معاجز الامام الصادق عليه السلام

اشارة

سرشناسه : بحرانی، هاشم، 1294 - 1364. عنوان و نام پديدآور : معاجز الامام الصادق (ع)/تالیف هاشم البحرانی ؛ تحقیق علاء الدین الاعلمی. مشخصات نشر : قم: دارالکتاب الاسلامی، 1425ق 2006م 1385. مشخصات ظاهری : 270 ص. شابک : 9644651251 يادداشت : عربی. یادداشت : کتابنامه به صورت زیرنویس. موضوع : جعفربن محمد (ع)، امام ششم، 80 - 148ق. -- معجزات. شناسه افزوده : اعلمی، علاء الدین، محقق. رده بندی کنگره : BP45/35 /ب3م6 رده بندی دیویی : 297/9553 شماره کتابشناسی ملی : 1094119

في معاجز الميلاد

بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين ذكره المؤلف في كتابه مدينة المعاجز ج 2 ص 231 ط. الأعلمي بيروت. في معاجز الامام زين العابدين عليه السلام و فيه معاجز مولد كل امام.

تسميته الصادق بنص من الله و رسوله

ابن بابويه: قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن هارون الصوفي: قال: حدثنا أبوبكر عبيد بن موسي الخيال الطبري قال: حدثنا محمد بن الحسين الخشاب قال: حدثنا محمد ابن الحصين قال: حدثنا المفضل بن عمر، عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: اذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فسموه الصادق، فانه سيكون في ولده سمي له، يدعي الامامة بغير حقها، و يسمي كذابا [1] . [ صفحه 6]

انه يخضر مرة و يصفر اخري اذا قال: قال رسول الله

ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد يعني البرقي، عن أبيه قال: حدثنا أبوأحمد محمد بن زياد الأزدي - يعني ابن أبي عمير قال: - سمعت مالك بن أنس فقيه المدينة يقول: كنت أدخل علي الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام فيقدم لي مخدة و يعرف لي قدرا و يقول: يا مالك اني أحبك فكنت أسر بذلك و أحمد الله عز و جل عليه. قال: و كان عليه السلام رجلا لا يخلو من احدي ثلاث خصال: اما صائما و اما قائما و اما ذاكرا، و كان من عظماء العباد و أكابر الزهاد الذين يخشون الله عز و جل، و كان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد، فاذا قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اخضر مرة و اصفر اخري حتي ينكره من يعرفه، و لقد حججت معه سنة، فلما استوت به

راحلته عند الاحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه، و كاد أن يخر من راحلته، فقلت: قل يابن رسول الله، و لابد لك من أن تقول. فقال: يابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول: لبيك اللهم لبيك و أخشي أن يقول عزوجل لي: لا لبيك و لا سعديك [2] .

انه أري أصحابه كأس الملكوت

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبومحمد عبدالله قال: قال لي عبدالله بن بشر: سمعت الأحوص يقول: كنت مع الصادق عليه السلام اذ سأله قوم عن كأس الملكوت، فرأيته و قد تحدر نورا، ثم [ صفحه 7] علا حتي أنزل تلك الكأس، فأدارها علي أصحابه، و هي كأس مثل البيت الأعظم أخف من الريش من نور محضور مملوء شرابا، فقال لي: لو علمتم بنور الله لعاينتم هذا في الآخرة [3] .

رفعه المنارة بيده اليسري و حيطان قبر النبي باليمني

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا سفيان، عن وكيع، عن الأعمش، عن قيس بن خالد، قال: رأيت الصادق عليه السلام و قد رفع منارة النبي صلي الله عليه و آله و سلم بيده اليسري و حيطان القبر بيده اليمني، ثم بلغ بهما عنان السماء، ثم قال: أنا جعفر أنا نهر الأغور أنا صاحب الآيات الأقمر أنا ابن شبير و شبر [4] .

احياء السمكة المسلوخة و ضرب بيده الأرض فاذا الدجلة و الفرات تحت قدميه و أري مطلع الشمس و مغربها في أسرع من لمح البصر

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبومحمد قال: حدثنا عمارة ابن زيد قال: حدثنا ابراهيم بن سعيد قال: رأيت الصادق عليه السلام و قد جي ء اليه بسمك مسلوخ، فمسح يده علي سمكة فمشت بين يديه، ثم ضرب بيده الي الأرض فاذا الدجلة و الفرات تحت قدميه، ثم أرانا السفن في البحر، ثم أرانا مطلع الشمس و مغربها في أسرع من اللمح [5] . [ صفحه 8]

انه هاجت لغضبه ريح سوداء

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبومحمد، عن وكيع، عن عبدالله بن قيس، عن أبي قناقب الصدوجي قال: رأيت أبا عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام و قد سئل عن مسألة، فغضب حتي امتلأ منه مسجد الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و بلغ أفق السماء، و هاجت لغضبه ريح سوداء حتي كادت تقلع المدينة؛ فلما هدأ هدأت لهدوئه. فقال عليه السلام لو شئت لقلبتها علي من عليها، و لكن رحمة الله وسعت كل شي ء [6] .

جره السماء

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا عبدالله قال: حدثنا عمارة بن زيد قال: حدثنا ابراهيم بن سعد قال: قلت للصادق عليه السلام: أتقدر أن تمسك السماء بيدك؟ فقال: لو شئت لحجبتها عنك! فقلت: افعل، قال: فرأيته قد جرها كما يجر الدابة بعنانها؛ و اسودت و انكسفت و ذلك بعين أهل المدينة كلهم حتي ردها [7] .

اخراج اللبن من شاة عجفاء

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبومحمد سفيان، عن أبيه، عن الأعمش، عن ابراهيم بن وهب قال: أتي أبو عبدالله بشاة حائل عجفاء، فمسح ظهرها فدرت اللبن فاستوت [8] . [ صفحه 9]

ارتفاعه و رجوعه بطبق من رطب و كون رجله علي كتف جبرائيل و الأخري علي ميكائيل و لحوقه بالنبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي و أبيه

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبومحمد، عن وكيع، عن الأعمش، عن قبيصة بن وائل قال: كنت مع الصادق عليه السلام فارتفع حتي غاب عني، ثم رجع و معه طبق من رطب، و قال: كانت رجلي اليمني علي كتف جبرائيل و اليسري علي كتف ميكائيل حتي لحقت بالنبي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي و أبي عليهم السلام فحيوني بهذا لي و لشيعتي [9] .

اظهار الثلج و العسل و النهر

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا عبدالله قال: حدثنا عمارة، عن ابن سعيد قال: كنت عند أبي عبدالله جعفر الصادق عليه السلام و قد أظلتنا هاجرة صعبة، فأظهر لنا ثلجا و عسلا و نهرا يجري في داره في غير حفر، و ذلك بالمدينة حيث لا ثلج و لا عسل و لا ماء جاري [10] .

انقلاب الحائط ذهبا و ايراق الأسطوانة

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أحمد بن منصور الرشادي قال: حدثنا عبدالرزاق قال: حدثنا مهلب بن قيس قال: قلت للصادق عليه السلام: بأي شي ء يعرف العبد امامه؟ قال: ان فعل كذا و وضع يده علي حائط فاذا الحائط ذهب، ثم وضع يده علي أسطوانة، فأورقت من ساعتها، فقال: بهذا يعرف الامام [11] . [ صفحه 10]

اتيانه من المدينة الي الغري و يمشي علي الماء و رجع الي المدينة من ليلته

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا عبدالله قال: حدثنا عمارة ابن زيد قال: حدثنا ابراهيم بن سعيد قال: حدثنا الليث بن ابراهيم قال: صحبت جعفر بن محمد عليه السلام حتي أتي الغري في ليلة من المدينة و أتي الكوفة، ثم رأيته مشي علي الماء و رجع الي المدينة و لم ينقص من الليل شي ء [12] .

استجابة دعائه علي داود بن علي حين قتل المعلي بن خنيس

محمد بن الحسن الصفار: عن ابراهيم بن اسحاق، عن عبدالله بن حماد، عن أبي بصير و داود الرقي عن معاوية بن عمار الدهني عن معاوية بن وهب و ابن سنان قالا: كنا بالمدينة، حين بعث داود بن علي الي المعلي بن خنيس فقتله. فجلس أبو عبدالله عليه السلام فلم يأته شهرا، قال: فبعث اليه أن ائتني فأبي أن يأتيه، فبعث اليه خمسة نفر من الحرس قال: ائتوني به فان أبي فائتوني به أو برأسه، فدخلوا عليه و هو يصلي و نحن نصلي معه الزوال فقالوا له: أجب داود بن علي قال: فان لم أجب؟ قالوا: أمرنا أن نأتيه برأسك، فقال: و ما أظنكم تقتلون ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقالوا: ما ندري ما تقول و ما نعرف الا الطاعة، قال: انصرفوا فانه خير لكم في دنياكم و آخرتكم، قالوا: و الله لا ننصرف حتي نذهب بك معنا أو نذهب برأسك. قال: فلما علم أن القوم لا ينصرفون الا به أو بذهاب رأسه و خاف علي نفسه، قالوا: رأيناه قد رفع يديه، فوضعهما علي منكبيه، ثم بسطهما، [ صفحه 11] ثم دعا بسبابتيه فسمعناه يقول: الساعة الساعة، قال: فسمعنا صراخا عاليا، فقالوا له: قم! فقال لهم: أما ان صاحبكم قد مات، و هذا الصراخ عليه، فان شئتم

فابعثوا رجلا منكم، فان لم يكن هذا الصراخ عليه قمت معكم، قال: فبعثوا رجلا منهم فما لبث أن أقبل فقال: يا هؤلاء قد مات صاحبكم، و هذا الصراخ عليه فانصرفوا. فقلنا له: جعلنا الله فداك ما كان حاله؟ قال: قتل مولاي المعلي بن خنيس، فلم آته منذ شهر فبعث الي أن آتيه، فلما أن كان الساعة و لم آته بعث الي ليضرب عنقي، فدعوت الله باسمه الأعظم، فبعث الله اليه ملكا بحربة فطعنه في مذاكيره فقتله، فقلت له: فرفع اليدين ما هو؟ قال: الابتهال، قلت: فوضع يديك و جمعهما؟ قال: التضرع. قلت: و رفع الاصبع قال: البصبصة [13] . محمد بن جرير الطبري: قال: روي عبدالله بن حماد، عن أبي بصير و داود الرقي و معاوية بن عمار و عبدالله بن سنان جميعا قالوا: كنا بالمدينة حين بعث داود بن علي الي المعلي بن خنيس فقتله، فجلس عنه أبو عبدالله عليه السلام شهرا لم يأته، فبعث اليه فدعاه فأبي أن يأتيه، فبعث اليه عشرة نفر من الحرس و قال لهم: ائتوني به فان أبي فائتوني برأسه، فدخلوا عليه و هو يصلي - و نحن معه - صلاة الزوال فقالوا له: أجب الأمير فأبي فقالوا: ان لم تحب قتلناك قال: ما أظنكم تقتلون ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. فقالوا له: ما ندري ما تقول؟ و لا نعرف الا الطاعة، قال: انصرفوا فانه خير لكم، قالوا: لا نرجع اليه الا بما أمرنا، فلما علم أن القوم لا ينصرفون الا بما أمروا به، رأيناه و قد رفع يديه الي السماء، ثم وضعهما علي منكبيه، ثم بسطهما، ثم بسبابتيه فسمعنا الساعة الساعة حتي سمعنا صراخا بالمدينة

عاليا، فقالوا له: قم! فقال: ان صاحبكم قد مات، و هذا الصراخ عليه، فانصرفوا و الناس قد حضروه، فقالوا: انشقت مثانته فمات فقال أبو عبدالله: دعوت الله باسمه [ صفحه 12] الأعظم و ابتهلت اليه، فبعث الله اليه ملكا فطعنه بحربة في مذاكيره فكفانا شره، قالوا: فقلنا: ما الابتهال؟ قال: رفع اليدين الي جنب المنكبين قلنا: ما البصبصة؟ فقال: رفع الاصبع و تحريكها يعني السبابة [14] . محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عن حماد بن عثمان، عن المسمعي قال: لما قتل داود بن علي المعلي بن خنيس قال أبو عبدالله عليه السلام: لأدعون الله علي من قتل مولاي و أخذ مالي، فقال له داود بن علي: انك لتهددني بدعائك. قال حماد: قال المسمعي: فحدثني معتب أن أبا عبدالله عليه السلام لم يزل ليلته راكعا و ساجدا فلما كان في السحر سمعته يقول - و هو ساجد -: اللهم اني أسألك بقوتك القوية، و بجلالك الشديد، الذي كل خلقك له ذليل أن تصلي علي محمد و أهل بيته و أن تأخذه الساعة الساعة، فما رفع رأسه حتي سمعنا الصيحة في دار داود بن علي، فرفع أبو عبدالله عليه السلام رأسه و قال: اني دعوت الله عليه بدعوة بعث الله عزوجل عليه ملكا فضرب رأسه بمرزبة من حديد انشقت منها مثانته فمات [15] . عنه: عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل، عن أبي اسماعيل السراج، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام: أن الذي دعا به أبو عبدالله عليه السلام علي داود بن علي حين قتل المعلي بن خنيس و أخذ مال أبي عبدالله عليه السلام:

اللهم اني اسألك بنورك الذي لا يطفي، و بعزائمك التي لا تخفي، و بعزتك التي لا تنقضي، و بنعمتك التي لا تحصي، و بسلطانك الذي كففت به فرعون عن موسي عليه السلام [16] . الكشي: عن حمدويه بن نصير قال: حدثني العبيدي، عن ابن أبي عمير، [ صفحه 13] عن عبدالرحمن بن الحجاج، عن اسماعيل بن جابر: أن أبا عبدالله عليه السلام لما أخبر بقتل المعلي بن خنيس قال: أما و الله لقد دخل الجنة [17] . و عن ابن أبي نجران، عن حماد الناب، عن المسمعي قال: لما أخذ داود ابن علي المعلي بن خنيس حبسه فأراد قتله، فقال له معلي: أخرجني الي الناس فان لي دينا كثيرا و مالا حتي اشهد بذلك، فأخرجه الي السوق، فلما اجتمع الناس قال: أيها الناس أنا معلي بن خنيس فمن عرفني فقد عرفني، اشهدوا أن ما تركت من مال عين أو دين أو امة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد عليهماالسلام قال: فشد عليه صاحب شرطة داود فقتله. قال: فلما بلغ ذلك أبا عبدالله عليه السلام خرج يجر ذيله حتي دخل علي داود بن علي و اسماعيل ابنه خلفه، فقال: يا داود قتلت مولاي و أخذت مالي، فقال: ما أنا قتلته و لا أخذت مالك، فقال: و الله لأدعون الله علي من قتل مولاي و أخذ مالي! قال: ما أنا قتلته و لا أخذت مالك و لكن قتله صاحب شرطتي فقال: باذنك أو بغير اذنك؟ فقال: بغير اذني، فقال: يا اسماعيل شأنك به قال فخرج اسماعيل و السيف معه حتي قتله في مجلسه. قال حماد: و أخبرني المسمعي عن معتب قال: فلم يزل أبو عبدالله عليه السلام

ليلته ساجدا و قائما قال فسمعته في آخر الليل و هو ساجد يقول: اللهم اني أسألك بقوتك القوية و بمحالك الشديدة و بعزتك التي كل خلقك لها ذليل أن تصلي علي محمد و آل محمد و أن تأخذه الساعة الساعة. قال: فو الله ما رفع رأسه من سجوده حتي سمعنا الصائحة فقالوا: مات داود بن علي، فقال أبو عبدالله عليه السلام: اني دعوت الله عليه بدعوة بعث الله اليه ملكا فضرب رأسه بمرزبة انشقت منها مثانته [18] . ابن شهرآشوب في كتاب المناقب: قال روي الأعمش و الربيع و ابن سنان [ صفحه 14] و علي بن أبي حمزة و حسين بن أبي العلاء و أبوالمغرا و أبوبصير: أن داود بن علي بن عبدالله ابن العباس لما قتل المعلي بن خنيس و أخذ ماله، قال الصادق عليه السلام: قتلت مولاي، و أخذت مالي، أما علمت أن الرجل ينام علي الثكل و لا ينام علي الحرب؟ أما و الله لأدعون الله عليك. فقال له داود: تهددنا بدعائك؟ كالمستهزي ء بقوله، فرجع أبو عبدالله عليه السلام الي داره، فلم يزل ليله كله قائما و قاعدا، فبعث اليه داود خمسة من الحرس و قال: ائتوني به، فان أبي فائتوني برأسه، فدخلوا عليه و هو يصلي فقالوا له: أحب داود. قال: فان لم أجب؟ قالوا: أمرنا بأمر، قال: فانصرفوا فانه هو خير لكم لدنياكم و آخرتكم، فأبوا الا خروجه، فرفع يديه فوضعهما علي منكبيه ثم بسطهما، ثم دعا بسبابته فسمعناه يقول: الساعة الساعة، حتي سمعنا صراخا عاليا فقال لهم: ان صاحبكم قد مات، فانصرفوا! فسئل فقال: بعث الي ليضرب عنقي، فدعوت عليه بالاسم الأعظم، فبعث الله اليه ملكا بحربة فطعنه في مذاكيره فقتله. قال: و في

رواية لبابة بنت عبدالله بن العباس: بات داود تلك الليلة حائرا قد أغمي عليه، فقمت أفتقده في الليل، فوجدته مستلقيا علي قفاه و ثعبان قد انطوي علي صدره، و جعل فاه علي فيه، فأدخلت يدي في كمي فتناولته فعطف فاه الي فرميت به فانساب في ناحية البيت، و أنبهت داود فوجدته حائرا قد احمرت عيناه، فكرهت أن أخبره بما كان و جزعت عليه. ثم انصرفت فوجدت ذلك الثعبان كذلك، ففعلت به مثل الذي فعلت في المرة الأولي، و حركت داود فأصبته ميتا، فما رفع جعفر عليه السلام رأسه من السجود حتي سمع الواعية [19] . [ صفحه 15]

اخباره أن المعلي بن خنيس يقتله داود و يصلبه

الكشي: باسناده عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: و جري ذكر المعلي بن خنيس، قال: يا أبامحمد اكتم علي ما أقول لك في المعلي، قلت: أفعل، فقال: أما انه ما كان ينال درجتنا الا بما ينال منه داود ابن علي، قلت: و ما الذي يصيبه من داود؟ فقال: يدعو به فيأمر به فيضرب عنقه و يصلبه، قلت: انا لله و انا اليه راجعون قال: ذاك قابل. قال: فلما كان قابل، و لي داود المدينة فقصد قتل المعلي، فدعاه فسأله عن شيعة أبي عبدالله عليه السلام و أن يكتبهم له، فقال: ما أعرف من أصحاب أبي عبدالله عليه السلام أحدا، و انما أنا رجل أختلف في حوائجه و لا أعرف له صاحبا، قال: تكتمني؟ أما ان كتمتني قتلتك، فقال له المعلي: بالقتل تهددني و الله لو كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي عنهم، و ان انت قتلتني لتسعدني و أشقيك، فكان كما قال أبو عبدالله عليه السلام: لم يغادر منه قليلا و لا كثيرا [20] . أبوجعفر محمد بن

جرير الطبري: قال: روي الحسين قال: أخبرنا أحمد ابن محمد، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن الحسين بن أبي العلاء و ابن أبي المغرا جميعا، عن أبي بصير قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فجري ذكر المعلي بن خنيس، قال: يا بني اكتم ما أقول لك في المعلي، قلت: أفعل، قال: انه ما كان ينال درجتنا الا بما ينال داود بن علي منه، قلت: و ما الذي ينال داود بن علي منه؟ قال: يدعو به لعنه الله و يأمر به، فيضرب عنقه و يصلبه، قلت انا لله و انا اليه راجعون قال: ذلك في قابل فلما كان في قابل ولي المدينة فقصد قتل المعلي، فدعاه فسأله عن شيعة أبي عبدالله عليه السلام أن يكتبهم له، قال: ما أعرف من أصحابه أحدا، و انما أنا رجل أختلف في حوائجه، و ما يتوجه الي و لست أعرف له صاحبا، قال: أما انك ان كتمتني قتلتك، قال: بالقتل تهددني؟ و الله لو كانوا تحت قدمي ما رفعت [ صفحه 16] قدمي عنهم لك و لئن قتلتني ليسعدني الله ان شاء الله و يشقيك الله، قال: فقتله [21] . و رواه ابن شهرآشوب في المناقب: قال أبوبصير: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: و قد جري ذكر المعلي بن خنيس فقال: يا أبامحمد اكتم علي ما أقول لك في المعلي قلت: أفعل، و ساق الحديث بعينه الا أن فيه لو كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي عنهم، و ان أنت قتلتني لتسعدني و لتشقين. فلما أراد قتله قال المعلي: أخرجني الي الناس، فان لي أشياء كثيرة، حتي أشهد بذلك، فأخرجه الي السوق، فلما اجتمع الناس قال: يا أيها الناس اشهدوا أن

ما تركت من مال عين أو دين أو امة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد عليهماالسلام فقتل [22] .

انه وصل المعلي بن خنيس من المدينة الي منزله بالكوفة و منها الي المدينة في وقت واحد

سعد بن عبدالله: عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي الربيع الوراق، عن بعض أصحابه، عن حفص الأبيض قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام أيام قتل المعلي بن خنيس و صلبه، فقال: يا حفص اني نهيت المعلي عن أمر فأذاعه، فقتل بما تري. قلت له: ان لنا حديثا من حفظه حفظ الله عليه دينه و دنياه و من أذاعه علينا سلبه الله دينه. يا معلي، لا تكونوا أسري في أيدي الناس لحديثنا، ان شاؤوا آمنوا عليكم و ان شاؤوا قتلوكم، يا معلي انه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه و رزقه الله العز في الناس، يا معلي من أذاع الصعب من أحاديثنا [ صفحه 17] لم يمت حتي يعضه السلاح، أو يموت بخبل، اني رأيته يوما حزينا، فقلت: ما لك ذكرت أهلك و عيالك؟ فقال: نعم. فمسحت وجهه. فقلت: أين تراك؟ فقال: أراني في بيتي مع زوجتي و عيالي، فتركته في تلك الحال مليا، ثم مسحت وجهه، فقلت: أين تراك؟ قال: أراني معك في المدينة، فقلت له: احفظ ما رأيت و لا تذعه، فقال لأهل المدينة: ان الأرض تطوي لي فأصابه ما قد رأيت [23] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي محمد بن الحسين، عن موسي بن سعدان، عن حفص الأبيض التمار قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام أيام صلب المعلي بن خنيس - رحمه الله - فقال لي: يا حفص اني أمرت المعلي بأمر فخالفني، فابتلي بالحديد،

اني نظرت اليه يوما فرأيته كئيبا حزينا، فقلت له: ما لي أراك كئيبا حزينا؟ فقال لي: ذكرت أهلي و ولدي فقلت: أدن مني فدنا مني، فمسحت وجهه بيدي، و قلت له: أين أنت؟ قال: يا سيدي أنا في منزلي هذه و الله زوجتي و ولدي، فتركته حتي أخذ و طره منهم و استقرب منه، حتي نال حاجته من أهله و ولده، حتي كان منه الي أهله ما يكون من الزوج الي المرأة. ثم قلت له: أدن مني، فدنا فمسحت وجهه، و قلت له: أين أنت؟ فقال: أنا معك في المدينة و هذا بيتك، فقلت له: يا معلي ان لنا حديثا من حفظه علينا حفظه الله و حفظ عليه دينه و دنياه، يا معلي لا تكونوا أسراء في أيدي الناس بحديثنا، ان شاؤوا آمنوا عليكم و ان شاؤوا قتلوكم. يا معلي انه من كتم الصعب من حديثنا جعل الله نورا بين عينيه و أعزه في الناس من غير عشيرة، و من أذاعه لم يمت حتي يذوق عضة الحديد، و ألح عليه الفقر و الفاقة في الدنيا حتي يخرج منها، و لا ينال منها شيئا و عليه في الآخرة غضب و له عذاب أليم، ثم قلت له: يا معلي أنت مقتول فاستعد [24] . [ صفحه 18] الكشي: عن ابراهيم بن محمد بن العباس الختلي قال: حدثني أحمد ابن ادريس القمي المعلم قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيي، عن محمد ابن الحسين، عن موسي بن سعدان، عن عبدالله بن القاسم، عن حفص الأبيض التمار قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام أيام صلب المعلي بن خنيس - رحمه الله - فقال لي: يا حفص اني أمرت المعلي

فخالفني فابتلي بالحديد، اني نظرت اليه يوما و هو كئيب حزين، فقلت: يا معلي، كأنك ذكرت أهلك و عيالك؟ قال: أجل، قلت: أدن مني، فدنا مني فمسحت وجهه فقلت: أين تراك؟ فقال: أراني هذا أهلي و هذه زوجتي و هذا ولدي، قال فتركته حتي يمل منهم و استترت منهم حتي نال ما ينال الرجل من أهله، ثم قلت: ادن مني، فدنا مني، فمسحت وجهه فقلت: أين تراك؟ فقال: أراني معك في المدينة، قال: قلت يا معلي ان لنا حديثا من حفظه علينا حفظ الله عليه دينه و دنياه، يا معلي لا تكونوا أسري في أيدي الناس بحديثنا، ان شاؤوا أمنوا عليكم و ان شاؤوا قتلوكم، يا معلي انه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه و زوده القوة في الناس، و من أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتي يعضه السلاح أو يموت بخبل، يا معلي أنت مقتول فاستعد [25] . و في كتاب الاختصاص للشيخ المفيد هكذا: أحمد بن الحسين بن سعيد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن حماد بن عثمان، عن المعلي بن خنيس قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام في بعض حوائجه، فقال لي: ما لي أراك كئيبا حزينا؟ فقلت: ما بلغني من أمر العراق و ما فيها من هذا الوباء، فذكرت عيالي، فقال: أيسرك أن تراهم؟ فقلت: وددت و الله قال: فاصرف وجهك فصرفت وجهي، ثم قال: أقبل بوجهك فاذا داري متمثلة نصب عيني، فقال لي: ادخل دارك فدخلت، فاذا أنا لا أفقد من عيالي صغيرا و لا كبيرا الا و هو في داري بما فيها فقضيت و طري ثم خرجت، فقال: اصرف وجهك فصرفته فلم أر

شيئا [26] . [ صفحه 19] أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن محمد بن يسار، عن حماد بن عيسي، عن المعلي بن خنيس قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فقال: ما لي أراك كئيبا حزينا؟ فقلت: بلغني عن العراق و ما أصاب أهله من الوباء، فذكرت عيالي و داري و مالي هناك، فقال: أيسرك أن تراهم؟ فقلت: اي و الله انه ليسرني ذلك. قال: فحول وجهك نحوهم، فحولت وجهي، فمسح يده علي وجهي، فاذا داري و أهلي و ولدي ممثلة بين يدي نصب عيني، قال: فقال: ادخل دارك فدخلتها حتي نظرت الي جميع ما فيها من عيالي و مالي، ثم بقيت ساعة حتي مللت منهم، ثم خرجت، قال لي، حول وجهك، فحولت وجهي، فنظرت فلم أر شيئا [27] .

علمه بما أضمر عليه ابن أبي يعفور و معلي بن خنيس

الكشي: عن محمد بن الحسن البراثي و عثمان معا قالا: حدثنا محمد ابن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن أبي مالك الحضرمي، عن أبي العباس البقباق قال: تذاكر ابن أبي يعفور و معلي بن خنيس، فقال ابن أبي يعفور: الأوصياء علماء أبرار أتقياء، و قال معلي بن خنيس: الأوصياء أنبياء. قال: فدخلا علي أبي عبدالله عليه السلام قال: فلما استقر مجلسهما قال: فبدأهما أبو عبدالله عليه السلام فقال: يا عبدالله أبرأ ممن قال: انا أنبياء [28] . قلت: قال بعض علماء الرجال: يكون هذا محمولا علي أول أمر معلي بن خنيس لمنافاته لما تقدم من الروايات. [ صفحه 20]

استكفاؤه أباجعفر المنصور بحيث صار لا يبصر مولاه و مولاه لا يبصره

محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن علي، عن علي بن ميسر قال: لما قدم أبو عبدالله عليه السلام علي أبي جعفر أقام أبوجعفر مولي له علي رأسه، و قال له: اذا دخل علي فاضرب عنقه. فلما دخل أبو عبدالله عليه السلام نظر الي أبي جعفر و أسر شيئا فيما بينه و بين نفسه لا يدري ما هو، ثم أظهر: يا من يكفي خلقه كلهم و لا يكفيه أحد اكفني شر عبدالله بن علي. قال: فصار أبوجعفر لا يبصر مولاه و صار مولاه لا يبصره، فقال أبوجعفر: يا جعفر بن محمد لقد عييتك في هذا الحر فانصرف، فخرج أبو عبدالله عليه السلام من عنده، فقال أبوجعفر لمولاه: ما منعك أن تفعل ما أمرتك به؟ فقال: لا و الله ما أبصرته و لقد جاء شي ء فحال بيني و بينه، فقال أبوجعفر له: و الله لئن حدثت بهذا الحديث أحدا لأقتلنك [29] . سعد بن عبدالله القمي: عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن

ميسر قال: لما قدم أبو عبدالله عليه السلام علي أبي جعفر أقام أبوجعفر مولي علي رأسه، و قال له: اذا دخل علي فاضرب عنقه. فلما دخل أبو عبدالله عليه السلام علي أبي جعفر فنظر عليه السلام الي أبي جعفر، و أسر شيئا فيما بينه و بين نفسه و لم يدر ما هو، ثم أظهر: يا من يكفي خلقه كله و لا يكفيه أحد اكفني شره، فصار أبوجعفر لا يبصر مولاه و صار مولاه لا يبصره فقال أبوجعفر: يا جعفر بن محمد لقد غثثتك في هذا الحر، فانصرف، فخرج أبو عبدالله عليه السلام من عنده فقال أبوجعفر لمولاه: ما منعك أن تفعل ما أمرتك به؟! فقال: لا و الله ما أبصرته، و لقد جاء شي ء فحال بيني و بينه. [ صفحه 21] فقال أبوجعفر: و الله لئن حدثت بهذا الحديث أحدا لأقتلنك [30] . ثاقب المناقب - عن علي بن ميسر قال: لما قدم أبو عبدالله عليه السلام علي أبي جعفر أقام أبوجعفر مولي له علي رأسه و قال له: اذا دخل علي فاضرب عنقه. فلما دخل أبو عبدالله عليه السلام و نظر الي أبي جعفر أسر شيئا فيما بينه و بين نفسه لم يدر ما هو، ثم أظهر: يا من يكفي خلقه كله و لا يكفيه أحد اكفني، فصار أبوجعفر لا يبصره مولاه و صار مولاه لا يبصره، فقال أبوجعفر: يا جعفر بن محمد، لقد عنيتك في هذا الحر، فانصرف. و خرج أبو عبدالله عليه السلام من عنده، فقال لمولاه: ما منعك أن تفعل ما أمرتك به؟ فقال: لا و الله ما أبصرته، و لقد جاء شي ء فحال بيني و بينه. فقال له أبوجعفر: و الله لئن حدثت بهذا الحديث أحدا لأقتلنك [31] . أبوجعفر محمد بن

جرير الطبري: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن بعض أصحابنا قال: قال أبوجعفر لحاجبه: اذا دخل علي جعفر بن محمد فادخل و اقتله قبل أن يصل الي، قال: فدخل أبو عبدالله عليه السلام فجلس، قال: فأرسل الي الحاجب فدعاه فنظر اليه و أبو عبدالله عليه السلام قاعد، ثم قال لي: عد الي مكانك، فأقبل يضرب بيده علي الأخري فلما قام أبو عبدالله عليه السلام و خرج دعا صاحبه فقال: أما أمرتك؟ قال: و الله ما رأيته حيث خرج و لا رأيته و هو قاعد عندك [32] . [ صفحه 22]

استكفاء المنصور

محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن ابراهيم بن اسحاق الأحمر، عن أبي القاسم الكوفي، عن محمد بن اسماعيل، عن معاوية بن عمار و العلاء بن سيابة و ظريف ابن ناصح قال: لما بعث أبوالدوانيق الي أبي عبدالله عليه السلام رفع يده الي السماء ثم قال: اللهم انك حفظت الغلامين بصلاح أبويهما فاحفظني بصلاح آبائي محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و علي، و الحسن و الحسين، و علي بن الحسين، و محمد بن علي عليهم السلام، اللهم اني أدرأ بك في نحره، و أعوذ بك من شره. ثم قال للجمال: سر، فلما استقبله الربيع بباب أبي الدوانيق قال له: يا أبا عبدالله ما أشد باطنه عليك! لقد سمعته يقول: و الله لا تركت لهم نخلا الا عقرته، و لا مالا الا نهبته، و لا ذرية الا سبيتها، قال: فهمس بشي ء خفي و حرك شفتيه، فلما دخل سلم و قعد فرد عليه السلام، ثم قال: أما و الله لقد هممت أن لا أترك لك نخلا الا عقرته، و لا

مالا الا أخذته. فقال أبو عبدالله عليه السلام: يا أميرالمؤمنين ان الله عزوجل ابتلي أيوب فصبر، و أعطي داود فشكر، و قدر يوسف فغفر، و أنت من ذلك النسل، و لا يأتي ذلك النسل الا بما يشبهه، فقال: صدقت فقد عفوت عنكم، فقال له: يا أميرالمؤمنين انه لم ينل منا أهل البيت أحد دما الا سلبه الله ملكه، فغضب لذلك و استشاط [33] ، فقال: علي رسلك [34] يا أميرالمؤمنين ان هذا الملك كان في آل أبي سفيان. فلما قتل يزيد - لعنه الله - حسينا عليه السلام سلبه الله ملكه، فورثه الله آل مروان، فلما قتل هشام زيدا سلبه الله ملكه، فورثه مروان ابن محمد، فلما قتل مروان ابراهيم سلبه الله ملكه، فأعطاكموه فقال: صدقت هات ارفع حوائجك فقال: الاذن، فقال: هو في يدك متي شئت، [ صفحه 23] فخرج فقال له الربيع: قد أمر لك بعشرة آلاف درهم، قال: لا حاجة لي فيها، قال: اذن تغضبه فقال هات فأخذها ثم تصدق بها [35] . و من طريق المخالفين ما رواه ابن شهرآشوب من كتاب الترهيب و الترغيب عن أبي القاسم الأصفهاني و كتاب العقد عن ابن عبد ربه الأندلسي: أن المنصور لما رآه قال: قتلني الله ان لم أقتلك. فقال له: ان سليمان أعطي فشكر، و ان أيوب ابتلي فصبر، و ان يوسف ظلم فغفر، و أنت علي ارث منهم و أحق من تأسي بهم، فقال مشيرا الي أبي عبدالله عليه السلام: فأنت القريب القرابة، و ذو الرحم الواشجة [36] ، السليم الناحية القليل الغائلة، ثم صافحه بيمينه و عانقه بشماله، و أمر له بكسوة و جائزة. و في خبر آخر عن الربيع: أنه أجلسه الي جانبه، فقال

له: ارفع حوائجك، فأخرج رقاعا لأقوام، فقال المنصور: ارفع حوائجك في نفسك، فقال: لا تدعوني حتي أجيئك فقال: ما لي الي ذلك من سبيل [37] .

التنين الذي خرج للمنصور

ابن شهرآشوب: قال الربيع الحاجب: أخبرت الصادق عليه السلام بقول المنصور لأقتلنك، و لأقتلن أهلك حتي لا أبقي علي الأرض منكم قامة سوط، و لأخربن المدينة حتي لا أترك فيها جدارا قائما، فقال: لا ترع من كلامه، ودعه في طغيانه، فلما صار بين السترين سمعت المنصور يقول: أدخلوه الي سريعا، فأدخلته عليه فقال: مرحبا بابن العم النسيب، و بالسيد القريب، ثم أخذه بيده، و أجلسه علي سريره و أقبل عليه، ثم قال: أتدري لم بعثت اليك؟ فقال: و أني لي علم بالغيب!؟ فقال: أرسلت اليك لتفرق هذه [ صفحه 24] الدنانير في أهلك، و هي عشرة آلاف دينار، فقال: ولها غيري، فقال: أقسمت عليك يا أبا عبدالله لتفرقها علي فقراء أهلك، ثم عانقه بيده و أجازه و خلع عليه و قال لي: يا ربيع أصحبه قوما يردونه الي المدينة، قال: فلما خرج أبو عبدالله عليه السلام قلت له: يا أميرالمؤمنين لقد كنت من أشد الناس عليه غيظا فما الذي أرضاك عنه؟! قال يا ربيع لما حضرت الباب رأيت تنينا عظيما يقرض أنيابه و هو يقول بألسنة الآدميين: ان أنت أسأت لابن رسول الله لأفصلن لحمك من عظمك، فأفزعني ذلك، و فعلت به ما رأيت [38] .

التنين الذي رآه المنصور

السيد المرتضي في عيون المعجزات: قال: روي مرفوعا الي محمد بن الاسقنطري قال: كنت من خواص المنصور أبي جعفر الدوانيقي، و كنت أقول بامامة أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، فدخلت يوما علي أبي جعفر الدوانيقي و اذا هو يفرك يديه، و يتنفس تنفسا باردا، فقلت: يا أميرالمؤمنين ما هذه الفكرة؟ فقال: يا محمد اني قتلت من ذرية فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ألفا أو

يزيدون و قد تركت سيدهم المشار اليه، فقلت له: و من ذلك يا أميرالمؤمنين؟ فقال: ذلك جعفر بن محمد، فقلت له: ان جعفر بن محمد رجل قد أنحلته العبادة و اشتغل بالله عما سواه و عما في أيدي الملوك، فقال: يا محمد قد علمت بأنك تقول بامامته، و الله انه لامام هذا الخلق كلهم، و لكن الملك عقيم، و آليت علي نفسي أن لا أمسي أو أفرغ منه. قال محمد: فو الله لقد أظلم علي البيت من شدة الغم؛ ثم دعا المنصور بالموائد فأكل و شرب ثلاثة أرطال خمر، ثم أمر الحاجب أن يخرج كل من في المجلس و لم يبق الا أنا و هو، ثم دعا بسياف له و قال له: ويلك يا [ صفحه 25] سياف، فقال له: لبيك يا أميرالمؤمنين، قال: اذا أنا أحضرت جعفر بن محمد و جاريته الحديث و قلعت القلنسوة عن رأسي فاضرب عنقه، فقال: نعم يا أميرالمؤمنين، قال محمد: فضاقت علي الأرض برحبها، فلحقت السياف فقلت له سرا: ويلك تقتل جعفر بن محمد و يكون خصمك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ فقال السياف: و الله لأفعلن ذلك، قلت: و ما الذي تفعل؟ قال: اذا حضر أبو عبدالله و أشغله أبوجعفر الدوانيقي بالكلام و أخذ قلنسوته عن رأسه ضربت عنق أبي جعفر الدوانيقي، فقلت: قد أصبت الرأي و لم أبل بما قد صرت اليه و لا ما يكون من أمري، فأحضر أبو عبدالله جعفر عليه السلام علي حمار مصري فلحقته في الستر الأول و هو يقول: يا كافي موسي فرعون يا كافي محمد الأحزاب، ثم لحقته في الستر الذي بينه و بين المنصور و هو يقول: يا

دائم، ثم تكلم بكلام و أطبق شفتيه عليه السلام و لم أدر ما الذي قال، قال: فرأيت القصر يموج بي كأنه سفينة في موج البحار، و رأيت المنصور و هو يسعي بين يدي أبي عبدالله الصادق عليه السلام حافي القدم مكشوف الرأس، قد اصطكت أسنانه و ارتعدت فرائصه، يسود ساعة و يصفر ساعة أخري، حتي أخذ بعضد أبي عبدالله عليه السلام و أجلسه علي سرير ملكه و جثي بين يديه كما يجثو العبد بين يدي سيده، ثم قال له: يابن رسول الله ما الذي جاء بك في هذا الوقت؟ فقال عليه السلام: دعوتني فأجبتك، فقال له المنصور: سل ما شئت؟ فقال أبو عبدالله عليه السلام: حاجتي أن لا تدعوني حتي أجيئك، و لا تسأل عني حتي أسال عنك، فقال المنصور: لك ذلك، و خرج أبو عبدالله عليه السلام من عنده، فدعا المنصور بالدواويح و الفنك و السمور و الحواصل و هو يرتعد، فنام تحته فلم ينتبه الا في نصف الليل، فلما انتبه و اني عند رأسه جالس، فقال لي: أجالس أنت يا محمد؟ قلت: نعم يا أميرالمؤمنين، فقال: ارفق حتي أقضي ما فاتني من الصلاة و أحدثك، فلما انفتل من الصلاة أقبل علي و قال: يا محمد لما أحضرت أبا عبدالله جعفر بن محمد و قد هممت من السوء بما قد هممت به، رأيت تنينا قد حوي بذنبه جميع البلد [ صفحه 26] و قد وضع شفته السفلي في أسفل قبتي هذه، و شفته العليا في أعلي مقامي و هو ينادي بلسان طلق ذلق عربي مبين و يقول: يا عبدالله ان الله جل و عز بعثني و أمرني ان أحدثت بجعفر بن محمد حدثا بأن أبتلعك مع أهل قصرك هذا؟ فطاش

عقلي و ارتعدت فرائصي. قال محمد: قلت: أسحر هذا يا أميرالمؤمنين؟ فقال لي: اسكت ويلك أما تعلم أن جعفر بن محمد وارث النبيين و الوصيين و عنده الاسم الأعظم المخزون الذي لو قرأه علي الليل لأنار و علي النهار لأظلم و علي البحار لسكنت، فقلت له: يا أميرالمؤمنين فدعه علي شأنه و لا تسأل عنه بعد يومك هذا، فقال المنصور: و الله لا سألت عنه أبدا. قال محمد: فوالله ما سأل عنه المنصور قط [39] .

الهيبة التي تعرض للمنصور اذا هم بقتله

ابن شهرآشوب: عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر: أن المنصور قد كان هم بقتل أبي عبدالله عليه السلام غير مرة، فكان اذا بعث اليه و دعاه لقتله، فاذا نظر اليه هابه و لم يقتله غير أنه منع الناس عنه، و منعه من القعود للناس، و استقصي عليه أشد الاستقصاء حتي أنه كان يقع لأحدهم مسألة في دينه، في نكاح أو طلاق أو غير ذلك فلا يكون علم ذلك عندهم، و لا يصلون اليه فيعتزل الرجل و أهله، فشق ذلك علي شيعته و صعب عليهم حتي ألقي الله عز و جل في روع المنصور أن يسأل الصادق عليه السلام لنتحفه بشي ء من عنده لا يكون لأحد مثله، فبعث اليه بمخصرة [40] كانت للنبي صلي الله عليه و آله و سلم طولها ذراع، ففرح بها فرحا شديدا، و أمر أن تشق له أربعة أرباع و قسمها في أربعة مواضع، ثم قال له: ما جزاؤك عندي الا أن أطلق لك، و تفشي علمك لشيعتك و لا أتعرض لك و لا لهم، فاقعد غير محتشم وافت [ صفحه 27] الناس و لا تكون في بلدنا تقية، ففشي العلم عن الصادق عليه السلام [41]

.

ابطاله لسحر السحرة بحضرة المنصور و أكل صورة السباع مصوريها

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبوالحسين محمد ابن هارون قال: أخبرني أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه قال: حدثنا أبومحمد الحسن بن محمد بن أحمد النيسابوري الحذاء قال: حدثني أبوالحسن علي بن عمرو بن محمد الرازي الكاتب قال: حدثنا محمد بن الحسن السراج قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن هذيل عن محمد بن سنان، عن الربيع قال: وجه المنصور و جاء بالخبر علي السياقة [42] . و أخبرني أبوالحسين محمد بن هارون بن موسي، عن أبيه قال: حدثنا أبوعلي محمد بن همام قال: حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد الحميري عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن هذيل، عن محمد بن سنان قال: وجه المنصور الي سبعين رجلا من أهل كابل فدعاهم، فقال لهم: ويحكم انكم تزعمون أنكم ورثتم السحر عن آبائكم أيام موسي عليه السلام و أنكم تفرقون بين المرء و زوجه، و ان أبا عبدالله جعفر بن محمد ساحر مثلكم، فاعملوا شيئا من السحر، فانكم ان أبهتموه أعطيتكم الجائزه العظيمة و المال الجزيل، فقاموا الي المجلس الذي فيه المنصور و صوروا له سبعين صورة من صور السباع لا يأكلون و لا يشربون، و انما كانت صور، و جلس كل واحد منهم تحت صورته، و جلس المنصور علي سريره، و وضع اكليله علي رأسه، ثم قال لحاجبه: [ صفحه 28] ابعث الي أبي عبدالله قال: فدخل عليه فلما أن نظر اليه و اليهم و بما قد استعدوا له رفع يده الي السماء ثم تكلم بكلام بعضه جهرا و بعضه خفيا، ثم قال: ويحكم أنا الذي أبطل سحركم، ثم نادي

برفيع صوته قسورة خذهم، فوثب كل سبع منها علي صاحبه فافترسه في مكانه، و وقع المنصور عن سريره و هو يقول: يا أبا عبدالله أقلني فو الله لا عدت الي مثلها أبدا، فقال له: قد أقلتك. قال: يا سيدي فرد السباع الي ما أكلوا، قال عليه السلام: هيهات ان عادت عصا موسي فستعود السباع [43] . و رواه المفيد في كتاب الاختصاص: الا أن فيه قال لحاجبه: ابعث الي أبي عبدالله فبعث اليه، فقام حتي دخل، فلما بصر به و بهم و قد استعدوا له رفع يده الي السماء، ثم تكلم بكلام بعضه جهرا و بعضه خفيا، ثم قال: ويلكم أنا الذي أبطلت سحر آبائكم أيام موسي، و أنا الذي أبطل سحركم، ثم نادي يرفع صوته قسورة! فوثب كل واحد منهم علي صاحبه فافترسه في مكانه، و وقع أبوجعفر المنصور عن سريره و هو يقول: يا أبا عبدالله أقلني، فو الله لا عدت الي مثلها أبدا، فقال: قد أقلتك، قال: فرد السباع كما كانت، قال: هيهات ان رد عصا موسي فستعود السباع [44] .

الجزوران اللتان صورتا و نحرهما رسول المنصور حين أمر المنصور بقتله و قتل ابنه اسماعيل

الراوندي: ان أباخديجة روي عن رجل من كندة، و كان سياف بني العباس قال: لما جاء أبوالدوانيق بأبي عبدالله عليه السلام و اسماعيل، أمر بقتلهما و هما محبوسان في بيت، فأتي - عليه اللعنة - الي أبي عبدالله عليه السلام [ صفحه 29] ليلا، فأخرجه و ضربه بسيفه حتي قتله، ثم أخذ اسماعيل ليقتله فقاتله ساعة ثم قتله، ثم جاء اليه فقال له: ما صنعت؟ قال: لقد قتلتهما و أرحتك منهما. فلما أصبح اذا أبو عبدالله عليه السلام و اسماعيل جالسان فاستأذنا. فقال أبوالدوانيق للرجل: ألست زعمت أنك قتلتهما؟ قال: بلي، لقد عرفتهما كما أعرفك،

قال: فاذهب الي الموضع الذي قتلتهما فيه فانظر، فجاء بجزورتين منحورتين. قال: فبهت، و رجع فأخبره فنكس رأسه و عرفه ما رأي قال: لا يسمعن منك هذا أحد، فكان كقوله تعالي في عيسي (و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم) [45] [46] و رواه صاحب ثاقب المناقب [47] .

حديث التنين و السباع

من طريق ثاقب المناقب: حدث محمد الأسقنطوري و كان وزيرا للدوانيقي و كان يقول بامامة الصادق - صلوات الله عليه - قال: دخلت يوما علي الخليفة و هو يفكر، فقلت: يا أميرالمؤمنين ما هذه الفكرة؟ قال: قتلت من ذرية فاطمة ألفا أو يزيدون، و تركت سيدهم و مولاهم و امامهم. فقلت: و من ذلك يا أميرالمؤمنين؟ قال: جعفر بن محمد، و قد علمت أنك تقول بامامته، و انه امامي و امامك و امام هذا الخلق جميعا، و لكن الآن أفرغ منه، قال ابن الأسقنطوري: لقد أظلمت الدنيا علي من الغم، ثم دعا بالموائد، و أكل و شرب و أمر الحاجب أن يخرج الناس من مجلسه، قال: فبقيت أنا و هو، ثم دعا بسياف له فقال: يا سياف قال: لبيك يا أميرالمؤمنين، قال: الساعة أحضر جعفر بن محمد و اشغله بالكلام، فاذا رفعت قلنسوتي عن رأسي فاضرب عنقه، قال السياف: نعم يا سيدي. قال: فلحقت السياف و قلت: ويلك يا سياف أتقتل ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟! فقال: [ صفحه 30] لا و الله، لا أفعل ذلك. فقلت: و ما الذي تفعل؟! قال: اذا حضر جعفر بن محمد عليه السلام، و شغله بالكلام و قلع قلنسوته من رأسه ضربت عنق الدوانيقي، و لا أبالي الي ما صرت اليه. قلت: الرأي

الذي أصبت. قال: فأحضر جعفر بن محمد عليه السلام علي حمار مصري، و كان ينزل موضع الخلفاء، فلحقته في الستر و هو يقول: يا كافي موسي فرعون اكفني شره. ثم لحقته في الستر الذي بينه و بين الدوانيقي و هوي يقول: «يا دائم يا دائم». ثم أطبق شفتيه و لم أدر ما قال، و رأيت القصر يموج كأنه سفينة في لجة البحر، و رأيت الدوانيقي يسعي بين يديه حافي القدم مكشوف الرأس، و قد اصطكت أسنانه و ارتعدت فرائصه و أخذ بعضده و أجلسه علي سريره، و جثي بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه، و قال: يا مولاي ما الذي جاء بك؟ قال: قد دعوتني فجئتك قال: مرني بأمرك، قال: أسألك ألا تدعوني حتي أجيئك، قال: سمعا و طاعة لأمرك قال: ثم قام و خرج عليه السلام و دعا أبوجعفر الدوانيقي بالدواويح و السمور و الحواصل [48] ، و نام و لبس الثياب عليه و ارتعدت فرائصه، و ما انتبه الي نصف الليل، فلما انتبه قال لي: أنت جالس يا هذا؟ قلت: نعم يا أميرالمؤمنين قال: أرأيت هذا العجب؟ قلت: نعم يا أميرالمؤمنين. قال: لا و الله، لما أن دخل جعفر بن محمد علي رأيت قصري يموج كأنه سفينة في لج البحر و رأيت تنينا قد فغر فاه و وضع شفته السفلي في أسفل قبتي هذه و شفته العلياء علي أعلاها، و هو يقول لي بلسان عربي مبين: يا منصور ان الله تعالي قد أمرني أن أبتلعك مع قصرك جميعا ان أحدثت حدثا. فلما سمعت ذلك منه طاش عقلي و ارتعدت يدي و رجلي، فقلت: أسحر هذا يا [ صفحه 31] أميرالمؤمنين؟! قال: أسكت، أما

تعلم أن جعفر بن محمد خليفة الله في أرضه؟! [49] . حدث الربيع صاحب المنصور قال: وجه المنصور الي سبعين رجلا من أهل بابل، فدعاهم و قال: ويحكم أنتم ورثتم السحر من آبائكم من أيام موسي بن عمران، و انكم لتفرقون بين المرء و زوجه، و ان أبا عبدالله جعفر ابن محمد ساحر كاهن مثلكم، فاعملوا شيئا من السحر، فانكم ان بهتموه أعطيتكم به الجائزة العظيمة، و المال الجزيل. فقاموا الي المجلس الذي فيه المنصور، فصوروا سبعين صورة من صور السباع، و جلس كل واحد منهم بجنب صاحبه. و جلس المنصور علي سرير ملكه، و وضع التاج علي رأسه، ثم قال لحاجبه: ابعث الي أبي عبدالله و أحضره الساعة. قال: فلما دخل عليه و نظر اليهم و اليه و ما قد استعد له غضب و قال: ويلكم، أتعرفوني؟! أنا حجة الله الذي أبطل سحر آبائكم في أيام موسي بن عمران. ثم نادي برفيع صوته: أيها الصور الممثلة، ليأخذ كل واحد منكم صاحبه باذن الله تعالي. قال: فوثب كل سبع الي صاحبه و افترسه و ابتلعه في مكانه، و وقع المنصور عن سريره مغشيا عليه، فلما أفاق قال: الله الله يا أبا عبدالله ارحمني و أقلني فاني تبت توبة لا أعود الي مثلها أبدا. فقال - صلوات الله عليه و آله -: قد أقلتك، و عفوت عنك. ثم قال: يا سيدي، قل للسباع أن تردهم الي ما كانوا. قال: هيهات، ان أعادت عصا موسي سحرة فرعون فستعيد السباع هذه السحرة. و معني قوله: أنا حجة الله الذي أبطل سحر آبائكم في أيام موسي: أني مثل ذلك الحجة [50] . [ صفحه 32]

استكفاؤه المنصور و اخباره أنه يموت قبل المنصور

محمد بن يعقوب:

عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا قال: قال أبو عبدالله عليه السلام، قال لي رجل أي شي ء قلت حين دخلت علي أبي جعفر بالربذة؟ قال: قلت: اللهم انك تكفي من كل شي ء و لا يكفي منك شي ء فاكفني بما شئت و كيف شئت و من حيث شئت و أني شئت [51] . الراوندي: روي أن محرمة الكندي قال: ان أباالدوانيق نزل بالربذة، و جعفر الصادق عليه السلام بها. قال: من يعذرني من جعفر، و الله لأقتلنه، فدعاه، فلما دخل عليه جعفر عليه السلام قال: يا أميرالمؤمنين ارفق بي، فوالله لقلما أصحبك. فقال أبوالدوانيق: انصرف، ثم قال لعيسي بن علي: الحقه فسله أبي؟ أم به؟ فخرج يشتد حتي لحقه، فقال: يا أبا عبدالله ان أميرالمؤمنين يقول: أبك؟ أم به؟ قال: لا بل بي [52] .

استكفاؤه المنصور 01

أبوالعتاب و الحسين ابنا بسطام في كتاب طب الأئمة عليهم السلام: عن الأشعث ابن عبدالله قال: حدثني محمد بن عيسي، عن أبي الحسن الرضا، عن موسي بن جعفر عليه السلام قال: لما طلب أبوالدوانيق أبا عبدالله عليه السلام و هم بقتله، فأخذه صاحب المدينة و وجه به اليه، و كان أبوالدوانيق قد استعجله و استبطأ قدومه حرصا منه علي قتله، فلما مثل بين يديه ضحك في وجهه ثم [ صفحه 33] رحب به و أجلسه عنده، و قال له: يابن رسول الله و الله لقد وجهت اليك و أنا عازم علي قتلك، و لقد نظرت فألقي الله علي محبتك، فوالله ما أجد أحدا من أهل بيتي أعز علي منك، و لا آثر عندي، و لكن يا أبا عبدالله ما كان يبلغني عنك تهجينا فيه و تذكرنا فيه بسوء؟ فقال: يا أميرالمؤمنين ما

ذكرتك بسوء قط، فتبسم أيضا و قال: أنت و الله أصدق عندي من جميع من سعي بك الي هذا مجلسي بين يديك و خاتمي، فانبسط و لا تحتشمني في جميع أمرك من جليله و حقيره و كبيره و صغيره، و لست أردك عن شي ء، ثم أمره بالانصراف، و حباه و أعطاه، فلم يقبل شيئا و قال: يا أميرالمؤمنين أنا في غناء و كفاية و خير كثير، فاذا هممت ببري فعليك بالمتخلفين من أهل بيتي، فارفع عنهم القتل. قال: قد فعلت يا أبا عبدالله، و قد أمرت لهم بمائة ألف درهم تفرق بينهم، فقال: وصلت الرحم يا أميرالمؤمنين، فلما خرج من عنده مشي بين يديه مشايخ قريش و شبانهم و كل قبيلة، و معه عين أبي الدوانيق، فقال له: يابن رسول الله لقد نظرت نظرا شافيا حين دخلت الي أميرالمؤمنين فما أنكرت منك شيئا غير أني نظرت الي شفتيك و قد حركتهما بشي ء، فما كان ذلك؟ قال: اني لما نظرت اليه قلت: يا من لا يضام و لا يرام، و به تواصل الأرحام صل علي محمد و آله، و اكفني شره بحولك و قوتك و الله ما زدت علي ما سمعت، قال: فرجع العين الي أبي الدوانيق فأخبره بقوله، فقال: و الله ما استتم ما قال حتي ذهب عني ما كان في صدري من غائلة و شر [53] .

استكفاؤه المنصور 02

قال الشيخ المفيد في ارشاده: قد روي الناس من آيات الله الظاهرة علي يده عليه السلام ما يدل علي امامته و حقه و بطلان مقال من ادعي الامامة لغيره. [ صفحه 34] فمن ذلك ما رواه نقلة الآثار من خبره عليه السلام مع المنصور لما أمر الربيع باحضار أبي عبدالله

عليه السلام فأحضره، فلما بصر به المنصور قال له: قتلني الله ان لم أقتلك، أتلحد في سلطاني و تبغيني الغوائل؟! و ذكر الحديث الآتي. و قال الفضل أبوالحسن أبوعلي الطبرسي في كتاب اعلام الوري: اشتهر في الرواية أن المنصور أمر الربيع باحضار أبي عبدالله عليه السلام فأحضره، فلما بصر به قال: قتلني الله ان لم أقتلك أتلحد في سلطاني و تبغيني الغوائل؟ فقال له أبو عبدالله عليه السلام: و الله ما فعلت و لا أردت، فان كان بلغك فمن كاذب، و لو كنت فعلت لقد ظلم يوسف فغفر، و ابتلي أيوب فصبر، و أعطي سليمان فشكر، فهؤلاء أنبياء الله و اليهم يرجع نسبك. فقال له المنصور: أجل ارتفع ههنا فارتفع، فقال له: ان فلان ابن فلان أخبرني عنك بما ذكرت، فقال له جعفر: يا أميرالمؤمنين ليواقفني علي ذلك، فأحضر الرجل المذكور، فقال له المنصور: أنت سمعت ما حكيت عن جعفر؟ قال: نعم، قال له أبوعبدالله عليه السلام: فاستحلفه علي ذلك. قال له المنصور: أتحلف؟ قال: نعم، فابتدأ باليمين فقال أبو عبدالله عليه السلام: دعني يا أميرالمؤمنين أحلفه أنا، فقال له: افعل، فقال أبو عبدالله عليه السلام للساعي: قل برئت من حول الله و قوته و التجأت الي حولي و قوتي لقد فعل كذا و كذا و قال كذا و كذا جعفر، فامتنع منها هنيئة ثم حلف بها، فما برح حتي اضطرب برجله، فقال أبوجعفر: جروا برجله فأخرجوه - لعنه الله -. قال الربيع: و كنت رأيت أبا عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام حين دخل علي المنصور يحرك شفتيه فكلما حركهما سكن غضب المنصور، حتي أدناه منه و رضي عنه، فلما خرج أبو عبدالله عليه السلام من عند أبي جعفر تبعته فقلت له: ان

هذا الرجل كان أشد الناس غضبا عليك فلما دخلت عليه و حركت شفتيك سكن غضبه، فبأي شي ء كنت تحركهما؟ قال: بدعاء جدي الحسين ابن علي عليهماالسلام فقلت: جعلت فداك و ما هذا الدعاء؟ قال: «يا عدتي عند شدتي و يا غوثي عند كربتي احرسني بعينك التي لا تنام و اكنفني بركنك الذي لا يرام». فقال الربيع: فحفظت هذا الدعاء فما نزلت بي شدة قط فدعوت الله [ صفحه 35] به الا فرج الله عني، قال: و قلت لجعفر ابن محمد لم منعت الساعي أن يحلف بالله تعالي؟ قال: كرهت أن يراه الله تعالي يوحده و يمجده فيحلم عنه و يؤخر عقوبته، فاستحلفته بما سمعت فأخذه الله أخذة رابية [54] .

علمه بما تحمله مرازم من الكتاب الي المدينة و أمره بالرجوع الي المنصور و أنه ينسي

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري:عن أبي الحسين محمد بن هارون بن موسي، عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن أبي عثمان أو غيره، عن محمد بن سنان، عن أبان، عن حذيفة بن منصور، عن مرازم قال: بعثني أبوجعفر عبدالله الطويل و هو المنصور الي المدينة، و أمرني اذا دخلت المدينة أن أفض الكتاب الذي دفعه الي و أعمل بما فيه، قال: فما شعرت الا بركب قد طلعوا علي حين قربت من المدينة، و اذا رجل قد صار الي جانبي، فقال: يا مرازم اتق الله و لا تشرك في دم آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم قال: فأنكرت ذلك. فقال لي: دعاك صاحبك نصف الليل و خاط رقعة في جانب قبائك و أمرك ان صرت الي المدينة تفضها و تعمل ما فيها، قال: فرميت بنفسي من المحمل و قبلت رجليه و قلت ظننت أن ذلك صاحبي، و أنت سيدي و

صاحبي فما أصنع؟ قال: ارجع اليه و اذهب بين يديه و تعال، فانه رجل نساء و قد أنسي ذلك فليس يسألك عنه، قال: فرجعت اليه فلم يسألني عن شي ء، قلت: صدق مولاي عليه السلام [55] . [ صفحه 36]

علمه بما وقع بين المنصور و بين ابن مهاجر ارساله الي المدينة و ما أرسله اليه من الأمر

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: عن أبي المفضل محمد بن عبدالله الشيباني قال: حدثنا ماجيلويه قال: حدثنا أبو عبدالله محمد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن صفوان بن يحيي، عن جعفر بن محمد بن الأشعث قال: أتدري ما كان سبب دخولنا في هذا الأمر و معرفتنا به؟ و ما كان عندنا منه خبر و لا ذكر و لا معرفة شي ء مما عند الناس، قلت: و كيف كان ذلك؟ قال: ان أباجعفر المنصور قال لأبي محمد بن الأشعث: ابغني رجلا له عقل يؤدي عني، قال له: قد أصبت لك هذا فلان ابن مهاجر خالي، قال: فائتني به، فأتاه بخاله، فقال له أبوجعفر: يابن مهاجر خذ هذا المال و أعطاه ألوفا ما شاء الله. قال: ائت المدينة الي عبدالله بن الحسن و عدة من أهل بيته فيهم جعفر بن محمد، فقل لهم: اني رجل غريب من أهل خراسان، و بها شيعة من شيعتكم و قد وجهوا اليكم بهذا المال، فادفع الي كل واحد منهم علي هذا الشرط كذا و كذا، فاذا قبضوا المال فقل: اني رسول و أحب أن يكون معي خطوطكم بقبض ما قبضتم مني، فأخذ المال و أتي المدينة، ثم رجع الي أبي جعفر المنصور، فدخل عليه و عنده محمد بن الأشعث، فقال له أبوجعفر: ما وراءك؟ فقال: أتيت القوم و هذه خطوطهم بقبضهم المال خلا جعفر بن محمد، فاني أتيته و هو يصلي في مسجد الرسول صلي

الله عليه و آله و سلم، فجلست خلفه و قلت: ينصرف فأذكر له ما ذكرت لأصحابه، فعجل و انصرف و التفت الي فقال لي: يا هذا اتق الله و لا تغرر أهل بيت محمد صلي الله عليه و آله و سلم و قل لصاحبك: اتق الله و لا تغرر أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فانهم قريبو عهد بدولة بني مروان، و كلهم محتاج، قال: قلت: و ما ذاك أصلحك الله؟ فقال: ادن مني، فدنوت منه، فأخبرني بجميع ما جري بيني و بينك حتي كأنه كان ثالثنا. فقال المنصور: يابن مهاجر اعلم أنه ليس من أهل بيت النبوة الا و فيهم محدث، [ صفحه 37] و أن جعفر بن محمد محدثنا اليوم، و كانت هذه الدلالة حتي قلنا بهذه المقالة [56] . و رواه محمد بن يعقوب: عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان ابن يحيي، عن جعفر بن محمد بن الأشعث قال: قال لي: أتدري ما كان سبب دخولنا في هذا الأمر و معرفتنا به؟ و ساق الحديث الي آخره، و في آخره: و أخبرني بجميع ما جري بيني و بينك حتي كأنه كان ثالثنا، قال: فقاله له أبوجعفر: يابن مهاجر! اعلم أنه ليس من أهل بيت نبوة الا و فيهم محدث، و أن جعفر بن محمد محدثنا اليوم، فكانت هذه الدلالة سبب قولنا بهذه المقالة [57] . و رواه محمد بن الحسن الصفار: عن عمر بن علي، عن عمه محمد بن عمر، عن صفوان ابن يحيي، عن جعفر بن محمد بن الأشعث قال: أتدري ما كان سبب دخولنا في هذا الأمر و معرفتنا له؟ و ساق

الحديث الي آخره، و في آخره: فأخبرني بجميع ما جري بيني و بينك، حتي كأنه كان ثالثنا، قال: فقال أبوجعفر: يابن مهاجر اعلم أنه ليس من أهل بيت النبوة الا و فيهم محدث، و أن جعفر بن محمد محدث اليوم، فكانت هذه دلالة أنا قلنا بهذه المقالة [58] . و روي هذا الحديث ابن شهرآشوب في المناقب [59] . و رواه صاحب ثاقب المناقب: الا أن في آخر روايته قال: فقال له: يابن مهاجر اعلم أنه ليس من أهل بيت النبوة الا و فيهم محدث، و أن جعفر ابن محمد محدثنا اليوم، فكانت هذه المقالة سبب مقالتنا بهذا الأمر [60] . [ صفحه 38] الراوندي: أن مهاجر بن عمار الخزاعي قال: بعثني أبوالدوانيق الي المدينة و بعث معي بمال كثير، و أمرني أن أتضرع لأهل هذا البيت و أتحفظ مقالتهم، قال: فلزمت الزاوية التي مما يلي القبر، فلم أكن أتنحي منها الا في وقت الصلاة لا في ليل و لا في نهار. قال: و أقبلت أطرح الي السؤال الذين حول القبر الدراهم - و من هو فوقهم الشي ء بعد الشي ء حتي ناولت شبابا من بني الحسن و مشيخة منهم حتي ألفوني و ألفتهم في السر. قال: و كلما كنت دنوت من أبي عبدالله عليه السلام يلاطفني و يكرمني، حتي اذا كان يوما من الأيام بعدما نلت حاجتي ممن كنت أريد من بني الحسن و غيرهم دنوت منه و هو يصلي، فلما قضي صلاته التفت الي و قال: تعال يا مهاجر - و لم أكن أتسمي باسمي و لا أتكني بكنيتي - فقال: قل لصاحبك: يقول لك جعفر: كان أهل بيتك الي غير هذا منك أحوج منهم

الي هذا، تجي ء الي قوم شباب محتاجين فتدس اليهم، فلعل أحدهم يتكلم بكلمة تستحل بها سفك دمه، فلو بررتهم و وصلتهم و أنلتهم و أغنيتهم كانوا الي هذا أحوج ما تريد منهم. قال: فلما أتيت أباالدوانيق قلت له: جئتك من عند ساحر كاهن من أمره كذا و كذا، قال: صدق و الله لقد كانوا الي غير هذا أحوج، اياك أن يسمع منك هذا الكلام انسان [61] .

الماء الذي خرج له

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي أبوالقاسم علي بن الحسن ابن القاسم المعروف بابن الطبال الكوفي الخزاز - قال: مولدي سنة احدي و ثلاثين و مائتين (من حفظه) و توفي سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة من حفظه قال: سمعت أباجعفر محمد بن معروف الهلالي - و كان ينزل في عبد قيس و كان خزازا، قد أتي عليه من السن مائة و ثمان و عشرون سنة - [ صفحه 39] قال: مضيت الي أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام الي الحيرة ثلاثة أيام، فما قدرت عليه من كثرة الناس، فلما كان اليوم الرابع أدناني و مضي الي قبر أميرالمؤمنين عليه السلام فمضيت معه و حيث صار في بعض الطريق غمزه البول، فاعتزل عن الجادة فبال، ثم نبش الرمل فخرج له الماء، فتطهر للصلاة فقام فصلي ركعتين و دعا ربه، و كان من دعائه أن قال: «اللهم لا تجعلني ممن تقدم فمرق و لا ممن تخلف فمحق، و اجعلني من النمط الأوسط» و قال لي غلامه لا تحدث بما رأيت و قال ليس للبحر جار و لا للملك صديق و لا للعافية ثمن و كم من ناعم و لا يعلم [62] . و رواه ابن شهرآشوب و صاحب

ثاقب المناقب [63] .

اخباره الشامي كيف سفره

محمد بن يعقوب: عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عمن ذكره، عن يونس ابن يعقوب قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فورد عليه رجل من أهل الشام، فقال: اني رجل صاحب كلام و فقه و فرائض، و قد جئت لمناظرة أصحابك. فقال أبو عبدالله عليه السلام: كلامك من كلام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أو من عندك؟ فقال: من كلام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و من عندي، فقال له أبو عبدالله عليه السلام: فأنت اذا شريك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ قال: لا. قال: فسمعت الوحي عن الله عزوجل يخبرك؟ قال: لا، قال: فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ قال: لا، قال: فالتفت أبو عبدالله عليه السلام الي فقال: يا يونس بن يعقوب هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلم، ثم قال: يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلمته. قال يونس: فيا لها من [ صفحه 40] حسرة، فقلت: جعلت فداك اني سمعتك تنهي عن الكلام و تقول: ويل لأصحاب الكلام يقولون: هذا ينقاد و هذا لا ينقاد، و هذا ينساق و هذا لا ينساق، و هذا نعقله و هذا لا نعقله. فقال أبو عبدالله عليه السلام: انما قلت: ويل لهم ان تركوا ما أقول و ذهبوا الي ما تريدون، ثم قال لي: أخرج الي الباب فانظر من تري من المتكلمين فأدخله، قال: فأدخلت حمران بن أعين - و كان يحسن الكلام - و أدخلت الأحول - و كان يحسن الكلام - و أدخلت هشام بن سالم - و كان يحسن الكلام -

و أدخلت قيس بن الماصر - و كان عندي أحسنهم كلاما و كان قد تعلم الكلام من علي بن الحسين عليه السلام. فلما استقر بنا المجلس - و كان أبو عبدالله عليه السلام قبل الحج يستقر أياما في جبل في طرف الحرم في فازة له مضروبة - قال: فأخرج أبو عبدالله عليه السلام رأسه من فازته، فاذا هو ببعير يخب، فقال: هشام و رب الكعبة، قال: فظننا أن هشاما رجل من ولد عقيل كان شديد المحبة له. قال: فورد هشام بن الحكم و هو أول ما اختطت لحيته، و ليس فينا الا من هو أكبر سنا منه، قال: فوسع أبو عبدالله عليه السلام و قال: ناصرنا بقلبه و لسانه و يده، ثم قال: يا حمران كلم الرجل، فكلمه فظهر عليه حمران، ثم قال: يا طاقي كلمه، فكلمه فظهر عليه الأحول، ثم قال: يا هشام بن سالم كلمه، فتعارفا، ثم قال أبو عبدالله عليه السلام لقيس الماصر: كلمه، فكلمه، فأقبل أبو عبدالله عليه السلام يضحك من كلامهما مما قد أصاب الشامي. ثم قال للشامي: كلم هذا الغلام - يعني هشام بن الحكم - فقال: نعم، فقال الشامي لهشام: يا غلام سلني في امامة هذا، فغضب هشام حتي ارتعد ثم قال للشامي: يا هذا أربك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم؟ فقال الشامي: بل ربي أنظر لخلقه، قال: ففعل بنظره لهم ماذا؟ قال: أقام لهم حجة و دليلا كي لا يتشتتوا و يختلفوا، يتألفهم و يقيم أودهم و يخبرهم بفرض ربهم، قال: فمن هو؟ قال: رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. قال هشام: فبعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من؟ قال: الكتاب و السنة. قال هشام: فهل

نفعنا اليوم الكتاب [ صفحه 41] و السنة في رفع الاختلاف عنا؟ قال الشامي: نعم، قال: فلم اختلفنا أنا و أنت و صرت الينا من الشام في مخالفتنا اياك؟ قال: فسكت الشامي. فقال أبو عبدالله عليه السلام للشامي: ما لك لا تتكلم؟ قال الشامي: ان قلت لم نخالف كذبت، و ان قلت: ان الكتاب و السنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت، لأنهما يحتملان الوجوه و ان قلت: قد اختلفنا و كل واحد منا يدعي الحق فلم ينفعنا اذن الكتاب و السنة الا أن لي عليه هذه الحجة، فقال أبو عبدالله عليه السلام: سله تجده مليا. فقال الشامي: يا هذا من أنظر للحق أربهم أو أنفسهم؟ فقال هشام: ربهم أنظر لهم منهم لأنفسهم، فقال الشامي: فهل أقام لهم من يجمع لهم كلمتهم و يقيم أودهم و يخبرهم بحقهم من باطلهم؟ قال هشام: في وقت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أو الساعة؟ قال الشامي: في وقت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم رسول الله و الساعة من؟ فقال هشام: هذا القاعد الذي تشد اليه الرحال، و يخبرنا بأخبار السماء و الأرض وراثة عن أب عن جد. قال الشامي: فكيف لي أن أعلم ذلك؟ قال هشام: سله عما بدا لك، قال الشامي: قطعت عذري فعلي السؤال. فقال أبو عبدالله عليه السلام: يا شامي: أخبرك كيف كان سفرك؟ و كيف كان طريقك؟ كان كذا و كذا، فأقبل الشامي يقول: صدقت، أسلمت لله الساعة. فقال أبو عبدالله عليه السلام: بل آمنت بالله الساعة، ان الاسلام قبل الايمان و عليه يتوارثون و يتناكحون، و الايمان عليه يثابون، فقال الشامي: صدقت، فأنا الساعة أشهد أن لا اله الا الله و

أن محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أنك وصي الأوصياء. ثم التفت أبو عبدالله عليه السلام الي حمران فقال: تجري الكلام علي الأثر فتصيب، و التفت الي هشام بن سالم فقال: تريد الأثر و لا تعرفه، ثم التفت الي الأحول فقال: قياس رواغ [64] تكسر باطلا بباطل الا أن باطلك أظهر. ثم [ صفحه 42] التفت الي قيس الماصر، فقال: تتكلم و أقرب ما يكون من الخبر عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أبعد ما يكون منه، و تمزج الحق مع الباطل و قليل الحق يكفي عن كثير الباطل، أنت و الأحول قفازان حاذقان. قال يونس: فظننت و الله أن يقول لهشام قريبا مما قال لهما، ثم قال: يا هشام لا تكاد تقع تلوي رجليك اذا هممت بالأرض طرت، مثلك فليكلم الناس، فاتق الزلة، و الشفاعة من ورائها ان شاء الله [65] . و روي هذا الحديث الشيخ المفيد في ارشاده و الطبرسي في اعلام الوري: بسندهما عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن جماعة من رجاله، عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فورد عليه رجل من أهل الشام و ساقا الحديث الي آخره، و قالا في حديثهما: ثم قال لقيس الماصر: كلمه فكلمه، و أقبل أبو عبدالله عليه السلام يتبسم من كلامهما، و قد استخذل الشامي في يده. ثم قال للشامي: كلم هذا الغلام - يعني هشام بن الحكم - فقال: نعم. ثم قال الشامي لهشام: يا غلام، سلني في امامة هذا - يعني أبا عبدالله عليه السلام - فغضب هشام حتي ارتعد ثم قال له: أخبرني

يا هذا أربك أنظر لخلقه أم هم لأنفسهم؟ قال: بل ربي أنظر لخلقه. قال ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا؟ قال الشامي: كلفهم و أقام لهم حجة و دليلا علي ما كلفهم، و أزاح في ذلك عللهم، فقال له هشام: فما هذا الدليل الذي نصبه لهم؟ قال الشامي: هو رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال هشام فبعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من؟ قال: الكتاب و السنة. قال له هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب و السنة فيما اختلفنا فيه، حتي يرفع عنا الاختلاف و مكننا من الاتفاق؟ قال الشامي: نعم. قال له هشام: فلم اختلفنا نحن و أنت؟ و جئتنا من الشام تخالفنا و تزعم أن الرأي طريق الدين؟ و أنت مقر بأن الرأي لا يجمع علي القول الواحد المختلفين، فسكت [ صفحه 43] الشامي كالمفكر. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: ما لك لا تتكلم؟ قال: ان قلت انا ما اختلفنا كابرت؛ و ان قلت ان الكتاب و السنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت، لأنهما يحتملان الوجوه، و لكن لي عليه مثل ذلك. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: سله تجده مليا، فقال الشامي لهشام: من أنظر للخلق ربهم أم أنفسهم؟ قال هشام: بل ربهم أنظر لهم، فقال الشامي: فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم و يرفع اختلافهم و يبين لهم حقهم من باطلهم؟ قال هشام: نعم. قال الشامي: من هو؟ قال هشام: أما في ابتداء الشريعة فرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أما بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم فغيره، قال الشامي: و من هو غير النبي صلي الله عليه و

آله و سلم القائم مقامه في حجته؟ قال هشام: في وقتنا هذا أم قبله؟ قال الشامي بل في وقتنا هذا. فقال هشام: هذا الجالس - يعني أبا عبدالله عليه السلام - الذي تشد اليه الرحال و يخبرنا عن أخبار السماء وراثة عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم عن أب عن جد، قال الشامي: فكيف لي بعلم ذلك؟ قال هشام: سله عما بدا لك قال الشامي: قطعت عذري فعلي السؤال. فقال له أبو عبدالله عليه السلام أنا أكفيك المسألة يا شامي، أخبرك عن مسيرك و سفرك، خرجت في يوم كذا و كذا، و كانت طريقك من كذا، و مررت علي كذا، و مر بك كذا، فأقبل الشامي كلما وصف له شيئا من أمره يقول: صدقت و الله ثم قال له الشامي: أسلمت لله الساعة. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: بل انك آمنت بالله الساعة، ان الاسلام قبل الايمان و عليه يتوارثون و يتناكحون، و الايمان عليه يثابون، قال الشامي: صدقت، فأنا الساعة أشهد أن لا اله الله و أن محمدا رسول الله و أنك وصي الأوصياء، قال فأقبل أبو عبدالله عليه السلام علي حمران بن أعين فقال: يا حمران تجري الكلام علي الأثر فتصيب، و التفت الي هشام بن سالم فقال: تريد الأثر و لا تعرف، ثم التفت الي الأحول فقال: قياس رواغ، تكسر باطلا بباطل، الا أن باطلك أظهر، ثم التفت الي قيس الماصر فقال: تتكلم و أقرب ما يكون من الخبر عن الرسول صلي الله عليه و آله و سلم أبعد ما يكون منه، تمزج الحق بالباطل، و قليل الحق يكفي عن كثير الباطل، أنت و الأحول قفازان [ صفحه 44] حاذقان. قال يونس

بن يعقوب: فظننت و الله أنه يقول لهشام قريبا مما قال لهما، فقال: يا هشام لا تكاد تقع تلوي رجليك اذا هممت بالأرض طرت، مثلك فليكلم الناس، اتق الله الزلة، و الشفاعة من ورائك. ثم قال أبوعلي الطبرسي عقيب ذلك و هذا الخبر مع ما فيه من المعجزات الدالة علي امامة أبي عبدالله عليه السلام يتضمن لاثبات حجية النظر و دلالة الامامة من طريق النظر و الاستدلال [66] .

اخباره زيدا أنه يقتل و يصلب بالكناسة

محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن أبان قال: أخبرني الأحول: أن زيد بن علي بن الحسين عليه السلام بعث اليه و هو مستخف، قال: فأتيته فقال لي: يا أباجعفر ما تقول ان طرقك طارق منا أتخرج معه؟ قال: فقلت له: ان كان أباك أو أخاك خرجت معه، قال: فقال لي: فأنا أريد أن أخرج أجاهد هؤلاء القوم فاخرج معي، قال: قلت: لا ما أفعل جعلت فداك، قال: فقال لي: أترغب بنفسك عني؟ قال: فقلت له: انما هي نفس واحدة، فان كان لله في الأرض حجة فالمتخلف عنك ناج و الخارج معك هالك و ان لا تكن لله حجة في الأرض فالمتخلف عنك و الخارج معك سواء. قال: فقال لي: يا أباجعفر كنت أجلس مع أبي علي الخوان فيلقمني البضعة السمينة و يبرد لي اللقمة الحارة حتي تبرد، شفقة علي، و لم يشفق علي من حر النار، اذا أخبرك بالدين و لم يخبرني به؟ فقلت له: جعلت فداك من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك، خاف عليك ألا تقبله و تدخل النار، و أخبرني أنا، فان قبلت نجوت، و ان لم أقبل لم يبال أن أدخل

النار. ثم قلت له: جعلت فداك أنتم أفضل أم الأنبيا؟ قال: بل الأنبيا قلت: [ صفحه 45] يقول يعقوب ليوسف: «يا بني لا تقصص رءياك علي اخوتك فيكيدوا لك كيدا» [67] لم لم يخبرهم حتي كانوا لا يكيدونه؟ و لكن كتمهم ذلك، فكذا أبوك كتمك لأنه خاف عليك، قال: فقال: أما و الله لئن قلت ذلك لقد حدثني صاحبك بالمدينة أني أقتل و أصلب بالكناسة، و أن عنده لصحيفة فيها قتلي و صلبي. فحججت فحدثت أبا عبدالله عليه السلام بمقالة زيد و ما قلت له، فقال لي: أخذته من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوق رأسه و من تحت قدميه، و لم تترك له مسلكا يسلكه [68] .

استكفاؤه المنصور 03

ابن بابويه: عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ و أبي الحسن علي بن محمد بن مهرويه قالا: حدثنا عبدالرحمن بن أبي هاشم قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الحسن بن الفضل أبومحمد مولي هاشميين بالمدينة قال: حدثنا علي بن موسي بن جعفر، عن أبيه عليهم السلام قال: أرسل أبوجعفر الدوانيقي الي جعفر بن محمد عليهماالسلام ليقتله، و طرح له سيفا و نطعا و قال: يا ربيع اذا أنا كلمته ثم ضربت باحدي يدي علي الأخري فاضرب عنقه. فلما دخل جعفر بن محمد عليه السلام و نظر اليه من بعيد تحرك أبوجعفر علي فراشه و قال: مرحبا و أهلا بك يا أبا عبدالله ما أرسلنا اليك الا رجاء أن نقضي دينك و نقضي ذمامك [69] ، ثم سأله مساءلة لطيفة عن أهل بيته، و قال: قد قضي الله حاجتك و دينك و أخرج جائزتك، يا ربيع لا تمضين ثالثة حتي يرجع جعفر الي أهله.

فلما خرج قال له الربيع: يا أبا عبدالله رأيت السيف؟ [ صفحه 46] انما كان وضع لك و النطع، فأي شي ء رأيتك تحرك به شفتيك؟ قال جعفر بن محمد عليه السلام: نعم يا ربيع لما رأيت الشر في وجهه قلت: «حسبي الرب من المربوبين، و حسبي الخالق من المخلوقين، و حسبي الرازق من المرزوقين، و حسبي الله رب العالمين، و حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله لا اله الا هو، عليه توكلت و هو رب العرش العظيم [70] .

اخباره بالغائب 01

محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن محمد بن حسان، عن محمد بن رنجويه، عن عبدالله بن الحكم الأرمني، عن عبدالله بن ابراهيم ابن محمد الجعفري قال: أتينا خديجة بنت عمر بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام نعزيها بابن بنتها، فوجدنا عندها موسي بن عبدالله بن الحسن، فاذا هي في ناحية قريبا من النساء، فعزيناهم، ثم أقبلنا عليه فاذا هو يقول لابنة أبي يشكر الراثية: قولي. فقالت: اعدد رسول الله و اعدد بعده أسد الاله و بعده عباسا و اعدد علي الخير و اعدد جعفرا و اعدد عقيلا بعده الرؤاسا فقال: أحسنت و أطربتني، زيديني، فاندفعت تقول: و منا امام المتقين محمد و حمزة منا و المهذب جعفر و منا علي صهره و ابن عمه و فارسه ذاك الامام المطهر فأقمنا عندها حتي كاد الليل أن يجي ء، ثم قالت خديجة: سمعت عمي محمد بن علي - صلوات الله عليه - و هو يقول: انما تحتاج المرأة في المأتم الي النوح لتسيل دمعتها، و لا ينبغي لها أن تقول هجرا، فاذا جاء الليل فلا تؤذي الملائكة بالنوح، ثم

خرجنا فغدونا اليها غدوة فتذاكرنا عندها [ صفحه 47] اختزال [71] منزلها من دار أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام فقال: هذه دار تسمي دار السرقة، فقالت: هذا ما اصطفي مهدينا - تعني محمد بن عبدالله ابن الحسن - تمازحه بذلك، فقال موسي بن عبدالله: و الله لأخبرنكم بالعجب، رأيت أبي رحمه الله لما أخذ في أمر محمد بن عبدالله و أجمع علي لقاء أصحابه فقال: لا أجد هذا الأمر يستقيم الا أن ألقي أبا عبدالله جعفر بن محمد، فانطلق و هو متك علي، فانطلقت معه حتي أتينا أبا عبدالله عليه السلام فلقيناه خارجا يريد المسجد، فاستوقفه أبي و كلمه، فقال له أبو عبدالله عليه السلام: ليس هذا موضع ذلك، نلتقي ان شاء الله. فرجع أبي مسرورا، ثم أقام حتي اذا كان الغد أو بعده بيوم انطلقنا حتي أتيناه، فدخل عليه أبي و أنا معه فابتدأ الكلام، ثم قال له فيما يقول: قد علمت جعلت فداك أن السن لي عليك و أن في قومك من هو أسن منك، و لكن الله عزوجل قد قدم لك فضلا ليس هو لأحد من قومك، و قد جئتك معتمدا لما أعلم من برك، و أعلم - فديتك - أنك اذا أجبتني لم يتخلف عني أحد من أصحابك، و لم يتخلف علي اثنان من قريش و لا غيرهم. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: انك تجد غيري أطوع لك مني، و لا حاجة لك في، فو الله انك لتعلم أني أريد البادية أو أهم بها، فأثقل عنها، و أريد الحج فما أدركه الا بعد كد و تعب و مشقة علي نفسي، فاطلب غيري و سله ذلك، و لا تعلمهم أنك جئتني، فقال له:

ان الناس مادون أعناقهم اليك، و ان أجبتني لم يتخلف عني أحد، و لك أن لا تكلف قتالا و لا مكروها، قال: و هجم علينا أناس فدخلوا و قطعوا كلامنا، فقال أبي: جعلت فداك ما تقول؟ فقال: نلتقي ان شاء الله، فقال: أليس علي ما أحب؟ قال: علي ما تحب ان شاء الله من اصلاح حالك. ثم انصرف حتي جاء البيت، فبعث رسولا الي محمد في جبل بجهينة - يقال له الأشقر، علي ليلتين من المدينة - فبشره و أعلمه أنه قد [ صفحه 48] ظفر له بوجه حاجته و ما طلب، ثم عاد بعد ثلاثة أيام، فوقفنا بالباب و لم نكن نحجب اذا جئنا، فأبطأ الرسول، ثم أذن لنا، فدخلنا عليه فجلست في ناحية الحجرة، و دنا أبي اليه فقبل رأسه، ثم قال: جعلت فداك قد عدت اليك راجيا مؤملا، قد انبسط رجائي و أملي و رجوت الدرك لحاجتي. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: يابن عم اني أعيذك بالله من التعرض لهذا الأمر الذي أمسيت فيه؛ و اني لخائف عليك أن يكسبك شرا، فجري الكلام بينهما حتي أفضي الي ما لم يكن يريد، و كان من قوله: بأي شي ء كان الحسين عليه السلام أحق بها من الحسن عليه السلام؟ فقال أبو عبدالله عليه السلام: رحم الله الحسن و رحم الله الحسين و كيف ذكرت هذا؟ قال: لأن الحسين عليه السلام كان ينبغي له اذا عذل أن يجعلها في الأسن من ولد الحسين عليه السلام. فقال أبو عبدالله عليه السلام: ان الله تبارك و تعالي لما أن أوحي الي محمد صلي الله عليه و آله و سلم أوحي اليه بما شاء، و لم يؤامر أحدا من خلقه، و أمر محمد صلي

الله عليه و آله و سلم عليا عليه السلام بما شاء، ففعل ما أمر به؛ و لسنا نقول فيه الا ما قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من تبجيله و تصديقه، فلو كان أمر الحسين أن يصيرها في الأسن أو أن ينقلها في ولدهما - يعني الوصية - لفعل ذلك الحسين عليه السلام، و ما هو بالمتهم عندنا في الذخيرة لنفسه، و لقد ولي و ترك ذلك، و لكنه مضي لما أمر به و هو جدك و عمك، فان قلت خيرا فما أولاك به و ان قلت هجرا فيغفر الله لك، أطعني يابن عم و اسمع كلامي، فوالله الذي لا اله الا هو لا آلوك نصحا و حرصا، فكيف و لا أراك تفعل و ما لأمر الله من مرد، فسر أبي عند ذلك فقال له أبو عبدالله عليه السلام: و الله انك لتعلم أنه الأحوال الأكشف الأخضر المقتول بسدة أشجع [72] ، بين دورها عند [ صفحه 49] بطن مسيلها، فقال أبي: ليس هو ذاك و الله ليجازين باليوم يوما و بالساعة ساعة و بالسنة سنة، و ليقومن بثأر بني أبي طالب جميعا. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: يغفر الله لك ما أخوفني أن يكون هذا البيت يلحق صاحبنا [73] «منتك نفسك في الخلاء ضلالا» لا و الله لا يملك أكثر من حيطان المدينة، و لا يبلغ عمله الطائف اذا أحفل - يعني اذا أجهد نفسه - و ما للأمر من بد أن يقع، فاتق الله و ارحم نفسك و بني أبيك، فوالله اني لأراه أشام سلحة [74] أخرجتها أصلاب الرجال الي أرحام النساء، و الله انه المقتول بسدة أشجع بين دورها، و الله لكأني

به صريعا مسلوبا بزته [75] ، بين رجليه لبنة، و لا ينفع هذا الغلام ما يسمع. قال موسي بن عبدالله: - يعنيني - و ليخرجن معه فيهزم و يقتل صاحبه، ثم يمضي فيخرج معه راية أخري، فيقتل كبشها [76] و يتفرق جيشها، فان أطاعني فليطلب الأمان عند ذلك من بني العباس حتي يأتيه الله بالفرج، و لقد علمت بأن هذا الأمر لا يتم، و انك لتعلم و نعلم أن ابنك الأحول الأخضر الأكشف المقتول بسدة أشجع بين دورها عند بطن مسيلها. فقام أبي و هو يقول: بل الله يغني عنك و ليعودن أو ليقي الله بك و بغيرك، و ما أردت بهذا الا امتناع غيرك، و أن تكون ذريعتهم الي ذاك. فقال أبو عبدالله عليه السلام: الله يعلم ما أريد الا نصحك و رشدك، و ما علي الا الجهد، فقام أبي يجر ثوبه مغضبا، فلحقه أبو عبدالله عليه السلام فقال له: أخبرك أني سمعت عمك و هو خالك [77] يذكر أنك و بني أبيك ستقتلون، فان أطعتني و رأيت أن تدفع بالتي هي أحسن فافعل، فوالله الذي لا اله الا هو [ صفحه 50] عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم الكبير المتعال علي خلقه لوددت أني قد فديتك بولدي و بأحبهم الي، و بأحب أهل بيتي الي، و ما يعدلك عندي شي ء، فلا تري أنني غششتك، فخرج أبي من عنده مغضبا أسفا. قال: فما أقمنا بعد ذلك الا قليلا - عشرين ليلة أو نحوها - حتي قدمت رسل أبي جعفر، فأخذوا أبي و عمومتي سليمان بن حسن و حسن بن حسن و ابراهيم بن حسن و داود بن حسن و علي بن حسن و سليمان بن داود بن

حسن و علي بن ابراهيم بن حسن و حسن بن جعفر بن حسن و طباطبا ابراهيم بن اسماعيل بن حسن و عبدالله بن داود، قال: فصفدوا في الحديد، ثم حملوا في محامل عراة لا وطاء فيها، و وقفوا بالمصلي لكي يشتمهم الناس، قال: فكف الناس عنهم و رقوا لهم للحال التي هم فيها، ثم انطلقوا بهم حتي وقفوا عند باب مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. قال عبدالله بن ابراهيم الجعفري: فحدثتنا خديجة بنت عمر بن علي أنهم لما أوقفوا عند باب المسجد - الباب الذي يقال له باب جبرائيل - أطلع عليهم أبو عبدالله عليه السلام و عامة ردائه مطروح بالأرض ثم أطلع من باب المسجد فقال: لعنكم الله يا معاشر الأنصار - ثلاثا - ما علي هذا عاهدتم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و لا بايعتموه، أما و الله ان كنت حريصا و لكني غلبت، و ليس للقضاء مدفع. ثم قام و أخذ احدي نعليه فأدخلها رجله و الأخري في يده، وعامة ردائه يجره في الأرض، ثم دخل بيته فحم عشرين ليلة لم يزل يبكي فيها الليل و النهار، حتي خفنا عليه فهذا حديث خديجة. قال الجعفري: و حدثنا موسي بن عبدالله بن الحسن أنه لما طلع بالقوم في المحامل قام أبو عبدالله عليه السلام من المسجد، ثم أهوي الي المحمل الذي فيه عبدالله بن الحسن يريد كلامه، فمنع أشد المنع و أهوي اليه الحرسي، فدفعه و قال: تنح عن هذا، فان الله سيكفيك و يكفي غيرك، ثم دخل بهم الزقاق و رجع أبو عبدالله عليه السلام الي منزله، فلم يبلغ بهم العقيق حتي ابتلي الحرسي بلاء شديدا،

رمحته ناقته فدقت وركه فمات فيها و مضي بالقوم، فأقمنا بعد ذلك حينا. [ صفحه 51] ثم أتي محمد بن عبدالله بن حسن، فأخبر أن أباه و عمومته قتلوا - قتلهم أبوجعفر - [78] الا حسن بن جعفر و طباطبا و علي بن ابراهيم و سليمان ابن داود و داود بن حسن و عبدالله بن داود، قال: فظهر محمد بن عبدالله عند ذلك و دعا الناس لبيعته. قال: فكنت ثالث ثلاثة بايعوه و استوثق الناس [79] لبيعته و لم يختلف عليه قرشي و لا أنصاري و لا عربي. قال: و شاور عيسي ابن زيد - و كان من ثقاته، و كان علي شرطته - فشاوره في البعثة الي وجوه قومه، فقال له عيسي بن زيد: ان دعوتهم دعاء يسيرا لم يجيبوك، أو تغلظ عليهم فخلني و اياهم، فقال له محمد: امض الي ما أردت منهم، فقال: ابعث الي رئيسهم و كبيرهم - يعني أبا عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام فانك اذا أغلظت عليه علموا جميعا أنك ستمرهم علي الطريق التي أمررت عليها أبا عبدالله عليه السلام. قال: فوالله ما لبثنا أن أتي بأبي عبدالله عليه السلام حتي أوقف بين يديه، فقال له عيسي بن زيد: أسلم تسلم، فقال له أبو عبدالله عليه السلام: أحدثت نبوة بعد محمد صلي الله عليه و آله و سلم؟ فقال له محمد: لا و لكن بايع تأمن علي نفسك و مالك و ولدك، و لا تكلفن حربا. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: ما في حرب و لا قتال، و لقد تقدمت الي أبيك و حذرته الذي حاق به، و لكن لا ينفع حذر من قدر، يابن أخي عليك بالشباب و دع عنك الشيوخ،

فقال له محمد: ما أقرب ما بيني و بينك في السن، فقال له أبو عبدالله عليه السلام: اني لم أعازك [80] ، و لم أجي ء لأتقدم عليك في الذي أنت فيه، فقال له محمد: لا و الله لابد من أن تبايع. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: ما في يابن أخي طلب و لا هرب، و اني لأريد الخروج الي البادية فيصدني ذلك و يثقل علي حتي تكلمني في ذلك الأهل غير مرة، [ صفحه 52] و ما يمنعني منه الا الضعف. و الله و الرحم [81] أن تدبر عنا و نشقي بك. فقال له: يا أبا عبدالله قد مات و الله أبوالدوانيق - يعني أباجعفر -. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: و ما تصنع بي و قد مات؟ قال: أريد الجمال بك، قال: ما الي ما تريد سبيل، لا و الله ما مات أبوالدوانيق الا أن يكون مات موت النوم، قال: و الله لتبايعني طائعا أو مكرها و لا تحمد في بيعتك، فأبي عليه اباء شديدا، فأمر به الي الحبس، فقال له عيسي بن زيد: أما ان طرحناه في السجن و قد خرب السجن و ليس عليه اليوم غلق خفنا أن يهرب منه. فضحك أبو عبدالله عليه السلام: ثم قال، لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم أوتراك تسجنني؟ قال: نعم و الذي أكرم محمدا صلي الله عليه و آله و سلم بالنبوة لأسجننك و لأشددن عليك، فقال عيسي ابن زيد: احبسوه في المخبأ - و ذلك دار ريطة اليوم [82] - فقال له أبو عبدالله عليه السلام: أما و الله اني سأقول ثم أصدق، فقال له عيسي بن زيد: لو تكلمت لكسرت فمك فقال له

أبو عبدالله عليه السلام: أما و الله يا أكشف يا أزرق لكأني بك تطلب لنفسك جحرا تدخل فيه، و ما أنت في المذكورين عند اللقاء، و اني لأظنك اذا صفق خلفك طرت مثل الهيق النافر، فنفر عليه محمد بانتهار [83] احبسه و شدد عليه و أغلظ عليه. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: أما و الله لكأني بك خارجا من سدة أشجع الي بطن الوادي، و قد حمل عليك فارس معلم [84] في يده طرادة نصفها أبيض [ صفحه 53] و نصفها أسود، علي فرس كميت أقرح [85] ، فطعنك فلم يصنع فيك شيئا، و ضربت خيشوم فرسه فطرحته، و حمل عليك آخر خارج من زقاق آل أبي عمار الدئليين عليه غديرتان [86] مصفوفتان قد خرجتا من تحت بيضة كثير شعر الشاربين، فهو و الله صاحبك فلا رحم الله رمته. فقال له محمد: يا أبا عبدالله حسبت فأخطات، و قام اليه السراقي بن سلخ الحوت، فدفع في ظهره حتي أدخل السجن، و اصطفي ما كان له من مال و ما كان لقومه ممن لم يخرج مع محمد، قال: فطلع باسماعيل بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، و هو شيخ كبير ضعيف، قد ذهبت احدي عينيه و ذهبت رجلاه و هو يحمل حملا، فدعاه الي البيعة، فقال له: يابن أخي اني شيخ كبير ضعيف، و أنا ببرك و عونك أحوج. فقال له: لا بد من أن تبايع، فقال له: و أي شي ء تنتفع ببيعتي؟ و الله اني لأضيق عليك مكان اسم رجل ان كتبته، قال: لا بد لك أن تفعل، و أغلظ له في القول، فقال له اسماعيل: ادع لي جعفر بن محمد، فلعلنا نبايع جميعا، قال: فدعا جعفرا

عليه السلام فقال له اسماعيل: جعلت فداك ان رأيت أن تبين له فافعل، لعل الله يكفه عنا قال: قد اجتمعت أن لا أكلمه، فليس في رأيه. فقال اسماعيل لأبي عبدالله عليه السلام: أنشدك الله هل تذكر يوما أتيت أباك محمد بن علي عليه السلام و علي حلتان صفراوان فأدام النظر الي ثم بكي فقلت له: ما يبكيك؟ فقال لي: يبكيني أنك تقتل عند كبر سنك ضياعا لا ينتطح في دمك عنزان، قال: فقلت: متي ذاك؟ قال: اذا دعيت الي الباطل فأبيته، و اذا نظرت الي الأحول مشؤوم قومه ينتمي من آل الحسن علي منبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، يدعو الي نفسه، قد تسمي بغير اسمه [87] فأحدث عهدك [ صفحه 54] و اكتب وصيتك، فانك مقتول في يومك أو من غد. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: نعم و هذا و رب الكعبة لا يصوم من شهر رمضان الا أقلة، فأستودعك الله يا أباالحسن و أعظم الله أجرنا فيك و أحسن الخلافة علي من خلفت، و انا لله و انا اليه راجعون، قال: ثم احتمل اسماعيل و رد جعفر الي الحبس، قال: فوالله ما أمسينا حتي دخل عليه بنو أخيه بنومعاوية بن عبدالله ابن جعفر فتوطأوه حتي قتلوه، و بعث محمد بن عبدالله الي جعفر عليه السلام فخلي سبيله. قال: و أقمنا بعد ذلك حتي استهللنا شهر رمضان، فبلغنا خروج عيسي بن موسي يريد المدينة، قال: فتقدم محمد بن عبدالله علي مقدمته يزيد بن معاوية بن عبدالله بن جعفر، و كان علي مقدمة عيسي بن موسي ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن و قاسم و محمد بن زيد و علي بن ابراهيم بنو

الحسن بن زيد فهزم يزيد بن معاوية و قدم عيسي بن موسي المدينة، و صار القتال بالمدينة، فنزل بذباب [88] ، و دخلت علينا المسودة [89] من خلفنا، و خرج محمد في أصحابه حتي بلغ السوق، فأوصلهم و مضي ثم تبعهم حتي انتهي الي مسجد الخوامين [90] ، فنظر الي ما هناك فضاء ليس فيه مسود و لا مبيض، فاستقدم حتي انتهي الي شعب فزارة. ثم دخل هذيل، ثم مضي الي أشجع، فخرج اليه الفارس الذي قال أبو عبدالله عليه السلام من خلفه من سكة هذيل، فطعنه، فلم يصنع فيه شيئا، و حمل علي الفارس فضرب خيشوم فرسه بالسيف، فطعنه الفارس، فأنفذه في الدرع و انثني عليه محمد فضربه حتي أثخنه، و خرج عليه حميد بن قحطبة و هو مدبر علي الفارس يضربه من زقاق العماريين، فطعنه طعنة أنفذ السنان [ صفحه 55] فيه فكسر الرمح و حمل علي حميد، فطعنه حميد بزج الرمح فصرعه، ثم نزل اليه فضربه حتي أثخنه و قتله و أخذ رأسه، و دخل الجند من كل جانب، و أخذت المدينة، و أجلينا هربا في البلاد. قال موسي بن عبدالله: فانطلقت حتي لحقت بابراهيم بن عبدالله، فوجدت عيسي بن زيد مكمنا عنده، فأخبرته بسوء تدبيره، و خرجنا معه حتي أصيب رحمه الله، ثم مضيت مع ابن أخي الأشتر عبدالله بن محمد بن عبدالله بن الحسن حتي أصيب بالسند، ثم رجعت شريدا طريدا تضيق علي البلاد، فلما ضاقت علي الأرض و اشتد بي الخوف ذكرت ما قال أبو عبدالله عليه السلام، فجئت الي المهدي و قد حج، و هو يخطب الناس في ظل الكعبة، فما شعر الا و أني قد قمت من تحت المنبر،

فقلت: ألي الأمان يا أميرالمؤمنين؟ و أدلك علي نصيحة لك عندي؟ فقال: نعم ما هي؟ قلت: أدلك علي موسي بن عبدالله بن حسن، فقال لي: نعم لك الأمان، فقلت له: أعطني ما أثق به، فأخذت منه عهودا و مواثيق، فوثقت لنفسي، ثم قلت: أنا موسي بن عبدالله بن حسن، فقال لي: اذا تكرم و تحبي، فقلت له: اقطعني الي بعض أهل بيتك يقوم بأمري عندك. فقال لي: انظر الي من أردت، فقلت: عمك العباس بن محمد، فقال العباس: لا حاجة لي فيك فقلت: و لكن لي فيك الحاجة، أسألك بحق أميرالمؤمنين الا قبلتني، فقبلني شاء أو أبي، و قال لي المهدي: من يعرفك؟ - و حوله أصحابنا أو أكثرهم - فقلت: هذا الحسن بن زيد يعرفني و هذا موسي بن جعفر يعرفني و هذا الحسن بن عبدالله بن عباس يعرفني، فقالوا: نعم يا أميرالمؤمنين كأنه لم يغب عنا، ثم قلت للمهدي: يا أميرالمؤمنين لقد أخبرني بهذا المقام أبو هذا الرجل، و أشرت الي موسي بن جعفر عليه السلام. قال موسي بن عبدالله: و كذبت علي جعفر كذبة، فقلت له: و أمرني أن أقرئك السلام و قال: انه امام عدل و سخاء، قال فأمر لموسي بن جعفر عليه السلام بخمسة آلاف دينار، فأمر لي منها موسي بألفي دينار، و وصل عامة أصحابه، و وصلني فأحسن صلتي، فحيث ما ذكر ولد محمد بن علي بن الحسين فقولوا: صلي الله عليهم و ملائكته و حملة عرشه و الكرام الكاتبون، و خصوا [ صفحه 56] أبا عبدالله بأطيب ذلك و جزي موسي بن جعفر عني خيرا، فأنا و الله مولاهم بعد الله [91] .

اخباره بالغائب 02

الشيخ المفيد في الارشاد: قال: وجدت

بخط أبي الفرج علي بن الحسين ابن محمد الأصفهاني في أصل كتابه المعروف بمقاتل الطالبيين [92] . أخبرني عمر بن عبدالله العتكي قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني الفضل بن عبدالرحمن الهاشمي، و ابن داجة قال أبوزيد: و حدثني عبدالرحمن بن عمرو بن جبلة قال: حدثني الحسن بن أيوب مولي بني نمير، عن عبدالأعلي بن أعين قال: و حدثني ابراهيم بن محمد بن أبي الكرام الجعفري، عن أبيه قال: و حدثني محمد بن يحيي، عن عبدالله بن يحيي، قال: و حدثني عيسي بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، و قد دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين: أن جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالأبواء و فيهم ابراهيم بن محمد بن علي ابن عبدالله بن العباس و أبوجعفر المنصور، و صالح بن علي، و عبدالله بن الحسن و ابناه محمد و ابراهيم، و محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان. فقال صالح بن علي: قد علمتم أنكم الذين تمد الناس اليهم أعينهم و قد جمعكم الله في هذا الموضع، فاعقدوا بيعة لرجل منكم تعطونه اياها من أنفسكم، و توافقوا علي ذلك حتي يفتح الله و هو خير الفاتحين، فحمد الله عبدالله بن الحسن، و أثني عليه ثم قال: قد علمتم أن ابني هذا هو المهدي فهلم نبايعه. [ صفحه 57] و قال أبوجعفر: لأي شي ء تخدعون أنفسكم؟ و الله لقد علمتم ما الناس الي أحد أطول [93] أعناقا و لا أسرع اجابة منهم الي هذا الفتي - يريد به محمد بن عبدالله - قالوا: قد - و الله - صدقت، ان هذا لهو الذي نعلم، فبايعوا محمدا جميعا و مسحوا علي يده. قال عيسي: و جاء

رسول عبدالله ابن حسن الي أبي: أن ائتنا فانا مجتمعون لأمر، و أرسل بذلك الي جعفر بن محمد عليهم السلام، و قال غير عيسي: ان عبدالله بن الحسن قال لمن حضر: لا تريدوا جعفرا، فانا نخاف أن يفسد عليكم أمركم. قال عيسي بن عبدالله بن محمد: فأرسلني أبي لأنظر ما اجتمعوا له، فجئتهم و محمد بن عبدالله يصلي علي طنفسة رحل مثنية فقلت لهم: أرسلني أبي اليكم أسألكم لأي شي ء اجتمعتم؟ فقال عبدالله: اجتمعنا لنبايع المهدي محمد بن عبدالله. قال: و جاء جعفر بن محمد فأوسع له عبدالله بن حسن الي جنبه، فتكلم بمثل كلامه، فقال جعفر: لا تفعلوا، فان هذا الأمر لم يأت بعد، ان كنت تري - يعني عبدالله - أن ابنك هذا هو المهدي، فليس به و لا هذا أوانه، و ان كنت انما تريد أن تخرجه غضبا لله وليأمر بالمعروف و ينهي عن المنكر، فانا و الله لا ندعك و أنت شيخنا و نبايع ابنك في هذا الأمر. فغضب عبدالله و قال: لقد علمت خلاف ما تقول، و والله ما أطلعك الله علي غيبه، و لكنه يحملك علي هذا الحسد لابني فقال: و الله ما ذاك يحملني، و لكن هذا و اخوته و أبناؤهم دونكم، و ضرب بيده علي ظهر أبي العباس ثم ضرب بيده علي كتف عبدالله بن الحسن و قال: انها و الله ما هي اليك و لا الي ابنيك و لكنها لهم، و ان ابنيك لمقتولان، ثم نهض و توكأ علي يد عبدالعزيز بن عمران الزهري. فقال: أرأيت صاحب الرداء الأصفر؟ - يعني أباجعفر - فقال له: نعم، فقال: انا و الله نجده يقتله. قال له عبدالعزيز: أيقتل محمدا؟

قال: نعم، فقلت في نفسي: حسده و رب الكعبة، قال: ثم و الله ما خرجت من الدنيا حتي رأيته قتلهما، قال: فلما قال [ صفحه 58] جعفر عليه السلام ذلك نهض القوم و افترقوا و تبعه عبدالصمد و أبوجعفر فقالا: يا أبا عبدالله أتقول هذا؟ قال: نعم أقوله و الله و أعلمه. قال أبوالفرج: و حدثني علي بن العباس المقانعي قال: أخبرنا بكار ابن أحمد قال: حدثنا الحسن بن الحسين، عن عنبسة بن بجاد العابد قال: كان جعفر بن محمد عليه السلام اذا رأي محمد بن عبدالله بن حسن تغرغرت عيناه، ثم يقول: بنفسي هو، ان الناس ليقولون فيه انه المهدي و انه لمقتول، ليس هو في كتاب علي عليه السلام من خلفاء هذه الأمة [94] - و هذا حديث مشهور -. و ذكر هذا الحديث ابن شهرآشوب في المناقب [95] و الطبرسي في اعلام الوري [96] .

اخباره بالغائب 03

الطبرسي في اعلام الوري: قال: روي صاحب كتاب نوادر الحكمة عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبي محمد الحميري، عن الوليد بن العلاء بن سيابة، عن زكار بن أبي زكار الواسطي قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام اذ أقبل رجل فسلم ثم قبل رأس أبي عبدالله عليه السلام، قال: فمس أبو عبدالله عليه السلام ثيابه و قال: ما رأيت كاليوم ثيابا أشد بياضا و لا أحسن منها. فقال: جعلت فداك هذه ثياب بلادنا و جئتك منها بخير من هذه، قال: فقال: يا معتب اقبضها منه، ثم خرج الرجل، فقال أبو عبدالله عليه السلام: صدق الوصف و قرب الوقت، هذا صاحب الرايات السود الذي يأتي بها من خراسان. ثم قال: يا معتب الحقه فسله ما اسمه؟ ثم قال لي: ان كان عبدالرحمن فهو [ صفحه

59] والله هو. قال: فرجع معتب فقال: قال: اسمي عبدالرحمن، قال زكار بن أبي زكار: فمكث زمانا فلما ولي ولد العباس نظرت اليه و هو يعطي الجند، فقلت لأصحابه: من هذا الرجل؟ فقالوا: هذا عبدالرحمن بن مسلم [97] .

اخباره بالغائب 04

الطبرسي في اعلام الوري: قال: و ذكر ابن جمهور العمي في كتاب الواحدة قال: حدثنا أصحابنا أن محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن قال لأبي عبدالله عليه السلام: و الله اني لأعلم منك و أسخي منك و أشجع منك، فقال: أما ما قلت انك أعلم مني، فقد أعتق جدي و جدك ألف نسمة من كد يده فسمهم لي، و ان أحببت أن أسميهم لك الي آدم فعلت. و أما ما قلت: انك أسخي مني، فو الله ما بت ليلة و لله علي حق يطالبني به، و أما ما قلت انك أشجع، فكأني أري رأسك و قد جي ء به و وضع علي حجر الزنابير، يسيل منه الدم الي موضع كذا و كذا، قال: فصار الي أبيه فقال: يا أبه كلمت جعفر بن محمد بكذا فرد علي كذا، فقال أبوه: يا بني آجرني الله فيك ان جعفرا أخبرني أنك صاحب حجر الزنابير [98] .

النار عليه بردا و سلاما

محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن سليمان بن سماعة، عن عبدالله بن القاسم، عن المفضل بن عمر قال: وجه أبوجعفر المنصور الي الحسن بن زيد و هو واليه علي الحرمين أن أحرق علي جعفر بن محمد عليه السلام داره، فألقي النار في دار أبي عبدالله عليه السلام، [ صفحه 60] فأخذت النار في الباب و الدهليز، فخرج أبو عبدالله عليه السلام يتخطي النار و يمشي فيها و يقول: أنا ابن أعراق الثري، أنا ابن ابراهيم خليل الله عليه السلام [99] . و في ثاقب المناقب: أنه لما أمر الدوانيقي الحسن بن زيد - و هو واليه علي المدينة - باحراق دار أبي عبدالله عليه السلام بأهلها فأضرم فيها النار و قويت، خرج

عليه السلام من البيت و دخل النار و وقف ساعة في معظمها، ثم خرج منها و قال: «أنا ابن أعراق الثري» و عرق الثري لقب ابراهيم عليه السلام [100] . و رواه ابن شهرآشوب عن المفضل بن عمر [101] .

اخباره بالغائب 05

محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن البرقي، عن أبيه، عمن ذكره، عن رفيد مولي يزيد بن عمرو بن هبيرة قال: سخط علي ابن هبيرة و حلف علي ليقتلني، فهربت منه و عذت بأبي عبدالله عليه السلام فأعلمته خبري، فقال لي: انصرف اليه و أقرئه مني السلام و قل له: اني قد أجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه بسوء. فقلت له: جعلت فداك شامي خبيث الرأي، فقال: اذهب اليه كما أقول لك، فأقبلت. فلما كنت في بعض البوادي استقبلني أعرابي، فقال: أين تذهب؟ اني أري وجه مقتول، ثم قال لي: أخرج يدك، ففعلت فقال: يد مقتول، ثم قال لي: أبرز رجلك فأبرزت رجلي، فقال رجل مقتول، ثم قال لي: أبرز جسدك ففعلت، فقال جسد مقتول، ثم قال لي: أخرج لسانك، ففعلت، [ صفحه 61] فقال لي: امض، فلا بأس عليك، فان في لسانك رسالة لو أتيت بها الجبال الرواسي لانقادت لك. قال: فجئت حتي وقفت علي باب ابن هبيرة، فاستأذنت، فلما دخلت عليه قال: أتتك بخائن رجلاه يا غلام النطع و السيف، ثم أمر بي فكتفت و شد رأسي و قام علي السياف ليضرب عنقي، فقلت: أيها الأمير لم تظفر بي عنوة، و انما جئتك من ذات نفسي، و ههنا أمر أذكره لك، ثم أنت و شأنك، فقال: قل، قلت: أخلني فأمر من حضر فخرجوا، فقلت له: جعفر بن محمد يقرئك السلام و يقول

لك: فد أجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه بسوء. فقال: آلله لقد قال لك جعفر بن محمد هذه المقالة و أقرأني السلام؟! فحلفت له فردها علي ثلاثا ثم حل أكتافي، ثم قال: لا يقنعني منك حتي تفعل لي ما فعلت بك، قلت: ما تنطلق يدي بذاك و لا تطيب به نفسي، فقال: و الله ما يقنعني الا ذاك، ففعلت به كما فعل بي فأطلقته، فناولني خاتمه و قال: أموري في يدك فدبر فيها ما شئت [102] .

سبائك الذهب التي أخرجها من الأرض

محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن عمر ابن عبدالعزيز، عن الخيبري، عن يونس بن ظبيان و مفضل بن عمر و أبوسلمة السراج و الحسين بن ثوير بن أبي فاختة قالوا: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام فقال: عندنا خزائن الأرض و مفاتيحها و لو شئت أن أقول باحدي رجلي أخرجي ما فيك من الذهب لأخرجت. قال: ثم قال باحدي رجليه، فخطها في الأرض خطا فانفجرت الأرض، ثم قال بيده، فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر، ثم قال: انظروا حسنا، فنظرنا فاذا سبائك كثيرة و بعضها علي بعض تتلألأ، فقال له بعضنا: جعلت فداك أعطيتم ما أعطيتم و شيعتكم محتاجون؟ قال: فقال ان الله سيجمع لنا و لشيعتنا الدنيا و الآخرة و يدخلهم [ صفحه 62] جنات النعيم و يدخل عدونا الجحيم [103] . و رواه الصفار في بصائر الدرجات: عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبدالعزيز، عن الخيبري، عن يونس بن ظبيان و مفضل بن عمر و أبوسلمة السراج و الحسين بن ثوير بن أبي فاختة قالوا: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام، فقال: لنا خزائن الأرض و مفاتيحها و لو شئت أن أقول باحدي

رجلي [104] ، و ذكر الحديث. و رواه أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي أحمد بن محمد، عن عمر بن عبدالعزيز، و ساق سنده و متنه الا أن فيه: قلنا جميعا: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام فقال: ان عندنا خزائن الأرض و مفاتيحها و لو شئت أن أقول باحدي رجلي أخرجي ما فيك من اللجين و العقيان، قال: فقال باحدي رجليه فخطها في الأرض خطا، فانفجرت الأرض، ثم قال بيده فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر [105] ، و ساق الحديث الي آخره. و رواه المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن عمر بن عبدالعزيز، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان و المفضل بن عمر و أبي سلمة السراج و الحسين بن ثوير بن أبي فاختة قالوا: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام، فقال: لنا خزائن الأرض و مفاتيحها و لو أشاء أن أقول باحدي رجلي أخرجي ما فيك من الذهب، ثم قال باحدي رجليه و خطها في الأرض خطا فانفرجت الأرض، ثم قال بيده، فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر فتناولها، ثم قال: انظروا فيها حسنا حسنا حتي لا تشكوا، ثم قال: انظروا في الأرض فاذا سبائك في الأرض كثيرة [106] ، و ساق الحديث الي آخره. [ صفحه 63] و رواه صاحب ثاقب المناقب: عن أبي سلمة السراج و يونس بن ظبيان و الحسين بن ثوير قالوا: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام فقال لنا: عندنا خزائن الأرض و مفاتيحها، و لو أشرت باحدي رجلي أن أخرجي ما فيك لأخرجت، و قال باحدي رجليه، فاذا نحن بالأرض قد انفرجت، فنظرنا الي سبائك من ذهب كثيرة بعضها علي بعض، فقال لنا أبو عبدالله عليه السلام:

خذوا ما بأيديكم و انظروا [107] و ساق الحديث. و رواه ابن شهرآشوب في المناقب: عن يونس بن ظبيان و المفضل بن عمر و أبي سلمة السراج و الحسين بن ثوير قالوا: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام فقال: عندنا خزائن الأرض و مفاتيحها، و لو شئت أن أقول باحدي رجلي: أخرجي ما فيك من الذهب لأخرجت، الحديث الي قوله: و أخرج سبيكة ذهب قدر شبر، و ثم قال: انظروا حسنا فنظرنا، فاذا سبائك كثيرة بعضها علي بعض يتلألأ [108] . و رواه السيد المرتضي في عيون المعجزات: عن يونس بن ظبيان و أبي سلمة السراج و الحسين بن ثوير و المفضل بن عمر رفع الله درجته قال: كنا عند أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: أعطينا خزائن الأرض و مفاتيحها، و لو أشاء أن أقول باحدي رجلي للأرض أخرجي ما فيك من ذهب، و فحص باحدي رجليه فخط في الأرض، ثم مد يده فأخرج سبيكة من ذهب قدر شبر فناولناها، ثم قال: انظروا بها حسنا حتي لا تشكوا، و نظروا في الأرض، و اذا فيها سبائك كثيرة بعضها علي بعض، فقال له بعضهم: يابن رسول الله أعطيتم كل هذا و شيعتكم محتاجون، فقال عليه السلام: ان الله سبحانه سيجمع لشيعتنا الدنيا و الآخرة و يدخلهم جنات النعيم، و يدخل أعداءنا نار جهنم، ثم فحص رجله في الأرض فعادت كما كانت [109] . [ صفحه 64]

السفينة التي أخرجها من الأرض و البحر و الجبال من الدر و الياقوت و منازل الأئمة والتسليم عليهم

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبوالحسين محمد ابن هارون بن موسي، عن أبيه قال: أخبرني أبوجعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثني محمد بن علي، عن ادريس بن عبدالرحمن، عن داود الرقي قال: أتيت المدينة

فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام، فلما استويت في المجلس بكيت، فقال أبو عبدالله عليه السلام: ما يبكيك يا داود؟ فقلت: يابن رسول الله ان قوما يقولون لنا لم يخصكم الله بشي ء سوي ما خص به غيركم، و لم يفضلكم بشي ء سوي ما فضل به غيركم، فقال: كذبوا الملاعين قال: ثم قال: فرفس الدار برجله ثم قال: كوني بقدرة الله، فاذا هي سفينة من ياقوتة حمراء وسطها درة بيضاء، و علي أعلي السفينة راية خضراء مكتوب عليها لا اله الا الله محمد رسول الله يقتل القائم الأعداء و يبعث المؤمنون و ينصره الله بالملائكة، و اذا في وسط السفينة أربع كراسي من أنواع الجواهر، فجلس أبو عبدالله عليه السلام علي واحد و أجلسني علي واحد، و أجلس موسي علي واحد و أجلس اسماعيل علي واحد، ثم قال: سيري علي بركة الله عزوجل، فسارت في بحر عجاج أشد بياضا من اللبن و أحلي من العسل، فسرنا بين جبال الدر و الياقوت حتي انتهينا الي جزيرة وسطها قباب من الدر الأبيض محفوفة بالملائكة ينادون مرحبا مرحبا يابن رسول الله. فقال: هذه قباب الأئمة من آل محمد و من ولد محمد صلي الله عليه و آله و سلم كلما افتقد واحد منهم أتي هذه القباب حتي يأتي الوقت الذي ذكره الله عزوجل في كتابه (ثم رددنا لكم الكرة) - الي قوله - (نفيرا) [110] قال: ثم [ صفحه 65] ضرب يده الي أسفل البحر، فاستخرج منه درا و ياقوتا فقال: يا داود ان كنت تريد الدنيا فخذها، فقلت: لا حاجة لي في الدنيا يابن رسول الله، فألقاه في البحر ثم استخرج من رمل البحر، فاذا مسك و عنبر، و شمه و

أشممنا، ثم رمي به في البحر، ثم نهض فقال: قوموا حتي تسلموا علي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و علي أبي محمد الحسن ابن علي و علي أبي عبدالله الحسين بن علي و علي أبي محمد علي بن الحسين و علي أبي جعفر محمد ابن علي عليهم السلام. فخرجنا حتي انتهينا الي قبة وسط القباب، فرفع جعفر الستر، فاذا أميرالمؤمنين عليه السلام جالس، فسلمنا عليه، ثم أتينا قبة الحسن بن علي عليه السلام فسلمنا عليه و خرجنا، ثم أتينا قبة الحسين بن علي عليه السلام فسلمنا عليه، و خرجنا، ثم أتينا قبة علي بن الحسين عليه السلام فسلمنا عليه فخرجنا ثم أتينا قبة محمد بن علي عليه السلام فسلمنا عليه و خرجنا. ثم قال: انظروا علي يمين الجزيرة؛ فاذا قباب لا ستور عليها، قال: هذه لي و لمن يكون من بعدي من الأئمة، قال: انظروا الي وسط الجزيرة هذه للقائم من آل محمد عليه السلام و من ولد محمد، ثم قال: ارجعوا، فرجعنا، ثم قال: كوني بقدرة الله عزوجل، فاذا نحن في مجلسنا كما كنا [111] . و الذي رواه السيد المرتضي في عيون المعجزات: عن أبي العباس قال: حدثني علي بن مهران، عن داود بن كثير الرقي قال: كنا في منزل أبي عبدالله عليه السلام و نحن نتذاكر فضائل الأنبيا عليهم السلام فقال عليه السلام مجيبا لنا: و الله ما خلق الله نبيا الا و محمد صلي الله عليه و آله و سلم أفضل منه، ثم خلع خاتمه و وضعه علي الأرض و تكلم بشي ء، فانصدعت الأرض و انفرجت بقدرة الله عزوجل، فاذا نحن ببحر عجاج، في وسطه سفينة خضراء من زبرجدة خضراء في وسطها قبة من درة بيضاء، حولها راية خضراء مكتوب عليها لا اله الا الله

[ صفحه 66] محمد رسول الله، علي أميرالمؤمنين، بشر القائم فانه يقاتل الأعداء، و يغيث المؤمنين و ينصره عزوجل بالملائكة في عدد نجوم السماء. ثم تكلم عليه السلام بكلام، فثار ماء البحر و ارتفع مع السفينة، فقال: ادخلوها، فدخلنا القبة التي في السفينة، فاذا فيها أربعة كراسي من ألوان الجواهر، فجلس هو علي أحدها و أجلسني علي واحد، و أجلس موسي عليه السلام و اسماعيل كل واحد منهما علي كرسي، ثم قال عليه السلام للسفينة: سيري بقدرة الله تعالي، فسارت في بحر عجاج بين جبال الدر و الياقوت، ثم أدخل يده في البحر و أخرج دررا و ياقوتا، فقال: يا داود ان كنت تريد الدنيا فخذ حاجتك، فقلت: يا مولاي لا حاجة لي في الدنيا، فرمي به في البحر و غمس يده في البحر و أخرج مسكا و عنبرا، فشمه و شممني، و شمم موسي و اسماعيل عليهماالسلام، ثم رمي به في البحر و سارت السفينة حتي انتهينا الي جزيرة عظيمة فيما بين ذلك البحر، و اذا فيها قباب من الدر الأبيض مفروشة بالسندس و الاستبرق، عليها ستور الأرجوان محفوفة بالملائكة، فلما نظروا الينا أقبلوا مذعنين له بالطاعة مقرين له بالولاية، فقلت: مولاي لمن هذه القباب؟ فقال: للأئمة من ذرية محمد صلي الله عليه و آله و سلم، كلما قبض امام صار الي هذا الموضع، الي الوقت المعلوم، الذي ذكره الله تعالي. ثم قال عليه السلام: قوموا بنا حتي نسلم علي أميرالمؤمنين عليه السلام فقمنا و قام و وقفنا بباب احدي القباب المزينة، و هي أجلها و أعظمها، و سلمنا علي أميرالمؤمنين عليه السلام و هو قاعد فيها، ثم عدل الي قبة أخري و عدلنا معه، فسلم و سلمنا علي الحسن

بن علي عليهماالسلام، و عدلنا منها الي قبة بازائها، فسلمنا علي الحسين بن علي ثم علي علي بن الحسين ثم علي محمد بن علي عليهم السلام، كل واحد منهم في قبة مزينة مزخرفة، ثم عدل الي بيته بالجزيرة و عدلنا معه، و اذا فيها قبة عظيمة من درة بيضاء مزينة بفنون الفرش و الستور، و اذا فيها سرير من ذهب مرصع بأنواع الجواهر فقلت: يا مولاي لمن هذه القبة؟ فقال: للقائم منا أهل البيت صاحب الزمان عليه السلام، ثم أومأ بيده و تكلم [ صفحه 67] بشي ء و اذا نحن فوق الأرض بالمدينة في منزل أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام، و أخرج خاتمه و ختم الأرض بين يديه، فلم أر فيها صدعا و لا فرجة [112] .

ضمانه بالجنة و اعتراف المضمون له عند موته بوفائه بالجنة

محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد بن بندار، عن ابراهيم بن اسحاق، عن عبدالله بن حماد، عن علي بن أبي حمزة قال: كان لي صديق من كتاب بني أمية فقال لي: استأذن لي علي أبي عبدالله عليه السلام فاستأذنت له، فأذن له، فلما أن دخل سلم و جلس ثم قال: جعلت فداك اني كنت في ديوان هولاء القوم فأصبت من دنياهم مالا كثيرا، و أغمضت في مطالبه. فقال أبوعبدالله عليه السلام: لولا أن بني أمية وجدوا من يكتب لهم و يجبي لهم الفي ء و يقاتل عنهم و يشهد جماعتهم لما سلبونا حقنا، و لو تركهم الناس و ما في أيديهم ما وجدوا شيئا الا ما وقع في أيديهم. قال: فقال الفتي: جعلت فداك فهل لي مخرج منه؟ قال: ان قلت لك تفعل؟ قال: أفعل، قال له: فاخرج من جميع ما اكتسبت في ديوانهم، فمن عرفت منهم رددت عليه ماله، و من

لم تعرف تصدقت به، و أنا أضمن لك علي الله عزوجل الجنة قال: فأطرق الفتي رأسه طويلا ثم قال له: قد فعلت جعلت فداك. قال ابن أبي حمزة: فرجع الفتي معنا الي الكوفة فما ترك شيئا علي وجه الأرض الا خرج منه، حتي ثيابه التي كانت علي بدنه، قال: فقسمت له قسمة و اشترينا له ثيابا و بعثنا اليه بنفقة، قال: فما أتي عليه الا أشهر قلائل حتي مرض، فكنا نعوده، قال: فدخلت عليه يوما و هو في السوق، قال: ففتح عينيه ثم قال لي: يا علي وفي لي و الله صاحبك، قال: ثم مات فتولينا أمره، فخرجت حتي دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام، فلما نظر الي قال: يا [ صفحه 68] علي وفينا و الله لصاحبك، قال: فقلت له: صدقت جعلت فداك، هكذا و الله قال لي عند موته [113] .

استجابة دعائه 01

محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان، عن يحيي بن ابراهيم بن مهاجر قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: فلان يقرئك السلام، و فلان، و فلان فقال: و عليهم السلام قلت: يسألونك الدعاء فقال: و ما لهم؟ قلت: حبسهم أبوجعفر، فقال: و ما لهم؟ و ما له؟ قلت: استعملهم فحبسهم، فقال: و ما لهم؟ و ما له؟ ألم أنههم؟ ألم أنههم؟ ألم أنههم؟ هم النار، هم النار، هم النار، قال: ثم قال: اللهم اخدع عنهم سلطانهم قال: فانصرفنا من مكة فسألنا عنهم، فاذا هم قد أخرجوا بعد هذا الكلام بثلاثة أيام [114] .

وفاؤه بضمان الجنة و اخباره بالغائب

محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن أبي بصير قال: كان لي جار يتبع السلطان فأصاب مالا، فأعد قيانا فكان يجمع الجميع اليه و يشرب المسكر و يؤذيني، فشكوته الي نفسه غير مرة فلم ينته، فلما أن ألححت عليه قال لي: يا هذا أنا رجل مبتلي و أنت رجل معافي، فلو عرضتني لصاحبك رجوت أن ينقذني الله بك، فوقع ذلك له في قلبي، فلما صرت الي أبي عبدالله عليه السلام ذكرت له حاله فقال لي: [ صفحه 69] اذا رجعت الي الكوفة سيأتيك فقل له: يقول لك جعفر بن محمد عليه السلام: دع ما أنت عليه و أضمن لك علي الله الجنة. فلما رجعت الي الكوفة أتاني فيمن أتي، فاحتبسته عندي حتي خلا منزلي، ثم قلت له: يا هذا اني ذكرتك لأبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فقال لي: اذا رجعت الي الكوفة سيأتيك فقل له: يقول لك جعفر بن محمد عليه السلام: دع ما أنت عليه و أضمن لك

علي الله الجنة، قال: فبكي ثم قال لي: آلله لقد قال لك أبو عبدالله عليه السلام هذا؟ قال: فحلفت له أنه قد قال لي ما قلت. فقال لي: حسبك و مضي، فلما كان بعد ثلاثة أيام بعث الي فدعاني و اذا هو خلف داره عريان، فقال لي: يا أبابصير لا و الله ما بقي لي شي ء الا و قد أخرجته و أنا كما تري، قال فمضيت الي اخواننا فجمعت له ما كسوته به، ثم لم تأت عليه أيام يسيرة حتي بعث الي اني عليل فائتني، فجعلت أختلف اليه و أعالجه، حتي نزل به الموت فكنت عنده جالسا و هو يجود بنفسه، فغشي عليه غشية ثم أفاق، فقال لي: يا أبابصير قد وفي صاحبك لنا، ثم قبض - رحمة الله عليه -. فلما حججت أتيت أبا عبدالله عليه السلام فاستأذنت عليه فلما دخلت قال لي ابتداء من داخل البيت و احدي رجلي في الصحن و الأخري في دهليز داره: يا أبابصير! قد وفينا لصاحبك [115] .

اخباره بالغائب 06

محمد بن الحسن الصفار: عن ابراهيم بن هاشم، عن أبي عبدالله البرقي، عن ابراهيم بن محمد الأشعري، عن أبي كهمس قال: كنت نازلا بالمدينة في دار كان فيها وصيفة كانت تعجبني، فانصرفت ليلا ممسيا، فاستفتحت الباب ففتحت لي، فمددت يدي فقبضت علي ثديها، فلما كان [ صفحه 70] من الغد دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال لي: يا أباكهمس تب الي الله مما صنعت البارحة [116] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبوالحسين محمد ابن هارون قال: أخبرني أبي قال: أخبرني أبوجعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي قال: حدثنا محمد

بن خالد البرقي قال: حدثنا ابراهيم بن محمد الأشعري، عن أبي كهمس قال: كنت بالمدينة نازلا في دار فيها وصيفة تعجبني، فانصرفت ليلا ممسيا، فاستفتحت الباب ففتحت لي و مددت يدي الي ثديها فقبضت عليها، فلما كان من الغد دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال لي: يا أباكهمس تب الي الله عزوجل مما صنعت البارحة [117] .

اخباره بالغائب 07

محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن عبد الجبار، عن أبي القاسم، عن محمد بن سهل، عن ابراهيم بن أبي البلاد، عن مهزم قال: كنا نزولا بالمدينة، و كانت جارية لصاحب المنزل تعجبني و اني أتيت الباب فاستفتحت الباب، ففتحت لي الجارية فغمزت ثديها، فلما كان من الغد دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: يا مهزم أين كان أقصي أثرك اليوم؟ فقلت له: ما برحت المسجد، فقال: أما تعلم أن أمرنا هذا لا ينال الا بالورع [118] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبوالحسن علي بن هبة الله قال: حدثنا أبوجعفر قال: حدثنا علي بن أحمد بن عبدالله بن أحمد [ صفحه 71] ابن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن الحسين بن سعيد، عن ابراهيم بن أبي البلاد، عن مهزم قال: كنا نزولا بالمدينة و كانت جارية لصاحب المنزل تعجبني، و اني أتيت الباب فاستفتحت ففتحت الجارية فغمزت ثديها، فلما كان من الغد دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: يا مهزم ما كان أقصي أثرك اليوم؟ فقلت: ما برحت المسجد، فقال: أوما تعلم أن امرنا لا ينال الا بالورع [119] . محمد بن يحيي في نوادر الحكمة: باسناده عن ابراهيم بن أبي البلاد، عن مهزم قال: كنا نزولا بالمدينة، و كانت جارية لصاحب المنزل تعجبني،

و اني أتيت الباب فاستفتحت ففتحت الجارية، فغمزت ثديها، فلما كان من الغد دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام، فقال لي: يا مهزم أين كان أقصي أثرك اليوم؟ فقلت له: ما برحت المسجد. فقال عليه السلام: أما تعلم أن أمرنا لا ينال الا بالورع [120] .

اخباره بالغائب 08

محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن عبدالجبار، عن الحسن بن الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثمي عن ابراهيم بن مهزم قال: خرجت من عند أبي عبدالله عليه السلام ليلة ممسيا، فأتيت منزلي بالمدينة، و كانت أمي معي، فوقع بيني و بينها كلام فأغلظت لها، فلما أن كان من الغد صليت الغداة، و أتيت أبا عبدالله عليه السلام، فلما دخلت عليه قال لي مبتدئا: يابن مهزم ما لك و للوالدة أغلظت لها البارحة، أما علمت أن بطنها منزل قد سكنته و أن حجرها مهد قد غمرته و ثديها وعاء قد شربته؟ قال: قلت بلي قال: فلا تغلظ لها [121] . [ صفحه 72] أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي محمد بن عبدالجبار، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن أحمد بن الحسين الميثمي، عن ابراهيم بن مهزم قال: خرجت من عند أبي عبدالله عليه السلام ليلة ممسيا، فانتحلت منزلي بالمدينة، و كانت أمي معي، فوقع بيني و بينها كلام فأغلظت عليها، فلما أن كان من الغد صليت الغداة و أتيت أبا عبدالله عليه السلام، فقال لي مبتدئا: يابن مهزم ما لك و للوالدة أغلظت لها البارحة، أو ما علمت أن بطنها منزل قد سكنته و أن حجرها مهد قد مهدته، فدر ثديها وعاء قد شربته؟ قلت: نعم، قال: فلا تغلظ لها [122] . و رواه ابن شهرآشوب في المناقب: الا أن فيه عن مهزم

[123] .

اخباره بالغائب 9

محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن الحسين، عن حرب الطحان قال: أخبرني أحمد - و كان من أصحاب أبي الجارود -، عن الحارث بن حضيرة الأسدي الأزدي قال: قدم رجل من أهل الكوفة الي خراسان، فدعا الناس الي ولاية جعفر بن محمد عليه السلام، قال: ففرقة أطاعت و أجابت و فرقة جحدت و أنكرت و فرقة ورعت و وقفت، قال: خرج من كل فرقة رجل، فدخلوا علي أبي عبدالله عليه السلام. قال: فكان المتكلم منهم الذي ورع و وقف، و قد كان مع بعض القوم جارية فخلا بها الرجل و وقع عليها، فلما دخل علي أبي عبدالله عليه السلام كان هو المتكلم فقال له: أصلحك الله قدم علينا رجل من أهل الكوفة، فدعا الناس الي طاعتك و ولايتك فأجاب قوم و أنكر قوم و ورع قوم فوقفوا. قال عليه السلام: فمن أي الثلاث أنت؟ قال: أنا من [ صفحه 73] الفرقة التي ورعت و وقفت، قال: فأين كان ورعك ليلة نهر بلخ يوم كذا و كذا؟ قال: فارتاب الرجل [124] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي أحمد بن عبدالله - و كان من أصحاب أبي الجارود - قال: قدم من الكوفة الي خراسان يدعو الناس الي ولاية جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، ففرقة صالحت و أجابت و فرقه جحدت و أنكرت و فرقة ورعت و وقفت، فخرج من كل فرقة رجل، فدخلوا علي أبي عبدالله عليه السلام، فكان منهم الذي ذكر أنه تورع و وقف، و قد كان مع بعض القوم جارية، فخلا بها الرجل و وقع عليها. فلما دخلوا علي أبي عبدالله عليه السلام كان هو المتكلم، قال: أصلحك الله قدم علينا رجل من أهل الكوفة

يدعو الناس الي ولايتك و طاعتك، فأجاب قوم و أنكر قوم و ورع قوم و وقفوا، فقال له أبو عبدالله عليه السلام: من أي الثلاث أنت؟ قال: أنا من الفرقة التي وقفت و ورعت، فقال أبو عبدالله عليه السلام أين كان ورعك يوم كذا و كذا مع الجارية؟! قال: فارتاب الرجل و سكت [125] .

اخباره بالغائب 10

محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن الحسين، عن ابراهيم بن أبي البلاد، عن عمار السجستاني قال: كان عبدالله النجاشي منقطعا الي عبدالله بن الحسن يقول بالزيدية، فقضي أني خرجت و هو الي مكة، فذهب هذا الي عبدالله بن الحسن و جئت أنا الي أبي عبدالله عليه السلام، قال: فلقيني بعد فقال لي: استأذن لي علي صاحبك، فقلت لأبي عبدالله عليه السلام انه سألني الاذن له عليك قال: فقال: ائذن له، قال: فدخل عليه فسأله. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: ما دعاك الي ما صنعت؟ تذكر يوم كذا: يوم مررت علي باب [ صفحه 74] قوم، فسال عليك ميزاب من الدار، فسألتهم فقالوا: انه قذر؛ فطرحت نفسك في النهر مع ثيابك و عليك مصبغة، فاجتمعوا عليك الصبيان يضحكونك و يضحكون منك! قال عمار: فالتفت الرجل الي فقال: ما دعاك الي أن تخبر بذا أبا عبدالله؟! فقلت: لا و الله ما أخبرته، هو ذا قدامي يسمع كلامي. قال: فلما خرجنا قال لي: يا عمار هذا صاحبي دون غيره. و رواه ابن شهرآشوب في المناقب: عن عمار السجستاني قال: دخل عبدالله النجاشي علي الصادق عليه السلام و كان زيديا منقطعا الي عبدالله بن الحسن [126] و ذكر الحديث. و رواه صاحب ثاقب المناقب: الا أن في روايته فاجتمع عليك الصبيان يضحكون منك و يضحكون عليك؟ قال عمار:

فالتفت الي و قال: ما دعاك الي أن تخبر به أبا عبدالله؟ فقلت: لا و الله، ما أخبرته، و ها هو ذا قدامي يسمع كلامي. قال فلما خرجنا قال لي يا عمار هذا صاحبي دون غيره [127] .

اخباره بالغائب 11

محمد بن الحسن الصفار: عن علي بن اسماعيل عن محمد بن اسماعيل ابن بزيع، عن سعدان، عن شعيب العقرقوفي قال: بعث معي رجل بألف درهم فقال: اني أحب أن أعرف فضل أبي عبدالله عليه السلام علي أهل بيته، ثم قال: فخذ خمسة دراهم ستوقة فاجعلها في الدراهم، و خذ من الدراهم خمسة فصرها في لبنة قميصك، فانك ستعرف فضله، قال: فأتيت [ صفحه 75] بها أبا عبدالله عليه السلام فميزها و أخذ الخمسة فقال: هاك خمستك، و هات خمستنا [128] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال أخبرني أبوالحسن علي بن هبة الله قال: أخبرنا أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسي، عن محمد بن شعيب، عن أبيه شعيب العقرقفي قال: بعث معي رجل بألف درهم و قال: اني أحب أن أعرف فضل أبي عبدالله عليه السلام، فقال: خذ هذه خمسة دراهم مسترقة، فاجعلها في الدراهم، و خذ من الدراهم خمسة دراهم فصرها في لبنة قميصك، و أنت ستعرف ذلك، قال: ففعلت ذلك، ثم أتيت أبا عبدالله عليه السلام فنشرتها بين يديه و أخذ الخمسة دراهم، فقال: هاك خمستك و هات خمستنا [129] . ابن شهرآشوب: عن شعيب العقرقوني قال: بعث معي رجل بألف درهم و قال: اني أحب أن أعرف فضل أبي عبدالله عليه السلام علي أهل بيته، فقال: خذ خمسة دراهم مسترقة فاجعلها في الدراهم، و

خذ من الدراهم خمسة، فصيرها في لبنة قميصك، فانك ستعرف ذلك، قال: فأتيت بها أبا عبدالله عليه السلام فنشرتها بين يديه، فأخذ الخمسة فقال: هاك خمستك و هات خمستنا [130] . و رواه صاحب ثاقب المناقب: عن شعيب العقرقفي الحديث بعينه [131] . [ صفحه 76]

اخباره بالغائب و طاعة الجن

محمد بن الحسن الصفار في باب «في أن الأئمة عليهم السلام تأتيهم الجن و يرسلونهم في حوائجهم» من بصائر الدرجات: عن عبدالله بن محمد، عن محمد بن ابراهيم، قال: حدثنا بشر، عن فضالة عن محمد بن مسلم، عن المفضل بن عمر قال: حمل الي أبي عبدالله عليه السلام مال من خراسان مع رجلين من أصحابه، فلم يزالا يتفقدان المال حتي مرا بالري، فدفع اليهما رجل من أصحابهما كيسا فيه ألف درهم، فجعلا يتفقدان المال في كل يوم و الكيس حتي دنيا من المدينة، فقال أحدهما لصاحبه: تعال حتي ننظر ما حال المال فنظرا فاذا المال علي حاله ما خلا كيس الرازي، فقال أحدهما لصاحبه: الله المستعان ما نقول الساعة لأبي عبدالله عليه السلام؟ فقال أحدهما: انه عليه السلام كريم، و أرجو أن يكون علم ما نقول عنده، فلما دخلا المدينة فصارا اليه فسلما اليه المال، فقال لهما: أين كيس الرازي؟ فأخبراه بالقصة، فقال لهما: اذا رأيتما الكيس تعرفانه؟ قالا: نعم، قال: يا جارية علي بكيس كذا و كذا، فأخرجت الكيس فدفعه أبو عبدالله عليه السلام اليهما، فقال: أتعرفانه؟ قالا: هو ذا قال: اني احتجت في جوف الليل الي مال، فوجهت رجلا من الجن من شيعتنا فأتاني بهذا الكيس من متاعكما [132] . و روي هذا الحديث السيد المرتضي في عيون المعجزات: عن بصائر الدرجات و في روايته في آخر الحديث فقال صلوات الله عليه:

اني احتجت في جوف الليل الي مال، فوجهت جنيا من شيعتنا، فجاءني بهذا الكيس من متاعكما [133] . [ صفحه 77]

طاعة السبع له و اتيانه بالكيس و اخباره بالغائب

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: عن أبي الحسين محمد بن هارون ابن موسي، عن أحمد بن الحسين، عن أخيه، عن بعض رجاله، عن عبدالله ابن محمد بن منصور بزرج، عن اسماعيل بن جابر، عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال لي: يا أباخالد خذ رقعتي فائت غيضة قد سماها فانشرها، فأي سبع جاء معك فجئني به، قال: قلت: اعفني من ذلك جعلت فداك، قال: فقال لي: اذهب يا أباخالد، قال: فقلت في نفسي: يا أباخالد لو أمرك تأتي جبارا عنيدا ثم خالفته كيف اذا كان حالك؟ قال: ففعلت ذلك حتي اذا صرت الي الغيضة و نشرت الرقعة جاء معي واحد منها، فلما صار بين يدي أبي عبدالله عليه السلام نظرت اليه واقفا ما يحرك من شعره شعرة، فأومأ بكلام لم أفهمه، قال: فلبثت عنده و أنا متعجب من سكون السبع بين يديه، قال: فقال لي: يا أباخالد ما لك تفكر؟ قال: قلت أفكر في اعظام السبع، قال: ثم مضي السبع فما لبث الا وقتا حتي طلع السبع و معه كيس في فيه، قال: قلت: جعلت فداك هذا لشي ء عجيب، قال: يا أباخالد هذا كيس وجه به الي فلان مع المفضل، و احتجت الي ما فيه و كان الطريق مخوفا فبعثت هذا السبع فجاء به، قال فقلت في نفسي: و الله لا أبرح حتي يقدم المفضل بن عمر و أعلم ذلك، قال فضحك أبو عبدالله عليه السلام ثم قال لي: نعم يا أباخالد لا تبرح حتي يأتي المفضل، قال: فتداخلني و الله من ذلك

حيرة، ثم قال قلت: أقلني جعلت فداك، و أقمت أياما. ثم قدم المفضل و بعث الي أبو عبدالله عليه السلام فقال المفضل: جعلني الله فداك ان فلانا بعث الي كيسا فيه مال، فلما صرت في موضع كذا و كذا جاء سبع و حال بيننا و بين رحالنا، فلما مضي السبع طلبت الكيس في الرحل [ صفحه 78] فلم أجده، قال أبو عبدالله عليه السلام: يا مفضل أتعرف الكيس؟ قال: نعم جعلني الله فداك، فقال أبو عبدالله عليه السلام: يا جارية هاتي الكيس فأتت به الجارية، فلما نظر اليه المفضل قال: نعم هذا هو الكيس، ثم قال: يا مفضل تعرف السبع؟ قال: جعلني الله فداك كان في قلبي في ذلك الوقت رعب، فقال عليه السلام له: أدن مني، فدنا منه ثم وضع يده عليه ثم قال لأبي خالد: امض برقعتي الي الغيضة فائتنا بالسبع، فلما صرت الي الغيضة ففعلت مثل الفعل الأول فجاء السبع معي، فلما صار بين يدي أبي عبدالله عليه السلام نظرت الي اعظامه اياه فاستغفرت في نفسي، ثم قال: يا مفضل هذا هو؟ قال: نعم جعلني الله فداك، فقال: يا مفضل أبشر فانك معنا [134] .

معرفته الجن

محمد بن الحسن الصفار: قال: حدثني محمد بن اسماعيل، عن علي ابن الحكم، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة قال: كنت مع أبي عبدالله عليه السلام فيما بين مكة و المدينة، اذا التفت عن يساره فاذا كلب أسود، فقال: ما لك قبحك الله؟ ما أشد مسارعتك؟ و اذا هو شبيه بالطائر، فقلت: ما هذا جعلت فداك، فقال: هذا عثم بريد الجن، مات هشام الساعة فهو يطير ينعاه في كل بلدة [135] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي محمد بن اسماعيل،

عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة قال: كنت مع أبي عبدالله عليه السلام فيما بين مكة و المدينة، فالتفت عن يساره فاذا كلب أسود، فقال: ما لك قبحك الله ما أشد مسارعتك؟ و اذا هو شبيه الطائر، فقلت: ما [ صفحه 79] هذا جعلني الله فداك؟ فقال: هذا عثم بريد الجن، مات هشام الساعة، و مر يطير ينعاه في كل بلدة [136] . و رواه الراوندي في الخرائج: عن أبي حمزة قال: كنت مع أبي عبدالله عليه السلام فيما بين مكة و المدينة و ذكر الحديث [137] .

طاعة الجن

محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن عيسي، عن أبي عبدالله المؤمن، عن أبي حنيفة سائق الحاج، عن بعض أصحابنا قال: أتيت أبا عبدالله عليه السلام فقلت له: أقيم عليك حتي تشخص؟ فقال: لا امض حتي يقدم علينا أبوالفضل سدير، فان تهيأ لنا بعض ما نريد كتبنا اليك، قال: فسرنا يومين و ليلة، قال: فأتي رجل طويل آدم بكتاب خاتمه رطب و الكتاب رطب، قال: فقرأته: فاذا فيه ان أباالفضل قدم علينا و نحن شاخصون ان شاء الله فأقم حتي نأتيك. قال: فأتاني فقلت: جعلت فداك انه أتاني الكتاب رطبا و الخاتم رطب قال: فقال: ان لنا أتباعا من الجن كما أن لنا أتباعا من الانس، فاذا أردنا أمرا بعثناهم [138] .

علمه بالغائب 01

محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن عيسي بن عبيد قال: حدثني النضر بن سويد، عن أبان بن تغلب قال: دخلنا علي أبي عبدالله عليه السلام و عنده رجل من أصحابنا من أهل الكوفة يعاتبه في مال له أمره أن يدفعه اليه، [ صفحه 80] فجاءه فقال له: ذهبت بمالي، فقال: و الله ما فعلت، و غضب فاستوي جالسا ثم قال: تقول و الله ما فعلت؟ و أعادها مرارا، ثم قال أنت يا أبان و أنت يا زياد أما و الله لو كنتما أنبياء الله و خليفته في أرضه و حجته علي خلقه ما خفي عليكما ما صنع بالمال، فقال الرجل عند ذلك: جعلت فداك قد فعلت و أخذت المال [139] .

علمه بالغائب 02

محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن عيسي، عن النضر بن سويد، عن أبي داود، عن اسماعيل بن فروة، عن محمد بن عيسي عن سعد ابن الأصقع قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام جالسا فدخل عليه الحسين بن السري الكرخي قال: سله فقال أبو عبدالله عليه السلام له و جاراه في شي ء فقال: ليس هو كذلك ثلاث مرات، ثم قال أبو عبدالله عليه السلام: أتري من جعله الله حجة علي خلقه يخفي عليه شي ء من أمورهم [140] .

اخباره بالغائب 12

محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبدالعزيز، عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: تظهر الزنادقة في سنة ثمانية و عشرين و مائة، و ذلك أني نظرت في مصحف فاطمة، قال: فقلت: و ما مصحف فاطمة جعلت فداك؟ قال: ان الله تبارك و تعالي لما قبض نبيه صلي الله عليه و آله و سلم دخل علي فاطمة من وفاته من الحزن ما لا [ صفحه 81] يعلمه الا الله تبارك و تعالي فأرسل اليها ملكا يسلي عنها غمها و يحدثها، فشكت ذلك الي أميرالمؤمنين عليه السلام فقال لها: اذا حسيت بذلك و سمعت الصوت قولي لي، فأعلمته فجعل يكتب كل ما سمع فأثبت من ذلك مصحفا، قال: ثم قال: أما انه ليس فيه شي ء من الحلال و الحرام و لكن فيه علم ما يكون [141] . قال مؤلف هذا الكتاب ظهور الزنادقة في زمانه عليه السلام معلوم عند المطلع علي كتب الحديث. و رواه أيضا الصفار في موضع آخر من بصائر الدرجات: عن محمد بن عبدالحميد، عن محمد بن عمر، عن حماد بن عثمان قال: قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: تظهر الزنادقة

في سنة ثمان و عشرين و مائة، و ذلك لأني نظرت في مصحف فاطمة، قال: قلت: و ما مصحف فاطمة جعلت فداك؟ و ساق الحديث السابق الي آخره.

اخباره بالغائب 13

محمد بن يعقوب: عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن فضيل بن يسار و بريد بن معاوية و زرارة أن عبدالملك ابن أعين قال لأبي عبدالله عليه السلام: ان الزيدية و المعتزلة قد أطافوا بمحمد بن عبدالله فهل له سلطان؟ فقال: و الله ان عندي لكتابين فيهما تسمية كل نبي و كل ملك يملك الأرض، لا و الله ما محمد بن عبدالله في واحد منهما [142] . محمد بن الحسن الصفار: عن علي بن اسماعيل، عن صفوان بن يحيي، عن العيص بن القاسم، عن المعلي بن خنيس قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: [ صفحه 82] ما من نبي و لا وصي و لا ملك الا في كتاب عندي، لا و الله ما لمحمد بن عبدالله بن الحسن فيه اسم [143] . عنه: عن محمد بن الحسين، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم و جعفر بن بشير، عن عنبسة، عن المعلي بن خنيس قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام اذ أقبل محمد بن عبدالله بن الحسن فسلم ثم ذهب، فرق له أبو عبدالله و دمعت عينه، فقلت له: لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع، قال: رفقت له لأنه ينسب في أمر ليس له، لم أجده في كتاب علي من خلفاء هذه الأمة و لا ملوكها [144] . و عنه: عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة، عن جماعة سمعوا أبا عبدالله عليه السلام يقول، و قد سئل عن محمد

فقال: ان عندي لكتابين فيهما اسم كل نبي و كل ملك يملك، و الله ما محمد بن عبدالله في أحدهما [145] . و عنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عبدالصمد بن بشير، عن فضيل سكرة قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: يا فضيل أتدري في أي شي ء كنت أنظر فيه قبل؟ قال: قلت: لا، قال: كنت أنظر في كتاب فاطمة فليس ملك يملك الا و فيه مكتوب اسمه و اسم أبيه، فما وجدت لولد الحسن فيه شيئا [146] . و رواه محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عبدالصمد بن بشير [147] . [ صفحه 83] قلت: قد تقدم الحديث الخامس و الثلاثون و فيه أن محمد بن عبدالله بن حسن خرج بالسيف و قتله المنصور.

ان عنده ديوان الشيعة

محمد بن الحسن الصفار: عن عبدالله بن محمد، عمن رواه، عن محمد ابن الحسن السري، عن عمه علي بن السري الكرخي قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فدخل عليه شيخ و معه ابنه، فقال له الشيخ: جعلت فداك أمن شيعتكم أنا؟ فأخرج اليه أبو عبدالله عليه السلام صحيفة مثل فخذ البعير، فناوله طرفها ثم قال له: أدرج، فأدرجه حتي أوقفه علي حرف من حروف المعجم، فاذا اسم ابنه قبل اسمه، فصاح الابن فرحا: اسمي و الله، فرحم الشيخ ثم قال له: أدرج، فأدرج، ثم أوقفه أيضا علي اسمه كذلك [148] . عنه: عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ظريف ابن ناصح و غيره، عمن رواه، عن حبابة الوالبية قالت: قلت لأبي عبدالله

عليه السلام: ان لي ابن أخ و هو يعرف فضلكم و أنا أحب أن تعلمني أمن شيعتكم هو؟ قال: و ما اسمه؟ قالت: قلت: فلان ابن فلان قالت: فقال: يا فلانة هات الناموس، فجاءت بصحيفة تحملها كبيرة فنشرها فنظر فيها، فقال: نعم هو ذا اسمه و اسم أبيه ههنا [149] . و عنه: عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي حمزة قال: خرجت بأبي بصير أقوده الي باب أبي عبدالله عليه السلام قال: فقال لي: لا تتكلم و لا تقل شيئا، فانتهيت به الي الباب فتنحنح فسمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: يا فلانة افتحي لأبي محمد الباب، قال: فدخلنا و السراج [ صفحه 84] بين يديه، فاذا سفط [150] بين يديه مفتوح، قال: فوقعت علي الرعدة فجعلت أرتعد فرفع رأسه الي فقال: أبزاز أنت؟ قلت: نعم جعلني الله فداك، قال: فرمي الي بملاءة قوهية [151] كانت علي المرفقة، فقال: اطو هذه فطويتها، ثم قال: أبزاز أنت؟ و هو ينظر في الصحيفة، قال: فازددت رعدة. قال: فلما خرجنا قلت: يا أبا محمد رأيت ما مر بي الليلة، اني وجدت بين يدي أبي عبدالله عليه السلام سفطا، قد أخرج منه صحيفة، فنظر فيها فكلما نظر فيها أخذتني الرعدة، قال، فضرب أبوبصير يده علي جبهته ثم قال: ويحك ألا أخبرتني؟ فتلك و الله الصحيفة التي فيها أسماء الشيعة، و لو أخبرتني لسألته أن يريك اسمك فيها [152] .

علمه بما في النفس 01

محمد بن الحسن الصفار: قال حدثني محمد بن علي، عن عمه محمد بن عمر، عن عمر بن يزيد قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام ليلة من الليالي و لم يكن عنده أحد غيري، فمد رجله في حجري فقال: اغمزها

يا عمر قال: فغمزت رجله، فنظرت الي اضطراب في عضلة ساقيه، فأردت أن أسأله الي من الأمر من بعده، فأشار الي فقال: لا تسألني في هذه الليلة عن شي ء فاني لست أجيبك [153] . عنه: عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن يزيد بن اسحاق، عن ابن مسلم، عن عمر بن يزيد قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و هو مضطجع و وجهه الي الحائط، فقال لي حين دخلت عليه: يا [ صفحه 85] عمر اغمز رجلي، فقعدت أغمز رجله فقلت في نفسي: الساعة أسأله عن عبدالله و موسي أيهما الامام، قال: فحول وجهه الي فقال: اذن و الله لا أجيبك [154] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي محمد بن علي، عن عمه محمد بن خالد عن جده قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام ليلة من الليالي، و لم يكن عنده أحد غيري، فمد رجله في حجري فقال: اغمزها، فغمزت رجله فنظرت الي اضطراب في عضلة ساقة، و أردت أن أسأله و ابتدأني فقال: لا تسألني في هذه الليلة عن شي ء فاني لست أجيبك [155] . ثم قال أبوجعفر الطبري: روي محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن يزيد بن اسحاق، عن ابن مسلم، عن عمر بن يزيد قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و هو مضطجع و وجهه الي الحائط، فقال لي حين دخلت عليه يا عمر اغمز لي رجلي، فقعدت أغمز رجله فقلت في نفسي: أسأله عن عبدالله و موسي أيهما الامام، فحول وجهه الي ثم قال: و الله لا أجيبك [156] .

رد الجواب قبل السؤال 01

محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن اسماعيل، عن علي بن الحكم، عن شهاب بن عبد

ربه قال: أتيت أبا عبدالله عليه السلام أسأله فابتدأني فقال لي ان شئت فاسأل يا شهاب، و ان شئت أخبرناك بما جئت له، قال: فقلت له: أخبرني جعلت فداك، قال: جئت تسأل عن الجنب يغرف الماء من الحب بالكوز فيصيب يده الماء؟ قال: نعم قال: ليس به بأس. قال: و ان شئت سل، و ان شئت أخبرتك، قال: قلت له أخبرني قال: جئت تسأل عن [ صفحه 86] الجنب يسهو فيغمر يده في الماء قبل أن يغسلها؟ قلت: و ذاك جعلت فداك قال: اذا لم يكن أصاب يده شي ء فلا بأس بذاك سل و ان شئت أخبرتك، قلت: أخبرني، قال: جئت لتسألني عن الجنب يغتسل فيقطر الماء من جسمه في الاناء أو ينتضح الماء من الأرض فيقع في الاناء؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: ليس به بأس كله سل و ان شئت أخبرتك، قلت: أخبرني، قال: جئت لتسألني عن الغدير يكون في جانبه الجيفة أتوضأ منه أو لا؟ قال نعم توضأ من الجانب الآخر الا أن يغلب علي الماء الريح فينتن و جئت تسألني عن الماء الراكد من البئر قال: فما لم يكن فيه تغيير أو ريح غالبة، قلت: فما التغيير؟ قال: الصفرة؛ فتوضأ منه، و كلما غلب عليه كثرة الماء فهو طاهر [157] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي محمد بن الحسين، عن علي بن الحكم، عن شهاب بن عبد ربه قال: أتيت أبا عبدالله عليه السلام قال: يا شهاب ان شئت سل، و ان شئت أخبرناك بما جئت اليه فقلت: أخبرني جعلت فداك، قال: جئت تسألني عن الجنب يغرف الماء من الحب بالكوز فيصيب الماء يده؟ فقلت: ما جئت الا له فقال: نعم

ليس به بأس [158] .

رد الجواب قبل السؤال 02

محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم عن زياد بن أبي الحلال قال: اختلف الناس في جابر بن يزيد، و في أحاديثه و أعاجيبه قال: فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و أنا أريد أن أسأله عنه، فابتدأني من غير أن أسأله رحم الله جابر بن يزيد الجعفي، كان يصدق علينا، و لعن الله المغيرة كان يكذب علينا [159] . [ صفحه 87] أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال روي محمد بن أحمد، عن علي ابن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال قال: اختلف في جابر بن يزيد الجعفي و عجائبه و أحاديثه، فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و أنا أريد أن أسأله عنه، فابتدأني من غير أن أسأله فقال: رحم الله جابر بن يزيد الجعفي، فانه كان يصدق علينا، و لعن الله المغيرة بن سعيد فانه كان يكذب علينا [160] .

علمه بما في النفس 02

محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن ابراهيم بن الفضل، عن عمر بن يزيد قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام و هو وجع فولاني ظهره، و وجهه الي الحائط، فقلت في نفسي: ما أدري ما يصيبه في مرضه، و ما سألته عن الامام بعده، فأنا أفكر في ذلك، اذ حول وجهه الي فقال: ان الأمر ليس كما تظن ليس علي من وجعي هذا بأس [161] .

علمه بما في النفس و الجواب عنه

الشيخ في التهذيب: باسناده عن سعد بن عبدالله عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن هارون بن مسلم، عن الحسن بن موسي الحناط قال: خرجنا أنا و جميل بن دراج و عائذ الأحمسي حجاجا، فكان عائذ كثيرا ما يقول لنا في الطريق: ان لي الي أبي عبدالله عليه السلام حاجة أريد أن أسأله عنها، فأقول له حتي نلقاه، فلما دخلنا عليه سلمنا عليه و جلسنا [ صفحه 88] فأقبل علينا بوجهه مبتدئا فقال: من أتي الله بما افترض الله عليه لم يسأله عما سوي ذلك، فغمزنا عائذ، فلما قمنا قلنا: ما كانت حاجتك؟ قال: الذي سمعتم قلنا: كيف كانت هذه حاجتك؟ فقال: أنا رجل لا أطيق القيام بالليل، فخفت أن أكون مأخوذا به فأهلك [162] . محمد بن الحسن الصفار: قال: حدثنا الحسن بن علي، عن عبيس، عن مروان، عن الحسين بن موسي الحناط قال: خرجت أنا و جميل بن دراج و عائذ الأحمسي حاجين قال: و كان يقول عائذ لنا: ان لي الي أبي عبدالله عليه السلام حاجة أريد أن أسأله عنها، قال: فدخلنا عليه، فلما جلسنا قال لنا مبتدئا: من أتي الله بما افترض عليه لم يسأله عما

سوي ذلك، قال: فغمزنا عائذ، فلما قمنا قلنا: ما حاجتك؟ قال: الذي سمعنا منه اني رجل لا أطيق القيام بالليل، فخفت أن أكون مأثوما مأخوذا به فأهلك [163] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: روي الحسن بن علي، عن عبيس، عن مروان، عن الحسن بن موسي الحناط قال: خرجت أنا و جميل بن دراج و عائذ الأحمسي حاجين، فقال عائذ الأحمسي: ان لي حاجة الي أبي عبدالله عليه السلام أريد أن أسأله عنها، قال: فدخلنا عليه، فلما جلسنا قال لنا مبتدئا، من أتي الله عزوجل بما فرض عليه لم يسأله عما سوي ذلك، قال: فغمزنا عائذ، فلما نهضنا قلنا ما حاجتك؟ قال: الذي سمعت منه أنا رجل لا أطيق القيام بالليل، فخفت أن أكون مأثوما فأهلك [164] . محمد بن أحمد بن يحيي في نوادر الحكمة: باسناده عن عائذ بن نباتة الأحمسي قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و أنا أريد أن أسأله عن صلاة الليل و نسيت، فقلت: السلام عليك يابن رسول الله فقال: أجل و الله انا [ صفحه 89] ولده، و ما نحن بذي قرابة، من أتي الله بالصلوات الخمس المفروضات لم يسأل عما سوي ذلك، فاكتفيت بذلك [165] . ابن بابويه: باسناده عن عائذ الأحمسي أنه قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و أنا أريد أن أسأله عن الصلاة فبدأني فقال: اذا لقيت الله عزوجل بالصلوات الخمس لم يسألك عما سواهن [166] . محمد بن يعقوب: عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن عائذ الأحمسي قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و أنا أريد أن أسأله عن صلاة الليل، فقلت: السلام عليك يابن رسول الله فقال:

و عليك السلام اي و الله انا لولده و ما نحن بذوي قرابته ثلاث مرات قالها، ثم قال من غير أن أسأله: اذا لقيت الله بالصلوات الخمس المفروضات لم يسألك عما سوي ذلك [167] . الشيخ في أماليه: قال: أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد - قال: أخبرنا أبوالحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عائذ الأحمسي قال: دخلت علي سيدي أبي عبدالله عليه السلام فقلت: السلام عليك يابن رسول الله فقال: و عليك السلام، انا و الله لولده و ما نحن بذوي قرابته، ثم قال لي: يا عائذ اذا لقيت الله عزوجل بالصلوات الخمس المفروضات لم يسألك عما سوي ذلك قال: فقال له أصحابنا: أي شي ء كانت مسألتك حتي أجابك بهذا؟ قال: ما بدأت بسؤال، و لكني رجل لا يمكنني قيام الليل، و كنت خائفا أن أؤخذ بذلك فأهلك، فابتدأني عليه السلام بجواب ما كنت أريد أن أسأله عنه [168] . [ صفحه 90]

اخباره بما في النفس

محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن جميل بن دراج، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن القضاء و القدر فقال: هما خلقان من خلق الله، و الله يزيد في الخلق ما يشاء، و أردت أن أسأله عن المشيئة، فنظر الي فقال: يا جميل لا أجيبك في المشيئة [169] .

علمه بما في النفس 03

محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترق، عن عيسي الفراء، عن مالك الجهني قال: كنت بين يدي أبي عبدالله عليه السلام، فوضعت يدي علي خدي و قلت: لقد عظمك الله و شرفك، فقال: يا مالك! الأمر أعظم مما تذهب اليه [170] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترق، عن عيسي الفراء، عن مالك الجهني قال: كنت بين يدي أبي عبدالله عليه السلام فوضعت يدي علي خدي فقلت: لقد عظمك الله و شرفك، فقال: يا مالك! الأمر أعظم مما تذهب اليه [171] .

الجواب قبل السؤال

محمد بن الحسن الصفار: عن ابراهيم بن هاشم، عن أبي عبدالله البرقي، عن ابراهيم بن محمد، عن شهاب بن عبد ربه قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام [ صفحه 91] و أنا أريد أن أسأله عن الجنب يغرف الماء من الحب، فلما صرت عنده نسيت المسألة، فنظر الي أبو عبدالله عليه السلام فقال: يا شهاب لا بأس بأن يغرف الجنب من الحب [172] و هذا الحديث تقدم فيما في معناه.

علمه بما في النفس 04

محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن بكر، عمن رواه، عن عمر بن يزيد قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فبسط رجليه و قال: اغمزها يا عمر قال: فأضمرت في نفسي أن أسأله عن الامام بعده، فقال: يا عمر لا أخبرك عن الامام بعدي [173] .

علمه بما في النفس 05

محمد بن الحسن الصفار: عن علي بن حسان، عن جعفر بن هارون الزيات قال: كنت أطوف بالكعبة، فرأيت أبا عبدالله عليه السلام فقلت في نفسي: هذا هو الذي يتبع، و الذي هو الامام و هو كذا و كذا، قال: فما علمت به حتي ضرب يده علي منكبي، ثم أقبل علي فقال: (أبشرا منا واحدا نتبعه انا اذا لفي ضلال و سعر) [174] [175] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: عن أبي الحسين محمد بن هارون ابن موسي، عن أبيه قال: حدثنا أبوالقاسم جعفر بن محمد العلوي الموسوي قال: حدثنا عبيد الله ابن أحمد بن نهيك أبوالعباس النخعي الشيخ [ صفحه 92] الصدوق، عن محمد بن أبي عمير، عن علي بن حسان، عن جعفر بن هارون الزيات، قال: كنت أطوف بالكعبة و أبو عبدالله عليه السلام في الطواف، فنظرت اليه فحدثت نفسي فقلت: هذا حجة و هذا الذي لا يقبل شيئا الا بمعرفته، قال: فاني في هذا متفكر اذ جاءني أبو عبدالله عليه السلام من خلفي، فضرب بيده علي منكبي ثم قال: (أبشرا منا واحدا نتبعه انا اذا لفي ضلال و سعر) ثم جازني [176] .

علمه بما في النفس 06

محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن بردة، عن أبي عبدالله عليه السلام. و عن جعفر بن بشير الخزاز، عن اسماعيل بن عبدالعزيز قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام: يا اسماعيل ضع لي في المتوضأ ماء، قال: فقمت فوضعت له، قال: فدخل، قال: فقلت في نفسي أنا أقول فيه كذا و كذا و يدخل المتوضأ يتوضأ. قال: فلم يلبث أن خرج، فقال: يا اسماعيل بن عبدالعزيز لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم، اجعلونا عبيدا مخلوقين و قولوا

فينا ما شئتم فلن تبلغوا فقال اسماعيل: و كنت أقول فيه ما أقول و أقول [177] . و رواه صاحب ثاقب المناقب: عن اسماعيل بن عبدالعزيز الحديث بعينه [178] . [ صفحه 93]

علمه أن أبابصير جنب

محمد بن الحسن الصفار: عن أبي طالب، عن بكر بن محمد قال: خرجنا من المدينة نريد منزل أبي عبدالله عليه السلام، فلحقنا أبوبصير خارجا من زقاق و هو جنب و نحن لا نعلم، حتي دخلنا علي أبي عبدالله عليه السلام، قال فرفع رأسه الي أبي بصير فقال: يا أبامحمد أما تعلم أنه لا ينبغي لجنب أن يدخل بيوت الأنبياء فرجع أبوبصير و دخلنا [179] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال حدثنا أبوالمفضل محمد بن عبدالله الشيباني قال: حدثنا محمد بن جعفر الزيات، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي بصير قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و أنا أريد أن يعطيني دلالة مثل ما أعطاني أبوجعفر عليه السلام، فلما دخلت عليه قال: يا أبامحمد، ما كان لك فيما كنت فيه شغل، تدخل علي امامك و أنت جنب، قال: قلت: جعلت فداك ما فعلت الا علي عمد، قال: أو لم تؤمن؟ قال: قلت: بلي و لكن ليطمئن قلبي. قال: قم يا أبامحمد فاغتسل، فاغتسلت وعدت الي مجلسي، فعلمت عند ذلك أنه الامام [180] . و قال أبوجعفر أيضا: روي بكر بن محمد الأزدي، و جماعة من أصحابنا قال بكر: خرجنا من المدينة نريد منزل أبي عبدالله عليه السلام فلحقنا أبوبصير خارجا من الزقاق و هو جنب و نحن لا نعلم، حتي دخلنا علي أبي عبدالله عليه السلام، فرفع رأسه الي أبي بصير فقال: يا أبامحمد ألا تعلم أنه لا ينبغي للجنب

أن يدخل بيوت الأوصياء، فرجع أبوبصير و دخلنا [181] . [ صفحه 94] أبوعلي الطبرسي في اعلام الوري و ابن بابويه في دلائل الأئمة و معجزاتهم و المفيد في الارشاد: قالوا: روي أبوبصير قال: دخلت المدينة و كانت معي جويرية لي فأصبت منها، ثم خرجت الي الحمام فلقيت أصحابنا الشيعة و هم متوجهون الي أبي عبدالله عليه السلام، فخفت أن يسبقوني و يفوتني الدخول عليه، فمشيت معهم حتي دخلت الدار معهم، فلما مثلت بين يدي أبي عبدالله عليه السلام نظر الي ثم قال لي: «يا أبابصير أما علمت أن بيوت الأنبياء و أولاد الأنبياء لا يدخلها الجنب»؟ فاستحييت و قلت له: يابن رسول الله اني لقيت أصحابنا فخفت أن يفوتني الدخول معهم، و لن أعود الي مثلها و خرجت [182] . ابن شهرآشوب: قال: في كتاب الدلالات: عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، قال أبوبصير: اشتهيت دلالة الامام، فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و أنا جنب، فقال: يا أبامحمد ما كان لك فيما كنت فيه شغل، تدخل علي امامك و أنت جنب؟! فقلت: جعلت فداك ما عملته الا عمدا، قال: أو لم تؤمن؟ قلت: بلي و لكن ليطمئن قلبي، قال: فقم يا أبامحمد فاغتسل الخبر [183] .

علمه بما في النفس 07

محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أسد بن أبي العلاء، عن خالد بن نجيح قال: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام و أنا أقول في نفسي: ليس يدرون [ صفحه 95] هؤلاء بين يدي من هم؟ قال: فأدناني حتي جلست بين يديه ثم قال لي: يا هذا ان لي ربا أعبده ثلاث مرات [184] . عنه: عن محمد

بن الحسين، عن موسي بن سعدان، عن عبدالله بن القاسم، عن خالد بن نجيح الجواز قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و عنده خلق، فقنعت رأسي و دخلت و جلست في ناحية و قلت في نفسي: ويحكم ما أغفلكم؟! عند من تتكلمون؟ عند رب العالمين. قال: فناداني ويحك يا خالد اني و الله عبد مخلوق، ولي رب أعبده، ان لم أعبده و الله عذبني بالنار، فقلت: لا و الله لا أقول فيك أبدا الا قولك في نفسك [185] .

اخباره بالغائب 14

محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن الحسين و يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن عبدالله النجاشي قال أصابت جبة لي قذي من نضح بول شككت فيه، فغمرتها في ماء في ليلة باردة، فلما دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام ابتدأني فقال الفرو اذا غسلته بالماء فسد الفراء [186] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبوالحسين محمد بن هارون بن موسي، عن أبيه قال: حدثنا أبوالقاسم جعفر بن محمد العلوي الموسوي قال: حدثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك أبوالعباس النخعي، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن عبدالله بن النجاشي، قال: أصاب جبة لي فراء نضح من بول فشككت فيها، فغسلتها في [ صفحه 96] ماء في ليلة باردة، فلما دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام ابتدأني فقال: ان الفراء اذا غسلتها بالماء تفسد الفرو [187] .

اخباره بالغائب 15

محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن موسي، عن محمد بن أحمد المعروف بغزال، عن أبي عمر الدماري، عمن حدثه قال: جاء رجل الي أبي عبدالله عليه السلام و كان له أخ جارودي، فقال له أبو عبدالله عليه السلام: كيف أخوك؟ قال: جعلت فداك خلفته صالحا، قال: و كيف هو؟ قال: قلت هو مرضي في جميع حالاته، و عنده خير الا أنه لا يقول بكم، قال: و ما يمنعه؟ قال: قلت: جعلت فداك يتورع من ذلك قال: فقال لي: اذا رجعت اليه فقل له: أين كان ورعك ليلة نهر بلخ أن تتورع؟ قال: فانصرفت الي منزلي و قلت لأخي: ما كانت قصتك ليلة بلخ؟ تتورع من أن تقول بامامة جعفر عليه السلام، و لا تتورع من ليلة نهر بلخ؟ قال: و من أخبرك؟

قلت: ان أبا عبدالله عليه السلام سألني فأخبرت أنك لا تقول به تورعا فقال لي: قل له: أين كان ورعك ليلة نهر بلخ؟ فقال: يا أخي أشهد أنه كذا كلمة لا يجوز أن تذكر، قال: قلت: ويحك اتق الله، كل ذا، ليس هو هكذا قال: فقال: ما علمه؟ و الله ما علم به أحد من خلق الله الا أنا و الجارية و رب العالمين. قال: قلت: و ما كانت قصتك؟ فقال: خرجت من وراء النهر و قد فرغت من تجارتي، و أنا أريد مدينة بلخ، فصحبني رجل معه جارية له حسناء حتي عبرنا نهر بلخ، فأتيناه ليلا فقال لي الرجل مولي الجارية: اما أحفظ عليك و تقدم أنت و تطلب لنا شيئا نقتبس نارا، أو تحفظ علي و أذهب أنا، قال: فقلت: أنا أحفظ عليك و اذهب أنت. قال: فذهب [ صفحه 97] الرجل، و كنا الي جانب غيضة، فأخذت الجارية و أدخلتها الغيضة فواقعتها و انصرفت الي موضعي، قال ثم أتي مولاها و اضطجعنا حتي قدمنا العراق، فما علم به أحد فلم أزل به حتي سكن، ثم قال به، و حججت من قابل فأدخلته الي أبي عبدالله عليه السلام و أخبره بالقصة فقال: أسعدك الله اني أستغفر الله من ذلك و حسنت طريقته [188] .

تساقط الرطب من النخلة الخاوية

محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: و كان أبو عبدالله البلخي معه فانتهي الي نخلة خاوية فقال: أيتها النخلة السامعة المطيعة لربها أطعمينا مما جعل الله فيك، قال: فتساقط علينا رطب مختلف ألوانه فأكلنا حتي تضلعنا، فقال البلخي: جعلت فداك سنة فيكم كسنة مريم عليهاالسلام [189] . أبوجعفر محمد

بن جرير الطبري: قال: روي سليمان بن خالد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كنت معه أمشي و صار معنا أبو عبدالله البلخي فأنتهينا الي نخلة خاوية فقال أبو عبدالله عليه السلام: أيتها النخلة الباسقة المطيعة لربها أطعمينا مما جعل الله تعالي فيك، فتساقط علينا رطب مختلف الألوان فأكلنا حتي تضلعنا، فقال له البلخي جعلت فداك سنة فيكم كسنة مريم، فقال: نعم يا أبا عبدالله [190] . [ صفحه 98]

علمه بما وقع من الرجل ليلة بلخ و اخراج الماء من البئر التي ليست فيها ماء، و اخراج الرطب من النخلة اليابسة، و علمه بكلام الظبي

ثاقب المناقب: عن داود الرقي قال: دخل كثير النواء علي أبي عبدالله عليه السلام و كان كبيرا - فسلم فأجابه و خرج، فلما خرج قال عليه السلام: أما و الله، لئن كان أبواسماعيل يقول ذلك لهو أعلم بذلك من غيره. و كان معنا رجل من أهل خراسان من بلخ يكني بأبي عبدالله، فتغير وجهه، فقال أبو عبدالله عليه السلام: لعلك ورعت مما سمعت قال: قد كان ذلك. قال أبو عبدالله عليه السلام: «فهل كان هذا الورع ليلة نهر بلخ»؟ فقال: جعلت فداك و ما كان بنهر بلخ؟! قال: حيث دفع اليك فلان جاريته لتبيعها، فلما عبرت النهر افترعتها في أصل الشجرة فقال: لقد كان ذلك جعلت فداك، و لقد أتي لذلك أربعون سنة، و لقد تبت الي الله من ذلك، قال أجل: لقد تاب الله عليك. ثم ان أبا عبدالله عليه السلام أمر معتبا غلامه أن يسرج حماره فركب و خرجنا معه، حتي برزنا الي الصحراء، فاختال الحمار في مشيته - في حديث له طويل - فدنا منه أبو عبدالله عليه السلام و مضينا حتي انتهينا الي جب بعيد القعر، و ليس فيه ماء، فقال البلخي: اسقنا من هذا الجب فان هذا جب بعيد القعر و ليس فيه ماء، فدنا اليه عليه السلام

و قال: أيها الجب السامع المطيع لربه اسقنا مما جعل الله فيك قال: فوالله لقد رأينا الماء يغلي غليانا حتي ارتفع علي وجه الأرض و شرب و شربنا. فقال المفضل و داود الرقي: جعلنا الله فداك و ما هذا، و انما هذا أشبه فيكم كشبه موسي ابن عمران، فقال: يرحمكم الله، ثم مضينا حتي انتهينا الي نخلة يابسة لا سعف لها، فقال البلخي: يا أبا عبدالله أطعمنا من هذه النخلة، فدنا عليه السلام الي النخلة و قال: أيتها النخلة الباسقة لربها المطيعة أطعمينا مما جعل الله فيك، قال المفضل فنثرت علينا رطبا كثيرا، فأكل و أكلنا معه. [ صفحه 99] قال المفضل و داود الرقي: جعلنا الله فداك ما هذا انما يشبه فيكم كشبه مريم. فقال لهم رحمكم الله تعالي، ثم مضي و مضينا معه حتي انتهينا الي ظبي، فوقف الظبي قريبا منه يبغم و يحرك ذنبه. فقال أبو عبدالله عليه السلام: أفعل ان شاء الله تعالي قال: ثم أقبل فقال: هل علمتم ما قال الظبي؟! قلنا: الله و رسوله و ابن رسوله أعلم. قال: انه أتاني فأخبر أن بعض أهل المدينة نصب لأنثاه الشركة فأخذها و لها خشفان لم ينهضا و لم يقويا للرعي، فسألني أن أسألهم أن يخلو عنها، و ضمن أنها اذا أرضعت خشفيها حتي يقويا أن ترد عليهم، فاستحلفته، فقال: برئت من ولايتكم أهل البيت ان لم أوف ذلك و أنا فاعل ذلك ان شاء الله تعالي. قال المفضل و داود الرقي: يشبه فيكم ذلك كشبه سليمان بن داود، فقال لهم: رحمكم الله تعالي و انصرف و انصرفنا معه، فلما انتهي الي باب داره تلا هذه الآية (أم يحسدون الناس علي ما ءاتاهم

الله من فضله) [191] نحن و الله الناس الذين ذكرهم الله في هذا المكان و نحن المحسودون، ثم أقبل علينا فقال: رحمكم الله تعالي اكتموا علينا و لا تذيعوه الا عند أهله، فان المذيع علينا أشد مؤونة من عدونا، انصرفوا رحمكم الله [192] .

اخراج الرطب من النخلة اليابسة، و مسخ الرجل كلبا، و رده انسانا

ثاقب المناقب: عن علي بن أبي حمزة قال: حججت مع الصادق عليه السلام فجلسنا في بعض الطريق تحت نخلة يابسة، فحرك شفتيه بدعاء لم أفهمه، ثم قال: يا نخلة أطعمينا مما جعل الله فيك مما يرزق عباده. قال: فنظرت الي النخلة و قد تمايلت نحو الصادق عليه السلام أوراقها و عليها [ صفحه 100] الرطب، قال: أدن و قل بسم الله فكل، فأكلت منها رطبا أطيب رطب و أعذبه، فاذا نحن بأعرابي يقول: ما رأيت كاليوم سحرا أعظم من هذا، فقال الصادق عليه السلام: نحن ورثة الأنبياء ليس فينا ساحر و لا كاهن، بل ندعو الله فيجيب دعانا، و ان أحببت أن أدعو الله أن يمسخك كلبا تهتدي الي منزلك و تدخل عليهم فتبصبص لأهلك. قال الأعرابي لجهله: بلي، فدعا الله تعالي فصار كلبا في وقته، و مضي علي وجهه. فقال لي الصادق عليه السلام: فاتبعه، فاتبعته حتي صار الي حيث يذهب، فدخل منزله، فجعل يبصبص لأهله و ولده، فأخذوا العصا فأخرجوه، فانصرفت الي الصادق عليه السلام فأخبرته بما كان، فبينا نحن في حديثه اذ أقبل حتي وقف بين يدي الصادق عليه السلام، فجعلت دموعه تسيل، و أقبل يتمرغ في التراب يعوي فرحمه، و دعا الله تعالي فعاد أعرابيا. فقال له الصادق عليه السلام هل آمنت يا أعرابي؟ قال: نعم ألفا ألفا [193] . و رواه الراوندي: قال: روي علي بن أبي حمزة انه قال: حججت مع الصادق عليه السلام

فجلسنا في بعض الطريق تحت نخلة يابسة، فحرك شفتيه بدعاء لم أفهمه، ثم قال: يا نخلة أطعمينا مما جعل الله فيك من رزق عباده الي آخر الحديث ألفا ألفا [194] .

علمه بعدم كتمان حديثه

محمد بن الحسن الصفار: عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد الأزدي، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال قلت له: ما لنا من يحدثنا بما يكون كما كان علي عليه السلام يحدث أصحابه؟ قال: بلي و الله ان ذلك لكم و لكن هات حديثا واحدا حدثتكم به فكتمتم، فسكت [ صفحه 101] فو الله ما حدثني بحديث الا وجدتني قد حدثت به [195] .

علمه انه زيد بزيادة الأعمار

محمد بن الحسن الصفار: عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن ابن ميسر أن أبا عبدالله عليه السلام قال له: لقد زيد في عمرك، فأي شي ء تعمل؟ قال: كنت أجيرا و أنا غلام بخمسة دراهم، فكنت أجريها علي خالي [196] . قلت: هذه صورة ما عندي في الحديث من بصائر الدرجات و محمد ابن ميسر بن عبدالعزيز ممن روي عن الصادق عليه السلام.

علمه بانقضاء الآجال

محمد بن الحسن الصفار: عن الحسن بن علي، عن أبي الصباح، عن زيد الشحام قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: يا زيد جدد عبادة و أحدت توبة، قال: قلت: نعيت الي نفسي جعلت فداك قال: فقال: يا زيد ما عندنا خير لك و أنت من شيعتنا، قال: قلت: و كيف لي أن أكون من شيعتكم؟ قال: فقال لي: أنت من شيعتنا، الينا الصراط و الميزان و حساب شيعتنا، و الله انا لأرحم بكم منكم بأنفسكم، كأني أنظر اليك و رفيقك في درجتك في الجنة [197] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي الحسن بن علي، عن الصباح، عن زيد الشحام قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: يا زيد [ صفحه 102] جدد عبادة ربك و أحدث توبة، قال: قلت: نعيت الي نفسي جعلت فداك، قال: يا زيد ما عندنا خير لك و أنت من شيعتنا، فقلت: كيف لي أن أكون من شيعتكم؟ قال: فقال لي: أنت من شيعتنا الينا الصراط و الميزان و حساب شيعتنا، و الله لأنا أرحم بكم منكم بأنفسكم، كأني أنظر اليك و رفيقك في درجتك في الجنة [198] . و عنه أيضا: قال: روي أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف

ابن عميرة، عن أبي أسامة قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام: يا زيد كم أتي عليك من سنة؟ قلت: جعلت فداك كذا و كذا سنة، فقال: يا أباأسامة جدد عبادة ربك و أحدث توبة، فبكيت. قال: ما يبكيك يا زيد؟ قلت: نعيت الي نفسي، فقال: يا زيد أبشر فانك من شيعتنا و أنت في الجنة [199] .

انه أري أبابصير أناسا في صورة القردة والخنازير

محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن الحسين، عن عبدالله بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: حججت مع أبي عبدالله عليه السلام، فلما كنا في الطواف قلت له: جعلت فداك يابن رسول الله يغفر الله لهذا الخلق؟ فقال: يا أبابصير ان أكثر من تري قردة و خنازير، قال: فقلت له: أرنيهم، قال: فتكلم بكلمات ثم أمر يده علي بصري فرأيتهم كما قال فقلت له: جعلت فداك رد علي بصري فمر يده فرأيتهم كما كانوا في المرة الأولي، ثم قال: يا أبامحمد أنتم في الجنة تحبرون و بين أطباق النار تطلبون فلا توجدون، و الله لا يجتمع في النار منكم ثلاثة لا و الله و لا اثنان لا و الله و لا واحد [200] . [ صفحه 103] أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال روي محمد بن الحسين، عن عبدالله بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: حججت مع أبي عبدالله عليه السلام: فلما أن كنا في الطواف قلت له: جعلت فداك يابن رسول الله يغفر الله لهذا الخلق؟ فقال: يا أبابصير أكثر من تري قردة و خنازير، قال: قلت له: أرنيهم. قال: فتكلم بكلمات ثم أمر يده علي بصري فرأيتهم كما قال. قلت: رد علي بصري فرأيتهم كما رأيتهم في المرة الأولي، فقال: يا أبامحمد

أنتم في الجنة تحبرون و بين أطباق النار تطلبون فلا توجدون، و الله لا يجتمع منكم ثلاثة لا و الله و لا اثنان لا و الله و لا واحد [201] .

ارتداد بصر أبي بصير

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي أحمد بن محمد، عن العباس، عن حماد بن عيسي، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام: تريد أن تنظر بعينك الي السماء؟ قال: فمسح يده علي عيني، فنظرت الي السماء [202] . قال: و روي محمد بن الحسين، عن موسي بن سعدان، عن أبيه، عن أبي بصير قال: لمست جسد أبي عبدالله عليه السلام و مناكبه، قال: فقال لي: يا أبامحمد تحب أن تراني؟ فقلت: نعم جعلت فداك، فمسح يده علي عيني، فاذا أنا بصير أنظر اليه، فقال: يا أبامحمد لولا شهرة الناس لتركتك بصيرا علي حالتك، و لكن لا يستقيم، قال: فمسح يده علي عيني فاذا أنا كما كنت [203] . علي بن أحمد العقيقي: قال: يحيي بن القاسم الأسدي مولاهم ولد [ صفحه 104] مكفوفا رأي الدنيا مرتين مسح أبو عبدالله عليه السلام علي عينه، و قال: انظر ماذا تري؟ فقال: أري كوة في البيت و قد أرانيها أبوك من قبل [204] . ابن شهرآشوب: عن أبي عروة قال: دخلت مع أبي بصير الي منزل أبي جعفر و أبي عبدالله عليه السلام فقال لي: أتري في البيت كوة قريبة من السقف؟ قلت: نعم و ما علمك بها، قال: أرانيها أبوجعفر [205] .

النواة التي غرسها و أغدقت، و اخراجه الرق من بسرة، و فيه مكتوب التوحيد و الرسالة و أسماء الأئمة الاثني عشر

محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة: قال أخبرنا سلامة بن محمد قال: حدثنا أبوالحسن علي بن عمر المعروف بالحاجي قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي الرازي قال: حدثنا جعفر بن محمد الحسيني قال: حدثني عبيد بن كثير قال: حدثنا أحمد بن موسي الأسدي، عن داود بن كثير قال: دخلت علي أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام بالمدينة فقال لي: ما الذي أبطأ بك

عنا يا داود؟ فقلت: حاجة عرضت بالكوفة، فقال: من خلفت بها؟ قلت: جعلت فداك خلفت بها عمك زيدا، تركته راكبا علي فرس متقلدا مصحفا ينادي بأعلي صوته سلوني سلوني قبل أن تفقدوني!، فبين جوانحي علم جم قد عرفت الناسخ و المنسوخ و المثاني و القرآن المبين و اني العلم بين الله و بينكم! فقال لي: يا داود لقد ذهبت بك المذاهب، ثم نادي يا سماعة بن مهران ائتني بسلة الرطب، فأتاه بسلة فيها رطب، فتناول منها رطبة فأكلها، و استخرج منها النواة من فيه فغرسها في الأرض، ففلقت و أنبتت و أطلعت و أعذقت، فضرب بيده الي بسرة من عذق فشقها، و استخرج منها رقا أبيض [ صفحه 105] ففضه و دفعه الي و قال اقرأه، فقرأته و اذا فيه سطران، السطر الأول لا اله الا الله محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الثاني (ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات و الأرض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم) [206] أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، الحسن بن علي، الحسين بن علي، علي بن الحسين، محمد بن علي، جعفر بن محمد، موسي بن جعفر، علي بن موسي، محمد بن علي، علي بن محمد، الحسن بن علي، الخلف الحجة. ثم قال: يا داود أتدري متي كتب هذا في هذا؟ قلت: الله أعلم و رسوله و أنتم، فقال: قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام و روي هذا الحديث الشيخ المفيد في كتاب الغيبة [207] .

احياء ميت 01

محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبدالعزيز، عن جميل بن دراج قال: كنت عند أبي

عبدالله عليه السلام فدخلت عليه امرأة فذكرت أنها تركت ابنها بالملحفة علي وجهه ميتا، فقال لها: لعله لم يمت، فقومي فاذهبي الي بيتك و اغتسلي و صلي ركعتين و ادعي و قولي يا من وهبه لي و لم يك شيئا، جدد لي هبته ثم حركيه و لا تخبري بذلك احدا، قال: ففعلت و جاءت فحركته، فاذا هو قد بكي [208] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي جميل بن دراج قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فدخلت عليه امرأة، فذكرت أنها تركت ابنها و قد لفته بالملحفة علي وجهه ميتا، فقال لها: لعله لم يمت، فقومي و اذهبي الي بيتك، و اغتسلي و صلي ركعتين و اجزعي و قولي: «يا من وهبه لي و لم يكن [ صفحه 106] شيئا جدد علي ما وهبته لي، ثم حركيه و لا تخبري بذلك أحدا. قال: ففعلت و جاءت فحركته، فاذا هو يبكي [209] . و رواه عن صاحب ثاقب المناقب: عن جميل بن دراج قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فدخلت عليه امرأة و ذكرت أنها تركت ابنها علي وجهه ميتا، فقال له: لعله لم يمت، قومي و اذهبي الي بيتك و اغتسلي و صلي ركعتين و ادعي الله تعالي و قولي يا من وهبه لي و لم يكن شيئا، جدد لي هبتك، ثم حركيه و لا تخبري أحدا بذلك. ففعلت ذلك، ثم جاءت فحركته، فاذا هو قد بكي [210] .

احياء ميت 02

محمد بن الحسن الصفار: عن عبدالله بن محمد، عن محمد بن ابراهيم قال: حدثنا أبومحمد بريد، عن داود بن كثير الرقي قال: حج رجل من أصحابنا، فدخل علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: فداك أبي و

أمي ان أهلي قد توفيت و بقيت وحيدا. فقال أبو عبدالله عليه السلام: أوكنت تحبها؟ قال: نعم جعلت فداك. قال: ارجع الي منزلك، فانك سترجع الي المنزل و هي تأكل شيئا قال: فلما رجعت من حجتي و دخلت منزلي رأيتها قاعدة و هي تأكل [211] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي عبدالله بن محمد، عن محمد بن ابراهيم قال: حدثنا أبومحمد بن يزيد، عن داود بن كثير الرقي قال: حج رجل من أصحابنا، فدخل علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: فداك أبي [ صفحه 107] و أمي ان أهلي قد توفيت و بقيت وحيدا. فقال أبو عبدالله عليه السلام: فكنت تحبها؟ قال: نعم. قال: ارجع الي منزلك، فانك سترجع الي المنزل و هي تأكل. قال: فلما رجعت من حجتي و دخلت منزلي وجدتها قاعدة و هي تأكل [212] . ثاقب المناقب: عن داود بن كثير الرقي قال: حج رجل من أصحابنا فدخل علي أبي عبدالله عليه السلام فقال له: فداك أبي و أمي ان أهلي قد توفيت و بقيت وحيدا. فقال أبو عبدالله عليه السلام أوكنت تحبها؟ قال: نعم. فقال: ارجع الي منزلك، فانها سترجع الي المنزل و ترجع أنت و هي جالسة تأكل. قال: فلما رجعت من حجتي و دخلت المنزل وجدتها قاعدة تأكل، و بين يديها طبق فيه تمر و زبيب [213] . ابن شهرآشوب: عن سعد القمي في بصائر الدرجات: عن داود الرقي قال: حج رجل من أصحابنا، فدخل علي أبي عبدالله عليه السلام فقال له: فداك أبي و أمي ان أهلي توفيت و بقيت وحيدا. فقال أبو عبدالله عليه السلام: أفكنت تحبها؟ قال نعم. فقال: ارجع الي منزلك، فانها سترجع الي المنزل و ترجع أنت و

هي جالسة باذن الله تعالي. قال: فلما رجعت من حجتي دخلت المنزل فوجدتها قاعدة تأكل، و بين يديها طبق عليه تمر و زبيب. و روي حديث جميل بن دراج السابق قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فدخلت عليه امرأة فذكرت أنها تركت ابنها ميتا مسجي بالملحفة، فقال لها: لعله لم يمت، قومي و اذهبي الي بيتك، و اغتسلي و صلي ركعتين، و ادعي الله و قولي و ذكر الحديث [214] . [ صفحه 108]

احياء محمد ابن الحنفية و اقراره بالامامة

ثاقب المناقب: قال السيد أبوهاشم اسماعيل بن محمد الحميري قال: دخلت علي الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام و قلت: يابن رسول الله بلغني أنك قلت في انه ليس علي شي ء، و أنا قد أفنيت عمري في محبتكم و هجرت الناس فيكم في كيت فقال: ألست قائلا في محمد ابن الحنفية - رضي الله عنه -: حتي متي؟ و الي متي؟ و كم المدي؟ يابن الوصي و أنت حي ترزق تثوي برضوي لا تزال و لا تري و بنا اليك من الصبابة أولق؟! و أن محمد ابن الحنفية قام بشعب رضوي أسد عن يمينه و نمر عن شماله، يؤتي برزقه بكرة و عشية، ويحك ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و عليا و الحسن و الحسين عليهم السلام كانوا خيرا منه، و قد ذاقوا الموت. قال: فهل لك علي ذلك من دليل؟ قال: نعم ان أبي أخبرني أنه كان قد صلي عليه و حضر دفنه و أنا أريك آية فأخذ بيده و مضي به الي قبر و ضرب بيده عليه و دعا الله تعالي، فانشق القبر عن رجل أبيض الرأس و اللحية، فنفض التراب عن رأسه و وجهه

و هو يقول: يا أباهاشم، أتعرفني؟ قال: لا. قال: أنا محمد ابن الحنفية، ان الامام بعد الحسين: علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم هذا. ثم أدخل رأسه في القبر و انضم عليه القبر. و قال اسماعيل بن محمد عند ذلك: تجعفرت باسم الله و الله أكبر و أيقنت أن الله يعفو و يغفر و دنت بدين غير ما كنت دائنا به و نهاني سيد الناس جعفر فقلت له: هبني تهودت برهة و الا فديني دين من يتنصر [215] . ابن شهرآشوب: عن داود الرقي: بلغ السيد الحميري أنه ذكر عند الصادق عليه السلام فقال: السيد كافر فأتاه و قال: يا سيدي أنا كافر مع شدة حبي [ صفحه 109] لكم و معاداتي الناس فيكم؟ قال: و ما ينفعك ذاك و أنت كافر بحجة الدهر و الزمان، ثم أخذ بيده و أدخله بيتا فاذا في البيت قبر فصلي ركعتين، ثم ضرب بيده علي القبر فصار القبر قطعا، فخرج شخص من قبره ينفض التراب عن رأسه و لحيته، فقال له الصادق عليه السلام: من أنت؟ قال: أنا محمد بن علي المسمي بابن الحنفية. فقال: فمن أنا؟ قال: جعفر بن محمد حجة الدهر و الزمان، فخرج السيد يقول: تجعفرت باسم الله فيمن تجعفرا [216] . أبوعلي الطبرسي في اعلام الوري: قال: وجدت في كتاب كمال الدين للشيخ أبي جعفر بن بابويه - رضي الله عنه -: حدثنا عبدالواحد بن محمد العطار قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال: حدثنا حمدان بن سليمان، عن محمد بن اسماعيل ابن بزيع، عن حيان السراج قال: سمعت السيد بن محمد الحميري يقول: كنت أقول بالغلو و أعتقد غيبة محمد ابن الحنفية قد

ضللت في ذلك زمانا، فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد عليه السلام، فأنقذني من النار و هداني الي سواء الصراط، فسألته بعدما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله علي خلقه و أن الامام الذي افترض الله طاعته فقلت له: يابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في الغيبة و صحة كونها، فأخبرني بمن تقع؟ فقال عليه السلام: ان الغيبة ستقع بالسادس من ولدي و هو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أولهم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، و آخرهم القائم بالحق بقية الله في الأرض و صاحب الزمان، و الله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه، لم يخرج من الدنيا حتي يظهر، فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا. قال السيد: فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق عليه السلام تبت الي الله تعالي علي يديه، و قلت قصيدتي التي أولها: [ صفحه 110] تجعفرت باسم الله و الله أكبر و أيقنت أن الله يعفو و يغفر و دنت بدين غير ما كنت دائنا به و نهاني سيد الناس جعفر فقلت هب أني قد تهودت برهة و الا فديني دين من يتنصر فاني الي الرحمن من ذاك تائب و اني قد أسلمت و الله أكبر فلست بغال ما حييت و راجع الي ما عليه كنت أخفي و أضمر و لا قائلا حي برضوي محمد و ان عاب جهال مقالي و أكثروا و لكنه ممن مضي لسبيله علي أفضل الحالات يقفي و يخبر مع الطيبين الطاهرين الألي لهم من المصطفي فرع زكي و عنصر الي آخرها و قلت

بعد ذلك: أيا راكبا نحو المدينة جسرة عذافرة يطوي بها كل سبسب [217] . اذا ما هداك الله عاينت جعفرا فقل لولي الله و ابن المهذب ألا يا أمين الله و ابن أمينه أتوب الي الرحمن ثم تأوبي اليك من الأمر الذي كنت مطنبا أحارب فيها جاهدا كل معرب و ما كان قولي في ابن خولة ذائب معاندة مني لنسل المطيب و لكن روينا عن وصي نبينا و ما كان فيما قاله بالمكذب بأن ولي الأمر يفقد لا يري سنين كفعل الخائف المترقب فتقسم أموال الفقيد كأنما تغيبه بين الصفيح المنصب فيمكث حينا ثم يشرق شخصه مضيئا بنور العدل اشراق كوكب يسير بنصر الله من بيت ربه علي سؤدد منه و أمر مسبب يسير الي أعدائه بلوائه فيقتلهم قتلا كحران مغضب فلما روي أن ابن خولة غائب صرفنا اليه قوله لم نكذب و قلنا هو المهدي و القائم الذي يعيش به من عدله كل مجذب فان قلت لا فالقول قولك و الذي أمرت فحتم غير ما متعتب [ صفحه 111] و أشهد ربي أن قولك حجة علي الناس طرا من مطيع و مذنب بأن ولي الأمر و القائم الذي تطلع نفسي نحوه بتطرب له غيبة لا بد أن يغيبها فصلي عليه الله من متغيب فيمكث حينا ثم يظهر حينه فيملأ عدلا كل شرق و مغرب بذاك أدين الله سرا و جهرة و لست و ان عوتبت فيه بمعتب قال و كان حيان السراج الراوي لهذا الحديث من الكيسانية، و كان السيد ابن محمد بلا شك كيسانيا قبل ذلك يزعم أن ابن الحنفية هو المهدي و أنه مقيم في جبال رضوي و شعره مملوء بذلك فمن ذلك قوله: ألا ان

الأئمة من قريش ولاة الأمر أربعة سواء علي و الثلاثة من بنيه هم أسباطنا و الأوصياء فسبط سبط ايمان و بر و سبط غيبته كربلاء و سبط لا يذوق الموت حتي يعود الجيش يقدمه اللواء يغيب لا يري عنا زمانا برضوي عنده عسل و ماء و قوله: أيا شعب رضوي ما لمن بك لا يري و بنا اليه من الصبابة أولق حتي متي؟ و الي متي؟ و كم المدي يابن الوصي و أنت حي ترزق اني أؤمل أن أراك و انني من أن أموت و لا أراك لأفرق و قوله: ألا حي المقيم بشعب رضوي و أهد له بمنزله السلاما و قل يابن الوصي فدتك نفسي أطلت بذلك الجبل المقاما تمر بمعشر و ألوف منا و سموك الخليفة و الاماما فما ذاق ابن خولة طعم موت و لا وارت له أرض عظاما و في شعره الذي ذكرناه دليل علي رجوعه عن ذلك المذهب و قبوله امامة الصادق عليه السلام و منه أيضا دليل علي انه عليه السلام دعاه الي امامته و علي صحة [ صفحه 112] القول بغيبة صاحب الزمان عليه السلام [218] .

انه رأي أباه بعد الموت و سلم عليه في الصحراء

محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن عيسي، عن ابراهيم بن أبي البلاد، عن عبيد بن عبدالرحمن الخثعمي، عن أبي ابراهيم عليه السلام قال: خرجت مع أبي الي بعض أمواله، فلما برزنا الي الصحراء استقبله شيخ أبيض الرأس و اللحية فسلم عليه، فنزل اليه فجعلت أسمعه يقول له: جعلت فداك، ثم جلسا فتساءلا طويلا، ثم قام الشيخ و انصرف و ودع أبي، و قام ينظر في قفاه حتي تواري عنه، فقلت لأبي: من هذا الشيخ الذي سمعتك تقول له ما لم تقله لأحد؟ قال هذا أبي [219]

.

احياء ميت 03

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني محمد بن هارون بن موسي قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبوعلي محمد بن همام قال: حدثني أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم، عن أبيه، عن بعض رجاله، عن محمد بن سفيان، عمن حدثه، عن جابر بن يزيد قال: كنت مع أبي عبدالله عليه السلام جالسا، اذ دخل عليه رجل من أهل خراسان فقال له: جعلت فداك اني قدمت أنا و أمي قاضيين لحقك، و ان أمي ماتت دونك. قال: اذهب فائت بأمك. قال جابر: فما رأيت أشد تسليما منه ما رد علي أبي عبدالله عليه السلام حتي مضي فجاء بأمه، فلما رأت أبا عبدالله عليه السلام قالت: هذا الذي أمر ملك الموت بتركي، ثم قالت: يا سيدي أوصني. قال: عليك بالبر [ صفحه 113] للمؤمنين، فان الانسان يكون عمره ثلاثين سنة فيكون بارا فيجعله ثلاثة و ستين سنة، و ان الانسان يكون عمره ثلاثة و ستين سنة فيكون غير بار فيبتر الله عمره فيجعلها ثلاثين [220] .

احياء ميت 04

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبوالمفضل محمد بن عبدالله قال: حدثني أبوعلي محمد بن همام قال: حدثني عبدالله بن محمد قال: حدثنا محمد ابن الحسين، عن عبدالله بن يزيد، عن حماد، عن أبيه، عن عمر، عن بكر بن أبي بكر، عن شيخ من أصحابنا قال: اني لعند أبي عبدالله عليه السلام اذ دخل عليه رجل فقال له: جعلت فداك ان أبي مات و كان من أنصب الناس، فبلغ من بغضه و عداوته أن كتم ماله مني في حياته بعد وفاته، و لست أشك أنه قد ترك مالا كثيرا. فقال أبو عبدالله عليه السلام: أما أنت و الله مهني ء لنا

و اني أريد سفرا. فقال له: جعلت فداك كل مالي لك. فقال له: لا لك ذلك و لكن هيي ء لنا سفرة. قال: و كان صاحب هذا الحديث يعرف صاحب السفرة، فختم له أبو عبدالله عليه السلام خاتما و قال له: اذهب بهذا الخاتم الي برهوت، فان روحه صارت الي برهوت و سمي له صاحب برهوت، ثم قال له: ناد صاحب برهوت باسمه ثلاث مرات فانه سيجيبك، فأتي برهوت فنادي صاحبه باسمه ثلاث مرات، فأجابه في الثالثة لبيك و ظهر له فناوله الطينة، فأخذها و قبلها و وضعها علي عينه، ثم قال له: جئت من عند من فضله الله و أمر بطاعته، قال ما حاجتك؟ قال الرجل: فأخبرته، فقال له: انه يجيئك في غير صورته فتخيل لي في صورة خبيثة، فما شعرت اذ هو قد جاءني و السلاسل في عنقه، فقال: يا بني و بكي فعرفته حين تكلم قلت له: قد كنت أقول لك [ صفحه 114] و أنهاك عما كنت فيه، فقال: اني حصلت علي الشقاء، ثم قال لي: ما حاجتك؟ قلت: حاجتي المال الذي خلفته. قال: في المسجد الذي كنت تراني أصلي فيه أحفر حتي تبلغ قدر ذراعين أو ثلاثة، فان فيه أربعة آلاف دينار. قلت له: لعلك تكذبني؟ فقال لي: هيهات هيهات لقد جئت من عند من مسلكه الله و أمره أعظم مما تذهب اليه. فقال الرجل: قال لي صاحب برهوت: أتوصيني بشي ء؟ قلت: أوصيك أن تضاعف عليه العذاب. فقال أبو عبدالله عليه السلام: أما لو رققت عليه لنفعه الله به و خفف عنه العذاب [221] .

طاعة الجن و علمه بالألف الدينار و احياء ميت

الراوندي: قال: ان عيسي بن مهران قال: كان رجل من أهل خراسان من ماوراء النهر، و كان

موسرا، و كان محبا لأهل البيت عليهم السلام، و كان يحج في كل سنة، و قد وظف علي نفسه لأبي عبدالله عليه السلام في كل سنة ألف دينار من ماله، و كانت تحته ابنة عم له تساويه في اليسار و الديانة مثله، فقالت في بعض السنين: يابن عم حج بي في هذه السنة فأجابها الي ذلك، فتجهزت للحج، و حملت لعيال أبي عبدالله عليه السلام و بناته من فواخر ثياب خراسان، و من الجوهر و غيره أشياء كثيرة خطيرة، و أعد زوجها ألف دينار التي أعدها لأبي عبدالله عليه السلام في كيس، و جعل الكيس في ربعة فيها حلي بنت عمه و طيبه، و شخص يريد المدينة، فلما وردها صار الي أبي عبدالله عليه السلام فسلم عليه و أعلمه أنه حج بأهله، و سأل الاذن لابنة عمه في المصير الي منزله للتسليم علي أهله و بناته، فأذن لها أبوعبدالله عليه السلام في ذلك، فصارت اليهم و فرقت ما حملت عليهم و أجملت و أقامت عندهم يوما و انصرفت. فلما كان من الغد قال لها زوجها: أخرجي تلك الربعة لتسليم الألف دينار الي أبي عبدالله عليه السلام. [ صفحه 115] فقالت: هي في موضع كذا، فأخذها و فتح القفل فلم يجد الدنانير و كان فيها حليها و ثيابها، فاستقرض ألف دينار من أهل بلده و رهن الحلي عندهم علي ذلك و صار الي أبي عبدالله عليه السلام. فقال: قد وصلت الينا الألف. قال: يا مولاي و كيف ذلك و ما علم بمكانها غيري و غير بنت عمي؟ فقال: مستنا ضيقة فوجهنا من أتي بها من شيعتي من الجن، فاني كلما أريد أمرا بعجلة أبعث واحدا منهم في ذلك. فزاد ذلك في بصيرة الرجل و

سر به و استرجع الحلي ممن رهنه ثم انصرف الي منزله، فوجد امرأته تجود بنفسها، فسأل عن خبرها. فقالت خادمتها أصابها وجع في فؤادها فهي علي هذه الحالة فغمضها و سجاها و شد حنكها و تقدم في اصلاح ما تحتاج اليه من الكفن و الكافور و حفر قبرها، و صار الي أبي عبدالله عليه السلام فأخبره و سأله أن يتفضل بالصلاة عليها. فقام عليه السلام فصلي ركعتين و دعا، ثم قال للرجل: انصرف الي رحلك، فان أهلك لم تمت، و ستجدها في رحلك تأمر و تنهي و هي في حال سلامة، فرجع الرجل، فأصابها كما وصف أبو عبدالله عليه السلام، ثم خرج يريد مكة، و خرج أبو عبدالله عليه السلام أيضا للحج، فبينا المرأة تطوف بالبيت اذ رأت أبا عبدالله عليه السلام يطوف و الناس قد حفوا به فقالت لزوجها: من هذا الرجل؟ قال: هذا أبو عبدالله عليه السلام قالت و الله هذا الرجل الذي رأيته يشفع الي الله حتي رد روحي في جسدي و لم تكن رأته قبل [222] .

طاعة ملك الموت له

الراوندي: قال: ان صفوان بن يحيي قال: قال لي العبدي: قالت أهلي لي: قد طال عهدنا بالصادق عليه السلام فلو حججنا و جددنا به العهد. [ صفحه 116] فقلت لها: و الله ما عندي شي ء أحج به، فقالت: عندنا كسوة و حلي، فبع ذلك و تجهز به. ففعلت، فلما صرنا بقرب المدينة مرضت مرضا شديدا فأشرفت علي الموت فلما دخلنا المدينة خرجت من عندها و أنا آيس منها، فأتيت الصادق عليه السلام و عليه ثوبان ممصران [223] فسلمت عليه، فأجابني و سألني عنها، فعرفته خبرها و قلت: اني خرجت و قد أيست منها. فأطرق مليا. ثم قال: يا عبدي أنت حزين

بسببها؟ قلت: نعم. قال: لا بأس عليها، فقد دعوت الله لها بالعافية، فارجع اليها فانك تجدها قد فاقت و هي قاعدة، و الخادمة تلقمها الطبرزد [224] ، قال: فرجعت اليها مبادرا، فوجدتها قد أفاقت و هي قاعدة، و الخادمة تلقهما الطبرزد. فقلت: ما حالك؟ قالت قد صب الله علي العافية صبا و قد اشتهيت هذا السكر، فقلت: قد خرجت من عندك آيسا، فسألني الصادق عليه السلام عنك فأخبرته بحالك، فقال: لا بأس عليها ارجع اليها فهي تأكل السكر. قالت، خرجت من عندي و أنا أجود بنفسي، فدخل علي رجل عليه ثوبان ممصران قال: ما لك؟ قلت: أنا ميتة، و هذا ملك الموت قد جاء يقبض روحي. فقال: يا ملك الموت. قال: لبيك أيها الامام. قال: ألست أمرت بالسمع و الطاعة لنا؟ قال: بلي. قال: فاني آمرت أن تؤخر أمرها عشرين سنة. قال: السمع و الطاعة. قالت: فخرج هو و ملك الموت من عندي فأفقت من ساعتي [225] .

احياء ميت 05

ثاقب المناقب: قال: حدث داود الرقي، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام [ صفحه 117] اذ دخل عليه شاب يبكي و قال: اني نذرت أن أحج بأهلي، فلما دخلت المدينة ماتت. قال: اذهب، فانها لم تمت. قال: ماتت و سجيتها! قال: اذهب، فانها لم تمت فخرج و رجع ضاحكا و قال: دخلت عليها و هي جالسة، قال: يا داود، أو لم تؤمن؟ قال: بلي، و لكن ليطمئن قلبي. فلما كان يوم التروية قال لي: يا داود قد اشتقت الي بيت ربي فقلت: يا سيدي، هذا عرفات! قال: اذا صليت العشاء الآخرة فأرحل لي ناقتي و شد زمامها» ففعلت، و خرج و قرأ (قل هو الله أحد) و

(يس) ثم استوي علي ظهر ناقته، و أردفني خلفه، فسرنا هدءا من الليل [226] ، و قعد في موضع ما كان ينبغي، فلما طلع الفجر، قام فأذن و أقام، و أنا عن يمينه، فقرأ في أول ركعة (الحمد لله رب العالمين) (و الضحي) و في الثانية (الحمد لله رب العالمين) و (قل هو الله أحد) و قنت، ثم سلم و جلس، فلما طلعت الشمس مر الشاب و معه المرأة فقالت لزوجها هذا الذي شفع الي الله في احيائي [227] .

احياء ميت 06

البرسي: بالاسناد يرفعه عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: مررت بامرأة تبكي بمني و حولها صبيان يبكون، فقلت لها: يا أمة الله ما يبكيك؟ قالت: يا عبدالله ان لي صبية أيتاما و كانت لي بقرة و قد ماتت، و قد كانت لنا كالأم الشفيقة نعمل عليها، و نأكل منها و قد بقيت بعدها مقطوعا بي و بأولادي لا حيلة لنا عليها، فقال: يا أمة الله أتحبين أن أحييها لك فألهمها الله تعالي أن قالت: نعم يا عبدالله، فتنحي عنها و صلي ركعتين، ثم رفع يده هنيئة و حرك شفتيه، ثم قام فمر بالبقرة فنخسها نخسة برجله، و قال لها: [ صفحه 118] قومي باذن الله تعالي فاستوت قائمة باذن الله تعالي علي الأرض، فلما نظرت المرأة الي البقرة قامت و صاحت: وا عجبا من تكون يا عبدالله، قال: فجاء الناس فاختلط بينهم و مضي عليه السلام [228] . الراوندي: قال: روي عن المفضل بن عمر قال: كنت أمشي مع أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام بمكة أو بمني اذ مررنا بامرأة بين يديها بقرة ميتة، و هي مع صبية لها تبكيان فقال عليه السلام لها:

ما شأنك؟ قالت: كنت أنا و صبياني نعيش من هذه البقرة و قد ماتت، و قد تحيرت في أمري. قال: أفتحبين أن يحييها الله لك؟ قالت: أو تسخر مني مع مصيبتي قال: كلا ما أردت ذلك، ثم دعا بدعاء ثم ركضها برجله و صاح بها، فقامت البقرة مسرعة سوية، فقالت: عيسي ابن مريم و رب الكعبة. فدخل الصادق عليه السلام بين الناس، فلم تعرفه المرأة [229] .

احياء الطيور الأربعة المذبوحة

الراوندي: قال: روي عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند الصادق عليه السلام مع جماعة فقلت: قول الله تعالي لابراهيم (فخذ أربعة من الطير فصرهن) [230] أو كانت أربعة من أجناس مختلفة؟ أو من جنس واحد؟ فقال: أتحبون أن أريكم مثله؟ قلنا: بلي. قال: يا طاووس فاذا طاووس طار الي حضرته، ثم قال: يا غراب. فاذا غراب بين يديه، ثم قال: يا بازي. فاذا بازي بين يديه، ثم قال: يا حمامة. فاذا حمامة بين يديه، ثم أمر بذبحها كلها و تقطيعها و نتف ريشها، و أن يخلط ذلك كله بعضه ببعض. ثم أخذ برأس الطاووس فقال: يا طاووس، فرأينا لحمه و عظامه و ريشه يتميز من غيرها [ صفحه 119] حتي التزق ذلك كله برأسه، و قام الطاووس بين يديه حيا، ثم صاح بالغراب كذلك و بالبازي و الحمامة مثل ذلك، فقامت كلها أحياء بين يديه [231] . ثاقب المناقب: عن يونس بن ظبيان قال: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام أنا و المفضل بن عمر و أبوسلمة السراج و الحسين بن ثوير بن أبي فاختة، فسألنا أبا عبدالله عليه السلام عن قول ابراهيم عليه السلام (رب أرني كيف تحي الموتي) - الي قوله - (فخذ أربعة من الطير فصرهن اليك) [232] قال

أبوعبدالله عليه السلام أتريدون أن أريكم ما أري ابراهيم عليه السلام؟ فقلنا: نعم. فقال: يا طاووس يا باز يا غراب يا ديك، فاذا نحن بطاووس و باز و غراب و ديك، فقطعهن و فرق لحمهن علي الجبال، ثم دعاهن فاذا العظام تتطاير بعضها الي بعض و اللحم الي اللحم و العصب الي العصب، حتي عادت كما كانت باذن الله تعالي. قال أبو عبدالله عليه السلام: قد أريتكم ما أري ابراهيم و قومه و قد أعطينا من الكرامة ما أعطي عليه السلام [233] .

اخباره بالغائب و احياؤه الفروة

الراوندي: قال: ان أباالصلت الهروي روي عن الرضا عليه السلام أنه قال: قال لي أبي موسي عليه السلام: كنت جالسا عند أبي عليه السلام اذ دخل عليه بعض أوليائنا، فقال: بالباب ركب كثير يريدون الدخول عليك. فقال لي: أنظر من بالباب. فنظرت الي جمال كثيرة عليها صناديق، و رجل راكب فرسا، فقلت: من الرجل؟ قال: رجل من السند و الهند، أردت الامام جعفر بن محمد عليهماالسلام، فأعلمت والدي بذلك. فقال: لا تأذن للنجس الخائن، فأقام بالباب مدة مديدة فلا يؤذن له حتي شفع يزيد بن سليمان، و محمد بن سليمان [ صفحه 120] فأذن له، فدخل الهندي و جثي بين يديه عليه السلام فقال: أصلح الله الامام، أنا رجل من بلد الهند من قبل ملكها، بعثني اليك بكتاب مختوم، ولي بالباب حول، لم تأذن لي فما ذنبي؟ أهكذا يفعل الأنبياء؟ قال: فطأطأ رأسه ثم قال: (و لتعلمن نبأه بعد حين) [234] و ليس مثلك من يطأ مجالس الأنبياء قال موسي عليه السلام فأمرني أبي بأخذ الكتاب و فكه فكان فيه: بسم الله الرحمن الرحيم الي جعفر بن محمد الصادق الطاهر من كل نجس من ملك الهند. أما بعد فقد هداني

الله علي يديك، و انه أهدي الي جارية لم أر أحسن منها و لم أجد أحدا يستأهلها غيرك، فبعثتها اليك مع شي ء من الحلي و الجوهر و الطيب، ثم جمعت وزرائي فاخترت منهم ألف رجل يصلحون للأمانة، و اخترت من الألف مائة، و اخترت من المائة عشرة، و اخترت من العشرة واحدا و هو ميزاب بن حباب لم أر أوثق منه، فبعثت علي يده هذه الجارية و الهدية. فقال جعفر عليه السلام: ارجع أيها الخائن، ما كنت بالذي أتقبلها، لأنك خائن فيما ائتمنت عليه، فحلف أنه ما خان. فقال عليه السلام: ان شهد بعض ثيابك عليك بما خنت تشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله؟ قال: أو تعفيني من ذلك؟ قال: اكتب الي صاحبك بما فعلت. قال الهندي: ان كنت فعلت شيئا فأكتب، و كان عليه فروة فأمره بخلعها، ثم قام الامام عليه السلام فركع ركعتين، ثم سجد. قال موسي عليه السلام: فسمعته في سجوده، يقول: اللهم اني أسألك بمعاقد العز من عرشك، و منتهي الرحمة من كتابك أن تصلي علي محمد صلي الله عليه و آله و سلم عبدك و رسولك و أمينك في خلقك و آله، و أن تأذن لفرو هذا الهندي أن يتكلم بلسان عربي مبين يسمعه من في المجلس من أوليائنا، ليكون ذلك عندهم آية من آيات اهل البيت، فيزدادوا ايمانا مع ايمانهم. [ صفحه 121] ثم رفع رأسه فقال: أيها الفرو تكلم بما تعلم من هذا الهندي قال موسي عليه السلام: فانتفضت الفروة و صارت كالكبش، و قالت: يابن رسول الله ائتمنه الملك علي هذه الجارية و ما معها، و أوصاه بحفظها حتي اذا صرنا الي بعض الصحاري، أصابنا المطر و

ابتل جميع ما معنا، ثم احتبس المطر و طلعت الشمس، فنادي خادما كان مع الجارية يخدمه يقال له بشر و قال له: لو دخلت هذه المدينة فأتيتنا بما فيها من الطعام، و دفع اليه دراهم، و دخل الخادم المدينة، فأمر الميزاب هذه الجارية أن تخرج من قبتها الي مضرب قد نصب لها في الشمس، فخرجت و كشفت عن ساقيها اذ كان في الأرض وحل و نظر هذا الخائن اليها وراودها عن نفسها، فأجابته، و فجر بها وخانك. فخر الهندي علي الأرض و قال: ارحمني فقد أخطأت، و أقر بذلك، ثم صار فروة كما كانت، و أمره أن يلبسها، فلما لبسها انضمت في حلقه و خنقته حتي اسود وجهه. فقال الصادق عليه السلام: أيها الفرو خل عنه، حتي يرجع الي صاحبه، فيكون هو أولي به منا فانحل الفرو و قال عليه السلام: خذ هديتك و ارجع الي صاحبك فقال الهندي: الله الله يا مولاي في، فانك ان رددت الهدية خشيت أن ينكر ذلك علي، فانه شديد العقوبة فقال: أسلم حتي أعطيك الجارية، فأبي فقبل الهدية ورد الجارية. فلما رجع الي الملك رجع الجواب الي أبي عليه السلام بعد أشهر فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم الي جعفر بن محمد الامام عليه السلام من ملك الهند: أما بعد فقد كنت أهديت اليك جارية فقبلت مني ما لا قيمة له، و رددت الجارية فأنكر ذلك قلبي، و علمت أن الأنبياء و أولاد الأنبياء معهم فراسة، فنظرت الي الرسول بعين الخيانة، فاخترعت كتابا و أعلمته أنه جاءني منك بخيانة و حلفت أنه لا ينجيه الا الصدق، فأقر بما فعل و أقرت الجارية بمثل ذلك، و أخبرت بما كان من أمر الفرو و تعجبت

من ذلك و ضربت عنقها و عنقه، و أنا أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله و اعلم أني واصل علي أثر الكتاب. فما أقام الا مدة يسيرة حتي ترك [ صفحه 122] ملك الهند و أسلم و حسن اسلامه [235] . و الذي في كتاب ثاقب المناقب: عن أبي الحسن علي بن محمد التقي عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر عليهم السلام قال في حديث طويل أنا أختصره: ان ملك الهند بعث بجارية رائعة الجمال الي أبي جعفر بن محمد عليه السلام مع بعض تحف و هدايا كثيرة، و كتب اليه: بسم الله الرحمن الرحيم. من ملك الهند الي جعفر بن محمد الطاهر من كل نجس. أما بعد، هداني الله علي يدك فاني أهدي الي بعض عمالي جارية لم أر أحسن منها حسنا و لا أجمل منها جمالا، و لا أعظم منها خطرا، و لا أعقل منها عقلا، و لا أكمل منها كمالا أن أتخذ منها ولدا يكون له الملك بعدي فنظرت اليها فأعجبتني و أعجبني شأنها، فأقامت بين يدي يوما و ليلة أفكر فيها و في جلالتها، فلم أر أحدا يستأهلها غيرك، فبعثت بها اليك مع شي ء من الحلي و الحلل و الجواهر و الطيب، ثم جمعت من جميع وزرائي و عمالي و أمنائي فاخترت منهم ألف رجل يصلحون للأمانة، و اخترت من الألف مائة، و من المائة عشرة، و من العشرة واحدا و هو ميزاب بن جنان لم أجد في مملكتي رجلا أعقل منه و لا أشجع، فبعثت علي يده هذه الهدية، و هذه الجارية. فلما وصل الرجل بما بعث

معه اليه و دخل بعد دفع كثير و استشفاع قال له: ارجع أيها الخائن من حيث جئت بهديتك فقال: أبعد شقة بعيدة و مشقة شديدة و اقامة حول الباب لا تقبل هدية الملك؟! فقال: ليس لك عندي جواب، ما كنت بالذي أقبلها لأنك خائن فيما أتيت به و ائتمنت عليه» فقال: لا و الله لا خنتك و لا خنت الملك. فقال عليه السلام: فان شهد عليك بالخيانة بعض ثيابك تقر بالاسلام؟ قال: أو تعفيني عن ذلك و تسأل بما أحببت من بعد؟ فأمر به فخلع من أعلاه فرو، ثم أمر به فبسط في ناحية الدار، ثم [ صفحه 123] قام عليه السلام فصلي ركعتين فأطال في الركوع و السجود، و دعا بما أحب، ثم رفع رأسه، و قد علاه نور و قال: أيها الفرو الطائع لله تعالي تكلم بما تعلم منه، وصف لنا ما جني، فانبسط الفرو ثم انقبض و انضم حتي صار كالكبش الفاضل البازل [236] فسمعه من في المجلس و هو يقول: يابن رسول الله الصادق، بعث اليك ملك الهند هذا الرجل و ائتمنه علي هذه الجارية و ما معه من المال، و أوصاه بحفظهما و حياطتهما فلم يزل علي ذلك حتي صرنا الي بعض الصحاري فأصابنا المطر حتي ابتل جميع ما معنا، فأقمنا في ذلك الموضع شهرا كاملا حتي طلعت الشمس و احتبس المطر، و علقنا ما معنا علي الحجر و الأشجار، فنادي خادما كان مع الجارية يخدمها يقال له: بشير، فقال: يا بشير لو دخلت هذه المدينة فأتيتنا بما فيها من الطعام الي أن تجف رواحلنا كنا قد أكلنا من طعام هذه المدينة، فدفع اليه دراهم كثيرة و دخل الخادم المدينة. فأمر ميزاب

هذه الجارية أن تخرج من خيمتها الي مضرب قد نصب لها في الشمس و قال لها: لو خرجت الي هذا المضرب و نظرت الي هذه الأشجار و هذه المدينة التي قد أشرفنا عليها. فخرجت الجارية فاذا في الأرض وحل فكشفت عن ساقيها و سقط خمارها، فنظر الخائن اليها و الي حسنها و جمالها فراودها عن نفسها فأجابته، فبسطني في الأرض و أفرش علي الجارية و فجر بها و خانك يابن رسول الله، و هذا ما كان من قصته و قصتها، و أنا أسألك بالذي جمع لك خير الدنيا و الآخرة الا سألت الله تعالي ألا يعذبني بالنار لفجورهما علي تنجيسهما اياي. قال موسي عليه السلام: فبكي الصادق عليه السلام و بكيت و بكي من في المجلس و اصفرت ألوانهم، قال: ففزع الميزاب و أخذته رعدة شديدة و خوف، فخر ساجدا لله و قال: قد علمت أن جدك كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما فارحمني رحمك الله، وليكن لك أسوة بأخلاق جدك، فلم يعلم الملك بما كان حالي و قصتي، و قد أخطأت. فقال عليه السلام: لا رحمتك أبدا [ صفحه 124] و لا تعطفت عليك الا أن تقر بما جنيت، قال: فأقر الهندي بما أخبرت به الفروة، قال: فلما لبسها و صارت في عنقه انضمت في حلقه و خنقته حتي اسود وجهه، فقال الصادق عليه السلام: أيها الفرو خل عنه فقالت الفرو: أسألك بالذي جعلك اماما الا أذنت لي أن أقتله، فقال له: خل عن النجس حتي يرجع الي صاحبه فيكون أولي به منا. و في الحديث طول اقتصرنا منه علي موضع الحاجة، فمن أراد الجميع طلبه في موضعه فانه مشهور [237] . و في رواية ابن شهرآشوب: قال: روي في

المعجزات أنه استؤذن عليه لوافد ملك الهند ميزاب فأبي فبقي سنة محجوبا، فشفع فيه محمد بن سليمان الشيباني و أخوه يزيد، فأمر الصادق عليه السلام بطي الحصر، فلما دخل ميزاب الهندي برك علي ركبتيه و قال: أصلح الله الامام حجبتني سنة أهكذا تفعل أولاد الأنبياء؟ فأطرق عليه السلام رأسه ثم رفعه و قال: (و لتعلمن نبأه بعد حين) [238] ثم قرأ الكتاب فاذا فيه: أما بعد فقد هدانا الله علي يديك و جعلنا من مواليك و قد وجهنا نحوك بجارية ذات حسن و جمال و خطر و بصر مع شي ء من الطيب و الحلل و الحلي علي يد أميني. فقال له الامام عليه السلام: ارجع يا خائن الي من بعثك بهداياه، قال: أبعد سنة هذا جوابي؟ قال: هذا جوابك عندي، قال: و لم؟ قال: لخيانتك ثم أمر بفروته أن تبسط علي الأرض، ثم صلي ركعتين ثم سجد و قال في سجوده: اللهم اني أسألك بمعاقد العز من عرشك و منتهي الرحمة من كتابك أن تصلي علي محمد عبدك و رسولك و أمينك في خلقك و أن تنطق فروة هذا الهندي بلسان عربي مبين، ثم رفع رأسه، و قال: أيها الفرو الطائع لرب العالمين تكلم بما تعلم من هذا الهندي، و صف لنا ما [ صفحه 125] جني. قال: فانبسطت حتي ضاق عليها المكان، ثم قلصت [239] حتي صارت كشاة ثم قالت: يابن رسول الله ان الملك استأمنه عليها و كان أمينا حتي مطر عليهم و ابتل ثيابهم، فأنفذ خدامه الي شراء شي ء لينشف الثياب، فخرجت الجارية مكشوفة ساقيها، فهواها و ما زال يكايدها حتي باضعها علي فأسألك أن تجيرني من النار من فساد هذا الزاني، فجعل ميزاب يرتعد

و يستعفي، فقال: لا أعفو عنك الا أن تقر بما جنيت، فأقر بجميع ذلك، فأمره أن يلبس الفروة، فلما لبسها خنق عليه حتي اسود عنقه، فأمرها عليه السلام أن تخلي عنه، ثم أمره أن يردها الي صاحبها، فلما ردها اليه خوفها الملك فذكرت له ما كان من الفروة فضرب عنق ميزاب [240] .

اخباره بالغائب 16

ابن شهرآشوب: قال: في كتاب الدلالات بثلاثة طرق، عن الحسين ابن أبي العلاء، و علي بن أبي حمزة و أبي بصير قالوا: دخل رجل من أهل خراسان علي أبي عبدالله عليه السلام فقال له: جعلت فداك ان فلان ابن فلان بعث معي بجارية و أمرني أن أدفعها اليك قال: لا حاجة لي فيها و انا أهل بيت لا يدخل الدنس بيوتنا، فقال له الرجل: جعلت فداك لقد أخبرني أنها مولدة بيته و أنها ربيبته في حجره قال: انها قد فسدت عليه قال: لا علم لي بهذا، فقال أبو عبدالله عليه السلام: و لكني أعلم أن هذا هكذا [241] . [ صفحه 126]

اخباره بالغائب 17

محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة قال: كنت أنا و عبدالواحد بن المختار و سعيد بن لقمان و معنا عمر بن شحرة الكندي عند أبي عبدالله عليه السلام فقام عمر يخرج، فقال أبو عبدالله عليه السلام: من هذا؟ فقالا له: عمر بن شحرة، و أثنينا عليه و ذكرنا من حاله و ورعه و حبه لاخوانه و بذله و صنيعه اليهم قال: فقال لهما أبو عبدالله عليه السلام: ما أري لكما علما بالناس، اني لأكتفي من الرجل باللحظة، ان ذا من أخبث الناس - أو قال من شر الناس - قال: فكان عمر بعد ما نزع عن محرم الله الا ركبه [242] .

علمه بما في النفس 08

محمد بن الحسن الصفار: قال: حدثني عبدالله، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن ابن سنان، عن علي بن أبي حمزة قال: دخلت أنا و أبوبصير علي أبي عبدالله عليه السلام فبينا نحن قعود اذ تكلم أبو عبدالله عليه السلام بحرف فقلت أنا في نفسي: هذا مما أحمله الي الشيعة، هذا و الله حديث لم أسمع مثله قط. قال: فنظر في وجهي ثم قال: اني لأتكلم بالحرف الواحد لي فيه سبعون وجها ان شئت أخذت كذا و ان شئت أخذت كذا [243] .

الجواب قبل السؤال

محمد بن الحسن الصفار: عن النهدي، عن اسماعيل بن مهران، عن [ صفحه 127] رجل من أهل بيرما قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فودعته و خرجت حتي بلغت الأعوص ثم ذكرت حاجة لي، فرجعت اليه و البيت غاص بأهله، و كنت أردت أن أسأله عن بيوض ديوك الماء، فقال لي: يابت - يعني البيض - دعانا ميتا - يعني ديوك الماء - بنا حل - يعني لا تأكل - [244] .

اخباره بالغائب 18

محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن الحسين، عن الحسن بن براء، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: حدثني رجل من أهل جسر بابل قال: كان في القرية رجل يؤذيني و يقول لي: يا رافضي و يشتمني، و كان يلقب بقرد القرية، قال: فحججت سنة من ذلك اليوم فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال لي ابتداء: قوفه مانا مت، قلت: جعلت فداك متي؟ قال في الساعة فكتبت اليوم و الساعة، فلما قدمت الكوفة تلقاني أخي فسألته عمن بقي و عمن مات، فقال لي: قوفه مانا مت، و هي بالنبطية قرد القرية مات، فقلت له: متي؟ فقال لي: يوم كذا و كذا، و كان في الوقت الذي أخبرني به أبو عبدالله عليه السلام [245] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي أحمد بن الحسين، عن الحسين بن الحسن، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: حدثني رجل من أهل جسر بابل قال: كان في القرية رجل يؤذيني، و يقول لي: يا رافضي و يشتمني، و كان يلقب بقرد القرية قال: فحججت سنة بعد ذلك، فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال لي ابتداء: قرد القرية مات. فقلت: جعلت فداك متي؟ قال: الساعة، فكتبت

ذلك اليوم و تلك الساعة، فلما قدمت [ صفحه 128] الكوفة تلقاني أخي، فسألته من مات و من بقي؟ فقال: قرد القرية مات و هي كلمة بالنبطية يقول: قرد القرية. فقلت: متي مات قال لي: يوم كذا و كذا في وقت كذا و كذا الذي أخبرني به أبو عبدالله عليه السلام [246] . و رواه أحمد بن محمد بن أبي نصر، ذكره صاحب ثاقب المناقب [247] .

علمه بمنطق الطير 01

محمد بن الحسن الصفار: قال: حدثني أحمد بن محمد، عن أحمد ابن يوسف، عن علي بن داود الحداد، عن فضيل بن يسار. عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كنت عنده اذ نظرت الي زوج حمام عنده، فهدر الذكر علي الأنثي فقال لي: أتدري ما يقول؟ قلت: لا، قال: يقول: يا سكني و عرسي، ما خلق الله أحب الي منك الا أن يكون مولاي جعفر بن محمد الصادق عليه السلام [248] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي أحمد بن محمد، عن أحمد بن يوسف، عن علي بن داود الحداد، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كنت عنده اذ نظرت الي زوج حمام عنده يهدر الذكر علي الأنثي، فقال أتدري ما يقول؟ قلت: لا. قال: يقول: يا سكني و عرسي، ما خلق الله خلقا أحب الي منك الا أن يكون جعفر بن محمد عليه السلام [249] . المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن أحمد بن يوسف، عن علي بن داود الحداد، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبدالله عليه السلام [ صفحه 129] قال: كنت عنده اذ نظرت الي زوج حمام عنده فهدل الذكر علي الأنثي. فقال: أتدري ما يقول؟ يقول: يا سكني و عرسي ما

خلق الله خلقا أحب الي منك الا أن يكون مولاي جعفر بن محمد عليه السلام [250] .

علمه بمنطق الطير 02

المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن علي بن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن بعض أصحابه قال: أهدي الي أبي عبدالله عليه السلام فاختة و ورشان و طير راعبي، فقال أبو عبدالله عليه السلام: أما الفاختة فتقول: فقدتكم فقدتكم فافقدوها قبل أن تفقدكم و أمر بها فذبحت، و أما الورشان فيقول: قدستم قدستم فوهبه لبعض أصحابه، و الطير الراعبي يكون عندي آنس به [251] .

علمه بمنطق الطير 03

محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة، عن سالم مولي أبان بياع الزطي قال: كنا في حائط لأبي عبدالله عليه السلام معه و نفر معي، قال: فصاحت العصافير فقال: أتدري ما تقول هذه فقلنا: جعلنا الله فداك لا ندري و الله، ما تقول؟ قال: تقول: اللهم انا خلق من خلقك لا بد لنا من رزقك فأطعمنا و اسقنا [252] . [ صفحه 130]

علمه بمنطق الطير 04

محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد و البرقي، عن النضر بن سويد عن يحيي الحلبي، عن ابن مسكان، عن عبدالله بن فرقد قال: خرجنا مع أبي عبدالله عليه السلام متوجهين الي مكة، حتي اذا كنا بسرف [253] استقبله غراب ينعق في وجهه، فقال: مت جوعا ما تعلم شيئا الا و نحن نعلمه الا أنا أعلم بالله منك، فقلنا: هل كان في وجهه شي ء؟ قال: نعم سقطت ناقة بعرفات [254] . أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبوالحسن علي بن هبة الله، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أبي عبدالله محمد بن خالد البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيي الحلبي، عن ابن مسكان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كنت معه في طريق الحج فنزل بسرف، فاذا نحن بغراب ينعق في وجهه، فقال له: مت جوعا فبالله ما تعلم شيئا الا نحن نعلمه، و نحن أعلم بالله منك، ثم قال: انه يقول: سقطت ناقة بعرفات [255] .

علمه بمنطق الطير 05

محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد و البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيي الحلبي، عن عبدالله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن علي بن سنان قال: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام [ صفحه 131] فسمع صوت فاختة في الدار فقال: أين هذه التي أسمع صوتها؟ قلنا: هي في الدار أهديت لبعضهم، فقال أبو عبدالله عليه السلام له أما لنفقدنك قبل أن تفقدنا. قال: ثم أمر بها فأخرجت من الدار [256] .

علمه بمنطق الطير 06

محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن محمد بن أبي حمزة، عن عمر بن محمد الأصبهاني قال: أهديت لاسماعيل بن أبي عبدالله عليه السلام صلصالا، فدخل أبو عبدالله عليه السلام فلما رآه قال: ما هذا الطير المشؤوم أخرجوه فانه يقول: فقدتكم فقدتكم فافقدوه قبل أن يفقدكم [257] .

احياء ميت 07

ثاقب المناقب: عن محمد بن راشد، عن أبيه قال: أتيت بعض آل محمد لأستفتيه عن مسألة، فسألت عن أعلمهم، فهديت الي محمد بن عبدالله بن الحسن، فاستفتيته في ذلك، فقال: اني لست أدري ما هذا؟ فقال: أوليس قد جاء عنكم أنكم تقولون في أنفسكم أنكم تدرون بالعلوم كلها؟ قال: ان ذلك لا يعلمه الا الامام، و لست بذلك، قلت له: فمن أين لي بذلك؟ قال: ائت جعفر بن محمد عليهماالسلام فانه عنده لا شك فيه فأتيته، فقيل لي: مات السيد ابن محمد فهو في الجنازة، فأتيته و استفتيته فأفتاني في مسألتي، فلما أن قمت أخذ بثوبي فجذبني الي نفسه فقال: انكم معاشر أهل الحديث تركتم العلم. فقلت له: يرحمك الله أنت امام هذا الزمان؟ فقال: [ صفحه 132] نعم و الله، اني امام هذا الزمان فقلت: علامة و دليل، فقال: سلني عما شئت أخبرك به ان شاء الله، فقلت: ان أخا لي مات في هذه المقبرة فأمر أن يحيا، فقال لي: ما أنت أهل لذلك و لكن أخوك ما كان اسمه قلت: أحمد. فقال: يا أحمد قم باذن الله تعالي و باذن جعفر بن محمد، فقام و الله و هو يقول: يا أخي اتبعه. و حلفني بالطلاق و العتاق ألا أخبر أحدا [258] .

الهامه العلم

محمد بن الحسن الصفار: عن موسي بن عبدالله بن محمد، عن محمد بن ابراهيم، عن عمرو، قال: حدثني بشر بن ابراهيم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كنت جالسا عند أبي عبدالله عليه السلام اذ جاءه رجل فسأله عن مسألة. فقال: ما عندي فيها شي ء، فقال الرجل: انا لله و انا اليه راجعون، هذا الامام المفترض الطاعة سألته عن مسألة فزعم أنه

ليس عنده فيها شي ء. فأصغي أبو عبدالله عليه السلام أذنه الي الحائط كأن انسانا يكلمه فقال: أين السائل عن مسألة كذا و كذا؟ و كان الرجل قد جاوز أسكفة الباب فقال: ها أنا ذا، فقال: القول فيها كذا و كذا، ثم التفت الي فقال: لولا أن نزاد لنفد ما عندنا [259] .

اخراجه الحوض

محمد بن الحسن الصفار: عن الحسن بن أحمد، عن سلمة، عن الحسن بن علي بن بقاح، عن ابن جبلة، عن عبدالله بن سنان قال: سألت [ صفحه 133] أبا عبدالله عليه السلام عن الحوض فقال لي: حوض ما بين بصري الي صنعاء أتحب أن تراه؟ قلت له: نعم جعلت فداك. قال: فأخذ بيدي فأخرجني الي ظهر المدينة، ثم ضرب برجله فنظرت الي نهر يجري لا تدرك حافتاه الا الموضع الذي أنا فيه قائم، و انه شبيه بالجزيرة، فكنت أنا و هو وقوفا، فنظرت الي نهر يجري من جانبه ماء أبيض من الثلج، و من جانبه هذا لبن أبيض من الثلج، و في وسطه خمر أحسن من الياقوت، فما رأيت شيئا أحسن من تلك الخمر بين اللبن و الماء، فقلت له: جعلت فداك من أين يخرج هذا؟ و من أين مجراه؟ قال: هذه العيون التي ذكرها الله في كتابه: أنهار في الجنة، عين من ماء و عين من لبن و عين من خمر تجري في هذا النهر؛ و رأيت حافتيه عليهما شجر فيهن حور معلقات برؤوسهن شعر ما رأيت شيئا أحسن منهن، و بأيديهن آنية ما رأيت آنية أحسن منها، ليست من آنية الدنيا، فدنا من احداهن فأومأ بيده لتسقيه، فنظرت اليها و قد مالت لتغرف من النهر، فمال الشجر معها فاغترفت. ثم ناولته فشرب، ثم

ناولها فأومأ اليها، فمالت لتغرف فمالت الشجرة معها، ثم ناولته فناولني فشربت فما رأيت شرابا كان ألين منه و لا ألذ منه، و كانت رائحته رائحة المسك، و نظرت في الكأس فاذا فيه ثلاثة ألوان من الشراب، فقلت له: جعلت فداك ما رأيت كاليوم قط، و لا كنت أري أن هذا الأمر هكذا. فقال لي: هذا أقل ما أعده الله لشيعتنا، ان المؤمن اذا توفي صارت روحه الي هذا النهر، ورعت في رياضه و شربت من شرابه، و ان عدونا اذا توفي صارت روحه الي وادي برهوت فأخلدت في عذابه و أطعمت من زقومه و أسقيت من حميمه، فاستعيذوا بالله من ذلك الوادي [260] . و رواه في الاختصاص: عن الحسين بن أحمد بن سلمة اللؤلؤي، عن الحسن بن علي بن بقاح عن عبدالله بن جبلة، عن عبدالله بن سنان قال: [ صفحه 134] سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الحوض فقال لي: هو حوض ما بين بصري الي صنعاء، أتحب أن تراه؟ فقلت له: نعم. قال: فأخذ بيدي و أخرجني الي ظهر المدينة، ثم ضرب برجله فنظرت الي نهر يجري من جانبه هذا ماء أبيض من الثلج، و من جانبه هذا لبن أبيض من الثلج، و في وسطه خمر أحسن من الياقوت، فما رأيت شيئا أحسن من تلك الخمر بين اللبن و الماء. فقلت له: جعلت فداك من أين يخرج هذا؟ و من أين مجراه؟ فقال: هذه العيون التي ذكرها الله في كتابه أنهار في الجنة عين من ماء و عين من لبن و عين من خمر يجري في هذا النهر، و رأيت حافتيه عليهما شجر فيهن جوار معلقات برؤوسهن ما رأيت شيئا أحسن منهن،

و بأيديهن آنية ما رأيت أحسن منها، ليست من آنية الدنيا، فدنا من احداهن فأوما اليها بيده لتسقيه، فنظرت اليها، و قد مالت لتغرف من النهر، فمال الشجر فاغترفت، ثم ناولته فشرب، ثم ناولها و أومأ اليها فمالت الشجرة معها فاغترفت، ثم ناولته فناولني فشربت، فما رأيت شرابا كان ألين منه و لا ألذ و كانت رائحته رائحة المسك، و نظرت في الكأس فاذا فيه ثلاثة ألوان من الشراب، فقلت له: جعلت فداك ما رأيت كاليوم قط و ما كنت أري الأمر هكذا. فقال: هذا من أقل ما أعده الله تعالي لشيعتنا، ان المؤمن اذا توفي صارت روحه الي هذا النهر، ورعت في رياضه و شربت من شرابه، و ان عدونا اذا توفي صارت روحه الي وادي برهوت، فأخلدت في عذابه و أطعمت من زقومه و سقيت من حميمه، فاستعيذوا بالله من ذلك الوادي [261] .

استجابة دعائه 02

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا القاضي أبوالفرج المعافي قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، قال: حدثنا أبوجعفر [ صفحه 135] أحمد بن وهب قال: حدثنا عمرو بن محمد الأزدي، عن ثمامة بن أشرس، عن محمد بن راشد، عن أبيه قال: جاء رجل الي أبي عبدالله عليه السلام فقال: يابن رسول الله ان حكيم بن عباس الكلبي ينشد الناس بالكوفة هجاءكم، فقال: هل علقت منه بشي ء؟ قال: بلي فأنشده: صلبنا لكم زيدا علي جذع نخلة و لم نر مهديا علي الجذع يصلب و قستم بعثمان عليا سفاهة و عثمان خير من علي و أطيب فرفع أبو عبدالله عليه السلام يديه الي السماء و هما يرعشان رعدة، فقال: اللهم ان كان كاذبا فسلط عليه كلبك، قال: فخرج حكيم من الكوفة

فأدلج فلقيه الأسد فأكله، فجاؤوا بالبشير أبا عبدالله عليه السلام و هو في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بذلك، فخر لله ساجدا و قال: الحمد لله الذي صدقنا وعده [262] . ابن شهرآشوب: قال: بلغ الصادق عليه السلام قول الحكيم بن العباس الكلبي: صلبنا لكم زيدا علي جذع نخلة و لم أر مهديا علي الجذع يصلب و قستم بعثمان عليا سفاهة و عثمان خير من علي و أطيب فرفع الصادق عليه السلام يديه الي السماء و هما يرعشان فقال: اللهم ان كان عبدك كاذبا فسلط عليه كلبك، فبعثه بنوأمية الي الكوفة فبينما هو يدور في سككها اذ افترسه الأسد و اتصل خبره بجعفر عليه السلام فخر لله ساجدا ثم قال: الحمد لله الذي أنجزنا وعدنا [263] . [ صفحه 136]

علمه بالآجال 01

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن علي، عن علي عن اسماعيل بن زيد، عن شعيب بن ميثم قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: يا شعيب ما أحسن بالرجل يموت و هو لنا ولي و يوالي ولينا و يعادي عدونا، قلت: و الله اني لأعلم أن من مات علي هذا أنه لعلي حال حسنة. قال: يا شعيب أحسن الي نفسك وصل قرابتك و تعاهد اخوانك، و لا تستبدل بالشي ء تقول أدخر لنفسي و عيالي، ان الذي خلقهم هو الذي يرزقهم، قلت في نفسي: نعي الي و الله نفسي. قال اسماعيل: فرجع شعيب بن ميثم فما لبث الا شهرا حتي مات [264] .

علمه بالآجال 02

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن الحسن، عن أبيه، عن أبي بصير قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: ما فعل أبوحمزة الثمالي؟ قال: خلفته صالحا. قال: اذا رجعت فأقرئه السلام و أعلمه أنه يموت في شهر كذا و في يوم كذا. قال أبوبصير: جعلت فداك و الله لقد كان لكم فيه أنس و كان لكم شيعة، قال: صدقت ما عند الله خير له، قلت: شيعتكم معكم، قال: اذا هو خاف الله و راقب الله و توقي الذنوب، فاذا فعل ذلك كان له درجتنا. قال: فرجعت تلك السنة فما لبث أبوحمزة الا يسيرا حتي توفي [265] . [ صفحه 137]

علمه بالغائب 03

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن صندل، عن سورة بن كليب قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام: يا سورة كيف حججت العام؟ قال: قلت استقرضت حجتي، و الله اني لأعلم أن الله سيقضيها عني، و ما كان أعظم حجتي الا شوقا اليك بعد المغفرة و الي حديثك، قال: أما حجتك فقد قضاها الله من عندي، ثم رفع مصلي تحته، فأخرج دنانير و عد عشرين دينارا و قال: هذه حجتك، و عد عشرين دينارا و قال هذه معونة اليك تكفيك حتي تموت. قلت: جعلت فداك أخبرني ان أجلي قد دنا؟ قال: يا سورة أترضي أن تكون معنا و مع اخوانك فلان و فلان؟ قلت: نعم. قال صندل: فما لبث الا بقية الشهر حتي مات [266] .

استجابة دعائه 03

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن عبدالحميد قال: كان صديقا لمحمد بن عبدالله بن علي بن الحسين و أخذه أبوجعفر فحبسه زمانا في المطبق، فحج فلما كان يوم عرفة لقيه أبو عبدالله عليه السلام في الموقف فقال: يا محمد ما فعل صديقك عبدالحميد؟ قال: حبسه أبوجعفر في المطبق منذ زمان، فرفع أبو عبدالله عليه السلام يده فدعا ساعة، ثم التفت الي فقال: يا محمد قد و الله خلي سبيل صاحبك. قال محمد: فسألت عبدالحميد أي ساعة أخرجك أبوجعفر؟ قال: أخرجني يوم عرفة بعد العصر [267] . [ صفحه 138] و رواه ابن شهرآشوب في المناقب [268] .

سلامته و ابنه من القتل

عنه: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد عن محمد بن علي الصيرفي، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان و أبي سعيد المكاري و غير واحد من أصحابنا، عن عبدالأعلي بن أعين قال: قال مرازم، بعثني أبوجعفر الخليفة و هو معي الي أبي عبدالله عليه السلام و هو بالحيرة لنقتله، فدخلنا عليه في رواقه ليلا، فنلنا منه حاجتنا و من ابنه اسماعيل، ثم رفعنا اليه فقلنا: قد فرغنا مما أمرتنا به. قال: فأصبحنا من الغد فوجدناه في رواقه جالسا فبقينا متحيرين [269] .

كلام الذئب

و عنه: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد عن محمد بن علي عن محمد بن عمرو بن ميثم، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه خرج الي ضيعة له مع بعض أصحابه فبينا هم يسيرون اذا ذئب قد أقبل اليه، فلما رأي غلمانه أقبلوا اليه قال: دعوه فان له حاجة. فدنا منه حتي وضع كفه علي دابته و تطاول بخطمه، و طأطأ رأسه أبو عبدالله عليه السلام فكلمه الذئب بكلام لا يعرف، فرد عليه أبو عبدالله عليه السلام مثل كلامه، فرجع يعدو، فقال له أصحابه: قد رأينا عجبا، فقال: انه أخبرني أنه خلف زوجته خلف هذا الجبل في كهف، و قد ضربها الطلق و خاف عليها فسألني الدعاء لها بالخلاص، و أن يرزقه الله ذكرا يكون لنا وليا و محبا، فضمنت له ذلك. [ صفحه 139] قال: فانطلق أبو عبدالله عليه السلام و انطلقنا معه الي ضيعته و قال: ان الذئب قد ولد له جرو ذكر. قال: فمكثنا في ضيعته معه شهرا ثم رجع مع أصحابه، فبينا هم راجعون اذا هم بالذئب و زوجته و جروه يعووا في وجه أبي عبدالله عليه السلام فأجابهم بمثله،

و رأوا أصحاب أبي عبدالله عليه السلام الجرو و علموا أنه قد قال لهم الحق، و قال لهم أبو عبدالله عليه السلام: تدرون ما قالوا؟ قالوا: لا. قال: كانوا يدعون الله لي و لكم بحسن الصحابة، و دعوت لهم بمثله، و أمرتهم أن لا يؤذوا لي وليا و لا لأهل بيتي فضمنوا لي ذلك [270] . و الذي رواه ابن شهرآشوب في المناقب: عن محمد بن مسلم قال: كنت مع أبي جعفر عليه السلام بين مكة و المدينة و أنا أسير علي حمار لي و هو علي بغلة له، اذ أقبل ذئب من رأس الجبل حتي انتهي الي أبي جعفر عليه السلام، فحبس عليه السلام البغلة و دنا الذئب منه حتي وضع يده علي قربوس السرج و مد عنقه الي أذنه، و دني أبوجعفر أذنه منه ساعة، ثم قال له: امض فقد فعلت، فخرج مهرولا، فقلت له: لقد رأيت عجبا، فقال: و ما تدري ما قال؟ قال قلت: الله و رسوله و ابن رسوله أعلم. قال: انه قال: يابن رسول الله زوجتي في ذلك الجبل و قد تعسر عليها ولادتها فادع الله يخلصها و أن لا يسلط شيئا من نسلي علي أحد من شيعتكم. فقلت: قد فعلت. ثم قال ابن شهرآشوب: و قد روي الحسن بن علي بن أبي حمزة في كتاب الدلالات هذا الخبر عن الصادق عليه السلام و زاد فيه أنه عليه السلام مر و سكن في ضيعته شهرا، فلما رجع فاذا هو بالذئب و زوجته و جرو، عووا في وجه الصادق عليه السلام فأجابهم بمثل عوائهم بكلام يشبهه. ثم قال لنا عليه السلام: قد ولد له جرو ذكر، و كانوا يدعون الله لي و لكم بحسن الصحابة، و دعوت لهم بمثل ما دعوا لي،

و أمرتهم أن لا يؤذوا لي وليا و لا لأهل بيتي، ففعلوا و ضمنوا لي ذلك [271] . [ صفحه 140]

مخاطبة الذئب و مطاوعة الجبال

ثاقب المناقب: قال: روي أبوبصير قال: جاء رجل الي أبي عبدالله عليه السلام فسأله عن حق المؤمن فقال له: تأتي ناحية أحد فخرج فاذا أبو عبدالله عليه السلام يصلي، و دابته قائمة، و اذا ذئب قد أقبل، فسار أبا عبدالله عليه السلام كما يسار الرجل، ثم قال له: قد فعلت، فقلت: جئت أسألك عن شي ء فرأيت ما هو أعظم من مسألتي فقال: ان الذئب أخبرني أن زوجته بين الجبل و قد عسر عليها الولادة فادع الله تعالي لها أن يخلصها مما هي فيه، فقلت قد فعلت، علي أن لا يسلط أحدا من نسلكم علي أحد من شيعتنا أبدا فقلت: ما حق المؤمن علي الله تعالي؟ قال: فلو قال للجبال «أوبي لأوبت» فأقبلت الجبال يتداك بعضها ببعض. فقال أبو عبدالله عليه السلام: ضربت له مثلا ليس اياك نعني و رجعت الي مكانها [272] .

علمه بالغائب 04

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي بن الحسن، عن أبيه و حسين بن أبي العلاء قال: كنا مع أبي عبدالله عليه السلام اذ أقبل رجل من أهل خراسان فقال له أبو عبدالله عليه السلام: ما فعل فلان ابن فلان. قال: لا علم لي به. قال: لكن أخبرك أن فلان ابن فلان بعث معك بجارية الي فلا حاجة لي فيها، قال الرجل و لم؟ قال: لأنك لم تراقب الله فيها و حيث عملت ما عملت ليلة نهر بلخ حيث صنعت ما صنعت، فسكت الرجل و علم أنه قد أخبره بأمر قد فعله [273] . [ صفحه 141]

علمه بالغائب 05

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: أخبرني محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن عبدالمؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام جالسا اذ دخل آذنه، فقال: قوم من أهل البصرة يستأذنون عليك. فقال: كم عددهم؟ قال: لا أدري. قال: اذهب فعدهم و أخبرني. قال: فلما مضي الغلام قال أبو عبدالله عليه السلام: عدد القوم اثناعشر رجلا، و انما أتوا يسألون عن حرب طلحة و الزبير، و دخل آذنه فقال: القوم اثناعشر رجلا، فأذن لهم فدخلوا، فقالوا له: نسألك، فقال: سلوا، قالوا: ما تقول في حرب علي عليه السلام و طلحة و الزبير و عائشة؟ قال: ما تريدون بذلك؟ قالوا: نريد أن نعلم ذلك، قال: اذن تكفرون يا أهل البصرة قالوا: لا نكفر. قال: كان علي مؤمنا منذ بعث الله نبيه الي أن قبضه الله اليه لم يؤمر النبي عليه أحدا قط، و لم يكن في سرية الا

كان أميرها، و ان طلحة و الزبير أتياه لما قتل عثمان فبايعاه أول الناس طائعين أو غير كارهين، و هما أول من غدرا به، و نكثا عليه و نقضا بيعته، و هما به الهموم كما هم به من كان قبلهما، و خرجا بعائشة معهما يستعطفانها الناس، و كان من أمرهما و أمره ما قد بلغكم. قالوا: فان طلحة و الزبير صنعا ما صنعا فما حال عائشة؟ قال: عائشة عظيم جرمها عظيم اثمها ما اهرقت محجمة من دم الا و اثم ذلك في عنقها و عنق صاحبيها، و لقد عهد النبي صلي الله عليه و آله و سلم و قال لأميرالمؤمنين: تقاتل الناكثين - و هم أهل البصرة - و القاسطين - و هم أهل الشام - و المارقين - و هم أهل النهروان - فقاتلهم علي عليه السلام جميعا. قال القوم: ان كان هذا قاله النبي صلي الله عليه و آله و سلم لقد دخل القوم جميعا في أمر عظيم، قال أبو عبدالله عليه السلام: انكم ستنكرون، قالوا: انك جئتنا بأمر عظيم ما نحتمله. قال: و ما طويت عنكم أكثر، أما انكم سترجعون الي أصحابكم و تخبرونهم بما أخبرتكم، فتكفرون أعظم من كفرهم. قال: فلما خرجوا قال لي أبو عبدالله عليه السلام: يا سليمان بن خالد [ صفحه 142] و الله ما يتبع قائمنا من أهل البصرة الا رجل واحد، لا خير فيهم كلهم، كلهم قدرية زنادقة و هي الكفر بالله [274] .

علمه بالغائب 06

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن عبدالمؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال لي

سيدي: ما أحسن الحق و ألزمه؟ قلت: ليتوقي جهدي، قال: يابن خالد لا تدخل في وصية من أراد أن يوصي اليك فتقع أبعد من السماء، قلت: و الله لقد أرسل الي فلان و جهد كل جهد أن أدخل في وصيته فأبيت عليه، قال: ان ماله حرام و كان يأكل الحرام و يستحله و يدين الله بذلك، و قد هلك بعدك يا سليمان، قال: قد خلفته في حد الموت. قال: لقد لحق بالله تعالي فتعسا له، قلت: قد كان يظهر لنا خيركم. قال: هيهات كان و الله لنا عدو كفي الله أمره [275] .

علمه بالغائب 07

عنه: عن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن الحسن، عن أبيه، عن أبي بصير قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام اذ قال: يا أبامحمد هل تعرف امامك؟ قلت: اي و الله الذي لا اله الا هو و انك هو، و وضعت يدي علي ركبتيه، فقال: يا أبامحمد صدقت قد عرفت فاستمسك به، قلت: جعلت فداك أعطني علامة الامامة. [ صفحه 143] قال: ليس بعد المعرفة علامة، قلت: أزداد يقينا و أمنا و يطمئن قلبي. قال: يا أبامحمد ترجع الي الكوفة و يولد لك عيسي، و بعد عيسي محمد و بعدهما ابنين، و اعلم أن اسمك مثبت عندنا في الصحيفة الجامعة مع أسماء الشيعة و أسماء آبائهم و أجدادهم و أبنائهم و ما يلدون الي يوم القيامة. قال: و انما هي صحيفة صفراء متوجة [276] .

علمه بالغائب 08

عنه: قال: روي عمار الساباطي قال: كنت لا أعرف شيئا من هذا الأمر و كان من عرفه عندنا رافضيا، فخرجت حاجا، فاذا أنا بجماعة من الرافضة و قالوا: يا عمار أقبل الينا، فقلت: ما يريدون مني هؤلاء فما في اتيانهم خير و لا ثواب، و لكني أصير اليهم فأنظر ما يريدون، فأقبلت اليهم فقالوا: يا عمار خذ هذه الدنانير فادفعها الي أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام فقلت اني أخشي أن يقطع علي دنانيركم، فقالوا: خذها و لا تخش أن يقطع عليك، فقلت: لأجربن القوم، فقلت: هاتوها و أخذتها في يدي. فلما صرت في بعض الطريق قطع علينا فما ترك معنا شي ء الا أخذ، فاستقبلنا غلام أبيض مشرب بالحمرة عليه ذؤابتان، فقال: عمار قطع عليك؟ قلت: نعم. قال: اتبعوني معشر القافلة

فتبعناه حتي جاء الي حي من أحياء العرب، فصاح بهم ردوا علي القوم متاعهم، فلقد رأيتهم يبادرون من الخيم حتي ردوا جميع ما أخذ منا، و لم يدعوا منه شيئا، فقلت عند ذلك: لأسبق الناس الي المدينة حتي أستمكن من قبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. فسبقت الناس، فقمت أصلي عند قبر الرسول صلي الله عليه و آله و سلم فصليت ثماني ركعات و اذا المنادي ينادي يا عمار رددنا عليكم متاعكم فلم لا ترد دنانيرنا؟ فالتفت فلم أر أحدا، [ صفحه 144] فقلت: هذا عمل الشيطان، ثم قمت أصلي فصليت أربع ركعات، فاذا برجل قد و كزني و أمعض لقفائي ثم قال يا عمار رددنا عليكم متاعكم و لا ترد علينا دنانيرنا، فالتفت فاذا أنا بالغلام الأبيض المشرب الحمرة، فقادني كما يقاد البعير، و ما أقدر أن أمتنع عليه حتي أدخلني الي أبي عبدالله عليه السلام فقال: يا أباالحسن معه سبحة مائة دينار، فقلت في نفسي: هؤلاء محدثين، و الله ما سبقني رسول اليه و لا كتاب، فمن أين علم أن معي مائة دينار، فقال: لا تزيد حبة و لا تنقص حبة، فحسبتها فو الله ما زادت و لا نقصت، ثم قال: يا عمار سلم علينا. فقلت: السلام عليك و رحمة الله و بركاته، فقال: ليس هكذا يا عمار. فقلت: السلام عليك يابن عم رسول الله. فقال: ليس هكذا يا عمار، فقلت: السلام عليك يابن وصي رسول الله، قال: صدقت يا عمار، ثم وضع يده علي صدري و قال: ما حان لك أن تؤمن، فو الله ما خرجت من عنده حتي توليت وليه و تبرأت من عدوه [277] .

اخباره بالغائب 19

أبوجعفر

محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبوالمفضل محمد بن عبدالله الشيباني قال: حدثنا محمد بن جعفر الزيات، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي بصير قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و أنا أريد أن يعطيني دلالة مثل ما أعطاني أبوجعفر عليه السلام فلما دخلت عليه قال: يا أبامحمد ما كان لك فيما كنت فيه شغل تدخل علي امامك و أنت جنب؟ قال: قلت: جعلت فداك ما فعلت الا علي عمد. قال: أولم تؤمن؟ قال قلت: بلي، و لكن ليطمئن قلبي. قال: قم يا أبامحمد فاغتسل، فاغتسلت و عدت الي مجلسي فعلمت عند ذلك أنه الامام [278] . [ صفحه 145]

اخباره بالغائب 20

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثني أبوالمفضل محمد ابن عبدالله قال: حدثنا محمد بن جعفر الزيات، عن محمد بن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قدم علينا رجل من أهل الشام، فعرضت عليه هذا الأمر فقبله، فدخلت عليه و هو في سكرات الموت فقال: يا أبابصير قد قلت ما قلت لي، فكيف لي بالجنة؟ فمات، فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فابتدأني فقال: يا أبامحمد قد و الله و في لصاحبك بالجنة [279] .

شمول علمه 01

عنه: قال: أخبرني أبوالحسين محمد بن هارون بن موسي قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبوعلي محمد بن همام قال: حدثني أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم، عن أبيه، عن بعض رجاله، عن الحسن بن شعيب، عن علي بن هاشم، عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام جعلت فداك ما لابليس من السلطان؟ قال: ما يوسوس في قلوب الناس. قلت: فما لملك الموت؟ قال: يقبض أرواح الناس. قلت: و هما مسلطان علي من في المشرق و من في المغرب؟ قال: نعم. قلت: فما لك أنت جعلت فداك من السلطان؟ قال: أعلم ما في المشرق و ما في المغرب و ما في السموات و الأرض و ما في البر و البحر و عدد ما فيهن، و ليس ذلك لابليس و لا لملك الموت [280] . [ صفحه 146]

ركوب الأسد

و عنه: عن أبي الحسين محمد بن هارون بن موسي، عن أبيه قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبوعلي محمد بن همام، عن أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم، عن أبيه، عن بعض رجاله، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن سعدان بن مسلم، عن المفضل بن عمر قال: كان المنصور قد وفد بأبي عبدالله عليه السلام الي الكوفة فلما أذن له قال لي: يا مفضل هل لك في مرافقتي؟ فقلت: نعم جعلت فداك، قال: اذا كان الليلة فصر الي فلما كان في نصف الليل خرج و خرجت معه فاذا أنا بأسدين مسرجين ملجمين، قال: فخرجت فضرب بيده علي عيني فشدهما ثم حملني رديفا فأصبح بالمدينة و أنا معه، فلم يزل في منزله حتي قدم عياله [281] .

نزول الملائكة عليه

و عنه: عن أبي الحسين محمد بن هارون بن موسي، عن أبيه قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبوعلي محمد بن همام، عن أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم، عن أبيه، عن بعض رجاله، عن الحسن بن شعيب، عن محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان قال: استأذنت علي أبي عبدالله عليه السلام فخرج الي معتب فأذن لي فدخلت و لم يدخل معي كما كان يدخل. فلما أن صرت في الدار نظرت الي رجل علي صورة أبي عبدالله عليه السلام فسلمت عليه كما كنت أفعل، قال: من أنت يا هذا؟ لقد وردت علي كفر أو ايمان، و كان بين يديه رجلان كأن علي رؤوسهما الطير. فقال لي ادخل فدخلت الدار الثانية، فاذا رجل علي صورته عليه السلام و اذا بين يديه [ صفحه 147] خلق كثير كلهم صورهم واحدة فقال: من تريد؟ قلت: أريد

أباعبدالله عليه السلام فقال: قد وردت علي أمر عظيم اما كفر أو ايمان. ثم خرج من البيت رجل حين بدأ به الشيب، فأخذ بيدي و أوقفني علي الباب و غشي بصري من النور، فقلت: السلام عليك يا بيت الله و نوره و حجابه. فقال: و عليك السلام يا يونس، فدخلت البيت فاذا بين يديه طائران يحكيان، فكنت أفهم كلام أبي عبدالله عليه السلام و لا أفهم كلامهما. فلما خرجا قال: يا يونس: سل، نحن النور في الظلمات، و نحن البيت المعمور الذي من دخله كان آمنا، نحن عزة الله و كبرياؤه. قال: قلت: جعلت فداك رأيت شيئا عجيبا رأيت رجلا علي صورتك. قال: يا يونس انا لا نوصف، ذلك صاحب السماء الثالثة يسأل أن أستأذن الله له أن يصير مع أخ له في السماء الرابعة. قال: فقلت: فهؤلاء الذين في الدار؟ قال: هؤلاء أصحاب القائم من الملائكة. قال: قلت: فهذان. قال جبرائيل و ميكائيل نزلا الي الأرض فلن يصعدا حتي يكون هذا الأمر ان شاء الله، و هم خمسة آلاف يا يونس، بنا أضاءت الأبصار، و سمعت الآذان، و وعت القلوب الايمان [282] .

شمول علمه 02

و عنه: أخبرني أبوالحسين محمد بن هارون بن موسي، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم، عن أبيه، عن أحمد بن علي عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبدالملك قال: كان لي صديق و كان يكثر الرد علي من قال انهم يعلمون الغيب. قال: فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فأخبرته بأمره. فقال: قل له اني و الله لأعلم ما في السموات و ما في الأرض و ما بينهما و ما دونهما [283] .

[ صفحه 148]

غزارة علمه

و عنه: عن أبي الحسين محمد بن هارون بن موسي قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عمن ذكره، عن حذيفة بن منصور، عن يونس قال: سمعته يقول و قد مررنا بجبل فيه دود، فقال: أعرف من يعلم اناث هذا الدود من ذكرانه و كم عدده ثم قال: نعلم ذلك من كتاب الله، و في كتاب الله تبيان كل شي ء [284] .

علمه بالآجال 03

و عنه: قال: روي الحسين بن أبي العلاء قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام اذ جاءه مولي له يشكو زوجته و سوء خلقها. فقال له أبو عبدالله عليه السلام ائتني بها، فأتاه بها. فقال: ما لزوجك يشكوك؟ فقالت: فعل الله به و فعل. فقال لها أبو عبدالله عليه السلام أما انك ان بقيت علي هذا لم تعيشي الا ثلاثة أيام. قالت: و الله لا أبالي ألا أراه. فقال أبو عبدالله عليه السلام للزوج: خذ بيدها فليس بينك و بينها أكثر من ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث دخل علينا الرجل. فقال أبو عبدالله عليه السلام: ما فعلت زوجتك؟ قال: قد - و الله - دفنتها الساعة. قال: ما كان حالها؟ قال أبو عبدالله عليه السلام: كانت متعدية عليه، فبتر الله عمرها [285] .

علمه بالغائب و احياء ميت

و عنه: قال: روي محمد غلام سعد، عن سعد الاسكاف قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام ذات يوم، فدخل عليه رجل من أهل الجبل بهدايا [ صفحه 149] و ألطاف، و كان فيما أهدي اليه جراب قديد و جبن، فنثره أبو عبدالله عليه السلام بين يديه، ثم قال: خذ هذا القديد فأطعمه الكلب. فقال الرجل: و الله ما أبليت نصحا، فقال عليه السلام: انه ليس بذكي، فقال الرجل: اشتريته من رجل مسلم و ذكر أنه ذكي، فرده أبو عبدالله عليه السلام في الجراب، و تكلم عليه بكلام، ثم قال للرجل: قم فأدخله البيت وضعه في زاوية ففعل. قال: فسمع الرجل القديد يقول: «يا أبا عبدالله ليس مثلي تأكله أولاد الأنبياء، اني لست بذكي» فحمل الرجل الجراب و خرج الي أبي عبدالله عليه السلام فقال له: ما قال لك؟ قال: أخبرني أنه غير ذكي. فقال أبو عبدالله عليه السلام: أما علمت يا هارون

أنا نعلم ما لا يعلم الناس؟ قلت: بلي جعلني الله فداك، و خرج الرجل و خرجت معه حتي مر علي كلب فألقاه بين يديه فأكله الكلب كله [286] . و رواه الحضيني في هدايته: باسناده عن محمد غلام سعد الاسكاف، عن سعد قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام اذ دخل عليه رجل من أهل الجبل بهدايا و ألطاف، و كان مما كان أهدي اليه جراب فيه قديد و حش، فنثر أبو عبدالله عليه السلام القديد من الجراب بين يديه، و قال له: خذ هذا القديد و أطعمه الكلب، فقال له الرجل: ما آليتك الا نصحا، فقال له: ان هذا ليس مذكي، و ساق الحديث الي آخره [287] . و في الحديث: أما علمت يا هارون أنا نعلم ما لا تعلم الناس؟ قال: بلي جعلت فداك، فعلمت أن اسم الرجل هارون. و رواه ابن شهرآشوب في المناقب [288] . و رواه الراوندي في الخرائج: عن سعد الاسكاف، عن أبي عبدالله عليه السلام ببعض التغيير اليسير [289] . [ صفحه 150]

انزال المائدة عليه

و عنه: قال: حدثنا القاضي أبوالفرج المعافي قال: حدثنا علي بن محمد ابن أحمد المصري قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عياض بن أبي شيبة قال: حدثني جدي عياض بن أبي شيبة قال: حدثنا عبدالله بن وهب قال: سمعت الليث بن سعد يقول: حججت في سنة ثلاثة عشر و مائة، فأتيت مكة، فلما أن صليت العصر رقيت أباقبيس، فاذا أنا برجل جالس و هو يدعو، فقال: يا رب يا رب حتي انقطع نفسه، ثم قال: يا رباه يا رباه حتي انطفي نفسه، ثم قال: يا الله يا الله يا الله حتي انطفي نفسه، ثم قال: يا حي يا حي

يا حي حتي انطفي نفسه، ثم قال: يا رحيم يا رحيم يا رحيم حتي انطفي نفسه، ثم قال: يا رحمان يا رحمان يا رحمان سبع مرات، ثم قال: اللهم اني أشتهي من هذا العنب فأطعمنيه، اللهم ان بردي قد خلقا فاكسني. قال الليث بن سعد: و الله ما استتم كلامه حتي نظرت الي سلة مملوءة عنبا و ليس علي الأرض عنب يومئذ و بردين مصبوغين، فأراد أن يأكل فقلت: أنا شريكك، فقال: و لم؟ فقلت: انك تدعو و أنا أؤمن فقال: تقدم و كل و لا تخبأ منه شيئا، فأكلت شيئا لم آكل مثله قط، فاذا هو عنب لا عجم له، فأكلت و أكل حتي انصرفنا عن ري و السلة لم ينقص منها شي ء. ثم قال لي: خذ أحد البردين اليك فقلت: أما البردان فأنا غني عنهما، فقال لي: توار عني حتي ألبسهما، فتواريت عنه، فاتزر بأحدهما و ارتدي بالأخري، ثم أخذ البردين اللذين كانا عليه، فحملهما علي يده و نزل و اتبعته حتي اذا كان بالمسعي لقيه رجل فقال: اكسني كساك الله يابن رسول الله، فدفعهما اليه، فلحقت الرجل فقلت: من هذا؟ قال: جعفر بن محمد. قال الليث بن سعد: فطلبت لأسمعه منه فلم أجده [290] . [ صفحه 151]

طاعة الجن له

و عنه: قال: روي محمد بن عبدالله العطار، عن محمد بن الحسن يرفعه الي معتب مولي أبي عبدالله عليه السلام قال: اني لواقف يوما خارجا من المدينة - و كان يوم التروية -، فدنا مني رجل فناولني كتابا طينه رطب، و الكتاب من أبي عبدالله عليه السلام و هو بمكة حاج، فغضضته فقرأته فاذا فيه: اذا كان غدا افعل كذا و كذا، و نظرت الي

الرجل لأسأله متي عهدك به؟ فلم أر شيئا، فلما قدم أبو عبدالله عليه السلام سألته عن ذلك، فقال: ذلك من شيعتنا من مؤمني الجن، اذا كانت لنا الحاجة المهمة أرسلناهم فيها [291] .

اخراج البحر و السفن و الخيم

و عنه: قال: أخبرني أبوالحسين محمد بن هارون بن موسي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبوعلي محمد بن همام الكاتب قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: أخبرنا أحمد بن مدين، عن محمد بن عمار، عن أبيه، عن أبي بصير قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فركض الأرض برجله، فاذا بحر و فيه سفن من فضة، قال: فركب و ركبت معه حتي انتهي الي موضع فيه خيم من فضة فدخلها ثم خرج، فقال لي: رأيت الخيمة التي دخلتها أولا؟ قلت: نعم، قال: تلك خيمة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الأخري خيمة أميرالمؤمنين، و الثالثة خيمة فاطمة، و الرابعة خيمة خديجة، و الخامسة خيمة الحسن، و السادسة خيمة الحسين، و السابعة خيمة جدي و الثامنة خيمة أبي و هي التي يكتب فيها، و التاسعة خيمتي، و ليس أحد منا يموت الا و له خيمة يسكن فيها [292] . [ صفحه 152]

اخباره بالغائب 21

و عنه: قال: أخبرني أبوالحسين محمد بن هارون بن موسي، عن أبيه قال: حدثنا أبوالقاسم جعفر بن محمد العلوي الموسوي قال: حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك أبوالعباس النخعي الشيخ الصدوق قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم قال: دخل أبوموسي البناء علي أبي عبدالله عليه السلام في نفر من أصحابنا، فقال لهم أبو عبدالله عليه السلام: احتفظوا بهذا الشيخ قال: فذهب علي وجهه في طريق مكة فلم ير بعد [293] .

علمه بما في النفس 09

و عنه: قال: أخبرني محمد بن هارون بن موسي، عن أبيه قال: حدثنا أبوالقاسم جعفر بن محمد العلوي الموسوي قال: حدثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك أبوالعباس النخعي قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن علي بن حسان، عن جعفر بن هارون الزيات قال: كنت أطوف بالكعبة و أبو عبدالله عليه السلام في الطواف، فنظرت اليه فحدثت نفسي فقلت: هذا حجة الله و هذا الذي لا يقبل الله شيئا الا بمعرفته، قال: فاني في هذا متفكر اذ جاءني أبو عبدالله عليه السلام من خلفي، فضرب بيده علي منكبي ثم قال: (أبشرا منا واحدا نتبعه انا اذا لفي ضلال و سعر) [294] ثم جازني [295] .

علمه بالغائب 09

وعنه: قال: أخبرني محمد بن هارون بن موسي، عن أبيه قال: حدثنا [ صفحه 153] أبوالقاسم جعفر بن محمد العلوي الموسوي قال: حدثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك أبوالعباس النخعي الشيخ الصدوق قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن الحسن بن أبي حران، عن يونس ابن يعقوب، عن عثمان قال: أقبلت من مكة حتي انتهيت الي الحفرة دون المدينة نحو من بريد، فسرقت زاملتي، و أخذ ما فيها، و كان لأبي عبدالله عليه السلام فيها سبعمائة درهم، فلحقنا صاحب المدينة فقال: سرقت زاملتك و أخذ ما فيها؟ قلت: نعم. قال: فاذا قدمت المدينة فائتنا؟ قلت: نعم. فقدمت فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: يا محمد سرقت زاملتك و أخذ ما فيها؟ فقلت: نعم، فقال: ما آتاك الله خير مما أخذ منك، فقال لك صاحب المدينة: ائتنا؟ قلت: نعم، قال: فائته فانه الذي دعاك الي ذا و لم تطلب ذلك أنت، ثم قال: ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ذهبت ناقته، فقال

الناس: يأتينا بخبر السماء و لا يدري أين موضع ناقته، فنزل جبرائيل فأخبره أنها في موضع كذا و كذا ملفوف زمامها بشجرة كذا و كذا، فخطب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال: ما آتاني الله خير من ناقتي و ان ناقتي في موضع كذا و كذا ملفوف خطامها بشجرة كذا و كذا، فذهب المسلمون فوجدوها كذلك [296] .

علمه بالغائب 10

و عنه: قال: أخبرني محمد بن هارون بن موسي، عن أبيه قال: حدثنا أبوالقاسم جعفر بن محمد العلوي الموسوي قال: حدثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك أبوالعباس النخعي الشيخ الصالح قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة قال: كنت مع أبي بصير و معنا شعيب العقرقوفي. قال: فأخرج الي أبي عبدالله عليه السلام مالا فوضعه بين يديه، و قال له: جعلت فداك لك منه كذا و كذا من الزكاة، قال: فضرب أبو عبدالله عليه السلام [ صفحه 154] بيده اليه، و قال: هذا لي و هذا ليس لي، قال: فلما خرجنا قال أبوبصير لشعيب: يا عقرقوفي أعطيت الليلة آية عظيمة [297] .

انه عنده ديوان الشيعة

و عنه: قال: أخبرنا محمد بن هارون بن موسي، عن أبيه قال: حدثنا أبوالقاسم جعفر بن محمد العلوي الموسوي قال: حدثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك أبوالعباس النخعي الشيخ الصالح قال: حدثنا محمد بن أبي عمير قال: حدثنا الحسن بن فضال قال: أخبرني علي بن أبي حمزة قال: خرجت بأبي بصير أقوده الي أبي عبدالله عليه السلام، قال: فقال لي: لا تكلم و لا تقل شيئا. قال: فانتهيت به الي الباب، فتنحي أبوبصير، فسمعنا أبو عبدالله عليه السلام يقول: فلانة افتحي لأبي محمد، قال فدخلنا و السراج بين يديه، و اذا سفط بين يديه مفتوح، قال: فوقعت علي الرعدة، فجعلت أرتعد، قال: فرفع رأسه فقال: أبزاز أنت؟ قلت: نعم جعلني الله فداك، قال: فرمي الي بملاءة قوهية كانت علي المرفقة، قال: اطو هذه، قال فطويتها، قال: ثم قال: أبزاز أنت؟ و هو ينظر في الصحيفة قال: ما رأيت كما مر بي الليلة، اذ دخلنا و بين يدي أبي عبدالله عليه السلام سفط قد أخرج منه صحيفة ينظر فيها،

و كلما نظر فيها أخذتني الرعدة. قال: فضرب أبوبصير يده علي جبينه ثم قال: ويحك ألا أخبرتني فتلك و الله الصحيفة التي فيها أسامي الشيعة، و لو أخبرتني لسألته أن يريك اسمك فيها [298] . [ صفحه 155]

علمه بالغائب 11

و عنه: باسناده عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبدالله الكناني، عن موسي بن بكر قال: حدثني بشير النبال قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام اذ استأذن عليه رجل فدخل، فقال أبو عبدالله عليه السلام ما أنقي ثيابك، فقال: جعلت فداك هي لباس بلدنا، ثم قال: لقد جئتك بهدية، فقال له أبو عبدالله عليه السلام: هدية؟ قال: نعم. قال: فدخل غلام له معه جراب فيه ثياب فوضعه، ثم تحدث ساعة ثم قام، فقال أبو عبدالله عليه السلام: ان بلغ الوقت و صدق الوصف فهو صاحب الرايات السود من خراسان، يا قانع انطلق فسله ما اسمك؟ لوصيف قائم علي رأسه، قال: فلحقه فقال له: أبو عبدالله عليه السلام يقول لك: ما اسمك؟ قال: عبدالرحمن، قال: فرجع الغلام، فقال: أصلحك الله يقول: اسمي عبدالرحمن، فقال: أبو عبدالله عليه السلام - ثلاث مرات - هو و رب الكعبة. قال بشير: فلما قدم أبومسلم الكوفة جئت فنظرت اليه فاذا هو الرجل الذي دخل علينا [299] .

اخباره بالغائب 22

و عنه: قال: حدثنا أبوالمفضل محمد بن عبدالله قال: حدثني أبوالنجم نجم بن عمار الطبرستاني قال: حدثني أبوجعفر محمد بن علي بن سليمان قال: روي رفاعة بن موسي قال: كنت جالسا عند أبي عبدالله عليه السلام فأقبل أبوالحسن و هو صغير السن، فأخذه و وضعه في حجره، فقبل رأسه ثم قال: يا رفاعة أما انه سيصير في أيدي بني مرداس و يتخلص منهم، ثم يأخذونه ثانية فيعطب في أيديهم [300] . [ صفحه 156]

اخراج الماء و الرطب من الجذع

و عنه: قال: أخبرني أبوالحسن محمد بن هارون بن موسي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن علي، عن ادريس، عن عبدالرحمن، عن داود بن كثير الرقي قال: خرجت مع أبي عبدالله عليه السلام الي الحج، فلما كان أوان الظهر قال لي في أرض قفر: يا داود قد كانت الظهر فاعدل بنا عن الطريق حتي نأخذ أهبة الظهر، فعدلنا عن الطريق، فنزل في أرض قفر لا ماء فيها، فركضها برجله فنبعت لنا عين ماء كأنه قطع الثلج، فتوضأ و توضأت و صلينا، فلما هممنا بالمسير التفت فاذا بجذع نخلة، فقال: يا داود أتحب أن أطعمك منه رطبا؟ فقلت: نعم، فضرب بيده اليه، ثم هزه، فاخضر من أسفله الي أعلاه، ثم جذبه الثانية، فأطعمني منه اثنين و ثلاثين نوعا من أنواع الرطب، ثم مسح بيده عليه فقال: عد جذعا باذن الله تعالي، فعاد كسيرته الأولي [301] .

استكفاؤه

و عنه: قال: حدثنا أبوالمفضل محمد بن عبدالله، عن محمد بن جعفر الزيات، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: كنت مع أبي عبدالله عليه السلام و هو راكب و أنا أمشي معه، فمررنا بعبدالله بن الحسن و هو راكب، فلما بصر بنا شال المقرعة ليضرب بها فخذ أبي عبدالله عليه السلام، فأومأ اليها الصادق عليه السلام فجفت يمينه و المقرعة فيها، فقال له: يا أبا عبدالله بالرحم الا عفوت عني، فأومأ اليه بيده فرجعت يده، ثم أقبل علي و قال: يا مفضل - و قد مرت عظاءة من العظاء - ما يقول الناس في هذه؟ قلت: [ صفحه 157] يقولون: انها حملت

الماء فأطفأت نار ابراهيم، فتبسم عليه السلام ثم قال لي: يا مفضل و لكن هذا عبدالله و ولده، و انما يرق الناس عليهم لما مسهم من الولادة و الرحم [302] .

معرفته بالأنساب

محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن المعلي بن محمد، عن محمد بن علي قال: أخبرني سماعة بن مهران قال: أخبرني الكلبي النسابة قال: دخلت المدينة و لست أعرف شيئا من هذا الأمر، فأتيت المسجد فاذا جماعة من قريش، فقلت: أخبروني عن عالم أهل هذا البيت، فقالوا: عبدالله بن الحسن، فأتيت منزله فاستأذنت فخرج الي رجل ظننت أنه غلام له، فقلت له: استأذن لي علي مولاك، فدخل ثم خرج، فقال لي: أدخل فدخلت فاذا أنا بشيخ معتكف شديد الاجتهاد، فسلمت عليه فقال لي: من أنت؟ فقلت: أنا الكلبي النسابة. فقال: ما حاجتك؟ فقلت: جئت أسألك، فقال: أمررت بابني محمد؟ قلت: بدأت بك فقال: سل! فقلت: أخبرني عن رجل قال لامرأته. أنت طالق عدد نجوم السماء، فقال: تبين برأس الجوزاء و الباقي وزر عليه و عقوبة، فقلت في نفسي: واحدة، فقلت: ما يقول الشيخ في المسح علي الخفين؟ فقال: قد مسح قوم صالحون و نحن أهل البيت لا نمسح. فقلت في نفسي: ثنتان، فقلت: ما تقول في أكل الجري أحلال هو أم حرام؟ فقال: حلال، الا أنا أهل البيت نعافه، فقلت في نفسي: ثلاث، فقلت: و ما تقول في شرب النبيذ؟ قال: حلال الا أنا أهل البيت لا نشربه، فقمت فخرجت من عنده و أنا أقول: هذه العصابة تكذب علي أهل هذا البيت. فدخلت المسجد فنظرت الي جماعة من قريش و غيرهم من الناس، [ صفحه 158] فسلمت عليهم ثم قلت لهم: من أعلم

أهل هذا البيت؟ فقالوا: عبدالله بن الحسن، فقلت: قد أتيته فلم أجد عنده شيئا، فرفع رجل من القوم رأسه فقال: ائت جعفر بن محمد عليهماالسلام فهو عالم أهل هذا البيت، فلامه بعض من كان بالحضرة. فقلت: ان القوم انما منعهم من ارشادي اليه أول مرة الحسد، فقلت له: ويحك اياه أردت، فمضيت حتي صرت الي منزله فقرعت الباب، فخرج غلام له فقال: أدخل يا أخا كلب، فوالله لقد أدهشني، فدخلت و أنا مضطرب و نظرت فاذا شيخ علي مصلي بلا مرفقة [303] و لا بردعة، فابتدأني بعد أن سلمت عليه فقال لي: من أنت؟ فقلت في نفسي: يا سبحان الله غلامه يقول لي بالباب: ادخل يا أخا كلب و يسألني المولي: من أنت؟! فقلت له: أنا الكلبي النسابة، فضرب بيده علي جبهته و قال: كذب العادلون بالله و ضلوا ضلالا بعيدا و خسروا خسرانا مبينا، يا أخا كلب ان الله عزوجل يقول: (و عادا و ثمودا و أصحاب الرس و قرونا بين ذلك كثيرا) [304] أفتنسبها أنت؟ فقلت: لا جعلت فداك، فقال لي: أفتنسب نفسك؟ قلت: نعم أنا فلان ابن فلان حتي ارتفعت، فقال لي: قف ليس حيث تذهب، ويحك أتدري من فلان ابن فلان؟ قلت: نعم فلان ابن فلان قال: ان فلان ابن فلان ابن فلان الراعي الكردي انما كان فلان الراعي الكردي علي جبل آل فلان، فنزل الي فلانة امرأة فلان من جبله الذي كان يرعي غنمه عليه، فأطعمها شيئا و غشيها، فولدت فلانا و فلان ابن فلان من فلانة و فلان ابن فلان. ثم قال: أتعرف هذه الأسامي؟ قلت: لا و الله جعلت فداك، فان رأيت أن تكف عن هذا فعلت. فقال:

انما قلت فقلت، فقلت: اني لا أعود، قال: لا نعود اذا، و اسأل عما جئت له، فقلت له: أخبرني عن رجل قال لامرأته: [ صفحه 159] أنت طالق عدد النجوم، فقال: ويحك أما تقرأ سورة الطلاق؟! قلت: بلي: قال: فاقرأ فقرأت (فطلقوهن لعدتهن و أحصوا العدة) [305] قال: أتري ههنا نجوم السماء؟ قلت لا، قلت: فرجل قال لامرأته أنت طالق ثلاثا؟ قال: ترد الي كتاب الله و سنة نبيه محمد صلي الله عليه و آله و سلم، ثم قال: لا طلاق الا علي طهر من غير جماع بشاهدين مقبولين، فقلت في نفسي: واحدة، ثم قال: سل، قلت: ما تقول في المسح علي الخفين؟ فتبسم ثم قال: اذا كان يوم القيامة، و رد الله كل شي ء الي شيئه، و رد الجلد الي الغنم، فتري أصحاب المسح أين يذهب و ضوؤهم؟! فقلت في نفسي: ثنتان. ثم التفت الي فقال: سل فقلت: أخبرني عن أكل الجري؟ فقال: ان الله عزوجل مسخ طائفة من بني اسرائيل، فما أخذ منهم بحرا فهو الجري و الزمار و المارماهي و ما سوي ذلك، و ما أخذ منهم برا فالقردة و الخنازير و الوبر و الورل [306] و ما سوي ذلك، فقلت في نفسي: ثلاث، ثم التفت الي فقال: سل و قم، فقلت: ما تقول في النبيذ؟ فقال: حلال. فقلت: انا ننبذ فنطرح فيه العكر و ما سوي ذلك و نشربه، فقال: شه شه، تلك الخمرة المنتنة، فقلت: جعلت فداك فأي نبيذ تعني؟ فقال: ان أهل المدينة شكوا الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم تغير الماء و فساد طبائعهم، فأمرهم أن ينبذوا، فكان الرجل يأمر خادمه أن ينبذ له، فيعمد

الي كف من التمر فيقذف به في الشن، فمنه شربه و منه طهوره. فقلت: و كم كان عدد التمر الذي كان في الكف؟ فقال: ما حمل الكف فقلت: واحدة و ثنتان؟ فقال: ربما كانت واحدة، و ربما كانت ثنتين، فقلت: و كم كان يسع الشن؟ [307] فقال: ما بين الأربعين الي الثمانين الي ما فوق ذلك، فقلت: بالأرطال؟ فقال: نعم أرطال بمكيال [ صفحه 160] العراق. قال سماعة: قال الكلبي: ثم نهض عليه السلام و قمت فخرجت و أنا أضرب بيدي علي الأخري و أنا أقول: ان كان شي ء فهذا، فلم يزل الكلبي يدين الله بحب أهل هذا البيت حتي مات [308] .

طبعه في حصاة حبابة الوالبية

محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن أبي علي محمد بن اسماعيل ابن موسي بن جعفر، عن أحمد بن القاسم العجلي، عن أحمد بن يحيي المعروف بكرد، عن محمد بن خداهي، عن عبدالله بن أيوب، عن عبدالله بن هاشم، عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي، عن حبابة الوالبية قالت: رأيت أميرالمؤمنين عليه السلام في شرطة الخميس و معه درة لها سبابتان يضرب بها بياعي الجري و المارماهي و الزمار و يقول لهم: يا بياعي مسوخ بني اسرائيل و جند بني مروان، فقام اليه فرات بن أحنف فقال: يا أميرالمؤمنين و ما جند بني مروان؟ قالت: فقال له: أقوام حلقوا اللحي و فتلوا الشوارب، فمسخوا. فلم أر ناطقا أحسن نطقا منه، ثم اتبعته فلم أزل أقفو أثره حتي قعد في رحبة المسجد، فقلت له: يا أميرالمؤمنين ما دلالة الامامة يرحمك الله؟ قالت: فقال: ائتيني بتلك الحصاة - و أشار بيده الي حصاة - فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه، ثم قال لي: يا حبابة اذا ادعي مدع الامامة،

فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنه امام مفترض الطاعة، و الامام لا يعزب عنه شي ء يريده. قالت: ثم انصرفت حتي قبض أميرالمؤمنين عليه السلام فجئت الي الحسن عليه السلام و هو في مجلس أميرالمؤمنين عليه السلام و الناس يسألونه، فقال: يا حبابة الوالبية، فقلت: نعم يا مولاي، فقال: هاتي ما معك. قالت: فأعطيته فطبع فيها كما طبع أميرالمؤمنين عليه السلام. قالت: ثم أتيت [ صفحه 161] الحسين عليه السلام و هو في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقرب و رحب، ثم قال لي: ان في الدلالة دليلا علي ما تريدين، أفتريدين دلالة الامامة؟ فقلت: نعم يا سيدي، فقال: هات ما معك، فناولته الحصاة فطبع لي فيها. قالت: ثم أتيت علي بن الحسين عليه السلام و قد بلغ بي الكبر الي أن أرعشت و أنا أعد يومئذ مائة و ثلاث عشرة سنة، فرأيته راكعا و ساجدا و مشغولا بالعبادة، فيئست من الدلالة، فأومأ الي بالسبابة فعاد الي شبابي. قالت: فقلت: يا سيدي كم مضي من الدنيا؟ و كم بقي منها؟ فقال: أما ما مضي فنعم، و أما ما بقي فلا، قالت: ثم قال لي: هاتي ما معك. فأعطيته الحصاة، فطبع لي فيها. ثم أتيت أباجعفر عليه السلام فطبع لي فيها. ثم أتيت أبا عبدالله عليه السلام فطبع لي فيها. ثم أتيت أباالحسن موسي عليه السلام فطبع لي فيها. ثم أتيت الرضا عليه السلام فطبع لي فيها. و عاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر علي ما ذكره عبدالله بن هشام [309] .

علمه بالرؤيا

الشيخ في أماليه: قال: أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد - قال: أخبرني أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين، بن بابويه - رحمه الله - قال: حدثني

أبي قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه قال: حدثني من سمع حنان بن سدير يقول: سمعت أبي سدير الصيرفي يقول: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيما يري النائم و بين يديه طبق مغطي بمنديل، فدنوت منه و سلمت عليه، فرد السلام ثم كشف المنديل عن الطبق، فاذا فيه رطب، فجعل يأكل منه، فدنوت منه فقلت: يا رسول الله ناولني رطبة، فناولني واحدة فأكلتها، ثم قلت: يا رسول الله ناولني أخري، فناولنيها فأكلتها، و جعلت كلما أكلت واحدة سألته أخري، حتي أعطاني ثماني رطبات، فأكلتها ثم طلبت منه أخري، فقال لي: حسبك. [ صفحه 162] قال: فانتبهت من منامي، فلما كان من الغد دخلت علي جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام و بين يديه طبق مغطي بمنديل كأنه الذي رأيته في المنام بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فسلمت عليه، فرد علي السلام ثم كشف عن الطبق فاذا فيه رطب فجعل يأكل منه، فعجبت لذلك و قلت: جعلت فداك، ناولني رطبة. فناولني فأكلتها، ثم طلبت أخري فناولني فأكلتها، و طلبت أخري حتي أكلت ثماني رطبات، ثم طلبت منه أخري فقال لي: لو زادك جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لزدناك، فأخبرته الخبر، فتبسم تبسم عارف بما كان [310] .

الابراء من الوضح

الشيخ في أماليه: باسناده عن ابراهيم الأحمر، عن محمد بن أبي عمير، عن سدير الصيرفي قال: جاءت امرأة الي أبي عبدالله عليه السلام فقالت له: جعلت فداك اني و أبي و أمي و أهل بيتي نتولاكم، فقال لها أبو عبدالله عليه السلام: صدقت فما الذي تريدين؟ قالت له المرأة: جعلت

فداك يابن رسول الله أصابني وضح [311] في عضدي، فادع الله أن يذهب عني. قال أبو عبدالله عليه السلام: اللهم انك تبري ء الأكمه و الأبرص و تحيي العظام و هي رميم، ألبسها من عفوك و عافيتك ما تري أثر اجابة دعائي. فقالت المرأة: و الله لقد قمت، و ما بي منه قليل و لا كثير [312] . [ صفحه 163]

عرض الأعمال عليه

الشيخ في أماليه: عن محمد بن محمد يعني المفيد قال: أخبرنا أبوالحسن علي بن بلال المهلبي قال: حدثنا علي بن سليمان قال: حدثنا أحمد ابن القاسم الهمداني قال: حدثنا أحمد بن محمد السياري قال: حدثنا محمد ابن خالد البرقي قال حدثنا سعدان بن مسلم، عن داود بن كثير الرقي قال: كنت جالسا عند أبي عبدالله عليه السلام اذ قال لي مبتدئا من قبل نفسه: يا داود لقد عرضت علي أعمالكم يوم الخميس، فرأيت فيما عرض علي من عملك صلتك لابن عمك فلان، فسرني ذلك، اني علمت أن صلتك له أسرع لفناء عمره و قطع أجله. قال داود: و كان لي ابن عم معاند ناصبي خبيث بلغني عنه و عن عياله سوء حال فصككت له نفقة قبل خروجي الي مكة، فلما صرت في المدينة أخبرني أبو عبدالله عليه السلام بذلك. [313] . و رواه الشيخ المفيد باسناده عن داود بن كثير الرقي قال: كنت جالسا عند أبي عبدالله عليه السلام الحديث. و رواه الشيخ أيضا في مجالسه بالسند و المتن.

اخباره بالغائب 23

الشيخ في مجالسه: باسناده عن ابراهيم بن صالح، عن محمد بن الفضيل و زياد بن النعمان و سيف بن عميرة، عن هشام بن أحمر قال: أرسل الي أبو عبدالله عليه السلام في يوم شديد الحر فقال لي: اذهب الي فلان الأفريقي فاعترض جارية عنده، من حالها كذا و كذا و من صفتها كذا و كذا، فأتيت الرجل فاعترضت ما عنده فلم أر ما وصف لي، فرجعت اليه فأخبرته، فقال: عد اليه فانها عنده. فرجعت الي الأفريقي، فحلف لي: ما عنده شي ء الا و قد [ صفحه 164] عرضه علي. ثم قال: عندي وصيفة مريضة محلوقة الرأس ليس مما يعترض،

فقلت له: اعرضها علي، فجاء بها متوكئة علي جاريتين تخط برجليها الأرض، فأرانيها فعرفت الصفة، فقلت: بكم هي؟ فقال لي: اذهب بها اليه فيحكم فيها. ثم قال لي: قد و الله أردتها منذ ملكتها فما قدرت عليها، و أخبرني الذي اشتريتها منه عند ذلك أنه لم يصل اليها، و حلفت الجارية أنها نظرت الي القمر وقع في حجرها. فأخبرت أبا عبدالله عليه السلام بمقالتها، فأعطاني مائتي دينار، فذهبت بها اليه، فقال الرجل: هي حرة لوجه الله تعالي ان لم يكن بعث الي بشرائها من المغرب، فأخبرت أبا عبدالله عليه السلام بمقالته. فقال أبو عبدالله عليه السلام يابن الأحمر أما انها تلد مولودا ليس بينه و بين الله حجاب [314] .

اخباره بما في النفس و الغائب

أبوعتاب في كتاب طب الأئمة عليهم السلام: أبوعتاب قال: حدثنا محمد ابن خلف - و أظن الحسين حدثنا عنه أيضا -، عن الوشاء، عن عبدالله بن سنان قال: كنت بمكة، فأضمرت في نفسي شيئا لا يعلمه الا الله عزوجل، فلما صرت الي المدينة دخلت علي أبي عبدالله الصادق عليه السلام، فنظر الي ثم قال: استغفر الله مما أضمرت و لا تعد. فقلت: أستغفر الله، قال: و خرج باحدي رجلي العرق المديني، فقال لي حين ودعته قبل أن يخرج ذلك العرق في رجلي: أيما رجل اشتكي فصبر و احتسب كتب الله له من الأجر أجر ألف شهيد. قال: فلما صرت الي المرحلة الثانية خرج ذلك العرق، فما زلت شاكيا أشهرا، فحججت في السنة الثانية، فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام، [ صفحه 165] فقلت له: عوذ رجلي و أخبرته عن هذه التي توجعني، فقال: لا بأس علي هذه أعطني رجلك الأخري الصحيحة فقد أتاك الله بالشفاء، فبسطت رجلي الأخري بين يديه

فعوذها، فلما قمت من عنده و ودعته و صرت الي المرحلة الثانية خرج في هذه الرجل الصحيحة العرق، فقلت: و الله ما عوذها الا لحدث يحدث بها، فاشتكيت ثلاث ليال، ثم ان الله تعالي عافاني و نفعتني العوذة.

شفاء العليل بتعليمه

الحسين بن بسطام في كتاب طب الأئمة عليهم السلام: عن ابراهيم بن سرحان المتطبب، قال: حدثنا علي بن أسباط، عن حكم بن مسكين، عن اسحاق بن اسماعيل و بشر بن عمار، قالا: أتينا أبا عبدالله عليه السلام و قد خرج بيونس من الداء الخبيث [315] قال: فجلسنا بين يديه، فقلنا: أصلحك الله أصبنا بمصيبة لم نصب بمثلها قط. قال: و ما ذلك؟. فأخبرناه بالقصة، فقال ليونس: قم فتطهر و صل ركعتين، ثم احمد الله و أثن عليه و صل علي محمد و أهل بيته، ثم قل: يا الله يا الله يا الله، يا رحمن يا رحمن يا رحمن، يا رحيم يا رحيم يا رحيم، يا واحد يا واحد يا واحد، يا أحد يا أحد يا أحد، يا صمد يا صمد يا صمد، يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أقدر القادرين يا أقدر القادرين يا أقدر القادرين، يا رب العالمين يا رب العالمين يا رب العالمين، يا سامع الدعوات، يا منزل البركات، يا معطي الخيرات، صل علي محمد و آل محمد، و أعطني خير الدنيا و خير الآخرة، و اصرف عني شر الدنيا و شر الآخرة، و أذهب ما بي فقد غاظني الأمر و أحزنني. قال: ففعلت ما أمرني به [ صفحه 166] الصادق عليه السلام فوالله ما خرجنا من المدينة حتي تناثر عني مثل النخالة [316] .

شفاؤه العليل

الحسين بن بسطام في طب الأئمة عليهم السلام: عن أحمد بن المنذر، قال: حدثنا عمر بن عبدالعزيز، عن داود الرقي، قال: كنت عند أبي عبدالله الصادق عليه السلام فدخلت عليه حبابة الوالبية، و كانت خيرة، فسألته عن مسائل في الحلال و الحرام، فتعجبنا من حسن تلك المسائل، اذ

قال لنا: ما رأيت سائلا أحسن من حبابة الوالبية فقلنا: جعلنا فداك، لقد وقرت ذلك في عيوننا و قلوبنا. قال: فسالت دموعها، فقال لها الصادق عليه السلام: ما لي أري عينيك قد سالتا؟ قالت: يابن رسول الله، داء قد ظهر بي من الأدواء الخبيثة التي كانت تصيب الأنبياء عليهم السلام و الأولياء، و ان قرابتي و أهل بيتي يقولون قد أصابتها الخبيثة، و لو كان صاحبها كما قالت مفروض الطاعة لدعا لها، و كان الله تعالي يذهب عنها، و أنا و الله سررت بذلك و علمت أنه تمحيص و كفارات، و أنه داء الصالحين. فقال لها الصادق عليه السلام: و قد قالوا أصابتك الخبيثة؟ قالت: نعم، يابن رسول الله. فحرك الصادق عليه السلام شفتيه بشي ء ما أدري أي دعاء كان، فقال: ادخلي دار النساء حتي تنظري الي جسدك. قال: فدخلت فكشفت عن ثيابها، ثم قامت فلم يبق في صدرها و لا في جسدها شي ء. فقال عليه السلام: اذهبي الآن اليهم و قولي لهم: هذا الذي يتقرب الي الله تعالي بامامته [317] . [ صفحه 167]

شفاؤه العليل

محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيي، عن موسي بن الحسن، عن الهيثم النهدي، رفعه قال: شكا رجل الي أبي عبدالله عليه السلام الأبنة، فمسح أبو عبدالله عليه السلام علي ظهره، فسقطت منه دودة حمراء، فبري ء [318] .

شفاؤه العليل

محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد؛ و محمد بن يحيي، عن موسي بن الحسن، عن عمر بن علي بن عمر بن يزيد، عن محمد بن عمر، عن أخيه الحسين، عن أبيه عمر بن يزيد، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام و عنده رجل فقال له: جعلت فداك، اني أحب الصبيان. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: فتصنع ماذا؟ قال: أحملهم علي ظهري. فوضع أبو عبدالله عليه السلام يده علي جبهته و ولي وجهه عنه، فبكي الرجل، فنظر اليه أبو عبدالله عليه السلام كأنه رحمه، فقال له: اذا أتيت بلدك فاشتر جزورا [319] سمينا، و اعقله عقالا شديدا، و خذ السيف فاضرب السنام ضربة تقشر عنه الجلدة، و اجلس عليه بحرارته. فقال عمر: فقال الرجل: فأتيت بلدي فاشتريت جزورا، فعقلته عقالا شديدا، و أخذت السيف، و ضربت به السنام ضربة، و قشرت عنه الجلد، و جلست عليه بحرارته، فسقط مني علي ظهر البعير شبه الوزغ [320] أصغر من الوزغ، فسكن ما بي [321] . [ صفحه 168]

استجابة دعائه 04

محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن الوشاء، عن طرخان النخاس [322] ، قال: مررت بأبي عبدالله عليه السلام و قد نزل الحيرة [323] ، فقال لي: ما علاجك؟ قلت: نخاس قال: أصب لي بغلة فضحاء. قلت: جعلت فداك، و ما الفضحاء؟ قال: دهماء [324] ، بيضاء البطن، بيضاء الأفخاذ، بيضاء الجحفلة [325] . قال: فقلت: و الله ما رأيت مثل هذه الصفة، فرجعت من عنده، فساعة دخلت الخندق اذا أنا بغلام قد أشفي علي بغلة علي هذه الصفة، فسألت الغلام: لمن هذه البغلة؟ قال: لمولاي. قلت: يبيعها؟

قال: لا أدري. فتبعته حتي أتيت مولاه، فاشتريتها منه و أتيته بها، فقال: هذه الصفة التي أردتها. قلت: جعلت فداك، ادع الله لي. فقال: أكثر الله مالك و ولدك. قال: فصرت أكثر أهل الكوفة مالا و ولدا [326] .

اخباره بالغائب 24

الشيخ في التهذيب: باسناده عن الحسن بن محبوب، عن رجل من أصحابنا، عن أبي الصباح الكناني، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام ان لنا جارا من همدان يقال له الجعد بن عبدالله و هو يجلس الينا فنذكر عليا أميرالمؤمنين عليه السلام و فضله، فيقع فيه، أفتأذن لي فيه؟ قال: فقال لي: يا أباالصباح، [ صفحه 169] أو كنت فاعلا؟ فقلت: اي و الله لئن أذنت لي فيه لأرصدنه، فاذا صار فيها اقتحمت عليه بسيفي فخبطته حتي أقتله. قال: فقال: يا أباالصباح، هذا الفتك و قد نهي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عن الفتك. يا أباالصباح، ان الاسلام قيد الفتك، و لكن دعه فستكفي بغيرك. قال أبوالصباح: فلما رجعت من المدينة الي الكوفة لم ألبث بها الا ثمانية عشر يوما، فخرجت الي المسجد فصليت الفجر، ثم عقبت فاذا رجل يحركني برجله، فقال: يا أباالصباح، البشري. فقلت: بشرك الله بخير، فما ذاك؟ فقال: ان الجعد بن عبدالله بات البارحة في داره التي في الجبانة، فأيقظوه للصلاة فاذا هو مثل الزق المنفوخ ميتا، فذهبوا يحملونه فاذا لحمه يسقط عن عظمه، فجمعوه في نطع فاذا تحته أسود، فدفنوه [327] .

غزارة علمه

محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد عن داود بن محمد، عن محمد بن الفيض، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كنت عند أبي جعفر - يعني أباالدوانيق - فجاءته خريطة فحلها و نظر فيها، فأخرج منها شيئا، فقال: يا أبا عبدالله، أتدري ما هذا؟ قلت: و ما هو؟ قال: هذا شي ء يؤتي به من خلف افريقية من طنجة - أو طبنة - [328] شك محمد -. قلت: ما هو؟ قال: جبل هناك تقطر منه

في السنة قطرات فتجمد، و هو جيد للبياض يكون في العين يكتحل بهذا فيذهب باذن الله عزوجل. قلت: نعم، أعرفه، و ان شئت أخبرتك باسمه و حاله. قال: فلم يسألني عن اسمه! قال: و ما حاله؟ قلت: هذا جبل كان عليه نبي من أنبياء بني اسرائيل هاربا من قومه [ صفحه 170] يعبد الله عليه، فعلم به قومه فقتلوه و هو يبكي علي ذلك النبي عليه السلام، و هذه القطرات من بكائه، و له من الجانب الآخر عين تنبع من ذلك الماء بالليل و النهار و لا يوصل الي تلك العين [329] . الحسين بن بسطام في كتاب طب الأئمة عليهم السلام: عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كنت عند أبي جعفر - يعني المنصور - فجاءته خريطة فحلها و نظر فيها، فأخرج منها شيئا، و قال: يا أبا عبدالله، أتدري ما هذا؟ قلت: و ما هو؟ قال: هذا شي ء يؤتي به من خلف افريقية من طنجة. قال: قلت: و ما هو؟ قال: جبل هناك يقطر منه في السنة قطرات فتجمد، و هو جيد للبياض يكون في العين فيكتحل بهذا، فيذهب باذن الله عزوجل. قلت: نعم، أعرف و ان شئت أخبرتك باسمه و حاله. قال: قال: فلم يسألني عن اسمه، و قال: ما حاله؟ فقلت: هذا جبل كان عليه نبي من أنبياء بني اسرائيل خائف من قومه، يعبد الله عليه، فعلم به قومه فقتلوه، فهو يبكي علي ذلك النبي، و هذه القطرات من بكائه، و له من الجانب الآخر عين تنبع من ذلك الماء بالليل و النهار و لا يوصل الي تلك العين. ابن شهرآشوب: عن محمد بن الفيض، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال أبوجعفر الدوانيقي للصادق عليه السلام: تدري ما هذا؟

قال: و ما هو؟ قال: جبل هناك يقطر منه في السنة قطرات فتجمد، فهو جيد للبياض يكون في العين يكحل به، فيذهب باذن الله تعالي قال: نعم، أعرفه و ان شئت أخبرك باسمه و حاله، هذا جبل كان عليه نبي من أنبياء بني اسرائيل هاربا من قومه يعبد الله عليه فعلم قومه فقتلوه، فهو يبكي علي ذلك النبي، و هذه القطرات من بكائه له، و من الجانب الآخر عين تنبع من ذلك الماء بالليل و النهار و لا يوصل الي تلك العين [330] . [ صفحه 171]

اخراج الفرسان من الأرض

الشيخ المفيد في الاختصاص: عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن أحمد بن المؤدب من ولد الأشتر، عن محمد بن عمار الشعراني، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام و عنده رجل من أهل خراسان و هو يكلمه بلسان لا أفهمه، ثم رجع الي شي ء فهمته، فسمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: اركض برجلك الأرض، فاذا بحر تلك الأرض علي حافتيه فرسان قد وضعوا رقابهم علي قرابيس سروجهم، فقال أبو عبدالله عليه السلام: هؤلاء من أصحاب القائم عليه السلام [331] .

طاعة الجبال له

المفيد في الاختصاص أيضا: عن الحسن بن علي الزيتوني، و محمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن الحسن بن عطية، قال: كان أبو عبدالله عليه السلام واقفا علي الصفا، فقال له عباد البصري: حديث يروي عنك. قال: و ما هو؟ قال: قلت: حرمة المؤمن أعظم من حرمة هذه البنية. قال: قد قلت ذلك، ان المؤمن لو قال لهذه الجبال: أقبلي، أقبلت. قال: فنظرت الي الجبال قد أقبلت فقال لها: علي رسلك اني لم أردك [332] .

علمه بما في النفس 10

الشيخ المفيد أيضا في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسي، و محمد بن عبدالجبار، عن محمد بن خالد البرقي، عن فضالة بن أيوب، [ صفحه 172] عن رجل من المسامعة اسمه مسمع بن عبدالملك و لقبه كردين، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: دخلت عليه و عنده اسماعيل ابنه، و نحن اذ ذاك نأتم به بعد أبيه، فذكر في حديث له طويل انه سمع أبا عبدالله عليه السلام يقول فيه خلاف ما ظننا فيه، فأتيت رجلين من أهل الكوفة يقولان به فأخبرتهما، فقال واحد منهما: سمعت و أطعت و رضيت، و قال الآخر - و أهوي الي جيبه بيده فشقه -، ثم قال: لا و الله لا سمعت و لا رضيت و لا أطعت حتي أسمعه منه. ثم خرج متوجها نحو أبي عبدالله عليه السلام فتبعته، فلما كنا بالباب استأذنا فأذن لي فدخلت قبله، ثم أذن له، فلما دخل قال له أبو عبدالله عليه السلام: يا فلان، أيريد كل امري ء منكم أن يؤتي صحفا منشرة؟ ان الذي أخبرك فلان الحق. فقال: جعلت فداك، اني أحب أن أسمعه منك. فقال: ان فلانا امامك و صاحبك من

بعدي يعني أباالحسن موسي عليه السلام لا يدعيها فيما بيني و بينه الا كاذب مفتر، فالتفت الي الكوفي و كان يحسن كلام النبطية و كان صاحب قبالات، فقال: درقه. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: ان درقه بالنبطية خذها أجل فخذها [333] .

علمه بكلام الظبي

المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن الحسن، عن أحمد بن ابراهيم، عن عبدالله بن بكير، عن عمر بن توبة، عن سليمان بن خالد، قال: بينا أبو عبدالله البلخي مع أبي عبدالله عليه السلام و نحن معه اذ هو بظبي ينتحب و يحرك ذنبه، فقال له أبو عبدالله عليه السلام: أفعل ان شاء الله ثم أقبل علينا، فقال: هل علمتم ما قال الظبي؟ فقلنا: الله و رسوله و ابن رسوله أعلم. قال: انه أتاني فأخبرني أن بعض أهل المدينة نصب شبكة لأنثاه، فأخذها و لها خشفان لم ينهضا، و لم يقويا للرعي، فسألني أن أسألهم أن [ صفحه 173] يطلقوها و ضمن لي أنها اذا أرضعت خشفيها حتي يقويا علي النهوض و الرعي أن يردها عليهم، قال: فاستحلفته علي ذلك، فقال: برئت من ولايتكم أهل البيت ان لم أف و أنا فاعل ذلك ان شاء الله فقال له البلخي: هذه سنة فيكم كسنة سليمان عليه السلام، فسكت [334] .

علمه بالغائب 12

المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسي، و محمد بن اسماعيل بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن عروة بن موسي الجعفي، قال: قال لنا أبو عبدالله عليه السلام يوما و نحن نتحدث عنده: اليوم انفقأت عين هشام بن عبدالملك في قبره، قلنا: و متي مات؟ فقال: اليوم الثالث، فحسبنا موته و سألنا عن ذلك فكان كذلك [335] . و رواه محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات: عن محمد بن اسماعيل، عن علي بن الحكم، عن عروة بن موسي الجعفي، قال: قال لنا أبو عبدالله عليه السلام يوما و نحن نتحدث عنده: انفقأت عين هشام في قبره. قلنا: و متي مات؟ قال: اليوم الثالث، فسألنا عن ذلك و

حسبنا موته فكان كذلك [336] . و رواه أبوعلي الطبرسي في كتاب اعلام الوري: عن علي بن الحكم، عن عروة بن موسي الجعفي، قال: قال لنا يوما و نحن نتحدث: الساعة انفقأت عين هشام في قبره. قلنا: و متي مات؟ قال: اليوم الثالث. فقال حسبنا موته و سألنا عنه فكان كذلك [337] . [ صفحه 174]

علمه بالغائب 13

أبوعلي الطبرسي في كتاب اعلام الوري: رواه من كتاب نوادر الحكمة: عن محمد بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: دخل شعيب العقرقوفي علي أبي عبدالله عليه السلام و معه صرة فيها دنانير فوضعها بين يديه، فقال له أبو عبدالله عليه السلام: أزكاة أم صلة؟ فسكت، ثم قال: زكاة وصلة. قال: فلا حاجة لنا في الزكاة. قال: فقبض أبو عبدالله عليه السلام قبضة فدفعها اليه، فلما خرج قال أبوبصير: قلت له: كم كانت الزكاة من هذه؟ قال: بقدر ما أعطاني، و الله لم يزد حبة، و لم ينقص حبة [338] .

مرور الناس به و لا يرونه

سعد بن عبدالله في بصائر الدرجات: عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، و الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام بالمدينة و هو راكب حماره فنزل و قد كنا صرنا الي السوق، أو قريبا من السوق، قال: فنزل و سجد و أطال السجود و أنا أنتظره، ثم رفع رأسه، فقلت له: جعلت فداك، رأيتك نزلت فسجدت؟!. فقال: اني ذكرت نعمة الله علي فسجدت. قال: قلت: قريبا من السوق و الناس يجيئون و يذهبون!. فقال: اني لم يرني أحد [339] . [ صفحه 175]

نزول المائدة عليه

السيد الرضي في كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة: قال أخبرنا أبوالخير المبارك بن مسرور بن نجاء الواعظ، قال: أخبرنا القاضي أبو عبدالله محمد بن علي بن محمد الخلالي المعروف بابن المغازلي، قال: حدثنا أبوالحسن علي بن عبدالصمد بن القاسم الهاشمي، قال: حدثنا الحسين بن محمد المعروف بابن الكاتب البغدادي، قال: حدثنا علي بن محمد البصري، عن أبي علامة القاضي بمصر، عن عبدالله، عن وهب، قال: سمعت الليث بن سعيد يقول: حججت سنة عشرة و مائة فطفت بالبيت، و سعيت بين الصفا و المروة عند باب أبي قبيس، فوجدت رجلا يدعو الله و هو يقول: يا رب يا رب حتي انطفأ النفس، ثم قال: يا الله يا الله حتي انطفأ النفس، ثم قال: يا حي يا قيوم حتي انطفأ النفس، ثم قال: اللهم ان بردي قد خلقا فألبسني و اكسني، ثم قال: اني جائع فأطعمني، فما شعرت الا بسلة فيها عنب و لا عجم فيه، و بردين ملقاوين فخرجت و جلست لآكل معه، فقال لي: من تكون؟ قلت: أنا شريكك في هذا

الخير. قال: بماذا؟ قلت: كنت تدعو و أنا أؤمن علي دعائك. فقال: كل و اكتم و لا تذكر شيئا، و ما كان وقت أوان العنب، فأكلنا حتي شبعنا، ثم افترقنا و لم ينقص من السلة شي ء، ثم قال: خذ أحد البردين. فقلت: أنا غني عنهما. فقال لي: اذن توار عني لألبسهما، فتواريت عنه، فلبسهما و أخذ الثياب التي كانت عليه بيده، و نزل فتبعته لأعرفه فلقيه سائل، فقال له: اكسني كساك الله من حلل الجنة، فأعطاه الثياب. فقلت للسائل: من هذا؟ قال: جعفر بن محمد الصادق رضي الله تعالي عنه [340] . [ صفحه 176]

علمه بالمدينتين اللتين بالمشرق و المغرب

سعد بن عبدالله: عن أحمد بن محمد بن عيسي و محمد بن عيسي بن عبيد، عن الحسين بن سعيد جميعا، عن فضالة بن أيوب، عن القاسم بن بريد، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن ميراث العلم ما مبلغه؟ أجوامع هو من هذا العلم أم تفسير كل شي ء من هذه الأمور التي نتكلم فيها؟ فقال: ان لله عزوجل مدينتين؛ مدينة بالمشرق، و مدينة بالمغرب فيهما قوم لا يعرفون ابليس، و لا يعلمون بخلق ابليس، نلقاهم في كل حين فيسألونا عما يحتاجون اليه، و يسألونا عن الدعاء فنعلمهم، و يسألونا عن قائمنا متي يظهر، و فيهم عبادة و اجتهاد شديد، و لمدينتهم أبواب ما بين المصراع الي المصراع مائة فرسخ، لهم تقديس و تمجيد و دعاء و اجتهاد شديد، لو رأيتموهم لاحتقرتم عملكم، يصلي الرجل منهم شهرا لا يرفع رأسه من سجدته، طعامهم التسبيح، و لباسهم الورع، و وجوههم مشرقة بالنور، و اذا رأوا منا واحدا احتوشوه [341] و اجتمعوه اليه و أخذوا من أثره من الأرض

يتبركون به، لهم دوي اذا صلوا كأشد من دوي الريح العاصف. منهم جماعة لم يضعوا السلاح مذ كانوا ينتظرون قائمنا يدعون الله عزوجل أن يريهم اياه، و عمر أحدهم ألف سنة، اذا رأيتهم رأيت الخشوع و الاستكانة و طلب ما يقربهم الي الله عزوجل، اذا احتبسنا عنهم ظنوا أن ذلك من سخط يتعاهدون أوقاتنا التي نأتيهم فيها لا يسأمون و لا يفترون، يتلون كتاب الله عزوجل كما علمناهم، و ان فيما نعلمهم ما لو تلي علي الناس لكفروا به و لأنكروه، يسألون عن الشي ء اذا ورد عليهم في القرآن لا يعرفونه فاذا أخبرناهم به انشرحت صدورهم لما يسمعون منا و سألوا لنا طول [ صفحه 177] البقاء و أن لا يفقدونا، و يعلمون أن المنة من الله عليهم فيما نعلمهم عظيمة. و لهم خرجة مع الامام اذا قام يسبقون فيها أصحاب السلاح، و يدعون الله عزوجل أن يجعلهم ممن ينتصر بهم لدينه، فيهم كهول و شبان اذا رأي شاب منهم الكهل جلس بين يديه جلسة العبد لا يقوم حتي يأمره، لهم طريق هم أعلم به من الخلق الي حيث يريد الامام عليه السلام فاذا أمرهم الامام بأمر قاموا عليه أبدا حتي يكون هو الذي يأمرهم بغيره، لو أنهم وردوا علي ما بين المشرق و المغرب من الخلق لأفنوهم في ساعة واحدة، لا يحيك فيهم الحديد، لهم سيوف من حديد غير هذا الحديد، لو ضرب أحدهم بسيفه جبلا لقده حتي يفصله. يعبر بهم الامام عليه السلام الهند و الديلم و الكرد و الروم و بربر و فارس و ما بين جابلسا الي جابلقا، و هما مدينتان، واحدة بالمشرق، و واحدة بالمغرب لا يأتون علي أهل دين الا دعوهم

الي الله عزوجل، و الي الاسلام، و الاقرار بمحمد صلي الله عليه و آله و سلم، و التوحيد، و ولايتنا أهل البيت، فمن أجاب منهم و دخل في الاسلام تركوه و أمروا عليه أميرا منهم، و من لم يجب و لم يقر بمحمد صلي الله عليه و آله و سلم و لم يقر بالاسلام و لم يسلم قتلوه، حتي لا يبقي بين المشرق و المغرب و ما دون الجبل أحد الا آمن [342] .

علمه بالغائب و الآجال

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روي الحسن، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدثنا محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمد، عن الحسن، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: سمعت العبد الصالح عليه السلام يقول: لما حضر أبي الموت قال: يا بني، لا يلي غسلي غيرك، فاني غسلت أبي، و غسل أبي أباه، و الحجة يغسل الحجة. قال: فكنت أنا الذي غمضت أبي [ صفحه 178] و كفنته و دفنته بيدي، فقال: يا بني، ان عبد الله أخاك يدعي الامامة بعدي فدعه، و هو أول من يلحق بي من أهلي. فلما مضي أبو عبدالله عليه السلام أرخي أبوالحسن ستره، و دعا عبدالله الي نفسه. قال أبوبصير: جعلت فداك، ما بالك ما ذبحت العام و نحر عبدالله جزورا. قال: نوح لما ركب السفينة و حمل فيها من كل زوجين اثنين حمل كل شي ء الا ولد الزنا فانه لم يحمله و قد كانت السفينة مأمورة فحج نوح فيها و قضي مناسكه. قال أبوبصير: فظننت أنه عرض بنفسه و قال: أما ان عبدالله لا يعيش أكثر من سنة، فذهب أصحابه حتي انقضت السنة، قال: فهذه فيها يموت. قال: فمات في تلك السنة [343] .

علمه بما يكون 01

المفيد في أماليه: قال: أخبرني أبوغالب أحمد بن محمد الزراري، قال: حدثنا أبوالقاسم حميد بن زياد، قال: حدثنا الحسن بن محمد، عن محمد بن الحسن بن زياد العطار، عن أبيه الحسن بن زياد، قال: لما قدم زيد بن علي الكوفة دخل قلبي من ذلك بعض ما يدخل. قال: فخرجت الي مكة و مررت بالمدينة، فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و هو مريض، فوجدته علي سرير مستلقيا عليه، و ما بين جلده و عظمه شي ء، فقلت: اني

أحب أن أعرض عليك ديني، فانقلب علي جنبه، ثم نظر الي، فقال: يا حسن، ما كنت أحسبك الا و قد استغنيت عن هذا، ثم قال: هات. فقلت: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا رسول الله. فقال عليه السلام: معي مثلها. فقلت: و أنا مقر بجميع ما جاء به محمد بن عبدالله صلي الله عليه و آله و سلم قال فسكت قلت: و أشهد أن عليا امام بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فرض الله طاعته، من شك فيه كان ضالا، و من جحده كان كافرا قال: [ صفحه 179] فسكت. قلت: و أشهد أن الحسن و الحسين عليهماالسلام بمنزلته حتي انتهيت اليه عليه السلام فقلت: و أشهد أنك بمنزلة الحسن و الحسين و من تقدم من الأئمة. فقال: كف قد عرفت الذي تريد، ما تريد الا أن أتولاك علي هذا. قال: قلت: فاذا توليتني علي هذا فقد بلغت الذي أردت. قال: قد توليتك عليه. فقلت: جعلت فداك، اني قد هممت بالمقام. قال: و لم؟ قال: قلت: ان ظفر زيد و أصحابه فليس أحد أسوأ حالا عندهم منا، و ان ظفر أحد من بني أمية فنحن عندهم بتلك المنزلة. قال: فقال لي: انصرف فليس عليك بأس من ألي و لا من ألي [344] .

علمه بما يكون 02

ابن بابويه في أماليه: قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، قال: حدثنا عبدالرحمن بن حماد، عن عبدالله بن ابراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد، قال: سمعت أبا عبدالله الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام يقول: يخرج رجل من ولد ابني موسي اسمه اسم أميرالمؤمنين

عليه السلام فيدفن في أرض طوس و هي بخراسان، يقتل فيها بالسم، فيدفن فيها غريبا، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عزوجل أجر من أنفق من قبل الفتح و قاتل [345] . عنه في أماليه: حدثنا الحسين بن ابراهيم بن ناتانة رحمه الله، قال: حدثنا علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: تقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس، من زاره اليها عارفا بحقه أخذته بيدي يوم القيامة و أدخلته الجنة و ان كان من أهل الكبائر. قلت: جعلت فداك، و ما عرفان حقه؟ قال: [ صفحه 180] يعلم أنه امام مفترض الطاعة غريب شهيد، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عزوجل أجر سبعين شهيدا ممن استشهد بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم علي حقيقة [346] . و عنه في أماليه أيضا: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني، قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني مولي بني هاشم، قال: حدثنا المنذر بن محمد، عن جعفر بن سليمان، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي، قال: كنت عند أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فدخل عليه رجل من أهل طوس، فقال له: يابن رسول الله، ما لمن زار قبر أبي عبدالله الحسين بن علي عليه السلام؟ فقال له: يا طوسي، من زار قبر أبي عبدالله الحسين بن علي عليه السلام و هو يعلم أنه امام من الله عزوجل، مفترض الطاعة علي العباد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر، و قبل شفاعته في سبعين مذنبا، و لم يسأل الله عزوجل عند قبره حاجة الا قضاها له. قال: فدخل موسي بن

جعفر عليه السلام فأجلسه علي فخذه و أقبل يقبل ما بين عينيه، ثم التفت اليه فقال له: يا طوسي، انه الامام و الخليفة و الحجة بعدي، و انه سيخرج من صلبه رجل يكون رضا لله عزوجل في سمائه، و لعباده في أرضه، يقتل في أرضكم بالسم ظلما و عدوانا، و يدفن بها غريبا، ألا فمن زاره في غربته و هو يعلم أنه امام بعد أبيه مفترض الطاعة من الله عزوجل كان كمن زار رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [347] .

انه عنده ديوان الشيعة

المفيد في الاختصاص: عن محمد بن علي يعني ابن بابويه، قال: حدثني محمد بن موسي بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن ابراهيم، عن [ صفحه 181] محمد بن عيسي بن عبيد، عن أبي أحمد الأزدي، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي، قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام اذ دخل المفضل بن عمر، فلما بصر به ضحك اليه، ثم قال: الي يا مفضل، فوربي اني لأحبك، و أحب من يحبك، يا مفضل لو عرف جميع أصحابي ما تعرف ما اختلف اثنان. فقال له المفضل: يابن رسول الله، لقد حسبت أن أكون قد أنزلت فوق منزلتي. فقال عليه السلام: بل أنزلت المنزلة التي أنزلك الله بها. فقال: يابن رسول الله، فما منزلة جابر بن يزيد منكم؟ قال: منزلة سلمان من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. قال: فما منزلة داود بن كثير الرقي منكم؟ قال: بمنزلة المقداد من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. قال: ثم أقبل علي، فقال: يا عبدالله بن الفضل، ان الله تبارك و تعالي خلقنا من نور عظمته، و صنعنا برحمته، و خلق أرواحكم منا،

فنحن نحن اليكم، و أنتم تحنون الينا، و الله لو جهد أهل المشرق و المغرب أن يزيدوا في شيعتنا رجلا أو ينقصوا منهم رجلا ما قدروا علي ذلك، و انهم لمكتوبون عندنا بأسمائهم و أسماء آبائهم و عشائرهم و أنسابهم. قال عبدالله بن الفضل، و لو شئت لأريتك اسمك في صحيفتنا قال: ثم دعا بصحيفة فنشرها، فوجدتها بيضاء ليس فيها أثر الكتابة، فقلت: يابن رسول الله، ما أري فيها أثر الكتابة قال: فمسح يده عليها، فوجدتها مكتوبة، و وجدت في أسفلها اسمي، فسجدت لله شكرا [348] .

استجابة دعائه 05

عبدالله بن جعفر الحميري في قرب الاسناد: عن الحسن بن ظريف، عن معمر، عن الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر عليه السلام قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام ذات يوم و أنا طفل خماسي اذ دخل عليه نفر من [ صفحه 182] اليهود، فقالوا: أنت ابن محمد نبي هذه الأمة، و الحجة علي أهل الأرض؟ قال لهم: نعم. قالوا: انا نجد في التوراة أن الله تبارك و تعالي آتي ابراهيم عليه السلام و ولده الكتاب و الحكم و النبوة، و جعل لهم الملك و الامامة، و هكذا وجدنا ذرية الأنبياء لا تتعداهم النبوة و الخلافة و الوصية فما بالكم قد تعداكم ذلك، و ثبت في غيركم، و نلقاكم مستضعفين مقهورين لا ترقب فيكم ذمة نبيكم؟! فدمعت عينا أبي عبدالله عليه السلام ثم قال: نعم لم تزل أنبياء الله مضطهدة مقهورة مقتولة بغير حق، و الظلمة غالبة، و قليل من عبادي الشكور. قالوا: فان الأنبياء و أولادهم علموا من غير تعليم، و أوتوا العلم تلقينا، و كذلك ينبغي لأئمتهم و خلفائهم و أوصيائهم فهل أوتيتم ذلك؟ فقال أبو عبدالله عليه السلام: أدن

يا موسي، فدنوت، فمسح يده علي صدري، ثم قال: اللهم أيده بنصرك بحق محمد و آله، ثم قال: سلوه عما بدا لكم. قالوا: و كيف نسأل طفلا لا يفقه؟ قلت: سلوني تفقها، و دعوا العنت قالوا: أخبرنا عن الآيات التسع التي أوتيها موسي بن عمران. قلت: العصا، و اخراجه يده من جيبه بيضاء، و الجراد، و القمل، و الضفادع، و الدم، و رفع الطور، و المن و السلوي آية واحدة، و فلق البحر. قالوا: صدقت [349] .

طاعة الجبال له

ثاقب المناقب: عن عبدالرحمن بن الحجاج، قال: كنت مع أبي عبدالله عليه السلام بين مكة و المدينة و هو علي بغلة و أنا علي حمار و ليس معنا أحد، فقلت: يا سيدي، ما يجب من عظم حق الامام؟ فقال: يا [ صفحه 183] عبدالرحمن، لو قال لهذا الجبل سر لسار، فنظرت و الله الي الجبل يسير فنظر و الله اليه، فقال: و الله اني لم أعنك، فوقف [350] . و رواه الراوندي في الخرائج: عن عبدالرحمن بن الحجاج [351] .

سمعه ابتهال الملائكة

أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات: قال: حدثني أبي رحمه الله و أخي، عن أحمد بن ادريس، و محمد بن يحيي جميعا، عن العمركي بن علي البوفكي، قال: حدثني يحيي و كان في خدمة أبي جعفر الثاني عليه السلام، عن علي، عن صفوان الجمال، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته في طريق المدينة و نحن نريد مكة، فقلت: يابن رسول الله، ما لي أراك كئيبا حزينا منكسرا؟ فقال: لو تسمع ما أسمع لشغلك عن مساءلتي. فقلت: و ما الذي تسمع؟ قال: ابتهال الملائكة الي الله عزوجل علي قتلة أميرالمؤمنين عليه السلام و قتلة الحسين عليه السلام، و نوح الجن، و بكاء الملائكة الذين حوله و شدة جزعهم فمن يتهنأ مع هذا بطعام أو شراب أو نوم [352] .

علمه بالغائب، و صرفه الأسد

الراوندي: قال: روي عن عبدالله بن يحيي الكاهلي، قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: اذا لقيت السبع ماذا تقول له؟ قلت: لا أدري. قال: اذا لقيته فاقرأ في وجهه آية الكرسي، و قل: عزمت عليك بعزيمة الله، و عزيمة رسول الله، و عزيمة سليمان بن داود، و عزيمة علي أميرالمؤمنين، و الأئمة [ صفحه 184] من بعده عليهم السلام الا تنحيت عن طريقنا و لم تؤذنا فانا لا نؤذيك، فانه لا يؤذيك. قال عبدالله: فقدمت الكوفة، فلما خرجت و توجهت راجعا و ابن عمي صحبني رأيت أسدا في الطريق، فقلت له ما قال لي، قال: فنظرت اليه و قد طأطأ رأسه، و أدخل ذنبه بين رجليه، و ركب الطريق راجعا من حيث جاء، فقال ابن عمي: ما سمعت كلاما أحسن من كلامك هذا الذي سمعته منك. فقلت: أي شي ء سمعت؟ هذا كلام الامام جعفر بن محمد عليه السلام فقال: أنا

أشهد أنه امام فرض الله طاعته، و ما كان ابن عمي يعرف قليلا و لا كثيرا. قال: فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام من قابل، فأخبرته الخبر فقال: تري أني لم أشهدكم؟! بئس ما تري، ثم قال: ان لي مع كل ولي أذنا سامعة، و عينا ناظرة، و لسانا ناطقا، ثم قال: يا عبدالله، أنا و الله صرفته عنكما، و علامة ذلك أنكما كنتما في البرية علي شاطي ء النهر، و اسم ابن عمك لمثبت عندنا، و ما كان الله ليميته حتي يعرف هذا الأمر. قال: فرجعت الي الكوفة، فأخبرت ابن عمي بمقالة أبي عبدالله عليه السلام، ففرح فرحا شديدا و سر به، و ما زال مستبصرا حتي مات [353] . و رواه الحضيني في هدايته: باسناده عن عبدالله بن يحيي الكاهلي قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: يا عبدالله بن يحيي، اذا لقيت السبع ماذا تقول له، و ذكر الحديث الي آخره ببعض التغيير [354] .

علمه بالغائب 14

الراوندي: قال: ان رجلا خراسانيا أقبل علي أبي عبدالله عليه السلام [ صفحه 185] فقال عليه السلام له: ما فعل فلان؟ قال: لا علم لي به. قال: أنا أخبرك به انه بعث معك بجارية لا حاجة لي فيها. قال: و لم؟ قال: لأنك لم تراقب الله فيها، حيث عملت ما عملت ليلة نهر بلخ، حيث صنعت ما صنعت فسكت الرجل و علم أنه قد أخبره بأمر عرفه [355] .

علمه بما في النفس، و اخراج الدنانير

الراوندي: قال: عن بعض أصحابنا، قال: حملت مالا الي أبي عبدالله عليه السلام فاستكثرته في نفسي، فلما دخلت عليه دعا بغلام و اذا طشت في آخر الدار، فأمره أن يأتي به، ثم تكلم بكلام لما أتي بالطشت فانحدرت الدنانير من الطشت حتي حالت بيني و بين الغلام، ثم التفت الي، و قال: أتري نحتاج الي ما في أيديكم؟ انما نأخذ منكم ما نأخذ لنطهركم به [356] .

علمه بمنطق الجدي و الدراجة

عنه أيضا: عن صفوان بن يحيي، عن جابر، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فبرزنا معه و اذا نحن برجل قد أضجع جديا ليذبحه، فصاح الجدي، فقال أبو عبدالله عليه السلام للرجل: كم ثمن هذا الجدي؟ فقال: أربعة دراهم، فحلها من كمه فدفعها اليه، و قال: خل سبيله. قال: فسرنا و اذا الصقر قد انقض علي دراجة، فصاحت الدراجة، فأومأ أبو عبدالله عليه السلام الي الصقر بكمه، فرجع عن الدراجة، فقلت: لقد رأينا عجبا من أمرك. قال: نعم، ان الجدي لما أضجعه الرجل ليذبحه فبصر بي، قال: أستجير [ صفحه 186] بالله و بكم أهل البيت مما يراد مني، و كذلك قالت الدراجة، و لو أن شيعتنا استقامت لأسمعتهم منطق الطير [357] .

استكفاؤه بالأسودين و علمه بالآجال

و عنه: قال: ان الوليد بن صبيح قال: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام في ليلة اذ طرق الباب طارق، فقال للجارية: انظري من هذا؟ فخرجت، ثم دخلت، فقالت: هو عمك عبدالله بن علي فقال: أدخليه. قال لنا: ادخلوا هذا البيت، فدخلنا بيتا آخر فسمعنا منه حسا ظننا أن الداخل بعض نسائه، فلصق بعضنا ببعض، فأقبل الداخل علي أبي عبدالله عليه السلام فلم يدع شيئا من القبيح الا قاله في أبي عبدالله عليه السلام، ثم خرج و خرجنا فأقبل يحدثنا تمام حديثه من الموضع الذي قطع كلامه عند دخول الرجل عليه، فقال بعضنا: لقد استقبلك هذا بشي ء ما ظننا أن أحدا ليستقبلك به حتي لقد هم بعضنا أن يخرج اليه فيوقع به. فقال: مه لا تدخلوا فيما بيننا، فلما مضي من الليل ما مضي طرق الباب طارق، فقال للجارية: انظري من هذا؟ فخرجت، ثم عادت، فقالت: هو عمك عبدالله بن علي. فقال لنا: عودوا الي موضعكم،

ثم أذن له فدخل بشهيق و نحيب و بكاء، و هو يقول: يابن أخي، اغفر لي غفر الله لك، اصفح عني صفح الله عنك، فقال: غفر الله لك يا عم، ما الذي أحوجك الي هذا؟ قال: اني لما أويت الي فراشي أتاني رجلان أسودان غليظان فشدا و ثاقي، و قال أحدهما للآخر: انطلق به الي النار، فانطلق بي، فمررت برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقلت: يا رسول الله أما تري ما يفعل بي؟ قال: أولست الذي أسمعت ابني ما أسمعت، فقلت: يا رسول الله، لا أعود، فأمرهما فخلياني و اني لأجد ألم الوثاق. فقال أبو عبدالله عليه السلام: أوص. فقال: بما أوصي؟ ما لي من مال، و ان لي عيالا كثيرا، و علي دين. فقال أبو عبدالله عليه السلام: دينك علي، و عيالك الي عيالي فأوصي، فما [ صفحه 187] خرجنا من المدينة حتي مات، و ضم أبو عبدالله عليه السلام عياله اليه، و قضي دينه، و زوج ابنه ابنته [358] .

علمه بالغائب، و النور و الصوت الخارجان لداود بن كثير

و عنه: عن داود الرقي، قال كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فقال لي: ما لي أري لونك متغيرا؟ قلت: غيره دين فادح [359] عظيم، و قد هممت بركوب البحر الي السند لاتيان أخي فلان. فقال: اذا شئت فافعل. قلت: تروعني عنه أهوال البحر و زلازله. قال: يا داود ان الذي يحفظك في البر هو حافظك في البحر. يا داود، لولانا ما اطردت الأنهار، و لا أينعت الثمار، و لا اخضرت الأشجار. قال داود: فركبت البحر حتي اذا كنت حيث ما شاء الله من ساحل البحر بعد مسيرة مائة و عشرين يوما خرجت قبيل الزوال يوم الجمعة فاذا السماء مغيمة، و اذا

نور ساطع من قرن السماء الي جدد الأرض، و اذا بصوت خفي: يا داود، هذا أوان قضاء دينك فارفع رأسك قد سلمت. قال: فرفعت رأسي انظر النور و نوديت: عليك بما وراء الأكمة الحمراء، فأتيتها فاذا صفائح من ذهب أحمر ممسوح أحد جانبيه و في الجانب الآخر مكتوب: (هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب) [360] قال: فقبضتها و لها قيمة لا تحصي. فقلت: لا أحدث فيها حتي آتي المدينة، فقدمتها فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال لي: يا داود، انما عطاؤنا لك النور الذي سطع لك لا ما ذهبت اليه من الذهب و الفضة و لكن هو لك هنيئا مريئا عطاء من رب كريم فاحمد الله. قال داود: فسألت معتبا خادمه، فقال: كان في ذلك الوقت الذي تصفه يحدث [ صفحه 188] أصحابه منهم خيثمة و حمران و عبد الأعلي مقبلا عليهم بوجهه يحدثهم بمثل ما ذكرت، فلما حضرت الصلاة قام فصلي بهم. قال داود فسألت هؤلاء جميعا فحكوا لي الحكاية [361] .

غرسه النوي و انباته، و الرق الذي خرج و المكتوب عليه

عنه: عن محمد بن مسلم، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام اذ دخل عليه المعلي بن خنيس باكيا، فقال: و ما يبكيك؟ قال: بالباب قوم يزعمون أن ليس لكم علينا فضل، و أنكم و هم شي ء واحد، فسكت ثم دعا بطبق من تمر، فأخذ منه تمرة، فشقها نصفين، و أكل التمر، و غرس النوي في الأرض فنبت و حمل بسرا، فأخذ منها واحدة فشقها نصفين، و أكل و أخرج منها رقا و دفعه الي المعلي، و قال له: اقرأ، فاذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم لا اله الا الله، محمد رسول الله، علي المرتضي و الحسن و الحسين و علي

بن الحسين و عدهم واحدا واحدا الي الحسن العسكري و ابنه [362] .

اخراجه العنب و الرمان

و عنه: عن داود بن كثير الرقي، قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فدخل عليه موسي ابنه و هو ينتفض من البرد فقال له أبو عبدالله عليه السلام: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت في كنف [363] الله، متقلبا في نعم الله، أشتهي [ صفحه 189] عنقود عنب جرشي [364] ، و رمانة خضراء قال داود: قلت: سبحان الله! هذا الشتاء! فقال: يا داود، ان الله قادر علي كل شي ء، ادخل البستان، فدخلته فاذا شجرة عليها عنقود من عنب جرشي، و رمانة خضراء، فقلت: آمنت بسركم و علانيتكم، فقطفتها و أخرجتها الي موسي، فقعد يأكل. فقال: يا داود، و الله لهذا أفضل من رزق قديم خص الله به مريم بنت عمران من الأفق الأعلي [365] . و رواه صاحب ثاقب المناقب: عن داود الرقي أيضا [366] .

علمه بالصورة النازلة

و عنه: عن صفوان الجمال، قال: كنت بالحيرة مع أبي عبدالله عليه السلام اذ أقبل الربيع و قال: أجب أميرالمؤمنين فمضي و لم يلبث أن عاد. قلت: يا مولاي أسرعت الانصراف. قال: انه سألني عن شي ء فاسأل الربيع عنه. قال صفوان: و كان بيني و بين الربيع لطف، فخرجت الي الربيع و سألته، فقال: أخبرك بالعجب ان الأعراب خرجوا يجتنون الكمأة [367] ، فأصابوا في البر خلقا ملقي فأتوني به، فأدخلته علي الخليفة، فلما رآه قال: نحه و ادع جعفرا، فدعوته، فقال: يا أبا عبدالله، أخبرني عن الهواء ما فيه؟ قال: في الهواء موج مكفوف قال: ففيه سكان؟ قال: نعم. قال: و ما سكانه؟ قال: خلق أبدانهم أبدان الحيتان، و رؤوسهم رؤوس الطير، و لهم أعرفة كأعرفة [ صفحه 190] الديكة، و نغانغ [368] كنغانغ الديكة، و أجنحة كأجنحة الطير، بألوان

أشد بياضا من الفضة المجلوة. فقال الخليفة: هلم الطشت، فجئت به و فيه ذلك الخلق، و اذا هو كما وصف و الله جعفر فلما نظر اليه جعفر قال: هذا هو الخلق الذي يسكن الموج المكفوف، فأذن له بالانصراف فلما خرج جعفر قال الخليفة: ويلك يا ربيع، هذا الشجا [369] المعترض في حلقي من أعلم الناس [370] . السيد المرتضي في عيون المعجزات: قال: روي أنه عليه السلام لما خرج من بين يدي المنصور نزل الحيرة، فبينما هو اذ أتاه الربيع، فقال له: أجب أميرالمؤمنين، فركب اليه و قد كان وجد في الصحراء صورة عجيبة الخلق لم يعرفها أحد، و ذكر من وجدها أنه رآها قد سقطت من المطر، فلما دخل عليه السلام قال له المنصور: يا أبا عبدالله، أخبرني عن الهواء، أي شي ء فيه؟ فقال له: بحر. قال له: فله سكان؟ قال عليه السلام: نعم. قال المنصور: و ما سكانه؟ فقال عليه السلام خلق أبدانهم أبدان الحيتان، و رؤوسهم رؤوس الطير، و لهم أجنحة كأجنحة الطير من ألوان شتي، فدعا المنصور بالطشت فاذا ذلك الخلق فيه، فما زاد علي ما وصفه عليه السلام، فأذن له، فانصرف صلوات الله عليه - ثم قال المنصور للربيع: هذا الشجا المعترض في حلقي من أعلم الناس في زمانهم [371] . [ صفحه 191]

علمه بما في النفس 11

الراوندي: عن الحسن بن سعيد، عن عبدالعزيز القزاز، قال: كنت أقول بالربوبية فيهم، فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال لي يا عبدالعزيز، ضع ماء أتوضأ، ففعلت، فلما دخل يتوضأ قلت في نفسي: هذا الذي قلت فيه ما قلت يتوضأ! فلما خرج قال لي: يا عبدالعزيز، لا تحمل علي البناء فوق ما يطيق فيهدم، انا عبيد مخلوقون لعبادة الله عزوجل [372]

.

علمه بالأعمال

الراوندي: عن هارون بن رئاب، قال: كان لي أخ جارودي [373] ، فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال لي: ما فعل أخوك الجارودي؟ قلت: صالح هو مرضي عند القاضي و عند الجيران في كل الحالات غير أنه لا يقر بولايتكم. قال: ما يمنعه من ذلك؟ قلت: يزعم أنه يتورع فقال: أين كان ورعه ليلة نهر بلخ؟ فقدمت علي أخي، فقلت له: ثكلتك أمك، دخلت علي [ صفحه 192] أبي عبدالله عليه السلام و سألني عنك، فأخبرته أنك مرضي عند الجيران و عند القاضي في الحالات كلها غير أنه لا يقر بولايتكم، فقال: ما يمنعه من ذلك؟ قلت: يزعم أنه يتورع. فقال: أين كان ورعه ليلة نهر بلخ؟! فقال: أخبرك أبو عبدالله بهذا؟ قلت: نعم. قال: أشهد أنه حجة رب العالمين. قلت: أخبرني عن قصتك. قال: نعم أقبلت من وراء نهر بلخ فصحبني رجل معه و صيفة فارهة الجمال، فلما كنا علي النهر قال لي: اما أن تقتبس لنا نارا فأحفظ عليك، و اما أن أقتبس نارا و تحفظ علي؟ قلت: اذهب و اقتبس و أحفظ عليك، فلما ذهب قمت الي الوصيفة و كان مني اليها ما كان و الله ما أفشت و لا أفشيت لأحد، و لم يعلم بذلك الا الله، فدخله رعب، فخرجت من السنة الثانية و هو معي، فأدخلته علي أبي عبدالله عليه السلام فذكرت الحديث فما خرج من عنده حتي قال بامامته [374] .

علمه بالأعمال و غير ذلك من المعجزات

عنه: عن داود بن كثير الرقي، قال: كنت عند الصادق عليه السلام أنا و أبوالخطاب و المفضل و أبو عبدالله البلخي اذ دخل علينا كثير النواء، فقال: ان أباالخطاب هذا يشتم أبابكر و عمر و يظهر البراءة منهما، فالتفت الصادق

عليه السلام الي أبي الخطاب و قال: يا محمد، ما تقول؟ قال: كذب و الله ما سمع مني قط شتمهما. فقال الصادق عليه السلام قد حلف و لا يحلف كاذبا. فقال: صدق لم أسمع أنا منه و لكن حدثني الثقة به عنه. قال الصادق عليه السلام و ان الثقة لا يبلغ ذلك، فلما خرج كثير النواء، قال الصادق عليه السلام: أما و الله لئن كان أبوالخطاب ذكر ما قال كثير لقد علم من أمرهما ما لم يعلمه كثير، و الله لقد جلسا مجلس أميرالمؤمنين عليه السلام غصبا فلا غفر الله لهما، و لا عفي [ صفحه 193] عنهما، فبهت أبو عبدالله البلخي و نظر الي الصادق عليه السلام متعجبا مما قال فيهما. فقال له الصادق عليه السلام أنكرت ما سمعت مني فيهما؟ قال: قد كان ذلك. قال الصادق عليه السلام: فهلا كان هذا الانكار منك ليلة دفع اليك فلان ابن فلان البلخي جاريته فلانة لتبيعها له، فلما عبرت النهر افترشتها في أصل شجرة؟ فقال البلخي: و الله قد مضي لهذا الحديث أكثر من عشرين سنة، و لقد تبت الي الله من ذلك. فقال الصادق عليه السلام: لقد تبت و ما تاب الله عليك، و لقد غضب الله لصاحب الجارية. ثم ركب و سار و البلخي معه، فلما برزا قال الصادق عليه السلام و قد سمع صوت حمار: ان أهل النار يتأذون بهما و بأصواتهما كما تتأذون بصوت الحمار، فلما برزنا الي الصحراء فاذا نحن بجب كبير ثم التفت الصادق عليه السلام الي البلخي، فقال: اسقنا من هذا الجب، فدنا البلخي، ثم قال: هذا جب بعيد القعر لا أري ماء به. فتقدم الصادق عليه السلام فقال: أيها الجب السامع المطيع لربه، اسقنا مما جعل الله فيك من الماء باذن

الله، فنظرنا الماء يرتفع من الجب، فشربنا منه. ثم سار حتي انتهي الي موضع فيه نخلة يابسة فدنا منها، فقال: أيتها النخلة أطعمينا مما جعل الله فيك، فانتثرت رطبا جنيا فأكلنا، ثم جازها فالتفتنا فلم نر فيها شيئا. ثم سار فاذا نحن بظبي قد أقبل يبصبص بذنبه [375] الي الصادق عليه السلام و يبغم، فقال: أفعل ان شاء الله تعالي، فانصرف الظبي. فقال البلخي: لقد رأيت عجبا! فما الذي سألك الظبي؟ قال: استجار بي و أخبرني أن بعض من يصيد الظباء بالمدينة صاد زوجته، و أن لها خشفين صغيرين، و سألني أن أشتريها و أطلقها لله تعالي اليه، فضمنت له ذلك، و استقبل القبلة و دعا، و قال: الحمد لله كثيرا كما هو أهله و مستحقه، و تلا: (أم يحسدون الناس علي ما ءاتاهم الله من فضله) [376] ثم قال: نحن و الله المحسودون، ثم انصرف [ صفحه 194] و نحن معه فاشتري الظبية و أطلقها، ثم قال: لا تذيعوا سرنا، و لا تحدثوا به عند غير أهله، فان المذيع سرنا أشد علينا من عدونا [377] .

علمه بالآجال و الصك الذي ظهر

و عنه: عن هشام بن الحكم أن رجلا من الجبل أتي أبا عبدالله عليه السلام و معه عشرة آلاف درهم، قال: اشتر لي بهذه دارا أسكنها اذا قدمت و عيالي معي، ثم مضي الي مكة، فلما حج و انصرف أنزله الصادق عليه السلام في داره و قال له: اشتريت لك دارا في الفردوس الأعلي، حدها الأول الي دار رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و الثاني الي علي عليه السلام، و الثالث الي الحسن عليه السلام، و الرابع الي الحسين عليه السلام، و كتبت هذا الصك به. فلما سمع الرجل

ذلك قال: رضيت، ففرق الصادق عليه السلام تلك الدراهم علي أولاد الحسن و الحسين عليهماالسلام، و انصرف الرجل، فلما وصل الي المنزل اعتل علة الموت، فلما حضرته الوفاة جمع أهل بيته و حلفهم أن يجعلوا الصك معه في قبره، ففعلوا ذلك. فلما أصبحوا غدوا علي قبره وجدوا الصك علي ظهر القبر و علي ظهر الصك مكتوب: و في لي ولي الله جعفر بن محمد عليهماالسلام بما قال [378] . و رواه ابن شهرآشوب في المناقب: عن هشام بن الحكم، و ذكر الحديث بعينه [379] . [ صفحه 195]

علمه بما أخفي

محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن علي رفعه قال: مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأي أبا عبدالله عليه السلام و عليه ثياب كثيرة القيمة، حسان، فقال: و الله لآتينه و لأوبخنه، فدنا منه، فقال: يابن رسول الله، و الله ما لبس رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مثل هذا اللباس و لا علي عليه السلام و لا أحد من آبائك. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في زمان قتر مقتر، و كان يأخذ لقتره و اقتاره و ان الدنيا بعد ذلك أرخت عزاليها فأحق أهلها بها أبرارها، ثم تلا (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق) [380] فنحن أحق من أخذ منها ما أعطاه الله، غير أني يا ثوري ما تري علي من ثوب انما لبسته للناس، ثم اجتذب بيد سفيان فجرها اليه، ثم رفع الثوب الأعلي و أخرج ثوبا تحت ذلك علي جلده غليظا، فقال: هذا لبسته لنفسي و

ما رأيته للناس. ثم جذب ثوبا علي سفيان أعلاه غليظ خشن، و داخل ذلك ثوب لين، فقال: لبست هذا الأعلي للناس، و لبست هذا لنفسك تسرها [381] .

الانتقام له من عدوه

محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن بعض أصحابه، عن صفوان الجمال، قال: حملت أبا عبدالله عليه السلام الحملة الثانية الي الكوفة و أبوجعفر المنصور بها، فلما أشرف علي الهاشمية [382] مدينة أبي جعفر أخرج رجله من غرز الرحل [383] ، ثم [ صفحه 196] نزل و دعا ببغلة شهباء، و لبس ثيابا بيضا، و كمة [384] بيضاء، فلما دخل عليه قال له أبوجعفر: لقد تشبهت بالأنبياء. فقال أبو عبدالله عليه السلام: و أني تبعدني من أبنا الأنبياء؟ قال: لقد هممت أن أبعث الي المدينة من يعقر نخلها، و يسبي ذريتها. فقال: و لم ذاك، يا أميرالمؤمنين؟ فقال: رفع الي أن مولاك المعلي بن خنيس يدعو اليك، و يجمع لك الأموال. فقال: و الله ما كان. فقال: لست أرضي منك الا بالطلاق و العتاق و الهدي و المشي. فقال: أباالأنداد من دون الله تأمرني أن أحلف؟ انه من لم يرض بالله فليس من الله في شي ء. فقال: أتتفقه علي؟ فقال: و أني تبعدني من التفقه و أنا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم! قال: فاني أجمع بينك و بين من سعي بك. قال: فافعل. قال: فجاء الرجل الذي سعي به، فقال له أبو عبدالله عليه السلام: يا هذا. قال: فقال: نعم، و الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم لقد فعلت. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: ويحك تمجد الله فيستحيي من تعذيبك، و لكن قل:

برئت من حول الله و قوته، و ألجئت الي حولي و قوتي، فحلف بها الرجل فلم يستتمها حتي وقع ميتا، فقال له أبوجعفر: لا أصدق بعدها عليك أحدا، و أحسن جائزته، و رده [385] .

علمه بالغائب 15

ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه و غيره، عن محمد بن سليمان الصنعاني، عن ابراهيم بن الفضل، عن أبان بن تغلب، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام اذ دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلم عليه، فرد عليه السلام، فقال له: مرحبا بك يا سعد. فقال [ صفحه 197] له الرجل: بهذا الاسم سمتني أمي، و ما أقل من يعرفني به. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: صدقت يا سعد المولي. فقال له الرجل: جعلت فداك، بهذا كنت ألقب. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: لا خير في اللقب، ان الله تبارك و تعالي يقول في كتابه: (و لا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان) [386] ما صنعتك يا سعد؟ فقال: جعلت فداك، أنا من أهل بيت ننظر في النجوم لا نقول ان باليمن أحدا أعلم بالنجوم منا. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: فما زحل عندكم في النجوم؟ فقال اليماني: نجم نحس. فقال له أبو عبدالله عليه السلام: مه لا تقولن هذا، فانه نجم أميرالمؤمنين عليه السلام، و هو نجم الأوصياء عليهم السلام، و هو النجم الثاقب الذي قال الله عزوجل في كتابه. فقال له اليماني: فما يعني بالثاقب؟ قال: ان مطلعه في السماء السابعة، و انه ثقب بضوئه حتي أضاء في السماء الدنيا، فمن ثم سماه الله عزوجل النجم الثاقب [387] .

علمه بنخلة مريم

محمد بن يعقوب: عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، و علي بن محمد جميعا، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، قال: رأيت أبا عبدالله عليه السلام يتخلل بساتين الكوفة، فانتهي الي نخلة فتوضأ عندها،

ثم ركع و سجد، فأحصيت عليه في سجوده خمسمائة تسبيحة، ثم استند الي النخلة فدعا بدعوات، ثم قال: يا حفص، انها و الله النخلة التي قال الله عزوجل لمريم عليهاالسلام: (و هزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) [388] [389] . [ صفحه 198]

علمه بما في النفس 12

محمد بن يعقوب: باسناده عن صالح، عن محمد بن أورمة، عن ابن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: كنت أنا و القاسم شريكي و نجم بن حطيم و صالح بن سهل بالمدينة فتناظرنا في الربوبية قال: فقال بعضنا لبعض: ما تصنعون بهذا نحن بالقرب منه و ليس منا في تقية، قوموا بنا اليه. قال: فقمنا فوالله ما بلغنا الباب الا و قد خرج علينا بلا حذاء و لا رداء قد قام كل شعر رأسه، و هو يقول: لا لا يا مفضل، و يا قاسم، و يا نجم، لالا (بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون) [390] [391] .

مصافحة الملائكة له و حضورهم منزله

محمد بن الحسن الصفار: عن يعقوب بن يزيد، عن ابن سنان، عن مسمع كردين، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: اني اعتللت فكنت آكل، فكنت اذا أكلت عند الرجل تأذيت به، و ان أكلت من طعامك لم أتأذ به. فقال: انك لتأكل طعام قوم تصافحهم الملائكة علي فرشهم. قال: قلت: و يظهرون لكم؟ قال: هم ألطف بصبياننا منا [392] . عنه: عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن محمد بن القاسم، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: يا حسين بيوتنا مهبط الملائكة، و منزل الوحي و ضرب بيده الي مساور في البيت فقال: يا حسين، [ صفحه 199] مساور و الله طال ما اتكت عليها الملائكة، و ربما التقطنا من زغبها [393] [394] . و عنه: عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسي الساباطي، قال: أصبت شيئا كان علي وسائد كانت في منزل أبي عبدالله عليه السلام فقال له بعض أصحابنا:

ما هذا جعلت فداك - و كان يشبه شيئا يكون في الحشيش كثيرا كأنه جوزة؟ فقال له أبو عبدالله: هذا مما يسقط من أجنحة الملائكة. ثم قال: يا عمار، ان الملائكة لتأتينا، و انها لتمر بأجنحتها علي رؤوس صبياننا. يا عمار، ان الملائكة لتزاحمنا علي نمارقنا [395] [396] . عنه: عن ابراهيم بن اسحاق، عن عبدالله بن حماد، عن المفضل بن عمر، قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فبينما أنا عنده جالس اذ أقبل علينا موسي ابنه عليه السلام و في رقبته قلادة فيها ريش غلاظ، فدعوت به فقبلته و ضممته الي، ثم قلت لأبي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك أي شي ء هذا الذي في رقبة موسي عليه السلام؟ فقال: هذا من أجنحة الملائكة. قال: قلت: و انها لتأتينكم؟ فقال: نعم، انها لتأتينا و تتعفر في فرشنا، و ان هذا الذي في رقبة موسي من أجنحتها [397] . و عنه: عن أحمد، عن الحسين، عن الحسن بن برة الأصم، عن ابن بكير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان الملائكة لتتنزل علينا في رحالنا، و تتقلب في فرشنا، و تحضر موائدنا، و تأتينا من كل نبات في زمانه رطب و يابس، و تقلب علينا أجنحتها، و تقلب أجنحتها علي صبياننا، و تمنع [ صفحه 200] الدواب أن تصل الينا، و تأتينا في وقت كل صلاة لتصليها معنا، و ما من يوم يأتي علينا و لا ليل الا و أخبار أهل الأرض عندنا، و ما يحدث فيها، و ما من ملك يموت في الأرض و يقوم غيره الا و تأتينا بخبره، و كيف حال سيرته في الدنيا [398] .

استجابة دعائه 06

الراوندي: عن حماد بن عيسي أنه سأل الصادق عليه السلام

أن يدعو له ليرزقه الله ما يحج به كثيرا، و أن يرزقه ضياعا حسنة، و دارا حسناء، و زوجة من أهل البيوتات صالحة، و أولادا أبرارا. فقال الصادق عليه السلام: اللهم ارزق حماد بن عيسي ما يحج به خمسين حجة، و ارزقه ضياعا حسنة، و دارا حسنة، و زوجة صالحة من قوم كرام، و أولادا أبرارا. قال بعض من حضره: دخلت بعد سنين علي حماد بن عيسي في بيته في البصرة قال لي: أتذكر دعاء الصادق عليه السلام لي قلت: نعم. قال: هذه داري و ليس في البلدة مثلها، و ضياعي أحسن الضياع، و زوجتي من تعرفها من أكرم الناس، و أولادي هم من تعرفهم من الأبرار و قد حججت ثمانية و أربعين حجة. قال: فحج حماد حجتين بعد ذلك، فلما خرج في الحجة الحادية و الخمسين و وصل الي الجحفة [399] ، و أراد أن يحرم دخل واديا ليغتسل فأخذه السيل و مر به، فتبعه غلمانه و أخرجوه من الماء ميتا، فسمي حماد غريق الجحفة [400] . [ صفحه 201]

علمه بما يكون من الجراد

أبوعلي الطبرسي في اعلام الوري: عن عثمان بن عيسي، عن ابراهيم بن عبدالحميد، قال: خرجت الي قبا لأشتري نخلا فلقيته عليه السلام و قد دخل المدينة، فقال: أين تريد؟ فقلت: لعلنا نشتري نخلا. فقال: أوقد أمنتم الجراد؟. فقلت: لا، و الله، لا أشتري نخلة، فوالله ما لبثنا الا خمسا حتي جاء من الجراد ما لم يترك في النخل حملا [401] .

علمه بما يكون 03

الطبرسي أيضا: عن أحمد بن محمد، عن محمد بن فضيل، عن شهاب بن عبد ربه، قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام: كيف أنت اذا نعاني اليك محمد بن سليمان؟ قال: فلا و الله ما عرفت محمد بن سليمان، و لا علمت من هو. قال: ثم كثر مالي، و عرضت تجارتي بالكوفة و البصرة فأتيت يوما بالبصرة عند محمد بن سليمان و هو والي البصرة اذ ألقي الي كتابا و قال لي: يا شهاب، أعظم الله أجرك و أجرنا في امامك جعفر بن محمد. قال: فذكرت الكلام، فخنقتني العبرة، فخرجت فأتيت منزلي و جعلت أبكي علي أبي عبدالله عليه السلام [402] . و رواه ابن شهرآشوب في مناقبه [403] . [ صفحه 202]

علمه بما في النفس 13

ثاقب المناقب: عن حمران بن أعين، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام و أبوهارون المكفوف جالس بحذائه اذ اختصم اليه رجلان، فنظر أبو عبدالله عليه السلام الي أبي هارون، و قال: كذبت، ان كلامهما بين يدي رب العزة. قال: فمن أين علمت، جعلت فداك؟ قال: من الجاري الذي يجري منك مجري الدم و اللحم [404] .

علمه بما في النفس 14

الراوندي: قال: ان ابن أبي العوجاء و ثلاثة نفر أخر من الدهرية [405] اتفقوا علي أن يعارض كل واحد منهم ربع القرآن و كانوا بمكة، و عاهدوا علي أن يجيئوا بمعارضته في العام القابل، فلما حال الحول و اجتمعوا في مقام ابراهيم عليه السلام أيضا قال أحدهم: اني لما رأيت قوله (و قيل يا أرض ابلعي ماءك و يا سماء أقلعي و غيض الماء) [406] كففت عن المعارضة. و قال الآخر: و كذلك أنا لما وجدت قوله (فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا) [407] أيست من المعارضة، و كانوا يسرون بذلك اذ مر عليهم الصادق عليه السلام فالتفت اليهم و قرأ عليهم (قل لئن اجتمعت الانس و الجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرءان لا يأتون بمثله) [408] فبهتوا [409] . [ صفحه 203]

احياء ميت 08

الراوندي: عن محمد بن راشد، عن جده، قال: قصدت الي جعفر بن محمد عليهماالسلام أسأله عن مسألة، فقالوا: مات السيد الحميري الشاعر، و هو في جنازته، فمضيت الي المقابر و استفتيته، فأفتاني، فلما أن قمت أخذ بثوبي و جذبه اليه، ثم قال: انكم معاشر الأحداث تركتم العلم. فقلت: أنت امام هذا الزمان؟ قال: نعم. فقلت: دليل أو علامة. فقال: سلني عما شئت أخبرك به ان شاء الله. قلت: اني قد أصبت بأخ لي قد دفنته في هذه المقابر، فأحيه لي باذن الله. قال: ما أنت بأهل لذلك، و لكن أخوك كان مؤمنا، و اسمه عندنا أحمد، ثم دنا الي قبره و دعا، فانشق عنه قبره، و خرج الي و الله هو يقول: يا أخي اتبعه و لا تفارقه، ثم عاد الي قبره، و استحلفني علي أن لا أخبر أحدا به [410] .

تعليمه القرآن في المنام

رجال الكشي: محمد بن مسعود العياشي، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن الوليد البجلي، عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن عليه السلام قال: ذكر أن مسلم مولي جعفر بن محمد سندي، و أن جعفرا قال له: أرجو أن يكون قد وافقت الاسم، و أنه علم القرآن في النوم فأصبح و قد علمه. قال محمد بن الوليد: كان من أولاد السند [411] .

ان علمه سبعين ألف لغة

الراوندي: عن أحمد بن فارس، عن أبيه، عن أبي عبدالله عليه السلام [ صفحه 204] قال: دخل اليه قوم من أهل خراسان فقال ابتداء قبل أن يسأل: من جمع مالا يحرسه عذبه الله علي مقداره. فقالوا له بالفارسية: لا نفهم بالعربية. فقال لهم: هركه درم اندوزد جزايش دوزخ باشد. و قال: ان الله خلق مدينتين احداهما بالمشرق و الأخري بالمغرب، علي كل مدينة سور من حديد فيها ألف ألف باب من ذهب، كل باب بمصراعين، و في كل مدينة سبعون ألف لسان مختلفات اللغات، و أنا أعرف جميع تلك اللغات، و ما فيهما، و ما بينهما، و كذلك كان آبائي، و كذا يكون أبنائي [412] .

علمه بما في النفس 15

الراوندي: عن أبي السيار مسمع بن عبدالملك كردين، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يذكر رجلا أو رجلين بخير من أهل الكوفة، فأخبرتهما بما قال: و كانا يتواليانه. فقال أحدهما: سمعت و صدقت و أطعت و أحمد الله. و قال الآخر: و أهوي بيده الي جيبه فشقه، و قال: و الله لا رضيت حتي أسمعه منه، و خرج متوجها نحوه و تبعته، فلما صرنا بالباب استأذنا فأذن لنا فدخلنا، فلما رآه قال: يا فلان، أيريد كل امري ء منكم أن يؤتي صحفا منشرة، ان الذي أخبرك مسمع به لحق. فقال: جعلت فداك، اني أحببت أن يزول الشك عني و لا أتصوره بصورة من يقول ما لم يسمعه. قال: فالتفت الي رجل عنده من سواد أهل الكوفة صاحب قبالات [413] ، فقال لي: درفه ثم قال عليه السلام: ان درفه - بالنبطية - خذها، أجل، فخذها قال: و خرجنا من عنده [414] . [ صفحه 205]

السير في البلدان البعيدة في الوقت القصير

محمد بن الحسن الصفار: قال حدثني أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن داود بن فرقد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ان رجلا منا صلي العتمة بالمدينة، و أتي قوم موسي في شي ء تشاجر بينهم و عاد من ليلته، و صلي الغداة بالمدينة [415] . عنه: عن محمد بن الحسين، عن موسي بن سعدان، عن عبدالله بن القاسم، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام حيث دخل عليه رجل من علماء أهل اليمن. فقال أبو عبدالله عليه السلام: يا يماني أفيكم علماء؟ قال: نعم. قال: فأي شي ء يبلغ من علم علمائكم؟ قال: انه ليسير في ليلة واحدة مسيرة شهرين يزجر

الطير و يقفو الآثار [416] فقال له: فعالم المدينة أعلم من عالمكم. قال: فأي شي ء يبلغ من علم عالم المدينة؟ قال: انه يسير في صباح واحد مسيرة سنة كالشمس اذا أمرت انها اليوم غير مأمورة، و لكن اذا أمرت تقطع اثني عشر شمسا، و اثني عشر قمرا، و اثني عشر مشرقا، و اثني عشر مغربا، و اثني عشر برا، و اثني عشر بحرا و اثني عشر عالما. قال: فما دري اليماني ما يقول، و كف أبو عبدالله عليه السلام [417] . و عنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن أبان بن تغلب، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام [ صفحه 206] فدخل عليه رجل من أهل اليمن. فقال له: يا أخا أهل اليمن، عندكم علماء؟ قال: نعم. قال: فما بلغ من علم عالمكم؟ قال: يسير في ليلة واحدة مسيرة شهرين، يزجر الطير، و يقفو الآثار فقال أبو عبدالله عليه السلام: عالم المدينة أعلم من عالمكم قال: فما بلغ من علم عالم المدينة؟ قال: يسير في ساعة من النهار مسيرة الشمس سنة منه حتي يقطع اثني عشر ألف عالم مثل عالمكم هذا، ما يعلمون أن الله خلق آدم و لا ابليس. قال: فيعرفونكم؟ قال: نعم، ما افترض عليهم الا ولايتنا، و البراءة من أعدائنا [418] . و عنه: عن أحمد بن الحسين، قال: حدثني الحسن بن برة، و الحسين بن براء، عن علي بن حسان، عن عمه عبدالرحمن بن كثير، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام اذ دخل عليه رجل من أهل اليمن، فسلم عليه، فرد عليه السلام، ثم قال له: عندكم علماء؟ قال: نعم. قال: و ما بلغ من علم

عالمكم؟ قال: يزجر الطير، و يقفو الأثر، و يسير في ساعة واحدة مسيرة شهر للراكب. فقال له: فان عالم المدينة ينتهي الي أن لا يقفو الأثر، و لا يزجر الطير، فيسير في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس يقطع اثني عشر برجا، و اثني عشر برا، و اثني عشر بحرا، و اثني عشر عالما. فقال له اليماني: جعلت فداك، ما ظننت أن يعلم هذا أحد و يقدر عليه [419] .

الجواب قبل السؤال

الراوندي: عن منصور الصيقل، قال حججت فمررت بالمدينة فأتيت قبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فسلمت عليه، ثم التفت و اذا أنا بأبي عبدالله عليه السلام ساجدا، فجلست حتي أطلت، ثم قلت لأسبحن ما دام [ صفحه 207] ساجدا. فقلت: سبحان ربي و بحمده أستغفر ربي و أتوب اليه - ثلاثمائة مرة و نيفا و ستين مرة - فرفع رأسه، ثم نهض، فاتبعته و أنا أقول في نفسي ان أذن لي، فدخلت عليه فقلت: جعلت فداك، أنتم تصنعون هكذا! فكيف ينبغي لنا أن نصنع؟! فلما أن وقفت علي الباب خرج الي مصادف، فقال لي: ادخل، يا منصور. فدخلت، فقال لي مبتدئا: يا منصور، انكم ان كثرتم أو قللتم فوالله ما يقبل الا منكم [420] .

الانتقام له و أمر الميت باتباعه

الراوندي: قال: ان رجلا روي للمنصور فحلفه. فقال الصادق عليه السلام للرجل: قل: ان كنت كاذبا عليك فقد برئت من حول الله و قوته، و لجأت الي حولي و قوتي، فقالها الرجل. فقال الصادق عليه السلام: اللهم ان كان كاذبان فأمته، فما استتم كلامه حتي سقط الرجل ميتا و احتمل، و أقبل المنصور علي الصادق عليه السلام و سأله عن حوائجه، فقال عليه السلام: ما لي حاجة الا الي الله و الاسراع الي اهلي، فقلوبهم بي متعلقة. فقال المنصور: ذلك اليك، فافعل ما بدا لك، فخرج من عنده مكرما قد تحير فيه المنصور، فقال قوم: رجل فجأه الموت ما أكثر ما يكون هذا، و جعل الناس يخوضون في أمر ذلك الميت و ينظرون اليه. فلما استوي علي سريره جعل الناس يخوضون في أمره، فمن ذام له و حامد اذ قعد علي سريره، و كشف عن وجهه، قال: يا أيها الناس،

اني لقيت ربي بعدكم فتلقاني بالسخط و اللعنة، و اشتد غضب زبانيته علي علي الذي كان مني الي جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فاتقوا الله و لا تهلكوا فيه كما قد هلكت. ثم أعاد كفنه علي وجهه و عاد في موته، فرأوه لا حراك فيه و هو ميت، فدفنوه، و بقوا حائرين في ذلك [421] . [ صفحه 208]

علمه بمنطق الطير 07

ابن شهرآشوب: عن معتب، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام و رآه يضحك في بيته: جعلت فداك، لست أدري بأيهما أنا أشد سرورا، بجلوسك في بيتي أو لضحكك؟ قال: انه هدر الحمام الذكر علي الأنثي فقال: أنت سكني و عرسي، و الجالس علي الفراش أحب الي منك، فضحكت من قوله. و هذا المعني رواه الفضيل بن يسار في حديث برد الاسكاف أن الطير قال: يا سكني و عرسي، ما خلق الله خلقا أحب الي منك، و ما حرصي عليك هذا الحرص الا طمعا أن يرزقني الله منك ولدا يحبون أهل البيت. و روي سالم مولي أبان بياع الزطي، قال: كنا في حائط لأبي عبدالله عليه السلام نتغدي أنا و نفر معي فصاحت العصافير، فقال: أتدري ما تقول؟ فقلت: جعلت فداك، لا و الله ما أدري ما تقول. فقال: تقول: اللهم انا خلق من خلقك لا بد لنا من رزقك اللهم فاسقنا. و روي داود بن فرقد و عبدالله بن سنان و حفص بن البختري، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه سمع فاختة تصيح في داره، فقال: تدرون ما تقول هذه الفاختة؟ قلنا: لا. قال: تقول: فقدتكم فقدتكم، فافقدوها قبل أن تفقدكم. و روي عمر الأصفهاني، عنه عليه السلام مثل ذلك في صوت الصلصل، و روي أنه عليه السلام قال: يقول

الورشان: قدستم قدستم. و روي عبدالله بن فرقد، قال: خرجنا مع أبي عبدالله عليه السلام متوجهين الي مكة حتي اذا كنا بسرف [422] استقبلنا غراب ينعق في وجهه، فقال: مت جوعا، ما تعلم من شي ء الا و نحن نعلمه الا أنا أعلم منك [423] . [ صفحه 209] أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبوالحسن علي بن هبة الله، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أبي عبدالله محمد بن خالد البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيي الحلبي، عن ابن مسكان، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: كنت معه في طريق مكة، فنزلنا بسرف فاذا نحن بغراب ينعق في وجهه فقال له: مت جوعا، فبالله ما تعلم شيئا الا نحن نعلمه، و نحن أعلم بالله منك، ثم قال: انه يقول: سقطت ناقة بعرفات [424] .

علمه باللغات 01

ابن شهرآشوب: قال في كتاب خرق العادة: انه دخل عليه، يعني الصادق عليه السلام قوم من خراسان، فقال ابتداء من غير مسألة: من جمع مالا من مهاوش أذهبه الله في نهابر [425] فقالوا: جعلنا الله فداك، ما نفهم هذا الكلام. فقال: از باد آيد بدم بشود [426] .

علمه باللغات 02

محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن أبي القاسم و عبدالله بن عمران، عن محمد بن بشير، عن رجل، عن عمار الساباطي، قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام: يا عمار أبومسلم فظلله و كساه فكسحه [ صفحه 210] بساطور. قلت: جعلت فداك، ما رأيت نبطيا أفصح منك! فقال: يا عمار! و بكل لسان [427] .

علمه بما في النفس 16

ابن شهرآشوب: عن المفضل بن عمر، قال: كنت أنا و خالد الجواز، و نجم الحطيم، و سليمان بن خالد علي باب الصادق عليه السلام فتكلمنا فيما يتكلم به أهل الغلو، فخرج علينا الصادق عليه السلام بلا حذاء و لا رداء و هو ينتفض و يقول: يا خالد، يا مفضل، يا سليمان، يا نجم، لا (بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون) [428] [429] .

علمه بما في النفس 17

الكشي: عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي الصيرفي، عن صالح بن سهل، قال: كنت أقول في أبي عبدالله عليه السلام بالربوبية، فدخلت عليه، فلما نظر الي قال: يا صالح، انا و الله عبيد مخلوقون، لنا رب نعبده، و ان لم نعبده عذبنا [430] .

اخباره بالغائب 25

ابن شهرآشوب: عن عبدالله بن كثير، في خبر طويل أن رجلا دخل [ صفحه 211] المدينة يسأل عن الامام، فدلوه علي عبدالله بن الحسن، فسأله هنيئة. ثم خرج فدلوه علي جعفر بن محمد عليهماالسلام فقصده، فلما نظر اليه جعفر قال: يا هذا، انك كنت مغري فدخلت مدينتنا هذه تسأل عن الامام، فاستقبلك فتية من ولد الحسن فأرشدوك الي عبدالله بن الحسن، فسألته هنيئة، ثم خرجت، فان شئت أخبرتك عما سألته، و ما رد عليك، ثم استقبلك فتية من ولد الحسين، فقالوا لك: يا هذا، ان رأيت أن تلقي جعفر بن محمد فافعل. فقال: صدقت قد كان كما ذكرت. فقال له: ارجع الي عبدالله بن الحسن فاسأله عن درع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و عمامته، فذهب الرجل فسأله عن درع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و العمامة، فأخذ درعا من كندوج [431] له فلبسها فاذا هي سابغة، فقال: كذا كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يلبس الدرع، فرجع الي الصادق عليه السلام فأخبره. فقال عليه السلام: ما صدق، ثم أخرج خاتما فضرب به الأرض فاذا الدرع و العمامة ساقطين من جوف الخاتم، فلبس أبو عبدالله عليه السلام الدرع فاذا هي الي نصف ساقه، ثم تعمم بالعمامة فاذا هي سابغة فنزعها، ثم ردهما في الفص، ثم قال:

هكذا كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يلبسها، ان هذا ليس مما غزل في الأرض ان خزانة الله في كن [432] ، و ان خزانة الامام في خاتمه، و ان الله عنده الدنيا كسكرجة [433] ، و انها عند الامام كصحفة، و لو لم يكن الأمر هكذا لم نكن أئمة، و كنا كسائر الناس [434] . [ صفحه 212]

اخراجه سلاح رسول الله من الخاتم، و اخراج الدنانير من التور و طاعتها له

التور: من الأواني، اناء معروف تذكره العرب تشرب فيه، و هو اناء من صفر أو حجارة كالاجانة، و قد يتوضأ منه. ثاقب المناقب: عن الحسن بن علي بن فضال، قال: قال موسي بن عطية النيسابوري: اجتمع وفد خراسان من أقطارها كبارها و علمائها، و قصدوا داري، و اجتمع علماء الشيعة و اختاروا الي أبا لبابة و طهمان و جماعة شتي، و قالوا بأجمعهم: رضينا بكم أن تردوا المدينة، فتسألوا عن المستخلف فيها لنقلده أمرنا، فقد ذكر أن باقر العلم قد مضي، و لا ندري من نصبه الله بعده من آل الرسول من ولد علي و فاطمة - صلوات الله عليهم أجمعين - و دفعوا الينا مائة ألف درهم ذهبا و فضة، و قالوا: لتأتونا بالخبر و تعرفونا الامام فتطالبوه بسيف ذي الفقار و القضيب و البردة و الخاتم و اللوح الذي فيه تثبيت الأئمة من ولد علي و فاطمة، و ان ذلك لا يكون الا عند امام، فمن وجدتم ذلك عنده فسلموا اليه المال. فحملنا و تجهزنا الي المدينة و حللنا بمسجد الرسول صلي الله عليه و آله و سلم فصلينا ركعتين، و سألنا: من القائم بأمور الناس، و المستخلف فيها؟ فقالوا لنا: زيد بن علي، و ابن أخيه جعفر بن

محمد، فقصدنا زيدا في مسجده، و سلمنا عليه، فرد علينا السلام و قال: من أين أقبلتم؟ قلنا: أقبلنا من أرض خراسان لنعرف امامنا، و من نقلده أمورنا. فقال: قوموا، و مشي بين أيدينا حتي دخل داره، فأخرج الينا طعاما، فأكلنا، ثم قال: ما تريدون؟ فقلنا له: نريد أن ترينا ذاالفقار و البردة و الخاتم و القضيب و اللوح الذي فيه تثبيت الأئمة عليهم السلام فان ذلك لا يكون الا عند امام قال: فدعا بجارية له، فأخرجت اليه سفطا، و استخرج منه سيفا في أديم أحمر، عليه سجف أخضر، فقال: هذا ذوالفقار، و أخرج الينا قضيبا و درعا بمدرج من فضة، و استخرج منه [ صفحه 213] خاتما و بردا و لم يخرج اللوح الذي فيه تثبيت الأئمة عليهم السلام فقام أبولبابة من عنده و قال: قوموا بنا حتي نرجع الي مولانا غدا فنستوفي ما نحتاج اليه، و نوفيه ما عندنا و معنا. قال: فمضينا نريد جعفر بن محمد عليهماالسلام فقيل لنا: انه مضي الي حائط له، فما لبثنا الا ساعة حتي أقبل و قال: يا موسي بن عطية النيسابوري، و يا أبالبابة، و يا طهمان، و يا أيها الوافدون من أرض خراسان الي، فأقبلوا. ثم قال: يا موسي، ما أسوأ ظنك بربك و بامامك، لم جعلت في الفضة التي معك فضة غيرها، و في الذهب ذهب غيره؟ أردت أن تمتحن امامك، و تعلم ما عنده في ذلك، و جملة المال مائة ألف درهم. ثم قال: يا موسي بن عطية، ان الأرض و من عليها لله و لرسوله و للامام من بعد رسوله، أتيت عمي زيدا فأخرج اليكم من السفط ما رأيتم، و قمتم من عنده قاصدين الي.

ثم قال: يا موسي بن عطية، و يا أيها الوافدون من خراسان، أرسلكم أهل بلدكم لتعرفوا الامام، و تطالبوه بسيف الله ذي الفقار الذي فضل به رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و نصر به أميرالمؤمنين عليه السلام و أيد به و أخرج لكم زيد ما رأيتموه. قال: ثم أومأ بيده الي فص خاتم له فقلعه، فقال: سبحان الله الذي أودع الذخائر وليه و النائب عنه في خليقته ليريهم قدرته، و يكون الحجة عليهم حتي اذا عرضوا علي النار بعد المخالفة لأمره فقال: أليس هذا بالحق؟ (قالوا بلي و ربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) [435] قال: ثم أخرج لنا من وسط الخاتم البردة و القضيب و اللوح الذي فيه تثبيت الأئمة عليهم السلام ثم قال: سبحان الذي سخر للامام كل شي ء، و جعل له مقاليد السموات و الأرض لينوب عن الله في خلقه، و يقيم فيهم حدوده كما تقدم اليه ليثبت حجة الله علي خلقه فان الامام حجة الله تعالي علي خلقه. قال: ثم قال: ادخل الدار أنت و من معك باخلاص و ايقان و ايمان. قال: فدخلت أنا [ صفحه 214] و من معي، فقال: يا موسي، تري التور الذي في زاوية البيت؟ قلت: نعم. قال: ائتني به، فأتيته به و وضعته بين يديه و جئت بمروحة و نقر بها علي التور، و تكلم بكلام خفي. قال: فلم تزل الدنانير تخرج منه حتي حالت بيني و بينه، ثم قال لي: يا موسي بن عطية، اقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم لقد كفر (الذين قالوا ان الله فقير و نحن أغنياء) [436] لم نرد مالكم لأنا فقراء، و أردنا الا لنفرقه علي أوليائنا

من الفقراء، و ننتزع حق الله من الأغنياء فانها عقدة فرضها الله عليكم، قال الله عزوجل: (ان الله اشتري من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله) [437] و قال: (الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله و انا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون) [438] . قال: ثم رمق الدنانير بعينه فتبادرت الي كو [439] كان في المجلس، ثم قال: أحسنوا الي اخوانكم المؤمنين، و صلوهم و لا تقطعوهم، فانكم ان وصلتموهم كنتم منا و معنا و لنا و لا علينا، فان قطعتموهم انقطعت العصمة بيننا و بينكم لا موصلين و لا مفصلين، فرد المال الي أصحابه و أخذ الفضة التي وضعت في الفضة، و الذهب الذي وضع في الذهب، و أمرهم أن يصلوا بذلك أولياءنا و شيعتنا الفقراء، فانه الواصل الينا و نحن المكافؤون عليه. قال: ثم قال: يا موسي بن عطية، أراك أصلع، ادن مني، فدنوت منه، و أمر يده علي رأسي، فرجع الشعر قططا [440] ، فقال: يكون معك ذا حجة. و قال: ادن مني يا أبالبابة، و كان في عينه كوكب [441] ، فتفل في عينه فسقط ذلك [ صفحه 215] الكوكب، فقال هاتان حجتان ان سألكما سائل فقولوا: امامنا فعل بنا ذلك، و ودعنا و ودعناه، و هو امامنا الي يوم البعث، و رجعنا الي بلدنا بالفضة و الذهب [442] .

اخباره بالغائب 26

ابن شهرآشوب: قال: قال سماعة بن مهران: دخلت علي الصادق عليه السلام، فقال لي مبتدئا: يا سماعة، ما هذا الذي بينك و بين جمالك في الطريق؟ اياك أن تكون فاحشا أو صياحا. قال: و الله لقد كان

ذلك لأنه ظلمني، فنهاني عن مثل ذلك [443] .

اتيان رسول الله زيدا بحربة لرده عنه في المنام

ابن شهرآشوب: عن معتب قال: قرع باب مولاي الصادق عليه السلام فخرجت فاذا بزيد بن علي عليه السلام، فقال الصادق عليه السلام لجلسائه: ادخلوا هذا البيت، و ردوا الباب، و لا يتكلم منكم أحد، فلما دخل قام اليه فاعتنقا و جلسا طويلا يتشاوران، ثم علا الكلام بينهما. فقال زيد: دع ذا عنك يا جعفر، فوالله لئن لم تمد يدك حتي أبايعك أو هذه يدي فبايعني لأتعبنك و لأكلفنك ما لا تطيق، فقد تركت الجهاد، و أخلدت الي الخفض، و أرخيت الستر، و احتويت علي مال المشرق و المغرب. فقال الصادق عليه السلام: يرحمك الله يا عم، يغفر الله لك يا عم، و زيد يسمعه و يقول: موعدنا الصبح أليس الصبح بقريب، و مضي، فتكلم الناس في ذلك. فقال: مه لا تقولوا لعمي زيد الا خيرا، رحم الله عمي، فلو ظفر [ صفحه 216] لوفي، فلما كان في السحر قرع الباب، ففتحت له الباب، فدخل يشهق و يبكي و يقول: ارحمني يا جعفر رحمك الله، ارض عني يا جعفر رضي الله عنك، اغفر لي يا جعفر غفر الله لك. فقال الصادق عليه السلام: غفر الله لك و رحمك و رضي عنك، فما الخبر يا عم؟ قال: نمت فرأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم داخلا علي و عن يمينه الحسن عليه السلام، و عن يساره الحسين عليه السلام، و فاطمة خلفه، و علي عليه السلام أمامه، و بيده حربة تلتهب التهابا كأنها نار و هو يقول: ايها يا زيد، آذيت رسول الله في جعفر، و الله لئن لم يرحمك و يغفر لك و يرض عنك لأرمينك بهذه الحربة فلأضعها بين كتفيك،

ثم لأخرجها من صدرك، فانتبهت فزعا مرعوبا، فصرت اليك، فارحمني يرحمك الله. فقال: رضي الله عنك، و غفر الله لك، أوصني فانك مقتول مصلوب محرق بالنار، فوصي زيد بعياله و أولاده و قضاء الدين عنه [444] .

علمه بالغائب 16

ابن شهرآشوب: عن عبدالرحمن بن سالم، عن أبيه، قال: لما قدم أبو عبدالله عليه السلام الي أبي جعفر، فقال أبوحنيفة لنفر من أصحابه: انطلقوا بنا الي امام الرافضة نسأله عن أشياء نحيره فيها، فانطلقوا، فلما دخلوا اليه، فقال أبو عبدالله عليه السلام: أسألك بالله يا نعمان لما صدقتني عن شي ء أسألك عنه، هل قلت لأصحابك: مروا بنا الي امام الرافضة فنحيره؟ فقال: قد كان ذلك. قال: فاسأل ما شئت، القصة [445] . [ صفحه 217]

علمه بالغائب 17

ابن شهرآشوب: عن سدير الصيرفي، قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و قد اجتمع علي ماله مئات فأحببت دفعه اليه، و كنت حبست منه دينارا لكي أعلم أقاويل الناس، فوضعت المال بين يديه، فقال لي: يا سدير خنتنا، و لم ترد بخيانتك ايانا قطيعتنا. قلت: جعلت فداك، و ما ذلك؟ قال: أخذت شيئا من حقنا لتعلم كيف مذهبنا. قلت: صدقت جعلت فداك، انما أردت أن أعلم قول أصحابي فقال لي: أما علمت أن كل ما يحتاج اليه نعلمه، و عندنا ذلك، أما سمعت قول الله تعالي: (و كل شي ء أحصيناه في امام مبين) [446] اعلم أن علم الأنبياء محفوظ في علمنا، مجتمع عندنا، و علمنا من علم الأنبياء، فأين يذهب بك؟! قلت: صدقت، جعلت فداك [447] .

استجابة طلبته

الكشي: عن علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد الأزدي، قال: زعم لي زيد الشحام، قال: اني لأطوف حول الكعبة و كفي في كف أبي عبدالله عليه السلام فقال و دموعه تجري علي خديه، قال: يا شحام، ما رأيت ما صنع ربي الي، ثم بكي و دعا، ثم قال لي: يا شحام، اني طلبت الي الهي في سدير و عبدالسلام بن عبدالرحمن و كانا في السجن فوهبهما لي، و خلي سبيلهما [448] . [ صفحه 218]

اخباره بالغائب 27

ابن جمهور العمي في كتاب الواحدة: أن محمد بن عبدالله بن الحسن قال لأبي عبدالله عليه السلام: و الله اني لأعلم منك و أسخي و أشجع. فقال له: أما ما قلت انك أعلم مني، فقد أعتق جدي و جدك ألف نسمة من كد يده، فسمهم لي، و ان أحببت أن أسميهم لك الي آدم فعلت. و أما ما قلت: انك أسخي مني، فوالله ما بت ليلة و لله علي حق يطالبني به. و أما ما قلت: انك أشجع مني، فكأني أري رأسك و قد جي ء به و وضع علي جحر الزنابير، يسيل منه الدم الي موضع كذا و كذا قال: فحكي ذلك الي أبيه، فقال: يا بني، آجرني الله فيك، ان جعفرا أخبرني أنك صاحب جحر الزنابير. و رواه ابن شهرآشوب في المناقب [449] .

علمه بما يكون 04

ابن شهرآشوب: و في رامش أفزاي [450] أن أبامسلم الخلال وزير آل محمد عرض الخلافة علي الصادق عليه السلام قبل وصول الجند اليه، فأبي و أخبره أن ابراهيم الامام لا يصل من الشام الي العراق، و هذا الأمر لأخويه: الأصغر ثم الأكبر، و يبقي في أولاد الأكبر، و أن أبامسلم بقي بلا مقصود، فلما أقبلت الرايات كتب أيضا بقوله و أخبره أن سبعين ألف مقاتل وصل الينا فننتظر أمرك فقال: ان الجواب كما شافهتك، فكان الأمر كما ذكر، فبقي ابراهيم الامام في حبس مروان، و خطب باسم السفاح. ثم قال ابن شهرآشوب: و قرأت في بعض التواريخ لما أتي كتاب أبي مسلم الخلال الي [ صفحه 219] الصادق عليه السلام بالليل قرأه، ثم وضعه علي المصباح فحرقه، فقال له الرسول - و ظن أن حرقه له تغطية و ستر و صيانة للأمر -: هل

من جواب؟ قال: الجواب ما قد رأيت [451] .

استجابة الدعاء

ابن شهرآشوب: عن اسحاق و اسماعيل و يونس بنو عمار أنه استحال وجه يونس الي البياض، فنظر الصادق عليه السلام الي جبهته فصلي ركعتين، ثم حمد الله و أثني عليه، و صلي علي النبي و آله، ثم قال: يا الله يا الله يا الله، يا رحمن يا رحمن يا رحمن، يا رحيم يا رحيم يا رحيم، يا أرحم الراحمين، يا سميع الدعوات، يا معطي الخيرات، صل علي محمد و علي أهل بيته الطاهرين الطيبين، و اصرف عنه شر الدنيا و شر الآخرة، و اصرف عنه ما به، فقد غاظني ذلك و أحزنني. قال: فوالله ما خرجنا من المدينة حتي تناثر عن وجهه مثل النخالة و ذهب. قال الحكم بن مسكين: و رأيت البياض بوجهه، ثم انصرف و ليس في وجهه شي ء [452] . محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية، عن يونس بن عمار، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك، هذا الذي ظهر بوجهي يزعم الناس أن الله لم يبتل به عبدا له فيه حاجة. فقال: لا، قد كان مؤمن آل فرعون مكنع الأصابع، و كان يقول هكذا و يمد يده، و يقول: يا قوم اتبعوا المرسلين. قال: ثم قال لي: اذا كان الثلث الأخير من الليل في أوله فتوضأ، ثم قم الي صلاتك التي تصليها، فاذا كنت في السجدة الأخيرة من الركعتين الأولتين فقل و أنت ساجد: يا علي، يا عظيم، يا رحمن، يا رحيم، يا سامع [ صفحه 220] الدعوات، يا معطي الخيرات، صل علي محمد و أهل بيت محمد، و

أعطني من خير الدنيا و الآخرة ما أنت أهله، و اصرف عني من شر الدنيا و الآخرة ما أنا أهله، و أذهب عني هذا الوجع - و سمه - فانه قد غاظني و أحزنني، و ألح في الدعاء. قال: ففعلت فما وصلت الي الكوفة حتي أذهب الله عني كله [453] .

ابراء المريض

ابن شهرآشوب: عن معاوية بن وهب: صدع ابن لرجل من أهل مرو فشكا ذلك الي أبي عبدالله عليه السلام، فقال: أدنه مني. قال: فمسح علي رأسه، ثم قال: (ان الله يمسك السموات و الأرض أن تزولا و لئن زالتا ان أمسكهما من أحد من بعده) [454] فبري ء باذن الله [455] . و رواه الشيخ في مجالسه: باسناده عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله عليه السلام [456] .

استجابة الدعاء، و نزول المائدة عليه

ابن شهرآشوب: عن الكلوذاني في الأمالي، و عمر الولا في الوسيلة: جاء في حديث الليث بن سعد أنه رأي رجلا جالسا علي أبي قبيس، و هو يقول: يا رب يا رب حتي انقطع نفسه، ثم قال: يا أرحم الراحمين حتي انقطع نفسه، ثم قال: يا رباه يا رباه حتي انقطع نفسه، ثم قال: يا الله يا الله [ صفحه 221] حتي انقطع نفسه، ثم قال: يا حي يا حي حتي انقطع نفسه، ثم قال: يا رحيم يا رحيم حتي انقطع نفسه، ثم قال: يا أرحم الراحمين حتي انقطع نفسه - سبع مرات -، ثم قال: اللهم اني أشتهي من هذا العنب فأطعمني، اللهم و ان بردي قد خلقا فاكسني. قال الليث: فوالله ما استتم كلامه حتي نظرت الي سلة مملوءة عنبا و ليس علي وجه الأرض يومئذ عنبة، و بردين مصبوغين، فقربت منه و أكلت معه، و لبس البردين، ثم نزلنا، فلقي فقيرا، فأعطاه برديه الخلقين، ثم انصرف، فسألت عنه، فقيل: هذا جعفر الصادق عليه السلام [457] . و قد تقدم هذا الحديث، و ذكرناه ثانيا لبعض المغايرة في الروايتين.

صورة القردة و الخنازير

ابن شهرآشوب: عن سدير الصيرفي، قال: كنت مع الصادق عليه السلام في عرفات، فرأيت الحجيج، و سمعت الضجيج، فتوسمت [458] و قلت في نفسي أتري هؤلاء كلهم علي الضلال؟ فناداني الصادق عليه السلام فقال: تأمل، فتأملتهم فاذا هم قردة و خنازير [459] .

اخباره بما يكون

ابن شهرآشوب: عن مهزم، عن أبي بردة، قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام قال: ما فعل زيد؟ قلت: صلب في كناسة بني أسد، فبكي حتي بكي النساء من خلف الستور، ثم قال: أما و الله لقد بقي لهم عنده طلبة [ صفحه 222] ما أخذوها منه، فكنت أتفكر في قوله حتي رأيت جماعة قد أنزلوه يريدون أن يحرقوه، فقلت: هذه الطلبة التي قال لي [460] .

عدم حرق النار من أمره بدخولها

ابن شهرآشوب: قال: حدث ابراهيم، عن أبي حمزة، عن مأمون الرقي، قال: كنت عند سيدي الصادق عليه السلام اذ دخل عليه سهل بن حسن الخراساني، فسلم عليه، ثم جلس، فقال له: يابن رسول الله، لكم الرأفة و الرحمة، و أنتم أهل بيت الامامة ما الذي يمنعك أن يكون لك حق تقعد عنه، و أنت تجد من شيعتك مائة ألف يضربون بين يديك بالسيف؟ فقال له عليه السلام: اجلس يا خراساني، رعي الله حقك، ثم قال: يا حنفية أسجري التنور، فسجرته حتي صار كالجمرة و ابيض علوه، ثم قال: يا خراساني، قم فاجلس في التنور. فقال الخراساني: يا سيدي، يابن رسول الله، لا تعذبني بالنار، أقلني أقالك الله. قال: قد أقلتك، فبينما نحن كذلك اذ أقبل هارون المكي و نعله في سبابته، فقال: السلام عليك يابن رسول الله. فقال له الصادق عليه السلام: ألق النعل من يدك، و اجلس في التنور. قال: فألقي النعل من سبابته، ثم جلس في التنور، و أقبل الامام عليه السلام يحدث الخراساني حديث خراسان حتي كأنه شاهد لها، ثم قال: قم يا خراساني، و انظر ما في التنور. قال: فقمت اليه فرأيته متربعا، فخرج الينا و سلم علينا، فقال له الامام عليه السلام: كم تجد بخراسان مثل هذا؟ فقال: و الله و

لا واحدا. فقال عليه السلام لا و الله و لا واحدا، فقال: أما انا لا نخرج في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدين لنا، نحن أعلم بالوقت [461] . [ صفحه 223]

علمه بما رأي الرائي في المنام

ابن شهرآشوب: قال: حدث أبو عبدالله محمد بن أحمد الديلمي البصري، عن محمد بن كثير الكوفي، قال: كنت لا أختم صلاتي و لا أستفتحها الا بلعنهما، فرأيت في منامي طائرا معه تور من الجوهر فيه شي ء أحمر شبه الخلوق، فنزل الي البيت المحيط برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، ثم أخرج شخصين من الضريح فخلقهما بذلك الخلوق في عوارضهما، ثم ردهما الي الضريح، و عاد مرتفعا، فسألت من حولي: من هذا الطائر؟ و ما هذا الخلوق؟ فقال: هذا ملك يجي ء في كل ليلة جمعة يخلقهما، فأزعجني ما رأيت فأصبحت لا تطيب نفسي بلعنهما، فدخلت علي الصادق عليه السلام، فلما رآني ضحك، و قال: رأيت الطائر؟ فقلت: نعم يا سيدي. فقال: اقرأ: (انما النجوي من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا و ليس بضارهم شيئا الا باذن الله) [462] فاذا رأيت شيئا تكره فاقرأها و الله ما هو ملك موكل بهما لاكرامهما بل هو ملك موكل بمشارق الأرض و مغاربها، اذا قتل قتيل ظلما أخذ من دمه فطوقهما به في رقابهما لأنهما سبب كل ظلم مذ كانا [463] .

بلوغ معرفته

ابن شهرآشوب: قال: أجاز في المنتهي الحسن الجرجاني في بصائر الدرجات بثلاثة طرق أنه دخل رجل علي الصادق عليه السلام فلمزه رجل من أصحابنا، فقال الصادق عليه السلام و أخذ علي شيبته: ان كنت لا أعرف الرجال الا بما أبلغ عنهم فبئست الشيبة شيبتي [464] . [ صفحه 224]

العود الذي من شجرة طوبي

ابن شهرآشوب: عن داود الرقي، قال: خرج أخوان لي يريدان المزار، فعطش أحدهما عطشا شديدا حتي سقط من الحمار، و سقط الآخر في يده، فقام و صلي و دعا الله و محمدا و أميرالمؤمنين و الأئمة عليهم السلام كان يدعو واحدا بعد واحد حتي بلغ الي آخرهم جعفر بن محمد عليهماالسلام، فلم يزل يدعوه و يلوذ به، فاذا هو برجل قد قام عليه و هو يقول: يا هذا، ما قصتك؟ فذكر له حاله، فناوله قطعة عود، و قال: ضع هذا بين شفتيه، ففعل ذلك، فاذا هو قد فتح عينيه و استوي جالسا و لا عطش به، فمضي حتي زار القبر، فلما انصرفا الي الكوفة أتي صاحب الدعاء المدينة، فدخل علي الصادق عليه السلام فقال له: اجلس، ما حال أخيك؟ أين العود؟ فقال: يا سيدي، اني لما أصبت بأخي اغتممت غما شديدا، فلما رد الله عليه روحه نسيت العود من الفرح. فقال الصادق عليه السلام: أما انه ساعة صرت الي غم أخيك أتاني أخي الخضر، فبعثت اليك علي يديه قطعة عود من شجرة طوبي، ثم التفت الي خادم له فقال: علي بالسفط، فأتي به، ففتحه و أخرج منه قطعة العود بعينها، ثم أراه اياها حتي عرفها، ثم ردها الي السفط [465] .

اخراج الماء و الرطب من الجذع

ابن شهرآشوب: عن داود النيلي، قال: خرجت مع الصادق عليه السلام الي الحج، فلما كان أوان الظهر قال لي: يا داود، اعدل بنا عن الطريق حتي نأخذ أهبة الصلاة. فقلت: جعلت فداك، أوليس نحن في أرض قفر لا ماء فيها؟ فقال لي: ما أنت و ذاك! قال: فسكت وعدلنا عن الطريق، و نزلنا في أرض قفر لا ماء فيها، فركضها برجله فنبع لنا عين ماء ينساب كأنه

قطع الثلج، فتوضأ و توضأت، ثم أدينا ما علينا من الفرض، فلما هممنا بالمسير [ صفحه 225] التفت فاذا بجذع نخر [466] ، فقال لي: يا داود، أتحب أن أطعمك منه رطبا؟ فقلت: نعم. قال: فضرب بيده الي الجذع فهزه فاخضر من أسفله الي أعلاه. قال: ثم اجتذبه الثانية فأطعمنا اثنين و ثلاثين نوعا من أنواع الرطب، ثم مسح بيده عليه، فقال: عد نخرا باذن الله تعالي. قال: فعاد كسيرته الأولي [467] .

تنحية الأسد عن الطريق

أمالي أبي المفضل: قال أبوحازم عبدالغفار بن الحسن: قدم ابراهيم بن أدهم الكوفة و أنا معه، و ذلك علي عهد المنصور، و قدمها جعفر بن محمد العلوي، فخرج جعفر عليه السلام يريد الرجوع الي المدينة، فشيعه العلماء و أهل الفضل من أهل الكوفة، و كان فيمن شيعه سفيان الثوري و ابراهيم بن أدهم، فتقدم المشيعون له فاذا هم بأسد علي الطريق، فقال لهم ابراهيم بن أدهم: قفوا حتي يأتي جعفر عليه السلام فننظر ما يصنع. فجاء جعفر عليه السلام فذكروا له الأسد، فأقبل حتي دنا من الأسد، فأخذ بأذنه فنحاه عن الطريق، ثم أقبل عليهم، فقال: أما ان الناس لو أطاعوا الله حق طاعته لحملوا عليه أثقالهم [468] .

علمه بالآجال 04

ابن شهرآشوب: عن علي بن اسماعيل، عن اسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: ان لنا أموالا و نحن نعامل الناس، و أخاف ان [ صفحه 226] حدث حدث أن تفرق أموالنا. قال: فقال: اجمع أموالك في كل شهر ربيع، فمات اسحاق في شهر ربيع [469] .

علمه بما يكون 05

ثاقب المناقب: عن داود بن كثير، قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام، فقلت: يابن رسول الله، أسألك عن شي ء يختلج في صدري. فقال: يا داود، كأني بك قد كتفت بخدعة، فتدخل في صندوق، و لا يطلق عنك الا بألف درهم. قال داود: فأضلني الشيطان عما أردت سؤاله، فخرجت متفكرا متحيرا مما قال فمررت ببعض سكك الكوفة فاذا جويرة مليحة فتعلقت بي و قالت: يا صاحب الحق، هل لك في الالمام بنا فتفيدنا ببعض ما خصصت به دوننا؟ فقلت: ما أكره ذلك، فقالت لي: ادخل، فدخلت فاذا أنا بزوجها قد أقبل اليها، فقالت لي: ادخل الصندوق فاني لا آمنه عليك ان رأي اجتماعنا، فدخلت الصندوق، فأقفلت علي، ثم قالت: قد وقعت موقع سوء، فان افتديت نفسك بألف درهم و الا و عزت بك الي السلطان، فأعطيتها ألف درهم، و خلت عني، فرجعت الي أبي عبدالله عليه السلام، فلما بصر بي قال: نجوت الآن، فاحمد الله تعالي [470] .

علمه بما يكون 06

ثاقب المناقب: عن يزيد بن خلف، قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام و ذكر عنده زيد و هو يومئذ يتردد في المدينة، يقول: كأني به قد خرج الي العراق و يمكث يومين و يقتل في اليوم الثالث، ثم يدار برأسه في البلد، ثم [ صفحه 227] يؤتي به، و ينصب هاهنا علي قصبة و أشار بيده. قال: فسمعت أذني من أبي عبدالله عليه السلام، و رأت عيني أن أتي برأسه حتي أقيم علي قصبة في الموضع الذي أشار اليه عليه السلام [471] .

اخراج الماء و الأشجار

ثاقب المناقب: عن داود الرقي، قال: خرجت مع أبي عبدالله عليه السلام حاجا الي مكة، فنحن نسايره ذات يوم في أرض سبخة اذ دخل علينا وقت الصلاة فقال عليه السلام: هلم بنا الي هذا الجانب لنتطهر و نصلي. فقلت: انها أرض سبخة لا ماء فيها! فقال: أطع امامك، فملنا و سرنا ما شاء الله، فاذا نحن بعين فوارة، و ماء بارد عذب، و أشجار خضر، فنزلنا و تطهرنا و صلينا، و شربنا و أروينا رواحلنا و ملأنا سقاءنا، و قمنا و مضينا، فلما سرنا غير بعيد قال لي: يا داود، هل تعرف الموضع الذي كنا فيه؟ قلت: نعم، يابن رسول الله. قال: اذهب و جئني بسيفي فقد علقته علي الشجرة فوق العين و نسيته، فمضيت اليه و وجدت السيف معلقا علي الشجرة، و ما رأيت أثرا من العين، و لا من الأشجار الخضر، و انما هي أرض سبخة لا عهد للماء فيها [472] .

انفراج الأرض، و انشقاق السماء

ثاقب المناقب: عن داود بن ظبيان، قال: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام أنا و المفضل بن أبي المفضل و يونس بن ظبيان، فقال أحدهما لأبي عبدالله عليه السلام: أرني آية من الأرض، و قال الآخر: أرني آية من السماء. [ صفحه 228] فقال: يا أرض، انفرجي، فانفرجت مد البصر، فنظرت الي خلق كثير في أسفل الأرض. ثم قال: يا سماء، انشقي، فانشقت. قال: فلو شئت أن اجتذب السماء بيدي هاتين لفعلت، فقال: استشف [473] و انظر، ثم تلا هذه الآية (و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل) [474] [475] .

اقبال الجبال اليه

ثاقب المناقب: عن الحسن بن عطية، قال: كان أبو عبدالله عليه السلام واقفا علي الصفا، فقال له عباد البصري: حديث يروي عنك. قال: و ما هو؟ قال: قلت: ان حرمة المؤمن أعظم من حرمة هذا البيت. قال: قد قلت ذلك، ان المؤمن لو قال لهذه الجبال: أقبلي، أقبلت. قال: فنظرت الي الجبال قد أقبلت، فقال لها: علي رسلك اني لم أردك [476] .

انقلاب المفتاح أسدا

ثاقب المناقب: عن أبي الصامت، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: أعطني شيئا أزداد به يقينا، و أنفي به الشك عن قلبي. فقال لي: هات ما معك، و كان في كمي مفتاح، فناولته، فاذا المفتاح أسد، ففزعت، ثم قال: نح وجهك عني، ففعلت، فعاد مفتاحا [477] . [ صفحه 229]

شكوي الشاة له

ثاقب المناقب: عن سدير الصيرفي، قال: مر أبو عبدالله عليه السلام علي حمار له يريد المدينة، فمر بقطيع من الغنم، فتخلفت شاة عن القطيع و اتبعت حماره، فتعبت الشاة، فحبس عليه السلام الحمار عليها حتي دنت منه الشاة، فأومأ برأسه نحوها، فقالت له: يابن رسول الله، أنصفني من راعي هذا. قال: ويحك، ما بالك تريدين الانصاف من راعيك؟!. قالت: يابن رسول الله، يفجر بي، فوقف عليها حتي دنا منه الراعي، ثم قال له: ويلك، تفجر بها؟! قال: فالتفت الراعي اليه يقول: أمن الشياطين أنت، أو من الجن، أو من الملائكة، أو من النبيين، أو من المرسلين؟ فقال: ويلك، ما أنا بشيطان، و لا جني، و لا ملك مقرب، و لا نبي مرسل، و لكني ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فان تبت استغفرت لك، و ان أبيت دعوت الله عليك بالسخط و اللعنة في ساعتك هذه. فقال: يابن رسول الله، اني تائب مما كنت فيه، فاستغفر الله لي، فقال للشاة: أيتها الشاة، ارجعي الي قطيعك و مرعاك، فانه قد ضمن أن لا يعود الي ذلك، فمرت الشاة و هي تقول: أشهد أن لا اله الا الله، و أشهد أن محمدا رسول الله، و أنك حجة الله علي خلقه، فلعن الله من ظلمكم و جحد ولايتكم [478] .

علمه بما يكون 07

الشيخ في التهذيب: باسناده عن محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن داود بن زربي، قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الوضوء، فقال لي: توضأ ثلاثا ثلاثا قال: ثم [ صفحه 230] قال لي: أليس تشهد بغداد و عساكرهم؟ قلت: بلي. قال: فكنت يوما أتوضأ في دار المهدي

فرآني بعضهم و أنا لا أعلم به، فقال: كذب من زعم أنك فلاني و أنت تتوضأ هذا الوضوء. قال: فقلت: لهذا و الله أمرني [479] . ثاقب المناقب: عن داود الرقي، قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقلت له: جعلت فداك، كم عدد الطهارة؟ فقال: ما أوجب الله تعالي فواحدة، و أضاف اليها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم واحدة، و من توضأ ثلاثا ثلاثا فلا صلاة له. فبينا أنا معه في ذلك المكان اذ جاء داود بن زربي، فأخذ زاوية من البيت فسأله عما سألت في عدد الطهارة، فقال له: ثلاثا ثلاثا، من نقص عنهن فلا صلاة له، فارتعدت فرائصي، و كاد أن يدخلني الشيطان أعوذ بالله منه، فأبصر أبو عبدالله عليه السلام الي و قد تغير لوني، فقال لي: اسكن يا داود، هذا هو الكفر و ضرب الأعناق. قال: فخرجنا من عنده، و كان ابن زربي الي جوار بستان الي أبي جعفر المنصور، و كان قد ألقي الي أبي جعفر أمر داود بن زربي و أنه رافضي يختلف الي جعفر بن محمد. فقال أبوجعفر: اني أطلع علي طهارته، فاذا هو توضأ وضوء جعفر بن محمد فاني لأعرف طهارته و حققت عليه القول فأقتله، فاطلع و هو يتهيأ للصلاة من حيث لا يراه، فأسبغ داود بن زربي الوضوء ثلاثا ثلاثا كما أمره أبو عبدالله عليه السلام، فما أتم وضوءه حتي بعث اليه أبوجعفر المنصور، فدعاه. قال داود: فلما دخلت عليه رحب بي و قال: يا داود، قيل فيك شي ء باطل، و ما أنت كذلك حتي اطلعت علي طهارتك، ليست طهارتك طهارة الرفضة، فجعلني في حل و أمر لي بمائة ألف درهم. قال داود الرقي: فالتقيت أنا

و داود بن زربي عند أبي عبدالله عليه السلام فقال له داود بن زربي: جعلني الله فداك، سألت و حقنت دماءنا في دار الدنيا، و نرجو أن ندخل بحبك الجنة. فقال أبو عبدالله عليه السلام: فعل الله [ صفحه 231] ذلك بك و باخوانك من جميع المؤمنين. ثم قال أبو عبدالله عليه السلام: يا داود بن زربي، حدث داود الرقي بما مر عليك حتي يسكن روعه، فحدثني بالأمر كله، ثم قال: يا داود بن زربي، توضأ مثني مثني، و لا تزد عليه، فانك ان زدت عليه فلا صلاة لك [480] .

غرس النوي، و اخراجه منه رطبا من ساعته، و ما هو مكتوب عليه

ثاقب المناقب: عن أبي هارون العبدي، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام اذ دخل عليه رجل و قال: بماذا تفخرون علينا ولد أبي طالب؟ قال: و كان بين يديه طبق فيه رطب، فأخذ عليه السلام رطبة ففلقها و استخرج نواها، ثم غرسها في الأرض و تفل عليها، فخرجت من ساعتها، و ربت حتي أدركت و حملت، و اجتني منها رطبا، فقدم اليه في طبق، فأخذ واحدة ففلقها فأكل، فاذا علي نواها مكتوب: لا اله الا الله، محمد صلي الله عليه و آله و سلم رسول الله، أهل بيت رسول الله عليهم السلام خزان الله في أرضه. ثم قال أبو عبدالله عليه السلام: أتقدرون علي مثل هذا؟ قال الرجل: و الله لقد دخلت عليك و ما علي بسيط الأرض أحد أبغض الي منك، و قد خرجت و ما علي بسيط الأرض أحد أحب الي منك [481] .

نزول العذاب علي المرأة، و علمه بالغائب

ثاقب المناقب: حدث صالح بن الأشعث البزاز الكوفي، قال: كنت بين يدي المفضل اذ وردت عليه رقعة من مولانا الصادق عليه السلام فنظر فيها، فنهض قائما و اتكأ علي، ثم تسايرنا الي باب حجرة الصادق عليه السلام، فخرج [ صفحه 232] اليه عبدالله بن وشاح، فقال: أسرع يا مفضل في خطواتك أنت و صاحبك هذا. فدخلنا فاذا بالمولي الصادق عليه السلام قد قعد علي كرسي و بين يديه امرأة، فقال: يا مفضل، خذ هذه الامرأة و أخرجها الي البرية في ظاهر البلد، و انظر ما يكون من أمرها، وعد الي مسرعا. قال المفضل: فامتثلت ما أمرني به مولاي عليه السلام و سرت بها الي برية البلد، فلما توسطتها سمعت مناديا ينادي: احذر يا مفضل، فتنحيت عن المرأة، و طلعت غمامة سوداء، ثم أمطرت عليها حجارة حتي لم

أر للمرأة حسا و لا أثرا، فهالني ما رأيته! و رجعت مسرعا الي مولاي عليه السلام، و هممت أن أحدثه بما رأيت، فسبق الي الحديث، و قال عليه السلام: يا مفضل، أتعرف المرأة؟ فقلت: لا، يا مولاي. قال: هذه امرأة الفضال بن عامر، و قد كنت سيرته الي فارس ليفقه أصحابي بها، فلما كان عند خروجه من منزله قال لامرأته: هذا مولاي جعفر شاهد عليك، لا تخونيني في نفسك. فقالت: نعم، ان خنتك في نفسي أمطر علي من السماء عذابا واقعا، فخانته في نفسها من ليلتها، فأمطر الله عليها ما طلبت. يا مفضل، اذا هتكت المرأة سترها و كانت عارفة بالله هتكت حجاب الله، و قصمت ظهرها، و العقوبة الي العارفين و العارفات أسرع [482] .

علمه بما يكون 08

مطلع الصحيفة الكاملة: حدثنا السيد الأجل نجم الدين بهاء الشرف أبوالحسن محمد بن الحسن بن أحمد بن علي بن محمد بن عمر بن يحيي العلوي الحسيني رحمه الله، قال: أخبرنا الشيخ السعيد أبو عبدالله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن لخزانة مولانا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في شهر ربيع الأول من سنة ست عشرة و خمسمائة قراءة عليه [ صفحه 233] و أنا أسمع، قال: سمعتها علي الشيخ الصدوق أبي منصور محمد بن محمد بن أحمد بن عبدالعزيز العكبري المعدل رحمه الله، عن أبي المفضل محمد بن عبدالله بن المطلب الشيباني، قال: حدثنا الشريف أبو عبدالله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: حدثنا عبدالله بن عمر بن خطاب الزيات سنة خمس و ستين و مائتين، قال: حدثني خالي علي بن النعمان الأعلم، قال: حدثني عمير بن متوكل الثقفي البلخي،

عن أبيه متوكل بن هارون، قال: لقيت يحيي بن زيد بن علي عليه السلام [483] و هو متوجه الي خراسان، فسلمت عليه، فقال لي: من أين أقبلت؟. فقلت: من الحج، فسألني عن أهله و بني عمه بالمدينة، و أحفي السؤال [484] عن جعفر بن محمد عليه السلام، فأخبرته بخبره و خبرهم، و حزنهم علي أبيه زيد بن علي عليه السلام. فقال لي: قد كان عمي محمد بن علي أشار علي أبي بترك الخروج، و عرفه ان هو خرج و فارق المدينة ما يكون اليه مصير أمره، فهل لقيت ابن عمي جعفر بن محمد عليه السلام؟ قلت: نعم. قال: فهل سمعته يذكر شيئا من أمري؟ قلت: نعم. قال: بم ذكرني خبرني؟ قلت: جعلت فداك، ما أحب أن أستقبلك بما سمعته منه فقال: أبالموت تخوفني؟ هات ما سمعته. فقلت: سمعته يقول انك تقتل و تصلب كما قتل أبوك و صلب، فتغير وجهه، فقال: (يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب) [485] يا متوكل، ان الله عزوجل أيد هذا الأمر بنا، و جعل لنا العلم و السيف، فجمعا لنا، و خص بنو عمنا بالعلم وحده. فقلت: جعلت فداك، اني رأيت الناس الي ابن عمك جعفر بن محمد عليه السلام أميل منهم اليك و الي [ صفحه 234] أبيك. فقال: ان عمي محمد بن علي و ابنه جعفرا عليهماالسلام دعوا الناس الي الحياة، و نحن دعوناهم الي الموت. فقلت: يابن رسول الله، أهم أعلم أم أنتم؟ فأطرق الي الأرض مليا، ثم رفع رأسه و قال: كلنا له علم، غير أنهم يعلمون كل ما نعلم، و لا نعلم كل ما يعلمون، ثم قال لي: أكتبت من ابن عمي شيئا؟ قلت: نعم. قال:

أرنيه، فأخرجت اليه وجها من العلم، و أخرجت له دعاء أملاه علي أبو عبدالله عليه السلام، و حدثني أن أباه محمد بن علي عليه السلام أملاه عليه، و أخبره أنه من دعاء أبيه علي بن الحسين عليهماالسلام من دعاء الصحيفة الكاملة، فنظر فيه يحيي حتي أتي علي آخره، و قال لي: أتأذن لي في نسخة؟ فقلت: يابن رسول الله، أتستأذن فيما هو عنكم؟ فقال: أما لأخرجن اليك صحيفة من الدعاء الكامل، مما حفظه أبي عن أبيه عليهماالسلام، و ان أبي أوصاني بصونها و منعها غير أهلها. قال عمير: قال أبي: فقمت اليه، فقبلت رأسه، و قلت له: و الله يابن رسول الله، اني لأدين الله بحبكم و طاعتكم، و اني لأرجو أن يسعدني في حياتي و مماتي بولايتكم. فرمي صحيفتي التي دفعتها اليه الي غلام كان معه، و قال له: اكتب هذا الدعاء بخط بين حسن، و اعرضه علي لعلي أحفظه، فاني كنت أطلبه من جعفر - حفظه الله - فيمنعنيه. قال المتوكل: فندمت علي ما فعلت، و لم أدر ما أصنع، و لم يكن أبو عبدالله عليه السلام تقدم الي ألا أدفعه الي أحد، ثم دعا بعيبة [486] ، فاستخرج منها صحيفة مقفلة مختومة، فنظر الي الخاتم و قبله و بكي، ثم فضه و فتح القفل، ثم نشر الصحيفة و وضعها علي عينيه، و أمرها علي وجهه، و قال: و الله يا متوكل، لولا ما ذكرت من قول ابن عمي انني أقتل و أصلب لما دفعتها اليك، و لكنت بها ضنينا [487] ، و لكني أعلم أن قوله حق، أخذه عن آبائه، و أنه سيصح، فخفت أن يقع مثل هذا العلم الي بني أمية فيكتموه و يدخروه في

خزائنهم لأنفسهم، فاقبضها و اكفنيها و تربص بها، [ صفحه 235] فاذا قضي الله من أمري و أمر هؤلاء القوم ما هو قاض، فهي أمانة لي عندك حتي توصلها الي ابني عمي محمد [488] و ابراهيم [489] ابني عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي عليهماالسلام فانهما القائمان في هذا الأمر بعدي. قال المتوكل: فقبضت الصحيفة، فلما قتل يحيي بن زيد صرت الي المدينة، فلقيت أبا عبدالله عليه السلام فحدثته الحديث عن يحيي. فبكي و اشتد وجده به، و قال: رحم الله ابن عمي و ألحقه بآبائه و أجداده. و الله يا متوكل، ما منعني من دفع الدعاء اليه الا الذي خافه علي صحيفة أبيه، و أين الصحيفة؟. فقلت: ها هي، ففتحها، و قال: هذا - و الله - خط عمي زيد، و دعاء جدي علي بن الحسين عليهماالسلام، ثم قال لابنه: قم يا اسماعيل، فائتني بالدعاء الذي أمرتك بحفظه و صونه، فقام اسماعيل فأخرج صحيفة كأنها الصحيفة التي دفعها الي يحيي بن زيد، فقبلها أبو عبدالله عليه السلام و وضعها علي عينيه، و قال: هذا خط أبي و املاء جدي عليهماالسلام بمشهد مني. فقلت: يابن رسول الله، ان رأيت أن أعرضها مع صحيفة زيد و يحيي؟ فأذن لي في ذلك، و قال: قد رأيتك لذلك أهلا، فنظرت و اذا هما أمر واحد، و لم أجد حرفا واحدا يخالف ما في الصحيفة الأخري، ثم استأذنت أبا عبدالله عليه السلام في دفع الصحيفة الي ابني عبدالله بن الحسن، فقال: (ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الي أهلها) [490] نعم، فادفعها اليهما، فلما نهضت للقائهما قال لي: مكانك، ثم وجه الي محمد و ابراهيم فجاءا، فقال: هذا ميراث ابن عمكما

يحيي من أبيه، قصد خصكما به دون اخوته، و نحن مشترطون عليكما فيه [ صفحه 236] شرطا. فقالا: رحمك الله، قل فقولك المقبول. فقال: لا تخرجا بهذه الصحيفة من المدينة قالا: و لم ذلك؟ قال: ان ابن عمكما خاف عليها أمرا أخافه أنا عليكما. قالا: انما خاف عليها حين علم أنه يقتل. فقال أبو عبدالله عليه السلام: و أنتما فلا تأمنا، فوالله اني لأعلم أنكما ستخرجان كما خرج، و ستقتلان كما قتل، فقاما و هما يقولان: لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم، فلما خرجا قال لي أبو عبدالله عليه السلام: يا متوكل، كيف قال لك يحيي ان عمي محمد بن علي و ابنه جعفرا دعوا الناس الي الحياة و دعوناهم الي الموت؟ قال: نعم، أصلحك الله، قد قال لي ابن عمك يحيي ذلك. فقال: يرحم الله يحيي ان أبي حدثني، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أخذته نعسة و هو علي منبره، فرأي في منامه رجالا ينزون علي منبره نزو القردة، يردون الناس علي أعقابهم القهقري، فاستوي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم جالسا و الحزن يعرف في وجهه، فأتاه جبرائيل عليه السلام بهذه الآية (و ما جعلنا الرءيا التي أريناك الا فتنة للناس و الشجرة الملعونة في القرءان و نخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا) [491] يعني بني أمية. قال: يا جبرائيل، أعلي عهدي يكونون، و في زمني؟. قال: لا، و لكن تدور رحي الاسلام من مهاجرك، فتلبث بذلك عشرا، ثم تدور رحي الاسلام علي رأس خمس و ثلاثين من مهاجرك، فتلبث بذلك خمسا، ثم لا بد من رحي ضلالة [492]

هي قائمة علي قطبها، ثم ملك الفراعنة [493] قال: و أنزل الله تعالي في ذلك: (انا أنزلناه في ليلة القدر و ما أدريك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر) تملكها بنوأمية ليس فيها ليلة القدر. قال: فأطلع الله عزوجل نبيه صلي الله عليه و آله و سلم أن بني أمية تملك سلطان هذه الأمة، و ملكها طول هذه المدة، فلو طاولتهم الجبال لطالوا عليها حتي يأذن [ صفحه 237] الله تعالي بزوال ملكهم، و هم في ذلك يستشعرون عداوتنا أهل البيت و بغضنا، أخبر الله نبيه بما يلقي أهل بيت محمد صلي الله عليه و آله و سلم و أهل مودتهم و شيعتهم منهم في أيامهم و ملكهم. قال: و أنزل الله تعالي فيهم: (- ألم تر الي الذين بدلوا نعمت الله كفرا و أحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها و بئس القرار) [494] و نعمة الله محمد صلي الله عليه و آله و سلم و أهل بيته عليهم السلام، حبهم ايمان يدخل الجنة، و بغضهم كفر و نفاق يدخل النار، فأسر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ذلك الي علي و أهل بيته عليهم السلام [495] قال: ثم قال أبو عبدالله عليه السلام: ما خرج و لا يخرج منا أهل البيت الي قيام قائمنا أحد ليدفع ظلما أو ينعش حقا الا اصطلمته البلية، و كان قيامه زيادة في مكروهنا و شيعتنا. قال المتوكل بن هارون: ثم أملي علي أبو عبدالله عليه السلام الأدعية، و ذكرها [496] .

ما سمعه من جبل الكمد

أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات: باسناده عن عبدالله الأصم، عن عبدالله بن بكر الأرجاني، قال: صحبت أبا عبدالله عليه السلام في طريق

مكة من المدينة، فنزلنا منزلا يقال له عسفان [497] ، ثم مررنا بجبل أسود عن يسار الطريق موحش، فقلت له: يابن رسول الله، ما [ صفحه 238] أوحش هذا الجبل؟ ما رأيت في الطريق مثل هذا! فقال لي: يابن بكر، أتدري أي جبل هذا؟ قلت: لا. قال: هذا جبل يقال له: الكمد، و هو علي واد من أودية جهنم، و فيه قتلة أبي عبدالله عليه السلام استودعهم الله فيه، تجري من تحتهم مياه جهنم من الغسلين و الصديد و الحميم، و ما يخرج من جب الجوي [498] ، و ما يخرج من الفلق [499] ، و ما يخرج من أثام، و ما يخرج من طينة الخبال [500] ، و ما يخرج من جهنم، و ما يخرج من لظي و من الحطمة، و ما يخرج من سقر، و ما يخرج من الجحيم، و ما يخرج من الهاوية، و ما يخرج من السعير - و في نسخة أخري: و ما يخرج من حميم -. و ما مررت بهذا الجبل في سفري فوقفت به الا رأيتهما يستغيثان الي، و اني لأنظر الي قتلة أبي و أقول لهما: انما هؤلاء فعلوا ما أسستما، لم ترحمونا اذ وليتم و قتلتمونا و حرمتمونا و وثبتم علي حقنا و استبددتم بالأمر دوننا، فلا رحم الله من يرحمكما، ذوقا وبال ما قدمتما، و ما الله بظلام للعبيد، و أشدهما تضرعا و استكانة الثاني، فربما وقفت عليهما ليتسلي عني بعض ما في قلبي، و ربما طويت الجبل الذي هما فيه و هو جبل الكمد. قال: قلت له: جعلت فداك، فاذا طويت الجبل فما تسمع؟ قال: أسمع أصواتهما يناديان: عرج علينا نكلمك، فانا نتوب، و أسمع

من الجبل صارخا يصرخ بي: أجبهما، و قل لهما (اخسئوا فيها و لا تكلمون) [501] قال: قلت له: جعلت فداك، و من معهم؟. قال: كل فرعون عتا علي الله، و حكي الله عنه فعاله، و كل من علم العباد الكفر. قلت: من هم؟ قال: نحو بولس الذي علم اليهود أن (يد الله [ صفحه 239] مغلولة) [502] ، و نحو نسطور الذي علم النصاري أن عيسي (المسيح ابن الله) [503] ، و قال لهم هم ثلاثة، و نحو فرعون موسي الذي قال: (أنا ربكم الأعلي) [504] ، و نحو نمرود الذي قال: قهرت أهل الأرض، و قتلت من في السماء، و قاتل أميرالمؤمنين و قاتل فاطمة و محسن، و قاتل الحسن و الحسين عليهم السلام. و أما معاوية و عمرو - و في نسخة: عمرو بن العاص - فما يطمعان في الخلاص و معهم كل من نصب لنا العداوة و أعان علينا بلسانه و يده و ماله. قلت له: جعلت فداك، فأنت تسمع ذا كله و لا تفزع؟ قال: يابن بكر، ان قلوبنا غير قلوب الناس، انا مطيعون مصفون مصطفون، نري ما لا يري الناس، و نسمع ما لا يسمع الناس و ان الملائكة تنزل علينا في رحالنا، و تتقلب علي فرشنا، و تشهد طعامنا، و تحضر موتانا، و تأتينا بأخبار ما يحدث قبل أن يكون، و تصلي معنا، و تدعو لنا، و تلقي علينا أجنحتها، و تتقلب علي أجنحتها صبياننا، و تمنع الدواب أن تصل الينا، و تأتينا مما في الأرضين من كل نبات في زمانه، و تسقينا من ماء كل أرض، نجد ذلك في آنيتنا. و ما من يوم و لا ساعة و لا

وقت صلاة الا و هي تنبهنا لها، و ما من ليلة تأتي علينا الا و أخبار كل أرض عندنا، و ما يحدث فيها و أخبار الجن و أخبار أهل الهوي. من الملائكة، و ما من ملك يموت في الأرض و يقوم غير مقامه الا أتتنا بخبره، و كيف سيرته في الذين قبله، و ما من أرض من ستة أرضين الي الأرض السابعة الا و نحن نؤتي بخبرها. فقلت له: جعلت فداك، أين منتهي هذا الجبل؟ قال: الي الأرض السادسة، و فيها جهنم علي واد من أوديتها عليه حفظة أكثر من نجوم السماء و قطر المطر و عدد ما في البحار و عدد الثري، و قد وكل كل ملك منهم بشي ء و هو مقيم عليه لا يفارقه. قلت: جعلت فداك، اليكم جميعا يلقون الأخبار؟. [ صفحه 240] قال: لا انما يلقي ذلك الي صاحب الأمر و انا لنحمل ما لا يقدر العباد علي حمله و لا علي الحكومة فيه فنحكم فيه، فمن لم يقبل حكومتنا جبرته الملائكة علي قولنا، و أمرت الذين يحفظون ناحيته أن يقسروه علي قولنا، فان كان من الجن من أهل الخلاف و الكفر أوثقته و عذبته حتي يصير الي ما حكمنا به. قلت: جعلت فداك، فهل يري الامام ما بين المشرق و المغرب؟ قال: يابن بكر، فكيف يكون حجة الله علي ما بين قطريها و هو لا يراهم و لا يحكم فيهم؟ و كيف يكون حجة الله علي قوم غيب لا يقدر عليهم و لا يقدرون عليه؟ و كيف يكون مؤديا عن الله و شاهدا علي الخلق و هو لا يراهم؟ و كيف يكون حجة عليهم و هو محجوب عنهم و قد

حيل بينهم و بينه أن يقوم بأمر ربه فيهم و الله يقول: (و ما أرسلناك الا كافة للناس) [505] يعني به من علي الأرض، و الحجة من بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم يقوم مقام النبي صلي الله عليه و آله و سلم و هو الدليل علي ما تشاجرت فيه الأمة، و الآخذ بحقوق الناس، و القائم بأمر الله، و المنصف لبعضهم من بعض، فاذا لم يكن معهم من ينفذ قوله و هو يقول: (سنريهم ءاياتنا في الأفاق و في أنفسهم) [506] فأي آية في الآفاق غيرنا أراها الله أهل الآفاق، و قال: (و ما نريهم من ءاية الا هي أكبر من أختها) [507] فأي آية أكبر منا؟ [508] .

علمه بما يكون 09

محمد بن يعقوب: عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن يعقوب بن جعفر الجعفري، قال: حدثني اسحاق بن جعفر، قال: كنت [ صفحه 241] عند أبي يوما، فسأله علي بن عمر بن علي، فقال جعلت فداك، الي من نفزغ و يفزع الناس بعدك؟ فقال: الي صاحب الثوبين الأصفرين و الغديرتين - يعني الذؤابتين [509] - و هو الطالع عليك من هذا الباب، يفتح البابين بيديه جميعا، فما لبثنا أن طلعت علينا كفان آخذة بالبابين ففتحهما، ثم دخل علينا أبوابراهيم عليه السلام [510] .

استكفاؤه

الشيخ في أماليه: قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي العراد، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن شمون البصري، قال: حدثني الحسين بن الفضل بن الربيع حاجب المنصور لقيته بمكة، قال: حدثني أبي، عن جدي الربيع، قال: دعاني المنصور يوما، فقال: يا ربيع، أحضر لي جعفر بن محمد الساعة و الله لأقتلنه. فوجهت اليه، فلما وافي قلت: يابن رسول الله، ان كان لك وصية أو عهد تعهده الي أحد فافعل، و قال: استأذن لي عليه، فدخلت الي المنصور فأعلمته موضعه، فقال: أدخله، فلما وقعت عين جعفر عليه السلام علي المنصور رأيته يحرك شفتيه بشي ء لم أفهمه و مضي، فلما سلم علي المنصور نهض اليه فاعتنقه و أجلسه الي جانبه، و قال له: ارفع حوائجك، فأخرج عليه السلام رقاعا لأقوام و سأل في آخرين، فقضيت حوائجه، فقال المنصور: ارفع حوائجك في نفسك. فقال له جعفر: لا تدعني حتي أجيئك. فقال له المنصور: ما الي ذلك سبيل، و أنت تزعم للناس يا أبا عبدالله، أنك تعلم الغيب. فقال جعفر عليه السلام من أخبرك بهذا؟ فأومأ المنصور الي شيخ قاعد بين

يديه، فقال [ صفحه 242] جعفر عليه السلام للشيخ: أنت سمعتني أقول هذا القول؟ قال الشيخ: نعم. قال جعفر عليه السلام للمنصور: أيحلف يا أميرالمؤمنين؟ فقال له المنصور: احلف، فلما بدأ الشيخ في اليمين قال جعفر عليه السلام للمنصور: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده أميرالمؤمنين عليه السلام أن العبد اذا حلف باليمين التي ينزه الله عزوجل فيها و هو كاذب امتنع الله عزوجل من عقوبته عليها في عاجلته لما نزه الله عزوجل، و لكني أنا أستحلفه. فقال المنصور: ذلك لك. فقال جعفر عليه السلام للشيخ: قل أبرأ الي الله من حوله و قوته، و ألجأ الي حولي و قوتي ان لم أكن سمعتك تقول هذا القول، فتلكأ الشيخ، فرفع المنصور عمودا كان في يده، فقال: و الله لئن لم تحلف فأعلونك بهذا العمود، فحلف الشيخ، فما أتم اليمين حتي دلع لسانه كما يدلع الكلب، و مات لوقته، و نهض جعفر عليه السلام. قال الربيع: فقال لي المنصور: ويلك اكتمها الناس لا يفتنون. قال الربيع فلحقت جعفرا عليه السلام، فقلت له: يابن رسول الله، ان منصورا كان قد هم بأمر عظيم، فلما وقعت عينك عليه و عينه عليك زال ذلك. فقال: يا ربيع، اني رأيت البارحة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في النوم، فقال لي: يا جعفر، خفته؟ فقلت: نعم، يا رسول الله. فقال لي: اذا وقعت عينك عليه، فقل: ببسم الله أستفتح، و ببسم الله أستنجح، و بمحمد صلي الله عليه و آله و سلم أتوجه، اللهم ذلل لي صعوبة أمري، و كل صعوبة، و سهل لي حزونة أمري، و كل حزونة، و اكفني مؤونة أمري، و كل مؤونة. قال أبوالمفضل: حدثني ابراهيم بن عبدالصمد الهاشمي بسر

من رأي، باسناد عن أهله لا أحفظه، فذكر هذا الحديث، و ذكر أن المنصور قام اليه فاعتنقه، فقال لي: ان المنصور خليفة، و لا ينبغي للخليفة أن يقوم الي أحد، و لا الي عمومته، و ما قام المنصور الا الي أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام [511] . [ صفحه 243]

اخباره بما يكون

ابن بابويه في عيون الأخبار: قال: حدثنا أبي، و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، و محمد بن موسي بن المتوكل، و أحمد بن محمد بن يحيي العطار، و محمد بن علي ماجيلويه، قالوا: حدثنا محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعري، عن عبدالله بن محمد الشامي، عن الحسن بن موسي الخشاب، عن علي بن أسباط، عن الحسين مولي أبي عبدالله عليه السلام، عن أبي الحكم، عن عبدالله بن ابراهيم الجعفري، عن يزيد بن سليط الزيدي، قال: لقينا أبا عبدالله عليه السلام في طريق مكة، و نحن جماعة، فقلت له: بأبي أنت و أمي، أنتم الأئمة المطهرون، و الموت لا يعري منه أحد، فأحدث الي شيئا ألقيه الي من يخلفني. فقال لي: نعم، هؤلاء ولدي، و هذا سيدهم، و أشار الي ابنه موسي عليه السلام و فيه علم الحكم، و الفهم، و السخاء، و المعرفة بما يحتاج الناس اليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم، و فيه حسن الخلق، و حسن الجوار، و هو باب من أبواب الله تعالي، و فيه أخري هي خير من هذا كله. فقال له أبي: و ما هي بأبي أنت و أمي؟ قال: يخرج الله تعالي منه غوث هذه الأمة، و غياثها، و علمها، و نورها، و فهمها، و حكمها، خير مولود، و خير ناشي ء، يحقن

الله تعالي به الدماء، و يصلح به ذات البين، و يلم به الشعث، و يشعب به الصدع، و يكسو به العاري، و يشبع به الجائع، و يؤمن به الخائف، و ينزل به القطر، و يأتمر به العباد، خير كهل، و خير ناشي ء، يبشر به عشيرته قبل أوان حلمه، قوله حكم، و صمته علم، يبين للناس ما يختلفون فيه. قال: فقال أبي: بأبي أنت و أمي، فيكون له ولد بعده؟ فقال: نعم، ثم قطع الكلام. و قال يزيد: ثم لقيت أباالحسن يعني موسي بن جعفر عليه السلام بعد، فقلت له: بأبي أنت و أمي اني أريد أن تخبرني بمثل ما أخبر به أبوك. قال: فقال: كان أبي عليه السلام في زمن ليس هذا مثله. قال يزيد: [ صفحه 244] فقلت: من يرضي منك بهذا فعليه لعنة الله. قال: فضحك، ثم قال: أخبرك يا أباعمارة، اني خرجت من منزلي، فأوصيت في الظاهر الي بني، و أشركتهم مع علي ابني، و أفردته بوصيتي في الباطن، و لقد رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في المنام و أميرالمؤمنين عليه السلام معه، و معه سيف، و خاتم، و عصا، و كتاب، و عمامة، فقلت له: ما هذا؟ فقال: أما العمامة فسلطان الله عزوجل، و أما السيف فعزة الله عزوجل، و أما الكتاب فنور الله عزوجل، و أما العصا فقوة الله عزوجل، و أما الخاتم فجامع هذه الأمور، ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: و الأمر يخرج الي علي ابنك. قال: ثم قال: يا يزيد، انها وديعة عندك، فلا تخبر بها الا عاقلا، أو عبدا امتحن الله قلبه للايمان أو صادقا، فلا تكفر نعم الله

تعالي، و ان سئلت عن الشهادة فأدها، فان الله تبارك و تعالي يقول: (ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الي أهلها) [512] و قال الله عزوجل: (و من أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله) [513] فقلت: و الله، ما كنت لأفعل هذا أبدا [514] . و سيأتي ان شاء الله تعالي هذا الحديث، و مثله، من طريق محمد بن يعقوب، في الرابع و الثلاثين من معاجز أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام.

علمه بما في النفس 18

ابن بابويه: قال: حدثنا أبوعلي أحمد بن يحيي المكتب، قال: حدثنا أحمد بن محمد الوراق، قال: حدثنا بشر بن سعيد بن قيلويه المعدل بالرافقة، قال: حدثنا عبدالجبار بن كثير التميمي اليماني، قال: سمعت محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة، يقول: سألت جعفر بن محمد عليه السلام، [ صفحه 245] فقلت له: يابن رسول الله، في نفسي مسألة أريد أن أسألك عنها، فقال: ان شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني، و ان شئت فسل. قال: قلت له: يابن رسول الله، و بأي شي ء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي؟ قال: بالتوسم و التفرس، أما سمعت قول الله عزوجل (ان في ذلك لأيات للمتوسمين) [515] و قول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: اتقوا فراسة المؤمن، فانه ينظر بنور الله عزوجل. قال: قلت له: يابن رسول الله، فأخبرني بمسألتي. قال: أردت أن تسألني عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، لم لم يطق حمله علي بن أبي طالب عليه السلام عند حطة الأصنام من سطح الكعبة مع قوته و شدته، و ما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر، و الرمي به الي ورائه أربعين ذراعا، و كان لا يطيق حمله أربعون

رجلا، و قد كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يركب الناقة و الفرس و الحمار، و ركب البراق ليلة المعراج، و كل ذلك دون علي عليه السلام في القوة و الشدة. قال: فقلت له: عن هذا و الله أردت أن أسألك، يابن رسول الله و ذكر الحديث الي أن قال: - و قد قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم لعلي عليه السلام: يا علي، ان الله تبارك و تعالي حملني ذنوب شيعتك، ثم غفرها لي، و ذلك قوله عزوجل: (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر) [516] [517] .

علمه بما يكون 10

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبو عبدالله الحسين بن عبدالله الحرمي، قال: حدثنا أبومحمد هارون بن موسي التلعكبري، قال: حدثنا أبوعلي محمد بن همام، قال: حدثنا حبيب بن الحسين، [ صفحه 246] قال: حدثنا أبوهاشم عبيد بن خارجة، عن علي بن عثمان، عن فرات بن أحنف، قال: كنت مع أبي عبدالله عليه السلام، و ذكر حديثا طويلا، قال: مضيت معه حتي انتهي الي موضع، فنزل و صلي ركعتين، و قال: هاهنا قبر أميرالمؤمنين عليه السلام، أما انه لا تذهب الأيام حتي يبعث الله رجلا ممتحنا في نفسه في القتل، يبني عليه حصنا فيه سبعون طاقا. قال حبيب بن الحسين: سمعت هذا الحديث قبل أن يبني علي الموضع شي ء، ثم ان محمد بن زيد وجه، فبني عليه، فلم تذهب الأيام حتي امتحن محمد في نفسه بالقتل [518] .

اخراج الفارسين من حافة بحر من تحت الأرض

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: باسناده بالمتقدم، عن محمد بن همام، قال: حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا أحمد بن زيد، عن محمد بن عمار، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام، و عنده رجل من أهل خراسان، و هو يكلمه بكلام لم أفهمه، ثم رجعا الي شي ء فهمته، فسمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول، و ركض أبو عبدالله عليه السلام برجله الأرض، فاذا بحر تحت الأرض، علي حافته فارسان قد وضعا أذقانهما علي قرابيس سروجهما. فقال أبو عبدالله عليه السلام: هؤلاء من أنصار القائم عليه السلام [519] .

خبر انفلاق البحر

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرني أبوالحسين محمد بن هارون بن موسي، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا [ صفحه 247] أبوعلي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثنا أبو عبدالله محمد بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال: حدثنا أبوطالب عبدالله بن الصلت، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن سنان، عن داود الرقي، قال: جاء الي أبي عبدالله عليه السلام فقال له: ما بلغ من علمكم؟ قال: ما بلغ من سؤالكم. فقال الرجل: بحر ماء هذا هل تحته شي ء؟ قال أبو عبدالله عليه السلام: نعم، رأي العين أحب اليك أم سمع الأذن؟ فقال الرجل: بل رأي العين، لأن الأذن قد تسمع ما لا تدري و ما لا تعرف و ما لا تري العين يشهد به القلب. فأخذ بيد الرجل، ثم انطلق حتي أتي شاطي ء البحر، فقال: أيها العبد المطيع لربه أظهر ما فيك، فانفلق البحر عن آخر ما فيه و ظهر ماء أشد بياضا من اللبن، و أحلي من العسل، و أطيب رائحة من المسك، و ألذ من الزنجبيل. فقال له: يا أبا عبدالله،

جعلت فداك، لمن هذا؟ قال: للقائم و أصحابه. قال: متي؟ قال: اذا قام القائم و أصحابه نفد الماء الذي علي وجه الأرض حتي لا يوجد ماء، فيضج المؤمنون الي الله بالدعاء، فيبعث الله لهم هذا الماء، فيشربونه و هو محرم علي من خالفهم. قال: ثم رفع رأسه فرأي في الهواء خيلا مسرجة ملجمة و لها أجنحة، فقلت: يا أبا عبدالله، ما هذه الخيل؟ فقال: هذه خيل القائم و أصحابه. قال الرجل: أنا أركب شيئا منها؟ قال: ان كنت من أنصاره. قال: فأشرب من هذا الماء؟ قال: ان كنت من شيعته [520] .

علمه بالغائب 18

الحضيني في هدايته: باسناده عن شعيب العقرقوفي، قال: دخلت أنا و علي بن أبي حمزة و أبوبصير و معي ثلاثمائة دينار علي أبي عبدالله عليه السلام فصببتها بين يديه، فقبض منها لنفسه، و قال: يا شعيب، خذ الباقي فانه مائة [ صفحه 248] دينار فارددها الي موضعها الذي أخذتها منه، فقبلنا منك ما هو لك و رددنا المائة الي صاحبها. قال شعيب: فخرجنا من عنده جميعا، فقال أبوبصير: يا شعيب، ما حال هذه الدنانير، التي ردها أبو عبدالله عليه السلام؟ قال: أخذتها من أخي عرفة سرا منه و هو لا يعلم بها. قال أبوبصير: يا شعيب هذه و الله علامة الأئمة عليهم السلام قال أبوبصير و علي بن أبي حمزة لي: يا شعيب، زن الدنانير و عدها لننظر كم هي، فعددتها روزناها فاذا هي مائة دينار لا تنقص شيئا و لا تزيد [521] .

علمه بما يكون 11

عنه: باسناده عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام يوما جالسا اذ قال: يا أبامحمد، هل تعرف امامك؟ قلت: اي و الله الذي لا اله الا هو أنت هو، و وضعت يدي علي ركبتيه و فخذه. فقال: يا أبامحمد، ليس هذه المعرفة و الاقرار للامام بما جعله الله له و فيه تطالبه بعلامة و دلالة. قلت له: يا سيدي، قولك الحق و لكني أحب أن أزداد علما و يقينا، و يطمئن قلبي. قال: يا أبامحمد، ترجع الي الكوفة و يولد لك ابن و تسميه عيسي، و يولد لك ولد و تسميه محمدا، و يولد لك بعدهما بنتان في ثلاث سنين، و اعلم أن ابنيك عندنا في الصحيفة الجامعة الوسطي مثبتان مسميان مع أسماء شيعتنا و أسماء آبائهم و أمهاتهم و قبائلهم و عشائرهم مصورين

محليين و أجدادهم و أولادهم و ما يلدون الي يوم القيامة رجلا رجلا و امرأة امرأة و هي صحيفة صفراء مدرجة مخطوطة بالنور لا بحبر و لا مداد. قال أبوبصير: فرحلت من المدينة و دخلت الكوفة، فولد و الله الابنان و سميت الابنين كما قال: و كانت مواليدهم في الوقت كما قال [522] . [ صفحه 249]

علمه بالآجال 05

و عنه: باسناده عن أبي بصير، قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام قال: يا أبامحمد، ما حال أبي حمزة الثمالي؟ فقلت له: جعلت فداك، خلفته صالحا. قال: اذا رجعت من المدينة فأقرئه مني السلام، و قل له: انك تموت في يوم الجمعة في شهر رمضان من السنة الداخلة فقلت: جعلت فداك، لقد كان للشيعة فيه أنس، و كان لكم نعم الشيعة. قال: صدقت، يا أبامحمد، و ما عند الله و عندنا خير له. قلت: جعلت فداك، شيعتكم معكم؟ قال: نعم، اذا هم خافوا الله و راقبوه و اتقوه و أطاعوه و توقوا الذنوب، فاذا فعلوا ذلك كانوا معنا في درجتنا. قال أبوبصير: فلما رجعت أبلغت أباحمزة كل ما قاله أبو عبدالله عليه السلام، فلما كانت السنة الداخلة توفي أبوحمزة - رحمه الله تعالي - في يوم الجمعة من شهر رمضان [523] .

علمه بما يكون 12

عنه: باسناده عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبدالله الصادق عليه السلام يقول و قد جري ذكر المعلي بن خنيس، فقال: رحم الله المعلي بن خنيس. فقلت: يا مولاي، ما كان المعلي؟ قال: و الله ما كان المعلي ينال من درجتنا الا بما نال منه داود بن علي بن عبدالله بن عباس. فقلت له: جعلت فداك، و ما الذي يناله من داود بن علي؟ قال: يدعو به اذا تقلد المدينة عليه لعنة الله و سوء الدار، فيطالبه بأن يثبت له أسماء شيعتنا و أوليائنا ليقتلهم فلا يفعل، فيضرب عنقه فيصلبه. فقلت: انا لله و انا اليه راجعون، و متي يكون ذلك؟ قال: من قابل قال: فلما كان من قابل ولي المدينة داود بن علي فأحضر المعلي بن خنيس، فسأله عن شيعة أبي عبدالله عليه السلام و أوليائه أن

[ صفحه 250] يكتبهم له. فقال له المعلي: ما أعرف من شيعته و أوليائه أحدا، و انما أنا وكيله أنفق له علي عياله، و أتردد في حوائجه، و لا أعرف له شيعة و لا صاحبا قال: تكتمني، اما أنك تقول لي و الا قتلتك فقال له المعلي: أباالقتل تهددني؟! و الله لو كانوا تحت قدمي ما رفعتها عنهم، و لئن قتلتني يسعدني الله و يشقيك، فأمر به، فضربت عنقه، و صلب علي باب قصر الامارة. فدخل عليه أبو عبدالله عليه السلام، فقال: يا داود بن علي، قتلت مولاي و وكيلي في مالي و نفقتي علي عيالي. قال: ما أنا قتلته. قال: فمن قتله؟ قال: ما أدري. قال الصادق عليه السلام: ما رضيت أن قتلته و صلبته حتي تكذب و تجحد! و الله ما رضيت أن قتلته عدوانا و ظلما حتي صلبته تريد أن تشهره و تنوه بقتله لأنه مولاي! و الله انه عند الله لأوجه منك و من أمثالك و له منزلة رفيعة في الجنة و لك منزلة في النار فانظر كيف تخلص منها، و الله لأدعون عليك فيقتلك كما قتلته. قال له داود بن علي: تهددني بدعائك! اصنع ما أنت صانع، و ادع الله لنفسك، فاذا استجاب لك فادع علي، فخرج أبو عبدالله عليه السلام من عنده مغضبا، فلما جن عليه الليل اغتسل و لبس ثياب الصلاة و ابتهل الي الله عزوجل و علا، و قال: يا ذا، يا ذري، يا ذويه، آت اليه سهما من سهامك يفلق به قلبه، ثم قال لغلامه: اخرج و اسمع الصراخ علي داود بن علي و خرج، فرجع الغلام، فقال: يا مولاي، الصراخ عال عليه و قد مات، فخر أبو عبدالله

عليه السلام ساجدا، و هو يقول في سجوده: شكرا للكريم، شكرا للقائم الدائم الذي يجيب المضطر اذا دعاه، و يكشف السوء، و أصبح داود ميتا و الشيعة يهرعون الي أبي عبدالله عليه السلام يهنونه بموته. فقال أبو عبدالله عليه السلام: لقد مات علي دين أبي لهب لعنهما الله، و لقد دعوت الله عليه بثلاث كلمات لو دعوت بها علي الأرض لأزال الله الأرض و من عليها، فأجابني فيه، فعجل به الي أمه الهاوية. [ صفحه 251]

خبره مع المفضل بن عمر

و عنه: باسناده عن يونس بن ظبيان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال: دخلت عليه و هو جالس علي بساط أحمر في وسط داره و أنا أقول: اللهم اني لا أشك في حجتك علي خلقك و أما جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فلقني منه ما يزيدني ثباتا و يقينا. فرفع رأسه الي و قال: قد أوتيت سؤلك يا موسي، يا مفضل، ناولني تلك النواة - و أشار بيده الي نواة في جانب الدار - فأخذتها و ناولته اياها، فقبضها و نصبها علي الأرض، و وضع سبابته عليها و غمزها فغيبها في الأرض، و دعا بدعوات سمعت منها: اللهم فالق الحب و النوي، و لم أسمع الباقي، فاذا تلك النواة قد نبتت نخلة و أخذت تعلو حتي صارت بازاء علو الدار، ثم حملت حملا حسنا و تهدلت و بسرت و رطبت رطبا و أنا أنظر اليها، فقال لي: اهززها يا مفضل، فهززتها فنثرت علينا رطبا في الدار جنيا ليس مما رأي الناس و عرفوه، أصفي من الجوهر، و أعطر من روائح المسك و العنبر، توري الرطبة مثل ما توري المرأة، و قال لي: التقط وكل، فالتقطت و أكلت و

أطعمت، فقال لي: ضم كل ما يسقط من هذا الرطب واهد الي مخلصي شيعتنا الذين أوجب الله لهم الجنة فلا يحل هذا الرطب الا لهم، فاهد الي كل نفس منهم واحدة. قال المفضل: فضممت ذلك الرطب و ظننت أني لا أطيق حمله، فخف علي حتي حملته و فرقته فيمن أمرني به ممن هو بالكوفة، فخرج بأعدادهم لا يزيد رطبة و لا ينقص رطبة فرجعت اليه، فقال لي: اعلم يا مفضل، أن هذه النخلة تطاولت و انبسطت في الدنيا، فلم يبق مؤمن و لا مؤمنة من شيعتنا بالكوفة و غيرها بمقدار مضيك الي منزلك و رجوعك الينا الا و قد وصل اليهم منا، فهذا من فضل الله أعظم مما أعطي داود و ان كنا قد أعطيناه و أعطينا ما لم يعط كرامة من الله لحبيبه جدنا محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و ان الكتب من شيعتنا سترد الينا و اليك من طول الدنيا و عرضها بأن النخلة [ صفحه 252] وصلت اليهم جميعا، و طرحت الي كل واحد منهم رطبة. قال المفضل: فلم تزل الكتب ترد اليه و الي من سائر الشيعة في سائر الدنيا بذلك، فعرفت و الله عددهم من كتبهم [524] .

احياء ميت، و علمه بما يكون

و عنه: باسناده عن المفضل بن عمر، قال: خرج أبو عبدالله عليه السلام و أنا معه الي بعض قري سواد الكوفة، فلما رجعنا رأينا علي الطريق رجلا يلطم علي رأسه، و يدعو بالويل و الثبور، و بين يديه علي الطريق حمار قد نفق، و كان عليه رحله و زاده، فنظرت اليه فرحمته، فقلت: لو أدركت يا مولاي هذا البائس برحمتك، و دعوت الله له أن يحيي حماره. فقال لي:

يا مفضل، اني أفعل هذا به فأسأل الله فيحييه له، فاذا أحياه له فيسألنا من نحن، فنعرفه أنفسنا، فيدخل الكوفة، و ينادي علينا فيها، و يقول للناس: ان هاهنا رجلا يعرف بجعفر بن محمد و هو ساحر. فيقولون: ما رأيت من سحره؟ فيحدثهم الذي كان، فاذا سمعوه فرحت شيعتنا، و اغتم أعداؤنا و ينسبوننا الي السحرة و الكهنة ألا ان الجن تخدمنا و تطيعنا و يكذبون علينا في السحر و الكهانة، فادن منه، و قل له، و خذ عليه العهد و الميثاق انه ان أحيينا حماره لا يشنع علينا فانه ينقض العهد و الميثاق و لا يفي، و ما تشنيعه بضائر لنا، بل ستشنع أكثر أهل الكوفة من أعدائنا. قال المفضل: فدنوت منه، فقلت له: ان أحيا لك سيدنا حمارك تكتم عليه و لا تشنع به؟ فقال: نعم. فقلت: أعطني عهد الله و ميثاقه علي ذلك، فحلف لي، فدنا أبو عبدالله عليه السلام من حماره فتكلم بكلمات و قال لصاحب الحمار: امدد برنسه، فمده فنهض حيا، و حمل عليه رحله و دخل الكوفة، فنادي جميع من رآه في الناس و الطريق و قال: ان هاهنا رجلا ساحرا يعرف [ صفحه 253] بجعفر بن محمد مر بحماري و هو ميت فتكلم عليه بسحره و أحياه، فشنع أكثر المخالفين من أهل الكوفة، و قال لي من قابل: اخرج يا مفضل، فانك تلقي صاحب الحمار سائل العينين، أصم الأذنين، مقطوع الكفين و الرجلين، أخرس اللسان علي ذلك الحمار يطاف به. قال المفضل: فخرجت فاذا الرجل فوق الحمار بتلك الصفة ينادي عليه [525] .

ابراء أعمي

و عنه: باسناده عن أبي هارون المكفوف، عن أبي عبدالله عليه السلام قال أبوهارون: خرجت أريده، فلقيني

بعض أعدائه، فقال لي: أعمي يسعي الي أعمي، فمصيركم الي النار يا سحرة، يا كفرة، فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام حزينا باكيا و عرفته بما جري، فاسترجع الي الله، و قال: يا أباهارون، لا يحزنك ما قاله عدونا لك، فوالله ما اجترأ الا علي الله، و قد أنزل فيه في هذا الوقت عقوبة أندرت ناظريه من عينيه، و جعلك و ان كنت ضريرا بصيرا، و ان علامة ذلك أن خذ هذا الكتاب و اقرأه. قال أبوهارون: ففضضت الكتاب فرأيته و قرأته من أول حرف منه، فقال: يا أباهارون، لا تنظر في أمر يهمك الا رأيته، و لا تحجب بعد يومك هذا الا عما لا يهمك. قال أبوهارون: فصرفت قائدي من الباب و جئت الي منزلي أنظر طريقي و قرأت سكك الدراهم و الدنانير، و نقش الفصوص، و تزويق السقوف و لم أحجب الا عما لا يعنيني، و سألت عن الرجل فوجدته لم يبلغ الي منزله حتي فقد ناظريه من عينيه و افتقر و كان ذا مال عريض فسار يسأل الناس علي الطريق و يقول: لا تعير فتبتلي [526] . [ صفحه 254]

علمه بالغائب 19

و عنه: باسناده عن صفوان بن مهران جمال أبي عبدالله عليه السلام قال: أمرني أبو عبدالله عليه السلام أن أقدم ناقته الشعلاء الي باب الدار و أضع عليها رحلها، ففعلت و وقفت أفتقد أمره، فاذا أنا بأبي الحسن موسي عليه السلام قد خرج مسرعا و له في ذلك الوقت ست سنين، مشتملا ببردة يمانية، و ذؤابته تضرب بين كتفيه حتي استوي علي ظهر الناقة فأثارها، فلم أجسر علي منعه من ركوبها و هبته، فغاب عن نظري، فقلت: انا لله و انا اليه راجعون، ما أقول

لسيدي أبي عبدالله عليه السلام اذا خرج لركوب الناقة، و بقيت متململا حتي مضت ساعة فاذا أنا بالناقة قد انحطت كأنها كانت في السماء، فانقضت الي الأرض و هي ترفض عرقا جاريا، و نزل عنها أبوالحسن عليه السلام فدخل الدار، ثم خرج الخادم الي فقال: يا صفوان، ان مولاك يأمرك أن تحط عن الناقة رحلها، و تردها الي مربطها. فقلت: الحمد لله أرجو أن لا ألام علي ركوبه اياها، ففعلت ذلك و وقفت في الباب، فأذن لي بالدخول علي سيدي أبي عبدالله عليه السلام فقال لي: يا صفوان، لا لوم عليك فيما أمرتك به من احضار الناقة و اصلاح رحلها عليها، و ما ذاك الا ليركبها أبوالحسن موسي عليه السلام فهل علمت يا صفوان أين بلغ عليها في مقدار هذه الساعة؟ فقلت: الله أعلم و أنت يا مولاي. قال عليه السلام: بلغ ما بلغه ذوالقرنين و جاوزه أضعافا مضاعفة، فشاهد كل مؤمن و مؤمنة، و عرفه نفسه، و بلغه سلامي و عاد، فادخل عليه فانه يخبرك بما كان في نفسك، و بما قلت لك. قال صفوان: فدخلت علي موسي بن جعفر عليه السلام و هو جالس، و بين يديه فاكهة ليست من فاكهة الزمان و الوقت، فقلت في نفسي: لا اله الا الله، لا عجب من أمر الله. قال: نعم، يا صفوان، لا اله الا الله، لا عجب من أمر الله، قلت يا صفوان، عند ركوبي الناقة: انا لله و انا اليه راجعون ما أقول [ صفحه 255] لسيدي أبي عبدالله عليه السلام اذا خرج ليركب الناقة فلم يجدها، و أردت منعي من الركوب فلم تجسر، و لم تزل متململا حتي نزلت فخرج اليك الأمر بالحط عن الناقة، فقلت: الحمد لله أرجو

أن لا ألام علي ركوبه اياها، و خرج اليك معتب الخادم فأذن لك بالدخول فدخلت، فقال لك أبي: يا صفوان، لا لوم عليك فهل علمت يا صفوان ما بلغ موسي عليها في مقدار هذه الساعة؟. فقلت: الله و أنت أعلم، فقال لك: اني بلغت ما بلغه ذو القرنين و جاوزته أضعافا مضاعفة، و شاهدت كل مؤمن و مؤمنة، و عرفته نفسي، و أقرأته السلام من أبي، ثم قال لك: ادخل عليه فانه يخبرك بما كان في نفسك، و ما قلت لك و ما قلت لي. قال صفوان: فسجدت لله شكرا، فقلت له: يا مولاي، هذه الفاكهة التي بين يديك في غير أوانها يأكلها مثلي؟ قال: نعم، اذا أكل منها من هو مثلك بعدي و بعد أبي أتاك منها رزقك، فخرجت من عنده، فقال لي مولاي أبو عبدالله عليه السلام: يا صفوان، ما زادك كلمة و لا نقصك كلمة؟ قلت: لا و الله يا مولاي، ثم قال: كن في دارك حتي آكل من الفاكهة و أطعمه و أطعم اخوانك، و يأتيك رزقك منها كما وعدك موسي، فقلت: (ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم) [527] قال: فمضيت الي منزلي، فحضرت الصلاتان الظهر و العصر فصليتهما و اذا أنا بطبق من تلك الفاكهة بعينها، و قال لي الرسول: يقول لك مولاك: كل، فما تركنا وليا مثلك الا بلغناه علي قدر استحقاقه [528] . [ صفحه 256]

علمه بالغائب 20

في كتاب الرجال: عن محمد بن الحسين، عن الحسين بن خرزاذ، عن يونس بن القاسم البلخي، عن رزام مولي خالد القسري، قال: كنت أعذب بالمدينة بعدما خرج منها محمد بن خالد، و كان صاحب العذاب يعلقني بالسقف، و يرجع الي

أهله، و يغلق علي الباب، و كان أهل البيت اذا انصرف الي أهله حلوا الحبل عني و خلوني أقعد علي الأرض حتي اذا دنا مجيئه علقوني، فوالله اني كذلك ذات يوم قاعدا اذا رقعة وقعت من الكوة الي من الطريق، فأخذتها فاذا هي مشدودة بحصاة، فنظرت فيها فاذا خط أبي عبدالله عليه السلام فاذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم قل يا رزام: يا كائنا قبل كل شي ء، و يا كائنا بعد كل شي ء، و يا مكون كل شي ء، ألبسني درعك الحصينة من شر جميع خلقك. قال رزام: فقلت ذلك، فما عاد الي شي ء من العذاب بعد ذلك [529] .

انه سقي هشام بن محمد بن السائب العلم بعد ما نسيه و عاد اليه علمه

النجاشي صاحب كتاب الرجال: عن هشام بن محمد بن السائب بن بشر بن زيد، قال: اعتللت علة عظيمة فنسيت علمي، فجلست الي جعفر بن محمد عليه السلام، فسقاني العلم في كأس، فعاد الي علمي [530] . [ صفحه 257]

علمه بالغائب 21

محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم، عن عنبسة، عن معلي بن خنيس، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام اذ أقبل محمد بن عبدالله فسلم، ثم ذهب، فرق له أبو عبدالله عليه السلام و دمعت عيناه، فقلت له: لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع؟ فقال: رققت له لأنه ينسب الي أمر ليس له [531] لم أجده في كتاب علي عليه السلام من خلفاء هذه الأمة و لا من ملوكها [532] .

علمه بالغائب 22

محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبدالحميد العطار، عن يونس بن يعقوب، عن عمر أخي عذافر، قال: دفع الي انسان ستمائة درهم أو سبعمائة درهم لأبي عبدالله عليه السلام فكانت في جوالقي، فلما انتهيت الي الحفيرة شق جوالقي و ذهب بجميع ما فيه و وافقت [533] عامل المدينة بها فقال: أنت الذي شقت زاملتك [534] و ذهب بمتاعك؟ فقلت: نعم. فقال: اذا قدمنا المدينة فأتنا حتي أعوضك. قال: فلما انتهيت الي المدينة دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: يا عمر، شقت زاملتك و ذهب بمتاعك؟ فقلت: نعم فقال: ما أعطاك الله [535] خير مما أخذ منك، ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ضلت ناقته، فقال الناس فيها: يخبرنا عن السماء و لا يخبرنا عن ناقته! فهبط عليه جبرائيل عليه السلام، [ صفحه 258] فقال: يا محمد، ناقتك في وادي كذا و كذا، ملفوف خطامها بشجرة كذا و كذا. قال: فصعد المنبر فحمد الله و أثني عليه، و قال: يا أيها الناس، أكثرتم علي في ناقتي، ألا و ما أعطاني الله [536] خير مما أخذ مني،

ألا و ان ناقتي في وادي كذا و كذا، ملفوف خطامها بشجرة كذا و كذا، فابتدرها الناس فوجدوها كما قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: ثم قال: ائت عامل المدينة فتنجز منه ما وعدك فانما هو شي ء دعاك الله اليه لم تطلبه منه [537] [538] .

علمه بالآجال 06

ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل رحمه الله، قال: حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، عن حرب، عن شيخ من بني أسد يقال له: عمرو، عن ذريح، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أصاب بعيرا لنا علة، و نحن في ماء لبني سليم، فقال الغلام لأبي عبدالله عليه السلام: يا مولاي، أنحره؟ قال: لا تيأس، فلما سرنا أربعة أميال قال: يا غلام، انزل فانحره، و لأن تأكله السباع أحب الي من أن تأكله الأعراب [539] . تم بعون الله و حسن توفيقه، و الحمد لله وحده، و صلي الله علي محمد و آله.

پاورقي

[1] علل الشرائع ج 1 ص 274 باب 169 ح 1.

[2] علل الشرائع ج 1 ص 275 باب 169 ح 4 و الخصال ص 167 ح 219 باب الثلاثة.

[3] دلائل الامامة: ص 112.

[4] دلائل الامامة: ص 112.

[5] دلائل الامامة: ص 113.

[6] دلائل الامامة: ص 113.

[7] دلائل الامامة: ص 113.

[8] دلائل الامامة: ص 113.

[9] دلائل الامامة ص 113.

[10] دلائل الامامة: ص 114.

[11] دلائل الامامة: ص 114.

[12] دلائل الامامة: ص 114.

[13] بصائر الدرجات: ص 213 ج 5 باب 3 ح 2.

[14] دلائل الامامة: ص 114.

[15] الكافي: ج 2 ص 513 ح 5.

[16] الكافي، ج 2 ص 557 ح 5.

[17] رجال الكشي ص 367 ح 707 و للحديث صدر و ذيل.

[18] رجال الكشي: ص 377 ح 708.

[19] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 230.

[20] رجال الكشي: ص 380 ح 713.

[21] دلائل الامامة ص 118.

[22] مناقب ابن شهرآشوب ج 43 ص 225.

[23] مختصر البصائر: ص 98.

[24] دلائل الامامة: ص 134.

[25] رجال الكشي: ص 378 ح 709.

[26] الاختصاص:

ص 323.

[27] دلائل الامامة: ص 138.

[28] رجال الكشي: ص 246 ح 456.

[29] الكافي ج 2 ص 559 ح 12.

[30] مختصر البصائر: ص 8.

[31] الثاقب في المناقب: ص 422 ح 7.

[32] دلائل الامامة ص 119.

[33] استشاط: التهب غضبا.

[34] الرسل: بكسر الراء المهملة، الرفق.

[35] الكافي: ج 2 ص 562 ح 22.

[36] أي القريبة و المتشابكة.

[37] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 231.

[38] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 231.

[39] عيون المعجزات: ص 94. 93.

[40] المخصرة: ما يتوكأ عليها من عصا و غيرها.

[41] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 238.

[42] دلائل الامامة ص 144.

[43] دلائل الامامة ص 144.

[44] الاختصاص: ص 246.

[45] سورة النساء: الآية 157.

[46] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 626 ح 27.

[47] الثاقب في المناقب ص 218 ح 21.

[48] في المصدر: الدواويج: جمع الدواج كرمان: اللحاف السمور: هي دابة يتخذ من جلدها الفراء الثمينة. و الحواصل: جمع حاصل و هو ما خلص من الفضة من حجارة المعدن.

[49] الثاقب في المناقب: ص 208 ح 13.

[50] الثاقب في المناقب: ص 207 ح 12.

[51] الكافي: ج 2 ص 559 ح 11.

[52] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 647 ح 56.

[53] طب الأئمة: ص 560.

[54] الارشاد للمفيد: ص 272.

[55] دلائل الامامة: ص 129.

[56] دلائل الامامة ص 123.

[57] الكافي: ج 1 ص 475 ح 6.

[58] بصائر الدرجات ص 237 ج 5 باب 11 ح 7.

[59] مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 220.

[60] الثاقب في المناقب ص 406 ح 5.

[61] الخرائج و الجرائح ج 2 ص 646 ح 55.

[62] دلائل الامامة ص 215.

[63] مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 237 و الثاقب في المناقب: ص 158 ح 8.

[64] قياس: علي صيغة المبالغة،

أي أنت كثير القياس. و كذلك رواغ باهمال أوله و اعجام آخره أي كثير الروغان، و هو ما يفعله الثعلب من المكر و الحيل، و يقال للمصارعة أيضا.

[65] الكافي، ج 1 ص 171 ح 4.

[66] الارشاد للمفيد: ص 278 و اعلام الوري: ص 273.

[67] سورة يوسف: الآية 5.

[68] الكافي: ج 1 ص 174 ح 5.

[69] الذمام و المذمة: الحق و الحرمة، جمع أذمة.

[70] عيون أخبارالرضا عليه السلام ج 1 ص 273 باب 28 ح 64.

[71] الاختزال: الانقطاع.

[72] أي لتعلم أن ابنك محمدا هذا هو الأحول الأكشف الذي أخبر به المخبر الصادق أنه سيخرج بغير حق و يقتل صاغرا. و الأكشف الذي نبتت له شعيرات في قصاص ناصيته دائرة و لا تكاد تسترسل و العرب تتشأم به، و الأخضر: ربما يقال للأسود أيضا، و في هذا المقام يحتمله، و السدة. بالضم. باب الدار، و أشجع قبيلة سميت باسم أبيهم.

[73] يعني البيت الذي ينشد منه بعد ذلك مصراعا و هو قوله: «منتك» من التمني. أي منتك نفسك حال خلوتك من غير أن يكون في مقابلك عدو. و أراد بالصاحب المخاطب.

[74] السلحة: النجو.

[75] البزة: السلاح و الثياب. و قوله: «بين رجليه لبنة» كناية عن ستر عورته بها.

[76] كبشها: أي رئيسها و أميرها.

[77] كأنه أراد به أباه عليهماالسلام.

[78] يعني الدوانيقي.

[79] أي طلب الوثيقة منهم.

[80] المعازة: المغالبة. و في بعض النسخ لم أغازك بمعني المحاربة.

[81] الواو للقسم أي أحذرك بالله، و بالرحم التي بيني و بينك. «أن تدبر عنا» بالخطاب من الادبار أي تهلك و تقتل و «نشقي بك» أي نقع في التعب و العناء بسبب مبايعتك.

[82] بالموحدة و قيل المراد بها ربطة الخيل.

[83] التصفيق: ضرب احدي اليدين بالأخري، و الهيق

الذكر من النعامة، و النفر: الزجر و الغلظة، و الانتهار: الزبر و الخشونة.

[84] أعلم الفارس جعل لنفسه علامة الشجعان، فهم معلم. و الطرادة: رمح قصير.

[85] الأقرح: الفرس الذي في وجهه ما دون الغرة.

[86] الدئل: أبوقبيلة و النسبة الدئلي، و الغديرة الذؤابة.

[87] أي باسم المهدي.

[88] الذباب: جبل بالمدينة.

[89] هم الذين كانوا يلبسون السود من الثياب يعني بهم أصحاب الدولة العباسية الذين كانوا مع عيسي بن موسي.

[90] الخوامين: بياعي الخام.

[91] الكافي: ج 1 ص 358 ح 17.

[92] مقاتل الطالبيين ص 184 ط الأعلمي بيروت.

[93] في مقاتل الطالبيين أصور أي أميل.

[94] ارشاد المفيد: ص 276.

[95] مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 228 مختصرا.

[96] اعلام الوري ص 131 عن المناقب.

[97] اعلام الوري: ص 272.

[98] اعلام الوري: ص 273.

[99] الكافي: ج 1 ص 473 ح 2. [

[100] الثاقب في المناقب: ص 137.

[101] مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 236.

[102] الكافي: 1 ص 473 ح 3.

[103] الكافي: ج 1 ص 474 ح 4.

[104] بصائر الدرجات ص 350 ج 8 باب 2 ح 1.

[105] دلائل الامامة ص 145.

[106] الاختصاص ص 269.

[107] الثاقب في المناقب ص 426 ح 11.

[108] مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 244.

[109] عيون المعجزات: ص 89.

[110] سورة الاسراء: الآية 6.

[111] دلائل الامامة: ص 141.

[112] عيون المعجزات: ص 95.

[113] الكافي: ج 5 ص 106 ح 4.

[114] الكافي: ج 5 ص 107 ح 8.

[115] الكافي: ج 1 ص 474 ح 5.

[116] بصائر الدرجات: ص 234 ج 5 باب 11 ح 1.

[117] دلائل الامامة ص 115.

[118] بصائر الدرجات: ص 234 ج 5 باب 11 ح 2.

[119] دلائل الامامة ص 116.

[120] اعلام الوري: ص 268.

[121] بصائر الدرجات ص 234 ج 5 باب 11

ح 3.

[122] دلائل الامامة: ص 116.

[123] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 221.

[124] بصائر الدرجات ص 245 ج 5 باب 11 ح 5.

[125] دلائل الامامة: ص 130.

[126] بصائر الدرجات ص 245 ج 5 باب 11 ح 6.

[127] الثاقب في المناقب ص 411 ح 10.

[128] بصائر الدرجات: ص 247 ح 9.

[129] دلائل الامامة: ص 124.

[130] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 228.

[131] الثاقب في المناقب: 412 ح 13.

[132] بصائر الدرجات ص 106 ج 2 باب 18 ح 9.

[133] عيون المعجزات ص 90.

[134] دلائل الامامة: ص 128.

[135] بصائر الدرجات ص 104 ج 2 باب 18 ح 4.

[136] دلائل الامامة: ص 132.

[137] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 855 ح 71.

[138] بصائر الدرجات ص 109 ج 2 باب 18 ح 14.

[139] بصائر الدرجات: ص 127 ج 3 باب 4 ح 3.

[140] بصائرالدرجات: ص 128 ج 3 باب 4 ح 4.

[141] بصائرالدرجات: 157 ج 3 باب 14 ح 18.

[142] الكافي: ج 1 ص 242 ح 7.

[143] بصائرالدرجات: ص 171 ج 4 باب 2 ح 4.

[144] بصائرالدرجات: ص 170 ج 4 باب 2 ح 1.

[145] بصائرالدرجات: ص 170 ج 4 باب 2 ح 2.

[146] بصائرالدرجات: ص 170 ج 4 باب 2 ح 3.

[147] الكافي: ج 1 ص 242 ح 8.

[148] بصائرالدرجات: ص 174 ج 4 باب 3 ح 10.

[149] بصائرالدرجات: ص 172 ج 4 باب 3 ح 1.

[150] السفط: وعاء كالقفة أو الجوالق يخبأ فيه الطيب.

[151] الملاءة: الريطة. كل ثوب يشبه الملحفة، و المرفقة: المخدة.

[152] بصائرالدرجات: ص 173 ج 4 باب 3 ح 5.

[153] بصائرالدرجات: ص 228 ج 5 باب 10 ح 1.

[154] بصائرالدرجات: ص 228 ج 5 باب 10

ح 2.

[155] دلائل الامامة: ص 133.

[156] دلائل الامامة: ص 133.

[157] دلائل الامامة: ص 132.

[158] بصائرالدرجات: ص 230 ج 5 باب 10 ح 12.

[159] بصائرالدرجات: ص 230 ج 5 باب 10 ح 13.

[160] دلائل الامامة: ص 133.

[161] بصائرالدرجات: ص 231 ج 5 باب 10 ح 14.

[162] تهذيب الأحكام: ج 2 ص 10 ح 20.

[163] بصائرالدرجات: ص 231 ج 5 باب 10 ح 15.

[164] دلائل الامامة: ص 136.

[165] اعلام الوري: ص 268.

[166] من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 147 ح 615 باب الصلاة.

[167] الكافي: ج 3 ص 487 ح 3.

[168] الأمالي للطوسي ص 228 مجلس 8 ح 401.

[169] بصائرالدرجات: ص 232 ج 5 باب 10 ح 17.

[170] بصائرالدرجات: ص 232 ج 5 باب 10 ح 18.

[171] دلائل الامامة: ص 134.

[172] بصائرالدرجات: ص 228 ج 5 باب 10 ح 3.

[173] بصائرالدرجات: ص 228 ج 5 باب 10 ح 4.

[174] سورة القمر: الآية 34.

[175] بصائرالدرجات: ص 232، ج 5، باب 10، ح 21.

[176] دلائل الامامة ص 139.

[177] بصائرالدرجات: ص 228 ج 5 باب 10 ح 5.

[178] الثاقب في المناقب ص 402 ح 5.

[179] بصائرالدرجات: ص 232، ج 5 باب 10 ح 23.

[180] دلائل الامامة: ص 123.

[181] دلائل الامامة: ص 137.

[182] اعلام الوري: ص 269 و مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 226 و الارشاد للمفيد: ص 273.

[183] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 226.

[184] بصائرالدرجات: ص 233 ج 5، باب 10، ح 24.

[185] بصائرالدرجات: ص 233، ج 5، باب 10، ح 25.

[186] بصائرالدرجات: ص 233، ج 5، باب 10، ح 26.

[187] دلائل الامامة ص 142.

[188] بصائرالدرجات: ص 240، ج 5، باب 11، ح 16.

[189] بصائرالدرجات: ص 246، ج

5، باب 13، ح 11.

[190] دلائل الامامة: ص 124.

[191] سورة النساء: الآية 54.

[192] الثاقب في المناقب: ص 423 ح 9.

[193] الثاقب في المناقب: ص 198 ح 4.

[194] الخرائج و الجرائح: ج 1 ص 296 ح 3.

[195] بصائرالدرجات: ص، 250 ج 5، باب 17، ح 5.

[196] بصائرالدرجات: ص 255، ج 6، باب 1، ح 14.

[197] بصائرالدرجات: ص 256، ج 6، باب 1، ح 15.

[198] دلائل الامامة: ص 134.

[199] دلائل الامامة: ص 133.

[200] بصائرالدرجات: ص 260، ج 6، باب 3، ح 4.

[201] دلائل الامامة: ص 134.

[202] دلائل الامامة: ص 134.

[203] دلائل الامامة: ص 134.

[204] رجال العلامة: ص 264.

[205] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 184.

[206] سورة التوبة: الآية 36.

[207] الغيبة للنعماني ص 87 ح 18.

[208] بصائرالدرجات: ص 261، ج 6، باب 4، ح 1.

[209] دلائل الامامة: ص 131.

[210] الثاقب في المناقب: ص 395 ح 1.

[211] بصائرالدرجات: ص 262، ج 6، باب 4، ح 5.

[212] دلائل الامامة: ص 132.

[213] الثاقب في المناقب: ص 396 ح 3.

[214] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 239.

[215] الثاقب في المناقب: ص 395 ح 2.

[216] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 245.

[217] الجسرة: البعير الذي اعيا و غلظ من السير و العذافرة: العظيمة الشديدة من الابل. و السبسب: المفازة، أو الأرض المستوية البعيدة.

[218] اعلام الوري: ص 281 - 278.

[219] بصائرالدرجات: ص، 269، ج 6، باب 5، ح 18.

[220] دلائل الامامة: ص 135.

[221] دلائل الامامة: ص 125.

[222] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 627 ح 28.

[223] الممصرة من الثياب: التي فيها صفرة خفيفة.

[224] طبرزد. علي وزن سفرجل: معرب، و منه حديث «السكر الطبرزد يأكل الداء أكلا» و قيل: الطبرزد هو السكر الابلوج، و به

سمي نوع من التمر لحلاوته، و عن أبي حاتم: الطبرزدة بسرتها صفراء مستديرة.

[225] الخرائج و الجرائح ج 1 ص 294 ح 2.

[226] الهدء: الهزيع من الليل و هو الطائفة منه أو نحو ثلثه أو ربعه، و قيل ساعة منه.

[227] الثاقب في المناقب: ص 162 ح 13.

[228] الفضائل لشاذان بن جبرائيل ص 171.

[229] الخرائج و الجرائح: ج 1 ص 294 ح 1.

[230] سورة البقرة: الآية 260.

[231] الخرائج و الجرائح: ج 1 ص 297 ح 4.

[232] سورة البقرة: الآية 260.

[233] الثاقب في المناقب: ص 139 ح 3.

[234] سورة ص: الآية 88.

[235] الخرائج و الجرائح: ج 1 ص 299 ح 6.

[236] البازل: الكامل.

[237] الثاقب في المناقب: ص 398 ح 5.

[238] سورة ص: الآية 88.

[239] قلصت: اجتمعت و انضمت.

[240] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 242.

[241] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 243.

[242] بصائرالدرجات: ص 276، ج 6، باب 9، ح 3.

[243] بصائرالدرجات: ص 309، ج 6، باب 9، ح 3.

[244] بصائرالدرجات: ص 314، ج 6، باب 11، ح 6.

[245] بصائرالدرجات: ص 314، ج 6، باب 11، ح 7.

[246] دلائل الامامة: ص 137.

[247] الثاقب في المناقب: ص 413 ح 14.

[248] بصائرالدرجات: ص 320، ج 6، باب 14، ح 4.

[249] دلائل الامامة: ص 134.

[250] الاختصاص: ص 293.

[251] الاختصاص: ص 294.

[252] بصائرالدرجات: ص 323، ج 6، باب 14، ح 20.

[253] سرف: ككتف موضع قريب من التنعيم و هو من مكة علي عشرة أميال، و قيل أقل و قيل أكثر.

[254] بصائرالدرجات: ص 323، ج 6، باب 14، ح 21.

[255] دلائل الامامة: ص 135.

[256] بصائرالدرجات: ص 323، ج 6، باب 14، ح 23.

[257] بصائرالدرجات: ص 323، ج 6، باب 14، ح 22.

[258] الثاقب في

المناقب: ص 397 ح 4.

[259] بصائرالدرجات: ص 368، ج 8، باب 10، ح 8.

[260] بصائرالدرجات: ص 374، ج 8، باب 13، ح 3.

[261] الاختصاص: ص 321.

[262] دلائل الامامة: ص 115.

[263] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 234.

[264] دلائل الامامة: ص 117.

[265] دلائل الامامة: ص 117.

[266] دلائل الامامة: ص 118.

[267] دلائل الامامة: ص 118.

[268] مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 234.

[269] دلائل الامامة: ص 119.

[270] دلائل الامامة: ص 119.

[271] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 189.

[272] الثاقب في المناقب: ص164 ح 1.

[273] دلائل الامامة: ص 120.

[274] دلائل الامامة: ص 120.

[275] دلائل الامامة: ص 121.

[276] دلائل الامامة: ص 121.

[277] دلائل الامامة: ص 122.

[278] دلائل الامامة: ص 123.

[279] دلائل الامامة: ص 124.

[280] دلائل الامامة: ص 125.

[281] دلائل الامامة: ص 125.

[282] دلائل الامامة: ص 126.

[283] دلائل الامامة: ص 127.

[284] دلائل الامامة: ص 128.

[285] دلائل الامامة: ص 129.

[286] دلائل الامامة: ص 130.

[287] الهداية الكبري للخصيبي ص 250.

[288] مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 222.

[289] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 606 ح 1.

[290] دلائل الامامة: ص 131.

[291] دلائل الامامة: ص 132.

[292] دلائل الامامة: ص 135.

[293] دلائل الامامة: ص 139.

[294] سورة القمر: الآية 34.

[295] دلائل الامامة: ص 139.

[296] دلائل الامامة: ص 139.

[297] دلائل الامامة: ص 140.

[298] دلائل الامامة: ص 140.

[299] دلائل الامامة: ص 140.

[300] دلائل الامامة: ص 142.

[301] دلائل الامامة: ص 143.

[302] دلائل الامامة: ص 144.

[303] المرفقة أي المخدة.

[304] سورة الفرقان: الآية 38.

[305] سورة الطلاق: الآية 1.

[306] الورل: محركة دابة كالضب أو العظيم من أشكال الوزغ، طويل الذنب صغير الرأس.

[307] الشن: القربة من الجلد المدبوغ.

[308] الكافي: ج 1 ص 348 ح 6.

[309] الكافي: ج 1 ص 346 ح 3.

[310] الأمالي للطوسي:

ص 114 مجلس 4 ح 174.

[311] الوضح: البرص.

[312] الأمالي للطوسي: ص 406 مجلس 14 ح 912.

[313] الأمالي للطوسي ص 413 مجلس 14 ح 929.

[314] الأمالي للطوسي: ص 721 مجلس 43 ح 1520.

[315] لعل المراد بالداء الخبيث الجذام أو البرص.

[316] طب الأئمة: ص 504.

[317] طب الأئمة: ص 505.

[318] الكافي: ج 5 ص 550 ح 7.

[319] الجزور: الواحد من الابل يقع علي الأنثي و الذكر.

[320] الوزغ: دويبة صغيرة من جنس سام أبرص.

[321] الكافي: ج 5 ص 550 ح 6.

[322] النخاس: بياع الدواب و الرقيق.

[323] الحيرة: مدينة كانت علي ثلاثة أميال من الكوفة، علي النجف.

[324] الدهمة: السواد، و الأدهم، الأسود، يكون في الخيل و الابل و غيرهما.

[325] جحافل الخيل: أفواهها، و جحفلة الدابة: ما تناول به العلف، و قيل: الجحفلة من الخيل و الحمر و البغال و الحافر بمنزلة الشفة من الانسان و المشفر للبعير.

[326] الكافي: ج 6 ص 537 ح 3.

[327] التهذيب: ج 10 ص 214 ص 845.

[328] طنجة: مدينة علي ساحل بحر المغرب، و هي قديمة أزلية علي ظهر جبل. و طبنة: بلدة في طرف افريقية مما يلي المغرب.

[329] الكافي: ج 8 ص 383 ح 582.

[330] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 236.

[331] الاختصاص: ص 325.

[332] الاختصاص: ص 325.

[333] الاختصاص: ص 290.

[334] الاختصاص: ص 298.

[335] الاختصاص: ص 315.

[336] بصائرالدرجات: ص 369، ج 8، باب 11، ح 5.

[337] اعلام الوري: 269.

[338] المصدر نفسه.

[339] بحارالأنوار ج 47 ص 141 ح 194.

[340] مختصر بصائر الدرجات ص 9. و رواه الصفار في بصائر الدرجات ص 452 ج 10 باب 15 ح 2.

[341] احتوشوه: أي جعلوه وسطهم.

[342] مختصر بصائر الدرجات: ص 10، و بصائر الدرجات ص 448 ج 10 باب 14

ح 4 و البرهان في تفسير القرآن ج 1 ص 114 ح 15.

[343] دلائل الامامة: ص 163.

[344] الأمالي للمفيد: ص 32 ح 6.

[345] الأمالي للصدوق: ص 103 مجلس 25 ح 1.

[346] الأمالي للصدوق ص 105 مجلس 25 ح 8.

[347] الأمالي للصدوق: ص 470 مجلس 86 ح 11.

[348] الاختصاص: ص 216.

[349] قرب الاسناد: ص 317 ح 1228.

[350] الثاقب في المناقب: ص 156 ح 5.

[351] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 621 ح 20.

[352] كامل الزيارات: ص 187 باب 28 ح 23.

[353] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 607 ح 2.

[354] الهداية الكبري للخصيبي ص 251.

[355] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 610 ح 5.

[356] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 614 ح 12.

[357] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 616 ح 15.

[358] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 619 ح 19.

[359] الفادح: الصعب المثقل يقال نزل به أمر فادح.

[360] سورة ص: الآية 39.

[361] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 622 ح 23.

[362] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 624 ح 25.

[363] الكنف: الحرز.

[364] الجرشي: ضرب من العنب أبيض الي الخضرة، رقيق صغير الحبة، و هو أسرع العنب ادراكا.

[365] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 617 ح 16.

[366] الثاقب في المناقب: ص 420 ح 3.

[367] الكم ء: نبات ينقض الأرض فيخرج كما يخرج الفطر، و الجمع أكمؤ و كمأة.

[368] النغنغ و النغنغة: موضع بين اللهاة و شوارب الحنجور، و قيل: النغانغ: لحمات تكون في الحلق عند اللهاة.

[369] الشجا: ما اعترض في الحلق من عظم و نحوه.

[370] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 640 ح 47.

[371] عيون المعجزات لحسين بن عبدالوهاب: ص 91.

[372] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص

636 ح 38.

[373] أي من أتباع أبي الجارود المكني بأبي النجم زياد بن المنذر الهمداني الأعمي سرحوب الخراساني العبدي، نقل ابن النديم في الفهرست ص 226 عن الامام الصادق عليه السلام أنه لعنه، و قال: انه أعمي القلب، و أعمي البصر. توفي بعد سنة 150 ه علي ما ذكره في تقريب التهذيب: 1 / 270. و الجارودية قالوا بتفضيل علي عليه السلام و لم يروا مقامه يجوز لأحد سواه، و زعموا أن من دفع عليا عن هذا المكان فهو كافر، و أن الأمة كفرت و ضلت في تركها بيعته، و جعلوا الامام بعده في الحسن بن علي عليهماالسلام، ثم في الحسين عليه السلام، ثم في شوري بين أولادهما، فمن خرج منهم مستحقا للامامة فهو الامام و الجارودية و البترية هما الفرقتان اللتان ينتحلان أمر زيد بن علي بن الحسين و أمر زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، و منها تشعبت صنوف الزيدية فرق الشيعة: ص 21.

[374] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 617 ح 17.

[375] بصبص ذنبه: حرك ذنبه.

[376] سورة النساء: الآية 54.

[377] الخرائج و الجرائح: ج 1 ص 297 ح 5.

[378] الخرائج و الجرائح: ج 1 ص 303 ح 7.

[379] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 233.

[380] سورة الأعراف: الآية 32.

[381] الكافي: ج 6 ص 442.

[382] الهاشمية: بلد بالكوفة للسفاح.

[383] الغرز: ركاب الرحل من خشب أو جلد.

[384] الكمة: القلنسوة المدورة.

[385] الكافي: ج 6 ص 445 ح 3.

[386] سورة الحجرات: الآية 11.

[387] الخصال: ص 489 ح 68، و للحديث صلة فراجع.

[388] سورة مريم: الآية 25.

[389] الكافي: ج 8 ص 143 ح 111.

[390] سورة الأنبياء: الآيتان 26 و 27.

[391] الكافي: ج 8 ص 231 ح 303.

[392] بصائرالدرجات: ص 99، ج

2، باب 17، ح 1.

[393] الزغب: صغار الشعر و لينه حين يبدو من الصبي، و كذلك من الشيخ حين يرق شعره و يضعف، و من الريش أول ما ينبت.

[394] بصائرالدرجات: ص 99، ج 2، باب 17، ح 2.

[395] النمرقة: الوسادة الصغيرة.

[396] بصائرالدرجات: ص 99، ج 2، باب 17، ح 5.

[397] بصائرالدرجات: ص 101، ج 2، باب 17، ح 13.

[398] بصائرالدرجات: ص 102، ج 2، باب 17، ح 17.

[399] الجحفة: كانت قرية كبيرة ذات منبر، علي طريق مكة علي أربع مراحل، و هي ميقات أهل مصر و الشام، ان لم يمروا علي المدينة، و كان اسمها مهيعة، و سميت الجحفة لأن السيل جحفها، و بينها و بين البحر ستة أميال، و بينها و بين غدير خم ميلان.

[400] الخرائج و الجرائح: ج 1 ص 304 ح 8.

[401] اعلام الوري: ص 269.

[402] اعلام الوري: ص 269.

[403] مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 222.

[404] الثاقب في المناقب: ص 401 ح 1.

[405] الدهرية: قوم يقولون: لا رب و لا جنة و لا نار، يقولون: ما يهلكنا الا الدهر، و هو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان منهم علي غير تثبت.

[406] سورة هود: الآية 44.

[407] سورة يوسف: الآية 80.

[408] سورة الاسراء: الآية 88.

[409] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 710.

[410] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 742 ح 60.

[411] رجال الكشي: ص 338 ح 624.

[412] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 753 ح 70.

[413] القبالة: اسم لما يلتزمه الانسان من عمل و دين، و غير ذلك، أو الكفالة.

[414] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 760 ح 8.

[415] بصائرالدرجات: ص 369، ج 8، باب 12، ح 1.

[416] قال المجلسي رحمه الله: لعل المراد بسير

اليماني مسيرة شهرين من البلاد و أهلها، و يؤيده أن في الاحتجاج هكذا: «ان عالمهم ليزجر الطير، و يقفو الأثر في ساعة واحدة مسيرة شهر للراكب المحث». و لعل المراد بقفو الأثر الحكم بأوضاع النجوم و حركاتها، و بزجر الطير ما كان بين العرب من الاستدلال بحركات الطيور و أصواتها علي الحوادث.

[417] بصائرالدرجات: ص 372، ج 8، باب 12، ح 14.

[418] بصائرالدرجات: ص 372، ج 8، باب 12، ح 15.

[419] لم نجده في بصائر الدرجات و لكنه في الاختصاص للشيخ المفيد ص 319.

[420] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 762 ح 83.

[421] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 764 ح 84.

[422] سرف: موضع علي ستة أميال من مكة، من طريق مرو، و قيل: سبعة و تسعة و اثناعشر، بني به رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بميمونة بنت الحارث، و فيه ماتت.

[423] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 217.

[424] دلائل الامامة: ص 135.

[425] أي الذي جمع مالا من حرام أنفقه في الحرام.

[426] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 218.

[427] بصائرالدرجات: ص 313، ج 7، باب 11، ح 4.

[428] سورة الأنبياء: الآيتان 26 و 27.

[429] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 219.

[430] رجال الكشي: ص 341 ح 632.

[431] الكندوج: شبه المخزن أو الخابية أو الدن، و لعله معرب «كندر» أو «كندوك».

[432].

[433] السكرجة: اناء صغير، يؤكل فيه الشي ء القليل من الأدم، و هي فارسية، و أكثر ما يوضع فيها الكوامخ و نحوها.

[434] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 221.

[435] سورة الأحقاف: الآية 34.

[436] سورة آل عمران الآية: 181.

[437] سورة التوبة: الآية 111.

[438] سورة البقرة: الآيتان 156 و 157.

[439] الكو و الكوة: الخرق في الحائط و

الثقب في البيت و نحوه، و جمعها: كوي.

[440] القطط: الشعر الشديد الجعودة، أو الحسن الجعودة.

[441] الكوكب: البياض في سواد العين.

[442] الثاقب في المناقب: ص 416 ح 2.

[443] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 224.

[444] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 224.

[445] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 226.

[446] سورة يس: الآية 12.

[447] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 227.

[448] رجال الكشي: ص 210 ح 372.

[449] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 228.

[450] كتاب فارسي للشيخ المحتسب كما ذكره الطهراني في الذريعة ج 10 ص 59.

[451] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 229.

[452] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4، ص 232.

[453] الكافي: ج 3 ص 326 ح 20.

[454] سورة فاطر: الآية 41.

[455] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 232.

[456] الأمالي للطوسي: ص 672 مجلس 36 ح 1417.

[457] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 232.

[458] توسم الشي ء: تفرس فيه.

[459] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 234.

[460] مناقب ابن شهرآشوب، ج 4 ص 236.

[461] مناقب ابن شهرآشوب، ج 4 ص 237.

[462] سورة المجادلة: الآية 10.

[463] مناقب ابن شهرآشوب، ج 4 ص 237، عنه البحار: 47 / 124 ح 173.

[464] مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 238.

[465] مناقب ابن شهرآشوب، ج 4 ص 240.

[466] في المصدر: نخل.

[467] مناقب ابن شهرآشوب، ج 4 ص 241.

[468] مناقب ابن شهرآشوب، ج 4 ص 241.

[469] مناقب ابن شهرآشوب، ج 4 ص 243.

[470] الثاقب في المناقب: ص 404 ح 2.

[471] الثاقب في المناقب: ص 405 ح 3.

[472] الثاقب في المناقب: ص 420 ح 4.

[473] استشف: تبين ما وراء الشي ء.

[474] سورة آل عمران: الآية 144.

[475] الثاقب في المناقب: ص 421 ح 5.

[476] الثاقب في المناقب: ص

421 ح 6.

[477] الثاقب في المناقب: ص 422 ح 8.

[478] الثاقب في المناقب: ص 425 ح 10.

[479] التهذيب: ج 1 ص 82 ح 63.

[480] الثاقب في المناقب: ص 426 ح 12.

[481] الثاقب في المناقب: ص 126 ح 3.

[482] الثاقب في المناقب: ص 160 ح 10.

[483] هو الشهيد يحيي ابن الشهيد زيد بن علي بن الحسين عليهماالسلام قاد الثورة بعد استشهاد أبيه قتل و حمل رأسه الشريف الي الوليد بن يزيد و صلب جسده بالكناسة مدة سنة و شهر.

[484] أي بالغ فيه و استقصي.

[485] سورة الرعد: الآية 39.

[486] العيبة: ما يوعي فيه شي ء، أو مستودع الثياب.

[487] ضنينا: بخيلا شحيحا.

[488] و هو المقتول بأحجار الزيت، المعروف بذي النفس الزكية، كان شديد السمرة، غزير العلم.

[489] و هو قتيل باخمري، كان جاريا علي شاكلة أخيه محمد في الدين و العلم و الشجاعة، استولي علي البصرة و هزم المنصور منها الي الكوفة، و هاجم الكوفة فكانت بينه و بين جيوش المنصور وقائع هائلة الي أن استشهد - رضوان الله عليه -.

[490] سورة النساء: الآية 58.

[491] سورة الاسراء: الآية 60.

[492] أي زمن بني أمية.

[493] يعني بني العباس.

[494] سورة ابراهيم: الآية 28.

[495] هذه أحاديث متواترة روتها الخاصة و العامة بألفاظ مختلفة و أسانيد شتي في أكثر كتب الحديث و التاريخ و التفسير، منها: ما رواه الكليني في الكافي: ج 4 ص 159 ح 10، و ج 8 ص 228 ح 280. و ما روتها العامة في تفسير الطبري: ج 15 ص 112، و تفسير الفخر الرازي: ج 20 ص 237، و تفسير القرطبي: ج 10 ص 283، و تاريخ بغداد: ج 3 ص 343، و كنز العمال: ج 3 ص 358.

[496] مقدمة الصحيفة السجادية

الكاملة: ص 17.

[497] عسفان: منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة و مكة، و قيل بين المسجدين، و هي علي مرحلتين من مكة علي طريق المدينة.

[498] الجوي من المياه: المتغير و المنتن.

[499] الفلق: جهنم أو جب فيها.

[500] الخبال: عصارة أهل النار.

[501] سورة المؤمنون: الآية: 108.

[502] سورة المائدة: الآية 64.

[503] سورة التوبة: الآية 30.

[504] سورة النازعات: الآية 24.

[505] سورة سبأ: الآية 28.

[506] سورة فصلت: الآية 53.

[507] سورة الزخرف: الآية 48.

[508] كامل الزيارات: ص 543 باب 108 ح 2 و في المصدر ذيل الحديث فراجع.

[509] الذؤابة: هي ما نبت في الصدغ من الشعر.

[510] الكافي: ج 1 ص 308 ح 5.

[511] الأمالي للطوسي: ص 461 مجلس 16 ح 1029.

[512] سورة النساء: الآية 58.

[513] سورة البقرة: الآية 140.

[514] عيون أخبارالرضا عليه السلام ج 2 ص 23 ح 9.

[515] سورة الحجر: الآية 75.

[516] سورة الفتح: الآية 2.

[517] علل الشرائع: ج 1 ص 206 باب 139 ح 1.

[518] دلائل الامامة: ص 244.

[519] دلائل الامامة: ص 245.

[520] دلائل الامامة: ص 245.

[521] الهداية الكبري ص 252.

[522] الهداية الكبري ص 252.

[523] الهداية الكبري ص 253.

[524] الهداية الكبري ص 255.

[525] الهداية الكبري ص 256.

[526] الهداية الكبري ص 257.

[527] سورة آل عمران: الآية 34.

[528] الهداية الكبري: ص 258.

[529] رجال الكشي: ص 341 ح 633.

[530] رجال النجاشي: ص 434 رقم 1166.

[531] أي الخلافة أو الملك و السلطنة.

[532] الكافي: ج 8 ص 395 ح 594.

[533] وافقت: أي صادفت.

[534] الزاملة: بعير يستظهر به الرجل يحمل عليه متاعه و طعامه.

[535] أي من دين الحق و ولاية أهل البيت.

[536] أي من النبوة و القرب و الكمال.

[537] أي يسره الله لك من غير طلب.

[538] الكافي: ج 8 ص 221 ح 278.

[539] علل الشرائع: ج

2 ص 324 باب 385 ح 48.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.