سرشناسه : اميني، عبدالحسين، 1281 - 1349.
عنوان قراردادي : السنه و الشيعه. شرح
عنوان و نام پديدآور : نظره في كتاب السنه والشيعه لمحمدرشيدرضا/ تاليف الاميني؛ اعداد احمد الكناني؛ اعداد احمد الكناني.
مشخصات نشر : مشعر، 14ق.= 19م.= 13.
مشخصات ظاهري : 64ص.؛ 12 × 17 س م.
فروست : من فيض الغدير؛ 4.
وضعيت فهرست نويسي : برونسپاري
يادداشت : عربي.
يادداشت : كتابنامه: ص. 64؛ همچنين به صورت زيرنويس.
موضوع : رضا، محمدرشيد . السنه و الشيعه -- نقدو تفسير
موضوع : شيعه -- دفاعيه ها و رديه ها
موضوع : اهل سنت -- دفاعيه ها و رديه ها
شناسه افزوده : كناني، احمد، گردآورنده
شناسه افزوده : رضا، محمدرشيد . السنه و الشيعه -- شرح
رده بندي كنگره : BP212/5/ر6س90212 1300ي
رده بندي ديويي : 297/417
شماره كتابشناسي ملي : 1850695
ص:1
ص:2
ص:3
ص:4
ص:5
ص:6
كتاب يتجدّد أثره ويتعاظم كلّما ازداد به الناس معرفة، ويمتدّ في الآفاقصيته كلّما غاص الباحثون في أعماقه وجلّوا أسراره وثوّروا كامن كنوزه ... إنّه العمل الموسوعي الكبير الّذي يعدّ بحقّ موسوعة جامعة لجواهر البحوث في شتّى ميادين العلوم: من تفسير، وحديث، وتاريخ، وأدب، وعقيدة، وكلام، وفرق، ومذاهب ...
جمع ذلك كلّه بمستوى التخصّص العلمي الرفيع وفيصياغة الأديب الذي خاطب جميع القرّاء، فلم يبخس قارئاً حظّه ولا انحدر بمستوى البحث العلمي عن حقّه.
ونظراً لما انطوت عليه أجزاؤه الأحد عشر من ذخائر هامة، لا غنى لطالب المعرفة عنها، وتيسيراً لاغتنام فوائدها، فقد تبنّينا استلال جملة من المباحث الاعتقادية وما لهاصلة بردّ الشبهات المثارة ضدّ مذهب أهل البيت عليهم السلام، لطباعتها ونشرها مستقلّة، وذلك بعد تحقيقها وتخريج مصادرها وفقاً للمناهج الحديثة في التحقيق.
ص:7
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
بين يدي القاري الكريم نماذج من الرسالة التي كتبها محمد رشيد رضاصاحب المنار «(1)» للرد على السيد محسن الأمين والقول بإباحة الزواج المؤقت، وقد تعدّتصفحاتها المائة والثلاثين بقليل، إلّاأن محتوى الرسالة أمر وراء ذلك، وبإمكانك أن تعتبرها فهرستاً لما قيل ويقال ضد الشيعة، فمعظم الأناشيد التي ردّدها السلف تجدصداها في هذه الرسالة، وكأن القصد من كتابة الرسالة أشبه بالإثارة منهُ إلى طرح الاشكال، والّا فهي أمور قد أُجيب عليها في وقتها، وتكرارها من لغو القول، وإن لنا
ص:8
عن مثل ذلك لشغل.
وليست هذه الاثارات مختصة بهذه الرسالة فقط، وإنما هي السنة التي إختطها علماء السلف والتابعون وإلى ساعتك هذه، بل وإنك لتقف متحيّراً أمام سيل الرسائل الجامعية التي تهطل علينا سنوياً من مطابع المعاهد والجامعات الإسلامية وهي تحمل بين دفتيها مقولة الشيعة بتحريف القرآن، والقول بألوهية الأئمة، وبيان وجوه الشبه بين الشيعة واليهود، وما إلى ذلك، وكأن مؤلّفيها قد اكتشفوا أمراً جديداً يستحق كل هذا الاهتمام فتتبنى الجامعة طبعها والأمر بتداولها بين الجامعات، وكأن أبواب العلم قد سدّت منافذها أمام الطلاب، ولم يبق الّا مجموعة شبهات أثارها شيخ الإسلام لتبقى من بعده علِكاً يلاك «(1)» مواقع التخمة.
والردود على مثل هذهِ الرسائل من قبل أعلام الطائفة دالة على روح المتابعة التي يحملها هؤلاء الأعلام حتى للشوارد منها، لتنبيه الأوساط العلمية على مواقع الخلل فيها من جانب، وإثبات الوجود من جانب آخر، والّا فمثل هذهِ الأمور لا تستحقصرف الوقت الكثير.
ولذلك اختار المؤلف رحمه الله في رده على رسالةصاحب المنار نماذج منها باشارات عابرة ولم يتوقف إلّاعند قوله «بأن
ص:9
الروافض تبغض أهل البيت» كزيد بن علي وابنه يحيى وأولاد الإمام موسى الكاظم والباقر، وأثبت مقدرته وكثرة إطلاعه وتتبعه في الرجال والتاريخ لدحض أمثال هذهِ الشبهات الناشئة من الافتقار إلى كل ذلك.
وتتميماً للفائدة قمت بالإجابة على بعض هذهِ الشبهات التي مرّ عليها المؤلف مرور الكرام، والحاق إحالاتهِ رحمه الله على كتابه الغدير في مواردها، كما قمت بتخريج المصادر غير المخرجة، والإشارة إلى الواسطة التي نقل عنها المؤلف من المصادر المفقودة، وللتفرقة بين إفاداته رحمه الله وما أضفناه في الهامش ختمت عبارته بكلمة (المؤلف)، بالإضافة إلى تقويم النص وتقطيعه من جديد، وإضافة عناوين يقتضيها التقطيع مستوحاة من النص، وختمت ذلك بملحق بأسماء الكتب المطبوعة لعلماء الشيعة المؤلفة في رد البابية والبهائية مما قد أشار إليه المؤلف رحمه الله في رده علىصاحب المنار من عدّهِ البابية والبهائية من بدع الإمامية.
أحمد الكناني 14 جمادى الأولى 1417 ه
ص:10
لم يقصدصاحب هذه الرسالة نقداً نزيهاً، أو حجاجاًصحيحاً وإن كان قدصبغها بصبغة الرد على العلامة الحجة في علوية الشيعة السيد محسن الأمين العاملي- حياه اللَّه وبياه- لكنه لم يتهجم على حصونه المنيعة إلا بسباب مقذع، أو إهانة قبيحة، أو تنابز بالألقاب، أو هتك شائن، ومعظم قصده إغراء الدول الثلاث العربية:
العراقية والحجازية واليمانية بالشيعة بأكاذيب وتمويهات، وعليه فليس من خطة الباحث نقداً
ص:11
مثالها، غير أنه لم نجد منتدحاً من الإيعاز إلى شي ء من الأكاذيب والمخاريق المودعة فيها من وليدة فكرته أو ما نقله عن غيره متطلباً من علماءالشيعة تخطأة مايرونه فيها خطأ، وهو يعلم أن الأعراض عنها هو الحزم لما فيه من السياسة الدولية الخارجة عن محيط العلم والعلماء.
1- بدأ رسالته بتاريخ التشيّع ومذاهب الشيعة فجعل مبتدع أُصوله عبداللَّه بن سبا اليهودي، ورأى خليفة السبئيين في إداراة دعاية التفرُّق بين المسلمين بالتشيّع والغلوِّ زنادقة الفرس، وعدَّ من تعاليم غلاة الشيعة بدعة عصمة الأئمة، وتحريف القرآن، والبدع المتعلّقة بالحجّة المنتظر، والقول بأُلوهية بعض الأئمة والكفر الصريح.
وقسّم الإمامية على المعتدلة القريبة من الزيدية، والغلاة القريبة من الباطنية وقال: هم الذين لقّحوا ببعض تعاليمهم الإلحادية كالقول
ص:12
بتحريف القرآن، وكتمان بعض آياته وأغربها في زعمهم سورةٌ خاصّةٌ بأهل البيت يتناقلونها بينهم حتّى كتب إلينا سائح سنِّي مرَّة: أنّه سمع بعض خطبائهم في بلد من بلاد ايران يقرؤها يوم الجمعة على المنبر، وقد نقلها عنهم بعض دعاة النصرانية المبشّرين، فهؤلاء الإمامية الإثني عشرية ويلقّبون بالجعفرية درجات.
وعدَّ من الإمامية بدعة البابية ثمَّ البهائيّة الذين يقولون بألوهيّة البهاء، ونسخه لدين الإسلام و إبطاله لجميع مذاهبه، ومن وراء هذه الكلم المثيرة للفتن والإحن يرى نفسه الساعي الوحيد في توحيد الكلمة والإصلاح بعد السيِّد جمال الدين الأفغاني.
ثمَّ بسط القول الخرافيَّ، والكلم القارصة.
والباحث يجد جواب كثير ممّا لفّقه من المخاريق فيما مرّ من هذا الجزء من كتابنا «(1)»، والسائح السنّي الذي أخبرصاحب
ص:13
ص:14
ص:15
المنار من خطيب ايران لم يولد بعدُ، ومثله الخطيب الذي كان يهتف بتلك السورة المختلقة في الجمعات، ولا أنَّ الشيعة تُقيم لتلك السورة المزعومة وزناً، ولا تراها بعين الكتاب العزيز؛ ولاتجري عليها أحكامه، وياليت الرجل راجع مقدّمات تفسير العلّامة البلاغي آلاء الرَّحمان وما قاله في حقِّ هذه السورة وهو لسان الشيعة، وترجمان عقائدهم، ثمَّ كتب ما كتب حولها «(1)».
ص:16
ونحن نرحّب بهذا الحجاج الذي يستند فيه إلى المبشّر النصرانيّ، ومن جهلة الشائن عدُّ البابية والبهائية من فرق الشيعة، والشيعة على بكرة أبيها لا تعتقد إلّابمروقهم عن الدين
ص:17
وبكفرهم وضلالهم ونجاستهم، والكتب المؤلّفة في دحض أباطيلهم لعلماء الشيعة أكثر من أن تُحصى وأكثرها مطبوع منشور «(1)».
قال: إختلال العراق دائماً إنّما هو من الأرفاض، فقد تهرى أديمهم من سمّ ضلالهم، ولم يزالوا يفرحون بنكبات المسلمين حتّى أنهم اتّخذوا يوم انتصار الروس على المسلمين عيداً سعيداً، وأهل إيران زيّنوا بلادهم يومئذٍ فرحاً وسروراًص 51 «(2)».
ج- عجباً للصلافة، أيحسب هذا الانسان أنّ البلاد العراقيّة والإيرانية غير مطروقة لأحد؟ أو أنّ أخبارهم لا تصل إلى غيرهما؟ أو أنَّ الأكثرية الشيعية في العراق قد لازمها العمى والصمم عمّا تفرّد برؤيته أو سماعه هذا المتقوّل؟ أو أنّهم معدودون من الأمم البائدة الّذين طحنهم مرّ الحقب والأعوام؟ فلم يبق لهم من يُدافع عن شرفهم، ويناقش الحساب مع من يبهتهم، فيسائل
ص:18
هذا المختلق عن أولئك النفر الذين يفرحون بنكبات المسلمين، أهم في عراقنا هذه مجرى الرافدين؟ أم يُريد قارة لم تكتشف تُسمى بهذا الإسم؟ ويُعيد عليه هذا السؤال بعينه في ايران.
أمّا المسلمون القاطنون في تينك المملكتين ومن طرقهما من المستشرقين و السوّاح والسفراء والموظفين فلا عهد لهم بهاتيك الأفراح، والشيعة جمعاء تحترم نفوس المسلمين ودمائهم وأعراضهم وأموالهم مطلقاً غير فرق بين السني والشيعي، فهي تستاء إذاما انتابت أيَّ أحد منهم نائبةٌ، ولم تقيّد الأخوة الإسلامية المنصوصة عليها في الكتاب الكريم بالتشيّع، ويُسائل الرجل أيضاً عن تعيين اليوم، أيّ يوم هو هذا العيد؟ وفي أي شهر هو؟ وأيّ مدينة ازدانت لأجله؟ وأي قوم نأوا بتلك المخزات؟
لا جواب للرجل إلّاالإسناد إلى مثل ما استند إليهصاحب الرسالة من سائح سني مجهول، أو مبشر نصراني.
3- قال تحت عنوان: بُغض الرافض لبعض أهل البيت:
إنّ الروافض كاليهود يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض- إلى أن قال-: ويبغضون كثيراً من أولاد فاطمة رضي اللَّه عنها بل يسبّونهم كزيد بن علي ابن الحسين، كذا يحيى إبنه فإنّهم أيضاً يبغضونه.
ص:19
وكذا إبراهيم وجعفر ابنا موسى الكاظم رضي اللَّه عنهم، ولقّبوا الثاني بالكذّاب مع أنّه كان من أكابر الأولياء، وعنه أخذ أبوزيد البسطامي.
ويعتقدون أنّ الحسن بن الحسن المُثنى، وابنه عبداللَّه المحض، وابنه محمّد الملقب بالنّفس الزكيّة ارتدّوا- حاشاهم- عن دين الإسلام.
وهكذا اعتقدوا في إبراهيم بن عبداللَّه.
وزكريّا بن محمّد الباقر.
ومحمّد بن عبداللَّه بن الحسين بن الحسن.
ومحمّد بن القاسم بن الحسن.
ويحيى بن عمر الذي كان من أحفاد زيد بن عليِّ بن الحسين.
وكذلك في جماعة حسنيين وحسينيين كانوا قائلين بإمامة زيد بن عليّ بن الحسين، إلى غير ذلك ممّا لا يسعه المقام، وهم حصروا حبّهم بعدد منهم قليل، كلّ فرقة منهم تخصُّ عدداً وتلعن الباقين، هذا حبّهم لأهل البيت والمودّة في القربى المسؤول عنها 52- 54.
ج- هذه سلسلة أوهام حسبها الآلوسي حقائق، أو أنّه أراد
ص:20
تشويه سمعة الشيعة ولو بأشياء مفتعلة، فذكر أحكاماً بعضها باطلٌ بانتفاء موضوعه، وجملةٌ منها لأنها أكاذيب.
أما زيد بن عليّ الشهيد فقد مرّ الكلام فيه وفي مقامه وقداسته عند الشيعة جمعاء راجعص 69- 76 «(1)».
ص:21
وأما يحيى بن زيد الشهيد ابن الشهيد فحاشا أن يُبغضه شيعي، وهو ذلك الإمامي البطل المجاهد، يروي عن أبيه الطاهر أنّ الأئمة اثناعشر، وسمّاهم بأسمائهم و قال: إنّه عهدٌ معهودٌ عهده إلينا رسول اللَّه «(1)».
ورثاه شاعر الإمامية دعبل الخزاعي في تائيته السائرة وقرأها للإمام عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام.
ولم توجد للشيعة حوله كلمة غمز فضلًا عن بغضه، وغاية نظر الشيعة فيه كما في كتاب زيد الشهيدص 175: إنّه كان معترفاً بإمامة الإمام الصادق، حسن العقيدة، متبصّراً بالأمر، وقد بكى عليه الصّادق عليه السلام واشتدّ وجده له، وترحّم له. فسلام اللَّه عليه
ص:22
وعلى روحه الطاهرة.
وفي وسع الباحث أن يستنتج ولاء الشيعة ليحيى بن زيد ممّا أخرجه أبو الفرج في مقاتل الطالبيينص 62 ط إيران قال:
لمّا اطلق يحيى بن زيد وفُكّ حديدهصار جماعة من مياسير الشيعة إلى الحدّاد الذي فكّ قيده من رجله فسألوه أن يبيعهم إيّاه وتنافسوا فيه وتزايدوا حتّى بلغ عشرين ألف درهم، فخاف أن يشيع خبره فيُؤخذ منه المال فقال لهم: اجمعوا ثمنه بينكم، فرضوا بذلك واعطوه المال فقطعه قطعة قطعة وقسّمه بينهم فاتّخذوا منه فصوصاً للخواتيم يتبرّكون بها.
وقد أقرّت الشيعة هذا في أجيالها المتأخرة وحتى اليوم ولم ينقم ذلك أحدٌ منهم.
وأما إبراهيم بن موسى الكاظم فليتني أدري وقومي بغض أيّ إبراهيم يُنسب إلينا؟ هل إبراهيم الأكبر أحد أئمة الزيدية؟ الذي ظهر باليمن أيّام أبي السرايا، والشيعة تروي عن الإمام الكاظم: إنه أدخله في وصيته، وذكره في مقدّم أولاده المذكورين فيها وقال: إنّما أردت بادخال الذين أدخلتهم معه- يعني الإمام عليّ بن موسى- من ولدي التنويه بأسمائهم والتشريف لهم «(1)».
ص:23
وترجمهُ شيخنا الأكبر المفيد في الإرشاد بالشيخ الشجاع الكريم وقال: ولكلّ واحدٍ من وُلد أبي الحسن موسى عليه السلام فضلٌ ومنقبةٌ مشهورةٌ، وكان الرّضا المقدّم عليهم في الفضل «(1)».
وقال سيّدنا تاج الدين ابن زهرة في غاية الإختصار: كان سيّداً أميراً جليلًا نبيلًا عالماً فاضلًا يروي الحديث عن آبائه عليهم السّلام.
وفذلكة رأي الشيعة فيه ما في تنقيح المقال 1ص 34، 35: أنه في غاية درجة التقوى وهو خيِّرٌ دِّينٌ.
أم إبراهيم الأصغر الملقّب بالمرتضى؟ والشيعة تراه كبقية الذرية من الشجرة الطيبة وتتقرّب إلى اللَّه بحبهم، وحكى سيّدنا الحسنصدر الدين الكاظمي عن شجرة ابن المهنّا: أنّ إبراهيم الصغير كان عالماً عابداً زاهداًوليس هوصاحب أبي السّرايا، وإنّي لم أجد لشيعيّ كلمة غمز فيه لافي كتب الأنساب ولافي معاجم الرجال حتّى يستشمّ منها بغض الشيعة إيّاه.
وهذا سيّدنا الأمين العاملي عدّهما من أعيان الشيعة وترجمهما في الأعيان ج 5ص 474- 482.
فنسبةُ بغض أيٍّ منهما إلى الشيعة فريةٌ واختلاقٌ.
ص:24
وأما جعفربن موسى الكاظم فإنّي لم أجد في تآليف الشيعة بسط القول في ترجمته، ولم أقرأ كلمة غمز فيه حتى تكون آية بغضهم إيّاه، ولم أر قطُّ أحداً من الشيعة لقّبه بالكذّاب، ليت المفتري دلّنا على من ذكره، أو على تأليف يوجد فيه، والشيعة إنّما تلقّبه بالخواري وولده بالخواريين والشجريين كمافي عمدة الطالب: 208.
وليتني أدري ممّن أخذ عدّ جعفر من أكابر الأولياء؟ ومن الذي ذكر أخذ أبي يزيد البسطامي عنه؟.
إنّما الموجود في المعاجم تلمّذ ابي يزيد البسطامي طيفور بن عيسى بن آدم المتوفّي 261 على الإمام جعفر بن محمّد الصادق، وهذا اشتباه من المترجمين كماصرّح به المنقّبون منهم، إذ الإمام الصادق توفي 148 وأبويزيد في 261/ 264 ولم يعدّ من المعمّرين، ولعلّه أبو يزيد البسطاميّ الأكبر طيفور بن عيسى بن شروسان الزاهد «(1)» فالرجل خبط خبط عشواء في فريته هذه.
أما الحسن بن الحسن المثنّى فهو الذي شهد مشهد الطفِّ مع عمّه الإمام الطاهر، وجاهد وأبلى وارتثَّ بالجراح، فلمّا أرادوا أخذ الرؤوس وجدوا به رمقاً فحمله خاله ابو حسّان أسماء بن
ص:25
خارجة الفزاري إلى الكوفة وعالجه حتى برئ، ثمَّ لحق بالمدينة.
ويُعرب عن عقيدة الشيعة فيه قول شيخهم الأكبر الشيخ المفيد في إرشاده: كان جليلًا رئيساً فاضلًا ورعاً، وكان يليصدقات أمير المؤمنين في وقته، وله مع الحجّاج خبرٌ ذكره الزبير بن بكار ... «(1)» وعدّه العلّامة الحجة السيد محسن الأمين العاملي- الذي ردَّ عليه الآلوسي بكلمته هذه- من أعيان الشيعة، وذكر له ترجمة ضافية في ج 21ص 166- 184.
فالقول بأنّ الرافضة تعتقد بارتداده عن دين الإسلام قذفٌ بفريةٍ مُقذعةٍ تندى منها جبهة الإنسانية.
أما عبداللَّه المحض ابن الحسن المثنّى فقد عدَّه شيخ الشيعة أبو جعفر الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام «(2)».
وزاد أبو داود الباقر عليه السلام «(3)».
وقال جمال الدين المهنّا في العمدة 87: كان يشبه رسول اللَّه، وكان شيخ بني هاشم في زمانه، يتولّىصدقات أمير المؤمنين بعد
ص:26
أبيه الحسن.
والأحاديث في مدحه وذمّه وإن تضاربت، غير أنّ غاية نظر الشيعة فيها ما اختاره سيد الطائفة السيد ابن طاوس في إقبالهص 51: منصلاحه وحسن عقيدته وقبوله إمامة الصادق عليه السلام، وذكر من أصلصحيح كتاباً للإمام الصّادق وصف فيه عبداللَّه بالعبد الصالح ودعا له ولبني عمّه بالأجر والسعادة.
ثمّ قال: وهذا يدلّ على أنّ الجماعة المحمولين- يعني عبداللَّه وأصحابه الحسنيين- كانوا عند مولانا الصّادق معذورين وممدوحين ومظلومين وبحقّه عارفين، وقد يوجد في الكتب: انهم كانوا للصّادقين عليهم السّلام مفارقين، وذلك محتملٌ للتقية لئلّا يُنسب إظهارهم لإنكار المنكر إلى الأئمة الطاهرين.
وممّا يدلّك على أنّهم كانوا عارفين بالحقّ وبه شاهدين ما رويناه- وقال بعد ذكر السند وإنهائه إلى الصّادق-: ثمّ بكا عليه السلام حتّى علاصوته وبكينا ثمّ قال: حدّثني أبي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيه أنه قال: يُقتل منك أو يُصاب نفرٌ بشطّ الفرات ما سبقهم الأوّلون ولا يعدلهم الآخرون. ثمّ قال:
أقول: وهذه شهادةٌصريحةٌ من طرقصحيحةٍ بمدح المأخوذين من بني الحسن عليه وعليهم السلام وأنهم مضوا إلى اللَّه جلّ جلاله بشرف المقام، والظفر بالسعادة والأكرام.
ص:27
ثمّ ذكر أحاديث تدلّ على حسن اعتقاد عبداللَّه بن الحسن ومن كان معه من الحسنيين فقال: أقول: فهل تراهم إلّاعارفين بالهدى، وبالحقّ اليقين، وللَّه متّقين؟! انتهى
فأنت عندئذٍ جدّ عليم بأن نسبة القول بردّته وردّة بقيّة الحسنيين إلى الشيعة بعيدةٌ عن مستوى الصدق.
وأما محمد بن عبداللَّه بن الحسن الملقّب بالنفس الزكية فعدّه الشيخ أبو جعفر الطوسي في رجاله من أصحاب الصّادق عليه السلام «(1)».
وقال ابن المهنّا في عمدة الطالب 91: قُتل بأحجار الزيت، وكان ذلك مصداق تلقيبه النفس الزكية لأنه روي عن رسول اللَّهصلى الله عليه و آله و سلم إنّه قال: تُقتل بأحجارالزيت من ولدي نفس زكية.
وذكر سيدنا ابن طاووس في الإقبالص 53 تفصيلًا برهن فيه حسن عقيدته وانه خرج للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وانه كان يعلم بقتله ويُخبربه، ثمّ قال: كلّ ذلك يكشف عن تمسّكهم باللَّه والرّسولصلى الله عليه و آله و سلم.
هذا رأي الشيعة في النفس الزكية، وهم مخبتون إلى ما في مقاتل الطالبيينص 85 من أنه أفضل أهل بيته، وأكبر أهل زمانه في علمه بكتاب اللَّه وحفظه له، وفقهه في الدين وشجاعته
ص:28
وجوده وبأسه، والإمامية حاشاهم عن قذفه بالرّدة عن الدين، والمفتري عليهم به قد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً.
وأما إبراهيم بن عبداللَّه قتيل باخمري المكنّى بأبي الحسن، فعدّه شيخ الطائفة من رجال الصّادق «(1)».
وقال جمال الدين بن المهنّا في العمدة 95: كان من كبار العلماء في فنونٍ كثيرة
وذكر دعبل الخزاعي شاعر الشيعة في تائيته المشهورة بمدارس آيات التي رثى بها شهداء الذرية الطاهرة بقوله:
قبور بكوفانٍ وأخرى بطيبةٍ واخرى بفخٍّ نالهاصلواتي
واخرى بأرض الجوزجان محلّها وقبرٌ ببا خمرى لدى الغربات
فلولا شهرة إبراهيم عند الشيعة بالصّلاح وحسن العقيدة، واستيائهم بقتله؛ وكونه مرضياً عند أئمتهمصلوات اللَّه عليهم، لم يرثه دعبل ولم يقرأ رثائه للإمام عليّ بن موسى سلام اللَّه عليه.
ونحن نقول بما قال ابو الفرج في المقاتل: 112: كان إبراهيم جارياًعلى شاكلة أخيه محمّد في الدين والعلم والشجاعة والشدّة.
ص:29
وعدّه السيد الأمين العاملي من أعيان الشيعة وبسط القول في ترجمته ج 5ص 308- 324.
فنسبة القول بردّته عن الدين إلى الشيعة بهتانٌ عظيمٌ.
وأما زكريّا بن محمّد الباقر فإنّه لم يولد بعدُ، وهو من مخلوقات عالم أوهام الآلوسي، إذ مجموع أولاد أبي جعفر محمّد الباقر عليه السلام الذكور ستّةٌ باتفاق الفريقين، ولم نجد فيما وقفنا عليه من تآليف العامّة والخاصّة غيرهم، وهم: جعفر، عبداللَّه، إبراهيم، عليّ، زيد، عبيداللَّه «(1)»، فنسبةالقول بردّة زكريا إلى الشيعة باطلة بانتفاء الموضوع.
وأمّا محمّد بن عبداللَّه بن الحسين بن الحسن فإن كان يريد حفيد الحسن الأثرم ابن الإمام المجتبى؟! فلم يذكر النسّابة فيه إلّا قولهم: إنقرض عقبه سريعاً، ولم يسمّوا له ولداً ولاحفيداً.
وإن أراد غيره؟! فلم نجد في كتب الأنساب له ذكراً حتّى تُكفّره الشيعة أو تؤمن به، ولم نجد في الإمامية مَن يُكفّر شخصاً يسمّى بهذا الإسم حسنيّاً كان أو حسينياً.
وأما محمد بن القاسم بن الحسن فهو ابن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام يُلقّب بالبطحاني «(2)».
ص:30
عدّه شيخ الطائفة في رجاله من أصحاب الصّادق سلام اللَّه عليه «(1)».
وقال جمال الدين بن المهنّا في العمدة 57: كان محمّد البطحاني فقيهاً.
ولم نجد لشيعيّ كلمةٌ غمز فيه حتّى تكون شاهداً للفرية المعزوّة إلى الشيعة.
أما يحيى بن عمر فهو ابو الحسين يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب سلام اللَّه عليهم، أحد أئمة الزيدية، فحسبك في الإعراب عن رأي الشيعة فيه ما في عمدة الطالب لإبن المهنّاص 263 من قوله:
خرج بالكوفة داعياً إلى الرضا من آل محمّد، وكان من أزهد الناس، وكان مثقل الظهر بالطالبيات يجهد نفسه في برّهنّ- إلى أن قال-: فحاربه محمّد بن عبداللَّه بن طاهر فقُتل وحُمل رأسه إلى سامراء، ولمّا حُمل رأسه إلى محمّد بن عبداللَّه بن طاهر جلس بالكوفة- كذا- للهنا فدخل عليه أبو هاشم داود ابن القاسم الجعفري وقال: إنك لتهنأ بقتيلٍ لو كان رسول اللَّهصلى الله عليه و آله و سلم حيّاً لعزّي فيه «(2)» فخرج وهو يقول:
ص:31
يا بني طاهر كلوه مريئاً إنّ لحم النبيّ غير مريّ
إنّ وتراً يكون طالبه اللّ - ه لوترٌ بالفوت غير حري
ورثاه جمعٌ من شعراء الشيعة الفطاحل منهم: ابو العبّاس ابن الرّومي رثاه بقصيدتين إحداهما ذات 110 بيتاً توجد في عمدة الطالبص 220 مطلعها:
أمامك فانظر أيّ نهجيك ينهج طريقان شتّى مستقيم وأعوج
وجيميّةٌ اخرى أوّلها:
حييت ربع الصبا والخرِّد الدعجِ ألآنسات ذوات الدلِّ والغنجِ
ومنهم: ابو الحسين عليّ بن محمد الحمّاني الأفوه رثاه بشعر كثير مرّت جملةٌ منه في هذا الجزءص 61، 62 «(1)».
ص:32
هذاصحيح رأي الشيعة في هؤلاء السّادة الأئمة، ولم تقل الشيعة ولا تقول ولن تقول بارتداد أحد منهم عن الدين، ولا بارتداد الحسنيين والحسينيين القائلين بإمامة زيد بن عليّ بن الحسين المنعقدة على الرّضا من آل محمد سلام اللَّه عليهم، كبرتْ كلمةً تخرج مِنْ أفواههم إنْ يَقولون إلّاكذباً.
ونحن نُسائل الرجل عن هؤلاء الذين يُدافع عن شرفهم وجلالتهم من ذا الذي قتلهم؟ واستأصل شأفتهم؟ وحبسهم في غيابه الجبّ وأعماق السّجون؟ أهم الشيعة الذين اتّهمهم بالقول بردّتهم؟ أم قومه الذين يزعم أنهم يُعظمونهم؟ هلمّ معي واقرأصفحة التاريخ فهو نعم المجيب.
أما زيد الشيهد فعرّفناك قاتله وقاطع رأسهص 75.
وأمّا يحيى بن زيد فقتله الوليد بن يزيد بن عبد الملك سنة 125، وقاتله سلم بن أحوز الهلالي، وجهّز إليه الجيش نصر بن سيّار، ورماه عيسى مولى بن سليمان العنزي وسلبه «(1)».
والحسن بن الحسن المثنّى كتب وليدبن عبد الملك إلى عامله عثمان بن حيّان المري: انظر إلى الحسن بن الحسن فاجلده مائة ضربة، وقِّفهُ للناس يوماً، ولا أراني إلّاقاتله، فلمّا وصله الكتاب بعث إليه فجيئ به والخصوم بين يديه فعلّمه عليّ بن الحسين عليه السلام بكلمات الفرج ففرّج اللَّه عنه وخلّوا سبيله «(2)»، فخاف الحسن
ص:33
سطوة بني أميّة فأخفى نفسه وبقي مختفياً إلى أن دسّ اليه السمّ سليمان بن عبد الملك وقتله سنة 97 «(1)».
وعبداللَّه المحض كان المنصور يسميّه: عبداللَّه المذلّة، قتله في حبسه بالهاشميّة سنة 145 لمّا حبسه مع تسعة عشر من وُلد الحسن ثلاث سنين، وقد غيّرت السياط لون أحدهم واسالت دمه، وأصاب سوطٌ إحدى عينيه فسالت، وكان يستسقي الماء فلا يُسقى، فردم عليهم الحبس فماتوا «(2)» وفي تاريخ اليعقوبي 3:ص 106: إنّهم وجدوا مسمّرين في الحيطان.
ومحمّد بن عبداللَّه النفس الزكية قتله حميد بن قحطبة سنة 145، وجاء برأسه إلى عيسى بن موسى، وحمله إلى أبي جعفر المنصور فنصبه بالكوفة وطاف به البلاد «(3)».
وأمّا إبراهيم بن عبداللَّه فندب المنصور عيسى بن موسى من
ص:34
المدينة إلى قتاله فقاتل ببا خمري حتّى قُتل سنة 145، وجيئ برأسه إلى المنصور فوضعه بين يديه، وأمر به فنُصب في السوق: ثمّ قال للربيع: أحمله إلى أبيه عبداللَّه في السجن. فحمله إليه «(1)» وقال النسّابة العمري في المجدي: ثمّ حمل ابن أبي الكرام الجعفري رأسه إلى مصر.
ويحيى بن عمر أمر به المتوكّل فضُرب درراً، ثم حبسه في دار الفتح بن خاقان فمكث على ذلك، ثمّ اطلق فمضى إلى بغداد فلم يزل بها حتّى خرج إلى الكوفة في أيّام المستعين فدعى إلى الرّضا من آل محمّد، فوجه المستعين رجلًا يُقال له: كلكاتكين. ووجه محمد بن عبداللَّه بن طاهر بالحسين بن إسماعيل فاقتتلوا حتّى قُتل سنة 250، وحمل رأسه إلى محمد بن عبداللَّه فوضع بين يديه في تُرس ودخل الناس يهنّونه، ثمّ أمر بحمل رأسه إلى المستعين من غدٍ «(2)».
3- قال: إنّ الروافض زعموا أنّ أصحّ كتبهم أربعة: الكافي، وفقيه من لا يحضره الفقيه، والتهذيب، والإستبصار، وقالوا: إنّ العمل بما في
ص:35
الكتب الأربعة من الأخبار واجبٌ، وكذا بما رواه الإماميُّ ودوّنه أصحاب الأخبار منهم، ونصّ عليه المرتضى، وابو جعفر الطوسي، وفخر الدين الملقّب عندهم بالمحقّق المحلّي «(1)»ص 55.
ج- تعتقد الشيعة أنّ هذه الكتب الأربعة أوثق كتب الحديث، وأمّا وجوب العمل بما فيها من الأخبار، أو بكلّ ما رواه إمامي ودوّنه أصحاب الأخبار منهم فلم يقل به أحدٌ؛ وعَلَم الهدى المرتضى وشيخ الطائفة ابو جعفر ونجم الدين المحقق الحلّي أبرياء ممّا قذفهم به، وهذه كتبهم بين أيدينا لا يوجد في أيّ منها هذا البهتان العظيم، وأهل البيت أدرى بما فيه.
ويشهد لذلك ردُّ علماء الشيعة لفريق ممّا رُوي من أحاديثهم لطعنٍ في إسناد أو مُناقشة في المتن. ويشهد لذلك تنويعهم الأخبار على أقسامٍ أربعة: الصحيح، الحسن، الموثّق، الضعيف، منذ عهد العلمين جمال الدين السيد أحمد بن طاوس الحسني، وتلميذه آية اللَّه العلّامة الحلّي.
وليت الرجل يقف على شروح هذه الكتب وفي مقدّمها مرآة العقول شرح الكافي للعلّامة المجلسي، ويُشاهده كيف يحكم في
ص:36
كل سندٍ بما يأدّي إليه إجتهاده من أقسام الحديث، أو كان يُراجع الجزء الثالث من المتسدرك للعلم الحجة النوري حتّى يُرشده إلي الحقِّ، ويُعلمه الصواب، وينهاه عن التقوّل على امةٍ كبيرةٍ- الشيعة- بلا علم وبصيرةٍ في أمرها.
ثمَّ زيّف الكتب الأربعة المذكورة بما فيها من الآحاد، واشتمال بعض أسانيدها برجال قذفهم بأشياء هم بُراء منها، وآخرين لايقدح إنحرافهم المذهبي في ثقتهم في الرّواية، وأحاديث هؤلاء من النوع الذي تُسمّيه الشيعة بالموثّق، وهناك أناس يُرمون بالضعف لكن خصوص رواياتهم تلك مكتنفة بإمارات الصّحة، وعلى هذا عمل المحدّثين من أهل السنّة والشيعة في مدوّناتهم الحديثية، فالرجل جاهلٌ بدراية الحديث وفنونه، أو راقه أن يتجاهل حتّى يتحامل بالوقعية، ولو راجع مقدّمة فتح الباري في شرحصحيح البخاري لابن حجر، وشرحه للقسطلاني، وشرحه للعيني، وشرح مسلم للنوري وأمثالها لوجد فيها ما يشفي غلّته، وكفّ عن نشر الأباطيل مدّته «(1)».
4- قال: يروي- الطوسي- عن ابن المعلّم وهو
ص:37
يروي عن ابن مابوية الكذوبصاحب الرقعة المزوّرة، ويروي عن المرتضى أيضاً. وقد طلبا العلم معاً وقرءا على شيخهما محمّد بن النعمان، وهو أكذب من مسيلمة الكذّاب، وقد جوّز الكذب لنصرة المذهب،ص 57.
ج- إنّصاحب التوقيع الذي حسبه الرجل رقعةً مزوّرة هو علي بن الحسين بن موسى بن بابوية- بالبائين الموحّدتين لا المصدرة بالميم- وهو الصدوق الأول توفي 329 قبل مولد الشيخ المفيد ابن المعلّم بسبع أو تسع سنين، فإنّه ولد سنة 336/ 8 [33] فليس من الممكن روايته عنه، نعم له رواية عن ولده الصدوق أبي جعفر محّمد بن علي وليس هوصاحب التوقيع.
وليتني علمت مَن ذا الذي أخبر الآلوسي بأنّ شيخ الأمّة المفيد- المدفون في رواق الإمامين الجوادينصاحب القبّة والمقام المكين- أكذب من مسيلمة الكذّاب الكافر باللَّه؟!
ما أجرأه على هذه القارصة الموبقة؟! وكيف أحفّه «(1)» وهذا اليافعي يعرّفه في مرآته ج 3ص 28 بقوله: كان عالم الشيعة وإمام الرافضةصاحب التصانيف الكثيرة شيخهم المعروف بالمفيد وبابن المعلّم أيضاً، البارع في الكلام والجدل والفقه، وكان يُناظر
ص:38
أهل كلِّ عقيدةٍ مع الجلالة. والعظمة في الدّولة البويهية.
وقال ابن ابي طيّ: كان كثير الصدقات، عظيم الخشوع، كثير الصلاة والصوم، خشن اللباس.
وقول ابن كثير في تأريخه 12ص 15: كان مجلسه يحضره كثيرٌ من العلماء من سائر الطوائف، ينمّ أنه شيخ الأمّة الإسلامية لا الإمامية فحسب، فيجب إكباره على أيّ معتنق بالدين.
أهكذا أدب العلم والدين؟ أفي الشريعة والأخلاق مساغٌ للنيل من أعراض العلماء والوقعية فيهم والتحامل عليهم بمثل هذه القارصة؟ أفي ناموس الإسلام ما يُستباح به أن يُحطّ بمسلم إلى حضيض يكو ن أخفض من الكافر مهما شجر الخلاف واحتدم البغضاء؟! فضلًا عن مثل الشيخ المفيد الذي هو من عمد الدين وأعلامه، ومن دعاة الحقّ وأنصاره، وهو الذي أسّس مجد العراق العلميّ، وأيقظ شعور أهليها وماذا عليه غير أنّه عرف المعروف الذي أنكره الآلوسي، وتسنّم ذروّة من العلم والعمل التي تقاعس عنها المتهجّم.
وليته أشار إلى المصدر الذي أخذ عنه نسبة تجويز الكذب لنصرة المذهب إلى الشيخ المفيد من كتبه أو كتب غيره، أو إسناد متصل إليه، أمّا مؤلّفاته فكلّها خاليةٌ عن هذه الشائنة، ولانسبها إليه أحدٌ من علمائنا، وأمّا الإسناد فلا تجد أحداً أسنده إليه متّصلًا
ص:39
كان أو مرسلًا، فالنسبة غيرصحيحة، وتعكير الصفو بالنسب المفتعلة ليس من شأن المسلم الأمي فضلًا عن مدّعي العلم.
5- قال تحت عنوان تعبّد الإمامية بالرقاع الصادرة من المهدي المنتظر: نعم إنّهم أخذوا غالب مذهبهم كما اعترفوا من الرقاع المزوّرة التي لا يشكّ عاقلٌ في إنّها افتراء على اللَّه، والعجب من الروافض انّهم سمّواصاحب الرّقاع بالصّدوق وهو الكذوب، بل: إنّه عن الدين المبين بمعزل.
كان يزعم أنّه يكتب مسألة في رقعةٍ فيضعها في ثُقب شجرة ليلًا فيكتب الجواب عنها المهديّصاحب الزمان بزعمهم، فهذه الرّقاع عند الرافضة من أقوى دلائلهم وأوثق حججهم، فتبّاً ...
واعلم أنّ الرُّقاع كثيرة منها: رقعة عليِّ بن الحسين بن موسى بن مابوية القمّي، فإنّه كان يُظهر رقعةً بخطّ الصاحب في جواب سؤاله، ويزعم أنّه كاتب ابا القاسم بن أبي الحسين بن روح أحد السفرة على يد عليِّ بن جعفر بن الأسود أن
ص:40
يوصل له رقعته إلى الصاحب- أي المهديّ- وأرسل إليه رقعةً زعم أنّها جوابصاحب الأمر له.
ومنها: رقاع محمّد بن عبداللَّه بن جعفر بن حسين بن جامع بن مالك الحريري ابو جعفر القمّي، كاتبصاحب الأمر سأله مسائل في الشريعة قال:
قال لنا أحمد بن الحسين: وقفت على هذه المسائل من أصلها والتوقيعات بين السطور، ذكر تلك الأجوبة محمد بن الحسن الطوسي في كتابه الغيبة وكتاب الإحتجاج.
والتوقيعات خطوط الأئمة بزعمهم في جواب مسائل الشيعة، وقد رجّحوا التوقيع على المرويِّ بإسنادصحيح لدى التعارض، قال ابن مابوية في الفقه بعد ذكر التوقيعات الواردة من الناحية المقدّسة في باب الرّجل يوصي إلى الرجلين: هذا التوقيع عندي بخطّ أبي محمد ابن الحسن بن عليّ.
وفي الكافي للكليني روايةٌ بخلاف ذلك التوقيع عن الصّادق، ثمّ قال: لا أفتي بهذا الحديث بل أفتي بما عندي من خطّ الحسن بن علي.
ومنها: رقاع أبي العبّاس جعفر بن عبداللَّه بن
ص:41
جعفر الحميري القمّي.
ومنها: رقاع أخيه الحسن ورقاع أخيه أحمد.
وأبو العبّاس هذا قد جمع كتاباً في الأخبار المروية عنه وسمّاه قرب الإسناد إلىصاحب الأمر.
ومنها: رقاع علي بن سليمان بن الحسين بن الجهم بن بُكير بن أعين أبو الحسن الرازي، فإنه كان يدّعي المكاتبة أيضاً ويُظهر الرّقاع.
هذه نبذة ممّا بنوا عليه أحكامهم ودانوا به، وهي نغبةٌ من دأماء «(1)»، وقد تبيّن بها حال دعوى الرافضي في تلقّي دينهم عن العترة ...ص 58، 61.
ج- كان حقّاً على الرجل نهي جمال الدين القاسمي عن أن يُظهر كتابه إلى غيره، كماكان على السيد محمّد رشيد رضا أن يُحرّح على الشيعة بل أهل النصفة من قومه أيضاً أن يقفوا على رسالته، إذا الأباطيل المبثوثة في طيّهما تكشف عن السّوءة، وتُشوه السمعة، ولاتخفي على أي مثقّفٍ، ولايسترها ذيل العصبيّة، ولاتُصلحها فكرةُالمدافع عنها، مهما كان القارئ شريف النفس، حرّ في فكرته
ص:42
وشعوره.
كيف يخفى على الباحث: أنّ الإمامية تتبعد بالرّقاع الصادرة من المهديّ المنتظر، وكلام الرجل ومَن لفَّ لفّه كما يأتي عن القصيمي في الصراع بين الإسلام والوثنيّة «(1)» أوضح ماهناك من السر المستسر في عدم تعبدّهم بها، وعدم ذكر المحامدة الثلاثة «(2)» مؤلفي الكتب الأربعة التي هي عمدة مراجع الشيعة الإمامية في تلكم التآليف شيئاً من الرقاع والتوقيعات الصادرة من الناحية المقدسة.
وهذايوقظ شعور الباحث إلى أنّ مشايخ الإمامية الثلاثة كانوا عارفين بما يؤل إليه أمر الأمة من البهرجة وإنكار وجود الحجة، فكأنّهم كانو منهيّين عن ذكر تلك الآثار الصادرة من الناحية الشريفة في تآليفهم مع أنّهم هم رواتها وحملتها إلى الأمة، وذلك لئلّا يخرج مذهب العترة عن الجعفرية الصادقة إلى المهدوية، حتّى لايبقى لرجال العصبية العمياء مجال للقول بأنّ مذهب الإمامية مأخوذ من الإمام الغائب الذي لا وجود له في مزعمتهم، وأنَّهم يتعبدون بالرّقاع المزوّرة في حسبانهم، وهذا سرّ من أسرار الإمامية يؤكد الثقة بالكتب الأربعة والإعتماد عليها.
ص:43
هذا ثقة الإسلام الكليني مع أنّ بيئته بغداد تجمع بينه وبين سفراء الحجة المنتظر الأربعة، ويجمعهم عصرٌ واحدٌ، وقد توفّي في الغيبة الصغرى سنة 323، وألّف كتابه خلال عشرين سنة، تراه لم يذكر قطُّ شيئاً من توقيعات الإمام المنتظر في كتابه الكافي الحافل المشتمل على ستّة عشر ألف حديث ومائة وتسعة وتسعين حديثاً، مع أنّ غير واحد من تلك التوقيعات يُروى من طرقه، وهو يذكر في كتابه كثيراً من توقيعات بقيّة الأئمة من أهل بيت العصمة سلام اللَّه عليهم.
وهذا أبو جعفر ابن بابوية الصّدوق مع روايته عدّة من تلك الرّقاع الكريمة في تأليفه إكمال الدين وعقده لها باباً فيهص 266 لم يذكر شيئاً منها في كتابة الحافل من لايحضره الفقيه.
نعم: في موضع واحد منه- على ما وقفت- يذكر حديثاً في مقام الإعتضاد من دون ذكر وتسميةٍ للإمام عليه السلام وذلك في ج 2ص 41 ط لكهنو قال:
الخبر الذي رُوي فيمن أفطر يوماً من شهر رمضان متعمّداً أنّ عليه ثلاث كفارات فإنّي أفتي بجماع محرّم عليه أو بطعام محرّم عليه، لوجود ذلك في روايات أبي الحسين الأسدي رضى الله عنه فيما ورد عليه من الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري قدّس اللَّه روحه.
وبعدهما شيخ الطائفة ابو جعفر الطوسي فإنّه مع روايته
ص:44
توقيعات الأحكام الصادرة من الناحية المقدسة الى محمّد بن عبداللَّه بن جعفر الحميري في كتاب الغيبةص 184- 214 و 243- 258 لم يورد شيئاً منها في كتابيه التهذيب والإستبصار اللذين يعدّان من الكتب الأربعة عمد مصادر الأحكام.
ألا تراهم أجمعوا برواية توقيع اسحاق بن يعقوب عن الناحية المقدسة، ورواه أبو جعفر الصّدوق عن أبي جعفر الكليني أيضاً في كتاب الغيبةص 188، وفيه أحكام مسائل ثلاث عنونوها في كتبهم الأربعة واستدلوا عليها بغير التوقيع، وليس فيها منه عينٌ ولا أثرٌ ألا وهي:
1- حرمة الفقّاع
عنونها الكليني في الكافي 2:ص 197، والشيخ في التهذيب 2:ص 313، وفي الإستبصار 2:ص 245، وتوجد في الفقيه 3: 217، 361، ولها عنوان في الوافي جمع الكتب الأربعة في الجزء الحادي عشرص 88. وتوجد من أدلّة الباب خمسة توقيعات للإمامين: أبي الحسن الرّضا وأبي جعفر الثاني، وليس فيها عن التوقيع المهدويّ ذكر.
2- تحليل الخمس للشيعة
عنونها الكليني في الكافي 1:ص 425، والشيخ في التهذيب 1:ص 256- 259 والإستبصار في الجزء الثانيص 33- 36،
ص:45
وذكرها الصدوق في الفقيه في الجزء الثانيص 14؛ وهي معنونة في الوافي في الجزء السادس 45- 48، ومن أدلة الباب مكاتبة الإمامين: أبي الحسن الرضا وأبي جعفر الجواد عليهما السلام، وليس فيها ذكرٌ عن توقيع الحجّة.
3- ثمن المغنّية
المسألة معنونة في الكافي 1ص 361، وفي التهذيب 2ص 107، وفي الإستبصار ج 2ص 36، وتوجد في الفقيه 3ص 53: وهي معنونة في جمعها الوافي في الجزء العاشرص 32، ولايوجد فيها ايعازٌ إلى توقيع الإمام المنتظر.
فكلمة الآلوسي هذه أرشدتنا إلى جانب مهم، وعرّفتنا بذلك السرّ المكتوم، وأرتنا ما هناك من حكمةصفح المشايخ عن تلكم الأحاديث الصادرة من الإمام المنتظر وهي بين أيديهم وأمام أعينهم، فأنت جِدُّ عليم بأنّه لو كان هناك شي ء مذكور منها في تلكم الأصول المدونة لكان باب الطعن على المذهب الحقَّ- الإمامية- مفتوحاً بمصراعيه، ولكان تطول عليهم ألسنة المتقوِّلين، ويكثر عليهم الهوس والهياج ممّن يروقه الوقيعة فيهم والتحامل عليهم.
إذن فهلمّ معي نسائل الرجل عن همزة ولمزة بمخاريقه وتقوّلاته وتحكّماته وتحرّشه بالوقيعة نسائله متى أخذت الإمامية
ص:46
غالب مذهبهم من الرقاع وتعبّدوا بها؟ ومَن الذي اعترف منهم بذلك؟ وأنّى هو؟ وفي أيّ تأليف اعترف؟ أم بأيّ راوٍ ثبت عنده ذلك؟
وأنّى للصدوق رُقاع؟ ومتى كتبها؟ وأين رواها؟ ومَن ذا الذي نسبها إليه؟ وقد جهل الرجل بأنّصاحب الرقعة هو والده الذي ذكره بقوله: منها رقعة عليِّ بن الحسين.
وما المسوّغ لتكفيره؟ وهو من حملة علم القرآن والسنة النبوية، ومن الهُداة إلى الحقِّ ومعالم الدين، دع هذه كلّها ولاأقلّ من أنّه مسلمٌ يتشهد بالشهادتين، ويؤمن باللَّه ورسوله والكتاب الذي أُنزل إليه واليوم الآخر، أهكذا قرّر أدب الدين، أدب العلم، أدب العفة، أدب الكتاب، أدب السنة؟ أم تأمره به أحلامه؟ أبهذا السباب المقذع، والتحرّش بالبذاء والقذف، يتأتّى الصالح العام؟
وتسعد الأمة الإسلامية؟ وتجد رشدها وهداها؟
ثمّ من الذي أخبره عن مزعمة الصدوق بنيل حاجته من ثُقب الأشجار؟ والصدوق متى سأل؟ وعمّاذا سأل؟ حتّى يكتب ويضع في ثقب شجرة أو غيرها ليلًا أو نهاراً ويجد جوابه فيها، ومَن الذي روى عنه تلك الأسئلة؟ ومن رأى أجوبتها؟ ومَن حكاها؟ ومتى ثبتت عند الرافضة حتّى تكون من أقوى دلائلهم وأوثق حججهم؟ نعم: فتّباً ...
ص:47
وليتني أقف وقومي على تلك الرقاع الكثيرة وقد جمعها العلّامة المجلسي في المجلّد الثالث عشر من البحار في اثنتي عشرةصحيفة منص 237- 249 والتي ترجع منها إلى الأحكام إنما تُعدُّ بالآحاد ولاتبلغ حدَّ العشرات، فهل مستند تعبّد الإمامية من بدء الفقه إلى غايته هذه الصحائف المعدودة؟ أم يحقّ أن تكون تلك المعدودة بالآحاد هي مأخذ غالب مذاهبهم؟ أنا لاأدري لكن القارئ يدري.
إنّما يفتري الكذب الّذين لايؤمنون بآيات اللَّه.
وليته كان يذكر رقعة عليِّ بن الحسين بن بابوية بنصّها حتّى تعرف الأمّة أنّها رقعةٌ واحدة ليست إلّا، وليس فيها ذكرٌ من الأحكام حتّى تتعبّد بها الإمامية، وإليك لفظها برواية الشيخ في كتاب الغيبة:
كتب عليٌّ بن الحسين إلى الشيخ أبي القاسم حسين بن روح على يد عليّ بن جعفر أن يسأل مولانا الصاحب أن يرزقه أولاداً فقهاء.
فجاء الجواب: إنّك لاتُرزق من هذه وستملك جاريةً ديلميّةً وتُرزق منها ولدين فقيهين «(1)».
ص:48
أترى هذه الرّقعة ممّا يؤخذ منه المذهب؟! أوفيها مسةٌ بالتعبّد؟
وأمّا رقاع محمّد بن عبداللَّه بن جعفر الحميري التي توجد في كتابي الغيبة والإحتجاج فليست هي إلّارقاعاً أربعاً، ذكر الشيخ في الغيبة منها إثنتين فيص 244- 250 تحتوي إحداهما تسع مسائل والأخرى خمسة عشر سؤالًا، وزادهما الطبرسي في الإحتجاج رقعتين، ولو كان المفتري منصفاً لكان يشعر بأنّ عدم إدخال الشيخ هذه المسائل في كتابيه: التهذيب والإستبصار إنّما هو لدحض هذه الشّبهة، وقطع هذه المزعمة.
وقد خفي على الرجل أنّ كتاب الإحتجاج ليس من تأليف الشيخ الطوسي محمّد بن الحسن وإنما هو للشيخ أبي منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي.
وفي قوله: والتوقيعات ... إلخ. جنايةٌ كبيرة وتمويهٌ وتدجيلٌ فإنّه بعدما ادّعى على الإمامية ترجيح التوقيع على المرويّ بالإسناد الصحيح لدى التعارض استدلّ عليه بقوله: قال ابن مابوية في الفقه: بعد ذكر التوقيعات الواردة من الناحية المقدّسة في باب الرجل يوصي إلى رجل: هذا التوقيع عندي بخطّ ابي محمّد ابن الحسن بن عليّ ...
فإنّك لاتجد في الباب المذكور من الفقيه توقيعاً واحداً ورد
ص:49
من الناحية المقدسة فضلًا عن التوقيعات، وإنما ذكر في أول الباب توقيعاً واحداً عن أبي محمّد الحسن العسكري، وقد جعله الرجل أبا محمّد بن الحسن ليوافق فريته، ذاهلًا عن أنّ كنية الإمام الغائب أبو القاسم لا أبو محمّد، فلاصلة بما هناك لدعوى الرجل أصلًا، وهانحن نذكر عبارة الفقيه حتّى يتبين الرُّشد من الغي.
قال في الجزء الثالثص 275: باب الرجلين يوصى إليهما فينفرد كلُّ واحد منهما بنصف التركة.
كتب محمّد بن الحسن الصفّار رضى الله عنه إلى أبي محمد الحسن بن عليّ عليهما السلام: رجلٌ أوصى إلى رجلين أيجوز لأحدهما أن ينفرد بنصف التركة والآخر بالنصف؟
فوقع عليه السلام: لاينبغي لهما أن يخالفا الميّت ويعملان على حسب ما أمرهما إنشاء اللَّه. وهذا التوقيع عندي بخطّه عليه السلام.
وفي كتاب محمّد بن يعقوب الكليني رحمه الله عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحسن الميثمي، عن أخويه محمّد وأحمد، عن أبيهما، عن داود بن أبي يزيد، عن يزيد بن معاوية قال: إنّ رجلًا مات وأوصى إلى رجلين فقال أحدهما لصاحبه: خذ نصف ما ترك واعطني النصف ممّا ترك. فأبى عليه الآخر، فسألوا أبا عبداللَّه عليه السلام عن ذلك فقال: ذاك له.
قال مصنّف هذا الكتاب رحمه الله: لست أفتي بهذا الحديث، بل:
أفتي بما عندي بخطّ الحسن بن عليّ عليه السلام. انتهى.
ص:50
إقرأ واحكم.
وأمّا رقاع بن أبي العبّاس والحسين وأحمد وعليّ فإنها لم توجد قطُّ في مصادر الشيعة، ولا يُذكر منها شي ء في أصول الأحكام، ومراجع الفقه الإمامية، ولعمري لوكان المفتري يجد فيها شيئاً منها لأعرب عنه بصراخة.
وأبو العبّاس كنية عبداللَّه بن جعفر الحميري وهوصاحب قرب الإسناد لا جعفر بن عبداللَّه كما حسبه المغفّل، وإنّما جعفر ومحمّد الذي ذكره قبل- ولم يعرفه- والحسين وأحمد إخوان أربعة أولاد أبي العبّاس المذكور، ولم يُر في كتب الشيعة برمتها لغير محمد بن عبداللَّه المذكور أثرٌ من الرقاع المنسوبة إليهم، ولم يحفظ التاريخ لهم غير كلمة المؤلفين في تراجمهم: إنّ لهم مكاتبة.
هذه حال الرقاع عند الشيعة وبطلان نسبة إبتناء أحكامهم عليها.
وهناك أغلاطٌ للرجل في كلمته هذه تكشف عن جهله المطبق وإليك مايلي:
موسى بن مابوية- في غير موضع- والصحيح: موسى بن بابويه
أبا القاسم بن أبي الحسين والصحيح: أبا القاسم الحسين
ص:51
مالك الحريري الفقه والصحيح: مالك الحميري الفقيه
أبي العبّاس جعفر بن عبداللَّه والصحيح: أبي العبّاس عبداللَّه
سليمان بن الحسين والصحيح: سليمان بن الحسن
أبو الحسن الرّازي والصحيح: ابو الحسن الرّازي
عجباً للرجل حين جاء ينسب وينقد ويردّ ويُفنّد وهو لايعرف شيئاً من عقائد القوم وتعاليم مذهبهم، ومصادر أحكامهم، وبرهنة عقائدهم، ولايعرف الرجال وأسماءهم، ويجهل الكتب ونسبها، ولايفرّق بين والد ولا ولد، ولا بين مولود وبين من لم يولد بعد، ولو كان يروقهصيانة ماء وجهه لكفَّ القلم فهو أستر لعورته.
6- ذكر فيص 64، 65 عدّه من عقائد الشيعة، جملةٌ منها مكذوبةٌ عليهم كشتمهم جمهور أصحاب رسول اللَّه وحكمهم بارتدادهم إلّاالعدد اليسير، وقولهم: بأنّ الأئمّة يوحى إليهم «(1)». وانّ موت الأئمة
ص:52
ص:53
باختيارهم «(1)». وانّهم اعتقدوا بتحريف القرآن
ص:54
ونقصانه وانّهم يقولون: بانّ الحجّة المنتظر إذا ذُكر في مجلس حضر فيقومون له «(1)» وإنكارهم كثيراً من ضروريّات الدين.
ص:55
قال الأميني: نعم: الشيعة لا يحكمون بعدالة الصحابة أجمع، ولا يقولون إلّابما جاء فيهم في الكتاب والسنّة وسنوقفك على تفصيله في النقد على كتاب الصراع بين الإسلام والوثنية «(1)».
ص:56
وأمّا بقية المذكورات فكلّها تحامل ومكابرةٌ بالإفك، ثمّ جاء بكلمة عوراء، وقارصة شوهاء، الأوهي قوله فيص 65، 66:
] وما تكلّم- يعني السيد محسن الأمين- به في المتعة يكفي لإثبات ضلالهم، وعندهم متعةٌ أخرى يسمّونها المتعة الدورية ويروون في فضلها ما يروون، وهي: أن يتمتّع جماعةٌ بامرأة واحدةٍ، فتكون لهم من الصبح إلى الضحى في متعة هذا؛
ص:57
ومن الضحى إلى الظهر في متعة هذا، ومن الظهر إلى العصر في متعة هذا، ومن العصر إلى المغرب في متعة هذا، ومن المغرب إلى العشاء في متعة هذا، ومن العشاء إلى نصف الليل في متعة هذا، ومن نصف الليل إلى الصبح في متعة هذا، فلا بدع ممّن جوّز مثل هذا النكاح أن يتكلّم بما تكلّم به ويسمّيه الحصون المنيعة ... «(1)»
ص:58
نسبة المتعة الدورية وقل: الفاحشة المبيّنة إلى الشيعة إفكٌ عظيمٌ تقشعر منه الجلود، وتكفهرّ منه الوجوه، وتشمئزّ منه الأفئدة، وكان الأحرى بالرجل حين أفك أن يتّخذ له مصدراً من كتب الشيعة ولوسواداً على بياض من أيّ ساقط منهم، بل نتنازل معه إلى كتاب من كتب قومه يسند ذلك إلى الشيعة، أو سماعٍ عن أحدٍ لهج به، أو وقوف منه على عمل ارتكبه اناس ولو من أوباش
ص:59
الشيعة وأفنائهم، لكنّ المقام قد أعوزه عن كلّ ذلك لأنّه أوّلصارخ بهذا الإفك الشائن، ومنه أخذ القصيمي في الصراع بين الإسلام والوثنيّة وغيره.
وليت الشيعة تدري متى كانت هذه التسمية؟ وفي أيّ عصر وقعت؟ ومَن أوّل من سمّاها؟ ولِمَ خلت عنها كتب الشيعة برمّتها؟
أنا أقول وعند جهينة الخبر اليقين: هو هذا العصر الذهبي، عصر النور، عصر الآلوسي، وهو أوّل من سمّاها بعد أن إخترعها، والشيعة لم تعلمها بعدُ.
وليت الرجل ذكر شيئاً من تلك الروايات التي زعم انّ الشيعة ترويها في فضل المتعة الدورية؛ وليته دلّنا على من رواها، وعلى كتاب أوصحيفة هي مودعةٌ فيها، نعم: الحق معه في عدم ذكر ذلك كلّه لأنّ الكذب لا مصدر له إلّاالقلوب الخائنة، والصدور المملوكة بالوسواس الخناس.
وأما العَلَم الحجة سيدنا المحسن الأمينصاحب الحصون المنيعة الذي يزعم الرجل أنّه يجوّز مثل هذا النكاح ففي أيّ من تآليفه جوّز ذلك؟ ولِمَن شافهه به؟ ومتى قاله؟ وأنّى نوّه به؟ وها هو حيّ يرزق- مد اللَّه في عمره- وهل هو إلّارجل همّ «(1)» علمٌ من أعلام الشريعة، وإمامٌ من أئمّة الإصلاح. لا يتنازل إلى
ص:60
الدّنايا، ولايقول بالسفاسف، ولا تُدنّس ساحة قدسه بهذه القذائف والفواحش؟
هذه نبذة يسيرةٌ من الأفائك المودعة في رسالة السنّة والشيعة وهي مع أنّها رسالةٌصغيرةٌ لا تعدوصفحاتها 132 لكن فيها من البوائق ما لعلّ عدّتها أضعاف عدد الصفحات، وحسبك من نماذجها ما ذكرناه.
«إنَّ الّذينَ جآءوا بالإفكِ عُصبةٌ مِنكمْ لا تَحسبوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيرٌ لَكُم لِكُلّ إمرئٍ مِنْهُم ما اكتسبَ مِنَ الإثمِ والذي تولّى كِبرهُ مِنهُم لَهُ عَذابٌ عظيمٌ» سورة النور: 11
ص:61
قائمة بأسماء الكتب المطبوعة المؤلفة للردّ على البابية والبهائية «(1)» ابطال مذهب البابية- اسماعيل الحسيني اليزدي
احقاق الحق للقائم بالحق- غير معروف المؤلف
إرغام الشيطان في رد أهل البيان والإيقان- زين الدين بن نصراللَّه النوري
ارمغان استعمار- محمد اشتهاردي
اشعارى شيوا در رد باب وبها- محمد جوادصافي
اعترافات كينياز دالكوركي- كينياز دالكوركي
امشى بحشرات بهائى- محمد كهري مرتضوي
انشعاب در بهائيت پس از مرگ شوقى ربانى- اسماعيل رائين
ص:62
باب وبها را بشناسيد- فتج اللَّه مفتون يزدي
بررسي ومحاكمة در پيرامون عقائد وآداب وأحكام وتاريخ باب- دكتر ح. م. ت
بهائيت دين نيست- ابوتراب هدائي
بهائيت چه ميگويد- جواد تهراني
بهائيت گمراه را بشناسيد- عبد الكريم مالك
بهائيگرى- أحمد كسروي
البهائيون من أخطر المعاول لهم الإسلام- عبد العزيز نصيحي
بيدارى بشر پرهيز از خطر- محمود المرعشي
ترجمة مفتاح باب الأبواب- حسن گلبايگاني فريد
تنبيه الغافلين- غير معروف المؤلف
جمال ابهى- عبد الكريم موسوي
چهارشب جمعه- جلال دري
الحجة البالغة في تنبيه القلوب الزائفة- ناصرالدين حجت نجف آبادي
الحجة المنتظر- غير معروف المؤلف.
الحراب فيصدر البهاء والباب- فاضل مجتهد همداني
خاتميت وپاسخ به ساخته هاى بهائيت- علي أميرپور
خاطرات زندگى درباره امر بهائى- فضل اللَّه مهتدي
خدا پرستى- د. س
خداى قرن اتم- محمدصالحي آذري
خرافيات البابية- محمد حسين كاشف الغطاء
درمان الشيخ والشاب فى رد البهاء والباب
ص:63
دزد بگير- علي بن حبيب اللَّه بن عبداللَّه بن اسماعيل شيرا
راه راست- مسيح اللَّه رحماني
رجوم الشياطين في رد الملاعين- حبيب اللَّه كاشاني
الرد على البابية والبهائية- ملاعبد الرسول مدني كاشاني
رسالة الشهاب الثاقب في تفضيح الكاذب- عبدالحسين فاضل
الرسالة الناصرية- محمد فاضل اللنكراني
روح الإيمان- عبدالنبي العراقي
ساخته هاى بهائيت درصحنه دين وسياست- أنور ودود
شاهان وملكه هاى معروف، أبو تراب هدائي
الشمس المضيئة- حاج محمدخان
فتنه باب- اعتضاد السلطنة علي قلي بن فتح على شاه القاجار.
فجائع بهائيت- حسين الخراساني
فلسفة نيكو- حسن نيكو
نصائح الهدى والدين الى من كان مسلماً وصار بابياً- محمد جواد البلاغي
ص:64
مصادر الإعداد
1- آلاء الرحمان في تفسير القرآن، محمد جواد البلاغي- مكتبة الوجداني قم
2- الإرشاد في معرفة حجج اللَّه على العباد، المفيد، المؤتمر العالمي لالفية الشيخ المفيد- 1413 ه
3- الإعلام، خير الدين الزرقلي- دار العلم للملايين، ط 9- 1990 م
4- تاريخ الطبري، ابن جريد الطبري، دار الكتب العلمية بيروت، ط 2- 1988 م
5- تاريخ اليعقوبي، احمد بن ابي يعقوب، دارصادر بيروت.
6- الذريعة الى تصانيف الشيعة، آقا بزرگ الطهراني، دار الأضواء بيروت.
7- الرجال، الحسن بن علي بن داود، تحقيق محمدصادق بحر العلوم، النجف 1972.
8- رجال الطوسي، محمد بن الحسن الطوسي، تحقيق جواد القيومي، مؤسسة النشر الإسلامي- 1415 ه
9- مروج الذهب، المسعودي، تحقيق شارل پلّا، الجامعة اللبنانية- 1973 م
10- معجم المؤلفين، عمر رضا كحالة، مكتبة المثنى- دار إحياء التراث العربي- بيروت
11- مقتضب الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر، أحمد بن عياش، مكتبة الطباطبائي