الدر النظيم في خواص القرآن

هویة الکتاب

سرشناسه : يافعي عبدالله بن اسعد، ق 768 - 698

عنوان و نام پديدآور : الدر النظيم في خواص القرآن الكريم .../ تاليف ابومحمد عبدالله بن اسعد اليميني اليافعي الشافعي تحقيق محسن عقيل مشخصات نشر : بيروت : دارالمحجه البيضاآ: دارالرسول الاكرم (ص ، 1999م = 1378.

مشخصات ظاهري : ص 302

وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي موضوع : قرآن -- سوره ها و آيه ها، خواص موضوع : قرآن -- سوره ها و آيه ها، خواص -- احاديث شناسه افزوده : عقيل محسن ، محقق رده بندي كنگره : BP71/9/ي 2د4

شماره كتابشناسي ملي : م 81-23336

ص: 1

[المقدمة]

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم قال الشيخ الإمام العالم العلامة العامل العارف أبو محمد عبد اللّه بن أسعد اليمني اليافعي الشافعي رحمه اللّه تعالى آمين الحمد للّه الذي أطلع من آفاق كتابه العزيز نيرات أوضاح الغرر. و حفه بآثار الكرام و كرامات الأثر لا تنكر الأثر. و جعله بحرا يخرج منه فوائد الجواهر و نفائس الدرر و أمدنا بنور الأفهام و بنور الإلهام فتجلت منه بواهر الآيات و عجائب العبر أحمده حمد من حمد و شكر و صلى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا.

و بعد: فإن اللّه تعالى جعل كتابه للأدواء شفاء و لصداء القلوب جلاء. فهو النور الذي لا يشبهه نور و البرهان الذي تشفى به النفوس و تشرح به الصدور فرأيت أن أجمع في هذا الكتاب بين كتاب البرق اللامع و الغيث الهامع تأليف الإمام الفقيه القاضي أبي بكر الغساني. و بين كتاب فيه خواص من القرآن و فواتح السور للإمام أبي حامد حجة الإسلام و بغية المرام الغزالي و سميته (بالدر النظيم في فضائل القرآن و الآيات و الذكر الحكيم).

فصل فيه نبذة مما جاء في فضائل القرآن العظيم و تلاوته

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال ما اجتمع قوم في بيت من بيوت اللّه تعالى يتلون كتاب اللّه و يتدارسونه بينهم إلا أظلتهم الملائكة بأجنحتها و استغفروا لهم حتى يخوضوا في حديث غيره و من سلك طريقا يطلب فيه وجه اللّه سهل اللّه له طريقا إلى الجنة و من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه و عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال ما من رجال يجتمعون يتلون كتاب اللّه تعالى إلا كانوا أضيافا للّه و قال عليه الصلاة و السلام ما من قوم اجتمعوا يذكرون اللّه عز و جل لا يريدون بذلك إلا وجه اللّه إلا ناداهم مناد من السماء قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات و عنه عليه الصلاة و السلام من تعلم القرآن ثم قام به فهو كمثل جراب محشو مسكا يفوح من ريحه كل مكان و من تعلم القرآن و رقد به في جوفه فهو كمثل جراب و كي على مسك. و عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال: قال عليه الصلاة و السلام ثلاثة يوم القيامة على كثبان المسك لا يحزنهم الفزع الأكبر. لا يكترثون بالحساب رجل قرأ القرآن محتسبا ثم أم قوما محتسبا و رجل أذن محتسبا و مملوك أدى حق اللّه و حق مواليه. و قال عليه الصلاة و السلام إن في

ص: 2

القرآن لسورة تدعى العزيزة عند اللّه و يدعى صاحبها الشريف عند اللّه تشفع لصاحبها يوم القيامة في أكثر من ربيعة و مضر. ثم قال عليه الصلاة و السلام و هي يس و عن أنس قال افتخرت الأوس فقالوا منا غسيل الملائكة حنظلة ابن الراهب و منا من حمته الدبر عاصم بن ثابت و منا من اهتز لموته عرش الرحمن سعد بن معاذ. قال لهم الخزرجيون منا أربعة قرءوا القرآن على عهد رسول اللّه عليه الصلاة و السلام لم يقرأه غيرهم زيد بن ثابت و أبو زيد و معاذ بن جبل و أبي بن كعب قال أبو عمر يعني لم يقرأه كله أحد منكم يا معشر الأوس و لكن قرأه جماعة من غير الأنصار منهم عبد اللّه بن مسعود و سالم مولى أبي حذيفة و غيرهم. و عن أبي أمامة أنه كان يقول اقرءوا القرآن و لا يغرنكم هذه المصاحف المعلقة فإنه لم يعذب اللّه قلبا وعى القرآن. و عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال إن اللّه يرفع بهذا القرآن أقواما و يضع به آخرين و عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال: جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة و السلام فقال يا رسول اللّه أوصني فقال عليك بتقوى اللّه فإنها خاتم كل خير و عليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام و عليك بذكر اللّه عز و جل أو تلاوة كتابه فإنه نور لك في الأرض و ذكر في السماء و أخرس لسانك إلا من خير فإنك بذلك تغلب الشيطان. و قال عليه الصلاة و السلام أهل القرآن هم أهل اللّه و خاصته. و عن هشام بن الحارث عن ابن عباس عن النبي عليه الصلاة و السلام أنه قال يا ابن عباس أ لا أهدي لك هدية علمني جبريل للحفظ قال قلت بلى يا رسول اللّه قال تكتب في طشت بزعفران فاتحة الكتاب إلى آخرها و سورة الملك و سورة الحشر و سورة الواقعة ثم تصب عليها من ماء زمزم أو المطر أو ماء نظيف ثم تشربه على الريق في السحر ثلاث مثاقيل لبنا و عشر مثاقيل عسلا و عشر مثاقيل سكرا ثم تصلي بعد هذا الشراب ركعتين تقرأ فيهما الفاتحة مائة مرة و الإخلاص مائة مرة في كل ركعة ثم تصبح صائما. قال ابن عباس لا يأتي عليه أربعون يوما إلا يصير حافظا و هذا لمن دون الستين. قال ابن عباس جربناه فوجدناه فكان الزهري يكتبه للأولاد و يسقيهم إياه. قال عاصم فكتبته لنفسي و أنا ابن خمس و خمسين سنة فلم يأت علي شهر حتى رأيت في نفسي من الزيادة ما لا أقدر على وصفها.

فصل في الدعاء عند ختم القرآن

عن أبي هريرة أن النبي عليه الصلاة و السلام كان إذا ختم القرآن دعا قائما يقول الحمد للّه رب العالمين الحمد للّه الذي خلق السموات و الأرض و جعل الظلمات و النور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون لا إله إلا اللّه كذب العادلون باللّه و ضلوا ضلالا بعيدا لا إله إلا اللّه كذب المشركون من العرب و المجوس و اليهود و النصارى و الصابئين من ادعى للّه عز و جل ولدا أو صاحبة أو شبيها أو مثلا أو سميّا أو عديلا تباركت ربنا من أن تتخذ شريكا فيما خلقت

ص: 3

الحمد للّه الذي لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له ولي من الذل و كبره تكبيرا الحمد للّه كثيرا و سبحان اللّه بكرة و أصيلا الحمد للّه الذي أنزل على عبده الكتاب إلى قوله إلا كذبا الحمد للّه الذي له ما في السموات و ما في الأرض إلى قوله و هو الرحيم الغفور قل الحمد للّه و سلام إلى قوله بل أكثرهم لا يعلمون الحمد للّه فاطر السموات و الأرض إلى قوله و هو العزيز الحكيم صدق اللّه العظيم. و بلغ رسوله الكريم و أنا على ذلك من الشاهدين اللهم صلّ على جميع الأنبياء و المرسلين و ارحم عبادك المؤمنين من أهل السموات و أهل الأرضين و اختم لنا منك بخير أجمعين و بارك لنا في القرآن العظيم و انفعنا بالآيات و الذكر الحكيم. ربنا تقبّل منّا إنك أنت السميع العليم. بسم اللّه الرحمن الرحيم و إذا افتتح القرآن قال مثل هذا و روي عن مطرف أنه كان يدعو عند ختم القرآن. اللهم ربنا لك الحمد أنت المتعالي بالقدرة و السلطان المتين ربنا و لك الحمد أنت المكتفي بعلمك و المحتاج إليك كل علم ربنا و لك الحمد على ما علمتنا من الحكمة و القرآن العظيم، ربنا و لك الحمد أنت علمتنا قبل رغبتنا في تعليمه و اختصصتنا به قبل علمنا بنفعه اللهم قد كان ذلك من منتك و فضلك وجودك لطفا بنا و رحمة لنا و امتنانا علينا من غير حولنا و لا حيلتنا و لا قوتنا اللهم هب لنا حسن تلاوته و حفظ آياته و إيمانا بمتشابهاته و علما بحكمه و هدى في تدبيره و تثبيتنا في تأويله و نصرة بنوره و عصمة من سخطك و دليلا على طاعتك. اللهم أنت أنزلته شفاء لأوليائك و شقاء على أعدائك و عمى على أهل معصيتك و نورا لأهل طاعتك، اللهم اجعله لنا حصنا و حرزا من عذابك و حاجزا عن معصيتك و عصمة من سخطك و دليلا على طاعتك، اللهم إنا نعوذ بك من الشقوة في حمله و العمى عن علمه. اللهم اجعلنا نتبع حلاله و نجتنب حرامه و نعرف حدوده و نؤدي فرائضه. اللّه ارزقنا حلاوة في تلاوته و تنشيطا في قيامه. اللهم اقض عنا ببركته ديوننا و عافنا به من خزي الدنيا و فتنها و الآخرة و فضيحتها إنك على كل شي ء قدير. اللهم ارحمنا بالقرآن و اجعله إماما و هدى و نورا و رحمة اللهم ذكرني منه ما نسيت و علمني منه ما جهلت و ارزقني تلاوته آناء الليل و أطراف النهار و اجعله لي حجة و لا تجعله علي يا رب العالمين.

و بلغنا أن جعفر الصادق كان يدعو إذا تلا اللهم اهدني بالقرآن اللهم أجرني بالقرآن اللهم ارزقني بالقرآن اللهم اغفر لي بالقرآن اللهم ارحمني بالقرآن. و عن عائشة رضي اللّه عنها قالت ما جلس رسول اللّه عليه الصلاة و السلام مجلسا قط و لا تلا قرآنا و لا صلى صلاة إلا ختم ذلك بكلمات قالت فقلت يا رسول اللّه ما لي أراك لا تجلس مجلسا و لا تتلو قرآنا و لا تصلي صلاة إلا ختمت بهؤلاء الكلمات. قال نعم من قال خيرا ختم له بطابع على ذلك الخير و من قال

ص: 4

شرا كان له كفارة سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك أستغفرك و أتوب إليك.

نبذة من بعض فضل البسملة

اعلم أنها أول كتاب اللّه العزيز و أول الكتب التي كان يرسلها النبي عليه الصلاة و السلام و من كتاب فضائل القرآن لأبي عبد القاسم بن سلامة العقلي قال: كان النبي عليه الصلاة و السلام يبتدئ كتابه أولا باسمك اللهم فجرت بذلك ما شاء اللّه أن تجري ثم نزلت بِسْمِ اَللّٰهِ مَجْرٰاهٰا فكتب بسم اللّه فجرت ما شاء اللّه أن تجري ثم نزلت قُلِ اُدْعُوا اَللّٰهَ أَوِ اُدْعُوا اَلرَّحْمٰنَ فكتب بسم اللّه الرحمن الرحيم فجرت ما شاء اللّه أن تجري ثم نزلت إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمٰانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ و حكى عنه منصور بن عمار أنه وجد رقعة في الطريق مكتوب فيها البسملة فأخذها فلم يجد لها موضعا فأكلها فرأى فيما يرى النائم أن قائلا قال له قد فتح اللّه عليك باب الحكمة باحترامك لتلك الرقعة فكان بعد ذلك يتكلم بالحكمة و قال عليه الصلاة و السلام ما من كتاب يلقى بمضيعة من الأرض فيه اسم من أسماء اللّه تعالى إلا بعث اللّه له ملائكة يحفونه بأجنحتهم حتى يبعث اللّه تعالى إليه وليا من أوليائه فيرفعه من الأرض و من رفع كتابا من الأرض فيه اسم من أسماء اللّه تعالى رفعه اللّه تعالى في عليين و كان سبب توبة بشر بن الحارث الحافي أنه أصاب في الطريق كاغدة مكتوبا عليها اسم اللّه تعالى قد وطئها الأقدام فأخذها و اشترى بدرهم كان معه غالية فطيب بها الكاغدة و جعلها في شق حائط فرأى فيما يرى النائم كأن قائلا يقول له يا بشر طيبت اسمي لأطيبن اسمك في الدنيا و الآخرة فكم من غني كان راكبا لا يمشي و يستنكف أن يكون حافيا مات اسمه بموته و هذا كان فقيرا حافيا بقي ذكره على الأحقاب.

فليعمل العاملون فلا يضيع عمل عامل عند اللّه تعالى و قال عليه الصلاة و السلام اكتبوا بسم اللّه الرحمن الرحيم في كتبكم فإذا كتبتموها فتكلموا بها و سأل سيدنا عثمان بن عفان رضي اللّه عنه عن النبي عليه الصلاة و السلام عن البسملة فقال هو اسم اللّه الأعظم و ما بينه و بين اسم اللّه الأعظم إلا كما بين سواد العين و بياضها من القرب.

و قال حكي أن بسم اللّه الرحمن الرحيم يدل على اسم باطن و هو الاسم المخزون المكنون الذي إذا دعي به أجاب. و عن الزهري في قوله تعالى: وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ اَلتَّقْوىٰ . قال بسم اللّه الرحمن الرحيم و عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: قال رسول

7 اللّه عليه الصلاة و السلام قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة و قراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من التسبيح و التكبير. و التسبيح أفضل من الصدقة، و الصدقة أفضل من الصيام، و الصيام نجاة من النار. و قال عليه الصلاة و السلام مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب و ريحها طيب و مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كالثمرة طعمها طيب و لا ريح لها

ص: 5

و مثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحان ريحها طيب و طعمها مر و مثل الفاجر الذي لا يقرأ كمثل الحنظلة طعمها مر و لا ريح لها و عن أبي أمامة عن النبي عليه الصلاة و السلام إنه قال اقرءوا فإنه نعم الشفيع لصاحبه و قال عليه الصلاة و السلام من قرأ في المصحف ثمانين آية كتب اللّه له بعدد كل شيء في الدنيا حسنات. و عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه أديموا النظر في المصحف فإنها عبادة و قال عليه الصلاة و السلام من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقد و كان ابن عفان يبتدئ بالختمة يوم الجمعة و يختم ليلة الخميس و عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أنه قال إذا قام العبد من الليل فتسوك و توضأ ثم قام للصلاة فكبر و قرأ وضع الملك فاه على فيه و يقول اتل اتل فقد طبت و طاب لك و إن توضأ و لم يستك حفظ عليه و لم يعد ذلك ألا و إن قراءة القرآن مع الصلاة كنز من كنوز الجنة و خير موضع فاستكثروا منه ما استطعتم و إن الصلاة نور و الزكاة برهان و الصبر ضياء و الصوم جنة و القرآن حجة لكم أو عليكم و أكرموا القرآن و لا تهينوه فإن اللّه يكرم من أكرمه و يهين من أهانه و اعلموا أنه من تلا القرآن و حفظه و عمل به و اتبع ما فيه كانت له دعوة عند اللّه سبحانه يوم القيامة إن شاء عجلها له في دنياه أو ادخرها له في الآخرة و اعلموا أن ما عند اللّه خير و أبقى للذين آمنوا و على ربهم يتوكلون.

فصل في آداب القرآن و فيه مسائل ينبغي للقارئ الاعتناء بها

و هو أن يخلص في قراءته و أن يريد وجه اللّه و أن لا يقصد بها توصلا الى شي ء سوى ذلك و أن يتأدب مع القرآن و يستحضر ذهنه أنه يناجي اللّه و يتلو كتابه كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإنه سبحانه يراه ثم إذا أراد القراءة نظف فمه بالسواك و يقول عند السواك اللهم بارك فيه يا أرحم الراحمين و يمر بالسواك على أطراف أسنانه و كراسي أضراسه و سقف حلقه إمرارا لطيفا و يستاك بعود و الأولى أن يكون من أراك فإن كان يابسا ليّنه بالماء و تكره القراءة إذا كان فيه نجس بدم أو غيره قبل غسله و لا تحرم و ينبغي للقارئ أن يكون شأنه الخضوع و التدبر و الخشوع و البكاء و التباكي لمن لا يقدر على البكاء فإنه صفة العارفين و شعار الصالحين. و قال إبراهيم الخواص دواء القلب خمسة أشياء قراءة القرآن بالتدبر و إخلاء البطن و قيام الليل و التضرع عند السحر و مجالسة الصالحين و القراءة في المصحف أفضل من القراءة من حفظه و اعلم أنه جاءت آثار بفضيلة رفع الصوت بالقراءة و آثار بفضيلة الإسرار و الإسرار أفضل لأنه أبعد عن الرياء فإن لم يخف الرياء فالجهر أفضل بشرط أن لا يؤذي غيره من مصل أو نائم أو غيرهما و فضيلة الجهر أن العمل فيه أكثر و يتعدى نفعه إلى غيره و يجمع همته إلى الفكر و يصرف سمعه إليه و يطرد النوم و يزيد في النشاط و يوقظ النائم و الغافل فمتى حضر شي ء. من

ص: 6

هذه النيات فالجهر أفضل و يستحب تحسين الصوت بالقراءة ما لم يخرج عند حد القراءة بالمطيط فإن أفرط حتى زاد حرفا أو خفى حرفا فهو حرام و كذا قراءته بالألحان و يستحب للقارئ إذا ابتدأ من وسط السورة أن يبدأ من أول الكلام و لا يتقيد بالأجزاء و الأحزاب و الأعشار فإن كثيرا منها في وسط الكلام المرتبط بالكلام فلا يغتر الإنسان بكثرة الغافلين لهذا الذي نهينا عنه و لهذا قال بعض العلماء قراءة سورة قصيرة بكمالها أفضل من قراءة قدرها من سورة طويلة لأنه يخفى الارتباط على كثير من الناس و نهى عن قراءة سورة الأنعام في ركعة و يكره أن يقول نسيت آية كذا أو سورة كذا بل يقول أنسيها و قال عليه الصلاة و السلام لا يقول أحدكم نسيت آية كذا و كذا بل هو أنسي و قراءة القرآن آكد الأذكار فينبغي المداومة عليها فلا يدعها يوما و ليلة و يحصل له حظ في القرآن بقراءة الآيات القليلة. عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال: قال النبي عليه الصلاة و السلام من نام عن حزبه من الليل أو عن شي ء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر و صلاة الظهر كتب له كأنما قرأ من الليل و قال عليه الصلاة و السلام إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعلقة إن عاهد عليها أمسكها و إن أطلقها ذهبت منه و قال عليه الصلاة و السلام من قرأ القرآن ثم نسيه لقي اللّه تعالى يوم القيامة أجذم و قال أيضا ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي اللّه يوم القيامة أجذم و الأجذم هنا قيل مقطوع اليد الحجة و قيل هو الذي به جذام نسأله السلامة و قال عليه الصلاة و السلام من خشي أن ينسى القرآن فليقل اللهم نور بكتابك بصري و أطلق به لساني و اشرح به صدري و استعمل به جسدي بحولك و قوتك فإنه لا حول و لا قوة إلا بك و شكا رجل إلى النبي عليه الصلاة و السلام نسيان القرآن فقال علمني شيئا يجزيني فقال قل بسم اللّه و الحمد للّه و لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر و لا حول و لا قوة إلا باللّه العليّ العظيم فعدهن في يده ثم ضم أصابعه خمسا فقال يا رسول اللّه هذا لربي فما لي فقال قل اللهم اغفر لي و ارحمني و عافني و ارزقني و اهدني قال فعدّهن في يده خمسا و ضم أصابعه الأخرى فقال عليه الصلاة و السلام أما هذا فقد ملأ يده خيرا. و عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: قال عليه الصلاة

و السلام من قال بسم اللّه الرحمن الرحيم و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم صرف اللّه عنه سبعين بابا من البلاء أولها الهم و الغم و اللم. و قال عليه الصلاة و السلام لا تمدوا الباء إلى الميم حتى ترفع السين. و روي عن عمر بن عبد العزيز أنه ضرب كاتبها لأنه كتب الميم قبل السين فقيل له فيم ضربك أمير المؤمنين فقال في سين و روي عنه عليه الصلاة و السلام أنه قرأ بسم اللّه الرحمن الرحيم فرددها عشرين مرة و إنما رددها لتدبره في معانيها و عنه عليه الصلاة و السلام من كتب بسم اللّه الرحمن الرحيم فجوّدها تعظيما لها غفر له و يستحب له التسمية في جميع الأعمال و يقول اللهم بارك لنا فيما رزقتنا و قنا عذاب

ص: 7

النار و إذا لم يذكر اللّه العبد عند دخوله لبيته و عند طعامه قال الشيطان لأعوانه أدركتم المبيت و العشاء. و قال بعض العارفين اعلم أن بسم اللّه الرحمن الرحيم تسعة عشر حرفا و خزنة النار تسعة عشر فيدفع اللّه تعالى عن المؤمن بكل حرف من هذه التسعة عشر واحدا من الزبانية التسعة عشر و اعلم أن البسملة أربع كلمات و الذنوب أربعة أنواع ذنوب الليل و ذنوب النهار و ذنوب السر و ذنوب العلانية فمن قالها على إيمان و إخلاص و صفاء غفر اللّه له الأنواع الأربعة من الذنوب و الخنا و قيل الباء بهاء اللّه و السين سناء اللّه و الميم ملك اللّه و قيل مجد اللّه و قيل إن من أشرف الحروف مجموع ما تقدم رسمه من الحروف التي هي الألف و اللام و الباء و السين و الميم و الهاء و الحاء و النون و الياء فتلك حروف البسملة و هي أشرف القواعد و أتم العوالم و أعظم الأسماء و منها انبعاثات القدرة و من الباء مع الميم و جد الملك الشاهدي و من الباء مع السين تكون علم الملكوت العلوي و من الباء مع الميم و الألف تكونت الأسماء و من اللام مع الهاء ترتب الأطوار و من الراء مع الحاء ظهرت الرحمة و من النون مع الباء ظهر حكم القبضتين ثم أنبهك على إشارات لطيفة من أنفاس المخلوقين و أنوار المطيعين و قال لي بعض العارفين المحققين المطلعين: اعلم إني أستدل على أن في بسم اللّه الرحمن الرحيم اسم اللّه الأعظم و النور الأقوم بأن بسم اللّه الرحمن الرحيم إذا أضيفت إلى الربوبية كانت على قسمين قسم يبرز منه التعظيم و قسم يبرز منه العلو و ذلك لأمرين أحدهما أن التعظيم هو رداء اللّه تعالى المثبوت في العالم و هو الاسم المبسوط في الأكوان لكونه لم يأت فسبح باسم ربك العظيم إلا بعد وصف المقربين و وصف أصحاب اليمين و وصف المكذبين الضالين بعد حق اليقين فمن علم سر المقربين و سر أصحاب اليمين و سر مستقر المكذبين و بدا له ذلك حق اليقين شاهد عظمة اللّه تعالى في العالم أجمعه و شاهد اسم اللّه الأعظم و الثاني بعد ذلك أعني ثاني الاعتبار لأن هذا الشكل هبوطي من علو إلى أسفل لكل ذي قلب سليم من دنس المطيتي البرابي و الكشف الحجابي لأن الأشكال قسمان شكل هبوطي و شكل عروجي فهذا المتقدم شكل هبوطي لشمول الاسم الأعظم في الدائرة الحسية الحقيقية التركيبية و أما الثاني فهو العروجي الطلوعي و هو إضافة الاسم في الربوبية علويات فالمراتب العلويات الثلاثة أوضاع شهودك في الأرواح القدسيات ثم المقربين ثم أصحاب اليمين و الاستشراف على المكذبين الضالين و الثلاث السفليات الذي خلق فسوى و الذي قدر فهدى و الذي أخرج المرعى فتلك باطن هذه في عالم الإيجاد الإبداعي فاسم الربوبية يظهر بحقائق الوجود و اسم الألوهية قاهر لحقائق الموجودات فلا يبقى أثر لمتوهم بصيرة لمتبصرة و إذا أضيف الاسم الذي هو بسم اللّه برزت الرحمانية فالعظمة صفة الربوبية و كذا

ص: 8

العلا صفة الربوبية و الرحمانية صفة الألوهية إلا أن الربوبية ظاهر و الألوهية باطن و ذلك نسبة كنسبة فسبح و نسبة الاسم كنسبة اسم الجلالة و نسبة ربك كنسبة الرحمن و نسبة العظيم كنسبة الرحيم و نسبة سبح كنسبة بسم و نسبة اسم كنسبة الجلالة و نسبة ربك كنسبة الرحمن و نسبة الأعلى كنسبة الرحيم و نسبة اقرأ كنسبة بسم و نسبة باسم كنسبة الجلالة و نسبة ربك كنسبة الرحمن و نسبة الذي خلق كنسبة الرحيم إلا أن هذه الثلاثة عروجا من أسفل إلى علو و تلك هبوط من علو إلى أسفل و مقاليد السفليات بعد العلويات فسبح باسم ربك غيبة و سبح باسم ربك الأعلى غيبة أخرى و اقرأ باسم ربك غيبة ثالثة و بسم اللّه الرحمن الرحيم غيبة و حضور فبسم اللّه حضور و الرحمن الرحيم غيبة و كذلك جميع الفهم في كتاب اللّه و اعلم أن بسم اللّه الرحمن الرحيم محتوية على ثلاثة عوالم عالم الملك الأول ثم عالم الخلق ثم عالم الأمر و ذلك لقوله تعالى أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ و اعلم أن بسم اللّه الرحمن الرحيم لتوصل الخير من جميع العوالم و فيها سر المبتدي و المنتهي و فيها مراتب التوحيد لأن بسم اللّه الرحمن الرحيم قبالة شهد اللّه و الملائكة قبالة شهد الرحمن و أولوا العلم قبالة الرحيم فأول دائرة بسم اللّه كآخرها و ظاهرها كباطنها و بها أقام اللّه شجرة الأكوان و أظهر بها أسرار المكنونات فتأمله بفكر خفي و إيمان بعقل و في و لذلك من أكثر من ذكرها رزق الهيبة عند العالمين العلوي و السفلي و من علم ما أودع اللّه فيها من الأسرار و كتبها على شي ء لم يحترق بالنار و فيها سر اسم اللّه الأعظم. قال عبد اللّه بن عمر بن الخطاب من كانت له حاجة فليصم الأربعاء و الخميس و الجمعة فإذا كان يوم الجمعة تطهر و ذهب إلى الجمعة فتصدق بصدقة قلت أو كثرت ما بين الرغيف إلى ما فوق ذلك و ما كثر فهو أفضل فإذا صلى الجمعة قال اللهم إني أسألك باسمك بسم اللّه الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة و لا نوم الذي ملأت عظمته السموات و الأرض و أسألك باسمك بسم اللّه الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو الذي عنت له الوجوه و خضعت له الرقاب و خشعت له الأبصار و وجلت منه القلوب و ذرفت منه العيون أن تصلي على سيدنا محمد و أن تعطيني حاجتي و هي كذا و كذا و كان يقول لا تعلموها سفهاءكم فيدعو بعضهم على بعض فيستجاب لهم و عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه أن رسول اللّه عليه الصلاة و السلام قال من كانت له حاجة فليسبغ الوضوء و يصل ركعتين يقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب و آية الكرسي و في الثانية بفاتحة الكتاب و آمن الرسول الخ السورة و يتشهد و يسلم و يدعو بهذا الدعاء اللهم يا مؤنس كل وحيد و يا صاحب كل فريد و يا قريبا غير بعيد و يا شاهدا غير غائب و يا غالبا غير مغلوب يا حي يا قيوم يا ذا الجلال و الإكرام

ص: 9

يا بديع السموات و الأرض اللهم إني أسألك باسمك بسم اللّه الرحمن الرحيم الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة و لا نوم و أسألك باسمك بسم اللّه الرحمن الرحيم الحي القيوم الذي عنت له الوجوه و خشعت له الأصوات و وجلت من خشيته القلوب أن تصلي على سيدنا محمد و على آل محمد و أن تقضي لي كذا و كذا فإنه تقضى حاجته و لو شرحنا البسملة شرحا وافيا لضاق عليك ذلك و إنما نوّهنا في هذا الكتاب بالرمز و التلويح إلى الاسم الأعظم إذ لا يمكن النطق به ظاهرا صريحا إذ لم تكن تلك أفعال السلف الصالح و كذلك السر النبوي و الأسرار القدرية و الأسرار الإلهية اذ لا يمكن أن يبرز للعالم العبارة للطافتها و كثافة العالم أ لا ترى إلى كتاب اللّه العزيز فيه ما يفتقر الى التدبر و التفكر و الغوص على درره في بحره فهذه سنة اللّه تعالى في مخلوقاته ظاهرة في بطون و باطنة في ظهور أ لا ترى إلى قوله وَ كَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَ هُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ لم يرد بذلك ظواهر الآيات إذ هي بارزة للعيون و المحسوسات و كثيرا ما ينظر إليها بعين الرأس و هي بعين البصيرة بخلاف ذلك قال اللّه تعالى وَ تَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَ هُمْ رُقُودٌ فلا يصح النظر إلا بعين البصيرة المستنيرة بنور الإيمان فتدبر ذلك تجده إن شاء اللّه تعالى قال الحافظ أبو حاتم الرازي دخلت مسجد أبي اليمان الحكم بن نافع الصنعاني المذكور شيخ البخاري فأخذتني الحمى فخرج أبو اليمان المذكور من منزله و دخل المنزل الذي كنت فيه في المسجد سأل عني فقالوا أخذته الحمى فجاءني فقال ما قصتك قلت حممت يا أبا اليمان فقال أين كنت عن طلسم الحمى فقلت و ما هو فإني لا أعرفه فكتب لي في رقعة هذه الصورة فجعلتها تحت رأسي فلما قام أخذتها فنظرت فيها هذه الصورة فقال لي أبو حاتم الرازي فما كان بأسرع من ذهابها عني ثم جاءني فقال كيف حالك فقلت في عافية فقال احفظها و علمها الناس فإنها نافعة إن شاء اللّه و هي هذه و لقضاء الحوائج مما نقلته من خط بعض العارفين عن جعفر الصادق أنه قال من كانت له حاجة إلى اللّه مهمة فليكتب في رقعة بسم اللّه الرحمن الرحيم من العبد الذليل إلى الرب الجليل رب أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين و يرمي الورقة في الماء الجاري و يقول إلهي بمحمد و آله الطيبين و صحبه المرتضين اقض حاجتي يا أكرم الأكرمين و تذكر حاجتك فإنها تقضى إن شاء اللّه

الصورة

ص: 10

تعالى و ذكر بعض الإخوان أن من قرأ البسملة اثني عشر ألف مرة و آخر كل ألف يصلي ركعتين و يسأل اللّه أي حاجة شاء ثم يعود إلى القراءة فإذا بلغ ألف مرة فعل مثل ذلك من الصلاة و الدعاء إلى انقضاء العدد المذكور فإن حاجته تقضى إن شاء اللّه و ذكر الحاكمي أنه جرت له في حكمه حكاية غريبة و نقل الإمام أبو يعقوب يوسف الشاذلي الزيات عن إبراهيم بن موسى بن عبد اللّه المعروف باصاصاي من أقران إبراهيم بن هلال الدكالي مات بدكالة في سنة 615 و كان مجاب الدعوة دعا على عيسى بن داود الفقيه و قد أنكر عليه كرامات الأولياء أن يختل عقله فجن عيسى و اختل إلى أن مات و تشكى الناس إليه مرة أخرى جور العامل فجمع خلقا كثيرا على الساحل و قرأ بسم اللّه الرحمن الرحيم ألف مرة و حمد اللّه سبحانه و تعالى ألف مرة قال لا إله إلا اللّه ألف مرة و صلى على النبي عليه الصلاة و السلام و كذلك و دعا على العامل ألف مرة ثم قال ابعثوا من يأتيكم بخبره. فإن اللّه قد أجاب دعاءكم فيه فذهب اليه جماعة فوجدوه قد نكب و اختل نظامه و لم يزل كذلك إلى أن مات نقل ذلك كله الشيخ أبو محمد عبد المهيمن الحضرمي رضي اللّه تعالى عنه.

خواص سورة الفاتحة

هي السبع المثاني و القرآن العظيم و الإجماع على أنها مكية و سميت الفاتحة لافتتاح القرآن بها و الصلاة بها و المنجية لقوله عليه الصلاة و السلام هي لما قرئت له و الوافية بالفاء لأنها سبع آيات و لا تنتصف و الواقية بالقاف و أم القرآن لتقدمها و تسمى الدالة لكونها مقدمة و السبع المثاني لأنها تثنى في الركعة بعد الركعة و قيل لأنها نزلت مرتين مرة بمكة و مرة بالمدينة فثنيت و لكونها استثنيت لهذه الأمة فلم تنزل على أحد قبلها ذخرا لها و قيل لأن نصفها ثناء و نصفها دعاء قال عليه الصلاة و السلام لأبي بن كعب أ تحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة و لا في الإنجيل و لا في الزبور مثلها و إنها سبع من المثاني و القرآن العظيم الذي أعطيته و قال عليه الصلاة و السلام من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج فهي خداج و قال عليه الصلاة و السلام من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان و قال عليه الصلاة و السلام فاتحة الكتاب شفاء من كل هم و قال عليه الصلاة و السلام إن القوم ليبعث عليهم العذاب حتما مقضيا فيخرج صبي من صبيانهم فيقرأ من كتاب اللّه فاتحته فيرفع اللّه عنهم العذاب بذلك أربعين سنة و قال عليه الصلاة و السلام أفضل آي القرآن الحمد للّه رب العالمين و قال عليه الصلاة و السلام أوحى اللّه إلي فيما منّ به عليّ إني أعطيتك فاتحة الكتاب من كنوز عرشي ثم قسمتها بيني و بينك نصفين و قال عليه الصلاة و السلام أم القرآن تجزئ عن غيرها و لا يجزئ غيرها عنها و قال سعيد بن جبير قال ابن عباس بسم اللّه الرحمن الرحيم آية من أم القرآن و عن

ص: 11

حاوية بن صالح عن أبي فروة نخر إبليس ثلاث نخرات لما أخرج من الجنة و أهبط إلى الأرض بعث اللّه إليه ملكا ينزع عنه لباسه فنخر عند ذلك نخرة و نخر نخرة ثانية حين بعث اللّه محمدا عليه الصلاة و السلام و نخر نخرة ثالثة حين نزلت أم القرآن و عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال بينما جبريل عليه الصلاة و السلام قاعد عند النبي صلى اللّه عليه و سلم إذ سمع صوت نقيض فرفع جبريل بصره فقال هذا باب من السماء فتح لنا اليوم و لم يفتح قط لأمة إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم و قال أبشر بنورين اثنين أوتيتهما و لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب و خواتم سورة البقرة و لم تقرأ بحرف منها إلا أعطيته و قال علي بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب و قال أيضا أم الكتاب هي رأس القرآن و عماده و ذروة سنامه و فيها خمسة أسماء و هي الأسماء العظيمة القدر و الشريفة في الأصل و من شرف هذه الأسماء و عظم قدرها أن جعلها اللّه أم القرآن و جعلها مفتاحا و جعل الصلاة لا تتم إلا بها و إنما شرفت أم القرآن على غيرها من السور بهذه الأسماء الخمسة و اعلم أن فيها اسم اللّه الأعظم الكبير الأكبر الذي إذا دعي به أجاب و إذا سئل به أعطى و قال أهل العلم هذه الأسماء للّه تعالى في أول اللوح المحفوظ كما هي في أول القرآن و هي مكتوبة في سرادق العرش و الكرسي ثم إذا نظرنا في الأسماء الخمسة و تدبرناها فوجدنا اللّه تعالى مرتبا عليها الصلوات الخمس و بني الإسلام على خمس و جعل في الركاز و الغنائم الخمس و رتب زكاة الإبل عليه ففرض في خمس ذود من الإبل شاة و جعل الشهادة في اللعان خمسا و جعل الإيمان في القسامة خمسين يمينا و أوجب الحدود خمسة أشياء و جعل أصابع اليدين و الرجلين خمسة و وجدنا عدد الأنبياء الذين ذكرهم اللّه في كتابه 25 نبيا و وجدنا أم القرآن التي هي رأس القرآن و عماده و ذروة سنامه خمسة و عشرين كلمة مرتبة على خمسة و وجدنا سورة من 15 كلمة مرتبة على أسماء اللّه الخمسة و عن عائشة رضي اللّه عنها قالت قال عليه الصلاة و السلام من قال الحمد للّه رب العالمين أربع مرات ثم قال الخامسة ناداه ملك من قبل اللّه من حيث يسمع صوته إن اللّه قد أقبل عليك فاسأله ما شئت و قال عليه الصلاة و السلام من أتى منزله فقرأ سورة الحمد للّه رب العالمين و سورة الإخلاص نفى اللّه عنه الفقر و كثر خير بيته و عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه أنه عليه الصلاة و السلام قال فاتحة الكتاب و آية الكرسي و آيتان من آل عمران هي شَهِدَ اللَّهُ إلى الْإِسْلامُ و قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ إلى بِغَيْرِ حِسابٍ فإنهن ما بينهن و بين اللّه حجاب لما أراد اللّه أن ينزلهن تعلقن بالعرش و قلن تهبطنا إلى الأرض و إلى من يعصيك فقال اللّه تعالى حلفت لا يقرأكن

ص: 12

أحد من عبادي في دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه على ما كان منه و إلا أسكنته حظيرة القدس و إلا نظرت إليه كل يوم سبعين نظرة و إلا قضيت له سبعين حاجة أدناها المغفرة و إلا أعذته من كل عدوه و إلا نصرته عليه و قال عليه الصلاة و السلام إذا وضعت جنبك على الفراش و قرأت فاتحة الكتاب و قل هو اللّه أحد فقد أمنت من كل شي ء إلا الموت و قال عليه الصلاة و السلام من قرأ عند مضجعه أم القرآن و آية الكرسي و إِنَّ رَبَّكُمُ إلى قوله الْمُحْسِنِينَ و آخر الحشر و سورة الإخلاص و المعوذتين و كل اللّه به ملكين يحفظانه من كل سوء حتى يصبح فإن مات غفر له و قال عليه الصلاة و السلام من أخذ من ماء المطر و قرأ عليه فاتحة الكتاب سبعين مرة و آية الكرسي سبعين مرة و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سبعين مرة و المعوذتين سبعين مرة و الذي نفسي بيده أن جبريل عليه السلام جاءني و أخبرني أنه من يشرب من الماء سبعة أيام متوالية فإن اللّه سبحانه و تعالى يدفع عنه كل داء في جسده و يعافيه منه و يخرج من عروقه و لحمه و عظمه و جميع أعضائه و ينبغي أن يقرأ فاتحة الكتاب عند الحجامة 7 مرات فإنه من العجائب و عن أسماء بنت أبي بكر قالت من قرأ يوم الجمعة بعد ما يسلم الإمام أم القرآن و قل هو اللّه أحد و المعوذتين معا سبعا سبعا حفظ اللّه له دينه و دنياه و أهله و ولده إلى الجمعة الأخرى و قال جعفر الصادق من قرأ الفاتحة أربعين مرة على قدح ماء ورش به وجه المحموم نفعه و خلصه من الحمى و قال عليه الصلاة و السلام من أراد أن يشفى من ضعف في بصره أو رمد أصابه فليتأمل من الهلال أول ليلة فإن غم عليه تأمله الليلة الثانية فإذا رآه يمسح بيمينه على عينيه و يقرأ أم القرآن 10 مرات يبسمل في أول السورة و يؤمن في آخرها ثم يقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثلاث مرات و ليقل شفاء من كل داء برحمتك يا أرحم الراحمين سبع مرات و ليقل يا رب خمس مرات يقوى بصره بإذن اللّه و إذا تلاها المريض في حال مرضه أو كتب في إناء و يمحي و يشرب و يرش و يدهن جميع جسده ثلاث مرات و أنت تقول اللهم اشف أنت الشافي اللهم اكف أنت الكافي اللهم اعف أنت المعافي يبرأ المريض ما لم يحضر أجله عدد آي الفاتحة 7 آيات و عدد كلماتها 25 و عدد حروفها 141 و في سورة الفاتحة حروف المعجم بكمالها خلا فجش ثظخز و مجموعها في قوله تعالى: أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.

خواص سورة البقرة و هي مدنية

اشارة

و تسمى الفسطاط لاجتماع كثير من الآيات و العجائب و الأحكام و القصص فيها لأن الفسطاط مجتمع أهل البلدة حول جامعها و كل مدينة جامعة في وسطه فهي فسطاط و منه قيل لمصر فسطاط و الفسطاط بيت من الشعر و تسمى سنام القرآن لقوله عليه الصلاة و السلام لكل شي ء سنام و سنام القرآن سورة البقرة و فيها 500 حكم و 15 مثلا قال النبي عليه

ص: 13

الصلاة و السلام لا تجعلوا بيوتكم مقابر و إن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان و عن ابن مسعود رضي اللّه عنه أن رجلا من أصحاب رسول اللّه عليه الصلاة و السلام لقي شيطانا فصرعه فقال له الشيطان دعني أعلمك شيئا لا تقرأه في بيت فيه شيطان إلا خرج منه فتركه فأبى أن يعلمه فأخذه فصرعه ثانيا فقال له إن تركتني هذه المرة علمتك فتركه فأبى أن يعلمه فأخذه فصرعه الثالثة و عض إصبعه و قال و اللّه لا أدعك أبدا حتى تعلمني فقال سورة البقرة و اللّه ما قرئ شي ء منها في بيت فيه شيطان إلا خرج و له أجيج كأجيج الحماة قيل لابن مسعود من الرجل فقال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه فقيل له و ما أجيج الحمار قال ضراط كضراط الحمار و قال عليه الصلاة و السلام لأبيّ بن كعب رضي اللّه عنه أي آية معك في كتاب اللّه أعظم فقال اللّه لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري فقال ليهنك العلم يا أبا المنذر و قال عليه الصلاة و السلام لبعض أصحابه إذا آويت لفراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لم يزل معك من اللّه حافظ و لا يقربك شيطان حتى تصبح و قال عليه الصلاة و السلام من قرأ آية الكرسي و ثلاث آيات من الأعراف إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ إلى قوله الْمُحْسِنِينَ و الصافات إلى قوله لازب و من سورة الرحمن من سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ إلى قوله فَلا تَنْتَصِرانِ عصم يومه من كل شيطان و من كل ساحر مضر و من كل شيطان من الإنس و من كل سلطان ظلوم و من كل لص و من كل سبع ضار و من قرأهن من ليله فله مثل ذلك و قال عليه الصلاة و السلام من قرأ آيتين من آخر سورة البقرة في ليلته كفتاه و في رواية أجزأتا عنه قيامه تلك الليلة و قال الغزالي أعطى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاثا لم يعطهن أحد ممن كان قبله فرض عليه الصلاة و غفر لأمته المقحمات ما لم يشرك باللّه شيئا و أعطى خواتيم سورة البقرة و قال عليه الصلاة و السلام إن اللّه سبحانه و تعالى ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما و علموها نساءكم و أبناءكم فإنهما صلاة و دعاء و قرآن.

فصل

اختلف العلماء في الحروف المعجمة المفتتح بها السور على قولين أحدهما أنه من المتشابهات التي استأثر اللّه تعالى بعلمها فنحن نؤمن بتنزيلها و نكل إلى اللّه تأويلها و قال أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه للّه عز و جل في كتابه سر و سر اللّه في القرآن أوائل السور و قال علي بن أبي طالب إن لكل كتاب صفوة و صفوة الكتاب حروف التهجي قال الحسن إن هذه الحروف المتقطعة في أوائل السور أسماء اللّه تعالى لو أحسن الناس تأليفها لعلموا اسم اللّه الأعظم أ لا ترى أنك تقول الر و ن و تقول حم فيكون الرحمن و كذلك

ص: 14

سائرها على هذا القول إلا أنا لا نقدر على وصلها و الجمع بينهما و سئل ابن عباس الر و حم و ن فقال اسم الرحمن عليه الهجا و قال السدي و الكلبي و قتادة هي أسماء القرآن و قيل إنها حروف أقسم اللّه تعالى بها قال عكرمة و ابن عباس إن كل حرف دال على اسم من أسماء اللّه تعالى و صفة من صفات اللّه تعالى فالألف إشارة على أنه أول آخر أزلي أبدي و اللام إشارة إلى أنه لطيف و الميم إشارة إلى أنه ملك مجيد منان محسن و قال في كهيعص الكاف إشارة إلى أنه ثناء من اللّه تعالى على نفسه أنه الكافي الكبير الكريم و الهاء على أنه هادي و الياء على أنه يحيي و العين على أنه عالم عزيز و الصاد على أنه الصادق و في نسخة و قال كهيعص أنه ثناء من اللّه تعالى لنفسه أنه الكافي الكبير الكريم و الهاء على أنه هادي و الياء على أنه يحيي و العين على أنه عالم و الصاد على أنه صادق و قيل إن بعض هذه الحروف يدل على اسم الذات و بعضها على اسم الصفات قال ابن عباس الم أن اللّه أعلم و في المص أن اللّه أفضل و في الر أن اللّه أرى و قيل كل واحد يدل على صفات الأفعال فالألف آلاؤه و اللام لطفه و الميم مجده و الطاء على أنه طيب ذو الطول و السين على أنه سلام سميع و الر على أنه رب رحيم و الحاء على أنه حليم حي حق حكيم و النون على أنه نور نافع و القاف على أنه قاهر قادر قيوم قوي و قال مقاتل إن بعض هذه الحروف يدل على أسماء الذات و بعضها على أسماء الصفات الم إن اللّه أعلم و في المص أن اللّه أفضل و في الر أن اللّه أرى و قيل الألف آلاؤه و اللام لطفه و الميم مجده ما منها حرف إلا في ذكر آلائه و نعمائه و قيل إن بعضها يدل على اسم اللّه الأعظم و قال الغزالي قد وردت هذه الحروف إلي في أوائل السور مجموعها 14 حرفا أولها الم و آخرها نون و إنما بعضها مكرر في أوائل السور و اختلف أهل العلم في معناها قيل إنها مشتقة من أسمائه تعالى الحسنى كما تقدم قال القاضي أبو بكر الباقلاني هذه الحروف هي النصف من الثمانية و العشرين حرفا من حروف المعجم تكررت في أوائل السور و جعلت القصص و الأحكام بعد ذكرها و ذكر أن هذه الحروف جعلها اللّه تعالى حفظا للقرآن من الزيادة و النقصان و هو المشار إليه بقوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ و ذكر بعض العارفين أن الحروف التي تلفظ بها 28 حرفا شطرها حروف النور و شطرها حروف الظلمة و عدد حروف النور فقال هي ا ح ص س ك ع ط ق ر ه ن م ل ى و ما عداها حروف الظلمة و قال آخر هي ثلاثون كلمة و 78 حرفا و هي الم الم المص الر الر الر الر الر الر كهيعص طه طسم طس طسم الم الم الم الم يس ص حم حم حمعسق حم حم حم حم ق ن فإذا نظرت إلى ترتيبها من جهة جمعها وجدتها آحادا و مثاني و ثلاثيات و رباعيات و خماسيات و ذلك جار على قاعدة العرب في كلامها و أسماء مسمياتها قال الإمام سهل بن عبد اللّه التستري في كلامه على الحروف في

ص: 15

فصل منه أشرف الحروف كلها الحروف التسعة من نورها اكتسبت الحروف جمالا و بهاء و هي هذه ال م ص ح ق ك ن و فالأجسام الظاهرة دالة عليها و على شرفها و هي السبع سماوات و الكرسي و العرش و هي التسع المجسمات و هي الحروف التي حكى اللّه تعالى عنها في القرآن و هي قوله تعالى الم المص ق ن حم و هي حروف القلم و اللوح و الحروف الأربعة عشر النورانية و هي ا ل م ص ر ك ى ع ط س ح ق ن و هي التي أقسم اللّه تعالى بها و لما كانت منازل القمر 14 منزلة باطنة كانت الحروف أيضا كذلك فمنها غيب و هي التي في أوائل السورة و منها ظاهرة و هي باقي الحروف و إذا تألفت جاء منها 29 سورة على عدد أيام بعض الأشهر أ لا ترى كمال القمر في الأربعة عشر منها و كما أن منازل القمر في قبول النور أربعة عشر منزلة حتى يكمل و يضاهي الشمس كذلك الكمال للنفس و الإنارة حتى يصير عقلا و إنما يحصل لها ذلك بمعرفة هذه الأربعة عشر جملة التي أشارت هذه الحروف إليها و جماعها كلها هذه الثلاثة الحروف و هي ال م و كذلك قال اللّه تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ و قال: الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ فافهم فإن في ذلك لعبرة و آية.

فصل فيما يختص بالحروف الأربعة عشر النورانية و ما يختص بباقي الحروف كلها من الأسماء الحسنى ليدعو الداعي بها و يتصرف بمقتضياتها

حرف الألف:

له من الأسماء الحسنى ما يفتتح به و هو اللّه أحد أول آخر (و الباء) بارئ باسط باعث بر باقي باطن (و الجيم) جباة جليل جميل جواد جامع (و الدال) دائم ديان (و الهاء) هو هادي (الواو) وارث وهاب (الزاي) زكي زارع (الحاء) حي حكيم حليم حق حكم حفيظ حسيب (الطاء) طاهر طالب طائق (و الياء) الاسم الأعظم الذي هو بالعبرانية ى ر ه و لا يعلم بنو إسرائيل تأويله إلى الآن (و الكاف) كريم كفيل كبير (اللام) لطيف (الميم) مالك مؤمن مهيمن مصور ماجد مقتدر مؤخر معز مذل مقيت مجيب متين محصي مبدئ معيد محيي مميت متعال منتقم مالك الملك مقسط مغني معطي مانع منزل مهلك منشئ مبين (النون) نور نافع (السين) سلام سميع سبوح (العين) عزيز عليّ عظيم عدل عفو (الفاء) فرد فتاح (الصاد) صبور صمد صادق (القاف) قيوم قهار قاهر قدوس قائم على كل نفس بما كسبت قدير قابض قريب قديم (الراء) رحمن رحيم رب رءوف رافع رقيب رزاق رشيد (الشين) شاهد شكور شديد العقاب (التاء) تواب (الثاء) ثابت الوجود (الخاء) خالق خبير خافض (الذال) ذو الجلال و الإكرام (الضاد) ضار (الظاء) ظاهر (الغين) غني غفار غالب المختار من ذلك الدعاء بأسماء اللّه الحسنى فدالة عليه بالحروف النورانية الأربعة عشر

ص: 16

التي نبه عليها جماعة من السادة الصحابة مثل علي بن أبي طالب و عبد اللّه بن عباس و عبد اللّه بن سلام و غيرهم و منها الاسم الأعظم يا اللّه يا أحد يا أول يا آخر يا لطيف م يا مالك الملك يا مالك يوم الدين يا محيي يا مميت ص يا صمد ر يا رب الأرباب يا رحمن يا رحيم ك يا كريم ها يا هادي أنت هو لا إله إلا أنت ى يوه أهياشر هياهيا دو ع يا علي يا عظيم ط يا طالب يا طالب يا طاهر س يا سميع يا سبوح يا حي يا قيوم ن يا نور السموات و الأرض و نور الأنوار كلها و منورها يا نافع أسألك الهدى و العفاف و الغنى و التقى و أسألك العفو و العافية و أسألك رزقا دارا و عيشا قارا و عملا بارا و إلحاقا بعبادك الصالحين و أسألك أن تصلي على سيدنا محمد عبدك و نبيك و رسولك و على سيدنا إبراهيم خليلك و أن تسلم عليهما و على آلهما و على الأنبياء و المرسلين و الشهداء و الصالحين و أن تعطني سؤلي من خير الدنيا و الآخرة و أن تصلح لي شأني كله في الدنيا و الآخرة حتى ألقاك و أنت راض عني و عن جميع المسلمين و المؤمنين و الحمد للّه رب العالمين.

فصل يتضمن الحروف و الكلام عليها و الأسماء الحسنى المفتتحة بها و كيفية الدعاء العام بها و كيفية تصرف الداعي و كيف يتخذها رقى و دعوات و تمائم و غير ذلك مما يجوز شرعا و لا يؤثم و لا بأس بشي ء منه في العقل و الشرع

اعلم أن المعالجات الجسمية من الطبيب الجسماني هي معرفة الأدوية المفردة و المركبة و الخاصة و المشتركة و معرفة الأرض و أنواعها و مقابلة كل شي ء بضده و بقدره حتى لا يفرط الدواء و يتجاوز في الحد و لا يقصر عن بلوغ الغاية فإذا علمت ذلك فاعلم أن الأدواء الروحانية و النفسانية كذلك يكون علاجها من الطبيب الروحاني و ذلك بأن يعرض المرض الروحاني و النفساني أولا ثم يعالجه بضده من قول و فعل مثال ذلك أن الخائف يدعو و يكثر من دعائه بحرف الحاء و الميم فإن الحاء باردة رطبة و الميم حارة يابسة و يخصها هنا من الأسماء الحسنى الحي الحنان المنان الحليم الحكيم المؤمن و يكون تكراره ذلك 40 مرة ثم يذكر بعد ذلك اسم اللّه الأعظم الذاتي و هو قوله يا اللّه يا اللّه يا اللّه بألف القطع و هاء الرفع المدى 66 مرة و يسأل اللّه تعالى أمان خوفه و أمنه مما يخاف ثم يعود إلى قوله يا حنان يا منان يا حليم يا مؤمن 48 أيضا و هذا العدد مخصوص بحرف الحاء و حرف الميم كما أن تكرار الجلالة 16 مرة بعددها المخصوص بالألف و اللامين و الهاء و كذلك يدعو الجائع باسمه الصمد و يدعو التائه باسمه الهادي و الرشيد و المرشد و يدعو الفقيه الحقير باسمه الغني المغني المنعم ذي الطول

ص: 17

و يدعو الضعيف باسمه القوي المتين و يدعو الذليل باسمه العزيز و العظيم و يدعو العاجز باسمه القهار و القدير و يدعو البليد باسمه المعلم و العليم و المحصي و على مثل ذلك فليدع كل ذي حاجة مما يناسب حاله و قال الغزالي عن بعض أهل المعرفة إنه وقف على مسطورات عبد الرحمن بن عوف الزهري و كان يكتب الأربعة عشر حرفا الأحرف النورانية على ما يريد حفظه من الأموال و الأمتعة و الدور و الضياع فتحفظ و كذلك عثمان بن عفان و الزبير ابن العوام و كانوا إذا لقوا العدو قالوا اللهم احفظ أمة محمد عليه الصلاة و السلام بالنصر و التأييد بالمص و بكهيعص و بحمعسق و يس و القرآن و ق و القرآن المجيد و بنون و القلم و ما يسطرون و كان عليه الصلاة و السلام جعل شعارا بين المسلمين في بعض مغازيه و قال قولوا حم و لا ينصرون و كان بعض العارفين إذا ركب في الدجلة يقول الأربعة عشر حرفا التي في أوائل السور فسئل عن ذلك فقال ما تليت في موضع أو تكتب في بر أو بحر إلا حفظ تاليها و المكان الذي كتبت فيه و عليه و كفي السوء في نفسه و ماله و أمن من التلف و الغرق و قال حجة الإسلام عن بعض العارفين لما بعث اللّه محمدا عليه الصلاة و السلام و أنزل عليه حم عسق كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ علمت أن في ذلك سرا إلهيا فاتخذت بذلك عند الشدائد و التخاوف جنة فكفيت و وقيت و رزقت و قال أيضا أدركت بعض العارفين بالموصل و كان معه الحروف التي في أوائل السور فسألته عن ذلك فقال ظهر لي بركتها فمن ذلك يحفظني اللّه بها و يدركني رزقي و إن وقع لي حاجة سألت اللّه بها تقضى و يصرف عني العدو و اللص و الحية و العقرب و السبع و الحشرات و إذا ذكرتها في السفر أعود لأهلي سالما آمنا قال الإمام فعلت ذلك علما لا ريب فيه قال و حصل لبعض العارفين في جاريته صرع فقام إليها و أمسك أذنها و قال فيه بسم اللّه الرحمن الرحيم المص كهيعص يس و القرآن الحكيم حمعسق ن و القلم و ما يسطرون فسرى منها و لم يعد إليها الصرع و كان بالبصرة رجل يرقى الضرس و كان بخيلا لا يعلم رقيته لأحد فلما حضرته الوفاة قال لمن حضره قدم لي دواة و قرطاسا أكتب لك ما كنت أرقى به الضرس لينتفع به الناس فمن أصابه وجع في ضرسه فليرقه بهذه الأحرف المص طسم كهيعص حمعسق اللّه لا إله إلا هو رب العرش العظيم اسكن اسكن بالذي إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره و اسكن بالذي سكن له ما في الليل و النهار و هو السميع العليم و قال التميمي من كتب في رق غزال ليلة الرابع عشر و تكون ليلة الجمعة من أي شهر كان بعد صلاة العشاء الأخيرة بماء ورد و زعفران

ص: 18

أول البقرة الى قوله المفلحون و الم الى قوله و أنزل الفرقان و المص الى قوله و ذكرى للمؤمنين و المر إلى قوله و لكن أكثر الناس لا يؤمنون و كهيعص إلى زكريا و طه إلى قوله لتشقى و طسم تلك آيات الكتاب المبين و يس و القرآن الحكيم و ص و القرآن ذي الذكر الى شقاق و حم تنزل الكتاب من اللّه العزيز العليم غافر الى المصير و حمعسق كذلك يوحي إلى الحكيم و ق و القرآن المجيد و ن و القلم و ما يسطرون الى قوله عظيم و عدد السور 14 ثم يجعلهم في أنبوبة قصب فارسي و يشمع عليه بشمع عروس بكر على بكر و يخرز عليه قطعة أديم فمن علق ذلك على ذراعه الأيمن يشجع قلبه و يقوى عزمه و هابه عدوه و كان له قبولا عند الناس و إن كان فقيرا استغنى أو خائفا أمن أو مسحورا أو مجنونا تخلص و إن كان مديونا قضى اللّه دينه أو مهموما فرج اللّه همه أو مسافرا رجع سالما و إن علق على امرأة عازبة تزوجت أو علق على حانوت كثر زبونه و إن علق على الأطفال أمنوا من جميع المخاوف و حامله لا يسأل اللّه حاجة إلا قضيت و قال البوبي من نقش الأحرف النورانية الأربعة عشر في شكل مدور من الفضة و الطالع الثور و القمر فيه و أمسكه معه فإنه لا يخلو من فضة يملكها و من نقشه في خاتم فضة و الطالع الثور و القمر فيه قضيت حاجته إذا لبسه و من نقش على فص خاتم أول رجب يوم الخميس الم الم المص المر الر كهيعص طه طسم طس يس ص حمعسق ق ن اذا لبسه خائف أمن و إذا دخل حامله على سلطان كبر في عينه و هابه و قضى حوائجه و من مسح به على رأس غضبان رضي و من امتصه و هو عطشان روي و من جعله في ماء المطر ليلة ثم شربه على الريق قوي حفظه و إن لبسه معطل تصرف فإن لسبته عزبة خطبت و تزوجت و إن وضع على مصروع أفاق و إن كتب الأحرف النورانية الأربعة عشر التي في أوائل السور غير المكررة و بلعها في اليوم المعروف بسبت النور أمن من الرمد في السنة بتمامها بنورها و سرها و بركتها و هي الم الم المص الر الر الر المر كهيعص طه طسم طسم يس ص حمعسق ق ن.

فصل اعلم انی اخذت الحروف المفتتح بها السور و حذفت منها المکرر

اعلم أني أخذت الحروف المفتتح بها السور و حذفت منها المكرر فصارت 14 حرفا ال م ص ر ك ه ى ع ما ط س ق ن ح فحسبتها على حساب الجمل على رأي المغاربة فجاءت 93 ثم نظرت و وضعت وفقا مسدسا في قلبه وفق مخمس فيه الأحرف النورانية التي هي فواتح لسور القرآن غير مكررة و هي عجيبة فتأمله و هو هذا عدديا حرفيا و اللّه النافع بمنّه و كرمه و صورته هكذا فتأمله ترشد:

ص: 19

هذا الوفق ينفع لقضاء الحاجات.

الصورة

و هذا الوفق الجامع للأحرف النورانية عدد كل ضلع من أضلاع الذي في باطنه و هذه الطريق من الأوفاق يدخل فيها المزدوج في المفرد و العكس و صفة رسمها انها توضع مربعة و تقسمها بأول عدد تريد ثم بم تقسم كل ركن بنصفه من الأركان الأربعة ثم تقسم ما بين ذلك بعده الذي يدخل في قلبه و قال بعض الفضلاء إن أوائل السور إذا تلاها الإنسان كل يوم اسم إلى آخر الشهر ثلاثين قرأ الجملة و لها فضائل جمة.

قوله تعالى: الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ إلى قوله: الْمُفْلِحُونَ هذه الآية تزيد في الحفظ و تقوي النفس و تثبت العلم في القلب و تعين على المعرفة من كتبها يوم الخميس أول النهار في إناء طاهر بمسك و زعفران و محاه بماء عذب و شربه و أمسك عن الطعام ذلك اليوم بل يشربه بالليل و يصوم بالنهار يفعل ذلك ثلاثة أيام أو خمسة يجد تأثير ذلك و ينال ما ذكر إن شاء اللّه و وجدت إحدى و ثلاثين آية مكتوبة بخط الشيخ أبي العباس المرسي و لا أدري هل تكتب أو تحمل أو تقرأ في كل يوم من أيام الشهر فأثبتناها هنا و هي هذه وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً إلى بِغَيْرِ حِسابٍ وَ ارْزُقْنا وَ أَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ قُلْ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ

ص: 20

يُطْعِمُ وَ لا يُطْعَمُ وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ الآية فَآواكُمْ وَ أَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ إلى قوله تَشْكُرُونَ وَ لَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَ جَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ إلى يَشْكُرُونَ كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَ هَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَ ما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً أو إِنْ مِنْ شَيْ ءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَ آتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ سَبَباً وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَ عَشِيًّا وَ رِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَ أَبْقى وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَ هُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا إلى قوله بِغَيْرِ حِسابٍ قالَ أَ تُمِدُّونَنِ بِمالٍ إلى تَفْرَحُونَ أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ إلى قوله أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ إلى قوله الْوارِثِينَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ أَ وَ لَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً الآية فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ إلى قوله تُرْجَعُونَ وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَ إِيَّاكُمْ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ أَ لَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ إلى قوله وَ باطِنَةً مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ الى غَفُورٌ ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ الآية وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْ ءٍ إلى قَدِيراً إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ هذا عَطاؤُنا إلى بِغَيْرِ حِسابٍ ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ ما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ و هذا ما وجدته و تذكرت ثلاث آيات مطابقات و هي قوله تعالى: وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً إلى قَدْراً و قوله: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ اه.

(فصل )اعلم أن اسمه الكريم الوهاب ذو الطول لا يستديم على ذكره من قدر عليه رزقه و مسته حاجة إلا يسر اللّه عليه رزقه و لقد أمرت بذلك آحادا فظهر لهم من بركته العجائب و من نقش هذه الأسماء و علقها عليه لم يدر كيف يتيسر له المطالب من غير عسر و من السر في الدعاء بها أن تأخذ حروف الأسماء الذي تذكر بها في مثل قوله الكريم الوهاب ذو الطول لا تأخذ الألف و اللام بل تأخذ كريم وهاب ذو الطول فتنظر كم لها من الأعداد بالجمل الكبير فتذكر ذلك العدد في موضع خال و حضور نية و قلب خاشع و لا تزيد على العدد و لا تنقص فإنه يستجاب لك قال الزيادة أشرف و النقص إجلال و جملة عدد كريم وهاب ذو الطول من غير إسقاط المتكرر ألف و ستون و سبعة و إن أسقطت الواحد يبقى ألف و ستون و اعلم أن اسمه الباسط إذا ذكر حمل أثر سعة الرزق و تفريج الكرب و تفريج النفس و إذا داوم على ذكره ذاكر أربع ساعات من أربعة أيام أو اثنين و سبعين مرة في كل يوم إلى ختام 72 يوم ثبته اللّه على الطاعة و خفف عنه كل ثقل و لطف به فيما قدر عليه و رزقه و الطاء إذا نقشت في لوح من ذهب و الشمس في سعدها

ص: 21

تنقش و لف 9 طاآت و 4 هاءات و حملها إنسان معه قهر اللّه بها قلوب الجبارين من الجن و الإنس و حبب إليه أعمال البر كلها و من علقها عليه زال ما يشكوه من وجع الرأس و من شرب الماء الذي يلقى فيه يرى بركته في ذاته و ماله و يحبب إليه الخير و ينشرح باطنه و يشفى و ينقش و يكتب في التاسع من الشهر أو الثامن عشر أو السابع و العشرين و حامله يأمن من الهوام و من حمله على غير طهارة أورثه الحمى الرقية و من كتبه في رق طاهر و جعله في موضع سببه يسر عليه و إن وضعه تحت رأسه عند النوم أمن من الأحلام الرديئة و رأى المنامات الصالحة و ربما رأى النبي عليه الصلاة و السلام في منامه و من نقشه على صحيفة قلعى يوم الاثنين و القمر بالحوت و السرطان إذا وضع وفقه و هو 9 في 9 بالحروف و كتبت في كل بيت من الوفق الباسط على رق بمسك و زعفران محلول بماء ورد في يوم من الأيام التي تقدم ذكرها في تاسع ساعة منه و حملها معه أمن من التعب و الجوع و قهر الجبارين و طهر اللّه باطنه من الأخلاق الرديئة و إذا علق في بيت كثر الرزق فيه قلت و هذه صورة المتسع العدد و فيه صورة باسط حرفي و هذه صفة باسط عددي و اللّه الموفق.

الصورة

قال و من كتب آخر حرف من ذي الطول 30 مرة أو كتب كما هو 7 مرات في سابع ساعة من سابع الشهر بنية ما يرومه على ذكر و طهارة يسّر اللّه عليه بلوغ ما يرومه و وفق هذا الاسم 7 في 7 إذا وضع في رق غزال طاهر بزعفران و ألحق الوفق الاسم يوم الجمعة في أول ساعة منه أو في الثامنة فرّج الهم و أصلح الألفة و أطلق المحبوس و من تحرى أكل الحلال 7 جمع و نام على طهارة مستقبل القبلة و هو يقول يا عزيز يا ذا الطول رأى من العوالم الروحانية عجبا و يكتب هذا الاسم و وفقه و يشرب للحمى و يكون الوفق حرفيا أو يجمع بين الحرفي و العددي على ظاهر ورقة باطنها مع إضافة الاسم إلى بيوته هذا العدد مدخل فيه عدد الجمل الكبير.

فصل

و مما يناسب هذا ما ذكره حجة الإسلام فقال ورد في الحديث أن رجلا جاء إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال يا رسول اللّه تولت عني الدنيا و قلت ذات يدي فقال عليه الصلاة و السلام أين أنت عن صلاة الملائكة و تسبيح الخلائق و بها يرزقون فقال و ما ذا يا رسول اللّه قال سبحان اللّه العظيم سبحان اللّه و بحمده سبحان من يمن و لا يمن عليه سبحان من يجير و لا يجار عليه

ص: 22

سبحان من يبرأ من الحول و القوة لاستفتاح الرزق اليه سبحان من التسبيح منة منه على من اعتمد عليه سبحان من كل شي ء يسبح بحمده سبحانك و بحمدك لا إله إلا أنت يا من يسبح له الجميع تداركني فإني جزوع ثم استغفر اللّه سبحانه و تعالى مائة مرة تقول ذلك ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الصبح و قال عليه الصلاة و السلام من قال في كل يوم مائة مرة لا إله إلا اللّه الملك الحق المبين استفتح أبواب الرزق و استقرع بها الجنان و يوقى بها فتنة القبر و أتته الدنيا و هي راغمة و يخلق اللّه بكل كلمة ملكا يسبح اللّه و قال العارف السيد القوشي قال لي الشيخ أبو الربيع سليمان أ لا أعلمك شيئا تنفق منه ما احتجت إليه فقلت بلى فقال قل يا اللّه يا واحد يا أحد انفحني منك بنفحة خير إنك على كل شي ء قدير و روى عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال من استغفر اللّه تعالى مائة مرة لم يمت حتى يرى البركة في ماله و صفة الاستغفار أستغفر اللّه العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه و أسأله التوبة و المغفرة من جميع الذنوب قال تعالى فقلت اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً و قال رجل من الأولياء أصابتني شدة فشكوت ذلك لأخ لي فقال لي اكتب في ورقة و علقها على عضدك الأيمن إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَ فَتْحٌ قَرِيبٌ ففعلت ذلك ففتح لي و يسر علي الرزق و قال الإمام حجة الإسلام فتوح القرآن ما كتبهم أحد في ورقة و علقها على عضده إلا فتح اللّه عليه بكل خير و هي فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَ لَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ وَ اسْتَفْتَحُوا وَ خابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَ لَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ فَافْتَحْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ فَتْحاً وَ نَجِّنِي وَ مَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها حَتَّى إِذا جاؤُها وَ فُتِحَتْ أَبْوابُها إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً إلى قَرِيباً وَ مَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَ فَتْحٌ قَرِيبٌ وَ فُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ و لمن عليه دين و هي عن رسول اللّه عليه الصلاة و السلام اللهم اغنني بحلالك عن حرامك و بطاعتك عن معصيتك و بفضلك عمن سواك و عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال ما يسع أحدكم اذا تعسر عليه أمر معيشته أن يقول إذا خرج من بيته بسم اللّه على مالي و نفسي و ديني اللهم رضني بقضائك و بارك لي فيما قدرت لي حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت إنك على كل شي ء قدير و من دوام على هذين بعد صلاة الجمعة أغناه اللّه و رزقه و يضيف إليهما هذا الدعاء اللهم يا حميد يا مبدئ يا معيد يا رحيم يا و دود

ص: 23

اكفني بحلالك عن حرامك و بطاعتك عن معصيتك و اغنني بفضلك عمن سواك و قال أبو الحسن الشاذلي رحمه اللّه إذا تداينت فتداين على اللّه تعالى فإذا تداينت على اللّه فعلى اللّه أداؤه و ربما أسرفت أو ماطلت أو هونت أو قدمت أو أخرت أو أظلمت أو كذبت خسرت و ما ربحت فقال له السائل و كيف التداين على اللّه تعالى فقال بقطع النفس عن الجهات و انتزاع القلب عن العادات و قل اللهم عليك تدينت باسمك الذي حملتني به حملت فعليك توكلت و إليك أنبت و أمري إليك فوضت و أعوذ بك من الدخول في ذي الجهل و الفسق و في المعاداة و في الشر و الدنس و الرجس فإن عارضك معارض من معلوم هواك فاهرب إلى اللّه منه هروبك من النار خوفا أن تصيبك و قل أعوذ بك من النار و من عمل أهل النار فأنقذني و اغفر لي يا عزيز يا غفار فهذه مراتب علوم المعرفة و المعاملة ففر من نفسك و احتسب أجرك على اللّه قلت و قد تقدم فضل آية الكرسي إذا قرأتها و قرأت إِنَّ رَبَّكُمُ الآية فإنها تؤثر في وفاء الدين بعد قراءة الفاتحة من قال في دبر كل صلاة مكتوبة مرة واحدة اللهم إني أقدم إليك من بين ذلك كله اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الآية شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الآية قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ إلى بِغَيْرِ حِسابٍ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ إلى الْمُحْسِنِينَ أثر ذلك في وفاء الدين و حصل له ما تقدم ذكره و قال عليه الصلاة و السلام من قرأ هذه الثلاث و الثلاثين آية في كل يوم و ليلة لم يضره في تلك الليلة و لا في ذلك اليوم سبع ضاري و لا لص عادي و هو في حفظه و أهله و ماله حتى يمسي و يصبح و هو في هذه أول سورة البقرة إلى الْمُفْلِحُونَ و آية الكرسي إلى خالِدُونَ وَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ الخ السورة ثلاث آيات من الأعراف إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي إلى الْمُحْسِنِينَ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ الخ السورة و من أول الصافات عشر آيات إلى قوله لازِبٍ و اثنان من الرحمن يا مَعْشَرَ الْجِنِّ إلى قوله تَنْتَصِرانِ و آخر الحشر لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ الخ و من أول سورة الجن إلى شَطَطاً و تسمى آيات الخوف و آيات الحرس و هي حصن و فيها شفاء من كل داء منها الجذام و البرص قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى إلى قوله: مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ هذه الآيات لضرر العدو و خراب بيته فإذا كان لك عدو و أردت أن يقع به ما ذكر لتسد عليه طرق الخير و توقعه في الخزي خذ خرقة من ثوبه الذي على بدنه و اكتب فيها اسمه و اسم أمه و أدر على اسمه و اسم أمه الذي كتبته دائرة و اكتب فيها اسمه و اسم أمه 7 و اكتب فيها الآيات المذكورات و قل ذلك فلان ابن فلانة ثم أدر عليه دائرة أخرى تفعل ذلك ثلاث مرات بثلاث دوائر ثم تلف الخرقة و تجعلها في كوز فخار أبيض جديد و ادفنها في وسط عتبة داره حيث يكون دخوله و خروجه

ص: 24

عليها و يكون ذلك يوم السبت و يكمن في العتبة السفلى فإنك ترى العجب منه و في كتابة القرآن و جعله في العتبة نظر.

قوله تعالى: وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ إلى قوله: وَ هُمْ فِيها خالِدُونَ هذه الآيات لأثمار الشجرة التي تحمل و البركة في الشجرة القليلة الحمل إذا احتاج إلى ذلك فليصم يوم الخميس و يفطر بعد الغروب على هندبا و حرة و يصلي المغرب ثم يكتب هذه الآيات في قرطاس و لا يتكلم ثم يأخذه و يمر إلى شجرة في وسط البستان يعلقه عليها فإن كان عليها تمر فليأخذ منه و إلا من التي تليها ثم يأكله و يشرب عليه 3 جرع من الماء و ينصرف فإنه يرى ما يسره من خصب الأثمار و البركة. قوله تعالى:

وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً إلى الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ هذه الآيات عظيمة النفع لمن يبتغي علمها و لم يخل من ذلك بشي ء و هي تورث المكاشفات و طاعة الإنس و الجن فمن أراد ذلك يتطهر و يصوم أول يوم من الشهر يكون أوله الخميس فإذا كانت ليلة الجمعة عند الفطر فليفطر على نقل و سكر و يتوجه إلى القبلة و يتلو الآيات 30 و ليقل أيها الأرواح القاهرة الواصلة التقديس الموكلون بهذه الآيات المطيعون لأمره و لسرها المودع فيها أجيبوا الدعوة و أفيضوا على أنوار روحانيتكم حتى أنطق بما خفي و أخبر بالكائن صادقا و أصلوا إلى وجوه بني آدم و بنات حواء و ألقوا و أصلوا في قلوبهم رغبا و رهبا ثم تكتب الآيات في جام زجاج بماء الآس و زعفران و الزعفران مذاب بماء ورد و مسك و يمحى بماء الورد و يشربه و ينام يفعل ذلك 5 أو 7 أيام و في ليلة الخميس السابع يتلو الآيات 70 مرة و يكون ذلك في بيت خال و يبخر بعود فإذا فرغ من ذلك ينام في ثيابه فإنه يرى في منامه ما يرشده إلى ما يسأل و يصبح و قد تم أمره. قوله تعالى: يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ إلى قوله: وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ من كتبها في خرقة من ثوب صبية لم تبلغ الحلم ليلة الاثنين على مضي خمس ساعات من الليل ثم وضعها على صدر امرأة نائمة أخبرته بما علمت. قوله تعالى: وَ إِذِ اسْتَسْقى مُوسى إلى قوله: مُفْسِدِينَ من كان في سفر و عدم منه الماء و كان مبتلى بمرض يكثر في شرب الماء يكتب هذه الآيات في إناء طاهر نظيف من خزف مدهون أو في زجاج أو في حجر و يمحى بماء مطر الربيع ثم يجعله في قارورة و يتركه عنده ثلاثة أيام ثم يجعل ذلك الماء في شراب جلاب و يضيف إليه شيئا من لبن شاة حمراء ثم يعقد على النار حتى يثخن ثم يداوي به ما ذكرنا لك في حضر أو سفر فالعطشان يتناول منه عند الصباح مقدار در همين و المبتلى بشرب الماء يتناول منه عند النوم مثل ذلك ففيه شفاؤه. قوله إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا وَ إِنَّا إِنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ من أراد أن يشتري شيئا من حيوان أو ملبوس أو متاع أو فاكهة أو غير

ص: 25

ذلك و أراد الخيرة في ذلك و الجنس الجيد منه فليقرأ عند ذلك يا مخير يا مختار يا من الخير منه يا من الخير بيده يا دليل الخير يا مرشد يا هادي و يقرأ الآية عند النظر و التقليب فإنه يقع له القصد و تكون قراءته إلى أن ينعقد البيع بما كان من ثمن و قيل تقرأ هذه الآية قبل أن تقلبه سبعا يوفق الى الخير إن شاء اللّه. قوله تعالى: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ إلى تَعْمَلُونَ و منافع هذه الآية أن من قسا قلبه على من أحبه أو ضاق صدره على أهله أو تغيرت عنه حالة الخير إلى غيرها فليأخذ شقفة جديدة من طين طيب الريح غير مخلوط بشي ء من النجاسة كما طلعت من التنور و ليكتب بقلم من عود الآس اسم الشخص الذي يريد أن يلين قلبه و يغير حاله المسي ء بحال حسن ثم يأخذ عسل نحل لم تمسه النار و خل خمر ثم يدير هذه الآية على الكتابة حول الاسم و يرمي بها في البئر أو الزير الذي يشرب منه الشخص فإنه يرجع إلى حالة الرضا إن شاء اللّه تعالى و قيل يعلق شقفة و يكتب أخرى فإنه نافع و إذا تغير السلطان على رعيته فليكتب هذه الآية في قرطاس كما كتبها في الشقفة و فيها اسمه و اسم أمه و تجعل في أعلى مكان في البلد أو في مكان في أعلى الجبل فإنه تصلح سيرته و حالته و إذا كان رجل يبغض امرأته أو امرأة تبغض زوجها فتعمل تماثيل على صورة كل واحد منهما من شمع أصفر و تنقش على صدر الرجل بإبرة نحاس اسم المرأة و اسم أمها و على صدر المرأة اسم الرجل و اسم أمه ثم تكتب الآية في ورقة و تجعلها بينهما و الصق وجه أحدهما إلى الآخر و ادفنهما تحت شجرة مثمرة تزول البغضة من بينهما و إذا امتزج ماء البئر و قل ماء العين أو النهر فاكتب الآية في شقف طين و ألقها في البئر يكثر ماؤها و إذا كانت البقرة أو الشاة قلّ لبنها أو امتنع اللبن فاكتب ذلك في طست نحاس أحمر و امحه بماء طاهر و اسقها منه فإنه يكثر لبنها.

قوله تعالى: وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ إلى قوله: مُؤْمِنِينَ من أراد أن يغمر قلب عدوه حتى لا يفهم شيئا و يتعذر عليه أمر محفوظه فليكتب هذه الآيات يوم السبت على قطعة حلو و يطعمها له يكون ذلك قوله تعالى: وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَ أَمْناً الآية رأيت بحفظ العلماء العارفين أن هذه الآية إذا قرأها الإنسان عند نومه و يطلب القيام في أي وقت شاء من الليل يقوم في ذلك الوقت قوله تعالى: وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ إلى السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قال بعض العارفين من كتب هذه الآية في صحن بلور بزعفران و ماء ورد و محاها بماء العنب الأسود و جعل فيه يسيرا من كهرباء و يسيرا من سكر مسحوق فمن شرب منه قطع منه البواسير و قطع نزف الدم و ينفع الأرياح الظاهرة و الباطنة. قوله تعالى: قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ إلى تَعْمَلُونَ هذه الآية تنفع الفالج

ص: 26

و القولنج و اللقوة و الريح الردي ء فمن أصابه ذلك فليأخذ طستا من نحاس اسبادري و يجلوه جلاء جيد أو يكتب فيه هذه الآية بماء ورد و مسك و سكر و يمحوه بماء طاهر و يغسل منه وجه صاحب اللقوة و يأمره أن ينظر فيه بعد غسل وجهه فينظر فيه مقدار ثلاث ساعات يفعل ذلك ثلاثة أيام يبرأ. و قوله تعالى: لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها إلى قوله: قَدِيرٌ هذه الآية إذا كتبت على قوارة ثوب جديد و كتب فيها اسم السارق و الآبق ثم تضرب فيها مسمارا و تسمره في حائط المكان الذي سرق منه أو خرج الآبق منه فإنه يرجع قريبا و تعود السرقة سريعا. قوله تعالى: وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إذا أردت أن لا يؤذيك أحد و لا يستطيل عليك تنقش في خاتم فضة و الشمس في الأسد الآية الكريمة فإنه لا يغلبك أحد و لا يتعدى عليك بإذن اللّه. قوله تعالى: وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ الآية قال بعض العارفين الكلام عن هذه الآية على فصول أحدها في معنى السؤال و الثاني في معنى القرب و الثالث في معنى الإجابة و الرابع في معنى الاستجابة و قد اختلف المفسرون في أسباب نزولها قال ابن عباس نزلت في عمر بن الخطاب و أصحابه و أهله حين أصابوا من أهلهم في رمضان ثم ندموا فقالوا يا رسول اللّه هل لنا من توبة أخرى و في رواية أن اليهود قالوا للنبي عليه الصلاة و السلام كيف يسمع ربنا دعاءنا و بيننا و بين السماء خمسمائة عام و أن غلظ كل سماء مثل ذلك فنزلت و قال الضحاك سأل بعض الصحابة النبي عليه الصلاة و السلام فقالوا يا رسول اللّه أ قريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فنزلت هذه الآية و قال بعض العلماء هؤلاء عباد مخصوصون لا يسألون عن حكم و لا عن مخلوق و لا عن دنيا و لا عن غنى بل جردوا السؤال عن مولاهم قال تعالى وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي و ليس هؤلاء من جملة و يسألونك عن الجبال و يسألونك عن اليتامى و يسألونك عن الشهر الحرام و يسألونك عن المحيض و لهذا أجيبوا هؤلاء تكلموا بواسطة فقيل له قل و الأولون المخصوصون قول الحق جوابهم بغير واسطة فقال فإني قريب فسؤال كل واحد يدل على حاله و يخبر عن ضميره و قطب هذا أن هذه السؤالات تدل على القرب بالجهات و المساحات فأجيبوا بأن قربه قرب إجابة الدعوات و التنزيه عن الحلول في الجهات و الأمكنة و أما القرب فقد أوضحه في الآية فقال إني قريب أجيب دعوة الداع ففسر القرب بالإجابة و قطع الأطماع عن قرب المكان و المساحة مع استحالته في حقه و بين أن قربه من العبد بتوفيقه الدعاء ثم يجيبه و اعلم أن الحق سبحانه و تعالى يتصف بالقرب من العبد و العبد يتصف بالقرب من الحق سبحانه فأما قرب الحق من العبد بالذات فيتعالى الحق عنه فإنه يتقدس عن الحلول و الأقطار و النهاية و المقدار ما اتصل به مخلوق و لا انفصل عنه حادث جلت الصمدية عن قبول الفصل

ص: 27

و الوصل فقربه تعالى كرامته لأوليائه و بعده تعالى إهانته و طرده لأعدائه و قربه اليوم من العبد في هذه الدار ما يخصه به من العرفان و توفيقه لامتثال الأوامر و الانتهاء عن الزواجر قال تعالى: وَ لكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْيانَ و في الآخرة ما يكرمه به من التجاوز عن الزلات و الصفح عن المخالفات عن الشهوة و العيان فقربه سبحانه بالعلم و القدرة و الرؤية و هو عام المكافأة قال تعالى: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ و قال تعالى: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَ لكِنْ لا تُبْصِرُونَ و قال: وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ و قال ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم فهو قريب لا بالاتصاف فقرب هو جائز في حقه به من يشاء من خلقه من خاصة عباده على ما بيناه و قرب هو في وصفه محال و هو تداني الذوات و أما قرب العبد من اللّه سبحانه و تعالى فهذه اللفظة تحتمل ثلاثة أوجه أحدها الاقتراب إليه بالطاعة لا بالمساحة قال عليه الصلاة و السلام أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد فإذا سجد أحدكم فليجتهد في الدعاء إلى آخر الحديث و قال عليه الصلاة و السلام مخبرا عن الحق ما تقرب إلى المتقربون بمثل أداء ما افترضته عليهم و لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت له سمعا و بصرا و يدا فبي يسمع و بي يبصر فدلت الآثار على أن الاقتراب إليه بالأعمال الصالحة و فيه دليل على أن أفضل الطاعات و الصلوات و أفضل أحوال الصلوات السجود إذ العين لا تسرح و النفس لا تمرح و العبد فيها حامل نفسه غير محمول و مزعج غير مستقر و فيه دليل على أن اللّه تعالى ليس بحال في العرش لأن القائم أقرب إلى العرش من الساجد الثاني الاقتراب إليه بمحو الصفات المذمومة و التخلق بالصفات الممدوحة لأنه كلما فارقته صفات البشرية و تخلقت بالأخلاق النبوية و اتصفت بالنعوت الملكية قربت من الحق. فإن من صفات الحق الحلم و العلم و الصفح و العفو و ستر الزلات و إفاضة الخيرات على المقبل و المدبر و المؤمن و الكافر و الولي و العدو فإذا كنت كذلك قربت من اللّه و للّه المثل الأعلى و القرب. و الشبه الثالث قوة المعرفة بوجود الحق سبحانه و عظمته و جلاله و علوه و كبريائه و أنه القاهر الذي لا يقهر و الغالب الذي لا يغلب و أنه الذي لا يشبه شيئا و لا يشبهه شي ء ثم علم ما يجوز و يجب و يستحيل في حقه و هو أصل المعارف و أعلى القرب فتلك غاية القرب كما قيل:

و نلت المنى لما حللت بقربه و لم يبق لي شي ء أمني به نفسي

و هذا هو القرب بباطن أهل العرفان فكيف و قد قال خير الأنبياء و ما أدري ما يفعل بي و لا بكم و أما القرب بالذات و التداني بالجسمان و الصفات فقرب الربوبية متقدس عنه و إنما أطلق لفظ القرب مؤنسا لقلوب الأحباب و الخدام كما قيل في قول النبي عليه

ص: 28

الصلاة و السلام لا تفضلوا بي على يونس بن متى معناه لا تظنوا أني لما عرج بي إلى مكان تخلف عني فيه جبريل فقلت إلى أين فقال يا محمد و ما منا إلا له مقام معلوم ثم احتملني حتى جاوز بي الحجب و وصل إلى العرش فلا تظنوا أني في هذا الحال أقرب إلى اللّه من يونس بن متى لما التقمه الحوت فذهب به سفلا سفلا بل العالي و السافل بالنسبة إلى جلال الحق سبحانه سواء فسبحان من ليس كمثله شي ء و قال أبو الحسن الشاذلي البعد هو البعد عن التوفيق ثم البعد عن التحقيق فكم من عبد خرج يلتمس مناجاة أو طاعة فلحقته سوابق الخذلان و كم من عبد خرج يلتمس معصية فأدركته سوابق التوفيق فهبط في طاعة هذا إبليس اللعين عبد اللّه تعالى آلافا من السنين ثم لحقه رق شقاوته فحل ما حل جمع المشايخ أن عناية اللّه تعالى بالعبد قيل الماء و الطين و من تحقق قرب الحق سبحانه و تعالى أورثه دوام مراقبته إياه.

فصل

و أما الإجابة و هي مقصود الآية فإنما ينتظم الكلام فيها بذكر سؤال و جواب فإن قال قائل قال اللّه تعالى أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ ثم يدعو الداعي فلا يجاب دعاؤه و الإجابة في اللغة إعطاء ما سئل يقال أجابت السماء بالمطر و أجابت الأرض بالنبات و قد تولى الحق جواب السائلين بغير واسطة فقال تعالى: فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ و هذا لا يقتضي واسطة عطفا عليهم و تشريفا لإقرارهم و تخصيصا لهم أ لا ترى أن إجابة غيرهم من المعاندين بالوسائط فقال تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها فقيل لهم: إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي على ما يشاء من تلك الأمثلة و الجواب أن اللّه سبحانه و تعالى قال فيكشف ما تدعون إليه إن شاء فتقدير الكلام في قوله أجيب دعوة الداع إن شئت نظيره قوله تعالى: مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ و كثير ممن يريد حرث الدنيا و لم يؤتها و هذا خطاب مطلق ثم بالمشيئة فقال تعالى في موضع آخر عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ فهذا هو الجواب و الأصل المعول عليه و قد يقال معنى أجيب أسمع دعوة الداعي و ليس فيه إذا قضاء حاجته و يقال معنى أجيب كما روي في الحديث إذا قال العبد رب قال اللّه لبيك عبدي و قد يجيب السيد عبده و الوالد ولده ثم لا يعطيه سؤاله و الإجابة ثابتة لا محالة و قال قوم معنى الدعاء الطاعة و معنى الإجابة الثواب قال عليه الصلاة و السلام ما من مسلم دعا اللّه بدعوة ليس فيها إثم و لا قطيعة رحم إلا أعطاه اللّه تعالى بها إحدى ثلاث خصال إما أن يعجل له دعوته و إما أن يرفع عنه السوء مثلها و إما أن يدخر له في الآخرة و من شرط الداعي أن يكون عارفا بربه و الرب تعالى لا يفعل إلا ما وافق قضاءه و قدره و حكمته و يحتمل أن يريد أجيب دعوة الداع إذا وافق

ص: 29

وقت الإجابة أ لا ترى إلى قول النبي عليه الصلاة و السلام خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة و فيه ساعة مستجابة لا يوافقها عبد مسلم يسأل اللّه تعالى إلا أعطاه قيل لعمر بن الخطاب فإن دعا فيها منافق قال إن المنافق لا يوافق لها و يحمل أجيب دعوة عبيدي إذا لم يتعدوا حدودي و لم يظلموا عبادي و لم يضيعوا صلاة و لا زكاة و لا صوما و لا حجار و لا يغتابون مسلما و لا يأكلون حراما و قال عليه الصلاة و السلام لسعد بن أبي وقاص أطب مطعمك تستجب دعوتك و روى أنه قيل لسعد بن أبي وقاص ما بال دعوتك مستجابة فقال إني لا أرفع لقمة إلى فمي حتى أعرف من أين مجيئها و قال عبد الرحمن مولى سعد جئت أنا و سعد ليلا إلى بستان ذي نخل و ليس لنا طعام و لم نجد صاحبه فقال سعد أ يسرك أن تكون مسلما حقا فلا تذوقن منه شيئا فربطنا الدابة و بتنا جائعين ثم أصبحنا فجاء صاحبه فاشترينا منه تمرا و علفنا بدراهم. قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ الآية من كتبها في طست بمداد ثم محاها بعصارة البرنوف و في نسخة بعصارة ورق الزيتون ورش به البيت لم يبق بالبيت حية و لا ثعبان و لا عقرب و لا بق و لا برغوث إلا مات بإذن اللّه و إن كتبت يوم الخميس سحرا في أربع ورقات من ورق الزيتون و دفنت كل ورقة في ركن من أركان البيت الذي فيه البق لم يبق فيه شي ء و سمعت أنه يكتب للبق في ثلاث ورقات أول يوم من رجب و تترك ناحية البيت و هي عطش رحل البق عطش خرج البق عطش مات البق بألف لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم. قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ إلى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى قال الإمام الغزالي في القرآن أربع آيات في أربع سور متواليات في كل آية عشر قافات و هي آيات الحرب في خاصيتها القبول و النصر على الأعداء من كتبها في راية لا ينهزم جيشها أبدا و يكون له النصر على أعدائه و من كتبها في ورقة و جعلها على رأسه و دخل على أرباب الجاه و العظمة و الأمراء عظم شأنه و هابوه فأول الآيات أَ لَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ الآية و الثانية في آل عمران لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا الآية و الثالثة في النساء أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ الآية و الرابعة في المائدة قوله تعالى: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ الآية إذا كتبت هذه الآيات و كتبت تحتها حروف بالعربية و تحتها بالهندية 551 كان أبلغ. قوله تعالى: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إلى خالِدُونَ من قرأ هذه الآية في كل يوم و ليلة عقب كل صلاة أمن من وسوسة الشيطان و مكره و من تمرد الجان و أعاذه اللّه من الفقر و رزقه من حيث لا يحتسب و من واصل قراءتها عند كل صباح و مساء و عند دخول أب منزله و فراشه أمن من السرقة و الفقر و الحريق و الشرور و رزق صحة البدن و سلم من فزع الليل و الرجفة و سكن قلبه من الوجع

ص: 30

و من كتبها في شقاف طين و جعلها في غلة لم تسرق و لم تسوس و بورك فيها و من كتبها و جعلها في أعلى عتبة حانوته أو باب منزله أو بستانه كثر عليه الرزق و لم ير خصاصة و لا خسارة و لم يدخل عليه لص و من أكثر قراءتها عقب كل صلاة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له و إذا كنت في سفر أو موضع مخيف فخط عليك بالحربة دائرة و اقرأ عليها آية الكرسي و سورة الإخلاص و المعوذتين و الفاتحة قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا الآية فإنك لا يصل إليك أحد و لا يقدر أحد على دينك من الجن و الإنس و عنه عليه الصلاة و السلام إن من كتب آية الكرسي بزعفران سبع مرات على راحته اليمنى كل مرة يلحسها بلسانه لم ينس شيئا أبدا و استغفرت له الملائكة قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذى الآية لإكبات العدو في أرضه و داره و أولاده إذا كان لك عدو و أردت أن تنكبه في خراب داره و ذهاب ماله أو فساد زرعه حتى لا ينتفع بشي ء منه خذ شقفة نيئة قد عملت يوم السبت و تراب مقبرة قديمة منسية يوم السبت و تراب من دار خراب و يكون ذلك في يوم السبت في الساعة الأولى ترى العجب. و تكتب الآية على الشقفة قوله تعالى: فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ يكتب للقوبا فتبرأ و أما فضل الثلاث آيات التي في آخر سورة البقرة فقد تقدم.

سورة آل عمران

اشارة

قال عليه الصلاة و السلام اقرءوا الزهراوين البقرة و آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما مظلة من طين صوان يحاجان عن صاحبيهما و في رواية يشفعان له. و قال عليه الصلاة و السلام من قرأ قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ الآية فإن كان ذا ملك حفظ اللّه ملكه و سدد أمره و إن كان غير مالك آتاه ملكا و حرسه عليه قوله تعالى: الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إلى قوله وَ أَنْزَلَ الْفُرْقانَ من كتبها في قرطاس بزعفران و ماء ورد و مسك و جعلها في أنبوبة قصب فارسي أو زنجي قد قطعت قبل طلوع الشمس و سدها بشمع و علقها على طفل أمن من الشيطان و أم الصبيان و نظر الجان و جميع الحوادث و من كتبها في رق ظبي بقلم رقيق يوم الخميس في الساعة الثانية و جعلها تحت فص خاتم فيمن لبس ذلك الخاتم على طهارة و نية خالصة نال السعادة و الجاه في القول و إنفاذ الكلمة و الحفظ و حبس عنه عدوه.

فصل في القول على اسم اللّه الأعظم

قال الحافظ أبو القاسم السهيلي هذه المسألة اختلف فيها العلماء فذهبت طائفة إلى ترك التفصيل بين أسماء اللّه تعالى و قالوا لا يكون اسم من أسمائه تعالى أعظم من الآخر و كلما ورد اسم اللّه الأعظم فمعناه العظيم و أكبر بمعنى كبير و أهون بمعنى هين و مما احتجوا

ص: 31

به أيضا أن النبي عليه الصلاة و السلام لم يكن ليجزم بهذا الاسم و قد علمه من هو دونه و ليس يعني مثل آصف بن برخيا و بلعام بن باعور أو عبد اللّه بن الشاهر و لم يكن عليه الصلاة و السلام ليدعو حين اجتهد في الدعاء لأمته أن لا يجعل بأسهم بينهم و هو رءوف بهم عزيز عليه ما أعنتهم إلا بالاسم الأعظم يستجاب له فيهم فلما منع ذلك علمنا أنه ليس اسم من أسمائه تعالى إلا هو كسائر الأسماء في الحكم و الفضيلة يستجيب اللّه له إذا دعى ببعضها إن شاء اللّه و يمنع إذا شاء قال اللّه تعالى قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى و ظاهر هذا الكلام التسوية بين الأسماء و قال أبو القاسم وجه استقباح الكلام معهم أن يقال هل يستحيل هذا عقلا أم يستحيل شرعا أو لا يستحيل عقلا أو يفضل اللّه سبحانه عملا على عمل من عمل البر و كلمة من الذكر على كلمة فإن التفضيل راجع إلى زيادة الثواب و نقصانه و قد فضلت الفرائض على النوافل إجماعا و فضلت الصلاة و الجهاد على كثير من الأعمال و الدعاء و الذكر عمل من الأعمال فلا يبعد أن يكون بعضه أقرب من بعض إلى الإجابة و أجزل ثوابا في الآخرة من بعض و الأسماء عبارة عن المسمى و هو من كلام اللّه القديم و لا تقول في كلام اللّه و لا غيره كذلك لا تقول في أسمائه تعالى التي تضمنها كلامه أنها هو و لا غيره فإذا تكلمنا نحن بألسنتنا المخلوقة من ألفاظنا المحدثة فكلامنا عمل من أعمالنا و اللّه يقول وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ و إذا ثبت هذا و صح جواز التفضيل بين الأسماء إذا دعونا بها فكذلك القول في تفضيل السور و الآي بعضها على بعض فإن ذلك راجع إلى التلاوة التي هي عملنا لا إلى المتلو الذي هو كلام ربنا و صفة من صفاته القديمة و قد قال عليه الصلاة و السلام لأبي أي آية معك في كتاب اللّه أعظم؟ فقال اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ فقال ليهنك العلم يا أبا المنذر و محال أن يريد بقوله أعظم بمعنى عظيم لأن القرآن كله عظيم فكيف يقول له أي آية في القرآن عظيمة و كل آية فيه عظيمة و قال الشيخ أبو بكر الفهري فإن قيل ما قولنا اسم اللّه الأعظم و هل تجري المفاضلة في أسماء اللّه بل كيف تتصور المفاضلة في أسمائه و النفور و المغايرة إذا كان الاسم هو المسمى فالجواب أن قولنا اسم اللّه الأعظم أقرب إلى الإجابة و هو قوله إذا دعى به أجاب فإن قيل فما بال الإنسان يدعو به ثم لا يجاب قلنا أما أولا فلا نقطع بتعيينه و إنما هو في محال الظنون لاختلاف ألفاظ فيه فإن لم يتعين للداعي عينه لم يعلم قرب الإجابة به فإن قيل فلو جمع الإنسان في دعائه جميع هذه الألفاظ ثم لم تقض حاجته فما جوابكم فيه قلنا إلى الآن لم يجرب أحد ذلك و رجع خائبا ليكن منا الجواب و قال السهيلي أن قيل فأين ما ذكروه عن الاسم الأعظم و أنه لا يدعو اللّه به أحدا إلا أجابه و لا يسأل به شيئا إلا أعطاه قلنا عن ذلك جوابان أحدهما أن هذا الاسم كان عند من كان قبلنا إذا عمله

ص: 32

مصونا غير مبتذل معظما لا يمسه إلا طاهر و يكون الذي عرفه عاملا بمقتضاه مخبتا قد امتلأ قلبه بعظمة المسمى به لا يلتفت إلى غيره و لا يخاف سواه فلما ابتذل و تكلم به في معرض البطالات و العزم و الهزل و لم يعمل بمقتضاه ذهبت من القلوب هيبته فلم يكن فيه من سرعة الإجابة و قضاء الحاجة لمن كان قبل أ لا ترى إلى قول أيوب عليه الصلاة و السلام قد كنت أمر بالرجلين يتنازعان فيذكر ان الله تعالى في تنازعهما فأنفر عنهما كراهية أن يذكرا اللّه تعالى إلا في حق و عنه عليه الصلاة و السلام كرهت أن أذكر اللّه تعالى إلا على طهر فقد لاح لك التعظيم و الثاني أن الدعاء إذا كان من القلب و لم يكن بمجرد اللسان استجيب للعبد غير أن الاستجابة تتفاوت و قال عليه الصلاة و السلام إما أن يعجل له ما سأل و إما أن يدخر له و ذلك خير له مما طلب و إما أن يصرف عنه البلاء بقدر ما سأل من الخير و أما دعاء النبي صلى اللّه عليه و سلّم لأمته أن لا يجعل بأسهم بينهم فقد منعها و أعطى عوضا لهم من ذلك الشفاعة في الآخرة و قد قال عليه الصلاة و السلام أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها في الآخرة عذاب عذابهم في الدنيا الزلازل و الفتن فإذا كانت الفتن سببا لصرف العذاب في الآخرة عن الأمة فمن خاب دعاؤهم لهم و قال الشيخ أبو بكر الفهري فإن قبل فهل يجوزون أن يدعو العبد ربه في حاجة ثم لا يجاب دعاؤه قلنا أن من سأل ربه فيما سبق في معلومه أن يكون تجاب دعوته لأن الدعاء لا يغلب المعلوم و لا يرد القضاء فما فائدة الاسم الأعظم قلنا يجوز أن تكون فائدته أن البارئ سبحانه لا يلهمه و لا يجزيه إلا على قلب عبد و لسانه سبق في علمه يكون ما سأل و إن لم يسبق في المعلوم قضاء الحاجة لم يجر على لسانه فإن قيل هذه مراتب الدعوات قلنا ليس كذلك بل قد تجري سائر الدعوات على من سبق في المعلوم قضاء حاجته و على لسان من سبق في المعلوم أنه لا تقضى حاجته فإذا أجرى اللّه الاسم الأعظم على لسان الداعي تحصل شروط الإجابة و تنتفي الموانع فهذا معنى قوله أعظم و على هذا يجري التفاضل في سور القرآن و آياته أ لا ترى إلى قول النبي صلى اللّه عليه و سلّم تبارك تجادل عن صاحبها و قل هو اللّه أحد تعدل ثلث القرآن و قرب الإجابة دليل على ثبوت الاسم الأعظم و أن للّه اسما هو أعظم أسمائه و محال أن يخلو القرآن عن ذلك الاسم و اللّه يقول ما فرطنا في الكتاب من شي ء فهو في القرآن لا محالة و ما كان اللّه ليحرمه محمدا عليه الصلاة و السلام و أمته و قد فضله على الأنبياء و فضلهم على الأمم فإن قلت و أين هو في القرآن فقد قيل إنه أخفي فيه كما أخفيت الساعة في يوم الجمعة و ليلة القدر في شهر رمضان ليجتهد الناس و لا يتكلموا و ها أنا أتلو عليك ما عندنا فيه من الروايات الواردات عن النبي عليه الصلاة و السلام و نصوص الصحابة و السلف الصالح فمن ذلك قوله تعالى: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ

----

2-الدرالنظیم

ص: 33

الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها قال ابن عباس و ابن إسحاق السدي و مقاتل و غيرهم إن هذا الرجل من بني إسرائيل اسمه بلعام بن باعوراء و كان عنده الاسم الأعظم فطلبه الملك فاختفى منه و ظفر به فقال له أنت صاحب الاسم الأعظم قال نعم قال ادع لي بثور لم يعمل عليه فأتي بثور أحمر لا يقدر أحد أن يدنو منه فقام إليه و تكلم في أذنه فتساقط الثور جمرا فقال للملك لتنتهين عن بني إسرائيل و ما تفعل بهم و إلا نزل بك ما نزل بالثور فكف عن بني إسرائيل و من ذلك قوله تعالى: قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قال أكثر المفسرين قتادة و غيرهم هو آصف بن برخيا حين صلى و دعا اللّه تعالى قال لسليمان عليه الصلاة و السلام مد عينيك حتى ينتهي إليك طرفك فمد سليمان عينيه نحو اليمين فدعا آصف فبعث اللّه الملائكة حتى حملت السرير من تحت الأرض يجزون الأرض جزا حتى انخرقت الأرض بالسرير بين يدي سليمان عليه الصلاة و السلام و روت عائشة أن النبي عليه الصلاة و السلام قال الاسم الأعظم الذي دعا به آصف بن برخيا يا حي يا قيوم و قال الزهري دعا الذي عنده علم من الكتاب يا إلهنا و إله كل شي ء إلها واحدا لا إله إلا أنت ائتني بعرشها فمثل له بين يديه و قال اسم اللّه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب و إذا سئل به أعطى يا ذا الجلال و الإكرام و من ذلك قوله تعالى: وَ ما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَ مارُوتَ قال المفسرون إن هارون و ماروت كانا يقضيان بين الناس يومهما فإذا أمسيا ذكرا اسم اللّه الأعظم و صعدا إلى السماء فاختصمت إليهما ذات يوم الزهرة و كانت من أجمل نساء بلدها و كانت ملكة من ملوك فارس فافتتنا بها و راوداها فأبت و قالت لن تدركاني حتى تخبراني بالاسم الأعظم الذي تصعدان به إلى السماء فقالا بسم اللّه الأكبر فعلماها ذلك فكلمت به و صعدت إلى السماء فمسخت كوكبا و ذكر كثير من أهل العلم أن الذي أنزل على الملكين ببابل هو اسم اللّه الأعظم الذي صعدت به الزهرة إلى السماء و كان الملكان قبل أن يسخط عليهما يصعدان إلى السماء فعلمته الشياطين فهي تعلمه أولياءها و تعلمهم السحر و كانت الزهرة بغية من بغايا بني إسرائيل و أنها لما تعلمت الاسم صعدت به إلى السماء فحبست و مسخت كوكبا و روي في الخبر أن ملك الموت يقبض الأرواح بالدعاء و ذكر اسم اللّه الأعظم الذي اختص به فتبين من ذلك أن الاسم الأعظم قد جرى على ألسنة الصحابة و من بعدهم من سادات المسلمين فلم ينكره أحد منهم و إنما اختلفوا في تفسير الآية و أنه متى اختلف الصحابة في تأويل آية وجب ترجيح ابن عباس عند معظم المحققين بدليل أن النبي عليه الصلاة و السلام ضرب صدره و قال اللهم علمه التأويل و قد بينه ابن عباس و أما السنة فروى أبو داود بإسناده و قال حدثنا يحيى عن مالك عن معاوية عن عبد اللّه بن أبي بريدة عن أبيه أن النبي عليه الصلاة و السلام سمع رجلا يقول اللهم إني أشهد أنك أنت اللّه الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد

ص: 34

الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد فقال لقد سألت اللّه بالاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب و إذا سئل به أعطى و قال عليه الصلاة و السلام في هاتين الآيتين وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ و فاتحة آل عمران الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ و سمع النبي عليه الصلاة و السلام رجلا بصلاة يقول اللهم إني أسألك أنك أحد صمد لم تتخذ صاحبة و لا ولدا فقال سألت اللّه باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب و إذا سئل به أعطى و مر عليه الصلاة و السلام برجل يصلي و هو يقول اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السموات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام فقال عليه الصلاة و السلام لنفر من أصحابه أ تدرون بم دعا الرجل قالوا اللّه و رسوله أعلم قال دعا ربه بالاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب و إذا سئل به أعطى و عن أبي أمامة اسم اللّه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب و إذا سئل به أعطى في ثلاث سور البقرة و آل عمران و طه قال جعفر الدمشقي فنظرت في هذه السور الثلاث فرأيت فيها شيئا ليس في القرآن مثلها آية الكرسي اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ و في آل عمران الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ و في طه وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ و الصواب عندي أن الاسم الأعظم هو اللّه و روي أن النبي عليه الصلاة و السلام سمع رجلا يقول اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السموات و الأرض ذو الجلال و الإكرام فقال دعا اللّه لا إله إلا هو الاسم الأعظم لأنه لا سميّ له و لم يتسم به غيره قال أبو جعفر و ما استخرجه أبو حفص من سورة طه و هو ذكر الحي القيوم فيقال له قد وجدنا فيها ذكر اسم اللّه تعالى و هو اللّه لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى فتتفق الأحاديث و روى محمد بن الحسن عن أبي حنيف قال اسم اللّه الأعظم هو اللّه أ لا ترى أن الرحمن مشتق من الرحمة و الرب مشتق من الربوبية و اللّه سبحانه ليس مشتقا من شي ء و قال ابن المبارك اسم اللّه الأعظم هو اللّه لأنه تضاف جميع الأسماء إليه و لا يضاف اليها و قال علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه و هو يا ظاهر و عن ابن عباس هو يا حي يا قيوم و قال الحافظ أبو القاسم السهلي في التسعة و التسعين اسما أنها كلها تابعة للاسم الذي هو اللّه و هو تمام المائة فهي مائة على عدد درج الجنة إذ قد ثبت في الصحيح أنها مائة درجة بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام و قال في الأسماء من أحصاها دخل الجنة فهي على عدد درج الجنة و أسماؤه تعالى لا تحصى و إنما هذه الأسماء هي المفضلة على غيرها لذكرها في القرآن يدل على ذلك قوله في الموطأ أسألك بأسمائك الحسنى ما علمت منها و ما لم أعلم و ما وقع في الجامع لابن وهب سبحانك لا أحصي أسماءك و مما يدل على أنه هو الاسم الأعظم إنك تضيف جميع الأسماء إليه فتقول العزيز اسم من أسماء اللّه و لا تقول اللّه اسم من أسماء العزيز و قال الفهري قال تعالى و للّه الأسماء الحسنى فادعوه بها فعم الأسماء ثم قال قل أدعو

ص: 35

اللّه أو ادعوا الرحمن بدأ بالأعظم و ندب الخلق أن يدعوه به و هو الاسم الذي يسمى به الحق سبحانه نفسه و منع من التسمي به و صرف دواعي الخلائق من كل جبار عنيد و شيطان مريد أن يتسمى به سر أو علانية فهذا فرعون الطاغية لعنه اللّه مع عتوه و جبروته قال لقبط مصر أنا ربكم الأعلى فحلت به و بقومه النقمة و ما قال أنا اللّه فقبض اللّه الأشرار عن الادعاء فيه فقال تعالى هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا و هو الاسم الذي أطلق ألسنة الخلائق بذكره و وفر الدواعي على النطق به و علق الإيمان في الحقوق به و جعله غياث المستغيثين و ملجأ المظلومين و لهف الخائفين و عبادة العابدين فلا يقع أحد في شدة أو يخاف بلية إلا و دعا اللّه و هو أول مفروض على المكلفين في دار الدنيا إذا قذفته الأرحام عن ظلمة الأحشاء إلى سعة روح الدنيا تلقيه القوابل و صرخوا اللّه أكبر و هو آخر ختام الدنيا لا إله إلا اللّه به يتباشر الخلائق في محاوراتهم و يجعلونه عرضة في تعاطي ما يجري بينهم حتى نهوا عن ذلك فقال تعالى: وَ لا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ و هو الاسم الذي يقتضي جميع ذلك في الوله و لهذا فسح اللّه تعالى للخلق في الدعاء بما هو أوفق لقلوبهم و أطمع لنفوسهم فقال ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ لأنه تعالى قال: «إن لم تدعوني بي فادعوني بتفضّلي و رحمي» و لهذا قال الواسطي ما دعى أحد باسم من أسمائه إلا و لنفسه فيه نصيب إلا قوله اللّه فإن هذا الاسم بدعوة لأن الوحدانية ليس للنفس فيه نصيب و لهذا قالوا إن هذا الاسم للتعلق دون التخلق و لأن الألوهية للقدرة على اختراع الأعيان و هي غاية صفات الجلال و نعوت الكمال قال أبو سعيد أول ما دعى به عباده دعاهم إلى كلمة واحدة فمن فهمها فهم ما وراءها و هو قوله اللّه أ لا ترى أنه قال تعالى قُلْ هُوَ اللَّهُ فتم به الكلام لأهل الحقائق ثم زاد بيانا للخاص فقال أحد ثم زاد بيانا للأولياء فقال اللَّهُ الصَّمَدُ ثم زاد بيانا للعوام وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ فأما قولهم اللهم فإنها كان الأصل فيها يا اللّه فلما حذفوا الباء من أول الحرف زادوا الميم في آخره ليرجع المعنى الذي في يا اللّه فلذلك لا يجتمعان و أجازوه في ضرورة الشعر و من الناس من يقول اللهم معناه أمنا بالخير أو قصدنا و يقال إن الميم مزيدة و العرب تزيد الميم في آخر الكلمة و أجمع كثير من العلماء إن اسم اللّه الأعظم هو اللّه و الإله و هو أصله في اللفظ و روى هشام عن محمد بن الحسن الشيباني قال سمعت أبا حنيفة يقول اسم اللّه الأعظم هو اللّه أو الإله هو اعتقاد أكثر المشايخ من الصوفية و العارفين فإنه لا يذكر عندهم لصاحب مقام فوق مقام الذكر باسم اللّه مجرد ما قال لنبيه محمد عليه الصلاة و السلام قل اللّه ثم ذرهم قلت و لهذا كان الشبلي رحمه اللّه يقول في ذكر اللّه و هو مذهب لبعض الصوفية و خرافتهم و لا يصلح التوحيد إلا بقول لا إله إلا اللّه و قال أبو

ص: 36

جعفر الطحاوي إن الاسم الأعظم هو اللّه و استدل بحديث أسماء المتقدم و قال علي كرّم اللّه وجهه اسم اللّه الأعظم الم كهيعص حمعسق و ما أشبه ذلك من أحسن كيف يصل الحروف بعضها ببعض فقد علم اسم اللّه الأعظم يريد بقوله الحروف المقطعة التي جاءت في أول السور و تكررت 14 حرفا ا ح د ر س ص ط ع ف ك ل م ن ه ي و قال بعض العلماء هو الأحد الصمد و قال بعضهم هو ذو الجلال و الإكرام و قال بعضهم هو ربنا يستدل بقوله الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً إلى فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ الآية و الاستجابة علامة اسم اللّه الأعظم و ذلك بعد قولهم ربنا خمس مرات و لا يرد هذا على قول من قال إن الاسم الأعظم هو اللّه قال تعالى في أول الآيات الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً و قيل هو أرحم الراحمين و استدل بقوله حكاية عن أيوب أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ قال اللّه تعالى: فَاسْتَجَبْنا لَهُ قال الليث بلغني أن زيد بن حارث اكترى من رجل بغلا إلى الطائف اشترط عليه في الكراء أن ينزله حيث شاء قال فمال بي إلى خربة فقال له انزل فإذا في الخربة قتلى كثيرة فلما أراد أن يقتله قال له دعني أصلي ركعتين فقال له صل فقد صلى قبلك هؤلاء فلم تنفعهم صلاتهم شيئا فلما صليت أتاني ليقتلني فقلت يا أرحم الراحمين قال فسمع صوتا لا تقتله فخرج فلم ير شيئا فرجع إلي فلما أراد أن يقتلني إذا بفارس بيده حربة فطعنه بها فقتله و قيل هو لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ كما قال يونس و هو في بطن الحوت فاستجاب اللّه دعاءه و روى ابن السني عن سعد بن أبي وقاص قال سمعت النبي عليه الصلاة و السلام يقول إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج اللّه عنه كلمة أخي يونس عليه الصلاة و السلام فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ و قيل هو الوهاب لدعاء سليمان عليه السلام و قيل هو خير الوارثين لدعاء زكريا عليه السلام و قيل هو حسبنا اللّه و نعم الوكيل و قيل هو الغفار و سمعت بعض العارفين يقول إن لكل داع يدعو اللّه اسما هو بالنسبة إليه أعظم الأسماء بحسب حال من يدعو و على وفق المسئول و المطلوب بالدعاء و هذا القول قريب إلى المعنى: و قال الشيخ العراف محب الدين الطبري سمعت بعض العارفين يقول بحرمة مكة شرفها اللّه تعالى سنة 666 من عرف اللّه باسمه المؤمن في حاله و مقامه فقد عرف الاسم الأعظم المخصوص به و حكى لي بعض أصحابي عن بعض مشايخنا أن الشيخ محيي الدين ابن العربي أخذ عدد حروف اسمه بالجمل و ينظر تلك الجملة في أي اسم من أسمائه تعالى الحسنى عددا اتفق فإن وجده في اسم و إلا نظره في اسمين أو في ثلاث أو في أربع مثاله اسم محمد 92 نظرنا موافقته في اسم فلم نجده أو في اسمين وجدناه في عدد أول دائم و في ثلاثة فلم نجده و وجدناه في أربعة أسماء من أسمائه تعالى و هو حي وهاب واجد ولي فقال إنه يقرأ الفاتحة 92 مرة عدد الاسم و كذلك سورة أ لم نشرح ذلك العدد المذكور و بعد ذلك يذكر

ص: 37

العدد المذكور للأسماء الأربعة و يتخذ ذلك رياضة و يقول في آخر الذكر عند انقضاء العدد يا حي احي قلبي و رزقي و ذكري أو ما شاء يا وهاب هب لي كذا يا واجد أوجد لي كذا يا ولي تولني و هذه صورة أوفاق هذه الأسماء كما نقله الشيخ شرف الدين البوني في كتابه سجنة الأرواح.

الصورة

و قيل هو القريب و قيل هو السميع الدعاء و قيل هو السميع العليم و العارف الموفق يمكنه الجمع بين جميع ما ذكرناه من الأسماء في الدعاء و متى وفق لذلك و ظفر بالسر المكنون و فتح له باب الكنز المخزون و قد جمعت في هذا الدعاء الأسماء المختلف فيها المتقدم ذكرها و هي اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت يا منان يا حنان يا بديع السموات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام يا خير الوارثين يا أرحم الراحمين يا سميع الدعاء يا اللّه يا إله يا اللّه يا اللّه يا عليم يا عالم يا سميع يا عليم يا حكيم يا مالك يا مالك يا سلام يا حق يا قائم يا محصي يا معطي يا مانع يا محيي يا مقسط يا حي يا قيوم يا أحد يا صمد يا رب يا رب يا رب يا رب يا وهاب يا غفار يا قريب لا إله إلا أنت سبحانك أنت حسبي و نعم الوكيل و قال علي بن طالب رضي اللّه عنه إذا أردت أن تدعو باسم اللّه الأعظم فاقرأ ست آيات من سورة الحديد و آخر سورة الحشر فإذا فرغت من قراءتها قلت يا من هو كذلك افعل لي كذا فو اللّه لو دعا بها شقي لسعد و قال الشيخ الإمام العلامة أبو الثناء محمود عن الإمام القشيري عن بعض الأولياء اسم اللّه الأعظم ما دعوت به في حال تعظيمك له و انقطاع قلبك إليه فما دعوت به إلا استجيب لك وفاء بقوله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ و قيل هو اسم مخصوص بعلمه اللّه من يشاء من عباده الخواص و قال بعضهم الاسم الذي في سورة آل عمران يا اللّه يا حي يا قيوم يا منزل التوراة و الإنجيل و القرآن العظيم يا من لا يخفى عليه شي ء في الأرض و لا في السماء لا إله إلا هو العزيز الحكيم يا رب يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه يا من لا يخلف الميعاد يا من شهد لنفسه و شهدت له الملائكة و أولو العلم قائما على خلقه بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم يا اللّه يا مالك الملك يا من تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شي ء قدير يا من يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل و يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي و يرزق من يشاء بغير حساب

ص: 38

و قيل إن الاسم الذي دعى به العلاء بن الحضرمي لما خاض البحر صلى ركعتين ثم قال يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم أجرنا. و قال عليه الصلاة و السلام اسم اللّه الأعظم في هاتين الآيتين قوله تعالى: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ و قوله تعالى: الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ و قال عليه الصلاة و السلام اسم اللّه الأعظم في ثلاث سور سورة البقرة و آل عمران و طه و قال ذو النون المصري اسم اللّه الأعظم هو السريع الذي اذا دعي به أجاب و هو سبعة أحرف و ذلك أن أم القرآن هي السبع المثاني فيها سبع آيات و فيها جميع حروف الهجاء إلا السبعة أحرف المذكورة و هي خ ش ز ظ ث ج ف و لكل حرف من هذه الحروف يوم من أيام الجمعة و لكل يوم من الأيام خديم روحاني زعموا أن الحروف السبعة المذكورة موجودة في سورة الأنعام فيها اسم اللّه الأعظم في القرآن و هو مجموع المتوالين في قوله رسل اللّه اللّه أعلم و قد قالوا إن اسم اللّه الأعظم ذو السبعة الرحمن و هو مفترق على أوائل السور و قيل إنه في سورة يس و السر في الأول و هو الخاء لأول يوم و هو يوم الأحد و له من الأذكار الآتية ذات السبعة أحرف و خديمه روفائيل فليتخذ موضعا خلوة و ثيابا نقية و موضعا طاهرا لا يدخله أحد فإذا أراد أن يظهر له سر عظيم صام سبعة أيام متوالية لا يفطر إلا بالماء ليخرج عن الوصال أو يشتغل بتلاوة القرآن و الدعاء و اعلم أنك إذا أردت أن يظهر لك سر عظيم من أسرار الخلوات فتطهر بالماء البارد في الثلث الأخير إلى تمام السبعة أيام لا تنام إلا جالسا إن غلب عليك النوم و لا تفتر عن الذكر و انقطع عن علائق الدنيا فإذا صليت الصبح تقرأ سورة يس و طه و تبارك الملك ثم تصلي على النبي و آله و أصحابه فإذا فرغت فادع اللّه بهذا الدعاء و هو يسمى بخلخة الهوى و فتق الجوى و النظر إلى الروحانية العليا فتقول بسم اللّه المتعالي في دنوه المتداني في علوه المتجبر بجبروته المنفرد بالقوة و الكبرياء العالم الذي أحاط علمه بالآخرة و الدنيا لا إله إلا هو الصمد القائم و السلطان الدائم الذي خضعت له الملوك و صار الملك لعظمته مملوك فاطر السموات و الأرض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى و ثلاث و رباع أقسمت عليكم أيتها الأرواح الطاهرة الملكوتية أقسمت عليكم بالاسم السريع المطلوب المتبع المحبوب و هو اسم ذو السبعة أقسم عليك يا روفائيل إلا ما أمرت خديما من الجن يمتثل أمري و يراعي حقي و للّه علي عهد أن لا أصرفه في معصية و كان عهد اللّه مسئولا و تدعو بالدعاء فإذا فرغت تدعو للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات فإذا تماديت على ما وصفت لك و أتليت بالشروط المذكورة يظهر لك سر من أسرار اللّه لا محالة و بعد ذلك اكتب الاسم في رقعة و تمسكه عندك فإن ظهر لك قبل سبعة أيام فبقوة الاجتهاد فصن ذلك الاسم عن الخلق ما قدرت و يوم الاثنين له من الحروف الشين و من الأسماء شاكر و خادمه من الروحانية

ص: 39

جبرائيل فإذا أردت العمل به فصم 14 يوما متواصلة و تدعو بالدعاء المذكور إلا أنك تنادي يا جبرائيل على الشروط المذكورة من الاجتهاد فيظهر لك سر أقوى من الأول و يوم الثلاثاء له من الحروف الزاي و من الأسماء زكي و خادمه من الروحانية سمسماييل فإذا أردت العمل به فصم 21 يوما على الشروط المذكورة و الدعاء المتقدم يوم الأربعاء له من الحروف الظاء و من الأسماء الظاهر و خادمه من الروحانية ميكائيل تصوم 28 يوما و ما لكل درجة زيادة 7 أيام و يوم الخميس له من الحروف الثناء و من الأسماء الثابت و خادمه صرفيائيل إذا أردت العمل به فصم 35 يوما و تعمل الشروط المذكورة و يوم الجمعة له من الحروف الجيم و من الأسماء جبار و خادمه عنيائيل تصوم له 42 يوما بالشروط المتقدمة و الدعاء يوم السبت له من الحروف الفاء و من الأسماء فاطر تصوم له 49 يوما و تنادي في الدعاء بكل اسم ملك يحكم ذلك اليوم فإذا وافيت لكل وقت حقه مع تقوى اللّه تعالى و معرفته بالخلوة و الطهارة و قراءة القرآن و الوصال مع اسم اللّه الأعظم فترى من فضل اللّه ما يغمرك و رأيت بخط الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي اللّه تعالى عنه هذه الأشكال و قد شاع بأنها اسم اللّه الأعظم و قسم من أقسام اللّه المكرم و هذه صورته:

و فيها نظم عن الإمام علي كرّم اللّه وجهه و هو هذا:

ثلاث عصى قد صففت بعد خاتم*** على رأسها مثل السهام المقوم

و ميم طميس أبتر ثم سلم ***إلى كل مأمول و ليس بسلم

و أربعة مثل أنامل صففت ***تشير إلى الخيرات من غير معصم

و خاتم خير ثم هاء مقوس ***كأنبوب حجام و ليس بمحجم

فذاك هو اسم اللّه جل جلاله*** اسم عظيم في الكتاب المكرم

عليه من النور البهي جلالة*** إلى كل أنس من فصيح و معجم

يريك من الآيات ما فيه عبرة ***و أمر جسيم في القضية معدم

فيا حامل الاسم الذي ليس مثله *** توق به كل المكاره تسلم

و قيل في الدعاء بها اللهم إني أسألك بالهاء الموقوفة من اسمك الأعظم و بالثلاث من بعدها و ألف المقدم و بالجيم و الميم الطميس الأبتر و السلم و الأربع التي هي كالكف بلا معصم و بالهاء المشقوقة و الواو المعظم صورة اسمك الكريم الأعظم أن تصلي على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم بعدد كل حرف جرى به القلم و أن تقضي لي حاجتي و هي كذا و كذا و رأيت بخطه أيضا من كتاب نور اليقين و إشارة أهل التمكين مما خصوا به أولياء اللّه تعالى إذا أراد حاجة أن يغتسل عشية يوم الخميس و يقعد معتكفا في موضع

ص: 40

صلاته حتى يصلي المغرب و يمكث ذكرا حتى يصلي العشاء الأخيرة و يصلي ما قدر عليه بعد ذلك فإن كان في آخر سجدة من الوتر يقول مائة مرة يا رب يا رحمن يا رحيم يا حي يا قيوم بك أستغيث فتقضى حاجته بإذن اللّه و قال أيضا إن من أسرار اللّه لكل من أهمه أمر من الأمور أو نزل به كرب إما سبب في الدين أو الدنيا مما لا بد منه أن يتطهر عند المغرب من ليلة الجمعة و يعكف نفسه للّه في صلاته و لا يكلم أحدا حتى يصلي العشاء الأخيرة فإذا أوتر قال في آخر سجدة من وتره يا اللّه يا رب يا رحمن يا رحيم يا حي يا قيوم بك أستغيث يا اللّه يقول ذلك مائة مرة ثم يسأل اللّه حاجته تقضى و يجتنب أن يدعو بهلاك مسلم أو على مضرة و روى الترمذي عنه عليه الصلاة و السلام أنه كان إذا أكربه أمر قال يا حي يا قيوم بك أستغيث قال الحاكم هذا صحيح الإسناد و فيه كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء فقال سبحان اللّه العظيم و إذا اجتهد في الدعاء قال يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث و قال القاسم بن عبد الرحمن كان رسول اللّه عليه الصلاة و السلام إذا أنزل به هم أو غم قال يا حي يا قيوم و قال البوني في ذكر اسمه تعالى حي قيوم و هو أن يصوم الثلاثاء و الأربعاء و الخميس و يبيت فإذا كان وقت السحر من ليلة الجمعة يصلي الصبح عقب الأذان في أول الوقت فإذا سلمت من الصلاة تذكر تلاوتها من غير تقويض و لا اشتغال بشي ء من الأشياء فعلا أو قولا أو غيرها مما يشغل البال يا حي يا قيوم و تواصل الذكر من غير سكوت و لا انقطاع عنه و لا ذكر لغيره فإذا بزغت الشمس بكرة نهار الجمعة تكون قد جهزت دواة قرطاسا فتكتب في الحال عقب الذكر مع أول طلوع الشمس يا حي يا قيوم و يطوى و يحمل فإنك ترى من بركة اللّه وسعة الرزق و إقبال الخيرات إليك ما تشاهده عيانا و يتعجب الناس منك و لتكن حال ذكرك و كتابتك على وضوء مستقبل القبلة فإن اللّه يحيي ذكرك إن كان خاملا و يكثر رزقك إن كان قليلا و من كتب وفقه و هو 35 في مثلها و حمله معه شاهد العجائب و حاصل التكسير من هذين الاسمين الكلمات المنظومة و هو 42 حرفا بعد تداخل التكسير إذا أضيف إلى الوفق العددي ظهر الفعل على أثره فيجمع من خواص الحروف و ضروب التكسير و امتزاج طبائع الحروف بعضها ببعض و خواص الأعداد في ترتيب طبائعها التي أودعها اللّه و هو فعلها الخاص بها في التداخل و قس ذلك الجمع بين خواص الأسماء و ضروب التكسير ثم بين الذكر العربي الدال على معنى الحياة في كل شي ء و القومية في كل شي ء و الفكرة فيه و من كتب و فقها عدديا و هو 174 في وفق مربع في شرف الشمس على فص خاتم أو لوح من ذهب و حمله شاهد به العجائب و قوله من ركب وفقهما و وفق الاسمين الآخرين 35- 35 و ذلك لأن الاسم الحي عدد 5 في اللفظ و إن كان أربعة في الخط لأن الحرف المشدد بحرفين و اسم القيوم عدد

ص: 41

7 كذلك الحاصل من ضرب أحدهما في الآخر أعني سبعة في خمسة 35 هذا وفق من المركبات و له تأثير قوي في جميع ما يراد تحصيله و جمعه من الأشياء على ما ذكره أهل هذا الفن و قوله من حاصل التكسير 42 حرفا معناه إذا قلنا الحي ا ل ق ل ا م ح ا ى ا ى ا جاء منها 12 حرفا فأسقط منها الحروف المكررة هي 6 تبقى 6 و هي ا ل ق م ح ى و إذا قلنا القيوم ا ل ق ل ا م ق ا ق ى ا و ا و م ى م فأسقطنا منها الحروف المكررة حصل منها 7 حروف بعد التداخل و هي ا ل ق م ق ى و من ضرب تلك في هذه حصل منها 42 حرفا و هذا مثاله في هذا الجدول.

الصورة

و بعد تداخل التكسير يبقى 17 حرفا و هي ا ت ح خ ر س ص ش ض ع ف ق ك ل م و ى يخرج في مجموع الجدول 42 حرفا و هي التي أراد المؤلف بتكسير الاسمين و يخرج من هذه الأحرف 29 اسما من الأسماء الحسنى عدد حروف المعجم و إنما كانت الأسماء المعتبر خروجها من هذا الجدول 29 لأن باقي حروف هذا الجدول من هذا الجدول بعد إسقاط مكرره و هو 17 فإذا أضفتها إلى الباقي كانت 29 حرفا و المعتبر خروجه من الأسماء هو هذا العدد و صفة استخراج الأسماء الحسنى من هذا الجدول أن يأخذ أول حرف من الجدول و انظر في الأسماء الحسنى فإذا رأيت ذلك الحرف في أول اسم فاطلب باقي حروف ذلك الاسم في الجدول فإن وجدتها كاملة و إلا فخذ الحرف الثاني من الجدول ثم افعل فيه كما فعلت في الأول و هكذا تفعل بباقي حروف الجدول فيخرج من هذا الجدول من الأسماء 290 اسما و هي الحي الحكيم العليم الحق الخالق الخلاق الرحيم الرءوف السلام الخافض الشافي الشكور الحفيظ المذل الضار الغفور الغافر الفتاح القوي القيوم الكافي المولى الملك المالك الوافي الوكيل الواقي الولي الوالي بعدد حروف المعجم و إذا أضيفت هذه الأسماء أو اسم منها إلى الوفق العددي بنية أمر من الأمور الموافقة لاسمه الحي القيوم و الاسم الذي أضيف إلى الموقف ظهر على أثر ذلك ما يراد به من الأفعال فإذا أردت أن تضيفهم في الوفق 35

ص: 42

في 35 ظهر له فيه أربع طرق الأول أن تضع الوفق العددي بظاهره و تضع الحرف بباطنه و يكون وضع الوفق الحرفي أن تقسم الحروف أعني حروف التسعة و عشرين اسما إلى 35 كلمة و تضيفها المحمول الوفق ثلاثة أطواق على طريق الوفق البكري و الطريق الثاني أن تضعها بباطن الوفق مشتركة مع العدد في البيوت الطريق الثالث أن تفرض للمحمول في محمول الوفق العددي وفقا بين 29 في نفسها و تنزل فيه الاسم كل اسم في بيت بطريق الوفق بكري الطريق الرابع و هو أحسنها أن تنزل الوفق الاسمي في باطن الوفق العددي و هو أن تنزل الوفق العددي ثلاثة أطواق و في قوله المدور الرفيع تبتدئ بتنزيل الأسماء و تضعها:

بطريق البكري و هذه صفتهما.

الصورة

صفة مربع حي قيوم حرفيا و عدديا

و اعلم أن من ذكر اسمه تعالى الحي و الأسماء التي أولها الحاء و هي الحليم و الحق و الحكيم و الحي و الحفيظ و الحميد و الحكم و الحنان و الحسيب عند طلوع الشمس في زمن القيظ لم يحس ذلك اليوم بألم الحر و فيها سر لأرباب الأحوال الذين يباشرون النار و من نقش الحرف الأول من هذه الأسماء في فصل خاتم 8 مرات في ثامن الشهر مع اسمه تعالى الحي و الحليم و الحنان و الحكم و حمله أمن من الحيات و الحرارة كلها و يسقي المحموم من الماء الذي يغمس فيه يبرأ و ينفع للعطش و تعطيل حركات النكاح و ينبغي أن يترك لبسه يوم السبت و الاثنين و لا ينبغي للمشايخ الطاعنين في السن أن يكثروا لبسه و لا المبرودين و إذا كتبت حي 8 مرات مع الأسماء الأربعة في ساعة الزهرة أو القمر و هو مسعود و علق بإزاء قلب بنية إعراضه عن حب شي ء كان له تأثير قوي و لا يحملها جنب و من كانت له حاجة إلى اللّه فليدع بهذا الدعاء مائة مرة بعد صلاة الصبح قبل ما يتكلم مع أحد تقضى حاجته و هو بسم اللّه الرحمن الرحيم و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم يا حي يا قيوم يا حليم يا قديم يا دائم يا فرد يا وتر يا أحد يا صمد و رأيت كتاب الشيخ أبي العباس المرسي لبعض المشايخ يا حميم إلى الشيخ عبد النور قائلا بخطه قد أتحفتك يا حميم بالاسم الأعظم تدعو به بعد صلاة الصبح 70 مرة و هو أن تقول بسم اللّه الرحمن الرحيم و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم يا حي يا قيوم يا قديم يا دائم يا صمد يا ودود يا وتر يا ذا الجلال و الإكرام هي 7 أسماء. و عن الشيخ أبي الحجاج الأقصري من دعا بعد صلاة

ص: 43

الصبح 3 مرات و سأل اللّه أي حاجة قضيت و هو أن يقول اللهم لا إله إلا أنت يا منان يا بديع السموات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم صل على محمد و على آله و افعل لي كذا و كذا.

فصل في الدعاء و آدابه و أوقاته و فضيلته

قال ابن عطاء رحمه اللّه للدعاء أركان و أجنحة و أسباب و أوقات فإن وافق الدعاء أركانه قوي و إن وافق أجنحته طار في السماء و إن وافق أسبابه نجح فأركانه حضور القلب و الرقة ثم الاستكانة و الخشوع و تعلق القلب باللّه تعالى و قطعه من الأسباب و أجنحته الصدق و مواقيته الأسحار و أسبابه الصلاة على النبي عليه الصلاة و السلام قال اللّه تعالى: وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ و قال تعالى: بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ فهذه الآية قيدت ما في الآية الأولى من العموم و أنه سبحانه و تعالى يكشف غم من شاء و لهذا كان الدعاء على ثلاثة أقسام مستجاب و محط للأوزار و رفعة للدرجات قال القاضي أبو بكر العربي الدعاء مناجاة اللّه تعالى لما يريد العبد من جلب منفعة أو دفع مضرة و من القضاء رد البلاء بالدعاء فهو سبب لذلك استجلاب لرحمة المولى كما أن الترس سبب لرد السهم و الماء سبب خروج النبات من الأرض و الدعاء سلاح المؤمن فإذا كان العبد دائم الذكر و الدعاء و التضرع إلى اللّه تعالى فإن الملائكة تحفظه من جميع المكاره فإذا جاءه ضرر أو مكروه من أحد من المخلوقين منعته الملائكة و صدت عن وجهه المكاره فلا يزال محفوظا من جميع الجهات إلا من جهة فوق فإن القضاء و القدر نازلان منه فإذا نزل القضاء و القدر أسلمته الملائكة لذلك فينبغي أن تحرص جهة فوق بالعمل الصالح فإنه لا بد لكل عبد طريق إلى السماء يصعد منه عمله و ينزل منه رزقه و منه تقبض روحه و منه تصعد فإذا كان العبد مواظبا على الطاعات كثير الدعاء مملوءة سبله بالخيرات فإذا نزل البلاء من السماء نزل على طريقة العبد المعينة له فيجدها معمورة بالخيرات مملوءة بالطاعات فيحتبس ذلك البلاء عن النزول و لا يجد منفذا إليه فيكون دعاؤه و علمه قد حجب عنه البلاء لأن الدعاء من اللّه تعالى بالمكان العالي فيتصادم البلاء و الدعاء فتارة يغلب الدعاء و تارة يغلب البلاء فهما كالمتصارعين فإن غلب الدعاء رفع البلاء و خرق السموات و ارتقى إلى اللّه تعالى و إن غلب البلاء أزال الدعاء و نزل على العبد و إليه الإشارة بقوله تعالى: وَ اللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ و قال عليه الصلاة و السلام لا يزال البلاء و الدعاء يقتتلان إلى يوم القيامة فهذا معنى كون الدعاء سببا لرد البلاء و روى ليس شي ء أكرم على اللّه من الدعاء و قال عليه الصلاة و السلام من لم يسأل اللّه تعالى يغضب و في الصحيحين أن النبي عليه الصلاة و السلام قال الدعاء هو العبادة ثم قرأ وَ قالَ

ص: 44

رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ و قال عليه الصلاة و السلام الدعاء مخ العبادة و قيل معنى الدعاء استدعاء العبد ربه العناية و استمداده المعونة و حقيقته إظهار الافتقار إليه و التبرؤ من الحول و القوة و هو سيمة العبودية و استشعاره الذلة و البشرية و فيه معنى الثناء على اللّه سبحانه و تعالى و إضافة الكرم و الجود إليه و قد قيل الدعاء مفتاح الحاجة و هودج لأصحاب الحاجات و الفاقات و تنفيس لذوي الكربات و قد ذم اللّه أقواما فقال يقبضون أيديهم قيل لا يمدونها في الدعاء و السؤال و من خواصه أنه عبادة و إخلاص و حمد و شكر و سؤال و توحيد و مناجاة و تضرع و تذلل و استكانة و استعانة و مخ العبادة و في الحديث أن رجلا قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أوصني قال أوصيك بالدعاء فإن معه الإجابة و عليك بالشكر فإن معه الزيادة و أنهاك عن المكر فإنه لا يحيق إلا بأهله و عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال له جبريل قل اللهم استرني بالعافية في الدنيا و الآخرة و قال بعضهم الدعاء سلم المريدين و حبل الموحدين المخلصين و قيل هو المراسلة و ما دامت المراسلة باقية فالأمر حميد و قيل هو الوقوف في القضاء يوصف الرضا و قيل الدعاء يوجب العطاء و هو أيضا يوجب الرضا و يوجب أيضا المقام على الباب و قيل خير الدعاء ما هيج الأحزان بالبكاء.

فصل في بيان شرائط الدعاء و آدابه

الأول أن تقدم بين يديك عملا صالحا كصدقة أو صيام أو صلاة هكذا كان فعل السلف الصالح الثاني افتتاح الدعاء بالحمد و الصلاة على النبي عليه الصلاة و السلام و قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه الدعاء وقوف لا يصعد منه شي ء حتى تصلي على محمد عليه الصلاة و السلام و قال أبو سليمان الداراني إذا سألت اللّه تعالى فابدأ بالصلاة على النبي عليه الصلاة و السلام ثم اسأل اللّه حاجتك ثم اختم بالصلاة عليه أيضا فإن اللّه تعالى يقبل الصلاتين و هو أكرم من أن يدع ما بينهما الثالث حضور القلب فلا يكون ساهيا لما روي في الحديث إن اللّه تعالى لا يستجيب دعاء من قلب عبد ساه و لا قلب لاه بل يلازم الخشوع و الاستكانة و النزول عن القدرة و التعالي اقتداء بيعقوب عليه السلام إن الحكم إلا للّه عليه توكلت فتم له المراد الرابع أن لا تدعو و أنت مصر على المعاصي لما روي عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال أحمق الناس من يتمنى التوبة و هو مصر على المعصية و قيل ليحيى بن معاذ أ لا تدعو لنا فقال كيف أدعو و أنا عاص و كيف لا أرجوه و هو كريم الخامس الإخلاص و هو أصل العمل لقوله تعالى: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ و في الخبر أن موسى عليه السلام مر برجل يدعو و يتضرع فقال عليه

ص: 45

السلام إلهي لو كانت له بيدي حاجة قضيتها له فأوحى اللّه إليه أنا أرحم به منك و لكنه يدعوني و قلبه عند غيري فذكر ذلك للرجل فانقطع بقلبه إلى اللّه تعالى فقضيت حاجته السادس أن يكون مطعمه حلالا لقوله عليه الصلاة و السلام لسعد يا سعد اطلب بكفيك تستجب دعوتك و في الخبر أن موسى عليه السلام مر لحاجة فإذا برجل يدعو و يتضرع ثم رجع و هو على حاله فسأل اللّه تعالى أن يستجيب له [فقال اللّه يا موسى كيف أستجيب له و في بطنه الحرام و على ظهره الحرام و في بيته الحرام فانصرف موسى إلى بيت ذلك الرجل فوجد فيه خمسة دراهم و قال يوسف بن اسباط الدعاء يحبس عن السماء بسوء الطعمة و قيل لسعد ما بال دعوتك مستجابة من بين أصحابك قال إني لا أدفع لقمة إلى فمي حتى أعلم من أين مجيئها السابع أن يكون صوت الداعي معروفا عند الملائكة و صاحبه من جملة العارفين قيل لجعفر الصادق ما بالنا ندعوا فلا يستجاب لنا قال لأنكم تدعون من لا تعرفونه فلو عرفتموه حق معرفته لاستجاب لكم الثامن أن يستقبل القبلة بيديه و يرفعهما نحو السماء تعبد اللّه تعالى برفع الأكف نحو السماء في الدعاء كما تعبده باستقبال القبلة في الصلاة و قيل سأل أهل بعض الذمة رجلا من العارفين قال رأيتك ترفع يديك نحو السماء و تخفض جبهتك نحو الأرض فمطلوبك أين هو فقال إنما نرفع أيدينا إلى مطالع أرزاقنا و نستدفع بالثاني شر مصارعنا أ لم تسمع قوله تعالى:

وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ و قال تعالى: مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فِيها نُعِيدُكُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى فأسلم و حسن إسلامه التاسع إخفاؤه سرا فلا يسمع غيره من يناجيه لقوله تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً و قال بعض العارفين أقرب الدعاء من الإجابة الدعاء الخالي و هو أن يكون صاحبه مضطرا لا بد له أن يدعو من أجل ما نزل به قال ابن عطاء صفة المضطر أن يكون العبد كالغريق و كالملقى في مغارة من الأرض و قد أشرف على الهلاك فمن صدق في الالتجاء إلى اللّه و الاستعانة به أجيبت دعوته في الحال قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ و من صدق رجاء المضطر ما حكاه الإمام عبد الواحد بن زيد البصري قال كان عندنا بالبصرة رجل له بغل و كان يكريه إلى البلدان و كان ثقة مأمونا يرسل التجار معه تجارتهم إلى إخوانهم من البلاد فخرج يوما من البصرة يريد الكوفة فعرض له رجل فسلم عليه فقال أين تريد فقال أريد الكوفة فقال لو لا إني ضعيف لا أقدر على المشي كنت أسير معك فإن شئت أن تأخذ مني دينارا و تحملني على الدابة فإني أراها مخفة و أراك رفيقا حبيبا فرغب الرجل في الدينار و حمله فسارا يومهما إلى أن عرض لهما طريقان: فقال الراكب أي الطريقين نأخذ فقال الجادة فقال له الراكب هذه أسهل و أقرب فأخذا تلك الطريق فأوقعتهما على واد موحش سدت عليهما الوحوش الطريق فوثب الراكب من

ص: 46

على ظهر الدابة و نزل و أخرج سكينا و قال هذا هو الطريق فقال يا أخي خذ الدابة و ما عليها ودعني أنجو بنفسي فقال له لا بد من قتلك فقال له دعني أصلي ركعتين أختم بهما عملي فقال له افعل ما بدا لك فتوضأ الرجل و قام يصلي فقرأ الفاتحة فارتج عليه فلم يجد آية يقرؤها و اللص خلفه بسكينته ففتح عليه بقوله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ فرفع صوته فأجابه اللص من خلفه نعم الساعة يجيبك فما استتم كلامه حتى خرج عليه من بطن الوادي فارس بيده حربة كأن طرفها شعلة نار فطعن اللص طعنة خر ميتا و التهب نارا فبادرت الفارس و قبلت حافر فرسه و قلت له من أنت فقال أنا عبد من يجيب المضطر إذا دعاه فاذهب حيث شئت فلا خوف عليك فرجعت إلى الطريق التي كنت أعرفها قال و كان رجل من أصحاب رسول اللّه عليه الصلاة و السلام من الأنصار يكنى أبا مغلقة يتجر بمال له و لغيره و يضرب به الآفاق و كان ناسكا ورعا فخرج مرة فلقيه لص غارق في السلاح فقال له ضع ما معك فإني قاتلك قال و ما ذا تريد مني شأنك بالمال قال إني أريد قتلك أيضا فقال له ذرني حتى أصلي ركعتين قال صل ما تريد فتوضأ ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه في آخر سجدة أن قال يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما يريد أسألك بعزك الذي لا يضام و ملكك الذي لا يرام و بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك أن تصلي على محمد و على آله و أن تكفيني شر هذا اللص يا مغيث أغثني ثلاثا فإذا هو بفارس قد أقل بيده حربة وضعها بين آذن فرسه فلما أبصره اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ثم أقبل إليه فقال له قم فقال من أنت قال أنا ملك من السماء الرابعة حين دعوت بدعائك الأول سمعت لأهل السماء ضجيجا ثم دعوت بدعائك الثاني و الثالث فقيل لي دعاء مكروب فسألت اللّه أن أقتله فأذن لي قال أنس اعلم أن من توضأ و صلى أربع ركعات و دعا بها استجيب له مكروبا و غير مكروب روى ذلك القاضي أبو بكر العربي و أبو علي حسين قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ إلى قوله: إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ هذه الآيات للحفظ و الفطنة من كتبهم في صفحة خضراء جديدة يوم الجمعة في الساعة السادسة بزعفران و ماء ورد و محاها و شربها على الريق 7 جمع متواليات قبل طلوع الفجر لا يأكل في يومه هذا شيئا فيه شبهة و لا شيئا فيه روح فمن فعل ذلك بلغ ما أراده قوله تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ إلى قوله: بِغَيْرِ حِسابٍ من أكثر تلاوة هاتين الآيتين عقب الفرض و النافلة و عند منامه نال الرزق و السعة و أثمر ما في يده و زال فقره و من أراد الوصول إلى علم الكيمياء أو علم ما خفي على كثير من الناس فليتطهر و ليصم 40 يوما متوالية يفطر فيها على الحلال و يقرأ كل ليلة عند منامه سورة الشمس و الضحى و الانشراح 7 مرات و قل اللهم مالك الملك الآية 7 ثم يقول اللهم إني أسألك بقدرتك

ص: 47

على كل شي ء يا واحد يا أحد يا صمد يا وتر يا حي يا قيوم أسألك أن تصلي على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد يقول ذلك 70 مرة ثم يقول بعدها و أن تيسر لي العلم الذي يسرته على كثير من خلقك و أكرمت به كثيرا من عبادك و اغنني به عمن سواك فإنك مالك الملك و بيدك مقاليد السموات و الأرض و أنت على كل شي ء قدير فإذا فعل ذلك سخر اللّه له من يرشده إلى طلبه في اليقظة أو في المنام و من أراد العثور على علم الكنوز و الدفائن فليكتب هذه الآيات في إناء طاهر من ذهب بمسك و زعفران ثم يمحوه بماء الهليلج الاصفر و ماء طوبة و ماء التمر الأخضر ثم يأخذ مرارة دجاجة سوداء و مرارة قط و وزن خمس مثاقيل كحل أصفهاني ثم يسحق الكحل بالماء الذي محى به الإناء الذهب سحقا جيدا إلى أن يصير كحلا ناعما يجعله في مكحلة زجاج ثم يبتدئ بصيام يوم الخميس فإذا كان نصف الليل صلى على النبي عليه الصلاة و السلام و على آله و صحبه 70 مرة و ختم بالصلاة عليه أيضا 70 ثم يكتحل في كل عين ثلاثة أميال من الكحل المذكور و يبدأ باليمين يفعل ذلك 7 جمع كما فعل في المرة الأولى من الصيام و الصلاة و الكحل في كل خميس و يقوم نصف الليل من ليلة الجمعة يفعل الصلاة و الاستغفار و الكحل إلى أن يتم له 7 أخمسة فإذا فعل ذلك فإنه تظهر له الأشخاص الروحانية ليلا و يخاطبهم و يسألهم عن كل ما يريده منهم و يأمرهم بما يريد فإنهم يطيعونه على ما يحب و يريد و من داوم من الملوك على ذكر الملك القدوس ثبت ملكه و انبسطت قدرته و من نظر الى حروف الملك بعد أن يكتبها هكذا ا ل م ل ك و يستديم النظر الى الحرف الأوسط في كل يوم 40 على طهارة و هو يقرأ قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ الآية يسر اللّه عليه أسباب الدنيا و الآخرة و قال عليه السلام من أراد حاجة فليسجد و ليقل قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ الآية ثم يقول يا اللّه أنت اللّه الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك تجبرت أن يكون لك ولد و تعاليت أن يكون لك شريك و تعاظمت أن يكون لك ند و مشير و قهرت أن يكون لك ضد و تكرمت أن يكون لك وزير يا اللّه يا اللّه يا اللّه أنت الذي تنزهت و نزهت جميع خلقك لا عين تراك و لا يدركك بصر يا اللّه 3 يا اللّه اقض حاجتي و يسمي ما أراد. قوله إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ إلى بِغَيْرِ حِسابٍ هذه الآية لحفظ الحوامل و وقاية أولادهن من الآفات و التغييرات و العيوب و العيون يكتب هذه الآيات بماء ورد و زعفران في رق غزال و يعلق على خصر المرأة الأيسر إلى حين وضعها فإنها تأمن من الآفات و إن كتبت بمسك و زعفران و علقت في عنق الطفل في أنبوبة نحاس أو حديد فإنها حرز له من البكاء و الفزع و الجوع و يقل سهره و يروى بالقليل من لبن أمه و إن كان لبن أمه قليلا در و يكون مباركا حسنا قوله تعالى: وَ أَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ

ص: 48

اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ هذه الآية للقربة و طلب الرزق و لمن يريد أن يخطب امرأة فمن أراد ذلك فليكتبها يوم الخميس في ساعة الزهرة أو المشتري أو عطارد في ورقة و هو طاهر و يلف الكتابة في خرقة من قميص رجل مسعود و يعلقها على باب حانوته أو حمامه أو منزله أو في موضع بيعه و شرائه فإنه يكثر خيره و يدر عليه رزقه و إن كتبت في ورقة و علقت على إنسان معطل أو مريد الخطبة فإنه يجاب للخطبة. قوله تعالى: أَ فَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ إلى الْخاسِرِينَ لسكون خفقان القلب و الرجيف تكتب في إناء فخار جديد و يمحوها بماء طاهر من مطر أو بئر لم تصبه الشمس و يشربه المريض يبرأ قوله تعالى: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً إلى الْمُفْلِحُونَ خاصيتها للتأليف و المحبة و قبول القول فمن كتبها في رق غزال يوم الاثنين و القمر في إقبال نوره بماء ورق التوت الأسود و كتب في آخر الكتابة يا مؤلف القلوب ألف بين كذا و تذكر أسماءهما في أول الكتابة و آخرها كذلك يؤلف اللّه بينهما كما ألف بين الثلج و النار اللهم يا ودود 3 ألّف بين قلوبهما على طاعتك و علقه عليه فإن عدوه و من هو غضبان عليه يصافحه و يرزق الحظ و القبول و يزول عنه ما كان يكرهه منه و إذا حمل ذلك فقير أو واعظ أو متكلم قبل قوله و أثر في قبول الناس تأثيرا عظيما. قوله تعالى لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً. قوله ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ هذه الآيات للظفر بالعدو و قهره و صده عن الحرب و القتال و خذلانه فمن نقش هذه الآيات على سيفه أو ترسه أو بيضته أو من رمحه أو على شي ء من آلة الحرب في يوم الاثنين في الساعة الثامنة و يكون النقاش صائما طاهرا فمن حمل الآيات و لقي عدوه بها ظفر به و نال مراده منه و هزمه و لم يقدر العدو على مكيدته، قوله تعالى إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا إلى الْحَكِيمِ هذه الآية للخوف من السلطان و نصرة المظلوم و لمن يفزع في منامه من الجان أو من أحد من الإنس أو كان ذلك في يقظته يكتبها ليلة الجمعة نصف الليل و الكاتب طاهر نظيف فإذا صلى كاتبها الصبح جلس إلى طلوع الشمس يسبح اللّه و يذكره فإذا ارتفعت الشمس يصلي ركعتين يقرأ في الأولى الفاتحة و آية الكرسي و في الثانية الفاتحة و آمن الرسول إلى آخر السورة ثم يستغفر اللّه 7 ثم يقول حسبي اللّه لا إله إلا هو عليه توكلت هو رب العرش العظيم 7 ثم يجدد الوضوء و يحمل الكتابة تقضى حاجته إن شاء اللّه و عن أنس رضي اللّه عنه أنه قال كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في غزاة فلقي العدو فسمعته يقول يا مالك يوم الدين إياك نعبد و إياك نستعين فلقد

ص: 49

رأيت الرجال تصرع تضربها الملائكة من بين أيديها و من خلفها. قوله تعالى الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ إلى الْعامِلِينَ من كتب هذه الآية ليلة الجمعة بعد صلاة العشاء الأخيرة في قرطاس و علقه عليه و يصبح فيدخل على السلطان أو على العدو أو على أحد الظلمة و المعاندين كفي شرهم. قوله تعالى وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ الآية إلى أَعْقابِكُمْ للنزوف و يكتب معها انقلب يا دم بألف لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم هج لج هج لج هج لج هج لج لخطاس هي لخطاس هي تكتب في ورقة و تعلق بين عيني المنزوف على أنفه و إن نزفت امرأة من قبلها تكتبها في 3 أوراق و تجعل أحدها في ذيلها قدام و الثانية في ذيلها وراء و الثالثة تربطها بخيط تحت سرتها جربت و صحت قوله تعالى الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إلى قوله عَظِيمٍ من كتبها في ورقة و جعلها تحت فص خاتم فمن لبس هذا الخاتم و دخل به على سلطان توعده بشر خذله اللّه و كفاه شره و كان رسول اللّه عليه الصلاة و السلام إذا خاف قوما قال اللهم إنا نجعلك في نحورهم و نعوذ بك من شرورهم و قال عليه الصلاة و السلام إذا جئت سلطانا أو غيره فقل لا إله إلا اللّه الحكيم الكريم سبحان اللّه رب السموات السبع و رب الأرضين السبع و رب العرش العظيم لا إله إلا اللّه عز جارك و جل ثناؤك و كان إذا أحزن النبي عليه الصلاة و السلام أمر دعا بهذا الدعاء و كان يقول هو دعاء الفرج و هو اللهم احرسني بعينك التي لا تنام و اكنفني بكنفك الذي لا يرام اغفر لي و ارحمني بقدرتك علي أنت ثقتي و رجائي فكم من نعمة أنعمت بها علي قل لك بها شكري و كم من بلية أبليتني بها قل لك بها صبري فيا من قل عند نعمته شكري و لا يحرمني و يا من قلّ عند بلائه صبري فلم يخذلني و يا من رآني على الخطايا و لم يفضحني أسألك أن تصلي على محمد و على آل محمد كما صليت و باركت و ترحمت على إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم أعني على ديني و دنياي و آخرتي بالتقوى و احفظني فيما غبت عنه و لا تكلني إلى نفسي فيما حضرته يا من لا تضره الذنوب و لا تنقصه المغفرة هب لي فيما لا ينقصك و اغفر لي ما لا يضرك إلهي أسألك فرجا قريبا و صبرا جميلا و أسألك العافية من كل بلية و أسألك دوام العافية و أسألك الشكر على العافية و أسألك الغنى عن الناس و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم قال فكتبه جماعة و جعلوه في جيوبهم فحصل لهم ذلك بفضل اللّه و من دعا بهذا الدعاء حجبه اللّه عن قوم شر و من دعا به حجب عن الظلمة و هو اللهم أسبل علينا كنف سترك و أدخلنا في مكنون غيبك و احجبنا عن شرار خلقك و حل بيننا و بين الرزايا و البلايا يا أرحم الراحمين قوله تعالى إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إلى الْمِيعادَ من أدمن على قراءتها ثبت إيمانه و طهر قلبه و أمن من خزي الدنيا و الآخرة و إذا كتبت في إناء من خشب و محيت بماء زمزم و يشربها الذي يقوم لصلاة الليل قام كل ليلة من الوقت الذي يريده و أخرج ابن السني

ص: 50

عن جابر أن النبي عليه الصلاة و السلام قال إن الرجل إذا آوى إلى فراشه ابتدره ملك و شيطان فيقول الملك اللهم اختم بخير و يقول الشيطان اللهم اختم بشر فإن ذكر اللّه ثم نام بات الملك يكلؤه و قال عليه الصلاة و السلام من أوى إلى فراشه طاهرا و ذكر اللّه تعالى حتى يدركه النوم لم ينقلب ساعة من الليل يسأل اللّه تعالى فيها حاجة من خيري الدنيا و الآخرة إلا أعطاه.

سورة النساء

قوله تعالى يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ إلى مُسْتَقِيماً هذه الآية تدحض حجة من يخاصمك أو يجادلك و تقوي حجتك عليه تصوم للّه تعالى يوم الأحد ثم تكتبها في قطعة أديم طاهر طائفي و تعلقها عليك فإنك تقهر خصمك و هي طلقة للعروس إذا كتبت بزعفران و ماء ورد و جعلها العروس بين عمامته و جبهته و في نسخة و محاها و شربها.

سورة المائدة

قوله تعالى وَ لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ و قوله تعالى وَ إِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إلى قوله فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ هذه الآيات من كتبها كل يوم قبل طلوع الشمس في كفه الأيمن و يلحسه بلسانه و يبلع ريقه يفعل ذلك 7 أيام متوالية يرزقه العفو و العافية و القناعة و الصبر و الرقة في القلب و الرحمة لجميع المسلمين و قوله تعالى قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا الآية هذه الآيات لتسويد وجه العدو و تسويده و تبليد ذهنه إذا أردت ذلك صم يوم الخميس و صل المغرب و العشاء الأخيرة ثم قل يا قديم الأزل يا أزلي لم يزل يا من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور خذ فلان ابن فلانة أخذ عزيز مقتدر يفعل ذلك 3 و يقرأ الآيات 3 ثم اقرأ الآية على كف تراب من دار موقوفة 30 مرة ثم رش التراب في داره ترى العجب في ماله و نفسه قوله تعالى وَ قالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ إلى الْمُفْسِدِينَ هذه الآيات إذا اجتمع قوم على ما لا يرضى اللّه تعالى و اتفقوا على ذلك و تعاونوا عليه و أردت أن تفرقهم حتى لا يجتمعوا أبدا خذ قليلا من شعر أكبرهم و شعر أصغرهم و احرقهم حتى يصيروا رمادا ثم اكتب الآيات في إناء طاهر أو في قوارة ثوب جديد قصت يوم السبت ثم اغسلها بماء معتصر من ورق الحرمل ثم رش الماء في منزلهم و ذر الرماد فإنهم يفترقون. قوله تعالى إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ إلى قوله وَ أَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ هذه الآيات تجلب الرزق و السعة و الفرح و الخصب و تدفع الجوع و الشهوة فمن كان به ذلك فليكتبها في إناء من خشب الأثل أول يوم من شهر نيسان ينقشها بقلم فضة و هو طاهر و يرفعه عنده إذا احتاج إليه يملؤه ماء و يرش الموضع

ص: 51

الذي يريده يوم الجمعة قبل طلوع الشمس إما في المنزل أو الزرع أو البستان أو فيما يريد يكون و إن كان ذلك لحاجة الإنسان يشرب ذلك الماء في ثلاث جمع متواليات فإن الذي يفعله يرى ما يحبه و يرى ذلك في ماله و داره و زرعه و شأنه و يزول عنه كل ما يشكوه و اللّه تعالى أعلم.

سورة الأنعام

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة الأنعام و لم يقطعها بكلام غفر اللّه ما سلف من عمله و من قرأها في ركعتين بنية صادقة و سأل اللّه أمانة في ذلك الشهر من كل خوف و وجع أمن في ذلك الشهر من كل شي ء يكرهه و يخافه و إذا كتبت و علقت في أعناق الدواب كانت لها أمانا من الآفات و الأعراض و من قرأها في ليلة حرس من الطوارق و الآفات. قوله تعالى الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ إلى قوله يَعْدِلُونَ من قرأها في كل صباح و مساء و مسح على وجهه و بدنه 7 أمن من جميع الأوجاع قوله تعالى وَ لَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ هذه الآية لتسكين الغيظ و الفتن و البطش و القلق إذا أحس الإنسان بذلك من نفسه أو من غيره فإن كان قائما فليجلس و إن كان جالسا فليقم و ليكثر من قراءتها فإنه يزول عنه ذلك قوله تعالى وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ إلى قوله الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ هذه الآيات إذا كتبت ليلا في قرطاس وقت السحر و علقت لوجع الجنبين و الثديين يجد بركتها و ينفع لمن كثر همه و غمه و ضاق صدره و علم لذلك سببا أو لا يعلم يقرؤها من به ذلك عند أخذ مضجعه 7 و ينام فإذا استيقظ وجد ذلك زال عنه. قوله تعالى إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ إلى يُرْجَعُونَ هذه الآيات لمن به عنة أو استرخاء عضو من أراد ذلك يصوم 3 أيام و يفطر على سكر و لبن بقري ثم يقوم نصف الليل و يكتب الآية في يده اليمنى في وسطها بقلم نحاس بماء ورد و زعفران و يلحسها نور اللّه عليه و في سورة الأنعام مواضع خمس يدعو عندها الإنسان الأول بل إياه تدعون الثاني و اللّه أعلم بالظالمين الثالث قوله كن فيكون الرابع بين الجلالتين الخامس آخر السورة و كيفية ذلك إذا عرضت لك حاجة فتب إلى اللّه بنية صادقة خالصة ثم قم إلى الصلاة و انو ركعتين و اقرأ الفاتحة ثم اقرأ السورة إلى قوله بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ ثم اقرءوا إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً الآية ثم اسجد سجدة التلاوة و ادع بما شئت و اذكر حاجتك ثم قم و اقرأ من حيث وقفت و هو فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إلى الظَّالِمُونَ ثم تقرأ الآية التي في السجدة و تسجد و تطلب حاجتك ثم تقوم و تقرأ وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ إلى كُنْ فَيَكُونُ ثم تقرأ آية السجدة و تسجد و تدعو ثم تقوم و تقرأ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَ لَهُ الْمُلْكُ إلى قوله: رُسُلُ اللَّهِ ثم تقرأ آية السجدة و تسجد و تدعو و تطلب حاجتك تقوم و تقرأ وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي الآية و تركع الأولى ثم تقوم إلى الثانية و تقرأ الفاتحة و من أول الأنعام إلى قوله: بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ و تفعل

ص: 52

بالثانية كما فعلت بالأولى من القراءة و السجود و الدعاء في المواضع الخمسة و قم و قد أجاب اللّه دعاءك قوله تعالى: فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ الخ الْعالَمِينَ هذه الآية لخرب دور الظلمة و تفريق شملهم و قطع دابرهم فمن أراد ذلك فليكتب هذه الآية على عظم جمل مذكى قديم من مزبلة و يرميه في بيت الظالم فإنه يخرب و إذا كتبت الآية بماء الريحان في طست نحاس و يغسل بماء كمون و ينقع في الماء من العشاء إلى الصبح و رش ذلك الماء في البيت الكثير البراغيث أو البق تفعل ذلك مرتين فإنه لا يبقى في البيت منهم شي ء بإذن اللّه تعالى قوله تعالى: وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ إلى الْحاسِبِينَ هذه الآية من كتبها في خرقة كتان ثم وضعها تحت رأسه و سأل اللّه أن يريه ما أشبه عليه فإنه يراه و من كتبها و هو على طهارة و فراشه طاهر ثم علقها على عضده و نام و أصبح و هو على عضده لم يلقه أحد إلا حدثه بحديث غريب قوله تعالى: قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ إلى قوله: ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ هذه الآية خاصيتها إذا هاج البحر و تلاطم بالأمواج و كتبت في قرطاس و رمى به في البحر سكن بقدرة اللّه تعالى قوله تعالى: قُلْ أَ نَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا الآية هذه الآية حيرة للسارق و الآبق فإذا أردت ذلك فاعرف اسم السارق و الآبق و اسم أمه ثم خذ قطعة شي ء يابس فأدر فيه دائرة بالبيكار و في نسخة قشر قرع يابس ثم يخرج بها إلى مكان منقطع لا يعرفه أحد من الناس ثم يكتب في وسط الدائرة الآيات ثم تكتب اسم السارق أو الآبق و اسم أمه ثم ادفنه في موضع لا يمشي فيه أحد من الناس فإنه يتحير إلى أن يرجع قوله تعالى وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إلى الْمُشْرِكِينَ هذه الآية للهداية و الصواب في الرأي و الرشد إلى الخير و للقبول و قوة الحجة و الكلام فمن أراد ذلك للهداية و صواب الأمر في الرأي يكتبها بماء ورد و زعفران في صحن صيني ثم يمحوها بماء طاهر من نهر ثم يشربه و من أرادها للقبول يكتبها في حام زجاج بماء فمن اكتحل بهذا الكحل نال القبول و البهجة عند الملوك و السلاطين و الناس أجمعين و من أراد الفصاحة و الكلام و الحجة فليكتبها في ورق اللوز بزعفران و يمحوها بماء ورد قد أغلي فيه أنيسون و ماء الآس و يشرب منه على الريق في كل يوم أربعاء في أول ساعة منه ثلاث أربعات فمن فعل ذلك قهر عدوه و خصمه و غلبه قوله تعالى: وَ لَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ إلى قوله: ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ هذه الآية للدمار و خراب الديار و نكال الأعداء من كان له أعداء و قد قصدوا أذيته فليأخذ ثلاث أوراق من الصفصاف قبل طلوع الشمس لا يراه أحد و يكتب في كل ورقة أسماء القوم الذين يريد العمل لهم في الوجه الواحد و الآيات في الوجه الآخر بقلم رفيع و تكتب ذلك بحيث لا يراك أحد ثم ارم كل ورقة في الماء الذي يشربون منه يكون ذلك قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوى هذه الآية لنجابة الزرع و حراسته من سائر الحيوانات كلها و لغرس الأشجار و خروج الثمر على أحسن ما يكون و أطيبه فمن أراد ذلك فليكتبها

ص: 53

في إناء طاهر بزعفران و كافور و يمحوه بماء طوبة و تجعل فيه ما أردت من الزريعة و الحبوب و تزرعه فإنه ينجب و يثمر سريعا و تكون الشجرة مباركة و ثمرها حلوا طيبا و إن كان قد غرس يسقى بذلك الماء أصله من كرم أو غيره فإنه مبارك قوله تعالى: فالِقُ الْإِصْباحِ إلى قوله: لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ هذه الآية لسلامة السفن في البحر من الآفات من كتبها أو نقشها يوم الجمعة و هو طاهر في لوح من خشب و يسمرها في مقدم السفينة سلمت من آفات الليل و النهار و من نقشها في فص من اللازورد في الساعة الثالثة من يوم الأربعاء إلى يوم الجمعة و ركب على خاتم فمن لبسه قضيت حاجته و لم يرد في حاجة يطلبها و رزق القبول و المحبة و الهيبة في أعين الناس قوله تعالى: وَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً إلى قوله: لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ هذه الآية من كتبها في جوف طلعة من نخلة أول خروجها في أي ساعة كانت من يوم الجمعة ثم ألقاها في بئر ساقية فإن اللّه يبارك في ماء تلك الساقية و نمرها و يزيد طيبا و نجابة و يطرد عنها أعين الجن و الإنس و الآفات و العاهات و تنجب كل شجرة تشرب منه قوله تعالى: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ هذه الآية لتسكين الريح و الإخفاء عن الظلمة قوله تعالى: أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ إلى يَعْمَلُونَ هذه الآية فيها السبعة أحرف التي نقصت من حروف المعجم في الفاتحة و قد تقدم ذكرها قوله تعالى: وَ إِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اعلم قد تقدم الكلام فيه حيث الكلام على الاسم الأعظم في أول سورة آل عمران و قال بعضهم يستحب للقارئ إذ بلغ هذه الآية أن يقول اللهم من ذا الذي يدعوك فلم تجبه و من ذا الذي سألك فلم تعطه و من ذا الذي استجارك فلم تجره و من ذا الذي توكل عليك فلم تكفه وا غوثاه بك أستغيث اللهم أغثني يا مغيث و اشفني شفاء عاجلا و فرج عني فرجا قريبا برحمتك يا أرحم الراحمين و يسأل اللّه تعالى ما شاء تقضى حاجته قوله تعالى: وَ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ إلى قوله: إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ هذه الآيات لنمو الثمرات و زكاتها و حسن خروجها إنتاج الحيوان و بركته و سلامته من أراد ذلك للأشجار نقشها في لوح من خشب الزيتون و جعلها في عتبة باب من فوق و من أرادها للحيوان أن يكتبها في جلد كبش مدبوغ و يعلقها في عنق الحيوان فإنه يظهر فيه النجابة و يسلم من الآفات و اللّه أعلم.

سورة الأعراف

اشارة

من قرأ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ إلى قوله: رَبُّ الْعالَمِينَ عند أخذ مضجعه وقاه اللّه من إبليس و جنوده و كفاه اللقوة و الفالج من قرأ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ إلى قوله:

الْمُحْسِنِينَ و سأل اللّه أن ينفي عنه النوم نفاه عنه و من قرأها و قرأ معها آيات الحرص و آخر براءة على بيته أو حانوته أو متاعه أو ماله حفظه اللّه و كفاه. حم معاوية بالشام تحت دير راهب فأخرج إليه برنسا

ص: 54

فلبسه فزال ما به فقرأه فإذا فيه ورق مكتوب فيه بسم اللّه الرحمن الرحيم بسم اللّه و باللّه و من اللّه و إلى اللّه و على اللّه فليتوكل المؤمنون لا إله إلا اللّه آمنت باللّه آمنت باللّه و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر إن ربكم اللّه إلى المحسنين اللهم أنت الشافي لا شافي سواك اللهم أشفه شفاء لا يغادره سقم يا اللّه 3 من خاصيتها أن من كتب إن ربكم اللّه إلى قوله المحسنين بماء ورد و مسك و زعفران و علقها عليه أمن من كيد الناس و من العين و وجع الفؤاد و لم يزل في أمن من العدو و الحية قوله تعالى: المص إلى قوله: قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ هذه الآيات لولاة الأمر و أصحاب الأتباع و من له رغبة في القضاء ينقش في صحيفة من فضة خالصة و تجعل تحت فص خاتم فمن لبس هذا الخاتم وفق للصواب و حسنت سيرته و وفق في أقواله و أفعاله و جرت مصالح الناس على يديه و قال الشيخ أبو بكر بن وحشية حروف المص إذا وضعت في خاتم مربع و نقشه بالأحرف الطبيعية و تكون إقامته من ذهب و وزنه أربع دراهم أو نحاس أحمر إن لم يقدر على الذهب و إن كان مخلوطين كان أبلغ و ليكن الطالع برج الحمل و الشمس فيه في درجة شرفها متصلة بالمريخ من تسديد أو تثليث و هما سالمين من نظر النحوس و مسعودين و يبخره بالزعفران و السندروس و المقل الأزرق و يلفه في خرقة حرير صفراء نظيفة و تمسكه عن نفسك فإنك تنال من العز و الشرف و الرفعة و الجاه و الولاية الضخمة فوق ما تؤمله و يسخر اللّه لك بذلك جميع الأشراف و الملوك و لا يراك أحد إلا عظمك و قضى حاجتك و ذل لك كل صعب و يسر اللّه لك عسير و هذه صفة حروفه و عدده و قد نبهت على ما في أوفاق ابن وحشية من النقص في سورة مريم فانظره هناك. قوله تعالى: وَ لَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ الآية هذه الآية لتكثير الرزق و إدراره و للمعيشة و كثرة الزيتون تكتب يوم الجمعة عند فراغ الناس من الصلاة و تجعل في البيت أو الحانوت أو مكان سكنه يكثر رزقه قلت و عدد قوله تعالى: وَ لَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَ جَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ خمسة و ثلاثون حرفا بالجمل عددها بالجمل المغربي ألفان و مائة و تسعون مدخولة في هذا المربع و أقل عدد فيه خمسمائة و أربعون و عددها بالجمل المشرقي ألفان و مائتان مدخولة في هذا الوفق المخمس أقل عدد فيه 428 (و هذه صورته على الثلاثة طرق).

الصورة

ص: 55

الصورة

قوله تعالى: يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً إلى قوله: لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ هذه الآية لمن أراد التوبة و الطاعة فليلبس قميصا جديدا يوم الخميس و القمر في زيادته ثم يصلي ركعتين شكرا للّه تعالى على ما ألبسه ثم يكتب الآية في جام زجاج بدهن زئبق خالص ثم يمحوه بماء ورد و يدهن بدهنه وجهه و بدنه ثم يكتبها في ورق زيتون و يجعلها في جيب القميص فإنه لا يلبسه أحد إلا و يعان على الطاعة. قوله تعالى: يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ إلى قوله: لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ هذه الآية تنفع لدفع السموم المضرة و العين أو السحر فمن كتب ذلك في إناء أخضر جديد بماء العنب الأبيض هو و الزعفران و محاها بماء الورد فمن استحم بذلك الماء زال عنه العين و السحر و من شرب منه أو جعله في طعامه أمن من السموم و السحر و العين. قوله تعالى: قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ إلى قوله: لا تَعْلَمُونَ من له عدو مسجون و أراد أن يطول مكثه في السجن فليكتبها في رق أحمر مدبوغ و يكتب اسم الذي يريد و اسم أمه و يكتب مكثا مكثا يا فلان ابن فلانة تثبيطا مكثا بلا زوال ثم يدفن الكتاب تحت باب الموضع المسجون به فإنه لا يزال فيه. قوله تعالى:

وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إلى قوله: بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ هذه الآية للصلح بين الناس و المتباغضين و للاتفاق بين المتعاطفين و زوال الغل و المتنافرين إذا كتبت بقلم فارغ من المداد على حلوى و قسمت بين جماعة متباغضين فإذا أكلوا اصطلحوا و إن كتبت على أوراق بعدد القوم أو ثمر أو تين فعلت ذلك و هي تنفع لوجع القلب أيضا و إذا كتبت في إناء فخار جديد كما يخرج من التنور بزعفران و ماء ورد و محاها بماء تين و يشرب منه من به وجع القلب يبرأ. قوله تعالى: وَ هُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً إلى يَشْكُرُونَ خاصية هذه الآية لحفظ أصول الشجر و صيانتها من الدود و العفن و النمل و سلامة شجرها من المن و الجراد و الفار و الطير المؤذي يكتب في قعب قد خرط من خشب الزيتون بماء التفاح و الزعفران ثم يمحوها بماء العنب ثم يجعل منه في أصل الشجرة شيئا يسيرا و تسكب فوق الماء القراح فإن تلك الأشجار تخصب. قوله تعالى:

أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى إلى الْخاسِرُونَ هذه الآية لطرد الهوام المؤذية فمن كتب هذه الآية في أول يوم شهر اللّه المحرم في قرطاس و غسله بماء ورش ذلك الماء في زوايا البيت أو الدار أمن من جميع ذلك. قوله تعالى: وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها قال عليه الصلاة و السلام إن للّه تسعا و تسعين اسما من أحصاها دخل الجنة إنه وتر يحب الوتر

ص: 56

و هي هو اللّه الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار و القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعال البر التواب المنتقم العفو الرءوف مالك الملك ذو الجلال و الإكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور حديث حسن و هي في القرآن على هذا الترتيب ففي سورة البقرة 26 اسما و هي يا محيط يا قدير يا عليم يا حكيم يا تواب يا بصير يا واسع يا بديع يا سميع يا كافي يا رءوف يا شاكر يا اللّه يا واحد يا غفور يا حليم يا قابض يا باسط لا إله إلا هو يا حي يا قيوم يا علي يا عظيم يا ولي يا غني يا حميد و في آل عمران 3 يا قائم يا وهاب يا سريع و في النساء 7 يا رقيب يا حسيب يا شهيد يا غافر يا غفور يا مغيث يا وكيل و في الأنعام 5 يا فاطر يا قاهر يا قادر يا لطيف يا خبير و في الأعراف اسمان يا محيي يا مميت و في الأنفال اسمان يا نعم المولى و يا نعم النصير و في هود 7 يا حفيظ يا قريب يا مجيب يا قوي يا مجيد يا ودود يا فعال لما يريد و في الرعد اسمان يا كبير يا متعال و في إبراهيم اسم يا منان و في الحجر اسم يا خلاق و في مريم اسمان يا صادق يا وارث و في الحج اسم يا باعث و في المؤمنون اسم يا كريم و في النور 3 يا نور يا حق يا مبين و في الفرقان اسم يا هادي و في سبأ اسم يا فتاح و في فاطر اسم يا شكور و في المؤمن 4 يا غافر يا قابل يا شديد يا ذا الطول و في الذاريات 3 يا حي يا رزاق يا ذا القوة المتين و في الطور اسم يا بر و في القمر اسمان مليك مقتدر و في الرحمن 3 يا رب المشرقين يا رب المغربين يا ذا الجلال و الإكرام و في الحديد 4 يا ظاهر يا باطن يا أول يا آخر و في الحشر 10 يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا خالق يا بارئ يا مصور و في البروج اثنان يا مبدئ يا معيد و في الإخلاص اثنان يا أحد يا صمد و في الفاتحة خمس يا اللّه يا رب يا رحمن يا رحيم يا مالك و رأيت بخط بعض العارفين في صفة الدعاء بالأسماء الحسنى طريقة و هي يا اللّه يا اللّه يا إله الأولين و الآخرين و يا قامع المردة و الجبارين و مذل العظماء و المتكبرين يا رب العالمين بإحسانك نستعين فأنت خير ولي و معين يا رحمن الدنيا و الآخرة و يا جامع العظام النخرة و مولى ما جل من النعم الفاخرة يا رحيم المؤمنين و غافر ذنب العاصين و مخلد في جهنم الكافرين يا مالك الأمر في يوم الدين و مبين لأهل الإسلام الدين الطف

ص: 57

بنا في ذلك اليوم و اجعلنا من أهل الصلاة و الصوم و اسلك بنا سبيل المهتدين و جنّبنا عن كل شين إنك على كل شي ء قدير يا محيط أحاط علمك بجميع المعلومات و أقرت بألوهيتك الكائنات و سبقت إرادتك في المخلوقات يا قدير تعلقت قدرتك بالجائز من الموجودات و ظهرت في الأحياء و الجمادات و أقربها قهر المماليك و السادات يا عليم بالكليات و الجزئيات و السفليات و العلويات و الموجودات و المعدومات يا حكيم يا حكيم ظهر أحكام صنعتك في خلقك و بان بذلك ما يجب من كبير حقك فلا مخلص لكبير و لا صغير من رقك يا توابا على التائبين يا رب العالمين و سلطان السلاطين نسألك أن ترفعنا في أعلى عليين و تنظمنا في سلك أحبابك السالكين المقربين يا بصيرا بعيوبنا استرها و عليما بذنوبنا اغفرها و محيطا بأحوالنا دبرها يا واسع 3 ارزقنا و حسن أخلاقنا و برد أشواقنا يا بديع يا بديع بصر عقولنا في بديع مصنوعاتك و ثبت قلوبنا على ما يجب لذاتك و صفاتك و طهر نفوسنا مما تواليه علينا من نفحاتك و بركاتك يا خبير يا خبير باختيار موالاة مشاهداتك بخبير أحوال الصادقين و بدوام موافقة عليائك يا خالق يا خالق اخلق في قلوبنا هيبة لجلالك و حياء من ارتداء كمالك و شعار التعظيم إبداء لشعارك و استعدادا لو أرادت بشائرك يا مصور يا مصور صورت العالم على ما سبق في سابق إرادتك و علمك و أظهرت الحكمة في صغيره و كبيره على وفق حكمتك و حكمك أجريته في ميدان تقهر القدرة فلا ملجأ منه و لا مفر يا غفور إن ذنوبنا جمة فاغفرها و عيوبنا كثيرة فاسترها و أنفاسنا كثيرة فاجبرها و شياطيننا متمردة علينا فازجرها يا قهار قهرت العباد بالموت فليس لهم منه مهرب و لا فوت ذلت لجبروتك رقاب الجبابرة و خضعت لكبريائك كبرياء الأكاسرة يا وهاب يا وهاب هب لنا من طرق نعمتك ما تطهر به نفوسنا و تقرب منك تيسير قلوبنا و حسن أرواحنا تنور بنورك ما أظلم في عين الوجود أشخاصنا يا رزاق ارزقنا من خزائنك الواسعة و أدم علينا رحمتك القريبة السابغة و ديم مننك الكثيرة و نعمك الوفيرة يا فتاح افتح علينا من علومك الدينية و اصرف إلينا ما يذيقنا من بهاء أنوارك السنية و ارفع عن بصائرنا ما ورد عن الحجاب و أدخل علينا بالتحية الملائكة و الإكرام من كل باب يا قابض يا قابض اقبض عنا يد الوساوس الشيطانية و اكفف عنا جماع إجمالات الخواطر الإنسانية و لذذنا بحلاوة تلاوة كتابك و اكتبنا في زمرة أحبابك يا باسط يا باسط ابسط أرزاقنا الجسمانية و الروحانية و وسع لنا سرادقات أسرارك اللدنية و أقمنا على بساط انبساط مشاهدتك و لذذنا بطيب دوام مراقبتك يا خافض خفضت لجلالك المخلوقات و تلاشت لجبروتك المحدثات فاخفض من أعدائنا ما يضرنا و أنلنا من العافية و المعافاة في الدنيا و الآخرة ما به نفعنا يا رافع يا رافع ارفع حقير

ص: 58

ما انخفض من أحوالنا و بارك لنا في قليل أعمالنا و نادنا و احشرنا في زمرة المقربين من أحبابك البررة و أعنا بالملائكة الكرام السفرة يا معز أعزنا بعز الطاعة و أمتنا على سبيل السنة و الجماعة و يسر علينا إتيان خير الخيرات و جنبنا ما كبر و صغر من المنكرات و المكروبات يا مذل لا تذلنا بذل المعاصي و امنعنا بمعافاتك من معاصيك و متعنا بمعاقل من محبتك و ارزقنا لذة مراقبتك و أكرمنا اللهم و اكفنا عقابك إنك على ما تشاء قدير و بالإجابة جدير و صلى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم آمين و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين و الحمد للّه رب العالمين و قد قسم بعضهم الأسماء على 10 أنماط.

النمط الأول

اسم اللّه و الإله و الرب و الخالق و البارئ و المصور و المبدئ و المعيد و المحيي و المميت هذا النمط 10 فاسم اللّه و الإله ذكر لأكابر المولهين و اسم الرب و الخالق و البادئ ذكر لأكابر السالكين و اسم المصور المبدئ و المعيد و المحيي و المميت ذكر لعباد اللّه المعتبرين و المتبصرين قلت إن هذا العارف قسم الأسماء 10 و جمع في كل قسم الأسماء التي رآها مناسبة المعاني كما جمع في هذا النمط بين الأسماء المذكورة ليناسبها في معنى الابتداء و الذي يجب هو أن يكون ذكر كل اسم بمفرده و لكنه جمع طلبا للإيجاز و اعلم أن الذاكر بالأسماء على نوعين نوع يكون بتلقين الشيخ للمريد السالك و نوع يكون بالإلهام الرباني للمجذوب و السالك المنفرد على قدر حاله و مناسبة خاطره الروحاني و التعلق بهذا الرفع الهواجس النفسانية و الخواطر الشيطانية و لا مشرب للعوام في هذا الذكر و الكلام في الذكر و تعيين الأسماء للذاكرين و حسب مقامهم و بيان تأثير الذكر في حال الذاكرين و ما يعرض له عند صدمة بوارق الأنوار و الذكر به و ظهور أشعة التجليات الفعلية من ذكر الأسماء الإلهية ليس يسعه هذا المختصر و ينبغي أن تعلم أن من ذكر اللّه باسم من أسمائه و استدام الذكر بنية صادقة و طهارة باطنة و ظاهرة و اجتهد في نفي الخواطر و أكثر منه فإنه ينفتح له باب الذكر بأن يقف على أسرار و عجائب و يكتحل على بصيرته بأنوار و ربما سعد من المواهب القدسيات بمشاهدة التجليات الأسمائية الفعلية المعينة بذلك الاسم و ارتقى بها إلى قابلية أضواء التجليات تصديقا لقوله عز و جل فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ و ذكر بعضهم في صفة الدعاء و القسم باسم اللّه وجهين أحدهما أن يقول يا اللّه 66 و الثاني أن يسقط حرف النداء و يقول اللّه و ينوي من أراد فإنها كسر رقبة المدعو عليه.

النمط الثاني

الأحد الواحد الصمد الفعال لما يريد البصير السميع القادر المقتدر القوي القائم هذه الأسماء سلك واحد في تقارب الأذكار و فيه أذكار السالكين المتعلقين بأسرار التوحيد و ذكرهم منه الأحد الواحد و أما الصمد فذكر يصلح للمرتاضين بالجوع ذاكره لا يحس بألم الجوع ما لم يدخل عليه ذاكرا غيره و الفعال اسم للمغلوبين

ص: 59

بالخواطر و الوسواس و كثرة الأفكار و أغمام القلب قلت و رأيت في كلام سيدي أبي الحسن الشاذلي من أراد صرف الخواطر فليضع يده على قلبه و ليقل سبحان الملك القدوس الخلاق الفعال 7 ثم يقول إن يشأ يذهبك و يأت بخلق جديد الآية و أما البصير و السميع فتنزيه و هو ذكر يصلح للملحين في الدعاء فإنه يسرع لهم الإجابة و أما القادر و المقتدر و القوي و القائم فذكر يصلح لأرباب الأعياء و الحرف الثقيلة و من نقشها في فص خاتم و تختم به أدرك ذلك لوقته و من ضعف عن شي ء و علقه عليه و ذكره قوي لوقته و قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي إذا توجهت إلى شي ء من أمر الدنيا و الآخرة فقل يا قوي يا عزيز يا عليم يا قدير يا سميع يا بصير قلت و أما قول العارف في اسمه القادر و المقتدر و القوي و القائم إنما ينفع من معاناة الأثقال في الأمور الصعبة قال بعضهم إن من خواص أول حرف من حروف هذه الأسماء من كتبه 100 مرة في ورقة و ذكرها عند الكتابة مائة مرة أول ساعة من يوم الأحد و تجعل الورقة تحت فص خاتم فإن لابسه لا يعيا و لا يكل خاطره و إذا حط الخاتم في ماء و سقي منه من به الحمى المطبقة عفى عنه و من كتبه مائة مرة و نال هلاك ظالم أو جبار أهلكه اللّه و من كتبه مائة مرة في ورق آس و أغلى الورقة في زيت و دهن المفلوج و أهل النزلات الهوائية نفعهم و من استعمل شكلا من فولاذ يوم الخميس أول ساعة منه و نقش عليه هذه الحروف أربع مرات و جعله في عمامته بين عينيه رزقه اللّه المحبة و الهيبة و إن علق على صدره بإزاء قلبه يسر له ما يؤمله و نفى من فكره المكاره و ينبغي أن لا يداوم على لبسه.

النمط الثالث

الحي القيوم الرحمن الرحيم الملك العزيز العلي العظيم الكبير المتعالي قلت تقدم في آل عمران الكلام على الحي القيوم و أما الرحمن الرحيم فإذا كان صريحة للمضطرين و أمان للخائفين لا ينقشه أحد في خاتم يوم الجمعة آخر النهار لا يرى ما يكرهه ما دام عليه و من أكثر من ذكرهما كان ملطوفا به في كل أموره و أما الملك و العزيز فيذكر عند كل ذي ملك و قدرة يصلح للملوك خصوصا فإنه ما من ملك يستديم على هذا الذكر في عموم أوقاته إلا ثبت ملكه و انبسطت قدرته و يصلح للسالك الذي تغلبه شهوته فإنه ما يستديم ذكره من هذا مقامه إلا بعث اللّه له قوة ملكية تديره و تنصره على من يخالفه من عوالمه و أما العلي و العظيم فللتنزيه و الكبير المتعال مناسب للتنزيه و هي تليق بأهل التعظيم للّه من أرباب الأحوال قلت أما قوله الرحمن الرحيم فذكر شريف للمضطرين إن أول حرف من هذين الاسمين يصلح أن يكتب للأمور الابتدائية من كتبه مائتي مرة و وضعه في أساس بناء يوم الأحد تم البناء و كان محروسا و هو أول حرف جرى به القلم و قوله إذا داوم الملك على ذكر الملك العزيز ثبت ملكه و انبسطت قدرته.

النمط الرابع

المؤمن المهيمن المقيت العزيز الجبار المتكبر الحفيظ المحيط الفاطر المجيد ذو الجلال

ص: 60

و الإكرام أما اسمه المهيمن و المقيت فللعلم و الاستيلاء و المراقبة في الكليات و الجزئيات و أما العزيز و الجبار و المتكبر فمن أسماء صفات الذات اللازمة للخوف و الرهبة و العظمة لا يذكرها ذليل إلا عز و لا حقير إلا ارتفع و لا بين يدي جبار إلا ذل و لا يذكرها ملك إلا وجد في نفسه ذلة و انكسار أو لا يتوهم أنه يظهر تأثير ذلك لا من المرة و لا من المرتين بل إذا استدام الذكر و أقله ساعة زمانية فإنه يوافق بعض عالمه فإذا استدام أكثر من ذلك أقبلت عوالمها و روحانيتها و حينئذ يرى الانفعالات من نفسه و من غيره بقدرة حضوره و صفاء نيته و تصحيح عزيمته و أما اسمه الحفيظ فاسم سريع الإجابة للخائفين في الأسفار و لا يزال الذاكر يذكره في مواطن الخوف فلا يريه اللّه ما يكرهه و من نقشه في خاتم فضة و حمله معه لو نام في سبعات الأرض ما ناله مكروه و يزيد بعد يا حفيظ احفظني و من خاف أن يقع في أمر لا يطيقه فليكثر من ذكره و لا يستغني عن حمله من يخاف شيئا و أما المحيط و الفاطر و ذا الجلال و الإكرام فأسماء للتنزيه و أما المهيمن و المقيت للعلم و الاستيلاء الخ أقول المؤمن إذا داوم على ذكره 136 مرة أو كتبه و لحمه زال عنه الشك في الأمور المهمة و حصل له اليقين و أمن من المخاوف و من قال عند رؤية من يخافه يا مؤمن 4 مرات كفاه اللّه شره و من نقش المهيمن على فص خاتم 10 مرات في شرف القمر ذاكرا به و حمله عصم من شر الشيطان و الظالمين من الإنس و الجن و قوله في اسمه العزيز و الجبار هذا الفصل يحتاج فيه إلى زيادة إيضاح و نحن نذكر شيئا من شرحه اعلم أن جميع ما في الوجود الخالق و المخلوق لا غير و وجود المخلوقات على اختلاف عوالمها من أثر فعل الخالق بحسب ما قدر له من المقابلة و بهذا تكثرت أسماء صفات الواحد الحقيقي جل جلاله و كل اسم منها يتعلق به عوالم من الروحانيات و الجسمانيات فهي جميعها تنفعل لذلك الاسم و يشاهد ذاكره أثر انفعالاته إذا كان حاضر القلب صحيح الغرام خاليا عن الخواطر و لنبين ذلك في اسمه العزيز فإنه يتعلق به من عالم اللطائف الملائكة الكروبيون مثل جبريل و عزرائيل و من شبههم في مقامهم و عالم العقول يتعلق به و الجن الذين لا يخالطون بني آدم و العلوم الإلهية و علم السيمياء يتعلق به و من عالم الكشاف الملوك و الحكام و من ناسبهم و الجواهر و الذهب و الفضة و الحصون و المعادن و السباع و الوحوش و الطير فهذه الأشياء كلها تسبح اللّه تعالى بهذا الاسم و ما يناسبه من الأسماء فإذا ذكر الذاكر هذا الاسم و داوم عليه و سأل اللّه أن يسخر له بعض هذه العوالم و يجعل له نصيبا منه شاهد آثار الإجابة و في العزيز حرف من حروف الاسم الأعظم من دعا اللّه به و باسمه العلي العظيم و العليم و العلام و المعز و المعطي و الفعال و الواسع و الشافع و المانع فرج اللّه عنه الضيق و يسر له العسر و من نقش أول حرف منه و كتبه وقت أذان الجمعة 70 في حرير أبيض و ركبه في فص

ص: 61

خاتم و تختم به أنطقه اللّه بالحكمة و إذا علقه بإزاء قلبه رزق الفهم و من حمله ارتفع قدره و ينقش هذا الاسم و يكتب في دائرة سور المدينة أو حصن أو دار في 94 موضعا وقت أن يكون الخطيب على المنبر يوم الجمعة على طهارة و ذكر حرست و قوله الحفيظ اسم سريع الإجابة للخائفين في الأسفار الخ أقول إن الحفيظ عدده الحرفي 4 و وفقه أربعة في أربعة و تكسيره 14 و إذا جعل تكسيره حروفا و وضع حذاء الوفق على هذه الصورة و زيد عليه يا حفيظ احفظني فاللّه خير حافظا و هو أرحم الراحمين.

و هذه صورة الوفق

الصورة

فمن حمله كان محفوظا مؤيدا منصورا و إذا كتبت في شرف القمر أو الشمس على طهارة كاملة بعد أن يصلي ركعتين في كل ركعة منها آية الكرسي و سورة الإخلاص مائة مرة في ورقة طاهرة و حمله الإنسان يسر اللّه عليه الفهم و الحفظ و عظم قدره بين الناس و هو لإطلاق المحبوس و هزيمة العدو في الحرب، و من صام أسبوعين و استدام الطهارة و نقشه على لوح فضة أول ساعة من يوم الخميس و القمر متصل بالمشتري اتصال محبة فإن حامله يحبب إليه الطاعة و أمور الدين و تحصل له البركة في كل ما يحاوله بيده و حمله في الثياب أو القماش يحفظه من اللصوص و المكاره و يأمن حامله من مخاوف الطريق و شرب مائه ينفع للحمى المطبقة و لسع العقارب و تعليقه يزيل ألم الصدر و شربه بماء المطر و الغسل به يذهب النسيان و إن نقش في لوح نحاس يعمل و القمر في العقرب و المريخ ناظر إليه فإذا غمس في الماء و سقي للملسوع نفعه و نقشه على الذهب في شرف الشمس يورث حامله المحبة في أعين الناس و القرب من الملوك و من كتبه على شي ء كان محفوظا بإذن اللّه عز و جل و هذه صفته فافهم ترشد.

الصورة

ص: 62

النمط الخامس

عشرة أسماء العليم الحكيم البديع النور القابض الباسط الأول الآخر الظاهر الباطن فأما العليم الحكيم فإنهما لمن أبهم عليه أمر في كشف سر من أسرار اللّه مما يعسر على الفكر إدراكه فإنه من استدام على ذكر هذين الاسمين يسر اللّه عليه علمه فيما سأل و عرف الحكمة فيما سأل و منه اسمه البديع أيضا و أما اسمه النور و الباسط و الظاهر فهذا ذكر لأرباب المكاشفات و من أراد أن ينظر شيئا في منامه فليذكر هذه الأسماء على طهارة و هو في فراشه إلى أن ينام على هذا الذكر و يصرف همته فيما يريده فإنه يتمثل له في نومه كشف ذلك و أما اسمه القابض و الأول و الآخر و الباطن فكل هذه الأسماء للتعظيم و التوحيد الخالص ليست بأسماء أذكار بل تكشف للمتنكرين لذلك فيشهدون عجائب التصريف بين قبض و بسط و ظاهر و باطن في اختلاف العوالم قوله من أدام ذكر اسمه العليم الحكيم الخ أقول من كتب العليم و الحكيم و العظيم و الأسماء التي في وسطها الياء و محاها و شربها على الريق سكن اللّه باطنه من الشهوة الجسمانية و من كتب الياء المذكورة فيها في رق طاهر أول نهار الخميس و وفقه أول حرف عدده المضروب في نفسه و هو قاف و حمله معه بغض اللّه إليه المحرمات و لطف فهمه و من كتب الحرف المكرر فيها و هو الياء على محراث و نقشه و هو طاهر و حرث به أرضا نمت بركتها و إن نقشه على فاس و حفر به بئرا يسر اللّه عليه طلوع الماء و قوله و أما اسمه النور أقول و النور اسم جليل إذا كتب هكذا ال ن و ر و علق على من يشتكي وجع معدته أو خفقان قلبه أزال اللّه ما يشكوه و إذا وضع على موضع ألم سكن بإذن اللّه و متى أبهم على الإنسان أمر فلم يدر صوابه أو ضل عن الطريق و ذكر هذا الاسم 256 مرة أرشده اللّه إلى الطريق و هداه إلى الصواب و قد تقدم الكلام على اسمه الباسط.

النمط السادس

الحليم الرءوف المنان الكريم ذو الطول الوهاب الغفور و الغافر العفو المجيد هذا النمط من الأسماء عليه مدار بقاء الموجودات و رفع الأضداد و جمع المتفرقات فاسم الرءوف و الحليم و المنان ذكر للخائفين ما داومه من يخاف شيئا إلا أوجده اللّه برد الطمأنينة و سكن روعه و ذكر لي من له اطلاع أن من استدام على هذا الذكر إلى أن يغلب عليه حال على خلو معدة ثم أمسك النار لم يحرق و لو نقش على قدر يغلي بطل غليانه بإذن اللّه و لا يكتبها أحد يقابل بها من يخاف منه إلا أطفأ اللّه شره و من غلبته شهوته فليستدم هذا الذكر و أما اسمه الكريم الوهاب ذو الطول فلا يستديم على هذا الذكر من فتر عليه رزقه و مسته حاجة إلا يسر اللّه عليه رزقه من حيث لا يحتسب و من نقش هذه الأسماء و علقها عليه لم يدر كيف تيسر عليه المطالب من غير عسير و أما اسمه تعالى الغفور و الغافر و العفو فنظم متقارب و سؤال

ص: 63

يصلح لرفع المؤلم خصوصا من الآلام في الدنيا و الآخرة و أما اسمه المجيب فمخصوص بأن يذكر آخر الدعوات و يجري في الدعاء كله مجرى المعاني في الحروف قوله هذا النمط عليه مدار بقاء الموجودات الى قوله و أمسك النار و لا تضره أقول إن الأسباب المتعلقة بأسباب الأحوال هي مواهب من اللّه عز و جل إما في وقت دون وقت كما يكون لمن يغلب عليه حال ثم يضمحل و أراد دائما إذا صار الحال مقاما و جميع ما ذكر العارف في هذا الفصل هو كما قال إذا حصلت المواهب الربانية فهي مؤثرة في تيسير الخيرات و سعة الرزق و دفع الأسواء و تسهيل الحوائج و تحصيل المطالب ذكرا أو حملا و تقدم الكلام على اسمه الكريم و الوهاب و ذو الطول.

النمط السابع

الكافي و الغني و الفتاح و الرزاق و الودود و اللطيف و الواسع و الشهيد و الدائم و نعم المولى و نعم النصير فأما الكافي و الغني و الفتاح و الرزاق فإنها تؤثر في دفع الفاقة و الحاجة و طلب الرزق و السعة و المعيشة و أما اسم الودود فإنه يؤثر في المحبة و يحبب ذاكره و اللطيف يؤثر في دفع الشدائد و إزالة الأوهام و الواسع لحصول السعة و النجاة و الشهيد لصلاح الحال و الرجوع عن الباطل الى الحق و هذا النمط جليل القدر و هو ذكر يصلح لأرباب التوجعات و التوجهات و الخلوات و لمن ذاق شطرا من المحبة و اتصف بشي ء من آثارها فلذلك ذكر تنمو به أحواله خصوصا اسمه اللطيف ما أسرعه لتفريج الكروب في أوقات الشدائد لا يضاف اليه غيره و يظهر من آثاره العجب العجيب و لا يذكره من يؤلمه شي ء في نفسه و في بدنه إلا أزاله اللّه عنه في أثناء الذكر و لا يذكره أحد و في نفسه أمر عظيم هاله و مثل ذلك الأمر في تخيله ثم أقبل على هذا الذكر و هو يلاحظ تلك الكيفية إلا شاهدها كيف تنحل و تضمحل فلا يقوم من مقامه و يبقى شي ء يرهبه و في ذلك أسرار بديعة و أنواع جليلة قول العارف الكافي و الغني و الفتاح و الرزاق فإنها تؤثر في دفع الفاقة و الحاجة و طلب الرزق و السعة و المعيشة و الودود يؤثر في المحبة و يحبب ذكره و اللطيف يؤثر في دفع الشدائد و الآلام و إزالة الأوهام أقول تأثير الأسماء فيما قاله إنما يكون بالذكر أو بالجمل أو العمل بها بشرائط ذلك و على حسب أعدادها و في و فقها و حروفها و من كتب و دود في حريرة بيضاء 20 مرة و القمر في شرفه متصل بالمشتري اتصال مودة و حمله رزق محبة القلوب و من دوام على ذكره و ذكر الدائم دامت نعمته و ينبغي أن يكون حمله على طهارة و صوم قال بعض العارفين من كتب هذه الأسماء و معه محمد رسول اللّه 35 مرة و كتبه مع أحمد رسول اللّه 35 مرة بعد صلاة الجمعة رزقه اللّه قوة على الطاعة و البر و كفي شر همزات الشياطين و من استدام النظر إلى الورقة التي كتب فيها ذلك كل يوم عند طلوع الشمس و هو يصلي على النبي عليه الصلاة و السلام كثرت رؤياه قاله العارف.

النمط الثامن

الشديد ذو القوة المتين السريع القريب المقتدر القاهر الوارث الباعث المنتقم المذل هذا النمط من الأسماء عظيم الشأن و يصلح أن يكون من أذكار عزرائيل و من بعض صفات جبريل في تنزلاتهما فافهم و لذلك كان اسمه الشديد

ص: 64

ذو القوة المتين و القاهر و المقتدر أسماء القهر و الاستيلاء لا يذكرها ضعيف إلا قويت همته و نفسه و لا يدعو بها أحد على ظالم في احتراق الشهر في الساعة السابعة من الليل و إذا كانت ليلة الأربعاء ففي الثامنة في بيت مظلم حاسر الرأس على الأرض لا حائل بينه و بينها يقول في آخر كل مرة يا شديد خذ لي حقي من فلان و لا يشخص شيئا إلا و هلك الظالم و من نقش هذه الاسماء في خاتم و تختم به إلا أراه اللّه تعالى مهابة يدركها من نفسه و يدركها غيره منه و يرتاع منه كل جبار عنيد عند رؤيته حتى كأن الجبال على كاهله ما دام ينظر إلى من هي معه و أما اسمه السريع و الرقيب و المتين فذكر يصلح لأرباب المراقبة في الأفعال تنفتح لهم بذلك مكاشفات و أسرار و أما اسمه الوارث و الباعث فحكمة الاعتبار و التصديق بآثار القدرة فيما يبعثه من النباتات بعد الأمانة و ما يناسب هذا فقس عليه أقول من شرط الدعاء على الظالم أن لا يدعو عليه بأكثر من مظلمته و أن يدعو عليه المظلوم بنفسه فإنه أسرع للإجابة و إن دعا عليه غير المظلوم لأجل المظلوم جاز و من كتب ذو ال ق و ة هكذا 6 مرات أو كتب الحرف الثاني و السادس في ورقة ثاني ساعة من نهار الجمعة و علقه على من به صداع من اليبوسة برئ بإذن اللّه و إذا نقش في فص في الساعة المذكورة أو في خاتم فضة و وضع في الفم خفف البلغم و من غلب عليه النسيان و حمله زال عنه ذلك.

النمط التاسع

فيه عشرة أسماء التواب الشاكر الولي الحسيب الوكيل القريب الصادق البر الباقي الخلاق هذا القسم مرتب على سلوك مقامات السالكين خصوصا بهم فالتواب للتائبين و الشاكر للشاكرين و الولي للأولياء و الحسيب لأهل الكفاية و الوكيل للمتوكلين و القريب لأهل القرب و الصادق لأهل الصدق و البر لأهل البر و الباقي للشهداء و الخلاق لذوي الاعتبار قاله العارف.

النمط العاشر

9 أسماء الهادي الخبير المبين عالم الغيب علام الغيوب ذو الجلال و الإكرام المعز المذل و ينتظم في هذا القدوس السلام المؤمن الخ الحشر هذا القسم من الأسماء ذكر جليل المعاني تتلقى منه الأنبياء أسرارها و العارفون معارفها و هو يشتمل على أذكار إسرافيل و جبرائيل و عزرائيل و ميكائيل فاسمه الهادي و المبين مناسبة إسرافيل و ذكر الخبير و علام الغيوب مناسبة جبريل ذكر ذي الجلال و الإكرام و المعز و المذل مناسبة عزرائيل و اسمه القدوس و السلام و المؤمن الخ سورة الحشر مناسبة ميكائيل و تصريف هذه الأسماء في الذكر بها فالهادي و الخبير و المبين لمن أراد كشف عواقب الأمور و يذكر هذه الأسماء خصوصا عقب جوع و سهر على رأس كل مائة من الأعداد تقول اهدني يا هادي و خبرني يا خبير و بين يا مبين و يسمي ما يريد و ذلك في جوف الليل فإذا أدركه النوم

----

5-الدرالنظیم

ص: 65

مثل له كشف ما أراده في منامه من أي نوع كان و اللّه يقول الحق و هو يهدي السبيل و اعلم أن كل اسم له حروف و أعداد و لكل عدد وفق فمن جمع بين حروف كل اسم و عدده في وفق تكشف السر و مهما كان العدد فردا في اسم فجملة أفعاله مما يقتضيه الأفراد و مهما وافق اسم ذات بالعدد الحرفي و العددي و كسره اتفق و فقه كان ذلك اسما أعظم في حقه ينفعل له به ما ينفعل بالاسم الأعظم المطلق و لكل نمط من الأسماء آيات من الكتاب العزيز تناسبه قلت و قد رتب العارف الأسماء ترتيبا آخر و سماها لطائف فقال: (اللطيفة الأولى) 11 اسما أمان للخائفين و المستوحشين و إطلاق المسجونين الواحد اللّه الرحمن الرحيم الرءوف الغفور الحنان المنان الكريم ذو الطول ذو الجلال و الإكرام (اللطيفة الثانية) منبع العلوم الجميلة و لطائف الأسماء الجليلة و أجل الأسماء في المناجاة من عمل بها و اتخذها ذكرا دائما فتح اللّه له و عليه و بورك له و سخر له أهل العلم و الفضل و حصل له بها كشف و هي 6 أسماء العليم الحكيم الخبير المبين الهادي علام الغيوب (اللطيفة الثالثة) و هي شطر من الاسم الأعظم المخزون فيها دفع الوسواس و غلبة الشهوة و دفع المؤلم و لها وقت السحر من كل يوم و لها نفع عظيم و هي ثمانية أسماء الملك العلي العظيم الغني المتعال ذو الجلال المهيمن الكريم (اللطيفة الرابعة) للهيبة و الحروب العظيمة و فيها شطر من الاسم المكنون و بها تنفعل الخلائق أجمعين خصوصا تفريق المجتمع و جمع المتفرق من داومها دفع اللّه عنه كل مؤلم و من بغى عليه نصر عليه و يصلح أن يكون ذكرا بين يدي الجبارين و عظماء الخلق و الملوك فلا يزالون متضائلين و لا يزال مكرما و يسخر له الحيوانات و القلوب القاسية و هي عشرة العزيز القادر القوي ذو القوة المتين المقتدر الجبار المتكبر الشديد القاهر (اللطيفة الخامسة) فيها اسم اللّه الأعظم و لأهل المكاشفات به إلمام و هو من أعظم الأذكار ما استدام أحد ذكرها إلا كشف له و يسر له المطلوب و رزق المرغوب في الأمر العاجلة و من ذكرها في انتصاف الليل شهد عجائب و مداومتها تفتح الأسرار و المكنونات و فيها حفظ النفس و الجسم من المؤلم و قهر الأعداء و هي الأذكار المكنونة و لا يستديم أحد ذكرها إلا و يرى من أمور العالم العلوي و يفهم أسرار من المكنونات و يسخر له كل عالم و هي الكلمات التامات و هي عشرة أسماء المحيط العالم الرب الشهيد الحسيب الفعال الخلاق الخالق البارئ المصور (اللطيفة السادسة) بها خاصية في حفظ العلوم و أصحاب البلوى و أهل المعرفة بها و هي مناجاة و أذكار و تطهير قلوب الزهاد من إعياء النفس و فيها الإفراج عن النفس مجاري التقدير و هي 10 أسماء البديع الباطن الحفيظ الكامل المبدئ المعيد المقيت المجيد الصادق الواسع (اللطيفة السابعة) و هي من أعظم الأذكار و لا يمنع ذاكرها الكشف و فيها اسم اللّه الأعظم و من

ص: 66

لازمها أنصاف الليالي شهد مخاطبات و إن عرف كيفية أقسامها استغنى بها على الأبد و كانت له وسيلة القرب إلى الحق تعالى و هي 10 أسماء الوهاب الباسط الحي القيوم النور الفتاح البصير العزيز الودود السميع (اللطيفة الثامنة) لها تأثير سريع لطالب الأسباب و تثبت النعم و يرد شاردها أبدا و لتيسير العسير و الرزق و يقبل بالوجود إليه و البركة في ملكه و يسخر له كل ما يطلب له حاجة و لا تصلح لأهل البدايات و هي 9 أسماء التواب الغافر الحسيب الوكيل الكافي الرزاق السلام المؤمن السريع (اللطيفة التاسعة) و هي 15 اسما و هي في عالم الملك و الملكوت و سر القدر و موانع البلاء من العالم العلوي و السفلي و من استدام ذكرها مع خلو المعدة شاهد من نفسه علو الهمة و الرفعة إلى الأمور الباطنة ما لم يعلم من نفسه و أقبلت النفوس عليه و تنفعل له القلوب انفعالات عظيمة و إن كان خائفا أمرا وقع منه ظالمه لوقته و هي هذه المحيي المميت القابض الباعث الوارث الشافي البر الأول الآخر الظاهر الباطن القدوس لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد و هذه اللطائف سريعة التأثير من أراد ذلك ينقش كل لطيفة على فص خاتم الخمسان من ذهب و الباقي من فضة يعني الفص و الخاتم و إما أن يكون في فص خاتم في جسم واحد فإذا أحب أن يذكر بلطيفة لبس خاتمها و ذكرها فإنها سريعة الإجابة قوله تعالى: وَ إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ إلى قوله: مُبْصِرُونَ هذه الآية للوسوسة و الخوف و الفزع و الخيال و الرجيف فمن حدث له شي ء من ذلك فليكتبها بماء ورد و زعفران يوم الجمعة في 7 ورقات عند طلوع الشمس و يبلع كل يوم ورقة و يشرب عليها جرعة ماء فإنه يبرأ و إذا وجدت في نفسك شيئا من وسوسة فقل هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شي ء عليم و يستحب قول لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه فإن الشيطان إذا سمع التشهد خنس أي تأخر و بعد و لا إله إلا اللّه رأس الذكر و هي أنفع علاج في دفع الوسوسة تنفع للمريدين المعتكفين في الخلوات و قال بعضهم إن الوسواس لا يبتلى به إلا من كمل إيمانه فإن اللص لا يقصد بيتا خرابا و من قرأ هذه السورة في نومه لم يخرج من الدنيا حتى يشمت بعدوه و يراه على أسوأ حال و يناله قوة دينه و بطأ جبل طور سيناء و عن ابن سيرين قال من تلا سورة الأعراف في منامه نال من كل علم حظا و اللّه أعلم.

سورة الأنفال

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة الأنفال و براءة فأنا شفيع له و شاهد أنه بري ء من النفاق و أعطي عشر حسنات بعدد كل منافق و منافقة و كان العرش و حملته يستغفرون له أيام حياته في الدنيا و عن أبي الدرداء قال من قال كل يوم سبع مرات فإن تولوا فقل حسبي اللّه الآية كفاه اللّه ما أهمه من أمر الدنيا و الآخرة صادقا كان أو كاذبا و في رواية لم يمت

ص: 67

هدما و لا غرقا و لا حرقا و لا ضربا بحديدة و قال الليث بن سعد عن أبي معشر أن رجلا انكسر فخذه فأتاه آت فقال له ضع يدك حيث تجد ألمك و قل فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ الآية فوضع يده و قال كما أمره فصحت فخذه و عوفي خاصية هذه الآية من كتبها و علقها عليه لم يقف لحاكم إلا قضى حاجته. قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ إلى يَتَوَكَّلُونَ تنفع لقساوة القلب عن قبول الموعظة و من أعمال الخير فمن حدث به ذلك فليأخذ شعيرا نقي من قمح و يعمل منه قرصا بغير ملح و يخبز قبل طلوع الشمس و يكتب عليه هذه الآية بقلم فارغ من المداد 7 ثم يصوم يومه ذلك و يفطر عليه فإنه يزول عنه ذلك و يرق قلبه. قوله تعالى:

وَ إِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ إلى حَكِيمٌ لدفع شر الشياطين و السلاطين و المردة و المتجبرين و الظالمين و أهل الفساد و أهل العداوة فمن كتب هذه الآية في أول يوم جمعة من شهر رمضان بين الظهر و العصر و هو على طهارة في خرقة صوف أو حرير و صوفها ثلاثة ألوان أخضر و أصفر و أحمر و يعمل منها قلنسوة في ذلك اليوم ثم ترفع في مكان طاهر إلى وقت الحاجة من لبس هذه القلنسوة و حضر عند من حضر كانت له بهجة و هيبة و مهابة و زال عنه ما يهمه و أخرسه اللّه عنه و انتقلت أحواله كلها إلى الخير و الإقبال و الائتلاف و المحبة و ألف اللّه له القلوب و سخر له الخلق و نال الخير و المحبة من الخلق قوله تعالى: وَ ما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى الخ الآية هذه الآية إذا كتبت في اليوم السابع و العشرين من رمضان في بطاقة و جعلت تحت فص خاتم من لبس هذا الخاتم لا يزال فرحا مسرورا طيب النفس منصورا على من عاداه قوله تعالى:

الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ إلى مَعَ الصَّابِرِينَ هذه الآية لتخفيف حمل الأثقال لمن يعانيها و تخفف الأعمال و الدين من قرأ هذه الآية عقب الصلاة في مدة سبعة أيام أولها صلاة العصر من يوم الجمعة إلى صلاة القابلة في الليل و النهار و عند فراغه من الأشغال فإنه يزول عنه ما يخشاه و يخفف اللّه عنه و كان الحسن البصري يكتب رقا للحمى و يعطيها للمحموم فيبرأ فوجد فيها مكتوبا باسم اللّه الرحمن الرحيم يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَ خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَ إِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ.

سورة براءة

قوله تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ إلى الْمُشْرِكُونَ من كتب هذه الآية في جام زجاج جديد بزعفران و بخره بعود و عنبر و يمحوه بدهن زنبق خالص و يرفعه في قارورة خضراء فإذا احتاج إليه دهن منه بين حاجبيه فإنه يكون له قبولا و محبة و تقربا للناس و عزا و جاها و يكتب أيضا في رق غزال بزعفران و ماء ورد و يبخر ببخور طيب فمن شده على عضده الأيمن يحصل له ذلك. قوله تعالى: وَ لَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً

ص: 68

إلى الْقاعِدِينَ هذه الآية للسارق و الهارب و العبد الآبق من كتبها في قوارة ثوب كتان مقصوص عند أول الشهر و يكتب حول الكتابة فلان ابن فلانة ثم يخرج إلى ظاهر البلد في مكان لا ينظره أحد يضرب في وسط القوارة مسمارا جديدا و يغطيها بالتراب فإن السارق و الهارب و الآبق يرجع. قوله تعالى: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ الخ السورة هذه الآية لتطييب قلوب المعرضين على من أعرضوا عنه و تمنع كيد الكائدين بأن من قرأها ليلة الجمعة نصف الليل 300 مرة و قال في آخر كل مرة أنت يا رب حسبي على فلان ابن فلانة أعطف قلبه على و ذلّله إلي فإن اللّه يعطف قلبه عليه بشفقة و رأفة و رحمة عاجلا و يذلله له و يسخره تسخيرا تاما و هي من المجريات.

سورة يونس عليه السلام

تكتبها في طشت نحاس و تمحيها بماء مختطف و هو المأخوذ بسرعة من الماء الراكد و تعجن به دقيقا على أسماء المتهمين بالسرقة و كسره كسرا بعددهم و يؤمروا بأكلها فالفاعل لا يستطيع أكلها قوله تعالى: الر إلى قوله: أَ فَلا تَذَكَّرُونَ لمن يريد سداد أمر و نفاذ كلمته و طاعة الناس له و انقيادهم له فمن أراد ذلك فليصم ثلاثة أيام من شعبان و هي الأيام البيض ثم يفطر على خل و بقل و خبز شعير و ملح جريش بعد أن يصلي المغرب و يستقبل القبلة و يذكر اللّه و يصلي على سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و على آله و صحبه و لا يزال إلى أن يصلي العشاء الأخيرة ثم يصلي الصلاة المفروضة و يسبح اللّه تعالى و يقدسه ما شاء ثم يكتب الآية في قرطاس بماء آس و زعفران و يضعه تحت رأسه و ينام فإذا كان عند الصباح و صلى للصبح حمل الكتاب و خرج به الناس فإنه يرتفع قدره و شأنه و يسود و ينطق بالتوفيق و يكون مهابا مقبولا مطاعا قوله تعالى: وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا إلى يَعْمَلُونَ هذه الآية لوجع الجسد و الساقين و القدمين من كتبها في فخارة طرية لطيفة بمداد و ملأها زيتا طيبا و محاها به ثم غلاه على نار لينة ثم دهن بهذا الدهن الأوجاع يبرأ. قوله تعالى:

قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إلى قوله تعالى: أَ فَلا تَتَّقُونَ هذه الآية لتسهيل الولادة و لوجع الأذن و تسهيل الرزق من كتبها على نشر قرع حلو عداد و علقها على عضد المعوقة الأيمن سهل ولادتها و من كتبها على فضة بماء كراث و محا ذلك بعسل منزوع الرغوة على النار و قطر منه في الأذن الوجعة 3 قطرات برئت و من كتبها في ورقة من ورق الطومار و هو ورق الموز و أحرز عليها خرقة زرقاء ثم علقها على عضده سهل له الرزق. قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ إلى قوله: مِمَّا يَجْمَعُونَ هذه الآية لجميع آلام البطن تكتب في صحفة من بيت رجل لم يجامع قط بمداد كوفي خالص و تمحى بماء الشعير الأخضر و يضاف إليه من سكر طبرزد فمن شرب منه برأ و ينفع للرجيف و الخفقان. قوله تعالى: فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ إلى

ص: 69

الْمُفْسِدِينَ هذه الآية لإبطال السحر عن المسحور من ذكر و أنثى تأخذ جرة ماء من مطر وقع بسفح جبل بحيث لا يراه أحد من الناس و جرة من ماء بئر معطلة ثم تأخذ يوم الجمعة سبعة أوراق من سبعة أشجار لا يؤكل لها ثمر ثم يخلط الماءين و يلقى الورق فيهما و يكتب الآية في طامية و يغسلها بالماء على شاطئ نهر و يجعل رجليه في النهر و يصب الماء فوق رأسه و هو في النهر يبطل عمله. قوله تعالى:

وَ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَ أَخِيهِ إلى وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ و قوله: وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ إلى الرَّحِيمُ هذه الآيات للسقم و الأمراض تنقشها على سكر طبرزد بإبرة جديدة ثم يذاب بماء عذب قد أخذ من الهر ليلا عند أذان الفجر و يسقى للمريض فيبرأ.

سورة هود عليه السلام

من كتبها في رق ظبي و أمسكه أعطي قوة و نصرا على من يحاربه و لو قابله مائة رجل غلبهم و إن رآه أحد ارتاع منه و لا يتكلم أحد إلا بموافقته و إن كتبها بزعفران و شربها ثلاثة أيام بكرة و عشية قوي قلبه و لو قابله الجن ما فزع منهم. قوله تعالى:

الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ إلى قوله: قَدِيرٌ لتعليم القرآن و العلم و حفظه و فهم الأشياء العويصة و الحكم و البلاغة من أراد ذلك فليكتبها في ورق قلقاس أخضر عند طلوع الفجر بمسك و زعفران و ماء ورد ثم يمحوها بماء تلك الساقية التي يسقى منها القلقاس و يشربه من أراد ذلك أربعة أيام غدوة و عشية فإنه ينفتح قلبه لقبول العلم و ينال ما يريده قوله تعالى: وَ قالَ ارْكَبُوا فِيها إلى رَحِيمٌ هذه الآية لمن كان في سفينة و هي في البحر و أراد سلامتها من لجج البحر ينقش ذلك في خشبة الساج و يسمرها في مقدم السفينة أو دبرها فإن ذلك يكون حرزا و وقاية قال عليه الصلاة و السلام أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا أن يقولوا بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ الآية و من خط بعض الفضلاء إذا طلع السفينة يقرأ وَ قالَ ارْكَبُوا فِيها الآية و يقف في المؤخر و يستقبل المقدم و يومئ عن اليمين و الشمال و يقول أبا بكر و عمر و يومئ للمؤخر و يقول عثمان و يومئ على المقدم و يقول على و يقول بسم اللّه سمينا بكهيعص كفينا بحمعسق حمينا و اللّه من ورائهم محيط الخ السورة و قال ابن عباس لأصحابه من قال حين يركب دابة أو مركبا «بسم اللّه الملك للّه» وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ الآية وَ قالَ ارْكَبُوا فِيها الآية ثم التفت إلى أصحابه و قال ذلك فإن عطب أو غرق فعلي ديته قال ابن شبلي فوصلت الساحل برس بالساحل فوجدت اثنين و عشرين سفينة موسقة بالطعام فدخلت في إحداهن و قرأت الكلمات فجرت السفينة بريح طيبة إلى ثلث الليل ثم عصفت الريح و عظم الموج فما وصل لساحل الأندلس غير السفينة التي كنت بها و لم ير للباقي أثر و عن عبد اللّه بن عمر قال أمان من الغرق و العطب لمن يركب السفينة أن يقول بسم اللّه الرحمن الرحيم وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ الآية فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ الآية

ص: 70

إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا الآية إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَ رَبِّكُمْ الآية وَ اللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ الآية قال ابن عباس رضي اللّه عنه قال من قال حين يركب البحر بسم اللّه الملك للّه يا من له السموات السبع خافقة و الأرضون السبع طائعة و الجبال الشامخات خاشعة و البحار الزاخرات خاضعة احفظني أنت خير حافظا و أنت أرحم الراحمين وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ الآية و صلى اللّه على سيدنا محمد و على آله و أصحابه و أزواجه و على جميع النبيين و المرسلين و الملائكة المقربين وَ قالَ ارْكَبُوا فِيها الآية ثم التفت إلى أصحابه فقال إن غرق قائلها أو عطب فعلي ديته. قوله تعالى: إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَ رَبِّكُمْ الآية خاصيتها لمن يخاف من أسد أو من إنسان ظالم أو عدو أو سلطان فليكثر من قراءتها عند دخوله إلى فراشه و نومه و يقظته و عند الصباح و المساء فإن اللّه يحرسه و يكفيه جميع ذلك و هي وقاية للسفر من أهوال البحر فمن أكثر من قراءتها في السفر و السفينة لم يخف شرا و حرس من آفات أهوال البحر كلها و من قرأها و هو داخل على سلطان أمن شره و كفي و أمن على نفسه و ماله و من كتبها و جعلها في حرز و علقه في عنق صبي يأمن من الآفات.

سورة يوسف عليه السلام

من كتبها و شربها و سأل اللّه الرزق و الحظوة عند جميع الناس بلغ ذلك و إذا كتبها الرجل و علقها عليه في حرز تحبه زوجته محبة شديدة قوله تعالى: وَ قالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ إلى قوله: وَ لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ هذه الآية لمن كان به معطلا من التصريف و العمل بصوم يوم الخميس و الجمعة و يكون صيامه أول الشهر ثم يقرأ السورة ليلة الجمعة عند دخوله إلى فراشه للنوم ثم يكتبها يوم الجمعة بين الظهر و العصر و يتم نهاره صائما فإذا أفطر قرأها أيضا و يهلل مائة تهليلة و يكبر مائة تكبيرة و يحمد اللّه مائة مرة و يسبح اللّه مائة مرة و يستغفر اللّه مائة مرة ثم ينام فإذا أصبح ينوي أنه لا يظلم أحدا و لا يتعدى الحق ثم يعلق الكتاب خارج داره فإنه يتصرف و يعان في جمعته قوله تعالى:

قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا إلى أَجْمَعِينَ هذه الآيات لزوال البياض من العين و جميع أوجاعها التي أعيت الأطباء تأخذ من الكحل الأصبهاني جزء و من الصبر نصف جزء و من الزعفران و الماء ميزان من كل واحد ربع جزء. و تأخذ من أول مطر ينزل في خريف و من ماء نهر و عين يوم الخميس من كانون الأول قبل طلوع الشمس ثم يسحق الأدوية كل واحد على حدته ثم يخلطهم و يسحق الجميع على الصلابة بماء الشمر الأخضر و يتركه حتى ينشف ثم يسحقه ثانيا بماء مطر الخريف و يجففه ثم يسحقه ثالثا بماء كانون الأول أو الثاني ثم يسحقه رابعا بعسل نحل لم تمسه النار و خل فإذا جف فاكتب الآيات في جام زجاج بزعفران و امحه بماء كانون ثم اسحق الكحل بهذا الماء و جففه خامس مرة فإذا نشف استعمله لجميع أوجاع العين كلها قوله تعالى: فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ إلى قوله:

ص: 71

الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ لمن طال سجنه و هو مظلوم أو له عدو فليكتب هذه الآية و يعلقها على عضده الأيمن و يكثر من قراءتها يتخلص.

سورة الرعد

خاصيتها تكتب في صفحة كبيرة جديدة و تمحى بماء المطر و تكون كتابتها في ليلة مظلمة يكون فيها الرعد و البرق و المطر و يرش بذلك الماء في الليل المظلم باب الوالي الظالم فإنه إذا خرج من داره ذلك اليوم يعزل و من كتبها في ليلة مظلمة بعد صلاة العشاء الأخيرة عن ضوء نار و جعلها من ساعته على باب سلطان ظالم جائر يعزل قوله تعالى:

المر إلى يَتَفَكَّرُونَ هذه لعمارة الأجنة و الدور و نماء التجارة و عمارة الأملاك و الحوانيت المعطلة يكتب الآيات في أربع ورقات زيتون و تدفن في أربع أركان البيت الذي تريد عمارته أو البستان أو حانوت التجارة فإنه يرى البركة و كثرة الخير و يعمر المكان قوله تعالى: اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى إلى الْمُتَعالِ لمن أراد أن يخبره في منامه بما في بطن الحامل أو موضع الدفن أو الخبايا المنسي مكانها أو الغائب أو المريض يبرأ و ما أشبه ذلك يتطهر و يتعطر و يصوم يوم الاثنين و يبيت على طهارة و يصبح يوم الثلاثاء قبل الشمس يكتب الآيات في خرقة خضراء بزعفران و ماء ورد خالص و يبخر الخرقة بعنبر و عود ثم تجعلها في حق و تغطيها بحيث لا يراها أحد و لا شمس و لا قمر فإذا كانت ليلة الأربعاء بعد صلاة العشاء الأخيرة يأخذ مضجعه و يقول يا عالما بخفيات الأمور يا من هو على كل شي ء قدير أطلعني على كل ما أريد إنك على كل شي ء قدير ثم تذكر اللّه حتى تنام فإنه يأتيك في منامك من يخبرك بما تريد فإن لم يأته تلك الليلة فليصم يوم الخميس و يفعل ذلك يوم الجمعة فإنه يأتيه لا محالة قوله تعالى: وَ الَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ إلى قوله: وَ بِئْسَ الْمِهادُ و قوله: وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ إلى قوله: وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ هذه الآيات لمن أراد تدمير عدوه و هلاكه و تعكيس أمره و قطع دابره فليصم الثامن و العشرين من الشهر و إن وافق يوم السبت فحسن ثم يفطر على خبز شعير ثم يقوم نصف الليل وقت اشتداد الظلمة في برية قفراء أو على سطح دار خالية ثم يبخر بحصى لبان و سندروس و يتلو الآيات 7 و يقول في كل مرة اللهم عليك بفلان ابن فلانة اللهم اعكس أمره و اخذله و لا تثبت قدمه و أحلل به ما أحللت بكل جبار عنيد فإنه يتفرق أمره و يشرف على الهلاك.

سورة إبراهيم عليه الصلاة و السلام

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة إبراهيم أعطي من الأجر بعدد من عبد الأصنام و من كتبها على خرقة حرير بيضاء بعد وضوء و علقها على عضد طفل ارتفع عنه البكاء و الفزع و العين و سهل فطامه قوله تعالى: الر إلى قوله: وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ خاصية هذه الآيات أن من قرأها على ماء قراح و صنع به طعامه و أطعمه لأولاده أو تلامذته فإنه يرى العجب من فصاحتهم و ذكائهم بإذن اللّه تعالى. قوله تعالى: وَ ما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ الآية لوجع اليدين و الرجلين و النظرة فمن كان به شي ء من ذلك فليكتبها و يعلقها عليه يبرأ و من حصل له

ص: 72

نظرة من الجن أو الإنس فليقرأ الآية على جرة مملوة من ماء بئر معطلة و يخرج صاحب النظرة إلى مفرق أربع طرق و يغسله بالماء ثلاث ليال فإنه يزول ما به و من أراد أن يبيت آمنا من البراغيث فليأخذ ماء و يقرأ عليه هذه الآية ثم يقول 7 إن كنتم آمنتم باللّه فكفوا شركم عنا أيتها البراغيث و يرش حول مرقده و رأيت بخط بعض العارفين مما أخذ اللّه على الكلب إذا قرأ عليه قوله تعالى:

وَ كَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لم يؤذ و على العقرب سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ لم تؤذ و على البراغيث وَ ما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ الآية لم تؤذ. قوله تعالى:

وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ إلى غَلِيظٌ من كان له زرع و حصل فيه دود أو فار أو جراد يكتب هذه الآيات في أربعة أدراج من خشب الزيتون صبيحة يوم الأربعاء قبيل طلوع الشمس و يجعل في كل ركن لوحا و يقول عند دفنه الآيات 3 فإنه يذهب عنه كل ما يؤذيه من الحيوان و غيره قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً الآية من قرأها على ماء المطر إحدى و عشرين مرة ثم رشه في أصول النخل و الشجر و الزرع فإنه يرى البركة و يزول عنه ما يكره بإذن اللّه تعالى. قوله تعالى: وَ مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ الخ الآية لخراب بيوت الظلمة و أجنتهم و زرعهم و فساد كل ما يتقلبون فيه و لإسقام العدو و الانتقام منه و هلاكه يعمل يوم الأربعاء من طين الفاخورة لوحا مربعا قبل الشمس ثم يجففه في الظل إلى أن ييبس ثم يكتب عليه الآية يوم الأربعاء الثاني بقلم من عود البرنوف أو الزيتون بماء نيله و يدق اللوح ناعما و يرشه في دار الظالم أو زرعه ترى العجب و إذا كتبت الآية يوم السبت في جلد ثعلب مدبوغ مذكى في نقصان الهلال و يجعل الجلد في الماء الذي يشرب منه العدو فإنه يقسم و يهلك قوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ إلى قوله: لَظَلُومٌ كفار للسلامة من آفات البر و البحر و المال و الولد و الزرع و الدار و السلامة من آفات الليل و النهار من أدمن قراءتها في كل يوم صباحا و مساء و عند النوم و عند دخوله إلى أهله و جيرانه و تقلبه لماله و زرعه كفي كل ما يخالفه و يرى البركة و السعادة و اللّه أعلم.

سورة الحجر

من كتبها بزعفران و سقى امرأة كثر لبنها و من جعلها في جيبه فإنه يكثر خيره و كسبه و لا يعدل عنه أحد فيما يباع و يشترى و يحب الناس معاملته قوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ هذه الآية من كتبها في ورقة فضة ضرب ثم تلا الآية عليها ليلة الجمعة أربعين مرة ثم يأويها و يجعلها تحت فص خاتم و تختم به و كل اللّه به من يحفظه في نفسه و ماله و ولده و جميع أحواله و إذا طبع بالخاتم على شمع خام و يخربه كل وجع أبرأه قوله تعالى: وَ لَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً إلى قوله:

رَجِيمٍ هذه الآية للقبول و الطاعة و الحظ عند الملوك و السلاطين و عند جميع الناس من نقشها على فص خاتم أو كتبها في رق غزال و علقها عليه أو لبس الخاتم رأى القبول و سماع القول ما يسره و هي للرجال و النساء و الصبيان و كل من حملها معه كان كذلك.

سورة النحل

ص: 73

من كتبها و علقها في حائط بستان لم يبق في شجره حمل إلا سقط و انتثر و إن جعلها في منزل قوم انقرضوا و بادوا من أولهم إلى آخرهم في سنتهم تلك و تحصل لهم في أموالهم أحوال تزيلهم فليتق اللّه و لا يعملها إلا الظالم.

سورة الإسراء

تكتب في خرقة حرير بيضاء و يخاط عليها و تمسكها بالنشاب يصيب و لا يخطئ و إذا كتبت بزعفران و أذيب بماء و سقي منه الصبي الذي لم يتكلم أنطق لسانه. قوله تعالى: وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ إلى نُفُوراً هذه الآية تطرد المردة و الشياطين إذا تلاها على المذعور و الخائف الذي تتخيل له الخيالات الفاسدة زالت عنه و إن كان كتبت في خرقة صوف زرقاء و علقت على عضد من به تابع من الجن زال عنه و كان عليه الصلاة و السلام إذا قرأ القرآن استهزأ به المشركون و سخروا فأنزل اللّه تعالى عليه ثلاث آيات حجبه بها منهم قوله تعالى: وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ إلى نُفُوراً و الآية الثانية أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ إلى الْغافِلُونَ و الثالثة أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ إلى تَذَكَّرُونَ و نقل عن الإمام ابن قتيبة أربع آيات في القرآن منها آية في الأنعام وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ إلى الْأَوَّلِينَ و الثانية في سورة النحل أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ إلى الْغافِلُونَ و الثالثة في سورة الكهف وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ إلى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً و في الجاثية أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ إلى تَذَكَّرُونَ قال احتفظ بها فإنها من كنوز اللّه و اكتبها لكل خوف و علة و مصيبة و روي أن امرأة أتت النبي عليه الصلاة و السلام و معها ولدها صغير فقالت يا رسول اللّه إن ولدي صرع فادع له فقرأ عليه الصلاة و السلام وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ فبرأ و نقل حجة الإسلام أنه كان ببغداد رجل يرقى من الأمراض المتباينة كلها فسئل أنت لك علم بذلك فقال الرقية واحدة و الأمراض شتى و الشافي هو اللّه تعالى وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ و كان ابن عباس رضي اللّه عنهما يرقى الأطفال من العين ببسم اللّه الرحمن الرحيم وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ الخ السورة. قوله تعالى: وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَ نَذِيراً إلى قوله: وَ نَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا هذه الآية لزوال الهم و الغم و ضيق الصدر و الأحلام السوء و الوسوسة و حديث النفس و الوهم الفاسد من ناله شي ء من ذلك فليصم عشرة أيام أو ما شاء تفرقه ثم يفطر على حلال من عمل يده ثم يصلي العشاء الأخيرة و يقرأ هذه الآية على كوز ماء عشر مرات يفعل ذلك أربع دفع و يشرب منه ما شاء ثم ينام فإذا استيقظ من النوم شرب منه أيضا ثلاث دفع و يتلوها عشر مرات على الكوز يفعل ذلك أربع دفع يزول عنه ما يجد و لا يبقى به سوء

ص: 74

سورة الكهف

قال عليه الصلاة و السلام أ لا أخبركم بسورة ملأت عظمتها ما بين السماء و الأرض و لتاليها من الأجر مثل ذلك فمن قرأها يوم الجمعة غفر له ما بينه و بين الجمعة الأخرى و زيادة ثلاثة أيام و من قرأ يوم الخميس الأواخر منها عند نومه جعله اللّه تعالى شاكرا لآلائه و في رواية من قرأها يوم الجمعة أعطى نورا بين السماء و الأرض و وقى فتنة القبر و فتنة الدجال و أعطى نورا ما بينه و بين مكة و من كتبها و جعلها في إناء زجاج و جعلها في منزله فإنه يأمن من الفقر و الدين و يأمن هو و أهله من أذى الناس و لم يحتج أبدا إلى أحد و إن كتبت و جعلت في مخازن الحبوب كالقمح و الشعير و الأرز و غير ذلك رفعت عنه كل ما يؤذيه قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ إلى قوله: إِلَّا كَذِباً هذه الآيات من كتبها في إناء طاهر ورش به حيطان منزله الأربع بحيث لا ينال الأرض منها شي ء رأى من عمارة المنزل و كثرة خيره ما يسره قوله تعالى: وَ يُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً إلى قوله: صَعِيداً جُرُزاً هذه الآيات لتكدير عيش العدو و تفريق كلمته و دوام وباله و فساد زرعه و جميع أمواله من أراد ذلك فليأخذ أول سبت من المحرم قبل طلوع الشمس سبعة قبضات من تراب من سبع مواضع من مسجد مهجور و من بيعة مهجورة و من دار خالية و من حمام عاطل و من فاخورة خراب و من بيت فيه جنازة و من مفرق أربع طرق ثم يتلو الآيات على كل تراب سبع مرات و يقول في الآخر فلان ابن فلان و جميع ما هو فيه من حركة أو سكون و قول و عمل و مال و زرع و ماشية اللهم اجعل ذلك و بال فعله و نكال حياته و أمره ثم يخلط الجميع و يرش منه قبضة في دار من أراد بلده أو زرعه إلى تمام سنوات ترى العجب العجاب قوله تعالى: قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَ هُوَ يُحاوِرُهُ إلى قوله:

أَحَداً هذه الآية لخراب بيت الظالم و بستانه و خراب حانوته و زرعه و كلما يتقلب فيه من كان له عدو ظالم كثير الأذية فليصم يوم الخميس و الجمعة فإذا كان نصف الليل من ليلة السبت كتبت ذلك في مشط رأس قديم ملقوط من مزبلة و يلفه في خرقة من قميص راهب ثم يدفن في الموضع الذي يريد يرى منه العجب بإذن اللّه تعالى قوله تعالى:

وَ أَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ إلى قوله: ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً إذا خبأ الإنسان شيئا و لم يعلم مكانه فليكتب هذه الآية في ورقة ذهب و يقرأها عليها 13 مرة و ينام على جنبه الأيسر و يجعلها تحت رأسه و يقول يا مظهر العجائب يا دليل كل حائر يا مرشد كل ضال أرشدني بكرمك إلى ما أطلب فإنه يرى في منامه ما يدل على ذلك.

سورة مريم عليها السلام

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة مريم و طه أعطي من الأجر مثل ثواب المهاجرين و الأنصار من كتبها و جعلها في قدح زجاج من منزله كثر خيره و رأى في منامه ما يسره و إن كتبت على حائط البيت منعت الطوارق و إن شربها الخائف أمن.

قوله تعالى: كهيعص من صام يوم الخميس و نقش في الساعة الأولى على فص خاتم من فضة أو غيره مما ينقش عليه من الأحجار كهيعص حمعسق و أوائل السور فمن لبس هذا الخاتم كان مقضى الحوائج و كان محبوبا مطاعا مقبولا و قال أبو بكر ابن وحشية حروف كهيعص إذا وضعت في خاتم مخمس على صفة الشكل الذي أرسمه و نقشت حروفه

ص: 75

بالحروف الطبيعية و كان الطالع برج الثور و الزهرة فيه أو في درجة شرفها في الحادي عشر من الطالع و هي مقبولة مسعودة سالمة من الرجوع و الاحتراق و تبخره بالعودة و العشر و تلفه في خرقة حرير بيضاء و تكون إقامته من فضة خالصة أو نحاس أصفر أيهما أمكن فمن أمسكه على نفسه بعد ذلك يرى من العجائب و يتفق له من الغرائب ما يقصر عنه اللسان و يعمل في المحبة و الألفة فعلا عجيبا و في قضاء الحوائج و جلب الرزق و القبول و دخول المسرات على ما سلكه و الفرح و السرور و الطرب و كثرة الرزق و الخير و البركة في كل ما يتناوله من أمور الدنيا و الآخرة و ينبغي لماسك هذا الخاتم الرفيع أن لا يلبسه إلا و هو طاهر و لا يقربه بجنابة و لا يدخل به موضع الخلاء فإنه من الأفعال العظام المكنونة المخزونة المكتومة عن الناس و من خواصه المباركة من جعله تحت رأسه و ينام فإنه يرى في منامه ما يريد أن يسأل عنه و كلما يكون في خاطره قبل أن ينام و إن جعله على قلب نائم أخبر بكل ما صنع في يقظته و إن أشكل عليك أمر غائب و لم تعرف له حالا فاجعل الخاتم تحت رأسك قبل أن تنام و أنت على وضوء و طهارة فإنك تراه في منامك و يخبرك بحاله و بكل ما تسأل عنه من أموره و إذا عرض لك أمر أو طلب أو سفر تريد أن تسأل عنه في عواقب أمورك و أمور غيرك بكل ما تؤمل و ما تريد معرفة عاقبته و إن شككت في كنز أو دفينة فاجعل الخاتم تحت رأسك قبل أن تنام و أنت على وضوء فإنك تخبر في نومك بكل ما تريد من ذلك و هل تظفر به أم لا و بالجملة أن ماسك هذا الخاتم إذا أشكل عليه أمر من جميع الأمور كلها الدنيوية و الأخروية و جعل الخاتم تحت رأسه نام على وضوء فإنه يخبر في نومه بما أراد و له في استخراج الكنوز و الدفائن و الخبايا أثر عظيم و ينفع لماسك هذا الخاتم فوق ما ذكرت فجرب تجد ما ذكرته حقا إذ لا يصحح ذلك و لا يكذبه إلا الاختبار قلت و هذه صفته بالعربي و الهندي و الطبيعي و المغربي و المشرقي و اللّه تعالى أعلم.

الصورة

ص: 76

الصورة

و ذكر بعضهم أن خاتم كهيعص ينقش يوم الأحد في أول ساعة في ذهب لتحريك قلب كل شي ء قلت عدد حروف كهيعص بالجمل العربي 165 و بالمشرقي

195 و رأيت بخط بعض العارفين عن الشيخ شرف الدين البوني يشير إلى أن الأوفاق الحرفية بمثابة الجسد و العددية بمثابة الروح و يشير بكتب الوفق الحرفي في الظاهر و العددي في الباطن و قال أيضا إن الأوفاق الحرفية تعمل بالخاصية بلا وقت يحصرها بل ذلك اختبار لمن شاء و العددية تفعل بالطبيعة و هي منوطة بالاختيارات العلوية بحكمة الفعال لما يريد قوله تعالى: وَ إِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي إلى قوله:

يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا هذه الآيات لمن كان عنده زوجة لا تحمل فيصومان يوم الجمعة فإذا صلى المغرب أفطر هو و زوجته على سكر و لوز و خبز و لا يشربان من الماء شيئا و يكتب الآيات في جام زجاج بعسل نحل لم تمسه النار و يمحوها بماء عذب طاهر و يأخذ من الحمص الأبيض 224 حبة و يقرأ على كل حبة الآيات ثم يجعل الماء في القدر على النار و يجعل الحمص فيه و يوقد عليه و قيدا قويا ثم يقوم و يصلي العشاء الأخيرة هو و زوجته و يقرأ بعد صلاة العشاء سورة مريم ثم يصفي الماء من على الحمص إذا نضج ثم يضيف إليه شيئا من ماء العنب المعقود و يشرب منه النصف و الزوجة النصف و ينامان ساعة و يواقعها فإنها تحمل للوقت و إن فعل ذلك ثلاث ليال فإن ذلك أبلغ و أنجب للولد قوله تعالى: وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ إلى إِنْسِيًّا هذه الآيات لمن أراد أن تنجب ثمرة نخله و يأتي أكلها عاجلا و تسلم من الآفات كلها يأخذ ثلاث خوصات من ثلاث نخلات مختلفات الألوان أصفر و أخضر و أحمر و يكتب على كل خوصة الآيات بقلم حديد ثم يعلق كل خوصة في جريدة من نخلها فإن النخلة تنجب و ينجب ثمرها قوله تعالى: وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إلى عَلِيًّا هذه الآية لارتفاع الشأن و علو المكان و القبول عند الناس و العشيرة و السلاطين فمن أراد ذلك فليكتبها في خرقة حرير أصفر بلك محلول مخلوط بعسل ثم يحرز عليها و يعجن الشمع بحصى لبان و يبخر به الكتاب ثم يعلقه عليه يبلغ سؤله و يدرك مأموله.

سورة طه عليه السلام

ص: 77

قال عليه الصلاة و السلام لا يقرأ أهل الجنة من القرآن إلا يس و طه فمن كتبها و جعلها في خرقة حرير خضراء و قصد قوما يريد التزوج منهم أجابوه و تم له ذلك و إن قصد الإصلاح بين قوم أجابوه و لم يخالفه منهم أحد و إن مشى بين عسكرين افترقوا و لم يقاتل بعضهم بعضا و إذا شربها المطلوب أمن من السلطان و لو كان من الجبابرة لان له و إذا استحمت بمائها من طالت عزوبتها تزوجت و سهل تزويجها. قوله تعالى:

طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ إلى قوله تعالى: لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى خاصية هذه الآية للسعادة و الخير و البركة و الطاعة فمن كتبها في إناء مرمر أو صيني أو بلور و محاها بدهن بان و يعمل منه غالية و يضيف إليه شيئا من الكافور و العنبر و يمسح بها حاجبيه و جبينه ينال القبول و الجاه و المحبة عند كل من يقابله قوله تعالى:

وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ إلى قوله: وَ لا أَمْتاً هذه الآية للدمامل و الجراحات و كل ما يطلع على الجسم يكتب في إناء نظيف بمداد فارسي و تمحى بدهن بنفسج و يمسح به على الجسد فإنه يبرأ و تكتب أيضا لتغوير الماء و معها وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَ إِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ و قوله أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً و قوله وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ و قوله قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ وَ بِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَ بِالْحَقِّ نَزَلَ وَ قِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَ يا سَماءُ أَقْلِعِي إلى قوله الْجُودِيِّ قوله تعالى: يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ إلى وَ لا هَضْماً هذه الآية لبكاء الأطفال و الصمت و الهيبة تكتب في قطعة رق غزال و يجعلها في أنبوبة نحاس و تعلق في عنق الطفل ينقطع بكاؤه و يحسن لونه و صمته و لسانه و من كتبها و علقها في عضده صمت عنه عدوه و هابه. قوله تعالى:

وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى قوله: وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى من كتبها و علقها عليه إن كان عازبا تزوج و إن كان كثير النسيان فإنه لا ينسى و إن كان مريضا يشفى من مرضه و إن كان فقيرا استغنى.

سورة الأنبياء

عن أبي رضي اللّه عنه قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة الأنبياء حاسبه اللّه حسابا يسيرا و سلم عليه كل من ذكر اسمه فيها ذكر فيما جاء فيمن قال لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين قال عليه الصلاة و السلام دعوة ذي النون إذ دعى بها و هو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين أنه لا يدعو بها مسلم قط في شي ء إلا استجاب اللّه تعالى له و رأى بعضهم النبي عليه الصلاة و السلام في النوم فقال يا رسول اللّه لي حاجة إلى اللّه عز و جل فبما ذا أتوسل إليه فقال من كانت له حاجة إلى اللّه عز و جل فليتوضأ و يسجد و ليقل في سجوده أربعين مرة يشير بإصبعه لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه يستجاب دعوته و عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال إني لأعرف

ص: 78

كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج اللّه عنه و هي كلمة أخي يونس لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين و عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم دعوة أخي يونس و هو في بطن الحوت لن يدعو بها رجل قط إلا استجيب له و قال عليه الصلاة و السلام اسم اللّه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب و إذا سئل به أعطى دعوة يونس بن متى قال قلت يا رسول اللّه هي ليونس بن متى خاصة أو لجماعة المسلمين عامة قال هي ليونس بن متى خاصة و لجماعة المسلمين عامة إذا دعوا بها أما تسمع قول اللّه عز و جل فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ فهو من سر اللّه لمن دعاه بها و في رواية ما من مريض يدعو بها أربعين مرة إلا أعطي أجر شهيد إن مات و إن برأ من مرضه غفرت ذنوبه من كتبها في رق ظبي و علقها في وسطه و نام فإنه لا يستيقظ حتى يقلع عنه الكتاب و هذا يصلح للمريض و لمن طال سهره من فكرة أو خوف أو نحوهما. قوله تعالى: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ إلى قوله: وَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ هذه الآية لقصم المتكبرين و المتجبرين فمن أظهر تكبرا أو تجبرا و لم يخف اللّه و أردت دماره و خراب بيته فخذ ترابا من أربع قبور مسلم و نصراني و يهودي و مجوسي و ترابا من بيوت الجبارين القديمة و ترابا من دار حمام و ترابا من دار موقوفة خراب و جملة الأتربة سبعة و تقرأ الآيات على كل تراب سبعة و تجمعهم و تحفظهم و تنظر يوم الأربعاء آخر أربعاء في السنة و في النسخ أربعاء من كل شهر في السنة ورش ذلك التراب في المنزل من أعلاه إلى أسفله فإنك ترى العجب و ذكر بعضهم أنه يكتب للمطلقة أَ وَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما إلى قوله: أَ فَلا يُؤْمِنُونَ إذا عسر عليها الولادة و يكتب مريم ولدت عيسى سيجعل اللّه بعد عسر يسرا اللهم كما شققت الأرض بالنبات و السماء بالمطر فكذلك يسر لفلانة بنت فلانة الوضع فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ إلى شَقًّا و أخبرني بعض العلماء أنه يقرأ الآية أَ وَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا إلى قوله:

يُؤْمِنُونَ خاصة على بطن المطلقة على أسفل ظهرها و أنه جرب ذلك قوله تعالى:

وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً إلى قوله: نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ هذه الآية و التي بعدها لزوال الهم و الغم و دفع كيد الكائدين و هي خمس آيات متفرقات فمن أهمه أمر من أمور الدنيا أو ضاقت عليه أسبابه فليرجع إلى اللّه و يتوب إليه و يستغفره سبعين مرة و يصلي على النبي عليه الصلاة و السلام ثم يتوضأ و يصلي ركعتين يقرأ فيهما بما أحب من القرآن فإذا سلم جلس يستغفر اللّه و يصلي على النبي عليه السلام كما فعل أولا ثم يسجد و يقرأ الآيات الخمس و يسأل اللّه تعالى زوال الهم و الغم و تعجيل الفرج فإن اللّه يفرج عنه و يزيل عنه الآفات و الآيات الخمس قوله تعالى:

الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إلى قوله: الْوَكِيلُ و قوله تعالى: وَ أَيُّوبَ إِذْ

ص: 79

نادى رَبَّهُ إلى قوله: لِلْعابِدِينَ و قوله تعالى: وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ إلى قوله:

نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ و قوله تعالى: فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ إلى قوله: سُوءُ الْعَذابِ و قوله تعالى: أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ و روي عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال من أصابه هم أو ضيق في معاشه أو بلاء فليكتب هذه الكلمات في قرطاس و يعلق القرطاس في الماء الجاري فإن اللّه يفرج عنه همه و الكلمات بسم اللّه الرحمن الرحيم من العبد الفقير الذليل إلى الرب الجليل رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ اللهم بحرمة محمد عليه الصلاة و السلام اكشف ضري و همي و فرج عني غمي يا رب العالمين قوله تعالى: وَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها إلى قوله: كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ هذه الآيات لحفظ ولد الحامل و عونها عليه و خروجه منها على ما تحب و تختار إذا كتبت هذه الآيات و علقت على الحامل أول ما تعلق بالحمل مدة أربعين يوما ثم تنزعه إلى شهر الولادة و تعلقه على الصغير حين يولد فإنه يكون ما ذكرناه قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى إلى تُوعَدُونَ هذه الآيات لزوال الحمى و لجميع الأمراض من كتبها في إناء طاهر بمداد و محاها بماء بئر لا تراها الشمس ثم يسقى منها المريض ثلاث جرع ورش على ظهره بقيته وقت اشتداد الوجع فيفعل ذلك ثلاثة أيام يبرأ و من كتبها في إناء طاهر و محاها بدهن البابونج و دهن به وجع الوسط و الظهر و الركبة نفعه نفعا تاما إن شاء اللّه تعالى.

سورة الحج

قوله تعالى: ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ إلى قوله: الصُّدُورِ هذه الآيات لتدمير الظالم و هلاكه و خراب بيته و فساد أمره و انعكاس أحواله تأخذ من ورق العشار سبعة أوراق كل يوم ورقة قبل طلوع الشمس و يبدأ بيوم السبت من آخر الشهر ثم يجفف الورق في الظل بحيث لا تراه الشمس و يكتب على كل ورقة الآيات قبل الجفاف و يكتبها باطنا و ظاهرا ثم يدق الأوراق دقا ناعما و يقول عند دقهم فلان ابن فلانة حتى يفرغ ثم يرش ذلك المدقوق في بيت الظالم الذي يخرج منه و يدخل فإنه يكون ذلك قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ إلى قوله: لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ هذه الآيات لفساد أمر الظالم و رفض كلمته و ضعفه في جميع أموره من أراد ذلك فليكتب هذه الآيات في إناء من خشب قد خرط من شجر الخرنوب بماء قد أذيب فيه سكر يوم السبت قبل طلوع الشمس ثم يمحوه بماء بئر معطلة ليس يعرف لها مالك ثم يرش منه في مجلس الظالم الذي يجلس فيه و يأمر و ينهى فإنه يكون ذلك و من كتب سورة الحج بتمامها في رق غزال و جعلها في صحن مركب جاءت الأرياح إليها من كل مكان و أصيبت المركب و لم تسلم و إذا كتبت بكمالها ثم محيت و رشت في موضع سلطان جائر فإنه لم يتهيأ له عيش و تراه قلقا خائفا حذرا إلى أن ينتقل من الموضع.

ص: 80

سورة المؤمنون

من كتبها في خرقة بيضاء ليلا و علقها على من يشرب الخمر لم يشربها أبدا قوله تعالى: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ إلى قوله: أَحْسَنُ الْخالِقِينَ هذه الآيات للحمل و حفظ الجنين في بطن أمه و القبول و الزينة في أعين الناس فمن أراد ذلك فليكتبها للحمل في 7 ورقات من ريحان أترجي ثم يأمر المرأة تبلعها ورقة بعد ورقة و تشرب مع كل ورقة جرعة من لبن بقرة صفراء تفعل ذلك ثلاثة أيام فإنها تحمل و من أرادها للقبول و الزينة في أعين الناس فليكتبها في خرقة قطن رفيعة مقصورة بماء توت ثم يجعلها الرجل تحت عمامته و المرأة تحت عصابتها فإنه يكون ذلك. قوله تعالى: فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ إلى الْمُنْزِلِينَ هذه الآية للسلامة و الأمان من الآفات في البحر و عوارضه و أمان للسفينة و راكبها و وقاية لأهل المنزل من السارق و العدو و شر الجان و ما يعرض في البيوت و يصير المنزل مباركا مأمونا فمن أراد ذلك للسفينة و السفن في البحر فليقرأ عند طلوع السفينة الفاتحة ثلاث مرات و يقرأ الآيات ثلاثا ثم يقول يا من فلق البحر لموسى بن عمران و نجى يونس من بطن الحوت و سخر الفلك و العالم بعدد قطر البحر و رماله و خالق أصنافه و عجائبه الكفاية 3 يا كافي من استكفى يا مجيب من دعاه يا مقبل من رجاه أنت الكافي لا كافي إلا أنت يفعل ذلك ثلاثة أيام قوله تعالى: فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا إلى قوله: لا تُنْصَرُونَ هذه الآيات لسد العدو و حيرته و لوقف أمره حتى لا يرى أين يذهب من أراد ذلك فليقرأ هذه الآيات على ماء بئر لا تراها الشمس و يرشه يوم السبت على أبواب عدوه و فراشه الذي ينام عليه أو على باب منزله فإنه يرى العجب و مما يقرأ في أذن المصاب أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً إلى قوله رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ.

سورة النور

من كتبها و جعلها في فراشه الذي ينام فيه لم يحتلم أبدا و إن كتبت و شربت بماء زمزم انقطعت شهوة النكاح و إن جامع لم يجد لذة قوله تعالى: لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا إلى قوله: وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ هذه الآيات للرجل الكذاب المغتاب الفاحش اللسان و الشاعر الكثير الهجو و لمن يخاف من شره فمن أراد ذلك فليقرأ هذه الآيات على ماء عنب أبيض ثم يضيف إليه سكرا ثم يصنع منه حلوا أو عقيدا أو طعاما يطعم منه من هذه حالته ثم يكتب الآيات بعسل نحل لم تمسه النار في شقفة طين ثم يجعل الماء الذي يشرب من هذه صفته يكون ذلك قوله تعالى:

وَ لا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إلى قوله: وَ مَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ من كانت له عادة بالمعاصي من النساء فليقرأ هذه الآيات على ماء قراح و يعجن

----

6-الدرالنظیم

ص: 81

به الخبز الذي يأكل منه يفعل ذلك 7 أيام فإنه ينفع قوله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إلى قوله:

حِسابٍ هذه الآيات للقبول و المحبة و حصول الرزق و الفراسة الحسنة و الإرشاد إلى حسن المذاهب و الأفعال فمن أراد ذلك فليتطهر و ليصم يوم الخميس و الجمعة فإذا كان يوم الجمعة قبل صلاة العصر فليقعد و يستقبل القبلة و يقرأ يس ثم يكتب الآيات في رق غزال بمداد من دواة رجل له حظوة في العلم و سعادة ثم يطويه و يصلي العصر و يقرأ سورة الكهف و الكتاب في يده ثم يطوي الكتاب و يرفعه فمن حمل هذا الكتاب معه بلغ ما يريده مما ذكرت و كان وجيها مسعودا و لوجع العينين أن يقول بسم اللّه الرحمن الرحيم دخل الرمد بسلامة و يخرج بسلامة و انكفت الدمعة و انجلت الحمرة و ارتحلت النقمة و نزلت الرحمة بألف لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم اللّه نور السموات و الأرض إلى قوله نور يقرأ على العين كل صبيحة ثلاث مرات فإن الرمد يذهب و من كسر اسمه اللّه نور السموات و الأرض و أمسكه عنده انشرح صدره و وسع عليه رزقه.

سورة الفرقان

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة الفرقان دخل الجنة بغير حساب و من كتبها ثلاث مرات و غلقها عليه ثم تعرض لمكان فيه ثعبان أو شي ء من الهوام لم يضره شي ء و خرج من ذلك الموضع و إن ركب جملا أو دابة أقامت ثلاثة أيام و ماتت و إن وطئ امرأة فيقضى بينهما بحمل لم يلبث في بطنها و إن دخل على قوم بينهم بيع أو شراء افترقوا و لم يتهيأ لهم أمر قوله تعالى: وَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ إلى كَثِيراً خاصيتها لتلقيح الأشجار و غزارة الآبار و وجود البركة في الأثمار يأخذ رملا من قعر نهر عند قبض النهر و يقرأ عليه هذه الآيات ثم يرش الرمل في الموضع الذي يريد و يرمي منه في بئر فإنه يرى الخصب و البركة.

سورة الشعراء

قال النبي عليه الصلاة و السلام ما من عبد يخرج من منزله عند الصبح و عند العشاء فيقرأ هذه الآيات الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ إلا أهداه اللّه لصالح الأعمال و إذا قال وَ الَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَ يَسْقِينِ إلا أطعمه اللّه و سقاه و إذا قال وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ إلا عافاه اللّه و شفاه ما لم يدن أجله و جعل مرضه ذلك كفارة لما سلف من ذنوبه و إذا قال وَ الَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ إلا أماته اللّه موتة الشهداء و أحياه حياة السعداء و إذا قال وَ الَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ إلا غفر اللّه تعالى له خطيئته يوم القيامة و إذا كانت ذنوبه مثل زبد البحر أو جبل أحد و جعله كيوم ولدته أمه و إذا قال رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ إلا ألحقه اللّه بهم و إذا قال وَ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ إلا كتب اللّه له إيمانه في كتاب ثم يوضع تحت العرش و يقال إن فلانا من الصادقين يصدق بيوم الدين ثم لا يتكلم بعدها

ص: 82

إلا بالصدق و الصواب و إذا قال وَ اجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ إلا أعطاه اللّه منزلا في الجنة يوم الدين حتى إن الملائكة تستقبله و تقول له أيها العبد ادخل الجنة بما أورثتها من القول و العمل و هو قوله تعالى: وَ نُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ من كتبها و علقها على ديك أبيض أفرق و أطلقه لم يقف إلا على موضع فيه كفر أو سحر مدفون و قيل إن الديك يموت في أثر ذلك. قوله تعالى: طسم إلى قوله: خاضِعِينَ و في نسخة إلى مُعْرِضِينَ هذه الآيات لخذلان العدو و قهره و ذله إذا قرأتها على كف تراب من أرض لم ترها الشمس ورش التراب في وجه العدو خذله اللّه و قهره و أذله. قوله تعالى: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ إلى قوله: سَلِيمٍ هذه الآيات لتسكين الجوع و العطش و لهداية الضال و لزوال الوحشة و الأعياء في السفر يتوضأ أو يتيمم و يصلي ركعتين و يتلو الآيات 7 أو 14 أو 21 أو 28 يبلغ ما أراد. قوله تعالى: وَ إِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ إلى مُؤْمِنِينَ و في نسخة إلى قوله:

عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ هذه الآيات لإظهار الخبايا و الكنوز و الدفائن فمن أراد ذلك فليأخذ ديكا أبيض أفرق أزرق و يكتب الآيات على ورق الموز و تربط في خرقة ثوب بنت بكر غير بالغ بخيط نير و تعلق على الموضع و يحفر بحفر برجليه و منقاره و كذلك السحر قلت و إن الذي يكتب لإظهار الدفن لهذا الأطيار قوله تعالى: فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ وَ كُنُوزٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ الآية.

سورة النمل

من كتبها في رق غزال من ساعته في جلد مدبوغ لم يقطع منه شي ء و جعله في صندوق فلا يقرب المكان الذي هو فيه حية و لا عقرب و لا خشاش و لا شي ء من الضباع و الدواب قوله تعالى: يا مُوسى لا تَخَفْ إلى رَحِيمٌ و في نسخة إلى الْمُفْسِدِينَ و نسخة الْمُرْسَلُونَ مع قوله لا تخف لا تَخافُ دَرَكاً وَ لا تَخْشى لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ و قوله: لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَرى و قوله: لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى من نقش هذه الآيات على فص خاتم عقيق أو فضة في أول جمعة من شهر رجب ثم لبسه أحبه الناس و أهابوه و كان له قولا عظيما عند الرجال و النساء قوله تعالى: وَ لَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَ سُلَيْمانَ عِلْماً إلى الصَّالِحِينَ لهذه الآيات أسرار كثيرة من الكلام بالأمر الغائب و فهم لغة الطير و الحيوان و تسخير الجان و علم الحكمة من أراد تلك الحكمة فليصم 40 يوما متوالية أولها الخميس من أي أول شهر كان و يفطر على خبز حواري و سكر و موز أو سكر و لوز و يشرب ماء ممزوجا بماء ورد فإذا تم له 40 ليلة فليجدد السهر و النظافة و ليكن قد أعد لها بخورا حصا لبان ذكر و سعد كوفي و دار فلفل و أنيسون و فانيذ و مسك و ماء ورد و يكون من كل واحد مثقالين من الفانيذ وزن الجميع و من المسك ربع مثقال

ص: 83

و من ماء ورد أوقية و تدق الأدوية فيخلط بالسحق و يقرأ عليها الآيات 30 ثم يعجن الجميع بماء ورد و سمن بقري و عسل نحل لم تمسه نار ثم يطبخ ذلك على نار لينة حتى يكون له قواما و هو مع ذلك يقرأ الآيات فإذا فرغ من ذلك يرفعه في برنية و يجعلها بين يديه و يقول اللّه قادر على كل شي ء مسخر كل شي ء يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده و فاتح خزائن الكرامات لمن أخلص له و مصرف الجن و الإنس بأمره نور الأنوار و مطلع الأنوار و مفيض الأنوار و قدوس مقدس في أزلية قدمه مؤيد من يشاء و هو العزيز الرحيم يردد هذا أربعين مرة ثم يرفع الإناء في مكان طاهر سبعة أيام فإذا تم ذلك أكل منه فإنه يتكلم بالحكمة و يفهم كل شي ء خفي و كل عويص مشكل و من أراد أن يطيعه الجن و الإنس فلينقش هذه الآيات في لوح فضة في يوم الجمعة و هو طاهر و يتلو الكلام أربع ليال و يرفعه فإذا احتاج إليه قدمه بين يديه و بخره بحصى لبان ذكر و سندورس ثم يستدعي من أراد من قبائل الجن فيأمرهم بما يريد فإنه يناله. قوله تعالى: يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إلى مُسْلِمِينَ هذه الآية إذا امتنع قبيل من قبائل الجن و أنت تقسم عليه فاذكر في القسم هذه الآية فإنه يحضر و يعطيك قوله تعالى:

قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ سَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى إلى قوله: إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ هذه الآيات لخصب البلاد و كثرة الخير و نزول الغيث و دفع الآفات و تحصين البلاد عن الأعداء و حماية أهلها من أراد ذلك فلينقش هذه الآيات و هو صائم في لوح من ذهب و يتلو الآيات عند نقش كل سطر 3 مرات ثم يلف اللوح في خرقة من ثوب رجل معتكف ثم يجعله في أعلى مكان في البلد الذي يريدها ذلك فإنه يكون بإذن اللّه تعالى قوله تعالى: وَ إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ إلى مُسْلِمُونَ هذه الآية لإخبار النائم من رجل أو امرأة بما علمت و هو لا يعلم من أراد ذلك يكتبها في حوصلة طائر دجاج بماء مطر ماء ورد و زعفران ثم يجعله على صدر النائم فإنه يخبر بما عمل قوله تعالى: وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الخ السورة لمن أراد أن يعرف الدراهم المدلسة يقرأها و يقلب الدراهم يظهر له زيفها و كذا الأشياء التي يريد أن يعرفها.

سورة القصص

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة القصص شهدت له الملائكة بالصدق و قال أيضا من خرج في سفره و معه عصا لوز مر و تلا هذه الآيات من قوله وَ لَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ إلى قوله وَ اللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ آمنه اللّه من كل سبع ضاري و لص عادي و كل ذات حمة و سم حتى يرجع إلى منزله و كان معه سبع و سبعون من المعقبات يستغفرون له حتى يرجع و لا يحاوره شيطان و من كتبها و علقها على مملوكه دفعت عنه الخيانة و الزنا و الهرب و من كتبها و علقها على المبطون أو المطحول أو وجيع الكبد أو الجوف زال عنه و تكتب أيضا و تمحى بماء المطر فإنها شفاء من كل داء و ألم و أورام و الاستسقاء قوله تعالى: وَ لَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ هذه الآيات إلى قوله: الظَّالِمِينَ ما قرأها خائف إلا أمن. و إن كان خائفا من سلطان أو ظالم أو جائر وقي شره قوله تعالى: وَ لَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ إلى الْجاهِلِينَ لحفظ العلم و فهم المعاني الخفية و إظهار الحكم و ثبوت الحق و اليقين في القلب يصوم ثلاثة أيام أولها الخميس من أول الشهر و ليكتب هذه الآيات في جام زجاج و يمحوها بماء نهر جار

ص: 84

و يشرب منه الذي يعمل له كل ليلة قبل طلوع الشمس و في نسخة قبل الفجر فإنه يظهر له ما يقصده قوله تعالى: سُبْحانَ اللَّهِ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ إلى تُرْجَعُونَ إذا كتبت و كنت بين يدي الحاكم و خفت أن يحيف عليك في حكمه أو خفت من الشهادة الزور و جور السلطان اقرأ الآيات عند دخولك 7 ثم اقرأ و اللّه غالب على أمره 3 مرات فإن اللّه يكفيك شره.

سورة العنكبوت

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة العنكبوت كان له من الأجر عشرة حسنات أو بعدد المؤمنين و المؤمنات و من خاصيتها تكتب و تمحى بالماء و تشرب للحمى و تكثر السرور و ترفع الكسل و تشرح الصدر و يغسل بمائها الوجه للحمرة و الحرارة فإنه يزول قوله تعالى: وَ لا تُجادِلُوا إلى مُسْلِمُونَ و من الروم فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ إلى تَنْتَشِرُونَ لزوال الأمراض إذا كان عندك مريض لا يعرف مرضه اقرأ هذه الآيات على حصا لبان ذكر ثلاثة أيام بلياليها في كل يوم و ليلة 63 مرة و في رواية 72 مرة فإذا كانت الليلة الرابعة فأخرج المريض تحت السماء سحرا و اجعل البخور في أربعة مجامر على حطب كرم واحدة عند رأسه و الأخرى عند رجليه و أخرى عن يمينه و أخرى عن شماله إلى أن يسير الوقت ثم أدخله منزله يزول مرضه و إذا كان مسحورا و أدمن قراءتها عوفي بإذن اللّه تعالى.

سورة الروم

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة الروم كان له من الأجر بعدد ملائكة التسبيح و قال عليه الصلاة و السلام من قال حين يصبح فسبحان اللّه حين تمسون إلى تخرجون أدرك ما فاته في يومه و من قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته و كان علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه يقول لأصحابه من أصبح فقال فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ إلى تُخْرَجُونَ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ إلى الْعالَمِينَ 3 مرات غفرت ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر أو رمل عالج و من كتب هذه السورة و جعلها في إناء زجاج ضيق الرأس و جعلها في منزله أو منزل من أراد مرض كل من فيه و لو دخل أحد عليهم من غير أهله مرض و إذا خلطت بماء المطر و جعلت في إناء فخار و سقى من أراد من العدا مرضوا و إن غسل بمائها الوجه رمد صاحبه و خيف عليه العمى قوله تعالى:

كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إلى يُوقِنُونَ لرهبة العدو و صرفه عنه و إقامة حجته عليك تكتب في خرقة من أثره و اكتب بعدها كذلك يطبع اللّه على قلب فلان ابن فلانة و علقها عليك فإذا رآك يدهش و لا يرد جوابا.

سورة لقمان

من كتبها و سقاها لمن في جوفه علة أو غش عوفي و أمن من الحمى و زالت عنه و من قرأها أمن من الغرق و من قرأ وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ فرج اللّه عنه قوله تعالى: يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ إلى

ص: 85

خَبِيرٌ إذا خفي عليك أمر من أهل بيتك أو عيالك و أنت غائب و لم تطلع على ذلك و أردت أن تطلع عليه اكتبها و اجعلها تحت رأسك ليلة أول جمعة من شعبان بعد صلاة الفريضة و النافلة و قل عند وضعها سبحان من لا يخفى عليه خافية سبحان الذي أظهر بقدرته ما كتمته ضمائر خلقه سبحان الذي بيده القلوب و الأفواه بأمره اللهم بيّن لي كذا في منامي فإنك تخبر في منامك قوله تعالى: وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ إلى بَصِيرٌ هاتان الآيتان لمن تغير خاطره و فسد ذهنه و عجزت بلاغته و أراد أن يأتيه الكلام بغير كلفة يقرؤهما على حصا لبان ذكر و يأكل في كل يوم منه على الريق نصف مثقال بعسل نحل أو سكر فإنه يحضر ذهنه و يصير متكلما قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي إلى كَفُورٍ أمان لمن يركب البحر هيجانه و تلاطم أمواجه إذا كتبت في سبعة أوراق و رميت في البحر إلى ناحية المشرق واحدة بعد واحدة ركد و سكن.

سورة السجدة

قال عليه الصلاة و السلام تجي ء الم السجدة يوم القيامة لها جناحان تظل صاحبها و تقل لا سبيل عليك و كان يقرأ كل ليلة الم السجدة و تبارك ثم يقول إنهما متفضلتان على كل سورة من القرآن سبعين مرة ثم يدعو بعد ذلك بسبعة أسماء و هي يا قديم يا حي يا دائم يا فرد يا واحد يا أحد يا صمد و قال أيضا من قرأ في ليلة الم تنزيل و يس و تبارك و اقتربت كانوا له نورا و حرزا من الشيطان و شركه و رفع له الدرجات العليا يوم القيامة و تكتب و تعلق للحمى و الشقيقة و الصداع قوله تعالى:

الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْ ءٍ خَلَقَهُ إلى ما تَشْكُرُونَ لتربية المولود اذا كتبت في جام زجاج و محيت بماء المطر و قسم الماء قسمين يخلط النصف في طعامه و الآخر يترك قارورة ليسقى منه و يمسح وجهه مدة 7 أيام و في رواية 7 أسابيع ترى ما يسرك و هذا يكون بعد 90 يوما من ولادته و في رواية 70.

سورة الأحزاب

قال عليه الصلاة و السلام قارئ الأحزاب يدعى في ملكوت اللّه الشكور و من كتبها في رق غزال أو ورق موز و جعل في حق و جعلها في منزله كثر الخطاب إليه في أهله. قوله تعالى: وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ إلى أَلِيماً لمن كان بينك و بينه عهد و ميثاق فنقضه أو من كان له عدو و خاف من غائلته خذ خرقة من ثوبه و اكتب فيها بزعفران و ماء الندى الآيات ثم يكتب بعدها غدر فلان ابن فلانة نقض عهده و غدر و لم يف بما كان منه لفلان ابن فلانة و اللّه غالب على أمره اللهم عليك به ثلاثا و تدفنه في زاوية الجدار فإما يرجع و إما يهلك قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إلى وَكِيلًا هذه الآيات من قرأهن على دهن زنبق مذاب بمسك 7 أيام بعد صلاة الغداة و رفعه عنده في قارورة و دهن من ذلك الدهن

ص: 86

حاجبيه و عارضيه فإن من لقيه من ملك أو مملوك أو حيوان و غيره قضى حوائجه و خشيه و سمع قوله و بلغ منه كل ما يريده و نجح قصده قوله تعالى: لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ إلى الرَّسُولَا لدمار العدو و فساد حاله إذا ظهر لك عدو فأرسل له رسولا و قل له انته و ارجع إلى ما أمرك اللّه و إلا نزل بك بلاء عظيم ترسل له بذلك ثلاثا فإن انتهى فكف عنه و إن لم ينته فاقصد بئرا معطلة عينها شرقية أو بئرا دائرة و خذ من مائها قدر رطل و اكتب الآيات في رقاع أو رقعة واحدة و اغلها في الماء و اغسلهم فيه و رشه في منزله تبلغ ما تريد.

سورة سبأ

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة سبأ صافحه النبيون يوم القيامة و من كتبها في قرطاس و جعلها في خرقة بيضاء و أمسكها عنده أمن من الهوام و لم تصبه آفة ما دامت عليه و تشرب لليرقان و تنضح منه على الوجه قوله تعالى: قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ ما يُبْدِئُ الْباطِلُ إلى قَرِيبٌ الأخيرة لدمار العدو و الظالم و هلاكه و تغير أموره و سد مذاهبه و سد الخير عليه تفعل فيها كما تفعل في قوله تعالى: لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ و هي من أعظم بلية على العدو فاتق اللّه و لا تعملها إلا لظالم و فعل لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ تقدم في سورة الأحزاب.

سورة فاطر

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سور فاطر دخل من أي أبواب الجنة شاء خاصيتها تعلق على الدواب فتحفظها من كل سارق و طارق و إن تركها في حجر رجل على غفلة لم يقدر أن يقوم من موضعه حتى تقلع عنه قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ إلى شَكُورٌ للماء و البركة و الربح و الفائدة للتجارة من كتبها في أربع خرق قطن جديدة طاهرة و حملها في متاعه و تجارته يرى البركة و الفائدة.

سورة يس عليه الصلاة و السلام

قال عليه الصلاة و السلام لكل شي ء قلب و قلب القرآن يس و من قرأ يس كتب اللّه له بقراءتها قراءة القرآن 10 مرات و قال أيضا سورة يس تعم صاحبها بخير الدنيا و الآخرة و تكابد عنه بلوى الدنيا و تدفع عنه أهوال الآخرة فهي لذلك تدعى المعممة و تدعى المدافعة و القاضية تدفع عن صاحبها كل سوء و تقضي له كل حاجة و من كتبها و شربها أدخلت قلبه ألف دواء و ألف نور و ألف يقين و ألف بركة و ألف حكمة و ألف رحمة و نزعت عنه كل داء و غل و من قرأها خففت عنه يومئذ و كان له بعدد من فيها حسنات و من قرأها مساء لم يزل في فرح حتى يصبح و من قرأها صباحا لم يزل في فرح حتى يمسي و من قرأها و هو في سكرات الموت لم يقبض ملك الموت روحه حتى يرى رضوان و يجيبه و إن قرأها صاحب حاجة قضيت له أو خائف أمن أو جائع شبع أو ظمئان روي و من قرأها

ص: 87

ليلة الجمعة أصبح مغفورا له و من قرأ سورة يس و حم الدخان في ليلة الجمعة إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه و الأحاديث في فضل سورة يس كثيرة أعرضنا عنها خوفا من التطويل (ما جاء في الاسم الذي فيها) قال سهل بن عبد اللّه التستري أتى رجل إلى إبراهيم بن أدهم رحمه اللّه فقال ما تقول في يس فقال إن فيها اسما من علمه و دعا به أجيبت دعوته بارا كان أو فاجرا إذا دعا به في الشي ء الذي هو خاص به فقال له الرجل أ رأيت أصلحك اللّه أني دعوت بجميع السورة قال لا حتى تدعو بالاسم عينه في الشي ء الذي هو خاص به لأنه كما خلق اللّه الداء خلق الدواء كذلك كل اسم له شي ء خاص به يدعى به فيجاب قال عليه الصلاة و السلام لكل شي ء قلب و قلب القرآن يس يكفي بهذا شرفا و بالأسماء التي فيها عظما إذ جعلها اللّه قلب القرآن و أشرف أعضاء البدن في الحيوان القلب و ذلك من شرف الاسم الذي في سورة يس و كلامه له و اعلم أن في سورة يس اسما من أسماء اللّه تعالى الحكمية فمن عثر عليه بسر الحروف و كتبه و محاه و هو طاهر مستقبل القبلة و شربه عدد الأسماء أياما أنطقه اللّه بالحكمة و أبان عن أسرار العوالم و هو متوسط السورة و هو 5 كلمات يجمعها 16 حرفا فيها 4 منقوطة حرفان منقوطان من أسفل و حرفان منقوطان من فوق و ذلك لسر العالم الربيعي و الطبيعي التركيبي و ذلك إن ضربت الأربعة في أربعة برزت 16 و هو مجموع الاسم أعني حروفه و بهذا السر حمل طرفي السماء و الأرض و الكرسي و العرش و به تمكن روح القدس في الاحتراقات الفلكية و القوى النورانية و به يمكن تثبت النفس لقالب الحس و به سر السر في عالم الملكوت الأعلى و به شرفت السورة القلبية أعني يس و ليس ذلك في طس و طسم و ذلك لأن الطاء متصل معناها بمعنى السين و ليست يس كذلك لأن الياء تقع في المعنى الباطن (صفة الدعاء بها) من أراد بركة هذا الاسم يستقبل أيام زيادة الهلال و يتطهر لها 3 أيام و يطهر ثيابه و يتطيب بما أمكنه و يصوم الجمعة و السبت و لا يتحدث بجهل و لا خفاء و يتصدق و يتطهر و لا يجلس دون وضوء و لا يفعله ساهيا و لا لاهيا و لا مستخفا و لا أشرا و لا بطرا فإنه اسم لا يعظمه أحد إلا وقف على سره و هو اسم الحياة المكتوبة في الشمس و هو الذي ينفخ به إسرافيل في الصور إذا كان يوم الأحد صلى الصبح و لا يأكل في هذه الأيام حيوانا و لا ما يخرج من حيوان ثم يستقبل الشمس عند الطلوع و يدعو به ثلاثا و يسأل حاجته و يدعو به مرتين إذا توسطت الشمس في السماء و يدعو به مرة عند الغروب فلو أقسم به على الحجر لانفلق و يكتبه يوم الأحد و الخميس للمصروع و يكتب للمعقود و المقرض و استعمله فيما يرضي اللّه فإنه نافع و هو هذا (بسم اللّه الرحمن الرحيم) و صلى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم اللهم إني أسألك بيس و القرآن الحكيم يا باعث المرسلين يا هادي من تشاء إلى صراط

ص: 88

مستقيم يا مهلك الظلمة يا مبيد الفاسقين و كل لديه محضرون يا محيي الموتى و نكتب ما قدموا و آثارهم و كل شي ء أحصيناه في إمام مبين يا من يحيي الأرض بعد موتها و أخرجنا منه حبا فمنه يأكلون و جعلنا فيها جنات من نخيل و أعناب و فجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره و ما عملته أيديهم أ فلا يشكرون يا مسبحا بكل لسان يا خالق الأزواج كلها مما تنبت الأرض و من أنفسهم و مما لا يعلمون يا من سلخ الليل من النهار فإذا هم مظلمون يا من قدر الشمس منازل لتجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم يا عزيز يا عليم يا من قدر القمر منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر و لا الليل سابق النهار و كل في فلك يسبحون يا من حملنا في الفلك المشحون و خلق لنا من مثله ما نركب و إن يشأ أغرقنا فلا صريخ لنا منه و لا مهرب يا رحيم يا من خلق لنا أنعاما و ذللها لنا فمنها أكلنا و ركوبنا و جعل لنا فيها منافع و مشارب أ فلا يشكرون يا من خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصم مبين يا من يحيي العظام و هي رميم يا من أنشأها أول مرة و هو بكل خلق عليم يا من جعل لنا من الشجر الأخضر نارا يا من خلق السموات و الأرض يا قدير يا خلاق يا عليم يا من أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون يا سبوح يا من بيده ملكوت كل شي ء و إليه ترجعون فإذا كان الانسان مهموما يقرأ سورة يس و إذا ختمها يدعو بهذا الدعاء يقول سبحان المفرج عن كل مهموم سبحان المنفس عن كل مكروب مديون سبحان من جعل خزائنه بين الكاف و النون إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شي ء و إليه ترجعون يا مفرج الهم فرج يقولها ثلاثا و من كتب سورة يس بماء ورد و زعفران سبع مرات و شربها سبعة أيام متوالية كل يوم مرة سمع و غلب من يناظره و عظم في الأعين و تشرب لإدرار البول و من سقاها لامرأة مرضعة درّ لبنها و كان فيها للمرضع غذاء حسن و شفاء تام و من كتبها و علقها على رأسه أمن من الأعين الرديئة و الجن و الهوام و الأوجاع و ذكر الكلبي أنه كان رجل قتل قتيلا خطأ و كان ولي المقتول يتهمه أن يكون قتله عمدا فكان يطلبه ليقتله فقال له رجل من الصالحين إن كنت في مقالتك صادقا فاقرأ سورة يس قبل خروجك من منزلك و اخرج عليه فإنه و اللّه لا يراك و تختفي منه فإنه ظلمك فكان الرجل يقرؤها قبل خروجه من منزله فلا يشاهد في طريقه طالبه قلت و قد صح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قرأ أولها حين خرج على قريش لما بيتوه ليقتلوه فخرج عليهم و لم يروه و جعل على رءوسهم ترابا و لمن خاف من سلطان جائر أو طلب بغير حق أو دعي لظالم أو ضلت به الطريق أن يقرأ سورة يس ثم يقول بسم اللّه الرحمن الرحيم بسم اللّه الذي لا إله إلا هو الحي القيوم بسم اللّه الذي لا إله إلا هو ذو الجلال و الإكرام بسم اللّه الذي لا يضر مع اسمه شي ء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم اللهم إني أعوذ بك من شر فلان ابن فلانة فإنه يكتفي شره نقل ذلك عن سيدي أبي الحسن الشاذلي

ص: 89

قوله تعالى: وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا إلى يُبْصِرُونَ لدفع كيد الأعداء و ضررهم و تدميرهم و سد وجوههم و عمي أبصارهم و خذلانهم من كتبها أو نقشها في صحيفة من نحاس أو ذهب و سمرها على قبضة الترس و يلقى به الأعداء و المخالفين للدين يخذلون و يرد كيدهم في نحورهم و من قرأها عند أخذ فراشه أمن من اللص في ليلته و من قرأها عند مخاصمة رجلين خذل الظالم قوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى إلى مُبِينٍ لخروج ثمر الشجر الذي لا يثمر و لعمران الأرض الخراب و إحياء القلوب القاسية من كتب هذه الآيات في إناء طاهر و هو طاهر صائم بماء ورد و مسك و زعفران و قرأ عليه السورة بتمامها و محاها بماء مطر فإن أردت لخروج الثمرة التي لم تثمر فرش منه في أصلها ثلاثا تثمر و إن أردت لعمران الأرض الخراب و الحوانيت أو الدور فرش هذه فيها ثلاثة أيام أولها الخميس من أول الشهر يعمر و إن أردت للذكاء و زوال البلادة و النسيان فزده شراب حماض الأترج واسق منه سبع جرع على الريق سبعة أيام أولها السبت و في نسخة الخميس ترى العجب و إن أضيف إليه هذا الكلام و هو اللّه محيي الموتى و جامع الشتات و مخرج بركات الأرض لا يعزب عن علمه شي ء بقدرته فهو زيادة في نجاح العمل و بلوغ الغرض قوله تعالى: إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ إذا لقيت العدو و أنت مستقبل القبلة فقل اللّه الغالب القاهر مذل كل جبار عنيد ناصر الحق حيث كان بيده الحول و القوة و السلطان إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون فإنه يبهت و ينهزم قوله تعالى: وَ آيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ إلى لا يَعْلَمُونَ من كتب هذه الآيات في إناء فخار بماء الآس و الريحان مذاب بمسك و زعفران و محاه بماء مطر كانون الأول فأي أرض أو بستان رش فيه ذلك الماء رأيت من نفعه و بركة ثمره ما يسرك قوله تعالى: إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً إلى مُحْضَرُونَ إذا تعسر عليك حضور أحد من الجن أو ملك من ملوكهم فاقسم عليه بقسمه الذي تعرفه ثم قل و نفخ في الصور إلى قوله محضرون فإنهم محضرون في أسرع وقت قوله تعالى:

قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ إلى عَلِيمٌ هذه الآية تقرأ على زيت طيب أربعين مرة و يدهن به الفلك و الكسر و الوهن يبرأ و لسورة يس جملة خواص و اللّه أعلم.

سورة الصافات

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ الصافات تباعد عنه الشيطان و من كتبها و جعلها في صندوق و الجن في منزله لم يضره منهم شي ء و من كتبها و محاها و اغتسل بها زالت منه الوهلة و الرجفة قوله تعالى: وَ الصَّافَّاتِ إلى قوله: شِهابٌ ثاقِبٌ من بخر بحصى لبان و سندروس و تلا هذه الآيات و قال احضر يا فلان و يسمي من أراد من ملوك الجن فإنه يحضر قوله تعالى: وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ إلى فِي الْعالَمِينَ لدفع ضرر الحيوان و الأفاعي و العقارب و غيرهم فمن يكتب ذلك في أي جنس كحجر أو نحاس أو رصاص أو فضة أو خزف أو خشب غير مسوس و لا معقد و يكتب بعده سَلامٌ عَلى

ص: 90

نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ و على أنبياء اللّه أجمعين و تكون الكتابة ليلا في شهر كانون الأول و يكون الكاتب طاهرا و كلما كتب حرفا نظر إلى الكواكب التي في وسط بنات نعش الكبرى و يقول نظرت إلى السماء و كفيت شر الحية و العقرب و الأفاعي فإذا فرغ جعله كل ليلة تحت السماء و استقبل بها بنات نعش و يقول عقدت العقرب و الحية و الثعبان و غيرهم و استعذت من شرهم و سمعهم كالعقد الذي أخذ به الميثاق لكل رطب و يابس و بالقدرة الأزلية قدرة الإله العظيم و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم و يقرأ الآيات و الزيادة عليها و ينظر لكل نجم من بنات نعش مرة لا يحول بصره عنه فإذا تمت العدة فليستقبل نجوم الزبانات و ليقرأ الآيات و الزيادة عليها ثم ينظر إلى النجم يفعل ذلك ثلاث ليال و يكون الشي ء المعمول في كفك اليمنى بارزا إلى السماء فإذا تم ذلك لفه في شي ء طاهر و ارفعه فإذا رأيت ملسوعا أو مسقيا سما فخذ الخاتم و اجعله في ماء و اسقه إياه فإنه يبرأ.

سورة ص

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة ص عصمه اللّه من كل ذنب و من كتبها في إناء زجاج و جعلها في موضع قاض أو صاحب شرطة لم يمض عليه ثلاثة أيام إلا و ظهرت عثرته و نقص قدره و لا ينفذ أمره بعد ذلك قوله تعالى: ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ من قرأها و هو يحفر بئرا أو ينشئ عينا نبع له ماء طيب مبارك.

سورة الزمر

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة الزمر لم يقطع اللّه رجاءه يوم القيامة و أعطاه ثواب الخائفين و من كتبها و علقها على عضده أو في فراشه أو في منزله قيل فيه خير و لم تزل الناس مقيمين على شكره قوله تعالى: وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ إلى قوله: وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ هذه الآيات لإرهاب العدو و غمه و صمته من أراد ذلك فليقرأها في وجهه و هي تجلب الجنان إذا قرئت كما مر.

سورة غافر

قال عليه الصلاة و السلام من سره أن يرتفع في رياض مرتعة من الجنة فليقرأ الحواميم و عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال لكل شي ء لباب و لباب القرآن الحواميم و قال عليه الصلاة و السلام من قرأ من حم المؤمن إلى إليه المصير و آية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي و من قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح و ينبغي أن يقول يا غافر الذنب اغفر لي يا قابل التوب تقبل توبتي يا شديد العقاب اعف عني يا ذا الطول تطول علي بخيرك و من كتبها ليلا و جعلها في حائط بستان أو دكان كثر خيره و بورك له فيه و إن كتبت لإنسان به ابنة زالت عنه و إن كتبت و علقت على من به قروح و نحوها برأ و إن عجن بمائها دقيق خبز حتى يصير جافا بمنزلة الكعك و جفف ثم سحق و جعل في إناء نظيف فمن احتاج إليه لوجع فؤاده أو كبد أو طحال فاستف منه أو شربه زال عنه. قوله تعالى: رَفِيعُ

ص: 91

الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ إلى الْحِسابِ هذه الآيات إذا كتبت في رق غزال و وضعت على صدر نائم أو نائمة أخبرت بما عملت و الشرط كتمان السر فإن اللّه ستار على عبيده و يشترط الطهارة و النظافة. قوله تعالى: فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ الآية من قرأها وراء ظالم لم يخش منه ضررا أبدا. قوله تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ إلى قوله: تُنْكِرُونَ هذه الآيات للإبل و البقر و الغنم و المواشي إذا قلّت ألبانها تكتب في إناء طاهر نظيف و تمحى بماء طاهر لا تراه الشمس و يسقى منه الحيوان في شرابه ورش علفه فإنه يكثر.

سورة السجدة

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ حم السجدة أعطى من الأجر بعدد حروفها عشر مرات و من كتبها و علقها أو محاها بماء المطر و سحق به كحلا و اكتحل به لبياض العين نفع منه و من الرمد و الظفر و علل العين و إن تعذر الكحل فتغسل العين به فإنها تبرأ قوله تعالى: سَنُرِيهِمْ آياتِنا الخ السورة هذه الآيات لردع الظالم و دفعه و إرغامه بما يراه في النوم من الأهوال المزعجة إذا كان المظلوم غير منتصر له يكتبهم في خرقة من ثوب صبية عذراء قبل البلوغ و يكتب في آخرها كذلك يرى اللّه فلان ابن فلان لفلان ابن فلانة بحوله و قوته من آياته العظمى و قدرته الباهرة ما يروع حاله و يقل في المظالم عزمه و يصمت لسانه ثم تضعها صبية دون البلوغ تحت و سادة الظالم و هو لا يدري فإنه يرى في منامه ما يرده عن ظلمه.

سورة الشورى

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة حمعسق كان ممن تصلي عليه الملائكة و تستغفر له و من كتبها و علقها عليه أمن من شر الناس و من شرب ماءها في السفر نفعه في العطش و إذا رش بمائها المصروع أحرق شيطانه و إن عجن بمائها طين الفاخورة و عمل منه كوز ثم يسوى و يرفع لمن به مرض السل يشرب منه ينفعه قوله تعالى: حم عسق إذا نقشت في خاتم بالأحرف الطبيعية هكذا آه- آ- ه ه- ه ه و كان الطالع برج الحوت و المشتري في برج القوس في العاشر من الطالع أو في برج الحوت في الطالع لنفسه يكون الطالع برج السرطان و يكون المشتري في درجة شرفه منه و هو مسعود قوي مقبول سالم من الرجوع و الاحتراق و يبخره بالعود و العنبر و يلفه في خرقة حرير بيضاء و تمسكه عند نفسك و يكون إقامته من فضة خالصة أو قزدير مصفى فمن أمسكه عند نفسه يرى من السعادة و اليمن و البركة ما يؤمل و لا يقربه إلا و هو طاهر و لا يقرب به موضع النجاسة لأنه من أسمائه المكتوبة خواصه أنه يختص بسعة الرزق و استدامة الكسب و كثرة الأرباح في التجارات و قضاء الحوائج و المحبة عند الناس و القبول و ميل النفوس و استقامة الجاه و الصيت و التصرف و الظفر في القتال و السلامة من الآفات و إذا مسكه ملك جيش أو قائد عند نفسه فإنه

ص: 92

يكون له الظفر و الغلبة و القهر على كل من يقاتله و لا تهزم عسكره مدة إقامته عنده و كل من عاداه أو نازعه أو خاصمه كان هو الظافر و الغالب و هذه صفته بالعربي و الهندي و الطبيعي الخ.

الصورة

و من خواصه أن ينقش يوم الخميس أول ساعة منه لتسكين كل شي ء و من جمع بين حروف أول مريم و أول شورى في معشر و نقشه في خاتم فضة أو ذهب أو مجموعها و تكون زنته عشرة دراهم من دراهم الكيل و الطالع برج الثور أو الزهرة فيه و المشتري برج الحوت في الحادي من الطالع و هو موته و موضع فرحه و يبخر بعود و حصا لبان و عنبر و يلف في خرقة حرير بيضاء فمن أمسكه عنده رأى من العجائب و يتصرف فيما يتصرف فيه كل واحد من الشكلين و هذه صورته:

و قال بعضهم توضع بكرة يوم الخميس في أول ساعة شكلا مخمسا من معدن رفيع ذهب أو فضة أو رق غزال و تكتب فيه كهيعص خمس مرات ثم تطلب ما تريد و تقول يا اللّه يا كريم يا يوه يا عليم يا صادق يا اللّه اقض حاجتي في كذا فمن لبسه كان مسرورا و نال قبولا و مهابة و هذه صورة المخمس كما ترى.

و من كتب هذا حم عسق خمس مرات ثم قال يا اللّه يا حكيم يا عدل يا ستار يا قيوم عدد حروف حم عسق بالجمل الكبير ثم حمله كان محفوظا من الآفات مؤيدا منصورا قلت عدد حروف حم عسق بالجمل المغربي 417 و عدد ه و هذه صورة المخمس و اللّه أعلم.

الصورة

الصورة

ص: 93

و ذكر صاحب مستوجبة المحامد في شرج خاتم أبي حامد في المقالة الأولى هي علبة الخاتم المثلث على ما ذهب إليه غير واحد آيات خمس يقوم من أول حرف من أول كل آية و من آخرها حرف و جملة ما يقوم أولها كهيعص على الولاء و جملة ما يقوم عن آخرها حم عسق على الولاء و لكن فيها آية واحدة يبدأ فيها بما لا تصح البداءة به من حيث الإعراب و لا يتسق به الكلام و إن ابتدأ به على هذه الهيئة الموجودة و هو أول الآية الثالثة على ما سنوضحه لكن جواب هذا أن نقول إن هذا من أبواب الدواء فيحتمل فيه ما لا يحتمل في غيره من عدم اتساق المعنى إذ المدعي في الرقى وقوع الألفاظ على هيئتها من غير نظر إلى ارتباط المعنى و هذه الآيات المذكورة كما نرى كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الآية وَ أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ إلى قوله يطاع عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ الآية ص وَ الْقُرْآنِ الآية. هذه الآيات إنما كانت سر الوفق المثلث لأنها تتلى عليه حال كتابته على أي حال كان نقص أو كمال على ما تقتضيه مصلحة الوضع و تكرر هذه الآيات عليه قال و إلا ولي عندي أن يبلغ بقراءتها على الوفق إن كان كاملا 54 و إن كان ناقصا فبحسابه قلت و رأيت هذه الآيات مكتوبة بزيادة خمسة آيات على هذه الصفة:

كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ إلى الرِّياحُ، حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ إلى مِنْ رَبِّكَ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ، ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ الآية يَوْمَ الْآزِفَةِ الآية عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ الآية إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ الآية عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ الآية سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ الآية وَ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ الآية ص وَ الْقُرْآنِ الآية قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ الآية و ذكر بعض الناس أنه يؤخذ ما أمكن من أوراق الحديد الرقيقة المتطايرة عند الطرق حول الحداد و إن كانت من حديد مضروب لآلة الهدم و القطع فهو أنسب ثم ندق حتى تنعم و تتهيأ و تفرش في قعر طاجن فخار مستعمل عتيق مكسور و ينقش في ذلك الغبار بطرف قرن ماعز مقطوع من أعلاه بعد أن يحدو بطرق أخرى فخذ في المقراض المنقوض المكسر نقاشتين فيه الحروف بكمالها على التوالي خمسة أسطر منتظمة من أوائلها ك و من أواخرها حمسق و الآيات المذكورة فيها الخمس المذكورة أولا يكتب على الوجه المذكور في الساعة الأولى من ليلة الأربعاء التاسع و العشرين من أي شهر عربي موافق ذلك و يكون في بيت خال و الأنسب لذلك أماكن المقابر الدائرة ثم يجمع هذه الرقاق المحروقة و تذر في أمكنة الفساد أو في جيوش الكفار تخرب و يتفرق من فيها و إن تعذر وجدان ورق الحديد المتطاير فخبث الحديد له من ذلك. قوله تعالى: لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إلى قوله: مَنْ يُنِيبُ أو إلى الْمَصِيرُ لفتح الكنوز و الوقوف عليها و إخراج

ص: 94

الخبايا و المعادن و المخفي من سحر و غيره تكتب هذه الآيات في رق غزال من سخلة بيضاء مذكاة و يكون الرق مدبوغا بماء الهند بأبعد أن يضاف إليه شي ء من الصبر السقطري و الزعفران و يطوى و يلف في خرقة صوف حمراء و يعلق في عنق ديك أبيض أفرق معوشر و ترسله في يوم الثلاثاء أول ساعة من النهار في المحل المنهوم فإنه يتفرق فيه و يبحث برجليه مرة بعد أخرى ثم اقبضه و أرسله أولا و ثانيا و ثالثا فإن لم يختلف فاحفر تجد المطلوب. قوله تعالى: وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً إلى آخر السورة، هذه الآيات للحفظ و لمن نسي العلم و التنبيه من كل غفلة و لمن يريد قيام الليل تكتب في جام أبيض طاهر بماء ورد و عسل نحل لم تمسه النار ثم يمحى و يسقى ثلاث جرع و يذكر الأمر الذي يريده و هكذا ثلاث جمع بعد صلاة الصبح كل جمعة ثلاث جرع فإنه يؤثر أحسن تأثير و اعلم أن هذه الخمس آيات المذكورة قبل حوت منافع و فوائد لا تحصى فمنها أن من قرأها و هو داخل على جبار أو سلطان أو غيره كفي شره و صفة القراءة أن يعقد إبهامه من يده ثم يقول ك كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ ح ه هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ م ي يَوْمَ الْآزِفَةِ الآية ع ع عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ الآية س ص وَ الْقُرْآنِ الآية ق فأحرف كهيعص بيده اليمنى و حم عسق بيده اليسرى ثم يدخل على من يريد فلا يضره منه شي ء و قد جرب.

سورة الزخرف

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ الزخرف كان ممن يقال له يوم القيامة يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بغير حساب و عن ابن عمر رضي اللّه عنه أن النبي عليه الصلاة و السلام كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاث ثم قال سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ اللهم إني أسألك في سفري هذا البر و التقوى من العمل ما ترضى اللهم هوّن علينا و اطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر و الخليفة في الأهل و المال اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر و كآبة المنقلب و سوء المنظر في المال و الأهل و إذا رجع قالهن و زاد آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون هذا لفظ مسلم و من كتبها و جعلها تحت رأسه لم ير في نومه ما يكره و إن كتبت على حائط مكان ربح صاحبه في متجره و من كتبها و محاها بماء مطر و سقاها لصاحب السعال نفعه و إن سقيته للمرأة المخالفة نفعها. قوله تعالى: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ إلى قوله: وَ إِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ هذه الآيات لهداية الضال و إرشاد الحائر و تذليل الدواب و زجرها و للحراسة في البر و البحر و حفظ الأجنة في بطون أمهاتها و إصلاح الزوجين في المعاشرة و تليين شدة العدو و حراسة الكروم

ص: 95

و غيرها من جميع العاهات من أراد ذلك لهداية الضال يكتبها في خرقة حرير بيضاء جديدة و يجعلها فوق رأسه فإنه يخرج من الضلالة إلى الهدى و من أراد إرشاد الحائر فليقعد في البرية و يتيمم و يستقبل القبلة ثم يتلوها سبعا فإنه يرشد و كذلك التائه في دينه يقوم نصف الليل و يتوضأ و يصلي ركعتين و يسلم و يقرأ ذلك إلى أن ينام فإنه يأتيه في منامه و يدله على ما يريد من الحق و من أراد التذليل للدواب فليكتبها في رق غزال يوم السبع في آخر الشهر ثم يعلقه في عنق الدابة فإنها تذل و تسخر و من قرأها للحراسة في البر و البحر أمن من دوابه و من أراد لحفظ الأجنة في بطون أمهاتها يكتبها في كل أسبوع مرة في جام زجاج و يمحوها بماء ورد و جلاب و يشربه سبعة أسابيع من وقت العمل و من أرادها لإصلاح ما بين الزوجين يكتبها في أربعة أوراق و يدفن في أربع زوايا البيت فإنهما يصلحان و يزول ما بينهما و كذلك يفعل بالكروم و غيرها و من أرادها لرد العدو و يقرؤها كل يوم و ليلة في وجهه. قوله تعالى: يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ إلى تَأْكُلُونَ لمن كان في عيشة نكد و تكدير و تعسير يصوم من أول الشهر ثلاثة أيام أولها الثلاثاء فإذا كان ليلة الجمعة لبس ثوبا طاهرا و جدد الطهارة و يتناول شيئا يسيرا من الطعام فإذا كان بعد العشاء صلى ركعتين يسأل اللّه تعالى فيهما صلاح نفسه و حاله و شأنه و إزالة ما يكره و يصلي على النبي صلى اللّه عليه و سلّم ألف مرة ثم يقرأ الآيات 70 مرة و في رواية 90 مرة مع إخلاص النية ثم يكثر الدعاء و يصلي على النبي عليه الصلاة و السلام إلى أن يتلو الآيات حتى يغلب عليه النوم و يفعل ذلك في أول الشهر و في وسطه و آخره فإنه يرى ما يسره في دينه و دنياه و قد عملناه و حصل بسببه كل خير فلا تهمله فإنه من منافع القرآن العظيم.

سورة الدخان

عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال قال عليه الصلاة و السلام من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح مستغفرا له سبعون ألف ملك و يغفر له و قال عليه الصلاة و السلام حم الدخان تدعى في ملكوت اللّه المباركة يبارك اللّه تعالى و ملائكته على قارئها و من قرأها ليلة الجمعة أصبح مغفورا له و من قرأها يوم الجمعة بنى اللّه له بيتا في الجنة و قال عليه الصلاة و السلام من قرأ يس و حم الدخان في ليلة جمعة إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه و من كتبها و أمسكها عنده أمن من كل شيطان و كان مهابا عند الناس و شربها ينفع الزحير و يسهل المخرج. قوله تعالى: حم إلى قوله: وَ رَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ من قرأ هذه الآيات في أول ليلة من شعبان بعد صلاة العشاء 15 مرة و هكذا إلى ليلة 14 و فيها يقرأ 30 مرة ثم يذكر اللّه و يصلي على النبي عليه الصلاة و السلام و يدعو بما أحب فإنه يرى العجل في تعجيل الإجابة و يتقي اللّه في فعله. قوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ إلى آخرها هذه الآيات لمن

ص: 96

يأتي بالحجة و يخاف أن يظهر عليه خصمه فليتطهر و يلبس ثوبا نظيفا فإذا كان بعد صلاة العصر كتب الآيات في خرقة جديدة نظيفة بيضاء بماء ورد و مسك و زعفران و كافور و جعلها في جيبه و لقي خصمه قهره و غلبه.

سورة الجاثية

عن النبي عليه الصلاة و السلام من قرأ حم الجاثية سترت عورته و سكن روعه عند الحساب و عنه عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة الجاثية حجبه اللّه عن كل بؤس في الدنيا و الآخرة من كتبها و مسكها عنده أو علقها عليه و شرب ماءها آمن من كل نمام و لم يغتبه أحد و إن علقت على طفل أول ولادته كان محفوظا من كل مكروه.

قوله تعالى: حم إلى يُوقِنُونَ هذه الآيات للنماء و البركة و إخراج النمار و حراستها من الآفات و إدرار المعاش و جلب الرزق و الزبون من أراد ذلك فليتطهر و ليصم اليوم الذي بدأ العمل فيه و يكتب الآيات في قطعة خشب أثل ثم يجريها في بئر أو نهر ثم يأخذ من مائه و يرش في أي مكان أراد فإنه يرى ما يسره. قوله تعالى:

وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ إلى قوله: أَلِيمٍ و في نسخة إلى قوله: وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ هذه الآيات لتسخير الجن و الإنس إذا أردت استحضار أحد منهم و عصى عليك تخرج بالليل و تتلو هذه الآيات و تقول في آخرها يا فلان ابن فلانة أنت ممن تتلى عليه هذه الآيات فاستكبرت و أقسم عليك بأسماء الخالق فتمردت و تجبرت و اللّه أعظم منك و أكبر و بآياته تذل و تقهر فاحضر و إلا فأنت تهلك و كذلك إذا طلبت من أحد حاجة فاقرأ الآيات ثلاثا في كفك الأيمن و اطبقه ثم افتحه في وجهه فإنها تقضى و أيضا لإغراق سفن العدو في البحر و البر إذا أردت أن تخربها فخذ من كسر فاخورة سبع شقاف و تقوم عند ثلث الليل فتطهر و اقلب كل شقفة ثلاث قلبات و تكبر عليها سبعا فإذا فرغت فاكتب عليهم الآيات و كبر عند الفراغ من الكتابة سبعا ثم لفهم في خرقة طاهرة ثم اقرأ عليهم الآيات سبعا ثم قل لا رجعة و لا نجعة و لا قوة و لا سلطان و لا يد و لا بطش و لا نصر و لا ظفر و لا استظهار و لا غلبة و لا اقتدار لفلان ابن فلانة يرى بحمد اللّه تعالى ما يسره ثم تدق الشقف دقا ناعما ثم ترميه في السفن و أي مكان ترى عجبا. قوله تعالى:

الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ إلى يَتَفَكَّرُونَ لصيد البحر و البر فمن أراد أن يستجلب فليأخذ قطعة رصاص من شبكة صياد و يعمل منها لوحا و القمر في منزلة الفرغ و ينقش عليه الآيات ثم يضعه في أي شبكة في أي

----

7- الدرالنظیم

ص: 97

موضع رميت إلا أتاها الصيد من كل مكان و إن كتبها في لوح من خشب الطرفاء و يربطه في طرفها فإنها تصيد صيدا حسنا و إن حمله صياد بر اجتمع عليه الطير و الوحش و إن وضع في محل بيع جلب الزبون و اللّه أعلم.

سورة الأحقاف

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من قرأ سورة الأحقاف أعطي من الأجر بعدد كل ما في الدنيا عشر حسنات و محي عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات من كتبها و علقها عليه أمن من الجان و أمن في نومه و يقظته من كل محذور و إذا جعلها تحت رأسه أمن من كل طارق من الجن و الإنس. قوله تعالى: وَ اذْكُرْ أَخا عادٍ إلى قوله: كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ هذه الآيات لخراب بيوت الظلمة و دورهم و خراب أجنتهم و فساد رزقهم و زرعهم و تعطيل معاشهم و إتلاف حيوانهم و تغيير أحوالهم كلها من أراد ذلك فليأخذ ماء من سبعة آبار معطلة و يتلو عليها الآيات مدة سبعة أيام أولها يوم السبت و آخرها يوم الجمعة في نقصان الهلال في كل يوم قبل طلوع الشمس و عند غروبها 7 مرات ثم يأتي يوم السبت بعد السبعة أيام و يجعل الماء في أربع جرار و تدفع كل جرة لصبي لم يبلغ الحلم و تأمره أن يضعها في أي ركن أردت و يرشها رشا فإنه يكون ما ذكر سريعا و لا تفعله إلا المستحقة قوله تعالى: وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ إلى قوله: فِي ضَلالٍ خاصة هذه الآية سرعة إجابة الجن و إحضارهم عاجلا فإذا أردت إجابتهم فاقرأ الآيات 30 مرة إثر كل عزيمة.

سورة محمد صلى اللّه عليه و سلم

من قرأها كان حقا على اللّه أن يسقيه من أنهار الجنة و من كتبها و محاها بماء زمزم و شربها كان عند الناس محبوبا و لم يسمع شيئا إلا وعاه و تكتب و تمحى و يغسل بمائها الأمراض تزول. قوله تعالى: صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إلى قوله: وَ لَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ هذه الآيات من نقشها في ترسه الذي يلقى به العدو نصره اللّه. قوله تعالى: وَ الَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ إلى قوله: فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ هذه الآيات إذا قرأتها على قبضة من تراب المعركة حين يلتحم الحرب و رششتها في وجه العدو خذله اللّه و رجع مهزوما.

سورة الفتح

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة الفتح في أول ليلة من شهر رمضان في التطوع حفظ في ذلك العام الخ قال بعض العارفين من قرأ الفتح ثلاثا عند رؤية هلال رمضان وسع اللّه عليه ذلك العام (ما جاء في المفصل) عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه

ص: 98

صلى اللّه عليه و سلّم لكل شي ء لباب و لباب القرآن المفصل و عن ابن ثوبان رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إن اللّه أعطاني السبع الطوال مكان التوراة و أعطاني السبع المثاني مكان الإنجيل و الزبور و فضلني بالمفصل من كتبها و أمسكها في وقت قتال أو خوف أمن و شرب مائها ينفع الزحير و الرعف و الرجيف و قراءتها تؤمن من الغرق. قوله تعالى: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً إلى قوله: وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً هذه الآيات للقبول و لكل أمر لا يطاق و للنصر على الأعداء فمن أرادها للقبول فليكتبها و هو طاهر بمسك و زعفران و ماء ورد في رق غزال و يجعلها في رأسه يحصل له القبول و من أرادها للنصر فلينقشها يوم الخميس في الساعة الأولى و الثانية في دائرة من نحاس أصفر و تسمر في وسط الترس فمن حمله و لقي به العدو نصره اللّه عليه. قوله تعالى:

مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ إلى آخر السورة قال البوني قال بعض العارفين من وفقه و كتب الأسماء منه شاهد العجب العجاب و لقد ذكر لي من عرف صحة فضله قال ما وضعته لأحد إلا و نال مطلوبه و لقد ألقيته على بهيمة فذلت بعد ما كانت جموحا و خلص به خلق كثير من الحمى و هو م ح م د رسول اللّه و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم في كل وجه من الوجوه الأربعة اسم فركب تصب و هذه الآيات للنماء و البركة و القوة و الحراسة من كل آفة للرجال و النساء و الأطفال و كل من عليه الدائرة كان كذلك خصوصا من كتبها في ليلة الرابع عشر من رمضان و في نسخة أبي الحسن الشاذلي في الرابع و العشرين منه في خرقة من حرير بيضاء بمسك و كافور و ماء ورد و لفها في رق غزال و رفعها عنده فإن علقت على أي وجع أبرأته أو على خائف من أي جنس أمن و كفى حاملها سائر ما يكره و قوة لمن طعن في السن و فيها من النفع ما لا يحصى و أبان لي الشيخ نجم الدين الأصفهاني كما أبان له الشيخ أبو العباس المرسي كما أبان له الغوث أبو الحسن الشاذلي رضي اللّه عنهم أجمعين كتب الدائرة المذكورة نفعنا اللّه بها و ذكر لي منافعها و سرها فوق ما ذكرته لا نسمح بكتابته بل بالغاية للرجال في الصدور و قال أوصاني الشيخ أبو العباس المرسي كما أوصاني الشيخ أبو الحسن رحمة اللّه عليهم و هذه الآية اجتمع فيها حروف المعجم بكمالها و كذا في آية آل عمران و هي ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ الآية و ليس في القرآن حوت حروف المعجم غير هاتين الآيتين و نفعنا اللّه بهما و به و من أكثر من قراءة هذه الآية وجبت له إجابة الدعاء و الخروج من الضيق إلى السعة و يكون له أعوان يعينونه على الخير و قيل يرزق خير الدنيا و الآخرة.

و هذه صورة الدائرة

ص: 99

الصورة

كما أخبرني الشيخ و تكون في التربيع سواء و كتابة الكلمات سطرا واحدا و الآية أربعة أسطر من غير طمس و في وسطها نقطة لطيفة لا يمكن التصريح بها خوفا من الجهلة و هي رواية الشيخ نجم الدين الأصفهاني و هي نافعة لكل شي ء و فيها من الأسرار المكنونة و الجواهر المصونة ما لا يعلم علمه إلا اللّه تعالى و المشايخ أهل الباطن رضوان اللّه عليهم أجمعين و نفعنا اللّه ببركتهم و بركتها آمين.

(و هي هذه كما ترى في الصحیفة الآنیة)

ص: 100

الصورة

و رأيت بخط الشيخ شهاب الدين ولد الشيخ تقي الدين ابن أبي الحسن ما نصه: أملاني والدي بسم اللّه الرحمن الرحيم لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم بك منك و إليك أستغفرك و أتوب إليك فاغفر لي و تب علي لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين و اعلم يا بني إنه قال لي الشيخ أبو الحسن إن أردت كمال الأمور و تمام السرور فاقرأ سورة يس عشر مرات بعد صلاة الفجر و اتل الاسم الأعظم 70 مرة وسل ما تريد و صفة السؤال أن تقول بعد التلاوة في الوقت المخصوص اللهم إني أسألك أن تفعل بي كذا و الساعة المخصوصة هي آخر ساعة من يوم الجمعة و فيه ساعة مجيبة لا يعلمها إلا من منّ اللّه عليه بعلمها فمن دعا بذلك في أي وقت كان و كرره سبعين مرة أجيبت دعوته بفضل اللّه و إن كان له استغراق كان أسرع للإجابة و هذه الأسماء فيها اسم اللّه الأعظم.

سورة الحجرات

إذا كتبت في بيت لم يقربه شيطان و إن كتبت و محيت و سقيت لمن قل لبنها درّ و تحفظ جنين الحامل و تكفى السوء اه.

سورة ق

إذا كتبت قوله تعالى: ق إلى قوله: كَذلِكَ الْخُرُوجُ هذه الآيات وقاية للأشجار و أثمارها من الآفات من أراد ذلك فليأخذ من أول مطر ينزل في زمن الربيع قليلا منه في إناء طاهر

ص: 101

مدهون أو زجاج جديد و يكتب الآيات في رقاع سبعة بماء ورد و زعفران في كل رقعة آية ثم يغسلها بالماء الباقي عند انشقاق الفجر و يقرأ عند غسلها الآيات 7 ثم يرشه في أصل كل شجرة أراد فإنها تثمر و يطيب ثمرها و إن نقع فيه الحب أو البذر و زرع نبت في غاية و اعلم أن هذه السورة ما قرئت عند محتضر إلا هوّن اللّه عليه سكرات الموت و من شربها بماء المطر و هو يشكي ببطنه أو الطفل الذي لم تخرج أسنانه أو الخائف إلا بلغ كل منهم ما أراد.

سورة الذاريات

من قرأها عند مريض عافاه اللّه و إن وضعت على الحامل عند الولادة سهل اللّه ولادتها.

سورة الطور

إذا استدام المسجون قراءتها سهل اللّه خروجه و إن قرأها المسافر أمن من كل سوء و إذا رش ماؤها على العقرب قتلها.

سورة النجم

من كتبها في رق غزال و علقها عليه قوي سلطانه و لم يخاصم أحدا إلا قهره و كان منصورا أينما توجه قوله تعالى: وَ النَّجْمِ إِذا هَوى إلى قوله: الْكُبْرى خاصيتها تصفي الذهن و تذكي القلب و تزيل النسيان و تعين على حفظ القرآن و العلم و تذهب الوسواس من كتبها في جام بمسك و ماء ورد و محاه بماء زمزم و شربه سبعة أيام متوالية على الريق حصّل من ذلك ما يريد إن شاء اللّه تعالى.

سورة القمر

من كتبها يوم الجمعة و علقها على رأسه كان عند اللّه وجيها و سهلت له الأمور الصعاب.

سورة الرحمن

من كتبها و علقها عليه أمن من الرمد و إذا كتبت و محيت بماء طاهر و شربت أزالت مرض الطحال و إن كتبت على حائط بيت منع منه الهوام قوله تعالى: يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إلى قوله: مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ من كتبها في رق غزال و علقها على ذراعه الأيمن أمن من كل ما يخاف منه.

سورة الواقعة

قال ابن مسعود سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا و من قرأها كل غداة لم يتخوف الفقر أبدا قال بعض العارفين إذا قرئت على ميت خفف عنه و إذا قرئت عند مريض وجد الراحة و إذا قرئت عند محتضر سهل اللّه عليه و إذا علقت على المرأة عند الطلق سهل اللّه عليها و من قرأها على طهارة صباحا و مساء لم يجع و لم يعطش و لم تلحقه شدة و لا خوف و لا فقر ا. ه.

سورة الحديد

قال ابن عباس رضي اللّه عنهما اسم اللّه الأعظم في ست آيات من سورة الحديد إذا حملها المقاتل لم يصبه سيف و لا غيره و تنفع للحمى و الورم.

سورة المجادلة

من قرأها عند مريض نام و سكن ألمه و من داوم على قراءتها ليلا و نهارا حفظ من كل طارق و إذا كتبت و طرحت في حب أزالت ما يفسده.

ص: 102

سورة الحشر

قال حجة الإسلام من قرأ سورة الحشر أمن في الدين و الدنيا و ذكر بعضهم إن آخر سورة الحشر دواء من كل داء إلا الموت و رأيت بخط بعض العارفين انها تبرئ من كل دواء و إذا كتبت أم القرآن و أربع آيات من آخر الحشر و قل هو اللّه أحد ثلاثة مرات و المعوذتين ثلاثا ثلاثا بم يكتب اللهم رب الناس إله الناس اذهب البأس و اشف حامل كتابي هذا شفاء لا يغادره سقم بحولك و قوتك و قدرتك إنك على كل شي ء قدير و صلى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم ثم يجعلها على كل مريض يبرأ بقدرة اللّه و عن معقل بن يسار عن النبي عليه الصلاة و السلام أنه قال من قال حين يصبح أعوذ باللّه السميع العليم من الشيطان الرجيم و قرأ ثلاث آيات من أول سورة الحشر و كل اللّه به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي و إذا مات في ذلك اليوم مات شهيدا و من قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة و يطبع بطابع الشهداء و عن أبي أيوب الأنصاري كان له مربد من ثمر فوجد أثر أخذ من ثمره فلما كانت الليلة رصده فإذا هو بشخص فقال له من أنت قال رجل من الجن سكنى بنصيبين أردنا أن نزور هذا البيت فأرسلنا فانقطع بنا و قد كنا نصيب من ثمركم فقال إن كنت صادقا فأعطني يدك فإذا بذراع كذراع الكلب فقال له ما أصبت من ثمري فهو حل و ما طلبت من حاجة تجد أ لا تخبرني بشي ء نستعيذ به من مردة الجن فقال بالكلمات التي في آخر سورة الحشر و هي لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ الخ السورة و من كتبها و قرأها ليلة الجمعة أمن من كل شي ء حتى يصبح و من توضأ و صلى أربع ركعات يقرأ في كل الفاتحة و السورة ثم يقرؤها في ركوعه و ينوي أي حاجة أراد إلا سهل اللّه قضاءها و إذا كتبت في جام و محيت بماء المطر رزق الذكاء و الفطنة و قلة النسيان و قال صاحب شفاء الصدور و الأبدان في سر منافع القرآن في علاج تسكين صداع الرأس أن يرقيه و يكتب له رقعة و يربط على الجبين أ لم تر إلى ربك كيف مد الظل و لو شاء لجعله ساكنا و قوله تعالى: وَ لَهُ ما سَكَنَ الآية و يقرأ عليه خاتمة الحشر سبع مرات و يكتب أيضا يا أيها الموكل بمشيئة اللّه على الضربان و الشقيقة و الجمرة ا ح ح ح ط ل ك م ر ع س ص د ى اسكن من رأس كل من ذكرت عليه هذه الأسماء بسم اللّه الشافي المعافي اللّه الكافي فسيكفيكهم اللّه و هو السميع العليم و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم و اعلم أن خاتمة سورة الحشر إذا تلاها الإنسان على أي وجع في أي عضو سكن بإذن اللّه تعالى.

سورة الممتحنة

من كتبها و شربها ثلاثة أيام متوالية أزالت عنه مرض الطحال بإذن اللّه تعالى.

سورة الصف

ص: 103

من داوم على قراءتها في سفره أمن طوارقه إلى أن يرجع إلى وطنه قوله تعالى:

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ إلى قوله: قَرِيبٌ هذه الآيات للقبول و الهيبة و الجاه و النصر من كتبها في حريرة بيضاء بمسك و زعفران و ماء نسرين و جعلها في طوق قميصه كان ما ذكر.

سورة الجمعة

من دوام على قراءتها أمن من وسوسة الشيطان قوله تعالى: ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ الآية من نقشها على صدفة يوم الجمعة ثم طرحها في مال أو غيره بورك فيه و حفظ من الآفات بإذن اللّه تعالى.

سورة المنافقون

قراءتها تزيل الرمد و الدمامل و الأوجاع قوله تعالى: وَ إِذا رَأَيْتَهُمْ إلى قوله:

أَنَّى يُؤْفَكُونَ هذه الآية لخذلان العدو تقرأ على تراب طاهر و ترش في وجهه و هو لا يدري فإنه يرتد عما هو فيه.

سورة التغابن

من خاف من سلطان أو جبار و قرأها و دخل عليه كفاه اللّه شره.

سورة الطلاق

إذا كتبت و محيت بماء ورش في موضع لم يسكن أبدا و إن رش على باب بيت مسكون أثار الفتن و ربما كان الفراق فاتق اللّه في عملك قوله تعالى: وَ مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ الآية لمن ضاقت عليه معيشة فليتب إلى اللّه و يضمر خيرا ثم يقوم ليلة الجمعة سحرا و يستغفر اللّه مائة مرة و يتلو الآية إلى أن ينام فإنه يرى كيفية المخرج من ضيقه و يفتح له الباب.

سورة التحريم

قراءتها تنفع المريض و المعروض و الساهر و المديون.

سورة الملك

قال عليه الصلاة و السلام أن سورة القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له و هي سورة تبارك و إذا قرئت على الرمد ثلاثة أيام متوالية كل يوم ثلاثا برى ء.

سورة ن

و تكتب لخراب دور الظلمة و فساد أمرهم قوله تعالى: وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا إلى آخر السورة هذه الآية لإزالة الحسد و الحفظ من النظرة تكتب بعد البسملة 25 مرة في كاغد فإن حامله لا تصيبه عين عائن و لا حسد حاسد.

سورة الحاقة

تعلق على الحامل لحفظ الجنين و إذا سقي المولود ماءها ساعة ولادته كانت له ذكاء و سلمه اللّه من كل ما يصيب الأطفال و إذا قرئت على زيت و دهن به المولود نفعه من الحشرات و كافة أوجاع البدن.

سورة المعارج

من قرأها كل ليلة أمن من الجنابة و الأحلام الرديئة و حفظ إلى أن يصبح.

ص: 104

سورة نوح

من داوم على قراءتها لم يمت حتى يرى مقعده في الجنة و من قرأها لحاجة تيسر قضاؤها و من أقبل بها على ظالم أمن من شره.

سورة الجن

عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال من قرأ سورة الجن أعطى بعدد كل جني و شيطان ثواب عتق رقبة و من قرأها خوفا من سلطان أمن و من قرأها لشي ء مخزون حفظ.

سورة المزمل

عن أبي رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال من قرأ سورة المزمل دفع اللّه عنه العسر في الدنيا و الآخرة.

سورة المدثر

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من قرأ سورة المدثر أعطى من الأجر بعدد المؤمنين بمكة.

سورة القيامة

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال من قرأ سورة القيامة حشر مسفر الوجه و إذا تلاها العاصي رجع و اتعظ و تاب.

سورة الإنسان

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة الإنسان كان جزاؤه على اللّه جنة حرير أو من كتبها في رق كبش أضحية بمداد من دواة رجل عالم و طوى الكتاب و شّمعه بشمع خام. من حمله من صغير أو كبير كان له حرزا من جميع الآفات بإذن اللّه تعالى.

سورة المرسلات

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة المرسلات برى ء من الشرك و من قرأها و هو مخاصم غلب خصمه و كذلك من كتبها و حملها قهر خصمه و من أصابته دماميل و حبوب إذا كتبها و علقها علقة برأ بإذن اللّه تعالى.

سورة النبأ

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة النبأ سقاه اللّه من بارد الشراب يوم القيامة و قراءتها تؤمن من كل سارق و تكفي شر كل مؤذ.

سورة النازعات

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ سورة النازعات دخل الجنة وجهه ضاحك و من قرأها في وجه العدو كفي شره.

سورة عبس

قال عليه الصلاة و السلام من قرأ عبس جاء يوم القيامة وجهه مثل القمر و إن كتبت في صدفة و علقت عليه أمن من كل باغ.

سورة التكوير

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من قرأ سورة التكوير أعاذه اللّه من أن يفضح يوم القيامة و من قرأها عند نزول الغيب و دعا بما أحب استجاب اللّه تعالى دعاءه و من قرأها على ماء ورد و مسح به عينيه كثر نورها و حفظت صحتهما إن شاء اللّه تعالى و من قرأها في بيت فيه سحر مدفون لا يعرف له موضع ألهمه اللّه موضعه و لا يضره شي ء بعون اللّه تعالى.

سورة الانفطار

إذا قرأها مأسور خلص و إذا اغتسل المحموم بمائها برأ قوله تعالى: إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ إلى قوله: ما قَدَّمَتْ وَ أَخَّرَتْ هذه الآيات لإفزاع العدو و إرهابه و تخويفه حتى يرى الأهوال و الأفزاع من أراد ذلك فليأخذ قطعة من جلد كبش و خرقة من ثوب امرأة كبيرة السن و يقرأ الآيات على الجلد و الخرقة مائة مرة و يذكر اسم من يريد و اسم أمه في كل مرة و يدفن الجلد تحت عتبة بابه و الخرقة في رأسه فإنه يرى العجب من ذلك.

سورة التطفيف

من قرأها سقاه اللّه من الرحيق المختوم و إذا قرئ على شي ء مخزون سلم.

سورة الانشقاق

إذا وضعت على المطلقة ولدت و قراءتها تسكن ألم الملسوع و حملها يمنع الهوام.

ص: 105

سورة البروج

تعلق على المفطوم يسهل عليه الفطام و من قرأها في فراشه كان في أمان- قوله تعالى: وَ اللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ- إذا تلاها من يريد سفرا على باب داره ثلاث مرات حرسه اللّه تعالى هو و ما معه من المتاع و غيره.

سورة الطارق

تقرأ على المشروب من الأدوية تؤمن غائلته و قراءتها في الفراش تؤمن من الاحتلام.

سورة الأعلى

قراءتها تزيل البواسير و من كتبها يوم الجمعة و علقها عليه وقي من جميع الآفات و من كتبها على جنب امرأة حامل في أول الشهر أتت بولد صافي الذهن.

سورة الغاشية

من قرأها على ما يأكله أمن من ضرره.

سورة البلد

إذا علقت على الولد عند ولادته أمن من جميع الهوام و ذكر لي من أثق بقوله عن بعض الأولياء بدمشق أن سورة البلد هي كيس الفقراء تقرأ بعد صلاة الفجر و قبل صلاة الصبح فلا يخلو من الدراهم أبدا.

سورة الشمس

من أكثر من قراءتها له حظ و قبول و من شرب ماءها سكن عنه الرجيف و الزحير و من أراد خراب بيت عدوه فليكتبها على شقفة نية صنعة رجل عازب و يدق الشقفة و يرشها في المكان.

سورة الليل

من قرأها في أذن المصروع أفاق و إن شرب ماءها المحموم برأ.

سورة الضحى

إذا قرئت على اسم غائب رجع سالما في أقرب وقت و إذا قرئت على شي ء نسي استعرف عليه.

سورة الانشراح

من قرأها على الصدر نفعه من ضيقه و على وجع الفؤاد سكن و من شرب ماءها نفعه من وجع الحصباء و المثانة.

سورة التين

قال بعض العارفين إذا حملها من توجه في سفر أمن حتى يعود إلى أهله و من كتبها في إناء طاهر أبيض زجاج أو غيره و محاه بماء المطر و رشه في زرع أو بستان ظهر حسنه و كثرت بركته و سلم من الآفات بإذن اللّه تعالى.

سورة القلم

من كتب من أولها إلى قوله: ما لَمْ يَعْلَمْ في قدح جديد من خشب الطرفا بقلم بولاد و يكون الكاتب طاهرا صائما و محاه بماء عذب لم تره الشمس و شربه على الريق رزق الحفظ و صفاء الذهن فوق ما يوصف.

سورة القدر

قال لي بعض العارفين أ لا أعلمك اسم اللّه الأعظم قلت: بلى قال: اقرأ أم القرآن و الصمدية و آية الكرسي و سورة القدر ثم استقبل القبلة و ادع بما أحببت و من كتبها و شربها وهبه اللّه النور في بصره و اليقين في قلبه.

سورة البينة

من علقها على صاحب اليرقان أو الأورام زالت بإذن اللّه تعالى.

سورة الزلزلة

قال عليه الصلاة و السلام من أكثر من قراءتها في صلاته فتح اللّه له من كنوز الأرض و أمن مما يخاف.

ص: 106

سورة العاديات

من كتبها و أمسكها عنده أمن المخاوف و تيسر له الرزق.

سورة القارعة

إذا علقت على من قدر عليه الرزق تيسر و من أدمن على قراءتها كان في أمان.

سورة التكاثر

تقرأ بعد صلاة العصر على الصداع و الشقيقة و من قرأها سبع مرات عند نزول المطر كان له أجر عظيم و من جمع ماء المطر و هو يقرؤها و جعل من ذلك في شراب فمن شربه نال نفعا عظيما بإذن اللّه تعالى و من داوم على قراءتها أغناه اللّه تعالى.

سورة العصر

إذا قرئت على من به الحمى نفعته و من كتبها في أربع شقاق و جعلها في أربع زوايا الموضع حفظ ما فيه من كل آفة بإذن اللّه تعالى.

سورة الهمزة

قراءتها بعد صلاة النافلة تزيد في المال و الرزق.

سورة الفيل

من قرأها في صف قتال انهزم الصف الثاني و من قرأها في وجه العدو خذله اللّه.

سورة قريش

من قرأها على طعام يخاف أمن و كفى وجع الكليتين.

سورة الماعون

من قرأها على ماعون حرس من الكسر و من داوم على قراءتها قبل قوله و أجيبت دعوته.

سورة الكوثر

من قرأها ألف مرة و صلى على النبي صلى اللّه عليه و سلم ألف مرة ليلة الجمعة و نام على طهارة فإنه يرى النبي صلى اللّه عليه و سلم و من علقها عليه كان في أمان.

سورة الكافرون

تعدل ربع القرآن من داوم على قراءتها وقت طلوع الشمس و غروبها أمن الشرك.

سورة النصر

تنقش في رصاص و تجعل في الشبكة يأتيها السمك أفواجا و من نقشها على أي شي ء من آلة الحرب و استقبل بها عدوه نصره اللّه عليه.

سورة تبت

إذا كتبت على وجع يخاف زيادته نقص و أعقبته العافية اه.

سورة الإخلاص

تعدل ثلث القرآن من قرأها بإخلاص حرم اللّه جسده على النار و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من مر على المقابر و قرأها إحدى عشر و وهبها للأموات أعطاه اللّه أجرا بعدد الأموات و قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي إذا أردت الإخلاص فاستعن على نفسك بقراءة سورة الإخلاص.

سورة الفلق

من أدمن على قراءتها تيسرت له الأرزاق و حفظ من شر الخلق و حسدهم.

سورة الناس

من أدمن على قراءتها كان في عافية و سلامة و من قرأها على منظور برأ و من قرأها على مريض عوفي و إذا كان محضرا هوّن عليه و من قرأها عند نومه أمن من الجن و الإنس و الوسواس و من كتبها و علقها على الصغار حفظوا من الجن و الهوام و من قرأها عند الدخول على السلاطين و الحكام كفي شرهم و كان بقدرة اللّه في أمان و سلام و اطمئنان.

ص: 107

فهرس المحتويات

الصورة

ص: 108

الصورة

ص: 109

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.