قبس من شعاع الامام الحسين عليه السلام

اشارة

نويسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي

ناشر : السيد محمد الحسيني الشيرازي

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيميَا أيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ - ارْجِعِي إِلَي رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً - فَادْخُلِي فِي عِبَادِي - وَادْخُلِي جَنَّتِي - صدق الله العلي العظيمسورة الفجر: 27-30ان الظروف العصبية التي تمر بالعالم...والمشكلات الكبيرة التي تعيشها الأمة الإسلامية..والمعاناة السياسية والاجتماعية التي نقاسيها بمضمض...وفوق ذلك كله الأزمات الروحية والأخلاقية التي يئن من وطأتها العالم أجمع...والحاجة الماسة إلي نشر وبيان مفاهيم الإسلام ومبادئه الإنسانية العميقة التي تلازم الإنسان في كل شؤونه وجزئيات حياته وتتدخل مباشرة في حل جميع أزماته ومشكلاته في الحرية والأمن والسلام وفي كل جوانب الحياة..والتعطش الشديد إلي إعادة الروح الإسلامية الأصيلة إلي الحياة، وبلورة الثقافة الدينية الحيّة، وبعث الوعي الفكري والسياسي في أبناء الإسلام كي يتمكنوا من رسم خريطة المستقبل المشرق بأهداب الجفون وذرف العيون ومسلات الأنامل..كل ذلك دفع المؤسسة لأن تقوم بإعداد مجموعة من المحاضرات التوجيهية القيمة التي ألقاها سماحة المرجع الديني الأعلي آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) في ظروف وأزمنة مختلفة، حول مختلف شؤون الحياة الفردية والاجتماعية، وقد راجعها الإمام الشيرازي وأضاف عليها فأصبحت علي شكل كتيبات، وقد قمنا بطباعتها مساهمة منا في نشر الوعي الإسلامي، وسدّاً لبعض الفراغ العقائدي والأخلاقي لأبناء المسلمين من أجل غداً أفضل ومستقبل مجيد..وذلك انطلاقاً من الوحي الإلهي القائل:[لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ]. [1] .الذي هو أصل عقلائي عام يرشدنا إلي وجوب التفقه في الدين وانذار الأمة، ووجوب رجوع الجاهل إلي العالم في معرفة أحكامه في كل مواقفه وشؤونه..وتطبيقاً عملياً وسلوكياً للآية الكريمة:[فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ]

[2] .فان مؤلفات سماحة آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) تنقسم:أولاً: التنوع والشمولية لأهم أبعاد الإنسان والحياة لكونها إنعكاساً لشمولية الإسلام..فقد أفاض قلمه المبارك الكتب والموسوعات الضخمة في شتي علوم الإسلام المختلفة، أخذاً من موسوعة الفقه التي تجاوزت _ حتي الآن _ المائة والعشرين مجلداً، حيث تعد إلي اليوم أكبر موسوعة علمية استدلالية فقهية في تاريخ الإسلام ومروراً بعلوم الحديث والتفسير والكلام والأصول والسياسة والاقتصاد والاجتماع والحقوق وسائر العلوم الحديثة الأخري.. وانتهاءً بالكتب المتوسطة والصغيرة التي تتناول مختلف المواضيع والتي قد تتجاوز بمجموعها ال_(150) مؤلفاً.ثانياً: الأصالة حيث إنها تتمحور حول القرآن والسنة وتستلهم منها الرؤي والأفكار.ثالثاً: المعالجة الجذرية والعملية لمشاكل الأمة الإسلامية ومشاكل العالم المعاصر.رابعاً: التحدث بلغة علمية رصينة في كتاباته لذوي الاختصاص ك_(الأصول) و(القانون) و(البيع) وغيرها، وبلغة واضحة يفهمها الجميع في كتاباته الجماهيرية وبشواهد من مواقع الحياة.هذا ونظراً لما نشعر به من مسؤولية كبيرة في نشر مفاهيم الإسلام الأصيلة قمنا بطبع ونشر هذه السلسلة القيمة من المحاضرات الإسلامية لسماحة المرجع (دام ظله) والتي تقارب التسعة آلاف محاضرة ألقاها سماحته في فترة زمنية قد تتجاوز الأربعة عقود من الزمن في العراق والكويت وإيران..نرجو من المولي العلي القدير أن يوفقنا لإعداد ونشر ما يتواجد منها، وأملاً بالسعي من أجل تحصيل المفقود منها وإخراجه إلي النور، لنتمكن من إكمال سلسلة إسلامية كاملة ومختصرة تنقل إلي الأمة وجهة نظر الإسلام تجاه مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية الحيوية بأسلوب واضح وبسيط.. إنه سميع مجيب.مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشربيروت لبنان

الشهادة و الحياة الأبدية

قال تعالي:[وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ] [3] .تشير الآية الكريمة إلي حال الذين يقتلون في سبيل الله، وتؤكد لنا استمرار حياتهم

بعد القتل، وأنهم يبقون أحياء، فإن من استشهد في سبيل الله لا تنتهي حياته، بل يبقي حياً يرزق، وهذا ما تؤكده الآية المباركة.فكما أن هذه الحياة المادية ذات مراتب منها مرتبة كاملة نسبياً كمن كان سعيداً فرحاً، ومنها مرتبة ناقصة كمن كان شقياً حزيناً، كذلك من مات يكون علي قسمين _ بعد بقاء كليهما في حياة من لون آخر _ قسم يكون حياً هناك أي سعيداً فرحاً وقسم يكون ميتاً هناك أي شقياً حزيناً. [4] .وكيف لا؟ والشهداء هم الذين ضحّوا بأنفسهم في سبيل العقيدة.. وفي سبيل إعلاء كلمة التوحيد والحق، وأناروا الحياة بدمائهم الزكية، كي يتسني للأجيال التمسّك بعري الإسلام.وقد يكون المضحّي بنفسه بالإضافة إلي أنه شهيد وقد وعد الله بحياته، يكون عروة من عري الإيمان والعقيدة وإماماً من أئمة المسلمين، كما هو الحال بالنسبة لسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين… فما أعظم هذا الشهيد وما أرفع مكانته وقد قال الإمام زين العابدين …: «وأما الآخرة فبنور وجهك مشرقة».

الامام المعصوم

وإذا أردنا أن نتعرف قليلاً علي هذه الشخصية العظيمة، فإنه ينبغي أن نقرأ بعض الأحاديث التي تبين مكانة الإمام المعصوم … عند الله عزوجل ومقامه التكويني والتشريعي.فقد جاء عن أبي عبد الله الصادق … في قول الله عزوجل:[وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً] [5] قال …: «طاعة الله ومعرفة الإمام». [6] .وكذلك جاء عن الإمام موسي بن جعفر پ في قول الله عزوجل:[قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ] [7] ، قال …: «إذا غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد». [8] .وجاء عن الإمام الرضا … أنه قال: «فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام، أو يمكنه اختياره؟! هيهات هيهات! ضلّت

العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وخسئت العيون، وتصاغرت العظماء، وتحيرت الحكماء.. وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله وأقرت بالعجز والتقصير..» [9] .وقال … أيضاً: «... الإمام أمين الله في خلقه، وحجته علي عباده، وخليفته في بلاده، والداعي إلي الله والذاب عن حرم الله..» [10] .إذن، من خلال هذه الأحاديث الشريفة وكثيرغيرها يمكن أن نعرف بعض مكانة الإمام الحسين …، وقربه من الله عزوجل ودوره في قيادة المجتمع الإنساني وهدايته، فإذا أردنا أن نحلّ بساحة الرحمة الإلهية، ونحصل علي السعادة الدنيوية والاخروية، فلابد أن نتبع خطي الإمام الحسين …، ونسير علي طريقه الذي رسمه للأجيال بدمه الشريف، وهذا الأمر أيضاً يصدق علي بقية الأئمة المعصومين، إلا أن البحث يدور في هذا الكراس حول أبي عبد الله الحسين ….نعم، فقد امتاز الإمام الحسين … عن سائر الشهداء والثائرين بخصائص تفوق كل الشهداء فأصبح سيد الشهداء من الأولين والآخرين، وهذا لا باعتباره إماماً معصوماً فقط، ولا لأنه سبط [11] رسول الله وريحانته من الدنيا [12] فحسب، بل لجلالة الأهداف التي فجّر ثورته من أجلها، وعظمة التضحية التي قدّمها …، وتكاملية الأبعاد فيها، ومن هنا جاء التأكيد الكبير علي الشعائر الحسينية وزيارة الإمام الحسين ….

زيارة الامام الحسين

إن المتتبع للأحاديث التي جاءت حول فضل زيارة الإمام الحسين … يدرك عظمة هذا الشهيد الطاهر، وعلو مكانه، وارتفاع شأنه وشموخه في العالمين ومقامه عند الله عزوجل.يقول الراوي: استأذنت علي أبي عبد الله … فقيل لي: أدخل، فدخلت، فوجدته في مصلاه في بيته، فجلست حتي قضي صلاته، فسمعته يناجي ربه وهو يقول: «اللهم يا من خصنا بالكرامة، ووعدنا بالشفاعة، وخصنا بالوصية، وأعطانا علم ما مضي وعلم ما بقي، وجعل

أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفرلي ولأخواني وزوار قبر أبي (عبد الله) الحسين، الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم، رغبة في برنا، ورجاءً لما عندك في صلتنا، وسروراً أدخلوه علي نبيك، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظاً أدخلوه علي عدونا، أرادوا بذلك رضاك، فكافهم عنا بالرضوان، وأكلأهم بالليل والنهار، وأخلف علي أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، واصحبهم واكفهم شر كل جبار عنيد، وكل ضعيف من خلقك وشديد، وشر شياطين الإنس والجن، واعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم، وما آثرونا به علي أبنائهم وأهاليهم و قراباتهم.اللهم إن أعدائنا عابوا عليهم بخروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا، خلافاً منهم علي من خالفنا، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تتقلب علي حضرة أبي عبد الله الحسين …، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا.اللهم إني أستودعك تلك الأبدان، وتلك الأنفس حتي توفيهم علي الحوض يوم العطش الأكبر»._ قال الراوي _: فما زال يدعو وهو ساجد بهذا الدعاء فلما انصرف قلت: جعلت فداك لو أن هذا الذي سمعت منك كان لمن لايعرف الله عزوجل لظننت أن النار لا تطعم منه شيئاً أبداً، والله لقد تمنيت أني كنت زرته ولم أحج.فقال لي …: «ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته؟».ثم قال …: «لم تدع ذلك؟».قلت: جعلت فداك لم أر أن الأمر يبلغ هذا كله.فقال: «من يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأرض» [13] .روي عن أبي عبد الله أنه في أول ولاية أبي جعفر _ المنصور _ نزل النجف، قال لأعرابي كان في الطريق: «من أين

قدمت؟» قال: من أقصي اليمن... ثم قال له: «فبما جئت هيهنا؟».قال: جئت زائراً للحسين.فقال أبو عبد الله: «فجئت من غير حاجة ليس إلا للزيارة؟».قال: جئت من غير حاجة إلا أن أصلي عنده وأزوره فأسلم عليه وأرجع إلي أهلي.فقال أبو عبد الله: «وما ترون في زيارته؟».قال: نري في زيارته البركة في أنفسنا وأهالينا وأولادنا، وأموالنا، ومعايشنا وقضاء حوائجنا.فقال أبو عبدالله: «أفلا أزيدك من فضله فضلاً يا أخا اليمن؟».قال: زدني يابن رسول الله.قال: «إن زيارة الحسين تعدل حجة مقبولة زاكية مع رسول الله»، فتعجب من ذلك.قال: «إي ولله وحجتين مبرورتين متقبلتين زاكيتين مع رسول الله» فتعجب، فلم يزل أبو عبدالله يزيد حتي قال: «ثلاثين حجة مبرورة متقبلة زاكية مع رسول الله».وروي عن ابن عباس قول النبي له والحسين … علي عاتقه يقبله: «من زاره عارفاً بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة وألف عمرة، ومن زاره كمن زارني ومن زراني كمن زار الله في عرشه، وحق الزائر علي المزور وهو الله تعالي أن الله لا يعذبه في النار ألا أن الإجابة تحت قبته والشفاء في تربته، والأئمة من ذريته..» [14] الحديث.

احاديث في فضله

أما ما ورد من أحاديث في بيان مكانة الإمام أبي عبدالله الحسين… فكثير جداً، فقد جاء عن رسول الله أنه قال: «من أحب أن ينظر إلي أحب أهل الأرض إلي أهل السماء، فلينظر إلي الحسين» [15] .وقال: «ألا وإن الحسين باب من أبواب الجنة، من عاداه حرّم الله عليه ريح الجنة..» [16] .ولعل هذا الحديث يكفي عن سرد بقية الأحاديث الواردة عن رسول الله في فضله …، ومكانته عند الله عزوجل.أما ما ورد في فضله … وفضل تعظيم شعائره عن أهل البيت فهي كثيرة جداً فقد

جاء عن الإمام الصادق … قوله: «من ذكرنا عنده ففاضت عيناه حرم الله وجهه علي النار» [17] .فما حسبك في من بكي علي الإمام الحسين … الذي هو سيد الشهداء وقتيل العبرة؟ وقد قال الإمام الحجة „ في زيارته للحسين… المسماة بزيارة الناحية المقدسة: «السلام علي من جعل الله الشفاء في تربته، السلام علي من الإجابة تحت قبته، السلام علي من الأئمة في ذريته...» [18] .ويكفي أن نقول: إن العبارة الأولي (الشفاء في تربته) كافية لبيان الإعجاز الإلهي في هذا الأمر، وإن دل ذلك علي شيء فإنما يدل علي مكانته … وشرفه.وقد ذكرنا في بعض كتبنا شيئاً من كرامات الإمام الحسين …، مثل تكلّم رأسه الشريف، أو سطوع النور منه وهو مقطوع، وعلي الرمح مشروع.

التسبيح بتربته

روي عبد الله بن إبراهيم بن محمد الثقفي عن أبيه عن الإمام الصادق …: «أن فاطمة كانت مسبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات، فكانت بيدها تديرها تكبر وتسبح إلي أن قتل حمزة بن عبد المطلب …، فاستعملت تربته وعملت التسابيح، فاستعملها الناس، فلما قتل الحسين … وجدد علي قاتله العذاب عدل بالأمر عليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية» [19] .وكذلك جاء عنهم … بيان عظيم الفضل في التسبيح بتربة أبي عبد الله الحسين … أن الحور العين إذا واحداً من الأملاك يهبط إلي الأرض لأمر ما، يستهدين التسبيح والتربة من قبر الحسين … [20] .

شهداء مع الامام الحسين

ثم انه من أهم ما جعل نهضة الإمام الحسين … تمتاز علي سائر النهضات طول التاريخ هو عظيم فضل أصحابه الذين استشهدوا معه، حيث قال الإمام الحسين …: «فإني لا أعلم أصحاباً ولا أهل بيت أبرّ وأوصل من أصحابي وأهل بيتي» [21] .فهذا أبوالفضل العبّاس بن علي بن أبي طالب أمه أم البنين بنت حزام بن خالد بن دارم الكلابية [22] أحد أعظم شهداء الطف، وله الكثير من الكرامات والفضل، وهي تدل علي علو منزلته ودرجة قربه من الله عزوجل، وفيه … قال الإمام السجاد علي بن الحسين: «رحم الله عمي العباس بن علي، فلقد آثر وأبلي، وفدي أخاه بنفسه، حتي قطعت يداه، فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وإن للعباس عند الله تبارك وتعالي لمنزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة» [23] ثم إن العباس … هو باب الحوائج إلي الله عزوجل وهذا من مصاديق كون الشهداء أحياء عند ربهم، حيث الناس يستفيدون من

نورهم حتي بعد شهادتهم، ويتوسلون بهم وتقضي حوائجهم، ولا بأس بذكر قصة علي سبيل المثال تبين مكانة الشهيد وكيف أن عطاءه لا ينتهي أبداً.

قصة من كرامات الشهيد

قبل خمسة عشر عاماً كان هناك بائع للبلور في كربلاء المقدسة، وفي أحد الأيام وعندما رجع من عمله إلي المنزل فوجئ بعدد كبير من الأكراد الذين يقطنون شمال العراق في منزله، فتعجب هذا البائع، حيث أصابته الدهشة، فجاء إلي زوجته لتخبره بالخبر!فهدأت الزوجة زوجها وحاولت أن تذكِّره، فقالت: ألا تذكر قصة ذلك الرجل الكردي الذي جاء في العام المنصرم مع زوجته في بيتنا، وكانت زوجته قد أصابها العقم حوالي (20 سنة) وكانت قد ذهبت إلي العديد من الدول الأجنبية للمداواة لكنها لم تجنِ سوي اليأس، فقلت لها: نحن عندنا طبيب هو أفضل من كل طبيب، وبلا أي تكلفة.فقالت المرأة الكردية: من هذا الطبيب وأين هو؟ لنذهب إليه الآن.فقلت لها: ذاك هو أبو الفضل العباس …، فأخذتها إلي حرم أبي الفضل، وقلت لها: إن مولانا أبا الفضل ما قدِمَ إليه أحد يطلب حاجة إلا أعطاه الله تعالي ببركته ….فأخذت المرأة بالتكلم مع أبي الفضل … بقلب مهموم، وتئن وهي محزونة، وبعدها خرجنا وقد زرع الله تعالي في قلبها الأمل.وبعد أيام حملت المرأة ثم وضعت طفلاً، ألا تذكر هذه المرأة؟فقال الرجل بائع البلور: نعم لقد تذكرت، ولكن هؤلاء ماذا يريدون الآن؟فقالت زوجته: هؤلاء أيضاً ممن أصيبت زوجاتهم بالعقم وهم أيضاً من الأخوة الأكراد وتلك المرأة هي التي دلتهم علينا، ونصحتهم بالذهاب إلي كربلاء عند ضريح أبي الفضل العباس … ليطلبوا عنده من الله أن يرزقهم الأطفال، كما رزق هذه المرأة.وهذه القصة واحدة من آلاف القصص التي تتحدث عن عطاء الشهداء وعن قرب منزلتهم

من الله تعالي حيث جعلهم أحياء عنده يرزقون [24] .

يوم عاشوراء

هناك أيام أثرت في تغيير مجري الحياة، من أهمها يوم عاشوراء، فكما أن يوم السابع والعشرين من شهر رجب ذكري المبعث النبوي الشريف أثر في تغيير مجري الحياة، وكما أن رسول الله عمل علي زرع الإسلام والإيمان في نفوس الأفراد، كذلك يوم عاشوراء وتضحية أبي عبدالله الحسين … أثر علي إعادة الإيمان إلي القلوب، وإرجاع صورة الإسلام التي حاولت الأيدي الآثمة طمسها وتغييرها.فعندما طلب كفار قريش من رسول الله التنازل عن دعوته مقابل مجموعة من الامتيازات الدنيوية الزائلة أجابهم: «والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي، علي أن أترك هذا الأمر، حتي يظهره الله، أو أهلك فيه؛ ما تركته» [25] .حيث أبدي رسول الله صلابته في الدعوة إلي الله، كذلك كان أبو عبد الله الحسين … حيث جسَّد صلابته في كربلاء المقدسة في عدة مواقف هي أقوي من أن يلفها النسيان ويطويها الزمان، ففي ظهيرة يوم عاشوراء عندما ذكّره أحد أصحابه بحلول وقت الصلاة قال …: نعم هذا أول وقتها، فقام … وصلي صلاة الظهر جماعة بأصحابه [26] ، رغم احتدام المعركة، وتكالب الأعداء علي معسكره… ولكنه لم يترك فرضاً من فرائض الله تعالي، باعتباره وقف هذه الوقفة؛ من أجل صيانة الفرائض وإقامة الدين وإحياء الإسلام وقوانينه.وقد ورد في زيارة الإمام الحسين …: «أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر» [27] فيوم عاشوراء هو اليوم الذي يعلمنا كيف نصحح سيرتنا في هذه الحياة، ونجعلها مطابقاً لسيرة الإمام الحسين … وطريقته، الذي ضحي بكل ما يملك من أجل الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإقامة الفرائض والعمل بالقرآن والتمسك بأهل

البيت.

من كرامات سيدالشهداء

نعم، إن الإمام الحسين … حيّ وسيبقي حياً كما وَعَد الله بذلك في كتابه الكريم [28] ، وقال رسول الله: «إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً» [29] ، وقد ذكرنا أن من مصاديق حياتهم هو استمرارية كراماتهم ومعاجزهم والتي يمكن للإنسان أن يدرك من خلالها عظمة أهل البيت وعظمة سيد الشهداء … ومقام الشهادة.يذكر إن شخصاً سافر من إيران إلي كربلاء المقدسة لزيارة الإمام الحسين …، ولم تكن آنذاك أية وسيلة للنقل من وسائل هذه الأيام، وحينما وصل ذلك الزائر الإيراني إلي قرب نهر الفرات في قضاء (المسيّب) [30] رآه أحد المزارعين وكان من النواصب، فضحك منه، وقال له: أنتم الشيعة إلي متي تصدّقون هذه الخرافات، وتظلّون تبكون، وتقرؤون التعازي، وتأتون لزيارة شخص مات قبل (1200) عام.فلما سمع الزائر قول ذلك الناصبي تأثر كثيراً، وقال له سأشكوك عند أمير المؤمنين، فأخذ الرجل يستهزئ به، فلما وصل الزائر الإيراني إلي النجف الأشرف خاطب الإمام … قائلاً: يا مولاي، يا ابن عمّ رسول الله، إني كنت قد جئتك بعشرات الحاجات، ولكني الآن لي حاجة واحدة فقط، وهي مجازاة ذلك المزارع الناصبي حيث أخذ يستهزأ بي وبعقيدتي.وفي الليل وبينما كان الزائر نائماً، رأي في منامه أمير المؤمنين الإمام علي … يكلمه، ويقول له: يا فلان إنك ومن أجل زيارتنا قطعت هذه المسافات الطويلة، فلك عندنا المنزلة والجاه والمقام، ولكنا لا نستطيع أن نجيبك إلي ما طلبت من معاقبة الرجل الناصبي، فإن لذلك الناصبي حقاً علينا: ففي أحد الأيام، وحينما كان يحرث الأرض بقرب الفرات، وقع بصره مرّة علي الماء، فتذكر عطش أبي عبد الله الحسين …، وقال في نفسه: كم هم ظالمون أهل

الكوفة، إذ لم يسقوا الحسين … وعياله قطرة من هذا الماء الجاري، ثم سقطت من عينه قطرة من الدمع، لذا فإن له حقاً عندنا.بعد ذلك وبعد أن قضي عدة أيام في النجف وكربلاء، عاد الزائر ومن نفس الطريق إلي إيران، فمر أثناء عودته بذلك المزارع، فقال له المزارع: أيها الإيراني هل اشتكيتني إلي علي بن أبي طالب…؟فقال له الإيراني: نعم شكوتك، ولكن الإمام … أجابني بكذا وكذا، ثم ذكر له جواب الإمام أمير المؤمنين … مفصّلاً، فبكي ذلك المزارع كثيراً، وتشيَّع من ساعته.فسأله الإيراني: عن سبب بكائه وتشيعه؟فقال له المزارع: إن ما قاله لك الإمام … صحيح جداً، ولم يعلم بهذا الخبر إلا الله وأنا. لذا فعرفت أن إمامكم علي الحق، لأنه اطّلع علي ما في باطني.

الحسين مصباح الهدي

ليس غريباً ولا عجيباً حينما تظهر الكرامات علي يد الإمام الحسين …، لأننا لو تتبعنا سيرة الإمام الحسين …، من ولادته إلي لحظات استشهاده وعرفنا شيئاً عن عظيم شخصيته ومقامه عند الله عزوجل، لزال هذا الاستغراب عنا.فقد روي أن النبي كان يضع إبهامه في فم الحسين … والحسين يمصّ منها ما يكفيه اليومين والثلاثة، ثم يقول النبي: «إيهاً يا حسين، إيهاً يا حسين، أبي الله إلا ما يريد، هي فيك وفي ولدك» [31] .كما أخذت ملائكة الله تعالي بالنزول والسلام والتهنئة للرسول الأعظم، بمناسبة مولد الحسين … وذلك بأمر من الله عز وجل، فقد قال الإمام الصادق … أنه قال: «كان ملك بين المؤمنين يقال له صلصائيل بعثه الله في بعث فأبطأ فسلبه ريشه ودق جناحيه وأسكنه في جزيرة من جزائر البحر إلي ليلةِ ولد الحسين … فنزلت الملائكة واستأذنت الله في تهنئة جدي رسول الله وتهنئة أمير

المؤمنين … وفاطمة فأذن الله لهم فنزلوا أفواجاً من العرش ومن سماء سماء، فمروا بصلصائيل وهو ملقي بالجزيرة فلما نظروا إليه وقفوا، فقال لهم: يا ملائكة ربي، إلي أين تريدون وفيم هبطتم؟فقالت له الملائكة: يا صلصائيل قد ولد في هذه الليلة أكرم مولود ولد في الدنيا بعد جده رسول الله وأبيه علي … وأمه فاطمة وأخيه الحسن … وهو الحسين …، وقد استأذنا الله في تهنئة حبيبه محمد لولده فأذن لنا.فقال صلصائيل: يا ملائكة الله إني أسألكم بالله ربنا وربكم وبحبيبه محمد وبهذا المولود أن تحملوني معكم إلي حبيب الله، وتسألونه وأسأله أن يسأل الله بحق هذا المولود الذي وهبه الله له أن يغفر لي خطيئتي ويجبر كسر جناحي ويردني إلي مقامي مع الملائكة المقربين، فحملوه وجاء وا به إلي رسول الله فهنئوه بابنه الحسين… و قصوا عليه قصة الملك و سألوه مسألة الله والإقسام عليه بحق الحسين … أن يغفر له خطيئته، ويجبر كسر جناحه، ويرده إلي مقامه مع الملائكة المقربين.فقام رسول الله فدخل علي فاطمة فقال لها: ناوليني ابني الحسين فأخرجته إليه مقموطاً يناغي جده رسول الله، فخرج به إلي الملائكة فحمله علي بطن كفه فهللوا وكبروا وحمدوا الله تعالي وأثنوا عليه، فتوجه به إلي القبلة نحو السماء، فقال: اللهم إني أسألك بحق ابني الحسين أن تغفر لصلصائيل خطيئته وتجبر كسر جناحه وترده إلي مقامه مع الملائكة المقربين، فتقبل الله تعالي من النبي ما أقسم به عليه وغفر لصلصائيل خطيئته، وجبر كسر جناحه ورده إلي مقامه مع الملائكة المقربين» [32] .إلي غير ذلك من الأحاديث الواردة في فضل الإمام الحسين … وعلو شأنه، ومكانته عند الله، وعند رسوله.فقد جاء عن أبيّ بن كعب

أنه قال: دخل علي النبي الحسين …، فقال له: «مرحباً بك يا أبا عبد الله، يا زين السماوات والأرضين».فقال له أبيّ: وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرضين أحد غيرك؟.فقال: «يا أبيّ، والذي بعثني بالحق نبياً، إن الحسين بن علي پ في السماء أكبر منه في الأرضين، وإنه لمكتوب من يمين العرش، الحسين مصباح الهدي وسفينة النجاة» ثم أخذ بيده، وقال…: «أيها الناس هذا الحسين بن علي فاعرفوه وفضلوه، كما فضله الله، فوالذي نفسي بيده، إنه لفي الجنة، ومحبيه في الجنة، ومحبي محبيه في الجنة» [33] .وقال أبو عبد الله الإمام الصادق …: «بأبي قتيل كل عبرة، قيل: وما قتيل كل عبرة يا بن رسول الله؟ قال: لا يذكره مؤمن إلا بكي» [34] .وهناك حادثة تاريخية مشهورة تدل فيما تدل علي عظمة الإمام الحسين … وشدة محبة النبي له حيث ذكروا أن النبي كان يخطب علي المنبر، إذ خرج الحسين … فوطئ في ثوبه وسقط فبكي، فنزل النبي فضمه إليه، وقال: «... والذي نفسي بيده، ما دريت أني نزلت عن منبري» [35] .هذا موقع الإمام الحسين … من قلب رسول الله، وهذا مقدار الحب الذي يكنه الرسول له، ولعل كل ما قاله الرسول في الإمام الحسين … هو مقدار من عظمته …، ولعل الذي وصلنا هو أقل من ذلك بكثير.

هدف الامام الحسين

إن الإمام أبا عبد الله الحسين … كان يقول: «أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر أسير بسيرة جدي وسيرة أبي علي بن أبي طالب..» [36] .انه كان يريد أن يُخرج الأمة من المنكر إلي المعروف، كان يريد أن يضع حداً للمنكر، وأن ينتشل الأمة من الحضيض الذي أركست فيه إلي العز، وذلك عندما

رضيت الأمة الإسلامية بواقعها المتردّي، المتمثل بالخمول، والركون إلي الدنيا، والسكوت علي الظلم، وتسلط الظالمين من أمثال يزيد وأبيه واضرابهم، فأراد الإمام الحسين… أن يبث روح الايمان والحق فيها لتنهض من جديد، كما كانت في عهد رسول الله، لأنه كان يري أن الدين علي وشك أن يُحرَّف، فأراد أن يعيد الدين غضاً طرياً.هكذا صار الإمام الحسين … مصباح الهدي وسفينة النجاة، ومن هنا صار … صفوة الله؛ فقد جاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب … انه قال: «قال رسول الله: أدخلت الجنة فرأيت علي بابها مكتوباً بالذهب: لا إله إلا الله، محمد حبيب الله، علي ولي الله، فاطمة أَمة الله، الحسن والحسين صفوة الله، علي مبغضيهم لعنة الله» [37] .إن التمسّك بصفوة الله، والاستنارة بهذا المصباح الإلهي يكون هداية في الدنيا، ونجاة في الآخرة، لأن حب الإمام الحسين … يستتبع العمل الصالح، وذلك لأنه … مصباح ينير طريق الحق لسالكيه، ولأنه … فرّق بين طريق الحق وطريق الباطل بنهضته المباركة، ولسان حاله …: إن كان دين محمد لم يستقم إلاّ بقتلي فيا سيوف خذيني [38] ، ومن المعلوم كما رواه الفريقان أن الإمام الحسين … من أهل البيت، فهو خامس أصحاب الكساء، الذين نزلت فيهم آية التطهير في قوله تعالي:[إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً] [39] .فهو … بدليل القرآن من أهل البيت، الذين حبهم نجاة وبغضهم هلكة، وقد قال رسول الله: «حبّي وحبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن، أهوالهن عظيمة: عند الوفاة، وفي القبر، وعند النشور، وعند الكتاب، وعند الحساب، وعند الميزان، وعند الصراط» [40] .حقاً إن الإمام الحسين … مصباح الهدي، فما زال نوره وضياؤه يشرق

علينا بالبركة والخير فهو يميز الحق من الباطل في جميع العصور والأزمان مضافاً إلي استمرارية نوره في ذريته الطاهرة، وذلك عبر الإمام الحجة، فهو حفيد الإمام الحسين …، لأن الله تعالي كرامة للحسين … جعل الأئمة _ وهم حفظة الدين _ من صلبه…، كما ورد في الحديث الشريف، وكان ذلك عوضاً عن شهادة الإمام الحسين … وعظيم ما لاقاه من المصائب التي جرت عليه يوم عاشوراء وما بعده.

مصائب الحسين

عندما يقع الشهيد بين يدي المسلمين فإن الواجب هو أن يحمل جسده بكل احترام حتي يُواري في قبره، لكن هذا لم يجر أبداً مع جسد الإمام الحسين الطاهر …، بل إن رأسه الشريف، بعدما فصل عن بدنه، حمل علي الرماح من كربلاء إلي الشام [41] .وعندما جيء برأس الحسين … إلي مجلس يزيد، فبدلاً من أن يوضع في محل محترم؛ وضع في طشت، وأخذ يزيد قضيباً من الخيزران ونكت به ثنايا أبي عبد الله … [42] .وعندما كان الرأس الشريف لا يزال في قصر يزيد، انشغل يزيد مع من كان في القصر بالقمار وشرب الخمر، وحينما انتهي من شربه سكب ما زاد عنده من الخمر علي الرأس الشريف [43] .فما أعظمها من مصائب وما أثقلها علي قلب رسول الله وقلب فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، هذا مضافاً إلي ما جري علي الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه يوم عاشوراء من عظيم المصائب.

رأس الحسين

من الكرامات التي أعطاها الله سبحانه للإمام الحسين …، هي تكلم رأسه الشريف، وما كان له من دورٍ في هداية الناس وإصلاحهم، بل دور في عملية البناء الإسلامي.فأمّا إصلاح الناس وهدايتهم، فقد كان رأس أبي عبد الله الحسين … وهو علي أسنة الرماح يتلو القرآن طيلة الطريق من كربلاء إلي الشام ثم إلي كربلاء، حيث دفن مع الجسد الشريف [44] .ولما أمر يزيد بقتل رسول ملك الروم حيث أنكر عليه فعلته، نطق الرأس الشريف بصوت رفيع: «لا حول ولا قوة إلا بالله» [45] .فكان الناس عندما يسمعون ذلك من الرأس الشريف، يدركون أنها معجزة إلهية، وأنّ قضية هذا الرأس مرتبطة بالسماء، فكان عاملاً مؤثراً في هداية الناس، وكاشفاً للحقيقة لهم وعرفوا صحة كلام رسول

الله حيث قال: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي» وأدركوا أن الحق مع الإمام الحسين …، لما رأوا المعجزات تظهر من رأسه المبارك.وأما من ناحية البناء الإسلامي، فيذكر التاريخ لنا: أن مسجد (الحنانة) [46] أقيم بسبب رأس الحسين …، حيث وضع الرأس الشريف هناك أثناء المسير إلي الشام، فأقيم علي ذلك المكان مسجد الحنانة، وهكذا مسجد رأس الحسين … في كربلاء المقدسة [47] ، وكذلك (مشهد النقطة) في حلب و(مقام رأس الحسين …) في دمشق إلي غيرها من الآثار الإسلامية التي أقيمت، وكان سبب إقامتها من بركات الرأس الشريف.

واجباتنا تجاه عاشوراء

هناك واجبات علينا تجاه قضية الإمام الحسين … وشهادته، نذكر بعضها:أولاً: يلزم علينا أن نعمل لكي نعرض قضية الإمام الحسين … ومبادئه وأهدافه، من خلال أحدث الأجهزة العصرية، عن طريق محطات البث المرئية والمسموعة، والإنترنت، والكتاب والشريط المسجل، وكل ما يصدق عليه الإعلام وإيصالها إلي العالم بأجمعه، بشكلها الذي أراده الإمام الحسين …، وأن نعظّم الشعائر التي تقدمها الهيئات الحسينية من ذكرٍ لأبي عبد الله الحسين … والبكاء والعزاء ومختلف مواكب الحزن، كما يحسن أن تعطل الأسواق والمحلات ونشر مظاهر الحزن والعزاء خلال أيام عاشوراء، لا سيما يوم العاشر؛ إشعاراً بالحزن علي أبي عبد الله الحسين …، فقد قال الإمام الرضا …: «إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا، إن يوم الحسين … أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء، وأورثتنا يا أرض كرب وبلاء أورثتنا الكرب البلاء إلي يوم الانقضاء، فعلي مثل

الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء يحط الذنوب العظام، _ ثم قال …: _ كان أبي … إذا دخل شهر المحرم لا يري ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتي يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين …» [48] .وقال … أيضاً: «من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضي الله له حوائج الدنيا والآخرة، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه يجعل الله عزوجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرت بنا في الجنان عينه، ومن سمي يوم عاشوراء يوم بركة، وادخر لمنزله شيئاً، لم يبارك له فيما ادخر، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله إلي أسفل درك من النار» [49] .ثانياً: مثلما سار الإمام الحسين … في طريق تطبيق الإسلام والعمل بقوانين القرآن يتوجب علينا كذلك أن تكون خطانا إثر خطاه …، وأن نسعي لتطبيق أحكام الإسلام في بلدان العالم الإسلامي.ثالثاً: علينا أن نقيم _ وأينما كنا _ مجالس العزاء لأبي عبد الله الحسين … علي أفضل نحو ممكن، لأن بقاء الإسلام إلي آخر الزمان هو الهدف الذي من أجله استشهد الإمام الحسين …، فإن الإسلام سيبقي حياً إلي الأبد بفضل دم سيد الشهداء …، ودماء الشهداء الذين تربوا في مدرسته … والذين يدافعون عن العقيدة الإسلامية المقدسة طول التاريخ.وفي كلمة مختصرة: إن إقامة المآتم والعزاء والبكاء أيام عاشوراء علي الإمام أبي عبد الله الحسين …، وإقامة المآدب لإطعام الناس في ذلك، وإحياء عاشوراء فهذه المراسيم وامثالها هي التي حفظت لنا روح التشيّع والتمسك بالقرآن والعترة الطاهرة ….

الامام السجاد و عاشوراء

وقد جسّد الإمام زين

العابدين … هذا المعني في كثرة بكائه علي أبيه الإمام الحسين …، وندبه إياه.فقد ورد عن الإمام الباقر … أنه قال: «ولقد كان بكي علي أبيه الحسين … عشرين سنة، وما وضع طعام بين يديه إلا بكي، حتي قال له مولي له: يا بن رسول الله، أما آن لحزنك أن ينقضي؟ فقال له: ويحك إن يعقوب النبي … كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله عنه واحداً منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه، وشاب رأسه من الحزن، وأحدودب ظهره من الغم، وكان ابنه حياً في الدنيا، وأنا نظرت إلي أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي، فكيف ينقضي حزني» [50] .وقد رووا إن الإمام السجاد … بكي علي مصيبة الحسين … حتي خيف علي عينيه، وكان … إذا أخذ إناءاً يشرب ماء بكي حتي يملاءها دمعاً فقيل له في ذلك، فقال …: «كيف لا أبكي وقد منع أبي من الماء الذي كان مطلقاً للسباع والوحوش» [51] .

اهل البيت و اقامة العزاء

وقد أقام الأئمة المعصومون مجالس العزاء يوم عاشوراء، فقد حث أئمة أهل البيت وعلي الدوام علي إقامة العزاء وبكل أشكاله الواجبة والمستحبة والمباحة فهو يوم لا كسائر الأيام، فقد ورد عنهم أحاديث كثيرة منها:عن عبد الله الفضل الهاشمي قال: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق …، يا بن رسول الله، كيف صار يوم عاشوراء، يوم مصيبة وغم وجزع وبكاء دون اليوم الذي قبض فيه رسول الله واليوم الذي ماتت فيه فاطمة واليوم الذي قتل فيه أمير المؤمنين … واليوم الذي قتل فيه الحسن … بالسم؟فقال: «إن يوم الحسين أعظم مصيبة من جميع سائر الأيام؛ وذلك ان أصحاب الكساء الذي كانوا أكرم الخلق

علي الله تعالي كانوا خمسة فلما مضي عنهم النبي بقي أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين فكان فيهم للناس عزاء وسلوة، فلما مضت فاطمة كان في أمير المؤمنين والحسن والحسين للناس عزاء وسلوة، فلما مضي الحسن … كان للناس في الحسين … عزاء وسلوة، فلما قتل الحسين … لم يكن بقي من أهل الكساء أحد للناس فيه بعده عزاء وسلوة، فكان ذهابه كذهابهم جميعهم كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم؛ فلذلك صار يومه أعظم مصيبة..» [52] .

جزيل الثواب

ومن هنا ورد الثواب العظيم علي هذه الشعائر الحسينية، فقد قال الإمام أبو جعفر الباقر …: «كان علي بن الحسين … يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين … حتي تسيل علي خده بوأه الله تعالي بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتي تسيل علي خديه فيما مسنا من الأذي من عدونا في الدنيا بوأه الله منزل صدق، وأيما مؤمن مسه أذي فينا فدمعت عيناه حتي تسيل علي خده من مضاضة أو أذي فينا صرف الله من وجهه الأذي وآمنه يوم القيامة من سخط النار» [53] .

من انشد شعرا

وقال أبو عبد الله الصادق … لأبي عمارة: «يا أبا عمارة أنشدني في الحسين بن علي …»، قال: فأنشدته فبكي، ثم أنشدته فبكي، قال: فوالله ما زلت أنشده ويبكي حتي سمعت البكاء من الدار، قال: فقال: «يا أبا عمارة من أنشد في الحسين بن علي شعراً فأبكي خمسين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكي ثلاثين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكي عشرين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فأبكي عشرة فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فأبكي واحداً فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فبكي فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فتباكي فله الجنة» [54] .ومن هنا جاء الطغاة وعلي مر التاريخ ليمنعوا هذه المراسيم المقدسة والشعائر الحسينية، كما هو الحال في نظام البعث الصدامي في العراق، إذ بدأ النظام بمنع العزاء الحسيني في مدينة بغداد أولاً، ثم منع إقامة التعازي في كافة مدن العراق، ثم منع أهل البصرة وغيرها من مدن العراق من المجيء إلي كربلاء المقدسة في أيام المناسبات الدينية كالعاشر من المحرم وزيارة الأربعين في عشرين صفر.ثم

تجرأ واعتقل العلماء والخطباء وعذّبهم وأعدم العديد منهم، كل ذلك من أجل القضاء علي الروح النابضة في الأمة، وهي التي تنبعث من الشعائر الإسلامية والحسينية.هذه كانت إطلالة سريعة عن دور سيد الشهداء …، في حفظ واستمرار الإسلام، وبيان شيء عن مكانته عند الله، وسمو مقامه، وخلود ذكراه، وجلالة شأنه في الدنيا والآخرة، وكيف لا يكون صاحب ذلك المقام؟ وهو القائل:تركت الخلق طُراً في هَواكا وأيتمتُ العيال لكي أراكافلو قطّعتني في الحبّ إرباً لما مال الفؤاد إلي سواكا نزلواوهي كلمات تظهر مدي إخلاص الإمام الحسين … في حبه لله، وإخلاصه في الدفاع عن الإسلام، نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لأداء ما يجب علينا تجاه الإمام الحسين … وقضيته المباركة ونهضته المقدسة.اللهم صل علي محمد وآل محمد، واجعل لنا مقام صدق مع الحسين … وأصحاب الحسين … الذين بذلوا مهجهم دون الحسين…، وارزقنا شفاعة الحسين … يوم الورود، إنك علي كل شيء قدير.

من هدي القرآن الحكيم

من خصائص الإمام الحسين …قال تعالي:[يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَي رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي] [55] .

جزاء الشهيد عند الله

قال عزوجل:[وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ] [56] .وقال تعالي:[وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ] [57] .وقال سبحانه تعالي:[أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ] [58] .

واجبنا تجاه القضية الحسينية

قال تعالي:[ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَي الْقُلُوبِ] [59] .

من هدي السنة المطهرة

من خصائص الإمام الحسين …قال الإمام الصادق …: «اقرؤوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فإنها سورة الحسين بن علي … وارغبوا فيها رحمكم الله، فقال له أبو أسامة وكان حاضر المجلس: كيف صارت هذه السورة للحسين … خاصة؟ فقال…: ألا تسمع إلي قوله تعالي:[يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَي رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي] [60] إنما يعني الحسين بن علي… فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية...» [61] .وقال الإمام الصادق … قال: «إن الله تعالي عوض الحسين… من قتله أن جعل الإمامة في ذريته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعاء عند قبره، ولا تعد أيام زائره جائياً ولا راجعاً من عمره» [62] .وقال الإمام الصادق …: «أتي جبرئيل … إلي رسول الله فقال له: السلام عليك يا محمد ألا أبشرك بغلام تقتله أمتك من بعدك؟ فقال: لا حاجة لي فيه، فانتهض إلي السماء ثم عاد إليه الثانية، فقال له مثل ذلك، فقال: لا حاجة لي فيه، فانعرج إلي السماء ثم انقض إليه الثالثة، فقال مثل ذلك، فقال: لا حاجة لي فيه، فقال: إن ربك جاعل الوصية في عقبه، فقال: نعم...» [63] .

من كراماته

وقال الشيخ المفيد: ولما اصبح عبيد الله بن زياد بعث برأس الحسين … فدير به في سكك الكوفة كلها، وقبائلها، فروي عن زيد بن أرقم أنه قال: مر به عليّ وهو علي رمح وأنا في غرفة، فلما حاذاني سمعته يقرأ:[أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً] [64] فقفّ والله شعري عليّ وناديت: رأسك يا بن رسول الله أعجب وأعجب [65] .قال رسول الله: «حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط» [66]

.

الشهيد عند الله

قال رسول الله: «ثلاثة يشفعون إلي الله عزوجل فيُشَفَعون: الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء» [67] .وقال رسول الله للحسين …: «.. وان لك في الجنة درجات لن تنالها إلا بالشهادة..» [68] .وقال الإمام الحسين …: «... لا أري الموت إلا سعادة» [69] .

التمسك بالحسين و اهل البيت هداية و نجاة

قال رسول الله: «ألا وأن الحسين باب من أبواب الجنة من عاداه حرم الله عليه ريح الجنة» [70] .وقال رسول الله: «.. فإنما مثل أصحابي كمثل النجوم بأيها أخذ اهتدي.. وبأي أقاويل أصحابي أخذتم أهتديتم.. فقيل يا رسول الله ومن أصحابك؟ قال: أهل بيتي» [71] .وقال أبو ذر الغفاري (رضوان الله عليه): سمعت رسول الله يقول: «إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق» [72] .وقال رسول الله: «إني قد تركت فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، وأحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» [73] .

واجبنا تجاه القضية الحسينية

قال رسول الله: «يا فاطمة إن نساء أمتي يبكون علي نساء أهل بيتي، ورجالهم يبكون علي رجال أهل بيتي ويجددون العزاء جيلاً بعد جيل في كل سنة..» [74] .قال الإمام الصادق …: في قوله تعالي:[مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ].. قال: «مما علمناهم ينبؤون» [75] .وقال الإمام الصادق …: «تلاقوا وتحادثوا العلم، فإن بالحديث تجلي القلوب الرائنة، وبالحديث إحياء أمرنا، فرحم الله من أحيا أمرنا»).

پاورقي

[1] سورة التوبة: 122.

[2] سورة الزمر: 18.

[3] سورة آل عمران: 169.

[4] تقريب القرآن إلي الأذهان: ج4 ص66 سورة آل عمران.

[5] سورة البقرة: 269.

[6] الكافي: ج1 ص185 ح11.

[7] سورة الملك: 30.

[8] الكافي: ج1 ص339 ح14.

[9] الكافي: ج1 ص201 ح1. [

[10] الكافي: ج1 ص200 ح1.

[11] راجع الإرشاد: ج2 ص127 باب طرف من فضائل الحسين …، وفيه عن رسول الله: «حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط».

[12] راجع عيون أخبار الرضا …: ج2 ص27 ح8، وفيه قال رسول الله: «الولد ريحانة وريحانتاي الحسن والحسين».

[13] كامل الزيارات: ص116 ب40 ح2.

[14] الصراط المستقيم: ج2 ص145، فصل.

[15] مناقب آل أبي طالب: ج4 ص73 فصل في معالي أموره….

[16] مائة منقبة: ص22 المنقبة الرابعة.

[17] كامل الزيارات: ص104 ب32 ح10.

[18] ضياء الصالحين: زيارة الناحية.

[19] المزار: ص150 ب66 ح1.

[20] المزار: ص151 ب66 ح5.

[21] روضة الواعظين: ص183 مجلس في ذكر مقتل الحسين ….

[22] إعلام الوري: ص203 ب5 في ذكر أولاد أمير المؤمنين....

[23] الخصال: ص68 ح101، رجلان جعل الله لكل واحد منهما جناحين....

[24] للإستزادة من معرفة مكانة أبي الفضل العباس … راجع كتاب سماحة المؤلف (دام ظله) (العباس … والعصمة الصغري) طبع مؤسسة الوعي الإسلامي بيروت - لبنان.

[25] الغدير: ج7 ص359، فضل سيدنا أبو طالب وقريش.

[26] راجع بحار

الأنوار: ج45 ص21 ب37.

[27] كامل الزيارات: ص194 ب79 زيارات الحسين بن علي.

[28]سورة آل عمران: 169.

[29] مستدرك الوسائل: ج10 ص318 ب49 ح12084.

[30] يمر بهذا القضاء نهر الفرات الذي يفصل بين بغداد وكربلاء والحلة وهو قضاء تابع لمدينة بابل يبعد عن كربلاء المقدسة (42كم).

[31] راجع مناقب آل أبي طالب: ج4 ص50 فصل في معجزاته …، وفيه فجعل لسانه في فمه فجعل الحسين … يمص، حتي قال النبي: «إيهاً يا حسين إيهاً حسين، ثم قال: أبا الله إلا ما يريد هي فيك وفي ولدك، يعني الإمامة».

[32] بحار الأنوار: ج43 ص258 ب11 ح47.

[33] معالي السبطين: ج1 ص86 المجلس4.

[34] مستدرك الوسائل: ج10 ص318 ب49 ح12084.

[35] معالي السبطين: ج1 ص86 المجلس4.

[36] مناقب آل أبي طالب: ج4 ص89 فصل في مقتله ….

[37] الخصال: ص323 باب الستة ح10.

[38] الأبيات منسوبة للشيخ محسن أبو الحب الكبير.

[39] سورة الأحزاب: 33.

[40] أمالي الشيخ الصدوق: ص10 المجلس الثالث ح3.

[41] راجع مقتل الحسين للخوارزمي: ج2 ص39.

[42] مقتل الحسين للخوارزمي: ج2 ص57.

[43] عيون أخبار الرضا: ج2 ص22 ح50.

[44] راجع مقتل الحسين، عبد الرزاق المقرم ص331.

[45] مقتل الحسين، عبد الرزاق المقرم: ص333.

[46] حنانة موضع بظهر النجف الأشرف بها مسجد رأس الحسين …، عن دائرة المعارف للأعلمي الحائري: ج17 ص 70.

[47] من أقدم المساجد الأثرية في كربلاء، وكان يضم في وسطه مقام رأس الحسين … فعرف بهذا الاسم، وموقعه بالقرب من باب السدرة، وقد طاله الهدم، راجع تاريخ الحركة العلمية في كربلاء،الشاهرودي: ص293.

[48] الأمالي للشيخ الصدوق: ص128 المجلس 27 ح2.

[49] علل الشرائع: ص227 باب العلة التي من أجلها صار يوم عاشوراء أعظم الأيام مصيبة ح1.

[50] الخصال: ص517 باب ذكر ثلاث وعشرين خصلة من الخصال المحمودة التي وصف بها علي بن الحسين

زين العابدين … ح4.

[51] مناقب آل أبي طالب: ج4 ص166 فصل في كرمه وصبره وبكائه ….

[52] علل الشرائع: ص226 باب العلة التي من أجلها صار يوم عاشوراء أعظم الأيام مصيبة ح2.

[53] ثواب الأعمال: ص83 ثواب من بكي لقتل الحسين ….

[54] أمالي الشيخ الصدوق: ص142 المجلس 29 ح6.

[55] سورة الفجر: 27 _ 30.

[56] سورة محمد: 4.

[57] سورة آل عمران: 169.

[58] سورة التوبة: 89.

[59] سورة الحج: 32.

[60] سورة الفجر: 27 - 30.

[61] تأويل الآيات: ص769 سورة الفجر وما فيها.

[62] تأويل الآيات: ص598 سورة الطور وما فيها.

[63] كامل الزيارات: ص56 ب16ح3.

[64] سورة الكهف: 9.

[65] الإرشاد: ج2 ص117 فصل.

[66] الإرشاد: ج2 ص127 باب طرف من فضائل الحسين … وفضل زيارة وذكر مصيبته.

[67] الخصال: ص156 ح197.

[68] الأمالي للشيخ الصدوق: ص152 المجلس 30 ح1.

[69] مناقب آل أبي طالب: ج4 ص68 فصل في مكارم أخلاقه.

[70] مائة منقبة: ص22 المنقبة الرابعة.

[71] معاني الأخبار: ص156 باب معني قول النبي مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم ح1.

[72] بشارة المصطفي: ص88.

[73] الطرائف: ص113 ح171.

[74] بحار الأنوار: ج44 ب34 ص292 ح37.

[75] معاني الأخبار: ص23 باب معني الحروف المقطعة ح2.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.