الامام الحسين علیه السلام شرعية الثورة علي الشرعية المزيفة‌

اشارة

عنوان : امام الحسين علیه السلام شرعية الثورة علي الشرعية المزيفة
پديدآورندگان : امام سوم حسين بن علي(ع)(توصيف گر)
امام سوم حسين بن علي(ع)(توصيف گر)
مختار اسدي(پديدآور)
نوع : متن
جنس : مقاله
الكترونيكي
زبان : عربي
صاحب محتوا : موسسه فرهنگي و اطلاع رساني تبيان
توصيفگر : قيام عاشورا
وضعيت نشر : قم: موسسه فرهنگي و اطلاع رساني تبيان، 1387
ويرايش : -
خلاصه :
مخاطب :
يادداشت : ,ملزومات سيستم: ويندوز 98+ ؛ با پشتيباني متون عربي؛ + IE6شيوه دسترسي: شبكه جهاني وبعنوان از روي صفحه نمايش عنوانداده هاي الكترونيكي
شناسه : oai:tebyan.net/36303
تاريخ ايجاد ركورد : 1388/11/26
تاريخ تغيير ركورد : -
تاريخ ثبت : 1389/7/4
قيمت شيء ديجيتال : رايگان

اشاره من عالم الغيب‌

في اجواء تامّلات عميقة في ما يمكن ان يُكتب اليوم عن سيّدالشهداء (ع) ، وفي استغراق اكثر عمقاً لعصرٍ يمكن ان يُسمّي عصرالاستشهاد من جهة، وعصر اُفول القيم من جهة اُخري، وضمن إحساس‌ٍ ملح‌ّ بضرورة استحضار رائد القيم وابي الاحرار الإمام الحسين وإعادة قرائته من جديد، استوقفتني إشارة مهمة كانت اسستوقفت الدكتور احمدراسم النفيس في كتابه (علي خطي الحسين) كما استوقفت كثيرين قبله، ورحت‌ُ استظهر ما سعي ويسعي لاستظهاره الطبيب المصري المذكور، وحرصه علي المزاوجة بين التاريخ والواقع، والماضي والحاضر، وعالم الغيب وعالم الشهود.هذه الإشارة، هي التفسير المعروف للرؤيا المعبّرة التي راهاالنبي (ص) والتي اوردها القران الكريم في قوله تعالي: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاك‌َ إِلاَّ فِتْنَة‌ً لِّلنَّاس‌ِ) ، والتي خلاصتها انه (ص) راي بني فلان ينزون علي‌منبره الشريف نِزو القِردة، وكيف انه (ص) لم يُرَ ضاحكاً بعد تلك الرؤياحتي توفّاه الله عزّ وجل‌ّ.نعم، كيف يبتسم رسول الله (ص) وهو يري ان اطهر منبرٍ علي وجه‌الارض يعتليه اقذر إنسان من ابناء الطُلقاء، تعاضده اُمّة شايعت‌ْ وبايعت ْوتنكّبت‌ْ لقتال اطهر إنسان‌ٍ علي وجهها ايضاً، ومع العمد وسبق الإصرار.هذه هي الرؤيا ومجمل تفسيرها باختصار شديد، اما فلسفتها، فقداوضحها جل‌ّ وعلا في محكم كتابه: (وَلَوْلاَ دَفْع‌ُ اللّه‌ِ النَّاس‌َ بَعْضَهُم بِبَعْض‌ٍ لَفَسَدَت‌ِ الاَرْض‌ُ وَلكِن‌َّ اللّه‌َ ذُو فَضْل‌ٍ عَلَي‌الْعَالَمِين‌َ) . و (وَتِلْك‌َ الاَيَّام‌ُ نُدَاوِلُهَا بَيْن‌َ النَّاس‌ِ) و (فَلَيَعْلَمَن‌َّ اللَّه‌ُ الَّذِين‌َ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَن‌َّ الْكَاذِبِين‌َ) .ومن هذه الرؤيا وهذه الفكرة الفلسفية، نقرا ماضي الحسين (ع) وواقعنا المرّ، ونحاول ان نتبيّن كيف يبتلي الله سبحانه وتعالي عباده ليميّزالخبيث من الطيّب، فيختار للدنيا من تكالب او تهالك عليها، ويختارللاخرة من تسامي علي حطام الاُولي ووحْلها وطينها وبكامل الحرية والاختيار: (فَمَن‌ْ كَان‌َ يُريدُ حرث‌َ الدُّنيا نُؤتِه مِنْها) ولكن (ومالَه‌ُ في الاخرة‌ِ مِن نَصيب) و ( مَن كَان‌َ يُرِيدُ حَرْث‌َ الاْخِرَة‌ِ نَزِدْ لَه‌ُ فِي حَرْثِه‌ِ) .والدنيا، باختصار ايضاً، دار فتنة، فمن ارادها اغْرته ومن ترفّع عليها نكبته، وهذه هي سنّته سبحانه: (فَلَن تَجِدَ لِسُنَّة‌ِ اللَّه‌ِ تَبْدِيلاً) (وَلَن تَجِدَ لِسُنَّة‌ِاللَّه‌ِ تَبْدِيلاً) .هذه إشارة عابرة من عالم الغيب، وإشارة عابرة علي واقع لابدّ ان نحياه، رضينا ام ابينا، اما دورنا في التمهيد للفتنة ـ والعياذ بالله ـ وتحاشي الانزلاق في اختباراتها الصعبة، فمع إشارة اُخري وضعها السيّد الشهيد الصدر الاوّل (رضوان الله عليه) تحت عنوان:

تراكم التقصيرات‌

يقول السيّد الشهيد الصدر في محاضرته الشهيرة حول (المحنة) :«هذه التقصيرات التي قد لا يُحس‌ّ بكل واحد منها علي حِدة، لكنها حين تتراكم تتحول الي فتنة تاكل الاخضر واليابس، تاكل مَن ساهم ومَن لم يُساهم، تاكل من قصّر ومَن لم يقصّر، تاكل الحسين (ع) ...».

ويضيف

«الم تكن الفتنة التي تمخّضت عن تلك التقصيرات هي التي اكلت الحسين (ع) ؟نعم، حتي الحسين اكلته الفتنة بالغرم من انه كان انصف الناس وابعد الناس عن التقصير في قول‌ٍ او عمل».وهنا يريد، او اراد السيّد الشهيد ان يتحدّث عن سبب مهم‌ّ من اسباب الفتنة واختصره بكلمة (التقصير) او (تراكم التقصيرات) ، إذْ اضاف:«اليست تلك التقصيرات المتراكمة التي عاشها المسلمون منذ ان سقط الإمام علي (ع) صريعاً في المحراب، التقصيرات المتراكمة التي عاشتها الكثرة الكاثرة من‌المسلمين هي التي قتلت الإمام الحسين (ع) ؟!».نعم، الكثرة الكاثرة من المقصّرين، الاغلبية الصامتة، المتفرّجون، المتقاعسون، المتخاذلون، سمّهم ما شئت، هم الذين ساهموا في مصرع الحسين، اعترفوا بذلك ام لم يعترفوا. ( وَاتَّقُوا فِتْنَة‌ً لاَتُصِيبَن‌َّ الَّذِين‌َ ظَلَمُوا مِنكُم‌ْ خَاصَّة‌ً وَاعْلَمُوا أَن‌َّ اللّه‌َ شَدِيدُالْعِقَاب‌ِ) .فماهي معالم تلك الفتنة؟ وماهي اهم‌ّ تلك التقصيرات؟ وماهي علاقتنا بها؟ ومَن المسؤول؟ او هل نحن مسؤولون؟التاريخ يتحدّث، والقران يتحدّث، والنبي يتحدّث، والواقع يتحدّث، وخلاصة كل‌ّ الحديث، مصرع سيّد الشهداء ومقتل حفيد المصطفي واشرف إنسان انجبته الارض. وهنا وبلا مقدمات نستنطق التاريخ لنري اين نحن منه الان، وماهو موقفنا تجاه التقصيرات في العصرالحديث؟

تقصير مع الامام الحسن‌

ومعالمه معروفة، والتاريخ واضح، صريح في هذه القضية.ففيما يحقن الإمام الحسن (ع) دماء المسلمين، ويتحمّل ما يتحمّله من اتّهام الناس في توقيعه لوثيقة‌ٍ تاريخية، يعلم تماماً ان معاوية سينقضها، تري معاويه يقول وبلا حياء:«الا إن كل شي‌ء اعطيته الحسن بن علي تحت قدمي‌ّ هاتين.. وإنّي والله ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا، ولا لتحجّوا ولا لتزكّوا.. إنّما قاتلتكم لاتامّر عليكم».فلم يكن هدف معاوية من قتاله الاقتصاص من قتلة عثمان، كما كان يزعم، وإنّما للاستحواذ علي السلطة وإذلال المؤمنين، ولكن‌ّ بايّة‌وسائل؟! نستطيع ان نعدّد ونضع عناوين:الرشوة وشراء الضمائر والذمم، الاغتيال السياسي والتصفيات الجسدية «إن‌ّ لله جنوداً من عسل»، المكر والخداع واختلاق كتّاب،يُنسب لقيس بن سعد لتضليل الناس والتمويه عليهم، النوح او التباكي‌علي الإسلام والرسالة وميراث النبوّة، الصوم والصلاة نعم، حتّي الصوم والصّلاة، كانتا من وسائل التضليل والضحك علي ذقون الناس.امّا الناس، فإنّهم حول الطاغية ادوات قمع وازلام سلطة وكلاب هراش، لا يفرّقون بين الناقة والبعير، حتي صاروا مع وريثه الفاسق:«همج رعاع ينعقون مع كل‌ّ ناعق ويمليون مع كل ريح» «الدين لعق علي السنتهم‌يحوطونه ما درّت معايشهم فإذا مُحِّصوا بالبلاء قل‌ّ الديّانون».هكذا، إذن كان الناس، متفرّج صامت، او خائف مذعور، او نفعي مرتزق، او عابد متنسّك، ومنهم ( وَمِنْهُم مَن يَقُول‌ُ ائْذَن لِي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي‌الْفِتْنَة‌ِ سَقَطُوا) .نعم، لقد اختار بعضهم شعار: (لا تفتنّي) الا إنّهم في الفتنة سقطوا. وهذا هو التقصير ولكن لا يشعرون.

و تقصير اخر مع الامام علي‌

ولا نريد ان ندخل في جزئيات ومفردات قضية التحكيم وتفاصيله التي يذكرها التاريخ بوضوح ايضاً، والذي كان اقّل تقصير فيه الازدواجية والنفاق، وكيف يخرج احد الناس الي علي (ع) ويقول له:«ترجع الي عراقك ونرجع نحن الي شامنا، فنُخلّي بينك وبين العراق، وتخلّي بيننا وبين الشام». وكيف ردّ (ع) قائلاً:«إن‌ّ الله تعالي لم يرض‌َ من اوليائه ان يُعصي في الارض وهم سكوت مُذعنون،لا يامرون بمعروف ولا ينهون عن منكر، فوجدت‌ُ القتال اهون علي‌َّ من معالجة الاغلال في جهنم».وينشطر جيش الإمام شطرين عندما رُفعت المصاحف، لا لضبابية الحق وعدم تمييزه او عدم وضوحه ـ كما يقول البعض ـ وإنّما لان‌النفوس زاغت (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغ‌َ اللَّه‌ُ قُلُوبَهُم‌ْ) ، او كما يقول الدكتور طه‌حسين:«إنّهم كانوا اصحاب دنيا لا اصحاب دين، وكانوا في دخائل نفوسهم نادمين علي تلك الايام الهيّنة الليّنة التي قضوها ايّام عثمان، ينعمون‌بالهبات والجوائز والإقطاع».هكذا كان التقصير او التقصيرات وهكذا سارت اُمور الفتنة في اُمّة ضيّعت حق‌ّ نبيّها بمن اوصي به، وضيّعت حق وليّها حين فرّطت وتهاونت في اخذه، وضيّعت حق‌ّ نجله حين ساومت عدوّه عليه، واخيراًوليس اخراً غدرت بالحسين وسلّمته الي اكثر خلق الله شرّاً وهبوطاً وانحطاطاً في تاريخ المسلمين.المقصّرون، في الدعة السنتهم كالمخارق وفي الجهاد روّاغون كالثعالب‌نقول، ولكي نبقي في إطار البحث، إنّه بعد استشهاد الإمام علي (ع) وبيعة الإمام الحسن، ثم الصلح مع معاوية، وسحق الاخير للعهود والمواثيق، زاغت ابصار بعض الناس وتزلزلت قلوبهم، ولم يُعد للقوم صبر ولا رغبة في قتال المارقين او القاسطين؛ لانهم احبّوا الدنيا ورغبوافيها، وحين تساوي لديهم معاوية وعلي‌ّ، بل فضّل بعضهم معاوية علي علي‌ّ لانه اصلح لدنياهم التي رغبوا فيها، لم يبق‌َ امام الإمام الحسين إلاّ ان‌يقف قائلاً:«فإن‌ّ الله كتب الجهاد علي خلقه وسمّاه كُرهاً (كُتِب‌َ عَلَيْكُم‌ُ الْقِتَال‌ُ وَهُوَ كُرْه‌ٌلَكُم‌ْ) فلستم ايها الناس نائلين ما تحبّون إلاّ بالصبر علي ما تكرهون، اخرجوا رحمكم الله الي معسكركم بالنخيلة...» اي مكان التحشيد للقتال ـ كما يقال في المصطلح العسكري الحديث ـ ولكنهم صمتوا وما تكلّم منهم احد متخاذلين خائفين مذعورين، الامر الذي دفع عدي‌ّ بن حاتم الي القول:«سبحان الله.. ما اقبح هذا المقام! الا تجيبون إمامكم وابن بنت نبيّكم»؟ ويضيف:«اين خُطباء مضر الذين السنتهم في الدّعة كالمخاريق؟ فإذا جدّ الجدّفروّاغون كالثعالب؟ اما تخافون مقت‌َ الله وعيب النار وعارها،»؟وهنا نريد ان نعلّق كما علّق الدكتور احمد راسم النفيس في كتابه المار الذكر مع تصرّف بسيط:«إن‌ّ الهزيمة النفسية قد اصابت القوم ولم تعُد بهم او لديهم رغبة في جهاد، ولا همّة لبذل‌ٍ او تضحية او عطاء؛ فقد جربوا الدّنيا واستمرا واحلاوتها وباتوا يريدونها، وخاصة حين فُتحت امام بعضهم كنوز كسري وجواهر قيصر، فسال لعابهم علي الدنانير الصفر والدراهم البيض التي قال‌عنها عمر بن الخطاب يوماً؛ إنّها مهلكتكم كما اهلكت من كان قبلكم».وهم اليوم لا يجدون ذلك في ظل العدل اي عدل علي (ع) ، وإنّمااشرابت نفوسهم الي بني اُميّة، اهل الدرهم والدينار واصحاب الوجاهة والجاه، فكان نكوصهم الي منظّري تلك المرحلة، لعلهم يجدون فيهم مايبررونه لانفسهم من متاع الدنيا وزخرفها، مع احتفاظهم طبعاً بصلاة بائسة لا تنهي عن فحشاء او منكر، وصيام خجول لا يحصل منه صاحبه إلاّ الجوع والعطش، مع حج‌ٍّ غير مبرور كَثُر ضجيجه وقّل حجيجه.وتستمر هذه الهزيمة، وتستمر التداعيات والانهيارات والتقصيرات، بل الجنايات في صفوف الاُمّة، حتّي ينبري احد الناس فيتجاسر علي الإمام الحسن (ع) وياخذ بلجام فرسه ويقول:«الله اكبر يا حسن، اشرك‌َ ابوك، واشركت‌َ انت‌َ! وطعنه بالمعول، فوقعت‌ْ في فخذه فشقّه حتّي بلغت‌ْ اربيته.. وحُمل الحسن (ع) علي سرير الي المدائن».

و تسلط ارباب السوء

وهكذا تحقّقت رؤيا النبي (ص) ، وقام مُلك ارباب السوء، وتوالي ابناء الطُلقاء واحفاد (الشجرة الملعونة في القران) في حكم الناس وفتنتهم والتحكّم بدينهم ودنياهم.وحيث اجاد اوّلهم استخدام سياسة (فرّق تسد) ، ونشر القصاصين في المساجد، واستُبدلت قيم الحق والعدل بقيم الترف والثراء والتزلّف‌لاصحاب المال والقرار، وحين احس‌ّ ان رجال المدينة يمتنعون عن‌بيعة ولده يزيد، راسلهم اوّلاً، ثم ذهب إليهم بنفسه عام خمسين للهجرة، مستخدماً سياسة المراوغة والخداع، عازفاً علي اوتار النفوس المحبّة للمال والجاه، مدغدغاً كوامن الاهواء، عالماً ان الاُمّة التي اسلمت عليّاً والحسن لن تجتمع علي الحسين (ع) ، وبالتالي فالمطلوب هو كسب الوقت وتفتيت المعارضة وضرب الناس بعضهم ببعض حتّي يصل المُلك الي يزيد القرود غنيمة‌ً باردة، لا ينافسه عليه احد، ولا تجرؤ عليه اُمّة، هان عليها دينها فذلّت وهانت واستكانت.وتستمر هذه السياسة، ويستمر معها طبعاً العزف علي عود الدين، ولكن اي دين؟! دين الانبياء، ام دين الفقهاء؟! حسب تعبير احد المعاصرين ـ وليكن دين السلاطين ودين وعّاظ السلاطين. هذا الدين‌الذي هو سبب كل‌ّ الكوارث والرزايا في تاريخ المسلمين، والذي وصفه احد المعاصرين ايضاً بان مصيبته في فئتين:«فئة اساءت استخدامه، وفئة‌ٌ اتقنت استغلاله، فالتي اساءت استخدامه ضلّلت المؤمنين به، والتي اتقنت استغلاله، اعطت الجاحدين حجّة عليه».

و جاءت نهضة الحسين لتكشف الزيف والمزيفين‌

وجاءت نهضة الإمام الحسين (ع) بمهمة التوفّر علي حفظ الدين نبعاً صافياً اصيلاً، وجاءت ثورته الكبري لكشف المزيّفين الذين ارتدوا رداء الدين وتلفّعوا بايات الكتاب المبين.فالحياة عندهم متاع وخداع وملذّات، يرافقها قتل ومكر وغدروسفك دماء. هدف هابط لا يمكن الوصول إليه إلاّ بشعارات دينية وذكرٍ وصلوات‌ٍ وقراءة قران. نعم، لا مانع ان يرتقي المنبر من يحدّث الناس‌عن الزهد والدين والاخرة والعقاب والثواب والحور العين، ويفاخر بصحبته لرسول الله (ص) طالما انه يُنهي خطبته بلعن ابي‌تراب والإجهازعلي تراثه وعظمته ومناقبه.ولا مانع ان ياتي زمان‌ٌ بعد حين يلعن اُولئك الذين يحدّثون الناس‌عن الزهد ولا يزهدون، ويرغّبونهم في الاخرة ولا يرغبون، مادام الدين‌لعقاً علي السن السلاطين والوعّاظ، يصْعدون به علي اعناق الناس، ويمررون ما يريدون بتوظيف نصوصه، وبيع صكوك الغفران، وعلي خطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله.وتاتي كلمات الإمام الحسين (ع) تدوّي مرة اُخري: إن‌ّ اشدّ الناس عذاباً يوم القيامة هم اُولئك الذين يشترون بايات الله ثمناً قليلاً، فيستنهض ويذكّر (فَلاَ تَخْشَوُا النَّاس‌َ وَاخْشَوْن‌ِ وَلاَ تَشْتَرُوا بِايَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً) .ولا يتردّد ان يقول ببلاغ عربي فصيح في خطبة خلّدها التاريخ:«ثم انتم ايّها العصابة، بالعلم مشهورة، وبالخير مذكورة، وبالنصيحة معروفة، وبالله في انفس الناس مهابة، يهابكم الشريف ويكرمكم الضعيف ويؤثركم مَن لافضل لكم عليه ولا يد لكم عنده، تُشفّعون في الحوائج إذا امتنعت من طلاّبها، وتمشون في الطريق بهيئة الملوك وكرامة الاكابر، اليس كل ذلك إنّما نلتموه، بما يُرجي‌عندكم من القيام بحق‌ّ الله؟ وإن‌ْ كنتم عن اكثر حقّه تقصّرون فاستخففتم بحق‌ّ الائمة،فامّا حق‌ّ الضعفاء فضيّعتم، واما حقّكم بزعمكم فطلبتم، فلا مالاً بذلتموه، ولا نفساًخاطرتم بها للّذي خلقها، ولا عشيرة عاديتموها في ذات الله، انتم تتمنون علي الله جنّته ومجاورة رسله واماناً من عذابه».

الي ان يقول‌

«لقد خشيت‌ُ عليكم ايّها المتمنّون علي الله ان تحل‌ّ بكم نقمة من نقماته؛ لانّكم بلغتم من كرامة الله منزلة فُضّلتم بها، ومن يعرف بالله لا يُكرم، وانتم في عباده تُكرمون، وقد ترون عهود الله منقوضة فلا تفزعون، وانتم لبعض ذمم ابائكم تفزعون،ولو صبرتم علي الاذي وتحمّلتم المؤونة في ذات الله؛ كانت اُمور الله عليكم ترِد، وعنكم تصدُر، وإليكم ترجع، ولكنّكم مكّنتم الظلمة من منزلتكم واستسلمتم، وتركتم اُمور الله في ايديهم، يعملون بالشبهات ويسيرون في الشهوات، سلّطهم علي ذلك فراركم من الموت وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم، فاسلمتم الضعفاء في‌ايديهم وهم ما بين مستعبد مقهور، او مستضعف علي عيشه مغلوب».حتي ينتهي سلام الله عليه، في هذه الخطبة الخالدة، الي قوله:«اللهم‌ّ إنّك تعلم انّه لم يكن ما كان منّا تنافساً في سلطان، ولا التماساً في فضول الحطام، ولكن لنردّ المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك، ويامن المظلومون من عبادك، ويُعمل بفرائضك وسننك في بلادك».وبعد ان وضع الإمام الحسين (ع) اهم‌ّ نقطة علي اهم حرف‌ٍ في نهضته، وهي طلب الاصلاح في اُمّة جدّه وخاصّة بعد ان تنصّل عن تحمّل المسؤولية مَن‌ْ يوهمون غيرهم انهم اولي بحملها من تلك العصابة التي‌هي بالعلم مشهورة وبالخير مذكورة، ممّن لم يخاطروا بنفس‌ٍ ولم يضحّوا بمنزلة‌ٍ، وتركوا اُمور الله بايدي الظلمة، جاءت النقطة الاُخري علي حرف اخر حين خاطب محمّد بن الحنفية اخاه الحسين قائلاً:«يا اخي انت احب‌ّ الناس إلي‌ّ واعزّهم علي‌ّ، ولست‌ُ ادّخر النصيحة لاحد من الخلق احق‌ّ بها منك، تنح‌ّ بتبعتك عن يزيد بن معاوية وعن الامصار ما استطعت، ثم ابعث رُسُلك الي الناس فادعهم الي نفسك، فإن بايعوا لك حمدت الله علي ذلك، وإن اجمع الناس علي غيرك لم ينقص‌الله بذلك دينك ولا عقلك، ولا تذهب به مروؤتك ولا فضلك».وهنا جاءت نقطة الحسين علي حرف كبير اخر في قوله (ع) :«لو لم يكن في الدنيا لي ملجا ولا ماوي لما بايعت‌ُ يزيد بن معاوية، وإني لم‌اخرج اشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت‌ُ لطلب الإصلاح في اُمّة جدي كي امر بالمعروف وانهي عن المنكر، فمَن قبلني بقبول الحق‌ّ فالله اولي بالحق، ومن ردّعلي‌ّ هذا اصبر حتي يقضي الله بيني وبين القوم بالحق‌ّ وهو خير الحاكمين».

ثم اختتم ذلك بقوله‌

سامضي وما بالموت عار علي الفتي إذا ما نوي حقّاً وجاهد مسلماوواسي الرجال الصالحين بنفسه وفارق‌َ مذموماً وخالف‌َ مجرما وجاءت شعارات المثبّطين مقابل الرفض الحسيني العظيم.وفيما جاءت هكذا نهضة الحسين وشعاراتها المدوّية الثائرة، جاءت معها شعارات المثبّطين والخانعين والمتخاذلين، فبعضهم يخاطبه (ع) :«اتّق الله ولا تُفرّق جماعة المسلمين!» وبعضهم يصفه بالبغي والعدوان‌والخروج علي (خليفة المسلمين!) وبعضهم لا يفقه قصة راس يحيي بن‌زكريا الذي اُهدي الي بغي من بغايا بني إسرائيل؛ فيلوم الحسين لو قُدّم‌راسه الشريف الي يزيد، وبعضهم اثر الاعتزال والتفرّج؛ فلم ينصر حقاً ولم يخذل باطلاً، وبعضهم اكتفي بالدعاء، ولم يزِد علي ان يدعو الله تعالي بان يقضي لهذه الاُمّة بالخير والإحسان؛ فيولّي امرها خيارها وابرارها ويُهلك فجّارها واشرارها، ولكنّهم لا يحدّدون مَن هم اخيارها ومَن هم‌فجّارها، فيتركون الناس في حيرة‌ٍ وبلبلة وسبُل متفرّقة. لا يهتدي فيها الضال‌ّ، ولا يستيقن المهتدي.وهنا لابدّ من الإشارة الي هؤلاء المتفذ لكين الذين يختفون وراء النصوص ويتحالفون مع اللصوص، والتنديد بهم والاستخفاف بفذلكتهم وفضحها، وكيف انّهم يتوهمون ويوهمون ثم يزعمون انهم علي هدي، ويموّهون علي العوام والبسطاء ببعض توابل العبادات مثل: طول الصلاة وطول القيام والتشدّق بالصيام والتلفع بالنسّك والتمتمات، فيما العقول كعقول البهائم والقلوب كقلوب الذئاب، كما وصفهم الإمام علي (ع) حين قال:«يطلبون الدنيا بعمل الاخرة، يلبسون جلد الضان وتحتها قلوب الذئاب والنمور، ليظن‌ّ الناس انهم من الزاهدين في الدنيا، يرائون الناس باعمالهم ويُسخطون الله بسرائرهم».ولو كان الإمام الحسين (ع) استمع الي اي واحد من هؤلاء، وفعل كما فعل عبدالله بن عمر في بيعته الاضطرارية ليزيد؛ لاضاف إسماً او لائحة‌اُخري الي لوائح الروايات التبريرية التي تسوّغ الطاعة (لامير المؤمنين) ،ولاستدل‌ّ بها البخاري ومسلم وامثالهما وقالوا: هاهو ابن بنت النبي‌يوجب السمع والطاعة ليزيد او لحكم يزيد، وهاهو يدعو لوحدة‌الجماعة، (رغم نقض الشريعة) ، ولاستشهد بذلك الافّاكون والمنافقون والمتقاعسون والمخادعون واستخدموها راية وشعاراً في كل موقف، يرون فيه ضرورة‌ً لإسناد حزب الشياطين ومسايرتهم ومماشاتهم، تمشية‌ً لاُمورهم وحفاظاً علي ذلك الحزب من الانهيار ومصلحتهم من‌التدمير. اي لماتت هذه الاُمّة الي نهاية الدهر، ولما نهض احدٌ لرفض الظلم والقهر والاستبداد.نعم... ندّد الإمام الحسين (ع) بكل‌ّ ذلك وقرّر ان يقوم بالمهمّة الرسالية التي عجز عن حملها الصحابة والتابعون فيقول:«خط‌ّ الموت علي ولد ادم مخط‌ّ القلادة علي جيد الفتاة، وما اولهني الي اسلافي اشتياق يعقوب الي يوسف، وخير لي مصرع‌ٌ انا لاقيه، كانّي باوصالي هذه تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملان‌ّ منّي اكراشاً جوفاً واجربة‌ً سغباً».الي ان يقول ـ سلام الله عليه ـ وبضرس قاطع، وبلا تردّد او تهيّب، وبكل‌ّ صراحة ووضوح:«من كان باذلاً فينا مهجته وموطّناً علي لقاء الله نفسه فليرحل معنا، فإنّني راحل مصبحاً إن شاء الله».نعم، لقد علّمنا الحسين (ع) درساً في الإدراك الواعي للهدف الذي نسعي لتحقيقه مهما كانت التضحيات، وهكذا سقطت مرّة واحدة والي الابد كل‌ّ اقنعة الإسلام الكهنوتي الذي يريد لدين الله ان يبقي محاريب‌وعبادة ودعاء، ويسقط معها كل المتفرجين الذين يؤثرون الدعة والعافية ويتمسّحون باعتاب النصوص الدينية، تاركين فريضة الجهاد وفريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. فكان لنا في كل‌ّ عصر حسين في مواجهة يزيد، كما كان لكل‌ّ فرعون موسي ولكل‌ّ طاغية بطل، ولكل‌ّ نمرود إبراهيم.وهذا يعني ان‌ّ الامتداد الطبيعي لرسالة الإسلام الحق‌ّ هو المنهج الحسيني، ونقيضه المنهج الاُموي، وإن تلفّع بالف اية قرانية، وردّد ادعياؤه الف حديث‌ٍ شريف، وحين يُعرّف الإنسان بانه موقف، ولا خيرفي إنسان‌ٍ ليس له موقف فإن‌ّ:

الموقف الحسيني هو المعيار

نعم، يبقي الموقف الحسيني هو معيار الثوّار، ويبقي رائده الإمام الحسين (ع) هو القدوة والمثال، وإن‌ّ الاُمّة بدون هذا الموقف وتمثّله وتمثيله سوف يسوّغ للظلمة والطغاة كل‌ّ اعمالهم و (اجتهاداتهم) . وسياتي من يقول: إن‌ّ اجتهادات هؤلاء إنّما هي (اجتهادات ائمة) ، وللائمة ان يجتهدوا، فإن‌ْ اخطاوا فلهم اجرٌ، وإن اصابوا فلهم اجران، وإذالم ينجح التسويغ في الإقناع، ياتي فقهاء السلاطين، او ارباب السوء فيقولون للناس: «عليكم ان تصبروا علي السلاطين وظلمهم إلاّ ان‌ْ تروامنهم كفراً بواحاً»!! ومادام هؤلاء لا يجدون ضرورة لإعلان (الكفر البواح) فلا باس ان يلي الاُمّة حكّام طواغيت من امثال يزيد والحجّاج والمتوكّل ونيرون.وحين تستتب‌ّ الاُمور لهؤلاء الجبابرة فإنّهم عندها لن يجدوا ضيراًفي إعدام من يُبدي راياً مقابل ارائهم، كما فعلوا بسعيد بن جبير وحجربن‌عدي مثلاً، ويجعلوا ذلك سنّة متّبعة؛ إذ يرسمون بذلك سياسة مبرمجة‌تبتدي بإذلال الرعية وكسر إرادتها، وبعدها ترويض ابناء الاُمّة علي ارتكاب المحرّمات ومواجهة الشرفاء، وجنباً الي جنب مع التغاضي عن‌البطانة في نيلها من الحرام وتحدّي حددو الله، حتي يصبح الكل‌ّ في الذنب سواء.وبين ربط التاريخ بالواقع او بالعكس قُدّر لنا ان ننتظر هذا الانتظار الطويل، وان نبقي نعيش الصراع المرير بين الحق‌ّ والباطل داخل هذه الاُمّة، وان نري كل‌ّ هذه المصائب من سفك الدماء وهدر الطاقات، وفي‌صراعات داخلية تطير فيها رؤوس وتُملا بها السجون، إضافة الي ماتتركه الغزوات الخارجية من تترية وصليبية وصهيونية، تعينها حكومات مستبدّة من كافة الاشكال والالوان؛ ملكية وجمهورية وقاجارية وبهلوية، جرّبت فينا كل‌ّ شي‌ء إلاّ العدل والحرية.وهكذا تحققت رؤيا البني (ص) في الفتنة التي طحنت البشرية ومازالت تطحنها، وسبتقي حتّي يرجع الناس الي سنّة الله في خلقه والتي خلاصتها: (إِن‌َّ اللَّه‌َ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْم‌ٍ حَتَّي يُغَيِّرُوا مَا بِاَنفُسِهِم‌ْ) و «كيفما تكونوا يول‌ّ عليكم».وستبقي الاُمم التي تقتل انبياءها موضع ابتلاء وعقاب، ومثلها الاُمّة التي تقتل ابن بنت نبيّها، واحفاده من بعده، ومَن يسير علي خطّه، هذه‌الاُمّة، وسوف تفقد صلابتها واصالتها لانّها، كما يقول السيّد الشهيد الصدر:«اُمّة متميّعة لا توجد لديها اي مناعة ضد الكفر، وبعدها سوف تندمج هذه الاُمّة اندماجاً كاملاً بالتجربة الكافرة؛ وبذلك يضيع الإسلام والرسالة، وتضيع معها النظرية الإسلامية للحياة، وتضيع حتّي الاُمّة نفسها».وبغير هذا الفهم، ربّما تستعصي فكرة استيعاب (رؤيا الفتنة) والشجرة الملعونة في القران، وكذلك فكرة خلق إبليس، وفلسفة القبح والجمال، إذ:فلولا القبح ما عُرف الجمال‌ُ ولولا النقص ما عُرف الكمال‌ُوهكذا وبغير الثورة الحسينية وفهم ابعادها واثارها ونتائجها وقدرتها علي فرز الحق عن الباطل، او قُل فضح الباطل المقنّع بقناع الحق‌ّ او الشريعة، لما كانت هناك ثورات، ولما سطعت في سماء الإسلام شمس، ولغاب الحق‌ّ تحت شعارات المتاجرين بالدين وقيم الدين.نعم، بخروج الإمام الحسين (ع) علي طاغية عصره، يُفسّر الخروج علي الحاكم الظالم المتلفّع بالشرعية المزيّفة، حتي لو لم يكن كافراً، بل إن خروجه ـ سلام الله عليه ـ صار مبداً إسلامياً شرعياً لا شبهة فيه ولا إشكال. وكما كان الخروج علي عثمان في عدم تسليمه مروان (فورة من روح الإسلام) كما يسمّيها المرحوم سيد قطب، فإن‌ّ خروج الحسين يعتبر ثورة من عمق الإسلام لفضح الزيف، وإعادة الاُمور الي نصابها الصحيح، او كمايقول ـ سلام الله عليه ـ عن رسول الله (ص) : «من راي منكم سلطاناً جائراً مستحلاّلحُرم الله ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنّة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ولم يغيّر ما عليه بفعل‌ٍ ولا قول‌ٍ كان حقّاً علي الله ان يُدخله مدخله. الا وإن هؤلاء قد لزمواطاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمان، واظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستاثروا بالفي‌ء، واحلّوا حرام الله، وحرّموا حلاله، وانا احق‌ّ من غيّر».وعلي منهج الحسين وخروجه المشرّف، خرج الإمام زيد حفيده علي هشام بن عبدالملك، وعلي نفس النهج كان موقف ابي‌حنيفة الذي اجاز الخروج علي الاُمويين، فعاضد زيداً وايّده سرّاً، بل كان يمثّل‌خروجه بخروج رسول الله (ص) علي المشركين يوم بدر، وكذلك خروج‌يحيي علي الوليد، وخروج محمّد ذي النفس الزكية وخروج اخيه إبراهيم علي الاُمويين في اواخر عهدهم، وعلي العباسيين في اوائل عهدهم، ومثله خروج يحيي بن عبدالله علي هارون الرشيد، وخروج إدريس بن‌عبدالله علي الهادي في العراق، وخروج محمّد بن إبراهيم المعروف بابن طباطبا، ومحمّد بن جعفر الصادق وإبراهيم بن موسي بن جعفر علي‌المامون، وخروج محمّد بن القاسم بن عمر علي المعتصم؛ حتي صارشعار الجميع: إن‌ّ الخروج علي الحاكم الظالم، إنّما هو خروج شرعي، يقرّه‌الدين وترضاه الشريعة، بل هو من صلب العقيدة والشريعة والدين.امّا تعريف الظالم الذي تجب الثورة عليه، فقد اوجزه الإمام زيد بن‌علي (ع) قائلاً:«كل‌ّ من استاثر بالمال او الراي فهو ظالم». وما اكثر المستاثرين بالاموال والاراء! وما احوجنا في كل‌ّ زمان الي زيدٍ جديد ويحيي جديد وحسين جديد!ولولا هذه الثورات، وهذا الخروج، وهذه الروح الحسينية؛ لاستمر التعسف في تفسير مفاهيم الدين، ولاستمر وعّاظ السلاطين يوظّفون نصوص الدين لصالح ملوكهم وسلاطينهم، يبرّرون لهم الحكم والتحكّم باعتبارهم (لم يرتكبوا كفراً بواحاً) ، او لم يتركوا صلاة‌ً او صياماً، ولصارالحديث عن الدين والتشدّق به بديلاً عن العمل به، ولاختلط الحق‌ّ بالباطل والتقيّة بالجبن، والشجاعة بالتهور، وتلك هي الفتنة الكبري فعلاً.إذن، جاء خروج الحسين (ع) عبرة لنا للخروج علي كل‌ّ ظالم‌ٍ متجبّرحتي لو تلفّع بالدين، ولقّب نفسه ـ (امير المؤمنين) ، وجاء مصرعه الشريف عبرة تستل‌ّ دموع الطهر والفضيلة علي الجرح الكبير، ليبقي ـ سلام الله عليه ـ نشيداً خالداً لكل‌ّ اجيال المسلمين، بل لكل‌ّ الاحرار والشرفاء في شرق الارض وغربها:سيظل‌ّ ذكرك يا حسين يهزّ منّا القلب‌َ هزّاوكذا ندانا يا حسين يزيدنا شرفاً وعزّاالمجمع العالمي لاهل البيت: قم المقدسة

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.