الحسين علیه السلام و البيعة ليزيد بن معاويه

اشارة

عنوان : الحسين عليه السلام و البيعة ليزيد بن معاوية
نوع : متن
جنس : مقاله
الكترونيكي
زبان : عربي
صاحب محتوا : موسسه تحقيقات و نشر معارف اهل البيت (ع)
توصيفگر : حسين بن علي (ع)، امام سوم
يزيد بن معاويه، خليفه اموي، 25-64ق.
وضعيت نشر :
ويرايش : -
مشخصات فيزيكي : 1 متن الكترونيكي: بايگاني HTML؛ داده هاي الكترونيكي (10 بايگاني: 67.7KB)
خلاصه :
مخاطب :
يادداشت : ملزومات نظام: ويندوز 98+ با پشتيباني متون؛ شيوه دسترسي: شبكه جهاني وب؛ عنوان از روي صفحه عنوان نمايش
حسن عيساوي
شناسه : oai:lib.ahlolbait.ir/parvan/resource/51897
تاريخ ايجاد ركورد : 1388/9/1
تاريخ تغيير ركورد : 1390/6/5
تاريخ ثبت : 1390/11/1
قيمت شيء ديجيتال : فاقد شيء ديجيتالي

المقدمة

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي اشرف المرسلين و حبيب إله العالمين ابي القاسم محمّد (ص) وآله الطيبين الطاهرين، و اللعن الدائم علي اعدائهم اجمعين.البيعة من النظم الإسلامية التي امرّها الإسلام في سبيل حفظ الاُمّة الإسلامية و توحيد كلمتها، ومنع التفرّق والتناحر فيما بينها؛ لذلك امرالرسول (ص) بتبليغ البيعة و الولاية إلي الإمام علي (ع) في غدير خم وامرالمسلمين بالبيعة له (ع).ولكن الاُمّة تركت بيعة الإمام علي (ع) و توجهت إلي غيره في الواقعة المعروفة في السقيفة؛ فكانت فلتة وقي الله المسلمين شرّها، ثم نص ّابوبكر علي ان الخلافة بعده الي عمر بن الخطاب، ثم إلي عثمان‌بن عفان،.و الإمام علي (ع) صابر علي غصب حقّه و تجاوز الخلافة عنه حتّي اجتمعت الاُمّة من المهاجرين و الانصار علي تنصيبه وتعيينه خليفة عليهم، و قد بايعوه في المدينة بعد هلاك عثمان.ولكن معاوية لم يرض بهذه البيعة و رفض قرار امير المؤمنين بعزله عن ولاية الشام، وفع السيف لمحاربة إمامه و الخليفة الشرعي المنصّب من قبل الله تعالي؛ فكان اوّل سيف رفع لتمزيق الاُمّة الإسلامية واعادة التناحر و التعصّب الجاهلي،. ثم اكمل معاوية مخططه العدواني بتعيين يزيد ابنه وليّاً للعهد من بعد وفاته؛ لتكون الخلافة إرثاً من الاب إلي الابن وإلي يومنا هذا؛ ممّا جرّ الويلات علي المسلمين.وامام هذا التعصب والإجبار الذي فرضه معاوية وابنه يزيد يقف الإمام الحسين (ع) بروحه ودمه ليحيي الإسلام الاصيل، ويرفض بيعة‌يزيد، و يستشهد في سبيل رفع راية الإسلام المحمّدي الاصيل ويرفض‌اي نوع من الذل‌ّ و الخنوع.

مفهوم البيعة

اشاره

البيعة عند اهل اللغة: هي الصفة علي إيجاب البيع، وعلي المبايعة و الطاعة، والبيعة والمبايعة الطاعة نفسها، ولما تقول تبايعوا علي الامركقولك: اصفقوا عليه، و قولهم بايعه عليه مبايعة اي عاهده.والمبايعة: بمعني المعاقدة والمعاهدة، كان‌ّ كلاّ منهما باع ما عنده من صاحبه، واعطاه خالصة نفسه وطاعته ودخيلة امره.والاصل في ذلك انّها كانت من عادة العرب إذا تبايع اثنان صفق احدهما بيده علي يد صاحبه.وعرّف ابن خلدون البيعة في كتابه المعروف ـ مقدمة ابن خلدون ـ حيث قال: (اعلم ان البيعة هي العهد علي الطاعة؛ كان المبايع يعاهد اميره علي انّه يسلم له النظر في امر نفسه، واُمور المسلمين، لا ينازعه في‌شي‌ء من ذلك، ويطيعه فيما يكلّفه به من الامر علي المنشي و المكره،وكانوا إذا بايعوا الامير وعقدوا عهده جعلوا ايديهم في يده تاكيداً للعهد باشبه ذلك فعل البايع والمشتري، فسمي بيعة مصدر باع؛ فصارت البيعة‌مصافحة بالايدي، هذا مدلولها في عرف اللغة و معهود الشرع).وكانت بيعة العقبة الاُولي اوّل بيعة في الإسلام عندما بايع مجموعة من اهل مدينة الرسول الكريم (ص)، علي ان لا يشركوا بالله شيئاً، ولايسرقوا، ولا يزنوا، و لا يقتلوا اولادهم، ولا ياتوا ببهتان يفترونه من بين ايديهم و ارجلهم، ولا يعصوه في معروف فإن وفوا فلهم الجنّة، و إن غشوا من لك شيئاً فامرهم إلي الله عزّ وجل إن شاء عذب، و إن شاء غفر).(ولم تشمل هذه البيعة مبادي الحرب؛ لذلك فإن‌ّ مضمونها قريب من مضمون بيعة النساء).وامّا بيعة العقبة الثانية فقد دعا الرسول (ص) الاوس والخزرج إلي مبايعته علي ان يحموه ويذودوا عنه كما يذودون عن اهليهم و انفسهم،لذلك فقد شكّلت هذه خطراً علي كفّار مكّة، والاخص منهم قبيلة قريش(ورجالها الذين اسرعوا عن بكرة ابيهم و قد حملوا السلاح لمحاربة رسول الله (ص) وجماعته وردّهم عن هذه البيعة، وقد تصدّي حمزة (ع) و معه الإمام علي (ع) فمنعوا كفّار مكّة من الدخول إلي مكان الاجتماع).وكان لهذه البيعة تاثير كبيرا في حماية الرسول الاعظم (ص) و اصحابه الاوائل، و انتشار الدعوة الإسلامية في المدينة؛ فعندما هاجر (ص) من مكّة إلي المدينة بعد ما لحقه من اذي قريش واهل مكّة، وقفت قبائل الاوس و الخزرج له عوناً و ناصراً حتي انها اشتركت معه في محاربة كفار مكة و مشركيها.واعلن الرسول الكريم (ص) لمّا فتح مكة البيعة علي كل‌ّ من دخل الإسلام؛ فكان اهلها يبايعون الرسول الكريم (ص) عندما اتم‌ّ الله نعمته علي‌المسلمين، و اكمل لهم دينهم بولاية امير المؤمنين علي (ع)، والائمة المعصومين من بعده، لمّا ابلغ الامين جبرائيل رسول الله (ص) بذلك.و تنفيذاً للامر جمع رسول الله (ص) الناس في غدير خم و وضعت الرحال بعضها فوق بعض، ليصعد عليها ودعا علياً(ع) ليقف عند عينيه، ثم‌خطب بالناس فحمد الله و اثني عليه، ووعظ، فابلغ في الموعظة ثم امرالمسلمين بالتمسّك بعترته الطاهرة حيث قال:«وإني مخلّف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا ابداً، كتاب الله و عترتي اهل‌بيتي، وانّهما لن يفترقا حتّي يردا علي‌ّ الحوض» ثم نادي باعلي صوته: «الست اولي بكم منكم بانفسكم؟، فقالوا: اللهم‌ّ بلي، فقال لهم علي النسق وقد اخذبضبعي امير المؤمنين (ع) فرفعهما حتّي بان بياض ابطيهما: «فمن كنت‌مولاه فهذا علي‌ّ مولاه، اللهم‌ّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل‌من خذله».ثم امر (ص) المسلمين، ان يهنّئوا الإمام عليّاً(ع) بالمقام، ويسلّموا عليه بإمرة المسلمين، ففعل ذلك كلّهم، ثم امر ازواجه وجمع نساء المؤمنين‌معه ان يدخلن‌ّ عليه و يسلمن‌ّ عليه بإمرة المؤمنين ففعلن.ولم تغب هذه المناسبة عن شعر حسّان بن ثابت؛ فطلب الإذن من الرسول الكريم (ص) ان يلقي ابياتاً في ولاية الإمام علي (ع)، فإذن له الرسول (ص) فانشا يقول:يناديهم يوم الغدير نبيّهم بخم واسمع بالرسول منادياوقال فمن مولاكم ووليّكم فقالوا ولم يبدوا هناك التعادياإلهك مولانا وانت وليّنا ولن تجد منّا لك اليوم عاصيافقال له قم يا علي‌ّ فإنني رضيتك من بعدي إماماً وهاديافمن كنت مولاه فهذا وليّه فكونوا له انصار صدق موالياهنالك دعا اللهم‌ّ وال وليّه وكن للذي عادي عليّاً معادياوكانت بيعتهم علي الطاعة التامّة والتسليم للإمام (ع) في اُمور انفسهم و اُمور الدولة.ومن هذا التاريخ عرف المسلمون البيعة للخليفة الذي بعد رسول‌الله (ص)، والذي لا يتحقّق لاي إنسان إلاّ للائمّة المعصومين:؛ لان الرسول الكريم (ص) نص‌ّ علي البيعة لهم، فما قيمة اجتهاد عمر وابي‌بكرامام النص‌ّ منه (ص)؟ هذا اوّلاً، وثانياً: ان البيعة لا تتحقق للمبايع له إلاّ إذاكان ممّن تجب طاعته، وهذا لا يكون إلاّ في الائمة: الذين اوجب الله تعالي طاعتهم في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِين‌َ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّه‌َ وَأَطِيعُواالرَّسُول‌َ وَ اُولِي الاَمْرِ مِنْكُم‌ْ) واولو الامر منهم الائمة:.وثالثاً: ان لا تكون هناك موانع من الالتزام بالبيعة، عند مبايعة الشخص المطلوب، مثل انتهاكه الحرمات، وارتكاب المعاصي، والتجاهربالفسق فمثل شخص كهذا لا يصح‌ّ البقاء علي بيعته بل يجب عدم الالتزام بها.

والنتيجة

إن‌ّ مفهوم البيعة شرع في الإسلام لتربط البيعة افراد المجتمع الإسلامي فيما بينهم بروابط الإسلام من حقوق وواجبات، وكذلك‌تربطهم بإمامهم و خليفتهم الذي يتولّي اُمور بلادهم في السلم والحرب،وهو الذي يتّخذ القرارات اللازمة لمصلحة المسلمين، وهي عقد الطاعة للإمام ليمارس دوره كحاكم ومرشد سياسي وديني.ولاشك ان‌ّ البيعة للقائد المعصوم واجبة، ولا يمكن التخلف عنها شرعاً، ولكن‌ّ الإسلام اصرّ عليها واتّخذها اُسلوباً للتعاقد بين القائد و الاُمة؛ لكي يركّز نفسيّاً و نظريّاً مفهوم الخلافة العامّة للاُمّة».فلابدّ للاُمّة الإسلامية من إمام تبايعه وتعاهده علي السمع و الطاعة،ممّا يؤدّي إلي توحيد كلمتها وجمع شملها، وقد تفرقت الاُمّة الإسلامية،و تمزّقت وحدتها عندما انحرفت عن طريقها المستقيم فخالفت امررسول الله (ص) و نكثت بيعة الإمام (ع).واكمل معاوية انحراف المسلمين، عندما رفع السيف ضد الخليفة المُبايَع له من قبل المهاجرين والانصار، بعدما رفض كتاب‌اميرالمؤمنين (ع) الذي يدعوه فيه إلي البيعة و الذي جاء فيه:«امّا بعد، فإن بيعتي بالمدينة لزمتك، وانت بالشام؛ لانه بايعني القوم الذين بايعوا ابابكر وعمر وعثمان علي ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد ان يختار ولا الغائب ان يرد، و إنّما الشوري للمهاجرين والانصار، فإن اجتمعوا علي رجل و سمّوه إماماً كان ذلك لله رضاً، فإن خرج من امرهم خارج بطعن او بدعة ردّوه إلي ما خرج منه، فإن ابي قاتلوه علي اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولي، ويصليه جهنم و ساءت مصيراً، وإن طلحة والزبير بايعاني ثم نقضا بيعتي وكان نقضهما كردّتهما،فجاهدتهما علي ذلك حتي جاء الحق‌ّ و ظهر امر الله وهم كارهون.فادخل يا معاوية فيما دخل فيه المسلمون؛ فإن‌ّ احب الاُمور الي‌ّ فيك العافية إلاّ ان تتعرض للبلاء قاتلتك واستعنت بالله عليك».وحاول الإمام علي (ع) في هذا الكتاب إرشاد معاوية إلي طريق الحق‌ّ الذي يوحّد الاُمّة، ومنع الحروب الداخلية، والتي لا تفيد إلاّ اعداء الإسلام، المتربصين به.

قميص عثمان و حيلة معاوية بن ابي سفيان‌

ساهمت المكانة المقرّبة لعثمان بن عفان من الخليفة الثاني علي تعيين معاوية بن ابي‌سفيان والياً علي بلاد الشام بعد وفاة اخيه يزيد بن ابي سفيان.وبقي معاوية والياً حتّي وصول عثمان إلي السلطة، الذي بدا و منذ بداية خلافته بجمع اقربائه حوله، وقرّب بني اُمية خاصة، حتي انه اعطي‌اُمور الدولة الإسلامية لمروان بن الحكم، وادخل اباه المدينة، مع ان‌رسول الله (ص) منعه من الدخول إليها، ولم يخالف هذا الامر الخليفة الاوّل و الثاني، ولكن‌ّ عثمان ادخله معززاً مكرّماً واعطاه مائة الف درهم.وساعد تسلّط بني اُمية علي بيت المال، وإنفاق عثمان بسخاء علي‌اقربائه و الموالين له في ازدياد قوّة الاُمويين، ونفوذ حزبهم بين الناس،و قد رحّب ابوسفيان بهذا التصرف من عثمان ببيت مال المسلمين فقال‌له يوماً عندما دخل عليه:«بابي انت واُمي! انفق ولا تكون كابي حجر، وتداولوها يابني اُمية تداول الولدان بالكرة، فوالذي يحلف به ابوسفيان ما من جنّة ولانار».وواجهت هذه السياسة المعارضة من اصحاب رسول الله (ص)؛ فعندما ارسل عثما الوليد بن عقبة إلي الكوفة ليكون عامله عليها، الفي‌ابن مسعود علي بيت المال فاستقرضه مالاً. وقد كانت الولاة تفعل ذلك‌ثم ترد ما تاخذ، فاقرضه عبدالله ما ساله، ثم إنه اقتضاه إياه، فكتب الوليدفي‌ذ لك إلي عثمان فكتب عثمان إلي عبدالله بن مسعود: إنّما انت خازن لنا فلا تعرض للوليد فيما اخذ من المال، فطرح ابن مسعود المفاتيح؛و قال: كنت اظن اني خازن للمسلمين، فاما إذا كنت خازناً لكم، فلا حاجة‌لي في ذلك».وفي الشام استغل‌ّ معاوية سنوات تعيينه حاكماً عليها من قبل عثمان افضل استغلال، مستفيداً من الصلاحيات الواسعة التي خوّله إيّاها الخليفة الثالث، في إدارة البلاد، و خاصّة في جمع الاموال والتصرف بها حيث‌لعبت سياسته المالية دوراً كبيراً في التفاف القبائل العربية في الشام‌حوله بعد ان اغري رؤساءها بالاموال التي كان ينفقها عليهم، بالإضافة إلي المنزلة المقرّبة منه والتي تصاحبها تلبية طلباتهم في كل‌ّ مناسبة او عند الحاجة.واستطاع معاوية ايضاً، ان يجمع حوله مجموعة من الشعراء و الاُدباء، بعد ان بذل لهم الاموال والهدايا، ويرغّبهم بالانتماء لحزبه‌الاُموي؛ فقد بعث إلي ابي الاسود الدؤلي الذي كان من اصحاب الإمام علي (ع) هدية فيها حلوي، محاولة منه لجذبه إليه، فعندما راتها ابنة ابي‌الاسود قالت: ممّن هذا يا ابه؟!فقال: من معاوية بعث بها ليخدعنا عن ديننا، فقالت:ابالشهد المزعفر يابن حرب‌نبيع عليك احساباً ودينامعاذ الله كيف يكون هذاومولانا امير المؤمنيناولج‌ّ معاوية في خداع اهل الشام ليحاربوا الإمام عليّاً(ع) عندما استغل ّمقتل عثمان في تنفيذ مخطّطه للوصول إلي الملك والسيطرة علي الخلافة و جعلها في بني‌اُميّة.وبرع في تنفيذ حيلته عندما استخدم قميص عثمان ـ الذي نقل إليه من المدينة إلي الشام ـ كوسيلة للوصول إلي غايته؛ فقد كان يصعد المنبر و يبكي علي عثمان حزناً لمقتله، ويبكي معه اهل الشام ثم يحثّهم علي‌الانتقام من الإمام علي (ع) لانه قتله.وقد نجحت هذه الحيلة حيث جعل اهل الشام يحاربون تحت رايته، بالإضافة إلي اساليب اُخري من الدهاء والمكر استخدمها معاوية في‌حربه مع الإمام علي (ع) منها:1 ـ إن‌ّ معاوية لم يطالب بالخلافة لنفسه، او هو طامع بها، او يريد ان تكون لبني اُمية خاصّة، وإنّما اعلن نصرته للخليفة المظلوم عثمان بن‌عفان الذي قتل و لم ينصره احد، واعلن ايضاً، ليس عنده ايّة عداوة مع‌الإمام علي (ع) و لا يريد منه شيئاً إلاّ ان يسلمه قتلة عثمان حتي يقتص‌ّمنهم، وبعد ذلك تكون الخلافة للمسلمين ليختاروا من يشاءوا، وكان معاوية يتّهم خصومه او من يريد تصفيته جسدياً بانهم من قتله عثمان،او ممّن لم ينصره، و الغريب في الامر ان معاوية لم ينصره، وتركه‌محاصراً حتي قتل، مع ان جيش الشام كان تحت سيطرته.واستنكر المسلمون نصرة معاوية لعثمان بعد مقتله، امثال:ابي الطفيل عامر بن واثلة الكناني الذي قال له معاوية حين دخل عليه:«انت من قتلة عثمان؟ فقال ابوالطفيل: لا، ولكني ممّن حضره فلم ينصره، قال: وما منعك من نصرته؟ قال ابوالطفيل: لم ينصره‌المهاجرون والانصار. قال معاوية: الحق‌ّ كان حقّه واجباً، وكان يجب‌عليهم ان ينصروه. قال ابوالطفيل: فما منعك يا امير المؤمنين من نصرته و معك اهل الشام؟ قال معاوية: اوما طلبني بدمه نصرة له؟ فضحك‌ابوالطفيل وقال: انت و الله و عثمان كقوله:لا اعرفنّك بعد الموت تندبني‌وفي حياتي ما زوّدتني زادي‌2 ـ نجح معاوية نجاحاً باهراً في جعل الولاء للقومية العربية بدلاً من الولاء للدين الإسلامي، ممّا جعل عرب الشام المسيحيين يقاتلون تحت‌إمرته ضد جيش الإمام علي (ع)، تجمعهم مع معاوية العروبة، وخاصّة‌ان معاوية اعطاهم الحرية في ممارسة دينهم، و قرب قسماً منهم إليه؛حتي جعل احدهم ويدعي (سرجون) من كبار مستشاريه.3 ـ عظّم معاوية امر الخليفة عند اهل الشام، وانه منصوب من الله سبحانه و تعالي، و الاعتراض علي الخليفة هو اعتراض علي امر اللهسبحانه وتعالي، واكد معاوية لاهل الشام، ان الإمام عليّاً (ع) هو الذي قتل‌خليفة الله في ارضه عثمان بدليل انه يحتفظ بقتلته.4 ـ برع معاوية في سياسته باستخدام الحلم عن خصومه و مناوئيه كوسيله لتثبيت نفسه في السلطه، حتي انه كان يردّ الإساءة بالإحسان في الوصول إلي غايته، وقد ساهم هذا الاُسلوب في انتماء عدد كبير من‌الشخصيات المهمّة إلي الحزب الاُموي، بعد ان كانوا معادين لهذا الحزب.فعندما بعث معاوية إلي رجل من الانصار، خمسمائة دينار فاستقلّها الانصاري، و قال لابنه: خذها وامض إلي معاوية، واضرب بها وجهه‌وردّها عليه، واقسم علي ابنه ان يفعل ذلك، فجاء ابنه إلي معاوية، ومعه‌الدراهم، فقال: يا اميرالمؤمنين، ان‌ّ عند ابي حدّة و سرعة وقد امرني كيت‌وكيت، وقد اقسم علي‌ّ. فوضع معاوية يده علي وجهه و قال: افعل ما امرك‌ابوك، وارفق بعمّك، وارجع معاوية الدنانير مضاعفة للانصاري، و اثارت هذه الحادثة غضب يزيد الذي اعترض علي هذه السياسة الحليمة لابيه‌عن خصومه تحسّباً منه ان يقال بين الناس: إن‌ّ معاوية ضعيف اوجبان.وكانت هذه الحيلة الاخلاقية من اخطر الاساليب التي استخدمها معاوية في بداية حكمه لتلبّسه بالعفو والرحمة التسامح مع خصومه،حتي إذا استقامت له الاُمور، و استتبت له الاوضاع امر بالسيف‌في‌خصومه، حتي قتل الصحابي حجر بن عدي الكندي و جماعة من‌اصحابه لانهم اعترضوا علي ظلمه.5 ـ استمرّ معاوية في حث‌ّ اهل الشام علي طاعته و تعظيمه، كما كانوا يفعلون مع ملوك الروم من الاحترام والسجود لهم؛ لذلك فإن معاوية كان‌يلبس لباس الملوك بينهم.6 ـ حشد معاوية كافة وسائل الإعلام في زمانه، لتشويه شخصية الإمام علي (ع)، حتي كان بعض اهل الشام عندما يسالون عن الإمام علي (ع) يقولون ما نحسبه إلاّ لصّاً او قاطع طريق، وقد تعجب بعضهم‌عندما سمعوا ان الإمام (ع) قُتل في المحراب، وهو يصلّي، إذ كان معاوية و اصحابه يبثّون الإشاعات ان الإمام عليّاً (ع) لا يصلّي.ولم تثن‌ِ هذه الحيل والاساليب الخبيثة الإمام عليّاً (ع) عن مواجهة معاوية، وإعلان الحرب ضده؛ حتي يستسلم امام السلطة المركزية‌ويعزل نفسه عن ولاية الشام.ولكن معاوية رفض ان يسلّم الولاية للخليفة المنتخب والذي له‌الحق‌ّ في عزل الولاة و تنصيبهم وكانت حرب صفين نتيجة لعناد معاوية‌وطمعه في كرسي الخلافة، وانتصر الإمام علي (ع) في هذه الحرب،واستعد معاوية للهرب، لولا حيلة عمرو بن العاص، عندما اشار علي معاوية ان يامر الجيش برفع المصاحف فوق اسنّة الرماح، حتي يوقف القتال، و ساعده الاشعث بن قيس الموالي لبني اُمية في إحداث الفرقة و الاختلاف في جيش الإمام علي (ع) ممّا ادي إلي ظهور الخوارج، والذي قتل احدهم و يدعي عبدالرحمن بن ملجم الإمام (ع) وهو يصلّي في‌محراب مسجد الكوفة في سنة اربعين للهجرة.ويفرح معاوية عندما يصل إليه خبر مقتل الإمام علي (ع)، و يمهّد الاُمور للاستيلاء علي الخلافة، وتحقّق الحلم الذي راود اباه اباسفيان و اُمه هند ـ آكلة الاكباد ـ ليتسلّط علي رقاب المسلمين، ويعيد لهم الخمور و الفسق و الفجور علي عهد ابنه يزيد الذي وصل الحكم بسبب دهاء ابيه‌وغدره.ادّعي معاوية بعد تمكّنه من محاربة جيش العراق، وحصول الصلح بينه و بين الإمام الحسن (ع) انه احق‌ّ بالخلافة من غيره لقرابته من عثمان،و ان بني اُميّة يستحقّون هذا المنصب؛ لانهم طالبوا بدمه فهم احق‌ّ بقيادة‌الاُمّة من غيرهم.ولكن ادّعاءه هذا لم يصمد امام النظريات الإسلامية الاُخري، مثل‌النص‌ّ و التعيين عند الشيعة الإمامية، او الشوري عند اهل السنّة، فاضطرّإلي اختراع مذهب الجبر الذي يتلائم مع تعظيمه للخلافة، والذي روّج له‌معاوية كثيراً ليثبته في عقول المسلمين، واستمر الاُمويون علي هذا المذهب حتي نهاية حكمهم و سقوط آخر خليفة اُموي.واباح لهم هذا المذهب سفك دماء المسلمين، وخاصة من يعترض علي ظلمهم؛ مدّعين ان من يعترض علي الخليفة الاُموي فقد اعترض‌علي اوامر الله سبحانه و تعالي لان‌ّ الخليفة منصّب من الله والمعترض‌عليه كافر و يستحق القتل.ولما استقبل معاوية وفداً من اهل العراق صرّح لهم عن فكرة مذهبه في الحكم والصلاحيات المخوّلة له حيث قال:«الارض لله وانا خليفة الله، فما اخذت فلي، وما تركته للناس،فبالفضل مني».وعندما دخل الكوفة في سنة احدي واربعين هجريه، اعلن من علي منبر الكوفة وبكل‌ّ صراحة عن مذهب الجبر في سياسته معهم، وانه وصل للخلافة بقوّة السيف وبالقتال والحروب التي خاضها ضدّهم حتي نصره‌الله عليهم فقال:«قاتلتكم لاتامّر عليكم، فقد اعطاني الله ذلك، و انتم كارهون».وكانت الرزيّة العظمي التي اصابت المسلمين عندما استخدم معاوية مذهب الجبر في تثبيت ولاية العهد لابنه يزيد؛ فقد اعلن ان الناس مجبورون علي مبايعة يزيد للخلافة من بعده، معلناً بان‌ّ الله سبحانه‌وتعالي اعطاه ذلك، فقال في احدي الخطب لتثبيت ولاية العهد:«إن‌ّ لله الملك ويعطي الملك لمن يشاء، وقد اعطاه ليزيد؛ فعلي المسلمين مبايعته والتسليم له لان‌ّ امره قضاء من القضاء، وليس للعبادالخيرة من امرهم».وحاول معاوية ان يدعم مذهبه باخبار الرواة المحدثين في زمانه،حتي يتم له خداع الناس بشرعية مذهبه، واحقيّته بالخلافة من غيره،فبذل اموالاً طائلة كعادته؛ فجعلهم يختلقون الاحاديث الكاذبة عن‌الرسول الكريم (ص) لدعم مذهبه، واحقية بني اُمية، و بطلان خلافة الإمام علي (ع) والائمة الاطهار (ع) من بعده.وقد اغرت دراهم معاوية سمرة بن جندب؛ فبذل له معاوية مائة الف درهم حتّي يروي ان هذه الآية: (وَمِن‌َ النَّاس‌ِ مَن يُعْجِبُك‌َ قَوْلُه‌ُ فِي الْحَيَاة‌ِالدُّنْيَا وَ يُشْهِدُ اللّه‌َ عَلَي مَا فِي قَلْبِه‌ِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَام‌ِ- وَإِذَا تَوَلَّي سَعَي فِي الاَرْض‌ِلِيُفْسِدَ فِيهَا وَ يُهْلِك‌َ الْحَرْث‌َ وَالنَّسْل‌َ وَاللّه‌ُ لاَ يُحِب‌ُّ الْفَسَادَ).وبذل له معاوية ـ ايضاً ـ مائة الف درهم علي ان يروي هذه الآية: (وَ مِن‌َ النَّاس‌ِ مَن يَشْرِي نَفْسَه‌ُ ابْتِغَاءَ مَرْضَات‌ِ اللّه‌ِ) انّها نزلت في‌عبدالرحمن بن ملجم، عندما قتل الإمام عليّاً (ع) فلم يقبل سمرة بذلك،فبذل له مائتي الف درهم فلم يقبل، فبذل ثلاثمائة الف درهم، فلم يقبل فبذل له اربعمائة الف فقبل وروي ذلك».وببذل الاموال والهدايا دعم الرواة والفقهاء الموالون للحزب الاُموي، حكم معاوية خاصة، وحكم بني اُمية عامة، واخذوا يندّدون بمن يحاول الثورة ضدّ حكومته، وينسبون إليه مخالفة الجماعة وخلع الطاعة و الكفر بالاُمة، ويعطون لمعاوية صلاحية حكم الإعدام بهم.وفئة اُخري من الفقهاء والمحدّثين، لم تدعم معاوية وبني اُمية باختلاق الاحاديث بل اعترفت بظلم بني‌اُمية، ولكنّها منعت الناس من‌الخروج ضدّهم، ولم تؤيّد هذه الفرقة اي ثورة او عمل عسكري مسلّح‌ضد بني‌اُمية، وطلبت من الناس الصبر والسكينة، مقابل ظلم بني‌اُمية،مثل الحسن البصري الذي كان يقول:«إنّما الوالي الظالم نقمة فلا تقابل نقمة الله بالسيف، و عليكم بالصبر و السكينة».وفئة ثالثة‌تري ان الظالم عندما يتجاهر بالفسوق و العصيان،و يرتكب المحرّمات ويقتل النفس المحترمة، ويتلاعب بالشريعة الإسلامية لصالح اهوائه و لذّاته النفسية، فمثل هذا لاولي لابدّ للاُمة من‌القيام بوجهه، و إعلان الجهاد المقدّس ضدّه، حتي يتحقّق النصر وإنقاذ الاُمة منه، والفوز بالشهادة التي وعد الله المؤمنين بها، وقد كان قائد هذاالاتجاه و زعيمه في مواجهة بني اُمية الإمام الحسين (ع) الذي رفض‌مذهب الجبر عند الاُمويين، و دعا الاُمة الإسلامية إلي الانضمام تحت‌رايته في سبيل الدفاع عن الدين الإسلامي، فلم ينصره إلاّ ثلّة من اصحاب النفوس الحرّة الكريمة الذين رفضوا الظلم، وبذلوا انفسهم و ارواحهم في سبيل نصرة الإسلام، و رفع كلمة الحق‌ّ، وحصلوا علي الشهادة التي فازوابها في الدنيا والآخرة.

ولاية العهد

اكمل معاوية مخطّطه في الاستيلاء علي الخلافة بقتله الإمام الحسن (ع) بعد ان دس‌ّ له السم عن طريق زوجته جعدة بنت الاشعث بعدان اغراها معاوية بالزواج من يزيد، فاستشهد مظلوماً بعد ان فتك السم‌ّببدنه الشريف.وسعي معاوية بعد استشهاد الإمام الحسن (ع) لتحويل الخلافة إلي ملك بني اُمية، ينتقل من الآباء إلي الابناء متحدّياً للنظام الإسلامي،ومخالفاً للمذاهب الإسلامية من السنّة والشيعة؛ حيث اتفقت جميعهاعلي بطلان الملكية في الإسلام.وتنقل المصادر التاريخية ان اول من طرح فكرة ولاية العهد علي معاوية هو المغيرة بن شعبة المعروف في دهائه وغدره، حرصاً منه في‌البقاء علي ولاية الكوفة عندما كان اميراً عليها، فلمّا طلب منه معاوية ان‌يقدم إليه وقد عزل عن ولاية هذه المدينة، تاخّر في القدوم، ولمّا ساله معاوية عن سبب تاخّره، قال المغيرة: كنت امهّد لبيعة ابنك يزيد في‌الكوفة، فرحّب معاوية بهذه الفكرة، وطلب من المغيرة الرجوع إلي‌عمله، وان يستمر في تنفيذ فكرته، فارسل عندما رجع إلي الكوفة وفداإلي معاوية واعطاهم ثلاثين الف درهم علي ان يبايعوا ليزيد.وشجّع هذا الوفد زيادة نشاط معاوية لاخذ البيعة لابنه يزيد، فارسل إلي مروان بن الحكم في المدينة، وزياد بن ابيه في البصرة، وباقي الولاة‌في البلدان الإسلامية يحثّهم علي إرسال الوفود لمبايعة يزيد، فقدم وفدالمدينة برئاسة محمّد بن عمرو، و وفد البصرة بقيادة الاحنف بن قيس،وارسل المغيرة وفدا ثانياً بزعامة الضحّاك بن قيس الفهري، وقد بايعت الوفود، بالخلافة ليزيد من بعد وفاة ابيه.واستخدم معاوية الترغيب والترهيب في تثبيت ولاية العهد حيث الدرهم و الدينار للموالف، والسيف والعقوبة للمخالف، وساعدت‌التغيّرات التي ابتدعها معاوية في النظام المالي الإسلامي علي نجاح‌الشق‌ّ الاوّل من سلاحه، فقد جمع الاموال وصبّها في خزانته بدلاً من‌بيت مال المسلمين و ممّا احدثه معاوية ما ياتي:1 ـ جعل الصوافي وهي الاراضي الواسعة والتي بقيت بدون مالك‌عندما فتح المسلمون العراق و بلاد الشام ـ والتي كان موردها يرجع إلي‌عامّة المسلمين خالصة له.2 ـ استصفي معاوية لنفسه الضياع وهي: الاراضي التي كانت للملوك‌قبل الفتح الإسلامي فجعلها له ولاهل بيته، و وزّع عليهم قسماً منها؛فكان اوّل خليفة له الاراضي في كافة البلاد الإسلامية.3 ـ امر معاوية الفاتحين الإسلاميين ان يعزلوا له الذهب والفضة خالصة له، ويوزّعوا الباقي علي الفاتحين، مخالفاً اوامر الشريعة‌الإسلامية، و التي تنص‌ّ علي ان يكون خمس الفتوحات لبيت‌مال‌المسلمين، و الباقي يوزّع علي الفاتحين.4 ـ فرض معاوية زيادة الجزية علي غير المسلمين؛ فقد كتب إلي عامله علي مصر ان يزيد علي كل‌ّ قطبي قيراطاً في سبيل زيادة ماله‌الخاص، فعندما انتصر المسلمون في إحدي المعارك طلب من قائدهم ان‌يصفّي له الذهب والفضة، فرفض هذا و اعلمه انّه سيطبّق ما قرّرته‌الشريعة الإسلامية في هذا المجال، فعزل الخمس و وزّع الباقي علي الفاتحين.5 ـ جعل معاوية دية المُعاهِد لنفسه بعد ان كانت لبيت مال‌المسلمين، فقد فرض علي بني مخزوم دية ابن اثال وقدّرها اثني عشرالف درهم، فاخذ نصفها و جعل النصف الآخر لبيت مال المسلمين،واستمرّ الامر من بعده هكذا حتي عهد عمر بن عبدالعزيز، الذي قصرهذه الدية علي حصّة بيت المال فقط.وساعد تراكم الاموال في خزانة معاوية علي إعطائه المرونة في استخدام الترغيب في إرضاء خصومه المعارضين لمبايعة يزيد، و دفعهم إلي مبايعته تحت إغراء الاموال، وخاصة الذين كان لهم هوي في‌بني‌اُمية.وامّا الذين رفضوا الاستسلام امام الإغراءت المالية، فقد استعمل معهم الترهيب وهو الشق‌ّ الثاني من سياسته، فلمّا صعد يزيد بن المقنع‌العذري الموالي لبني اُمية ـ وهو شديد التعصّب لمذهبهم ـ ليعلن عن‌سياسة معاوية الإرهابية، حيث قال:هذا اميرالمؤمنين ـ واشار إلي معاوية ـ فإن هلك فهذا ـ واشار إلي يزيد ـ ومن ابي فهذا، ـ واشار إلي سيفه ـ فلمّا انهي كلامه حتي مدحه معاوية بانه سيد الخطباء.واثمرت هذه السياسة مع اشراف مكة، فقد اجبرهم معاوية ان يبايعوا ليزيد وإلاّ تعرضوا للقتل، فعندما دخل مكة، امر صاحب حرسه ان يقيم حرساً علي كل‌ّ رجل من اشرافها في المسجد الحرام، وامره ان يقتل‌كل‌ّ من يراجعه او يردّ عليه بيعة يزيد، فما كان من الاشراف ـتحت هذاالضغط ـ إلاّ ان يبايعوا، وبايع بعدهم عامّة الناس، و ضرب معاوية رواحله و رجع إلي الشام.وفي هذه السياسة الإرهابية يقول احد الشعراء المعاصرين لمعاوية:فإن تاتوا برملة او بهند نبايعها امير مؤمنيناإذا مات كسري قام كسري بنوه بعده متناسقيناحشينا الغيظ حتي لو سقينا دماء بني اُمية ما سقيناوفشلت كل‌ّ محاولات معاوية وحزبه الاُموي من المعاصرين له في‌زمانه و من المؤيّدين لحزبه في العصر الحاضر في إخفاء الشريعة‌الإسلامية علي بيعة ولاية العهد، فقد اتّفقت كل‌ّ المذاهب الإسلامية علي‌بطلان بيعة يزيد لانها حصلت بالإكراه والجبر.وقد لاقت البيعة ليزيد ومنذ اللحظات الاُولي لإعلانها صيحات من‌المعارضة و الرفض، فقد اعترض عبدالرحمن بن ابي‌بكر، علي مروان‌ابن الحكم؛ و هو يحاول تثبيت بيعة يزيد لانها من حرص معاوية علي‌وحدة المسلمين.فلمّا قال مروان بن الحكم: إن‌ّ اميرالمؤمنين ـ يعني معاوية ـ قد اختار لكم فلم يال، وقد استخلف ابنه يزيد بعده قام عبدالرحمن بن ابي‌بكرفقال: كذبت و الله يا مروان، وكذب معاوية، والخيار لاُمة محمد (ص)،ولكنكم تريدون ان تجعلوها هرقلية كلّما مات هرقل قام هرقل...».وحدث ما حذّر منه عبدالرحمن، فلمّا مات معاوية قام مكانه يزيد،ولما مات يزيد قام مكانه ابنه معاوية، حتي تنازل عنها، فاستولي عليهامروان بن الحكم و من بعده اولاده، وهكذا.و تبقي ولاية وصمة عار في تاريخ الإسلام الشريف، الذي بُني علي احترام حقوق الإنسان، ورفض كل‌ّ انواع التسلّط والجبر علي رقاب‌الناس.لقد خالف معاوية اوامر رسول الله (ص) عندما رفض خلافة الإمام علي (ع)، وجهّز الجيوش لمحاربته حتي يحتفظ لنفسه بولاية الشام، ثم مهّد الاُمور لابنه يزيد ليعتدي ظلماً و عدواناً علي ريحانة رسول الله (ص)والخليفه الشرعي المنصّب من قبل الله سبحانه و تعالي.

موقف الامام الحسين من البيعة ليزيد

اشاره

تواترت الاخبار واستفاضت بفسق وفجور يزيد بن معاوية، بين الموالف و المخالف لمذهب اهل البيت:؛ لان يزيد انتهك الحرمات‌وقتل النفس المحترمة ظلماً و عدواناً، وتجاهر بشرب الخمور التي‌حرّمها الله (سبحانه وتعالي) عندما اتّخذ موائد الخمر في مجالسه، و التي كان يحضرها اصدقاؤه وندماؤه، فتُقام السهرات المطربة التي يحييها المغنّون في بلاطه.وكان الضبي من اشهرهم الذي تميّز بحسن غنائه حتي جعله يزيد من المقرّبين منه لبراعته في الغناء.ولما قدم إليه مسلم بن زياد من البصره، سهر معه يزيد و شربا الخمر سوية حتي قال يزيد في ذلك بيتاً من الشعر:اسقني شربة تروي عظامي ثم فاسق مثلها ابن زيادواشتهر ايضاً، بحب الكلاب وخاصّة المدرّبة للصيد، وجعل لكل‌ّ واحد منها عبداً يخدمه و جعل لها الاساور من الذهب والفضة، توضع في‌ارجلها، و البسها الملابس الفاخرة من الذهب.واستمرّ يزيد علي سياسة ابيه في إخماد نور الإسلام، و إعادة ايام الجاهلية بين المسلمين؛ حيث عبادة الاوثان وشرب الخمور، وممّا ساعدعلي ذلك استلامه للسلطة بعد ان استطاع ابوه إخماد الحركات المعارضة له‌في البلاد الإسلامية، و امام هذا الخنوع والسكوت من الاُمة الإسلامية اعلن‌الإمام الحسين (ع) المواجهة المسلّحة مع بني‌اُمية واميرهم يزيد بن معاوية.ويكتب يزيد إلي والي المدينة، الوليد بن عتبة بن ابي‌سفيان، يامره باخذ البيعة من الإمام الحسين (ع) ليلاً، ويدعوه إلي بيعة يزيد، فيطلب منه الإمام ان تكون البيعة جهراً.وتفشل محاولة مروان في إجبار الإمام الحسين (ع) علي البيعة فوراً،ليعلن الإمام الحسين (ع) بعد مشادّة مع ابن الحكم بانه لا يبايع ليزيد، لانّه‌رجل فاسق شارب للخمر، فقال للوليد:«ايها الامير إنّا اهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الرحمة، بنا فتح الله وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق، شارب للخمر، قاتل النفس، و معلن بالفسق، فمثلي لا يُبايع مثله، ولكن‌ّ نصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون اُيّنا احق‌ّ بالخلافة والبيعة».ولكن‌ّ مروان بن الحكم قال للوليد: والله لئن فارقك الحسين الساعة و لم يُبايع لا قدرت علي مثلها ابداً حتي يكثر القتل بينكم وبينه، إحبس الرجل فلا يخرج من عندك حتي يُبايع او تضرب عنقه.فوثب عند ذلك الحسين و قال:«انت يابن الزرقاء تقتلني او هو؟ كذبت والله واثمت» وخرج ومعه مواليه حتي اتي منزله.وكيف يُبايع الحسين (ع) وهو إمام الاُمّة وخليفة المسلمين بنص‌ّ رسول الله (ص)؟ وإليه مسؤولية قيادتها إلي طريق الحق‌ّ والنجاة، وهداية‌العباد علي يديه، و اعمالهم مشروطة به (صلوات الله وسلامه عليه)،وخاصة ان يزيد قد طغي وتكبّر علي الناس و جعلهم عبيداً له، واستمرفي ذلك حتي بعد شهادة الإمام (ع) فكان يامر الناس ان يبايعون علي انهم عبيد له، فعن ابي‌جعفر(ع) قال:«إن‌ّ يزيد بن معاوية دخل المدينة و هو يريد الحج‌ّ؛ فبعث إلي رجل من قريش‌فاتاه، فقال له يزيد: اتقرّ لي انّك عبد لي، إن شئت بعتك و إن شئت اشتريتك؟فقال له الرجل: اوالله يا يزيد ما انت باكرم مني في قريش حسباً، ولا كان ابوك افضل من ابي في الجاهلية والإسلام، وما انت بافضل منّي في الدين، ولا بخير،فكيف اقرُّ لك بما سالت؟ فقال يزيد: إن لم تقرّ لي والله قتلتك.فقال له الرجل: ليس قتلك إيّاي اعظم من قتلك الحسين بن علي (ع) ابن رسول‌الله (ص).فامر به فقتل».وقف الإمام الحسين (ع) بوجه الخطر المحدق بالإسلام بعد ان ابتليت الاُمة براع‌ٍ مثل يزيد، ولابدّ من التضحية والفداء في سبيل إنقاذ الدين الإسلامي الحنيف؛ ليقدّم نفسه الشريفة قرباناً لربّه في يوم‌عاشوراء.ومن اجل هذه المهمة العظيمة يقرّر الرحيل من المدينة إلي مكة مع اهل بيته و انصاره، وتتّخذ القافلة الطريق الرئيسي العام، ليكون فيه سيره إلي مكة؛ لكي لا يسمح لاحد من اهل المدينة ممّن تخلّفوا ان يزعموافيما بعد انّهم لم يعلموا بخروج الإمام (ع) او علموا بعد حين، فلحقوا به‌ولم يعثروا علي اثرٍ للركب لاتّخاذه طريقاً غير الجادة الرئيسة و يصل‌الركب إلي مكة و يبقي الحسين (ع) فيها حتّي يوم التروية الذي يتوجّه فيه الحاج إلي عرفات فينوي عمرة مفردة، ويغادر مكة متوجّهاً إلي كربلاء، لتكون رحلته المباركة رسالة لكل‌ّ الحجّاج الذين حضروا من‌كافة البلاد الإسلامية.تبيّن لهم ان الحج لا يكون له قيمة مع انتهاك الظالم لحرمات المسلمين، وتعطيل حدود الله، وقتل النفس المحترمة ظلماً.ويتم‌َّ الإمام (ع) تبليغ الرسالة علي اكمل وجه، ولكن‌ّ لم يجبه إلاّ اهل‌بيته و ثلة من اصحابه وانصاره المخلصين له فيتوجّهون جميعاً إلي‌مدينة الكوفة بعد ان وصلت إليه الرسائل والكتب التي تحثّه في الإسراع‌إلي المدينة التي كانت عاصمة ابيه الإمام علي (ع) من قبل.

النتيجة

تواترت الاخبار واستفاضت بفسق وفجور يزيد بين معاوية بين الموالف والمخالف لمذهب اهل البيت:؛ لان يزيد انتهك الحرمات‌وقتل النفس المحترمة ظلماً و عدواناً، وتجاهر بشرب الخمور، والغناءوالطرب عند خلافته.وامام هذا الانحراف الخطر في تاريخ المسلمين يقف الإمام الحسين (ع) بوجه الخطر المحدق ليضّحي بدمه و روحه، ويرفض البيعة ليزيد بن معاوية.ومن اجل هذه المهمّة العظيمة يقرّر الرحيل من المدينة إلي مكة مع اهل بيته و انصاره متّجهاً إلي الكوفة؛ حيث ارسل إليها ابن عمّه مسلم بن‌عقيل (ع) ليمهّد و يطلب من الناس البيعة للإمام (ع).ولكن‌ّ البيعة لا يلتزم بها إلاّ القليل من المسلمين و تنتهي ثورة الحسين (ع) بتلك الماساة التي اشعلت النار في قلب كل‌ّ مؤمن من ذلك الوقت ولحد الآن، وسوف تستمر هذه الشعلة الوهّاجة إلي يوم القيامة.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.