكارم أبحرهذي دموع المخلصين فرو من عبراتها كبدا تكاد تفطرو اعطف علي هذا القلوب فانها ودت لو انك في الاضالع تقبريتزاحمون علي استلام (مشاعر) من دون روعتها الصفا و المشعرركبوا لها الاخطار حتي لو غدت تبري الاكف أو الجماجم تنثرو افوك (يوم الأربعين) وليتهم حضروك يوم الطف اذ تستنصروجدوا سبيلكم النجاة و انما نصبوا لها جسر الولاء ليعبرواو تأملوك لساعة مرهوبة اما الحميم بها و اما الكوثرو سيعلم الخصمان ان وافوك من يرد المعين و من يذاد و يصدر [1151]

في المدينة

لم يجد السجاد (ع) بدا من الرحيل من كربلاء الي المدينة بعد أن أقام ثلاثة أيام، لأنه رأي عماته و نساءه و صبيته نائحات الليل و النهار يقمن من قبر و يجلسن عند آخر. [ صفحه 374] تشكو عداها و تنعي قومها فلها حال من الشجو لف الصبر مدرجه‌فنعيها بشجي الشكوي تؤلفه و دمعها بدم الاحشاء تمزجه‌و يدخل الشجو في الصخر الأصم لها تزفر من شظايا القلب تخرجه [1152] قال بشير بن حذلم: لما قربنا من المدينة نزل علي بن الحسين و حط رحله و ضرب فسطاطه و أنزل نساءه و قال: يا بشير رحم الله أباك لقد كان شاعرا فهل تقدر علي شي‌ء منه؟ قلت: بلي يا ابن رسول الله اني لشاعر فقال (ع): ادخل المدينة و انع أباعبدالله (ع)، قال بشير: فركبت فرسي حتي دخلت المدينة فلما بلغت مسجد النبي صلي الله عليه و آله رفعت صوتي بالبكاء و أنشأت:يا أهل يثرب لا مقام لكم بها قتل الحسين فأدمعي مدرارالجسم منه بكربلاء مضرج و الرأس منه علي القناة يدارو قلت: هذا علي بن الحسين مع عماته و اخواته قد حلوا بساحتكم و انا رسوله اليكم اعرفكم مكانه، فخرج الناس يهرعون و لم تبق مخدرة الا برزت تدعو بالويل و الثبور و ضجت المدينة بالبكاء فلم ير باك اكثر من ذلك اليوم و اجتمعوا علي زين‌العابدين يعزونه، فخرج من الفسطاط و بيده خرقة يمسح بها دموعه و خلفه مولي معه كرسي، فجلس عليه و هو لا يتمالك من العبرة و ارتفعت الأصوات بالبكاء و الحنين.فأومأ الي الناس أن اسكتوا فلما سكتت فورتهم قال عليه السلام:الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، باري الخلائق أجمعين، الذي بعد، فارتفع في السماوات العلي، و قرب فشهد النجوي، نحمده علي عظائم الامور، و فجائع الدهور، و ألم الفجائع، و مضاضة اللواذع، و جليل الرزء، و عظيم المصائب الفاظعة الكاظة الفادحة الجائحة.أيها القوم، ان الله تعالي و له الحمد ابتلانا بمصائب جليلة، و ثلمة في الاسلام عظيمة، قتل أبوعبدالله الحسين (ع) و عترته، و سبيت نساؤه [ صفحه 375] و صبيته، و داروا برأسه في البلدان، من فوق عامل السنان، و هذه الرزية التي لا مثلها رزية.أيها الناس، فأي رجالات منكم يسرون بعد قتله، أم أي فؤاد لا يحزن من أجله، أم أية عين منكم تحبس دمعها، و تضن عن انهما لها فلقد بكت السبع الشداد لقتله، و بكت البحار بأمواجها. و السماوات بأركانها، و الأرض بأرجائها، و الاشجار بأغصانها، و الحيتان في لجج البحار، و الملائكة المقربون، و أهل السماوات أجمعون.أيها الناس، أي قلب لا ينصدع لقتله، أم أي فؤاد لا يحن اليه أم أي سمع يسمع بهذه الثلمة التي ثلمت في الاسلام و لا يصم.أيها الناس، اصبحنا مشردين مطرودين مذودين شاسعين عن الامصار كأننا أولاد ترك و كابل، من غير جرم اجترمناه، و لا مكروه ارتكبناه، و لا ثلمة في الاسلام ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ان هذا الا اختلاق و الله لو أن النبي تقدم اليهم في قتالنا كما تقدم اليهم في الوصية بنا لما زادوا علي ما فعلوا بنا، فانا لله و انا اليه راجعون من مصيبة ما أعظمها و أفجعها و اكظها و افظها و أمرها و افدحها، فعند الله نحتسب ما أصابنا، و ما بلغ بنا، فانه عزيز ذو انتقام.فقام اليه صوحان بن صعصعة بن صوحان العبدي و كان زمنا و اعتذر بما عنده من زمانة رجليه.فأجابه عليه السلام بقبول عذره و حسن الظن فيه و شكر له و ترحم علي أبيه، ثم دخل زين‌العابدين المدينة بأهله و عياله [1153] و جاء اليه ابراهيم بن طلحة ابن عبيدالله و قال: من الغالب؟ فقال عليه السلام: اذا دخل وقت الي الصلاة فأذن و أقم تعرف الغالب [1154] .فأما زينب ام‌كلثوم فأنشأت تقول:مدينة جدنا لا تقبلينا فبالحسرات و الاحزان جينا [ صفحه 376] خرجنا منك بالاهلين طرا رجعنا لا رجال و لا بنيناثم أخذت زينب بنت أميرالمؤمنين بعضادتي باب المسجد و صاحت:يا جداه اني ناعية اليك أخي الحسين.و صاحت سكينة: يا جداه اليك المشتكي مما جري علينا فو الله ما رأيت أقسي من يزيد و لا رأيت كافرا و لا مشركا شرا منه و لا أجفي و أغلظ فلقد كان يقرع ثغر أبي بمخصرته و هو يقول: كيف رأيت الضرب يا حسين [1155] .و أقمن حرائر الرسالة المأتم علي سيدالشهداء و لبسن المسوح و السواد نائحات الليل و النهار و الامام السجاد يعمل لهن الطعام [1156] .و في حديث الصادق (ع): ما اختضبت هاشمية و لا ادهنت و لا اجيل مرود في عين هاشمية خمس حجج حتي بعث المختار برأس عبيدالله بن زياد [1157] .و اما الرباب فبكت علي ابي‌عبدالله حتي جفت دموعها فأعلمتها بعض جواريها بأن السويق يسيل الدمعة فأمرت أن يصنع لها السويق لاستدرار الدموع [1158] .و كان من رثائها في أبي‌عبدالله (ع) [1159] :ان الذي كان نورا يستضاء به بكربلاء قتيل غير مدفون‌سبط النبي جزاك الله صالحة عنا و جنبت خسران الموازين‌قد كنت لي جبلا صعبا الوذ به و كنت تصحبنا بالرحم و الدين‌من لليتامي و من للسائلين و من يغني و يأوي اليه كل مسكين‌و الله لا ابتغي صهرا بصهركم حتي اغيب بين الرمل و الطين‌و أما علي بن الحسين فانقطع عن الناس انحيازا عن الفتن و تفرغا للعبادة [ صفحه 377] و البكاء علي أبيه و لم يزل باكيا ليله و نهاره فقال له بعض مواليه اني أخاف عليك أن تكون من الهاكين فقال (ع) يا هذا انما اشكو بثي و حزني الي الله و أعلم من الله ما لا تعلمون ان يعقوب كان نبيا فغيب الله عنه واحدا من اولاده و عنده اثنا عشر و هو يعلم انه حي فبكي عليه حتي ابيضت عيناه من الحزن و اني نظرت الي أبي و اخوتي و عمومتي و صحبي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني و اني لا أذكر مصرع بني فاطمة الا خنقتني العبرة و اذا نظرت الي عماتي و اخواتي ذكرت فرارهن من خيمة الي خيمة.رأي اضطرام التار في الخباء و هو خباء العز و الاباءرأي هجوم الكفر و الضلالة علي بنات الوحي و الرسالةشاهد في عقائل النبوة ما ليس في شريعة المروةمن نهبها و سلبها و ضربها و لا مجير قط غير ربهاشاهد سوق الخفرات الطاهرة سوافر الوجوه لابن العاهرةرأي وقوف الطاهرات الزاكية قبالة الرجس يزيد الطاغيةو هن في الوثاق و الحبال في محشد الاوغاد و الانذال [1160] اليك يا رسول الله المشتكي مما أتت به امتك مع أبنائك الاطهرين من الظلم و الاضطهاد. و الحمد لله رب العالمين. [ صفحه 378]

المراثي‌

ان قضية سيدالشهداء عليه السلام بما اشتملت عليه من القساوة الشائنة كانت مثيرة للعواطف مرققة للافئدة فتذمر منها حتي من لم ينتحل دين الاسلام لذلك ازدلف الشعراء قديما و حديثا باللغة الفصحي و الدارجة الي ذكرها و تعريف الاجيال المتعاقبة بما جاء به الامويون من استئصال شأفة آل الرسول (ص) فجاؤا بما فيه نجعة المرتاد.و من هؤلاء المناضلين لاحياء المذهب الحجة آية الله الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء نور الله ضريحه فلقد جاء بمراث كثيرة لها حسن السبك و دقة المعني و سلاسة النظم و رقة الانشاء آثرنا منها اربع قصائد ساطعة في رثاء السبط الشهيد سيد شباب اهل الجنة عليه السلام:1- قال رحمه الله:نفس أذابتها اسي حسراتها فجرت بها محمرة عبراتهاو تذكرت عهد المحصب من مني فتوقدت بضلوعها جمراتهاسارت وراءهم ترجع رنة حنت مطاياهم لها وحداتهاطلعوا بيوم للوداع و قد غدي ليلا فردت شمسه جبهاتهاو سروا بكل فتاة خدر ان تكن بدرا فأطراف القنا هالاتهافخذوا احمرار خدودها بدمائنا فجناتها دون الوري و جناتهاو استعطفوا باللين اعطافا لها فلقد أقمن قيامتي قاماتهاو علي عذيب الريق بارق لؤلؤ بالمنحني من أضلعي قبساتهالاثت علي شهدية بخمارها و الخمر يشهد انه للثاتهالله يوم تلفتت لو انها كانت لقتلي حبها لفتاتهاثملت بخمرة ريقها اعطافها و زهت بلؤلؤ ثغرها لثاتهاو مشت فخاطرت النفوس كأنما ماست بخطار القنا خطراتهاو من البلية انني أشكو لها بلوي الضنا فتزيدني لحظاتهاو أبيت أسهر ليلتي و كأنما قد وفرت في جنحها و فراتهاو مهي قنصت لصيدهن فعدت في شرك الغرام و افلتت ظبياتهاعجبا تقاد لي الاسود مهابة و تقودني و أنا الأبي مهاتهاأنا من بعين المكرمات ضياؤها لكن بعين الحاسدين قذاتها [ صفحه 379] ان أنكرتني مقلة عميا فلا عجب فاني في سناني فقأتهاتعسا لدهر اصبحت ايامه و الغدر نجح عداتها و عداتهالا غرو أن تعتد بنوه الغدر فالابناء من آبائها عاداتهاو لقد وجدت ملاءة الدنيا خلت من عفة و نجابة فملأتهاو أري أخلائي غداة خبرتهم أعدي عدي شنت بنا غاراتهاكنت الحماة أظنهم فكشفتهم عن عقرب لسعت حشاي حماتهاو تعدهم نفسي الحياة لها و قد دبت اليها منهم حياتهاأسدت الي بكل سيئة و من صفحي أقدر انها حسناتهاو لكم عليها من يد بيضاء لي قد سودتها اليوم تمويهاتهاان فصلت لي الغدر انواعا فقد عرفت بخبث الجنس ماهياتهالؤمت اساءتها فهانت و استوي نبح الكلاب علي أو أصواتهاو تكرما عنها صددت و انني لولا خساستها علي خسأتهاو لقد دنت شأنا فلولا عفتي عن وطء كل دنية لوطأتهاو أنا الشجي في حلقها فلو انها تجد المساغ قذفن بي لهواتهاو تهش بشرا ان حضرت فان أغب قذفت بجمرة غيظها حصياتهاكم صانعتني بالدهاء و انما أدهي الوري شرا علي دهاتهالكن جبلت علي الوفاء فلو جنت يدها علي عيني العمي لدرأتهاو أنا العصي من الابا و خلائقي في طاعة الحر الكريم عصاتهاعودت عيني الاباء فلم تسل الا لآل محمد عبراتهاكم غارة لك يا زمان شننتها لم استطع دفعا لها فشنأتهاو أري الليالي منك حبلي لم تلد للحر غير ملمة غدراتهاتجري لها العبرات حمرا ان جرت ذكرا علي اسماعنا عثراتهاو وددت مذ جارت علي ابنائها و رمت بنيها بالصروف بناتهاعدلت بآل محمد فيما قضت و هم أئمة عدلها و قضاتهاالمرشدون المرفدون فكم هدي و ندي تميح صلاتها و صلاتهاو المنعمون المطعمون اذا انبرت نكباء صوحت الثري نكباتهاو الجامعون شتات غر مناقب لم تجتمع بسواهم اشتاتهايا غاية تقف العقول كليلة عنها و ان ذهبت بها غاياتها [ صفحه 380] يا جذوة القدس التي ما أشرقت شهب السما لو لم تكن لمعاتهايا قبة الشرف التي لو في الثري نصبت سمت هام السما شرفاتهايا كعبة لله ان حجت لها الأملاك منه فعرشه ميقاتهايا نقطة الباء التي باءت لها الكلمات و ائتلفت بها ألفاتهايا وحدة الحق التي ما ان لها ثان ولكن ما انتهت كثراتهايا وجهة الاحدية العليا التي بالأحمدية تستنير جهاتهايا عاقلي العشر العقول و من لها السبع الطباق تحركت سكناتهاأقسمت لو سر الحقيقة صورة راحت و انتم للوري مرآتهاأنتم مشئته التي خلقت بها الأشياء بل ذرئت بها ذراتهاو خزانة الاسرار بل خزانها و زجاجة الانوار بل مشكاتهاأنا في الوري قال لكم ان لم أقل ما لم تقله في المسيح غلاتهاسفها لحلمي ان تطر بثباتي السف هاء مذ طارت بها جهلاتهاأنا من شربت هناك أول درها كأسا سرت بسرائري نشواتهافاليوم لا أصحو و ان ذهبت بي الأقوال أو شدت علي رماتهاأو هل تري يصحو صريع مدامة مما به ان عنفته صحاتهاأو هل يحول أخو الحجي عن رشده مما تؤنبه عليه غواتهابأبي و بي من هل أجل عصابة سارت تؤم بها العلي سرواتهاعطري الثياب سروا فقل في روضة غب السحاب سرت بها نسماتهاركب حجازبون عرقت العلي فيهم و مسك ثنائهم شاماتهاتحدو الحداة بذكرهم و كأنما فتقت لطيمة تاجر لهواتهاو مطوحين و لا غناء لهم سوي هزج التلاوة رتلت آياتهاوالي اللقاء تشوقا أعطافها مهزوزة فكأنها قنواتهاخفت بهم نحو المنايا همة ثقلت علي جيش العدي و طآتهاو بعزمها من مثل ما بأكفها قطع الحديد تأججت لهباتهافكأن من عزماتها أسيافها طبعت و من أسيافها عزماتهاقسم الحيا فيها فمن مقصورة الايدي و من ممدودة قسماتهاو ملوك بأس في الحروب قبابها قب البطون و دستها صهواتهايسطون في الجم الغفير ضياغما لكنما شجر القنا اجماتها [ صفحه 381] كالليث أو كالغيث في يومي وغي و ندي غدت هباتها و هباتهاحتي اذ نزلوا العراق فأشرقت اكنافها و زهت بهم عرصاتهاضربوا الخيام بكربلا و عليهم قد خيمت ببلائها كرباتهانزلوا بها فانصاع من شوك القنا و لظي الهواجر ماؤها و نباتهاو أتت بنو حرب تروم و دون ما رامت تخر من السما طبقاتهارامت بأن تعنو لها سفها و هل تعنو لشر عبيدها ساداتها؟و تسومها اما الخضوع أو الردي عزا و هل غير الاباء سماتهافأبوا و هل من عزة أو ذلة الا و هم آباؤها و اباتهاو تقحموا ليل الحروب فأشرقت بوجوههم و سيوفهم ظلماتهاو بدت علوج امية فتعرضت للاسد في يوم الهياج شياتهاتعدو لها فتميتها رعبا و ذي يوم اللقا بعداتها عاداتهافتخر بعد قلوبها أذقانها و تفر قبل جسومها هاماتهاو باسرة من آل أحمد فتية صينت ببذل نفوسها فتياتهايتضاحكون الي المنون كأن في راحاتها قد اترعت راحاتهاو تري الصهيل مع الصليل كأنه فيهم قيان رجعت نغماتهاو كأنما سمر الرماح معاطف فتمايلت لعناقها قاماتهاو كأنما بيض الظبي بيض الدمي ضمنت لمي رشفاتها شفراتهاو كأنما حمر النصول انامل قد خضبتها عندما كاساتهاو مذ الوغي شبت لظي و تقاعست دون الشدائد نكصا شداتهاو غدت تعوم من الحديد بلجة قد انبتت شجر القنا حافاتهاخلعوا لها جنن الدروع و لاح من نيرانها لجنانهم جناتهاو تزاحفوا يتنافسون علي لقي الآجال تحسب انها عاداتهابأكفها عوج الأسنة ركع و لها الفوارس سجد هاماتهاحتي اذا وافت حقوق وفائها و علت بفردوس العلي درجاتهاشاء الاله فنكست اعلامها و جري القضاء فنكصت راياتهاو هوت كما انهالت علي وجه الثري من صم شاهقة الذري هضباتهاو غدت تقسم بالظبي أشلاؤها لكن تزيد طلاقة قسماتهاثم انثني فردا أبوالسجاد فاج تمعت عليه طغامها و طغاتها [ صفحه 382] غيران يحمل عزمة عملت الي حرب جيوش منية حملاتهاتلوي بأولاهم علي اخراهم و تجول في أوساطهم سطواتهايحمي مخيمه فقل اسد الشري ديست علي أشبالها غاباتهاخطب العدي فوق العوادي خطبة للسانه و سنانه كلماتهاوعظ اللسان و مذعتوا عن أمره طعن السنان فلم تفته عتاتهانثر الرؤوس بسيفه و نظمن في سلك القنا لقلوبهم حباتهاان يشرع الخرصان نحو مكردس ردت و من أكبادها عذباتهاو اذا هوت بالبيض قبضة كفه عادت علي ارواحهم قبضاتهايروي الثري بدمائهم و حشاه من ظمأ تطاير شعلة قطعاتهالو قلبت من فوق غلة قلبه صم الصفا ذابت عليه صفاتهاتبكي السماء له دما أفلا بكت ماء لغلة قلبه قطراتهاواحر قلبي يا ابن بنت محمد لك و العدي بك انجحت طلباتهامنعتك من نيل الفرات فلا هنا للناس بعدك (نيلها و فراتها)و علي الثنايا منك يلعب عودها و براسك السامي تشال قناتهاو بهم تروح العاديات و تغتدي و جسومكم فوق الثري حلباتهاو نساؤكم أسري سرت بسراتكم تدعو و عنها اليوم أين سراتهاهاتيك في حر الهجير جسومها صرعي و تلك علي القنا هاماتهابأبي و بي منهم محاسن في الثري للحشر تنشر فخرهم حسناتهاأقوت معالم انسهم و الوحش كم راحت و من أسيافهم أقواتهايا هل تري مضرا درت ما ذا لقت في كربلا أبناؤها و بناتهاخفرت لها أبناء حرب ذمة هتكت لها ما بينهم خفراتهاجارت علي تلك المنيعات التي تهوي النجوم لو انها جاراتهاحتي غدت بين الاراذل مغنما تنتاشها أجلافها و جفاتهافلضربها أعضادها و لسلبها أبرادها و لنهبها أبياتهاو ثواكل لما دفعن عن البكا و النوح رددت الشجي لهواتهازفراتها لو لم تكن مشفوعة بالدمع أضرمت السما جذواتهاو علي الايانق من بنات محمد في الشمس تصلي حرها أخواتهاأبدي العدو لها وجوها لم تبن حتي لانفاس الصبا صفحاتها [ صفحه 383] و مروعة في السبي تشكو بثها فتجاب ضربا بالسياط شكاتهاقامت تسب لها الجدود أراذل قعدت بها عن شأوهم سباتهايا غيرة الجبار أني و العدي راحت و في أبياتكم غاراتهايا حرمة هتكت لعزة احمد فيها و عزة ربه حرماتهاأحماة دين الله كيف بناتكم ساروا بها و الشامتون حماتهاتطوي الفلاة بها و ما ضاقت علي حب بشعث خيولكم فلواتهاكفأت لكم ظهر المجن فهل سوي عزماتكم و هي الحتوف كفاتهاو خيامكم تلك التي اوتادها شهب السماء و عرشها داراتهابالنار أضرمها العدو و انتم أربابها و حريمكم رباتهافرت تعادي في الفلاة نوائحا حسري تقطع قلبها حسراتهاحتي اذا وقفت علي جثث لكم طالت عليها للظبي وقفاتهاقدحت لكم زند العتاب فلم تجد غير السياط لجنبها هفواتهاو سرت علي حال يحق لشجوها الافلاك لو وقفت لها حركاتهاحنت و لو لا زجر (زجر) ما حدت أظعانها بسوي الحنين حداتهايا لوعة قعدت و قامت في الحشا خرساء تنطق بالشجي نفثاتهاقعدت و لا تنفك أو ارزاؤكم بقيام (قائمكم) تصاب تراتهافانهض فدي لك أنفس كمنت بها طير الشجون كأنها و كناتهاو احصد رؤوسهم فكم رأس لكم حصدته بعد و لم يشب شباتهاو احرق لهم صنمي ضلال وطدا لهم الامور فأمكنت و ثباتهاتبعا بما ابتدعا فما من سوأة الا و في عنقيهما تبعاتهاو هما اللذان عليكم قد جزءا من لا يداني نعلكم جبهاتهاجرا اليكم كل جور نالكم من عصبة فعليهما لعناتهافلرزئكم ان لم أمت حزنا فلي نفس أذابتها أسي زفراتهاو لقد نشرت رثا لكم و كأن في طي الجوانح للقنا و خزاتهاو اليكم من بكر فكري ثاكل تنعي فتهتف بالنفوس نعاتهامنكم لكم أهديتها و برزئكم آل النبي ختمتها و بدأتهاو لنشأتي أنشأتها ذخرا لكم أفهل أخيب وفيكم أنشأتهاو لمهجتي بولاكم الحسني اذا فقدت غدا بصحيفتي حسناتها [ صفحه 384] فولاؤكم حسبي و اني عبدكم فخري و ذخري ان تضق حلقاتهاو اليكم شكواي من نفس غدت تقتادني للسوء اماراتهاو جرائم عبت بمهلك لجة ترمي لها بنفوسها غفلاتهاو انا الغريق بها فهل الا بكم للنفس يا (سفن النجاة) نجاتهاو عليكم يا رحمة الباري من الت سليم ما سارت به صلواتها2 - و قال ايضا:أقوت فهن من الانيس خلاء دمن محت آياتها الانواءدرست فغيرها البلي فكأنما طارت بشمل أنيسها عنقاءيا دار مقرية الضيوف بشاشة و قراي منك الوجد و البرحاءعبقت بتربك نفحة مسكية و سقت ثراك الديمة الوطفاءعهدي بربعك آنسا بك آهلا يعلوه منك البشر و السراءو ثري ربوعك للنواظر أثمد و العقد حلي ضيائك الحصباءقد كان مجتمع الهوي و اليوم في عرصاته تتفرق الاهواءأخني عليه دهره و الدهر لا يرجي له بذوي الوفاء وفاءاين الذين ببشرهم و بنشرهم يحيا الرجال و تأرج الارجاء؟ضربوا بعرصة كربلاء خيامهم فأطل كرب فوقها و بلاءلله أي رزية في كربلا عظمت فهانت دونها الارزاءيوم به سل ابن احمد مرهفا لفرنده بدجي الوغي لألاءوفدي شريعة جد بعصابة تفدي و قل من الوجود فداءصيد اذا ارتعد الكمي مهابة و مشت الي أكفائها الاكفاءو علا الغبار فأظلمت لولا سنا جبهاتها و سيوفها الهيجاءعشت العيون فليس الا الطعنة النجلا و الا المقلة الخوصاءزحفوا الي ورد المنون تشوقا حتي كأن مماتها الأحياءعبست وجوه عداهم فتبسموا فرحا و أظلمت الوغي فأضاؤافلها قراع السمهري تسامر و صليل وقع المرهفات غناءبأبي لها من ان تشم مذلة أنف أشم و همة قعساء [ صفحه 385] يقتادهم للحرب أروع ماجد صعب القياد علي الابا أباءصحبته من عزماته هندية بيضاء أو يزنية سمراءتجري المنايا السود طوع يمينه و تصرف الاقدار حيث تشاءذلت لعزمته القروم بموقف عقت به آباءها الابناءبفرائص رعدت و هامات همت مذ لاح بارق سيفه الوضاءو لئن تنكر في العجاج فطالما شهدت بغر فعاله الهيجاءمن ابيض نثر الرؤوس و اسمر نظمت بسلك كعوبه الاحشاءكره الحمام لقاءه في معرك حسدت به امواتها الاحياءبأبي (أبي‌الضيم) سيم هوانه فلواه عن ورد الهوان اباءو تألبوا زمرا عليه تقودها لقتاله الأحقاد و البغضاءفسطا عليهم مفردا فثنت له تلك الجموع النظرة الشزراءيا واحدا للشهب من عزماته تسري لديه كتيبة شهباءضاقت بها سعة الفضاء علي العدي فتيقنوا ما بالنجاة رجاءفغدت رؤوسهم تخر امامهم فوق الثري و جسومهن وراءتسع السيوف رقابهم ضربا و با لأجسام منهم ضاقت البيداءما زال يفنيهم الي أن كاد أن يأتي علي الايجاد منه فناءلكنما طلب الاله لقاءه و جري بما قد شاء فيه قضاءفهوي علي غبرائها فتضعضعت لهويه الغبراء و الخضراءو علا السنان برأسه فالصعدة السمراء فيها الطلعة الغراءو مكفن و ثيابه قصد القنا و مغسل و له المياه دماءظام تفطر قلبه ظمأ و با لحملات منه ترتوي الغبراءتبكي السماء دما له أفلا بكت ماء لغلة قلبه الانواءوالهف قلبي يا ابن بنت محمد لك و العدي بك أدركوا ما شاؤافلخيلها أجسامكم و لنبلها أكبادكم و لقضبها الاعضاءو علي رؤوس السمر منكم أرؤوس شمس الضحي لوجوهها حرباءيا ابن النبي أقول فيك معزيا نفسا و عز علي الثكول عزاءما غض من علياك سوء صنيعهم شرفا و ان عظم الذي قد جاؤاان تمس مغبر الجبين معفرا فعليك من نور النبي بهاء [ صفحه 386] او تبق فوق الأرض غير مغسل فلك البسيطان الثري و الماءاو تغتدي عار فقد صنعت لكم برد العلا الخطي لا (صنعاء)او تقض ظمآن الفؤاد فمن دما أعداك سيفك و الرماح رواءفلو أن (احمد) قد رآك علي الثري لفرشن منه لجسمك الاحشاءأو بالطفوف رأت ظماك سقتك من ماء المدامع امك (الزهراء)يا ليت لا عذب (الفرات) لوارد و قلوب ابناء النبي ظماءكم حرة نهب العدي أبياتها و تقاسمت احشاءها ارزاءتعدو و تدعو بالحماة و لم يكن بسوي السياط لها يجاب دعاءتعدو فان عادت عليها بالعدي عدو العوادي الجرد و الاعداءهتفت تثير كفيلها و كفيلها قد أرمضته في الثري الرمضاءيا كعبة البيت الحرام و من سمت بهم علي هام السما البطحاءلله يوم فيه قد أمسيتم اسراء قوم هم لكم (طلقاء)حملوا لكم في السبي كل مصونة و سروا بها في الأسر اني شاؤاثكلي تحن لشجوها عيس الفلا و ترق ان ناحت لها الورقاءتنعي ليوث البأس من فتيانها و غيوثها ان عمت البأساءرقدوا و ليس بعزمهم من قدرة و غفوا و ما في بأسهم اغفاءتبكيهم بدم فقل بالمهجة الحري تسيل العبرة الحمراءناحت فلما غضضت من صوتها بزفيرها انفاسها الصعداءحنت ولكن الحنين بكي و قد ناحت ولكن نوحها ايماءو قست عليهن القلوب فدونها الصخر الاصم و دونها الخنساءو حدت بهن اليعملات كلابها و لهن رجع حنينهن حداءو مقيد قام الحديد بمتنه غلا و اقعد جسمه الاعياءرهن الضنا قعدت به اسقامه و سرت به المهزولة العجفاءو غدت ترق علي بليته العدي (ما حال من رقت له الاعداء)لله سر الله و هو محجب و ضمير غيب الله و هو خفاءأني اغتدي للكافرين غنيمة في حكمها ينقاد حيث يشاؤاعال علي عاري المطي تقاذف الأمصار فيه و ترتمي الأحياءطوع الاكف و كلهن لئيمة نصب العيون و كلها عمياء [ صفحه 387] و هو الذي لو شاء ان يفنيهم قذفتهم الدئماء و الدهماءو هوت له شهب السماء بقوسها و اطاعه الاصباح و الامساءآل النبي لأن تعاظم رزؤكم و تصاغرت في وقعه الارزاءفلأنتم يا أيها الشفعاء في يوم الجزاء و انتم الخصماءو اليكم من بكر فكري ثاكل تنعي و قد اودت بها البرحاءحسناء جاءت للعزاء و لم تعد الا بحسن منكم الحسناء3 - و قال ايضا:خذوا الماء من عيني و النار من قلبي و لا تحملوا للبرق منا و لا السحب‌و لا تحسبوا نيران و جدي تنطفي بطوفان ذاك المدمع السافح الغرب‌و لا ان ذاك السيل يبرد غلتي فكم مدمع صب لذي غلة صب‌و لا ان ذاك الوجد مني صبابة لغانية عفراء او شادن ترب‌نفي عن فؤادي كل لهو و باطل لواعج قد جرعنني غصص الكرب‌ابيت لها اطوي الضلوع علي جوي كأني علي جمر الغضا واضعا جنبي‌رزاياكم يا آل بيت محمد أغص لذكراهن بالمنهل العذب‌عمي لعيون لا تفيض دموعها عليكم و قد فاضت دماكم علي الترب‌و تعسا لقلب لا يمزقه الاسي لحرب بها قد مزقتكم بنو حرب‌فوا حرتا قلبي و تلكم حشاشتي تطير شظاياها بواحرتا قلبي‌أأنسي و هل ينسي رزاياكم التي البت علي دين الهداية ذولب؟أأنساكم حري القلوب علي الظما تذادون ذود الخمص عن سائغ الشرب‌أأنسي بأطراف الرماح رؤوسكم تطلع كالاقمار في الانجم الشهب؟أأنسي طراد الخيل فوق جسومكم و ما وطأت من موضع الطعن و الضرب‌أأنسي دماء قد سفكن وادمعا سكبن و احرارا هتكن من الحجب‌أأنسي بيوتا قد نهبن و نسوة سلبن و اكبادا اذبن من الرعب؟أأنسي اقتحام الظالمين بيوتكم تروع آل الله بالضرب و النهب؟أأنسي اضطرام النار فيها و ما بها سوي صبية فرت مذعرة السرب؟ [ صفحه 388] أأنسي لكم في عرصة الطف موقفا علي الهضب كنتم فيه ارسي من الهضب‌تشاطرتموا فيه رجالا و نسوة علي قلة الانصار - فادحة الخطب‌فأنتم به للقتل و النبل و القنا و نسوتكم للأسر و السبي و السلب‌اذا اوجبت احشاءها وطأة العدي علا ندبها لكن علي غوثها الندب‌و ان نازعتها الحلي فالسوط كم له علي عضديها من سوار و من قلب‌و ان جذبت عنها البراقع جددت براقع تعلوهن حمرا من الضرب‌و ان سلبت عنها المقانع قنعت اذا بثت الشكوي عن السلب بالسب‌و ثاكلة حنت فما العيس في الفلا و ناحت فما الورقاء في الغصن الرطب‌تروي الثري بالدمع و القلب ناره تشب و قد يخطي الحيا موضع الجدب‌و تندب عن شجو فتعطي بندبها لكل حشي ما في حشاها من الندب‌و تنعي فتشجي الصم (زينب) اذ نعت و تصدع شكواها الرواسي من لخطب‌تثير علي وجه الثري من حماتها ليوث وغي لكن موسدة الترب‌نيام علي الاحقاف لكن بلا كري و نشوانة الاعطاف لكن بلا شرب‌تطارحهم بالعتب شجوا و انها لتعلم بعد القوم عن خطة العتب‌حموا خدرها حتي استبيحت دماؤهم و طلت و ما طالت اليها يد النصب‌و من دونها أجسامهم و رؤوسهم غدت نهب أطراف الاسنة و القضب‌فيا مدركي الاوتار حتي م صبركم و أوتاركم ضاقت بها سعة الرحب؟و يا طاعني صدر الكتائب ما لكم قعدتم و في أيديكم قائم العضب؟و يا طاحني هام العدي ما انتظاركم و قد طحنتكم في الحروب رحي (حرب)و يا مزعجي أسد الشري ما قعودكم و قد ظفرت من ليثكم ظفر الكلب؟جبار بأيدي الظالمين دماؤكم فيا غيرة الجبار من غضب هبي‌فكم غرة فوق الرماح و حرة لآل رسول الله سيقت علي النجب؟و كم من يتيم موثق ليتيمة و مسبية بالحبل شدت الي مسبي‌بني النسب الوضاح و الحسب الذي تعالي فأضحي قاب قوسين للرب‌اذا عدت الانساب للفخر او غدت تطاول بالانساب سيارة الشهب‌فما نسبي الا انتسابي اليكم و ما حسبي الا بأنكم حسبي‌4- و قال:في القلب حر جوي ذاك توهجه الدمع يطفيه و الذكري تؤججه [ صفحه 389] أفدي الاولي للعلي اسري بهم ظعن وراء حاد من الاقدار يزعجه‌ركب علي جنة المأوي معرسه لكن علي محن البلوي معرجه‌مثل الحسين تضيق الارض فيه فلا يدري الي أين مأواه و مولجه‌و يطلب الامن بالبطحا و خوف بني سفيان يقلقه عنهاا و يخرجه‌و هو الذي شرف البيت الحرام به و لاح بعد العمي للناس منهجه‌يا حائرا لا و حاشا نور عزمته بمن سواك الهدي قد شع مسرجه‌و واسع الحلم و الدنيا تضيق به سواك ان ضاق خطب من يفرجه‌و يا مليكا رعاياه عليه طغت و بالخلافة باريه متوجه‌يا عاريا قد كساه النور ثوب سنا زها بصبغ الدم القاني مدبجه‌ياري كل ظما و اليوم قلبك من حر الظما لو يمس الصخر ينضجه‌يا ميتا بات و الذاري يكفنه و الارض بالترب كافورا تؤرجه‌و يا مسيح هدي للرأس منه علي الرماح معراج قدس راح يعرجه‌و يا كليما هوي فوق الثري صعقا لكن محياه فوق الرمح أبلجه‌و يا مغيث الهدي كم تستغيث و لا مغيث نحوك يلويه تحرجه‌فأين جدك و الانصار عنك ألا هبت له اوسه منهم و خزرجه؟و أين فرسان عدنان و كل فتي شاكي السلاح لدي الهيجا مدججه‌و اين عنك ابوك المرتضي أفلا يهيجه لك اذ تدعو مهيجه؟يروك بالطف فردا بين جمع عدي البغي يلجمه و الغي يسرجه‌تخوض فوق سفين الخيل بحر دم بالبيض و السمر زخار مموجه‌حاشا لوجهك يا نور النبوة أن يمسي علي الارض مغبرا مبلجه‌و للجبين بأنوار الامامة قد زها و صخر بني صخر يشججه‌اعيذ جسمك يا روح النبي بأن يبقي ثلاثا علي البوغا مضرجه‌عار يحوك له الذكر الجميل ردي ايدي صنائعه بالفخر تنسجه‌و الرأس بالرمح مرفوع مبلجه و الثغر بالعود مقروع مفلجه‌حديث رزء قديم الاصل اخرج اذ عن الاولي صح اسنادا مخرجه‌تا لله ما كربلا لولا (سقيفتهم) و مثل ذا الفرع ذاك الاصل ينتجه‌و في الطفوف سقوط السبط منجدلا من سقط (محسن) خلف الباب منهجه‌و بالخيام ضرام النار من حطب بباب دار ابنة الهادي تأججه [ صفحه 390] لكن امية جاءتكم بأخبث ما كانت علي ذلك المنوال تنسجه‌سرت بنسوتكم للشام في ظعن قبابه الكور و الاقتاب هودجه‌من كل والهة حسري يعنفها علي عجاف المطي بالسير مدلجه‌كم دملج صاغه ضرب السياط علي زند بأيدي الجفاة ابتز دملجه‌و لا كفيل لها غير العليل سرت ترثي له ألم البلوي و تنشجه‌تشكو عداها و تنعي قومها فلها حال من الشجو لف الصبر مدرجه‌فنعيها بشجي الشكوي تؤلفه و دمعها بدم الاحشاء تمزجه‌و يدخل الشجو في الصخر الاصم لها تزفر من شظايا القلب تخرجه‌فيا لارزائكم سدت علي جزعي بابا من الصبر لا ينفك مرتجه‌يفر قلبي من حر الغليل الي طول العويل ولكن ليس يثلجه‌أود ان لا ازال الدهر أنشئها مراثيا لو تمس الطود تزعجه‌و مقولي طلق في القول اعهده لكن عظيم رزاياكم يلجلجه‌و لا يزال علي طول الزمان لكم في القلب حر جوي ذاك توهجه‌للحجة آية الله الشيخ محمد حسين الاصفهاني قدس سره‌اسفر صبح اليمن و السعادة عن وجه سر الغيب و الشهادةاسفر عن مرآة غيب الذات و نسخة الاسماء و الصفات‌تعرب عن غيب الغيوب ذاته تفصح عن اسمائه صفاته‌ينبي‌ء عن حقيقة الخلائق بالحق و الصدوق بوجه لائق‌لقد تجلي اعظم المجالي في الذات و الصفات و الافعال‌روح الحقيقة المحمدية عقل العقول الكمل العليةفيض مقدس عن الشوائب مفيض كل شاهد و غائب‌تنفس الصبح بنور لم يزل بل هو عند اهله صبح الازل‌و كيف و هو النفس الرحماني في نفس كل عارف رباني‌به قوام الكلمات المحكمة به نظام الصحف المكرمةتنفس الصبح بسر القدم بصورة جامعة للكلم‌تنفس الصبح بالاسم الاعظم محا عن الوجود رسم العدم‌بل فالق الاصباح قد تجلي فلا تري بعد النهار ليلافأصبح العلم ملاء النور واي نور فوق نور الطور [ صفحه 391] و نار موسي قبس من نوره بل كل ما في الكون من ظهوره‌اشرق بدر من سماء المعرفة به استبان كل اسم وصفةبه استنار عالم الابداع والكل تحت ذلك الشعاع‌به استنار ما يري و لا يري من ذرة العرش الي فوق الثري‌فهو بوجهه الرضي المرضي نور السماوات و نور الارض‌فلا توازي نوره الانوار بل جل ان تدركه الابصارغرته بارقة الفتوة قرة عين خاتم النبوةتبدو علي غرته الغراء شارقة الشهامة البيضاءبادية من آية الشهامة دلائل الاعجاز و الكرامةمن فوق هامة السماء همته تكاد تسبق القضا مشيئته‌ما همة السماء من مداها ان الي ربك منتهاهاام الكتاب في علو المنزلة و في الابا نقطة باء البسملةتمت به دائرة الشهادة و في محيطها له السيادةلو كشف الغطاء عنك لا تري سواه مركزا لها و محوراو هل تري لملتقي القوسين أثبت نقطة من الحسين‌فلا و رب هذه الدوائر جل عن الاشباه و النظائربشراك يا فاتحة الكتاب بالمعجز الباقي مدي الاحقاب‌و آية التوحيد و الرسالة و سر معني لفظة الجلالةبل هو قرآن و فرقان معا فما أجل شأنه و أرفعاهو الكتاب الناطق الالهي و هو مثال ذاته كما هي‌و نشأة الاسماء و الشؤون كل نقوش لوحه المكنون‌لا حكم للقضاء الا ما حكم كأنه طوع بنانه القلم‌رابطة المراد بالارادة كأنه واسطة القلادةناطقة الوجود عين المعرفة و نسخة اللاهوت عينا وصفةفي يديه أزمة الايادي بالقبض و البسط علي العبادبل يده العليا يد الافاضة في الأمر و الخلق و لا غضاضةلك الهنا يا سيد الكونين فغاية الآمال في (الحسين)وارث كل المجد و العلياء من المحمدية البيضاء [ صفحه 392] فانه منك و أنت منه في كل المعالي يا له من شرف‌و فيه سر الكل في الكل بدا روحان في روح الكامل اتحدالك العروج في السماوات العلي له العروج في سماوات الملاحظك منتهي الشهود في دنا و سهمه أقصي المني من الفنامنك أساس العدل و التوحيد منه بناء قصره المشيدمنك لواء الدين و هو حامله قام بحمله الثقيل كاهله‌و المكرمات و المعالي كلها أنت لها المبدأ و هو المنتهي‌لك الهنا يا صاحب الولاية بنعمة ليس لها نهايةأنت من الوجود عين العين فكن قرير العين (بالحسين)شبلك في القوة و الشجاعة نفسك في العزة و المناعةمنطقك البليغ في البيان لسانك البديع في المعاني‌طلعتك الغراء بالاشراق كالبدر في الانفس و الآفاق‌صفاتك الغر له ميراث و المجد ما بين الوري تراث‌لك الهنا يا غاية الايجاد بمبدا الخيرات و الايادي‌و هو سفينة النجاة في اللجج و بابها السامي و من لج و لج‌سلطان اقليم الحفاظ و الابا مليك عرض الفخر اما و ابارافع راية الهدي بمهجته كاشف ظلمة العمي ببهجته‌به استقامت هذه الشريعة به علت اركانها الرفيعةبني المعالي بمعالي هممه ما اخضر عود الدين الا بدمه‌بنفسه اشتري حياة الدين فيا لها من ثمن ثمين‌أحيا معالم الهدي بروحه داوي جروح الدين من جروحه‌جفت رياض العلم بالسموم لم يروها الا دم المظلوم‌فأصبحت مورقة الاشجار يانعة زاكية الثمارأقعد كل قائم بنهضته حتي أقام الدين بعد كبوته‌قامت به قواعد التوحيد مذ لجأت بركنها الشديدو أصبحت قوية البنيان بعزمه عزائم القرآن‌غدت به سامية القباب معاهد السنة و الكتاب‌أفاض كالحيا علي الوراد ماء الحياة و هو ظام صادي [ صفحه 393] و كضه الظما و في طي الحشا ري الوري و الله يقضي ما يشاو التهبت أحشاؤه من الظما فأمطرت سحائب القدس دماو قد بكته و الدموع حمر بيض السيوف و الرماح السمرتفطر القلب من الظما و ما تفتر العزم و لا تثلماو من يدك نور الطور فلا يندك طود عزمه من البلاتعجب من ثباته الاملاك و من تجولاته الافلاك‌لا غرو انه ابن بجدة اللقا قد ارتقي في المجد خير مرتقي‌شبل (علي) و هو ليث غابه لا بل كأن الغاب في اهابه‌كراته في ذلك المضمار تكور الليل علي النارو عضبه صاعقة العذاب علي بقايا بدر و الأحزاب‌سطا بسيفه ففاضت الربي بالدم حتي بلغ السيل الزبي‌فرق جمع الكفر و الضلال لجمع شمل الدين و الكمال‌أنار بالبارق وجه الحق و في و ميضه رموز الصدق‌حتي تجلي الدين في جماله يشكر فعله لسان حاله‌قام بحق السيف بل اعطاه ما ليس يعطي مثله سواه‌كأن منتضاه محتوم القضا بل القضا في حد ذاك المنتضي‌كأنه طير الفنا رهيفه يقضي علي صفوفهم رفيفه‌أو صرصر في يوم نحس مستمر كأنهم أعجاز نخل منقعرأو بصريره كريح عاتية كأنهم أعجاز نخل خاويةو في المعالي حقها لما علا علي العوالي كالخطيب في الملايتلو كتاب الله و الحقايق تشهد انه الكتاب الناطق‌قد ورث العروج في الكمال من (جده) لكن علي (العوالي)هي (العوالي) و هي المعالي و الخير كل الخير في المثال‌هو الذبيح في مني الطفوف لكنه ضريبة السيوف‌هو الخليل المبتلي بالنار و الفرق كالنار علي المنارنوح ولكن أين من طوفانه طوفانه فليس من اقرانه‌تالله ما ابتلي نبي أو ولي في سالف الدهر بمثل ما ابتلي‌له مصائب تكل الالسن عنها فكيف شاهدتها الاعين [ صفحه 394] أعظمها رزءا علي الاسلام سبي ذراري سيد الانام‌ضلالة لا مثلها ضلالة سبي بنات الوحي و الرسالةو سوقها من بلد الي بلد بين الملا اشنع ظلم و اشدو أفظع الخطوب و الدواهي دخولها في مجلس الملاهي‌ولدغ حية لها بريقها دون وقوفها لدي (طليقها)و يسلب اللب حديث السلب يا ساعد الله بنات الحجب‌تحملت امية اوزارها و عارها مذ سلبت ازارهاو كيف يرجي الخير من خمارها) تبت يد مدت الي خمارهاو أدركت من النبي ثارها و في ذراريه قضت أوتارهاو اعجبا يدرك ثار الكفرة من أهل (بدر) بالبدور النيرةفيا لثارات النبي الهادي بما جنت به يد الاعادي‌و من لها الا الامام المنتظر اعزه الله بفتح و ظفرللحجة آية الله المجاهد الشيخ محمد جواد البلاغي [1161] .يا تريب الخد في رمضا الطفوف ليتني دونك نهبا للسيوف‌يا نصير الدين اذ عز النصير و حمي الجار اذا عز المجيرو شديد البأس و اليوم عسير و ثمال الفرد في العام العسوف‌كيف يا خامس أصحاب الكسا و ابن خير المرسلين المصطفي‌و ابن ساقي الحوض في يوم الظما و شفيع الخلق في اليوم المخوف‌يا صريعا ثاويا فوق الصعيد و خضيب الشيب من فيض الوريدكيف تقضي بين اجناد يزيد ظامئا تسقي بكاسات الحتوف؟كيف تقضي ظامئا حول الفرات داميا تنهل منك الماضيات؟و علي جسمك تجري الصافنات عافر الجسم لقي بين الطفوف [ صفحه 395] يا مريع الموت في يوم الطعان لا خطا نحوك بالرمح سنان‌لا و لا شمر دنا منك فكان ما أماد الارض هولا بالرجوف‌سيدي ابكيك للشيب الخضيب سيدي ابكيك للوجه التريب‌سيدي ابكيك للجسم السليب من حشا حران بالدمع الذروف‌سيدي ان معنوا عنك الفرات و سقوا منك ظماء المرهفات‌فسنسقي كربلا بالعبرات و كفا من علق القلب الأسوف‌سيدي ابكيك منهوب الرحال سيدي ابكيك مسبي العيال‌بين أعداك علي عجف الجمال في الفيافي بعد هاتيك السجوف‌سيدي ان نقض دهرا في بكاك ما قضينا البعض من فرض ولاك‌او عكفنا عمرنا حول ثراك ما شفي غلتنا ذاك العكوف‌لهف نفسي لنساك المعولات و اليتامي اذ عدت بين الطغاةباكيات شاكيات صارخات و لها حولك تسعي و تطوف‌يا حمانا من لنا بعد حماك و من المفزع من اسر عداك؟و لمن نلجأ ان طال نواك و دهتنا بدواهيها الصروف؟يا حمانا من لأيتام صغار و مذاعير تعادي بالفرار؟راعها المزعج من سلب و نار حيث لا ملجا و لا حام رؤوف‌لست أنساها و قد مالت الي صفوة الانصار صرعي في الفلااشرقت منها محاني كربلا كشموس غالها ريب الكسوف‌هاتفات بهم مستصرخات باكيات نادبات عاتبات‌صارخات أين عنا يا حماة يا بدور التم ما هذا الخسوف؟يا رجال البأس في يوم الكفاح يا ليوث الحرب في غاب الرماح‌كيف آذنتم جميعا بالرواح و رحلتم رحلة القوم الضيوف‌ما لكم لا غالكم صرف الردي لا و لا ادركتم بيض الظبي؟أفترضون لنا ذل السبا و عناء الاسر ما بين الالوف؟أفنسبي بعدكم سبي العبيد ثم نهدي من عنيد لعنيد؟لا وقفنا في السبا عند يزيد حبذا الموت و لا ذاك الوقوف‌للعلامة الحجة الشيخ محمد حسين بن حمد الحلي أعلي الله مقامهخليلي هل من وقفة لكما معي علي جدث اسقيه صيب أدمعي [ صفحه 396] ليروي الثري منه بفيض مدامعي فان الحيا الوكاف لم يك مقنعي‌لأن الحيا يهمي و يقلع تارة و اني لعظم الخطب ما جف مدمعي‌خليلي هبا فالرقاد محرم علي كل ذي قلب من الوجد موجع‌هلما معي نعقر هناك قلوبنا اذا الوجد أبقاها و لم تتقطع‌هلما نقم بالغاضرية مأتما لخير كريم بالسيوف موزع‌فتي أدركت فيه علوج أمية مراما فأردته ببيداء بلقع‌غداة ارادت أن تري السبط ضارعا و لم يك ذا خد من الضيم أضرع‌و كيف يسام الضيم من جده ارتقي الي العرش حتي حل اشرف موضع‌فتي حلقت فيه قوادم عزه لأعلي ذري المجد الاثيل و ارفع‌و لما دعته للكفاح اجابها بأبيض مشحوذ و اسمر مشرع‌و آساد حرب غابها اجم القنا و كل كمي رابط الجأش اروع‌يصول بماضي الحد غير مكهم و في غير درع الصبر لم يتدرع‌اذا القح الهيجاء حتفا برمحه فماضي الشبا منه يقول لها ضعي‌و ان ابطأت عنه النفوس اجابة فحد سنان الرمح قال لها اسرع‌فلم تزل الارواح قبض اكفهم و تسقط هامات بقولهم قعي‌الي ان دعاهم ربهم للقائه فكانوا الي لقياه اسرع من دعي‌و خروا لوجه الله تلقي وجوههم فمن سجد فوق الصعيد و ركع‌و كم ذات خدر سجفتها حماتها بسمر قنا خطية و بلمع‌أماطت يد الأعداء عنها سجافها فأضحت بلا سجف و كهف ممنع‌لقد نهبت كف المصاب فؤادها و أبدي عداها كل برد و برقع‌فلم تستطع عن ناظريها تسترا بغير زنود قاصرات و أذرع‌و قد فزعت مذراعها الخطب دهشة و اوهي القوي منها الي خير مفزع‌فلما رأته بالعراء مجدلا عفيرا علي البوغاء غير مشيع‌دنت منه و الاحزان تمضغ قلبها و حنت حنين الواله المتفجع‌تقول و ظفر الوجد يدمي فؤادها علي عزيز ان اراك مودعي‌علي عزيز ان تموت علي ظما و تشرب في كأس من الحتف مترع‌أأخي ذا شمر اراد مذلتي فأركبني من فوق ادبر اظلع‌و ذا العلج زجر ارغم الله انفه بقرع القنا و الاصبحية موجعي [ صفحه 397] للعلامة الشيخ محمد تقي ابن الحجة المرحوم الشيخعبدالرسول آل صاحب الجواهردعاني فوجدي لا يسليه لائمه ولكن عسي يشفيه بالدمع ساجمه‌و لا تكثرا لومي فرب موله (اعق خليليه الصفيين لائمه)فما كل خطب يحمد الصبر عنده و لا كل وجد يكسب الاجر كاتمه‌فان ترعيا حق الاخاء فأعولا معي في مصاب افجعتنا عظائمه‌غداة ابوالسجاد قام مشمرا لتشييد دين الله اذ جد هادمه‌و رام ابن‌ميسون علي الدين امرة فعاثت بدين الله جهرا جرائمه‌فقام مغيثا شرعة الدين شبل من بصمصامه بدءا اقيمت دعائمه‌و حف به (اذ محص الناس) معشر نمته الي اوج المعالي مكارمه‌فمن اشوس ينميه للطعن حيدر و ينميه جدا في قري الطير هاشمه‌و رهط تفاني في حمي الدين لم تهن لقلته بين الجموع عزائمه‌الي ان قضوا دون الشريعة صرعا كما صرعت دون العرين ضراغمه‌اراد ابن‌هند خاب مسعاه ان يري حسينا بأيدي الضيم تلوي شكائمه‌ولكن ابي‌المجد المؤثل و الابا له الذل ثوبا و الحسام ينادمه‌ابوه علي و ابنة الطهر امه و طه له جد و جبريل خادمه‌الي ابن‌سمي و ابن‌ميسون ينثني يمد يدا و السيف في اليد قائمه‌فصال عليهم صولة الليث مغضبا و عسا له خصم النفوس و صارمه‌فحكم في اعناقهم نافذ القضا صقيلا فلا يستأنف الحكم حاكمه‌الي ان أعاد الدين غضا و لم يكن بغير دماء السبط تسقي معالمه‌فان يك اسماعيل اسلم نفسه الي الذبح في حجر الذي هو راحمه‌فعاد ذبيح الله حقا و لم يكن تصافحه بيض الظبي و تسالمه‌فان - حسينا - اسلم النفس صابرا علي الذبح في سيف الذي هو ظالمه‌و من دون دين الله جاد بنفسه و كل نفيس كي تشاد دعائمه‌و رضت قراه العاديات و صدره و سيقت علي عجف المطايا كرائمه‌فان يمس فوق الترب عريان لم تقم له مأتما تبكيه فيه محارمه [ صفحه 398] فأي حشي لم يمس قبرا لجسمه و في اي قلب ما اقيمت مآتمه‌وهب دم يحيي قد غلا قبل في الثري فان حسينا في القلوب غلا دمه‌و ان قر مذ دعا بخت نصر بثارات يحيي و استردت مظالمه‌فليست دماء السبط تهدأ قبل ان يقوم باذن الله للثار (قائمه)اباصالح يا مدرك الثار كم تري و غيظك وار غير انك كاظمه‌و هل يملك الموتور صبرا و حوله يروح و يغدو آمن السرب غارمه‌اتنسي ابي‌الضيم في الطف مفردا تحوم عليه للوداع (فواطمه)؟اتنساه فوق الترب منفطر الحشا تناهبه سمر الردي و صوارمه؟و رب رضيع ارضعته قسيهم من النبل ثديا دره الثر فاطمه‌فلهفي له مذ طوق السهم جيده كما زينته قبل ذاك تمائمه‌و لهفي له لما احس بحره و ناغاه من طير المنية حائمه‌هفا لعناق السبط مبتسم اللمي و داعا و هل غير العناق يلائمه‌و لهفي علي ام الرضيع و قد دجي عليها الدجي و الدوح ناحت حمائمه‌تسلل في الظلماء ترتاد طفلها و قد نجمت بين الضحايا علائمه‌فمذ لاح سهم النحر ودت لو انها تشاطره سهم الردي و تساهمه‌اقلته بالكفين ترشف ثغره و تلثم نحرا قبلها السهم لاثمه‌و ادنته للنهدين و لهي فتارة تناغيه الطافا و اخري تكالمه‌بني أفق من سكرة الموت و ارتضع بثديك عل القلب يهدأ هائمه‌بني فقد درا و قد كضك الظما فعلك يطفي من غليلك ضارمه‌بني لقد كنت الانيس لوحشتي و سلواي اذ يسطو من الهم غاشمه‌للخطيب السيد مهدي الأعرجي رحمه الله‌ما بال فهر اغفلت اوتارها هلا تثير و غي فتدرك ثارهاأغفت علي الضيم الجفون و ضيعت يا للحمية عزها و فخارهاعجبا لها هدأت و تلك امية قتلت سراة قبيلها و خيارهاعجبا لها هدأت و تلك نساؤها بالطف قد هتك العدي استارهامن كل ثاكلة تناهب قلبها كف الأسي و يد العدو خمارهالهفي لها بعد التحجب اصبحت حسري تقاسي ذلها و صغارهاتدعو اميرالمؤمنين بمهجة فيها الرزية انشبت اظفارها [ صفحه 399] أبتاه يا مردي الفوارس في الوغي و مبيد جحفلها و مخمد نارهاقم و انظر ابنك في العراء و جسمه جعلته خيل امية مضمارهاثاو تغسله الدماء بفيضها عار تكفنه الرياح غبارهاو خيول حرب منه رضت اضلعا فيها النبوة اودعت أسرارهاو بيوت قدس من جلالة قدرها كانت ملائكة السما زوارهايقف الأمين ببابها مستأذنا و مقبلا اعتابها و جدارهااضحت عليها آل حرب عنوة في يوم عاشورا تشن مغارهاكم طفلة ذعرت و كم محجوبة برزت و قد سلب العدو ازارهاو يتيمة صاغ القطيع لها سوا را عندما بز العدو سوارهاأين الكماة الصيد من عمرو العلي عنها فترخص دونها اعمارهاأين الكماة الصيد من عمرو العلي لتثير للحرب العوان غبارها

پاورقي

[1] مخطوط / ديباجة الشرح.
[2] مجلة العدل النجفية 17 / في 14 شعبان 1391 الموافق 1971/10/5.
[3] مقتل الحسين - للمقرم ص 38 (هذه الطبعة):.
[4] يتحدث الاستاذ احمد امين في ضحي الاستاذ احمد امين في ضحي الاسلام عن الحكم الاموي فيقول في ج 1 ص 27: الحق ان الحكم الاموي لم يكن حكما اسلاميا يسوي فيه بين الناس و يكافي‌ء المحسن عربيا كان او مولي و يعاقب المجرم عربيا كان او مولي، و انما الحكم فيه عربي و الحكام خدمة للعرب و كانت تسود العرب فيه النزعة الجاهلية لا النزعة الاسلامية.
[5] عبارة ابي‌بكر ابن العربي الاندلسي في العواصم ص 232 تحقيق محب‌الدين الخطيب طبع سنة 1371 قال رسول الله (ص) ستكون هنات فمن اراد ان يفرق امر هذه الامة و هي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان فما خرج عليه احد الا بتاويل و لا قاتلوه الا بما سمعوا من جده (ص) انتهي. و قال محب‌الدين في التعليق علي هذا الحديث: ذكره مسلم في الصحيح في كتاب الامارة قلت: هو في الجزء الثاني ص 121 كتاب الامارة بعد الغزوات اخرجه عن زياد بن علاقة عن عرفجة عنه (ص) (و ابن‌علاقة) سيي‌ء المذهب منحرف عن اهل البيت كما في تهذيب التهذيب لابن‌حجر ج 3 ص 381 و ذكر عرفجة في ج 7 ص 176 و لم ينقل له مدح او ذم فهو من المجهولين لا يؤبه بحديثه. و العجب من التزامه بصحة خلافة يزيد و هو يقرأ حديث النبي (ص) لا يزال امر امتي قائما بالقسط حتي يكون اول من يثلمه رجل من بني‌امية يقال له يزيد، رواه ابن‌حجر في مجع الزوائد ج 5 ص 241 عن مسند ابي‌يعلي و البزاز و في الصواعق المحرقة ص 132 عن مسند الروياني عن ابي‌الدرداء عنه (ص) اول من يبدل سنتي رجل من بني‌امية يقال له يزيد و في كتاب الفتن من صحيح البخاري باب قول النبي (ص) هلاك امتي علي يدي اغيلمة من امتي عن ابي‌هريرة قال سمعت رسول الله (ص) يقول: هلكة امتي علي يدي غلمة من قريش، قال ابن‌حجر في شرح الحديث من فتح الباري ج 13 ص 7 كان ابوهريرة يمشي في السوق و يقول اللهم لا تدركني سنة ستين و لا امارة الصبيان قال ابن‌حجر اشار بذلك الي خلافة يزيد فانها في سنة ستين و لم يتعقبه.
[6] في تاريخ الطبري ج 11 ص 357 حوادث سنة 284 و تاريخ ابي‌الفدا ج 57/2 حوادث سنة 238 ه و كتاب صفين لنصر ص 247 مصر و تذكرة الخواص لسبط ابن‌الجوزي ص 115 ايران ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم رأي اباسفيان علي جمل و ابنه يزيد يقوده و معاويه يسوقه فقال: لعن الله الراكب و القائد و السائق.
[7] في تاريخ بغداد ج 12 ص 181 و تهذيب التهذيب ج 2 ص 428 و ج 5 ص 110 / و تاريخ الطبري ج 11 ص 357 و كتاب صفين ص 243 و ص 248 و شرح النهج الحديدي ج 1 ص 348 و كنوز الدقائق للمناوي علي هامش الجامع الصغير ج 1 ص 18 و اللئالي‌ء المصنوعة للسيوطي ج 1 ص 320 كتاب المناقب و في ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 268 مصر في ترجمة الحكم بن ظهير و ج 2 ص 129 ترجمة عبدالرزاق بن همام و في سير اعلام النبلاء ج 3 ص 99 ترجمة معاوية و مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 185 فصل 9 و تاريخ ابي‌الفدا ج 2 ص 57 حوادث سنة 283 ه قال رسول الله (ص) اذا رأيتم معاوية علي منبري فاقتلوه.
[8] تفسير روح المعاني ج 26 ص 73 آية فهل عسيتم ان توليتم.
[9] المقدمة ص 254 و 255 عند ذكر ولاية العهد. [
[10] الفروع ج 3 ص 548 باب قتال اهل البغي مطبعة المنار سنة 1345 ه.
[11] شرح العقائد النسفية ص 181 طبع الاستانة سنة 1313.
[12] المحلي ج 11 ص 98.
[13] نيل الاوطار ج 7 ص 147.
[14] رسائل الجاحظ 298 الرسالة الحادية عشرة في بني‌امية.
[15] السيرة الحلبية.
[16] وفيات الاعيان لابن‌خلكان ترجمة علي بن محمد بن علي الكياهراسي و مرآة الجنان لليافعي ج 3 ص 179 سنة 504 ه.
[17] شذرات الذهب لابن‌العماد ج 3 ص 179 سنة 504 ه.
[18] تاريخ الاسلام العام ص 270 طبعة ثالثة.
[19] نقله عنه في الروض الباسم للوزير اليماني ج 2 ص 36.
[20] تفسير المنار ج 1 ص 367 في المائدة آية 37 و ج 12 ص 183 و 185.
[21] النجوم الزاهرة ج 1 ص 163.
[22] النجوم الزاهرة ج 6 ص 134 سنة 590 ه.
[23] رجال القرنين لابي‌شامة ص 6 سنة 590 ه و مضمار الحقايق لتقي‌الدين عمر بن شاهنشاه الايوبي المتوفي سنة 617 ه تحقيق الدكتور حسن حبشي ص 120 حوادث 579 ه.
[24] مرآة الزمان ج 8 ص 496 سنة 597 ه حيدرآباد.
[25] امالي الزجاجي ص 45 طبع مصر المكتبة المحمودية.
[26] كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 51 سنة 64 ه عليه مروج الذهب.
[27] التدوين في علماء قزوين ج 2 ص 184 تصوير في مكتبة السيد الحكيم.
[28] رياض العلماء بترجمته مخطوط مكتبة السيد الحكيم.
[29] تاريخ بغداد ج 8 ص 184 طبع اول.
[30] طبقات الحنابلة لابن‌رجب ج 1 ص 356.
[31] طبقات الحنابلة لابن‌رجب ج 2 ص 34.
[32] الفتاوي الحديثية ص 193.
[33] تاريخ الطبري ج 7 ص 19 طبعة اولي و تاريخ الخلفاء ج 1 ص 139 عند احوال يزيد.
[34] مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 59.
[35] تذكرة الخواص ص 115 ايران.
[36] التعجب للكراجكي ص 39 ملحق بكنز الفوائد له.
[37] شرح النهج ج 1 ص 463 طبع اول مصر.
[38] ابن‌الاثير ج 2 ص 93 عليه مروج الذهب و الطبري ج 3 ص 117 طبعة اولي.
[39] هدية الاحباب ص 111 بترجمة البيهقي.
[40] اللهوف لابن‌طاووس.
[41] الطبري ج 6 ص 135، و ابن‌خلكان بترجمة الاحنف.
[42] تاريخ الطبري ج 6 ص 170.
[43] كامل ابن‌الثير ج 3 ص 199 عليه مروج الذهب و في مجالس ثعلب ص 519 و الفائق للزمخشري ج 2 ص 203 طبع مصر مادة فضض.
[44] سلس الغانيات ص 41 نعمان خيري الالوسي.
[45] تهذيب الاسماء للنووي ج 1 ص 294 بترجمته.
[46] القضاة للكندي ص 310 اوفست.
[47] تهذيب تاريخ ابن‌عساكر ج 6 ص 128.
[48] تاريخ الطبري ج 6 ص 169 حوادث سنة 56.
[49] نوادر المخطوطات الرسالة السادسة ص 165 في المغتالين لمحمد بن حبيب.
[50] الامامة و السياسة ج 1 ص 141 مطبعة الامة بمصر سنة 1328 ه.
[51] المثل السائر لابن‌الاثير ج 1 ص 71 باب الاستدراج طبع مصر سنة 1358 ه.
[52] في الآداب السلطانية لابن‌الطقطقي فصل اول ص 38 كان يزيد بن معاوية يلبس كلاب الصيد اساور الذهب و الجلاجل المنسوجة منه و يهب لكل كلب عبدا يخدمه.
[53] الامامة و السياسة لابن‌قتيبة ج 1 ص 154.
[54] رجال الكشي ص 32 طبع الهند ترجمة عمرو بن الحمق و الدرجات الرفيعة للسيد علي خان ص 434 طبع النجف.
[55] المحبر لابن‌حبيب ص 479 حيدرآباد.
[56] الطبري ج 6 ص 179.
[57] مقتل العوالم ص 150 مؤلفه المحدث عبدالله نور الله البحراني ترجمته في روضات الجنات ص 370 آخر ترجمة شيخ عبدالله ابن الحاج صالح السماهيجي جامع الصحيفة العلوية.
[58] قصة تزويج هند زوجة عبدالله بن عامر بن كريز من يزيد و اجبار زوجها علي الطلاق من الاساطير التي اراد واضعها الحط من كرامة سيدي شباب اهل الجنة الحسن و الحسين عليهماالسلام فرويت بصور مختلفة. (الصورة الاولي) في مقتل الخوارزمي ج 1 ص 151 فصل 7 النجف بالاسناد الي يحيي بن عبدالله بن بشير الباهلي، قال: كانت هند بنت سهيل بن عمرو عند عبدالله بن عامر بن كريز و كان عامل معاوية علي البصرة فاقطعه خراج البصرة عل ان يتنازل عن زوجته هند لرغبة يزيد فيها و بعد انتهاء العدة ارسل معاوية اباهريرة و معه الف دينار مهرا لها و في المدينة ذكر ابوهريرة القصة للحسين بن علي عليه السلام فقال اذكرني لهند ففعل ابوهريرة و اختارت الحسين فتزوجها و لما بلغه رغبة عبدالله بن عامر فيها طلقها و قال له (نعم المحلل كنت لكا) و في اسناده يحيي بن عبدالله بن بشير الباهلي عن ابن‌المبارك و هو مجهول عند علماء الرجال. (الصورة الثانية) في مقتل الخوارزمي ج 1 ص 150 فصل 7 مسندا عن الهذلي عن ابن‌سيرين ان عبدالرحمن بن عناب بن اسيد كان ابا عذرتها طلقها و تزوجها عبدالله بن عامر بن كريز و ذكركما في الصورة الاولي الا انه ابدل الحسين بالحسن (ع) و انه قال لعبدالله بن عامر بعد ان طلقها (لا تجد محللا خيرا لكما مني) و كانت هند تقول سيدهم حسن و اسخاهم عبدالله و احبهم الي عبدالرحمن و في تهذيب التهذيب لابن‌حجر ج 2 ص 45 ان الهذلي هو ابوبكر كذاب عند ابن‌معين ضعيف عند ابي‌زرعة متروك الحديث عند النسائي و في الوافي بالوفيات للصفدي ج 3 ص 146 اعترف محمد بن سيرين علي نفسه بانه يسمع الحديث و ينقص منه و كان من سبي جرجايا و في طرح التثريب ج ص 103 كان سيرين من سبي عن التمر. (الصورة الثالثة) في نهاية الارب للنويري ج 6 ص 180 كانت (زينب) بالزاء المعجمة عند عبدالله بن سلام عامل معاوية علي العراق فطلب منه معاوية طلاق زوجته لرغبة يزيد فيها علي ان يزوجه من ابنته فلما طلقها لم توافق ابنة معاوية علي التزويج منه فأرسل معاوية اباهريرة و اباالدرداء الي العراق ليخطبا (زينب بنت اسحاق) ليزيد فقدما الكوفة و كان بها الحسين بن علي (ع) فذكرا له القصة فقال لهما اذكراني فاختارت الحسين (ع) و تزوجها و لما عرف رغبة عبدالله بن سلام فيها طلقها ليحلها لزوجها الاول. و هذه القصة المطولة التي ارسلها النويري في نهاية الارب من دون اسناد ارسلها ابن بدرون في شرح قصيدة ابن‌عبدون ص 172 طبع سنة 1330 ه و سماها (ارينب) بالراء المهملة و الحسين (ع) لم يرد الي الكوفة بعد ارتحالهم منها. (الصورة الرابعة) في الامثال للميداني ج 1 ص 274 حرف الراء عنوان (رب ساع لقاعد) روي مرسلا ان معاوية سال يزيد عن رغباته فذكر له رغبته في التزويج من (سلمي ام‌خالد) زوجة عبدالله بن عامر بن كريز فاستقدمه معاوية و ساله طلاق امراته (ام‌خالد) علي ان يعطيه خراج فارس خمس سنين فطلقها فكتب معاوية الي و اليه علي المدينة (الوليد بن عتبة) ان يعلم ام‌خالد بطلاقها. و بعد انقضاء العدة ارسل معاوية اباهريرة و معه ستون الفا، عشرون الف دينار مهرها و عشرون الف كرامتها و عشرون الف هديتها و في المدينة حكي القصة لابي‌محمد الحسن بن اميرالمؤمنين عليه السلام فقال لابي‌هريرة اذكرني و قال له الحسين اذكرني لها و قال عبيدالله بن العباس بن عبدالمطلب اذكرني و قال عبدالله بن جعفر الطيار اذكرني و قال عبدالله بن الزبير اذكرني و قال عبدالله بن مطيع بن الاسود اذكرني و لما دخل عليها ابوهريرة حكي لها ما اراده معاوية ثم ذكر رغبة الجماعة فيها فقالت له اخترلي انت فاختار لها الحسن بن علي (ع) و زوجها منه و انصرف الي معاوية بالمال و لما بلغ معاوية القصة عتب علي ابي‌هريرة فرد عليه: المستشار مؤتمن. هذا كل ما في عيبة المؤرخين الامناء علي تسجيل الحقايق كما وقعت و من المؤسف عدم تحفظهم عن الطعن بكرامة المسلمين و التأمل في هذه الاسطورة لا يعدوه الاذعان بان الغاية منها هو النيل من ابني رسول الله صلي الله عليه و آله الامامين علي الامة ان قاما و ان قعدا لعل من يبصر الاشياء علي علاتها من دون تمحيص و قد وجد من انطلت عليه هذه الاكذوبة فرمي ابامحمد الحسن (ع) بما تسيخ منه الجبال بالاعتذار عن كثرة الزوجات للحسن ان الطلاق بالثلاث شايع و لم يجدوا محللا صادقا بان يتزوج المراة علي الدوام ثم يطلقها الا الحسن (ع) و ما ادري بما يعتذر يوم يقول له «ابومحمد» (ع) علي اي استناد وثيق هتكتني و لم تتبصر؟!.
[59] الخطط للمقريزي ج 3 ص 284.
[60] الطبري ج 6 ص 267.
[61] الطبري ج 6 ص 188.
[62] في مقاييس اللغة لابن‌فارس ج 1 ص 133 قال الخليل الالوك الرسالة و هي المالكة علي مفعلة و انما سميت الرسالة الوكا لانها تؤلك في الفم مشتق من قول العرب الفرس يالك اللجام و يعلكه اذا مضغ الحديد و يجوز تذكير المالكة.
[63] كامل الزيارات - ص 67 لابن‌قولويه المتوفي سنة 367.
[64] كامل الزيارت - ص 65.
[65] خصائص السيوطي ج 2 ص 125 من حديث ام‌الفضل و انس و رواه الماوردي في اعلام النبوة ص 83 من حديث عائشة قالت و كان في المجلس علي و ابوبكر و عمر و حذيفة و عمار و ابوذر و رواه ابن‌حجر في مجمع الزوائد ج 9 ص 188 عن عائشة و رواه زكريا الانصاري في فتح الباقي شرح الفية العراقي طبع في ذيل الالفية ج 1 ص 25.
[66] كامل الزيارات.
[67] كتاب صفين لنصر بن مزاحم من ص 159-157.
[68] كامل الزيارات ص 27.
[69] دلائل النبوة لابي‌نعيم ج 3 ص 211.
[70] اسد الغابة ج 4 ص 169.
[71] شرح النهج الحديدي ج 4 ص 363 مصر طبع اول.
[72] رجال الكشي ص 13 هند.
[73] اكمال الدين للصدوق ص 295.
[74] المحتضر للحسن بن سليمان الحلي من تلامذة الشيهد الاول كان حيا سنة 802 ه ص 165 و مختصر البصائر له ص 125.
[75] القصص: 68.
[76] الاحزاب: 36.
[77] بصائر الدرجات للصفار ص 128 جزء 9 ملحق بنفس الرحمن للنوري «قده».
[78] مختصر البصائر ص 101.
[79] المحتضر ص 20.
[80] الاحزاب: 33.
[81] من الغلو ما قاله احمد بن يحيي البلاذري في المستعين. و لو ان برد المصطفي اذ لبسته يظن لظن البرد انك صاحبه و قال و قد اعطيته و لبسته نعم هذه اعطافه و مناكبه (الآثار النبوية ص 13 (لاحمد تيمور باشا.
[82] البحار ج 12 ص 29 ط كمبني عن مشارق الانوار للبرسي.
[83] اصول الكافي علي هامش مرآة العقول ج 1 ص 185.
[84] البحار ج 12 ص 29 ط كمبني عن مشارق الانوار للبرسي.
[85] مختصر البصائر ص 63.
[86] البحار ج 15 ص 74 و تكلم علي هذه الاية ابن‌حجر في فتح الباري ج 13 ص 284 كتاب التوحيد.
[87] البحار ج 12 ص 22 باب وروده البصرة و ج 15 ص 74 عن الخرايج.
[88] توحيد الصدوق ص 102 باب نفي الرؤية و في علل الشرايع ص 14 باب 7 و علم اليقين للفيض 86.
[89] البحار ج 11 ص 216 باب احوال اصحاب الصادق.
[90] السيرة الحلبية ج 1 ص 294 باب بدء الوحي.
[91] الروض الانف ج 1 ص 154.
[92] عيون الاثر ج 1 ص 90.
[93] الخصائص الكبري ج 2 ص 193.
[94] شرح الزرقاني علي المواهب اللدنية ج 1 ص 221 طبع اول.
[95] الاعتقادات ملحق بالباب الحادي عشر للعلامة.
[96] شرح اعتقادات الصدوق ص 211 ملحق بالمقالات طبع طهران.
[97] العنايات الرضوية ص 51.
[98] نص عليه الشيخ المفيد في المقالات ص 123 و الشيخ الوطسي في التبيان ج 2 ص 423 و المبسوط و هو ظاهر الشهيد الاول في غاية المراد و العلامة في التحرير و القواعد و السيد المجاهد في المناهل و صرح بن ابن شهراشوب في المناقب ج 1 ص 161 و المجلسي في مرآة العقول ج 1 ص 147 و السيد في ارياض و الفاضل الهندي في كشف اللثام و المقداد في التنقيح و الحاج ملا علي الكني في القضاء و عبارة السرائر مشعرة بدعوي الاجماع عليه تعرضوا لذلك في مسألة كتابة القاضي من كتاب القضاء. و به صرح الشهاب الخفاجي في شرح الشفا ج 2 ص 398 في فصل اسمائه من الباب الثالث و في ص 514 فصل اعجازه و في روح المعاني للالوسي ج 21 ص 4 عند قوله: «و لا تخطه بيمينك» ذكر جماعة قالوا بمعرفته الكتابة ثم نقل عن صحيح البخاري انه (ص) كتب عهد الصلح و حمل الاستاذ عبدالعظيم الزرقاني في مناهل العرفان ص 260 ط اول، الاخبار النافية علي اوليات امره والمثبتة للكتابة علي اخريات امره و في تهذيب تاريخ ابن‌عساكر ج 6 ص 249 كتب ابوالوليد الباجي رسالة في كتابة النبي (ص) و انتصر له احمد بن محمد اللخمي و جعفر بن عبدالجبار مع جماعة آخرين.
[99] مجمع الانهر ج 1 ص 320 في الفقه الحنفي. [
[100] بصائر الدرجات ص 57 و 62 و اصول الكافي علي هامش مرآة العقول ج 1 ص 186.
[101] مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 274 و البحار ج 11 ص 70 عن ابي‌الصباح الكناني.
[102] البحار ج 11 ص 72 عن الخرايج.
[103] في شرح الشفا للخفاجي ج 3 ص 150 المنفي في الآيات اطلاعه علي الغيب من غير وساطة و اما علمه بالغيب فباعلام الله تعالي فثابت و متحقق لقوله تعالي: فلا يظهر علي غيبه احدا الا من ارتضي من رسول.
[104] اصول الكافي علي هامش مرآة العقول ج 1 ص 189.
[105] المصدر السابق ص 190.
[106] المصدر السابق ص 187.
[107] الفتاوي الحديثة ص 222.
[108] النور السافر في اعيان القرن العاشر ص 85 لعبدالقادر العيدروسي.
[109] شرح النهج ج 1 ص 427 طبع مصر اول.
[110] المصدر ج 2 ص 362.
[111] ذكر المفسرون ان عبدة العجل من بني‌اسرائيل لما ندموا علي ما فرطوا في جنب الله تعالي اعلمهم موسي (ع) بما اوحي اليه من توقف قبول توبتهم علي الاغتسال و لبس الاكفان و القيام صفين ثم يهجم عليهم هارون و معه من لم يعبد العجل و يضعون السيوف فيهم و لما نظر الرجل الي ولده و اخيه و ابيه و حميمه لم تطاوعه نفسه علي القتل و كلموا موسي (ع) في ذلك و ناجي ربه سبحانه في ذلك فعرفه المولي تعال بانه سيرسل ظلمة لا يبصر الرجل جليسه و امر عبدة العجل بالجلوس في فناء بيوتهم محتبين لا يتقون بيد و لا رجل و لا يرفعون طرفا و لا يحلون حبوة وعلامة الرضا عنهم كشف الظلمة و سقوط السيوف فعندما يغفر الله لمن قتل و يقبل توبة من بقي ففعل هارون بهم حتي قتل سبعون الفا.
[112] احكام القرآن للجصاص ج 1 ص 309 في آية التهلكة.
[113] المصدر السابق ج 1 ص 309.
[114] الاحكام لابن‌العربي ج 1 ص 49 آية التهلكة طبع اول سنة 331 ه.
[115] مهج الدعوات للسيد رضي‌الدين بن طاووس ص 365 طبع بمبي.
[116] مهج الدعوات ص 299.
[117] امال الصدوق ص 227 مجلس 60.
[118] عيون اخبار الرضا ص 57.
[119] مرآة العقول ج 1 ص 188 و روضة الواعظين ص 185.
[120] كامل الزيارات لابن‌قولوية ص 223.
[121] مهج الدعوات.
[122] كامل البهائي من ص 453 الي ص 456 بالفارسية مؤلفه حليل في الطائفة من علماء القرن السابع الحسن بن علي بن محمد الطبري المازندراني (رياض العلماء).
[123] الخرايج ص 22 في معجزاته طبع الهند.
[124] البحار ج 10 ص 133 عن عيون المعجزات.
[125] الارشاد للمفيد و الخرايج.
[126] كتابنا في الامام الرضا ص 45.
[127] الارشاد و اعلام الوري ص 205.
[128] بصائر الدرجات للصفار ص 34 و رسالة ابن‌بدرون ص 156 شرح قصيدة ابن‌عبدون.
[129] اصول الكافي باب ان الائمة يعلمون متي يموتون و الخرايج ص 143 هند.
[130] الكافي علي هامش مرآة العقول ج 1 ص 190 باب انهم يعلمون و ما كان و بصائر الدرجات للصفار ص 33 و الخرايج للراوندي ص 143 هند.
[131] اصول الكافي علي هامش مرآة العقول ج 1 ص 188.
[132] حكاه عنه المجلسي في مرآة العقول ج 1 ص 189، و في البحار ج 9 ص 663.
[133] الدرة النجفية ص 85.
[134] احكام القرآن للجصاص ج 1 ص 309.
[135] كامل الزيارات ص 75 و بصائر الدرجات للصفار ج 10 ص 141.
[136] امالي الشيخ الطوسي ص 66.
[137] الصواعق المحرقة ص 87 و كشف الغمة للشعراني ج 1 ص 194 لاحظ كتابنا «زين‌العابدين» ص 371.
[138] في شعراء الغري ج 1 ص 387 انها للسيد باقر الهندي نور الله ضريحه.
[139] ابن‌الاثير ج 4 ص 24.
[140] نفس المهموم ص 135 عن معاني الاخبار و البحار ج 3 ص 134 باب سكرات الموت و البحار ج 10 ص 167 عن معاني الاخبار.
[141] العقد الفريد ج 2 ص 313 في خلافة يزيد.
[142] الطبري ج 6 ص 247.
[143] شرح النهج الحديدي ج 1 ص 307 مصر الاول.
[144] طبري ج 6 ص 247.
[145] الخرايج للراوندي ص 138 طبع الهند.
[146] الاغاني ج 2 ص 37.
[147] في الموشح للمرزباني ص 144 عند ذكر كثير الشاعر عن ابي‌عبيدة ان «محمد بن علي» (ع) قال لكثير تزعم انك من شيعتنا و تمدح آل مروان فقال انما اسخر منهم و اجعلهم حيات و عقارب و آخذ اموالهم.
[148] الكافي علي هامش مرآة العقول ج 3 ص 511 باب 160 ما يحل النظر اليه من المراة عن الباقر عليه السلام و عنه تفسير البرهان ج 3 ص 731 في تفسير الآية.
[149] تيسير الوصول لابن‌الديبع ج 1 ص 129 و كنز العمال ج 2 ص 278 فضل الشهادة.
[150] في الخلاصة للعلامة الحلي رشيد بضم الراء المهملة و في رجال ابي‌داود الهجري بفتحتين و مثله السيوطي في لب اللباب ص 277 باب الهاء و في انساب السمعاني طبعة التصوير هجري بفتح الهاء و الجيم و كسر الراء و في آخره ياء النسبة الي هجر بلاد باليمن من اقصاها و المشهور بهذه النسبة جماعة ذكرهم و منهم رشيد من اهل الكوفة يروي عن ابيه و في تاريخ البخاري ج 1 قسم ثاني ص 305 يروي عن ابيه عن عبدالله و انهم تكلموا فيه و في الباب لابن‌الاثير ج 3 ص 285 رشيد الهجري نسبة الي بلد معروف باليمن و اما هجر التي قرب المدينة فذكر ابن‌القيسراني في الانساب المتفقة ص 223 و تاج العروس و لسان العرب مادة هجر و ابن‌الاثير في النهاية و اختلف في القلتين المنسوبة الي هجر ففي وفاء الوفاء للسمهودي ج 2 ص 386 عن النووي انها هجر قرب المدينة و مثله في مصباح المنير و لسان العرب و تاج العروس و نهاية ابن‌الاثير. و في آثار البلاد لزكريا بن محمود القزويني ص 280 نسب الي هجر التي بالبحرين وسعتها خمسمائة و حكاه الزركشي عن الازهري كما في وفاء الوفاء مادة هجر.
[151] رجال الكشي ص 51.
[152] ميزان الاعتدال للذهبي ج 2 ص 339 و لسان الميزان لابن‌حجر ج 2 ص 461.
[153] رجال الكشي ص 51 و سماها في بشارة المصطفي ص 113 و امالي ابن‌الطوسي ص 103 مجلس 6 طبع اول (امة الله).
[154] بصائر الدرجات للصفار ج 6 ص 73 باب ان الائمة يعرفون حال شيعتهم و عنه في البحار ج 11 ص 246 في احوال موسي بن جعفر طبع كمبني.
[155] امالي ابن الشيخ الطوسي ص 104 مجلس 6 طبع الحجر اول.
[156] في ديوان الصبابة علي هامش تزيين الاسواق ص 39 بلغ عدد اللائي قطعن ايديهن اربعين امرأة منهن تسع شوقا و وجدا.
[157] من قصيدة في الحسين (ع) للسيد عبدالمطلب الحلي ذكرت بتمامها في شعراء الحلة ج 3 ص 214.
[158] مناقب ابي‌حنيفة للخوارزمي ج 2 ص 83 و 84 حيدرأباد.
[159] الجواهر المضيئة طبقات الحنفية ج 2 ص 26.
[160] حلية الاولياء لابي‌نعيم ج 7 ص 31.
[161] ادب الشافعي و مناقبه ص 314.
[162] احكام القرآن ج 3 ص 492.
[163] في كامل ابن‌الاثير ج 3 ص 74 عند ذكر البيعة لاميرالمؤمنين قال: لم يبايع سعد بن ابي‌وقاص و عبدالله بن عمر و حسان بن ثابت و كعب بن مالك و مسلمة بن مخلد و ابوسعيد الخدري و محمد بن مسلمة و النعمان بن بشير و زيد بن ثابت و رافع بن حديج و فضالة بن عبيد و كعب بن عجرة و عبدالله بن سلام و صهيب ابن سنان و سلامة بن سلامة بن وقش و اسامة بن زيد و قدامة بن مظعون و المغيرة بن شعبة و تعرض لهم ابومنصور عبدالقاهر البغدادي في اصول الدين ص 290 و الباقلاني في التمهيد ص 233 و ابن‌تيميه في الفتاوي المصرية ج 4 ص 226 و ابوجعفر الطبري في تاريخه اخبار الملوك و الامم ج 3 ص 153 و تعرض لاعتزال سعد بن ابي‌وقاص الذهبي في سير اعلام النبلاء ج 1 ص 79 الي ص 83 و ذكر اعتذاره غير المقبول عند الله و عند رسوله و هو عدم اتباعه احدا الا ان يعطيه سيفا له لسان و عينان يعرف بهما المؤمن من الكافر و في ترجمته من الاستيعاب ان معاوية كتب اليه شعرا يستميله اليه فرد عليه بابيات يقول فيها: اتطمع في الذي اعطي عليا علي ما قد طمعت به العفاء ليوم منه خير منك حيا و ميتا انت للمرء الفداء فاما امر عثمان فدعه فان الرأي اذهبه البلاء
[164] احكام القرآن ج 2 ص 224 و 225 ط مصر سنة 1331 ه.
[165] في مستدرك الحاكم ج 3 ص 114 اول من بايعه طلحة فقال: هذه بيعة تنكث.
[166] التمهيد ص 229 الي ص 232.
[167] المستدرك ج 3 ص 115 و زاد عليها السيد المرتضي في الفصول المختارة ج 2 ص 67 ابياتا اربعة و هي: وصي رسول الله من دون اهله و فارسه قد كان في سالف الزمن و اول من صلي من الناس كلهم سوي خيرة النسوان و الله ذو المنن و صاحب كبش القوم في كل وقعة يكون لها نفس الشجاع لدي الذقن فذاك الذي تثني الخناصر باسمه امامهم حتي اغيب في الكفن
[168] المستدرك ج 2 ص 463.
[169] معرفة علوم الحديث ص 84.
[170] اصول الدين من ص 286 الي 292.
[171] المهذب في الفقه الشافعي ج 2 ص 234 ط مصر سنة 1343 ه.
[172] الارشاد في اصول الاعتقاد ص 433.
[173] بدائع الصنائع ج 7 ص 140 احكام المرتدين.
[174] شرح صحيح مسلم علي هامش ارشاد الساري ج 10 ص 336 و ص 338.
[175] فتح القدير ج 5 ص 461 كتاب القضاء ادب القاضي و في تاريخ الطبري ج 5 ص 221 قالت عائشة: وددت اني مت قبل يوم الجمل بعشرين سنة و في العقد الفريد ج 2 ص 288 عند ذكر اصحاب الجمل و معارف ابن‌قتيبة ص 59 قيل لعائشة ندفنك مع رسول الله (ص) قالت لا.
[176] مجموع فتاوي ابن‌تيمية ج 2 ص 251.
[177] مجموع فتاوي ابن‌تيمية ج 4 ص 224.
[178] نصب الراية ج 4 ص 69 في تخريج احاديث الهداية كتاب ادب القاضي.
[179] بدائع الفوائد ج 3 ص 208 لابن‌القيم الجوزية.
[180] الفروع ج 3 ص 542 و 543.
[181] فتح الباري شرح البخاري ج 12 ص 244 كتاب استتابة المرتدين باب ترك قتال الخوارج للتأليف.
[182] عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج 11 ص 346 كتاب الفتن.
[183] في كامل ابن‌الاثير ج 2 ص 240 كان محمد بن سيرين يقول: ما علمت ان عليا اتهم في قتل عثمان حتي بويع اتهمه الناس، و في التمهيد للباقلاني ص 235: كان علي (ع) يقول بالبصرة: و الله ما قتلت عثمان و لا مالأت علي قتله ولكن الله قتله و انا معه فظن قوم انه اخبر عن نفسه بالقتل بقوله: «و انا معه» و انما اراد الله ان اماته و يميتني معه لانه حلف و هو الصادق انه ما قتله و لا مالا عليه، و في العقد الفريد ج 2 ص 274 في باب براءة علي من دم عثمان كان علي (ع) في الكوفة يقول و لئن شاءت بنوامية لاباهلنهم عند الكعبة خمسين يمينا ما بدأت في حق عثمان بشي‌ء و في مجموع الفتاوي المصرية لابن‌تيمية ج 4 ص 224: كان علي (ع) يحلف و هو البار الصادق بلا يمين انه لم يقتل عثمان و لا رضي بقتله. و في تاج العروس شرح القاموس ج 8 ص 141 مادة نفل النفل الحلف و منه حديث علي (ع): لوددت ان بني‌امية رضوا و نفلنا خمسين من بني‌هاشم يحلفون ما قتلنا عثمان و لا نعلم له قاتلا اي حلفنا لهم خمسين يمينا علي البراءة. و في اصلاح المنطق لابن‌السكيت ص 170 باب ما يهمز و ترك العامة همزه في مادة (ملا) يروي عن علي بن ابي‌طالب انه قال: و الله ما قتلت عثمان و لا مالات علي قتله، و التمالؤ الاجتماع علي الامر. و في كتاب صفين لنصر ص 60 مصر قتل المغيرة بن الاخنس يوم الدار مع عثمان فقال ابنه شعرا يعذر عليا عن الاشتراك مع القوم فقال من ابيات: فاما علي فاستغاث ببيته فلا آمر فيها و لم يك ناهيا و لابن ابي‌الحديد كلمة في شرح النهج ج 1 ص 112 مصر تدل علي فقهه بالحوادث فقال: كان معاوية شديد الانحراف عن علي (ع) لانه يوم بدر قتل اخاه حنظلة و خاله الوليد و شرك في جده عتبة او عمه شيبة و قتل من اعيان بني‌عبدشمس و امثالهم نفرا كثيرا فمن هناك اشاع نسبة قتل عثمان اليه او انضواء القتلة اليه و في كامل المبرد ج 2 ص 240 كان عروة بن الزبير يقول كان علي (ع) اتقي لله من ان يعين علي قتل عثمان.
[184] تحفة المحتاج شرح المنهاج للنووي ج 4 ص 110 و 112.
[185] شرح الشفا ج 3 ص 166 طبع سنة 1326.
[186] نيل الاوطار ج 7 ص 138.
[187] روح المعاني ج 26 ص 151 مصر.
[188] الاسلام و الحضارة العربية ج 2 ص 380.
[189] عمدة القاري للعيني ج 11 ص 346.
[190] عمدة القاري للعيني ج 11 ص 346.
[191] نيل الاوطار للشوكاني ج 3 ص 179 صلاة المسافر باب من اجتاز في بلد فتزوج فيه.
[192] نهج‌البلاغة ج 3 ص 304 في وصاياه (ع).
[193] من قصيدة في الحسين للسيد حيدر الحلي رحمه الله.
[194] كشف الغمة للاربلي ص 159 في احوال الحسين (ع).
[195] للحجة الميرزا محمد علي الغروي الاردوبادي.
[196] تاريخ الطبري ج 6 ص 238 و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 24 و في البداية لابن‌كثير ج 8 ص 178 ذكر اذنه بالمفارقة و اصرار اصحابه و اهل بيته علي المفاداة و رواه الفضل بن شاذان النيسابوري في «اثبات الرجعة» عن ابي‌جعفر (ع) و رواه الشيخ المفيد في الارشاد و الطبرسي في اعلام الوري و الفتال في روضة الواعظين و ذكره الخوارزمي في المقتل ج 1 ص 246.
[197] كامل الزيارت لابن‌قولويه ص 999 و ص 970.
[198] صحيح البخاري كتاب الانبياء باب الاقرع و الابرص فتح الباري ج 6 ص 323 في هذا الباب.
[199] يذكرني هذا التفاني دون ابن بنت المصطفي اعتذار سعد بن ابي‌وقاص لما طلب منه اميرالمؤمنين (ع) نصرته فقال كما في كتاب الجمل للشيخ المفيد ص 59 طبع ثاني اني اكره الخروج في هذا الحرب فاصيب مؤمنا الا ان تعطيني سيفا يعرف المؤمن من الكافر.
[200] رواه من الامامية ابن‌قولويه في كامل الزيارات ص 53 و من اهل السنة الترمذي في جامعه في مناقب الحسين و الحاكم في المستدرك ج 3 ص 177 و ابن‌عساكر في تهذيب تاريخ الشام ج 4 ص 314 و ابن‌حجر في مجمع الزوائد ج 9 ص 181 و في الصواعق المحرقة ص 115 حديث 23 و البخاري في الادب المفرد و المتقي الهندي في كنز العمال ج 7 ص 107 و الصفوري في نزهة المجالس ص 478 و امالي السيد المرتضي ج 1 ص 157 المجلس الخامس عشر.
[201] من قصيدة في الحسين للسيد جعفر الحلي طبعت في ديوانه.
[202] تاريخ الطبري ج 6 ص 199.
[203] نفس المصدر ص 254 ج 6.
[204] مثير الاحزان لابن‌نما.
[205] اللهوف ص 61 صيدا.
[206] تاريخ الطبري ج 6 ص 255.
[207] عيون اخبار الرضا للصدوق ص 62.
[208] عقد المحافل للتذكير بتلك الفاجعة المؤلفة لا يقتصر فيه علي ذكرها في البيوت فقط فانه خلاف اطلاق الاخبار ففي امالي الصدوق عن الرضا (ع) من ذكر بمصابنا فبكي و ابكي لم تبك عينه يوم تعمي العيون. و في قرب الاسناد ص 26 عن ابي‌عبدالله (ع) من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله ذنوبه. و في كامل الزيارات ص 100 عن ابي‌هارون المكفوف عن ابي‌عبدالله و فيه ذكر الحسين (ع) عنده فخرج من عينه من الدموع مقدار جناح الذباب كان ثوابه علي الله و لم يرض له بدون الجنة. و هذه الاخبار الي نظائرها الكثير تحث بعمومها علي كل وسيلة يتذكر بها مصاب الحسين او مصاب اهل البيت (ع) سواء في ذلك عقد الماتم او بذل المال لاجله او نظم الشعر او كتابة تلك الفوادح او تدوينها او انشاد ما جري عليهم او تصوير تلك الفاجعة امام الناس بكل مظهر من مظاهره فان الجامع لهذه الانحاء قوله (ع) «من ذكر بمصابنا».
[209] في كامل الزيارات لابن‌قولويه ص 174 عن مالك الجهني ان الباقر عليه السلام قال: في يوم عاشوراء و ليندب الحسين و يبكيه و يأمر من في داره بالبكاء عليه و يقيم في داره مصيبته باظهار الجزع عليه و يتلاقون بالبكاء عليه بعضهم بعضا في البيوت و ليعز بعضهم بعضا بمصاب الحسين فانا ضامن علي الله لهم اذا فعلوا ذلك ان يعطيهم ثواب الفي الف حجة و عمرة و غزوة مع رسول الله و الائمة الراشدين عليهم السلام.
[210] روي الشيخ الطوسي في التهذيب ج 2 ص 283 آخر الكفارات عن الصادق عليه السلام انه قال: و لقد شققن الفاطميات الجيوب او لطمن الخدود الفاطميات علي الحسين بن علي و علي مثله تلطم الخدود و تشق الجيوب! و ذكره الشهيد في (الذكري) في البحث الرابع من المطلب الثالث من احكام الاموات.
[211] ذكر الدكتور «جوزف» الفرنسي في كتابه الاسلام و المسلمون الذي نشرت جريدة «الحبل المتين» منه فصلا بالفارسية في عدد 28 من سنتها 17 ان التمثيل و الشبيه تداول بين الشيعة من زمن الصفوية الذين نالوا السلطة بقوة المذهب بفضل مساعدة علمائهم الروحانيين.
[212] كامل الزيارة ص 108.
[213] امالي الصدوق ص 86 مجلس 29.
[214] كنز العمال ج 1 ص 147.
[215] نفس المصدر ص 148.
[216] اللؤلؤ و المرجان للنوري ص 47 و مجموعة شيخ و رام ص 272.
[217] تفسير المنار ج 8 ص 301.
[218] التعريفات ص 48.
[219] التهذيب للطوسي ج 2 ص 108 كتاب المكاسب، و المنتهي للعلامة الحلي ج 2 ص 112، و الذكري للشهيد الاول المبحث الرابع من احكام الاموات، و فيمن لا يحضره الفقيه ص 36 انه (ع) اوصي بثمانمائة درهم لمأتمه و ان يندب في المواسم عشر سنين.
[220] الوسائل للحر العاملي ج 3 ص 25 باب 106 حكم سماع صوت الاجنبية و في روضة الكافي الحديث 319.
[221] كامل الزيارات ص 325 باب 108 اول النوادر.
[222] للحجة الشيخ هادي كاشف الغطاء قدس سره.
[223] رواه الكليني في الكافي و ابن‌قولويه في كامل الزيارة ص 116 و الصدوق في ثواب الاعمال ص 54.
[224] تاج العروس ج 2 ص 66 بمادة صرخ.
[225] تاج العروس ج 4 ص 387.
[226] الحديث في اصول الكافي بهامش مرآة العقول ج 1 ص 189 و نصه: قال موسي بن جعفر (ع) ان الله غضب علي الشيعة فخيرني نفسي او هم فوقيتهم و الله بنفسي. قال المجلسي رحمه الله لعل الغضب انما هو لاجل تركهم التقية حتي انتشر امر امامته فتردد الامر بين ان يقتلهم الرشيد او يحبس الامام و يقتله فاختار البلاء لنفسه و وقي بذلك شيعته. و لا غرابة فيه بعد ان حمل الله النبي (ص) ذنوب شيعة علي (ع) ثم غفرها لهم كما في معاني الاخبار للصدوق ص 100 و البحار ج 6 ص 250 باب المصافحة و في الروضة ص 135 ملحقة بعلل الشرايع لم يزل اميرالمؤمنين (ع) يدعو الله في غفران ذنوب شيعته و في بشارة المصطفي ص 274 كان الصادق يقول: ان حقوق شيعتنا علينا كثيرة و في كامل الزيارة نحن نترحم عليهم كل صباح و مساء و في عيون المعجزات ص 76 قال السجاد (ع) لام فروة بنت القاسم بن محمد بن ابي‌بكر: اني لادعو لمذنبي شيعتنا في اليوم و الليلة مائة مرة لانا نصبر علي ما نعلم و يصبرون علي ما لا يعلمون.
[227] جنة الماوي للنوري ص 281 ملحق بجزء 12 من البحار.
[228] كامل الزيارة ص 143 باب 51.
[229] مزار البحار ص 124 و كامل الزيارة ص 325 باب 108 الطبعة الاولي.
[230] فرحة الغري ص 31 لابن‌طاووس.
[231] الموشح للمرزباني ص 281، 280.
[232] عيون اخبار الرضا (ع) ص 5.
[233] رجال الكشي ص 136.
[234] الاغاني ج 15 ص 118 و معاهد التنصيص ج 2 ص 27.
[235] رجال الكشي ص 350.
[236] روضة الكافي حديث 263.
[237] في الاغاني ج 7 ص 8 و ج 9 ص 45 انه طائي.
[238] رجال الكشي ص 187، و ذكر له الخوارزمي في المقتل ج 2 ص 144 فصل 13 مقطوعتين في رثاء الحسين.
[239] الاغاني ج 12 ص 17.
[240] الاغاني ج 9 ص 45 طبعة ساسي.
[241] عيون اخبار الرضا ص 305 و ذكر الطبرسي في الاحتجاج ص 214 في احوال موسي بن جعفر انه الذي سمع الهاتف.
[242] طبقات الشعراء لابن‌المعتز ص 15 نسخة التصوير.
[243] الاغاني ج 9 ص 34.
[244] نفس المصدر ص 46.
[245] اقرأ الخطب الثلاثة في الامور المتأخرة عن الشهادة من هذا الكتاب.
[246] المقاتل لابي‌الفرج ص 165 ط ايران.
[247] شرح النهج الحديدي ج 2 ص 537.
[248] مروج الذهب ج 2 ص 343 آخر اخبار المأمون.
[249] مقاتل الطالبيين لأبي‌الفرج ص 158 ط ايران.
[250] من قصيدة للسيد عبدالمطلب الحلي ذكرت بتمامها بترجمة من شعراء الحلة للخاقاني.
[251] ديوان معتوق بن شهاب الموسوي ط مصر سنة 1330 ه.
[252] المقبولة الحسينية ص 9 للحجة آية الله الشيخ هادي كاشف الغطاء «قده».
[253] البداية و النهاية لابن‌كثير ج 8 ص 143.
[254] مقتل الخوارزمي ج 1 ص 178.
[255] الاغاني ج 16 ص 34 طبعة دي ساسي
[256] مقتل الخوارزمي ج 1 ص 178 و في الاستيعاب علي هامش الاصابة بترجمة معاوية عن الشافعي ان معاوية لما ثقل كتب الي يزيد و كان غائبا يخبره بحاله فانشا يزيد يقول و ذكر اربع ابيات الاول و الثالث و اثنان لم يذكرا هنا.
[257] البدايه لابن‌كثير ج 8 ص 143.
[258] البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 109 طبع ثاني باب وصية معاوية و كامل المبرد ج 3 ص 300 و العمدة لابن‌رشيق ج 2 ص 148 باب الرثاء و بينهم اختلاف يسير و العقد و الفريد لابن‌عبدربه ج 2 ص 309 باب طلب معاوية البيعة ليزيد.
[259] مقتل الخوارزمي ج 1 ص 178 الي ص 180 طبع النجف و قد اشرنا في المقدمة الي السر في انشاء هذا الكتاب الصغير فاقرأه.
[260] ابن‌عساكر ج 4 ص 327.
[261] الطبري ج 6 ص 189.
[262] مثير الاحزان لابن‌نما ص 10 و مقتل الخوارزمي ج 1 ص 182 فصل 8، لا يخفي ان رؤيا الامام (ع) مشاهدة لحقيقة الحال ابصار بنور الامامة الذي لا تمنعه الحواجز عن ادراك ما في الكون و لا بدع في ذلك ممن كونه الله تعالي حجة علي العالمين فهو (ع) في مقام الكناية عن نكوس منبره بانقلاب الامر من يده و انقطاع شهواته بهلاكه، و اشتعال النيران كناية عن احتدام الفتن بمثل فاجعة الطف و واقعة الحرة و هدم البيت الحرام الي امثالها.
[263] من قصيدة للعلامة الشيخ محمد تفي آل صاحب الجواهر.
[264] ابن‌الاثير ج 4 ص 6.
[265] اللهوف للسيد رضي‌الدين ابن طاووس.
[266] مقتل الخوارزمي ج 1 ص 183 فصل 8.
[267] الطبري ج 6 ص 189.
[268] في تذكرة لسبط ابن‌الجوزي ص 229 طبع ايران و الاداب السلطانية للفخري ص 88 كانت جدة مروان من البغايا و في كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 75 كان الناس يعيرون ولد عبدالملك بن مروان بالزرقاء بنت موهب لانها من المومسات و من ذوات الرايات و في تاريخ ابن‌عساكر ج 7 ص 407 جري كلام بين مروان و عبدالله بن الزبير فقال له عبدالله و انك لههنا يا ابن‌الزرقاء و في انساب الاشراف للبلاذري ج 5 ص 129 قال عمرو بن العاص لمروان في كلام جري بينهما يا ابن‌الزرقاء فقال مروان ان كانت زرقاء فقد انجبت وادت الشبه اذا لم تؤده غيرها. و في تاريخ الطبري ج 8 ص 16 كان مروان بن محمد بن الاشعث يقول لم يزل بنومروان يعيرون بالزرقاء و ان بني‌العاص من اهل (صفورية). غير خفي ان ادب الشريعة و ان حرج علي المؤمن التنابز بالالقاب و الطعن في الانساب، و من تستفاد منه الحكم و الاداب الاليهة احري بالاخذ بها الا ان امام الامة و الحجة علي الخليفة العارف باملابسات لا يتعدي هذه المقررات و ابتعادنا عن مقتضيات احوال ذلك الزمن يلزمنا بالتسليم للامام المعصوم (ع) في كل ما يصدر منه خصوصا مع مطابقته للقرآن العزيز الذي هو مصدر الاحكام، و التعيير الصادر من الحسين لمروان صدر مثله من الجليل عز شأنه مع الوليد بن المغيرة المخزومي اذ يقول في سورة القلم 13 «عتل بعد ذلك زنيم» و الزنيم في اللغة الدعي في النسب اللصيق به و ورد في حديث النبي (ص) كما في كنز العمال ج 1 ص 156 العتل الزنيم الفاحش اللئيم و يروي الآلوسي في روح المعاني ج 29 ص 28 ان اباه‌المغيرة ادعاه بعد ثمان عشرة سنة من مولده، فاذا كان (ينبوع الادب و الاسرار) يغمز في حق رجل معين و يسمه بالقبيح في كتابه الذي يتلي في المحاريب ليلا و نهارا فلا يستغرب من ابن النبوة اذا رمي مروان بالشائنة و هو ذلك المتربص بهم الغوائل.
[269] تاريخ الطبري و ابن‌الأثير و الارشاد و اعلام الوري.
[270] مثير الاحزان لابن‌نما الحلي من اعلام القرن السادس.
[271] مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 208.
[272] تاريخ الطبري ج 6 ص 19.
[273] اللهوف ص 13.
[274] ابن‌عساكر ج 4 ص 328.
[275] امالي الصدوق ص 93 مجلس 30.
[276] مقتل العوالم ص 54 و البحار ج 10 ص 172 عن محمد بن ابي‌طالب ان مسألة وجود الانبياء و الاوصياء في قبورهم او انهم مرفوعون الي السماء محل الخلاف الآثار. ففي كامل الزيارات و التوحيد و المجالس و العيون و الخصال للصدوق و الخرايج للراوندي و البصائر ص 130 اخبار دلت علي وجود نبينا (ص) و علي و الحسين و نوح و شعيب و خالد العبسي و يوشع بن نون و عظام آدم و عظام يوسف و عظم النبي المذكور في خبر الاستسقاء في لارض و انها اول ما تنشق عن نبينا (ص) و لهذه الاخبار اختار السيد محمود بن فتح الله الحسيني الكاظمي في رسالة كتبها في المسألة انهم موجودون في قبورهم، ولكن في كامل الزيارات ص 390 باب 108 و تهذيب الطوسي آخر المزار باب الزيارات ما من نبي او وصي يبقي في الارض اكثر من ثلاثة ايام حتي ترفع روحه و عظمه الي السماء، و في تهذيب الشيخ الطوسي لا يبقي اكثر من اربعين يوما فيرفع الي السماء. و الاختلاف بينهما اما لبيان الغاية في القلة و الكثرة او للاختلاف في مراتبهم، و في شرح الاربعين للمجلسي ص 76 جمع آخر بين الخبرين و هو ان بعضهم يرفع بعد الثلاثة و بعضهم بعد الاربعين. و احتمل ان تكون الاخبار واردة لقطع طمع الخوارج عن النبش. و ممن وافق علي رفع الاجساد الاصلية الشيخ المفيد في المقالات ص 84 و الكراجكي في كنز الفوائد ص 258 و المجلسي في مرآة العقول ج 1 ص 373 و الشيخ يوسف البحراني في الدرة النجفية ص 266 و المحدث النوري في دار السلام ج 2 ص 331 و ذهب الفيض في «الوافي» الي انهم يرتفعون بالاجساد المثالية و تبقي العنصرية في الارض، و في مرآة العقول ج 1 ص 227 ان جماعة ذهبوا الي رجوعهم الي ضرائحهم بعد الرفع. و لما سأل ابن‌الحاجب شيخنا المفيد عن معني حضور الوافدين الي هذه الضرائح؟ حينئذ اجابه الشيخ المفيد بأنه انما جاء العباد الي محال قبورهم و ان لم يكونوا فيها اكبارا لهم و تقديسا للمواضع التي حلوا فيها ثم ارتفعوا عنها و هذا مثل تعبد الله العباد بالسعي الي بيته الحرام مع انه سبحانه لا يحويه مكان و انما ذلك تعظيم له و تجليل لمقامه جل شأنه. و في الفتاوي الحديثية لابن‌حجر ص 213 عن ابن‌العربي ان الانبياء ترد اليهم ارواحهم في القبور و يؤذن لهم في الخروج و التصرف في الملكوت العلوي او السفلي فلا مانع من ان يري النبي (ص) الكثيرون لانه كالشمس. و في وفاء الوفاء للسمهودي ج 2 ص 407 الفصل الثاني في بنية المزارات روي عنه انه (ص) قال: ما من نبي دفن الا و قد رفع بعد ثلاث غيري فاني سألت الله تعالي ان اكون بينكم الي يوم القيامة و روي عبدالرزاق ان سعيد بن المسيب رأي قوما يسلمون علي النبي (ص) فقال: ما مكث نبي في الارض اكثر من اربعين... و في روح المعاني للالوسي ج 2 ص 37 سورة الاحزاب آية (ما كان محمد ابا احد من رجالكم) احاديث عن انس قال (ص) ما من نبي يموت فيقيم في قبره الا اربعين صباحا. عن سعيد بن المسيب و ابي المقدم ثابت بن هرمز ما مكث نبي في الارض اكثر من اربعين يوما... و من الاخبار ما ذكره امام الحرمين في النهاية و الرافعي في الشرح ان النبي قال: انا اكرم علي ربي ان يتركني في قبري بعد ثلاث... زاد امام الحرمين و روي اكثر من يومين و نقل عن القاضي ابن العربي و الروض: ان الانبياء ترد اليهم ارواحهم بعد ما قبضوا و يؤذن لهم في الخروج من قبورهم و التصرف في الملكوت العلوي و السفلي، ثم ذكر رأيه.
[277] اللهوف ص 13 و مثير الاحزان ص 10.
[278] مقتل الخوارزمي ج 1 ص 185 فصل 9.
[279] مقتل العوالم ص 54 عن محمد بن ابي‌طالب و هذا التذمر بيان لمقتضي الحال و تعليم بأن في مشاهدة تلكم الاحوال من تداول المنكرات و ازهاق المعروف ما يستهان معه الموت و ذلك بقضاء من الشهامة و التعرق في الدين و لم يكن هذا من سيدالشهداء نكوصا عن الافضل و لا جزعا - و حاشاه - مما قدر له و رضي به و اخذ عليه العهد و المواثيق الموكدة و هو جد عليم بانه لابد من وقوع ما جرت به المقادير! لكن ابي‌الضيم حسب ان دعاء جده (ص) بغير القضاء فعرفه صاحب الدعوة الالهية ان الله تعالي اجري قضاءه باعطائه منازل لا تحصل الا مع الشهادة و في كل حرف من قضية السبط الشهيد دروس راقية، و هل في الامة من يعتبر بها او يدرسها؟
[280] ذكرنا ترجمته في هامش كتابنا زيد الشهيد ص 100 طبع ثاني.
[281] اللهوف ص 15 صيدا.
[282] الاخبار الطوال للدينوري ص 29.
[283] في مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 91 انها لمسعود بن عبدالله القايني.
[284] ذكرنا في كتابنا «قمر بني‌هاشم» ص 104 ان له يوم البصرة عشرين سنة فهو اكبر من العباس بعشر سنين و كانت راية اميرالمؤمنين معه في الجمل و النهروان و ذكرنا في كتابنا «زين‌العابدين» ص 316 بعض احواله. و في مقتل الخوارزمي ج 2 ص 79 كتاب يزيد الي ابن‌الحنفية بعد قتل الحسين و حضوره عنده! و هذا مما يحط من مقامه، و اني اقطع بالافتعال عليه لانه لا يعقل صدوره من غيور موتور.
[285] الطبري ج 6 ص 191 و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 7.
[286] مقتل محمد بن ابي‌طالب و لم يذكر ارباب المقاتل هذا العذر و اعتذر العلامة الحلي في اجوبة مسائل ابن مهنا بالمرض في (اخذ الثار) لابن‌نما الحلي ص 81 اصابته قروح من عين نظرت اليه فلم يتمكن من الخروج مع الحسين (ع)، و جلالته ابن‌الحنفية و مواقفه المشهودة و اعترافه بامامة السجاد (ع) لا يدع لنا الا الاذعان بمشروعية تاخره عن هذا المشهد علي الاجمال.
[287] هو يزيد بن مفرغ.
[288] في انساب الاشراف ج 4 ص 66 تمثل بهما في مكة.
[289] الطبري ج 6 ص 191 و الاغاني ج 17 ص 68 و المقتل للخوارزمي ج 1 ص 186 فصل 9 و تهذيب تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 339.
[290] مدينة المعاجز ص 244 عن ثاقب المناقب لمؤلفه الجليل ابي‌جعفر محمد بن علي بن محمد المشهدي الطوسي، كما في دار السلام للنوري ج 1 ص 102 و حكي في روضات الجنات ص 593 نسبة الكتاب اليه عن كامل البهائي و علي ما في دار السلام من ذكر روايته عن جعفر بن محمد الدرويستي الراوي عن المفيد في سنة 401 يكون من اعلام القرن الخامس.
[291] الخرايج في باب معجزاته و مقتل العوالم ص 47.
[292] في كامل الزيارة ص 96 ذكر بيتين ثم هذا البيت و ورد في اربعة ابيات في حماسة ابي تمام كما في شرحها للتبريزي ج 3 ص 14، و مروج الذهب ج 2 ص 92 نقلا عن انساب الزبير بن بكار و مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 228 و مثير الاحزان عن المرزباني و تذكرة الخواص ص 124 و ورد في خمسة ابيات في معجم البلدان ج 6 ص 52 و مقالات الاسلاميين لابي‌الحسن الاشعري ج 1 ص 142 و في ست ابيات في كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 37 و سير اعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 215 و في سبع ابيات في مقاتل الطالبيين ص 19 ط ايران و نسب قريش لمصعب الزبيري ص 41 و في ثمان ابيات في البداية لابن‌كثير ج 8 ص 211 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 149 و مثير الاحزان لابن‌نما. و تهذيب تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 343. «و اختلفوا في قائلها» ففي كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 37 انها للتيمي تيم مرة و كان منقطعا لبني‌هاشم، و في الاصابة ج 4 ص 74 و و مقالات الاسلاميين انها لابي‌رمح الخزاعي و هي رواية ابن‌نما عن المرزباني، و في شرح التبريزي علي الحماسة ج 3 ص 13 انها لابي‌رمج الخزاعي بالجيم المعجمة و في الاستيعاب انها لابي‌زميج الخزاعي و سماه البكري في المعجم مما استعجم ج 3 ص 891 ابن‌رمح الخزاعي و لم يذكر الا هذا البيت الذي في روايته «اذل رقاب المسلمين فذلت».و يذهب الزبير بن بكار في انساب قريش كما ذكره المسعودي في مروج الذهب انها لسليمان بن قبه بالباء الموحدة و عند ابن‌عساكر في تاريخه ج 4 ص 342 و الذهبي في سير اعلام النبلاء ج 3 ص 215 و ابي‌عمرو في الاستيعاب «قنة» بالنون بعد القاف و يضيف ابن شهراشوب الي ذلك «الهاشمي». و في تهذيب كامل المبرد ج 2 ص 235 و اعيان الشيعة ج 35 ص 136 و نسب قريش لمصعب الزبيري ص 41 سليمان بن قته و يضيف اليه ابو تمام في الحماسة (العدوي) و في شرح التبريزي منسوب الي عدي و في الحماسة البصرية لصدرالدين بن ابي‌الفرج بن الحسين البصري المتوفي سنة 659 ه. ج 1 ص 200 رقم 10 قال سليمان ابن قته العدوي مولي عمر بن عبدالله التيمي: مررت علي ابيات آل محمد فلم أرها أمثالها يوم يوم حلت و كتب المعلق عليه انها خمسة و لم يذكرها و قال مثلها في الاستيعاب. و في تذكرة الخواص ص 154 ط. ايران مر سليمان بن قته فنظر الي مصارع القوم فبكي ثم قال: و ان قتيل الطف... الي اربعة ابيات. و في مقاتل ابي‌الفرج ص 49 و البداية لابن‌كثير ج 8 ص 211 سليمان بن «قتيبة» بالتاء المثناة من فوق بعد القاف ثم الياء المثناة من تحت بعدها باء موحدة ملحقة بهاء، و في مثير الاحزان لابن‌نما ان سليمان بن قتيبة العدوي مولي بني‌تميم مر بكربلا بعد قتل الحسين بثلاث فنظر الي مصارعهم فاتكأ علي قوس له عربية و انشأ الأبيات و في اللهوف لابن‌طاووس ص 119 ط صيدا و لقد احسن ابن‌قتيبة رحمه الله، و في معجم البلدان ج 6 ص 52 انها لأبي‌دهبل الجمحي، و وافقه في تاج العروس بمادة الطف مع الاقتصار علي نفس البيت «و ابودهبل» كما في الأغاني ج 6 ص 149 وهب بن زمعة بن اسد مادح معاوية و عبدالله بن الزبير و الوالي علي اليمن من قبله و هذا يضعف كون الشعر له، و في الاغاني ج 17 ص 165 دخل مصعب بن الزبير الكوفة و أخذ يسأل عن الحسين و قتله و عروة بن المغيرة يحدثه فقال متمثلا بقول سليمان به قته: فان الأولي بالطف من آل هاشم تآسوا فسنوا للكرام التآسيا و في طبقات القراء لابن‌الجزري ج 1 ص 314 سليمان بن قتة بفتح القاف و المثناة من فوق المشددة، وقته امه، التيمي مولاهم البصري ثقة عرض علي ابن عباس ثلاث عرضات و عرض عليه عاصم الجحدري. «و يمضي» علي الألسن ان التي سمعت الهاتف ام‌هاني و لا يصح لانها ماتت اما في أيام النبي (ص) كما في مناقب ابن شهراشوب ج 1 ص 110 او أيام معاوية كما في تقريب التهذيب لابن‌حجر ص 620 ط لكهنو.
[293] ابن‌نما و اللهوف.
[294] أمالي الصدوق مجلس 30 ص 93.
[295] اللهوف ص 17.
[296] مقتل العوالم ص 54 و المقتل للخوارزمي ج 1 ص 188 فصل 9 و غير خاف مغزي السبط المقدس من هذه الوصية فانه أراد الهتاف بغايته الكريمة من نهضته المقدسة و تعريف الملأ نفسه و نفسيته و مبدأ أمره و منتهاه و لم يبرح يواصل هذا بأمثاله الي حين شهادته دحضا لما كان الامويون و لفائفهم يموهون علي الناس بأن الحسين خارج علي خليفة الوقت يريد شق العصا و تفريق الكلمة و استهواء الناس الي نفسه لنهمة الحاكمية و شره الرياسة تبريرا لأعمالهم القاسية في استئصال آل الرسول و لم يزل (ع) مترسلا كذلك في جميع مواقفه هو و آله و صحبه حتي دحروا تلكم الاكذوبة و نالوا امنيتهم في مسيرهم و مصير امرهم.
[297] للعلامة الحجة الشيخ محمد حسين الاصفهاني قدس الله سره.
[298] تاريخ الطبري ج 6 ص 190.
[299] ارشاد المفيد.
[300] تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 328.
[301] الخصائص الحسينية للشيخ جعفر الشوشتري ص 35 ط تبريز و مقتل العوالم ص 20.
[302] لحجة الاسلام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء «قده».
[303] في تاريخ الطبري ج 6 ص 63 طبع أول سنة 38 كان مالك بن مسمع مائلا الي بني‌امية و اليه لجأ مروان يوم الجمل.
[304] في الاصابة ج 3 ص 480: كان المنذر بن الجارود مع علي (ع) يوم الجمل و امره علي اصطخر و امه امامة بنت النعمان و ولاه عبيدالله بن زياد الهند فمات هناك سنة 61 و عند خليفة ولاه السند فمات به سنة 62 و في تاريخ الطبري ج 7 ص 183 طبعة أولي سنة 71 ه- ان مصعب بن الزبير قال للحكم بن المنذر بن الجارود، «كان الجارود علجا بجزيرة (ابن كاوان) فارسيا فقطع الي ساحل البحر فانتمي الي عبدالقيس، و لا و الله ما اعرف حيا اكثر اشتمالا علي سوأة منهم ثم انكح اخته المكعبر الفارسي فلم يصب شرفا قط».
[305] هذا في تاريخ الطبري ج 6 ص 200، و في اللهوف ص 21 يكني ابارزين، و في مثير الاحزان ص 12 ارسله مع ذراع السدوسي.
[306] تاريخ الطبري ج 6 ص 200.
[307] مثير الاحزان ص 13.
[308] هذا في مثير الأحزان و عند الطبري و ابن‌الأثير مسعود بن عمرو و قال ابن‌حزم في جمهرة أنساب العرب ص 218 كان عباد بن مسعود بن خالد بن مالك النهشلي سيدا و اخته ليلي بنت مسعود تحت علي بن ابي‌طالب ولدت له ابابكر قتل مع الحسين و عبدالله كان مع مصعب بن الزبير في خروجه علي المختار و قتل يوم هزيمة اصحاب المختار و ذكرنا في (زيد الشهيد) ص 101 طبع ثاني نصوص المؤرخين في قتله بالمذار من سواد البصرة و لم يعلم قاتله و في الخرايج للراوندي في معجزات علي (ع) وجد مذبوحا في فسطاطه و لم يعلم ذابحه.
[309] مثير الاحزان ص 13 و اللهوف ص 21.
[310] تاريخ الطبري ج 6 ص 198.
[311] ذخيرة الدارين ص 224.
[312] في انساب الاشراف للبلاذري ج 5 ص 338 كان حوشب بن يزيد بن رويم يتباري في اطعام الطعام مع عكرمة بن ربعي احد بني‌تيم الله بن ثعلبة فقال مصعب دعوهما ينفقا من خيانتهما و فجورهما.
[313] ابن‌نما ص 11. و ذكر الخوارزمي ج 1 ص 193 و ما بعدها فصل 10 تفصيل اجتماع الكوفيين و كتبهم الي الحسين.
[314] من قصيدة في الحسين للشيخ محمد بن اسماعيل البغدادي الحلي الشهير بابن الخلفة المتوفي سنة 1247 «شعراء الحلة» ج 5 ص 174.
[315] الطبري ج 6 ص 198 - و الاخبار الطوال ص 238.
[316] مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 196 فصل 10.
[317] ارشاد مفيد.
[318] مروج الذهب ج 2 ص 86.
[319] الطبري ج 6 ص 198.
[320] الاخبار الطوال ص 232.
[321] ارشاد المفيد.
[322] مروج الذهب ج 2 ص 86.
[323] الطبري ج 6 ص 199.
[324] الطبري ج 6 ص 199.
[325] تذكرة الخواص، ص 138 و تاريخ الطبري ج 6 ص 211.
[326] ابن شهراشوب ج 2 ص 310.
[327] ابن‌نما ص 11.
[328] الطبري ج 6 ص 210.
[329] الطبري ج 6 ص 224.
[330] البحار ج 10 ص 185.
[331] تاريخ الطبري ج 6 ص 99 الي 201.
[332] في الاسلام و الحضارة العربية ج 2 ص 158 لمحمد كرد علي كان سرجون بن منصور من نصاري الشام استخدمه معاوية في مصالح الدولة و كان ابوه منصور علي المال في الشام من عهد هرقل قبل الفتح ساعد المسلمين علي قتال الروم و منصور بن سرجون بن منصور كانت له خدمة في الدولة كابيه و كان عمر بن الخطاب يمنع من خدمة النصاري الا اذا اسلموا.
[333] انساب الاشراف للبلاذري ج 4 ص 82.
[334] الطبري ج 6 ص 199.
[335] مثير الاحزان لابن‌نما الحلي.
[336] لم ينص المؤرخون علي ولادة ابن‌زياد علي التحقيق. و ما ذكروه منه لا يصح و منه يصح علي وجه التقريب و الظن. فالأول ما يحكيه ابن‌كثير في البداية 283/8 عن ابن‌عساكر عن احمد بن يونس الضبي ان مولد عبيدالله بن زياد سنة تسع و ثلاثين، فيكون له يوم الطف اواخر سنة ستين للهجرة احدي و عشرون سنة، و له يوم موت ابيه زياد الواقع سنة) 53 ه) أربع عشرة سنة... و هذا لا يتفق مع ما ذكره ابن‌جرير في التاريخ 166/6 أن معاوية ولي عبيدالله بن زياد خراسان سنة 53 ه فانه يبعد أن يتولي ابن اربع عشرة سنة بلدا كبيرا مثل خراسان و ما ذكره ابن‌جرير يكون له وجه علي الظن فانه في 166/6 من تاريخه يقول في سنة 53 ه ولي معاوية عبيدالله بن زياد خراسان و له خمس و عشرون سنة و عليه تكون ولادته سنة 28 وله يوم الطف اثنتان و ثلاثون سنة) 32 سنة) و ما ذكره يتفق مع ما حكاه ابن‌كثير في البداية 283/8 عن الفضل بن ركين ان لعبيدالله بن زياد يوم قتل الحسين 28 سنة و عليه تكون ولادته سنة 32 ه و يوم موت زياد الواقع في سنة 53 ه له احدي و عشرون سنة. و ذكر ابن‌حجر في تعجيل المنفعة ص 271 طبع حيدرآباد أن عبيدالله بن زياد ولد سنة 32 أو سنة 33 فيكون له يوم الطف الواقع أول عام 61 ه سبع و عشرون سنة أو ثمان و عشرون سنة. و علي كل كانت امه مرجانة مجوسية و عند ابن‌كثير في البداية ج 8 ص 383 و عند العيني في عمدة القاري شرح البخاري ج 7 ص 656 كتاب الفضائل في مناقب الحسنين انها سبية من اصفهان و قيل مجوسية. و في تاريخ الطبري ج 7 ص 6 قالت مرجانة لما قتل الحسين لعبيدالله ويلك ماذا صنعت؟ و ماذا ركبت؟ و في كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 103 في مقتل ابن‌زياد قالت مرجانة لعبيدالله يا خبيث قتلت ابن رسول الله و الله و الله لا تري الجنة ابدا و في سير اعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 359 قالت له أمه مرجانة: قتلت ابن رسول الله لا تري الجنة، و نحو هذا، و يذكر بعض المؤرخين انها قالت له وددت انك حيظة و لم تأت الي الحسين ما اتيت و في تاريخ الطبري ج 6 ص 268 و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 34 عليه مروج الذهب قال له اخوه عثمان وددت في انف كل رجال من بني‌زياد خزامة الي يوم القيامة و ان الحسين لم يقتل، فلم يرد عليه عبيدالله! و كيف يرد عليه و قد شاهد حيطان قصر الامارة تسيل دما حينما ادخل الرأس المقدس عليه! كما في الصواعق المحرقة ص 116 و تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 339. و في انساب الاشراف للبلاذري ج 4 ص 77 كان عبيدالله بن زياد جميلا ارقطا و في ص 81 كان مملوا شر و هو اول من وضع المثالب ليعارض بها الناس بمثل ما يقولون فيه و في ص 86 كان اكولا لا يشبع يأكل في اليوم اكثر من خمسين أكلة و في المعارف لابن‌قتيبة ص 256 كان طويلا جدا لا يري ماشيا الا ظنوه راكبا و في البيان و التبيين للجاحظ ج 1 ص 75 طبع ثاني كان الكنا يقلب الحاء هاء قال لهارون بن قبيصة «اهروري» يريد «احروري» و يقلب القاف كافا يقول «كلت له» يريد «قلت له» و فيه ج 2 ص 167 جاءته اللكنة من الاساورة فان زيادا تزوج «مرجانة» من شيرويه الاسواري و كان عبيدالله معها فنشأ بين الاساورة تغلبت عليه لغتهم و في انساب الاشراف ج 5 ص 84 كان ابن‌زياد اذا غضب علي احد القاه من فوق قصر الامارة و اطمار كل مرتفع و في ص 82 تزوج عبيدالله هندا بنت اسماء بن خارجة فعاب عليه محمد بن عمير بن عطارد و محمد بن الاشعث و عمرو بن حريث فتزوج عبيدالله ام‌النعمان بنت محمد بن الاشعث و زوج اخاه عثمان ابنة عمير بن عطارد و زوج اخاه عبدالله ابنة عمرو بن حريث. و في النقود القديمة الاسلامية للتبريزي ص 50 ضمن مجموعة النقود العربية جمع انستاس الكرملي أن اول من غش الدراهم و ضربها زيوفا عبيدالله بن زياد حين فر من البصرة سنة 64 ه ثم فشت بالامصار. و مثله جاء في اغاثة الامة بكشف الغمة للمقريزي ص 61 و النقود الاسلامية القديمة للمقريزي ص 50 و في مآثر الاناقة للقلقشندي ج 1 ص 185 في خلافة المهدي انه رد نسب زياد بن أبيه الي عبيدالله الرومي.
[337] الطبري ج 6 ص 201.
[338] الارشاد.
[339] كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 10.
[340] الاخبار الطوال ص 235.
[341] الاغاني ج 14 ص 95.
[342] مروج الذهب ج 2 ص 89.
[343] الاصابة ج 3 ص 616 قسم 3.
[344] ذخيرة الدارين ص 278 و في كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 10 في صفين مع عمار بن ياسر.
[345] الاصابة ج 3 ص 616 قسم 3.
[346] الاصابة ج 3 ص 616 قسم 3.
[347] مقتل الخوارزمي ج 1 ص 201 لقد اشتبه الامر علي الحجة السيد الامين في التعريف عن شريك (بالهمداني) و الذي اوقعه في الاشتباه كل من الخوارزمي في مقتل الحسين و ابن‌نما في مثير الاحزان مع ما ذكره ابن‌جرير في الذيل علي تاريخه الملحق بالجزء الثاني عشر من تاريخ الأمم و الملوك فان سلسلة النسب المذكورة لشريك هي للحارث بن الاعور صاحب اميرالمؤمنين و منشأ الاشتباه قول المؤرخين (شريك بن الأعور الحارثي) و ذهب عليهم ان شريكا مذحجي و الحارث الاعور همداني، و ممن نص علي مذحجية شريك ابن دريد في الاشتقاق ص 401 فانه قال من رجال عبدالمدان بن الحارث شريك بن الاعور الذي خاطب معاوية فقال: أيشتمني معاوية بن حرب و سيفي صارم و معي لساني و في ص 397 و ما بعدها رجال سعد العشيرة يسمون مذحجا و هو مالك بن أدد و من رجالهم عبدالمدان و بيت عبدالمدان احد بيوتات العرب الثلاثة، بيت زرارة بن عدس في بني‌تميم و بيت حذيفة بن بدر في فزاره و بيت عبدالمدان في بني‌الحارث و من رجالهم شريك بن الاعور الذي خاطب معاوية و له معه حديث و المحاورة التي جرت بين معاوية و شريك ذكرها الهمداني في الاكليل ج 2 ص 229 طبع مصر سنة 1386 ه و ذكر فيها اربعة أبيات لشريك و ذكرها الابشيهي في المستظرف ج 1 ص 55 الباب الثامن في الأجوبة المسكتة و ذكر ثلاثة أبيات و ذكرها ابن حجة في ثمرات الأوراق علي هامش المستظرف ج 1 ص 45 و ذكر الاجوبة الهاشمية و لم يذكر الشعر و ذكر ستة أبيات فقط في الحماسة البصرية ج 1 ص 70 و في مادة (عوي) من تاج العروس الاشارة الي هذه المحاورة و في ربيع الابرار للزمخشري باب الأجوبة المسكتة ذكر المحاورة و أبياتا اربعة و مما يستأنس لمذحجيته نزوله بالكوفة في هاني بن عروة من عشيرته و لحمته، و لو كان ابن‌الحارث همدانيا لنزل في بيت والده مات الحارث الهمداني سنة 65 ه.
[348] ابن‌نما ص 14.
[349] الطبري ج 6 ص 203.
[350] النجوم الزاهرة ج 1 ص 153 و كامل ابن‌الاثير ج 3 ص 206 و الاغاني ج 17 ص 70/64/60 طبعة ساسي.
[351] ابن‌نما ص 14.
[352] رياض المصائب ص 60 و في تاريخ الطبري ج 6 ص 204 كان شريك يقول ما تنظرون بسلمي لا تحيوها اسقونيها و لو كان فيها حتفي.
[353] ابن‌نما ص 14.
[354] ابن‌الاثير ج 4 ص 11، و تاريخ الطبري ج 6 ص 240 و قد تكرر ذكر الحديث في الجوامع، ففي مسند احمد ج 1 ص 166 و منتخب كنز العمال بهامشه ج 1 ص 57، و الجامع الصغير للسيوطي ج 4 ص 123 و كنوز الحقايق بهامشه ج 1 ص 95، و مستدرك الحاكم ج 4 ص 352 و مقتل الخوارزمي ج 1 ص 202 فصل 10، و مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 318، و البحار ج 11 في معاجز الصادق (ع)، و وقايع الايام عن الشهاب في الحكم و الآداب.
[355] ابن‌نما ص 14، و هذه الكلمة من عالم اهل البيت و خليفة سيدالشهداء في الامور الدينية و المدنية تفيد الملا الديني المقتفي آثارهم فقها بشريعة الرسول الأقدس المانعة من الغدر، و ان النفوس الطاهرة تأبي للضيف ان يدخل بمن استضافهم ما يكرهون و هذه تعاليم مقدسة للامة لو كانوا يفقهون. و هناك سر دقيق و مغزي آخر نظر اليه «شهيد القصر» لمسناه جوهرة فريدة من قول عمه اميرالمؤمنين في جواب من قال له: ألا تقتل ابن‌ملجم؟ فقال (ع) اذن فمن يقتلني؟. و من قول الحسين لام‌سلمة. اذا لم امض الي كربلا فمن يقتلني! و من ذا يكون ساكن حفرتي! و بماذا يختبرون؟! فان مفاد ذلك عدم قدرة احد علي تغيير المقادير الالهية المحتمة و قد اجري الله القضاء بشهادة اميرالمؤمنين و الحسين علي يد ابن‌ملجم و يزيد. و اذا كان من الجائز أن يطلع اميرالمؤمنين الخواص من أصحابه كميثم و حبيب و رشيد و كميل علي كيفية قتلهم و علي يد من يكون فمن القريب جدا ان يوقف سيدالشهداء (ع) مسلم بن عقيل علي ما يجري عليه حرفا حرفا لان ابن‌عقيل في السنام الاعلي من اليقين و البصيرة النافذة ولكن الظرف لم يساعده علي اظهار هذه الاسرار، فان سر آل محمد مستصعب فأخذ يجمل في البيان، و عليك بمراجعة كتابنا «الشهيد المسلم» ص 134 فقد تبسطنا في ايضاح ذلك تحت عنوان «مسلم لا يغدر».
[356] مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 202 فصل 10 و تاريخ الطبري ج 6 ص 202.
[357] تاريخ الطبري ج 6 ص 202.
[358] الاخبار الطوال ص 237.
[359] الارشاد للمفيد.
[360] في مجمع الأمثال للميداني ج 1 ص 19 قاله الحارث بن جبلة الغساني لما ظفر بالحرث بن عفيف العبدي حين هجاه.
[361] في الاصابة ج 2 ص 274 بترجمة قيس بن المكشوح ان البيت لعمرو بن معد يكرب من أبيات قالها في ابن اخته و كانا متباعدين و في الأغاني ج 14 ص 32: ان اميرالمؤمنين (ع) تمثل به لما دخل عليه ابن‌ملجم المرادي يبايعه. و في تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 97 المطبعة الحيدرية بالنجف أن أباالعباس السفاح بلغه تحرك محمد بن عبدالله بالمدينة فكتب الي أبيه عبدالله بذلك و كتب في الكتاب. أريد حباءه و يريد قتلي عذيرك من خليلك من مراد فكتب اليه عبدالله: و كيف يريد ذاك و أنت منه بمنزلة النياط من الفؤاد و كيف يريد ذاك و أنت منه و زندك حين يقدح من زنادي و كيف يريد ذاك و أنت منه و أنت لهاشم رأس و هاد
[362] مروج الذهب ج 2 ص 88.
[363] المستقصي للزمخشري ج 1 ص 15 حيدرآباد.
[364] مثير الاحزان لابن‌نما.
[365] ذكر خليفة بن عمرو في كتاب الطبقات ج 1 ص 330 رقم 1037 أنه من (الابناء) الذين باليمن و عداده في كندة مات سة 76 ه و في التعليق علي الطبقات لسهيل زكار ص 16 ج 1 قال: «الابناء هم ولد الفرس الذين اتوا مع سيف بن ذي يزن لمساعدته علي طرد الاحباش و الابناء في اليمن يشكلون طبقة خاصة فان آباءهم فرس و امهاتهم عربيات».
[366] الطبري ج 6 ص 206 و عند ابن‌نما و ابن‌طاووس اسمها رويحة بنت عمرو بن الحجاج.
[367] تاريخ الطبري ج 6 ص 207.
[368] أنساب الأشراف ج 5 ص 338 و في الأغاني ج 17 ص 162 وصفهم بذلك ابراهيم بن الأشتر لمصعب لما اراد ان يمده بأهل العراق.
[369] تاريخ الطبري ج 6 ص 208.
[370] الاخبار الطوال ص 240.
[371] شرح مقامات الحريري للشريشي ج 1 ص 192 آخر المقامة العاشرة.
[372] اللهوف ص 29.
[373] تاريخ الطبري ج 6 ص 209 و 210.
[374] في طبقات ابن‌سعد ج 6 ص 169 طبعة صادر، كانت وفاة الحارث الاعور بالكوفة: أيام الخلافة عبدالله بن الزبير و عامله عليها عبدالله بن يزيد الأنصاري الخطمي فصلي علي جنازة الحارث بوصية منه.
[375] انساب الاشراف للبلاذري ج 5 ص 214 و في معجم البلدان ج 3 ص 449 هي ناحية في بابل العراق.
[376] تاريخ الطبري ج 6 ص 215.
[377] في المعارف لابن‌قتيبة ص 253 باب ذوي العاهات و المحبر لابن‌حبيب ص 303 ضرب عبيدالله بن زياد وجه المختار بالسوط فذهبت عينه.
[378] انساب الاشراف ج 5 ص 215.
[379] في الطبقات الخليفة ج 1 ص 331 رقم 1043 محمد بن الاشعث بن قيس امه ام‌فروة بنت أبي‌قحافة قتل سنة 67 مع مصعب أيام المختار الجرح و التعديل ج 3 قسم 206/2.
[380] في الطبقات لخليفة ج 1 ص 328 رقم 1032 القعقاع بن شور بن النعمان بن غنال بن حارثة بن عباد ابن امري‌ء القيس بن عمرو بن شيبان بن ذهل نزل الكوفة. الجرح و التعديل ج 3/ قسم 137/2.
[381] في تاريخ الطبري ج 6 ص 84 كان ابجر نصرانيا مات سنة اربعين.
[382] كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 12.
[383] المقاتل لابي‌الفرج و تاريخ الطبري ج 6 ص 210 و مقتل الخوارزمي ج 1 ص 208 فصل 10.
[384] نفس المهموم ص 56.
[385] مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 212.
[386] نفس المهموم ص 57.
[387] في الصحاح الجرامقة قوم من العجم صاروا الي الموصل و زاد في القاموس اوائل الاسلام و الواحد جرمقاني، و في تاج العروس انه كالاسم الخاص و في اللسان جرامقة الشام انباطها واحدهم جرمقاني بضم الميم و الجيم بينهما راء و في جمهرة ابن‌دريد ج 3 ص 324 و جرمق غير عربي و الجرامق جيل من الناس.
[388] المنتخب ص 299 الليلة العاشرة.
[389] مقتل الخوارزمي ج 1 ص 210 فصل 10.
[390] في الصحاح و القاموس الطن بالضم حزمة القصب و القصبة الواحدة من الحزمة طنة.
[391] هذه الابيات ذكرها ابن‌طاووس في اللهوف ص 30 صيدا و ابن‌نما في مثير الاحزان بدون الشطر الخامس و سماه يوم (القرم) و ذكرها الخوارزمي في المقتل ج 1 ص 209 فصل 10 بزيادة شطرين و لم ينسبها و ذكر ابن شهراشوب في المناقب ج 2 ص 212 ايران طبع اول ستة اشطر. و هذا اليوم لم يذكره المؤلفون في أيام العرب الجاهلية، نعم في معجم البلدان ج 7 ص 64 و المعجم مما استعجم للبكري ج 3 ص 1062 و تاج العروس ج 9 ص 310 (قرن) اسم جبل كانت فيه واقعة علي بني‌عامر و في نهاية الارب للقلقشندي ص 321 بنو قرن بطن من مراد و منهم اويس القرني و كله لا يرشدنا الي شي‌ء صحيح، نعم ذكر محمد بن حبيب النسابة في رسالة المغتالين ص 243 المدرجة في المجموعة السابعة من نوادر المخطوطات تحقيق عبدالسلام هارون ان خثعما قتلت الصميل اخا ذي‌الجوشن الكلابي فغزاهم ذوالجوشن و سانده عيينة بن حصن علي ان يكون له المغنم و لقوا خثعما (بالفزر) و هو جبل فقتلا و اثخنا و غنما قوتل بالجبل حمران بن مالك بن عبدالملك الخثعمي فأمره ان يستأسر فأنشا يقول: اقسمت لا اقتل الا حرا اني رأيت الموت شيئا نكرا اكره ان اخدع او اغرا ثم قتل ورثته اخته فقالت: ويل حمران اخا مظنه اوفي علي الخير و لم بمنه و الطاعن النجلاء مرثعنه عاندها مثل و كيف الشنه
[392] مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 212 و مقتل الخوارزمي ج 1 ص 209 و 210.
[393] المنتخب للطريحي ص 299 المطبعة الحيدرية في النجف عند ذكر الليلة العاشرة.
[394] في كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 126 حوادث سنة 71 ه مسلم بن عمرو الباهلي و الدقتيبة - و في تاريخ الطبري ج 7 ص 185 الطبعة الاولي حوادث سنة 71 ه قتل مسلم بن عمرو الباهلي (بدير الجاثليق) و كان مع مصعب بن الزبير لما التقي مع جيش عبدالملك.
[395] الارشاد للشيخ المفيد.
[396] الطبري ج 6 ص 212، و عند المفيد ان عمرو بن حريث بعث غلامه سليما فأتاه بالماء.
[397] اللهوف ص 30 و تاريخ الطبري ج 6 ص 212.
[398] المنتخب ص 300.
[399] ابن‌نما ص 17 و مقتل الخوارزمي ج 1 ص 211 فصل 10.
[400] في الاخبار الطوال ص 241 يبلغ الف درهم.
[401] الارشاد و تاريخ الطبري ج 6 ص 212 و هذه الجملة التي هي كالمثل وردت في لسان اهل بيت عليهم السلام، ففي الوسائل للحر العاملي ج 2 ص 643 باب 9 عدم جواز ائتمان الخائن، روي الكليني مسندا عن معمر بن خلاد قال سمعت أباالحسن عليه السلام يقول كان ابوجعفر (ع) يقول: لم يخنك الامين ولكن ائتمنت الخائن. ثم انه لم تخف علي شهيد القصر مسلم (ع) نفسية عمر بن سعد و لم يجهل دنس أصله ولكنه أراد ان يعرف الكوفيين مبلغه من المروءة و الحفاظ كي لا يغتر به احد، و هناك سر آخر و هو ارشاد الملا الكوفي الي ان اهل البيت عليهم السلام و ولاتهم لم يقصدوا الا الاصلاح و نشر الدعوة الالهية و هذا الوالي من قبلهم لم يمد يده الي بيت المال و كان له ان يتصرف فيه كيف شاء غير انه قضي ايامه البالغة اربعا و ستين بالاستدانة و هكذا ينبغي ان تسير الولاة فلا يتخذون مال الفقراء مغنما... و لقد ذكرني هذا (الخائن) بقصة خالد القسري علي كتمان السر لانه من شيم العرب و اخلاق الاسلام مع ما يحمله من المباينة لنبي الاسلام (ص) و شتم سيد الاوصياء علي المنابر و قوله فيه ما لا يسوغ لليراع ان يذكره و ذلك أن الوليد بن عبدالملك أراد الحج فعزم جماعة علي اغتياله و طلبوا من خالد المشاركة معه فأبي، فقالوا له اكتم علينا، فأتي خالد الوليد و قال له دع الحج هذا العام فاني خائف عليك قال الوليد من الذين تخافهم علي؟ سمهم لي، فامتنع أن يسمهم و قال: اني نصحتك و لن اسمهم لك فقال اني ابعث بك الي عدوك يوسف بن عمر قال: و ان فعلت فلن اسمهم فبعث به الي يوسف فعذبه و لم يسمهم فسجنه ثم وضع علي صدره المضرسة فقتل سنة 126 ه عن ستين سنة و دفن بناحية، و عقر عامر بن سهل الاشعري فرسه علي قبره فضربه يوسف سبعمائة سوط و لم يرثه احد من العرب علي كثرة أياديه عندهم الا اباالشغب العبسي قال: الا ان خير الناس حيا و هالكا أسير سقيف عندهم في السلاسل لعمري لقد عمرتم السجن خالدا و أوطاتموه وطاة المتثاقل فان تسجنوا القسري لا تسجنوا اسمه و لا تسجنوا معروفه في القبائل تهذيب ابن‌عساكر ج 5 ص 79.
[402] كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 14 و الطبري ج 6 ص 213.
[403] اللهوف ص 31.
[404] مقتل الخوارزمي ج 1 ص 213.
[405] تاريخ الطبري ج 6 ص 213.
[406] اسرار الشهادة ص 259.
[407] مثير الاحزان ص 18.
[408] مقتل الخوارزمي ج 1 ص 312 و الملهوف.
[409] تاريخ الطبري ج 6 ص 214.
[410] المنتخب ص 301 و في تاريخ الخميس ج 2 ص 266 عند ذكر اولاد أبي‌بكر أمر معاوية بن خديج بسحب محمد بن أبي‌بكر في الطريق و يمروا علي دار عمرو بن العاص لعلمه بكراهيته لقتله ثم امر باحراقه فاحرقت جثته بعد أن وضع في جوف حمار. و في كامل ابن‌الاثير ج 11 ص 153 حوادث سنة 555 عليه مروج الذهب لما قتل ظهيرالدين ابن العطار أمر فوضعوا حبلا في مذاكيره و سحبوه في الشوارع و وضعوا في يده مغرفة فيها عذرة و في يده الاخري وضعوا قلما و هم يصيحون وقع لنا يا مولانا. و في مضمار الحقائق لصاحب حماة محمد بن تقي‌الدين الأيوبي ص 12 أن بعضهم قطع اذنه و ذلك في 15 ذي‌القعدة سنة 575 ه.
[411] مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 21 و مقتل خوارزمي ج 1 ص 215 و هذه الفعلة لا يأتي بها الا من خرج عن ربقة الاسلام و لم يحمل اقل شي‌ء من العطف و الرقة و بمثلها صنع الحجاج بعبدالله بن الزبير كما في أنساب الاشراف للبلاذري ج 5 ص 268 و ابن‌حبيب في المحبر ص 481 و في مختصر تاريخ الدول لابن‌العبري ص 116 ان الملك نارون صلب فطرسا و بولسا منكوسين بعد ان قتلهما و في حياة الحيوان مادة الكلب ان ابراهيم الفزاري ضبطت عليه امور منكرة من الاستهزاء بالله و الانبياء فأفتي فقهاء القيروان بقتله و صلب منكسا ثم انزل و احرق بالنار. و في المحبر لمحمد بن حبيب ص 481 حيدرآباد صلب الحجاج بن يوسف عبدالله بن الزبير بمكة منكسا.
[412] تاريخ أبي‌الفدا ج 1 ص 190 و البداية لابن‌كثير ج 8 ص 157.
[413] تاريخ الطبري ج 6 ص 214.
[414] مقتل العوالم ص 66 و تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 332.
[415] مقتل الخوارزمي ج 1 ص 215.
[416] للسيد باقر الهندي رحمه الله. لا يخفي ان الاقوال في يوم شهادة مسلم ثلاثة: الاول يوم الثالث من ذي الحجة ذكره في الاخبار الطوال، و يظهر من ابن‌طاووس في اللهوف موافقته فانه قال توجه الحسين من مكة لثلاث مضين من ذي‌الحجة ثم قال بعد ذلك و كان خروجه من مكة في اليوم الذي قتل فيه مسلم «الثاني» يوم الثامن من ذي‌الحجة ذكره الوطواط في غرر الخصائص ص 210 و هو الظاهر من تاريخ أبي‌الفدا ج 2 ص 19 و تذكرة الخواص ص 139 قالا قتل مسلم لثمان مضين من ذي‌الحجة و تذكير العدد يراد منه الليلة «الثالث» يوم عرفة نص عليه المفيد في الارشاد و الكفعمي في المصباح، و هو الظاهر من ابن‌نما في مثير الاحزان و تاريخ الطبري ج 6 ص 215 و مروج الذهب ج 2 ص 90 قالوا و كان ظهور مسلم بالكوفة يوم الثامن من ذي‌الحجة و قد قتل ثاني يوم خروجه و يحكي المسعودي في مروج الذهب قولا بخروجه يوم التاسع من ذي‌الحجة و اذا كان قتله ثاني يوم خروجه تكون شهادته يوم الاضحي.
[417] المنتخب ص 304 اليلة العاشرة.
[418] ابن‌نما ص 89 و تاريخ الطبري ج 6 ص 177.
[419] اللهوف ص 33 و ابن‌نما ص 20.
[420] نفس المهموم صفحة 91.
[421] في تاريخ مكة للازرقي ج 2 ص 150 قال ذلك لابن‌عباس.
[422] كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 16.
[423] البحار ج 10 ص 184.
[424] تاريخ الطبري ج 6 ص 219 و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 17 و البداية لابن‌كثير ج 6 ص 163.
[425] كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 16 و في القاموس و تاج العروس الفرام ككتاب دواء تضيق به المرأة المسلك أو حب الزبيب تحتشي به لذلك و كتب عبدالملك بن مروان الي الحجاج لما شكا منه أنس بن مالك يا ابن المستفرمة بعجم الزبيب و كانت في احراح ثفيف سعة يتضيقن بعجم الزبيب «و الفرامة» ككتابه هي الخرقة تحتشي بها المرأة عند الحيض كالفرام و فيها يقول الشاعر: وجدتك فيها كأم الغلام متي ما تجد فارما تفترم و في مقاييس اللغة لابن‌فارس ج 4 ص 496 أظنها غير عربية، و قال الخليل ليست من كلام أهل البادية...
[426] هذا شي‌ء يجب أن ننبه له و هو أن ابن‌عباس لم يكن بالمنزلة العالية ليكون محلا لتلقي العلوم الغريبة كحبيب بن مظاهر و رشيد الهجري و عمرو بن الحمق و حجر بن عدي و كميل بن زياد و ميثم التمار، فانهم كانوا علي جانب كبير من التبصر في الامور و وصلوا الي حق اليقين، فلم يعبأوا بكل ما يجري عليهم من الفوادح و التنكيل لذلك لم يعدموا من اميرالمؤمنين (ع) الحبوة بايقافهم علي الحوادث و الملاحم و ما تملكه الجبابرة و العلوم الغريبة!! نلمس ذلك من المحاورة الدائرة بين حبيب بن مظاهر و ميثم التمار من اخبار كل منهما الآخر بما يجري عليه من القتل في نصرة أهل البيت عليهم السلام، فكذبهما من لم يفقه الأسرار الالهية من بني‌اسد و لما جاء رشيد الهجري يسأل عنهما قيل له افترقا و كان من امرهما كذا و كذا فقال رحم الله ميثما لقد نسي انه يزداد في عطاء الذي يأتي برأس حبيب مئة درهم ثم ادبر! فقال القوم هذا و الله اكذبهم، و لم تذهب الأيام حتي وقع كل ذلك! صلب ميثم بالقرب من دار عمرو بن حريث و قتل حبيب مع الحسين (ع) و قطع ابن‌زياد يدي رشيد الهجري و رجليه و لسانه كما أخبره اميرالمؤمنين (ع) «راجع رجال الكشي ص 51 و ما بعدها طبع الهند». و علي هذا فابن عباس و غيره أقل رتبة من هؤلاء الافذاذ و من شهداء الطف، مهما نعترف له بالموالاة الصادقة لاميرالمؤمنين و ولده الاطهار. فان حديثه مع ميثم التمار يرشدنا الي عدم بلوغه تكلم المنازل العالية التي حواها ميثم و أمثاله... ففي رجال الكشي ص 54 أن ابن‌عباس اجتمع مع ميثم بالمدينة، فقال ميثم سل يا ابن‌عباس ما شئت من تفسير القرآن فلقد قرأت تنزيله علي اميرالمؤمنين (ع) فعلمني تأويله، فاخذ ابن‌عباس القرطاس ليكتب فقال له ميثم كيف بك لو رأيتني مصلوبا علي خشبة تاسع تسعة أقربهم من المطهرة فتعجب ابن‌عباس من هذا العبد الاسود المخبر عن الغيب، فرمي القرطاس و قال انك تكهن علي، فقال ميثم يا ابن‌عباس احتفظ بما سمعت مني فان يكن حقا امسكته و ان يكن باطلا خرقته فكتب ابن‌عباس عن ميثم ما وعاه عن أميرالمؤمنين من تفسير القرآن. و علي هذا فما يتحدث بن ابن الابار في تكملة الصلة ج 2 ص 600 طبع ثاني من أن ابن‌عباس كان يقول لو فسرت «الحمد لله رب العالمين» علي كنهه ما حملت ابل الارض كتب تفسيرها لا نصيب له من الصحة و هو من موضوعات دعاة بني‌العباس، أرادوا به المقابلة لقول سيد الاوصياء المروي في احياء العلوم للغزالي ج 1 ص 260 (فصل القرآن الباب الرابع) في التفسير بالرأي، و علم القلوب لابي‌طالب المكي ص 72 و الاتقان للسيوطي ج 2 ص 186 النوع 28 فيما يرجع الي تفسير القرآن، و المحجة البيضاء للفيض الكاشاني ج 1 ص 251 في التفسير بالرأي: أن أميرالمؤمنين قال لو شئت لاوقرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب. و في سعد السعود لابن‌طاووس ص 284 نقلا عن العلم اللدني للغزالي: انه (ع) قال: لو اذن الله لي و رسوله لشرحت ألف الفاتحة حتي يبلغ أربعين جملا! و حكاه في البحار ج 9 ص 227 و ص 463 طبع كمبني و لا غرابة ممن هو النقطة تحت باء البسملة! ففي مقدمة تفسير القرآن للشيخ محمد حسين الاصفهاني روي عن اميرالمؤمنين (ع) أنه قال: كل ما في القرآن في الحمد و كل ما في الحمد في البسملة و ما في البسملة في الباء و ما في الباء في النقطة، و انا النقطة تحتها... و في العنايات الرضوية تكلم في شرحه 119...
[427] الخصائص الحسينية ص 32 ط تبريز.
[428] تذكرة الخواص، ص 137 و انشدها لما حذره الحر من مخالفة بني‌امية.
[429] للحجة السيد محمد حسين الكيشوان طبعت في مثير الاحزان للعلامة الشيخ شريف الجواهري.
[430] في معجم البلدان ج 2 ص 416 التنعيم بالفتح ثم السكون و كسر العين المهملة و ياء ساكنة و ميم موضع بمكة في الحل علي فرسخين من مكة و سمي به لأن عن يمينه جبل اسمه نعيم و آخر عن شماله اسمه ناعم و الوادي نعيمان و به مساجد. و في العقد الثمين في فضائل البلد الأمين لأحمد بن محمد الخضراوي ص 60 الفصل الثالث الطبعة الثانية - التنعيم يبعد عن مكة ثلاثة او اربعة أميال.
[431] تاريخ الطبري ج 6 ص 218 و مقتل الخوارزمي ج 1 ص 220 و البداية ج 8 ص 166، و الارشاد للشيخ المفيد، و مثير الاحزان لابن‌نما ص 21 و في شرح نهج‌البلاغة لابن ابي‌الحديد ج 4 ص 327 طبعة اولي مصر و ان هذا المال الذي اخذه الحسين حمل الي معاوية بن أبي‌سفيان و ان الحسين كتب الي معاوية أن عيرا مرت بنا من اليمن تحمل مالا و حللا و عنبرا اليك لتودعه في خزائن دمشق و تعل بها بعد النهل بني ابيك و اني احتجت اليها فاخذتها فكتب اليه معاوية و فيه انك أخذت المال و لم تكن جديرا به بعد ان نسبته الي لأن الوالي أحق بالمال ثم عليه الخرج و أيم الله لو ترك ذلك حتي صار الي لم أبخسك حظك منه ولكن في رأسك نزوة و بودي أن يكون ذلك في زماني فاعرف قدرك و اتجاوز عنك ولكني و الله لا تخوف أن تبلي بمن لا ينظرك فواق ناقة.
[432] تاريخ الطبري ج 6 ص 218، و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 16 و الارشاد للمفيد و في تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 338 كانت ملاقاة الفرزدق معه بذات عرق و في معجم البلدان الصفاح بين حنين و انصاب الحرم بسرة الداخل الي مكة.
[433] انوار الربيع - للسيد علي خان باب التكرار ص 703.
[434] في البحر الرائق لابن‌نجيم الحنفي ج 2 ص 317 بين ذات عرق و مكة مرحلتان و في الفروع لابن‌مفلح ج 2 ص 216 بينهما ليلتان و سمي بجبل صغير فيه كما في تاج العروس ج 7 ص 8 و ذات عرق عند أهل السنة ميقات اهل الشرق و منه العراق و خراسان و روايات الامامية تحكي توقيت رسول الله للعراقيين «العقيق» و استحسنه الشافعي في الام ج 2 ص 118 لاعتقاده ان ذات عرق غير منصوص عليه و انما وقته عمر كما في البخاري عن ابن‌عمر، و في المغني لابن‌قدامة ج 3 ص 257 عن ابن‌عبدالبر الاحرام من العقيق أولي و ان كان ذات عرق ميقات أهل الشرق اجمع و في فتح الباري ج 3 ص 250 قطع الغزالي و الرافعي و النووي و المدونة لمالك ان ذات عرق غير منصوص و صحح الحنفية و الحنابلة و جمهور الشافعية انه منصوص و في معجم البلدان ج 6 ص 199 يقع العقيق ببطن وادي ذي الحليفة و هو اقرب منها الي مكة و احتاط فقهاء الامامية بترك الاحرام من «ذات عرق» و هو آخر العقيق.
[435] مثير الاحزان لابن‌نما ص 21.
[436] و في البداية ج 8 ص 169 «حتي يكونوا اذل من قرم الامة» و فسر القرم بالمقنعة و لم اجد هذا التفسير في اللغة و الصحيح كما تقدم «فرام الامة» بالفاء الموحدة و هو عجم الزبيب تضيق به المرأة مسلكها.
[437] في معجم البلدان: الحاجز ما يمسك الماء من شفة الوادي و فيه ج 4 ص 290 بطن الرمة منزل لاهل البصرة اذا أرادوا المدينة، و فيه تجتمع أهل الكوفة و البصرة، و في تاج العروس ج 3 ص 136 الحاجر مكان بطريق مكة و في تاريخ الادب العربي لعمر فروخ - ج 1 ص 195 بترجمة زهير بن أبي‌سلمي قال: الحاجر جنوب الرياض اليوم من أرض نجد و في معجم البلدان ج 2 ص 219 بطن الرمة بتشديد الميم و الراء واد معروف بعالية نجد. و نقل رضا كحالة في هامش كتاب جغرافية شبه جزيزة العرب ص 274 عن ابن‌دريد ان الرمة قاع عظيم بنجد تنصب فيه أوديه و عن ابن‌الاعرابي: الرمة طويلة عريضة تكون مسيرة يوم تنزل أعاليها بنوكلاب ثم تنحدر فتنزل عبس و غيرهم من غطفان ثم تنحدر فتنزل بنواسد. و قال الاصمعي بطن الرمة واد عظيم يدفع عن يمين فلجه و الدثينة حتي يمر بين أبانين الابيض و الاسود و بينهما ثلاثة أميال ثم قال: الرمة تجي‌ء من الغور و الحجاز فأعلي الرمة لاهل المدينة و بني‌سليم و وسطها لبني‌كلاب و غطفان و اسفلها لبني‌أسد و عبس ثم يقع في رمل العيون...
[438] في روضة الواعظين لعلي بن محمد الفتال النيسابوري ص 152 يقال بعثه مع عبدالله بن يقطر و يجوز انه ارسل اليهم كتابين احدهما مع عبدالله بن يقطر و الآخر مع قيس بن مسهر و في الاصابة ج 3 ص 492 بعد ان ذكر نسب قيس قال: و كان مع الحسين لما قتل بالطف و هو اشتباه فان ابن‌زياد قتله بالكوفة.
[439] البداية و النهاية لابن‌كثير ج 8 ص 168.
[440] ارشاد المفيد.
[441] بضم اوله و فتح ثانيه نسبة الي خزيمة بن حازم تقع بعد زرود للذاهب من الكوفة الي مكة و ما نذكره من ترتيب المنازل اخذناه من «معجم البلدان».
[442] ابن‌نما ص 23.
[443] في المعجم مما استعجم ج 2 ص 696 بفتح اوله و بالدال المهملة في آخره و في معجم البلدان ج 4 ص 327 انها رمال بين الثعلبية و الخزيمية بطريق الحاج من الكوفة و هي دون الخزيمية بميل و فيها بركة و حوض و فيها وقعة يقال لها يوم زرود.
[444] و في جمهرة أنساب العرب لابن‌حزم ص 365 عند ذكر قبائل بجيلة قال: زهير بن القين بن الحارث ابن عامر بن سعد بن مالك بن زهير بن عمرو بن يشكر بن علي بن مالك بن سعد بن تزين بن قسر بن عبقر بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ. و في ص 310 قال: سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
[445] اللهوف ص 40.
[446] في معجم البلدان و المعجم مما استعجم بالباء و اللام المفتوحتين و النون الساكنة و الجيم الفتوحة و الراء المهملة مدينة الخزر عند باب الابواب فتحت سنة 33 علي يد سلمان بن ربيعة الباهلي و لم اجد فيهما و لا في غيرهما مدينة اخري تسمي «بلنجر» الا أن ابن‌حجر في الاصابة ج 3 ص 274 فسم 3 ترجمة قيس بن فروة بن زرارة بن الارقم قال شهد فتوح العراق و استشهد في بلنجر من ارض العراق ثم ذكر ضبطها كما تقدم قال و كان امير الواقعة سلمان بن ربيعة.
[447] نص عليه الشيخ المفيد في الارشاد و الفتال في روضة الواعظين ص 153 و ابن‌نما في مثير الاحزان ص 23 و الخوارزمي في المقتل ج 1 ص 225 فصل 11 و ابن‌الاثير في الكامل ج 4 ص 17 و البكري في المعجم مما استعجم ج 1 ص 376 و يؤيده ما في تاريخ الطبري ج 5 ص 77 و ابن‌الاثير في الكامل ج 3 ص 50 من وجود سلمان الفارسي في هذه الغزوة.
[448] تاريخ الطبري ج 6 ص 224 و مقتل الخوارزمي الجزء الاول ص 222.
[449] مثير الاحزان لابن‌نما ص 23 و اللهوف ص 40 و ورد في تاريخ الطبري ج 6 ص 224 طبعة أولي: ان زهيرا قال لزوجته أنت طالق الحقي بأهلك، فاني لا احب أن يلحقك بسببي الا خيرا ه. و لا اعرف الغاية المقصودة له من هذا الطلاق؟ هل اراد طردها من الميراث أو انه اباح لها التزويج بعد انتهاء ثلاثة أشهر أو انه لا يرغب في ان تكون زوجة له في الآخرة؟ كما طلق اميرالمؤمنين (ع) بعض نساء النبي (ص) و طلق الامام الرضا (ع) ام‌فروة: زوجة الكاظم (ع) مع ان هذه الحرة لها فضل عليه بارشاده الي طريق السعادة بالشهادة، و الذي يهون الامر أن مصدر الحديث (السدي).
[450] تاريخ الطبري ج 6 ص 995 و في البداية لابن‌كثير ج 8 ص 168 استرجع مرارا.
[451] اللهوف ص 41 و لم أقف علي مصدر وثيق ينص علي أن الحسين اخذ بنت مسلم المسماة حميدة و مسح علي رأسها فأحست بالشر الخ.
[452] كامل ابن‌الاثير جزء 4 صفحة 17 و سير اعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 208.
[453] من أبيات للشيخ قاسم الملا الحلي ذكرت في كتاب الشهيد مسلم ص 210.
[454] تاريخ الطبري ج 6 ص 224 و مقتل الخوارزمي الجزء الاول ص 222.
[455] للشيخ محمد رضا الخزاعي (راجع كتابنا الشهيد مسلم).
[456] امالي الصدوق صفحة 93 - الثعلبية بفتح اوله سمي باسم رجل اسمه ثعلبة من بني‌اسد نزل الموضع و استنبط عينا و هي بعد الشقوق للذاهب من الكوفة الي مكة «معجم البلدان» و في وفاء الوفاء للسمهودي ج 2 ص 35 حمي فيه ماء يقال له الثعلبية. و في البلدان لليعقوبي ص 311 ملحق بالاعلاق النفيسة لابن رسته بالافست الثعلبية مدينة عليها سور.
[457] بصائر الدرجات للصفار صفحة 3 و اصول الكافي باب مستقي العلم من بيت آل محمد.
[458] سير اعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 205.
[459] ابن شهراشوب جزء 2 ص 213 الشقوق بالضم منزل بعد زبالة للذاهب من الكوفة الي مكة هو لبني‌اسد فيه قبر العبادي «معجم البلدان».
[460] سماه الخوارزمي في المقتل جزء 1 صفحة 233 الفرزدق و هو اشتباه.
[461] لم يذكر الخوارزمي في المقتل جزء 1 ص 223 البيت الخامس و جعلها من انشائه عليه السلام.
[462] الطبري جزء 6 ص 226 و هي بضم الزاء المعجمة و تقع قبل الشقوق للذاهب من الكوفة الي مكة فيها حصن و جامع لبني‌اسد سمي الموضع باسم زبالة بنت مسعر امرأة من العمالقة، و يوم زبالة من أيام العرب و نسب الي المكان جماعة من المحدثين «معجم البلدان».
[463] كامل الزيارات ص 75.
[464] تاريخ الطبري ج 6 ص 226.
[465] ارشاد المفيد. و نفس المهموم للمحدث القمي ص 98 و ما بعدها طبع اول. ايران.
[466] في معجم البلدان بفتح اوله و آخره فاء و ثانيه مخفف سمي باسم رجل يقال له شراف استخرج عينا ثم حدثت آبار كبار كثيرة ماؤها عذب و من شراف الي واقصة ميلان، و في تاريخ الطبري جزء 4 ص 87 لما كان سعد بن أبي‌وقاص «بشراف» قدم عليه الاشعث بن قيس بألف و سبعمائة من اهل اليمن فترك الجموع بشراف و نهض الي العراق.
[467] حسم بضم الحاء المهملة و فتح السين بعدها ميم جبل كان النعمان بن المنذر يصطاد به و فيه للنابغة أبيات.
[468] في جمهرة انساب العرب لابن‌حزم ص 215 الحر بن يزيد بن ناجية بن قعنب بن عتاب الردف بن هرمي بن رياح يربوع و قيل لعتاب الردف لأن الملوك تردفه و في ص 213 قال يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
[469] مقتل الخوارزمي ج 1 ص 230 فصل 11.
[470] تاريخ الطبري ج 6 ص 226 و الطساس جمع طس (طبقات النحويين للنبيذي ص 50 (قال و أما طست فجمعه طسات.
[471] من قصيدة للعلامة الشيخ أحمد النحوي ذكرت في شعراء الحلة ج 1 ص 70 و للسيد الحجة ثقة الاسلام السيد محمد الكشميري: سقيت عداك الماء منك تحننا بأرض فلاة حيث لا يوجد الماء فكيف اذا تلقي محبيك في غد عطاشي من الاجداث في دهشة جاؤا
[472] تقدم استشهاده (ع) و تكرر منه الاستشهاد بها.
[473] ارشاد المفيد، و زاد ابن شهراشوب في المناقب جزء 2 ص 193 بعد البيت الثاني: اقدم نفسي لا اريد بقاءها لتلقي خميسا في الهياج عرمرما تقدم تمثله عليه السلام بالبيت الأول و الثاني و ما جري بين الحر و الحسين في الطريق «مقتل الخوارزمي ج 1 ص 230 و ما بعدها».
[474] البيضة ما بين واقصة الي عذيب الهجانات و هي أرض واسعة لبني‌يربوع بن حنظلة.
[475] الطبري جزء 6 ص 229 و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 21.
[476] في معجم البلدان الرهيمة بالتصغير عين تبعد عن خفية ثلاثة أميال و تبعد خفية عن الرحبة مغربا بضعة عشر ميلا و في وفاء الوفاء للمسهودي ج 2 ص 236 من حمي فيدماء يقال له الرحيمة بالحاء المهملة.
[477] امالي الصدوق ص 93 المجلس الثلاثون.
[478] في مقتل الخوارزمي ج 1 ص 226 و مثير الاحزان لابن‌نما و فيه رواية الحديث بتمامه.
[479] في معجم البلدان ج 3 ص 451 خفان موضع قرب الكوفة فيه عين عليها قرية لولد عيسي بن موسي الهاشمي و فيه ج 7 ص 125 القطقطانة تبعد عن الرهيمة الي الكوفة نيفا و عشرين ميلا.
[480] الارشاد و روضة الواعظين و البداية لابن‌كثير ج 8 ص 118 و اعلام الورزي ص 136 طبع أول ايران و في ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 151 ولي عبدالملك بن عمير اللخمي قضاء الكوفة بعد الشعبي و ساء حفظه و كان يغلط و في تهذيب الاسماء للنووي ج 1 ص 309 توفي سنة 136 و عمره مائة و ثلاث سنين.
[481] الارشاد للشيخ المفيد و روضة الواعظين للفتال.
[482] العذيب واد لبني‌تميم و هو حد السواد و فيه مسلحة للفرس بينه و بين القادسية ست أميال و قيل له عذيب الهجانات لان خيل النعمان ملك الحيرة ترعي فيه.
[483] في مقتل الخوارزمي ج 1 ص 23 قال الحسين (ع) لاصحابه: هل فيكم من يعرف الطريق علي غير الجادة؟ فقال الطرماح بن عدي الطائي أنا يا ابن رسول الله فقال له سر امامنا فسار امام الظعن يرتجز بالابيات، و عند ابن‌نما صفحة 24 ان الحر سار امام الحسين يرتجز بها، و في كامل الزيارات لابن‌قولويه صفحة 95 عن الرضا (ع) بينا الحسين يسير في جوف الليل سمع رجلا يرتجز بها، و في نفس المهموم صفحة 153 عن بعض المقاتل ان الطرماح لما وقع نظره علي الحسين انشأها.
[484] تاريخ الطبري ج 6 ص 230.
[485] ينسب القصر الي مقاتل بن حسان بن ثعلبة و ساق نسبه الحموي في المعجم الي امري‌ء القيس بن زيد ابن مناة بن تميم، يقع بين عين التمر و القطقطانة و القريات. خربه عيسي بن علي بن عبدالله بن العباس ثم جدده.
[486] في تاريخ الطبري ج 7 ص 168 و جمهرة أنساب العرب لابن‌حزم ص 385 كان عثماني العقيدة و لأجله خرج الي معاوية و حارب عليا يوم صفين و في ص 169 من تاريخ الطبري ج 7 طبعة أولي ذكر أحاديث في تمرده علي الشريعة بنهبه الأموال و قطعه الطرق و ذكر ابن‌الاثير ج 4 ص 112 انه لما أبطا علي زوجته في اقامته بالشام زوجها اخوها من عكرمة بن الخبيص و لما بلغه الخبر جاء و خاصم عكرمة الي علي بن أبي‌طالب فقال له ظاهرت علينا عدونا قال ابن‌الحر: ايمنعني عدلك من ذلك فقال عليه السلام: لا ثم أخذ اميرالمؤمنين المرأة و كانت حبلي فوضعها عند ثقة حتي وضعت فألحق الولد بعكرمة و دفع المرأة الي عبيدالله فعاد الي الشام الي ان قتل علي عليه السلام، و الي هذه القصة أشار محمد بن الحسن في المبسوط ج 10 ص 136 باب الخوارج و لم يذكر اسم عبيدالله بن الحر و في أيام عبدالملك سنة 68 قتل عبيدالله بالقرب من الانبار و في أنساب الاشراف ج 5 ص 297 قاتله عبيدالله بن العباس السلمي من قبل القباع و لما اثخن بالجراح ركب سفينة ليعبر الفرات و اراد أصحاب عبيدالله أن يقبضوا السفينة فاتلف نفسه في الماء خوفا منهم و جراحاته تشخب دما و في رسالة المغتالين لابن‌حبيب ص 268 من المجموعة السابعة من نوادر المخطوطات تحقيق هارون عبدالسلام ان عبدالملك ارسل عبيدالله الحر الجعفي لمحاربة مصعب في جيش كثيف ثم تخلف عنه الجيش حتي قتل من معه و عرض له عبيدالله بن العباس السلمي فقاتله ففر منه ابن‌الحر و ركب معبرة الفرات فصاح عبيدالله السلمي بالملاح لئن عبرت به لاقتلنك فكربه راجعا فعانقه ابن‌الحر فغرقا جميعا فاستخرجوا ابن‌الحر و نصبوه غرضا و رموه و هم يقولون امغازلا تجدها حتي قتلوه و يذكر ابن‌حبيب في «المحبر» ص 492 أن مصعب بن الزبير نصب رأس عبيدالله بن الحر الجعفي بالكوفة و في جمهرة أنساب العرب لابن‌حزم ص 583 أن أولاد عبيدالله بن الحر و هم: صدقة و برة و الاشعر شهدوا واقعة الجماجم مع ابن‌الاشعث. و في الاخبار الطوال ص 289 لما تجرد المختار للاخذ بثار الحسين كان عبيدالله بن الحر الجعفي في الجبل يغير علي اموال الناس فأرسل اليه المختار للمشاركة معه في الطلب بدم الحسين فلم يجبه فهدم المختار داره و نهب جميع ما فيها و اخذ امرأته فسجنها بالكوفة اه و لو كان صحيح الندم علي تاخره عن نصرة المظلوم لناصر المختار علي قتلة الحسين و كيف يتوفق للتوبة و قد امتنع عن اجابة سيدالشهداء و قد مشي اليه بنفسه و النور الالهي يعلوه و صبيانه اقمار الدجي من حوله.
[487] الاخبار الطوال ص 246.
[488] خزانة الادب للبغدادي ج 1 ص 298 ط بولاق و انساب الاشراف ج 5 ص 291.
[489] نفس المهموم ص 104.
[490] اسرار الشهادة ص 233.
[491] الأخبار الطوال ص 249.
[492] امالي الصدوق ص 94 مجلس 30.
[493] خزانة الادب ج 1 ص 298. و في مسير الحسين بنفسه المقدسة الي ابن‌الحر تعرف الغاية الملحوظة لأبي‌الضيم فانه عليه السلام بصدد اعلام الناس بما يجب عليهم من النهوض لسد باب المنكر و القاء الحجة عليهم كيلا يقول احد انه لم يدعني الي نصرته.
[494] مقتل الخوارزمي ج 1 ص 228 و ذكر الدينوري في الاخبار الطوال ص 258 أربعة منها و في روايته للثالث: فما أني غداة يقول حزنا اتتركنا و تزمع لانطلاق.
[495] عقاب الاعمال للصدوق ص 35 و رجال الكشي ص 74.
[496] الطبري ج 6 ص 231.و في مقتل العوالم ص 48: ان الحسين نام القيلولة بالعذيب فرأي في منامه قائلا يقول: تسرعون السير و المنايا تسرع بكم الي الجنة و في مقتل الخوارزمي ج 1 ص 226 نزل الحسين الثعلبية و نام وقت الظهيرة فانتبه باكيا فسأله ابنه علي الاكبر عن بكائه فقال: يا بني انها ساعة لا تكذب فيها الرؤيا و اني خفقت برأسي الخ.
[497] في مجلة المقتبس ج 10 من المجلد 7 سنة 1330 ه كانت من قري الطف الزاهرة بالعلوم و صادف عمرانها زمن الامام الصادق (ع) و في اوائل القرن الثالث لم يبق لها خبر.
[498] في مقاييس اللغة لابن‌فارس ج 1 ص 416: كتب ابن‌زياد الي ابن‌سعد ان جعجع بالحسين (ع) أراد به الجئه الي مكان خشن و قال بعضهم الجعجعة في هذا الموضع الازعاج. و ذكر الزهري في تهذيب اللغة ج 1 ص 68 مادة «جع» هذا الكتاب و قال معناه ضيق عليه. و قال الاصمعي الجعجعة الحبس و اراد ابن‌زياد بقوله: جعجع به أي: احبسه، و منه قول أوس بن حجر «اذا جعجعوا بين الاناخة و الحبس» و في هامش ديوانه صدر البيت «كأن جلود النمر جيبت عليهم».
[499] ارشاد المفيد.
[500] الغاضرية قرية منسوبة الي غاضرة من بني«أسد» و قيل تقع في شمالي قبر «عون» و في مناهل الضرب للسيد جعفر الاعرجي الكاظمي مخطوط في مكتبة الحجة الشيخ آغا بزرك الطهراني هو عون بن عبدالله بن جعفر بن مرعي بن علي بن الحسن البنفسج بن ادريس بن داود بن أحمد المسود بن عبدالله بن موسي الجون بن عبدالله بن المحض بن الحسن المثني بن الحسن بن اميرالمؤمنين (ع) سكن الحائر المقدس و له ضيعة علي فرسخ من كربلا أدركه الموت بها فدفن فيها و عليه قبة و يقصد بالزيارة و النذور، و اشتبه علي الناس أنه عون بن علي بن أبي‌طالب أو عون بن عبدالله بن جعفر الطيار فان الاخير دفن في حومة الشهداء بالحائر. و هناك آثار قلعة تعرف بقلعة بني‌أسد، و اما «شفية» فهي بئر لبني‌أسد «و العقر» كانت به منازل بخت نصر (و يوم العقر) قتل به يزيد بن المهلب سنة 102 ه و هذه قري متقاربة. و قال البكري في المعجم مما استعجم ج 3 ص 95 كانوا يقولون ضحي بنوحرب بالدين يوم كربلاء و ضحي بنومروان بالمروءة (يوم العقر) يعنون قتل الحسين بكربلا و قتل يزيد بن المهلب بالعقر. و في تاريخ الموصل لابن‌اياس المتوفي سنة 334 ص 16 قالت كثير بن عبدالرحمن الخزاعي: فتك و الله بالكرم يوم فتك بآل المهلب و في ص 16 أن الفرزدق رثي يزيد ابن المهلب بأبيات منها: و لا حملت انثي و لا وضعت بعد الاغر اصيب بالعقر.
[501] منتخب الطريحي ص 308 المطبعة الحيدرية سنة 1369.
[502] تحفة الازهار لابن‌شدقم - مخطوط - و في سير أعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 209 سأل الحسين عن الارض فقيل كربلا قال كرب و بلاء.
[503] البحار ج 10 ص 188.
[504] اللهوف.
[505] من قصيدة تبلغ 93 بيتا للشيخ محمد بن شريف بن فلاح الكاظمي صاحب القصيدة الكرارية في مدح اميرالمؤمنين و قد قرضها ثمانية عشر شاعرا من ادباء عصره و القصيدتان في مكتبة الحجة المحقق الأميني صاحب القدير.
[506] نص عليه الطبري في التاريخ ج 6 ص 233 و ابن‌الاثير في الكامل ج 4 ص 20 و المفيد في الارشاد.
[507] البحار ج 10 ص 198، و المقتل للخوارزمي ج 1 ص 237 تذهب علي القاري‌ء النكتة في سؤال الحسين عليه السلام عن اسم الارض و كل قضايا سيدالشهداء غامضة الاسرار و الامام عندنا معاشر الامامية عالم بما يجري في الكون من حوادث و ملاحم عارف بما اودع الله تعالي في الكائنات من المزايا اقدارا له من مبدع السماوات و الارضين تعالي شأنه و قد ذكرنا في المقدمة ما يشهد له و كان السر في سؤاله عليه السلام عن اسم الارض التي منعوا من اجتيازها أو ان الله تعالي أوقف الجواد كنا أوقف الجواد كما أوقف ناقة النبي (ص) عند «الحديبية» أن يعترف أصحابه بتلك الارض التي هي محل التضحية الموعودين بها باخبار النبي أو الوصي صلي الله عليهما لتطمئن القلوب و تمتاز الرجال، و تثبت العزائم، و تصدق المفاداة فتزاد بصيرتهم في الأمر و التأهب للغاية المتوخاة لهم حتي لا يبقي لأحد مجال للتشكيك في موضع كربلا التي هي محل تربته! و لا جزاف في هذا النحو من الاسئلة بعد أن صدر مثله من النبي (ص) فقد سأل عن اسم الرجلين اللذين قاما لحلب الناقة و عن اسم الجبلين اللذين في طريقه الي «بدر» الم يكن النبي صلي الله عليه و آله عالما بذلك؟ بلي، كان عالما ولكن المصالح الخفية علينا دعته الي السؤال و قد أشرنا اليها في كتاب (الشهيد مسلم) ص 90 في عنوان «مسلم لا يتطير»، و هذا باب من الاسئلة يعرف عند علماء البلاغة «بتجاهل العارف» و اذا كان فاطر الاشياء الذي لا يغادر علمه صغيرا و لا كبيرا يقول لموسي (ع): «و ما تلك بيمينك يا موسي» و يقول لعيسي (ع): «أأنت قلت للناس اتخذوني و امي الهين» لضرب من المصلحة و قال سبحانه للخليل (ع) «أو لم تؤمن؟ مع انه عالم بايمانه فالامام المنصوب من قبله أمينا علي شرعه لا تخفي عليه المصالح. كما ان سيدالشهداء (ع) لم يكن في تعوذه من الكرب و البلاء عندما سمع باسم كربلاء متطيرا، فان المتطير لا يعلم ما يرد عليه و انما يستكشف ذلك من الاشياء المعروفة عند العرب انها سبب للشر، و الحسين (ع) علي يقين مما ينزل به في ارض الطف من قضاء الله، فهو عالم بالكرب الذي يحل به و باهل بيته و صحبه كما أنبأ عنه غير مرة.
[508] هذا في اللهوف، و عند الطبري ج 6 ص 229 انه خطب به بذي حسم و في العقد الفريد ج 2 ص 312 و حلية الاولياء ج 3 ص 39 و ابن‌عساكر ج 4 ص 333 مثل اللهوف و في مجمع الزوائد ج 9 ص 192 و ذخائر العقبي ص 149 و العقد الفريد ج 312 2 يظهر منه انه خطب ذلك يوم عاشوراء و في سير أعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 209 لما نزل عمر بن سعد بالحسين خطب أصحابه.
[509] اللهوف ص 44.
[510] مقتل العوالم ص 76.
[511] للعلامة الطاهر السيد رضا ابن آية الله السيد محمد الهندي (قده).
[512] كشكول الشيخ البهائي ج 2 ص 91 ط مصر نقلا عن كتاب الزيارات لمحمد بن احمد بن داود القمي، و حكاه عنه السيد ابن طاووس في مصباح الزائر و العجب من صاحب مفتاح الكرامة في كتاب المتاجر ص 245 انه انكر شراء الحسين اربعة أميال من جهات قبره الشريف مدعيا عدم وقوفه علي ذلك في الأخبار و علي كلمات العلماء. كما ان أميرالمؤمنين اشتري من الدهاقين ما بين الخورنق الي الحيرة و الي الكوفة بأربعين الف درهم و قال لمن اعترض عليه بأنها أرض لا تنبت: اني سمعت رسول الله يقول: كوفان يرد أولها علي آخرها يحشر من ظهرها سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب و اشتهيت ان يحشروا في ملكي (فرحة الغري لابن‌طاووس ص 29 الباب الثاني المطبعة الحيدرية في النجف».
[513] كامل الزيارات ص 75 باب 23 و ذكر ابوالفرج في الأغاني ج 8 ص 151 طبعة ساسي ان الحسن البصري كتب الي عمر بن عبدالعزيز بذلك لما ولي الخلافة و في مروج الذهب اخبار عمر بن عبدالعزيز انه كتب الي أبي‌حازم المدني الاعرج اوصني و اوجز فكتب اليه بذلك. و في (موضوعات) علي القاري أول حرف الكاف، قال السيوطي لم أقف عليه مرفوعا و اخرجه ابونعيم عن عمر بن عبدالعزيز.
[514] للسيد حيدر الحلي رحمه الله.
[515] البحار ج 10 ص 189، و مقتل العوالم ص 76.
[516] في تجريد الاغاني ج 1 قسم اول ص 277 لابن‌واصل الحموي المتوفي سنة 697 ه في أول اخبار حنين قال: عرف هذا الحمام بأعين حاجب بشر بن مروان بن الحكم. و في معجم البلدان ج 3 ص 334 مادة حمام أعين بالكوفة منسوب الي اعين مولي سعد بن ابي‌وقاص.
[517] الطبري ج 6 ص 232.
[518] الاخبار الطوال ص 251، و في معجم البلدان ج 4 ص 58 دستبي بفتح أوله و سكون ثانية و فتح التاء المثناة من فوق و الباء الموحدة المقصورة كورة كيبرة بين همدان و الري فقسم يقال له دستبي الرازي و قسم دستبي همدان و بسعي ابي‌مالك حنظلة بن خالد التميمي اضيفت الي قزوين.
[519] في أحسن التقاسيم للمقدسي ص 385 قال: و هذه المدينة أهلكت عمر بن سعد الشقي حتي قتل الحسين بن عامر ثم اختارها مع النار حيث يقول أخزاه الله و ذكر البيتين كما هنا الا قوله «و الري رغبتي».
[520] ابن‌الاثير ج 4 ص 22 - أقول جاء في المثل من عافاك اغناك يتحدث ابن‌الجوزي في صفوة الصفوة ج 3 ص 161 ان رجلا بالبصرة من قواد ابن‌زياد سقط من السطح فتكسرت رجلاه فعاده ابوقلابة و قال ارجو ان يكون هذا خيرا لك فتحقق قوله حين حمله ابن‌زياد علي الخروج الي حرب الحسين (ع) فقال للرسول: انظر ما انا فيه و بعد سبعة أيام أتاه الخبر بقتل الحسين (ع) فحمد الله علي العافية.
[521] الطبري ج 6 ص 233 و 234.
[522] هي العباسية في كلام ابن‌نما و تعرف اليوم بالعباسيات و موقعها قريب من «ذي الكفل» و في اليقين لرضي‌الدين ابن طاووس ص 147 باب 146 ان النخيلة تبعد عن الكوفة فرسخين.
[523] الاخبار الطوال ص 253.
[524] البحار عن مقتل محمد بن أبي‌طالب.
[525] الاكليل للهمداني ج 10 ص 87 و 101 و دالان بطن من همدان منهم بنوعرار بضم العين و هو عرار ابن رؤاس بن دالان بن جييش بن ماشبح بن وادعة في جمهرة انساب العرب لابن‌حزم ص 321 ذكر نسب وادعة.
[526] مقتل العوالم ص 15 و ص 45.
[527] الاخبار الطوال ص 253.
[528] في البدء و التاريخ ج 6 ص 10 سماه بشر بن ذي الجوشن. و في عجالة المبتدي في النسب تأليف الحافظ أبي‌بكر محمد بن أبي‌عثمان الحازمي الهمداني المتوفي سنة 584 «اسمه شور بن ذي‌الجوشن» و لأبيه صحبة و رواية روي عنه ابنه شور.
[529] ابن شهراشوب ج 2 ص 215.
[530] ابن‌نما و اللهوف.
[531] امالي الصدوق ص 71 مجلس 30 و في مطالب السؤول انهم عشرون الفا و في هامش تذكرة الخواص انهم مائة الف و في تحفة الازهار لابن‌شدقم ثمانون الفا. و في اسرار الشهادة ص 237 ستة آلاف فارس و الف الف راجل. و لم يذكر ابوالفدا في تأريخه ج 2 ص 190 غير خروج ابن‌سعد في أربعة آلاف و الحر في الفين و في عمدة القاري‌ء للعيني ج 7 ص 656 كتاب المناقب كان جيش ابن‌زياد الف فارس رئيسهم الحر و علي مقدمتهم الحصين بن نمير.
[532] تظلم الزهراء ص 101 و مقتل محمد بن أبي‌طالب.
[533] من قصيدة للسيد حيدر الحلي رضوان الله عليه.
[534] نفس المهموم للمحدث القمي ص 116 و مقتل الخوارزمي ج 1 ص 244 و مقتل العوالم ص 78.
[535] الطبري ج 6 ص 234 و ارشاد المفيد و مقتل الخوارزمي ج 1 و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 22.
[536] من قصيدة للسيد جعفر الحلي نور الله ضريحه.
[537] مقتل محمد بن أبي‌طالب و علي هذه الرواية يكون طلبهم للماء في السابع و لعله هو المنشأ في تخصيص ذكر العباس بيوم السابع. و في أمالي الصدوق ص 95 مجلس 3 أرسل الحسين بن علي ولده عليا الاكبر في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا ليستقوا الماء.
[538] كذا ورد في ديوان الشاعر أبي‌الحب.
[539] للشيخ محسن ابوالحب الحائري رحمه الله.
[540] مقتل العوالم ص 78.
[541] تظلم الزهراء ص 103.
[542] تظلم الزهراء ص 103 و مقتل الخوارزمي ج 1 ص 245.
[543] تاريخ الطبري ج 6 ص 268.
[544] العقد الفريد، باب نهضة المختار.
[545] مروج الذهب ج 105 / 2 في اخبار يزيد.
[546] الاتحاف بحب الاشراف 15 و تهذب التهذيب ج 2 ص 253.
[547] الطبري ج 6 ص 235.
[548] في البداية لابن‌كثير ج 8 ص 188 كان الحسين يحدث أصحابه في كربلاء بما قاله جده (ص): كأني انظر الي كلب ابقع يلغ في دماء أهل بيتي و لما رأي الشمر ابرص قال هو الذي يتوي قتلي! و في الاعلاق النفيسة لابن رسته ص 222 كان الشمر بن ذي‌الجوشن قاتل الحسين ابرص. و في ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 449 كان شمر بن ذي‌الجوشن احد قتلة الحسين عليه السلام فليس للروية بأصل و لما قيل له كيف اعنت علي ابن فاطمة قال: ان امراءنا امرونا فلو خالفناهم كنا أشد من الحمر الشقاء قال الذهبي و هذا عذر قبيح فانما الطاعة في المعروف. و في كتاب صفين لنصر بن مزاحم ص 303 و ما بعدها. طبع مصر: كان شمر بن ذي‌الجوشن مع اميرالمؤمنين (ع) في صفين، و خرج من أصحاب معاوية (ادهم بن محرز) يطلب المبارزة فخرج اليه شمر بن ذي‌الجوشن و اختلفا بضربتين، ضربه أدهم علي جبينه فاسرع السيف حتي خالط العظم و ضربه شمر فلم يصنع فيه شيئا، فرجع الشمر الي عسكره يشرب الماء و اخذ رمحا و قال: (اني زعيم لاخي باهلة بطعنة ان لم امت عاجلة و ضربة تحت الوغي فاصلة شبيهة بالقتل أو قاتله) فحمل علي أدهم و هو ثابت فطعنه فوقع عن فرسه و حمله أصحابه فانصرف شمر... و في نفح الطيب للمقريزي ج 2 ص 143 مطبعة عيسي البابي مطبوعات دار المأمون ان الصميل بن حاتم بن الشمر بن ذي‌الجوشن كان رأس المضرية متحاملا علي اليمانية «و هذه العبارة واردة في طبعة بيروت ج 1 ص 222 تحقيق محمد محيي‌الدين». و في حاشية الكتاب، كان حاتم بن الشمر مع أبيه في الكوفة و لما قتل المختار شمر بن ذي‌الجوشن هرب ابنه الي قنسرين. و في ص 145 ذكر ان الصميل كان واليا علي سرقسطة ثم فارقها و تولي علي طليطلة. و في كتاب الحلة السيراء لابن الابار ج 1 ص 67 لما ظهر المختار بالكوفة فر الشمر بن ذي‌الجوشن قاتل الحسين بن علي الي الشام باهله و ولده، فاقام بها في عز و منعة، و قيل قتله المختار وفر ولده الي ان خرج كلثوم بن عياض القشيري غازيا الي المغرب، فكان الصميل ممن ضرب عليه البعث في اشراف أهل الشام و دخل الأندلس في طاعة بلج بن بشر و هو الذي قام بأمر المضرية في الاندلس عندما أظهر ابوالخطار الحسام بن ضرار الكلبي العصبية لليمانية و مات الصميل في سجن عبدالرحمن بن معاوية سنة 142 و كان شاعرا. و في تاريخ علماء الاندلس لابن‌الفوطي ج 1 ص 234 باب الشين، شمر بن ذي‌الجوشن الكلاعي من اهل الكوفة هو الذي قدم برأس الحسين (ع) علي يزيد بن معاوية و لما ظهر المختار هرب بعياله منه ثم خرج كلثوم بن عياض غازيا المغرب و دخل الي الاندلس في طالعة بلج، و هو جد الصميل بن حاتم بن شمر القيسي صاحب الفهري 1 ه و الاصح ما ذكره الدينوري في الأخبار الطوال 296 ان شمر بن ذي‌الجوشن قتله أصحاب المختار بالمذار و بعث برأسه الي محمد ابن الحنفية و في الاعلاق النفيسة لابن‌رسته ص 222 كان الشمر بن ذي‌الجوشن ابرص و في تاريخ الطبري ج 7 ص 122 و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 92 حوادث سنة 65 كان الشمر ابرص يري بياض برصه علي كشحه.
[549] ابن‌الاثير ج 4 ص 23.
[550] الطبري ج 6 ص 236.
[551] في جمهرة انساب العرب لابن‌حزم ص 261 و ص 265 قال: اولاد كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن مصنور بن عكرمة بن حفصة بن قيس عيلان بن مضر - أحد عشر ولدا منهم كعب و الضباب فمن ولد كعب بنوالوحيد الذين منهم ام‌البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد كانت تحت علي بن أبي‌طالب فولدت له محمدا الاصغر و عثمان و جعفر و العباس و في ص 270 ذكر بني‌الضباب فقال منهم الشمر بن ذي‌الجوشن قاتل الحسن و اسم ذي‌الجوشن جميل بن الاعور عمرو بن معاوية و هو الضباب. و من ولده الصميل بن حاتم بن شمر بن ذي‌الجوشن ساد بالاندلس و له بها عقب و نزالتهم بالخشيل من شوذر من عمل جيان. و في العقد الفريد ج 2 ص 83 عند ذكر مذحج قال: الضباب في بني‌الحارث بن كعب مفتوحة الضاد و في بني‌عامر بن صعصعة مكسورة و حيث أن الشمر من بني‌عامر بن صعصعة يكون الضباب بكسر الضاد.
[552] تذكرة الخواص ص 142 حكاه عن جده ابي‌الفرج في المنتظم و أعلام الوري ص 28.
[553] ابن‌نما ص 28.
[554] اسرار الشهادة ص 387.
[555] للحجة آية الله الشيخ محمد حسين الاصفهاني قدس سره.
[556] البحار عن مقتل محمد بن ابي‌طالب الحائري، و مقتل الخوارزمي ج 243 / 1.
[557] الطبري ج 6 ص 137 و روضة الواعظين ص 157 و الارشاد للمفيد و البداية لابن‌كثير ج 8 ص 176. غير خاف ما في هذه الكلمة الذهبية من مغزي دقيق تري الفكر يسف عن مداه و اني له أن يحلق الي ذروة الحقيقة من ذات طاهرة تفتدي بنفس الامام علة الكائنات و الفيض الاقدس للممكنات. نعم عرفها البصير الناقد بعد أن جربها بمحك النزاهة فوجدها مشبوبة بجنسها ثم اطلق عليها تلك الكلمة الغالية «و لا يعرف الفضل الا أهله». و لا يذهب بك الوهم أيها القاري‌ء الي القول بعدم الأهمية في هذه الكلمة بعد قول الامام (ع) في زيارة الشهداء من زيارة وارث بأبي أنتم و امي طبتم و طابت الارض التي فيها دفنتم، لأن الامام (ع) في هذه الزيارة لم يكن هو المخاطب لهم و انما هو عليه السلام في مقام تعليم صفوان الجمال عند زيارتهم ان يخاطبهم بذلك فان الرواية تنص كما في مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ان صفوان استأذن الصادق في زيارة الحسين و ان يعرفه ما يقوله و يعمل عليه فقال له: يا صفوان صم قبل خروجك ثلاثة أيام الي ان قال: ثم اذا اتيت الحائر فقل: الله اكبر، ثم ساق الزيارة الي أن قال: ثم اخرج من الباب الذي يلي رجلي علي بن الحسين و توجه الي الشهداء و قل: السلام عليكم يا أولياء الله الي آخرها. فالامام الصادق (ع) في مقام تعليم صفوان أن يقول في السلام علي الشهداء ذلك و ليس في الرواية ما يدل علي أنه عليه السلام كيف يقول لو أراد السلام علي الشهداء.
[558] الطبري ج 6 ص 337.
[559] للكعبي رحمه الله.
[560] اثبات الرجعة للفضل بن شاذان هكذا عرفه و هو بالغيبة أنسب فانه لم يوجد فيه من أخبار الرجعة الا حديث واحد.
[561] طبري ج 6 ص 238 و 239 و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 34.
[562] اثبات الرجعة.
[563] تاريخ الطبري ج 6 ص 238 و الكامل ج 4 ص 24 و الارشاد للمفيد و اعلام الوري ص 141 و سير اعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 202.
[564] مثير الاحزان لابن‌نما ص 17.
[565] ارشاد المفيد و تاريخ الطبري ج 6 ص 239.
[566] اللهوف ص 53.
[567] للعلامة السيد رضا الهندي رحمه الله.
[568] نفس المهموم ص 122.
[569] اسرار الشهادة.
[570] نفس المهموم ص 122.
[571] الخرايج للراوندي.
[572] أخبار الزمان للمسعودي ص 247.
[573] اثابت الرجعة.
[574] الطبري ج 6 ص 241.
[575] رجال الكشي ص 53 طبع الهند.
[576] للعلامة السيد محمد حسين الكيشوان رحمه الله.
[577] تاريخ الطبري ج 6 ص 240 ط اول.
[578] اللهوف و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 217 طبع النجف و سير اعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 210.
[579] تاريخ الطبري ج 4 ص 240 و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 24 و مقتل الخوارزمي ج 1 ص 238 فصل 11 و مقاتل الطالبيين لأبي‌الفرج ص 45 طبع ايران.
[580] اللهوف.
[581] الارشاد.
[582] الطبري ج 6 ص 240.
[583] الدمعة الساكبة ص 325 و تكرر في كلامه هلال بن نافع و هو اشتباه فان المضبوط «نافع بن هلال» كما في زيارة الناحية و تاريخ الطبري و كامل ابن‌الاثير.
[584] نفس المهموم ص 125 عن الصدوق.
[585] للعلامة السيد محمد حسين الكيشوان ترجمته في شعراء الغري ج 8 ص 3.
[586] المقبولة الحسينية ص 62 لحجة الاسلام آية الله الشيخ هادي آل كاشف الغطاء قدس الله سره.
[587] للشيخ جعفر الخطي، كما في الدر النضيد ص 93.
[588] الخصائص للسيوطي ج 2 ص 125 و اعلام النبوة للماوردي ص 83.
[589] كامل الزيارات ص 175 و مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص 39.
[590] مزار ابن المشهدي من أعلام القرن السادس.
[591] في شعراء الحلة ج 5 ص 540 انها للشيخ هادي النحوي المتوفي سنة 1225 ه.
[592] كامل الزيارات ص 73 و اثبات الوصية ص 139 المطبعة الحيدرية.
[593] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 4.
[594] تاريخ الطبري ج 6 ص 241 و تذكرة الخواص ص 143 طبع الحجر.
[595] اختلف المؤرخون في عدد اصحاب الحسين «الاول» انهم اثنان و ثلاثون فارسا و اربعون راجلا ذكره الشيخ المفيد في الارشاد و الطبرسي في اعلام الوري ص 142 و الفتال في روضة الواعظين ص 158 و ابن‌جرير في التأريخ ج 6 ص 241 و ابن‌الاثير في الكامل ج 4 ص 24 و القرماني في اخبار الدول ص 108 و الدينوري في الاخبار الطوال ص 354. «الثاني» انهم اثنان و ثمانون راجلا نسبه في الدمعة الساكبة ص 327 الي الرواية و هو المختار. «الثالث» ستون راجلا ذكره الدميري في حياة الحيوان في خلافة يزيد ج 1 ص 73. «الرابع» ثلاثة و سبعون رجلا ذكره الشريشي في شرح مقامات الحريري ج 1 ص 193.«الخامس» خمسة و اربعون فارسا و نحو مائة راجل ذكره ابن‌عساكر كما في تهذيب تاريخ الشام ج 4 ص 337. «السادس» اثنان و ثلاثون فارسا و اربعون راجلا ذكره الخوارزمي في المقتل ج 2 ص 4. «السابع» واحد و ستون رجلا ذكره المسعودي في اثبات الوصية ص 35: طبع المطبعة الحيدرية. «الثامن» خمسة و اربعون فارسا و مائة راجل ذكره ابن‌نما في مثير الاحزان ص 28 و في اللهوف ص 56 انه المروي عن الباقر عليه السلام. «التاسع» اثنان و سبعون رجلا ذكره الشبراوي في الاتحاف بحب الاشراف ص 17. «العاشر» ما في مختصر تاريخ دول الاسلام للذهبي ج 1 ص 31 أنه عليه السلام سار في سبعين فارسا من المدينة.
[596] في شرح النهج لابن ابي‌الحديد ج 1 ص 81 مصر كانت الكوفة اسباعا.
[597] تاريخ الطبري ج 6 ص 241.
[598] الارشاد للشيخ المفيد و تاريخ الطبري ج 6 ص 242.
[599] ابن‌الاثير في الكامل ج 4 ص 25 و تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 233 و ذكر الكفعمي في المصباح ص 158 طبع الهند: ان النبي (ص) دعا به يوم بدر و اختصره الذهبي في سير اعلام النبلاء ج 3 ص 202.
[600] تاريخ الطبري ج 6 ص 242.
[601] زهر الآداب للحصري ج 1 ص 62 طبع دار الكتب العربية سنة 1372.
[602] مقتل محمد بن ابي‌طالب الحايري.
[603] بالفاء الموحدة فيهما رواه ابن‌نما في مثير الاحزان ص 26 و هو اصح مما يمضي علي الألسن و يوجد في بعض المقاتل بالفاف من الاقرار لأنه علي هذا تكون الجملة الثانية غير مفيدة الا ما أفادته التي قبلها بخلافه علي قراءة «الفرار» فان الجملة الثانية تفيد انه لا يفر من الشدة و القتل كما يصنعه العبيد و هو معني غير ما تؤدي اليه الجملة التي قبلها علي أنه يوجد في كلام اميرالمؤمنين ما يشهد له، ففي تاريخ الطبري ج 6 ص 76 طبع اول و كامل ابن‌الاثير ج 3 ص 148 و نهج‌البلاغة ج 1 ص 104 المطبعة الاميرية ان اميرالمؤمنين قال في مصقلة بن هبيرة لما فر الي معاوية: ما له فعل فعل السيد وفر فرار العبد و خان خيانة الفاجر؟ و قصته علي ما ذكرها ابن‌حزم في جمهرة انساب العرب ص 164 ان اصحاب الحريث بن راشد من بني‌عبدالبيت بن الحارث ارتدوا ايام علي (ع) فحاربهم و قتلهم و سبي نساءهم و ابنائهم فابتاعهم مصقلة الشيباني و اعتقهم ثم هرب الي معاوية فامضي علي (ع) عتقه لهم.
[604] تاريخ الطبري ج 6 ص 243.
[605] من قصيدة لآية الله الحجة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ذكرت بتمامها في كتابنا «قمر بني‌هاشم».
[606] في مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 193 ابن‌جويرة أو جويزة و في مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 248 مالك بن جريرة، و في روضة الواعظين - للفتال ص 159 طبع أول يقال له: ابن ابي‌جويرة المزني و ان فرسه نفرت به و ألقته في النار التي في الخندق.
[607] كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 27.
[608] مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 249 فصل 11 و اقتصر الصدوق في الامالي علي دعائه علي محمد بن الأشعث.
[609] روضة الواعظين للفتال ص 159 طبع أول.
[610] الكامل لابن‌الأثير ج 4 ص 27.
[611] تاريخ الطبري ج 6 ص 243.
[612] قال ابن‌الاثير في الكامل ج 4 ص 37 برير بالباء الموحدة و فتح الراء المهملة و سكون الياء المثناة من تحتها و آخره راء و خضير بالخاء و الضاد المعجمتين.
[613] في امالي الصدوق ص 96 مجلس 30 طبعة اولي: لما بلغ العطش من الحسين و اصحابه استأذن برير أن يكلم القوم فاذن له.
[614] البحار ج 10 عن محمد بن أبي‌طالب.
[615] تذكرة الخواص ص 143.
[616] بالكسر فالفتح - تاج العروس.
[617] نقلناها من اللهوف ص 54 و رواها ابن‌عساكر في تاريخ الشام ج 4 ص 333 و الخوارزمي في المقتل ج 2 ص 6 و في نقليهما خلاف لما هنا و قال ابن‌حجر في الاصابة ج 3 ص 205. وفد فروة بن مسيك بالتصغير علي النبي (ص) سنة تسع مع مذحج و استعمله النبي علي مراد و مذحج و زبيد، و في الاستيعاب سكن الكوفة أيام عمر و ذكر ابن‌هشام في السيرة بهامش الروض الانف ج 2 ص 344 لما كانت الوقعة بين مراد و همدان انشأ أبياتا تسعة و لم يكن فيها البيت الثالث و الرابع، و في اللهوف ذكر سبعة مع البيتين. و في الأغاني ج 19 ص 49 نسب الفرزدق الي خاله العلاء بن قرظة قوله: اذا ما الدهر جر علي اناس بكلكله اناخ بآخرينا فقل للشامتين... الخ. و ذكر ابن‌عساكر في تاريخ الشام ج 4 ص 334 و الخوارزمي في المقتل ج 2 ص 7 الأول و الثاني و لم ينسباهما الي احد. و نسبهما المرتضي في الامالي ج 1 ص 181 الي ذي الاصبع العدواني و في عيون الأخبار لابن‌قتيبة ج 3 ص 114 و شرح الحماسة للتبريزي ج 3 ص 191 انها للفرزدق. و في الحماسة البصرية ص 30 انهما من قصيدة فروة بن مسيك و يرويان لعمر بن قعاس.
[618] الطب بالكسر: الارادة و العادة.
[619] تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 334 و المقتل الخوارزمي ج 2 ص 7 و اللهوف ص 54.
[620] اللهوف ص 56 ط صيدا و المقتل للخوارزمي ج 3 ص 7.
[621] مقتل العوالم ص 84.
[622] تظلم الزهراء ص 110 و مقتل العوالم ص 84 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 8.
[623] الطبري ج 6 ص 244.
[624] في البداية لابن‌كثير ج 7 ص 63 في واقعة اليرموك قال (جرجه) و هو من النصاري لخالد بن الوليد: ما منزلة من يدخل منا في هذا الأمر؟ قال خالد: له من الأجر أفضل مما لنا لانا صدقنا نبينا و هو حي بين أظهرنا يأتيه وحي السماء و نري الآيات و من يسلم منكم و هو لم يسمع ما سمعنا و لم ير ما رأينا من العجائب و الحجج و كان دخوله في هذا الأمر بنية صادقة كان أفضل منا فعند ذلك قلب (جرجه) الترس و مال مع خالد و قال علمني الاسلام... و في انساب الاشراف للبلاذري ج 1 ص 42 طبع دار المعارف مصر كان العرب اذا خافوا و وردوا علي من يستجيرون به و جاؤا للصلح نكسوا رماحهم. و قال في ص 43 وفد الحارث بن ظالم علي عبدالله بن جدعان (بعكاظ) و هم يرون حرب قيس فكذلك نكس رمحه ثم رفعه حين عرفوه و أمن.
[625] اللهوف ص 58 و امالي الصدوق ص 97 مجلس 30 و روضة الواعظين ص 159.
[626] امالي الصدوق ص 93 مجلس 30.
[627] مثير الاحزان لابن‌نما ص 31 و في مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 9 كان معه غلام له تركي.
[628] الهبل بالتحريك: الثكل، و العبر بالفتح الحزن و جريان الدمعة كاستعبر تاج العروس.
[629] ابن‌الاثير ج 4 ص 27.
[630] الخطط المقريزية ج 2 ص 287.
[631] مقتل العوالم ص 84.
[632] اللهوف ص 56.
[633] البحار عن محمد بن أبي‌طالب.
[634] من قصيدة للشيخ حسون الحلي «شعراء الحلة» ج 2 ص 104.
[635] من قصيدة للحجة للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء «قدس سره» طبعت في كتابنا «قمر بني‌هاشم».
[636] الطبري ج 6 ص 245 و ابن‌الاثير ج 4 ص 37.
[637] ابن‌الاثير ج 4 ص 29.
[638] في الاصابة ج 3 ص 94 قسم 3 مجمع بن عبدالله بن مجمع بن مالك بن اياس بن عبدمناة بن سعد قتل مع الحسين بن علي عليه السلام بالطف و لابيه ادراك.
[639] الطبري ج 6 ص 255.
[640] اللهوف ص 57.
[641] الحدايق الوردية مخطوط.
[642] الطبري ج 6 ص 249.
[643] كامل ابن‌اثير ج 4 ص 27.
[644] البداية لابن‌كثير ج 8 ص 182.
[645] تاريخ الطبري ج 6 ص 249.
[646] مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 217.
[647] حكي هذا ابن‌الاثير و في مقتل الخوارزمي ج 2 ص 13 ان شماله قطعت بعد ان قطعت يمينه.
[648] الطبري ج 6 ص 251 و في مسند أحمد ج 2 ص 100 طبعة اولي عن ابن‌عمر: مر رسول الله (ص) في غزاة غزاها بامرأة مقتولة فنهي عن قتل النساء و الصبيان.
[649] تظلم الزهراء ص 113.
[650] تاريخ الطبري ص 251 ج 6 و اختصره الخوارزمي في المقتل ج 2 ص 16.
[651] تاريخ الطبري ص 251 جزء 6.
[652] اعلام الوري ص 145 و ابن‌الاثير جزء 4 ص 28.
[653] ابن‌الاثير جزء 4 صفحة 28 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 16.
[654] الطبري جزء 6 صفحة 255.
[655] امالي الصدوق صفحة 17 مجلس 30 و في ذخيرة الدارين قتل تسعة عشر رجلا.
[656] في جمهرة انساب العرب لابن‌حزم صفحة 373 و الاكليل للهمداني جزء 10 ص 97 ابوثمامة هو زياد بن عمرو بن عريب بن حنظلة بن دارم الصائدي قتل مع الحسين و في تأريخ الطبري جزء 6 ص 151 و زيارة الناحية المقدسة ابوثمامة عمرو بن عبدالله الصائدي و في اللباب لابن‌الاثير جزء 2 ص 46 الصائدي نسبة الي صائد بطن من همدان و اسم صايد كعب بن شرحبيل الخ.
[657] في الوسائل ج 1 ص 247 باب 41 في مواقيت الصلاة (طبع عين الدولة) كان اميرالمؤمنين (ع) مشتغلا بالحرب و يراقب وقت الصلاة فقال له ابن‌عباس ما هذا الفعل يا اميرالمؤمنين قال: اراقب الشمس، فقال له ان عندنا لشغلا بالقتال عن الصلاة، فقال عليه السلام انما قاتلناهم علي الصلاة: و لم يترك صلاة الليل حتي ليلة الهرير.
[658] مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 17.
[659] ابن‌الاثير جزء 4 ص 29 و تاريخ الطيري ج 6 ص 251 و في مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 19 قطع التميمي رأس حبيب و يقال بديل بن صريم و علق الرأس في عنق الفرس فلما دخل الكوفة رآه ابن‌حبيب ابن مظاهر و هو غلام غير مراهق فوثب عليه و قتله و أخذ رأسه.
[660] الطبري ج 6 ص 252 و البداية جزء 8 ص 183.
[661] تاريخ الطبري الجزء السادس ص 248 و ص 250.
[662] مناقب ابن شهراشوب الجزء الثاني ص 217 ايران.
[663] هذا في تظلم الزهراء ص 118 و البحار الجزء العاشر ص 117 و الجزء الثالث عشر صفحة 135 عن الغيبة للنعماني ص 113 طبع الحجر باب ما يلحق الشيعة من التمحيص و في تاريخ الطبري الجزء السادس صفحة 256 و ابن‌الاثير الجزء الرابع صفحة 30 و ارشاد المفيد انه وضع فسطاطا في الميدان و لم يذكروا كلمة الحسين المعربة عن قداسة الموقف.
[664] مقتل العوالم صفحة 85 و في مقتل الخوارزمي ج 2 ص 11.
[665] روضة الواعظين ص 160 و امالي الصدوق ص 97 مجلس 30.
[666] مقتل العوالم صفحة 88 و مقتل الخوارزمي الجزء الثاني ص 17 و الذي اراه ان صلاة الحسين كانت قصرا، لانه نزل كربلاء في الثاني من المحرم و من أخبار جده الرسول صلي الله عليه و آله و سلم مضافا الي علمه بأنه يقتل يوم عاشوراء لم يستطع أن ينوي الاقامة اذا لم تكمل له عشرة ايام و تخيل من لا معرفة له بذلك انه صلي صلاة الخوف.
[667] مثير الاحزان لابن‌نما صفحة 44.
[668] للعلامة السيد محمد ابن آية الله السيد جمال الكلبايكاني.
[669] مقتل العوالم صفحة 88.
[670] ذخيرة الدارين صفحة 178.
[671] اللهوف ص 62.
[672] اسرار الشهادة ص 175.
[673] مثير الاحزان لابن‌نما ص 34.
[674] الطبري ج 6 ص 255.
[675] مقتل العوالم ص 85 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 25.
[676] الطبري ج 6 ص 253 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 20.
[677] في جمهرة انساب العرب لابن‌حزم ص 345: من ولد عمرو بن عامر بن زيد مناة بن مالك الاغر، و هو الشاعر المعروف بابن الاطنابة قرظة بن كعب بن عمرو الشاعر له صحبة كان لقرظة بن عمرو ابنان عمرو قتل مع الحسين و آخر مع ابن‌سعد و لم يسمه.
[678] مقتل العوالم ص 88.
[679] ابن‌الاثير ج 4 ص 27.
[680] الطبري ج 6 ص 252 و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 29 و البداية ج 8 ص 184.
[681] مقتل العوالم ص 90 و ذكر ابن‌كثير في البداية ج 8 ص 184 الشطر الاول و الرابع، و مثله في رواية الصدوق في الامالي و سماه هلال بن حجاج.
[682] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 21.
[683] الطبري ج 6 ص 253.
[684] البداية لابن‌كثير ج 8 ص 84، و الطبري ج 6 ص 253.
[685] مقتل العوالم 91، و ابصار العين صفحة 85 و في مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 24 كان الغلام التركي من موالي الحسين (ع) قارئا للقرآن عارفا بالعربية و قد وضع الحسين خده علي حين صرع فتبسم!
[686] ذخيرة الدارين ص 366.
[687] في تاريخ الطبري ج 6 ص 247 انه من بني‌عمير بن ربيعة و هو حليف لبني‌سليمة ابن بني‌عبدالقيس.
[688] في تاج العروس بمادة «لوذ» لوذان بن عبدود بن الحرث بن زيد بن جشم بن حاشد.
[689] الطبري ج 6 ص 248.
[690] تاريخ الطبري ج 6 ص 254.
[691] في اعلام الوري ص 145 سماه شوذان و في ارشاد المفيد كما هنا.
[692] الطبري ج 6 ص 254.
[693] في تاريخ الطبري ج 6 ص 239 بالحاء المهملة و بعدها واو ثم الياء «حوي» و في مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 218: برز جوين ابن ابي‌مالك مولي ابي‌ذر الغفاري و في مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 237 جون مولي ابي‌ذر الغفاري و كان عبدا أسود.
[694] مثير الاحزان لابن‌نما ص 33 طبع ايران و في اللهوف ص 61 طبع صيدا أفتنفس بالجنة أترغب أن لا أدخل الجنة!
[695] مقتل العوالم ص 88.
[696] ذخيرة الدارين ص 208 وذكر ابن‌نما في مثير الاحزان مبارزته و رجزه و في الاصابة ج 1 ص 68 له و لابيه صحبة و روي عنه حديث رسول الله (ص) يقتل ولدي بأرض كربلاء فمن شهد ذلك فلينصره و ذكره السيوطي في الخصائص ج 2 ص 125 و الجزري في اسد الغابة ج 1 ص 123 و ابوحاتم الرازي في الجرح و التعديل ج 1 ص 287.
[697] ابن شهراشوب ج 3 ص 219 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 22 و ليس هذا بالبعيد بعد ما يحدث الشيخ المفيد في كتاب الجمل ص 137 ط ثاني ان حكيم بن جبلة العبدي لما قطعت رجله ضرب بها الرجل فصرعه و في تاريخ الطبري ج 5 ص 180 و كامل ابن‌الاثير ج 3 صفحة 35 بعد ان قتل الرجل قال: يا فخذ لن تراعي ان معي ذراعي احمي بها كراعي و قال ابن‌الاثير في الكامل ج 2 صفحة 140 قطع رجل من اصحاب مسيلمة رجل ثابت بن قيس فاخذها ثابت و ضرب بها الرجل فقتله.
[698] البحار ج 10 صفحة 198 و مقتل الخوارزمي ج 2 صفحة 22 و في الاصابة ترجمة اسماء بنت يزيد بن السكن انها يوم اليرموك اصابت بالعمود تسعة من الروم فقتلتهم.
[699] البحار ج 10 صفحة 198 عن مقتل الحائري.
[700] الاكليل للهمداني ج 10 صفحة 103 و الرتيث: من حمل من المعركة جريحا و به رمق.
[701] الحدائق الوردية - مخطوط - و يوافقه ما في الاكليل انه مات من جراحه غير انه لم يذكر اسره.
[702] للحجة السيد محمد حسين الكيشوان رحمه الله.
[703] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 26.
[704] ذكرنا في رسالة «علي الاكبر» ص 14 الرواية عن ابي‌الحسن الرضا - ع - أنه كان متزوجا من أم ولد فلعل الكنية بأبي‌الحسن من جهة ولد له منها اسمه - الحسن - كما يقتضيه التسمية بام ولد مع ان زيارته المروية في كامل الزيارات ص 239 تؤكده. قال الصادق في تعليم ابي‌حمزة قل: «صلي الله عليك و علي عترتك و اهل بيتك و آبائك و ابنائك و امهاتك الاخيار الذين اذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» و الأبناء جمع، أقله اثنان.
[705] في رسالتنا «علي الاكبر» ذكرنا نصوص المؤرخين علي انه اكبر من السجاد (ع) و سيأتي في الحوادث بعد الشهادة اعتراف زين‌العابدين به في المحاورة الجارية بينه و بين ابن‌زياد.
[706] انيس الشيعة - مخطوط - للسيد محمد عبدالحسين الجعفري الحائري ألفه باسم السلطان فتح علي شاه.
[707] في مقاتل الطالبيين ص 32 انها قيلت في علي الاكبر.
[708] يغلي: الأولي بمعني يفير و الثانية ضد يرخص و النهي‌ء كما في اقرب الموارد مادة نهي‌ء: اللحم غير المطبوخ.
[709] الشرف: الموضع العالي و القابل بمعني المقبل لعلوه و ارتفاعه و هذه عادة العرب انهم يوقدون النار في المكان المرتفع ليهتدي الركب في الليل.
[710] في مصابح المنير مادة ندي: ان ما يسقط اول الليل من البلل يقال له سدي و ما يسقط آخره يقال له الندي. و في «مراتب النحويين» ص 53 لأبي‌الطيب عبدالواحد الحلبي المتوفي 351 قال الأصمعي ان أبازيد يزعم ان الندي ما كان في الأرض و السدي ما يسقط من السماء فقال اذا فما يصنع بقول الشاعر: و لقد أتيت البيت يخشي أهله بعد الهدو و بعدما سقط الندي اتراه سقط من الأرض الي السماء.
[711] هذه الأبيات و التي تأتي بعدها للحجة آية الله الشيخ عبدالحسين صادق العاملي «قده».
[712] في كتاب فضل الخيل لعبد المؤمن الدمياطي المتوفي سنة 805 ه ص 178: أحد فرسي الحسين بن علي يسمي (لاحقا) و في ص 183 قال: كان للحسين بن علي رضي الله عنه فرس اسمه اليحموم و له فرس أخري تدعي لاحقا حمل عليها ولده علي بن الحسين الاكبر يوم قتلا بالطف.
[713] الاصابة لابن‌حجر ج 4 ص 178 ترجمة أبي‌مرة.
[714] سر السلسلة لابي‌نصر في النسب، و نسب قريش ص 57 لمصعب الزبيري.
[715] تاريخ الطبري ج 6 ص 256 و اعلام الوري للطبرسي ص 145 و مثير الاحزان ص 35.
[716] تمام الابيات من رواية الشيخ المفيد قدس سره في الارشاد.
[717] مثير الاحزان لابن‌نما ص 35 و الارشاد للمفيد.
[718] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 30.
[719] مثير الاحزان لابن‌نما و اللهوف و مقتل الخوارزمي.
[720] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 30.
[721] مقاتل الطالبيين لأبي‌الفرج ص 47 طبع الحجر و مقتل العوالم ص 96 و روضة الواعظين ص 161 و مناقب ابن شهرآشوب ج 2 ص 222 طبع ايران و مثير الاحزان لابن‌نما ص 35 و اللهوف ص 64 طبع صيدا و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 30.
[722] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 31 و مقتل العوالم ص 95. جاء في معاهد التنصيص للعباسي ج 2 ص 51 أن يزيد بن مزيد الشيباني لما لحق الوليد بن طريف واجهده العطش وضع خاتمه في فمه و تبع الوليد حتي طعنه بالرمح و روي الكليني في الكافي عن الصادق عليه السلام انه لا بأس للصائم أن يمص الخاتم و به افتي العلماء بالجواز و لعل من اسراره انه يسبب عمل الغدد في الافراز و عليه فلا خصوصية للخاتم بل كل ما يسبب عمل الغدد في الافراز يوضع في الفم كالحصي و نحوهما.
[723] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 31.
[724] كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 30 و الاخبار الطوال ص 254 و ارشاد المفيد و مثير الاحزان و اللهوف و في تاريخ الطبري ج 6 ص 265 مرة بن منقذ بن النعمان العبدي ثم الليثي و في مقتل العوالم ص 95 منقذ بن مرة.
[725] الارشاد للمفيد و تاريخ الطبري ج 6 ص 256.
[726] مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 222.
[727] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 31 و مقتل العوالم ص 95.
[728] رياض المصائب ص 321.
[729] مقتل العوالم ص 95 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 31.
[730] اللهوف ص 64.
[731] تأريخ الطبري ج 6 ص 265.
[732] مقتل العوالم ص 95.
[733] كامل الزيارات ص 239 هي صحيحة السند، علمها الصادق (ع) أباحمزة الثمالي، و سيأتي فيما يتعلق بالليلة الحادية عشر نصوص أهل السنة علي احتفاظ النبي (ص) بدم الأصحاب و أهل بيته.
[734] الارشاد للمفيد و تاريخ الطبري ج 6 ص 256 و مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 31.
[735] في تاريخ الطبري ج 6 ص 256 و البداية لابن‌كثير ج 8 ص 185 قال حميد بن مسلم: لما قتل علي الأكبر رأيت امرأة خرجت من الفسطاط تصيح وا ابن أخاه فجاءت و انكبت عليه فأخذ الحسين بيدها وردها الي الخيمة فسألت عنها قيل هذه زينب ابنة فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله.
[736] في تاريخ الطبري ج 6 ص 256 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 31 خرجت زينب بنت فاطمة صارخة فألقت بنفسها عليه وردها الحسين الي الخيمة و اذا خرجت العميدة لتلك الفواقد المهدئة لهن فهل يتصور بقاء واحدة منهن في الخيمة.
[737] من ارجوزة آية الله الشيخ محمد حسين الاصفهاني «قده».
[738] من قصيدة للعلامة السيد مهدي البحراني رحمه الله.
[739] نسب قريش لمصعب الزبيري ص 45 قال: و هي ام أخويه علي و محمد.
[740] مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 220.
[741] في أنساب الأشراف ج 5 ص 238 الجنبي بالنون بعد الجيم.
[742] المقاتل لأبي‌الفرج ص 27 ايران.
[743] الارشاد و في تاريخ الطبري ج 6 ص 256 ان عمرو بن صبيح الصدائي رماه بسهم و رماه بآخر ففلق قلبه، و في انساب الاشراف ج 5 ص 239 الرامي يزيد بن الرقاد الجنبي.
[744] تاريخ الطبري ج 6 ص 179.
[745] هذه الجملة هي الظاهرة مما ذكره ابن‌جرير في التاريخ ج 6 ص 256 و النداء بالصبر نص عليه الخوارزمي في المقتل ج 2 ص 78 و السيد في اللهوف ص 64.
[746] في المحبر لابن‌حبيب النسابة ص 57 كانت خديجة بنت علي عليه السلام عند عبدالرحمن بن عقيل و في معارف ابن‌قتيبة ص 89 عند ذكر اخبار علي عليه السلام ولدت له سعيدا. و في المحبر لابن‌حبيب ص 57 خلف علي خديجة هذه ابوالسنابل عبدالله بن عامر بن كريز.
[747] في سير اعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 217 قتل مع الحسين عبدالله و عبدالرحمن ابنا مسلم بن عقيل ابن أبي‌طالب.
[748] في جمهرة أنساب العرب لابن‌حزم ص 118 و صفوة الصفوة لابن‌الجوزي ج 1 ص 119 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 98 ان أبابكر امه ليلي بنت مسعود قتل مع الحسين عليه السلام.
[749] الارشاد و اعلام الوري عند ذكر اولاد اميرالمؤمنين (ع) و في مقتل الخوارزمي ج 2 ص 28 اسمه عبدالله و في صفوة الصفوة ج 1 ص 119 محمد الاصغر امه ام ولد قتل مع الحسين (ع).
[750] مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 221 و في مقتل الخوارزمي زحر بن قيس النخعي و في مقاتل ابي‌الفرج وجد في ساقية و لم يعلم قاتله.
[751] للحجة الشيخ عبدالحسين صادق العاملي قدس الله سره و ستأتي في القاسم تتمتها.
[752] تاريخ الطبري ج 6 ص 269 و مقاتل ابي‌الفرج ص 34.
[753] في الحدائق الوردية امه و ام‌القاسم رملة و في تذكرة الخواص ص 103 عن طبقات ابن‌سعد نفيلة ام‌القاسم و ابي‌بكر و عبدالله، و في مقاتل ابي‌الفرج ام ولد لا تعرف، و في نسب قريش ص 50 لمصعب الزبيري القاسم و ابوبكر قتلا بالطف و لا عقب لهما.
[754] في اعلام الوري للطبرسي ص 127 و المجدي في النسب لأبي‌الحسن العمري و اسعاف الراغبين علي هامش نور الأبصار ص 202 انه تزوج من سكينة بنت الحسين (ع) و في المترادفات للمدائني ص 64 في المجموعة الأولي نوادر المخطوطات كان عبدالله بن الحسن ابا عذرها و في تاج العروس ج 4 ص 387 يقال لله ابا عذرها اذا افترعها و افتضها.
[755] كل ما يذكر في عرس القاسم غير صحيح لعدم بلوغه سن الزواج و لم يرد به نص صحيح من المؤرخين. و الشيخ فخرالدين الطريحي عظيم‌القدر جليل في العلم، فلا يمكن لاحد ان يتصور في حقه هذه الخرافة، فثبوتها في كتابه «المنتخب» مدسوسة في الكتاب و سيحاكم الطريحي واضعها في كتابه! و ما أدري من اين اثبت عرسه فضيلة السيد علي محمد اللكنهوي الملقب تاج العلماء فكتب رسالة في عرسه سماها «القاسمية» كما جاء في الذريعة للطهراني ج 17 ص 4 رقم 19.
[756] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 27 و ذكر الخوارزمي ان الحسين (ع) أبي أن يأذن له، فما زال الغلام يقبل يديه و رجليه حتي اذن له. أقول: هذا الخبر ينافيه، ما تقدم من اخبار الحسين ليلة عاشوراء أصحابه و اهل بيته بقتلهم جميعا حتي القاسم و الرضيع و هذا الحديث كحديث عرس القاسم لا صحة له.
[757] تاريخ الطبري ج 6 ص 256 و مقاتل ابي‌الفرج و الارشاد و اعلام الوري ص 146 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 27.
[758] تاريخ الطبري ج 6 ص 256 و مقاتل ابي‌الفرج و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 27 و في الارشاد و اعلام الوري. شسع احدهما.
[759] ذخيرة الدارين ص 152 و ابصار العين ص 37 اقول لا غرو من ابن المصطفي اذ انف ان يحتفي في الميدان فهذا ابوالفرج يحدث في الاغاني ج 11 ص 144 ان جعفر بن علية بن ربيعة بن عبديغوث من بني‌الحارث بن كعب لما جي‌ء به ليقاد منه فبينا هو يمشي اذ انقطع شسع نعله فوقف يصلحه فقال له رجل الا يشغلك ما انت فيه عن هذا فقال جعفر اشد قبال نعلي ان يراني عدوي للحوادث مستكينا
[760] للعلامة السيد مير علي أبوطبيخ رحمه الله.
[761] في الصحاح ضربه فأطن ساقه اي قطعها يراد بذلك صوت القطع.
[762] تاريخ الطبري ج 6 ص 257 و البداية لابن‌كثير ج 8 ص 186 و الارشاد.
[763] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 28.
[764] مقاتل أبي‌الفرج ص 32 و 33.
[765] العلامة ثقة الاسلام الشيخ محمد طاهر آل الفقيه الشيخ راضي «قده».
[766] البحار 10 ص 251 و مقتل العوالم ص 94.
[767] تظلم الزهراء ص 118.
[768] من قصيدة للحاج هاشم الكعبي ذكرت في أعيان الشيعة بترجمته.
[769] للشيخ حسن مصبح الحلي ذكرت في كتابنا «قمر بني‌هاشم».
[770] المنتخب للطريحي ص 311 الطبعة الثالثة المجلس التاسع الليلة العاشرة و عند المجلسي في البحار ج 10 ص 201 و عنه في مقتل العوالم ص 95 و عنه في تظلم الزهراء ص 119 و في رياض المصائب ص 313.
[771] رياض المصائب ص 313 للسيد محمد مهدي الموسوي.
[772] زقا: بمعني صاح، و كانت العرب تزعم ان للموت طائرا يصيح و يسمونه «الهامة» و يقولون اذا قتل الانسان و لم يؤخذ بثأره زقت هامته حتي يثأر، قال الشاعر: فان تك بهراة تزقو ففد ازقبت بالمردين هاما و سمعت العالم الفاضل الشيخ كاظم سبتي رحمه الله يقول: أتاني بعض العلماء الثقات و قال: أنا رسول العباس (ع) اليك، رأيته في المنام يعتب عليك و يقول: لم يذكر مصيبتي شيخ كاظم سبتي، فقلت له: يا سيدي ما زلت اسمعه يذكر مصائبك فقال (ع): قل له يذكر هذه المصيبة و هي: «ان الفارس اذا سقط من فرسه يتلقي الأرض بيديه فاذا كانت السهام في صدره و يداه مقطوعتان بماذا يتلقي الأرض؟».
[773] مناقب ابن شهراشوب ج 1 ص 221.
[774] رياض المصائب ص 315.
[775] المنتخب للطريحي ص 312 المطبعة الحيدرية سنة 369 و رياض المصائب ص 315 و في مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 222: ان حكيم بن الطفيل ضربه بعمود من حديد علي رأسه.
[776] البحار ج 10 ص 251، و تظلم الزهراء ص 120.
[777] من ارجوزة آية الله الحجة الشيخ محمد حسين الاصفهاني قده.
[778] المنتخب ص 312.
[779] للسيد جعفر الحلي طبعت بتمامها في مثير الأحزان للعلامة الشيخ شريف الجواهري.
[780] اللهوف ص 65.
[781] الخصائص الحسينية للشيخ جعفر الشوشتري قدس سره ص 129 الاستغاثة الرابعة... و ممن نص علي مرضه يوم كربلاء، مصعب الزبيري في نسب قريش ص 58 و اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 217. و قال الخوارزمي في مقتل الحسين ج 2 ص 32 خرج علي بن الحسين و هو اصغر من أخيه القتيل و كان مريضا لا يقدر علي حمل السيف. الخ.
[782] روي الكليني في الكافي علي هامش مرآة العقول ج 4 ص 105 عن الباقر (ع) و الآلوسي في روح المعاني ج 8 ص 111 عند قوله تعالي: (قل من حرم زينة الله) و ابن‌حجر في مجمع الزوائد ج 9 ص 192 و الخوارزمي في مقتل الحسين ج 2 ص 35 كان علي الحسين (ع) يوم عاشوراء جبة خز دكناء.
[783] المنتخب ص 315 المطبعة الحيدرية سنة 1369.
[784] في الصحاح بالضم و التشديد هي سراويل ضغيرة مقدار شبر ستر العورة المغلظة و في شفاء الغليل ص 52 هو من الدخيل و الأصوب فيه الضم.
[785] مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 222 و البحار ج 10 ص 305.
[786] مجمع الزوائد لابن‌حجر الهيثمي ج 9 ص 193 و البحار ج 10 ص 205.
[787] اللهوف ص 69 و تاريخ الطبري ج 6 ص 259.
[788] سماه ابن شهراشوب في المناقب ج 2 ص 222 علي الأصغر و ذكر السيد ابن طاووس في الاقبال زيارة للحسين يوم عاشوراء و فيها صلي الله عليك و عليهم و علي ولدك علي الأصغر الذي فجعت به، و الذي علي أنه عبدالله و امه الرباب الشيخ المفيد في الاختصاص ص 3 و أبوالفرج في مقاتل الطالبيين ص 35 و مصعب الزبيري في نسب قريش ص 59 و في سر السلسلة ص 30 المقتول بالسهم في حجر أبيه عبدالله و لم يذكر امه.
[789] اللهوف ص 65 و في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 218 طبع النجف أن الحسين لواقف اذ اتي بمولود له ولد الساعة اذن في اذنه و جعل يحنكه اذ أتاه سهم وقع في حلق الصبي فذبحه فنزع الحسين السهم من حلقه و جعل يلطخه بدمه و يقول: و الله لأنت اكرم علي الله من الناقة و لمحمد اكرم علي الله من صالح ثم أتي فوضعه مع ولده و بني أخيه.
[790] البحار ج 10 ص 23 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 22.
[791] ي مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 222 لم يرجع منه شي‌ء و ذكر ابن‌نما في مثير الاحزان ص 36 و السيد في اللهوف ص 66 رواية الباقر (ع) و ذكر ابن‌كثير في البداية ج 8 ص 186 و القرماني في اخبار الدول ص 108 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 32: رمي به نحو السماء قال ابن‌كثير و الذي رماه بالسهم رجل من بني‌اسد يقال له «ابن‌موقد النار».
[792] زيارة الناحية المقدسة و الابيات للخطيب الفاضل سيدمحمد جواد شبر.
[793] للعلامة الشيخ محمد تقي آل صاحب الجواهر.
[794] اللهوف ص 66.
[795] مثير الاحزان لابن‌نما ص 26 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 32.
[796] تظلم الزهراء ص 122.
[797] المنتخب ص 313.
[798] تذكرة الخواص ص 144 و القمقام لميرزا فرهاد ص 385 و في الاصابة بترجمة ابراهيم بن رسول الله (ص) و تهذيب الاسماء للنووي ج 1 ص 102 و شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج 3 ص 214 باب أولاده لما توفي ابراهيم ابن رسول الله (ص) قال النبي ان له مرضعا في الجنة.
[799] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 32 و الاحتجاج للطبرسي ص 163 طبع النجف.
[800] الارشاد و مثير الأحزان ص 36.
[801] من ارجوزة آية الله الحجة الشيخ محمد حسين الاصفهاني «قده».
[802] مقتل العوالم ص 97 و مثير الاحزان لابن‌نما ص 37 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 33.
[803] في البيان و التبيين للجاحظ ج 3 ص 171 طبع ثاني تحت عنوان (كلام في الادب) بعد ان ذكر هذا البيت اتبعه بقوله: و الله من هذا و هذا جار
[804] مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 223.
[805] الطبري ج 6 ص 259 و نسبه الخوارزمي في مقتل الحسين ج 2 ص 38 الي بعض من شهد الوقعة.
[806] مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 223.
[807] اللهوف ص 67.
[808] البحار ج 10 ص 204 و مقتل العوالم ص 98 و نفس المهموم ص 188 و الخصائص الحسينية ص 46 باب خصائص الحيوانات. اني لا اضمن صحة هذا الحديث المتضمن لامتناع الفرس من الشرب و لرمي الحسين الماء من يده لمجرد قول الاعداء و هو العالم بأنه مكيدة، لكن خصائص هذا اليوم المختصة بسيدالشهداء و من معه علي ان يقضوا عطاشي خارجة عما نعرفه و لا سبيل لنا الا التسليم بعد ان كان الامام عليه السلام حكيما في افعاله و اقواله لا يعمل الا بما تلقاه من جده الذي لا ينطق عن الهوي، و كل قضايا الطف محدودة الظرف و المكان الأسرار و مصالح لا يعلمها الا رب العالمين تعالي شأنه!و هناك شي‌ء آخر لاحظه سيدالشهداء و كانت العرب تتفاني دونه و هو حماية الحرم بانفس الذخائر، و ابوعبدالله سيد العرب و ابن سيدها فلا تفوته هذه الخصلة التي يستهلك دونها النفس و النفيس! و لما ناداه الرجل هتكت الحرم لم يشرب الماء اعلاما للجمع بما يحمله من الغيرة علي حرمه و لو لم يبال بالنداء لتيقن الناس فقدانه الحمية العربية و لا يقدم عليه ابي‌الضيم حتي لو علم بكذب النداء، و فعل سيد الاباة من عدم شرب الماء و لو في آن يسير هو غاية ما يمدح به الرجل.
[809] من قصيدة لآية الله الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء رحمه الله.
[810] جلاء العيون للمجلسي بالفارسية، و هنا شي‌ء لم يتنبه له أحد و هي ارادة بيان امرين عدم القتل و عدم السلب فان تعليل لبس الازر بالحماية و المحافظة مع أن احدهما كاف في التعريف بأن اليد العادية لا تمد اليهم، يكون الاتيان بهما مع بعد غرض بلوغه أعلي مراتب البلاغة دليل علي ان المقصود من احدهما بيان عدم السلب و من الثاني عدم القتل.
[811] هذا هو الظاهر من وصية الصديقة الزهراء للمجلسي أعلي الله مقامه بقراءته مصيبة ولدها عند الوداع. كما ذكره النوري في دار السلام ج 1.
[812] من قصيدة لكاشف الغطاء «قده».
[813] للخطيب شيخ مسلم ابن الخطيب الشيخ محمد علي الجابري النجفي رحمهما الله تعالي.
[814] مثير الأحزان للعلامة الشيخ شريف آل صاحب الجواهر «قده».
[815] اللهوف ص 67.
[816] مقاتل أبي‌الفرج ص 47 ط ايران و تهذيب تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 338 و حكاه. في البحار ج 10 ص 254 طبع كمبني عن أبي‌الفرج و في البحار ج 10 ص 203 نقلا عن المفيد و السيد ابن طاووس و ابن‌نما: اشتد العطش بالحسين فقصد الفرات فحالوا بينه و بين الماء.
[817] مقتل العوالم ص 98، و نفس المهموم ص 189، و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 34.
[818] نفس المهموم ص 189، و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 34 و اللهوف ص 68.
[819] تهذيب تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 338 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 34.
[820] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 34 و اللهوف ص 70.
[821] ديوان السيد حيدر الحلي رحمه الله.
[822] كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 31 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 35.
[823] الطبري ج 6 ص 258 و البداية لابن‌كثير ج 8 ص 186.
[824] مقاتل أبي‌الفرج ص 37، و تاريخ الطبري ج 6 ص 258 و البداية لابن‌كثير ج 8 ص 186 و من الغريب ما في المحبر لابن‌حبيب ص 56 و نسب قريش لمصعب الزبيري ص 46: ان فاطمة بنت علي بن أبي‌طالب (ع) كانت عند محمد بن أبي‌سعيد بن عقيل، و زاد في نسب قريش انها ولدت له حميدة بالتصغير.
[825] الخصائص الحسينية ص 129.
[826] الطبري ج 6 ص 259 و مثير الاحزان ص 38 و اللهوف ص 68.
[827] مثير الاحزان ص 39 و اللهوف ص 68.
[828] الاخبار الطوال ص 255 و الخطط المقريزية ج 2 ص 288.
[829] من قصيدة للسيد حيدر الحلي رحمه الله.
[830] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 35 و مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 222.
[831] المقبولة الحسينية ص 56 للحجة الشيخ هادي كاشف الغطاء.
[832] الاتحاف بحب الاشراف ص 16.
[833] اللهوف ص 70.
[834] مقتل العوالم ص 110 و الخوارزمي في المقتل ج 2 ص 35.
[835] ابن‌نما ص 39.
[836] من قصيدة لحجة الاسلام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء.
[837] مصباح المتهجد و الاقبال و عنهما في مزار البحار ص 107 باب زيارته يوم ولادته.
[838] اسرار الشهادة ص 423.
[839] رياض المصائب ص 333.
[840] من قصيدة للعلامة الشيخ محمد تقي آل صاحب الجواهر.
[841] امالي الصدوق ص 98 مجلس 30 و مقتل الخوارزمي ص 37 و تظلم الزهراء ص 128.
[842] تظلم الزهراء ص 129 و البحار ج 10 ص 205.
[843] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 37.
[844] زيارة الناحية المقدسة.
[845] من قصيدة للحاج هاشم الكعبي.
[846] البحار ج 10 ص 206 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 37.
[847] اللهوف ص 73.
[848] الطبري ج 6 ص 259.
[849] كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 32 و الطبري ج 6 ص 259 طبع اول.
[850] الارشاد.
[851] مقتل العوالم ص 100 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 36 و ما بعدها.
[852] اللهوف ص 73.
[853] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 38 و كامل ابن‌الاثير ج 2 ص 32.
[854] مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 224.
[855] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 102.
[856] للشريف الرضي أعلي الله مقامه.
[857] من قصيدة في الحسين للعلامة الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي.
[858] اكام الجان للشيخ بدرالدين محمد بن عبدالله الشبلي الحنفي المتوفي سنة 769 ص 146 و تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 341 و مجمع الزوائد لابن‌حجر ج 9 ص 199 و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 139 و الكواب الدرية للمناوي ج 1 ص 56.
[859] شرح النهج لابن ابي‌الحديد ج 1 ص 386 طبع مصر أول و في سفينة البحار ج 1 ص 602 طبع الحجر عن البحار ج 8 ص 729.
[860] قال ابن‌الاثير في الكامل ج 3 ص 38 يستقيم هذا بناء علي وفاتها بعد الخمسين، و في الاصابة ج 4 ص 460 بترجمتها عن ابن‌حيان ماتت ام‌سلمة سنة 61، و قال أبونعيم: ماتت سنة 62 و هي آخر امهات المؤمنين، و عند الواقدي: ماتت سنة 59 و في تهذيب الاسماء للنووي ج 2 ص 362 عن احمد بن ابي‌خيثمة: ماتت في ولاية يزيد بن معاوية و في مرآة الجنان لليافعي ج 1 ص 137: توفيت ام‌سلمة ام‌المؤمنين سنة 61، و ابن‌كثير في البداية و ان تبع الواقدي الا انه قال الاحاديث المتقدمة في مقتل الحسين تدل علي انها عاشت الي ما بعد مقتله، و في عمدة القاري للعيني شرح البخاري ج 1 ص 427 آخر بحث القنوت ان ام‌سلمة ماتت في شوال سنة تسع و خمسين و في تهذيب تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 341 عن الواقدي ماتت ام‌سلمة قبل مقتل الحسين بثلاث سنين ولكن في اصول الكافي عن اهل البيت ان الحسين اودعها ذخائر الامامة و اوصاها ان تدفعها الي زين‌العابدين (ع) و في سير اعلام النبلاء للذهبي ج 2 ص 142 ام‌سلمة زوجة رسول الله (ص) آخر من مات من امهات المؤمنين، عمرت حتي بلغها مقتل الحسين الشهيد فوجمت لذلك و غشي عليها و حزنت عليه كثيرا و لم تلبث بعده الا يسيرا و انتقلت الي الله تعالي و في ص 146 عن شهر قال أتيت ام‌سلمة اعزيها بالحسين (ع).
[861] امالي ابن الشيخ الطوسي ص 56، و في تهذيب التهذيب ج 2 ص 356، و ذخائر العقبي للمحب الطبري ص 148 و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 139 و سير اعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 213 ان ام‌سلمة رأت رسول الله في المنام و اخبرها بقتل الحسين عليه السلام.
[862] مرآة الجنان لليافعي ج 1 ص 134، و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 38 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 95.
[863] الي هنا في مقتل الخوارزمي ج 2 ص 96 فصل 12.
[864] الأبيات الثلاثة في تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 341 و في تاج العروس ج 7 ص 103 ذكر البيت الاول و الثالث و في روايته لعجزه «من نبي و مالك و رسول».
[865] تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 341 و الخصائص للسيوطي ج 2 ص 127 و مجمع الزوائد ج 9 ص 199 و تقدم في ص 207 انهم لما نزلوا «الخزيمية» سمعت زينب هاتفا يقول: «الا يا عين الخ».
[866] حديث القارورتين في معالم الزلفي ص 91 باب 49 و مدينة المعاجز ص 244 باب 49 كلاهما للسيد هاشم البحراني و منتخب الطريحي ص 235 المطبعة الحيدرية - الطبعة الثالثة.
[867] تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 340 و الخصائص الكبري ج 2 ص 126 و تاريخ الخلفاء ص 139 كلاهما للسيوطي و مرآة الجنان لليافعي ج 1 ص 134، و مسند احمد ج 1 ص 242، و الكواكب الدرية للمناوي ج 1 ص 56 و ذخائر العقبي للمحب الطبري ص 148 و تهذيب التهذيب لابن‌حجر ج 2 ص 355 و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 28 و الصواعق المحرقة ص 116 و طرح التثريب ج 1 ص 22 و تاريخ بغداد للخطيب ج 1 ص 142 و الخطط المقريزية ج 2 ص 285 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 94 فصل 12 و سير أعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 212.
[868] تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 339 و الخصائص الكبري ج 2 ص 126 و الصواعق المحرقة ص 116 فيما جري علي الحسين و الخطط المقريزية ج 2 ص 289 و تذكرة الخواص ص 155 و المقتل للخوارزمي ج 2 ص 90 و لا ينبغي لغير الامامي ان يشكك في هذا بعدما يقرأ نص القسطلاني في ارشاد الساري شرح البخاري ج 6 ص 114 ان الأرض اظلمت لموت عمر.
[869] الاتحاف بحب الاشراف ص 24، و تهذيب التهذيب ج 2 ص 354 و تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 339 و لا يسع احدا انكار هذا بعدما يحدث ابن‌الجوزي في المنتظم ج 7 ص 244 حوادث سنة 399 في شهر آب اصاب الحاج بالثعلبية ريح سوداء اظلمت الدنيا حتي لم ير بعضهم بعضا.
[870] الصواعق المحرقة ص 116 و الاتحاف ص 24.
[871] تهذيب التهذيب ج 1 ص 354 و الصواعق المحرقة ص 116 و المقتل للخوارزمي ج 2 ص 89.
[872] الاتحاف بحب الاشراف ص 24 و الصواعق المحرقة ص 116 و تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 339 و تاريخ الخلفاء ص 138 و الكواكب الدرية ج 1 ص 56.
[873] مجمع الزوائد ج 9 ص 197 و تاريخ الخلفاء ص 138 و المقتل للخوارزمي ج 2 ص 89 و الاتحاف ص 24 و الصواعق ص 116 و الكواكب الدرية ج 1 ص 56 و لا غرابة فيه بعد ان كسفت الشمس يوم موت ابراهيم ابن رسول الله كما نص عليه الزرقاني في شرح المواهب اللدنية ج 3 ص 212 و الجزري في اسد الغابة ج 1 ص 39 و العيني في عمدة القاري شرح البخاري ج 3 ص 472 باب كيفية صلاة الكسوف.
[874] كامل الزيارات ص 77 - و هذا معني ما تقدم من أن الدنيا اظلمت ثلاثة أيام.
[875] الخرايج للراوندي ص 64 طبع الهند في معجزات الحسن العسكري عليه السلام.
[876] للشيخ محمد بن شريف بن فلاح الكاظمي صاحب القصيدة الكرارية في مدح أميرالمؤمنين و نظمها سنة 1166 و قرضها ثمانية عشر شاعرا من ادباء عصره و العينية تبلغ 39 بيتا في مجموعة عند الحجة الاميني صاحب الغدير و تقدمت قطعة منها في عنوان (كربلاء).
[877] كامل الزيارات لابن‌قولويه ص 80.
[878] الخصائص الكبري ج 2 ص 126 و تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 339 و تذكرة الخواص 155 و مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 89 و الخطط المقريزية ج 2 ص 989 و الاتحاف بحب الاشراف ص 255 و الصواعق المحرقة ص 116 و المناقب لابن شهراشوب المتوفي سنة 588 ج 2 ص 206 و ص 182 و مطر السماء دما ذكره ابن‌الاثير في الكامل ج 7 ص 29 حوادث سنة 246 و النجوم الزاهرة ج 2 ص 322 و كنز العمال ج 4 ص 291 رقم 5868.
[879] الخصائص الكبري ج 2 ص 126.
[880] تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 339 و الصواعق المحرقة ص 116.
[881] تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 339 و الصواعق المحرقة ص 116.
[882] مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 196 و الخصائص الكبري ج 2 ص 125 و تاريخ الخلفاء ص 138 للسيوطي و العقد الفريد ج 2 ص 315 في مقتل الحسين و الكواكب الدرية للمناوي ج 1 ص 56 و المقتل للخوارزمي ج 2 ص 90.
[883] تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 339 و الصواعق المحرقة ص 116.
[884] مجمع الزوائد ج 9 ص 196 و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 103 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 87 و المنتخب للطريحي ص 338.
[885] شرح قصيدة أبي‌فراس 149.
[886] كامل ابن‌الاثير ج 6 ص 37 و الكواكب الدرية ج 1 ص 56 و تذكرة الخواص ص 155.
[887] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 100 و اذا كان القسطلاني يحدث في ارشاد الساري ج 9 ص 114 عن نوح الجن علي عمر، و ابن‌كثير يذكر في البداية ج 10 ص 298 نوح الجن علي بشر الحافي، فسيد شباب أهل الجنة و روح النبي (ص) أحري بنوحهم عليه!
[888] مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 380.
[889] الخصائص الكبري ج 2 ص 126 و تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 339 و تهذيب التهذيب ج 2 ص 354 و مجمع الزوائد ج 9 ص 96 و الكواكب الدرية ج 1 ص 56 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 90.
[890] الصواعق المحرقة 116.
[891] تذكرة الخواص ص 154 و الصواعق المحرقة 116.
[892] كامل الزيارات.
[893] من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق ص 148.
[894] من قصيدة للعلامة الشيخ محمد تقي جواهري.
[895] كشكول الشيخ يوسف البحراني صفحة 17 طبع الهند عن كشكول الشيخ البهائي.
[896] روي الشيخ الطوسي في التهذيب ج 2 ص 282 آخر النذور عن الصادق (ع) انه قال: و لقد شققن الفاطميات الجيوب علي الحسين و لطمن الخدود و علي مثل الحسين فلتطم الخدود و لتشق الجيوب.
[897] كامل الزيارات ص 174.
[898] في تاج العروس ج 7 ص 426 مادة ظل عن الشهاب الخفاجي ان ظل فعل ناقص يفيد ثبوت الخبر في جميع النهار و في شرح الكافية للرضي ص 278 مبحث الافعال الناقصة معني ظل زيد متفكرا كان في جميع النهار كذلك فاقترن مضمون الجملة و هو تفكر زيد بجميع النهار مستغرقا له و معني بات زيد مهموما انه في جميع الليل كذلك و في شرح الصمدية للسيد علي خان ص 59 طبع ايران تفيد ظل و باب ثبوت الخبر للاسم في جميع النهار و الليل و علي ذلك جري الزمخشري في المفصل ص 267 مصر و قد يستعملان بمعني صار مع القرينة.
[899] كامل الزيارات ص 137 باب 71.
[900] في عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق ص 66 من حديث عن الرضا (ع) قال لابن‌شبيب ان سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي (ص) فالعن قتلة الحسين (ع) و قل متي ذكرته «يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما».
[901] مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 189 ط ايران عن امالي المفيد النيسابوري.
[902] نشوار المحاضرة ج 8 ص 218.
[903] من قصيدة للعلامة الثقة الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي.
[904] كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 32.
[905] تاريخ الطبري ج 6 ص 260.
[906] مثير الاحزان لابن‌نما 40.
[907] الدمعة الساكبة ص 348.
[908] امالي الصدوق ص 99 مجلس 31 و سير اعلام النبلاء للذهبي ج 3 ص 204.
[909] رياض المصائب ص 341 و تظلم الزهراء ص 130.
[910] للحجة المحقق الشيخ عبدالحسين الحلي رحمه الله من قصيدة في مولود الحسين عليه السلام.
[911] اللهوف ص 74 و مثير الاحزان لابن‌نما ص 41.
[912] مرض السجاد (ع) ذكره الطبري ج 6 ص 260 و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 33 و البداية لابن‌كثير ج 8 ص 188 و مرآة الجنان لليافعي ج 1 ص 133 و الارشاد للشيخ المفيد و مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 225 و اعلام الوري للطبرسي ص 148 و روضة الواعظين ص 162 لمحمد بن احمد بن علي النيسابوري الفتال و اثبات الوصية للمسعودي ص 140.
[913] تظلم الزهراء 132.
[914] تاريخ الطبري ج 6 ص 260.
[915] نفس المهموم.
[916] تاريخ القرماني ص 108.
[917] كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 32. و يحدث مصعب الزبيري بشي‌ء غريب فيقول في نسب قريش ص 58 ان بعض من كان في الجيش اخذ علي بن الحسين و غيبه عن الناس و كان يكرمه و يحسن اليه فلما سمع المنادي يقول من جاء بعلي بن الحسين فله ثلثمائة درهم جاء و قيد يديه الي عنقه و أتي به الي ابن‌زياد و اخذ الجائزة و أراد ابن‌زياد قتله لولا ان عمته زينب وقعت عليه و قالت لابن‌زياد اقتلني قبله انتهي. و انت اذا عرفت ان زين‌العابدين مع ما به من المرض هو الكفيل و المحامي لحرم رسول الله (ص) فلا يمكن الله تعالي احدا منه فيغيبه عن عياله فاتلكم الفواقد كيف يكون حالهن اذا فقدن المحامي و المصبر لهن؟ مع ان احدا من المؤرخين لم يذكره حتي علي الاحتمال البعيد لكن الزبيري أراد أن يسود صحيفته بالمفتريات.
[918] للسيد حيدر الحلي نور الله ضريحه.
[919] تاريخ الطبري ج 6 ص 161 و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 33 و مروج الذهب ج 2 ص 91 و الخطط المقريزية ج 2 ص 288 و البداية لابن‌كثير ج 8 ص 189 و تاريخ الخميس ج 3 ص 333 و الارشاد للشيخ المفيد و اعلام الوري للطبرسي ص 888 و روضة الواعظين ص 662 و مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 224.
[920] في تاج العروس ج 4 ص 31 مادة حوز ممن قاتل الحسين حويزة كجهينة.
[921] اللهوف ص 75 و مثير الاحزان لابن‌نما ص 41 و في مقتل الخوارزمي ج 2 ص 39 زيادة بيت: حتي عصينا الله رب الامر بعضها مع الحسين الطهر.
[922] من قصيدة للسيد صالح ابن العلامة السيد مهدي آل بحرالعلوم.
[923] الآثار الباقية ص 329 ط ليدن و طبعة الاوفست.
[924] كتاب التعجب للكراجكي ص 46 ملحق بكنز الفوائد.
[925] لابي‌ذيب شيخ يوسف القطيفي المتوفي 1200 ه.
[926] اللهوف ص 81، و عمدة القاري في شرح البخاري للعيني ج 7 ص 656 و فيه كان معهم عروة بن قيس.
[927] الكبريت الاحمر.
[928] الارشاد للشيخ المفيد.
[929] روضة الشهداء - و في البداية لابن‌كثير ج 8 ص 190: ان زوجته رأت النور يسطع من تحت الاجانة الي السماء و طيورا بيضا ترفرف حولها و ان زوجته الاخري نوار بنت مالك قالت له أتيت برأس ابن رسول الله صلي الله عليه و آله لا يجمعني و اياك فراش أبدا ثم فارقته.
[930] أنساب الاشراف للبلاذري ج 5 ص 238.
[931] في مرآة الجنان لليافعي ج 1 ص 133: ان ابن‌زياد غضب عليه و قتله و لم يسم حامل الرأس، و في العقد الفريد ج 2 ص 213 سماه خولي ابن يزيد الاصبحي و قتله ابن‌زياد لذلك، و اختلف المؤرخون فيمن جاء بالرأس و قائل الابيات، فعند ابن‌جرير الطبري ج 6 ص 261 و ابن‌الاثير ج 4 ص 33 انه سنان بن أنس أنشدها علي عمر بن سعد، و في تذكرة الخواص ص 144 قال له عمر: أنت مجنون لو سمعك ابن‌زياد لقتلك، و في شرح المقامات للشريشي ج 1 ص 193: انه انشدها علي ابن‌زياد، و في كشف الغمة للاربلي و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 40 ان بشر بن مالك أنشدها علي ابن‌زياد و في مطالب السؤول لابن‌طلحة ص 76 زاد عليهما «و من يصلي القبلتين في الصبا، فغضب عليه ابن‌زياد و قتله، و في رياض المصائب ص 437: ان الشمر قائلها. و أنت اذا عرفت ان الشمر هو قاتل الحسين كما في زيارة الناحية و عليه جماعة من المؤرخين تعرف انه المنشد لها اذا من البعيد أن يقتله و يأخذ الرأس غيره فيفوته التقرب عند ابن‌زياد و انما ذكرنا القصة عن خولي مماشاة مع أهل المقاتل و في المعجم مما استعجم ج 3 ص 865 و وفاء للمسعودي ج 2 ص 232 عند ذكر حمي ضريه قال: ضريه من مياه الضباب في الجاهلية لذي الجوشن الضبابي والد الشمر قاتل الحسين بن علي.
[932] مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 39.
[933] للعلامة الشيخ محمدتقي آل صاحب‌الجواهر.
[934] نفس المهموم ص 204 و في مستدرك الوسائل للنوري ج 2 ص 234 طبع أول روي الشيخ المفيد و السيد ابن طاووس بالاسناد عن الصادق (ع) أنه صلي في القائم المائل بطريق الغري ركعتين و قال ههنا وضعوا رأس جدي الحسين لما توجهوا من كربلا ثم حملوه الي عبيدالله بن زياد ثم ذكر دعاء يدعي به بعد الصلاة، و قال هذا الموضع يعرف بالحنانة...
[935] نسب قريش لمصعب الزبيري ص 58.
[936] الاقبال لابن‌طاووس ص 54.
[937] رياض الاحزان ص 49 و اثبات الوصية للمسعودي ص 143.
[938] اثبات الوصية ص 143 ط نجف، و في تاريخ أبي‌الفداء ج 1 ص 203 له ثلاث سنين.
[939] البحار ج 10 عند ذكر اولاد الحسن (ع) و اسعاف الراغبين ص 28 علي هامش نور الابصار و في اللهوف ص 8 عالجه بالكوفة فلما برأ حمله الي المدينة.
[940] تاريخ الطبري ج 6 ص 261 و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 33 و الزارة كما في معجم البلدان ج 4 ص 367 قرية بالبحرين و اخري في طرابلس الغرب و كورة بالصعيد، و في المعجم مما استعجم للبكري ج 2 ص 692 انها موضع بناحية البحرين جرت فيها حروب للنعمان بن المنذر المعروف «بالغرور» مع الاساورة و مدينة بفارس فيها بارز البراء بن مالك مرزبانها فصرعه و قطع يده و اخذ منطقته و سواريه و كان قيمته ثلاثين الفا فأخذ خمسه عمر و هو اول سلب أخذ خمسه في الاسلام. و في كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 10 - ان ابن‌زياد هدد أهل الكوفة بالنفي الي عمان الزارة و فيه ج 8 ص 86 حوادث سنة 321: ان علي بن يليق أمر بلعن معاوية و ابنه يزيد علي المنابر ببغداد فاضطربت العامة و كان يثير الفتن «البربهاري» من الحنابلة فهرب منه و قبض علي جماعته فأحدرهم في زورق الي «عمان» انتهي. فيظهر من ذلك ان الزارة موضع في عمان «و في الاخبار الطوال ص 256 «، سير ابن‌زياد المرقع بن ثمامة الاسدي الي الزبدة فلم يزل بها حتي هلك يزيد و هرب ابن‌زياد الي الشام فانصرف المرقع الي الكوفة، و في نشوار المحاضرة ج 8 ص 9 ان ابامحمد المهلبي احدر محمد بن الحسن بن عبدالعزيز الهاشمي الي عمان في زورق طبقه عليه لأمر نقمه عليه.
[941] للعلامة الثقة الشيخ عبدالمهدي مطر النجفي.
[942] مثير الاحزان لابن‌نما ص 41 و اللهوف لابن‌طاووس ص 74 و المقتل للخوارزمي ج 2 ص 39 و المقتل للطريحي ص 332.
[943] الخطط المقريزية ج 2 ص 280 و في مقتل الخوارزمي و اللهوف كانت الندبة اوسع.
[944] مقتل الخوارمي ج 2 ص 39 و المنتخب للطريحي ص 332.
[945] الكبريت الاحمر ج 3 ص 13 عن الطراز المذهب.
[946] للعلامة ميرزا محمد علي الاوردبادي نور الله ضريحه.
[947] في تهذيب الاسماء للنووي ج 1 ص 163 و الكواكب الدرية للمناوي ج 1 ص 58 و نور الابصار للشبلنجي ص 160 و وفيات الاعيان لابن‌خلكان بترجمتها: توفيت سكينة بنت الحسين (ع) يوم الخميس لخمس خلون من ربيع الاول سنة 117 ه و في المجدي لابي‌الحسن العمري في النسب و اعلام الوري للطبرسي ص 127 عند ذذكر اولاد الحسن (ع) و الاغاني ج 12 ص 163: انها تزوجت من ابن عمها عبدالله بن الحسن ابن علي بن ابي‌طالب قتل عنها يوم الطف و لم تلد منه انتهي. و في اعلام الوري قتل عنها قبل البناء بها، و لها يوم الطف اكثر من عشر سنين و ولادتها قبل وفاة عمها الحسن (ع) و عمرها يقارب السبع سنين، و كلمة سيدالهشداء في حقها «ان الغالب علي سكينة الاستغراق مع الله» علي ما رواه البان في اسعاف الراغبين يفيدنا درسا دقيقا عن مكانة ابنته من الشريعة المقدسة - لا حظ كتابنا السيدة سكينة - الطبعة الثانية.
[948] مصباح الكفعمي ص 376 ط هند.
[949] تظلم الزهراء ص 135.
[950] من قصيدة للعلامة الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي.
[951] زينب الملقبة الكبري هي ابنة فاطمة الزهراء (ع) و قد وصفها بذلك الطبري في تاريخه ج 6 ص 89 و ابن‌الأثير في الكامل ج 3 ص 158 و في المعارف لابن‌قتيبة فأما زينب الكبري بنت فاطمة كانت عند عبدالله بن جعفر فولدت له اولادا.
[952] كامل الزيارات ص 261 باب 88 فضل كربلا و زيارة الحسين.
[953] المقبولة الحسينية ص 61 للحجة آية الله الشيخ هادي كاشف الغطاء «قده».
[954] تظلم الزهراء ص 177.
[955] للعلامة الثقة الشيخ محمد طاهر آل فقيه الطائفة الشيخ راضي قدس سره.
[956] الدمعة الساكبة ص 364.
[957] ابن‌نما ص 84 و اللهوف 81.
[958] اسرار الشهادة ص 477 و تظلم الزهراء ص 150.
[959] من قصيدة في الحسين (ع) للشيخ حسون الحلي المتوفي سنة 1305 (شعراء الحلة) ج 2 صفحة 155.
[960] الصلف بفتحتين الدي يتمدح بما ليس عنده. و النطف القذف بالفجور.
[961] الشنف المبغض بغير حق.
[962] الملق التذلل.
[963] الغمز الطعن بالشر.
[964] الغرض التعريف بان الدمنة و ان زها ظاهرها بالنبت الا انه لا يفيد الحيوان قوة لانها مجمع الاوساخ و الكثافات السامة القاتلة فنتاج الدمنة لا يكون طيبا و اهل الكوفة و ان زها ظاهرهم بالاسلام الا ان الصدور انطوت علي قلوب مظلمة لا يصدر منها الا بما يقوم به اهل الجاهلية و الالحاد.
[965] في رواية اللهوف و ابن‌نما (فضة) بالفاء الموحدة و الضاد المعجمة و لم يتضح المراد منه بعد عدم الترجيح علي الذهب و غيره، نعم رواية ابن شهراشوب في المناقب (قصة) بالقاف المثناة و الصاد المهملة و هي الجص تتناسب مع الملحودة التي هي القبر و لم ينكر اهل اللغة هذا المعني ففي الصحاح للجوهري قصص داره اي جصصها و في تاج العروس ج 4 ص 423 تقصيص الدار تجصيصها و كذلك قبر مقصص و منه الحديث نهي النبي «ص» عن تقصيص القبور و هو بناؤها بالقصة و فيه ص 422 قال القصة هي الجص بلغة الحجاز او الحجارة من الجص و عن ابن‌دريد ان اباسعيد السيرافي يقول بكسر القاف و عند غيره بفتحها و في الفائق للزمخشري ج 2 ص 173 روي ان النبي «ص» نهي تطيين القبور و تقصيصها اي تجصيصها فان القصة هي الجصة و في غريب الحديث لابي‌عبيد ج 1 ص 277 حيدرآباد التقصيص الجص يقال قصصت القبور و البيوت اذا جصصتها و في (لحن العوالم) ص 145 للزبيدي تقصيص القبور تبييضها بالجص و في نيل الاوطار للشوكاني ج 4 ص 73 القصة بفتح القاف و تشديد الصاد المهملة هي الجص و في مسند احمد ج 2 ص 137 عن عبدالله بن عمر ان عثمان بني‌جدار مسجد النبي (ص) بالحجارة المنقوشة و القصة و في تاريخ المدينة للمسعودي ج 2 صفحة 105 كان قبر حمزة مبنيا بالقصة أي مجصص لا خشب عليه و في البحار ج 18 ص 374 باب الدفن عن معاني الاخبار قال: تقصيص القبور تجصيصها لان الجص يقال له القصة و في النهاية لابن‌الاثير مادة قصص في حديث زينب يا قصة علي ملحودة شبهت اجسامهم بالقبور المتخذة من الجص و انفسهم بجيف الموتي التي تشتمل عليها القبور، و الذي أراه ان النكتة في هذه الاستعارة ان القصة بلغة الحجاز الجص و الملحودة القبر لكونه ذا لحد فكأن القبر يتزين ظاهره ببياض الجص ولكن داخله جيفة قذرة و اهل الكوفة و ان تزين ظاهرهم بالاسلام الا ان قلوبهم كجيف الموتي بسبب قيامهم باعمال الجاهلية الوخيمة العاقبة من الغدر و عدم الثبات علي المبادي الصحيحة و قد انفردت (متممة الدعوة الحسينية) بهذه النكات البديعة التي لم يسبقها مهرة البلغاء اليها لانها ارتضعت در (الصديقة الكبري) التي اخرست الفصحاء بخطابها المرتجل يوم أجمع القوم علي غصبها حقها مع ما اكتنفها من فوادح تبلبل فكر البليغ فعرفت الحاضرين و من يأت من الاجيال عظيم الجناية و خسران الرضوان الاكبر كما ان سيد الاوصياء نفسه عرف اولئك المتجمهرين علي غصب حقه المجعول له من الله سبحانه يوم الغدير و يوم المنزلة و يوم الاعلان بالثقلين في خطبته المعروفة بالوسيلة التي خطبها في مسجد النبي (ص) بعد وفاة النبي (ص) بسبعة ايام و قد فرغ من جمع القرآن كما نص عليه الكليني في روضة الكافي.
[966] في تهذيب اللغة ج 3 ص 171 و مقاييس اللغة ج 3 ص 419 و المغرب للمطرزي ج 2 ص 17 و الفايق ج 1 ص 125 و النهاية و اللسان و تاج العروس كلهم مادة (طلع) و ذكر في اللسان حدث النبي (ص): رأي رجلا به بذاذة تعلو عنه العين فقال: هذا خير من طلاع الارض ذهبا ان طلاع الارض ملؤها حتي يسيل و في حديث عمر بن الخطاب عند موته لو ان لي طلاع الارض ذهبا لافتديت به من هول المطلع و هو يملؤها حتي يطلع عنها و يسيل و في الفايق عن الحسن البصري قال لئن اعلم اني بري‌ء من النفاق احب الي من طلاع الارض ذهبا و هو ملؤها.
[967] رتبنا الخطبة من امالي الشيخ الطوسي و امالي ابنه و اللهوف و ابن‌نما و ابن شهراشوب و احتجاج الطبرسي.
[968] احتجاج الطبرسي ص 166 ط النجف.
[969] من قصيدة للعلامة ميرزا محمد علي الاوردبادي في العقيلة زينب عليهاالسلام.
[970] كانت فاطمة بنت الحسين عليه السلام جليلة القدر عظيمة المنزلة و كانت لها المكانة العالية من الدين و قد شهد بذلك أبوها سيدالشهداء لما جاء اليه الحسن المثني يخطب احدي ابنتيه فقال عليه السلام كما في اسعاف الراغبين بهامش نور الابصار ص 202: اني اختار لك فاطمة فهي أكثر شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله (ص) أما في الدين فتقوم الليل كله و تصوم النهار و في الجمال تشبه الحور العين. و في تهذيب التهذيب لابن‌حجر ج 12 ص 442 روت الحديث عن أبيها و اخيها زين‌العابدين و عمتها زينب و ابن‌عباس و أسماء بنت عميس و روي عنها أولادها عبدالله و ابراهيم و حسين و ام‌جعفر بنوالحسن المثني و روي عنها ابوالمقدام بوساطة امه و روي عنها زهير بن معاوية بوساطة امه و في خلاصة تذهيب الكمال ص 425 خرج أصحاب السنن أحاديثها منهم: الترمذي و ابوداود و النسائي في مسند علي و ابن‌ماجة القزويني و قال ابن‌حجر العسقلاني وقع ذكرها في كتاب الجنائز من صحيح البخاري و وثقها ابن‌حبان. و نص علي وفاتها في سنة 110 و اليافعي في مرآة الجنان ج 1 ص 234 و ابن‌العماد في شذرات ج 1 ص 139 و بناء علي ما يقوله ابن‌حجر في تهذيب التهذيب انها قاربت التسعين تكون ولادتها سنة 30 تقريبا و لها يوم الطف ما يقرب من ذلك و توفيت قبل اختها «سكينة» بسبع سنين و في كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 35 و تاريخ الطبري ج 6 ص 267 كانت فاطمة اكبر من اختها سكينة و في كتاب «تحقيق النصرة الي معالم دار الهجرة» ص 18 تأليف أبي‌بكر بن الحسين بن عمر المراغي المتوفي سنة 816 من كرامات فاطمة بنت الحسين ان الوليد بن عبدالملك لما امر بادخال الحجرات في المسجد خرجت فاطمة بنت الحسين الي الحرة و بنت دارا لها و امرت بحفر بئر فظهر فيه جبل فقيل لها فتوضأت و رشت بفاضل وضوئها عليه فلم يتصعب عليهم فكان يتبركون بمائه و يسمونه «زمزم» و في طبقات ابن‌سعد ج 8 ص 474 طبعة صادر. كانت فاطمة بنت الحسين (ع) تسبح بخيوط معقودة و في كتابنا «نقد التاريخ المخطوط» ناقشنا المؤرخين في تزويجها من العثماني، و ان محمد الديباج خلقته اقلام الزبيريين.
[971] في تاج العروس الاثلب بكسر الهمزة و اللام و فتحهما و الفتح اكثر الحجر و قيل دقاق الحجارة و قال شمر الاثلب بلغة الحجاز الحجارة و بلغة تميم التراب و هو دعاء! و في الحديث الولد للفراش و للعاهر الاثلب و فيه ص 640 الكثكث كجعفر و زبرج دقائق التراب و يقال التراب عامة يقال بفيه الكثكث اي التراب.
[972] الفقرات جزء من كلامها السابق، و نذكر هذا الكلام هنا علي عادة اهل المقاتل.
[973] الخطب كلها ذكرها السيد ابن طاووس في اللهوف و ابن‌نما في مثير الاحزان.
[974] للحاج محمد رضا الأزري رياض المدح و الرثاء ص 445 مطبعة الآداب / النجف.
[975] تاريخ الطبري ج 6 ص 256، و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 30 و ارشاد الشيخ المفيد.
[976] حكاه في البحار ج 10 ص 211 و ج 13 ص 125 عن غيبة النعماني.
[977] نص عليه جماعة من المؤرخين أنظر كتابنا «قمر بني‌هاشم» ص 115 ط المطبعة الحيدرية في النجف.
[978] كامل الزيارات ص 219.
[979] للحاج هاشم الكعبي.
[980] مدينة المعاجز ص 263 باب 127.
[981] اثبات الوصية للمسعودي ص 173، و قد ذكرنا في كتاب «زين‌العابدين» ص 402 الاحاديث الدالة علي ان الامام لا يلي أمره الا امام مثله. لم تكشف الاحاديث هذا السر المصون، و لعل النكتة فيه ان جثمان المعصوم عند سيره الي المبدإ الأعلي بانتهاء امد الفيض الالهي يختص بآثار منها: ان لا يقرب منه من لم يكن من أهل هذه المرتبة اذ هو مقام قاب قوسين او أدني، ذلك المقام الذي تقهقر عنه الروح الامين و عام النبي (ص) وحده في سبحات الملكوت و ليست هذه الدعوي في الائمة بغريبة بعد ان تكونوا من الحقيقة المحمدية و شاركوا جدهم في المآثر كلها الا النبوة و الأزواج كما في المحتضر للحسن بن سليمان الحلي ص 22 طبع النجف و هذه اسرار لا تصل اليها افكار البشر و لا سبيل لنا الي الانكار بمجرد بعدنا عن ادراكها ما لم تبلغ حد الاستحالة و قد نطقت الآثار الصحيحة بأن للأئمة احوالا غريبة ليس لسائر الخلق الشركة معهم كاحيائهم الأموات بالأجساد الأصلية و رؤية بعضهم بعضا و صعود أجسادهم الي السماء و سماعهم سلام الزائرين لهم و قد صادق علي ذلك شيخنا المفيد في المقالات ص 84 ط طهران و الكراجكي في كنز الفوائد و المجلسي في مرآة العقول ج 1 ص 373 و كاشف الغطاء في منهج الرشاد ص 51، و النوري في دار السلام ج 1 ص 289.
[982] الكبريت الاحمر (و اسرار الشهادة) و (الايقاد).
[983] الكبريت الاحمر و نقل السيد الجزائري في الانوار النعمانية ص 344 ما يشهد بذلك، فانه نقل ان اسماعيل الصفوي نبش الموضع فظهر له رجل كهيئته لما قتل و علي رأسه عصابة فلما حلها انبعث الدم و لم ينقطع الا بشدها فبني علي القبر قبة و عين له خادما؟ و عليه فانكار النوري في اللؤلؤ و المرجان دفنه هنا لم يدعم بقرينة. و في تحفة العالم للسيد جعفر بحر العلوم ج 1 ص 37 أن حمد الله المستوفي ذكر في نزهة القلوب، ان في ظاهر كربلا قبر الحر تزوره الناس و هو جده الثامن عشر، و كان احدهم يقول: أشر للحر من قرب و بعد فان الحر تكفيه الاشاره فرد عليه الحجة السيد محمد القزويني: زر الحر الشهيد و لا تؤخر زيارته علي الشهداء قدم و لا تسمع مقالة من ينادي أشر للحر من بعد و سلم
[984] كامل الزيارات ص 325 و عنه في مزار البحار ص 124.
[985] للسيد حيدر الحلي نور الله ضريحه.
[986] في لطائف المعارف للثعالبي ص 142 الباب التاسع روي عبدالملك بن عمير اللخمي قال رأيت في قصر الامارة رأس الحسين بن علي بن أبي‌طالب عند عبيدالله بن زياد علي ترس و رأيت رأس عبيدالله بن زياد عند المختار علي ترس و رأيت رأس المختار عند مصعب بن الزبير علي ترس و رأيت رأس مصعب بين يدي عبدالملك بن مروان علي ترس و لما حدثت بذلك عبدالملك تطير منه و فارق مكانه و رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 139 و سبط ابن‌الجوزي في تذكرة الخواص ص 148 ايران.
[987] تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 339 و الصواعق المحرقة ص 116 و ذخائر العقبي ص 145 و ابن‌طاووس في الملاحم ص 128 طبع اول.
[988] كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 103 و مجمع الزوائد لابن‌حجر ج 9 ص 196 و المقتل للخوارزمي ج 2 ص 87 و المنتخب للطريحي ص 339 المطبعة الحيدرية، و البداية لابن‌كثير ج 8 ص 286.
[989] شرح قصيدة ابي‌فراس ص 149.
[990] اخبار الدول ص 8 ج 1 لأبي‌العباس أحمد بن يوسف بن أحمد القرماني.
[991] من قصيدة للسيد عبدالمطلب الحلي ذكرت في شعراء الحلة ج 3 ص 218.
[992] الصواعق المحرقة ص 118 و في تاريخ الطبري ج 6 ص 262 و البداية و النهاية لابن‌كثير ج 8 ص 190 و مجمع الزوائد ج 9 ص 195 و تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 340 ذكروا انكاره عليه و لا ينافي كونه اعمي علي تقدير صحته لجواز انه سمع بذلك فانكر عليه. و عبارة ابن‌عساكر كان زيد حاضرا تؤيده.
[993] الطبري ج 6 ص 262.
[994] اللهوف ص 90.
[995] كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 33 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 42 و تاريخ الطبري ج 6 ص 263 و ارشاد المفيد و اعلام الوري للطبرسي ص 141 و في كامل المبرد ج 3 ص 145 طبع سنة 1347 لقد افصحت زينب بنت علي و هي أسن من حمل الي ابن‌زياد و ابلغت و اخذت من الحجة حاجتها فقال ابن‌زياد لها ان تكوني بلغت من الحجة حاجتك فقد كان ابوك خطيبا شاعرا فقال ما للنساء و الشعر و كان ابن‌زياد الكنا يرتضخ الفارسية ا ه.
[996] نص عليه ابن‌جرير الطبري في المنتخب من الذيل ص 89 ملحق بالتاريخ ج 12 و ابوالفرج في المقاتل ص 49 ط ايران و الدميري في حياة الحيوان بمادة بغل و المنتخب للطريحي ص 238 المطبعة الحيدرية و نسب قريش لمصعب الزبيري ص 58 و ذكرنا في رسالة «علي الاكبر» ص 17 نصوص المؤرخين علي ان المقتول هو الاكبر.
[997] طبري ج 6 ص 263.
[998] اللهوف ص 91 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 13.
[999] ابن‌الاثير ج 4 ص 34. [
[1000] تذكرة الخواص ص 148 و من الاشتباه و عدم التدبر ما جاء في الحماسة البصرية ج 1 ص 214 رقم 18 باب المراثي نسبة هذين البيتين الي عاتكة بنت نفيل زوجة الحسين! فانه لم يذكر الثقات المؤرخين تزويج الحسين منها.
[1001] الاغاني ج 4 ص 150.
[1002] روضة الواعظين ص 163.
[1003] اللهوف ص 92 و مقتل العوالم ص 130.
[1004] اللهوف صفحة 91 و المقتل للخوارزمي ج 2 ص 43.
[1005] الاغاني ج 14 ص 158 طبعة ساسي.
[1006] ابن‌الاثير ج 1 ص 34.
[1007] الطبري ج 6 ص 263.
[1008] اللهوف.
[1009] الطبري ج 6 ص 263.
[1010] رياض الأحزان ص 57 عن روضة الصفا.
[1011] في مثير الاحزان لابن‌نما الحلي أرسل ابن‌زياد محمد بن الأشعث، و حيث انه قتل يوم عاشوراء بدعاء الحسين عليه اصابته عقرب فمات منها، فيكون المرسل هذا احد بني‌الاشعث.
[1012] مثير الاحزان لابن‌نما الحلي 50 و اللهوف لابن‌طاووس ص 92 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 53 و اختصر قصته في تاريخ الطبري ج 6 ص 263 و المحبر لابن‌حبيب ص 480 و الارشاد للشيخ المفيد و الكل اتفقوا علي صلبه في الكناسة و ذكره الاربلي في كشف الغمة ص 116.
[1013] مثير الاحزان ص 51 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 55 و رياض الاحزان ص 58.
[1014] رياض الاحزان ص 52.
[1015] الاعلاق النفيسة لابن‌رسته ص 224.
[1016] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 179-178 و اختصره في رياض الاحزان ص 58.
[1017] البحار 10 ص 284 عن أخذ الثار لابن‌نما.
[1018] شرح النهج لابن أبي‌الحديد ج 1 ص 210 مصر و البحار ج 10 ص 284 و الارشاد للمفيد.
[1019] الاخبار الطوال ص 295.
[1020] تاريخ الطبري ج 7 ص 146.
[1021] في الدر النضيد ص 36 للسيد محسن الامين، أنهما للسيد رضا الهندي.
[1022] الدر المنثور ج 2 ص 119 آية (ربي ارني انظر اليك) و البحار ج 5 ص 278 نقلا عن المهج، و في قصص الانبياء للثعالبي ص 120 الباب 8 خروج موسي من مدين.
[1023] ارشاد المفيد و الخصائص الكبري ج 2 ص 125، و قال ابن ابي‌الحديد في شرح النهج ج 1 ص 362: كان زيد بن ارقم من المحرفين عن اميرالمؤمنين علي عليه السلام فانه كتم الشهادة لاميرالمؤمنين بالولاية يوم الغدير فدعا عليه بالعمي فكف بصره الي ان مات. و في كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 24: امر ابن‌زياد فطيف برأس الحسين في الكوفة و مثله في البداية لابن‌كثير ج 8 ص 191 و الخطط المقريزية ج 2 ص 288.
[1024] ابن شهراشوب ج 2 ص 188.
[1025] شرح قصيدة ابي‌فراس ص 148.
[1026] اسرار الشهادة ص 488.
[1027] شرح قصيدة ابي‌فراس صفحة 148.
[1028] الخصائص للسيوطي ج 2 صفحة 127.
[1029] مقتل العوالم صفحة 151.
[1030] من قصيدة للسيد صالح ابن العلامة السيد مهدي بحرالعلوم.
[1031] في مجمع الزوائد لابن‌حجر الهيثمي ج 5 صفحة 240 و تطهير الجنان علي هامش الصواعق المحرقة صفحة 141 عن ابي‌هريرة قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: «ليرعفن علي منبري جبار من جبابرة بني‌امية فيسيل رعافه» و قد رعف عمرو بن سعيد و هو علي منبره (ص) حتي سال رعافه.
[1032] الطبري ج 6 ص 268.
[1033] نفس المهموم ص 222 و شرح النهج لابن ابي‌الحديد ج 361 1.
[1034] مقتل العوالم ص 131.
[1035] في انساب الاشراف للبلاذري ج 4 ص 23 كانت ام‌عمرو بن الزبير أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص و كان علي جيش ارسله عمرو بن سعيد الاشدق الي محاربة عبدالله بن الزبير بمكة فقبض جيش عبدالله علي عمرو بن الزبير فامر عبدالله ان يضربه بالسياط كل من له مظلمة عنده فمات من ذلك.
[1036] الاغاني ج 4 ص 155.
[1037] معجم الشعراء للمرزباني ص 231.
[1038] (جمهرة الامثال) لأبي‌هلال العسكري ص 9 طبع الهند مادة: امكرا و أنت في الحديد.
[1039] امالي ابن الشيخ الطوسي ص 55 و سماها ابن شهراشوب في المناقب ج 2 ص 227 اسماء.
[1040] الابيات بهذا اللفظ في مثير الاحزان لابن‌نما ص 51 و اللهوف لابن‌طاووس ص 96 و الكامل لابن‌الاثير ج 4 ص 36 و عنده انها لبنت عقيل بن ابي‌طالب و مثله ابوالريحان البيروني في الآثار الباقية ص 329. و ابن‌جرير في التاريخ ج 6 ص 268 الا انه ذكر الاول و الثاني و في رواية ابن‌قتيبة في عيون الاخبار ج 1 ص 212 للابيات خلاف، و في مقتل الخوارزمي ج 2 ص 76: ان زينب بنت عقيل بن ابي‌طالب قالت البيتين الأولين، و في رواية اخري ان بنت عقيل بن ابي‌طالب قالت و ذكر اربعة ابيات و الرابع منهما: ضيعتم حقنا و الله اوجبه و قد رعي الفيل حق البيت و الحرم و نسب ابن شهراشوب في المناقب الي زينب بنت اميرالمؤمنين (ع) انها انشأت الابيات الثلاثة بعد خطبتها بالكوفة. و في تذكرة الخواص لسبط ابن‌الجوزي ص 151: ان زينب بنت عقيل بن ابي‌طالب قالت، و ذكر اربعة ابيات و كان الرابع في روايته ذريتي و بنو عمي بمضيعة منهم اساري و قتلي ضرجوا بدم و نسب ابن‌حجر الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 200 الابيات الثلاثة الي زينب بنت عقيل بن ابي‌طالب ثم قال و قال ابوالاسود الدؤلي أقول و زادني حنقا و غيظا ازال الله ملك بني‌زياد و أبعدهم كما بعدوا و خانوا كما بعدت ثمود و قوم عاد و لا رجعت ركائبهم اليهم اذا وقفت الي يوم التناد و في الارشاد للشيخ المفيد، لما سمعت ام لقمان بنت عقيل بن ابي‌طالب نعي الحسين خرجت تنعاه و معها من اخواتها ام‌هاني و اسماء رملة و زينب و ذكر الأبيات الثلاث.
[1041] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 318 حديث 86.
[1042] في الاشارات لمعرفة الزيارات لابي‌محسن علي بن أبي‌بكر الهروي ص 93 بيت الاحزان في البقيع لفاطمة (ع) و في وفاء الوفاء للسمهودي ج 2 ص 103 طبع مصر سنة 1316 ه عن ابن‌جبير، بالقرب من قبة العباس بيت الحزن الذي تأوي اليه فاطمة عند وفاة أبيها و التزمت الحزن فيه. و في المختار من نوادر الاخبار لأبي‌عبدالله محمد بن أحمد المقري الانباري علي هامش العلوم لابي‌بكر الخوارزمي ص 191 ط اولي سنة 1310 ه ان عليا (ع) صنع للزهراء بيتا من جريد النخل بظاهر المدينة تبكي فيه علي أبيها. و في فتح القدير لابن‌همام الحنفي ج 2 ص 328 يصلي في مسجد فاطمة بنت رسول الله بالبقيع و هو المعروف ببيت الاحزان.
[1043] في الارشاد للشيخ المفيد و كشف الغمة للاربلي ص 194 ابوالسلاسل.
[1044] تاريخ الطبري ج 6 ص 218.
[1045] أنساب الاشراف ج 4 ص 3.
[1046] المتسجاد من فعلات الأجواد ص 22.
[1047] سورة المنافقين / 63.
[1048] اسد الغابة ج 3 ص 97.
[1049] شرح النهج لابن أبي‌الحديد ج 3 ص 335 طبع أول مصر و تهذيب تاريخ ابن‌عساكر ج 6 ص 134 ترجمة سعيد بن العاص.
[1050] راجع ما تقدم بعنوان (عمرو الأشدق) من كتابنا هذا.
[1051] رتبنا الكتاب من مجمع الزوائد لابي‌بكر الهيثمي ج 7 ص 250 و أنساب الأشراف للبلاذري ج 4 ص 18 طبعة اولي، و مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 77 و كامل ابن‌الأثير ج 4 ص 50 سنة 64 و عليه مروج الذهب للمسعودي.
[1052] اللهوف ص 95 و 97.
[1053] الطبري ج 6 ص 266، و في ص 96 ذكر ان ابابكرة أجله بسر بن ارطاة اسبوعا علي ان يذهب الي معاوية فرجع من الشام في اليوم السابع. و في مثير الاحزان لابن‌نما ص 74 ان عميرة ارسله عبدالله بن عمر الي يزيد و معه كتاب الي ابن‌زياد ليطلق سراح المختار الثقفي، فكتب يزيد بذلك الي عبيدالله بن زياد، فجاء عميرة بالكتاب الي الكوفة و قد قطع المسافة بين الشام و الكوفة باحد عشر يوما.
[1054] الطبري ج 6 ص 264 و ابن‌الاثير ج 4 ص 34 و البداية ج 8 ص 191 و الخوارزمي و ارشاد المفيد و اعلام الوري ص 149 و اللهوف ص 97.
[1055] الاصابة ج 3 ص 489 بترجمة مرة.
[1056] تاريخ الطبري ج 6 ص 254 و الخطط المقريزية ج 2 ص 288.
[1057] تاريخ القرماني ص 108 و في مرآة الجنان لليافعي ج 1 ص 134 سيقت بنات الحسين بن علي و معهم زين‌العابدين و هو مريض كما تساق الااري قاتل الله فاعل ذلك، و خالف ابن‌تيمية ضرورة التاريخ فقال كما في المنتقي من منهاج الاعتدال للذهبي ص 288 سير ابن‌زياد حرم الحسين بعد قتله الي المدينة.
[1058] في جمهرة انساب العرب لابن‌حزم ص 165 قال: بنوعائدة منهم مجفر بن مرة بن خالد بن عامر بن قبان بن عمرو بن قيس بن الحارث بن مالك بين عبيد بن خزيمة بن لؤي، و هو الذي حمل رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما الي الشام.
[1059] المنتخب للطريحي ص 339 الطبعة الثانية.
[1060] الارشاد للمفيد.
[1061] اللهوف ص 98.
[1062] مجمع الزوائد لابن‌حجر ج 9 ص 199 و الخصائص للسيوطي ج 2 ص 127 و تاريخ ابن‌عساكر ج 4 ص 342 و الصواعق المحرقة ص 116 و الكواكب الدرية ج 1 ص 57 و الاتحاف بحب الاشراف ص 23 و نسبه ابن‌طاووس في اللهوف ص 98 الي تاريخ بغداد لابن‌النجار و في تاريخ القرماني ص 108: و صلوا الي دير في الطريق فنزلوا فيه ليقيلوا به فوجدوا مكتوبا علي بعض جدرانه هذا البيت و في الخطط المقريزية ج 2 ص 285 كتب هذا قديما و لا يدري قائله. و في مثير الاحزان لابن‌نما ص 53: حفروا في بلاد الروم حفرا قبل أن يبعث النبي (ص) بثلثمائة سنة فأصابوا حجرا مكتوب عليه بالمسند هذا البيت و المسند كلام اولاد شيث.
[1063] نفس المهموم ص 228 للشيخ الجليل الشيخ عباس القمي و في نهر الذهب في تاريخ حلب ج 3 ص 23 لما جي‌ء برأس الحسين مع السبايا و وصلوا الي هذا الجبل غربي حلب قطرت من الرأس الشريف قطرة دم و عمر علي أثرها مشهد عرف (بمشهد النقطة) و فيه ج 3 ص 280 نقل من تاريخ يحيي بن ابي طي من عمر هذا المشهد و توالي العمارات عليه. و في كتاب الاشارات الي معرفة الزيارات تأليف ابي‌الحسن علي بن ابي‌بكر الهروي المتوفي سنة 611 ص 66 في مدينة نصيبين مشهد النقطة يقال انه من دم رأس الحسين (ع) و في سوق النشابين مشهد الرأس فانه علق هناك لما عبروا بالسبي الي الشام.
[1064] قال الشيخ المحدث الجليل الشيخ عباس القمي في نفس المهموم شاهدت هذا الحجر عند سفري الي الحج و سمعت الخدم يتحدثون بذلك.
[1065] في معجم البلدان ج 3 ص 173 و خريدة العجائب ص 128 يسمي مشهد الطرح و في نهر الذهب ج 2 ص 278 سمي مشهد الدكة و مشهد الطرح يقع غربي حلب و حكي عن تاريخ ابن ابي‌طي ان مشهد الطرح ظهرت عمارته سنة 351 بامر من سيف الدولة و ذكر بعضهم ان احدي نساء الحسين اسقطت هنا لما جي‌ء بسبي عيال الحسين و الرؤوس و كان هنا معدن، و اهله لما فرحوا بالسبي دعت عليهم (زينب) ففسد ذلك المعدن فعمره سيف الدولة! ثم ذكر توالي العمارات عليه.
[1066] في معجم البلدان ج 3 ص 173 بمادة جوشن و خريدة العجائب لابن‌الوردي ص 128 عن ذكر جبل جوشن ان بعض سبي الحسين طلب ممن يقطن هناك من الصناع خبزا و ماء فامتنع فدعا عليهم و من ذلك لا يربح اهل ذلك الموضع.
[1067] تذكرة الخواص ص 150.
[1068] للعلامة الشيخ عبدالحسين الاعسم النجفي رحمه الله.
[1069] اللهوف ص 99 و مثر الاحزان لابن‌نما ص 53 و مقتل العوالم ص 145.
[1070] نص عليه كامل البهائي و الآثار الباقية للبيروني ص 331 طبع الأفست و المصباح للكفعمي صفحة 269 و تقويم المحسنين للفيض ص 15 و بناء علي ما في تاريخ الطبري ج 6 ص 266 من حبسهم في السجن الي ان يأتي البريد من الشام يخبرهم ببعد وصولهم الي الشام في اول صفر فان المسافة بعيدة تستدعي زمنا طويلا اللهم الا ان يكون البريد من طريق «الطير».
[1071] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 61 روي انهم ادخلوا مدينة دمشق من باب (توما) و هذا الباب كما في ثمار المقاصد ص 109 أحد أبواب مدينة دمشق القديمة. و يحدث ابوعبدالله محمد بن علي ابراهيم المعروف بابن شداد المتوفي سنة 684 في اعلاق الخطيرة ج 3 ص 72 قال: انما سمي بباب الساعات لانه عمل هناك بنظام الساعات يعلم بها كل ساعة تمضي من النهار عليها عصافير من نحاس و غراب وحية من نحاس فاذا أتمت الساعة خرجت الحية فصفرت العصافير و صاح الغراب و سقطت حصاة في الطشت.
[1072] امالي الصدوق صفحة 100 مجلس 31 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 60.
[1073] في صورة الارض لابن‌حوقل ص 161 طبع اوفست في دمشق ليس في الاسلام أحسن منه كان مصلي الصابئين ثم صار لليونان يعظمون فيه دينهم ثم صار لليهود و ملوك عبدة الاصنام و باب هذا المسجد يسمي باب جيرون، صلب علي هذا الباب رأس يحيي بن زكريا و صلب علي باب جيرون رأس الحسين بن علي في الموضع الذي صلب فيه رأس يحيي بن زكريا. و لما كان ايام الوليد بن عبدالملك جعل وجه جدرانه رخاما الخ. و يظهر ان هذا المسجد هو الجامع الاموي.
[1074] روح المعاني للالوسي ج 26 صفحة 73 آية «فهل عسيتم ان توليتم» قال الالوسي اراد بقوله «فقد اقتضيت من الرسول ديوني» أنه قتل بما قتله رسول الله (ص) يوم بدر كجده عتبة و خاله و غيرهما و هذا كفر صريح و مثله تمثله بقول ابن‌الزبعري قبل اسلامه (ليت اشياخي) الابيات.
[1075] مقتل العوالم ص 145.
[1076] اللهوف ص 100 و في تفسير ابن‌كثير ج 4 صفحة 112 و روح المعاني للآلوسي ج 25 صفحة 31 و مقتل الخوارزمي ج 2 صفحة 61 ان السجاد قرأ علي الشيخ آية المودة فاذعن له.
[1077] روح المعاني للآلوسي ج 25 صفحة 31 انهما للسيد عمر الهيثمي أحد أقاربه المعاصرين و قد استجودهما الآلوسي.
[1078] الانوار النعمانية ص 341 و اللهوف ص 101 و تذكرة الخواص صفحة 49.
[1079] مرآة الجنان لليافعي ج 1 صفحة 135 و في كامل ابن‌الأثير ج 4 ص 35 و عليه مروج الذهب لما ادخل الرأس عليه جعل ينكته بقضيب و تمثل بقول الحصين بن حمام. أبي قومنا أن ينصفونا فانصفت قواضب في ايماننا تقطر الدما نفلق هاما من رجال اعزة علينا و هم كانوا اعق و اظلما و في العقد الفريد ج 2 ص 313 في خلافة يزيد قال لما وضع الرأس بين يديه تمثل يزيد بقول الحصين بن الحمام المزني و ذكر البيت الثاني و اقتصر ابن حجر الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 198 علي البيت الثاني و اقتصر الخوارزمي في المقتل ج 2 صفحة 61 علي وقوفهم علي درج باب الجامع و هذان البيتان للحصين بن الحمام ذكرهما في المؤتلف و المختلف للآمدي ص 91 قال: ان الحصين بن حمام بن ربيعة الي آخر نسبه قال من قصيدة طويلة و ذكر ثلاثة أبيات فيها البيتان. و في الشعر و الشعراء ص 151 ذكر ثلاثة أبيات فيها البيت الثاني. و في الأشباه و النظائر ص 4 من اشعار المتقدمين و الجاهليين للخالديين اقتصر علي البيت الثاني و في الأغاني ج 12 ص 120 طبعة ساسي ذكر ثلاثة عشر بيتا فيها البيتان...
[1080] مقتل الخوارزمي ج 2 صفحة 59.
[1081] من قصيدة للعلامة الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي.
[1082] اثبات الوصية صفحة 143 ط نجف.
[1083] العقد الفريد ج 2 صفحة 313 و تاريخ الطبري ج 6 ص 267.
[1084] تفسير علي بن ابراهيم صفحة 603 في الشوري.
[1085] المحاضرات للراغب الاصفهاني ج 1 صفحة 775 باب من يبجح بمعادات ذويه و هذا البيت من أبيات خمسة للفضل بن العباس بن عتبة بن أبي‌لهب ذكرها ابوتمام في الحماسة راجع «شرح التبريزي» ج 1 ص 223.
[1086] مثير الاحزان لابن‌نما صفحة 54 و غيره.
[1087] نفس المهموم ص 242.
[1088] كامل البهائي.
[1089] رياض الاحزان ص 148.
[1090] نفس المهموم ص 242 و الخطبة طويلة في مقتل الخوارزمي ج 2 ص 69.
[1091] مرآة الجنان لليافعي ج 1 ص 135.
[1092] كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 35 و مجمع الزوائد ج 9 ص 195 و الفصول المهمة لابن‌الصباغ ص 205.
[1093] كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 35.
[1094] تاريخ الطبري ج 6 ص 267 و كامل ابن‌الأثير ج 4 ص 35 و تذكرة الخواص ص 148 و الصواعق المحرقة ص 116 و الفرع لابن‌مفلح الحنبلي في فقه الحنابلة ج 3 ص 549 و مجمع الزوائد لابن‌حجر ج 9 ص 195 و الفصول المهمة لابن‌الصباغ ص 205 و الخطط المقريزية ج 3 ص 289 و البداية لابن‌كثير ج 8 ص 192 و شرح مقامات الحريري للشريشي ج 1 ص 193 آخر المقامة العاشرة و ايام العرب في الاسلام ص 435 تأليف محمد أبي‌الفضل و علي محمد البجاوي و مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 225 و في الاتحاف بحب الاشراف ص 23 صار يزيد يضرب ثناياه بالقضيب و كذا في الآثار الباقية للبيروني ص 331 طبعة الاوفست. «و النكت» كما في صحاح الجوهري الضرب و في المغرب للمطرزي ج 2 ص 227 نكتت خدها بأصابعها أي نقرته و ضربته و في مقاييس اللغة لابن فارس ج 5 ص 475 نكت في الأرض بقضيبه ينكت اذا اثر فيها.
[1095] مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 226.
[1096] كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 35 و الفصول المهمة لابن‌الصباغ ص 205 و البيت الأول عند اليافعي في مرآة الجنان ج 1 ص 135. صبرنا فكان الصبر منا عزيمة و اسيافنا يقطعن كفا و معصما و رواه سبط ابن‌الجوزي في تذكرة الخواص ص 148 مع تغيير في بعض ألفاظه و جماعة من المؤرخين اقتصروا علي البيت الثاني منهم الشريشي في شرح مقامات الحريري ج 1 ص 193 و الاندلسي في العقد الفريد ج 2 ص 313 و ابن‌كثير في البداية ج 8 ص 197 و الشيخ المفيد في الارشاد و ابن‌جرير الطبري في التاريخ ج 6 ص 267 و قال البيت للحصين بن الحمام المري.
[1097] تاريخ الطبري ج 6 ص 265 و كامل ابن‌الاثير ج 4 ص 37 و عجز البيت الثاني في مجمع الزوائد لابن‌حجر ج 9 ص 198 و مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 226 (و بنت رسول الله ليس لها نسل) و في البداية لابن‌كثير ج 8 ص 193 كان الحصين ينشد و ذكر البيت الثاني موافقا لمجمع الزوائد و في مثير الاحزان لابن‌نما ص 54 روي ان الحسن بن الحسن هو المثني - لما رأي يزيد يضرب رأس الحسين (ع) بالقضيب قال و اذلاه! سمية امسي نسلها عدد الحصي و بنت رسول الله ليس لها نسل و في تذكرة الخواص ص 149 لما بلغ الحسن البصري فعلة يزيد بالرأس تمثل بالبيت الثاني و في الاغاني ج 12 ص 71 نسبهما الي عبدالرحمن بن الحكم مع بيت ثالث و في مقتل الخوارزمي ج 2 ص 56 نسبهما الي عبدالرحمن ابن الحكم اخي مروان.
[1098] اللهوف ص 102 و اختصر الحديث في الفصول المهمة ص 205 و تاريخ الطبري ج 6 ص 267 و مناقب ابن شهراشوب ج 2 ص 26.
[1099] الصواعق المحرقة ص 119.
[1100] مقتل العوالم ص 151 و مثير الاحزان لابن‌نما و في مقتل الخوارزمي ج 2 ص 72 ذكر محاورة النصراني مع يزيد و قتله و لم يذكر كلام الرأس الأطهر.
[1101] الخطط المقريزية ج 2 ص 289 و الاتحاف بحب الاشراف ص 23 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 75 و البداية لابن‌كثير ج 8 ص 204 و سير اعلام النبلاء ج 3 ص 216.
[1102] مقتل العوالم ص 151 و تقدم في المقدمة من هذا الكتاب تعريف أبيها و عند من كانت!
[1103] الخطط المقريزية ج 2 ص 284.
[1104] المقتل للخوارزمي ج 2 ص 74.
[1105] نفس المهموم ص 247.
[1106] رياض الاحزان ص 59 و مثير الاحزان لابن‌نما ص 5 و اقتصر سبط ابن‌الجوزي علي البيت الاول و يروي ابن ابي‌الحديد في شرح النهج ج 1 ص 361 مصر ان مروان كان امير المدينة فلما وصل اليه الرأس قال: يا حبذا بردك في اليدين و حمرة تجري علي خدين كأنما بات بعسجدين ثم رمي بالرأس نحو القبر و قال يا محمد يوم بيوم بدر و الخبر مشهور و الصحيح ان مروان لم يكن امير المدينة. و في اقرب الموارد مادة (برد) البرد حب الغمام و يستعمل للاسنان الشديدة البياض، و في آداب اللغة العربية لجرجي زيدان ج 1 ص 282 من شعر يزيد بن الطثرية قوله: بنفسي من لو مر بنانه علي كبدي كانت شفاء أنامله و البرد كما في تاج العروس ج 2 ص 298 السكون و الفتور فكأنه أراد أن يكون قتله و اسكاته عن الحركة بيده و انه الذي يضرج خديه بحمرة الدم، و استبعاد حضور مروان في الشام حينذاك يرده نص ابن‌جرير الطبري في التاريخ ج 6 ص 267 و ابن‌كثير في البداية ج 8 ص 196 كان مروان بن الحكم يسأل الجماعة الذين وردوا الشام مع العيال عما فعلوه بالحسين (ع).
[1107] تاريخ الطبري ج 6 و البداية لابن‌كثير ج 8 ص 194 و امالي الشيخ الصدوق ص 100 مجلس 31 و يروي ابن‌نما في مثير الاحزان ص 54 و الخوارزمي في المقتل ج 2 ص 62 انها فاطمة بنت الحسين (ع).
[1108] ابن‌الاثير ج 4 ص 35.
[1109] الطبري ج 6 ص 265.
[1110] ذكرت هذه الخطبة في «بلاغات السناء» صفحة 21 ط النجف و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 64.
[1111] عرفها الخوارزمي في مقتل الحسين أن امها فاطمة: بنت رسول الله (ص).
[1112] هذه الابيات نسبها السيد ابن طاووس في اللهوف ص 102 صيدا الي ابن‌الزبعري و ليست كلها له فان الخوارزمي في مقتل الحسين ج 2 ص 66 و ابن ابي‌الحديد في شرح النهج ج 3 ص 383 مصر اول و ابن‌هشام في السيرة في واقعة احد ذكروا ستة عشر بيتا و ليس فيها مما ذكره ابن‌طاووس الا الاول و الثالث و كان عجز الثالث في روايتهم (و عدلنا ميل بدر فاعتدل) و في رواية ابي‌علي القالي في الامالي ج 1 ص 142 و البكري في شرحه ج 1 ص 387 «و اقمنا ميل بدر فاعتدل» و في رسالة الجاحظ في بني‌امية ضمن مجموعة رسائله ابن‌الزبعري قال ليت اشياخي الي آخر ثلاثة ابيات كما في اللهوف مع تغيير يسير.
[1113] تاريخ الطبري ج 6 صفحة 266 و البداية لابن‌كثير ج 8 صفحة 195.
[1114] اللهوف ص 207 و امالي الصدوق ص 101 مجلس 31.
[1115] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 34. و هذه الخربة او فقل المحبس كما جاء في ذيل مرآة الزمان لليونيني ج 4 ص 146 حوادث سنة 681 ه قال: في ليلة الأحد عاشر شهر رمضان احترقت سوق اللبادين بدمشق بكما لها و جسر الكتبيين و الفوارة و سوق القماش المعروف بسوق عسا الله و سقاية جيرون و وصلت النار الي درب العجم وسط جيرون و جدار المسجد العمري الذي علي درج بدرب الجامع الملاصق لسجن زين‌العابدين... الخ.
[1116] مثير الاحزان لابن‌نما ص 58 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 72.
[1117] الانوار النعمانية ص 340.
[1118] تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 139.
[1119] تاريخ الطبري ج 6 ص 180.
[1120] مقتل العوالم ص 150.
[1121] ارشاد المفيد.
[1122] اللهوف ص 112 و مثير الاحزان لابن‌نما ص 79 طبع الحجر.
[1123] رياض الاحزان ص 157.
[1124] بشارة المصطفي ص 89 - المطبعة الحيدرية - مؤلفه كما في روضات الجنات ابوجعفر محمد بن ابي‌القاسم بن محمد بن علي الطبري الآملي من علماء القرن الخامس قرأ علي ابن الشيخ الطوسي.
[1125] الاتحاف بحب الاشراف ص 12.
[1126] تذكرة الخواص ص 150.
[1127] الآثار الباقية ج 1 ص 331.
[1128] في البابليات ج 3 ص 128 ذكرهما سبط ابن‌الجوزي في تذكرة الخواص اقول: و عبارته في التذكرة ص 159 طبع الحجر و انشد بعض اشياخنا: لا تطلبوا رأس الحسين الخ.
[1129] شعراء الحلة ج 5 ص 371 انها للحاج مهدي الفلوجي.
[1130] مجموعة الشيخ ورام ج 2 ص 276 و البحار ج 2 ص 679 باب شهادة علي عن مناقب ابن شهراشوب.
[1131] مستدرك الوسائل للنوري ص 215 باب 94.
[1132] نهر الذهب في تاريخ حلب ج 1 ص 267: 63.
[1133] كامل الزيارات ص 90 باب 28.
[1134] رواه الشيخ الطوسي في التهذيب ج 3 ص 17 في باب فضل زيارة الحسين (ع) عن أبي‌محمد العسكري عليه السلام و رواه في مصباح المتهجد ص 551 طبع الهند.
[1135] مفاتيح الغيب ج 1 ص 107.
[1136] روح المعاني ج 1 ص 47.
[1137] المحتضر ص 165.
[1138] في شذرات الذهب لابن‌العماد ج 4 ص 140 كان بعض الحنابلة ينشدهما علي المنبر ببغداد.
[1139] المدخل 1 ص 46 آداب الدخول في المسجد.
[1140] الفتاوي الفقهية الكبري ج 1 ص 264 في اللباس.
[1141] حكاه الحجة الاميني في الغدير ج 10 ص 211 عن تفسير روح البيان ج 4 ص 142. و ليس هذا بأول مخالفة للامامية ففي المذهب لابي‌اسحاق الشيرازي ج 1 ص 137 و الوجيز للغزالي ج 1 ص 47 و المنهاج للنووي ص 25 و شرحه تحفة المحتاج لابن‌حجر ج 1 ص 560 و عمدة القاري للعيني شرح البخاري ج 4 ص 248 و الفروع لابن‌مفلح ج 1 ص 681 و المغني لابن‌قدامة ج 2 ص 505 التسطيح اشبه بشعار اهل البدع و في رحمة الامة باختلاف الائمة علي هامش الميزان للشعراني ج 1 ص 88 ان السنة تسطيح القبور و لما صار شعار الرافضة كان الأولي مخالفتهم التسنيم «و من ذلك» الصلاة علي اهل البيت مستقلا ففي الكشاف للزمخشري في الاحزاب 56 «ان الله و ملائكته يصلون» انه مكروه لانه يؤدي الي الاتهام بالرفض و قد قال (ص) لا تقفن مواقف التهم «و من ذلك» ما في فتح الباري لابن‌حجر ج 11 ص 135 كتاب الدعوات باب هل يصلي علي غير النبي قال اختلف في السلام علي غير الانبياء بعد الاتفاق علي مشروعيته في تحية الحي فقيل يشرع مطلقا و قيل تبعا و لا يفرد لواحد لكونه صار شعارا للرافضة 1 ه «و من ذلك» ما في شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج 5 ص 13 كان بعض اهل العلم يرخي العذبة من قدام من الجانب الايسر و لم ار ما يدل علي تعيين الايمن الا في حديث ضعيف عند الطبراني و لما صار شعارا للامامية ينبغي تجنبه لترك التشبه بهم ا ه.
[1142] الميزان للشعراني ج 1 ص 138.
[1143] الهداية لشيخ الاسلام المرغيناني ج 1 ص 33.
[1144] الفقه علي المذاهب الاربعة ج 1 ص 189.
[1145] البحر الرائق لابن‌نجيم ج 1 ص 319.
[1146] الكافي علي هامش مرآة العقول ج 3 ص 129 و الفقيه للصدوق ص 69 و التهذيب للشيخ الطوسي ج 1 ص 266 في التعقيب.
[1147] الفقيه للصدوق ص 69 في التعقيب.
[1148] المغني لابن‌قدامة ج 1 ص 626 و الفروع لابن‌مفلح ج 1 ص 382.
[1149] كتاب الام ج 1 ص 116 و مختصر المزني علي هامشه ج 1 ص 90 و الوجيز للغزالي ج 1 ص 32.
[1150] الأثار الباقية ص 331.
[1151] للعلامة الشيخ عبدالمهدي مطر النجفي.
[1152] لحجة الاسلام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (قده).
[1153] اللهوف لابن‌طاووس ص 116.
[1154] امالي الشيخ الطوسي ص 66 و في المقدمة ص 56 ذكرنا مراده.
[1155] رياض الاحزان ص 163.
[1156] محاسن البرقي ج 2 صفحة 420 باب الاطعام للمأتم.
[1157] مستدرك الوسائل ج 2 ص 215 باب 94.
[1158] البحار ج 10 صفحة 235 عن الكافي.
[1159] اغاني ج 2 صفحة 158.
[1160] للحجة الشيخ محمد حسين الاصفهاني.
[1161] نظم هذه القصيدة لاجل الموكب الذي سعي به ليلة عاشوراء و يومها في كربلا في السنة التي قتل فيها السيد حسن ابن آية الله السيد ابوالحسن الاصفهاني و ببركاته اتسع الي هذه السنة فكان موكب النجفيين ليلة عاشوراء في كربلاء يضم العلماء و اهل الفضل و المقدسين من ارباب المهن، كل ذلك من انفاس هذا الشيخ الجليل المناضل دون الدين الحنيف و توفي في الليلة الثانية و العشرين من شعبان سنة 1352 ه و ترجمته مفصلة في «شعراء الغري» ج 2 صفحة 436.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.