بطاقة تعريف: كلباسي، محمدبن ابراهيم، ق 1315 - 1247
عنوان واسم المؤلف: الاستشفاء بالتربة الشريفة الحسينية/ تاليف ابي المعالي محمدبن محمدابراهيم الكلباسي الاصبهاني؛ تقديم و تعليق حسين غيب غلامي
مواصفات النشر: قم: 1372] (قم: امير).
خصائص المظهر: 181 ص.نمونه
شابك : بها:2000ريال ؛ بها:2000ريال
حالة الاستماع: القائمة السابقة
ملحوظة: العربية
ملحوظة: كتابنامه: ص. 178 - 177؛ أيضا مع الترجمة
موضوع : تربت حسيني
موضوع : توسل
المعرف المضاف: غيب غلامي، حسين
تصنيف الكونجرس: BP263/2/ك 8الف 5
تصنيف ديوي: 297/7645
رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 72-3382
ص: 1
الاستشفا
ص: 2
ص: 3
جميع الحقوق محفوظة ومسجلة
اسم الكتاب: الاستشفاء بالتربة الشريفة الحسينية
المؤلف: الميرزا ابو المعالي الكلباسي
المطبعة: امیر قم
الطبعة :الاولى
الكمية : 2000
السعر : 2000
ص: 4
بسم الله الرحمن الرحیم
امام بكته الانس والجن والسما
ووحش الفلا والطير والبر والبحر
له القبة البيضاء بالطف لم تزل
تطوف بها طوعا ملائكة غر
وفيه رسول اللّه قال وقوله
صحيح صريح ليس في ذلكم نكر
حبي بثلاث ما احاط بمثلها
ولي فمن زيد هناك ومن عمرو
له تربة فيها الشفاء وقبة
يجاب بها الداعي اذا مسه الضر
ابن العرندس
ص: 5
ص: 6
« رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)»
(سورة النمل : الایة 19)
ص: 7
ص: 8
الي الامام بكربلاريحانة الرسول و قرة عين البتولأبي عبدالله الحسين عليه السلام؛يابن سيد المرسلين، يابن أميرالمؤمنينو يابنت سيدة نساء العالمينان القلوب المنكسرة تهوي اليك و أنت مسكن الفؤادأنت سفينة النجاة و سفينتك الاسرع و الاوسع في الغياهيباهدي اليك هذه المزجاةفيا سيدي اؤمل منك القبول.
ص: 9
ص: 10
كنت قبل حين تمنيت استيفاء البحث عن أدلة تحريم أكل الطين و كيفية جواز الاستشفاء بتربة الحسين عليه السلام حتي وجدت للفقيه المتبحر الميرزا أبوالمعالي الكلباسي رسالة في الاستشفاء بتربة الحسين عليه السلام فبعد النظر فيها رأيت أنها مغنية للمراد و لما يجول بالبال من البحث المستوفي و اني كلما نظرت اليها و جدت أنها فريدة في بابها فلله در مولفها و عليه أجره.فاغتنمت الفرصة و استنسختها عن نسخة مغلوطة و صححتها بمراجعة مصادرها، خاصة في الرواية مراعيا حفظ النسخة و نظمها، و بينت في خلال ذلك موارد السقطات في الهامش و بحمد الله صارت رسالة جامعة للفوائد العلمية و العملية، و نسأل الله سبحانه و تعالي تكميل رسالة في السجود بتربة الحسين عليه السلام و ان يرزقني زيارته و شفاعته.قم المقدسةحسين غيب غلامي
ص: 11
ص: 12
الصورة
ص: 13
الصورة
ص: 14
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين صلي الله علي رسول الله و آله الائمة المعصومين المظلومين، و لعنة الله علي أعدائهم من الاولين و الاخرين.رساله «الاستشفاء بالتربة الشريفة» كما يظهر من عنوانها بحث رائق كثير الفوائد و الاثار، حول التربة الحسينية الشريفة و كيفية الاستشفاء و التبرك بها علي مشرفها آلاف الصلوات و التحيات و هي من مختصات الامام أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) دون غيره لما اكرمه الله تعالي بهذه المزية العظيمة و الشأن الكبير. و هي من عقائد الامامية حيث أنهم منذ قرون طويلة بعد استشهاده يتبركون و يستشفون بها و يتقربون بها الي الله سبحانه و تعالي في الحياة و بعدها في الممات.و البحث عنها في الكتب المبسوطة الفقهية و الجوامع الحديثية - نصا و فتوي - غير مغفول عنها عند أرباب النظر و الحافظين للآثار و قد يبحث عنها، في كتاب الطهارة في مستحبات تجهيز الميت، و في كتاب «الصلوة» في مباحث ما يسحد عليه و فضل السجود علي تربة الحسين (عليه السلام)،
ص: 15
و انه «يخرق الحجب السبع» (1) «كما جاءت به الروايات.و أيضا في كتاب «الصلوة» في القصر و التمام و حد حرم الحسين (عليه السلام).و كذلك في «التعقيبات» في استحباب اتخاذ «السبحة» من تربة الحسين (عليه السلام).و في كتاب «الصوم» في استحباب الافطار بطين قبر الحسين (عليه السلام).و في «الحج» باب الزيارات و فضل زيارة الحسين (عليه السلام) و كيفيتها.و في كتاب «النكاح» في تحنيك المولود.و في كتاب «الاطعمة» في حرمة اكل الطين و جواز الاستشفاء بتربة الحسين (عليه السلام).و في «البحار» - سوي ما ذكرنا - في كتاب «السماء و العالم» تفصيلا واسعا تعرض لبيان الاخبار في فضل كربلاء و ما تعلق بها.و أما ما يختص بهذه «الرسالة»:أولا: أنها مستقلة عن غيرها من المباحث، و مزيدة في بابها.ثانيا: ان مؤلفها رضوان الله عليه جمع فيها ما يتيسر للفقيه و المجتهد الماهر جمعه في تأليفه فانه جدير بالثناء، حقيق بالتقدير لحسن ترتيبه في البحث و نظم الاخبار، حيث ضمنه حملة مستفيضة في الآثار و البحوث:- في بيان حرمة اطلاقات الطين، و جواز الاستشفاء و ما يتعلق بهما.
ص: 16
- و تعيين موارد استعمال الطين و التراب.- البحث في الشرائط المأخوذة في الاخذ بالتربة و كيفيتها.- مقدار المستثني في الاكل.- تكراره عند عدم الاثر.- البحث في المقدار «الحمصة» و «العدس» في لسان الاخبار.- و كثير من المباحث اللازمه في البحث العلمي.ثالثا: التنبيه علي كثرة الشرائط المأخوذه في الاخذ بالتربة - فان الشرائط بمنزلة المقدمة لحصول النتيجة فالاخلال بالمقدمة اخلال بالغرض و النتيجة.فعلي هذا ان لم نجد في أخذنا «التربة» اثر خاص يطابق المنظور و المنوي لابد لنا من النظر بالمقدمات؛ لأن النتيجة بعد صلاح المقدمات بديهي الانتاج.فهذه «رسالة» كافية للمراد بل و مغنية لمن أراد الاطلاع بزوايا و فروع البحث و كيفية اخذ التربة، للفوائد و الاثار.بيت آل الكلباسيمن مشاهير بيوتات اصفهان بيت آل الكلباسي فان فيهم عدة كثيرة من علماء الطائفة الامامية و أكابرهم الاجلاء و منهم من ألقت اليه الرئاسة مع كمال الاخلاص و شدة الاحتياط. و في وجه تسميتهم (بكلباسي) او (كرباسي) قيل: ان في مدينة اصفهان محلة مشهورة تسمي «بحوض كرباس» و كان جدهم «الحاج محمد حسن» من أجلاء علماء عصره في اصبهان يقيم بها الجماعة فيسمي «بكرباسي» و لكن المهم لهذه الاسرة الانتساب بحاجي كلباسي الاصفهاني المعروف المشهور.
ص: 17
العالم الكامل الفقيه المتتبع المشهور بالورع و كثرة الاحتياط الشيخ محمد ابراهيم الكرباسي الاصفهاني، صاحب كتاب «الاشارات» في الاصول له رئاسة دينية في اصفهان كان معاصرا للسيد محمد باقر المشهور بحجة الاسلام شفتي، بل و معه شريكا في البحث و كانا صديقين رفيقين كما ذكر في «الروضة البهية» و «روضات الجنات» و ادركا مجلس درس الوحيد البهبهاني، و من أصحاب بحثه، و كذا من أصحاب بحث العلم المشهور السيد مهدي بحر العلوم، و صاحب الرياض، و الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء، و الميرزا القمي رضوان الله تعالي عليهم.و كان شديد التحرز عن الفتيا حتي الاواخر، و هو يقول في جواب الميرزا القمي - حيث امره بكتابة الرسالة -«عظمي لا يطيق حر النيران» و عند ما اكد عليها الميرزا اجاب دعوته فكتب الرسالة العملية.فضائله و استجابة دعواته و كراماته كثيرة لا يتسع المقام لذكرها قال المحقق الخوانساري في «الروضات» بعد ثناء بليغ -: و بالجملة فهو أس أساس الفقاهة و الاجتهاد، و استاد الكل الذي استكمل من خبره كل استاد، و امعن نظر الفهم و التدقيق في اي ما افاد، و اعلن كلمة الحق و التحقيق علي رؤوس الاشهاد، و اوضح بلمعة من اشاراته الوافية شوارع الهداية و الارشاد...، و عمر بفيض دعواته الشريفة أطراف البلاد، و ذكر بيمن كلماته الطريفة أصناف العباد الي أن انهزمت جنود الجهل بجهده عما بين الانفس و الافاق... (1) .
ص: 18
شمس السماء التحقيق، فحل الفحول، الفقيه الاصولي الماهر الميرزا أبوالمعالي الكلباسي اسمه كما ذكر ابنه العالم الكامل الميرزا أبوالهدي في كتابه «بدر التمام في أحوال الوالد القمقام و الجد العلام» «محمد» و كنيته «ابوالمعالي» و هو ممن يعرف بكنيته.ولد باصفهان في شعبان سنة 1247 ه ق و تو في سنة 1315 ه - ق.هو من أصغر أولاد الحاجي الكرباسي، و صهرا لابن السيد الشفتي المعروف بحجة الاسلام اصفهاني، حيث أن الميرزا أبوالهدي حين نقله لكلمات السيد الشفتي يعبر عنه «بجدنا السيد». اشتغل بالتحصيل مع تحمل المشقات - بعد ما فقد ابيه - باصفهان، فبعد ما فرغ من المقدمات تتلمذ علي العلمين الكاملين السيد محمد بن عبدالصمد الشهشهاني المتوفي سنة 1289 صاحب «انوار الرياض» علي الشرح الكبير «العروة الوثقي و الغاية القصوي»، و المير سيد حسن بن السيد علي بن محمد باقر الشهير بالمدرس المتوفي سنة 1273 حتي برع و كمل و صار مرجعا و ملاذا دينيا للخواص و أهل الفكر من الطلاب و غيرهم.و من آيات فضله عكوف المئات من الفطاحل و جهابذة العلم علي حلقة بحثه باصفهان، و يوم ذاك حوزتها ركينة البنيان بالعلمين المشهورين السيد محمد باقر الدورجه اي و الميرزا المترجم ابوالمعالي الكلباسي و من ثمرات تلك المباحث الدقيقة الرشيقة، و من حلقة بحث العلمين المذكورين، أرقي الي ذروة العلي سيد الفقهاء ساميا، مرجع و ملاذ الكل السيد
ص: 19
البروجردي رضوان الله عليه، فانه لدي وروده باصفهان تلمذ علي الميرزا ابوالمعالي و السيد الدورجه اي في المدرسة المنسوبة «بحاجي كلباسي» كما ذكر في كتاب: «العلماء المعاصرين».كلمات العلماء:قال السيد الامين في أعيان الشيعة:الميرزا أبوالمعالي، عالم عامل، فاضل متجرد، دقيق النظر، كثير التتبع، حسن التحرير، كثير التصنيف، كثير الاحتياط شديد الورع، عالم رباني (1) .و قال المولي الجزي في رجال اصفهان:له مراتب الزهد و التقوي، و اخلاق كاملة كثير الاشتغال في التفكر في العلوم و الكتابة، مجلس حضوره مصداق لحديث الحواريين في قولهم لعيسي بن مريم: يا روح الله من نجالس؟ قال: من يذكركم الله رويته، و يزيدكم في العلم منطقه، و يرغبكم في الاخرة عمله».و حالاته رحمه الله هكذا، يلاحظ الدقائق في المواعظ و الاخلاق، مع كمال الاخلاص (2) .و في نقباء البشر:الشيخ الميرزا أبوالمعالي الكلباسي
ص: 20
الاصفهاني عالم جليل و مجتهد كبير و مصنف خبير (1) .و في الكني و الالقاب:أبوالمعالي الاصفهاني ابن العالم الرباني المولي الجل الحاج محمد ابراهيم الكرباسي، عالم فاضل متبحر دقيق فكور كثير التتبع، حسن التحرير، كثير التصنيف كثير الاحتياط شديد الورع، كامل النفس، منقطع الي العلم و العمل (2) .و علي هذا كله، كان رحمه الله شديد الولاء لأميرالمؤمنين صلوات الله عليه و لاولاده المعصومين عليهم السلام فبالرغم من كبر سنه، و رئاسته و مرجعيته و زعامته، لم يكن يتقدم علي سيد من ولد علي و فاطمة عليهماالسلام، حتي و لو كان تلميذا له. و لم يزل في جاه وجيه، حتي وافته منيته و انقطعت من الحياة امنيته فتوفي يوم الاربعاء 27 صفر المظفر سنة 1315 باصفهان، و دفن في المقبرة الخاصة المعروفة: (بتكيه آقا ميرزا أبوالمعالي) في تخت فولاذ بين قبري ولديه العالمين العلمين الميرزا جمال الدين، و الميرزا أبوالهدي صاحب الكتاب المعروف في الرجال «السماء المقال».و له قبة عظيمة مشهورة يلجأ اليها الناس فيتقربون الي الله سبحانه بتلاوة سورة الفاتحة اربعين مرة عندها لقضاء حوائجهم، خاصة الديون.
ص: 21
و له جملة مولفات ذكر كثيرا منها نفسه رضوان الله عليها في آخر كتابه المطبوعة في شرح «زيارة عاشوراء» و كذا ولده الفاضل الميرزا ابوالهدي في كتاب بدر التمام. نذكر منهما مع تجزئتنا في الموضوع.اما كتبه الفقهية:1- رسالة في «اشتراط الرجوع الي الكفاية في الحج».
2- رسالة في افساد الغبار للصوم.
3- الرسالة الاسرافية في تحقيق الاسراف موضوعا و حكما.
4- رسالة في أصوات النساء.
5- رسالة في الاستخارة بالقرآن المجيد.
6- رسالة في الاستخارات.
7- رسالة في حكم التداوي بالمسكر.
8- رسالة في الاستئجار للعبادة.
9- رسالة في التربة الحسينية (و هي هذه الرسالة).
10- رسالة في حكم البقاء علي تقليد الميت.
11- رسالة في أن وجوب الطهارات نفسي أم غيري.
12- رسالة في الصلوة في صوف المشكوك.
13- رسالة في الحمام الوقف الذي يتصرف فيه غير اهله.
14- رسالة في شرط ضمن العقد.
15- ارجوزة في الوضوء مبسوطة هي نظم لمبحث الوضوء من شرح
ص: 22
«كفاية» السبزواري.
16- رسالة في النية.
17- شرح كفاية السبزواري.
18- رسالة في المعاطاة.
19- رسالة في حمل المشكوك فيه علي الغالب.
20- رسالة في الغسالة.
21- رسالة في العصير العنبي.
22- رسالة في الصحيح و المعيب.
23- رسالة في ان التزكية من الخبر او الشهادة او الظنون الاجتهادية.
24- رسالة في الصلوة في الماهوت.
1- الاصل في الاستعمال الحقيقة.
2- تحرير النزاع في دلالة النهي علي الفساد.
3- الفرق بين الجهة الحيثية و التقييدية.
4- الشك في الجزئية و الشرطية و المانعية.
5- الفرق بين الشك في التكليف و الشك في المكلف به.
6- اشتراط بقاء الموضوع في الاستصحاب.
7- تعارض الاستصحابين.
8- تعارض اليد و الاستصحاب و تعارض الاستصحاب و اصالة
ص: 23
الصحة.
9- حجية الظن.
10- البشارات في اصول الفقه.
11- رسالة في شبهة استلزام.
12- رسالة في شبهة الحمادية.
1- نقد مشيخة الصدوق في الفقيه و الشيخ في التهذيب و الاستبصار.
2- رسالة في أحوال ابن الغضائري.
3- رسالة في الرجال.
4- رسالة في معني الثقة.
5- رسالة في أصحاب الاجماع.
6- رسالة في نقد طريق كذا.
7- رسالة في النجاشي.
8- رسالة في المراد من محمد بن الحسن الذي ابتداء بعض الاسانيد الكافي.
9- رسالة في محمد بن زياد.
10- رسالة في معاوية بن شريح.
11- رسالة في حماد بن عثمان.
12- رسالة في محمد بن فضيل.
13- رسالة في محمد بن سنان.
ص: 24
14- رسالة في علي بن حكم.
15- رسالة في أبي بكر الحضرمي.
16- رسالة في محمد بن قيس.
17- رسالة في تزكية أهل الرجال.
18- رسالة في علي بن السندي.
19- رسالة في حفص بن غياث و سليمان بن داود و قاسم بن محمد.
20- رسالة في تفسير العسكري.
21- رسالة في أحوال المحقق الخوانساري.
22- رسالة في سند الصحيفة السجادية.
23- رسالة في أحوال شيخنا البهائي.
1- كتاب التفسير في أجزاة قليلة.
2- حواشي علي القرآن الكريم في سورة النساء الي سورة المعارج.
3- خطب المؤلفة من آلايات القرآنية.
4- مختصر في علم الحساب.
5- شرح زيارة عاشوراء.
6- مجموعة.
7- شرح الخطبة الشقشقية.
8- رسالة في الجبر و التفويض.
9- رسالة فارسية في أحوال الانسان.
ص: 25
و في الختام نسئل الله تعالي ان يوفقنا متمسكين بولاية المصطفي و المرتضي و اولادهما الطيبين الطاهرين و المتبرئين من اعدائهم.من الله التوفيق و عليه التكلانقم المقدسة11 رمضان المبارك 1412 ه - ق حسين غيب غلامي.
ص: 26
بسم الله الرحمن الرحيم
و منه سبحانه الاستعانة للتتميم
و بعد فهذه رسالة في الاستشفاء بالتربة الشريفة الحسينية علي مشرفها آلاف الثناء و التحية من الله خالق البرية و لعنة الله علي أعدائه الكفرة الشقية، ما اختلف النهار و العشية.و ينبغي قبل الخوض في المرام رسم مقدمات في المقام.
ان التربة لغة بمعني مطلق التراب كما هو مقتضي كلام صاحب «القاموس» حيث، عد: «الترب»، «التراب» و «التربة» و غيرها، معروفة.و لكن صارت حقيقة عرفية في بعض أقسام التراب و هو (1) التربة الحسينية» من التراب المأخوذ من القبر، أو الموضوع علي الصندوق او الموضوع في الحائر، بناء علي كون الموضع الموضوع عليه من الحائر، و يصح اطلاقها في العرف، علي الطين المأخوذ من القبر لو وجد. بل اطلقت عليه في الاخبار، بناء علي كون المقصود بالتربة فيها هو طين القبر، و يأتي ما عبر فيه عنه بالتربة من الاخبار.
ص: 27
و منه: قول الصادق (عليه السلام)، كما ياتي: «و قد بلغني ان بعض من ياخذ من التربة شيئا يستخف بها»، الخبر (1) .و تطلق في العرف أيضا علي تراب مطلق القبر و منه اطلاقها في بعض الاخبار، كما يأتي علي تراب قبر غير سيد الشهداء (عليه السلام)، من أرباب العصمة من النبي صلي الله عليه و آله و الوصي (عليه السلام).
أنه قد تكاثر الاخبار في حرمة الطين كما عن الصدوق، في «العيون» بسنده عن الكاظم (عليه السلام) «لا تاخذوا من تربتي شيئا لتتبركوا به فان كل «تربة» لنا محرمة الا تربة جدي الحسين بن علي عليهما السلام فان الله عزوجل جعلها شفاء لشيعتنا و اوليائنا (2) .و عنه، بسنده عن الرضا (عليه السلام): «اكل الطين حرام مثل الميتة و لحم الخنزير» (3) .
ص: 28
و عنه في العلل: بسنده عن أبي يحيي الواسطي عن رجل عن أبي عبدالله (عليه السلام)، «الطين حرام اكله كلحم الخنزير» (1) .و بسنده عن الصادق (عليه السلام): «قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: «من اكل الطين فهو ملعون» (2) .و بسنده عن الصادق (عليه السلام): «قال: ان الله عزوجل خلق آدم من الطين فحرم أكل الطين علي ذريته» (3) .و عن المحاسن مثله (4) . و في «كامل الزيارات» بسنده عن الرضا (عليه السلام): «قال: اكل الطين حرام مثل الميتة و الدم و لحم الخنزير الا طين قبر الحسين (عليه السلام) فان فيه شفاء من كل داء و امنا من كل خوف (5) .و بسنده عن الرضا (عليه السلام): «قال: كل طين حرام كالميتة و ما اهل لغير الله به ما خلا طين قبر مولانا الحسين (عليه السلام) فانه شفاء
ص: 29
من كل داء (1) .و يرشد الي ذلك ما دل علي حرمة طين قبر مولانا الحسين (عليه السلام) في غير الاستشفاء:كما في «مصباح المتهجد» عن حنان بن سدير، عن الصادق (عليه السلام)، قال: «من اكل طين قبر الحسين (عليه السلام) غير مستشف به فكأنما اكل من لحومنا» (2) .و عن «دعوات الراوندي» عن سدير، عن الصادق (عليه السلام): قال: «من اكل من طين قبر الحسين غير مستشف به فكانما اكل من لحومنا» (3) .لكن مقتضي بعض الاخبار، الكراهة، كما عن «الخصال»:بالاسناد الي أبي عبدالله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، في وصايا النبي صلي الله عليه و آله الي علي (عليه السلام) «يا علي ثلاث من الوسواس اكل الطين، و تقليم الاظفار بالأسنان، و اكل اللحية» (4) .أقول: قد جعل معني الطين «في الصحاح» و «القاموس» معروفا، لكن، قال: «الراغب» في «المفردات»: الطين: «التراب و الماء المختلط به». و قد يسمي بذلك و ان زال عنه قوة الماء، و ربما يقتضي اختصاص الحرمة
ص: 30
بالمبلول، ما عن الصدوق» في «معاني الاخبار» عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قلت له، ما يروي الناس في الطين و كراهته؟ قال: انما ذلك المبلول و ذلك المدر (1) .و بناء علي كون الغرض، اختصاص الحرمة بالمبلول دون المدر اليابس، كما فهمه الصدوق، بل جري عليه العلامة المجلسي، في بعض حواشي «التهذيب»، الا أن الظاهر، بل بلا اشكال انه لم يقل به أحد، مع أنه لا يساعده العبارة بوجه بل، قال العلامة المشار اليه في «البحار»: و هذا مما لم يقل به صريحا أحد.و قال في حاشية «التهذيب»: و هذا مما لم يقل به أحد. و احتمل في «البحار» (2) الحمل علي كون الغرض، ان المحرم انما هو المبلول و المدر دون غيرهما، مما يستهلك في الدبس، و يقع علي الثمار و سائر المطعومات و حكاه في حاشية «التهذيب» عن بعض الافاضل.قال في «البحار»: و كذا في حاشية «التهذيب» فالحصر اما اضافي بالنسبة الي ما ذكرنا.او المراد «بالمدر» ما يشمل التراب ايضا، و احتمل في «البحار» أيضا: كون الغرض الالزام علي المخالفين للاستشفاء بتربة الحسين (عليه السلام) بأن، ما استدلتم به من الاخبار علي تحريم التراب، ظاهرها، التراب و اطلاقه علي غيره مجاز، فلا يمكنكم، الاستدلال بها علي تحريم «التراب»
ص: 31
و «المدر».قال: و علي التقادير الكراهة محمولة علي الحرمة انتهي (1) .
ص: 32
ص: 33
ص: 34
ص: 35
ص: 36
و كل مما ذكر من الاحتمال محل الاشكال.و عن «المقدس» ان الظاهر، أن الطين لغة و عرفا هو «التراب» المختلط بالماء، و يؤيده، صحيحة معمر بن خلاد، بل هي انما تدل علي الحرمة بعد اليبوسة و عدم اشتراط بقاة الرطوبة، و ان لزم الامتزاج و لا يحرم غير ذلك، للأصل و العمومات و حصر المحرمات.قال: و المشهور بني المتفقهة أنه: يحرم التراب و الارض كلها حتي الرمل و الاحجار، و بالجملة القدر المتيقن من مدلول «الطين» هو التراب، المخلوط بالماء فعلا، لما في تفسير «الراغب» و لا ينافيه، تفسير «القاموس» بالمعروفية لامكان كون الغرض، المعروفية، في التراب المخلوط، بالماء و يشهد به تفسير «المدر» من «القاموس» بالطين اليابس، لاقتضائه اختصاص الطين بما اختلط بالماء.و الظاهر صدق الطين علي ما صار يابسا بعد الاختلاط بالماء لكن في صورة الانجماد لا تلاشي الجزاء و ذهاب حالة الماء بالكلية و يشهد به كثرة اطلاق الطين عرفا علي ما انجمد.و ان قلت: ان الصدق المشار اليه مبني علي عدم اشتراط بقاء المبدء في صدق المشتق قلت: ليس المتعين كون المشتق أعني المخلوط أو المختلط بالماء مأخوذا في معني الطين.و يمكن اظهار دخول الاختلاط بوجه آخر خال عن أخذ المشتق، لكن نقول: أن شمول الطين لما ذكر أعني: «الطين اليابس المنجمد» محل
ص: 37
الاشكال، بل الظاهر عدم الشمول، الا أن مقتضي رواية معمر المتقدمة الشمول، و ان جري الوالد الماجد «ره» علي أن مقتضي الرواية، عموم الحرمة، لا عموم الطين لكنه، ليس علي ما ينبغي.لكن نقول: أنه لا جدوي في البحث عن الشمول لما حكاه الوالد الماجد «ره» من عدم القول بالفصل بين الطين الرطب و اليابس تحقيقا و نقلا.و دلالة رواية معمر و قد عد «ره» غير واحد صحيحة.و اما التراب: فمقتضي الأصل، عدم حرمته، كما جري عليه «المقدس» كما يظهر مما مر و ما ذكره الوالد الماجد «ره» من أن في دعوي قضاء الاصل بعدم الحرمة في المقام شيئا ليس بشي ء.لكن نقول: ان مقتضي استثناء تراب القبر دخوله في الطين فمقتضاه كون المقصود «بالطين» هو التراب. نعم يمكن كون الاستثناة منقطعا لكنه خلاف الظاهر، كما أنه يمكن أن يكون الغرض التراب الذي اخذ من القبر و امتزج بالماء بعد الاخذ لكنه أيضا خلاف الظاهر و مع هذا قد حكي الوالد الماجد «ره» عدم القول بالفصل بين التراب و الطين، لكنه يضعف بعد عدم شدة الوثوق بنقل الاجماع عندي غالبا، بما سمعت من القول بالفصل، بالقول: بحرمة الطين دون التراب من مقدس الاصحاب و يأتي مزيد المقال في الحال.و مع هذا قد حكي الوالد الماجد «ره» نقل الاجماع علي الحرمة عن بعض لكنه يضعف ايضا بعد عدم شدة الوثوق بنقل الاجماع عندي غالبا كما سمعت بما سمعت من نقل القول بعدم حرمة التراب من المقدس.و ان قلت: ان وجود المخالف لا يضر بالاجماع علي طريقة الخاصة كما هو حديث معروف.
ص: 38
قلت: ان الظاهر من نقل الاجماع هو الاتفاق، و ينافيه وجود المخالف.نعم يمكن القول بأن وجود المخالف و ان ينافي نقل الاجماع، كنقل الاتفاق لكنه يوجب خروج نقل الاجماع أو الاتفاق عن درجة الاعتبار بالكلية نظير، العام المخصص، اذ غاية الامر، ثبوت خلاف الاجماع من بعض أهل الفتوي. لكنه لا يرفع الظن باتفاق فتاوي الباقين، و في اتفاقهم تحصيلا كفاية في حصول القطع بالحكم. و في اتفاقهم نقلا كفاية في حصول الظن بالحكم.و مع هذا: الفرق بين «الطين» و «التراب» فضلا عن «المدر» و «التراب» مقطوع العدم.الا أن يقال: ان القطع بعدم الفرق مبني علي الاحاطة بمزاج الطين و التراب و المدر و هي غير ثابتة: فلعل الاختلاط و لو بعد اليبوسة، يوجب تهيج أمراض يكون تهيجها حكمة الحرمة و لا يتاتي التهيج في حال عدم الاختلاط بكون التراب ساذجا.و مع هذا يمكن القول بان مقتضي العلة المنصوصة في تحريم الطين، من تهيج الامراض كوقوع الحكة في الجسد وايراث البواسير و غيرها (1) .
ص: 39
اطراد الحرمة في التراب قضية الاشتراك في العلة.لكن يمكن القدح فيه بعدم ثبوت الاشتراك في العلة كما يظهر مما سمعت نعم دعوي الاضرار بالبدن لها وجه و يفيد الحرمة بعد ثبوت حرمة عموم المضر.و مع هذا يمكن الاستدلال علي الحرمة بالخباثة، لكون التراب مما يتنفر عنه الطباع غالبا، و هو المدار في الخباثة، قال في المجمع: الخبثية واحدة الخبائث، ضد الطيبة قال تعالي: (و يحرم عليهم الخبائث) (1) .و مرجع ما ذكره الي ما ذكرناه، و لكن يتطرق الاشكال، بأنه لم يرد حرمة الخبيث في الاخبار، و لا في مورد الاتفاق في كلمات الاصحاب و ينحصر ما لو دل علي الحرمة في الكتاب، لدلالة قوله سبحانه: (و يحرم عليهم الخبائث) منطوقا و قوله سبحانه: (قل احل لكم الطيبات) مفهوما علي «حرمة الخبائث» الا أنه فسر الخبائث تارة، بالدم و لحم الخنزير و اخواتهما المذكورة، في قوله سبحانه (حرمت عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما اهل لغير الله به و المنخنقة و الموقودة و المتردية و النطيحة و ما أكل السبع الا ما ذكيتم و ما ذبح علي النصب) (2) .و اخري بما اكتسب بالوجه المحرم كالر با و الرشوة و علي كل من الوجهين لا مجال للاستدلال، مضافا الي ما في الاستدلال، بعمومات الكتاب من الاشكال.و قد حكي المحدث البحراني في «الدرر النجفية» أيضا، تزييف دعوي
ص: 40
اتفاق الاصحاب علي حرمة، فضلات الانسان، من «ريقه» و «عرقه» و غيرهما.خلو كلمات الفقهاء من التصريح بهذه المسئلة.قال: و اني بعد التتبع لم أقف لأحد فيها علي كلام، لأن محلها اللائق بها هو كتاب المطاعم و المشارب، الموضوع لبيان ما يحل و يحرم و قد ذكروا فيه جملة من المحرمات و لم يتعرضوا لهذه المسئلة لا تصريحا و لا اشارة، الا أنه يظهر من عبارات، جملة من المتأخرين في مطاوي مباحث كتاب الصوم ذلك، كشيخنا الشهيد الثاني، و المحقق الاردبيلي، و المحقق المذكور بعد أن نقل عنهم ذلك اعترف بأنه لم يقف لهم علي دليل و كرر ذلك في غير موضع فقال: بعد الكلام في ريق الانسان نفسه:و أما ريق غيره فقالوا: انه ايضا حرام، و اعرف دليلهم و ما رأيت دليل تحرم فضلات الحيوان (1) .و تعجب المحدث المشار اليه عن بعض معاصريه بأن من العجيب دعوي اتفاق الاخبار علي حرمة فضلات الانسان، تعليلا بأن الامر بالعكس، لو رود روايات تدل علي جواز أكل الخبائث، كما دل علي ان امراة استدعت أن يخرج رسول الله صلي الله عليه و آله لقمة من فمه و يعطيها المرأة، فاخرجها و أعطاها (2) .و ما دل علي أن بعضا مص ريق مولانا الجواد في حضور مولانا الرضا
ص: 41
(عليه السلام) (1) .و ما دل علي أنه لو دخل ريق الطفل في جوف الصائم فلا بأس به (2) .و ما دل علي جواز مص الصائم لسان زوجه و كذا مص الزوج لسان بعلها (3) .و ما ورد من أن مولانا سيد السجاد (عليه السلام)، كان اذا أتاه غلامه بطعامه و شرابه وقت الافطار و يقول: قتل ابوعبدالله جائعا قتل ابوعبدالله عطشانا يبكي حتي يبل طعامه بدموعه و يمزج شرابه بدموعه، فلم يزل حتي لقي الله عزوجل» (4) .و ما ورد من أن رسول الله صلي الله عليه و آله وضع رأس علي (عليه السلام) في حجره و تفل في فيه و قال اللهم املأ جوفه علما و فهما و حكما» (5) .و ما دل علي جواز أن يمضغ الصائمة الخبز للصبي و يطعمه (6) .حيث أن الصبي و ان كان غير مكلف الا أن التكليف هنا يتوجه الي الفاعل فلو كان ما يمضغه الانسان حراما لما جاز طعام الصبي به؟ لكن
ص: 42
يشكل ما دل علي عدم تحقق الافطار بمص احد الزوجين لسان الاخر، بما عن ظاهر الصحاب، من كون المص موجبا للافطار و ما قيل من أن الامتصاص، لا يستلزم الدخول في الجوف مدفوع، بعد أن المتصاص و ان لا يستلزم الدخول في الجوف لكن الظاهر الدخول، بأن مقتضي بعض الروايات المذكورة جواز دخول ريق الطفل في الجوف و ما قيل: من أن المقصود بالدخول في الجوف هو الدخول بدون التعمد مدفوع بما حكي من تصريحهم بانه لو وضع شي ء من المفطرات في الفم عبثا ثم ابتلع من غير اختيار، يوجب بطلان الصوم. و ربما يتوهم أن جواز دخول الريق في الجوف و نحوه انما هو من جهة ابتلاع بعض أجزاء الانسان و هذا لا ينافي الحرمة من حيث الخباثة.و يندفع بان الجهة لا توجب اختلاف الحكم الا في صورة اختلاف النية، و لا يختلف الا باحة و الحرمة في المقام، باختلاف النية بتطرق الحرمة، لو كان أكل الريق مثلا بقصد الخباثه دون ما لو كان بقصد كونه من فضلات الانسان.
ص: 43
ثم ان التراب المختلط به الحنطة و الشعير، هل يحرم أكله عند طبخ الحنطة و الشعير علي تقدير اختلاط المطبوخ؟الاظهر، العدم لعدم شمول الاخبار بعد اقتضائها حرمة التراب للتراب المشار اليه، مضافا الي أنه يستهلك التراب بالماء عند اعمال الدقيق بالعجين و نظير ذلك: ان اختلاط الحنطة و الشعير بالتراب و غيره لا يضر في باب زكوة الفطر لانصراف الحنطة و الشعير المذكورين في بعض الاخبار، الي الحنطة و الشعير المتعارفين، و المتعارف منهما لا يخلو من التراب و غيره.و كذا الحال في القوت و قوت البلد المذكورين في بعض آخر من الاخبار فلا يضر الاختلاط بالتراب، و لو بناء علي كون المسامحات العرفية من باب المجاز.و بما ذكر يظهر حال زكوة الحنطة و الشعير بل الامر فيها أظهر، لانصراف النصاب فيهما الي ما اشتمل علي التراب و غيره.بقي، أنه، لا بأس باكل المعادن كالياقوت و غيره مع عدم الضرر فضلا عن صورة النفع و كذا، الاحجار مع قطع النظر عن الضرر فضلا عن صورة النفع.و المستند عدم سمول ما دل علي حرمة الطين و لا دليل غيره يدل علي الحرمة.
ص: 44
و انا يسمي في لسان الائمة روحي و ارواح العالمين لهم الفداء بالعدس» ان «الحمص» حب معروف كما في «القاموس».و في «المصباح»: «الحمص»: حب معروف بكسر الحاء و تشديد الميم لكنها مكسورة ايضا عند البصريين و مفتوحة عند الكوفيين.و في «المجمع»: «الحمص» بالكسر و التشديد: حب معروف، يطبخ و يوكل الواحدة: «الحمصة». و عن تغلب: اختيار فتح الميم. و قال المبرد: بكسرها.أقول: أنه قد روي في الكافي عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابي عمير، عن معاوية بن عمار، قال: «قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) ان الناس يروون، أن النبي صلي الله عليه و آله قال: ان العدس بارك عليه سبعوئن نبيا؟ فقال: هو الذي يسمونه عندكم الحمص و نحن نسميه العدس (1) .و فيما رواه في الكافي أيضا: عن عدة من الاصحاب عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه عن فضالة، عن رفاعة، عن أبي عبدالله (عليه
ص: 45
السلام): «ان العدس تسمونه الحمص و نحن نسميه العدس (1) .و روي فيه عن علي بن ابراهيم، عن ابيه، عن داود بن اسحاق احذاء عن محمد بن فيض قال أكلت عند أبي عبدالله (عليه السلام) مرقة بعدس، فقلت: جعلت فداك ان هؤلاء يقولون أن العدس قدس عليه ثمانون نبيا، فقال كذبوا لا والله و لا عشرون نبيا. (2) .و المقصود بالعدس في هذه الرواية، ما تعارف اطلاق العدس عليه: لكون اطلاق العدس من الراوي.و بالجملة، مقتضي ما سمعت كون المقصود بالعدس في لسان الائمة عليهم السلام هو الحمص، و هم أعلم بجهة هذا التجوز، اذ لا يتم الامر الا بالتجوز، و فيه دلالة علي تقديم عرف الراوي.و لو كان المقصود بالعدس هو الحمص، فالظاهر أن المقصود بالحمص هو العدس، اذا لولاه يلزم اشتراك الحمص بين معناه المقصود به في اطلاقات غير الائمة عليهم السلام، و العدس في لسان الائمة، او كون العدس في لسانهم، خاليا عن الاسم.و كل من الأمرين بعيد فالمقصود «بالحمص» في بيان مقدار أخذ التربة أو أكلها كما يأتي هو العدس.
ص: 46
و ما صنعه الوالد الماجدره في تزييف، ما جري عليه العلامة المجلسي من أن الاحتياط: الاكتفاء في الاستشفاء بالتربة بمقدار العدس، من أنه لا وجه له غير وجيه.
ص: 47
ثم انه يشبه ما روي من كون المقصود بالعدس في لسان الائمة عليهم السلام هو الحمص، كما مر ما رواه في الكافي في باب التمر.بالاسناد عن بعض الاصحاب، قال لما قدم أبوعبدالله (عليه السلام) الحيرة ركب دابة و مضي الي الخورنق و نزل فاستظل بظل دابته و معه غلام له رجل اسود، فراي رجل من اهل الكوفة قد اشتري نخلا، فقال: للغلام من هذا؟ فقال له: هذا جعفر بن محمد (عليه السلام) فجاء بطبق ضخم فوضعه بين يديه (عليه السلام) فقال للرجل: ما هذا؟ فقال: هذا البرني، فقال: فيه شفاء، و نظر الي السابري» فقال ما هذا؟ فقال: هذا عندنا، «البيض» و قال «للمشان» ما هذا؟ فقال الرجل: المشان فقال (عليه السلام): هذا عندنا «ام جرذان».و نظر الي «الصرفان» فقال: ما هذا؟ فقال الرجل: «الصرفان» فقال (عليه السلام): هو عندنا «العجوة» و فيه شفاء (1) .
ص: 48
قوله: الي «الخورنق» قيل: انه قصر النعمان!.قوله: «هذا البرني» قال في المصباح: «البرني» نوع من أجود التمر و نقل السهيلي: أنه أعجمي و معناه «حمل مبارك» قال: «بر» حمل و «ني» «جيد» و أذخلته العرب في كلامها و تكلمت به، انتهي.و الظاهر أن «البر» مخفف «بار» «بالفارسية» و المقصود «بالحمل»:«المحول» و «ني» مخفف «نيك» فالمقصود «ببرني» «بارنيك» ذ«بالفارسية» لكن توصيف «البر» «بالمبارك» غير مناسب للمقام و المناسب توصيف بالحسن.قوله: «للمشان»، قال في القاموس: «الموشان» و «كغراب» و «كتاب» من أطيب «الرطب».قوله: «ام جرذان» بالجيم المعجمة و الراء المهملة و الذال المعجمة، قال في «النهاية» في الحديث ذكر «ام جرذان» هو نوع من التمر كبار.قيل: أن نخلة يجمع تحته، «الفأر» و «الجرذان» جمع «جرز» و هو الذكر الكبير من الفأر (1) .قوله: «الصرفان» بالتحريك. كما في «القاموس» جنس من «التمر» كما في «الصحاح». قوله (عليه السلام): «العجوة» قال في الصحاح:و «العجوة» ضرب من أجود «التمر» بالمدينة و نخلتها تسمي «لينة» انتهي لكن «لينة» في قوله سبحانه: (ما قطعتم من لينة) (2) فسرها
ص: 49
«البيضاوي» بالنخلة الكريمة.و أيضا، في بعض الخبار، تسميته «السها» في لسان الائمة (ع) «بالاسلم» كما رواه في الكافي: في باب «الحرز العوذة» بالاسناد عن اسحاق بن عمار عن أبي عبدالله (عليه السلام) (1) .
ص: 50
ان الحائر علي ما عده في القاموس: في مادة «الحور» من معاني «الحائر» «كربلا» لكن عد من معاني «الحائر» بعد ذلك في مادة «حار» «كربلا» «كالحير» قال: او موضع بها و مقتضي هذه العبارة التردد في كون «الحائر» هو كربلاء او موضع بها.لكن توهم بعض كون العبارة«كالحيراء» كما في بعض النسخ و ليس بشي ء اذ لم يعهد «الحيراء» مع أن اشتراك الحائر لفظا بين «كربلاء» و موضع بها قريب من القطع بالعدم بل مقطوع العدم، بخلاف الخلاف في معني الحائر، فانه موجود كما يأتي.و في «المجمع» و في الحديث ذكر الحائر و هو في الاصل: «مجمع الماء» و يراد به حائر الحسين (عليه السلام)، و هو ما حواه، سور المشهد الحسين علي مشرفه السلام.و منه: «وقف عند باب الحائر فقل» (1) .و قد حكي في البحار عن بعض أن «الحائر» ما أحاط به جدران الصحن فيدخل فيه صحن من جميع الجوانب و العمارات المتصلة بالقبة
ص: 51
المنورة و المسجد الذي خلفها و اختار القول به، تعليلا باشتهاره بهذا الوصف، بين اهل المشهد آخذين من اسلافهم و ظهور كلمات اكثر الاصحاب (1) .و فيه كالشهيد في «الذكري» (2) و ابن ادريس في السرائر، و غيرهما (3) .ثم استشكل في شموله الحجرات الصحن و حكي عن بعض آخر، أنه القبه الشريفة حسب. و عن بعض الثالث أنه القبة الشريفة مع ما اتصل بها من العمارات كالمسجد و المقتل و الخزانة و غيرها (4) .و قد حكي بعض عن «جنات الخلود» ان من أسامي «كربلاء» «الحائر» و في قدره خلاف فبعض يعتقد: أنه خمسة عشر ذراعا من كل جانب.و برواية «خمسة فراسخ من كل طرف» (5) .و انت خبير بان من البعيد كمال البعد، تخصيص، كربلاء من قائل بالقبر بل من البعيد أيضا، تخصيص الحائر بالقبر، فالظاهر أن نقل القول الاول من باب الاشتباه.
ص: 52
أنه قد اختلفت الاخبار في حريم قبر مولانا و مولي الكونين أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) فقد روي في «كامل الزيارة» بسند عن رجل من أهل الكوفة قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): «حريم قبر الحسين فرسخ في فرسخ في فرسخ» (1) .و ذكر في البحار: أن تكرير الفراسخ أربع مرات يدل علي أن الحريم فرسخ من كل جانب فيكون «في» بمعني مع (2) .و روي في «الفقيه» عن اسحاق بن عمار عن الصادق (عليه السلام) قال: «حريم الحسين (عليه السلام) خمسة فراسخ من أربع جوانب القبر» (3) .و روي الشيخ في التهذيب بسنده عن محمد بن اسمعيل البصري عمن رواه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «حريم قبر الحسين (عليه السلام) فرسخ في فرسخ من أربع جوانب القبر (4) .
ص: 53
و روي بسنده عن منصور بن العباس يرفعه الي أبي عبدالله (عليه السلام): «قال حريم القبر خمسة فراسخ من أربع جوانبه» (1) .و روي بسنده عن اسحق بن عمار قال: سمعت أباعبدالله (عليه السلام) يقول: ان لموضع قبر الحسين (عليه السلام) حرمة معروفة من عرفها و استجار بها اجير، قلت: فصف لي موضعها جعلت فداك. قال: امسح من موضع قبره اليوم خمسة و عشرين ذراعا من ناحية رجليه و خمسة و عشرين ذراعا من ناحية رأسه و موضع قبره من يوم دفن روضة من رياض الجنة و منه معراج يعرج فيه بأعمال زواره الي السماء فليس ملك في السماء و لا في الارض الا و هم يسئلون الله في زيارة قبر الحسين (عليه السلام) ففوج ينزل و فوج يعرج (2) .و روي عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «قبر الحسين (عليه السلام) عشرون ذراعا مكسرا روضة من رياض الجنة (3) .
ص: 54
أقول: ان تحديد موضع القبر و القبر في الروايتين الاخيرتين محمول علي خلاف الظاهر و هو الحريم، لوضوح عدم اتساع القبر للحدين المذكورين في الروايتين، كيف؟! و القبر له معني لغوي لا يساعده الحدان المذكوران و لم يتجدد في قبر سيد الشهداء سلام الله عليه معني جديد بلا شبهة.و قد روي الشيخ في «المصباح» الروايات المذكور و جمع في كل من «التهذيب» و «المصباح» بين تلك الروايات بالحمل علي مراتب الفضل بان منتهي درجات الفضل، خمسة فراسخ، و الاشرف، من خمسة فراسخ الفرسخ و من الفرسخ خمس و عشرون ذراعا و الاشرف من الخمس و عشرين ذراعا عشرون ذراعا.و زاد في المصباح، رواية عبدالله بن سنان عن الصادق (عليه السلام) قال: موضع قبر الحسين (عليه السلام) ترعة من ترع الجنة» (1) و زاد في «المجمع»: ان الاشرف من عشرين ذراعا هو الجدث نفسه (2) .أقول: ان الجمع المذكور لا يشهد به العرف و لم يدل عليه دليل من
ص: 55
الخارج فلا اعتبار به.ثم انه عبر في بعض الاخبار القصر و الاتمام، بحرم الحسين (عليه السلام)، و عبر في بعضها، بحائر الحسين، و في بعضها سئل عن حكم الحائر و أجاب المعصوم و الظاهر اتحاد الحرم و الحريم كما هو المتصرح من «الذخيرة» لكن في أخبار التربة، لم يعبر بالحرم و لا بالحريم و ربما توهم التعبير بالحريم في أخبار التربة، بل في أخبار القصر و الاتمام (1) .اذا عرفت، ما تقدم، فنقول: أنه روي الشيخ في المصباح: ان رجلا سأل الصادق (عليه السلام) فقال: «اني سمعتك تقول: ان تربة الحسين (عليه السلام) من الادوية المفردة و أنها لا تمر بداء الا هضمته، قال: قد كان ذلك، أو قد قلت ذلك، فما بالك؟ قال: اني تناولتها فما انتفعت بها. قال: ان لها دعاء فمن تناولها و لم يدع به (2) لم يكد ينتفع به فقال له: ما يقول اذا تناولها؟قال: تقبلها قبل كل شي ء و تضعها علي عينيك و لا تناول اكثر من حمصة فان من تناول منها اكثر من ذلك فكأنما اكل لحومنا أو دمائنا و اذا تناولتها فقل:اللهم اني اسئلك بحق الملك الذي قبضها و أسالك بحق النبي الذي خزنها و أسألك بحق الوصي الذي حل فيها أن تصلي علي محمد و آل محمد و أن تجعله شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف و حفظا من كل سوء، فاذا قلت ذلك فاشددها في شي ء و اقرأ عليها (انا انزلناه في ليلة القدر) فان الدعا الذي يقدم لأخذها، هو الاستئذان عليها و قرائة «القدر»
ص: 56
ختمها (1) .أقول: أنه قد تكرر ذكر التناول في السؤال و الجواب، «ست مرات» الا أنه لا شك أن التناول في قول السائل: اني تناولتها بمعني: «الاكل»، فالظاهر ان التناول في الجواب في قوله: فمن تناولها، بمعني: «الاكل» أيضا قضية ظهور تطابق الجواب و السؤال.و يمكن أن يكون «التناول» بمعني الاخذ، الا انه يبعد سؤال السائل، ثانيا عن الدعاء المذكور باشتراط التناول به، لعدم اطلاعه علي كون الغرض من التناول في الجواب، هو الأخذ، لظهور التناول في الجواب، بمقتضي ظهور مطابقة الجواب للسؤال، لفرض كون السوال عن التناول لمعني الاكل في الاكل، و لا شك أن التناول في السوال الثاني، بمعني الاكل أيضا قضيته كونه سؤالا عن الدعاء المذكور بالاشتراط في التناول المذكور في الجواب المقصود به الاكل فرضا.و لا يخفي عليك أن السؤال الثاني، كان عن الدعاء المذكور بالاشتراط في الجواب عن السؤال الاول لكن الجواب انما يكون بالفعل، اللهم الا أن يكون، ذكر الفعل تمهيدا لذكر دعاء الاكل في قوله (عليه السلام) و اذا تناولتها فقل: لكن، يظهر بعيدا هذا، ان التناول فيه بمعني الاخذ، و الظاهر أن «التناول» قوله (عليه السلام)، و لا تناول منها أكثر من «حمصة» بمعني الاكل أيضا قضية السوق.مضافا الي شهادة التشبيه في قوله (عليه السلام) فكأنما أكل من لحومنا أو دمائنا، بكون المقصود، بالتناول المشار اليه هو الاكل، فالتناول
ص: 57
في قوله (عليه السلام): فان من تناول منها بمعني: «الاكل» ايضا، لفضية السوق و شهادة التشبيه أيضا لكن مقتضي ما رواه الكفعمي كما يأتي كون المنهي عنه هو الزيادة علي الحمصة في الاخذ و أما التناول في قوله (عليه السلام): «واذا تناولتها فقل: لابد ان يكون بمعني، الخذ بملاحظة قوله (عليه السلام): و اذا قلت ذلك، فاشددها في شي ء، اذ لا مجال للشد المتعقب للدعاء المتعقب للتناول، لو كان التناول بمعني الاكل، لوضوح، انه لا معني لشد المأكول، مضافا الي قوله (عليه السلام): فان الدعاء الذي يقدم لأخذها»، اذ الدعاء المتقدم كان للتناول فأخذ الاخذ هنا يشهد بكون التناول المشار اليه بمعني الاخذ.و روي عن الحسن بن علي بن فضال عن بعض اصحابه عن أحدهما عليهماالسلام قال: «ان الله تعالي خلق آدم من الطين فحرم الطين علي ولده قال: قلت: ما تقول في طين قبر الحسين (عليه السلام)؟ قال: يحرم علي الناس أكل لحومنا و لكن اليسير منه مثل الحمصة (1) .
ص: 58
روي عن يونس بن ظبيان عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: طين قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء فاذا أكلت فقل: بسم الله و بالله، اللهم اجعله رزقا واسعا و علما نافعا و شفاء من كل داء انك علي كل شي ء قدير، اللهم رب هذه التربة المباركة الطاهرة و رب النور الذي انزل فيه و رب الجسد الذي سكن فيه و رب الملائكة الموكلين به اجعله لي شفاء من كل داء كذا و كذا و اجرع من الماء جرعة خلفه، و قل: اللهم اجعله رزقا واسعا و علما نافعا و شفاء من كل داء و سقم فان الله تعالي يدفع بها كل ما تجد من السقم و الهم و الغم ان شاء الله تعالي (1) .و روي عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «اذا تناول احدكم من طين قبر الحسين بن علي عليهماالسلام فليقل: اللهم اني أسئلك بحق الملك الذي تناول و الرسول الذي نزل و الوصي الذي ضمن فيه أن تجعله شفاء من كل داء و يسمي ذلك الداء (2) .و روي عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي عبدالله عليه السلام
ص: 59
قال: من اكل من طين قبر الحسين عليه السلام غير مستشف به فكأنما أكل من لحومنا، فاذا أحتاج احدكم الي الاكل منه ليستشفي به فليقل: بسم الله اللهم رب هذه التربة المبارة الطاهرة و رب النور الذي انزل فيه و رب الجسد الذي سكن فيه و رب الملائكة الموكلين به اجعله شفاء من داء كذا و كذا واجرع من الماء جرعة خلفه و قل اللهم اجعله رزقا واسعا و علما نافعا و شفاء من كل داء و سقم، فان الله تعالي يدفع بها كل ما تجد من السقم و الهم و الغم ان شاء الله (1) .
و قال الكفعمي: «فاذا تناولتها فقبلها وضعها علي عينيك و لا تجاوز اكثر من الحمصة ثم قل: اللهم اني اسئلك بحق هذه الطينة و بحق الملك الذي قضها و أسئلك بحق النبي محمد صلي الله عليه و آله الذي خزنها و أسألك بحق الوصي الذي حل فيها أن تصلي علي محمد و آل محمد و أن تجعله شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف و حفظا من كل سوء، و اذا قلت ذلك فاشددها في شي ء نظيف و اقرأ عليها، سورة القدر فان الدعاء الذي تقدم لاخذها، هو الاستئذان عليها و قرائة القدر ختمها فاذا أردت الاكل منها للاستشفاء فقل: «اللهم رب هذه التراب المباركة الطاهرة و رب النور الذي انزل فيه و رب الجسد الذي سكن فيه و رب الملائكه الموكلين به صل
ص: 60
علي محمد و آل محمد و اجعل هذا الطين لي أمانا من كل خوف و شفاء من كل داء كذا و كذا، ثم اجرع من الماء جرعة خلفه و قل بسم الله و بالله، اللهم اجعله رزقا واسعا و علما نافعا و شفاء من كل داء و سقم انك علي كل شي ء قدير اللهم رب هذه التربة المباركة و رب الوصي الذي وارته صل علي محمد و آل محمد و اجعل هذا الطين شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف و عزا من كل ذل و عافية من كل سوء و عني من كل فقر (1) .روي ذلك عن الصادق (عليه السلام): و ان من تناولها و لم يدع بما ذكرنا لم يكد ينتفع بها.قوله في صدر الكلام المذكرو: «فاذا تناولتها» يمكن أن يكون المقصود بالتناول، هو الاكل، و يمكن أن يكون المقصود به هو الاخذ و الخير في الاخير، بشهادة قوله (عليه السلام): فاذا قلت ذلك فاشددها في شي ء نظيف، لكون «الشد» عقيب الدعاء المتعقب للتناول، حيث انه اذا تطرق الاكل فلا محال لشد المأكول، فلابد أن يكون التناول بمعني الاخذ، مضافا الي قوله: «فان الدعاء الذي تقدم لأخذها» صريح في كون الغرض من التناول هو الاخذ حيث انه، لو كان الدعاء المتعقب لتناول الحمصة، دعاء للاخذ، فلا مجال لكون تناول الحمصة بمعني الاكل.قوله: «و لا تجاوز اكثر من حمصة» النهي، انما هو عن المجاوزة في التناول، و قد ظهر أن المقصود بالتناول هو الاخذ، فالنهي عن المجاوزة في الأخذ، و هذا ينافي ما تقدم من رواية «المصباح» بل لا يوافقه، رواية اخري، فان كل ما نهي فيه عن الزياده علي الحمصة انما كان نهيا عن الزيادة في الاكل.
ص: 61
و روي في كامل الزيارة باسناده عن محمد بن مسلم قال: «خرجت الي المدينة، فقيل له محمد بن مسلم، وجع، فارسل الي ابوجعفر (عليه السلام) شرابا مع الغلام مغطي بمنديل فناولنيه الغلام و قال لي: اشربه فانه قد أمرني أن لا أبرح حتي تشربه، فتناولته، فاذا رائحة المسك منه، و اذا شراب طيب الطعم بارد، فلما شربته قال لي الغلام، يقول لك مولاي: اذا شربت فتعال، ففكرت فيما قال لي، و ما أقدر علي النهوض قبل ذلك علي رجلي، فلما استقر الشراب في جوفي، فكأنما نشطت من عقال، فاتيت بابه فاستأذنت عليه فصوت بي «صح الجسم»، أدخل، فدخلت عليه و أنا باك فسلمت عليه و قبلت يده و رأسه فقال لي: و ما يبكيك يا محمد؟فقلت: جعلت فداك أبكي علي اغترابي و بعد الشقة و قلة القدرة علي المقام عندك، انظر اليك، فقال لي: أما قلة القدرة، فكذلك جعل الله اولياءنا و أهل مودتنا و جعل البلاء اليهم سريعا و اما ما ذكرت: من الغربة فان المؤمن في هذه الدنيا غريب، و في هذا الخلق منكوس، حتي يخرج من هذه الدار الي رحمة الله، و ما ذكرت: من بعد الشقة فلك بأبي عبدالله (عليه السلام) اسوة حسنة بأرض نائية عنا بالفرات، و أما ما ذكرت: «من حبك قربنا و النظر الينا و انك لا تقدر علي ذلك»:فالله يعلم ما في قلبك و جزائك عليهثم قال لي: هل تأتي قبر الحسين عليه السلام؟قلت: نعم، علي خوف و وجل.فقال: من كان في هذا أشد فالثواب فيه علي قدر الخوف، فمن خاف في اتيانه أمن الله روعته يوم يقوم الناس لرب العالمين و انصرف بالمغفرة و سلمت عليه الملائكة وزاره النبي صلي الله عليه و آله و ما يصنع و دعا له
ص: 62
و انقلب بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء و اتبع رضوان الله ثم قال لي: كيف وجدت الشراب؟فقلت: اشهد أنكم أهل بيت الرحمة، و أنك وصي الاوصياء، و لقد أتاني الغلام، بما بعثت و ما أقدر علي أن أستقل علي قدمي و لقد كنت آيس من نفسي، فناولني الشراب، فشربته فما وجدت مثل ريحه و لا اطيب من ذوقه و لا طعمه و لا أبرد منه، فلما شربته، قال لي الغلام: انه أمرني أن أقول لك اذا شربته، فاقبل الي، و قد علمت شدة مابي، فقلت: لأذهبن اليه و لو ذهبت نفسي فأقبلت اليك و كأني.نشطت من عقال، فالحمدلله الذي جعلكم رحمة لشيعتكم.فقال: يا محمد، ان الشراب الذي شربته من طين قبول آبائي و هو افضل ما أستشفي به، فلا تعدلن به فانا نسقيه صبياننا و نسائنا، فنري منه كل خير.فقلت له: جعلت فداك، انا لناخذ منه و نستشفي به، فقال: يأخذه الرجل و يخرجه من الحير و قد اظهره، فلا يمر بأحد من الجن به عاهة و لا دابة و لا شي ء به آفة الا شمه فتذهب بركته، فيصير بركته لغيره، و هذا الذي نتعالج به.ليس هكذا، و لو لا ما ذكرت لك ما يمسح به شي و لا شرب منه شي ء لا أفاق، من ساعته و ما هو الا كحجر الاسود أتاه أصحاب العاهات و الكفر و الجاهلية و كان لا يتمسح به أحد الا أفاق.قال أبوجعفر (عليه السلام): و كان كأبيض ياقوتة، فأسود حتي صار الي ما رأيت.فقلت: جعلت فداك و كيف اصنع به، فقال انت تصنع به مع اظهارك
ص: 63
اياه ما يصنع غيرك تستخف به فتطرحه في خرجك و في أشياء دنسة، فيذهب ما فيه مما تريد به، فقلت: صدقت جعلت فداك، قال ليس يأخذه احد الا و هو جاهل بأخذه، و لا يكاد يسلم للناس.فقلت: جعلت فداك و كيف لي أن آخذه كما تأخذه؟فقال لي: اعطيك منه شيئا؟فقلت: نعم قال: فاذا اخذته فكيف تصنع به؟قلت: أذهب معي (1) .قال: في أي شي ء تجعله؟قلت: في ثيابي.قال: فقد رجعت الي ما كنت تصنع اشرب عندنا منه حاجتك و لا تحمله فانه لا يسلم لك فسقاني منه مرتين، فما أعلم اني وجدت شيئا مما كنت اجد حتي انصرفت (2) .قوله (عليه السلام): «من الحير» المقصود بالحير الحائر، كما يظهر مما مر في المقدمة الرابعة و عن بعض النسخ الحائر.و روي فيه بالاسناد عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن بعض أضحابنا عن أحدهما عليهماالسلام قال: ان الله تبارك و تعالي خلق آدم من الطين فحرم الطين علي ولده قال: فقلت: ما تقول في طين قبر الحسين عليه السلام؟
ص: 64
فقال:يحرم علي الناس اكل لحومهم و يحل لهم اكل لحومنا و لكن اليسير منه مثل الحمصة (1) .و رواه في «المصباح» عن ابن فضال مثله (2) .و روي فيه عن سماعة بن مهران عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «كل الطين محرم علي ابن آدم ما خلا طين قبر أبي عبدالله (عليه السلام) من اكله من وجع شفاه الله» (3) .و وجدت في حديث الحسن بن مهران الفارسي عن محمد بن أبي سيار، عن يعقوب بن يزيد يرفع الحديث الي الصادق عليه السلام قال: «من باع طين قبر الحسين عليه السلام فانه يبيع لحم الحسين و يشتريه (4) »و روي فيه بالاسناد عن محمد بن اسماعيل البصري عن بعض رجاله عن أبي عبدالله عليه السلام قال: طين قبر الحسين عليه السلام شفاء من كل داء و هو الدواء الاكبر (5) .و رواه في «المصباح» عن محمد بن سليمان مثله. (6) .
ص: 65
وروي فيه ارسالا عن أبي عبدالله بايهام الواسطة، بأن قال: روي عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «من اصابته علة فتداوي بطين قبر الحسين (عليه السلام) شفاه الله من تلك العلة الا ان يكون العلة السام (1) .قوله (عليه السلام): «السام» اي: «الموت» كما في البحار و يمكن ان يكون بمعني المسوم، حيث أن «السام» و المسموم بمعني واحد و رواه في «البحار» عن «مكارم الاخلاق» مثله (2) .و روي فيه باسناده عن عبدالله بن سنان، عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: اذا تناول احدكم من طين قبر الحسين (عليه السلام) فليقل: اللهم اني أسئلك بحق الملك الذي تناوله و الرسول الذي بواه و الوصي الذي ضمن فيه أن يجعله شفاء من داء كذا و كذا و يسمي ذلك الداء (3) .اقول: ان المقصود بالتناول في الحديث هو الاكل، قضية ظهور التناول في أخبار التربة بل مطلقا في الاكل ما لم يقم قرينة صارفه عن ذلك، لكن المقصود، بالتناول في الدعاء، هو الاخذ، و لا مجال لكون الغرض منه هو الاكل، لوضوح عدم أكل الملك مضافا الي قوله (عليه السلام): و بحق الملك الذي اخذها في الدعاء في رواية حارث بن مغيرة الاتية.
ص: 66
و قوله (عليه السلام): «و بحق الملك الذي قبضها» في الدعاء فيما مر من الكفعمي و في رواية مالك بن عطية الاتية، و كذا في رواية مكارم الاخلاق الاتية.و رواه في المصباح مثله. لكن فيه: «و بحق الملك الذي تناول و الرسول الذي نزل (1) .قال في البحار: و رواية ابن قولويه اصوب (2) .و روي فيه بالاسناد عن احمد بن مصقلة عن عمه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال اذا اخذت الطين فقل اللهم بحق هذه التربة و بحق الملك الموكل بها و بحق الملك الذي كربها و بحق الوصي الذي هو فيها صل علي محمد و آل محمد و اجعل هذا الطين شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف (3) .قوله (عليه السلام): «كربها» قال في «البحار» أي «حفرها» من قولهم كربت الارض، أي قلبتها للحرث، و يحتمل أن يكون بتشديد «الراء» و «الباء» للتعدية أي أخذها و رجع الي النبي صلي الله عليه و آله كما في سائر الادعية (4) .اقول: انه لا دلالة في هذه الرواية علي كون الشفاء عن الداء و الامن من الخوف في الاكل أو الحمل، و ربما يقتضي بعض الروايات الآتية كون الامن بالاكل، و يقتضي بعض آخر من الروايات الاتية كون الامن
ص: 67
بالحمل.و الظاهر، كون المدار علي المدار علي الاكل و انما اضمر الاكل حوالة الي التعاهد. هذا في الداء.و أما الامن من الخوف فلعل سبق الشفاء يوجب ظهور كون المدار في ذلك علي الاكل ايضا.و روي فيه عن محمد بن يعقوب عن محمد بن علي رفعه قال: «الختم علي طين قبر الحسين (عليه السلام)، أن يقرأ عليه (انا انزلناه في ليلة القدر) وروي اذا أخذته، فقل: بسم الله اللهم بحق هذه التربة الطاهرة و بحق البقعة الطيبه و بحق الوصي الذي يواريه و بحق جده و أبيه و امة و أخيه و الملائكة الذين يحفون به و الملائكة العكوف علي قبر وليك تنتظرون نصره صلي الله عليهم اجمعين اجعل لي فيه شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف و غني من كل فقر و عزا من كل ذل و أوسع علي به في رزقي واصح به جسمي (1) .و رواه في الكافي آخر كتاب الحج قوله: «وروي» الظاهر أنه معطوف علي قوله: «قال» و الفعل من باب المعلوم و يمكن أن يكون «الواو» «للاستيناف» كما هو مقتضي ما في بعض النسخ من الفصل بين ذلك و ما قبله، الا أنه علي هذا يلزم الارسال و لم أظفر بالارسال من الكليني بل صرح شيخنا البهائي في «مشرق الشمسين»: «بعدم اتفاق الارسال من الكليني».
ص: 68
أقول: ان هذه الرواية ساكته عن كون المدار علي الاكل او الحمل، و لعل الدعاء يرشد الي كون المدار علي الحمل، اذ كون محرد الاكل موجبا للغني و وسعة الرزق بعيد بخلاف الحمل.وروي فيه بالاسناد عن أبي حمزة الثمالي. قال: قال الصادق (عليه السلام): «اذا اردت حمل الطين طين قبر الحسين (عليه السلام)، فاقرأ فاتحة الكتاب و المعوذتين و (قل هو الله احد، و قل يا أيها الكافرون و انا انزلناه في ليله القدر) (1) ، و تقول: اللهم بحق محمد عبدك و حبيبك و نبيك و رسولك و أمينك و بحق أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عبدك و أخي رسولك و بحق فاطمة بنت نبيك و زوجة وليك و بحق الحسن و الحسين و بحق الائمة الراشدين و بحق هذه التربة و بحق الملك الموكل بها و بحق الوصي الذي هو فيها و بحق الجسد الذي تضمنت و بحق السبط الذي ضمنت و بحق جميع ملائكتك و أنبيائك و رسلك صل علي محمد و آله و اجعل هذا الطين شفاء لي و لمن يستشفي به من كل داء و سقم و (مرض و أمانا من كحل خوف اللهم بحق محمد و أهل بيته اجعله علما نافعا و رزقا واسعا و شفاء من كل داء و) (2) آفة و عاهة و جميع الاوجاع كلها انك علي كل شي ء قدير و تقول: اللهم رب هذه التربة المباركة الميمونة و الملك الذي هبط بها و الوصي الذي هو فيها صل علي محمد و آل محمد و سلم و أنفعني بها انك علي كل شي ء قدير (3) .أقول: ان الظاهر بل بلا اشكال أن المقصود بحمل الطين هو أخذه
ص: 69
لا استصحابه و مقتضاه خلو الاكل عن الدعاء.الا أن يقال: ان الرواية واردة في بيان مجرد الاخذ لا في تفصيل حال التربة حتي يقتضي السكوت عن دعاء الاكل خلوه عن الدعاء.قوله (عليه السلام): «ثم تقول» و نظير هذا، يتفق في الادعيه و هو من باب التفنن في الكلام، و الا فلا حاجة الي الفصل بين الدعاء بذكره، و يكفي ذكر الفقرات المذكورة بعد القول، متصلة بما قبل القول.و يمكن أن يكون في المقام سقط من الراوي و كان الاصل ثم «تقول» عند الاكل.وروي فيه عن أبيه و جماعة عن سعد عن اليقطيني عن محمد بن اسمعيل البصري عن بعض رجاله عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «طين قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء (و اذا اكلته تقول: بسم الله و بالله اللهم اجعله رزقا واسعا و علما نافعا و شفاء من كل داء» (1) انك علي كل شي ء قدير» (2) .قال: وروي لي بعض أصحابنا يعني محمد بن عيسي، قال نسيت اسناده، قال: اذا أكلته، تقول: «اللهم رب هذه التربة المباركة و رب الوصي الذي وارته صل علي محمد و آل محمد و اجعله علما نافعا و رزقا واسعا و شفاء من كل داء» (3) .وروي فيه عن الحسن بن عبدالله بن محمد عن ابن محبوب
ص: 70
عن مالك بن عطيه عن ابيه عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «اذا اخذت من تربة المظلوم و وضعتها في فيك فقل: اللهم اني أسئلك بحق هذه التربة و بحق الملك الذي قبضها و النبي الذي حصنها و الامام الذي حل فيها أن تصلي علي محمد و آل محمد و أن تجعل لي فيها شفاء نافعا و رزقا واسعا و أمانا من كل خوف وداء، فانه اذا قال ذلك وهب الله له العافية و شفاه» (1) .قوله: «و الامام الذي حل فيها في «البحار» في نسخه الاصل «و الامام حل فيها» و قد سقط الموصول سهوا من المصنف او الكاتب.وروي فيه عن الكليني و جماعة من مشايخه، عن محمد بن يحيي عن ابن عيسي عن ابي يحيي الواسطي عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال «الطين كله حرام كلحم الخنزير و من اكله ثم مات منه لم اصل عليه الا طين قبر الحسين (عليه السلام) فان فيه شفاء من كل داء و من اكله لشهوه لم يكن فيه شفاء (2) .و الرواية، رواها في «الكافي» في باب اكل الطين من كتاب الاطعمة و كذا رواها الصدوق في «العلل» علي ما في البحار عن ابيه عن أحمد بن ادريس وروي فيه عن ابن الوليد عن الصفار عن عباد بن سليمان عن سعد بن سعد قال سألت أباالحسن (عليه السلام) عن الطين فقال: «اكل
ص: 71
الطين حرام مثل الميتة و الدم و لحم الخنزير الا طين قبر الحسين (عليه السلام) فان فيه شفاء من كل داء وامنا من كل خوف (1) «.وروي في البحار عن امالي الشيخ عن الحارث بن المغيرة قال: قلت: لأبي عبدالله (عليه السلام) اني رجل كثير العلل و الامراض و ما تركت دواء الا تداويت به فقال لي: أين أنت عن طين قبر الحسين بن علي عليهماالسلام؟ فان فيه شفاء من كل داء و أمنا من كل خوف فاذا اخذته فقل هذا الكلام: اللهم اني أسئلك بحق هذه الطينة و بحق الملك الذي اخذها و بحق النبي الذي قبضها و بحق الوصي الذي حل فيها صل علي محمد و آل محمد و أهل بيته و افعل (لي) (2) كذا و كذا.ثم قال ابوعبدالله (عليه السلام): أما الملك الذي اخذها فهو جبرئيل (عليه السلام) و أراها النبي صلي الله عليه و آله، فقال: هذه تربة ابنك الحسين تقتله امتك من بعدك و أما النبي الذي قبضها» فهو محمد رسول الله صلي الله عليه و آله.و أما «الوصي الذي حل فيها فهو الحسين (عليه السلام) و الشهداء رضي الله عنهم.قلت: قد عرفت جعلت فداك الشفاء من كل داء فكيف الامن من كل خوف؟ فقال: اذا خفت سلطانا أو غير سلطان فلا تخرجن من منزلك الا و معك من طين قبر الحسين (عليه السلام) فتقول اللهم اني اخذته من
ص: 72
قبر وليك و ابن وليك فاجعله لي امنا و حرزا لما أخاف و ما لا أخاف فانه قد يرد ما لا يخاف.قال الحارث بن المغيرة: فاخذت كما أمرني و قلت ما قال لي فصح جسمي و كان لي أمانا من كل ما خفت و ما لم أخف كما قال أبوعبدالله (عليه السلام) فما رأيت مع ذلك بحمد الله مكروها (و لا محذورا) (1) .وروي في البحار عن امالي الشيخ ايضا، بسنده عن سعد بن سعد، قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن الطين الذي يؤكل، تأكله الناس؟فقال: كل طين حرام كالميتة و الدم و ما اهل لغير الله به، ما خلا طين قبر الحسين (عليه السلام) فانه شفاء من كل داء (2) .وروي في «البحار» عن «مكارم الاخلاق» عن أبي عبدالله (عليه السلام) عن كيفية التربة؟فقال: اذا تناول التربة احدكم، فليأخذ، باطراف أصابعه و قدره مثل الحمصة، فليقبلها و ليضعها علي عينيه، الي آخر ما مر من الدعاء» (3) .اقول: ان التناول في الجواب، بمعني، الاخذ بقرينة اخذ «الاخذ بالاصابع» و أما «التناول» في السئوال، فيحتمل فيه أن يكون بمعني، الاخذ
ص: 73
و أن يكون بمعني الاكل، و لعل قضية ظهور مطابقة الجواب للسؤال، توجب ظهور ذلك، اعني «التناول» في السؤلا في الاخذ، بكونها قرينة علي انصراف التناول عن ظاهره.و علي أي حال، فمقتضي قوله: «و قدره مثل الحمصة» أن التقدير «بالحمصة» بالنسبة الي الاخذ.وروي في البحار عن مكارم الاخلاق عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: ان طين قبر الحسين (عليه السلام) مسكة مباركة من اكله من شيعتنا كان شفاء (1) له من كل داء و من كل اكله من عدونا يذوب (2) كما تذوب الالية، فاذا اكلت من طين قبر الحسين (عليه السلام) فقل: اللهم اني أسئلك بحق الملك الذي قبضها و بحق النبي الذي خزنها و بحق الوصي الذي هو فيها أن تصلي علي محمد و آل محمد و أن تجعل لي فيه شفاء من كل داء و عافية من كل بلاء و امانا من كل خوف برحمتك يا ارحم الراحمين و صلي الله علي محمد و آله و سلم، و تقول ايضا: اللهم اني اشهد أن هذه التربة تربة وليك صلي الله عليه و آله (3) و اشهد أنها شفاء من كل داء و أمان من كل خوف لمن شئت (من خلقك (4) ) و لي برحمتك و أشهد أن كل ما قيل فيهم و فيها (5) هو الحق من عندك و صدق المرسلون (6) .
ص: 74
قوله (عليه السلام): مسكة مباركة» قال في «القاموس» المسكة ما يتمسك به و ما يمسك الابدان من الغذاء و الشراب و ما يتبلغ به منهما، و احتمل في «البحار» كون المسكة اشارة الي طيب ريحها (1) .قوله (عليه السلام): «كما تذوب الالية قال في «القاموس»: الالية: العجيزة أو ما ركب العجز من شحم او لحم.قوله (عليه السلام): «ثم تقول» قد مر الكلام في نظيره.وروي في «البحار» عن «المصباح الزائرين» قال: يروي في أخذ التربة انك اذا أردت اخذها، فقم آخر الليل و اغتسل و ألبس أطهر ثيابك و تطيب بسعد و أدخل وقف عند الرأس وصل اربع ركعات تقرأ في الاولي منها الحمد مرة واحدي عشر مرة الاخلاص و في الثانية، الحمد مرة واحدي عشر مرة «القدر» و تقرء في الثانية: الحمد مرة واحدي عشر مرة الاخلاص و في الرابعة: الحمد مرة و اثنتي عشر مرة (اذا جاء نصر الله و الفتح) فاذا فرغت فاسجد، و قل في سجودك: ألف ألف (2) مرة، شكرا شكرا» ثم تقوم: و تتعلق بالضريح و تقول: يا مولاي يابن رسول الله اني آخذ من تربتك باذنك، اللهم فاجعلها شفاء من كل داء و عزا من كل ذل و أمنا من كل خوف و غني من كل فقر لي و لجميع المومنين و تأخذ ثلاث أصابع، ثلاث قبضات و تجعلها في خرقة نظيفة و تختمها بخاتم فضة (فصه) (3) عقيق، نقشه
ص: 75
ما شاء الله لا قوة الا بالله استغفر الله، فاذا علم (الله) (1) منك صدق النية، يصعد معك في الثلاث قبضات سبعة مثاقيل لا تزيد و لا تنقص ترفعها لكل علة و تستعمل منها، وقت الحاجة، مثل الحمصة فانك تشفي ان شاء الله.و في رواية اخري، تقرأ في الاولي: الحمد واحدي عشر مرة (قل يا ايها الكافرون) و في الثانية: الحمد واحدي عشر مرة «القدر» و تقنت فتقول: «لا اله الا الله عبودية و رقا لا اله الا الله حقا حقا لا اله الا الله وحده وحده أنجز وعده و نصر عبده و هزم الاحزاب وحده، سبحان الله ملك السموات السبع و الارضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و سبحانه الله رب العرش و صلي الله علي محمد و آله و سلام علي المرسلين و الحمد لله رب العالمين و تركع و تسجد و تصلي ركعتين الاخرين، تقرأ في الاولي «الحمد واحدي عشر مرة الاخلاص و في الثانية: الحمد واحدي عشر مرة (اذا جاء نصر الله و الفتح) و تقنت كما قنتت في الاوليين ثم تركع و تسجد، و تفعل كما تقدم في الرواية الاولي.وروي في البحار عن فقه الرضا «طين قبر أبي عبدالله (عليه السلام) شفاء من كل علة الا السام (2) .اقول: ان الاستدلال به مبني علي اعتبار فقه الرضا، كما عليه «المجلسيان» و غيرهما و هو غير ثابت، كما حررناه في الاصول (3) .
ص: 76
وروي في «البحار» عن «طب الائمة» بالاسناد عن جابر الجعفي قال: قال سمعت أباجعفر (عليه السلام) يقول: «طين قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء و أمان من كل خوف و هو لما اخذ له» (1) .أقول: أن مقتضي قوله (عليه السلام) «و هو لما اخذ له» حصول مطلق الغرض المقصود باخذ التربة لاجله لكن ظاهر صدر الرواية اعني قوله (عليه السلام) طين قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء، هو كون المدار في الشفاء علي الاكل.و أما قوله (عليه السلام): «و هو لما اخذ له» فيبعد كما البعد، كون المدار فيه علي الاكل، و الا لقال (عليه السلام): و هو لما اكل له، الا ان الحمل علي «الحمل» خلاف سوق الصدر، فهو من هذه الجهة بعيد. و اما قوله (عليه السلام): «و أمان من كل خوف» مردد بين كون المدار فيه علي «الاكل» او «الحمل» و قد تقدم في مثله ترجيح الحمل علي الاكل و علي الحمل علي الحمل بملاحظة سبق الشفاء و كون المدار فيه علي الأكل لكن. ها هنا، لما كان الظاهر كون المدار في قوله (عليه السلام): «و هو لما اخذ له» الحمل فلا يتاتي ترجيح الحمل علي الاكل.وروي في البحار عن بعض، قال: اذا أردت أن تأخذ من التربة للعلاج بها و الاستشفاء فتباكي و تقول: بسم الله و بالله بحق هذه التربة المباركة و بحق الوصي الذي تواريه و بحق جده و أبيه و امه و أخيه و بحق أولاده الصادقين و بحق الملائكة المقيمين عند قبره ينتظرون نصرته صل
ص: 77
عليهم اجمعين واجعل لي و لاهلي و ولدي و اخوتي و أخواتي فيه الشفاء من كل داء و الامان من كل خوف و أوسع علينا في أرزاقنا و صحح به أبداننا انك علي كل شي ء قدير و أنت ارحم الراحمين صلي الله عليه و آله اجمعين (1) و سلم تسليما، و ان شئت فقل - اللهم اني اسألك بحق هذه التربة و بحق الملك الموكل بها و بحق من فيها و بحق النبي الذي خزنها أن تصلي علي محمد و آل محمد و ان تجعل هذه التربة امانا لي من كل خوف و شفاء (لي) (2) من كل داء وسعة في الرزق انك علي كل شي ء قدير - و ان شئت فقل - اللهم اني أسئلك بحق الجناح الذي قبضها و الكف الذي قلبها و الامام المدفون فيها أن تصلي علي محمد و آل محمد و ان تجعل لي فيه الشفاء و الامان من كل خوف (3) .
ص: 78
وروي في البحار: عن المزار الكبير بالاسناد عن جابر الجعفي قال دخلت علي مولانا أبي جعفر (عليه السلام) (محمد بن علي الباقر عليهماالسلام) (1) فشكوت اليه علتين متضادتين بي اذا داويت احداهما انتقضت الاخري و كان بي وجع الظهر و وجع الجوف فقال لي: عليك بتربة الحسين (عليه السلام)، فقلت كثيرا ما أستعملها و لا تنجح في.قال جابر: فتبينت في وجه سيدي و مولاي الغضب، فقلت: يا مولاي، اعوذ بالله من سخطك، وقام فدخل الدار و هو مغضب، فأتي بوزن حبة في كفه، فناولني اياها، ثم قال لي: استعمل هذه يا جابر، فأستعملتها، فعوفيت لوقتي، فقلت: يا مولاي أستعملتها فعوفيت لوقتي. قال: هذه التي ذكرت انها لم تنجح فيك شيئا.فقلت: والله يا مولاي ما كذبت فيها و لكن قلت، لعل عندك علما، فأتعلمه منك، فيكون احب الي مما طلعت عليه الشمس.فقال: لي اذا أردت أن تأخذ من التربة، فتعمد بها (2) آخر الليل و اغتسل لها بماء القراح، و البس اطيب أطمارك (3) و تطيب بسعد و أدخل
ص: 79
فقف عند الرأس، فصل أربع ركعات، تقرأ في الاولي، الحمد واحدي عشر مرة (قل يا أيها الكافرون) و في الثانية: الحمد مرة واحدي عشر مرة (انا انزلناه في ليلة القدر) و تقنت فتقول في قنوتك: لا اله الا الله حقا حقا لا اله الا الله عبودية ورقا لا اله الا الله وحده وحده انجز وعده و نصر عبده و هزم الاحزاب وحده (1) .سبحان الله ذي العرش العظيم و الحمد لله رب العالمين، ثم تركع و تسجد و تصلي (اخراوين) (2) تقرأ في الاولي الحمد و احدي عشر مرة (قل هو الله احد) و في الثانية: الحمد و احدي عشر مرة (اذا جاء نصر الله و الفتح) و تقنت كما قنت في الاوليين ثم تسجد سجدة الشكر و تقول ألف مرة شكرا ثم تقوم و تتعلق بالتربة و تقول: يا مولاي يابن رسول الله اني آخذ من تربتك باذنك اللهم فاجعلها شفاء من كل داء و عزا من كل ذل و أمنا من كل خوف و غني من كل فقر لي و لجميع المومنين و المومنات و تأخذ بثلاث أصابع ثلاث مرات و تدعها في خرقة نظيفة و قارورة زجاج و تختمها بخاتم عقيق عليه ما شاء الله لا قوة الا بالله استغفر الله فاذا علم الله منك صدق النية لم يصعد معك في الثلاث قبضات الا سبعة مثاقيل و ترفعها لكل علة فانها تكون مثل ما رأيت (3) .
ص: 80
أقول: ان الماخوذ فث اكثر الاخبار، بحيث يتجاوز عن العشرن «طين القبر» و أما «سبعون ذراعا» و «رأس الميل» و «رأس اربعة اميال» و «طين الحائر» كما وردت في الاخبار، كما يأتي فهي شاذة فلا يتجه التعويل عليها.و أما «طين القبر» فلا ينبغي الارتياب في انصرافه الي ما اخذ من القبر و ان امكن صدق «طين القبر» علي ما وضع علي القبر من باب كفاية «ادني الملابسة» في الاضافة.الا أنه لا يعم، طين القبر في الاخبار المتقدمة لما وضع علي القبر لقوة ظهور الاضافة في الاخذ من نفس القبر، مع أن ما يوضع علي القبر انما يكون «ترابا» لا «طينا» علي أنه يتعذر الوضع علي القبر كما يتعذر أخذ الطين من القبر علي حسب ما جري عليه الوضع و الامر في هذه الاعصار.الا أن يقال: بكفاية الوضع علي الصندوق الخارج، لو كان متصلا بصندوق داخل، و ان امكن دعوي تعذر الوضع المشار عليه، علي حسب ما جري عليه الوضع و الامر نعم يتعذر أخذ الطين من القبر، الا أنه قد حكي: انه اتفق في قريب من هذه الاعصار اخذ الطين من القبر، لاستشفاء بعض العلماء و فتح باب السرداب و بيع بعض المأخوذ بالذهب المسكوك.الا أن البيع المذكور مبني علي عدم الاطلاع علي ما دل علي عدم جواز بيع التربة، بعد اعتبار سنده.و يمكن أن يقال: ان شمول القبر للصندوق المشار اليه، بعد الصدق، محل الاشكال، بل الظاهر العدم، بل علي تقدير الشك، في الشمول
ص: 81
يبني علي الحرمة عملا بعمومات حرمة الطين، بناء علي حجية الظن النوعي.نعم، بناء علي حجية الظن الشخصي، يعمل بالاصل و الاصل يقتضي الجواز و بما سمعت يظهر، حال الغبار المتطرق علي الصندوق، و أما ما تعارف من وضع التراب في المقتل و أخذ للاستشفاء فلا دليل عليه، بعد، ان التراب غير الطين، الا بعد جواز الاستشفاء بتربة الحائر و توسعة القبر، كما هو مقتضي الاخبار المتقدمة في باب الحريم.و بعد كون ما يوضع عليه التراب من الحائر لانصراف ذلك، أعني تربة الحائر، الي تراب الاصل الحائر، و مقتضي حرمة التراب، بعد حرمته حرمة التراب المشار اليه، بناء علي اعتبار الظن النوعي، نعم بناء علي اعتبار الظن الشخصي يتأتي الجواز قضية الاصل و لا بأس بالمتعارف المشار - اليه، بناء علي توسعة القبر كما هو مقتضي غير واحد من الاخبار المتقدمة في باب الحريم. الا أنه بعد اعتبار السند لا يكافي ء الخبار الكثيرة المأخوذ فيها «طين القبر» الموكول أمره الي العرف مع أنه لا يشمل التراب الذي وضع من الخارج ثم أخذ منه علي أن الطين غير «التراب».
ص: 82
الاول: أن المأخوذ في أكثر الاخبار كما مر «طين القبر» و بمفاده طين الحسين (عليه السلام) اذ المقصود به: «طين قبر الحسين (عليه السلام)» و مقتضاه كون موضع أخذ التربة هو القبر و قد ورد روايات اخري، مختلفة في موضع اخذ التربة، قد روي في كامل الزيارة، باسناده عن شيخ من أصحابنا عن، ابي الصباح الكناني عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «طين قبر الحسين شفاء و ان اخذ علي رأس ميل (1) .وروي باسناده عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «لو أن مريضا من المومنين يعرف حق ابي عبدالله (عليه السلام) و حرمته و ولايته اخذ له من طينه علي رأس ميل كان له دواء و شفاء» (2) .وروي فيه باسناده عن بعض الاصحاب عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: «يوخذ طين قبر الحسين (عليه السلام) من عند القبر علي سبعين ذراعا» (3) .
ص: 83
ورواه في «التهذيب» عن «ابن قولوية» ورواه في «الكافي» في آخر كتاب «الحج» بالاسناد عن بعض الاصحاب قال: يوخذ الي آخر احديث المذكور.وروي فيه باسناده عن بعض الاصحاب عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: يوخذ طين قبر الحسين (عليه السلام) عند القبر علي سبعين باعا في سبعين باعا (1) .وروي فيه باسناده عن محمد بن زياد عن عمته قالت: سمعت اباعبدالله (عليه السلام) يقول: «ان في طين الحير الذي فيه الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء و أمنا من كل خوف (2) .قوله (عليه السلام): الحير المقصود به «الحائر» كما يظهر مما مر و عن بعض النسخ «الحائر» و عبر «بالحير» في رواية محمد بن مسلم المتقدمة ايضا و عن بعض النسخ الحائر و يظهر الحال بما مر.وروي فيه باسناده عن الثمالي عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: «كنت بمكة و ذكر في حديثه، قلت: جعلت فداك اني رأيت أصحابنا يأخذون من طين الحسين (عليه السلام)، ليستشفون (3) به، هل في ذلك شي ء مما يقولون من الشفاء؟قال قال: يستشفي بما بينه و بين القبر علي رأس أربعة أميال و كذلك طين قبر جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و كذلك طين قبر
ص: 84
الحسن و علي و محمد، فخذ منها فانها شفاء من كل سقم و جنة مما يخاف و لا يعدلها شي ء من الاشياء التي يستشفي بها الا الدعاء و انما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها و قلة اليقين لمن يعالج بها فأما من ايقن انها له شفاء اذا تعالج بها كفته باذن الله من غيرها مما يتعالج به، و يفسدها الشياطين و الجن من أهل الكفر منهم، يتمسحون بها و ما تمر بشي ء الا شمها و أما الشياطين و كفار الجن فانهم يحسدون ابن آدم عليها فيتمسحون بها فيذهب عامة طيبها و لا يخرج الطين من الحير الا و قد استعد له ما لا يحصي منهم و الله انها لفي يدي صاحبها و هم يتمسحون بها و لا يقدرون مع الملائكة أن يدخلوا الحير و لو كان من التربة شي ء يسلم، ما عولج به احد الا بري من ساعته، فاذا اخذته فاكتمها و أكثر عليها ذكر الله عزوجل و قد بلغني أن بعض من ياخذ من شيئا - يستخف به حتي ان بعضهم يطرحها في مخلاة الابل و البغل و الحمار أو في وعاء الطعام و ما يمسح به الايدي من الطعام و الخرج و الجوالق فكيف يستشفي به من هذا حاله عنده و لكن القلب الذي ليس فيه اليقين من المستحق بما فيه صلاحه يفسد عمله (1) .و قد آتينا بتمام الرواية مع أنه ليس محل الحاجه منها هنا الا بعض فقراتها لمسيس الحاجة. الي طائفة من فقراتها كما يظهر مما يأتي.قوله (عليه السلام): من «طين الحسين» (عليه السلام) عن بعض النسخ «طين الحائر» ثم ان الاختلاف المتقدم في باب الحائر، يوجب، الاختلاف في موضع أخذ التربة.و كذا الحال في اختلاف الاخبار المتقدم في «الحريم» بناء علي اتحاد
ص: 85
«الحريم» و «الحائر» و الا فالحريم لم يوجد في شي ء من اخبار التربة.
أن مقتضي بعض الاخبار، أن التربة «حمراء» حيث أنه روي في «كامل الزايارة» بالاسناد عن يونس بن رفيع (1) عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال عند رأس الحسين بن علي عليهماالسلام لتربة حمراء فيه شفاء من كل داء الا السام (قال) (2) : فاتيت القببر بعدما سمعنا هذا الحديث فاحتفرنا عند راس القبر فلما حفرنا قدر ذراع انحدرت علينا من عند رأس القبر شبيه السهلة حمراء قدر درهم فحملناه الي الكوفة (فمزجناه و أقبلنا) (3) و نعطي الناس ليتداوون به» (4) .و رواه في الكافي بالاسناد عن يونس بن ربيع عن أبي عبدالله (عليه السلام): مثله (5) .قوله: شبيه السهلة: قال في القاموس: السهلة بالكسر: تراب كالرمل مجي ما به الماء (6) .
ص: 86
أنه هل يشترط جواز الاكل بالشرائط المذكورة في الاخبار المتقدمة؟ أو الشرائط مكملات الفضل و سرعة التأثير، قد استظهر المقدس، علي ما حكي من عبارته، الاول، عن بعض الروايات، و احتمل الاخير فظاهره نوع ميل الي القول بالاول.و جنح اليه في كشف اللثام (1) ، نقلا، حيث حكم بأن الاخبار تعطي الاشتراط، الا أنه استشكل بعد ايراد الاخبار، في الاستشفاء، بدون الشرائط و حكي «المقدس» القول بالاخير، عن المشهور.و في «الرياض»: لم أقف علي مشترط لذلك أصلا، بل صرح جماعة بأن ذلك لزيادة الفضل و عن بعض الاصحاب، أن عدم الاشتراط كأنه من الواضحات، قال: نعم يعتبر في جواز، استعماله أن لا يتجاوز، عن قدر الحمصة متوسطة بلا خلاف بين الطائفة (2) .أقول: أنه لو ورد مطلقات متعددة وورد مقيد فان كان ورود
ص: 87
المطلقات في مجالس عديدة كما في المقام، فلابد من البناء علي الاطلاق اذ تقديم المقيد، من جهة قوة الظن فيه.و بعبارة اخري «حركة الظن نحوه» و علي تقدير ورود الاطلاق في مجالس عديدة يتحرك الظن نحو الاطلاق و يكون الظن فيه أقوي فلابد من البناء عليه، نظير ما لو اعتضد الاطلاق بالشهرة و نظير ذلك ان كثرة السند توجب مزيد الترجيح في التعارض الخبرين في صورة، تعدد الامام أو تعدد المجلس بالنسبة الي صورة اتحاد الامام و المجلس.و أما، لو كان ورود المطلق في مجلس واحد، فهاهنا يقدم المقيد و ان تعدد السند لعدم الاعتداد بتعدد السند، مع وحدة المتن و الامر نظير، ما لو اتحد سند المطلق، ففي مقامنا هذا لابد من البناء علي الاطلاق.خلافا لما جري عليه في «الرياض» حيث حكم بالتقييد و لو تواتر المطلق لكن نقول:أنه في المقام تعدد روايات المقيد و القدر المشترك بين الكل هو التقييد في الجملة، فلابد من رفع اليد عن الاطلاق، للظن بانتقاض الاطلاق الا أنه يشتبه القيد و يتردد فيه.فالأحوط مراعات القيود بأجمعها، لكن لو كانت هذه السانحة في الواجبات، كان اللازم، البناء علي الاحتياط، بناء علي وجوب الاحتياط في الشك في المكلف به، فيلزم الاخذ بالقيود و أما بناء علي حكومة اصالة البرائة فيتأتي التخيير.و الفرق بين هذا التخيير و التخيير المستفاد من الاطلاق: أن التخيير هنا عملي و التخيير المستفاد من الاطلاق اجتهادي.
ص: 88
أنه قد ظهر بما مر، اختلاف الاخبار في دعاء الاخذ و كذا في دعاء الاكل و كذا في كيفيه الاخذ - و كذا في مقدمات الاخذ.
ان مقتضي ما تقدم من رواية، محمد بن مسلم، اشتراط الاستشفاء بالتربة، بأن يكون؛ وضعها بعد الاخذ في موضع غير وضيع بملاحظة قول مولانا الباقر (عليه السلام): «فتطرحه في خرجك او في أشياء دنسة، فيذهب ما فيه مما تريد».قوله (عليه السلام): في «خرجك» الخرج: باضم قال في «المصباح» و «الخرج» معروف عربي صحيح انتهي.و الظاهر أنه ما يعبر عنه بالفارسية «بخرجين» و به عبر في «تحفة الزائر» في ترجمة «الخرج» و يقتضي الاشتراط المشار اليه غير واحد من فقرات رواية؛ «الثمالي» المتقدمة في التنبيه الاول.
ص: 89
ان مقتضي ما تقدم من رواية «الثمالي» في التنبية الاول اشتراط الاستشفاء، بكتمان التربة و اكثار ذكر الله عليها، بعد الاخذ، و ظاهر الرواية أن الاشتراط المشار اليه من جهة، ان لا يتمسح بها الشياطين و كفار الجن:و ان قلت: أن اشتراط الكتمان كيف يكون من جهة عدم مسح الشياطين و كفار الجن مع أن المذكور في الرواية المشار اليها، ان الشياطين و كفار الجن، يتمسحون بها و هي في يد صاحبها.قلت: أن الظاهر «من كونها في يد صاحبها» هو كونها ظاهرة في يد صاحبها، فلا منافاة بين مسحهم لها و هي في يد صاحبها و اشتراط الكتمان، بل ظاهر نسبة المسح اليها و هي في يد صاحبها الي الشياطين و كفار الجن أن اشتراط الكتمان من جهة عدم المسح كما ان الظاهر من النسبة المشار اليها أن اكثار الذكر من جهة عدم المسح.
أن مقتضي ما رواه في «كامل الزايارة» اسنادا الي ابن أبي يعفور
ص: 90
«قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام)، يأخذ الانسان من طين قبر الحسين (عليه السلام) فينتفع به و يأخذ غيره فلا ينتفع به، فقال:«لا و الله الذي لا اله الا هو ما ياخذه أحد و هو يري أن الله ينفعه الا نفعه به» (1) .اشتراط الاستشفاء بحسن الظن بالشفاء و هو مقتضي ما دل علي أن سبحانه عند حسن ظن عبده. و كذا ما تقدم في رواية «الثمالي» المذكورة في التنبيه الاول» من أنه: «يفسد التربة قلة اليقين، لمن يعالج بها فأما من أيقن أنها له شفاء، اذا تعالج به كفته باذن الله من غيرها مما يعالج به».
أن مقتضي ما رواه في «كامل الزايارة» اسنادا الي أبي بكر الحضرمي عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «لو أن مريضا من المومنين يعرف حق أبي عبدالله الحسين بن علي صلوات الله عليهما و حرمته و ولايته اخذ من طين قبره مثل رأس أنملة كانت له دواء» (2) .
ص: 91
«اشتراط الاستشفاء بكون المأخوذ من التربة بمقدار رأس الانملة» قال في القاموس: الانملة بتثليث الميم و الهمزة تسع لغات التي فيها الظفر. و قال في «المصباح» «الانملة» من الاصابع: العقدة و بعضهم يقول: «الانامل» رؤوس الاصابع و عليه ينطبق قول الازهري، الانملة: المفصل الذي فيه الظفر.و الانملة: بفتح الهمزة و فتح الميم أكثر من ضمها، و «ابن قتيبة» يجعل المضموم، من لحن العوام، و بعض المتأخرين، حكي تثليث الهمزة مع تثليث الميم فتصير تسع لغات انتهي. و لا يذهب عليك أن متقضي أخذ رأس الانملة في الخبر، هو: كون المقصود بالانملة في الخبر، هو ما كان فيه الظفر، و ان كان الانملة، عقدة الاصابع و الظاهر من اشتراط الاخذ، بمقدار رأس الانملة اشتراط الاكل ايضا.و يمكن أن يقال: أنه لا دلالة في الرواية علي اشتراط الاستشفاء من التربة بكون المأخوذ بمقدار رأس الانملة، بل ذكر رأس الانملة من باب المثال، الا أن يقال: أن ذلك المقال خلاف الظاهر.لكن نقول: أنه يتأتي التعارض بين تلك الرواية، بعد اعتبار سندها و ما دل علي اشتراط كون المأخوذ بمقدار الحمصة كما في ما رواه «الكفعمي» و ما رواه في «البحار» عن «مكارم الاخلاق» في اولي الروايتين و قد تقدم هذه الرواية كرواية الكفعمي.و الترجيح مع الرواية الخيرة بعد اعتبار السند، قضية التعدد.
ص: 92
أنه ربما يقتضي ما تقدم من رواية محمد بن مسلم. اشتراط الاستشفاء بالتربة بادخالها في الماء حتي تصير مستهلكة فيها الا أن يقال ان غاية الامر اقتضاء، اشتراط الادخال في الماء.و أما الاستهلاك فيمكن أن يكون من باب البخت و الاتفاق أو عدم منافرة الماء للطبيعة.
أنه ظاهر اكثر الاخبار المتقدمة و ان كان الاشتراط الاستشفاء بالتربة باكلها أعني كون الشفاء في الاكل، لكن مقتضي ما في بعض تلك الاخبار من أنها لا تمر بشي ء الا هضمته، هو تطرق الشفاء في وجع العين علي ادخالها في العين، و كذا ترتب الشفاء في وجع الضرس علي الوضع علي الضرس، بل مقتضي الفقرة المذكورة من بعض الخبار و كذا في رواية محمد بن مسلم المتقدمة من قول مولانا الباقر (عليه السلام):
ص: 93
«و لو لا ما ذكرت لك ما يمسح به شي ء و لا شرب منه شي ء الا أفاق من ساعته».كفاية امساس العين بالتربة في دفع وجع العين، الا أن يقال: أن امساس العين بالتربة لا يتحقق الا بادخال التربة في العين لو كان في جفن العين مرض، يتأتي امساسها بالتربة و نظيره غير غزير.
انه لا يشترط في جواز الاستشفاء بالتربة اذن الطبيب و لا الظن بنفعها، فضلا عن العلم بالنفع، و لا انحصار العلاج فيها، لاطلاق الاخبار.و لا اشكال، لكن بناء علي اشتراط حسن الظن في جواز الاستشفاء كما هو مقتضي رواية ابن أبي يعفور المتقدمة، يشترط الظن بالنفع أقلا.و علي أي حال، فلا ينحصر جواز الاستشفاء بالتربة، بصورة خوف الهلاكة، بل يجوز الاستشفاء بها في أوائل الامراض السهلة، الا أن يقال: ان شمول الاخبار، لصورة عدم الخوف محل اشكال الا أن يقال: ان ظاهر، بل بلا اشكال شمول الاخبار لكن نقول: ان الظاهر، بل بلا اشكال، عدم شمول الاخبار لأكل التربة، لوجع العين و وجع الأسنان حيث أن الظاهر من الاخبار هو ترتب الشفاء علي الاكل، فيما كان اصلاح المرض بصلاح
ص: 94
الداخل، و بما مر ربما يظهر جواز الاستشفاء بالتربة و ان لم يجز التداوي بالمسكر و غيره من المحرمات.
ان الظاهر بل بلا اشكال أن اشتراط مقدار الحمصة في الاخذ او الاكل في قبال، الازيد من الحمصة فالغرض اشتراط عدم التجاوز عن الحمصة، فلا بأس بالاقل من الحمصة أخذا أو أكلا.
ان المدار في الحمصة في باب الاخذ أو الاكل علي الاعتدال و الغالب و قد تقدم ان المقصود بالحمصة هو العدس.
ص: 95
انه لو أخذ المريض بنفسه حال المرض أو سابقا علي المرض التربة، فلا اشكال، و الا فيشترط جواز الاكل بقيام البينة، علي كون ما أراد المريض أكله هو التربة و يكفي قول المسلم، لو قلنا باصالة صحة قول المسلم، لو خلي عن المعارض.
أنه هل يجوز تكرار الاستشفاء بالتربة بقدر الحمصة في كل مرة؟الظاهر العدم لعدم شمول الاخبار، فيعم أخبار حرمة الطين. الا أن يقال: أن مقتضي ما رواه محمد بن مسلم ان مولانا الباقر (عليه السلام) أعطاه الماء الممزوج بالتربة، مرتين جواز تكرار الاستشفاء».لكن يمكن أن يقال: أنه لعله كان التربة الممزوجة بالماء في مجموع مرتين بقدر الحمصة فلا يجدي ذلك في المقصود.
ص: 96
الا أن يقال: أنه لو احتمل كون التربة الممزوجة بالماء في واقعة محمد بن مسلم في كل مرة فيتأتي الشك في الحرمة في المقام و الاصل يقتضي الجواز.الا أن يقال: أن البناء علي اصالة الجواز بعد الشك المذكور انما يتم بناء علي اعتبار الظن الشخصي و أما بناء علي اعتبار الظن النوعي فلابد من البناء علي الحرمة عملا بأخبار حرمة الطين.
أنه لا بأس بتكرار الاستشفاء بالتربة بقدر الحمصة في مرتين أعني: كون المأكول في مجموع المرتين بمقدار الحمصة، فيكون المأكول في كل مرة بمقدار بعض الحمصة، و المستند عموم الاخبار.الا أن يقال: ان الظاهر من الاخبار، كون مقدار الحمصة في الاكل، في مرة واحدة.الا أن يقال: أنه لو جاز مقدار الحمصة فلا فرق بين المرة و المرتين، مضافا الي أن مقتضي رواية «محمد بن مسلم» أن مولانا الباقر (عليه السلام)، أعطاه الماء الممزوج بالتربة مرتين، و لا أقل من كون التربة في مجموع المرتين بمقدار الحمصة و الا فلو كان التربة في كل مرة بمقدار الحمصة فيثبت المقصود بالاولوية.
ص: 97
انه لا اشكال في جواز تكرار الاستشفاء علي حسب تبدل المرض بمرض آخر، أو أمراض آخر، و أما لو تعدد المرض، فهل يجوز تكرار الاستشفاء علي حسب تعدد المرض قصدا في كل مرة، من أكل التربة الاستشفاء من مرض مخصوص؟ جري الوالد الماجد «ره» علي القول بالجواز، و يمكن القدح فيه، بالشك في شمول الاخبار، الا أن يقال: أنه علي تقدير الشك، يتأتي الجواز ايضا، غاية الامر أن الجواز علي هذا، عمل من باب الاصل، بناء علي اعتبار الظن الشخصي للشك في الدخول تحت المستثني منه، أعني عمومات حرمة الطين بناء علي اقتضائها حرمة التراب، و المستثني أعني الاستشفاء بالتربة.نعم بناء علي اعتبار الظن النوعي يتأتي الحرمة.
انه هل يجوز الاستشفاء بالتربة عن الامراض الباطنة كالحسد
ص: 98
و الكبر و غيرهما أم لا؟أقول: أنه لا اشكال في عدم شمول الاخبار، للاستشفاء المشار اليه فيتأتي شمول أخبار حرمة الطين فيحرم الاستشفاء المشار اليه، و مقتضي ما يأتي من بعض، من الجمع بين أخبار حرمة الطين و ما دل علي استحباب الافطار بالتربة و لو من باب تخيير بينها و بين التمر، هو القول بالجواز، و ليس بشي ء، و بما سمعت يظهر: عدم جواز الاستشفاء بها للأمراض الطبيعية كقلة الحافظة و كثرة النسيان.
انه هل يجوز الاستشفاء بالتربة عن الامراض المحتملة الوقوع أو مطلق المرض المحتمل الوقوع؟ و بعبارة اخري هل يجوز أكل التربة من باب حفظ الصحة؟أقول: أنه يقتضي القول بالجواز.ما رواه الشيخ في «المصباح» كما حكمه في البحار (و) عنه في الامالي بالاسناد عن زيد بن اسامة قال: كنت في جماعة من عصابتنا بحضرة سيدنا الصادق (عليه السلام) فاقبل الينا، أبوعبدالله (عليه السلام) فقال:«ان الله تربة جدي الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء
ص: 99
و أمانا من كل خوف فاذا تناولها احدكم فيقبلها و بضعها علي عينيه و يمرها (1) علي سائر جسده و ليقل:اللهم بحق هذه التربة و بحق من حل بها وثوي فيها و بحق أبيه و امه و أخيه و الائمة من ولده و بحق الملائكة الحافين به ألا جعلتها شفاء من كل داء و برا من كل مرض و نجاة من كل آفة و حرزا مما أخاف و احذر ثم ليستعلمها.قال أبواسامة: فاني استعملتها (من) (2) دهري الاطول، كما قال و وصف ابوعبدالله (عليه السلام)، فما رأيت بحمد الله مكروها» (3) .بناء علي كون المقصود بقوله (عليه السلام): «شفاء من كل داء وامنا من كل خوف» هو الشفاء من كل داء محتمل الوقوع و الامن من كل خوف محتمل الوقوع كما فهمه الرواي حيث أن مقتضي قوله بعد اعتبار السند: «استعملتها دهري الاطول» كما قال و وصف ابوعبدالله (عليه السلام)، فما رايت بحمدالله مكروها» انه كان يستعمل التربة كثيرا و من هذا صار مأمونا عن المكاره.و يمكن أن يقال: أن ما فهمه الراوي خلاف ظاهر كلام مولانا الصادق (عليه السلام) اذ «ظاهره» هو الشفاء عن الداء الواقع، و فهم الراوي لا اعتبار به الا من باب افادة الظن بالمراد، فلو ثبت الخطاء منه فلا عبرة بفهمه، بل في كثير من المواقع، وقع الاشتباه للرواة فهم كلام
ص: 100
المعصوم، و ان كان الامر في الواقع جلا أو كلا من جهة ارادة خلاف الظاهر، لا قصور فهم الراوي و قد جمعنا تلك المواقع في بعض المواضع و يمكن أن يقال: أن غرض الرواي من «الامن من المكاره»: هو النجاة عن الموت، في الالم الواقع بتوسط التربة و كذا النجاة عن المخوف المحذور عنه، بعد حضور الخوف بتوسط التربة، و نظير ذلك، يذكر في كلمات أهل العرف.و بعد: فالمقصود بالتناول في الحديث المذكور، هو الاخذ، بشهادة الامر بالاستعمال بعد التناول، مضافا الي الامر بالتقبيل و الوضع علي العينين و الامرار علي سائر الجسد، ثم ان «السائر» في قوله (عليه السلام) علي سائر جسده، بمعني الجميع و هو خلاف مقتضي وضعه، لأن سائر الشي ء، باقيه باتفاق أهل اللغة، كما حكاه «الازهري» نقلا بل عن «ابن أثير» أن معناه: الباقي و هذا مما يغلط فيه الناس، فيضعونه موضع الجميع (1) بل عن «درة الغواص» عده من أوهام الخواص فهذا يشهد بضعف الخبر بعد ضعف سنده، بخلاف أنه قد يشهد، عبارة الخبر من حيث الاشتمال علي المحاسن البديعية، او علي علو المفاد، باعتبار الخبر فينجبر ضعف السند أو يوجب ترجيح الخبر علي معارضه، و من باب جبر ضعف السند، انجبار سند الصحيفة السجادية و أشعار «الديوان» المنسوب الي أميرالمؤمنين (عليه السلام).
ص: 101
و شرح الحال موكول الي ما حررناه في الاصول (1) .
أنه هل يجوز الاستشفاء بالتربة في الجراحات أم لا؟أقول: أنه لو كان الامرار كافيا في الشفاء كما هو مقتضي غير واحد من الاخبار المتقدمة فلا اشكال في الجواز، و أما لو كان لمدار علي الاكل فالامر محل الاشكال و ان كان مقتضي طائفة من الروايات كون المدار في استعمال التربة للامن من المكاره علي الاكل كما يظهر مما يأتي.
أنه لو امتزج التربة بالادويه بحيث صارت مستهلكة فشمول الاخبار له محل الاشكال، لكن مقتضي ما تقدم من رواية محمد بن مسلم هو استهلاكها في الماء المداوي بها من مولانا الباقر (عليه السلام) كما تقدم في بعض التنبيهات.
ص: 102
أن مقتضي رواية أبي يحيي الواسطي المتقدمة أن أكل التربة بشهوة لا توجب الشفاء.
ان مقتضي ما تقدم من رواية البحار عن «مكارم الاخلاق» في الرواية الثانية: أن التربة لا شفاء فيها لأعداء آل محمد عليهم السلام بل هي مهلكة لهم.
ان مقتضي ما تقدم من رواية محمد بن مسلم جواز الاستشفاء
ص: 103
بالتربة، لامراض الدواب، حيث أن مقتضاها، ان شمها يوجب البركة لها فاكلها يوجب دفع المرض بالاولوية في صورة ارادة الاستشفاء كما هو المدار في تطرق الشفاء علي الانسان.
أن مقتضي ما تقدم من رواية البحار عن «امالي الشيخ» في الرواية الاولي: «انه ينبغي أن ياخذ الشخص من التربة و يحملها معه اذا أراد الدخول علي السلطان أو غيره و كان خائفا و يقول: اللهم اني اخذته من قبر وليك و ابن وليك فاجعله لي أمنا و حرزا لما أخاف و ما لا أخاف فانه قدير و ما لا يخاف (1) .و ربما يقتضي ما تقدم من رواية الشيخ في «المصباح» و «الامالي» جواز تناول التربة علي الوجه المذكور للامن من المكاره.وروي في «كامل الزايارة» كما مر بالاسناد عن محمد بن زياد عن عمته قالت: سمعت أباعبدالله (عليه السلام) يقول: «ان في طين الحير الذي فيه قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف (2) .
ص: 104
و مقتضاه ايضا، كون التربة موجبة للامن من المخاويف و المكاره، لكن لا دلالة فيه علي كون الامن بواسطة التناول لاحتمال كونه بواسطة الحمل، اللهم الا أن يقال: أن السوق يقتضي كون الامن بواسطة التناول، قضية كون الشفاء المتقدم علي الامن بواسطة التناول.و قد تقدم، اجمال رواية «احمد بن مصقلة» و مرفوعة «محمد بن علي» من حيث كون المدار، في الامن علي الاكل او الحمل، و ان أمكن دعوي ظهور كون المدار علي الاكل بملاحظة سبق الشفاء، الا أن مقتضي ما في الرواية الثانية من دعاء الاخذ، كون المدار علي الحمل.و مقتضي ما تقدم من رواية «سعد بن سعد» كون التربة، أمنا من الخوف و لعل الظاهر منها كون المدار علي الاكل، قضية سبق الشفاء، و مقتضي ما تقدم من رواية «طب الائمة» ايضا، كون التربة أمنا من الخوف، و لكن تقدم الكلام في كون المدار فيها علي الاكل أو الحمل.ثم انه ذكر في «تحفة الزائر» أنه ورد بسند معتبر عن الصادق (عليه السلام)، «انه من أراد أن يكون مأمونا من الخاويف فيجعل السبحة اليتي من التربة بيده و يقرأ هذا الدعاء ثلاقث مرات: أصبحت اللهم معتصما بذمامك و جوارك المنيع الذي لا يطاول و لا يحاول، من شر كل طارق و غاشم من سائر من من خلقت و ما خلقت من خلقك الصامت و الناطق في جنة من كل مخوف بلباس سابغة حصينة و هي ولاء أهل بيت نبيك محمد (صلي الله عليه و آله) محتجزا من كل قاصد لي الي أذية بجدار حصين الاخلاص في الاعتراف بحقهم و التمسك بحبلهم جميعا موقنا، أن الحق لهم و معهم و منهم و فيهم و بهم اوالي من والوا و اعادي من عادوا و اجانب من جانبوا فاعذني اللهم بهم من شر كل ما أتقيه، انا جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا
ص: 105
فاغشيناهم فهم لا يبصرون، ثم يقبل السبحة و يمرها علي عينيه و يقول:اللهم اني أسئلك بحق هذه التربة المباركة و بحق صاحبها و بحق جده و بحق أبيه و بحق امه و بحق أخيه و بحق ولده الطاهرين اجعلها شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف و حفظا من كل سوء» (1) .فلو فعل ذلك في الصباح لكاف، مأمونا الي المساء و لو فعل في المساء لكان مصونا الي الصباح.
أن مقتضي الدعاء المذكور في مرفوعة «محمد بن علي» المتقدمة أن التربة، تفيد الغني و وسعة الرزق كما مر، الا أنه، قد سمعت اجمال الحال من حيث كون المدار علي الاكل أو الحمل و ان أمكن دعوي بعد كون مجرد الاكل موجبا للغني و وسعة الرزق بخلاف الحمل.
ص: 106
أنه روي في «كامل الزايارة» بالاسناد عن أبي اليسع قال:سأل رجل أباعبدالله (عليه السلام) و انا اسمع قال: آخذ من طين القبر، يكون عندي أطلب بركته، قال (عليه السلام): لا بأس بذلك (1) .و ظاهره يقتضي بعد اعتبار السند أن حمل التربة يوجب البركة و الامن من المكاره بل وفور النعمة، حيث أن الظاهر من قول السائل:«عندي»، هو كونه حاملا للتربة لا مجرد كون التربة في حيازته و ان كان في بيته أو أمانة في بيت غيره، كما أنه لا دلالة فيه علي الاكل بلا شبهة.فلا دلالة فيه علي جواز الاكل بقصد البركة بلا مرية، و ربما يتوهم أن متقضي ما يأتي من رواية «العيون»، حيث نهي مولانا الكاظم (عليه السلام) عن الاخذ من تربته شيئا للتبرك، فقال: «فان كل تربة لنا محرمة الا تربة جدي الحسين بن علي عليهماالسلام فان الله عزوجل جعلها شفاء لشيعتنا» (2) .عدم جواز حمل تربة احد من المعصومين عليهم السلام، للتبرك،
ص: 107
حيث أن مقتضي صدر الرواية عدم جواز التبرك بأكل تربة مولانا الكاظم (عليه السلام)، و مقتضي ذيلها عدم جواز حمل تربة سيد الشهداء للاستشفاء لكنه مدفوع بأن الظاهر بل بلا اشكال، أن الغرض من الصدر، عدم جواز الاستشفاء بأكل تربة مولانا الكاظم (عليه السلام).و الغرض من الذيل جواز الاستشفاء بأكل تربة مولانا سيد الشهداء (عليه السلام)، كيف لا و لا مجال لخيال حرمة الحمل.
انه ربما يقال: باستحباب الاستشفاء بالتربة و يمكن القدح فيه بان مفاد الاخبار لا يجاوز عن الجواز، و الامر فيها بالاستشفاء بالتربة بعد ثبوته مبني علي الارشاد، بل مفاده الرخصة، قضية الورود مورد التوهم الحظر علي القول، بكون ورود الامر مورد توهم الحظر موجبا لدلالة الامر علي الرخصة و ان أمكن القول، بعدم ثبوت سبق توهم الحظر، و ورود الامر مورد توهم الحظر، بل الامر المشار اليه معلق علي ارادة الاستشفاء، حيث أنه يأمر بالاكل في ضمن تعداد شائط الاستشفاء بعد ارادة الاستشفاء.
ص: 108
ان مقتضي ما تقدم من قول الباقر (عليه السلام): في رواية «طب الائمة» و «هو لما اخذ له» كفاية التربة في جميع المقاصد، و قد تقدم الكلام فيه من حيث كون المدار علي الاكل أو الحمل و علي تقدير كون المدار علي الحمل يتجه، جعل التربة حرزا للانسان و كذا للمتاع (1) .بل هو مقتضي ما يأتي من الاحتمال الاظهر فيما عن الرضا (عليه السلام) بل يحكم العقل و الاعتبار بعد الاطلاع علي كونها موجبة للشفاء بكونها موجبة للحفظ و الامن من مسنوح السوانح الشديدة و يتجه أيضا: القائها في البحر عند تلاطم أمواجه طلبا لاستقامته.و قد حكي استقامته بالقائها فيه عند تلاطم أمواجه.
انه لا فرق في الاستشفاء بالتربة بين الرجال و النساء و الاحرار
ص: 109
و العبيد و الاماء و الكبير و الصغير و لو كان غير مميز، و لا فرق ايضا بين استشفاء المريض لنفسه و استشفاء الشخص لغيره المريض كما في جعل التربة موصولة في حلق المغتمي عليه
ان مقتضي ما تقدم من رواية سماعة بن مهران، عدم جواز بيع التربة و شرائها و ان بيعها و شرائها مثل بيع لحم مولانا الحسين سلام الله عليه و شرائه.فالاحتياط أن لا يباع ما يسجد عليه و ما يسبح به و لا يشتري، بل يهديهما المالك من دون تعيين القيمة و يعطيه الاخذ ما يوازن القيمة كما ذكره في «كامل الزايارة».و ان كان مورد عدم جواز البيع و الشراء بعد اعتبار السند هو طين القبر و أين هذا مما يعمل للسجدة و التسبيح.
انه روي في «كامل الزيارة» بالاسناد عن أبي عبدالله البرقي، عن
ص: 110
بعض الاصحاب (1) قال: «دفعت الي امراة غزلا فقالت: ادفعه بمكة ليخاط به كسوة الكعبة قال: فكرهت أن ادفعه الحجبة و أنا اعرفهم، فلما أن صرنا بالمدينة دخلت علي أبي جعفر (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك أن امراة أعطتني غزلا فقالت: ادفعه بمكة ليخاط به كسوة الكعبة، فكرهت أن أدفعه الي الحجبة، فقال (عليه السلام): اشتر به عسلا و زعفرانا و خذ من طين قبر الحسين (عليه السلام) و أعجنه بماء السماء و اجعل فيه شيئا من العسل و الزعفران و فرقه علي الشيعة ليداووا مرضاهم» (2) .و مقتضاه عدم كفاية التربة بنفسها الا أن الحديث بعد ارساله معارض بالاخبار الكثيرة الدلالة علي كفاية التربة بنفسها.و نظير ذلك ما رواه في الوسائل عن «مجمع البيان» عن كتاب «العياش» مرفوعا الي أميرالمؤمنين (عليه السلام): ان رجلا قال له:اني موجع بطني فقال: الك زوجة؟ قال: نعم.قال: استوهب منها شيئا من مالها، طيبة نفسها ثم اشتر به عسلا ثم اسكب عليه من ماء السماء ثم اشربه، فاني سمعت الله سحبانه يقول في كتابه: (و أنزلنا من السماء ماء مباركا) (3) و قال: (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) (4) و قال: (فان طبن لكم عن شي ء
ص: 111
منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا) (1) .فاذا اجتمعت البركة و الشفاء و الهني ء المري شفيت ان شاء الله فشفي (2) .
أن مقتضي الاخبار المتقدمة الدالة علي جواز أكل التربة من جهة الشفاء كونها في غاية مرتبة الاحترام فلا يجوز تقريبها من النجاسة، بل هذا يوجب الاستخفاف بالشرع فيوجب الكفر.بل مقتضي رواية محمد بن مسلم المتقدمة (3) . المنع عن الاستخفاف بالتربة الا انه من باب الاستشفاء، و بما ذكر يظهر حال تربة النبي صلي الله عليه و آله و كذا تربة أميرالمؤمنين و سائر الائمة عليهم السلام و كذا تربة سيدة النساء سلام الله عليها.
ص: 112
انه ربما حكم بعض نقلا باستحباب استصحاب الزائر للتربة ليشمل البركة أهله و بلده و نفي البأس عنه الوالد الماجد «ره».
أنه هل يجوز الاستشفاء بتربة النبي صلي الله عليه و آله و كذا أميرالمؤمنين و سائر أولاده غير سيد الشهداء سلام الله عليهم و كذا سيد النساء سلام الله عليها؟أقول: أن مقتضي بعض الروايات عدم الجواز كما رواه في «العيون» عن المسيب بن زهير قال: قال لي موسي بن جعفر (عليه السلام)، «بعد ما سم، لا تأخذوا من تربتي شيئا لتتبركوا به فان كل تربة لنا محرمة الا تربة جدي الحسين بن علي عليهماالسلام، فان الله عزوجل جعلها شفاء لنا» (1) .
ص: 113
لكن مقتضي بعض فقرات رواية الثمالي المتقدمه في التنبيه الاول» جواز الاستشفاء بتربة النبي صلي الله عليه و آله و أميرالمؤمنين و الباقر عليهم السلام، الا أنه حكم في «البحار» بأنه مخالف لسائر الاخبار و ما ذهب اليه الاصحاب.قال: و لعله محمول علي الاستشفاء بغير الاكل من سائر الاستعمالات، كالتمسح بها (1) .و غرضه أن الرواية المشار اليها الدالة علي الجواز معارضة بالروايات النافية للجواز و هي الاكثر بل تلك الرواية مخالفة للاجماع.و لكن الحمل الذي احتمله لا اعتداد به اذ ظاهر العبارة المشار اليها، هو جواز الاستشفاء بتربة النبي صلي الله عليه و آله و غيره من أميرالمؤمنين و مولانا الباقر عليهماالسلام علي حسب حال الاستشفاء بتربة سيد الشهداء (عليه السلام).
انه روي في «الكافي» في نوادر الصوم عن الحسين بن محمد عن الحراني عن علي بن محمد النوفلي قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام) اني افطرت يوم الفطر علي طين القبر و تمر فقال: جمعت بين بركة و سنة (2) .
ص: 114
ورواه في «الفقيه» (1) في نوادر الصوم ايضا علي بن محمد النوفلي عن أبي الحسن (عليه السلام) و عن بعض النسحخ «ابي محمد» و الظاهر أنه غلط لان الشيخ عد علي بن محمد النوفلي في «الرجال» من أصحاب الكاظم (عليه السلام).فالمروي عنه في المقام هو مولانا الكاظم (عليه السلام)، و المقصود «بابي الحسن» هو «ابوالحسن الثالث» أعني مولانا الكاظم (عليه السلام) (2) و سند «الكافي» ضعيف، لكون «الحراني» مجهولا.قال بعض اصحابنا و هو مغاير لأبي الحراني الذي روي سقوط الاذان عمن دخل المسجد قبل تفرق الصفوف لأنه يروي عن مولانا الصادق (عليه السلام)، فهو في طبقة مقدم علي الذي في سند الحديث.لكنك خبير بأن مجرد رواية أبي علي الحراني المشار اليه عن مولانا الصادق
ص: 115
(عليه السلام) لا يمانع عن روايته عن مولانا الكاظم (عليه السلام)، لكثرة رواية الراوي عن ائمة متعددة عليهم السلام، لكن لا جدوي في الوحدة و التعدد، لكون أبي علي المشار اليه، خاليا عن المدح و التوثيق و ان تعرض له «النجاشي» و الشيخ في «الفهرست» الا أنه قد حكم بعض أصحابنا، عند الكلام في الرواية المروية في سقوط «الاذان» عمن دخل المسجد بعد تفرق الصفوف، بأن روايته قريبة من الصحة، لرواية الحسين بن سعيد و غيره عنه، و كذا رواية ابن أبي عمير، بناء علي ما صرح الشيخ: من أنه لا يروي الا عن ثقة.و أما «النوفلي» فهو غير مذكور في الرجال، بالمدح و لا بالقدح لكن مقتضي ذكر الصدوق الطريق اليه، الاعتناء به و هو لا يخلو عن جهة الحسن.و أما سند الفقيه فطريقه الي علي بن محمد النوفلي، هو محمد بن ماجيلويه عن أبيه عن احمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن علي بن محمد النوفلي، و قد أطال المقال بعض أصحابنا في باب اعتبار الطريق المذكور، لكن لا حاجة اليه، بناء علي عدم الحاجة الي نقد مشيخة الفقيه و التهذيبين.و كيف كان فقد جري علي العمكل بالخبر المذكور جماعة «كالكفعمي» و «العلامة المجلسي» في البحار في جلد «السماء و العالم» و المحدث «الحر» في «صلوة الوسائل» و هو المحكي في الكلام المحكي عن ابن فهد عن الشيخ في «المصباح» لكن لم أظفر به وحكاه في «البحار» عن بعض الاصحاب.لكن صرح به في الروضة، بشذوذ الخبر المشار اليه، كما عن «السرائر» و «الذكري» بل حمله في «الروضة» علي العلة جمعا، لكن هذا
ص: 116
الجمع لا يحكم به العرف و لا شاهد له من الخارج و صرح بعدم جواز الافطار بالتربة صاحب «الذخيرة» كما عن «المقدس» و «العلامة» و هو مقتضي كلام المحقق في «النافع».بل قال بعض أصحابنا: لم أجد من أفتي بالجواز من الفقهاء المعتمدين من السلف الي الخلف.و استظهر اطباق فتاوي الاصحاب علي عدم الجواز و حكم بأن القول بالجواز مسبوق بالاجماع و ملحوق به.و ربما قيل: الاحوط أن ينوي الاستشفاء بها من الامراض الباطنة و الظاهرة مع وجودها والا، و الباطنة فقط، خروجا عن الخلاف و جمعا بين الاخبار.و يضعف بعدم شمول الاخبار للاستشفاء عن الامراض الباطنة بلا شبهة، كما يظهر مما مر، فلا اعتبار بالجمع بالاستشفاء عن الامراض الباطنة بعد عدم اعتبار الجمع، بالاستشفاء عن الامراض الظاهرة كما مر و ظاهر العبارة المحكية عن ابن فهد التوقف.
انه حكم الشيخ في «المصباح» بأنه يستحب صوم عشر العاشوراء فاذا كان يوم «العاشوراء» امسك عن الطعام و الشراب الي بعد العصر، ثم يتناول شيئا يسيرا من التربة و جنح اليه في «البحار» لكنه غير مربوط
ص: 117
بالدليل.بل مقتضي عموم أخبار حرمة الطين الحرمة و كذا ما دل علي حرمة التربة في غير جهة الاستشفاء يقتضي الحرمة في المقام.
انه روي في «كامل الزيارة» (1) انه كتب الي مولانا صاحب العصر (عليه السلام) سؤالا عن السجدة علي ما يعمل من التربة، فأجاب: بالجواز و كون الفضل فيه (2) .و في «تحفة الزائر» أن الاخبار الدالة علي فضيلة السجدة علي التربة كثيرة.وروي في «المصباح» عن «معاوية بن عمار» قال: كان لأبي عبدالله (عليه السلام) خريطة ديباج صفراء فيها تربة أبي عبدالله (عليه السلام) فكان اذا حضرته الصلوة صبه علي سجادته و سجد عليه، ثم قال (عليه السلام): السجود علي تربة الحسين (عليه السلام) يخرق الحجب (3) .
ص: 118
قوله: «خريطة» قال في «المصباح» «الخريطة» شبه كيس يشرج من اديم.قوله: «علي سجادته» قال في «المجمع» السجادة بالفتح و التشديد: الخمرة التي يسجد عليها و الخمرة علي ما في «المجمع» سجادة صغيرة تعمل من «سعف النخل» و تزمل بالخيوط.و ربما يقال: أن الخمرة، مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصيرة أو نسجة خوص و نحوه من النبات.و لا يكون خمرة الا هذا المقدار، و سميت خمرة لأن خيوطها مستورة بسعفها.قوله: و «تزمل» أي تلف، و منه قوله سبجانه: (يا أيها المزمل) (1) اي الملتف ثيابه و شرح الحال في محله.
انه ربما يعمل مما يزعم كونه تربة ما يوضع عليه اليدان في حال
ص: 119
السجود و لا دليل علي استحباب وضع اليدين في السجود علي التربة، سوي ما تقدم عن مولانا الصادق (عليه السلام) من صبه التربة علي سجادته و سجودة عليها، بناء علي وضع اليدين ايضا علي التربة، الا أنه بعد اعتبار السند و بعد ثبوت وضع اليدين علي التربة، فاقدر الثابت، استحباب السجود علي التربة و أما استحباب وضع اليدين عليها فهو غير ثابت، نعم بناء علي التسامح في الاستحباب يتأتي الاستحباب في الباب، بناء علي كفاية الاحتمال، في التسامح لقيام احتمال وضع اليدين من مولانا الصادق (عليه السلام) علي التربة و كون الوضع من باب الاستحباب.
أنه يستحب أن يكون التسبيح عقيب الصلوة بل و غيره من الذكر و غيره بالتربة، لما رواه عفي التهذيب مرفوعا الي بعض الاصحاب عن أبي عبدالله (عليه السلام) من أن سبحة من طين قبر الحسين (عليه السلام) فيها «ثلاث و ثلثون» «حبة» متي قلبها ذاكرا لله كتب له بكل حبة اربعون حسنة و اذا قلبها ساهيا بها كتب له عشرون حسنة (1) و مثله في
ص: 120
(روضة الواعظين).و ما رواه في «التهذيب» بالاسناد عن «الحميري» قال: كتبت الي الفقيه أسأله، هل يجوز أن يسبج الرجل بطين القبر و هل فيه فضل؟فأجاب: و قرأت التوقيع و منه، نسخت تسبح به فما من شي ء من التسبيح افضل منه و من فضله أن المسبح ينسي التسبيح و يدير السبحة، فيكتب له ذلك التسبيح (1) .و مثله عن «الاحتجاج» و عن الرسالة السجودية للمحقق الثاني نقلا، و الصدوق عن الصادق (عليه السلام): «من كان معه سبحة من طين قبر الحسين (عليه السلام) كتب مسبحا و ان لم يسبح بها».وروي الشيخ في «المصباح» عن الصادق (عليه السلام): قال: من أدار الحجير من تربة الحسين (عليه السلام) فاستغفر به مرة واحدة، كتب الله له سبعين مرة و ان أمسك السبحة بيده و لم يسبح بها ففي كل حبة منها سبع مرات (2) .و مقتضاه استحباب التسبيح بالتربة المطبوخة، و كذا جواز طبخ التربة.وروي عن عبيدالله بن الحلبي عن أبي الحسن موسي (عليه السلام): قال: لا يخلوا المؤمن عن خمسة، سواك و مشط و سجادة و سبحة فيها أربع و ثلاثون حبة و خاتم عقيق» (3) .
ص: 121
وروي في «البحار» عن «المزار الكبير» اسنادا الي ابراهيم بن محمد الثقفي عن أبيه عن الصادق (عليه السلام) قال: ان فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات و كانت عليهاالسلام تديرها بيدها، تكبر و تسبح حتي قتل حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه، فاستعملت تربته و عملت التسابيح فاستعاملها الناس. فلما قتل الحسين (عليه السلام) عدل بالامر اليه فاستعملوا تربته لما فيه من الفضل و المزية (1) .و اسنادا الي أبي القاسم محمد بن علي عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: «من أدار الطين من التربة، فقال سبحان الله و الحمد الله و لا اله الا الله و الله اكبر» مع كل حبة منها كتب له ستة الاف حسنة و محي عنه ستة آلاف سيئة و رفع له ستة الاف درجة و أثبت له من الشفاعة مثلها (2) .و في كتاب «الحسن بن محبوب» ان أباعبدالله (عليه السلام) سئل عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة و قبر الحسين (عليه السلام) و التفاضل بينهما؟فقال (عليه السلام): السبحة اليتي هي من طين قبر الحسين (عليه السلام) يسبح بيد الرجل من غير ان يسبح (3) وروي نقلا أن من أدار
ص: 122
سبحة من تربة الحسين (عليه السلام) مرة واحدة بالاستغفار و غيره كتب الله له سبعين مرة.و بما سمعت يظهر ضعف ما عن الفقيه من أن التسبيح بالاصابع أفضل لأنها مسئولات يوم القيامة (1) .ان كان رواية كما هو الظاهر لكثرة ما مر، و ان كان من فتواه فأمره ظاهر. ثم انه قد أعجبني أن أذكر بالمناسبة، ان ما عمل للتسبيح من «ثلث و ثلثين» و «اثنتين و ثلثين» و «ثلاث و ثلاثين» مع مفصل بين ثلث و ثلاثين و «اثنتين و ثلثين» يشبه بالعدس و يسمي بالفارسية «بعدسي» لا يوافق شيئا من الاقوال و الاخبار اذ مقتضاه كون التسبيح بين «ثلاث و ثلثين» تكبيرة و «اثنين و ثلثين» تحميدة و «ثلث و ثلثين» تسبيحة و هذا غير موافق لشي ء من الاقوال و الاخبار اذ مقتضي بعض الاخبار، انه؛ «اربع و ثلثين» تكبيرة و «ثلث و ثلثون» تحميدة و «ثلث و ثلثون» تسبيحة.و مقتضي بعض الاخر من الاخبار أنه: «ثلث و ثلثون» تسبحة و «ثلث و ثلثون» تحميدة و ثلث و ثلثون تكبيرة و مقتضي بعض ثالث من الاخبار أنه «اربع و ثلثون» تكبيرة «و سبع و ستون» تحميدة و «مأة تسبيحة» و عن ظاهر الصدوق في طائفة من كتبه انه: «اربع و ثلثون» تكبيرة و «ثلث
ص: 123
و ثلثون» تسبيحة و «ثلث و ثلثون» تحميدة و عن بعض أنه «تسعة و تسعون».و ما يتوهم من أن الغرض من المفصل لادلالة علي الانفصال، مع اتمام عدد «التكبيرة» و «التحميدة» فالامر مبني علي القول الاول و هو المشهور المدعي عليه نفي الخلاف، و اتفاق اصحابنا ليس بشي ء كيف!؟ و لا يعرف أحد من العوام الدلالة علي الاتمام، بل لو كان الغرض هو ما ذكر لما كان غرضا صحيحا اذ لا يستفاد من المفصل غير الدلالة علي الانفصال مع أنه ليس جعل المفصل اتماما «للتكبيرة» و «التحميدة» اولي من جعل كل من المفصلين اتماما للتسبيحة أو جعل أحد المفصلين اتماما للتكبيرة و جعل الاخر اتماما «للتحميدة» فاللازم جعل المفصل، بعد «أربع و ثلثين» و كذا بعد «ثلث و ثلثين» بل قد سمعت أن بعض ما عمل، كان علي هذا الوجه.
بقي انه قد روي في «البحار» عن «المزار الكبير» انه قال:روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: السبح الزرق في أيدي شيعتنا مثل الخيوط الزرق في أكسية بني اسرائيل، ان الله عزوجل أوحي الي موسي أن مر بني اسرائيل أن يجعلوا في أربعة جوانب اكسيتهم الخيوط الزرق و يذكرون بها اله السماء (1) .قوله (عليه السلام): في جوانب اكسيتهم «قال في «المصباح»
ص: 124
الكسوة: اللباس بالضم و الكسر و الكساء» معروف، و الجمع اكسية، و ترجمه في «تحفة الزائر» بالعباء.قوله (عليه السلام): «السبح الزرق» قد استظهر في «البحار» أن الغرض كون حبات السبح زرق و هو الاظهر.وحكي عن قائل: احتمال كون الغرض كون الخيوط زرقا و ليس بشي ء هذا و الزرق: جمع الازرق نحو «حمر» و «أحمر» و في «القاموس» ازرق: بالضم، لون معروف، و ترجم في «تحفة الزائر» الازرق: بالاخضر و ذكر، أن الاحوط كون كل من الحبات و الخيوط من الاخضر.
انه روي في «كامل الزيارة» بسنده عن الحسين بن أبي العلاء، قال: سمعت أباعبدالله (عليه السلام) يقول: حنكوا أولادكم بتربة الحسين فانه أمان (1) .وروي في المصباح بسنده عن ابي العلاء مثله و استحباب التحنيك بالتربة مذكور في الفقه ايضا.
ص: 125
أنه روي في «المصباح» عن جعفر بن عيسي أنه سمع اباالحسن (عليه السلام)، «يقول: ما علي احدكم اذا دفن الميت و وسده بالتراب ان يضع مقابل وجهه لبنة من الطين و لا يضعها تحت رأسه» (1) .قال في «الوسائل» أقول: المراد الطين المعهود للتبرك و هو طين قبر الحسين (عليه السلام) و القرينة ظاهرة و قد فهم الشيخ ايضا ذلك أعني كون المراد بالطين هو طين قبر الحسين (عليه السلام) حيث أورد الحديث في جملة أحاديث تربة الحسين (عليه السلام) (2) .
ص: 126
انه روي «في التهذيب» بالاسناد عن الحميري قال: كتبت الي الفقيه (1) أسأله عن طين القبر، يوضع مع الميت في قبره هل يجوز ذلك أم لا؟ فأجاب: و قرأت التوقيع و منه نسخت يوضع مع الميت في قبره و يخلط
ص: 127
بحنوطه ان شاء الله» (1) .و عن «المنتهي» أن امراة كانت تزني و تضع أولادها و تحرقهم بالنار خوفا من أهلها فلما ماتت، دفنت، فانكشف التراب عنها، و لم تقبلها الارض، فنقلت من ذلك المكان الي غيره فجري لها ذلك، فجائته أهله الي الصادق (عليه السلام) و حكوا له القصة، فقال: لامها، ما كانت تصنع هذه في حيوتها من المعاصي؟ فأخبرته، بباطن أمرها فقال الصادق (عليه السلام): ان الارض لا تقبل هذه لأنها كانت تعذب خلق الله بعذاب الله، اجعلوا في قبرها شيئا من تربة الحسين (عليه السلام) ففعل ذلك فسترها الله تعالي (2) .
انه ذكر في «تحفة الزائر» انه نقل بسنده صحيح أنه كتب الحميري الي مولانا صاحب الامر (عليه السلام) عن كتابة الكفن بالتربة، فأجاب: بأنه حسن و يجوز.
ص: 128
أنه بيس حال التربة، حال الادوية التي يتداوي بطبيعتها، فان الادوية تتناول تأثيرها علي حسب مكثها الا أن يزول، و أما التربة، فيترتب عليها الشفاء و لو بلغ مكثها ما بلغ، و الظاهر ترتب سائر آثارها لاطلاق الادلة بل الامر مقطوع به.
أنه هل يجوز طبخ التربة للتسبيح أو طبخ كوز منها للاستشفاء بماء الكوز؟ كما ربما عمل الكوز مما يزعم كونه تربة: الاظهر، الجواز، للاصل و عدم مانع عنه، من خلاف الاحترام بل مقتضي ما تقدم من رواية «المصباح» (1) عن الصادق (عليه السلام): مثوبة التسبيح بالحجير استحباب التسبيح بالمطبوخ و كذا جواز الطبخ.
ص: 129
أنه ربما يأكل النسوان التربة في شهر رمضان و لا سيما في قرب ليالي القدر صيانة عن الحيض و هو حرام لدخوله في عمومات حرمة أكل الطين و عدم المخرج عنه.لكن نقول: ان ما يتفق أكله اما هو مما تعارف كونه تربة، و هو من التراب فحرمته مبنيته علي حرمة التراب.
أنه روي في «كامل الزياره» بالاسناد عن محمد بن عيسي عن رجل، «أن الرضا (عليه السلام) ما كان يبعث الي أحد شيئا من الثياب أو غيره الا و يجعل فيه الطين و كان يقول: هو امان باذن الله (1) .أقول: ان ارسال التربة اما أن يكون الغرض منه، الاهداء بها كغيرها، أو كان الغرض كونها، حرزا للهدية و لعله الاظهر بل هو الاظهر.
ص: 130
أنه روي في مقتل «البحار» و «تحفة الزائر» ما تلخيصه، أن بعضا حكي، أنه ابتلي بمرض شديد فخاف الهلاك فعالجته عجوز فبري ثم استفسر عنها، مما عالجته به؟فقالت: عالجتك بحبة من السبحة التي في يدي فقال: بل عالجتني ايها الرافضية يتربة الحسين (عليه السلام)، فعاد المرض و اشتد و خاف الهلاك (1) .وروي فيهما ايضا ما خلاصته ان بعض اقرباء هارون الرشيد، قد ذكر له بعض من بني هاشم، انه ابتلي بمرض شديد و لم ينفع شي ء مما عالج به فقال له هل عندك شي ء من التربة؟ فقال: نعم فأرسل و أحضر قدرا من التربة، فأخذه و أدخله في دبره استخفافا، فقال في الحال: النار، النار و خرج جميع أحشائه و أمعائه في الطست (2) الي أن دخل نار جهنم لعنه الله و لعن أمثاله.
ص: 131
أنه قد حكي أن مسيحيا كان يخبر عن المغيبات فأدخل المحدث القاشاني يده في جيبه و أخرجه مقبوضة، فأستفسر عما في يده، فتفكر المسيحي نصف ساعة تقريبا و لم يقدر علي الجواب، و لكن قال: اني عالم بما في يدك و لكن تفكري من جهة أن ما في يدك تربة من تراب الجنة و لا أعلم كيف وصوله، الي يدك؟فقال المحدث المشار اليه: ان ما في يدي، تربة الكربلاء و قال نبينا صلي الله عليه و آله: «كربلا، قطعة من قطعات الجنة» (1) .»
أن شيخنا السيد ربما اختل حال ساعته فوضع الساعة جنب التربة، استدعاء، رفع الاختلال، فبعد مضي قدر من الزمان، قد ارتفع اختلال حال الساعة، بل كان بعض يمكن تكرر وقوع مثله.
ص: 132
أنه روي في «العلل» نقلا بالسناد الي ابي عبدالله (عليه السلام) قال: «من أكل طين الكوفة فقد أكل لحوم الناس، لأن الكوفة كانت أجمة ثم كانت مقبرة ما حولها (1) .قوله (عليه السلام): اجمة قال في المصباح، الاجمة: الشجر الملتف، و الجمع اجم مثل «قصبة» و «قصب» و «الآجام» جمع الجمع.
انه لا اشكال في جواز التداوي بالجواهر، و القياس علي الطين فاسد بالقطع و اليقين.
ص: 133
ان الطين المختوم و طين الداغستان، بعد شمول اخبار حرمة الطين لهما، يبتني جواز أكلهما من باب التداوي، علي جواز التداوي بالحرام، لكن قد يطبخ بعض الظروف من الطين المختوم و يشرب منه و لا بأس به، كما أنه قد يوضع، طين الداغستان في الظرف المشتمل علي الماء و يشرب من الماء و لا باس به.لكن يحرم ما امتزج من الطين بالماء لو امتزج علي تقدير شمول اخبار حرمة الطين بعد شمول الطين الداغستان لهذه الصورة، ثم انه لا يختص جواز اكل الطينين بمقدار الحمصة، بل الامر دائر مدار تجويز الطبيب، بناء علي جواز التداوي بالحرام، الا أن يقال: انه لو لم يجز التجاوز عن الحمصة في طين قبر سيد الشهداء سلام الله عليه مع كمال احترامه، فلا يجوز التجاوز عن الحمصة في الطينين بالاولوية.الا أنه يندفع؛ بأن عدم جواز التجاوز عن الحمصة في طين قبر سيد الشهداء (عليه السلام) لعله من شدة الاحترام، فشدة الاحترام، لا يقتضي عدم جواز التجاوز عن الحمصة في الطينين، بقي أن في «تحفة الطب» نقلا: ان الطين المختوم يحدث من جزيرة في وسط «بحر المغرب» و لما كان في القديم ينقل منها الي دير الراهب و يصنعون منها الاقراص في وسط «بحر المغرب» و ينقشون فيه الصورة يسمي بطين الراهب، و عن جالينوس و بعض
ص: 134
آخر من الاطباء أنه تراب منها ممزوج بدم التيس، و لا يوجد الان، لاحاطة البحر بالجزيرة المذكورة انتهي.و لعل وجه التسمية «بالمختوم» بواسطة النقش المذكور، الا أنه يتم لو كان النقش بالخاتم، اللهم الا أن يكون الامر من باب التوسع و المجاز.
انه روي في «المصباح» عن محمد بن جمهور العمي عن بعض اصحابه قال: «سئل جعفر بن محمد عليهماالسلام عن «الطين الارمني» يوخذ للكسير أيحل اخذه؟قال: لا بأس به أما أنه من طين قبر ذي القرنين، و طين قبر الحسين (عليه السلام) خير منه (1) .و عن الطبرسي عن المكارم الاخلاق عن أبي عبدالله (عليه السلام) مثله.و عن «طب الائمة» بالسناد الي أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) «ان رجلا شكي اليه «الزحير» فقال له: خذ من الطين الارمني و أقله بنار لينة و استف (2) منه فانه يسكن عنك.و عنه (عليه السلام): أنه قال: في «الزحير»، «تأخذ جزءا من خربق ابيض و جزءا من بزر القطونا و جزءا من صمغ عربي و جزءا من الطين
ص: 135
الارمني يقلي بنار لينة» (1) .أقول: انه قد اختلف في جواز التداوي بأكل الطين الارمني، فقد جري في «الشرايع» علي القول بالجواز، تعليلا برواية حسنة، قال: لما فيه من المنفعة المضطر اليها، و ارتضاه في «المسالك».و حكي في البحار عن بعض القول: بجواز الاستشفاء بالطين الارمني (2) تعليلا بالاخبار المؤيدة بعمومات دلائل حل المحرمات عند الاضطرار و حكي عن بعض آخر القول، بعدم الجواز تعليلا بعدم صلاحية تلك الاخبار لتخصيص اخبار التحريم. و قد ورد المنع عن التداوي بالحرام، و الاكثر لم يعتنوا بهذه الاخبار و جعلوا الخلاف فيه، فرع الخلاف في جواز التداوي بالحرام و عدمه.و بالجملة: فالاخبار المذكورة ضعيفة، و ما ذكره في «الشرايع» من حسن الرواية، غير حسن، مضافا الي اختلال حال قوله: «لما فيه» حيث أنه قال: و في الارمني رواية بالجواز لما فيه من المنفعة المضطر اليها، و ليس في العبارة ما يصلح لكونه معلولا لقوله المشار اليه، أعني قوله: «لما فيه».نعم يتأتي الاستفاضة، لو كان الروايتان الاخيرتان مختلفتين سندا بناء علي كفاية التجاوز عن الواحد أو الاثنين في الستفاضة و عدم لزوم التجاوز عن الثلاثة و أما بناء علي اتحاد السند فيشكل الامر بعد كفاية
ص: 136
التجاوز عن الثلاثة، اذ القدر الثابت من خروجه عن الاجماع علي عدم جواز العمل، بالخبر الضعيف، هو ما تعدد متنه بتعدد سنده، و أما ما تعدد متنه مع اتحاد السند فخروجه عن الاجماع المشار اليه غير ثابت.نعم لا بأس بالحجية، بناء علي حجية مطلق الظن لكفاية عدم ثبوت عدم الاعتبار في الحجية بناء علي حجيته الظن الشخصي للشك في الدخول في عموم منطوق «آية النبأ» (1) و الخروج عنه لفرض الشك في الخروج عن الاستفاضة و الدخول تحت الاجماع المشار اليه، اذ القدر المتيقن من الدخول انما هو الخبر الواحد امتحد متنا و سندا نعم لا بأس بالحجية بناء علي حجية الظن النوعي و قد يستدل علي عدم الجواز بأنه اذا اضطر الي المنافع التي تترتب علي الطين الارمني خصوصا في زمان الوباء و دفع الاسهال و الي غير ذلك مما هو مذكور في الطب فيتأتي عموم قوله سبحانه: (فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلا اثم عليه) (2) .و يضعف بعد ضعف اطلاقات الكتاب و عموماته، بأنه يخصص الاطلاق بالاخبار، الدالة علي أنه لا شفاء في الحرام، مضافا الي أن ظاهر الاية، قضية «الفاء» كون الاضطرار موجبا للرخصة في الامور المذكورة سابقا بالتحريم أعني: «لميتة» و «لحم الخنزير» و ما اهل لغير الله به و لا دلالة فيها علي افادة الاضطرار للرخصة مطلقا.و قد يستدل علي الجواز ايضا بأنه لو كان التداوي بالطين الارمني للتخلص عن الهلاك فيتأتي فحوي ما دل علي جواز أكل المتية في
ص: 137
المخمصة و أنت خبير، بأن التخلص عن الهلاك في أكل الميتة امر يقطع به كل أحد، بخلاف التداوي بالطين فانه لا يحصل القطع بالخلاص فيه لغير الطبيب، و هذا و ان لا يوجب الفرق لامكان فرض التداوي في حق نفس الطبيب، لكن يتأتي الفرق من جهة اخري، هي، أن المانع موجود في التداوي بالطين و هو عدم تطرق الشفاء بالحرام، بخلاف أكل الميتة في المخمصة اذ ليس اكلها من باب التداوي كما هو ظاهر.و بعد يمكن القول، بعدم شمول اخبار حرمة الطين للطين الارمني لانصرافه الي الغالب، مما لا يشتمل علي المنفعة.ثم انه ذكر في «الروضة» ان الطين الارمني: يجلب من «ارمنية».و في «القاموس» «الرمينية» بالكسر و قد يشدد «الياء» الاخيرة، كورة بالروم، أو أربعة أقاليم، أو اربع «كور» متصل بعضها ببعض، يقال: لكل «كورة منها «ارمينية» و النسبته «ارمني» بالفتح.و لا يخفي أن ما ذكره في «الروضة» ينافي ما تقدم في الحديث من أن الطين الارمني يوخذ من قبر «ذي القرنين» من جهة الاستشفاء، اذ مقتضي ما ذكره في «الروضة» أنه، يوخذ من موضع مخصوص لا من القبر و لا بمداخلة القبر في الاستشفاء، كما أن تجويز الاطباء منوط باقتضاء الطين بالخاصية كالا دوية فهو ينافي أيضا ما يقتضيه الرواية من أن أكل الطين الارمني بواسطة ترتب الشفاء لا اقتضاء الطبيعة.بقي أن الكلام في جواز التجاوز عن الحمصة في الطين الارمني علي ما تقدم في الطين المختوم و طين الداغستان و الله العالم.هذا ختام الكلام في المرام و الحمدلله الملك العلام خالق الليالي و الايام و جاعل النور و الظلام و السلام علي نبيه خاتم الانبياء و سيد الانام
ص: 138
و علي آله الغر الميامين الكرام و مفاتيح دار السلام سيما ابن عمه أبي الارامل و الايتام و شفيع العصاة لدي قيام الساعة و ساعة القيام ما دام التربة شفاء اقسام الاسقام و دواء آلام الاجسام.
قد وقع لي الفراغ من تصحيح هذه الرسالة الشريفة بعد الاستنساخ من نسخة غير مصححة في الليلة الحادي عشر من شهر الصيام رمضان المبارك 1412 ه. ق.
قم المقدسة حرم آل محمد عليهم السلام
حسين غيب غلامي
ص: 139
ص: 140
١ - فهرس الآيات القرآنية
2 - فهرس الأحاديث الشريفة
3 - فهرس الأسماء المتبركة
٤ - فهرس الألقاب الخاصة
5 - فهرس الأنساب
٦ - فهرس الأماكن والبقاع
7- فهرس اسماء الكتب الواردة
8- فهرس الأعلام
9 - فهرس الكنى
١٠ - فهرس اسماء الحبوب
11 - فهرس المصادر
١٢ - فهرس المطالب
ص: 141
ص: 142
إذا جاءَ نَصْرُ الله والفتح ٧٦و٧٥ و ٨٠
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدر 80و69و68و56
حُرِّمَت عَلَيْكُمْ المَيتَةَ وَالدَّم 40
قل احل لكُمُ الطَّيِّبات قل هو الله أحدٌ 40
قل يا أيها الكافرون 80و76و69
فان طبن لكم عن شيءٍ منه نفساً 111
فمن اضطر غير باغ ولا عاد 137و36
ما قَطَعْتُم مِنْ لِينَةٍ 49
و انزلنا من السماء ماءً مباركاً 111
ويحرم عليهم الخبائث40
یخرج مِن بُطُونِها شَرَابٌ111
يا أيُّها المزمل119
ص: 143
اذا أَخَذْتَ مِنْ تُربة المظلوم71
اذا أَرَدْتَ حمل طين قبر الحسين عليه السلام 69
اذا أَرَدْتَ ان تأخذ مِنْ التُربَةَ لِلْعِلاج 77
اذا خفت سُلطاناً أو غَير سُلطان 72
إذا تَناوَلَ أحَدُكُم مِنْ طين قبر الحسين عليه السلام 59
اذا اخذته فقل 68و 67
أَشْبَه تمورُكُم بالطعام الصرفان 49
اشتر به عسَلًا وَزعفراناً وَخُذْ من الطين قبر الحسين عليه لسلام111
اَصْبَحْتُ اللّهمَّ مُعتَصِاً بذمامك وجوارك المنيع105
أكْلُ الطين حرام مِثْلُ الميتة 72و 29و 28
إِنّ فاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله كَانَتْ سَبحَتُها مِنْ خيط صُوفٍ122
إنّ سَبْحَةَ مِنْ طين قبر الحسين عليه السلام120
إن الناس يروون ان النبي صلى الله عليه وآله قال35
إنَّ العَدَسَ بارَكَ عَلَيْهِ سَبْعُونَ نبياً 45
إنَّ العَدَس تُسَمُونَهُ الحَمصَ وَنَحْنُ نُسَمِّيهِ العَدَسْ 46
إن الله جَعَلَ تربة جدّي الحسين عليه السلام شفاءً 99
إن طين قبر الحسين عليه السلام مسكَةٌ مُبارَكَةٌ 74
إنَّ في طين الحير الذي فيه الحسين عليه السلام 84
إِنَّ رَجُلًا شَكى إِلَيهِ الزَّحير 135
إِنْ شَكَكْتَ فَابْن عَلَى اليَقين 127
إن الرضا عليه السلام ما كان يَبْعَثُ إِلى أَحدٍ شَيئاً 130
إن تربة الحسين عليه السلام مِنْ أَدويَة المفردة 56
إنَّ الله تعالى خَلَقَ آدَمَ مِنْ طِين فَحَرَّمَ الطَّين 64و 58
ص: 144
إنَّ الشَّراب الذي شَرِيتُهُ مِنْ طين قبور آبائي 63
إن الموضع قبر الحسين حرمة معروفة 54
إنَّ امرأة كانت تَزْنِي وَتَضَعُ أولادها وَتُحرقهم بالنار128
إِنَّهُ يَنْبَغِي أَن يَأْخُذَ الشَّخص104
إنَّه من أرادَ أَنْ يَكُونَ مَأْمُونَا مِن المَخاوِيفِ105
إنه من طين قبر ذي القرنين وطين قبر الحسين عليه السلام خَيرٌ مِنْهُ135
إنِّي رَجُل كثير العِلَلِ والأمراض72
أين انت من طين قبر الحسين عليه السلام72
إني أفطَرْتُ يُومَ الفِطْر عَلى طين القبر وتمر114
إِنَّما ذلكَ المَبْلُول31
اللَّهمَّ بِحَقِّ محمد واهل بيته69
اللهم بحَقِّ عَبْدِكَ وَحَبيبك69
لهم رب هذا التُربة المباركة 69
اللهمَّ بِحَقِ الجناح الَّذِي قَبَضها78
اللهم إني اسئلك بحق الملك الذي قبضها 56
اللهم اجعله رزقاً واسعاً59
اللهم رب هذه التربة المُبارَكَة الطاهرة 60
اللَّهمَّ إِمْلاء جُوْفَهُ عِلْماً وَفَهم وَحِكاً42
اجْعَلُوا في قبرها شَيئاً مِنْ تُربة الحسين عليه السلام 128
اجْعَلْ لي فيه الشّفاء مِنْ كُلِّ داءٍ68
أبكى على اغترابي62
تسبح به فما مِنْ شَيءٍ مِن التسبيح أفضل منه 121
تَجْعَلُها في خرقَةٍ نَضيفة 75
جعلت فداك إنَّ هؤلاء يَقُولُونَ أَنَّ العَدَسَ46
جعلت فداك إني أخافُ العقارب 50
حنكوا أولادَكُمْ بِتُرْبَةِ الحسين عليه السلام 125
ص: 145
حريم قبر الحسين عليه السلام فرسخ 53
حریم الحسين عليه السلام خَمْسَةُ فَراسِخ54
خَرَجْتُ إِلَى المدينة فقيلَ لَهُ مُحمّد بن مسلم وجع 62
خَمْسَةٌ فَرَاسِحَ مِنْ كُلِّ طَرَفٍ52
دَخَلْتُ على مَولانا أبي جعفر عليه السلام فُشَكُوتُ إِلَيْهِ عِلَّتين79
دَفَعَتْ إِلَى إمرأةٌ غَزلاً فَقَالَتْ111
سَأَلَ رَجُلٌ أبا عَبْدِ اللهِ عليه السلام وَأَنَا أَسْمَعُ 107
السَّبَحُ الزَّرْق في أيدي شيعتنا مثلُ الخيوطُ124
السَّبْحَةُ الَّتِي هِيَ مِنْ طين قبر الحسين عليه السلام يُسبِّح بيد الرجل122
السُّجودُ عَلى طين قبر الحسين يُنَوِّر إلى الأرضين123
سُئل جَعْفَرُ بن محمّد عليها السلام عن الطين الارمني135
الصَّرْفانِ سَيِّد تُمورِكُم45
طين قبر الحسين عليه السلام شِفاءٌ مِنْ كُلِّ داءٍ70و59
الطين حرام كُله29
عَلَيْكُمْ بِالعَدَس46
فإذا تناولتها فَقَبلْهَا وَضِعها عَلَى عَيْنَيْكَ60
فَإِذا أَخَذْتَه فَكَيْف تصنع به64
فَإِذا تَناوَلَهَا أَحَدُكُم فَيُقَبَّلُها100
فإذا اجْتَمَعَتِ البَرَكَةِ وَالشَّفاء والهَنى112
فتبينت في وَجْهِ سَيدي ومولاي الغَضَبَ 79
فَلَا قُتِلَ الحسين عليه السلام عدل بالأمر إليه 122
فقف عند الرأس فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ80
فَقُم آخِرَ اللَّيل وإعْتَسِلْ75
فَلَكَ بِأبي عَبْدِ الله عليه السلام أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ بأَرْضِ نائية62
فالله يَعْلَمُ ما في قَلْبكَ62
فَإِنا نُسْقيه صبياتنا ونسائنا به63
ص: 146
قُتِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ جائعاً قُتِلَ أبو عبدالله عطشاناً 42
قبر الحسين عليه السلام عشْرُونَ ذراعاً مُكَسَراً رَوضَةٌ 54
كَذلِكَ طين قبر جَدّي رسول الله صلى الله عليه وآله84
كَربلا قِطْعَةٌ مِنْ قَطعاتِ الجنة132
کر بلا روضَةٌ مِنْ رياض الجنه132
كُلَّ طين مُحَرَمٌ عَلَى ابْنِ آدَمَ65
كُلِّ طينِ حَرام كالميتة29
كان لأبي عبدالله عليه السلام خريطة ديباج118
لا والله الذي لا إله إلا هو ما يأخُذُهُ أحدٌ إلّا وَهُوَ يَری91
لا يَخلُوا الْمُؤْمِنُ عَنْ خَمْسَةٍ سِواك121
لا شفاء في محرم36
لا تأخذوا مِنْ تُربتي شيئاً لتتبركوا به113و28
لكن القلبَ الَّذِي لَيْسَ فيه اليقين85
لا إله إلا الله عبودتياً ورقاً لا إله إلا الله حقاً حقاً76
لَوْ أَنَّ مَريضاً مِنَ المُؤمِنين يعرف حق ابی عبدالله عليه السلام91و83
لما قَدِمَ أبو عبد الله عليه السلام الحيرةَ رَكَبَ دابةً 48
ما عَلى أَحَدُكُم إِذا دَفَنَ الميت وَوَسَّدَهُ بِالتَّرابِ 126
مَنْ أَكَلَ طِينِ الكُوفَةِ فَقَدْ أَكَلَ مُحُومِ النَّاسَ133
مَنْ باعَ طين قبر الحسين عليه السلام65
مَنْ أصابَتْهُ عِلَّةً فَتَداوى بطين قبر الحسين عليه السلام 66
مَن أكَلَ مِنْ طين قبر الحسين عليه السلام غَير مُسْتَشْفَ بِهِ60و30
مَنْ أكَلَ الطين فَهُو مَلْعُون29
ادار الطين مِنَ التَّربةِ فَقالَ سُبحان الله122
من أدار الحجير من تربة الحسين عليه السلام121
مَنْ كَان مَعَهُ سَبْحَةُ مِنْ طين قبر الحسين عليه السلام121
ما جَعَل شِفَاؤُكُم فِيما حُرِّمَ عَلَيْكُمْ36
ص: 147
مُوضع قَبْرِه مِنْ يَومٍ دُفِنَ رَوضَةٌ مِنْ رياض الجَنَّةِ 54
مُوضِعَ قَبر الحسين تُرْعَةٌ مِنْ تُرَعَ الجَنَّةَ55
وكذلك طين قبر الحسن والعلى ومحمد85
وَلَقَدْ بَلَعْنى إن بعضَ مَنْ يَأْخُذُهُ28
وقُلْ ثلاث مرّاتٍ اللهمَّ رَبَّ أَسلَم 50
هُوَ لما أخذ له77
يا علي ثلاثِ مِنَ الوَسْواس30
يستشفى بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال84
يَفْسُدُها الشياطين والجن85
يفسدها ما يُخالِطُهَا مِنْ أوعيتها وقلة اليقين85
يُوضعُ مَعَ المَيِّتِ فِي قَبرِهِ وَيَخْلُطُ بحُنُوطِهِ127
يؤخَذُ مِنْ طين قبر الحسين مِنْ عِندِ القَبر83
يحرم عَلَى النَّاس أكل لحومهم وتحل هم أكل لحومنا65و58
ص: 148
الصورة
ص: 149
ص: 150
الانساب
حرف الالف
الاردبيلي35و34و32
الارمني 138
الاسترآبادي32
الاصفهاني21و19و18و21
حرف الباء
البحراني40
البروجردي20
البرقي110
البصري70و65و53
البهبهاني18
حرف الجيم
الجزي20
الجعفي79و77
حرف الحاء
الحلبي121
ص: 151
حرف الخاء
الخاجوئي 127
الخوانساري25
حرف السين
السبزواري23
السندي25
حرف الشين
الشفتي 18 و 19 و 132
الشهشاني19
حرف الطاء
الطبري135
الطوسي١٦
حرف الغين
الغضائري٢٤
حرف الفاء
الفارسي65
حرف القاف
القاشاني132
ص: 152
حرف الكاف
کرباسی17 و 21
الكفعمي٥٨ و ٦٠ و٦٧ و ٩٢ و١١٦
الكليني٦٨و٣٥ و٧١
الكناني83
حرف النون
النوفلي١١٤ و ١١٥ و ١١٦
حرف الواو
الواسطي29 و 71 و 103
حرف الياء
اليقطيني 70
ص: 153
الإرمينية 138
اصفهان21و20و19و18و17
بحر مغرب134
تخت فولاد21
تكيه ميرزا أبو المعالي21
حرم الحسين عليه السلام55و54
الحائر86و85و84و82و64و52و51
الحيرة48
حوض کرباس17
الخورنق49و48
الداغستان138و134
العراقين9
قم المقدسة139و26و11
كربلاء132و52و51و11و9
الكعبة111
الكوفة48
المدينة111و49
مشهد الحسين عليه السلام51
ص: 154
حرف الألف
الاحتجاج121،118
ارجوزة في الوضوء مبسوطة22
الاستبصار24
الاشارات18
اشتراط بقاء الموضوع في الاستصحاب23
الاطعمة71،16
الاصل في الاستعمال الحقيقة23
اعيان الشيعة20
انوار الرياض 19
امالي الشيخ104،100،99،73،72،20
حرف الباء
بحار الأنوار: ١٦ ، 28، 29، 30، 31، 39، 11، ٥٢، ٥٣، ٥٤، ٥٥، ٥٦، ٥٨، ٥٩، ٦٠، ٦٤، ٦٥،
86،85،84،83،80،79،78،77،76،75،74،73،72،71،70،69،68،67،66
119،118،117 ،116 ،115 ،11 ،113 ،109 ،107 ،10 ،103 ،100 ،99 ،92 ،91
١٣٦ ،133 ،131 ،130 ،129 ،128 ،125 ،126 ،123 ،122 ،121
بدر التمام22،19
البشارات في الاصول72،24
البلد الامين61
ص: 155
حرف التاء
تاج العروس136
تحرير النزاع في دلالة النهي على الفساد23
تحفة الطب134
تحفة الزائر131،128،125،118،106،105،89
تعارض الاستصحابين23
تعارض اليد والاستصحاب23
تعارض الاستصحاب واصالة الصحة23
كتاب التفسير25
التهذيب:128،127،125،121،120،84،58،55،54،53،31،24
حرف الثاء
ثواب الأعمال39
حرف الجيم
جنات الخلود52
حرف الحاء
حجية الظن24
كتاب الحج84،68،116
حواشي على القرآن الكريم25
ص: 156
حرف الخاء
الخصال30
الخطب المؤلفة من الآيات القرآنية25
حرف الدال
الدرر النجفية41،40
درة الغواص101
الديوان المنسوب الى امير المؤمنين عليه السلام101
دعوات الراوندي30
حرف الذال
الذخيرة117،56
الذكرى116،52
حرف الراء
رجال اصفهان20
الرسالة السجودية 121
الروضة138،116
رياض المسائل88،87
روضات الجنات18
ص: 157
الروضة البهية 18
الرسائل الاصولية الخمسة عشر (المطبوعة) 76
ص: 158
حرف الراء
رسالة في اشتراط الرجوع الى الكفاية في الحج ص22
رسالة في افساد الغبار للصوم ص22
الرسالة الاسرافية في تحقيق الاسراف موضوعاً وحكماً ص22
رسالة في اصوات النساء ص22
رسالة في الاستخارة بالقرآن المجيد ص22
رسالة في الاستخارات ص22
رسالة في حكم التداوي بالمسكر ص22
رسالة في الاستئجار للعبادة ص22
رسالة في التربة الحسينية ص22
رسالة حكم البقاء على تقليد الميت ص22
رسالة في ان وجوب الطهارات نفسى ام غيري ص22
رسالة في الصلوة في صوف المشكوك ص22
رسالة في الحمام الوقف الذي يتصرف فيه غير أهله ص22
رسالة في شرط ضمن العقد ص22
رسالة في الوضوء مبسوطة هي نظم لمبحث الوضوء 23
رسالة في النية 23
رسالة في المعاطاة 23
رسالة في حمل المشكوك فيه على الغالب 23
رسالة في الغسالة 23
رسالة في العصير العنبي 23
رسالة في الصحيح والمعيب 23
رسالة في ان التزكية من الخبر او الشهادة او الظنون الاجتهادية 23
رسالة في الصلوة في الماهوت 23
ص: 159
رسالة في شبهة الاستلزام 24
رسالة في شبهة الحمادية 24
رسالة في احوال ابن الغضائري 24
رسالة في الرجال 24
رسالة في معنى الثقة 24
رسالة في اصحاب الاجماع 24
رسالة في نقد طريق كذا 24
رسالة في النجاشي 24
رسالة في المراد من محمد بن الحسن الذي ابتدأء بعض الأسانيد الكافي 24
رسالة في محمد بن زياد 24
رسالة في معاوية بن شريح 24
رسالة فى حماد بن عثمان 24
رسالة في محمد بن فضيل 24
رسالة في محمد بن سنان 24
رسالة في على بن حكم 25
رسالة في ابي بكر الحضرمي 25
رسالة في محمد بن قيس 25
رسالة في تزكية اهل الرجال 25
رسالة في علي بن السندي 25
رسالة في حفص بن غياث وسلیمان بن داود وقاسم بن محمد 25
رسالة في تفسير العسكري 25
رسالة في احوال المحقق الخوانساري 25
رسالة في سند الصحيفة السجادية 25
رسالة في احوال شيخنا البهائي 25
رسالة في الجبر والتفويض 25
رسالة فارسية في احوال الانسان 25
ص: 160
حرف السين
كتاب السماء والعالم:136،133،116،115،114،72،16
السرائر116،52
سماء المقال21
حرف الشين
الشرايع136،36
الشك في الجزئية والشرطية والمانعية23
شرح
شرح زيارة عاشوراء25
شرح الخطبة الشقشقية25
شرح كفاية السبزواري22
***
ص: 161
حرف الصاد
الصحاح49،30
الصحيفة السجادية102،101
كتاب الصلوة118،16،15
كتاب الصوم115،16
حرف الطاء
طب الأئمة135،109،105،77
كتاب الطهارة15
ص: 162
حرف العين
العروة الوثقى19
علماء المعاصرين20
العيون113،107،28
العلل133،71،29
حرف الغين
غاية القصوى19
حرف الفاء
الفرق بين الجهة الحيثية والتقييدية23
الفرق بين الشك في التكليف والشك في مكلف به23
الفروع الكافي114،86،71،48،46،45،42،29
فقه الرضا عليه السلام76
الفهرست116
حرف القاف
القاموس125،92،86،75،49،45،37،30،27
حرف الكاف
كامل الزيارات: 29 ،٥٤، ٥٨ ٦٢، ٦٤ ٦٥، ٦٦ ، ٦٥، ٦٦ ، ٦٧، ٦٨ ، 69، 70، 71، 72، 73،
ص: 163
130،125،118،110،109،107،104،91،90،86،85،84
الكافي ٤٥ ٤٨، ٥٠، ٦٨، ٧١، ٨٤، ١١٤
کتاب سلیم بن قیس٤٢
كشف اللثام87
الكنى والالقاب21
كتاب العياش 111
حرف اللام
اللهوف42
حرف الميم
المجمع مجموعة٤٥، ٥١
المجمع البحرين 25
المحاسن١١٩، ١٣٦
المجمع البيان 29
مختصر في علم الحساب 111
المزار الكبير124،122،80،79
المسالك136،33
مشرق الشمسين68
المصباح 133،45
ص: 164
مصباح الزائرين75
مصباح المتهجد ١٦، ٣٠ ٣٥، ٥١، ٥٥، ٥٦، ٥٧ ، ٥٩ ، ٦٠، ٦١ ، ٦٥، ٦٧، ٩١، ٩٩، ١٠٤
135،129،126،125،121،118،117،116
مصباح المنير133،124،119،92
معاني الاخبار31
المفردات30
المكارم الاخلاق135،122،103،92،91،74،73،67،66
من لا يحضره الفقيه 119،116،115،53،24
منتهى المطالب128
حرف النون
النافع117
نقباء البشر20
نقد مشيخة الصدوق في الفقيه والشيخ في التهذيب والاستبصار23
كتاب النكاح16
النهاية49،86،55
حرف الواو
الوافي
وسائل الشيعة ،28 29 ، ٤2 ، ٥٣، ٥٤، ٥٨، ٦٥ ، ٦٩، 73، 107، 111 ، ١١٤، ١١٦، ١١٨،
.١٢٦ ،125 ،121
ص: 165
حرف الألف
ابراهيم بن محمد الثقفي 122
ابراهیم بن هاشم50،46،45،35
احمد بن ادريس71
احمد بن محمد بن خالد116،45
احمد بن مصقلة105،67
الازهري53،50
اسحاق بن عمار101،92
ايوب عليه السلام35
ابن فهد116،36
ابن ابي عمير116،50،45،35
ابن ادریس 52،35
ابن قولویه84
ابن قتيبة92
ابو بكر الحضرمي91،83،25
ابو حمزة الثمالي115،114،91،90،89،84،28
ابو صباح الكناني83
ابو يحيى الواسطي103،71،29
حرف الباء
البرقي115
السيد البروجردي20
ص: 166
البهائي128،68،25
البيضاوي50
حرف الجيم
جابر الجعفي79و77
الجالينوس 134
جبرئيل87
جعفر بن علي126
حرف الحاء
حاجي الكلباسي20،19،18،17
الحارث بن المغيرة73،72
الحراني115،114
الحسن بن عبدالله70
الحسن بن علي بن فضال58
الحسن بن مهران الفارسي65
الحسن بن محبوب 123،122
الحسين بن ابي العلاء125
الحسين بن سعيد116
الحسين بن محمد114
حفص بن غیاث25
حماد بن عثمان24
الحميري128،127،121،118
حنان بن سدير 59
ص: 167
حرف الخاء
الخوانساری25
حرف الدال
داود بن اسحاق الحذاء46
حرف الذال
ذو القرنين138،135
حرف الراء
الراغب37،30
رفاعة45،35
حرف الزاي
زيد بن اسامة99
حرف السين
سدير30
سعد70
سعد بن سعد105،73،71
ص: 168
سليم بن قيس42
سلیمان بن داود25
سماعة بن مهران110،65
السهيلي49
حرف الشين
الشفتي132،19،18
الشيخ جعفر الكبير18
الشيخ الطوسي:127،126،121،117،116،115،104،99،56،55
الشهيد الأول52
الشهيد الثاني36
حرف الصاد
صاحب الرياض18
الصدوق127،123،121،116،71،31،28،24
الصفار71
حرف الطاء
الطبرسي135
حرف العين
عباد بن سليمان71
ص: 169
عبدالله بن سنان 66،59،55،45
عبدالله بن محمد70
عبيدالله بن الحلبي121
عطية 71
علي بن ابراهيم50،46،45،35
علي بن الحسن الفضال64
علي بن الحكم25
علي بن السندي25
علي بن محمد النوفلي116،115،114
العلامة128،117
العياش111
عيسى بن مريم عليه السلام20
حرف الغين
الغضائري24
حرف الفاء
الفاضل الخاجوئي127
فضالة45
حرف القاف
قاسم بن محمد25
ص: 170
حرف الكاف
الكفعمي116،92،67،60،58
الكليني71،68،35
الكلباسي20،19،18،17
حرف الميم
محمد بن أبي سيار65
محمد بن اسماعيل البصري70و65و53
محمد الثقفي122
محمد بن الجمهور العمى135
محمد بن الحسن17
محمد بن خالد116،45
محمد19
محمد بن زیاد104،84،24
محمد بن الحسن24
محمد بن سليمان65
محمد بن سنان24
محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري127
محمد بن عبدالصمد الشهشهاني 19
محمد بن علی123،122،106،105،68
محمد بن عیسی130،70
محمد بن فیض46
محمد بن قيس25
ص: 171
محمد بن مسلم 112 ،103 ،102 ،98 ،97 ،9٦٢، ٨٤، ٨٩، ٩٣ ، 62
محمد بن فضیل٢٤
محمد بن يحيى71
محمد بن ماجيلويه١١٦
محمد بن يعقوب٦٨
محمد ابراهيم21 ،18
محمد حسن17
محمد باقر١٨
السيد محمد باقر الدورجهای20 ،19
المجلسي٤٧، ١١٦، ١١٨ ،31
محمود ابراهیمی 6
المحدث الاستر آبادي32
المحدث الحر١١٦
السيد محسن الامين20
المحقق البحراني٤٠
المحقق117 ،٣٥، ٣٦
المحقق الثاني121
المحقق الاردبيلي117 ،87 ،38 ،37 ،35 ،34 ،32
المرتضى٢٦
المصطفى 26
المحدث القاشاني 132
المتوكل52
المبرد45
مسيب بن زهير113
مالك بن عطية71،67
معاوية بن عمار118،45،35
ص: 172
منصور بن العباس54
معمر بن الخلاد38،37،32،31
ملا عبدالكريم الجزي20
السيد مهدي بحر العلوم18
الميرزا ابو المعالي21،2019
الميرزا القمى18
الميرزا ابو الهدى22،21،19
الميرسيد حسن بن السيد علي بن محمد باقر19
الميرزا جمال الدين21
معاوية بن شريح24
حرف النون
النجاشي127،116،24
حرف الواو
الوحيد البهبهاني18
حرف الهاء
هارون الرشيد131
حرف الياء
يعقوب بن يزيد65
ص: 173
اليقطيني 70
يونس بن ربيع 86
يونس بن رفيع86
یونس بن ظبیان59
ص: 174
الكني
«ابن»
ابن اثیر101،54،49
ابن ادریس35
ابن عیسی71
ابن الغضائري24
ابن فهد117،116،36
ابن فضال65
ابن قتيبة92
ابن قولوية84
ابن محبوب70
ابن الوليد71
«ابو»
ابو اسامة100
ابو الحسن126،122،121،115،114،71،31
ابو حمزة69،28
ابو جعفر عليه السلام 63
ابو الصباح الكناني83
ابو طالب69
ابو عبدالله50،45،35،9
ابو عبدالله البرقي110
ابو العلاء125
ص: 175
ابو على الحراني 115
أبو القاسم122
ابو محمد115
ابو المعالي21،20،19،11
ابو الهدى19
ام سلمة86
ابو يحيى الواسطي103،71،29
اسماء الحبوب
الحمصة 134،97،96،87،74،61،60،58،48،46،45،17
الحنطة44
الشعير44
العدس133،48،47،46،45،17
ص: 176
١ - الاحتجاج ← للطبرسي
٢ - الاستبصار ← للشيخ الطوسي
٣ - اعيان الشيعة ← للسيد محسن الامين
٤ - امالي ← للشيخ الطوسي
5 - بحار الانوار ← للمجلسي
٦ - بدر التمام ← للميرزا ابو الهدى
7- البلد الامين ← للكفعمي
8- تاج العروس ← للزبيدي
9 - التهذيب ← للشيخ الطوسي
10 - ثواب الاعمال ← للصدوق
11 - جنات الخلود ← نهاوندي
12 - الخصال ← للصدوق
13 - رجال اصفهان ← للمولى الجزي
١٤ - الروضة ← للشهيد
١٥ - الرياض المسائل ← للطباطبائي
١٦ - الرسائل الاصولية ← للميرزا ابو المعالي
17 - الروضات الجنات ← للخوانساري
١٨ - الدرر النجفية ← للبحراني
19 - دعوات الرواندي ← للقطب الراوندي
٢٠ - الذكرى ← للشهيد الأول
٢١ _ الزيارة العاشورا ← للميرزا ابو المعالي
٢٢ - السرائر ← لا بن ادريس الحلي
٢٣ - الشرايع ← للمحققق الحلي
ص: 177
٢٤ - علماء المعاصرين ← للخياباني
٢٥ - الفروع الكافي ← للكليني
٢٦ - الفهرست ← للشيخ الطوسي
27 - القاموس ← للفيروز آبادي
28-كامل الزيارات ← ابن قولوية
29 - كتاب سليم بن قيس ← سليم بن قيس الهلالي
٣٠ - كشف اللثام ← فاضل الهندي
٣١ - الكنى والالقاب ← حاج شيخ عباس قمي
٣٢ - المجمع البحرين ← للطريحي
٣٣ - المجمع البيان ← للطبرسي
٣٤ - المحاسن ← للبرقي
٣٥ - مصباح الزائرين ← للمجلسي
٣٦ - المصباح المتهجد ← للطوسي
٣٧ _ معاني الاخبار ← للصدوق
38 - المفردات ← للراغب
٣٩ _ المكارم الاخلاق ← للطبرسي
٤٠ - من لا يحضره الفقيه ← للصدوق
٤١ - منتهى المطالب ← العلامة
٤٢ - النافع ← للمحقق
٤٣ - نقباء البشر ← للتهراني
٤٤ - النهاية ← لابن الاثير
٤٥ - الوافي ← للفيض الكاشاني
٤٦ - وسائل الشيعة ← للشيخ الحر
ص: 178
الصورة
ص: 179
الصورة
ص: 180
الصورة
ص: 181