الامام الثالث الامام الحسين عليه السلام

اشارة

‏عنوان و نام پديدآور : الامام الثالث الامام الحسين عليه السلام/ مولف: لجنه التحرير في طريق الحق
‏مشخصات نشر : قم: موسسه في طريق الحق، ۱۴۰۹ق.=۱۳۶۷ش.
‏مشخصات ظاهري : ۲۴ص.
‏وضعيت فهرست نويسي : در انتظار فهرستنويسي (اطلاعات ثبت)
‏يادداشت : الطبعه الثاني
‏شماره كتابشناسي ملي : ۱۹۲۹۲۸۸

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيمفي اليوم الثالث من شعبان، من السنة الرابع للهجرة [1] ، ولد المولود الثاني لعلي و فاطمة عليهماالسلام، في بيت الوحي و الولاية.و حين بلغ نبأ ولادته للنبي صلي الله عليه و آله و سلم، جاء الي بيت علي و فاطمة عليهماالسلام، و طلب من أسماء [2] ، أن تأتي بابنه، فلفته أسماء بملاءة بيضاء، و جاءت به للنبي صلي الله عليه و آله و سلم، فأذن في أذنه اليمني، و أقام في اليسري. [3] .و في الأيام الأولي من ولادته المباركة أو اليوم السابع منها، هبط [ صفحه 2] الأمين جبرئيل و قال: «ان الله - عزوجل ذكره - يقرئك السلام و يقول لك، ان عليا منك بمنزلة هارون من موسي فسمه باسم ابن‌هارون، قال: ما كان اسمه؟ قال: شبير، [4] قال: لساني عربي، قال: سمه الحسين، فسماه الحسين. [5] .و عقت فاطمة عليهاالسلام عن ابنيها و حلقت رؤوسهما في اليوم السابع [6] ، و تصدقت بوزن الشعر ورقا. [7] .

الحسين و النبي

كان الرسول صلي الله عليه و آله و سلم يؤكد علي محبته و حنانه للامام الحسين عليه‌السلام في مناسبات عديدة، منذ ولادته في السنة الرابعة للهجرة، حتي يوم وفاته صلي الله عليه و آله و سلم، التي تمتد ستة سنوات و عدة أشهر، و يعرف الناس بمقام الامام الثالث و سموه.يقول سلمان الفارسي: «كان الحسين علي فخذ رسول الله صلي [ صفحه 3] الله عليه و آله و سلم و هو يقبله و يقول: أنت السيد و ابن السيد أبوالسادة، أنت الامام و ابن الامام أبوالأئمة، أنت الحجة أبوالحجج، تسعة من صلبك و تاسعهم قائمهم». [8] .عن أنس بن مالك، قال سئل النبي صلي الله عليه و آله و سلم أي أهل بيتك أحب اليك قال: «الحسن و الحسين [9] ، و كان يقول لفاطمة: أدعي لي ابني، فيشمهما و يضمهما اليه. [10] .عن أبي‌هريرة: قال خرج علينا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و معه الحسن و الحسين هذا علي عاتقه و هذا علي عاتقه، و هو يلثم هذا مرة، و هذا مرة، حتي انتهي الينا، فقال: من أحبهما فقد أحبني، و من أبغضهما فقد أبغضني. [11] .و عن مدي العلاقة المعنوية الملكوتية بين النبي و الحسين، بما تملكه من سمو و انشداد و تعبير، يمكن التعرف عليها بهذه الجملة الموجزة المعبرة التي نطق بها الرسول صلي الله عليه و آله و سلم «حسين مني و أنا من حسين» [12] . [ صفحه 4]

الحسين مع أبيه

أمضي الحسين عليه‌السلام ستة أعوام من عمره مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم و حين ودع الرسول صلي الله عليه و آله و سلم هذه الحياة، عاش مع أبيه ثلاثين عاما، ذلك الأب الذي لم يحكم الا بالعدل و الانصاف، و لم يعش الا بالطهارة و العبودية، و لم ير الا الله، و لم يطلب، و لم يشهد الا الله، و ذلك الأب الذي لم توفر له الظروف الصعبة القاسية التي عاشها خلال خلافته الهدؤ و الاستقرار، كما آذوه حين اغتصاب خلافته.و الامام الحسين عليه‌السلام خلال هذه المدة الطويلة الصعبة، كان مطيعا بقلبه و روحه، لأوامر أبيه و توجيهاته، و في السنوات التي تولي بها الامام علي عليه‌السلام الخلافة الظاهرية الصورية، كان الحسين عليه‌السلام جنديا مقاتلا فدائيا كأخيه، و بذل أقصي جهوده في سبيل تحقيق الأهداف الاسلامية، و ساهم في معارك الجمل و صفين و النهروان. [13] .و بذلك كان مدافعا عن أبيه أميرالمؤمنين عليه‌السلام، و كان أحيانا، يندد أمام الرأي العام بمغتصبي الخلافة.و أبان خلافة عمر، دخل الامام الحسين عليه‌السلام يوما المسجد، فرأي الخليفة الثاني علي منبر الرسول صلي الله عليه و آله و سلم يخطب، و بلا تردد، ارتقي الامام الحسين عليه‌السلام المنبر، و هتف: «انزل عن [ صفحه 5] منبر أبي...» [14] .

الامام الحسين مع أخيه

بعد شهادة الامام علي عليه‌السلام انتقلت امامة الشيعة للامام الحسن عليه‌السلام، اتباعا لأمر النبي صلي الله عليه و آله و سلم و وصية أميرالمؤمنين عليه‌السلام، و وجب علي جميع الناس الاستجابة لتوجيهات الامام الحسن عليه‌السلام و ارشاداته، و كان الامام الحسين عليه‌السلام الذي نشأ في أحضان الوحي المحمدي، و الولاية العلوية، مشاركا لأخيه و معينا.و حين أرغم الامام الحسن عليه‌السلام علي الصلح مع معاوية، حفاظا علي مصالح الاسلام العليا، و الأمة الاسلامية، و تحمل كل المتاعب و التحديات، في هذا السبيل، كان الامام الحسين عليه‌السلام شريكا لأخيه في أوجاعه و محنه، و لأنه كان يعلم بأن هذا الصلح في صالح الاسلام و المسلمين، لذلك لم يعترض علي أخيه، و حتي أنه في يوم من الأيام، تحدث معاوية بكلام بذي‌ء عن الامام الحسن و أبيه عليهماالسلام، و كان الامام الحسن و الحسين عليهماالسلام، حاضرين في المجلس، و لما اندفع الامام الحسين عليه‌السلام للرد علي معاوية، دعاه الامام الحسن عليه‌السلام الي الصمت و الهدؤ، فاستجاب الامام [ صفحه 6] الحسين عليه‌السلام لطلب أخيه، و جلس، و بعد ذلك، تصدي الامام الحسن عليه‌السلام نفسه للرد علي معاوية، و أسكته ببيان بليغ قوي. [15] .

الامام الحسين في زمان معاوية

حينما فارق الامام الحسن عليه‌السلام الحياة انتقلت امامة الشيعة، لأخيه الامام الحسين عليه‌السلام، اتباعا لنص النبي صلي الله عليه و آله و سلم و وصية أميرالمؤمنين عليه‌السلام، و عين من قبل الله، قائدا و اماما للأمة.و رأي الامام الحسين عليه‌السلام معاوية، مستوليا علي زمام الخلافة الاسلامية، معتمدا في ذلك علي القوة الكامنة في الاسلام، و هو يبذل أقصي جهوده الجهنمية، و بشتي الأساليب العدوانية، في هدم أسس الأمة الاسلامية، و التعاليم الالهية، و كانت هذه الدولة الهدامة الجوفاء تغيض الامام الحسين عليه‌السلام، و تؤلمه بشدة، و لكن لم يتمكن من مواجهتها بالقوة، و تحشيد القوي، لضربها، و عزل معاوية عن مسند الخلافة الاسلامية، كما عاش أخوه الامام الحسن عليه‌السلام ظروفا مشابهة لما يعيشه.كان الامام الحسين عليه‌السلام علي علم، بأنه لو أظهر نواياه و طموحاته، و عمل علي تجميع القوي و تحشيدها، و السعي في خرب الدولة الأموية، فانه سوف يقتل، قبل القيام بأية انتفاضة أو تحرك [ صفحه 7] فاعل، لذلك اضطر للسكوت و الصبر علي مضيض، متألما من واقعه الموجع، و أنه لو تحرك سوف يقتل، دون أن يؤدي قتله الي أية نتيجة فاعلة، و من هنا عاش كما عاش أخوه خلال حياة معاوية، و لم يرفع لواء المعارضة الواسعة الشديدة بوجه حكم معاوية، سوي بعض الاعتراضات التي كان يوجهها لبيئة معاوية الفاسدة، و أعماله و ممارساته المنحرفة، و يبعث الأمل بين الجماهير في مستقبل قريب، و أنه سيقوم بعمل مثمر فاعل، و خلال المدة التي كان معاوية يطالب فيها الناس بالبيعة ليزيد، كان الامام الحسين عليه‌السلام يقف موقف المعارضة الصارمة، و لم يستسلم لبيعة يزيد أبدا، و رفض ولاية عهده، و أحيانا كان يوجه لمعاوية خطابا شديد اللهجة، أو يبعث اليه رسالة ثائرة.و لم يصر معاوية علي مطالبته بالبيعة ليزيد، و بقي الامام الحسين عليه‌السلام كذلك، الي أن مات معاوية. [16] .

الثورة الحسينية

بعد أن تولي يزيد الحكومة الاسلامية، و نصب نفسه أميرا للمؤمنين، و لأجل أن يثبت دعائم سلطته الجائرة الباطلة، صمم علي أن يرسل بيانا للشخصيات الاسلامية المعروفة، يدعوهم فيه الي مبايعته، و لأجل ذلك، كتب كتابا الي عامله في المدينة، أكد فيه علي أخذ البيعة من الحسين عليه‌السلام، و اذا رفض فعليه ان يقنله، و قد بلغ [ صفحه 8] العامل هذا النداء الي الامام الحسين عليه‌السلام و طالبه بالجواب، فقال الامام الحسين عليه‌السلام «انا لله و انا اليه راجعون، و علي الاسلام السلام، اذا بليت الأمة براع مثل يزيد» [17] .فاذا ابتلت الأمة بحاكم كيزيد، و هو شارب الخمر، و لاعب القمار، و المنحرف الفاجر، الذي لم يلتزم بالاسلام حتي بالظاهر، فعلي الاسلام السلام، و ذلك لأن أمثال هؤلاء الحكام، الذين يحكمون باسم الاسلام و بقوة الاسلام سوف يبيدون كيان الاسلام.و حين رفض الامام الحسين عليه‌السلام الاعتراف بشرعية حكومة يزيد علم بأن بقاءه في المدينة سيؤدي الي قتله، و لذلك خرج ليلا بأمر من الله تعالي سرا الي مكة، و حين وصل مكة شاع خبر وصوله و رفضه للبيعة، بين الناس في مكة و المدينة، حتي وصلت أصداؤها للكوفة، و قد دعا الكوفيون الامام الحسين عليه‌السلام التحرك اليهم ليمسك بزمام أمورهم، و من هنا بعث الامام عليه‌السلام ابن عمه مسلم بن عقيل عليه‌السلام الي الكوفة ليطلع عن كثب علي التحرك و الوعي الاجتماعي في الكوفة ثم يكتب للامام عليه‌السلام في ذلك. و وصل مسلم الكوفة، و استقبل بحفاوة منقطعة النظير و بايعه الآلاف كنائب للامام عليه‌السلام، و كتب مسلم للامام الحسين عليه‌السلام في هذا الاستقبال الجماهيري، و ألزمه بالتحرك السريع.و مع أن الامام الحسين عليه‌السلام كان يعرف أهل الكوفة جيدا، [ صفحه 9] و يتذكر خياناتهم و انحرافاتهم خلال خلافة أبيه و أخيه، و يعلم بأنه لا يمكنه الاعتماد علي وعودهم و عهودهم، و مبايعتهم لمسلم، و لكنه صمم علي التحرك للكوفة، من أجل القاء الحجة و تنفيذا لأمر الله.و لذلك عزم علي الذهاب الي الكوفة في الثامن من ذي‌الحجة، أي في ذلك اليوم الذي يعزم فيه الحجيج الذهاب الي مني [18] ، و كل من لم يصل مكة بعد، كان يسرع الخطي من أجل الوصول اليها، و لكن الامام عليه‌السلام بقي في مكة، و في مثل ذلك اليوم خرج مع أهل بيته و أصحابه من مكة متجها الي العراق، و بعمله هذا كما عمل بوظيفته الدينية، كذلك أراد أن يطلع كل المسلمين في العالم بأنه لم يعترف بشرعية يزيد و لم يبايعه، بل انه ثائر ضده.و حين بلغ يزيد نبأ مسلم عليه‌السلام و وصوله الي الكوفة، و مبايعة الكوفيين له بعث ابن‌زياد الي الكوفة و هو من أقذر أتباع يزيد، و من أبشع أنصار الدولة الأموية و أكثرهم اجراما.و قد استغل ابن‌زياد خوف الكوفيين، و ضعف ايمانهم و نفاقهم، و استفاد من هذه الطبيعة المنهارة المنحرفة في تنفيذ مآربه و مخططاته، ففرقهم عن مسلم بالارهاب و الرعب، و هكذا بقي مسلم وحده يقاتل جلاوزة بني‌زياد، و استشهد أخيرا، بعد قتال شجاع مثير، سلام الله عليه. و أخذ ابن‌زياد يحرض مجتمع الكوفة الخائن المنافق المنحرف ضد [ صفحه 10] الامام الحسين عليه‌السلام حتي وصل الأمر أن تعبأ لقتال الامام الحسين عليه‌السلام بعض الذين كتبوا اليه يطالبونه بالمجي‌ء الي الكوفة، و هكذا ضلوا منتظرين ليأتي الامام الحسين عليه‌السلام و يقتلوه.و الامام الحسين عليه‌السلام من الليلة التي خرج فيها من المدينة و خلال مدة اقامته في مكة و مسيره من مكة الي كربلاء حتي يوم استشهاده، كان يؤكد علي هذه الحقيقة بايماء أو صراحة؛ بأن هدفه من التحرك هو اسقاط القناع المزيف عن دولة يزيد المعادية للدين، و ليس له هدف الا اقامة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و مواجهة الظلم و الجور، و ليس الا الحفاظ علي القرآن الكريم، و احياء الدين المحمدي.و هذه هي المهمة التي وضعها الله تعالي علي عاتقه، حتي لو أدي ذلك الي قتله و قتل أصحابه و أبنائه و أسر أهل بيته.و قد أكد الرسول الأكرم صلي الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين عليه‌السلام و الحسن بن علي عليه‌السلام مرارا علي شهادة الامام الحسين عليه‌السلام و لهج النبي باستشهاد الامام الحسين عليه‌السلام حين ولادته، [19] و كان الامام الحسين عليه‌السلام نفسه يعلم بعلم الامامة بأن الشهادة هي مصير هذه الرحلة، و لكن الامام الحسين عليه‌السلام لم يكن من أولئك الذين يبخلون بأنفسهم في سبيل الله و اطاعة أمر السماء، أو كان يخشي في ذلك من أسر أهل بيته؛ انه كان يري البلاء كرامة و الشهادة سعادة، سلام الله الدائم عليه. [ صفحه 11] و شهادة الامام الحسين عليه‌السلام في كربلاء كانت من الأحاديث الشائعة في الأمة الاسلامية، حيث كانوا يتداولونها فيما بينهم، لذلك كان عامة الناس علي علم بنهاية هذه الرحلة، لأنهم سمعوها من قريب أو بعيد من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين عليه‌السلام و الامام الحسن عليه‌السلام و كبار صدر الاسلام.و من هنا كان تحرك الامام الحسين عليه‌السلام، بالرغم من تلك التحديات و المصاعب، قد ضاعف من احتمال شهادته في أذهان الجماهير، و خاصة أنه كان يردد دائما خلال مسيره «من كان باذلا فينا مهجته و موطنا علي لقاء الله نفسه فليرحل معنا» [20] .و لذلك خطر في أذهان البعض من محبيه، أن يصرفه عن المسير و التحرك.و قد غفل هذا البعض، أن ابن علي بن أبي‌طالب عليه‌السلام امام و خليفة النبي، و هو عالم بوظيفته أكثر من غيره و لن يتواني أبدا عن المهمة التي عهد بها الله اليه.أجل... ان الامام الحسين عليه‌السلام واصل مسيره و تحركه، بالرغم من كل هذه النظريات و الآراء التي تدور حوله، و لم يضعف اصراره أبدا.و هكذا... ذهب و احتضن الشهادة، ليس وحده بل مع أصحابه و أبنائه، و كل واحد منهم كان كوكبا لامعا مضيئا في سماء الاسلام؛ ذهبوا كلهم و قتلوا و استشهدوا و عانقوا بدمائهم الطاهرة رمال كربلاء [ صفحه 12] الملتهبه، لتعلم الأمة الاسلامية بأن يزيد (وريث العائله الأموية القذرة) ليس خليفة لرسول الله، و أن الاسلام في أساسه ليس يزيد، و يزيد لا يمثل الاسلام.حقا... هل فكرتم، أنه لو لم تحدث شهادة الامام الحسين عليه‌السلام المفجعة و المثيرة، و الباعثة علي الثورة و التحرك، و يبقي الناس معتقدين بأن يزيد خليفة النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و لكن بين حين و آخر، كانت تطرق أسماعهم حكايات بلاط يزيد و الأعمال العابثة المنحرفة، و الشائنة ليزيد و عماله، فان مثل ذلك كان يدفعهم الي النفور و الاستياء من الاسلام نفسه، فان مثل هذا الاسلام الذي يمثل يزيد خليفه لنبيه، مما يستوجب حقا مثل هذا النفرة و الاستياء منه.و أسر أيضا أهل بيته الأطهار لتصل الرسالة الأخيرة لهذه الشهادة الي أسماع الناس، و قد سمعنا و قرأنا أن هؤلاء الأسري في كل مكان في المدن و الأسواق و المساجد و في البلاط المتعفن لابن‌زياد و يزيد كانوا يهتفون و يرددون بأعلي صوت و يخطبون ليسقطوا القناع الناعم المزيف، عن الوجه البغيض المجرم لجلاوزة بني‌أمية، و قد أثبت هؤلاء الأسري للجميع بأن يزيد اللاعب بالكلاب و الشاب للخمر لا يصلح أبدا للخلافة الاسلامية، و أن هذا المسند الذي نصب نفسه عليه ليس مكانه، لقد أكملت خطاباتهم و نداءاتهم رسالة الشهادة الحسينية، فجروا زلزالا في القلوب، ليبقي اسم يزيد و الي الأبد مثالا لكل قذارة و رذيلة و دنائة، و بذلك تحطمت كل أحلامه الذهبية و مطامعه الشيطانية، أجل، لابد من رؤية عميقة ليمكن لنا التوصل لكل جوانب [ صفحه 13] هذه الشهادة العظيمة الفاعلة و أبعادها.و منذ بداية استشهاده و حتي يومنا هذا، يحيي هذه الذكري المقدسة، كل محبيه و مواليه و شيعته و كل أولئك الذين يقدرون كرامة الانسان و عظمته شوموخه، ففي كل عام يحيون بارتدائهم الثياب السوداء ذكراه السنوية، ذكري تخضبه بالدماء، ذكري ثورته و شهادته، و يعبرون عن اخلاصهم ببكائهم علي المصائب و المآسي الأليمة التي تعرض لها، و كان أئمتنا المعصومون عليهم‌السلام بنظرهم البعيد و رؤيتهم الوسيعة يؤلون أهمية خاصة لواقعة كربلاء و احيائها، بالاضافة الي توجههم و ذهابهم لزيارة حرمه الشريف، و اقامة مآتم العزاء، و هناك أحاديث كثيرة منقولة عنهم في فضيلة اقامة المآتم، و الحزن علي الامام الحسين عليه‌السلام.عن أبي‌عمارة المنشد عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام، قال: قال لي: يا أباعمارة أنشدني للعبدي في الحسين عليه‌السلام، قال فأنشدته فبكي ثم أنشدته فبكي ثم أنشدته فبكي ثم أنشدته فبكي، قال: فوالله ما زلت أنشده و يبكي حتي سمعت البكاء من الدار، ثم ذكر له الامام عليه‌السلام الثواب و الأجر لمن أنشد الشعر في الحسين عليه‌السلام [21] .و عن الامام الصادق عليه‌السلام: «أن البكاء و الجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء و الجزع علي الحسين بن علي عليهماالسلام، فانه فيه مأجور» [22] . [ صفحه 14] و قال الامام الباقر عليه‌السلام لمحمد بن مسلم «مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه‌السلام فان اتيانه مفترض علي كل مؤمن يقر للحسين عليه‌السلام بالامامة من الله عزوجل» [23] .يقول الامام الصادق عليه‌السلام: «ان زيارة الحسين عليه‌السلام أفضل ما يكون من الأعمال» [24] .و ذلك، لأن هذه الزيارة، في الواقع، مدرسة كبيرة، تعلم البشرية، دروس الايمان و العمل الصالح، لتحلق الروح الي ملكوت الفضائل و التضحيات.و اقامة المآتم، و البكاء علي مصائب الامام الحسين عليه‌السلام، و التشرف لزيارة ضريحه الشريف، و تمثل تاريخ كربلاء الثائر العظيم، و تجسيده و استعراضه، و ان كان لهذه الممارسات، قيمها و معاييرها السامية، و لكن علينا أن نعلم، بأنه يجب أن لا نكتفي بهذه الزيارات و الدموع و الأحزان، بل ان كل هذه المظاهر تستهدف أن تذكرنا بفلسفة الالتزام بالدين و التضحية و الدفاع عن التعاليم السماوية، و ليس لها هدف الا هذا؛ و نحن نحتاج و بالحاح لتلك العطاءات الحسينية، أن تعلمنا الانسانية، و افراغ القلب من كل شي‌ء غير الله، و الا فاننا لو اقتصرنا علي المظاهر فحسب، فسوف ينسي الهدف الحسيني المقدس. [ صفحه 15]

خلق الامام الحسين و سلوكه

اذا القينا نظرة عابرة علي (56) عاما من الحياة المستسلمة لرضا الله الداعية له تعالي، التي عاشها الامام الحسين عليه‌السلام، لرأيناها حافلة بالنزاهة و العبودية و نشر الرسالة المحمدية و المفاهيم العميقة، التي يعجز الفكر عن التوصل الي كهنها.و الآن نمر بايجاز علي جوانب من حياته الكريمة:كان متعلقا بشدة بالصلاة، و المناجاة مع الله، و قراءة القرآن الكريم، و الدعاء و الاستغفار، و ربما صلي في اليوم الواحد مئات الركعات [25] ، و حتي في الليلة الأخيرة من حياته لم يترك الدعاء و المناجاة، و قد ذكر، أنه طلب من أعدائه أن يمهلوه ليمكنه أن يخلو مع ربه، و يتضرع اليه، و قال عليه‌السلام «لعلنا نصلي لربنا الليلة و ندعوه، و نستغفره فهو يعلم أني قد كنت أحب الصلاة له و تلاوة كتابه و كثرة الدعاء و الاستغفار» [26] .و قد حج عدة مرات ماشيا الي بيت الله الحرام، و أدي مناسك حجه كذلك [27] ، و روي بشر و بشير ابنا غالب، قالا: كنا مع الحسين بن علي عليه‌السلام عشية عرفة، فخرج عليه‌السلام من فسطاطه، متذللا خاشعا، فجعل يمشي هونا هونا، حتي وقف هو و جماعة من أهل بيته و ولده و مواليه في ميسرة الجبل، مستقبل البيت، ثم رفع يديه تلقاء [ صفحه 16] وجهه، كاستطعام المسكين، ثم قال:«الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع، و لا لعطائه مانع، و لا كصنعه صنع صانع، و هو الجواد الواسع، فطر اجناس البدائع، و أتقن بحكمته الصنائع، لا تخفي عليه الطلائع، و لا تضيع عنده الودائع جازي كل صانع و رايش كل قانع، و راحم كل ضارع و منزل المنافع و الكتاب الجامع بالنور الساطع و هو للدعوات سامع و للكربات دافع و للدرجات رافع و للجبابرة قامع فلا اله غيره و لا شي‌ء يعدله و ليس كمثله شي‌ء و هو السميع البصير اللطيف [28] الخبير، و هو علي كل شي‌ء قدير.أللهم اني أرغب اليك، و أشهد لك بالربوبية، مقرا بأنك ربي و اليك مردي، ابتدأتني بنعمتك قبل أن أكون شيئا مذكورا، خلقني من التراب، ثم أسكنتني الأصلاب، امنا لريب المنون، و اختلاف الدهور و السنين،... ثم أخرجتني للذي سبق لي من الهدي الي الدنيا تاما سويا و حفظتني في المهد طفلا صبيا، و رزقتني من الغذاء لبنا مريا، و عطفت علي قلوب الحواضن، و كفلتني الأمهات الرواحم، و كلأتني من طوارق الجان، و سلمتني من الزيادة والنقصان، فتعاليت يا رحيم يا رحمان، حتي اذا استهللت ناطقا بالكلام، اتممت علي سوابغ الانعام، [ صفحه 17] و ربيتني زايدا في كل عام، حتي اذا اكتملت فطرتي، و اعتدلت مرتي، أوجبت علي حجتك، بأن ألهمتني معرفتك، و روعتني بعجائب حكمتك، و أيقظتني لما ذرأت في سمائك و أرضك، من بدآئع خلقك، و نبهتني لشكرك و ذكرك، و أوجبت علي طاعتك و عبادتك، و فهمتني ما جاءت به رسلك، و يسرت لي تقبل مرضاتك، و مننت علي في جميع ذلك بعونك و لطفك.ثم اذ خلقتني من خير الثري، لم ترض لي يا الهي نعمة دون اخري، و رزقتني من انواع المعاش و صنوف الرياش.حتي اذا أتممت علي جميع النعم، و صرفت عني كل النقم، لم يمنعك جهلي و جرأتي عليك، أن دللتني الي ما يقربني اليك، و وفقتني لما يزلفني لديك...فأي نعمك يا الهي احصي عددا و ذكرا، أم أي عطاياك أقوم بها شكرا، و هي يا رب أكثر من أن يحصيها العادون، أو يبلغ علما بها الحافظون، ثم ما صرفت و درأت عني اللهم من الضر و الضراء أكثر مما ظهر لي من العافية و السرآء.«و أنا أشهد يا الهي بحقيقة ايماني و... أن لو حاولت و اجتهدت مدي الأعصار و الأحقاب لو عمرتها أن أودي شكر واحدة من أنعمك ما استطعت ذلك الا بمنك الموجب علي به شكرك أبدا جديدا و ثنآء طارفا عتيدا...اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك، و أسعدني بتقواك، و لا تشقني بمعصيتك... [ صفحه 18] اللهم اجعل غناي في نفسي، و اليقين في قلبي، و الاخلاص في عملي، و النور في بصري، و البصيرة في ديني، و متعني بجوارحي...و ان أعد نعمك و مننك و كرائم منحك لا أحصيها يا مولاي.أنت الذي مننت.أنت الذي أنعمت.أنت الذي أحسنت.أنت الذي أجملت.أنت الذي أفضلت.أنت الذي أكملت.أنت الذي رزقت.أنت الذي وفقت.أنت الذي أعطيت.أنت الذي أغنيت.أنت الذي أقنيت.أنت الذي آويت.أنت الذي كفيت.أنت الذي هديت.أنت الذي عصمت.أنت الذي سترت.أنت الذي غفرت.أنت الذي أقلت. [ صفحه 19] أنت الذي مكنت.أنت الذي أعززت.أنت الذي أعنت.أنت الذي عضدت.أنت الذي أيدت.أنت الذي نصرت.أنت الذي شفيت.أنت الذي عافيت.أنت الذي أكرمت.تباركت ربي و تعاليت، فلك الحمد دآئما و لك الشكر واصبا، ثم أنا يا الهي المعترف بذنوبي فاغفرها لي» [29] [الي آخر الدعاء]و قد أثر دعاء الامام الحسين عليه‌السلام تأثيرا قويا بين الناس في ذلك اليوم، و شدهم بالله، بحيث ضجوا بالبكاء و النحيب، و أخذوا يرددون الدعاء مع امامهم.و ذكر ابن‌الأثير في كتابه أسد الغابة «كان الحسين رضي الله عنه، فاضلا كثير الصوم و الصلاة و الحج و الصدقة و أفعال الخير جميعها» [30] .و مما يدل علي سمو شخصية الامام الحسين عليه‌السلام و احترامه [ صفحه 20] و اكباره أنه حين كان يحج ماشيا مع أخيه الامام الحسن عليه‌السلام، يترجل كل الكبار، و الشخصيات الاسلامية آنذاك احتراما لهم، و يسيرون معهم. [31] .ان تقدير الأمة للامام الحسين عليه‌السلام و احترامها انما نشأ من أن الامام الحسين عليه‌السلام كان يعيش بين الناس، و لم يعتزل الناس، كان متلاحما مع روح المجتمع، و يشعر كالآخرين، بالآمهم و آمالهم، و الأسمي من ذلك، أن ايمانه القوي بالله الذي لم يضعف أبدا، كان يجعله دائما مشاركا لأوجاع الناس و آلامهم.و الا فانه عليه‌السلام لم يمكن يمتلك القصور الشاهقة الفخمة، و لا الجنود و العبيد المحافظين عليه، و لم يكن كالجبارين يقطعون الطرق علي الناس، و يفرغون لهم مسجد الرسول صلي الله عليه و آله و سلم.و الرواية الثالية تعبر عن مثال لأخلاقه الاجتماعية «مر الحسين بن علي عليه‌السلام بمساكين قد بسطوا كسائا لهم فألقوا عليه كسرا، فقالوا: هلم يابن رسول الله، فثني وركه فأكل معهم، ثم تلا (انه لا يحب المستكبرين)» [32] ، ثم قال: قد أجبتكم فأجيبوني؟، قالوا: نعم يابن رسول الله، فقاموا معه حتي أتوا منزله، فقال للجارية: أخرجي ما كنت تدخرين. [33] . [ صفحه 21] شعيب ابن‌عبدالرحمن الخزاعي قال: وجد علي ظهر الحسين بن علي عليه‌السلام يوم الطف أثر، فسألوا زين‌العابدين عليه‌السلام عن ذلك، فقال: هذا مما كان ينقل الجراب علي ظهره الي منازل الأرامل و اليتامي و المساكين. [34] .و يمكن أن نتعرف علي مدي اهتمام الامام الحسين عليه‌السلام بالدفاع عن المظلومين و حمايته للمحرومين، من خلال حكاية أرينب و زوجها عبدالله بن سلام، و نستعرضها هنا بايجاز:ان كل وسائل و موائد الرفاه و الترف و الفجور، أمثال المال و المنصب و الجواري و الفتيات و غيرها، كلها كانت متوفرة ليزيد، و لكن بالرغم من كل ذلك كانت عينه الوقحة الفاجرة تلاحق أعراض الآخرين، و يحاول التعدي علي زوجاتهم العفيفة.و بدلا من أن يضرب أبوه معاوية علي يد ابنه المجرمة، و يمنعه من تصرفاته الشائنة الدنيئة، فانه كان يمهد له طرق و وسائل التجاوز و التعدي المشين، بمختلف أساليب المكر و الكذب و الخداع، و من هنا فرق بين امرأة مسلمة عفيفة و زوجها و أخرجها من بيت الزوجية ليلقيها في أحضان ابنه الموحلة القذرة، و يربطها بهذا الشاب النزق الفاجر، و قد اطلع الامام الحسين عليه‌السلام علي الحادثة، و واجهه بشدة هذه المحاولة الشائنة، و أبطل المخطط الجهنمي، و أعاد الزوجة الي زوجها عبدالله بن سلام اعتمادا علي بعض الأحكام الاسلامية، و منع أيدي التعدي و التجاوز أن تمتد الي البيوت المسلمة الطاهرة، و قد أظهر بعمله المقدس [ صفحه 22] هذا - أما الرأي العام - مدي غيرة الهاشميين، و مدي اهتمامهم الدائب المشدد بالحفاظ علي نواميس الأمة الأسلامية، و قد بقيت و ستبقي هذه الحكاية، و موقف الامام الحسين عليه‌السلام في سجل التاريخ، و الي الأبد، من مفاخر آل علي، و من جرائم و رذائل بني‌امية. [35] .يقول العلائلي في كتابه (سمو المعني في سمو الذات):«فقد عرفنا العظيم في ثوب الشجاع، و عرفنا العظيم في ثوب البطل، و عرفنا العظيم في ثوب الضحية الشهيد، و عرفنا العظيم في ثوب الزاهد، و عرفنا العظيم في ثوب العالم، و أما العظمة في كل ثوب، و العظمة في كل مظهر، حتي كأنها تآرخت من أقطارها فكانت شخصا مائلا للناس يقرأونه و يعتبرون به، فهذا ما نجده في الحسين عليه‌السلام وحده، و هذا ما نلمسه فيه فقط، حيث هو من نفسه و حيث هو من نسبه، فلقد يكون أبوه مثله، و لكن لا يجد له أبا كمثل نفسه» [36] .فرجل كيفما سموت به من أي جهاته انتهي بك الي عظيم، فهو ملتقي عظمات و مجمع أفذاذ، فان من ينبثق من عظمة النبوة (محمد)، و عظمة الرجولة (علي)، و عظمة الفضيلة (فاطمة)، يكون أمثولة عظمة الانسان، و آية الآيات البينات، فلم تكن ذكراه ذكري رجل، بل ذكري الانسانية الخالدة، و لم تكن أخباره أخبار بطل بل خبر البطولة الفذة. [ صفحه 23] فالحسين عليه‌السلام رجل، و لكن فيه آية الرجال، و عظيم و لكن فيه حقيقة العظمة، فرعيا لذكراه و رعيا للعظة به.و من ثم كان جديرا بنا أن نستوحيه علي الدوام كمصدر الهامي انبثق وهاجا قويا، و امتد بأنواره أجيالا و أجيالا، و لا يزال يسطع كذلك حتي ينتظم اللانهايات، و ينفذ الي ماوراء الأرض و السماوات، و هل لنور الله حد يقف عنده، أو معلم ينتهي اليه.و كذلك يجد من تدبر نهايته، أعظم بها نهاية، و أعظم بها تضحية و أعظم بها مثلا، و ذكري نادرة، حتي كان يد الله خطت بها علي الأبدية سطرا أحمر قانيا.فلتسمع الأجيال و لتستقيظ الانسانية، علي الصوت الرجاف الذي ينبعث من أعماق الرجم و من وراء القبور، حيا جياشا ينفذ الي الأعماق فتستعر له الضمائر، و ينثال الي مواطن الشعور فيحيا به الوجدان.و علي نيرات مثل هذا الصوت فقط يتباني للانسانية أن تغسل آثامها و تخلص من أدرانها، و تتطهر من أرجاسها.و لنستمع لبعض أحاديثه و أقواله التي تهز المشاعر و تجذب القلوب:«ان الناس عبيد الدنيا و الدين لعق علي ألسنتهم يحوطونه مادرت معايشهم فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون» [37] .و يخاطب الامام الحسين عليه‌السلام ابنه زين‌العابدين عليه‌السلام: [ صفحه 24] «أي بني اياك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا الا الله جل و عز» [38] .و طلب رجل من الامام الحسين عليه‌السلام أن يكتب له خير الدنيا و الآخرة، فكتب له عليه‌السلام: «بسم الله الرحمن الرحيم: - أما بعد فان من طلب رضي الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس، و من طلب رضي الناس بسخط الله و كله الله الي الناس و السلام» [39] .«و روي أن الحسين بن علي عليه‌السلام جاءه رجل، و قال: أنا رجل عاص و لا أصبر عن المعصية فعظني بموعظة.فقال عليه‌السلام: افعل خمسة أشياء و اذنب ما شئت: فأول ذلك، لا تأكل رزق الله و اذنب ما شئت.و الثاني: اخرج من ولاية الله، و اذنب ما شئت.و الثالث: أطلب موضعا لا يراك الله، و اذنب ما شئت.و الرابع: اذا جاء ملك الموت ليقبض روحك فادفعه عن نفسك، و اذنب ما شئت.و الخامس: اذا أدخلك مالك في النار، فلا تدخل في النار، و اذنب ما شئت.» [40] .

پاورقي

[1] هناك أقوال أخري حول السنة أو الشهر او اليوم الذي ولد فيه الامام الحسين عليه‌السلام، و نحن قد ذكرنا القول المشهور بين الشيعة، يراجع كتاب أعلام الوري للطبرسي، ص 213.
[2] يحتمل المراد من أسماء هي ابنة يزيد بن سكن الأنصاري، يراجع أعيان الشيعة، ج 11، ص 167.
[3] أمالي الشيخ الطوسي، ج 1، ص 377.
[4] شبر علي وزن حسن، و شبير كحسين، و مشبر كمحسن، أبناء هارون، و قد سمي النبي صلي الله عليه و آله و سلم بأسمائهم أولاده الحسن والحسين و المحسن، يراجع تاج العروس، ج 3، ص 389؛ و شبر و شبير و مشبر، هم أولاد هارون علي نبينا و عليه الصلاة و السلام، و معناها بالعربية حسن و حسين ومحسن، قال و بها سمي علي عليه‌السلام أولاده شبر و شبير و مشبر، يعني حسنا و حسينا و محسنا، لسان العرب، ج 6، ص 60.
[5] معاني الأخبار، ص 57.
[6] قد أكد في النصوص الاسلامية كثيرا علي العقيقة، لسلامة الأبناء و الحفاظ عليهم، وسائل الشيعة، ج 15، ص 143.
[7] الكافي، ج 6، ص 33.
[8] مقتل الخوارزمي، ج 1، ص 146 و كمال‌الدين للصدوق، ص 152.
[9] سنن الترمذي، ج 5، ص 323. [
[10] ذخائر العقبي، ص 122.
[11] الاصابة، ج 1، ص 330.
[12] سنن الترمذي، ج 5، ص 324؛ و قد نقلنا هنا بعض الروايات من كتب اهل السنة، لتكون معتبرة و نافذة عليهم.
[13] الاصابة، ج 1، ص 333.
[14] تذكرة الخواص لابن‌الجوزي، ص 234؛ الاصابة، ج 1، ص 333، و كما ذكر المؤرخون بأن هذه الواقعة حدثت، و كان عمر الامام عليه‌السلام عشر سنوات.
[15] الارشاد للشيخ المفيد، ص 173.
[16] رجال الكشي، ص 50، كشف الغمة، ج 2، ص 206.
[17] مقتل الخوارزمي، ج 1، ص 184، اللهوف، ص 24.
[18] يستحب في اليوم الثامن لذي الحجة، أن يذهب الحجيج الي مني، و كان المسلمون في ذلك الزمان يعملون بهذا الحكم المستحب، و لكن المتعارف في زماننا أن يذهب الحجاج في اليوم الثامن الي عرفات بصورة مباشرة.
[19] كامل الزيارات، ص 68؛ مثير الأحزان، ص 9.
[20] اللهوف، ص 61.
[21] كامل الزيارات، ص 1050.
[22] كامل الزيارات، ص 100.
[23] كامل الزيارات، ص 121.
[24] كامل الزيارات، ص 147.
[25] العقد الفريد، ج 3، ص 143.
[26] الارشاد المفيد، ص 214.
[27] المناقب لابن‌شهرآشوب، ج 3، ص 224؛ أسد الغابة، ج 2، ص 20.
[28] يذكر الصدوق حول تفسير اللطيف: - 1 - انه لطيف في تدبيره و فعله و قد روي في الخبر أن معني اللطيف، هو أنه الخالق للخلق اللطيف كما أنه سمي العظيم لأنه الخالق للخلق العظيم. - 2- انه لطيف بعباده فهو لطيف بهم باربهم منعم عليهم (التوحيد للصدوق، ص 217).
[29] ذكر هذا الدعاء السيد ابن‌طاوس في الاقبال، ص 350 - 339، و الكفعمي في البلد الأمين، ص 258 - 251، و المجلسي في البحار، ج 98، ص 213؛ و القمي في مفاتيح الجنان، وغيرها من الكتب، و يمكن للقاري‌ء أن يراجع مفاتيح الجنان، و هو في متناول أيدي الجميع.
[30] أسد الغابة، ج 2، ص 20.
[31] ذكري الحسين (ع)، ج 1، ص 152، نقلا عن رياض الجنان، ط بمبي، ص 241، أنساب الأشراف.
[32] سورة النحل، آية 22.
[33] بحارالانوار، ج 44، ص 189.
[34] المناقب، ج 2، ص 222.
[35] يراجع الامامة و السياسة، ج 1، ص 253.
[36] سمو المعني، ص 90.
[37] تحف العقول، ص 250.
[38] تحف العقول، ص 251.
[39] البحار، ج 78، ص 126.
[40] البحار، ج 78، ص 126.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.