شهر رمضان ربيع القرآن

اشارة

سرشناسه : علوی عادل - 1955 عنوان و نام پديدآور : شهر رمضان ربیع القرآن اعداد عادل العلوی مشخصات نشر : قم موسسه الاسلامیه العامه للتبلیغ و الارشاد، 1420ق = 1378. مشخصات ظاهری : ص 82 فروست : (موسوعه رسالات اسلامیه شابک : 964-5915-04-x 400ریال وضعیت فهرست نویسی : فهرستنویسی قبلی يادداشت : عربی يادداشت : فهرستنویسی براساس اطلاعات فیپا. یادداشت : کتابنامه به صورت زیرنویس موضوع : قرآن -- فضایل موضوع : رمضان رده بندی کنگره : BP86/4 /ع8ش9 1378 رده بندی دیویی : 297/158 شماره کتابشناسی ملی : م 78-20853

[تمهيد و توضيح]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أنزل القرآن في شهر رمضان ، والصلاة والسلام على سيّد الأكوان قطب عالم الإمكان محمّد وآله الطاهرين ، واللعن على أعدائهم أجمعين.

لا شكّ ولا ريب أنّ القرآن الكريم كتاب الله الحكيم ، ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه هدىً للمتّقين ، وفرقان للمؤمنين ، إنّه كتاب الله المجيد الذي حفظه بقدرته وعلمه من الضياع والتحريف ، وإنّه معجزة النبيّ الأعظم محمّد (صلى الله عليه وآله) الخالدة ، وإنّه واضح في ذاته وجوهريّته ، وبيان لكلّ شيء في نفسه ، وفيه التبيان الأكمل ، والسلوك الأفضل ، إلاّ أنّ التالي للقرآن ربما يكون بعيداً عن رحمة ربّه ، فإنّ الرحمة قريبة من المحسنين ، فيحرم من فهمه ، والغور في بحر معانيه ، ودرك لطائفه وإشاراته ونكاته الظريفة والعميقة ، ( وربّ تال للقرآن والقرآن يلعنه )[2].

فإنّه بلا شكّ يمنع ويحرم عن كتابة القرآن على قلبه ، وإنّه لا يمسّ جواهره الباطنيّة ، إذ :

( في كِتاب مَكْنون

لا يَمسّهُ إلاّ المُطَهَّرون )[7].

تمنع عن معرفة الحقّ والحقيقة المتجسّدة في القرآن الكريم.

وإذا كانت العجلة التي هي من الشيطان ، ومن مظاهر الدنيا الدنيّة ، تحجب عن فهم القرآن ، بل :

( وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتيلا )[9] ، فكذلك معرفة الأئمّة (عليهم السلام) ودرك مقامهم والإذعان لها ، وقبول ولايتهم ، وسلوك منهجهم ، والاقتداء بهم في سيرتهم وكلامهم الذي هو من كلام الله سبحانه ، إنّما يكون ذلك ، والانصياع لمذهبهم وودّهم وحبّهم لمن طابت وطهرت نطفته ، وتزكّى قلبه وتنوّر باطنه ، فإنّ الطيّبين للطيّبين ، وأمّا من خبث بالذنوب والمعاصي فلا يخرج منه إلاّ نكداً ، ولا يحسّ الحقائق ولا يقف على الدقائق ، وإنّما يعرف بالمعرفة الجلاليّة والهندسيّة والشكليّة والظواهر ، من دون الكمال والجمال والحقيقة والبواطن.

أجل : إذا كان بصر يعقوب (عليه السلام) ، يردّ إليه ، ويفتح وينظر الأشياء كما هي بقميص يوسف بعد أن وضعه على عينيه ، فكيف لا يفتح بصيرة من يمسّ بصره ويمسحه بضريح نبيّه وأوليائه المقرّبين ؟ ! إلاّ أ نّه لا بدّ من معرفة يعقوبيّة نبويّة ، حتّى تنال مثل هذه الآثار والكرامات الإلهيّة.

ثمّ من المفروض المحتّم في مجتمعنا الإسلامي ، في كلّ أبعاده ومجالاته وحقوله _ لا سيّما الحوزات العلميّة والجامعات الإسلاميّة _ من محورية القرآن الكريم ، وتطبيق آياته في حياتنا الفرديّة والاجتماعيّة ، ومعرفة القرآن وتفسيره كما هو المطلوب ، من منابعه الصافية ومناهله العذبة.

كما أنّ التفسير وعلمه _ وعلوم القرآن بصورة عامّة _ لا بدّ أن يكون من أهمّ الاُصول في الحوزة ، ولا تكون دراسة التفسير من الدروس الهامشيّة والجانبيّة.

وما أعجب ما يقال بأنّ القرآن ظنّي الدلالة قطعيّ السند

، وذلك لوجود بعض المتشابهات التي نرجعها إلى المحكمات ، بل القرآن أصل وبرهان ونور وفرقان وشفاء وهداية ، وإرشاد ووقاية من الأمراض الاجتماعيّة والانحطاط الخلقي ، فكيف يكون ظنّي الدلالة ؟ فتأمّل.

وإنّ بالقرآن الحكيم ، صار سلمان المحمّدي ، صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، سلمان منّا أهل البيت.

وممّا يحرق قلب كلّ مسلم رسالي غيور هجران المسلمين قرآنهم الكريم : ( يا رَبِّ إنَّ قَوْمي اتَّخَذوا هذا القُرْآنَ مَهْجوراً )[11].

وقد انتخبتهم دوائر المستعمرين لتطبيق مخطّطاتها الصليبيّة ، لتهديم وإزالة أيّ أثر للشريعة المحمّدية السمحاء ، بأساليب شرسة ، وعلى مختلف الأصعدة والميادين ، في محاربة القرآن الكريم ، والسنّة الشريفة.

ولكن أنّى للمستكبرين والاستعمار بمعسكريه الشرقي والغربي من الزلزال الذي زعزع عروش الطغاة ، والبركان الثائر والمتفجّر والصحوة الإسلامية العارمة ، والنهضات والثورات الدينية المتتالية في بقاع العالم بين حين وحين ، ( أليس الصبح بقريب ).

أجل حكومة القرآن هي حكومة الله في الأرض ، وإنّ الأرض سيرثها عباد الله الصالحون.

وإذا حدث في فرنسا حادث للقضاء على القرآن الكريم عند الجزائريين ، فقد انتقت فرنسا عشر فتيات جزائريات اُدخلن المدارس الفرنسية ، وألبستهن الثياب والزيّ الفرنسي ، ولقّنتهن الثقافة واللغة الفرنسية ، ليصبحن فرنسيات ، وبعد جهود مضنية وسنين عشرة ، هيّأت حفلة تخريج رائعة لهن ، دعي إليها الوزراء والمفكّرون والصحفيّون ، ليروا ما حقّقوه ، ولكن فوجئوا بدخول الفتيات بلباسهن الإسلامي ، فضجّت الصحف الفرنسية وثارت ، ثمّ تساءلت ماذا فعلت فرنسا بالجزائر بعد قرن تقريباً ؟ فأجابهم وزير المستعمرات لاكويت : ( ماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا ؟ ).

نعم ، القرآن أقوى من كلّ قويّ ، لأ

نّه الكتاب المهيمن على كلّ الكتب والعلم الحاكم على كلّ العلوم والمعارف والفنون ، لأ نّه نزل من العليم القويّ القدير الحكيم العزيز.

وعلى كلّ مسلم ومسلمة أن يعي الدين ويفهم القرآن المبين كتاب الله الحكيم ، كما يدرك معالم السنّة الشريفة كما هي ، فإنّهما مصدر المعارف الإلهيّة الإنسانيّة ، والتشريع الإسلامي الحنيف ، وإنّ أشدّ داء المسلمين ، والذي هوى بهم إلى الذلّة والانحطاط ، بعدما كانوا أعزّة العالم ، وإنّ أهمّ عامل في كسر شوكتهم وانحطاطهم وتأ خّرهم هو جهلهم بدينهم وقرآنهم.

يقولون في الإسلام ظلماً بأ نّه *** يصدّ ذويه عن سبيل التقدّمِ

فإن كان ذا حقّاً فكيف تقدّمت *** أوائله في عصرها المتقدّمِ ؟

وإن كان ذنب المسلم اليوم جهله *** فماذا على الإسلام من جهل مسلمِ

فلا بدّ لنا أن نرجع إلى إسلامنا العزيز وكتابه الكريم ، ونبذل النفس والنفيس ، ونجاهد ونكافح ونعدّ ما استطعنا من قوّة ، من أجل نشر دعوته السمحاء في كلّ ربوع الأرض ، فإنّ الدين عند الله الإسلام ، ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه ، وإنّ الله متمّ نوره ولو كره المشركون ، وما النصر إلاّ من عند الله.

( وَلَقَدْ يَسَّرْنا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرْ )[13].

فعلينا أن نرجع إلى كتاب الله في كلّ شيء ، فخذ منه كلّ شيء لكلّ شيء ، سيّما أيام الفتنة.

عن الحارث الأعور قال : دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)فقلت : يا أمير المؤمنين، إنّا إذا كنّا عندك سمعنا الذي نسدّ به ديننا ، وإذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة، لا ندري ما هي ؟ قال : أوَ قد فعلوها ؟ قال :

فقلت : نعم . قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : أتاني جبرئيل فقال : يا محمّد ، سيكون في اُمّتك فتنة ، قلت : فما المخرج منها ؟ فقال : كتاب الله فيه بيان ما قبلكم من خبر ، وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم[16].

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : عليكم بالقرآن فاتّخذوه إماماً وقائداً.

وقال عليّ (عليه السلام) : إنّه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه أخفى من الحقّ ، ولا أظهر من الباطل ، فالكتاب وأهله في الناس وليسا فيهم ، ومعهم وليسا معهم ، لأنّ الضلالة لا توافق الهدى ، وإن اجتمعا فاجتمع القوم على الفرقة ، وافترقوا على الجماعة كأ نّهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم ، فلم يبقَ عندهم منه إلاّ اسمه ، ولا يعرفون إلاّ خطّه وزبره[19].

( أصدق القول وأبلغ الموعظة وأحسن القصص كتاب الله ).

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : تعلّموا كتاب الله تعالى فإنّه أحسن الحديث وأبلغ الموعظة ، وتفقّهوا فيه فإنّه ربيع القلوب ، واستشفوا بنوره فإنّه شفاء لما في الصدور ، وأحسنوا تلاوته فإنّه أحسن القصص.

( أحسنوا تلاوة القرآن فإنّه أنفع القصص ، واستشفوا به فإنّه شفاء الصدور )[21].

وعن الإمام الصادق لمّا سئل : ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلاّ غضاضة ؟ قال : لأنّ الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان ، ولا لناس دون ناس ، فهو في كلّ زمان جديد ، وعند كلّ قوم غضّ إلى يوم القيامة.

قال الإمام الرضا (عليه السلام) في وصف القرآن الكريم : هو حبل الله المتين ، وعروته الوثقى ، وطريقته المثلى ، المؤدّي إلى الجنّة

، والمنجي من النار ، لا يخلق على الأزمنة ، ولا يغثّ على الألسنة ، لأ نّه لم يجعل لزمان دون زمان ، بل جعل دليل البرهان ، والحجّة على كلّ إنسان ، لأ نّه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد[24].

( وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أعْجَمِيَّاً لَقالوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُ أأعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذينَ آمَنوا هُدىً وَشِفاء وَالَّذينَ لا يُؤْمِنونَ في آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً اُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكان بَعيد )[26].

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : اعلموا أ نّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ،

ولا لأحد قبل القرآن من غنى ، فاستشفوه من أدوائكم واستعينوا به على لأوائكم[28].

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : حَمَلَة القرآن هم المحفوفون برحمة الله الملبوسون بنور الله عزّ وجلّ.

« حَمَلَة القرآن عرفاء أهل الجنّة يوم القيامة ».

« أشراف اُمّتي حملة القرآن وأصحاب الليل ».

قال أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) : أهل القرآن أهل الله وخاصّته[30].

ويستحبّ ختم القرآن في شهر رمضان تكراراً ومراراً ، فمن السلف الصالح من كان يختمه في كلّ يوم ، ومنهم من كان يختمه أربعين مرّة ، ومنهم من يزيد على ذلك ، ولا بدّ من مراعاة آداب التلاوة كما هو مذكور في محلّه.

وكان (عليه السلام) يقول عند ختمه القرآن : اللهمّ اشرح بالقرآن صدري ، واستعمل بالقرآن بدني ، ونوّر بالقرآن بصري ، وأطلق بالقرآن لساني ، واعنّي عليه ما أبقيتني ، فإنّه لا حول ولا قوّة إلاّ بك[1]حديث نبوي شريف ، البحار 92 : 184، وقد ورد في الخبر الشريف إنّه يوم القيامة يأتي الخطاب للمؤمن: إقرأ وارقا ، فالرقيّ يكون لمن

يقرأ القرآن الكريم ، والمراد من القراءة هنا ليس التلاوة بلا عمل بالقرآن . فاقرأ أي اقرأ ما عملت من الآيات الكريمة وارقأ.

[3]الواقعة : 79.

[5]الأعراف : 201.

[7]المطفّفين : 14.

[9]؟؟؟.

[11]البقرة : 14.

[13]البحار 92 : 17 ، و 77 : 134 ، وكنز العمّال : خ 4027 عن أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام).

[15]البحار 46 : 107.

[17]نهج البلاغة ، الخطبة 147.

[19]البحار 77 : 122.

[21]نهج البلاغة : 156.

[23]الإسراء : 82 .

[25]فصّلت : 44.

[27]نهج البلاغة، الخطبة 176.

[29]الروايات من ميزان الحكمة، حرف القاف : القرآن.

[31]البحار 92 : 209.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.