كلمة الرسول الاعظم

اشارة

سرشناسه : شيرازي، سيدحسن

عنوان قراردادي : كلمه الرسول الاعظم . فارسي.

عنوان و نام پديدآور : سخن پيامبر اعظم: ترجمه كلمه الرسول الاعظم شامل خطبه ها، نامه ها، پيمان هاي سياسي، وصايا، نيايش ها و كلمات قصار/ تاليف حسن شيرازي؛ ترجمه ذكرالله احمدي.

مشخصات نشر : تهران: انديشه مولانا 1390.

مشخصات ظاهري : 840 ص.

شابك : 145000 ريال 978-600-5634-47-1 :

وضعيت فهرست نويسي : فيپا

عنوان ديگر : ترجمه كلمه الرسول الاعظم شامل خطبه ها، نامه ها، پيمان هاي سياسي، وصايا، نيايش ها و كلمات قصار.

موضوع : محمد (ص) ، پيامبر اسلام، 53 قبل از هجرت - 11ق. -- خطبه ها

موضوع : محمد (ص) ، پيامبر اسلام، 53 قبل از هجرت - 11ق. -- نامه ها و پيمان ها

موضوع : محمد (ص) ، پيامبر اسلام، 53 قبل از هجرت - 11ق. -- كلمات قصار

شناسه افزوده : احمدي ذكرالله 1320 -، مترجم

رده بندي كنگره : BP142 /ش94ك8041 1390

رده بندي ديويي : 297/215

شماره كتابشناسي ملي : 2279286

كلمات الرسول

كلم____ات الرس______ول ن______ورُ بيانٍ قطّ____رته السّم________اء في أنوارهْوارثُ الرّوض [1] بالرّياحين أولي وبأكن_____افه وط_________يب ثم_____ارهْليس ب_دعاً أن تنظمَ الدّرَّ في السل_ _ك فه_____ذا الض____ياء بعض نهارهْتجت____ليه الع____يونُ صُب___حاً جديداً وتغ__وصُ الأل______باب ف_____ي آثارهْأُمّ_____ةُ الضّ__اد حسبها في المعالي أن تُح_____لّي بحب________كةٍ من دِثارهْمُنقذُ الدي_____ن م___ن م___ناةٍ وعزّي والحجي من جُم_____وده واجت__رارهْذلك الثّائ____رُ السّم____اوي ك__ان ال_ _دهر يفني آن______اءَه ف____ي انتظارهْأيق____ظ الخامل____ين ف_____ي كلّ قُطرٍ غاب حقُّ الح_______ياة عن أبصارهْبيروت في 4 تشرين الأول سنة 1966بولس سلامةبسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله، حمداً لم يسبق إليه السابقون.والصلاة علي محمد وآله،صلاة لم يفز بها الفائزون.

مقدمة

عندما ننبش في تاريخ الفكر الإنساني، عن كلمات الحقّ، التي نلجأ إليها عبر الأحداث والمناقضات، تتألّق كلمة الرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله) في ذروة التراث الإنساني، من نتاج الفكر والذوق الأصيلين، سواء ما وصلنا عن طريقه المباشرة - أو علي لسان عترته الطاهرة - وهو اليسير اليسير، أو ما تواري عنّا في عهود الرّدة والانتكاس وهو الكثير الكثير.فالنبي، الذي كان قائد دولة، ورسول دين، ومؤسّس أمّة، يكون قوله وفعله وتقريره حجّة وسنّة، لو سُجّلت سننه كلّها لوسعت آلاف المجلدات، ولكن أبادت معظم سننه، الأحقاد التي تسلّلت إلي القادة، والمضاعفات التي تسرّبت إلي الرواة، فظهر رجل منع الرواية عن رسول الله، ورجل أحرق كتب الرواية عن رسول الله، ورجال سلّطوا السيف والسوط علي الرواة عن رسول الله، ورجال كمّوا أفواه المحدثين عن رسول الله، وسواء أكانوا يفعلون ذلك دفاعاً عن رسول الله، أو عداءً لرسول الله، فإن الذي لا يمكن التشكيك فيه، هو أنّهم أفنوا من تراث رسول الله الكثير الكثير، وما أبقوا منه سوي اليسير اليسير.غير أن هذا القدر اليسير اليسير، الذي وصل

إلينا عبر الطوفان هو أضخم رصيد ورثته الإنسانيّة من مصادر الفكر والإلهام، بحيث لو تمزّقت دونه الستائر، لشعّ حتي لم تبق علي الأرض قطعة من ظلام.ومن الطبيعي أن يكون النبي الأكرم (صلي الله عليه وآله) أغني مصادر النور، فهو أعلي القمم البشريّة، الذي لم تطمح إلي مطاولته العبقريات في لحظات جنون الكبرياء، متي يطال إنسان تبلور حتي خشعت له غرر الملائكة، وانتجبه الله - بجدارة - سيّد أنبيائه، وأقرب عباده إليه، ثمّ منحه رسالة السماء الكاملة، التي لم يُؤثِر بها مائة وأربعة وعشرين ألفاً من الأنبياء، وخوّله قيادة البشر حتي الأبد، فإذا هو خاتم أقفلت بعده السماء. وإذا أمّته خير أمّة أخرجت للناس.والرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله) إنسان تبرعم عن قلب الصحراء مع البراعم التي تتفتّق تحت أنداء الفجر، والرمال التي تتبلور علي وهج الشمس، والرياح التي تثور لتسوّي الكثبان والوهاد، حيث ينتحر التكلّف، فتعيش الطبيعة أقصي انطلاقاتها، وتبلغ الفطرة أوج نضجها، فإذا بصلابة الجلاميد، تشدّ علي أعصاب التهاميّ، وإذا بوميض البروق يضطرب في عينيه، وإذا بلهيب الهجير يجري في عروقه، وإذا برسالة السماء تنطلق علي لسانه، وإذا بالأميّ يدوّي بصوت يكرّس كلّ ما في السماء من خير ونور، فيصوغ من شعب الجاهليّة شعب المعجزات، وإذا بالبدو الرّحّل ينتشرون في أرجاء العالم لقيادة الشعوب، فيمتدون بصوته في كلّ اتجاه، حتي يغرقوا فيه كلّ عرش وتاج، وإذا بظلّ اليتيم يحوم بأجنحته العريضة في الآفاق، فيكتنف مطلَّ الشمس، لينتعش تحته الضعفاء، ويتهافت الجبّارون.ثمّ ما هي البلاغة في أروع انتفاضاتها؟ أليست هي العبقريّة التي تنفجر علي ألسنة العباقرة، علي نحو ما تتفتّح في أعمالهم؟ وإذا كان جميع العباقرة أدباء - تختلف مستوياتهم الأدبية، بمقدار ما تختلف درجات

مواهبهم - فماذا يمنع الرسول (صلي الله عليه وآله) أن يكون سيّد الأدباء أجمعين، كما كان سيّد الأوّلين والآخرين؟ أو ليس هو الإنسان الوحيد، الذي أصبح الأدب علي لسانه معجزة نبوّة، تحدّث البلاغة البشريّة، بكلّ ما أمكن العنف والاستفزاز، فأنابت إليه صاغرة مذعنة، يسربلها خشوع الإيمان، بعد أن كان الأدب - ولا زال - لغة تملّق واستجداء؟ أوَ ليست المواهب الإنسانية النبيلة، قد تكرّست فيه أكثر ممّا تفرّق في العباقرة والمفكّرين؟ومن ثمّ أصبح أدب النبيّ (صلي الله عليه وآله) فوق مستوي بقيّة الآداب، بمقدار ما هو فوق مستوي بقيّة الأدباء.وأوّل ما يصدمك في أدب الرسول (صلي الله عليه وآله) هو العقل الجبّار، الذي يترك أفكاره تتوالد وتتسلسل، كالنهر الذي يجري ويجري دون أن يكون لجريه حساب أو انقطاع، ويعمّقها حتي لا تظلّ عليه أغوار، ثم يضبطها بحدود دقيقة لا تسمح لعواطفه الحارّة، وأحزانه البعيدة أن تطغي عليه، أو تطيش بكلمة عن غرب لسانه أو شقّ يراعه بلا استئذان، حتي ليدهش الباحث من تلك الدقّة المنطقيّة، لو علم أن النبيّ (صلي الله عليه وآله) لم يكن يفكّر في إعداد كلماته، ولو قبيل ارتجالها بلحظات، وإنّما كانت تنفجر من نفسه الجيّاشة - لحظة الارتجال - بلا إعداد.ثمّ الخيال الواسع الخفّاق، الذي قد يكون أهمّ شروط البلاغة - وهو الحسّ الذي يربط جميع الموجودات، بشبكة واحدة شاملة من الأسباب والمسبّبات، حتي لا يكون شيء في الوجود، إلاّ مسبّباً عن شيء وسبباً لشيء. وهذا الذوق، هو الفارق الوحيد بين الفن والعلم، حيث إن دليل العلم هو العقل، الذي يجزّئ الأشياء ثمّ يدرس كلاًّ من أجزائها بانفراد، بينما يكون الإلهام دليل الفن، الذي يجمع المتباينات في إطار من التناسق الجمالي،

ليجمع من تفاعلها صورة مطبوعة تضفي علي الكون رواءً جديداً، وما كان الأدب فنّاً إلاّ بهذا الشمول. فالأديب أسبق من الفيلسوف في التطلّع إلي خفايا الأشياء، وهو بهذا الذوق يبقي دليل الفيلسوف إلي الرابط الكوني العام. والرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله) أقوي من عرف هذا الرابط بدقّة الفيلسوف، وعبّر عنه بأسلوب الأديب، فأكّد علي أن جميع الكائنات متوالدة عن بعضها إرادة فاعلة في الكون، وممتدّة ممّا وراء الكون، فإذا الكون كلّه وحدة مترابطة فيما بينها، ومرتبطة بما وراءها، برابط وثيق يكون إنكاره أعظم جريمة في الحياة، وهو الكفر، الذي يعاقب عليه الإنسان بالإعدام. فكان النبيّ الأكرم (صلي الله عليه وآله) أستاذ الفيلسوف منذ كان، ودليل الأديب إلي الأبد، لأنّه عرف ما يعرفه الفيلسوف والأديب معاً، وعرف ما لم يعرفاه، وهو الرابط العام بين مظاهر الطبيعة وما وراء الطبيعة، وبين الدنيا والدين، فلم يعرّف ما وراء الطبيعة إلاّ بما يهيمن علي الطبيعة، ولم يفسّر الدين إلاّ بما يصلح الدنيا، وعبّر عن هذا التكامل الشامل بأقوال موجزة معجزة:(من خاف الله، أخاف الله منه كلّ شي، ومن لم يخف الله، أخافه الله من كلّ شيء).(من أحبّ أن يكون أعزّ الناس فليتّق الله، ومن أحبّ أن يكون أقوي الناس، فليتوكّل علي الله).وينفرد أدب النبيّ (صلي الله عليه وآله) - عن كلّ ما انحدر إلينا عبر الأجيال، من نتاج الفكر والذوق - بميزة تجعل له مصافّاً مستقلاً، فوق كل المستويات الأدبيّة - لو استثنينا القرآن وحده - وهي السلاسة العفوية البالغة، في رصف المعاني والألفاظ معاً، بحيث تجري رخاء علي مهل، كما يجري الرقراق الفرات في السواقي المستلقية علي بساط الرمل، أو كما تجري العطور في رفيف الأنسام. وتستوي

أجواؤه - رغم تناوله مختلف المواضيع - كما تستوي صفحات البحار، في الآصال الغيد. حتي إنّك تنساب معه إلي أبعد الآماد وفي شتي المجالات - بلا وعي أو رأي منك - كما ينساب الدم في عروقك إلي أبعد أعضائك، دون أن تشعر بشيء فتوافق أو لا توافق. فيحملك علي جناحه العريض، ويجوس بك أينما شاء من المضانك الشائكة، والمزالق الوعرة، دون أن يصيبك عنت المسري ورهق الانطلاق، ومن غير أن يتعثّر خيالك أو ذوقك بلفظة أو معني متحجّر، كما تجوب بك أطياف الأسحار في المهاوي والمهالك، دون أن تصدم عصبك أو ذوقك. ويتسرب إلي أعماقك بلا إشعار حتي تمتلك عليك خواطرك ومشاعرك بلا استئذان، كما تتسرّب الروح في الجسد، فتوقظه من رقدة الموت، دون أن يشعر الجسد بدبيبه الحالم.ورغم أنّه أدب صدر في زمن سحيق متصل بالجاهليّة، أدب حديث كأحدث ما يكون الأدب طراوة وفتنة رؤيً.وإن من العجيب أن ينتج أدب قبل أربعة عشر قرناً، ثمّ لا يحمل شيئاً من آثار القدم، ولا يهرمه الدهر حتي كأنّه نتاج ساعته. وكأن زوابع العصور لم تزده إلا فتنة وروعة، كالدّر الذي كلّما تكرّر عليه الجديدان، ازداد جدّة ورواء. فهو الطارف التليد، الذي يجمع الذوق القديم والجديد، في إطار لولاه لكنّا نشكّ في وجود مثل هذا الإطار، فهو أقدم مدرسة وأحدث مدرسة.وأعجب من ذلك: أن يعيش أدب الرسول (صلي الله عليه وآله) قمّة البلاغة، في مختلف العصور، التي تطوّرت فيها مقاييس البلاغة إلي حدّ التناقض، فتحسبه في كلّ يوم وليد يومه، حتي كأنه البدر، الذي لا يغيره اختلاف الفصول.وبهذه الميزة، كان أدب النبيّ (صلي الله عليه وآله) نواة مدرسة أدبيّة، شاء جميع الأدباء أن يتخرّجوا عليها، وإن لم

يستطيعوا التخلّص من رواسب أنفسهم، فانعكست أشعّتها علي كلّ أديب بمقدار صفاء جوهره، واقتبس منها كلٌّ بمقدار قدرته علي الاقتباس. فكأنّه مصدر المقاييس، الذي يضع لكلّ شيء مقياسه ولا يخضع لمقياس. كالشمس التي تجري لمستقرٍ لها، فتكتسب منها الأقمار أنوارها، بقدر طاقتها علي الاكتساب، وتستوحي منها مقاييسها الأرض والفضاء، دون أن ترضخ هي لمقياس في الأرض أو الفضاء. وحتي دون أن تنعطف إلي ما ورائها، لتري ما يدور حولها وما يقدّر لها من مقاييس وحسبان، وإنّما تدأب في مجراها الطويل، ونحو هدفها العظيم، بقوّة واندفاع، وهي تعرف الأمام ولا تعرف الوراء.ولعلّ من أبرز مظاهر البلاغة في أدب النبيّ (صلي الله عليه وآله) موافقة كلامه لمقتضي الحال، فإنشاؤه تامّ الانسجام بين ألفاظه ومعانيه وأغراضه، بحيث يشتدّ في مقارعة المجرمين والمراوغين حتي تشفق منه علي الصواعق والبراكين، ويلين في مواساة الضعفاء والمنكوبين، حتي تشفق عليه من هينمات النسيم والعبير.وقد بلغ الرسول (صلي الله عليه وآله) في التجرّد لمعالجة الموضوع الذي يعرضه أن ترفّع عن التكلفات البلاغيّة إلي حدّ التقشّف، حتي يجري مع هدفه بعفوية عازفة عن كلّ التزويقات الأدبية، فإذا كان هنالك سجع موزون، فهو كما يكون من الطير في غنائه والبحر في هديره، والأسد في زئيره، يأتي من صنع الطبع الزاخر، الذي لا يعرف التكلّف والرياء، فيكون سجعاً يردّ النغم علي النغم، ويذيب الوقع في الوقع، علي قرارات لا أوزن منها علي السمع، ولا أحب علي الذوق. ومثال ذلك هذا القول الشهيّ الرقيق:(الشمس والقمر، يبليان كلّ جديد، ويقربان كلّ بعيد، ويأتيان بكلّ وعد ووعيد، فأعدّوا الجهاز، لبعد المجاز).وتأمّل في هذا الكلام المسجّع، وفكّر في مقدار ما يشفّ عنه، من سلامة الذوق، وقوة الطبع:(... فاطلبوا العلم من

مظانّه، واقتبسوه من أهله، فإن تعلّمه لله حسنة، وطلبه عبادة... وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة إلي الله تعالي، لأنّه معالم الحلال والحرام، ومنار سبل الجنّة، والمؤنس في الوحشة، والصاحب في الغربة والوحدة، والمحدّث في الخلوة، والدليل علي السرّاء والضرّاء، والسلاح علي الأعداء، والزين عند الأخلاّء، يرفع الله به أقواماً، فيجعلهم في الخير قادة تقتبس آثارهم، ويُهتدي بفعالهم، ويُنتهي إلي رأيهم، وترغب الملائكة في خلّتهم، وبأجنحتها تمسحهم، وفي صلاتها تبارك عليهم...).فلو حاولت إزاحة كلمة عن مكانها، أو استبدال لفظ مسجوع بآخر غير مسجوع، لبدا لك كيف أن السجع في هذه الرائعة، ضرورة فنيّة يقتضيها الطبع، الذي يمزج اللفظ بالمعني، حتي لكأنّهما من معدن واحد، فيبعث النثر شعراً له أوزانه وأنغامه، وليس له تكلّفة واصطناعه.وقد تميّزت نظرات الرسول (صلي الله عليه وآله) الاجتماعية، بملاحظة نادرة غذّت خياله المبدع، فإذا بها تتعاون مع تجاربه الكثيرة، لتظهير المجتمع، في لوحات لها من الحياة أكثر ممّا للأحياء، فتعبّر عن واقعيّة صادقة، لها آفاق تري، وأبعاد لا تري إلاّ بالتأمّل الكثير.فاستمع إليه، كيف يصوّر العاقل، ليعطي صورة ودرساً:(... إذا أراد أن يتكلّم تدبّر، فإن كان خيراً تكلّم فغنم، وإن كان شرّاً سكت فسلم...).وكيف يفسّر الظواهر الاجتماعية ببعضها، ليمنح فكرة وخبرة:(لا فقر أشدّ من الجهل، ولا مال أفضل من العقل).وكيف ينبئ عن الغيب المجهول، لينذر ويحذّر، حتي تبحث العقول المذعورة عن ملجأ، فيأتي توجيهه إلي القرآن، كما يومئ النجم للتائهين:(إذا التبست عليكم الأمور، كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن).ويتسع أدب الرسول (صلي الله عليه وآله) للحقوق العامّة، التي أكّد عليها في كلّ وصيّة صدرت منه إلي أحد، وكلّ عهد عقده لوالٍ، ويظهر النبيّ (صلي الله عليه وآله) في كلّ تأكيداته

علي الحقوق العامة، جادّاً يتدفّق بصورة حارة، تشفّ عمّا وراءها من إيمان عميق، بضرورة إقامة مجتمع عادل تهيمن عليه إرادة السماء، وكرهٍ عنيد للمجتمع المتأرجح، بين حقّ مسلوب وضعيف مطلوب، وما يقدح بينهما من إعصار يلفّ الغاصب والمغصوب علي السواء.وبدت صرامته في الحقوق، حتي في وصاياه إلي ولاته العدول، ففي وصيته إلي (معاذ):(... أنزل الناس منازلهم، خيرهم وشرهم، وأنفذ فيهم أمر الله، لا تحاش في أمره ولا ماله أحداً، فإنها ليست بولايتك ولا مالك...).ورغم أن النبي (صلي الله عليه وآله) رسول دين، يتوقع أن يكرّس أدبه لزحزحة الناس عن الدنيا ودفعهم إلي الآخرة، لم يجمد أدبه علي التوجه إلي الآخرة، وإنما وزّع أدبه علي حاجات الإنسان كلها، سواء أكانت حاجاته دنيوية أو أخروية، فكان أدباً جمّاً يضيء الدرب أمام الإنسان أنّي سار.وحيث كان الرسول (صلي الله عليه وآله) أفضل من عرف خصوبة الإنسان، وتخلفه عن المستوي اللائق به، كشف عن عجزه عن مغالبة التخلّف الذي مُني به، فإذا هو سوء فهمه لارتباط الدين بالدنيا وظنه بأن الأمل والعمل يحولان دون الفوز بالآخرة، فحاول نسف هذه الأسطورة، ومنح الإنسان طاقات جديدة لا حدود لها، فحشد المبادئ الإنسانية الكبري في كلمات، جمعت خلاصة الأفكار البنّاءة في سطور، من أجل بناء مجتمع حي سعيد، يوم وضع كلمته فوق كلمة الجميع فقال:(إن قامت الساعة، وبيد أحدكم فسيلة، فاستطاع أن لا تقوم حتي يغرسها، فليغرسها، فله بذلك أجر).فكانت كلمة تكفي لإضاءة الحياة، وتعميق مفاهيم الإنسانية في الإنسان، حتي هذا المستوي، الذي قد يبدو فوق الجشع والحرص، ولكن الرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله) هو الذي يجدر به أن يقول هذا القول العظيم، لينقذ أجيالاً وأمماً من التقشف الصوفي، الذي ما

أنزل الله به من سلطان. وإن أدب النبي (صلي الله عليه وآله) هو الذي يقدر أن يحلّ فيسمو، حتي يصور فسيلة في يد إنسان يريد أن يغرسها فتقوم عليه الساعة، ثم يأمره بغرسها، وهو لا ينسي أن الفسيلة لا تثمر إلاّ بعد سنين من غرسها. ولا يكتفي بمجرد أمره بذلك حتي يجعل له أجراً من ثواب الله.ويبقي أدب الرسول (صلي الله عليه وآله) واسعاً يشمل أرحاب الحياة، دون أن ينسي جانباً أو يهمل جانباً، غير أن أسلوبه يرتفع إلي قمة الجمال والوعي، عندما يتحدث عن الهدف الأعلي لرسالته، وهو التعريف بالله، فإنه الموضوع الذي تخصص فيه النبي (صلي الله عليه وآله) فعرف منه ما لم يعرفه أيّ مخلوق سواه، وعرضه بطريقة فريدة، لو لم يسبقه القرآن، لما كان له نموذج في كل ما صدر عن جميع الأنبياء والصدّيقين، لأنّه يتناول أعمق المسائل الفلسفيّة، التي تستعصي علي أعظم المفكرين، فيخضعها لأسهل العبارات، التي يهضمها أبسط السذّج الرعاع، حتي لتدهش لجبروت الفكر، كيف يجعل المستحيل سهلاً سائغاً لا تكدّره صعوبة. فلنستمع إلي هذه الجمل الخالدة، التي لن نسمع نظيرها إلاّ منه أو من تلامذته الأئمة الأطهار (عليهم السلام):(الحمد لله، الذي كان في أوّليّته وحدانيّاً، وفي أزليّته متعظّماً بالإلهيّة، متكبراً بكبريائه وجبروته، ابتدأ ما ابتدع، وأنشأ ما خلق، علي غير مثال كان سبق لشيء ممّا خلق... المحتجب بنوره دون خلقه، في الأفق الطامح، والعزّ الشامخ، والملك الباذخ، فوق كلّ شيء علا، ومن كلّ شيء دنا، فتجلّي لخلقه من غير أن يكون يري، وهو بالمنظر الأعلي...).والخطابة موهبة وزّعها الله علي خلقه كما يشاء، فتربّع علي القمّة منها كثيرون، منهم ساسة، ومنهم أدباء، ومنهم مفكرون، غير أن أحداً لم يبلغ

ما بلغه النبيّ (صلي الله عليه وآله) فقد نشأ في المحيط البدوي الساذج، الذي تسلم فيه الفطرة من شوائب الكلفة والزور، حتي لا يسمها سوي طابع الصراحة والصدق، وعايش أقواماً عاشوا وماتوا للأدب، وتركوا في ذاكرة الدهر روائع لا يمكن أن تسفيها الليالي والأيّام، وميّزه الله بالطبع الزاخر، والذوق الرفيع، والبلاغة الآسرة، ومنحه علماً واسعاً لا يقاس، وحجّة دامغة لا تقارع، وقدرة نادرة علي الارتجال، أضف إلي ذلك صدق قلبه ولسانه، وطهارة ضميره، وعمق إيمانه، ونبل هدفه، ثمّ تجاربه الكثيرة التي هي ضرورة للخطيب الناجح، كلّ هذه منضمّة إلي عبقريته الشخصيّة، التي أوجزت كلّ ما في سلالته من جرأة وقوّة، فتجمّعت فيه أسباب التفوّق الطبيعيّة، وأمدّه ما وراء الطبيعة بما لا أعلي ولا أكمل، حتي إن الوحي كان يعصمه عن أن ينطق بالهوي، فكان النطق السهل، والبيان الرفيع، من عناصر شخصيته، التي ميزّته عن سواه.وهذه مؤهلات نادرة، إن تفرّق بعضها في الخطباء الذين كانوا - بحقّ - عالميّين، فإنّها لم تجتمع في أحد غيره.فإذا تفرع المنبر، كان مطمئنّ القلب، واثقاً من عدالة قوله وهدفه، وكانت قوّة فراسته تكشف له أهواء النفوس، وأعماق القلوب، حتي إذا انطلق لسانه بما يجيش به صدره، حرّك في مستمعيه نوازع الفضيلة، التي تتفرغ لتحقيق إرادته.وإذا شئنا أن نعرف مدي ارتفاع النبيّ (صلي الله عليه وآله) عمّا سواه من كبار الأدباء، في مختلف الأمم والعصور، وضعنا إلي جانب أدبه نماذج من آدابهم، لا لنستنج شيئاً من قياس الرسول بهم، فالرسول الذي هو عقل الكون وضمير الوجود، لا يقاس بغيره مهما بلغ، وإنّما لننضد أمامه قمم الوجود، حتي نراها كيف تتصاغر دونه، ولا تبدو سوي آثار حملت نفسها إليه عبر الدهور، لتعتزّ

بقيّة عمرها، بأنّها وقفت خاشعة أمامه لحظات.فلنستمع إلي هذا النفر القليل، الذين لم يقف إلي جانبهم غيرهم حتي يكثروا.فهذا سليمان بن داود (عليه السلام) الملك الرسول (صلي الله عليه وآله) يتحدث عن تفاهة الحياة، وتداور الأحياء:(جيل يمضي، وجيل يأتي، والأرض قائمة مدي الدهر، والشمس تشرق، والشمس تغرب، ثمّ تسرع إلي موضعها الذي طلعت منه. تذهب الريح إلي الجنوب، وتدور إلي الشمال، تدور وتطوف في مسيرها، ثمّ إلي مداورها تعود الريح. جميع الأنهار تجري إلي البحر، والبحر ليس بملآن، ثمّ إلي الموضع الذي جرت منه الأنهار، إلي هناك تعود لتجري أيضاً).وهذا المسيح: عيسي ابن مريم (عليه السلام) يندّد بالتخلّف البشريّ في حوارييه:(يا عبيد السوء! يهولكم طول النخلة، وتذكرون شوكها، ومؤونة مراقيها، وتنسون طيب ثمرها ومرافقتها، كذلك تذكرون مؤونة عمل الآخرة، فيطول عليكم أمده، وتنسون ما تفضون إليه من نعيمها ونورها وثمرها.يا عبيد السوء! نقوّا القمح وطيّبوه، وأدقّوا طحنه، تجدوا طعمه، ويهنئكم أكله، كذلك فأخلصوا الإيمان وأكملوه، تجدوا حلاوته، وينفعكم غِبّه، بحقٍّ أقول لكم: لو وجدتم سراجاً يتوقّد بالقطران، في ليلة مظلمة، لاستضأتم به، ولم يمنعكم منه ريح نتنة، كذلك ينبغي لكم أن تأخذوا الحكمة ممّن وجدتموها معه، ولا يمنعكم منه سوء رغبته فيها.يا عبيد الدنيا! بحقٍّ أقول لكم: لا تدركون شرف الآخرة، إلا بترك ما تحبّون، فلا تنظروا بالتوبة غداً، فأن دون غدٍ يوماً وليلة، وقضاء الله فيها يغدو ويروح. بحقٍّ أقول لكم: إن من ليس عليه دين من الناس، أروح وأقلّ همّاً ممّن عليه الدّين، وإن أحسن القضاء، وكذلك من لم يعمل الخطيئة، أروح وأقلّ همّاً ممّن عمل الخطيئة، وإن أخلص التوبة وأناب، وإن صغار الذنوب ومحقّراتها من مكايد إبليس، يحقّرها لكم، ويصغرها في أعينكم،

فتجتمع وتكثر فتحيط بكم. بحقٍّ أقول لكم: إن الناس في الحكمة رجلان: فرجل أتقنها بقوله، وصدّقها بفعله، ورجل أتقنها بقوله، وضيّعها بسوء فعله، فشتّان بينهما، فطوبي للعلماء بالفعل، وويل للعلماء بالقول.يا عبيد السوء! اتخذوا مساجد ربّكم سجوناً لأجسادكم وجباهكم، واجعلوا قلوبكم بيوتاً للتقوي، ولا تجعلوا قلوبكم مأوي للشهوات. إن أجزعكم عند البلاء لأشدّكم حبّاً للدنيا، وإن أصبركم علي البلاء لأزهدكم في الدنيا.يا عبيد السوء! لا تكونوا شبيهاً بالحداء الخاطفة، ولا بالثعالب الخادعة، ولا بالذئاب الغادرة، ولا بالأُسد العاتية، كما تفعل بالفراس، كذلك تفعلون بالناس، فريقاً تخطفون، وفريقاً تجدعون، وفريقاً تغدرون بهم. بحقٍّ أقول لكم: لا يغني عن الجسد أن يكون ظاهره صحيحاً وباطنه فاسداً، كذلك لا تغني أجسادكم التي قد أعجبتكم، وقد فسدت قلوبكم، وما يغني عنكم: أن تنقّوا جلودكم، وقلوبكم دنسة؟ لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيّب، ويمسك النخالة، كذلك أنتم، تخرجون الحكمة من أفواهكم ويبقي الغلّ في صدوركم.يا عبيد الدنيا! إنّما مثلكم مثل السراج، يضيء للناس ويحرق نفسه. يا بني إسرائيل! زاحموا العلماء في مجالسهم، ولو جثواً علي الركب، فإن الله يحيي القلوب الميّتة بالحكمة، كما يحيي الأرض الميّتة بوابل المطر) [2] .وهذا (سقراط) حكيم أثينا، يقارع (انتيفون) السفسطائي:(اسمع يا انتيفون! إنّا نعدّ حكيماً، كلّ امرئ يكتسب صداقة الذين يحبّون الجمال والخير. ونسمّي سفسطائيّين، أولئك الذين يتّجرون بالعلم فيبيعونه. فأما من رأي إنساناً فعلّمه ما يعرف من خير، فإنّما يفعل ما ينبغي أن يفعله الخيّرون الطيّبون. فأمّا أنا يا انتيفون! فأحبّ أن أجد أصدقاء صالحين، وأن أعلّمهم ما أعلم من خير، وأبيّن لهم ما انطوت عليه حكمة السابقين من قيم، فإن أصبنا خيراً، وجدنا كسباً كبيراً، بما يجني بعضنا من بعض من

نفع) [3] .وهذا (قسّ بن ساعدة الإيادي) - حكيم العرب في الجاهليّة - ركب ناقته الحمراء، ووقف في سوق عكاظ يبشّر بظهور نبيّ جديد:(أيّها النّاس! اجتمعوا، واسمعوا، وعوا، كلّ من عاش مات، وكلّ من مات فات، وكلّ ما هو آتٍ آت. إن في السماء لخيراً، وإن في الأرض لعبراً، مهادٌ موضوع، وسقفٌ مرفوع، وبحار تموج، وتجارة لن تبور. ليل داجٍ، وسماء ذات أبراج. أقسم قسّ حقّاً: لئن كان في الأمر رضيً، ليكوننّ بعده سخط، وإن لله، عزّت قدرته، ديناً هو أحبّ إليه من دينكم الذي أنتم عليه. ما لي أري الناس يذهبون فلا يرجعون، أرضوا بالمقام فأقاموا، أم تركوا هناك فناموا؟؟) [4] .وهذا (فيكتور هيغو) - عظيم الفنّانين بعد الثورة الفرنسيّة - في (حوار بين الكواكب) يرينا فيه الشاعر الإنسان وقد ضاع، وكاد يختفي لضآلته علي الأرض، ثمّ يرينا (زحل) وهو يخاطب الأرض الفخورة بما لها من شكل وجسامة:(ما هذا الصوت التافه الضعيف يهمس؟(أيّتها الأرض! ما الغاية من دورانك في أفقك الضيق المحدود؟(وهل أنت سوي حبّة من الرمل، مصحوبة بذرّة من رماد؟(أمّا أنا، ففي السماء الزرقاء الشاسعة، أرسم إطاراً هائلاً،(فتري المسافة الكونيّة، وهي فزعة مرعوبة، جمالي مشوّهاً؛(وهالتي، التي تحيل شحوبة الليالي إلي حمرة قانية،(ككرات من الذهب تعلو وتهبط متقاطعة في يد الحاوي،(تبعد، وتجمع، وتمسك سبعة من الأقمار الضخمة الهائلة!(وها هي ذي الشمس، تجيب:(سكوتاً، هناك في زاوية من السماوات، أيتها الكواكب، أنتم رعاياي.(هدوءاً! أنا الراعي، وأنتم الرعيّة.(وها هي ذي نجوم الدبّ الأصغر تضئ مثل:(سبع أعين حيّة، لها بدل الحبّات شموس.(وها هو ذا طريق المجرّة، يصوّر:(غابة ناضرة جميلة مليئة بنجوم السماء.(وها هي ذي نجوم مجرّة أخري، تصوّر عوالم لا تقلّ عن تلك العوالم، متناثرة في الأثير، ذلك

الذي لا رمال فيه ولا حصباء في جوانبه، تذهب أمواجه، ولكن لا تعود أبداً إلي شواطئه) [5] .وأمّا النبيّ الأكرم (صلي الله عليه وآله) فاقرأ ما شئت من روائعه في هذا الكتاب، تجده فوق أن يقارن بكلمات هؤلاء الأدباء أو غيرهم، جميعاً أو أشتاتاً.فلو كرّسنا نتاج الإنسانيّة كلّها، ووضعناه في كفّة، ووضعنا نتاج الرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله) في كفّة، لرجح الثاني، كمّاً وكيفاً، إذ ليس في الأدب الإنساني كلّه هذا المقدار الذي خلّفه النبيّ الأكرم (صلي الله عليه وآله) من روائع الفكر السليم، والمنطق المستقيم، في مثل هذا الأسلوب الفريد، وليس في الأدب الإنساني كلّه، ما يتجلّل طابع الصدق والإخلاص، بمثل ما يتجلّله أدب الرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله) ذو خاصة نادرة، هي أن أدبه بلغ من قوّة التعبير حدّاً، لا يتمالك القارئ أن يلقي نظرة علي سطوره، دون أن يري قلبه ينتفض علي الورق، ويرمقه خلف كلّ كلمة، كفّاً تلوّح وعيناً ترقب، فكأنّ كلماته مرايا تعكسه بلحمه ودمه، وبكلّ تحفّزاته وتحفّظاته، وبشدّة تحرّقه لإنقاذ المعذّبين، ولهفة تطلّعه إلي إرشاد الضالّين.وهذه الخاصة، جعلت لأدبه قوّة معجزة في الهيمنة علي النفوس، حتي لا يقدر أعتي الناس إلاّ أن يخشع له ويلين، لأنّه أدب نبع من صميم ضمير كان منطلقاً لأخلص النوايا الإنسانية النبيلة، وتدفق من قلب رجل، أخلص للإنسان أكثر من أيّ إنسان، ووقف نفسه لخدمة الإنسان كما لم يقف إنسان لخدمة نفسه، فلم يكن موضع اعتراف المؤمنين به فحسب، وإنّما أصبح موضع ثقة أعدائه الذين صعقتهم عظمته، ولكنهم لم يقووا علي حبّه فأبغضوه، حتي لم يبق في العالم إنسان واعٍ يشكّ في أنّه أحكم الناس، أو أجدر الناس بزعامة الناس.ومهما نبغ الأدباء

فأحسنوا، وحلّقوا فتعالوا، واندمجوا في أديب واحد، فأنّي له أن يطمح إلي ذلك القلب المفعم بالإيمان، وتلك النفس الجيّاشة بالخير، وهذه الحكمة البالغة، التي لا تزلّ ولا تزيغ، حتي يطمئنّ الناس إلي صدقه وصوابه، فيعترفوا بكلّ ما يكتب أو يقول، بلا نقاش ولا تفكير. فالفارق بين من يقول فيحذر منه الناس، وبين من يقول فيسلّم له الناس، هو أن الأوّل لا يصلح هادياً ولا قائداً، والثاني لا يصلح إلاّ هادياً وقائداً.وبعد:فإن كلمات الرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله) روائع خالدة، تناولها من الإنسان هدفاً، ومن الكون شكلاً، ومن زمانه أسلوباً، ثمّ لوّنها خياله الخصب، فانبعثت فيها امتدادات ونبضات، جعلتها قطعة صميمة من تراب الإنسانيّة، فيها درس للفكر، وتوجيه للأخلاق، ودستور للمجتمع، يسمو علي دساتير الأنبياء والمفكرين.وقد أثبتنا في هذا الكتاب، مختارات من كلمات النبيّ الأكرم (صلي الله عليه وآله) وهناك روائع كثيرة لا تسعها آلاف الصفحات، ولعلّنا نوفّق لنشرها - جميعاً - فيما بعد، إن شاء الله تعالي.حسنكتب بكربلاء المقدسة، في يوم الجمعةالموافق للخامس من شهر ذي الحجة الحرام، عام 1376 ه_.

الهيات

فاتحة الحمد

البحار، الجزء الثاني، صفحة 196، التوحيد، روي ابن الوليد عن الصفار وسعد معاً عن ابن عيسي وابن أبي الخطاب عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) في بعض خطبه:...الحمد لله الذي كان في أوليّته وحدانيّاً، وفي أزليّته متعظّماً بالإلهيّة، متكبّراً بكبريائه وجبروته، ابتدأ ما ابتدع، وأنشأ ما خلق علي غير مثالٍ كان سبق لشيءٍ ممّا خلق، ربّنا القديم بلطف ربوبيّته، وبعلم خُبره فتق، وبإحكام قدرته خلق جميع ما خلق، وبنور

الإصباح فلق، فلا مبدّل لخلقه، ولا مغيّر لصنعه، ولا معقّب لحكمه، ولا رادّ لأمره، ولا مستراح عن دعوته، ولا زوال لملكه، ولا انقطاع لمدّته، وهو الكينون أوّلاً، والدّيموم أبداً، المحتجب بنوره دون خلقه، في الأفق الطامح، والعزّ الشامخ، والملك الباذخ، فوق كلّ شيءٍ علا، ومن كلّ شيءٍ دنا، فتجلّي لخلقه من غير أن يكون يري، وهو بالمنظر الأعلي، فأحبّ الاختصاص بالتّوحيد، إذ احتجب بنوره، وسما في علوّه، واستتر عن خلقه، وبعث إليهم الرّسل لتكون له الحجّة البالغة علي خلقه، ويكون رسله إليهم شهداء عليهم، وابتعث فيهم النبيّين مبشّرين ومنذرين، ليهلك من هلك عن بيّنة، ويحيا من حيّ عن بيّنة، وليعقل العباد عن ربّهم ما جهلوه، فيعرفوه بربوبيّته بعدما أنكروا، ويوحّدوه بالإلهيّة بعدما عندوا.

الخالق لا يوصف

البحار، الجزء الثاني، صفحة 94، الكفاية، أبو المفضل الشيباني عن أحمد بن مطوق بن سوار عن المغيرة بن محمد بن المهلب عن عبد الغفار بن كثير عن إبراهيم بن حميد عن أبي هاشم عن مجاهد عن ابن عباس قال: قدم يهودي علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقال له: نعثل. فقال: يا محمد إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فإن أنتأجبتني عنها، أسلمت علي يدك. قال: سل يا أبا عمارة! فقال: يا محمد صف لي ربك. فقال:...إنّ الخالق لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه، وكيف يوصف الخالق الذي تعجز الحواسّ أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار عن الإحاطة به؟ جلّ عمّا يصفه الواصفون، ناءٍ في قربه، وقريب في نأيه، كيّف الكيفيّة فلا يقال له كيف؟ وأيّن الأين فلا يقال له أين؟ هو منقطع الكيفوفيّة والأينونيّة، فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه، والواصفون لا يبلغون

نعته، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.

اشراط التوحيد

ناسخ التواريخ ج 3.إذا قال العبد: (لا إله إلاّ الله) فينبغي أن يكون معه تصديق، وتعظيم، وحلاوة، وحرمة، فإذا قال: (لا إله إلاّ الله) ولم يكن معه تعظيم، فهو مبتدع. وإذا لم يكن معه حلاوة فهو مراءٍ. وإذا لم يكن معه حرمة فهو فاسق.

رحمة الله

ناسخ التواريخ ج 3.إن رجلين كانا في بني إسرائيل، أحدهما مجتهد في العبادة والآخر مذنب، فجعل يقول المجتهد: أقصر عمّا أنت فيه، فيقول: خلّني وربّي، حتي وجده يوماً علي ذنبٍ استعظمه، فقال: أقصر، قال: خلّني وربي، أبعثت عليّ رقيباً؟ فقال: والله لا يغفر الله لك ولا يدخلك الجنّة. فبعث الله إليهما ملكاً، فقبض أرواحهما فاجتمعا عنده، فقال للمذنب: ادخل الجنّة برحمتي، وقال للآخر: أتستطيع أن تحضر علي عبدي رحمتي؟ فقال: لا يا ربّ. قال: اذهبوا به إلي النّار.

لا جبر و لا اختيار

ناسخ التواريخ ج 3.إنّ الله لا يُطاع جبراً، ولا يعصي مغلوباً، ولم يمهل العباد من المملكة، ولكنه القادر علي ما أقدرهم عليه، والمالك لما ملّكهم إيّاه، فإنّ العباد إن ائتمروا بطاعة الله لم يكن منها مانع، ولا عنها صادٌّ، وإن عملوا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبينها فعل، وليس من شاء أن يحول بينك وبين شيءٍ ولم يفعله، فأتاه الذي فعله كان هو الذي أدخله فيه.

رساليات

فضلت علي الأنبياء

ناسخ التواريخ ج3.فضّلت علي الأنبياء بستٍّ: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرّعب من مسيرة شهرٍ، وأحلّت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأرسلت إلي الخلق كافّةً، وختم بي النّبيّون.إن الله اصطفاني [6] .إنّ الله اصطفي من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفي من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفي من بني كنانة قريشاً، واصطفي من قريشٍ بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، قال الله تبارك وتعالي: (لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيمٌ) [7] .

مثلي مثل الغيث

ناسخ التواريخ،ج3.إنّ مثل ما بعثني به ربّي من الهدي والعلم، كمثل غيثٍ أصاب أرضاً، منها طائفةٌ طيّبة، فقبلت الماء فأنبتت العشب والكلأ الكبير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفةً منها أخري، إنّما هي قيعات، لا تمسك ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، وتفقّه فيما بعثني الله به، فعلِم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدي الله الذي أرسلت به.

الرسول في الجو

البحار، كشف اليقين: محمد بن العباس بن مروان الثقة، عن أحمد بن إدريس، عن محمد ابن أبي القاسم ماجيلوية، عن ابن أبي الخطاب قال: وحدثنا محمد بن حماد الكوفي، عن نصر بن مزاحم، عن أبي داود الطهروي، عن ثابت بن أبي صخرة، عن الرعلي، عن علي بن أبي طالب، وإسماعيل بن أبان، عن محمد بن عجلان، عن زيد بن علي قالا: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله):...معجزة المعراج، معجزة عظيمة، خص الله بها نبينا (صلي الله عليه وآله) من بين جميع أنبيائه (عليهم السلام) وقد يعجز عن هضمها كثير من العقول، التي عاشت المقاييس المادية ولم تتسع للتطلع إلي ما وراء المادة، ولكن حديث النبوات كلها، حديث معجزات، فمن أمكنه الإيمان بأن يعيش إنساناً علي الأرض، يكون متصلاً بالسماء، بلا وسائط مادية، يمكنه الإيمان بعروج إنسان إلي السماء بلا وسائط مادية أيضاً.ولعل المراد من السماوات، في هذه الأحاديث، طبقات الجو، ويكون المراد من أبوابها، الفجوات التي يمكن للأجسام البشرية اختراقها بلا إصابة.كنت نائماً في الحِجر إذ أتاني جبرائيل فحرّكني تحريكاً لطيفاً، ثمّ قال لي: عفا الله عنك يا محمّدّ قم واركب، ففِدْ إلي ربّك، فأتاني بدابة دون البغل، وفوق

الحمار، خطوها مد البصر، له جناحان من جوهر، يدعي: البراق، فركبت حتي طعنت في الثنيّة إذا أنا برجل قائم متصل شعره إلي كتفيه، فلمّا نظر إليّ قال: السلام عليك يا أوّل، السلام عليك يا آخر، السلام عليك يا حاشر، فقال لي جبرائيل: ردّ عليه يا محمّد، فقلت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فلمّا أن جزت الرجل فطعنت في وسط الثنيّة إذا أنا برجل أبيض الوجه، جعد الشعر، فلمّا نظر إليّ سلّم مثل تسليم الأوّل، فقال جبرائيل: ردّ عليه يا محمّد، فقلت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.فقال لي: يا محمد احتفظ بالوصي - ثلاث مرات -: عليّ بن أبي طالب المقرّب من ربّه، فلمّا جزت الرجل وانتهيت إلي بيت المقدس إذا أنا برجل أحسن الناس وجهاً، وأتمّ الناس جسماً، وأحسن الناس بشرة، فلمّا نظر إليّ قال: السلام عليك يا بُنيّ، والسلام عليك يا أوّل، مثل تسليم الأوّل، فقال لي جبرائيل: يا محمّد ردّ عليه، فقلت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فقال لي: يا محمّد احتفظ بالوصي - ثلاث مرات -: عليّ بن أبي طالب المقرّب من ربّه، الأمين علي حوضك، صاحب شفاعة الجنّة، فنزلت عن دابّتي عمداً، فأخذ جبرائيل بيدي فأدخلني المسجد فخرق بي الصفوف والمسجد غاصّ [8] بأهله، قال: فإذا بنداء من فوقي: تقدّم يا محمّد، فقدّمني جبرائيل فصلّيت بهم، ثم وضع لنا منه سلّم إلي السّماء الدنيا من لؤلؤ، فأخذ بيدي جبرائيل فرقي بي إلي السماء، فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشهباً، فقرع جبرائيل الباب فقالوا له: من هذا؟ قال: أنا جبرائيل، قالوا: من معك؟ قال: معي محمّد، قالوا: وقد أرسل؟ قال: نعم، ففتحوا لنا، ثمّ قالوا: مرحباً بك من أخٍ ومن خليفة، فنعم الأخ،

ونعم الخليفة، ونعم المختار، خاتم النبيّين، لا نبي بعده، ثمّ وضع لنا منها سلّم من ياقوت موشّح بالزبرجد الأخضر، فصعدنا إلي السماء الثانية، فقرع جبرائيل الباب، فقالوا مثل القول الأوّل، وقال جبرائيل مثل القول الأوّل، ففتح لنا، ثمّ وضع لنا سلّم من نور محفوف حوله بالنور.فقال لي جبرائيل: يا محمّد تثبّت واهتد هديت، ثمّ ارتفعنا إلي الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة بإذن الله، فإذا بصوت وصيحة شديدة، قلت: يا جبرائيل ما هذا الصوت؟ فقال لي: يا محمّد هذا صوت طوبي قد اشتاقت إليك، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): فغشيني عند ذلك مخافة شديدة، ثمّ قال لي جبرائيل: يا محمّد تقرّب إلي ربّك [9] فقد وطئتُ اليوم مكاناً بكرامتك علي الله عزّ وجلّ، ما وطئتُه قطّ، ولولا كرامتك لأحرقني هذا النور الذي بين يديّ، فتقدّمت فكشف لي عن سبعين حجاباً، فقال لي: يا محمّد، فخررت ساجداً وقلت: لبّيك ربّ العزّة لبّيك. فقيل لي: يا محمّد ارفع رأسك وسل تعط، واشفع تشفّع، يا محمّد أنت حبيبي وصفيي ورسولي إلي خلقي، وأميني في عبادي، من خلّفت في قومك حين وفدت إليّ؟ فقلت: من أنت أعلم به مني: أخي وابن عمي وناصري ووزيري وعيبة علمي [10] ومنجز عداتي، فقالي لي ربّي: وعزّتي وجلالي، وجودي وقدرتي علي خلقي لا أقبل الإيمان بي ولا بأنّك نبيّ إلاّ بالولاية له، يا محمّد أتحبّ أن تراه في ملكوت السماء؟ فقلت: ربّي! وكيف لي به وقد خلّفته في الأرض؟ فقال لي: يا محمّد ارفع رأسك، فرفعت رأسي وإذا أنا به [11] مع الملائكة المقرّبين ممّا يلي السماء الأعلي، فضحكت حتي بدت نواجذي فقلت: يا ربّ اليوم قرّت عيني، ثمّ قيل لي: يا

محمّد، قلت: لبيك ذا العزّة لبيك، قال: إنّي أعهد إليك في عليّ عهداً فاسمعه، قلت: ما هو يا ربّ؟ فقال: عليّ راية الهدي، وإمام الأبرار وقاتل الفجار، وإمام من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، أورثته علمي وفهمي، فمن أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني، إنّه مبتلي ومبتليً به، فبشره بذلك يا محمّد.ثمّ أتاني جبرائيل (عليه السلام) فقال لي: يقول الله لك يا محمّد: (وألزمهم كلمة التّقوي وكانوا أحقّ بها وأهلها): ولاية عليّ بن أبي طالب، تقدّم بين يديّ يا محمّد، فتقدّمت فإذا أنا بنهر حافّتاه [12] قباب الدّرّ واليواقيت، أشدّ بياضاً من الفضة، وأحلي من العسل وأطيب ريحاً من المسك الأذفر، فضربت بيدي فإذا طينة مسكة ذفرة، فأتاني جبرائيل فقال لي: يا محمّد أيّ نهر هذا؟ فقلت: أيّ نهر هذا يا جبرائيل؟ قال: هذا نهرك، وهو الذي يقول الله عز وجل: (إنّا أعطيناك الكوثر) إلي قوله: (الأبتر) عمرو ابن العاص هو الأبتر.ثمّ التفتّ فإذا أنا برجال يقذف بهم في نار جهنم، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال لي: هؤلاء المرجئة والقدرية والحروريّة وبنو أمية والنواصب لذريتك العداوة، هؤلاء الخمسة لا سهم لهم في الإسلام.ثمّ قال لي: أرضيت عن ربّك بما قسم لك؟ فقلت: سبحان ربّي اتّخذ إبراهيم خليلاً، وكلّم موسي تكليماً، وأعطي سليمان ملكاً عظيماً، وكلّمني ربّي واتخذني خليلاً وأعطاني في عليّ أمراً عظيماً، يا جبرائيل من الذي لقيت في أوّل الثنيّة؟ قال: ذاك أخوك موسي بن عمران (عليه السلام). قال: السلام عليك يا أوّل فأنت مبشر أوّل البشر، والسلام عليك يا آخر فأنت تبعث آخر النبيّين، والسلام عليك يا حاشر فأنت علي حشر هذه الأمّة، قلت: فمن الذي لقيت في وسط الثنيّة؟

قال: ذاك أخوك عيسي ابن مريم، يوصيك بأخيك عليّ بن أبي طالب فإنّه قائد الغرّ المحجّلين، وأمير المؤمنين، وأنت سيد ولد آدم، قلت: فمن الذي لقيت عند الباب، باب بيت المقدس؟ قال: ذاك أبوك آدم يوصيك بوصيّك: بابنه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) خيراً، ويخبرك أنّه أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، قلت: فمن الذين صليت بهم؟ قال: أولئك الأنبياء والملائكة (عليهم السلام) كرامة من الله أكرمك بها. ثمّ هبط بي إلي الأرض.

مع الملائكة والنبيين في السماء

البحار، تفسير علي بن إبراهيم، أُبي، عن ابن أبي عمير،عن هشام بن سالم.قال الإمام الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام):جاء جبرائيل وميكائيل وإسرافيل بالبراق إلي الرسول الله (صلي الله عليه وآله) فأخذ واحد باللجام وواحد بالركاب، وسوّي الآخر عليه ثيابه، فرقيت به ورفعته ارتفاعاً ليس بالكثير، ومعه جبرائيل يريه الآيات من السماء والأرض قال النبيّ: فبينا أنا في مسيري إذ نادي منادٍ عن يساري: يا محمّد، فلم أجبه ولم ألتفت إليه، ثم استقبلتني امرأة كاشفة عن ذراعيها عليها من كلّ زينة الدنيا فقالت: يا محمد انظرني حتي أكلّمك، فلم ألتفت إليها، ثم سرت فسمعت صوتاً أفزعني فجاوزت.فنزل بي جبرائيل فقال: صلّ، فصلّيت، فقال: تدري أين صلّيت؟ فقلت: لا، فقال: صلّيت بطيبة، وإليها مهاجرتك، ثم ركبت فمضينا ما شاء الله، ثمّ قال لي: انزل وصلّ، فنزلت وصليت، فقال لي: تدري أين صلّيت؟ فقالت: لا، فقال: صلّيت بطور سيناء حيث كلّم الله موسي تكليماً، ثمّ ركبت فمضينا ما شاء الله، فقال لي: انزل فصلّ، فنزلت وصلّيت، فقال لي: تدري أين صلّيت؟ قلت: لا، فقال: صلّيت في بيت لحم - وبيت لحم بناحية بيت المقدس حيث ولد عيسي ابن مريم (عليه السلام) -

ثم ركبت فمضينا حتي انتهينا إلي بيت المقدس.فدخلت المسجد ومعي جبرائيل إلي جنبي، فوجدنا إبراهيم وموسي وعيسي فيمن شاء الله من أنبياء الله قد جمعوا إليّ وأقمت الصلاة ولا أشك إلاّ وجبريل يستقدمنا، فلّما استووا أخذ جبرائيل بعضدي فقدّمني وأممتهم، ولا فخر، ثمّ أتاني الخازن بثلاثة أوانٍ: إناء فيه لبن وإناء فيه ماء وإناء فيه خمر، وسمعت قائلاً يقول: إن أخذ الماء غرق وغرقت أمّته، وإن أخذ الخمر غوي وغويت أمّته، وإن أخذ اللبن هدي وهديت أمّته، فأخذت اللبن وشربت منه، فقال لي جبرائيل: هديت وهديت أمّتك، ثم قال لي: ماذا رأيت في مسيرك؟ فقلت: ناداني مناد عن يميني، فقال لي: أو أجبته؟ فقلت: لا ولم ألتفت إليه، فقال، ذلك داعي اليهود، لو أجبته لتهوّدت أمّتك من بعدك، ثمّ قال: ماذا رأيت؟ فقلت: ناداني منادٍ عن اليسار، فقال لي: أو أجبته؟ فقلت: لا ولم ألتفت إليه، فقال: ذلك داعي النصاري، لو أجبته لتنصرت أمّتك من بعدك، ثمّ قال: ماذا استقبلك؟ فقلت: لقيت امرأة كاشفة عن ذراعيها، عليها من كلّ زينة الدنيا، فقالت: يا محمد انظرني حتي أكلّمك. قال لي: أفكلّمتها؟ فقلت: لا ولم ألتفت إليها، فقال: تلك الدنيا، ولو كلّمتها لاختارت أمّتك الدنيا علي الآخرة، ثمّ سمعتُ صوتاً أفزعني فقال لي جبرائيل: أتسمع يا محمّد؟ قلت: نعم، قال: هذه صخرة قذفتها عن شفير جهنم منذ سبعين عاماً، فهذا حين استقرّت.فصعد جبرائيل وصعدت معه إلي السماء الدنيا وعليها ملك يقال له: إسماعيل وهو صاحب الخطفة التي قال الله عز وجل:(إلاّ من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ) [13] ، وتحته سبعون ألف ملك، تحت كلّ ملك سبعون ألف ملك، فقال: يا جبرائيل من هذا معك؟ فقال: محمّد،

قال: وقد بعث؟ قال: نعم، ففتح الباب فسلّمت عليه وسلّم عليّ، واستغفرت له واستغفر لي، وقال: مرحباً بالأخ الصالح، والنبيّ الصالح، وتلقتني الملائكة حتي دخلت السماء الدنيا. فما لقيني ملك إلاّ ضاحكاً مستبشراً حتي لقيني ملك من الملائكة لم أر أعظم خلقاً منه، كريه المنظر، ظاهر الغضب، فقال لي مثل ما قالوا من الدعاء إلاّ أنّه لم يضحك ولم أر فيه من الاستبشار ما رأيت ممّن ضحك من الملائكة، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فإنّي قد فزعت منه، فقال: يجوز أن تفزع منه، وكلّنا نفزع منه، إن هذا مالك خازن النار، لم يضحك قطّ ولم يزل منذ ولاّه الله جهنم يزداد كلّ يوم غضباً وغيظاً علي أعداء الله وأهل معصيته، فينتقم الله به منهم، ولو ضحك لأحد كان قبلك أو كان لأحد بعدك لضحك لك، ولكنه لا يضحك، فسلّمت عليه فردّ السلام عليّ، وبشّرني بالجنّة، فقلت لجبرائيل - وجبرائيل بالمكان الذي وصفه الله (مطاعٍ ثمّ أمينٍ) [14] -: ألا تأمرني أن يريني النار؟ فقال له جبرائيل: يا مالك أر محمّداً النار، فكشف عنها غطاءها وفتح باباً منها فخرج منها لهب ساطع في السماء، وفارت وارتفعت حتي ظننت لتتناولني ممّا رأيت، فقلت: يا جبرائيل قل له: فليردّ عليها غطاءها، فأمرها فقال لها: ارجعي، فرجعت إلي مكانها الذي خرجت منه، ثمّ مضيت فرأيت رجلاً آدم [15] جسيماً فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا أبوك آدم، فإذا هو يعرض عليه ذريّته فيقول: روح طيّب، وريح طيّبة من جسد طيّب، ثمّ تلا رسول الله سورة المطففين [16] علي رأس سبع عشرة آية: (كلاّ إنّ كتاب الأبرار لفي علّيّين وما أدراك ما علّيّون - كتابٌ مرقومٌ - يشهده المقرّبون)

[17] إلي آخرها، قال: فسلّمت علي أبي آدم، وسلّم عليّ، واستغفرت له، واستغفر لي وقال: مرحباً بالابن الصالح، والنبيّ الصالح، والمبعوث في الزمن الصالح.ثمّ مررت بملك من الملائكة جالس علي مجلس، وإذا جميع الدنيا بين ركبتيه، وإذا بيده لوح من نور، مكتوب فيه كتاب ينظر فيه لا يلتفت يميناً ولا شمالاً مقبلاً عليه كهيئة الحزين، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا ملك الموت دائب [18] في قبض الأرواح، فقلت: يا جبرائيل أدنني منه حتي أكلّمه، فأدناني منه فسلّمت عليه، وقال له جبرائيل: هذا محمّد نبيّ الرحمة الذي أرسله الله إلي العباد، فرحّب بي وحيّاني بالسلام وقال أبشر يا محمّد فإنّي أري الخير كلّه في أمّتك، فقلت: الحمد لله المنّان ذي النعم علي عباده، ذلك من فضل ربّي ورحمته عليّ، فقال جبرائيل: هو أشد الملائكة عملاً، فقلت: أكلّ من مات أو هو ميّت فيما بعد هذا يقبض روحه؟ فقال: نعم، فقلت: ويراهم حيث كانوا ويشهدهم بنفسه؟ فقال: نعم، فقال ملك الموت: ما الدنيا كلّها عندي فيما سخّرها الله لي ومكّنني عليها إلاّ كالدرهم في كفّ الرجل يقلّبه كيف يشاء، وما من أحدٍ إلاّ وأنا أتصفّحه كلّ يوم خمس مرّات، وأقول: إذا بكي أهل الميّت علي ميّتهم لا تبكوا عليه فإنّ لي فيكم عودة وعودة حتي لا يبقي منكم أحد، فقال رسول الله (صلّي الله عليه وآله): كفي بالموت طامّة [19] يا جبرائيل، فقال جبرائيل: إنّ ما بعد الموت أطمّ وأطمّ من الموت.ثمّ مضيت فإذا أنا بقوم بين أيديهم موائد من لحم طيّب ولحم خبيث، يأكلون اللحم الخبيث ويدعون الطيّب، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون الحرام ويدعون الحلال وهم من أمّتك يا

محمّد، ثمّ رأيت ملكاً من الملائكة جعل الله أمره عجباً، نصف جسده من النار والنصف الآخر ثلج، فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفئ النار، وهو ينادي بصوت رفيع ويقول: سبحان الذي كفّ حرّ هذه النار فلا تذيب الثلج، وكفّ برد هذا الثلج فلا يطفئ حرّ هذه النار، يا مؤلف بين الثلج والنار ألّف بين قلوب عبادك المؤمنين.فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا ملك وكّله الله بأكناف السماء وأطراف الأرضين، وهو أنصح ملائكة الله لأهل الأرض من عباده المؤمنين يدعو لهم بما تسمع منذ خلق، ورأيت ملكين يناديان في السماء أحدهما يقول: (اللهمّ أعط كلّ منفق خلفاً) والآخر يقول: (اللهمّ أعط كلّ ممسك تلفاً)، ثمّ مضيت فإذا أنا بأقوام لهم مشافر كمشافر الإبل يقرض اللحم من جنوبهم، ويلقي في أفواههم، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال: هؤلاء الهمّازون اللمّازون.ثمّ مضيت فإذا أنا بأقوام ترضخ رؤوسهم بالصخر، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال: هؤلاء الذين ينامون عن صلاة العشاء، ثمّ مضيت فإذا أنا بأقوام تقذف النار في أفواههم، وتخرج من أدبارهم، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامي ظلماً، إنّما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً. ثمّ مضيت فإذا أنا بأقوام يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر من عظم بطنه، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون إلاّ كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسّ، وإذا هم بسبيل آل فرعون: يعرضون علي النار غدوّاً وعشيّاً، يقولون: ربنا متي تقوم الساعة؟ثمّ مضيت فإذا أنا بنسوان معلّقات بثُديّهن، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال: هؤلاء اللواتي يورثن أموال أزواجهنّ أولاد غيرهم، ثمّ قال رسول الله (صلي الله عليه

وآله): اشتدّ غضب الله علي امرأة أدخلت علي قوم في نسبهم من ليس منهم فاطّلع علي عوراتهم، وأكل خزائنهم.ثمّ مررنا بملائكة من ملائكة الله عز وجل، خلقهم الله كيف شاء، ليس شيء من أطباق أجسادهم إلاّ وهو يسبّح الله ويحمده من كلّ ناحية بأصوات مختلفة، أصواتهم مرتفعة بالتحميد والبكاء من خشية الله، فسألت جبرائيل عنهم، فقال: كما تري خلقوا، إن الملك منهم إلي جنب صاحبه ما كلّمه قطّ ولا رفعوا رؤوسهم إلي ما فوقها ولا خفضوها إلي ما تحتهم خوفاً من الله وخشوعاً، فسلّمت عليهم فردّوا عليّ إيماءً برؤوسهم لا ينظرون إليّ من الخشوع، فقال لهم جبرائيل: هذا محمّد نبيّ الرحمة أرسله الله إلي العباد رسولاً ونبيّاً، وهو خاتم النبيّين وسيّدهم، أفلا تكلّمونه؟ فلمّا سمعوا ذلك من جبرائيل أقبلوا عليّ بالسلام وأكرموني وبشّروني بالخبر لي ولأمّتي.ثمّ صعد بي إلي السماء الثانية فإذا فيها رجلان متشابهان، فقلت: من هذان يا جبرائيل؟ فقال لي: ابنا الخالة يحيي وعيسي (عليهما السلام)، فسلّمت عليهما وسلّما عليّ واستغفرت لهما واستغفرا لي وقالا: مرحباً بالأخ الصالح والنبيّ الصالح، وإذا فيها من الملائكة وعليهم الخشوع قد وضع الله وجوههم كيف شاء ليس منهم ملك إلاّ يسبّح الله ويحمده بأصوات مختلفة.ثمّ صعدنا إلي السماء الثالثة فإذا فيها رجل فضل حسنه علي سائر الخلق كفضل القمر ليلة البدر علي سائر النجوم، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا أخوك يوسف، فسلّمت عليه وسلّم عليّ واستغفرت له واستغفر لي وقال: مرحباً بالنبيّ الصالح والأخ الصالح والمبعوث في الزمن الصالح، وإذا فيها ملائكة عليهم من الخشوع مثل ما وصفت في السماء الأولي والثانية، وقال لهم جبرائيل في أمري مثل ما قال للآخرين وصنعوا بي مثل ما

صنع الآخرون.ثمّ صعدنا إلي السماء الرابعة وإذا فيها رجل، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ قال: هذا إدريس رفعه الله مكاناً عليّاً، فسلّمت عليه وسلّم عليّ، واستغفرت له واستغفر لي، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات التي عبرناها، فبشّروني بالخير لي ولأمّتي.ثمّ صعدنا إلي السماء الخامسة فإذا فيها رجل كهل عظيم العين لم أر كهلاٌ أعظم منه حول ثلاثة صفوف من أمّته، فأعجبتني كثرتهم، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا المجيب في قومه هارون بن عمران، فسلّمت عليه وسلّم عليّ، واستغفرت له واستغفر لي، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات الأولي.ثمّ صعدنا إلي السماء السادسة وإذا فيها رجل آدم طويل كأنّه من شعر ولو أنّ عليه قميصين لنفذ شعره فيهما، فسمعته يقول: يزعم بنو إسرائيل أني أكرم ولد آدم علي الله، وهذا رجل أكرم علي الله مني، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا أخوك موسي بن عمران، فسلّمت عليه وسلّم عليّ، واستغفرت له واستغفر لي، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات الأولي.ثمّ صعدنا إلي السماء السابعة فما مررت بملك من الملائكة إلاّ قالوا: يا محمّد احتجم، وأمر أمتك بالحجامة، وإذا فيها رجل أشمط الرأس واللحية، جالس علي كرسيّ، فقلت: يا جبرائيل من هذا الذي في السماء السابعة علي باب البيت المعمور في جوار الله؟ فقال: هذا يا محمّد أبوك إبراهيم، وهذا محلّك ومحلّ من اتّقي من أمّتك، ثمّ قرأ رسول الله (صلّي الله عليه وآله): (إنّ أولي النّاس بإبراهيم للّذين اتّبعوه وهذا النّبيّ والّذين آمنوا والله وليّ المؤمنين) [20] ، فسلّمت عليه، وسلّم عليّ، وقال: مرحباً بالنبيّ الصالح، والابن الصالح، والمبعوث في الزمن الصالح، وإذا

فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات الستّ، فبشّروني بالخير والرحمة لي ولأمّتي، ورأيت في السماء السابعة بحاراً من نور يكاد تلألؤها يخطف الأبصار، وفيها بحار مظلمة وبحار ثلج ترعد، فلمّا فزعت ورأيت هؤلاء سألت جبرائيل فقال: أبشر يا محمّد واشكر كرامة ربّك، واشكر الله بما صنع إليك، قال: فثبّتني الله بقوّته وعونه حتي كثر قولي لجبرائيل وتعجّبي، فقال جبرائيل: يا محمّد تعظّم ما تري؟ إنّما هذا خلق من خلق ربّك، فكيف بالخالق الذي خلق ما تري؟ وما لا تري أعظم من هذا.إن بين الله وبين خلقه تسعين ألف حجاب، وأقرب الخلق إلي الله أنا وإسرافيل وبيننا وبينه أربعة حجب: حجاب من نور، وحجاب من ظلمة، وحجاب من الغمام، وحجاب من الماء.ثمّ مضيت مع جبرائيل فدخلت البيت المعمور فصلّيت فيه ركعتين، ومعي أناس من أصحابي عليهم ثياب جدد وآخرون عليهم ثياب خلقان، فدخل أصحاب الجدد وحبس أصحاب الخلقان، ثمّ خرجت فانقاد لي نهران: نهر يسمّي الكوثر، ونهر يسمّي الرحمة، فشربت من الكوثر واغتسلت من الرحمة، ثمّ انقادا لي جميعاً حتي دخلت الجنّة وإذا علي حافتيهما بيوتي وبيوت أزواجي، وإذا ترابي كالمسك، وإذا جارية تنغمس في أنهار الجنّة، فقلت: لمن أنت يا جارية؟ فقالت: لزيد بن حارثة. فبشرته بها حين أصبحت، وإذا بطيرها كالبخت وإذا رمّانها مثل دليّ العظام، وإذا شجرة لو أرسل طائر في أصلها ما دارها سبعمائة سنة، وليس في الجنّة منزل إلاّ وفيه غصن منها، فقلت: ما هذه يا جبرائيل؟ فقال: هذه شجرة طوبي، قال الله: (طوبي لهم وحسن مآبٍ) [21] .فلمّا دخلت الجنّة رجعت إليّ نفسي فسألت جبرائيل عن تلك البحار وهولها وأعاجيبها، فقال: هي سرادقات الحجب التي احتجب الله تبارك

وتعالي، بها، ولولا تلك الحجب لتهتّك نور العرش وكلّ شيء فيه. وانتهيت إلي سدرة المنتهي فإذا الورقة منها تظلّ أمّة من الأمم فكنت منها كما قال الله تعالي: (قاب قوسين أو أدني)، فناداني: (آمن الرسول بما أنزل إليه)، فقلت أنا مجيباً عني وعن أمتي: (والمؤمنون كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرّق بين أحدٍ من رسله)، وقلت: (سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير). فقال الله: (لا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)، فقلت: (ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، فقال الله: لا أؤاخذك، فقلت: (ربّنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته علي الّذين من قبلنا)، فقال الله: لا أحمّلك. فقلت: (ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعف عنّا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين)، فقال الله: تبارك وتعالي: قد أعطيتك ذلك لك ولأمّتك.فقلت: يا ربّ أعطيت أنبياءك فضائل فأعطني، فقال الله: قد أعطيتك فيما أعطيتك كلمتين من تحت عرشي: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، ولا منجي منك إلاّ إليك، وعلّمتني الملائكة قولاً أقوله إذا أصبحت وأمسيت: (اللّهمّ إنّ ظلمي أصبح مستجيراً بعفوك، وذنبي أصبح مستجيراً بمغفرتك، وذلّي أصبح مستجيراً بعزّتك، وفقري أصبح مستجيراً بغناك، ووجهي الفاني البالي أصبح مستجيراً بوجهك الدائم الباقي الذي لا يفني).

بين يدي الله

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: روي موفق بن أحمد الخوارزمي بإسناده عن أبي سليمان، أنه قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول:...ليلة أسري بي إلي السماء قال لي الجليل: جل جلاله:آمن الرسول بما أنزل إليه من ربّه، فقلت: والمؤمنون، قال: صدقت، قال: من خلّفت من أمتك؟ قلت: خيرها، قال: عليّ بن أبي طالب؟ قلت: نعم يا

رب، قال: يا محمّد إنّي اطّلعت إلي الأرض اطّلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسماً من أسمائي، فلا أذكر في موضع إلاّ ذكرت معي، فأنا المحمود وأنت محمّد، ثمّ اطّلعت الثانية فاخترت منها عليّاً وشققت له اسماً من أسمائي، فأنا الأعلي وهو عليّ. يا محمّد إنّي خلقتك وخلقت عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من نوري، وعرضت ولايتكم علي أهل السماوات والأرض، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين. يا محمّد لو أنّ عبداً من عبيدي عبدني حتي ينقطع أو يصير كالشن البالي، ثمّ أتاني جاحداً لولايتكم، ما غفرت له حتي يقرّ بولايتكم. يا محمّد تحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم يا ربّ، فقال: التفت عن يمين العرش، فالتفتّ فإذا بعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسي بن جعفر وعليّ بن موسي ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ والمهديّ، في ضحضاحٍ من نور قياماً يصلّون وهو في وسطهم - يعني المهديّ (عليه السلام) - كأنّه كوكب درّي وقال: يا محمّد هؤلاء الحجّ وهو الثائر من عشيرتك، وعزّتي وجلالي إنّه الحجّة الواجبة لأوليائي والمنتقم من أعدائي.

الاذان

البحار، صحيفة الرضا: عن الرضا، عن آبائه، عن علي، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله):...... حتي انتهيت إلي الحجاب الذي يلي الرحمن عز وجل [22] ، فخرج ملك من وراء الحجاب، فقال: الله أكبر. الله أكبر.قلت: يا جبرائيل! من هذا الملك؟ قال: والذي أكرمك بالنبوة، ما رأيت هذا الملك، قبل ساعتي هذه.فقال الملك: الله أكبر. الله أكبر.فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، أنا أكبر، أنا أكبر.فقال الملك: أشهد أن لا إله إلاّ الله. أشهد أن

لا إله إلاّ الله.فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، أنا الله لا إله إلاّ أنا.فقال الملك: أشهد أن محمّداً رسول الله. أشهد أن محمّداً رسول الله.فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، أنا أرسلت محمّداً رسولاً.فقال الملك: حيّ علي الصلاة. حيّ علي الصلاة.فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، ودعا إلي عبادتي.فقال الملك: حيّ علي الفلاح. حيّ علي الفلاح.فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، ودعا إلي عبادتي.(فقال الملك): قد أفلح من واظب عليها.فيومئذٍ أكمل الله عز وجل، لي الشرف علي الأولين والآخرين.

مدينة قم

البحار. الجزء الثاني.لما أسري بي إلي السماء، حملني جبرائيل علي كتفه اليمني، فنظرت إلي بقعةٍ بأرض الجبل حمراء، فإذا فيها شيخ علي رأسه برنس، فقلت لجبرائيل: ما هذه البقعة الحمراء؟ قال: بقعة شيعتك وشيعة وصيّك عليّ، فقلت: من الشيخ صاحب البرنس؟ قال: إبليس. قلت: فما يريد منهم؟ قال: يريد أن يصدّهم عن ولاية أمير المؤمنين، ويدعوهم إلي الفسق والفجور، فقلت: يا جبرائيل أهو بنا إليهم. فأهوي بنا إليهم أسرع من البرق الخاطف، والبصر اللامح، فقلت: قم يا ملعون، فشارك أعداءهم في أموالهم وأولادهم ونسائهم، فإن شيعتي وشيعة عليّ ليس لك عليهم سلطان.فسمّيت: (قم).

اقبلت الفتن

أعيان الشيعة، الجزء الثاني، صفحة 228، عن ابن سعد في الطبقات الكبري، بسنده عن أبي مويهبة، مولي رسول الله، زار المقابر في السنة الأخيرة من عمره الشريف فخاطب الأموات قائلاً:...ليهنكم ما أصبحتم فيه، ممّا أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع بعضها بعضاً، يتبع آخرها أوّلها، الآخرة شرّ من الأولي.إنّي قد أعطيت خزائن الدنيا والخلد، ثمّ الجنّة، فخيّرت بين ذلك، وبين لقاء ربّي والجنّة، فاخترت لقاء ربّي والجنّة.إنّ جبرائيل كان يعرض عليّ القرآن في كلّ سنة مرّة، وقد عرضه عليّ العام مرّتين، ولا أراه إلاّ لحضور أجلي.

موعدكم الحوض

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث، إن النبي (صلي الله عليه وآله) صعد المنبر في أيامه الأخيرة من الحياة، فقال:..إنّي بين أيديكم فرط، وأنا عليكم شهيد، وإن موعدكم الحوض، وإنّي لأنظر إليه، وأنا في مقامي هذا، وإنّي لست أخشي عليكم إلاّ أن تنافسوا فيها.

القرآن والعترة

الثقلان

أعيان الشيعة، الجزء الثاني، صفحة 226، عن المفيد في الإرشاد، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله):...أيّها النّاس! إنّي فرطكم، وأنتم واردون عليّ الحوض، ألا وإنّي سائلكم عن الثّقلين، فانظروا: كيف تخلّفوني فيهما؟ فإنّ اللّطيف الخبير نبّأني: أنّهما لن يفترقا حتّي يلقياني، وسألت ربّي ذلك فأعطانيه، ألا وإنّي قد تركتهما فيكم: كتاب الله وعترتي: أهل بيتي، لا تسبقوهم فتفرّقوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلّموهم، فإنّهم أعلم منكم.أيّها النّاس! لا ألفينّكم بعدي كفّاراً، يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فتلقوني في كتيبة كمجرّ السيل الجرّار.ألا وإنّ عليّ بن أبي طالب أخي ووصيّي، يقاتل بعدي علي تأويل القرآن، كما قاتلت علي تنزيله.

القرآن

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب بنا رسول الله فقال:...أيّها النّاس! إنّكم في دار هدنة، وأنتم علي ظهر سفرٍ، والسير بكم سريع، فقد رأيتم اللّيل والنّهار، والشمس والقمر، يبليان كل جديد، ويقرّبان كلّ بعيد، ويأتيان بكل وعدٍ ووعيدٍ، فأعدّوا الجهاز، لبعد المجاز [23] . إنّها دار بلاء وابتلاء، وانقطاعٍ وفناء، فإذا التبست عليكم الأمور كقطع اللّيل المظلم، فعليكم بالقرآن، فإنّه شافع مشفّع، وماحل مصدّق، من جعله أمامه قادة إلي الجنّة، ومن جعله خلفه ساقه إلي النّار، ومن جعله الدليل يدلّه علي السبيل، وهو كتاب فيه تفصيل، وبيان وتحصيل، هو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم الله، وباطنه علم الله تعالي، فظاهره أنيق، وباطنه عميق، له تخوم، وعلي تخومه تخوم، ودليل علي المعرفة لمن عرف الصّفة، فليجل جالٍ بصره، وليبلغ الصفة نظره، ينج من عطبٍ، ويتخلّص من نشبٍ، فإنّ التفكّر حياة قلب البصر، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنّور، فعليكم بحسن التخلّص، وقلّة التربّص.

علي والقرآن

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: آخر خطبة خطبها رسول الله علي المنبر.يا معشر المهاجرين والأنصار! ومن حضرني في يومي هذا، وفي ساعتي هذه، من الجنّ والإنس، فليبلّغ شاهدكم الغائب: ألا قد خلّفت فيكم كتاب الله، فيه النّور، والهدي، والبيان، ما فرّط الله فيه من شيء، حجّة الله لي عليكم، وخلّفت فيكم العلم الأكبر، علم الدين، ونور الهدي، وصيّي: عليّ بن أبي طالب، ألا وهو حبل الله، فاعتصموا به جميعاً، ولا تفرّقوا عنه، (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً).أيّها النّاس! هذا عليّ بن أبي طالب، كنز الله، اليوم وما بعد اليوم، من أحبّه وتولاّه اليوم وما بعد اليوم، فقد أوفي بما

عاهد عليه، وأدّي ما وجب عليه، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم، جاء يوم القيامة أعمي وأصمّ، لا حجّة له عند الله.أيّها النّاس! لا تأتوني غداً بالدّنيا، تزفّونها زفّاً، ويأتي أهل بيتي شعثاء غبراء، مقهورين مظلومين، تسيل دماؤهم أمامكم، وبيعات الضّلالة والشوري للجهالة في رقابكم. ألا وإنّ هذا الأمر له أصحابٌ وآياتٌ، قد سمّاهم الله في كتابه، وعرّفتكم، وبلّغتكم ما أرسلت به إليكم، ولكنّي أراكم قوماً تجهلون، لا ترجعنّ كفّاراً مرتدّين، متأوّلين للكتاب علي غير معرفة، وتبتدعون السّنة بالهوي، لأنّ كلّ سنّةٍ وحديثٍ وكلامٍ خالف القرآن، فهو ردٌّ وباطلٌ، القرآن إمام هديً، وله قائدٌ يهدي إليه، ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وهو وليّ الأمر بعدي، ووارث علمي وحكمتي، وسرّي وعلانيتي، وما ورّثه النبيّون من قبلي، وأنا وارث ومورّث، فلا يكذبنّكم أنفسكم.أيّها النّاس! الله الله في أهل بيتي، فإنّهم أركان الدين، ومصابيح الظّلم، ومعدن العلم: عليّ أخي، ووارثي، ووزيري، وأميني، والقائم بأمري، والموفي بعهدي علي سنّتي، أوّل النّاس بي إيماناً، وآخرهم عهداً عند الموت، وأوسطهم لي لقاءً يوم القيامة، فليبلّغ شاهدكم غائبكم: ألا ومن أمّ قوماً إمامةً عمياء، وفي الأمّة من هو أعلم، فقد كفر.أيّها النّاس! ومن كانت له قبلي تبعةٌ فها أنا، ومن كانت له عدة، فليأت فيها عليّ بن أبي طالب، فإنّه ضامنٌ لذلك كلّه، حتي لا يبقي لأحدٍ عليّ تباعةٌ.

خطبة الغدير

خطبة الرسول (صلي الله عليه وآله) يوم غدير خم خطبة رويت بسند متواتر، وليس في الإسلام حديث - بعد حديث بعثة الرسول (صلي الله عليه وآله) - أكثر تواتراً من حديث الغدير، فقد رواها أكثر المهاجرين والأنصار، والتابعين والرواة - رغم أن الاتجاه السياسي كان يمنع من روايته - وقد ألف العلماء مئات

من الكتب المستقلة، في تدقيق نصه وأسانيده، ومنها كتاب (العقبات) للعلامة المغفور له، السيد مير حامد حسين، وكتاب (الغدير) للبحاثة الشيخ عبد الحسين الأميني.ونحن هنا نروي هذا الحديث عن كتاب الاحتجاج للطبرسي صفحة 31 - 41 وقد رواه بالسند التالي: حدثني السيد الجليل أبو جعفر مهدي بن أبي حرب، عن الشيخ أبي علي الحسن بن السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، عن الشيخ أبي جعفر عن جماعة، عن محمد بن هارون بن موسي التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام، عن علي السوري، عن أبي محمد العلوي من ولد الأفطس، عن محمد بن موسي الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، وصالح بن عقبة جميعاً، عن قيس بن سمعان، عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال:حج رسول الله (صلي الله عليه وآله) من المدينة، وقد بلغ جميع الشرائع قومه، غير الحج والولاية، فأتاه جبرائيل فقال: يا محمدّ إن الله جل اسمه يقرئك السلام، ويقول لك: إني لم أقبض نبياً من أنبيائي ولا رسولا من رسلي، إلا بعد إكمال ديني وتأكيد حجتي، وقد بقي عليك من ذاك فريضتان، مما يحتاج أن تبلغها قومك، فريضة الحج، وفريضة الولاية والخلافة من بعدك، فإنني لم أخل أرضي من حجة، ولن أخليها أبداً، فإن الله، جل ثناؤه، يأمرك أن تبلغ قومك الحج، وتحج، ويحج معك من استطاع إليه سبيلا، من أهل الحضر والأطراف والأعراب، وتعلمهم معالم حجهم، مثلما علمتهم من صلاتهم، وزكاتهم، وصيامهم، وتوقفهم من ذلك علي مثال الذي أوقفتهم عليه، من جميع ما بلغتهم من الشرائع، فنادي منادي رسول الله (صلي الله عليه وآله): ألا إن رسول الله يريد

الحج، وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرائع دينكم، ويوقفكم من ذاك علي ما أوقفكم عليه من غيره. فخرج (صلي الله عليه وآله) وخرج معه الناس، وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله، فحج بهم، وبلغ من حج مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب، سبعين ألفاً أو يزيدون... فلما أتم الحج، ورجع، وبلغ غدير خم، قبل الجحفة بثلاثة أميال، أتاه جبرائيل (عليه السلام) علي خمس ساعات مضت من النهار، بالزجر والانتهار، والعصمة من الناس، فقال: يا محمد إن الله عز وجل، يقرئك السلام، ويقول لك: (يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي، فإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من الناس). وكان أوائلهم قريباً من الجحفة، فأمره بأن يرد من تقدم منهم، ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان، ليقيم علياً علماً للناس، ويبلغهم ما أنزل الله تعالي في علي، وأخبره بان الله عز وجل، قد عصمه من الناس، فأمر رسول الله منادياً ينادي في الناس بالصلاة جامعة، ويرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر، وتنحي عن يمين الطريق، إلي جنب مسجد الغدير - أمره بذلك جبرائيل عن الله عز وجل - وكان في الموضع سلمات، فأمر رسول الله أن يقم ما تحتهن، وينصب له حجارة كهيئة المنبر، ليشرف علي الناس، فتراجع الناس واحتبس أواخرهم في ذلك المكان، فقام رسول الله (صلي الله عليه وآله) فوق تلك الأحجار، ثم حمد الله وأثني عليه فقال:...الحمد لله الذي علا في توحّده، ودنا في تفرّده، وجلّ في سلطانه، وعظم في أركانه، وأحاط بكلّ شيء علماً وهو في مكانه، وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه، مجيداً

لم يزل، محموداً لا يزال، بارئ المسموكات، وداحي المدحوّات، وجبّار الأرضين والسماوات، قدّوسٌ سبّوح، ربّ الملائكة والروح، متفضّل علي جميع من برأ متطوّل علي جميع من أنشأ، يلحظ كل عين، والعيون لا تراه، كريم، حليم، ذو أناة، قد وسع كلّ شيء رحمته، ومنّ عليهم بنعمته، لا يعجل بانتقامه، ولا يبادر إليهم بما استحقّوا من عذابه، قد فهم السرائر، وعلم الضمائر، ولم تخف عليه المكنونات، ولا اشتبهت عليه الخفيّات، له الإحاطة بكل شيء، والغلبة علي كل شيء، والقوة في كل شيء، والقدرة علي كل شيء، وليس مثله شيء، وهو منشئ الشيء، حين لا شيء، دائمٌ قائمٌ بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم، جلّ عن أن تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار، وهو اللطيف الخبير، لا يلحق أحدٌ وصفه من معاينة، ولا يجد أحدٌ كيف هو من سرّ وعلانية، إلاّ بما دلّ عز وجل، علي نفسه، وأشهد أنّه الله الذي ملأ الدهر قدسه، والذي يغشي الأبد نوره، والذي ينفذ أمره بلا مشاورة مشير، ولا معه شريكٌ في تقدير، ولا تفاوت في تدبير، صوّر ما أبدع علي غير مثال، وخلق ما خلق بلا معونة من أحد، ولا تكلّف ولا احتيال، أنشأها فكانت، وبرأها فبانت، فهو الله الذي لا إله إلا هو، المتقن الصنعة، الحسن الصنيعة، العدل الذي لا يجور، الأكرم الذي ترجع إليه الأمور، وأشهد أنّه الذي تواضع كل شيء لقدرته، مالك الأملاك، مفلّك الأفلاك، ومسخّر الشمس والقمر، كلٌّ يجري لأجل مسمّي، يكوّر الليل علي النّهار، ويكوّر النّهار علي الليل، يطلبه حثيثاً، قاصم كل جبّار عنيد، ومهلك كل شيطان مريد، لم يكن معه ضدّ ولا ند، أحدٌ صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، إلهٌ

واحد، وربّ ماجد، يشاء ويمضي، ويريد فيقضي، ويعلم ويحصي، ويميت ويحيي، ويفقر ويغني، ويضحك ويبكي، ويمنع ويعطي، له الملك، وله الحمد، بيده الخير، وهو علي كل شيء قدير، يولج الليل في النّهار، ويولج النّهار في اللّيل، لا إله إلا هو العزيز الغفّار، مستجيب الدعاء، ومجزل العطاء، محصي الأنفاس، وربّ الجنّة والنّاس، لا يشكل عليه شيء، ولا يضجره صراخ المستصرخين، ولا يبرمه إلحاح الملحّين، العاصي للصالحين، والموفّق للمفلحين، ومولي العالمين، الذي استحق من كل خلق أن يشكره ويحمده، أحمده علي السّرّاء والضراء والشدة والرخاء، وأؤمن به وبملائكته، وكتبه ورسله، أسمع أمره وأطيع، وأبادر إلي كل ما يرضاه، وأستسلم لقضائه رغبةً في طاعته، وخوفاً من عقوبته، لأنّه الله الذي لا يؤمن مكره، ولا يخاف جوره، وأقرّ له علي نفسي بالعبودية، وأشهد له بالربوبيّة، وأؤديّ ما أوحي إليّ، حذراً من أن لا أفعل، فتحلّ بي منه قارعة لا يدفعها عنّي أحد، وإن عظمت حيلته، لا إله إلا هو، لأنّه قد أعلمني أنّي إن لم أبلّغ ما أنزل إليّ، فما بلّغت رسالته، وقد ضمن لي تبارك وتعالي، العصمة، وهو الله الكافي الكريم، فأوحي إليّ (بسم الله الرحمن الرحيم. يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك) في عليّ يعني في الخلافة لعلي بن أبن طالب (وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته، والله يعصمك من النّاس).معاشر الناس! ما قصرت في تبليغ ما أنزل الله تعالي إليّ، وأنا مبين لكم سبب نزول هذه الآية: إن جبرائيل هبط إليّ مراراً ثلاثاً، يأمرني عن السّلام ربي وهو السلام: أن أقوم في هذا المشهد، فأعلم كل أبيض وأسود: أن علي بن أبي طالب أخي، ووصيي، وخليفتي والإمام من بعدي، الذي محلّه مني محل

هارون من موسي، إلا أنّه لا نبي بعدي، وهو وليّكم بعد الله ورسوله، وقد أنزل الله تبارك وتعالي، عليّ بذلك آية من كتابه: (إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون) وعلي بن أبي طالب أقام الصلاة، وآتي الزّكاة وهو راكع، يريد الله عز وجل، في كل حال، وسألت جبرائيل أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم.أيّها النّاس! لعلمي بقلّة المتقين، وكثرة المنافقين، وإدغال الآثمين، وخبل المستهزئين بالإسلام، الذين وصفهم الله في كتابه، بأنّهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، ويحسبونه هينّاً وهو عند الله عظيم، وكثرة أذاهم لي في غير مرة حتي سموني: أذناً، وزعموا أنّي كذلك، لكثرة ملازمته إياي، وإقبالي عليه، حتي أنزل الله عز وجل، في ذلك قرآناً: (ومنهم الّذين يؤذون النّبيّ ويقولون هو أذن قل أذن) علي اللذين يزعمون أنه أذن (خيرٍ لكم) لو شئت أن أسمي لسميّت، وأن أومئ إليهم بأعيانهم لأومأت، وأن أدلّ عليهم لدللت، ولكني والله في أمورهم قد تكرّمت، وكل ذلك لا يرضي الله مني، إلا أن أبلغ ما أنزل إلي.(يا أيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك) في عليّ (وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من النّاس)، فاعلموا، معاشر النّاس: أن الله قد نصبه لكم وليّاً وإماماً، مفترضاً طاعته، علي المهاجرين والأنصار، وعلي التابعين لهم بإحسان، وعلي البادي والحاضر، وعلي الأعجمي والعربي، والحر والمملوك، والصغير والكبير، وعلي الأبيض والأسود، وعلي كل موحد، ماض حكمه، جائز قوله، نافذ أمره، ملعون من خالفه، مرحوم من تبعه، مؤمن من صدّقه، فقد غفر الله له، ولمن سمع منه، وأطاع له.معاشر الناس! إنّه آخر مقام أقومه في هذا المشهد، فاسمعوا، وأطيعوا، وانقادوا لأمر

ربكم، فإن الله عز وجل، هو مولاكم، وإلهكم، ثم من دونه محمد وليّكم، القائم المخاطب لكم، ثم من بعدي عليّ وليّكم وإمامكم بأمر ربكم، ثم الإمامة في ذريتي من ولده، إلي يوم تلقون الله ورسوله، لا حلال إلاّ ما أحلّه الله، ولا حرام إلاّ ما حرّمه الله، عرّفني الحلال والحرام، وأنا أفضيت بما علمني ربي، من كتابه وحلاله وحرامه.معاشر الناس! ما من علم إلاّ وقد أحصاه الله فيّ، وكلّ علم علّمت فقد أحصيته في إمام المتقين، وما من علمٍ إلا علّمته عليّاً، وهو الإمام المبين.معاشر النّاس! لا تضلّوا عنه، ولا تنفروا منه، ولا تستكبروا من ولايته، فهو الذي يهدي إلي الحق، ويعمل به، ويزهق الباطل، وينهي عنه، ولا تأخذه في الله لومة لائم، ثم إنّه أوّل من آمن بالله ورسوله، وهو الذي فدّي رسوله بنفسه، وهو الذي كان مع رسول الله، ولا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره.معاشر الناس! فضّلوه فقد فضّله الله، واقبلوه فقد نصبه الله.معاشر النّاس! إنّه إمام من الله، ولن يتوب الله علي أحد أنكر ولايته، ولن يغفر الله له، حتماً علي الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه، وأن يعذبه عذاباً نكراً، أبد الآباد، ودهر الدهور، فاحذروا أن تخالفوه، فتصلوا ناراً وقودها الناس والحجارة، أعدّت للكافرين.أيّها النّاس! والله بشّر به الأولين من النبيين والمرسلين، وأنا خاتم الأنبياء والمرسلين، والحجة علي جميع المخلوقين، من أهل السماوات والأرضين، فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولي، ومن شك في شيء من قولي هذا، فقد شكّ في الكلّ منه، والشاكّ في ذلك فله النّار.معاشر النّاس! حباني الله بهذه الفضيلة، منّاً منه عليّ، وإحساناً منه إليّ، ولا إله إلا هو، له

الحمد مني أبد الآبدين ودهر الداهرين علي كل حال.معاشر النّاس! فضّلوا عليّاً، فإنّه أفضل الناس بعدي، من ذكرٍ وأنثي، بنا أنزل الله الرزق وأبقي الخلق، ملعون ملعون، مغضوب مغضوب، من رد عليّ قولي هذا، ولم يوافقه، ألا إنّ جبرائيل أخبرني عن الله تعالي بذلك، ويقول: من عادي عليّاً ولم يتولّه فعليه لعنتي وغضبي، فلتنظر نفس ما قدّمت لغد، واتقوا الله أن تخالفوه، فتزلّ قدم بعد ثبوتها، إن الله خبير بما تعملون.معاشر النّاس! إنّه جنب الله الذي ذكر في كتابه فقال تعالي: (أن تقول نفسٌ يا حسرتا علي ما فرّطت في جنب الله).معاشر النّاس! تدبروا القرآن، وافهموا آياته، وانظروا إلي محكماته، ولا تتبعوا متشابهه، فوالله لن يبين لكم زواجره، ولا يوضح لكم تفسيره، إلا الذي أنا آخذ بيده، ومصعده إليّ، وشائل بعضده، ومعلمكم: أن من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، وهو عليّ بن أبي طالب، أخي ووصيي، وموالاته من الله عز وجل، اتركها علي.معاشر النّاس! إن عليّاً والطيبين من ولدي، هم الثّقل الأصغر، والقرآن الأكبر، فكل واحد منبئ عن صاحبه، وموافق له، لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض، هم أمناء الله في خلقه، وحكماؤه في أرضه، ألا وقد أدّيت، ألا وقد بلّغت، ألا وقد أوضحت، ألا وإن الله عز وجل، قال، وأنا قلت عن الله عز وجل، ألا إنّه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا، ولا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره [24] .معاشر النّاس! هذا عليّ أخي ووصيّي، وواعي علمي، وخليفتي علي أمّتي، وعليّ تفسير كتاب الله عز وجل، والداعي إليه، والعامل بما يرضاه، والمحارب لأعدائه، والموالي علي طاعته، والناهي عن معصيته، خليفة رسول الله، وأمير المؤمنين، والإمام الهادي، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، بأمر الله

أقول: ما يبدّل القول لدي، بأمر ربي أقول: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، والعن من أنكره، واغضب علي من جحد حقه، اللهم إنّك أنزلت علي: أن الإمامة بعدي لعليّ، وليّك، عند تبياني ذلك، ونصبي إياه، بما أكملت لعبادك من دينهم، وأتممت عليهم بنعمتك، ورضيت لهم الإسلام ديناً، فقلت: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين). اللهم إنّي أشهدك، وكفي بك شهيداً: أنّي قد بلّغت.معاشر النّاس! إنّما أكمل الله عز وجل، دينكم بإمامته، فمن لم يأتمّ به، وبمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه، إلي يوم القيامة، والعرض علي الله عز وجل، فأولئك الذين حبطت أعمالهم، وفي النار هم فيها خالدون، ولا يخفف عنهم العذاب، ولا هم ينظرون.معاشر النّاس! هذا عليٌّ، أنصركم، وأحقكم بي، وأقربكم إليّ، وأعزكم عليّ، والله عز وجل، وأنا عنه راضيان، وما نزلت آية رضي إلا فيه، وما خاطب الله الذين آمنوا، إلاّ بدأ به، ولا نزلت آية مدح في القرآن إلاّ فيه، ولا شهد بالجنة في (هل أتي علي الإنسان) إلا له، ولا أنزلها في سواه، ولا مدح بها غيره.معاشر النّاس! هو ناصر دين الله، والمجادل عن رسول الله، وهو التقي النقي، الهادي المهدي، نبيّكم خير نبيّ، ووصيكم خير وصيّ، وبنوه خير الأوصياء.معاشر النّاس! ذرية كل نبي من صلبه، وذريتي من صلب عليّ.معاشر النّاس! إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد، فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم، وتزلّ أقدامكم، فإن آدم أهبط إلي الأرض بخطيئة واحدة، وهو صفوة اللّه عز وجل، وكيف بكم وأنتم أنتم، ومنكم أعداء الله، ألا إنّه لا يبغض عليّاً إلاّ شقي، ولا يتولي علياً إلا تقي، ولا يؤمن به إلا مؤمن مخلص،

وفي عليّ والله نزلت سورة والعصر: (بسم الله الرحمن الرّحيم والعصر إنّ الإنسان لفي خسرٍ إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر).معاشر النّاس! قد استشهدت الله، وبلّغكم رسالتي، وما علي الرسول إلاّ البلاغ المبين.معاشر النّاس! اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون.معاشر النّاس! آمنوا بالله ورسوله، والنور الذي أنزل معه، من قبل أن نطمس وجوهاً فنردّها علي أدبارها.معاشر النّاس! النّور من الله عز وجل، فيّ مسلوك، ثم في عليّ، ثم في النسل منه، إلي القائم المهدي، الذي يأخذ بحق الله، وبكل حق هو لنا، لأن الله عز وجل، قد جعلنا حجّة علي المقصرين، والمعاندين، والمخالفين، والخائنين، والآثمين، والظالمين، من جميع العالمين.معاشر النّاس! أنذرتكم أنّي رسول قد خلت من قبلي الرسل، أفإن متّ أو قتلت انقلبتم علي أعقابكم، ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئاً، وسيجزي الله الشاكرين. ألا وإن عليّاً هو الموصوف بالصبر والشكر، ثم من بعده ولدي من صلبه.معاشر النّاس! لا تمنّّوا علي الله إسلامكم، فيسخط عليكم، ويصيبكم بعذاب من عنده، إنّه لبالمرصاد.معاشر النّاس! إنّه سيكون من بعدي أئمة يدعون إلي النّار، ويوم القيامة لا ينصرون.معاشر النّاس! إنّ الله وأنا بريّان منهم.معاشر النّاس! إنّهم وأنصارهم، وأتباعهم، وأشياعهم، في الدرك الأسفل من النار، ولبئس مثوي المتكبرين، ألا إنّهم أصحاب الصحيفة، فلينظر أحدكم في صحيفته.معاشر النّاس! إنّي أدعها إمامة، ووراثة في عقبي إلي يوم القيامة، وقد بلّغت ما أمرت بتبليغه، حجّة علي كل حاضر وغائب، وعلي كل أحد ممّن شهد أو لم يشهد، ولد أو لم يولد، فليبلغ الحاضر الغائب والوالد الولد، إلي يوم القيامة، وسيجعلونها ملكاً واغتصاباً، ألا لعن الله الغاصبين، والمغتصبين، وعندها سنفرغ لكم أيّها الثّقلان، فيرسل عليكما شواظ

من نار ونحاس فلا تنتصران.معاشر النّاس! إنّ الله عز وجل، لم يكن يذركم علي ما أنتم عليه، حتي يميّز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليطلعكم علي الغيب.معاشر النّاس! إنّه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها، وكذلك يهلك القري وهي ظالمة، كما ذكر الله تعالي، وهذا عليّ إمامكم، ووليكم، وهو مواعيد الله، والله يصدق ما وعده.معاشر النّاس! قد ضلّ قبلكم أكثر الأولين، والله لقد أهلك الأولين، وهو مهلك الآخرين، قال الله تعالي: (ألم نهلك الأوّلين ثمّ نتبعهم الآخرين كذلك نفعل بالمجرمين ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين).معاشر النّاس! إنّ الله قد أمرني ونهاني، وقد أمرت عليّاً ونهيته، فعلم الأمر والنهي من ربّه عز وجل، فاسمعوا لأمره تسلموا، وأطيعوه تهتدوا، وانتهوا لنهيه ترشدوا، وصيروا إلي مراده، ولا تتفرق بكم السبل عن سبيله، أنا صراط الله المستقيم، الذي أمركم باتباعه، ثم عليّ من بعدي، ثم ولدي من صلبه، أئمة يهدون إلي الحقّ وبه يعدلون. ثم قرأ الحمد لله ربّ العالمين إلي آخرها، وقال: فيّ نزلت، وفيهم نزلت، ولهم عمّت، وإياهم خصّت، أولئك أولياء الله، لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، ألا إن حزب الله هم الغالبون، ألا إن أعداء عليّ هم أهل الشقاق والنفاق، والحادّون وهم العادون، وإخوان الشياطين، الذين يوحي بعضهم إلي بعض زخرف القول غروراً، ألا إن أولياءهم الذين ذكرهم الله في كتابه فقال عز وجل: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروحٍ منه ويدخلهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إنّ حزب الله هم المفلحون).

ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز وجل، فقال: (الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون). ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز وجل، فقال: (الّذين يدخلون الجنّة آمنين وتتلقّاهم الملائكة) بالتسليم، (أن طبتم فادخلوها خالدين). ألا إن أولياءهم الذين قال لهم الله عز وجل: (يدخلون الجنّة بغير حسابٍ). ألا إن أعداءهم يصلون سعيراً. ألا إن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شهيقاً وهي تفور، ولها زفير (كلّما دخلت أمّةٌ لعنت أًختها حتّي إذا ادّاركوا فيها جميعاً قالت أخراهم لأولاهم ربّنا هؤلاء أضلّونا فآتهم عذاباً ضعفاً من النّار قال لكلٍّ ضعفٌ ولكن لا تعلمون). ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز وجل: (كلّما ألقي فيها فوجٌ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذيرٌ قالوا بلي قد جاءنا نذيرٌ فكذّبنا وقلنا ما نزّل الله من شيءٍ إن أنتم إلاّ في ضلالٍ مبينٍ). ألا إن أولياءهم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير.معاشر النّاس! شتّان ما بين الجنّة والسعير، عدوّنا من ذمه الله ولعنه، ووليّنا من مدحه الله وأحبّه.معاشر النّاس! ألا إنّي منذر وعليٌّ هادٍ.معاشر النّاس! إنّي نبي، وعليّ وصيّ، ألا إن خاتم الأئمة منا، القائم المهدي، ألا إنّه الظاهر علي الدين، ألا إنّه المنتقم من الظالمين، ألا إنّه فاتح الحصون وهادمها، ألا إنّه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك، ألا إنّه مدرك بكل ثأر لأولياء الله، ألا إنّه الناصر لدين الله، ألا إنّه الغرّاف من بحر عميق، ألا إنّه يسم كل ذي فضل بفضله، وكل ذي جهل بجهله، ألا إنّه خيرة الله ومختاره، ألا إنّه وارث كل علم والمحيط به، ألا إنّه المخبر عن ربّه عز وجل، والمنبه بأمر إيمانه، ألا إنّه الرشيد السديد، ألا

إنّه المفوض إليه، ألا قد بشّر به من سلف بين يديه، ألا إنّه الباقي حجّة، ولا حجّة بعده، ولا حقّ إلا معه، ولا نور إلا عنده، ألا إنّه لا غالب له، ولا منصور عليه، ألا إنّه وليّ الله في أرضه، وحكمه في خلقه، وأمينه في سره وعلانيته.معاشر النّاس! قد بيّنت لكم، وأفهمتكم، وهذا عليّ يفهمكم بعدي، ألا وإنّي عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلي مصافقتي علي بيعته، والإقرار به، ثم مصافقته بعدي، ألا وإنّي قد بايعت الله، وعليٌّ قد بايعني، وأنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل (ومن نكث فإنّما ينكث علي نفسه ومن أوفي بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً).معاشر النّاس! (إنّ الحجّ والعمرة من شعائر الله فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما ومن تطّوّع خيراً فإنّ الله شاكرٌ عليمٌ).معاشر النّاس! حجّوا البيت، فما ورده أهل بيت إلا استغنوا، ولا تخلفوا عنه إلا افتقروا.معاشر النّاس! ما وقف بالموقف مؤمن، إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه إلي وقته ذلك، فإذا انقضت حجّته استؤنف عمله.معاشر النّاس! الحجّاج معانون، ونفقاتهم مختلفة، والله لا يضيع أجر المحسنين.معاشر النّاس! حجّوا البيت بكمال الدين والتفقّه، ولا تنصرفوا عن المشاهد إلاّ بتوبة وإقلاع.معاشر النّاس! أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، كما أمركم الله عز وجل، لئن طال عليكم الأمد فقصرتم، أو نسيتم، فعليٌّ وليّكم، ومبين لكم، الذي نصبه الله عز وجل، بعدي، ومن خلقه الله مني وأنا منه، يخبركم بما تسألون عنه، ويبين لكم ما لا تعلمون، ألا إن الحلال والحرام أكثر من أن أحصيهما وأعرّفهما، فآمر بالحلال وأنهي عن الحرام في مقام واحد، فأمرت أن آخذ بالبيعة منكم، والصفقة لكم، بقبول ما جئت به

عن الله عز وجل، في عليّ أمير المؤمنين، والأئمة من بعده، الذي مني ومنه أمة قائمة، منهم المهدي، إلي يوم القيامة الذي يقضي بالحق.معاشر النّاس! وكل حلال دللتكم عليه، أو حرام نهيتكم عنه، فإنّي لم أرجع عن ذلك، ولم أبدل. ألا فاذكروا ذلك، واحفظوه، وتواصوا به، ولا تبدّلوه، ولا تغيروه، ألا وإنّي أجدّد القول، ألا فأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، إن تنتهوا إلي قولي، وتبلغوه من لم يحضر، وتأمروه بقبوله، وتنهوه عن مخالفته، فإنّه أمر من الله عز وجل، ومنّي، ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر إلا مع إمام معصوم.معاشر النّاس! القرآن يعرّفكم أن الأئمة من بعده ولده، وعرّفتكم أنّه منّي وأنا منه، حيث يقول الله في كتابه: (وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه)، وقلت: لن تضلّوا ما إن تمسكتم بهما.معاشر النّاس! التقوي، احذروا الساعة، كما قال الله عز وجل: (إنّ زلزلة السّاعة شيءٌ عظيمٌ). اذكروا الممات، والحسنات، والموازين، والمحاسبة بين يدي ربّ العالمين، والثواب، والعقاب، فمن جاء بالحسنة أثيب عليها، ومن جاء بالسيئة فليس له في الجنان نصيب.معاشر النّاس! إنّكم أكثر من أن تصافقوني بكف واحدة، وقد أمرني الله عز وجل، أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعليّ من إمرة المؤمنين، ومن جاء بعده من الأئمة مني ومن عليّ، وأمر ولده من صلبه من الأئمة: نبايعك علي ذلك بقلوبنا، وأنفسنا، وألسنتنا، وأيدينا، علي ذلك نحيا، ونموت، ونبعث، ولا نغيّر، ونبدّل، ولا نشك، ولا نرتاب، ولا نرجع من عهد، ولا ننقض الميثاق، نطيع الله، ونطيعك وعليّاً: أمير المؤمنين، وولده الأئمة الذين ذكرتهم من ذريتك، من صلبه، بعد الحسن والحسين، اللذين قد عرّفتكم مكانهما مني، ومحلهما عندي، ومنزلتهما من ربي عز

وجل، فقد أدّيت ذلك إليكم، وإنهما سيدا شباب أهل الجنة، وإنّهما الإمامان بعد أبيهما عليّ، وأنا أبوهما قبله، وقولوا: أعطينا الله بذلك، وإياك وعليّاً، والحسن والحسين، والأئمة الذين ذكرت، عهداً وميثاقاً، مأخوذاً لأمير المؤمنين، من قلوبنا، وأنفسنا، وألسنتنا، ولا نري من أنفسنا عنه حولاً أبداً، أشهدنا الله، وكفي بالله شهيداً، وأنت علينا به شهيد، وكل من أطاع ممّن ظهر واستتر، وملائكة الله وجنوده، وعبيده، والله أكبر من كل شهيد.معاشر النّاس! ما تقولون، فإن الله يعلم كل صوت، وخافية كل نفس، فمن اهتدي فلنفسه، ومن ضلّ فإنّما يضلّ عليها، ومن بايع فإنّمت يبايع الله، يد الله فوق أيديهم.معاشر النّاس! فاتقوا الله وبايعوا عليّاً أمير المؤمنين، والحسن والحسين، والأئمة كلمة طيبة باقية، يهلك الله من غدر، ويرحم الله من وفي، (ومن نكث فإنّما ينكث علي نفسه ومن أوفي بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً).معاشر النّاس! قولوا الذي قلت لكم، وسلّموا علي عليّ بإمرة المؤمنين، وقولوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربّنا، وإليك المصير، وقولوا: الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنّا لنهتدي، لولا أن هدانا الله.معاشر النّاس! إن فضائل عليّ بن أبي طالب عند الله عز وجل، وقد أنزلها في القرآن، أكثر من أن أحصيها في مقام واحد، فمن أنبأكم بها وعرّفها فصدقوه.معاشر النّاس! من يطع الله ورسوله، وعليّاً والأئمة الذين ذكرتهم، فقد فاز فوزاً عظيماً.معاشر النّاس! السابقون إلي مبايعته، وموالاته، والتسليم عليه بإمرة المؤمنين، أولئك هم الفائزون في جنّات النّعيم.معاشر النّاس! قولوا ما يرضي الله به عنكم من القول، وإن تكفروا أنتم ومن في ألأرض جميعاً، فلن يضر الله شيئاً، اللهم اغفر للمؤمنين، واغضب علي الكافرين، والحمد لله ربّ العالمين [25] .

عليك بعلي

مجمع البيان، الجزء الثالث، صفحة

534 روي أبو أيوب الأنصاري أن النبي (صلي الله عليه وآله) قال لعمار بن ياسر:...يا عمّار! إنّه سيكون بعدي هنات، حتي يختلف السيف فيما بينهم، وحتي يقتل بعضهم بعضاً، وحتي يبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني: عليّ بن أبي طالب، فإن سلك الناس كلّهم وادياً، وسلك عليٌّ وادياً فاسلك وادي عليّ، وخلّ عن الناس.يا عمّار! إنّ عليّاً لا يردّك عن هدي، ولا يدلك علي ردي.يا عمّار! طاعة عليّ طاعتي، وطاعتي طاعة الله.

من ظلم عليا

مجمع البيان، الجزء الثالث، صفحة 534 عن كتاب شواهد التنزيل للحاكم أبي القاسم الحسكاني عن أبي الحمد مهدي بن نزار الحسني حدثني محمد بن القاسم بن أحمد عن أبي سعيد محمد بن الفضيل بن محمد بن صالح العرزمي عن عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبي سعيد الأشج عن أبي خلف الأحمر عن إبراهيم بن طهمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية (واتقوا فتنة): قال النبي (صلي الله عليه وآله):...من ظلم عليّاً مقعدي هذا بعد وفاتي، فكأنّما جحد بنبوّتي، ونبوّة الأنبياء قبلي.

فضل علي

أعيان الشيعة، الجزء الثاني، صفحة 206، قاله لأمير المؤمنين، بعد ما فتح الله علي يديه في غزوة ذات السلسلة.لولا أنّني أشفق أن تقول فيك طوائف ما قالت النصاري في عيسي ابن مريم، لقلت فيك اليوم مقالاً، لا تمرّ بملأ منهم إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك.

الائمة بعدي

البحار، الجزء التاسع، صفحة 153، الطبعة القديمة، أبو المفضل الشيباني عن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي عن محمد بن عمران الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان بن يحيي عن إسحاق بن عمار عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أخيه الحسن بن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله):...الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل، وحواريي عيسي، من أحبه فهو مؤمن ومن أبغضهم فهو منافق، هم حجج الله في خلقه وأعلامه في بريّته.

ائمة الحق

البحار، الجزء التاسع، صفحة 156، الطبعة القديمة، عن الحسين بن علي، عن هارون بن موسي عن محمد بن إسماعيل الفزاري، عن عبد الله بن الصالح كاتب الليث عن رشد بن سعد عن الحسين بن يوسف الأنصاري عن سهل بن سعد الأنصاري قال: سئلت فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله) عن الأئمة فقالت: كان رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول لعلي:...يا علي! أنت الإمام والخليفة بعدي، وأنت أولي بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضيت فابنك الحسن أولي بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضي الحسن فالحسين أولي بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضي الحسين فابنه عليّ بن الحسين أولي بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضي عليّ فابنه محمد أولي بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضي محمّد فابنه جعفر أولي بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضي جعفر فابنه موسي أولي بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضي محمّد فابنه عليّ أولي بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضي عليّ فابنه الحسن أولي بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضي الحسن فالقائم المهدي أولي بالمؤمنين من أنفسهم، يفتح الله به مشارق الأرض ومغاربها، فهم أئمة

الحق، وألسنة الصدق، منصورٌ من نصرهم، مخذول من خذلهم.

نور فاطمة

معاني الأخبار، عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله):...خلق الله نور فاطمة قبل أن يخلق الأرض والسماء، فقال بعض الناس: يا نبيّ الله فليست هي إنسية؟ فقال: فاطمة حوراء إنسية، خلقها الله عز وجل، من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح، فلمّا خلق الله عز وجل، آدم، عرضت علي آدم، قيل: يا نبيّ الله! وأين كانت فاطمة؟ قال: كانت في حُقّةٍ تحت ساق العرش، قالوا: يا نبيّ الله! فماذا كان طعامها؟ قال: التسبيح والتهليل والتمجيد.فلمّا خلق الله عز وجل، آدم، وأخرجني من صلبه، وأحب الله عز وجل، أن يخرجها من صلبي، جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرائيل، فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته عليك يا محمّد، قلت: وعليك السلام ورحمة الله يا حبيبي جبرائيل، فقال: يا محمّد إن ربّك يقرئك السلام، قلت: منه السلام وإليه يعود السلام، قال: يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عز وجل، إليك من الجنة. فأخذتها وضممتها إلي صدري.قال: يا محمّد! يقول الله، جلّ جلاله، كلها، ففلقتها فرأيت نوراً ساطعاً وفزعت منه.فقال: يا محمّد! ما لك لا تأكل؟ كلها ولا تخف، فإن ذلك النور للمنصورة في السماء، وهي في الأرض فاطمة.قلت: حبيبي جبرائيل، ولم سمّيت في السماء المنصورة، وفي الأرض فاطمة؟قال: سمّيت في الأرض فاطمة، لأنها فطمت شيعتها من النار، وفطم أعداؤها من حبّها، وهي في السماء المنصورة، وذلك قول الله عز وجل: (ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء) يعني نصر فاطمة لمحبيها.

اثنا عشر إماما

البحار، الجزء السادس، صفحة 153، الطبعة القديمة، علي بن الحسين بن محمد عن عتبة بن عبد الله الحمصي عن عبد الله محمد عن يحيي الصوفي

عن علي بن ثابت عن ذر بن حبيش عن الحسن ابن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله:...إن هذا الأمر يملكه بعدي اثنا عشر إماماً، تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله علمي وفهمي، ما لقوم يؤذونني فيهم لا أنالهم الله شفاعتي.

نطفة فاطمة

أمالي الصدوق، عن الرضا (عليه السلام) أنه قال: قال النبي (صلي الله عليه وآله):...لمّا عرج بي إلي السماء، أخذ بيدي جبرائيل، فأدخلني الجنة، فناولني من رطبها فأكلته، فتحول ذلك نطفة في صلبي، فلمّا هبطت إلي الأرض، واقعت خديجة، وحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء إنسية، فكلّما اشتقت إلي رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة.

فضل فاطمة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.فاطمة سيدة نساء العالمين، من الأولين والآخرين، وإنّها لتقوم في محرابها، فيسلّم عليها سبعون ألف ملك من المقربين، وينادونها بما نادت به الملائكة مريم، فيقولون: يا فاطمة إن الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك علي نساء العالمين.

خطبة الزواج

ناسخ التواريخ،الجزء الثالث، خطب بها رسول الله لما زوج النور من النور، علياً من فاطمة.الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في سمائه وأرضه، الذي خلق الخلق بقدرته، وميّزهم بحكمته، وأحكمهم بعزته، وأعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيه محمد، ثم إن الله عز وجل، قد جعل المصاهرة نسباً لاحقاً، وأمراً مفترضاً، نسخ بها الآثام، وأوشج بها الأرحام، وألزمها الأنام، فقال عزّ وجل، (وهو الّذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربّك قديراً) فأمر الله يجري قضاءه، وقضاؤه يجري إلي قدره، وقدره يجري إلي أجله، فلكل قضاء قدر، ولكل قدر أجل، ولكل أجل كتاب، يمحو الله من يشاء ويثبت، وعنده أمّ الكتاب.ثم إن الله تعالي أمرني أن أزوج فاطمة من علي، وقد زوجته علي أربعمائة مثقال فضة.

نثار زواج فاطمة

ناسخ التواريخ،الجزء الثالث: في الحديث أن أم أيمن قالت - يوماً - لرسول الله: إنك زوجت فاطمة فلم تنثر عليها ما ينثر علي العرائس: فأجابها:...يا أمّ أيمن، لم تكذبين؟ فإن الله تعالي لما زوج فاطمة عليّاً، أمر أشجار الجنة أن تنثر من حليّها، وحللها، وياقوتها، ودرّها، وزمرّدها، وإستبرقها، فأخذوا منها ما لا يعلمون.

فاطمة في الجنة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث، روي بريدة عن النبي (صلي الله عليه وآله) أنه قال:..إن ملك الموت خيّرني، فاستنظرته إلي نزول جبرائيل، فتجلّي ابنته الغشي، فقال لها: يا بنتي! احفظي عليك، فإنك وبعلك وابنيك معي في الجنّة.

ابراهيم فداء الحسين

إن إبراهيم أمّة أمةٌ ومتي مات لم يحزن عليه غيري، وأمّ الحسين فاطمة وأبوه عليّ ابن عمي ولحمي ودمي، ومتي مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمي وحزنت أنا عليه، وأنا أوثر حزني علي حزنها. يا جبرائيل يقبض إبراهيم فديةً للحسين [26] .

معارف

طلب العلم

البحار، الجزء الأول،صفحة 54، عن أمالي الصدوق، المكتب عن علي بن أبيه عن القداح الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله):...من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سلك الله به طريقاً إلي الجنّة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضيً به، وإنّه ليستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض، حتي الحوت في البحر، وفضل العالم علي العابد، كفضcل القمر علي سائر النجوم ليلة البدر، وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً، ولكن ورّثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر.

العلم واجب

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أربعة تلزم كلّ ذي حجيً وعقلٍ من أمّتي: استماع العلم، وحفظه، ونشره، والعمل به.

من تعلم للدنيا هلك

أعيان الشيعة، الجزء الثاني، صفحة 250.من تعلّم العلم ليماري به السّفهاء، أو يباهي به العلماء، أو يصرف وجوه النّاس إليه ليعظّموه، فليتبوّأ مقعده من النّار، فإنّ الرّئاسة لا تصلح إلاّ لله ولأهلها، ومن وضع نفسه في غير الموضع الّذي وضعه الله فيه، مقته الله، ومن دعا إلي نفسه، فقال: أنا رئيسكم، وليس هو كذلك، لم ينظر الله إليه، حتي يرجع عمّا قال: ويتوب إلي الله ممّا ادّعي.

اقسام التعلم

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.من تعلّم العلم للتكبّر مات جاهلاً، ومن تعلّمه للقول دون العمل مات منافقاً، ومن تعلّمه للمناظرة مات فاسقاً، ومن تعلّمه لكثرة المال مات زنديقاً، ومن تعلّمه للعمل مات عارفاً.

العلم والعاقل والجاهل

البحار، الجزء الأول، صفحة 55، أمالي الشيخ: جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد بن جعفر الحسني، عن محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: حدثني الرضا علي بن موسي الرضا (عليهما السلام)، عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أمير المؤمنين: علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول:...وورد في تحف العقول، باختلاف يسير.طلب العلم فريضة علي كل مسلم، فاطلبوا العلم من مظانّه، واقتبسوه من أهله، فإنّ تعليمه لله حسنة، وطلبه عبادة، والمذاكرة به تسبيح، والعمل به جهاد، وتعليمه من لا يعمله صدقة، وبذله لأهله قربة إلي الله تعالي، لأنّه معالم الحلال والحرام، ومنار سبل الجنّة، والمؤنس في الوحشة، والصاحب في الغربة والوحدة، والمحدّث في الخلوة، والدليل علي السّرّاء والضرّاء، والسلاح علي الأعداء، والزين عند الأخلاّء، يرفع الله به أقواماً، فيجعلهم في الخير قادة، تقتبس آثارهم، ويهتدي بفعالهم، وينتهي إلي رأيهم، وترغب الملائكة في خلّتهم، بأجنحتها تمسحهم وفي صلاتها تبارك عليهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس، حتي حيتان البحر وهوامّه، وسباع البر وأنعامه، إن العلم حياة القلوب من الجهل، وضياء الأبصار من الظّلمة، وقوة الأبدان من الضعف، يبلغ بالعبد منازل الأخيار، ومجالس الأبرار، والدرجات العلي في الدنيا والآخرة، الذكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام، به

يطاع الرب، وبه توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال والحرام، العلم إمام العمل تابعه، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء، فطوبي لمن لم يحرمه الله منه حظّه.وصفة العاقل أن يحلم عمّن جهل عليه، ويتجاوز عمن ظلمه، ويتواضع لمن هو دونه، ويسابق من فوقه في طلب البر، وإذا أراد أن يتكلم تدبّر، فإن كان خيراً، تكلم فغنم، وإن كان شرّاً سكت فسلم، وإذا عرضت له فتنة استعصم بالله، وأمسك يده ولسانه، وإذا رأي فضيلة انتهز بها، لا يفارقه الحياء، ولا يبدو منه الحرص، فتلك عشر خصال يعرف بها العاقل.وصفة الجاهل أن يظلم من خالطه، ويتعدّي علي من هو دونه، ويتطاول علي من هو فوقه، كلامه بغير تدبّر، إن تكلّم أثم، وإن سكت سها، وإن عرضت له فتنة سارع إليها فأردته، وإن رأي فضيلة أعرض عنها وأبطأ عنها، لا يخاف ذنوبه القديمة، ولا يرتدع فيما بقي من عمره من الذنوب، يتواني عن البرّ ويبطئ عنه، غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيّعه، فتلك عشر خصال من صفة الجاهل الذي حرم العقل.

العقل

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: دخل شمعون بن لاوي المسيحي علي رسول الله وناقشه طويلاً ثم اعتنق الإسلام فقال: أخبرني عن العقل ما هو؟ وكيف هو؟ وما يتشعب منه وما لا يتشعب، وصفه وصف لي طوائفه كلها، فقال الرسول:..إن العقل عقالٌ من الجهل، والنفس مثل أخبث الدّوابّ، فإن لم يعقل حارت، فالعقل عقالٌ من الجهل، وإن الله خلق العقل، فقال له: أقبل فأقبل، وقال له: أدبر فأدبر، فقال له الله تبارك وتعالي: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً أعظم منك ولا أطوع منك، بك أبدي وأعيد، لك الثواب وعليك العقاب.فتشعّب من العقل الحلم، ومن الحلم العلم، ومن العلم الرّشد، ومن

الرّشد العفاف، ومن العفاف الصّيانة، ومن الصّيانة الحياء، ومن الحياء الرزانة، ومن الرزانة المداومة علي الخير، وكراهية الشر، ومن كراهية الشّر طاعة الناصح.فهذه عشرة أصناف من أنواع الخير، ولكل واحد من هذه العشرة الأصناف عشرة أنواع، فأمّا الحلم: فمن ركوب الجميل، وصحبة الأبرار، ورفعٌ من الضّعة، ورفعٌ من الخساسة، وتشهّي الخير، ويقرّب صاحبه من معالي الدرجات، والعفو، والمهل، والمعروف، والصمت. فهذا ما يتشعب للعاقل بحلمه.وأمّا العلم: فيتشعّب منه الغني وإن كان فقيراً، والجود وإن كان بخيلاً، والمهابة وإن كان هيّناً، والسلامة وإن كان سقيماً، والقرب وإن كان قصيّاً، والحياء وإن كان صلفاً، والرّفعة وإن كان وضيعاً، والشرف وإن كان رذلاً، والحكمة، والحظوظ. فهذا ما يتشعّب للعاقل بعلمه، فطوبي لمن عقل وعلم.وأمّا الرّشد: فيتشعّب منه السّداد والهدي، والبر والتّقوي، والمنالة والقصد، والاقتصاد لمن أقام به علي منهاج الطريق. وأمّا العفاف: فيتشعّب منه الرضا والاستكانة، والحظ والراحة، والتّفقد والخشوع، والتّذكر والتفكّر، والجود والسخاء، فهذا ما يتشعّب للعاقل بعفافه رضاً بالله وبقسمه.وأمّا الصيانة: فيتشعّب منها الصلاح والتواضع والورع والإنابة، والفهم والأدب، والإحسان والتّحبّب، والخير واجتناء البشر. فهذا ما أصاب العاقل بالصّيانة. فطوبي لمن أكرمه مولاه بالصّيانة.وأمّا الحياء: فيتشعّب منه اللّين والرأفة، والمراقبة لله في السّر والعلانية، والسلامة، واجتناب الشّر، والبشاشة، والسماحة، والظفر، وحسن الثناء علي المرء في الناس. فهذا ما أصاب العاقل بالحياء، فطوبي لمن قبل نصيحة الله وخاف فضيحته. وأما الرزانة: فيتشعّب منها اللطف والحزم، وأداء الأمانة وترك الخيانة، وصدق اللسان، وتحصين الفرج، واستصلاح المال والاستعداد للعدوّ، والنهي عن المنكر وترك السفه. فهذا ما أصاب العاقل بالرزانة، فطوبي لمن توفّر ولم تكن له خفّة ولا جاهليّة، وعفا وصفح.وأمّا المداومة علي الخير: فيتشعّب منها ترك الفواحش، والبعد من

الطيش، والتحرّج، واليقين، وحبّ النجاة، وطاعة الرحمن، وتعظيم البرهان، واجتناب الشيطان، والإجابة للعبد، وقول الحق. فهذا ما أصاب العاقل بمداومة الخير، فطوبي لمن ذكر إمامه، وذكر قيامه، واعتبر بالفناء.وأما كراهية الشّر: فيتشعّب منها الوقار، والصّبر، والنصر، والاستقامة علي المنهاج، والمداومة علي الرّشاد، والإيمان بالله، والتوفر، والإخلاص، وترك ما لا يعنيه، والمحافظة علي ما ينفعه. فهذا ما أصاب العاقل بالكراهية للشر، فطوبي لمن قام بحقّ الله، وتمسّك بعري سبيل الله.وأمّا طاعة الناصح: فيتشعّب منها الزيادة في العقل، وكمال اللّب، ومحمدة العواقب، والنجاة من اللّوم، والقبول، والمودة، والإسراج، والإنصاف، والتقدّم في الأمور، والقوة علي طاعة الله، فطوبي لمن سلم من مصارع الهوي. فهذه الخصال كلّها تتشعّب من العقل.فلمّا بيّن رسول الله (صلي الله عليه وآله) محاسن العقل، قال: يا رسول الله ما علامة الجاهل؟ فقال:إن صحبته عنّاك، وإن اعتزلته شتمك، وإن أعطاك منّ عليك، وإن أعطيته كفرك، وإن أسررت إليه خانك، وإن أسرّ إليك اتّهمك، وإن استغني بطر وكان فظّاً غليظاً، وإن افتقر جحد نعمة الله ولم يتحرّج، وإن فرح أسرف وطغي، وإن حزن أيس، وإن ضحك فهق، وإن بكي فإنّه يقع في الأبرار، ولا يحبّ الله، ولا يراقبه، ولا يستحي من الله، ولا يذكره، إن أرضيته مدحك وقال فيك من الحسنة ما ليس فيك، وإن سخط عليك ذهبت مدحته، ووقّع فيك من السوء ما ليس فيك، فهذا مجري الجاهل.فلمّا بيّن رسول الله (صلي الله عليه وآله) علامة الجاهل، قال شمعون: يا رسول الله! وما علامة الإسلام؟ فقال:علامة الإسلام: الإيمان، والعلم، والعمل.فقال شمعون: وما علامات هذه الثلاثة؟ فقال:علامة الإيمان أربع: الإقرار بوحدانية الله، والإيمان بكتب الله، والإيمان بأنبياء الله، (والإيمان بدين الله).وعلامة العلم أربع: العلم بالله، والعلم

بمحبّة الله، والعلم بأمانة الله، وحفظه حتي وقت أدائه.وعلامة العلم أربع: الصّلاة، والصّيام، والزكاة، والإخلاص.فقال شمعون: يا رسول الله! أخبرني عن علامة الصّادق، وعلامة المؤمن، وعلامة الصابر، وعلامة التائب، وعلامة الشّاكر، وعلامة الخاشع، وعلامة الصالح، وعلامة الناصح، وعلامة الموفّق، وعلامة المخلص، وعلامة الزاهد، وعلامة البارّ، وعلامة التقي، وعلامة المتكلّف، وعلامة الظّالم، وعلامة المرائي، وعلامة المنافق، وعلامة الحاسد، وعلامة المسرف، وعلامة الغافل، وعلامة الكسلان، وعلامة الكذّاب، وعلامة الفاسق، وعلامة الخائن؛ فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله):أمّا علامة الصّادق فأربع: يصدق في قوله، ويصدّق وعد الله ووعيده، ويوفي بالعهد، ويجتنب الغدر.وأمّا علامة المؤمن فأربع: يرأف، ويرحم، ويفهم، ويستحي.وأمّا علامة الصّابر فأربع: الصبر علي المكاره، والعزم في أعمال البرّ، والتّواضع، والحلم.وأمّا علامة التّائب فأربع: النصيحة لله في عمله، وترك الباطل، ولزوم الحق، والحرص علي الخير.وأمّا علامة الشاكر فأربع: الشّكر في النّعماء، والصّبر في البلاء، والقنوع بقسم الله، ولا يحمده ولا يعظم إلا الله.وأمّا علامة الخاشع فأربع: مراقبة الله في السّر والعلانية، وركوب الجميل، والتفكّر ليوم القيامة، والمناجاة لله.وأمّا علامة الصّالح فأربع: يصفّي قلبه، ويصلح عمله، ويصلح كسبه، ويصلح أموره كلّها.وأمّا علامة الناصح فأربع: يقضي بالحق، ويعطي الحقّ من نفسه، ويرضي للناس ما يرضاه لنفسه، ولا يعتدي علي أحد.وأمّا علامة المؤمن فستّ: أيقن بأنّ الله حقّ فآمن، وأيقن بأنّ الموت حقّ فحذره، وأيقن بأن البعث حق فخاف الفضيحة، وأيقن بأنّ الحساب حق فحاسب نفسه، وأيقن بأنّ الجنّة حق فاشتاق إليها، وأيقن بأنّ النار حقّ فطهّر سعيه للنجاة منها.وأمّا علامة المخلص فأربع: يسلم قلبه، ويسلم جوارحه، ويبذل خيره، ويكفّ شرّه.وأمّا علامة الزاهد فعشر: يزهد في المحارم، ويكفّ نفسه، ويقيم فرائض ربّه، فإن كان مملوكاً أحسن الطاعة، وإن كان مالكاً

أحسن المملكة، وليس له محميّة، ولا حقد، يحسن إلي من أساء إليه، وينفع من ضّره، ويعفو عمّن ظلمه، ويتواضع لحقّّ الله.وأمّا علامة البارّ فعشر: يحبّ في الله، ويصاحب في الله، ويفارق في الله، ويغضب في الله، ويرضي في الله، ويعمل في الله، ويطلب إليه، ويخشع لله، خائفاً مخوّفاً، طاهراً مخلصاً، مستحيياً، مراقباً، ويحسن في الله.وأمّا علامة التّقيّ فست: يخاف الله، ويحذر بطشه، ويمسي، ويصبح كأنّه يراه، لا تهمه الدنيا، ولا يعظم عليه منها شيء لحسن خلقه.وأمّا علامة المتكلّف فثلاث: يجادل فيما لا يعنيه، وينازع من فوقه، ويتعاطي ما لا ينال.وأمّا علامة الظالم فأربع: يظلم من فوقه بالمعصية، ويملك من دونه بالغلبة، ويبغض الحق، ويظهر الظلم.وأمّا علامة المرائي فأربع: يحرص في العمل لله إذا كان عنده أحد، ويكسل إذا كان وحده، ويحرص في كل أمره علي المحمدة، ويحسن سمته بجهده.وأمّا علامة المنافق فأربع: فاجر دخلة، يخالف لسانه قلبه، وقوله فعله، وسريرته علانيته، فويل للمنافق من النّار.وأمّا علامة الحاسد فثلاث: الغيبة، والتملّق، والشّماتة بالمصيبة.وأمّا علامة المسرف فاثنتان: يفخر بالباطل، ويأكل ما ليس عنده.وأمّا علامة الغافل فأربع: العمي، والسّهو، واللّهو، والنّسيان.وأمّا علامة الكسلان فأربع: يتواني حتي يفرط، ويفرط حتي يضيع، ويضيع حتي يأثم، ويضجر.وأمّا علامة الكذّاب فأربع: إن قال لم يصدق، وإن قيل له لم يصدّق، والنّميمة، والبهتان.وأمّا علامة الفاسق فأربع: الّلهو، والّلغو، والعدوان، والبهتان.وأمّا علامة الجائر فأربع: عصيان الرّحمن، وأذي الجيران، وبغض القرآن، والقرب إلي الطغيان.يا شمعون!إنّ لك أعداء يطلبونك، ويقاتلونك، ليسلبوا دينك من الجن والإنس.فأمّا الذين من الإنس: فقوم لا خلاق لهم في الآخرة، ولا رغبة لهم فيها عند الله، إنّما همّهم تغيير النّاس بأعمالهم، لا يغيّرون أنفسهم ولا يحاذرون أعمالهم، إن رأوك صالحاً حسدوك وقالوا:

مراءٍ، وإن رأوك فاسداً قالوا: لا خير فيه.وأمّا أعداؤك من الجن: فإبليس جنوده. فإذا أتاك فقال: مات ابنك، فقل: إنّما خلق الله الأحياء ليموتوا، وتدخل بضعة مني الجنّة، إنّه ليسري. فإذا أتاك وقال: فذهب مالك، فقل: الحمد لله الذي أعطي وأخذ، وأذهب عنّي الزكاة، فلا زكاة عليّ. وإذا أتاك وقال لك: النّاس يظلمونك وأنت لا تظلم، فقل: إنّما السّبيل يوم القيامة علي الذين يظلمون النّاس، وما علي المحسنين من سبيل. وإذا أتاك وقال لك: ما أكثر إحسانك! يريد أن يدخلك العجب، فقل: إساءتي أكثر من إحساني. وإذا أتاك وقال لك: ما أكثر صلاتك! فقل: غفلتي أكثر من صلاتي. وإذا قال لك: كم تعطي النّاس؟ فقل: ما آخذه أكثر مما أعطي. وإذا قال لك: ما أكثر من يظلمك! فقل: من ظلمته أكثر. وإذا أتاك فقال لك: كم تعمل؟ فقل: طال ما عصيت. وإذا أتاك فقال لك: ألا تحبّ الدنيا؟ فقل: قد اغترّ بها غيري.إنّ الله تبارك وتعالي لما خلق السفلي، فخرت وزخرت وقالت: أيّ شيء يغلبني؟ فخلق الأرض فسطحها علي ظهرها، فذلّت. ثمّ إن الأرض فخرت وقالت: أيّ شيء يغلبني؟ فخلق الله الجبال فأثبتها علي ظهرها أوتاداً من أن تميد بها عليها، فذلّت الأرض واستقرت. ثم إن الجبال فخرت علي الأرض فشمخت واستطالت وقالت: أيّ شيء يغلبني؟ فخلق الحديد فقطعها، فذلّت. ثم إن الحديد، فذلّ الحديد. ثم إن النّار زفرت وشهقت وفخرت وقالت: أيّ شيء يغلبني؟ فخلق الريح، فحرّكت أمواجه، وأثارت ما في قعره، وحبسته عن مجاريه، فذل الماء. ثم إن الريح فخرت وعصفت وقالت: أيّ شيء يغلبني؟ فخلق الإنسان، فبني واحتال ما يستتر به من الريح وغيرها، فذلّت الريح. ثم إن الإنسان طغي، وقال: من

أشدّ مني قوة؟ فخلق الموت فقهره، فذل الإنسان. ثم إن الموت فخر في نفسه، فقال الله عز وجل: لا تفخر فإنّي ذابحك بين الفريقين: أهل الجنّة وأهل النّار، ثم لا أحييك أبداً! فخاف.

مواعظ

الاعداد العام

الناسخ التواريخ،الجزء الثالث، أول خطبة خطبها الرسول (صلي الله عليه وآله) في المدينة، لأول جمعة أقامها في المدينة، في أول يوم دخل المدينة، وذلك في مسجد قبيلة بني سالم بن عوف.الحمد لله الذي أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه وأومن به ولا أكفره وأعادي من يكفره. وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له. وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدي والنور والموعظة، علي فترةٍ من الرسل وقلة من العلم وضلالة من الناس وانقطاع من الزمان ودنو من الساعة وقرب من الأجل. من يطع الله ورسوله فقد رشد. ومن يعصهما فقد غوي، وفرط وضلّ ضلالاً بعيداً.أوصيكم بتقوي الله، فإنّه خير ما أوصي به المسلم مسلماً أن يحضه علي الآخرة وأن يأمره بتقوي الله. فاحذروا ما حذّركم الله من نفسه ولا أفضل من ذلك ذكرٌ. وإن تقوي الله لمن عمل بها علي وجل ومخافة من ربه، عون صدق علي ما تبغون من أمر الآخرة. ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمره في السرّ والعلانية، ولا ينوي بذلك إلاّ وجه الله، يكن له ذكر في عاجل أمره، وذخر فيما بعد الموت، حين يفتقر المرء إلي ما قدّم. وما كان من سوي ذلك يودّ لو أنّ بينه وبينها أمداً بعيداً، ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد.والذي صدق قوله وأنجز وعده لا خلف لذلك، فإنّه يقول: (ما يبدّل القول لديّ وما أنا بظلاّمٍ للعبيد) فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله في السر والعلانية، فإنّه من

يتق الله يكفّر عنه سيئاته ويعظم له أجراً، ومن يتق الله فقد فاز فوزاً عظيماً. وإنّ تقوي الله توقي مقته، وتوقي عقوبته، وتوقي سخطه، وإن تقوي الله تبيّض الوجوه وترضي الرب وترفع الدرجة.خذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله، فقد علّمكم الله كتابه ونهج لكم سبيله، ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين. فأحسنوا كما أحسن الله إليكم وعادوا أعداءه وجاهدوا في الله حق جهاده. هو اجتباكم وسمّاكم المسلمين، (ليهلك من هلك عن بيّنةٍ ويحيا من حيّ عن بيّنةٍ) ولا حول ولا قوة إلاّ بالله. فأكثروا ذكر الله، واعلموا أنّه خير من الدنيا وما فيها، واعملوا لما بعد الموت. فإنّه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس. ذلك بأنّ الله يقضي بالحق علي الناس، ولا يقضون عليه، ويملك من الناس، ولا يملكون منه. الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.

جوامع الكلم

تحف العقول والعقد الفريد: خطبها رسول الله في حجة الوداع، في مكة المكرمة.الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، و(من) سيّئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له؛ ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.أوصيكم عباد الله بتقوي الله، وأحثكم علي العمل بطاعته؛ وأستفتح الله بالذي هو خير.أمّا بعد: أيها النّاس! اسمعوا مني (ما) أبيّن لكم، فإنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا، في موقفي هذا.أيّها النّاس! إنّ دماءكم وأعراضكم عليكم حرام إلي أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا. ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد.فمن كانت عنده أمانة فليؤدّها إلي من ائتمنه عليها؛ وإنّ ربا الجاهليّة موضوع،

وإن أول رباً أبدأ به ربا العباس بن عبد المطلب، وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دمٍ أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السّدانة والسّقاية. والعمد قود، وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر، وفيه مائة بعير، فمن ازداد فهو من الجاهلية.أيّها النّاس! إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكنّه قد رضي بأن يطاع فيما سوي ذلك فيما تحتقرون من أعمالكم.أيّها النّاس! (إنّما النّسيء زيادةٌ في الكفر يضلّ به الّذين كفروا يحلّونه عاماً ليواطئوا عدّة ما حرّم الله) وإن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض (وإنّ عدّة الشّهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السّماوات والأرض منها أربعةٌ حرم) ثلاثة متوالية، وواحد فرد - ذو القعدة، وذو الحجّة، والمحرم، ورجب بين جمادي وشعبان، ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد.أيّها النّاس! إن لنسائكم عليكم حقّاً، ولكم عليهن حقّاً، حقكم عليهنّ أن لا يوطئن أحداً فرشكم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلاّ بإذنكم، وألا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهنّ في المضاجع، وتضربوهنّ ضرباً غير مبرّح، فإذا انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف، أخذتموهنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهنّ بكتاب الله، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهنّ خيراً.أيّها النّاس! (إنما المؤمنون إخوة) ولا يحلّ لمؤمن مال أخيه إلا عن طيب نفسه منه. ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد. فلا ترجعن كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي. ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد.أيّها النّاس! إنّ ربّكم واحد، كلّكم لآدم وآدم من تراب (إنّ أكرمكم عند

الله أتقاكم) وليس لعربي علي عجميّ فضل إلاّ بالتقوي. ألا هل بلّغت؟ قالوا: نعم، قال: فليبلّغ الشاهد الغائب.أيّها النّاس! إن الله قسّم لكل وارث نصيبه من الميراث، ولا يجوز لوارث وصيّة في أكثر من الثلث، والوالد للفراش وللعاهر الحجر، من ادّعي إلي غير أبيه، ومن تولّي غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً. والسلام عليكم ورحمة الله.

اصابة السنة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.قراءة القرآن في صلاة أفضل من قراءة القرآن في غير صلاة، وذكر الله أفضل من الصّدقة، والصّدقة أفضل من الصّوم، والصّوم حسنة، لا قول إلاّ بعمل، ولا قول ولا عمل إلاّ بنيّة، ولا قول ولا عمل ولا نيّة إلاّ بإصابة السّنّة.

عظة بالغة

أعيان الشيعة، الجزء الثاني، صفحة 244، عن تاريخ ابن كثير: أن رسول الله (صلي الله عليه وآله) خطب لما وصل إلي تبوك، فحمدالله وأثني عليه، ثم قال:..أيّها النّاس! إن أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق العري كلمة التقوي، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنّة محمّدٍ، وأشرف الحديث ذكر الله، وأحسن القصص القرآن، وخير الأمور عزائمها، وشرّ الأمور محادثتها، وأحسن الهدي هدي الأنبياء، وأشرف القتل قتل الشهداء، وأعمي العمي الضلالة بعد الهدي، وخير الأعمال ما نفع، وخير الهدي ما أتّبع، وشرّ العمي عمي القلب، واليد العليا خيرٌ من اليد السّفلي، وما قلّ وكفي خيرٌ ممّا كثر وألهي، وشرّ المعذرة حين يحضر الموت، وشرّ الندامة ندامة يوم القيامة، ومن أعظم خطايا اللسان الكذب، وخير الغني غني النّفس، وخير الزّاد التّقوي، ورأس الحكمة مخافة الله، وخير ما ألقي في القلب اليقين، والمسكر من النّار، والخمر جماع الإثم، والنّساء حبالات إبليس، والشّباب شعبةٌ من الجنون، وشرّ المكاسب الربّا، وشرّ المآكل أكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشّقيّ من شقي في بطن أمّه، وإنّما يصير أحدكم إلي موضع أربع أذرع، وملاك العمل خواتيمه، وكلّ ما هو آتٍ قريب، وسباب المؤمن فسوقٌ، وقتاله كفر، وأكل لحمه معصيةٌ، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يستغفر الله يغفر له، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يصبر علي الرزيّة يعوّضه الله.

حديث أربعين حديثا

البحار، الجزء الأول، صفحة 110، إكمال الدين: الدقاقين والمكتب والسناني عن الأسدي عن النخعي عن عمه النوفلي عن ابن الفضل الهاشمي والسكوني جميعاً عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الحسين بن علي (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلي الله عليه وآله) أوصي إلي أمير المؤمنين (عليه السلام)

وكان فيما أوصي به أن قال له: (يا علي من حفظ من أمتي أربعين حديثاً يطلب بذلك وجه الله عز وجل، والدار الآخرة، حشره الله يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً). فقال علي (عليه السلام): أخبرني ما هذه الأحاديث؟ فقال:...أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، وتعبده ولا تعبد غيره، وتقيم الصلاة بوضوء سابغ، في مواقيتها، ولا تؤخرها فإن في تأخيرها من غير علّة غضب الله عز وجل، وتؤدي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت إذا كان لك مال وكنت مستطيعاً.وأن لا تعقّ والديك، ولا تأكل مال اليتيم ظلماً، ولا تأكل الربا، ولا تشرب الخمر، ولا شيئاً من الأشربة المسكرة، ولا تزني، ولا تلوط، ولا تمشي بالنميمة، ولا تحلف بالله كاذباً، ولا تسرق، ولا تشهد شهادة الزور لأحد، قريباً كان أو بعيداً، وأن تقبل الحق ممن جاء به كان صغيراً أو كبيراً، وأن لا تركن إلي ظالم وإن كان حميماً قريباً، وأن لا تعمل بالهوي، ولا تقذف المحصنة، ولا ترائي، فإن أيسر الرياء شرك بالله عز وجل، وأن لا تقول لقصير: يا قصير، ولا لطويل: يا طويل، تريد بذلك عيبه، وأن لا تسخر من أحد من خلق الله، وأن تصبر علي البلاء والمصيبة، وأن تشكر نعم الله التي أنعم بها عليك، وأن لا تأمن عقاب الله علي ذنب تصيبه، وأن لا تقنط من رحمة الله، وأن تتوب إلي الله عز وجل، من ذنوبك، فإن التائب من ذنوبه كمن لا ذنب له، وأن لا تصرّ علي الذنوب مع الاستغفار فتكون كالمستهزئ بالله وآياته ورسله، وأن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن لا تطلب سخط

الخالق برضي المخلوق، وأن لا تؤثر الدنيا علي الآخرة، لأن الدنيا فانية والآخرة باقية، وأن لا تبخل علي إخوانك بما تقدر عليه، وأن تكون سريرتك كعلانيتك، وأن لا تكون علانيتك حسنة وسريرك قبيحة، فإن فعلت ذلك كنت من المنافقين، وأن لا تكذب ولا تخالط الكذّابين، وأن لا تغضب إذا سمعت حقاً، وأن تؤدب نفسك وأهلك وولدك وجيرانك علي حسب الطاقة، وأن تعمل بما علمت، ولا تعاملن أحداً من خلق الله عز وجل، إلا بالحق، وأن تكون سهلاً للقريب والبعيد، وأن لا تكون جبّاراً عنيداً، وأن تكثر من التسبيح والتهليل والدعاء وذكر الموت، وما بعده من القيامة والجنّة والنار، وأن تكثر من قراءة القرآن وتعمل بما فيه، وأن تستغنم البرّ والكرامة بالمؤمنين والمؤمنات، وأن تنظر إلي كل ما لا ترضي فعله لنفسك، فلا تفعله بأحد من المؤمنين، ولا تملّ من فعل الخير، ولا تثقل علي أحد، ولا تمنّ علي أحد إذا أنعمت عليه، وأن تكون الدنيا عندك سجناً حتي يجعل الله لك جنّة.فهذه أربعون حديثاً من استقام عليها وحفظها عنّي من أمتي دخل الجنّة برحمة الله، وكان من أفضل الناس وأحبهم إلي الله عز وجل، بعد النبيين والصّدّيقين، وحشره الله يوم القيامة مع النبيين والصّدّيقين والشّهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

المؤمنون اخوة

ناسخ التواريخ،الجزء الثالث: خطب رسول الله في مسجد الخيف فقال:...نضّر الله عبداً سمع مقالتي، فوعاها وبلّغها من لم يسمعها، فربّ حامل فقه إلي من هو أفقه منه، وربّ حامل فقه إلي غير فقيه. ثلاث لا يغلّ عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم [27] . المؤمنون إخوة، تتكافأ دماؤهم وهم يد علي من سواهم، يسعي بذمتهم أدناهم. (يا أيها الناس إنا

خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليم خبير).

المؤمن

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.لا يكون العبد في السماء ولا في الأرض مؤمناً، حتي يكون فضولاً، ولا يكون فضولاً حتي يكون مسلماً، ولا يكون مسلماً حتي يسلم الناس من يده ولسانه، ولا يسلم الناس من يده ولسانه حتي يكون عالماً، ولا يكون عالماً حتي يكون عاملاً بالعلم، ولا يكون عاملاً بالعلم حتي يكون زاهداً، ولا يكون زاهداً حتي يكون ورعاً، ولا يكون ورعاً حتي يكون متواضعاً، ولا يكون متواضعاً حتي يكون عارفاً بنفسه ولا يكون عارفاً بنفسه حتي يكون عاقلاً.

تدخلوا الجنة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث:هذه أول موعظة وعظ بها النبي (صلي الله عليه وآله) أهل المدينة.أيّها الناس! أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام.

جنة ربكم

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: عن أبي أمامة، وأعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 247، عن الحاكم في المستدرك، بسنده عن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله، وهو يخطب في الناس - علي ناقته الجدعاء - في حجة الوداع،ويقول:...إنّه لا نبي بعدي، ولا أمّة بعدكم، ألا فاعبدوا ربّكم، وصلّوا خَمْسكم، وصوموا شهركم، وحجّوا بيت ربّكم، وأدّوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم، وأطيعوا ولاة أمركم، تدخلوا جنة ربّكم.

اطعام الطعام

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.من أطعم مؤمناً لقمةً، أطعمه الله من ثمار الجنّة، ومن سقاه شربة من ماء، سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كساه ثوباً، كساه الله من الإستبرق والحرير، وصلّي الله عليه والملائكة ما بقي في ذلك الثوب سلك.

الزينة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.العفاف زينة النساء، والتواضع زينة الحسب، والفصاحة زينة الكلام، والعدل زينة الإيمان، والسكينة زينة العبادة، والحفظ زينة الرواية، وحسن الأدب زينة العقل، وبسط الوجه زينة العلم، والإيثار زينة الزّهد، وبذل الموجود زينة اليقين، والتقلّل زينة القناعة، وترك المنّ زينة المعروف، والخشوع زينة الصلاة، وترك ما لا يعنيه زينة الورع.

اجر الطاعة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.من نقله الله من ذلّ المعاصي إلي عزّ الطاعة، أغناه بلا مال، وأعزّه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس، ومن خاف الله، أخاف منه كلّ شيء، ومن لم يخف الله، أخافه الله من كل شيء، ومن رضي من الله باليسير من الرزق، رضي الله منه باليسير من العمل، ومن لم يستحي من طلب الحلال من المعيشة خفّت مؤنته، ورخي باله، ونعم عياله... ومن زهد في الدنيا، أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصّره عيوب الدّنيا: داءها ودواءها، وأخرجه من الدنيا سالماً إلي دار القرار.

حسن الظن بالله

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: عن أبي جعفر (عليه السلام) عن علي (عليه السلام) أن الرسول خطب فقال:...والذي لا إله إلاّ هو، ما أعطي مؤمنٌ قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنّه بالله، ورجائه، وحسن خلقه، والكفّ عن اغتياب المؤمن. والذي لا إله إلا هو، لا يعذب الله مؤمناً بعد التوبة والاستغفار، إلا بسوء ظنّه بالله وتقصير رجائه، وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين. والذي لا إله إلا هو، لا يحسن ظن عبدٍ مؤمن بالله، إلا كان الله عند ظنّ عبده المؤمن، لأن الله كريم بيده الخيرات، يستحي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظنّ، ثمّ يخلف ظنه ورجاءه، فأحسنوا بالله الظنّ وارغبوا إليه.

صلة الرحم

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.خافوا من الله وصلوا الرّحم، فإنّهما في الدنيا بركة، وفي العقبي مغفرة، وفي صلة الرحم عشر خصال: رضا الرب، وفرح القلوب، وفرح الملائكة، وثناء النّاس، وترغيم الشّيطان، وزيادة العمر، وزيادة الرزق، وفرح الأموات، وزيادة الثواب.

النصيحة لله

الطبقات الكبري،الجزء الأول.انصحوا لله في عبادة، فإنه من استرعي شيئاً من أمور النّاس، ثم لم ينصح لهم، حرّم الله عليه الجنة. انطلقوا، ولا تصنعوا كما صنعت رسل عيسي ابن مريم، قالوا: وما صنعوا يا رسول الله؟ قال: دعاهم إلي الذي دعوتكم إليه؛ فأمّا من كان مبعثه قريباً، فرضي وسلم، ومن كان مبعثه بعيداً، فكره وجهه، وتثاقل؛ فشكا ذلك عيسي إلي الله، فأصبح المتثاقلون، وكل واحد يتكلم بلغة الأمة التي بعث إليها.

لا ينجي إلا العمل

عيان الشيعة،الجزء الثاني، صفحة 228، عن المفيد: أنه خطبها في مرضه الذي توفي فيه، وقد خرج معتمداً بيمني يديه علي أمير المؤمنين، وعلي الفضل بن العباس باليد الأخري.معاشر الناس! قد حان خفوقٌ منّي من بين أظهركم، فمن كان له عندي عدة فليأتني أعطه إيّاها، ومن كان له عليّ دينٌ فليخبرني به.معاشر الناس! ليس بين الله وبين أحدٍ شيء يعطيه به خيراً، أو يصرف عنه به شرّاً، إلاّ العمل.أيها الناسّ لا يدّع مدّعٍ، ولا يتمنّ متمنّ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لا ينجي إلاّ عملٌ مع رحمة، ولو عصيت لهويت.اللهمّ هل بلّغت؟

عملك

جاء قيس بن عاصم المنقري علي رأس وفد من بني تميم إلي رسول الله (صلّي الله علّيه وآله) فقال يا رسول الله عظني، فقال:...يا قيس إنّ مع العزّ ذلاًّ، وإنّ مع الحياة موتاً، وإنّ مع الدّنيا آخرة، وإنّ لكل شيء حسيباً، وعلي كل شيء رقيباً، وإنّ لكل حسنة ثواباً، ولكل سيئةٍ عقاباً، وإنّ لكل أجل كتاباً، وإنّه يا قيس لا بدّ لك من قرين يدفن معك وهو حيّ وتدفن معه وأنت ميّت، فإن كان كريماً أكرمك، وإن كان لئيماً أسلمك، لا يحشر إلا معك، ولا تحشر إلا معه، ولا تسأل إلا عنه، ولا تبعث إلا معه، فلا تجعله إلاّ صالحاً، فإنّه إن كان صاحاً لم تأنس إلا به، وإن كان فاحشاً لم تستوحش إلا منه، وهو عملك.

صنائع المعروف

ناسخ التواريخ،الجزء الثالث.صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة الخفيّة تطفئ غضب الله، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأوّل من يدخل الجنة أهل المعروف.

اطلب الحلال

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.من لم يستحْيِ من الحلال نفع نفسه، وخفّت معونته، ونفي عنه الكبر، ومن رضي من الله باليسير، من الرزق رضي منه بالقليل من العمل، ومن رغب في الدنيا فطال فيها أمله، أعمي الله قلبه علي قدر رغبته فيها، ومن زهد فيها فقصر فيها أمله، أعطاه الله علماً بغير تعلّم، وهدي بغير هداية، وأذهب عنه العمي وجعله بصيراً. ألا إنّه سيكون بعدي أقوام لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبّر، ولا يستقيم لهم الغني إلا بالبخل، ولا تستقيم لهم المحبّة في الناس إلا باتباع الهوي، واليسير في الدين. ألا فمن أدرك ذلك، فصبر علي الفقر وهو يقدر علي الغني، وصبر علي الذلّ وهو يقدر علي العز، وصبر علي البغضاء في الناس وهو يقدر علي المحبّة، لا يريد بذلك إلاّ وجه الله والدار الآخرة، أعطاه الله ثواب خمسين صدّيقاً.

حتي يسأل

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.إذا كان يوم القيامة، لم تزل قدما عبدٍ حتي يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعمّا اكتسبه (من أين اكتسبه) وفيم أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت.

الدنيا

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث:خطب رسول الله في أحد العيدين فقال:..الدنيا دار بلاء، ومنزلة بلغة وعناء، قد نزعت عنها نفوس السعداء، وانتزعت بالكره من أيدي الأشقياء، فأسعد الناس بها أرغبهم عنها، وأشقاهم بها أرغبهم فيها، فهي الفاتنة لمن استقبلها، والمغوية لمن أطاعها، والخاترة لمن انقاد إليها، والفائز من أعرض عنها، والهالك من هوي فيها، طوبي لعبد اتقي فيها ربّه، وقدم توبته وغلب شهوته، من قبل أن تلقيه الدنيا إلي الآخرة، فيصبح في بطن موحشة، غبراء مدلهمة، ظلماء، لا يستطيع أن يزيد في حسنةٍ، ولا ينقص من سيئة، ثم ينشر فيحشر، إما إلي الجنة يدوم نعيمها، أو إلي نار لا ينفد عذابها.

بين الدنيا والآخرة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.من أصبح وأمسي والآخرة أكبر همّه، جعل الله الغني في قلبه، وجمع له أمره، ولم يخرج من الدنيا حتي يستكمل رزقه، ومن أصبح وأمسي والدّنيا أكبر همّه، جعل الله الفقر بين عينيه، وشتّت عليه أمره، ولم ينل من الدّنيا إلاّ ما قسم له.

المؤمن بين مخافتين

تحف العقول، وناسخ التواريخ، الجزء الثالث.إنّ لكل شيء شرفاً، وإن شرف المجالس ما استقبل به القبلة. من أحبّ أن يكون أعزّ النّاس فليتق الله، ومن أحبّ أن يكون أقوي النّاس فليتوكل علي الله، ومن أحبّ أن يكون أغني النّاس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده.ثم قال: ألا أنبئكم بشرار الناس؟ قالوا: بلي يا رسول الله، قال: من نزل وحده، ومنع رفده، وجلد عبده، ألا أنبئكم بشّر من ذلك؟ قالوا: بلي يا رسول الله، قال: من لا يقيل عثرة، ولا يقبل معذرة، ثم قال: ألا أنبئكم بشّر من ذلك؟ قالوا: بلي يا رسول الله، قال: من لا يُرجي خيره، ولا يُؤمن شرّه، ثم قال: ألا أنبئكم بشّر من ذلك؟ قالوا: بلي يا رسول الله، قال: من يبغض الناس ويبغضونه.إن عيسي (عليه السلام) قام خطيباً في بني إسرائيل، فقال: يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموها، ولا تكافئوا ظالماً فيبطل فضلكم؛ يا بني إسرائيل الأمور ثلاثة: أمر بيّن رشده فاتّبعوه، وأمر بيّن غيّه فاجتنبوه، وأمر اختلف فيه فردّوه إلي الله.أيّها الناس! إن لكم معالم فانتهوا إلي معالمكم، وإن لكم نهاية فانتهوا إلي نهايتكم، إن المؤمن بين مخافتين: أجل قد مضي لا يدري ما الله صانع فيه، وأجل قد بقي لا يدري ما الله قاضٍ فيه، فليأخذ العبد لنفسه من نفسه، ومن

دنياه لآخرته، ومن الشبيبة قبل الكبر، ومن الحياة قبل الموت [28] ، فوالذي نفسي بيده؛ ما بعد الموت من مستعتب، وما بعد الدنيا دار إلا الجنة والنار.

اقسام الناس

أعبد الناس من أقام الفرائض، وأسخي الناس من أدّي زكاة ماله، وأزهد الناس من اجتنب الحرام، وأتقي الناس من قال الحق فيما له وعليه، وأعدل النّاس من رضي للناس ما يرضي لنفسه، وكره لهم ما كره لنفسه، وأكيس الناس من كان أشد ذكراً للموت، وأغبط الناس من كان تحت التراب قد أمن العقاب ويرجو الثواب، وأغفل الناس من لم يتعظ بتغيّر الدنيا من حال إلي حال، وأعظم النّاس في الدنيا خطراً من لم يجعل للدنيا عنده خطراً، وأعلم الناس من جمع علم الناس إلي علمه، وأشجع الناس من غلب هواه، وأكثر الناس قيمة أكثرهم علماً، وأقل الناس قيمة أقلهم علماً، وأقل الناس لذّة الحسود، وأقل الناس راحة البخيل، وأبخل الناس من بخل بما افترض الله عزّ وجل عليه، وأولي الناس بالحق أعلمهم، وأقل الناس حرمة الفاسق، وأقل الناس وفاء الملوك، وأقلّ النّاس صديقاً الملك، وأفقر الناس الطامع، وأغني الناس من لم يكن للحرص أسيراً، وأفضل الناس إيماناً أحسنهم خلقاً، وأكرم الناس أتقاهم، وأعظم الناس قدراً من ترك ما لا يعنيه، وأورع الناس من ترك المراء وإن كان محقّاً، وأقلّ الناس مروءةً من كان كاذباً، وأشقي الناس الملوك، وأمقت الناس المتكبّر، وأشدّ الناس اجتهاداً مَن ترك الذنوب، وأحلم الناس من فرّ من جهال الناس، وأسعد الناس من خالط كرام النّاس، وأعقل الناس أشدهم مداراةً للناس، وأولي الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة، وأعتي الناس من قتل غير قاتله، أو ضرب غير ضاربه، وأولي الناس بالعفو أقدرهم علي العقوبة، وأحقّ

الناس بالذنب السفيه والمغتاب، وأذل الناس من أهان النّاس، وأحزم الناس أكظمهم للغيظ، وأصلح النّاس أصلحهم للنّاس، وخير النّاس من انتفع به الناس...

اذا غضب الله

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.إذا غضب الله علي أمّة، ولم ينزل العذاب عليها، غلت أسعارها، وقصرت أعمارها، ولم تربح تجّارها، ولم تزل ثمارها، ولم تغزر أنهارها، وحبس عنها أمطارها، وسلّط عليها شرارها.

اخلاق و آفات

البداية والنهاية، الجزء الثامن، صفحة 40.لا فقر أشدّ من الجهل، ولا مال أفضل من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا حسب كحسن الخلق، ولا ورع كالكفّ، ولا عبادة كالتفكر، ولا إيمان كالحياء، ورأس الإيمان الصبر، وآفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وآفة الطرف الصلف، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المنّ، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحب الفخر.

نخوة الجاهلية

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: لما فتح مكة قام خطيباً في الناس فقال:...أيها الناس! ليبلغ الشاهد الغائب: إن الله تبارك وتعالي، قد أذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية بآبائها وعشائرها.أيها الناس! إنّكم من آدم وآدم من طين. ألا إن خيركم عند الله وأكرمكم عليه، أتقاكم وأطوعكم له، وإن العربية ليس بأب والدٍ، ولكنّها لسان ناطق، فمن طعن بينكم، وعلم أنّه يبلغه رضوان الله حسبه. ألا وإن كلّ دم أو مظلمة أو إحنةٍ كانت في الجاهلية فهي تظل تحت قدمي إلي يوم القيامة.

الغيبة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.الغيبة علي أربعة أوجه؛ الأوّل: ينجر إلي الكفر، والثاني: إلي النفاق، والثالث: إلي المعصية، والرابع: إلي المباح. أما أنّ الغيبة تنجر إلي الكفر، من اغتاب مسلماً، قيل له: لم تغتاب؟ قال: ليس هذا غيبة، فهو كفر. وأمّا أنه ينجر إلي النّفاق، من اغتاب مسلماً ولم يذكر اسمه، والمستمعون يعرفونه. وأمّا أنّه ينجر إلي المعصية، من اغتاب مسلماً بشيء وإذا استمع إلي شيء. وأما أنّه ينجر إلي مباح، فغيبة الأمير الفاسق الجائر.

جرائم و عقوبات

الوسائل، الجزء الثاني، عن أبي جعفر (عليه السلام) عن رسول الله (صلّي الله علّيه وآله) أنّه قال:...خمس إن أدركتموهن فتعوّذوا بالله منهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتي يعلنوها، إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلاّ أخذوا بالسنين وشدّة المؤنة وجور السلطان، ولم يمنعوا الزكاة، إلا منعوا قطر السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلّط الله عليهم عدوهم، وأخذ بعض ما في أيديهم، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم.

اللسان

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.يعذّب الله اللسان بعذاب لا يعذّب به شيئاً من الجوارح فيقول: أي ربّ، عذبتني بعذاب لم تعذّب به شيئاً، فيقول له: خرجت منك كملة فبلغت مشارق الأرض ومغاربها، فسفك بها الدم الحرام، وانتهب بها المال الحرام، وانتهك بها الفرج، وعزتي لأعذبنّك بعذاب لم أعذب به شيئاً من جوارحك.

ملاحاة الرجال

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.من كثر همّه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذّب نفسه، ومن لاحي الرجال سقطت مروءته، وذهبت كرامته. لم يزل جبرائيل ينهاني عن ملاحاة الرجال، كما ينهاني عن شرب الخمر، وعبادة الأوثان.

الفاحش

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.إنّ الله حرّم الجنّة علي كل فاحش بذيء، قليل الحياء، لا يبالي ما قال وما قيل فيه، أما إنّه إن تنسبه لم تجده إلاّ لبغيّ، أو شرك شيطان.قيل: وفي الناس شياطين؟ فقال:نعم! أو ما تقرأ قول الله: (وشاركهم في الأموال والأولاد) [29] ؟

اياك والخمر

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: دخل رجل علي رسول الله (صلّي الله علّيه وآله) فقال له: أوصني، فقال له الرسول (صلّي الله علّيه وآله):...لا تشرك بالله شيئاً، وإن حرّقت بالنار وإن عذبت، وليكن قلبك مطمئناً بالإيمان، ووالديك فأطعهما، وبرهما حيّين أو ميّتين، فإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل، فإن ذلك من الإيمان، والصلاة المفروضة فلا تدعها متعمداً، فإنّه من ترك صلاة فريضة متعمّداً، فإنّ ذمة الله منه بريئة، وإياك وشرب الخمر وكل مسكرٍ، فإنّهما مفتاحا كل شرّ.

جهل و كفر

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.من لم يتعز بعزاء الله، تقطّعت نفسه حسراتٍ علي الدنيا، ومن مدّ عينيه إلي ما في أيدي النّاس من دنياهم، طال حزنه، وسخط ما قسم الله له من رزقه، وتنغّص عليه عيشه، ومن لم ير أنّ لله عليه نعمة إلاّ في مطعم ومشرب، فقد جهل وكفر نعم الله، وضلّ سعيه، و دنا منه عذابه.

رهبانية أمتي الجهاد

مجمع البيان، الجزء الخامس، صفحة 236: أتي عثمان بن مظعون هو أصحابه رسول الله (صلّي الله علّيه وآله) بعدما اتفقوا علي أن يحرموا علي أنفسهم الطيبات ويرفضوا الدنيا ويسيحوا في الأرض، فقال لهم رسول الله (صلّي الله علّيه وآله): ألم أنبئكم أنكم اتفقتم علي كذا وكذا؟ قالوا: بلي يا رسول الله، وما أردنا إلا الخير. فقال رسول الله (صلّي الله علّيه وآله): إني لم أؤمر بذلك، ثم قال:...إنّ لأنفسكم عليكم حقّاً، فصوموا وأفطروا، وقوموا وناموا، فإني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وآكل اللحم والدسم، وآتي النساء، ومن رغب عن سنّتي فليس منّي [30] .ما بال أقوام حرّموا النساء والطعام، والطيب والنوم، وشهوات الدنيا. أما إنّي لست آمركم أن تكونوا قسّيسين ورهباناً، فإنّه ليس في ديني ترك اللحم ولا النساء، ولا اتّخاذ الصوامع، وإن سياحة أمتي الصوم، ورهبانيتهم الجهاد، اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وحجّوا، واعتمروا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، واستقيموا يستقم لكم، فإنّما هلك من كان قبلكم بالتشديد، شدّدوا علي أنفسهم، فشدّد الله عليهم، فأولئك بقاياهم في الديارات والصوامع.

كأن الحق علي غيرهم

تحف العقول.ما لي أري حبّ الدّنيا قد غلب علي كثير من النّاس، حتي كأنّ الموت في هذه الدنيا علي غيرهم كتب، وكأنّ الحق في هذه الدنيا علي غيرهم وجب، وحتي كأنّ ما يسمعون من خبر الأموات قبلهم، عندهم كسبيل قوم سفر عمّا قليل إليهم راجعون، تبوّئونهم أجداثهم، وتأكلون تراثهم، وأنتم مخلّدون بعدهم!! هيهات هيهات، أما يتّعظ آخرهم بأوّلهم؟ لقد جهلوا ونسوا كلّ موعظة في كتاب الله، وأمنوا شرّ كلّ عاقبة سوء، ولم يخافوا نزول فادحة، ولا بوائق كلّ حادثة.طوبي لمن شغله خوف الله عن خوف الناس.طوبي لمن منعه عيبه عن عيوب المؤمنين من إخوانه.طوبي

لمن طاب كسبه، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، واستقامت خليقته.طوبي لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله.طوبي لمن تواضع لله، عزّ ذكره، وزهد فيما أحلّ له، من غير رغبة من سنّتي، ورفض زهرة الدنيا، من غير تحوّل عن سنّتي، واتبع الأخيار من عترتي من بعدي، وخالط أهل الفقه والحكمة، ورحم أهل المسكنة.طوبي لمن اكتسب من المؤمنين مالاً من غير معصية، وأنفقه في غير معصية، وعاد به علي أهل المسكنة، وجانب أهل الخيلاء والتفاخر، والرّغبة في الدّنيا، المبتدعين خلاف سنّتي، العاملين بغير سيرتي.طوبي لمن حسن مع النّاس خلقه، وبذل لهم معونته، وعدل عنهم شرّه.

غضوا أصواتكم

مجمع البيان، الجزء الخامس، صفحة 429: روي أن النبي (صلّي الله علّيه وآله) كان في غزاة، فأشرفوا علي واد، فجعل الناس يهللون ويكبرون ويرفعون أصواتهم، فقال (صلّي الله علّيه وآله):...يا أيّها الناس! اربعوا علي أنفسكم، أما إنكم لا تدعون أصمّ ولا غائباً، إنّكم تدعون سميعاً قريباً، إنّه معكم.

الموت

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: قام أعرابي إلي النبي (صلّي الله علّيه وآله) فقال: يا رسول الله انصحنا بما ينفعنا. فقال:...أكْثِر ذكرَ الموت يُسْلِك عن الدنيا، وعليك بالشكر يزد في النعمة، وأكثر من الدعاء، فإنك لا تدري متي يُستجاب لك، وإيّاك والبغي، فإنّ الله قضي أنّه من بغي عليه لينصرنّه الله.أيّها الناس! إنّما بغيكم علي أنفسكم. وإياك والمكر، فإنّ الله قضي (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله).

هادم اللذات

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أكثروا من ذكر هادم اللّذات، فإنّكم إن ذكرتموه في ضيق وسّعه عليكم فرضيتم به، وإن ذكرتموه في غناء بغّضه إليكم فجدتم به، فإنّ المنايا قاطعات الآمال، والليالي مدنيات الآجال، وإنّ المرء بين يومين: يوم قد مضي أُحصي فيه عمله فختم عليه، ويوم قد بقي فلا يدري لعله لا يصل إليه. إن العبد عند خروج نفسه وحلول رمسه، يري جزاء ما أسلف، وقلة غناء ما أخلف، ولعلّه من باطلٍ جمعه، أو من حقّ منعه.

توبوا إلي الله

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: روي أبو الدرداء فقال: خطب رسول الله (صلّي الله علّيه وآله) في يوم جمعة فقال:...يا أيّها الناس! توبوا إلي الله قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصّالحة، قبل أن تشغلوا، وأصلحوا الذي بينكم وبين ربكم، تسعدوا، وأكثروا من الصدقة، ترزقوا، وأمروا بالمعروف، تحصنوا، وانهوا عن المنكر، تنصروا.يا أيها الناس! إن أكيسكم أكثركم ذكراً للموت، وإن أحزمكم أحسنكم استعداداً له. ألا وإنّ من علامات العقل، التجافي من دار الغرور، والإنابة إلي دار الخلود، والتزود لسكني القبور، والتأهّب ليوم النشور.

لا تصلح العوام الا بالخواص

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.لا تصلح عوامّ أمّتي إلاّ بخواصّها. قيل: ما خواصّ أمتك؟ فقال: خواص أمتي أربعة: الملوك، والعلماء، والعبّاد، والتجار. قيل: كيف ذلك؟ قال: الملوك رعاة الخلق، فإذا كان الراعي ذئباً؛ فمن يرعي الغنم؟ والعلماء أطبّاء الخلق، فإذا كان الطبيب مريضاً، فمن يداوي المريض؟ والعبّاد دليل الخلق، فإذا كان الدليل ضالاً، فمن يهدي السالك؟ والتجّار أمناء الله في الخلق، فإذا كان الأمين خائناً، فمن يعتمد عليه؟

اوصاني ربي

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث، وأعيان الشيعة، الجزء الثاني، صفحة 249.أوصاني ربي بتسع: أوصاني بالإخلاص في السّر والعلانية، والعدل في الرّضا والغضب، والقصد في الفقر والغني، وأن أعفو عمّن ظلمني، وأعطي من حرمني، وأصل من قطعني، وأن يكون صمتي فكراً، ومنطقي ذكراً، ونظري عبراً.

حشره الله مع النبيين

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.سبع خصال من عمل بها من أمتي حشره الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فقيل: وما هي يا رسول الله؟ فقال: من زوّد حاجّاً، وأعان ملهوفاً، وربي يتيماً، وهدي ضالاً، وأطعم جائعاً وأروي عطشانَ، وصام في يوم حرّ شديد.

يظللهم الله في ظله

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.سبعة يظلّلهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلٌ قلبه متعلق بالمسجد، إذا خرج منه حتي يعود إليه، ورجلان كانا في طاعةٍ فاجتمعا علي ذلك وتفرّقا، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأةٌ ذات حسب وجمال فقال: إنّي أخاف الله، ورجلٌ تصدّق بصدقةٍ فأخفاها حتي لا تعلم شماله ما يتصدق بيمينه.

اكفل لكم الجنة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.اكفلوا لي ستاً أكفل لكم الجنة: إذا حدّث أحدكم فلا يكذب، وإذا ائتمن فلا يخن، وإذا وعد فلا يخلف، وغضُّوا الأبصار، وكفّوا الأيدي، واحفظوا الفروج.

خمس مراتب

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.الناس علي خمس مراتب: منهم من يري أنّ الرّزق من الكسب فهو كافر، ومنهم من يري أنّ الرّزق من الله وأنّ الكسب سببٌ فلا يدري يعطيه أم لا، فهو منافق، شاكّ، ومنهم من يري أن الرّزق من الله وأن الكسب سببٌ، فلا يؤدّي حقه، ويعصي الله من أجل الكسب، فهو فاسق، ومنهم من يري أنّ الرزق من الله ويري الكسب سبباً ويؤدي حقّه ولا يعصي الله لأجل الكسب، فهو مؤمن مخلص.

ضمان للجنة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.تقبّلوا لي بست أتقبّل لكم بالجنّة: إذا حدثتم فلا تكذبوا، وإذا وعدتم فلا تخلفوا، وإذا ائتمنتم فلا تخونوا، وغضّوا أبصاركم، احفظوا فروجكم، وكفّوا أيديكم وألسنتكم.

خمسة لخمسة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.خمسة أشياء لابدّ لها من خمسة، ولابدّ لصاحب الخمسة من النار:الأول: من شرب المثلث فلابدّ له من شرب الخمر، ولابدّ لشارب الخمر من النار.الثاني: من جالس النّساء فلابدّ له من الزنا، ولابدّ للزّاني من النّار.الثالث: من لبس الثياب الفاخرة فلابدّ له من التكبّر، ولابدّ للمتكبر من النّار.الرّابع: من جلس علي بساط السلطان فلابدّ أن يتكلم بهوي السلطان، ولابدّ لمن يتكلم بهواه من النار.الخامس: من باع واشتري بلا فقه فلابدّ له من الرّبا، ولابدّ لآكل الرّبا من النّار.

خمس بخمس

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.خمس بخمس. قيل: ما خمس بخمس؟ قال: ما نقض قومٌ العهد إلا سلط الله عليهم عدوّاً، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلاّ فشا فيهم الفقر، وما ظهرت فيهم الفاحشة إلاّ فشا فيهم الموت، ولا طفّفوا الكيل إلاّ منعوا النبات وأخذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم المطر.

جمع المال و تفريطه

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.إنّ في جمع المال خمسة أشياء: العناء في جمعه، والشغل عن ذكر الله بإصلاحه، والخوف من سالبه وسارقه، واحتمال اسم البخيل لنفسه، ومفارقة الصالحين لأجله. وفي تفريطه خمسة أشياء: راحة النفس من طلبه، والفراغ لذكر الله من حفظه، والأمن من سالبه وسارقه، واكتساب اسم الكريم لنفسه، ومصاحبة الصالحين.

يحبون خمسا و ينسون خمسا

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.سيأتي زمان علي أمّتي يحبّون خمساً وينسون خمساً: يحبّون الدنيا وينسون الآخرة، ويحبّون المال وينسون الحساب، ويحبّون النساء وينسون الحور، ويحبّون القصور وينسون القبور، ويحبون النفس وينسون الربّ، أولئك بريئون منّي وأنا بريء منهم.

اوجب له الجنة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.خمس من أتي الله عزّ وجل بهنّ، أو واحدة منهنّ، أوجب له الجنة: من سقي هامّة صادية، أو أطعم كبداً هافية، أو كسا جلدةً عارية، أو حمل قدماً حافية، أو أعتق رقبةً عانية.

خمس خصال

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.حقّ المسلم علي أخيه خمس خصال: تسليمه عليه إذا لقيه، وتشميته إذا عطس، وإجابته إذا دعا، وعيادته إذا مرض، وشهادته إذا توفّي.

خسر خمسا

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.من أهان خمساً خسر خمساً: من استخف بالعلماء خسر الدّين، ومن استخفّ بالأمراء خسر الدنيا، ومن استخفّ بالميزان خسر المنافع، ومن استخفّ بالأقرباء خسر المروءة، ومن استخفّ بأهله خسر طيب عيشه.

من خمس الي خمس

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.لا تجلسوا عند كلّ عالم لا يدعوكم من خمس إلي خمس: من الشكّ إلي اليقين، ومن الرّياء إلي الإخلاص، ومن الرغبة إلي الزهد، ومن الكبر إلي التواضع، ومن العداوة إلي المحبة.

اربعة لأربعة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أربعة لأربعة، لا لأربعة: المال للإنفاق لا للإمساك، والعلم للعمل لا للمجادلة، والعبد للتعبّد لا للتّنعّم، والدنيا للعبرة لا للعمارة.

لا تدخل بيتا الا خرب

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أربع لا تدخل بيتاً واحدةٌ منها إلاّ خرب، ولم يعمر بالبركة: الخيانة، والسّرقة، وشرب الخمر، والزّنا.

لعنهم الله

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أربعة لعنهم الله من فوق عرشه، فأمّنت عليه الملائكة: الذي يحصر نفسه فلا يتزوج، ولا يتسرّي، لئلا يولد له، والرجل يتشبّه بالنّساء، وقد خلقه الله ذكراً، والمرأة تتشبه بالرّجال، وقد خلقها الله أنثي، ومضلّل النّاس - يريد الذي يهزأ بهم - يقول للمسلم: هلمّ أعطك، فإذا جاء يقول: ليس معي شيء، ويقول للمكفوف: اتّق الدابة، وليس بين يديه شيء، والرجل يسأل عن دار القوم فيضلّه.

مصائب الآخرة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.خمسٌ من مصائب الآخرة: فوات الصلاة، وموت العالم، وردّ السائل، ومخالفة الوالدين، وفوت الزكاة.

له الجنة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.من سلم من رجال أمّتي من أربع خصال فله الجنّة: من الدخول في الدنيا، واتباع الهوي، وشهوة البطن، وشهوة الفرج، ومن سلم من نساء أمّتي من أربع خصال فلها الجنّة: إذا حفظت ما بين رجليها، وأطاعت زوجها، وصلّت خَمسها، وصامت شهرها.

اربع في اربع

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.إنّ الله وضع أربعاً في أربع: بركة العلم في تعظيم الأستاذ، وبقاء الإيمان في تعظيم الله، ولذّة العيش في برّ الوالدين، والنجاة من النار في ترك إيذاء الخلق.

اربع يمتن القلب

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أربع يمتن القلب: الذنب علي الذنب، وكثرة منافسة النساء، ومماراة الأحمق، يقول وتقول، ولا مرجع إلي خير أبداً، ومجالسة الموتي. فقيل: يا رسول الله، وما الموتي؟ فقال: كل غنيّ مترف.

الامهات

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.الأمهات أربع: أمّ الأدوية، وأم الآداب، وأم العبادات، وأم الأمانيّ. أما أم جميع الأدوية، فقلة الأكل، وأما أم جميع الآداب، فقلة الكلام، وأما أم جميع العبادات، فقلة الذنوب، وأما أم جميع الأماني، فالصّبر.

اربع خلال

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أربع خلال مفسدة: مجاراة الأحمق، فإنّه يصيّرك في مثل حاله، وكثرة الذنوب، فإنّ الله تعالي يقول: (كلا بل ران علي قلوبهم ما كانوا يكسبون)، والخلو بالنّساء، والاستماع منهنّ، والعمل برأيهنّ، ومجالسة الموتي. قيل: يا رسول الله، ومن الموتي؟ قال: الذين أطغاهم الغني وأنساهم الذّكر.

البطيخ

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.البطيخ أربعة: حلو، ومر، وتفه، وحامض. فالحلو ينبت اللحم، والمر يقطع البلغم، والتّفه يسكن الحرارة، والحامض يقطع الصفراء.

يبغضهم الله

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أربعة يبغضهم الله: البياع الحلاّف، والفقيه المختال، والشيخ الزّاني، والإمام الجائر.

ينظر الله اليهم

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أربعة ينظر الله إليهم ويزكيهم: من فرّج عن لهفان كربةً، ومن أعتق نسمةً مؤمنة، ومن زوّج عزباً، ومن حج صرورة.

لا تكرهوا اربعة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.لا تكرهوا الأربعة فإنّها أمان من الأربعة: لا تكرهوا الزّكام، فإنّه أمان من الجذام، ولا تكرهوا الدّماميل، فإنّها أمان من البرص، ولا تكرهوا الرّمد، فإنّه أمان من العمي، ولا تكرهوا السّعال، فإنّه أمان من الفالج.

جمعهن في يوم

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أربعة من جمعهنّ في يوم دخل الجنّة: من أصبح صائماً، وأعطي سائلاً، وعاد مريضاً، وشيّع جنازة.

يلزم الحق

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.يلزم الحق لأمتي في أربع: يحبّون التائب، ويرحمون الضعيف، ويعينون المحسن ويستغفرون للمذنب.

قليلها كثير

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أربعة قليلها كثير: الفقر، والوجع، والعداوة، والنّار.

قوام الدين

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أربعة قوام الدين: عالم مستعمل لعلمه، وجاهل لا يستنكف أن يتعلم، وجواد لا يمنّ بمعروف، وفقير لا يبيع آخرته بدنياه.

اربعة رجال

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.الرّجال أربعة: سخيّ، وكريم، وبخيل، ولئيم. فالسخيّ الذي يأكل ويعطي، والكريم الذي لا يأكل ويعطي، والبخيل الذي يأكل ولا يعطي، واللّئيم الذي لا يأكل ولا يعطي.

كان في نور الله

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أربع من كنّ فيه كان في نور الله الأعظم: من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّي رسول الله، ومن إذا أصابته مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ومن إذا أصاب خيراً قال: الحمد لله، ومن إذا أصاب خطيئة قال: أستغفر الله وأتوب إليه.

دعائم الايمان

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.دعائم الإيمان أربع: الأولي: أن تعرف ربّك، والثانية: أن تعرف ما صنع بك، الثالثة: أن تعرف ما أراد منك، الرابعة: أن تعرف ما يخرجك من دينك.

لا ينظر الله اليهم

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أربعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: عاقّ، ومنّان، ومكذّب بالقدر، ومدمن خمر.

علامات الشقاء

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أربع من علامات الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وشدّة الحرص في طلب الدنيا، والإصرار علي الذّنب.

لم يحرم

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.من أُعطي أربعاً لم يحرم أربعاً: من أُعطي الاستغفار لم يُحرم المغفرة، ومن أُعطي الشكر لم يُحرم الزّيادة، ومن أُعطي التوبة لم يُحرم القبول، ومن أُعطي الدعاء لم يُحرم الإجابة.

قواصم الظهر

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أربعة من قواصم الظهر: إمام يعصي الله ويطاع أمره، وامرأةٌ يحفظها زوجها وهي تخونه، وفقر لا يجد صاحبه له مداوياً، وجار سوء في دار مقام.

النعل السوداء

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.النّعل السّوداء فيها ثلاث خصال: تضعّف البصر، وترخي الذكر، وتورث الهمّ، وهي مع ذلك لباس الجبّارين.

لا يكلمهم الله

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زانٍ، وإمام كذّاب، وعائل مزهوّ.

اتقوا الملأ

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.اتّقوا الملأ عن الثلاثة: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل.

من لم يتورع

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.من لم يتورّع في دين الله ابتلاه الله بثلاث: أمّا أن يميته شابّاً، أو يوقعه في خدمة السلطان، أو يسكنه في الرساتيق.

ابغض الناس

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أبغض النّاس إلي الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغٍ في الإسلام سنّة جاهليّة، ومطّلب دم امرئ ليهريق دمه.

النعل الصفراء

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.النّعل الصّفراء فيها ثلاث خصال: تحدّ البصر، وتشدّ الذكر، وتنفي الهمّ، وهي مع ذلك لباس الأنبياء.

ثلاثة تحت ظل العرش

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.ثلاثة يظلّهم الله تحت ظلّ عرشه، ولا ظلّ إلا ظل العرش: المتوضئ في مكانه، والماشي إلي المسجد في الظّلم، ومطعم الجائع.

من أمر الجاهلية

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.ثلاث من أمر الجاهليّة: الطّعن في الأنساب، والنّياحة، والأنواء.

الحمي

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.لا حمي إلاّ في ثلاث: ثلّة البئر، وطول الفرس، وحلقة القوم.

ثلاث أخافهن

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.ثلاث أخافهنّ علي أمّتي من بعدي: الضّلالة بعد المعرفة، ومضلاّت الفتن، وشهوة البطن والفرج.

ظلموك

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.ثلاثة وإن لم تظلمهم ظلموك: السفلة، وزوجتك، وخادمك.

لا ينجو أحد

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.ثلاث لا ينجو منهنّ أحد: الظن، والطّيرة، والحسد. فإذا ظننت فلا تحقّق، وإذا حسدت فلا تبغ، وإذا تطيّرت فامض ولا تنثن.

لهم أجران

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.ثلاثة لهم أجران: رجلٌ من أهل الكتاب آمن بنبيّه محمّد، والعبد المملوك أدّي حقّ الله وحقّ مواليه، ورجلٌ كانت عنده أمةٌ يطأها، فأدّبها فأحسن تأديبها، وعلّمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوّجها، فله أجران.

اجزاء العقل

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.العقل ثلاثة أجزاء، فمن تكن فيه فهو العاقل، ومن لم تكن فيه فلا عقل له: حسن معرفة الله، وحسن طاعة الله، وحسن الظّنّ بالله.

افضل الأعمال

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أفضل الأعمال من أمتي ثلاثة: طالب العلم حبيب الله، والغازي وليّ الله، والكاسب من يده خليل الله.

دخل الجنة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.من فارق روحه جسده وهو بريء من ثلاثة دخل الجنّة: الكبر، والدّين، والغلول.

تمت عليه النعمة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.من أصبح وأمسي وعنده ثلاث، فقد تمّت عليه النّعمة في الدنيا: من أصبح وأمسي معافيً في بدنه، آمناً في سربه، عنده قوت يومه، فإن كانت عنده الرّابعة فقد تمّت عليه النّعمة في الدنيا والآخرة، وهو الإيمان.

اصعب الأعمال

أشد الأعمال ثلاثة: مواساة الإخوان في المال، وإنصاف الناس من نفسك، وذكر الله علي كل حال.

لا تؤخرهن

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.ثلاث لا تؤخّرهنّ: الصلاة إذا أتتك، والجنازة إذا حضرت، والأيّم إذا وجدت كفواً.

خير الأعمال

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.أفضل الأعمال ثلاثة: التواضع عند الدولة، والعفو عند القدرة، والعطيّة بغير المنّة.

الغبطة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.لا حسد - يعني: لا غبطة - إلاّ في اثنين: رجل آتاه الله مالاً، فسلّطه علي هلكته في الحقّ، ورجل آتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها ويعلّمها النّاس.

خصال الإيمان

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.ثلاثٌ من كنّ فيه استكمل خصال الإيمان: إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا غضب لم يخرجه الغضب من الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له.

ان الله يرضي لكم

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.إن الله يرضي لكم ثلاثاً: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبله جميعاً ولا تفرّقوا، وأن تناصحوا من ولاّه الله أمركم، ويكره لكم قيلاً وقالاً، وكثرة السؤال، وإضاعة المال.

استراح وأراح

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.اثنان: واحد أراح، وآخر استراح، فأمّا الذي استراح، فالمؤمن إذا مات استراح من الدنيا وبلائها، وأمّا الذي أراح، فالكافر إذا مات أراح الشجر والدّوابّ، وكثيراً من النّاس.

وصايا

وصية إلي أميرالمؤمنين

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: إن النبي (صلّي الله علّيه وآله) وجه علياً في بعض الوجوه، فقال له - في بعض ما أوصاه به -:...يا عليّ! قد بعثتك وأنا بك ضنين، فلا تدعنّ حقاً لغد فإن لكل يوم ما فيه، وابرز للنّاس وقدّم الوضيع علي الشريف، والضعيف علي القويّ، والنّساء قبل الرجال، ولا تدخلنّ أحداً يغلبك علي أمرك، وشاور القرآن فإنّه أمامك.يا علي [31] ! من كظم غيظاً وهو يقدر علي إمضائه أعقبه الله تعالي يوم القيامة أمناً، وإيماناً يجد طعمه.يا عليّ! أفضل الجهاد من أصبح ولم يهمّ بظلم أحد.يا عليّ! من خاف الناس لسانه فهو من أهل النار.يا عليّ! شرّ النّاس من أكرمه النّاس اتّقاء شرّه.يا عليّ! شارب الخمر كعابد الوثن.يا عليّ! شرّ النّاس من باع آخرته بدنياه، وشرّ من ذلك من باع آخرته بدنيا غيره.يا عليّ! إنّ من اليقين ألاّ تُرضي أحداً بسخط الله، ولا تحمد أحداً علي ما آتاك الله، ولا تذمّ أحداً علي ما لم يؤتك الله، فإنّ الرزق لا يجرّه حرص حريص، ولا يصرفه كراهة كاره، إن الله بحكمته وفضله جعل الرّوح والفرح في اليقين والرضي، وجعل الهمّ والحزن في الشّك والسخط.يا عليّ! إذا ولد لك غلام أو جارية فأذّن في أذنه اليمني، وأقم في اليسري، فإنه لا يضره الشيطان أبداً.يا عليّ! لا تحلف بالله كاذباً ولا صادقاً من غير ضرورة، ولا تجعل الله عرضة ليمينك، فإن الله لا يرحم ولا يرعي من حلف باسمه كاذباً.يا عليّ! إذا رأيت هالكة فقل:

اللهم بحق محمد وآل محمد. قال عليّ: قلت يا رسول الله (تلقي آدم من ربه كلمات) ما هذه الكلمات؟ قال:يا عليّ! إن الله أهبط آدم بالهند، وأهبط حواء بجدّة، والحيّة بأصبهان، وإبليس بسمنان، ولم يكن في الجنة شيء أحسن من الحية والطاووس، وكان للحية ٍقوائم كقوائم البعير، فدخل إبليس جوفها فغرّ آدم وخدعه، فغضب الله علي الحيّة وألقي عنها قوائمها، وقال: جعلت رزقك التراب، وجعلتك تمشين علي بطنك، لا رحم الله من رحمك؛ وغضب علي الطاووس لأنّه كان دلّ إبليس علي الشجرة، فمسح منه صوته ورجليه، فمكث آدم بالهند مائة عام لا يرفع رأسه إلي السماء، واضعاً يده علي رأسه، يبكي علي خطيئته، فبعث الله جبرائيل فقال: يا آدم! الربّ عز وجل يقرئك السّلام، ويقول: يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك روحي؟ ألم أسجد لك الملائكة؟ ألم أزوّجك حواء أمتي؟ ألم أسكنك جّنّتي؟ فما هذا البكاء؟ يا آدم! تكلم بهذه الكلمات فإن الله قابل توبتك: (سبحانك لا إله إلاّ أنت، علمت سوءاً وظلمت نفسي، فتب عليّ! إنّك أنت التّوّاب الرحيم).يا عليّ إذا رأيت حيّة في الطريق فاقتلها، فإنّي قد اشترطت علي الجنّ ألاّ يظهروا في صورة الحيّات.يا عليّ! من لم يقبل المعذرة من متنصّلٍ، صادقاً كان أو كاذباً، لم ينل شفاعتي.يا عليّ! إن الله عزّ وجل أحب الكذب في الصلاح، وأبغض الصدق في الفساد.يا عليّ! من ترك الخمر لغير الله، سقاه الله تعالي من رحيق مختوم، فقال عليّ: لغير الله؟ قال: نعم والله صيانةً لنفسه، يشكره الله علي ذلك.يا عليّ! شارب الخمر لا يقبل الله عزّ وجل صلاته أربعين يوماً، وإن مات في الأربعين مات كافراً.يا عليّ! كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره

فالجرعة منه حرام.يا عليّ! تأتي علي شارب الخمر ساعة لا يعرف ربّه عزّ وجلّ.يا عليّ! من لم تنتفع بدينه ولا بدنياه، فلا خير في مجالسته, ومن لم يوجب لك فلا توجب له، ولا كرامة.يا عليّ! حرّم الله الجنّة علي كل فاحش بذيء، لا يبالي بما قال ولا ما قيل له.يا عليّ! طوبي لمن طال عمره، وحسن عمله.يا عليّ! لا تمزح فيذهب بهاؤك، ولا تكذب فيذهب نورك، وإيّاك وخصلتين: الضجر والكسل، فإنك إن ضجرت لم تصبر علي الحق، وإن كسلت لم تؤدّ حقاً.يا عليّ! لكلّ ذنب توبة، إلاّ سوء الخلق، فإن صاحبه كلمّا خرج من ذنب دخل في ذنب آخر.يا عليّ! من استولي عليه الضجر رحلت عنه الراحة.يا عليّ! إن إزالة الجبال الرواسي، أهون من إزالة مُلك مؤجل لا تنقص أيّامه.يا عليّ! خلق الله عزّ وجل الجنة في لبنتين: لبنة من ذهب ولبنة من فضّة، وجعل حيطانها الياقوت، وسقفها الزبرجد، وحصاها اللؤلؤ، وترابها الزعفران والمسك الأذفر، ثم قال لها: تكلمي! فقالت: لا إله إلاّ الله الحي القيوم، قد سعد من يدخلني؛ فقال الله جلّ جلاله: (وعزتي وجلالي لا يدخلها مدمن خمر، ولا نمّام، ولا ديّوث، ولا شرطي، ولا مخنّث، ولا نبّاش، ولا عشّار، ولا قاطع رحم، ولا قدريّ).يا عليّ! آفة الحسب الافتخار.يا عليّ! من خاف الله عزّ وجل، أخاف منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء.يا عليّ! كره الله لأمتي العبث في الصلاة، والمنّ في الصدقة، وإتيان المساجد جنباً، والضحك بين القبور، والتطلع في الدور، والنظر إلي فروج النساء لأنه يورث العمي، وكره الكلام عند الجماع لأنه يورث الخرس، وكره النوم بين العشاءين لأنه يحرم الرزق، وكره الغسل تحت السماء إلا

بمئزر، وكره دخول الأنهار إلا بمئزر، فإن فيها سكاناً من الملائكة، وكره دخول الحمام إلا بمئزر، وكره الكلام بين الأذان والإقامة في صلاة الغداة، وكره ركوب البحر في وقت هيجانه، وكره النوم فوق سطح ليس بمحجّر، وقال: من نام علي سطح غير محجّر، فقد برئت منه الذمّة، وكره أن ينام الرجل في بيت وحده، وكره أن يغشي الرجل امرأته وهي حائض، فإن فعل وخرج الولد مجنوناً أو به برص فلا يلومنّ إلا نفسه، وكره أن يكلم الرجل مجذوماً، إلا أن يكون بينه وبينه قدر ذراع. وقال (عليه السلام): فرّ من المجذوم فرارك من الأسد، وكره أن يأتي الرجل أهله وقد احتلم، حتي يغتسل من الاحتلام، فإن فعل ذلك وخرج الولد مجنوناً فلا يلومنّ إلا نفسه، وكره التبول علي شط نهر جارٍ، وكره أن يُحدث رجل تحت شجرة أو نخلة قد أثمرت، وكره أن يُحدث الرجل وهو قائم، وكره أن ينتعل الرجل وهو قائم، وكره أن يدخل الرجل بيتاً مظلماً إلا بالسراج.يا عليّ! لا رضاع بعد فطام، ولا يتم بعد احتلام.يا عليّ! أوثق عري الإيمان الحب في الله، والبغض في الله.يا عليّ! سر سنتين برّ والدتك، سر سنة صل رحمك، سر ميلاً عد مريضاً، سر ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أميال أجب دعوة، سر أربعة أميال زر أخاً في الله، سر خمسة أميال أجب الملهوف، سر ستة أميال انصر المظلوم، وعليك بالاستغفار.يا عليّ! والله لو أن الوضيع في قعر بئر، لبعث الله عزّ وجل إليه ريحاً ترفعه فوق الأخيار، في دولة الأشرار.يا عليّ! من انتمي إلي غير مواليه فعليه لعنة الله، ومن منع أجيراً أجره فعليه لعنة الله، ومن أحدث حدثاً أو آوي محدثاً فعليه لعنة

الله، فقيل: يا رسول الله! وما ذلك الحدث؟ قال القتل.يا عليّ! المؤمن من أمنه المسلمون علي أموالهم ودمائهم، والمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه، والمهاجر من هجر السيئات.يا عليّ! من أطاع امرأته أكبّه الله عزّ وجل علي وجهه في النار.فقال عليّ (عليه السلام): فما تلك الطاعة؟ قال: يأذن لها في الذهاب إلي الحمامات والعُرُسات والنائحات، ولبس الثياب الرقاق.يا عليّ! إن الله تبارك وتعالي، قد أذهب بالإسلام نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها، ألا إن الناس من آدم وآدم من تراب، وأكرمهم عند الله أتقاهم.يا عليّ! من السحت ثمن الميتة، وثمن الكلب، وثمن الخمر، ومهر الزانية، والرشوة في الحكم، وأجر الكاهن.يا عليّ! من تعلم علماً ليماري به السفهاء، أو يجادل به العلماء، أو ليدعو الناس إلي نفسه، فهو من أهل النار.يا عليّ! ما أحد من الأولين والآخرين، إلا وهو يتمني يوم القيامة أنه لم يعط من الدنيا إلا قوتاً.يا عليّ! من كذب عليّ متعمداً، فليتبوّأ مقعده من النار.يا عليّ! إذا مات العبد قال الناس: ما خلّف؟ وقالت الملائكة: ما قدّم؟يا عليّ! الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.يا عليّ! موت الفجأة راحة للمؤمن، وحسرة للكافر.يا عليّ! أوحي الله تبارك وتعالي، إلي الدنيا: اخدمي من خدمني، وأتعبي من خدمك.يا عليّ! إن الدنيا لو عدلت عند الله تبارك وتعالي جناح بعوضة لما سقي الكافر منها شربة من ماء.يا عليّ! شرّ الناس من اتهم الله في قضائه.يا عليّ! أنين المؤمن تسبيح، وصياحه تهليل، ونومه علي الفراش عبادة، وتقلبه من جنب إلي جنب جهاد في سبيل الله، يمشي في الناس وما عليه من ذنب.يا عليّ! لو أهدي إلي كراع لقبلت، ولو دعيت إلي كراع لقبلت.يا عليّ! الإسلام عريان، ولباسه الحياء، وزينته الوفاء، ومروءته

العمل الصالح، وعماده الورع، ولكل شيء أساس، وأساس الإسلام محبتّنا أهل البيت.يا عليّ! ليس علي النساء جمعة ولا جماعة، ولا أذان ولا إقامة، ولا عيادة مريض، ولا اتباع جنازة، ولا هرولة بين الصفا والمروة، ولا استلام الحجر، ولا حلق، ولا تولّي القضاء، ولا تُستشار، ولا تذبح إلا عند الضرورة، ولا تجهز بالتلبية، ولا تقيم عند قبر، ولا تسمع الخطبة، ولا تتولّي التزويج بنفسها، ولا تخرج من بيت زوجها إلاّ بإذنه، فإن خرجت بغير إذنه لعنها الله وجبرائيل وميكائيل، ولا تعطي من بيت زوجها شيئاً إلا بإذنه، ولا تبيت وزوجها عليها ساخط وإن كان لها ظالماً.يا عليّ! سوء الخلق شؤم، وطاعة المرأة ندامة.يا عليّ! إن كان الشؤم في شيء ففي لسان المرأة.يا عليّ! نجا المُخِفّون.يا عليّ! السواك من السّنّة، ومطهوةٌ للفم، ويجلو البصر، ويرضي الرحمن، ويبيّض الأسنان، ويذهب بالحفرة، ويشيد اللّثة، ويشهي الطعام، ويذهب بالبلغم، ويزيد في الحفظ، ويضاعف الحسنات، وتفرح به الملائكة.يا عليّ! ما بعث الله عزّ وجل نبياً إلاّ وجعل ذرّيته من صلبه، وجعل ذريتي من صلبك، ولولاك ما كانت لي من ذريّة.يا عليّ! إن عبد المطلب كان لا يستقسم بالأزلام، ولا يعبد الأصنام، ولا يأكل ما ذبح علي النصب، ويقول: أنا علي دين أبي إبراهيم.يا عليّ! ثلاثة من حلل الله: رجل زاره أخاه المؤمن في الله، فهو زَوْرُ الله، وحق علي الله أن يكرم زوره، ويعطيه ما سأل، ورجل صلي، ثم عقب إلي الصلاة، فهو ضيف الله، وحق علي الله أن يكرم ضيفه، والحاج والمعتمر، فهما وفد الله، وحق علي الله أن يكرم وفده.يا عليّ! ثلاث منجيات: تكف لسانك، وتبكي علي خطيئتك، ويسعك بيتك.يا عليّ! ينبغي أن تكون في المؤمن ثماني خصال: وقار

عند الهزاهز، وصبر عند البلاء، وشكر عند الرخاء، وقنوع بما رزقه الله عزّ وجل، ولا يظلم الأعداء، ولا يتحامل علي الأصدقاء، بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة.يا عليّ! أربع لا تُردّ بدعوة: دعوة إمام عادل، ووالد لولده، والرجل يدعو لأخيه المؤمن بظهر الغيب، والمظلوم، يقول الله عزّ وجل: (وعزتي وجلالي لأنتصرن لك ولو بعد حين).يا عليّ! ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم: الذاهب إلي مائدة لم يُدع إليها، والمتأمّر علي رب البيت، وطالب الخير من أعدائه، وطالب الفضل من اللئام، والداخل بين اثنين في سر لم يُدخلاه فيه، والمستخف بالسلطان، والجالس في مجلس ليس له بأهل، والمقبل بالحديث علي من لم يسمع منه.يا عليّ! صلة الرحم تزيد في العمر.يا عليّ! اثنتا عشرة خصلة ينبغي للمسلم أن يتعلمها علي المائدة: أربع منها فريضة، وأربع منها أدب. فأما الفريضة: فالمعرفة بما يأكل، والتسمية، والشكر، والرضا. وأما السنة: فالجلوس علي الرجل اليسري، والأكل بثلاث أصابع، وأن يأكل مما يليه، ومصّ الأصابع. وأما الأدب: فتصغير اللقمة، والمضغ الشديد، وقلة النظر في وجوه الناس، وغسل اليدين.يا عليّ! كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة: القتّات، والساحر، والديوث، وناكح المرأة حراماً في دبرها، وناكح البهيمة، ومن نكح ذات محرم، والساعي في الفتنة، وبائع السلاح من أهل الحرب، ومانع الزكاة، ومن وجد سعة فمات ولم يحج.يا عليّ! لا وليمة إلا في خمس: في عرس، أو خرس، أو عذار، أو وكار، أو ركاز.يا عليّ! لا ينبغي للعاقل أن يكون ظاعناً إلا في ثلاث: مرمّة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو لذة في غير محرم.يا عليّ! ثلاث من مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة: أن تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم عمن

جهل عليك.يا عليّ! ثلاثة إن أنصفتهم ظلموك: السفلة، وأهلك، وخادمك.يا عليّ! بادر بأربع قبل أربع: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك.يا عليّ! ثمانية لا يقبل منهم الصلاة: العبد الآبق حتي يرجع إلي مولاه، والناشز زوجها عليها ساخط، ومانع الزكاة، وتارك الوضوء، والجارية المدركة تصلي بغير خمار، وإمام قوم يصلي بهم وهم له كارهون، والسكران، والزنين، وهو الذي يدافع للبول والغائط.يا عليّ! أربع من كن فيه بني الله له بيتاً في الجنة: من آوي اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق علي والديه، ورفق بمملوكه.يا عليّ! ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: حر من عبد، وعالم من جاهل، وقوي من ضعيف.يا عليّ! ثلاثة لا تطيقها هذه الأمة: المواساة للأخ في ماله، وإنصاف الناس من نفسه، وذكر الله عزّ وجل علي كل حال، وهو(سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) ولكن إذا ورد علي ما يحرم عليه، خاف الله عزّ وجل عنده وتركه.يا عليّ! ثلاث من لقي الله عزّ وجل بهن فهو من أفضل الناس: من أتي الله بما افترض عليه فهو من أعبد الناس، ومن ورع من محارم الله فهو من أورع الناس، ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغني الناس.يا عليّ! ثلاث من حقائق الإيمان: الإنفاق من الإقتار، وإنصافك الناس من نفسك، وبذل العلم للمتعلم.يا عليّ! سبع من كنّ فيه فقد استكمل حقيقة الإيمان، وأبواب الجنّة مفتحة له: من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدّي زكاة ماله، وكفّ غضبه، وسجن لسانه، واستغفر لذنبه، وأدّي النصيحة لأهل بيت نبيّه.يا عليّ! لعن الله ثلاثة: آكل زاده وحده، وراكب الفلاة وحده، ونائم في بيت وحده.يا عليّ! ثلاث يتخوف منهن الجنون: التغوط بين القبور،

والمشي في خفّ واحد، الرّجل ينام وحده.يا عليّ! ثلاث من لم يكنّ فيه لم يتم عمله: ورع يحجزه عن معاصي الله، وخلق يداري به الناس، وحلم يرد به جهل الجهّال.يا عليّ! ثلاث يحسن فيهن الكذب: المكيدة في الحرب، وعدتك زوجتك، والإصلاح بين الناس. وثلاثة مجالستهم تميت القلب: مجالسة الأتراك، ومجالسة الأغنياء، والحديث مع النساء.يا عليّ! ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا: لقاء الإخوان، وتفطير الصائم، والتهجّد في آخر الليل.يا عليّ! أنهاك عن ثلاث خصال: الحسد، والحرص، والكبر.يا عليّ! أربع خصال من الشقاء: جمود العين، وقساوة القلب، وبعد الأمل، وحب الشقاء.يا عليّ! ثلاث درجات، وثلاث كفّارات، وثلاث مهلكات، وثلاث منجيات. فأمّا الدّرجات: فإسباغ الوضوء في السبرات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، والمشي بالليل والنهار إلي الجماعات. وأمّا الكفّارات: فإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والتهجد بالليل والناس نيام. وأما المهلكات: فشحّ مطاع، وهوي متّبع، وإعجاب المرء بنفسه. وأمّا المنجيات: فخوف الله في السر والعلانية، والقصد في الغناء والفقر، وكلمة العدل في الرضا والسخط.يا عليّ! تسعة أشياء تورث النسيان: أكل التفاح الحامض، وأكل الكزبرة، والجبن، وسئور الفأرة، وقراءة كتابة القبور، والمشي بين امرأتين، وطرح القملة، والحجامة في النقرة، والبول في الماء الراكد.يا عليّ! العيش في ثلاث: دار قوراء، وجارية حسناء، وفرس قبّاء.يا عليّ! ثلاث يزدن في الحفظ، ويذهبن البلغم: اللبان، والسواك، وقراءة القرآن.يا عليّ! النّوم أربعة: نوم الأنبياء (عليهم السلام) علي أقفيتهم، ونوم المؤمنين علي إيمانهم، ونوم الكفار والمنافقين علي أيسارهم، ونوم الشياطين علي وجوههم.يا عليّ! أربعة من قواصم الظهر: إمام يعصي الله عزّ وجل ويطاع أمره، وزوجة يحفظها زوجها وهي تخونه، وفقر لا يجد صاحبه مداوياً، وجار سوء في دار مقام.يا عليّ! ثلاث يقسين القلب: استماع اللهو، وطلب العيد، وإتيان

باب السلطان.يا عليّ! إن عبد المطلب سنّ في الجاهلية خمس سنن؛ وأجراها الله عزّ وجل له في الإسلام: حرّم نساء الآباء علي الأبناء، فأنزل الله عزّ وجل: (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء)، ووجد كنزاً فأخرج منه الخمس وتصدق به، فأنزل الله عزّ وجل: (واعلموا أنّما غنمتم من شيء فأن لله خمسه)، ولما حفر بئر زمزم سمّاها سقاية الحاج فأنزل الله تبارك وتعالي: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر)، وسنّ في القتل مائة من الإبل، فأجري الله عزّ وجل ذلك في الإسلام، ولم يكن، ولم يكن للطواف عدد عند قريش، فسنّ لهم عبد المطلب سبعة أشواط فأجري الله سبحانه ذلك في الإسلام.يا عليّ! أعجب الناس إيماناً، وأعظمهم يقيناً، قوم يكونون في آخر الزمان، لم يلحقوا النبي، وحجب عنهم الحجة، فآمنوا بسواد علي بياض.يا عليّ! لا تصلّ في جلد ما لا يشرب لبنه، ولا يؤكل لحمه، ولا تصلّ في ذات الجيش، ولا في ذات الصلاصل، ولا في ضجنان.يا عليّ! كل من البيض ما اختلف طرفاه، ومن السمك ما كان له قشر، ومن الطير ما دفّ، واترك منه ما صفّ، وكل من طير الماء ما كانت له قانصة أو صيصية.يا عليّ! كلّ ذي ناب من السباع، ومخلب من الطير، فحرام لا تأكله.يا عليّ! لا يقتل والد بولده.يا عليّ! لا يقبل الله دعاء قلب ساهٍ.يا عليّ! ليس علي زانٍ عقر، ولا حدّ في التعريض، ولا شفاعة في حدّ، ولا يمين في قطيعة رحم، ولا يمين لولد مع والده، ولا لامرأة مع زوجها، ولا لعبد مع مولاه، ولا صمت يوم إلي الليل، ولا وصال في صيام، ولا تعرّب بعد هجرة.يا عليّ! ركعتان يصليهما

العالم، أفضل من ألف ركعة يصليها العابد.يا عليّ! لا تصوم المرأة تطوعاً إلا بإذن زوجها، ولا يصوم العبد تطوعاً إلا بإذن مولاه، ولا يصوم الضيف تطوعاً إلا بإذن صاحبه.يا عليّ! صوم يوم الفطر حرام، وصوم يوم الأضحي حرام، وصوم يوم الوصال حرام، وصوم الصمت حرام، وصوم نذر المعصية حرام، وصوم الدهر حرام.يا عليّ! في الزنا ست خصال: ثلاث منها في الدنيا وثلاث منها في الآخرة. فأما التي في الدنيا: فيذهب بالبهاء، ويعجل الفناء، ويقطع الرزق. وأما التي في الآخرة: فسوء الحساب، وسخط الرحمن، والخلود في النار.يا عليّ! من منع قيراطاً من زكاة ماله، فليس بمؤمن ولا بمسلم، ولا كرامة.يا عليّ! الصدقة ترد القضاء الذي قد أبرم إبراماً.يا عليّ! تارك الزكاة يسأل الله الرجعة إلي الدنيا، وذلك قول الله عز وجل: (حتي إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون) الآية.يا عليّ! تارك الحج وهو مستطيع كافر، يقول الله تبارك وتعالي: (ولله علي الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين).يا عليّ! من سوّف الحجّ حتي يموت، بعثه الله عزّ وجل يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً.يا عليّ! افتتح بالملح، واختتم بالملح، فإنه شفاء من اثنين وسبعين داء.يا عليّ! لو قد قمت علي المقام المحمود، لشفعت في أبي وعمي وأمي وأخ كان لي في الجاهلية.يا عليّ! أنا ابن الذبيحين، أنا دعوة أبي إبراهيم.يا عليّ! العقل ما اكتسب به الجنة، وطلب به رضي الرحمن.يا عليّ! إن أول خلق خلقه الله عزّ وجل العقل فقال له: أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، فقال: (وعزتي وجلالي، ما خلقت خلقاً هو أحب إلي منك، بك أؤاخذ، وبك أثيب، وبك أعاقب).يا عليّ! لا صدقة وذو رحم

محتاج.يا عليّ! درهم في الخضاب، خير من ألف درهم ينفق في سبيل الله، وفيه أربع عشرة خصلة: يطرد الريح من الأذنين، ويجلو البصر، ويليّن الخياشيم، ويطيّب النكهة، ويشدّ اللثة، ويذهب بالصنان، ويقل وسوسة الشيطان، وتفرح به الملائكة، ويستبشر به المؤمن، ويغيظ به الكافر، وهو زينة وطيب، ويستحي منه منكر ونكير، وهو براءة له في قبره.يا عليّ! لا خير في القول إلا مع الفعل، ولا في المنظر إلا مع الخبر، ولا في المال إلا مع الجود، ولا في الصدق إلا مع الوفاء، ولا في الفقه إلا مع الورع، ولا في الصدقة إلا مع النيّة، ولا في الحياء إلا مع الصمت، ولا في الوطن إلا مع الأمن والسرور.يا عليّ! حرّم من الشاة سبعة أشياء: الدم، والمذاكير، والمثانة، والنخاع، والغدد، والطحال، والمرارة.يا عليّ! لا تماكس في أربعة أشياء: في شراء الأضحية، والكفن، والنسمة، والكري إلي مكة.يا عليّ! ألا أخبركم بأشبهكم بي خلقاً؟ قال: بلي يا رسول الله. قال: أحسنكم خلقاً، وأعظمكم حلماً، وأبرّكم بقرابته، وأشدكم من نفسه إنصافاً.يا عليّ! أمان لأمتي من الغرق إذا هم ركبوا في السفن فقرأوا (بسم الله الرحمن الرحيم وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالي عما يشركون بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم).يا عليّ! أمان لأمتي من السرق: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسني ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذلّ وكبّره تكبيراً).يا عليّ! أمان لأمتي من الهدم: (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا

ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليماً غفوراً).يا عليّ! أمان لأمتي من الهمّ: (لا حول ولا قوة إلا بالله لا ملجأ من الله إلا إليه).يا عليّ! أمان لأمتي من الحرق: (إنّ وليّي الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولي الصالحين وما قدروا الله حقّ قدره).يا عليّ! من خاف السباع فليقرأ: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن أعرضوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم).يا عليّ! من استصعبت عليه دابته، فليقرأ في أذنها اليمني: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون).يا عليّ! من كان في بطنه ماء أصفر فكتب علي بطنه آية الكرسي، ويشربه فإنه يبرأ بإذن الله تعالي.يا عليّ! من خاف ساحراً أو شيطاناً فليقرأ: (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوي علي العرش يدبّر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكّرون).يا عليّ! حق الولد علي والده: أن يحسن اسمه، وأدبه، ويضعه موضعاً صالحاً. وحقّ الوالد علي ولده: أن لا يسميه باسمه، ولا يمشي بين يديه، ولا يجلس أمامه، ولا يدخل معه الحمام.يا عليّ! ثلاثة من الوسواس: أكل الطين، وتقليم الأظفار بالأسنان، وأكل اللحية.يا عليّ! لعن الله والدين حملا ولدهما علي عقوقهما.يا عليّ! يلزم الوالدين من عقوق ولدهما، ما يلزم الولد لهما من عقوقهما.يا عليّ! رحم الله والدين حملا ولدهما علي برّهما.يا عليّ! من أحزن والديه فقد عقّهما.يا عليّ! من اغتُيب عنده أخوه المسلم، واستطاع نصره فلم ينصره، خذله الله تعالي في الدنيا والآخرة.يا عليّ! من كفي يتيماً في نفقته بماله، حتي

يستغني، وجبت له الجنة البتة.يا عليّ! من مسح يده علي رأس يتيم ترحّماً، أعطاه الله عزّ وجل بكل شعرة نوراً يوم القيامة.يا عليّ! لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكفّ عن محارم الله تعالي، ولا حسب كحسن الخلق، ولا عبادة مثل التفكّر.يا عليّ! آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة العبادة العزّة, وآفة الجمال الخيلاء، وآفة العلم الحسد.يا عليّ! أربعة يذهبن ضياعاً: الأكل علي الشبع، والسراج في القمر، والزرع في السبخة، والصنيعة إلي غير أهلها.يا عليّ! من نسي الصلاة عليّ، فقد أخطأ طريق الجنة.يا عليّ! إياك ونقرة الغراب، وفريسة الأسد.يا عليّ! لأن أدخل يدي في فم التنين إلي المرفق، أحبّ إلي من أن أسأل من لم يكن ثم كان.يا عليّ! إنّ أعتي الناس علي الله عزّ وجل القاتل غير قاتله، والضارب غير ضاربه، ومن تولي غير مواليه فقد كفر بما أنزل الله عز وجل.يا عليّ! تختم باليمين، فإنها فضيلة من الله عزّ وجل للمقربين. قال: بم أتختم يا رسول الله؟ قال: بالعقيق الأحمر، فإنه أول جبل أقر لله تعالي بالربوبية، ولي بالنبوة، ولك بالوصية، ولولدك بالإمامة، ولشيعتك بالجنة، ولأعدائك بالنار.يا عليّ! إن الله عزّ وجل أشرف علي الدنيا فاختارني منها علي رجال العالمين، ثم اطلع الثانية فاختارك علي رجال العالمين، ثم اطّلع الثالثة فاختار الأئمة ولدك علي رجال العالمين، ثم اطّلع الرابعة فاختار فاطمة علي نساء العالمين.يا عليّ! إنّي رأيت اسمك مقروناً باسمي في أربعة مواطن، فأنست بالنظر إليه: إنّي بلغت بيت المقدس في معراجي إلي السماء، فوجدت علي صخرتها: (لا إله إلا الله، محمّد رسول الله (صلّي الله علّيه وآله)،

أيدته بوزيره، ونصرته بوزيره). فقلت لجبرائيل: من وزيري؟ فقال: علي بن أبي طالب. فلمّا انتهيت إلي سدرة المنتهي، وجدت مكتوباً عليها: (إنّي أنا الله، لا إله إلا أنا وحدي، محمّد صفوتي من خلقي، أيّدته بوزيره ونصرته بوزيره). فقلت لجبرائيل: من وزيري؟ فقال: عليّ بن أبي طالب (عليه السلام). فلمّا جاوزت سدرة المنتهي فانتهيت إلي عرش ربّ العالمين، جلّ جلاله، وجدت مكتوباً علي قوائمه: (إنّي أنا الله، لا إله إلاّ أنا وحدي، محمّد حبيبي، أيّدته بوزيره ونصرته بوزيره). فلمّا رفعت رأسي وجدت علي بطنان العرش مكتوباً: (إنّي أنا الله، لا إله إلا أنا وحدي، محمّد عبدي ورسولي، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره).يا عليّ! إن الله تبارك أعطاني سبع خصال: أنت أول من ينشقّ القبر عنه معي، وأنت أوّل من يقف علي الصراط معي، وأنت أوّل من يكسي إذا كسيت، ويحيا إذا حييت، وأنت أول من يسكن معي في علّيّين، وأنت أوّل من يشرب معي من الرحيق المختوم، الذي ختامه مسك.يا عليّ! إذا رأيت الهلال فكبّر ثلاثاً، وقل: (الحمد لله الذي خلقني وخلقك، وقدّرك منازل، وجعلك آيةً للعالمين).يا عليّ! إذا نظرت في المرآة فكبّر ثلاثاً وقل: (اللهم كما حسّنت خلقي، فحسّن خلقي).يا عليّ! إذا أثني عليك في وجهك فقل: (اللهم اجعلني خيراً ممّا يظنّون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون).يا عليّ! لا تهتم لرزق غدٍ، فإنّ كلّ غد يأتي رزقه.يا عليّ! إيّاك واللّجاجة، فإنّ أوّلها جهل، وآخرها ندامة.يا عليّ! عليك بالسّواك، فإنّ السّواك مطهرةٌ للفم، ومرضاة للربّ، ومجلاة للعين، والخلال يحبّبك إلي الملائكة، والملائكة تتأذي بريح فم من لا يتخلّل بعد الطعام.يا عليّ! ما كرهته لنفسك فاكرهه لغيرك، وما أحببته لنفسك فأحببه لأخيك.

وصية إلي معاذ

تحف العقول:

أوصي معاذاً بهذه الوصية لما بعثه إلي اليمن.يا معاذ! علّمهم كتاب الله، وأحسن أدبهم علي الأخلاق الصالحة، وأنزل النّاس منازلهم - خيرهم وشرّهم - وأنفذ فيهم أمر الله، ولا تحاشِ في أمره ولا ماله أحداً، فإنّها ليست بولايتك ولا مالك، وأدّ إليهم الأمانة في كل قليل وكثير، وعليك بالرفق والعفو في غير تركٍ للحق، لقول الجاهل: قد تركت من حق الله، واعتذر إلي أهل عملك من كلّ أمر خشيت أن يقع إليك منه عيب حتي يعذروك، وأمت أمر الجاهلية إلا ما سنّه الإسلام.وأظهر أمر الإسلام كلّه، صغيره وكبيره، وليكن أكثر همّك الصلاة، فإنها رأس الإسلام بعد الإقرار بالدين، وذكّر الناس بالله واليوم الآخر، واتبع الموعظة، فإنه أقوي لهم علي العمل بما يحبّ الله، ثم بثّ فيهم المعلمين، واعبد الله الذي إليه ترجع، ولا تخف في الله لومة لائم.وأوصيك بتقوي الله وصدق الحديث، وحبّ الآخرة، والجزع من الحساب، ولزوم الإيمان، والفقه والقرآن، وكظم الغيظ، وخفض الجناح.وإيّاك أن تشتم مسلماً، أو تطيع آثماً، أو تعصي إماماً عادلاً، أو تكذّب صادقاً، أو تصدق كاذباّ، واذكر ربّك عند كل شجر وحجر، وأحدث لكل ذنب توبة، السّر بالسر، والعلانية بالعلانية.يا معاذ! لولا أنّني أري ألاّ نلتقي إلي يوم القيامة، لقصّرت في الوصيّة، ولكنّني أري أن لا نلتقي أبداً، ثم اعلم، يا معاذ، أنّ أحبكم إليّ من يلقاني علي مثل الحال التي فارقني عليها.

وصية إلي ابن مسعود

مكارم الأخلاق ص 519، عن عبد الله بن مسعود، قال: دخلت أنا وخمسة رهط من أصحابنا يوماً علي رسول الله (صلّي الله علّيه وآله) وقد أصابتنا مجاعة شديدة، ولم نكن رُزقنا منذ أربعة أشهر إلا الماء واللبن وورق الشجر، فقلنا: يا رسول الله إلي متي نحن علي

هذه المجاعة الشديدة؟ فقال رسول الله (صلّي الله علّيه وآله):...لا تزالون فيها ما عشتم، فأحدثوا لله شكراً. فإنّي قرأت كتاب الله الذي أنزل عليّ وعلي من كان قبلي فما وجدت من يدخلون الجنّة إلاّ الصابرين.يا بن مسعود! قال الله تعالي: (إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب) [32] (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا) [33] (إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون) [34] .يا بن مسعود! قال الله تعالي: (وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً) [35] (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) [36] يقول الله تعالي: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء) [37] (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) [38] .قلنا: يا رسول الله! فمن الصابرون؟قال (صلّي الله علّيه وآله): الذين يصبرون علي طاعة الله، واجتنبوا معصيته [39] ، الذين كسبوا طيباً، وأنفقوا قصداً، وقدموا فضلاً، فأفلحوا وأصلحوا [40] .يا بن مسعود! عليهم الخشوع والوقار والسّكينة والتّفكّر، واللّين والعدل (والتعليم) والاعتبار والتدبير، والتقوي والإحسان والتحرّج، والحبّ في الله والبغض في الله، وأداء الأمانة، والعدل في الحكومة، وإقامة الشهادة، ومعاونة أهل الحق (علي المسيء) والعفو عمّن ظلم.يا بن مسعود! إذا ابتلوا صبروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا قالوا صدقوا، وإذا عاهدوا وفوا، وإذا أساءوا استغفروا، وإذا أحسنوا استبشروا (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)، و(إذا مرّوا باللغو مروا كراماً)، (والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً). ويقولون للناس حسناً.يا بن مسعود! والذي بعثني بالحقّ إنّ هؤلاء هم الفائزون [41] .يا بن مسعود! فمن شرح الله صدره للإسلام فهو علي نور من ربه، فإنّ النّور إذا وقع في القلب انشرح وانفسح.فقيل: يا رسول الله! أفهل

لذلك من علامة؟فقال: نعم، التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلي دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله [42] . فمن زهد في الدّنيا قصر أمله فيها، وتركها لأهلها.يا بن مسعود! قول الله تعالي: (ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) [43] يعني أيكم أزهد في الدنيا إنّها دار الغرور ودار من لا دار له، ولها يجمع من لا عقل له، إنّ أحمق النّاس من طلب الدنيا، قال الله تعالي: (اعلموا أنّما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثمّ يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد) [44] وقال تعالي: (وآتيناه الحكم صبيّاً) [45] يعني الزهد في الدنيا، وقال تعالي لموسي (عليه السلام): (يا موسي! لن يتزين المتزيّنون بزينة أزين في عيني من الزهد. يا موسي! إذا رأيت الفقر مقبلاً فقل: مرحباً بشعار الصالحين، وإذا رأيت الغني مقبلاً فقل: ذنب عجلت عقوبته).يا بن مسعود (انظر) قول الله تعالي: (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم أبواباً وسرراً عليها يتكئون وزخرفاً وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين) [46] وقوله: (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً ومن أراد الآخرة وسعي لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً) [47] .يا بن مسعود! من اشتاق إلي الجّنة سارع إلي الخيرات [48] ، من خاف النّار ترك الشهوات، ومن ترقّب الموت أعرض عن اللّذّات، ومن زهد في الدّنيا هانت عليه المصيبات.يا بن مسعود! (اقرأ) قول الله تعالي: (زيّن للنّاس حبّ الشّهوات من النّساء والبنين

والقناطير المقنطرة من الذّهب والفضّة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدّنيا والله عنده حسن المآب) [49] .يا بن مسعود! إن الله اصطفي موسي بالكلام والمناجاة حتي كان يري خضرة البقل في بطنه من هزله، وما سأل موسي (عليه السلام) حين تولي إلي الظل، إلا طعاماً يأكله من (ال_)جوع.يا بن مسعود! إن شئت نبّأتك بأمر نوح (نبي الله) (عليه السلام): إنّه عاش ألف سنة إلا خمسين عاماً، يدعو إلي الله، فكان إذا أصبح قال: لا أمسي، وإذا أمسي قال: لا أصبح، وكان لباسه الشعر، وطعامه الشعير، وإن شئت نبّأتك بأمر سليمان (عليه السلام) مع ما كان فيه من الملك، كان يأكل الشعير، ويطعم الناس الحوّاري [50] ، وكان لباسه الشعر، وكان إذا جنّه الليل شدّ يده إلي عنقه، فلا يزال قائماً يصلي حتي يصبح، وإن شئت نبأتك بأمر إبراهيم خليل الرّحمن (عليه السلام) كان لباسه الصوف، وطعامه الشعير، وكان إذا جنّه الليل شدّ يده إلي عنقه، فلا يزال قائماً يصلي حتي يصبح، وإن شئت نبأتك بأمر إبراهيم خليل الرّحمن (عليه السلام) كان لباسه الصوف، وطعامه الشعير.وإن شئت نبأتك بأمر يحيي (عليه السلام)، كان لباسه اللّيف، وكان يأكل ورق الشجر، وإن شئت نبّأتك بأمر عيسي ابن مريم (عليه السلام) فهو العجب، كان يقول: (إدامي الجوع، وشعاري الخوف، ولباسي الصوف، ودابّتي رجلاي، وسراجي بالليل القمر، واصطلائي في الشتاء مشارق الشمس، وفاكهتي وريحاني بقول الأرض ممّا يأكل الوحوش والأنعام، أبيت وليس لي شيء، وأصبح وليس لي شيء، وليس علي وجه الأرض أحد أغني منّي).يا بن مسعود! كل هذا منهم، يبغضون ما أبغض الله، ويصغّرون ما صغّر الله، ويزهدون مما أزهد الله، وقد أثني الله عليهم في محكم

كتابه:فقال لنوح: (إنّه كان عبداً شكوراً) [51] .وقال لإبراهيم: (واتخذ الله إبراهيم خليلاً) [52] .وقال لداود (عليه السلام): (إنّا جعلناك خليفة في الأرض) [53] .وقال لموسي (عليه السلام): (وكلّم الله موسي تكليماً) [54] .وقال أيضاً لموسي (عليه السلام): (وقربناه نجياً) [55] .وقال ليحيي (عليه السلام) (وآتيناه الحكم صبياً) [56] .وقال لعيسي (عليه السلام): (يا عيسي ابن مريم اذكر نعمتي وعلي والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلاً وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل إذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني...) [57] .وقال: (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين) [58] .يا بن مسعود! كل ذلك لما خوّفهم الله في كتابه من قوله: (وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ) [59] .وقال تعالي: (وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون) [60] .يا بن مسعود! النّار لمن ركب محرّماً، والجنة لمن أطاع الله، فعليك بالزهد، فإن ذلك ممّا يباهي الله به الملائكة، وبه يقبل (الله) عليك بوجهه، ويصلّي عليك الجبار [61] .يا بن مسعود! سيأتي من بعدي أقوام يأكلون طيبات الطعام [62] وألوانها، ويركبون الدواب، ويتزيّنون بزينة المرأة لزوجها، ويتبرّجون تبرج النساء، وزيهم زي الملوك الجبابرة، هم منافقون هذه الأمّة في آخر الزمان، شاربو القهوات، لاعبون بالكعاب، راكبون الشهوات، تاركون الجماعات، راقدون عن العتمات، مفرطون في الغدوات، يقول الله تعالي: (فخلف من بعدهم خلفٌ أضاعوا الصّلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّاً) [63] .يا بن مسعود! مثلهم الدفلي، زهرتها حسنة وطعمها مرّ، كلامهم الحكمة، وأعمالهم داء لا تقبل الدواء: (أفلا يتدبّرون القرآن أم علي قلوبٍ أقفالها) [64] .يا بن مسعود! ما ينفع [65] من

يتنعم في الدنيا إذا أخلد في النّار؟ (يعلمون ظاه__ر م___ن الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غ___اف___لون) [66] يبنون الدور، ويشيدون القصور، ويزخرفون المساجد، ليست همتهم إلاّ الدنيا، عاكفون عليها، معتمدون فيها، آلهتهم بطونهم، قال الله تعالي: (وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون) [67] (و) قال الله تعالي: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله علي علم وختم علي سمعه وقلبه وجعل علي بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) [68] . وما هو إلاّ منافق، جعل دينه هواه وإلهه بطنه، كل ما اشتهي من الحلال والحرام لم يمتنع منه، قال الله تعالي: (وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع) [69] .يا بن مسعود! محاريبهم نساؤهم، وشرفهم الدراهم والدنانير، وهمّهم بطونهم، أولئك (هم) شرّ الأشرار، الفتنة منهم وإليهم تعود.يا بن مسعود! (اقرأ) قول الله تع___الي: (أفرأيت إن متّعناهم سنين ثم ج__اءهم م___ا كانوا يوع___دون ما أغني عنهم ما كانوا يمتّعون) [70] .يا بن مسعود! أجسادهم لا تشبع، وقلوبهم لا تخشع.يا بن مسعود! الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبي للغرباء! فمن أدرك ذلك الزمان (ممّن يظهر) من أعقابكم، فلا يسلّم عليهم في ناديهم، ولا يشيّع جنائزهم، ولا يعد مرضاهم، فإنّهم يستنّون بسنّتكم، ويظهرون بدعواكم، ويخالفون أفعالكم، فيموتون علي غير ملّتكم، أولئك ليسوا منّي ولست منهم [71] .يا بن مسعود! لا تخافنّ أحداً غير الله، فإنّ الله تعالي يقول: (أين ما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) [72] ويقول: (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً فضرب بينهم بسور باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله

العذاب ينادونهم ألم تكن معكم قالوا بلي ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتي جاءكم أمر الله وغركم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين ك___فروا مأواكم النار ه__ي مولاكم وبئس المص____ير) [73] .يا بن مسعود! عليهم لعنة منّي ومن جميع المرسلين والملائكة المقربين، وعليهم غضب الله، وسوء الحساب، في الدنيا والآخرة، وقال الله: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل علي لسان داود وعيسي ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون تري كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهم فاسقون) [74] .يا بن مسعود! أولئك يظهرون الحرص الفاحش، والحسد الظاهر، ويقطعون الأرحام، ويزهدون في الخير، وقد قال الله تعالي: (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) [75] . وقال تعالي: (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً) [76] .يا بن مسعود! يأتي علي الناس زمانٌ الصابر (فيه) علي دينه، مثل القابض علي الجمر بكفّه، فإن كان في ذلك الزمان ذئباً، وإلا أكلته الذئاب.يا بن مسعود! علماؤهم وفقهاؤهم خونة فجرة، ألا إنهم أشرار خلق الله، وكذلك أتباعهم، ومن يأتيهم، ويأخذ منهم، ويحبهم، ويجالسهم، ويشاورهم، أشرار خلق الله، يدخلهم نار جهنم (صم بكم عمي فهم لا يرجعون) [77] ، (ونحشرهم يوم القيامة علي وجوههم عمياً وبكماً وصمّاً مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا) [78] ، (كلما نضجت جلودهم

بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب) [79] ، (إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور تكاد تميز من الغيظ) [80] ، (كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب الحريق) [81] ، (لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون) [82] .يا بن مسعود! يدّعون أنّهم علي ديني وسنّتي ومنهاجي وشرائعي، إنّهم منّي برآء وأنا منهم بريء.يا بن مسعود! لا تجالسوهم في الملأ، ولا تبايعوهم في الأسواق، ولا تهدوهم (إلي) الطريق، ولا تسقوهم الماء، قال الله تعالي: (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون) [83] ، ويقول الله تعالي: (ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب) [84] .يا بن مسعود! ما أكثر ما تلقي أمتي منهم العداوة والبغضاء، والجدال، أولئك أذلاء [85] هذه الأمة في دنياهم. والذي بعثني بالحق ليخسفنّ الله بهم، ويمسخهم قردة وخنازير. قال: فبكي رسول الله (صلّي الله علّيه وآله)، وبكينا لبكائه وقلنا: يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال: رحمة للأشقياء، يقول الله تعالي: (ولو تري إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب) [86] . يعني العلماء والفقهاء.يا بن مسعود! من تعلم العلم يريد به الدنيا، وآثر عليه حبّ الدنيا وزينتها، استوجب سخط الله عليه، وكان في الدرك الأسفل من النّار، مع اليهود والنصاري، الذين نبذوا كتاب الله تعالي، قال الله تعالي: (فلمّا جاءه___م ما ع___رفوا كفروا به فلع___نة الله ع___لي الكافرين) [87] .يا بن مسعود! من تعلم القرآن للدنيا وزينتها، حرّم الله عليه الجنّة.يا بن مسعود! من تعلم العلم ولم يعمل بما فيه، حشره الله يوم القيامة أعمي. ومن تعلم العلم رئاءً وسمعة،

يريد به الدنيا، نزع الله بركته، وضيّق عليه معيشته، ووكله الله إلي نفسه، ومن وكله الله إلي نفسه فقد هلك، قال الله تعالي: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) [88] .يا بن مسعود! فليكن جلساؤك الأبرار، وإخوانك الأتقياء والزهاد، لأن الله تعالي قال في كتابه: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) [89] .يا بن مسعود! اعلم أنهم يرون المعروف منكراً والمنكر معروفاً، ففي ذلك يطبع الله علي قلوبهم، فلا يكون فيهم الشاهد بالحق، ولا القوّامون بالقسط، قال الله تعالي: (كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو علي أنفسكم أو الوالدين والأقربين) [90] .يا بن مسعود يتفاضلون بأحسابهم وأموالهم، يقول الله تعالي: (وما لأحد عنده من نعمة تجزي إلا ابتغاء وجه ربه الأعلي ولسوف يرضي) [91] .يا بن مسعود! عليك بخشية الله تعالي وأداء الفرائض، فإنّه يقول: (هو أهل التقوي وأهل المغفرة) [92] . ويقول: (رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه) [93] .يا بن مسعود! دع عنك ما لا يغنيك وعليك بما يغنيك، فإن الله تعالي يقول: (لكل امرئ يومئذ شأن يغنيه) [94] .يا بن مسعود! إيّاك أن تدع طاعة الله، وتقصد معصيته شفقة علي أهلك، لأن الله تعالي يقول: (يا أيّها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً إن وع__د الله حق فلا تغ___رنكم الحياة الدنيا ولا يغ___رنكم بالله الغ____رور) [95] .يا بن مسعود! احذر الدنيا ولذّاتها، وشهواتها، وزينتها، وأكل الحرام، والذهب والفضة، والركب [96] والنّساء، فإنّه سبحانه يقول: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث

ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد) [97] .يا بن مسعود! لا تغترّنّ بالله، ولا تغترنّ بصلاحك (وعلمك)، وعملك وبرّك وعبادتك.يا بن مسعود! إذا تلوت كتاب الله تعالي، فأتيت علي آية فيها أمر ونهي، فردّدها نظراً واعتباراً فيها، ولا تسه عن ذلك، فإن نهيه يدل علي ترك المعاصي، وأمره يدل علي (عمل) البرّ والصلاح، فإن الله تعالي يقول: (فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) [98] .يا بن مسعود! لا تحقرنّ ذنباً، ولا تصغرنه، واجتنب الكبائر، فإن العبد إذا نظر يوم القيامة إلي ذنوبه، دمعت عيناه قيحاً ودماً، يقول الله تعالي: (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوءٍ تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً) [99] .يا بن مسعود! إذا قيل لك: اتق الله، فلا تغضب، فإنّه يقول: (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم) [100] .يا بن مسعود! قصّر أملك، فإذا أصبحت فقل: (إنّي لا أمسي) وإذا أمسيت فقل: (إنّي لا أصبح). واعزم علي مفارقة الدنيا، وأحب لقاء الله، ولا تكره لقاءه، فإن الله يحب لقاء من يحب لقاءه، ويكره لقاء من يكره لقاءه.يا بن مسعود! لا تغرس الأشجار، ولا تجر الأنهار، ولا تزخرف البنيان، ولا تتخذ الحيطان والبستان، فإن الله تعالي يقول: (ألهاكم التكاثر) [101] .يا بن مسعود! والذي بعثني بالحق، ليأتي علي الناس زمان يستحلون الخمر ويسمونها: النبيذ [102] ، عليهم لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين، أنا منهم بريء وهم

منّي برآء.يا بن مسعود! الزاني بأمّه أهون عند الله ممّن يدخل في ماله من الربا مثقال حبة من خردل، ومن شرب المسكر قليلاً كان أو كثيراً، فهو أشد عند الله من آكل الرّبا [103] لأنه مفتاح كل شر.يا بن مسعود! أولئك يظلمون الأبرار ويصدقون الفجّار، (والفسقة)، الحق عندهم باطل، والباطل عندهم حقّ، هذا كله للدنيا، وهم يعلمون أنّهم علي غير حق، ولكن زين الشيطان لهم أعمالهم فصدهم عن السبيل، فهم لا يهتدون. (رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون).يا بن مسعود! قال تعالي: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتي إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين) [104] .يا بن مسعود! إنهم ليعيبون علي من يقتدي بسنّتي وبفرائض الله، قال الله تعالي: (فاتخذتموهم سخرياً حتي أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون) [105] .يا بن مسعود! إذا عملت عملاً من البر، وأنت تريد بذلك غير الله فلا ترج بذلك منه ثواباً، فإنّه يقول: (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً) [106] .يا بن مسعود! إذا مدحك النّاس فقالوا: إنّك تصوم النّهار وتقوم الليل، وأنت علي غير ذلك، فلا تفرح بذلك، فإن الله تعالي يقول: (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم) [107] .يا بن مسعود! أكثر من الصالحات والبر، فإن المحسن والمسيء يندمان، يقول المحسن: يا ليتني ازددت من الحسنات، ويقول المسيء: قصرت، وتصديق ذلك قوله تعالي: (ولا أقسم بالنفس اللوامة) [108]

.يا بن مسعود! لا تقدم الذنب، ولا تؤخر التوبة، ولكن قدم التوبة وأخر الذنب، فإن الله تعالي يقول في كتابه: (بل يريد الإنسان ليفجر أمامه) [109] .يا بن مسعود! إياك أن تسنّ سنّة بدعة، فإن العبد إذا سنّ سنّة سيئة لحقه وزرها، ووزر من عمل بها، قال الله تعالي: (ونكتب ما قدموا وآثارهم) [110] . وقال سبحانه: (ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر) [111] .يا بن مسعود! لا تركن إلي الدنيا ولا تطمئن إليها، فستفارقها عن قليل، فإن الله تعالي يقول: (فأخرجناهم من جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم) [112] .يا بن مسعود! تذكر القرون الماضية [113] ، والملوك الجبابرة الذين مضوا، فإن الله يقول: (وعاداً وثمود وأصحاب الرس وقروناً بين ذلك كثيراً) [114] .يا بن مسعود! إياك والذنب [115] سرّاً وعلانية، صغيراً وكبيراً، فإن الله تعالي حيثما كنت يراك و(هو معكم أينما كنتم).يا بن مسعود! اتق الله في السر والعلانية، والبر والبحر، والليل والنهار، فإنه يقول: (ما يكون من نجوي ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدني من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا) [116] .يا بن مسعود! اتخذ الشيطان عدوّاً، فإن الله تعالي يقول: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً) [117] . ويقول عن إبليس: (ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) [118] . ويقول: (فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين) [119] .يا بن مسعود! لا تأكل الحرام، ولا تلبس الحرام، ولا تأخذ من الحرام، ولا تعص الله، لأن الله تعالي يقول لإبليس: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال

والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) [120] وقال: (فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور) [121] .يا بن مسعود! خف الله في السر والعلانية، فإن الله تعالي يقول: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) [122] ولا تؤثرن الحياة الدنيا علي الآخرة باللذات والشهوات، فإنه تعالي [123] يقول في كتابه: (فأمّا من طغي وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوي) [124] يعني الدنيا الملعونة، والملعون ما فيها، إلا ما كان لله.يا بن مسعود! لا تخوننّ أحداً في مال يضعه عندك، أو أمانة أئتمنت عليها، فإن الله تعالي يقول: (إنّ الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها) [125] .يا بن مسعود! لا تتكلم بالعلم إلا بشيء سمعته ورأيته، فإنّ الله تعالي يقول: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) [126] .. وقال: (ستكتب شهادتهم ويسألون) [127] . وقال: (إذ يتلقي المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) [128] . وقال: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) [129] .يا بن مسعود! لا تهتم للرزق [130] فإنّ الله تعالي يقول: (وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها) [131] . وقال: (وفي السماء رزقكم وما توعدون) [132] . وقال: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو علي كل شيء قدير) [133] .يا بن مسعود! والذي بعثني بالحق (نبيّاً) إن من يدع الدنيا ويقبل علي تجارة الآخرة، فإن الله يتجر له من ورائه، قال الله تعالي: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار) [134]

- (ف_) قال ابن مسعود: بأبي أنت وأمي يا رسول الله كيف لي بتجارة الآخرة؟ فقال (صلّي الله علّيه وآله): لا تريحنّ لسانك عن ذكر الله، وذلك أن تقول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) فهذه التجارة المربحة، وقال الله تعالي: (يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله) [135] .يا بن مسعود! كلّ ما أبصرته بعينك واستخلاه قلبك، فاجعله لله، فذلك تجارة الآخرة، لأن الله يقول: (ما عندكم ينفد وما عند الله باق) [136] .يا بن مسعود! إذا تكلمت بلا إله إلا الله ولم تعرف حقها فإنه مردود عليك، ولا يزال يقول: لا إله إلا الله إلي أن يرد غضب الله عن العباد [137] حتي إذا لم ينالوا ما ينقص من دينهم، بعد إذ سلمت دنياهم، يقول الله تعالي: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) [138] .يا بن مسعود! أحبّ الصالحين، فإن المرء مع من أحبّ، فإن لم تقدر علي أعمال البر فأحبّ العلماء، فإنه يقول: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً) [139] .يا بن مسعود! إيّاك أن تشرك بالله طرفة عين، وإن نشرت بالمنشار، أو قطعت، أو صلبت، أو أحرقت بالنّار، يقول الله تعالي: (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم) [140] .يا بن مسعود! اصبر مع الذين يذكرون الله، ويسبحونه، ويهللونه، ويحمدونه، ويعملون بطاعته، ويدعونه بكرة وعشيّاً، فإن الله تعالي يقول: (واصبر نفسك مع الذين يدع [141] . ويقول: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) [142] . ويقول: (ادعوني أستجب لكم) [143] .يا بن مسعود! عليك

بالسكينة والوقار، وكن سهلاً ليّناً، عفيفاً، مسلماً، تقيّاً، باراً، طاهراً، مطهّراً، صادقاً، خالصاً، سليماً، لبيباً، صالحاً، صبوراً، شكوراً، مؤمناً، ورعاً، عابداً، زاهداً، رحيماً، عالماً، فقيهاً، يقول الله تعالي: (إن إبراهيم لحليم أوّاه منيب) [144] . (وعباد الرحمن الّذين يمشون في الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً والّذين يبيتون لربهم سجّداً وقياماً) [145] . (وقولوا للنّاس حسناً) [146] ، (وإذا مرّوا باللّغو مرّوا كراماً). (والّذين إذا ذكّروا بآيات ربّهم لم يخرّوا عليها صمّاً وعمياناً) (والّّذين يقولون ربّنا هب لنا من أزواجنا وذرّيّاتنا قرّة أعين واجعلنا للمتّقين إماماً أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحيّة وسلاماً خالدين فيها حسنت مستقراً ومقاماً) [147] . وقال الله تعالي: (وقد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والّذين هم عن اللّغو معرضون والذين هم للزّكاة فاعلون والّذين هم لفروجهم حافظون إلاّ علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانكم فإنّهم غير ملومين فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والّذين هم علي صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الّذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) [148] . وقال الله تعالي: (أولئك في جنّات مكرمون) [149] . وقال: (إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم)، إلي قوله (أولئك هم المؤمنون حقّاً لهم درجات عند ربّهم ومغفرة ورزق كريم) [150] .يا بن مسعود! لا تحملنّك الشفقة علي أهلك وولدك، علي الدخول في المعاصي والحرام، فإنّ الله تعالي يقول: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتي بقلب سليم) [151] . وعليك بذكر الله والعمل الصالح، فإنّ الله تعالي يقول: (والباقيات الصّالحات خير عند ربّك ثواباً وخير أملاً) [152] .يا بن مسعود! لا تكوننّ ممّن يهدي النّاس إلي

الخير، ويأمرهم بالخير، وهو غافل عنه، يقول الله تعالي: (أتأمرون النّاس بالبرّ وتنسون أنفسكم) [153] .يا بن مسعود! عليك بإصلاح السّريرة [154] ، فإنّ الله يقول: (يوم نختم علي أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) [155] .يا بن مسعود! عليك بإصلاح السريرة، فإن الله تعالي يقول: (يوم تبلي السرائر فما له من قوة ولا ناصر) [156] .يا بن مسعود! احذر يوماً تنشر فيه الصحائف وتظهر فيه الفضائح، فإنه تعالي يقول: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفي بنا حاسبين) [157] .يا بن مسعود! اخش الله بالغيب كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، ويقول الله تعالي: (من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود) [158] .يا بن مسعود! أنصف الناس وانصح الأمة، وارحمهم، فإذا كنت كذلك وغضب الله علي أهل بلدة أنت فيها، وأراد أن ينزل عليهم العذاب، نظر إليك فرحمهم بك، يقول الله تعالي: (وما كان ربك ليهلك القري بظلم وأهلها مصلحون) [159] .يا بن مسعود! إياك أن تظهر من نفسك الخشوع والتواضع للآدميين، وأنت فيما بينك وبين ربك مصرّ علي المعاصي والذنوب، يقول الله تعالي: (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) [160] .يا بن مسعود! لا تكن ممن يشدد علي الناس، ويخفف عن نفسه، يقول الله تعالي: (لم تقولون ما لا تفعلون) [161] .يا بن مسعود! إذا عملت عملاً فاعمل بعلم وعقل، وإيّاك وأن تعمل عملاً بغير تدبر وعلم [162] ، فإنه، جل جلاله، يقول: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً) [163] .يا بن مسعود! عليك بالصدق، ولا تخرجن من قلبك كذبة

أبداً، وأنصف النّاس من نفسك، وأحسن، وادع الناس إلي الإحسان، وصل رحمك، ولا تمكر بالناس، وأوف الناس بما عاهدتهم، فإن الله تعالي يقول: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) [164] .

وصية إلي سلمان

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: أوصي رسول الله (صلّي الله علّيه وآله) إلي سلمان الفارسي:...إنّ لك في علّتك إذا اعتللت ثلاث خصال: أنت من الله تبارك وتعالي، بذكرٍ، ودعاؤك فيها مستجاب، ولا تدع العلّة عليك ذنباً إلا حطّته، متّعك الله بالعافية، إلي منتها انقضاء أجلك.

وصية إلي أبي ذر

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: من وصايا النبي إلي أبي ذر، عليه الرحمة.يا أبا ذرّ! اعبد الله كأنّك تراه، فإن كنت لا تراه فإنّه يراك، واعلم أن أوّل عبادة الله المعرفة به، فهو الأول قبل كل شيء فلا شيء قبله، والفرد فلا ثاني له، والباقي لا إلي غاية، فاطر السماوات والأرض، وما فيهما وما بينهما من شيء، وهو الله اللطيف الخبير، وهو علي كل شيء قدير، ثم الإيمان بي، والإقرار بأن الله تعالي أرسلني إلي الناس كافة، بشيراً ونذيراً، وداعياً إلي الله بإذنه وسراجاً منيراً، ثم حبّ أهل بيتي، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.واعلم يا أبا ذر أنّ الله عزّ وجل جعل أهل بيتي في أمتي كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن رغب عنها غرق، ومثل باب حطة في بني إسرائيل، من دخلها كان آمناً.يا أبا ذرّ! احفظ ما أوصيتك به، تكن سعيداً في الدنيا والآخرة.يا أبا ذرّ! نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.يا أبا ذرّ! إيّاك والسؤال فإنّه ذلّ حاضر، وفقر تتعجّله، وفيه حساب طويل يوم القيامة.يا أبا ذرّ! تعيش وحدك، وتموت وحدك، وتدخل الجنّة وحدك، يسعد بك قوم من أهل العراق، يتولون غسلك وتجهيزك ودفنك.يا أبا ذرّ! اعبد الله كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك.يا أبا ذرّ! اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك

قبل موتك.يا أبا ذرّ! إيّاك والتسويف بأملك، فإنّه بيومك ولست بما بعد، فإن يك غد لك فكن في الغد كما كنت في اليوم، وإن لم يكن غدٌ لك لم تندم علي ما فرّطت في اليوم.يا أبا ذرّ! كم من مستقبل يوماً لا يستقبله، ومنتظر غداً لا يبلغه.يا أبا ذرّ! كن علي عمرك أشح منك علي درهمك ودينارك.يا أبا ذرّ! إن الله تبارك وتعالي، إذا أراد بعبد خيراً، جعل الذنوب بين عينيه ممثّلة، والإثم عليه ثقيلاً وبيلاً، وإذا أراد بعبد شرّاً أنساه ذنوبه.يا أبا ذرّ! يقول الله، تبارك وتعال: لا أجمع علي عبدي خوفين، ولا أجمع له أمنين، فإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا آمنته يوم القيامة.يا أبا ذرّ! اترك فضول الكلام، وحسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك.يا أبا ذرّ! ما من شيء أحقّ بطول السجن من اللسان.يا أبا ذرّ! أهل الورع والزهد في الدنيا هم أولياء الله حقّاً.يا أبا ذرّ! لو أنّ النّاس كلّهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل علي الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل لله لكل شيء قدراً) [165] .يا أبا ذرّ! إن الرجل يتكلم بالكلمة في المجلس ليضحكهم بها فتهوي به في جهنم ما بين السماء والأرض.يا أبا ذرّ! ويلٌ للذي يحدّث فيكذب ليضحك به القوم، ويلٌ له، ويل له، ويل له.يا أبا ذرّ! إيّاك والغيبة، فإنّ الغيبة أشدّ من الزنا. قلت: يا رسول الله! ولم ذاك بأبي أنت وأمّي؟ قال: لأن الرجل يزني فيتوب إلي الله فيتوب الله عليه. والغيبة لا تغفر حتي يغفرها صاحبها.يا أبا ذرّ! أيّ عري الإيمان

أوثق؟ فقال: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحبّ في الله، والبغض في الله.يا أبا ذرّ! لا يدخل الجنّة قتّات، قلت: وما القتّات؟ قال: النّمّام.يا أبا ذرّ! صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله عزّ وجل في الآخرة.يا أبا ذرّ! من كان ذا وجهين ولسانين في الدنيا فهو ذو لسانين في النّار.يا أبا ذرّ! المجالس بالأمانة، وإفشاء سرّ أخيك خيانة، فاجتنب ذلك واجتنب مجلس العشيرة.يا أبا ذرّ! من أحبّ أن يتمثل له الرجال قياماً، فليتبوأ مقعده من النار.يا أبا ذرّ! من مات وفي قلبه مثقال ذرّة من كبر، لم يجد رائحة الجنة إلا أن يتوب قبل ذلك.يا أبا ذرّ! من حمل بضاعته فقد برئ من الكبر - يعني (ما يشتري من السوق) - طوبي لمن صلحت سريرته وحسنت علانيته وعزل من النّاس شرّه. طوبي لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله. طوبي لمن طال عمره وحسن عمله فحسن منقلبه، إذ رضي عنه ربّه، وويلٌ لمن طال عمره وساء عمله فساء منقلبه، إذ سخط عليه ربه.يا أبا ذرّ! لا تسأل بكفّك، وإن أتاك شيء فاقبله.يا أبا ذرّ! لو نظرت إلي الأجل ومسيره، لأبغضت [166] الأمل وغروره.يا أبا ذرّ! كن كأنك غريب، أو كعابر سبيل، وعدّ نفسك من أصحاب القبور.يا أبا ذرّ! إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء. وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح. وخذ من صحتك قبل سقمك، ومن حياتك قبل موتك، فإنّك لا تدري ما اسمك غداً.يا أبا ذرّ! إن تدركك الصرعة عند العثرة، فلا تقال العثرة، ولا تمكن من الرجعة. ولا يحمدك من خلّفت بما تركت، ولا يعذرك من تقدم عليه بما اشتغلت به [167] .يا أبا ذرّ! هل ينتظر

أحدكم إلا غني مطغياً، أو فقراً منسياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مقعداً [168] ، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال، فإنه شر غائب ينتظر، أو الساعة، والساعة أدهي وأمرّ. إن شرّ النّاس منزلة عند الله يوم القيامة، عالم لا ينتفع بعلمه، ومن طلب علماً ليصرف (به) وجوه النّاس إليه لم يجد ريح الجنّة.يا أبا ذرّ! من ابتغي العلم ليخدع به النّاس، لم يجد ريح الجنة.يا أبا ذرّ! إذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل: لا أعلمه، تنج من تبعته، ولا تفت بما لا علم لك به، تنج من عذاب الله يوم القيامة.يا أبا ذرّ! يطلع قوم من أهل الجنة علي قوم من أهل النّار، فيقولون: ما أدخلكم النّار، وقد دخلنا الجنّة بتأديبكم [169] وتعليمكم؟ فيقولون: إنّا كنّا نأمر بالخير ولا نفعله.يا أبا ذرّ! إن حقوق الله، جلّ ثناؤه، أعظم من أن يقوم بها العباد، وإن نعم الله أكثر من أن يحصيها العباد، ولكن أمسوا وأصبحوا تائبين.يا أبا ذرّ! إنّك في ممر الليل والنهار، في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة، ومن يزرع خيراً يوشك أن يحصد خيراً، ومن يزرع شرّاً يوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع مثل ما زرع، لا يسبق بطيء لحظة، ولا يدرك حريص ما لم يقدر له، ومن أعطي خيراً فالله أعطاه، ومن وقّي شرّاً فالله وقاه.يا أبا ذرّ! المتّقون سادة. والفقهاء قادة ومجالستهم الزيادة. إن المؤمن ليري ذنبه كأنّه صخرة يخاف أن تقع عليه، وإن الكافر يري ذنبه كأنّه ذباب مر علي أنفه.يا أبا ذرّ! إن الله تبارك وتعالي، إذا أراد بعبد خيراً جعل ذنوبه بين عينيه (ممثلة، والإثم عليه ثقيلاً وبيلاً). وإذا أراد بعبد شرّاً أنساه ذنوبه.يا أبا ذرّ!

لا تنظر إلي صغر الخطيئة، ولكن انظر إلي من عصيت_(_ه).يا أبا ذرّ! إن المؤمن أشد ارتكاضاً من الخطيئة من العصفور حين يقذف به في شركه [170] .يا أبا ذرّ! من وافق قوله فعله، فذاك الذي أصابه حظه، ومن خالف قوله فعله فإنّما يوبق نفسه [171] .يا أبا ذرّ! إن الرجل ليحرم رزقه بالذنب يصيبه.يا أبا ذرّ! دع ما لست منه في شيء، فلا تنطق بما لا يعنيك، واخزن لسانك كما تخزن ورقك.يا أبا ذرّ! إن الله، جلّ ثناؤه، ليدخل قوماً الجنّة، فيعطيهم حتي يملّوا، وفوقهم قوم في الدرجات العلي، فإذا نظروا إليهم عرفوهم، فيقولون: هيهات هيهات، إنّهم كانوا يجوعون حين تشبعون، ويظمأون حين تروون [172] ، ويقومون حين تنامون، ويسخون حين تخفضون.يا أبا ذرّ! جعل الله، جل ثناؤه، قرة عيني في الصلاة، وحبب إليّ الصلاة كما حبب إلي الجائع الطعام، وإلي الظمآن الماء، وإن الجائع إذا أكل شبع، وإن الظمآن إذا شرب روي، وأنا لا أشبع من الصلاة.يا أبا ذرّ! أيما رجل تطوع في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة، سوي المكتوبة، كان له حقاً واجباً بيت في الجنة.يا أبا ذرّ! إنّك ما دمت في الصلاة فإنّك تقرع باب الملك الجبّار، ومن يكثر قرع باب الملك يفتح له.يا أبا ذرّ! ما من مؤمن يقوم مصلياً، إلا تناثر عليه البر ما بينه وبين العرش، ووكل به ملك ينادي: يا بن آدم! لو تعلم ما لك في الصلاة ومن تناجي ما انفتلت [173] .يا أبا ذرّ! طوبي لأصحاب الألوية يوم القيامة، يحملونها فيسبقون النّاس إلي الجنّة، ألا هم السابقون إلي المساجد بالأسحار وغير الأسحار.يا أبا ذرّ! الصلاة عماد الدين، واللسان أكبر، والصدقة تمحو الخطيئة، واللسان أكبر، والصوم جنّة

من النّار، واللسان أكبر، والجهاد نباهة [174] ، واللسان أكبر.يا أبا ذرّ! الدرجة في الجنّة فوق الدرجة، كما بين السماء والأرض، وإن العبد ليرفع بصره، فيلمع له نور يكاد يخطف بصره، فيفزع لذلك، فيقول: ما هذا؟ فيقال: هذا نور أخيك، فيقول: أخي فلان؟ كنّا نعمل جميعاً في الدنيا، وقد فضل عليّ هكذا؟ فيقال: إنّه كان أفضل منك عملاً، ثم يجعل في قلبه الرضا حتي يرضي.يا أبا ذرّ! الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر، وما أصبح فيها مؤمن إلا حزيناً، فكيف لا يحزن المؤمن، وقد أوعده الله، جل ثناؤه، أنه وارد جهنم ولم يعده أنّه صادر عنها [175] ؟ وليلقين أمراضاً مصيبات، وأموراً تغيظه، وليظلمنّ فلا ينتصر، يبغي ثواباً من الله تعالي، فلا يزال [176] حزيناً، حتي يفارقها، فإذا فارقها أفضي إلي الراحة والكرامة.يا أبا ذرّ! ما عبد الله عز وجل، علي مثل طول الحزن.يا أبا ذرّ! من أوتي من العلم ما لا يبكيه، لحقيق أن يكون قد أوتي علماً لا ينفعه [177] ، إنّ الله نعت العلماء فقال: (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلي عليهم يخرون للأذقان سجداً ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً) [178] .يا أبا ذرّ! من استطاع أن يبكي فليبك، ومن لم يستطع فليشعر قلبه الحزن وليتباك، إن القلب القاسي بعيد من الله تعالي، ولكن لا يشعرون.يا أبا ذرّ! إن العبد ليعرض عليه ذنوبه يوم القيامة، فيمن أذنب ذنوبه، فيقول: أما إنّي كنت (خائفاً) مشفقاً، فيغفر له.يا أبا ذرّ! إن الرجل ليعمل الحسنة، فيتكل عليها، ويعمل المحقرات، حتي يأتي الله وهو عليه غضبان، وإن الرجل ليعمل السيئة فيفرق منها، يأتي آمناً يوم القيامة.يا أبا

ذرّ! إن العبد ليذنب الذنب فيدخل به الجنّة، فقلت: وكيف ذلك، بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: يكون ذلك الذنب نصب عينيه تائباً منه، فارّاً إلي الله عز وجل، حتي يدخل الجنة.يا أبا ذرّ! الكيس [179] من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتّبع نفسه وهواها، وتمني علي الله عز وجل، الأماني.يا أبا ذرّ! لو أن رجلاً كان له كعمل سبعين نبيّاً لاحتقره [180] ، وخشي أن لا ينجو من شرّ يوم القيامة.يا أبا ذرّ! إن أول شيء يرفع من هذه الأمة: الأمانة والخشوع، حتي تكاد لا تري خاشعاً.يا أبا ذرّ! والذي نفس محمّد بيده، لو أنّ الدنيا كانت تعدل عند الله جناح بعوضة أو ذباب، ما سقي الكافر منها شربة (من) ماء.يا أبا ذرّ! إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ما ابتغي به وجه الله، وما من شيء أبغض إلي الله تعالي من الدنيا، خلقها ثم عرضها، فلم ينظر إليها، ولا ينظر إليها حتي تقوم الساعة، وما من شيء أحبّ إلي الله من الإيمان به، وترك ما أمر بتركه.يا أبا ذرّ! إنّ الله تبارك وتعالي، أوحي إلي أخي عيسي (عليه السلام): يا عيسي لا تحب الدنيا، فإني لست أحبها، وأحب الآخرة، فإنّما هي دار المعاد.يا أبا ذرّ! إن جبرائيل أتاني بخزائن الدنيا، علي بغلة شهباء، فقال لي: يا محمد! هذه خزائن الدنيا، ولا تنقصك من حظك عند ربك، فقلت: حبيبي جبرائيل لا حاجة لي بها، إذا شبعت شكرت ربي، وإذا جعت سألته.يا أبا ذرّ! إذا أراد الله بعبد خيراً فقّهه في الدين، وزهّده في الدنيا، وبصّره بعيوب نفسه.يا أبا ذرّ! ما زهد عبد في الدنيا إلاّ أنبت الله الحكمة [181]

في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصّره (ب_)عيوب الدّنيا، ودائها، ودوائها، وأخرجه منها سالماً إلي دار السلام.يا أبا ذرّ! إذا رأيت أخاك قد زهد في الدنيا، فاستمع منه، فإنّه يلقن الحكمة [182] ، فقلت: يا رسول الله! من أزهد الناس؟ فقال: من لم ينس المقابر والبلي، وترك فضل زينة الدنيا، وآثر ما يبقي علي ما يفني، ولم يعد غداً من أيامه، وعدّ نفسه في الموتي [183] .يا أبا ذرّ! إنّ الله تبارك وتعالي، لم يوح إليّ: أن اجمع المال، ولكن أوحي إليّ: أن (سبح بحمد ربك وكن من الساجدين) (واعبد ربك حتي يأتيك اليقين).يا أبا ذرّ! إنّي ألبس الغليظ، وأجلس علي الأرض، وألعق أصابعي، وأركب الحمار بغير سرج، وأردف خلفي، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي.يا أبا ذرّ! حب المال والشرف، أذهب لدين الرجل من ذئبين ضاريين في زِرب الغنم [184] فأغارا فيها، حتي أصبحا فماذا أبقيا منها؟ قال: قلت: الخائفون الخاضعون، المتواضعون الذاكرون الله كثيراً، أهم يسبقون الناس إلي الجنة؟ فقال: لا، ولكن فقراء المسلمين، فإنهم (يأتون) يتخطون رقاب الناس، فيقول لهم خزنة الجنّة: قفوا حتي تحاسبوا، فيقولون: بم نحاسب؟ فوالله ما ملكنا فنجور ونعدل، ولا أُفيض علينا فنقبض ونبسط، ولكن عبدنا ربّنا حتي دعانا فأجبنا.يا أبا ذرّ! إن الدنيا مشغلة للقلوب والأبدان، وإن الله تبارك وتعالي، سألنا عمّا نعمنا في حلاله، فكيف بما نعمنا في حرامه؟يا أبا ذرّ! إنّي قد دعوت الله جل ثناؤه، أن يجعل رزق من يحبني كفافاً. وأن يعطي من يبغضني كثرة المال والولد.يا أبا ذرّ! طوبي للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، الذين اتخذوا أرض الله بساطاً، وترابها فراشاً، وماءها طيباً، واتخذوا كتاب الله شعاراً، ودعاءه دثاراً، يقرضون الدنيا قرضاً.يا

أبا ذرّ! حرث الآخرة العلم الصالح، وحرث الدنيا المال والبنون.يا أبا ذرّ! إنّ ربي أخبرني، فقال: وعزّتي وجلالي، ما أدرك العابدون درك البكاء، وإني لأبني لهم في الرفيق الأعلي قصراً لا يشركهم فيه أحد، قال: قلت: يا رسول الله! أيّ المؤمنين أكيس [185] ؟ قال: أكثرهم للموت ذكراً، وأحسنهم له استعداداً.يا أبا ذرّ! إذا دخل النور القلب انفسح واتسع [186] ، قلت: فما علامة ذلك، بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: الإنابة إلي دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله.يا أبا ذرّ! اتق الله، ولا تُرِ الناس أنّك تخشي الله فيكرموك وقلبك فاجر.يا أبا ذرّ! ليكن لك في كل شيء نية صالحة، حتي في النوم والأكل.يا أبا ذرّ! لتعظم جلال الله في صدرك، فلا تذكره كما يذكره الجاهل عند الكلب: (اللهم اخزه) وعند الخنزير (اللهم اخزه).يا أبا ذرّ! إن لله ملائكة قياماً من خيفة الله، ما رفعوا رؤوسهم حتي ينفخ في الصور النفخة الأخيرة، فيقولون جميعاً: سبحانك (ربّنا) وبحمدك، ما عبدناك كما ينبغي لك أن تعبد.يا أبا ذرّ! لو كان لرجل عمل سبعين نبيّاً، لاستقلّ عمله، من شدة ما يري يومئذٍ، ولو أن دلواً من غسلين صبّ في مطلع الشمس، لغلت منه جماجم في مغربها، ولو زفرت جهنم زفرة، لم يبق ملك مقرب، ولا نبي مرسل، إلا خرّ جاثياً علي ركبته، يقول: رب (ارحم) نفسي، حتي ينسي إبراهيم إسحاق، ويقول: يا رب أنا خليلك إبراهيم فلا تنسني.يا أبا ذرّ! لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت من سماء الدنيا في ليلة ظلماء، لأضاءت الأرض أفضل مما يضيئها القمر ليلة البدر، ولوجد ريح نشرها جميع أهل الأرض، ولو أن ثوباً من

ثياب أهل الجنّة نشر اليوم في الدنيا، لصعق من ينظر إليه، وما حملته أبصارهم.يا أبا ذرّ! اخفض صوتك عند الجنائز، وعند القتال، وعند القرآن.يا أبا ذرّ! إذا تبعت جنازة فليكن عقلك فيها مشغولاً بالتفكر والخشوع، واعلم أنك لاحق به.يا أبا ذرّ! اعلم أن كل شيء إذا فسد فالملح دواؤه، فإذا فسد الملح فليس له دواء، واعلم أن فيكم خلقين: الضحك من غير عجب، والكسل من غير سهو.يا أبا ذرّ! ركعتان مقتصرتان في (ال_)_تفكر، خير من قيام ليلة والقلب ساه.يا أبا ذرّ! الحق ثقيل مر، والباطل خفيف حلو، وربّ شهوة ساعة توجب حزناً طويلاً.يا أبا ذرّ! لا يفقه الرجل كل الفقه، حتي يري النّاس في جنب الله أمثال الأباعر [187] ثم يرجع إلي نفسه فيكون هو أحقر حاقر لها.يا أبا ذرّ! لا تصيب حقيقة الإيمان، حتي تري النّاس كلّهم حمقي في دينهم عقلاء في دنياهم.يا أبا ذرّ! حاسب نفسك قبل أن تحاسب، فهو أهون لحسابك غداً. وزن نفسك قبل أن توزن، وتجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفي (منك) علي الله خافية.يا أبا ذرّ! استح من الله، فإني - والذي نفسي بيده - لا أزال حين أذهب إلي الغائط متقنّعاً بثوبي، أستحي من الملكين اللذين معي.يا أبا ذرّ! أتحبّ أن تدخل الجنّة؟ قلت: نعم، فداك أبي وأمتي، قال (صلّي الله علّيه وآله): فاقصر من الأمل، واجعل الموت نصب عينيك [188] ، واستح من الله حق الحياء، قال: قلت: يا رسول الله! كلّنا نستحي من الله، قال: ليس ذلك الحياء، ولكن الحياء من الله: أن لا تنسي المقابر والبلي، و(تحفظ) الجوف وما وعي، والرأس وما حوي. ومن أراد كرامة الآخرة، فليدع زينة الدنيا، فإذا كنت كذلك، أصبت

ولاية الله.يا أبا ذرّ! يكفي من الدعاء مع البر، ما يكفي الطعام من الملح.يا أبا ذرّ! مثل الذي يدعو بغير عمل، كمثل الذي يرمي بغير وتر.يا أبا ذرّ! إن الله يصلح بصلاح العبد ولده، وولد ولده، ويحفظ دويرته، والدور حوله ما دام فيهم.يا أبا ذرّ! إن ربّك عز وجل، يباهي الملائكة بثلاثة نفر: رجل في أرض قفر فيؤذن ثمّ يقيم ثمّ يصلي، فيقول ربك للملائكة: انظروا إلي عبدي يصلي ولا يراه أحد غيري، فينزل سبعون ألف ملك يصلون وراءه، ويستغفرون له إلي الغد من ذلك اليوم. ورجل قام من الليل فصلي وحده فسجد ونام وهو ساجد، فيقول الله تعالي: انظروا إلي عبدي روحه عندي، وجسده ساجد. ورجل في زحف فرّ أصحابه وثبت وهو يقاتل حتي يقتل.يا أبا ذرّ! ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض، إلا شهدت له بها يوم القيامة. وما من منزل ينزله قوم إلا وأصبح ذلك المنزل يصلي عليهم أو يلعنهم.يا أبا ذرّ! ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع الأرض تنادي بعضها بعضاً: يا جارة هل مرّ بك من ذكر الله تعالي أو (عبدٍ) وضع جبهته عليك ساجداً لله؟ فمن قائلة: لا، ومن قائلة: نعم، فإذا قالت: نعم اهتزت وانشرحت [189] وتري أن لها الفضل علي جارتها.يا أبا ذرّ! إنّ الله جلّ ثناؤه، لما خلق الأرض وخلق ما فيها من الشجر، لم تكن في الأرض شجرة يأتيها بنو آدم إلا أصابوا منها منفعة، فلم تزل الأرض والشجر كذلك، حتي تكلم فجرة بين آدم بالكلمة العظيمة، قولهم: (اتخذ الله ولداً) فلما قالوها اقشعرت الأرض وذهبت منفعة الأشجار.يا أبا ذرّ! إن الأرض لتبكي علي المؤمن إذا مات أربعين صباحاً.يا أبا

ذرّ! إذا كان العبد في أرض قفر فتوضأ أو تيمم، ثمّ أذن وأقام وصلي أمر الله عز وجل، الملائكة فصفوا خلفه صفاً لا يري طرفاه، يركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده، ويؤمنون علي دعائه. يا أبا ذرّ! من أقام ولم يؤذّن، لم يصلّ معه إلا ملكاه اللذان معه.يا أبا ذرّ! ما من شاب ترك الدنيا وأفني شبابه [190] في طاعة الله، إلا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صدّيقاً.يا أبا ذرّ! الذاكر في الغافلين كالمقاتل في الفارين.يا أبا ذرّ! الجليس الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من جليس السوء. وإملاء الخير خير من السكوت، والسكوت خير من إملاء الشر.يا أبا ذرّ! لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي، ولا تأكل طعام الفاسقين.يا أبا ذرّ! أطعم طعامك من تحبّه في الله، وكل طعام من يحبّك في الله عز وجل.يا أبا ذرّ! إن الله عز وجل، عند لسان كل قائل، فليتق الله امرؤ وليعلم ما يقول.يا أبا ذرّ! اترك فضول الكلام، وحسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك.يا أبا ذرّ! كفي بالمرء كذباً، أن يحدّث بكل ما يسمع.يا أبا ذرّ! ما من شيء أحقّ بطول السجن من اللسان.يا أبا ذرّ! ما عمل من لم يحفظ لسانه.يا أبا ذرّ! لا تكن عيّاباً، ولا مدّاحاً، ولا طعّاناً، ولا ممارياً.يا أبا ذرّ! ما يزال العبد يزداد من الله بعداً ما ساء خلقه.يا أبا ذرّ! إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وإكرام حملة القرآن العاملين، وإكرام السلطان المقسط.يا أبا ذرّ! الكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تخطوها إلي الصلاة صدقة.يا أبا ذرّ! من أجاب داعي الله، وأحسن عمارة مساجد الله، كان ثوابه من الله الجنّة، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول

الله! كيف تعمر مساجد الله؟ قال: لا ترفع فيها الأصوات، ولا يخاض فيها بالباطل، ولا يشتري فيها ولا يباع، فاترك اللغو ما دمت فيها، فإن لم تفعل فلا تلومنّ يوم القيامة إلاّ نفسك.يا أبا ذرّ! إن الله تعالي يعطيك ما دمت جالساً في المسجد، بكل نفس فيه تنفست درجة في الجنة، وتصلي عليك الملائكة، ويكتب لك بكل نفس تنفست عشر حسنات، ويمحي عنك عشر سيئات.يا أبا ذرّ! أتعلم في أي شيء أنزلت هذه الآية: (اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) [191] ؟ قلت: لا (أدري)، فداك أبي وأمي، قال: في انتظار الصلاة خلف الصلاة.يا أبا ذرّ! إسباغ الوضوء في المكاره من الكفّارات، وكثرة الاختلاف إلي المساجد [192] ، فذلكم الرباط.يا أبا ذرّ! يقول الله تبارك وتعالي: إن أحب العباد إليّ المتحابون من أجلي، المتعلقة قلوبهم بالمساجد، والمستغفرون بالأسحار، أولئك إذا أردت بأهل الأرض عقوبة ذكرتهم، فصرفت العقوبة عنهم.يا أبا ذرّ! كلّ جلوس في المسجد لغو إلا ثلاثاً: قراءة مصلّ، أو ذكر الله، أو سائل عن علم.يا أبا ذرّ! كن بالعمل بالتقوي، وكيف ينقص عمل يتقبل؟ يقول الله عز وجل: (إنما يتقبل الله من المتقين) [193] .يا أبا ذرّ! لا يكون الرجل من المتقين حتي يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه، فيعلم من أين مطعمه؟ ومن أين مشربه؟ ومن أين ملبسه؟ أمن حلال أم من حرام؟يا أبا ذرّ! من لم يبال من أين يكتسب المال [194] لم يبال الله عز وجل، من أين أدخله النار.يا أبا ذرّ! من سرّه أن يكون أكرم الناس فليتق الله عز وجل.يا أبا ذرّ! إنّ أحبكم إلي الله جل ثناؤه، أكثركم ذكراً له، وأكرمكم عند الله عز وجل، أتقاكم

له، وأنجاكم من عذاب الله أشدكم له خوفاً.يا أبا ذرّ! إن المتقين، الذين يتقون من الشيء الذي لا يتقي منه، خوفاً من الدخول في الشبهة.يا أبا ذرّ! من أطاع الله عز وجل، فقد ذكر الله، وإن قلّت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن.يا أبا ذرّ! ملاك الدين [195] الورع، ورأسه الطاعة.يا أبا ذرّ! كن ورعاً، تكن أعبد النّاس، وخير دينكم الورع.يا أبا ذرّ! فضل العلم خير من فضل العبادة، واعلم أنكم لو صليتم حتي تكونوا كالحنايا [196] ، وصمتم حتي تكونوا كالأوتار، ما ينفعكم ذلك إلا بورع.يا أبا ذرّ! إن أهل الورع والزهد في الدنيا، هم أولياء الله تعالي حقّاً.يا أبا ذرّ! من لم يأت يوم القيامة بثلاث فقد خسر. قلت: وما الثلاث، فداك أبي وأمي؟ قال: ورع يحجزه عما حرّم الله عز وجل عليه، وحلم يردّ به جهل السفيه، وخلق يداري به الناس.يا أبا ذرّ! إن سرك أن تكون أقوي النّاس، فتوكل علي الله عز وجل، وإن سرك أن تكون أكرم الناس، فاتق الله، وإن سرك أن تكون أغني الناس، فكن بما في يد الله عز وجل، أوثق منك بما في يدك.يا أبا ذرّ! لو أنّ الناس كلّهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل علي الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره) [197] .يا أبا ذرّ! يقول الله جلّ ثناؤه: وعزتي وجلالي، لا يؤثر عبدي هواي علي هواه، إلا جعلت غناه في نفسه وهمومه في آخرته، وضمنت السماوات والأرض رزقه، وكففت عنه ضيقه [198] ، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر.يا أبا ذرّ! لو أن ابن آدم فرّ من رزقه كما يفرّ من الموت

لأدركه كما يدركه الموت.يا أبا ذرّ! ألا أعلمك كلمات ينفعك الله عز وجل، بهن؟ قلت: بلي يا رسول الله، قال: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلي الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله عز وجل، وإذا استعنت فاستعن بالله، فقد جري القلم بما هو كائن إلي يوم القيامة، فلو أن الخلق كلّهم جهدوا أن ينفعوك بشيء لم يكتب لك ما قدروا عليه، ولو جهدوا أن يضرّوك بشيء لم يكتبه الله عليك، ما قدروا عليه، فإن استطعت أن تعمل لله عز وجل، بالرضا في اليقين فافعل، وإن لم تستطع فإن في الصبر علي ما تكره خيراً كثيراً، وإن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسراً.يا أبا ذرّ! استغن بغني الله يغنك الله، فقلت: وما هو يا رسول الله؟ قال (صلّي الله علّيه وآله): غداء يوم وعشاء ليلة [199] ، فمن قنع بما رزقه الله فهو أغني الناس.يا أبا ذرّ! إن الله عز وجل، يقول: إني لست كلام الحكيم أتقبل، ولكن همه هواه، فإن كان همه هواه فيما أحبّ وأرضي جعلت صمته حمداً لي، وذكراً (ووقاراً) وإن لم يتكلم.يا أبا ذرّ! إن الله تبارك وتعالي، لا ينظر إلي صوركم، ولا إلي أموالكم (وأقوالكم)، ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم.يا أبا ذرّ! التّقوي هاهنا، التقوي هاهنا،، وأشار إلي صدره.يا أبا ذرّ! أربع لا يصيبهن إلا مؤمن: الصمت وهو أول العبادة، والتواضع لله سبحانه، وذكر الله تعالي في كل حال [200] ، وقلة الشيء، يعني قلة المال.يا أبا ذرّ! همّ بالحسنة وإن لم تعملها، (ل_)_كيلا تكتب من الغافلين.يا أبا ذرّ! من ملك ما بين فخذيه، وبين لحييه، دخل الجنّة، قلت: يا

رسول الله وإنّا لنؤاخذ بما تنطق به ألسنتنا؟ قال: يا أبا ذر! وهل يكبّ الناس علي مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ إنك لا تزال سالماً ما سكتّ، فإذا تكلمت كتب الله لك أو عليك.يا أبا ذرّ! من صمت نجا، فعليك بالصدق، ولا تخرجنّ من فيك كذباً أبداً، قلت: يا رسول الله! فما توبة الرجل الذي كذب متعمداً؟ قال: الاستغفار، والصلوات الخمس، تغسل ذلك.يا أبا ذرّ! سباب المؤمن [201] فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه من معاصي الله، وحرمة ماله كحرمة دمه. قلت: يا رسول الله! وما الغيبة؟ قال: ذكرك أخاك بما يكره. قلت: يا رسول الله! فإن كان فيه ذلك الذي يكره؟ قال: اعلم أنك إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته [202] .يا أبا ذرّ! من ذبّ عن أخيه المسلم الغيبة، كان حقّاً علي الله عز وجل، أن يعتقه من النار.يا أبا ذرّ! من اغتيب أخوه المسلم، وهو يستطيع نصره فنصره، نصره الله عز وجل، في الدنيا والآخرة، فإن خذله وهو يستطيع نصره، خذله الله في الدنيا والآخرة.يا أبا ذرّ! صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله عز وجل، في الآخرة.يا أبا ذرّ! من كان ذا وجهين ولسانين في الدنيا، فهو ذو لسانين في النار.يا أبا ذرّ! تعرض أعمال أهل الدنيا علي الله من الجمعة إلي الجمعة (في) يوم الاثنين والخميس فيستغفر لكل عبد مؤمن، إلا عبداً كانت بينه وبين أخيه شحناء [203] ، فيقال: اتركوا عمل هذين حتي يصطلحا.يا أبا ذرّ! إياك وهجران أخيك، فإن العمل لا يتقبل مع الهجران.يا أبا ذرّ! من مات وفي قلبه مثقال ذرة من كبر، لم يجد رائحة الجنّة، إلاّ أن

يتوب قبل ذلك. فقال رجل: يا رسول الله! إني ليعجبني الجمال، حتي وددت أن علاقة سوطي وقبال نعلي حسن، فهل يرهب علي ذلك؟ قال: كيف تجد الكبر؟ أن تترك الحق وتتجاوزه إلي غيره، وتنظر إلي الناس ولا تري أن أحداً عرضه كعرضك، ولا دمه كدمك.يا أبا ذرّ! أكثر من يدخل النار المستكبرون. فقال رجل: وهل ينجو من الكبر أحد يا رسول الله؟ قال: نعم، من لبس الصوف، وركب الحمار، وحلب الشاة، وجالس المساكين.يا أبا ذرّ! من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله عز وجل [204] ، إليه يوم القيامة.يا أبا ذرّ! إزرة المؤمن إلي أنصاف ساقيه، ولا جناح عليه فيما بينه وبين كعبيه.يا أبا ذرّ! من رفع ذيله وخصف نعله وعفّر وجهه فقد برئ من الكبر.يا أبا ذرّ! من كان له قميصان، فليلبس أحدهما وليلبس الآخر أخاه.يا أبا ذرّ! سيكون ناس من أمتي يولدون في النعيم، ويغذون به، همهم ألوان الطعام والشراب، ويمدحون بالقول، أولئك شرار أمتي.يا أبا ذرّ! طوبي لمن صلحت سريرته، وحسنت علانيته، وعزل عن الناس شرّه. طوبي لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله.يا أبا ذرّ! البس الخشن من اللباس، والصفيق من الثياب، لئلا يجد الفخر فيك مسلكاً.يا أبا ذرّ! يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف في صيفهم وشتائهم يرون أن لهم الفضل بذلك علي غيرهم، أولئك تلعنهم ملائكة السماوات والأرض.يا أبا ذرّ! ألا أخبرك بأهل الجنة؟ قلت: بلي يا رسول الله. قال: كل أشعث أغبر، ذي طمرين، لا يؤبه له [205] ، لو أقسم علي الله لأبره.قال أبو ذر (رضي الله عنه): ودخلت يوماً علي رسول الله (صلّي الله علّيه وآله)، وهو في المسجد جالس وحده،

فاغتنمت خلوته، فقال: يا أبا ذرّ! إن للمسجد تحية، قلت: وما تحيته يا رسول الله؟ قال: ركعتان تركعهما، ثم التفت إليه فقلت: يا رسول الله! أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟ قال: الصلاة خير موضوع فمن شاء أقل ومن شاء أكثر.قلت: يا رسول الله! أيّ الأعمال أحبّ إلي الله عز وجل؟ قال: الإيمان بالله ثم الجهاد في سبيله.قلت: يا رسول الله! أي المؤمنين أكمل إيماناً؟ قال: أحسنهم خلقاً.قلت: وأي المؤمنين أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده.قلت: وأي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر السوء.قلت: وأي الليل أفضل؟ قال: جوف الليل الغابر [206] .قلت: فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت.قلت: فأي الصوم أفضل؟ قال: فرض مجزئ وعند الله أضعاف ذلك.قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد (من) مقلّ إلي فقير في سر.قلت: وأي الزكاة أفضل؟ قال: أغلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها.قلت: وأي الجهاد أفضل؟ قال: ما عقر [207] (فيه) جواده وأريق دمه.قلت: وأي آية أنزلها الله عليك أعظم؟ قال: آية الكرسي.قلت: يا رسول الله! فما كانت صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالها كلها: (أيها الملك المسلط المبتلي! إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها علي بعض، ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها، وإن كانت من كافر أو فاجر فجَوْره علي نفسه). وكان فيها أمثال: (وعلي العاقل ما لم يكن مغلوباً علي عقله، أن يكون له أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يفكر فيها في صنع الله تعالي، وساعة يحاسب فيها نفسه فيما قدّم وأخر، وساعة يخلو فيها بحاجته من الحلال من المطعم والمشرب. وعلي العاقل أن لا يكون ظاعناً إلا في ثلاث: تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم. وعلي العاقل أن يكون

بصيراً بزمانه، مقبلاً علي شأنه، حافظاً للسانه، ومن حسب كلامه من عمله، قلّ كلامه إلا فيما يعنيه).قلت: يا رسول الله! فما كانت صحف موسي (عليه السلام)؟ قال: كانت عبراً كلها: (عجب لمن أيقن بالنار ثم ضحك، عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح، عجب لمن أبصر الدنيا وتقلبها بأهلها حالاً بعد حال، ثم (هو) يطمئن إليها، عجب لمن أيقن بالحساب غداً ثمّ لم يعمل).قلت: يا رسول الله! فهل في الدنيا شيء مما كان في صحف إبراهيم وموسي (عليهما السلام)، مما أنزله الله عليك؟ قال: اقرأ يا أبا ذرّ: (قد أفلح من تزكي وذكر اسم ربه فصلّي بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقي إن هذا - يعني هذه الأربع آيات - لفي الصحف الأولي صحف إبراهيم وموسي) [208] .قلت: يا رسول الله أوصني، قال: أوصيك بتقوي الله فإنّه رأس أمرك كله.فقلت: يا رسول الله زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله عزّ وجل فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض.قلت: يا رسول الله زدني، قال: عليك بالجهاد فإنّه رهبانية أمتي.قلت: يا رسول الله زدني، قال: عليك بالصمت إلا من خير، فإنّه مطردة للشيطان عنك، وعون لك علي أمور دينك.قلت: يا رسول الله زدني، قال: إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه.قلت: يا رسول الله زدني، قال: انظر إلي من هو تحتك ولا تنظر إلي من هو فوقك، فإنه أجدر ألا تزدري نعمة الله عليك [209] .قلت: يا رسول الله زدني، قال: صل قرابتك وإن قطعوك، وأحبّ المساكين وأكثر مجالستهم.قلت: يا رسول الله زدني، قال: قل الحق وإن كان مراً.قلت: يا رسول الله زدني، قال: لا تخف في الله لومة لائم.قلت: يا رسول

الله زدني، قال: يا أبا ذرّ ليردك عن الناس ما تعرف من نفسك، ولا تجر عليهم [210] فيما تأتي، فكفي بالرجل عيباً أن يعرف من النّاس ما يجهل من نفسه، ويجور عليهم [211] فيما يأتي. قال: ثمّ ضرب علي صدري وقال: يا أبا ذرّ لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف عن المحارم، ولا حسب كحسن الخلق.

سياسيات

دعوة خاصة

أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 40، قاله لبني عبد المطلب (يوم الدار) بعدما نزلت عليه الآية: (... وأنذر عشيرتك الأقربين...).يا بني عبد المطلب! إنّي - والله - ما أعلم شابّاً في العرب، جاء قومه بأفضل ممّا قد جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالي أن أدعوكم إليه، فأيّكم يؤازرني علي هذا الأمر، علي أن يكون أخي ووصيّي، وخليفتي فيكم؟

دعوة عامة

أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 44،... وبعدما أنذر عشيرته (يوم الدار)، صعد علي ربوة (الصفا) ونادي:...يا معشر قريش! أرأيتكم لو أخبرتكم أنّ خيلاً بسفح هذا الجبل أكنتم تصدّقوني؟قالوا: نعم! وأنت عندنا غير متّهم، وما جربنا عليك كذباً.قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. يا بني عبد المطلب! يا بني عبد مناف! يا بني زهرة! يا بني تميم! يا بني مخزوم! يا بني أسد! إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، وإنّي لا أملك لكم من الدنيا منفعة، ولا من الآخرة نصيباً، إلاّ أن تقولوا: لا إله إلا الله.

موعظة الحرب

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث. في يوم بدر نظم الرسول (صلّي الله علّيه وآله) جيشه تنظيماً لم يعرفه العرب، ثم وقف أمام القوم، وخاطبهم بهذه الخطبة.أما بعد فإنّي أحثكم علي ما حثكم الله عليه وأنهاكم عما نهاكم الله عنه، فإنّ الله عظيم شأنه يأمر بالحق ويحب الصدق ويعطي علي الخير أهله أعلي منازلهم عنده. به يذكرون وبه يتفاضلون، وإنّكم قد أصبحتم بمنزل من الحق، لا يقبل الله فيه من أحد إلا ما ابتغي به وجهه، وإنّ الصبر في مواطن البأس ممّا يفرج الله به الهم وينجي به من الغم تدركون به النجاة في الآخرة، فيكم نبيّ الله يحذركم ويأمركم فاستحيوا اليوم أن يطّلع الله علي شيء من أمركم يمقتكم عليه فإنّه تعالي يقول: (لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم). انظروا إلي الذي أمركم به من كتابه وأراكم من آياته وما أعزكم به بعد الذلة، فاستمسكوا به، يرض ربكم عنكم، وأبلوا ربكم في هذه المواطن أمراً تستوجبوا به الذي وعدكم من رحمته ومغفرته، فإن وعده حق وقوله صدق وعقابه شديد، وإنما أنا وأنتم الله الحي القيوم، إليه ألجأنا

ظهورنا وبه اعتصمنا وعليه توكّلنا وإليه المصير ويغفر الله لي وللمسلين.

البيعة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: نص صيغة البيعة التي بايع عليها أهل المدينة.بايعوني علي السمع والطاعة، في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلي الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله، لا تخافون لومة لائم، وعلي أن تنصروني، فتمنعوني بالحقّ إذا قدمت إليكم، ممّا تمنعون منه أنفسكم، وابناءكم، وأزواجكم.

تعاليم حربية

البحار، الكافي: علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله قال: إن النبي (صلّي الله علّيه وآله) كان إذا بعث أميراً له علي سرية، أمره بتقوي الله عز وجل، في خاصة نفسه، ثم في أصحابه عامة، ثم يقول (صلّي الله علّيه وآله):...اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله تعالي، قاتلوا من كفر بالله، ولا تغدروا، ولا تغلّوا، ولا تمثّلوا، ولا تقتلوا وليداً، ولا متبتلاً في شاهق، ولا تحرقوا النخل، ولا تغرقوه بالماء، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تحرقوا زرعاً، لأنكم لا تدرون لعلّكم تحتاجون إليه، ولا تعقروا من البهائم، ممّا يؤكل لحمه، إلا ما لا بدّ لكم من أكله، وإذا لقيتم عدوّاً للمسلمين، فادعوهم إلي إحدي ثلاث، فإن هم أجابوكم إليها فاقبلوا منهم، وكفّوا عنهم، وادعوهم إلي الإسلام، فإن دخلوا فيه فاقبلوا منهم، وكفّوا عنهم، وادعوهم إلي الهجرة بعد الإسلام، فإن فعلوا فاقبلوا منهم، وكفّوا عنهم، وإن أبوا أن يهاجروا، واختاروا ديارهم، وأبوا أن يدخلوا في دار الهجرة، كانوا بمنزلة أعراب المؤمنين، يجري عليهم ما يجري علي أعراب المؤمنين، ولا يجري لهم في الفيء، ولا في القسمة شيء، إلا أن يهاجروا في سبيل الله، فإن أبوا هاتين، فادعوهم إلي إعطاء الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، فإن أعطوا الجزية، فاقبل منهم [212] وكفّ عنهم، وإن أبوا فاستعن الله عز وجل،

عليهم، وجاهدهم في الله حقّ جهاده، وإذا حاصرت أهل الحصن، فأرادوك علي أن ينزلوا علي حكم الله عز وجل، فلا تنزل بهم، ولكن أنزلهم علي حكمكم [213] ثم اقض فيهم بعد ما شئتم، فإنكم إن تركتموهم علي حكم الله، لم تدروا أتصيبون حكم الله فيهم أم لا؟ وإذا حاصرت أهل حصن، فإن آذنوك علي أن تنزلهم علي ذمّة الله، وذمة رسول الله، فلا تنزلهم، ولكن أنزلهم علي ذممكم، وذمم آبائكم، وإخوانكم، فإنكم إن تحفروا ذممكم، وذمم آبائكم وإخوانكم، كان أيسر عليكم يوم القيامة، من أن تخفروا ذمّة الله، وذمة رسول الله.

احدي الطائفتين

البحار، نقلاً عن أصحاب السير.سيروا علي بركة الله، فإنّ الله وعدني إحدي الطائفتين، ولن يخلف الله وعده، والله لكأنّي أنظر إلي مصرع أبي جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة.

لا تسلوا سيفا

غضّوا أبصاركم، وعضّوا علي النواجذ، ولا تسلّوا سيفاً حتي آذن لكم [214] .

اللهم اغفر للأنصار

أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 194.عندما قسّم النبي (صلّي الله علّيه وآله)، غنائم غزوة حنين، أجزل للمؤلّفة قلوبهم وللمهاجرين، وأقلّ للأنصار، فغضبوا وقالوا: لقي رسول الله قومه، فبلغه ذلك، فجمعهم وخطب فيهم، فحمد الله وأثني عليه، ثم قال:(يا معشر الأنصار! ما مقالةٌ بلغتني عنكم، وموجدةٌ وجدتموها؟ إنّي سائلكم عن أمر فأجيبوني، ألستم كنتم ضلاّلاً فهداكم الله بي؟ ألم تكونوا علي شفا حفرة من النار فأنقذكم الله بي؟ ألم تكونوا قليلاً فكثّركم الله بي؟ عالةً فأغناكم الله بي؟ وأعداءً فألّف قلوبكم بي؟)قالوا: بلي والله، فلله ورسوله المنّ والفضل.فقال: (ألا تجيبوني بم عندكم؟)قالوا: بم نجيبك فداك آباؤنا وأمهاتنا؟ قد أجبناك بأن لك الفضل والمنّ والطّول علينا.قال: (أما لو شئتم لقلتم فصدقتم: وأنت قد جئتنا مكذّباً فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وخائفاً فأمّنّاك، وعائلاً فآسيناك).فارتفعت أصواتهم بالبكاء، وقاموا معتذرين يقبلون يديه ورجليه، قائلين: رضينا بالله وعنه، وبرسوله وعنه، وهذه أموالنا بين يديك، فإن شئت فاقسمها علي قومك، وإنّما قال من قال منّا، علي غير وغر صدر وغلّ في قلب، ولكنّهم ظنّوا سخطاً عليهم، وتقصيراً بهم، وقد استغفروا الله من ذنوبهم، فاستغفر لهم يا رسول الله!فقال: (اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار. يا معشر الأنصار! أما ترضون أن يرجع غيركم بالشّاء والنعم، ورجعتم أنتم وفي سهمكم رسول الله؟)قالوا: بلي رضينا.فقال النبي (صلّي الله علّيه وآله): (الأنصار كرشي وعيبتي، لو سلك النّاس وادياً، وسلك الأنصار شعباً، لسلكت شعب الأنصار).

رؤيا انتصار

أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 108 - 109، رأي النبي هذه الرؤيا، قبل خروجه إلي غزوة أحد.رأيت البارحة في منامي: أني أدخلت يدي في درع حصينة، ورأيت بقراً تذبح، ورأيت في ذباب سيفي ثلماً، وأنّي أردفت كبشاً، وأوّلتها: أما

الدرع الحصينة فالمدينة، وأما البقر فناس من أصحابي يقتلون، وأمّا الثلم فرجل من أهل بيتي يقتل [215] ، وأما الكبش فكبش الكتيبة يقتله الله [216] ، فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة، وتدعوهم حيث نزلوا، فإن أقاموا أقاموا بشرّ مقام، وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها، فأنا أعلم بها منهم.

امض بسيفك

البحار، الكافي: محمد بن يحيي، عن ابن عيسي، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء الخفاف، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قاله (صلّي الله علّيه وآله) لعلي لما انهزم المشركون في أحد:...يا عليّ! امض بسيفك حتي تعارضهم، فإن رأيتهم قد ركبوا القلاص وجنّبوا الخيل فإنّهم يريدون مكّة، وإن رأيتهم قد ركبوا الخيل وهم يجنّبون القلاص فإنّهم يريدون المدينة.من قتل قتيلاً وله عليه بيّنة فله سلبه [217] .أن لا يقتل أسيرٌ من القوم [218] .

الجهاد

البحار، مرسلاً عن الواقدي، وفي أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 113 - 114. خطب بها رسول الله يوم أحد، لما عبأ جيشه للقتال.أيّها الناس! أوصيكم بما أوصاني به الله في كتابه من العمل بطاعته، والتناهي عن محارمه، ثم إنكم اليوم بمنزل أجر وذخر لمن ذكر الذي عليه، ثم وطّن نفسه علي الصبر واليقين والجد والنشاط، فإنّ جهاد العدوّ شديد كريه، قليل من يصبر عليه إلاّ من عزم له علي رشده. إن الله مع من أطاعه، وإن الشيطان مع من عصاه، فاستفتحوا أعمالكم بالصبر علي الجهاد والتمسوا بذلك ما وعدكم الله، وعليكم بالذي آمركم به فإنّي حريص علي رشدكم. إن الاختلاف والتنازع والتثبيط من أمر العجز والضعف، وهو مما لا يحبّه الله ولا يعطي عليه النصر والظفر.أيّها الناس! إنّه قد قذف في قلبي أن من كان علي حرام فرغب عنه ابتغاء ما عند الله غفر له ذنبه، ومن صلّي عليّ صلي الله عليه وملائكته عشراً، ومن أحسن من مسلم أو كافر وقع أجره علي الله في عاجل دنياه أو في آجل آخرته، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة يوم الجمعة إلاّ صبياً أو امرأة أو مريضاً أو

عبداً مملوكاً، ومن استغني عنها استغني الله عنه والله غنيّ حميد. ما أعلم من عملٍ يقرّبكم إلي الله إلا وقد أمرتكم به، ولا أعلم من عملٍ يقرّبكم إلي النار إلا وقد نهيتكم عنه، وإنّه قد نفث الروح الأمين في روعي أنّه لن تموت نفس حتي تستوفي أقصي رزقها لا ينقص منه شيء وإن أبطأ عنها.فاتقوا الله ربكم وأجملوا في طلب الرزق، ولا يحملنّكم استبطاؤه علي أن تطلبوه بمعصية ربكم، فإنه لن يقدر علي ما عنده إلاّ بطاعته، قد بين لكم الحلال والحرام غير أنّ بينهما شبهاً من الأمر لم يعلمه كثير من الناس إلا من عصم، فمن تركها حفظ عرضه ودينه، ومن وقع فيها كان كالراعي إلي جنب الحمي أوشك أن يقع فيه، وما من ملك إلا وله حمي، ألا وإنّ حمي الله محارمه، والمؤمن من المؤمنين كالرأس من الجسد إذا اشتكي تداعي إليه سائر جسده، والسلام عليكم.

و ان هزمناهم

البحار: تفسير علي بن إبراهيم، قالها (صلّي الله علّيه وآله) لعبد الله بن جبير وأصحابه في غزوة أحد عند جعلهم رقاة علي الشعب.إن رأيتمونا قد هزّمناهم حتي أدخلناهم مكة فلا تبرحوا من هذا المكان، وإن رأيتموهم قد هزّمونا حتي أدخلونا المدينة فلا تبرحوا والزموا مراكزكم.

يحشر من بطون السباع

البحار: تفسير علي بن إبراهيم، قالها (صلّي الله علّيه وآله) لما وقف علي جسد عمه حمزة في أحد.لولا أنّي أحذر نساء بني عبد المطّلب لتركته للعافية [219] والسّباع حتي يحشر يوم القيامة من بطون السباع والطير.

تعاليم القتال

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث. خاطب بها الجيش الذي وجهه إلي غزوة مؤتة.دفع الله وردكم صالحين سالمين غانمين. اغزوا بسم الله فقاتلوا عدوّ الله وعدوكم بالشام، وستجدون آخرين للشيطان في رؤوسهم مفاحص فاقلعوها بالسيوف. لا تقتلنّ امرأة ولا صغيراً ضرعاً ولا كبيراً فانياً ولا تقطعنّ نخلاً ولا شجراً ولا تهدمنّ بناء.

تحشيد الجيش

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث. خطبها رسول الله تحشيداً للجيش الذي حارب في الوادي اليابس، مع حارث بن مكيدة الخثعمي، في غزوة ذات السلاسل.يا معشر المهاجرين والأنصار! إن جبرائيل أخبرني أنّ أهل الوادي اليابس اثنا عشر ألفاً قد استعدوا وتعاهدوا وتعاقدوا علي أن لا يغدر رجل منهم بصاحبه ولا يفرّ عنه ولا يخذله حتي يقتلوني وأخي عليّ بن أبي طالب، وأمرني أن أسيّر إليهم أبا بكر في أربعة آلاف فارس، فخذوا في أمركم واستعدّوا لعدوكم وانهضوا عليهم علي اسم الله وبركته يوم الاثنين إن شاء الله.

لا تقاتلهم حتي يقاتلوك

أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 212، لما وجه علياً إلي اليمن، عقد لواءه، وعممه بيده، ثم قال له:...وامض ولا تلتفت، فإذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتي يقاتلوك، وادعهم إلي قول: لا إله إلا الله، فإن قالوا: نعم، فمرهم بالصلاة، فإن أجابوا فلا تبغ منهم غير ذلك، والله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً، خير لك ممّا طلعت عليه الشمس أو غربت.

ويح قريش

أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 155، قاله لبسر بن سفيان الخزاعي الكعبي، لما قدم عليه فوجده وراء (عسفان) وأبلغه أن قريشاً قد جهزت جيشاً بقيادة خالد بن الوليد، لمنعه من الحج - في غزوة الحديبية -.يا ويح قريش! قد أكلتهم الحرب، ماذا عليهم لو خلّوا بيني وبين سائر العرب؟ فإن أصابوني كان الذي أرادوا، وإن أظهرني الله عليهم، دخلوا في الإسلام وافرين، وإن لم يفعلوا، قاتلوا وبهم قوّة.فما تظنّ قريش؟ فوالله لا أزال أجاهد علي الذي بعثني الله به، حتي يظهره أو تنفرد هذه السالفة [220] .

الناس من آدم

أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 180، وناسخ التواريخ، الجزء الثالث، لما فتح مكة دخل الكعبة فأخذ بعضادتي الباب، وخطب الناس:...لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.ألا كلّ مأثرة أو دمٍ أو مالٍ يدعي، فهو تحت قدميّ هاتين، إلا سدانة البيت، وسقاية الحاجّ.يا معشر قريش! إنّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية، وتعظمها بالآباء، الناس من آدم وآدم خلق من تراب.(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليم خبير) [221] .يا معشر قريش! ويا أهل مكّة! ما ترون أنّي فاعل بكل؟ ماذا تقولون؟ وماذا تظنون؟فقالوا: نقول خيراً، ونظن خيراً، أخ كريم وابن أخٍ كريم، وقد قدرت.فقال: فإني أقول ما قال أخي يوسف: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) [222] .ألا إن مكة محرمة بتحريم الله، لم تحل لأحد كان قبلي، ولم تحلّ لي إلا ساعة من نهار، وهي محرمة إلي أن تقوم الساعة، لا يُختلي خلاها، ولا يقطع شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا تحل لقطتها

إلا لمنشد.ألا لبئس جيران النبي كنتم، لقد كذّبتم، وطردتم، وأخرجتم، وآذيتم، ثم ما رضيتم، حتي جئتموني في بلادي تقاتلوني، اذهبوا فأنتم الطّلقاء.

الله حرم مكة

أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 181، خطب بها بعد يوم من فتح مكة.إنّ الله قد حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام إلي يوم القيامة، ولم تحلّ لي إلاّ ساعةً من نهار، ثم رجعت كحرمتها بالأمس، فليبلّغ شاهدكم غائبكم، ولا يحلّ لنا من غنائمها شيء.

توبيخ

أعيان الشيعة الجزء الثاني صفحة 225، لما أمر النبي (صلّي الله علّيه وآله) أسامة علي جيش المسلمين، وكان عمره ثماني عشرة سنة، طعن بعض الصحابة في إمارته، فبلغه ذلك، فصعد المنبر وحمد الله وأثني عليه، ثم قال:...أمّا بعد أيّها النّاس، فما مقالةٌ بلغتني عن بعضكم، في تأميري أسامة؟ ولئن طعنتم في إمارتي أسامة، لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله، وأيم الله إنّه كان للإمارة لخليقاً، وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة.

اغر صباحا

أعيان الشيعة الجزء الثاني صفحة225، قاله لأسامة بن زيد، لما أمره علي جيش المسلمين لغزو الروم.سر إلي موضع مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش، فأغر صباحاً علي أهل أبني، وحرّق عليهم، وأسرع السّير تسبق الأخبار، فإن ظفّرك الله فأقلّ اللّبث فيهم، وخذ معك الأدلاّء، وقدّم العيون والطلائع أمامك.ثمّ قال: اغز باسم الله، وفي سبيل الله، فقاتل من كفر بالله.

سنة الحرب

البحار، الكافي: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، قال: أظنه عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله قال: كان رسول الله (صلّي الله علّيه وآله) إذا أراد أن يبعث سرية، دعاهم فأجلسهم بين يديه، ثم يقول:... وقد روي في الكافي هذا الحديث بأسانيد أخر.سيروا باسم الله وبالله، وفي سبيل الله، وعلي ملّة رسول الله، ولا تغلّوا، ولا تمثّلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا صبيّاً، ولا امرأةً، ولا تقطعوا شجراً، إلاّ أن تضطروا إليها.وأيّما رجل من أدني المسلمين، أو أفضلهم، نظر إلي رجل من المشركين (في أقصي العسكر) فهو جارٍ حتي يسمع كلام الله، فإن تبعكم فأخوكم في الدين، وإن أبي فأبلغوه مأمنه، واستعينوا بالله عليه.

رسائل

الي ملك الفرس

أرسله (صلّي الله علّيه وآله) إلي خسرو برويز ملك الفرس، في العام (6) ه_ مع رسوله: عبد الله بن حذافة السهمي.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد رسول الله إلي برويز بن هرمز، أمّا بعد فإنّي أحمد الله لا إله إلا هو الحيّ القيّوم الذي أرسلني بالحق بشيراً ونذيراً إلي قوم غلبهم السفه وسلب عقولهم ومن يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له إن الله بصير بالعباد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. أمّا بعد فأسلم تسلم أو ائذن بحرب من الله ورسوله ولم يعجزهما.

الي ملك الروم

وجهه (صلّي الله علّيه وآله) إلي هراقليوس، ملك الروم والقسطنطنية وإيران وغيرها، في العام (5) ه_، مع رسوله دحية بن خليفة.من محمّد رسول الله إلي هرقل عظيم الروم، بسم الله الرحمن الرحيم، يا أيّها الناس إنّي رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت بيده الخير وهو علي كل شيء قدير. السلام علي من اتبع الهدي. أسلم تسلم من عذاب الله يوم القيامة ولك الجنة وإن لم تسلم فإنّي أديت الرسالة.

الي النجاشي الأول

ناسخ التواريخ ج 3، ومجموعة الوثائق، باختلاف يسير. نص الكتاب الذي وجهه إلي أصحمة بن أبجر، الملقب بالنجاشي، ملك الحبشة، عام (6) ه_ مع رسوله عمرو بن أمية الضمري، وفور ما اطلع النجاشي علي فحوي الرسالة، أعلن الإسلام، ورده بالكتاب التالي.بسم الله الرحمن الرحيم: إلي محمد رسول الله، من النجاشي: أصحمة بن أبجر. سلام علكيم يا نبي الله، من الله، ورحمة الله وبركاته. الله الذي لا إله إلا هو، هو الذي هداني إلي الإسلام.أما بعد: فقد بلغني كتابك - يا رسول الله - فيما ذكرت من أمر عيسي (عليه السلام)، فورب السماء والأرض إن عيسي لا يزيد علي ما ذكرت ثفروقاً، إنه كما قلت، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا، وقد قربنا ابن عمك وأصحابه، واشهد أنك رسول الله صادقاً مصدقاً وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت علي يديه لله رب العالمين، وقد بعثت إليك بابني أرها بن أصحمة بن أبجر، فإني لا أملك إلا نفسي، وإن شئت أن آتي إليك بنفسي فعلت يا رسول الله فني أشهد أن ما تقول حق، والسلام عليك يا رسول الله وبركاته. وفي مجموعة الوثائق: أن النجاشي

رد كتاب رسول الله بجارية وهدايا، وكتب إليه: (بسم الله الرحمن الرحيم، إلي محمد صلّي الله علّيه (وآله) وسلّم، من النجاشي أصحمة، سلام عليك يا رسول الله، من الله، ورحمة الله وبركاته، أما بعد فإني قد زوجتك امرأة من قومك، وعلي دينك، وهي السيدة أم حبيبة، بنت أبي سفيان، وأهديتك هدية جامعة: قميصاً وسراويل، وعطافاً وخفين ساذجين، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته).ونقل عن سواطع الأنوار: أن النجاشي لما جهز جعفر بن أبي طالب ومن معه إلي المدينة، كتب إلي النبي (صلّي الله علّيه وآله): (بسم الله الرحمن الرحيم، إلي محمد (صلّي الله علّيه وآله)، من النجاشي أصحمة، سلام عليك يا رسول الله من الله، ورحمة الله وبركاته، لا إله إلا الذي هداني للإسلام، أما بعد، فقد أرسلت إليك - يا رسول الله - من كان عندي من أصحابك المهاجرين من مكة إلي بلادي، وها أنا أرسلت أبي أريحا، في ستين رجلا من أهل الحبشة، وإن شئت أن آتيك بنفسي فعلت يا رسول الله، فإني أشهد أن ما تقول حق، والسلام عليك يا رسول الله ورحمته وبركاته).@.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلي النجاشي ملك (عظيم) الحبشة. سلام علي من اتبع الهدي، أمّا بعد فإنّي أحمد الله إليك الذي لا إله إلاّ هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسي ابن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلي مريم البتول الطيّبة الحصينة، فحملت بعيسي، فخلقه من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده ونفخه، وإني أدعوك إلي الله وحده لا شريك له والموالاة علي طاعته، وأن تتبعني وتؤمن بالذي جاءني، فإنّي رسول الله، وإنّي أدعوك وجنودك إلي الله تعالي وقد بلّغت ونصحتً، فاقبلوا نصيحتي، وقد

بعثت إليك ابن عمي جعفرَ ومعه نفر من المسلمين فإذا جاءوك فأقرّ، ودع التجبّر. والسلام علي من اتبع الهدي.

رد الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فكأنك من الرقة علينا منّا، وكأنّا من الثقة بك لأنا لا نرجو منك خيراً إلا نلناه ولا نخاف منك أمراً إلا أمنّاه وبالله التوفيق.

الي هوذة بن علي

أعيان الشيعة ج 2 ص 82، أرسله مع سليط بن عمرو العامري، فسلم سليط الكتاب مختوماً إلي هوذة، وقرأ عليه، فأكرم سليطاً وأجازه، وكساه، وكتب إلي النبي (صلّي الله علّيه وآله): (ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله، وأنا شاعر قومي وخطيبهم، والعرب تهاب مكانتي، فاجعل لي بعض الأمر أتبعك). فقال النبي (صلّي الله علّيه وآله): (لو سألني سيابة - أي: قطعة من الأرض - ما فعلت).بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد رسول الله إلي هوذة بن عليّ، سلام علي من اتبع الهدي، واعلم: أن ديني سيظهر إلي منتهي الخفّ والحافر، فأسلم تسلم، وأجعل لك ما تحت يديك.

الي قيصر الروم

وفي رواية: إلي هرقل.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد رسول الله إلي قيصر [223] عظيم الروم، سلام علي من اتبع الهدي، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام، اسلم تسلم، أسلم يؤتك الله أجرك مرّتين، فإن تولّيت فإن عليك ثم الأريسين و(يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) [224] .

الي هرقل

الرسالة بعث بها رسول الله (صلّي الله علّيه وآله) إلي هرقل ملك الروم، وقد سبق نص هذا الكتاب إلي قيصر، فلعله كتب إليهما بنص واحد، ولعله من اشتباه النساخ في تكرار كتاب واحد.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد رسول الله عبده ورسوله إلي هرقل عظيم الروم، سلام علي من اتبع الهدي، أما بعد فإنّي أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنّ عليك إثم الأريسين و(يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) [225] .

الي قيصر

الأموال، كتبه إلي قيصر ملك الروم، من تبوك.من محمّد رسول الله إلي صاحب الروم، إنّي أدعوك إلي الإسلام، فإن أسلمت فلك ما للمسلمين، وعليك ما عليهم، فإن لم تدخل في الإسلام فأعط الجزية، فإن الله تبارك وتعالي، يقول: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتي يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) وإلا فلا تحل بين الفلاحين وبين الإسلام أن يدخلوا فيه، أو يعطوا الجزية.

الي ملك الإسكندرية

ناسخ التواريخ ج 3.نصوص كتب الرسول (صلّي الله علّيه وآله) إلي المقوقس ملك الإسكندرية، أرسلها مع حاطب بن أبي بلتعة عام (6) ه_، والظاهر: أن الكتابين واحد، وإنما اختلفت الروايات. وقد تلقاها المقوقس بإكبار، ووضعها في إطار العاج، ثم ردها بما يلي: بسم الله الرحمن الرحيم: لمحمد بن عبد الله، من المقوقس، عظيم القبط. سلام عليك. أما بعد، فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت: أن نبياً بقي، وكنت أظن: أنه يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان - في القبط - عظيم، وبكسوة، وأهديت لك بغلة لتركبها، والسلام عليك.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد عبد الله ورسوله إلي عظيم القبط، سلام علي من اتبع الهدي، توكل بالله العظيم في كل الأحوال، فإن توليت فعليك بالعدل والقسط. يا أهل الكتاب سيروا إلي كلمة سواءٍ بيننا وبينكم ألا تعبدوا إلا الله ولا تعودوا.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد عبد الله ورسوله إلي المقوقس عظيم القبط، سلام علي من اتبع الهدي، أما بعد فإني أدعوك بداعية الإسلام، أسلم تسلم ويؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فعليك إثم القبط. (يا

أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله وإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون).

الي المقوقس

بسم الله الرحمن الرحيم، من عند رسول الله إلي صاحب مصر، أمّا بعد، فإن الله أرسلني رسولاً، وأنزل عليّ كتاباً: قرآناً مبيناً، وأمرني بالإعذار والإنذار، ومقاتلة الكفار، حتي يدينوا بديني، ويدخل الناس فيه، وقد دعوتك إلي الإقرار بوحدانيته تعالي، فإن فعلت سعدت، وإن أبيت شقيت. والسلام [226] .

الي الحارث بن أبي شمر

ناسخ التواريخ ج 3.نص الكتاب الذي أرسله إلي الحارث بن أبي شمر الغساني، ملك الشام، مع رسوله شجاع ابن وهب عام (6) ه_، ولكن الرجل أبي أن يخضع للرسول، فلما استعرض تفاصيل الأنباء قال (صلّي الله علّيه وآله): (باد ملكه) ومات في عام الفتح، وقيل أسلم، ولكنه أخفي إسلامه.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد رسول الله إلي الحارث بن أبي أشمر، سلام علي من اتبع الهدي وآمن به وصدق، وإني أدعوك أن تؤمن بالله وحده لا شريك له ويبقي لك ملكك.

الي ملك عمان

ناسخ التواريخ ج 3.نص الرسالة التي بعث بها الرسول (صلّي الله علّيه وآله) إلي هوذة بن علي، ملك عمان، مع رسوله سليط بن عمرو العامري عام (6) ه_، وقد احتفي بسليط، وأرسل إلي النبي (صلّي الله علّيه وآله) يمجد بدينه، ووعد أن يخضع له، شريطة أن يؤمره الرسول (صلّي الله علّيه وآله) علي بعض البلاد، فرده النبي (صلّي الله علّيه وآله) قائلاً: (لو سألني سيابة من الأرض ما فعلت، باد ملكه).بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد رسول الله إلي هوذة بن عليّ، سلام علي من اتبع الهدي واعلم أن ديني سيظهر إلي منتهي الخفّ والحافر، فأسلم تسلم وأجعل لك ما تحت يديك.

الي عمان

البحار، مناقب آل أبي طالب، ثم كان كما قال...أما أنهم سيقبّلون كتابي، ويصدقوني، ويسألكم ابن جلنديّ: هل بعث رسول الله معكم بهديّة؟ فقولوا: لا، فسيقولون: لو كان رسول الله بعث معكم بهديّة لكانت مثل المائدة التي نزلت علي بني إسرائيل، وعلي المسيح.

الي كسري عظيم فارس

البحار، مناقب بن شهر آشوب مرسلاً رسالة أرسلها إلي كسري ملك فارس.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله كسري عظيم فارس، سلام علي من اتبع الهدي وآمن بالله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله إلي الناس كافة، (لينذر من كان حياً ويحق القول علي الكافرين)، فأسلم تسلم، فإن أبيت فإن عليك آثام المجوس.مزق الله ملكه كما مزق كتابي، أما إنكم ستمزقون ملكه، وبعث إليّ بتراب، أما إنكم ستملكون أرضه [227] .أخبرني ربّي أنّه قتل ربّك البارحة، سلّط عليه ابنه شيرويه علي سبع ساعات من الليل، فأمسك حتي يأتيك الخبر [228] .

الي المنذر بن ساوي

البحار، إعلام السائلين، أرسلها (صلّي الله علّيه وآله) إلي المنذر بن ساوي في البحرين فأسلم وكتب الجواب: (أما بعد يا رسول الله فإني قرأت كتابك علي أهل البحرين فمنهم من أحب الإسلام وأعجبه ودخل فيه، ومنهم من كرهه فلم يدخل فيه. وبأرضي يهود ومجوس، فأحدث إلي أمرك في ذلك). فأقره النبي علي عمله وكتب الكتاب التالي.1بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلي المنذر بن ساوي، سلام عليك، فإنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأشهد أن لا إله إلا هو، أمّا بعد فإنّي أدعوك إلي الإسلام فأسلم تسلم، وأسلم يجعل لك الله ما تحت يديك، واعلم أن ديني سيظهر إلي منتهي الخفّ والحافر.

الي المنذر بن ساوي

السيرة الحلبية ج 3 جواب كتابه السابق إلي الرسول (صلّي الله علّيه وآله).2بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلي المنذر بن ساوي، سلام عليك، فإني أحمد الله إليك، الذي لا إله إلا هو، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، أما بعد: فإني أذكرك الله عز وجل، فإنه من ينصح فإنما ينصح لنفسه، وإنه من يطع رسلي، ويتبع أمرهم فقد أطاعني، ومن نصح لهم فقد نصح لي، وإنّ رسلي قد أثنوا عليك خيراً، وإنّي قد شفعتك في قومك، فاترك المسلمين ما أسلموا عليه، وعفوت عن أهل الذنوب، فاقبل منهم، وإنك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك، ومن أقام علي يهوديّته أو مجوسيته فعليه الجزية.

الي المنذر بن ساوي

الطبقات الكبري ج 1 تبادل الرسول والمنذر كتباً ورسلاً، كان من جملتها هذا الكتاب.أمّا بعد: إن رسلي قد حمدوك، وإنك مهما تصلح أصلح إليك، وأثبك علي عملك، وتنصح لله ولرسوله، والسلام عليك.

الي المنذر بن ساوي

الطبقات الكبري ج 1 تبادل الرسول والمنذر كتباً ورسلاً، كان من جملتها هذا الكتاب.أمّا بعد: فإني قد بعثت إليك قدامة وأبا هريرة، فادفع إليهما ما اجتمع عندك من جزية أرضك، والسلام، وكتب أُبيّ.

الي المنذر بن ساوي

تاريخ الطبري ج 2.سلام أنت، فإنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أمّا بعد ذلك، فإن من صلّي صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله، وذمة الرسول، فمن أحب ذلك من المجوس فإنه آمن، ومن أبي فإن عليه الجزية.

الي باذان

البحار، تاريخ الطبري: نص الرسالة الشفوية التي أجاب بها الرسول رسولي باذان.... نعم أخبراه ذلك عنّي وقولا له: إنّ ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ ملك كسري وينتهي إلي منتهي الخفّ والحافر، وقولا له: إنّك إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك وملّكتك علي قومك من الأبناء.

الي خالد

ناسخ التواريخ ج 3: أرسل به إلي خالد بن الوليد حول إسلام بني الحارث رداً علي كتابه الذي يقول فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم، لمحمد رسول الله من خالد بن الوليد، السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد يا رسول الله، صلي الله عليك، فإنك بعثتني إلي بني الحارث بن كعب وأمرتني إذا أتيتهم أن لا أقاتلهم ثلاثة أيام وأن أدعوهم إلي الإسلام ثلاثاً فإن أسلموا قبلت منهم وإني قدمت عليهم فدعوتهم إلي الإسلام فأسلموا وأنا مقيم أعلمهم معالم الإسلام).من محمد رسول الله إلي خالد بن الوليد، سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإن كتابك جاءني مع رسولك يخبرني أن بني الحارث قد أسلموا قبل أن تقاتلهم وأجابوا إلي ما دعوتهم إليه من الإسلام، وشهدوا أن لا إله إلا الله (وحده لا شريك له) وأن محمداً عبده ورسوله، وأن قد هداهم الله بهداية، فبشرهم وأنذرهم وأقبل معهم وليقبل معك وفدهم، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

الي أسقف نجران

ناسخ التواريخ ج 3: أرسل به رسول الله وفداً إلي نصاري نجران.محمّد رسول الله إلي أسقف نجران وأهل نجران (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم ألاّ نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون) إن أسلمتم فإني أحمد إليكم الله إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، أما بعد فإني أدعوكم إلي عبادة الله من عبادة العباد، وأدعوكم إلي ولاية الله من ولاية العباد، فإن أبيتم فقد آذنتكم بحرب، والسلام.

الي مسيلمة

ناسخ التواريخ ج 3: لما ظهر مسيلمة الكذاب بدعوة النبوة كتب إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) مما نصه: (من مسيلمة رسول الله إلي محمد رسول الله، أما بعد فإني قد اشتركت في الأمر معك وإن لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ولي المدر ولك الوبر ولكن قريش قوم يغدرون) فرده الرسول (صلي الله عليه وآله) بهذا الكتاب:...من محمد رسول الله إلي مسيلمة الكذاب، سلام علي من اتبع الهدي. قد بلغني كتابك كتاب الكذب والإفك والافتراء علي الله، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.

الي معاذ بن جبل

ناسخ التواريخ ج 3.من محمد رسول الله إلي معاذ بن جبل، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو.أما بعد، فقد بلغني جزعك عن ولدك للذي قضي الله عليه، وإنما كان ابنك من مواهب الله السنية، وعواريه المستوعبة عندك، فمتعك الله به إلي أجل، وقبضه لوقت معلوم، (فإنا لله وإنا إليه راجعون). لا يحبطن جزعك أجرك، فلو قد قدمت علي ثواب مصيبتك لعلمت أن المصيبة قد قصرت، لعظيم ما أعد الله عليها من الثواب لأهل التسليم والصبر، واعلم أن الجزع لا يرد ميتاً ولا يدفع قدراً، فأحسن العزاء وتنجز الموعود فلا يذهبن أسفك علي ما لازمٌ لك ولجميع الخلق نازلٌ بقدره... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتب لوائل بن حجر الحضرمي ولقومه

ناسخ التواريخ ج 3.(من محمّد رسول الله إلي الأقيال العباهلة من أهل حضر موت بإقامِ الصّلاة وإيتاء الزكاة: علي التّبعة شاةٌ، والتّيمة لصاحبها، وفي السٌّيوب الخمس، ولا خلاة ولا وِراط ولا شناق ولا شغار، ومن أحبي فقد أربي).

كتب لأكيدر

ناسخ التواريخ ج 3.هذا الكتاب من محمد رسول الله لأكيدر، حين أجاب الإسلام، وخلع الأندام والأصنام، مع خالد بن الوليد في دومة الجندل وأكنافها. إن لنا الضاحية من النخل والبور والمعامي، وإغفال الأرض والحلقة، ولكم الضامنة من النخل والمعيّن من المعمور بعد الخمس، لا تعدل سارحتكم، ولا تعد فاردتكم، ولا يحظر عليكم النبات، تقيمون الصلاة لوقتها، وتؤتون الزكاة بحقها، عليكم بذلك عهد الله وميثاقه.

لمخلاف خارف

ناسخ التواريخ: قدم وفد همدان، فلقوه مقبلاً من تبوك، فقال مالك بن نمط: يا رسول الله، أنصية من همدان، من كل حاضر وباد، أتوك علي قلص نواح متصلة بحبائل الإسلام، لا يأخذهم في الله لومة لائم، من مخلاف خارف ويام، عهدهم لا ينقض عن سنة ماحل ولا سوداء عن قفيز، ما قامت لعلع وما جري اليعفور بصلع (بضلع). فكتب لهم النبي:....هذا كتاب من محمد رسول الله لمخلاف خارف، وأهل جناب الهضب، وحقاف الرمل، مع وافد هادي الشّعار (مالك بن نمط ومن أسلم من قومه) علي أنّ لهم قراعها ووهاطها وعزازها، ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، يأكلون علافها، ويرعون عفاها، لنا من دفائهم وصرامهم ما سلموا بالميثاق والأمانة، ولهم من الصدقة الثلب والناب والفصيل والفارض الداجن والكبش الحوريّ، وعليهم الصالغ والقارح.

كتاب لوفد كلب

ناسخ التواريخ ج 3.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله لعمائر كلب وأحلافها، ومن ظأره الإسلام من غيرهم مع قطن بن حارثة العليمي، بإقام الصلاة لوقتها، وإيتاء الزكاة بحقّها، في شدة عقدها، ووفاء عهدها بمحضر من شهود المسلمين (سعد بن عبادة، وعبد الله بن أنيس، ودحية بن خليفة الكلبي) عليهم في الهمولة الرّاعية البساط الظؤار، في كل خمسين، ناقة غير ذات عوار، والحمولة المائرة لهم لاغية، في الشوي الوريّ مسنة حامل أو حائل، وفيما سقي الجدول من العين المعيّن العشر من ثمرها، وممّا أخرجت أرضها، وفي العذي شطره، يقسمه الأمين، لا يزاد عليهم وظيفة، ولا يفرّق. شهد الله علي ذلك ورسوله.

و كتب معه كتاباً إلي بني نهد

ناسخ التواريخ ج 3: وكتب ثابت بن قيس بن شماس، لما قدمت عليه وفود العرب، قام طهفة ابن أبي زهير النهدي، فقال: أتيناك يا رسول الله من غوري تهامة بأكوار الميس، ترتمي بنا العيس، نستحلب الصبير، ونستخلب الخبير، ونستصعد البرير، ونستخيل الرهام، ونستحيل الجهام، من أرض غائلة النطا، غليظة الموطا، قد نشف المدهن، ويبس الجعثن، وسقط الأملوج، ومات العسلوج، وهلك الهدي، ومات الودي، برئنا يا رسول الله من الوثن والعنن، وما يحدث الزمن، لنا دعوة الإسلام وشريعة الإسلام، ما طما البحر وقام تعار، ولنا نعم ممل، أغفال ما تبض ببلال، ووقير كثير الرسل، قليل الرسل، أصابتها سنية حمراء مؤزلة، ليس لها علل ولا نهل. فقال (صلّي الله علّيه وآله): اللهم بارك لهم في محضها ومخضها ومذقها، وابعث راعيها في الدثر بيانع الثمر، وافجر له الثمد، وبارك له في المال والولد، من أقام الصلاة كان مسلماً، ومن أتي الزكاة كان محسناً، ومن شهد أن لا إله إلا الله كان مسلماً مخلصاً. لكم

يا بني نهد ودائع الشرك، ووضائع الملك، لا تلطط في الزكاة، ولا تلحد في الحياة، ولا تتثاقل عن الصلاة.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلي بني نهد بن زيد، السلام علي من آمن بالله ورسوله، لكم يا بني نهد في الوظيفة ولكم العارض والفريش وذو العنان الركوب، والفلو الضبيس، لا يمنع سرحكم، ولا يعضد طلحكم، ولا يحبس دركم، ما لم تضمروا الأماق، وتأكلوا الرباق، من أقر بما في هذا الكتاب فله من رسول الله الوفاء والعهد والذمة، ومن أبي فعليه الربوة.وكتب بين قريش والأنصار كتاباً، وفي الكتاب (أنهم أمة واحدة، دون الناس، المهاجرون من قريش علي رباعتهم، يتعاقلون بينهم معاقلهم الأولي، ويفكّون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وأنّ المؤمنين لا يتركون مفرحاً منهم، أن يعينوه بالمعروف في فداء أو عقل، وأنّ المؤمنين المتقين، أيديهم علي من بغي عليهم أو ابتغي دسيعة ظلم، وأنّ سلم المؤمنين واحد لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله، إلاّ علي سواء وعدل بينهم، وأنّ كلّ غازية غزت يعقب بعضهم بعضاً، وأنّه لا يحوز مشرك مالاً لقريش ولا يعينها علي مؤمن، وأنه من اعتبط مؤمناً قتلاً فإنه قود، إلا أن يرضي وليّ المقتول بالعقل، وأن اليهود يَنفقون مع المؤمنين، ما كانوا محاربين، وأن يهود بني عوف أنفسهم ومواليهم من المؤمنين، لليهود دينهم وللمؤمنين دينهم، إلا من ظلم وأثم، فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته، وأن يهود الأوس ومواليهم وأنفسهم مع البَر المحسن من أهل هذه الصحيفة, وأن البر دون الإثم فلا يكسب كاسب إلا علي نفسه، وأنّ الله علي صدق ما في هذه الصحيفة وبره، لا يحول الكتاب دون ظلم ظالم، ولا إثم آثم، وأن

أولاهم بهذه الصحيفة البَرّ المحسن) [229] .

الي الهلال صاحب البحرين

الطبقات الكبري.سلم أنت؛ فإنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، لا شريك له، وأدعوك إلي الله وحده، تؤمن بالله وتطيع، وتدخل في الجماعة، فإنه خير لك، والسلام علي من اتبع الهدي.

الي مسروح ونعيم ابني عبد كلال

الطبقات الكبري.سلم أنتم ما آمنتم بالله ورسوله، وأنّ الله وحده لا شريك له؛ بعث موسي بآياته، وخلق عيسي بكلماته، قالت اليهود عزير ابن الله؛ وقالت النصاري الله ثالث ثلاثة؛ عيسي ابن الله.

الي أهل عمان

الإصابة.سلام عليكم؛ أما بعد فأقّروا بشهادة أن لا إله إلا الله، وأنّي رسول الله، وأدّوا الزكاة، وخطّوا المساجد كذا وكذا (كذا)؛ وإلاّ غزوتكم.

الي النجاشي الثاني

المستدرك للحاكم.هذا كتاب محمد رسول الله إلي النجاشي عظيم الحبشة، سلام علي من اتبع الهدي وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له لم يتّخذ صاحبة ولا ولداً، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأدعوك بدعاية الله، فإنّي (أنا) رسوله، فأسلم تسلم (يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواءٍ بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون) فإن أبيت فعليك إثم النصّاري من قومك.

لرفاعة بن زيد الخزاعي

السيرة الحلبية ج2 ص352، وسيرة ابن هشام ج2 ص385، وتاريخ الطبري ج3 ص163.بسم الله الرحمن الرحيم (هذا الكتاب) من محمّد رسول الله لرفاعة بن زيد، إني بعثته إلي قومه عامة ومن دخل فيهم يدعوهم إلي الله وإلي رسوله، فمن أقبل منهم ففي حزب الله وحزب رسوله، ومن أدبر فله أمان شهرين.

الي جيفر وعبد ابني الجلندي

أعيان الشيعة، السيرة الحلبة ج 2 ص 374، صبح الأعشي ج 6 ص 380، المواهب اللدنية شرح الزرقاني ج 3 ص 404.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله إلي جيفر وعبد ابني الجلندي، سلام علي من اتبع الهدي، أما بعد فإني أدعوكما بدعاية الإسلام أسلما تسلما، إنّي رسول الله إلي الناس كافة لأنذر من كان حيّاً ويحق القول علي الكافرين، وإنّكما إن أقررتما بالإسلام وليتكما؛ وإن أبيتما أن تقرا بالإسلام فإن ملككما زائل عنكما وخيلي تحلّ بساحتكما، وتظهر نبوتي علي ملككما.

الي فروة بن عمرو الجذامي

البحار باب حجة الوداع: لما بلغ فروة ظهور الإسلام أسلم وكتب إلي النبي إسلامه وأرسل هدايا فأجابه النبي بهذا الكتاب:...من محمد رسول الله إلي فروة بن عمرو، أما بعد فقد قدم علينا رسولك وبلغ ما أرسلت به، وخبر عما قبلكم؛ وأتانا بإسلامك؛ وإن الله هداك بهداه إن أصلحت وأطعت الله ورسوله وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة.

الي أكثم بن صيفي

كنز الفوائد للكراجي، قال: كان أكثم أحكم العرب، فلما سمع بظهور الرسول كتب إليه: (باسمك اللهم، من العبد، فأبلغنا ما بلغك فقد أتانا عنك خبر لا نعلم ما أصله، فإن كنت أريت فأرنا، وإن كنت علمت فعلمنا، وأشركنا في كنزك، والسلام) وأرسل هذا الكتاب مع رسولين، فأجابه النبي (صلّي الله علّيه وآله):...بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلي أكثم بن صيفي، أحمد الله إليك، إن الله أمرني أن أقول لا إله إلا الله، أقولها وآمر الناس بها، الخلق خلق الله والأمر كله لله، خلقهم وأماتهم وهو ينشر وإليه المصير، أدبتكم بآداب المرسلين ولتسألنّ عن النبأ العظيم ولتعلمنّ نبأه بعد حين.

الي أسيخب بن عبدالله

معجم البلدان ج 1.إنّه قد جاءني الأقرع بكتابك، وشفاعتك لقومك، وإنّي قد شفّعتك وصدقت رسولك الأقرع في قومك؛ فأبشر فيما سألتني بالذي تحب؛ ولكنّي نظرت أن أعلمه وتلقاني؛ فإن تجئنا أكرمك، وإن تقعد أكرمك. أما بعد فإنّي لا أستهدي أحداً وإن تهد إلي أقبل هديتك، وقد حمد عمّالي مكانك، وأوصيك بأحسن الذي أنت عليه من الصلاة والزكاة وقرابة المؤمنين، وإنّي قد سميت قومك بني عبد الله فمرهم بالصلاة، وبأحسن العمل وأبشر، والسلام عليك وعلي قومك المؤمنين.

الي يحنة بن رؤبة و سروات أهل أيلة

الطبقات الكبري ج 1.سِلم أنتم؛ فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، فإني لم أكن لأقاتلكم حتي أكتب إليكم، فأسلم أو أعط الجزية، وأطع الله ورسوله ورسل رسوله، وأكرمهم واكسهم كسوةً حسنة، غير كسوة الغزاء، واكس زيداً كسوة حسنة، فمهما رضيت رسلي فإنّي قد رضيت؛ وقد علم الجزية فإن أردتم أن يأمن البرّ والبحر فأطع الله وسوله، ويمنع عنكم كل حقّ كان للعرب والعجم، إلا حقّ الله وحقّ رسوله، ويمنع عنكم كل حقّ كان للعرب والعجم، إلا حق الله وحق رسوله. وإنّك إن رددتهم ولم ترضهم لا آخذ منك شيئاً حتي أقاتلكم فأسبي الصغير وأقتل الكبير، فإنّي رسول الله بالحق أؤمن بالله وكتبه ورسله، وبالمسيح ابن مريم أنه كلمة الله وإني أؤمن به أنه رسول الله، وأت قبل أن يمسكم الشر؛ فإنّي قد أوصيت رسلي بكم، وأعط حرملة ثلاثة أوسق شعيراً، وإن حرملة شفع لكم، وإني لولا الله وذلك لم أراسلكم شيئاً حتي تري الجيش، وإنّكم إن أطعتم رسلي فإن الله لكم جار ومحمّد ومن يكون منه، وإنّ رسلي شرحبيل وأبي، وحرملة وحريث بن زيد الطائي، فإنهم مهما قاضوك عليه فقد رضيته، وإن لكم ذمة الله وذمة

محمد رسول الله، والسلام عليكم إن أطعتم؛ وجهزوا أهل مقنا إلي أرضهم.

الي زياد بن جهور

أسد الغابة ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلي زياد بن جهور، سلم أنت، فإنّي أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو، أمّا بعد فإني أذكرك الله واليوم الآخر، أما بعد فليوضعن كل دين دان به الناس، إلا الإسلام، فاعلم ذلك.

الي بكر بن وائل

الطبقات الكبري ج 1.من محمد رسول الله إلي بكر بن وائل، أسلموا تسلموا.

الي ضغاطر الأسقف

الطبري ج 2: كتب الرسول هذا الكتاب، ووجهه مع دحية الكلبي إلي ضغاطر الأسقف فلما بلغه الكتاب آمن وأعلن إسلامه فوثب إليه المسيحيون فقتلوه.سلام علي من آمن؛ أما علي أثر ذلك، فإن عيسي ابن مريم روح الله ألقاها إلي مريم الزكية (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسي وعيسي وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون)، والسلام علي من اتبع الهدي.

الي اليهود

السنن الكبري ج 1.من محمد رسول الله أخي موسي وصاحبه، بعثه الله بما بعثه به، إنّي أنشدكم بالله وما أنزل علي موسي يوم طور سيناء، وفلق البحر وأنجاكم وأهلك عدوكم، وأطعمكم المنّ والسلوي، وظلل عليكم الغمام؛ هل تجدون في كتابكم أنّي رسول الله إليكم وإلي الناس كافة؟ فإن كان ذلك كذلك، فاتقوا الله وأسلموا، وإن لم يكن عندكم فلا تباعة عليكم.

الي يهود خيبر

البحار ج 4.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله الأمي رسول الله إلي يهود خيبر: أمّا بعد ف_ (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين)، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.

الي أهل التوراة

كنز العمال ج 5.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله صاحب موسي وأخيه المصدّق لما جاء به، ألا إنّ الله قال لكم يا معشر أهل التوراة؛ وإنّكم لتجدون ذلك في كتابكم (محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فاستغلظ فاستوي علي سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً).وإنّي أنشدكم بالله، وأنشدكم بما أنزل عليكم، وأنشدكم بالذي أطعم من كان قبلكم من أسباطكم المنّ والسّلوي، وأنشدكم بالذي أيبس البحر لآبائكم حتي أنجاكم من فرعون وعمله إلاّ أخبرتموني هل تجدون فيما أنزل الله عليكم أن تؤمنوا بمحمد؟ فإن كنتم لا تجدون ذلك في كتابكم فلا كره عليكم (قد تبين الرشد من الغي) فأدعوكم إلي الله ونبيه.

الي ملوك حمير

تاريخ الطبري ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد النبي رسول الله إلي الحارث بن عبد كلال، ونعيم بن عبد كلال، والنعمان قيل ذي رعين؛ وهمدان ومعافر؛ أمّا بعد ذلكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإنه قد وقع بنا رسولكم مقفلنا من أرض الروم فلقينا بالمدينة، فبلغ ما أرسلتم وخبّر ما قبلكم وأنبأنا بإسلامكم، وقتلكم المشركين، وإن الله قد هداكم بهدايته إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله، وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأعطيتم من المغانم خمس الله وسهم نبيه وصفيّه.وما كتب علي المؤمنين من الصداقة من العقار عشر ما سقت العين؛ وما سقت السماء، وكل ما سقي بالغرب نصف العشر؛ وفي الإبل في الأربعين ابنة لبون وفي ثلاثين من الإبل

ابن لبون ذكر؛ وفي كل خمس من الإبل شاة وفي كل عشر من الإبل شاتان، وفي كل أربعين من البقر بقرة، وفي كل ثلاثين من البقر تبيع جذع أو جذعة، وفي كل أربعين من الغنم سائمة وحدها شاة، وإنّها فريضة الله التي فرض علي المؤمنين في الصدقة فمن زاد خيراً فهو خيرٌ له.ومن أدي ذلك وأشهد علي إسلامه، وظاهر المؤمنين علي المشركين فإنه من المؤمنين له ما لهم وعليه ما عليهم، وله ذمة الله وذمة رسوله؛ وإنه من أسلم من يهودي أو نصراني فله مثل ما لهم وعليه مثل ما عليهم، ومن كان علي يهوديّة أو نصرانيّة فإنه لا يفتن عنها؛ وعليه الجزية علي كل حالم ذكر أو أنثي حرّ، أو عبد دينار واف، أو قيمة من المعافر أو عرضه ثياباً، فمن أدّي ذلك إلي رسول الله فإن ذمة الله وذمّة رسوله، ومن منعه فإنّه عدوّ لله ولرسوله.

الي معاذ بن جبل

فتوح البلدان.إنّ فيما سقت السماء أو سُقي غيلاً العشر؛ وفيما سُقي بالغرب والدالية نصف العشر، وإنّ علي كل حالم ديناراً أو عدل ذلك من المعافر، وأن لا يفتن يهودي عن يهوديّته.ونقله البيهقي في السنن الكبري بنصّ أخر، وهو: (إنّ من أسلم مع المسلمين فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم، ومن أقام علي يهودية أو نصرانية (نصرانيته أو يهوديته خ ل) فعلي كل حالم دينار أو عدله من المعافر، ذكراً أو أنثي، حرّاً أو مملوكاً، وفي كل ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة، وفي كل أربعين من الإبل ابنة لبون؛ وفيما سقت السماء أو سُقي فيحاً العشر، وفيما سُقي بالغرب نصف العشر).

وثيقة لقيلة بنت مخرمة

الطبقات الكبري ج 1.من محمّد رسول الله لقيلة والنسوة ثلاث لا تظلمن أحداً ولا تستكرهن علي نكاح وكل مؤمن أو مسلم لهنّ وليّ وناصر. أحسنّ ولا تسئن.

وثيقة فدية سلمان

البحار ج 6.هذا ما فادي به محمد بن عبد الله رسول الله، فدي سلمان الفارسي من عثمان بن الأشهل اليهودي ثم القريظي، بغرس ثلاثمائة نخلة وأربعين أوقيّة ذهباً، فقد برئ محمد بن عبد الله رسول الله لثمن سلمان الفارسي، وولائه لمحمد بن عبد الله وأهل بيته، وليس لأحد علي سلمان سبيل، وكتب عليّ بن أبي طالب، في جمادي الأولي، مهاجر محمّد بن عبد الله رسول الله صلي الله عليه وآله.

وثيقة لخثعم

الطبقات الكبري ج 1.هذا كتاب من محمد رسول الله لخثعم، من حاضر بيشة وباديتها: إن كل دمٍ أصبتموه في الجاهلية فهو عنكم موضوع، ومن أسلم منكم طوعاً أو كرهاً في يده حرث، من خبار أو عزاز، تسقيه السماء، أو يرويه اللثي، فزكا عمارة في غير أزمة ولا حطمة، فله نشره وأكله، وعليهم في كل سيح العشر، وفي كل غرب نصف العشر، شهد جرير بن عبد الله ومن حضر.

وثيقة لبني كلاب

مكاتيب الرسول ج 2.كتاب من محمد رسول الله لعمائر كلب وأحلافها، ومن صاده الإسلام من غيرها، مع قطن بن حارثة العليمي: بإقامة الصلاة لوقتها، وإيتاء الزكاة لحقّها، في شدة عقدها، ووفاء عهدها، بمحضر شهود من المسلمين: سعد بن عبادة، وعبد الله بن أنيس، ودحية بن خليفة الكلبي.عليهم في الهمولة الراعية البساط الظؤار في كل خمسين ناقة غير ذات عوار، والحمولة المائرة لهم لاغية، وفي الشوي الوري مسنة حامل أو حافل، وفيما سقي الجدول من العين المعين العشر من ثمرها ممّا أخرجت أرضها، وفي العذي شطره يقيمه الأمين، فلا تزاد عليهم وظيفة ولا تفرق، يشهد الله تعالي علي ذلك ورسوله، وكتب ثابت بن قيس بن شماس.

وثيقة لبني جناب من كلب

الطبقات الكبري ج 1.هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لبني جناب وأحلافهم، ومن ظاهرهم علي إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والتمسك بالأيمان، والوفاء بالعهد، وعليهم في الهاملة الراعية في كل خمس شاة غير ذات عوار، والحمولة المائرة لهم لاغية والسقي الرواء والعذي من الأرض يقيمه الأمين وظيفة لا يزاد عليهم. شهد سعد بن عبادة وعبد الله (بن ظ) أنيس ودحية بن خليفة الكلبي.

وثيقة للعتقاء

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لعباد الله العتقاء: إنّهم إن آمنوا، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، فعبدهم حر، ومولاهم محمّد، ومن كان منهم من قبيلة لم يرد إليها، وما كان فيهم من دمٍ أصابوه، أو مالٍ أخذوه، فهو لهم، وما كان لهم من دين في النّاس ردّ إليهم ولا ظلم عليهم ولا عدوان، وإن لهم علي ذلك ذمة الله وذمة محمد، والسلام عليكم.

وثيقة لهمدان

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله لمخلاف خارف وأهل جناب الهضب، وحقاف الرمل، مع وافدها ذي المشعار مالك بن نمط ومن أسلم من قومه، علي أن لهم فراعها ووهاطها وعزازها، ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، يأكلون علافها، ويرعون عفاءها، لنا من دفئهم وصرامهم ما أسلموا بالميثاق، والأمانة، ولهم من الصدقة، الثلب، والناب، والفصيل والفارض (والداجن) والكبش الحوري، وعليهم الصانع، والقارح.

وثيقة للبحرين

أما بعد إنكم إذا أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة، ونصحتم لله ورسوله، وآتيتم عشر النخل ونصف عشر الحب، ولم تمجسوا أولادكم فلكم ما أسلمتم، غير أنّ بيت النّار لله ورسوله، وإن أبيتم فعليكم الجزية [230] .

وثيقة لليمن

من صلي صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلكم المسلم له ذمّة الله وذمّة رسوله ومن أبي فعليه الجزية.

وثيقة لأحمر بن معاوية

هذا كتاب لأحمر بن معاوية وشعبل بن أحمر، في رحالهم وأموالهم، فمن آذاهم فذمة الله منه خليّة إن كانوا صادقين، وكتب علي بن أبي طالب وختم الكتاب بخاتم رسول الله (صلي الله عليه وآله) [231] .

وثيقة لعبد القيس

مكاتيب الرسول ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله لعبد القيس وحاشيتها من البحرين وما حولها، إنّكم أتيتموني مسلمين مؤمنين بالله ورسوله، وعاهدتم علي دينه؛ فقبلت علي أن تطيعوا الله ورسوله فيما أحببتم وكرهتم، وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتحجوا البيت وتصوموا رمضان، وكونوا قائمين لله بالقسط ولو علي أنفسكم، وعلي أن تؤخذ من حواشي أموال أغنيائكم، فتردّ علي فقرائكم، علي فريضة الله ورسوله في أموال المسلمين.

وثيقة لبارق من الأزد

الطبقات الكبري ج 1.هذا كتاب من محمد رسول الله لبارق: أن لا تجذ ثمارهم، وأن لا ترعي بلادهم، في مربع ولا مصيف، إلاّ بمسألة من بارق، ومن مرّ بهم من المسلمين في عركٍ أو جدب، فله ضيافة ثلاثة أيّام، فإذا أينعت ثمارهم فلابن السبيل اللقاط، يوسع بطنه من غير أن يقتثم، شهد أبو عبيدة بن الجراح وحذيفة بن اليمان، وكتب أبي بن كعب.

وثيقة لأهل هجر

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلي أهل هجر، سلم أنتم، فإنّي أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإنّي أوصيكم بالله وأنفسكم أن لا تضلوا بعد إذ هديتم؛ ولا تغووا بعد إذ رشدتم؛ أمّا بعد ذلكم، فإنه قد جاءني وفدكم فلم آت فيهم إلا ما سرّهم، وإني لو جهدت حقي كلّه فيكم أخرجتكم من هجر، فشفّعت شاهدكم ومننت علي غائبكم، اذكروا نعمة الله عليكم.أما بعد فإنّه قد أتاني ما صنعتم، وإن من يجمل منكم لا يحمل عليه ذنب المسيء؛ فإذا جاءكم أمراؤكم فأطيعوهم وانصروهم علي أمر الله وفي سبيله؛ فإنّه من يعمل منكم عملاً صالحاً فلن يضل له عند الله ولا عندي، أما بعد يا منذر بن ساوي فقد حمدك لي رسولي، وأنا إن شاء الله مثيبك علي عملك.

وثيقة لهمدان

مكاتيب الرسول ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله إلي عمير ذي مران ومن أسلم من همدان، سلم أنتم فإنّي أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو فإن الله قد هداكم بهداه، وإنّكم إذا شهدتم أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبد الله ورسوله، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، فإن لكم ذمة الله، وذمة رسوله، علي دمائكم وأموالكم، وأرض البوار التي أسلمتم عليها، سهلها وجبلها وعيونها وفروعها، غير مظلومين، ولا مضيّق عليكم، وإن الصدقة لا تحل لمحمّد ولا لأهل بيته، إنّما هي زكاة تزكونها، عن أموالكم لفقراء المسلمين، وإن مالك بن مرارة الرهاوي قد حفظ الغيب، وبلّغ الخبر، فآمركم به خيراً، فإنّه منظور إليه، وكتب عليّ بن أبي طالب.

وثيقة لبني غاديا

بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله لبني غاديا: إن لهم الذمة، وعليهم الجزية ولا عداء ولا جلاء؛ الليل مدّ والنهار شدّ. وكتب خالد بن سعيد [232] .

وثيقة لحبيب بن عمرو و قومه

هذا كتاب من محمد رسول الله لحبيب بن عمرو أخي بني أجأ، ولمن أسلم من قومه، وأقام الصلاة، وآتي الزكاة: إن له ماله وماءه، ما عليه حاضره وباديه؛ علي ذلك عهد الله وذمة رسوله [233] .

وثيقة لبني نهد

مكاتيب الرسول ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلي بني نهد بن زيد: السلام علي من آمن بالله ورسله (رسوله) يا بني نهد في الوظيفة الفريضة، ولكم العارض والفريش وذو العنان الركوب والفلو الضبيس؛ لا يمنع سرحكم، ولا يعضد طلحكم، ولا يحبس دركم، ما لم تضمروا الأماق، وتأكلوا الرباق، من أقرّ بما في هذا الكتاب فله من رسول الله الوفاء بالعهد والذمة، ومن أبي فعليه الربوة.

وثيقة لذي خيوان الهمداني

الطبقات الكبري ج 6.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله لعك ذي خيوان، إن كان صادقاً في أرضه وماله ورقيقه فله الأمان، وذمة محمد، وكتب له مالك (وفي المجموعة خالد) بن سعيد.

وثيقة إقطاع لحرام بن عبد عوف

الطبقات الكبري ج 1.إنّه أعطاه اذاما، وما كان من شواق؛ لا يحل لأحد أن يظلمهم، ولا يظلمون أحداً، وكتب خالد بن سعيد.

وثيقة إقطاع لبني جفال الجذاميين

مكاتيب الرسول ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد النبي لبني جفال بن ربيعة بن زيد الجذاميين: إن لهم إرم، لا يحلها عليهم أحد إن يغلبهم عليها، ولا يحاقّهم فيها، فمن حاقّهم فلا حق له، وحقهم حق، وكتب الأرقم.

وثيقة إقطاع للعداء بن خالد

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطي محمّد رسول الله للعداء بن خالد، ومن تبعه من عامر بن عكرمة: أعطاهم ما بين المصباعة إلي الزح ولوابة، يعني لوابة الحزار، وكتب خالد بن سعيد.

وثيقة إقطاع لمجاعة بن مرارة

الإصابة ج 3.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب كتبه محمد رسول الله لمجاعة بن مرارة ابن سلمي: إنّي أقطعتك الغورة وغرابة والحيل، فمن حاجّك فإليّ (وكتب يزيد أسد الغابة).

وثقية إقطاع لعاصم بن الحارث الحارثي

الطبقات الكبري ج 1.إن له نجمة من راكس، لا يحاقّه فيها أحد. وكتب الأرقم.

وثيقة إقطاع للزبير بن العوام

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله للزبير. بن العوّام: إنّي أعطيته شواق أعلاه وأسفله، لا يحاقّه فيه أحد. وكتب علي.

وثيقة إقطاع لسعير بن عداء

الطبقات الكبري ج 1.من محمد رسول الله إلي سعير بن عداء، إنّي قد أخفرتك الرحيح، وجعلت لك فضل بني السبيل.

وثيقة إقطاع لجميل بن ردام

الطبقات الكبري ج 1.هذا ما أعطي محمد رسول الله لجميل بن ردام العذري: أعطاه الرمداء، لا يحاقّه فيها أحد، وكتب عليّ بن أبي طالب.

وثيقة إقطاع لحصين بن نضلة الأسدي

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله لحصين بن نضلة الأسدي: إن له ثرير أو كنيفا، لا يحاقّه فيها أحد، وكتب المغيرة.

وثيقة إقطاع لهوذة بن نبيشة السلمي

الطبقات الكبري ج 1.لهوذة بن نبيشة السلمي ثم من بني عصية: إنّه أعطاه ما حوي الجفر كلّه.

وثيقة إقطاع لراشد بن عبد رب

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطي محمّد رسول الله راشد بن عبد ربّ السلمي: إنّه أعطاه غلوتين بسهم، وغلوة بحجر برهاط لا يحاقّه فيها أحد، ومن حاقّه فلا حقّ له، وحقّه حق، وكتب خالد بن سعيد.

وثيقة إقطاع للأجب السلمي

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطي محمّد رسول الله بني الأجب: أعطاهم حالساً، وكتب الأرقم.

وثيقة إقطاع لسلمة بن مالك

الطبقات الكبري ج 1.لسلمة بن مالك بن أبي عامر السلمي؛ من بني حارثة: إنّه أعطاه مدفرا، لا يحاقّه فيه أحد، ومن حاقه فلا حق له، وحقّه حق.

وثيقة إقطاع لعبدالله و وقاص ابني قمامة السلميين

الإصابة ج 3.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطي محمّد النبي رسول الله وقاص بن قمامة، وعبد الله بن قمامة السلميين ثم (من ظ) بني حارثة: أعطاهما المحدب، وهو بين الهدالي الوابدة، إن كانا صادقين.

وثيقة إقطاع لسلمة بن مالك السلمي

الطبقات الكبري ج 1.هذا ما أعطي رسول الله (صلي الله عليه وآله) سملة بن مالك السلمي: أعطاه ما بين ذان الحناظي إلي ذات الأساود؛ لا يحاقّه فيها أحد. شهد عليّ بن أبي طالب وحاطب بن أبي بلتعة.

وثيقة إقطاع لرزين بن أنس

الإصابة ج 1.(بسم الله الرحمن الرحيم)، من محمد رسول الله: أما بعد فإن لهم بئرهم إن كان صادقاً، ولهم دارهم إن كان صادقاً.

وثيقة إقطاع لعظيم بن الحارث المحاربي

مكاتيب الرسول ج 2.هذا كتاب من محمّد رسول الله لعظيم بن الحارث المحاربي: إن له الجمعة من رامس، لا يحاقّه فيها أحد، وكتب الأرقم.

وثيقة إقطاع للحصين بن أوس الأسلمي

الطبقات الكبري ج 1.إنّه أعطاه الفرغين وذات أعشاش، لا يحاقّه فيها أحد، وكتب عليّ.

وثيقة إقطاع لبني قرة النبهاني

الطبقات الكبري ج 1.(بسم الله الرحمن الرحيم)، إنّه أعطاهم المظلة كلّها أرضها وماءها وسهلها وجبلها؛ حمي يرعون فيه مواشيهم، وكتب معاوية (بن أبي سفيان).

وثيقة إقطاع ليزيد بن الطفيل الحارثي

الطبقات الكبري ج 1.إن له المضة كلّها، لا يحاقّه فيها أحد، ما أقام الصلاة وآتي الزكاة، وحارب المشركين، وكتب جهيم بن الصلت.

وثيقة إقطاع لبني قنان بن ثعلبة من بني الحارث

الطبقات الكبري ج 1.إن لهم مجسا؛ وإنهم آمنون علي أموالهم وأنفسهم، وكتب المغيرة.

وثيقة إقطاع لسعيد بن سفيان الرعلي

الطبقات الكبري ج 1.هذا ما أعطي رسول الله (صلي الله عليه وآله) سعيد بن سفيان الرعلي: أعطاه نخل السوارقية وقصرها، لا يحاقّه فيها أحد، ومن حاقّه فلا حقّله، وحقّه حق، وكتب خالد بن سعيد.

وثيقة إقطاع لعتبة بن فرقد

الطبقات الكبري ج 1.هذا ما أعطي النبي (صلي الله عليه وآله)، عتبة بن فرقد: أعطاه موضع دار بمكّة، يبنيها ممّا يلي المروة، فلا يحاقّه فيها أحد، ومن حاقّه فإنّه لا حقّ له، وحقّه حق، وكتب معاوية.

وثيقة إقطاع لبني شنخ من جهينة

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطي محمّد النبي، بني شنخ من جهينة: أعطاهم ما خطوا من صفينة وما حرثوا، ومن حاقهم فلا حق له، وحقهم حق، وكتب العلاء بن عقبة، وشهد.

وثيقة إقطاع لعوسجة بن حرملة

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطي الرسول عوسجة بن حرملة الجهني من ذي المروة: أعطاه ما بين بلكثة إلي المصنعة، إلي الجفلات إلي الجد، جبل القبلة، لا يحاقّه (فيها) أحد، ومن حاقّه فلا حق له، وحقه حق، وكتب (العلاء بن) عقبة، وشهد.

وثيقة إقطاع لبلال بن الحارث

الطبقات الكبري ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطي محمد رسول الله بلال بن الحارث: أعطاه من العتيق ما أصلح فيه معتملاً، وكتب معاوية.

وثيقة إقطاع لبلال بن الحارث

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطي محمد رسول الله بلال بن الحارث المزني: أعطاه معادن القبلية غوريها وجلسيها (غشية وذات النصب) وحيث يصلح للزرع من قدس، إن كان صادقاً، ولم يعطه حق مسلم، وكتب أبيّ.

وثيقة إقطاع لبلال بن الحارث

الطبقات الكبري ج 2.إن له النخل وجزعه (جزعه و) شطره ذا المزارع والنخل (النحل) وإن له ما أصلح به الزرع من قدس؛ وإن له المضة والجزع والغيلة، إن كان صادقاً، وكتب معاوية.

وثيقة إقطاع لبني عقيل

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطي محمد رسول الله ربيعاً ومطرفاً وأنساً: أعطاهم العقيق، ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، وسمعوا وأطاعوا، ولم يعطهم حقّاً لمسلم.

وثيقة إقطاع للداريين قبل الهجرة

مكاتيب الرسول ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب ذكر فيه ما وهب محمد رسول الله للداريين؛ إذا أعطاه الله الأرض: وهب لهم بيت عينون وجيرون والمرطوم وبيت إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلي أبد الأبد. شهد بذلك عباس بن عبد المطلب، وخزيمة بن قيس، وشرحبيل بن حسنة، وكتب.

وثيقة إقطاع للداريين بعد الهجرة

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أنطي محمد رسول الله لتميم الداري وأصحابه: إنّي أنطيتكم بيت عينون وجيرون والمرطوم وبيت إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، برمتها وجميع ما فيها نطية بت، ونفذت وسلّمت ذلك لهم ولأعقابه من بعدهم أبد الأبد، فمن آذاهم آذاه الله، شهد بذلك أبو بكر بن أبي قحافة، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفّان، وعليّ بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وكتب.

وثيقة إقطاع لعباس بن مرداس

مكاتيب الرسول ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطي محمّد النبي عباس بن مرداس السلمي: أعطاه مذمورا، فمن أخافه فيها فلا حق له فيها، وحقّه حق، وكتب العلاء بن عقبة، وشهد.

وثيقة إقطاع لنعيم بن أوس الداري

الطبقات الكبري ج 1.إن له حبري وعينون بالشام، قريتها كلّها سهلها وجبلها وماءها وحرثها وأنباطها وبقرها، ولعقبه من بعده، لا يحاقه فيها أحد، ولا يولج عليهم بظلم، ومن ظلمهم وأخذ منهم شيئاً، فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وكتب عليّ.

تعزية إلي معاذ بن جبل

البحار ج 8.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلي معاذ: سلام عليك فإنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد أعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر ورزقنا وإيّاك الشكر، فإن أنفسنا وأهالينا وأموالنا وأولادنا من مواهب الله عز وجل، الهنيئة، وعواريه المستودعة، يمتع بها إلي أجل معلوم، ويقبض لوقت معدود، ثم افترض علينا الشكر إذا أعطانا، والصبر إذا ابتلانا، وقد كان ابنك من مواهب الله الهنيئة، وعواريه المستودعة، متعك الله به في غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر كثير، الصلاة والرحمة والهدي إن صبرت واحتسبت فلا تجمعنّ عليك مصيبتين فيهبط لك أجرك، وتندم علي ما فاتك، فلو قدمت علي ثواب مصيبتك، علمت أن المصيبة قد قصرت في جنب الله عن الثواب؛ فتنجز من الله موعده، وليذهب أسفك علي ما هو نازل بك فكأن قد، والسلام.

عقوبات دنيوية

الوسائل ج 2 عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: وجدنا في كتاب رسول الله (صلّي الله علّيه وآله) إذا ظهر...إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة، وإذا طفّفت الميزان والمكيال أخذهم الله بالسنين والنقص، وإذا منعوا الزكاة منعت الأرض بركاتها من الزرع والثمار والمعادن كلها، وإذا جاروا في الأحكام تعاونوا علي الظلم والعدوان، وإذا نقضوا العهد سلّط الله عليهم عدوهم، وإذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار، وإذا لم يأمروا بالمعروف، ولم ينهوا عن المنكر، ولم يتّبعوا الأخيار من أهل بيتي سلّط الله عليهم شرارهم، فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم.

جواب كتاب أبي جهل

البحار ج 6: لما هاجر الرسول (صلي الله عليه وآله) إلي يثرب أرسل إليه أبو جهل كتاباً فيه: (يا محمد إن الخيوط التي في رأسك هي التي ضيقت عليك مكة ورمت بك إلي يثرب. وإنها لا تزال بك حتي تنفر بك وتحثك علي ما يفسدك ويتلفك إلي أن تفسدها علي أهلها وتصليهم حر نار تعديك طورك. وما أري ذلك إلي وسيؤول إلي أن تثور عليك قريش ثورة رجل واحد لقصد آثارك ودفع ضررك وبلائك، فتلقاهم بسفهائك المغترين بك ويساعدك علي ذلك من هو كافر بك مبغض لك فيلجئه إلي مساعدتك ومضافرتك خوفه لأن يهلك لهلاكك ويعطب عياله بعطبك ويفتقر هو ومن يليه بفقرك وبفقر شيعتك، إذ يعتقدون أن أعداءك إذا قهروك ودخلوا ديارهم عنوة، لم يفرقوا بين من والاك وعاداك واصطلموهم باصطلامهم لك وأتوا علي عيالاتهم وأموالهم بالسبي والنهب كما يأتون علي أموالك وعيالك وقد أعذر من أنذر وبالغ من أوضح).إن أبا جهل بالمكاره والعطب يتهددني، وربّ العالمين بالنصر والظفر عليه يعدني، وخبر الله أصدق، والقبول من الله أحق، لن

يضر محمّداً من خذله أو يغضب عليه، بعد أن ينصره الله ويتفضل بجوده وكرمه.يا أبا جهل إنّك راسلتني بما ألقاه في جلدك الشيطان، وأنا أجيبك بما ألقاه في خاطري الرحمن: إن الحرب بيننا وبينك كافية إلي تسعة وعشرين؛ وإن الله سيقتلك فيها بأضعف أصحابي، وستلقي أنت وعتبة وشيبة والوليد وفلان وفلان - وذكر أعداد من قريش - في قليب بدر مقتّلين؛ أقتل منكم سبعين وأوسر منكم سبعين؛ أحملهم علي الفداء والقتل [234] .

قداسة مكة

مكاتيب الرسول ج 2. تكلم الرسول (صلّي الله علّيه وآله) بهذا الكلام، ثم قام أبو شاه - رجل من أهل اليمن - فقال: اكتبه لي يا رسول الله، فقال رسول الله (صلّي الله علّيه وآله): اكتبوا لأبي شاه، وقد سبق بألفاظ أخر في فصل سياسيات.إن الله تعالي حبس عن مكة الفيل، وسلّط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لم تحل لأحد كان قبلي، وإنّما أحلت لي ساعة من النهار، وإنّها لا تحل لأحد كان بعدي، لا ينفر صيدها، ولا يختلي شوكها؛ ولا يحل ساقطها إلا لمنشد، ومن قتل له قتيل، فهو بخير النظرين: إمّا أن يفتدي وإمّا أن يقتل.

احكام شرعية

مكاتيب الرسول ج 2.من محمد رسول الله: لا تبيعوا الثمرة حتي تينع، ولا السهم حتي يخمس، ولا تطأوا الحبالي حتي يضعن.وثيقة للعداء بن خالد [235] .بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما اشتري العداء بن خالد بن هوذة من محمد رسول الله: عبداً أو أمة، مبايعة المسلم أو بيع المسلم المسلم؛ لا داء ولا غائلة ولا خبثة.

كتاب إلي أصم أخرس

مكاتيب الرسول ج 2.فإنّه ليس من مسلم يفجع بكريمتيه أو بلسانه أو بسمعه أو برجله أو بيده فيحمد الله علي ما أصابه، ويحتسب عند الله ذلك، إلا نجّاه الله من النار، وأدخله الجنّة.

خطاب إلي فاطمة

سفينة البحار ج 1.قال محمد النبي: ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو يسكت، إن الله تعالي يحب الخيّر الحليم المتعفف، ويبغض الفاحش (العينين) البذّاء السائل الملحف، إن الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، وإن الفحش من البذاء، والبذاء في النار.

حكمة لأهل مكة

مكاتيب الرسول ج2.لا يجوز شرطان في بيع واحد؛ وبيع وسلف جميعاً، وبيع ما لم يضمن، ومن كان مكاتباً علي مائة درهم، فقضاها كلها إلا درهماً، فهو عبد؛ أو علي مائة أوقيّة، فقضاها كلّها إلا أوقيّة، فهو عبد.

كتاب إلي عماله

مكاتيب الرسول ج2.إذا أبردتم إليّ بريداً، فادبروه (فابعثوه) حسن الوجه، حسن الاسم.

كتاب إلي عتاب بن أسيد

مكاتيب الرسول ج2.يا أيّها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، إن رضوا وإلاّ فأذنهم بحرب.

كتاب إلي عباس بن عبدالمطلب

مكاتيب الرسول ج 2.أقم في مكانك يا عم الذي أنت به، فإن الله ختم بك الهجرة كما ختم بي النّبوة.

كتاب إلي سهيل بن عمرو

مكاتيب الرسول ج 2.إن جاءك كتابي ليلاً فلا تصبحنّ، أو نهاراً فلا تمسينّ؛ حتي تبعث إليّ مزادتين من ماء زمزم.

كتابه إلي مجاعة بن مرارة

مكاتيب الرسول ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبي لمجاعة بن مرارة بن سلمي:إنّي أعطيته مائة من الإبل من أول خمس يخرج من مشركي بني ذهل عقبة من أخيه.

موعظة لفاطمة

أصول الكافي ج 2، عن زرارة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاءت فاطمة تشكو إلي رسول الله (صلّي الله علّيه وآله) بعض أمرها، فأعطاها رسول الله كريسة وقال: تعلمي ما فيها، فإذا فيها هذا الكتاب: من كان...من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم الضيف، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو يسكت.

مرسوم في مقاسم أموال خيبر

مكاتيب الرسول ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطي محمد رسول الله: لأبي بكر بن أبي قحافة مائة وسق، ولعقيل بن أبي طالب مائة وأربعين، ولبني جعفر بن أبي طالب خمسين وسقاً، ولربيعة بن الحارث مائة وسق، ولأبي سفيان بن الحارث ابن عبد المطّلب مائة وسق، وللصلت بن مخرمة بن المطلب ثلاثين وسقاً، ولأبي نبقة خمسين وسقاً، ولمسطح بن أثاثة بن عباد وأخته هند ثلاثين وسقاً، ولصفية بنت عبد المطلب أربعين وسقاً، ولحسينة بنت الأرث بن المطلب ثلاثين وسقاً، ولضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب أربعين وسقاً، وللحصين وخديجة وهند بن عبيدة بن الحارث مائة وسق، ولأم الحكم بنت أبي طالب ثلاثين وسقاً، ولأم طالب بنت أبي طالب ثلاثين وسقاً، ولقيس بن مخرمة بن المطلب خمسين وسقاً، ولابني أرقم خمسين وسقاً، ولعبد الرحمن بن أبي بكر أربعين وسقاً، ولأبي بصرة أربعين وسقاً، ولابن أبي حبيش ثلاثين وسقاً، ولعبد الله بن وهب وابنيه خمسين وسقاً، لابنيه أربعين وسقاً، ولنميلة الكلبي من بني ليث خمسين وسقاً، ولأم حبيببة بنت جحش ثلاثين وسقاً، ولملكان بن عبدة ثلاثين وسقاً، ولمحيصة بن مسعود ثلاثين وسقاً.

مرسوم في أعطيات خيبر

سيرة ابن هشام ج 3.بسم الله الرحمن الرحيم، ذكر ما أعطي محمد رسول الله النبي (صلي الله عليه وآله)، نساءه من قمح خيبر: قسم لهن مائة وسق وثمانين وسقاً، ولفاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله)، خمسة وثمانين وسقاً، ولأسامة بن زيد أربعين وسقاً، وللمقداد بن الأسود خمسة عشر وسقاً، ولأم رميثة خمسة أوسق، شهد عثمان وعباس وكتب.

وثائق مزورة

وهنالك كتب مزوّرة علي رسول الله (صلّي الله عليه وآله) - أو يقال: إنها مزوّرة عليه - ومعها دلائل تشير إلي أنها فارغة عن الصحة، ولقد شاع تزوير هذه الكتب علي رسول الله منذ العصور المتصلة بعهود المعصومين (عليهم السلام)، ولها قصص طويلة في التاريخ.قال ابن كثير في تاريخه (البداية والنهاية): إن يهود خيبر افتعلوا كتابين نسبوهما إلي رسول الله (صلّي الله عليه وآله) قال قداد عن يهود خيبر في أزمان متأخرة بعد الثلاثمائة: إن بأيديهم كتاباً من رسول الله (صلّي الله عليه وآله) فيه وضع الجزية عنهم، وقد اغتر بهذا الكتاب بعض العلماء حتي قال بإسقاط الجزية عنهم من الشافعية أبو علي بن خيرون، وهو كتاب مزور مكذوب مفتعل لا أصل له، وقد بينت بطلانه من وجوه عديدة في كتاب مفرد، وقد تعرض لذكره وإبطاله، جماعة من الأصحاب في كتبهم: كابن الصبّاغ في مسائله، والشيخ أبي حامد في تعليقه، وصنف ابن المسلمة جزءاً مفرداً للردّ عليه، وقد تحركوا به بعد السبعمائة، وأظهروا كتاباً فيه نسخة ما ذكره الأصحاب في كتبهم، وقد وقف عليه فإذا هو مكذوب، فإن فيه شهادة سعد بن معاذ، وقد كان مات قبل زمن خيبر، وفيه شهادة معاوية بن أبي سفيان ولم يكن أسلم يومئذ، وكتبه علي بي أبي طالب وهذا لحن،

وفيه وضع الجزية ولم تكن شرعت بعد، فإنّها إنّما شرعت أول ما شرعت. وأخذ من أهل نجران، وذكروا أنّهم وفدوا سنة تسع.وافتعال بعض هذه الكتب ظاهر من نفسه لا يحتاج إلي الاستدلال، ولكنا نثبتها هنا ونذكر بعض ما استدل به علي كونها مزوّرة ليكون القرّاء علي علم من واقعها.

وثيقتان لنصاري نجران

مجموعة تأليفات الآباء الشرقيين. المعروف أن هاتين الوثيقتين مزورتان إذ لم ينقلهما سوي النصاري، ولأن أسلوبهما أسلوب النصاري، وليس أسلوب النبي (صلي الله عليه وآله) وللإطراء الكثير من النصاري، مع أنهم كانوا - في ذلك الوقت - علي تناقض من الرسول (صلي الله عليه وآله) لأن فيه التهجم علي اليهود، مع أن يهود اليمن كانوا يناصرون المسلمين - في ذلك التاريخ - ولأن نظم الشهود ابتداء من أبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي بن أبي طالب، يكشف عن أنهما زورتا بعد أيام هؤلاء. من أن سعد بن معاذ، الذي هو أحد الشهود، مات في السنة الرابعة من الهجرة، وجعفر بن أبي طالب قتل في السنة الثامنة من الهجرة، وحوادث المسلمين مع نصاري نجران كانت بعد هذين التاريخين. والله العالم.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب أمان من الله ورسوله، للذين أوتوا الكتاب من النصاري، من كان منهم علي دين نجران أو علي شيء من نحل النصرانية، كتبه لهم محمد بن عبد الله رسول الله إلي كافة، ذمة لهم من الله ورسوله, وعهداً إلي المسلمين من بعده، عليهم أن يعوه ويعرفوه ويؤمنوا به ويحفظوه لهم، ليس لأحد من الولاة ولا لذي شيعة من السلطان وغيره نقضه، ولا تعدّيه إلي غيره، ولا حمل مؤونة من المؤمنين سوي الشروط المشروطة في هذا الكتاب، فمن حفظه ورعاه ووفي بما

فيه، فهو علي العهد المستقيم والوفاء بذمة رسول الله، ومن نكثه وخالفه إلي غيره وبدّله فعليه وزره، وقد خان أمان الله ونكث عهده وخالف رسوله، وهو عند الله من الكاذبين، لأن الذمة واجبة في دين الله المفترض، وعهده المؤكّد، فمن لم يراعها خالف حرمها ومن خالف حرمها فلا أمانة له، وبرئ الله منه وصالح المؤمنين.فأما السبب الذي استوجب أهل النصرانية الذمّة من الله ورسوله والمؤمنين فحق لهم لازم لمن كان مسلماً، وعهد مؤكّد لهم علي أهل هذه الدعوة ينبغي للمسلمين رعايته والمعونة به وحفظه والمواظبة عليه، والوفاء به، إذ كان جميع أهل الملل والكتب العتيقة أهل عداوة لله ورسوله، وإجماع بالبغضاء والجحد للصفة المنعوتة في كتاب الله من توكيده عليهم في حال نبيه، وذلك يؤذن عن غشّ صدورهم وسوء مأخذهم وقساوة قلوبهم بأن عملوا أوزارهم وحملوها وكتموا ما أكده الله عليهم فيها بأن يظهروه ولا يكتموه، ويعرفوه ولا يجحدوه، فعملت الأمم بخلاف ما كانت الحجة به عليهم، فلم يرعوه حق رعايته، ولم يأخذوا في ذلك بالآثار المحدودة، وأجمعوا علي العداوة لله ورسوله والتأليب عليهم، والتزيين للناس التكذيب والحجّة، ألا يكون الله أرسله إلي الناس بشيراً ونذيراً، وداعياً إلي الله بإذنه وسراجاً منيراً، يبشر بالجنّة من أطاعه وينذر بالنار من عصاه، فقد حملوا من ذلك أكثر ما زينوا لأنفسهم من التكذيب وزينوا للناس (من مخالفة) فعله ودفع رسالته وطلب الغائلة له، والأخذ عليه بالمرصاد، فهمّوا برسول الله وأرادوا قتله وأعانوا المشركين من قريش وغيرهم علي عداوته والمماراة في نقضه وجحوده، واستوجبوا بذلك الانخلاع عن عهد الله والخروج من ذمته، وكان من أمرهم في يوم حنين وبني قينقاع وقريظة والنضير ورؤسائهم ما كان: من موالاتهم أعداء الله

من أهل مكّة علي حرب رسول الله ومظاهرتهم إيّاهم بالمادة من القوة والسلاح إعانة علي رسول الله، وعداوة بالمؤمنين.خلا ما كان من أهل النصرانية فلم يجيبوا إلي محاربة الله ورسوله لما وصفهم الله من لين قلوبهم لأهل هذه الدعوة، وسالمة صدورهم لأهل الإسلام، وكان فيما أثني الله عليهم في كتابه ومن أنزله من الوحي أن وصف اليهود وقساوة قلوبهم ورقّة قلوب أهل النصرانية إلي مودة المؤمنين: (لتجدنّ أشدّ النّاس عداوة للّذين آمنوا اليهود والّذين أشركوا ولتجدنّ أقربهم مودّة للّذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصاري ذلك بأنّ منهم قسّيسين ورهباناً وأنّهم لا يستكبرون... الصالحين) وذلك أن أناساً من النصاري وأهل الثقة والمعرفة بدين الله، أعانوا علي إظهار هذه الدعوة وأمدّوا الله ورسوله فيما أحب من إنذار الناس وإبلاغهم ما أرسل به.وأتاني السيد وعبد يشوع وابن حجرة وإبراهيم الراهب وعيسي الأسقف في أربعين راكباً من أهل نجران، ومعهم من جلّة أصحابهم ممّن كان علي ملّة النصرانية في أقطار أرض العرب وأرض العجم، فعرضت أمري عليهم، ودعوتهم إلي تقويته وإظهاره والمعونة عليه، وكانت حجة الله ظاهرة عليهم، فلم ينكصوا علي أعقابهم ولم يولّوا مدبرين، وقاربوا ولبثوا ورضوا وأرفدوا وصدقوا وأبدوا قولاً جميلاً ورأياً محموداً وأعطوني العهود والمواثيق علي تقوية ما أتيتهم به والرد علي من أبي وخالفه وانقلبوا إلي أهل دينهم ولم ينكثوا عهدهم ولم يبدّلوا أمرهم، بل وفدوا بما فارقوني عليه، وأتاني عنهم ما أحببت من إظهار الجميل، وحلافهم علي حربهم من اليهود، والموافقة لمن كان من أهل الدعوة علي إظهار أمر الله والقيام بحجته والذبّ عن رسله، فكسروا ما احتجّ به اليهود في تكذيبي ومخالفة أمري وقولي.وأراد النصاري من تقوية أمري ونصبوا لمن كرهه، وأراد تكذيبه

وتغييره ونقضه وتبديله وردّه، وبعث الكتب إلي كل من كان في أقطار الأرض من سلطان العرب من وجوه المسلمين وأهل الدعوة بما كان من تجميل رأي النصاري لأمري، وذبّهم عن غزاة الثغور في نواحيهم، والقيام بما فارقوني عليه وقبلته، إذا كان للأساقفة والرهبان منّة قوية في الوفاء بما أعطوني من مودتهم وأنفسهم، وأكدوا من إظهار أمري والإعانة علي ما دعوا إليه وأريد إظهاره، وأن يجتمعوا في ذلك علي من أنكر أو جحد شيئاً منه وأراد دفعه وإنكاره، وأن يأخذوا علي يديه ويستدلوه ففعلوا واستدلوا واجتهدوا حتي أقر بذلك مذعناً، وأجاب إليه طائعاً أو مكرهاً، ودخل فيه منقاداً (أو) مغلوباً، محاماة علي ما كان بيني وبينهم، واستقامة علي ما فارقوني عليه، وحرصاً علي تقوية أمري ومظاهرتي علي دعوتي، وخالفوا في وفائهم اليهود والمشركين من قريش وغيرهم، ونزّهوا نفوسهم عن رقة المطامع التي كانت اليهود تتبعها وتريدها من الأكل للرّبا، وطلب الرشا للرشا، وبيع ما أخذه الله من بالثمن القليل (فويل لهمم ممّا كتبت أيديهم وويلٌ لهم ممّا يكسبون) فاستوجب اليهود ومشركو قريش وغيرهم، أن يكونوا بذلك أعداء الله ورسوله لما نووه من الغش وزينّوا لأنفسكم من العداوة، وصاروا إلي الحرب عوان مغالبين من عاداني وصاروا بذلك أعداء الله ورسوله وصالح المؤمنين، وصار النصاري علي خلاف ذلك كله، رغبة في رعاية عهدي، ومعرفة حقّي وحفظاً لما فارقوني عليه، وإعانة لمن كان من رسلي في أطراف الثغور، فاستوجبوا بذلك رأفتي ومودّتي ووفائي لهم بما عاهدتهم عليه، وأعطيتهم من نفسي علي جميع أهل الإسلام في شرق الأرض وغربها، وذمتي من دمت وبعد وفاتي إذا أماتني الله ما نبت الإسلام وما ظهرت دعوة الحق والإيمان، لازم ذلك من عهدي للمؤمنين

والمسلمين ما بلّ بحر صوفة، وما جادت السماء بقطرة، والأرض بنبات، وما أضاءت نجوم السماء؛ وتبين الصبح للسارين، ما لأحد نقضه ولا تبديله ولا زيادة فيه ولا الانتقاص منه، لأن الزيادة فيه تفسد عهدي، والانتقاص منه ينقص ذمّتي، ويلزمني العهد بما أعطيت من نفسي ومن خالفني من أهل ملّتي ومن نكث عهد الله عزّ وجل وميثاقه صارت عليه حجّة الله، وكفي بالله شهيداً.وإن السبب في ذلك ثلث (كذا) نفر من أصحابه، سألوا كتاباً لجميع أهل النصرانية أماناً من المسلمين وعهداً ينجز لهم الوفاء بما عاهدوهم، وأعطيتهم إيّاه من نفسي، وأحببت أن أستتمّ الصنعة في الذمة عند كل من كانت حاله حالي؛ وكفّ المؤونة عني وعن أهل دعوتي في أقطار أرض العرب، ممّن انتحل اسم النصرانية وكان علي مللها، وأن أجعل عهداً مرعيّاً وأمراً معروفاً يمتثله المسلمون ويأخذ به المؤمنون، فأحضرت رؤساء المسلمين وأفاضل أصحابي وأكّدت علي نفسي الذي أرادوا، وكتبت لهم كتاباً يحفظ عند أعقاب المسلمين من كان منهم سلطاناً أو غير سلطان، فإنّ علي السلطان إنفاذ ما أمرت به، ليستعمل بموافقة الحق والوفاء والتخلي إلي من (التمس) عهدي، وإنجاز الذمة التي أعطيت من نفسي، لئلا تكون الحجّة عليه مخالفة أمري، وعلي السوقة أن لا يؤذوهم، وأن يكملوا لهم العهد الذي جعلته لهم ليدخلوا معي في أبواب الوفاء، ويكونوا لي أعواماً علي الخير الذي كافيت به من استوجب ذلك مني، وكان عوناً علي الدعوة وغيظاً لأهل التكذيب والتشكيك، ولئلا تكون الحجّة لأحد من أهل الذمة علي أحد ممّن انتحل ملّة الإسلام مخالفة لما وضعت في هذا الكتاب، والوفاء لهم بما استوجبوا مني واستحقوا؛ إذ كان ذلك يدعو إلي استتمام المعروف ويجرّ إلي مكارم الأخلاق، ويأمر

بالحسني وينهي عن السوء، وفيه اتّباع الصدق، وإيثار الحق إن شاء الله تعالي.

وثيقة للحارث و أهل ملته

مكاتيب الرسول ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب: كتبه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب رسول الله إلي الناس كافّة، بشيراً ونذيراً، ومؤتمناً علي وديعة الله في خلقه, ولئلاّ يكون للناس علي الله حجّة بعد الرسل، والبيان , وكان الله عزيزاً حكيماً.للسيد بن الحارث بن كعب ولأهل ملّته، ولجميع من ينتحل دعوة النصرانية في شرق الأرض وغربها، قريبها وبعيدها، فصيحاً وأعجمها، معروفها ومجهولها كتاباً لهم عهداً مرعيّاً وسجلاً منشوراً سنّة منه وعدلاً وذمة محفوظة، من رعاها كان بالإسلام مستمسكاً، ولما فيه من الخير مستأهلاً، ومن ضيّعها ونكث العهد الذي فيها وخالفه إلي غيره، تعدي فيه ما أمرت كان لعهد الله ناكثاً، ولميثاقه ناقضاً، وبذمته مستهيناً، وللعنة مستوجباً، سلطاناً كان أو غيره، بإعطاء العهد علي نفسي بما أعطيتهم عهد الله وميثاقه، وذمة أنبيائه وأصفيائه، وأوليائه من المؤمنين والمسلمين في الأولين والآخرين، ذمتي وميثاقي وأشد ما أخذ الله علي بني إسرائيل من حق الطاعة وإيثار الفريضة والوفاء بعهد الله، أن أحفظ أقاصيهم في ثغوري بخيلي بعيداً كان أو قريباً، سلماً كان أو حرباً، وأن أحمي جانبهم وأذبّ عنهم وعن كنائسهم وبيعهم وبيوتهم صلوات ومواضع الرهبان وموطن السياح، حيث كانوا من جبل أو واد أو مغار أو عمران أو سهل أو رمل، وأن أحرص علي دينهم وملتهم أين كانوا من بر أو بحر شرقاً وغرباً بما أحفظ به نفسي وخاصتي وأهل الإسلام من أهل ملتي، وأن أدخلهم في ذمتّي وميثاقي وأماني، ومن كل أذي ومكروه أو مؤونة أو تبعة، وأن أكون من ورائهم ذابّاً عنهم كل عدو يريدني وإيّاهم بسوء بنفسي وأعواني وأتباعي

وأهل ملّتي وأنا ذو السلطة عليهم، ولذلك يجب عليّ رعايتهم وحفظهم من كل مكروه، ولا يصل ذلك إليهم حتي يصل إلي وأصحابي الذابّين عن بيضة الإسلام معي، وأن أعزل عنهم الأذي في المؤن التي يحملها أهل الجهاد من الغارة والخراج إلا ما طابت به أنفسهم، وليس عليهم إجبار ولا إكراه علي شيء من ذلك، ولا تغيير أسقف عن أسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، ولا سائح عن سياحته، ولا هدم بيت من بيوت بيعهم، ولا إدخال شيء من بنائهم في شيء من أبنية المساجد، ولا منازل المسلمين، فمن فعل ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله، وحال عن ذمة الله، وأن لا يحمل الرهبان والأساقفة ولا من تعبّد منهم، أو لبس الصوف أو توحد في الجبال والمواضع المعتزلة عن الأمصار، شيئاً من الجزية أو الخراج، وأن يقتصر علي غيرهم من النصاري ممّن ليس بمتعبد ولا راهب ولا سائح علي أربعة دراهم في كل سنة، أو ثوب حبرة أو عصب اليمن إعانة للسلمين وقوّة في بيت المال، وإن لم يسهل الثوب عليهم طلب منهم ثمنه ولا يقوم ذلك عليهم إلا بما تطيب به أنفسهم؛ ولا تتجاوز جزية أصحاب الخراج والعقارات والتجارات العظيمة في البحر والأرض، واستخراج معادن الجوهر والذهب والفضة، وذوي الأموال الفاشية والقوة ممّن ينتحل دين النصرانية أكثر من اثني عشر درهماً من الجمهور في كل عام إذا كانوا للمواضع قاطنين، وفيها مقيمين، ولا يطلب ذلك من عابر سبيل ليس من قطان البلد، ولا أهل الاجتياز ممّن لا تعرف مواضعه، ولا خراج ولا جزية إلا (علي) من يكون في يده ميراث من ميراث الأرض ممّن يجب عليه فيه للسلطان حق فيؤدّي علي ذلك ما يؤديه مثله

ولا يجار عليه ولا يحمل منه إلا قدر طاقته وقوته علي عمل الأرض وعمارتها وإقبال ثمرتها ولا يكلف شططاً ولا يتجاوز به حدّ أصحاب الخراج من نظرائه، ولا يكلف أحد من أهل الذمة منهم الخروج مع المسلمين إلي عدوّهم لملاقاة الحروب ومكاشفة الأقران، فإنّه ليس علي أهل الذمة مباشرة القتال، وإنّما أعطوا الذمة علي أن لا يكلفوا ذلك؛ وأن يكون المسلمون ذبّاباًً عنهم وجداراً من دونهم ولا يكرهوا علي تجهيز أحد من المسلمين إلي الحرب الذي يلقون فيه عدوهم بقوّة وسلاح أو خيل إلا أن يتبرعوا من تلقاء أنفسهم، فيكون من فعل ذلك منهم وتبّرع به حمد عليه وعرف له وكوفئ به.ولا يجبر أحد ممّن كان علي ملّة النصرانية كرهاً علي الإسلام، ولا تجادلوا (أهل الكتاب) إلاّ بالتي هي أحسن، ويخفض لهم جناح الرحمة، ويكفّ عنهم أذي المكروه حيث كانوا وأين كانوا من البلاد.وإن أجرم أحد من النصاري أو جني فعلي المسلمين نصره والمنع والذبّ عنه، والغرم عن جريرته، والدخول في الصلح بينه وبين من جني عليه، فإمّا منّ عليه أو يفادي به، ولا يرفضوا ولا يخذلوا ولا يتركوا هملاً، لأني أعطيتهم عهد الله علي أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما علي المسلمين، وعلي المسلمين ما عليهم بالعهد الذي استوجبوا حق الذمام والذب عن الحرمة، واستوجبوا أن يذبّ عنهم كل مكروه حتي يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم وفيما عليهم.ولا يحملوا في النكاح شططاً لا يريدونه، ولا يكره أهل البنت علي تزويج المسلمين ولا يضاروا في ذلك إن منعوا خطاباً وأبوا تزويجاً، لأن ذلك لا يكون إلا بطيبة قلوبهم ومسامحة أهوائهم إن أحبوه ورضوا به، وإذا صارت النصرانية عند المسلم فعليه أن يرضي بنصرانيّتها ويتّبع هواها

في الاقتداء برؤسائها والأخذ بمعالم دينها ولا يمنعها ذلك، فمن خالف ذلك وأكرهها علي شيء من أمر دينها فقد خالف عهد الله، وعصي ميثاق رسوله وهو عند الله من الكاذبين.ولهم إن احتاجوا في مرمّة بيعهم وصوامعهم، أو شيء من مصالح أمورهم ودينهم، إلي رفد من المسلمين وتقوية لهم علي مرمّتها أن يرفدوا علي ذلك، ويعاونوا، ولا يكون ذلك ديناً عليهم، بل تقوية علي مصالحة دينهم، ووفاء بعهد رسول الله لهم ومنّة لله ورسوله عليهم.ولهم أن لا يلزم أحد منهم بأن يكون في الحرب بين المسلمين وعدوهم رسولاً أو دليلاً أو عوناً أو متخبراً، ولا شيئاً ممّا يساس به الحرب، فمن فعل ذلك بأحد منهم كان ظالماً لله، ولرسوله عاصياً، ومن ذمّته متخلياً، ولا يسعه في إيمانه إلا الوفاء بهذه الشرائط التي شرطها محمد بن عبد الله رسول الله لأهل ملّة النصرانية، واشترط عليهم أموراً يجب عليهم في دينهم التمسك بها والوفاء بما عاهدهم عليه، منها: ألا يكون أحد منهم عيناً ولا رقيباً لأحد من أهل الحرب، علي أحد من المسلمين، في سرّه وعلانيته، ولا تأوي منازلهم عدوّ للمسلمين يريدون به أخذ الفرصة وانتهاز الوثبة، ولا ينزلوا أوطانهم ولا ضياعهم ولا في شيء من مساكن عبادتهم ولا غيرهم من أهل الملّة، ولا يرفدوا أحداً من أهل الحرب علي المسلمين بتقوية لهم بسلاح ولا خيل ولا رجال ولا غيرهم ولا يصانعوهم وأن يقروا من نزل عليهم من المسلمين ثلاثة أيام بلياليها في أنفسهم ودوابهم حيث كانوا وحيث مالوا يبذلون لهم القري الذي منه يأكلون ولا يكلفوا سوي ذلك فيحملوا الأذي عليهم والمكروه، وإن احتيج إلي إخفاء أحد من المسلمين عندهم وعند منازلهم ومواطن عباداتهم أن يؤووهم ويرفدوهم

ويواسوهم فيما يعيشون به ما كانوا مجتمعين، وأن يكتموا عليهم ولا يظهروا العدوّ علي عوراتهم، ولا يخلوا شيئاً من الواجب عليهم.فمن نكث شيئاً من هذه الشرائط، وتعدّاها إلي غيرها، فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله، وعليهم العهود والمواثيق التي أخذت عن الرهبان وأخذتها، وما أخذ كل نبيّ علي أمّته من الأمان والوفاء لهم وحفظهم به ولا ينقض ذلك ولا يغير حتي تقوم الساعة إن شاء الله.وشهد هذا الكتاب الذي كتبه محمّد بن عبد الله بينه وبين النصاري الذين اشترط عليهم، وكتب هذا العهد لهم: عتيق بن أبي قحافة، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، أبو ذر، أبو الرداء، أبو هريرة، عبد الله بن مسعود، العباس بن عبد المطلب، الفضل بن العباس، الزبير بن العوّام، طلحة بن عبيد الله، سعد بن معاذ، سعد بن عبادة، ثمامة بن قيس، زيد بن ثابت، ولده عبد الله، حرقوص بن زهير، زيد بن أرقم، أسامة بن زيد، عمار بن مظعون، مصعب بن جبير، أبو الغالية (كذا)، عمرو بن العاص، أبو حذيفة، خوات بن جبير، هاشم بن عتبة، عبد الله بن خفاف، كعب بن مالك، حسان بن ثابت، جعفر بن أبي طالب، وكتب معاوية بن أبي سفيان.

وثيقة لأقرباء سلمان

البحار، عن مناقب آل أبي طالب، والمعروف أن هذه الوثيقة مزورة.هذا كتاب من محمد بن عبد الله رسول الله، سأله الفارسي سلمان وصيّة بأخيه مهاد بن فرّوخ بن مهيار (ماهاد بن فرخ) وأقاربه وأهل بيته، وعقبه من بعده ما تناسلوا، من أسلم منهم وأقام علي دينه:سلام الله (حمداً لله إليكم) إن الله تعالي أمرني أن أقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أقولها، وآمر الناس بها، والأمر

كلّه لله، خلقهم، وأماتهم، وهو ينشرهم، وإليه المصير. وإن كلّّ أمر يزول، وكلّ شيء يفني، وكل نفس ذائقة الموت، من آمن بالله ورسوله كان له في الآخرة دعة الفائزين، ومن أقام علي دينه تركناه، فلا إكراه في الدين.فهذا الكتاب لأهل بيت سلمان، إن لهم ذمة الله وذمّتي علي دمائهم وأموالهم في الأرض التي يقيمون عليها، سهلها وجبلها، ومراعيها وعيونها، غير مظلومين لا مضيّق عليهم.فمن قرأ عليه كتابي هذا من المؤمنين والمؤمنات، فعليه أن يحفظهم ويكرمهم، ولا يتعرض لهم بالأذي والمكروه، وقد رفعت عنهم جزّ الناصية، والجزية، والخمس، والعشر، وسائر المؤن والكلف، فإن سألوكم فأعطوهم، وإن استغاثوا بكم فأغيثوهم، وإن استجاروا بكم فأجيروهم، وإن أساءوا فاغفروا لهم، وإن أسيء إليهم فامنعوا عنهم، ولهم أن يعطوا من بيت المال في كل سنة مائة حلّة في شهر رجب، ومائة في الأضحية، فقد استحق سلمان ذلك منّا، ولأن فضل سلمان علي كثير من المؤمنين. وأنزل في الوحي أنّ الجنّة إلي سلمان أشوق من سلمان إلي الجنّة، وهو ثقتي وأميني، تقيّ، ونقيّ، وهو ناصح لرسول الله والمؤمنين، وسلمان منّا أهل البيت، فلا يخالفنّ أحد هذه الوصية فيما أمرت به من الحفظ والبرّ لأهل بيت سلمان وذراريهم، من أسلم منهم وأقام علي دينه، ومن خالف هذه الوصية فقد خالف وصية الله ورسوله، وعليه لعنة الله إلي يوم الدين. ومن أكرمهم فقد أكرمني، وله عند الله الثواب. ومن آذاهم فقد آذاني، وأنا خصمه يوم القيامة، جزاؤه نار جهنم، وبرئت منه ذمّتي، والسلام عليكم.وكتب عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بأمر رسول الله في رجب سنة تسع من الهجرة، وشهد علي ذلك سلمان، وأبو ذر، وعمار، وبلال، والمقداد، وجماعة أخري من المؤمنين.

وثيقة أخري لأقرباء سلمان

مكاتيب

الرسول ج 2. والمعروف أن هذه الوثيقة مزورة أيضاً لإسقاط الحدود الشرعية بلا مبرر.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا الكتاب من رسول الله بمهدي (كذا) فروح بن شخسان، أخي سلمان الفارسي رضي الله عنه وأهل بيته من بعده وما تناسلوا من أسلم منهم وأقام علي دينه: سلام الله إليك، إن الله أمرني أن أقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أقولها وآمروا (كذا) الناس، الخلق خلق الله والأمر كلّه لله، خلقهم وأحياهم وأماتهم ثم ينشرهم وإليه المصير، وكل أمر يزول ويفني، وكل نفس ذائقة الموت، ولا مرد لأمر الله، ولا نقصان لسلطانيته (كذا)، ولا نهاية لعظمته ولا شريك له في ملكه، سبحان مالك السماوات والأرض، الذي يقلّب الأمور كما يريد، ويزيد الخلق علي ما يشاء، سبحان الذي لا يحيط به صفة القائلين، ولا يبلغ وهم المتفكرين، الذي افتتح بالحمد كتابه، وجعل له ذكراً ورضي من عباده شكراً، أحمده لا يحصي أحد عدده (؟) ممّن حمد الله، وأشهد أن لا إله إلا الله فهو في الغيب والسر الكلاة (؟) والعصمة. يا أيها الناس اتقوا واذكروا يوم ضغطة الأرض ونفخ (كذا) نار الجحيم والفزع الأكبر والندامة، والوقوف بين يدي رب العالمين، آذنتكم كما آذن المرسلون لتسألن عن النبأ العظيم ولتعلمن نبأه بعد حين.فمن آمن بي وصدق ما جاء فيما أوحي إلي من ربي، فله ما لنا وعليه ما علينا، وله العصمة في الدنيا والسرور في جنات النعيم مع الملائكة المقربين، والأنبياء والمرسلين، والأمن والخلاص من عذاب الجحيم، هذا ما وعد الله به المؤمنين وإن الله يرحم من يشاء، وهو العليم الحكيم شديد العقاب لمن عصاه وهو الغفور الرحيم (لو أنزلنا هذا القرآن علي جبل لرأيته خاشعاً

متصدعاً من خشية الله) ومن لا يؤمن به وهو (كذا) من الضالين، ومن آمن بالله وبدينه ورسله وهو في درجات الفائزين.وهذا كتابي: إن له ذمة الله وعلي (كذا) أبنائه، علي دمائهم وأموالهم في الأرض التي أقاموا عليها، سهلها وجبلها، وعيونها ومراعيها، غير مظلومين ولا مضيّق عليهم، ومن قرأ عليه كتابي هذا فليحفظهم ويبرهم ويمنع الظلم عنهم، ولا يتعرض لهم بالأذي والمكاره.وقد رفعت عنهم جزّ الناصية والزنارة والجزية إلي الحشر والنشر، وسائر المؤن والكلف، وأيديهم مطلقة علي بيوت النيران وضياعها وأموالها، ولا يمنعوهم من اللباس الفاخر والركوب، وبناء الدور والإصطبل وحمل الجنائز، واتخاذ ما يتخذونه في دينه ومذاهبهم، ويفضلونهم علي سائر الملل من أهل الذمة، فإن حق سلمان رضي الله عنه (كذا) واجب علي جميع المؤمنين - يرحمهم الله - (كذا)، وفي الوحي إليّ أن الجنة إلي سلمان أشوق من سلمان إلي الجنّة، وهو ثقتي وأميني، وناصح لرسول الله وللمؤمنين، وسلمان منا فلا يخالفنّ أحد هذه الوصية ممّا أمرت به من الحفظ والبرّ، والذي لأهل بيت سلمان وذراريهم من أسلم منهم أو أقام علي دينه، ومن قبل أمري فهو في رضي الله تعالي، ومن خالف الله ورسوله فعليه اللعنة إلي يوم الدين، ومن أكرمهم فقد أكرمني وله عند الله خير، ومن آذاهم فقد آذاني وأنا خصمه يوم القيامة، وجزاؤه نار جهنم وبرئت منه ذمتي، والسلام عليكم، والتحية لكم من ربكم.وكتب علي بن أبي طالب بأمر رسول الله (صلي الله عليه وآله) بحضور أبي بكر وعمر وعثمان، وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسلمان وأبو (كذا) ذرّ وعمار وصهيب، وبلال ومقداد بن الأسود، وجماعة من المؤمنين رضوان الله عليهم وعلي الصحابة أجمعين، هذا الخاتم كان في كتف

النبي العربي محمّد القريشي (صلي الله عليه وآله) وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.

وثيقة للنصاري

مكاتيب الرسول ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم وبه العون: نسخة سجل العهد كتبه محمّد بن عبد الله رسول الله إلي النصاري كافة: هذا كتاب كتبه محمّد بن عبد الله إلي الناس أجمعين بشيراً ونذيراً، ومؤتمناً علي وديعة الله في خلقه، لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل، وكان الله عزيزاً حكيماً، كتبه لأهل ملّته ولجميع من ينتحل دين النصرانية، من مشارق الأرض ومغاربها، قريبها وبعيدها، فصيحها وعجميها، معروفها ومجهولها، كتاباً جعله لهم عهداً، ومن نكث العهد الذي فيه، وخالفه إلي غيره، وتعدّي ما أمره، كان لعهد الله ناكثاً، ولميثاقه ناقضاً، وبدينه مستهزئاً، وللعنة مستوجباً، سلطاناً كان أم غيره من المسلمين المؤمنين، وإن احتمي راهب أو سائح في جبل أو واد أو مغارة أو عمران أو سهل أو رمل أو ردنة أو بيعة، فأنا أكون من ورائهم ذابّاً عنهم من كل عدة لهم: بنفسي وأعواني وأهل ملّتي وأتباعي، كأنّهم رعيتي وأهل ذمتي، وأن أعزل عنهم الأذي في المؤن التي تحمل أهل العهد، من القيام بالخراج إلا ما طابت به نفوسهم، وليس عليهم جبر ولا إكراه علي شيء من ذلك، ولا يغير أسقف من أسقفيته، ولا راهب من رهبانيته، ولا حبيس من صومعته، ولا سائح من سياحته، ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم، ولا يدخل شيء من مال كنائسهم في بناء مسجد ولا في منازل المسلمين، فمن فعل شيئاً من ذلك فقد نكث عهد الله، وخالف رسوله، ولا يحمل علي الرهبان والأساقفة ولا من يتعبد جزية ولا غرامة، وأنا أحفظ ذمتهم أينما كانوا، من برّ أو بحر، في المشرق والمغرب، والشمال والجنوب، وهم

في ذمتي وميثاقي وأماني من كل مكروه، وكذلك من ينفرد بالعبادة في الجبال والمواضع المباركة، لا يلزمهم ما يزرعونه، لا خراج ولا عشر، ولا يشاطرنه لكونه برسم أفواههم ويعانون عند إدراك الغلة بإطلاق قدح واحد من كل إردب برسم أفواههم، ولا يلزموا بخروج في حرب، ولا قيام بجزية، ولا من أصحاب الخراج، وذوي الأموال والعقارات والتجارات، ممّا أكثر (من) اثني عشر درهماً بالحجة في كل عام، ولا يكلف أحد منهم شططاً، ولا يجادلوا إلا بالتي هي أحسن، ويخفض لهم جناح الرحمة، ويكف عنهم أدب المكروه، حيثما كانوا حلّوا، وإن صارت النصرانية عند المسلم فعليه برضاها، وتمكينها من الصلوات في بيعها، ولا يحل بينها وبين هوي دينها ومعاً (وفقاً؟ وفاء؟) لهم بالعهد، ولا يلزم أحد منهم بنقل السلاح، بل المسلمون يذبون عنهم؛ ولا يخالفوا هذا العهد أبداً إلي حين تقوم الساعة، وتنقضي الدنيا.وشهد بهذا العهد الذي كتبه محمد بن عبد الله رسول الله لجميع النصاري، والوفاء بجميع ما شرط لهم عليه، من أثبت اسمه وشهادته آخره:علي بن أبي طالب، أبو بكر بن أبي قحافة، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، أبو الدرداء، أبو هريرة، عبد الله بن المسعود، العباس بن عبد المطلب، فضيل بن عباس، الزبير بن العوام، طلحة بن الزبير، سعيد بن معاذ، سعد بن عبادة، ثابت بن نقيس، زيد بن ثابت، أبو حنيفة بن عبية، هاشم بن عبية، عبد العظيم بن حسن، عبد الله بن عمرو بي العاص، عاد بن يس.وكتب علي بن أبي طالب هذا العهد بخطه، في مسجد النبيّ (صلّي الله علّيه وآله) بتاريخ الثالث من محرم، ثاني سني الهجرة، وأودعت نسخة في خزانة السلطان، وختم بخاتم النبيّ، وهو مكتوب في جلد

أديم طائفي، فطوبي لمن عمل به وبشروطه، ثم طوباه، وهو عند الله من الراجين عفو ربّهم، والسلام.

وثيقة لمجهول

مكاتيب الرسول ج2.بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي جعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون.هذا الحجازي الأبطحي، صاحب القضيب والناقة والتاج والكرامة، صاحب شهادة لا إله إلاّ الله وأن محمد رسول الله، إلي متطرف (؟ متصرف) الدار والديار والزوار والعمال إلاّ طارقاً يطرق بخير.أما بعد: فإن لنا ولكم في الحق سعة، فإن يكن طارقاً مولياً أو مؤذياً أو خدعنا حقّاً أو باطلاً أو مؤدياً أو مقتحماً فاتركوا حملة القرآن؛ وانطلقوا إلي عبده الأوثان يرسل علمكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران، ولا شيء سوي الله، وبسم الله استفتح، وعلي الله توكل.حامل كتابي هذا في أمان الله، وفي حفظه وكنفه وفي ستره أينما كان، وحيثما توجّه، لا تقربوه (؟) ولا تفزعوه ولا تضاروه، قائماً وقاعداً ونائماً، ولا في الأكل والشرب، ولا في الليل والنهار، ولا في يوم ولا في نهار (كذا) ولا في بر ولا في البحر، وكلمّا سمعتم صوت حامل كتابي بألف (؟ بأن) لا حول ولا قوّة إلا بالله، فأدبروا عنه بلا إله إلا الله، محمد رسول الله، بالله الذي هو غالب (علي) كل شيء وهو أعلي من كل شيء، وهو علي كل شيء قدير، وبحمد رسول الله النبي الأمّيّ المبعوث إلي الثقلين، اللهم احفظ حامل كتابي هذا، بل من علق عليه (؟ هذه) الأسماء، بالاسم الذي هو مكتوب علي سرادقات العرش، إنه لا إله إلا الله محمد رسول الله، هو الغالب الذي لا يغلبه شيء، ولا ينجو منه هارب، فأعيذه بالحي الذي لا يموت، (و) بالعين التي لا تنام، والعرش الذي لا يتحرك، والكرسي

الذي لا يزول، وبالاسم الذي هو مكتوب في اللوح المحفوظ، وبالاسم الذي هو مكتوب في القرآن العظيم، (و) بالاسم الذي حمل به عرش بلقيس إلي سليمان بن داود (عليه السلام)، قبل أن يرتد إليه طرفه، وبالاسم الذي نزل به جبرائيل علي النبي (صلي الله عليه وآله) في يوم الاثنين، وبالاسم الذي هو مكتوب في قلب الشمس، وأعيذه بالاسم الذي سراه به السحاب الثقال، ويسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته، وبالاسم الذي تجلي به الرب عز وجل، لموسي بن عمران، فخر موسي صعقاً، وبالاسم الذي كتب به علي الزيتون، وألقي في النار فلم يحترق، وبالاسم (الذي) مشي به الخضر (عليه السلام) علي الماء، فلم تبتل قدماه، وبالاسم الذي نطق به عيسي وهو ابن مريم في المهد صبياً، وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله وأحيا به الموتي بإذن الله، وبالاسم الذي نجا به يوسف من الجب، وبالاسم الذي نجا به يونس من بطن الحوت، وبالاسم الذي فلق البحر لموسي بن عمران، وجعل كل فرق كالطود العظيم، وأعيذه بالتسع آيات من كل عين ناظرة، وكل أذن سامعة، وألسن ناطقة، وأيدٍ باشطة (؟ باطشة) وقلوب واعية في صدور خاوية (؟) وأنفس كافرة، وممّن كل (؟ ومن كل من) يعمل علي السوء، ومن سوء شر التوابع والسحرة، ومن في الجبال والأرض والخراب والعمران، وساكن الآجام، وساكن البحار، وساكن صيق (؟) الظلم، وأعيذه من شر الشياطين وجنودهم، ومن شر كل غولٍ وغولة، وساحر وساحرة، وساكن وساكنة، وتابع وتابعة، ومن شرّهم وشرّ آبائهم وأمهاتهم وأبنائهم وبناتهم وإخوانهم وعماتهم وخالاتهم وقرائبهم، ومن شرّ الموارد والمحرة (؟) والطيارات، ومن شرّ ساكن الجبال والتراب والعمران والرياض والخراب، ومن شر من في البر والبحر والجبال، ومن يسكن

في الظلمات، ومن شرّ من يسكن في العيون ومن يمشي في الأسواق، ويكون مع الدواب والمواشي والوحوش، ويسترق السمع، من إذا قيل لا إله إلا الله يذوب كما يذوب الرصاص والحديد في النار، ومن شرّ ما يكون في الأرحام والألحام والآجام، ومن شر ما يوسوس في صدر النّاس من الجنّة والناس، وأعيذه من كل عين باغية (؟) وأذن سامعة، ومن شرّ الداخل والخارج، ومن شرّ عفاريت الجن والأنس، ومن شر كل ذي شر، من كل غادر وراح، من شر ساكن الرياح، من عجمي وفصيح ونائم ويقظان، وأعيذه من شرّ من تنظر إليه الأبصار، وتضم إليه القلوب، ومن شر ساكن الأرض، وساكن الزوايا، ومن شر من يصنع الخطيئة ويولع بها، ومن شرّ ما تنظر إليه الأبصار، وأعيذه من شر إبليس وجنوده ومن الشياطين.

وثيقة لأبي ضمضام العبسي

المناقب لابن شهر آشوب ج 1. ويكشف عن زيفه ما فيه من قوله: (في صحة عقلة وبدنه وجواز أمره) وهذه أمور مفروغ عنها في رسول الله (صلّي الله علّيه وآله).بسم الله الرحمن الرحيم، أقرّ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أشهد علي نفسه في صحة علقه وبدنه وجواز أمره: أن لأبي ضمضام العبسي، عليه وعنده وفي ذمته ثمانين ناقة حمر الظهور، بيض العيون، سود الحدق، عليها من طرائف اليمن، ونقط الحجاز.

وثيقة لبني زاكان

مكاتيب الرسول ج2.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمّد رسول الله إلي بني زاكان بعدما أسلموا بي (كذا): فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أمّا بعد: فإنّه فقد (كذا) أنزل إلي أنكم ترجعون إلي دياركم ومغاوركم ومنازلكم، وليس عليكم بأس لقربكم من الله ورسوله، ويعفو عن جرائمكم ويعفو عن سيئاتكم، (ويعفو عن مساويكم) وقد أجاز له رسول الله ممّا أجاز به نفسه، ولكم ذمة الله وذمة رسوله، وأن الله قد غفر لكم سيئاتكم، وسمع شكواكم، (لكونكم) مؤمنين موقنين، فلا يبطل حق من حقوقكم، ما دمتم تسمعون لرسول الله وعليكم عارية ثلاثين ذراعاً (؟ درعاً) وأربعين فقيراً (؟ بعيراً) وإنها لرسول الله إن كان يحبس باليمين بردها (كذا) عليكم، وبعد ذلك يجاورون بجوار الله ورسوله، علي أنفسكم وأموالكم وأولادكم، ولا تعسرون (؟ تعشرون) ولا شجرة (؟ سخرة) عليكم، وتعاونوا علي ما استقمتم به عليه، وهو الحق، ومن اطلع لهم بخير فهو خير له، ومن اطلع له (؟ لهم) بشر فهو شرّ له، وعلي المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الوفاء بما في هذا الكتاب، وترك لكم أوبكت (؟) وغيرهما في هذا الكتاب.وشهد عمر بن الخطاب، وشهد أبو

بكر الصديق، وشهد سلمان الفارسي، والمغيرة بن شعبة الثقفي، وجرير بن عبد الله البجلي، ومالك بن عوف، وكتب علي بن أبي طالب في سبع خلون من محرم.

وثيقة إلي أهل مكة

البحار ج 6.من محمد رسول الله إلي جيران بيت الله وسكان حرم الله: أمّا بعد فمن كان منكم بالله مؤمناً، وبمحمد رسوله في أقواله مصدّقاً، وفي أفعاله مصوّباً، ولعليّ أخي محمد رسوله ونبيه وصفيه، ووصيّه وخير خلق الله بعده موالياً، فهو منا وإلينا، ومن كان لذلك أو لشيء منه مخالفاً، فسحقاً وبعداً لأصحاب السعير، لا يقبل الله شيئاً من أعماله، ومن عظم وكبر يصليه نار جهنم، خالداً فيها مخلداً أبداً، وقد قلد محمد رسول الله عتاب بن أسيد أحكامكم ومصالحكم، وقد فوّض إليه تنبيه غافلكم، وتعليم جاهلكم، وتقويم أود مضطربكم، وتأديب من زال عن أدب الله منكم، لما علم من فضله عليكم، من موالاة محمد رسول الله ومن رجحانه في التعصب لعليّ وليّ الله، فهو لنا خادم، وفي الله أخ، ولأوليائنا موال، ولأعدائنا معاد، وهو لكم سماء ظليلة, وأرض زكية، وشمس مضيئة، قد فضله الله علي كافتكم بفضل موالاته، ومحبته لمحمد وعليّ والطيبين من آلهما، وحكمه عليكم يعمل بما يريد الله، فلن يخليه من توفيق، كما أكمل من موالاة محمّد وعليّ (عليه السلام) شرفه وحظه، لا يؤامر رسول الله ولا يخاطبه (ولا يطالعه) بل هو السديد الأمين، فليطمع المطيع منكم بحسن معاملته، شريف الجزاء، وعظيم الحباء، وليتوقّ المخالف له شديد العذاب، وغضب الملك العزيز الغلاب، ولا يحتج محتج منكم في مخالفته بصغر سنه، فليس الأكبر هو الأفضل، بل الأفضل هو الأكبر، وهو الأكبر في موالاتنا وموالاة أوليائنا، ومعاداة أعدائنا، فذلك جعلناه الأمير عليكم، والرئيس عليكم، فمن أطاعه فمرحباً

به، ومن خالفه فلا يبعد الله غيره.

وثيقة لأبي دجانة

البحار ج 14.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبي رسول (الله خ) ربّ العالمين، إلي من طرق الدار والعمار والزوار إلا طارقاًً يطرق بخير، أما بعد:فإن لنا ولكم في الحقّ سعة، فإن تك عاشقاً مولعاً، أو فاجراً مقتحماً، فهذا كتاب الله ينطق علينا وعليكم بالحق: إنا كنّا نستنسخ ما كنتم تعلمون، ورسلنا يكتبون ما تمكرون، اتركوا صاحب كتابي هذا، وانطلقوا لعبدة الأصنام، وإلي من يزعم أن مع الله إلهاً آخر لا إله إلا هو، كل شيء هالك إلاّ وجهه، له الحكم وإليه ترجعون حم لا ينصرون حمعسق تفرقت أعداء الله، وبلغت حجّة الله، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم.

لعمرو بن حزم

تاريخ الطبري ج 2. كتبه لعمرو بن حزم حين ولاه نجران.بسم الله الرحمن الرحيم، (يا أيها الّذين آمنوا أوفوا بالعقود)، عهد من رسول الله لعمرو بن حزم، حين بعثه إلي اليمن، أمره بتقوي الله في أمره كلّه، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأمره أن يأخذ الحق كما أمره أن يبشر الناس بالخير ويأمرهم به.ويعلّم الناس القرآن ويفقههم فيه، وينهي الناس فلا يمس أحد القرآن إلا وهو طاهر، يخبر الناس بالذي لهم والذي عليهم، ويلين لهم في الحق ويشتد عليهم في الظلم، فإن الله كره الظلم ونهي عنه، وقال: ألا لعنة الله علي الظالمين، ويبشر الناس بالجنّة وبعملها، وينذر الناس النار وعملها، ويستأنف الناس حتي يفقهوا في الدين، ويعلّم النّاس معالم الحج وسننه وفرائضه.وينهي النّاس أن يصلي الرجل في ثوب واحد صغير إلا أن يكون واسعاً فيخالف بين طرفيه علي عاتقيه، وينهي (الناس) أن يحتبي الرجل في ثوب واحد، ويفضي إلي السماء بفرجه، ولا يعقص

شعر رأسه إذا عفا في قفاه.وينهي النّاس إن كان بينهم هيج، أن يدعو إلي القبائل والعشائر، وليكن دعاؤهم إلي الله وحده لا شريك له، فمن لم يدع إلي الله ودعا إلي العشائر والقبائل، فليعطفوا فيه بالسيف، حتي يكون دعاؤهم إلي الله وحده لا شريك له.ويأمر الناس بإسباغ الوضوء علي وجوههم وأيديهم إلي المرافق وأرجلهم إلي الكعبين، وأن يمسحوا رؤوسهم كما أمرهم الله، وأمرهم بالصلاة لوقتها وإتمام الركوع (والسجود) والخشوع، وأن يغسلوا بالصبح ويهجروا بالهاجرة حتي تميل الشمس، وصلاة العصر والشمس في الأرض مدبرة، والمغرب حين يقبل الليل، لا تؤخر حتي تبدو النجوم في السماء، والعشاء أول الليل، وأمرهم بالسعي إلي الجمعة إذا نودي بها، والغسل عند الرّواح إليها.وأمرهم أن يأخذوا من الغنائم (المغانم) خمس الله، وما كتب علي المؤمنين في الصدقة من العقار، فيما سقت السماء العشر، وفيما سقت الغرب نصف العشر، وفي كل عشر من الإبل شاتان، وفي كل عشرين أربع، وفي كل ثلاثين من البقر تبيعٌ أو تبيعةٌ جذع أو جذعة، وفي كل أربعين من الغنم سائمة شاة، فإنها فريضة الله التي افترض علي المؤمنين في الصدقة، فمن زاد فهو خير له.وإنه من أسلم من يهودي أو نصراني إسلاماً خالصاً من نفسه، فدان دين الإسلام، فإنه من المؤمنين له ما لهم وعليه ما عليهم، ومن كان علي نصرانيته أو يهوديته فإنه لا يغيّر عنها، وعلي كل حالم ذكر أو أنثي، حرّ أو عبد، دينار واف، أو عرضه من الثياب؛ فمن أدي ذلك فإن له ذمّة الله وذمّة رسوله؛ ومن منع ذلك فإنه عدوٌّ لله ورسوله والمؤمنين جميعاً، صلوات الله علي محمد والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

الي أهل اليمن

الطبقات الكبري ج2. أرسل الرسول (صلّي الله

علّيه وآله) هذا الكتاب مع معاذ بن جبل إلي أهل اليمن، وقال له:(إنك ستأتي قوماً أهل كتاب، فإذا جئتم فادعهم إلي أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، فإن أطاعوا بذلك، فأخبرهم أن الله فرض عليهم الصدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد علي فقرائهم، فإن هم أطاعوك بذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب).بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محّمد رسول الله إلي أهل اليمن، فإنّي أحمد الله إليكم الذي لا إله إلاّ هو؛ وقع بنا رسولكم مقدمنا من أرض الروم، فلقينا بالمدينة فبلغّنا ما أرسلتم به، وأخبرنا ما كان قبلكم، ونبأنا بإسلامكم، وأن الله قد هداكم إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله، وأقمتم الصلاة وآتيتّم الزكاة؛ وأعطيتم من الغنائم خمس الله وسهم النبي والصفي، وما علي المؤمنين من الصدقة عشر ما سقي البعل وسقت السماء وما سقي بالقرب نصف العشر.وإن في الإبل من الأربعين حقه، قد استحقت الرحل؛ وهي جذعه، وفي الخمس والعشرين ابن مخاض، وفي كل ثلاثين من الإبل ابن لبون، وفي كل عشرين من الإبل أربع شياه، وفي كل أربعين من البقر بقرة؛ وفي كل ثلاثين من البقر تبيع ذكر أو جذعه؛ وفي كل أربعين من الغنم شاة، فإنّها فريضة الله التي افترض علي المؤمنين، فمن زاد خيراً فهو خيرٌ له، فمن أعطي ذلك وأشهد علي إسلامه وظاهر المؤمنين علي الكافرين، فإنه من المؤمنين له ذمّة الله وذمة رسوله محمد رسول الله، علي الكافرين، فإنّه من أسلم من يهودي أو نصراني فإنّه من المؤمنين، له مثل ما لهم وعليه مثل ما عليهم.ومن كان علي يهوديّته أو نصرانيته، فإنه لا يغير عنها، وعليه الجزية

في كل حالم من ذكر أو أنثي حرّ أو عبدٍ دينارٌ وافٍ، من قيمة المعافري أو عرضه؛ فمن أدّي ذلك إلي رسول الله، فإن له ذمّة الله رسوله، ومن منعة فإنه عدوٌ لله ولرسوله وللمؤمنين.وإن رسول الله مولي غنيكم وفقيركم؛ وإن الصدّقة لا تحلّ لمحمدٍ وأهله؛ إنّما هي زكاة تؤدونها إلي فقراء المؤمنين في سبيل الله؛ وإنّ مالك بن مرارة قد أبلغ الخبر وحفظ الغيب، فآمركم به خيراً؛ إنّي قد أرسلت إليكم من صالحي أهلي، وأولي علمهم، فأمركم به خيراً فإنّه منظورٌ إليه، والسلام.

الي زرعة بن ذي يزن

السيرة الحلبية ج3.بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فإن محمّداً النبي أرسل إلي زرعة بن ذي يزن (أن) إذا أتاكم رسلي فإنّي آمركم بهم خيراً: معاذ بن جبل، وعبد الله بن رواحة، ومالك بن عبادة، وعتبة بن نيار ومالك بن مرارة، وأصحابهم، فاجمعوا ما كان عندكم من الصدقة والجزية فأبلغوها رسلي فإنّ أميرهم معاذ بن جبل، ولا ينقلبُن من عندكم إلاّ راضين.أما بعد فإنّ محمّداً يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمّداّ عبده ورسوله، وإنّ مالك بن مرارة الرهاوي (قد) حدثني أنّك أسلمت من أوّل حمير، وفارقت المشركين، فأبشر بالخير، وإنّي آمركم يا حمير خيراً، فلا تخونوا ولا تحادّوا وإنّ رسول الله مولي غنيكم وفقيركم، وإن الصدقة لا تحل لمحمّد ولا لأهله، إنما هي زكاة تزكون بها لفقراء المؤمنين، وإنّ مالكاً قد بلّغ الخبر وحفظ الغيب. وإنّي قد أرسلت إليكم من صالحي أهلي، وأولي دينهم، فآمركم به خيراً فإنه منظورٌ إليه، والسلام.

لقيس بن مالك الأرحبي

الطبقات الكبري ج 1.سلام عليك، أمّا بعد ذلك فإنّي استعملتك علي قومك، عربهم وحمورهم ومواليهم، وأقطعتك من ذرة نسار مائتي صاع جارٍ لك ولعقبك من أبد الأبد.

لخزيمة بن عاصم

الإصابة ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد رسول الله لخزيمة بن عاصم، إنّي بعثتك ساعياً علي قومك فلا يضاموا ولا يظلموا.

لعبادة بن الأشيب

الإصابة ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، من نبيّ الله لعبادة بن الأشيب العنزي، إنّي أمرتك علي قومك ممّن جري عليه عمالي وعمل بني أبيك، فمن قرأ عليه كتابي هذا فلم يطع فليس له من الله معين.

الي العلاء بن الحضرمي

الطبقات الكبري ج 1.أما بعد فإنّي قد بعثت إلي المنذر بن ساوي من يقبض منه ما اجتمع عنده من الجزية فعجّله بها وابعث معها ما اجتمع عندك من الصّدقة والعشور، والسلام، وكتب أبيّ.

الي مصعب بالمدينة لإقامة الجمعة

البحار ج 6.أمّا بعد فانظر اليوم الذي تجهر فيه اليهود بالزّبور لسبتهم فاجمعوا نساءكم وأبناءكم فإذا مال النهار عن شطره عند الزّوال من يوم الجمعة فتقربوا إلي الله بركعتين.

الي زمل بن عمرو بن عذرة

السيرة الحلبية ج 3.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله لزمل بن عمرو ومن أسلم معه خاصّة، وإنّي بعثته إلي قومه عامة، فمن أسلم ففي حزب الله، ومن أبي فله أمان شهرين.شهد علي بن أبي طالب، ومحمد بن مسلمة الأنصاري.

وثيقة الصلح بين المهاجرين والأنصار و يهود يثرب

سيرة ابن هشام، والسيرة الحلبية ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبيّ رسول الله بين المؤمنين والمسلمين من قريش (وأهل) يثرب ومن تبعهم فلحق بهم (فحلّ معهم) وجاهد معهم: إنهم أمّة واحدة من دون الناس المهاجرون من قريش علي ربعتهم يتعاقلون بينهم (معاقلهم الأولي) وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين و(المسلمين)وبنو عوف علي ربعهم يتعاقلون معاقلهم الأولي، وكل طائفة (منهم) تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو ساعدة علي ربعهم يتعاقلون معاقلهم الأولي، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو جشم علي ربعهم يتعاقلون معاقلهم الأولي، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو النجار علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.وبنو عمرو بن عوف علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي، وكل طائفة (منهم) تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو البيت علي ربعتهم، يتعاقلون معاقلهم الأولي، وكل طائفة (منهم) تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو الأوس علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.وإن المؤمنين لا يتركون مفرحاً بينهم، أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل، ولا يحالف مؤمن مولي مؤمن دونه، وإن المؤمنين المتقين (أيديهم) علي (كل) من بغي منهم، أو ابتغي دسيعة ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين، وإن أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم،

ولا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر ولا ينصر كافراً علي مؤمن، وإن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم، وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصر (والمعروف) والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم، وإن سلم المؤمنين واحدة (و) لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلاّ علي سواء وعدل بينهم، وإن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضاّ، وإن المؤمنين يبيء بعضهم علي بعض بما نال دماءهم في سبيل الله، وإن المؤمنين المتّقين علي أحسن هدي وأقومه، وإنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً ولا يحول دونه علي مؤمن.وإنّه من اعتبط مؤمناً قتلاً عن بيّنة فإنّه قود به، إلا أن يرضي ولي المقتول (بالعقل) وإن المؤمنين عليه كافّة، وإنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصّحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثاً ولا يؤويه، وإنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه (إلي) يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل، وإنّكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مردّه إلي الله عز وجل، وإلي محمّد (الرسول). وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين، ما داموا محاربين، وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم، إلاّ من ظلم وأثم فإنّه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته؛ وإن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني

عوف، إلا من ظلم وأثم فإنّه لا يوتغ إلاّ نفسه وأهل بيته؛ وإن جفنة بطن من ثعلبة كأنفسهم، وإن لبني الشطبة مثل ما ليهود بني عوف.وإن البرّ دون الإثم، وإن موالي ثعلبة كأنفسهم، وإن بطانة يهود كأنفسهم وإنّه لا يخرج منهم أحد إلاّ بإذن محمّد؛ وإنّه لا ينحجز علي ثأر جرح، وإنّه من فتك فبنفسه فتك وأهل بيته إلاّ من ظلم.وإن الله علي أبرّ هذا، وإن علي اليهود نفقتهم، وعلي المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصر علي من حارب أهل هذه الصّحيفة، وإن بينهم النصح والنصيحة؛ والبرّ دون الإثم، وإنّه لم يأثم امرؤ بحليفه، وإن النصر للمظلوم؛ وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة؛ وإن الجار كالنفس غير مضارّ ولا آثم، وإنّه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها؛ وإنّه ما كان بين أهل هذه الصّحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده، فإن مردهّ إلي الله عز وجل، وإلي محمّد رسول الله، وإن الله علي أتقي ما في هذه الصّحيفة وأبرّه.وإنّه لا تجار قريش ولا من نصرها؛ وإن بينهم النصر علي من دهم يثرب، وإذا دعوا (اليهود) إلي صلح (حليف لهم فإنهم) يصالحونه ويلبسونه، وإنّهم إذا دعوا إلي مثل ذلك فإنّه لهم علي المؤمنين؛ إلا من حارب الدين، (و) علي كل أناس حصّتهم من جانبهم الذي قبلهم، وإن اليهود الأوس مواليهم وأنفسهم علي مثل ما لأهل هذه الصّحيفة مع البرّ الحسن - المحسن خ ل - من أهل هذه الصّحيفة، (وإن بني الشطبة بطن من جفنة) قال ابن إسحاق: وإن البرّ دون الإثم لا يكسب كاسب إلاّ علي نفسه، وإن الله علي أصدق ما في هذه الصّحيفة وأبرّه، وإنّه

لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم؛ وإنّه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم أو أثم، وإن الله جار لمن برّ واتّقي ومحمد رسول الله.

الي قبائل اليمن

كنز العمال ج 3.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد النبيّ إلي شرحبيل بن عبد كلال، ونعيم بن عبد كلال، قَيل ذي رعين ومعافر وهمذان، أمّا بعد فقد رجع رسولكم وأعطيتم من الغنائم خمس الله عز وجل، وما كتب علي المؤمنين من العشر في العقار، ما سقت السماء أو كان سيحاً أو كان بعلاً ففيه العشر إذا بلغ خمسة أوسق، وما سقي بالرشاء والدالية ففيه نصف العشر إذا بلغ خمسة أوسق.وفي كل خمس من الإبل سائمة شاة، إلي أن تبلغ أربعاً وعشرين، فإذا زادت واحدة علي أربع وعشرين ففيها بنت مخاض، فإن لم توجد بنت مخاض فابن لبون ذكر، إلي أن تبلغ خمساً وثلاثين؛ فإن زادت واحدة علي خمس وأربعين ففيها حقة طروقة الفحل، إلي أن تبلغ ستين؛ فإن زادت واحدة علي ستين ففيها جذعة، إلي أن تبلغ خمساً وسبعين ففيها بنتا لبون، إلي أن تبلغ تسعين؛ فإن زادت واحدة ففيها حقّتان طروقتا الفحل، إلي أن تبلغ عشرين ومائة، فما زاد ففي كل أربعين بنت لبون؛ وفي كل خمسين حقّة طروقة الفحل.وفي كل ثلاثين باقورة بقرة تبيع جذع أو جذعة، وفي كل أربعين باقورة بقرة، وفي كل أربعين سائمة شاة؛ إلي أن تبلغ عشرين ومائة؛ فإذا زادت علي عشرين ومائة ففيها شاتان، إلي أن تبلغ مائتين؛ فإذا زادت واحدة فثلاث إلي أن تبلغ ثلاثمائة، فما زاد ففي كل مائة شاة شاة.ولا تؤخذ في الصدقة هرمة، ولا ذات عوار، ولا تيس الغنم؛ ولا يجمع بين متفرق، ولا

يفرّق بين مجتمع خيفة الصّدقة، فما أخذ من الخليطين فإنّهما يتراجعان بينهما بالسّويّة.وإن في النفس الدية مائة من الإبل؛ وفي الأنف إذا أوعب جدعاً الدية، وفي الرّجل الواحدة نصف الدية، وفي المأمومة ثلثا أو ثلث الدية، وفي الجائفة ثلث الدية؛ وفي المنقلة خمس عشرة من الإبل، وفي كل إصبع من الأصابع في اليد والرجل عشر من الإبل، وفي السن خمس من الإبل، وفي الموضحة خمس من الإبل، والرجل يقتل بالمرأة وعلي أهل الذهب ألف دينار.

وثيقة لوفد ثقيف

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لثقيف، كتب أن لهم ذمّة الله الذي لا إله إلاّ هو، وذمّة محمّد بن عبد الله النبي علي ما كتب عليهم في هذه الصحيفة.إن واديهم حرام محرّم لله كلّه، عضاهه وصيده وظلم فيه وسرق فيه أو إساءة؛ وثقيف أحق الناس بوج؛ ولا يعبر طائفهم ولا يدخله عليهم أحدٌ من المسلمين يغلبهم عليه، وما شاءوا أحدثوا في طائفهم من بنيان أو سواه بواديهم.لا يحشرون ولا يعشرون، ولا يستكرهون بمال ولا نفس، وهم أمة من المسلمين، يتولّجون من المسلمين حيث ما شاءوا؛ وأين تولّجوا ولجوا.وما كان لهم من أسير فهو لهم، هم أحق الناس به حتي يفعلوا به ما شاءوا، وما كان لهم من دين في رهن فبلغ أجله فإنّه لواط مبرأ من الله، وما كان من دين في رهن وراء عكاظ فإنّه يقضي إلي عكاظ برأسه.وما كان لثقيف من دين في صحفهم، اليوم الذي أسلموا عليه في الناس، فإنّه لهم، وما كان لثقيف من وديعة في الناس أو مال أو نفس غائبة أو مال فإن له من الأمن ما لشاهدهم، وما كان لهم من مال بلية فإن

له من الأمن ما لهم بوج؛ وما كان لثقيف من حليف أو تاجر فأسلم فإن له مثل قضيّة أمر ثقيف.وإن طعن طاعن علي ثقيف أو ظلمهم ظالم، فإنّه لا يطاع فيهم في مال ولا نفس وإن الرسول ينصرهم علي من ظلمهم والمؤمنين؛ ومن كرهوا أن يلج عليهم من الناس فإنه لا يلج عليهم؛ وإن السوق والبيع بأفنية البيوت، وإنّه لا يؤمّر عليهم إلاّ بعضهم علي بعض علي بني مالك أميرهم وعلي الأخلاف أميرهم، وما سقت ثقيف من أعناب قريش فإن شطرها لمن سقاها، وما كان لهم من دين في رهن لم يلط؛ فإن وجد أهلها قضاء قضوا وإن لم يجدوا قضاء فإنّه إلي جمادي الأولي من عام قابل، فمن بلغ أجله فلم يقضه فإنّه قد لاطه، وما كان لهم في الناس من دين فليس عليهم إلاّ رأسه؛ وما كان لهم من أسير باعه ربه فإن له بيعه؛ وما لم يبع فإن فيه ست قلائص نصفين (قال أبو عبيد في الكتاب نصفان) حقاق وبنات لبون كرام سمان، ومن كان له بيع اشتراه فإن له بيعه.

وثيقة لثقيف

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبي رسول الله إلي المؤمنين، إن عضاه وج وصيده لا يعضد ولا يقتل صيده، فمن وجد يفعل شيئاً من ذلك فإنّه يجلد وتنزع ثيابه؛ ومن تعدي ذلك فإنّه يؤخذ فيبلغ محمّداً رسول الله، وإن هذا من محمد النبي - وكتب خالد بن سعيد بأمر محمد بن عبد الله رسول الله؛ فلا يتعده أحد فيظلم نفسه فيما أمر به محمد رسول الله لثقيف، وشهد علي نسخة هذه الصحيفة صحيفة رسول الله التي كتب لثقيف - علي بن أبي طالب، وحسن بن

علي، وحسين بن علي.

وثيقة صلح الحديبية

الطبقات الكبري ج 2.باسمك اللهم، اللهم هذا ما اصطلح محمّد بن عبد الله، والملأ من قريش، وسهيل بن عمرو، واصطلحوا علي وضع الحرب بينهم عشر سنين، علي أن يكف بعض عن بعض؛ وعلي أنّه لا إسلال ولا إغلال، وإن بيننا وبينهم عيبة مكفوفة، وإنّه من أحب أن يدخل في عهد محمد وعقده فعل، وإن من أحب أن يدخل في عهد قريش وعقدها فعل، وإنّه من أتي من قريش إلي أصحاب محمد بغير إذن وليّه يردّه إليه، وإنّه من أتي قريشاً من أصحاب محمّد لم يردّوه إليه، وأن يكون الإسلام ظاهراً بمكة لا يكره أحد علي دينه، ولا يؤذي ولا يعيّر، وإن محمّداً يرجع عنهم عامه هذا وأصحابه؛ ثم يدخل علينا (كذا) في العام القابل مكّة فيقم فيها ثلاثة أيام؛ ولا يدخل عليها بسلاح إلاّ سلاح المسافر: السيوف في القراب، وكتب عليّ بن أبي طالب وشهد علي الكتاب المهاجرون والأنصار.

وثيقة لأهل مقنا و بني جنبة

الطبقات الكبري ج 1.أمّا بعد فقد نزل عليّ أنكم راجعون إلي قريتكم، فإذا جاءكم كتابي هذا فإنّكم آمنون، لكم ذمّة الله وذمّة رسوله؛ وإن رسول الله غافر لكم سيّئاتكم وكل ذنوبكم، وإن لكم ذمّة الله وذمّة رسوله لا ظلم عليكم ولا عدي، وإن رسول الله جاركم ممّا منع منه نفسه.فإن لرسول الله بزكم؛ ولك دقيق فيكم والكراع والحلقة إلاّ ما عفا عنه رسول الله أو رسول رسول الله، وإن عليكم بعد ذلك ربع ما أخرجت نخلكم وربع ما صادت عروككم وربع ما اغتزل نساؤكم، وإنّكم برئتم بعدُ من كل جزية أو سخرة؛ فإن سمعتم وأطعتم فإن علي رسول الله أن يكرم كريمكم، ويعفو عن مسيئكم.أمّا بعد فإلي المؤمنين والمسلمين من اطّلع علي أهل مقنا بخبر فهو

خيرٌ له ومن اطلع عليهم بشر فهو شر له، وأن ليس عليكم أمير إلا من أنفسكم أو من أهل رسول الله، والسلام.

وثيقة لأهل جربا و أذرح

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبي لأهل جربا وأذرح؛ إنّهم آمنون بأمان الله وأمان محمّد، وإن عليهم مائة دينار في كل رجب أوقية (وافية كذا في الحلبيّة وزيني دحلان) وإن الله عليهم كفيل بالنصح والإحسان إلي المسلمين ومن لجأ إليهم من المسلمين.

وثيقة لأهل أذرح

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبي لأهل أذرح؛ إنهم آمنون بأمان الله ومحمد، وإن عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة؛ والله كفيل عليهم بالنصح والإحسان للمسلمين، ومن لجأ إليهم من المسلمين من المخافة والتعزير إذا خشوا علي المسلمين؛ وهم آمنون حتي يحدث إليهم محمد قبل خروجه.

وثيقة لملوك عمان

الإصابة ج 3.من محمّد النبي رسول الله لعباد الله الأسيذيين (ملوك عمان وأسد عمان) من كان منهم بالبحرين: إنّهم إن آمنوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطاعوا الله ورسوله، وأعطوا حق النبي ونسكوا نسك المؤمنين فإنّهم آمنون، وإن لهم ما أسلموا عليه غير أن مال بيت النار ثنيا لله ورسوله، وإن عشور التمر صدقة، ونصف عشور الحب، وإن للمسلمين نصرهم ونصحهم، وإن لهم علي المسلمين مثل ذلك، وإن لهم أرحاءهم يطحنون بها ما شاءوا.

وثيقة ليحنة بن رؤبة و أهل أيلة

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا أمنة من الله ومحمد النبي رسول الله ليحنة بن رؤبة وأهل أيلة لسفنهم وسياراتهم في البر والبحر، لهم ذمة الله وذمة محمّد رسول الله ولمن كان معهم من أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر، ومن أحدث حدثاً فإنّه لا يحول ماله دون نفسه وإنّه طيبة لمن أخذه من الناس، وإنّه لا يحل أن يمنعوا ماء يردونه ولا طريقاً يريدونه من برّ وبحر. كتب جحيم بن الصلت.

وثيقة لخزاعة

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد رسول الله إلي بديل وبسر وسروات بني عمرو، فإنّي أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أمّا بعد ذلكم فإنّي لم آلم بالكم، ولم أضع نصحكم، وإن من أكرم (أهل) تهامة علي وأقربه رحماً، أنتم ومن تبعكم من المطيبين؛ وإنّي قد أخذت لمن هاجر منكم مثل الذي أخذت لنفسي، ولو كان بأرضه غير ساكن مكّة إلا حاجّاً أو معتمراً.وإنّي إن سلمت فإنّكم غير خائفين من قبلي ولا مخفرين، أمّا بعد فقد أسلم علقمة بن علاثة، وابنا هوذة، وهاجرا وبايعا علي من اتّبعهما وأخذا لمن اتّبعهما مثل ما أخذا لأنفسهما؛ وإن بعضها من بعض في الحلّ والحرم، وإنّي ما كذبتكم وليحيكم ربكم.

وثيقة لقيس بن سملة بن شراحيل

الطبقات الكبري ج 1.كتاب من محمّد رسول الله لقيس بن سلمة بن شراحيل؛ إنّي استعملتك علي مران ومواليها وحريم ومواليها، ولكلاب ومواليها، من أقام الصلاة وآتي الزكاة، وصدّق ماله وصفّاه.

وثيقة لثمالة والحدان

الطبقات الكبري ج 1.هذا كتاب من محمد رسول الله لبادية الأسياف، ونازلة الأجواف، ممّا حازت صحار، ليس عليهم في النخل خراص ولا مكيال مطبق حتي يوضع في الفداء، وعليهم في كل عشرة أوسق وسق، وكاتب الصحيفة ثابت بن قيس بن شماس، شهد سعد بن عبادة ومحمّد بن مسلمة.

وثيقة لنهشل بن مالك الوائلي الباهلي

الطبقات الكبري ج 1.باسمك اللهم؛ هذا كتاب من محمّد رسول الله لنهشل بن مالك ومن معه من بني وائل لمن أسلم، وأقام الصلاة وآتي الزكاة وأطاع الله ورسوله؛ وأعطي من المغنم خمس الله وسهم النبيّ، وأشهد علي إسلامه وفارق المشركين فإنّه آمن بأمان الله وبرأ إليه محمّد من الظلم كلّه، وإن لهم أن لا يحشروا ولا يعشروا وعاملهم من أنفسهم؛ وكتب عثمان بن عفان.

وثيقة لبني قراض من باهلة

الطبقات الكبري ج 1.هذا كتاب من محمّد رسول الله لمطرف بن الكاهن ولمن سكن بيته من باهلة، إن من أحيا أرضاً مواتاً بيضاء فيها مناخ الأنعام ومراح، فهي له، وعليهم في كل ثلاثين من البقر فارض، وفي كل أربعين من الغنم عتود، وفي كل خمسين من الإبل ثاغيةٌ مسنّة، وليس للمصدّق أن يصدّقها إلا في مراعيها؛ وهم آمنون بأمان الله.

وثيقة لربيعة بن ذي مرحب الحضرمي

الطبقات الكبري ج 1.إن لهم أموالهم ونحلهم ورقيقهم وآبارهم وشجرهم ومياههم وسواقيهم ونبتهم وشراجعهم بحضر موت، وكل مال لآل ذي مرحب؛ وإن كل رهن بأرضهم يحسب ثمره وسدره وقضبه من رهنه الذي هو فيه، وإن كل ما كان في ثمارهم من خير فإنّه لا يسأل أحد عنه، وإن الله ورسوله براء منه، وإن نصر آل ذي مرحب علي جماعة المسلمين، وإن أرضهم بريئة من الجور، وإن أموالهم وأنفسهم وزافر حائط الملك الذي كان يسيل إلي آل قيس؛ وإن الله ورسوله جار علي ذلك، وكتب معاوية.

وثيقة لجنادة الأزدي وقومه

الطبقات الكبري ج 1.ما أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأطاعوا الله ورسوله، وأعطوا من المغانم خمس الله وسهم النبي، وفارقوا المشركين، فإن لهم ذمّة الله وذمّة محمّد بن عبد الله، وكتب أبيّ.

وثيقة للفجيع بن عبدالله

الطبقات الكبري ج 1.هذا كتاب من محمّد النبي للفجيع ومن تبعه ومن أسلم وأقام الصلاة وآتي الزكاة وأطاع الله ورسوله وأعطي من المغنم خمس الله ونصر نبيّ الله وأشهد علي إسلامه وفارق المشركين فإنّه آمنٌ بأمان الله وأمان محمّد.

وثيقة لعامر بن الأسود بن عامر

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمّد رسول الله لعامر بن الأسود المسلم، إنّه له ولقومه من طي ما أسلموا عليه من بلادهم ومياههم ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وفارقوا المشركين، وكتبه مغيرة.

وثيقة لخالد بن ضماد الأزدي

الطبقات الكبري ج 1.إن له ما أسلم عليه من أرضه علي أن يؤمن بالله لا يشرك به شيئاً؛ ويشهد أن محمّداً عبده ورسوله؛ وعلي أن يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم شهر رمضان ويحج البيت ولا يؤوي محدثاً ولا يرتاب، وعلي أن ينصح لله ولرسوله، وعلي أن يحب أحباء الله ويبغض أعداء الله، وعلي محمّد النبي أن يمنعه ممّا يمنع منه نفسه وماله وأهله؛ وإن الخالد الأزدي ذمّة الله وذمّة محمّد النبي إن وفي بهذا.

وثيقة لأهل نجران

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما كتب النبيّ رسول الله محمّد لنجران؛ إذ كان له عليهم حكمة في كل ثمرة وصفراء وبيضاء وسوداء ورقيق فأفضل عليهم وترك ذلك لهم: ألفي حلّة حلل ألأواقي في كل رجب ألف حلة، وفي كل صفر ألف حلّة، كل حلّة أوقيّة، وما زادت حلل الخراج أو نقصت عن الأواقي فبالحساب، وما نقصوا من درع أو خيل أو ركاب أو عرض أخذ منهم بالحساب؛ وعلي (أهل) نجران مثواة رسلي شهراً فدونه، ولا يحبس رسلي فوق شهر، وعليهم عارية ثلاثين درعاً وثلاثين فرساً وثلاثين بعيراً، إذا كان (كيد) باليمن ذو مغدرة، وما هلك جوار الله وذمّة محمّد النبيّ رسول الله علي أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم (وبيعهم ورهبانيتهم وأساقفتهم) وغائبهم وشاهدهم (وكلّ ما تحت أيديهم من قليل أو كثير) وعيرهم وبعثهم وأمثلتهم لا يغير ما كانوا عليه؛ ولا يغير حق من حقوقهم وأمثلتهم.لا يفتن أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا واقه من وقاهيته علي ما تحت أيديهم من قليل أو كثير، وليس عليهم رهن ولا دم جاهلية ولا يحشرون ولا يعشرون ولا يطأ أرضهم جيش من سأل منهم حقّاً فبينهم النصف غير ظالمين ولا

مظلومين بنجران (علي أن لا يأكلوا الربا) ومن أكل منهم رباً من ذي قبل فذمتي منه بريئة (وعليهم الجهد والنصح فيما استقبلوا غير مظلومين ولا معنوف عليهم) ولا يؤخذ منهم رجل بظلم آخر؛ ولهم علي ما في هذه الصّحيفة جوار الله وذمة محمّد النبي أبداً حتي يأتي أمر الله، ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مكلفين شيئاً بظلم (وفي الطبقات) شهد أبو سفيان بن حرب وغيلان بن عمرو، ومالك بن عوف من بني نصر، والأقرع بن حابس الحنظلي، والمغيرة وكتب.

وثيقة لأساقفة نجران

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد النبيّ إلي الأسقف أبي الحارث وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم:إن لهم ما تحت أيديهم من قليل وكثير، من بيعهم وصلواتهم ورهبانيتهم، وجوار الله ورسوله لا يغير أسقف من أسقفيّته، ولا راهب من رهبانيته، ولا كان من كهانته؛ ولا يغير حق من حقوقهم ولا سلطانهم؛ ولا شيء ممّا كانوا عليه (علي ذلك جوار الله ورسوله أبداً) ما نصحوا وصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم ولا ظالمين، وكتب المغيرة.

وثيقة للأكبر بن عبدالقيس

الطبقات الكبري ج 1.من محمّد رسول الله إلي الأكبر بن عبد القيس: إنّهم آمنون بأمان الله وأمان رسوله، علي ما أحدثوا في الجاهلية من القحم؛ وعليهم الوفاء بما عاهدوا، ولهم أن لا يحبسوا عن طريق الميرة، ولا يمنعوا صوب القطر، ولا يحرموا حريم الثمار عند بلوغه.والعلاء بن الحضرمي أمين رسول الله علي برّها وبحرها وحاضرها وسراياها وما أخرج منها، وأهل البحرين خفراؤه من الضيم، وأعوانه علي الظالم، وأنصاره في الملاحم، عليهم بذلك عهد الله وميثاقه، لا يبدلون قولاً ولا يريدون فرقة؛ ولهم علي جند المسلمين الشركة في الفيء، والعدل في الحكم، والقصد في السّيرة؛ حكم لا تبديل له في الفريقين كليهما؛ والله ورسوله يشهد عليهم.

وثيقة لبني زهير

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد النبي لبني زهير بن أقيش حي من عكل، إنّهم إن شهدوا أن لا إله إلاّ الله وأن محمّداً رسول الله، وفارقوا المشركين، وأقرّوا بالخمس في غنائمهم وسهم النبي وصفيه، فإنّهم آمنون بأمان الله ورسوله.

وثيقة لبني جوين

الطبقات الكبري ج 1.لمن آمن منهم بالله، وأقام الصلاة وآتي الزكاة وفارق المشركين، وأطاع الله ورسوله، وأعطي من المغانم خمس الله وسهم النبي، وأشهد علي إسلامه، فإن له أمان الله ومحمّد بن عبد الله؛ وإن لهم أرضهم ومياههم ما أسلموا عليه، وغدوة الغنم من ورائها مبيتة، وكتب المغيرة.

وثيقة لبني معاوية بن جرول

الطبقات الكبري ج 1.لمن أسلم منهم، وأقام الصلاة وآتي الزكاة، وأطاع الله ورسوله، وأعطي من المغانم خمس الله وسهم النبي، وفارق المشركين، وأهد علي إسلامه، إنّه آمن بأمان الله ورسوله، وإن لهم ما أسلموا عليه، والغنم مبيتة، وكتب الزبير بن العوّام.

وثيقة لبني معن

الطبقات الكبري ج 1.إن لهم ما أسلموا عليه من بلادهم ومياههم، وغدوة الغنم من ورائها مبيتة، ما أقاموا الصّلاة وآتوا الزكاة، وأطاعوا الله ورسوله وفارقوا المشركين؛ وأشهدوا علي إسلامهم، وأمنوا السبيل، وكتب العلاء وشهد.

وثيقة لبني الحرقة

الطبقات الكبري ج 1.من أسلم منهم وأقام الصلاة وآتي الزكاة، وأطاع الله ورسوله، وأعطي من الغنائم الخمس وسهم النبي الصفي؛ ومن أشهد علي إسلامه وفارق المشركين، فإنّه آمنٌ بأمان الله وأمان محمّد؛ وما كان من الدين مدوناً لأحد من المسلمين قضي عليه برأس المال؛ وبطل الربا في الرهن، وإن الصّدقة في الثمار العشر، ومن لحق بهم فإن له مثل ما لهم.

وثيقة لبني الجرمز

الطبقات الكبري ج 1.لبني الجرمز بن ربيعة وهم من جهينة، إنّهم آمنون ببلادهم لهم ما أسلموا عليه، وكتب المغيرة.

وثيقة لأسلم من خزاعة

الطبقات الكبري ج 1.لمن آمن منهم وأقام الصلاة وآتي الزكاة وناصح في دين الله، إن لهم النصر علي من دهمهم بظلم وعليهم نصر النبي إذا دعاهم، ولأهل باديتهم ما لأهل حاضرتهم وإنّهم مهاجرون حيث كانوا، وكتب العلاء بن الحضرمي وشهد.

وثيقة لبني جعيل من بلي

الطبقات الكبري ج 1.إنّهم رهط من قريش ثم من بني عبد مناف، لهم مثل الذي لهم، وعليهم مثل الذي عليهم، وإنّهم لا يحشرون ولا يعشرون، وإن لهم ما أسلموا عليه من أموالهم، وإن لهم سعاية نصر وسعد بن بكر وثمالة وهذيل، وبايع رسول الله علي ذلك عاصم بن أبي صيفي، وعمر بن أبي صيفي، والأعاجم بن سفيان، وعلي بن سعد، وشهد علي ذلك العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وأبو سفيان بن حرب.

وثيقة لبني قيس بن الحصين

الطبقات الكبري ج 1.إن لهم ذمة الله وذمة رسوله، لا يحشرون ولا يعشرون ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، وفارقوا المشركين، وأشهدوا علي إسلامهم، وإن في أموالهم حقّاً للمسلمين.

وثيقة ليزيد بن المحجل

الطبقات الكبري ج 1.إن لهم نمرة ومساقيها ووادي الرحمن من بين غابتها، وإنّه علي قومه من بني مالك وعقبة لا يغزون، ولا يحشرون، وكتب المغيرة بن شعبة.

وثيقة لبني زياد بن الحارث

الطبقات الكبري ج 1.إن لهم جماء وأذنبة؛ وإنّهم آمنون ما أقاموا الصّلاة وآتوا الزكاة، وحاربوا المشركين، وكتب علي.

وثيقة لعبد يغوث

الطبقات الكبري ج 1.إن له ما أسلم عليه من أرضها وأشيائها (يعني نخلها) ما أقام الصّلاة وآتي الزكاة، وأعطي خمس المغانم في الغزو، ولا عشر ولا حشر، ومن تبعه من قومه، وكتب الأرقم بن الأرقم المخزومي.

وثيقة لبني الضباب

الطبقات الكبري ج 1.إن لهم ساربة ورافعها، لا يحاقهم فيها أحد ما أقاموا الصّلاة وآتوا الزكاة وأطاعوا الله ورسوله، وفارقوا المشركين، وكتب المغيرة.

وثيقة لبني الحسحاس العنبري

الإصابة ج 2.هذا كتاب من محمد رسول الله لمالك وعبيد وقيس بني الحسحاس، إنّكم آمنون مسلمون علي دمائكم وأموالكم؛ لا تؤخذون بجريرة غيركم ولا يجني عليكم إلاّ أيديكم.

وثيقة لجنادة

كنز العمال ج 5.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله لجنادة وقومه ومن اتّبعه بإقام الصّلاة وإيتاء الزكاة، و(من) أطاع الله ورسوله، وأعطي من المغانم خمس الله، وفارق المشركين، فإن له ذمة الله وذمّة محمّد.

وثيقة لبني قيس بن أقيش

الإصابة ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد النبيّ لبني قيس بن أقيش، أمّا بعد فأنتم إن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة، وأعطيتهم سهم الله عزّ وجل والصفي، فأنتم آمنون بأمان الله عز وجل.

وثيقة لنعيم بن مسعود

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما حالف عليه نعيم بن مسعود بن رخيلة الأشجعي، حالف علي النصر والنصيحة، ما كان أحد مكانه، ما بلّ بحرٌ صوفة، وكتب علي.

وثيقة لأسلم من خزاعة

مكاتيب الرسول ج 2.هذا كتاب من محمّد رسول الله لأسلم: لمن هاجر منهم بالله، وشهد أنه لا إله إلا الله، وأن محمّداً عبده ورسوله، فإنّه آمنٌ بالله، وله ذمة الله وذمة رسوله، وإن أمرنا وأمركم واحد علي من دهمنا من الناس بظلم؛ اليد واحدة، والنصر واحد، ولأهل باديتهم مثل ما لأهل قرارهم؛ وهم مهاجرون حيث كانوا، وكتب العلاء بن الحضرمي.وثيقة لجهينةبسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله العزيز علي لسان رسوله بحق صادق وكتاب ناطق، مع عمرو بن مرة، لجهينة بن زيد:إن لكم بطون الأرض وسهولها، وتلاع الأودية وظهورها، علي أن ترعوا نباتها، وتشربوا ماءها، علي أن تؤدّوا الخمس.وفي التيعة والصريمة شاتان إذا اجتمعتا؛ فإن فرقتا فشاة شاة، وليس علي أهل المثير صدقة، ولا علي الواردة لبقة، والله شهيد علي ما بيننا ومن حضر من المسلمين كتاب (كذا) قيس بن شماس (الروياني).

وثيقة لأهل جرش

مكاتيب الرسول ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمّد النبي (صلي الله عليه وآله) (كذا)، لأهل جرش: إن لهم حماهم الذي أسلموا عليه؛ فمن رعاه بغير بساط أهله فماله سحت، وإن زهير بن الحماطة فإن ابنه الذي كان في خثعم، فأمسكوه فإنّه عليهم ضامن، وشهد عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبي سفيان، وكتب.

وثيقة لبني زرعة وبني الربعة

الطبقات الكبري ج 1.إنّهم آمنون علي أنفسهم وأموالهم، وإن لهم النصر علي من ظلمهم أو حاربهم إلاّ في الدين والأهل؛ ولأهل باديتهم من برّ منهم واتّقي ما لحاضرتهم؛ والله المستعان.

كتابه إلي بن أسد

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد النبي إلي بني أسد، سلام عليكم، فإنّي أحمد إليكم الله الذي لا إله إلاّ هو: أمّا بعد فلا تقربن مياه طي وأرضهم فإنّه لا تحل لكم مياههم ولا يلجنّ أرضهم إلاّ من أولجوا وذمة محمّد بريئة ممّن عصاه وليقم قضاعي بن عمرو، وكتب خالد بن سعيد.

وثيقة لبني أسد

البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي.إن لكم حماكم ومرعاكم؛ مفيض السماء حيث اشتهي، وصديع الأرض حيث ارتوي، ولكم مهيل الرمال وما حازت، وتلاع الحزن وما سادت.

وثيقة لعمير بن الحارث الأزدي

الطبقات الكبري ج 1.أما بعد فمن أسلم من غامد فله ما للمسلم؛ حرم ماله ودمه، ولا يحشر ولا يعشر، وله ما أسلم عليه من أرضه. (أخرجه أبو موسي: لا يحشروا (ظ) ولا يعشروا).

وثيقة لمالك بن أحمر الجذامي

الإصابة ج 3.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمّد رسول الله لمالك بن أحمر ولمن تبعه من المسلمين، أماناً لهم ما أقاموا الصّلاة وآتوا الزكاة، واتّبعوا المسلمين وجانبوا المشركين، وأدّوا الخمس من المغنم وسهم الغارمين وسهم كذا وكذا، فهم آمنون بأمان الله عزّ وجل وأمان محمّد رسول الله.

وثيقة لبني ضميرة

الإصابة ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب لبني ضميرة، من محمّد رسول الله لبني ضميرة (لأبي ضميرة خ ل) وأهل بيته، إن رسول الله (صلي الله عليه وآله)، أعتقهم، وإنّهم أهل بيت من العرب، إن أحبّوا أقاموا عند رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وإن أحبّوا رجعوا إلي أهلهم، لا تعرض لهم إلاّ بحق، من لقيهم من المسلمين فليستوص بهم خيراً، وكتب أبيّ بن كعب.

وثيقة لبني قنان

الطبقات الكبري ج 1.إن لهم مذوداً وسواقيه ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وفارقوا المشركين، وأمنوا السبيل وأشهدوا علي إسلامهم.

وثيقة لبني عريض

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمّد رسول الله لبني عريض، طعمة من رسول الله عشرة أوسق قمحاً، وعشرة أوسق شعيراً في كل حصاد، وخمسين وسقاً تمراً، يوفون في كل عام لحينه، لا يظلمون شيئاً، وكتب خالد بن سعيد.

وثيقة لبني غفار

الطبقات الكبري ج 1.إنّهم من المسلمين، لهم ما للمسلمين وعليهم ما علي المسلمين، وإن النبي عقد لهم ذمّة الله وذمّة رسوله علي أموالهم وأنفسهم، ولهم النصر علي من بدأهم بالظلم، وإن النبي إذا دعاهم لينصروه أجابوه؛ وعليهم نصره إلاّ من حارب في الدين، ما بلّ بحرٌ صوفة، وإن هذا الكتاب لا يحول دون إثم.

وثيقة لبني ضمرة

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله لبني ضمرة، بأنّهم آمنون علي أموالهم وأنفسهم، وإن لهم النصرة علي من رامهم، إلا أن يحاربوا في دين الله، ما بلّ بحر صوفة، وإن النبي إذا دعاهم لنصره أجابوه، عليهم بذلك ذمة الله وذمة رسوله.

وثيقة لأزد

الإصابة ج 2.من محمّد رسول الله إلي من يقرأ كتابي هذا، من شهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وأقام الصلاة، فله أمان الله وأمان رسوله، وكتب هذا الكتاب العباس بن عبد المطلب.

وثيقة لأكيدر

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد رسول الله لأكيدر دومة، حين أجاب إلي الإسلام وخلع الأنداد والأصنام، مع خالد بن الوليد سيف الله في دومة الجندل وأكنافها (ولأهل دومة).إن لنا الصاحبة من الصحل والبور والمعامي وأغفال الأرض والحلقة، ولكم السلاح (والحافر) والحصن، ولكم الضامنة من النخل والمعين من المعمور بعد الخمس، لا تعدل سارحتكم، ولا تعد فاردتكم، ولا يحظر عليكم النبات؛ تقيمون الصّلاة لوقتها وتؤتون الزكاة لحقّها، عليكم بذلك عهد الله وميثاقه، (ولكم به الصدق والوفاء، شهد الله ومن حضر من المسلمين).

وثيقة لأهل دومة

الطبقات الكبري ج 1.هذا كتاب من محمّد رسول الله لأهل دومة الجندل وما يليها من طوائف كلب، مع حارثة بن قطن، لنا الفاجية من البعل ولكم الضامنة من النخل علي الجارية العشر، وعلي الغائرة نصف العشر، لا تجمع سارحتكم ولا تعدل فاردتكم، تقيمون الصّلاة لوقتها وتؤتون الزكاة بحقّها، لا يحظر عليكم النبات ولا يؤخذ منكم عشر البتات، لكم بذلك العهد والميثاق؛ ولنا عليكم النصح والوفاء، وذمة الله ورسوله، شهد الله ومن حضر من المسلمين.

وثيقة لوائل و أهل بيته

مكاتيب الرسول ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد رسول الله إلي المهاجر بن أبي أميّة لأبناء معشر وأبناء ضمعج؛ أقول شنوءة، بما كان لهم فيها من ملك وموامر - مرامر خ ل - وعمران، وبحر وملح ومحجر، وما كان لهم من مال بحضرموت، أعلاها وأسفلها؛ مني الذمة والجوار، الله لهم جوار، والمؤمنون علي ذلك أنصار.

وثيقة لأبناء معشر و أبناء ضمعج

نقله ياقوت الحموي في المعجم هكذا.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلي المهاجرين من أبناء معشر وأبناء ضمعج، بما كان لهم فيها من ملك وعمران، ومزاهر وعرمان وملح ومحجر، وما كان لهم من مال بيعث والأنابير، وما كان لهم من مال بحضرموت.

وثيقة لوائل بن حجر الحضرمي و قومه

الطبقات الكبري ج 1.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد رسول الله إلي الأقيال العباهلة من أهل حضرموت، بإقام الصّلاة، وإيتاء الزكاة، علي التيعة (السائمة) شاة، والتيمة لصاحبها، وفي السيوب الخمس، لا خلاط ولا وراط، ولا شناق، ولا شغار، (ولا جلب، ولا جنب؛ وعليهم العون لسرايا المسلمين، علي كل عشرة ما تحمل العراب) فمن أجبي فقد أربي، وكل مسكرٍ حرام.

وثيقة لوائل بن حجر الحضرمي

الطبقات الكبري ج 1.هذا كتاب من محمّد النبي لوائل بن حجر قَيل حضرموت وذلك أنّك أسلمت وجعلت لك ما في يديه من الأرضين والحصون وإنّه يؤخذ منك من كل عشرة واحد ينظر في ذلك ذوا عدل، وجعلت لك أن لا تظلم فيها ما قام الدين، والنبي والمؤمنون أنصار.

وثيقة لوائل بن حجر نفسه

مكاتيب الرسول ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد رسول الله إلي المهاجر بن أبي أمية، إن وائلاً يستسعي ويترفل (من) علي الأقوال (روي الأقيال) حيث كانوا بحضرموت.

وثيقة لوائل و قومه

مكاتيب الرسول ج 2.بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد رسول الله إلي الأقيال العباهلة والأرواع المشابيب في التيعة شاة لا مقورة الألياط ولا ضناك، وانطوا الثبجة، وفي السيوب الخمس، ومن زني مع بكر فأصقعوه مائة واستوفضوه عاماً، ومن زني مع ثيّب فضرّجوه بالأضاميم، ولا توصيم في الدين، ولا غمة في فرائض الله تعالي، وكل مسكر حرام، ووائل بن حجير يترفل علي الأقيال.

رد أبي سفيان

مكاتيب الرسول ج 2. كتب أبو سفيان إلي رسول الله (صلّي الله علّيه وآله) في غزوة الخندق (باسمك اللهم فإني أحلف باللات والعزي (وأساف ونائلة وهبل) لقد سرت إليك في جمعنا وإنا نريد أن لا نعود إليك أبداً حتي نستأصلكم فرأيت قد كرهت لقاءنا وجعلت مضايق وخنادق، فليت شعري من علمك هذا؟ فإن نرجع عنكم فلكم منا يوم كيوم أحد ننصر فيه النساء). فرده الرسول (صلّي الله علّيه وآله)، بهذا الكتاب:...من محمّد رسول الله إلي أبي سفيان بن حرب، أما بعد ف_(قد أتاني كتابك و) قديماً غرك بالله الغرور، وأمّا ما ذكرت أنّك سرت إلينا في جمعكم وأنّك لا تريد أن تعود حتي تستأصلنا فذلك أمر الله يحول بينك وبينه ويجعل لنا العاقبة حتي لا تذكر اللاّت والعزّي، وأمّا قولك (من علمك؟) الذي صنعنا من الخندق فإن الله ألهمني ذلك لما أراد من غيظك به وغيظ أصحابك وليأتين عليك يوم أكسّر فيه (اللاّت والعزّي و) أساف ونائلة وهبل، أذكرك ذلك.

كتابه إلي يهود خيبر

سيرة ابن هشام ج 3.إنّه قد وجد قتيلٌ بين أبياتكم فدّوه (أو ائذنوا بحرب من الله).

امر إلي عبدالله بن جحش

سيرة ابن هشام ج 2.إذا نظرت في كتابي هذا، فامض حتي تنزل نخلة، بين مكّة والطائف، فترصد بها قريشاً، وتعلم لنا من أخبارهم.

عبادات

فضل العبادة

ناسخ التواريخ ج 3.أفضل النّاس مَن عشق العبادة، فعانقها، وأحبّها بقلبه، وباشرها بجسده، فهو لا يبالي علي ما أصبح من الدنيا، علي عسر أم علي يسر.

الصلاة

ناسخ التواريخ ج 3.الصّلاة عماد الدين، وفيها عشر خصال: زين الوجه، ونور القلب، وراحة البدن، وأنس القبور، ومنزل الرحمة، ومصباح السماء، وثقل الميزان، ومرضاة الربّ، وثمن الجنة، وحجابٌ من النّار، ومن أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين.

شهر رمضان المبارك

أعيان الشيعة ج 2، ص 245، خطب بها رسول الله في آخر جمعة من شهر شعبان.أيها الناس! قد أقبل إليكم شهر رمضان بالبركة والرحمة والمغفرة، شهره أبرك الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، وقد دعيتم فيه إلي ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامته، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا الله ربكم، بنيات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فالشقي من حرم غفران الله فيه، فاذكروا بجوعكم وعطشكم، جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا علي فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، وغضوا عمّا لا يحلّ النظر إليه أبصاركم، وعمّا لا يحل الاستماع إليه أسماعكم، وتحنّنوا علي أيتام الناس، يتحنّن الله علي أيتامكم، وتوبوا إلي الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم، فإنّها أفضل الساعات، ينظر الله إلي عباده فيها بالرحمة، ويجيبهم إذا ناجوه، ويلبّيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم إذا دعوه.أيّها الناسّ من حسّن في هذا الشهر خلقه، كان له جواز علي الصراط، يوم تزل الأقدام، ومن خفف فيه عمّا ملكت يمينه، خفف الله حسابه، ومن كف فيه شره، كف الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه، وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن تطوع فيه بصلاة، كتب له براءة من النار، ومن أدّي فيه فرضاً، كان له ثواب من أدّي سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن

كثّر فيه من الصلاة ثقّل الله ميزانه يوم تخف الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن، كان له أجر من ختم القرآن في غيره.

رفع عن أمتي

فرائد الأصول. مبحث البراءة.رفع عن أمتي الخطأ والنّسيان وما أكرهوا عليه، وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه، والحسد والطّيرة والتفكّر في الوسوسة في الخلق، ما لم ينطق بشفةٍ ولا لسان.

سنن عبدالمطلب

البحار، الخصال: محمد بن علي بن الشاه، عن أبي حامل، عن أبي يزيد، عن محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه، عن أنس بن محمد بن أبي مالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمد،عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن النبي (صلّي الله عليه وآله) أنه قال في وصيته له.يا عليّ، إن عبد المطلب سنّ في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الإسلام: حرّم نساء الآباء علي الأبناء، فأنزل الله عز وجل: (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء)، ووجد كنزاً فأخرج منه الخمس، وتصدق به، فأنزل الله عز وجل: (واعلموا أن ما غنمتم من شيء فإن لله خمسه) الآية، ولمّا حفر زمزم سماها: سقاية الحاجّ، فأنزل الله عز وجل: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر) الآية، وسنّ في القتل مائة من الإبل، فأجري الله عز وجل، ذلك في الإسلام، ولم يكن للطواف عدد عند قريش، فسنّ فيهم عبد المطلب سبعة أشواط، فأجري ذلك في الإسلام.يا عليّ، إن عبد المطلب كان لا يستقسم بالأزلام، ولا يعبد الأصنام، ولا يأكل ما ذبح علي النّصب، ويقول: أنا علي دين أبي إبراهيم.

متفرقات

الماضي فرط الباقي

ناسخ التواريخ ج 3: قاله لابنه إبراهيم، وهو يجود بنفسه.لولا أنّ الماضي فرط الباقي، والآخر لاحق بالأوّل، لحزنّا عليك يا إبراهيم؛ ثم دمعت عيناه وقال: تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الربّ وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون.

امر يدخلك الجنة

ناسخ التواريخ ج 3.أتاه رجل فقال له: ألا أدلّك علي أمر يدخلك الله به الجنة؟ قال: بلي يا رسول الله. قال: أنل ممّا أنالك الله. قال: فإن كنت أحوج ممّن أنيله؟ قال: فانصر المظلوم. قال: فإن كنت أضعف ممّن أنصره؟ قال: فاصنع للأخرق. قال: فإن كنت أخرق ممّن أصنع له؟ قال: فاصمت لسانك إلاّ من خير. أما يسرّك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرّك إلي الجنّة؟

الحكومة الإسلامية

ناسخ التواريخ ج 3.أوّل دينكم نبوة ورحمة، ثم ملك ورحمة، ثم ملك وجبروت، ثم ملك عضوض: يُستحلّ فيه الخزّ والحرير. أعوذ بك من الحور بعد الكور.

دعوة الإسلام

ناسخ التواريخ ج 3: جاء أبو أمية - رجل من بني تميم - إلي النبي (صلي الله عليه وآله) وقال: إلي من تدعو الناس؟ فقال, (صلي الله عليه وآله):....أدعو إلي الله علي بصيرةٍ، أنا ومن اتبعني، وأدعو إلي من إن أصابك ضرّ فدعوته كشفه عنك، وإن استعنت به وأنت مكروب أعانك، وإن سألته وأنت مقلٌّ أغناك.فقال أبو أمية: أوصني يا رسول الله، فقال:لا تغضب، قال: زدني، قال: ارض من الناس بما ترضي به من نفسك، فقال: لا تسبّ الناس فتكسب العداوة منهم، قال: زدني، قال: لا تزهد في المعروف عند أهله، قال: زدني، قال: تحّب الناس يحبوك، والق أخاك بوجه منبسط، ولا تضجر فيمنعك الضجر حظّك من الآخرة والدنيا، وأتزر إلي نصف الساق، وإيّاك وإسبال الإزار والقميص، فإن ذلك من المخيلة والله لا يحب المخيلة.

اخوان الرسول

ناسخ التواريخ ج 3.قال أبو ذرّ: قال رسول الله (صلّي الله علّيه وآله): أتدرون ما غمّي؟ وفي أي شيء تفكيري؟ وفي أي شيء اشتياقي؟فقلنا: لا يا رسول الله، أخبرنا عن ذلك، فقال: أخبركم إن شاء الله.ثم تنفس الصعداء، وقال: هاه شوقاً إلي إخواني من بعدي! فقلت: يا رسول الله أوَ لسنا إخوانك؟ قال: لا، أنتم أصحابي، وإخواني يجيئون من بعدي، شأنهم شأن الأنبياء، قوم يفرّون من الآباء والأمّهات، ومن الأخوة والأخوات، ومن القرابات كلّهم، ابتغاء مرضاة الله، يتركون المال لله، ويذلون أنفسهم بالتواضع لله، لا يرغبون في الشّهوات وفضول الدنيا، يجتمعون في بيتٍ من بيوت الله كأنّهم غرباء، تراهم محزونين لخوف النار وحبّ الجنّة، فمن يعلم قدرهم عند الله؟ ليس بينهم قرابة ولا مال يعطون بها، بعضهم لبعض أشفق من الابن علي الوالد والوالد علي الابن، ومن الأخ علي الأخ.

هاه شوقاً إليهم! ويفرغون أنفسهم من كدّ الدنيا ونعيمها، بنجاة أنفسهم من عذاب الأبد ودخول الجنّة لمرضاة الله. اعلم يا أبا ذرّ أن للواحد منهم أجر سبعين بدرياً.يا أبا ذرّ! إن الواحد منهم أكرم علي الله من كل شيء خلق الله علي وجه الأرض. قلوبهم إلي الله وعملهم لله. لو مرض أحدهم له فضل عبادة ألف سنة وصيام نهارها وقيام ليلها، وإن شئت حتي أزيدك يا أبا ذر؟فقلت: نعم يا رسول الله زدنا، فقال: لو أن أحداً منهم إذا مات فكأنما مات ما في السماء الدنيا من فضله علي الله، وإن شئت أزيدك؟ فقلت: نعم يا رسول الله زدني.قال: يا أباذر لو أن أحدهم يؤذيه قملة في ثيابه، فله عند الله أجر أربعين حجّة، وأربعين عمرة، وأربعين غزوة، وعتق أربعين نسمة من ولد إسماعيل، ويدخل واحد منهم اثني عشر ألفاً في شفاعته.فقلت: سبحان الله! فقال النبي: أتعجبون من قولي، وإن شئتم حتي أزيدكم؟ قال أبو ذر: نعم زدنا، فقال النبي:يا أبا ذر لو أن أحداً منهم اشتهي شهوة من شهوات الدنيا فيصبر ولا يطلبها، كان له من الأجر بذكر أهله، ثم يغتمّ ويتنفس، كتب الله له بكل نفس ألفي ألف حسنة ومحا عنه ألفي ألف سيئة ورفع له ألفي ألف درجة، وإن شئت حتي أزيدك يا أبا ذر؟ قلت: حبيبي يا رسول الله زدني، قال: لو أن أحداً منهم يصبر مع أصحابه، لا يقطعهم ويصبر في مثل جوعهم وفي شدة غمهم، كان له من الأجر كأجر سبعين ممّن غزا تبوك.وإن شئت حتي أزيدك؟ قلت: نعم زدنا، قال: لو أن أحداً منهم يضع جبينه علي الأرض، ثم يقول: آه، فتبكي ملائكة السماوات السبع لرحمتهم عليه، فيقول

الله: يا ملائكتي ما لكم تبكون؟ فتقول: يا إلهنا لا نبكي، ووليّك علي الأرض يقول في وجعه (آه)! فيقول الله: يا ملائكتي اشهدوا أنتم أنّي راضٍ عن عبدي بالذي يصبر في شدة ولا يطلب الراحة. فيقول الملائكة: يا إلهنا وسيّدنا لا تضر الشّدة بعبدك ووليّك، بعد أن يقول هذا القول! فيقول: يا ملائكتي إن وليّي عندي كمثل نبيّ من أنبيائي، ولو دعاني وليّي وشفع بخلقي شفّعته في أكثر من سبعين ألفاً، ولعبدي ووليّي في جنتي ما يتمنّي، يا ملائكتي وعزّتي وجلالي لأنا أرحم بوليّي، وأنا خير له من المال للتاجر، والكسب للكاسب، وفي الآخرة لا يعذّب وليّي ولا خوف عليه.ثم قال رسول الله: طوبي لهم يا أبا ذر، لو أن أحداً منهم يصلّي ركعتين في أصحابه أفضل عند الله من رجل يعبد الله في جبل لبنان حتي عمر نوح. وإن شئت حتي أزيدك يا أبا ذر؟ لو أن أحداً منهم يسبّح تسبيحةً، خير له من أن يصير معه جبال الدنيا ذهباً، ونظرة إلي واحد منهم أحب من نظرة إلي بيت الله الحرام، ولو أن أحداً منهم يموت في شدة بين أصحابه، له أجر مقتول بين الركن والمقام، وله أجر من يموت في حرم الله ويدخله الجنّة، وإن شئت أزيدك يا أبا ذر؟ قلت: نعم، قال: يجلس إليهم قوم مقصّرون مثقلون من الذنوب فلا يقومون من عندهم حتي ينظر الله إليهم، فيرحمهم ويغفر لهم ذنوبهم لكرامتهم علي الله. قال النبيّ: المقصر فيهم أفضل عند الله من ألف مجتهد من غيرهم.يا أبا ذر! ضحكهم عبادة، وفرحهم تسبيح، ونومهم صدقة، وأنفاسهم جهاد، وينظر الله إليهم في كل يوم ثلاث مرّات.يا أبا ذرّ! إنّي إليهم لمشتاق، ثم غمض عينيه

فبكي شوقاً. قال: اللهم احفظهم وانصرهم علي من خالف عليهم، ولا تخذلهم، وأقرّ عيني بهم يوم القيامة (ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

علي مسند القضاء

أعيان الشيعة ج 2 ص 212، قاله لعلي بن أبي طالب، عندما وجهه إلي اليمن.يا عليّ! إذا جلس إليك الخصمان، فلا تقض بينهما، حتي تسمع من الآخر، فإنّك إذا فعلت ذلك، تبيّن لك القضاء.

اسماء علي غير مسمي

ناسخ التواريخ ج 3.قال يوماً: أيها النّاس ما الرقوب فيكم؟ قالوا: الرجل يموت ولم يترك ولداً، فقال: بل الرّقوب حق الرّقوب رجلٌ مات ولم يقدّم من ولده أحداً يحتسبه عند الله وإن كانوا كثيراً بعده. ثم قال: ما الصّعلوك فيكم؟ قالوا: الرجل الذي لا مال له، فقال: بل الصعلوك حق الصعلوك من لم يقدّم من ماله شيئاً يحتسبه عند الله، وإن كان كثيراً بعده. ثم قال: ما الصرعة فيكم؟ قالوا: الشديد القوي الذي لا يوضع جنبه، فقال: بل الصّرعة حق الصرعة رجل وكزه الشيطان في قلبه، فاشتدّ غضبه وظهر دمه، ثم ذكر الله فصرع بحلمه غضبه.

كيف بكم

ناسخ التواريخ ج 3.كيف بكم إذا فسد نساؤكم، وفسق شبّانكم، ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟ قيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟ فقال: نعم، وشرّ من ذلك. كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟ قيل: يا رسول الله ويكون ذلك؟ قال: نعم، وشرّ من ذلك. كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً، والمنكر معروفاً؟

نور الإيمان

ناسخ التواريخ ج 3.إن الله كره لكم العبث في الصلاة، والرّفث في الصّيام، والضّحك عند المقابر، وقرأ (صلّي الله علّيه وآله) (من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) فقال: إنّ النور إذا دخل القلب انشرح وانفتح. قيل: يا رسول الله فما من علامة يعرف بها؟ قال: التّخلي من دار الغرور، والإنابة إلي دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزول الموت.

اذا اهتديتم

ناسخ التواريخ ج 3.وروي عن بعضهم أنه قال: سألت النبي عن قوله تعالي: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) فقال: ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، وإذا رأيت شحّاً مطاعاً، وهويً متّبعاً، وإعجاب كل امرئ برأيه، فعليك بنفسك ودع عنك أمر العوامّ.

افضل القوم

ناسخ التواريخ ج 3.قال رجل من مجاشع: يا رسول الله ألست أفضل من قومي؟ فقال: إن كان لك عقل فلك فضل، وإن كان لك خلقٌ فلك مروءة، وإن كان لك مال فلك حسب، وإن كان لك تقيً فلك دين.

يحبك الله

ناسخ التواريخ ج 3.سئل عن عمل يحبّه الله والناس، فقال: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس.

نفس النبي

ناسخ التواريخ ج 3.سئل عن أصحابه، فذكرهم، ثم سئل عن عليّ بن أبي طالب، فقال (صلي الله عليه وآله): وهل يسأل الرجل عن نفسه؟

اعقل و توكل

ناسخ التواريخ ج 3.قال له رجلٌ: أرسل راحلتي وأتوكل، قال: بل اعقلها وتوكّل.

اسلمت علي ما أسلفت

ناسخ التواريخ ج 3.قال حكيم بن حزام: يا رسول الله! أمور كنت أتحسب بها في الجاهلية: من عتاقة، وصلة رحم، فهل لي فيها من أجر؟ فقال: أسلمت علي ما أسلفت من خير.

في كل كبد أجر

ناسخ التواريخ ج 3.قال سراقة بن جعشم: قلت: يا رسول الله! الضالّة تغشي حياضي، هل لي أجر أسقيها؟ قال: في كل كبد حرّي أجر.

العصبي

ناسخ التواريخ ج 3.قيل: يا رسول الله! الرجل يحب قومه، أعصبيّ هو؟ قال: لا، العصبيّ الذي يعين قومه علي الظلم.

كلمة حق

ناسخ التواريخ ج 3.مرّ أعرابيّ جلد، شابّ، فقال أبو بكر وعمر: ويح هذا! لو كان شبابه وقوّته في سبيل الله، كان أعظم لأجره. فقال: إن كان يسعي علي أبويه، فهو في سبيل الله.قيل له: أيّ الجهاد أحبّ إلي الله عز وجل؟ فقال: كلمة حقّ عند سلطان جائر.

المنافقون

ناسخ التواريخ ج 3.ذكر المنافقون، فقال (صلّي الله علّيه وآله): مستكبرون، لا يألفون ولا يؤلفون، خشبٌ باللّيل، صحبٌ بالنهار.

الحزم

ناسخ التواريخ ج 3.سأل رجل رسول الله (صلّي الله علّيه وآله)، فقال: ما الحزم؟ فقال: تشاور امرئاً ذا رأي، ثم تطيعه.

حكم

ائت المعروف، واجتنب المنكر، وانظر ما يعجب أذنك أن يقول لك القوم إذا قمت من عندهم، فأته، وانظر الذي تكره أن يقول لك القوم إذا قمت من عندهم، فاجتنبه.ائتوا الدّعوة إذا دعيتم.الآخذ والمعطي سواء في الربا.آخر الصحفة، أعظم الطعام بركة.آفة الشجاعة البغي، وآفة الحسب الافتخار، وآفة السماحة المنّ، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة الجود السرف، وآفة الدين الهوي.آفة الدين ثلاثة: فقيه فاجر، وإمام جائر، ومجتهد جاهل.آفة العلم النسيان، وإضاعته أن تحدّث به غير أهله.الآمر بالمعروف، كفاعله.آمروا النساء في بناتهن.آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان.أبي الله أن يرزق عبداً، إلاّ من حيث لا يعلم.أبي الله أن يجعل لقاتل المؤمن توبة.أبي الله أن يقبل عمل صاحب بدعة، حتي يدع بدعته.ابتغ الرفعة عند الله، تحلم عمّن جهل عليك، وتعطي من حرمك.أبدِ المودة لمن وادّك، فإنّها أثبت.ابدأوا بما بدأ الله به.ابدأ بنفسك فتصدّق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل شيء عن أهلك فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا، ابدأ بمن تعول.أبشروا آل عمّار، فإن موعدكم الجنّة.أبشرو وبشّروا من وراءكم: إنّ من شهد أن لا إله إلا الله، صادقاً لها، دخل الجنّة.أبغض الحلال إلي الله الطلاق.أبغض الخلق إلي الله، من آمن ثم كفر.أبغض الرجال إلي الله، الألدّ الخصم.أبغض العباد إلي الله، من كان ثوباه خيراً من عمله: أن تكون ثيابه ثياب الأنبياء، وعمله عمل الجبارين.أبغوني الضعفاء، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم.الإبل عزّ، والغنم بركة.ابن آدم إذا أصبحت معافي في جسدك، آمناً

في سربك، عندك قوت يومك، فعلي الدنيا العفاء.ابن آدم عندك ما يكفيك وتطلب ما يطغيك، ابن آدم لا بقليل تقنع، ولا بكثير تشبع.ابن آدم إذا كان عندك ما يكفيك، فلم تطلب ما يطغيك؟أتاني جبريل فقال: يا محمّد! عش ما شئت فإنّك ميّت، وأحبب ما شئت فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك مجزيٌّ به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزّه استغناؤه عن الناس.أتاني جبريل فقال: بشّر أمتك أنّه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنّة. قلت: يا جبريل وإن سرق وإن زني؟ قال: نعم. قلت: وإن سرق وإن زني؟ قال: نعم. قلت: وإن سرق وإن زني؟ قال: نعم، وإن شرب الخمر.اتخذوا عند الفقراء أيادي، فإن لهم دولة يوم القيامة.اتقوا دعوة المظلوم، فإنّها تحمل علي الغمام، يقول الله تعالي: وعزتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين.اتّقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيّبة.اتّقوا الحجر الحرام في البنيان، فإنّه أساس الخراب.اتّقوا الله في النساء، فإنّهن عندكم عوان.اتق الله في عسرك ويسرك.اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، وأن تلقي أخاك ووجهك إليه منبسط.أتّق دعوة المظلوم، فإنما يسأل الله تعالي حقه، وإن الله تعالي لا يمنع ذا حقّ حقّه.اتّقوا الله واعدلوا بين أولادكم، كما تحبّون أن يبرّوكم.اتّقوا فراسة المؤمن، فإنّه ينظر بنور الله عز وجل.اتّقوا الشحّ، فإن الشحّ أهلك من كان قبلكم وحملهم علي أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم.اتّقوا الدنيا، فوالذي نفسي بيده، إنها لأسحر من هاروت وماروت.اتّقوا دعوة المظلوم فإنّها تصعد إلي السماء كأنّها شرارة.اتّقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافراً، فإنها ليس دونها حجاب.اتّقوا الله وأصلحوا ذات بينكم.اتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن إبليس طلاّع رصّاد، وما هو

بشيء من فخوخة بأوثق لصيده في الأتقياء من النساء.اتّقوا الظلم، فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة.اتّقوا زلّة العالم وانتظروا فيئته.اتّقوا صاحب الجذام، كما يتّقي السبع، إذا هبط وادياً فاهبطوا غيره.اتّق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغني الناس.اتّق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن.أتحبّ أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، يلن قلبك، وتدرك حاجتك.أتحسبون الشدّة في حمل الحجارة؟ إنّما الشدة أن يمتلئ أحدكم غيظاً ثم يغلبه.أتدرون ما العضة؟... نقل الحديث من بعض النّاس إلي بعض ليفسدوا بينهم.اترك فضول الكلام، وحسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك.اتركوا الدنيا لأهلها، فإنّه من أخذ منها فوق ما يكفيه، أُخذ منه وهو لا يشعر.اتقي الناس من قال الحق فيما له وعليه.اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد أبق من مواليه، حتي يرجع، وامرأة عصت زوجها، حتي ترجع.اثنان لا ينظر الله إليهما يوم القيامة: قاطع الرحم، وجار السوء.اثنان خير من واحد، وثلاثة خير من اثنين، وأربعة خير من ثلاثة، فعليكم بالجماعة.اثنان يكرههما ابن آدم: الموت، والموت خير له من الفتنة، ويكره قلة المال، وقلّة المال أقل للحساب.اثنان يعجّلهما الله في الدّنيا: البغي، وعقوق الوالدين.اجتنبوا التكبّر، فإن العبد لا يزال يتكبر، حتي يقول الله تعالي: اكتبوا عبدي هذا في الجبّارين.اجتنبوا الخمر، فإنّها مفتاح كل شرّ.اجتنبوا كل مسكر.اجتنبوا الغضب.أجرؤكم علي النار، أجرؤكم علي الفتيا.أجرؤكم علي قسم الجدّ، أجرؤكم علي النار.أجلّوا الله، يغفر لكم.أجملوا في طلب الدنيا، فإن كلاًّ ميسّرٌ لما كتب له منها.أجوع الناس، طالب العلم، وأشبعهم الذي لا يبتغيه.أجيبوا الداعي، ولا تردّوا الهديّة، ولا تضربوا المسلمين.أحبّ الأعمال إلي الله، الصلاة لوقتها، ثم برّ الوالدين، ثم الجهاد في سبيل

الله.أحبّ البلاد إلي الله مساجدها، وأبغض البلاد إلي الله أسواقها.أحبّ العباد إلي الله، الأتقياء الأخفياء.أحبّ الأعمال إلي الله، أدومها وإن قلّ.أحبّ الأعمال إلي الله، من أطعم من جوع، أو دفع عنه مغرماً، أو كشف عنه كرباً.أحبّ الأعمال إلي الله بعد الفرائض: إدخال السرور علي المسلم.أحبّ الأعمال إلي الله، حفظ اللسان.أحبّ الأعمال إلي الله، الحب في الله، والبغض في الله.أحبّ الجهاد إلي الله، كلمة حق تقال لإمام جائر.أحبّ الحديث إليّ أصدقه.أحبّ الطعام إلي الله، ما كثرت عليه الأيدي.أحبّ اللهو إلي الله تعالي، إجراء الخيل والرّمي.أحبّ عباد الله إلي الله، أحسنهم خلقاً.أحبّ الله تعالي عبداً سمحاً إذا باع، وسمحاً إذا اشتري، وسمحاً إذا قضي، وسمحاً إذا اقتضي.أحبّ عباد الله إلي الله, أنفعهم لعباده.أحبّ بيوتكم إلي الله، بيت فيه يتيم مكرّم.أحبب للناس ما تحبّ لنفسك، تكن مؤمناً، وأحسن مجاورة من جاورك، تكن مسلماً، وأحسن مصاحبة من صاحبك، تكن مؤمناً، واعمل بفرائض الله، تكن عابداً، وارض بقسم الله، تكن زاهداً، وازهد فيما بأيدي الناس، يحبك الناس، وازهد في الدنيا، يحبك الله.أحبب حبيبك هوناً مّا، عسي أن يكون بغيضك يوماً مّا، وأبغض بغيضك هوناً مّا، عسي أن يكون حبيبك يوم مّا.أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمة، وأحبوني لله عزّ وجل وأحبوا قرابتي لي.احتكار الطعام بمكة، إلحاد.احترسوا من الناس بسوء الظن.احثوا التراب في وجوه المداحين.أحذر أن يري عليك آثار المحسنين، وأنت تخلو من ذلك، فتحشر مع المرائين.أحذر الشهوة الخفية: العالم يحب أن يجلس إليه.احذروا البغي، فإنه ليس من عقوبة هي أحضر من عقوبة البغي.احذروا زلّة العالم، فإن زلّته تكبكبه في النار.أحزم النّاس، أكظمهم للغيظ.الإحسان: أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنّه يراك.أحسنوا جوار نعم الله، لا تنفّروها،

فقلّما زالت عن قوم فعادت إليهم.أحسنوا إذا ولّيتم، واعفوا عمّا ملكتم.احفظ الله، تجده أمامك.احفظ لسانك.احفظ ودّ أبيك، لا تقطعه فيطفئ الله نورك.احفظ ما بين لحييك وما بين رجليك.احفظ عورتك، إلاّ من زوجتك أو ما ملكت يمينك.أخاف علي أمتي من بعدي ثلاثاً: ضلالة الأهواء، واتّباع الشهوات في البطون والفروج، والغفلة بعد المعرفة.أخبرني جبرائيل: أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف، فجاءني بهذه التربة، فأخبرني أن فيها مضجعه.اختبروا النّاس بأخدانهم، فإن الرجل يخادن من يعجبه.أخذ الأمير الهدية سحت، وقبول القاضي الرشوة كفر.أخسر الناس صفقةً، رجل أخلق يديه في آماله، ولم تساعده الأيام علي أمنيته، فخرج من الدّنيا بغير زاد، وقدم علي الله تعالي بغير حجة.أخشي ما خشيت علي أمتي، كبر البطن، ومداومة النوم، والكسل، وضعف اليقين.أخلص دينك، يكفك القليل من العمل.أخلصوا أعمالكم لله، فإن الله لا يقبل إلاّ ما خلص له.أخوف ما أخاف علي أمتي، كل منافق عليم اللسان.إخوانكم خولكم، جعلهم الله قنية تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه من طعامه، وليلبسه من لباسه، ولا يكلّفه ما يغلبه، فإن كلّفه ما يغلبه، فليعنه.أدّ ما افترض الله تعالي عليك، تكن من أعبد الناس، واجتنب ما حرّم الله عليك، تكن من أورع الناس، وارض بما قسمه الله لك، تكن من أغني الناس.أدّ الأمانة إلي من ائتمنك، ولا تخن من خانك.أدّبني ربي، فأحسن تأديبي.ادرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو، خير من أن يخطئ في العقوبة.ادرأوا الحدود بالشبهات، وأقيلوا الكرام عثراتهم، إلاّ في حدّ من حدود الله.ادعوا الله وأنتم مؤمنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافلٍ لاهٍ.ادفعوا البلاء بالدعاء.أدني جبذات الموت، بمنزلة مائة ضربة بالسيف.أدني أهل النار عذاباً، ينتعل

بنعلين من نار، يغلي دماغه من حرارة نعليه.إذا أتي عليّ يوم لا ازداد فيه علماً يقربني إلي الله تعالي، فلا بورك لي في طلوع الشمس ذلك اليوم.إذا أبردتم إليّ بريداً، فابعثوه حسن الوجه، حسن الاسم.إذا ابتغيتم المعروف، فاطلبوه عند حسان الوجوه.إذا ابتلي أحدكم بالقضاء بين المسلمين، فلا يقض وهو غضبان وليسوّ بينهم في النظر والمجلس والإشارة.إذا أتي أحدكم خادمه بطعامه قد كفاه علاجه ودخانه، فليجلسه معه، فإن لم يجلسه معه، فليناوله أكلة أو أكلتين.إذا أتي أحدكم أهله فليستتر، ولا يتجرّدا تجرّد العيرين.إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه، إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.إذا آتاك الله مالاً، فليُر أثر نعمة الله عليك وكرامته.إذا أتاكم السائل، فضعوا في يده ولو ظلفاً محرقاً.إذا أتاكم كريم قوم، فأكرموه.إذا أتاكم الزائر، فأكرموه.إذا أثني عليك جيرانك أنّك محسن، فأنت محسن، وإذا أثني عليك جيرانك أنّك مسيء، فأنت مسيء.إذا اجتمع العالم والعابد علي الصراط، قيل للعابد: ادخل الجنّة، وتنعّم بعبادتك، وقيل للعالم: قف هنا، فاشفع لمن أحببت، فإنّك لا تشفع لأحدٍ ألا شفّعت، فقام مقام الأنبياء.إذا اجتمع الداعيان، فأجب أقربهما باباً، فإن أقربهما باباً أقربهما جواراً، وإن سبق أحدهما، فأجب الذي سبق.إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه، فإنّه أبقي في الألفة، وأثبت في المودة.إذا أحببت رجلاً، فلا تماره، ولا تجاره، ولا تشارّه، ولا تسأل عنه أحداً، فعسي أن توافي له عدوّاً، فيخبرك بما ليس فيه، فيفرق ما بينك وبينه.إذا أحببتم أن تعلموا ما للعبد عند ربه، فانظروا ما يتبعه من الثناء.إذا أراد أحدكم أن يبيع عقاره، فليعرضه علي جاره.إذا أردت أمراً، فعليك بالتّؤدة، حتي يريك الله منه المخرج.إذا أردت أن يحبك الله، فأبغض الدّنيا، وإذا أردت أن يحبك الناس،

فما كان عندك من فضولها فانبذه إليهم.إذا أردت أن تفعل أمراً فتدبر عاقبته، فإن كان خيراً فأمضه، وإن كان شرّاً فانته.إذا أردت أن تذكر عيوب غيرك، فاذكر عيوب نفسك. إذا أسأت، فأحسن، فإن الحسنات يذهبن السيئات.إذا أتي أحدكم مجلساً، فليجلس حيث ما انتهي إليه.إذا استأجر أحدكم أجيراً، فليعلمه أجره.إذا استشار أحدكم أخاه، فليشر عليه.إذا استشاط السلطان، تسلط الشيطان.إذا استكتم، فاستاكوا عرضاً.إذا استعطرت المرأة، فمرّت علي القوم ليجدوا ريحها، فهي زانية.إذا اشتد كلب الجوع، فعليك برغيف وجرّ من الماء القراح، وقل: علي الدنيا وأهلها مني الدمار.إذا اشتكي المؤمن، أخلصه من الذنوب كما يخلص الكير خبث الحديد.إذا التقي المسلمان بسيفيهما، فقتل أحدهما صاحبه، فالقاتل والمقتول في النار. قيل: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنّه كان حريصاً علي قتل صاحبه.إذا أمّ أحدكم الناس، فليخفف، فإن فيهم الصغير والكبير، والضعيف والمريض، وذا الحاجة، وإذا صلّي لنفسه، فليطوّل ما يشاء.إذا ألقي الله في قلب امرئ خطبة امرأة، فلا بأس أن ينظر إليها.إذا أعطي الله أحدكم خيراً، فليبدأ بنفسه وأهل بيته.إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلّها تكفر اللسان فتقول: اتّق الله فينا، فإنّما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا.إذا أحبّ الله عبداً ابتلاه، وإذا أحبّه الحب البالغ اقتناه، قالوا: ما اقتناؤه؟ قال: لا يترك له مالاً ولا ولداً.إذا أحبّ الله عبداً، حماه الدنيا، كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء.إذا أحبّ الله عبداً، ابتلاه ليسمع تضرّعه.إذا أحبّ الله عبداً، قذف حبّه في قلوب الملائكة، وإذا أبغض الله عبداً، قذف بغضه في قلوب الملائكة، ثم يقذفه في قلوب الآدميين.إذا أراد الله بعبد خيراً، فقّهه في الدين، وزهّده في الدنيا، وبصّره عيوبه.إذا أراد الله بعبد خيراً، صيّر

حوائج الناس إليه.إذا أراد الله بعبد خيراً، جعل صنائعه ومعروفه في أهل الحفاظ، وإذا أراد الله بعبد شراً، جعل صنائعه ومعروفه في غير أهل الحفاظ.إذا أراد الله بعبد خيراً، عاتبه في منامه.إذا أراد الله بعبد خيراً، جعل له واعظاً من نفسه يأمره وينهاه.إذا أراد الله بعبد خيراً، طهّره قبل موته. قالوا: وما طهور العبد؟ قال: عمل صالح يلهمه إيّاه، حتي يقبضه عليه.إذا أراد الله بعبد خيراً، عسّله؟ قيل: وما عسله؟ قال: يفتح له عملاً صالحاً قبل موته، ثم يقبضه عليه.إذا أراد الله بعبد خيراً، فتح له قفل قلبه، وجعل فيه اليقين، والصدق، وجعل قلبه واعياً لما سلك فيه، وجعل قلبه سليماً، ولسانه صادقاً، وخليقته مستقيمة، وجعل أذنه سميعةً، وعينه بصيرة.إذا أراد الله بعبد خيراً، استعمله. قيل: وما استعماله؟ قال: يفتح له عملاً صالحاً بين يدي موته، حتي يرضي عنه من حوله.إذا أراد الله بعبد خيراً، جعل غناه في نفسه، وتقاه في قلبه، وإذا أراد بعبدٍ شرّاً، جعل فقره بين عينيه.إذا أراد الله بقوم خيراً، رزقهم الرفق في معايشهم، وإذا أراد بهم شراً، رزقهم الخرق في معايشهم.إذا أراد الله بعبده الخير، عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر، أمسك عنه بذنبه، حتي يوافي به يوم القيامة.إذا أراد الله بأهل بيتٍ خيراً، فقّههم في الدين، ووقّر صغيرهم كبيرهم، ورزقهم الرفق في معيشتهم، والقصد في نفقاتهم، وبصّرهم عيوبهم، فيتوبوا منها، وإذا أراد بهم غير ذلك، تركهم هملاً.إذا أراد الله بأهل بيتٍ خيراً، أدخل عليهم الرفق.إذا أراد الله بقومٍ خيراً، أمدّ لهم في العمر، وألهمهم الشكر.إذا أراد الله بقومٍ خيراً، ولّي عليهم حلماءهم، وقضي بينهم علماؤهم، وجعل المال في سمحائهم، وإذا أراد بقوم شرّاً، ولّي عليهم

سفهاءهم، وقضي بينهم جهالهم، وجعل المال في بخلائهم.إذا أراد الله بقومٍ خيراً، كثّر فقهاءهم، وأقلّ جهالهم، فإذا تكلّم الفقيه وجد أعواناً، وإذا تكلم الجاهل قهر، وإذا أراد الله بقوم شرّاً كثّر جهالهم، وأقلّ فقهاءهم، فإذا تكلّم الجاهل وجد أعواناً، وإذا تكلّم الفقيه قهر.إذا أراد الله بقومٍ سوءاً، جعل أمرهم إلي مترفيهم.إذا أراد الله بقوم نماء، رزقهم السماحة والعفاف، وإذا أراد بقوم انقطاعاً، فتح عليهم باب الخيانة.إذا أراد الله بقرية هلاكاً، أظهر فيهم الزّنا.إذا أراد الله بالأمير خيراً جعل له وزير صدقٍ، إن نسي ذكّره وإن ذكر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء، إن نسي لم يذكره، وإن ذكر لم يعنه.إذا أراد الله أن يوقع عبداً، أعمي عليه الحيل.إذا أراد الله خلق شيء، لم يمنعه شيء.إذا أراد الله قبض عبد بأرضٍ، جعل له فيها حاجة.إذا أراد الله تعالي إنفاذ قضائه وقدره، سلب ذوي العقول عقولهم، حتي ينفذ فيهم قضاؤه وقدره، فإذا قضي أمره ردّ إليهم عقولهم، ووقعت الندامة.إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها، لعنتها الملائكة حتي تصبح.إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً، اتخذوا دين الله دغلاً، وعباد الله خولاً، ومال الله دولاً.إذا تطيبت المرأة لغير زوجها، فإنما هو نار وشنار.إذا تقارب الزمان، انتقي الموت خيار أمتي، كما ينتقي أحدكم خيار الرّطب من الطبق.إذا تمني أحدكم، فلينظر ما تمني، فإنه لا يدري ما كتب له من أمنيّته.إذا تمّ فجور العبد، ملك عينيه فبكي بهما متي شاء.إذا تمني أحدكم، فليكثر، فإنما يسأل ربّه.إذا جاءكم الأكفاء، فأنكحوهن، ولا تربّصوا بهنّ الحدثان.إذا جاء الموت بطالب العلم، مات وهو شهيد.إذا جامع أحدكم زوجته أو جاريته، فلا ينظر إلي فرجها، فإن ذلك يورث العمي.إذا حاك في نفسك

شيء فدعه.إذا حجّ الرجل بماله من غير حلّه، فقال: لبّيك اللّهم لبّيك، قال الله: لا لبّيك ولا سعديك، هذا مردود عليك.إذا حدّث الرجل بحديث، ثم التفت، فهي أمانة.إذا حسدتم فلا تبغوا، وإذا ظننتّم فلا تحققوا، وإذا وزنتم فأرجحوا.إذا حكم الحاكم، فاجتهد فأصاب، فله أجران.إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قلتم فأحسنوا، فإن الله محسنٌ يحب المحسنين.إذا خاف الله العبد، أخاف الله منه كل شيء، وإذا لم يخف العبد الله، أخافه الله من كل شيء.إذا خطب أحدكم المرأة وهو يخضب بالسواد، فليعلمها أنّ يخضب.إذا خفيت الخطيئة، لا تضرّ إلا صاحبها، وإذا ظهرت فلم تغيّر، ضرت العامّة.إذا دخل الضيف علي قوم دخل برزقه، وإذا خرج، خرج بمغفرة ذنوبهم.إذا دعي أحدكم إلي طعام فليجب، فإن شاء طعم، وإن شاء ترك.إذا رأيتم الرجل لا يبالي ما قال أو ما قيل فيه، فإنه لبغية أو شيطان.إذا رأيتم الأمر لا تستطيعون تغييره، فاصبروا حتي يكون الله هو الذي يغيّره.إذا رأيتم أهل الجوع والتفكير، فادنوا منهم، فإن الحكمة تجري علي ألسنتهم.إذا رأيتم أهل البلاء، فاسألوا الله العافية.إذا رأيتم العبد ألمّ الله به الفقر والمرض، فإن الله يريد أن يصافيه.إذا رأيت من أخيك ثلاث خصال فارجه: الحياء، والأمانة، والصدق. وإذا لم ترها، فلا ترجه.إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم، وخفّت أماناتهم، وكانوا هكذا - وشبّك بين أنامله - فالزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصة أمر نفسك، ودع عنك أمر العامّة.إذا رأي أحدكم من نفسه أو ماله، أو من أخيه ما يعجبه، فليدع له بالبركة، فإن العين حق.إذا زني العبد خرج منه الإيمان فكان علي رأسه كالظلّة، فإذا أقلع رجع إليه.إذا سبّك رجل بما يعلم منك، فلا تسبّه بما

تعلم منه، فيكون أجر ذلك لك، ووباله عليه.إذا سرّتك حسنتك، وساءتك سيئتك، فأنت مؤمن.إذا سمعتم بجبلٍ زال عن مكانه، فصدّقوا، وإذا سمعتم برجلٍ زال عن خلقه، فلا تصدقوا، فإنّه يصير إلي ما جبل عليه.إذا ساد القوم فاسقهم، وكان زعيم القوم أذلّهم، وأكرم الرجل الفاسق، فلينتظر البلاء.إذا شكّ أحدكم في صلاته، فليتحرّ الصواب.إذا شهر المسلم علي أخيه سلاحاً، فلا تزال ملائكة الله تعالي تلعنه، حتي يشيمه عنه.إذا طبخت فأكثر المرقة، وتعاهد جيرانك.إذا طلب أحدكم من أخيه حاجة، فلا يبدأه بالمدحة فيقطع ظهره.إذا ظهرت القلانس المشركة، ظهر الزنا.إذا ظهر الزنا والربا في قرية، فقد أحلّوا بأنفسهم عذاب الله.إذا ظهرت الفاحشة، كانت الرجفة، وإذا جار الحكام، قلّ المطر، وإذا غدر بأهل الذمة، ظهر العدو.إذا علم العالم فلم يعمل، كان كالمصباح يضيء للناس، ويحرق نفسه.إذا عمل أحدكم عملاً، فليتقنه.إذا عملت سيئة، فأحدث عندها توبة، السرّ بالسرّ، والعلانية بالعلانية.إذا عملت الخطيئة في الأرض، كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها، كان كمن شهدها.إذا غضب أحدكم وكان قائماً، فليقعد، وإن كان قاعداً، فليضطجع.إذا غضبت فاسكت.إذا قالت المرأة لزوجها: ما رأيت منك خيراً قط، فقد حبط عملها.إذا قام أحدكم من مجلسه منصرفاً فليسلّم، فليست الأولي بأولي من الآخرة.إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع، فهو أولي بمكانه.إذا قدرت علي عدوّك، فاجعل العفو شكراً للقدرة عليه.إذا قدم أحدكم من سفر، فليقدم معه بهدية، ولو يلقي في مخلاته حجراً.إذا قصّر العبد في العمل، ابتلاه الله تعالي بالهمّ.إذا كثرت ذنوب العبد، فلم يكن له من العمل ما يكفرها، ابتلاه الله بالحزن ليكفّرها عنه.إذا كان اثنان يتناجيان، فلا تدخل بينهما.إذا كانت عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما، جاء يوم القيامة وشقّه ساقط.إذا

كانوا ثلاثة، فلا يتناج اثنان دون الثالث.إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناج رجلان دون الآخر، حتي تختلطوا بالناس، فإن ذلك يحزنه.إذا كانت أمراؤكم خياركم، وأغنياؤكم سمحاءكم، وأموركم شوري بينكم، فظهر الأرض خير لكم من بطنها، وإذا كانت أمراؤكم أشراركم، وأغنياؤكم بخلاءكم، وأموركم إلي نساءكم، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها.إذا كان يوم القيامة، نادي منادٍ: من عمل عملاً لغير الله، فليطلب ثوابه ممّن عمله له.إذا لم تستحي، فاصنع ما شئت.إذا مات ولد العبد، قال الله تعالي لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنّة، وسمّوه بيت الحمد.إذا مات العبد قال الناس: ما خلّف؟ وقالت الملائكة: ما قدّم؟إذا مات صاحبكم، فدعوه لا تقعوا فيه.إذا مات الإنسان، انقطع عمله إلاّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له.إذا مدح الفاجر، اهتزّ العرش، وغضب الربّ.إذا مرّ أحدكم بطربال مائل، فليسرع المشي.إذا مشت أمتي المطيطاء، وخدمتهم فارس والروم، كان بأسهم بينهم.إذا نظر أحدكم إلي من فضل عليه في المال والخلق، فلينظر إلي من هو أسفل منه.إذا هلك كسري، فلا كسري بعده، وإذا هلك قيصر، فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لينفقن كنوزهما في سبيل الله.إذا هممت بأمر، فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلي الذي يسبق إلي قلبك، فإن الخيرة فيه.إذا وجد أحدكم طخاء علي قلبه، فليأكل السفرجل.إذا وجد أحدكم لأخيه نصحاً في نفسه، فليذكره له.إذا وسّد الأمر إلي غير أهله، فانتظر الساعة.إذا وُقع في الرجل، وأنت في ملأ، فكن للرجل ناصراً، وللقوم زاجراً، أو قم عنهم.اذكر الله، فإنه عون لك علي ما تطلب.اذكروا محاسن موتاكم، وكفّوا عن مساويهم.أذل الناس، من أهان

الناس.أربع إذا كنّ فيك، فلا عليك ما فاتك من الدنيا: صدق الحديث، وحفظ الأمانة، وحسن الخلق، وعفة المطعم.أربع خصال من الشّقاء: جمود العين، وقساوة القلب، وبعد الأمل، وحبّ البقاء.أربع لا يدخل بيتاً واحدة منها، إلاّ خرب ولم يعمر بالبركة: الخيانة، والسرقة، وشرب الخمر، والزنا.أربع من سعادة المرء: أن تكن زوجته صالحة، وأولاده أبراراً، وخلطاؤه صالحين، وأن يكون رزقه في بلده.أربع من كنّ فيه، حرّمه الله تعالي علي النار، وعصمه من الشيطان: من ملك نفسه حين يرغب، وحين يرهب، وحين يشتهي، وحين يغضب.أربع من أعطيهن، فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: لسان ذاكر، وقلب شاكر، وبدن علي البلاء صابر، وزوجة لا تبغيه خوناً في نفسها ولا ماله.أربعة حقّ علي الله تعالي أن لا يدخلها الجنّة ولا يذيقهم نعيمها: مدمن الخمر، وآكل الربا، وآكل مال اليتيم بغير حق، والعاقّ لوالديه.أربعة قليلها كثير: الفقر، والوجع، والعداوة، والنار.أربعة يبغضهم الله تعالي: البيّاع الحلاف، والفقير المختال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر.أربي الرّبا، شتم الأعراض، وأشد الشتم، الهجاء، والرّاوية أحد الشاتمين.الارتياب من الكفر.ارحم من في الأرض، يرحمك من في السماء.ارحموا عزيزاً ذلّ، وغنيّاً افتقر، وعالماً ضاع بين جهّال.ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم.الأرض أرض الله، والعباد عباد الله، من أحيا مواتاً فهي له.ارفعوا ألسنتكم عن عليّ، فإنّه خشنٌ في ذات الله، غير مداهنٍ في دين الله.ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين، وإذا مات أحدٌ منهم، فقولوا فيه خيراً.أرقّاءكم ارقّاءكم، فأطعموهم ممّا تأكلون، وألبسوهم ممّا تلبسون، وإن جاءوا بذنب لا تريدون أن تغفروه، فبيعوا عباد الله ولا تعذبوهم.أرقّاؤكم إخوانكم، فأحسنوا إليهم، استعينوا علي ما غلبكم، وأعينوهم علي ما غلبهم.ارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إليّ من أن تركبوا، كل شيء يلهو به الرجل باطل، إلا رمي الرجل بقوسه،

أو تأديبه فرسه، أو ملاعبته امرأته، فإنّهن من الحق، ومن ترك الرمي بعدما علمه، فقد كفر الذي علّمه.الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.الريح من روح الله، تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فلا تسبّوها.ازهد في الدنيا يحبّك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبّك الناس.أزهد الناس في العالم، أهله وجيرانه.أزهد الناس، من لم ينس القبر والبلاء، وترك أفضل زينة الدنيا، وآثر ما يبقي علي ما يفني، ولم يعدّ غداً من أيامه، وعدّ نفسه في الموتي.إسباغ الوضوء علي المكاره، وإعمال الأقدام إلي المساجد، وانتظار الصّلاة بعد الصلاة، تغسل الخطايا غسلاً.استتمام المعروف خير من ابتدائه.استحي من الله استحياءك من رجلين من صالح عشيرتك.استحيوا من الله حق الحياء، فإن الله قسّم بينكم أخلاقكم كما قسّم بينكم أرزاقكم.استحيوا من الله حق الحياء، من استحيا من الله حق الحياء، فليحفظ الرأس وما وعي، وليحفظ البطن وما حوي، وليذكر الموت والبلاء، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء.استذكروا القرآن، فلهو أشدّ تعصباً من صدور رجال من النعم من عقله.استرشدوا العاقل ترشدوا، ولا تعصوه فتندموا.استعد للموت قبل نزول الموت.استعفف عن السؤال ما استطعت.استعينوا علي أموركم بالكتمان، فإن كان ذي نعمة محسود.استعينوا علي أموركم بالكتمان، وعلي قضاء حوائجكم بالأسرار.استعيذوا بالله من طمع يهدي إلي طبع.استعيذوا بالله من شر جار المقام، فإن جار المسافر إذا شاء يزايل زايل.استعيذوا بالله من الفقر والعيلة، ومن أن تظلموا أو تظلموا.استعيذوا بالله من شرار النساء، وكونوا من خيارهنّ في حذر.استعيذوا بالله من العين، فإن العين حق.استعينوا علي النساء بالعري، فإن إحداهنّ إذا كثرت ثيابها وأحسنت زينتها، أعجبها الخروج.الاستغفار ممحاةٌ للذنوب.استغنوا عن الناس، ولو بشوص السواك.استفت نفسك

وإن أفتاك المفتون.استقم وليحسن خلقك للناس.استقيموا ونعمّا إن استقمتم.استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ علي الوضوء إلا مؤمن.استنزلوا الرزق بالصدقة.استووا تستو قلوبكم، وتماسّوا تراحموا.استووا ولا تختلفوا، فتختلف قلوبكم.استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً.أسدّ الأعمال ثلاثة: ذكر الله علي كل حال، والإنصاف من نفسك، ومواساة الأخ في المال.أسرع الخير ثواباً، البرّ وصلة الرحم، وأسرع الشر عقوبةً، البغي وقطيعة الرحم.أسرع الدعاء إجابةً، دعاء غائب لغائب.أسفروا بالفجر، فإنّه أعظم للأجر.الإسلام نظيف، فتنظّفوا، فإنّه لا يدخل الجنّة إلا نظيف.الإسلام يعلو، ولا يعلي عليه.اسمح يسمح لك.اشتد غضب الله علي الزناة.اشتد غضب الله علي من ظلم من لا يجد ناصراً غير الله.اشتد غضب الله علي من زعم أنه ملك الأملاك. لا ملك إلا الله.اشتد غضب الله علي امرأة، أدخلت علي قوم ولداً ليس منهم، يطّلع علي عوراتهم، ويشركهم في أموالهم.اشتدّي أزمة تنفرجي.أشجع الناس، من غلب هواه.أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلي الرجل علي حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً، اشتدّ بلاؤه، وإن كان في دينه رقيقاً، ابتلي علي قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد، حتي يتركه يمشي علي الأرض، وما عليه خطيئة.أشد الناس عذاباً يوم القيامة، إمام جائر.أشد الناس عذاباً يوم القيامة، من يري الناس أن فيه خيراً، ولا خير فيه.أشد الناس عذاباً يوم القيامة، عالم لم ينفعه علمه.أشد الناس عذاباً للناس في الدنيا، أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة.أشدكم من ملك نفسه عند الغضب، وأحلمكم من عفا بعد المقدرة.أشراف أمتي حملة القرآن، وأصحاب الليل.أشرف الإيمان، أن يأمنك الناس، وأشرف الإسلام، أن

يسلم الناس من لسانك ويدك.أشرف الزهد، أن يسكن قلبك علي ما رزقت، وإن أشرف ما تسأل من الله عز وجل، العافية في الدين والدنيا.أشعر كلمة تكلم بها العرب كلمة لبيد: ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل.اشفقوا تُحمدوا وتؤجروا.أشقي الناس عاقر النّاقة، والذي يخضب هذه من هذه.أشقي الأشقياء، من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة.أشكر الناس، أشكرهم للناس.أشيدوا النكاح وأعلنوه.أصابتكم فتنة الضرّاء فصبرتم، وإنّ أخوف ما أخاف عليكم، فتنة السرّاء من قبل النساء، إذا تسوّرن الذهب، ولبسن ريط الشام، وعصب اليمن، وأتعبن الغني، وكلّفن الفقير ما لا يجد.أصحابي كالنجوم، بأيّهم اقتديتم اهتديتم.أصحابي كالملح في الطعام.أصدق الرؤيا بالأسحار.أصرم الأحمق.أصلح الناس، أصلحهم للناس.أصلِح بين الناس، ولو تعني الكذب.أصلحوا دنياكم، واعملوا لآخرتكم، كأنكم تموتون غداً.اصنع المعروف إلي من هو أهله، والي غير أهله، فإن أصبت أهله أصبت أهله، وإن لم تصب أهله كنت أهله.اضربوا الدواب علي النفار، ولا تضربوا علي العثار.اضمنوا لي ستّاً من أنفسكم، أضمن لكم الجنّة، اصدقوا إذا حدّثّتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدّوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم.اضمنوا لي خمس خصال، أضمن لكم الجنّة، لا تظالموا عند قسمة مواريثكم، وأنصفوا الناس من أنفسكم، ولا تجبنوا عند قتال عدوّكم، ولا تغلوا غنائمكم، وامنعوا ظالمكم من مظلومكم.اطلعت في الجنّة، فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلّعت في النار، فرأيت أكثر أهلها النساء.اطّلعْ في القبور، واعتبر بالنشور.أطعموا الطعام، وصلّوا والناس نيام، تدخلوا الجنّة بسلام.أطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه: التمر، فإن ولدها يكون حليماً تقيّاً.أطعموا طعامكم الأتقياء، وأولوا معروفكم المؤمنين.اطلبوا الرزق في خبايا الأرض.اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس، فإن الأمور تجري بالمقادير.اطلب العافية لغيرك، ترزقها في نفسك.اطلبوا العلم من المهد إلي اللحد.اطلبوا العلم ولو بالصين، فإن طلب العلم

فريضة علي كل مسلم. إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يطلب.اطلبوا الفضل عند الرحماء من أمّتي، تعيشوا في أكنافهم، ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم.أطولكنّ يداً، أسرعكنّ بي لحوقاً.أطيب الكسب، عمل الرجل بيده.أطيب كسب الرجل المسلم، سهمه في سبيل الله.أطيب الطيب، المسك.أطيب اللحم، لحم الظهر.اعبد الله كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك.اعتبروا الصاحب بالصاحب.أعجز الناس من عجز عن الدنيا، وأبخل الناس من بخل بالسلام.أعجل الطاعة ثواباً، صلة الرحم.أعدي عدوّك، نفسك التي بين جنبيك.أعدي عدوّك، زوجتك التي تضاجعك، وما ملكت يمينك.أعدل الناس، من رضي للناس ما يرضي لنفسه، وكره لهم ما كره لنفسه.اعدلوا بين أولادكم بالنحل، كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البرّ واللّطف.أعذر الله إلي امرئ أخّر أجله، حتي بلغ ستين سنة.أعروا النساء، يلزمن الحجال.أعزّ أمر الله، يعزّك الله.اعزل الأذي عن طريق المسلمين.اعص هواك والنساء، واصنع ما شئت.أًعطيت جوامع الكلم، واختصر لي الكلام اختصاراً.أعط الأجير أجره، قبل أن ينشف رشحه.أعط السائل، ولو جاءك علي فرس، وأعط الأجير حقّه، قبل أن يجفّ عرقه.أعطوا الله الرضا من قلوبكم، لتظفروا بثواب الله يوم فقركم والإفلاس.أعطوا المجالس حقّها - قيل: وما حقّها؟ - قال: غضّوا أبصاركم، وردّوا السلام، وأرشدوا الأعمي، وأمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر.أعظم العبادة أجراً، أخفاها.أعظم الناس همّاً المؤمن، يهتم بأمر دنياه، وأمر آخرته.أعظم الناس قدراً، من ترك ما لا يعنيه.أعظم الناس في الدنيا خطراً، من لم يجعل للدّنيا عنده خطراً.أعظم النساء بركة، أحسنهنّ وجهاً، وأرخصهنّ مهراً.أعظم النساء بركة، أقلهنّ مؤنة.أعظم الخطايا، اللسان الكذوب.أعظم الظلم، ذراع من الأرض ينتقصه المرء من حق أخيه، ليست حصاة أخذها، إلاّ طوّقها يوم القيامة.أعقل الناس، أشدهم مداراةً للناس.اعقلها وتوكل.أعلم الناس، من جمع علم الناس إلي علمه.اعلم أن ما

أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.اعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً.اعلم أن القلم قد جري بما هو كائن.اعلم أنّه ليس منكم من أحد، إلا مال وارثه أحبّ إليه من ماله، مالك ما قدّمت، ومال وارثك ما أخّرت.اعلم أن الخلائق لو اجتمعوا علي أن يعطوك شيئاً، ولم يرد الله أن يعطيك، لم يقدروا عليه، أو يصرفوا عنك شيئاً أراد الله أن يصيبك به، لم يقدروا علي ذلك، فإذا سألت، فاسأل الله، وإذا استعنت، فاستعن بالله.الأعمال بالنيات.أعمار أمّتي ما بين الستين إلي الّسبعين.اعمل عمل امرئ يظن أنّه لن يموت أبداً، وأحذر حذر امرئ يخشي أن يموت غداً.اعملوا فكلٌّ ميسّرٌ لما خلق له.أعوذ بالله من جار السوء في دار إقامة، تراك عيناه ويرعاك قلبه، إن رآك بخيرٍ ساءه، وإن رآك بشرٍّ سرّه.أعينوا أولادكم علي البرّ، من شاء استخرج العقوق من ولده.أغبط الناس عندي، مؤمن خفيف الحاذّ، ذو حظ من صلاة، وكان رزقه كفافاً، فصبر عليه، حتي يلقي الله، وأحسن عبادة ربه، وكان غامضاً في الناس، عجلت منيّته، وقلّ تراثه، وقلّت بواكيه.اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك.اغتنموا الدعاء عند الرّقة، فإنّها رحمة.اغتنموا دعوة المؤمن المبتلي.اغد عالماً، أو متعلماً، أو مستمعاً، أو محباً، ولا تكن الخامسة فتهلك.اغدوا في طلب العلم، فإن الغدوّ بركة ونجاح.اغسلوا ثيابكم، وخذوا من شعوركم، واستاكوا، وتزيّنوا، وتنظّفوا، فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك، فزنت نساؤهم.اغفر، فإن عاقبت، فعاقب بقدر الذنب، واتّق الوجه.أغفل الناس، من لم يتّعظ بتغيّر الدنيا من حال إلي حال.أغني الناس، من لم يكن للحرص أسيراً.أفشوا السلام بينكم، تحابّوا.أفشوا السلام،

تسلموا.أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنّة بسلام.افصلوا بين حديثكم بالاستغفار.أفضل الأصحاب، من إذا ذكرت أعانك، وإذا نسيت ذكرك.أفضل الأعمال، أن تشبع كبداً جائعة.أفضل الأعمال ثلاثة: التواضع عند الدولة، والعفو عند القدرة، والعطيّة بغير المنّة.أفضل الأعمال، أن تدخل علي أخيك المؤمن سروراً، أو تقضي عنه ديناً.أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله، التودد إلي الناس.أفضل الأعمال، الكسب الحلال.أفضل الأعمال، الحب في الله، والبغض في الله.أفضل الأعمال، العلم بالله، إن العلم ينفعك معه قليل العمل وكثيره، وإن الجهل لا ينفعك معه قليل العمل ولا كثيره.أفضل الإيمان، أن تعلم أن الله معك حيثما كنت.أفضل الإيمان، الصبر والسماحة.أفضل الإيمان، أن تحبّ لله، وتبغض لله، وتعمل لسانك في ذكر الله، وأن تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك، وأن تقول خيراً، أو تصمت.أفضل الجهاد، كلمة حق عند سلطان جائر.أفضل الجهاد، من أصبح ولم يهمّ بظلم أحد.أفضل الجهاد، أن يجاهد الرجل نفسه وهواه.أفضل جهاد أمتي، انتظار الفرج.أفضل الحسنات، تكرمه الجلساء.أفضل الدعاء، دعاء المرء لنفسه.أفضل الدنانير، دينار ينفقه الرجل علي عياله.أفضل الصدقة، أن تعين بجاهك من لا جاه له.أفضل الصدقة, حفظ اللسان.أفضل الصدقة, صدقة اللسان.أفضل الصدقة, إصلاح ذات البين.أفضل الصدقة, الصدقة علي ذي الرحم الكاشح.أفضل الصدقة, أن يتعلم المرء المسلم علماً، ثم يعلّمه أخاه المسلم.أفضل الصدقة، ما كان عن ظهر غنيً، واليد العليا خير من اليد السفلي، وابدأ بمن تعول.أفضل الصدقة، أن تتصدق وأنت صحيح شحيح، تأمل الغني وتخشي الفقر، ولا تمهل حتي إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان.أفضل صدقة اللسان، الشفاعة تفكّ بها الأسير، وتحقن بها الدم، وتجرّ بها المعروف والإحسان إلي أخيك، وتدفع عنه الكريهة.أفضل العبادة، انتظار

الفرج.أفضل العبادة أجراً، سرعة القيام من عند المريض.أفضل العمل، النيّة الصادقة.أفضل العمل، أدومه، وإن قلّ.أفضل الفضائل، أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتصفح عمّن ظلمك.أفضل الكسب، بيع مبرور، وعمل الرجل بيده.أفضلكم إيماناً، أحسنكم أخلاقاً.أفضل المؤمنين إيماناً، الذي إذا سئل أعطي، وإذا لم يعط استغني.أفضل المؤمنين إسلاماً، من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأفضل المؤمنين إيماناً، أحسنهم أخلاقاً.أفضل الناس، رجل يعطي جهده.أفضل الناس، من تواضع عن رفعة، وزهد عن غنية، وأنصف عن قوة، وحلم عن قدرة.أفقر الناس، الطامع.أفلح من رزق لبّاً.أفلح من هدي إلي الإسلام، وكان عيشه كفافاً، وقنع به.اقبلوا الكرامة، وأفضل الكرامة الطيب، أخفّه محملاً، وأطيبه ريحاً.اقبل الحق ممّن أتاك به من صغير أو كبير، وإن كان بغيضاً بعيداً، واردد الباطل علي من جاءك به من صغير أو كبير، وإن كان حبيباً قريباً.الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة، والتودّد إلي الناس نصف العقل، وحسن السؤال نصف العلم.الاقتصاد نصف العيش، وحسن الخلق نصف الدّين.اقتربت الساعة ولا يزداد الناس علي الدنيا إلا حرصاً، ولا تزداد منهم إلاّ بعداً.اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فيه فقوموا.اقرأوا القرآن واعملوا به، ولا تجفوا عنه، ولا تغلوا فيه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به.اقرأوا القرآن، فإنّ الله تعالي لا يعذب قلباً وعي القرآن.اقرإ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك، فلست تقرؤه.أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممّن يذكر الله في تلك الساعة، فكن.أقرب العمل إلي الله، الجهاد في سبيل الله، ولا يقاربه شيء.أقضاكم عليٌّ بعدي.أقلّ من الذنوب، يهن عليك الموت.أقلّ من الدّين، تعش حرّاً.أقلّ الناس راحة، البخيل.أقلّ الناس لذة، الحسود.أقلّوا الدخول علي الأغنياء، فإنه أحري أن لا تزدروا نعم الله عز

وجل.أقلّ ما يكون في آخر الزمان، أخ يوثق به، ودرهم من حلال.أقيلوا السخيّ زلّته، فإن الله آخذٌ بيده كلّما عثر.أقيلوا عثرات الكرام.أقيلوا ذوي الهيئة عثراتهم.أقيموا حدود الله تعالي في البعيد والقريب، ولا تأخذكم في الله لومة لائم.أكبر أمّتي، الذين لم يُعطوا فيبطروا، ولم يُقتّر عليهم فيسألوا.أكبر الكبائر، الإشراك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور.أكبر الكبائر، سوء الظن بالله.الأكبر من الأخوة، بمنزلة الأب.أكثر الناس قميةً، أكثرهم علماً.أكثر الناس ذنوباً يوم القيامة، أكثرهم كلاماً فيما لا يعنيه.أكثر خطايا ابن آدم في لسانه.أكثر ذكر الموت، فإن ذكره يسليّك عمّا سواه.أكثروا ذكر الموت، فإنّه يمحّص الذنوب، ويزهّد في الدنيا، فإن ذكرتموه عند الغني هدمه، وإن ذكرتموه عند الفقر أرضاكم بعيشكم.أكثروا من هادم اللذات، فإنّه لا يكون في كثير إلا قلّله، ولا في قليل إلا أجزله.أكثروا من الإخوان، فإن ربّكم حييٌّ كريم، يستحيي أن يعذب عبده بين إخوانه يوم القيامة.أكثر من الدعاء، فإن الدعاء يردّ القضاء.أكذب الناس، الصوّاغون والصبّاغون.أكرم الناس، أتقاهم.أكرموا العلماء، فإنّهم ورثة الأنبياء، فمن أكرمهم فقد أكرم الله ورسوله.أكرموا الشهود، فإن الله يستخرج بهم الحقوق، ويدفع بهم الظلم.أكرموا أولادكم، وأحسنوا آدابهم.أكرموا الخبز، فإن الله أنزله من بركات السماء، وأخرجه من بركات الأرض.الأكل في السوق دناءة.اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يملّ حتي تملّوا، وإنّ أحبّ العمل إلي الله تعالي أدومه وإن قلّ.الأكل مع الخادم، من التواضع.أكمل المؤمنين إيماناً، أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم.الله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه.الله مع القاضي ما لم يجر، فإذا جار تخلّي الله عنه، ولزمه الشيطان.الله الله فيمن ليس له ناصرٌ إلاّ الله.الله الله فيما ملكت أيمانكم، ألبسوا ظهورهم، وأشبعوا بطونهم وألينوا لهم القول.الله أكرم من أن

يبتلي عبده المؤمن، بذهاب بصره، ثم لا يثيبه الجنّة.ألا أخبرك عن ملوك الجنّة؟ رجل ضعيف مستضعف ذو طمرين، لا يؤبه له، لو أقسم علي الله لأبّره.ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود، الولود، العئود، التي إذا ظلمت قالت: هذه يدي في يدك، لا أذوق غمضاً حتي ترضي.ألا أخبركم بمن يحرّم عليه النار غداً؟ علي كل هيّن، ليّن، قريبٍ، سهل.ألا أخبرك بأهل النار؟ كل جعظريٍ، جوّاظ، مستكبرٍ، جمّاعٍ، منوع.ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها علي البدن؟ الصمت، وحسن الخلق.ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة.ألا أخبركم بخيركم من شرّكم؟ خيركم من يرجي خيره، ويؤمن شرّه, وشرّكم من لا يرجي خيره، ولا يؤمن شرّه.ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟.. المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرّته، وإذا أمرها طاعته، وإذا غاب عنها حفظته.ألا أخبركم بأحبكم إليّ وأقربكم منّي مجالس يوم القيامة؟ أحاسنكم أخلاقاً، الموطّؤون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون.ألا أخبركم بشراركم؟ من أكل وحده، ومنع رفده، وضرب عبده، ألا أخبركم بشرّ من ذلكم؟ من يبغض الناس ويبغضونه.ألا إنّي بريء من كل مسلم نزل مع مشرك في دار الحرب.ألا أخبركم بأبغضكم إليّ وأبعدكم منّي مجالس يوم القيامة؟ الثرثارون المتفيهقون.ألا أدلّكم علي أشدكم؟ أملككم عند الغضب.ألا أعلمك خصلاتٍ، ينفعك الله تعالي بهنّ؟ عليك بالعلم، فإن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيّمه، والرفق أبوه، واللين أخوه، والصبر أمير جنوده.ألا أنبئك بشر الناس؟ من أكل وحده، ومنع رفده، وسافر وحده، وضرب عبده. ألا أنبئك بشرّ من هذا؟ من يخشي شره، ولا يرجي خيره.ألا أنبئك بشرّ من هذا؟ من باع آخرته بدنيا غيره. ألا أنبئك بشرّ من هذا؟ من أكل الدنيا بالدين.ألا

إن خير الرجال من كان بطيء الغضب، سريع الرضا. وشرّ الرجال من كان سريع الغضب، بطيء الرضا. فإذا كان الرجل بطيء الغضب بطيء الفيء، وسريع الغضب سريع الفيء، فإنها بها.ألا إن خير التجار من كان حسن القضاء، حسن الطلب، وشرّ التجار من كان سيئ القضاء سيئ الطلب، فإذا كان الرجل حسن القضاء سيئ الطلب، أو كان سيئ القضاء حسن الطلب، فإنها بها.ألا إن عمل أهل الجنة حزن بربوة، ألا إن عمل أهل النار سهل بسهوة.ألا إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم، ألا ترون إلي حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه؟ فإذا وجد أحدكم شيئاً من ذلك، فالأرض الأرض.ألا إن بني آدم خلقوا علي طبقات شتي، منهم من يولد مؤمناً، ويحيا مؤمناً، ويموت مؤمناً، ومنهم من يولد كافراً، ويحيا كافراً، ويموت كافراً، ومنهم من يولد كافراً، ويحيا كافراً، ويموت مؤمناً.ألا إن الناس من آدم، وآدم من تراب، وأكرمهم عند الله أتقاهم.ألا رُبّ مكرم لنفسه، وهو لها مهين، ألا ربّ مهين لنفسه، وهو لها مكرم.ألا ربّ قائم ليس له من القيام إلاّ السهر، وربّ صائم ليس له من صيامه إلاّ الجوع والعطش.ألا ربّ شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً.ألا لا يمنعنّ رجلاً مخافة الناس، أن يقول الحقّ إذا علمه.ألا لا يخلونّ رجل بامرأة، إلا كان ثالثهما الشيطان.ألا ومن أحبّ في الله، وأبغض في الله، وأعطي في الله، ومنع في الله، فهو من أصفياء الله.ألا ربّ نفس طاعمة ناعمة في الدنيا، جائعة عارية يوم القيامة، ألا ربّ نفس جائعة عارية في الدنيا، طاعمة ناعمة يوم القيامة.البس جديداً، وعش حميداً.التمسوا الجار قبل شري الدار، والرفيق قبل الطريق.التمسوا الرزق بالنكاح.التمس ولو خاتماً من حديد.الحقوا بملاحقكم، فإن الله سبحانه عصمني من الناس.ألزموا

الجهاد، تصحوا وتستغنوا.الهوا والعبوا، فإني أكره أن يري في دينكم غلظة.الأمانة تجلب الرزق، والخيانة تجلب الفقر.الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن.إما إن العريف يدفع في النار دفعاً.إما إن ربك يحبّ المدح.أما ترضي إحداكن أنها إذا كانت حاملاً من زوجها وهو عنها راض أن لها مثل أجر الصائم القائم في سبيل الله، فإذا وضعت لم يخرج من لبنها جرعة ولم يمص من ثديها مصة، إلا كان لها بكل جرعة وبكل مصة حسنة، فإن أسهرها ليلة كان لها مثل أجر سبعين رقبة تعتقهم في سبيل الله.أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟أما أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم فأماتتهم إماتة، حتي إذا كانوا فحماً أُذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثوا علي أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حَميل السيل.أما بعد فإن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء. فإن أول فتنة بني إسرائيل كان في النساء.أما بعد فما بال العامل نستعمله فيأتينا فيقول: هذا من عملكم، وهذا أهدي إلي، أفلا قعد في بيت أبيه وأمّه فينظر هل يهدي، أم لا؟أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدي والنور، من استمسك به وأخذ به كان علي الهدي، ومن أخطأه ضلّ، فخذوا بكتاب الله تعالي واستمسكوا به وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.أما أنا فلا آكل متكئاً.امرأة ولود أحب إلي الله

تعالي من امرأة حسناء لا تلد، إني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة.أمرت بمداراة الناس، كما أمرت بتبليغ الرسالة.أمرت بالوتر والأضحي، ولم يعزم عليّ.أمرت بالسواك حتي خشيت أن يكتب عليّ.أمرت بالسواك حتي خفت علي أسناني.أمر بين أمرين، وخير الأمور أوساطها.أمر النساء إلي آبائهن، ورضاهن السكوت.أمسك لسانك، فإنها صدقة تتصدق بها علي نفسك، ولا يعرف عبد حقيقة الإيمان، حتي يخزن من لسانه.أمط الأذي عن طريق المسلمين تكثر حسناتك.الأمل رحمة لأمتي، ولولا الأمل ما أرضعت الأم ولداً، ولا غرس غارس شجراً.إملاء الخير خير من السكوت، والسكوت خير من إملاء الشرّ.أملك عليك لسانك.أملك يدك.أمك، أمك، ثم أمك، ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب.الأمن والعافية، نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس.أمنك من عتبك.الأمور كلها خيرها وشرها من الله.أمير القوم أقطفهم دابّة.أنا ابن العواتك من قريش.أنا أديب الله، وعليّ أديبي، أمرني ربي بالسخاء والبر، ونهاني عن البخل والجفاء، وما من شيء أبغض إلي الله عز وجل، من البخل وسوء الخلق، وإنه ليفسد العمل، كما يفسد الطين العسل.أنا أفصح العرب.أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة.أنا أولي بكل مؤمن من نفسه، وعليّ أولي به من بعدي.أنا أول من يقرع باب الجنة.أنا خاتم النبيين، وعليّ خاتم الوصيين.أنا سيد ولد آدم - يوم القيامة - ولا فخر، وأنا أول من تنشق الأرض عنه ولا فخر، وأنا أول شافع، وأول مشفّع.أنا الشاهد علي الله، أن لا يعثر عاقل إلا رفعه، ثم لا يعثر إلا رفعه، ثمّ لا يعثر إلا رفعه، حتي يجعل مصيره إلي الجنة.أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد.أنا النذير، والموت المغير، والساعة الموعد.الأناة من الله، والعجلة من الشيطان.إن أحببتم أن يحبكم الله ورسوله، فأدّوا إذا ائتمنتم، واصدقوا إذا حدثتم، وأحسنوا جوار

من جاوركم.الأنبياء لا يقتلون بالإشارة.انتظار الفرج بالصبر عبادة.انتظار الفرج من الله عبادة، ومن رضي بالقليل من الرزق، رضي الله تعالي منه بالقليل من العمل.أنتم علي بيّنة من ربكم، ما لم تظهر منكم سكرتان: سكرة الجهل، وسكرة حبّ الدّنيا.أنت ومالك لأبيك.أنزلوا الناس منازلهم من الخير والشر.إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي، أولها ملامة، وثانيها ندامة، وثالثها عذاب يوم القيامة.الأنصار كرشي، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم.انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، إن يك ظالماً فاردده عن ظلمه، وإن يك مظلوماً فانصره.انظر فإنّك لست بخير من أحمر ولا أسود، إلا أن تفضله بتقوي.انظر في أيّ نصابٍ تضع ولدك، فإن العرق دسّاس.انظر إلي من تحتك، ولا تنظر إلي من فوقك.انظروا إلي من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلي من هو فوقكم، فإنّه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم.أنعم علي نفسك، كما أنعم الله عليك.أنفقي ولا تحصي، فيحصي الله عليك، ولا توعي، فيوعي الله عليك.إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلةٌ، فإن استطاع أن لا يقوم حتي يغرسها، فليغرسها.انكحوا فإنّي مكاثر بكم.أنهاك عن ثلاث خصال: الحسد، والحرص، والكبر.أنهاكم عن الزور.أنهاكم عن قليل ما أسكر كثيره.إنّا أهل البيت، لا تحلّ لنا الصدقة.إن آدم قبل أن يصيب الذنب كان أجله بين عينيه، وأمله خلفه، فلمّا أصاب الذنب، جعل الله تعالي أمله بين عينيه، وأجله خلفه، فلا يزال يؤمّل حتي يموت.إن أبخل الناس من بخل بالسلام، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء.إن ابن آدم لحريصٌ علي ما منع.إن أبرّ البرّ، أن يصل الرجل أهل ودّ أبيه بعد أن يولّي الأب.إن أبغض عباد الله إلي الله، العفريت النفريت، الذي لم يرزأ في مال ولا ولد.إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف.إن إبليس يبعث

أشد أصحابه وأقوي أصحابه، إلي من يصنع المعروف في ماله.إن إبليس يضع عرشه علي الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وفعلت كذا، فيقول: ما صنعت شيئاً، ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتي فرّقت بينه وبين أهله، فيدنيه منه ويقول: نعم أنت.إنّا معاشر الأنبياء، أمرنا أن نكلم الناس علي قدر عقولهم.إنّ أحبّ الناس إلي الله تعالي يوم القيامة وأدناهم منه مجلساً إمام عادل، وأبغض الناس إلي الله تعالي وأبعدهم منه إمام جائر.إن أحبّ عباد الله إلي الله، أنصحهم لعباده.إن أحبّ عباد الله إلي الله، من حبّب إليه المعروف، وحبّب إليه فعاله.إن أحدكم مرآة أخيه، فإذا رأي به أذيً، فليمطه عنه.إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمّه، أربعين يوماً نطفةً، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكاً ويؤمر بأربع كلمات ويقال له: اكتب علمه، ورزقه، وأجله، وشقيّ أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح.إن أحسن الحسن، الخلق الحسن.إن الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر، وإنّما يرتفع العباد غداً في الدرجات، وينالون الزلفي من ربهم علي قدر عقولهم.إن أخوف ما أخاف علي أمّتي، كل منافق عليم اللسان.إن أخوف ما أخاف علي أمّتي، الأئمة المضلون.إن أخوف ما أخاف علي أمّتي، عمل قوم لوط.إن أخوف ما أخاف علي أمّتي، الإشراك بالله، أما إنّي لست أقول يعبدون شمساً ولا قمراً ولا وثناً، ولكن أعمالاً لغير الله، وشهوة خفيّة.إن أربي الرّبا، الاستطالة في عرض الناس.إن الأرض لتنادي كل يوم سبعين مرّة: يا بني آدم كلوا ما شئتم واشتهيتم، فوالله لآكلن لحومكم وجلودكم.إن الأرض أرض الله، والعباد عباد الله، ومن أحيا مواتاً فهو أحقّ به.إن أسرع الخير

ثواباً البرّ، وإن أسرع الشرّ عقوبةً البغي، وكفي بالمرء عيباً أن ينظر من الناس إلي ما يعمي عنه من نفسه، ويعيّر من الناس ما لا يستطيع تركه.إن الإسلام نظيف، فتنظّفوا، فإنه لا يدخل الجنّة إلاّ نظيف.إن الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبي للغرباء!إن أشد الناس تصديقاً للناس أصدقهم حديثاً، وإنّ أشدّ الناس تكذيباً أكذبهم حديثاً.إن أشد الناس ندامةً يوم القيامة، رجلٌ باع آخرته بدنيا غيره.إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة، عالمٌ لم ينفعه الله بعلمه.إن شرّ الأشرار أشرار العلماء، وإن خير الأخيار أخيار العلماء.إن أشقي الأشقياء، من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة.إن أشكر الناس، أشكرهم للناس.إن أطيب طعامكم، ما مسّته النار.إن أطيب ما أكلتم، من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم.إن أطيب الكسب، كسب التجار الذين إذا حدّثوا لم يكذبوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا كان عليهم دين لم يمطلوا، وإذا كان لهم لم يعسروا، وإذا باعوا لو يُطروا، وإذا اشتروا لم يذمّوا.إن أعجل الطاعة ثواباً، صلة الرحم.إن إعطاء هذا المال قنية، وإمساكه فتنة.إن أعظم الذنوب عند الله أن يلقاه بها عبد - بعد الكبائر التي نهي الله عنها - أن يموت الرجل وعليه دين لا يدع له قضاء.إن أعظم الناس خطايا يوم القيامة، أكثرهم خوضاً في الباطل.إن أفضل عمل المؤمن، الجهاد في سبيل الله.إن أفواهكم طرق للقرآن، فطيّبوها بالسواك.إن أقلّ ساكني الجنّة، النساء.إن أكبر الإثم عند الله، أن يضيّع الرجل من يقوت.إن أكثر الناس شبعاً في الدنيا، أطولهم جوعاً يوم القيامة.إن أكثر ما يدخل الناس النار، الأجوفان: الفم والفرج.إن أكثر ما يدخل الجنّة الناس: تقوي الله، وحسن الخلق.إن أكثر أهل الجنّة، البله.إن الأكل بإصبعين، هو أكلة الشيطان.إن أناساً

من أهل الجنة يطّلعون إلي أناس من أهل النار، فيقولون: بم دخلتم النار؟ فوالله ما دخلنا الجنّة إلاّ بما تعلّمنا منكم. فيقولون: إنّا كنّا نقول ولا نفعل.إن أناساً من أمتي ينزلون بغائط، يسمّونه البصرة، وعنه نهر يقال له (دجلة) يكون لهم عليها جسر، ويكثر أهلها، ويكون من أمصار المهاجرين.إن أناساً من أمتي يستفقهون في الدين، ويقرأون القرآن، ويقولون: نأتي الأمراء فنصيب من دنياهم، ونعتزلهم بديننا، ولا يكون كذلك، كما لا يجتني من القتاد إلا الشوك، لا يجتني من قربهم إلاّ خطايا.إن أهل الجنّة ليتراءون أهل الغرف في الجنّة، كما يتراءون الكواكب في السماء.إن أهل الشبع في الدنيا، هم أهل الجوع غداً في الآخرة.إن أهل المعروف في الدنيا، هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أهل المنكر في الدنيا، هم أهل المنكر في الآخرة، وإن أوّل أهل الجنة دخولاً هم أهل المعروف.إن أوثق عري الإسلام، أن تحبّ في الله، وتبغض في الله.إن أوّل ما يجازي به المؤمن بعد موته، أن يغفر لجميع من تبع جنازته.إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم، كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالي أن يجدد الإيمان في قلوبكم.إن البرّ والصلة يستطيلان الأعمار، ويعمران الديار، ويكثران الأموال، ولو كان القوم فجاراً.إن بين يدي الساعة كذّابين، فاحذروهم.إن تهامة كبديع العسل، حلو أوله، حلو آخره.إن التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة، فتواضعوا يرفعكم الله، وإن العفو لا يزيد العبد إلاّ عزّاً، فاعفوا يعزّكم الله، وإن الصدقة لا تزيد المال إلا نماء، فتصدّقوا يزدكم الله.إن حسن الخلق ليذيب الخطيئة، كما تذيب الشمس الجليد.إن حسن الظن بالله، من حسن عبادة الله.إن حسن العهد من الإيمان.إن الحسد ليأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب.إن حقّاً علي الله، أن لا يرفع من

الدنيا شيئاً إلاّ وضعه.إن حقّاً علي المؤمنين أن يتوجّع بعضهم لبعض، كما يؤلم الجسد الرأس.إن الحكمة تزيد الشريف شرفاً.إن الحياء والإيمان قرنا جميعاً، فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر.إن خيار عباد الله، الموفون المطيبون.إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون.إن الدنيا علي الله، أهون من هذا - وأشار إلي جدي ميت - عليكم.إن دين الله الحنفية السّمحة.إن ذمة المسلمين واحدة، يسعي بها أدناهم، وكلّهم يدٌ علي من سواهم.إن ربك يحب المحامد.إن ربّي أمرني أن يكون نطقي ذكراً ونظري عبراً.إن الرجل منكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتي ما يكون بينه وبينها إلاّ ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، حتي ما يكون بينه وبينها إلاّ ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنّة، فيدخل الجنّة.إن الرجل إذا رضي هدي الرجل وعمله، فهو مثله.إن الرجل إذا نظر إلي امرأته ونظرت إليه، نظر الله تعالي إليهما نظر الرحمة.إن الرجل لا يزال في صحّة رأيه ما نصح لمستشيره، فإذا غشّ مستشيره سلبه الله تعالي صحة رأيه.إن الرجل لترفع درجته في الجنة، فيقول: أنّي لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك.إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يردّ القدر إلاّ الدعاء، ولا يزيد في العمر إلاّ البرّ.إن الرجل ليطلب الحاجة، فيزويها الله تعالي عنه لما هو خيرٌ له، فيتهم الناس ظلماً لهم، فيقول: من سبقني؟إن الرجل ليعمل - أو المرأة - بطاعة الله تعالي ستين سنة، ثم يحضرهما الموت فيضارّان في الوصيّة، فتجب لهما النار.إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنّة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، إن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس، وهو من أهل

الجنة.إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنّة، ثم يختم عمله بعمل أهل النار، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم عمله بعمل أهل الجنّة.إن الرحمة لا تنزل علي قوم فيهم قاطع رحم.إن الرزق ليطالب العبد، أكثر ممّا يطلبه أجله.إن روح القدس نفث في روعي: إن نفساً لن تموت حتي تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتّقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق، أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالي لا ينال ما عنده إلاّ بطاعته.إن الزناة يأتون تشتعل وجههم ناراً.إن السعادة كل السعادة، طول العمر في طاعة الله.إن السعيد لمن جنّب الفتن، ولمن ابتلي فصبر.إن السماوات السبع، والأرضين السبع، والجبال، ليلعنّ الشيخ الزاني، وإن فروج الزناة ليؤذي أهل النار نتن ريحها.إن السيد لا يكون بخيلاً.إن الشاهد يري ما لا يري الغائب.إن الشرك أخفي من دبيب النمل علي صفوانة سوداء، في ليلة ظلماء.إن شرّ الناس عند الله يوم القيامة، من فارقه الناس اتّقاء فحشه.إن شرّ الناس منزلة عند الله يوم القيامة، من يخاف الناس شرّه.إن شفاء العي، السؤال.إن الشياطين تغدو براياتها إلي الأسواق، فيدخلون مع أول داخل، ويخرجون مع آخر خارج.إن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول: من خلقك؟ فيقول: الله، فيقول: فمن خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسوله، فإن ذلك يذهب عنه.إن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم.إن الشيطان يحب الحمرة، فإياكم والحمرة، وكل ثوب ذي شهرة.إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك، ما دامت أرواحهم في أجسادهمّ فقال الرب: وعزّتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني!إن صاحب الدّين، له سلطان علي صاحبه، حتي يقضيه.إن صاحب

المكس في النار.إن الصبر يأتي العبد، علي قدر المصيبة.إن الصبر عند الصدمة الأولي.إن الصّبحة [236] تمنع بعض الرزق.إن صدقة السرّ تطفئ غضب الرب، وإن صلة الرحم تزيد في العمر، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء.إن الصدقة لا تحل لغني، ولا لذي مرّةٍ سويّ.إن الصدقة لا تزيد المال إلا كثرة.إن الصدقة علي ذي قرابة يضعف أجرها مرّتين.إن الصدقة لتطفئ غضب الربّ، وتدفع ميتة السّوء.إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حرّ القبور، وإنّما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته.إن الصدق يهدي إلي البرّ، وإن البر يهدي إلي الجنة، وإن الرجل ليصدق حتي يكتب عند الله صدّيقاً، وإن الكذب يهدي إلي الفجور، وإن الفجور يهدي إلي النار، وإن الرجل ليكذب حتي يكتب عند الله كذّاباً.إن الصفا الزّلاّل، الذي لا تثبت عليه أقدام العلماء، الطمع.إن الطعام الحارّ غير ذي بركة، فأبردوه.إن العاقل من وحّد الله، وعمل بطاعته.إن العار ليلزم المرء يوم القيامة، حتي يقول: يا ربّ لإرسالك بي إلي النار أيسر عليّ ممّا ألقي؛ وإنّه ليعلم ما فيها من شدة العذاب.إن العبد إذا أخطأ خطيئة، نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإن هو نزع واستغفر وتاب، صقل قلبه، وإن عاد زيد فيها، حتي تعلو علي قلبه، وهو الرّان الذي ذكر الله تعالي (كلا بل ران علي قلوبهم ما كانوا يكسبون).إن العبد إذا كان همّه الآخرة، كفّ الله تعالي عليه ضيعته، وجعل غناه في قلبه، فلا يصبح إلاّ غنيّاً، وإذا كان همّه الدّنيا، أفشي الله تعالي ضيعته، وجعل فقره بين عينيه، فلا يمسي إلاّ فقيراً، ولا يصبح إلا فقيراً.إن العبد ليتصدق بالكسرة، تربو عند الله حتي تكون مثل أحد.إن العبد ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القائم.إن العبد ليذنب الذنب، فيدخل به

الجنّة، يكون نصب عينيه تائباً فارّاً، حتي يدخل به الجنّة.إن العجب ليحبط عمل سبعين سنة.إن عذاب هذه الأمّة جعل في دنياهم.إن عظيم البلاء يكفي به عظيم الجزاء، فإذا أحبّ الله عبداً ابتلاه، فمن رضي فله عند الله الرضي، ومن سخط فله السّخط.إن علماً لا ينتفع منه، لكنزٌ لا ينفق منه.إن العلماء هم ورثة الأنبياء، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظّ وافر.إن عمرة في رمضان تعدل حجّة.إن العين لتدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر.إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، فيقال: ألا هذه غدرة فلان بن فلان.إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنّما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ.إن غلاء أسعاركم ورخصها بيد الله.إن القاضي العدل ليجاء به يوم القيامة، فيلقي من شدة الحساب ما يتمنّي أن لا يكون قضي بين اثنين في تمرة.إن قلب ابن آدم مثل العصفور، ينقلب في اليوم سبع مرّات.إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها.إن قليل العمل مع العلم كثير، وكثير العمل مع الجهل قليل.إن الكاسيات العاريات، والمائلات المميلات، لا يدخلن الجنّة.إنّك إن تترك أولادك أغنياء، خيرٌ من أن تتركهم عالة.إن الفتنة تجيء، فتنسف العباد نسفاً، وينجو العالم منها بعلمه.إن الفحش لو كان ممثّلاً، لكان مثال سوء، إن الرفق لم يوضع علي شيء قطّ، إلا زانه، ولم يرفع عنه قطّ، إلا شانه.إن الفحش والتفحّش، ليسا من الإسلام في شيء، وإن أحسن الناس إسلاماً، أحسنهم خلقاً.إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه، ألا وهي القلب.إن في الجنّة بيتاً يقال له: بيت الأسخياء.إن في الجنّة داراً يقال لها: دار الفرح، لا يدخلها إلاّ من فرّح يتامي المؤمنين.إن في الجنّة درجة، لا

ينالها إلاّ أصحاب الهموم.إن في الجنّة لسوقاً ما فيها شراء ولا بيع، إلاّ الصور من الرجال والنساء، فإذا اشتهي الرجل صورة دخل فيها.إن في الجنّة مائة درجة، لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهنّ لوسعتهم.إن في الجنّة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر علي قلب أحد.إن في الحجم شفاء.إن في المال حقّاً، سوي الزكاة.إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب.إن كذباً عليّ ليس ككذب علي أحد، فمن كذب عليّ متعمّداً، فليتبوّأ مقعده من النار.إنّك لا تدع شيئاً اتقاء الله، إلاّ أعطاك الله خيراً منه.إن كلّ بني بنت ينسبون إلي أبيهم، إلاّ أولاد فاطمة، فإنّي أنا أبوهم.إنّكم تفتحون (رومية)، فإذا فتحتم كنيستها الشرقية، فاجعلوها مسجداً، وعدّوا سبع بلاطات ثم ارفعوا البلاطة الثامنة، فإنّكم تجدون تحتها عصا موسي، وكسوة إيليا.إنكم ستفتحون (مصر)، فإذا فتحتموها، فأوصوا بالقبط خيراً، فإن لهم رحماً وذمّة.إنكم لتقلّون عند الطمع، وتكثرون عند الفزع.إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن سعوهم بأخلاقكم.إن الله أبي عليّ فيمن قتل مؤمناً، ثلاثاً.إن الله احتجز التوبة علي كل صاحب بدعة.إن الله إذا أجري علي يد رجل خير الرجل، فلم يشكره، فليس لله بشاكر.إن الله إذا أحبّ إنفاذ أمرٍ، سلب كل ذي لبّ لبّه.إن الله إذا أراد أن يهلك عبداً، نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلاّ مقيتاً ممقتاً، فإذا لم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً، نزعت منه الأمانة، فإذا نزعت منه الأمانة، لم تلقه إلا خائناً مخوّناً، فإذا لم تلقه إلا خائناً مخوّناً، نزعت منه الرحمة، فإذا نزعت منه الرحمة، لم تلقه إلا رجيماً ملعّناً، فإذا لم تلقه إلا رجيماً ملعّناً، نزعت منه ربقة الإسلام.إن الله إذا أراد بقوم خيراً، ابتلاهم.إن الله إذا أنعم علي عبد

نعمةً، أحبّ أن تري عليه.إن الله إذا غضب علي أمة لم ينزل بها عذاب خسفٍ ولا مسخ، غلت أسعارها، ويحبس عنها أمطارها، ويلي عليها أشرارها.إن الله إذا قضي علي عبد قضاء، لم يكن لقضائه مردّ.إن الله استخلص هذا الدين لنفسه، ولا يصلح لدينكم إلاّ السّخاء، وحسن الخلق، ألا فزيّنوا دينكم بهما.إن الله أمرني بمداراة الناس، كما أمرني بإقامة الفرائض.إن الله أوحي إليّ أن تواضعوا، حتي لا يفخر أحد علي أحد، ولا يبغي أحد علي أحد.إن الله بحكمته وفضله، جعل الرّوح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهمّ والحزن في الشك والسّخط.إن الله تجاوز لأمّتي عمّا حدّثت به أنفسها، ما لم تتكلم به، أو تعمل به.إن الله تعالي إذا أحبّ عبداً، دعا جبريل فقال: إنّي أحبّ فلاناً فأحبّه، فيحبّه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبّوه، فيحبّه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبداً، دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله تعالي يبغض فلاناً فأبغضوه، فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض.إن الله تعالي إذا أحبّ عبداً، جعل رزقه كفافاً.إن الله تعالي إذا أنزل عاهةً من السماء علي أهل الأرض، صرفت عن عمّار المساجد.إن الله تعالي إذا أنعم علي عبد نعمة، يحب أن يري أثر النعمة عليه، ويكره البؤس والتباؤس، ويبغض السائل الملحف، ويحبّ الحييّ العفيف المتعفّف.إن الله تعالي اطّلع إلي أهل بدر وقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.إن الله تعالي جعل للمعروف وجوهاً من خلقه، حبّب إليهم المعروف وحبّب إليهم فعاله، ووجّه طلاب المعروف إليهم، ويسّر عليهم إعطاءه كما يسر الغيث إلي الأرض الجدبة، ليحييها ويحيي بها أهلها،

وإن الله تعالي جعل للمعروف أعداء من خلقه، بغّض إليهم المعروف، وحظر عليهم إعطاءه كما يحظر الغيث عن الأرض الجدبة، ليهلكها ويهلك بها أهلها.إن الله تعالي جعل ما يخرج من ابن آدم، مثلاً للدنيا.إن الله تعالي جميل يحبّ الجمال، سخيّ يحب السخاء، نظيف يحب النظافة.إن الله تعالي جواد يحب الجود، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها.إن الله تعالي حرّم الجنّة علي كل مراء.إن الله تعالي حيث خلق الداء، خلق الدواء، فتداووا.إن الله تعالي حييّ ستّير، يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر.إن الله تعالي حييّ كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه: أن يردّهما صفراً خائبتين.إن الله تعالي خلق الجنّة بيضاء، وأحبّ شيء إلي الله البياض.إن الله تعالي خلق الخلق، حتي إذا فرغ من خلقه، قامت الرحم، فقال: مه؟ فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلي يا رب، قال: فذلك لك.إن الله تعالي خلق خلقه في ظلمة، فألقي عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور يومئذ اهتدي، ومن أخطأه ضلّ.إن الله تعالي خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلّهم رحمة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة، لم ييأس من الجنّة، ولو يعلم المؤمن بالذي عند الله من العذاب، لم يأمن من النار.إن الله تعاليإن الله تعالي رضي لهذه الأمّة اليسر، وكره لها العسر.إن الله تعالي رفيق، يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي علي العنف.إن الله تعالي سائلٌ كلّ راعٍ عمّا استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيّعه، حتي يسأل الرجل عن أهل بيته.إن الله تعالي طيّب يحب الطيّب، نظيف يحب النظافة، كريم

يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظّفوا أفنيتكم ولا تشبّهوا باليهود.إن الله تعالي عفوّ، يحب العفو.إن الله تعالي عند لسان كل قائل، فليتق الله عبده، ولينظر ما يقول.إن الله تعالي غيور، يحبّ الغيور.إن الله تعالي قد حرّم علي النار من قال: لا إله إلاّ الله، يبتغي بذلك وجه الله.إن الله تعالي كتب الحسنات والسيئات، ثم بيّن ذلك، فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله تعالي عنده حسنة كاملة، فإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلي سبعمائة ضعف إلي أضعاف كثيرة، وإن همّ بسيئة فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة، فإن همّ بها فعملها، كتبها الله سيئة واحدة، ولا يهلك علي الله إلاّ هالك.إن الله تعالي كتب عليكم السّعي، فاسعوا.إن الله تعالي كتب علي ابن آدم حظّه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنّفس تمنّي وتشتهي، والفرج يصدّق ذلك أو يكذّبه.إن الله تعالي لا يحب الفاحش المتفحّش، ولا الصياح في الأسواق.إن الله تعالي لا يحب الذوّاقين ولا الذوّاقات.إن الله تعالي لا يظلم المؤمن حسنة، يُعطي عليها في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة، وأما الكافر، فيطعم بحسناته في الدنيا، حتي إذا أفضي إلي الآخرة، لم تكن له حسنة يعطي بها خيراً.إن الله تعالي لا يعذّب من عباده، إلاّ المارد المتمرّد، الذي يتمرّد علي الله ويأبي أن يقول: لا إله إلا الله.إن الله تعالي لا يقبل من العمل، إلاّ ما كان له خالصاً، وابتغي به وجهه.إن الله تعالي لا يقدس أمة لا يعطون الضعيف منهم حقّه.إن الله تعالي لا ينظر إلي صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم.إن الله تعالي لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط

ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهي إليه بصره من خلقه.إن الله تعالي لا يهتك ستر عبد فيه مثقال ذرّة من خير.إن الله تعالي لما خلق الدّنيا أعرض عنها فلم ينظر إليها من هوانها عليه.إن الله تعالي لما خلق الخلق، كتب بيده علي نفسه: إن رحمتي تغلب غضبي.إن الله تعالي لم يبعثني معنّتاً ولا متعنّتاً، ولكن بعثني معلّماً ميسّراً.إن الله تعالي لم يخلق خلقاً هو أبغض إليه من الدّنيا، وما نظر إليها منذ خلقها بغضاً لها.إن الله تعالي ليؤيّد الإسلام برجالٍ ما هم من أهله.إن الله تعالي ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبّه، كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه.إن الله تعالي ليدفع بالمسلم الصالح، عن مائة أهل بيت من جيرانه البلاء.إن الله تعالي ليعجب من الشابّ، ليست له صبوة.إن الله تعالي لينفع العبد بالذنب يذنبه.إن الله تعالي محسن، فأحسنوا.إن الله تعالي مع الدائن حتي يقضي دينه، ما لم يكن دينه فيما يكره الله.إن الله تعالي مع القاضي، ما لم يحف عمداً.إن الله تعالي وضع عن أمّتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.إن الله تعالي وكّل بالرحم ملكاً يقول: أي ربّ نطفةٌ؟ أي ربّ علقةٌ؟ أي ربّ مضغةٌ؟ فإذا أراد الله أن يقضي خلقها قال: أي ربّ شقيٌّ أو سعيد؟ ذكر أو أنثي؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمّه.إن الله تعالي يباهي بالشابّ العابد الملائكة، يقول: انظروا إلي عبدي ترك شهوته من أجلي.إن الله تعالي يبغض الطلاق.إن الله تعالي يبغض الغنيّ الظلوم، والشيخ الجهول، والعائل المختال.إن الله تعالي يبغض المعبّس في وجوه إخوانه.إن الله تعالي يبغض الوسخ

والشعث.إن الله تعالي يبغض البخيل في حياته، السخيّ عند موته.إن الله تعالي يبغض ابن السبعين في أهله ابن عشرين في مشيته ومنظره.إن الله تعالي يحب إغاثة اللهفان.إن الله تعالي يحب أن تعدلوا بين أولادكم، حتي في القبل.إن الله تعالي يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه.إن الله تعالي يحب الرفق في الأمر كلّه.إن الله تعالي يحب السهل الطليق.إن الله تعالي يحب الشابّ التائب.إن الله تعالي يحب العبد المؤمن المحترف.إن الله تعالي يحب العبد التقيّ، الغنيّ، الحفيّ.إن الله تعالي يحب عبده المؤمن الفقير، المتعفّف، أبا العيال.إن الله تعالي يحب المداومة علي الإخاء القديم، فداوموا.إن الله تعالي يحب من عباده الغيور.إن الله تعالي يحب من عبده، إذا خرج إلي إخوانه، أن يتهيّأ لهم ويتجمّل.إن الله تعالي يدخل بالسهم الواحد، ثلاثة الجنّة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله.إن الله تعالي يدخل بلقمة الخبز وقبضة التمر ومثله ممّا ينفع المسكين، ثلاثة الجنّة: صاحب البيت الآمر به، والزوجة المصلحة، والخادم الذي يناول المسكين.إن الله تعالي يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه وستره من الناس، ويقرّره بذنوبه، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، أي ربّ. حتي إذا قرّره بذنوبه ورأي في نفسه أنّه قد هلك، قال: فإنّي قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم؛ ثم يعطي كتاب حسناته بيمينه. وأمّا الكافر والمنافق، فيقول الأشهاد: (هؤلاء الذين كذّبوا علي ربهم ألا لعنة الله علي الظالمين).إن الله تعالي يزيد في عمر الرجل، ببرّه لوالديه.إن الله تعالي يسأل العبد عن ففضل علمه، كما يسأله عن فضل ماله.إن الله تعالي يعافي الأميّين يوم القيامة، ما لا يعافي العلماء.إن الله تعالي يعذّب يوم القيامة، الذين يعذبون الناس في الدنيا.إن الله

تعالي يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرّم الله عليه.إن الله تعالي يقبل توبة العبد، ما لم يغرغر.إن الله تعالي يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه، فيربّيها لأحدكم، كما يربّي أحدكم مهره، حتي إن اللقمة تصير مثل أحد.إن الله تعالي يقول: أنا ثالث الشريكين، ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإذا خانه خرجت من بينهما.إن الله تعالي يقول: أنا خير قسيم لمن أشرك بي، من أشرك بي شيئاً، فإنّ عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك بي، أنا عنه غنيٌّ.إن الله تعالي يقول: أنا عند ظن عبدي بي، إن خيراً فخيراً، وإن شراً فشرّاً.إن الله تعالي يقول: أنا مع عبدي ما ذكرني وتحرّكت بي شفتاه.إن الله تعالي يقول: إن الصوم لي، وأنا أجزي به. إن للصائم فرحتين: إذا أفطر فرح، وإذا لقي الله تعالي فجزاه، فرح.إن الله تعالي يقول لأهون أهل النار عذاباً: لو أن لك ما في الأرض من شيء كنت تفتدي به؟ قال: نعم. قال: فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم: أن لا تشرك بي شيئاً، فأبيت إلاّ الشرك.إن الله تعالي يقول: يا بن آدم تفرّغ لعبادتي أملأ صدرك غنيً، وأسدّ فقرك، وإلاّ تفعل، ملأت يديك شغلاً، ولم أسدّ فقرك.إن الله تعالي يقول يوم القيامة: يا بن آدم! مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده؟ أما علمت أنّك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا بن آدم! استطعمتك فلم تطعمني، فقال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنّه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنّك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا بن

آدم! استسقيتك، فلم تسقني. قال: يا رب كيف أسقيك وأنت ربّ العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان، فلم تسقه، أما إنّك لو سقيته لوجدت ذلك عندي.إن الله تعالي ينزل المعونة علي قدر المؤنة، وينزل الصبر علي قدر البلاء.إن الله تعالي ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم.إن الله تعالي يوصيكم بأمهاتكم ثلاثاً، إن الله تعالي يوصيكم بآبائكم مرّتين، إن الله تعالي يوصيكم بالأقرب فالأقرب.إن الله تعالي يوصيكم بالنساء خيراً، فإنّهن أمهاتكم، وبناتكم، وخالاتكم.إن الله جبل قلوب عباده علي حبّ من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها.إن الله جميل يحب الجمال.إن الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة، كل رحمةٍ طباق ما بين السماء والأرض، فجعل منها في الأرض رحمة، فبها تعطف الوالدة علي ولدها، والوحش والطير بعضها علي بعض، وأخّر تسعاً وتسعين، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة.إن الله خلق الخلق، ولم يغن بعضهم عن بعض.إن الله زوي لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها.إن الله عز وجل، أحبّ الكذب في الصلاح، وأبغض الصدق في الفساد.إن الله عز وجل، يبغض الشيخ الغربيب.إن الله عند لسان كل قائل، فليتق الله عبد، ولينظر ما يقول.إن الله قد اطّلع علي أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم.إن الله كره لكم العبث في الصلاة، والرّفث في الصيام، والضحك عند المقابر.إن الله لا يؤاخذ المزّاح، الصادق في مزاحه.إن الله لا يرحم من عباده إلاّ الرحماء.إن الله لا يقبل عمل عبد، حتي يرضي قوله.إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء.إن الله لم ينزل داء، إلاّ أنزل له شفاء، إلاّ الهرم.إن الله لم ينزل داء، إلا أنزل له دواء، علمه من

علمه، وجهله من جهله، إلاّ السّام وهو الموت.إن الله ليؤيّد هذا الدين بالرجل الفاجر.إن الله ليدرأ بالصدقة، سبعين ميتةً من السّوء.إن الله ليرضي عن العبد، أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها.إن الله يبتلي عبده المؤمن بالسّقم، حتي يكفّر عنه كلّ ذنب.إن الله يبغض السائل الملحف.إن الله يبغض كل عالم بالدنيا، جاهل بالآخرة.إن الله يحب الأتقياء، الأبرياء، الأخفياء، الذين إذا حضروا لم يعرفوا، وإذا غابوا لم يفقدوا، قلوبهم مصابيح الهدي، ينجون من كل غبراء مظلمة.إن الله يحب أن يعفي عن زلّة السري.إن الله يحب أن تؤتي رخصته، كما يحب أن تترك معصيته.إن الله يحب البصر الناقد، النافذ عند مجيء الشهوات، والكامل عند نزول الشبهات، يحب السماحة ولو علي تمرة، ويحب الشجاعة ولو علي قتل حية.إن الله يحب الجواد في حقّه.إن الله يحب الحييّ، الحليم، العفيف، المتعفّف.إن الله يحب الشابّ الذي يفني شبابه في طاعة الله.إن الله يحب كل قلبٍ حزين.إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها.إن الله يحب الملحّين في الدعاء.إن الله يحيي القلوب المّيتة بنور الحكمة، كما يحيي الأرض بوابل السماء.إن الله يسأل العبد عن جاهه، كما يسأله عن ماله وعمره، فيقول: جعلت لك جاهاً، فهل نصرت به مظلوماً؟ أو قمعت به ظالماً؟ أو أعنت به مكروباً؟إن الله يعطي الدنيا علي نية الآخرة، وأبي أن يعطي الآخرة علي نيّة الدنيا.إن الله يغار للمسلم علي المسلم، فليغر.إن الله يملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته (وكذلك أخذ رب إذا أخذ القري وهي ظالمة).إن الله ينهاكم عن قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال.إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضّة والذهب، إنّما يجرجر في بطنه نار جهنم.إن الذي يجرّ الثوب خيلاء، لا ينظر

الله إليه يوم القيامة.إن لجهنّم باباً لا يدخله إلاّ من شفي غيظه بمعصية الله.إن لجواب الكتاب حقّاً، كردّ السلام.إن لصاحب الحقّ مقالاً.إن لكل أمّة فتنة، وإن فتنة أمتي المال.إن لكل دين خلقاً، وإن خلق هذا الدين الحياء.إن لكل ساعٍ غاية، وغاية ابن آدم الموت، فعليكم بذكر الله، فإنّه يسهلكم ويرغّبكم في الآخرة.إن لكل شجرة ثمرة، وثمرة القلب الولد.إن لكل شيء حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان، حتي يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.إن لكل شيء دعامة، ودعامة هذا الدين الفقه، ولفقيه واحد أشد علي الشيطان من ألف عابد.إن لكل شيء شرفاً، وإن أشرف المجالس، ما استقبل به القبلة.إن لكل شيء قلباً، وقلب القرآن يس.إن لكل شيء معدناً، ومعدن التقوي قلوب العارفين.إن لكل نبي دعوة، وإنّي اختبأت دعوتي شفاعةً لأمّتي يوم القيامة.إن لله تعالي أقواماً يختصّهم بالنعم لمنافع العباد، ويقرّها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها، نزعها منهم، فحوّلها إلي غيرهم.إن لله تعالي عباداً، أختصّهم بحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة.إن لله عباداً خلقهم لحوائج الناس.إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسّم.إن لله عند أقوام نعماً يقرّها عندهم، ما داموا في حوائج الناس، ما لم يملّوا، فإذا ملّوا، نقلها الله تعالي إلي غيرهم.إن لله ملائكة في الأرض، تنطق علي ألسنة بني آدم، بما في المرء من الخير والشرّ.إن لله ملكاً ينادي عند كل صلاة: يا بني آدم، قوموا إلي نيرانكم التي أوقدتموها علي أنفسكم، فأطفئوها بالصلاة.إن للتوبة باباً، عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق والمغرب، لا يغلق حتي تطلع الشمس من مغربها.إن للرؤيا كني، ولها أسماء، فكنوها بكناها، واعتبروا بأسمائها، والرؤيا لأوّل عابر.إن

للزوج من المرأة، لشعبة ما هي لشيء.إن للشّيطان لمّة بابن آدم، وللملك لمّة، فأمّا لمّة الشيطان: فإيعاد بالشرّ، وتكذيب بالحق. وأمّا لمّة الملك: فإيعاد بالخير، وتصديق بالحق. فمن وجد ذلك، فليعلم أنّه من الله تعالي، فيحمد الله، ومن وجد الأخري فليتعوّذ بالله من الشيطان.إن للشيطان مصاليَ وفخوخاً، وإن من مصاليه وفخوفه، البطر بنعم الله تعالي، والفخر بعطاء الله، والكبر علي عباد الله، واتّباع الهوي في غير ذات الله.إن للطاعم الشاكر من الأجر، مثل ما للصائم الصابر.إن الماء طهور لا ينجّسه شيء.إن الماء لا ينجّسه شيء، إلاّ ما غلب علي ريحه، وطعمه، ولونه.إن ما قدّر في الرحم، سيكون.إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق، درجة القائم الصائم.إن المؤمن من عباد الله، لا يحيف علي من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، ولا يضيع ما استودع، ولا يحسد، ولا يطعن، ولا يلعن، ويعرّف بالحق وإن لم يشهد عليه، ولا يتنابز بالألقاب، في الصلاة متخشّعاً، إلي الزكاة مسرعاً، في الزلازل وقوراً، في الرخاء شكوراً، قانعاً بالذي له، لا يدّعي ما ليس له، ولا يغلبه الشحّ عن معروف يريده، يخالط الناس كي يعلم، ويناطق الناس كي يفهم، وإن ظلم وبغي عليه صبر، حتي يكون الرحمن هو الذي ينتصر له.إن المؤمن يؤجر في نفقته كلّها، إلاّ شيئاً جعله في التراب أو البناء.إن المؤمن يأخذ بأدب الله، إذا أوسع الله عليه اتّسع، وإذا أمسك عنه أمسك.إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه.إن المؤمن ينضي شيطانه، كما ينضي أحدكم بعيره في السفر.إن المتحابّين في الله، في ظل العرش.إن مثل الذي يعمل السيئات، ثم يعمل الحسنات، كمثل رجلٍ كانت عليه درع ضيّقة قد خنقته، ثم عمل حسنةً، فانفكّت حلقة، ثم عمل أخري فانفكّت الأخري، حتي يخرج إلي الأرض.إن

مثل الذي يعود في عطيته، كمثل الكلب أكل حتي إذا شبع قاء، ثم عاد في قيئه، ثم أكله.إن مثل العلماء في الأرض، كمثل النجوم في السماء، يهتدي بها في ظلمات البرّ والبحر، فإذا انطمست النجوم، أوشك أن تضلّ الهداة.إن محرّم الحلال، كمحلّل الحرام.إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا رأي أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله، فإن ذلك يردّ ما في نفسه.إن المرأة تنكح لدينها، ومالها وجمالها، فعليك بذات الدين، تربت يداك.إن المرأة خلقت من ضلع، وإنّك إن ترد إقامة الضلع تكسرها، فدارها تعش بها.إن المرأة خلقت من ضلع، لن تستقيم لك علي طريقة، فإن استمتعت بها، استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها.إن المرء بين يومين: يوم قد مضي، أحصي فيه عمله فختم عليه، ويوم قد بقي، فلا يدري لعلّه لا يصل إليه.إن المرء كثير بأخيه وابن عمه.إن المسألة لا تحل إلا لفقرٍ مدقٍع، أو غرمٍ مفظع.إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم، لم يزل في مخرفة الجنة، حتي يرجع.إن المسلمين إذا التقيا، فتصافحا، تحاتت ذنوبهما، كما يتحات ورق الشجر.إن المشط يذهب بالوباء.إن المصلي ليقرع باب الملك، وإنّه من يدم قرع الباب، يوشك أن يفتح له.إن مطعم ابن آدم قد ضرب مثلاً للدنيا، وإن قزحه وملحه، فانظر إلي ما يصير.إن المظلومين هم المفلحون يوم القيامة.إن معافاة الله العبد في الدنيا: أن يستر عليه سيئاته.إن المعونة تأتي العبد علي قدر المؤنة.إن مغيّر الخُلق، كمغيّر الخَلق، إنّك لا تستطيع أن تغيّر خُلقه، حتي تغيّر خَلقه.إن المقسطين عند الله يوم القيامة، علي منابر من نور، عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم، وأهليهم، وما وُلّوا.إن مكارم الأخلاق من أعمال

أهل الجنة.إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم، رضاً بما يطلب.إن ممّا يلحق المؤمن، من عمله وحسناته بعد موته: علماً نشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورّثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحّته وحياته، تلحقه من بعد موته.إن من أحبّكم إليّ، أحسنكم أخلاقاً.إن من أشراط الساعة، أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، وتشرب الخمر، ويذهب الرجال، ويبقي النساء، حتي يكون لخمسين امرأة رجل واحد.إن من أعظم الخطايا، من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق، وإن من الحسنات، عيادة المريض.إن من أكمل المؤمنين إيماناً، أحسنهم خلقاً، وألطفهم بأهله.إن من البيان لسحراً، وإن من الشعر لحكماً، وإن من القول عيّاً، وإن من طلب العلم جهلاً.وإن من تمام إيمان العبد: أن يستثني في كل حديثه.وإن من حقّ الولد علي والده: أن يعلمه الكتابة، وأن يحسن اسمه، وأن يزوّجه إذا بلغ.إن من الذنوب، ذنوباً لا يكفّرها الصلاة، ولا الصيام، ولا الحج، ولا العمرة، يكفرها الهموم في طلب المعيشة.إن من السّرف، أن تأكلّ ما اشتهيت.إن من سعادة المرء أن يطول عمره، ويرزقه الله الإنابة.إن من السنّة، أن يخرج الرجل مع ضيفه إلي باب الدار.إن من لم يسأل الله تعالي، يغضب عليه.إن من معادن التقوي، تعلّمك إلي ما قد علمت علم ما لم تعلم، والنقص فيما قد علمت قلّة الزيادة فيه، وإنّما يزهد الرجل في علم ما لم يعلم، قلّة الانتفاع بما قد علم.إن من موجبات المغفرة، إدخال السرور علي أخيك المؤمن.إن من موجبات المغفرة، بذل السلام، وحسن الكلام.إن من الناس ناساً مفاتيح للخير، فطوبي لمن جعل الله مفاتيح الخير علي يديه، وويلٌ لمن جعل مفاتيح الشرّ علي يديه.إن من

اليقين، أن لا ترضي أحداً بسخط الله، ولا تحمد أحداً علي ما آتاك الله، ولا تذم أحداً علي ما لم يؤتك الله، فإن الرزق لا يجرّه حرص حريصٍ، ولا يصرفه كراهة كاره.إن من يمن المرأة، تيسير خطبتها، وتيسير صدقها.إن الميّت إذا دفن، سمع خفق نعالهم إذا ولّوا عنه منصرفين.إن الميت يعرف من يحمله، ومن يغسله، ومن يدلّيه في قبره.إنّما أخاف علي أمّتي، الأئمة المضلّين.إنّما الأعمال بالنّيّات والخواتيم.إنّما الأمل رحمة من الله لأمّتي، لولا الأمل ما أرضعت أمٌ ولداً، ولا غرس غارس شجراً.إنّما أنا بشرٌ، إذا أمرتكم بشيء من دينكم، فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي، فإنّما أنا بشر.إنّما أنا بشرٌ مثلكم، وإن الظنّ يخطئ ويصيب، ولكن ما قلت لكم: قال الله، فلن أكذب علي الله.إنّما أنا بشرٌ، وإنكم تختصمون إليّ، فلعلّ بعضكم أن يكون ألحن بحجّته من بعض، فأقضي له علي نحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق مسلم، فإنّما هي قطعة من النار، فليأخذها، أو يتركها.إنما أهلك الذين من قبلكم، أنّهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد.إنما بعثت رحمةً مهداة.إنما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق.إنما بقي من الدنيا، بلاء وفتنة.إنما تكون الصنيعة إلي ذي دين أو ذي حسب، وجهاد الضعفاء الحج، وجهاد المرأة حسن التّبعل لزوجها، والتودد نصف الدين، وما عال امرؤ قطّ علي اقتصاد، واستزاده الرزق بالصدقة، أبي الله أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين من حيث يحسبون.إنّما الحلف، حنث أو ندم.إنّما السهو لكم.إنّما الطاعة في المعروف.إنّما العلم بالتعلّم، وإنّما الحلم بالتحلّم، ومن يتحرّ الخير يعطه، ومن يتّق الشرّ يوقه.إنّما مثل القلب، مثل ريشةٍ بالفلاة، تعلّقت في أصل شجرة، تقلّبها الريح ظهراً لبطن.إنّما يبعث الناس علي نيّاتهم.إنّما

يتجالس المتجالسان بأمانة الله تعالي، فلا يحلّ لأحدهما أن يفشي علي صاحبه ما يخاف.إنّما يدخل الجنة من يرجوها، وإنّما يجنّب النار من يخافها، وإنما يرحم الله من يرحم.إنّما يدرك الخير كله بالعقل، ولا دين لمن لا عقل له.إنّما يرحم الله من عباده الرحماء.إنّما يعذّب بالنار، ربّ النار.إنّما يسلّط الله علي ابن آدم، من خافه ابن آدم، ولو أنّ ابن آدم لم يخف غير الله، لم يسلّط الله عليه أحداً، وإنما وكل ابن آدم لمن رجا ابن آدم، ولو أن ابن آدم لم يرج إلاّ الله، لم يكله الله إلي غيره.إنّما يكفي أحدكم ما كان في الدنيا، مثل زاد الراكب.إنّما يُمن الخيل، في ذوات الأوضاح.إنّما ناركم هذه، جزء من سبعين جزءاً من نار جهنّم، ولولا أنّها أطفئت بالماء مرّتين، ما انتفعتم بها، وإنّها لتدعو الله: أن لا يعيدها فيها.إن الناس إذا رأوا الظالم، فلم يأخذوا علي يديه، أوشك أن يعمّهم الله بعقاب منه.إن الناس لا يرفعون شيئاً، إلا وضعه الله تعالي.إن الناس لم يعطوا شيئاً خيراً من خلقٍ حسن.إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تبغّض إلي نفسك عبادة الله، فإن المنبتّ لا أرضاً قطع، ولا ظهراً أبقي.إن هذا الدّينار والدرهم، أهلكا من قبلكم، وهما مهلكاكم.إن هذه الأخلاق من الله، فمن أراد الله تعالي به خيراً، منحه خلقاً حسناً، ومن أراد به سوءاً منحه خلقاً سيّئاً.إن هذه السحابة لتستهلّ بنصر بني كعب.إن هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها.إن هذه القلوب تصدأ، كما يصدأ الحديد، قيل: فما جلاؤها؟ قال: ذكر الموت، وتلاوة القرآن.إنّه ليران علي قلبي، وإنّي لأستغفر الله في اليوم والليلة سبعين مرّة.إنّه يعرف الفضل لأهل الفضل، أهل الفضل.إنّهن صواحب يوسف، وكيدهن عظيم.إن الودّ يورث، والعداوة

تورث.إن الولد مبخلةٌ، مجبنة، مجهلة، محزنة.إني أحرّج عليكم حق الضعيفين: اليتيم، والمرأة.إنّي أخاف علي أمّتي بعدي أعمالاً ثلاثة: زلّة عالم، وحكم جائر، وهويً متّبعاً.إنّي أري في الظلّمة، كما أري في الضوء.إنّي أكره أن أري المرأة: سلتاء، مرهاء.إنّي أموت، فاسجدوا للحيّ الذي لا يموت.إنّي فيما لا يوح إليّ، كأحدكم.إنّي لا أتخوف علي أمّتي مؤمناً، ولا مشركاً، فأما المؤمن فيحجزه إيمانه، وأمّا المشرك فيعمهه كفره، ولكن أتخوف عليكم منافقاً عليم اللسان، يقول ما تعرفون، ويعمل ما تنكرون.إنّي أخاف عليكم فيما لا تعلمون، ولكن انظروا كيف تعملون فيما تعلمون.إنّي لا أقول إلا حقاً.إنّي لأبغض المرأة تخرج من بيتها تجرّ ذيلها، وتشكو زوجها.إنّي لأرجو أن تكونوا ثلثي أهل الجنة.إنّي لأعجب: كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن.إنّي لأعرف حجراً - بمكة - ما مررت عليه إلاّ سلّم عليّ.إنّي لأكره أن أري الرجل ثائراً فريص رقبته، قائماً علي مربّية يضربها.إنّي لست كأحدكم، إنّي أظل عند ربّي، يطعمني ويسقيني.إنّي لم أؤمر: أن أنقب علي قلوب الناس، ولا أشق بطونهم.اهتبلوا العفو عن عثرات ذوي المروءات.أهل الجور وأعوانهم في النار.أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة، رجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان، يغلي منهما دماغه.أهون الربا كالذي ينكح أمّه، وإنّ أربي الرّبا، استطالة المرء في عرض أخيه.أوتيت جوامع الكلم.أوثق سلاح إبليس، النساء.أوصيك أن تستحي من الله، كما تستحي من الرجل الصالح من قومك.أوصيك بتقوي الله تعالي في سرّ أمرك وعلانيته، وإذا أسأت فأحسن، ولا تسألنّ أحداً شيئاً، ولا تقبض أمانةً، ولا تقض بين اثنين.أوصيكم بالجار.أولي الناس بالتّهمة، من جالس أهل التهمة.أولي الناس بالعفو، أقدرهم علي العقوبة.أوّل العبادة، الصمت.أول ما تفقدون من دينكم، الأمانة، وآخر ما تفقدون، الصلاة.أول ما نهاني عنه ربّي بعد عبادة الأوثان، شرب

الخمر وملاحاة الرجال.أول ما يحاسب به، الصلاة.أول ما يرفع من هذه الأمة، الحياء والأمانة.أول ما يقضي بين الناس يوم القيامة، في الدّماء.أول ما يوزن في الميزان، الخلق الحسن.أول ما يوضع في ميزان العبد، نفقته علي أهله.أول ما يوضع في الميزان، حسن الخلق والسّخاء، ولما خلق الله الإيمان، قال: اللهم قوّني، فقوّاه بحسن الخلق والسّخاء. ولما خلق الله الكفر، قال: اللّهم قوّني، فقواه بالبخل وسوء الخلق.أول ما يدعي إلي الجنّة، الحمّادون الذين يحمدون الله.الأيدي ثلاث: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلي، فأعط الفضل، ولا تعجز عن نفسك.الإيمان بالقدر، يذهب الهمّ والحزن.الإيمان: الصبر والسماحة.الإيمان: معرفة بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالأركان.الإيمان نصفان: نصفٌ في الصبر، ونصف في الشكر.الإيمان والعمل قرينان، لا يصلح كل واحدٍ منهما إلاّ مع صاحبه.إيّاكم والالتفات في الصلاة، فإنّها هلكة، فإن كان لابدّ، ففي النافلة... هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد.إيّاكم وتخشّع النفاق، وهو أن يري الجسد خاشعاً، والقلب ليس بخاشع.إيّاكم والتسويف وطول الأمل، فإنه كان سبباً لهلاك الأمم.إيّاكم والتعمّق في الدين، فإن الله تعالي قد جعله سهلاً، فخذوا منه ما تطيقون، فإن الله يحب ما دام من عمل صالح، وإن كان يسيراً.إيّاكم والتواضع لغني، فما تواضع أحدٌ لغني، إلاّ ذهب نصيبه من الجنّة.إيّاكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب.إيّاكم والحمرة، فإنّها أحبّ الزينة إلي الشيطان.إيّاكم وخضراء الدّمن. قيل: وما خضراء الدّمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت سوء.إيّاكم والخمر، فإن خطيئتها تفرّع الخطايا، كما أن شجرتها تفرّع الشجر.إيّاكم ودعوة المظلوم، وإن كان من كافر، فإنّه ليس لها حجابٌ من دون الله عز وجل.إيّاكم والدّين، فإنّه همٌّ بالليل، ومذلة بالنهار.إيّاكم والزنا، فإن فيه أربع خصال: يذهب البهاء عن

الوجه، ويقطع الرزق، ويسخط الرحمن، والخلود في النار.إيّاكم والشحّ، فإنّما هلك من كان قبلكم بالشحّ، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا.إيّاكم والطمع، فإنّه هو الفقر الحاضر.إيّاكم والعضة النميمة القالة بين الناس.إيّاكم والغلو في الدين، فإنّما هلك من كان قبلكم، بالغلو في الدين.إيّاكم والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا، إن الرجل قد يزني ويتوب فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له، حتي يغفر له صاحبه.إيّاكم والكبر، فإن إبليس حمله الكبر علي أن لا يسجد لآدم، وأيّاكم والحرص، فإن آدم حمله الحرص علي أن يأكل من الشجرة، وإياكم والحسد، فإن ابني آدم إنّما قتل أحدهما صاحبه حسداً، فهنّ أصل كل خطيئة.إيّاكم والكذب، فإن الكذب مجانبٌ للإيمان.إيّاكم والكذب، فإن الكذب لا يصلح لا بالجدّ ولا بالهزل، ولا يعد الرجل صبيّه لا يفي له، وإن الكذب يهدي إلي الفجور، وإن الفجور يهدي إلي النار، وإن الصدق يهدي إلي البرّ، وإن البرّ يهدي إلي الجنّة.إيّاكم والمدح، فإنه الذّبح.إيّاكم ومحادثة النساء، فإنّه لا يخلو رجلٌ بامرأةٍ ليس لها محرماً، إلا همّ بها.إيّاكم ومحقّرات الذنوب، فإنّما مثل محقرات الذنوب، كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، حتي حملوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب، متي يؤخذ بها صاحبها تهلكه.إيّاكم والمشاورة، فإنّها تميت الغرة، وتحيي العزّة.إيّاك والتسويف بأملك، فإنّك ليومك، ولست بما بعد، فإن يك غدٌ لك، فكن في الغد كما كنت في اليوم، وإن لم يكن غدٌ لك، لم تندم علي ما فرّطت في اليوم.إيّاك وخصلتين: الضجر، والكسل، فإنّك إن ضجرت لم تصبر علي حق، وإن كسلت لم تؤدّ حقاً.إيّاك والسؤال، فإنّه ذلٌّ حاضر، وفقر تتعجّله.إيّاك وقرين السوء، فإنّك به تعرف.إيّاك وكل

أمر يعتذر منه.إيّاك واللجاجة، فإن أولها جهل، وآخرها ندامة.أيّ داء أدوي من البخل؟أيّما امرأة أدخلت علي قومٍ من ليس منهم، فليست من الله في شيء، ولن يدخلها الله جنته، وأيّما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه، احتجب الله منه، وفضحه علي رؤوس الأولين والآخرين يوم القيامة.أيّما امرأة استعطرت، ثم خرجت فمرت علي قوم ليجدوا ريحها، فهي زانية، وكل عين زانية.أيّما امرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها، كانت في سخط الله تعالي حتي ترجع إلي بيتها، أو يرضي عنها زوجها.أيّما امرأة سألت زوجها الطّلاق من غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنّة.إياك وما يسوء الأذن.إياك ومحقّرات الذنوب، فإن لها من الله طالباً.إياك ومصاحبة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.إياك ومصاحبة الكذاب، فإنّه كسرابٍ، يقرّب إليك البعيد، ويبعّد لك القريب.أيّما امرأة ماتت، وزوجها عنها راضٍ، دخلت الجنّة.أيّما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها، خرق الله عز وجل، عنها ستره.أيّما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل.أيّما امرئ ولي من أمر المسلمين شيئاً لم يحطهم بما يحيط به نفسه لم يُرَح رائحة الجنّة.أيّما داع دعا إلي ضلالة فاتّبع، فإن عليه أوزار من اتّبعه ولا ينقص من أوزارهم شيئاً، وأيّما داعٍ دعا إلي هديً فاتّبع، فإن له مثل أجور من اتّبعه ولا ينقص من أجورهم شيئاً.أيما راعٍ استرعي رعيةً، فلم يحطها بالأمانة والنصيحة، ضاقت عليه رحمة الله تعالي، التي وسعت كل شيء.أيّما راع غشّ رعيته، فهو في النار.أيّما راع لم يرحم رعيته، حرم الله عليه الجنة.أيّما رجل استعمل رجلاً علي عشرة أنفس، علم أن في العشرة أفضل ممّن استعمل، فقد غشّ الله، وغشّ رسوله، وغش جماعة المسلمين.أيما رجل تدين

دَيناً وهو مجمع أن لا يوفيه إيّاه، لقي الله سارقاً.أيما رجل تزوج امرأة، فنوي أن لا يعطيها من صداقها شيئاً، مات يوم يموت وهو زانٍ، وأيما رجل اشتري من رجل بيعاً، فنوي أن لا يعطيه من ثمنه شيئاً، مات يوم يموت وهو خائن، والخائن في النار.أيما رجل حالت شفاعته دون حدٍ من حدود الله تعالي، لم يزل في سخط الله حتي ينزع.أيما رجل ظلم شبراً من الأرض، كلّفه الله تعالي أن يحفره حتي يبلغ آخر سبع أرضين، ثم يطوّقه يوم القيامة، حتي يقضي بين الناس.أيما رجل قدم ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث، أو امرأة قدمت ثلاثة أولاد، فهم جنّة له، يسترونه من النار.أيما شابّ تزوّج في حداثة سنّه، عجّ شيطانه: يا ويله عصم مني دينه!أيما مسلم شهد له أربعة بخير، أدخله الله تعالي الجنة.أيما مسلم كسا مسلماً ثوباً علي عريٍ، كساه الله تعالي من خضر الجنة، وأيما مسلم أطعم مسلماً علي جوع، أطعمه الله تعالي يوم القيامة من ثمار الجنة، وأيما مسلم سقي مسلماً علي ظمأ، سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم.أيّما ناشئ نشأ في طلب العلم والعبادة، حتي يكبر، أعطاه الله يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صدّيقاً.أيّما والٍ ولي شيئاً من أمر أمتي فلم ينصح لهم ويجتهد لهم، كنصيحته وجهده لنفسه، كبّه الله تعالي علي وجهه يوم القيامة في النار.أيّما والٍ ولي فَلانَ ورفق، رفق الله تعالي به يوم القيامة.أيّما وال ولي من أمر أمتي بعدي، أقيم علي الصراط ونشرت الملائكة صحيفته، فإن كان عادلاً نجّاه الله بعدله، وإن كان جائراً انتفض به الصراط انتفاضة تزايل بين مفاصله، حتي يكون بين عضوين من أعضائه مسيرة مائة عام، ثم ينخرق به الصراط.أيّها الناس اتّقوا

الله، فوالله لا يظلم مؤمن مؤمناً، إلا انتقم الله تعالي منه يوم القيامة.أيّها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فإن نفساً لن تموت، حتي تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب.أيّها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، لا فضل لعربيّ علي عجميّ إلا بالتقوي.أيّها الناس إنما النظر من الشيطان، فمن وجد من ذلك شيئاً، فليأت أهله.أيّها الناس ردّوا عليّ بردي، والله لو كان عندي عدد شجر تهامة نعماً، لقسّمته بينكم، ثم ما ألفيتموني جباناً ولا بخيلاً.أيّها الناس عليكم بالقصد، عليكم بالقصد، فإن الله تعالي لا يملّ، حتي تملّوا.أيّها الناس لا تعلّقوا عليّ بواحدة، ما أحللت إلاّ ما أحلّ الله تعالي وما حرّمت إلاّ ما حرّم الله.أيّها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله، فأنا قلته، وما جاءكم يخالف كتاب الله، فلم أقله.

پاورقي

[1] يشير به إلي المؤلف باعتباره من أحفاد الرسول (صلي الله عليه وآله).

[2] البحار، الجزء الأول، الطبعة القديمة صفحة 48 - 49.

[3] باختصار، من كتاب (سقراط) للدكتور بهنسي، صفحة 17.

[4] ناسخ التواريخ، الطبعة الجديدة،المجلد الأول، الجزء الثالث، صفحة 15.

[5] نظرية الأنواع الأدبية، تأليف (فنسان) الفرنسي، وترجمة الدكتور حسن عون، صفحة 286 - 288

[6] ناسخ التواريخ ج 3.

[7] سورة التوبة، آية 128.

[8] مزدحم.

[9] أي إلي المكان الذي يخلق الله فيه الصوت، الذي يوحي به إلي ملائكته ورسله. [

[10] العيبة: ما تجعل فيه الثياب أي: مخزن علمي.

[11] أي بمثاله.

[12] الحافة: الجانب والطرف.

[13] سورة الصافات الآية: 10.

[14] سورة التكوير: 21.

[15] الآدم: الأسمر.

[16] السورة: 83.

[17] الآيات: 17 - 21.

[18] دائب في عمله: مستمر في عمله.

[19] الطامة: الداهية تغلب ما سواها.

[20] سورة آل عمران:

68.

[21] سورة الرعد: 29.

[22] أي يلي المركز الأعلي، الذي ركز الله تعالي فيه مجامع خلقه ورحمته، وذلك المقر العام، الذي تصدر منه الأصوات التي يوحي بها إلي ملائكته.

[23] فقام مقداد بن الأسود، وقال: يا رسول الله، فما تأمرنا أن نفعل؟ فقال:...

[24] وكان منذ أول ما صعد رسول الله آخذ بعضد علي، ثم شاله حتي صارت رجله مع ركبة رسول الله. ثم قال:...

[25] فلما أنهي الرسول خطابه هتف الحاضرون بأعلي أصواتهم: (يا رسول الله سمعنا وأطعنا علي أمر الله وأمر رسوله بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا) فنزل جبرائيل بالوحي: (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)، فقال الرسول (صلي الله عليه وآله): (الحمد لله علي كمال الدين وتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي من بعدي) وانهال الناس علي علي يصفقون علي يده بالبيعة ويسلمون عليه بإمرة المسلمين وتقدمهم عمر بن الخطاب وهو يقول: (بخ بخ لك، يا أبا الحسن، أصبحت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة) وكلما بايعت جماعة قال الرسول (صلي الله عليه وآله): (الحمد له الذي فضلنا علي جميع العالمين). وطالت البيعة ثلاثة أيام وظهر جبرائيل في صورة شاب جميل متعطر وقال للمسلمين: (والله ما رأيت كاليوم قط، ما أشد وما أكد لابن عمه، أن يعقد له عقداً لا يحله إلا كافر بالله العظيم ورسوله الكريم، ويل طويل لمن حل عقده)، فلما سلم الناس علي علي بإمرة المؤمنين قال الرسول (صلي الله عليه وآله): (إنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وهذا ولي كل مؤمن بعدي، وإن علياً مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن ومؤمنة). واستأذن حسان بن ثابت، شاعر رسول

الله (صلي الله عليه وآله) من النبي (صلي الله عليه وآله) أن يلقي خواطره، فقال له الرسول: (قل يا حسان علي اسم الله) فصعد ربوة من الأرض، وأنشأ: يناديهم يوم الغدي_______ر نبيهم بخم، واسم_____ع بالرسول مناديا وقال: (فمن مولاكم ووليكم؟) فقالوا - ولم يبدوا هناك تعاديا - (إلهك مولانا وأن__ت ول______ينا ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا) فقال له: (قم يا ع____لي فإنني رضيتك من بعدي إماماً وهاديا) فخص بها دون البري___ة كلها علياً، وسم_______اه الغدير (أخائيا فمن كنت مولاه فهذا ول_____ي فكونوا له أتب__اع صدق موال_يا) هناك دعا: (اللهم وال ول___يه وكن للذي ع____ادي مع______ادي_ا) فقال له الرسول (صلي الله عليه وآله): (لا زلت يا حسان مؤيداً بروح القدس، ما دمت مادحنا). وسار الشعراء علي نهج حسان، فنظموا قصة الغدير بملايين القصائد، وما مر شاعر من الشيعة بهذه الواقعة إلا وسكب فيها أروع مشاعره، ونظمها الكثيرون من شعراء غير الشيعة، ومن غير المسلمين، وخصصوا بنظمها ملاحم واسعة، ك_(عبد المسيح الأنطاكي) الذي نظمها في ملحمة تتجاوز سبعة آلاف بيت، و(بولس سلامة) الذي نظم عنها ملحمة في ثلاثة ألاف وخمسمائة بيت.

[26] وعلي أثر هذا الحادث كان النبي يرشف ثنايا الحسين ويقول: - فديت من فديته بابني إبراهيم.

[27] وفي رواية إضافة: (فإن دعوتهم تحيط من ورائهم).

[28] في ناسخ التواريخ: (ومن شبابه لهرمه، ومن صحته لسقمه، ومن حياته لوفاته).

[29] سورة الإسراء، آية 66.

[30] ثم جمع الناس وخطبهم وقال:...

[31] في كتاب من لا يحضره الفقيه أن النبي (صلي الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): (يا علي أوصيك بوصايا، ما حفظتها تبقي في خير وعافية).

[32] سورة الزمر آية 10.

[33] سورة الفرقان آية 75.

[34] سورة المؤمنون آية 111.

[35] سورة الدهر

آية 12.

[36] سورة القصص آية 54.

[37] سورة البقرة آية 213.

[38] سورة البقرة آية 155.

[39] خ ل - وعن معصيته -.

[40] خ ل - وأنجحوا -.

[41] خ ل - هم الصابرون -.

[42] خ ل - قبل نزول الفوت -.

[43] سورة هود آية 7. والملك آية 2.

[44] سورة الحديد آية 19.

[45] سورة مريم آية 13.

[46] سورة الزخرف آية 32، 33، 34.

[47] سورة الإسراء آية 18، 19.

[48] خ ل - في الخيرات -.

[49] سورة آل عمران آية 14.

[50] الحُوّاري - بالضم فالتشديد - الدقيق الأبيض.

[51] سورة الإسراء آية 3.

[52] سورة النساء آية 124.

[53] سورة ص آية 25

[54] سورة النساء آية 164

[55] سورة مريم آية 53

[56] سورة مريم آية 13.

[57] سورة المائدة آية 109.

[58] سورة الأنبياء آية 90.

[59] سورة الحجر آية 43، 44.

[60] سورة الزمر آية 69.

[61] خ ل - عليك الخيار -.

[62] خ ل - أطيب الطعام - وفي بعضها - طيب الطعام -.

[63] سورة مريم آية 60.

[64] سورة محمد آية 24.

[65] خ ل - ما يغني -.

[66] سورة الروم آية 7.

[67] سورة الشعراء آية 129، 130، 131.

[68] سورة الجاثية آية 22.

[69] سورة الرعد آية 26.

[70] سورة الشعراء آية 205، 206، 207.

[71] خ ل - ولا أنا منهم -.

[72] سورة النساء آية 77.

[73] سورة الحديد آية 13 - 15.

[74] سورة المائدة آية 78 - 81.

[75] سورة الرعد آية 25.

[76] سورة الجمعة آية 5.

[77] سورة البقرة آية 18.

[78] سورة الإسراء آية 97.

[79] سورة النساء آية 56.

[80] سورة الملك آية 7 - 8.

[81] سورة الحج آية 22.

[82] سورة الأنبياء آية 100.

[83] سورة هود آية 15.

[84] سورة الشوري آية 20.

[85] خ ل - أولئك الأذلاء -.

[86] سورة سبأ آية 50.

[87] سورة

البقرة آية 89.

[88] سورة الكهف آية 110.

[89] سورة الزخرف آية 67.

[90] سورة النساء آية 134.

[91] سورة الليل آية 19، 20، 21.

[92] سورة المدثر آية 55.

[93] سورة البينة آية 8.

[94] سورة عبس آية 37.

[95] سورة عبس آية 37.

[96] الركب - بالفتح - ركبان الإبل والخيل.

[97] سورة آل عمران آية 14، 20.

[98] سورة آل عمران آية 24.

[99] سورة آل عمران آية 28. [

[100] سورة البقرة آية 202.

[101] سورة التكاثر آية 1.

[102] خ ل - ويشربون النبيذ -.

[103] خ ل - من آكله - أي من آكل الربا.

[104] سورة الزخرف آية 35، 36، 37.

[105] سورة المؤمنون آية 112، 113.

[106] سورة الكهف آية 105.

[107] سورة آل عمران آية 188.

[108] سورة القيامة آية 2.

[109] سورة القيامة آية 5.

[110] سورة يس آية 11.

[111] سورة القيامة آية 13.

[112] مضمون مأخوذ من الآيات الواردة في سورة الشعراء آية 147، 148، وسورة الدخان آية 24، 25 لا لفظها.

[113] خ ل - اذكر القرون الماضية -.

[114] سورة الفرقان آية 38.

[115] خ ل - انظر أن تدع الذنب -.

[116] سورة المجادلة آية 8.

[117] سورة فاطر آية 6.

[118] سورة الأعراف آية 16.

[119] سورة ص آية 85.

[120] سورة الإسراء آية 64.

[121] سورة لقمان آية 33.

[122] سورة الرحمن آية 46.

[123] خ ل - فإن الله تعالي -.

[124] سورة والنازعات آية 37 - 39.

[125] سورة النساء آية 58.

[126] سورة الإسراء آية 36.

[127] سورة الزخرف آية 19.

[128] سورة ق آية 17، 18.

[129] سورة ق آية 15.

[130] خ ل - لا تهتمن للرزق -.

[131] سورة هود آية 6.

[132] سورة والذاريات آية 22.

[133] سورة الأنعام آية 17.

[134] سورة النور آية 37.

[135] سورة فاطر آية 29، 30.

[136] سورة النحل آية 98.

[137] خ ل -

من العباد -.

[138] سورة فاطر آية 10.

[139] سورة النساء آية 69.

[140] سورة الفرقان آية 73 - 76.

[141] سورة البقرة آية 152.

[142] سورة البقرة آية 186.

[143] سورة غافر آية 60.

[144] سورة هود آية 75.

[145] سورة الفرقان آية 64، 65.

[146] سورة البقرة آية 83.

[147]

[148] سورة المؤمنون آية 1 - 11.

[149] سورة المعارج آية 35.

[150] سورة الأنفال آية 2 - 6.

[151] سورة الشعراء آية 88، 89.

[152] سورة الكهف آية 46.

[153] سورة البقرة آية 41.

[154] خ ل - عليك بالسرائر -.

[155] سورة يس آية 65.

[156] سورة الطارق آية 9، 10.

[157] سورة الأنبياء آية 47.

[158] سورة ق آية 32، 33.

[159] سورة هود آية 119.

[160] سورة غافر آية 19.

[161] سورة الصف آية 2.

[162] خ ل - بغير تدبير وعلم -.

[163] سورة النحل آية 92.

[164] سورة النحل آية 90.

[165] سورة الطلاق، آية 2، 3.

[166] خ ل - لأنغصت -.

[167] يعني واجنب نفسك ألا يدركك الموت حين غفلتك واشتغالك بالدنيا فلا تتمكن من الإقامة والرجعة. ووارثك لا يحمدك بما تركت له. ولا يقبل الله العذر منك باشتغالك بأمور الدنيا.

[168] خ ل - أو هرماً مفنداً -. يقال: فند - من باب علم -: خرف وضعف عقله. وأجهز علي الجريح: شد عليه وأتم قتله. وجهز الميت: أعد ما يلزمه.

[169] خ ل - لفضل تأديبكم -.

[170] الارتكاض: الاضطراب، وارتكض الرجل في أمره: تقلب فيه وحاوله. والشرك - كسبب - حبالة الصيد.

[171] خ ل - فإنّما يوبخ نفسه -.

[172] خ ل - حين تسقون -.

[173] ما انفتلت أي ما صرفت وجهك.

[174] النباهة: الفطنة والشرف وضد الخمول.

[175] قال الله تعالي في سورة مريم آية 72، 72: (وإن منكم إلا واردها كان علي ربك حتماً مقضياً ثم ننجي

الذين اتقوا).

[176] خ ل - فما يزال -.

[177] خ ل - قد أوتي علم ما لا ينفعه -.

[178] سورة الإسراء آية 107 - 109.

[179] الكيس: - كسيد - الفطن. الحسن الفهم والأدب.

[180] خ ل - لأحقره -.

[181] خ ل - أثبت الله الحكمة -.

[182] خ ل - فإنه يلقي الحكمة -.

[183] خ ل - من الموتي -.

[184] ضري بالشيء اعتاده واجترأ عليه: والزرب - بالكسر - موضع المواشي.

[185] الأكيس: اسم تفضيل من الكياسة أي الفطانة والظرافة والعقل.

[186] خ ل - واستوسع -.

[187] الأباعر والأبعرة: جمع بعير - الجمل البازل أو الجذع، للذكر والأنثي، ويطلق أيضاً علي كل ما يحمل.

[188] خ ل - نصب عينيك -.

[189] خ ل - وابتيجت - يقال باج وانباج البرق - لمع وانكشف -.

[190] خ ل - يدع الله الدنيا ولهوها ويهرم شبابه - وفي بعض النسخ - وأهرم - بدل يهرم.

[191] سورة آل عمران آية 200.

[192] خ ل - إلي المسجد - وإسباغ الوضوء: إتمامه وإكماله. وقد مضي هذا الحديث باختلاف.

[193] سورة المائدة آية 30.

[194] خ ل - اكتسب المال -.

[195] خ ل - أصل الدين -.

[196] الحنايا - جمع حنية - ما كان منحنياً كالقوس.

[197] سورة الطلاق آية 2، 3.

[198] خ ل - وكففت عليه ضيقه -.

[199] الغداء: طعام الغدوة ويقابله العشاء.

[200] خ ل - علي كل حال -.

[201] خ ل - سباب المسلم -.

[202] أي افتريته.

[203] الشحناء: العداوة امتلأت منها النفس.

[204] خ ل - لا ينظر الله عز وجل -.

[205] الطمر - بالكسر - الثوب الخلق -. أبه أبهاً: فطن. أو نسيه ثم تفطن. وهو لا يؤبه له أي لا يلتفت إليه. وفي بعض النسخ: لا يؤبه به.

[206]

الغابر: الماضي. الباقي.

[207] خ ل - من عقر -.

[208] سورة الأعلي آية 14 - 19.

[209] لا تزدري: أي لا تحتقر ولا تستخف بها.

[210] خ ل - ولا تجد عليهم.

[211] خ ل - ولا يجد عليهم.

[212] يلاحظ الالتفات هنا من صيغة الجمع إلي صيغة المفرد، لأن تلك التعاليم تشمل كل فرد في السرية فلابد أن تكون التعاليم موجهة إلي الجميع، بينما يكون قبول الهدنة وإصدار الأمر بالقتال، خاصاً بآمر السرية، فوجه الخطاب إليه خاصة، بصيغة المفرد.

[213] يلاحظ في الجمل التالية اختلاف الصيغ المفردة والمجمعة، لأن الرأي لابد أن يكون رأي الجميع، الذين يشتركون في تصميمه بالمشورة، أما البتّ النهائي وإصدار القرارات، فهما من اختصاص الآمر وحده، ولهذا نري الأوامر المتضمنة لشؤون الآمر، بصيغة المفرد، والتوجيهات المحتوية علي أعمال جميع أفراد السرية، بصيغة الجمع.

[214] البحار: من التعاليم التي وجهها إلي جيش المسلمين يوم بدر.

[215] وكان عمه: حمزة بن عبد المطلب.

[216] وكان طلحة بن أبي طلحة، وكان يلقب ب_(كبش الكتيبة) قتله أمير المؤمنين.

[217] ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.

[218] ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.

[219] العافية: كل طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو طائر.

[220] السالفة: صفحة العنق.

[221] سورة الحجرات آية 13.

[222] سورة يوسف آية 92.

[223] ناسخ التواريخ ج 3.

[224] القرآن الكريم 2 - 57 الجواب:...

[225] القرآن الكريم الآية 3 - 57. - الجواب - إلي أحمد رسول الله الذي بشر به عيسي من قيصر ملك الروم، إنه جاءني كتابك مع رسولك وإني أشهد أنك رسول الله نجدك عندنا في الإنجيل بشرنا بك عيسي ابن مريم وإني دعوت الروم إلي أن يؤمنوا بك فأبوا ولو أطاعوني لكان خيراً لهم ولوددت أني عندك فأخدمك وأغسل قدميك؛ فقال الرسول (صلّي الله علّيه وآله): يبقي

ملكهم ما بقي كتابي عندهم.

[226] هذا نص ثالث لكتاب النبي إلي المقوقس، رواه الواقدي.

[227] البحار، مناقب بن شهر آشوب مرسلاً قالها (صلّي الله علّيه وآله) لما أخبر بتمزيق رسالته ولما بعث إليه كسري بالتراب.

[228] البحار، مناقب بن شهر آشوب مرسلاً قالها (صلّي الله علّيه وآله) لفيروز.

[229] ناسخ التواريخ ج 3.

[230] مكاتيب الرسول ج 2.

[231] الإصابة ج 1.

[232] الطبقات الكبري ج 1.

[233] الطبقات الكبري ج 1.

[234] ثم التفت الرسول (صلّي الله علّيه وآله) إلي أصحابه وقال: (إن ذلك لحق كائن، بعد ثمانية وعشرين يوماً من اليوم، في اليوم التاسع والعشرين، وعداً من الله مفعولاً، وقضاء حتماً لازماً). فكان كما أخبر.

[235] الطبقات الكبري ج 7.

[236] الصبحة: نوم الغداة.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.