علم الامام الحسين علیه السلام بشهادته‌

اشارة

عنوان : علم الامام الحسين (ع) بشهادته
پديدآورندگان : امام سوم حسين بن علي(ع)(توصيف گر)
محمد حسين مرتضي العاملي(پديدآور)
نوع : متن
جنس : مقاله
الكترونيكي
زبان : عربي
صاحب محتوا : موسسه فرهنگي و اطلاع رساني تبيان
توصيفگر : شهادت
قيام عاشورا
علم امام
وضعيت نشر : قم: موسسه فرهنگي و اطلاع رساني تبيان، 1387
ويرايش : -
خلاصه :
مخاطب :
يادداشت : ,ملزومات سيستم: ويندوز 98+ ؛ با پشتيباني متون عربي؛ + IE6شيوه دسترسي: شبكه جهاني وبعنوان از روي صفحه نمايش عنوانداده هاي الكترونيكي
شناسه : oai:tebyan.net/36300
تاريخ ايجاد ركورد : 1388/11/26
تاريخ تغيير ركورد : -
تاريخ ثبت : 1389/7/4
قيمت شيء ديجيتال : رايگان

المقدمه

الحمدلله الذي علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان، وافضل الصلاة و السلام علي خير الانام محمّد و آله الكرام، واللعنة السرمدية علي اعدائهم‌شرّ البريّة.اما بعد، فالموضوع الذي اخترنا بحثه هو: (علم الإمام الحسين (ع) بشهادته)، ولان‌ّ المسالة عامّة في سائر الائمة: فحري‌ّ بنا ان نبحث هذا الموضوع بشكل عام مع التركيز علي شهادة الإمام الحسين (ع) لانّه‌موضوع المقال، و علي كل‌ّ حال فقد طرح قديماً مبحث‌ّ حول علم الإمام‌المعصوم بالغيب وعدمه، وعلي فرض ثبوته و لو علي نحو الموجبة‌الجزئية فهل تكون كيفية موته او قتله وزمانه ومكانه جزءً من معلوماته‌ام لا؟ ثم علي فرض الثبوت فهل يُعدُّ الإقدام علي ذلك إلقاءً الي التهلكة،ام يمكن توجيهه بحيث يعدّ مَكْرُمَة‌ً كما هو الصحيح؟ولايخفي انه قد دلّت روايات كثيرة علي ان‌ّ الائمة: يعلمون متي يموتون، و انهم لا يموتون إلاّ باختيار منهم؛ حتي ان‌ّ ثقة الإسلام الكليني (ره) (ت 328 ه) عقد باباً حول هذا الموضوع، واستعرض عدّة روايات منها المعتبر في هذا المجال، وكذلك الثقة الجليل ابوجعفرمحمد بن الحسن بن فروخ الصفار (ره) (290 ه) في كتابه بصائر الدرجات‌الكبري.وقد اجاب علماؤنا الاعلام قديماً وحديثاً باجوبة مختلفة بحل‌ّ هذه‌المعضلة، و هي إقدامهم: علي الموت مع علمهم به، ونحن نستعرضهابالنقض او الإبرام و نختمها بجواب مستلهم من القرآن الكريم وسنّة‌الائمة اللهاميم.واخيراً نسال الله تعالي ان يوفقنا والساعين معنا لمعرفة الصواب الي إدراك حق‌ّ الجواب، و ان يجعلنا من اُولي الالباب محمّد وآله حملة‌الكتاب.

الجواب 1

وهو للشيخ المفيد محمد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي (ره) (ت 413 ه) في ردّه علي سؤال حول: ان الإمام يعلم ما يكون؛ فما بال امير المؤمنين (ع) خرج الي المسجد و هو يعلم انه مقتول وقد عرف قاتله وعرف الوقت و الزمان؟ و ما بال الحسين بن علي (ع) سار الي الكوفة و قد علم انهم يخذلونه و لا ينصرونه، و انه مقتول في سفرته تيك؟... الخ‌فاجاب (ره)قائلاً: اما الجواب عن قوله: إن الإمام يعلم ما يكون فإجماعنا: ان الامر علي خلاف ما قال، وما اجمعت البيعة علي هذا القول،وان إجماعهم ثابت علي ان الإمام يعلم الحكم في كل‌ّ ما يكون دون ان‌يكون عالماً باعيان ما يحدث ويكون علي التفصيل و التمييز، و هذا يسقط الاصل الذي بني عليه الاسئلة باجمعها، ولسنا نمنع ان يعلم الإمام اعيان ما يحدث، و يكون بإعلام الله تعالي له ذلك، فامّا القول بانه يعلم كل‌ّ ما يكون فلسنا نطلقه و لا نصوّب قائله لدعواه فيه من غير حجة و لا بيان،و القول بان اميرالمؤمنين (ع) يعلم قاتله و الوقت الذي كان يقتل فيه، فقدجاء الخبر متظاهراً انه كان يعلم في الجملة انّه مقتول، وجاء ايضاً بانّه يعلم قاتله علي التفصيل، فامّا علمه بوقت قتله فلم يات عليه اثر علي التحصيل،و لو جاء به اثر لم يلزم فيه ما يظنّه المعترضون، إذ كان لا يمتنع ان يتعبّده‌الله تعالي بالصبر علي الشهادة و الاستسلام علي القتل، فيبلغه بذلك علوّ الدرجات ما لا يبلغه إلاّ به، بانه يطيعه في ذلك طاعة لو كلّفها سواه لم‌يردها، ولا يكون امير المؤمنين (ع) بذلك ملقياً بيده الي التهلكة ولا معيناًعلي نفسه معونة يستقبح في العقول.وامّا علم الحسين (ع) بان اهل الكوفة خادعوه فلسنا نقطع بذلك إذ لاحجة عليه من عقل ولا من سمع، ولو كان عالماً بذلك؛ لكان الجواب عنه ما قدّمناه في الجواب عن علم امير المؤمنين (ع) بوقت قتله، ومعرفة قاتله‌كما ذكرناه.نقول: هذا الجواب تام في الجملة و سنزيده توضيحاً اكثر إن شاء الله تعالي.لكن ما ذكره في اوّل جوابه يحتاج الي مزيد تامّل و إمعان نظر.وهكذا ما ذكره من عدم القطع بعلم الإمام الحسين (ع) بان اهل الكوفة خادعوه، حيث من يرجع الي سيرتهم مع ابيه واخيه: يطمئن بذلك،فما بالك مع مَن عاش الحدثَيْن اعني الإمام الحسين (ع)؟

الجواب 2

وهو للشريف المرتضي علم الهدي علي بن الحسين الموسوي البغدادي (ت 355 ـ 436 ه)؛ حيث سئل هل يجب علم الوصي ساعة وفاته او قتله علي التعيين؟ ام ذلك مطوي‌ّ عنه؟فاجاب (ره): إن‌ّ الإمام لا يجب اني علم الغيوب وما كان وما يكون؛ لان‌ذلك يؤدّي الي انه مشارك للقديم تعالي في جميع معلوماته، وان معلوماته‌لا تتناهي، وانه يوجب ان يكون عالماً بنفسه، وقد ثبت انه عالم بعلم‌محدث، والعلم لا يتعلق علي التفصيل إلاّ بمعلوم واحد، ولو علم ما لايتناهي لوجب وجود ما لا يتناهي من المعلومات، وذلك محال. وقد بيّنا ان‌ّ الذي يجب ان يعلمه علوم الدين و الشريعة.فاما الغائبات او الكائنات الماضيات والمستقبلات، فإن علم بإعلام الله شيئاً فجائز، وإلاّ فذلك غير واجب.وعلي هذا الاصل ليس من الواجب علم الإمام بوقت وفاته، او قتله‌علي التعيين. وقد روي ان اميرالمؤمنين (ع) في اخبار كثيرة كان يعلم انه مقتول، وان ابن ملجم (لعنه الله) قاتله. ولا يجوز ان يكون عالماً بالوقت‌الذي يقتله فيه علي التحديد و التعيين، لانّه لو علم ذلك لوجب ان يدفعه عن نفسه، ولا يلقي بيده الي التهلكة، وان هذا في‌علم الجملة غير واجب.نقول: يرد علي كلامه بعض الملاحظات:منها: قوله (ره): لان‌ّ ذلك يؤدي الي انه مشارك للقديم في جميع معلوماته... الخ يمكن ان يقال: إن‌ّ المشاركة بالمظهرية لا بالذات لامحذور فيها، نعم علي نحو الموجبة الكلية لا يمكن، ولعلّه هذا مراده‌فيرتفع الإيراد.منها: قوله (ره): ولا يجوز ان يكون عالماً بالوقت الذي يقتله فيه علي التحديد... الخ غير تام؛ لانّه يمكن ان يعلم علي التحديد والتعيين بوقت‌قتله من دون ان يكون هناك رمي الي التهلكة، وما تلك الاجوبة المتقدّمة والمتاخرة إلاّ حل‌ٌّ لهذا التوهّم.منها: قوله (ره): لانّه لو علم ذلك لوجب ان يدفعه عن نفسه... الخ غيرتام؛ لانه ليس ذلك قاعدة كليه، و ذلك انه بعد ان نعلم بعدم المحذورية في البين يسقط الوجوب، و يتحوّل التكليف الي حكم آخر كما سوف ياتي إن شاء الله تعالي.

الجواب 3

وهو للعلاّمة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهّر (ره) (ت 726 ه) حيث سئل عن علم امير المؤمنين (ع) بكيفية و وقت ومكان قتله.فاجاب (ره) بانه يحتمل ان يكون (ع) قد اُخبر بوقوع القتل في تلك الليلة او في اي مكان يقتل، وان تكليفه (ع) مغاير لتكليفنا، فجاز ان يكون‌بذل مهجته الشريفة صلوات الله عليه في ذات الله تعالي، كما يجب علي‌المجاهد الثبات وإن كان ثباته يفضي الي القتل.نقول: يصلح هذا الجواب لان يكون ايضاً حلاّ لعلم الإمام الحسين (ع)بشهادته وذلك لوحدة النكتة، ولكن ما ذكره من قوله (ره): «.. وإن‌تكليفه (ع) مغاير لتكليفنا» لا نحتاج الي هذا الاحتمال بعد ان كان غيرالمعصوم يعلم بكيفية ووقت قتله؛ كما رُوي عن رشيد الهجري وميثم‌التمار وغيرهما رضوان الله عليهم ممّن كان عندهم علم المنايا. نعم ماذكره اخيراً تام، كما سوف نوضّحه اكثر إن شاء الله تعالي.

الجواب 4

وهو للإمام الاكبر محمد الحسين آل كاشف الغطاء (ره) (ت 1373 ه) في ردّه علي سؤال حول خروج امير المؤمنين (ع) ليلة 19 من شهررمضان المبارك مع علمه بقتل ابن ملجم له، وهل يَصدق عليه انه إلقاء النفس الي التهلكة؟فاجاب (ره): معاذ الله ان يكون ذلك من باب إلقاء النفس الي التهلكة، بل هو علي الإجمال من باب الجهاد الخاص علي الإمام لا الجهاد العام‌علي عموم الإسلام. يعني انه من باب المفاداة والتضحية والتسليم لامر اللهسبحانه في بذل النفس لحياة الدين وتمييز الحق‌ّ من الباطل؛ ليهلك من‌هلك عن بيّنة ويحيي من حي‌ّ عن بيّنة، ويميز الله الخبيث من الطيّب،ومن هذا الباب إقدام الحسين (ع) علي الشهادة مع علمه بانه مقتول لامحالة.ولاشك انهم سلام الله عليهم كانوا يعلمون بكل ذلك بإخبار النبي(ص) وحياً، ولكن يحتملون فيه ان يتطرق إليه البداء ويكون من لوح المحوو الإثبات، وان يكون ثابتاً في العلم المخزون المكنون الذي استاثر اللهسبحانه به لنفسه؛ فلم يظهر عليه ملَكاً مقرّباً ولا نبيّاً مرسلاً، وباب البداء باب واسع لا مجال هنا لشرحه، وفي هذا كفاية إن شاء الله.نقول: لا نحتاج في الجواب الي ان نجعل هذا من باب الجهاد علي‌الإمام؛ لانه لا دليل علي ذلك، ثم إنّه قد يرد علي كلامه (ره) الاخير انه مجرّداحتمال المخالفة لا يكون مبرراً لارتكاب الفعل، وإلاّ لجاز ان يرمي‌الإنسان بنفسه من شاهق، مع احتمال ان يكون قد كُتب له في اللوح المحفوظ انه لا يصيبه شي‌ء، وهو كماتري.

الجواب 5

وهو لسيّد مشايخنا العلاّمة محمّد حسين الطباطبائي (ره) (ت 1402ه) صاحب «تفسير الميزان»؛ حيث قال: إن‌ّ علمهم: بالحوادث علم بماآنها واجبة التحقق، ضرورية الوقوع لا تقبل بداءً ولا تحمل تخلفاً كما في‌الاخبار. والعلم الذي هذا شانه لا اثر له في فعل الإنسان.بيان ذلك: ان من المقرّر عقلاً ـ وقد صدّقه الكتاب والسنّة ـ ان كل‌حادثة من الحوادث تحتاج في تحقّقها الي علّة، وان العلّة المتوقف عليهاوجود الشي‌ء تنقسم الي ناقصة و تامة، و العلّة التامة تمام ما يتوقف عليه‌وجود الشي‌ء؛ فيجب بوجودها وجوده و بعدمها عدمه، والعلّة الناقصة بعض ما يتوقف عليه وجود الشي‌ء فلا يجوب بوجودها وجوده؛ لافتقاره معها الي غيرها، ولكن يجب بعدمها عدمه. ومن هنا يظهر انه لا تتحقّق‌حادثة من الحوادث إلاّ و هي واجبة الوجود بإيجاب علّتها التامة التي‌فوقها، وكذا الكلام في علّتها التامة حتي ينتهي الي الواجب بالذات تعالي‌وتقدّس. فالعالم مؤلّف من سلسلة من الحوادث، كل حلقة من حلقاتهاواجبة الوجود بما يسبقها ـ و إن كانت ممكنة بالقياس علي علّتها الناقصة ـوهذه الوجوبات المترتبة الواقعة في سلسلة الحوادث في نظام القضاء الحتمي الذي ينسبه الله تعالي الي نفسه. قال تعالي: (لِّيَقْضِي‌َ اللَّه‌ُ أَمْرًا كَان‌َمَفْعُولاً). وقال: (وَكَان‌َ أَمْرًا مَّقْضِيًّا).ثم‌ّ إن من المعلوم ان الإنسان الفعّال بالعلم والإرادة إنّما يقصد مايتعلّق به علمه من الخير والنفع، ويهرب ممّا يتعلق به علمه من الشرّ و الضر، فللعلم اثر في دعوة الإنسان الي العمل، وبعثه نحو الفعل والترك‌بالتوسل بما ينفعه في جلب النفع او دفع لاضرر، بوذلك يظهر ان علم‌الإنسانب الخير وكذا الشرّ والضرر في الحوادث المستقبلة إنّما يؤثر اثره‌لو تعلّق بها العلم من جهة إمكانها لا من جهة ضرورتها علي ما اُشير إليه آنفاً، وذلك كان يعلم الإنسان انه لو حضر مكاناً كذا في ساعة كذا من يوم‌كذا قتل قطعاً؛ فيؤثر العلم المفروض فيه ببعثه نحو دفع الضرر؛ فيختارترك الحضور في المكان المفروض تحرّزاً من القتل. واما إذا تعلّق العلم بالضرر مثلاً من جهة كونه ضروري الوقوع واجب التحقّق؛ كما إذا علم انه في مكان كذا في ساعة كذا من يوم كذا مقتول لا محالة بحيث لا ينفع في‌دفع القتل عنه عمل و لا تحول دونه حيلة؛ فإن مثل هذا العلم لا يؤثر في‌الإنسان امراً يبعثه الي نوع من التحرّز و الاتقاء لفرض علمه بانه لا ينفع فيه شي‌ء من العمل، فهذا الإنسان مع علمه بالضرر المستقبل يجري في‌العمل مجري الجاهل بالضرر.إذا علمت ذلك ثم راجعت الاخبار الناصّة علي ان‌ّ الذي علّمهم الله تعالي من العلم بالحوادث لا بداء فيه ولا تخلّف؛ ظهر لك اندفاع ما وردعلي القول بعلمهم بعامّة الحوادث من انه لو كان لهم علم بذلك لاحترزواممّا وقعوا فيه من الشر، كالشهادة قتلاً بالسيف وبالسم لحرمة إلقاء النفسه في التهلكة.وجه الاندفاع، ان‌ّ علمهم بالحوادث علم بها من جهة ضرورتها كما هو صريح في نفي البداء عن علمهم، والعلم الذي‌ها شانه لا اثر له في فعل الإنسان الي نوع من التحرّز، وإذا كان الخطر بحيث لا يبل الدفع بوجه من الوجوه فالابتلاء به وقوع في التهلكة لا إلقاء الي التهلكة، قال تعالي: (قُل‌لَّوْ كُنتُم‌ْ فِي بُيُوتِكُم‌ْ لَبَرَزَ الَّذِين‌َ كُتِب‌َ عَلَيْهِم‌ُ الْقَتْل‌ُ إِلَي مَضَاجِعِهِم‌ْ).نقول: هذا الكلام مع دقّته قد يُلاحظ علي آخره انه لو كان قضاءً لازماً و قدراً حاتماً لبطل الثواب، كما ورد نظير ذلك عن امير المؤمنين عليه افضل صلوات المصلّين عندما ساله الشامي حول مسيره الي الشام وانه‌بقضاء من الله و قدر منه..مضافاً الي ذلك فقد ورد في عدة روايات ان اميرالمؤمنين (ع) خُيّر في الليلة التاسعة عشرة من شهر رمضان المبارك من السنة التي ضُرب فيهابين البقاء و اللقاء فاختار لقاء الله تعالي.نعم جاء في بعض النسخ عوض كلمة «خُيّر» (بالخاء المعجّمة) كلمة «حيّر» (بالحاء المهملة) إلاّ ان النسخة الاُولي تتناسب مع عنوان الباب‌الذي ذكرت فيه هذه الرواية، و هو باب: إن‌ّ الائمة: يعلمون متي‌يموتون وانهم لا يموتون إلاّ باختيارهم، حتي صرّحت بعض روايات هذا الباب بذلك؛ فقد جاء بسند معتبر عن عبدالملك بن اعين، عن ابي‌جعفر (ع)، قال: «انزل الله تعالي النصر علي الحسين (ع) حتّي كان ما بين السماءوالارض، ثم خُيّر النصر او لقاء الله، فاختار لقاء الله تعالي».

الجواب 6

وهو لاحد اعاظم اساتذتنا حفظه الله تعالي؛ حيث قال: بان‌ّ هذا الإقدام من قبل الإمام لامعصوم لا يعد إلقاء في التهلكة، وذلك ان التكليف قائم علي العلم الذي يحصل عن الطريق المتعارف كالعلم الحصولي الذي‌يحصل بالتفكّر و التعلّم و نحو ذلك، فهذا النحو من العلم هو الذي يقع عليه‌مدار التكليف ويكون حجة علينا، و اما العلم الملكوتي اللدنّي ليس كذلك؛اي ما يكشفه هذا العلم من حقائق خارجية ليس مادراً للتكليف. بناءً علي‌هذا فإن‌ّ علم الائمة: لاذي يكون عن هذا الطريق الذي يكشف لهم‌بعض الحقائق من المنافع و المضار و كيفية موتهم ليس محطاً للتكليف،والدليل علي هذا قول النبي الاكرم (ص): «إنّما اقضي بينكم بالبيّنات‌والإيمان». اي بحسب العلم الظاهري دون العلم الباطني الملكوتي، مع‌ان‌ّ علله عزّ وجل‌ّ قال في محكم كتابه: (فَسَيَرَي اللَّه‌ُ عَمَلَكُم‌ْ وَ رَسُولُه‌ُ).فالرسول الاكرم (ص) يري حقيقة الاعمال كما يؤيد ذلك ايضاً بعض الروايات من ان اعمال الخلق تعرض علي كل‌ّ نبي عصر وإمام عصر،و يعلم ما يفعله العباد بإذن الله تعالي. مع هذا كان ماموراً بالعمل الظاهر،وكان يحكم علي طبق البيّنة والإيمان، ولذا قال (ص) في ذيل هذا الحديث المتقدم: «بعضكم الحن بحجّته من بعض؛ فايّما رجل قطعت له من مال اخيه شي‌ءفإنّما قطعت له به قطعة من النار».إذن يمكن ان يكون هناك علم‌ٌ ما، لكن‌ّ ليس مداراً للتكليف والعمل به. وعليه فالائمة: مع انّهم يعلمون الغيب كما جاء في روايات عرض‌الاعمال عليهم، فإنّهم كانوا يحكمون بحسب العلم الحصولي والحسّي اي بحسب الظاهر دون الباطن.فعلم الإمام بكيفية قتله ليس رمياً في التهلكة؛ لان منشاه عالم الملكوت دون عالم الملك.نقول: في كلامه دام عزّه موارد للنظر:اوّلاً: كون التكليف قائماً علي العلم الحصولي دون الملكوتي غير تام،لان الخِضر (ع) كانتب عض تكاليفه قائمة علي العلم الملكوتي كما في‌قتل الغلام وغيره، بل تكاليف نفس المعصوم وخاصة الانبياء والرسل: منشؤها العلم الملكوتي دونغيره. وكيفما كان فإن‌ّ مَن يراجع‌سيرة الائمة: يري بان بعض افعالهم كانت نتيجة علمهم الملكوتي، من‌قبيل علم الإمام امير المؤمنين (ع) بوفاة سلمان الفارسي في المدائن‌وحضوره عنده وتغسيله و تكفينه و الصلاة عليه ودفنه مع انه كان في‌المدينة المنوّرة في الحجاز، و المدائن مدينة او مُدن قرب بغداد في‌العراق.وكذلك حجب الإمام الكاظم (ع) لعلي بن يقطين في المدينة المنوّرة لحجبه إبراهيم الجمّال في الكوفة علي ما روي. و ما اكثر امثال هذا!وفصل الخطاب انه قرر في علم اُصول الفقه: ان العلم و لاقطع بشي‌ء حجّة من اي طريق حصل، وعليه فلو علم المعصوم علماً لدنيّاً بان هذاالطعام حرام فهل يجوز له اكله؟ثانياً: قوله دام عزّه: والدليل علي هذا قول النبي الاكرم (ص): «إنّما اقضي بينكم بالبيّنات والإيمان... الخ»، فإنه دليل اخص‌ّ من المدّعي؛ لانه قال (ص) «بينكم»، وهذا جزء من تكاليف المعصوم، واما تكاليفه التي بينه وبين‌الله والمختصّة به فغير مشمولة لهذا البتّة.علي انه اصل هذه المسالة غير مسلّمة عند الإمامية بل الاقوال فيهامتعددة؛ فمن الإمامية من يزعم ان‌ّ احكام الائمة: علي الظواهر دون ما يعلمونه علي كل‌ّ حال، ومنهم من يزعم ان احكامهم إنّما هي علي البواطن‌دون الظواهر التي يجوز فيها الخلاف، و ذهب الشيخ المفيد وجماعة‌آخرون الي انه للإمام ان يحكم بعلمه كما يحكم بظاهر الشهادات، و متي عرف من المشهود عليه ضد ما تضمنته الشهادة ابطل بذلك شهادة من‌شهد عليه، و حكم فيهت بما اعلمه الله تعالي. و لا يخفي ان منشا هذه‌الاقوال هو اختلاف الاخبار و الآثار. وعلي هذا فلا يمكن الاعتماد علي ماذكره دام عزّه.ثالثاً: قوله دام عزّه: «فعلم الإمام بكيفيّة قتله ليس رمياً في التهلكة...الخ»؛ فإنه بناء علي ما تقدّم وذكرناه يبقي السؤال مطروحاً و يحتاج الي إجابة اُخري.

الجواب 7

وهو فصل الخطاب في معرفة حق‌ّ الجواب؛ والذي ينبغي ان يُقال و هو ما استهدينا إليه بواسطة القرآن الكريم و سنّة الائمة المعصومين:؛و حاصله يتوقّف علي عدّة مقدمات:الاُولي: قال الله عزّ وجل: (إنّك ميّت وإنّهم ميِّتُون). وهذه سنّة إلهية لا مفرّ منها.الثانية: قال الله تعالي: (اللهُ يتوفّي الانفس‌َ حين‌َ موتِها). و هذا تام علي‌طبق التوحيد الافعالي.الثالثة: قال الله سبحانه وتعالي: (وما كان‌َ لنفس ان تموت‌َ إلاّ بإذن لله كتاباً مؤجلاً). وعليه فموت الانفس خاضع للمشيئة الإلهية، وهذه مشيئة تكوينية كما لا يخفي.الرابعة: قال الله عزّ وجل‌ّ: (فإذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة و لا يستقدمون). وقال تعالي: (ما تسبق من اُمّة اجلها وما يستاخرون). و هذه سُنّة إلهية اُخري لا يمكن للبشر التصرّف فيها؛ لانها من اللوح المحفوظ‌والمحتوم.الخامسة: قال الله تعالي حكاية عن النبي إبراهيم (ع): (يا بُني‌ّ إنّي اري في المنام انّي اذبحُك‌َ فانْظُر ماذاتري، قال يا ابت‌ِ افعل ما تُؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين).وقتل الولد بالاصل الاوّلي لا يجوز؛ لكن عندما يخضع للامر الإلهي تتحول الحرمة الي الوجوب لوجود المصلحة وارتفاع المفسدة.وبعد هذا نقول: إذا كان الموت امراً حتمياً، وانه بيد الله عزّ وجل‌ّ، و انه يعلم متي نموت، وكيف نموت، بل هو الذي ياذن تكويناً كما انه ياذن‌فيما يرضيه تشريعاً، كما في قصة إبراهيم و ابنه: في إيجاد مقدمات‌القتل بالكفية التي يرضاها الله تعالي، وهكذا في الجهاد. فلو علم شخص بان‌ّ الله شاء ان يُقتل بهكذا طريقة، وانه يرضي له بهذا؛ فعدنما لا يكون إقدامه علي الموت إلقاء الي التهلكة، بل إلقاء الي مرضاة الله عزّ وجل و استحقاقه للثواب لرضاه بقضاء الله وقدره.و عليه فامير المؤمنين (ع) علم تكرّماً وتفضّلاً من الله انه يقتل بهذه الطريقة، و انه تعالي راض‌ٍ بذلك، فإقدامه علي الموت عندئذٍ يعدّ فضيلة و امتثالاً للرضا الإلهي لرضاه بذلك، و هكذا الإمامان الحسن والحسين وسائر الائمة الميامين عليهم افضل صلوات المصلّين.ولذا عندما عزم الإمام الحسين (ع) علي الخروج من مكة الي العراق جاءه اخوه محمّد بن الحنفية وقال له: فما حداك علي الخروج عاجلاً؟فقال (ع): «اتاني رسول الله(ص) بعدما فارقتك، فقال: يا حسين، اُخرج، فإن‌ّ الله شاء ان يراك قتيلاً».فقال محمّد بن الحنفية: إنّا لله وإنا إليه راجعون، فما معني حملك هؤلاء النساء معك وانت تخرج علي مثل هذا الحال؟فقال (ع) له: «قد قال لي: إن‌ّ الله قد شاء ان يراهن‌ّ سبايا».فعندما نلاحظ كلمة «اخرج) وكلمة «فإن الله شاء» او «إن الله شاء»نري بان‌ّ هذا يؤيد ما ذكرناه، ولا يخفي ان‌ّ المشيئة هنا بحسب الظاهر اعم‌من المشيئة التكوينية، فتشمل الرضا و الإرادة التشريعيين ايضاً، ولذا قال‌له النبي(ص) علي ما رُوي: «اُخرج فإن‌ّ الله شاء ان يراك قتيلاً».فرضاه (ع) بالمشيئة الإلهية هو الذي جعله سيّد الشهداء و معين العرفاء.هذا ما خطر علي ذهننا القاصر، والله العالم بحقائق الاُمور و الحمدلله رب العالمين، و انا العبد المفتقر الي الله عزّ وجل.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.