بغية النبلاء في تاريخ كربلاء

اشارة

‏عنوان و نام پديدآور : بغيه النبلاء في تاريخ كربلاء/عبد الحسين الكليدار آل طعمه ؛ حققه عادل الكليدار
‏مشخصات نشر : بغداد: مطبعه الرشاد، [ ۱۳]
‏مشخصات ظاهري : ۲۱۶ص.
‏وضعيت فهرست نويسي : در انتظار فهرستنويسي (اطلاعات ثبت)
‏شماره كتابشناسي ملي : ۲۴۷۲۹۳۵

مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيمالحمدلله رب العالمين مالك يوم الدين، و الصلاة و السلام علي أشرف الأنبياء و المرسلين محمد و آله الغر الميامين.و بعد فيقول العبد الفقير المعترف بالتقصير الراجي رحمة ربه القدير: عبدالحسين بن علي بن جواد الحسيني الموسوي الحائري [آل طعمه]، وفقه الله لمراضيه، و جعل مستقبل أيامه خيرا من ماضيه: قد كنت مولعا من نعومة اظفاري و صدر شبابي بعلم التأريخ، مكبا علي تحصيله و تتبع آثاره، حتي سبرت غوره علي ما بلغ اليه و سعي مما تفضل الله سبحانه علي من أمهات الكتب العربية التي ألفت، قديما و حديثا.وحداني الشوق ضمن ذلك، البحث عن حوادث بلدتي و مسقط رأسي، و قد حز في نفسي أن أري ما ألف للبلدان من التواريخ. حتي ان القري و القصبات لم يهملوا شأنها، و شرف قدسية هذه المدينة و شهرتها لم يدون لها كتاب يعرب عن مبدئها، و عن تأريخها الحافل بالحوادث الخطيرة. فلذا لم يقر لي قرار حتي وفقني الله الي التصدي لتدوين تأريخ هذه المدينة الخالدة، و سميته ب (بغية النبلاء في تأريخ كربلاء). [ صفحه 5]

تاريخ كربلاء منذ القدم الي القرن الثالث عشر

لم تكن كربلاء في العهد القديم قبل الفتح الاسلامي بلدة تستحق الذكر، و لم يرد ذكرها في التاريخ الا نادرا، و أكثر ذلك في عرض الكلام عما كان يقع في الحيرة و قرية الطف من الوقائع - بل كانت هي قرية بسيطة عليها مزارع و ضياع لدهاقين الفرس، و كان سكانها أهل حرائة و زراعة.كربلاء بالمد: ذكر ياقوت في المعجم [1] حول اشتقاقه من كربله رخاوة في القدمين، جاء يمشي مكربلا، و علله لرخاوة أرضها و تربتها و نقاء حنطتها و استشهد:يحملن حمراء رسوبا بالنقل قد غربلت و كربلت من القصلقال: و الكربل [2] اسم نبت الحماض و استشهد بوصف أبو وجزه لعهون الهودج:و ثامر كربل و عميم دفلي عليها و الندي سبط يمورمن الممكن أن تكون قيمة لما علل، ان لم تكن أصل اللفظة أعجمية. [3] . [ صفحه 6] و أورد عند ذكر الكوفة [4] عن السبب الذي بعث علي اتخاذ موقعه معسكرا، قال: علي أثر الفشل الذي مني به القائد الاعلي سعد بن أبي‌وقاص و الموفقية التي حازها خالد بن عرفطة في فتح ساباط أولا، ثم استتبعه فتح البقية من المدائن عاصمة الدولة الساسانية، و تكلل فوز المسلمين بأكاليل النصر، و تم لهم الغلبة. أرغم يزدجرد الملك بالانسحاب و التقهقر مقهورا الي اصطخر فارس، عطفوا عندها باتخاذ قاعدة تكون معسكرا لهم علي تخوم الجزيرة، فاختاروا كربلاء و لتمنع ساكنيه من التسليم و الخضوع لارادتهم قصدهم خالد بن عرفطة و فتح كربلاء عنوة و سبي أهلها، و قسم سعد أرباضها بين أصحابه، و نزل كان قوم في الناحية التي خرج سهمه بها، فأحيوها.فلاطلاق لفظ كربلا علي مدده عامرة عند الفتح، لابد من أن يكون جاهلي الاصل و بزعم مجوس دور الفهلوية و معتقدهم كان بيت نار، علي ما ذكره مؤلف (دبستان المذاهب) [5] ، يطلقون لفظة ب (كاربالا) و معناه: الفعل العلوي، فعرب بكربلاء.و من المحتمل ان المسلمين خففوا لفظ كربلا من كور بابل كما خففوا لفظ بورسيبا بلفظ برس، و هو لغة نبطي بابلي، علي ان كربلا و مطلق القطع المتلاصقة ببعضها هي ضواحي القسم الغربي من مدينة بابل.قي مبدأ الفتح في عهد خلافة أبوبكر، عندما هادن أهل الحيرة - دهاقين الفرات الاوسط - خالد بن الوليد، شكا عبدالله بن وثيمه النصري ذباب كربلاء، و قال رجل من أشجع: [ صفحه 7] لقد حبست في كربلا مطيتي و في العين حتي عاد غثأ سمينهااذا رحلت من منزل رجعت له لعمري و أيها انني لأهينهاو يمنعها من ماء كل شريعة رفاق من الذبان زرق عيونها [6] .و تناقلت الألسن أنباء الشكوي و الشعر و أحيط بعلم الخليفة عمر بن الخطاب في حينه فعند وصول كتاب سعد يخبره بما قام به، لم يرتضه للمسلمين معسكرا. و أمر سعد بتحويلهم و نقلهم منها، فحولهم سعد من كربلاء الي سوق حكمه [7] ، و يقال الي كويفة ابن عمر دون الكوفة [8] .فأغفل ذكر كربلاء بعدها. الي أن ولي أميرالمؤمنين علي سلام الله عليه الخلافة فوردها عند مسيره لحرب معاوية في سهل صفين. فوقف عندما بلغ هذه الأرض [9] و أخبر عما سيكون لولده الحسين - ع - من الحوادث [ صفحه 8] و الشئون فيها. و المستفاد من ذلك لم يكن محل موقفه الذي وقف فيه و اخبر عن ذلك سوي صحراء خالية لا أثر بها خلا بعض نخيلات [10] . علي أن هذا لا يكون دليلا قاطعا علي عدم وجود عمران و أبنية فيها. اذ من الجائز أن تكون الوقفة الشريفة علي بعض نواحيها لا نفس موقعها. أو أنه من الجائز أن أخذت الي الخراب و الدثار بعد ترك سعد بن أبي‌وقاص لها، و تحوله عنها الي موضع الكوفة، بعد أن سبا أهلها، فلم يسكنها أحد بعد ذلك اللهم الا بعض الصعاليك. و أخذت الي التقهقر يوما بعد يوم حتي أن قضت آخر أدوارها في زمن وجيز.هذا و رغما علي مر كرور الليالي و الايام عن بعد ذلك الزمن الشاسع و اهمال المؤرخين و الجغرافيين عن تعريف موقعها. حفظ لنا يد التواتر محلها و أقام براهينه وجود الأطلال و الهضبات الحاكية لنا عن قديم آثارها.يوجد اليوم علي ما بلغني علي بعد بعض أميال في القسم الشمالي الغربي من مدينة كربلاء باتجاه ضريح الحر بن يزيد الرياحي في أرض القرطه و الكمالية. أكم و أطلال قيل انها كربلاء الأصلية. و قبل سني الحرب العالمية الاولي كان بعض افراد من مطره يستخرجون من نفس الأطلال طابوق فرشي ضخم سلطاني يحملونه علي حميرهم الي كربلاء لبيعه علي الأهلين كوسيلة للعيش و الارتزاق (و أذكر في هذا الخصوص ان السيد كاظم العطار كان مشغولا ببناء داره الواقعة في حارة باب الطاق مقابل امام بارة الأميرة تاج دار بهو الهندية. يبتاع منهم لبنائه.) [11] . [ صفحه 9] و في الجنوب الشرقي من البلدة المشرقة قطعة أرض يطلق عليها اليوم لفظة (كربله) بهاء. و يزعم من لا علم له بذلك انها القرية التي كانت عليها المزارع حين ورود أبي عبدالله (ع) اليها. و منها اشتق الاسم لهذه البلدة. و قد بنا بها النواب ناصر علي خان اللاهوري بناء جليلا. و بذل الأموال الجزيلة لاعمار هذه القطعة من الأرض بعد أن ابتاعها من الحكومة العثمانية. و لما كانت تتصل بهور السليمانية فقد تكرر اطلاق الماء عليها. و ذهبت بمحاسنها و لم يبق بها الا القليل من ذلك. و ببنائه اليوم يسكن أحفاده، و تجري لهم الارزاق الكافية و هم علي كمال السعة.فلم يعد يحدثنا التأريخ عن كربلاء بعد تلك الوقفة (أي وقفة أميرالمؤمنين - ع -) الا بعد مرور ربع قرن من الزمان ولكن هذه المرة [ صفحه 10] بحديث ذي شجون عن أعظم مأساة في تأريخ البشرية. ألا و هي الحادثة الشهيرة بواقعة الطف أو يوم عاشوراء في يوم الجمعة العاشر من محرم الحرام لسنة 61 هجرية التي استشهد فيها سبط الرسول و حبيب البتول الامام الحسين بن علي سلام الله عليهما و جمع من أصحابه رضوان الله عليهم [12] .هذا و لم تكن كربلاء عامرة يوم ورود الحسين - ع - لها يوم الخميس الثاني من المحرم سنة 61 هج و هو علي ظهر جواده علي شفير ذلك الوادي الا بعض قري تحف أطرافها كشفيه و الغاضريات و نينوي و ماريه [13] و العقر التي بقيت آخر أثر للبابليين لا يزال قائما. هذا و اذا أراد الله شيئا هيي‌ء أسبابه، اذ قد قدر أحياء اسم كربلا و بقاء التلفظ بلفظتها. لم يرتض الحسين (ع) من أسماء القري التي أخبروه بها سوي اسم كربلا. اذ عندما طرقت لفظتها مسامعه الشريفة.. ارتضاها من غير تأن و لا توان بحيث كأنه تفوه بلفظتها مع مخبره عن تلك الأسماء. فلم يكد أن قال: هي هي هي و الله محط رحالنا و مناخ ركابنا و مسفك دمائنا، ثم أمر بأثقاله فحطت و بسرادقه فأقيمت. ثم كان من أمره ما كان ليوم التاسع من نزوله سلام الله عليه. كربلا.... فأخذت لفظتها بعد وقوع هذا الحادث الأليم مما جري علي بسيط أديمها من ضروب الفضاعة و غلواء صنوف الشناعة من تفنن أهل الكوفة في الاتيان بأنواع الطرق البربرية، حتي أظهروا الغاية و بلغوا مراتب النهاية في ذلك. بحيث لم يعهدنا التأريخ بمثله منذ أقدم الأعصر الغابرة، و ان قلنا من حين أن عرف النوع الانساني، لجاز [ صفحه 11] ذلك. بما فاضت تلك الأرض القاحلة من دماء الأبرياء الذين ثبتوا في ذلك اليوم في مستنقع الموت. ذبا وراء نفوسهم الطاهرة. و اباء عن مديد الذل لكريم انوفهم الحمية، حتي أعجبوا الملأ الأعلي لعظيم صبرهم فضلا عن أهل البرية.و من ذلك الحين ذاع صيت هذه المدينة في الآفاق و انتشر في الاقطار. و قد جاء ذكرها في أشعار العرب و دواوينهم، ففي أول بيت شعر وردت لفظتها:أبكي قتيلا بكربلا ثم البيت:غادروه بكربلا صريعا لا سقي الله جانبي كربلا [14] .ثم تلاها قول السهمي [15] :مررت علي قبر الحسين بكربلا ففاض عليه من دموعي غزيرهاو قوله:سلام علي أهل القبور بكربلا و قل لها مني سلام يزورهاو قول كشاجم:و أظلم في كربلا يومهم ثم تجلي و هم ذبائحه [16] .و قول السوسي:كم دموع ممزوجة بدماء سكبتها العيون في كربلاءو قول منصور النمري [17] : [ صفحه 12] بيثرب كربلاء لهم ديار نيام الاهل دارسة الطلول [18] و قول الزاهي:و أضحي بكم كربلا مغربا كزهر النجوم اذا غورتالي ما هنالك من ذكر لفظتها، و ان أردنا استيعاب ذلك لم تسعنا المجلدات لكثرته اذ لم يخل بيت شعر رثي به الحسين (ع) من ذلك.هذا و موضع تلك الواقعة، صار مقصد الراغبين و بغية الطالبين، بعد قيام الأسديين أهل الغاضريات بدفن الجثث الطاهرة، و الأجساد المضرجة بالدماء التي أريقت بسيف البغي و العدوان. الا ان أشلائهم لم تقبر كلها في صعيد واحد. اذ لم ترض بنوا تميم ترك شلو صاحبهم الحر بن يزيد عند تلك الاشلاء، أخذوه الي موضع قبره المعلوم، و شلو العباس بن علي (ع) ترك علي المسناة علي شاطي‌ء العلقمي لتعسر الحاقه بجثة أخيه، اذ كانت أربا أربا. الا ان الحائر محيط بأشلاء بقيتهم. و ليس اليوم علما يركن اليه للوقوف علي حفرهم، سوي الحسين (ع) و ولده المقتول بين يديه علي الأكبر. و هما في ضريح واحد. و هناك موضع يشير الي حفرة الشهداء كأنهم اقبروا فيه. و علم يشير الي ضريح حبيب بن مظاهر الأسدي.فكان أول من زار الحائر بعدما حازت تربتها تلك السعادة الأبدية، عبيدالله بن الحر الجعفي [19] لقرب موضعه منها - اذ كان علي الفرات - [ صفحه 13] وقف علي القبر الشريف و استعبر باكيا متأوها كمدا علي ما فاته من القيام بالسعادة و فوزه بمراتب الشهادة بين يدي سيد السادة. منشدا أبياته الشهيرة التي يقول فيها [20] :فواندمي أن لا أكون نصرته! ألا كل نفس لا تسدد نادمه!و اني لأني لم أكن من حماته، لذو حسرة ما ان تفارق، لازمه!سقي الله أرواح الذين تآزروا علي نصره سقيا، من الغيث، دائمه!وقفت علي أجداثهم و محالهم فكاد الحشي ينقض و العين ساجمهلعمري لقد كانوا مصاليت في الوغي سراعا الي الهيجا حماة ضبارمهتآسوا علي نصر ابن بنت نبيهم بأسيافهم آساد غيل ضراغمهفان يقتلوا فكل نفس زكية، علي الأرض قد أضحت لذلك واجمهو ما أن رأي الراؤن أصبر منهم ندي الموت سادات و زهرا قماقمةو للوم ابن‌زياد و عتبه اياه لعدم رؤيته لذلك المشهد الفضيع، فقال يعنيه:أتقتلهم ظلما و ترجوا ودادنا؟ فدع خطة ليست لنا بملائمه!لعمري لقد راغمتمونا بقتلهم فكم ناقم منا عليكم و ناقمه؟أهم مرارا أن أسير بجحفل الي فئة زاغت عن الحق، ظالمهفكفوا! و الا زرتكم في كتائب أشد عليكم، من زحوف الديالمه [21] .و عند تحقق خبر شهادته في الأقطار قصدته العقم من النساء، مائة ألف امرأة، لما عند العرب من العوائد في المرأة التي لا تلد، أن تحضر [ صفحه 14] قبر رجل كريم. [22] .و قيل التي لا يعيش لها ان أتت الشريف المقتول غدرا، و وطئت حوله عاش لها [23] . و قد عني الكميت بن زيد الأسدي ذلك في الهاشميات، حيث قال:و تطيل المرزآت المقاليت اليه القعود بعد القيام [24] .و هناك ورد وفد ابن عبدالله الأنصاري جابر في جماعة من الهاشميين، يوم العشرين من صفر سنة الشهادة. و قد عد البعض ذلك ضرب من المستحيل ان كان واردا من الحجاز لما يستغرق من الوقت لوصول الخبر [ صفحه 15] الي المدينة ثم مجيئهم الي كربلاء. و لا يمكن تعليل ذلك الا بوجود جابر في محل قريب من كربلاء عند بلوغه الخبر فأمكنه الوصول في ذلك اليوم - أو انه قد وفد في السنة التي تلت سنة الشهادة. هذا و عندما بلغ جابر الغاضرية، اغتسل في شريعتها و تقمص بأطهر ثيابه، و تطيب بسعد كان مع صاحبه عطاء. ثم سعي نحو القبر الشريف، حافي القدمين و عليه امارات الحزن و الكآبة، حتي وقف علي الرمس الكريم، انكب و وقع مغشيا عليه... و عند اقامته من غشوته، سمعه عطاء يقول: السلام عليكم يا آل الله [25] .ثم ذكروا ملاقاته للسجاد علي بن الحسين (ع) - في ذلك اليوم - مع أهل بيته راجعا من الشام، و هو حامل للرأس الشريف و سائر الرؤوس لالحاقها بالجثث الطاهرة - أو الرأس الشريف فقط - بعد اطلاق سبيلهم من قيد الأسر. ان التصدي لتوثيق صحة هذا الخبر و تأكيده، لهو من الاستحالة بمكان. اذ كيف تسني للسجاد بطي الارض بهذا الزمن القصير، مع ما هم عليه من المصاب و الحزن علي استشهاد الحسين - ع - حيث قادوهم من ساحة كربلاء الي الكوفة و بقائهم بها مدة استئذان ابن‌مرجانة طاغيته (يزيد) في حملهم اليه. و تسييرهم بعد صدور ارادة يزيد و قد ساروا بهم علي طريق الفرات، و اجتازوا بهم حلب حتي دخلوا بهم الشام في اليوم السادس عشر من ربيع الاول علي ما نص علي عماد الدين الحسن بن علي الطبرسي في كتابه الموسوم ب: الكامل البهائي (61 صنيع الدولة). مع انه لم نقف علي مدة اقامتهم بالشام. الا و قد ورد انهم أقاموا شهرا في موضع لا يكفهم من حر و لا برد (بحار ج 21: ص 203) فنري من ذلك انه من الصعوبة بمكان قدوم السجاد و أهل بيته من الشام في نفس السنة التي استشهد فيها الحسين و في نفس ذلك اليوم. و لا يمكن تعليل [ صفحه 16] ذلك، سوي ما ذكرناه من تعليل لمجي‌ء جابر لكربلاء و هي ورودهم لها في السنة التي تلت الحادية و الستين. و لم يتعرض المفيد قدس الله روحه الي ذكر ورودهم كربلاء بعد اطلاق سبيلهم الي ان السيد ابن طاوس قال: «أمر يزيد برد الأسري و سبايا الحسين عليه‌السلام الي أوطانهم بمدينة الرسول، و أما الرأس الشريف، روي انه اعيد فدفن بكربلا [26] مع جسده الشريف». و من الغريب ان ابن‌طاوس قد ذكر العبارة السالفة بعد أن ذكر تمنع يزيد عندما أراد السجاد رؤية وجه أبيه، فضلا عن اعطائه اياه. و اعتذر بعد أن أورد لفظ الحاق الرأس الشريف بالجسد الطاهر بهذه العبارة «و كان عمل الطائفة علي هذا المعني المشار اليه. و رويت آثار كثيرة مختلفة غير ما ذكرناه، تركنا وصفها كي لا ينفسخ ما شرطناه». ثم أوصل كلامه بهذه الجملة: «و لما رجعت نساء الحسين - ع - و عياله من الشام و بلغوا العراق قالوا لله ليل مر بنا علي طريق كربلاء. فوصلوا الي موضع المصرع فوجدوا جابر بن عبدالله الأنصاري و جماعة من بني‌هاشم و رجالا من آل رسول الله صلي الله عليه و آله قد وردوا لزيارة قبر الحسين (ع). فوافوا في وقت واحد و تلاقوا بالبكاء و الحزن و اللطم و أقاموا المآتم المقرحة للأكباد و اجتمع اليهم نساء ذلك السواد فأقاموا علي ذلك أياما.» [27] .و مع هذا لم تكن كربلاء في القرن الاول الهجري عامرة، مع ما كان في أنفس الهاشميين و شيعتهم من شوق و لهفة في مجاورة قبر سيدالشهداء لم يتمكنوا من اتخاذ الدور و اقامة العمران خوفا من سلطان بني‌أمية.و قد أخذت بالتقدم في أواثل الدولة العباسية، و رجعت القهقري في [ صفحه 17] أيام الرشيد [28] . و قد ازداد خرابها في أيام المتوكل لأنه هدم قبر الحسين (ع) فرحل عنها سكانها.ثم أخذ الشيعة في أيام المنتصر يتوافدون الي كربلاء و يعمرونها. (و كان أول علوي سكنها، هو تاج الدين ابراهيم المجاب حفيد الامام موسي بن جعفر عليهماالسلام، و قد وردها في حدود سنة 247 هجرية). و اتخذت الدور عند رمسه، و قامت القصور و الأسواق حوله و لم يمض قرن أو بعض قرن، الا و حول قبره الشريف مدينة صغيرة بها آلاف النفوس.و قد زارها السلطان عضد الدولة بن بويه [29] سنة 370 هجرية، و كانت قرية عامرة بالسكان، و عدد من جاور القبر في ذلك العهد من العلويين فيها خاصة ما يربوا علي ألفين و مائتين نفس. فأجزل لهم عضد الدولة في العطايا، و كان ما بذل لهم مائة ألف رطل من التمر و الدقيق و من الثياب خمسمائة قطعة [30] . [ صفحه 18] و وصف الطنجي حال عمرانها و قد وردها بعد تمام القرن السابع و أول القرن الثامن [31] ، قال: «هي مدينة صغيرة تحفها حدائق النخيل و يسقيها ماء الفرات، و الروضة المقدسة داخلها و عليها مدرسة عظيمة و زاوية [ صفحه 19] كريمة [32] فيها الطعام للوارد و الصادر. و علي باب الروضة الحجاب و القومه، لا يدخل أحد الا عن أذنهم، فيقبل العتبة الشريفة و هي من الفضة، و علي الضريح المقدس قناديل الذهب و الفضة، و علي الأبواب أستار الحرير. و أهل هذه المدينة طائفتان: أولاد زحيك و أولاد فائز، و بينهم القتال أبدا، و هم جميعا أمامية يرجعون الي أب واحد، و لأجل فتنتهم تخربت هذه المدينة.» [33] .و حوالي نفس التأريخ، وصفها المؤرخ و الجغرافي الشهير حمدلله المستوفي بقوله: «و غربي الكوفة بثمانية فراسخ في صحراء كربلاء مشهد الحسين (ع) المعروف ب (المشهد الحائري). و قد ذكر في عهد الخليفة المتوكل انه أجري الماء عليها بقصد تخريبه حتي حار الماء عند قبره الشريف و ظلت البقعة الطاهرة عند القبر جافة. و قد شيد عمارته عضد الدولة فنا خسرو الديلمي. و حول هذا الموضع قرية مساحتها ألفين و أربعمائة خطوة» [34] .و لم يغفل الجغرافيون المسلمون الأوائل عن ذكر كربلاء. ولكن [ صفحه 20] مع بالغ الأسف اقتصروا في ذكرها فقط علي انها مدينة تقع في غربي الفرات بحذاء قصر ابن‌هبيرة [35] .و كان أكثرهم ذكرا عنها هو ابن‌حوقل النصيبي الذي قال: و كربلا من غربي الفرات فيما يحاذي قصر ابن‌هبيرة، و بها قبر الحسين بن علي صلوات الله عليهما. و له مشهد عظيم و خطب في أوقات من السنة بزيارته، و قصده جسيم [36] .و قد أكثر المتأخرون من وصفها و الاشادة بها. فكان ممن وصفها القاضي نور الله الشوشتري - في القرن العاشر - وصفا يسيرا في مجالسه (ص 25) بقوله:.... و الحال ان مشهد كربلاء من أعظم الأمصار و مجمع أخيار كل الديار، و الماء العذب يجري في غدرانها. و البساتين الغناء تحيطها. و قد قيل في فضيلة تربة كربلاء و ثواب زيارة المرقد المنور الحسيني روايات كثيرة. و معظمها صيغة بصورة شعرية [37] و قد [ صفحه 21] زارها الرحالة عباس المدني في القرن الثاني عشر فوصفها في (نزهة الجليس و منية الأدب الأنيس ص 84) بقوله: فلما أسفر الصباح عن وجه الهنا و الانشراح رابع ربيع الأول، عام ألف و مائة و واحد و ثلاثين من هجرة النبي المرسل، توكلنا علي الرب العلي و رحلنا من مشهد علي قاصدين زيارة الشهيد المبتلي المدفون بكربلا الحسين بن علي و من معه من الشهداء الصابرين رضوان الله عليهم أجمعين. ففي خامس الشهر المذكور أتينا علي موضع يقال له الخان الأخير و مررنا في طريقنا بقبر النبي ذي الكفل عليه‌السلام فزرناه و بلغنا المرام. و في سادس الشهر دخلنا أرض الحائر، مشهد الحسين الطاهر. سلام الله عليه، و علي جده و أبيه، و أمه و أخيه، و سائر مواليه و محبيه:لله أيام مضت بكربلا محروسة من كل كرب و بلابمشهد الحسين ذو العلا و نسل خير الخلق من كل الملا [38] .حتي يقول: فتشرفت و الحمدلله بالزيارة، و لاح لي من جنابه الشريف اشارة، فاني قصدته لحال، و ما كل ما يعلم يقال. و قرت عيني بزيارة الشهيد علي الأصغر بن مولانا الحسين الشهيد الأكبر. و زيارة سيدي الشهيد العباس بن علي بن أبي‌طالب رضوان الله عليهم أجمعين و أما ضريح سيدي الحسين: فيه جملة قناديل من الورق المرصع. و العين ما يبهت العين. و من أنواع الجواهر الثمينة، ما يساوي خراج مدينة. و أغلب ذلك من ملوك العجم. و علي رأسه الشريف قنديل من الذهب يبلغ وزنه منين بل أكثر. و قد عقدت عليه قبة رفيعة السماك متصلة بالأفلاك. و بناؤها عجيب، صنعة حكيم لبيب.و قد أقمت شهرين بمشهد مولاي الحسين. بلدة من كل المكاره [ صفحه 22] جنة، كأنها من رياض الجنة. نخيلها باسقات و مائها عذب زلال من شط الفرات. و أقمارها مبدرة، و أنوارها مسفرة، و وجوه قطانها ضاحكة مستبشرة. و قصورها كغرف الجنان مصنوعة، فيها سرر مرفوعة، و أكواب موضوعة. و فواكهها مختلفة الألوان، و أطيارها تسبح الرحمن علي الأغصان. و بساتينها مشرقة بأنوار الورود و الزهور، و عرف ترابها كالمسك و لونه كالكافور.و أهلها كرام أماثل، ليس لهم في عصرهم مماثل. لم تلق فيهم غير عزيز جليل، و رئيس صاحب خلق و خلق جميل. و عالم فاظل، و ماجد عادل. يحبون الغريب، و يصلون من برهم و برهم بأوفر نصيب. و لا تلتفت الي قول ابن أياس في نشق الأزهار بأنهم من البخلاء الأشرار. فلله خرق العادة، فانهم فوق ما أصف و زيادة:هينون لينون أيسار ذو كرم سواس مكرمة أبناء أيساران يسئلوا الحق يعطوه و ان خبروا في الجهد أدرك عنهم طيب أخبارلا ينطقوا عن الفحشاء ان نطقوا و لا يمارون ان ماروا باكثارفيهم و منهم يعد المجد متلدا و لا يعد ثنا خزي و لا عارمن تلق منهم تقل لاقيت سيدهم مثل النجوم التي يسري بها الساريو اجتمعت بالرئيس المعظم و العظيم المفخم. ذي الشرف الباذخ و الفخر الوضاح. مولانا السيد حسين الكليدار، يعني صاحب المفتاح. و بأخيه الشهم الكريم النبيل العظيم، مولانا السيد مرتضي، حماه الله تعالي من حوادث القضاء. و بالعالم العلامة الحبر النحرير الرحله الفهامة. ذي الوصف الجميل، و الذكر الحسن، مولانا الفاضل الملا أبوالحسن، فجمع بيني و بين الأمير المظفر الشجاع الغظنفر، البحر الغطمطم، الأسد الغشمشم، بحر الأحسان و معدن الكرم، الأمير حسين أو غلي بيك أيشك أغاسي باشي حرم سلطان العجم. و كان قد أستأذن من السلطان في ذلك العام، أن يسير الي العراق لزارة الأئمة أعلام الهدي و مصابيح الظلام... [ صفحه 23]

كربلاء في القرن الثالث عشر

اشاره

و لم تزل كربلاء بين صعود و هبوط، و رقي و انحطاط. تارة تنحط فتخضع لدول الطوائف. و طورا تعمر متقدمة بعض التقدم الي أن دخلت في حوزة الدولة العثمانية سنة 914 هج. و أخذت تتنفس الصعداء مما أصابها من نكبات الزمان و حوادث الدهر التي كادت تقضي عليها. و بقيت مطمئنة البال مدة طويلة تزيد علي ثلاثة قرون [39] . و لم تر خلالها ما يكدر صفو سكانها حتي مفتتح القرن الثالث عشر الهجري.اذ كان هذا القرن من مبتدئه الي منتهاه من أسوء القرون التي مرت بها المدينة المقدسة. كأنما القدر أبي أن تعيش ولو الي حين في طمأنينة و هدوء. فأنزل ضربته القاضية بما حل بها من محن و اراقة دماء و خراب و نهب. و ان كان ما حل بهذه المدينة المقدسة - في هذا القرن - لم يقتصر عليها وحدها و لم يختص بها بل عم جميع البلاد، و شمل البلاء سائر العباد.و نظرا لعدم تسلسل الحوادث و ترابطها و عدم وقوع حوادث و وقائع متتالية بها في قرن واحد كهذا القرن في القرون الماضية. فرأينا عدم تثبيت تلك الحوادث هنا. و لا يعني هذا خلو القرون الماضية من الحوادث و الوقائع المهمة بها. بل العكس من ذلك، اذ حفظ التأريخ لنا حوادث غاية في الأهمية جرت علي بسيط أديمها. و قد ذكر ذلك صاحب الكامل و غيره لكن في قرون متباعدة. [40] . [ صفحه 24] و أستميح القاري‌ء عذرا لتركي ذكر السنين و الشهور و الايام علي الترتيب من مبتدأ هذا القرن حتي منتهاه، كما يقتضي اذ هو من سنن [ صفحه 25] مؤرخي العرب و سبيل الفطاحل من أئمتهم، و لا غرو فقد صنفوا مؤلفاتهم [ صفحه 26] في عصر رقي العرب و تمدنهم، و الحال غني عن البيان و الايضاح عن كيفية ضبطهم للحوادث و الوقائع بأوانها.أما هذا القرن فهو أحد قرون تأخر العرب و سقوطهم، اذ فاقوا البرابرة أنفسهم بما جروه علي البلاد من الخراب و الدمار، فأني لهم العلم بضبط الحوادث. و قيد كنه ترتيب الوقائع.و يجدر بنا قبل أن نتكلم عن حوادث كربلاء الدامية في هذا القرن أن نعطف نظرنا الي مجري أحوال العراق، السياسية و الاجتماعية. أبان الاحتلال العثماني لها، و نعطي للقاري‌ء فكرة موجزة عنها، لكي نتقرب و نتمكن من ادء مقصودنا.هذا و يقسم سير ادارة الحكم العثماني للعراق الي ثلاثة أدوار امتازت هذه الأدوار بعضها عن بعض لنفوذهم و سيطرتهم حينا دون حين.و الذي يهمنا في معرض حديثنا هذا هو سير ادارة الحكم العثماني في العراق أبان الدور الثاني و الثالث:

الدور الثاني

ابتدأ هذا الدور بعد هجوم نادر شاه علي العراق، و يقدر أوله بسنة ثلاث و ستين بعد المائة و الألف الهجرية، و ذلك عند اسناد ولاية بغداد الي سليمان باشا مملوك أحمد باشا.و قد ولع سليمان هذا باقتناء المماليك ولعا عظيما لكونه منهم. و قد بذل جهدا كبيرا في سبيل تربيتهم و تعليمهم الفنون الحربية، فعزز ذلك من مركزه، و حط من أنفة المستحقرين شأنه فاشتهر اسمه و بعد صيته في ضبطه للامور و عبقريته الادارية. الا انه فتح للعثمانيين بابا لم يتمكنوا من ردمه الا بعد مدة من الزمن اذ فلتة زمام المبادرة من أيد الحكومة [ صفحه 27] العثمانية. و دخل العراق دورا جديدا استقل فيه الولاة المماليك عن الحكومة العثمانية، فأطلقوا أيديهم في العبث بشؤونها، فأخذوا يتنافسون فيما بينهم للتوصل الي السلطة، و اندلعت الثورات في البلاد. و قد آل حال هذا الدور الي وضع غريب. لا يمكن للباحث المحقق أن يصف تلك الحالة وصفا ينطبق علي واقع الحال، اذ كانت الاوضاع في تقلب عجيب، لم تستقر فيها علي مبدأ واحد.و لما وقع بين المماليك من التنافس و التناحر علي السلطة لم يبق للولاة تلك الأهمية و النفوذ التي كانت لولاة الدور الأول، فهذا عبدالله باشا طلب من حمود رئيس عشيرة المنتفق بتسليم سعيد بن سليمان الكبير. فرفض هذا الأخير طلبه حفظا للجوار. فاضطر الوزير الي الخروج بنفسه لكي يحفظ ما تبقي للوالي من هيبة و سلطة. فاشتبك مع حمود في معركة حامية، فدارت الكرة علي الوزير لتفرق بعض أعوانه عنه. فأسرت عساكره و نهبت سرادقه، و وقع هو نفسه في الأسر. فكبل بالحديد و وضع القيد في عنقه و أخذ الي السوق ذليلا، فخنق بها و قبر، ثم نبش و قطع رأسه. فصار سعيد المستجير أميرا، قام مقام الوزير لتعضيد حمود اياه اذ سير معه الجيوش الي بغداد و مكنه من ولايت أمرها هذا و لم تكن بين ولاياتها كالدور الاول رابطة قوية دائمة لتنظيم أمورها و صيانتها من تطاول الأيدي، و اخضاع العصاة من أهل عصبياتها، و المواقع الخارجة عن سيادتها. فهذه البصرة أخذها صادق شقيق كريم خان الزند بعد أن حاصرها مدة من الزمن دون أن يستطيع والي بغداد عمر باشا أن يفعل شيئا لعدم وجود حامية في بغداد تعمل علي استخلاص البصرة من أيدي الفرس. و ذلك فبالرغم من تشدد عبدالحميد و اهتمامه للأمر، و قيامه بارسال الجيوش لها من عاصمته، فان ذلك لم يغن شيئا، اذ بقت البصرة بأيد الأعاجم حتي أن بلغ صادق الزند خبر وفاة أخيه، فتركها فورا الي عاصمته شيراز طمعا بالسلطة. فعادت البصرة حينذاك فقط الي حوزة [ صفحه 28] الدولة العثمانية و ذلك لميل أهلها.و لعدم وجود حامية في بغداد استقل رؤساء الولايات، كل بشؤون ولايته. خلا البصرة، اذ كانت الحكومة العثمانية ترسل اليها من يحكمها تحت اسم: (المسلم). و بعضا الحلة.هذا و كان العثمانيون معذورين من عدم تركهم الحامية فيها أو ارسال الجند لاخضاع المتمردين بها. و ذلك لانشغالهم بأنفسهم و ارتباك أمورهم. ولكنه اذا أعلن أحد ولاتهم العصيان عليهم. فلا يتعدي الحال أمرين. أما أن يتداركوا الأمر بالحال. أو ينتظرون ريثما يعينون والي جديد يسيرون معه جيشا لاخضاع الخارج عن ارادتهم، و أخذ رأسه، و ارساله الي سرير السلطان.و هناك وقع ما أغني العثمانيين من تكبد هذه المشاق، بما ظهر في البغداديين من الحماس و الاقدام علي عزل ولاتهم و قتل بعضهم، و نصب من رغبوا فيه. و كان ذلك من السهل عليهم بمكان، فقط كانوا يتقدمون الي تقديم محضر يطلبون فيه من الملك التصديق علي تعيينه، فبوصول هذا المحضر كانت تصدر الارادة موافقة علي ذلك اذ لم يكن هناك من يبحث عن سبب ذلك.و لسيادة الفوضي و كثرة القتل و النهب في البلاد، اضطرب حبل الأمن و انقطعت طرق المواصلات بين البلاد. فألجأ هذا الحال الامراء و الولاة و بعض أهل الفضل الي أن يبذلوا الاموال لتشييد المعاقل و الخانات، و توظيف الخفراء فيها و ذلك لتأمين المسافرين من الأخطار. و ليأخذوا بها قسطا من الراحة أيضا و تلك المعاقل موجودة حتي اليوم، بعضها عامر و البعض الآخر علي شرف الاضمحلال لترك الناس لها عندما استتب الأمن نوعا ما و كانت القوافل لا تسير أكثر من ساعتين أو ثلاث. و لذلك راعوا في بناء هذه المعاقل أن تكون المسافة قليلة بين معقل و آخر، فاذا خرجت [ صفحه 29] القوافل من كربلاء قاصدة بغداد أمت المعقل الاول الذي يسمي اليوم ب (خان العطيشي)، ثم الي معقل المسيب ثم معقل الاسكندرية ثم معقل المحمودية. و قد يمرون بثلاثة معاقل حتي يصلوا بغداد. و لم تكن المسافة بين معقل و آخر لتتجاوز الثلاث ساعات.و بلغ الحال بها من السوء درجة أن أصبحت القوافل مهددة في أقل من هذه المسافة. و أصبح الصعاليك يضربون الأتاوة علي ما يتمكنون من استيفائه. اذ لم تكن هناك قوة حازمة لتردعهم. فهؤلاء الزكاريت و ليسوا هم الا من صعاليك البدو كانوا يجبون بما في بساتين كربلاء من التمر. و قد وصل الأمر من السوء درجة انه اذا اعترض أحد الأهالي عليهم أو تكلم عنهم بسوء فسوف يصبح و هو لا يملك من نفسه و لا أرضه شيئا. و ربما أجبروا الأهلين الي تفويضهم حتي امتلاك بساتينهم. فكم ترك الاهالي لهؤلاء الصعاليك من الاراضي و البساتين اذ لليوم تطلق أسمائهم علي القطع التي اغتصبوها.فليت شعري ان كان هذا حال صعاليكها و مستضعفيها. فبالله ماذا يكون من أمر أهل عدتها و عدديها. فلا نستغرب اذن من أنهم قد ألقوا الذعر و الفزع في نفوس أهل المدن الكبري اذ أن لعصبياتهم و تحزبهم صار شرهم لا يطاق لنهب كل عشيرة ما يجاورها من النواحي و الأقضية و المدن لزبيد الحلة و توابعها اذ ان موطنهم الجزيرة بين النهرين. و لخزاعة حسكة و توابعها و موطنهم الديوانية - علي انها اتخذت ديوانا لرؤسائهم - و للمنتفق البصرة لقرب موطنهم منها. و لبني لام بدرة و جصان، و قد وصلت بغداد غاراتهم. و للضفير الذين هم من البدو الرحل عند ورودهم العراق: السماوة و الرماحية. و لشمر كل العراق اذ انهم لا يأوون الي محل يختص بهم دون غيرهم.و لربما اتفق هؤلاء جميعا و شاركهم من هم علي شاكلتهم في حصارهم [ صفحه 30] للمدن. و قد صادف في بعض السنين أو ورد من الايرانيين الي كربلا بقصد الزيارة ما ينوف عددهم علي الاربعين ألف زائر، و فيهم زوجة شاه ايران. فتحركت عليهم أطماع العرب. فاتفقت: خزاعة و زبيد و شمر و آل ضفير الي نهبهم. فقصدوا كربلاء و حاصروها مدة من الزمن و لوجود زوجة الشاه بينهم. خاف سعيد باشا والي بغداد حينذاك من عواقب الأمور. فاهتم لذلك و بعث داود الذي صار واليا علي بغداد بعد حين لما عرف فيه من الكفاية و البسالة و الاقدام. اذ كان ذلك باديا علي محياه من نعومة ظفاره فقام داود بالمهمة التي عهدت اليه. اذ جرد ما تمكن من تجريده من المتطوعة و نزل الحلة الي أن تمكن بعد جهد جهيد من ردع هؤلاء الأعراب و تفريق جمعهم. فسير مع الفرس من يخفرهم الي النجف ثم أعادوهم الي بغداد و أوصلوهم الي مأمنهم.و مما زاد في الطين بلة أن أخذت العشائر تغزو بعضها بعضا. كما هو الحال الي اليوم داخل جزيرتهم لخلو فيافيها القاحلة من الحراثة و الزراعة فلم ير أهلها طريقا للعيش سوي غزو بعضهم بعضا.و حيث انهم كانوا حديثوا عهد بالنهب و الغزو. و لم يكن بعد قد أصبح ذلك عرفا بينهم. فصاروا يتوسلون بكل وسيلة - مهما كانت طفيفة - من شأنها أن تثير الفتن بينهم. حتي يتخذوا منها ذريعة لغزو بعضهم بعضا. فان ذلك بها لا يعد لكثرته، فما وقع بين المنتفق و خزاعة فيما يلي السماوة كان من تلك الغارات. و كان لذلك يوما مشهودا انتصرت فيه خزاعة علي المنتنفق. و علي مر الايام أصبح الغزو و الغارة عادة لا ينكر شأنها. حتي ان البدو الذين هم داخل الجزيرة العربية كانوا عند قدومهم العراق يغزون مواقعها لتقرر ذلك اذ ان الأمر صار بينهم سنة و عادة. و ما وقع لأهل البادية بها لا يحصي عده و قد أدركنا جملة منها.هذا و قد بلغ الحال من التأخر درجة بحيث صار الدور الاول من سير [ صفحه 31] ادارة حكم الدولة العثمانية دور عمران و تقدم اذا قيس بهذا الدور.و ختم هذا الدور بسقوط داود باشا الذي حكمها بضع سنين مستقلا عن نفوذ العثمانيين.و لولا ما داهمه القضاء في تدمير جيوشه بانتشار مرض الطاعون و الوباء بينهم. لكان خطره علي الدولة العثمانية تلو ما دهم العثمانيين من القائد المصري محمد علي. فذهبت مساعيه أدراج الرياح و قد أخذ أسيرا الي العاصمة و ترك هناك تحت اسم (شيخ الوزراء) ثم بعث شيخا لحرم الرسول المكرم صلي الله عليه و آله و سلم. فقام بتلك الوظيفة المقدسة أخريات أيامه الي أن أدركه حمامه، فقبر في بقيعها.هذا و قد تدفقت الحياة مجددا بأوصال العثمانيين الخامدة عندما قام أحد سلاطينهم أبو السعود محمود الي قتل الينگچرية لسنة احدي و أربعين بعد المأتين و الالف الهجرية. و قد قبض بيد من حديد علي أمور الدولة. فأوقفها من هوة تقهقرها، و سعي لاعادة شأنها و اصلاح أمورها. عطف عند ذلك نظره علي العراق و أنقذها من يد المتغلب عليها داود. بعد أن فوض شؤون ادارتها الي اللاز علي رضا.الا ان العراق لم يتزود من تفقداته بسوي ذلك، اذ اختطفته يد المنون فقام ولده عبدالمجيد مقامه فكان مما هيي‌ء له من أسباب السعادة أن عاصره المصلح الكبير الاول و أوحد رجالاتهم مصطفي رشيد، فألبس دولته لباس الحضارة و أعاد اليها أبهة النضارة. فأنار العراق بظهور آثار الدور الثالث من سير ادارة الحكم العثماني للعراق.

الدور الثالث

ابتدأ هذا الدور بعد سقوط داود و ولايت اللاز علي رضا عند مفتتح السادس و الاربعون بعد المأتين و الألف، فقام هذا الوزير بشؤون اصلاح [ صفحه 32] أمور العراق، و لم شعثها من ترك حاميات الجند في البلاد، و قد نصب الحكام بها و بذل الجهد في سبيل تأمين السبل و الطرق الا انه لم يدرك المقصود للهوي الذي كان في نفوس أهليه، و ما كان لهم من الاستحقار للقوي الحاكمة. اذ ان النفوس قد اشرأبت الي الحرية عند زمن الانحلال في أواخر الدور الثاني و زاد ذلك أن بعض الولايات التي استقلت في عهد داود قد بقيت علي انفصالها و خلاصة القول: ان أيام علي رضا علي طول زمنها لم تنتج تمام ما قصده. الا انها انصرمت بهدوء و سلام. و في أواخر أيامه توفي السلطان محمود و قام مقامه عبدالمجيد. و انشغل بادي‌ء أمره في استرجاع البلاد الشامية. و انتهي الامر الي عقد الصلح و ختم الامر بينه و بين المصري محمد علي.ثم عطف نظره نحو العراق، و بعض للقبض علي زمام أمورها محمد نجيب فأدرك هذا بذكائه ما حبس التوفيق عن سلفه اذ لم تأت بطائل اصلاحاته لما في الأنوف من الشمخرة و الخيلاء. فقصد أولا الي تأديب بني حسن و الفتلة و طفيل داخل قضاء الهندية، فاقتصر في حربهم علي حبس جريان ماء الفرات عنهم و منعه من السيلان في شط الهندي آصف الدولة الا انه لم يقف علي طائل بالرغم من تكبده لخسائر فادحة و عالج ذلك بنفسه الا أن الطبيعة كانت أقوي منه اذ انفلق السد و لم يمتثل الماء لأمره.ثم ساق جيوشا يرأسها سعد الله أحد قواده و أمرهم بمحاصرة كربلاء و اباحتها، في واقعة سنأتي بتفصيلها، فهابه العراقيون عندما توالت علي الأطراف هجماته. فتسني له من اجراء بعض الاصلاح من التشكيلات في ألويتها و أقضيتها و نواحيها من نصب أمراء و ترك الجند في البلاد. [ صفحه 33] علي ان القصد الذي أنا في سبيل تدوينه عسر السلوك مع اشتهار حوادثها كحادثة الوهابي و المناخور، و حادثة نجيب باشا و علي هدله لكن ليس بالأيدي ما يعول عليه، و لا من يعتمد عليه ليصح النقل عنه.فاليك مثلا الواقعة الاخيرة المنسوبة لعلي هدله. فقد وقعت لسنة ثلاث و تسعين بعد المائتين و الألف و الهجرية. و لم يكن من لم يدركها. أو لم يشاهدها بل ان جل الأهلين قد شاركوا فيها أو شاهدوها عن كتب. فمع شدة تحرياتي لم أقع علي مدرك يمكن التعويل عليه و ضبطه سوي الكليات. فقد وقفت علي رسالتين في المناخور احدهما عربي العبارة غير انه علي غير ترتيب [41] و الثاني فارسي العبارة [42] . الا انه أشبه شي‌ء بالروايات منه بالوقائع التأريخية لشخص عاصر تلك الحادثة. و رسالة في واقعة نجيب باشا منظومة من بحر الرجز فارسية للميرزا زكي حسين الهندي، و هو عند الحادثة مشاهدا وقائعها. و أما أخبار نهب ابن سعود لها. فقد وقفت علي بعض حوادثها ضمن أخبار العلماء و تراجمهم و مرثية للشيخ محمد رضا الازري. و قد بلغني ان لوقعة علي هدله رسالة مدونة لبعض الأفاضل، أرجو من الله أن يمكنني منها لكي اتمم بها قصدي. و عليه التكلان.حتي اذا جاءت سنة 1216 هجرية جهز الامير سعود الوهابي جيشا عرمرما مؤلفا من عشرين الف مقاتل و هجم علي مدينة كربلاء - و كانت علي غاية من الشهرة و الفخامة ينتابها زوار الفرس و الترك و العرب - فدخل [ صفحه 34] سعود المدينة بعد أن ضيق عليها و قاتل حاميتها و سكانها قتالا شديدا، و كان سور المدينة مركب من أفلاك النخيل مرصوصة خلف حائط من الطين. و قد ارتكب الجيش فيها من الفضائع ما لا يوصف. حتي قيل: انه قتل في ليلة واحدة عشرين الف شخص.و بعد ان أتم الأمير سعود مهمته الحربية التفت نحو خزائن القبر و كانت مشحونة بالاموال الوفيرة و كل شي‌ء نفيس، فأخذ كل ما وجد فيها و قيل انه فتح كنزا كان فيها جمة جمعت من الزوار. و كان من جملة ما أخذه لؤلؤة كبيرة و عشرون سيفا محلاة جميعها بالذهب و مرصعة بالحجارة الكريمة. و أوان ذهبية و فضية و فيروز و الماس و غيرها من الذخائر النفيسة الجليلة القدر. و من جملة ما نهبه ابن‌سعود أثاث الروضة و فرشها منها 4000 شال كشميري و 3000 سيف من الفضة و كثيرا من البنادق و الاسلحة.و قد صارت كربلاء بعد هذه الواقعة في حال يرثي لها، و قد عاد اليها بعد هذه الحادثة من نجا بنفسه فأصلح بعض خرابها و أعاد اليها العمران رويدا رويدا [43] . [ صفحه 36] و للشيخ محمد رضا الازري يرثي ما حل بكربلاء من جراء ما فعله الوهابيون.خطب علي الطف قد غشي بطوفان فحط من جانبيه كل بنيانو صلصلت فوقه سوداء عاتية ترخي السحائب من مثعنجر قانيشوهاء تكشر عن انيابها كلحا فتبعث الموت عن تقطيب غضبانظلت تجلجل في اعلاه مرعدة يكاد يجهش منها سمع كيوانفما انجلت عن ضواحيه غياهبها حتي التقي الدم غدران بغدرانالله أكبر أي القارعات رمت جرثومة الدين فانثلت بأركانفتلكم القوم صرعي في معابدها كأنهم زهر في فيي‌ء أفنانقتلي تري الدم يجري حولهم دفعا كانها أنهر من حول كثبانو الهفتا لو شفت وا لهفتا كمدا علي رواعف أكباد و اجفانو ارحمتا لمروعات ضمائرها علي مصارع أشياخ و ولدانالي ان قال:تلكم تئن وهاتيكم تحن و لا مسترحمين و لا من مشفق حانيكأن اطفالها و البيض تنهبها أفراخ ورقاء في أظفار عقبانيا ليت شعري و هل ليت بنافعتي لو يحضر المصطفي في ذلك الآنو ينظر الحائر القدسي مسلخ جزار و اولاده جاثين كالظانكأن أجسادهم اذ ضرجت بدم در مناط عليه سمط مرجان [ صفحه 37] الي ان قال:رزء تحار له الرهبان لو سمعت من دير سمعان لا بل دير سمعاناو طاق كسري بن ساسان يعيه اذا لصدع الطاق من كسري بن ساسانيا غيرة الله للارحام جامحة لرضع ما أتوا يوما بعصيانالي ان قال:لشيبة خضبت بالدم و هي علي محرابها بين مصباح و قرآنلفتية دفنوا من غير ما غسلوا و لم تزود بكافور و اكفانلروعة هجمت و الناس غافلة فأعصوصبوا فرقا من طيش اذهانالي ان قال:لمعشر أعلنوا التوحيد و التجأوا له فلم يرع توحيد باعلانلأرؤس لجلال الله راكعة حزت بحد الظبا تهوي لاذقانالي ان قال:للموحشات اللواتي لا أنيس لها الا تجاوب ضرغام و سرحانللجائعات اللواتي للقري رفعت آباؤها نارهم في كل ازمانللعاديات اللواتي بعد ما سلبت ظلت تواري باحقاف و جدرانلكن عشر سليبات تستر في عبائة بين اخفاء و اعلانلمعشر محضوا الايمان و اعتصموا بالصبر و الصبر مرسي كل ايمانلقتل خمسة آلاف بآونة من النهار سوي المستشرف الفانيالي ان قال:لم ادر أي رزاياهم اعج لها لذبح صبية أم هتك لنسوانالي ان قال:فلا و ربك لا تبصر لها مثلا في كل ما جهة في كل أزمان [ صفحه 38] و من رأي يوم تشريق بغير مني و هديه العز من علياء عدنانسن ابن‌سعد سبيلا و اقتدي ابن سعو د الشقي به ضل الشقيانالي ان قال:فسل بهابيل اذ قابيل غال به من المحق ففيها اي تبيانو سل بقصة نوح اذ مضت حقب من قومه ما لقي في ذلك الآنو تلك عاد عتوا عن أمر ربهم فمتعوا زمنا يتلا بازمانو سل بساحر فرعون الالي صلبوا من بعد ما قطعت أيد و رجلانو سل بموسي بن عمران و سيرته ماذا رآه اذا موسي بن عمرانو سل طواغيت اهل السبت كم قتلوا منهم نبيا و كم لجوا بطغيانفلم يعجل لهم ذو العرش قطعهم بل لم يعجل لفرعون و هامانو سل بقصة اهل الرس ما فعلوا بالانبياء و ما عاثوا بعصيانو سل بعيسي رسول الله ما فعلت به اليهود و ما جاؤا ببهتانو سل بما لقي المختار من سلفي قريش اذ اخرجوه ثاني الثانيو سل باحد و ما لاقي النبي به من شج رأس و من القاء اسنانو سل خزاعة في البيت الحرام و ما لا قوه من حزب اصنام و اوثانو سل بحتف ابي حفص و مصرعه و سل بمصرع عثمان بن عفانو سل بحتف أميرالمؤمنين ابي ال سبطين اذ غاله الأشقي برمضانو سل بسم سليل المصطفي الحسن الزاكي اخي الشرف القدسي و الشانو سل بما لقي السبط ابن‌فاطمة من ابن‌مرجانة في طف كوفانو سل بنازلة الحري التي نزلت بعقوة المصطفي تذكوا بنيرانحيث الدماء جرت ما بين منبره و قبره جري أنهار و غدرانو سل بما لقيته آل حيدرة من آل مروان لا رعيا لمروانو سل بفتك بني العباس بعدهم بالفاطميين من شيب و شبانو انظر الي قصص القرآن اجمعها ترشدك و الصبح لم يحتج لبرهان [ صفحه 39] هاتي طريقة اهل الله من قدم لم يمض من اول الا اقتفي الثانيالي ان قال:يا راكبا ظهر علباء عذافرة يكاد يسبق منها الطرف خفانالي ان قال:بلغ اباحسن مني مغلغلة يكاد يصدع منها كل صفوانالي ان قال:و اشرح له ما جري و هو الخبير به فالزند بالقدح قد يرمي بنيرانالي ان قال:فانها طخية عمياء قد غشيت علي الخلائق من انس و من جانو يا لها وقعة ترث حوادثها بمشمعل اجش الرعد هنانو قال في يومها الأدهي مؤرخه في كربلاء دهانا رزؤها الثانيو له المغمور برحمته مرثية أخري كل شطر منها علي انفراد تأريخ سنة النازلة 1216 و أولها:أريحا فقد لاحت طلايع كربلا لنقبر أشلاء و نسعد مرملالنبكي دورا راعها قارع الردي فاوجف منها ما استقر و ما علالعمري لقد عبت عليها مصائب و جلي عليها الرعب للحتف قسطلامبان محا آياتها الويل فانمحت و كلل شأويها الردي فتكللافيكف و صرف البين عاثت بنابه و قل رسيميه و نوخ كلكلاو هب بحق الدين يخفق برقه مصاب بجو الحزن اضحي مجلجلايقل بثجاج يزمجر برقه برجف فيثني الدو بالدم اشكلاو كيف و قد مدت صواعق رعده علي طود ربع المصطفي فتزلزلافتكلم ربوع الدين قل بها الصدي و تلكم بيوت الوحي قد جابها البلي [ صفحه 40] نوائب قد فاءت فهاجت نوائبا أمدن قنا العلياء في زمن خلاليبك التقي يوما به أهب التقي و يا لك بينا زاد جسمي ضنا عليو قد زارها في أوائل القرن التاسع عشر احد ملوك الهند فأشفق علي حالتها و بني فيها أسواقا عامرة و بيوتا قوراء أسكنها بعض من نكبوا و بني للبلدة سورا حصينا لصد هجمات الاعداء. و أقام حوله الابراج و المعاقل و نصب له آلاف الدفاع علي الطرز القديم و صارت علي من يهاجمها أمنع من عقاب الجو. فأمنت علي نفسها و عاد اليها بعض الرقي و التقدم. [ صفحه 41]

حادثة المناخور

و في سنة 1241 وقعت واقعة عظيمة تعرف بواقعة المناخور -أمير الآخور - أي أمير الاصطبل. و ذلك ان الدولة العثمانية كانت في ذلك الزمن ضعيفة لاحتلال الجيش الانكشاري و استقلال البلاد القاصية و اشغالها بمحاربة العصاة في البلقان و طموح محمد علي والي مصر الي الاستقلال و استقلال علي باشا ذلتلي تبه في ألبانيا. و كان واليا علي العراق آن ذاك داود باشا و كان تقيا عادلا ورعا، مشهورا بالدهاء و فرط الذكاء. الا انه كان شديد الحرص علي الانسلاخ من جسم الدولة، و الاستقلال بالعراق اسوة بمن تقدمه. فسعي بادي‌ء ذي بدي‌ء الي جلب قلوب الاهالي بما انشأ من العمارات و البيانات و الجوامع و التكايا. و قرب علماء العراق و بالغ في اكرامهم و نظم جيشا كبيرا و سلحه علي الطراز الحديث. حينئذ فقام بعد ذلك يدعو الناس الي بيعته. و لكثرة ما كان لديه من الاعوان بايعته أكثر مدن العراق العربي الا - (كربلا) و الحلة. اذ رفعتا راية العصيان. و عند ذلك سير جيشا ضخما بقيادة أمير اصطبله. و كانت عشيرة عقيل تعضده فأخضع القائد الحلة و استباح حماها ثم جاء كربلا فحاصرها ثمانية عشر شهرا و لم يقو علي افتتاحها لحصانة سورها و مناعة معاقلها و لما رأي ذلك أقلع عنها ثم كر عليها ثانيا و ثالثا فلم يفز بأمنيته الا بعد حصار طالت مدته أربع سنوات من سنة 1241 الي سنة 1245 [44] . و كانت نتيجتها أن اسر الجيش نقيب كربلا فسجنه داود باشا في بغداد. [ صفحه 44]

حادثة نجيب باشا

قد جاء في زنبيل فرهاد لميرزا معتمد الدولة عن هذه الحادثة ما ترجمته: بواسطة كثرة الاوباش في كربلاء - و كانت آنذاك ملجأ كل مجرم هارب من العقاب حتي صار ينطبق عليها القول المأثور (من دخلها كان آمنا) - ان بلغ الامر بها الي حد أن خرج الأمر من يد حاكم كربلاء و لم يطع هؤلاء أوامر والي بغداد و امتنعوا من دفع الضرائب. و كانوا يعتمدون علي الزائرين و المجاورين حتي ان سكنة كربلاء لم يبق لهم المجال في السكني بها، و كان اليارماز - الاسم الذي عرف به هؤلاء الاوباش - يشكلون عصابات رفعت كل منها راية العصيان. و لم يتمكن علي رضا باشا والي بغداد الذي مر علي حكمه في بغداد اثني عشر عاما - من اخماد هذه الفتنة.حتي ان نصبت الدولة العثمانية محمد نجيب باشا واليا علي بغداد بعد ان كان واليا علي الشام. (في الدولة العثمانية كان والي بغداد بمثابة وزير ثاني) و كان هذا سفاكا غدارا معروفا بالمكر و لم يكد يستقر في مركز ولايته الجديدة حتي جهز جيشا جرارا و بعثه صوب كربلاء.و بعد حصار دام ثلاثة أيام دخل كربلاء. و قد اجري القتل و الأسر بدرجة فظيعة. و في 11 ذي الحجة سنة 1258 ه أمر بالقتل العام لمدة ثلاث ساعات. و من المحقق ان تسعة آلاف شخص قد ابيدوا عن آخرهم في تلك المدينة المقدسة، فضلا عما نهب من الأموال و الأحجار النفيسة و أثاث البيوت و الكتب التي لا تعد و لا تحصي.و في صحن سيدنا العباس، ربطوا الخيل و الجمال، و قتلوا كل من لاذ بأروقة الحرم الحسيني و العباسي و كذلك فعلوا في البلدة، سوي دار السيد كاظم الرشتي، التي كانت دار أمان، و كل من تمكن من الهروب نجا و من بقي كان نصيبه القتل، و هدموا الالواح التي كانت تزين جدران الروضة الشريفة. و بعد القتل العام أصدر الوالي أمرا بتعيين حاكم علي كربلاء. و في اليوم الرابع عشر من الشهر المذكور رجع نجيب باشا قافلا الي بغداد.و لابن الالوسي - و كان من فضلاء أهل السنة، و قاضي عسكر نجيب باشا بيتان من الشعر قالهما ارتجالا بعد وقوع الحادثة:احسين دنس طيب مرقدك الألي رفضوا الهدي و علي الضلال ترددواحتي جري قلم القضاء بطهرها يوما فطهرها النجيب محمدو قد رده الشيخ عزيز ابن الشيخ شريف النجفي بقوله:اخسأ عدو الله ان نجيبكم رفض الهدي و علي العمي يترددو لئن به و بك البسيطة دنست فابشر يطهرها المليك محمدو قد رده أيضا الحاج ملا محمد التبريزي بقوله:اخسأ عدو الله ان نجيبكم كيزيدكم شرب الدماء تعودواهذا ابن‌هند و المدينة والد م المهراق فيها و النبي محمدو له أيضا:تبا لأشقي الأشقياء نجيبكم نصب الحسين و في لضي يتخلدلا تعجبوا مما أتي اذ قد أتي بصحيفة ملعونة يتقلد.و في سنة (1258 ه) شق أهالي كربلاء عصا الطاعة علي الدولة، و أبوا أداء الضرائب و المكوس و كان والي العراق نجيب باشا قد جهز جيشا بقيادة سعد الله باشا، و سيره الي كربلاء فحاصرها حصارا شديدا، و امطر المدينة بوابل قنابله. و لم يساعده الحظ علي افتتاحها لأن سورها كان منيعا جدا و قلاعها محكمة لا يمكن للقائد الدنو منها، و لما اعيت به الحيل الحربية، التجأ الي الخداع فأعطي الأمان للعصاتا، و ضمن لهم عفو الحكومة فأدخلوا القلاع و جاؤوا طائعين، قبض عليهم و سلط المدافع علي الجهة الشرقية فهدم السور و أصلي المدينة نارا حامية، ففتحها و ارتكب فيها كل فظاعة و شناعة، و دخل بجيشه الي الصحن العباسي، و قتل كل من لاذ بالقبر الشريف.و بهذه الموبقات عادت سلطة الحكومة الي تلك الربوع و الله علام الغيوب. [ صفحه 45]

فتنة علي هدله

اشاره

هذا مجمل الحادثة. أما تفاصيلها فهي كما يلي: في أوائل عام 1293 ه أعلنت الحكومة العثمانية النفير العام في كربلاء. فأخذت جموع المكلفين بالفرار من سلك الجندية. و كان هناك جاسوس من قبل الحكومة علي الفارين. و هو مختار باب الطاق المدعو حسين قاسم حمادي فمن كثرة ما اصاب الناس علي يد هذا المختار من المحن. ان قتلوه في مقهي المستوفي الواقعة في محلة باب الطاق. فعندما قتل هذا المختار، تولت الحكومة المحلية القبض علي المتهمين، ففر جماعة منهم وخيموا خارج السور في البستان المعروفة ببستان (جعفر الصادق ع). اخذوا يعبثون بالأمن. و حرضوا الأهالي علي مناوئة الحكومة و كانت الأفكار مستعدة لقبولها. فالفت عصابة بقيادة القهواتي (علي هدله) و قابلت جيوش العثمانيين و دحرتهم في مواقع متعددة. و كانت عصابتهم تتألف من (150) شخص، يقومون بحرب العصابات، و ذلك بتحريض من الحاج محسن كمونه و الحاج حسن شهيب و يمدونهم بالمؤنة و الذخيرة، و اختلطت معهم بعض أفراد من عشيرة حجيل و الزوينات. فاستفحل امرهم حتي رن صدي هذه الحادثة في الأستانة. فقلق السلطان عبدالحميد خان و اصدر ارادة سنية بارسال جيش الي كربلاء و هدمها و قتل من فيها عن بكرة ابيهم، و اناط تنفيذ الارادة الي عاكف باشا والي بغداد و المشير حسين فوزي باشا. و كان هذا القائد للجيش فجاء الاثنان الي كربلاء بصحبة النقيب السيد عبدالرحمن النقيب الكيلاني و ضربوا المضارب قرب المدينة، و كان ذلك في أواخر شهر رمضان من عام (1293 ه) و كان قيام علي هدله في (3) ربيع الاول من عام (1293). فلم ير الوالي آثار العصيان في المدينة، و قد علم بعد البحث الطويل ان العصاة عصابة ارتكبت اثما و اقترفت ذنبا يطاردها الجيش، و ليس من العدل هدم المدينة و تنفيذ الارادة السنية علي سكانها، و أخذ البري‌ء بجريرة المذنب فأحجم عن تنفيذ الأوامر فنجم من ذلك خلاف بين الوالي عاكف باشا المصر علي امر الهدم، و القائد حسين فوزي باشا فراجع الاستانة خاطباها بالامر، و بعد اخذ ورد صدر الامر بالعفو، فرحل الجيش بعد ان قبضوا علي مثير الفتنة و موقد نيرانها، و حوالي (70) شخصا بضمنهم علي هدله مع المرحوم الحاج محسن كمونه و حسن شهيب و جماعة غيرهم، فساقوهم الي بغداد و اودعوهم السجن في أوج قلعه مدة تزيد علي السنة، (نقلا من تاريخ كربلاء ج 3 المخطوط للسيد محمد حسين كليدار).و في سنة (1293 ه) ظهرت فتنة في كربلاء فعرفت بفتنة علي هدله، و ذلك ان جماعة من المفسدين حرضت الأهالي علي مناوئة الحكومة و كانت [ صفحه 46] افكار الأهالي مستعدة لقبولها. فألفت عصابة بقيادة علي هدله و قابلت الجيش العثماني و دمرته في مواقع متعددة، و لما رن صدي هذه الحادثة في الاستانة قلق السلطان المخلوع و أصدر ارادة سنية بارسال جيش الي كربلاء [ صفحه 47] و هدمها و قتل من فيها عن بكرة ابيهم، و اناط تنفيذ هذه المهمة بعاكف باشا والي بغداد و المشير حسين فوزي باشا. و كان هذا قائدا عاما للجيش فجاء الأثنان الي كربلاء يصحبهما احد نقباء بغداد السابقين، و ضربوا المضارب قرب المدينة فلم ير الوالي في المدينة آثار العصيان و التمرد. و قد علم بعد البحث الطويل ان العصاة: عصابة ارتكبت اثما و اقترفت ذنبا يطاردها الجيش. و ليس من العدل هدم المدينة و تنفيذ الارادة السنية علي سكانها، و أخذ البري‌ء بجريرة المذنب فأحجم عن تنفيذ الأوامر. و فاتح القائد العام، فأبي هذا الا الاصرار علي تنفيذ الاوامر فنجم من ذلك خلاف بينهما، فراجع الاستانة. و خاطبها بالامر. و بعد أخذ ورد. صدر الامر بالعفو. فرحل الجيش عنها بعد ان قبض علي مثيري الفتنة و موقدي نيرانها. قادهم الي بغداد و هناك القاهم في اعماق السجون و العذاب.

كربلاء في القرن الرابع عشر

وقعة الزهاوي للعجم

و بعد وقوع الصلح بين الأهالي و الحكومة العثمانية قررت الحكومة فرض غرامة علي البلدة. و هي ان تدفع الكسبة عن كل دكان في كل شهر - ما يساوي (12) آنه الي مدة محدودة من السنين و بعد انتهاء المدة استمرت الحكومة علي استيفاء تلك الضربية، فامتنع الكسبة و اكثرهم ايرانيون عن الدفع. و قد رفعوا شكوي فلم تسمع لهم شكاية. فالتجأوا الي التحصن بالسفارة الانكليزية التي كانت في كربلاء. و نصبوا الخيام حولها و استظلوا بها. و كلما نصحتهم الحكومة و العلماء و الاشراف لم يقبلوا فصممت الحكومة علي تفريقهم بالقوة و كان المتصرف يومئذ رشيد الزهاوي. و في ليلة من اخريات شهر رمضان سنة 1324 أخطرهم أول الليل فلم يتفرقوا و بينما هم نائمون في خيامهم أمر الزهاوي الشرطة أن يضربوهم بالرصاص قبل الفجر، فضربوهم، و اصيب من الايرانيين حوالي [ صفحه 48] الخمسين شخصا بين قتيل و جريح. و انهزم الباقون. فهجم العسكر علي خيامهم و انتهب ما فيها.

حادثة حمزه بك

و في سنة 1333 ليلة النصف من شعبان، و كانت كربلاء غاصة بالزوار الواردين من الاطراف للزيارة، ثار أهالي كربلاء في وجه الحكومة أيام اشتغالها بالحرب العامة. بعد شدة ضغط الحكومة علي أهالي كربلاء و النجف فهجموا علي السجن و اخرجوا المسجونين و انتهبوا دوائر الحكومة و بيوتهم ففر المأمورون و الموظفون أجمع. فجاء المتصرف حمزه بك مع قوة و دخل البلد من جانبها الشرقي و تحصنوا في بعض الخانات و البيوت الحصينة. و صار الطرف الغربي بيد الأهالي و لم تزل الحرب قائمة بين الطرفين عدة أيام. و قتل من الجانبين خلق كثير و انتهت المعركة بعد قتل ذريع و خراب اكثر البيوت و المنازل بهزيمة العسكر. و انتهاب الاهالي اسلحتهم و ذخائرهم. و بقيت البلدة بيد الأهالي الي أن احتلها الانكليز.

ثورة العشرين

و في سنة 1920 م ثارث البلاد بثورتها الدامية المعروفة و خاصة جهة الفرات فيها، كان أول ما اندلع لسان الثورة من كربلاء و ذلك لأمرين: (1) وجود آية الله الشيرازي قطب الوطنية الصادقة في كربلاء (2) زيارة نصف شهر شعبان، و هي الزيارة الوحيدة التي يجتمع فيها سائر المسلمين و القبائل. و كان قد عين في أيام الثورة السيد محسن أبوطبيخ متصرفا في شئون اللواء و ما يتبعه و قد انعقدت في كربلاء عدة مؤتمرات هامة في هذا الشأن لاجل السعي وراء صالح البلاد العراقية نخص بالذكر منها المؤتمر الكبير الذي انعقد في 9 شعبان سنة 1340 و ذلك بمناسبة تجاوز (الأخوان) علي حدود العراق فدعي الامام الخالصي رؤساء القبائل القاطنة علي ضفاف دجلة و الفرات و ديالي الي حضور المؤتمر في كربلاء. و كان انعقاد المؤتمر [ صفحه 49] المذكور في دار آية الله الشيرازي المتقدم الذكر. فكان الحديث المهم بينهم في صالح البلاد. و علي كل حال فكر بلاء هي المدينة المهمة التي لها أصل و أساس متين في شئون البلاد العراقية و نهضتها أولا و آخرا. و الحمدلله علي ذلك. و وفق الله رجال الامة الي خدمة بلادهم.

يوم ورود الشعرات النبوية الشريفة الي كربلاء

و كان يوم ورود الشعرات الشريفة الي كربلاء من الأيام المشهورة اذ هرع الاهلين رجالا و نساء حتي الاطفال للاستقبال و احتفلوا به أشد و اعظم احتفال، لم يشاهد مثله حتي أوصلوه الي الحفرة الشريفة و وضعوه في محله. و قد قال الشعراء في ذلك القصائد، منهم المرحوم الميرزا محمد حسين. الشهرستاني في ورود الشعرات الشريفة النبوية صلي الله عليه و آله و سلم لتوديعها في الروضة المطهرة الحسينية. و كان حاملها والي بغداد الحاج حسن رفيق باشا سنة 1310 الف و ثلاث مئة و عشرة هجرية:كربلا طلت الثريا شرفا و بعلياك السماك اعترفامنذ غابت فيك اقمار الهدي اورثت في كل قلب اسفااظلم الدنيا علي ارجائهاحيث فيها بدر ثم خسفابقي الظلمة حتي انكشفت بقدوم الحبر كهف الضعفاحضرات الوالي بامر من به قام حصن الدين و الامر صفافخر هذا العصر سلطان السما و هو ذا عبدالحميد ذو الوفارفع الله لواء نصره اذ به ايد شرع المصطفياشرق الدنيا به مذ قدما مع شمس اورثته الشرفاكشفت كل دجي كان بها و بمرآها الظلام انكشفاقيل ماذا النور قلت: ارخوا هاكموا شعرة وجه المصطفي [ صفحه 50] و له مؤرخا بالفارسية ورود الشعرات الشريفة النبوية (ص).بعهد پادشه عبدالحميد آن زادنيك احتر درخشان شد بگيتي آفتابي تازه از خاورهمايون موي پر نور حبيب الله شد ظاهر ز نورش پرتوي آمد شعاع نير أكبربند شايسته منزلگه اين نور رباني مگر آنكس كه پيغمبر از بداو ز بيغمبرفرستاد آن شه غازي بسوي كربلا انمو بهمراه همايون والي بغداد نيكوفربتعظيمش خلائق جمله استقبال كردندي كه بد شايسته تعظيم خلق از خالق أكبربشد بر چشم بد خواه بيمبر مژه چن بيكان بشد بر قلب شكاك منافق مويه‌چن خنجركجا شك مي‌توان كردن در اين مطلب كه اثباتش هويدا گردد آن تاريخ سالش موي بيغمبر1310 هبسي شايسته باشد پادشه را بعد أزين احسان براي موي بيغمبر نگيرد زين بلد عسكر [ صفحه 51]

وصف الحائر الحسيني

ان الذي يجلب المسلمين الي كربلاء هو وجود قبر الحسين بن بنت رسول الله (ص) و اخيه العباس بن علي (ع) و قبور اصحابه و اعوانه الذين استشهدوا معه في واقعة الطف أو يوم عاشوراء سنة 61 هجرية (أو 650 ميلادية). و بذلك أصبحت كربلاء مقدسة الشيعة و مزارهم. فيأتي اليها كل سنة لزيارة التربتين تربة الحسين و تربة العباس عليهماالسلام من كل حدب و صوب زرافات و جماعات جماعات قادمين اليها من ديار قاصية و ربوع نائية، كديار العجم و ربوع الهند و آسيا الوسطي حيث يكثر الشيعيون و لهذا تري كربلاء لا تخلو من غرباء يعدون بالآلاف للغرض نفسه.و ها نحن نصف للقراء ما في جامع الحسين (ع) من المساجد العجيبة الرائقة البديعة الصنع الفائقة الحسن و من الابنية الضخمة و التزيينات الفاخرة التي هي من أفخر ما يجود به تقي الشيعة و تدينهم و حبهم لآل البيت مستغنين به عن وصف جامع العباس [45] (ع) لقرب المشابهة بين [ صفحه 52] الجامعين ان وضعا و ان زخرفا، و هو من أعظم مساجد العراق و اتقنها هندسة و صناعة و ابدعها حسنا و بهجة.و هو علي شكل مستطيل طوله قرابة سبعين مترا في عرض يقارب (55) مترا و للمسجد (7) أبواب ضخمة جميلة الوضع و علي كل باب طاق مرتفع بالحجر المعقود بالحجر القاشاني.و كل باب ينتهي بك الي حي من أحياء المدينة. و فناء المسجد كله فضاء واسع فسيح الارجاء مفروشة أرضه بالرخام الابيض الناصع و كذلك جدرانه. فان وجه أسفله منشي‌ء بالرخام الي طول مترين و ما فوق مبني بالقاشاني الجميل القطع و النحت. و يحيط بفناء الصحن جدار يحصنه قد اقيم عليه كلفتان.و في الطبقة السفلي قرابة (65) غرفة جميلة أمام كل غرفة ايوان ذو سقف معقود بالقاشاني.و في وسط فناء الصحن الروضة المقدسة و هو من اعجب المباني و اتقنها و ابدعها شكلا و اوفرها حظا بالمحاسن.أخذت من كل بديعة بطرف يدخل اليها من عدة أبواب لا مجال لذكرها. و اشهر أبوابها باب القبلة و يطلق لفظ باب القبلة علي باب الصحن الشريف، اما باب الروضة يطلق عليها باب ايوان الذهب. و هو من الفضة الفنية الصياغة و في جوانبه سهوات محكمة البناء بديعة الشكل علي هيئة التجاريب مرصعة بقطع من المرايا تأخذ بمجامع القلوب.امامه صفة مفروشة، أرضها بالرخام، و كذلك جدارها الادني فانه [ صفحه 53] مؤزر بالرخام الي مترين، رصع كله بالزجاج ترصيعا هندسيا يقل نظيره. و سقف هذه الصفه قائم علي دعائم محكمة من الساج. و هذا الباب ينتهي من الداخل الي رواق يحيط بالحرم (الروضة) من جميع جهاتها و عن يسارك تجد قبر حبيب بن مظاهر الأسدي و عليه مشبك من الشبه. فتدخل باستقامة الي باب آخر من الفضة الناصعة العجيبة الصياغة الي مقام محكم الصنع عظيم يأخذ بتلابيب الافهام و تدهشك الزخارف البديعة و المرايا المتلألئة و هو الروضة أو الحرم الذي يضم قبر الحسين (ع) و طوله (10) أمتار و 40 سنتيمترا و عرضه (9) م و 15 سنتيمترا و في داخله أنواع التزاويق.لم اعرف في أي تاريخ كان قدوم هذا الكاتب [46] الذي وصف ما شاهده اذ ليس الأمر اليوم كما ذكر. و ذلك منشأ بالذهب الوهاج فهي تتلألأ نورا و تلمع لمعان البرق يحار بصر متأملها في محاسنها، و يقصر لسان رائيها عن تمثيلها.و مما زادها بهجة و زخرفة وجود الجواهر النفيسة و قناديل الذهب و الفضة و غير ذلك من المعلقات الغالية الثمن علي القبر الشريف التي أهداها اليه ملوك الفرس و سلاطين الهند في عصور مختلفة ما يعجز قلم البليغ من وصفها و الاحاطة بكل ما هنالك من نفائس المجوهرات و نوادر الآثار. [ صفحه 54] و في وسط الحرم الشبكة المباركة و داخلها رمم الامام و التدوين يشاهد من وراء مشبك من الفضة الناصعة و هو ذو أربعة أركان و في جانب الطول 5 شبابيك و في العرض 4 شبابيك. و عرض كل شباك 80 سنتيمترا. و يتفرع من وسط الجانب الشرقي منه مشبك صغير من الفضة أيضا علي ضريح ابنه علي الاكبر الذي قتل معه و هو غير علي زين العابدين (ع) الذي قيد مع الاسري الي الشام - و طول مشبك الحسين (ع (5 أمتار و نصف متر و عرضه 4 أمتار و نصف مترا و ارتفاعه 3 أمتار و نصف مترا. و في أعلي مشبك الحسين 16 آنية مستطيلة الشكل مطلاة بالذهب الابريز و في كل ركن من المشبكين رمانة من الذهب يبلغ طولها قرابة نصف متر و سماء ذلك الحرم مغشاة بقطع من المرايا تأخذ بمجامع القلوب علي شكل لا يتمكن من ان يصفه واصف.و في الزاوية الجنوبية من الحرم قبر الشهداء (ع) و هم ملحدون في ضريح واحد و هذا الضريح وضع علامة لمكان قبورهم و هم في التربة التي فيها قبر الحسين (ع).وجه تلك الزاوية مشبك من الفضة الناصعة طوله أربعة أمتار و 80 سنتيمترا و هو عبارة عن 5 شبابيك عرض كل واحد منهم 75 سنتمترا. و ارتفاعه مترا و 70 سنتمترا. و يغطي الحرم كله قبة شاهقة مغشاة من أسفلها الي أعلاها بالذهب الابريز. و في محيطها من الاسفل 12 شباكا عرض كل شباك مترا واحد من الداخل و نصف متر من الخارج. و يبلغ ارتفاع القبة من أسفلها أي من سطح الحرم الي أعلاها قرابة 15 مترا. و في هذا الجامع ثلاث مآذن كبيرة يناطحن السحاب بارتفاعهن صعدا في الهواء.اثنان منهما مطليتان بالذهب الوهاج. و هما حول الحرم. و الثالثة [ صفحه 55] مبنية بالقاشاني، و هي ملتصقة بالسور الخارجي من الجانب الشرقي [47] . و هناك أيضا ساعة كبيرة مبنية علي برج شاهق يراها الرائي من كل مكان قصي.و صفوة القول ان الكاتب مهما اوتي من البلاغة و الفصاحة و الاجادة في الوصف لا يمكنه ان يصف كل ما في هذا المسجد الضخم من الابنية و التزيينات و ان ما كتبناه ليس الا ذرة من جبل أو نقطة من بحر زاخر. [ صفحه 56]

دفن بني اسد للجثث الطاهرة

(قد اخذ الله ميثاق اناس من هذه الامة، لا تعرفهم فراعنة الارض هم معروفون من أهل السموات انهم يجمعون هذه الاعضاء المتفرقة و هذه الجسوم المضرجة فيوارونها و ينصبون لهذا الطف علما لقبر سيدالشهداء، لا يدرس أثره و لا يعفوا رسمه علي كرور الليالي و الايام).علي بن الحسين (ع) [48] .مع ما كان يتخلل وطئة ضغط المراقبة علي الحسين (ع) في آماد قصيرة منذ أن اتصل به الحر في (ذي حسم) بعض فتور.كان بطبيعة الحال الاتصال غير مسموح به خاصة عندما أصبحت كربلاء منطقة حرب الي ان ارتحل ابن‌سعد منها مع الجند قافلا الي الكوفة و أخلي ساحة الموقف، قصدن نساء من بني‌أسد أهل الغاضرية للوقوف علي جلية الأمر لقرب جوارهم فاشرفوا (علي ما لا عين رأت و لا أذن سمعت، أجساد مجردة و ثياب مرملة، و خدود معفرة تصهرهم الشمس، و تسفي عليهم الرياح، زوارهم العقبان و الرخم) [49] .فلم يتمالكن النسوة أنفسهن لروعته بل و لين الادبار متقهقرات و قد أخذ التأثر منهن كل مأخذ، فأخذن في تقريع الرجال من غير وعي و لا رشد بأشد لهجة و أقسي عتاب، لتوانيهم و قعودهم عن موارات تلك الجثث و الاشلاء الطاهرة. ففعل حديثهن فعل السحر في نفوس الرجال، و اثار الحفائظ و الهب الشيم. فنهضوا نهضة الرجل الواحد اجابة للدعوة الصاخبة [ صفحه 57] علي سبيل التضحية و الانتحار مستبسلين غير هيابين و لا وجلين من سلطان بني‌امية و شديد بطشها. فتسربلوا بسواد الليل لئلا يفتضح امرهم باذلين قصاري جهدهم في انجاز مهمتهم باختصار و سرعة متناهية من غير غسل و لا كفن، و يحق لنا أن نتساءل هنا، أفهل كان البعث عن عدم و املاق أم لغاية الاسراع و جلا أم نزولا عند حكم الشريعة مع كل من قتل في سبيل الدين مع غلواء الدعاية القائمة علي بذل الاموال (كما اعرب عن ذلك مجمع بن عبدالله للحسين باعتبارهم خوارج امتنعوا عن بيعة الامام و خليفة المسلمين (أميرالمؤمنين) يزيد. و هذا عمر بن الحجاج الزبيدي يخاطب الجند برفع صوته (الزموا طاعتكم و لا ترتابوا في قتل من مرق من الدين و خالف الامام). و قد استمرت هذه الدعاية حتي بعد سقوط الامويين بعدة قرون. يقول ابن‌خلدون في المقدمة [50] عن القاضي أبوبكر ابن‌العربي المالكي ما معناه ان الحسين قتل بشرع جده.و اقتصروا بني‌أسد في حومة الحائر علي ثلاث حفر، للحسين (ع) و علي الاكبر و للشهداء من بني‌هاشم و حفرة لبقية الشهداء من الانصار. و استحال عليهم نقل جثمان الحسين (ع) دفعة واحدة من محل مقتله الي حفرته اذ كان مقطع اربا اربا، و وضعوه فوق حصير بورياء و رفعوا أطرافه. [ صفحه 58] و كدسوا بقية الاشلاء من غير ما فارق بين ضجيع و ضجيع، و بعضهم فوق بعض و هالوا عليهم التربة. و قيل أسموا حفرة الشهداء لسعة فتحته بجذوع النخل و علموا الحفائر بما كان المعهود في مثله و جرت به السنن و أصبح للاسلام به عرف و عادة علي غرار ما هو المعمول به اليوم عند البدو.و العلم بالتحريك لغة علم الثوب من أطراز و هو العلامة و جمعه أعلام مثل سبب و أسباب و علمت له علامة بالتشديد امارة يعرف بها، كانت أعلام حفرهم قائمة حتي أمر المتوكل بحرث قبر الحسين.تحري محمد بن الحسين الاشناني لقبر الحسين (ع) و وضع حوله علامات، و بعد قتل المتوكل حضر مع بعض الطالبيين و الشيعة فاخرجوا و أعادوا علم حفرته الطاهرة دون بقية الحفر فطمست أعلامهم، و ذكر المفيد محمد بن محمد بن النعمان في الارشاد عند انصرام القرن الرابع و مستهل الخامس، أصحاب الحسين الذين قتلوا معه فانهم دفنوا حوله و لسنا نحصل لهم أجداثا علي التحقيق [51] و التفصيل الا انا لا نشك ان الحائر محيط بهم. و صرح في محلين آخرين: (و انهم كلهم مدفونون قرب الحسين في مشهده، حفروا لهم حفرة و أكثر و ألقوا فيها جميعا و سوي عليهم). و لغاية الاختبار الذي قمت به عند تجديد تبليط الروضة الزاكية أحطت بموضع حفرتهم يتصل بالقسم الشرقي من الشبكة المباركة بغير ما انفصال و لسماء حفرتهم أزج [52] رومي في ستة أمتار بعرض مترين. و لابد من أن تكون حفرة الهاشميين داخل الشبكة المنسوبة لعلي بن الحسين (ع)، فيما بين أجداث الشهداء و الجدث الاقدس الحسيني.كان نبث علم الذي علموا به جدث المصطفي (صلعم) برواية ابن‌سعد في الطبقات عن الامام جفعر بن محمد عن أبيه كان وجه الأرض شبرا، [ صفحه 59] و وصف القاسم بن محمد انه حصباء حمراء [53] كان لجدث أميرالمؤمنين سلام الله عليه علما جرفه السيل برواية محمد بن خالد عن الامام جعفر ابن‌محمد بين الذكوات البيض علي ما رواه ابن‌طاوس في الفرحه.و لم تجر العادة آنذاك باتخاذ أبنية (أضرحة) علي الأجداث الا المصطفي صلي الله عليه لدفنه في حجرته الطاهرة الذي أقامه بنفسه صلي الله عليه و آله حال حياته لايوائه. [54] .بطبيعة الحال كان مظللا فاعتزلته السيدة عائشة الي ما يجاوره و فضلا عما كان يحيط ببني‌أسد. و لورود لفظ الجميع من الممكن أن شاركوهم أهل القرية نينوي، و كلاهما تقريبا يتساويان في البعد عن الحائر الاقدس. و لهذا العلم الذي رفعوه علي الاجداث الطاهرة، و عندئذ أشار السجاد في خبر زائدة.مع ما كان من المقتضي لدفع الشبهات عن أنفسهم أن يساووا وجه الاجداث بعد الدفن من غير ما أي علامة بارزة ابقاء علي حياتهم. الا أن استبسالهم علي سبل تضحية بعثهم علي أن يعلموا علما و لتماسك تسوية العلم كان المصطفي صلي الله عليه أمر لجدث ولده ابراهيم من مارية القبطية بقربة ماء، أتاه به أحد الانصار [55] رش العلم و كذلك رش علي علم جدثه الاقدس صلي الله عليه بعد دفنه [56] فلابد من أن بني‌أسد آخر عمل قاموا به بعد دفن الاشلاء أن رشوا أعلام الحفر بماء عند انصرافهم لتتماسك التربة، و كان ذلك خاتمة عملهم في كل ما قاموا به. [ صفحه 60]

تاريخ بناء المشهد الحسيني

اشارة

(كأني بالقصور و قد شيدت حول قبر الحسين و كأني بالأسواق قد حفت حول قبره، فلا تذهب الليالي و الأيام حتي يسار اليه من الآفاق و ذلك عند انقطاع ملك بني‌مروان).السجاد علي بن الحسين (ع)كان أول بناء اقيمت معالمه في الحائر علي الرمس الأقدس الحسيني، و العمران الذي أحاطه و لم تتطاول اليه يد العدوان بالهدم ليومنا هو الذي أمر به الخليفة محمد المنتصر سنة سبع و أربعين و مائتين هجرية. [57] .و أول من اتخذ الحائر وطنا و دار اقامة من العلويين و لم يتحولوا منها كما مر آنفا هو تاج الدين ابراهيم المجاب بأعقابه، من ولده محمد الثاني الحائري في شوال سنة (247) هج [58] حتي يومنا هذا. و أما معرفة أول بناء اقيم علي الرمس الأقدس بعد شهادته سلام الله عليه، و من قام به، و في أي تاريخ. و صورة البناء. لم يتحقق خبره لما لم يصرح به في مصدر ثقة يعول عليه.و قد حدثني المتغمد بالرحمة السيد حسن الصدر الكاظمي نقلا عن تسلية المجالس لمحمد بن أبي‌طالب، (انه اتخذ علي الرمس الأقدس لعهد الدولة المروانية مسجدا). الا أنني لم أقف ليومي هذا علي أي أثر لهذا الكتاب [59] . [ صفحه 61] و المستفاد من خبر الحسين بن أبي‌حمزة الثمالي ثابت بن دينار عند ما قصد زيارة الحسين (ع) قادما من الكوفة لأواخر عهد الدولة الأموية، ذكر باب الحائر و كرر لفظه بينما ابن اخته الحسين اقتصر علي ذكر القبر دون ايراد لفظ الباب [60] . و من الممكن ان لم يكن يقصد بالباب حدود حومة الحائر، وجود بناء علي سبيل الاجمال علي التربة الطاهرة، و كلاهما يصرحان انهما كانا علي خوف و وجل من القتل، و صرح ابن الثمالي بوجود المسلحة المطوقة للحفرة الطاهرة من الجند الاموي للحيلولة دون من يؤم قصده.كان لحركة الشيعة في استعراضهم لجند الشام بعين الوردة بزعامة سليمان بن صرد الخزاعي و استماتتهم بطلب ثأر الحسين، و اعادتهم الكرة تحت لواء ابراهيم الأشتر و استقصائهم للجندي الأموي مع زعيمهم ابن‌زياد مستهونين غير محتفين بكل ما سامهم معاوية من خطوب و خسف، و ما أذاقهم من مر العذاب و صنوف التنكيل بغارات بسر بن ارطأة و صلب و قتل و سمل في ولاية زياد بن أبيه و سمرة بن جندب، و ابن‌زياد. مما خلف أثرا عميقا سيئا في نفوس آل مروان و دويا هائلا. فبعد أن تسني لعبدالملك ابن مروان وصل حلقات فترة الحكم الذي دهم دور حكم آل امية بموت يزيد باقصائه آل الزبير عن منصة الحكم و الامرة، أراد أن يستأصل الثورة من جذورها، لذلك اتبع سياسة القسوة و الشدة تجاه أهل العراق، و ضغط ما لا مزيد عليه لمستزيد، خصوصا في ولاية الحجاج بن يوسف.و نهج خلفاؤه عين خططه دون أي شذوذ مع تصلب بالغ كأبن‌هبير، [ صفحه 62] و خالد بن عبدالله القسري، و يوسف بن عمر.فتري مما تقدم أن من المستحيل افساحهم المجال بأن يشيد بناء علي قبر الحسين (ع) و يكون موضعا للتعظيم و التقدير. مما يتنافي و سياستهم المبنية علي الكراهية لآل البيت، و التنكيل بشيعتهم.و ان سلمنا بتحقق خبر الحسين بن أبي‌حمزة الثمالي علي سبيل استدراك لورود لفظ الباب، من الممكن أن تقول (أي وجود بناء) في الفترة بين سنة أربع و ستين لاحدي و سبعين، و نلتزم بتغاضي المروانيين من التعرض له، و بقائه ليوم ورود الحسين بن بنت أبي‌حمزة الثمالي لزيارة الضريح الأقدس.و ورد خبر لا يوثق به و لا يعول عليه، من أن المختار بن أبي‌عبيدة الثقفي بنا علي القبر الشريف و أقام حوله قرية [61] . و قيل ان سكينة بنت الحسين (ع) أقامت بناء علي الرمس الأقدس أمد اقترانها بمصعب في ولايته للكوفة ففي أمد الفترة لسنة ست و ستين عندما أم التوابون (عند مسيرهم للتلاقي مع جند عين الورده) التربة الزاكية. و ازدحموا علي القبر [ صفحه 63] كأزدحام الناس علي الحجر الأسود [62] . لم يكن حينذاك ما يظل قبره الشريف أي ساتر. و استقصوا أمد البقية من الفترة، المختار بن أبي‌عبيدة الثقفي، و مصعب، و ابن أخيه حمزه. فالأخبار الواردة في زيارة الحسين (ع) عن السجاد علي و الباقر [63] محمد بن علي (ع) (لكونهما قضيا حياتهما في الدولة المروانية) يشفان عن خوف و وجل.و مما يؤيد وجود بناء بسيط (بل له بعض الشأن) علي القبر الشريف في زمن ورود الحسين بن بنت أبي‌حمزه للزيارة ما جاء من الألفاظ في الزيارات الواردة عن الصادق سلام الله عليه لجده الحسين (ع) [64] حيث يقول في خبر.... بعد الغسل بحيال قبره الشريف في الفرات. فتتوجه الي القبرحتي تدخل الحير من جانبه الشرقي و تقول.... ثم اذا استقبلت القبر.... ثم أجلس عند رأسه الشريف.... ثم تحول عند رجليه... ثم تحول عند رأس علي بن الحسين.... ثم تأتي قبور الشهداء [65] و في خبر المفضل بن عمر عن الصادق سلام الله عليه: اذا أتيت باب الحير [ صفحه 64] فكبر الله أربعا و قل.... [66] و في خبر ابن‌مروان عن الثمالي عند آخر فصول الزيارة يقول ثم تخرج من السقيفة و تقف بحذاء قبور الشهداء و تومي‌ء اليهم و تقول.... [67] . و في خبر صفوان الجمال عن الصادق (ع) يقول: فاذا أتيت باب الحائر فقف و قل، ثم تأتي باب القبة وقف من حيث يلي الرأس و قل.... ثم اخرج من الباب الذي عند رجلي علي بن الحسين (ع). و قل.... ثم توجه الي الشهداء و قل [68] . و في خبر آخر عن صفوان يقول فاذا أتيت الباب فقف خارج القبة و ارم بطرف نحو القبر و قل.... ثم ادخل رجلك اليمني القبر و أخر اليسري، ثم ادخل الحائر و قم بحذائه و قل.... [69] . و هذا ما يدلك علي ان له بابا شرقيا و غربيا.فخلاصة القول ان المستفاد من هذه الزيارات هو وجود بناء ذو شأن علي قبره في عصر الصادق سلام الله عليه.و مع هذا فقد كان الأمويون يقيمون علي قبره المسالح لمنع الواقدين اليه من زيارته. و لم يزل القبر بعد سقوط بني‌امية و هو بعيد عن كل انتهاك و ذلك لانشغال الخلفاء العباسيين بادارة شؤون الملك. و لظهورهم بادي‌ء الأمر مظهر القائم بارجاع سلطة الهاشميين. و هو غير خفي ان القائمين بالدعوة كانوا من أهل خراسان، و أكثر هؤلاء ان لم نقل كلهم كانوا من أنصار آل البيت.و لما رسخت قدم العباسيين في البلاد و قمعوا الثورات جاهروا بمعاداة شيعة علي (ع). ولكنها كانت خفيفة الوطأة أيام السفاح، فتوارد الزائرون [ صفحه 65] لقبر الحسين من شيعته عند سنوح هذه الفرصة جهارا. و اشتدت الوطأة أيام المنصور بوقيعته بوجوه آل الحسن [70] . و خفت ثانية في أيام المهدي و الهادي، فلما كانت أيام الرشيد [71] ، و كانت قد استقرت الأوضاع و ثبتت دعائم الحكم وقضت علي ثورات العلويين بما دبرته من طرق الغدر و الخيانة. فأرغمت أنوفهم الحمية و أخمدت نفوسهم الطاهرة فأرادت القضاء عليهم في محو قبور أسلافهم فسلكوا سلوك بني‌أمية اذ أمر الرشيد بهدم قبره الشريف و محو أثره فأخذت الشيعة الوسائط بالاهتداء الي تعيين موضع القبر و تعيين محل الحفرة منها السدره، فبلغ الرشيد ذلك فأمر بقطعها [72] ثم وضع المسالح علي حدوده الي أن انتقل الي طوس و مات فيها. فلم يتتبع الأمين ذلك لما كان منشغلا باللهو و الطرب و صنوف المجون و البذل، فاغتنموا الحال و بادروا الي تشييد قبره الشريف و قد اتخذوا عليه بناء عاليا.و لما جاء دور المأمون و تمكن من سرير الخلافة تنفس الشيعة الصعداء و استنشقوا ريح الحرية. و لم يتعرض لذلك. و كان المأمون يتظاهر يحبه لآل البيت حبا جما حتي انه استعاض بلبس السواد و هو شعار العباسيين بلبس الخضرة و هو شعار العلويين و أوصي بالخلافة من بعده لعلي الرضا [ صفحه 66] ابن موسي الكاظم (ع) و لعل ذلك كيد منه و كان هذا الوقوع بعد قتل أخيه الامين و استرضاء لمناصريه الخراسانيين. و قد زعم البعض انه هو الذي شيد قبره الشريف و بنا عليه لهذه الفترة [73] و في ورود أبي السرايا بن السري بن المنصور الي قبر الحسين (ع) أيام المأمون عام تسعة و تسعين بعد المائة حين قام ببيعة محمد بن ابراهيم بن اسماعيل طباطبا بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن السبط دليل علي تشييد قبر الحسين [74] بعد مضي الرشيد الي طوس.و بقي الحال علي هذا المنوال و الشيعة في حالة حسنة حتي قام حول قبره الشريف سوقا و اتخذت دورا حوله و أخذ الشيعة بالتوافد الي قبره للسكني بجواره الي أن كان من المغنية الشهيرة التي قصدت من سامراء في شعبان زيارة قبره الشريف، و كانت تبعت بجواريها الي المتوكل قبل أن يلي الخلافة يغنين له اذا شرب و قد بعث اليها بعد استخلافه، فأخبر بغيبتها. فأسرعت بالرجوع عندما أبلغها الخبر بطلب المتوكل لها. فبعثت اليه بجارية و كان يألفها فقال لها أين كنتم. قالت: خرجت مولاتي الي الحج و أخرجتنا معها. فقال الي أين حججتم في شعبان. قالت: الي قبر الحسين (ع) فأستطير غضبا [75] و فيه من بغض آل أبي‌طالب ما هو غني عن البيان. فبعث بالديزج بعد أن استصفي أملاك المغنية - و كان الديزج يهوديا قد أسلم - الي قبر الحسين و أمره بحرث قبره الشريف و محوه و هدم كل ما حوله من الدور و الأسواق فمضي لذلك و عمل بما أمر به و قد حرث نحو ماءتي جريب من جهات القبر. فلما بلغ الحفرة لم يتقدم [ صفحه 67] اليه أحد. فأحضر قوما من اليهود فكربوه، و أجري الماء عليه [76] فجار الماء عند حدود قبره الشريف [77] ، ثم و كل به المسالح بين كل مسلحتين ميل، و لا يزوره أحد الا و أخذوه و وجهوا به الي المتوكل [78] فحصل للشيعة من ذلك كرب عظيم، لما طرأ علي قبره من الجور و لم يعهد مثله الي هذا الحد. فضاق بمحمد بن الحسين الأشناني بعد طول عهده بالزيارة فوطن نفسه علي المخاطر و ساعده رجل من العطارين فخرجا يمكثان النهار و يسيران الليل حتي بلغا الغاضرية و خرجا منها نصف الليل فسارا بين مسلحتين و قد ناموا حتي دنا من القبر الشريف. فخفي عليهما موضعه فجعلا يتحريان موضع القبر حتي أتياه و قد قلع الصندوق الذي كان عليه و احرق، و في الموضع اللبن، قد خسف و صار كالخندق فزاراه و انكبا عليه و قد شما من القبر رائحه ما شما مثلها قط من الطيب. فقال الاشناني للعطار أي رائحة هذه فقال والله ما شممت مثلها بشي‌ء من العطر. فودعاه و جعلا حوله علامات في عدة مواضع. و بعد قتل المتوكل حضر مع بعض الطالبيين و الشيعة فأخرجوا العلامات و أعادوا القبر الي ما كان عليه أولا.و قد نالت الشيعة شي‌ء من الحرية علي عهد المنتصر. و كان هذا محب لآل البيت مقربا لهم رافعا مكانتهم معظما قدرهم. و من حسناته اليهم انه شيد قبر الحسين (ع). و وضع ميلا عاليا يرشد الناس اليه [79] . و ذلك في عام السابع و الأربعين بعد المائتين. و لم يهدم بناء المنتصر ظلما لعدم تعرض أخلافه له. لما ظهر من الوهن في دولتهم، و انحلال أمرهم و تسلط الأتراك عليهم، و انشغالهم بأنفسهم، و في خلافة المسترشد ضاقت الأرض علي رحبها علي الشيعة. و ذلك عندما أمر بأخذ جميع ما اجتمع من هدايا [ صفحه 68] الملوك و الأمراء و الوزراء، و الأشراف من وجوه الشيعة من الأموال و المجوهرات في خزانة الروضة المطهرة، و أنفقه علي العسكر، و اعتذر بأن القبر لا يحتاج الي الخزانة [80] . الا انه لم يتعرض للبناء و لم يمسه بسوء لقصور يده و ضعف شأنه لا لشي‌ء آخر.و كان البناء الذي شيد في عهد المنتصر قد سقط في ذي الحجة سنة ثلاث و سبعين و مائتين [81] . فقام الي تجديده محمد بن زيد القائم بطبرستان في خلافة المعتضد بالله العباسي [82] لسنة ثلاث و ثمانين و مائتين [83] . و قد أخذ حال القبر الشريف منذ تشييد المنتصر اياه بالعروج الي مدارج العمران يوما بعد يوم حيث أمن الناس من اتيانه و اتخاذ الدور عند رمسه.و قد زار القبر عضد الدولة بن بويه سنة (370 ه) بعد أن بالغ في تشييد الأبنية حول الضريح و زخرفتها [84] و كان آل بويه يناصرون الشيعة. و قد استفحل التشيع علي عهدهم حتي ان معزالدولة أمر سنة 352 ه باقامة المآتم في عاشوراء، و كان ذلك أول مأتم اقيم في بغداد. [ صفحه 69] (و عندما عفي عضدالدولة عن عمران بن شاهين البطائحي بني الرواق المشهور برواق عمران بن شاهين في المشهدين الشريفين الغروي و الحائري علي مشرفهما السلام) [85] و في سنة سبع و أربعمائة هج: احترق الحرم الشريف اثر اندلاع حريق عظيم، كان سببه اشعال شمعتين كبيرتين سقطتا في الليل علي التأزير و احترق، و تعدت النار بعد حرق القبة الي الأروقة [86] فكان البناء علي القبر الشريف بعد وقوع هذا الحريق ما وصفه الطنجي في رحلته، الا اني لم أقف علي خبر من شيد هذا البناء، و في أي تاريخ كان ذلك [87] . لعله كان قد تبقي شي‌ء من البناء الذي [ صفحه 70] شيده عضد الدولة. الي أن شيد عليه البناء الموجود اليوم علي القبر الشريف. أو أنه قد جدده - بعد الحريق - أخلاف عضد الدولة. اذ كانت دولتهم قائمة عند وقوع الحريق.هذا و كان اكمال بناء الحرم في سنة سبع و ستين و سبعمائة. و قد أمر بتشييده السلطان اويس الايلكاني، و أتمه و أكمله ولده السلطان حسين [88] . [ صفحه 71] و كان تاريخ هذا البناء موجودا فوق المحراب الذي موضعه اليوم الرخام المنعوت بنخل مريم [89] فيما يلي الرأس الشريف. و قد شاهد ذلك التأريخ بنفسه محمد بن سليمان بن زوير السليماني، و ذكره في كتابه المسمي ب(الكشكول). و قد كان انزال هذا التاريخ سنة السادس عشر بعد المائتين و الألف (1216) و من موضعه، عند عمل المرايا و التزيينات للحرم الشريف بأمر محمد علي خان القواينلو. كما تشير الي ذلك الكتيبة [ صفحه 72] الموجودة في أعلي الباب الثالث من أبواب الحرم المقابل المشبكة المباركة: (واقفه محمد علي خان القواينلو سنة 1216) ه. و كذلك هذا التأريخ موجود بعينه في الكتيبة القرآنية داخل القبة علي الضريح المقدس، و في سنة 920 ه أهدي الشاه اسماعيل الصفوي صندوقا [90] الي القبر الشريف [ صفحه 73] و لم يرد ما يهم خبره من أخلافه الصفوية الا الاقدام بامور طفيفة لا مجال لذكرها. الا انه بلغني - و لم أتثبت من ذلك ان الشاه سليمان الصفوي و قام ببناء القسم الشمالي من الصحن المطهر، و الايوان الكبير الذي فيه المسمي (بصافي صفا) نسبة الي الصفويين. و ليس اليوم في هذا الايوان دليل علي ذلك سوي ان الكاشي المعرق الموجود في سقف هذا الايوان، و الزخارف المعمولة من البورق فيه، يستدل منها ان بناء هذه الجبهة أقدم بناء من الجهات الثلاث للصحن الشريف. فضلا عن ان نقوش الكاشي المعرق و صنعتها تشبه الي حد كبير نقوش الكاشي المعرق الموجود في روضة الجوادين سلام الله عليهما، و حرم حضرة الرضا (ع)، و مقبرة خواجه ربيع، و القدم گاه.و قد كان في حواشي الكاشي المعرق الموجود في جنبتي هذا الايوان، الشرقي و الغربي: كتيبة تنص علي اسم الباني و تأريخ بنائه. ولكن مع مرور الزمن تلف و اندرس أثره، و مع شديد الأسف لم يسع أحد بعد [ صفحه 74] ذلك لارجاع هذا النص التأريخي المهم الي موضعه.و عندما أرادوا دفن ميرزا موسي الوزير فيه [91] عملوا موضعه الكتيبة [ صفحه 75] الموجودة اليوم من المرايا رقمت بهذه الآية (الذين يذكرون الله قياما [ صفحه 76] و قعودا و علي جنوبهم...)هذا و قام السلطان مراد الرابع العثماني سنة ثمان و أربعين و ألف بتعمير و تجديد القبة السامية، و جصصها من الخارج [92] .و في سنة 1135 ه نهضت زوجة نادر شاه و كريمة حسين الصفوي الي تعمير المسجد المطهر و أنفقت علي ذلك عشرين ألف نادري.و قام أغا محمد خان (الخصي) مؤسس الدولة القاجارية في ايران، بتذهيب القبة السامية للسنة السابعة بعد المائتين و الالف الهجرية [93] و قد نظم بهذه المناسبة الميرزا سليمان خان المشهور بصباحي الشاعر، مؤرخا هذا التذهيب بقوله:كلك صباحي ازين تاريخ أونوشت در كبند حسين علي زيب يافت زر1207 ه. [ صفحه 77] و في أوائل القرن التاسع عشر (1214 ه). أهدي فتح علي شاه القاجاري - أحد ملوك ايران - شبكة فضية [94] . و هي الي اليوم موجودة علي القبر الشريف، و حوالي هذا التاريخ، أمرت زوجته بتذهيب المأذنتين، حتي حد الحوض.و في سنة 1259 ه: قام محمد علي شاه - ملك أود - سلطان الهند بتذهيب الايوان الشريف و صياغة بابه بالفضة. و يوجد اليوم علي الفردة اليمني من باب الفضة في ايوان الذهب: (هو الله الموفق المستعان، قد أمر بصنع هذا الباب المفتوح لرحمة الملك المنان، و باتمام تذهيب هذا الايوان الذي هو مختلف ملائكة الرحمن، و بحفر الحسينية و بناء قناطرها، التي هي معبر أهل الجنان - و علي الفردة الثانية، الجانب الايسر تتمته، و تعمير بقعة قدوة الناس مولانا و سيدنا أبوالفضل العباس، السلطان بن السلطان، و الخاقان بن الخاقان، السلطان الأعظم و الخاقان الأكرم، سلطان الهند، محمد علي شاه تغمده الله بغفرانه، و أسكنه بحبوبة جناته، و كان ذلك في سنة 1259 ه ألف و مائتين و تسعة و خمسين.)و قام بعد ذلك امراء الأكراد البختارية الي تزيين المسجد و الأروقة. و قد وسع الضلع الغربي من الصحن الشريف، و جدد بناءه المتغمد برحمته المرحوم الشيخ عبدالحسين الطهراني [95] (شيخ العراقين) من قبل شاه [ صفحه 78] ايران ناصرالدين شاه القاجاري سنة 1275 ه. و شيد ايوانه الكبير و حجر جهتيه. و قد أنشد الشيخ جابر الكاظمي الشاعر الكبير مؤرخا لهذا البناء بالفارسية يقول:بنائي ناصرالدين شاه بنا كرد ز خاك أوست بائين كاخ خضرانه صحن و گنبدي چرخي مكوكب ز نور أو منور روي غبرابراي كوشوار عرش يعني حسين بن علي دلبند زهرابناي سال أو جابر همي گوي أزين ايوان شكست ايوان كسريبكو تأريخ ايوانش مؤرخ 1275 ه.و له تأريخ بالعربية:لله ايوان سما رفعة فطاول العرش به الفرشقال لسان الغيب تأريخه أنت لأملاك السما عرشو لم يحدث بعد ذلك ما يهم ذكره سوي ما جددت انشاءه ادارة الأوقاف في العهد الأخير، في القسم الغربي من الصحن لظهور الصدع فيه.و في المشهد الحسيني عدة نقوش و كتابات تدل علي تواريخ اصلاحه و الزيادات فيه. ففي أعلي عمود وسط الضلع الجنوبي من شبكة الفولاذ المنصوبة علي قبر الحسين عليه‌السلام، ما يقابل الوجه الشريف. هذه العبارة: (من بكي و تباكي علي الحسين فله الجنة صدق الله و رسوله، صلي الله عليه و آله و سلم سنة 1185 ه).و ما يقابل الزوايا الأربعة من القبر الشريف عبارة: (واقفة الموفق بتوفيقات الدارين، ابن محمد تقي خان اليزدي محمد حسين سنة 1222 ه). [ صفحه 79] و يوجد في الايوان الخارج من جدار الرواق الغربي المقابل للشبكة المباركة، في الكاشي، فوق الشباك: (عمل أوسته أحمد المعمار سنة 1296 ه).و يستفاد من أبيات منظومة بالفارسية فوق شباك المقبرة الشمالية المقابلة للضريح: انه بمباشرت الحاج عبدالله بن القوام علي نفقة الحاج محمد صادق التاجر الشيرازي الأصفهاني الأصل قد قام بتكميل تعمير سرداب الصحن الحسيني و تطبيق الأروقة الثلاثة الشرقي و الشمالي و الغربي بالكاشي في سنة ألف و ثلثمائة الهجرية.

ايضاح ما يوجد في خارطة كربلاء من المواقع

انهار كربلاء

اشاره

(النهرين): فرعان يشتقان من عمود الفرات و يتصلان ببعضهما في قرية نينوي في جوار الحاير الحسيني و يتجهان الي الشمال الشرقي الي الكوفة معا علي سبيل توحيد و تفرد، و للفارق يعرفان بنهري كربلاء، يتوضح علي ضوء ما سرده أبوالفرج في المقاتل [96] و نورد بين قوسين ما تفرد بايراده صاحب الدر النظيم [97] :قال أبوالفرج: لما قتل زيد بن علي دفنه ابنه يحيي، تفرق عنه الناس و لم يبق معه الا عشرة نفر، قال سلمة بن ثابت. قلت له: أين تريد، قال: أريد النهرين و معه الصياد العبدي. قلت: ان كنت تريد النهرين فقاتل هاهنا حتي تقتل. قال: أريد نهري كربلا (و ظننت انه يريد أن يتشطط الفرات) فقلت له النجاء قبل الصبح. فخرجنا فلما [ صفحه 80] جاوزنا الأبيات سمعنا الأذان فخرجنا مسرعين فكلما استقبلني قوم استطعمتهم فيطعموني الأرغفة فأطعمه اياها و أصحابي حتي أتينا نينوي فدعوت سابقا فخرج من منزله و دخله يحيي و مضي سابق الي الفيوم فأقام به. (فلما خرجنا من الكوفة سمعنا أذان المؤذنين فصلينا الغداة بالنخيلة ثم توجهنا سراعا قبل نينوي، فقال: أريد سابقا مولي بشر بن عبدالملك فأسرع السير الي ان انتهينا الي نينوي و قد اظلمنتا فأتينا منزل سابق فاستخففت الباب فخرج الينا).و ذكر ابن‌كثير في البداية [98] عن محمد بن عمرو بن الحسن قال: كنا مع الحسين بنهري كربلاء.و أورد ابن‌شهر آشوب في المناقب: مضي الحسين قتيلا يوم عاشوراء بطف كربلاء بين نينوي و الغاضرية من قري النهرين [99] قال الطبري [100] بعد مهادنة أهل الحيرة لخالد بن الوليد في مفتتح الفتح و خضوع الدهاقين لأداء جزية و ضريبة وزع بينهم العمال. و لتمهيد الأمن أقام مخافر عهد بعمالة النهرين الي بشر بن الخصاصية فاتخذ بشر الكويفه ببابنورا قاعدة لعمالته.و ذكر عند حوادث سنة 278 ه [101] ابتداء أمر القرامطة: وردت الأخبار بحركة قوم يعرفون بالقرامطة بسواد الكوفة. فكان ابتداء أمرهم قدوم رجل من خوزستان، و مقامه بموضع يقال له النهرين يظهر الزهد و التقشف و يسف الخوص و يأكل من كسبه و يكثر الصلاة، اذا قعد اليه انسان، ذكره أمر الدين و زهده في الدنيا، و أعلمه ان الصلاة المفروضة [ صفحه 82] علي الناس خمسون صلاة في كل يوم و ليلة حتي أفشي ذلك عنه بموضعه.

نهر العلقمي

ذكر المسعودي في التنبيه و الاشراف [102] : و كاتب البريد ابن خرداذبه في المسالك [103] : اذا جاز عمود الفرات هيت و الأنبار (يقابل الثاني الأول في الضفة الغربية) فيتجاوزهما فينقسم قسمين، منها قسم يأخذ نحو المغرب قليلا المسمي (بالعلقمي) الي أن يصير الي الكوفة.و آثار العلقمي الباقي منه اليوم - علي ما وقفت عليه - اذا انتهي الي شمال ضريح عون اتجه الي الجنوب، حتي يروي الغاضرية لبني‌أسد - و الغاضرية علي ضفته الشرقية - و بمحاذاة الغاضرية شريعة الامام جعفر ابن‌محمد (سلم) علي الشاطي‌ء الغربي من العلقمي. و قنطرة الغاضرية تصل بينه و بين الشريعة ثم ينحرف الي الشمال الغربي. فيقسم الشرقي من مدينة كربلاء بسفح ضريح العباس (سلم) اذ استشهد ما يلي مسناته. فاذا جاوزه انعطف الي الجنوب الشرقي من كربلاء مارا بقرية نينوي و هناك يتصل النهران (نينوي و العلقمي) فيرويان ما يليهما من ضياع و قرية شفيه فيتمايلان بين جنوب تارة و شرق اخري، حتي اذا بلغا خان الحماد - منتصف الطريق بين كربلاء و الغري - اتجها الي الشرق تماما. و قطعا شط الهندية بجنوب برس أو حرقه - و أثرهما هناك مرئي و مشهود - [ صفحه 83] حتي يسقيان شرقي الكوفة.ذكر ان مجراه في العصور القديمة كان يتصل ببطائح البصرة، و ان سابور ذي الأكتاف اتخذ حافتيه قاعدة للذب عن غزو العرب لتخوم المملكة. و شمل بعناية أخلافه من ملوك الساسانية لموقعه الدفاعي.و بلغ من ازدهار العمران الذي حف بجانبيه شأوا حتي أن ذكروا: أفلتت سفينة و انحدرت مع جري الماء يومين فامتلأت بأنواع صنوف أثمار حافتيه.ذكر هار في بوتر في التاريخ القديم ان بخت نصر الملك البابلي حفر نهرا من أعالي الفرات حتي أوصله الي البحر لتقارب الوصف، من الممكن أن يكون هذا النهر هو (العلقمي) [104] و لنفس الغاية لبعد أمد جريه اختار فوهته من أعالي الفرات لارتفاع مستوي الماء هناك - للتدفق و سرعة الجري - و لبعد عمود الفرات عن ارواء آخر حدود الريف في العصور القديمة من التاريخ في الدور البابلي أو الكلداني. اذ كان مجراه يشق عاصمتهم بابل. كان بطبيعة الحال حفر مثل هذا النهر من الضروري و مما لا مناص منه لنطاق مدي العمران.و العلقم بالفتح و السكون يطلق علي كل شجر مر (الحنظل). و ما عداه من غير فارق، و العلقمة المراره. يخال لي لشدة ما كان العرب يكابدون من مرارة ماء آبار الجزيرة، حتي تخوم الجزيرة، و مياه عيون [ صفحه 84] الطف، ثم ينهلون عذب نمير هذا النهر فلبعد شقة البين بالضد أطلقوا عليه اسم (العلقمي) [105] .اطلقت علي جملة الضياع التي اتخذت علي النهرين، العلقمي و نهر نينوي في الدور الاسلامي من مبتدأ فوهة أو صدر (العلقمي) ما يلي هيت ب (الفلوجة العليا) فاذا انحدر مجراه لحدود كربلاء (الفلوجة الوسطي) و لحدود اتصاله بالكوفة ب (الفلوجة السفلي) و هذه الفلاليج الثلاثة، كل واحد منها في الدور الكسروي متمما لأستان بهقباذات الثلاثة. ففيما بين نهري دجلة و الفرات، أستان بهقباذ الأعلي، ثم الأوسط، ثم الأسفل. كان قسط هذا النهر من التفقد و العناية قد بلغ نصاب الكفاية، يتمايل بنشوة نظارة العمران و ساكني حافتيه في هناء و رغد عيش، حتي أن انتكست الخلافة العباسية، و حل بكيانها الضعف و الوهن، لشغب الأتراك و تلاعبهم بنصب و خلع و قتل ثلاثة من الخلفاء، و هم المستعين و المعتز و المهتدي.و انحل نظام الأمن و سادت الفوضي أنحاء البلاد القيام الفتن و الثورات و تعاقبها - واحدة تلو الأخري دون أيما انفكاك - و قد بلغ الضعف بالدولة الي درجة أن أصبح من المستحيل امكان قضائها علي ثورة الزنج و لم تتمكن من اخماد ثورتهم الا بعد خطوب و تكبد خسائر فادحة ما يقارب الثلاث [ صفحه 85] عشرة سنة [106] استنزفت من الضحايا و الأموال ما يفوت الحصر احصاءه. [ صفحه 86] الا ان سياسة الخليفة المعتضد الحازمة و ولده المكتفي، قد أعادا للخلافة بعض ما فقدته من هيبة و رفعة شأن. الا انه كان آخر و ميض نور من حياة عز الدولة العباسية. اذ تلتها النكسة التي لا قيام بعدها من جراء سيرة المقتدر، لضعف نفسه، و ركونه الي حياة اللهو و المجون. استهلك في سبيل رغائبه - علي ما يحدث به الاستاذ ابن‌مسكويه في تجاربه - [107] بسرد مفردات نيف و سبعين مليون دينارا من العين فضلا عما تلاعبته الأيدي بما تحويه الخزائن من النفائس النادرة و الاحجار القيمة. و قد قلده الجند في أساليب الدعة حتي أضاع قيمته. و أصبح ضعيف النفس منخوب القلب بلغ الضعف به درجة انه عجز مع كامل عدته و عديده عن صد حملة عدة ضئيلة من قرامطة هددوا بغداد من ناحية الأنبار، ولو لم يبادروا لهدم قنطرة زبارا علي نهر عيسي للحيلولة دون عبورهم، لأصبحت العاصمة عرضة لخطر ويلات و ثبور.و القرامطة يحصدون بالسيف رقاب الوافدين أثناء سيرهم الي الحج، و في نفس الحرم و الكعبة ارتكبوا من فضائع القتل و النهب و الاستهانة بقدسية البيت، ما بلغ صداه عالم الأكوان. [108] .فأبانت هذه الحوادث عن مدي ضعف الدولة و عن أقصي مراتب عجزها و ذلك لدوران محور سياستها علي رأي النساء و الحاشية خدم دار الخلافة. فكان أن تمزقت وحدة الامبراطورية الشاسعة المترامية [ صفحه 87] الاطراف [109] و لم يقتصر الحال علي ذلك. بل حتي أصبح شخص الخليفة و عاصمته محكومين لأمير الامراء الذي اتخذ قاعدة حكمه في مقابل دار الخلافة في دار المملكة.كان الاسلام منذ رفع مناره و أخذ بالتوسع و الفتوح علي عهد الراشدين و الأمويين و العباسيين: شامخ الذري منيع الجانب عزيزا... يجيب الرشيد قيصر علي ظهر كتابه: الجواب ما تراه [110] . و عندما طرق سمع المعتصم تهكم العلج علي المتأوهة بوا معتصماه في حصن عمورية - سيفنيك علي خيل بلق - فيخرج لفوره دون أي توان علي رأس حملة بينها سبعون ألف فارس علي خيل بلق، و يدك دكا بسنابكها بر الأناضول و يهدد منيع أركان حصن عمورية لاغاثتها [111] .و الواثق يعمل السيف في سكان الجزيرة و أحيائها. و ينقل أسراهم [ صفحه 88] الي عاصمته سامراء. بينما استحال علي أي فاتح وطي‌ء أدني حدود الجزيرة فضلا عن التوغل في متاهاتها. منذ أقدم عصور التاريخ.فبسقوط عظمة الدولة العباسية، و تمزق امبراطوريتها قضي علي حياة عن الاسلام أبديا، وفق الحديث الذي أخرجه الامام أبي‌داود في كتاب السنن [112] «لا يزال الاسلام عزيزا الي اثني عشر خليفة كلهم من قريش». ختم بقطع النيابة الخاصة بالسفير الرابع علي بن محمد السمري عن الامام الثاني عشر المهدي محمد بن الحسن العسكري (ع). [113] . [ صفحه 89] كان هذا النهر لما يحاذي غربه صحراء الجزيرة عرضة لمشاغبة خوارج العرب و القرامطة و مسرحا لحركاتهم العسكرية مع الدولة. فضلا عما أصابه من الاهمال فعلي أثر نضوب المال و عدم كفايته لسد عوز أرزاق الجند، أخذ الامراء يحيلونهم علي استغلال الضياع، يقول ابن‌الاثير في الكامل: ان الذي أخذوه ازداد خرابا فردوه، و طلبوا العوض، فعوضوا، و ترك الاجناد الاهتمام بمشارب القري و تسوية طرقها فهلكت و بطل الكثير مها فقط - علي ما يرويه أحمد بن سهل في صور الاقاليم [114] كان مما أصين من عبث الكوارث المبيرة و لم يصبه العطب. [ صفحه 90] المنطقة فيما بين بغداد و الكوفة، الجزيرة بين الرافدين. و بقيت محافظة علي عمرانها الي القرن السادس علي غرار وصف أبي‌زيد البلخي بأنه سواد مشبك و شهود ابن‌جبير له كما أورده في رحلته الي المشرق. حتي دمرتها عواصف حملة التتر سنة ستة و خمسين و ستمائة.فبطبيعة الحال لتوالي الفتن و المحن و تخلي القري الآهلة من قاطنيها علي حافتي هذا النهر و الفروع المتشعبة منه: ان.... أن العناية بهذا النهر و تفقده ما كان ينتابه من عوارض متتالية، حتي أصبح العامر من ضياعه في حكم الموات، كما أعرب عن وصفه الوصاف بعد قرنين في (تاريخ الحضرة).و لما كان العلقمي يروي كربلاء و ساكنوه وجوه الاشراف من العلويين و المنقطعين في جوار الحسين (ع) و لم تبق وسيلة للاهتمام بشأنه غير تبرع أهل الفضل بالبذل، و لابد من أن بني‌بويه في القرن الرابع لتشيعهم و عنايتهم بشؤون المشاهد المشرفة، كانوا السبب الوحيد لبقاء حياة هذا النهر حتي منتصف القرن الخامس اذ أن الامام ابن‌الجوزي يحدثنا في (المنتظم) [115] في حوادث سنة 451 فيقول: خرج البساسيري الي زيارة المشهد بالكوفة علي أن ينحدر من هناك الي واسط و استصحب معه غلة في زورق ليرتب العمال في حفر النهر المعروف بالعلقمي و يجريه الي المشهد بالحائر وفاء بنذر كان عليه.و يقول مؤلف تاريخ آل سلجوق في حوادث سنة 479 ه وصل عماد الدولة سرهنك ساوتكين الي واسط و منها الي النيل في شهر رمضان، و زار المشهدين الشريفين و أطلق بهما للاشراف مالا جزيلا، و أسقط [ صفحه 91] خفارة الحاج و حفر العلقمي و كان خرابا من دهر، و قدم بغداد [116] .و يحدثنا السيد الطقطقي في الآداب السلطانية ص 301، عند ذكر مؤيد الدين ابن‌العلقمي وزير الخليفة المستعصم بالله و قيل لجده العلقمي لانه حفر النهر المسمي بالعلقمي و هو النهر الذي برز الامر الشريف السلطاني بحفره و سمي الغازاني. فعليه قاوم العلقمي كوارث الاعفاء و الدروس حتي آخر القرن السابع، ثم أصبح أثرا بعد عين. و في حبر كان يحدثنا العلامة الحسن بن يوسف في الخلاصة ص 58 عند ذكر عبدالغفار يقول: (هو من أهل الجازية [117] قرية من قري النهرين). وقفت بنفسي علي دارس رسوم هذه القرية قبيل الحرب العامة لسنة 1914 م و موقعه يقع في الشمال الشرقي من مدينة كربلاء علي آخر حدود ضيعة الوند، يشاهد بظهر طلولها خزف و بعض زجاج مبعثر، و فيما يليه آثار حصن علي التقريب ينوف أبعاد أعلامه المائة متر في مثله منسوب لبني‌أسد و بلغني ان آجر هذا الحصن ذراع بغدادي مربع و بين طلول الجازية و الحصن أثر مجري نهر دارس. لم أبحث هل هو نفس العلقمي أو أحد شعبه. و يخال لي أن الكائنة التي وقعت لقاضي القضاة علي ما بسطه التنوخي في الفرج بعد الشدة، كان بجوار هذا الحصن يقول أبوالسائب: فلما انصرفت من الزيارة أريد قصر ابن‌هبير قيل أن الأرض مسبعة و أشير علي أن ألحق قرية فيها حصن سمي كي آوي اليها قبل المساء و كنت ماشيا فأسرعت و أتعبت نفسي الي أن لحقت القرية فوجدت باب [ صفحه 92] الحصن مغلقا فدفعته فلم يفتح لي. و توسلت للقائمين بحراسته بمن قصدت زيارته. فقالوا: قد أتانا منذ أيام من ذكر مثل ما تذكر فأدخلناه و آويناه فكان عينا علينا للصوص، و فتح الباب ليلا و أدخلهم فسليونا. ولكن الحق بذلك المسجد و كن فيه لئلا تمسي فيأتيك السبع، فصرت الي المسجد فدخلت بيتا كان فيه فلم يكن بأسرع من أن جاء رجل علي حمار منصرفا من الحائر فدخل المسجد و شد حماره في غلق الباب و دخل الي و معه كرز فيه خرج فأخرج سراجا فأصلحه، و قدح فأوقدها، و أخرج خبزه و أخرجت خبزي و اجتمعنا علي الاكل، فلم نشعر الا و السبع قد دخل في المسجد، فلما رآه الحمار دخل الي البيت الذي كان فيه. فدخل السبع وراءه فخرج الحمار و جذب باب البيت بالرسن فأغلقه علينا و علي السبع. و صرنا محبوسين فيه. و قررنا أن السبع لا يفترسنا بسبب السراج و أنه اذا انطفي‌ء أخذنا و أكلنا و ما طال الامر أن فني ما كان في السراج من الدهن. و طفي‌ء و صرنا في الظلمة و السبع معنا. فما كان عندنا من حاله شي‌ء الا اذا تنفس فكنا نسمع نفسه. وراث الحمار من فزعه فملأ المسجد روثا، مضي الليل و نحن علي حالنا. و قد كدنا أن نتلف فزعا، ثم سمعنا صوت الاذان من داخل الحصن و جاء المؤذن و دخل المسجد فلما رأي ما فعله الحمار لعن و شتم و حل رسن الحمار فمر يطير في الصحراء و فتح المؤذن باب البيت لينظر من فيه، فوثب السبع اليه فدقه و حمله الي الاجمة. و قمنا نحن و انصرفنا سالمين) و قاضي القضاة أبوالسائب هذا هو: عتبة بن عبيدالله بن موسي بن عبيدالله الهمداني. كان أبوه تاجرا يؤم بمسجد همدان، فاشتغل هو بالعلم و غلب عليه في الابتداء التصوف و الزهد، و سافر فلقي الجنيد و العلماء و عني بفهم القرآن و كتب الحديث و تفقه للشافعي. ثم دخل مراغه و اتصل بأبي‌القاسم بن أبي‌الساج. و تولي قضاء مراغه ثم تقلد قضاء آذربايجان كلها ثم تقلد قضاء همدان. ثم سكن بغداد و اتصل بالدولة و عظم شأنه الي أن ولي قضاء القضاة بالعراق سنة 338 ه علي عهد [ صفحه 93] معز الدولة أحد ملوك الديلم و توفي سنة 355 ه في بغداد. و له ستة و ثمانون سنة. و هو أول من ولي قضاء القضاة في العراق من الشافعية) [118] .

نهر نينوي

نهر نينوي كان يتفرع من عمود الفرات ما يقارب الحصاصة و عقر بابل و موقعه اليوم - علي التقريب - بين شمال سدة النهدية و جنوب قضاء المسيب من نهر سوري ثم يشق ضيعه أم العروق، و يجري جنوب كرود أبوحنطة (أبوصمانه)، و تقاطع مجراه باقيا ليومنا هذا. و يعرف ب (عرقوب نينوي). و من المحتمل ان البابلين هم الذين حفروا نهر نينوي مع تشكيل قرية نينوي باسم عاصمة الاشوريين في أدوار حضارتهم و لعدم ورود ذكر هذا النهر حتي عرضا، يخال لي توغل دثوره في مستهل أيام الشغب.

النهر الغازاني

غازان خان هو من آل جنكيز. و الخامس من ملوك التتر الذين حكموا العراق بعد أن أسقطوا الخلافة العباسية.قطع عليه الامير نوروز عهدا - أحد الامراء الكبار و والي أقليم خراسان - قبيل تسنمه العرش بأن يشد أزره و يعضده لارتقاء سدة الخلافة ولكن بشرط أن يعتنق الدين الاسلامي. فأعلن غازان اعتناقه للدين الاسلامي بعد أن تمهد له الامر مع من اتبعوه من المغول لسنة أربع و تسعين و ستمائة للهجرة. و علي أثر (رؤياه) بعد اسلامه الذي آخا [ صفحه 94] النبي (ص) بينه و بين ابن عمه علي (ع) أخذ يعطف علي العلويين و يتفقدهم و يبالغ في اكرامهم. و أمر لهم في كافة أنحاء المملكة ببناء دور لايوائهم علي غرار أربطة المجاهدين و خانقاه الصوفية. أطلق عليها اسم دار السيادة فضلا عما أبداه من الاهتمام بشؤون المشاهد المشرفة و تعاهد زيارتها. يقول مؤلف (الحوادث الجامعة) [119] : في سنة ثمان و تسعون و ستمائة توجه السلطان غازان الي الحلة. و قصد زيارة المشاهد الشريفة. و أمر للعلويين و المقيمين بمال كثير. ثم أمر بحفر نهر من أعلي الحلة. فحفر و سمي الغازاني. و تولي ذلك شمس الدين صواب الخادم السكورجي و غرس الدولة.و يقول مؤلف (تاريخ المغول) [120] في الوصاف: اهتز اللواء الملكي المؤيد بالنصر يوم الخميس و انتهز اجتياز طف الفرات علي الطريق الذي هو من مستحدثات أيام الدولة الغازانية. و ضياعه الموات فيما مضي كان يطلق عليه بالعلقمي. و لاستحداثه و جريان الفرات فيه لنضارة خضرته طغي نطاق الفكر في التقدير جري الوادي فطم علي القري. و حاز اللواء الملكي زيارة حائر الحسين المقدس. ثم اتجه علي طريق الفرات الي الانبار و هيت.اجتاح ملوك المغول الوثنيون (أسلاف غازان) العراق فحلوا بها الخراب و الدمار و أحالوا نضارة مروجها الخضراء الي فيافي قاحلة جرداء و أخليت معالمها من المتعاهدين الذين أبادتهم بربرية المغول. و أصبح العمران أثرا بعد عين. و تركت منظومة الري و أهملت المجاري لعدم وجود من يبذل الجهود و يهمه استمرار بقائها لارواء المدن العطشي. و علي الاخص لمثل نهر العلقمي لطول مجراه. لذلك أمر غازان بتجديد نهر [ صفحه 95] العلقمي و تقريب مأخذه من الفرات. فبتروا أعالي مجري النهر و أوصلوا القسم الآخر بالنهر الذي حفره غازان من فرات الحلة و لم يستسيغوا بقاء اسم العلقمي علي هذا النهر لاسيما و قد طرأ عليه الكثير من التغيير و التبديل فأطلقوا عليه اسم (الغازاني) تخليدا لذكري حافره غازان [121] .و كان العمود المنحصر بالفرد للفرات علي أثر اضمحلال الفروع التي كانت تأخذ منه و تصب في دجلة، كنهر عيسي و فوهته من الصقلا. و به تقريبا مع نهر السراط الذي كان يتفرع منه. فبعد أن كانا يرويان دار السلام أو - مدينة المنصور - و الاراضي المحيطة بهما يصبان في دجلة داخل بغداد. ثم نهر صرصر. ينصب ازاء المدائن. و نهر الملك و يصب فيما بين النعمانية و المدائن. ثم نهر سوري الذي انحصر به المجري. و أصبح المندفع الاعظم لمائه. و كان موقع جسره نفس قضاء المسيب الحالي. و في الشرقي منه علي بعد ميلين كان موقع قصر ابن‌هبيرة - علي ما رواه ابن واضح في البلدان [122] - علي فرع يأخذ مائه من الفرات سمي بنهر النيل أو الصراط. و آثار هذا القصر باقية الي يومنا هذا في الجزيرة. في نفس القضاء بمقربة من ضريح ابن‌القاسم، يطلق عليه بتل هبيرة.و يتفرع من نهر سوري أو شط الحلة، نهر النيل الذي حفره [ صفحه 96] الحجاج بن يوسف الثقفي أبان عهد الدولة الامويه. و فوهته اليوم - تقريبا تحاذي موقع الحجمه من شط الحلة.و كان نهري سوري و النيل يحدثان عند افتراق مجراهما و اتصالهما شبه جزيرة بيضوية الشكل. ثم يصبان في بطائح أو أهوار الكوفة.و لم يزل عمود الفرات علي جريانه صوب شط الحلة حتي بعد الالف و مائتين و ثمانية الهجرية. اذ حفر نهر الهندية، بتبرع المتغمد بالرحمة آصف الدولة، ملك أود - الهندي بقصد أرواء ساحة الغري الاقدس. و قد صادف الماء مستوي أخفض من مجراه الطبيعي [123] . [ صفحه 97] فعندها غير مجراه الي هذا المستوي المنخفض. حتي كاد أن يقضي أبديا علي فرات الحلة لولا تدارك و عناية المغفور له السلطان عبدالحميد الثاني العثماني. اذ كلف شركة جاكسن الانكليزية بتدارك ذلك. فشيدت الشركة المذكورة السدة القائمة اليوم. و كان قد عجز قبل ذلك ولاة بغداد - و كبدهم الكثير من الخسائر - من تشييد السدود لنفس الغاية.فعلي أثر تشييد السدة الموجودة اليوم ارتوت أراضي الحلة و كربلاء و استمر بها جري الماء طوال أيام السنة.

النهر السليماني (الحسينية)

حتي ورد العراق سليمان القانوني العثماني فاتحا أبان حكم الشاه طهماسب الصفوي الاول سنة احدي و أربعين و تسعمائة.قال نظمي زادة في (كلشن خلفاء) [124] : في 28 جمادي الاول سنة 941 ه قصد الملك المحمود الصفات لزيارة العتبات العاليات، و اتجه نحو كربلاء و النجف، و زار مرقد سيدالشهداء المنور، و نال قصب سبق مرامه، [ صفحه 98] و أمر بحفر نهر كبير من عمود الفرات لارواء ساحة كربلاء، فأصبحت نمونه من سلسبيل الفردوس الأعلي، و وهب مجموع حاصلات ضياعه للمجاورين و الخدمة الساكنين، كان علي أثر العواصف يمتلأ النهر من ما تراكم في قعره من الصخور. يزاحم تطهيره السادات الكرام. و يكبدهم زحمات كثيرة، و علي أثر جريه أحاطت بالحرم الذي الملائكة امناؤه، حدائق و بساتين حتي حاكي الجنان، و أجلي عن قلوب ساكنيه التكليف، لما اجتمع لهم من أسباب الراحة و رغد العيش. علي أثر تحقيق أرباب التاريخ في الماضي، بعض المهندسين البارزين حسب أقيستهم [125] الهندسية ظهر انخفاض مستوي الفرات، و ارتفاع قصبة كربلاء. كان من المستحيل جريان الماء فيه. فمن كرامة الامام و يمن اقبال الملك العالي المقام، جري الماء بسهولة، مما سبب افحام المهندسين، و استوجب تحسين الملأ الاعلي.اطلق علي هذا النهر حسب منطوق الوثائق القديمة لبعض الحدائق [ صفحه 99] بالنهر (الشريف السليماني). و في سنة 1217 ه عندما أراد أن يقيس أبوطالب في رحلته (مسير طالبي) [126] عرض شط الهندية. قال: هو علي غرار نهر الحسينية - الاسم الذي يعرف به اليوم مع ما طرأ علي عدوتيه من تغيير و تبديل، هو اليوم عين النهر الموجود يروي ضياع كربلاء و بساتين ضواحيها باسم نهر الحسينية. كما منفذه الرئيسي ينتهي الي هور السليمانية الواقع في القسم الشرقي من البلاد، علي مسافة بضع أميال، و الفرع الذي اختص لارواء السكنة و المجاورين كان يطوق المدينة من ثلاث جهات. حيث الشمال و الغرب ثم ينعطف نحو الجنوب و يتجه شرقا حتي يصل الي منفذه الرئيسي في هور السليمانية.أنفق السيد كاظم الرشتي من فضله مصرف تجديد انشاء المسجد الواقع في القسم الشرقي من الصحن الحسيني و بتبرع زوجة محمد شاه القاجاري ملك ايران أنفذ (نهر الرشتية) الي الزرازه و بطيحة أو هور أبودبس، و لتبرع أحد المحسنين من رجال حاشية الشاه عباس الاول الصفوي أبان احتلال الدولة الصفوية للعراق (1042 - 1033 ه) جدد صدرا لهذا النهر. [ صفحه 100] و قد قام حسن باشا والي بغداد [127] لسنة 1329 ه علي الخلل الذي طرأ علي مجري هذا النهر فحفر له صدرا آخر. و يوجد اليوم في شمال قضاء المسيب جانب البو حمدان في ضيعة هور حسين ترعة يطلق عليها بصدر الحسينية العتيق. و كان لها قنطرة قائمة متينة علي محاذات خان الوقف الذي هدم حديثا لغرض فتح الشارع المقابل للجسر الثابت الذي انشأ لربط جانبي القضاء. قد يكون هذا الصدر أحد تينك الصدرين اللذين مر ذكرهما. و علي ما أتخطر هدمت القنطرة السالفة الذكر لاستعمال أنقاضها في بناء الناظم الذي أقيم علي صدر الحسينية، القائم ليومنا هذا أي في سنة 1324 ه.و علي أثر التغيير الذي طرأ علي مجري عمود الفرات باحداث الهندية بأمر آصف الدولة الهندي [128] أشكل علينا معرفة الفوهة الاصلية لنهر الحسينية. و كذلك موقعه الذي اختير له من الفرات عند حفره بأمر سليمان القانوني سنة 941 ه و من المحتمل أن تكون فوهته بمقربة من مأخذ وفوهة نهر نينوي القديم علي التقريب. [ صفحه 101]

الطف

الطف: بالفتح و الفاء المشددة، ما أشرف من الجزيرة علي ريف العراق.يحدث الاصمعي: يطف لك، أي ما دنا و أمكن و طف الفرات: الشاطي‌ء منه [129] ، مع شمول لفظة لكل ساحل ما، و جمعه طفوف [130] . اطلق علي سبيل علمية علي الساحل الغربي من عمود الفرات حتي آخر حدود الريف ما يتاخم الجزيرة عرضا، من الانبار حتي بطائح البصرة طولا و يضاف اليه في بعض مواقعه طف كربلاء، و نينوي، و شقران [131] و سفوان [132] .و علي أثر تعاقب من حكموا العراق من ملوك مختلفين في اللغة كالكلدانية الاولي و الثانية، و ملوك الفرس الاعاجم، و العرب في الدور الجاهلي ثم الاسلامي، حسب لغتهم، أطلقوا علي المدن و القري و الضياع و الانهار، في كل دور و طبقة، أسماء أو تحوير لاسمائها الاصلية بحسب [ صفحه 102] اللهجة و اللغة. و ابان حكم المسلمين للعراق، كانت الاسماء الدراجة علي مواقعها خليط من قبطية و كلدانية و آرمية فارسية و عربية، كباروسما بانقيا، بور سيبا، بابل، نينوي: (كلداني)استان، بهقباذ الاعلي، الأوسط، الاسفل. صراط جاماسب ضيزن آباد نرس، (آري فارسي).طف، حيرة، غري، قادسية، عذيب خفان، سنداد، قطقطانة، قصر بني‌مقاتل، انبار، عين التمر، عربي لدور التنوخيين آل نصر المناذرة ملوك الحيرة.و المسلمون بدورهم أطلقوا أقساس مالك، كوفة، بصرة، سوق حكمة، سواد، جرف، حاير، غاضرية، حزن غاضرة، حصاصة، طسوج النهرين علي المواقع التي اشتهرت به.و علي بعض الاسماء الدراجة بتعريب أو تخفيف كبرس لبورسيبا. (قصر اللغات) و من الممكن لكربلاء من كور بابل.و قد اقتصر ابن النديم في فهرسته علي اللغة البابلية أو الكلدانية [133] : (النبطي أفصح من السرياني، و الذي يتكلم به أهل القري سرياني، مكسور و غير مستقيم اللفظ، و قيل الذي يستعمل في الكتب أو القراءة هو الفصيح). من غير أن يلم بصور مفردات حروفه. و من الممكن أن رسم خط الاسفيني البابلي و الهيرغلوفي المصري، أهملا و انقرضا علي أثر سقوط بابل و مصر علي يد داريوس من ملوك الطبقة الثانية الكلدانية.و عند تحري الجغرافيون لتدوين أسماء المواقع، اقتصروا علي وجوه الاشتقاقات علي اللغة العربية دون العطف علي المعاني للغات الادوار الغابرة [ صفحه 103] كما ذهبوا الي تحليل لفظ العراق من اشتقاقه من عراق القربة و للفظ بغداد من تعريب باغ داد (أي حديقة العدل) أو العطية، مع اختلاف في ضبط لفظته بسبعة وجوه. و مع قناعة لسترانج في اشتقاقه من بغ (الله) و (داد) تأسيس [134] يشير الي وجود مدينة في العهود الغابرة في موقع بغداد يقارب هذا الاسم، و من الممكن لوجود حرف الباء في أول لفظ بغداد أن يكون بابليا أو آشوريا لديهم في الاستهلال به في الاسماء المطلقة لادوارهم بالنبطية كبانقيا و بلروسيما و بابنورا و بريسما و نور سيبا، ذكر اللغويون: أن عدد المائة في اللغة النبطية يعبر عنه بحرف الباء.

الحائر

الحاير بعد الالف ياء مكسورة وراء، هو في الاصل حوض طبيعي لانخفاضه يجتمع فيه مياه الامطار فيركد فيه لما لا يري مخرجا أخفض من مستواه، و عند هبوب الرياح يتحرك الماء بطبيعة الحال اذ يرجع أقصاه الي أدناه ينتهي الي المحل الذي ابتدأ منه أولا فيتحير منه. أو بالهبوب يتحرك بحركة دورية علي نفسه و هو مطمئن الوسط مرتفع الجوانب.و ذكروا في جمعه حوران، و نفي أبوالقاسم برواية الحموي في المعجم من أن يكون له جمع علي أنه اسم علم لموضع قبر الحسين (ع) [135] .و ليومنا لم يطرأ علي وضعه الطبيعي الذي وصفوه أي تغيير، سوي ارتفاع مستواه و قاعدته عما كان عليه يوم ضمت تربتها أجداث الجثث [ صفحه 104] الطاهرة. فاذا قصد الوارد الي الروضة الزاكية ينحدر الي الصحن الشريف من كافة جهاته مع اختلاف في الارتفاع الذي كان الجرف لنفس الحوض. و من الممكن أن يكون سبيل مصب المياه فيه كان من قسمه الشرقي لما ورد عن الامام الصادق في ترتيب آداب الزيارة منه الدخول الي مستوي هذا الحوض، أي الحائر. و لتوالي الابنية التي كانت تقام للروضة الطاهرة بحكم الضرورة و التجديد في أدوار متعاقبة تكون بالتدرج ارتفاع مستواه [136] .بلغني عند تبليط الصحن الاقدس و بناء أسرابه في العقد العاشر من خاتمة القرن الثالث عشر الهجري، شوهد في القسم الجنوبي قطعة من حصن قائم لاحد أدوار تطور البناء يقارب شرفاته مستوي التبليط تقريبا. [ صفحه 105] و شاهدت بنفسي عند أخذ أساس الضلع الغربي من الصحن بأمر المغفور له عبدالحميد الثاني العثماني لتجديد البهو الكبير و غرفه الشمالية في مستهل القرن الرابع عشر: تنور، و الطابق الاول من دور ما لا يقل انخفاضه عن مستوي التبليط بأقل من خمسة أمتار تقريبا.لم يغب عن ذاكرة الحسين (ع) مع حراجة موقفه و تكابده لاهوال غير مستطاعة من عطف النظر حتي الي ما بعد مصرعه لئلا يدع سبيلا لغرض الاشلاء الي الضياع و التلف. اختار مركزا في وسط مستوي هذا الحوض و علمه بفسطاط يقاتلوا أمامه و لنقل الاشلاء من مصارعهم في ساحة المعركة اليه. أمر فتيانه بحمل ولده (علي) من مصرعه حتي وضعوه بين هذا الفسطاط. و حمل بنفسه الزكية جسد ابن أخيه القاسم و ألقاه مع ولده و حوله القتلي من أهل بيته الهاشميين بجانب دون جانب أنصاره. و لولا عطفه كان من المستحيل تمايزهم خاصة بعد أن اقتطفت الرؤوس من الاجساد و رفعت علي الرماح. و أمام هذا الفسطاط في نفس الحوض شاهده عبدالله بن عمار البارقي بمفرده و هو راجل، فشد عليه رجاله من يمينه و شماله، حمل عليهم أن أيذعروا قال: ما رأيت مكسورا و قيل مكثورا قط قتل ولده و أهل بيته و أصحابه أربط جأشا و لا أمضي جانبا و أجرا مقداما قبله و لا بعده مثله. و كانت الرجالة تنكشف عنه يمينا و شمالا انكشاف المعزي اذا شد فيها الذئب. و في عين الحال برزت السيدة زينب تقول (ليت السماء تطابقت) و أشارت الي ابن‌سعد: أيقتل أبوعبدالله و أنت تنظر اليه، سالت دموعه علي خده و لحيته و أدار طرفه و هو يتقي الرمية و يفترس العورة و يشد علي الخيل حتي ضربه زرعة بن شريك علي حبل عاتقه و كفه اليسري. و انفرجوا عنه فصار ينوء و يكبو. أن بلغ مقتله من محل مصرعه. [ صفحه 106]

القري التي كانت تحف بكربلاء يوم ورود الحسين لها

نينوي، و الغاضرية

كان محل موقفه الذي انتهي اليه سلام الله عليه غداة الخميس الثاني من محرم مستهل سنة احدي و ستين قارن ورود كتاب ابن‌زياد الي القرأن يجعجع به و يجبره بالنزول علي غير ماء. طلب سلام الله عليه أن يسمح له نزول نينوي أو الغاضرية أو شفيه، و هو مستقبل بوجهه الاقدس علي بعد يقارب الغلوة. و عن يمينه شفيه علي ما يقارب الثلاثة أميال، و يساره الغاضرية ازاء نينوي. و موقع نينوي و الغاضرية من الحائر الاقدس يكاد أن يكون شكلا مثلثا متساوي الاضلاع تقريبا. و موقع نينوي علي أغلب الظن كان في حديقة الشديدية يعود اليوم ملاكتها لآل السيد طالب السيد عاشور من خدمة الروضة الطاهرة.بلغني فيما مضي من منذ قرن كان يستخرج من نفس ساحة الحديقة طابوق مفخور علي غرار طابوق أطلال بابل - و طلول الغاضرية [137] اليوم قاربت علي الاندثار. لتحويله الي حدائق و موقعه في الشمال الشرقي من مقام أو شريعة الامام جعفر بن محمد (ع) علي ما روي عنه الثمالي أبوحمزة في آداب الزيارة أنها تتخذ مأوي و محل لوضع رحل الوافدين، و ذكر العلامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي في رجاله [138] عند ذكر حميد بن زياد انه من أهل نينوي قرية الي جانب الحائر. [ صفحه 107]

شفيه

و شفية بفتح أوله و كسر ثانيه منسوب الي الشفا [139] من الممكن أن يكون اليوم موقعه علي ضوء ما ذكره الطبري [140] عن الضحاك عبدالله المشرفي بعد أن استأذن الحسين للانصراف. قال: استويت علي متن فرسي، و ضربتها حتي اذا قامت علي السنابك رميت بها عرض القوم فخرجوا الي و أتبعني منهم خمسة عشر رجلا حتي انتهيت الي شفية قرية قريبة من شاطي‌ء الفرات، كان الفرات يحول دون افلاته منهم ان قصد الميمنة أو القلب لجريه في ظهورهم، فلم يبق أمامه سبيل الا الميسرة. و ليبعد نفسه عن خطر الجيش و مطارديه أوغل الي أن انتهي الي شفية.من منذ سنين مضت عندما كنت أتحري عن موقع شفية. وقفت علي تل جنوب سدة أراضي الفريحه، ما يقارب الحصوة، علي محاذات السليمانية، يقارب القطع أن يكون شفيه.

العقر

بفتح العين و سكون القاف، القصر الذي يكون معتمدا لاهل القرية. قال لبيد يصف ناقته:كعقر الهاجري اذا ابتناه بأشباه حذين علي مثال [ صفحه 108] و عقر بابل قرية قريبة من البلدة المشرفة و لا يعرف موقعها بالضبط و الدليل علي قربها من كربلاء ما ذكره الطبري عند ورود الحسين (ع) أرض الطف، و عندما جعجع الحر بن يزيد بالحسين (ع) في النزول علي غير ما تقدم زهير بن القين قائلا سر بنا الي هذه القرية حتي ننزلها، فانها حصينة و هي علي شاطي‌ء الفرات، و أشار الي العقر - فان منعونا قاتلناهم، فقاتلهم أهون علينا من قتال من يجي‌ء بعدهم. سأله الحسين: و أية قرية هي؟ قال: العقر. فقال الحسين: اللهم اني أعوذ بك من العقر. قتل بها في مبدأ القرن الثاني الهجري يزيد بن المهلب بن أبي‌صفرة. قال الكلبي: نشأت و الناس يقولون: ضحي بنوا أمية بالدين يوم الطف، و بالكرم يوم العقر.و العقر: آخر أثر للبابليين بقة مصونة من تطاول يد الزمن لتروي لنا عن أخبار جبروت أهلها. و لم تخلوا العقر من السكان، الا بعد سقوط الدولة الفارسية و قيام الدولة الاسلامية. اذ أهمل المسلمون شأنها لما أمكنهم الله من الاسرة و التيجان و صاروا يتكئون علي أرائك و يتراوحون علي أبراج قصور عاصمة الفرس (المدائن) و كان آخر أيام عزها يوم أقبل عليها عظماء الدولة الفارسية لاخذ (شيري بن ابرويز) لكي يقيموه مقام والده المخلوع ابرويز الملك و ذلك عندما طغي و تجبر. و كان شيري مع اخوته، و قد و كل بهم مؤدبون يؤدبونهم و أساورة يحولون بينهم و بين براحها [141] .و بعد أن تركها شيري أهملت، الا أنها لم تفقد ميزتها كقلعة حصينة، تحمي من يلوذ برحابها و يكون فيها أمنع من عقاب الجو علي من يروم دخولها. هذا و مع مرور الليالي و الايام و ما فعلته عوادي الزمان. [ صفحه 109] في اخفاء موقعها عنا بحيث لا يمكننا اليوم الوقوف بالقطع علي بقايا هذا الاثر التاريخي النفيس - الا أنه بعد شدة التحري و التنقيب -علي ضوء ما ورد في تاريخ الطبري - أمكنني العثور علي أثرين تاريخيين علي مد أثر هذا النهر - أي العلقمي - فيهما أطلال و بقايا أنقاض. أحدهما في الحديقة المسماة بالشديدية. يخال لي أنها نفس موقع العقر. و الاثر الثاني في أراضي كربله في (حكيمة) باصطلاح اللغة الدراجة حجيمه و أغلب الظن أنها موقع قرية شفيه.

النواويس

مقابر. و مفرده: ناووس علي وزن فاعول. هذا ان كانت اللفظة عربية.موقع هذه القطعة علي ما يذكر في القسم الشرقي من كربلاء، ما يلي بطيحة أو هور السليمانية، في براز - علي وزن فعال - و تمتد حدوده حتي النهر الكبير فرساتيق الفراشية و الجنكنة، و اليوسفية داخلة في حدوده. يوجد بهذه القطعة بعض تلال و يستخرج بعضا من أماكن منها، أكواب خزف ضعيف الفم، يوجد في أسفله تراب أصفر اللون عندما تمسه النار تفوح منه روائح نتنه.من الممكن أن هذا التراب الاصفر اللون أن يكون من رمم اجداث السومريين. اذ كان هؤلاء يدفنون موتاهم في المدينة تحت دور منازلهم أو تحت أرض الغرف. و كثيرا ما كانوا يضعون الميتة علي التراب مباشرة بلا تابوت و لا ضريح و لا جهاز للاخرة الا أنهم كانوا أحيانا يضعون معه جرتين كبيرتين من فخار فم الواحدة منها يقابل الاخر فيقومان مقام التابوت. و كانوا أحيانا يضعون الجثة في قعر رمس مستطيل الشكل قائم [ صفحه 110] الزوايا بطن بالطوب شبيه بعقد أو قبر بسيط [142] . [ صفحه 112]

المصادر التي عول عليها المؤلف في الشجرة

اشارة

سر السلسلة العلوية لابي نصر البخاري: مخطوط في مكتبة العلامة الحاج شيخ علي الشيخ محمد رضا بالنجف الاشرف.و أما محمد بن موسي الكاظم فعقبه ابن واحد أسمه ابراهيم الضرير الكوفي - و لابراهيم الضرير أبناء أربعة محمد قسوة، و أبوالحسن علي، و موسي الارجاني - أرجان قرية من فارس و خوزستان و أحمد كلهم بالسيرجان... و أحمد المجدور و ابراهيم المجاب و الحسن أبوعلي يقال له الحاير المشهد الحسين بكربلاء - بما أن النسخة مستنسخة حديثا كانت كثيرة الاغلاط قليلة الفائدة -.المجلد الثالث من تحفة الأزهار و زلال الانهار في نسب أبناء الائمة الاطهار لمؤلفة السيد ضامن بن شدقم المدني [143] .قال السيد في الشجرة فأبوابراهيم محمد خلف ابنين تاج الدين أبامحمد ابراهيم الضرير يعرف بالمجاب و أباجعفر محمد الزاهد. [ صفحه 113] فأبو محمد ابراهيم المجاب خلف أربع بنين: أباجعفر أحمد الزاهد و أباالحسين محمد الحائري و أباالحسن عليا و أبا الغنايم محمد الحائري و عقبهم أربعة فنون:الفن الاول: عقب أبي‌جعفر أحمد الزاهد بن أبي‌أحمد ابراهيم المجاب أمه خديجة بنت عمه علي بن أحمد الورع بن الامام موسي كان سيدا جليلا متينا دينا خيرا جعله الله وجيها له ولد منتشر بالحاير و غيره يعرفون ببني‌أحمد. و قد صاهر بعضهم أباالقاسم ابن نعيم رئيس سقي الفرات ثم انتقل الي عكبرا لحاله دون أهله.الفن الثاني: عقب علي بن أحمد المذكور فعلي خلف طعمه و في نسخة أخري أن طعمه هو ابن أبي‌جعفر أحمد طراس المذكور من غير واسطة و الله أعلم و يقال لولده آل طعمه، سادات أجلاء ذو اهل و رياسة و نقابه و عظمه و جلالة بالحائر، فطعمه خلف ثلاث بنين شرف الدين و عليا و قاسم الاسود.أما شرف الدين خلف أربعة بنين ضياء الدين يحيي و علم الدين و طعمه، و مساعد و عقبهم أربع عماير العمارة الاولي: عقب ضياء الدين يحيي بن شرف الدين المذكور فضياء الدين خلف خمسة بنين شرف الدين و محمد و عليا و مشعلا و منديلا.أما شرف الدين خلف طعمة ثم طعمة خلف ابنين جعفرا و علم الدين و عقبهما بيتان:البيت الاول: عقب جعفر بن طعمة المذكور فجعفر خلف ستة بنين شرف الدين و موسي و منافا و حارثا و تماما و جميلا.البيت الثاني: عقب علم الدين بن طعمة المذكور. فعلم الدين خلف ثلاثة بنين جميلا و حسنا و طعمة و عقبهم ثلاثة أحزاب: [ صفحه 114] الحزب الاول: عقب جميل بن علم المذكور فجميل خلف موسي ثم موسي خلف ابنين ناصرا و حسينا أما ناصرا خلف منصورا.الحزب الثاني: عقب حسن بن علم الدين المذكور فحسن خلف كاظما، ثم كاظم خلف عليا.الحزب الثالث: عقب طعمة بن علم الدين المذكور. فطعمة خلف أربع بنين شرف الدين و نعمة الله و حيدرا و طاهرا.أما شرف الدين خلف مساعدا ثم مساعد خلف محمدا ثم محمد خلف أربع بنين منصورا و بدر الدين و غياث الدين و مساعد. و عقبهم أربعة ثمرات:الثمرة الاولي: عقب منصور.أخذت هذه الصورة من خط جناب السيد محمد حسن بن السيد محمد كاظم الروضة خوان: عبدالحسين بن السيد علي بن السيد جواد بن السيد حسن بن السيد سليمان بن السيد درويش بن السيد أحمد بن السيد يحي بن السيد خليفة بن السيد نعمة الله بن السيد طعمة بن السيد علم الدين الموقوف عليه فدان السادة سنة 1025 ه بن السيد طعمة بن السيد شرف الدين بن السيد طعمة بن السيد أبوجعفر أحمد بن السيد يحيي بن السيد ابن‌جعفر محمد بن السيد أحمد - يقال له أنه ناظر رأس العين - الي هنا من مرويات بعض كتابات علي ظهر بعض الكتب عند أفراد العشيرة، و من هنا فصاعدا من كتاب عمدة الطالب في أنساب آل أبي‌طالب.عمدة الطالب للداودي طبع بمبي سنة 1318 ه، ص 192:و العقب من محمد العابد بن الامام موسي الكاظم (ع) في ابراهيم المجاب وحده و منه ثلاثة رجال محمد الحائري [144] و أحمد بقصر ابن‌هبيرة و علي بالسيرجان من كرمان و البقية لمحمد الحائري بن ابراهيم المجاب. [ صفحه 115] كذا قال الشيخ تاج الدين - و أعقب محمد الحائري من ثلاثة رجال و هم الحسين شبثي و أحمد - و أبو علي الحسن بنوا محمد الحائري. فأعقب الحسين شبثي شبثة من رجلين أبي الغنائم محمد - و ميمون السخي القصير. فمن عقب أبي الغنائم محمد بن الحسين الشبثي آل شبثة - و آل فخار و منهم الشيخ علم الدين المرتضي علي بن الشيخ جلال الدين عبدالحميد ابن الشيخ شمس الدين فخار بن معد بن فخار بن أحمد بن محمد بن أبي الغنائم المذكور له عقب. و آل نزار و هم بنو نزار بن علي بن فخار بن أحمد المذكور. و من عقب ميمون القصير بن الحسين شبثه: آل وهب - و هم بنووهب بن باقي بن مسلم بن باقي بن ميمون المذكور. و آل باقي و منهم بنو باقي بن محمود بن وهب المذكور و آل الصول و هو علي بن مسلم بن وهب. و أعقب أحمد بن محمد الحائري - و يقال لولده بنوأحمد - من علي المجدور وحده.فأعقب علي المجدور من رجلين - هبة الله - و أبي‌جعفر محمد الخير العمال.فمن ولد محمد الخير العمال بن علي المجدور - آل أبي‌الفائز بالحائر. و هو محمد بن - محمد بن - علي بن - أبي‌جعفر محمد المذكور بن - علي المجدور بن - أحمد بن - محمد الحائري بن - ابراهيم المجاب. [ صفحه 116]

ترجمة الاعلام التي وردت أسمائهم في الشجرة

محمد العابد

محمد الأول الشهير بالعابد دفين شيراز بجوار روضة أخيه أحمد شاه جراغ.ذكر علي ابن عيسي الأربلي في كشف الغمة عن ارشاد المفيد محمد ابن النعمان عند ذكر أولاد الامام موسي بن جعفر سلام الله عليه قال (أحمد و محمد و حمزه لام ولد روي أن محمد بن موسي صاحب وضوء و صلاة و كان ليله كله يتوضأ و يصلي فيسمع سكب الماء و الوضوء ثم يصلي ليلا ثم يرقد سويعة ثم يقوم فيسمع سكب الوضوء فلا يزال كذلك حتي يصبح.قال الراوي: و ما رأيته قط الا ذكرت قوله تعالي (كانوا قليلا من الليل [ صفحه 117] ما يهجعون).ذكر صاحب شد الازار في حط الاوزار عن زوار المزار [145] عند ذكر أخيه أحمد بن موسي (السيد الامير أحمد بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي المرتضي رضوان الله تعالي عليهم. قدم شيراز فتوفي بها أيام المأمون بعد وفاة أخيه الرضا بطوس. و كان أجودهم جودا و أرقهم نفسا، قيل عتق ألف رقبة من العبيد و الأماء في سبيل الله تعالي. قيل أستشهد و لم يوقف علي قبره حتي ظهر علي عهد الامير مقرب الدين مسعود بن بدر فبني عليه بناء، و قيل وجد في قبره كما هو صحيحا طري المون لم يتغير و عليه قاضه سابغه و في يده خاتم نقش عليه العزة لله أحمد بن موسي فعرفوه به، ثم بني عليه الأتابك أبوبكر بناء أرفع منه ثم أن الخاتون تاشي و كانت خيرة ذات تسبيح و صلوة بنت عليه قبة رفيعة و بنت بجنبها عمارة عالية و جعلت مرقدها بجواره في سنة خمسين و سبعمائة رحمة الله عليهم أجمعين ثم ذكر محمد العابد قال: السيد محمد بن موسي يقال انه اخوه و هو مزار مبارك [146] يسكن فيه السادة الأخيار و الصلحاء الابرار [ صفحه 118] يعقد عليه النذور و فيه لرجال الغيب حضور و حبور و تاريخه يعلم من تاريخ اخيه من يتبعه و يبتغيه رحمة الله عليهم.أقول: بينما يتردد في خبر شهادتهم أو الوفاة يقول عن مشهد ابن أخيهم علي بن حمزة عند ذكر مقابر المصلي ص 120) أتي السيد علي بن حمزه بن الامام موسي بن جعفر (سلم) و نفر من أقاربه في سنة عشرين و مائتين الي شيراز متنكرين فأقاموا في كهف من جبالها و هي المغارة التي اتخذها ابن‌باكويه بعدهم لانزاوئه و خلوته و كانوا يجمعون الحطب في أيام ثم يبيعونه في يوم علي درب اصطخر فيعيشون به.أنفذ العباسيون في آثارهم جواسيس لاستطلاع أخبارهم. و لما قدر الله له الشهادة هبط يوما من الجبل و علي ظهره المباركة حزمة حطب فامتد عين بعض أعوان الظلمة اليه فعرفه و أنهي خبره الي خصي كان مأذونا من قبلهم فركب الخصي في فرسانه حتي وقف علي رأسه و كان له شامة علي جبينه فلما رآه الخصي قوي ظنه فقال له ما اسمك فقال علي قال ابن من قال حمزه قال ابن من قال موسي فنزل الظالم عن فرسه و ضرب عنقه و مر فبلغنا فيما يقال أن السيد قام و أخذ رأسه بيده و مشي الي موضع تربته الطيبة فسقط علي جنبه و بقي أياما يسمعون منه لا اله الا الله ثم دفنوه).كان لمحمد الأول العابد و جاهة و مقام عند أبيه الامام موسي بن جعفر (سلم) يكاد لا ينفك منه أو يفارقه.ذكر الخطيب أبوبكر [147] عن ادريس بن أبي‌رافع عن محمد بن موسي قال: (خرجت مع أبي الي ضياعه بسايه - واد من حدود الحجاز فيه مزارع برواية الحموي - فأصبحنا في غداة باردة و قد دنونا منها و أصبحنا [ صفحه 119] علي عين من عيون سايه فخرج الينا من تلك الضياع عبد زنجي مستذفر بخرقة علي رأسه قدر فخار يفور فوقف علي الغلمان فقال أين سيدكم قالوا هو ذاك. قال أبو من يكني قالوا أبوالحسن، قال فوقف عليه فقال يا سيدي يا أباالحسن هذه عصيدة أهديتها اليك قال ضعها عند الغلمان فأكلوا منها قال ثم ذهب فلم نقل بلغ حتي خرج علي رأسه حزمة حطب حتي وقف فقال له يا سيدي هذا حطب أهديه اليك قال ضعه عند الغلمان، وهب لنا نارا فذهب فجاء بنار، قال و كتب أبوالحسن اسمه و اسم مولاه فدفعه الي و قال يا بني احتفظ بهذه الرقعة حتي أسألك عنها قال فوردنا الي ضياعه و أقام بها ما طاب له ثم قال امضوا بنا الي زيارة البيت، قال فخرجنا حتي وردنا مكة فلما قضي أبوالحسن عمرته دعا صاعدا فقال اذهب فاطلب لي هذا الرجل فاذا علمت بموضعه فاعلمني حتي أمشي اليه فاني أكره أن أدعوه و الحاجة الي قال لي صاعدا فذهبت حتي وقفت علي الرجل فلما رآني عرفني و كنت أعرفه و كان يتشيع، فلما رآني سلم علي، و قال أبوالحسن قدم قلت لا، قال فأيش اقدمك قلت حوائج و قد كان علم بمكانه بسايه فيتبعني و جعلت أتقصي منه و يلحقني بنفسه فلما رأيت اني لا أنفلت منه مضيت الي مولاي و مضي معي حتي أتيته فقال ألم أقل لك لا تعلمه فقلت له جعلت فداك لم اعلمه فسلم عليه فقال له أبوالحسن غلامك فلان تبيعه قال له جعلت فداك الغلام لك و الضيعة و جميع ما أملك قال أما الضيعة فلا أحب أن أسلكها و قد حدثني أبي عن جدي ان بائع الضيعة ممحوق و مشتريها مرزوق قال فجعل الرجل يعرضها عليه مدلا بها فاشتري أبوالحسن الضيعة و الرقيق منه بألف دينار و أعتق العبد و وهب له الضيعة. قال (الراوي) ادريس بن أبي‌رافع فهو ذا ولده في الصرافين بمكة. [ صفحه 120]

تاج الدين ابراهيم المجاب

وقفت في مكتبة جامع السپه سالار ميرزا حسين خان في طهران علي مشجر في النسب يقول مؤلفه في الخاتمة: ثم علي يد الفقير المحتاج الي رحمة الله الملك القوي محمد هادي الحسين الحسيني الطباطبائي النسابه أصلح الله أحواله - قال عند ذكر المجاب (ابراهيم الضرير الكوفي المجاب برد السلام. يقول الشاعر من ولده:من أين للناس مثل جدي موسي أو ابنه المجاباذ خاطب السبط و هو رمس جاوبه أكرم الجوابذكر الشيخ شرف العبيدلي النسابه في مشجره الذي وقفت عليه في مكبة حرم الرضا بخراسان البيتين (من أين للناس مثل جدي). و وقفت عند كتابدار مكتبة حرم الرضا المرحوم الشيخ عماد علي نسخة عمدة الطالب بخط النسابه حسين الكتابدار لروضة مولانا أميرالمؤمنين سلام الله عليه في الغري الأقدس سنة 1095 ألف و خسمة و تسعين، يعلق في الهامش عند ذكر بعض البطون من املائه علي الأصل يقول عند ذكر المجاب: (سيد جليل القدر و سبب تسميته بالمجاب علي ما قيل انه سلم علي جده الحسين (ع) فخرج له الجواب من الضريح المقدس و هو مدفون في الحائر و له قبة و صندوق و قبته ملصقة بحايط حرم جده الحسين و قبره معروف يزار).أقول كانت تربة المجاب حتي سنة 1217 سبعة عشر و ألف و مائتين - علي ما ذكره أبوطالب بن محمد الأصبهاني في رحلته مسير طالبي - في [ صفحه 121] الصحن الشريف و عندما ألحق بالروضة الطاهرة الأروقة الثلاثة الشرقي و الغربي و القسم الشمالي، أصبح عندئذ ضريحه في الرواق الغربي حيث الشمال كما هو عليه اليوم.و ذكر ابن شدقم في الجزء الثالث من مبسوطة تحفة الأزهار في نسب السادة الأطهار: (قال السيد في الشجرة فأبوابراهيم محمد (العابد) خلف ابنين تاج الدين أبامحمد ابراهيم الضرير يعرف بالمجاب و أباجعفر أحمد الزاهد). أقول الشجرة هو كتاب: الثمرة الظاهرة من الشجرة الطاهرة [148] في أربعة أجزاء لتاج الدين محمد بن معيه الحسني النسابه.و ورد في أصل المشجر المؤلف للشاه طهماسب الصفوي و كان من محتويات مكتبة المرحوم الشيخ عبدالحسين الطهراني في كربلاء عند ذكر المجاب: (المكفوف و هو المجاب و قبره مشهور بمشهد الحسين (ع) في تربة العلويين معروف و عليه قبة).و قال السيد تاج الدين بن محمد بن حمزه بن زهرة الحسيني نقيب حلب في (غاية الاختصار في أخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار طبع مصر سنة 1310): و بنو المجاب ابراهيم قالوا سمي المجاب برد السلام و ذلك أنه دخل الي حضرة أبي‌عبدالله الحسين بن علي فقال: السلام عليك يا أبي فسمع صوت و عليك السلام يا ولدي و الله أعلم.انتزع الرشيد هارون الخليفة العباسي الامام موسي بن جعفر سلام الله عليهما من معتكفه و محراب عبادته بجوار جده المصطفي (ص) طيبه من غير أي حرم أتاه ليذيقه صنوف العذاب و يدفنه في غيابات السجون الي [ صفحه 122] البصرة ثم الي بغداد من ظلم مطموره الي ظلم مطموره. حتي أزهق نفسه و قضي عليه بالسم في رجب سنة 183 في حبس السندي بن شاهك. و دفن بوصية منه مع الأغلال التي صفد بها آماد حبسه في مقابر قريش في القسم الشمالي من مدينة المنصور ما يلي السور حذاء قطيعة أم‌جعفر ببغداد.قصد محمد العابد مع شقيقه الأمير أحمد الذي اشتهر عندما وقفوا علي ضريحه بشاه جراغ أخاهما علي بن موسي الرضا عليهماالسلام علي أثر بيعة المأمون العباسي له بولاية عهد الخلافة ليتصلا به في مرو من بلاد خراسان.و قد قضي المأمون علي الرضا بالسم في صفر سنة 203 في طوس، و أمر باستئصال شأفة الطالبيين.ذكروا أنه حرج علي هذين السيدين عن الخروج من شيراز أمدا. ثم نفذوا فيهما ما أمروا به. فأرمسوا فيها. و لهما اليوم مزار مشهور له من الشأن قيمة لا يستهان بها و سدنة و قوام.كان ابراهيم تاج الدين كما سلف بنقل المبسوطات و المشجرات ممتحنا في نفسه ضريرا مكفوف البصر. أحاطت به الخطوب و الأرزاء بصنوف ضروبه. و مزق هو و الأدنون من أهله شر ممزق لا يقر لهم قرار و لا يقلهم سقف دار. و انتشروا كأيدي سبأ اذ أصبح القتل و التشريد لهم عادة. الا أن الذي دهم الطالبيين يومئذ لم يقتصر فقط علي ازهاق نفوس الأحياء منهم أن شمل التعرض حتي لحفر أجداث الماضين من الأسلاف و عقد مجالس الخلاعة و اللهو للسخرية و الاستخفاف بهم. أورد الطبري [149] في حوادث سنة 236: ان المتوكل أمر بهدم قبر الحسين بن علي و هدم ما حوله من المنازل و الدور و أن يحرث و يبذر و يسقي موضع قبره و أن يمنع الناس من اتيانه فذكر أن عامل الشرطة نادي في الناحية [ صفحه 123] من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثناه الي المطبق فهرب الناس و أقلعوا من المسير اليه، و حرث ذلك الموضع و زرع ما حواليه. و ذكر أبوالفرج الاصبهاني في المقاتل [150] أن المتوكل بعث بالديزج - و هو يهودي النحلة. و أسلم - الي قبر الحسين و أمره بكراب قبره و محوه و اخراب كل ما حوله فمضي و هدم البناء و كرب نحو مائتي جريب فلما بلغ قبره لم يتقدم اليه أحد فأحضر قوم من اليهود و أجري الماء حوله.و أورد الطوسي في أماليه [151] عن الديزج هذا فقال: بعثني المتوكل و كتب معي الي جعفر بن محمد بن عمار القاضي اعلمك اني بعثت بالديزج ابراهيم الي نبش قبر الحسين فقف علي الأمر حتي تعرف فعل أو لم يفعل، ففعلت ما أمرت به و أخبرت ابن عمار أني ما وجدت شيئا فقال لي: أفلا عمقته قلت و ما رأيت، و قال أبوعلي العماري سألت الديزج عن صورة الأمر فقال لي: أتيت في خاصة غلماني و نبشت فوجدت بارية جديدة و عليها بدن الحسين، و وجدت منه رايحة المسك تركت البارية علي حالها و أمرت بطرح التراب و أطلقت الماء و البقر لتمخره و تحرثه فلم تطأه، و كانت اذا جاءت الي الموضع رجعت عنه.قال أبوالفرج الأصفهاني [152] حدثني الاشناني محمد بن الحسين قال: بعد عهدي بالزيارة خوفا ثم عملت علي المخاطرة بنفسي و ساعدني رجل من العطارين علي ذلك، فخرجنا زائرين نكمن النهار و نسير الليل حتي أتينا نواحي الغاضرية، و خرجنا منها نصف الليل فسرنا بين مسلحتين و قد قاموا حتي أتينا القبر فخفي علينا فجعلنا نتنسمه [153] و نتحري جهته حتي [ صفحه 124] أتيناه و قد قلع الصندوق الذي كان حواله و أحرق، و أجري الماء عليه فانخسف موضع اللبن و صار كالخندق، فزرناه و أكببنا عليه فشممنا منه رائحة ما شممت مثلها قط من الطيب، فقلت للعطار الذي كان معي أي رائحة هذه فقال: لا و الله ما شممت مثلها بشي‌ء من العطر. فودعناه و جعلنا حول القبر علامات في عدة مواضع. فلما قتل المتوكل. اجتمعنا مع جماعة من الطالبيين و الشيعة حتي صرنا الي القبر فأخرجنا تلك العلامات و أعدناه الي ما كان عليه.و أورد الطوسي في الأمالي [154] عن عبدالله بن دانيه الطوري قال حججت سنة 247 سبع و أربعين و مائتين، فلما صدرت من الحج و صرت الي العراق زرت أميرالمؤمنين علي بن أبي‌طالب علي حال خيفة من السلطان ثم توجهت الي زيارة الحسين، فاذا هو قد حرث أرضه و فجر فيها الماء و ارسلت الثيران و العوامل في الارض. فبعيني و بصري كنت أري النيران تساق في الارض فتنساق لهم حتي اذا حاذت القبر حادت عنه يمينا و شمالا فتضرب بالعصي الضرب الشديد فلا ينفع ذلك و لا تطأ القبر بوجه فما أمكنني الزيارة فتوجهت الي بغداد و أنا أقول:تا الله ان كانت امية قد أتت قتل ابن بنت نبيها مظلومافلقد أتاه بنوأبيه بمثله هذا لعمرك قبره مهدوماأسفوا أن لا يكونوا شاركوا في قتله فتتبعوه رميماذكر ابن‌الاثير في الكامل [155] : كان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي‌طالب و لأهل بيته يقصد من يبلغه عنه أنه يتولي عليا و أهله بأخذ المال و الدم. و من ندمائه عباده المخنث يشد علي بطنه تحت ثيابه مخدة يكشف [ صفحه 125] رأسه و هو أصلع يرقصه بين يديه. و المغنون يغنون: أقبل الأصلع البطين خليفة المسلمين. يحكي بذلك عليا و المتوكل يشرب و يضحك. فعل ذلك يوما و المنتصر حاضرا فأومأ الي عباده يتهدده فأمسك من صنيعه. تنبه المتوكل لذلك، فقال له المنتصر: يا أميرالمؤمنين الذي يحكيه هذا الكلب و يضحك منه الناس هو ابن عمك و شيخ أهل بيتك، و به فخرك فكل أنت لحمه و لا تطعم هذا و أمثاله. فأمر المتوكل المغنين أن يغنوا جميعا:غار الفتي لابن عمه رأس الفتي في حرامهو من ندمائه علي بن الجهم الشامي الشاعر و عمر بن فرج الرخجي و أبوالسمط من ولد مروان بن أبي‌حفصة من موالي بني‌أمية و عبدالله بن محمد بن داود الهاشمي المعروف بابن أترجه. قال أبوالفرج الاصبهاني: كان الفتح بن خاقان يحسن له القبيح في معاملته (للطالبيين). استعمل علي المدينة و مكة عمرو بن فرج فمنعهم من التعرض لمسألة الناس و هم من البر بهم لا يبلغه أحد برهم بشي‌ء و ان قل الا نهكه عقوبة و أثقله غرما.حتي كان القميص يكون بين جماعة من العلويات يصلين فيه واحدة بعد واحدة ثم يرفعنه و يجلسن علي مغازلهن عواري حواسر.كان لمجري هذه الكوارث الجافة الخشنة في سلسلة متصلة الحلقات من غير انقطاع ما يقارب الأحد عشر سنة يقرع خبر وقعه المتتالي مسامع تاج الدين ابراهيم أعظم من الصواعق المحرقة المبيدة، و هو في مخبئه رهين بيت المحبسين، في أحد زوايا الكوفة. فكأنه أصبح شأن كل ما حل ببيته و أحاط بالادنين من أهله. و ما به من شكوي الضر و نأي الدار لا قيمة له ازاء ماداهمه. و السلوي الوحيدة لتخفيف تلك الفجائع القاصمة، بطبيعة الحال الوصول الي الحفرة الطاهرة و أني ذلك له، لضخامة السياج المحيط بجهات ساحة الرمس الأقدس بالجند المسلح المزود بكامل العدة و العتاد [ صفحه 126] لمنع وصول الوافدين اليه. و ان تسني للاشناني، كان علي سبيل الصدف. فضلا عن انه كان في غني لا يحتاج من يقوده. و لا هو علوي تحيطه الرقابة اثر كل خطوة.مع ما كان من بعد أمد للخلف و شقة البين بين محمد المنتصر لما هو مجبول عليه بما ينطوي بين جوانحه من التعلق بعلي و الطالبيين مع المهيمن الحاكم بأمره أبوه المتوكل جعفر، و الحاشية المحيطة بسدة الخلافة من ندماء و مغنين و أرباب مجون و خلاعة علي صورة ملائمة دون توتر حتي يوم تهديد عباده في تقليده لعلي، و أمر المتوكل بالايقاع في فصول الغناء. كما سلف قلب الحاشية للمنتصر ظهر المجن و أعرضوا من احتشامه لما يجمعهم مع الخليفة من النصب و الشنأن لعلي (ع). فصاروا يتوسلون بكل ما من شأنه اثارة المتوكل نحو ولده محمد و يحولون و يحولون من ايداع ما يخص ولات العهود من الاستخلاف في امامة صلوة الأعياد يحبذون تقديم المعتز و يطرونه بالثناء البالغ حتي يودعه ولاية العهد.حتي ظهر بجميع معني الكلمة ما غرسوه ناميا في نفس المتوكل، فأخذ مرة يشتم المنتصر، و مرة يسقيه فوق طاقته، و مرة يأمر بصفعه و تارة يهدده بالقتل و يقول بمشهد من رجال الدولة و الحاشية: اشهدوا أني قد خلعت المستعجل سميتك المنتصر فسماك الناس المنتظر ثم صرت الآن المستعجل، و يأمر الفتح بن خاقان بلطمه و المنتصر يتذلل و لا يجديه. و بلغ أن عزم المتوكل علي قتل ولده المنتصر فاتفق مع الفتح بن خاقان أن يصيرا غدائهم لخمس خلون من شوال عند عبدالله بن محمد البازيار. و هناك يقضي علي حياة المنتصر مع وصيف وبغا وعدة من قواد الأتراك لأجل احالة اقطاعاتهم الي الفتح. و القواد الأتراك هم القوة التي كانت ترتكز عليها حياة الامبراطورية بشاسع حدودها المترامية الأطراف، مهيمنة علي شؤون الدولة حتي أنفاس الخليفة كانت منوطة برعاية حياطتهم. فلما [ صفحه 127] أصبحت حياتهم مع المنتصر علي شفا جرف الانهيار بين عشية أو ضحاها. أجمعوا لدرء ما يهددهم بسنة تنازع البقاء معاجلة المتوكل ليلا قبل أن يباكرهم نهارا.و كان المتوكل أصبح لثلاث خلون من شوال نشيطا مسرورا فرحا، دعا الندماء لمجلسه و أخذ في الشراب و اللهو و لم يزل في قصفه حتي مضي من الليل شطرا و أمسي ثملا، حيث بلغ ما احتساه و تجرعه من الخمرة أربعة عشر رطلا. دخل عليه بغا الصغير و أمر الندماء بالانصراف فلم يبق سوي الفتح و عثعث و بعض الخدم و أبواب دار الخلافة موصدة الا مدخل الشط. فأقبل بغلون و باقر و موسي بن بغا و هارون بن صوارتكين و بغا الشرابي بأيديهم السيوف المسلولة - فابتدره بغلون بضربه علي كتفه و أذنه، فأراد المتوكل الوثوب و استقبل السيف بيده فأبانها و شركه باقر فرمي الفتح بن خاقان بنفسه علي المتوكل ليقيه بعجه هارون بسيفه و اعتوره هارون و موسي بن بغا بأسيافهما و قطعاه.قضي المتوكل دور شبابه قبل أن يلي الخلافة كأقرانه من أعضاء البيت المالك علي حياة ترف بجانب من قصف و ولع بخلاعة بالغة، أن نقم أخوه الواثق عليه و أطرحه. و رفع اليه انه يتظاهر بزي المخنثين فأمر بأخذ شعر قفاه و يرمي بوجهه لتطرفه المشين.و السبب الذي ساق اليه الخلافة انكار وصيف علي حداثة سن محمد بن الواثق لعدم جواز الاقتداء به للصلاة، و المتوكل آنئذ في سروال و قميص جالس بين أبناء الأتراك غير مكترث به. قرأ عليه علي بن يحيي المنجم بين يديه في كتب الملاحم قبل قتله بأيام أن العاشر يقتل في مجلسه بحذف لفظ الخليفة فقال المتوكل: ليت شعري من هذا الشقي المقتول!و لم يقتصر لخلاعته و استهتاره ما جناه علي نفسه أن قضت عليه بسبيل انتحار فقط أن هوي بعظمة حياة الخلافة و ما كان لها من شموخ [ صفحه 128] و رفعة من حالق الي أحط دركات الحضيض بما تمهد للاتراك بعد قتله من التلاعب بمصير من تعاقبوه من الخلفاء من العزل و النصب و القتل ما شاؤوا و أرادوا، دون أي مانع و رادع. و أخذت وحدة المملكة الي الانحلال و التجزؤ مستهلا بآل الصفار و تمخض بظهور صاحب الزنج و به قارن انهيار كيان الدولة أبديا و سقوطها علي قاب قوسين.ذكر ابن‌الأثير [156] في حوادث سنة 248 كان المنتصر عظيم الخلق راجح العقل غزير المعروف راغبا في الخير جوادا كثير الانصاف حسن العشرة. أمر الناس بزيارة قبر علي و الحسين و أمن العلويين و كانوا خائفين أيام أبيه و أطلق وقوفهم ورد فدك علي ولد الحسين، و عزل صالح عن المدينة و استعمل علي، فلما دخل عليه ليودعه قال له يا علي اوجهك الي لحمي و دمي، و مد ساعده الي هذا أوجهك فانظر كيف تكون للقوم و تعاملهم يعني آل أبي‌طالب. قال أرجو أن أمتثل أمر أميرالمؤمنين ان شاء الله، قال له اذن تسعد عندي. و ورد انه أمر بالبناء علي قبر الحسين و يقام علي البناء علما كالميل عاليا ليستدل به علي موضعه لوافديه.بوغت تاج الدين ابراهيم بخير الغاء المنع و انهيار قواعد السياج و اطلاق حرية كل من يشاء زيارة الحسين و قصد حائره دون أي تعرض. فكان في طليعة الرعيل الاول ممن قصدوا كربلاء من الكوفة [157] و لما نال [ صفحه 129] من صنوف الانكار و ما أوتيه من اطلاق حرية الارادة أخذ يبث لجده الحسين لما بلغ ساحة كربلاء ما تكابد من محن و أرزاء مع أدائه لوجائب التحية و السلام. فلتسليته و الترحيب به أجابه السبط برد السلام فاختار تمضية بقية أيامه في جواره، و اتخذه لنفسه و لأعقابه من ولده محمد الثاني الذي اشتهر بالحائري وطنا و دار اقامة و سكنا من منذ بقيته الباقية من سنة 247 ليومنا هذا سنة 1369 ه. فلسلالته ألف و مائة و اثنان و عشرون سنة لم يزالوا حائزين لشرف الجوار علي اثر قصد جدهم المجاب تاج الدين ابراهيم.

ابوالفائز محمد الخامس

جاء في مناهل الضرب للاعرجي (المخطوط) عن ترجمة أبي‌الفائز: كان أبوالفائز محمد في الحائر سيدا وجيها جليل القدر شهما غيورا عفيفا، ورعا تقيا، نقي السريرة. يمتاز علي سائر العلويين الساكنين في الحائر، و يتبعه أكثر من نصف سكانه. كان بينه و بين الوجيه المعاصر له السيد محمد من ذرية محمد بن الحنفية - يعتقد السيد حسن الكليدار أنه محمد بن يحيي زحيك - خصومات و مناوشات قبيلية من أجل زعامة الحائر و نقابتها. و يقول بعد ذلك اصطفي مع خصمه العنيد، و زجر نقيب الحائر شهاب الدين أحمد الحسيني و عزله و نصب نفسه نقيبا للحائر خلفا للنقيب المعزول.(عادل).ذكر ابن‌بطوطه في رحلته [158] قال: (ثم سافرنا منها -الحلة - الي مدينة كربلاء مشهد الحسين بن علي عليهماالسلام و هي مدينة صغيرة تحفها حدائق النخيل و يسقيها ماء الفرات و الروضة المقدسة داخلها و عليها مدرسة عظيمة و زاوية كريمة، فيها الطعام للوارد و الصادر و علي أبواب [ صفحه 130] الروضة الحجاب و القومه، لا يدخل أحد الا عن اذنهم، فيقبل العتبة الشريفة و هي من الفضة و علي الضريح المقدس قناديل الذهب و الفضة و علي الأبواب أستار الحرير. و أهل هذه المدينة طائفتان، أولاد زحيك و أولاد فائز و بينهما القتال أبدا [159] و هم جميعا امامية يرجعون الي أب واحد. و لأجل فتنتهم تخربت هذه المدينة...).و من الغريب انه لم يتكتل لأبي‌الفائز من أعقاب كثيرة عندئذ - أذ كان أبوالفائز من رجال القرن السابع و ابن‌بطوطة زار كربلاء في أول القرن الثامن - الا اننا نقول لشخصيته البارزة كان ينضم و يلتحق بآله بنو عمومتهم من آل المجاب، و عددهم لا يستهان به علي ما أورد أسماءهم ابن شدقم في مبسوطه نقلا عن مشجر بن معيه الحسني النسابه.

السيد أحمد الثاني

(يقال عنه انه كان ناظر رأس العين)قال ابن عتبه الداودي في العمدة ص 308: (كان السيد شمس الدين حسين بن السيد تاج الدين هو المتولي لنقابة العراق و فيه ظلم و تغلب فأحقد [ صفحه 131] سادات العراق بأفعاله. فتوصل الرشيد الطبيب [160] و استمال جماعة من السادات و أوقعوا في خاطر السلطان من السيد تاج الدين و أولاده حكايات ردية. فلما كثر علي السلطان استشار الرشيد الطبيب في أمره و كان به حفيا، فأشار عليه أن يدفعه الي العلويين. و أوهمه أنه اذا سلمه اليهم لم يبق لهم طريق في الشكاية و التشنيع، و ليس علي السيد تاج الدين من ذلك كثير ضرر. فطلب الرشيد الطاهر جلال الدين الفقيه،ذ و كان سفاكا جريا علي الدماء، و قرر معه أن يقتل السيد تاج الدين و ولديه، و يكون له حكم العراق نقابة و قضاء و صدارة. فأمتنع السيد جلال الدين من ذلك و قال اني لا أقتل علويا قط، ثم توجه من ليلته الي الحلة. فطلب الرشيد (السيد بن أبي‌الفائز الموسوي الحائري) و أطعمه في نقابة العراق علي أن يقتل السيد تاج الدين و ولديه فأمتنع من ذلك و هرب الي الحائر من ليلته).أقول: اقتصر بالتعبير عنه بلفظ السيد مشددا دون التسمية يعرب [ صفحه 132] عن بعد صيت قيم و شهرة فائقة لابن أبي‌الفائز.يضاف الي جملة اسمه في المشجرات و المبسوطات التذكارية التي عند آله و سلالته (ناظر رأس العين) و يزعمون ان الضريح المشيد المشهور بأحمد بن هاشم في الشمال الغربي من شفاثا بمقربة من الرحالية قبره - و ابن‌هاشم عزوة لعمرو العلي هاشم بن عبد مناف جد الرسول (صلي الله عليه و آله) و ليس بأسم لابيه - و يعنون برأس العين عين ماء شفاثا، و لفظ رأس العين علي سبيل العلمية لم يطلق علي هذا العين كما تحكيه المعاجم الجغرافية العربية [161] . و ان ذكروا رأس العين أرادوا به عين الوردة الواقع بين جسر منبج و بلد خلف الموصل.في أواخر العقد الخامس من القرن الرابع عشر الهجري قصدت زيارة أحمد بن هاشم - و له مكانة عظيمة في نفوس البدو، يقدمون له النذور - و بحثت جهد المستطاع علي درك أي أثر أتوصل به الي كشف هويته، مع شديد الأسف لم أقع علي أي طائل رغما عن شدة التحري الذي بذلته. فقط أرشدوني علي بعض أمتار علي قبة مبنية علي رمس أخبروني قوامه انه قبر أخيه. و انتهي الداودي عند ذكره لهذه السلالة من آل المجاب الي جملة (آل أبي الفائز محمد بالحائر) و لم يذكر من عقبه سوي السيد عند ذكره لخبر السيد تاج الدين. و لم يذكر له أخ أو أخوة ليتسني علي ضوئه طريقا للاستدلال - ما يشفي الغليل - علي أثر هذا الضريح الذي علي مقربة منه. أما ناظر رأس العين ان اعتمدناه فلابد انه ولي النظر بشؤون ولاية عين الخابور في الدولة المغولية و لأوانئذ كان لهذا [ صفحه 133] العين و توابعه من العمران شأن من قيمة و تقدير ما لا يستهان به. و عندما هوت الخلافة العباسية من شاهق عزها و أصبح الحكم لملوك بني‌بويه في القرن الرابع الهجري، أخذ الطالبيون يشغلون جانبا من وظائف الدولة فضلا عن النقابة علي آلهم و امارة الحج و النظر في المظالم و القضاء.و في القرن الخامس احيل لابي‌تميم معد الموسوي مع النظر في نقابة الطالبيين الاشراف علي المخزن - وزير المالية - مع ما كان له من مكانة رفيعة عند أبي‌العباس أحمد الناصر لدين الله، و لداره [162] الذي كان يقيم فيه ببغداد في المقتدرية قيمة أن اتخذه الخلفاء بعده محلا للوافدين من الملوك الي سدة الخلافة. و أبوتميم معد بن الحسين بن معد الموسوي هو الذي قام بأمر الناصر الي تجديد معالم سرداب سامراء و علي باب صفة السرداب أعلام مباشرته و انجازه في سنة ست و ستمائة. و من اشراف آل المختار نقباء الغري منهم تاج الدين الحسن كان عارض الجيش [163] في الدور المستنصري. و تاج الدين محمد بن صلايا العلوي - صدر أربل [164] للدور المستعصمي حتي أن اتصل بالدور المغولي. و لم ينفكوا من اشغال المناصب في الدولة المغولية. و أشغل عز الدين ابن الموسوي العلوي نيابة رئاسة الشرطة و تاج الدين الطقطقي صدرية الحلة [165] سنة 667 ه. و نقف عند اسم السيد أبوجعفر محمد الثالث الملقب بخير العمال. و في [ صفحه 134] التسلسل بين ناظر رأس العين و تاج الدين المجاب لفظ خير العمال، من الممكن اطلاق هذه اللفظة علي أثر اشغاله لنظارة أو صدارة أو اشراف أو ما قاربهما.

السيد طعمة 1

قال ضامن بن شدقم الحسيني المدني في المجلد الثالث من (تحفة الأزهار و زلال الانهار في نسب أبناء الأئمة الاطهار) عند ذكره لعقب تاج الدين ابراهيم المجاب عند ذكره لطعمة: (و في نسخة أخري ان طعمة هو ابن أبي‌جعفر أحمد أبوطراس المذكور من غير واسطه و الله تعالي أعلم، و يقال لولده آل طعمة سادات أجلاء ذو أهل و رياسة و نقابة و عظمة و جلالة بالحائر) [166] .

السيد طعمة 2

راجع المنقول من وقفية بستان ضوي، لفظ الواقف يقول: هو يحي بن السيد طعمه النقيب. فعليه ينبغي أن يكون طعمة الثاني هو نقيب الأشراف. [يقول في ورقة وقفية بستان ضوي خارج باب بغداد الواقع للخارج من الباب في جانب اليمين الواقف سيد يحيي بن سيد طعمة النقيب علي ولده السيد ضياء الدين و علي أولاده و من بعدهم لمصالح الحضرة الحسينية (عم) سنة 1214 ه. في المتن: مجموع البستان الواقعة قريبا [ صفحه 135] من حواش القصبة في محلة آل فائز [1] من محلات قصبة كربلا.. و الحدود... و الحد الرابع طريق بغداد و فيه الباب].

السيد طعمة 3

العامل الكامل كما في ورقة وقفية الفدان. [خلاصة وقفية الفدان: يستفاد من الورقة انه في ملكية سيد طعمة (الثالث) بن سيد علم الدين مملكة الي الشيخ أحمد بن الشيخ علي النحوي حتي يوقفه الشيخ أحمد النحوي علي المولي العالم الكامل السيد طعمة بن المرحوم المبرور السيد علم دام فضله و أفضاله (عين ما في الوقفية). و تأريخ الوقفية: 15 شهر رمضان سنة 1025 ألف و خمسة و عشرون. و من فدان السادة فدان يختص بالسيد خليفة بن السيد نعمة بن السيد طعمة الواقف للفدان].

السيد نعمة الله

وقفت علي فرمان - و الفرمان عند السيد مجيد بن المرحوم السيد سلمان، و السيد نعمة الله الحلقة السابعة منه - صادر من السلطان مصطفي [ صفحه 136] الثالث العثماني في الخامس من شهر ربيع الآخر سنة 1187 سبعة و ثمانين و ألف من أسلامبول يبحث فيه عن شؤون مزرعة و عوائد خطية للسيد عباس بن السيد نعمة الله يعبر عن نعمة الله و آله السيد عباس بهذه العبارة (نقيب الاشراف نعمة الله أو علي سيد عباس).

السيد يحيي الثاني ضياء الدين (نقيب الاشراف)

وقفت في النجف الاشرف علي نسخة من عمدة الطالب [167] بخط حسين ابن‌مساعد بن حسن بن مخزوم بن أبي‌القاسم بن عيسي الحسيني الحائري، فرغ من نسخه تاسع عشر ربيع الاول سنة 893 ثلاث و تسعين و ثمانمائة و يظهر في - الصفحة الاولي مدرج سواد شهادة بصحة نسب السادة الحجوج - من الشهود: (ضياء الدين يحي طعمة الحسيني النقيب الحائري) و التاريخ التحريري لعقد عشر و ألف و مئة سنة 1109. و عند ذكر عقب و آل أحمد بن الامام موسي بن جعفر (سلم)، في الهامش الايسر يقول ما هذا لفظه: (و قد ذكر صاحب الشجرة القديمة التي هي الآن عند بعض سادات آل طعمة في مشهد كربلاء التاريخ سنة 1164 أربعة و ستين بعد المائة و الالف، التي انتخب منها شيخنا أبوالحسن مدرس الغري قدس الله رمسه مشجره). أقول: من الممكن علي سياق التاريخ سنة 1109. و سنة وفاة المنتخب سنة 1138. ان أصل المشجر القديم كان في حيازة ضياء الدين يحي الثاني النقيب - أو عند ولده الذي خلفه [ صفحه 137] في النقابة السيد نعمة الله [168] ، أو عند أعقابه الآخرين انتقل منه اليهم.وقفت قبل أعوام مضت و أظنني في الغري الأقدس علي نسخة هذا المختصر: مشجر مجرد من كل تعليق، بسيط للغاية، يكاد لا يستفاد منه سوي تسلسل الأسماء المدرجة فيه، مع صغر حجم. و الظاهر الشيخ هو المتغمد بالرحمة محمد مهدي [169] الفتوني المتوفي سنة 1138. مؤلف كتاب (ضياء العالمين) في أجزاء بقطع كبير و هو من أوقاف مكتبة المرحوم [ صفحه 138] الشيخ عبدالحسين الطهراني. اطلعت علي صفحات جزء من هذا المؤلف الجليل. فبان لي ما يتمتع به المؤلف من منيع مكانة في النقد و التحليل بأسلوب غاية في المتانة. مؤيدة بحجج قوية دامغة. و يعول و يستند علي مؤلفات فريدة قيمة تفصح بما كان لمكتبة الروضة العلوية من النفائس و الذخائر الاثرية النادرة. كانت المكتبة آنذاك تضاهي خزانتها اليوم بما تحويه من الاعلاق النفيسة و الاحجار الثمينة، ما حدث عنه و لا حرج.

السيد درويش

جاء في مناهل الضرب في أنساب العرب (مخطوط ص 565 في مكتبة العلامة أغا بزرك طهراني) عن السيد درويش ما نصه: و أما السيد درويش بن أحمد بن يحيي فكان سيدا جليلا دينا حج بيت الله الحرام ماشيا. و كان في أغلب أوقاته لا يفارق الروضة المقدسة لا ليلا و لا نهارا. و كان لا يفتر عن العبادة. (عادل).كان السيد درويش و اخوته السيد مصطفي و السيد محمد و السيد جواد [170] و ابن عمهم السيد محمد علي الكليدار أحياء في سنة ألف و مائتين و اثنين و أربعين أيام ولاية داود باشا لبغداد خلال سني محاصرة كربلاء بأمر داود باشا بزعامة المناخور. التي ابتدأت من سنة ألف و مائتين و أربعين الي سنة أربع و أربعين و المحاصرة بينها فترات.

السيد علي الثالث

في الحقيقة ان هذه الترجمة لم تنسق هكذا، و انما قد جمعتها مما كتبه المؤلف عن والده.كان رحمه الله برا تقيا، عابدا زاهدا. قد سمعت منه طاب ثراه، [ صفحه 139] انه ولد سنة جلوس ناصر الدين شاه علي العرش الفارسي و ذلك سنة 1264 هجري.و كان قد تقلد مقام أبيه في سنة 1309 ه. و قد طالت أيام سدانته للروضة الحسينية تسعة أعوام قضي معظمها داخل الحضرة الزاكية مشغولا بالصلاة و الدعاء.و كان كثيرا ما يتصدق علي الفقراء و الايتام. و توفي يوم الخميس ثالث محرم الحرام سنة 1318 هجري. و كان يوم وفاته حسن الاحوال، و قد التف حوله أعمامه ينقلون له الاخبار. و كنت في الصحن الشريف و قتئذ و لما خرج أعمامه أراد أن يدخل الحرم فوقع مغشيا عليه فما قام بعد ذلك أبدا. و دفن عند قدمي عمه العباس (ع) في حجرة من حجر الرواق. و لاشتهاره بالاعمال الخيرية و الاحسان للفقراء صار ملاذ الشعراء و مدار البلغاء يذكرونه في كل مناسبة تدعو لذلك. و للمرحوم الشيخ محمد سعيد خلف الشيخ محمود سعيد نائب كليدار الروضة الحيدرية الأسبق (و كان من سكنة كربلاء و أحد شعرائها) مهنئا المغفور له والدي السيد علي عند قدومه من حج بيت الله الحرام لسنة احدي و ثلثمائة بعد الألف الهجرية 1301 ه:بشرا فقمري التهاني غردا و عندليب البشر بالبشر شدابشر في مقدم مقدام و طأت أقدام علياه السهي و الفرقداذاك العلي ذو العلي من لم يزل يرقي من العليا الي أعلي مديخير سري قد سري بعزمه يفري الاكام حدها و الفدفدانودي من ام القري الي القري فأمها ملبيا ذاك النديفسل ردي أحرامه أهل دري أي فتي أحرم من ذاك الرديأحرم في ذاك الردي طود تقي في الحل و الاحرام بالنسك ارتديو هل دري البيت بأي ناسك طاف به و ساق للهدي الفدي [ صفحه 140] لقد زهت مناسك البيت بمن بنسكه ذو النسك و التقوي اقتديسليل من قواعد البيت بهم قامت و فيهم ركنه قد شيداكم وثن للشرك فيه نكثوا و قوموا للدين فيه عمداو بيت ربي قسما لولا هموا ما كان رب البيت يوما عبداو مذ أتم الحج فرضا سنه أكده بما به قد أكدافطاف من طيبه في مراقد في مهدها سر الوجود الحدابأشرف الرسل استطالت شرفا و آله الاشراف أعلام الهديعليهم الصلاة تتري ما سري للبيت ركب و به الحادي حدافلتهنأ الاشراف في أسني هنا بخير فذ قد تزكي محتداللناسك الأواه عبد الله كم رعي زمام عهد ود عقداببره الابرار راحت تقتفي أثرا له قد اتخذ البر رداو خص منها بالهنا خير أب لقد أبي الا العلي و السؤدداذاك الجواد من يجود كفه صير اجراد البرايا أعبداساد قبيل مجده و قد غدي فيهم بأقليد العلي مقلداطويل باع في العلي قد قصرت عنه ذوو العليا و ان طال اليدالا غرو ان ألقت له قيادها فالدهر قد ألقي اليه المقوداقلد في اقليد أسني روضة يود رضوان به لو قلدافكان خير سادن مؤتمن لكعبة الكعبة كعبة الهديلكعبة القدس التي تفضلها قدما علي الكعبة رضا ورداكعبة قدس في ثري أعتابها تري الملوك الصيد خروا سجدامختلف الاملاك أن يهبط بها فوج فمنها مثله قد صعداتضمنت سبط النبي المصطفي من قد دعي للشهداء سيداريحانة الهادي فكم قد روحت بروحها للطهر طه كبداوليهن منه خير عم علم عم الوري فضلا و ذكرا ونداأحمدهم خلائقا فحق أن سمي باسم خير جد أحمدا [ صفحه 141] شقيق مجد قد زهت رياضه حيث به خد للمعالي ورداأوفي أخ مازال في صدق الاخا يحفظ منه عهده المؤكداما عد بطش عاضد كف أخ حيث غدا ساعدها و العضدامازال ما يقفو في المعالي اثره مقتديا منه نعم المقتديذو راحة لم يحك سحب جودها جون السحاب مبرقا و مرعدافذاك يهمي وابلا اذا همي و تلك يوم الجود تهمي عسجداولتهن منه خير اسرة سري لها الفخار متهما و منجدامن تلق منهم تلق شهما باسلا موطدا لفخرها ما أصيداغيث الندي ان امحل العام وان عري ملم تلقه غيث النداقل لأمري‌ء يمم غير يمهم هل في السراب يرتجي برد الصدايا سادة ما برحت تسموا الي شم المعالي سيدا فسيدالا زلتموا تأوون في ظل حمي أبي علي محتمي مدي المديأقر منه الله غينا في هنا شبل علي حكي أباه الاسدامحمد فرقد افقه الذي طاول في افق السماء الفرقدادونكمو غراء نظم نضدت تزري بنظم العقد مهما نضداو لا يزال في بيوتات العلي بيوتكم لحن الهنا مردداو في تاريخ الحجة يقول:حج علي للبيت مبرور و الاجر عند الاله موفورقد شكر الله سعي منتسك للنسك برد عليه مزورلذلك منشي الثناء أرخه مسعي علي للبيت مشكور [ صفحه 142]

اخبار عن الحائر و زائريه في العصر العباسي الامالي للطوسي

اشاره

ثبت المؤلف هنا بعض الاخبار و الحكايات النادرة عن المشهد الحسيني و زائريه في العصر العباسي، و قد ضرب صفحا عن ذكر الاخبار المعروفة و التي سبق أن تعرض لها غيره. و يعتبر هذا الفصل ذيلا و مكملا لتأريخ الحائر الحسيني، و تفصيل لبعض النصوص التي وردت فيه بصورة مقتضبة.

كرب الرشيد لقبر الحسين

عن علي بن محمد بن مخلد الجعفي الدهان بالكوفة، قال حدثنا أحمد بن ميثم بن أبي‌نعيم [171] ، قال حدثنا يحيي بن عبدالحميد الجماني [172] أملاه علي في منزله، قال: خرجت أيام ولايت موسي بن عيسي الهاشمي في الكوفة [173] من منزلي، فلقيني أبوبكر بن عياش [174] ، فقال لي امضي بنا يا يحيي، فلم أدر من يعني، و كنت أجل أبابكر عن مراجعته، و كان راكبا حمارا له، فجعل يسير عليه و أنا أمشي مع ركابه. فلما صرنا عند الدار، المعروفة بدار عبدالله بن حازم، التفت الي فقال لي، يا ابن الجماني [ صفحه 143] انما جررتك معي و حشمتك مع أن تمشي خلفي، لأسمعك ما أقول لهذا الطاغية، قال فقلت له: من هو يا أبابكر، قال: هذا الفاجر الكافر موسي بن عيسي. فسكت عنه. و مضي و أنا أتبعه، حتي اذا صرنا علي باب موسي بن عيسي و بصر به الحاجب، و كان الناس ينزلون عند الرحبة فلم ينزل أبوبكر هناك، و كان عليه يومئذ قميص و ازار، و هو محلول الازرار. قال: فدخل علي حماره و ناداني: تعال يا ابن‌الجماني، فمنعني الحاجب، فزجره أبوبكر، و قال له: أتمنعه يا فاعل و هو معي، فتركني. فمازال يسير علي حماره حتي دخل الابواب، فبصر بنا موسي و هو قاعد في صدر الايوان علي سريره، و بجنبي السرير رجال مسلحون و كذلك كانوا يصنعون. فلما رآه موسي رحب به و أقعده علي سريره، و منعت أنا حين وصلت الي الايوان أن أتجاوزه فلما استقر أبوبكر علي السرير التفت فرآني حيث أنا واقف، فناداني: تعال ويحك، فصرت اليه و نعلي في رجلي و علي قميص و ازار، فأجلسني بين يديه فالتفت اليه موسي فقال: هذا رجل تكلمنا فيه، قال: لا ولكن جئت به شاهدا عليك. قال: في ماذا، قال: اني رأيتك و ما صنعت بهذا القبر، قال: أي قبر، قال: قبر الحسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله (ص).و كان موسي قد وجه اليه اليه من كربه و كرب جميع أرض الحاير، و حرثها و زرع الزرع فيها. فانتفخ موسي حتي كاد أن يتقد، ثم قال: و ما أنت وذا، قال: اسمع حتي أخبرك، اعلم اني رأيت في منامي كأني خرجت الي قومي بني غاضره، فلما صرت بقنطرة الكوفة أعرضني خنازير عشرة، فأعانني الله برجل كنت أعرفه من بني‌أسد، فدفعهم عني. فمضيت لوجهي فلما صرت الي شاهي [175] ظللت الطريق فرأيت هناك عجوزا [ صفحه 144] فقال لي: اين تريد أيها الشيخ؟ قلت: أريد الغاضرية [176] ، قال لي: تنظر هذا الوادي، فانك اذا أتيت آخره اتضح لك الطريق. فمضيت فلما صرت الي نينوا [177] اذ أنا بشيخ كبير جالس هناك، فقلت من أين أنت أيها الشيخ، فقال لي: أنا من أهل هذه القرية. فقلت: كم تعد من السنين. فقال: ما أحفظ ما مضي من سني عمري، ولكن أبعد ذكري اني رأيت الحسين بن علي عليهماالسلام، و من كان معه من أهله، و من تبعه يمنعون الماء الذي تراه، و لا يمنع الكلب و لا الوحوش شربه. فاستعظمت ذلك، و قلت له: ويحك أنت رأيت هذا. قال: اي و الذي سمك السماء، لقد رأيت هذا أيها الشيخ و عاينته، و انك و أصحابك هم الذين يعينون علي ما قد رأينا مما أقرح عيون المسلمين، ان كان في الدنيا مسلم.فقلت ويحك و ما هو، قال: حيث لم تنكروا ما أجري سلطانكم اليه، قال: أيكرب قبر ابن النبي، و يحرث أرضه. قلت: و أين القبر قال: ها هوذا، أنت واقف. فأما القبر، فقد عمي عن أن يعرف موضعه. قال أبوبكر بن عياش و ما كنت رأيت القبر قبل ذلك الوقت قط، و لا أتيته في طول عمري. فقلت: من لي بمعرفته، فمضي معي الشيخ حتي وقف [ صفحه 145] علي [178] حير له باب و آذن. و اذا بجماعة كثيرة علي الباب، فقلت للآذان: أريد الدخول علي ابن رسول الله (ص)، فقال: لا تقدر علي الوصول في هذا الوقت. قلت و لم؟: قال: هذا وقت زيارة ابراهيم خليل الله و محمد رسول الله، و معهما جبرائيل و ميكائيل في رعيل الملائكة كثير. قال أبوبكر بن عياش: فانتبهت و قد دخلني روع شديد و حزن و كآبة.و مضت بي الأيام حتي كدت أن أنسي المنام، ثم اضطررت الي الخروج الي بني‌غاضرة لدين كان لي علي رجل منهم. فخرجت و أنا لا أذكر الحديث حتي صرت بقنطرة الكوفة، لقيتني عشرة من اللصوص، فحين رأيتهم ذكرت الحديث و رعبت من خشيتي لهم. فقالوا لي: الق ما معك و انج بنفسك. و كانت معي ئفيقة، فقلت: ويحكم أنا أبوبكر بن عياش، و انما خرجت في طلب دين لي، و الله الله لا تقطعوني عن طلب ديني، و تضروني في نفقتي فاني شديد الاضاقة. فنادي رجل منهم: مولاي و رب الكعبة لا تعرض له. ثم قال لبعض فتيانهم كن معه حتي تصير به الي الطريق الايمن.قال أبوبكر: فجعلت أتذكر ما رأيته في المنام و أتعجب من تأويل الخنازير. حتي صرت الي نينوا، فرأيت و الله لا اله الا هو الشيخ الذي كنت رأيته في منامي بصورته و هيئته، رأيته في اليقظة كما رأيته في المنام سواء. فحين رأيته ذكرت الأمر و الرؤيا، فقلت لا اله الا الله ما كان الا [ صفحه 146] هذا الا وحيا. ثم سألته كمسألتي اياه في المنام، فأجابني ثم قال لي: امضي بنا، فمضيت فوقفت معه علي الموضع و هو مكروب، فلم يفتني شي‌ء في منامي، الا الآذن و الحير، فاني لم أر حيرا و لم أر آذنا.فاتق الله أيها الرجل، فاني قد آليت علي نفسي ألا أدع اذاعة هذا الحديث و لا زيارة ذلك الموضع و قصده و اعظامه، فان موضعا يأتيه ابراهيم و محمد و جبرائيل و ميكائيل لحقيق بأن يرغب في اتيانه و زيارته. فان أباحصين حدثني، ان رسول الله (ص)، قال: من رآني في المنام فاياي رأي. فان الشيطان لا يتشبه به. فقال له موسي: انما أمسكت عن اجابة كلامك لأستوفي هذه الحمقة التي ظهرت منك، و بالله لئن بلغني بعد هذا الوقت انك تتحدث بهذا لأضربن عنقك و عنق هذا الذي جئت به شاهدا علي. فقال أبوبكر: اذا يمنعني و الله و اياه منك، فاني انما أردت الله بما كلمتك به، فقال له أتراجعني يا عاض وشتمه. فقال له: اسكت أخزاك الله و قطع لسانك، فأرعد موسي علي سريره ثم قال خذوه، فاخذ الشيخ عن السرير، فاخذت أنا فوالله لقد مر بنا من السحب و الجر و الضرب ما ظننت اننا لا نكثر الاحياء أبدا. و كان أشد ما مربي من ذلك، ان رأسي كان يجر علي الصخرة، و كان بعض مواليه يأتيني فينتف لحيتي، و موسي يقول اقتلوهما بني كذا و كذا لا يكني، و أبوبكر يقول له: امسك قطع الله لسانك و انتقم منك، اللهم اياك أردنا، و لولد وليك غضبنا، و عليك توكلنا. فصيرنا جميعا في الحبس فما لبثنا الا قليلا، فالتفت أبوبكر و رأي ثيابي قد خرقت و سالت دمائي، فقال يا جماني قد قضينا لله حقا و اكتسبنا في يومنا هذا أجرا، و لن يضيع ذلك عند الله و لا عند رسوله. فما لبثنا الا مقدار غذائه و نومه، حتي جاءنا رسوله فأخرجنا اليه و طلب حمار أبي‌بكر، فلم يوجد فدخلنا عليه فاذا هو في سرداب له يشبه الدور سعة و كبرا فتعبنا في المشي اليه تعبا شديدا. و كان أبوبكر اذا تعب في مشيه جلس [ صفحه 147] يسيرا، ثم يقول اللهم ان هذا فيك فلا تنسه، فلما دخلنا علي موسي، و اذا هو علي سرير له فحين بصر بنا قال لا حيا الله و لا قرب من جاهل أحمق يتعرض لما يكره. ويلك يا دعي ما دخولك فيما بيننا معشر بني‌هاشم. فقال له أبوبكر: سمعت كلامك و الله حسبك. فقال له: اخرج قبحك الله، و الله لئن بلغني ان هذا الحديث شاع أو ذكر عنك لأضربن عنقك. ثم التفت الي فقال: يا كلب، وشتمني و قال اياك أن تظهر هذا فانه انما خيل لهذا الشيخ الأحمق شيطان يلعب به في منامه. اخرجا عليكما لعنة الله و غضبه. فخرجنا، و قد يئسنا من الحياة. فلما وصلنا الي منزل الشيخ أبي‌بكر و هو يمشي و قد ذهب حماره، فلما أراد أن يدخل منزله، التفت الي و قال: احفظ هذا الحديث و اثبته عندك، و لا تحدثن هؤلاء الرعاع، ولكن حدث به أهل العقول و الدين. [ صفحه 148]

زهر الاداب للحصري

زيارة منصور النمري

و أخبرني من رأي منصور النمري [179] علي قبر الحسين بن علي (رض) ينشد قصيدته، التي يقول فيها:فما وجدت علي الاكتاف منهم و لا الأقفاء آثار النصولولكن الوجوه بها كلوم و فوق حجورهم مجري السيولاريق دم الحسين و لم يراعوا و في الاحياء أموات العقولفدت نفسي جبينك من جبين جري دمه علي خد أسيلأيخلوا قلب ذي ورع و دين من الأحزان و الألم الطويلو قد رشقت رماح بني‌زياد بري من دماء بني الرسولبيثرب كربلاء لهم ديار نيام الأهل دارسة الطلولبأوصال الحسين ببطن قاع ملاعب للدبور و للقبولتحيات و مغفرة و روح علي تلك المحلة و الحلولبرئنا يا رسول الله ممن أصابك بالأذية و الذحول [180] .ذكر الخطيب في تاريخ بغداد (ج 3 ص 68) عن محمد البيذق، و كان أحسن الناس انشادا، و كان انشاده أحسن من الغناء. قال: دعاني الرشيد في عشي يوم و بين يديه طبق و هو يأكل مما فيه و معه الفضل بن الربيع، [ صفحه 149] فقال الفضل: يا محمد انشد أميرالمؤمنين ما يستحسن من مديحه فأنشدته (للنمري)، فلما بلغت الي هذا الموضع:أي امرء بات من هارون في سخط فليس بالصلوات الخمس ينتفعان المكارم و المعروف أودية أحلك الله منها حيث تجتمعاذا رفعت امرءا فالله رافعه و من وضعت من الأقوام متضعنفسي فداؤك و الابطال معلمة يوم الوغا و المنايا بينهم قرعقال: فأمر فرفع الطعام و صاح و قال هذا و الله أطيب من أكل الطعام و من كل شي‌ء. و أجاز النمري بجائزة سنية. قال محمد البيذق: فأتيت النمري فعرفته اني كنت سبب الجائزة، فلم يعطني شيئا، و شخص الي رأس عين. فأحفظني و أغاظني، ثم دعاني الرشيد يوما آخرا، فقال انشدني يا محمد، فأنشدته:شاء من الناس راتع هامل يعللون النفس بالباطلفلما بلغت الي قوله:الا مساعير يغضبون لها بسلة البيض و القنا الذابلقال: أراه يحرض علي، ابعثوا اليه من يجيئني برأسه، فكلمه الفضل بن الربيع فلم يغن كلامه شيئا، فوجه الرسول اليه فوافاه في اليوم الذي مات فيه، و قد دفن. فأراد نشره و صلبه، فكلم في ذلك، فأمسك عنه. (ثم ذكر في سبب غضب الرشيد عليه وجه آخر). [ صفحه 150]

تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي

زيارة ابن الهبارية

أنشدنا أبوعبدالله محمد البندنجي البغدادي، قال أنشدنا بعض مشايخنا ان ابن الهباريه [181] الشاعر، اجتاز بكربلاء فجلس يبكي علي الحسين (ع) و أهله، و قال بديها:أحسين و المبعوث جدك بالهدي قسما يكون الحق عنه مسائلي [182] .لو كنت شاهد كربلا لبذلت في تنفيس كربك جهد بذل الباذلو سقيت حد السيف من أعدائكم عللا وحد السمهري الذابللكنني اخرت عنك لشقوتي فبلابلي بين الغري و بابلهبني حرمت النصر من أعدائكم فاقل من حزن و دمع سابل [183] .ثم نام مكانه فرأي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، في المنام، فقال له: يا فلان جزاك الله عني خيرا، ابشر فان الله قد كتبك ممن جاهد بين يدي الحسين (ع) [184] . انتهي. [ صفحه 151] و ابن الهباريه هو الشريف أبو يعلي الهاشمي، ترجمته في ابن‌خلكان.

الامالي للطوسي

هدم المتوكل لقبر الحسين

حدثني محمد بن ابراهيم أبي السلاسل الأنباري الكاتب، قال حدثني أبوعبدالله الباقطاني، قال: ضمني عبيدالله بن يحيي بن خاقان الي هارون المعري و كان قايدا من قواد السلطان أكتب له - و كان بدنه كله أبيض شديد البياض، حتي يديه و رجليه كانا كذلك، و كان وجهه أسود شديد السواد، كأنه القير، و كان يتفقأ مع ذلك مدة، قال فلما أنس بي سألته عن سواد وجهه، فأبي أن يخبرني، ثم انه مرض مرضه الذي مات فيه، فعدت فسألته فرأيته كان يحب أن يكتم عليه، فضمنت له الكتمان. فحدثني قال: وجهني المتوكل أنا و الديزج لنبش قبر الحسين عليه‌السلام و اجراء الماء عليه، فلما عزمت علي الخروج و المسير الي الناحية، رأيت رسول الله في المنام، فقال لا تخرج مع الديزج و لا تفعل ما أمرتم به في قبر الحسين. فلما أصبحنا جاؤا يستحثوني علي المسير فسرت معهم حتي وافينا كربلا، و فعلنا ما أمرنا به المتوكل، فرأيت النبي صلي الله عليه و آله في المنام،، فقال ألم آمرك ألا تخرج معهم و لا تفعل فعلهم، فلم تقبل حتي فعلت ما فعلوا ثم لطمني و تفل في وجهي فصار وجهي مسودا كما تري، و جسمي علي حالته الأولي [185] .... قال حدثنا محمد بن سليمان، قال حدثنا عمي، قال: لما خفنا [ صفحه 152] أيام الحج [أظن من المقتضي أن تكون اللفظة حجاج الا الج] خرج نفر منا من الكوفة مستترين، و خرجت فصرنا الي كربلا و ليس بها موضع نسكنه فبنينا كوخا علي شاطي‌ء الفرات و قلنا نأوي اليه فبينا نحن فيه اذا جائنا رجل غريب فقال أصير معكم في هذا الكوخ الليلة، فاني عابر سبيل، فأجبناه و قلنا غريب منقطع به فغربت الشمس و اظلم الليل أشعلنا نفطية تشعل بالنفط، ثم جلسنا نتذاكر أمر الحسين بن علي عليهماالسلام و مصيبته و قتله و من تولاه، فقلنا ما بقي أحد من قتلة الحسين، الا رماه الله ببلية في بدنه، فقال ذلك الرجل: فأنا قد كنت فيمن قتله و الله ما أصابني سوء و أنكم يا قوم تكذبون، فأمسكنا منه، و قل ضوء النفط فقام ذلك الرجل ليصلح الفتيلة بأصبعه، فأخذت النار كفه فخرج ينادي حتي ألقي نفسه في الفرات يتعوص به، فوالله لقد رأيناه يدخل رأسه في الماء و النار علي وجه الماء، فاذ أخرج رأسه سرت النار اليه فتغوصه الي الماء ثم يخرجه فتعود اليه، فلم يزل ذلك دأبه حتي هلك [186] . [ صفحه 153]

ديوان الأبله البغدادي

اشارة

قال: و كتب الي قاضي القضاة علاءالدين الزينبي [187] يسأله عارية فرس يمتطيها الي مشهد الحسين عليه‌السلام:قل لعلاءالدين يا أكرم من فوق الثريو من يري عند النوال ضاحكا مستبشراغدا نجد ركبنا الي الحسين في السريقد ركبوا و غيبوا الخيل العتاق الضمريو ليس لي غير كعابي ان أردت السفريفانعم و نقد عاجلا لي الجواد الاشقريعارية مردودة ال يك فأفعل ما تريفلست أرجوا نيل من يحب أن يعطي الكري [188] . [ صفحه 154]

نشوار المحاضره للتنوخي

اشاره

هو المحسن بن علي بن محمد بن داود بن الفهم التنوخي أبوعلي القاضي، مات سنة أربع و ثمانين و ثلثمائة، و مولده سنة تسع و عشرين و ثلثمائة و هو صاحب كتاب الفرج بعد الشدة في مجلدين و نشوار المحاضرة. و قد اشترط فيه أنه لا يضمنه شيئا نقله من كتاب، في أحد عشر مجلد.

زيارة الحائر في الربع الاول من القرن الرابع

حدثني أبي قال: خرج الينا يوما أبوالحسن الكاتب، فقال: أتعرفون ببغداد رجلا يقال له ابن أصدق، قال: فلم يعرفه من أهل المجلس غيري، فقلت: نعم، فكيف سألت عنه فقال أي شي‌ء يفعل، قلت: ينوح علي الحسين عليه‌السلام، قال: فبكي أبوالحسن و قال: ان عندي عجوزا ربتني من أهل كرخ جدان عفيطة اللسان، الاغلب علي لسانها النبطية، لا يمكنها أن تقيم كلمة عربية صحيحة فضلا أن تروي شعرا، و هي من صالحات نساء المسلمين، كثيرة الصيام و التهجد. و أنها انتبهت البارحة في جوف الليل، و مرقدها قريب من موضعي، فصاحت بي: يا أباالحسن، فقلت: مالك، فقالت: الحقني، فجئتها فوجدتها ترعد، فقلت: ما أصابك، فقالت: أني كنت قد صليت وردي فنمت فرأيت الساعة في منامي، كأني في درب من دروب الكرخ فاذا بحجرة نظيفة مليحة الساحة مفتوحة الباب، و نساء وقوف عليه، فقلت لهم: من مات، أو ما الخبر، فأومؤا الي داخل الدار، فدخلت فاذا بحجرة نظيفة في نهاية الحسن و في صحنها امرأة شابة، لم أر قط أحسن منها و لا أبهي و لا أجمل و عليها ثياب حسنة، بياض مروي لين، و هي ملتحفة فوقها بأزار أبيض جدا، و في حجرها رأس رجل يشخب دما، فقلت: [ صفحه 155] من أنت، فقالت: لا عليك أنا فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه، و هذا رأس ابني الحسين عليه‌السلام، قولي لابن أصدق عني ينوح:لم أمرضه فأسلوا لا و لا كان مريضافانتبهت فزعة. قال: و قالت العجوز (لم أمرطه) بالطاء لانها لا تتمكن من اقامة الضاء، فسكنت منها الي أن نامت - ثم قال لي: يا أباالقاسم مع معرفتك الرجل قد حملتك الامانة، و لزمتك أن تبلغها له. فقلت سمعا و طاعة لامر سيدة نساء العالمين.قال: و كان هذا في شعبان و الناس اذ ذاك يلقون جهدا جهيدا من الحنابلة اذ أرادوا الخروج الي الحاير، فلم أزل أتلطف حتي خرجت فكنت في الحاير ليلة النصف من شعبان. فسألت عن ابن أصدق، حتي رأيته، فقلت له: أن فاطمة عليهاالسلام تأمرك بأن تنوح بالقصيدة:لم أمرضه فأسلوا لا و لا كان مريضاو ما كنت أعرف القصيدة قبل ذلك. قال فانزعج من ذلك، فقصصت عليه و علي من حضر الحديث، فأجهشوا بالبكاء، و ما ناح تلك الليلة الا بهذه القصيدة و أولها:أيها العينان فيضا و استهلا لا تغيضاو هي لبعض الشعراء الكوفيين، وعدت الي أبي‌الحسن فأخبرته بما جري.قال أبي و ابن عياش: كانت ببغداد نائحة مجيدة حاذقة تعرف بخلب، تنوح بهذه القصيدة فسمعناها في دور بعض الرؤساء لان الناس اذ ذاك كانوا لا يتمكنون من النياحة الا بعز سلطان - أو سرا لاجل الحنابلة و لم يكن النوح الا مراثي الحسين و أهل البيت عليهم‌السلام [ صفحه 156] فقط من غير تعريض بالسلف، قال: فبلغنا أن البربهاري [189] . قال: بلغني أن نائحة يقال لها خلب، تنوح أطلبوها فاقتلوها [190] .

الفرج بعد الشدة للتنوخي

قال وجدت في دفتر عتيق عن بعضهم، قال: خرجت الي الحاير أيام الحنبلية [191] أنا و جماعة مختفين، فلما صرنا في أجمة بر (كذا و أظن انها برس) قال لي رفيق لي منهم يا فلان: ان نفسي تحدثني ان السبع يخرج فيفترسني من بين الجماعة، فأن كان ذلك فخذ حماري و ما عليه فأده الي عيالي في منزلي، فقلت له: استشعار يجب أن تتعوذ بالله منه. و تضرب عن الذكر فيه، قال فما مضي علي هذا الامر الا يسيرا حتي خرج الاسد فحين رآه الرجل سقط عن حماره يتشهد، و قصده الاسد من بين الجماعة، فأخذه و دخل به الاجمة، و سقت الحمار و أسرعت مع القافلة و بلغت الحائر وزرنا و رجعنا الي بغداد و استرحت في بيتي يوما أو يومين، ثم أخذت الحمار و جئت به الي منزله لاسلمه الي عياله فدققت الباب فخرج الي الرجل بعينه، فعانقني و بكا و بكيت و قلت حديثك، فقال ان السبع ساعة أخذني و جرني الي الاجمة، و أنا لا أعقل أمري، سمعت [ صفحه 157] صوت شي‌ء و رأيت السبع قد خلاني و مضي ففتحت عيني فاذا الذي سمعته صوت خنزير، و اذا السبع لما رآه عن له أن يتركني و مضي فصاده و برك عليه يفترسه و أنا اشاهده الي أن فرغ منه ثم رجع السبع من الاجمه و غاب عن عيني، فسكنت و تأملت حالي فوجدت مخالبه قد وصلت الي فخذي قليلا و قوتي قد عادت. فقلت لاي شي‌ء جلوسي، فقمت اتسحب في الاجمه أطلب الطريق، فأذا بجيف ناس و بقر و عظام بالية و أثر من افترسهم الاسد فمازلت اتخطاها حتي انتهيت الي رجل قد أكل الاسد بعض جسده و بقي أكثره و هو طري و في وسطه هميان قد تخرق بعضه و ظهرت منه دنانير فتقدمت فجمعتها و قطعت الهميان، و أخذت جميع الدنانير، و تتبعتها حتي لم يفتني منها شي‌ء، و قويت فضل قوة فاسرعت في المشي و طلبت الجاده فوقفت عليها و اقمت أمشي الي بعض القري و استأجرت حمارا وعدت الي بغداد و لم أمض الي الزيارة لاني خشيت أن يسبقوني و يذكرون خبري فيصير عند عيالي مأتم، فسبقتكم و أنا اعالج فخذي و اذا من الله عزوجل بالعافية عدت الي الزيارة. و حدثني بهذا الحديث غير واحد من أهل بغداد [192] .

نشوار المحاضرة للتنوخي

اشارة

حدثني أبوالحسين بن عياش، قال أخبرني صديق لي أنه خرج الي الحاير ليزول فأجتاز في طريقه بموضع قريب من الاعراب، و هم نزول. فحط رحله، و نزل و جلس يأكل هو و غلمانه فوقف به بعض الاعراب يستطعم. قال: فقلت له أجلس حتي تأكل و ندفع اليك نصيبا فجلس قريبا منا، فأذا بغراب قد طار قريبا منه و صاح صياحا متتابعا، [ صفحه 158] فقام الاعرابي يرجمه و يقول: كذبت يا عدو الله، قال فقلنا له: ما الحبر يا أعرابي، قال، فقال: يقول الغراب انكم ستقتلونني و أنتم تريدون أن تطعموني فكذبته في خبره، قال فاستحمقناه، و تممنا أكلنا و كان في السفرة سكين بزماورد عظيمة حادة أنسيناها في السفرة فجمعنا السفرة بما فيها و قلنا للأعرابي خذها و فرغ ما فيها و أردد السفرة فجمعها بما فيها، و شالها، فضرب بها ظهره بحمية من فرحه بتمكيننا اياه من جميع ما فيها فخرجت السكين بحدتها فدخلت بين كتفيه فخر صريعا، يصرخ: صدق الغراب لعنه الله مت و رب الكعبة، فخشينا أن يصير لنا مع الاعراب قصة، فتركنا السفرة و قمنا مبادرين فاختلطنا بالقافلة حتي لا نعرف و تركناه يتشحط في دمائه، و لا نعلم هل عاش أو مات [193] .

ارشاد الاريب لياقوت

ورود تابوت أبي العباس الملقب بالكافي الاوحد

و ورد تابوت أبي‌العباس الي بغداد مع أحد حجابه، و كتب ابنه الي أبي‌بكر الخوارزمي شيخ أصحاب أبي‌حنيفة يعرفه انه وصي بدفنه في مشهد الحسين بن علي رضي الله عنهما. و يسأله القيام بأمره، و ابتياع تربة له. فخاطب الشريف طاهر، أباأحمد في ذلك، و سأله أن يبيعهم تربة بخمسمائة دينار. فقال: هذا رجل التجأ الي جوار جدي و لا آخذ لتربته ثمنا و كتب نفس الموضع الذي طلب منه. و أخرج التابوت الي براثا. و خرج الطاهر أبوأحمد و معه الاشراف و الفقهاء، و صلي عليه و أصحب خمسين رجلا من رجاله حتي أوصلوه و دفنوه هنالك. و قد مدحه مهيار بقصايد منها: [ صفحه 159] أجيراننا بالغور و الركب منهم أيعلم خال كيف بات المتيمرحلتم و عمر الليل فينا و فيكم سواء ولكن ساهرون و نومفيا انتم من ظاعنين و خلفوا قلوبا ابت ان تعرف الصبر عنهمتفوق الوجوه الشمس و الشمس فيهم و يسترشدون النجم و النجم منهمأناشد نعمان الاحايين عنهم كفي حيره مستفصح و هو أعجمو لما دني التوديع ممن أحبه و لم يبق الا نظرة تتعثمبكيت علي الوادي فحرمت مائه و كيف يحل الماء اكثره دمو نفرت بالانفاس عني حدوجهم كأن مطاياهم بهن توسم [194] .و هو ابوالعباس الملقب بالكافي الاوحد الوزير بعد الصاحب ابي‌القاسم بن عباد لفخرالدولة أبي‌الحسن علي بن ركن الدولة بن بويه. مات في صفر سنة 399 ببروجرد من أعمال بدر بن حسنويه.

قصيدة الصابي بتهنئة عضدالدولة عند عودته من الزيارة

انفذ الصابي أبواسحق ابراهيم بن هلال من السجن بقصيدته اللامية بالتهنئة عن قدوم عضدالدولة من الزيارة عرضت عليه في وقت كان عبدالعزيز بن يوسف غير حاضر فيه، فقرأها ثم رفع رأسه الي والي عبدالله بن سعد، و كنت آمنه عليك، و اعلم ان اعتقاده يوافق اعتقادي فيك فقال، و قد طال حبس هذا المسكين و محنته فقبلت أنا و هو الارض عند ذلك، فقال لنا: كأنكما تؤثران أطلاقه. قلنا: ان من أعظم حقوقه علينا و ذرائعه عندنا. أن عرفناه في خدمتك و خالطناه في أيامك. قال: فاذا كان هذا رأيكما فيه فانفذا و افرجا عنه و تقدما اليه عنا بملازمة منزله الي أن يرسم من يمثله و القصيدة الذي هنأه بها عند عودته من الزيارة [ صفحه 160] [زيارة المشهدين، الحائري و الغروي]:أهلا بأشرف أوبة و أجلها لاجل ذي قدم يلاذ بنعلهاشاهنشاه تاج ملته التي زيدت به في قدرها و محلهايا خير من زهت المنابر بأسمه في دولة علقت يداه بحبلهاو أقمت فينا سيرة عضدية هيهات لا تأتي الملوك بمثلهايردي غوي فاجر في بأسها و يعيش بر صالح في فضلهامولاي عبدك حالف لك حلفة يعيي مناكب يذبل عن حملهالقد انتهي شوقي اليك الي التي لا أستطيع أقلها من ثقلهاطوبي لعين أبصرتك و من لها بغبار دارك جازيا عن كحلهالو بعتني بجميع عمري لفظة أو لحظة بالطرف لم أستغلهااتري أمر بخطرة من بالها أتري أعود الي كثافة ظلهالي ذمة محفوظة في ضمنها و وثائق محروسة في كفلهاو اذا رأيت سحائبا لك ثرة تروي النفوس الحائمات بهطلهالا في الرجال النافعين بوبلها كلا ولا في القانعين بطلهاقابلت بالزفرات هبة ريحها و حكيت بالعبرات درة سجلهافلو ان عيني راهنت بدموعها يمناك في السقيا لفزت بخصلها [195] .

حديث الناشي‌ء

اشارة

كان الناشي‌ء [196] (علي بن عبدالله بن وصيف الحلاء) قليل البضاعة في الادب قئوما بالكلام و الجدل يعتقد الامامة و يناظر عليها بأجود عبارة، فاستنفد عمره في مديح أهل البيت حتي عرف بهم و أشعاره فيهم لا تحصي [ صفحه 161] كثرة. و مولده سنة 271 و مات لخمس خلون من صفر سنة 365 تتبع ابن بقية وزير بختيار بن معزالدولة الديملي جنازته ماشيا و أهل الدولة كلهم، و دفن في مقابر قريش، و قبره هناك معروف قال الناشي‌ء أدخلني ابن‌رائق علي الراضي بالله و قال لي: أنت الناشي‌ء الرافضي. فقلت: خادم أميرالمؤمنين الشيعي فقال: من أي الشيعة قلت: شيعة بني‌هاشم. فقال: هذا خبث، حيلة. فقلت: مع طهارة مولد. فقال هات ما معك. فأنشدته. فأمر أن يخلع علي عشر قطع ثيابا، و أعطي أربعة آلاف درهم فأخرج الي ذلك و تسلمته، وعدت الي حضرته و قبلت الارض و شكرته و قلت أنا ممن يلبس الطيلسان. فأمر لي به مع عمامة خز، فقال أنشدني من شعرك في بني‌هاشم فأنشدته:بني‌العباس ان لكم دماء أراقتها أمية بالذحولفليس بها شمي من يوالي أمية و اللعين أبازبيلو كان يعمل الناشي‌ء الصفر و يخرمه و له فيه صنعة بديعة، قال و من عمله قنديل بالمشهد بمقابر قريش مربع غاية في حسنه. (الناشي‌ء) قال كنت بالكوفة في سنة 325 و أنا أملي شعري في المسجد الجامع بها و الناس يكتبونه عني و كان المتنبي اذ ذاك يحضر معهم و هو بعد لم يعرف و لم يلقب بالمتنبي فأمليت القصيدة التي أولها:بآل محمد عرف الصواب و في أبياتهم نزل الكتابو قلت فيها: -كان سنان ذابله ضمير فليس عن القلوب له ذهابو صارمه كبيعته بخم مقاصدها من الخلق الرقابفلمحته يكتب هذين البيتين.حدث الخالع.. قال كنت مع والدي في سنة 346 و أنا صبي في [ صفحه 162] مجلس الكبوذي في المسجد الذي بين الوراقين و الصاغة و هو غاص بالناس. و اذا رجل قد وافي و عليه مرقعة و في يده سطيحة، و ركوه و معه عكاز و هو شعث، فسلم علي الجماعة بصوت يرفعه. ثم قال أنا رسول فاطمة الزهراء صلوات الله عليها. فقالوا: مرحبا بك و أهلا و رفعوه فقال أتعرفون لي أحمد المزوق النائح. فقالوا ها هو جالس، فقال: رأيت مولاتنا عليها السلام في النوم فقالت لي امض الي بغداد و أطلبه و قل له نح علي ابني بشعر الناشي‌ء الذي يقول فيه:بني‌أحمد قلبي لكم يتقطع بمثل مصابي فيكم ليس يسمعو كان الناشي‌ء حاضرا فلطم لطما عظيما علي وجهه و تبعه المزوق و الناس كلهم و كان أشد الناس في ذلك الناشي‌ء ثم المزوق ثم ناحوا بهذه القصيدة في ذلك اليوم الي أن صلي الناس الظهر و تقوض المجلس و جهدوا بالرجل أن يقبل شيئا منهم. فقال: والله لو أعطيت الدنيا ما أخذتها فأنني لا أري أن أكون رسول مولاتي عليهاالسلام ثم أخذ عن ذلك عوضا. و انصرف و لم يقبل شيئا. قال و من هذه القصيدة و هي بضعة عشر بينا:عجبت لكم تفنون قتلا بسيفكم و يسطو عليكم من لكم كان يخضعكأن رسول الله أوصي بقتلكم و أجسامكم في كل أرض توزعو حدث الخالع قال: اجتزت بالناشي‌ء يوما و هو جالس في السراجين فقال لي قد عملت قصيدة و قد طلبت و أريد أن تكتبها بخطك حتي أخرجها فقلت أمضي في حاجة و أعود، و قصدت المكان الذي أردته و جلست فيه فحملتني عيني فرأيت في منامي أباالقاسم عبدالعزيز الشطرنجي النائح. فقال لي: أحب أن تقوم فتكتب قصيدة الناشي‌ء البائية فأتا قد نحنا بها البارحة بالمشهد و كان هذا الرجل قد توفي و هو عائد من الزيارة. فقمت و رجعت اليه، و قلت هات البائية حتي أكتبها فقال من أين [ صفحه 163] علمت أنها بائية و ما ذكرت بها أحدا فحدثته بالمنام فبكي و قال لا شك أن الوقت قد دنا فكتبتها، فكان أولها:رجائي بعيد و الممات قريب و يخطي‌ء ظني و المنون نصيب [197] . [ صفحه 165]

الملاحق و المستدركات

تعميرات الحائر الحسيني من أواخر القرن الثالث عشر الي الوقت الحاضر

اشاره

1- قام السيد كاظم الرشدي بتجديد المسجد الواقع في القسم الشرقي من الصحن الحسيني.2- و في سنة 1281 ه قامت والدة السلطان عبدالحميد العثماني بتشييد خزان لشرب الماء في الجهة الجنوبية الشرقية من الصحن الحسيني. و قد أرخ هذا البناء أحد الشعراء بقوله:سلسبيل قد أتي تأريخه أشرب الماء و لا تنسي الحسينو هناك خزانان آخران للماء في الصحن الحسيني، أنشأ احدي تينك الخزانين الحاج حبيب الحافظ مقابل الخزان السالف الذكر، و الآخر شيد في مدخل باب القبلة سنة 1322 ه.3- و في سنة 1296 ه غطي الجدار الغربي من الحضرة المطل علي الصحن بالقاشاني النفيس و يوجد تأريخ اتمام العمل في الايوان البديع الخارج منه المقابل للضريح المقدس و هذا الايوان آية من آيات الفن المعماري الاسلامي، يزدان بعقد بديع تتدلي منه المقرنصات ذات الاشكال الهندسية الرائعة و في أسفلها في القاشاني صورة تاج محلي بالزبرجد و الياقوت، و أسفل هذه توجد قصيدة عصماء للشاعر الكبير الشيخ محسن أبوالحب (المتوفي سنة 1305 ه) كتبت علي القاشاني بخط فارسي بديع، مطلعها:الله اكبر ماذا الحادث الجلل لقد تزلزل سهل الارض و الجبلهذه الزفرات الصاعدات اسي كأنها شعل ترمي بها شعلكأن نفحة صور الحشر قد فجئت فالناس سكري و لا خمر و لا ثمل [ صفحه 166] قامت قيامة أهل البيت و انكسرت سفن النجاة و فيها العلم و العملجل الاله فليس الحزن بالغه لكن قلبا حواه حزن جللمن التجا فيه يسلم في المعاد ومن يجحده يندم و لم يرتع له عملقف عنده و أعتبر ما فيه أن به دين الاله الذي جائت به الرسلحتي يقول:مهلا أمية ان الله مدرك ما أدركتموه فلا تغرركم المهلهناك يعلم من لم يدر حاصلها أي الفريقين منصور و منخذلفيه الحسين الذي لا خلق يعدله و فيه نوح و من حنت له الابلموسي و عيسي و ابراهيم قبلهما و هل تعادل بالرضراضة الحبل4- في سنة 1297 قام السيد جواد السيد حسن آل طعمة (سادن الروضة الحسينية) بفتح نوافذ من قاعة القبة التي علي الضريح الاقدس بقصد اضائة و تهوية الحرم.5- و في سنة 1309 تبرع تاجر من أهالي شيراز يدعي عبدالجبار بأكساء النصف الاعلي من المأذنة الشرقية و جميع المأذنة الغربية بالذهب الابريز.6- في 1931 - 11 - 28 م جري تعمير مخزن الامانات (الخزنة).7- و في 1931 - 12 - 15 م: جري تذهيب القسم الاسفل من المأذنة الشرقية من قبل أحد المتبرعين الهنود.8- سنة 1936 م هدمت مأذنة العبد. راجع الفصل الخاص بوصف المشهد الحسيني.9- و في سنة 1945 م: قام السيد محمد آقا الايراني بتجهيز المرمر اليزدي لجدران الحرم الشريف (الازاره) و في نفس السنة جري [ صفحه 167] دفنت جميع السراديب، في أروقة الحرم و الايوان القبلي بالاسمنت، و منع الدفن بها رسميا.10- و في سنة 1946 م: جري توسيع مداخل الحرم الشريف، و بناء أسس القبة بالاسمنت المسلح، و كذلك تجديد توازير جميع جدران الحرم و الاروقة بالطابوق و الاسمنت.11- سنة 1947 م: جري تجديد قسم من مرايا السقوف داخل الحرم بواسطة لجنة التعميرات.12- و في سنة 1948 م: جري تبليط أرضية الحرم الشريف بالرخام البلجيكي من قبل السيد طاهر سيف الدين.13- في سنة 1948 م: جري تجديد الكتيبة القرآنية بالكاشي داخل الحرم.

ترميم صندوق الخاتم

14- و في سنة 1365 ه قام المتبرع المرحوم محمد فولاد زري الايراني، بترميم و اصلاح الجزء المحروق من صندوق الخاتم الذي علي الرمس الطاهر. و بنصب الالواح الزجاجية داخل اطارات مصنوعة من خشب الساج المطعم بخشب النارنج. و قد جري عند اتمامه احتفال عظيم.و أصل هذا الصندوق هو هدية من كريمة السلطان حسين الصفوي - زوجة نادر شاه - سنة 1133 كما تشير اليه الكتيبة الموجودة علي الصندوق في الجهة الامامية و لا يثمن هذا الصندوق لنفاسته فقد زخرف بأشكال هندسية غاية في الروعة مطعمة بالعاج. [ صفحه 168] و علي أثر غارة الوهابيين سنة 1216، أصاب الصندوق خدوش و احتراق في بعض جوانبه، فاكسي بطبقات نحاسية و فضية، و برقع بستائر حريرية. و بقي محفوظا حتي سنة 1365. و يوجد في أسفل الصندوق قرب الباب كتيبة بخط صالح الگلگاوي تشير الي ذلك.

ترميم الجبهة الشرقية من الصحن

15- و في سنة 1948 بمناسبة فتح شارع الحائر المحيط بالصحن الشريف، من قبل متصرف كربلاء السيد عبدالرسول الخالصي، تشكلت لجنة برئاسة السادن السيد عبدالصالح السيد عبدالحسين الكليدار و عضوية كل من السيد محمد حسن ضياء الدين سادن الروضة العباسية و السيد حسن نقيب أشراف كربلاء و السيد عبدالرزاق الوهاب، و الحاج محمود القنبر و السيد أحمد و في الرشدي و الحاج محمد الشيخ علي، لجمع تبرعات بمبلغ 20000 دينار لغرض توسيع الصحن من الجهة الشرقية، بضم الاملاك التي استملكتها البلدية الي الصحن الشريف بسعر بدل [ صفحه 169] الاستملاك، و قد تم ذلك فعلا نتيجة للجهود و المساعي الحميدة التي بذلها المتصرف الآنف الذكر لهذه الغاية.

ابواب الصحن الحسيني

16- تم في سنة 1948 م فتح ثلاثة أبواب جديدة للصحن الشريف، و يجدر بنا قبل الكلام عن هذه الابواب ذكر أبواب الصحن الحسيني القديمة لاسيما و ان المؤلف لم يتعرض لذكرها. فنقول: ان للصحن الحسيني ستة أبواب قديمة مصنوعة كلها من الاخشاب الفاخرة و تعلو كل منها عقادة من القاشاني البديع المزخرف و تزوقها آيات قرآنية أو أبيات شعرية. و تقع علي جانبي مداخلها مقابر بعض العلماء و السادات. و هي:1- باب القبلة: و يقع في الوجه القبلي للحضرة في منتصف الضلع الجنوبي منه و يبلغ طول برج مدخلها 15 م، و عرض قاعدتها 8 م. أما الباب فيبلغ ارتفاعها حوالي 5 ر 5 م و عرضها ثلاثة أمتار و نصف متر. و يعتبر بنائها أقدم من الابواب الاخري في الحائر. و قد رفعت هذه الباب حديثا. و نصب في محلها باب جديدة. ضخمة مزخرفة بالحفر البارز. و تحيط اطاراتها زخارف نباتية معمولة من الخشب و قد زوقة أعلاها بأبيات شعر بالفارسية نقشت بالميناء و الفضة. و هذه الباب أكبر من سابقتها. و قد نصبت في النصف من شعبان سنة 1385 ه و هي مهداة من قبل خالق زادكان.2- باب الزينبية: و يقع في الجهة الغربية من الصحن. و قد سمي بهذا الاسم. لانه يؤدي بالخارج من الصحن الي (تل الزينبية).3- باب السلطانية: و يقع في الجهة الغربية أيضا. و قد سمي بهذا الاسم نسبة الي مشيدها أحد سلاطين آل عثمان و تقارب أبعادها أبعاد باب الزينبية. [ صفحه 170] 4- باب السدره: و يقع في زاوية الحصن المطهر من الجهة الشمالية الغربية و قد نقلت لها مؤخرا باب القبلة و نصب في مدخلها. و هي مهداة من قبل خالق زادكان.5- بابي الصحن الصغير: و كانتا قبل فتح الشارع المحيط ب (الحائر) من الجهة الشرقية و قد بقت منه باب واحدة فقط. المسماة ب (باب الشهداء) و قد خط في الكاشي الذي فوق الباب من الخارج هذه الابيات:أباالشهداء حسبي فيك منجي يقيني شر عادية الزماناذا ما الخطب عبس مكفهرا وجدت ببابك العالي أمانيو ها انا قد قصدتك مستجيرا لا بلغ فيك غايات الامانيفلا تردد يدي و أنت بحر يفيض نداه بالمنن الحسان6- باب قاضي الحاجات: و يقع في الجهة الشرقية الصحن الشريف - في مقابل سوق العرب - و هي من الابواب القديمة. تحلي جبهتها الخارجية زخارف من القاشاني النفيس.أما الابواب التي نحن بصددها فهي: -7- باب الرأس الشريف و يقع بين باب الزينبية و باب السلطانية في الضلع الغربي من الصحن الشريف. و قد انفذ هذا الباب من الايوان الناصري أو الحميدي. و هو ايوان معقود بديع الشكل جميل الزخرفة يحليه القاشاني المقر نص و تحيطه كتائب قرآنية و أبيات شعرية ارخت بسنة 1309. و يبلغ ارتفاعه حوالي 15 مترا و طول قاعدته السفلي 8 م و عرضها 5 م و هناك ساعة دقاقة كبيرة فوق برج الباب.8- باب الكرامه: يقع في الزاوية الشمالية الشرقية من الصحن الشريف و هي معقودة بالقاشاني الجميل أيضا و عليها كتائب قرآنية و أشعار فارسية. [ صفحه 171] 9- باب الرجاء: و يقع في الزاوية الجنوبية من الصحن الشريف.10- و في سنة 1960 م: قامت لجنة التعميرات بفتح باب جديدة للروضة الشريفة باسم باب (الصالحين) في الجهة الشمالية من الصحن الشريف. و يقع هذا الباب في ايوان ميرزا موسي الوزير. و يجري الآن تغليف جدرانها الداخلية و عقودها بالكاشاني النفيس.11- و في سنة 1949 م: تبرع الحاج محمد حسين الكاشاني ب(23) طن من الرخام اليزدي المصقول لجدران الحرم و الاروقة.12- و في سنة 1949 م: جددت بعض أبواب الحرم الشريف و جميع أبواب حجرات الصحن بالخشب الصاج الفاخر من قبل لجنة تعميرات الروضة.13- و في سنة 1950 م قام السيد صبري الخطاط بكتابة الكتيبة القرآنية علي الكاشي في الحرم الشريف و مسجد الحرم.14- و في سنة 1950 م أيضا جري بناء الجبهة الشرقية التي اضيفت للروضة و بناء الاواوين و عقدها بالكاشاني النفيس. [ صفحه 172] 15- و في سنة 1951 م: رفعت القطع المذهبة من القبة لغرض اعادة بنائها بصورة متقنة. فوجدت اللجنة ان القبة في حالة تصدع و يلزم رفعها لا عادة بنائها مجددا. فجري رفعها حتي الكتيبة القرآنية و أعيد بنائها و اكسائها بنفس تلك القطع الذهبية بعد تجديد القسم المستهلك منها.16- و في سنة 1953 م: جري تجديد مرايا سقوف الحرم الشريف و الاروقة بأكملها.17- في سنة 1953 م: عقدت مقاولة مع السيد حسين السيد عبدالرحيم الاصفهاني بتجهيز كاشي من اصفهان الي الروضتين الحسينية و العباسية بعد أن ظهر للجنة ان الكاشي الموضوع محليا لا يبقي علي نقائه و ثبات ألوانه بسبب الاملاح الموجودة في التربة.18- و في سنة 1953 م: جري تذهيب القسم العلوي من الايوان القبلي للروضة الشريفة بواسطة لجنة التعمير.19- و في سنة 1963 قامت لجنة التعميرات بجلب الرخام الايطالي [ صفحه 173] لا كساء الجدران الخارجية المحيطة بالحرم الشريف من جهة الصحن.20- و في سنة 1964 قامت لجنة التعميرات بتعلية الاواوين المعقودة في الجهة الشمالية من الصحن لكي تكون بمستوي أواوين الجهة الشرقية و قد غفلت بالقاشاني الايراني البديع.21- و في سنة 1964 حضر المتبرع قنبر رحيمي متعهد معادن ايران و أظهر رغبته بتقديم أعمدة من الرخام الفاخر بقطعة واحدة للايوان القبلي الكبير (الذهب) و كذلك رخام لجبهة الايوان المطلة علي الصحن. حيث ان الأيوان القبلي مسقف بالخشب و قد اثرت فيه حشرة الارضه و الرطوبة و سوف تقوم لجنة التعميرات برفعه و تجديده حالما تصل أعمدة المرمر الي كربلاء. و لتبليط أرضيته مجددا بالمرمر الايراني. و كذلك اكساء جدران المذبح بالمرمر.عبدالصالح الكليدارسادن الروضة الحسينية [ صفحه 174]

تعريف بالمصادر الفارسية التي اعتمد عليها المؤلف

اشاره

رأينا تعميما للفائدة أن نعرف تعريفا (خاطفا) بالمصادر الفارسية التي عول عليها المؤلف في كتابه التي استفاد منها قليلا أو كثيرا. و قد عولت في عرضي لها علي ما كتبه المؤلف عنها و علي الموسوعات القاموسية التي تبحث في الكتب و الكتاب، و في طليعتها موسوعة الشيعة الكبري (الذريعة الي تصانيف الشيعة) ثم كشف الظنون لحاجي خليفة و تأريخ الادب في ايران لبراون (الترجمة الفارسية المجلد الرابع). و دائرة المعارف الاسلامية (الترجمة العربية) و غيرها كثير.

تأريخ جهان كشاي الجويني

تأليف علاءالدين عطاء ملك بن محمد الجويني مؤرخ و وال من ولاة الفرس، و كتابه هذا تأريخ للمغل و السلاطين الخوارزمشاهية و الملاحدة و الاسماعيلية و باقي الوقائع الي سنة 656 ثم يضيف لها تكملة تأريخ المغل حتي القضاء علي الحشاشين و معظم مضانه في التكملة مفقودة اليوم... و يعد تأريخ الجويني مثالا فريدا في اسلوبه و من أعظم مصادر تأريخ المغل. و قد طبع الميرزا محمد خان القزويني الجزء الثالث منه مع ذيل الخواجه نصيرالدين في ليدن، ثم أعاد طبعه السيد جلال الطهراني في طهران. و قد اعتمد المؤلف علي الطبعة الثانية.

تأريخ وصاف

تأليف عبدالله بن فضل الله المعروف ب (وصاف الحضره). ألفه في حدود سنة 712 ه و يعتبر ذيلا لتأريخ جهانكشاي الجويني. و هو في تأريخ المغل أيضا الا أن أسلوبه قديم و غير جيد و أقل بكثير من أسلوب الجويني، و قد استفاد المؤلف من النسخة المطبوعة في بومبي. [ صفحه 175]

نزهة القلوب

تأليف حمدالله المستوفي القزويني، من أشهر مؤرخي و جغرافيي ايران في القرن الثامن، و يزعم ان نسبه يرتقي الي الحر بن يزيد الرياحي. و كتابه هذا في المسالك و الممالك و هو الي الجغرافية أقرب منه الي الكتب التي يكتبها الرحالون في وصف ما يشهادون. ألفه سنة 740. و النسخة التي أفاد منها المؤلف هي النسخة التي طبعت سنة 1310 طبع حجر في بومبي. و هي طبعة سقيمة كثيرة الاغلاط.

تزوكات تيموري

و يعرف أيضا ب (واقعات تيموري). و هو بقلم شخص يدعي: أبوطالب الحسيني التربتي. و يدعي التربتي هذا أن أصل الكتاب باللغة التركية (جغتائي). و انها مذكرات تيمور لنك المغولي كتبها بنفسه و دون فيها حروبه و كيفية ادارة أمور الدولة و شؤونه الخاصة. بيد أن المحققين يجمعون اليوم علي أن الكتاب ليس من تأليف تيمور أو انشائه سواء و جد الاصل التركي، الذي يدعي أبوطالب بوجوده أم لا. و من المحتمل جدا انه من تأليف أبوطالب نفسه.ان النسخة التي عول عليها المؤلف هي التي طبعت في طهران سنة 1358 ه طبع حجر، بأهتمام رضا قلي خان هدايت (صاحب روضة الصفاي). و كان قد طبع لاول مرة في اكسفرد مع الترجمة الانكليزية للميجر ديوي، و قد أعيدت هذه الطبعة مؤخرا في طهران بالاوفست. (راجع المقدمة القيمة التي الحقه بالطبعة الاخيرة).

حبيب السير

تأليف غياث الدين بن خواجه همام الدين بن خواجه جلال الدين الشيرازي. ولد سنة 1475 م. و هو تأريخ من أقدم الازمنة الي ما يقارب من نهاية حياة الشاه اسماعيل الاول الصفوي. و بدأ عام 1521 م و انتهي [ صفحه 176] منه سنة 1523 م و قد اطلق عليه هذا الاسم تيمنا بمولاه حبيب الله من رجال دولة الشاه اسماعيل الصفوي. و النسخة التي اعتمد عليها المؤلف هي مخطوط يقع في ثلاث مجلدات ضخام، كتبت بالخط الفارسي البديع. و قد استنسخه سنة 1008 ه. و هي في خزانة كتب المؤلف.

روضة الصفا في سيرة الانبياء و الملوك و الخلفاء

تأليف محمد مير خواند شاه. و هو تأريخ كبير يقع في ستة مجلدات أضاف اليه مجلدا آخر خواند مير صاحب حبيب السير. و قد توفي سنة 903. و يشمل أيضا علي أحوال الائمة الاثني عشر طبع في بومبي سنة 1271. و قد ترجم الي التركية أيضا.

زينة المجالس

تأليف الامير مجدالدين محمد الحسيني المتخلص ب (مجدي). يبحث في تواريخ شتي الفه سنة 1004 بأسم الشاه طهماسب الصفوي. مرتبا علي تسعة أجزاء و كل جزء في عشرة فصول. و قد الحق في النسخة المطبوعة فصلان أحدهما في تواريخ المغل و الآخر في الدولة الصفوية. و قد طبعه سنة 1270 ه طبع حجر بدون ترقيم. و قد طبعه قبل ذلك في سنة 1262 ه.

دبستان المذاهب

لم يذكر فيه اسم المؤلف. الا ان من المرجح انه محسن الكشميري المتخلص في شعره ب (فاني). و هو يبحث في الملل و النحل. طبع ببومبي سنة 1262 ه. مرتب علي اثني عشر تعليما.

تأريخ عالم آراي عباسي

تأليف اسكندر بيك منشي‌ء. في تأريخ الدولة الصفوية في ايران. شرع في تأليفه سنة 1025 ه. و ختمه بوفاة الشاه عباس الاول سنة [ صفحه 177] 1038 ه. و هو مرتب علي مقدمة و اثني عشر مقالة و خاتمة، في ثلاث مجلدات. طبع في ايران سنة 1313 ه أو 1314 ه.

سلطان التواريخ

و هو اسم الترجمة الفارسية لكتاب (تأريخ الدولة العثمانية) ليوسف فون هامر (پورجستال) المستشرق النمساوي الكبير (1865 - 1774 م) و الكتاب مؤلف عظيم لا نظير له و مازال ذا أهمية و قيمة الي الآن لانه يحوي أخبار لا توجد في مؤلفات أخري. لكن اسلوبه صعب جدا، كثير التشبيهات، يشبه أسلوب المؤرخين العثمانيين. و يقع في عشر مجلدات ضخام. و قد صنف پورجستال لها خلاصة في أربعة مجلدات (راجع ص 73 من الكتاب). أنظر أيضا في كتاب المستشرقون لنجيب العقيقي ج 2 ص 628.

التأريخ النادري

تأليف ميرزا مهدي خان بن محمد رضا المنشي النوري المازندراني، يبحث في تأريخ نادرشاه أفشار - من تأريخ انفراده بالسلطة سنة 1145 ه الي يوم مصرعه في ليلة الاحد 11 جمادي الاولي سنة 1160. و يعرف أيضا ب (الدره النادرية) و قد طبع مرات عديدة. أولها بطهران.

مجالس المؤمنين

تأليف السيد نور الله المرعشي الشوشتري. أحد أعاظم فقهاء الامامية و مجتهديهم في القرن الحادي عشر الهجري. و كان قاضيا لمدينة لاهور. و قد استشهد سنة 1019 ضربا بالسياط بأمر من جهانگير. و كتابه مجالس المؤمنين مجموعة سير مدعمة أوفي تدعيم بالوثائق عن أكابر شهداء الامامية و الصوفية في الاسلام. و قد تم طبعه سنة 1073 في مدينة لاهور، و طبع بعد ذلك مرات عديدة. [ صفحه 178]

دلائل الدين

تأليف الحاج المولي عبدالله بن محمد هادي ظهر الهرندي. من علماء أصفهان. أصله من قرية هرند من توابع أصفهان، كان فقيها فاضلا توفي في سنة 1256. و دفن في امام زادة اسحاق في هرند. و كتابه هذا يقع في ثلاث مجلدات يوجد ثانيها في مكتبة السيد محمد مولانا. (الكرام البرره في القرن الثالث بعد العشرة ج 2 ص 791). و قد ألف الكتاب حوالي أواخر القرن الثاني عشر الهجري.

تحفة العالم

تأليف السيد عبداللطيف خان ابن السيد أبي‌طالب ابن السيد نور الدين ابن المحدث الجزائري التستري، المولود سنة 1172. و عندما توفي والده هاجرها الي العتبات المقدسة في العراق سنة 1202، ثم سافر الي الهند. و كتب سوانحه و مشاهداته في البلدان التي مر بها. و الفصل الخاص بالعراق قد كتبه حوالي سنة 1216 و هو ملحقا و ذيلا لكتابه.و قد طبعت في حيدر آباد سنة 1312 مع الذيل. (انظر: الكرام البرره في القرن الثالث بعد العشرة للعلامة المحقق الشيخ أغا بزرك الطهراني ج 2 ص 792).

تاريخ كيتي كشا

تأليف الميرزا محمد صادق الموسوي الملقب ب (نامي) مع ذيلين آخرين. و قد طبع بتصحيح و مقدمة الاستاذ العلامة سعيد نفيسي. سنة 1317 ش. ه. و تنتهي حوادثه مع الذيلين بسنة 1208 ه. و يبحث في الدولة الزندية في ايران.

فوائد الصفوية

تأليف أبوالحسن بن ابراهيم القزويني. و ألفه في الهند باسم [ صفحه 179] محمد ميرزا الصفوي في حدود سنة 1211. و هو مؤلف قيم في تاريخ الدولة الصفوية. و قد اعتمد المؤلف علي النسخة الخطية التي في مكتبة أغا ملك التجار في طهران. و هو كتاب قيم و مفيد جدا اذ ينفرد بكثير من الاخبار و الحوادث لاسيما عن أواخر العصر الصفوي.

مسير طالبي

تأليف أبوطالب خان بن حاجي محمد بك خان. تركي الأصل (برواية دائرة المعارف الاسلامية) ولد في لكنهو عام 1752 م. قام برحلته عام 1799 م الي أوربا و آسيا و بقي في رحلته حتي عام 1802. و وصف هذه الرحلة بعد عودته الي كلكته سنة 1803. و قد توفي سنة 1806. و طبع كتابه بكلكته سنة 1812 م بعنايت ولده ميرزا حسين علي و مير قدرت علي بعنوان (مسير طالبي في بلاد افرنجي) و ظهرت في لندن بعد ذلك بعامين كما ظهرت سنة 1827 م في كلكته نسخة مختصرة منه. و ترجمة الي الفرنسية و قد زار كربلاء سنة 1217 ه أي بعد حادثة الوهابيين بعام واحد.

روضة الصفاي ناصري

تأليف أمير الشعراء الميرزا رضا قلي خان بن محمد هادي الطبرستاني المتخلص في شعره ب (هدايت). و يقع في ثلاثة مجلدات. و يعتبر ذيلا و تكملة لروضة الصفا. و قد طبع عدة مرات. طبع في بمبي سنة 1291 ه علي الحجر. و آخر طبعة له في الطهران سنة 1374 في ثلاث مجلدات. و الكتاب ذا قيمة عظيمة لانه يعتمد علي مصادر شرقية كثيرة لم ينشر معظمها. و يشمل الكتاب علاوة علي الأحداث السياسية كثيرا من المعلومات الجغرافية و الأدبية.

فارسنامه ناصري

تأليف ميرزا حسين خان الطبيب الفسوي الحسيني الفارسي المولود [ صفحه 180] سنة 1237 و المتوفي في رجب سنة 1316 ه. و هو حفيد علي خان المدني صاحب (السلافة). و قد قسم كتابه الي قسمين أولهما: يختص بامراء فارس و ملوكها من صدر الاسلام حتي سنة 1310 ه. و ثانيهما في تأريخ شيراز و خصوصياتها. و قد طبع الكتاب سنة 1313 ه.

مجلد القاجارية من ناسخ التواريخ تأريخ قاجار

تأليف: ميرزا محمد تقي الكاشاني، الاديب و المؤرخ الفارسي، المتخلص ب (سبهر). الذي ارتفع قدره عند الملوك القاجارية في ايران، و صار مداحهم الخاص. و قد خلع عليه ناصرالدين شاه لقب (لسان الملك) في عام 1272 ه. و قد توفي سنة 1878 م (1296 ه). و مؤلفه هذا الموسوم ب (ناسخ التواريخ) الذي ينم عنوانه عن الغرور و الادعاء (انظر دائرة المعارف الاسلامية ج 1 ص 268). يتألف من 14 جزءا. وقف المؤلف في آخرها عند الامام محمد الباقر (ع). و هذا الذي نحن بصدده (أي تأريخ قاجار) هو المجلد الخامس من هذا التأريخ الضخم. و ضمنه التأريخ الرسمي لأسرة قاجار الحاكمة. و هو يشتمل علي ثلاثة أجزاء. و يستغرق الجزء الاول منه لسلطنة محمد خان قاجار و الثاني في تأريخ محمد شاه قاجار. و الثالث في تأريخ ناصرالدين شاه القاجاري.(عادل)

زنبيل فرهاد

تأليف الشاهزاده معتمد الدولة فرهاد ميرزا ابن عباس ميرزا بن فتح علي شاه القاجاري المتوفي سنة 1305. و قد طبع في ايران سنة 1329 ه في 457 ص، جمعه الميرزا محمد حسين المنشي العلي آبادي المازندراني. ذكر في أوله انه جمعه من خطوط الشاهزاده المذكور أيام كونه (فرمان فرما) بشيراز و واليا علي فارس في سنة 1293 ه. و هو يشبه الكشكول في تنوع مواضيعه، عربي و فارسي. [ صفحه 181]

رياض السياحة

تأليف: الحاج زين العابدين بن مستعلي شاه ابن اسكندر تمكين الشيرواني صاحب: (بستان السياحة). ترجم فيه نفسه مختصرا، و انه ولد سنة 1194، و أحال تفصيل أحواله الي هذا الكتاب المطبوع بطهران سنة 1329 في 347 صفحة. و قد عمر كثيرا حتي أن أدركه بعض من عاصرهم الحجة الشيخ أغا بزرگ الطهراني (الذريعة الي تصانيف الشيعة ج 11 ص 327).

ترجمة فتوح ابن اعثم الكوفي

ان هذا الكتاب كما يبدو من عنوانه هو الترجمة الفارسية التي قام بها أحمد بن محمد المنوفي الهروي في سنة 596 لكتاب الفتوح لأبومحمد بن أعثم الكوفي الأخباري المتوفي في حدود سنة 314 ه. ترجم له ياقوت في معجم الأدباء (ج 2 ص 230). و ذكر من كتبه: الفتوح المنتهي الي أيام الرشيد. و كتاب التأريخ المبدوء بأيام المأمون.و قد طبعت هذه الترجمة في بمبي‌ء سنة 1304 بمباشرة ميرزا محمد الشيرازي ملك الكتاب. الا أنه ناقص. و قد ترجم أيضا الي لغة (أردو) و يسمي ب (تأريخ أعثم).راجع الذريعة الي تصانيف الشيعة ج 3 ص 220.

الكامل البهائي

تأليف عماد الدين الحسن بن علي الطبرسي. يبحث في مقتل الحسين (ع) منه نسخة مخطوطة في مكتبة شبخ الاسلام ميرزا فضل الله الزنجاني في زنجان، و قد طبع في طهران. [ صفحه 182]

التعريف ببعض المخطوطات العربية التي أخذ منها المؤلف

سر السلسلة العلوية

تأليف أبونصر البخاري (كان حيا عام 341 ه). ان النسخة التي أفاد منها المؤلف، هي من محتويات مكتبة العلامة الشيخ علي بن الحجة المرحوم الشيخ محمد رضا ابن العلامة الفقيه الشيخ هادي آل كاشف الغطاء. و قد انتهي ناسخها من كتابتها سنة 967 ه. لكنها كما ذكر المؤلف (في ص 112) كثيرة الاغلاط قليلة الفائدة.توجد منها نسخة أخري في مكتبة العلامة السيد حسن الصدر الكاظمي في الكاظمية. و يرجع تأريخ كتابتها الي سنة 984. و الكتاب مطبوع.

المجدي

تأليف الشريف النسابة السيد أبوالحسن نجم الدين علي بن أبي‌الغنائم محمد بن علوي العمري. انتهي اليه علم النسب في زمانه، و صار قوله حجة من بعده قد انتقل من البصرة الي الموصل في سنة (423). ترجم له السيد علي خان المدني في الدرجات الرفيعة (ص 484، من ط: النجف).و توجد اليوم نسختين نفيستين من هذا الكتاب احداهما في مكتبة الشيخ محمد باقر الفت في طهران. و الثانية في مكتبة كاشف الغطاء في النجف. [ صفحه 183]

مشجر الشيخ شرف العبيدلي النسابه

مؤلف هذا المشجر هو النسابة شيخ الشرف أبوالحسن محمد بن أبي‌جعفر العبيدلي الحسيني النسابة، من شيوخ العمري صاحب المجدي. و قد توفي العبيدلي هذا سنة 435 ه. و المشجر من محتويات مكتبة حرم الرضا بخراسان.

ديوان الابله البغدادي

ان صاحب الديوان هذا، هو: أبي عبدالله محمد بن بختيار المعروف بالبغدادي المتوفي سنة 580 ه. قال عنه ابن‌خلكان: جمع في شعره من الصناعة و الرقة. و ديوانه كثير بأيدي الناس، و مديحه جيد. و مخالصه من الغزل الي المديح في غاية الحسن قل من يلحقه فيه [198] .توجد منه نسخة خطية في دار الكتب الوطنية في القاهرة بخط علي بن محمود بن أحمد العزي مؤرخة بسنة 599 ه (مجلة معهد المخطوطات م 3 ج 1) و منه أيضا نسخة خطية قديمة في مكتبة العلامة محمد السماوي بالنجف الاشرف.

الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم

تأليف: الشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي، تلميذ المحقق الحلي الذي توفي سنة 667.و هو كتاب جليل في بابه ينقل فيه عن (مدينة العلم) للشيخ الصدوق. و كتاب (النبوة) له أيضا. و كانت نسخة من هذا الكتاب عند المجلسي، ينقل عنه في البحار و يوجد منه ثلاث نسخ لكن جميعها متفقات في النقص، [ صفحه 184] و توجد نسختين منها في كربلاء، أحداها كانت من محتويات مكتبة الشيخ عبدالحسين الطهراني، و هي التي نقل منها المؤلف. و توجد الاخري في مكتبة الشيخ محمد حسن بن الشيخ محسن أبوالحب. (الذريعة الي تصانيف الشيعة).

شد الأزار في خط الأوزار عن زوار المزار

و يسمي أيضا ب (المزارات) أو ب (مزارات شيراز) من تأليف معين الدين أبوالقاسم جنيد الشيرازي، من وعاظ و شعراء شيراز قام علي تأليف الكتاب في حدود سنة 791 ه. و قد ألفه ليكون دليلا لزائري قبور الاولياء و الاصفياء في شيراز.و قد قسم الكتاب الي سبع أقسام أو (نوبات) بعدد أيام الاسبوع. لكي يسهل مهمة الزائرين في زيارة هؤلاء الاولياء.و قد طبع هذا الكتاب مؤخرا بأعتناء المرحوم العلامة محمد القزويني و قد اعتمد في تحقيقه للكتاب علي ثلاث نسخ. أولها - و هي نسخة الام. من محتويات مكتبة المتحف البريطاني، تحت رقم (667) بخط نسخ. و الثانية من محتويات مكتبة المجلس الملي في طهران، و هي نسخة قديمة. و النسخة الثالثة منه، هي التي بحوزة الدكتور تقي سهرابي في طهران. و هي أصح من النسختين الاخريتين. و أعتقد ان النسخة التي أفاد منها المؤلف هي نسخة مكتبة المجلس الملي [199] (أو نسخة أخري تطابقها). و قد اتضح لي ذلك بعد أن قابلت ما اقتبسه المؤلف من كتاب شد الازار (أنظر ص 117 من هذا الكتاب) بما يقابله من النسخة المطبوعة.

عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب

تأليف السيد النسابه جمال الدين أحمد بن علي بن الحسين بن علي [ صفحه 185] بن المهنا الحسني بن عنبه الاصغر. المتوفي بكرمان سنة 828 ه.قد اعتمد المؤلف (عبدالحسين) في هذا الكتاب علي نسختين خطيتين من عمدة الطالب. احداهما بخط النسابه حسين بن محمد علي الخادم الذي كان خازنا للمكتبة الغروية في مشهد أميرالمؤمنين عليه‌السلام سنة 1095 ه. و قد وقف المؤلف علي هذه النسخة في مكتبة حرم الرضا بخراسان أما النسخة الاخري، فهي بخط حسين ابن مساعد بن حسن بن مخزوم... الحسيني الحائري. استنسخها عن نسخة الاصل التي هي بخط المؤلف. و هي نسخة ثمينة عليها حواشي قيمة من الكاتب. وقف المؤلف علي هذه النسخة في مكتبة الشيخ عبدالرضا آل الشيخ راضي بالنجف.

تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار

تأليف: السيد ضامن بن زين الدين علي بن السيد حسن النقيب بن علي بن شدقم بن ضامن بن محمد الحسيني الشدقمي الخمري المدني و قد كان حيا في ستة 1088 ه و الكتاب في ثلاث مجلدات يبحث في أنساب السادة الحسنين و الحسينيين. منه المجلد الاول و الثالث في مكتبة الشيخ علي بن الشيخ محمد رضا بالنجف الاشرف. و توجد منه نسخة كاملة في مكتبة أغا ضياء النوري في طهران. و توجد منه نسخة كذلك في مكتبة العلامة المرعشي النجفي في قم. و يوجد منها المجلد الثالث فقط في مكتبة المتحف العراقي نقل سنة 1346 ه عن نسخة النجف. [ صفحه 186]

الاستدراكات

اشاره

في هذا الملحق تكميل للروايات و الملحوظات و الشروح، التي في الكتاب و فيه أيضا تثبيت لما سقط من كلام المؤلف من النسخة المطبوعة.صفحة 36، في الهامش:

اضف الي المصادر التي أوردتها عن حادثة الوهابيين

المراجع التالية: دوحة الوزراء. تأليف: رسول حاوي أفندي الكركوكي.عنوان المجد في أخبار بغداد و البصرة و نجد لابن بشر الحنبلي و النخبة الجلية في أحوال الوهابية. تأليف: السيد حسون البراقي النجفي (مخطوط في مكتبة المرحوم العلامة محمد الحسين كاشف الغطاء). و راجع أيضا دائرة المعارف الاسلامية، أنظر فيها مادتي: سعود، كربلاء.

يذكر العلامة السيد جواد العاملي الغروي

يذكر العلامة السيد جواد العاملي الغروي في آخر كل مجلد من مجلدات كتابه (مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة) في الفقه الجعفري. بعض الحوادث المهمة التي وقعت عند اشتغاله بالتأليف. فيذكر في آخر احدي مجلدات مفتاح الكرامة: انه في سنة 1222 ه أعاد سعود الوهابي الغارة علي كربلاء للمرة الثانية. و يذكر أيضا: انه في جمادي الآخر عن سنة 1223 ه: أغار سعود الوهابي ب 20000 مقاتل علي النجف. فعلم النجفيون بالأمر فاحتاطوا له. فلم يتمكن سعود منها فتحول الي كربلاء، و أغار عليها فحاصرهم حصارا شديدا، فثبتوا له خلف السور. و قد قتل منهم و قتلوا منه، و رجع خائبا.و ذكر في آخر كتاب الوكالة: في سنة 1225 قد أحاط الوهابيون بالنجف و مشهد الحسين، و قد قطعوا الطرق، و نهبوا زوار الحسين (ع) بعد منصرفهم من زيارة نصف شعبان. و قد قتلوا منهم جمعا غفيرا، [ صفحه 187] و أكثر القتلي من العجم، و ربما قيل انهم مائة و خمسون و قيل أقل...و ذكر السيد في آخر كتاب الصدقة و الهبة من مفتاح الكرامة: انه في سنة 1226 أنزل عسكر الوهابيين بلاء شديدا في أطراف العراق كالحلة و المشهدين. و قد قتلوا كثيرا من الزوار، و حرقوا الزرع.ص 73 هامشو قد زار كربلاء من الصفويين السلطان حسين الثاني الصفوي و لخبر وروده الي كربلاء و الاقامة بها، ثم المناداة باسمه ملكا علي ايران قصة طريفة، تفرد بذكرها أبوالحسن بن ابراهيم القزويني في كتابه فوائد الصفوية المخطوط الذي وقف عليه المؤلف (عبدالحسين) في خزانة كتب أغا ملك التجار في طهران فقد جاء فيه، في ذيل ذكر الشاه طهماسب الثاني: ان شخصا يدعي حسن السبزواري كان مدة ساكنا في خراسان، و في سنة 1190 ه شد رحاله الي العتبات المقدسة. و قد ادعي هذا في أي مكان كان يحل فيه: انه ابن الشاه طهماسب و من المصادفات الغريبة انه لما وصل كربلاء كانت شقيقة السلطان طهماسب الثاني قد توفيت عن قريب، بدون وارث يرث قد تركتها الطائلة. فادعي هذا انه الوارث الحقيقي. و بقوة علماء العتبات و الحكومة العثمانية، آلت جميع تركة المرحومة الي حسن سبزواري و كلما بعد ذلك طالب الصفويون من أصفهان الوالي سليمان پاشا بانصافهم لم يعرهم التفاتا.سلطان حسين الثاني ابن الشاه طهماسب الثاني الذي ولد في الايام الاخيرة من سجن والده في سبزوار. و كتاب فوائد الصفوية هذا ألف باسم ولده محمد ميرزا الصفوي أثناء ملكوت الأخير بالهند.و عندما قتل والده كان عمره يناهز الستة أشهر، الأعداء أبوا أن يسلموا: بأن للشاه طهماسب ولد غير عباس الثالث. منوچهر بيك [ صفحه 188] الگرچي أخذ هذا الطفل الي آذربايجان. و في عهد نادرشاه حمل الي داغستان. و بعد مقتل نادرشاه، توجه الي زيارت العتبات المقدسة، و وصل الي بغداد و اتفق انه في ذلك الوقت ان مصطفي قلي خان بيگدلي شاهلو كان قد ذهب في سفارة لنادر شاه الي اسطانبول. و عند عودته من اسطنبول وصل الي سمعه في بغداد خبر مجيي‌ء حسين ميرزا الصفوي، فخف الي لقائه بكل تعظيم و اجلال. و ليثبت حسين ميرزا للخان صحة نسبه أراه ورقة عقد زواج والدته من الشاه طهماسب الممهور بمهر مصطفي قلي خان، مع خنجر مرصع بالأحجار الكريمة. فتحقق للخان الذي كان من كبار امراء ايران آنذاك، صحة ذلك، عرض الخان علي الميرزا خدماته لاسترجاع العرش. ولكن الميرزا لم يعره أذنا صاغية، و توجه الي كربلاء.و كان من المجاورين في كربلاء آنذاك زوجة نادرشاه التي هي ابنة الشاه حسين الصفوي، و كذلك شقيقة الشاه طهماسب الثاني. و قد بلغهما خبر ورود حسين ميرزا الي كربلاء. طلبوه في الحرم. و من وراء الستار الذي يفصل بينهما طلبوا منه ابراز يده لهما، فشاهدتا بين كل أصبع و أصبع من يده غشاء لحمي مثل الطيور المائية. و عندما شاهدتا ذلك وقعتا مغشيا عليهما. ثم أخذوه الي الحرم، و ألصقوا رأسه الي صدورهم. و أخذوا بالبكاء و النوح علي ذكري أبيهم و أخيهم.علي مرادخان البختياري، و اسماعيل خان الفيلي فروا الي بغداد بعد انكسار جيشهم أمام كريم خان الزند. فاجتمعوا في بغداد مع مصطفي قلي خان. و قرر هؤلاء الثلاثة المناداة بحسين ميرزا ابن الشاه طهماسب الثاني ملكا علي عرش ايران. فطلبوه من كربلاء و جمعوا تحت لوائه جماعة من الألوار و الأتراك من العراق، و عزموا علي تسخير ايران، و قد ضربوا السكة باسمه في المدن. و خطبوا له علي المنبر. في مدينة (قلمرو عليشكر) التقوا مع جيش كريم خان الزند و دارت بينهم رحي [ صفحه 189] معركة ضارية انتصر فيها كريم خان الزند.السلطان شاه اسماعيل الصفوي الذي أجلسه علي العرش الفارسي محمد حسين القاجار. و قد ضرب بأسمه السكة، و خطب له علي المنابر و لما انتصر كريم خان علي محمد حسين قاجار أقر سلطنه الشاه اسماعيل و سمي نفسه ب (وكيل السلطنة). سمع بخبر مناداة السلطان حسين ملكا و لاظهار الحجة جاء بالشاه سماعيل مع جيشه ليقابل الشاه سلطان حسين. و قد انتهت المعركة بهزيمة جيش السلطان. هرب السلطان حسين الثاني مع علي مراد خان البختياري. و تواري عند البختيارية. و قد أظهر البختيارية له كثيرا من الاحترام و التقدير. ولكن علي مردان خاف من منافسه السلطان له علي رئاسة عشيرته. فسمل عينيه. و كانت مدة حكم السلطان حسين الثاني سبعة أشهر...و كان نقش خاتمه هذا البيت:دارد ز شاه مردان فرمان حكم راني فرزند شاه طهماسب سلطان حسين ثانيو قد أمضي بقية حياته بالعبادة و الرياضة. و كان عزيز النفس لم يقبل معونة أحد. و كان يوصي دائما بأن يلبس ولده محمد ميرزا بعده خرقة الدراويش. [و محمد ميرزا هذا هو نفسه الذي ألف هذا الكتاب بأسمه. و في أواخر سنة 1205 ه غادر من طريق شيراز الي مسقط بعزم حج بيت الله الحرام ثم بعد ذلك شد رحاله الي ديار الهند]. انتهيازداد في أواخر العهد الصفوي عدد الزائرين الفرس الي العتبات المقدسة لاسيما الي كربلاء، الا ان العثمانيين كانوا يضعون العراقيل أمام مجيي‌ء هؤلاء بين حين و آخر. اذ يحدثنا القون هامر (في كتابه تأريخ الدولة العثمانية، المجلد الثالث ص 683 الباب الواحد و الستون من الترجمة [ صفحه 190] الفارسية للكتاب) أن في أيام سلطنة مصطفي الثاني العثماني (1703 - 1695 م) خان خانان ميرزا محمد مؤمن خان [200] . قد بعث رسالة الي الصدر الاعظم في اسطنبول مشفعة بالتحف و الهدايا، كانت الهدايا كلها بعدد التسعة من كل صنف، لان التتر و الاتراك يحبون هذا العدد. و كان مطلب الخان في هذه الرسالة من الصدر الاعظم هو ان بعض علماء ايران يرغبون في مجاورة العتبات في النجف الاشرف و كربلاء. و يلتمس منه أن يسمح بأعطاء أذن الي مجاورة هؤلاء. و بما أن قباب العتبات المقدسة قد أصابها الخراب أراد الاذن بالسماح لان ترمم هذه القباب المأمون الايرانيين. و كان جواب الصدر الاعظم علي ذلك بأن زوار النجف و كربلاء سوف يعاملون مثل حجاج بيت الله الحرام من رعاية، و حماية. أما من جهة مجاورتهم للعتبات، و تعمير القباب من أموالهم فذلك ما لا يجب الكلام فيه. اذ ان الدولة قد تصالحت مع الدول الاجنبية، و توقفت الحروب، و ساد البلاد الاستقرار، فلذا ستنصرف عناية الدولة الي تعمير و اصلاح هذه المراقد. ص 158 س 12:شاعت في العصر العباسي و المغولي، عادة نقل جثث الموتي الي المشاهد المقدسة، و منها المشهد الحائري، و تكملة للبحث الذي ورد في الصفحة المشار اليها سنورد بعض ما نقله المؤلف من أخبار عن نقل جثث بعض الامراء و العلماء و الادباء الي الحائر.فقد جاء في أخبار سنة 329 ه من كتاب أخبار الراضي بالله و المتقي بالله المستل من كتاب الاوراق للصولي: «و من أهل الشرف و الفضل توفي ابن [ صفحه 191] الفدان العلوي يوم الاحد لسبع خلون من شعبان و حمل فدفن بالحير، و قبل موته بأيام مات البربهاري، فسبحان من سر المؤمنين بموته و فجعهم بموت ابن الفدان و هو في وقته من أكرم الاشراف و أسمحهم كفا» [201] .و ممن حمل الي المشهد الحائري أيضا الشريف أبوأحمد الموسوي، والد الشريفين، و كان ذلك سنة 400 هج [202] .و قد جاء في كتاب مجالس المؤمنين للقاضي نور الله الشوشتري «مجد الملك أبوالفضل أسعد بن محمد بن موسي البرادشاني القمي، وزير بركياروق بن ملك شاه السلجوقي، من جملة توفيقاته انه بعد أن حاز علي درجة الشهادة دفن بجوار فايض الانوار الامام الحسين [203] .و قد جاء في حوادث سنة 501 من المنتظم و كامل ابن‌الاثير «صدق بن منصور بن دبيس بن مزيد أبوالحسن الاسدي الملقب بسيف الدولة، كان كريما ذا زمام، عفيفا من الزناء و الفواحش... و حمل و دفن في مشهد الحسين» [204] .و جاء في الجامع المختصر لابن الساعي «أبوالفتوح نصر بن علي بن منصور النحوي الحلي المعروف بابن الخازن كان حافظا للقرآن المجيد عارفا بالنحو و للغة العربية، قدم بغداد و استوطنها مدة و قرأ علي ابن‌عبيده و غيره، و سمع الحديث علي ابي‌الفرج... توفي شابا بالحلة في ثالث.و ممن حمل الي المشهد أيضا جمال الدين المخرمي. في سنة 646 ه، [ صفحه 192] عشر جمادي الآخرة من سنة ستمائة. و دفن في مشهد الحسين عليه‌السلام [205] ».و قد رثاه أخوه فخرالدين بقصيدة، منها هذين البيتين:فان حال ما بيني و بينك تربة مجاورة السبط الامام المكرماليك تراني قد حثثت مطيتي و عن كتب يأتي البشير بمقدميو قد أوصي أن يدفن في تل قريب من مشهد الحسين عليه‌السلام [206] .و قد جاء في الجامع المختصر لابن‌الساعي، «فلك الدين آقسنقر بن عبدالله التركي الوزيري مملوك نصيرالدين بن ناصر بن مهدي العلوي توفي في يوم الاحد خامس عشر جمادي الاولي من سنة أربع و ستمائة و صلي عليه بالمدرسة النظامية و شيعه خلق كثير، و حمل الي مشهد الحسين - عليه‌السلام - فدفن هناك» [207] .

پاورقي

[1] معجم البلدان لياقوت الحموي ج 7: ص 229.
[2] حاء في تاج العروس من جواهر القاموس للزبيدي ج 8 ص 97. عدة وجوه في اشتقاق لفظة كربلاء منها يقول من كربل بالفتح قيل هو نبات له نور أحمر مشرق اذ يقول أبوحنفية في ذلك: كأن جني الدفلي يخشي خدورها و نوار ضاح من خزامي و كربل .
[3] راجع أيضا حول اشتقاق لفظة كربلاء: لسان العرب لابن منظور ج 11 ص 587 ط بيروت و الصحاح للجوهري ج 5 ص 1810. و مجالس المؤمنين للقاضي نور الله الشوشتري ص 25. و البستان للشيخ عبدالله البستاني ج 2. ص 267.
[4] معجم البلدان ج 7 ص 296، طبعة مرجليوث.
[5] راجع حول مؤلف هذا الكتاب - الذريعة الي تصانيف الشيعة للعلامة الشيخ أغا بزرگ الطهراني.
[6] تأريخ الطبري ج 4. ص: 192، و معجم البلدان ج 7 ص 229 ط مصر.
[7] سوق حكمه: بالتحريك موضع بنواحي الكوفة. نسب الي حكمه بن حذيفة بن بدر. و كان قد نزل عنده (معجم البلدان ج 5. ص 176).
[8] معجم البلدان ج 7 ص 396.
[9] و قد ورد ان سلمان الفارسي الصحابي الجليل قد مر بها عند مجيئه من المدينة اذ يحدثنا الكشي في رجاله (ص 24) في سنده عن ابن‌نجيه الفزاري. قال: لما أتانا سلمان الفارسي قادما فتلقيته ممن تلقاه فسار حتي انتهي الي كربلاء فقال: ما يسمون هذه؟ قالوا: كربلا. فقال: هذه مصارع اخواني، هذا موضع رحالهم، و هذا مناخ ركابهم و هذا مهراق دمائهم. قتل بها خير الاولين، و يقتل بها خير الآخرين، ثم سار حتي انتهي الي حروراء. فقال ما تسمون هذه الأرض؟ قالوا: حرورا، فقال: خرج بها شر الاولين و يخرج بها شر الآخرين. ثم سار حتي انتهي الي بانقيا و بها جسر الكوفة الاول، فقال: ما تسمون هذه؟ قالوا: بانقيا. ثم سار حتي انتهي الي الكوفة. قال: هذه الكوفة! قالوا: نعم، قال قبة الاسلام» انتهي أقول: هذا الترتيب الذي ذكر لسلمان عند قدومه العراق، لا يصح الا للوارد الي العراق من الشام لا من الحجاز. اذ بانقيا علي ما ذكر أرباب كتب الفتوح تقع علي سيف البادية علي خط الحيرة قريبة من أرض النجف، ثم يتلو بانقيا الكوفة ثم كربلاء ثم حرورا. هذا و سلمان لم يقدم العراق الا من الحجاز. و اختلفوا في سبب قدومه، اذ ذكر البعض انه حضر غازيا فتوح ايران. بينما يذكر العلامة النوري في (نفس الرحمن في فضائل سلمان. طبع حجر): توجه سلمان من المدينة الي المدائن واليا عليها في خلافة ابن الخطاب بعد ما عزل حذيفة عنها. [
[10] ترجمة فتوح ابن‌أعثم الكوفي ص 16.
[11] و قد جاء في نسخة أخري من هذا الكتاب عن موضع كربلاء القديمة، ما نصه: فموقع (كربلاء) اليوم علي ضوء التحقيق الذي قمت به، واقع علي بعد بضع أميال في الشمال الغربي من بلدة كربلاء - الحالية - مما يلي أرض القرطة، و هو مكان مرتفع يسمي باصطلاح اليوم: الظهيرة أو العرقوب: و يبعد موقعها عن قبر الحر بن يزيد الرياحي حوالي سبعة آلاف متر. (و تعود ملكيتها اليوم لآل بحر العلوم القاطنين في هذه البلدة المشرفة) و منهم السيد جواد أفندي الذي توفي قبل أيام. و قد جاء في (نفس الرحمن في فضائل سلمان. للعلامة الميرزا حسين الطبرسي) عن موضع كربلاء ما نصه: و أما كربلا فالمعروف عند أهل تلك النواحي انها قطعة من الارض الواقعة في جنب نهر يجري من قبلي سور البلدة، يمر بالمزار المعروف بابن حمزة. منها بساتين و منها مزارع و البلدة واقعة بينها) أقول: يا لله ما لشيخنا الجليل قدس سره أن يخوض ما يقصر عنه علمه. و كيف يعتمد علي من لا علم لهم و يعول عليهم بالتحقيق. فأين النهر الذي يجتاز قبلي سور البلدة. و اذا قصد نهر الهندية فأين بعده عن السور و أين قبر ابن‌حمزه عنه. و ما قبر ابن‌حمزة الا علي شرق السور بمسافة. و ان قصد نهرها لم ينطبق مع الحقيقة. نعم علي موضع قلعة ناصر علي خان اللاهوري يطلق لفظ كربله لا كربلاء.
[12] و تأتي تفصيل هذه الواقعة المروعة في الجزء الثاني من هذا الكتاب.
[13] راجع بشأن هذه القرية و القري الاخري التي كانت تحيط كربلاء يوم ورود ابي عبدالله عليه‌السلام لها في (الزهر المقتطف في أخبار أرض الطف) للعلامة المؤلف. و هو مصنف نفيس لا نظير له في موضوعه.
[14] في معجم البلدان، الشطر الثاني: لاسقي الغيث بعده كربلاء و البيت لزوجة الحسين (ع) عاتكة بنت عمرو بن نفيل في رثائها للحسين.
[15] امالي الشيخ الطوسي ص 148.
[16] مناقب ابن‌شهر آشوب ج 4 ص 117 ط. طهران.
[17] زهر الآداب في هامش العقد الفريد للحصري ج 2 ص 272.
[18] في بحار الانوار للمجلسي (ج 45 ص 289): بتربة كربلاء.
[19] و قد وردها المختار ابن أبي‌عبيدة بعد رجوعه من الحج. و سلم علي القبر، و قبل موضعه، و أخذ بالبكاء و قال: يا سيدي قسما بجدك و أبيك و أمك الزهراء و بحق شيعتك و أهل بيتك، قسما بهؤلاء جميعا أن لا أذوق طعاما طيبا أبدا، حتي انتقم من قتلتك». عن مجالس المؤمنين ص: 172.
[20] في هامش خزانة الادب للبغدادي (الطبعة السلفية) ج 2 ص 138 تعقيب علي هذه الابيات هذا نصه: (غير ان الابيات الميمية ليست له ألبته و انما هي للحر بن يزيد الرياحي، كما هو عند أبي‌مخنف. فلا أدري هل هذا الوهم من أبي‌سعيد أو من نساخ كتابه، أو من البغدادي...). و هذا زعم باطل مغرض، اذ ان الابيات نفسها ترد علي ذلك. (عادل).
[21] شرح خزانة الادب للبغدادي. ج 1: ص 299. و ج 2 ص 139 من ط: السلفيه.
[22] بحارالأنوار للمولي ذو الفيض القدسي الشيخ محمد باقر المجلسي. ج 22: ص 124.
[23] بلوغ الارب في معرفة أخبار العرب لمحمود شكري الآلوسي في 2: ص 351.
[24] قال ابن السكيت ان العرب كانت تقول: ان المرأة المقلاة - و هي التي لا يعيش لها ولدا - اذا وطئت أرض القتيل الشريف عاش ولدها. قال بشر بن حازم: تظلم مقاليت النساء يطأنه يقلن ألا يلقي علي المرء مئزر و قال أبوعبيده: تتخطاه المقلاة سبع مرات، فذلك وطؤها له. و قال ابن الاعرابي: و يطأون حوله، و قيل انما كانوا يفعلون ذلك بالشريف يقتل غدرا أو قودا. و قال آخر: تركنا الشعثمين برمل خبت تزورهما مقاليت النساء و قال آخر: بنفسي الذي تمشي المقاليت حوله يطاف له كشحا هظيما مهشما و قول آخر: تباشرت المقاليت حين قالوا: ثوي عمر بن مرة بالحفير (شرح نهج‌البلاغة لابن أبي الحديد ج 4: ص 439).
[25] بحارالانوار ج 21 ص 203.
[26] سيأتي تفصيل ما قيل في محل الرأس الشريف، و فصل القول به، في الجزء الثاني من هذا الكتاب.
[27] اللهوف في قتلي الطفوف للسيد ابن‌طاوس ص 176.
[28] راجع الفصل الموسوم ب: (أخبار عن الحائر و زائريه).
[29] فرحة الغري: ص 59.
[30] و قد زار كربلاء من البويهيين: عز الدولة عام 366 ه مع ابن بقيه بعد أن استخلف علي بغداد الشريف أباالحسن محمد. (تكملة تأريخ الطبري للهمداني، ص 231). و في سنة 369 ه - في زمن عضد الدولة - أطلقت الصلات لاهل الشرف و المقيمين في المشهدين الغري و (الحائر) علي ساكنهما السلام و بمقابر قريش، فاشترك الناس في الزيارات و المصليات بعد عداوات كانت تنشؤ بينهم (انظر تجارب الامم لابن‌مسكويه ج 6 ص 407). و في سنة 402 ه و اصل فخر الملك الصدقات و الحمول الي المشاهد بمقابر قريش و الحائر و الكوفة، و فرق الثياب و التمور. (المنتظم ج 7 ص 256). و قد زارها من البويهيين أيضا الملك جلال الدولة أبوطاهر بن بهاء الدولة بن عضد الدولة، و ترجل قبل أن يرد المشهد بنحو الفرسخ تعظيما و اجلالا لقبر سيدالشهداء. و كان ذلك سنة احدي و ثلاثين و أربعمائة. (الكامل ج 9. و راجع أيضا المنتظم ج 8 ص 105). و في سنة 436 ه قد سار الملك أبا كاليجار البويهي الي بغداد في مائة فارس، فلما وصل النعمانية لقيه دبيس بن مزيد، و مضي الي زيارة المشهدين بالكوفة و كربلاء. (الكامل ج 8 ص 40). و في المنتظم (ج 8 ص 45) في حوادث سنة 442: و خرجوا الي زيارة المشهدين مشهد علي و الحسين... و خرج من الاتراك و أهل السنة من لم يجر به عادة. و زارها من السلاجقة في النصف الثاني من القرن الخامس (سنة 479) السلطان ملكشاه السلجوقي مع وزيره نظام الملك عندما كان ذاهبا للصيد في تلك الانحاء (الكامل ج 9)، و في المنتظم أنه أمر بتعمير سور الحائر (المنتظم ج 9 ص 29). و في سنة 529 مضي الي زيارة علي و مشهد الحسين عليهماالسلام خلق لا يحصون و ظهر التشيع (المنتظم ج 10 ص 52). و في ربيع الآخر سنة 553 ه، خرج الخليفة المقتفي بالله بقصد الانبار و عبر الفرات و زار قبر الحسين عليه‌السلام، (المنتظم ج 10 ص 181). و في سنة 634 ه الخليفة المستنصر بالله العباسي أبرز ثلاثة آلاف دينار الي الشريف الاقساسي (نقيب الطالبيين) و أمر ان يفرقها علي العلويين المقيمين في مشهد أميرالمؤمنين علي و الحسين و موسي بن جعفر عليهم‌السلام... (الحوادث الجامعة لابن الفوطي ص 95). و قد زارها الملك الناصر ابن الملك عيسي الايوبي سنة 653 ه عند مجيئة للعراق لاخذ جوهرة عظيمة، كان قد بعثها من حلب وديعة عند الخليفة المستعصم العباسي، ثم توجه من كربلاء الي الحج بعد أن أيس من أخذها. (المختصر في أخبار البشر لابن الفداء ج 3 ص 191).
[31] و ممن زار كربلاء في القرن الثامن السيد نور الدين نعمة الله ولي من العلماء المتصوفه - الذي يرتقي نسبه الي الباقر (ع) و المولود في حلب سنة 731 ه - قاصدا من همدان الي زيارة عتبة المشهد الحسيني. و في حوالي مدينة الحلة الذي لم يوجد فيها آنذاك سوي الماء المالح، حفر السيد بئرا حلو الماء، فعرف ببئر نعمة الله. و بعد زيارة كربلاء، اعتكف أربعون يوما بجوار سرداب مقتل الحسين (ع). أمضاها في صوم النهار، و بالصلاة و التهجد و البكاء في الليل و الاسحار، و بعد زيارته للعتبات المقدسة في العراق. شد رحاله الي القاهرة. و فيها اجتمع بالسيد حسين الاخلاطي الصوفي الشهير، و أخذ عنه بعض العلوم الغريبة. ثم سافر الي مكة المعظمة و لازم فيها الشيخ عبدالله اليافعي الملقب ب (نزيل الحرمين) سبعة أعوام. ثم رجع الي ايران و زار المشهد و منها توجه الي سمرقند حيث تلاقي مع الامير تيمور كوركان (لنك). (ملخصة عن رياض السياحه شيرواني صاحب بستان السياحه ج 1 ص 233).
[32] يعتقد السيد حسن الكليدار ان هذه المدرسة هي مسجد ابن شاهين البطائحي، و ان الزاوية الكريمة هي: (دار السيادة) التي انشأها محمود غازان. (عادل)
[33] رحلة ابن‌بطوطه ص 139. و قد وردها سنة 726.
[34] نزهة القلوب لحمدالله المستوفي القزويني و قد صنف كتابه في النصف الاول من القرن الثامن الهجري.
[35] راجع عن ذلك: صور الاقاليم للبلخي (مخطوط في خزانة المؤلف) ص 52 وجه، المسالك و الممالك تأليف الاصطخري سنة 340 ه، ص 85 ط ليدن. أحسن التقاسيم في معرفة الاقاليم تأليف المقدسي سنة 375 ه، ص 130 ط ليدن اسماء الامكنة و البقاع للزمخشري ص 119 ط ليدن. تقويم البلدان تأليف ابي الفداء صاحب حماة سنة 721 ه، ص 305 ط ليدن. مراصد الاطلاع لعبد الحق الحنبلي سنة (700 ه) و ذكرها أيضا الهروي في كتابه: (الاشارات الي معرفة المزارات) أنظر أيضا مجمع البحرين.
[36] صورة الارض تأليف ابن‌حوقل النصيبي سنة 367 ص 166، الطبعة الثانية لطبعة بريل سنة 1938 م.
[37] و قد استشهد بشواهد شعرية، منها رباعية فضولي البغدادي (المدفون في كربلاء). و هي: آسوده‌ي كربلا بهر حال كه هست گر خاك شود نمي‌شود قدرش پست برمي‌دارند و سبحه مي‌سازندش مي‌گردانندش أز شرف دست بدست.
[38] ثم يثبت قصيدة طويلة من بحر الرجز للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي.
[39] أي من بعد غارة المولي علي بن فلاح المشعشعي سنة (858) هج الي حادثة الوهابيين سنة (1216) هج.
[40] اليك سردا موجزا بهذه الحوادث.. يحدثنا ابن‌مسكويه في تجاربه (ج 6 ص 338) و ابن‌الاثير في الكامل (ج 7 ص 153): في سنة 369 أغار ضبه الأسدي علي كربلاء و انتهك حرمة المشهد بالحائر و نهب ما وجد فيها. و كان ضبه هذا «من أهل عين التمر كثير العشائر و قد جرت عادته بالتبسط بأن يشن الغارات علي أطراف بغداد. و يمنع من جلب الميرة اليها ففعل و وجد الطريق الي بغيته فنهب السواد و قطع السبيل. (تجارب الامم ج 6 ص 153) فأرسل عضد الدولة سرية الي عين التمر في طلب هذا السفاك ضبه الأسدي فلم يشعر الا و العساكر معه فترك أهله و ماله و نجا بنفسه. و أخذ ماله و أهله و ملكت عين التمر. فكان ما جري عليه عقابا لما فعله بالحائر. و راجع أيضا المنتظم ج 7 ص 101 و في سنة 489 هج غارت خفاجه علي كربلاء و دخلوا المشهد الحسيني و تظاهروا فيه بالفساد و المنكر. فوجه اليهم سيف الدولة صدقة بن مزيد الأسدي صاحب الحلة جيشا فكبسوهم. و قتلوا منهم خلقا كثيرا في المشهد حتي عند الضريح. و قد ذكروا أيضا ان رجلا منهم قد ألقي نفسه هو و فرسه من أعلي السور فسلم هو و الفرس (الكامل ج 10 ص 108 ط: ليدن. و البداية لابن‌كثير ج 12: ص 152. و راجع أيضا المنتظم لابن‌الجوزي ج 9 ص 97). و في حوادث سنة 513 هج يحدثنا ابن‌الجوزي في المنتظم (ج 9 ص 207) بأن دبيس بن مزيد الاسدي كسر المنبر الذي في مشهد علي عليه‌السلام و الذي في مشهد الحسين (ع). و قال: لا تقام هاهنا جمعة و لا يخطب أحد». من البديهي ان هذا العمل لم يكن عدائيا، و انما كان انكارا لذكر المسترشد في الخطبة بالمشهد الحسيني. لان دبيس هذا كان أحد أعاظم الشيعة. و في شوال سنة خمس و تسعون و سبعمائة فتح تيمولنك المغولي بغداد. ففر حاكمها السلطان أحمد الجلائري الي كربلاء (توزك أمير تيمور الگورگاني ص 42). فتبعه جيش تيمور، فلحقه في كربلاء فدارت في صحرائها و تحت لهيب شمسها المحرقة رحي معركة طاحنة. أجاد في وصفها ميرخواند صاحب (روضة الصفاء في المجلد السادس) فقد جاء فيه ما ترجمته:... فهرب السلطان أحمد الجلائري فتعقبه الامير تيمور بجنده، ولكن خواصه التمسوا منه البقاء في بغداد. و انهم سوف يعقبونه، فنزل الامير تيمور عند رغبتهم. أما الذين تعقبوا السلطان أحمد. وصلوا صباحا الي شاطي‌ء الفرات. و علموا ان السلطان قد عبر النهر و أغرق جميع السفن. و قطع الجسر الذي عليه. و انه ينوي الهروب الي دمشق عن طريق كربلاء. و هنا اختلفوا في أي الطرق أصوب لسلوكه. و قرروا أخيرا أن يعبروا الفرات. و هم في هذا الحال عثروا علي أربع سفن فركبوها و عبروا بها الفرات. و اقتفوا أثر السلطان. و قد وجدوا في طريقه كثيرا من الاموال و الاسلاب و الاطعمة كان قد تركها السلطان لما أصابه من الارتباك و الحيرة. فغنموها. خمسة و أربعون رجلا من الامراء و الاعيان مثل: اينانج اغلان و جلال حميد و عثمان بهادر و سيد خواجه بن الشيخ علي بهادر و غيرهم. قد تقدموا جيشهم علي سبيل التعجيل. فظفروا هؤلاء بالسلطان أحمد في سهل كربلا. و كان مع السلطان 2000 فارس. تقدم منهم مائتا فارس. فالتحم القتال بين الفريقين و ترجل الامراء من خيولهم مرتين مستعدون للقتال. و قد انهزم أعدائهم من كثرة ما رشقوا بالنبال و قد ركب الامراء ثاني مرة و لحقوهم. و في الكرة الثالثة حمل أتباع السلطان أحمد علي الامراء حملة عنيفة. بحيث لم يتمكن هؤلاء حتي من النزول عن خيولهم. و تلاحم فرسان و شجعان الطرفين في رحي معركة حامية الوطيس. و قد أظهر الامير عثمان بهادر في ذلك اليوم شجاعة و بسالة فائقتين و قد كلت يده من كثرة الضرب و الطعن. أما السلطان أحمد فقد انتهز فرصة التحام الطرفين في القتال، و هرب و أوقع الامراء الهزيمة بجيش السلطان، و قد غنم الامراء أمواله و نفائسه التي نركها في ساحة المعركة. و كان من بين اسري السلطان نسائه، و ولده علاء الدولة مع جمع من أفراد عائلته، ثم قصد بعد ذلك عثمان بهادر و جماعته الي التبرك بزيارة المشهد الحسيني و تقبيل أعتابه الشريفة. و جاء في روضات الجنات للخوانساري عند ترجمته لخلف المشعشعي و مجالس المؤمنين للشوشتري (ص 405): في المائة التاسعة نهب المشهدين الشريفين علي بن محمد بن فلاح المشعشعي ملك الحويزة و سبا أهلها، وقادهم الي مقره. و قد جاء في تأريخ الغياثي (المخطوط في مكتبة المتحف العراقي) ص 271 عن المولي المشعشعي ما نصه: و دخل يوم الاحد 23 ذي القعدة الي المشهد الغروي و الحائري، ففتحوا له الأبواب، و دخل فأخذ ما تبقي من القناديل و السيوف و رونق المشاهد جميعها من الطوس و الاعتاب الفضية و الستور و الزوالي و غير ذلك، و دخل بالفرس الي داخل الضريح. و أمر بكسر الصندوق و احرق و نقل أهل المشهدين من السادة و غيرهم بيوتهم.
[41] قد تكون الرسالة المسماة ب (نزهة الاخوان في وقعة بلد القتيل العطشان) لأديب كربلائي مجهول ممن عاصر هذه الحادثة. توجد نسخته المخطوطة عند السادة آل النقيب.
[42] لعله كتاب (كاشف الاعجاز الذي يبحث في حادثة المناخور، بالفارسية. منه نسخة خطية في مكتبة السيد عبدالرزاق الوهاب.
[43] هذا ما ذكره المرحوم المؤلف عن هذه الحادثة. لكنه عثر بعد ذلك علي بعض المؤلفات الفارسية الجليلة التي أرخت الحادثة بشي‌ء من التفصيل. و نحن نثبت ترجمتها هنا لما لها من القيمة التأريخية و لندرة وجودها و عدم تيسرها للقاري‌ء العربي علي الأقل. فمن هذه المؤلفات مسير طالبي لأبي‌طالب بن محمد الأصفهاني. ط الهند سنة 1227 ه. «في الثامن عشر من ذي الحجة يوم غدير خم (حيث كان معظم سكان كربلاء قد ذهبوا لزيارة النجف الاشرف بقصد الزيارة المخصوصة). اذ داهم كربلاء خمسة و عشرون ألف من الفرسان و قد امتطوا الجياد العربية الأصيلة - و كانوا قبل ذلك قد بعثوا جماعة منهم الي ضواحي كربلاء و قد ارتدوا زي الزوار و جري بينهم و بين عمر أغا والي كربلاء اتفاقا و كان هذا الوالي سنيا متعصبا - و عند دخولهم المدينة تعالت أصواتهم (باقتلوا المشركين). - و كان من البديهي أن عوقب عمر أغا آخر الامر بأمر من سليمان باشا والي بغداد - بعد القتل العام أرادوا أن يخلعوا صفائح الذهب الابريز من جدران المشهد الحسيني ولكن لاستحكامها و متانة وضعها لم يستطيعوا ذلك. فقط خربوا قسما من الضريح الذي تحت القبة. و في الغروب فجأة و بدون سبب ظاهر غادروا كربلاء متجهين الي الحجاز و قد قتل في هذه الحادثة أكثر من خمسة آلاف شخص. أما الجرحي فلا يحصون لكثرتهم. و كان من جملة القتلي ميرزا حسين شاهزاده الايراني. و ميرزا محمد طبيب اللكنهوري. و علي نقي خان اللاهوري مع أخيه ميرزا قمر علي مع غلامه و خادمه.». و قد جاء في (زنبيل فرهاد) لمعتمد الدولة ص 348)... ولده الاكبر سعود مع 1200 فارس غدار فداهموا كربلاء يوم الغدير سنة 1216 هج بصورة فجائية فعملوا في أهلها السيف فقتلوا و نهبوا و أسروا مااستطاعوا. فاستشهد في هذه الواقعة كثير من العلماء الأعلام و من جملتهم جناب الشيخ ملا عبدالصمد الهمداني ففاضت روحه الطاهرة. و دقوا القهوة في الرواق الحسيني الشريف. و لم تمض ستة أو سبع ساعات حتي كان عدد المستشهدين الذين فاضت أرواحهم الطاهرة يربوا علي ستة آلاف شخص. و كان أكثر أهالي كربلاء قد ذهبوا الي زيارة النجف الاشرف لزيارة الغدير المخصوصة. و في عصر ذلك اليوم المشؤوم غادر سعود كربلاء الي دياره». و جاء أيضا في مجلد القاجاريه من ناسخ التواريخ لسبهر ص 63: «أسرع سعود من أتباعه صوب النجف الاشرف. و حاصر قلعة النجف و هاجمها عدة مرات ولكن لم يتمكن منها. فرجع الي كربلاء و ب 12000 فارس من أبطال الرجال. فغافل كربلاء و داهمها - و صادفت هذه الحادثة يوم عيد الغدير. و بدأ القتل و التذبيح بسكنة هذه المدينة حتي قتل منها خمسة آلاف رجل و امرأة. و كسروا الضريح المبارك و سرقوا الجواهر و الثريات و المفروشات و اللألي‌ء التي كانت حصيلة قرون عديدة من الهدايا الثمينة من الخلفاء و الامراء. و نهبت الخزينة و القناديل الثمينة. و بعد ستة ساعات من هذه الاعمال البربرية غادروا كربلاء». لزيادة التعريف بهذه الحادثة راجع: تأريخ نجد لعبدالله فيلبي ص - و تأريخ العراق بين احتلالين لعباس العزاوي ج 6 ص 144. و أربعة قرون من تأريخ العراق الحديث للونكريك. و مطالع السعود في أخبار الوالي داود ص 168. (عادل).
[44] قال صاحب (نزهة الاخوان في وقعة بلد القتيل العطشان - مخطوط، تفضل به السيد حسن الكليدار -): لقد احصيت تسع وقائع وقعت بين الفريقين. كان الفوز فيها من نصيب الكربلائيين و انهزام جند داود باشا. فالواقعة الاولي هي واقعة - القنطرة - قتل فيها من الجند ثمانية عشر رجلا و من الاهلين رجلان. الواقعة الثانية: واقعة (المشمش) و قد سميت بذلك لان الجند قصدوا ان ينهبوا، كما أفسدوا الزرع من قبل. و خرج الاهلون علي عادتهم الي الجناة فاقتتلوا في أرض الجويبه، و ظهر البلديون علي الجنود و هزموهم بعد ان قتل و جرح منهم خلق كثير. و الثالثة: واقعة الهيابي، و هي من أعظم الوقائع و أشدها هولا. غطيت علي أثرها أرض الجويبه و ما يليها من أرض الحر و الهيابي بجثث القتلي. و قد استمرت المعركة من الصبح الي الظهر. و انهزم الجند بعد أن قتل و جرح منهم جمع غفير. و من جملة الجرحي القائد الشهير صفوق - و هو قائد الحملة -... و لما تحقق داود باشا من انكسار حملته بقيادة صفوق. عندئذ عقد لواء الحملة الي - المناخور - و كان هذا بصيرا بالحرب، مشهورا بالضرب و الطعن. سبق له فتح الحلة و ماردين. فخرج من بغداد مع 1500 فارس مزود بالمدافع و القنابل، و انفذ داوود علي أثره من أصناف جنوده، الي طلبه، و الداوديه، و الارسيه، و التركية، و اليوسفية. و نقل الجند معسكرهم الي جهة الحر. و وصل المناخور الي كربلا فسد عنها الماء ليومه. و فيه تقدم الي المدينة فأطلقت قنابله عليها و هاجمه الكربلائيون ففر اصحابه و اغتنمت ميرتهم. و هذه الواقعة هي الرابعة. و الواقعة الخامسة: واقعة (الاطواب) نسبة الي المدافع. و تسمي أيضا بوقعة باخيه. و هي واقعة عظيمة دامت ست ساعات. اطلقت فيها (46) قذيفة مدفع. و قيل أكثر من ذلك. و لم تصب أحدا بل كانت تقابل من جانب الاهلين بالهزء و السخرية. و قد قتل و جرح فيها الكثير من أفراد العشائر. و قد أغارت خل المناخور علي المدينة مرات عديدة و باءت كلها بالفشل. و قد خرج اليهم الاهلون فأصابوا من أعدائهم و عادوا و لم يقتل منهم الا شخص واحد، و جرح أربعة أشخاص. و قد كف الجند عن القتال. الواقعة السادسة: واقعة (المخيم) و هي واقعة عظيمة أيضا. تبادل فيها الفريقان اطلاق القذائف المدفعية. دمر علي أثرها احدي مدافع العدو و قد ابتدأت المعركة منذ الفجر. و لم تمض ساعة حتي أن انهزم العدو ثم عاودوا القتال بعد ساعة، فكثر القتلي و الجرحي منهم ففر الجند أيضا. و قد أصيب في هذه المعركة أربعة قتلي من الاهلين. الواقعة السابعة: واقعة (الرايه) اقتتل فيها الفريقان خارج البلدة انتصر فيها الاهلون و استولوا علي خيولهم و مدافعهم و بنادقهم. الواقعة الثامنة: واقعة (بني‌حسن) و هي عظيمة أيضا و ذلك ان المناخور أحس بعجز جيشه و تخاذلهم. فعدل الي الاستنجاد بالعشائر و اجابه فيمن اجاب: بنوحسن - ناكثين عهدهم مع أهل كربلاء ضامنين للمناخور فتح المدينة، حتي تقدموا أمامه بعد العشاء الآخرة. من جهة المخيم و تمكنوا من عبور الانهار و تسلق الجدران. و نشبت الحرب بينهم و بين الاهلين. و حمل فرسانهم، و حمل الجند ثلاث مرات. فأخفق الجميع و جرح منهم جماعة. الواقعة التاسعة: واقعة (الامان) لان المناخور أوقعها بعد صدور العفو و الامان من داود باشا. طمعا بفتح المدينة. فقد تقدم في منتصف ليلة ذي القعدة سنة 1241 - قد أطال المؤلف في سرد تفاصيل هذه الواقعة، و اليك مجملها: فلما باءت كل محاولات داود باشا لاخضاع كربلا بالفشل استنجد بعرب عقيل القصيم و الاحساء، فعسكر هؤلاء علي صدر (الحسينية) و امر داود بقطع الماء عن كربلا، و لما لم تجد أيضا هذه المحاولات فتيلا، أمر داود باشا اعراب الشامية أن يقطعوا طريق كربلاء و ينهبوا السابلة فيها، و قد ضيقوا الحصار علي المدينة و قطعوا الاتصال الخارجي بها، فعند ذلك لم ير الاهالي بدا غير الصلح مع داود باشا، فدخل الاخير كربلاء ظافرا.
[45] ان المؤلف لم يتعرض لتاريخ بناء الصحن العباسي و وصفه. لان تاريخ بناء الصحن العباسي ملازم لتاريخ بناء الحائر في مختلف العصور فان معظم من حظوا بشرف تعمير و زخرفة الحائر الحسيني. قد قاموا بنفس تلك التعميرات في حرم اخيه العباس. فأول بناء اقيم علي القبر المطهر هو عمارة عضد الدولة فنا خسروا البويهي. و قد جدد عمارته الشاه طهماسب الصفوي (قمر بن هاشم ص 126). و قد جاء في رحلة (ناصرالدين شاه الي كربلا ص 137) ان أمين الدولة صدر الأصفهاني هو الذي شيد القبة العالية علي الحضرة العباسية و غطاها بالكاشاني النفيس. و في سنة 1249 ه أمر فتح علي شاه القاجاري بصنع ضريح من الفضة الخالصة الي مرقد العباس (ع) و بذل لذلك (6000 تومان) من ماله الخاص. و قد تعاون لانجاز الضريح كل من الميرزا هدايت نوري المستوفي و الميرزا تقي نوري المستوفي. و قد توفي فتح علي شاه سنة 1250 قبل أن يتم الضريح (مجلد القاجاريه من ناسخ التواريخ ص 275). و قد اكمل الضريح و نصبه في محله علي الروضة المطهرة خلفه محمد شاه والد ناصرالدين شاه (نفس المصدر ص 480). لزيادة التفصيل راجع (قمر بني هاشم ص 126). (عادل).
[46] لعله عباس المدني صاحب نزهة الجليس و منية الاديب الانيس. و كان قدومه الي عام 1131 هجرية راجع ج 1 ص 94 و ما بعدها يقول في وصف الحضرة الحسينية و اما ضريح سيدي الحسين، و فيه جملة قناديل من الورق المرصع، و العين ما يبهت العين. و من أنواع الجواهر الثمينة ما يساوي خراج مدينه. و اغلب ذلك من ملوك العجم و علي رأسه الشريف قنديل من الذهب الاحمر يبلغ وزنه منين بل أكثر. و قد عقد عليه قبة رفيعة السماك متصلة بالافلاك. و بنائها عجيب، صنعة حكيم لبيب.
[47] و هي المأذنة المعروفة بمنارة العبد نسبة الي بانيها مرجان ألجياتي سنة 767. و في عام 982 رممت و ارخ ذلك بكلمة انكشتيار - أي خنصر المحب - (كلشن خلفاء لنظمي زاده. ص 103 وجه. مخطوط في خزانة المؤلف). و في سنة 1357 هجرية حصل فيها تصدع فأوفدت الحكومة آنذاك اقدر المهندسين و كشفوا عليها. فبان لهم ميلانها جهة الغرب، حيث كانت خطره علي الحرم الشريف و القبة. و بعد المداولة بين المهندسين. فرؤ ان لا مناص من هدمها حفظا للقبة الشريفة، و عليه فهدمت. (عادل)
[48] كامل الزيارة لابن‌قولويه.
[49] الطبري ص 641 و ورد فيه: و دفن الحسين و أصحابه أهل الغاضرية من بني‌أسد بعد ما قتلوا بيوم.
[50] المقدمة ص 417 طبعة القاهرة. و قد انتقد ابن‌خلدون انتقادا شديدا هذا الزعم و فنده بحجج قاهرة. و يدعم ابن العربي رأيه هذا - في كتابه العواصم من القواصم في ص 232 - ان النبي قال في حديث له (انه ستكون هنات و هنات فمن اراد ان يفرق امر هذه الامة و هي جمع فأضربوه بالسيف كائنا من كان). فيري ابن العربي ان الذين اشتركوا في قتل الحسين انما فعلوا ذلك اطاعة للامر النبوي و يقول الدكتور علي الوردي في كتابه - منطق ابن‌خلدون 189 -: و الغريب من ابن‌العربي انه في الوقت الذي يشجب فيه خروج الحسين علي يزيد تراه يدافع عن اولئك الذين خرجوا علي علي بن أبي‌طالب أثناء خلافته، فهو يحاول تبرير خروجهم بشتي الوسائل علي الرغم من اعترافه قد بايعوا عليا أول الامر.
[51] الأجداث القبور واحدها جدث.
[52] الازج - بالتحريك - البيت يبني طولا.
[53] الطبقات الكبري لابن‌سعد ص 807 ج 4 ط القاهرة سنة 1358 و ص 306 ج 2 ط بيروت.
[54] المصدر السابق ص 812 ج 4 ط القاهرة. و ص 292 ج 2 ط بيروت.
[55] الطبقات الكبري لأبن‌سعد ج 1 ص 123 ط القاهرة و ص 141 ج 1 ط بيروت.
[56] الطبقات الكبري لابن‌سعد ص 122 ج 4 ط القاهرة. و ص 306 ج 2 ط بيروت.
[57] مزار بحار الأنوار للمجلسي ص 110 ج 22 طبع كمبني.
[58] مدينة الحسين للسيد حسن الكليدار نقلا عن الجنات لثمانية للسيد محمد باقر بن مرتضي.
[59] و قد أحالني السيد المار ذكره، الوقوف علي هذا المصدر بوجوده عند أحد الأفاضل نفي ذلك الفاضل فضلا عن رؤيته حتي العلم بخبره. راجع نزهة الحرمين ص 28 للسيد الصدر.
[60] يقول في خبر طويل بعد ان نزل الغاضرية و قد ادركه الليل و هدأت العيون و نامت، أقبل بعد ان اغتسل يريد القبر الشريف يقول: (حتي اذا كنت علي باب الحير.... و ساق في خبره و قد كرر لفظ الباب حيث يقول بعد ذلك: فلما انتهيت الي باب الحائر... (اقبال الاعمال لابن‌طاووس ص 28) و مجلد المزار من بحارالانوار ج 22 ص 120.
[61] ذكر هذا الخبر صاحب كنز المصائب دون اسناد، و فضلا عن ذلك فان هذا الكتاب لا يعتمد عليه كثيرا لما حشي متنه من الأخبار الغير واردة. و قد ذكر هذا الخبر عند سرده لما دار بين المختار و مصعب بن الزبير، و عدد المواقع التي دارت بينهم و التي انتصر في جميعها المختار و هزيمة مصعب، الي ان تمكن مصعب من المختار آخر الأمر. و اذ لم ترد مثل هذه الأخبار في الكتب التأريخية - و المعروف بل المحقق انه لم يكن بين المختار و مصعب من مواقف سوي ما كان بالمذار، ثم تحصن المختار بقصر امارة الكوفة الي ان قتل - لذا قل الاعتماد علي ما ورد في هذا الكتاب من قيام المختار بتشييد قبر الحسين (ع). و ان كان المحل مناسب لاعطاء مثل هذه النسبة له، كيف لا و قد قام المختار بأخذ ثأر الحسين و قتل قاتليه و صلبهم و احراق بعضهم بالنار، فلا يبعد من ان يقوم بتشييد قبره الشريف. الا اننا نحكم بوقوع مثل هذا الأمر وجدانا لا استنادا علي ما ورد في هذا الكتاب، للاسباب السالفة.
[62] تاريخ الطبري ج 7 ص 70 و كان ذلك سنة 65 ه.
[63] مجلد المزار ج 22 ص 110.
[64] فقد توفي الصادق (ع) سنة 148 و الثمالي توفي في زمن المنصور.
[65] مجلد المزار ص 145.
[66] نفس المصدر ص 148.
[67] نفس المصدر ص 105.
[68] نفس المصدر ص 159.
[69] نفس المصدر ص 179.
[70] مروج الذهب للمسعودي. ج 2 ص 171.
[71] الظاهر ان الرشيد لم يتعرض لقبر الحسين الا في أخريات أيامه، و لعل سبب ذلك غضبه مما كان يشاهد من اقبال الناس لزيارة الحسين (ع) و تعظيمه و السكني بجواره، و كان قبل ذلك يجري ما أجرته أم موسي من الاموال علي الذين يخدمون قبر الحسين في الحير. (انظر الطبري ج 10، ص 118). (عادل).
[72] روي ذلك محمد بن الحسن الطوسي في (أماليه، ص 206 طبع ايران) بسنده الي جرير بن عبدالحميد. و ذكر انه عندما سمع جرير بالخبر رفع يديه قائلا الله أكبر جاءنا فيه حديث عن رسول الله (ص) انه قال: لعن الله قاطع السدرة ثلاثا). فلم نقف علي معناه حتي الآن.
[73] نزهة الحرمين للعلامة السيد حسن الصدر مخطوط نقلا عن تسلية المجالس.
[74] أنظر مقاتل الطالبيين لابي الفرج الاصبهاني ص 341 ط النجف.
[75] نفس المصدر ص 386.
[76] نفس المصدر ص 386.
[77] نفس المصدر ص 386.
[78] نفس المصدر ص 387.
[79] فرحة الغري لعبدالكريم بن طاووس.
[80] المناقب لابن شهر آشوب ج. ص. و كان ذلك سنة 511 ه.
[81] فرحة الغري ص 61.
[82] جاء في بحر الأنساب (العائد لخزانة المرحوم الشيخ عبدالحسين شيخ العراقين الطهراني) عند ذكره لنسب المعتضد بالله العباسي بقوله: و أمر بعمارة مشهد الغري بالكوفة و مشهد كربلاء، و افتقد الخزائن بدار الخلافة، فأخرج منها ما وجده من نهب الواثق من مال مشهد الحسين بن علي (ع) و اعاده اليه.
[83] فرحة الغري ص. و كان محمد بن زيد هذا دائم التصدق علي العلويين في المشاهد فقد بعث في خلافة المعتضد بالله اثنتين و ثلاثين الف دينار لمحمد بن ورد ليفرقها علي العلويين (أنظر الكامل ج 6 ص 80. و الطبري ج 12 ص 346).
[84] زينة المجالس لمحمد المجدي بالفارسية طبع حجر.
[85] فرحة الغري ص 67.
[86] الكامل لابن‌الاثير: ج 9 ص 110 ط ليدن. و ج 7 ص 295 من ط القاهرة. و المنتظم لابن‌الجوزي ج 7 ص 283. البداية لابن‌كثير: ج 12، ص 4. و النجوم الزاهرة لابن تغري بردي: ج 4، ص 241.
[87] ذكر كل من العلامة السيد حسن الصدر الكاظمي في نزهة الحرمين ص 35. و العلامة السيد محسن الأمين العاملي في أعيان الشيعة ج 4. ص 302. - و من أخذ عنهما - ان ابامحمد الحسن بن الفضل بن سهلان وزير سلطان الدولة البويهي، هو الذي جدد بناء الحائر بعد وقوع هذا الحريق. لكن المصادر التي عولوا عليها لم تنسب الي ابن‌سهلان هذا سوي بناء سور الحائر و ليس تجديد بنائه. كما في المنتظم ج 7 ص 283. و البداية و النهاية ج 12 ص 16. و مجالس المؤمنين ص 211. و النجوم الزاهرة ج 4 ص 259، هذا فضلا عن ان ابن‌سهلان بدأ ببناء سور الحائر في سنة 400 ه أي قبل وقوع الحريق بسبعة أعوام. و هي نفس السنة التي أمر ببناء سور علي مشهد أميرالمؤمنين (ع) (الكامل ج 7 ص 249. ط القاهرة). فقد ورد في المنتظم ج 7 ص 246: و في جمادي الأولي (سنة 400 هج) بدأ ببناء السور علي المشهد بالحائر و كان أبومحمد الحسن بن الفضل بن سهلان قد زار هذا المشهد و احب أن يؤثر فيه مؤثرا ثم ما نذر لأجله أن يعمل عليه سور حصينا مانعا لكثرة من يطرق الموضع من العرب و شرع في قضاء هذا النذر، ففعل و عمل السور و احكم و عرض و نصبت عليه أبواب وثيقة و بعضها حديد: و تمم و فرغ منه، و تحصن المشهد به و حسن الأثر فيه. - عادل -.
[88] زينة المجالس لمحمد المجدي - مخطوط باللغة الفارسية ص 84، و المجدي من معاصري الشيخ البهائي. و قد صنف كتابه هذا سنة 1004 هج - فقد جاء فيه: الي ان أمر السلطان اويس الايلخاني، و ابنه السلطان حسين ببناء عمارة عالية. و للسيد المؤلف (عبدالحسين) ملاحظة مهمة في هذا الخصوص، خطر لي ان اثبتها هنا. يقول: ذكر سماحة السيد محسن الأمين العاملي في المجلد 3 ص 593، من اعيان الشيعة. قال فضيلته عن آخر كتاب الأماقي في شرح الايلاقي لعبدالرحمن العتايقي الحلي المجاور بالنجف الأشرف، في نسخته المخطوطة في الخزانة العلوية الذي تمت كتابته في محرم سنة 755 هج. قال: (في هذه السنة احترقت الحضرة الغروية صلوات الله علي مشرفها، و عادت العمارة و أحسن منها في سنة 760 سبعمائة و ستون) انتهي. اقول: هذا الحريق هو الذي ذكره ابن مهنا الداودي في العمدة ص 5. ولكنه لم يذكر اسم المجدد للبناء الذي شيد علي الروضة المطهرة الحيدرية. حيث المدة تقارب زمن البناء الذي قام به السلطان اويس و ولده السلطان حسين الايلكانية في سنة (767) علي قبر الحسين سلام الله عليه الموجود اليوم علي الروضة الطاهرة. من المقتضي ان يكون السلطان حسين الايلكاني هو منفردا اقام البناء علي الروضة الطاهرة الحيدرية. و بالخاصة لموقع قبورهم التي ظهرت في سنة الخامس عشر بعد الثلاثمائة و الألف ه في وسط الصحن الشريف ما يلي باب الطوسي، أحد أبواب الصحن الشريف في القسم الشمالي من الروضة الزاكية. اذ ظهر سرب فيه ثلاثة قبور علي احدهم في القاشاني مرقوم (توفي الشاهزاده الأعظم معزالدين عبدالواسع في 15 جمادي الاول سنة 790) و علي لوح القبر الثاني (هذا ضريح الطفل الصغير سلالة السلاطين الشاهزادة بن الشيخ اويس طاب ثراه. توفي يوم الاربعاء حادي عشر محرم الحرام سنة احدي و ثلاثين و ثمان مئة). و علي لوح القبر الثالث (هذا قبر الشاهزادة سلطان بايزيد طاب ثراه، توفي في جمادي الاولي سنة احدي و ثلاثين و ثمان مئة هلالية). و علي قبر آخر (هذا قبر المرحومة السعيدة بايندة السلطان). و قد ابتدأ حكم الأسرة الايلكانية الجلائرية في بغداد و آذربايجان بعد موت أبي‌سعيد بن اولجياتو محمد خدابنده بقليل بالشيخ حسن الكبير تقريبا بين سنة تسع و ثلاثين و سبعمائة أو سنة الأربعون. و كانت وفاته سنة 757 ه ثم تلاه في الحكم ولده السلطان اويس سنة 757 ه و توفي سنة 776 ه ثم تلاه ولده السلطان حسين من سنة 776 ه الي ان توفي في سنة 784 ه ثم تلا السلطان حسين أخوه السلطان أحمد الجلائري بن اويس الي ان قتل في تبريز بين سنة ثلاث عشرة و ثمان مئة، و اربع عشرة. و به تقريبا انتهت ايامهم.
[89] جاء في كتاب (دلائل الدين) تأليف عبدالله بن الحاج هادي ابن‌الحاج محمد ظهر الهرندي، ألف في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، ما ترجمته: روي عن السجاد عليه‌السلام ان الله تعالي ذكر في القرآن ان السيدة مريم عليهاالسلام عندما أرادت أن تلد ابنها المسيح ابتعدت عن قومها، و ذهبت الي كربلاء - بصورة معجزة - بجنب نهر الفرات. و قد ولد المسيح قرب مكان ضريح الحسين (ع). و في نفس الليلة عادت السيدة مريم الي دمشق. و مصداق هذا الخبر ما ورد عن الباقر (ع) - علي ما أتذكر - ان صخرة علي مقربة من قبر الحسين نصبت في الحائط. قد أجمع ساكنوا هذا المقام علي أن الرأس الشريف قد حز علي هذه الصخرة، و يقولون ان المسيح قد ولد علي نفس تلك الصخرة أيضا -.
[90] عندما دخل الشاه اسماعيل الصفوي الاول - مؤسس الدولة الصفوية في ايران و الذي يرتقي نسبه الي الامام السابع موسي بن جعفر عليه‌السلام - بغداد فاتحا سنة 914 ه كان همه الأول هو التبرك بزيارة أجداده الأئمة المعصومين، قصد زيارة مرقد الحسين (ع) و عمل ثوبا حريريا لقبره الشريف، و علق اثني عشر قنديلا من الذهب، أطراف القبر، و فرش تلك الحضيرة القدسية البسط و جلله بأنواع الحرير و الاستبرق، و بذل الأموال الكثيرة للائذين بقبره الشريف. ثم خرج قاصدا النجف الأشرف (و قد ترجم النص المتقدم العلامة المؤلف عن (حبيب السير) لخواند مير بالفارسية - مخطوط في 3 مجلدات في مكتبة المؤلف سنة 1008 ه و قد جاء أيضا في (عالم آراي عباسي) لاسكندر منشي. ج 2 عن زيارة هذا الشاه ما ترجمته: توجه الشاه من بغداد الي تربة كربلاء بعد اخلاص النية و تشرف بزيارة مرقد الحسين المنور، و شهداء كربلاء، و قد زين الروضة و أنعم علي المجاورين، ثم توجه من هناك الي زيارة علي المرتضي (ع) عن طريق الحلة. راجع أيضا فارسنامه ناصري ج 1 ص 93. و زار كربلا أيضا الشاه عباس الأول الصفوي. فقد جاء في فارسنامه ناصري ما ترجمته: غادر الشاه عباس الأول الصفوي اصفهان في سنة 1033 هجري متجها نحو بغداد، و في غرة ربيع الأول من نفس السنة دخل بغداد فاتحا... ثم توجه الي النجف الأشرف في محرم الحرام، و علي بعد (30) كيلومترا ترجل عن فرسه و خلع نعله، و انعم علي كافة سكنة النجف و توجه بعد ذلك مسرورا فرحا الي زيارة كربلاء، و طاف البقعة الطاهرة، ثم اقفل راجعا الي بغداد و زار الامامين الكاظمين و سامراء. و في ربيع هذه السنة أعاد الكرة لزيارة كربلاء و النجف الأشرف. و قبل اعتاب هاتين الحضرتين و أدي لوازم الزيارة و أهدي من الصناديق القيمة و الطنافس الحريرية المطرزة و الديباج، الشي‌ء الكثير و رجع مقفلا الي بغداد. و أعاد الزيارة مرة أخري الي الروضة الحسينية. و انظر أيضا عالم آراي عباسي. و هناك مصدر لابد من الاشارة اليه في هذا الخصوص هو (تاريخ دهامر الالماني الذي ترجم من اللغة الفرنسية الي الفارسية باسم - سلطان التواريخ - في تاريخ سلاطين آل عثمان يقع في ثلاث مجلدات ضخام تحتوي علي 72 بابا، ينتهي به مؤلفه الي آخر عهد عبدالحميد الأول العثماني، بعد حرب الروس و الأتراك و عقد معاهدة (كنارجه). و في سنة 1034 ه اعاد السلطان مراد الرابع العثماني العراق الي حوزة دولته. و في 27 جمادي الاولي سنة 1039 ه احتل بغداد مرة أخري الشاه صفي حفيد الشاه عباس الاول، و زار كربلاء في سنة 1048 ه في يوم عيد. فقيل أعتاب ضريح سيدالشهداء و اخيه العباس. بعد ان انذر النذور. و اكرم ذوي الحاجة. (روضة الصفاي ناصري. المجلد الثامن) و في سنة 1156 ه توجه نادرشاه من النجف الأشرف الي تقبيل اعتاب الحسين (ع) الذي حرمه مطاف ملائكة الرحمن، و قدمت زوجته رضيه سلطان بيگم كريمة الشاه سلطان حسين الصفوي عشرين الف نادري لتعمير جامع الحرم الشريف (التاريخ النادري).
[91] و قد شيد هذا الايوان الكبير في سنة 1281 ه من قبل المرحوم ميرزا موسي وزير طهران لتكون مقبرة له و لعائلته. و قد جدد المرايا و الكتيبة القرآنية. و زوق جدرانها الداخلية بالكاشي النفيس. و قد نظم الشاعر (قلزم) الذي كان من الشعراء الشهيرين في تلك الفترة هذه القصيدة بالمناسبة: أي نمو دار حريمت حرم عرش برين ظل درگاهت خرگه زده بر عليين قدسيان بسته بفرمان تو أز عرش كمر آسمان سوده در ايوان تو بر فرش جبين برده دارلت شاهنشه اقليم شهود بيشگا رانت فرمان ده سرحد يقين ظل خرگاه تو را قبله كند روح القدس خاك درگاه تو را سجده برد حور العين أز أزل تاج شهادة چه نهادي بر سر شد ترا ملك شفاعت همه در زير نگين از بهاي گهر پاك تو اين توده خاك كعبه دين شود و شد سجده‌گه أهل زمين الي ان يقول: قصة طور كليم الله فاخلع نعليك همه از خاك درت مظهر آيات مبين عكس أز شمسه ديوان تو شد شمس فلك بر تو أو بهمه كون مكان گشت مكين ساكنان حرم عز جلال ملكوت همه بر خاك رهت تا بايد خاك نشين بهر فراشي حجابت هر شام و سحر قيصر أز روم كمربندي و فقفور از چين الي ان يقول: اين همان وادي عشق أست دروا تش شوق صد جه موسي باميد قبسي خاك نشين اندرين عهد همايون كه شد أزفر ظفر رايت دولت اسلام بر از چرخ برين شاه شاهان جهان ظل خدا كهف زمان خسرو ملك ملل پادشه دولت و دين شهر بازيگه ز آوازه گوي سخطش تا ابد در شده در حجمه و كوه طنين مير فرخنده نزادي زد راوگه برد افتاب فلك و رفعت و كوه تمكين داشت چون گوهري آراسته نور صفا كرد اين صفه ايوان صفا را ترين دولت ناصري و سعي امام ملت أندرين عهد بود محيي آثار جنين افتخار فضلا قبله أرباب فلاح بيشواي دو جهان پادشه شرع مبين انكه از بندگي صاحب اين روضه باك شده بر خاجكي علم ازل صدر نشين چون ز فيض كف موسي شد اين طور صفا كلك قلزم بي‌تاريخ سخنور شد و گفت با كف موسي آراسته طور سنيين 1281 ه.
[92] لم نعثر علي مصدر هذا الخبر. ولكنه قد جاء في كلشن خلفاء (ص 102 وجه) لنظمي زاده بالتركية: ان الوالي علي باشا الوند زادة، بأمر من السلطان مراد الثالث العثماني قد جدد بناء جامع الحسين و قبته المنورة، و ذلك سنة 984 ه. و قد ارخ هذا البناء أحد الشعراء المشهورين بأبيات مطلعها: بحمد الله كه از عون الهي نموده خدمة شاه شهيدان شه گشور ستان خاقان اعظم مراد بن سليم ابن‌سليمان و قد و هم الاستاذ حسن الكليدار في كتابه (مدينة الحسين) ص 38، اذ ذكر ان هذه الابيات قد قيلت بمناسبة تشييد القبة من قبل مراد الرابع العثماني، الا ان الصحيح ما ذكرناه. (عادل).
[93] مجلد القاجاريه من ناسخ التواريخ للسان الملك سپهر ص 33 سنة 1206 ه.
[94] مجلد القاجاريه من ناسخ التواريخ ص 63.
[95] جاء في مستدرك الوسائل للعلامة النوري (ج 3 ص 397) في ترجمة الشيخ عبدالحسين الطهراني: (شيخي و استاذي و من اليه في العلوم الشرعية استنادي، افقه الفقهاء و افضل العلماء، العالم الرباني، الشيخ عبدالحسين الطهراني، حتي يقول: و جاهد في الله في محو صولة المبتدعين و اقام أعلام الشعائر في العتبات العاليات و بالغ مجهوده في عمارة القبات الساميات). و قد توفي في الكاظمية في 22 شهر رمضان سنة 1286 ه و نقل الي كربلاء، و دفن في احدي حجرات الصحن الحسيني.
[96] مقاتل الطالبيين ص 61 ط القاهرة.
[97] الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم لجمال الدين الشامي ج 2 خط.
[98] ج 8: ص 188.
[99] المناقب ج 4 ص 83. ط بمبي. [
[100] ج 4 ص 17 ط ليدن.
[101] ج 8 ص 159. ط الاستقامة.
[102] ص 47 من ط: القاهرة.
[103] المسالك و الممالك ص 233 ط ليدن، و جاء أيضزا في (نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري ج 1 ص 267) ما نصه:... فاذا جاوزهما (يعني اذا جاوز الفرات الأنبار و هيت) قسم يأخذ نحو الجنوب قليلا و هو المسمي بالعلقم. ينتهي الي بلاد سوري، و قصر ابن‌هبيرة، و الكوفة و الحلة.
[104] يعتقد الدكتور أحمد سوسه في مؤلفه (وادي الفرات ج 2 ص 87): ان العلقمي قد أخذ مجري نهر مارسس القديم الذي كان قد اضمحل فاعيد احياؤه زمن العرب. (عادل).
[105] جاء في قمر بني‌هاشم للسيد عبدالرزاق المقرم (ص 121) ما نصه (... نعم لم يعرف السبب في التسمية به - أي العلقمي - و ما قيل في وجهها ان الحافر للنهر رجل اسمه علقمة بطن من تميم ثم من دارم جدهم علقمة بن زرارة ابن عدس لا يعتمد عليه لعدم الشاهد الواضح. و مثله في ذكر السبب: كثرة العلقم حول حافتي النهر و هو كالقول بأن عضد الدولة أمر بحفر النهر و وكله الي رجل اسمه علقمه فانها دعاوي لا تعضدها قرينة، علي انك عرفت ان التسمية كانت قبل عضد الدولة). (عادل).
[106] استمر القتال مع الزنج من حين تولي المعتمد الخلافة سنة ست و خمسين و ثلثمائة الي سنة سبعين. و ذكر الصولي انه قتل من المسلمين ألف ألف و خمسمائة ألف آدمي. و قتل في يوم واحد بالبصرة ثلثمائة ألف (من تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 243 ط القاهرة).
[107] انظر تجارب الأمم لابن‌مسكويه ج 5 ص 39 - 238. و ذلك عام 320 ه.
[108] راجع بشأن هذه الحادثة المروعة تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 376.
[109] جاء في تجارب الامم لابن‌مسكويه (ج 5 ص 366 ط مصر): فصارت الدنيا في أيدي المتغلبين و صاروا ملوك طوائف. و كل من حصل في يده بلد ملكه. و منح ماله. فواسط و البصرة و الأهواز بأيدي البريديين. و فارس في يد علي بن بويه. و كرمان في يد أبي‌علي ابن أياس. و أصفهان و الري و الجبل في يد أبي‌علي الحسن بن بويه و بدر شمكير. يتنازعوها بينهما. و الموصل و ديار ربيعة و ديار بكر في أيدي بني‌حمدان، و مصر و الشام في يد محمد بن طغج. و المغرب و افريقية في يد أبي‌تميم، و الاندلس في يد الاموي. و خراسان في يد نصر بن أحمد، و اليمامة و البحرين و هجر في يد أبي‌طاهر بن أبي‌سعيد الجنابي، و طبرستان و جرجان في يد الديلم. و لم يبق في يد السلطان و ابن‌رائق (أمير الامراء) غير السواد و العراق. و جاء في ص 237 منه.... و انخرقت الهيبة و ضعف أمر الخلافة.
[110] راجع مآثر الانافه للقلقشندي، ج 1 ص 196. و في صبح الاعشي ج 5 ص 399. راجع أيضا تأريخ الخلفاء للسيوطي ص 191.
[111] راجع نفس المصادر السابقة. ج 1 ص 211، ج 3 ص 267.
[112] سنن أبي‌داوود ك 35 ج 1. و قد أخرج هذا الحديث كل من البخاري: ك 35 ب 51، و صحيح مسلم: ك 33 ج 10 - 5. الترمذي: ك 21 ب 46. مسند ابن‌حنبل: ك ص 298 تا 406 خامس ص 86 و ص 87 و ص 88.
[113] ان السفراء الأربعة للامام المهدي صلوات الله عليه في زمن الغيبة الصغري)... - 334 ه). أولهم نصبه الامامان الهادي و العسكري عليهماالسلام. و هو: الشيخ الموثوق أبوعمرو عثمان بن سعيد العمري (السمان). قال عنه الامام الحادي عشر الحسن العسكري عليه‌السلام في جوابه لأحد يسأل عمن يمتثلون لأوامره في حالة غيابهم عنه. يجيبهم: هذا أبوعمرو الثقة الأمين، ثقة الماضي و ثقتي في الحياة و المماة، فما قاله فعني يقوله، و ما أدي اليكم فعني يؤديه). (الغيبة للشيخ الطوسي ص 229. ط تبريز، البحار ص 344 ج 51 (و توفي ببغداد و موضع قبره بالجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان بدرب جبله. فلما مضي عثمان بن سعيد قام ابنه أبوجعفر محمد بن عثمان بنص أبيه عليه بأمر القائم (ع). و كان كأبيه ثقة و أمانة. و كانت وفاته سنة 305 ه (الكامل لابن‌الاثير ج 8 ص 41) و قبره في شارع باب الكوفة من مدينة السلام (الغيبة ص 228) و أوصي من بعده لابي القاسم الحسين بن روح (قده) و كان لابي القاسم مقام عظيم عند الشيعة و السنة علي السواء لفضله و علمه. و له أنصار في بلاط المقتدر. و له مكانة عظيمة عند الخليفة المقتدر، و عند السيدة أم المقتدر (البحار ج 51 ص 356). و قد جرت بينه و بين الوزير حامد ابن العباس خطوب و قبض عليه و سجن خمسة أعوام. و اطلق لما خلع المقتدر من السجن (ذيل تجارب الامم ج 5 ص 299. نقلا عن تاريخ الاسلام للذهبي) و في صلة عريب ص 141 ط ليدن) و قد توفي سنة 329 ه و موضع قبره في النوبختيه النافذ الي التل والي درب الآجر والي قنطرة الشوك (الغيبة ص 252) و وصي من بعده الي السفير الرابع علي بن محمد السمري. فقام بما كان الي أبي‌القاسم. فلما حضرته الوفاة حضرت الشيعة عنده و سألته عن الموكل بعده، و لمن يقوم مقامه. فقال: لله أمر هو بالغه. فالغيبة التامة هي التي وقعت بعد مضي السمري. و كانت وفاته سنة 329 ه. و قبره في شارع الخلبخي من ربع باب المحول قريب من شاطي‌ء نهر أبي‌عتاب (الغيبة ص 258) و للعلامة المؤلف تعقيب علي مواضع قبور السفراء الأربعة وجدناه علي جلد كتاب الغيبة. ما نصه: فقبور هؤلاء السادة سلام الله عليهم اليوم في الصحراء من غرب دجلة تقريبا علي أول حدود هور عقرقوف و قبورهم غير معلومة. و الغريب في تقدير مدي صحة المواقع المنحولة في بغداد الشرقية. أفهل نقلت رفاتهم، الي هذه المواقع المعلومة، و علي يد من، و في أي تاريخ كان ذلك علي فرض تقدير قيمة لمحال قبورهم المعلومة اليوم. بينما يذكر المؤلف (ص 239) - و يعني بذلك الشيخ الطوسي - الموضع الذي كانت دوره و منازله فيه. و هو الآن في وسط الصحراء لسنة سبع و اربعين و اربعمائة في أواسط عمر الدولة العباسية - فضلا عما دهي بغداد من الدمار و الخراب علي يد التتر. (عادل).
[114] ص 52 وجه. مخطوط في مكتبة المؤلف.
[115] ج 8 ص 202.
[116] ص 71.
[117] ورد في مقاتل الطالبيين ط القاهرة ص 542: مضي أبوالسرايا نحو القصر فلما صار بالرحب، صار هرثمة اليه، فلحقه هناك، فقاتله قتالا شديدا، فهزم أبوالسرايا و قتل أخوه. و مضي لوجهه حتي نزل (الجازية) و اتبعه هرثمة و اجتمع رأيه علي سد الفرات عليه و منعهم الماء، و صبه في الأجان و المفايض التي في شرق الكوفة و انقطع الماء من الفرات.
[118] نقلا عن تاريخ الاسلام للذهبي.
[119] الحوادث الجامعة لابن‌الفوطي ص 497.
[120] تاريخ وصاف الحضرة لعبدالله بن فضل الله ص 401.
[121] قد أسدي المغول - علي اختلاف طوائفهم - خدمات عظيمة للمشاهد المشرفة كما تقدم. و يجدر بنا في هذا المقام أن نذكر ما قام به تيمور منهم من مساعي حميدة. فقد أورد في (تزوكه ص: 115 ط لندن) الذي كتبه بيده ما ترجمته: ان أول ما أوقفت علي روضة أميرالمؤمنين علي بن أبي‌طالب محال الحلة و النجف. و للروضة المنورة الحسينية و سائر المشايخ و الأكابر من رؤساء الدين الذين هم ببغداد، كل علي قدر مرتبته محال كربلاء و بغداد. و للروضة الجوادية و الكاظمية و روضة سلمان الفارسي المحال من مزارع و الجزائر الواردة من المدائن. (عادل).
[122] ص 72 من ط النجف.
[123] راجع حول نهر الهندية: مسير طالبي لابي‌طالب الاصفهاني. و تحفة العالم لمير عبداللطيف الشوشتري ص 32 ط الهند. و راجع (ماضي النجف و حاضرها للشيخ جعفر محبوبه ص: 131). و لم تكن هذه اولي المحاولات لجلب الماء الي الغربي الأقدس. فقد سبقتها محاولات كثيرة. فكان ممن حظي بشرف ذلك ملكشاه السلجوقي عند زيارته للمشاهد المقدسة سنة 479 ه اذ أمر باستخراج نهر من الفرات يطرح الماء الي النجف فبدي‌ء فيه. (المنتظم ج 9 ص 29). (كذلك ولده سنجر أراد القيام بنفس العمل ولكنه لم يوفق الي ذلك كما جاء في كامل ابن‌الاثير، حتي أن وفق الحظ الصاحب عطا ملك ابن محمد الجويني صاحب ديوان الدولة الايلخانية. و أجري الماء اليها سنة ستة و سبعين و ستمائة (فرحة الغري ص 60). و عند زيارة الشاه اسماعيل الاول الصفوي للنجف سنة 914 لم يغفل من تجديد و كري النهر الذي كان مشرفا علي الاضمحلال. و قد كلفه ذلك حوالي 20000 تومان - من نقود تلك الايام - و أطلق عليه اسم (النهر الشريف). (فارسنامه ناصري ج 1 ص 13). و في سنة 1022 ه جدد و عمر مجري النهر (الشريف) الشاه عباس الاول الصفوي و كان يروم الي حفر قنوات تحت الارض من مسجد الكوفة الي النجف، ثم يوصلها الي بحر النجف، و كان ذلك سنة 1033 ه (فارسنامه ناصري ج 1 ص 141) و في سنة 1041 ه بسعي الشاه صفي الصفوي شق نهرا من فرات الحلة الي مسجد الكوفة و أمرره قرب قصر الخورنق ثم اوصل الماء الي بحر النجف. و لغرض خزن مياه هذا النهر شيد خزان كبير في وسط البحر ثم بواسطة قناة تحت الارض اوصلوا الماء الي داخل سور النجف (روضة الصفاي ناصري المجلد الثامن). و قد أرخ هذا العمل المجيد بعض شعراء الفرس بقصيدة مطلعها: شاه اقبال قرين خسرو دين شاه صفي آنكه خاك قدمش زبور أفسر امد (عادل). فارس نامه ناصري ج 1 ص 145.
[124] باللغة التركية مخطوطة في مكتبة المؤلف (ص 97 وجه) و قد ترجم المؤلف هذا النص من التركية.
[125] و قد جاء في أربعة قرون من تأريخ العراق الحديث تأليف لونكريك و ترجمة الاستاذ جعفر الخياط. ص 24) عن زيارة سليمان القانوني لكربلاء مايلي: كانت عنايته الثانية أن يزور العتبات المقدسة في الفرات الأوسط. و أن يفعل هناك أكثر مما فعله الزائر الصفوي في العهد الاخير، فوجد كربلاء المقدسة حائرة في حائرها، بين المحل و الطغيان، اذ كان الفرات الفائض في الربيع يغمر الوهاد التي حول البلدة بأجمعها من دون أن تسلم منه العتبات نفسها، و عند هبوط النهر كانت عشرات الالوف من الزوار يعتمدون علي الري من آبار قذرة شحيحة، لرفع مستوي (روف السليمانية) و هي سدة لا تزال نافعة لوقاية البلدة من الفيضان، ثم وسع الترعة المعروفة بالحسينية، و زاد في عمقها لكي تأتي بالماء باستمرار الخالية المغبرة حولها بساتين و حقول قمح. و صارت هذه الترعة تنساب في أرض كان الجميع يظنونها أعلي من النهر الأصلي، فاستبشر الجميع للمعجزة و اقتسم الحسين الشهيد و السلطان التركي جميع الثناء و الاعجاب.
[126] كتاب مسير طالبي هو من تأليف: أبوطالب بن محمد الاصفهاني. دون فيه مشاهداته و ملاحظاته عن البلدان التي مر بها في رحلته، فقد بدأ رحلته من الهند و سافر الي انكلترا و منها الي فرنسا، ثم عبر البحر الابيض قاصدا اسلامبول، و من اسلامبول شد رحاله الي بغداد عن طريق بر الاناظول. و منها الي سامراء ثم الي كربلاء. ثم سافر الي الغري عن طريق الحلة، ثم عاد بعد ذلك مقفلا الي بغداد. ثم رحل منها الي البصرة. و منها الي بومبي. و في بومبي لاقي السيد عبداللطيف الشوشتري قريب المرحوم السيد نعمة الله الجزائري صاحب كتاب (تحفة العالم) ثم ختم رحلته بعودته الي كلكته.
[127] كلشن خلفاء خط. ص: 241 وجه.
[128] جاء في تحفة العالم لمير عبداللطيف الشوشتري. ط الهند. ص 348 عن آصف الدولة ما ترجمته (آصف الدولة بهادر يحي خان من أحفاد سعادت مندخان برهان الملك الذي هو من أعاظم امراء محمد شاهي. و في التاريخ النادري مجمل من أحواله مسطور فيه. كان من أعاظم نيشابور و آصف الدولة سواء في الرئاسة أو ضبط المملكة و تنسيق الامور لم يكن كما ينبغي.... ولكنه كان حاتم زمانه في السخاء و الكرم الفطري... و كان قد بني رباطا كبيرا لجهة الزائرين و سكنة العتبات العاليات و كان دائما غاصا بعدد كبير من الزائرين و كان الزائرون من يوم ورودهم الي هذا الخان حتي خروجهم منه يصرف لهم مقدارا من المال كل علي قدره و مرتبته. و من آثاره الخيرية هي جلبه الماء الي أرض الغري الذي كان امنية السلاطين العظام و قد عجزوا عن اقحامه... و قد شيد قرب داره في الهند مسجدا و دارا لاقامة مجالس التعزية الحسينية فيها. و قد كلفه ذلك الأموال الجزيلة. و قد توفي سنة 1310 ه - برواية الشيخ عبدالعزيز الجواهري في كتابه آثار الشيعة الامامية ج 4. (عادل).
[129] معجم البلدان لياقوت الحموي ج 6 ص 51، و مراصد الاطلاع لعبد الحق البغدادي.
[130] لسان العرب لابن منظور ج 11 ص 125.
[131] شعراء النصرانية ج 2 للويس شيخو اليسوعي ط بيروت سنة 1890.
[132] العقد الفريد لابن‌عبد ربه الاندلسي ج 3 ص 114.
[133] ص 18 ط القاهرة.
[134] بغداد في عهد الخلافة العباسية لليسترنج. راجع معجم البلدان ج 2 ص 230 ط القاهرة.
[135] معجم البلدان ج 3 ص 203.
[136] جاء في مجلد المزار من بحارالانوار ط: تبريز سنة 1301 ه ص 76 ما نصه: اختلف الأصحاب في حد الحاير. فقيل: انه القبة الشريفة فحسب. و قيل: هي مع ما اتصل بها من العمارات كالمسجد و المقتل و الخزانة و غيرها، و الأول أظهر لاشتهاره بهذا الوصف بين أهل المشهد آخذين عن أسلافهم، و لظاهر كلمات أكثر الاصحاب. قال ابن‌ادريس في (السرائر) المراد بالحائر: ما دار عليه سور المشهد و المسجد عليه قال لان ذلك هو الحاير حقيقة. لان الحاير في لسان العرب الموضع المطمأن، لسان العرب ج 4 ص 223 الذي يحار فيه الماء. و ذكر الشهيد في (الذكري) ان في هذا الموضع حار الماء لما امر باطلاقه علي قبر الحسين (ع) ليعفيه فكان لا يبلغه، و ذكر السيد الفاضل أمير شرف الدين علي الشولستاني المجاور بالمشهد الغروي قدس الله روحه. و كان من مشايخنا - اني سمعت من كبار الشاميين من البلدة المشرفة ان الحاير: هو السعة التي عليها الحصار الرفيع من القبلة و اليمين و اليسار. و أما الخلف ما ندري له حد. و قالوا هذا الذي سمعناه من جماعة من قبلنا انتهي. و في شموله لحجرات الصحن أشكال لا يبعد أن يكون ما انخفض من هذا الصحن الشريف يكون داخلا في الحاير دون ما ارتفع منها و عليه أيضا شواهد من كلمات الأصحاب.
[137] قال في المعجم ج 6 ص 261) الغاضرية منسوبة الي غاضرة من بني‌أسد، و هي قرية من نواحي الكوفة قريبة من كربلاء).
[138] رجال العلامة الحلي ص 59 ط النجف.
[139] معجم البلدان ج 5 ص 280.
[140] تاريخ الرسل و الملوك لابن جرير الطبري.
[141] تاريخ الطبري ج 4 ص 1043 طبعة ليدن.
[142] قد جاء في نفس الرحمن في فضائل سلمان للعلامة ميرزا حسين النوري الطبرسي (و النواويس مقابر للنصاري كما في حواشي الكفعمي في عودة يوم الجمعة. و سمعنا انها في المكان الذي فيه مزار الحر بن يزيد الرياحي من شهداء الطف، و هو ما بين الغرب و شمال البلد). و يقول المؤلف في تعقيب له علي هذا النص: ان النواويس ليس موقعها بما يلي قبر الحر بن يزيد الرياحي. بل الذي علي بعد ميلين أو ثلاثة أميال من قبر الحر هو موضع (كربلاء). و موضع النواويس براز الواقع في هور السليمانية (كما ذكر أعلاه).
[143] عن نسخة خطية بيد المؤلف (عبدالحسيني) يقول في آخرها (ينتهي ضامن بن شدقم الحسين المدني في المجلد الثالث من مجموعته في النسب (تحفة الازهار و زلال الانهار في نسب أبناء الأئمة الاطهار في عقب و آل محمد العابد من الامام موسي بن جعفر سلام الله عليه) بآل أبوعبدالله الحسين شبثي و يقتصر علي ذكرهم. نقلت هذه الاوراق كما وجدتها من النسخة التي كتبها بخطه المرحوم السيد حسين البراقي النجفي و كان علي تولعه بالنسخ و التأليف اميا و في هذه النسخة من الاغلاط ما فيها لمن تدبر. و كنت وقفت قبل سني الحرب العامة الاولي في النجف في النسخة التي نقل عنها المرحوم السيد البراقي. الا اني لا أستحضر انها كانت نسخة الاصل أم غيرها. فالنتيجة لمن تدبر في مكانة المؤلف ضامن بن شدقم لا يجد فيه استحقاق اهلية هذا العلم فقط بل يقدر له مرتبة الجمع و التدوين.
[144] أورد السيد محمد حسن الكليدار في شجرة أنساب آل طعمة (مدينة الحسين (ع) من محمد أبوالفائز الي ابراهيم المجاب ثلاثة عشر أبا. و للمؤلف (عبدالحسين) تعقيب علي ذلك، هذا نصه: (فمن محمد أبوالفائز الي المجاب بنص صاحب عمدة الطالب ثمانية آباء كما ذكره. فعليه هذه السرد المطبوع يحتاج الي دقة لمعرفة صحته بمدارك ثابتة).
[145] ص 100 نسخة خطية تأليف معين الدين جنيد الشيرازي.
[146] جاء في كتاب جامع الأنساب للروضاتي ج 1 ص 109 نقلا عن تحفة العالم ج 2 ص 231 عن مزار محمد العابد ما نصبه: «... و كيف كان فمرقده في شيراز معروف بعد أن كان مختفيا الي زمن أتابك بن سعد بن زنكي فبني له قبة في محلة باب قتلغ و قد جدد بناؤه مرات عديدة منها في زمان السلطان نادرخان. و في سنة 1296 ه رمثه النواب آويس ميرزا بن النواب الأعظم الفاظل الشاه زاده فرهاد ميرزا القاجاري. و مزاره اليوم في محلة بازار مرغ (أي سوق الدجاج) في مدينة شيراز معروف و مشهور (و بين مزاره و مزار أخيه أحمد مسافة لا تقل عن مائة ذراع). راجع عن هذا المزار أيضا: شيراز نامه ص 148 لأبي‌العباس أحمد ابن أبي الخير و نزهة القلوب للمستوفي، و آثار العجم ص 448، و تنقيح المقال للمامقاتي ج 3 ص 192، و روضات الجنات للخوانساري تحقيق الروضاتي ج 1 ص 100. (عادل).
[147] تاريخ بغداد ج 13 ص 27.
[148] ذكره ابن‌مهنا الداودي في عمدة الطالب ص 149.
[149] ج 11 ص 44.
[150] ص 380.
[151] ص 307.
[152] مقاتل الطالبيين ص 386 ط النجف سنة 1353 ه.
[153] في طبعة القاهرة المحققة (نشمه) ص 598.
[154] ص 209.
[155] ج 7 ص 21.
[156] الكامل ج 7 ص 44.
[157] أتذكر بقطع اني وقفت في النجف الأشرف بين كتب النسب الخطية عند ذكر ابراهيم المجاب قال هو أول من خرج من الكوفة و سكن الحائر). أقول: لعل هذا الكتاب هو (النفحات العنبرية في أنساب آل خير البرية لمؤلفه السيد أبي‌فضل محمد الكاظم بن أبي‌الفتوح الحسيني. المخطوط سنة 891. اذ جاء في تاريخ كربلاء (ج 1 ص 37 المخطوط) للمتغمد بالرحمة السيد عبدالرزاق الوهاب نقلا عن (النفحات): السيد ابراهيم المجاب أول من هاجر من الكوفة الي كربلاء، بعد حادثة المتوكل، فسكن فيها حتي توفي و دفن فيها.
[158] ص 139.
[159] في منتصف القرن الثامن الهجري وقعت في كربلاء حوادث جسام كادت أن تؤدي بها و بساكنيها و ذلك من جراء نشوب القتال بين آل فائز و آل زحيك. فاستغلت الحال قبيلة بني مهنا العلوية فأغارت علي كربلاء و حجتها أن تتدخل في حل النزاع، فتدخلت بشؤون كربلاء و نصبت شمس الدين محمد الحائري سادنا. و قد أخطأ السيد حسن الكليدار (في مدينة الحسين ج 2 ص 140) بقوله معقبا علي النص المتقدم: و تولي عميد آل فائز محمد نقابة الحائر ثانية و تولي عميد آل زحيك السدانة، فأمنت كربلاء غائلة الفتن سنة 756 ه انتهي. و وجه الخطأ هنا هو أن السيد محمد أبوالفائز الآنف الذكر بالقطع لم يكن من رجال القرن الثامن بل كان محمد أبوالفائز من رجال القرن السابع (راجع ترجمة أبوالفائز في النص). (عادل)
[160] هو فضل الله رشيد الدين، وزير الجياتوخان المغولي. ولد في همدان سنة 638 ه و توفي سنة 718 ه. و قد اشتغل رشيد الدين في بادي‌ء أمره بالطب و اشتهر به. و هو مؤلف كتاب (جامع التواريخ) بالفارسية. أما بشأن هذه الواقعة التي يرويها صاحب العمدة فقد شكك بها (كاترمير) بل اعتبرها مختلقة و ملفقة و ذلك في مقدمته القيمة لكتاب رشيد الدين - جامع التواريخ ج 2 ص 34 من الترجمة العربية - و يدعم رأيه هذا بحجج غاية في القوة و الاقناع، ولكن مع تقديرنا لهذا الرأي نري اننا مدفوعين بعدم التسليم بصحته تسليما كليا، لان كاترمير ليس لديه دليل مادي يدعم به رأيه سوي ما يمليه عليه التحقيق العلمي الذي لا يسلم بالنصوص التاريخية المخالفة للعقل و المنطق السليم. و من المعلوم ان هذا وحده لا يكفي لتكذيب واقعة تاريخية و تفنيدها. ثم أننا لا نري سببا معقولا يدفع مؤرخ كأبن مهنا الداودي الي ادانة رشيد الدين وزجه في هذه الحادثة ما لم تكن صحيحة. فرشيدالدين كان معروفا بتشيعه و اخلاصه لآل علي، فلذلك و لما تقدم لا نستطيع أن نفند كل ما جاء في العمدة و نسلم برأي كاترمير. (عادل)
[161] راجع معجم البلدان للحموي. و مختصر كتاب البلدان لابن الفقيه الهمداني ص 134 ط ليدن. و أحسن التقاسيم للمقدسي ص 137، و صور الأقاليم للبلخي ص 93 مخطوط، و رحلة ابن‌جبير ص 221 ط سنة 1908 القاهرة.
[162] راجع الحوادث الجامعة ص 165.
[163] انظر الحوادث الجامعة لابن‌الفوطي ص 133. و قد جاء في مجالس المؤمنين ص 69 ما ترجمته (سادات بني المختار كانت لهم في عهد بني‌العباس أمارة الحج، و تولية المشهدين المقدسين في كربلاء و النجف كانت بعهدتهم. و بعد ذلك رحلوا الي سبزوار. و كانوا هناك دائما مرجعا و مآبا لأهالي خراسان).
[164] الحوادث الجامعة ص 337.
[165] الحوادث الجامعة ص 362.
[166] عن نسخة خطية بيد المؤلف (عبدالحسين).
[167] كانت كربلاء قديما تقسم الي ثلاثة أطراف. يدعي الطرف الاول منها بمحلة آل فائز. و الطرف الثاني بمحلة آل زحيك. و الطرف الثالث بمحلة آل عيسي نسبة الي الاقوام العلويين الذين كانوا يسكنون هذه الاطراف. و عندما أتم صاحب الرياض بناء السور، استبدل أسماء تلك الأطراف بأسماء أبواب السور (أنظر مدينة الحسين ج 1 ص 15).
[168] توجد هذه النسخة في مكتبة الشيخ عبدالرضا آل الشيخ راضي - النجف -، و قد طبعة في النجف الاشرف سنة 1918.
[169] أخبرني المرحوم السيد سلمان السيد محمد علي السيد وهاب بأنه جري بينه و بين المرحوم السيد محسن بن السيد عباس بن السيد محسن من آل دراج نقباء الحائر كلام في النقابة. نفي السيد محسن تخصصها في كربلاء لأحد غير سلالتهم. قال السيد سلمان: (أنكرت عليه زعمه و لاثبات صحة انكاري أتيته بنفس الفرمان الصادر من ملوك آل عثمان في توديع النقابة لعهدة السيد يحي ضياء الدين). و لم أتقصي عندئذ لرؤية هذا الفرمان حيث لم يدر بخلدي تدوين شأنه سلالة آل طعمة. و بعد وفاة المرحوم السيد سلمان عندما تصديت للتدوين، طالبت ولده السيد مجيد بالفرمان لاثبت صورته هنا بعد مراجعته قال انه لم يعثر عليه.
[170] لم ينسب كتاب (ضياء العالمين) هذا الي محمد مهدي الفتوني العاملي المتوفي سنة 1183 ه. بل ينسب الي عالم آخر يحمل نفس اللقب هو أبي‌الحسن بن محمد الطاهر الفتوني النباطي العاملي المتوفي سنة 1138 ه. كما في مستدرك الوسائل للعلامة الأجل النوري (ج 3 ص 385) و الذريعة الي تصانيف الشيعة للعلامة المحقق أغا بزرك طهراني المجلد الخامس. و ما أكده لي شفويا صاحب الذريعة مد الله في عمره. و الاغلب ان المؤلف قد اشتبه في ذكر الاسم لتطابق اللقبين و الذي يرجح هذا انه قد ذكر سنة وفاة أبي‌الحسن الفتوني. و عليه يكون مؤلف المشجر المذكور هو أبوالحسن الفتوني. و لعل المشجر هو (حدائق الألباب في معرفة الأنساب) رآه السيد حسن الصدر الكاظمي في كربلاء و فيه مشجرات الملوك و المشاهير و السادات علي طراز غريب. علي ما ذكره الحجة الشيخ أغا بزرگ الطهراني في الذريعة ج 2 ص 371. و ذكر ان الوصول الي المراد منه غير يسير فطلب البعض من الشيخ أبي‌الحسن ان يؤلف فيه كتابا يسهل الوصول اليه. فألف كتاب (الأنساب). (عادل)
[171] أسماء هؤلاء الاخوة تطلق اليوم علي أفخاذ آل طعمة، خلا السيد محمد اذ يعرفون سلالته ب (آل شروفي).
[172] وصفه الطوسي في الفهرست ص 25. بقوله: كان من ثقات أصحابنا الكوفيين وفقهائهم و له مصنفات. ثم عدد أسماء مصنفاته.
[173] ذكره الشيخ الطوسي في الفهرست ص 177.
[174] كانت ولاية موسي بن عيسي العباسي للكوفة، من سنة 169 ه الي سنة 171 ه (برواية الطبري أبوجعفر).
[175] ترجمته في معجم الادباء لياقوت الحموي ج 7 ص 90. و قد توفي في سنة ثلاث و تسعين و مائة، في السنة التي مات فيها الرشيد. و هو من طبقة الفقهاء الادباء.
[176] شاهي: موضع قرب القادسية مما أحسب (معجم البلدان ج 5 ص 224). و قد جاء في مقاتل الطالبيين ص 218 ان يحيي بن عمر بن يحيي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين (ع)، عندما أراد الخروج بدء فزار قبر الحسين (ع) و أظهر لمن حضره من الزوار ما أراده، فاجتمعت اليه جمعية من الاعراب و مضي فقصد (شاهي) فأقام بها الليل، ثم دخل الكوفة ليلا و ذلك في خلافة المستعين بالله العباسي.
[177] الغاضرية: من نواحي الكوفة، قريبة من كربلاء (مراصد الاطلاع لابن عبدالحق الحنبلي). راجع ص 106 من الكتاب.
[178] نينوي: بالكسر ثم السكون، و فتح النون و الواو بوزن طيطوي... و بسواد الكوفة ناحية يقال لها نينوي. منها كربلاء التي قتل فيها الحسين (مراصد الاطلاع). راجع ص 106 من الكتاب.
[179] جاء في تاج العروس للزبيدي (ج 3 ص 164) عن الحير ما لفظه: (الحير مخففة من) الحائر بطرح الالف كما عليه أكثر الناس، و عامتهم، كما يقولون لعائشة: عيشه. قيل هو خطأ و أنكره أبوحنيفة أيضا. و جاء في ج 3 ص 166 منه: و الحير بفتح فسكون.. و منه مشهد الحسين بكربلاء. كما في الصحاح و اللسان. و منه المثل من اعتمد علي حير جاره. أورده الميداني.
[180] ترجمته في نسمة السحر في ذكر من تشيع و شعر لضياء الدين يوسف الصنعاني المتوفي سنة 1121 ه (ص 162، ج 2. مخطوط في خزانة كتب المؤلف).
[181] زهر الآداب للحصري، هامش العقد الفريد ج 2 ص 272.
[182] ابن الهبارية بفتح الهاء و تشديد الموحده و بعد الألف راء و هذه النسبة الي هبار و هو جد أبي يعلي محمد بن محمد بن صالح الهاشمي من سلالة الامير عيسي بن موسي، ولد في بغداد حوالي منتصف القرن الخامس الهجري. و قد توفي سنة 509 ه - برواية سبط ابن‌الجوزي - بكرمان و قال السمعاني في (الأنساب) توفي بعد سنة ستين و أربعمائة. راجع ترجمته في دائرة المعارف الاسلامية لجماعة من المستشرقين ج 1 ص 291.
[183] نسب الحموي في معجم البلدان ج 6، ص 51. هذا البيت و القصيدة الي أبودهبل الجمحي في رثائه للحسين.
[184] الشطر الاول في البحار (ج 45 ص 265): اذ لم أفز بالنصر من أعدائكم. قد أورد المجلسي هذه الابيات أيضا في بحارالانوار (ج 45 ص 256، الطبعة الاخيرة) نقلا عن مناقب ابن شهر آشوب، لكنه نسب هذه الابيات الي أبي‌الفرج عبدالرحمن بن الجوزي.
[185] تذكرة خواص الأمة في معرفة الأئمة تأليف يوسف سبط أبي‌الفرج عبدالرحمن بن الجوزي ص 154 طبعة طهران سنة 1285 ه.
[186] الأمالي للطوسي ص 207.
[187] الأمالي للطوسي ص 101.
[188] هو القاضي علاءالدين أبونصر القاسم بن علي بن الحسين الزينبي البغدادي أقضي القضاة، قال عنه ابن الفوطي في مجمع الآداب (ج 4 ق 2) نقلا عن تأريخ ابن القطيعي: (ولي أقضي القضاة في أيام المستنجد ثم ولي الحسبة - أنظر المنتظم لابن‌الجوزي ج 10 ص 200 - فلم تحمد سيرته و عزل عن الحسبة و لم يزل علي القضاء الي أن مات. و استناب عنه في الحكم بمدينة السلام أبا الخير مسعود بن الحسين اليزدي... و له رسائل فصيحة، وقفت له علي رسالة في الصيد و أحكامه. و كانت وفاته في ثالث المحرم سنة ثلاث و ستين و خمسمائة). و قد ذكره أيضا القرشي في الجواهر المضيئة نقلا عن تأريخ ابن النجار. (عادل).
[189] ديوان الأبله البغدادي (محمد بن بختيار)، مخطوطة.
[190] راجع عن أخبار أبومحمد البربهاري هذا، في: تجارب الامم ج 5 ص 322. و الكامل ج 6 ص 248. التكملة للهمداني ص 91. و انظر أيضا في حوادث سنة 323 في جميع المصادر التأريخية. و قد توفي البربهاري سنة 329) التكملة للهمداني ص 121 و الاوراق ص 212).
[191] نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة، طبعة مرجليوث الانكليزي ص 218.
[192] اشتدت الوطئة علي زائري الحائر في عصر الراضي بالله العباسي (في سنة 323 ه) من قبل أبومحمد البربهاري و أتباعه من الحنابلة، حيث أنكر هؤلاء زيارة قبور الائمة، و منعوا الناس من زيارتها.
[193] الفرج بعد الشدة للتنوخي ج 2 ص 75، و قد أورد الننوخي حكاية أخري عن زيارة الحائر، راجعها في (ص 92 - 91 من الكتاب).
[194] نشوار المحاضرة للتنوخي ص 266، طبعة مرجليوث.
[195] ارشاد الاريب لياقوت الحموي ج 1 ص 67.
[196] ارشاد الاريب لياقوت الحموي ج 1 ص 336.
[197] ذكره الشيخ الطوسي في رجاله (ص 89) بقوله: (كان متكلما شاعرا مجودا. و له كتب. و كان يتكلم علي مذهب أهل الظاهر، و في النقد). و ذكره النجاشي أيضا في رجاله.و ابن‌النديم.
[198] ارشاد الاريب لياقوت الحموي ج 5 ص 335.
[199] جاء ذكر هذا الديوان أيضا في: كشف الظنون ج 1 ص 763. و في الذريعة ج 9 ق 1: ص 17، و في الاعلام للزركي ج 6 ص 274.
[200] أنظر المقدمة القيمة التي ألحقها الدكتور عباس اقبال بالنسخة.
[201]: شهيكه بكذرد أزنه سپهر أفسر أو أكر غلام علي نيست خاك بر سوأو.
[202] أخبار الراضي بالله و التقي بالله من كتاب الأوراق للصولي ص 212.
[203] الكامل لابن‌الأثير ج 9، و المنتظم ج 7 ص 247.
[204] مجالس المؤمنين ص 229.
[205] المنتظم ج 9 ص 158، و راجع أيضا الكامل ج 8 ص 245.
[206] الجامع المختصر في عنوان التواريخ و عيون السير لابن‌الساعي ج 9 ص 128.
[207] الحوادث الجامعة المنسوب لابن‌الفوطي ص 356.
[208] الجامع المختصر ج 9 ص 248.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.