اهل البيت في الكتاب و السنة

اشارة

سرشناسه : محمدی ری شهری محمد، - 1325

عنوان و نام پديدآور : اهل البیت فی الکتاب و السنه محمد الری شهری مشخصات نشر : قم دار الحدیث 1375.

مشخصات ظاهری : ص 644

شابک : 964-5985-19-6 بها:16000ریال ؛ 964-5985-19-6 بها:16000ریال وضعیت فهرست نویسی : فهرستنویسی قبلی يادداشت : عربی يادداشت : چاپ دوم 20000 :1375 ریال یادداشت : کتابنامه ص [617] - 644؛ همچنین به صورت زیرنویس موضوع : ائمه اثناعشر -- احادیث موضوع : خاندان نبوت -- احادیث رده بندی کنگره : BP36/5 /م 35‮الف 9

رده بندی دیویی : 297/95

شماره کتابشناسی ملی : م 77-4128

مقدمه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عبده المصطفى محمد وآله الطاهرين وخيار صحابته أجمعين وبعد الكتاب الذي بين يديك الآن - أيها القارئ الكريم - هو عصارة وخلاصة لمئات الكتب وآلاف الأحاديث التي أخرجت فيه بحلة جديدة ، لتدخل إلى عالم الحديث والمعارف الإسلامية لأول مرة .

وقد جاء هذا الكتاب حصيلة لسنين متمادية من البحث والاستقصاء والتنقيب .

وهو أول رسالة تنشر مستقلة من " موسوعة ميزان الحكمة " . وإن نظرة إجمالية إلى قائمة مصادر الكتاب يمكنها تعريف القارئ العزيز ببعض ما أنفق عليه من جهد وعناء .

ومن الجدير بالذكر أن البدء بتأليف " موسوعة ميزان الحكمة " كان - بعد ما حظي به كتاب " ميزان الحكمة " من الترحاب والقبول - منذ عام 1407 ه. ق ، وبمعونة جمع من فضلاء الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة ، وأدى فيما بعد إلى إنشاء " مؤسسة دار الحديث الثقافية " في سنة 1415 ه. ق .

وقد أنجز إلى الآن قسم كبير من هذه الموسوعة الضخمة ، وآمل

- بفضل الله ومنه - أن ينشر هذا

‹ صفحه 18 ›

الأثر الفاخر بأكمله في المستقبل القريب .

ونظرا إلى حاجة المجتمع الإسلامي الشديدة ، في الوقت الحاضر ، إلى كثير من موضوعات هذه الموسوعة التي يمكن نشرها مستقلة ارتأينا نشر طائفة من هذه الموضوعات على نحو مستقل وبشكل تدريجي ، حتى يحين موعد إصدار الموسوعة الكاملة مرة واحدة ، إن شاء الله تعالى .

ولحسن الطالع كان أول كتاب أعد للنشر في مؤسسة " دار الحديث " مرتبطا بمعرفة أهل البيت ( عليهم السلام ) .

وأغتنم هذه البداية الميمونة لأقدم هذا الكتاب هدية بين يدي الصديقة الكبرى فاطمة بنت رسول الله سلام الله عليها ، راجيا الله تبارك وتعالى - وببركة دعائها ( عليها السلام ) - أن يتقبل هذا المجهود المتواضع ، ويجعله ذخرا لنا في مماتنا وحشرنا ، وأن يجعل آثاره - في تعريف أهل البيت ( عليهم السلام ) وتعزيز وحدة كلمة المسلمين حول محور عترة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) - أكثر مما نتوقعه ونرجوه .

وختاما ، أرى لزاما علي أن أتقدم بالشكر الجزيل لجميع الإخوة الأعزاء في " مركز تحقيقات دار الحديث " إذ ساعدوني في تأليف هذه المجموعة الثمينة ، لا سيما الأخ الفاضل الأعز السيد رسول الموسوي الذي اضطلع بالمهمة الأساسية ، جزاهم الله عن الاسلام خير الجزاء في الدارين .

محمد الريشهري شعبان المعظم 1417 ه

‹ صفحه 21 ›

* ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .

توضيحات

حول آية التطهير :

نزلت هذه الآية الكريمة في أواخر حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو في بيت أم سلمة .

فدعى عليا وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، وغشاهم بكساء له خيبري ، ثم قال :

اللهم هؤلاء أهل بيتي . فقالت له أم سلمة : أين أنا يا رسول الله ؟ فقال لها النبي : أنت في خير ، وإلى خير .

وفي رواية أخرى قالت له أم سلمة : ألست فيهم ؟ قال : أنت على خير .

وفي ثالثة قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي ، وقال : إنك على خير .

الأحاديث التي فسرت " أهل البيت " في آية التطهير المباركة بأصحاب الكساء ، على نحو مباشر ، قد فاقت حد التواتر ( 2 ) .

وقد حددت هذه النصوص المصاديق الحقيقية لأهل البيت بجلاء ووضوح ، فلا يظل للباحث المنصف مجال لأدنى شك وارتياب .

----------

( 1 ) الأحزاب : 33 .

( 2 ) راجع : ص 85 تبويب الأحاديث التي تفسر أهل البيت ( عليهم السلام ) .

‹ صفحه 22 ›

مضمون الآية الكريمة وسياقها ( 1 ) أيضا يدعم الأحاديث المأثورة في شأن نزولها أو التي فسرت " أهل البيت " بجمع خاص من أقرباء النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

وسيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) في تفسير آية التطهير ، منذ أن منع زوجته الصالحة أم سلمة من الالتحاق بأصحاب الكساء - رفعا لاحتمال دخول أزواجه تحت عنوان " أهل البيت " - إلى يوم وفاته ، كانت بشكل لا يثير أي خلاف حول معنى أهل البيت ومصداقهم .

ولم يدع بهذا العنوان إلا جمع خاص من أقربائه الذين كانوا أهلا لهداية الأمة الإسلامية وقيادتها .

وإذا تأملنا ما أشير إليه وفي تفصيله

الذي سيأتي في هذا الكتاب ، تبين لنا أن الشك والترديد ( 2 ) في معنى " أهل البيت " ومصداقهم الوارد في آية التطهير ليس لهما قيمة علمية تذكر .

وفي ضوء هذه الآية الكريمة أراد الله تعالى ، بحكمته ، أن يصون جمعا خاصا من قرابة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) من كل ضروب الرجس والدنس العقيدية والأخلاقية والعملية .

ولما كانت إرادته الأزلية جل شأنه غير منفصلة عن المراد ، تسنى لنا أن نستنتج بوضوح أن أهل البيت مطهرون من جميع أنواع الرجس ، شأنهم في ذلك شأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

تأتي خاصية الطهارة العقيدية الأخلاقية العملية المطلقة على رأس الخصائص التي يتصف بها أهل البيت ( عليهم السلام ) ، بل هي أساس الخصائص كلها . وهي التي تجعلهم أهلا لهداية الأمة الإسلامية وقيادتها .

من هنا ، ستتصدر القسم الثالث من هذا الكتاب الذي يتناول خصائص أهل البيت ( عليهم السلام ) بالدراسة والبحث .

----------

( 1 ) راجع مجمع البيان : 8 / 560 ، الميزان في تفسير القرآن : 16 / 311 ، بحار الأنوار : 35 / 233 ، آية التطهير رؤية مبتكرة ، أهل البيت في آية التطهير للسيد جعفر مرتضى العاملي .

( 2 ) هناك أقوال عديدة حول المراد من أهل البيت في الآية الكريمة .

راجع كتاب أهل البيت في آية التطهير للسيد جعفر مرتضى العاملي : الفصل الأول / آراء وأقوال .

‹ صفحه 23 ›

رمز مجد المسلمين وعظمتهم : إن الأحاديث الواردة في هذا الكتاب حول معرفة " أهل البيت " ومزاياهم وعلومهم وحقوقهم وحبهم وبغضهم تثبت لنا جليا أن النبي

( صلى الله عليه وآله ) قد عين - بأبلغ الأساليب وأوضحها - عدة من أقربائه قادة لهذه الأمة سياسيا وعلميا وأخلاقيا .

ولا بد للمسلمين - لأجل معرفة الاسلام الأصيل والتحرز من الزيغ والضلال ، وإقامة حكومة التوحيد بمفهومها الحقيقي الناصع وبلوغ عزهم وسؤددهم - أن يقتدوا بأهل البيت ، بعد التمسك بكتاب الله العزيز .

ولا يمكن الشعوب الإسلامية بلوغ المنزلة الرفيعة التي توخاها الاسلام لها بدون التمسك بكلا هذين الثقلين .

التبري من الغلاة :

إن الشيعة الحقيقيين ليسوا أهل غلو في " أهل البيت " ، وهم براء من الغلاة . ذلك أنهم يتبعون - في تقديسهم لأئمتهم وأدائهم لحقوقهم - ما ورد في القرآن وأثر من معتبر الأحاديث .

وقد خصص باب في هذا الكتاب لدفع أي إبهام وإيهام في هذا المجال .

قصة أحزان أهل البيت :

لقد تعرض أهل البيت - مع بالغ الأسى ، وعلى الرغم من نص القرآن ووصايا النبي المكررة والمؤكدة - لأنواع من الظلم والبغي يعجز عن بيانها القلم ، ويكل عن ذكرها اللسان ( 1 ) .

ولو أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد أمر بإيذاء أهل بيته ( عليهم السلام ) لأمكننا القول بأنه لا يمكن أن يلاقوا أكثر مما لا قوة بالفعل .

وموجز القول أن آلام أهل البيت كانت تجسيدا لمعاني الغم والمرارة والأسى ، وجدير بتلك المآسي أن تبكيها العيون دما . ولو بحث ما حل بهم ( عليهم السلام ) من ويلات

----------

( 1 ) راجع القسم الحادي عشر : الظلم على أهل البيت .

‹ صفحه 24 ›

وكوارث بشئ من الدراية والإنصاف لتكشفت لنا أسرار هجران القرآن وانحطاط المجتمعات الإسلامية . أجل ، إنها حكاية هجران القرآن العزيز ، وليست قصة مصائب أهل البيت فحسب .

وعي الأمة الإسلامية :

لقد سنحت الفرصة للجميع - ببركة انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، والوعي المتزايد للأمة الإسلامية في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت مضى - لأن ينهلوا من معين علوم أهل البيت ( عليهم السلام ) .

وانتعش الأمل في توحيد المسلمين كلمتهم في ظل العمل بكتاب الله وسنة نبيه والتمسك بالثقلين ، وانتهاء حكاية الآلام والمآسي في هجران القرآن وأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وما هذا الكتاب إلا خطوة قصيرة في هذا المضمار .

القسم الأول معنى أهل البيت:

الفصل الأول أزواج النبي ومعنى أهل البيت

[أزواج النبي]

أم سلمة

1 - عطاء بن يسار عن أم سلمة : في بيتي نزلت : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * .

قالت : فأرسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : هؤلاء أهل بيتي ( 1 ) .

2 - عطاء بن يسار عن أم سلمة : في بيتي نزلت هذه الآية : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * .

قالت : فأرسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي و فاطمة و الحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين ، فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي . قالت أم سلمة : يا رسول الله ، ما أنا من أهل البيت ؟ قال : إنك أهلي ( 2 )

----------

( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 158 / 4705 ، وراجع السنن الكبرى : 2 / 214 / 2861 .

( 2 ) كذا في النسخة المطبوعة ، والظاهر أنه تصحيف ، والصحيح " لعلى خير " كما يظهر من سائر الروايات .

‹ صفحه 28 ›

خير

، وهؤلاء أهل بيتي ، اللهم أهلي أحق ( 1 ) .

3 - أبو سعيد الخدري عن أم سلمة : نزلت هذه الآية في بيتي : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * . قلت : يا رسول الله ، ألست من أهل البيت ؟ قال : إنك إلى خير ، إنك من أزواج رسول الله . قالت : وأهل البيت ( عليهم السلام ) رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( 2 ) .

4 - أبو سعيد الخدري عن أم سلمة : لما نزلت هذه الآية * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فجلل عليهم كساء خيبريا ، فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . قالت أم سلمة : ألست منهم ؟ قال : أنت إلى خير ( 3 ) .

5 - أبو سعيد الخدري عن أم سلمة : إن هذه الآية نزلت في بيتها : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * . قالت : وأنا جالسة على باب البيت ، فقلت : أنا يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال : إنك إلى خير ، أنت من أزواج النبي . قالت : وفي البيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ( 4 ) .

6 - أبو هريرة عن أم سلمة : جاءت فاطمة إلى

رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ببرمة ( 5 ) لها قد صنعت

----------

( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 2 / 451 / 3558 .

( 2 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 70 / 127 ، وراجع تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 73 / 106 ، تاريخ بغداد : 9 / 126 ، المعجم الكبير : 3 / 52 / 2662 .

( 3 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 7 .

( 4 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 7 .

( 5 ) البرمة : القدر مطلقا ، وهي في الأصل المتخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن . ( النهاية : 1 / 121 ) .

‹ صفحه 29 ›

فيها عصيدة تحلها ( 1 ) على طبق ، فوضعته بين يديه ، فقال : أين ابن عمك وابناك ؟ فقالت : في البيت ، فقال : ادعيهم . فجاءت إلى علي ، فقالت : أجب النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنت وابناك .

قالت أم سلمة : فلما رآهم مقبلين مد يده إلى كساء كان على المنامة ، فمده وبسطه وأجلسهم عليه ، ثم أخذ بأطراف الكساء الأربعة بشماله ، فضمه فوق رؤوسهم وأومأ بيده اليمنى إلى ربه ، فقال : هؤلاء أهل البيت ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 2 ) .

7 - حكيم بن سعد : ذكرنا علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) عند أم سلمة ، قالت : فيه نزلت : * ( إنما يريد الله ليذهب

عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * .

قالت أم سلمة : جاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى بيتي ، فقال : لا تأذني لأحد ، فجاءت فاطمة ، فلم أستطع أن أحجبها عن أبيها ، ثم جاء الحسن ، فلم أستطع أن أمنعه أن يدخل على جده وأمه ، وجاء الحسين ، فلم أستطع أن أحجبه ، فاجتمعوا حول النبي ( صلى الله عليه وآله ) على بساط ، فجللهم نبي الله بكساء كان عليه ، ثم قال : هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط . قالت : فقلت : يا رسول الله ، وأنا ؟ قالت : فوالله ما أنعم ، وقال : إنك إلى خير ( 3 ) .

8 - شهر بن حوشب عن أم سلمة : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) جلل على علي وحسن وحسين وفاطمة كساء ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، اللهم أذهب عنهم

----------

( 1 ) كذا في النسخة المطبوعة ، والظاهر أن الأصح " تحملها " .

( 2 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 7 ، وراجع : 146 / 208 من كتابنا هذا .

( 3 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 8 .

‹ صفحه 30 ›

الرجس وطهرهم تطهيرا . فقالت أم سلمة : وأنا منهم ؟ قال : إنك إلى خير ( 1 ) .

9 - شهر بن حوشب عن أم سلمة : جاءت فاطمة بنت النبي إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متوركة الحسن والحسين

، في يدها برمة للحسن فيها سخين ، حتى أتت بها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فلما وضعتها قدامه قال لها : أين أبو الحسن ؟ قالت : في البيت ، فدعاه فجلس النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين يأكلون . قالت أم سلمة : وما سامني النبي ( صلى الله عليه وآله ) وما أكل طعاما قط إلا وأنا عنده إلا سامنيه قبل ذلك اليوم - تعني ب" سامني " : دعاني إليه - فلما فرغ التف عليهم بثوبه ، ثم قال : اللهم عاد من عاداهم ، ووال من والاهم ( 2 ) .

10 - شهر بن حوشب عن أم سلمة : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لفاطمة : ائتيني بزوجك وابنيك ، فجاءت بهم ، فألقى عليهم كساء فدكيا ، قال : ثم وضع يده عليهم ثم قال : اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنك حميد مجيد . قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي وقال : إنك على خير ( 3 ) .

11 - شهر بن حوشب عن أم سلمة : كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) عندي وعلي وفاطمة والحسن

----------

( 1 ) مسند ابن حنبل : 10 / 197 / 26659 ، سنن الترمذي : 5 / 699 / 3871 وفيه " أنا معهم يا رسول الله ؟ " ، مسند أبي يعلى : 6 / 290 / 6985 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " :

62 / 88 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 65 / 118 وفي الثلاثة الأخيرة " حامتي " بدل " خاصتي " .

( 2 ) مسند أبي يعلى : 6 / 264 / 6915 ، مجمع الزوائد : 9 / 262 / 14971 .

( 3 ) مسند ابن حنبل : 10 / 228 / 26808 ، المعجم الكبير : 3 / 53 / 2664 ، وذكره أيضا في : 23 / 336 / 779 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 64 / 93 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 65 / 116 ، وذكر أيضا في : 67 / 120 نحوه ، مسند أبي يعلى : 6 / 248 / 6876 .

‹ صفحه 31 ›

والحسين ، فجعلت لهم خزيرة ( 1 ) ، فأكلوا وناموا ، وغطى عليهم عباءة أو قطيفة ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 2 ) .

12 - عبد الله بن مغيرة مولى أم سلمة زوج النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنها قالت : نزلت هذه الآية في بيتها : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * أمرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن أرسل إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فلما أتوه اعتنق عليا بيمينه ، والحسن بشماله ، والحسين على بطنه ، وفاطمة عند رجله فقال : اللهم هؤلاء أهلي وعترتي فأذهب عنهم الرجس

وطهرهم تطهيرا ، قالها ثلاث مرات . قلت : فأنا يا رسول الله ؟ فقال : إنك على خير إن شاء الله ( 3 ) .

13 - عطاء بن أبي رباح : حدثني من سمع أم سلمة تذكر : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان في بيتها ، فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة ، فدخلت بها عليه فقال لها : ادعي زوجك وابنيك قالت : فجاء علي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة ، وهو على منامة له ، على دكان ( 4 ) تحته كساء له خيبري .

قالت : وأنا أصلي في الحجرة ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * . قالت : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

----------

( 1 ) الخزيرة : مرقة ، وهي أن تصفى بلالة النخالة ثم تطبخ ( لسان العرب : 4 / 237 ) .

( 2 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 .

( 3 ) أمالي الطوسي : 263 / 482 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 67 / 97 عن عبد الله بن معين مولى أم سلمة ، وهو موافق لما في بعض نسخ الأمالي .

( 4 ) الدكان : الدكة المبنية للجلوس عليها . ( لسان

العرب : 13 / 157 ) .

‹ صفحه 32 ›

قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول الله ؟ قال : إنك إلى خير ، إنك إلى خير ( 1 ) .

14 - عمرة بنت أفعى : سمعت أم سلمة رضي الله عنها تقول : نزلت هذه الآية في بيتي : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * .

وفي البيت سبعة : جبرئيل ، وميكائيل ، ورسول الله ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ( عليهم السلام ) قالت : وأنا على باب البيت ، فقلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال : إنك على خير ، إنك من أزواج النبي ، وما قال : إنك من أهل البيت ( 2 ) .

15 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي وفي يومي ، كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عندي فدعا عليا وفاطمة والحسن والحسين ، وجاء جبرئيل فمد عليهم كساء فدكيا ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

قال جبرئيل : وأنا منكم يا محمد ؟ فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : وأنت منا يا جبرئيل . قالت أم سلمة : فقلت : يا رسول الله ، وأنا من أهل بيتك ، وجئت لأدخل معهم ، فقال : كوني مكانك يا أم سلمة ، إنك إلى خير ، أنت من

أزواج نبي الله . فقال جبرئيل : إقرأ يا محمد : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت

----------

( 1 ) مسند ابن حنبل : 10 / 177 / 26570 وراجع فضائل الصحابة : 2 / 587 / 994 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 68 / 123 ، المناقب لابن المغازلي : 304 / 348 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي : 2 / 161 / 638 وكلاهما عن أبي ليلى الكندي عن أم سلمة .

( 2 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 69 / 102 ، وذكره أيضا في : 68 / 101 إلى قوله " الحسين " ، الدر المنثور : 6 / 604 نقلا عن ابن مردويه عن أم سلمة إلى قوله " إنك من أزواج النبي " ، الخصال : 403 / 113 ، أمالي الصدوق : 381 / 4 ، روضة الواعظين : 175 ، تفسير فرات الكوفي : 334 / 454 عن أبي سعيد عن أم سلمة .

‹ صفحه 33 ›

ويطهركم تطهيرا ) * في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ( 1 ) . ( 1 / 2 )

عائشة

16 - صفية بنت شيبة : قالت عائشة : خرج النبي ( صلى الله عليه وآله ) غداة وعليه مرط مرحل ( 2 ) من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : * ( إنما يريد الله ليذهب

عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 3 ) .

17 - العوام بن حوشب عن التميمي قال : دخلت على عائشة فحدثتنا أنها رأت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 4 ) .

18 - جميع بن عمير ( 5 ) : دخلت مع أمي على عائشة [ فسألتها أمي ] قالت : أخبريني كيف كان حب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ؟

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 368 / 783 عن علي بن علي بن رزين .

( 2 ) مرط مرحل : إزار خز فيه علم ، وسمي مرحلا لما عليه من تصاوير رحل وما ضاهاه . ( لسان العرب : 11 / 278 ) .

(

3 ) صحيح مسلم : 4 / 1883 / 2424 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 159 / 4707 نحوه ، تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 وفيه " فجاء الحسن فأدخله معه ثم قال : إنما . . . " ولم يذكر بقية أصحاب الكساء من أهل البيت ( عليهم السلام ) ، السنن الكبرى : 2 / 212 / 2858 ، المصنف لابن أبي شيبة : 7 / 501 / 39 ، مسند إسحاق بن راهويه : 3 / 678 / 1271 وفيه " دعا رسول الله " بدل " جاء " ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 63 / 113 نحوه .

( 4 ) أمالي الصدوق :

382 / 5 .

( 5 ) في تاريخ دمشق " عمير بن جميع " وهو تصحيف ، وأثبتنا الصواب الموافق لما في باقي المصادر ، والذي ضبطه ابن حجر في تهذيب التهذيب : 2 / 96 / 177 بقوله " جميع بن عمير التيمي الكوفي " روى عن عائشة ، وروى عنه العوام بن حوشب .

‹ صفحه 34 ›

فقالت عائشة : كان أحب [ الرجال ] إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لقد رأيته وقد أدخله تحت ثوبه ، وفاطمة وحسنا وحسينا ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

قالت : فذهبت لأدخل رأسي فدفعني ، فقلت : يا رسول الله ، أولست من أهلك ؟ قال : إنك على خير ، إنك على خير ( 1 ) .

راجع : ص 547 " ترجمة الذين رووا في تفسير أهل البيت "

----------

( 1 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 164 / 642 ، وراجع شواهد التنزيل : 2 / 61 / 682 - 684 ، العمدة : 40 / 23 ، مجمع البيان : 8 / 559 ، وأيضا : ص 146 / 211 من كتابنا هذا .

‹ صفحه 35 ›

أضواء حول حديث الكساء

[تمهيد]

حادثة الكساء من أهم الحوادث المشرقة في تاريخ حياة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) في مضمار التعريف بأئمة الاسلام وهداته .

كما تعد من النقاط المضيئة البارزة في خصائص أهل البيت الكريم وفضائلهم .

ومن الضروري الالتفات إلى النقاط الآتية من أجل التعرف على هذه الحادثة المهمة بنحو أدق :

[النقاط الآتية من أجل التعرف على هذه الحادثة المهمة ]
سند حادثة الكساء

لا مجال للتشكيك في وقوع هذه الحادثة ، فقد نقلها المحدثون الكبار في كتبهم المعتبرة بطرق مستفيضة . بل جاز لنا أن نقول بتواترها إذا ما توسعنا في دراستها .

وثمة قرائن كثيرة تدل على أن من قرأ التاريخ الإسلامي لا يتسنى له أن يمتري فيها . وقد بلغت من الشهرة في المجتمع الإسلامي مبلغا أن سمي اليوم الذي كانت فيه حادثة الكساء يوم الكساء ( 1 ) .

ولقب الخمسة الطيبون الذين شملتهم العناية الإلهية الخاصة يومئذ بأصحاب

----------

( 1 ) راجع الخصال : 2 / 550 ، الغدير : 4 / 40 .

الكساء ( 1 ) .

كيف وقعت حادثة الكساء

الأحاديث الواردة في حادثة الكساء لم تبين هذه الحادثة بنحو واف ، بل أشار كل منها إلى قسم منها . من هنا ، نحاول أن نعرض فيما يأتي صورة تامة لهذه الحادثة استهداء بها جميعا .

دخل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم بيت زوجته الكريمة أم سلمة ، وكان موعودا بنبأ مهم يأتيه من الله تعالى في عدد من أقاربه ذلك اليوم . من هنا طلب من زوجته مؤكدا ألا تأذن لأحد في الدخول . من جانب آخر ، عزمت فاطمة ( عليها السلام ) في اليوم نفسه أن تعد لأبيها العزيز ( صلى الله عليه وآله ) طعاما مناسبا يدعى عصيدة ( 2 ) .

فأعدته في قدر صغير من الحجر ، ووضعته في طبق ، وجاءت به .

تقول أم سلمة : لم يسعني أن أمنع فاطمة من الدخول . وأنى لها أن تحول بين النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبضعته ؟ ! علما أن طلب النبي ( صلى الله عليه وآله ) من

أم سلمة أن لا تأذن لأحد في الدخول لا يشمل فاطمة ( عليها السلام ) عادة .

بل إنه أخلى البيت ذلك اليوم لها ولبعلها وولديها . أجل ، أقبلت فاطمة ( عليها السلام ) إلى أبيها بالعصيدة ، بيد أن حضورها وحدها لا يكفي الآن ، لذلك أمرها أن تدعو له بعلها وابنيها .

فعادت إلى بيتها ، وما لبثت أن جاءت بهم إلى بيت أبيها . وكان الحسنان ( عليهما السلام ) صغيرين يومئذ . قامت أم سلمة بإشارة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ووقفت ناحية تصلي .

----------

( 1 ) راجع البحار : 22 / 245 / 15 وص 494 / 40 ، مجمع البيان : 9 / 44 .

( 2 ) دقيق يلث بالسمن ويطبخ ( لسان العرب : 3 / 291 ) .

‹ صفحه 37 ›

وغدا المجلس خاصا تماما ، يغمره الأنس والقداسة ، فقد جلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى مائدة فاطمة ( عليها السلام ) التي كان يسميها بضعته ، مع علي ( عليه السلام ) الذي كان يراه نفسه ، وابنيه الحسن والحسين ( عليهما السلام ) اللذين كان يسميهما ريحانتيه .

وكان من عادة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ألا يأكل طعاما إلا مع إحدى أزواجه ، لكن الأمر اليوم على نحو آخر ، والمائدة مائدة أخرى ! ولو كانت أم سلمة جلست على المائدة لكان كلام الله تعالى فسر في أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) بشكل آخر غدا .

من هنا ، لم يدع ( صلى الله عليه وآله ) زوجته إلى تناول الطعام استثناء

. نزل جبريل الأمين ( عليه السلام ) بهذه الآية :

* ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * فمد النبي ( صلى الله عليه وآله ) الكساء الخيبري على صهره ، وابنته ، وولديه ، وأومأ بيده اليمنى إلى ربه ، فقال : " هؤلاء أهل البيت ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " .

وفي رواية أخرى : " اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " .

وفي رواية أخرى : " اللهم هؤلاء آل محمد ، فأجعل صلواتك وبركاتك على محمد وآل محمد ، إنك حميد مجيد " .

إلى هنا كانت أم سلمة قرب الحجرة ، وهي تشهد هذا الحدث النوراني المعنوي بشكل من الأشكال ، فلم يطاوعها قلبها ، فتقدمت ورفعت جانبا من الكساء لعلها تستمتع بهذه الأجواء النورانية ، لكن النبي ( صلى الله عليه وآله ) جر الكساء من يدها ، ومنعها من الدخول في أجواء أهل بيته القرآني .

ويبدو أن أم سلمة قد ساءها ذلك فقالت : ألست من أهل البيت ؟ فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إنك إلى خير ، إنك من أزواج رسول الله " .

جو الحادثة

إذا تأملنا في حادثة الكساء والأحاديث الواردة فيها ، تبين لنا بجلاء أن

‹ صفحه 38 ›

هذه الحادثة ليست كما تصورها بعض الكتاب بأنها حادثة عادية اكتسبت شأنا فيما بعد . بل هي حادثة تعد من أخص الحوادث في تاريخ السيرة النبوية في سياق التعريف بأئمة المجتمع الإسلامي وقادته في المستقبل ، ويعود ذلك إلى الجو الخاص للحادثة المذكورة وصلته بنزول آية التطهير .

ويدل دعاء

النبي ( صلى الله عليه وآله ) وكثير من الأحاديث التي روت حادثة الكساء على أنها كانت بعد نزول آية التطهير ، وقد حدثت لتفسير الآية وبيانها .

ونقل أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يدعو أصحاب الكساء إلى صلاة الصبح حتى آخر عمره المبارك مناديا إياهم بأهل البيت ، وهذا مما يعبر عن أهمية الحادثة .

حادثة الكساء في بيت أم سلمة

إن التأمل في الأحاديث المأثورة التي ذكرت حادثة الكساء يثبت أن نزول آية التطهير وقضية الكساء كانا في بيت أم سلمة لا محالة . وقد أقرت عائشة بهذه الحقيقة أيضا .

كما روي ذلك عن أبي عبد الله الجدلي أنه قال : دخلت على عائشة ، فقلت : أين نزلت هذه الآية : إنما يريد الله . . . ؟ قالت : نزلت في بيت أم سلمة ( 1 ) .

وفي رواية أخرى ، قالت أم سلمة : لو سألت عائشة لحدثتك أن هذه الآية نزلت في بيتي ( 2 ) .

وقال أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد : روى أصحاب الحديث أن عمر سئل عن هذه الآية ، فقال : سلوا عنها عائشة . فقالت عائشة : إنها نزلت في بيت أختي أم سلمة . فاسألوها عنها ، فإنها أعلم بها مني ( 3 ) .

وأما الأخبار التي قد تشعر ( 4 ) بأن قضية الكساء وقعت في بيت غيرها من

----------

( 1 و 2 ) تفسير فرات الكوفي : 334 / 455 .

( 3 ) الفصول المختارة : 53 و 54 .

( 4 ) راجع ص 33 / 18 و 50 / 39 من كتابنا هذا .

‹ صفحه 39 ›

أزواج النبي (

صلى الله عليه وآله ) فإنها لو صحت لدلت على أن أشخاصا آخرين قد شهدوا حادثة الكساء أيضا كعائشة ، وزينب .

وأنهم طلبوا من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ما طلبته أم سلمة ، فأجابهم بالنفي . وأما ما احتمله بعض المحدثين ( 1 ) من تكرار هذه الحادثة عدة مرات فهو أمر مستبعد .

كلام حول ما اشتهر بحديث الكساء

استبان إلى هنا أن حديث الكساء قطعي لا يقبل الشك والترديد ، كما مر بنا . وهو يعبر عن واحدة من أهم خصائص أهل البيت النبوي الكريم . ونريد بها خاصية الطهارة والعصمة .

لكن شاع أخيرا حديث يحمل عنوان حديث الكساء ، وهو واه لا أساس له . وكان المرحوم المحدث القمي رضوان الله تعالى عليه أول من نبه على ضعفه . ومن العجيب أنه لم يجز لأحد أن يزيد على كتابه ( مفاتيح الجنان ) شيئا ، ودعا على من يقوم بذلك ( 2 ) ، لكن نلاحظ أن الحديث المذكور قد أضيف إليه ! والأدلة على ضعف هذا الحديث كثيرة ، نشير فيما يأتي إلى بعضها :

1_ لم يرد هذا الحديث في أي كتاب من الكتب المعتبرة للفريقين ، بما فيها الكتب التي تعمد إلى جمع الأحاديث المنسوبة إلى أهل البيت ( عليهم السلام ) كبحار الأنوار .

قال المرحوم المحدث القمي في كتاب ( منتهى الآمال ) حول الحديث الشائع ، بعد أن أثبت تواتر حديث الكساء : " أما الحديث المعروف بحديث الكساء الشائع في عصرنا بهذا الشكل فلم

----------

( 1 ) راجع ذخائر العقبى : 57 ، الصواعق المحرقة : 144 ، ينابيع المودة : 1 / 323 ، أهل البيت ( عليهم السلام )

في آية التطهير : 51 .

( 2 ) راجع مفاتيح الجنان : 572 ( مقدمة الملحقات ) .

يلحظ في الكتب المعتبرة المعروفة وأصول الحديث والمجامع المتقنة للمحدثين .

وجاز لنا أن نقول : إنه من خصائص كتاب ( المنتخب ) " ( 1 ) .

2 - إن أول كتاب - فيما نعلم - نقل هذا الحديث بلا سند - كما أشار إليه المحدث القمي - هو كتاب " المنتخب " ( 2 ) .

وهذا يعني أن الحديث المذكور لا يلاحظ له أثر في كتب الحديث منذ عصر صدر الاسلام حتى ألف سنة بعده !

3 - من العجيب أن هذا الحديث غير المسند ورد في حاشية كتاب " العوالم " مسندا كالآتي :

" رأيت بخط الشيخ الجليل السيد هاشم ، عن شيخه السيد ماجد البحراني عن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني ، عن شيخه المقدس الأردبيلي ، عن شيخه علي بن العالي الكركي ، عن الشيخ علي بن هلال الجزائري . عن الشيخ أحمد بن فهد الحلي ، عن الشيخ علي بن الخازن الحائري ، عن الشيخ ضياء الدين علي ابن الشهيد الأول ، عن أبيه ، عن فخر المحققين ، عن شيخه العلامة الحلي ، عن شيخه المحقق ، عن شيخه ابن نما الحلي ، عن شيخه محمد بن إدريس الحلي ، عن ابن حمزة الطوسي صاحب " ثاقب المناقب " عن الشيخ الجليل محمد بن شهرآشوب ، عن الطبرسي صاحب " الاحتجاج " عن شيخه الجليل الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ، عن أبيه شيخ الطائفة ، عن شيخه المفيد ، عن شيخه ابن قولويه القمي ، عن شيخه الكليني ، عن علي

بن إبراهيم ، [ عن أبيه إبراهيم ] بن هاشم عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن قاسم بن يحيى الجلاء الكوفي ، عن أبي بصير ، عن أبان بن تغلب البكري ،

----------

( 1 ) منتهى الآمال : 1 / 527 .

( 2 ) للشيخ فخر الدين محمد بن علي بن أحمد طريح المسلمي الأسدي الرماحي النجفي المعروف بالشيخ الطريحي ولد بالنجف وتوفي 1085 ه. ق ، راجع أعيان الشيعة : 8 / 395 ، رياض العلماء : 4 / 334 ، الذريعة : 22 / 420 .

‹ صفحه 41 ›

عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، عن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : سمعت فاطمة أنها قالت : دخل علي أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في بعض الأيام فقال : السلام عليك يا فاطمة . . . " ( 1 )

وفيما يأتي ملاحظاتنا حول السند :

أ - المستند الوحيد للسند المذكور هو كلام الشيخ عبد الله نور الدين البحراني ، إذ يقول ، على فرض ثبوته : " رأيت بخط السيد هاشم البحراني . . . " . ولكن لا يعلم من ذا الذي يضمن صحة تشخيصه بأن الخط هو خط السيد هاشم البحراني حتما ؟

ب - لم يذكر السيد هاشم البحراني ( 2 ) المنسوب إليه السند هذا الحديث في كتابيه : " تفسير البرهان " ، و " غاية المرام " ، مع اهتمامه بجمع الأحاديث لا تصحيحها في هذين الكتابين . بل إن ما ذكره يخالف ما نسب إليه سندا

ومتنا .

----------

( 1 ) عوالم العلوم : 2 / 930 .

( 2 ) هو السيد هاشم بن إسماعيل بن عبد الجواد بن علي بن سليمان بن ناصر الموسوي الكتكاني التوبلي البحراني . ولد في كتكان من توابع البحرين ، وتوفي سنة 1107 ه. أثنى أصحاب التراجم على شخصيته العلمية والعملية . أجازه الشيخ الحر العاملي في نقل الحديث ، وقال : فاضل عالم ماهر مدقق فقيه عارف بالتفسير والعربية والرجال .

من مشايخه في إجازة الحديث : الشيخ فخر الدين بن طريح ، والسيد عبد العظيم بن عباس الأسترابادي . ويستشف من ترجمته وكتبه أنه كان يقوم غالبا باستنساخ أحاديث أهل البيت وجمعها وضبطها ومقابلتها وتصحيحها وتبويبها .

وقيل : إنه صنف ( 75 ) كتابا كبيرا ومتوسطا وصغيرا . وأشكل عليه البعض أن كتبه لا تخلو من الغلو والضعف والاعتماد على مصادر غير موثوقة ، ( راجع أعيان الشيعة : 10 / 249 ، أمل الآمل : 2 / 341 ، رياض العلماء : 5 / 310 ، والعلامة سيد هاشم البحراني تأليف فارس تبريزيان ) .

‹ صفحه 42 ›

ج - إن كثيرا من المحدثين الكبار المذكورين في سلسلة السند كالكليني ، والطوسي ، والمفيد ، والطبرسي ، وابن شهرآشوب رووا في كتبهم حديث الكساء بالشكل الوارد في متن الكتاب ، وهو لا يتفق مع الحديث الشائع .

د - سلسلة السند المذكور لهذا الحديث في حاشية " العوالم " مليئة بالإشكالات ، حتى إن من كان له أدنى اطلاع على علم الرجال يدرك سقمه بوضوح ( 1 ) .

همتن الحديث يخالف جميع المتون المعتبرة ، ويضاف إليه أن فيه نقاط ضعف لا تخفى على المتأمل .

----------

(

1 ) راجع عوالم العلوم : 2 / 930 " الحاشية الثانية " .

‹ صفحه 43 ›

الفصل الثاني أصحاب النبي ومعنى أهل البيت

أبو سعيد الخدري

19 - عطية عن أبي سعيد الخدري : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نزلت هذه الآية في خمسة : في ، وفي علي ، وحسن ، وحسين وفاطمة : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .

20 - عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) - في قوله تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * - قال : جمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ثم أدار عليهم الكساء ، فقال :

هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأم سلمة على الباب ، فقالت : يا رسول الله ، ألست منهم ؟ فقال : إنك لعلى خير - أو إلى خير - ( 2 ) .

----------

( 1 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 ، الدر المنثور : 6 / 604 ، العمدة : 39 / 21 .

( 2 ) تاريخ بغداد : 10 / 278 ، شواهد التنزيل : 2 / 38 / 657 إلى قوله " وطهرهم تطهيرا " و ح : 658 ، وذكر أيضا في : 2 / 139 / 774 نحوه ، تنبيه الخواطر : 1 / 23 .

‹ صفحه 44 ›

21 - أبو أيوب الصيرفي : سمعت عطية العوفي يذكر أنه سأل أبا سعيد

الخدري عن قول الله تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ، فأخبره أنها نزلت في رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ( 1 ) .

( 2 / 2 )

أبو برزة

22_ أبو برزة : صليت مع رسول الله سبعة عشر شهرا ، فإذا خرج من بيته أتى باب فاطمة فقال : الصلاة رحمكم الله * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ) * ( 2 ) .

( 2 / 3 )

أبو الحمراء

23_ أبو داود عن أبي الحمراء : رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : رأيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة فقال : الصلاة الصلاة * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 3 ) .

( 2 / 4 )

أبو ليلى الأنصاري

24 - عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال لعلي ( عليه السلام ) : أنا أول من

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 248 / 438 ، المعجم الكبير : 3 / 56 / 2673 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 75 / 108 نحوه ، وذكره أيضا في : 109 ، أسباب نزول القرآن : 368 / 696 .

( 2 ) مجمع الزوائد : 9 / 267 / 14986 .

( 3 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 وراجع الفصل الرابع : تسليم النبي على أهل البيت وتخصيصهم بالأمر بالصلاة : 65 / 71 و 72 .

‹ صفحه 45 ›

يدخل الجنة وأنت بعدي تدخلها والحسن والحسين وفاطمة . . . اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اللهم اكلأهم وارعهم وكن لهم ، وانصرهم وأعنهم ، وأعزهم ولا تذلهم ، واخلفني فيهم ، إنك على كل شئ قدير ( 1 ) .

( 2 / 5 )

أنس بن مالك

25 - أنس : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 2 ) .

( 2 / 6 )

البراء بن عازب

26 - البراء بن عازب : جاء علي وفاطمة والحسن والحسين إلى باب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقام بردائه وطرحه عليهم ، ثم قال : اللهم هؤلاء عترتي ( 3 ) .

( 2 / 7 )

ثوبان

27 - سليمان المنبهي ، عن ثوبان مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 351 / 726 ، المناقب للخوارزمي : 62 / 31 .

( 2 ) سنن الترمذي : 5 / 352 / 3206 ، مسند ابن حنبل : 4 / 516 / 13730 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 761 / 1340 و 1341 نحوه ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 172 / 4748 ، المعجم الكبير : 3 / 56 / 2671 ، المصنف لابن أبي شيبة : 7 / 527 / 4 ، تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 وفيه " كلما خرج إلى الصلاة " بدل " إذا خرج إلى صلاة الفجر " .

( 3 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 437 / 944 ، شواهد التنزيل : 2 / 26 / 645 وذكره أيضا في : 646 .

‹ صفحه 46 ›

سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة ، وأول من يدخل عليها إذا قدم فاطمة ، فقدم من غزاة له وقد علقت مسحا أو سترا على بابها ، وحلت الحسن والحسين قلبين ( 1 ) من فضة ، فقدم فلم يدخل ، فظنت أن

ما منعه أن يدخل ما رأى ، فهتكت الستر وفككت القلبين عن الصبيين وقطعته بينهما ، فانطلقا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهما يبكيان ، فأخذه منهما ، وقال : يا ثوبان ، اذهب بهذا إلى آل فلان - أهل بيت بالمدينة - إن هؤلاء أهل بيتي أكره أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا . يا ثوبان ، اشتر لفاطمة قلادة من عصب ، وسوارين من عاج ( 2 ) .

28 - أبو هريرة وثوبان قالا : كان النبي يبدأ في سفره بفاطمة ويختم بها ، فجعلت وقتا سترا من كساء خيبرية لقدوم أبيها وزوجها ، فلما رآه النبي تجاوز عنها ، وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر ، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها ( 3 ) ، ونزعت الستر ، فبعثت به إلى أبيها وقالت : اجعل هذا في سبيل الله . فلما أتاه قال ( صلى الله عليه وآله ) : قد فعلت ، فداها أبوها - ثلاث مرات - ما لآل محمد وللدنيا ؟ ! فإنهم خلقوا للآخرة ، وخلقت الدنيا لغيرهم ( 4 ) .

( 2 / 8 )

جابر بن عبد الله

29 - ابن أبي عتيق عن جابر بن عبد الله : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعا عليا وابنيه وفاطمة

----------

( 1 ) القلب : السوار ( لسان العرب : 1 / 688 ) .

( 2 ) سنن أبي داود : 4 / 87 / 4213 ، مسند ابن حنبل : 8 / 320 / 22426 نحوه ، السنن الكبرى : 1 / 41 / 91 ، وراجع إحقاق الحق : 10 /

234 ، 291 .

( 3 ) المسكة : واحدة المسك ، وهي الأساور والخلاخيل من القرون أو العاج ونحوها . ( المعجم الوسيط : 2 / 869 ) .

( 4 ) المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 343 .

‹ صفحه 47 ›

فألبسهم من ثوبه ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهلي ، هؤلاء أهلي ( 1 ) .

30 - جابر بن عبد الله الأنصاري : كنت عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) في بيت أم سلمة ، فأنزل الله هذه الآية : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ، فدعا النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالحسن والحسين وفاطمة وأجلسهم بين يديه ، فدعا عليا فأجلسه خلف ظهره ، وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ فقال لها : إنك على خير . فقلت : يا رسول الله ، لقد أكرم الله هذه العترة الطاهرة والذرية المباركة بذهاب الرجس عنهم .

قال : يا جابر لأنهم عترتي من لحمي ودمي ، فأخي سيد الأوصياء ، وابني خير الأسباط ، وابنتي سيدة النسوان ، ومنا المهدي ( 2 ) .

( 2 / 9 )

زيد بن أرقم

31 - يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم - بعد ذكر حديث الثقلين - : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله . . . وأهل بيتي ، فقلنا : من أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال : لا ، وأيم الله ، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها

وقومها . أهل بيته أصله ، وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ( 3 ) .

( 2 / 10 )

زينب بنت أبي سلمة

32 - ابن لهيعة : حدثني عمرو بن شعيب أنه دخل على زينب بنت أبي سلمة ،

----------

( 1 ) شواهد التنزيل : 2 / 28 / 647 ، وراجع : 29 / 648 ، مجمع البيان : 8 / 560 .

( 2 ) كفاية الأثر : 66 .

( 3 ) صحيح مسلم : 4 / 1874 / 37 .

‹ صفحه 48 ›

فحدثتهم أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان عند أم سلمة فدخل عليها بالحسن والحسين وفاطمة ، فجعل الحسن من شق ، والحسين من شق ، وفاطمة في حجره ، ثم قال : * ( رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) * ( 1 ) .

( 2 / 11 )

سعد بن أبي وقاص

33 - عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه : لما نزلت هذه الآية : * ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناء كم ) * ( 2 ) دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي ( 3 ) .

34 - عامر بن سعد : قال سعد : نزل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الوحي ، فأدخل عليا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي ( 4 ) .

35 - سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كنت عند معاوية - وقد نزل بذي طوى - فجاءه سعد بن أبي وقاص فسلم عليه ، فقال معاوية : يا أهل الشام ، هذا سعد ابن أبي وقاص وهو صديق لعلي . قال : فطأطأ القوم

رؤوسهم ، وسبوا عليا ( عليه السلام ) فبكى سعد ، فقال له معاوية : ما الذي أبكاك ؟ قال : ولم لا أبكي لرجل من

----------

( 1 ) المعجم الكبير : 24 / 281 / 713 والآية 73 من سورة هود .

( 2 ) آل عمران : 61 .

( 3 ) صحيح مسلم : 4 / 1871 / 32 ، سنن الترمذي : 5 / 225 / 2999 ، مسند ابن حنبل : 1 / 391 / 1608 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 163 / 4719 ، السنن الكبرى : 7 / 101 / 13392 ، الدر المنثور : 2 / 233 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 1 / 207 / 271 ، أمالي الطوسي : 307 / 616 .

( 4 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 159 / 4708 ، السنن الكبرى : 7 / 101 / 13391 ، تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 8 نحوه ، الدر المنثور : 6 / 605 .

‹ صفحه 49 ›

أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يسب عندك ولا أستطيع أن أغير ؟ ! وقد كان في علي خصال لإن تكون في واحدة منهم ( 1 ) أحب من الدنيا وما فيها - إلى أن قال - : والخامسة : نزلت هذه الآية * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * فدعا النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليا وحسنا وحسينا وفاطمة ( عليهم السلام ) ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي ، فأذهب

عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا ( 2 ) .

36 - عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا ، فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ قال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلن أسبه ، لإن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم . . . وأنزلت هذه الآية : * ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ) * ، دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي ( 3 ) .

( 2 / 12 )

صبيح مولى أم سلمة

37 - إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح مولى أم سلمة ، عن جده صبيح : كنت بباب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فجاء علي وفاطمة والحسن والحسين ، فجلسوا ناحية ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلينا ، فقال : إنكم على خير ، وعليه كساء خيبري ، فجللهم به وقال : أنا حرب لمن حاربكم ، سلم لمن سالمكم ( 4 ) .

----------

(1) كذا في المصدر ، والأنسب : " منها " .

( 2 ) أمالي الطوسي : 598 / 1243 .

( 3 ) سنن الترمذي : 5 / 638 / 3724 ، وراجع خصائص الإمام أمير المؤمنين للنسائي : 44 / 9 و 119 / 55 ، شواهد التنزيل : 2 / 33 / 36 ، تفسير العياشي : 1 / 177 / 59 .

( 4 ) المعجم الأوسط : 3 / 179 / 2854 ، أسد الغابة

: 3 / 7 / 2481 .

( 2 / 13 )

عبد الله بن جعفر

38 - إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه : لما نظر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى الرحمة هابطة قال : ادعوا إلي ، ادعوا إلي ، فقالت صفية : من يا رسول الله ؟ قال : أهل بيتي ، عليا وفاطمة والحسن والحسين ، فجئ بهم فألقى عليهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) كساءه ، ثم رفع يديه ثم قال : اللهم هؤلاء آلي ، فصل على محمد وعلى آل محمد . وأنزل الله عز وجل : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .

39 - إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار عن أبيه قال : لما نظر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى جبرئيل هابطا من السماء قال : من يدعو لي ؟ من يدعو لي ؟ فقالت زينب : أنا يا رسول الله ، فقال : ادعي لي عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فجعل حسنا عن يمينه ، وحسينا عن يساره ، وعليا وفاطمة تجاههم ، ثم غشاهم بكساء خيبري وقال : اللهم إن لكل نبي أهلا ، وإن هؤلاء أهلي . فأنزل الله تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) * . فقالت زينب : ألا أدخل معكم ؟ قال : مكانك ، فإنك على خير إن شاء الله ( 2 ) .

( 2 / 14 )

عبد الله بن عباس

40 - عمرو بن ميمون : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن

----------

( 1 ) المستدرك على الصحيحين :

3 / 160 / 4709 ، شواهد التنزيل : 2 / 55 / 675 نحوه وفيه " زينب " بدل " صفية " وفي هامشه " كذا في النسخة اليمنية وفي النسخة الكرمانية : فقالت زينب صفية خ " .

( 2 ) شواهد التنزيل : 2 / 53 / 673 ، وذكر أيضا في : 674 نحوه ، فرائد السمطين : 2 / 18 / 362 نحوه . العمدة : 40 / 24 نحوه ، وراجع إحقاق الحق : 9 / 52 .

‹ صفحه 51 ›

عباس ، إما أن تقوم معنا وإما أن تخلو بنا من بين هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أنا أقوم معكم ، وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى .

قال : فابتدؤوا فتحدثوا ، فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف ! وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد غيره ، وقعوا في رجل قال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا ، يحب الله ورسوله - إلى أن قال : - وأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .

41 - عمرو بن ميمون عن ابن عباس : دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الحسن والحسين ، وعليا وفاطمة ، ومد عليهم ثوبا ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 2 ) .

42 -

سعيد بن جبير عن ابن عباس قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : . . . اللهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت فعلي وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 3 ) .

43 - سعيد بن المسيب عن ابن عباس : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان جالسا ذات يوم وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) فقال : اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي ، وأكرم الناس علي ، فأحب من أحبهم وأبغض من أبغضهم ، ووال من والاهم وعاد من عاداهم ، وأعن من أعانهم ، واجعلهم مطهرين من كل رجس ، معصومين من كل ذنب ، وأيدهم بروح القدس منك . . . ثم رفع ( صلى الله عليه وآله ) يده إلى السماء

----------

( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 143 / 4652 ، مسند ابن حنبل : 1 / 708 / 3062 ، خصائص الإمام أمير المؤمنين للنسائي : 70 / 23 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 1 / 185 / 250 .

( 2 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 1 / 184 / 249 ، شواهد التنزيل : 2 / 50 / 670 ، وراجع إحقاق الحق : 15 / 628 - 631 .

( 3 ) الفقيه : 4 / 179 / 5404 ، وذكره أيضا في : 420 / .

‹ صفحه 52 ›

فقال : اللهم إني أشهدك أني محب لمن أحبهم ، ومبغض

لمن أبغضهم ، وسلم لمن سالمهم ، وحرب لمن حاربهم ، وعدو لمن عاداهم ، وولي لمن والاهم ( 1 ) .

44 - ابن عباس في حديث زواج فاطمة وعلي ( عليهما السلام ) : ثم التزمهما [ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ] فقال : اللهم إنهما مني وأنا منهما ، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرهما ( 2 ) .

( 2 / 15 )

عمر بن أبي سلمة

45 - عطاء بن أبي رباح عن عمر بن أبي سلمة - ربيب النبي ( صلى الله عليه وآله ) - : نزلت هذه الآية على النبي ( صلى الله عليه وآله ) : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * في بيت أم سلمة ، فدعا النبي ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة وحسنا وحسينا ، فجللهم بكساء ، وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . قالت أم سلمة : وأنا معهم يا نبي الله ؟ قال : أنت على مكانك ، وأنت إلى خير ( 3 ) .

( 2 / 16 )

عمر بن الخطاب

46 - عيسى بن عبد الله بن مالك عن عمر بن الخطاب : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : أيها

----------

( 1 ) أمالي الصدوق : 393 / 18 ، بشارة المصطفى : 177 .

( 2 ) المعجم الكبير : 24 / 134 / 362 ، و 22 / 412 / 1022 ، المصنف لعبد الرزاق : 5 / 489 / 9782 وفيهما " ثم التزمها " بصيغة المفرد إلى آخر الحديث .

( 3 ) سنن الترمذي : 5 / 663 / 3787 ، وراجع : 5 / 351 / 3205 ، أسد الغابة : 2 / 17 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 71 / 104 ، تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 8 ، إحقاق الحق : 3 / 528 ، 2 / 510 .

صفحه 53 ›

الناس ، إني فرط لكم وإنكم واردون علي الحوض ، حوضا عرضه ما بين صنعاء إلى بصرى ، فيه قدحان عدد النجوم من فضة ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، السبب الأكبر كتاب الله طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

فقلت : يا رسول الله ، من عترتك ؟ قال : أهل بيتي من ولد علي وفاطمة ، وتسعة من صلب الحسين ، أئمة أبرار ، هم عترتي من لحمي ودمي ( 1 ) . ( 2 / 17 )

واثلة بن الأسقع

47 - أبو عمار عن واثلة بن الأسقع : أتيت عليا فلم أجده ، فقالت لي فاطمة : انطلق إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يدعوه . فجاء مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فدخلا ودخلت معهما ، فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الحسن والحسين ، فأقعد كل واحد منهما على فخذيه ، وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ، ثم لف عليهم ثوبا وقال : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * . ثم قال : هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أهل بيتي أحق ( 2 ) .

48 - أبو عمار شداد : دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم ، فذكروا عليا فشتموه فشتمته معهم ، فلما قاموا قال لي : لم شتمت هذا الرجل ؟ قلت : رأيت القوم شتموه فشتمته معهم ، فقال :

ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قلت : بلى ، فقال : أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت : توجه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فجلست

----------

( 1 ) كفاية الأثر : 91 ، تفسير البرهان : 1 / 9 نقلا عن ابن بابويه في كتاب النصوص على الأئمة ( عليهم السلام ) .

( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 159 / 4706 ، وفي : 451 / 3559 .

‹ صفحه 54 ›

أنتظره حتى جاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعه علي وحسن وحسين آخذا كل واحد منهما بيده حتى دخل ، فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ، ثم لف عليهم ثوبه - أو قال كساء - ثم تلا هذه الآية : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) * ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أحق ( 1 ) .

49 - شداد بن عبد الله : سمعت واثلة بن الأسقع ، وقد جئ برأس الحسين بن علي ، قال : فلقيه رجل من أهل الشام ، فغضب واثلة وقال : والله ، لا أزال أحب عليا وحسنا وحسينا وفاطمة أبدا بعد إذ سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو في منزل أم سلمة ، يقول فيهم ما قال .

قال واثلة : رأيتني ذات يوم وقد جئت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو في منزل أم سلمة ، وجاء الحسن فأجلسه على فخذه

اليمنى وقبله ، وجاء الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى وقبله ، ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه ، ثم دعا بعلي فجاء ، ثم أغدف عليهم كساء خيبريا - كأني أنظر إليه - ثم قال : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ، فقلت لواثلة : ما الرجس ؟ قال : الشك في الله عز وجل ( 2 ) .

50 - أبو عمار شداد عن واثلة بن الأسقع : أقعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليا عن يمينه وفاطمة عن يساره وحسنا وحسينا بين يديه ، وغطى عليهم بثوب وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أتوا إليك لا إلى النار ( 3 ) .

51 - أبو الأزهر عن واثلة بن الأسقع : لما جمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا وفاطمة والحسن

----------

( 1 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 577 / 978 ، وراجع مسند ابن حنبل : 6 / 45 / 16985 ، المصنف لابن أبي شيبة : 7 / 501 / 40 ، العمدة : 40 / 25 .

( 2 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 672 / 1149 ، وراجع أسد الغابة : 2 / 27 ، العمدة : 34 / 15 .

( 3 ) مسند أبي يعلى : 6 / 479 / 7448 ، وراجع نثر الدر : 1 / 236 ، السنن الكبرى : 2 / 217 / 2870 .

‹ صفحه 55 ›

والحسين ( عليهم السلام ) تحت ثوبه قال : اللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم

وآل إبراهيم ، اللهم إنهم مني وأنا منهم ، فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم ( 1 ) .

راجع :

ص 547 " ترجمة الذين رووا في تفسير أهل البيت "

----------

(1 ) المناقب للخوارزمي : 63 / 32 ، كنز العمال : 13 / 603 / 37544 نقلا عن الديلمي عن واثلة ، وذكر أيضا في : 12 / 101 / 34186 نحوه .

‹ صفحه 57 ›

الفصل الثالث أهل البيت ومعنى أهل البيت

52 - موسى بن عبد ربه : سمعت الحسين بن علي ( عليهما السلام ) يقول في مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) - وذلك في حياة أبيه علي ( عليه السلام ) - : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ألا إن أهل بيتي أمان لكم ، فأحبوهم لحبي ، وتمسكوا بهم لن تضلوا .

قيل : فمن أهل بيتك يا نبي الله ؟ قال : علي وسبطاي ، وتسعة من ولد الحسين أئمة أمناء معصومون ، ألا إنهم أهل بيتي وعترتي من لحمي ودمي ( 1 ) .

53 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - عن آبائه ( عليهم السلام ) - : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين - وضم بين سبابتيه - . فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري وقال : يا رسول الله ، من عترتك ؟ قال : علي والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين إلى يوم القيامة ( 2 ) .

54 - عنه ( عليه السلام ) - عن

آبائه ( عليهم السلام ) - : سئل أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن معنى قول

----------

( 1 ) كفاية الأثر : 171 .

( 2 ) كمال الدين : 244 عن محمد بن عمارة عن أبيه ، معاني الأخبار : 91 / 5 عن محمد بن عمارة .

‹ صفحه 58 ›

رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، من العترة ؟ فقال : أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين ، تاسعهم مهديهم وقائمهم ، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حوضه ( 1 ) .

55 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نام ونومني وزوجتي فاطمة وابني الحسن والحسين ، وألقى علينا عباءة قطوانية ، فأنزل الله تبارك وتعالى فينا : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * . وقال جبرئيل ( عليه السلام ) : أنا منكم يا محمد ؟ فكان سادسنا جبرئيل ( عليه السلام ) ( 2 ) .

56 - عنه ( عليه السلام ) : جمعنا رسول الله في بيت أم سلمة ، أنا وفاطمة وحسنا وحسينا ، ثم دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في كساء له ، وأدخلنا معه ، ثم ضمنا ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . فقالت أم سلمة : يا رسول الله ، فأنا ؟ - ودنت منه - فقال : أنت ممن أنت منه ،

وأنت على خير . أعادها رسول الله ، ثلاثا يصنع ذلك ( 3 ) .

57 - الإمام الحسين عن أبيه ( عليهما السلام ) : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في بيت أم سلمة ، وقد نزلت هذه الآية : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، هذه الآية نزلت فيك وفي سبطي والأئمة من ولدك ( 4 ) .

58 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) : لما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في كساء لأم سلمة خيبري ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم

----------

( 1 ) كمال الدين : 240 / 64 ، معاني الأخبار : 90 / 4 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 57 / 25 كلها عن غياث بن إبراهيم .

( 2 ) الخصال : 580 / 1 عن مكحول .

( 3 ) شواهد التنزيل : 2 / 52 / 672 عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده .

( 4 ) كفاية الأثر : 156 عن عيسى بن موسى الهاشمي عن آبائه .

‹ صفحه 59 ›

تطهيرا ( 1 ) .

59 - عنه ( عليه السلام ) - في خطبة حين قتل علي فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال - : أنا ابن البشير وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا من أهل

البيت الذي كان جبريل ينزل إلينا ويصعد من عندنا ، وأنا من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 2 ) .

60 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن أبيه عن جده عن الحسن بن علي ( عليهم السلام ) - في بيان قوله تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * - : فلما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنا وأخي وأمي وأبي ، فجللنا ونفسه في كساء لأم سلمة خيبري ، وذلك في حجرتها وفي يومها ، فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وهؤلاء أهلي وعترتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . فقالت أم سلمة رضي الله عنها : أدخل معهم يا رسول الله ؟ فقال لها ( صلى الله عليه وآله ) : يرحمك الله ، أنت على خير ، وإلى خير ، وما أرضاني عنك ، ولكنها خاصة لي ولهم ( 3 ) .

61 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) - في خطبة له - : يا أهل العراق ، اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذي قال الله عز وجل : * ( إنما يريد الله ليذهب

----------

( 1 ) المناقب لابن المغازلي : 302 / 346 ، أمالي الطوسي : 559 / 1173 ، وراجع مجمع البيان : 8 / 560 كلها عن زاذان .

( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 188 / 4802 عن عمر بن علي عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، مقاتل الطالبيين : 62

عن زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن الحسن ، الإرشاد : 2 / 7 عن أبي إسحاق السبيعي وغيره ، بشارة المصطفى : 240 وليس في الثلاثة الأخيرة " وأنا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل إلينا ويصعد من عندنا " ، أمالي الطوسي : 269 / 501 كلاهما عن أبي الطفيل ، مسائل علي بن جعفر : 328 / 818 عن عمر بن الإمام علي ( عليه السلام ) ، إعلام الورى : 208 كلاهما نحوه .

( 3 ) أمالي الطوسي : 564 / 1174 عن عبد الرحمن بن كثير ، وراجع ينابيع المودة : 3 / 368 .

عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .

62 - عنه ( عليه السلام ) - فيما جرى بينه وبين عمرو بن العاص - : إياك عني فإنك رجس ، ونحن أهل بيت الطهارة أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا ( 2 ) .

63 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) - فيما جرى بينه ومروان بن الحكم - : إليك عني ، فإنك رجس ، وإني من أهل بيت الطهارة ، قد أنزل الله فينا : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 3 ) .

64 - أبو الديلم : قال علي بن الحسين لرجل من أهل الشام : أما قرأت في الأحزاب : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ؟ قال : ولأنتم هم ؟ قال : نعم ( 4 ) .

65 - أبو نعيم عن جماعة خرجوا في صحبة أسارى كربلاء

: قالوا : فلما دخلنا دمشق أدخل بالنساء والسبايا بالنهار مكشفات الوجوه ، فقال أهل الشام الجفاة : ما رأينا سبايا أحسن من هؤلاء ، فمن أنتم ؟ فقالت سكينة ابنة الحسين : نحن سبايا آل محمد . فأقيموا على درج المسجد حيث يقام السبايا ، وفيهم علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، وهو يومئذ فتى شاب ، فأتاهم شيخ من أشياخ أهل الشام ، فقال لهم : الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وقطع قرن الفتنة . فلم يأل عن شتمهم . فلما انقضى كلامه قال له علي بن الحسين ( عليه السلام ) : أما قرأت كتاب الله عز وجل ؟ قال : نعم ، قال : أما قرأت هذه الآية : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ( 5 ) ؟ قال : بلى . قال : فنحن أولئك .

----------

( 1 ) المعجم الكبير : 3 / 93 / 2761 ، المناقب لابن المغازلي : 382 / 431 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 180 / 304 و 305 كلها عن أبي جميلة ، وأيضا : 182 / 306 و 307 عن هلال بن يساف .

( 2 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 16 / 28 .

( 3 ) مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 185 ، الفتوح : 5 / 17 .

( 4 ) تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 8 .

( 5 ) الشورى : 23 .

‹ صفحه 61 ›

ثم قال : أما قرأت * ( وآت ذا القربى حقه )

* ( 1 ) ؟ قال : بلى ، قال : فنحن هم . قال : فهل قرأت هذه الآية ، * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ؟ قال : بلى ، قال : فنحن هم . فرفع الشامي يده إلى السماء ، ثم قال : اللهم إني أتوب إليك - ثلاث مرات - اللهم إني أبرأ إليك من عدو آل محمد ، ومن قتلة أهل بيت محمد ، لقد قرأت القرآن فما شعرت بهذا قبل اليوم ( 2 ) .

66 - أبو الجارود عن أبي جعفر ( عليه السلام ) - في قوله : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * - : نزلت هذه الآية في رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، وذلك في بيت أم سلمة زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، ثم ألبسهم كساء خيبريا ، ودخل معهم فيه ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . نزلت هذه الآية ، فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال : أبشري يا أم سلمة ، إنك إلى خير .

وقال أبو الجارود : قال زيد بن علي بن الحسين ( عليه السلام ) : إن جهالا من الناس يزعمون أنما أراد بهذه الآية أزواج النبي ،

وقد كذبوا وأثموا ، لو عني بها أزواج النبي لقال : ليذهب عنكن الرجس ويطهركن تطهيرا ، ولكان الكلام مؤنثا كما قال : * ( واذكرن ما يتلى في بيوتكن ) * ( 3 ) * ( ولا تبرجن ) * ( 4 ) * ( ولستن كأحد من

----------

( 1 ) الإسراء : 26 .

( 2 ) أمالي الصدوق : 141 / 3 ، وراجع الاحتجاج : 2 / 120 / 172 ، الملهوف : 176 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 2 / 61 .

( 3 ) الأحزاب : 34 .

( 4 ) الأحزاب : 33 .

‹ صفحه 62 ›

النساء ) * ( 1 ) ( 2 ) .

67 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - في حديث طويل - : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ، فكان علي والحسن والحسين وفاطمة ( عليهم السلام ) ، فأدخلهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تحت الكساء في بيت أم سلمة ، ثم قال : اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا ، وهؤلاء أهل بيتي وثقلي . فقالت أم سلمة : ألست من أهلك ؟ فقال : إنك إلى خير ، ولكن هؤلاء أهلي وثقلي ( 3 ) .

68 - أبو بصير : قلت للصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : من آل محمد ؟ قال : ذريته ، فقلت : من أهل بيته ؟ قال : الأئمة الأوصياء ، فقلت : من عترته ؟ قال : أصحاب العباء ؟ فقلت : من أمته ؟ قال : المؤمنون الذين صدقوا بما جاء

من عند الله عز وجل ، المتمسكون ( المستمسكون خ ل ) بالثقلين اللذين أمروا بالتمسك بهما : كتاب الله ، وعترته أهل بيته ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وهما الخليفتان على الأمة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 4 ) .

69 - عبد الرحمن بن كثير : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) ، ما عنى الله عز وجل بقوله : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ؟ قال : نزلت في النبي وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة ( عليهم السلام ) ، فلما قبض الله عز وجل نبيه كان أمير المؤمنين ، ثم الحسن ، ثم الحسين ( عليهم السلام ) ، ثم وقع تأويل هذه الآية : * ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) * ( 5 )

وكان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) إماما ، ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء ( عليهم السلام ) ، فطاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم

----------

( 1 ) الأحزاب : 32 .

( 2 ) تفسير القمي : 2 / 193 .

( 3 ) الكافي : 1 / 287 / 1 عن أبي بصير .

( 4 ) أمالي الصدوق : 200 / 10 ، روضة الواعظين : 294 .

( 5 ) الأنفال : 75 .

‹ صفحه 63 ›

معصية الله عز وجل ( 1 ) .

70 - الريان بن الصلت : حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو ، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من أهل العراق وخراسان - إلى أن قال

: - فقال المأمون : من العترة الطاهرة ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : الذين وصفهم الله في كتابه فقال جل وعز : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ، وهم الذين قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، وانظروا كيف تخلفوني فيهما . أيها الناس ، لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم .

قالت العلماء : أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة ، أهم الآل أو غير الآل ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : هم الآل ،

فقالت العلماء : فهذا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يؤثر عنه أنه قال : أمتي آلي ، وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه : آل محمد أمته ، فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أخبروني هل تحرم الصدقة على الآل ؟ قالوا : نعم ، قال : فتحرم على الأمة ؟ قالوا : لا ، قال : هذا فرق ما بين الآل والأمة ( 2 ) .

----------

( 1 ) علل الشرائع : 205 / 2 ، الإمامة والتبصرة : 177 / 29 .

( 2 ) أمالي الصدوق : 422 / 1 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 229 / 1 .

‹ صفحه 65 ›

الفصل الرابع تسليم النبي على أهل البيت وتخصيصهم بالأمر بالصلاة

[أحاديث التسليم]

71 - أبو الحمراء خادم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان إذا طلع الفجر يمر ببيت علي و

فاطمة ( عليهما السلام ) ، فيقول : السلام عليكم أهل البيت ، الصلاة الصلاة * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .

72 - نفيع بن الحارث عن أبي الحمراء خادم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يجئ عند كل صلاة فجر فيأخذ بعضادة هذا الباب ، ثم يقول : السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته . فيردون عليه من البيت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فيقول : الصلاة رحمكم الله * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * . فقلت : يا أبا الحمراء ، من كان في البيت ؟ قال : علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ( 2 ) .

----------

( 1 ) أسد الغابة : 6 / 74 / 5827 ، وذكر أيضا في : ص 66 وفيه " أقمت بالمدينة شهرا فكان رسول الله يأتي منزل فاطمة وعلي ( عليهما السلام ) كل غداة فيقول . . . " .

( 2 ) شواهد التنزيل : 2 / 74 / 694 .

73 - الإمام علي ( عليه السلام ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يأتينا كل غداة فيقول : رحمكم الله الصلاة * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .

74 - الإمام الصادق عن أبيه عن جده زين العابدين عن الحسن ( عليهم السلام ) - في احتجاجه على معاوية عند الصلح -

: ثم مكث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعد ذلك ( 2 ) بقية عمره حتى قبضه الله إليه ، يأتينا كل يوم عند طلوع الفجر ، فيقول : الصلاة يرحمكم الله * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 3 ) .

75 - عنه عن آبائه ( عليهم السلام ) : كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقف عند طلوع كل فجر على باب علي وفاطمة ( عليهما السلام ) فيقول : الحمد لله المحسن المجمل ، المنعم المفضل ، الذي بنعمته تتم الصالحات ، سميع سامع ، بحمد الله ونعمته ، وحسن بلائه عندنا ، نعوذ بالله من النار ، نعوذ بالله من صباح النار ، نعوذ بالله من مساء النار ، الصلاة يا أهل البيت * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 4 ) .

76 - في تفسير علي بن إبراهيم : قوله : * ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) * ( 5 ) : فإن الله أمره أن يخص أهله دون الناس ليعلم الناس أن لأهل محمد ( صلى الله عليه وآله ) عند الله منزلة خاصة ليست للناس ، إذ أمرهم مع الناس عامة ، ثم أمرهم خاصة ، فلما أنزل الله هذه الآية كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يجئ كل يوم عند صلاة الفجر حتى يأتي باب علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) فيقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فيقول علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) وعليك

السلام يا رسول الله

----------

( 1 ) أمالي المفيد : 318 / 4 ، أمالي الطوسي : 89 / 138 ، بشارة المصطفى : 264 كلها عن الحارث .

( 2 ) أي بعد نزول آية التطهير وقضية الكساء ، وراجع ص 59 / 60 من كتابنا هذا .

( 3 ) أمالي الطوسي : 565 / 1174 عن عبد الرحمن بن كثير ، ينابيع المودة : 3 / 386 وفيه " لما نزلت * ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) * يأتينا جدي كل يوم . . . " .

( 4 ) أمالي الصدوق : 124 / 14 عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني .

( 5 ) طه : 132 .

‹ صفحه 67 ›

ورحمة الله وبركاته . ثم يأخذ بعضادتي الباب ويقول : الصلاة الصلاة يرحمكم الله * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ، فلم يزل يفعل ذلك كل يوم إذا شهد المدينة حتى فارق الدنيا . وقال أبو الحمراء خادم النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أنا أشهد به يفعل ذلك ( 1 ) .

راجع تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 7 ، الدر المنثور : 6 / 403 ، تاريخ دمشق "

ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 60 الأخبار الواردة في نزول آية التطهير ، مختصر تاريخ دمشق : 7 / 119 ، كنز العمال : 13 / 645 ،

شواهد التنزيل : 2 / 18 ، ينابيع المودة : 1 / 329 باب 35 في تفسير آية التطهير ، المناقب للخوارزمي : 60 الفصل الخامس ،

تفسير فرات الكوفي :

331 ، كشف الغمة : 1 / 40 فصل في تفسير الآل والأهل ، إحقاق الحق : 2 / 501 - 562 ، و 3 / 513 - 531 ، و 9 / 1 - 69 ، و 14 / 40 - 105 ، و 18 / 359 - 382 ، البحار : 35 / 206 باب في آية التطهير .

----------

( 1 ) تفسير القمي : 2 / 67 .

‹ صفحه 69 ›

تحقيق حول أحاديث التسليم

قد روى هذه الواقعة أكابر المحدثين بطرق مختلفة عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ( 1 ) وكبار الصحابة كأبي سعيد الخدري ( 2 ) وأنس بن مالك ( 3 ) وعبد الله بن عباس ( 4 ) وأبي الحمراء وغيرهم .

وعلى هذا ، فإن أصل وقوع هذه الحادثة يعد من المسلمات ، وأما عدد المرات التي وقعت ، فإن الروايات تنشعب في هذا الصدد إلى ثلاث طوائف :

الطائفة الأولى : الأحاديث الدالة على أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يأتي يوميا - عند توجهه إلى المسجد لأداء صلاة الفجر - باب بيت علي وفاطمة ( عليهما السلام ) ويدعوهما

----------

( 1 ) راجع : ص 66 / 73 - 75 ، أمالي الصدوق : 429 / 1 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 240 / 1 ، ينابيع المودة : 2 / 59 / 45 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 67 ، تفسير فرات الكوفي : 339 .

( 2 ) راجع الدر المنثور : 6 / 606 ، المعجم الكبير : 3 / 56 / 2671 - 2674 ، المناقب للخوارزمي

: 60 / 280 ، شواهد التنزيل : 2 / 46 / 665 - 668 ، مجمع البيان : 7 / 59 وقال - بعد ما رواه عن أبي سعيد - : رواه ابن عقدة من طرق كثيرة عن أهل البيت وعن غيرهم مثل أبي برزة وأبي رافع .

( 3 ) راجع : ص 45 / 25 .

( 4 ) راجع الدر المنثور : 6 / 606 ، إحقاق الحق : 9 / 56 .

‹ صفحه 70 ›

بعد السلام وتلاوة آية التطهير - إلى إقامة الصلاة ، حيث لاحظنا هذه الروايات في الفصل الرابع .

الطائفة الثانية : الأحاديث المبينة أن الراوي قد شاهد العمل المذكور عدة مرات ( 1 ) .

الطائفة الثالثة : الأحاديث التي تدل بظاهرها على أن العمل المذكور لم يكن يوميا ، وهي تختلف في عدد الأيام ، وكذلك تخالف روايات الطائفة الأولى ( 2 ) .

ولا تعارض بين الطائفتين الأولى والثانية ، ويعلم بقرينتهما أن أخبار الطائفة الثالثة أيضا - إن كانت سليمة الصدور بأجمعها ولم يطرأ التصحيف عليها - كانت ناظرة إلى ما شاهده الرواة ، ويساعده الاعتبار أيضا . وعلى هذا فإن محصلة روايات هذا الفصل هي أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) - ولأجل إيضاح المقصود من " أهل البيت " في آية التطهير ، ومن " أهلك " في آية * ( وأمر أهلك بالصلاة . . . ) * أكثر فأكثر - كان يأتي بعد نزول آية التطهير يوميا وعند إرادته إقامة صلاة الصبح إلى باب بيت علي وفاطمة ( عليهما السلام ) ، ويدعو أهل البيت - بعد

----------

( 1 ) راجع الدر المنثور

: 66 / 76 ، تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 ، التاريخ الكبير : 8 / كتاب الكنى 25 / 205 ، أمالي الطوسي : 251 / 447 ، شواهد التنزيل : 2 / 81 / 700 .

( 2 ) في بعض الروايات : 40 يوما ، وراجع الدر المنثور : 6 / 606 ، المناقب للخوارزمي : 60 / 28 ، أمالي الصدوق : 429 / 1 وفي بعض آخر : شهرا واحدا ، وراجع أسد الغابة : 5 / 381 / 5390 ، مسند أبي داود الطيالسي : 274 وفي بعضها : ستة أشهر ، وراجع تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 ، الدر المنثور : 6 / 606 و 706 ، ينابيع المودة : 2 / 119 ، ذخائر العقبى : 24 ، العمدة : 45 / 32 وفي بعض منها : سبعة أشهر ، وراجع البداية والنهاية : 5 / 321 ، تفسير الطبري : 12 / الجزء 22 / 6 وفي بعض آخر : ثمانية أشهر ، وراجع الدر المنثور : 6 / 606 ، كفاية الطالب : 377 وفي بعض : تسعة أشهر ، وراجع المناقب للخوارزمي : 60 / 29 ، مشكل الآثار : 1 / 337 ، العمدة : 41 / 27 ، ذخائر العقبى : 25 ، كفاية الطالب : 376 . وهنالك بعض الروايات تذكر أعدادا أخرى غير التي ذكرناها .

‹ صفحه 71 ›

السلام وتلاوة آية التطهير - إلى أداء الصلاة . وإن جميع الروايات التي تذكر عددا خاصا في نقل الواقعة ناظرة إلى مشاهدة الراوي ، ولا

يستفاد منها الحصر .

هذا ، ولكن يظهر من بعض الروايات ( 1 ) قيام النبي ( صلى الله عليه وآله ) بذلك العمل بعد نزول آية * ( وأمر أهلك بالصلاة . . . ) * .

قال أبو سعيد الخدري : لما نزلت * ( وأمر أهلك بالصلاة . . . ) * كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يجئ إلى باب علي الغداة ثمانية أشهر يقول : الصلاة رحمكم الله * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 2 ) .

قال العلامة الطباطبائي ( قدس سره ) بعد نقل رواية أبي سعيد : وظاهر الرواية كون الآية مدنية ، ولم يذكر ذلك أحد فيما أذكر ، ولعل المراد بيان إتيانه ( صلى الله عليه وآله ) الباب في المدينة عملا بالآية ولو كانت نازلة بمكة ، وإن كانت بعيدا من اللفظ ( 3 ) .

----------

( 1 ) راجع : ص 66 / 76 ، شواهد التنزيل : 2 / 47 / 667 و 668 ، أمالي الصدوق : 429 / 1 ، تأويل الآيات الظاهرة : 316 .

(

2 ) الدر المنثور : 5 / 613 أخرجه ابن مردويه وابن عساكر وابن النجار .

( 3 ) الميزان في تفسير القرآن : 14 / 242 .

‹ صفحه 73 ›

الفصل الخامس عدد الأئمة من أهل البيت

[أحاديث في عدد الأئمة]

77 - جابر بن سمرة : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول : لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كلهم من قريش ( 1 ) .

78 - جابر بن سمرة

: سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : يكون اثنا عشر أميرا . فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنه قال : كلهم من قريش ( 2 ) .

79 - جابر بن سمرة : سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا . ثم تكلم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بكلمة خفيت علي ، فسألت أبي : ماذا قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال : كلهم من قريش ( 3 ) .

80 - جابر بن سمرة : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يكون من بعدي اثنا عشر أميرا . قال : ثم

----------

( 1 ) صحيح مسلم : 3 / 1453 / 10 ، مسند ابن حنبل : 7 / 410 / 20869 ، مسند أبي يعلى : 6 / 473 / 7429 ، الخصال : 473 / 30 وفيهما " و " بدل " أو " .

( 2 ) صحيح البخاري : 6 / 2640 / 6796 .

( 3 ) صحيح مسلم : 3 / 1452 / 6 ، الخصال : 473 / 27 .

‹ صفحه 74 ›

تكلم بشئ لم أفهمه ، فسألت الذي يليني فقال : قال : كلهم من قريش ( 1 ) .

81 - جابر بن سمرة : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : لا يزال الاسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة . ثم قال كلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي : ما قال ؟ فقال : كلهم

من قريش ( 2 ) .

82 - أبو جحيفة : كنت مع عمي عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة ، ثم قال كلمة وخفض بها صوته ، فقلت لعمي وكان أمامي : ما قال يا عم ؟ قال : قال يا بني : كلهم من قريش ( 3 ) .

83 - جابر بن سمرة : دخلت مع أبي على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فسمعته يقول : ألا إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي اثنا عشر خليفة ، ثم تكلم بشئ لم أفهمه ، فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : كلهم من قريش ( 4 ) .

84 - جابر بن سمرة : كنت مع أبي عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) فسمعته يقول : بعدي اثنا عشر خليفة . ثم أخفى صوته ، فقلت لأبي : ما الذي أخفى صوته ؟ قال : قال : كلهم من بني هاشم ( 5 ) .

85 - مسروق : كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود وهو يقرؤنا القرآن ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن ، هل سألتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كم تملك هذه الأمة من خليفة ؟ فقال عبد الله بن مسعود : ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ، ثم قال :

----------

( 1 ) سنن الترمذي : 4 / 501 / 2223 ، مسند ابن حنبل : 7 / 430 / 20995 .

( 2 ) صحيح مسلم : 3 / 1453 / 7

، وأيضا في : ح 8 وفيه " هذا الأمر " بدل " الاسلام " ، و ح 9 وفيه " هذا الدين عزيزا منيعا . . . " و " صمنيها الناس " بدل " لم أفهمها " ، مسند ابن حنبل : 7 / 412 / 20882 ، سنن أبي داود : 4 / 106 / 4280 ، تاريخ بغداد : 2 / 126 وفيهما " فكبر الناس وضجوا ثم قال . . . " .

( 3 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 716 / 6589 ، المعجم الكبير : 22 / 120 / 308 ، وراجع التاريخ الكبير : 8 / 411 / 3520 ، أمالي الصدوق : 255 / 8 .

( 4 ) تاريخ واسط : 98 ، الخصال : 470 / 16 نحوه .

( 5 ) ينابيع المودة : 3 / 290 / 4 ، إحقاق الحق : 13 / 30 كلاهما عن مودة القربى .

‹ صفحه 75 ›

نعم ، ولقد سألنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : اثنا عشر ، كعدة نقباء بني إسرائيل ( 1 ) .

86 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من ولدي اثنا عشر نقيبا ، نجباء محدثون مفهمون ، آخرهم القائم بالحق ، يملؤها عدلا كما ملئت جورا ( 2 ) .

87 - ابن عباس - في قوله تعالى * ( والسماء ذات البروج ) * - : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا السماء ، وأما البروج فالأئمة من أهل

بيتي وعترتي ، أولهم علي وآخرهم المهدي ، وهم اثنا عشر ( 3 ) .

88 - الإمام الباقر عن أبيه عن الحسين ( عليهم السلام ) : دخلت أنا وأخي على جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأجلسني على فخذه ، وأجلس أخي الحسن على فخذه الأخرى ، ثم قبلنا وقال : بأبي أنتما من إمامين صالحين ، اختاركما الله مني ، ومن أبيكما وأمكما ، واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة ، تاسعهم قائمهم ، وكلكم في الفضل والمنزلة عند الله تعالى سواء ( 4 ) .

89 - عنه ( عليه السلام ) : الاثنا عشر الإمام من آل محمد ( عليهم السلام ) كلهم محدث ، من ولد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن ولد علي ، ورسول الله وعلي ( عليهما السلام ) هما الوالدان ( 5 ) .

----------

( 1 ) مسند ابن حنبل : 2 / 55 / 3781 ، المستدرك على الصحيحين : 4 / 546 / 8529 ، المعجم الكبير : 10 / 158 / 10310 ، مسند أبي يعلى : 5 / 31 / 5009 ، وراجع الخصال : 467 / 6 - 11 ، أمالي الصدوق : 254 / 4 - 7 .

( 2 ) الكافي : 1 / 534 / 18 عن أبي سعيد رفعه .

( 3 ) ينابيع المودة : 3 / 254 / 59 .

( 4 ) كمال الدين : 269 / 12 عن أبي حمزة الثمالي .

( 5 ) الكافي : 1 / 531 / 7 ، وذكره أيضا في : 533 / 14 كلاهما

عن زرارة .

راجع

الكافي : 1 / 525 ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم ، الخصال : 466 باب الخلفاء والأئمة بعد النبي ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 40 ، أمالي الصدوق : 97 / 9 ، 114 / 8 ، 502 / 10 ، كمال الدين : 256 باب 24 ما روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في النص على القائم ( عليه السلام ) وأنه الثاني عشر من الأئمة ( عليهم السلام ) . الإرشاد : 2 / 345 - 347 ، كفاية الأثر : 69 ، إعلام الورى : 361 الفصل الأول في ذكر بعض الأخبار التي جاءت في النص على عدد الاثني عشر من الأئمة ( عليهم السلام ) من طريق العامة على طريق الاجمال ، الغيبة للطوسي : 127 - 134 ، اليقين والتحصين لابن طاووس : 244 و 375 و 488 ، 570 ، فرائد السمطين : 2 / 329 / 579 ، بشارة المصطفى : 192 ، الاختصاص : 233 ، جامع الأخبار : 61 الفصل السابع في فضائل الأئمة الاثني عشر ( عليهم السلام ) ، إحقاق الحق : 2 / 353 ، 4 / 94 و 103 و 356 ، 5 / 93 ، 7 / 477 ، 13 / 1 - 74 ، 19 / 628 ، 20 / 538 . ( * )

‹ صفحه 77 ›

تحقيق حول أحاديث عدد الأئمة

روي مضمون الأحاديث ( 77 - 84 ) مرارا في مصادر أهل السنة ( 1 ) مع اختلاف في الألفاظ . ونفس هذه الأحاديث موجودة في بعض مصادر الشيعة

أيضا ( 2 ) .

وينم اختلاف متن هذه الروايات عن وجود ملابسات سياسية في نقلها . حيث حذفت كلمة " بعدي " في بعض الروايات ، وأبدل لفظ " الخليفة " بلفظ " الأمير " ( 3 ) . وأبدل " الخليفة " في بعض الروايات ب" القيم " ( 4 ) أو " الملك " ( 5 ) .

----------

( 1 ) في مسند ابن حنبل وحده أكثر من 30 رواية عن جابر بن سمرة ، وراجع ج 7 / 403 - 449 .

( 2 ) نقل ابن بابويه في الخصال 32 حديثا بهذا المضمون أيضا ، وراجع ص 466 باب الخلفاء والأئمة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

( 3 ) راجع : ص 73 / 78 و 80 .

( 4 ) المعجم الكبير : 2 / 196 / 1794 عن جابر بن سمرة : كنت مع أبي عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيما لا يضرهم من خذلهم . ثم همس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بكلمة لم أسمعها ، فقلت لأبي : ما الكلمة التي همس بها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : كلهم من قريش .

( 5 ) الخصال : 471 / 19 عن جابر بن سمرة : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مع أبي فقال : لا تزال هذه الأمة صالحا أمرها ظاهرة على عدوها حتى يمضي اثنا عشر ملكا - أو قال : اثنا عشر خليفة - ثم قال كلمة خفيت علي ، فسألت أبي

فقال : قال : كلهم من قريش . وفي مسند ابن حنبل : 7 / 424 / 20959 عن جابر بن سمرة أيضا قال : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعرفة فقال : لن يزال هذا الدين عزيزا منيعا ظاهرا على من ناوأه لا يضره من فارقه أو خالفه حتى يملك اثنا عشر كلهم من قريش .

‹ صفحه 78 ›

وأنيط قوام الاسلام في بعض تلك الروايات " إلى يوم القيامة " بخلافة خلفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) الاثني عشر ( 1 ) ، بينما حذفت هذه الإناطة من بعضها الآخر .

وأناطت طائفة من تلك الروايات مصالح الأمة الإسلامية بولايتهم ( 2 ) ، في حين أهملت روايات أخرى هذه الحقيقة .

وأناطت مجموعة من هذه الأخبار جريان الأمور الطبيعية في المجتمع الإسلامي بولايتهم ( 3 ) ، في وقت طوت صاحباتها كشحا دون هذه الحقيقة .

ومن الجدير بالذكر أن هذه الأحاديث ، مع جميع هذه الاختلافات ، تشترك في نقطتين أساسيتين :

1 - تعيين النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأفضل الأشخاص الذين سيتسنى لهم قيادة الأمة من بعده لسنين متمادية .

2 - إن عدد الأئمة الذين حظيت قيادتهم بتأييد النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو اثنا عشر شخصا . وستتجلى هذه الحقيقة أكثر فأكثر عند الرجوع إلى روايات شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، حيث سنرى أنهم ذكروا - علاوة على تقريرهم لتلك الحقيقة ( 4 ) -

----------

( 1 ) راجع : ص 73 / 77 .

( 2 ) راجع : ص 74 / 82 .

( 3 ) راجع : ص 73 /

79 .

( 4 ) راجع الخصال : 466 ، البحار : 36 / 226 باب نصوص الرسول ( صلى الله عليه وآله ) على الأئمة ( عليهم السلام ) .

‹ صفحه 79 ›

أسماء خلفاء النبي ومواصفاتهم بشكل أدق .

وقد ذكرت هذه الإيضاحات في الروايات ( 86 - 89 ) من هذا الفصل ،

وفي روايات الفصل السادس / أسماء الأئمة من أهل البيت .

أضيف إلى ذلك أن هذا الكلام من النبي الأعظم قد صدر في حجة الوداع ( 1 ) وفي عرفات أو منى ( 2 ) أو فيهما ، وفي المدينة ( 3 ) وهي المواطن التي صدر عنه فيها حديث الثقلين ( 4 ) ، فلا ريب أن مراده من قوله " من قريش " هو الأئمة من أهل بيته . كما قال الإمام علي ( عليه السلام ) : إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن م ن هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم ( 5 ) .

فلا ريب أن حذف المواصفات الدقيقة لخلفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) الاثني عشر ، من بعض الروايات ، كان لأسباب سياسية . غير أنه يكفي ما ذكرنا لاتضاح الحقيقة ، لأن العدد المذكور لا ينطبق إلا على أئمة أهل البيت . ولو قرنت هذه

----------

( 1 ) مسند ابن حنبل : 7 / 405 / 20840 عن جابر بن سمرة السوائي قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول في حجة الوداع : إن هذا الدين لن يزال ظاهرا على من ناوأه ، لا يضره مخالف ولا مفارق حتى يمضي من أمتي اثنا عشر خليفة . قال :

ثم تكلم بشئ لم أفهمه ، فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : كلهم من قريش ، وراجع 20843 و 20857 و 20885 و 20892 .

( 2 ) مسند ابن حنبل : 7 / 429 / 20991 عن جابر بن سمرة قال : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعرفات . وقال المقدمي في حديثه : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يخطب بمنى . وهذا لفظ حديث أبي الربيع : فسمعته يقول : لن يزال هذا الأمر عزيزا ظاهرا حتى يملك اثنا عشر كلهم . ثم لغط القوم وتكلموا فلم أفهم قوله بعد " كلهم " ، فقلت لأبي : يا أبتاه ، ما بعد كلهم ؟ قال : كلهم من قريش . وقال القواريري في حديثه : لا يضره من خالفه أو فارقه حتى يملك اثنا عشر . وراجع : 20922 و 20959 و 20960 و 20990 .

( 3 ) كما يظهر من حديث رجم الأسلمي التي وقعت في المدينة ( راجع صحيح مسلم : 3 / 1318 - 1324 ) .

( 4 ) راجع : ص 137 تحقيق حول حديث الثقلين / تاريخ صدور الحديث .

( 5 ) نهج البلاغة : الخطبة 144 .

‹ صفحه 80 ›

الأحاديث بحديث الثقلين المتواتر - وسائر الأحاديث التي جاءت في هذا الكتاب حول تعريف أهل البيت ووجوب التمسك بهم - لعرفنا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) حدد - وبمزيد من الدقة والوضوح ، وأكثر من أي شئ آخر - معالم القيادة المستقبلية للأمة الإسلامية والأئمة من بعده ( 1 ) .

----------

( 1 ) قال بعض المحققين

: إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده ( صلى الله عليه وآله ) اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة ، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان علم أن مراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته ، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه ، لقلتهم عن اثني عشر ، ولا يمكن أن يحمل على الملوك الأموية لزيادتهم على اثني عشر ، ولظلمهم الفاحش إلا عمر ابن عبد العزيز ، ولكونهم غير بني هاشم ، لأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : " كلهم من بني هاشم " في رواية عبد الملك عن جابر ، وإخفاء صوته ( صلى الله عليه وآله ) في هذا القول يرجح هذه الرواية ، لأنهم لا يحبون خلافة بني هاشم ، ولا يمكن أن يحمل على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور ، ولقلة رعايتهم لآية * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * وحديث الكساء ، فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته ( صلى الله عليه وآله ) ، لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم ، وأعلاهم نسبا ، وأفضلهم حسبا ، وأكرمهم عند الله ، وكان علومهم عن آبائهم متصلة بجدهم ( صلى الله عليه وآله ) وبالوراثة واللدنية ، كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتدقيق . ويؤيد هذا المعنى - أي أن مراد النبي ( صلى الله عليه وآله ) الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته - ويشهد

له ويرجحه حديث الثقلين ، والأحاديث المتكثرة المذكورة في هذا الكتاب وغيره ( ينابيع المودة : 2 / 292 ونفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 328 ) .

وقال المولى صدرا ( قدس سره ) : هذه الروايات بأسرها مستصحة الأسانيد من طرق العامة ، مثبتة الصحة في صحاحهم وأصولهم جميعا ، وهنالك من الطريقين مسانيد صحاح وطرق مستفيضة يجمعها أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : الأئمة بعدي من عترتي عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين ( عليه السلام ) ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، والتاسع مهديهم . وفي صحاحهم الستة وجامع أصولهم : أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : المهدي من عترتي من ولد فاطمة يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وأنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ، وأنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا .

قال شارح المشكاة : هذه الأحاديث وأشباهها فيها دليل ظاهر على أن الخلافة مختصة بقريش ، ولا يجوز عقدها لغيرهم . وبين ( صلى الله عليه وآله ) أن هذا الحكم إلى آخر الدهر ما بقي من الناس اثنان .

فنقول : من لم يكن في عقله آفة وعلى بصيرته غشاوة يعلم أن هذه النصوص المتواترة الصحة دالة على أن خلفاء النبي ( صلى الله عليه

وآله ) من بعده اثنا عشر إماما لا غير ، كلهم من قريش ، بهم يقوم الدين ويستقيم الاسلام إلى قيام الساعة ، ولم يوجد هذا العدد ولا هذا الوصف إلا في أئمة الشيعة الإمامية ، فهؤلاء الأوصياء الخلفاء ، فثبت أن الأرض ما زالت إلا ولله فيها الحجة . ( شرح أصول الكافي : 2 / 481 ) .

‹ صفحه 81 ›

الفصل السادس أسماء الأئمة من أهل البيت

[احاديث]

90- جابر بن عبد الله الأنصاري : دخلت على فاطمة ( عليها السلام ) ، وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها ، فعددت اثني عشر ، أحدهم القائم ، ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي ( 1 ) .

91 - جابر بن عبد الله الأنصاري : لما أنزل الله عز وجل على نبيه محمد ( صلى الله عليه وآله ) * ( يا أيها

----------

( 1 ) الفقيه : 4 / 180 / 5408 الكافي : 1 / 532 / 9 وفيه " ثلاثة " بدل " أربعة " ، والظاهر أنه تصحيف من النساخ ( أنظر مرآة العقول : 6 / 227 / 9 ) ، كمال الدين : 269 / 13 ، وذكره أيضا في : 311 / 3 ، الإرشاد : 2 / 346 ، فرائد السمطين : 2 / 139 كلها عن أبي الجارود عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .

‹ صفحه 82 ›

الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * ( 1 ) قلت : يا رسول الله ، عرفنا الله ورسوله فمن أولوا الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : هم خلفائي يا

جابر ، وأئمة المسلمين [ من ] بعدي ، أو لهم علي بن أبي طالب ، ثم الحسن والحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة ب" الباقر " ، وستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام ، ثم الصادق جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم علي بن محمد ، ثم الحسن بن علي ، ثم سميي وكنيي ، حجة الله في أرضه ، وبقيته في عباده ، ابن الحسن بن علي ، ذاك الذي يفتح الله - تعالى ذكره - على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان ( 2 ) .

92 - جابر بن عبد الله الأنصاري : دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال - في حديث طويل - : أخبرني يا رسول الله عن أوصيائك من بعدك لأتمسك بهم . قال : أوصيائي الاثنا عشر . قال جندل : هكذا وجدناهم في التوراة ، وقال : يا رسول الله ، سمهم لي .

فقال : أولهم سيد الأوصياء أبو الأئمة علي ، ثم ابناه الحسن والحسين ، فاستمسك بهم ولا يغرنك جهل الجاهلين ، فإذا ولد علي بن الحسين زين العابدين يقضي الله عليك ، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه .

فقال جندل : وجدنا في التوراة وفي كتب الأنبياء : إيليا وشبرا وشبيرا ، فهذه أسماء علي والحسن والحسين ،

فمن بعد الحسين ، وما أساميهم ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : إذا انقضت مدة الحسين فالإمام ابنه علي ويلقب بزين العابدين ،

----------

( 1 ) النساء : 59 .

( 2 ) كمال الدين : 253 / 3 ، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 282 ، تأويل الآيات الظاهرة : 141 ، كفاية الأثر : 53 .

‹ صفحه 83 ›

فبعده ابنه محمد يلقب بالباقر ، فبعده ابنه جعفر يدعى بالصادق ، فبعده ابنه موسى يدعى بالكاظم ، فبعده ابنه علي يدعى بالرضا ، فبعده ابنه محمد يدعى بالتقي والزكي ، فبعده ابنه علي يدعى بالنقي والهادي ، فبعده ابنه الحسن يدعى بالعسكري ، فبعده ابنه محمد يدعى بالمهدي والقائم والحجة ، فيغيب ثم يخرج ، فإذا خرج يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، طوبى للصابرين في غيبته ، طوبى للمقيمين على محبتهم ، أولئك الذين وصفهم الله في كتابه وقال : * ( هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ) * ( 1 ) ثم قال تعالى : * ( أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) * ( 2 ) ( 3 ) .

93 - ابن عباس : قدم يهودي على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقال له نعثل ، فقال له : يا محمد ، إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري - إلى أن قال : - أخبرني عن وصيك من هو ؟ فما من نبي إلا وله وصي ، وإن نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون ، فقال : نعم ، إن وصيي والخليفة من بعدي

علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وبعده سبطاي الحسن ثم الحسين ، يتلوه تسعة من صلب الحسين ، أئمة أبرار . قال : يا محمد ، فسمهم لي ، قال : نعم ، إذا مضى الحسين فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه محمد ، فإذا مضى محمد فابنه جعفر ، فإذا مضى جعفر فابنه موسى ، فإذا مضى موسى فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه محمد ، ثم ابنه علي ، ثم ابنه الحسن ، ثم الحجة ابن الحسن ، فهذه اثنا عشر إماما عدد نقباء بني إسرائيل ، قال : فأين مكانهم في الجنة ؟ قال : معي في درجتي ( 4 ) .

94 - النضر بن سويد عن عمرو بن أبي المقدام : رأيت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يوم عرفة

----------

( 1 ) البقرة : 2 و 3 .

( 2 ) المجادلة : 22 .

( 3 ) ينابيع المودة : 3 / 283 / 2 .

( 4 ) فرائد السمطين : 2 / 133 / 431 .

‹ صفحه 84 ›

بالموقف ، وهو ينادي بأعلى صوته : أيها الناس ، إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان الإمام ، ثم كان علي بن أبي طالب ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ( عليهم السلام ) ، ثم هه ، فينادي ثلاث مرات لمن بين يديه ، وعن يمينه ، وعن يساره ، ومن خلفه اثني عشر صوتا . وقال عمرو : فلما أتيت منى سألت أصحاب العربية عن تفسير " هه " فقالوا :

هه لغة بني فلان : أنا فاسألوني . قال : ثم سألت غيرهم أيضا من أصحاب العربية فقالوا مثل ذلك ( 1 ) .

راجع

أوصياء النبي ( صلى الله عليه وآله ) ،

الكافي : 1 / 286 باب ما نص الله عز وجل ورسوله على الأئمة ( عليهم السلام ) ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 40 باب 6 النصوص على الرضا ( عليه السلام ) بالإمامة في جملة الأئمة الاثني عشر ( عليهم السلام ) ، الفقيه : 4 / 174 باب الوصية من لدن آدم ( عليه السلام ) ، كمال الدين : 1 / 250 - 285 أبواب النصوص على القائم وأنه الثاني عشر من الأئمة ( عليهم السلام ) ، الغيبة للنعماني : 57 باب 4 ما روي في أن الأئمة اثنا عشر إماما ،

المناقب لابن المغازلي : 304 ، إحقاق الحق : 4 / 83 و 13 / 49 ، كفاية الأثر : 149 و 150 و 177 و 264 و 300 و 306 ، الاحتجاج : 1 / 162 - 170 ، الغيبة للطوسي : 134 - 155 ، كتاب سليم بن قيس الهلالي : 2 / 616 و 626 و 645 ، 734 - 758 ، 822 - 837 ، 877 - 924 .

----------

( 1 ) الكافي : 4 / 466 / 10 .

‹ صفحه 85 ›

تبويب الأحاديث التي تفسر آية التطهير بأهل البيت ( عليهم السلام )

[توضيح]

تنقسم الأحاديث التي عرفت أهل البيت ( عليهم السلام ) في آية التطهير بصورة مباشرة وغير مباشرة إلى خمسة أقسام :

القسم الأول :

الأحاديث الواردة في شأن نزول آية التطهير . فهذه الأحاديث تخصص - بنحو واضح - مجموعة من أقرباء النبي ( صلى الله عليه وآله ) على أنهم أهل البيت ، وهم : علي ، و فاطمة ، و الحسن ، و الحسين صلوات الله عليهم أجمعين . و تسلب هذا العنوان من أقاربه الآخرين .

و نقل محدثو أهل السنة هذا القسم من الأحاديث عن أربعة من أقارب النبي ( صلى الله عليه وآله ) هم : علي بن أبي طالب ، والحسن بن علي ، والحسين بن علي ، وعلي بن الحسين ( عليهم السلام ) ( 1 ) ، واثنتان من أزواجه هما : أم سلمة ، وعائشة ( 2 ) ، وسبعة من صحابته هم : أبو سعيد الخدري ، والبراء بن عازب ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وزينب بنت أبي سلمة ، وسعد بن أبي وقاص ، وصبيح مولى أم

----------

( 1 ) راجع : القسم الأول / الفصل الثالث : أهل البيت ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) .

( 2 ) راجع : القسم الأول / الفصل الأول : أزواج النبي ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) .

سلمة ، وعبد الله بن جعفر ( 1 ) .

وكذلك نقل محدثو الشيعة هذا القسم من الأحاديث عن سبعة من أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهم : الإمام علي ، والإمام الحسن بن علي ، والإمام الحسين بن علي ، والإمام علي بن الحسين ،

والإمام محمد بن علي الباقر ، والإمام جعفر بن محمد الصادق ، والإمام علي بن موسى الرضا ( عليهم السلام ) ( 2 ) ، واثنتين من أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهما : أم سلمة ، وعائشة ( 3 ) ، واثنين من صحابته ، وهما : جابر بن عبد الله الأنصاري ، وسعد بن أبي وقاص ( 4 ) .

القسم الثاني :

الأحاديث الواردة في التفسير العملي الذي أدلى به النبي ( صلى الله عليه وآله ) لآية التطهير . وهي الأحاديث التي تؤكد أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يأتي إلى باب علي وفاطمة ( عليهما السلام ) كل يوم عند صلاة الصبح بعد نزول آية التطهير .

ويسلم ويدعو إلى الصلاة ثم يقرأ آية التطهير . وقد فعل ذلك عدة شهور . روى المحدثون الكبار للفريقين هذه الواقعة عن كبار الصحابة وأهل البيت

----------

( 1 ) راجع : القسم الأول / الفصل الثاني : أصحاب النبي ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) ( 2 / 1 ، 2 / 6 ، 2 / 8 ، 2 / 10 ، 2 / 11 ، 2 / 13 ) .

( 2 ) راجع : القسم الأول / الفصل الثالث : أهل البيت ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) .

( 3 ) راجع : القسم الأول / الفصل الأول : أزواج النبي ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) .

( 4 ) راجع : القسم الأول / الفصل الثاني : أصحاب النبي ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) ( 2 / 8 ، 2 / 11 ) ،

وراجع قول العلامة الطباطبائي رضوان الله تعالى عليه في تفسير الميزان : 16 / 311 حيث ذكر أن الروايات التي تدل على أن آية التطهير نزلت في النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي وفاطمة والحسنين ( عليهم السلام ) وقال : " وهي روايات جمة تزيد على سبعين حديثا يربو ما ورد منها من طرق أهل السنة على ما ورد منها من طرق الشيعة ، فقد روتها أهل السنة بطرق كثيرة عن أم سلمة وعائشة وأبي سعيد الخدري وسعد ووائلة بن الأسقع وأبي الحمراء وابن عباس وثوبان مولى النبي وعبد الله بن جعفر وعلي والحسن بن علي ( عليهما السلام ) في قريب من أربعين طريقا . وروتها الشيعة عن علي والسجاد والباقر والصادق ( عليهم السلام ) وأم سلمة وأبي ذر وأبي ليلى وأبي الأسود الدؤلي وعمرو بن ميمون الأودي وسعد بن أبي وقاص في بضع وثلاثين طريقا " .

‹ صفحه 87 ›

النبوي ( 1 ) .

القسم الثالث :

الأحاديث التي عرفت أهل البيت كما جاء في القسم الأول والثاني بلا إشارة إلى آية التطهير .

وعدد هذه الأحاديث التي ستأتي في فصول وأبواب مختلفة من هذا الكتاب أكثر بكثير من أحاديث القسم الأول والثاني ( 2 ) .

القسم الرابع :

الأحاديث التي لا تحدد مصاديق أهل البيت ، لكنها تذكر فضائلهم أو حقوقهم . وأحاديث أخرى تذكر نفس الفضائل والحقوق لمصاديق أهل البيت بدون أن تذكر هذا العنوان .

على سبيل المثال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حديث : " من أحبنا أهل البيت في الله حشر معنا وأدخلناه معنا الجنة " ( 3 ) .

وفي حديث آخر أنه ( صلى الله عليه وآله ) أخذ بيد ولديه الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وقال : " من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة " ( 4 ) .

وقال أيضا : " أنشدكم الله في أهل بيتي " ( 5 ) .

وقال في حديث آخر : " الله الله في عترتي وأهل بيتي ، فإن فاطمة بضعة مني ، وولديها عضداي ، وأنا وبعلها كالضوء " ( 6 ) .

عدد هذه الأحاديث أكثر من أحاديث الأقسام الثلاثة المتقدمة . وستلاحظون في فصول مختلفة من هذا الكتاب عددا يؤبه له منها .

القسم الخامس :

الأحاديث التي إذا ضممنا بعضها إلى بعض ، استبان أن أبناء الحسين ( عليه السلام ) إلى الإمام المهدي ( عليه السلام ) هم في حكم أصحاب الكساء ، وتشملهم

----------

( 1 ) راجع : القسم الأول / الفصل الرابع : تسليم النبي ( صلى الله عليه وآله ) على أهل البيت ( عليهم السلام ) .

( 2 ) راجع : القسم الأول / الفصل الثاني : أصحاب النبي ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) ( 4 / 2 ، 7 / 2 ، 8 / 2 ، 14 / 2 ) .

(

3 ) راجع ص 427 / 1040 .

( 4 ) راجع ص 427 / 1036 .

( 5 ) راجع ص 353 / 788 .

( 6 ) راجع ص 355 / 800 .

‹ صفحه 88 ›

آية التطهير ، كأحاديث الفصل الخامس والسادس من القسم الأول ، ومعظم أحاديث القسم الثاني إلى القسم الثاني عشر .

‹ صفحه 89 ›

القسم الثاني معرفة أهل البيت

الفصل الأول قيمة معرفتهم

[الاحاديث]

95 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من من الله عليه بمعرفة أهل بيتي وولايتهم فقد جمع الله له الخير كله ( 1 ) .

96 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : معرفة آل محمد براءة من النار ، وحب آل محمد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمد أمان من العذاب ( 2 ) .

97 - سلمان الفارسي : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوما ، فلما نظر إلي قال : يا سلمان ، إن الله عز وجل لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا . . . قلت : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، ما لمن عرف هؤلاء ؟ فقال : يا سلمان ، من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم ، فوالي وليهم وتبرأ من عدوهم فهو والله منا ، يرد حيث نرد ، ويسكن حيث نسكن ( 3 ) .

----------

( 1 ) أمالي الصدوق : 383 / 9 عن أبي قدامة الفداني ، بشارة المصطفى : 176 .

( 2 ) ينابيع المودة : 1 / 78 / 16 ، فرائد السمطين : 2 / 257 كلاهما عن المقداد بن الأسود ، وراجع إحقاق الحق : 18 /

496 ، 9 / 494 .

( 3 ) البحار : 53 / 142 / 162 عن كتاب المحتضر ، وذكره أيضا في : 25 / 6 / 9 .

‹ صفحه 92 ›

98 - الإمام علي ( عليه السلام ) : أسعد الناس من عرف فضلنا ، وتقرب إلى الله بنا ، وأخلص حبنا ، وعمل بما إليه ندبنا ، وانتهى عما عنه نهينا ، فذاك منا ، وهو في دار المقامة معنا ( 1 ) .

99 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : خرج الحسين بن علي ( عليهما السلام ) على أصحابه فقال : أيها الناس ، إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه ، فإذا عرفوه عبدوه ، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه ، فقال له رجل : يا بن رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، فما معرفة الله ؟ قال : معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته ( 2 ) .

100 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منا أهل البيت ( 3 ) .

101 - زرارة : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : أخبرني عن معرفة الإمام منكم واجبة على جميع الخلق ؟ فقال : إن الله عز وجل بعث محمدا ( صلى الله عليه وآله ) إلى الناس أجمعين رسولا وحجة لله على جميع خلقه في أرضه ، فمن آمن بالله وبمحمد رسول الله واتبعه وصدقه فإن معرفة الإمام منا واجبة عليه ( 4 ) .

102 - سالم : سألت أبا جعفر ( عليه السلام )

عن قول الله عز وجل : * ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ) * ( 5 ) قال : السابق بالخيرات الإمام ، والمقتصد العارف للإمام ، والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام ( 6 ) .

----------

( 1 ) غرر الحكم : 3297 .

( 2 ) علل الشرائع : 9 / 1 عن سلمة بن عطاء ، وراجع كنز الفوائد : 1 / 328 ، إحقاق الحق : 11 / 594 نقلا عن در بحر المناقب .

( 3 ) الكافي : 1 / 181 / 4 عن جابر .

( 4 ) الكافي : 1 / 180 / 3 .

( 5 ) فاطر : 32 .

( 6 ) الكافي : 1 / 214 / 1 .

‹ صفحه 93 ›

103 - زرعة : قلت للصادق ( عليه السلام ) : أي الأعمال هو أفضل بعد المعرفة ؟ قال : ما من شئ بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة ، ولا بعد المعرفة والصلاة شئ يعدل الزكاة ، ولا بعد ذلك شئ يعدل الصوم ، ولا بعد ذلك شئ يعدل الحج ، وفاتحة ذلك كله معرفتنا ، وخاتمته معرفتنا ( 1 ) .

104 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : نحن الذين فرض الله طاعتنا ، لا يسع الناس إلا معرفتنا ، ولا يعذر الناس بجهالتنا . . . ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالا حتى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة ، فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء ( 2 ) .

105 - عنه ( عليه

السلام ) - في قول الله عز وجل : * ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) * ( 3 ) - : طاعة الله ومعرفة الإمام ( 4 ) .

106 - عنه ( عليه السلام ) - في دعاء علمه لزرارة - : اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ( 5 ) .

107 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) - في زيارة قبور الأئمة - : السلام على محال معرفة الله . . . من عرفهم فقد عرف الله ، ومن جهلهم فقد جهل الله ( 6 ) .

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 694 / 1478 .

( 2 ) الكافي : 1 / 187 / 11 عن أبي سلمة .

( 3 ) البقرة : 269 .

( 4 ) الكافي : 1 / 185 / 11 عن أبي بصير .

( 5 ) الكافي 1 / 337 / 5 عن زرارة .

( 6 ) الكافي : 4 / 578 / 2 ، كامل الزيارات : 315 كلاهما عن علي بن حسان .

‹ صفحه 95 ›

الفصل الثاني مكانتهم

مثلهم مثل سفينة نوح

108 - حنش الكناني : سمعت أبا ذر ( رضي الله عنه ) يقول - وهو آخذ بباب الكعبة - : من عرفني فأنا من عرفني ، ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من قومه ، من ركبها نجا

، ومن تخلف عنها غرق ( 1 ) .

109 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنما مثل أهل بيتي كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ( 2 ) .

----------

( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 163 / 4720 ، وراجع ينابيع المودة : 1 / 94 / 5 ، شرح الأخبار : 2 / 501 / 887 ، أمالي الطوسي : 60 / 88 و 459 / 1026 و 733 / 1532 ، كمال الدين : 239 / 59 ، الاحتجاج : 1 / 361 / 58 ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 937 ، بشارة المصطفى : 88 ، رجال الكشي : 1 / 115 / 52 ، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 295 ، دعائم الاسلام : 1 / 28 .

( 2 ) تاريخ بغداد : 12 / 91 عن أنس بن مالك ، فرائد السمطين : 2 / 242 / 516 عن أبي سعيد الخدري ، العمدة : 359 / 693 عن أبي ذر ، كنز العمال : 12 / 95 / 34151 ، .

110 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ( 1 ) .

111 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : نحن سفينة النجاة ، من تعلق بها نجا ، ومن حاد عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت ( 2 ) .

112 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) :

مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها زج في النار ( 3 ) .

113 - الإمام علي ( عليه السلام ) : يا كميل ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لي قولا والمهاجرون والأنصار متوافرون يوما بعد العصر ، يوم النصف من شهر رمضان ، قائما على قدميه فوق منبره : علي وابناي منه الطيبون مني وأنا منهم ، وهم الطيبون بعد أمهم ، وهم سفينة ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها هوى ، الناجي في الجنة والهاوي في لظى ( 4 ) .

114 - عنه ( عليه السلام ) : إن الحسن والحسين سبطا هذه الأمة ، وهما من محمد كمكان العينين الرأس ، وأما أنا فكمكان اليدين من البدن ، وأما فاطمة فكمكان القلب من الجسد . مثلنا مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ( 5 ) .

115 - عنه ( عليه السلام ) : من اتبع أمرنا سبق ، من ركب غير سفينتنا غرق ( 6 ) .

116 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : نحن الفلك الجارية في اللجج الغامرة ، يأمن من ركبها

----------

( 1 ) المناقب لابن المغازلي : 132 / 173 عن ابن عباس ، عوالي اللآلي : 4 / 85 / 59 وفيه " هوى " بدل " هلك " .

( 2 ) فرائد السمطين : 1 / 37 عن أبي هريرة ، إحقاق الحق : 9 / 203 نقلا عن أرجح المطالب .

( 3 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 27

/ 10 ، صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) : 57 / 76 .

( 4 ) بشارة المصطفى : 30 عن بصير بن زيد بن أرطاة .

( 5 ) كتاب سليم بن قيس : 2 / 830 .

( 6 ) غرر الحكم : 7893 و 7894 .

‹ صفحه 97 ›

ويغرق من تركها ( 1 ) .

117 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) إذا زالت الشمس صلى ثم دعا ، ثم صلى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : اللهم صل على محمد وآل محمد ، شجرة النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومعدن العلم ، وأهل بيت الوحي . اللهم صل على محمد وآل محمد ، الفلك الجارية في اللجج الغامرة ، يأمن من ركبها ، ويغرق من تركها ، المتقدم لهم مارق ، والمتأخر عنهم زاهق ، واللازم لهم لاحق ( 2 ) .

( 2 / 2 )

مثلهم مثل باب حطة

118 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة ( 3 ) في بني إسرائيل ، من دخله غفر له ( 4 ) .

----------

( 1 ) ينابيع المودة : 1 / 76 / 12 ، وذكره أيضا في : 3 / 359 .

( 2 ) جمال الأسبوع : 251 .

( 3 ) هي فعلة من حط الشئ يحطه إذا أنزله وألقاه . ومنه الحديث في ذكر حطة بني إسرائيل ، وهو قوله تعالى : * ( وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم ) * البقرة : 58 ، أي قولوا :

حط عنا ذنوبنا ، وارتفعت على معنى : مسألتنا حطة ، أو أمرنا حطة ، ( النهاية : 1 / 402 ) . أقول : قوله ( صلى الله عليه وآله ) : " مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل " إشارة إلى قوله تعالى خطابا لبني إسرائيل : * ( ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم ) * البقرة : 58 . توضيح ذلك أن " باب حطة " من أبواب بيت المقدس كما عن أبي حيان الأندلسي ، أو باب بلدة " أريحا " أو أول البلد كما احتملهما في تفسير الميزان . وتشبيه أهل البيت في الأمة الإسلامية بباب حطة في بني إسرائيل وتعريفهم بأنهم أبواب مغفرة الله ، دليل على أن التمسك بهم له دور أساسي في إزالة الأدناس الفردية والاجتماعية في المجتمع الإسلامي .

( 4 ) المعجم الأوسط : 6 / 85 / 5870 ، المعجم الصغير : 2 / 22 كلاهما عن أبي سعيد ، الصواعق المحرقة : 152 . الغيبة للنعماني : 44 وفيه " غفرت ذنوبه ، واستحق الرحمة والزيادة من خالقه " .

‹ صفحه 98 ›

119 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من دان بديني وسلك منهاجي واتبع سنتي ، فليدن بتفضيل الأئمة من أهل بيتي على جميع أمتي ، فإن مثلهم في هذه الأمة مثل باب حطة في بني إسرائيل ( 1 ) .

120 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : الأئمة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين ( عليه السلام ) ، تاسعهم قائمهم ، ألا إن مثلهم فيكم مثل سفينة

نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ، ومثل باب حطة في بني إسرائيل ( 2 ) .

121 - عباد بن عبد الله الأسدي : بينا أنا عند علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في الرحبة إذ أتاه رجل فسأله عن هذه الآية : * ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) * ( 3 ) فقال : ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا قد نزلت فيه طائفة من القرآن ، والله والله لأن يكونوا يعلموا ما سبق لنا أهل البيت على لسان النبي الأمي ( صلى الله عليه وآله ) أحب إلي من أن يكون لي مل ء هذه الرحبة ذهبا وفضة ، والله إن مثلنا في هذه الأمة كمثل سفينة نوح في قوم نوح ، وإن مثلنا في هذه الأمة كمثل باب حطة في بني إسرائيل ( 4 ) .

122 - أبو سعيد الخدري : صلى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الصلاة الأولى ، ثم أقبل بوجهه الكريم علينا فقال : معاشر أصحابي ، إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح وباب حطة في بني إسرائيل ، فتمسكوا بأهل بيتي بعدي والأئمة الراشدين من ذريتي ، فإنكم لن تضلوا أبدا .

----------

( 1 ) أمالي الصدوق : 69 / 6 ، تنبيه الخواطر : 2 / 156 كلاهما عن ابن عباس .

( 2 ) المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 295 ، كفاية الأثر : 38 كلاهما عن أبي ذر .

( 3 ) هود : 17 .

( 4 ) كنز العمال : 2 / 434 / 4429 عن

أبي سهل القطان في أماليه وابن مردويه ، أمالي المفيد : 145 / 5 ، شرح الأخبار : 2 / 480 / 843 ، تفسير فرات الكوفي : 190 / 243 .

‹ صفحه 99 ›

فقيل : يا رسول الله ، كم الأئمة بعدك ؟ فقال : اثنا عشر من أهل بيتي - أو قال : من عترتي - ( 1 ) .

123 - الإمام علي ( عليه السلام ) : نحن باب حطة وهو باب السلام ، من دخله نجا ، ومن تخلف عنه هوى ( 2 ) .

124 - عنه ( عليه السلام ) : ألا إن العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين ، فأين يتاه بكم وأين تذهبون ؟ يا معشر من فسخ من أصحاب السفينة ، فهذا مثل ما فيكم ، وإنهم ما فيكم ، فكما نجا في هاتيك منهم من نجا وكذلك ينحو في هذه منكم من نجا ، ورهن ذمتي ، وويل لمن تخلف عنهم ، إنهم فيكم كأصحاب الكهف ، ومثلهم باب حطة ، وهم باب السلم ، في قوله تعالى : * ( يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) * ( 3 ) .

125 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : نحن باب حطتكم ( 4 ) .

( 2 / 3 )

مثلهم مثل بيت الله

126 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) - : مثلكم يا علي مثل بيت الله الحرام ، من دخله كان آمنا ، فمن أحبكم ووالاكم

كان آمنا من عذاب النار ، ومن أبغضكم القي في النار . يا علي * ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) * ( 5 ) ومن

----------

( 1 ) كفاية الأثر : 33 .

( 2 ) الخصال : 626 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، تفسير فرات الكوفي : 367 / 499 ، غرر الحكم : 10002 وفيه " من دخله سلم ونجا ، ومن تخلف عنه هلك " .

( 3 ) ينابيع المودة : 1 / 332 / 4 ، وراجع تفسير العياشي : 1 / 102 / 300 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، وراجع الغيبة للنعماني : 44 ، المسترشد : 406 .

( 4 ) تفسير العياشي : 1 / 45 / 47 عن سليمان الجعفري عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، مجمع البيان : 1 / 247 .

( 5 ) آل عمران : 97 .

‹ صفحه 100 ›

كان له عذر فله عذره ، ومن كان فقيرا فله عذره ، ومن كان مريضا فله عذره ، وإن الله لا يعذر غنيا ولا فقيرا ، ولا مريضا ولا صحيحا ، ولا أعمى ولا بصيرا في تفريطه في موالاتكم ومحبتكم ( 1 ) .

( 2 / 4 )

مثلهم مثل النجوم

127 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب ، اختلفوا فصاروا حزب إبليس ( 2 ) .

128 -

عنه ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، . . . مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، ومثلكم مثل النجوم ، كلما غاب نجم طلع نجم ، إلى يوم القيامة ( 3 ) .

129 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : مثلهم ( أهل بيتي ) في أمتي كمثل نجوم السماء ، كلما غاب نجم طلع نجم ، إنهم أئمة هداة مهديون ، لا يضرهم كيد من كادهم ، ولا خذلان من خذلهم ، بل يضر الله بذلك من كادهم وخذلهم ، هم حجج الله في أرضه ، وشهداؤه على خلقه ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله . هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقهم ولا يفارقونه حتى يردوا علي حوضي . وأول الأئمة أخي علي خيرهم ، ثم ابني حسن ، ثم ابني حسين ، ثم تسعة من ولد الحسين ( 4 ) .

----------

( 1 ) خصائص الأئمة ( عليهم السلام ) : 77 عن عيسى بن المنصور عن الإمام العسكري عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 162 / 4715 عن ابن عباس .

( 3 ) أمالي الصدوق : 222 / 18 ، كمال الدين : 241 / 65 ، بشارة المصطفى : 32 ، جامع الأخبار : 52 / 59 ، مائة منقبة : 65 ، فرائد السمطين : 2 / 243 / 517 كلها عن ابن عباس .

( 4 ) الغيبة للنعماني : 84 / 12 عن سليم بن قيس

عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 686 / 14 عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، الفضائل لشاذان بن جبرئيل : 114 عن سليم بن قيس عن أبي ذر والمقداد وسلمان عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، مشارق أنوار اليقين : 192 عن سليم بن قيس .

‹ صفحه 101 ›

130 - الإمام علي ( عليه السلام ) : ألا إن آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) كمثل نجوم السماء ، إذا خوى نجم طلع نجم ( 1 ) .

131 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ليس من عالم يموت ويترك خلفا إلا نحن ، كلما ذهب منا عالم طلع مكانه عالم ، نحن النجوم في السماء ( 2 ) .

( 2 / 5 )

مثلهم مثل العينين

132 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ومكان العينين من الرأس ، فإن الجسد لا يهتد إلا بالرأس ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين ( 3 ) .

----------

( 1 ) نهج البلاغة : الخطبة 100 .

( 2 ) جامع الأحاديث للقمي : 249 عن حصين بن مخارق .

( 3 ) أمالي الطوسي : 482 / 1053 ، كشف الغمة : 2 / 35 كلاهما عن أبي ذر ، وراجع شرح الأخبار : 2 / 269 / 574 ، كفاية الأثر : 111 عن واثلة بن الأسقع .

‹ صفحه 103 ›

الفصل الثالث التحذير من عدم معرفتهم

[احاديث]

133 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية ( 1 ) .

134 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية ( 2 ) .

135 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ( 3 ) .

136 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ( 4 ) .

----------

( 1 ) مسند ابن حنبل : 6 / 22 / 16876 ، المعجم الكبير : 19 / 388 / 910 ، الملاحم والفتن : 153 كلها عن معاوية ، مسند أبي داود الطيالسي : 259 عن ابن عمر ، تفسير العياشي : 2 / 303 / 119 عن عمار الساباطي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، الاختصاص : 268 عن عمر بن يزيد عن الإمام الكاظم

( عليه السلام ) .

( 2 ) الكافي : 1 / 397 / 1 عن سالم بن أبي حفصة عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وأيضا : 8 / 146 / 123 عن بشير الكناسي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، المعجم الأوسط : 6 / 70 / 5820 ، مسند أبي يعلى : 13 / 366 / 7375 كلاهما عن معاوية ، المعجم الكبير : 10 / 289 / 1687 عن ابن عباس .

( 3 ) الكافي : 2 / 20 / 6 ، ثواب الأعمال : 244 / 1 ، المحاسن : 1 / 252 / 475 كلها عن عيسى بن السري عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

( 4 ) صحيح مسلم : 3 / 1478 / 1851 ، السنن الكبرى : 8 / 270 / 16612 كلاهما عن عبد الله بن عمر ، المعجم الكبير : 19 / 334 / 769 عن معاوية .

‹ صفحه 104 ›

137 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من مات وليس له إمام من ولدي مات ميتة جاهلية ، ويؤخذ بما عمل في الجاهلية والإسلام ( 1 ) .

138 - أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي أنه سمع من سلمان ومن أبي ذر ومن المقداد حديثا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية . ثم عرضه على جابر وابن عباس فقالا : صدقوا وبروا ، وقد شهدنا ذلك وسمعناه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وإن سلمان

قال : يا رسول الله ، إنك قلت : من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ، من هذا الإمام ؟ قال : من أوصيائي يا سلمان ، فمن مات من أمتي وليس له إمام منهم يعرفه فهي ميتة جاهلية ، فإن جهله وعاداه فهو مشرك ، وإن جهله ولم يعاده ولم يوال له عدوا فهو جاهل وليس بمشرك ( 2 ) .

139 - عيسى بن السري : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : حدثني عما بنيت عليه دعائم الاسلام ، إذا أنا أخذت بها زكا عملي ، ولم يضرني جهل ما جهلت بعده ، فقال : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والإقرار بما جاء به من عند الله ، وحق في الأموال من الزكاة ، والولاية التي أمر الله عز وجل بها ولاية آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، قال الله عز وجل : * ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * ( 3 ) فكان علي ( عليه السلام ) ، ثم صار من بعده حسن ، ثم من بعده حسين ، ثم من بعده علي بن الحسين ، ثم من بعده محمد بن علي ، ثم هكذا يكون الأمر . إن الأرض لا تصلح

----------

( 1 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 58 / 214 عن أبي محمد الحسن بن عبد الله الرازي التميمي عن

الإمام الرضا ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) ، كنز الفوائد : 1 / 327 .

( 2 ) كمال الدين : 413 / 15 .

( 3 ) النساء : 59 .

‹ صفحه 105 ›

إلا بإمام ، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ( 1 ) .

140 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله جل وعز ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها ، وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق ( 2 ) .

141 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، فعليكم بالطاعة ، قد رأيتم أصحاب علي ، وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته ، لنا كرائم القرآن ، ونحن أقوام افترض الله طاعتنا ولنا الأنفال ، ولنا صفو المال ( 3 ) .

142 - عنه ( عليه السلام ) : من مات وليس في رقبته بيعة لإمام مات ميتة جاهلية ( 4 ) .

143 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، وحوسب بما عمل في الاسلام ( 5 ) .

144 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : من مات ولم يعرفهم - أي الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) - مات ميتة جاهلية ( 6 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 2 / 21 / 9 ، وراجع تفسير العياشي : 1 / 252 / 175 عن يحيى بن السري .

(

2 ) الكافي : 1 / 375 / 2 عن محمد بن مسلم .

( 3 ) المحاسن : 1 / 251 / 474 عن بشير الدهان .

( 4 ) أعلام الدين : 459 عن أبي بصير .

( 5 ) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 295 عن أبي خالد .

( 6 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 122 / 1 عن شاذان بن جبرئيل ، وراجع الكافي : 1 / 376 باب من مات وليس له إمام من أئمة الهدى و 371 / 5 و 378 / 2 و 397 / 1 ، و : 8 / 146 / 123 ، المحاسن : 1 / 251 باب 22 من لا يعرف إمامه ، البحار : 23 / 76 باب 4 وجوب معرفة الإمام ، وراجع القسم الخامس / مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) / الفصل الأول ص 242 / 535 .

تحقيق حول أحاديث التحذير

يتفق المسلمون قاطبة على صحة الأحاديث التي تبين أن الموت بدون إمام ميتة جاهلية ، وليس بوسع أحد منهم التشكيك بصدور هذا المضمون عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وإن اختلفوا في المقصود منه ، وقد بلغت هذه الأحاديث حدا من الشهرة والاعتبار ، أضحى من المتعذر معه - حتى على أئمة الجور - إنكارها وجحودها ، ولذا لجأوا إلى استغلالها عن طريق تحريفها وتزييفها .

ويقول العلامة الأميني ( قدس سره ) بعد نقل هذه الأحاديث عن صحاح أهل السنة ومسانيدهم : " هذه حقيقة راهنة أثبتتها الصحاح والمسانيد ، فلا ندحة عن البخوع لمفادها ، ولا يتم إسلام مسلم إلا بالنزول لمؤداها ،

ولم يختلف في ذلك اثنان ، ولا أن أحدا خالجه في ذلك شك ، وهذا التعبير ينم عن سوء عاقبة من يموت بلا إمام وأنه في منتأى عن أي نجاح وفلاح ، فإن ميتة الجاهلية إنما هي شر ميتة ، ميتة كفر وإلحاد " ( 1 ) .

----------

( 1 ) الغدير : 10 / 360 .

‹ صفحه 108 ›

ولتفسير هذا الحديث الشريف لا بد من بيان المقصود من عصر الجاهلية : فقد طرح القرآن الكريم وكذلك الأحاديث الإسلامية عصر رسالة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) على أنه عصر علم وهداية ، وما سبق عهد البعثة على أنه عصر جهل وضلالة . ذلك أن الناس - وبحكم ما طرأ على الأديان السماوية من تحريف وتزوير - لم يكونوا ليستهدوا سبل الهداية والرشاد .

وأن ما هيمن على المجتمعات البشرية آنذاك باسم الدين لم يكن سوى ركام من الأوهام والخرافات . ولطالما كانت الأديان المحرفة والعقائد الواهية أداة بيد حكومات الجور والترف ، تتحكم من خلالها بمصير الانسان ، وهذا ما يؤكده تاريخ ما قبل الاسلام . عند ذلك بزغت شمس عصر العلم بالبعثة المباركة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

حيث كان من أهم مسؤولياته ( صلى الله عليه وآله ) محاربة الخرافات والأباطيل واستجلاء الحقائق للناس ، فكان يرى من شخصه الكريم أبا لهذه الأمة يزكيها ويعلمها ، وهو يقول : إنما أنا لكم مثل الوالد ، أعلمكم ( 1 ) .

وقد كان ( صلى الله عليه وآله ) يرى نبوته موائمة لموازين العقل والعلم ، وسيتسنى للعلماء - إن هم تحروا دراستها - الوقوف بكل بساطة على صدق مدعاه في

ارتباطه بعالم الغيب : * ( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ) * ( 2 ) . وقد كان ( صلى الله عليه وآله ) يحذر الناس وينذرهم من اتباع ما يرفضه العلم وتأباه المعرفة ، وهو يتلو عليهم كلام الله : * ( ولا تقف ما ليس لك به علم ) * ( 3 ) .

----------

( 1 ) مسند ابن حنبل : 3 / 53 / 7413 ، سنن النسائي : 1 / 38 ، سنن ابن ماجة : 1 / 114 / 313 ، الجامع الصغير : 1 / 394 / 2580 .

( 2 ) سبأ : 6 .

( 3 ) الإسراء : 36 .

‹ صفحه 109 ›

بعد بيان هذه المقدمة يتضح لنا أن المقصود من ضرورة معرفة إمام كل عصر ليس هو قضية شخصية فحسب ، وأن الفرد المسلم إن مات وهو لا يعرف إمامه وقائده فهو ليس بمسلم حقيقي ، ومن ثم فإن إسلامه وكفره سيان ، بل إن القضية الأكثر أهمية التي تشير إليها هذه الأحاديث هي أن عصر العلم الذي بزغت شمسه ببعثة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا يمكنه الاستمرار إلا بمعرفة المسلمين - في أي عصر كانوا - لإمامهم واقتدائهم به . وبعبارة أخرى : إن الإمامة هي الضامن والكفيل لاستمرار عصر العلم أو عصر الاسلام الأصيل . ومع فقدان هذا الضمان فإن المجتمع الإسلامي سيؤوب إلى ما كان عليه من جاهلية قبل الاسلام .

وفي الحقيقة إن هذا الحديث هو إلهام للنظرة الثاقبة لهذه الآية : * ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات

أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) * ( 1 ) .

ويبين النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حديث له يؤكد فيه على ضرورة معرفة الإمام : كيف يمكن أن تقهقر الأمة الإسلامية لتسقط في أوحال الجاهلية السابقة للإسلام ؟ ويبين إمكان وقوع هذه الظاهرة الخطيرة بالتخلي عن الإمامة والقيادة .

معرفة أي إمام ؟ ولربما أغنانا قليل من التأمل في مضمون الحديث - خصوصا مع ما مر من الشرح السابق - عن الإجابة عن هذا السؤال ، وأن إمامة أي إمام تضمن استمرار الاسلام الأصيل ، وأن فقدان المجتمع الإسلامي لأية إمامة هو تراجع إلى زمان الجاهلية . فهل يمكننا أن نظن بأن مقصود النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو وجوب معرفة واتباع أي شخص أخذ بزمام الأمور في المجتمع الإسلامي ؟ ! وأن من لم يعرف إماما كهذا

----------

( 1 ) آل عمران : 144 .

‹ صفحه 110 ›

ابتلي بالميتة الجاهلية ، دونما توجه إلى إمكان اتصاف هذا " الإمام " بالظلم ، فيغدو من أئمة النار حسب التعبير القرآني ؟ ! وبطبيعة الحال فقد حاول أئمة الجور ، في طول التاريخ الإسلامي ، أن يستندوا إلى هذا الحديث لتثبيت أركان حكومتهم وتبرير وجوب إطاعة الناس لهم . ولذا فإننا نرى أن معاوية بن أبي سفيان هو نفسه ممن روى هذا الحديث ( 1 ) .

ومن الطبيعي كذلك أن يعمد وعاظ السلاطين - بنفس تلك الدواعي - إلى تفسير كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لينطبق على إمامة أئمة الجور . غير أن من الواضح أن ذلك تلاعب بالألفاظ ، لا سوء استنباط من الحديث أو نقص دراية .

إنه

لا يمكن أبدا أن نتصور أن عبد الله بن عمر - كما جاء في شرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة - يحجم عن مبايعة الإمام علي ( عليه السلام ) لضعف بصيرته وسطحية تفكيره ، ثم يهرع ليلا - وتمسكا بحديث " من مات بغير إمام " الذي يعد هو من رواته - إلى الحجاج بن يوسف لمبايعة خليفة زمانه عبد الملك بن مروان ، لأنه يخشى أن يبيت ليلة بدون إمام ! يقول ابن أبي الحديد : إن عبد الله بن عمر امتنع من بيعة علي ( عليه السلام ) ، وطرق على الحجاج بابه ليلا ليبايع لعبد الملك كي لا يبيت تلك الليلة بلا إمام .

زعم لأنه روى عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : من مات ولا إمام له مات ميتة جاهلية ، وحتى بلغ من احتقار الحجاج له واسترذاله حاله أن أخرج رجله من الفراش ، فقال : أصفق بيدك عليها ( 2 ) ! أجل ، إن من لا يبايع أمير المؤمنين عليا ( عليه السلام ) - لأنه لا يعده إماما - لا بد أن

----------

( 1 ) راجع : ص 103 / 133 و 134 من كتابنا هذا .

( 2 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 13 / 242 .

يرى عبد الملك بن مروان إماما ، يوجب ترك بيعته الكفر والعودة إلى الجاهلية . ولا بد كذلك أن يصفق تحت جنح الظلام - خفة وصغارا - على رجل عامله السفاح الحجاج بن يوسف الثقفي ! هذا وقد آل الأمر بعبد الله بن عمر إلى أن يرى يزيد بن معاوية - مع كل ما

جنت يداه بحق الاسلام وعترة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) - مصداقا للإمام في حديث " من مات بغير إمام " توجب مناوأته الكفر والارتداد .

روي أن أهل المدينة في سنة 63 هثاروا على يزيد بن معاوية ، بعد فاجعة كربلاء في سنة 61 ه، وأدت ثورتهم هذه إلى نشوب واقعة الحرة ، فذهب عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع قائد قريش في هذه الثورة ، فأمر ابن مطيع بوسادة ودعا ابن عمر إلى الجلوس ، فقال له ابن عمر : لم آت لأجلس ، بل أتيت لأروي لك حديثا سمعته عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ( 1 ) .

فانظر أيها القارئ الكريم كيف يحرف كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بدهاء إلى الجهة المعاكسة للمقصود منه ! وذلك هو الداء الخبيث الذي حذر منه ( صلى الله عليه وآله ) في هذا الحديث وعشرات الأحاديث الأخرى ، ودعا الناس إلى إطاعة أئمة الحق والهدى .

وهكذا يحور إنذار النبي ( صلى الله عليه وآله ) على يد أرباب الزيف والدجل وأذنابهم ، ليستفاد من الحديث في الجهة المقابلة له ، وتستخدم نصوص الاسلام لهدم الاسلام .

وهكذا ينقضي عصر العلم والإسلام في الأمة الإسلامية ، بتنكرها لمكانة أئمة الهدى وتناسيها لوصايا رسولها الكريم ( صلى الله عليه وآله ) ، لتؤوب إلى الكفر والجاهلية المقيتة .

----------

( 1 ) صحيح مسلم :

3 / 1478 / 1851 وراجع : 103 / 136 من كتابنا هذا .

‹ صفحه 112 ›

وعلى هذا سيكون المقصود - بلا ريب - من الروايات التي تؤكد أن الموت بلا إمام ميتة جاهلية هو الإنذار من ترك التمسك بولاية أهل البيت ، التي جاءت بها أحاديث الثقلين والغدير ومئات الروايات الأخرى .

‹ صفحه 113 ›

الفصل الرابع مكانتهم يوم القيامة

[احاديث]

145 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أول من يرد علي الحوض أهل بيتي ومن أحبني من أمتي ( 1 ) .

146 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أولكم واردا على الحوض ، أولكم إسلاما : علي بن أبي طالب ( 2 ) .

147 - الإمام علي ( عليه السلام ) : دخل علي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنا نائم على المنامة ، فاستسقى الحسن - أو الحسين - فقام النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى شاة لنا بكيء ( 3 ) فحلبها فدرت ، فجاءه الحسن فنحاه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقالت فاطمة : يا رسول الله ، كأنه أحبهما إليك ؟ قال : لا ، ولكنه استسقى قبله ، ثم قال : إني وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة ( 4 ) .

----------

( 1 ) السنة لابن أبي عاصم : 334 / 748 عن سفيان بن الليل عن الحسن عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، كنز العمال : 12 / 100 / 34178 أخرجه الديلمي عن الإمام علي ( عليه السلام ) .

( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 147 / 4662 ،

تاريخ بغداد : 2 / 81 ، المناقب لابن المغازلي : 16 / 22 ، المناقب للخوارزمي : 52 / 15 كلها عن سلمان .

( 3 ) بكأت الناقة والشاة تبكأ بكأ . . . وهي بكي وبكيئة : قل لبنها ، وقيل : انقطع . ( لسان العرب : 1 / 34 ) .

(

4 ) مسند ابن حنبل : 1 / 217 / 792 ، أسد الغابة : 7 / 220 كلاهما عن عبد الرحمن الأزرق ، المعجم الكبير : 3 / 41 / 2622 ، مسند أبي داود الطيالسي : 26 / 190 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 110 / 182 وص 118 / 191 كلها عن أبي فاختة ، وراجع السنة لابن أبي عاصم : 584 / 1322 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 118 / 192 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 111 - 115 ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 732 / 21 .

‹ صفحه 114 ›

148 - عنه ( عليه السلام ) : أخبرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين قلت : يا رسول الله ، فمحبونا ؟ قال : من ورائكم ( 1 ) .

149 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين يوم القيامة في قبة تحت العرش ( 2 ) .

150 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : الوسيلة درجة عند

الله ليس فوقها درجة ، فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة ( 3 ) .

151 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : في الجنة درجة تدعى " الوسيلة " فإذا سألتم الله فسلوا لي الوسيلة ، قالوا : يا رسول الله ، من يسكن معك فيها ؟ قال : علي وفاطمة والحسن والحسين ( 4 ) .

----------

( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 164 / 4723 ، بشارة المصطفى : 46 كلاهما عن عاصم بن ضمرة ، ذخائر العقبى : 123 .

( 2 ) كنز العمال : 12 / 100 / 34177 نقلا عن الطبراني في معجمه ، مجمع الزوائد : 9 / 276 / 15022 ، شرح الأخبار : 3 / 4 / 914 كلها عن أبي موسى الأشعري ، وراجع المناقب للخوارزمي : 303 / 298 ، بشارة المصطفى : 48 ، كنز العمال : 12 / 98 / 34167 .

( 3 ) مسند ابن حنبل : 4 / 165 / 11783 عن أبي سعيد الخدري ، و ج 3 / 86 / 7601 ، وص 292 / 8778 كلاهما عن أبي هريرة نحوه ، و ج 2 / 571 / 6579 عن عبد الله بن عمرو بن العاصي نحوه ، وراجع صحيح البخاري : 1 / 222 / 589 ، صحيح مسلم : 1 / 289 / 384 ، سنن أبي داود : 1 / 144 / 523 وص 146 / 529 ، سنن الترمذي : 5 / 586 / 3612 و ح 3614 ، سنن النسائي : 2 / 25 / 671 وص 27 / 673 ، سنن

ابن ماجة : 1 / 239 / 722 .

( 4 ) كنز العمال : 12 / 103 / 34195 و ج 13 / 639 / 37616 كلاهما عن ابن مردويه عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، تفسير ابن كثير : 2 / 68 ، بشارة المصطفى : 270 نحوه كلاهما عن الحارث عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، وراجع معاني الأخبار : 116 / 1 ، تفسير القمي : 2 / 324 ، علل الشرايع : 164 / 6 ، بصائر الدرجات : 416 / 11 ، روضة الواعظين : 127 .

‹ صفحه 115 ›

152 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : وسط الجنة لي ولأهل بيتي ( 1 ) .

153 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أنا الشجرة ، وفاطمة فرعها ، وعلي لقاحها ، والحسن والحسين ثمرتها ، وشيعتنا ورقها ، وأصل الشجرة في جنة عدن ، وسائر ذلك في سائر الجنة ( 2 ) .

154 - حذيفة : سألتني أمي : منذ متى عهدك بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقلت لها : منذ كذا وكذا ، فنالت مني وسبتني ، فقلت لها : دعيني ، فإني آتي النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأصلي معه المغرب ، ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك ، قال : فأتيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) فصليت معه المغرب ، فصلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) العشاء ، ثم انفتل فتبعته فعرض له عارض فناجاه ، ثم ذهب ، فأتبعته فسمع صوتي ، فقال : " من هذا

" ؟ فقلت : حذيفة ، قال : " ما لك " فحدثته بالأمر ، فقال : " غفر الله لك ولأمك " ثم قال : " أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل ؟ " قلت : بلى ، قال : " فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة فاستأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة رضي الله عنهم " ( 3 ) .

----------

( 1 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 68 / 314 عن الحسن بن عبد الله التميمي عن أبيه عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام علي ( عليهم السلام ) .

( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 174 / 4755 عن عبد الرحمن بن عوف .

( 3 ) مسند ابن حنبل : 9 / 91 / 23389 ، سنن الترمذي : 5 / 326 / 3870 ، وراجع خصائص النسائي : 239 / 130 ، مجمع الزوائد : 9 / 324 / 15192 ، حلية الأولياء : 4 / 190 ، أسد الغابة : 7 / 304 / 7410 ، المصنف لابن أبي شيبة : 7 / 164 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 51 / 72 و 73 ، ذخائر العقبى : 121 ، أمالي المفيد : 23 / 4 ، بشارة المصطفى : 277 ، كمال الدين : 263 / 10 ، شرح الأخبار : 3 / 65 / 990 وص 75 / 995 .

القسم الثالث خصائص أهل البيت

الفصل الأول : أهم خصائصهم

الطهارة

* ( إنما

يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) .

155 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنا أهل بيت قد أذهب الله عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ( 2 ) .

156 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله عز وجل قسم الخلق قسمين ، فجعلني في خيرهما قسما ، وذلك قوله : * ( وأصحاب اليمين ) * و * ( أصحاب الشمال ) * فأنا من أصحاب اليمين ، وأنا خير أصحاب اليمين .

ثم جعل القسمين أثلاثا ، فجعلني في خيرها ثلثا ، فذلك قوله تعالى : * ( فأصحاب الميمنة ) * * ( والسابقون السابقون ) * ( 3 ) فأنا من السابقين ، أنا خير السابقين . ثم جعل الأثلاث قبائل ، فجعلني في خيرها قبيلة ، وذلك

----------

( 1 ) الأحزاب : 33 .

( 2 ) الفردوس : 1 / 54 / 144 عن الإمام علي ( عليه السلام ) .

( 3 ) الواقعة : 27 و 41 و 8 و 10 .

‹ صفحه 120 ›

قول الله تعالى : * ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) * ( 1 ) وأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر . ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا ، وذلك قوله عز وجل : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب ( 2 ) .

157 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) :

أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون ( 3 ) .

158 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : الأئمة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل ، كلهم أمناء أتقياء معصومون ( 4 ) .

159 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : نحن أهل بيت طهرهم الله ، من شجرة النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، وبيت الرحمة ، ومعدن العلم ( 5 ) .

160 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من سره أن ينظر إلى القضيب الأحمر الذي غرسه الله بيده ويكون متمسكا به فليتول عليا والأئمة من ولده ، فإنهم خيرة الله عز وجل وصفوته ،

----------

( 1 ) الحجرات : 13 .

( 2 ) دلائل النبوة للبيهقي : 1 / 170 ، البداية والنهاية : 2 / 257 ، الدر المنثور : 6 / 605 ، أخرجه الحكيم الترمذي وابن مردويه ، مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 1 / 127 / 70 وص 406 / 324 ، مجمع البيان : 9 / 207 ، إعلام الورى : 16 كلها عن ابن عباس ، وراجع المعجم الكبير : 12 / 81 / 12604 و 3 / 57 / 2674 ، أمالي الشجري : 1 / 151 ، أمالي الصدوق : 503 / 1 ، تفسير القمي : 2 / 347 .

( 3 ) كمال الدين : 280 / 28 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 64 / 30 ، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 295 ، كفاية الأثر : 19 ،

الصراط المستقيم : 2 / 110 ، ينابيع المودة : 3 / 291 / 9 ، فرائد السمطين : 2 / 133 / 430 كلها عن ابن عباس .

( 4 ) جامع الأخبار : 62 / 80 .

( 5 ) الدر المنثور : 6 / 606 عن الضحاك بن مزاحم .

وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة ( 1 ) .

161 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إنما أمر الله عز وجل بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر ، لا يأمر بمعصيته . وإنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون ، لا يأمرون بمعصيته ( 2 ) .

162 - عنه ( عليه السلام ) : إن الله عز وجل فضلنا أهل البيت ، وكيف لا يكون كذلك والله عز وجل يقول في كتابه : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ؟ ! فقد طهرنا من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، فنحن على منهاج الحق ( 3 ) .

163 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام ، واختارنا واصطفانا واجتبانا ، فأذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيرا ، والرجس هو الشك ، فلا نشك في الله الحق ودينه أبدا ، وطهرنا من كل أفن وغية ( 4 ) .

164 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إنا لا نوصف ، وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس ، وهو الشك ؟ ! ( 5 ) .

165 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : الأنبياء والأوصياء لا ذنوب لهم ، لأنهم معصومون مطهرون ( 6 ) .

166 -

عنه ( عليه السلام ) : إن الشك والمعصية في النار ، ليسا منا ولا إلينا ( 7 ) .

----------

( 1 ) أمالي الصدوق : 467 / 26 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 57 / 211 كلاهما عن محمد بن علي التميمي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 2 ) الخصال : 139 / 158 ، علل الشرايع : 123 كلاهما عن سليم بن قيس ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 884 / 54 .

( 3 ) تأويل الآيات الظاهرة : 450 عن محمد بن عمارة عن الإمام الصادق عن أبيه ( عليهما السلام ) .

( 4 ) أمالي الطوسي : 562 / 1174 عن عبد الرحمن بن كثير عن الإمام الصادق عن أبيه عن جده ( عليهم السلام ) .

( 5 ) الكافي : 2 / 182 / 16 عن زرارة .

( 6 ) الخصال : 608 / 9 عن الأعمش .

( 7 ) الكافي : 2 / 400 / 5 عن بكر بن محمد .

‹ صفحه 122 ›

167 - عنه ( عليه السلام ) - في قول الله عز وجل : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * - : الرجس هو الشك ( 1 ) .

168 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : إن الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) بعد النبوة والخلة ، مرتبة ثالثة ، وفضيلة شرفه بها ، وأشاد بها ذكره ، فقال : * ( إني جاعلك للناس إماما ) * فقال

الخليل ( عليه السلام ) سرورا بها : * ( ومن ذريتي ) * ؟ قال الله تبارك وتعالى : * ( لا ينال عهدي الظالمين ) * ( 2 ) .

فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة ، وصارت في الصفوة . ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة ، فقال : * ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ) * ( 3 ) ( 4 ) .

169 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة - : أشهد أنكم الأئمة الراشدون ، المهديون المعصومون المكرمون . . . عصمكم الله من الزلل ، وآمنكم من الفتن ، وطهركم من الدنس ، وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا ( 5 ) .

----------

( 1 ) معاني الأخبار : 138 / 1 عن عبد الغفار الجازي .

( 2 ) البقرة : 124 .

( 3 ) الأنبياء : 72 و 73 .

( 4 ) الكافي : 1 / 199 / 1 ، كمال الدين : 676 / 31 ، أمالي الصدوق : 537 / 1 ، معاني الأخبار : 97 / 2 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 217 / 1 كلها عن عبد العزيز بن مسلم .

( 5 ) التهذيب : 6 / 97 / 177 ، الفقيه : 2 / 611 / 3213 ، فرائد السمطين : 2 / 180 كلها عن موسى بن عبد الله النخعي ، عيون

أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 273 / 1 عن موسى بن عمران النخعي ، ولعل " عمران " تصحيف " عبد الله " أو يكون نسبة إلى أحد أجداده ، كما في هامش الفقيه .

‹ صفحه 123 ›

الاحتجاجات بمزية الطهارة أشرنا سابقا إلى أن مزية الطهارة المطلقة لأهل البيت ( عليهم السلام ) في العقيدة والأخلاق ، والعمل هي أس الخصائص التي تؤهلهم لهداية الأمة الإسلامية وقيادتها . من هنا تتصدر خصائصهم ومزاياهم جميعها . وقد ورد الاحتجاج بها مرارا لإثبات أحقيتهم أمام من أضاع حقوقهم .

خاطب أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أبا بكر عندما امتنع من بيعته في قضية السقيفة ( 1 ) معددا فضائله ، فقال فيما قال له : " أنشدك بالله ، أنا صاحب دعوة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأهلي وولدي يوم الكساء : " اللهم هؤلاء أهلي ، إليك لا إلى النار " أم أنت ؟ قال : بل أنت وأهلك وولدك " ( 2 ) .

واحتج عليه أيضا بآية التطهير في قضية فدك ، لإثبات أحقية السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) : " أخبرني عن قول الله عز وجل : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم

----------

( 1 ) راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 2 / 21 .

( 2 ) الخصال : 2 / 550 ، الاحتجاج : 1 / 308 .

‹ صفحه 124 ›

الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * فيمن نزلت ، فينا أم في غيرنا ؟ قال : بل فيكم " ( 1 ) .

واحتج بها أيضا في الشورى التي تشكلت

بأمر عمر لتعيين الخليفة بعده ، فخاطبهم لإثبات أهليته قائلا : " فأنشدكم الله ، هل فيكم أحد أنزل فيه آية التطهير حيث يقول : * ( إنما يريد الله . . . ) * غيري ؟ قالوا : اللهم لا " ( 2 ) .

وعندما كان يذكر فضائله أمام جمع من المهاجرين والأنصار في خلافة عثمان ، وطلبوا منه أن يقول شيئا ، فإنه أشار إلى واقعة الكساء وآية التطهير في سياق تأييده خدماتهم للإسلام ( 3 ) .

وحينما دعا الناكثين ومساعير الجمل إلى بيعته مرة أخرى ، فإنه عدد فضائله ، وأشار إلى خاصية الطهارة لإثبات أحقيته ، وقال : " ألا ونحن أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس " ( 4 ) .

وأكد هذه الخاصية في أحد كتبه إلى معاوية بن أبي سفيان ، فقال : " ونحن أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " ( 5 ) .

وأشار إلى حديث الكساء أيضا ، في خطبة خطبها عند التقاء الجيشين في واقعة صفين ( 6 ) .

واستند أبناؤه الطاهرون إلى حديث الكساء وآية التطهير في مقام إثبات

----------

( 1 ) الاحتجاج : 1 / 238 ، علل الشرائع : 1 / 191 ، تفسير القمي : 2 / 156 .

( 2 ) المناقب لابن المغازلي : 118 ، وراجع شرح الأخبار : 189 - 190 / 529 ، الاحتجاج : 1 / 322 .

( 3 ) الاحتجاج : 1 / 345 ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 646 .

( 4 ) الاحتجاج : 1 / 371 ، البحار : 30 / 136 .

( 5 ) الغارات :

1 / 199 ، وراجع البحار : 33 / 133 .

( 6 ) كتاب سليم بن قيس : 2 / 761 .

‹ صفحه 125 ›

أحقية أهل البيت ( عليهم السلام ) ، سواء من شهد الكساء منهم كالإمام الحسن ( 1 ) والإمام الحسين ( 2 ) ( عليهما السلام ) أم لم يشهد كالإمام زين العابدين ( 3 ) ، والإمام الباقر ( 4 ) ، والإمام الرضا ( 5 ) ( عليهم السلام ) .

وكذلك احتج بطهارة أهل البيت ( عليهم السلام ) إحدى أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( 6 ) ، وجمع من صحابته كابن عباس ( 7 ) ، وسعد بن أبي وقاص ( 8 ) ، وواثلة بن الأسقع ( 9 ) في مواقف مختلفة .

----------

( 1 ) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 59 ح 59 و 60 و 61 .

( 2 ) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 60 ح 63 .

( 3 ) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 60 ح 64 و 65 .

( 4 ) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 61 ح 66 وص 361 ح 824 .

( 5 ) راجع : الفصل الثالث ، أهل البيت ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 63 ح 70 .

( 6 ) راجع : الفصل الأول ، أزواج النبي ومعنى

أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 29 ح 7 ، تفسير فرات الكوفي : 335 و 336 .

( 7 ) راجع : الفصل الثاني ، أصحاب النبي ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 50 ح 40 .

( 8 ) راجع : الفصل الثاني ، أصحاب النبي ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 49 ح 36 .

( 9 ) راجع : الفصل الثاني ، أصحاب النبي ومعنى أهل البيت ( عليهم السلام ) : ص 54 ح 49 .

( 1 / 2 )

عدل القرآن

170 - زيد بن أرقم : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوما فينا خطيبا بماء يدعى " خما " بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد ، ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أو لهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به . فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ( 1 ) .

171 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ( 2 ) .

172 - زيد بن أرقم

: لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ( 3 ) فقال : كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله تعالى وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض . ثم قال : إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن . ثم أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال

----------

(1)صحيح مسلم : 4 / 1873 / 2408 ، سنن الدارمي : 2 / 889 / 3198 نحوه ، مسند ابن حنبل : 7 / 75 / 19285 ، السنن الكبرى : 10 / 194 / 20335 ، تهذيب تاريخ دمشق : 5 / 439 نحوه ، فرائد السمطين : 2 / 234 / 513 .

( 2 ) سنن الترمذي : 5 / 663 / 3788 عن زيد بن أرقم .

( 3 ) في المصدر " فقمن " والصحيح ما أثبتناه كما في خصائص الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . والدوحة : الشجرة العظيمة المتسعة ( لسان العرب : 2 / 436 ) .

‹ صفحه 127 ›

من والاه وعاد من عاداه ( 1 ) .

173 - جابر بن عبد الله : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول : يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ( 2

) .

174 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا أيها الناس ، إني فرط لكم ، وأنتم واردون علي الحوض ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما : الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ، ولا تضلوا ولا تبدلوا ( 3 ) .

175 - حذيفة بن أسيد الغفاري : لما صدر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن ، ثم بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك ، وعمد إليهن فصلى تحتهن ،

ثم قام فقال : يا أيها الناس ، إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله ، وإني لأظن أني يوشك أن أدعى فأجيب ، وإني مسؤول ، وإنكم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت ، فجزاك الله خيرا ، فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ؟ وأن جنته

----------

( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 118 / 4576 ، خصائص الإمام أمير المؤمنين للنسائي : 150 / 79 نحوه ، وراجع كمال الدين : 234 / 250 ، الغدير : 1 / 30 و 34 و 302 .

( 2 ) سنن الترمذي : 5 / 662 / 3786 .

( 3 ) تاريخ بغداد : 8 / 442 عن حذيفة بن أسيد . أقول : كذا في تاريخ بغداد من دون ذكر الثقل الأصغر ، وقد رواه كاملا

غير واحد من الحفاظ والمؤرخين عن الراوي نفسه ، وراجع مجمع الزوائد : 9 / 259 / 14966 و : 10 / 658 / 18460 ، المعجم الكبير : 3 / 67 / 2683 ، وص 180 / 3052 وغيرها ، وراجع أيضا الغدير : 1 / 25 / 31 حيث ذكر جملة من مصادر أهل السنة .

‹ صفحه 128 ›

حق وناره حق ؟ وأن الموت حق ؟ وأن البعث بعد الموت حق ؟ وأن الساعة آتية لا ريب فيها ؟ وأن الله يبعث من في القبور ؟ قالوا : بلى نشهد بذلك ، قال : اللهم اشهد .

ثم قال : أيها الناس ، إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليا - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .

ثم قال : يا أيها الناس ، إني فرطكم ، وإنكم واردون علي الحوض ، حوض أعرض ما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل ، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإنه نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض ( 1 ) .

176 - معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري : لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجة الوداع ونحن معه أقبل حتى انتهى إلى الجحفة ، فأمر أصحابه بالنزول

فنزل القوم منازلهم ، ثم نودي بالصلاة فصلى بأصحابه ركعتين ، ثم أقبل بوجهه إليهم فقال لهم : إنه قد نبأني اللطيف الخبير أني ميت وأنكم ميتون ، وكأني قد دعيت فأجبت وأني مسؤول عما أرسلت به إليكم ، وعما خلفت فيكم من كتاب الله وحجته ، وأنكم مسؤولون ، فما أنتم قائلون لربكم ؟ قالوا : نقول : قد بلغت ونصحت وجاهدت ، فجزاك الله عنا أفضل الجزاء . ثم قال لهم : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله إليكم ، وأن

----------

( 1 ) المعجم الكبير : 3 / 180 / 3052 .

‹ صفحه 129 ›

الجنة حق ، وأن النار حق ، وأن البعث بعد الموت حق ؟ فقالوا : نشهد بذلك ، قال : اللهم اشهد على ما يقولون ، ألا وإني أشهدكم أني أشهد أن الله مولاي ، وأنا مولى كل مسلم ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل تقرون لي بذلك ، وتشهدون لي به ؟ فقالوا : نعم ، نشهد لك بذلك .

فقال : ألا من كنت مولاه فإن عليا مولاه ، وهو هذا . ثم أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فرفعها مع يده حتى بدت آباطهما ، ثم قال : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، ألا وإني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض ، حوضي غدا ، وهو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء ، فيه أقداح من فضة عدد نجوم السماء ، ألا وإني سائلكم غدا ماذا صنعتم فيما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم علي

حوضي ، وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي ، فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني ؟

قالوا : وما هذان الثقلان يا رسول الله ؟ قال : أما الثقل الأكبر فكتاب الله عز وجل ، سبب ممدود من الله ومني في أيديكم ، طرفه بيد الله ، والطرف الآخر بأيديكم ، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة ، وأما الثقل الأصغر فهو حليف القرآن ، وهو علي بن أبي طالب وعترته ( عليهم السلام ) ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

قال معروف بن خربوذ : فعرضت هذا الكلام على أبي جعفر ( عليه السلام ) فقال : صدق أبو الطفيل ( رحمه الله ) ، هذا الكلام وجدناه في كتاب علي ( عليه السلام ) وعرفناه ( 1 ) .

177 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبدا : كتاب الله ونسبي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ( 2 ) .

----------

( 1 ) الخصال : 65 / 98 .

( 2 ) مجمع الزوائد : 9 / 256 / 14958 عن أبي هريرة ، وراجع كمال الدين : 235 / 47 عن أبي هريرة وفيه " كتاب الله وسنتي " .

‹ صفحه 130 ›

178 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ( 1 ) .

179 - أبو سعيد الخدري : إن آخر

خطبة خطبنا بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لخطبة خطبنا في مرضه الذي توفي فيه ، خرج متوكئا على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وميمونة مولاته ، فجلس على المنبر ، ثم قال : يا أيها الناس ، إني تارك فيكم الثقلين ، وسكت ، فقام رجل فقال : يا رسول الله ، ما هذان الثقلان ؟ فغضب حتى احمر وجهه ثم سكن ، وقال : ما ذكرتهما إلا وأنا أريد أن أخبركم بهما ، ولكن ربوت فلم أستطع ، سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم ، تعملون فيه كذا وكذا ، ألا وهو القرآن ، والثقل الأصغر أهل بيتي .

ثم قال : وأيم الله ، إني لأقول لكم هذا ورجال في أصلاب أهل الشرك أرجى عندي من كثير منكم .

ثم قال : والله ، لا يحبهم عبد إلا أعطاه الله نورا يوم القيامة حتى يرد علي الحوض ، ولا يبغضهم عبد إلا احتجب الله عنه يوم القيامة ( 2 ) .

180 - محمد بن عبد الله الشيباني بإسناده الصحيح عن رجاله ثقة عن ثقة : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) خرج في مرضه الذي توفي فيه . . . فاستند إلى جذع من أساطين مسجده - وكان الجذع جريد نخل - فاجتمع الناس وخطب ، وقال في كلامه : معاشر الناس ، إنه لم يمت نبي قط إلا خلف تركة ، وقد خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي ، ألا فمن ضيعهم ضيعه الله ( 3 ) .

181 - زيد بن علي عن آبائه عن علي ( عليه السلام ) : لما ثقل رسول

الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه ، والبيت غاص بمن فيه قال : ادعوا لي الحسن والحسين ، فدعوتهما ، فجعل يلثمهما حتى

----------

( 1 ) مسند ابن حنبل : 4 / 54 / 1121 عن أبي سعيد الخدري .

( 2 ) أمالي المفيد : 135 / 3 .

( 3 ) الاحتجاج : 1 / 171 / 36 .

أغمي عليه . قال : فجعل علي ( عليه السلام ) يرفعهما عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

قال : ففتح عينيه فقال : دعهما ، يتمتعان مني وأتمتع منهما ، فإنه سيصيبهما بعدي أثرة . ثم قال : يا أيها الناس ، إني خلفت فيكم كتاب الله وسنتي وعترتي أهل بيتي ، فالمضيع لكتاب الله كالمضيع لسنتي ، والمضيع لسنتي كالمضيع لعترتي ، أما إن ذلك لن يفترقا حتى ألقاه على الحوض ( 1 ) .

182 - سعد الإسكاف : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إني تارك فيكم الثقلين فتمسكوا بهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : لا يزال كتاب الله والدليل منا يدل عليه حتى يردا على الحوض ( 2 ) .

183 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في وصيته لكميل - : يا كميل ، نحن الثقل الأصغر ، والقرآن الثقل الأكبر ، وقد أسمعهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد جمعهم فنادى فيهم الصلاة جامعة يوم كذا وكذا ، وأياما سبعة وقت كذا وكذا ، فلم يتخلف أحد ، فصعد

المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : معاشر الناس ، إني مؤد عن ربي عز وجل ولا مخبر عن نفسي ، فمن صدقني فالله صدق ومن صدق الله أثابه الجنان ، ومن كذبني كذب الله عز وجل ، ومن كذب الله أعقبه النيران .

ثم ناداني فصعدت ، فأقامني دونه ورأسي إلى صدره والحسن والحسين عن يمينه وشماله ، ثم قال : معاشر الناس ، أمرني جبرئيل ( عليه السلام ) عن الله تعالى - إنه ربي وربكم - أن أعلمكم أن القرآن الثقل الأكبر ، وأن وصيي هذا وابني ( 3 ) ومن خلفهم من أصلابهم حاملا وصاياهم الثقل الأصغر ، يشهد الثقل الأكبر للثقل الأصغر ، ويشهد الثقل الأصغر للثقل الأكبر ، كل واحد منهما ملازم لصاحبه غير مفارق له حتى يردا إلى الله ، فيحكم بينهما وبين العباد ( 4 ) .

----------

( 1 ) مسند زيد : 404 .

( 2 ) بصائر الدرجات : 414 / 6 .

( 3 ) في المصدر " ابناي " والظاهر أن الصواب ما أثبتناه .

( 4 ) بشارة المصطفى : 29 .

‹ صفحه 132 ›

184 - عمر بن أبي سلمة عن الإمام علي ( عليه السلام ) - في جمع عسكره من المهاجرين والأنصار - : أنشدكم الله ، أتعلمون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قام خطيبا ولم يخطب بعدها وقال : يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله و [ عترتي ] أهل بيتي ، فإنه قد عهد إلي اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فقالوا :

اللهم نعم ، قد شهدنا ذلك كله من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 1 ) .

185 - هشام بن حسان : سمعت أبا محمد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر فقال : نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسوله الأقربون ، وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أمته ، والثاني كتاب الله فيه تفصيل كل شئ ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فالمعول علينا في تفسيره ، لا نتظنى تأويله بل نتيقن حقائقه ( 2 ) .

186 - ثوير بن أبي فاختة عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : يا ابن ذر ( 3 ) ، ألا تحدثنا ببعض ما سقط إليكم من حديثنا ؟ قال : بلى يا بن رسول الله ، قال : إني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وأهل بيتي إن تمسكتم بهما لن تضلوا .

فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : يا بن ذر ، فإذا لقيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ما خلفتني في الثقلين ، فماذا تقول له ؟ قال : فبكى ابن ذر حتى رأيت دموعه تسيل على لحيته ،

----------

( 1 ) كتاب سليم بن قيس : 2 / 763 .

( 2 ) أمالي الطوسي : 121 / 188 ، وذكره أيضا في : 691 / 1469 ، أمالي المفيد : 349 / 4 ، بشارة المصطفى : 106 ، وذكر أيضا في : 259 نحوه ،

ينابيع المودة : 1 / 74 / 10 ، الاحتجاج : 2 / 94 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 67 كلاهما عن موسى بن عقبة عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) نحوه .

( 3 ) هو عمرو بن ذر القاص ، نزل مع ابن قيس الماصر والصلت بن بهرام إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) حتى يسألوه عن مسائل كثيرة ، فلما دخلوا عليه لم يتكلموا بشئ وطال ذلك ، فلما رأى ذلك أبو جعفر ( عليه السلام ) قال : يا بن ذر . . . إلى آخر الحديث .

‹ صفحه 133 ›

ثم قال : أما الأكبر فمزقناه وأما الأصغر فقتلناه ( 1 ) .

187 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة بعد منصرفه من النهروان ، وبلغه أن معاوية يسبه ويلعنه ويقتل أصحابه ، فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله ، وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه ، ثم قال : لولا آية في كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا ، يقول الله عز وجل : * ( وأما بنعمة ربك فحدث ) * ( 2 ) اللهم لك الحمد على نعمك التي لا تحصى وفضلك الذي لا ينسى ، يا أيها الناس ، إنه بلغني ما بلغني ، وإني أراني قد اقترب أجلي فكأني بكم وقد جهلتم أمري ، وإني تارك فيكم ما تركه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كتاب الله وعترتي ، وهي عترة الهادي إلى النجاة ، خاتم الأنبياء وسيد النجباء

والنبي المصطفى ( 3 ) .

188 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا ، وجعلنا شهداء على خلقه ، وحجته في أرضه ، وجعلنا مع القرآن ، وجعل القرآن معنا ، لا نفارقه ولا يفارقنا ( 4 ) .

----------

( 1 ) رجال الكشي : 2 / 484 / 394 .

( 2 ) الضحى : 11 .

( 3 ) معاني الأخبار : 58 / 9 ، بشارة المصطفى : 12 كلاهما عن جابر الجعفي .

( 4 ) الكافي : 1 / 191 / 5 ، كمال الدين : 240 / 63 ، بصائر الدرجات : 83 / 6 كلها عن سليم بن قيس الهلالي .

‹ صفحه 135 ›

تحقيق حول حديث الثقلين

أ - سند حديث الثقلين :

إن حديث الثقلين ( 1 ) - الذي طرح فيه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أهل بيته كعدل للقرآن ، وأكد للأمة وجوب التمسك بهم - هو من الأحاديث المتواترة ، وموضع اتفاق جميع الرواة والمحدثين . وقد رواه - تحقيقا - عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) 33 صحابيا ( 2 ) ، وهم على الترتيب :

أبو أيوب الأنصاري ، أبو ذر الغفاري ، أبو رافع مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أبو سعيد الخدري ، أبو شريح الخزاعي ، أبو قدامة الأنصاري ، أبو ليلى الأنصاري ، أبو الهيثم بن التيهان ، أبو هريرة ، أم سلمة ، أم هاني ، أنس بن مالك ، البراء بن عازب ، جابر بن عبد الله الأنصاري ، جبير بن مطعم ، حذيفة بن أسيد الغفاري ،

----------

( 1 )

سماهما ثقلين لأن الأخذ والعمل بهما ثقيل . ويقال لكل خطير : ثقل ، فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما . ( النهاية : 1 / 216 ) .

( 2 ) نقل صاحب العبقات عن السخاوي في " استجلاب ارتقاء الغرف " ، والسهروردي في " جواهر العقدين " أنه قد روى هذا الحديث أكثر من 20 صحابيا ، وذكر هو أسماء 34 صحابيا ، روت عنهم المصادر السنية هذا الحديث . ( راجع نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 87 / 236 ) .

حذيفة بن اليمان ، خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، زيد بن أرقم ، زيد بن ثابت ، سعد بن أبي وقاص ، سلمان الفارسي ، سهل بن سعد ، ضمرة الأسلمي ، طلحة ابن عبيد الله التميمي ، عامر بن ليلى ، عبد الرحمن بن عوف ، عبد الله بن حنطب ، عبد الله بن عباس ، عدي بن حاتم ، عقبة بن عامر ، عمر بن الخطاب ، عمرو بن العاص ( 1 ) .

هذا علاوة على الأحاديث التي نقلها الإمام علي ( 2 ) وسائر أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ( 3 ) - على مر العصور - عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) .

----------

( 1 ) راجع صحيح مسلم : 4 / 1874 / 36 و 37 ، سنن الترمذي : 5 / 662 / 2786 و 2788 ، سنن الدارمي : 2 / 889 / 3198 ، مسند ابن حنبل : 4 / 30 / 11104 و 36 / 11131 و 54 / 11211 و : 7 / 84

/ 19332 و : 8 / 138 / 21634 و 154 / 21711 و 118 / 11561 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 118 / 4577 ، خصائص الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للنسائي : 150 / 79 ، تاريخ بغداد : 8 / 442 ، الطبقات الكبرى : 2 / 196 ، المعجم الصغير : 1 / 131 ، المعجم الكبير : 3 / 65 - 67 / 2678 - 2681 و 2683 ، الدر المنثور : 2 / 60 ، كنز العمال : 1 / 172 باب الاعتصام بالكتاب والسنة ، ينابيع المودة : 1 / 95 / 126 ، مجمع الزوائد : 9 / 257 ، أسد الغابة : 3 / 136 / 2739 و 219 / 2907 ، الصواعق المحرقة : 226 ، البداية والنهاية : 7 / 349 ، جامع الأصول : 9 / 158 ، إحقاق الحق : 9 / 309 - 375 ، نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 88 و 227 ، الخصال : 65 / 97 و : 459 / 2 ، أمالي الطوسي : 1 / 255 و : 2 / 490 ، كمال الدين : 234 - 241 ، معاني الأخبار : 90 / 3 ، أمالي المفيد : 46 / 6 ، أمالي الصدوق : 338 / 15 الإرشاد : 1 / 233 ، كفاية الأثر : 92 و 128 و 137 .

( 2 ) راجع كنز العمال : 1650 و 36441 ، مجمع الزوائد : 9 / 275 ، الكافي : 2 / 415 ، عيون

أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 57 / 25 ، نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 227 .

( 3 ) روي الحديث عن الزهراء ( عليهما السلام ) في : ينابيع المودة : 1 / 123 ، نفحات الأزهار : 2 / 236 . وروي عن الإمام الحسن بن علي ( عليهما السلام ) في : ينابيع المودة : 1 / 74 ، كفاية الأثر : 162 ، نفحات الأزهار : 2 / 227 . وروي عن الإمام الحسين بن علي ( عليهما السلام ) في : كمال الدين : 240 / 64 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 67 . وروي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) في الكافي : 3 / 432 / 6 ، أمالي الطوسي : 163 ، روضة الواعظين : 300 . وروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في : الكافي : 1 / 294 / 3 ، كمال الدين : 1 / 244 ، تفسير العياشي : 1 / 5 / 9 . وروي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) في : عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 58 ، البحار : 10 / 369 / 18 . وروي عن الإمام علي الهادي ( عليه السلام ) في : تحف العقول : 458 ، الاحتجاج : 2 / 488 .

‹ صفحه 137 ›

وكذلك ذكر صاحب العبقات أسماء 19 تابعيا ( 1 ) وأكثر من 300 من علماء ومشاهير وحفظة الحديث لدى أهل السنة ، على ترتيب الطبقات من القرن الثاني حتى القرن الرابع عشر

، كلهم رووا هذا الحديث ( 2 ) .

ب - تأريخ صدور الحديث ومناسبته :

إن البحث في تأريخ صدور هذا الحديث ومناسبة ذكر النبي له يدلنا على أن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أكد مرارا على هذه القضية التي يتوقف عليها مصير الأمة الإسلامية سياسيا واجتماعيا ، وإليك المواضع التي تطرق فيها النبي ( صلى الله عليه وآله ) لهذه المسألة :

الأول : في حجة الوداع يوم عرفة ( 3 ) .

الثاني : في مسجد الخيف ( 4 ) .

----------

( 1 ) راجع نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : 2 / 90 .

( 2 ) المصدر السابق : 1 / 199 و : 2 / 91 .

( 3 ) جابر بن عبد الله : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول : يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ( سنن الترمذي : 5 / 662 / 3786 ) .

( 4 ) سليم بن قيس : قال علي ( عليه السلام ) : إن الذي قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم عرفة على ناقته القصواء ، وفي مسجد خيف ويوم الغدير ويوم قبض في خطبة على المنبر : أيها الناس ، إني تركت فيكم الثقلين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : الأكبر منهما كتاب الله ، والأصغر عترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين - أشار بالسبابتين - ولا

أن أحدهما أقدم من الآخر ، فتمسكوا بهما لن تضلوا ولا تقدموا منهم ، ولا تخلفوا عنهم ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ( ينابيع المودة : 1 / 109 / 31 ، وراجع أيضا : تفسير القمي : 1 / 3 ) .

‹ صفحه 138 ›

الثالث : في حجة الوداع بغدير خم ( 1 ) .

الرابع : على المنبر في خطبة خطبها ( 2 ) .

الخامس : في مرض موته ، وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ( 3 ) .

قال ابن حجر : ثم اعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن

----------

( 1 ) زيد بن أرقم : لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال : كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله تعالى وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض .

ثم قال : إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ، ثم أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وذكر الحديث بطوله . ( المستدرك على الصحيحين : 3 / 118 / 4576 . ثم قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله ، وأخرجه عن طريق آخر عن زيد بن أرقم من مستدركه : 3 / 613 / 6272 .

ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، قلت : وأورده الذهبي في " تلخيصه " معترفا بصحته ، وذكر

نحوه في خصائص الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للنسائي : 150 / 79 ، وكمال الدين : 234 / 45 وذكره أيضا في ص 238 / 55 ) .

( 2 ) راجع ص 130 / 179 من كتابنا هذا ، والكافي : 2 / 415 ، ينابيع المودة : 1 / 125 / 58 ، الاحتجاج : 1 / 171 / 3 ) .

( 3 ) فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) : سمعت أبي ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه يقول - وقد امتلأت الحجرة من أصحابه - : أيها الناس ، يوشك أن أقبض قبضا سريعا وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا وإني مخلف فيكم كتاب ربي عز وجل وعترتي أهل بيتي ،

ثم أخذ بيد علي فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ، فأسألكم ما تخلفوني فيهما ( ينابيع المودة : 1 / 124 / 56 ، راجع مسند زيد : 404 ) .

‹ صفحه 139 ›

نيف وعشرين صحابيا ، ومر له طرق مبسوطة . . . ، وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة ، وفي أخرى أنه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي أخرى أنه قال ذلك بغدير خم ، وفي أخرى أنه قال ذلك لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف ( 1 ) كما مر ، ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها ، اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة ( 2 ) .

----------

( 1 )

لم نجده في المصادر ، ولعله إشارة إلى ما روي عن عبد الرحمن بن عوف حيث قال : لما افتتح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مكة انصرف إلى الطائف فحاصرها تسع عشرة أو ثمان عشرة لم يفتحها ثم أوغل روحة أو غدوة ثم نزل ثم هجر . فقال : أيها الناس ! إني فرط لكم وأوصيكم بعترتي خيرا وإن موعدكم الحوض ( مسند أبي يعلى : 1 / 393 / 856 ، المستدرك على الصحيحين : 2 / 131 / 2559 وفيه " ثمانية أو سبعة " ،

تاريخ دمشق : 2 / 368 / 867 وفيه " سبع عشرة ليلة أو ثمان عشرة " ، المطالب العالية : 4 / 56 / 3949 وفيه " سبعة عشر أو ثمانية عشر " ، أمالي الطوسي : 504 / 1104 ، المناقب للكوفي : 1 / 488 / 395 نحوه ) ، التهجير : التبكير إلى كل شئ والمبادرة إليه ، يقال : هجر يهجر تهجيرا فهو مهجر وهي لغة حجازية ( النهاية : 5 / 246 ) .

( 2 ) الصواعق المحرقة : 150 .

‹ صفحه 140 ›

( 1 / 3 )

خلفاء الله

189 - كميل بن زياد : أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فأخرجني إلى الجبان ( 1 ) ، فلما أصحر تنفس الصعداء ، ثم قال : . . . اللهم بلى ! لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة ، إما ظاهرا مشهورا ، وإما خائفا مغمورا ، لئلا تبطل حجج الله وبيناته ، وكم ذا وأين أولئك ؟ ! أولئك - والله

- الأقلون عددا ، والأعظمون عند الله قدرا ، يحفظ الله بهم حججه وبيناته ، حتى يودعوها نظراءهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم .

هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا روح اليقين ، واستلانوا ما استعوره ( 2 ) المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى . أولئك خلفاء الله في أرضه ، والدعاة إلى دينه ، آه آه شوقا إلى رؤيتهم ! ( 3 ) .

190 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) - في دعائه يوم عرفة - : رب صل على أطائب أهل بيته الذين اخترتهم لأمرك ، وجعلتهم خزنة علمك ، وحفظة دينك ، وخلفاءك في أرضك ، وحججك على عبادك ، وطهرتهم من الرجس والدنس تطهيرا بإرادتك ، وجعلتهم الوسيلة إليك ، والمسلك إلى جنتك ( 4 ) .

----------

( 1 ) الجبان والجبانة : الصحراء . ( الصحاح : 5 / 2091 ) .

( 2 ) أي ما عدوه وعرا وخشنا .

( 3 ) نهج البلاغة : الحكمة 147 ، الخصال : 186 / 257 ، كمال الدين : 291 / 2 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 206 ، خصائص الأئمة ( عليهم السلام ) : 106 ، حلية الأولياء : 1 / 79 ، كنز العمال : 10 / 262 / 29391 ، أمالي الشجري : 1 / 66 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي : 2 / 95 / 581 نحوه .

( 4 ) الصحيفة السجادية : الدعاء 47 ص 190 .

191 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : الأئمة خلفاء الله عز وجل في أرضه

( 1 ) .

192 - علي بن حسان : سئل الرضا ( عليه السلام ) في إتيان قبر أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، فقال : صلوا في المساجد حوله ، ويجزئ في المواضع كلها أن تقول : السلام على أولياء الله وأصفيائه ، السلام على أمناء الله وأحبائه ، السلام على أنصار الله وخلفائه ( 2 ) .

193 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة ( عليهم السلام ) - : أشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون . . . أيدكم بروحه ، ورضيكم خلفاء في أرضه ( 3 ) .

( 1 / 4 )

خلفاء النبي ( صلى الله عليه وآله )

194 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي اثنا عشر ، أولهم أخي وآخرهم ولدي ، قيل : يا رسول الله ، ومن أخوك ؟ قال : علي بن أبي طالب . قيل : فمن ولدك ؟ قال : المهدي الذي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ( 4 ) .

195 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في صفة الإمام المهدي ( عليه السلام ) - : قد لبس للحكمة جنتها ( 5 ) ، وأخذها بجميع أدبها ، من الإقبال عليها والمعرفة بها والتفرغ لها ، فهي عند نفسه ضالته

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 193 / 1 عن الجعفري .

( 2 ) الفقيه : 2 / 608 / 3212 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 271 / 1 ، كامل الزيارات : 315 ، الكافي : 4 /

579 / 2 وفيه " علي بن حسان عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) : سئل أبي عن إتيان قبر الحسين ( عليه السلام ) فقال : صلوا . . . " .

( 3 ) التهذيب : 6 / 97 / 177 ، وراجع أيضا : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .

( 4 ) كمال الدين : 280 / 27 ، فرائد السمطين : 2 / 312 / 562 كلاهما عن عبد الله بن عباس .

( 5 ) جنة الحكمة : ما يحفظها على صاحبها من الزهد والورع ، فالجنة هي السترة أو الدرع . ( لسان العرب : 13 / 94 ) .

‹ صفحه 142 ›

التي يطلبها ، وحاجته التي يسأل عنها . فهو مغترب إذا اغترب الاسلام ، وضرب بعسيب ( 1 ) ذنبه ، وألصق الأرض بجرانه ( 2 ) . بقية من بقايا حجته خليفة من خلائف أنبيائه ( 3 ) .

196 - عنه ( عليه السلام ) - في صفة آل محمد ( عليهم السلام ) - : هم الأئمة الطاهرون ، والعترة المعصومون ، والذرية الأكرمون ، والخلفاء الراشدون ( 4 ) .

197 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : الأئمة بمنزلة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلا أنهم ليسوا بأنبياء ، ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فأما ما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 5 ) .

( 1 / 5 )

أوصياء النبي ( صلى الله عليه وآله )

198 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا

سيد الأنبياء والمرسلين وأفضل من الملائكة المقربين ، وأوصيائي سادة أوصياء النبيين والمرسلين ( 6 ) .

199 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أنا سيد النبيين ، وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين ، وإن أوصيائي بعدي اثنا عشر ، أو لهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم ( 7 ) .

----------

(1 ) العسيب : عظم الذنب . ( لسان العرب : 1 / 599 ) .

( 2 ) جران البعير : مقدم عنقه من مذبحه إلى منحره . ( القاموس المحيط : 4 / 209 ) .

( 3 ) نهج البلاغة : الخطبة 182 .

( 4 ) مشارق أنوار اليقين : 118 عن طارق بن شهاب .

( 5 ) الكافي : 1 / 270 / 7 عن محمد بن مسلم .

( 6 ) أمالي الصدوق : 245 / 12 ، بشارة المصطفى : 34 كلاهما عن ابن عباس .

( 7 ) كمال الدين : 280 / 29 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 64 / 31 ، فرائد السمطين : 2 / 313 / 564 كلها عن ابن عباس .

‹ صفحه 143 ›

200 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لكل نبي وصي ووارث ، وإن عليا وصيي ووارثي ( 1 ) .

201 - سلمان : قلت : يا رسول الله ، لكل نبي وصي فمن وصيك ؟ فسكت عني ، فلما كان بعد رآني فقال : يا سلمان ، فأسرعت إليه قلت : لبيك ، قال : تعلم من وصي موسى ؟ قلت : نعم ، يوشع بن نون ، قال : لم

؟ قلت : لأنه كان أعلمهم ، قال : فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي ابن أبي طالب ( 2 ) .

202 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - في حديث المعراج - : يا رب ، ومن أوصيائي ؟ فنوديت : يا محمد ، أوصياؤك المكتوبون على ساق عرش ، فنظرت وأنا بين يدي ربي جل جلاله إلى ساق العرش ، فرأيت اثني عشر نورا ، في كل نور سطر أخضر مكتوب عليه اسم وصي من أوصيائي ، أولهم علي بن أبي طالب ، وآخرهم مهدي أمتي . فقلت : يا رب ، هؤلاء أوصيائي من بعدي ؟ فنوديت : يا محمد ، هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي ، وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك ( 3 ) .

203 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) - لابنته فاطمة ( عليها السلام ) وقد بكت لما رأته في مرضه الذي قبض فيه وشكت إليه خوفها على نفسها وولديها الضيعة بعده - : يا فاطمة ، أما علمت أنا أهل بيت أختا الله عز وجل لنا الآخرة على الدنيا ، وأنه حتم الفناء على جميع

----------

( 1 ) الفردوس : 3 / 336 / 5009 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 3 / 5 / 1021 و 1022 ، المناقب للخوارزمي : 84 / 74 كلها عن ابن بريدة عن أبيه ، المناقب لابن المغازلي : 200 / 238 عن عبد الله بن بريدة .

( 2 ) المعجم الكبير : 6 / 221 / 6063

، كشف الغمة : 1 / 157 مختصرا .

( 3 ) علل الشرائع : 6 / 1 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 264 / 22 ، كمال الدين : 256 / 4 كلها عن عبد السلام بن صالح الهروي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) .

‹ صفحه 144 ›

خلقه ، وأن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني من خلقه فجعلني نبيا .

ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة ثانية فاختار منها زوجك ، وأوحى إلي أن أزوجك إياه ، وأتخذه وليا ووزيرا ، وأن أجعله خليفتي في أمتي ، فأبوك خير أنبياء الله ورسله ، وبعلك خير الأوصياء ، وأنت أول من يلحق بي من أهلي .

ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة ثالثة فاختارك وولديك ، فأنت سيدة نساء أهل الجنة ، وابناك حسن وحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبناء بعلك أوصيائي إلى يوم القيامة ، كلهم هادون مهديون ، وأول الأوصياء بعدي أخي علي ، ثم حسن ، ثم حسين ، ثم تسعة من ولد الحسين في درجتي ، وليس في الجنة درجة أقرب إلى الله من درجتي ودرجة أبي إبراهيم ( 1 ) .

204 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) : إن الله اصطفى محمدا ( صلى الله عليه وآله ) على خلقه ، وأكرمه بنبوته ، واختاره لرسالته ، ثم قبضه الله إليه وقد نصح لعباده ، وبلغ ما أرسل به ( صلى الله عليه وآله ) .

وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحق الناس بمقامه في الناس ، فاستأثر علينا قومنا بذلك ، فرضينا ، وكرهنا الفرقة ، وأحببنا العافية ، ونحن

نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه ( 2 ) .

205 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إن أقرب الناس إلى الله عز وجل وأعلمهم به وأرأفهم بالناس محمد ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة ( عليهم السلام ) ، فادخلوا أين دخلوا وفارقوا من فارقوا - عني بذلك حسينا وولده ( عليهم السلام ) - فإن الحق فيهم ، وهم الأوصياء ، ومنهم الأئمة ، فأينما رأيتموهم فاتبعوهم ( 3 ) .

206 - محمد بن مسلم : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن لله عز وجل خلقا من رحمته خلقهم من نوره ورحمته ، من رحمته لرحمته ، فهم عين الله الناظرة ، وأذنه

----------

( 1 ) كمال الدين : 263 / 10 عن سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 565 .

( 2 ) تاريخ الطبري : 5 / 357 عن أبي عثمان النهدي ، البداية والنهاية : 8 / 157 .

( 3 ) كمال الدين : 328 / 8 عن أبي حمزة الثمالي .

‹ صفحه 145 ›

السامعة ، ولسانه الناطق في خلقه بإذنه ، على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة ، فبهم يمحو السيئات ، وبهم يدفع الضيم ، وبهم ينزل الرحمة ، وبهم يحيي ميتا ، وبهم يميت حيا ، وبهم يبتلي خلقه ، وبهم يقضي في خلقه قضيته . قلت : جعلت فداك ، من هؤلاء ؟ قال : الأوصياء ( 1 ) .

207 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة (

عليهم السلام ) - : السلام على محال معرفة الله ، ومساكن بركة الله ، ومعادن حكمة الله ، وحفظة سر الله ، وحملة كتاب الله ، وأوصياء نبي الله ، وذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ورحمة الله وبركاته ( 2 ) .

أقول : إن الأحاديث التي تدل على أن الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) هم أوصياء النبي ( صلى الله عليه وآله ) كثيرة جدا .

قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي : قد وردت الأخبار الصحيحة بالأسانيد القوية أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أوصى بأمر الله تعالى إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأوصى علي بن أبي طالب إلى الحسن ، وأوصى الحسن إلى الحسين ، وأوصى الحسين إلى علي بن الحسين ، وأوصى علي بن الحسين إلى محمد بن علي الباقر ، وأوصى محمد بن علي الباقر إلى جعفر بن محمد الصادق ، وأوصى جعفر بن محمد الصادق إلى موسى بن جعفر ، وأوصى موسى بن جعفر إلى ابنه علي بن موسى الرضا ، وأوصى علي بن موسى الرضا إلى ابنه محمد بن علي ، وأوصى محمد بن علي إلى ابنه علي بن محمد ، وأوصى علي بن محمد إلى ابنه الحسن بن علي ، وأوصى الحسن بن علي إلى ابنه حجة الله القائم بالحق ، الذي لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ( 3 ) .

----------

( 1 ) التوحيد

: 167 / 1 ، معاني الأخبار : 16 / 10 .

( 2 ) التهذيب : 6 / 96 / 177 ، وراجع ص 122 / 169 من كتابنا هذا .

( 3 ) الفقيه : 4 / 177 باب الوصية من لدن آدم ( عليه السلام ) .

( 1 / 6 )

أحب الخلق إلى النبي ( صلى الله عليه وآله )

208 - أم سلمة : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بينا هو ذات يوم جالسا إذ أتته فاطمة ( عليها السلام ) ببرمة فيها عصيدة ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أين علي وابناه ؟ قالت : في البيت ، قال : ادعيهم لي .

فأقبل علي والحسن والحسين بين يديه وفاطمة أمامه ، فلما بصر بهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) تناول كساء كان على المنامة خيبريا ، فجلل به نفسه وعليا والحسن والحسين وفاطمة ، ثم قال : اللهم إن هؤلاء أهل بيتي ، وأحب الخلق إلي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . فأنزل الله تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب . . . ) * ( 1 ) .

209 - الإمام علي ( عليه السلام ) : أتى رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله ، أي الخلق أحب إليك ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - وأنا إلى جنبه - : هذا وابناه وأمهما ، هم مني وأنا منهم ، وهم معي في الجنة هكذا - وجمع بين إصبعيه - ( 2 ) .

210 - جميع بن عمير التيمي : دخلت مع عمتي على عائشة ، فسئلت

: أي الناس كان أحب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قالت : فاطمة ، فقيل : من الرجال ؟ قالت : زوجها ، إن كان ما علمت صواما قواما ( 3 ) .

211 - جميع بن عمير : دخلت مع أمي إلى عائشة فسألتها عن علي ، فقالت : تسأليني عن رجل كان من أحب الناس إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكانت تحته ابنته وهي أحب الناس إليه ؟ ! لقد رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين ، فألقى عليهم ثوبا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، أذهب عنهم الرجس

----------

( 1 ) كشف الغمة : 1 / 45 ، وذكره أيضا في : 91 نحوه .

( 2 ) أمالي الطوسي : 452 / 100 عن زيد بن علي عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 3 ) سنن الترمذي : 5 / 701 / 3874 .

‹ صفحه 147 ›

وطهرهم تطهيرا ، [ قالت : ] فدنوت منه فقلت : يا رسول الله ، وأنا من أهل البيت ؟ فقال : تنحي فإنك على خير ( 1 ) .

( 1 / 7 )

أفضل الخلق

212 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : خير رجالكم علي بن أبي طالب ، وخير شبابكم الحسن والحسين ، وخير نسائكم فاطمة بنت محمد صلى الله عليهما ( 2 ) .

213 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أنا وأهل بيتي صفوة الله وخيرته من خلقه ( 3 ) .

214 - عنه ( صلى الله عليه وآله )

: يا فاطمة ، ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحد قبلنا ولا يعطى أحد بعدنا : أنا خاتمة النبيين وأكرم النبيين على الله وأحب المخلوقين إلى الله عز وجل ، وأنا أبوك ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله ، وهو عمك حمزة بن عبد المطلب وهو عم أبيك وعم بعلك ، ومنا من له جناحان أخضران يطير في الجنة مع الملائكة حيث يشاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما - والذي بعثني بالحق - خير منهما . يا فاطمة - والذي بعثني بالحق - إن منهما مهدي هذه الأمة ( 4 ) .

‹ صفحه 148 ›

215 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أنا سيد النبيين ، وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، والأئمة بعدهما سادات المتقين ، ولينا ولي الله ، وعدونا عدو الله ، وطاعتنا طاعة الله ، ومعصيتنا معصية الله عز وجل ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ( 1 ) .

216 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : علي بن أبي طالب والأئمة من ولده بعدي سادة أهل الأرض وقادة الغر المحجلين يوم القيامة ( 2 ) .

217 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي أنا وأنت والأئمة من ولدك سادة في الدنيا وملوك في الآخرة ، من عرفنا فقد عرف الله ، ومن أنكرنا فقد أنكر الله عز وجل ( 3 ) .

218 - ابن

عباس : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعبد الرحمن بن عوف : يا عبد الرحمن ، أنتم أصحابي وعلي بن أبي طالب مني وأنا من علي ، فهو باب علمي ووصيي ، وهو وفاطمة والحسن والحسين هم خير الأرض عنصرا وشرفا وكرما ( 4 ) .

219 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في خطبة يصف بها النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) - : عترته خير العتر ، وأسرته خير الأسر ، وشجرته خير الشجر ( 5 ) .

( 1 / 8 )

مباهلة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بهم

220 - عبد الرحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسن بن علي ( عليهم السلام )

----------

( 1 ) مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 2 / 132 / 617 .

( 2 ) تاريخ بغداد : 4 / 392 / 2280 عن عبد الله .

( 3 ) إحقاق الحق : 9 / 483 نقلا عن رسالة الاعتقاد عن أنس .

( 4 ) المعجم الكبير : 3 / 57 / 2675 عن علي المكي الهلالي ، وراجع أمالي الطوسي : 154 / 256 ، الخصال : 412 / 16 كلاهما عن أبي أيوب الأنصاري ، الغيبة للطوسي : 191 / 154 ، كشف الغمة : 1 / 154 كلاهما عن أبي سعيد الخدري ، كفاية الأثر : 63 عن جابر بن عبد الله الأنصاري .

( 5 ) نهج البلاغة : الخطبة 94 .

‹ صفحه 149 ›

- في بيان قوله تعالى : * ( ندع أبناءنا وأبناءكم . . . ) * - : أخرج رسول الله

( صلى الله عليه وآله ) من الأنفس معه أبي ، ومن البنين إياي وأخي ، ومن النساء أمي فاطمة من الناس جميعا ، فنحن أهله ولحمه ودمه ونفسه ، ونحن منه وهو منا ( 1 ) .

221 - جابر : قدم على النبي ( صلى الله عليه وآله ) العاقب والطيب فدعاهما إلى الاسلام ، فقالا : أسلمنا يا محمد قبلك ! قال : كذبتما ، إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الاسلام .

قالوا : فهات أنبئنا . قال : حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير ، قال جابر : فدعاهما إلى الملاعنة ، فواعداه على أن يغادياه بالغداة ، فغدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : والذي بعثني بالحق ، لو فعلا لأمطر الوادي عليهما نارا .

قال جابر : فيهم نزلت : * ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم . . . ) * ( 2 ) .

قال الشعبي : قال جابر : * ( أنفسنا وأنفسكم ) * رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) ، * ( وأبناءنا وأبناءكم ) * الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، * ( ونساءنا ونساءكم ) * فاطمة ( عليها السلام ) ( 3 ) .

222 - الزمخشري : روي أنهم لما دعاهم إلى المباهلة قالوا : حتى نرجع وننظر ، فلما تخالوا قالوا للعاقب ، وكان ذا رأيهم : يا

عبد المسيح ، ما ترى ؟ فقال : والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبي مرسل ، ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم . والله ، ما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ، ولئن فعلتم لتهلكن ، فإن أبيتم إلا إلف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه فوادعوا

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 564 / 1174 ، ينابيع المودة : 1 / 165 / 1 .

( 2 ) آل عمران : 61 .

( 3 ) دلائل النبوة لأبي نعيم : 2 / 353 / 244 ، المناقب لابن المغازلي : 263 / 310 عن جابر بن عبد الله ، العمدة : 190 / 291 ، الطرائف : 46 / 38 .

‹ صفحه 150 ›

الرجل وانصرفوا إلى بلادكم .

فأتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد غدا محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول : إذا أنا دعوت فأمنوا ، فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى ، إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، فقالوا : يا أبا القاسم ، رأينا أن لا نباهلك وأن نقرك على دينك ونثبت على ديننا .

قال : فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم ، فأبوا .

قال : فإني أناجزكم ، فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ، ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدي إليك كل عام ألفي حلة ، ألفا في

صفر ، وألفا في رجب ، وثلاثين درعا عادية من حديد .

فصالحهم على ذلك وقال : والذي نفسي بيده ، إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران ، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ، ولاضطرم عليهم الوادي نارا ، ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر ، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا . . .

ثم قال الزمخشري : وقدمهم في الذكر على الأنفس لينبه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم ، وليؤذن بأنهم مقدمون على الأنفس مفدون بها ، وفيه دليل لا شئ أقوى منه على فضل أصحاب الكساء ( عليهم السلام ) ( 1 ) .

----------

( 1 ) الكشاف : 1 / 193 ، وراجع تفسير الطبري : 3 / الجزء 3 / 299 ، تفسير الفخر الرازي : 8 / 88 وقال في ذيل الرواية : واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها عند أهل التفسير والحديث ، الإرشاد : 1 / 166 ، مجمع البيان : 2 / 762 ، تفسير القمي : 1 / 104 .

( 1 / 9 )

أولوا الأمر

* ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * ( 1 ) .

223 - الإمام علي ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : شركائي الذين قرنهم الله بنفسه وبي وأنزل فيهم : * ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) * ، فإن خفتم تنازعا في أمر فأرجعوه إلى الله والرسول وأولي الأمر ، قلت : يا نبي الله ، من هم ؟ قال : أنت أو لهم ( 2

) .

224 - عنه ( عليه السلام ) - لما قدم إلى الكوفة - : عليكم يا أهل هذا المصر بتقوى الله وطاعة من أطاع الله من أهل بيت نبيكم ، الذين هم أولى بطاعتكم فيما أطاعوا الله فيه ، من المنتحلين المدعين المقابلين إلينا ، يتفضلون بفضلنا ، ويجاحدونا ، وينازعونا حقنا ، ويدفعونا عنه . وقد ذاقوا وبال ما اجترحوا فسوف يلقون غيا ( 3 ) .

225 - هشام بن حسان : خطب الحسن بن علي ( عليهما السلام ) بعد بيعة الناس له بالأمر فقال : . . . أطيعونا فإن طاعتنا مفروضة ، إذ كانت بطاعة الله عز وجل ورسوله مقرونة ، قال الله عز وجل : * ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول ) * ، * ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) * ( 4 ) ( 5 ) .

----------

( 1 ) النساء : 59 .

( 2 ) شواهد التنزيل : 1 / 189 / 202 ، وراجع الاعتقادات وتصحيح الاعتقادات : 5 / 121 كلاهما عن سليم بن قيس ، كتاب سليم بن قيس : 6 / 626 .

( 3 ) أمالي المفيد : 127 / 5 عن عبد الرحمن بن عبيد ، الإرشاد : 1 / 260 نحوه .

( 4 ) النساء : 83 .

( 5 ) أمالي المفيد : 349 / 4 ، أمالي الطوسي : 122 / 188 ، وذكره أيضا في : 691 / 1469 ، الاحتجاج : 2 / 94 /

165 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 67 كلاهما عن موسى بن عقبة عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) .

‹ صفحه 152 ›

226 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) - في خطبته لمن جاء إلى محاصرته بكربلاء - : أما بعد ، أيها الناس ، فإنكم إن تتقوا وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله عنكم ، ونحن أهل بيت محمد أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم ، والسائرين فيكم بالجور والعدوان . وإن أبيتم إلا كراهية لنا والجهل بحقنا ، فكان رأيكم الآن غير ما أتتني به كتبكم وقدمت به علي رسلكم ، انصرفت عنكم ( 1 ) .

227 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) - في الدعاء - : . . . وصل على خيرتك اللهم من خلقك محمد وعترته الصفوة من بريتك الطاهرين ، واجعلنا لهم سامعين ومطيعين كما أمرت ( 2 ) .

228 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * - : إيانا عني خاصة ، أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا ( 3 ) .

229 - أبو بصير : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * فقال : نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فقلت له : إن الناس يقولون : فما له لم يسم عليا وأهل بيته ( عليهم السلام ) في كتاب الله عز وجل

؟ فقال : قولوا لهم : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا حتى كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم حتى كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزل الحج فلم يقل لهم طوفوا أسبوعا حتى كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فسر ذلك لهم ، ونزلت : * ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول

----------

( 1 ) الإرشاد : 2 / 79 ، وقعة الطف : 170 ، الكامل في التاريخ : 2 / 552 .

( 2 ) الصحيفة السجادية : الدعاء 34 ص 138 ، ينابيع المودة : 3 / 417 نقلا عن الصحيفة وزاد فيه " أي بقولك : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " .

( 3 ) الكافي : 1 / 276 / 1 عن بريد العجلي .

‹ صفحه 153 ›

وأولي الأمر منكم ) * ونزلت في علي والحسن والحسين ( 1 ) .

230 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - في هذه الآية : * ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * - : وأولوا الأمر هم الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) ( 2 ) .

231 - ابن أبي يعفور : دخلت علي أبي عبد الله ( عليه السلام ) وعنده نفر من أصحابه - في حديث طويل يرويه إلى أن قال : - فقال لي

: يا بن أبي يعفور ، إن الله عز وجل هو الآمر بطاعته وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر الذين هم أوصياء رسوله . يا ابن أبي يعفور ، فنحن حجج الله في عباده ، وشهداؤه على خلقه ، وأمناؤه في أرضه ، وخزانه على علمه ، والداعون إلى سبيله ، والعاملون بذلك ، فمن أطاعنا أطاع الله ، ومن عصانا فقد عصى الله ( 3 ) .

( 1 / 10 )

أهل الذكر

232 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - في قول الله عز وجل : * ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) * ( 4 ) - : أنا ، والأئمة أهل الذكر ( 5 ) .

233 - الإمام علي ( عليه السلام ) : نحن أهل الذكر ( 6 ) .

----------

› ( 1 ) الكافي : 1 / 286 / 1 ، شواهد التنزيل : 1 / 191 / 203 ، تفسير العياشي : 1 / 249 / 169 كلاهما عن أبي بصير عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .

( 2 ) ينابيع المودة : 1 / 341 / 2 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 15 .

( 3 ) الزهد للحسين بن سعيد : 104 / 286 ، وراجع الكافي : 1 / 185 باب فرض طاعة الأئمة ( عليهم السلام ) ، البحار : 23 / 283 باب وجوب طاعتهم وأنهم أولوا الأمر ، إحقاق الحق : 3 / 424 ، و : 14 / 348 .

( 4 ) النحل : 43 .

( 5 ) الكافي : 1 / 210 / 1 عن عبد

الله بن عجلان عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، تأويل الآيات الظاهرة : 259 .

( 6 ) ينابيع المودة : 1 / 357 / 12 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 98 ، العمدة : 288 / 468 كلها عن تفسير الثعلبي .

‹ صفحه 154 ›

234 - الحارث : سألت عليا عن هذه الآية : * ( فاسألوا أهل الذكر ) * ، فقال : والله إنا لنحن أهل الذكر ، نحن أهل العلم ، ونحن معدن التأويل والتنزيل ، ولقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأته من بابه ( 1 ) .

235 - الإمام علي ( عليه السلام ) : ألا إن الذكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن أهله ، ونحن الراسخون في العلم ، ونحن منار الهدى ، وأعلام التقى ، ولنا ضربت الأمثال ( 2 ) .

236 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) * - : نحن أهل الذكر ( 3 ) .

237 - عنه ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( فاسألوا أهل الذكر ) * : هم الأئمة من عترة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 4 ) .

238 - هشام : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله تبارك وتعالى : * ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) * من هم ؟ قال : نحن .

قلت : علينا أن نسألكم ؟ قال : نعم ، قلت : فعليكم أن تجيبونا ؟ قال : ذاك إلينا ( 5 ) .

239 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : للذكر معنيان : القرآن ومحمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن أهل الذكر بكلا معنييه ( 6 ) ، أما معناه القرآن فقوله تعالى : * ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما

----------

( 1 ) شواهد التنزيل : 1 / 432 / 459 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 179 إلى قوله " والتنزيل " .

( 2 ) المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 98 .

( 3 ) تفسير الطبري : 10 / الجزء 17 / 5 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 178 عن محمد بن مسلم وجابر الجعفي ، تفسير فرات الكوفي : 235 / 315 عن حسين بن سعيد ، تأويل الآيات الظاهرة : 259 عن جابر بن يزيد ومحمد بن مسلم ، تفسير القمي : 2 / 68 عن زرارة .

( 4 ) شواهد التنزيل : 1 / 437 / 466 عن الفضيل بن يسار ، وراجع : 434 - 437 .

( 5 ) أمالي الطوسي : 664 / 1390 ، وراجع الكافي : 1 / 211 / 6 .

( 6 ) وفي المصدر " معنيه " والصحيح ما أثبتناه في المتن .

‹ صفحه 155 ›

نزل إليهم ) * ( 1 ) وقوله تعالى : * ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ) * ( 2 ) وأما معناه محمد ( صلى الله عليه وآله ) فالآية في سورة الطلاق : * ( فاتقوا

الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا * رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ) * ( 3 ) ( 4 ) .

240 - عنه ( عليه السلام ) - في حديث طويل - : قال جل ذكره : * ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) * قال : الكتاب [ هو ] الذكر ، وأهله آل محمد ( عليهم السلام ) ، أمر الله عز وجل بسؤالهم ، ولم يؤمروا بسؤال الجهال ( 5 ) .

241 - عنه ( عليه السلام ) - في قول الله تعالى : * ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ) * - : الذكر القرآن ، ونحن قومه ، ونحن المسؤولون ( 6 ) .

242 - ابن بكير عن حمزة بن محمد الطيار أنه عرض علي أبي عبد الله ( عليه السلام ) بعض خطب أبيه ، حتى إذا بلغ موضعا منها قال له : كف واسكت ، ثم قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه والتثبت والرد إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد ، ويجلوا عنكم فيه العمى ، ويعرفوكم فيه الحق ، قال الله تعالى : * ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) * ( 7 ) .

243 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - في رسالة إلى أصحابه - : أيتها العصابة المرحومة المفلحة ، إن

----------

( 1 ) النحل : 44 .

( 2 ) الزخرف : 44 .

( 3

) الطلاق : 10 و 11 .

( 4 ) ينابيع المودة : 1 / 357 / 14 عن عبد الحميد بن أبي الديلم .

( 5 ) الكافي : 1 / 295 / 3 .

( 6 ) الكافي : 1 / 211 / 5 ، تفسير القمي : 2 / 286 عن عبد الرحمن بن كثير ، بصائر الدرجات : 37 / 1 عن الفضيل ، وذكره أيضا في : 37 / 6 عن بريد بن معاوية عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .

( 7 ) الكافي : 1 / 50 / 10 وراجع المحاسن : 1 / 341 / 703 ، تفسير العياشي : 2 / 260 / 30 .

‹ صفحه 156 ›

الله أتم لكم ما آتاكم من الخير ، واعلموا أنه ليس من علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى ولا رأي ولا مقاييس ، قد أنزل الله القرآن ، وجعل فيه تبيان كل شئ ، وجعل للقرآن ولتعلم القرآن أهلا ، لا يسع أهل علم القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوى ولا رأي ولا مقاييس ، أغناهم الله عن ذلك بما آتاهم من علمه ، وخصهم به ، ووضعه عندهم ، كرامة من الله أكرمهم بها ، وهم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الأمة بسؤالهم ( 1 ) .

( 1 / 11 )

حفظة الدين

- رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

244 - لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) - : يا علي ، أنا وأنت وابناك الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الاسلام ، من

تبعنا نجا ، ومن تخلف عنا فإلى النار ( 2 ) .

245 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إن في كل خلف من أمتي عدلا من أهل بيتي ، ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين . وإن أئمتكم قادتكم إلى الله عز وجل ، فانظروا بمن تقتدون في دينكم وصلاتكم ( 3 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 8 / 5 / 1 عن إسماعيل بن مخلد السراج ، وراجع : " في أنهم : أهل الذكر " ، الكافي : 1 / 210 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة ( عليهم السلام ) ، وأيضا : 4 / 599 ، و : 1 / 259 / 3 ، البحار : 23 / 172 باب 9 ، أمالي الطوسي : 664 / 1290 ، روضة الواعظين : 224 ، بصائر الدرجات : 37 / 5 و : 40 / 10 و : 511 / 23 ، كامل الزيارات : 54 ، إحقاق الحق : 2 / 482 و 483 ، و : 14 / 371 - 375 .

( 2 ) أمالي المفيد : 217 / 4 ، بشارة المصطفى : 49 وفيه " فإلى النار هوى " وكلاهما عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 3 ) كمال الدين : 221 / 7 عن أبي الحسن الليثي عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، وراجع قرب الإسناد : 77 / 250 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام

) ، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 245 ، كنز الفوائد : 1 / 330 .

‹ صفحه 157 ›

246 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن العلماء ورثة الأنبياء ، وذاك أن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا ، وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمن أخذ بشئ منها فقد أخذ حظا وافرا ، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه ؟ فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ( 1 ) .

247 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) - في صفة الإمام - : ناصح لعباد الله ، حافظ لدين الله ( 2 ) .

( 1 / 12 )

أبواب الله

248 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نحن باب الله الذي يؤتى منه . بنا يهتدي المهتدون ( 3 ) .

249 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في خطبة يذكر فيها فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) - : نحن الشعار ( 4 ) والأصحاب ، الخزنة والأبواب ، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها ، فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا ( 5 ) .

250 - عنه ( عليه السلام ) : إن الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف العباد نفسه ، ولكن جعلنا أبوابه وصراطه ، وسبيله والوجه الذي يؤتى منه ، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون ، فلا سواء من اعتصم الناس به ( 6 ) ، ولا سواء

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 32 / 2 ، بصائر الدرجات : 10 / 1

كلاهما عن أبي البختري .

( 2 ) الكافي : 1 / 202 / 1 عن عبد العزيز بن مسلم .

( 3 ) فضائل الشيعة : 50 / 7 ، تأويل الآيات الظاهرة : 498 كلاهما عن أبي سعيد الخدري .

( 4 ) الشعار : الثوب الذي يلي الجسد لأنه يلي شعره ، ويراد به الخاصة والبطانة . ( النهاية : 2 / 480 ) .

( 5 ) نهج البلاغة : الخطبة 154 .

( 6 ) قال الفيض الكاشاني : يعني ليس كل من اعتصم به الناس سواء في الهداية ، ولا سواء فيما يسقيهم ، بل بعضهم يهديهم إلى الحق وإلى صراط مستقيم ، ويسقيهم من عيون صافية ، وبعضهم يذهب بهم إلى الباطل وإلى طريق الضلال ، ويسقيهم من عيون كدرة ، كما يفسره فيما بعد ، " يفرغ " أي يصب بعضها في بعض حتى يفرغ ( الوافي : 2 / 87 ) .

‹ صفحه 158 ›

حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض ، وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها ، لا نفاد لها ولا انقطاع ( 1 ) .

251 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : الأوصياء هم أبواب الله عز وجل التي يؤتى منها ، ولولاهم ما عرف الله عز وجل ، وبهم احتج الله تبارك وتعالى على خلقه ( 2 ) .

( 1 / 13 )

عرفاء الله

252 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - لعلي ( عليه السلام ) - : ثلاث اقسم أنهن حق : إنك والأوصياء من بعدك عرفاء لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتكم ، وعرفاء

لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه ، وعرفاء لا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه ( 3 ) .

253 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) - لعلي ( عليه السلام ) - : يا علي ، أنت والأوصياء من ولدك أعراف بين الجنة والنار ، لا يدخلها إلا من عرفكم وعرفتموه ، ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه ( 4 ) .

----------

(1 ) الكافي : 1 / 184 / 9 ، مختصر بصائر الدرجات : 55 كلاهما عن مقرن عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، تفسير فرات الكوفي : 143 / 174 عن الأصبغ بن نباتة نحوه .

( 2 ) الكافي : 1 / 193 / 2 عن أبي بصير .

( 3 ) الخصال : 150 / 183 عن نصر العطار عمن رفعه .

( 4 ) دعائم الاسلام : 1 / 25 ، إرشاد القلوب : 298 عن سليم بن قيس ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 233 ، تفسير العياشي : 2 / 18 / 44 وفيه " بعدك " بدل " ولدك " ، ينابيع المودة : 1 / 304 / 3 كلاهما عن سلمان الفارسي .

‹ صفحه 159 ›

254 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إنما الأئمة قوام الله على خلقه ، وعرفاؤه على عباده ، ولا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه ( 1 ) .

255 - عنه ( عليه السلام ) - في أحوال القيامة - : الأوصياء أصحاب الصراط ، وقوف عليه ، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ، ولا

يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه ، لأنهم عرفاء الله ، عرفهم عليهم عند أخذ المواثيق عليهم ، ووصفهم في كتابه فقال جل وعز : * ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ) * ( 2 ) هم الشهداء على أوليائهم ، والنبي الشهيد عليهم ( 3 ) .

256 - هلقام عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : سألته عن قول الله : * ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ) * : ما يعني بقوله * ( وعلى الأعراف رجال ) * ؟ قال : ألستم تعرفون عليكم عرفاء ( 4 ) على قبائلكم ليعرفون ( ليعرفوا - خ ل ) من فيها من صالح أو طالح ؟ قلت : بلى ، قال : فنحن أولئك الرجال الذين يعرفون كلا بسيماهم ( 5 ) .

257 - أبان بن عمر : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) فدخل عليه سفيان بن مصعب العبدي فقال : جعلني الله فداك ، ما تقول في قوله تعالى ذكره : * ( وعلى الأعراف رجال ) * الآية ؟ قال : هم الأوصياء من آل محمد الاثنا عشر ، لا يعرف الله إلا من عرفهم وعرفوه ، قال : فما الأعراف جعلت فداك ؟ قال : كثائب ( 6 ) من مسك عليها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والأوصياء ، يعرفون كلا بسيماهم ( 7 ) .

----------

( 1 ) نهج البلاغة : الخطبة 152 ، غرر الحكم : 3911 .

( 2 ) الأعراف : 46 .

( 3 ) بصائر الدرجات : 498 / 9 عن زر بن حبيش ، مختصر

بصائر الدرجات : 53 .

( 4 ) عريف القوم : سيدهم ، والعريف : القيم والسيد لمعرفته بسياسة القوم . ( لسان العرب : 9 / 238 ) .

( 5 ) تفسير العياشي : 2 / 18 / 43 .

( 6 ) الكثائب جمع الكثيب ، وهو التل المستطيل المحدودب من الرمل . ( تاج العروس : 2 / 354 ) .

( 7 ) البحار : 24 / 252 / 13 نقلا عن كتاب المقتضب ، وراجع المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 233 .

‹ صفحه 160 ›

( 1 / 14 )

أركان الأرض

258 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) باب الله الذي لا يؤتى إلا منه ، وسبيله الذي من سلكه وصل إلى الله عز وجل ، وكذلك كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من بعده ، وجرى للأئمة ( عليهم السلام ) واحدا بعد واحد ، جعلهم الله عز وجل أركان الأرض أن تميد بأهلها ، وعمد الاسلام ، ورابطة على سبيل هداه ، لا يهتدي هاد إلا بهداهم ، ولا يضل خارج من الهدي إلا بتقصير عن حقهم ، أمناء الله على ما أهبط من علم أو عذر أو نذر ، والحجة البالغة على من في الأرض ، يجري لآخرهم من الله مثل الذي جرى لأولهم ، ولا يصل أحد إلى ذلك إلا بعون الله ( 1 ) .

259 - عنه ( عليه السلام ) - في زيارة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) - : أنتم أهل بيت الرحمة ، ودعائم الدين ، وأركان الأرض ، والشجرة الطيبة ( 2

) .

260 - عنه ( عليه السلام ) : نحن في الأرض بنيان ، وشيعتنا عرى ( 3 ) الاسلام ( 4 ) .

( 1 / 15 )

أركان العالم

261 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - في صفة الأئمة من ولد علي ( عليهم السلام ) - : خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي . . . بهم يمسك الله عز وجل السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ، وبهم

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 198 / 3 عن أبي الصامت ، وراجع 196 / 1 ، و : 197 / 2 ، الاختصاص : 21 ، بصائر الدرجات : 199 / 1 .

( 2 ) التهذيب : 6 / 28 / 53 عن موسى بن ظبيان ، الفقيه : 2 / 591 / 3197 مرسلا ، كامل الزيارات : 45 مرسلا .

( 3 ) العروة : المقبض ، وجمعها عرى . ( لسان العرب : 15 / 45 ) .

( 4 ) تفسير العياشي : 2 / 243 / 18 عن أبي بصير .

يحفظ الله الأرض أن تميد بأهلها ( 1 ) .

262 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : نحن أئمة المسلمين ، وحجج الله على العالمين ، وسادة المؤمنين ، وقادة الغر المحجلين ، وموالي المؤمنين ، ونحن أمان أهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ، ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها ، وبنا ينزل الغيث ، وبنا ينشر الرحمة ، ويخرج بركات الأرض ، ولولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها

( 2 ) .

263 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة ( عليهم السلام ) - : موالي لا أحصي ثناءكم ، ولا أبلغ من المدح كنهكم ، ومن الوصف قدركم ، وأنتم نور الأخيار ، وهداة الأبرار ، وحجج الجبار ، بكم فتح الله ، وبكم يختم ، وبكم ينزل الغيث ، وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ( 3 ) .

( 1 / 16 )

أمان أهل الأرض

264 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : النجوم أمان لأهل السماء ، إذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض ( 4 ) .

----------

( 1 ) كمال الدين : 258 / 3 ، الاحتجاج : 1 / 168 / 34 ، كفاية الأثر : 145 ، كلها عن علي بن أبي حمزة عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 2 ) أمالي الصدوق : 156 / 15 ، كمال الدين : 207 / 22 ، ينابيع المودة : 1 / 75 / 11 ، فرائد السمطين : 1 / 45 / 11 كلها عن الأعمش عن الإمام الصادق عن أبيه ( عليهما السلام ) ، روضة الواعظين : 220 عن عمرو بن دينار .

( 3 ) التهذيب : 6 / 99 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .

( 4 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 671 / 1145 ، الفردوس : 4 / 311 / 6913 ، ينابيع المودة :

1 / 71 / 1 كلها عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، أمالي الطوسي : 379 / 812 ، جامع الأحاديث للقمي : 259 كلاهما عن ابن عباس وفيهما " لأمتي " بدل " لأهل الأرض " .

‹ صفحه 162 ›

265 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون ( 1 ) .

266 - الإمام علي ( عليه السلام ) : نحن بيت النبوة ، ومعدن الحكمة ، أمان لأهل الأرض ، ونجاة لمن طلب ( 2 ) . ( 1 / 17 ) معدن الرسالة

267 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نحن أهل بيت شجرة النبوة ، ومعدن الرسالة ، ليس أحد من الخلائق يفضل أهل بيتي غيري ( 3 ) .

268 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) - لعتبة بن أبي سفيان - : إنا أهل بيت الكرامة ، ومعدن الرسالة ، وأعلام الحق الذين أودعه الله عز وجل قلوبنا ، وأنطق به ألسنتنا ( 4 ) .

269 - عنه ( عليه السلام ) - للوليد والي المدينة - : أيها الأمير ، إنا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الرحمة ، بنا فتح الله وبنا ختم ( 5 ) .

270 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) - في خطبة له - : الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه . . . وصلى الله على محمد خاتم النبوة وخير البرية ، وعلى آله آل الرحمة

، وشجرة النعمة

----------

( 1 ) ينابيع المودة : 1 / 71 / 2 عن أنس ، وراجع المستدرك على الصحيحين : 2 / 486 / 3676 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي : 2 / 142 / 623 ، علل الشرائع : 123 / 2 .

( 2 ) نثر الدر : 1 / 310 .

( 3 ) أمالي الشجري : 1 / 154 عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، إحقاق الحق : 9 / 378 نقلا عن مناقب ابن المغازلي .

( 4 ) أمالي الصدوق : 130 / 1 عن عبد الله بن منصور عن الإمام الصادق عن أبيه عن جده ( عليهم السلام ) .

( 5 ) مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 184 ، الملهوف : 98 .

‹ صفحه 163 ›

ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ( 1 ) .

271 - ابن عباس - في قوله تعالى : * ( فاسألوا أهل الذكر ) * - : هو محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) . هم أهل الذكر والعلم والعقل والبيان ، وهم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ( 2 ) .

272 - ابن عباس : لما كان يوم وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقف ملك الموت على الباب فقال : السلام عليكم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ، فاستأذن للدخول ، فقالت فاطمة : إنه لمشغول عنك ، حتى استأذن ثلاثا ، فالتفت رسول الله فقال : هو ملك الموت ( 3 ) .

273 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة (

عليهم السلام ) - : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، ومعدن الرحمة ( 4 ) .

( 1 / 18 )

دعائم الحق

274 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - في صفة الأئمة ( عليهم السلام ) - : أئمة أبرار ، هم مع الحق والحق معهم ( 5 ) .

275 - الإمام علي ( عليه السلام ) : ألا وإن الله سبحانه قد جعل للخير أهلا ، وللحق دعائم ، وللطاعة

----------

( 1 ) الكافي : 5 / 373 / 7 ، عوالي اللآلي : 3 / 297 / 77 كلاهما عن معاوية بن حكيم .

( 2 ) إحقاق الحق : 3 / 482 ، الطرائف : 94 / 131 ، نهج الحق : 210 كلها عن الحافظ محمد بن موسى الشيرازي من علماء الجمهور ، واستخرجه من التفاسير الاثني عشر عن ابن عباس .

( 3 ) إحقاق الحق : 9 / 402 عن روضة الأحباب .

( 4 ) التهذيب : 6 / 96 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .

( 5 ) كفاية الأثر : 177 عن عطاء عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) .

‹ صفحه 164 ›

عصما ( 1 ) .

276 - عنه ( عليه السلام ) : نحن دعاة الحق وأئمة الخلق وألسنة الصدق ، من أطاعنا ملك ، ومن عصانا هلك ( 2 ) .

277 - عنه ( عليه السلام ) : نحن أقمنا عمود الحق ، وهزمنا جيوش الباطل ( 3 ) .

278 - عنه ( عليه السلام ) : نحن

أمناء الله على عباده ومقيموا الحق في بلاده ، بنا ينجو الموالي وبنا يهلك المعادي ( 4 ) .

279 - عنه ( عليه السلام ) : لا تزلوا عن الحق وأهله ، فإنه من استبدل بنا أهل البيت هلك وفاتته الدنيا والآخرة ( 5 ) .

280 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والحق فينا ، وبالحق تنطق ألسنتنا ( 6 ) .

281 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة ( عليهم السلام ) - : الحق معكم وفيكم ، ومنكم وإليكم ، وأنتم أهله ومعدنه ( 7 ) .

( 1 / 19 )

أمراء الكلام

282 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إنا لأمراء الكلام ، وفينا تنشبت عروقه ( 8 ) ، وعلينا تهدلت

----------

( 1 ) نهج البلاغة : الخطبة 214 ، مختصر بصائر الدرجات : 195 .

( 2 ) غرر الحكم : 10001 .

( 3 ) غرر الحكم : 9969 .

( 4 ) غرر الحكم : 10004 .

( 5 ) غرر الحكم : 10413 ، الخصال : 626 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم وفيه " لا تزولوا عن الحق وولاية أهل الحق . . . " .

( 6 ) الفتوح : 5 / 17 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 185 .

( 7 ) التهذيب : 6 / 97 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .

( 8 ) تنشبت العروق : علقت وثبتت ، والمراد من العروق الأفكار العالية والعلوم السامية

. ( كما في هامش نهج البلاغة ، صبحي الصالح ) .

‹ صفحه 165 ›

غصونه ( 1 ) .

283 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - في صفة الأئمة ( عليهم السلام ) - : جعلهم الله حياة للأنام ، ومصابيح للظلام ، ومفاتيح للكلام ( 2 ) .

( 1 / 20 )

سلمهم سلم النبي وحربهم حربه

284 - زيد بن أرقم : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) : أنا حرب لمن حاربتم ، وسلم لمن سالمتم ( 3 ) .

285 - زيد بن أرقم : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حنا في مرضه الذي قبض فيه على علي وفاطمة وحسن وحسين ، فقال : أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم ( 4 ) .

286 - أبو هريرة : نظر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي وحسن وحسين وفاطمة ( عليهم السلام ) فقال : أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم ( 5 ) .

287 - زيد بن أرقم : كنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو في الحجرة يوحى إليه ونحن ننتظره

----------

( 1 ) نهج البلاغة : الخطبة 233 ، غرر الحكم : 2774 وفيه " فروعه وأغصانه " بدل " عروقه وغصونه " .

( 2 ) الكافي : 1 / 204 / 2 عن إسحاق بن غالب .

( 3 ) سنن الترمذي : 5 / 699 / 3870 ، سنن ابن ماجة : 1 / 52 / 145 بتقديم وتأخير ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 161 /

4714 ، المعجم الكبير : 3 / 40 / 2619 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي : 2 / 156 / 634 ، وذكره أيضا في : 178 / 655 ، بشارة المصطفى : 61 ، وذكره أيضا في : 64 ، كشف الغمة : 2 / 154 .

( 4 ) تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر : 319 ، وراجع أمالي الطوسي : 336 / 680 .

( 5 ) مسند ابن حنبل : 3 / 446 / 9704 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 161 / 4713 ، تاريخ بغداد : 7 / 137 ، المعجم الكبير : 3 / 40 / 2621 ، البداية والنهاية : 8 / 36 ، العمدة : 51 / 45 ، روضة الواعظين : 175 ، وراجع الغدير : 2 / 154 .

‹ صفحه 166 ›

حتى اشتد الحر ، فجاء علي بن أبي طالب ومعه فاطمة وحسن وحسين ( عليهم السلام ) ، فقعدوا في ظل حائط ينتظرونه ، فلما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رآهم فأتاهم ، ووقفنا نحن مكاننا ، ثم جاء إلينا هو يظلهم بثوبه ، ممسكا بطرف الثوب ، وعلي ممسك بطرفه الآخر وهو يقول : اللهم إني أحبهم ، فأحبهم ، اللهم إني سلم لمن سالمهم ، وحرب لمن حاربهم ، فقال ذلك ثلاث مرات ( 1 ) .

288 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا معاشر المسلمين ، أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ( 2 ) ، وحرب لمن حاربهم ، وولي لمن والاهم ، لا يحبهم إلا سعيد الجد ( 3 )

طيب المولد ، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ، ردئ الولادة ( 4 ) .

289 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم جالسا وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فقال : والذي بعثني بالحق بشيرا ، ما على وجه الأرض خلق أحب إلى الله عز وجل ولا أكرم عليه منا ، إن الله تبارك وتعالى شق لي اسما من أسمائه فهو محمود وأنا محمد ، وشق لك يا علي اسما من أسمائه فهو العلي الأعلى وأنت علي ، وشق لك يا حسن اسما من أسمائه فهو المحسن وأنت حسن ، وشق لك يا حسين اسما من أسمائه فهو ذو الإحسان وأنت حسين ، وشق لك يا فاطمة اسما من أسمائه فهو الفاطر وأنت فاطمة . ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : اللهم إني أشهدك أني سلم لمن سالمهم ، وحرب لمن حاربهم ، ومحب لمن أحبهم ، ومبغض لمن أبغضهم ، وعدو لمن عاداهم ، وولي لمن والاهم ، لأنهم مني وأنا منهم ( 5 ) .

----------

( 1 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 3 / 207 .

( 2 ) وفي الخيمة : علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) .

( 3 ) الجد : الحظ . ( القاموس المحيط : 1 / 281 ) .

( 4 ) المناقب للخوارزمي : 297 / 291 عن زيد بن يثيع عن أبي بكر .

( 5 ) معاني الأخبار : 55 / 3 عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الإمام الصادق عن أبيه (

عليهما السلام ) .

‹ صفحه 167 ›

( 1 / 21 )

بهم فتح الدين وبهم يختم

290 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - لعلي ( عليه السلام ) - : يا علي ، إن بنا ختم الله الدين كما بنا فتحه ، وبنا يؤلف الله بين قلوبكم ( 1 ) بعد العداوة والبغضاء ( 2 ) .

291 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في حديث أخبره فيه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ما يقع على أمته من الفتن بعده ( صلى الله عليه وآله ) حتى يدركهم العدل - : يا رسول الله ، العدل منا أم من غيرنا ؟ فقال : بل منا ، بنا فتح الله وبنا يختم ، وبنا ألف الله بين القلوب بعد الشرك ، وبنا يؤلف بين القلوب بعد الفتنة ، فقلت : الحمد لله على ما وهب لنا من فضله ( 3 ) .

292 - عمر بن علي عن أبيه الإمام علي ( عليه السلام ) أنه قال للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : أمنا المهدي أم من غيرنا يا رسول الله ؟ قال : بل منا [ بنا ] يختم الله كما بنا فتح ، وبنا يستنقذون من الشرك ، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة بينة ، كما بنا ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك . قال الإمام علي ( عليه السلام ) : أمؤمنون أم كافرون ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : مفتون وكافر ( 4 ) .

293 - الإمام علي ( عليه السلام ) : قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :

يا علي ، بكم يفتح هذا الأمر ، وبكم يختم ، عليكم بالصبر ، فإن العاقبة للمتقين ( 5 ) .

----------

( 1 ) كذا في المصدر ، ولعلها " قلوبهم " والله تعالى هو العالم .

( 2 ) أمالي المفيد : 251 / 4 ، أمالي الطوسي : 21 / 24 كلاهما عن عمر بن علي عن الإمام علي ( عليه السلام ) .

( 3 ) أمالي الطوسي : 66 / 96 ، أمالي المفيد : 9 / 290 كلاهما عن عمر بن علي ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 9 / 206 قال بعد الحديث : قد رواه كثير من المحدثين .

( 4 ) المعجم الأوسط : 1 / 57 / 157 ، الحاوي للفتاوي : 2 / 217 .

( 5 ) أمالي المفيد : 110 / 9 عن محمد بن عبد الله عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) .

‹ صفحه 168 ›

294 - عنه ( عليه السلام ) : بنا فتح الله الاسلام ، وبنا يختمه ( 1 ) .

295 - عنه ( عليه السلام ) : بنا يفتح الله ، وبنا يختم الله ( 2 ) .

296 - عنه ( عليه السلام ) : يا أيها الناس ، إنا أهل بيت بنا ميز الله الكذب ، وبنا يفرج الله الزمان الكلب ، وبنا ينزع الله ربق الذل من أعناقكم ، وبنا يفتح الله ، وبنا يختم الله ( 3 ) .

297 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : أيها الناس ، أين تذهبون وأين يراد بكم ؟ بنا هدى الله أولكم ، وبنا يختم آخركم (

4 ) .

298 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : بنا فتح الله الدين ، وبنا يختمه ( 5 ) .

299 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة ( عليهم السلام ) - : بكم فتح الله ، وبكم يختم ( 6 ) .

( 1 / 22 )

لا يقاس بهم أحد

300 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد ( 7 ) .

----------

( 1 ) الاحتجاج : 1 / 544 / 131 عن الأصبغ بن نباتة .

( 2 ) الخصال : 626 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، تحف العقول : 115 ، غرر الحكم : 4459 وفيه " بنا فتح الله وبنا يختم " .

( 3 ) كتاب سليم بن قيس : 2 / 717 / 17 .

( 4 ) الكافي : 1 / 471 / 5 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 189 و 190 كلاهما عن أبي بكر الخضرمي .

( 5 ) تفسير القمي : 2 / 104 عن عبد الله بن جندب .

( 6 ) التهذيب : 6 / 99 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 من كتابنا هذا ، ونحو عبارة العنوان راجع الكافي : 4 / 576 / 2 ، التهذيب : 6 / 60 / 131 ، كامل الزيارات : 199 ، البحار : 23 / 218 / 19 ، و 26 / 248 / 18 ، و 259 / 36 ، إحقاق الحق : 13

/ 128 ، مجمع الزوائد : 7 / 616 / 12409 ، كنز العمال : 14 / 598 / 39682 .

( 7 ) الفردوس : 4 / 283 / 6838 ، فرائد السمطين : 1 / 45 ، ذخائر العقبى : 17 كلها عن أنس ، ينابيع المودة : 2 / 114 / 322 عن ابن عباس .

‹ صفحه 169 ›

301 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : نحن أهل البيت لا يقابل بنا أحد ، من عادانا فقد عادى الله ( 1 ) .

302 - الإمام علي ( عليه السلام ) : لا يقاس بآل محمد ( صلى الله عليه وآله ) من هذه الأمة أحد ، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا ( 2 ) .

303 - عنه ( عليه السلام ) : نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد ، فينا نزل القرآن ، وفينا معدن الرسالة ( 3 ) .

304 - عنه ( عليه السلام ) : نحن النجباء ، وأفراطنا أفراط الأنبياء ، حزبنا حزب الله ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، من ساوى بيننا وبين عدونا فليس منا ( 4 ) .

305 - الحارث : قال لي علي ( عليه السلام ) : نحن أهل بيت لا نقاس بالناس ، فقام رجل فأتى ابن عباس فأخبره بذلك ، فقال : صدق علي ، أوليس النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا يقاس بالناس ؟ وقد نزل في علي * ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) * ( 5 ) ( 6 ) .

306 - عباد بن صهيب : قلت

للصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : أخبرني عن أبي ذر ، أهو أفضل أم أنتم أهل البيت ؟ فقال : يا ابن صهيب ، كم شهور السنة ؟ فقلت : اثنا عشر شهرا ، فقال : وكم الحرم منها ؟ قلت : أربعة أشهر ، قال : فشهر رمضان

----------

( 1 ) إرشاد القلوب : 404 .

( 2 ) نهج البلاغة : الخطبة 2 ، غرر الحكم : 10902 .

( 3 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 66 / 297 عن حسن بن عبد الله التميمي عن أبيه عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، كشف الغمة : 1 / 40 إلى قوله " بنا أحد " .

( 4 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 679 / 1160 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 3 / 144 / 1189 ، أمالي الطوسي : 270 / 502 ، بشارة المصطفى : 128 كلها عن حبة العرني ، وراجع مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 2 / 107 .

( 5 ) البينة : 7 .

( 6 ) المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 68 نقلا عن كتاب فيما نزل القرآن في علي ( عليه السلام ) لأبي نعيم الإصفهاني .

‹ صفحه 170 ›

منها ؟ قلت : لا ، قال : فشهر رمضان أفضل أم أشهر الحرم ؟ فقلت : بل شهر رمضان ، قال : فكذلك نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد ، وإن أبا ذر كان في قوم من أصحاب رسول الله ( صلى

الله عليه وآله ) فتذاكروا فضائل هذه الأمة ، فقال أبو ذر : أفضل هذه الأمة علي بن أبي طالب ، وهو قسيم الجنة والنار ، وهو صديق هذه الأمة وفاروقها ، وحجة الله عليها .

فما بقي من القوم أحد إلا أعرض عنه بوجهه ، وأنكر عليه قوله وكذبه ، فذهب أبو أمامة الباهلي من بينهم إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأخبره بقول أبي ذر وإعراضهم عنه وتكذيبهم له ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء - يعني منكم يا أبا أمامة - من ذي لهجة أصدق من أبي ذر ( 1 ) .

----------

( 1 ) علل الشرائع : 177 / 2 .

‹ صفحه 171 ›

الفصل الثاني جوامع خصائصهم

[احاديث]

307 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله تعالى جمع في وفي أهل بيتي الفضل والشرف والسخاء والشجاعة والعلم والحلم ، وإن لنا الآخرة ولكم الدنيا ( 1 ) .

308 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أعطينا أهل البيت سبعة لم يعطهن أحد قبلنا ولا يعطاها أحد بعدنا : الصباحة ، والفصاحة ، والسماحة ، والشجاعة ، والحلم ، والعلم ، والمحبة من النساء ( 2 ) .

309 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لقد دعوت الله تبارك وتعالى أن يجعل العلم والحكمة في عقبي وعقب عقبي ، وفي زرعي وزرع زرعي إلى يوم القيامة ، فاستجيب لي ( 3 ) .

310 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : جمع الله عز وجل لنا عشر خصال لم يجمعها لأحد قبلنا ولا تكون

في

----------

( 1 ) ينابيع المودة : 2 / 302 / 863 عن ابن عمر رفعه ، إحقاق الحق : 18 / 532 عن مودة القربى .

( 2 ) الجعفريات : 182 ، نوادر الراوندي : 15 ، المناقب لابن المغازلي : 295 / 337 كلها عن إسماعيل بن موسى عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 3 ) ينابيع المودة : 1 / 74 / 9 ، كفاية الأثر : 165 إلى قوله " زرعي " كلاهما عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده الإمام الحسن ( عليه السلام ) .

‹ صفحه 172 ›

أحد غيرنا : فينا الحكم ، والحلم ، والعلم ، والنبوة ، والسماحة ، والشجاعة ، والقصد ، والصدق ، والطهور ، والعفاف .

ونحن كلمة التقوى ، وسبيل الهدى ، والمثل الأعلى ، والحجة العظمى ، والعروة الوثقى ، والحبل المتين ، ونحن الذين أمر الله لنا بالمودة * ( فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون ) * ( 1 ) ( 2 ) .

311 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) - في صفة علي ( عليه السلام ) - : هو سيد الأوصياء ، اللحوق به سعادة ، والموت في طاعته شهادة ، واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي ، وزوجته الصديقة الكبرى ابنتي ، وابناه سيدا شباب أهل الجنة ابناي ، وهو وهما والأئمة بعدهم حجج الله على خلقه بعد النبيين ، وهم أبواب العلم في أمتي ، من تبعهم نجا من النار ، ومن اقتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم ، لم يهب الله عز وجل محبتهم لعبد إلا أدخله الله الجنة ( 3

) .

312 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إنا أهل البيت شجرة النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، وبيت الرحمة ، ومعدن العلم ( 4 ) .

313 - عنه ( عليه السلام ) : خصصنا بخمسة : بفصاحة ، وصباحة ، وسماحة ، ونجدة ، وحظوة عند النساء ( 5 ) .

----------

( 1 ) يونس : 32 .

( 2 ) الخصال : 432 / 14 عن عبد الله بن عباس ، وراجع تفسير فرات الكوفي : 178 / 203 و : 307 / 412 .

( 3 ) أمالي الصدوق : 28 / 5 ، مشارق أنوار اليقين : 56 نحوه ، حلية الأبرار : 1 / 235 ، وذكره أيضا في : 483 كلها عن جابر بن عبد الله الأنصاري .

( 4 ) الكافي : 1 / 221 / 2 عن إسماعيل بن أبي زياد عن الإمام الصادق عن أبيه ( عليهما السلام ) ، بصائر الدرجات : 56 / 1 عن الضحاك بن مزاحم الخراساني عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وذكر أيضا في : 58 / 8 عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه ( عليهما السلام ) عنه ( صلى الله عليه وآله ) .

( 5 ) الخصال : 286 / 40 عن محمد بن خليلان بن علي العباسي عن أبيه عن جده عن آبائه ، نثر الدر : 1 / 270 .

‹ صفحه 173 ›

314 - عنه ( عليه السلام ) - لما سئل عن قريش - : أما بنو مخزوم فريحانة قريش ، نحب حديث رجالهم ، والنكاح

في نسائهم . وأما بنو عبد شمس فأبعدها رأيا ، وأمنعها لما وراء ظهورها . وأما نحن فأبذل لما في أيدينا ، وأسمح عند الموت بنفوسنا ، وهم أكثر وأمكر وأنكر ، ونحن أفصح وأنصح وأصبح ( 1 ) .

315 - عنه ( عليه السلام ) - في خطبة يذكر فيها فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) - : فيهم كرائم القرآن ، وهم كنوز الرحمن ، إن نطقوا صدقوا ، وإن صمتوا لم يسبقوا ( 2 ) .

316 - عنه ( عليه السلام ) : تالله ، لقد علمت تبليغ الرسالات ، وإتمام العدات ، وتمام الكلمات ، وعندنا أهل البيت أبواب الحكم ، وضياء الأمر ( 3 ) .

317 - عنه ( عليه السلام ) : بنا اهتديتم في الظلماء ، وتسنمتم ذروة العلياء ، وبنا أفجرتم ( انفجرتم ) عن السرار . وقر سمع لم يفقه ( يسمع ) الواعية ، وكيف يراعي النبأة من أصمته الصيحة ؟ ربط جنان لم يفارقه الخفقان ( 4 ) .

318 - عنه ( عليه السلام ) : ألا وإنا أهل البيت أبواب الحكم ، وأنوار الظلم ، وضياء الأمم ( 5 ) .

319 - عنه ( عليه السلام ) : نحن أنوار السماوات والأرض ، وسفن النجاة ، وفينا مكنون العلم ، وإلينا مصير الأمور ، وبمهدينا تقطع الحجج ، فهو خاتم الأئمة ، ومنقذ الأمة ، ومنتهى النور ، وغامض السر ، فليهن من استمسك بعروتنا ، وحشر على محبتنا ( 6 ) .

320 - عنه ( عليه السلام ) : أيها الناس ، نحن أبواب الحكمة ، ومفاتيح الرحمة ، وسادة الأمة

، وأمناء

----------

( 1 ) نهج البلاغة : الحكمة 120 .

( 2 ) نهج البلاغة : الخطبة 154 .

( 3 ) نهج البلاغة : الخطبة 120 .

( 4 ) نهج البلاغة : الخطبة 4 .

( 5 ) غرر الحكم : 2786 .

( 6 ) تذكرة الخواص : 130 عن أحمد بن عبد الله الهاشمي عن الإمام العسكري ( عليه السلام ) ، وراجع مروج الذهب : 1 / 33 عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) .

‹ صفحه 174 ›

الكتاب ، وفصل الخطاب ، وبنا يثيب الله ، وبنا يعاقب ( 1 ) .

321 - أبو حمزة الثمالي : خطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الله اصطفى محمدا ( صلى الله عليه وآله ) بالرسالة وأنبأه بالوحي ، وأنال في الناس وفينا أهل البيت معاقل العلم وأبواب الحكمة وضياء الأمر ، فمن يحبنا منكم نفعه إيمانه ويقبل منه عمله ، ومن لم يحبنا منكم لم ينفعه إيمانه ولا يقبل منه عمله ( 2 ) .

322 - فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - من كلام لها تخاطب فيه أبا بكر وجماعة من المهاجرين والأنصار - : فرض الله الإيمان تطهيرا لكم من الشرك . . . وطاعتنا نظاما ، وإمامتنا أمنا من الفرقة ، وحبنا عزا للإسلام . . . لا نبرح نأمركم وتأمرون حتى دارت لكم بنا رحى الاسلام ، ودر حلب الأنام ، وخضعت نعرة الشرك ، وباخت ( 3 ) نيران الحرب ، وهدأت دعوة الهرج ، واستوسق نظام الدين ( 4 ) .

323 - عنها (

عليها السلام ) : اتقوا الله حق تقاته . . . نحن وسيلته في خلقه ، ونحن خاصته ، ومحل قدسه ، ونحن حجته في غيبه ، ونحن ورثة أنبيائه ( 5 ) .

324 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) - في يوم عاشوراء - : أنا ابن علي الخير من آل هاشم * كفاني بهذا مفخرا حين أفخر

----------

( 1 ) مشارق أنوار اليقين : 51 عن أبي سعيد الخدري .

( 2 ) بصائر الدرجات : 365 / 12 .

( 3 ) بأخت : سكنت وفترت . ( لسان العرب : 3 / 9 ) .

( 4 ) بلاغات النساء : 30 عن زيد بن علي عن آبائه ( عليهم السلام ) ، وراجع الاحتجاج : 1 / 258 و : 271 / 49 ، كشف الغمة : 2 / 109 و 117 ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 207 ، دلائل الإمامة : 113 / 36 .

( 5 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 16 / 211 نقلا عن كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري بإسناده عن زينب بنت علي ( عليه السلام ) وعن جعفر بن محمد عن أبيه ( عليهما السلام ) وعن جابر الجعفي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) وعن عبد الله بن حسن بن الحسن ، وراجع دلائل الإمامة : 114 / 36 .

‹ صفحه 175 ›

وجدي رسول الله أكرم خلقه * ونحن سراج الله في الأرض يزهر وفاطم أمي من سلالة أحمد * وعمي يدعى ذا الجناحين جعفر وفينا كتاب الله أنزل صادقا * وفينا الهدى والوحي بالخير يذكر ونحن أمان

الله للخلق كلهم * نسر بهذا في الأنام ونجهر ونحن ولاة الحوض نسقي ولينا * بكأس رسول الله ما ليس ينكر وشيعتنا في الناس أكرم شيعة * ومبغضنا يوم القيامة يخسر ( 1 )

325 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) - من خطبة له في مجلس يزيد - : أيها الناس ، أعطينا ستا ، وفضلنا بسبع : أعطينا العلم ، والحلم ، والسماحة ، والفصاحة ، والشجاعة ، والمحبة في قلوب المؤمنين .

وفضلنا بأن منا النبي المختار محمدا ( صلى الله عليه وآله ) ، ومنا الصديق ، ومنا الطيار ، ومنا أسد الله وأسد الرسول ، ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول ، ومنا سبطا هذه الأمة وسيدا شباب أهل الجنة ( 2 ) .

326 - عنه ( عليه السلام ) - في صفة أهل البيت ( عليهم السلام ) - : من فروع الشجرة المباركة ، وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم ، وبرأهم من الآفات ، وافترض مودتهم في الكتاب . هم العروة الوثقى ، و [ هم ] معدن التقى ، وخير حبال العالمين ووثيقها ( 3 ) .

327 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : نحن حجة الله ، ونحن باب الله ، ونحن لسان الله ، ونحن وجه الله ، ونحن عين الله في خلقه ، ونحن ولاة أمر الله في عباده ( 4 ) .

----------

( 1 ) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 80 ، الاحتجاج : 2 / 103 / 168 ، ينابيع المودة : 3 / 75 ، موسوعة كلمات الإمام الحسين ( عليه السلام ) : 498 / 286

مع اختلاف في عدد الأبيات والألفاظ .

( 2 ) مقتل الحسين للخوارزمي : 2 / 69 .

( 3 ) ينابيع المودة : 2 / 367 / 50 ، كشف الغمة : 2 / 311 كلاهما عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، الصواعق المحرقة : 152 .

( 4 ) الكافي : 1 / 145 / 7 ، بصائر الدرجات : 61 / 1 ، البحار : 25 / 384 / 40 نقلا عن كتاب منهج التحقيق كلها عن أسود بن سعيد .

‹ صفحه 176 ›

328 - عنه ( عليه السلام ) : نحن أهل بيت الرحمة ، وشجرة النبوة ، ومعدن الحكمة ، وموضع الملائكة ، ومهبط الوحي ( 1 ) .

329 - عنه ( عليه السلام ) : نحن من بنا يفتح ، وبنا يختم ، ونحن أئمة الهدى ، ونحن مصابيح الدجى ، ونحن منار الهدى ، ونحن السابقون ، ونحن الآخرون ( 2 ) .

330 - عنه ( عليه السلام ) : إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق ( 3 ) .

331 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : نحن قوم فرض الله عز وجل طاعتنا ، لنا الأنفال ، ولنا صفو المال ، ونحن الراسخون في العلم ، ونحن المحسودون الذين قال الله : * ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) * ( 4 ) ( 5 ) .

332 - عنه ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت عندنا معاقل العلم ، وآثار النبوة ، وعلم الكتاب ، وفصل ما بين الناس ( 6 ) .

----------

( 1 ) الإرشاد : 2

/ 168 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 206 عن معروف بن خربوذ ، روضة الواعظين : 227 ، الخرائج والجرائح : 2 / 892 ، بصائر الدرجات : 57 / 5 نحوه عن الفضيل بن يسار ، حلية الأبرار : 2 / 95 .

( 2 ) كمال الدين : 206 / 20 ، أمالي الطوسي : 654 / 1354 ، بصائر الدرجات : 63 / 10 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 206 ، إرشاد القلوب : 418 كلها عن خيثمة الجعفي .

( 3 ) الكافي : 1 / 438 / 2 عن جابر ، وذكره أيضا في : 1 / 223 / 1 عن عبد الله بن جندب عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 227 عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، الاختصاص : 278 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 188 كلاهما عن جابر بن يزيد ، بصائر الدرجات : 288 / 5 عن عمار بن مروان .

( 4 ) النساء : 54 .

( 5 ) الكافي : 1 / 186 / 6 ، وذكره أيضا في : 546 / 17 إلى قوله " صفو المال " ، التهذيب : 4 / 132 / 367 ، تفسير العياشي : 1 / 247 / 155 ، بصائر الدرجات : 202 / 1 كلها عن أبي الصباح الكناني .

( 6 ) الاختصاص : 309 ، بصائر الدرجات : 363 / 4 كلاهما عن الحسن بن يحيى ، وذكره أيضا في : 365

/ 13 عن الحسين الأخمسي .

‹ صفحه 177 ›

333 - عنه ( عليه السلام ) : إن الله عز وجل أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبينا عن دينه ، وأبلج بهم عن سبيل منهاجه ، وفتح بهم عن باطن ينابيع علمه ( 1 ) .

334 - عنه ( عليه السلام ) : نحن شجرة النبوة ، وبيت الرحمة ، ومفاتيح الحكمة ، ومعدن العلم ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، وموضع سر الله ، ونحن وديعة الله في عباده ، ونحن حرم الله الأكبر ، ونحن ذمة الله ، ونحن عهد الله . فمن وفي بعهدنا فقد وفى بعهد الله ، ومن خفرها فقد خفر ذمة الله وعهده ( 2 ) .

335 - عنه ( عليه السلام ) : نحن شجرة النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ونحن عهد الله وذمته ، ونحن ودائع الله وحجته ( 3 ) .

336 - عنه ( عليه السلام ) : نحن حجة الله في عباده ، وشهداؤه على خلقه ، وأمناؤه على وحيه ، وخزانه على علمه ، ووجهه الذي يؤتى منه ، وعينه في بريته ، ولسانه الناطق ، وقلبه الواعي ، وبابه الذي يدل عليه . ونحن العالمون بأمره ، والداعون إلى سبيله . بنا عرف الله ، وبنا عبد الله . نحن الأدلاء على الله ، ولولانا ما عبد الله ( 4 ) .

337 - عنه ( عليه السلام ) : نحن أصل كل خير ، ومن فروعنا كل بر ، فمن البر : التوحيد ، والصلاة ، والصيام ، وكظم الغيظ ، والعفو عن المسئ ، ورحمة الفقير ، وتعهد

الجار ، والإقرار بالفضل لأهله .

وعدونا أصل كل شر ، ومن فروعهم كل قبيح وفاحشة ، فمنهم : الكذب ، والبخل ، والنميمة ، والقطيعة ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم بغير حقه ، وتعدي الحدود التي أمر الله ، وركوب الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، والزنا ، والسرقة ، وكل ما وافق ذلك من القبيح . فكذب من زعم أنه

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 203 / 2 ، الغيبة للنعماني : 224 / 7 كلاهما عن إسحاق بن غالب .

( 2 ) الكافي : 1 / 221 / 3 ، بصائر الدرجات : 57 / 6 كلاهما عن خيثمة .

( 3 ) تفسير القمي : 2 / 228 عن شهاب بن عبد ربه .

( 4 ) التوحيد : 152 / 9 عن ابن أبي يعفور .

‹ صفحه 178 ›

معنا وهو متعلق بفروع غيرنا ( 1 ) .

338 - عنه ( عليه السلام ) : نحن مفتاح الكتاب ، فبنا نطق العلماء ، ولولا ذلك لخرسوا ( 2 ) .

339 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : نحن حجج الله في خلقه ، وخلفاؤه في عباده ، وأمناؤه على سره . ونحن كلمة التقوى ، والعروة الوثقى ( 3 ) .

340 - عنه ( عليه السلام ) : نحن آل محمد ، النمط ( 4 ) الأوسط ، الذي لا يدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي ( 5 ) .

341 - عنه ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة ( 6 ) ( 7 ) .

342 - عنه ( عليه السلام ) :

لنا أعين لا تشبه أعين الناس ، وفيها نور ليس للشيطان فيه نصيب ( 8 ) .

343 - الإمام الجواد ( عليه السلام ) : ما منا إلا وهو قائم بأمر الله عز وجل ، وهاد إلى دين الله ( 9 ) .

344 - عنه ( عليه السلام ) : نحن خزان الله على علمه وغيبه وحكمته ، وأوصياء أنبيائه ، وعباد

----------

( 1 ) الكافي : 8 / 242 / 336 عن ابن مسكان ، تأويل الآيات الظاهرة : 22 عن شاذان بن جبرئيل بإسناده عنه ( عليه السلام ) .

( 2 ) الاختصاص : 90 عن أبي المغرا ( حميد بن المثنى العجلي ) .

( 3 ) كمال الدين : 202 / 6 ، إرشاد القلوب : 417 كلاهما عن إبراهيم بن أبي محمود .

( 4 ) النمط : الطريقة من الطرائق ، والضرب من الضروب . ( النهاية : 5 / 119 ) .

( 5 ) الكافي : 1 / 101 / 3 ، التوحيد : 114 / 13 كلاهما عن إبراهيم بن محمد الخزاز ومحمد بن الحسين .

( 6 ) القذة - بضم القاف وفتح الذال - : ريش السهم ، جمعها : القذذ ، يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان . ( النهاية : 4 / 28 ) .

( 7 ) الكافي : 1 / 320 / 2 ، الإرشاد : 2 / 276 ، الاختصاص : 279 ، بصائر الدرجات : 296 ، الخرائج والجرائح : 2 / 899 / 4 كلها عن معمر بن خلاد .

( 8 ) أمالي الطوسي : 245 / 427 عن أبي هاشم داود بن

إسحاق الجعفري ، بصائر الدرجات : 419 / 1 عن محمد بن مقرن .

( 9 ) كمال الدين : 378 / 2 ، الاحتجاج : 2 / 481 / 324 كلاهما عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني .

‹ صفحه 179 ›

مكرمون ( 1 ) .

345 - عنه ( عليه السلام ) : الحمد لله الذي خلقنا من نوره بيده ، واصطفانا من بريته ، وجعلنا أمناءه على خلقه ( 2 ) .

346 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) : نحن الكلمات التي لا تنفد ، لا تدرك فضائلنا ( 3 ) .

347 - موسى بن عبد الله النخعي : قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : علمني يا بن رسول الله قولا أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم ، فقال : إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين وأنت على غسل . . . ثم قل :

السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، ومعدن الرحمة ، وخزان العلم ، ومنتهى الحلم ، وأصول الكرم ، وقادة الأمم ، وأولياء النعم ، وعناصر الأبرار ، ودعائم الأخيار ، وساسة العباد ، وأركان البلاد ، وأبواب الإيمان ، وأمناء الرحمن ، وسلالة النبيين ، وصفوة المرسلين ، وعترة خيرة رب العالمين ، ورحمة الله وبركاته . . . ( 4 ) .

----------

( 1 ) الثاقب في المناقب : 522 / 455 عن علي بن أسباط .

( 2 ) دلائل الإمامة : 384 / 342 عن محمد

بن إسماعيل عن الإمام العسكري ( عليه السلام ) ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 387 مرسلا .

( 3 ) الاختصاص : 94 ، تحف العقول : 479 وفيه " نحن كلمات الله التي لا تنفذ ولا تدرك فضائلنا " كلاهما عن موسى المبرقع في مسائل يحيى بن أكثم عنه ( عليه السلام ) ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 404 ، الاحتجاج : 2 / 499 / 331 من غير إسناد .

(

4 ) التهذيب : 6 / 95 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .

‹ صفحه 180 ›

أقول : راجع تمام الزيارة ، فإنها من جوامع الكلم في خصائص أهل البيت .

348 - الإمام العسكري ( عليه السلام ) : نحن كهف لمن التجأ إلينا ، ونور لمن استضاء بنا ، وعصمة لمن اعتصم بنا ، من أحبنا كان معنا في السنام الأعلى ، ومن انحرف عنا فإلى النار ( 1 ) .

349 - الإمام المهدي ( عليه السلام ) - في صفة الأوصياء - : أحيى بهم دينه ، وأتم بهم نوره ، وجعل بينهم وبين إخوانهم وبني عمهم والأدنين فالأدنين من ذوي أرحامهم فرقانا بينا ، يعرف به الحجة من المحجوج ، والإمام من المأموم ، بأن عصمهم من الذنوب ، وبرأهم من العيوب ، وطهرهم من الدنس ، ونزههم من اللبس ، وجعلهم خزان علمه ، ومستودع حكمته ، وموضع سره ، وأيدهم بالدلائل ، ولولا ذلك لكان الناس على سواء ، ولإدعى أمر الله عز وجل كل أحد ، ولما عرف الحق من الباطل ولا العالم من الجاهل ( 2 ) .

----------

(

1 ) رجال الكشي : 2 / 814 1018 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 435 ، الخرائج والجرائح : 2 / 740 / 54 ، كشف الغمة : 3 / 211 كلها عن محمد بن الحسن بن ميمون .

( 2 ) الغيبة للطوسي : 288 / 246 ، الاحتجاج : 2 / 540 / 343 كلاهما عن أحمد بن إسحاق .

‹ صفحه 181 ›

القسم الرابع علم أهل البيت

الفصل الأول خصائصهم في العلم

خزنة علم الله

350 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - قال الله تبارك وتعالى في صفة أهل البيت ( عليهم السلام ) - : هم خزاني على علمي من بعدك ( 1 ) .

351 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : والله إنا لخزان الله في سمائه وأرضه ، لا على ذهب ولا على فضة إلا على علمه ( 2 ) .

352 - عنه ( عليه السلام ) : نحن خزان علم الله ، ونحن تراجمة وحي الله ( 3 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 193 / 4 ، وذكره أيضا في : 209 / 4 ، بصائر الدرجات : 105 / 12 كلها عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .

( 2 ) الكافي : 1 / 192 / 2 عن سورة بن كليب .

( 3 ) الكافي : 1 / 192 / 3 عن سدير ، وذكره أيضا في : 1 / 269 / 6 وفيه " أمر " بدل " وحي " ، إعلام الورى : 277 كلاهما عن سدير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

‹ صفحه 184 ›

353 - عنه ( عليه السلام )

: إن لله تعالى علما خاصا ، وعلما عاما ، فأما العلم الخاص فالعلم الذي لم يطلع عليه ملائكته المقربين وأنبياءه المرسلين ، وأما علمه العام فإنه علمه الذي أطلع عليه ملائكته المقربين وأنبياءه المرسلين ، وقد وقع إلينا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 1 ) .

354 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : نحن ورثنا النبيين ، وعندنا عصا موسى ، وإنا لخزان الله في الأرض ، لا بخزان ذهب ولا فضة ( 2 ) .

355 - عنه ( عليه السلام ) : نحن شجرة العلم ، ونحن أهل بيت النبي ، وفي دارنا مهبط جبرائيل ، ونحن خزان علم الله ، ونحن معادن وحي الله . من تبعنا نجا ، ومن تخلف عنا هلك ، حقا على الله عز وجل ( 3 ) .

( 1 / 2 )

عيبة علم الله

356 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : نحن أبواب الله ، ونحن الصراط المستقيم ، ونحن عيبة علمه ، ونحن تراجمة وحيه ، ونحن أركان توحيده ، ونحن موضع سره ( 4 ) .

357 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : نحن ولاة أمر الله ، وخزنة علم الله ، وعيبة وحي الله ( 5 ) .

----------

( 1 ) التوحيد : 138 / 14 عن ابن سنان عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، بصائر الدرجات : 111 / 12 عن حنان الكندي عن أبيه ، وذكره أيضا في : 109 / 1 عن حنان بن سدير .

( 2 ) تفسير فرات الكوفي : 107 / 101 عن إبراهيم .

( 3 ) أمالي الصدوق

: 252 / 15 ، بشارة المصطفى : 54 كلاهما عن أبي بصير ، روضة الواعظين : 299 مرسلا ، وراجع بصائر الدرجات : 103 باب 19 في الأئمة أنهم خزان الله على علمه .

( 4 ) معاني الأخبار : 35 / 5 ، ينابيع المودة : 3 / 359 / 1 كلاهما عن ثابت الثمالي .

( 5 ) الكافي : 1 / 192 / 1 ، بصائر الدرجات : 61 / 3 ، وذكره أيضا في : 105 / 8 كلها عن عبد الرحمن بن كثير .

‹ صفحه 185 ›

358 - عنه ( عليه السلام ) : إن الله تبارك وتعالى انتجبنا لنفسه ، فجعلنا صفوته من خلقه ، وأمناءه على وحيه ، وخزانه في أرضه ، وموضع سره ، وعيبة علمه ( 1 ) .

359 - وهب بن منبه - فيما أوحي إلى موسى ( عليه السلام ) - : تمسك بذكرهم [ أي محمد ( صلى الله عليه وآله ) والأوصياء من بعده ] فإنهم خزنة علمي ، وعيبة حكمتي ، ومعدن نوري ( 2 ) .

360 - فاطمة الصغرى ( عليها السلام ) - لأهل الكوفة بعد وقعة كربلاء وما جرى على أهل البيت - : أما بعد ، يا أهل الكوفة ، يا أهل المكر والغدر والخيلاء ، إنا أهل بيت ابتلانا الله بكم ، وابتلاكم بنا ، فجعل بلاءنا حسنا ، وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا ، فنحن عيبة علمه ، ووعاء فهمه وحكمته ، وحجته في الأرض في بلاده لعباده ، أكرمنا الله بكرامته ، وفضلنا بنبيه ( صلى الله عليه وآله ) على كثير من خلقه تفضيلا

( 3 ) .

( 1 / 3 )

ورثة علم الأنبياء

361 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن أول وصي كان على وجه الأرض هبة الله بن آدم ، وما من نبي مضى إلا وله وصي ، وكان جميع الأنبياء مائة ألف نبي وعشرين ألف نبي ، منهم خمسة أولوا العزم : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد ( عليهم السلام ) . وإن علي بن أبي طالب كان هبة الله لمحمد ، وورث علم الأوصياء وعلم من كان قبله ، أما إن محمدا ورث علم من كان قبله من الأنبياء والمرسلين ( 4 ) .

----------

( 1 ) بصائر الدرجات : 62 / 7 عن عباد بن سليمان عن أبيه .

( 2 ) البحار : 51 / 149 / 24 نقلا عن كتاب مقتضب الأثر .

( 3 ) الاحتجاج : 2 / 106 ، الملهوف : 195 ، مثير الأحزان : 87 من دون " ووعاء فهمه . . . لعباده " .

( 4 ) الكافي : 1 / 224 / 2 عن عبد الرحمن بن كثير عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، بصائر الدرجات : 121 / 1 عن عبد الرحمن بن بكير الهجري عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، أعلام الدين : 464 عن عبد الله بن بكير عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وفيهما " مائة ألف نبي وأربعة وعشرين " .

362 - الإمام علي ( عليه السلام ) : ألا إن العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين والمرسلين محمد

( صلى الله عليه وآله ) ، فأين يتاه بكم وأين تذهبون ؟ ! ( 1 ) .

363 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : نحن ورثة الأنبياء ، جلل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على علي ( عليه السلام ) ثوبا ، ثم علمه ألف كلمة ، كل كلمة تفتح ألف كلمة ( 2 ) .

364 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إن العلم الذي نزل مع آدم ( عليه السلام ) لم يرفع والعلم يتوارث . وكان علي ( عليه السلام ) عالم هذه الأمة ، وإنه لم يهلك منا عالم قط إلا خلفه من أهله من علم مثل علمه ، أو ما شاء الله ( 3 ) .

365 - عنه ( عليه السلام ) : أيها الناس ، إن أهل بيت نبيكم شرفهم الله بكرامته ، وأعزهم بهداه ، واختصهم لدينه ، وفضلهم بعلمه ، واستحفظهم وأودعهم علمه . . . فهم الأئمة الدعاة ، والقادة الهداة ، والقضاة الحكام ، والنجوم الأعلام ، والأسوة المتخيرة ، والعترة المطهرة ، والأمة الوسطى ، والصراط الأعلم ، والسبيل الأقوم ، زينة النجباء ، وورثة الأنبياء ( 4 ) .

366 - أبو بصير : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) فقلت له : أنتم ورثة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : نعم ، قلت : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وإرث الأنبياء ، علم كل ما علموا ؟ قال لي : نعم ( 5 ) .

----------

( 1 ) الإرشاد : 1 / 232 ، تفسير العياشي : 1

/ 102 / 300 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، تفسير القمي : 1 / 367 عن ابن أذينة عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) من دون " فأين . . . " ، وذكره أيضا في : 1 / 4 .

( 2 ) الخصال : 651 / 49 عن ذريح المحاربي .

( 3 ) الكافي : 1 / 222 / 2 عن زرارة والفضيل ، كمال الدين : 223 / 14 عن الفضيل بن يسار عن الإمام الصادق والإمام الباقر ( عليهما السلام ) نحوه وفيه " والعلم يتوارث وكل شئ من العلم وآثار الرسل والأنبياء لم يكن من أهل هذا البيت فهو باطل وأن عليا ( عليه السلام ) عالم . . . " .

( 4 ) تفسير فرات الكوفي : 337 / 460 عن الفضل بن يوسف القصباني معنعنا .

( 5 ) الكافي : 1 / 470 / 3 ، رجال الكشي : 1 / 408 / 298 نحوه ، بصائر الدرجات : 269 / 1 وفيه " قال أبو بصير : دخلت على أبي عبد الله وأبي جعفر ( عليهما السلام ) وقلت لهما : أنتما . . . " ، دلائل الإمامة : 226 / 153 وفيه " على ماعلموا وفعلوا ؟ " ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 184 ، الخرائج والجرائح : 2 / 711 / 8 ، الفصول المهمة : 215 نحوه .

‹ صفحه 187 ›

367 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن عليا ( عليه السلام ) كان عالما والعلم يتوارث ، ولن يهلك

عالم إلا بقي من بعده من يعلم علمه أو ما شاء الله ( 1 ) .

368 - عنه ( عليه السلام ) : إن العلم الذي نزل مع آدم ( عليه السلام ) لم يرفع ، وما مات عالم إلا وقد ورث علمه ، إن الأرض لا تبقى بغير عالم ( 2 ) .

369 - عنه ( عليه السلام ) : نحن ورثة الأنبياء ، وورثة كتاب الله ، ونحن صفوته ( 3 ) .

370 - ضريس الكناسي : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) وعنده أبو بصير ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إن داود ورث علم الأنبياء ، وإن سليمان ورث داود ، وإن محمدا ( صلى الله عليه وآله ) ورث سليمان ، وإنا ورثنا محمدا ( صلى الله عليه وآله ) ، وإن عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى ، فقال أبو بصير : إن هذا لهو العلم ، فقال : يا أبا محمد ، ليس هذا هو العلم ، إنما العلم ما يحدث بالليل والنهار ، يوما بيوم ، وساعة بساعة ( 4 ) .

371 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة ( عليهم السلام ) - : السلام على أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأعلام التقى ، وذوي النهى ، وأولي الحجى ، وكهف الورى ، وورثة الأنبياء ، والمثل الأعلى ، والدعوة الحسنى ، وحجج الله على أهل

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 221 / 1 ، وذكره أيضا في : 379 / 3 ، علل الشرائع : 591 / 40 ،

بصائر الدرجات : 118 / 2 ، الإمامة والتبصرة : 225 / 75 كلها عن محمد بن مسلم ، كمال الدين : 223 / 13 عن محمد بن مسلم عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) نحوه .

( 2 ) الكافي : 1 / 223 / 8 ، كمال الدين : 224 / 19 ، بصائر الدرجات : 116 / 9 كلها عن الحارث بن المغيرة .

( 3 ) مختصر بصائر الدرجات : 63 عن عبد الغفار الجازي .

( 4 ) الكافي : 1 / 225 / 4 ، بصائر الدرجات : 135 / 1 .

‹ صفحه 188 ›

الدنيا والآخرة والأولى ، ورحمة الله وبركاته ( 1 ) .

( 1 / 4 )

حديثهم حديث رسول الله

372 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - إنه سئل عن الحديث يرسله ولا يسنده - : إذا حدثت الحديث فلم أسنده فسندي فيه أبي عن جدي عن أبيه عن جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن جبرئيل عن الله عز وجل ( 2 ) .

373 - عنه ( عليه السلام ) : لو أننا حدثنا برأينا ضللنا كما ضل من كان قبلنا ، ولكنا حدثنا ببينة من ربنا بينها لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) فبينها لنا ( 3 ) .

374 - جابر : قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) : إذا حدثتني بحديث فأسنده لي ، فقال : حدثني أبي عن جدي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن جبرئيل ( عليه السلام ) عن الله عز وجل . وكل ما أحدثك بهذا الإسناد ( 4 )

.

375 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وحديث رسول الله قول الله عز وجل ( 5 ) .

376 - عنه ( عليه السلام ) : إن الله فرض ولايتنا ، وأوجب مودتنا . والله ، ما نقول بأهوائنا ،

----------

( 1 ) التهذيب : 6 / 96 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .

( 2 ) الإرشاد : 2 / 167 ، الخرائج والجرائح : 2 / 893 ، روضة الواعظين : 226 .

( 3 ) إعلام الورى : 294 ، الاختصاص : 281 نحوه كلاهما عن الفضيل بن يسار .

( 4 ) أمالي المفيد : 42 / 10 ، حلية الأبرار : 2 / 95 .

( 5 ) الكافي : 1 / 53 / 14 عن حماد بن عثمان وغيره ، روضة الواعظين : 233 وفيه " حديث جدي حديث أمير المؤمنين " .

‹ صفحه 189 ›

ولا نعمل بآرائنا ، ولا نقول إلا ما قال ربنا عز وجل ( 1 ) .

377 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) - في جواب خلف بن حماد الكوفي لما سأله عن مسألة مشكلة - : والله ، إني ما أخبرك إلا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن جبرئيل عن الله عز وجل ( 2 ) .

378 - الإمام الرضا ( عليه السلام )

: إنا عن الله وعن رسوله نحدث ( 3 ) .

( 1 / 5 )

أعلم الناس

379 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا : كتاب الله عز وجل ، وأهل بيتي عترتي . أيها الناس ، اسمعوا وقد بلغت أنكم ستردون علي الحوض ، فأسألكم عما فعلتم في الثقلين ، والثقلان كتاب الله جل ذكره وأهل بيتي ، فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ( 4 ) .

380 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ألا إن أبرار عترتي وأطائب أرومتي أحلم الناس صغارا وأعلم الناس كبارا ، فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، لا يخرجونكم من باب هدى ولا يدخلونكم في باب ضلالة ( 5 ) .

381 - الإمام علي ( عليه السلام ) : ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : إني وأهل بيتي مطهرون ، فلا تسبقوهم فتضلوا ، ولا تتخلفوا عنهم فتزلوا ، ولا تخالفوهم

----------

( 1 ) أمالي المفيد : 60 / 4 عن محمد بن شريح .

( 2 ) الكافي : 3 / 94 / 1 .

( 3 ) رجال الكشي : 2 / 490 / 401 عن يونس بن عبد الرحمن .

( 4 ) الكافي : 1 / 294 / 3 عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وراجع تفسير العياشي : 1 / 250 / 169 عن أبي بصير عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .

( 5 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام )

: 1 / 204 / 1 ، الاحتجاج : 2 / 436 / 308 ، وراجع ص 365 / 841 من كتابنا هذا .

‹ صفحه 190 ›

فتجهلوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، هم أعلم الناس كبارا ، وأحلم الناس صغارا ( 1 ) .

382 - جابر بن يزيد - في حديث طويل - : دخل جابر بن عبد الله الأنصاري على علي ابن الحسين ( عليهما السلام ) ، فبينما هو يحدثه إذ خرج محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) من عند نسائه ، وعلى رأسه ذؤابة وهو غلام ، فلما بصر به جابر ارتعدت فرائصه ، وقامت كل شعرة على بدنه ، ونظر إليه مليا ، ثم قال له : يا غلام أقبل ، فأقبل . ثم قال له : أدبر ، فأدبر ، فقال جابر : شمائل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ورب الكعبة ! ثم قام فدنا منه ، فقال له : ما اسمك يا غلام ؟ فقال : محمد ، قال : ابن من ؟ قال : ابن علي بن الحسين .

قال : يا بني فدتك نفسي ، فأنت إذا الباقر ؟ فقال : نعم . ثم قال : فأبلغني ما حملك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال جابر : يا مولاي ، إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بشرني بالبقاء إلى أن ألقاك ، وقال لي : إذا لقيته فأقرئه مني السلام ، فرسول الله يا مولاي يقرأ عليك السلام . فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : يا جابر ، على رسول الله السلام

ما قامت السماوات والأرض ، وعليك يا جابر كما بلغت السلام .

فكان جابر بعد ذلك يختلف إليه ويتعلم منه ، فسأله محمد بن علي ( عليهما السلام ) عن شئ ، فقال له جابر : والله ما دخلت في نهي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقد أخبرني أنكم أئمة الهداة من أهل بيته من بعده ، أحلم الناس صغارا ، وأعلم الناس كبارا ، وقال : لا تعلموهم فهم أعلم منكم ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : صدق جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إني لأعلم منك بما سألتك عنه ، ولقد أوتيت الحكم صبيا ، كل ذلك بفضل الله علينا ورحمته لنا أهل البيت ( 2 ) .

----------

( 1 ) تفسير القمي : 1 / 4 ، إثبات الهداة : 1 / 631 / 724 نقلا عن تفسير القمي .

( 2 ) كمال الدين : 253 / 3 .

‹ صفحه 191 ›

383 - جبلة بنت المصفح عن أبيها : قال لي علي : يا أخا بني عامر ، سلني عما قال الله ورسوله ، فإنا نحن أهل البيت أعلم بما قال الله ورسوله ( 1 ) .

384 - الإمام علي ( عليه السلام ) : غاية كل متعمق في علمنا أن يجهل ( 2 ) .

385 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة - : شرقا وغربا ، فلا تجدان علما صحيحا إلا شيئا خرج من عندنا أهل البيت ( 3 ) .

386 - أبو بصير عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : قال

لي : إن الحكم بن عتيبة ممن قال الله : * ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ) * ( 4 ) فليشرق الحكم وليغرب ، أما والله ، لا يصيب العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل ( 5 ) .

387 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ليس عند أحد من الناس حق ولا صواب ، ولا أحد من الناس يقضي بقضاء حق إلا ما خرج منا أهل البيت . وإذا تشعبت بهم الأمور كان الخطأ منهم والصواب من علي ( عليه السلام ) ( 6 ) .

388 - زرارة : كنت عند أبي جعفر ( عليه السلام ) فقال له رجل من أهل الكوفة يسأله عن قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : سلوني عما شئتم ، فلا تسألوني عن شئ إلا أنبأتكم به ، قال : إنه ليس أحد عنده علم شئ إلا خرج من عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فليذهب الناس حيث شاؤوا فوالله ليس الأمر إلا من هاهنا ، وأشار بيده إلى

----------

( 1 ) الطبقات الكبرى : 6 / 240 .

( 2 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 20 / 307 / 515 .

( 3 ) الكافي : 1 / 399 / 3 ، بصائر الدرجات : 10 / 4 كلاهما عن أبي مريم .

( 4 ) البقرة : 8 .

( 5 ) بصائر الدرجات : 9 / 2 ، الكافي : 1 / 399 / 4 مضمرا .

( 6 ) الكافي : 1 / 399 / 1 ، بصائر الدرجات : 519 / 2

نحوه ، المحاسن : 1 / 243 / 448 ، أمالي المفيد : 96 / 6 كلها عن محمد بن مسلم .

‹ صفحه 192 ›

بيته ( 1 ) .

389 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : كل ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل ( 2 ) .

390 - عبد الله بن سليمان : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول وعنده رجل من أهل البصرة يقال له : عثمان الأعمى وهو يقول : إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار . فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : فهلك إذن مؤمن آل فرعون ! ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا ( عليه السلام ) ، فليذهب الحسن يمينا وشمالا ، فوالله ما يوجد العلم إلا هاهنا ( 3 ) .

391 - أبو بصير : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن شهادة ولد الزنا : تجوز ؟ فقال : لا ، فقلت : إن الحكم بن عتيبة يزعم أنها تجوز ، فقال : اللهم لا تغفر ذنبه ، ما قال الله للحكم : * ( إنه لذكر لك ولقومك ) * ( 4 ) ، فليذهب الحكم يمينا وشمالا ، فوالله لا يؤخذ العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل ( عليه السلام ) ( 5 ) .

392 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : يا يونس ، إذا أردت العلم الصحيح فخذ عن أهل البيت ، فإنا رويناه ، وأوتينا شرح الحكمة ، وفصل الخطاب ، إن الله اصطفانا وآتانا ما لم يؤت أحدا من العالمين ( 6

) .

393 - عنه ( عليه السلام ) - وعنده أناس من أهل الكوفة - : عجبا للناس ، إنهم أخذوا علمهم كله عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فعملوا به واهتدوا ، ويرون أن أهل بيته لم يأخذوا علمه !

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 399 / 2 .

( 2 ) مختصر بصائر الدرجات : 62 ، بصائر الدرجات : 511 / 21 كلاهما عن فضيل بن يسار .

( 3 ) الكافي : 1 / 51 / 15 ، الاحتجاج : 2 / 193 / 212 .

( 4 ) الزخرف : 44 .

( 5 ) الكافي : 1 / 400 / 5 .

( 6 ) البحار : 26 / 158 / 5 نقلا عن كتاب المحتضر ، الصراط المستقيم : 2 / 157 نحوه ، إثبات الهداة : 1 / 602 كلها عن يونس بن ظبيان .

‹ صفحه 193 ›

ونحن أهل بيته وذريته ، في منازلنا نزل الوحي ، ومن عندنا خرج العلم إليهم ، أفيرون أنهم علموا واهتدوا وجهلنا نحن وضللنا ؟ ! إن هذا محال ( 1 ) .

394 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : إن الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم ، فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان في قوله تعالى : * ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ) * ( 2 ) وقوله تبارك وتعالى : * ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) * ( 3 ) وقوله

في طالوت : * ( إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم ) * ( 4 ) ( 5 ) .

( 1 / 6 )

الراسخون في العلم

395 - الإمام علي ( عليه السلام ) : أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا ، كذبا وبغيا علينا أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ؟ ! بنا يستعطى الهدى ، ويستجلى العمى ( 6 ) .

396 - عنه ( عليه السلام ) : فرض على الأمة طاعة ولاة أمره القوام بدينه ، كما فرض عليهم طاعة

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 398 / 1 ، أمالي المفيد : 122 / 6 ، بصائر الدرجات : 12 / 3 كلها عن يحيى بن عبد الله .

( 2 ) يونس : 35 .

( 3 ) البقرة : 269 .

( 4 ) البقرة : 247 .

( 5 ) الكافي : 1 / 202 / 1 ، كمال الدين : 680 / 31 ، أمالي الصدوق : 540 / 1 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 221 / 1 ، معاني الأخبار : 100 / 2 ، تحف العقول : 441 ، الاحتجاج : 2 / 445 / 310 كلها عن عبد العزيز بن مسلم .

( 6 ) نهج البلاغة : الخطبة 144 ، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 285 ، غرر الحكم : 2826 وفيهما " العمى لا بهم " .

‹ صفحه 194 ›

رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : * ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول

وأولي الأمر منكم ) * ( 1 ) . ثم بين محل ولاة أمره من أهل العلم بتأويل كتابه فقال عز وجل : * ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) * ( 2 ) .

وعجز كل أحد من الناس عن معرفة تأويل كتابه غيرهم ، لأنهم هم الراسخون في العلم ، المأمونون على تأويل التنزيل ، قال الله تعالى : * ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) * ( 3 ) ( 4 ) .

397 - بريد بن معاوية : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) قول الله : * ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) * قال : يعني [ لا يعلم ] تأويل القرآن كله إلا الله والراسخون في العلم ، فرسول الله أفضل الراسخين ، قد علمه الله جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل ، وما كان الله منزلا عليه شيئا لم يعلمه تأويله ، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله ، فقال الذين لا يعلمون : ما نقول إذا لم نعلم تأويله ؟ فأجابهم الله : * ( يقولون آمنا به كل من عند ربنا ) * . والقرآن له خاص وعام ، وناسخ ومنسوخ ، ومحكم ومتشابه ، فالراسخون في العلم يعلمونه ( 5 ) .

398 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : نحن الراسخون في العلم ، ونحن نعلم تأويله ( 6 ) .

399 - عنه ( عليه السلام ) : الراسخون في العلم : أمير المؤمنين والأئمة ( عليهم السلام ) من بعده ( 7 ) .

----------

( 1 ) النساء

: 59 .

( 2 ) النساء : 83 .

( 3 ) آل عمران : 7 .

( 4 ) البحار : 69 / 79 / 29 نقلا عن تفسير النعماني .

( 5 ) تفسير العياشي : 1 / 164 / 6 ، وراجع الكافي : 1 / 213 / 2 ، تأويل الآيات الظاهرة : 107 ، بصائر الدرجات : 204 / 8 ، و : 203 / 4 ، تفسير القمي : 1 / 96 ، مجمع البيان : 2 / 701 .

( 6 ) الكافي : 1 / 213 / 1 ، بصائر الدرجات : 204 / 5 ، وذكره أيضا في : 204 / 7 عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، تفسير العياشي : 1 / 164 / 8 ، تأويل الآيات الظاهرة : 106 كلها عن أبي بصير .

( 7 ) الكافي : 1 / 213 / 3 عن عبد الرحمن بن كثير .

‹ صفحه 195 ›

( 1 / 7 )

معدن العلم

400 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نحن أهل البيت مفاتيح الرحمة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومعدن العلم ( 1 ) .

401 - حميد بن عبد الله بن يزيد المدني أنه ذكر عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) قضاء قضى به علي بن أبي طالب ، فأعجب النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت ( 2 ) .

402 - الإمام علي ( عليه السلام ) : نحن شجرة النبوة ، ومحط الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومعادن العلم ، وينابيع

الحكم ، ناصرنا ومحبنا ينتظر الرحمة ، وعدونا ومبغضنا ينتظر السطوة ( 3 ) .

403 - عنه ( عليه السلام ) - وقد خطب الناس بالمدينة - : أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لو اقتبستم العلم من معدنه ، وشربتم الماء بعذوبته ، وادخرتم الخير من موضعه ، وأخذتم الطريق من واضحه ، وسلكتم من الحق نهجه ، لنهجت بكم السبل ، وبدت لكم الأعلام ، وأضاء لكم الاسلام ( 4 ) .

404 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ما ندري ما تنقم الناس منا ! إنا لبيت الرحمة ، وشجرة النبوة ، ومعدن العلم ( 5 ) .

405 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : ما ينقم الناس منا ؟ ! فنحن والله شجرة النبوة ، وبيت

----------

( 1 ) فرائد السمطين : 1 / 44 / 9 عن ابن عباس .

( 2 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 654 / 1113 ، شرح الأخبار : 2 / 309 / 631 .

( 3 ) نهج البلاغة : الخطبة 109 ، غرر الحكم : 10005 .

( 4 ) الكافي : 8 / 32 / 5 عن أبي الهيثم بن التيهان .

( 5 ) نزهة الناظر : 85 / 21 .

الرحمة ، ومعدن العلم ، ومختلف الملائكة ( 1 ) .

406 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إن العلم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) لينبت في قلب مهدينا كما ينبت الزرع على أحسن نباته ، فمن بقي منكم حتى يراه فليقل حين يراه : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة

والنبوة ، ومعدن العلم ، وموضع الرسالة ( 2 ) .

407 - عنه ( عليه السلام ) : شجرة أصلها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وفرعها أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وأغصانها فاطمة بنت محمد ( عليها السلام ) ، وثمرتها الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، فإنها شجرة النبوة ، ونبت ( 3 ) الرحمة ، ومفتاح الحكمة ، ومعدن العلم ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، وموضع سر الله ووديعته ، والأمانة التي عرضت على السماوات والأرض ، وحرم الله الأكبر ، وبيت الله العتيق وحرمه ( 4 ) .

408 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) إذا زالت الشمس صلى ، ثم دعا ، ثم صلى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) : اللهم صل على محمد وآل محمد ، شجرة النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومعدن العلم ، وأهل بيت الوحي ( 5 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 221 / 1 عن أبي الجارود .

( 2 ) كمال الدين : 653 / 18 عن جابر ، البحار : 52 / 317 / 16 نقلا عن العدد القوية .

( 3 ) في بعض نسخ المصدر : " وبيت الرحمة " .

( 4 ) اليقين : 318 ، تفسير فرات الكوفي : 395 / 527 وفيه " بيت " بدل " نبت " و " ذمته " بدل " حرمه " وكلاهما عن زياد بن المنذر .

( 5 ) جمال الأسبوع : 250 ، مصباح المتهجد :

361 . ولكثرة الأحاديث في هذا المضمار راجع إحقاق الحق : 10 / 409 دعاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي وفاطمة ( عليهما السلام ) ليلة العرس ، وفيه " جعل نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة " ، إقبال الأعمال : 3 / 299 في دعاء الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وفيه " الأئمة ينابيع الحكمة " ، الكافي : 1 / 203 / 2 عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) وفيه " إن الله عز وجل . . . فتح بهم عن باطن ينابيع علمه " ، البحار : 102 / 189 عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) وفيه " وأودع قلوبهم ينابيع الحكمة " .

‹ صفحه 197 ›

( 1 / 8 )

عيش العلم

409 - الإمام علي ( عليه السلام ) - من خطبة له يذكر فيها آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) - : هم عيش العلم ، وموت الجهل ، يخبركم حلمهم عن علمهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، وصمتهم عن حكم منطقهم ، لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه ( 1 ) .

410 - عنه ( عليه السلام ) : واعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه ، ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه ، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه ، فالتمسوا ذلك من عند أهله ، فإنهم عيش العلم وموت الجهل ، هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم ، وصمتهم عن منطقهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه ، فهو بينهم شاهد صادق ، وصامت ناطق ( 2 ) .

----------

( 1

) نهج البلاغة : الخطبة 239 ، وراجع تحف العقول : 227 .

( 2 ) نهج البلاغة : الخطبة 147 ، الكافي : 8 / 390 / 586 نحوه عن محمد بن الحسين عن أبيه عن جده عن أبيه .

‹ صفحه 199 ›

الفصل الثاني أبواب علومهم

علم الكتاب

411 - أبو سعيد الخدري : سألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن قول الله تعالى : * ( ومن عنده علم الكتاب ) * ( 1 ) قال : ذاك أخي علي بن أبي طالب ( 2 ) .

412 - أبو سعيد الخدري : سألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن قول الله جل شأنه : * ( قال الذي عنده علم من الكتاب ) * ( 3 ) قال : ذاك وصي أخي سليمان بن داود ، فقلت له : يا رسول الله ، فقول الله عز وجل : * ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) * قال : ذاك أخي علي بن أبي طالب ( 4 ) .

----------

( 1 ) الرعد : 43 .

( 2 ) شواهد التنزيل : 1 / 400 / 422 .

( 3 ) النمل : 40 .

( 4 ) أمالي الصدوق : 453 / 3 .

‹ صفحه 200 ›

413 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في قول الله تبارك وتعالى : * ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) * - : أنا هو الذي عنده علم الكتاب ( 1 ) .

414 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) : نحن الذين عندنا علم الكتاب وبيان

ما فيه ، وليس لأحد من خلقه ما عندنا ، لأنا أهل سر الله ( 2 ) .

415 - عبد الله بن عطاء : كنت عند أبي جعفر جالسا إذ مر عليه ابن عبد الله سلام ، قلت : جعلني الله فداك ، هذا ابن الذي عنده علم من الكتاب ؟ قال : لا ، ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عز وجل : * ( الذي عنده علم من الكتاب ) * ( 3 ) .

416 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) * - : إيانا عني ، وعلي أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( 4 ) .

417 - عبد الرحمن بن كثير عن الصادق ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) * ( 5 ) - : ففرج أبو عبد الله ( عليه السلام ) بين أصابعه فوضعها في صدره ، ثم قال : وعندنا والله علم الكتاب كله ( 6 ) .

418 - أبو الحسن محمد بن يحيى الفارسي : نظر أبو نواس إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) ذات يوم وقد خرج من عند المأمون على بغلة له ، فدنا منه أبو

----------

( 1 ) بصائر الدرجات : 216 / 21 عن سلمان الفارسي .

( 2 ) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 52 عن الأصبغ

بن نباتة .

( 3 ) المناقب لابن المغازلي : 314 / 358 ، وراجع شواهد التنزيل : 1 / 402 / 425 ، ينابيع المودة : 1 / 305 / 1 ، العمدة : 290 / 476 ، تفسير العياشي : 2 / 220 / 77 ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 29 .

( 4 ) الكافي : 1 / 229 / 6 ، تفسير العياشي : 2 / 220 / 76 كلاهما عن بريد بن معاوية ، بصائر الدرجات : 214 / 7 عن عبد الرحمن بن كثير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

( 5 ) النمل : 40 .

( 6 ) الكافي : 1 / 229 / 5 ، وذكره أيضا في : 257 / 3 عن سدير نحوه ، بصائر الدرجات : 21 / 2 .

نواس ، فسلم عليه وقال : يا بن رسول الله ، قد قلت فيك أبياتا فأحب أن تسمعها مني ، قال : هات ، فأنشأ يقول : مطهرون نقيات ثيابهم * تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا من لم يكن علويا حين تنسبه * فما له من قديم الدهر مفتخر فالله لما برا خلقا فأتقنه * صفاكم واصطفاكم أيها البشر فأنتم الملأ الأعلى وعندكم * علم الكتاب وما جاءت به السور فقال الرضا ( عليه السلام ) : قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد ( 1 ) .

( 2 / 2 )

تأويل القرآن

419 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : علي يعلم الناس بعدي من تأويل القرآن ما لا يعلمون - أو [ قال : ] يخبرهم - ( 2 )

.

420 - الإمام علي ( عليه السلام ) : سلوني عن كتاب الله ، فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار ، في سهل أم في جبل ( 3 ) .

421 - عنه ( عليه السلام ) : سلوني عن كتاب الله عز وجل ، فوالله ما نزلت آية منه في ليل أو نهار ولا مسير ولا مقام إلا وقد أقرأنيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلمني تأويلها . فقال ابن الكواء : يا أمير المؤمنين ، فما كان ينزل عليه وأنت غائب عنه ؟ قال : كان يحفظ على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما كان ينزل عليه من القرآن وأنا عنه غائب حتى أقدم عليه

----------

( 1 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 143 / 10 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 366 مرسلا .

( 2 ) شواهد التنزيل : 1 / 39 / 28 عن أنس .

( 3 ) الطبقات الكبرى : 2 / 338 ، تاريخ الخلفاء : 218 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 3 / 21 / 1039 ، تفسير العياشي : 2 / 283 / 31 كلها عن أبي الطفيل ، وراجع أمالي الصدوق : 227 / 13 ، أمالي المفيد : 152 / 3 .

‹ صفحه 202 ›

فيقرئنيه ويقول لي : يا علي ، أنزل الله علي بعدك كذا وكذا وتأويله كذا وكذا ، فيعلمني تنزيله وتأويله ( 1 ) .

422 - عنه ( عليه السلام ) : ما نزلت على رسول الله ( صلى

الله عليه وآله ) آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها علي فكتبتها بخطي ، وعلمني تأويلها وتفسيرها ، وناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ، وخاصها وعامها ( 2 ) .

423 - عبد الله بن مسعود : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ، ما منها حرف إلا له ظهر وبطن ، وإن علي بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن ( 3 ) .

424 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) - في مجلس معاوية - : وأنا ابن خيرة الإماء وسيدة النساء ، غذانا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعلم الله تبارك وتعالى ، فعلمنا تأويل القرآن ، ومشكلات الأحكام ، لنا العزة الغلباء والكلمة العلياء ، والفخر والسناء ( 4 ) .

425 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء ( 5 ) .

426 - عنه ( عليه السلام ) : ما أدعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب ، وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) والأئمة ( عليهم السلام ) من بعده ( 6 ) .

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 523 / 1158 ، بشارة المصطفى : 219 كلاهما عن المجاشعي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، الاحتجاج : 1 / 617 / 140 عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، وراجع كتاب سليم ابن قيس : 2 / 802 .

( 2 ) الكافي : 1 / 64 / 1 ، الخصال

: 257 / 131 ، كمال الدين : 284 / 37 ، تفسير العياشي : : 1 / 253 / 177 كلها عن سليم بن قيس الهلالي .

( 3 ) حلية الأولياء : 1 / 65 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 3 / 25 / 1048 ، ينابيع المودة : 1 / 215 / 24 .

( 4 ) الاحتجاج : 2 / 47 .

( 5 ) الكافي : 1 / 228 / 2 ، بصائر الدرجات : 193 / 1 كلاهما عن جابر .

( 6 ) الكافي : 1 / 228 / 1 عن جابر .

‹ صفحه 203 ›

427 - الفضيل بن يسار : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن هذه الرواية : ما في القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن ، وما فيه حرف إلا وله حد ، ولكل حد مطلع ، ما يعني بقوله لها ظهر وبطن ؟ قال : ظهره وبطنه تأويله ، منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد ، يجري كما تجري الشمس والقمر ، كلما جاء منه شئ وقع ، قال الله تعالى : * ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) * ( 1 ) [ نحن نعلمه ] ( 2 ) .

428 - أبو الصباح : والله ، لقد قال لي جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : إن الله علم نبيه التنزيل والتأويل ، فعلمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا ( عليه السلام ) قال : وعلمنا والله ( 3 ) .

429 - الإمام الهادي ( عليه

السلام ) - في زيارة صاحب الأمر - : اللهم وصل على الأئمة الراشدين ، والقادة الهادين ، والسادة المعصومين ، والأتقياء الأبرار ، مأوى السكينة والوقار ، وخزان العلم ، ومنتهى الحلم والفخار ، ساسة العباد ، وأركان البلاد ، وأدلة الرشاد ، الألباء الأمجاد ، العلماء بشرعك الزهاد ، ومصابيح الظلم ، وينابيع الحكم ، وأولياء النعم ، وعصم الأمم ، قرناء التنزيل وآياته ، وأمناء التأويل وولاته ، وتراجمة الوحي ودلالاته ( 4 ) .

راجع : الفصل الأول / الراسخون في العلم ص 193

( 2 / 3 )

اسم الله الأعظم

430 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا ، وكان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس ، حتى

----------

( 1 ) آل عمران : 7 .

( 2 ) تفسير العياشي : 1 / 11 / 5 ، بصائر الدرجات : 203 / 2 ، وذكره أيضا في : 196 / 7 .

( 3 ) الكافي : 7 / 442 / 15 ، التهذيب : 8 / 286 / 1052 ، تفسير العياشي : 1 / 17 / 13 .

( 4 ) البحار : 102 / 180 نقلا عن مصباح الزائر .

‹ صفحه 204 ›

تناول السرير بيده ، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين . ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا ، وحرف واحد عند الله عز وجل استأثر به في علم الغيب عنده ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ( 1 ) .

531 - الإمام الصادق ( عليه السلام )

: إن عيسى بن مريم ( عليه السلام ) أعطي حرفين كان يعمل بهما ، وأعطي موسى أربعة أحرف ، وأعطي إبراهيم ثمانية أحرف ، وأعطي نوح خمسة عشر حرفا ، وأعطي آدم خمسة وعشرين حرفا ، وإن الله تعالى جمع ذلك كله لمحمد ( صلى الله عليه وآله ) . وإن اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا ، أعطي محمد ( صلى الله عليه وآله ) اثنين وسبعين حرفا وحجب عنه حرف واحد ( 2 ) .

432 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) : اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا ، كان عند آصف حرف فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبأ ، فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان ، ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفة عين ، وعندنا منه اثنان وسبعون حرفا ، وحرف عند الله مستأثر به في علم الغيب ( 3 ) .

( 2 / 4 )

جميع اللغات

433 - ابن شهرآشوب - في أحوال الإمام علي ( عليه السلام ) - : روي أنه قال ( عليه السلام ) لابنة يزدجرد : ما

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 230 / 1 عن جابر .

( 2 ) الكافي : 1 / 230 / 2 ، بصائر الدرجات : 208 / 2 ، تأويل الآيات الظاهرة : 479 كلها عن هارون ابن الجهم عن رجل من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

( 3 ) الكافي : 1 / 230 / 3 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 406 ، إثبات الوصية : 254 كلها عن علي بن محمد النوفلي .

‹ صفحه 205 ›

اسمك ؟

قالت : جهان بانويه فقال : بل شهر بانويه ، وأجابها بالعجمية ( 1 ) .

434 - سماعة بن مهران ، عن شيخ من أصحابنا ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : جئنا نريد الدخول عليه ، فلما صرنا في الدهليز سمعنا قراءة سريانية بصوت حزين يقرأ ويبكي حتى أبكى بعضنا ( 2 ) .

435 - موسى بن أكيل النميري : جئنا إلى باب دار أبي جعفر ( عليه السلام ) نستأذن عليه ، فسمعنا صوتا حزينا يقرأ بالعبرانية ، فدخلنا عليه وسألنا عن قارئه فقال : ذكرت مناجاة إيليا فبكيت من ذلك ( 3 ) .

436 - أحمد بن قابوس عن أبيه عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : دخل عليه قوم من أهل خراسان ، فقال - ابتداء قبل أن يسأل - : من جمع مالا يحرسه عذبه الله على مقداره ، فقالوا له - بالفارسية - : لا نفهم بالعربية ، فقال لهم : هر كه درم اندوزد جزايش دوزخ بأشد ( 4 ) .

437 - أبو بصير : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : جعلت فداك ، بم يعرف الإمام ؟ فقال : بخصال : أما أولها فإنه بشئ قد تقدم من أبيه فيه بإشارة إليه لتكون عليهم حجة ، ويسأل فيجيب ، وإن سكت عنه ابتدأ ، ويخبر بما في غد ، ويكلم الناس بكل لسان . ثم قال لي : يا أبا محمد ، أعطيك علامة قبل أن تقوم ، فلم ألبث أن دخل علينا رجل من أهل خراسان ، فكلمه الخراساني بالعربية فأجابه أبو الحسن ( عليه السلام ) بالفارسية ، فقال

له الخراساني : والله ، جعلت فداك ما منعني أن أكلمك بالخراسانية غير أني ظننت أنك لا تحسنها ، فقال : سبحان الله ! إذا كنت لا أحسن أجيبك فما فضلي عليك ؟ ثم قال لي : يا أبا محمد ، إن الإمام لا يخفى عليه

----------

( 1 ) المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 56 .

( 2 ) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 195 .

( 3 ) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 195 .

( 4 ) الخرائج والجرائح : 2 / 753 / 70 .

كلام أحد من الناس ولا طير ولا بهيمة ولا شئ فيه الروح ، فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام ( 1 ) .

438 - أبو الصلت الهروي : كان الرضا ( عليه السلام ) يكلم الناس بلغاتهم ، وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكل لسان ولغة ، فقلت له يوما : يا بن رسول الله ، إني لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها ! فقال : يا أبا الصلت ، أنا حجة الله على خلقه ، وما كان الله ليتخذ حجة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم ، أو ما بلغك قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أوتينا فصل الخطاب ؟ ! فهل فصل الخطاب إلا معرفة اللغات ؟ ( 2 ) .

439 - أبو هاشم الجعفري : كنت بالمدينة حين مر بها بغا أيام الواثق في طلب الأعراب ، فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أخرجوا بنا حتى ننظر إلى تعبية ( 3 ) هذا التركي ، فخرجنا فوقفنا ، فمرت بنا تعبيته ، فمر بنا تركي فكلمه أبو الحسن

( عليه السلام ) بالتركية ، فنزل عن فرسه فقبل حافر دابته . قال : فحلفت التركي وقلت له : ما قال لك الرجل ؟ قال : هذا نبي ؟ قلت : ليس هذا بنبي ، قال : دعاني باسم سميت به في صغري في بلاد الترك ما علمه أحد إلى الساعة ( 4 ) .

440 - علي بن مهزيار - في صفة الهادي ( عليه السلام ) - : دخلت عليه فابتدأني وكلمني بالفارسية ( 5 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 285 / 7 ، وراجع الإرشاد : 2 / 224 ، دلائل الإمامة : 337 / 294 ، قرب الإسناد : 339 / 1244 .

( 2 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 228 / 3 .

( 3 ) عبيت الجيش تعبية وتعبئة وتعبيئا ، إذا هيأته في مواضعه . ( الصحاح : 6 / 2418 ) .

( 4 ) إعلام الورى : 343 ، وراجع الثاقب في المناقب : 538 / 478 .

( 5 ) بصائر الدرجات : 333 / 1 .

‹ صفحه 207 ›

441 - علي بن مهزيار : أرسلت إلى أبي الحسن الثالث ( عليه السلام ) غلامي - وكان صقلابيا - ( 1 ) فرجع الغلام إلي متعجبا ، فقلت له : ما لك يا بني ؟ قال : وكيف لا أتعجب ؟ ! ما زال يكلمني بالصقلابية كأنه واحد منا ، فظننت أنه إنما أراد بهذا اللسان كي لا يسمع بعض الغلمان ما دار بينهم ( 2 ) .

442 - أبو حمزة نصير الخادم : سمعت أبا محمد [ العسكري (

عليه السلام ) ] غير مرة يكلم غلمانه بلغاتهم : ترك وروم وصقالبة ، فتعجبت من ذلك وقلت : هذا ولد بالمدينة ولم يظهر لأحد حتى مضى أبو الحسن ( عليه السلام ) ولا رآه أحد ، فكيف هذا ؟ أحدث نفسي بذلك ، فأقبل علي فقال : إن الله تبارك وتعالى بين حجته من سائر خلقه بكل شئ ، ويعطيه اللغات ومعرفة الأنساب والآجال والحوادث ، ولولا ذلك لم يكن بين الحجة والمحجوج فرق ( 3 ) . ( 2 / 5 ) منطق الطير وكل دابة

443 - الإمام علي ( عليه السلام ) : علمنا منطق الطير كما علمه سليمان بن داود ، وكل دابة في بر أو بحر ( 4 ) .

----------

( 1 ) الصقالبة : جيل حمر الألوان ، صهب الشعور ، يتاخمون الخزر وبعض جبال الروم ، وقيل للرجل الأحمر : صقلاب تشبيها بهم . ( لسان العرب : 1 / 526 ) .

( 2 ) الاختصاص : 289 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 408 ، كشف الغمة : 3 / 179 إلى قوله " كأنه واحد منا " .

( 3 ) الكافي : 1 / 509 / 11 ، روضة الواعظين : 273 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 428 نحوه ، الخرائج والجرائح : 1 / 436 / 14 ، كشف الغمة : 3 / 202 ، إعلام الورى : 356 ، وراجع بصائر الدرجات : 333 باب في الأئمة أنهم يتكلمون الألسن كلها .

( 4 ) المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 54 ، بصائر الدرجات : 343 / 12 كلاهما عن زرارة عن

الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

‹ صفحه 208 ›

444 - عنه ( عليه السلام ) : علمنا منطق الطير ، وأوتينا من كل شئ ، إن هذا لهو الفضل العظيم ( 1 ) .

445 - علي بن أبي حمزة : دخل رجل من موالي أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال : جعلت فداك ، أحب أن تتغذى عندي ، فقام أبو الحسن ( عليه السلام ) حتى مضى معه فدخل البيت ، فإذا في البيت سرير ، فقعد على السرير ، وتحت السرير زوج حمام ، فهدر الذكر على الأنثى . وذهب الرجل ليحمل الطعام فرجع وأبو الحسن ( عليه السلام ) يضحك ، فقال : أضحك الله سنك ، مم ضحكت ؟ فقال : إن هذا الحمام هدر على هذه الحمامة فقال لها : يا سكني وعرسي ، والله ما على وجه الأرض أحد أحب إلي منك ، ما خلا هذا القاعد على السرير ، قال : قلت : جعلت فداك وتفهم كلام الطير ؟ فقال : نعم ، علمنا منطق الطير ، وأوتينا من كل شئ ( 2 ) .

446 - علي بن أسباط : خرجت مع أبي جعفر ( عليه السلام ) من الكوفة وهو راكب على حمار ، فمر بقطيع غنم ، فتركت شاة الغنم وعدت إليه وهي ترغو ، فاحتبس ( عليه السلام ) وأمرني أن أدعو الراعي إليه ، ففعلت . فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : أيها الراعي ، إن هذه الشاة تشكوك وتزعم أن لها رجلين وأنك تحيف عليها بالحلب ، فإذا رجعت إلى صاحبها بالعشي لم يجد معها لبنا ، فإن كففت

من ظلمها ، وإلا دعوت الله تعالى أن يبتر عمرك ، فقال الراعي : إني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، وأنك وصيه ، أسألك لما أخبرتني من أين علمت هذا الشأن ؟ فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : نحن خزان الله على علمه وغيبه وحكمته ، وأوصياء أنبيائه ، وعباد مكرمون ( 3 ) .

447 - عبد الله بن سعيد : قال لي محمد بن علي بن عمر التنوخي : رأيت محمد بن علي ( عليهما السلام ) وهو يكلم ثورا فحرك الثور رأسه ، فقلت : لا ، ولكن تأمر الثور أن

----------

( 1 ) إثبات الوصية : 160 ، الاختصاص : 293 عن محمد بن مسلم عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .

( 2 ) بصائر الدرجات : 346 / 25 ، مختصر بصائر الدرجات : 114 ، الخرائج والجرائح : 2 / 833 / 49 .

( 3 ) الثاقب في المناقب : 522 / 455 .

‹ صفحه 209 ›

يكلمك ، فقال : وعلمنا منطق الطير ، وأوتينا من كل شئ . ثم قال للثور : قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، فقال . ثم مسح بكفه على رأسه ( 1 ) .

( 2 / 6 )

ما كان وما يكون

448 - الإمام علي ( عليه السلام ) : لولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما كان وبما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وهي هذه الآية : * ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) * ( 2 ) ( 3 ) .

449 - الإمام الصادق

( عليه السلام ) : اللهم يا من أعطانا علم ما مضى وما بقي ، وجعلنا ورثة الأنبياء ، وختم بنا الأمم السالفة ، وخصنا بالوصية ( 4 ) .

450 - معاوية بن وهب : استأذنت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقيل لي : أدخل ، فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته ، فجلست حتى قضى صلاته ، فسمعته وهو يناجي ربه ويقول : يا من خصنا بالكرامة ، وخصنا بالوصية ، ووعدنا الشفاعة ، وأعطانا علم ما مضى وما بقي ، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا ، اغفر لي ولإخواني ولزوار قبر أبي [ عبد الله ] الحسين ( عليه السلام ) ( 5 ) .

451 - سيف التمار : كنا مع أبي عبد الله ( عليه السلام ) جماعة من الشيعة في الحجر ، فقال : ورب

----------

( 1 ) دلائل الإمامة : 400 / 356 ، وراجع الاختصاص : 293 ، بصائر الدرجات : 341 باب أنهم يعرفون منطق الطير .

( 2 ) الرعد : 39 .

( 3 ) التوحيد : 305 / 1 ، أمالي الصدوق : 280 / 1 ، الاختصاص : 235 ، الاحتجاج : 1 / 610 كلها عن الأصبغ بن نباتة ، وراجع تفسير العياشي : 2 / 215 / 59 ، قرب الإسناد : 354 / 1266 .

( 4 ) بصائر الدرجات : 129 / 3 عن معاوية بن وهب .

( 5 ) الكافي : 4 / 582 / 11 ، كامل الزيارات : 116 .

‹ صفحه 210 ›

الكعبة ، ورب البنية - ثلاث مرات - لو كنت بين موسى والخضر لا خبرتهما

أني أعلم منهما ، ولا نبأتهما بما ليس في أيديهما ، لأن موسى والخضر ( عليهما السلام ) أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة ، وقد ورثناه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وراثة ( 1 ) .

452 - الحارث بن المغيرة عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض ، وأعلم ما في الجنة ، وأعلم ما في النار ، وأعلم ما كان وما يكون . ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه ، فقال : علمت ذلك من كتاب الله عز وجل ، إن الله عز وجل يقول : فيه تبيان كل شئ ( 2 ) ( 3 ) .

453 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : قد ولدني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنا أعلم كتاب الله وفيه بدء الخلق ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفيه خبر السماء وخبر الأرض ، وخبر الجنة وخبر النار ، وخبر ما كان ( وخبر ) ما هو كائن ، أعلم ذلك كما أنظر إلى كفي ، إن الله يقول : فيه تبيان كل شئ ( 4 ) .

454 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : أوليس الله يقول : * ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول ) * ( 5 ) ؟ فرسول الله عند الله مرتضى ، ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أطلعه الله على ما شاء من غيبه ، فعلمنا ما كان وما

يكون إلى يوم القيامة ( 6 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 260 / 1 ، بصائر الدرجات : 129 / 1 ، وذكره أيضا في : 230 / 4 . دلائل الإمامة : 280 / 218 .

( 2 ) يشير ( عليه السلام ) بالمعنى إلى قوله تعالى * ( تبيانا لكل شئ ) * ( النحل : 89 ) .

( 3 ) الكافي : 1 / 261 / 2 ، بصائر الدرجات : 128 / 5 ، وذكره أيضا في : 128 / 6 وفيهما " الأرضين " بدل " الأرض " ، وراجع المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 249 .

( 4 ) الكافي : 1 / 61 / 8 ، بصائر الدرجات : 197 / 2 ، ينابيع المودة : 1 / 80 / 20 كلها عن عبد الأعلى بن أعين ، وراجع تفسير العياشي : 2 / 266 / 56 .

( 5 ) الجن : 26 و 27 .

( 6 ) الخرائج والجرائح : 1 / 343 عن محمد بن الفضل الهاشمي .

455 - عبد الله بن محمد الهاشمي : دخلت على المأمون يوما ، فأجلسني وأخرج من كان عنده ، ثم دعا بالطعام فطعمنا ، ثم طيبنا ، ثم أمر بستارة فضربت ، ثم أقبل على بعض من كان في الستارة فقال : بالله لما رثيت لنا من بطوس ! فأخذت أقول : سقيا بطوس ومن أضحى بها قطنا ( 1 ) * من عترة المصطفى أبقى لنا حزنا قال : ثم بكى وقال لي : يا عبد الله ، أيلومني أهل بيتي وأهل بيتك أن نصبت

أبا الحسن الرضا علما ؟ ! فوالله لأحدثك بحديث تتعجب منه ، جئته يوما فقلت له : جعلت فداك ، إن آباءك موسى بن جعفر ، وجعفر بن محمد ، ومحمد ابن علي ، وعلي بن الحسين كان عندهم علم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وأنت وصي القوم ووارثهم ، وعندك علمهم ، وقد بدت لي إليك حاجة .

قال : هاتها ، فقلت : هذه الزاهرية خطتني ( 2 ) ، ولا أقدم عليها من جواري ، قد حملت غير مرة وأسقطت ، وهي الآن حامل ، فدلني على ما تتعالج به فتسلم ، فقال : لا تخف من اسقاطها ، فإنها تسلم وتلد غلاما أشبه الناس بأمه ، ويكون له خنصر زائدة في يده اليمنى ليست بالمدلاة ، وفي رجله اليسرى خنصر زائدة ليست بالمدلاة .

فقلت في نفسي : أشهد أن الله على كل شئ قدير . فولدت الزاهرية غلاما أشبه الناس بأمه ، في يده اليمنى خنصر زائدة ليست بالمدلاة ، وفي رجله اليسرى خنصر زائدة ليست بالمدلاة ، على ما كان وصفه لي الرضا ، فمن يلومني على نصبي إياه علما ؟ ! ( 3 ) .

----------

( 1 ) أي أقام به وتوطن ( لسان العرب : 13 / 343 ) .

( 2 ) كذا في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ، والصحيح " حظيتي " كما في الغيبة للطوسي . يقال : حظيت المرأة عند زوجها . . . : أي سعدت ودنت من قلبه وأحبها ( لسان العرب : 14 / 185 ) .

( 3 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) :

2 / 223 / 43 ، الغيبة للطوسي : 74 / 81 عن محمد بن عبد الله بن الحسن الأفطس ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 333 كلاهما نحوه .

‹ صفحه 212 ›

( 2 / 7 )

المنايا والبلايا

456 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت علمنا علم المنايا والبلايا والأنساب . والله ، لو أن رجلا منا قام على جسر ثم عرضت عليه هذه الأمة لحدثهم بأسمائهم وأنسابهم ( 1 ) .

457 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : عندنا علم المنايا والبلايا ، وفصل الخطاب ، وأنساب العرب ، ومولد الاسلام ( 2 ) .

458 - إسحاق بن عمار : سمعت العبد الصالح ينعى إلى رجل نفسه ، فقلت في نفسي : وإنه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته ؟ ! فالتفت إلي شبه المغضب ، فقال : يا إسحاق ، قد كان رشيد الهجري ( 3 ) يعلم علم المنايا والبلايا ، والإمام أولى بعلم ذلك . ثم قال : يا إسحاق ، اصنع ما أنت صانع ، فإن عمرك قد فني ، وإنك تموت إلى سنتين ، وإخوتك وأهل بيتك لا يلبثون بعدك إلا يسيرا حتى تتفرق كلمتهم ، ويخون بعضهم بعضا حتى يشمت بهم عدوهم ، فكان هذا في نفسك ؟ فقلت : فإني أستغفر الله بما عرض في صدري . فلم يلبث إسحاق بعد هذا المجلس إلا يسيرا حتى مات ، فما أتى عليهم إلا

----------

( 1 ) بصائر الدرجات : 268 / 12 عن الأصبغ بن نباتة .

( 2 ) بصائر الدرجات : 266 / 3 عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن

الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وذكره أيضا في : 267 / 4 عن عمار بن هارون عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، تفسير فرات الكوفي : 396 / 527 وفيه " البلايا والقضايا والوصايا " ، اليقين : 318 / 121 كلاهما عن زياد بن المنذر عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .

( 3 ) قال العلامة المجلسي رحمه الله : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يسميه رشيد البلايا ، وكان قد القي إليه علم البلايا والمنايا ، وكان في حياته إذا لقي الرجل قال له : فلان يموت بميتة كذا . . . إلخ ، فيكون كما يقول رشيد . ( مرآة العقول : 6 / 68 ) .

‹ صفحه 213 ›

قليل حتى قام بنو عمار بأموال الناس فأفلسوا ( 1 ) .

459 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) - فيما كتب إلى عبد الله بن جندب - : أما بعد ، فإن محمدا كان أمين الله في خلقه ، فلما قبض النبي ( صلى الله عليه وآله ) كنا أهل البيت ورثته ، فنحن أمناء الله في أرضه ، عندنا علم المنايا والبلايا ، وأنساب العرب ، ومولد الاسلام ( 2 ) .

( 2 / 8 )

ما في الأرض والسماء

460 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما ينقلب جناح طائر في الهواء إلا وعندنا فيه علم ( 3 ) .

461 - أبو حمزة : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : لا والله لا يكون عالم جاهلا أبدا ، عالما بشئ جاهلا بشئ . ثم قال : الله أجل وأعز وأكرم

من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه وأرضه . ثم قال : لا يحجب ذلك عنه ( 4 ) .

462 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن الله أجل وأعظم من أن يحتج بعبد من عباده ثم يخفى عنه شيئا من أخبار السماء والأرض ( 5 ) .

463 - عنه ( عليه السلام ) : الله أحكم وأكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه خبر السماء صباحا ومساء ( 6 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 484 / 7 ، بصائر الدرجات : 265 / 13 ، دلائل الإمامة : 325 / 277 ، الخرائج والجرائح : 2 / 712 / 9 .

( 2 ) تفسير القمي : 2 / 104 ، مختصر بصائر الدرجات : 174 ، بصائر الدرجات : 267 / 5 .

( 3 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 32 / 54 عن داود بن سليمان الفراء عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، صحيفة الرضا ( عليه السلام ) : 62 / 100 عن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 4 ) الكافي : 1 / 262 / 6 .

( 5 ) بصائر الدرجات : 126 / 6 عن صفوان .

( 6 ) بصائر الدرجات : 125 / 5 عن المفضل بن عمر .

‹ صفحه 214 ›

( 2 / 9 )

ما يحدث الله بالليل والنهار

464 - سلمة بن محرز : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : إن من علم ما أوتينا تفسير القرآن وأحكامه ، وعلم تغيير الزمان

وحدثانه . إذا أراد الله بقوم خيرا أسمعهم ، ولو أسمع من لم يسمع لولي معرضا كأن لم يسمع . ثم أمسك هنيئة . ثم قال : ولو وجدنا أوعية أو مستراحا لقلنا ، والله المستعان ( 1 ) .

465 - ضريس : كنت أنا وأبو بصير عند أبي جعفر ( عليه السلام ) فقال له أبو بصير : ثم يعلم عالمكم ؟ قال : إن عالمنا لا يعلم الغيب ، ولو وكله الله إلى نفسه لكان كبعضكم ، ولكن يحدث في الساعة بما يحدث بالليل ، وفي الساعة بما يحدث بالنهار ، الأمر بعد الأمر ، والشئ بعد الشئ بما يكون إلى يوم القيامة ( 2 ) .

466 - حمران بن أعين : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : عندكم التوراة والإنجيل والزبور وما في الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ؟ قال : نعم ، قلت : إن هذا لهو العلم الأكبر ، قال : يا حمران ، لو لم يكن غير ما كان ، ولكن ما يحدث الله بالليل والنهار علمه عندنا أعظم ( 3 ) .

467 - محمد بن مسلم : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : كلام قد سمعته من أبي الخطاب ، فقال : أعرضه علي ، فقلت : يقول : إنكم تعلمون الحلال والحرام وفصل ما بين الناس . فسكت ، فلما أردت القيام أخذ بيدي فقال ( عليه السلام ) : يا محمد ، كذا علم القرآن والحلال والحرام يسير في جنب العلم الذي يحدث في الليل والنهار ( 4 ) .

----------

(

1 ) الكافي : 1 / 229 / 3 ، بصائر

الدرجات : 194 / 1 عن عمرو بن مصعب عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

( 2 ) مختصر بصائر الدرجات : 113 ، وراجع بصائر الدرجات : 325 / 2 ، الخرائج والجرائح : 2 / 831 / 47 .

( 3 ) بصائر الدرجات : 140 / 5 .

( 4 ) الاختصاص : 314 ، بصائر الدرجات : 394 / 11 وليس فيه " محمد بن مسلم " ولعله سقط .

‹ صفحه 215 ›

468 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ما من ليلة تأتي علينا إلا وأخبار كل أرض عندنا ، وما يحدث فيها ، وأخبار الجن ، وأخبار أهل الهوى من الملائكة ( 1 ) .

----------

( 1 ) كامل الزيارات : 328 عن عبد الله بن بكر الأرجاني .

‹ صفحه 217 ›

الفصل الثالث مبادئ علومهم

تعليم النبي ( صلى الله عليه وآله )

469 - الإمام علي ( عليه السلام ) : كنت إذا سألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أعطاني ، وإذا سكت ابتدأني ( 1 ) .

470 - محمد بن عمر بن علي ( عليه السلام ) : إنه قيل لعلي ( عليه السلام ) : ما لك أكثر أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حديثا ؟ فقال : إني كنت إذا سألته أنبأني ، وإذا سكت ابتدأني ( 2 ) .

471 - أم سلمة : كان جبرئيل يمل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ورسول الله يمل على علي ( عليه السلام ) ( 3 ) .

----------

( 1 ) سنن الترمذي : 5 / 637 / 3722 ، و : 640 / 3729 ، المستدرك على الصحيحين : 3

/ 135 / 4630 ، أسد الغابة : 4 / 104 ، خصائص الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للنسائي : 221 / 119 ، أمالي الصدوق : 202 / 13 كلها عن عبد الله بن عمرو بن هند الحبلي ، وراجع العمدة : 283 / 461 ، الكافي : 1 / 64 / 1 ، الاحتجاج : 1 / 616 / 139 ، روضة الواعظين : 308 ، غرر الحكم : 3779 و 7236 ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 45 .

( 2 ) الطبقات الكبرى : 2 / 338 ، الصواعق المحرقة : 123 ، تاريخ الخلفاء : 202 .

( 3 ) المناقب لابن المغازلي : 253 / 302 .

‹ صفحه 218 ›

472 - الإمام علي ( عليه السلام ) : ليس كل أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من كان يسأله ويستفهمه ، حتى إن كانوا ليحبون أن يجئ الأعرابي والطارئ فيسأله ( عليه السلام ) حتى يسمعوا . وكان لا يمر بي من ذلك شئ إلا سألته عنه وحفظته ( 1 ) .

473 - عنه ( عليه السلام ) - لما قال له بعض أصحابه : لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب ! فضحك عليه السلام وقال للرجل ، وكان كلبيا - : يا أخا كلب ، ليس هو بعلم غيب ، وإنما هو تعلم من ذي علم . وإنما علم الغيب علم الساعة ، وما عدده الله سبحانه بقوله : * ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض

تموت . . . ) * ( 2 ) ، فيعلم الله سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى ، وقبيح أو جميل ، وسخي أو بخيل ، وشقي أو سعيد ، ومن يكون في النار حطبا ، أو في الجنان للنبيين مرافقا . فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله ، وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه ، ودعا لي بأن يعيه صدري ، وتضطم عليه جوانحي ( 3 ) .

474 - عنه ( عليه السلام ) - في صفة آل النبي ( صلى الله عليه وآله ) - : هم موضع سره ، ولجأ أمره ، وعيبة علمه ، وموئل حكمه ، وكهوف كتبه ، وجبال دينه ، بهم أقام انحناء ظهره ، وأذهب ارتعاد فرائصه ( 4 ) .

475 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت : من علم الله علمنا ، ومن حكمه أخذنا ، وقول صادق سمعنا ، فإن تتبعونا تهتدوا ( 5 ) .

----------

( 1 ) نهج البلاغة : الخطبة 210 .

( 2 ) لقمان : 34 .

( 3 ) نهج البلاغة : الخطبة 128 .

( 4 ) نهج البلاغة : الخطبة 2 .

( 5 ) مختصر بصائر الدرجات : 63 ، بصائر الدرجات : 514 / 34 كلاهما عن جابر بن يزيد ، وراجع 365 / 841 من كتابنا هذا .

‹ صفحه 219 ›

476 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن علم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) [ من ] علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فعلمناه نحن فيما علمناه (

1 ) .

( 3 / 2 )

أصول العلم

477 - الإمام علي ( عليه السلام ) : عندنا أهل البيت مفاتيح العلم ، وأبواب الحكمة ، وضياء الأمر ، وفصل الخطاب ( 2 ) .

478 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : لو كنا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنا من الهالكين ، ولكنا نفتيهم بآثار من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأصول علم عندنا نتوارثها كابرا ( 3 ) عن كابر ، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم ( 4 ) .

479 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لولا أن الله فرض طاعتنا وولايتنا وأمر مودتنا ما أوقفناكم على أبوابنا ، ولا أدخلناكم بيوتنا ، إنا والله ما نقول بأهوائنا ، ولا نقول برأينا ، ولا نقول إلا ما قال ربنا ، وأصول عندنا نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم ( 5 ) .

480 - محمد بن مسلم : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد أنال في الناس وأنال وأنال - يشير كذا وكذا - وعندنا أهل البيت أصول العلم وعراه ، وضياؤه

----------

( 1 ) الاختصاص : 279 ، بصائر الدرجات : 295 / 1 كلاهما عن أبي يعقوب الأحول .

( 2 ) المحاسن : 1 / 316 / 629 عن أبي الطفيل ، بصائر الدرجات : 364 / 10 عن أبي المفضل .

( 3 ) في المصدر " كابر " والصحيح ما أثبتناه .

( 4 ) بصائر الدرجات : 300 / 4 عن جابر ، الاختصاص : 280 نحوه عن جابر بن يزيد .

( 5 )

بصائر الدرجات : 301 / 10 عن محمد بن شريح .

‹ صفحه 220 ›

وأواخيه ( 1 ) ( 2 ) .

( 3 / 3 )

كتب الأنبياء

481 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ألواح موسى ( عليه السلام ) عندنا ، وعصا موسى عندنا ، ونحن ورثة النبيين ( 3 ) .

482 - أبو بصير عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : قال لي : يا أبا محمد ، إن الله عز وجل لم يعط الأنبياء شيئا إلا وقد أعطاه محمدا ( صلى الله عليه وآله ) . قال : وقد أعطي محمدا جميع ما أعطي الأنبياء ، وعندنا الصحف التي قال الله عز وجل : * ( صحف إبراهيم وموسى ) * ( 4 ) . قلت : جعلت فداك ، هي الألواح ؟ قال : نعم ( 5 ) .

483 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) - لمن سأله : أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء ؟ - : هي عندنا وراثة من عندهم ، نقرؤها كما قرؤوها ، ونقولها كما قالوا ، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شئ فيقول : لا أدري ( 6 ) .

484 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أفضيت إليه صحف إبراهيم وموسى فائتمن

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

( 1 ) قد أنال ، أي أعطى وأفاد في الناس العلوم الكثيرة وفرقها في الناس يمينا

وشمالا ، وفي سائر الجهات لكل من سأله . . . والعروة : ما يتمسك به من الحبل وغيره . والأواخي جمع الأخية بفتح الهمزة وكسر الخاء وتشديد الياء وقد يخفف : عود في الحائط يدفن طرفاه ويبرز وسطه وتشد فيه الدابة ، أي عندنا ما يشد به العلم ويحفظ عن الضياع والتفرق والتشتت . ( البحار : 26 / 31 ) .

( 2 ) الاختصاص : 308 ، بصائر الدرجات : 363 / 6 كلاهما عن محمد بن مسلم .

( 3 ) الكافي : 1 / 231 / 2 ، بصائر الدرجات : 183 / 32 ، إعلام الورى : 277 كلها عن أبي حمزة الثمالي .

( 4 ) الأعلى : 19 .

( 5 ) الكافي : 1 / 225 / 5 ، بصائر الدرجات : 136 / 5 .

( 6 ) الكافي : 1 / 227 / 1 عن هشام بن الحكم .

عليها عليا ، ثم ائتمن عليها علي الحسن ، ثم ائتمن عليها الحسن الحسين أخاه ، وائتمن الحسين عليها علي بن الحسين ، ثم ائتمن عليها علي بن الحسين محمد بن علي ، وائتمنني عليها أبي فكانت عندي ، وقد ائتمنت ابني هذا عليها على حداثته وهي عنده ( 1 ) .

485 - عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه سأله عن قول الله عز وجل : * ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ) * ( 2 ) ما الزبور وما الذكر ؟ قال : الذكر عند الله ( 3 ) ، والزبور الذي أنزل على داود ، وكل كتاب نزل فهو

عند أهل العلم ، ونحن هم ( 4 ) .

( 3 / 4 )

كتاب الإمام علي ( عليه السلام )

486 - أم سلمة : أقعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا ( عليه السلام ) في بيته ، ثم دعا بجلد شاة ، فكتب فيه حتى أكارعه ( 5 ) .

487 - أم سلمة : دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأديم وعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عنده ، فلم يزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يملي وعلي يكتب حتى ملأ بطن الأديم وظهره وأكارعه ( 6 ) .

488 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا ( عليه السلام ) ودعا بدفتر ، فأملى عليه رسول الله صلى الله عليهما بطنه ( 7 ) .

----------

( 1 ) الغيبة للنعماني : 325 / 2 ، رجال الكشي : 2 / 643 / 663 كلاهما عن الفيض بن المختار .

( 2 ) الأنبياء : 105 .

( 3 ) المراد بالذكر المحفوظ عند الله تعالى كما قال سبحانه : * ( وعنده أم الكتاب ) * ( مرآة العقول : 3 / 21 ) .

( 4 ) الكافي : 1 / 225 / 6 ، بصائر الدرجات : 136 / 6 .

( 5 ) الإمامة والتبصرة : 174 / 28 ، مدينة المعاجز : 2 / 248 / 529 ، بصائر الدرجات : 163 / 4 وفيهما " حتى ملأ أكارعه " .

( 6 ) أدب الإملاء والاستملاء للسمعاني : 12 .

( 7 ) الاختصاص : 275 عن حنان بن

سدير .

‹ صفحه 222 ›

489 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) : إن العلم فينا ، ونحن أهله ، وهو عندنا مجموع كله بحذافيره ، وإنه لا يحدث شئ إلى يوم القيامة حتى أرش الخدش إلا وهو عندنا مكتوب بإملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخط علي ( عليه السلام ) بيده ( 1 ) .

490 - عنه ( عليه السلام ) - أنه سئل عن رأي أبيه في الخيار ، من مباحث البيوع والمعاملات - : فدعا بربعة ، فأخرج منها صحيفة صفراء مكتوب فيها قول علي في الخيار ( 2 ) .

491 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : في كتاب علي ( عليه السلام ) كل شئ يحتاج إليه حتى الخدش والأرش والهرش ( 3 ) .

492 - عنه ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أكتب ما أملي عليك ، فقال : يا نبي الله ، أتخاف علي النسيان ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : لست أخاف عليك النسيان ، وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك ، ولكن أكتب لشركائك . قال : قلت : ومن شركائي يا نبي الله ؟ قال : الأئمة من ولدك ، بهم تسقى أمتي الغيث ، وبهم يستجاب دعاؤهم ، وبهم يصرف الله عنهم البلاء ، وبهم ينزل الرحمة من السماء ، وهذا أولهم ، وأومأ بيده إلى الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، ثم أومأ بيده إلى الحسين ( عليه السلام ) ، ثم قال : الأئمة من

ولده ( 4 ) .

493 - عذافر الصيرفي : كنت مع الحكم بن عتيبة عند أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فجعل يسأله ، وكان أبو جعفر ( عليه السلام ) له مكرما ، فاختلفا في شئ ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : يا بني ، قم فأخرج كتاب علي ( عليه السلام ) ، فأخرج كتابا مدروجا عظيما ، ففتحه وجعل ينظر

----------

( 1 ) الاحتجاج : 2 / 63 / 155 عن ابن عباس .

( 2 ) العلل لابن حنبل : 1 / 346 / 639 .

( 3 ) بصائر الدرجات : 164 / 5 ، وذكره أيضا في : 148 / 6 من دون " والهرش " كلاهما عن عبد الله بن ميمون عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

( 4 ) أمالي الصدوق : 327 / 1 ، كمال الدين : 206 / 21 ، بصائر الدرجات : 167 / 22 كلها عن أبي الطفيل .

‹ صفحه 223 ›

حتى أخرج المسألة ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : هذا خط علي ( عليه السلام ) وإملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وأقبل على الحكم وقال : يا أبا محمد ، اذهب أنت وسلمة وأبو المقدام حيث شئتم يمينا وشمالا ، فوالله لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبرئيل ( عليه السلام ) ( 1 ) .

494 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : وجدنا في كتاب علي ( عليه السلام ) : قال رسول الله : إذا منعت الزكاة منعت الأرض بركاتها ( 2 ) .

495

- محمد بن مسلم : أقرأني أبو جعفر ( عليه السلام ) صحيفة كتاب الفرائض التي هي إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخط علي ( عليه السلام ) بيده فإذا فيها : إن السهام لا تعول ( 3 ) .

496 - أبو الجارود ( 4 ) عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : إن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) لما حضره الذي حضره ، دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين ( عليه السلام ) فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة ، وكان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) مبطونا معهم لا يرون إلا أنه لما به ، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، ثم صار والله ذلك الكتاب إلينا يا زياد ، قلت : ما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك ؟ قال : فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا ، والله إن فيه الحدود ، حتى إن فيه أرش الخدش ( 5 ) .

497 - يعقوب بن ميثم التمار مولى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) فقلت

----------

( 1 ) رجال النجاشي : 2 / 261 / 967 .

( 2 ) الكافي : 3 / 505 / 17 عن أبي حمزة .

( 3 ) التهذيب : 9 / 247 / 959 .

( 4 ) هو زياد بن المنذر الهمداني الأعمى ، عده الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الباقر والإمام الصادق ( عليهما السلام ) ، وراجع قاموس الرجال : 4 / 520

، معجم رجال الحديث : 7 / 321 .

( 5 ) الكافي : 1 / 303 / 1 ، بصائر الدرجات : 148 / 9 ، الإمامة والتبصرة : 197 / 51 وفيهما " وصية ظاهرة ووصية باطنة " .

‹ صفحه 224 ›

له : جعلت فداك يا بن رسول الله ، إني وجدت في كتب أبي أن عليا ( عليه السلام ) قال لأبي ميثم : . . . إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو يقول : * ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) * ( 1 ) ، ثم التفت إلي وقال : هم والله أنت وشيعتك يا علي ، و ميعادك وميعادهم الحوض غدا غرا محجلين مكتحلين متوجين . فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : هكذا هو عيانا في كتاب علي ( عليه السلام ) ( 2 ) .

498 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن عندنا ما لا نحتاج معه إلى الناس ، وإن الناس ليحتاجون إلينا . وإن عندنا كتابا إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخط علي ( عليه السلام ) ، صحيفة فيها كل حلال وحرام ( 3 ) .

499 - عنه ( عليه السلام ) : دفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ( عليه السلام ) صحيفة مختومة باثني عشر خاتما وقال : فض الأول واعمل به ، وادفعها إلى الحسن يفض الثاني ويعمل به ، ويدفعها إلى الحسين يفض الثالث ويعمل بما فيه ، ثم إلى واحد واحد من ولد الحسين ( 4 ) .

500

- معلى بن خنيس : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) إذ أقبل محمد بن عبد الله ( 5 ) فسلم ثم ذهب ، فرق له أبو عبد الله ( عليه السلام ) ودمعت عيناه ، فقلت له : لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع ! قال : رققت له لأنه ينسب إلى أمر ليس له ، لم أجده في كتاب علي ( عليه السلام ) من خلفاء هذه الأمة ولا من ملوكها ( 6 ) .

501 - عبد الرحمن بن أبي عبد الله : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن جنائز الرجال والنساء إذا

----------

( 1 ) البينة : 7 .

( 2 ) أمالي الطوسي : 405 / 909 ، وراجع تأويل الآيات الظاهرة : 801 ، البرهان : 4 / 490 / 2 .

( 3 ) الكافي : 1 / 241 / 6 عن بكر بن كرب الصيرفي .

( 4 ) الغيبة للنعماني : 54 / 4 عن يونس بن يعقوب .

( 5 ) هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) .

( 6 ) الكافي : 8 / 395 / 594 ، بصائر الدرجات : 168 / 1 وفيه " محمد بن عبد الله بن حسن " .

‹ صفحه 225 ›

اجتمعت ، فقال : يقدم الرجال في كتاب علي ( عليه السلام ) ( 1 ) .

( 3 / 5 )

مصحف فاطمة ( عليها السلام )

502 - أبو بصير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن عندنا لمصحف فاطمة ( عليها السلام ) ، وما يدريهم ما مصحف

فاطمة ( عليها السلام ) ؟ ! قلت : وما مصحف فاطمة ( عليها السلام ) ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ( 2 ) .

503 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : مصحف فاطمة ( عليها السلام ) ما فيه شئ من كتاب الله ، وإنما هو شئ القي عليها بعد موت أبيها صلى الله عليهما ( 3 ) .

504 - عنه ( عليه السلام ) - لوليد بن صبيح - : يا وليد ، إني نظرت في مصحف فاطمة ( عليها السلام ) فأسأل فلم أجد لبني فلان فيها إلا كغبار النعل ( 4 ) . - حماد بن عثمان : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة ، وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة ( عليها السلام ) . قلت : وما مصحف فاطمة ؟ قال : إن الله تعالى لما قبض نبيه ( صلى الله عليه وآله ) دخل على فاطمة ( عليها السلام ) من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل ، فأرسل الله إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي ، فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا . ثم قال : أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام ، ولكن فيه علم ما

----------

( 1 ) الكافي : 3 / 175 / 6

، الاستبصار : 1 / 472 / 1826 .

( 2 ) الكافي : 1 / 239 / 1 .

( 3 ) بصائر الدرجات : 159 / 27 عن أبي حمزة .

( 4 ) بصائر الدرجات : 161 / 32 .

يكون ( 1 ) .

( 3 / 6 )

الجامعة

506 - أبو بصير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : يا أبا محمد ، وإن عندنا الجامعة ، وما يدريهم ما الجامعة ؟ قلت : جعلت فداك ، وما الجامعة ؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه ، فيها كل حلال وحرام ، وكل شئ يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش . وضرب بيده إلي فقال : تأذن لي يا أبا محمد ؟ قلت : جعلت فداك ، إنما أنا لك فاصنع ما شئت ، فغمزني بيده وقال : حتى أرش هذا ، كأنه مغضب ، قلت : هذا والله العلم ، قال : إنه لعلم وليس بذاك ( 2 ) .

507 - أبو عبيدة : سأل أبا عبد الله ( عليه السلام ) بعض أصحابنا عن الجفر ، فقال : هو جلد ثور مملوء علما ، قال له : فالجامعة ؟ قال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج ( 3 ) ، فيها كل ما يحتاج الناس إليه ، وليس من قضية إلا وهي فيها ، حتى أرش

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 240 / 2 ، بصائر الدرجات : 157 / 18 ، وراجع الكافي : 1 / 238

باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة ( عليها السلام ) ، بصائر الدرجات : 142 باب 12 في أن الأئمة عندهم الصحيفة الجامعة التي هي إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخط علي ( عليه السلام ) بيده وهي سبعون ذراعا ، و : ص 147 باب 13 باب آخر فيه أمر الكتب ، و : ص 150 باب 14 في الأئمة ( عليهم السلام ) أنهم أعطوا الجفر والجامعة ومصحف فاطمة ( عليها السلام ) ، البحار : 26 / 18 باب 1 جهات علومهم ( عليهم السلام ) وما عندهم من الكتب وأنه ينقر في آذانهم وينكت في قلوبهم ، روضة الواعظين : 232 .

( 2 ) الكافي : 1 / 239 / 1 ، بصائر الدرجات : 143 / 4 إلى " في الخدش " .

( 3 ) الأديم : الجلد . والفالج : الجمل الضخم ذو السنامين . ( لسان العرب : 12 / 9 ، و : 2 / 346 ) .

‹ صفحه 227 ›

الخدش ( 1 ) .

508 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ضل علم ابن شبرمة ( 2 ) عند الجامعة ، إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخط علي ( عليه السلام ) بيده . إن الجامعة لم تدع لأحد كلاما ، فيها علم الحلال والحرام ( 3 ) .

أقول : إن ما ورد في الروايات من مواصفات الجامعة كإملاء رسول الله وخط علي والطول تنطبق بمجملها على كتاب الإمام علي ( عليه السلام ) . وعلى هذا فإن الجامعة - كما قيل - ( 4

) هي نفس كتاب علي على الظاهر ، والله العالم .

( 3 / 7 )

الجفر

509 - أبو بصير ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن عندنا الجفر ، وما يدريهم ما الجفر ؟ قلت : وما الجفر ؟ قال : وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين ، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل ، قلت : إن هذا هو العلم . قال : إنه لعلم وليس بذاك ( 5 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 241 / 5 ، بصائر الدرجات : 153 / 6 .

( 2 ) هو عبد الله بن شبرمة ، كان قاضيا على الكوفة للمنصور ، وكان يعمل بالقياس .

( 3 ) الكافي : 1 / 57 / 14 ، بصائر الدرجات : 146 / 23 وذكره أيضا في : 150 / 16 كلها عن أبي شيبة ، وراجع الكافي : 1 / 238 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة ( عليها السلام ) ، البحار : 26 / 18 باب جهات علومهم ( عليهم السلام ) وما عندهم من الكتب وأنه ينقر في آذانهم وينكت في قلوبهم ، وذكره أيضا في : 187 / 25 ، كشف الغمة : 2 / 381 ، مختصر بصائر الدرجات : 57 ، الاحتجاج : 2 / 63 ، كمال الدين : 352 / 50 ، علل الشرايع : 171 ، بصائر الدرجات : 142 / 1 ، و : 143 / 5 ، و : 144 / 9 ، ينابيع المودة : 3 / 199 ، إحقاق الحق : 8 / 20 ،

التهذيب : 9 / 272 / 984 .

( 4 ) راجع مكاتيب الرسول للأحمدي الميانجي : 1 / 89 ، تدوين السنة الشريفة للجلالي الحسيني : 1 / 62 - 77 ، أعيان الشيعة : 1 / 94 ، الإمامة وأهل البيت للدكتور محمد بيومي مهران : 1 / 265 - 268 .

( 5 ) الكافي : 1 / 239 / 1 .

‹ صفحه 228 ›

510 - الحسين بن أبي العلاء : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن عندي الجفر الأبيض . قلت : فأي شئ فيه ؟ قال : زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم ( عليهم السلام ) ، والحلال والحرام ، ومصحف فاطمة . ما أزعم أن فيه قرآنا ، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد ، حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش ( 1 ) .

511 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) - في بيان علامات الإمام - : يكون عنده الجفر الأكبر والأصغر - إهاب ماعز وإهاب كبش - فيهما جميع العلوم حتى أرش الخدش ، وحتى الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة ، ويكون عنده مصحف فاطمة ( عليها السلام ) ( 2 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 240 / 3 ، بصائر الدرجات : 150 / 1 .

( 2 ) الفقيه : 4 / 419 / 5914 عن الحسن بن فضال .

‹ صفحه 229 ›

ما هو الجفر ؟

ثمة آراء مختلفة في المقصود من علم الجفر ، لا نرى هنا ضرورة في التطرق إليها ( 1 ) .

ويتحصل لنا من مجموع الروايات التي ذكرت أنه

من مبادئ العلوم لدى أوصياء النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن " الجفر " إشارة إلى صندوقين من الجلد ، فيهما كتب الأنبياء السالفين ( عليهم السلام ) وكتب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) والإمام علي وفاطمة ( عليهما السلام ) . وكذلك سلاح النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ورثها أهل البيت ( عليهم السلام ) . وبعبارة أخرى إن " الجفر " وكذلك " الجفر الأبيض " و " الجفر الأحمر " ( 2 ) هإشارات إلى المكتبة والمتحف السيارتين كانتا عند أهل البيت تناقلهما الأئمة يدا عن يد ، وهو الآن لدى الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف .

----------

( 1 ) راجع أعيان الشيعة : 1 / 95 و 96 ، تدوين السنة الشريفة للجلالي الحسيني : 1 / 62 - 77 ، مكاتيب الرسول للأحمدي الميانجي : 1 / 89 ، الإمامة وأهل البيت للدكتور محمد بيومي مهران : 1 / 265 - 268 .

( 2 ) راجع ص 228 / 510 ، الكافي : 1 / 240 / 3 ، البحار : 26 / 18 / 1 ، و : 26 / 37 / 68 ، و : 47 / 26 / 26 ، و : 52 / 313 / 7 .

‹ صفحه 230 ›

( 3 / 8 )

الإلهام

512 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : إن العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده شرح لذلك صدره ، وأودع قلبه ينابيع الحكمة ، وألهمه العلم إلهاما ، فلم يعي بعده بجواب ، ولا يحير فيه عن الصواب ، فهو معصوم مؤيد

، موفق مسدد ، قد أمن الخطايا والزلل والعثار ، يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده ، وشاهده على خلقه ، و * ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) * ( 1 ) ( 2 ) .

513 - الحارث بن المغيرة عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، قلت : أخبرني عن علم عالمكم . قال : وراثة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن علي ( عليه السلام ) . قلت : إنا نتحدث أنه يقذف في قلوبكم وينكت في آذانكم ! قال : أو ذاك ( 3 ) .

514 - الحارث النصري : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : الذي يسأل عنه الإمام وليس عنده فيه شئ ، من أين يعلمه ؟ قال : ينكت في القلب نكتا ، أو ينقر في الأذن نقرا ( 4 ) .

515 - أبو بصير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان علي محدثا وكان سلمان محدثا . قلت : فما آية المحدث ؟ قال ض : يأتيه ملك ، فينكت في قلبه كيت وكيت ( 5 ) .

516 - بريد العجلي : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن الرسول والنبي والمحدث ، قال :

----------

( 1 ) الجمعة : 4 ، الحديد : 21 .

( 2 ) الكافي : 1 / 202 / 1 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 221 / 1 ، معاني الأخبار : 101 / 2 ، كمال الدين : 680 / 31 ، الاحتجاج : 2 / 446 كلها

عن عبد العزيز بن مسلم .

( 3 ) الكافي : 1 / 264 / 2 ، بصائر الدرجات : 327 / 5 .

( 4 ) أمالي الطوسي : 408 / 916 ، بصائر الدرجات : 316 / 1 ، وذكره أيضا في : ح 2 عن أبي بصير .

( 5 ) أمالي الطوسي : 407 / 914 ، وراجع رجال الكشي : 1 / 64 / 36 ، بصائر الدرجات : 322 / 4 ، الخرائج والجرائح : 2 / 830 / 46 .

الرسول الذي تأتيه الملائكة ويعاينهم وتبلغه عن الله تبارك وتعالى ، والنبي الذي يرى في منامه ، فما رأى فهو كما رأى ، والمحدث الذي يسمع الكلام - كلام الملائكة - وينقر في أذنيه وينكت في قلبه ( 1 ) .

517 - الحارث بن المغيرة : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ما علم عالمكم ، أجملة يقذف في قلبه أو ينكت في أذنه ؟ فقال : وحي كوحي أم موسى ( 2 ) .

518 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه : ماض وغابر وحادث ، فأما الماضي فمفسر ، وأما الغابر فمزبور ، وأما الحادث فقذف في القلوب ، ونقر في الأسماع ، وهو أفضل علمنا ، ولا نبي بعد نبينا ( 3 ) .

519 - المفضل بن عمر : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : روينا عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : إن علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الأسماع ، فقال : أما الغابر فما تقدم من علمنا ، وأما

المزبور فما يأتينا ، وأما النكت في القلوب فإلهام ، وأما النقر في الأسماع فأمر الملك ( 4 ) .

----------

( 1 ) الاختصاص : 328 ، وراجع بصائر الدرجات : 368 / 1 عن بريد العجلي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، مختصر بصائر الدرجات : 114 ، الخرائج والجرائح : 2 / 823 / 47 ، تأويل الآيات الظاهرة : 342 .

( 2 ) الاختصاص : 286 ، بصائر الدرجات : 317 / 10 .

( 3 ) الكافي : 1 / 264 / 1 عن علي السائي ، وذكره أيضا في : 8 / 125 / 95 عن علي بن سويد ، بصائر الدرجات : 319 / 3 عن علي السائي ، وذكره أيضا في : 318 / 1 عن علي السائي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، دلائل الإمامة : 524 / 495 عن علي بن محمد السمري عن الإمام المهدي ( عليه السلام ) .

( 4 ) الكافي : 1 / 264 / 3 ، بصائر الدرجات : 318 / 2 عن محمد بن الفضيل أو عمن رواه عنه ، وراجع الكافي : 1 / 271 باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمة ( عليهم السلام ) و : ص 273 باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة ( عليهم السلام ) ، و : ص 397 باب في الأئمة ( عليهم السلام ) أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود وآل داود ولا يسألون البينة ، بصائر الدرجات : 316 باب 3 باب ما يفعل بالإمام من النكت والقذف والنقر في قلوبهم وآذانهم ، وص 318 باب

4 باب فيه تفسير الأئمة لوجوه علومهم الثلاثة وتأويل ذلك ، و : ص 321 باب 6 باب في أن المحدث كيف صفته وكيف يصنع به وكيف يحدث الأئمة ، و : ص 445 باب 14 باب ما جعل الله في الأنبياء والأوصياء والمؤمنين وسائر الناس من الأرواح ، وأنه أفضل الأنبياء والأئمة من آل محمد بروح القدس وذكر الأرواح الخمس ، و : ص 451 باب 15 باب في الأئمة ( عليهم السلام ) أن روح القدس يتلقاهم إذا احتاجوا إليه ، و : ص 458 باب 17 باب ما يسأل العالم عن العلم الذي يحدث به من صحف عندهم أزداده أو رواية فأخبر بسر وأن ذلك من الروح ، البحار : 25 / 47 باب 3 باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم ( عليهم السلام ) ، وص : 362 باب 13 باب غرائب أفعالهم وأحوالهم ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك ، و : 40 / 127 باب 93 باب علمه ( عليه السلام ) وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) علمه ألف باب وأنه كان محدثا ، البحار : 23 / 19 / 14 ، و : 26 / 5 / 1 ، و : 46 / 255 / 54 ، و : 47 / 33 / 30 ، و : 61 / 182 / 44 ، الاختصاص : 286 و 287 ، أمالي الطوسي : 408 / 915 و 916 ، الخرائج والجرائح : 1 / 288 / 22 و : 2 / 894 .

‹ صفحه

233 ›

الفصل الرابع صفة علومهم

يعلمون إذا شاؤوا

520 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم ( 1 ) .

521 - عمار الساباطي : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن الإمام يعلم الغيب ؟ فقال : لا ، ولكن إذا أراد أن يعلم الشئ أعلمه الله ذلك ( 2 ) .

522 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) : إن الله لم يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ، فكل ما كان عند الرسول كان عنه العالم ، وكل ما اطلع عليه الرسول فقد اطلع أوصياؤه عليه ، لئلا تخلو أرضه من حجة ، يكون معه علم يدل على صدق

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 258 / 1 وذكره أيضا في : ح 2 وفيه " أعلم " بدل " علم " ، بصائر الدرجات : 315 / 3 كلها عن أبي الربيع ، وذكره أيضا في : ح 2 عن يزيد بن فرقد النهدي .

( 2 ) الكافي : 1 / 257 / 4 ، بصائر الدرجات : 315 / 4 ، الاختصاص : 286 .

‹ صفحه 234 ›

مقالته وجواز عدالته ( 1 ) .

( 4 / 2 )

يبسط لهم العلم ويقبض عنهم

523 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : يبسط لنا فنعلم ، ويقبض عنا فلا نعلم ، والإمام يولد ويلد ، ويصح ويمرض ، ويأكل ويشرب ، ويبول ويتغوط ، ويفرح ويحزن ، ويضحك ويبكي ، ويموت ويقبر ، ويزاد فيعلم . ودلالته في خصلتين : في العلم ، واستجابة الدعوة ، وكل ما أخبر به من الحوادث التي تحدث ، قبل كونها كذلك ، بعهد معهود

إليه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) توارثه من آبائه ( عليهم السلام ) ( 2 ) .

524 - معمر بن خلاد : سأل أبا الحسن رجل من أهل فارس فقال له أتعلمون الغيب ؟ فقال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : يبسط لنا العلم فنعلم ، ويقبض عنا فلا نعلم . وقال : سر الله عز وجل أسره إلى جبرئيل ، وأسره جبرئيل إلى محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وأسره محمد إلى من شاء الله ( 3 ) .

( 4 / 3 )

يزداد علمهم

525 - زرارة : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : لولا أنا نزداد لأنفدنا . قلت : تزدادون شيئا لا يعلمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : أما إنه إذا كان ذلك عرض على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم على الأئمة ثم انتهى الأمر إلينا ( 4 ) .

----------

(1 ) كشف الغمة : 3 / 177 عن فتح بن يزيد الجرجاني .

( 2 ) الخصال : 528 / 3 .

( 3 ) الكافي : 1 / 256 / 1 .

( 4 ) الكافي : 1 / 255 / 3 ، الاختصاص : 312 ، بصائر الدرجات : 394 / 8 .

‹ صفحه 235 ›

526 - أبو بصير : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : لولا أنا نزداد لأنفدنا ، قلت : جعلت فداك ، تزدادون شيئا ليس عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : إنه إذا كان ذلك أتي النبي (

صلى الله عليه وآله ) فأخبر ثم إلى علي ( عليه السلام ) ، ثم إلى واحد بعد واحد حتى ينتهي إلى صاحب هذا الأمر ( 1 ) .

527 - عبد الله بن بكير : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أخبرني أبو بصير أنه سمعك تقول : لولا أنا نزاد لأنفدنا ، قال : نعم ، قلت : تزدادون شيئا ليس عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال : لا ، إذا كان ذلك كان إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وحيا وإلينا حديثا ( 2 ) .

528 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ليس يخرج شئ من عند الله عز وجل حتى يبدأ برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ثم بواحد بعد واحد لكي لا يكون آخرنا أعلم من أولنا ( 3 ) .

529 - سليمان الديلمي : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) فقلت له : سمعتك وأنت تقول غير مرة : لولا أنا نزداد لأنفدنا ، فقال : أما الحلال والحرام فقد أنزل الله على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) بكماله ، وما يزاد الإمام في حلال ولا حرام . قلت له : فما هذه الزيادة ؟ فقال : في سائر الأشياء سوى الحلال والحرام . قلت : تزدادون شيئا يخفى على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولا يعلمه ؟ فقال : لا ، إنما يخرج العلم من عند الله فيأتي به الملك رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

فيقول : يا محمد ، ربك يأمرك بكذا وكذا ، فيقول : انطلق به إلى علي ، فيأتي به عليا ( عليه السلام ) فيقول : انطلق به إلى الحسن ، فلا يزال هكذا ينطلق به إلى واحد بعد واحد ، حتى يخرج إلينا ، ومحال أن يعلم الإمام شيئا لم يعلمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 409 / 920 ، الاختصاص : 313 ، بصائر الدرجات : 392 / 3 .

( 2 ) أمالي الطوسي : 409 / 919 .

( 3 ) الكافي : 1 / 255 / 4 ، الاختصاص : 313 ، بصائر الدرجات : 392 / 2 كلها عن يونس بن عبد الرحمن عن بعض أصحابه .

‹ صفحه 236 ›

والإمام من قبله ( 1 ) .

----------

( 1 ) الاختصاص : 313 ، بصائر الدرجات : 393 / 5 ، وراجع الكافي : 1 / 254 باب لولا أن الأئمة ( عليهم السلام ) يزدادون لنفد ما عندهم ، الاختصاص : 313 ، 314 ، البحار : 26 / 86 باب 3 أنهم يزدادون . . .

‹ صفحه 237 ›

القسم الخامس مذهب أهل البيت

الفصل الأول تفسير الدين عندهم

530 - أبو الجارود : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله ، هل تعرف مودتي لكم وانقطاعي إليكم ، وموالاتي إياكم ؟ فقال : نعم ، فقلت : فإني أسألك مسألة تجيبني فيها ، فإني مكفوف البصر قليل المشي ، ولا أستطيع زيارتكم كل حين . قال : هات حاجتك . قلت : أخبرني بدينك الذي تدين الله عز وجل به أنت وأهل بيتك لأدين الله عز وجل

به . قال : إن كنت أقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة ، والله لأعطينك ديني ودين آبائي الذي ندين الله عز وجل به : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والإقرار بما جاء به من عند الله ، والولاية لولينا ، والبراءة من عدونا ، والتسليم لأمرنا ، وانتظار قائمنا ، والاجتهاد والورع ( 1 ) .

531 - أبو بصير : كنت عند أبي جعفر ( عليه السلام ) فقال له سلام : إن خيثمة بن أبي خيثمة يحدثنا عنك أنه سألك عن الاسلام ، فقلت له : إن الاسلام من استقبل قبلتنا وشهد

----------

( 1 ) الكافي : 2 / 21 / 10 .

‹ صفحه 240 ›

شهادتنا ونسك نسكنا ووالى ولينا وعادى عدونا فهو مسلم ، فقال : صدق خيثمة . قلت : وسألك عن الإيمان ، فقلت : الإيمان بالله والتصديق بكتاب الله وأن لا يعصي الله ، فقال : صدق خيثمة ( 1 ) .

532 - علي بن حمزة عن أبي بصير : سمعته يسأل أبا عبد الله ( عليه السلام ) فقال له : جعلت فداك ، أخبرني عن الدين الذي افترض الله عز وجل على العباد ، ما لا يسعهم جهله ولا يقبل منهم غيره ما هو ؟ فقال : أعد علي ، فأعاد عليه ، فقال : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت من استطاع إليه سبيلا وصوم شهر رمضان ، ثم سكت قليلا ، ثم قال : والولاية - مرتين -

( 2 ) .

533 - عمرو بن حريث : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) وهو في منزل أخيه عبد الله بن محمد ، فقلت له : جعلت فداك ، ما حولك إلى هذا المنزل ؟ قال : طلب النزهة ( 3 ) ، فقلت : جعلت فداك ، ألا أقص عليك ديني ؟ فقال : بلى ، قلت : أدين الله بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والولاية لعلي أمير المؤمنين بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والولاية للحسن والحسين والولاية لعلي بن الحسين والولاية لمحمد بن علي ولك من بعده صلوات الله عليهم أجمعين ، وأنكم أئمتي عليه أحيا وعليه أموت وأدين الله به ، فقال : يا عمرو ، هذا والله دين الله ودين آبائي الذي أدين الله به في السر والعلانية ( 4 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 2 / 38 / 5 .

( 2 ) الكافي : 2 / 22 / 11 .

( 3 ) التنزه : التباعد ، ونازه النفس عفيف متكرم يحل وحده ولا يخالط ، والاسم النزهة بالضم ( القاموس المحيط : 4 / 294 ) .

( 4 ) الكافي : 2 / 23 / 14 .

534 - معاذ بن مسلم : أدخلت عمر أخي على أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقلت له : هذا عمر أخي ، وهو يريد أن يسمع منك شيئا ، فقال له :

سل عما شئت . فقال : أسألك عن الذي لا يقبل الله من العباد غيره ولا يعذرهم على جهله ، فقال : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والصلوات الخمس وصيام شهر رمضان والغسل من الجنابة وحج البيت والإقرار بما جاء من عند الله جملة ، والائتمام بأئمة الحق من آل محمد . فقال عمر : سمهم لي أصلحك الله ، فقال : علي أمير المؤمنين ، والحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ومحمد بن علي ، والخير يعطيه الله من يشاء . فقال له : فأنت جعلت فداك ؟ قال : هذا الأمر يجري لآخرنا كما يجري لأولنا ( 1 ) .

535 - روي أن المأمون بعث الفضل بن سهل ذا الرياستين إلى الرضا ( عليه السلام ) فقال له : إني أحب أن تجمع لي من الحلال والحرام والفرائض والسنن ، فإنك حجة الله على خلقه ومعدن العلم . فدعا الرضا ( عليه السلام ) بدواة وقرطاس وقال ( عليه السلام ) للفضل : أكتب : بسم الله الرحمن الرحيم حسبنا شهادة أن لا إله إلا الله ، أحدا صمدا ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، قيوما ، سميعا بصيرا ، قويا قائما ، باقيا نورا ، عالما لا يجهل ، قادرا لا يعجز ، غنيا لا يحتاج ، عدلا لا يجور ، خلق كل شئ ، ليس كمثله شئ ، لا شبه له ، ولا ضد ولا ند ، ولا كفو . وأن محمدا عبده ورسوله وأمينه وصفوته من خلقه ، سيد المرسلين وخاتم النبيين ، وأفضل العالمين ، لا نبي

بعده ، ولا تبديل لملته ولا تغيير . وأن جميع ما جاء به محمد ( صلى الله عليه وآله ) أنه هو الحق المبين ، نصدق به وبجميع من مضى قبله من رسل

----------

( 1 ) المحاسن : 1 / 450 / 1037 ، شرح الأخبار : 1 / 224 / 209 وفيه " وأن محمدا رسول الله والطهارة والصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلا والجهاد لمن قدر عليه والائتمام مع ذلك بأئمة الحق . . . " .

‹ صفحه 242 ›

الله وأنبيائه وحججه . ونصدق بكتابه الصادق * ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) * ( 1 ) .

وأنه كتابه المهيمن على الكتب كلها ، وأنه حق من فاتحته إلى خاتمته ، نؤمن بمحكمه ومتشابهه ، وخاصه وعامه ، ووعده ووعيده ، وناسخه ومنسوخه وأخباره ، لا يقدر واحد من المخلوقين أن يأتي بمثله .

وأن الدليل والحجة من بعده على المؤمنين والقائم بأمور المسلمين ، والناطق عن القرآن والعالم بأحكامه ، أخوه وخليفته ووصيه والذي كان منه بمنزلة هارون من موسى : علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، يعسوب المؤمنين ، وأفضل الوصيين بعد النبيين ، وبعده الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، واحدا بعد واحد إلى يومنا هذا ، عترة الرسول ، وأعلمهم بالكتاب والسنة ، وأعدلهم بالقضية ، وأولاهم بالإمامة في كل عصر وزمان ، وأنهم العروة الوثقى ، وأئمة الهدى ، والحجة على أهل الدنيا ، حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو

خير الوارثين .

وأن كل من خالفهم ضال مضل ، تارك للحق والهدى . وأنهم المعبرون عن القرآن ، الناطقون عن الرسول بالبيان ، من مات لا يعرفهم ولا يتولاهم بأسمائهم وأسماء آبائهم مات ميتة جاهلية ( 2 ) .

536 - عبد العظيم بن عبد الله الحسني : دخلت على سيدي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، فلما بصرني ( بصر بي - خ ل ) قال لي : مرحبا بك يا أبا القاسم ، أنت ولينا حقا . فقلت له : يا بن رسول الله ، إني أريد أن أعرض عليك ديني ، فإن كان مرضيا ثبت عليه حتى ألقى الله عز وجل ، فقال : هات يا أبا القاسم ، فقلت : إني أقول :

----------

( 1 ) فصلت : 42 .

( 2 ) تحف العقول : 415 .

‹ صفحه 243 ›

إن الله تعالى واحد ليس كمثله شئ خارج من الحدين : حد الإبطال وحد التشبيه ، وإنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر ، بل هو مجسم الأجسام ومصور الصور ، وخالق الأعراض والجواهر ، ورب كل شئ ومالكه وجاعله ومحدثه .

وأن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين ، فلا نبي بعده إلى يوم القيامة ، وأن شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة .

وأقول : إن الإمام والخليفة وولي الأمر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن

موسى ثم محمد بن علي ثم أنت يا مولاي .

فقال علي ( عليه السلام ) : ومن بعدي الحسن ابني ، فكيف للناس بالخلف من بعده ؟ فقلت : وكيف ذاك يا مولاي ؟ قال : لأنه لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا . فقلت : أقررت .

وأقول : إن وليهم ولي الله ، وعدوهم عدو الله ، وطاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم معصية الله . وأقول : إن المعراج حق ، والمسألة في القبر حق ، وإن الجنة حق ، والنار حق ، والصراط حق ، والميزان حق ، وإن الساعة آتية لا ريب فيها ، وإن الله يبعث من في القبور .

وأقول : إن الفرائض الواجبة بعد الولاية : الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فقال علي بن محمد ( عليهما السلام ) : يا أبا القاسم ، هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده ، فأثبت عليه أثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ( 1 ) .

----------

( 1 ) أمالي الصدوق : 278 / 24 ، التوحيد : 81 / 37 ، كمال الدين : 379 ، روضة الواعظين : 39 ، كفاية الأثر : 282 ، وراجع صفات الشيعة : 127 / 68 .

‹ صفحه 245 ›

الفصل الثاني صفة شيعتهم

537 - الإمام علي ( عليه السلام ) : شيعتنا المتباذلون في ولايتنا ، المتحابون في مودتنا ، المتزاورون في إحياء أمرنا ، الذين إن غضبوا لم يظلموا ، وإن رضوا لم يسرفوا ، بركة على من جاوروا ، سلم لمن خالطوا ( 1 )

.

538 - عنه ( عليه السلام ) : شيعتنا هم العارفون بالله ، العاملون بأمر الله ، أهل الفضائل ، والناطقون بالصواب ، مأكولهم القوت ، وملبسهم الاقتصاد ، ومشيهم التواضع . . . تحسبهم مرضى وقد خولطوا وما هم بذلك ، بل خامرهم من عظمة ربهم وشدة سلطانه ما طاشت له قلوبهم وذهلت منه عقولهم ، فإذا استقاموا من ذلك بادروا إلى الله بالأعمال الزكية ، لا يرضون له بالقليل ، ولا يستكثرون الجزيل ( 2 ) .

539 - نوف بن عبد الله البكالي : قال لي علي ( عليه السلام ) : يا نوف ، خلقنا من طينة طيبة ، وخلق

----------

( 1 ) الكافي : 2 / 236 / 24 عن أبي المقدام عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وراجع الخصال : 397 / 104 ، صفات الشيعة : 91 / 23 ، تحف العقول : 300 ، مشكاة الأنوار : 6 ، التمحيص : 69 / 168 ، شرح الأخبار : 3 / 504 / 1449 .

( 2 ) مطالب السؤول : 54 عن نوف البكالي .

شيعتنا من طينتنا ، فإذا كان يوم القيامة ألحقوا بنا . فقلت : صف لي شيعتك يا أمير المؤمنين . فبكى لذكري شيعته ، ثم قال : يا نوف ، شيعتي والله الحلماء العلماء بالله ودينه ، العاملون بطاعته وأمره ، المهتدون بحبه ، أنضاء عبادة ، أحلاس زهادة ، صفر الوجوه من التهجد ، عمش العيون من البكاء ، ذبل الشفاه من الذكر ، خمص البطون من الطوى ، تعرف الربانية في وجوههم ، والرهبانية في سمتهم .

مصابيح كل ظلمة ، وريحان كل

قبيح ، لا يثنون من المسلمين سلفا ، ولا يقفون لهم خلفا . شرورهم مكنونة ، وقلوبهم محزونة ، وأنفسهم عفيفة ، وحوائجهم خفيفة ، أنفسهم منهم في عناء ، والناس منهم في راحة ، فهم الكاسة الألباء ، والخالصة النجباء ، وهم الرواغون فرارا بدينهم . إن شهدوا لم يعرفوا ، وإن غابوا لم يفتقدوا ، أولئك شيعتي الأطيبون ، وإخواني الأكرمون ، ألا هاه شوقا إليهم ! ( 1 )

540 - محمد بن الحنفية : لما قدم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) البصرة بعد قتال أهل الجمل ، دعاه الأحنف بن قيس واتخذ له طعاما ، فبعث إليه صلوات الله عليه وإلى أصحابه ، فأقبل ثم قال : يا أحنف ، ادع لي أصحابي ، فدخل عليه قوم متخشعون كأنهم شنان بوال ، فقال الأحنف بن قيس : يا أمير المؤمنين ، ما هذا الذي نزل بهم ؟ أمن قلة الطعام ، أو من هول الحرب ؟ ! فقال صلوات الله عليه : لا يا أحنف ، إن الله سبحانه أحب أقواما تنسكوا له في دار الدنيا تنسك من هجم على ما علم من قربهم من يوم القيامة من قبل أن يشاهدوها ، فحملوا أنفسهم على مجهودها ( 2 ) .

541 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : امتحنوا شيعتنا عند ثلاث : عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها ، وعند أسرارهم كيف حفظهم لها عن عدونا ، وإلى أموالهم

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 576 / 1189 .

( 2 ) صفات الشيعة : 118 / 63 .

‹ صفحه 247 ›

كيف مواساتهم لإخوانهم فيها ( 1 ) .

542 - عنه (

عليه السلام ) : إنما شيعة جعفر من عف بطنه وفرجه ، واشتد جهاده ، وعمل لخالقه ، ورجا ثوابه ، وخاف عقابه . فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر ( 2 ) .

543 - عنه ( عليه السلام ) : شيعتنا من قدم ما استحسن ، وأمسك ما استقبح ، وأظهر الجميل ، وسارع بالأمر الجليل رغبة إلى رحمة الجليل ، فذاك منا وإلينا ومعنا حيث ما كنا ( 3 ) .

544 - عنه ( عليه السلام ) : شيعتنا أهل الورع والاجتهاد ، وأهل الوفاء والأمانة ، وأهل الزهد والعبادة ، أصحاب إحدى وخمسين ركعة في اليوم والليلة ، القائمون بالليل ، الصائمون بالنهار ، يزكون أموالهم ، ويحجون البيت ، ويجتنبون كل محرم ( 4 ) .

545 - عنه ( عليه السلام ) : إنما شيعتنا يعرفون بخصال شتى : بالسخاء ، والبذل للإخوان ، وبأن يصلوا الخمسين ليلا ونهارا ( 5 ) .

546 - عنه ( عليه السلام ) : الشيعة ثلاث : محب واد فهو منا ، ومتزين بنا ونحن زين لمن تزين بنا ، ومستأكل بنا الناس ومن استأكل بنا افتقر ( 6 ) .

547 - عنه ( عليه السلام ) : افترق الناس فينا على ثلاث فرق : فرقة أحبونا انتظار قائمنا ليصيبوا من

----------

( 1 ) الخصال : 103 / 62 عن الليثي ، روضة الواعظين : 321 وفيهما " عند عدونا " ، وما أثبتناه لما في سائر المصادر ، مشكاة الأنوار : 78 ، قرب الإسناد : 78 / 253 .

( 2 ) صفات الشيعة : 89 / 21 ، الكافي : 2 / 233 /

9 وفي صدره " إنما شيعة علي " ، الخصال : 296 / 63 كلها عن المفضل بن عمر .

( 3 ) صفات الشيعة : 95 / 32 عن مسعدة بن صدقة .

( 4 ) صفات الشيعة : 81 / 1 عن أبي بصير .

( 5 ) تحف العقول : 303 .

( 6 ) الخصال : 103 / 61 ، أعلام الدين : 130 كلاهما عن معاوية بن وهب ، روضة الواعظين : 321 ، مشكاة الأنوار : 78 .

‹ صفحه 248 ›

دنيانا ، فقالوا وحفظوا كلامنا وقصروا عن فعلنا ، فسيحشرهم الله إلى النار . وفرقة أحبونا وسمعوا كلامنا ولم يقصروا عن فعلنا ، ليستأكلوا الناس بنا ، فيملأ الله بطونهم نارا ، يسلط عليهم الجوع والعطش . وفرقة أحبونا وحفظوا قولنا وأطاعوا أمرنا ولم يخالفوا فعلنا ، فأولئك منا ونحن منهم ( 1 ) .

548 - عنه ( عليه السلام ) - لرجل ادعى الحب لأهل البيت ( عليهم السلام ) - : من أي محبينا أنت ؟ فسكت الرجل ، فسأله سدير ( 2 ) : وكم محبوكم يا بن رسول الله ؟ فقال : على ثلاث طبقات :

طبقة أحبونا في العلانية ولم يحبونا في السر ، وطبقة يحبونا في السر ولم يحبونا في العلانية ، وطبقة يحبونا في السر والعلانية هم النمط الأعلى . .

. والطبقة الثانية النمط الأسفل ، أحبونا في العلانية وساروا بسيرة الملوك ، فألسنتهم معنا وسيوفهم علينا .

والطبقة الثالثة النمط الأوسط ، أحبونا في السر ولم يحبونا في العلانية . ولعمري لئن كانوا أحبونا في السر دون العلانية فهم الصوامون بالنهار القوامون بالليل ترى أثر الرهبانية في

وجوههم ، أهل سلم وانقياد .

قال الرجل : فأنا من محبيكم في السر والعلانية . قال جعفر ( عليه السلام ) : إن لمحبينا في السر والعلانية علامات يعرفون بها . قال الرجل : وما تلك العلامات ؟ قال ( عليه السلام ) : تلك خلال أولها أنهم عرفوا التوحيد حق معرفته وأحكموا علم توحيده ( 3 ) .

----------

( 1 ) تحف العقول : 514 عن المفضل .

( 2 ) سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي من أصحاب السجاد والباقر والصادق ( عليهم السلام ) ( رجال الطوسي ) .

( 3 ) تحف العقول : 325 .

‹ صفحه 249 ›

القسم السادس خلق أهل البيت

الفصل الأول إيثارهم

* ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ) * ( 1 ) . * ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) * ( 2 ) .

549 - ابن عباس : إن الحسن والحسين مرضا ، فعادهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في ناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، لو نذرت على ولدك . فنذر علي وفاطمة وفضة - جارية لهما - إن برئا مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام ، فشفيا وما معهم شئ ، فاستقرض علي من شمعون الخيبري اليهودي ثلاث أصوع من شعير ، فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة أقراص على عددهم ، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، مسكين من مساكين

----------

( 1 ) الانسان : 8 و 9 .

( 2 ) الحشر : 9

.

‹ صفحه 252 ›

المسلمين ، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة ، فآثروه ، وباتوا لم يذوقوا إلا الماء ، وأصبحوا صياما . فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم ، فآثروه . ووقف عليهم أسير في الثالثة ، ففعلوا مثل ذلك .

فلما أصبحوا أخذ علي ( عليه السلام ) بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال : ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم ! وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها ، فساءه ذلك ، فنزل جبرئيل وقال : خذها يا محمد هنأك الله في أهل بيتك ، فأقرأه السورة ( 1 ) ( 2 ) .

550 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان عند فاطمة شعير فجعلوه عصيدة ، فلما أنضجوها ووضعوها بين أيديهم ، جاء مسكين ، فقال المسكين : رحمكم الله ، فقام علي ( عليه السلام ) فأعطاه ثلثها . فلم يلبث أن جاء يتيم فقال اليتيم : رحمكم الله ، فقام علي ( عليه السلام ) فأعطاه الثلث . ثم جاء أسير فقال الأسير : رحمكم الله ، فأعطاه علي ( عليه السلام ) الثلث الباقي وما ذاقوها ، فأنزل الله سبحانه الآيات فيهم ( 3 ) .

551 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - في بيان سبب نزول سورة " هل أتى " في شأن أهل البيت ( عليهم السلام ) - : * ( ويطعمون الطعام على حبه ) * يقول : على شهوتهم للطعام وإيثارهم له ، "

مسكينا " من مساكين المسلمين ، " يتيما " من يتامى المسلمين ، " وأسيرا " من أسارى المشركين ، ويقول إذا أطعموهم : * ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ) * . قال : والله ما قالوا هذا لهم ، ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله بإضمارهم ، يقولون : لا نريد جزاء تكافؤننا به ولا شكورا تثنون

----------

( 1 ) يعني سورة الانسان .

( 2 ) الكشاف : 4 / 169 ، وراجع كشف الغمة : 1 / 302 .

( 3 ) مجمع البيان : 10 / 612 ، تفسير القمي : 2 / 398 وفيه " رحمكم الله أطعمونا مما رزقكم الله " كلاهما عن عبد الله بن ميمون القداح .

‹ صفحه 253 ›

علينا به ، ولكنا إنما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه ( 1 ) .

552 - ابن عباس : إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أجر نفسه ليستقي نخلا بشئ من شعير ليلة حتى أصبح . فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الحريرة ( 2 ) ، فلما تم إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ، ثم عمل الثلث الثاني ، فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ، ثم عمل الثلث الثالث ، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا يومهم ذلك ( 3 ) .

553 - ابن عباس - في قول الله : * ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) * - : نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ( 4 ) .

554 -

أبو هريرة : جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فشكا إليه الجوع ، فبعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى بيوت أزواجه ، فقلن : ما عندنا إلا الماء ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من لهذا الرجل الليلة ؟ فقال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : أنا له يا رسول الله . وأتى فاطمة ( عليها السلام ) فقال : ما عندك يا ابنة رسول الله ؟ فقالت : ما عندنا إلا قوت الصبية لكنا نؤثر ضيفنا ، فقال علي ( عليه السلام ) : يا ابنة محمد ، نومي الصبية واطفئي المصباح ، فلما أصبح علي ( عليه السلام ) غدا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأخبره الخبر ، فلم يبرح حتى أنزل الله عز وجل : * ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) * ( 5 ) .

555 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالس ذات يوم وأصحابه جلوس حوله ،

----------

( 1 ) أمالي الصدوق : 215 عن مسلمة بن خالد عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

( 2 ) الحريرة : الحساء من الدسم والدقيق . ( لسان العرب : 4 / 184 ) .

( 3 ) مجمع البيان : 10 / 612 .

( 4 ) شواهد التنزيل : 2 / 332 / 973 .

( 5 ) أمالي الطوسي : 185 / 309 ، وراجع تأويل الآيات الظاهرة : 653

، شواهد التنزيل : 2 / 331 / 972 ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 74 .

‹ صفحه 254 ›

فجاء علي ( عليه السلام ) وعليه سمل ( 1 ) ثوب منخرق عن بعض جسده ، فجلس قريبا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فنظر إليه ساعة ثم قرأ : * ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) * . ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : أما إنك رأس الذين نزلت فيهم هذه الآية وسيدهم وإمامهم . ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي : أين حلتك التي كسوتكها يا علي ؟

فقال : يا رسول الله ، إن بعض أصحابك أتاني يشكو عريه وعري أهل بيته ، فرحمته وآثرته بها على نفسي ، وعرفت أن الله سيكسوني خيرا منها ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : صدقت ، أما إن جبرائيل قد أتاني يحدثني أن الله [ قد ] اتخذ لك مكانها في الجنة حلة خضراء من إستبرق ، وصبغتها من ياقوت وزبرجد ، فنعم الجواز جواز ربك بسخاوة نفسك ، وصبرك على سملتك ( 2 ) هذه المنخرقة ، فأبشر يا علي . فانصرف علي ( عليه السلام ) فرحا مستبشرا بما أخبره به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 3 ) .

556 - أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي المفسر : رأيت في بعض الكتب أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما أراد الهجرة خلف

علي بن أبي طالب بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده ، وأمره ليلة خرج إلى الغار - وقد أحاط المشركون بالدار - أن ينام على فراشه ،

وقال له : اتشح ببردي الحضرمي الأخضر ، فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله تعالى ففعل ذلك ، فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل ( عليهما السلام ) أني آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر ، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة ؟ فاختارا كلاهما الحياة ، فأوحى الله عز وجل إليهما : أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب ؟ ! آخيت بينه وبين نبيي محمد ، فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ؟ ! اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه . فنزلا ، فكان

----------

( 1 ) السمل : الخلق من الثياب . ( النهاية : 2 / 403 ) .

( 2 ) وفي المصدر " سلمتك " والصحيح ما أثبتناه في المتن .

( 3 ) تأويل الآيات الظاهرة : 655 عن جابر بن يزيد .

‹ صفحه 255 ›

جبرئيل عند رأس علي ، وميكائيل عند رجليه ، وجبرئيل ينادي : بخ بخ ! من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله عز وجل به الملائكة ؟ ! فأنزل الله عز وجل على رسوله وهو متوجه إلى المدينة - في شأن علي - : * ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) * ( 1 ) ( 2 ) .

----------

(

1 ) البقرة : 207 .

( 2 ) أسد الغابة : 4 / 98 ، العمدة : 239 / 367 ، تذكرة الخواص : 35 نقلا عن تفسير الثعلبي عن

ابن عباس ، وراجع شواهد التنزيل : 1 / 123 - 132 ، إرشاد القلوب : 224 ، ينابيع المودة : 1 / 274 / 3 ، الصراط المستقيم : 1 / 174 ، تنبيه الخواطر : 1 / 173 .

الفصل الثاني تواضعهم

557 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لقد هبط علي ملك من السماء ما هبط على نبي قبلي ، ولا يهبط على أحد من بعدي ، وهو إسرافيل وعنده جبريل ، فقال : السلام عليك يا محمد ، ثم قال : أنا رسول ربك إليك ، أمرني أن أخبرك ( 1 ) إن شئت نبيا عبدا ، وإن شئت نبيا ملكا ؟ فنظرت إلى جبريل ، فأومأ جبريل إلي أن تواضع ، فقلت : نبيا عبدا ( 2 ) .

558 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ولقد أتاه جبرئيل ( عليه السلام ) بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرات يخيره ، من غير أن ينقصه الله تبارك وتعالى مما أعد الله له يوم القيامة شيئا ، فيختار التواضع لربه جل وعز ( 3 ) .

559 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن جبرئيل ( عليه السلام ) أتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فخيره ، وأشار عليه بالتواضع ، وكان له ناصحا ، فكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يأكل إكلة العبد ، ويجلس

----------

( 1 ) كذا في المتن ، والأنسب : أخيرك .

( 2 ) المعجم الكبير : 12 / 267 / 13309 عن ابن عمر .

( 3 ) الكافي : 8 / 130 / 100 ، أمالي الطوسي :

692 / 1470 كلاهما عن محمد بن مسلم .

‹ صفحه 258 ›

جلسة العبد ، تواضعا لله تبارك وتعالى ( 1 ) .

560 - حمزة بن عبد الله بن عتبة : كانت في النبي ( صلى الله عليه وآله ) خصال ليست في الجبارين ، كان لا يدعوه أحمر ولا أسود من الناس إلا أجابه ، وكان ربما وجد تمرة ملقاة فيأخذها فيهوي بها إلى فيه ، وإنه ليخشى أن تكون من الصدقة ، وكان يركب الحمار عريا ليس عليه شئ ( 2 ) .

561 - يزيد بن عبد الله بن قسيط : كان أهل الصفة ناسا من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا منازل لهم ، فكانوا ينامون على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في المسجد ويظلون فيه ما لهم مأوى غيره ، فكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يدعوهم إليه بالليل إذا تعشى فيفرقهم على أصحابه ، وتتعشى طائفة منهم مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، حتى جاء الله تعالى بالغنى ( 3 ) .

562 - أبو ذر : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يجلس بين ظهراني أصحابه ، فيجئ الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل . فطلبنا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن نجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه ، فبنينا له دكانا من طين ، كان يجلس عليه ( 4 ) .

563 - أبو مسعود : أتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) رجل فكلمه ، فجعل ترعد فرائصه ، فقال له : هون عليك فإني

لست بملك ، إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد ( 5 ) ( 6 ) .

564 - مطرف : قال أبي : انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقلنا : أنت سيدنا ، فقال : السيد الله تبارك وتعالى . قلنا : وأفضلنا فضلا ، وأعظمنا طولا ، فقال :

----------

( 1 ) الكافي : 8 / 131 / 101 عن علي بن المغيرة ، وراجع الكافي : 6 / 270 ، المحاسن : 2 / 244 باب الأكل متكئا .

( 2 ) الطبقات الكبرى : 1 / 370 .

( 3 ) الطبقات الكبرى : 1 / 255 .

( 4 ) سنن النسائي : 8 / 101 ، مكارم الأخلاق : 1 / 48 / 8 .

( 5 ) القديد : اللحم المملوح المجفف بالشمس . ( لسان العرب : 3 / 344 ) .

( 6 ) سنن ابن ماجة : 2 / 1100 / 3312 ، مكارم الأخلاق : 1 / 48 / 7 نحوه وفيه " القد " بدل " القديد " .

‹ صفحه 259 ›

قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ( 1 ) .

565 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ما أكل نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو متكئ منذ بعثه الله عز وجل ، وكان يكره أن يتشبه بالملوك ، ونحن لا نستطيع أن نفعل ( 2 ) .

566 - زاذان : رأيت علي بن أبي طالب يمسك الشسوع بيده ، يمر في الأسواق فيناول الرجل الشسع ويرشد الضال ويعين الحمال على الحمولة ، وهو يقرأ

هذه الآية : * ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) * ( 3 ) . ثم يقول : هذه الآية أنزلت في الولاة وذوي القدرة من الناس ( 4 ) .

567 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : خرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو راكب ، فمشوا معه فقال : ألكم حاجة ؟ قالوا : لا ، ولكنا نحب أن نمشي معك ، فقال لهم : انصرفوا ، فإن مشي الماشي مع الراكب مفسدة للراكب ومذلة للماشي ( 5 ) .

568 - روي أن الحسن بن علي ( عليهما السلام ) كان يجلس إلى المساكين ، ثم يقول : * ( إنه لا يحب المستكبرين ) * ( 6 ) ( 7 ) .

569 - روي أنه مر الحسن بن علي ( عليهما السلام ) على فقراء وقد وضعوا كسيرات على الأرض وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها ، فقالوا له : هلم يا بن بنت رسول الله إلى الغداء .

----------

( 1 ) سنن أبي داود : 4 / 254 / 4806 ، الأدب المفرد : 72 / 211 وراجع مسند ابن حنبل : 5 / 498 / 16307 و : 499 / 16311 و 16316 ، كشف الخفاء : 1 / 462 / 1514 .

( 2 ) الكافي : 6 / 272 / 8 عن المعلى بن خنيس .

( 3 ) القصص : 83 .

( 4 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 621 / 1064 .

( 5 ) الكافي : 6 / 540 / 16 هشام بن سالم ، وراجع تحف

العقول : 209 .

( 6 ) النحل : 23 .

( 7 ) تفسير الطبري : 8 / جزء 14 / 94 ، العمدة : 400 / 812 .

‹ صفحه 260 ›

قال : فنزل وقال : إن الله لا يحب المستكبرين ، وجعل يأكل معهم حتى اكتفوا والزاد على حاله ببركته ، ثم دعاهم إلى ضيافته وأطعمهم وكساهم ( 1 ) .

570 - محمد بن عمرو بن حزم : مر الحسين بمساكين يأكلون في الصفة ( 2 ) فقالوا : الغداء ، فنزل وقال : إن الله لا يحب المتكبرين ، فتغدى معهم ثم قال لهم : قد أجبتكم فأجيبوني . قالوا : نعم . فمضى بهم إلى منزله ، فقال للرباب : أخرجي ما كنت تدخرين ( 3 ) .

571 - أبو بصير : دخل أبو عبد الله ( عليه السلام ) الحمام ، فقال له صاحب الحمام : أخليه لك ؟ فقال : لا حاجة لي في ذلك ، المؤمن أخف من ذلك ( 4 ) .

572 - روي أنه دخل [ الرضا ( عليه السلام ) ] الحمام فقال له بعض الناس : دلكني يا رجل ، فجعل يدلكه ، فعرفوه ، فجعل الرجل يستعذر منه وهو يطيب قلبه ويدلكه ( 5 ) .

----------

( 1 ) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 23 .

( 2 ) أهل الصفة : هم فقراء المهاجرين ، ومن لم يكن له منزل يسكنه ، فكانوا يأوون إلى موضع مظلل في مسجد المدينة يسكنونه . ( النهاية : 3 / 37 ) .

( 3 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 151

/ 196 ، تفسير العياشي : 2 / 257 / 15 نحوه عن مسعدة .

( 4 ) الكافي : 6 / 503 / 37 .

( 5 ) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 362 .

الفصل الثالث عفوهم

573 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : مروءتنا أهل البيت العفو عمن ظلمنا وإعطاء من حرمنا ( 1 ) .

574 - أبو عبد الله الجدلي : سألت عائشة عن خلق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالت : لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا ( 2 ) في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح ( 3 ) .

575 - عبد الله : كأني أنظر إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) يحكي نبيا من الأنبياء ، ضربه قومه فأدموه ، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ( 4 ) .

576 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أتي باليهودية التي سمت الشاة للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال

----------

( 1 ) تحف العقول : 38 .

( 2 ) الصخب والسخب : الضجة واضطراب الأصوات للخصام . ( النهاية : 3 / 14 ) .

( 3 ) سنن الترمذي : 4 / 369 / 2016 ، مسند ابن حنبل : 9 / 532 / 25472 ، وذكر أيضا في : 10 / 75 / 26049 و : 94 / 26150 .

( 4 ) صحيح البخاري : 6 / 2539 / 6530 ، وأيضا في : 3 / 1282 / 3290

، صحيح مسلم : 3 / 1417 / 1792 ، سنن ابن ماجة : 2 / 1335 / 4025 ، مسند ابن حنبل : 2 / 125 / 4107 نحوه .

‹ صفحه 262 ›

لها : ما حملك على ما صنعت ؟ فقالت : قلت : إن كان نبيا لم يضره وإن كان ملكا أرحت الناس منه ، قال : فعفا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عنها ( 1 ) .

577 - معاذ بن عبد الله التميمي : والله ، لقد رأيت أصحاب علي ( عليه السلام ) وقد وصلوا إلى الجمل ، وصاح منهم صائح : اعقروه ، فعقروه فوقع ، فنادى علي ( عليه السلام ) : من طرح السلاح فهو آمن ، ومن دخل بيته فهو آمن ، فوالله ما رأيت أكرم عفوا منه ( 2 ) .

578 - البلاذري : قام علي ( عليه السلام ) حين ظهر وظفر [ على القوم ] خطيبا فقال : يا أهل البصرة ، قد عفوت عنكم ، فإياكم والفتنة ، فإنكم أول الرعية نكث البيعة وشق عصا الأمة ( 3 ) .

579 - الإمام علي ( عليه السلام ) - من كلامه بالبصرة حين ظهر على القوم ، بعد حمد الله والثناء عليه - : أما بعد ، فإن الله ذو رحمة واسعة ، ومغفرة دائمة ، وعفو جم ، وعقاب أليم ، قضى أن رحمته ومغفرته وعفوه لأهل طاعته من خلقه ، وبرحمته اهتدى المهتدون ، وقضى أن نقمته وسطواته وعقابه على أهل معصيته من خلقه ، وبعد الهدى والبينات ما ضل الضالون . فما ظنكم يا أهل البصرة وقد نكثتم

بيعتي وظاهرتم علي عدوي ؟ فقام إليه رجل فقال : نظن خيرا ، ونراك قد ظفرت وقدرت ، فإن عاقبت فقد اجترمنا ذلك ، وإن عفوت فالعفو أحب إلى الله ، فقال : قد عفوت عنكم ، فإياكم والفتنة ، فإنكم أول الرعية نكث البيعة وشق عصا هذه الأمة ، قال : ثم جلس للناس فبايعوه ( 4 ) .

580 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : دخلت على مروان بن الحكم فقال : ما رأيت أحدا أكرم

----------

( 1 ) الكافي : 2 / 108 / 9 عن زرارة .

( 2 ) الجمل : 365 ، وراجع مروج الذهب : 2 / 378 ، الأخبار الطوال : 151 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 183 ، شرح الأخبار : 1 / 395 / 334 .

( 3 ) أنساب الأشراف : 2 / 264 / 337 .

( 4 ) الإرشاد : 1 / 257 ، وراجع الجمل : 407 عن الحارث بن سريع .

‹ صفحه 263 ›

غلبة من أبيك ، ما هو إلا أن ولينا يوم الجمل ، فنادى مناديه : لا يقتل مدبر ولا يذفف على جريح ( 1 ) .

581 - ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، في صفة علي ( عليه السلام ) : وأما الحلم والصفح فكان أحلم الناس عن ذنب ، وأصفحهم عن مسئ .

وقد ظهر صحة ما قلناه يوم الجمل ، حيث ظفر بمروان بن الحكم - وكان أعدى الناس له ، وأشدهم بغضا - فصفح عنه . وكان عبد الله بن الزبير يشتمه على رؤوس الأشهاد ، وخطب يوم البصرة فقال : قد أتاكم الوغد

اللئيم علي بن أبي طالب .

وكان علي ( عليه السلام ) يقول : ما زال الزبير رجلا منا أهل البيت حتى شب عبد الله . فظفر به يوم الجمل ، فأخذه أسيرا ، فصفح عنه ، وقال : اذهب فلا أرينك ، لم يزده على ذلك . وظفر بسعيد بن العاص بعد وقعة الجمل بمكة - وكان له عدوا - فأعرض عنه ، ولم يقل له شيئا .

وقد علمتم ما كان من عائشة في أمره ، فلما ظفر بها أكرمها ، وبعث معها إلى المدينة عشرين امرأة من نساء عبد القيس عممهن بالعمائم وقلدهن بالسيوف ، فلما كانت ببعض الطريق ذكرته بما لا يجوز أن يذكر به ، وتأففت وقالت : هتك ستري برجاله وجنده الذين وكلهم بي .

فلما وصلت المدينة ألقى النساء عمائمهن ، وقلن لها : إنما نحن نسوة . وحاربه أهل البصرة ، وضربوا وجهه ووجوه أولاده بالسيوف ، وشتموه ولعنوه ، فلما ظفر بهم رفع السيف عنهم ، ونادى مناديه في أقطار العسكر : ألا لا يتبع مول ، ولا يجهز على جريح ، ولا يقتل مستأسر ، ومن ألقى سلاحه فهو

----------

( 1 ) السنن الكبرى : 8 / 314 / 16746 عن إبراهيم بن محمد عن الإمام الصادق عن أبيه ( عليهما السلام ) ، المبسوط : 7 / 264 عن الإمام الصادق عن أبيه ( عليهما السلام ) وفيه " يدنف " بدل " يذفف " ، وذفف على الجريح : أجهز عليه . ( أساس البلاغة للزمخشري : 143 ) .

‹ صفحه 264 ›

آمن ، ومن تحيز إلى عسكر الإمام فهو آمن . ولم يأخذ أثقالهم ، ولا

سبى ذراريهم ، ولا غنم شيئا من أموالهم ، ولو شاء أن يفعل كل ذلك لفعل ، ولكنه أبى إلا الصفح والعفو ، وتقيل سنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم فتح مكة ، فإنه عفا والأحقاد لم تبرد ، والإساءة لم تنس ( 1 ) .

582 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) : أخذ ابن ملجم فأدخل على علي ( عليه السلام ) ، فقال : أطيبوا طعامه وألينوا فراشه ، فإن أعش فأنا ولي دمي ، عفو أو قصاص ، وإن مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين ( 2 ) .

583 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إن عليا ( عليه السلام ) قال في ابن ملجم بعد ما ضربه : أطعموه وأسقوه ، أحسنوا إساره ، فإن عشت فأنا ولي دمي ، أعفو إن شئت وإن شئت استقدت ، وإن مت فقتلتموه فلا تمثلوا ( 3 ) .

584 - روي أنه جنى غلام للحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) جناية توجب العقاب ، فأمر به أن يضرب ، فقال : يا مولاي * ( والكاظمين الغيظ ) * . قال : خلوا عنه . قال : يا مولاي * ( والعافين عن الناس ) * . قال : قد عفوت عنك . قال : يا مولاي * ( والله يحب المحسنين ) * ( 4 ) . قال : أنت حر لوجه الله ، ولك ضعف ما كنت

----------

( 1 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1 / 22 و 23 .

( 2 ) أسد الغابة : 4 / 113

، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 3 / 300 / 1400 كلاهما عن محمد بن سعد ، أنساب الأشراف : 2 / 495 / 529 ، الإمامة والسياسة : 1 / 181 وفي ذيلهما " ولا تعتدوا ، إن الله لا يحب المعتدين " .

( 3 ) السنن الكبرى : 8 / 317 / 16759 عن إبراهيم بن محمد عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 3 / 297 / 1398 ذكره إلى " استقدت " عن ابن عياض عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، الاستيعاب : 3 / 219 نحوه ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 312 مرسلا نحوه ، الجعفريات : 53 نحوه وذكره إلى " استقدت " عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، قرب الإسناد : 143 / 515 عن أبي البختري عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

( 4 ) آل عمران : 134 .

‹ صفحه 265 ›

أعطيك ( 1 ) .

585 - الحر بن يزيد - في يوم عاشوراء للحسين ( عليه السلام ) - : جعلني الله فداك يا بن رسول الله ، أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع ، وسايرتك في الطريق ، وجعجعت بك في هذا المكان . والله الذي لا إله إلا هو ما ظننت أن القوم يردون عليك ما عرضت عليهم أبدا . . . وإني قد جئتك تائبا مما كان مني إلى ربي ، ومواسيا لك بنفسي حتى أموت بين يديك ، أفترى ذلك لي توبة ؟ قال

: نعم ، يتوب الله عليك ، ويغفر لك ، ما اسمك ؟ قال : أنا الحر بن يزيد . قال : أنت الحر كما سمتك أمك ، أنت الحر إن شاء الله في الدنيا والآخرة ، أنزل .

قال : أنا لك فارسا خير مني راجلا ، أقاتلهم على فرسي ساعة ، وإلى النزول ما يصير آخر أمري . قال الحسين : فاصنع يرحمك الله ما بدا لك ( 2 ) .

586 - عبد الله بن محمد : سمعت عبد الرزاق يقول : جعلت جارية لعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) تسكب عليه الماء يتهيأ للصلاة ، فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجه ، فرفع علي بن الحسين ( عليهما السلام ) رأسه إليها ، فقالت الجارية : إن الله عز وجل يقول : * ( الكاظمين الغيظ ) * ، فقال لها : قد كظمت غيظي . قالت : * ( والعافين عن الناس ) * . قال : قد عفا الله عنك . قالت : * ( والله يحب المحسنين ) * . قال : فاذهبي فأنت حرة ( 3 ) .

----------

( 1 ) الفرج بعد الشدة : 1 / 101 .

( 2 ) تاريخ الطبري : 5 / 427 ، إعلام الورى : 239 نحوه .

( 3 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) " : 58 / 89 ، أمالي الصدوق : 168 / 12 ، الإرشاد : 2 / 146 ، مجمع البيان : 2 / 838 ، إعلام الورى : 256 ، كشف الغمة : 2 / 299 عن الزهري ،

شرح الأخبار : 3 / 259 / 1161 ، روضة الواعظين : 220 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 157 .

الفصل الرابع سيرتهم في العبادة

إخلاصهم في العبادة

587 - الإمام علي ( عليه السلام ) : ما عبدتك طمعا في جنتك ، ولا خوفا من نارك ، ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك ( 1 ) .

588 - عنه ( عليه السلام ) : إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار ، وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار ( 2 ) .

589 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : [ إن ] العباد ثلاثة : قوم عبدوا الله عز وجل خوفا فتلك عبادة

----------

( 1 ) عوالي اللآلي : 1 / 404 / 63 ، و : 2 / 11 / 18 ، شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني : 5 / 361 وفيه : " ما عبدتك خوفا من عقابك ولا طمعا في ثوابك بل . . . " ، شرح مائة كلمة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : 235 .

( 2 ) نهج البلاغة : الحكمة 237 ، تحف العقول : 246 عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) وزاد في آخره " وهي أفضل العبادة " ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) " : 111 / 141 ، حلية الأولياء : 3 / 134 كلاهما عن إبراهيم العلوي عن الإمام الصادق عن أبيه عن الإمام زين العابدين ( عليهم السلام ) .

‹ صفحه 268 ›

العبيد ، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب الثواب فتلك عبادة الأجراء ، وقوم عبدوا

الله عز وجل حبا له فتلك عبادة الأحرار ، وهي أفضل العبادة ( 1 ) .

590 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : إني أكره أن أعبد الله لا غرض لي إلا ثوابه ، فأكون كالعبد الطمع المطيع ، إن طمع عمل وإلا لم يعمل . وأكره أن أعبده [ لا غرض لي ] إلا لخوف عقابه ، فأكون كالعبد السوء إن لم يخف لم يعمل ، قيل له : فلم تعبده ؟ قال : لما هو أهله بأياديه علي وإنعامه ( 2 ) .

( 4 / 2 )

اجتهادهم في العبادة

591 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عند عائشة ليلتها ، فقالت : يا رسول الله ، لم تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : يا عائشة ، ألا أكون عبدا شكورا ؟ ! قال : وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقوم على أطراف أصابع رجليه ، فأنزل الله سبحانه وتعالى : * ( طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) * ( 3 ) .

592 - عائشة : إن نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ، فقلت : لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا ؟ ! ( 4 )

----------

( 1 ) الكافي : 2 / 84 / 5 عن هارون بن خارجة .

( 2 ) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (

عليه السلام ) : 328 / 180 .

( 3 ) الكافي : 2 / 95 / 6 عن أبي بصير ، وراجع الاحتجاج : 1 / 520 ، والآية 1 و 2 من سورة طه .

( 4 ) صحيح البخاري : 4 / 1830 / 4557 ، صحيح مسلم : 4 / 2172 / 2820 ، وراجع صحيح البخاري : 1 / 380 / 1078 ، و : 5 / 2375 / 6106 ، و : 4 / 1830 / 4556 ، صحيح مسلم : 4 / 2171 / 2819 ، سنن الترمذي : 2 / 268 / 412 ، سنن ابن ماجة : 1 / 456 / 1419 ، سنن النسائي : 3 / 219 ، مسند ابن حنبل : 6 / 348 / 18266 ، الزهد لابن المبارك : 35 / 107 ، عيون الأخبار لابن قتيبة : 2 / 298 ، السنن الكبرى : 3 / 24 / 4731 كلها عن المغيرة ، تاريخ بغداد : 4 / 331 عن أنس ، و : 7 / 265 عن أبي جحيفة ، فتح الأبواب : 170 عن الزهري عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) .

‹ صفحه 269 ›

593 - بكر بن عبد الله : إن عمر بن الخطاب دخل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو موقوذ - أو قال : محموم - فقال له عمر : يا رسول الله ، ما أشد وعكك ! فقال : ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطوال . فقال عمر : يا رسول الله ، غفر الله لك

ما تقدم من ذنبك وما تأخر وأنت تجهد هذا الاجتهاد ؟ ! فقال : يا عمر ، أفلا أكون عبدا شكورا ؟ ! ( 1 )

594 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يصلي من التطوع مثلي الفريضة ( 2 ) .

595 - عائشة : كان [ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ] يصلي ليلا طويلا قائما وليلا طويلا قاعدا ( 3 ) .

596 - عنها : قل ما كان ينام [ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ] من الليل لما قال الله : * ( قم الليل إلا قليلا ) * ( 4 ) .

597 - عنها : كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يذكر الله على كل أحيانه ( 5 ) .

598 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إن فاطمة ( عليها السلام ) أتت النبي ( صلى الله عليه وآله ) تسأله خادما ، فقال : ألا أخبرك ما هو خير لك منه ؟ تسبحين الله عند منامك ثلاثا وثلاثين ، وتحمدين الله ثلاثا

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 403 / 903 .

( 2 ) الكافي : 3 / 443 / 3 ، التهذيب : 2 / 4 / 3 ، الاستبصار : 1 / 218 / 7703 كلها عن الفضيل بن يسار والفضل بن عبد الملك وبكير .

( 3 ) صحيح مسلم : 1 / 504 / 105 ، سنن الترمذي : 2 / 23 / 375 ، سنن ابن ماجة : 1 / 388 / 1228 ، سنن النسائي :

3 / 219 ، مسند ابن حنبل : 9 / 393 / 24723 و : 397 / 24743 ، المستدرك على الصحيحين : 1 / 397 / 976 .

( 4 ) مسند أبي يعلى : 4 / 466 / 4918 ، والآية 2 من سورة المزمل .

( 5 ) صحيح مسلم : 1 / 282 / 117 ، سنن الترمذي : 5 / 463 / 3384 ، سنن أبي داود : 1 / 5 / 18 ، سنن ابن ماجة : 1 / 110 / 302 ، مسند ابن حنبل : 9 / 342 / 24464 ، و : 10 / 151 / 26436 ، مسند أبي يعلى : 4 / 363 / 680 .

‹ صفحه 270 ›

وثلاثين ، وتكبرين الله أربعا وثلاثين ، فما تركتها بعد . قيل : ولا ليلة صفين ؟ قال : ولا ليلة صفين ( 1 ) .

599 - عروة بن الزبير : كنا جلوسا في مجلس في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فتذاكرنا أعمال أهل بدر وبيعة الرضوان ، فقال أبو الدرداء : يا قوم ، ألا أخبركم بأقل القوم مالا وأكثرهم ورعا وأشدهم اجتهادا في العبادة ؟ قالوا : من ؟ قال : علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ( 2 ) .

600 - حبة العرني : بينا أنا ونوف نائمين في رحبة القصر إذ نحن بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) في بقية من الليل واضعا يده على الحائط شبه الواله ، وهو يقول : * ( إن في خلق السماوات والأرض . . . ) * ( 3 )

.

قال : ثم جعل يقرأ هذه الآيات ويمر شبه الطائر عقله ، فقال : أراقد يا حبة أم رامق ؟ قلت : رامق ، هذا أنت تعمل هذا العمل فكيف نحن ؟ ! قال : فأرخى عينيه فبكى ، ثم قال لي : يا حبة ، إن لله موقفا ، ولنا بين يديه موقف لا يخفى عليه شئ من أعمالنا . يا حبة ، إن الله أقرب إليك وإلي من حبل الوريد .

يا حبة ، إنه لن يحجبني ولا إياك عن الله شئ . ثم قال : أراقد أنت يا نوف ؟ قال : لا يا أمير المؤمنين ، ما أنا براقد ولقد أطلت بكائي هذه الليلة ، فقال : يا نوف ، إن طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من الله عز وجل قرت عيناك غدا بين يدي الله عز وجل . يا نوف ، إنه ليس من

----------

( 1 ) صحيح البخاري : 5 / 2051 / 5047 ، صحيح مسلم : 4 / 2091 / 2727 ، مسند الحميدي : 1 / 24 / 43 ، تاريخ بغداد : 3 / 24 كلها عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، مسند ابن حنبل : 1 / 322 / 1312 عن ابن أعبد .

( 2 ) أمالي الصدوق : 72 / 9 ، روضة الواعظين : 125 ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 124 وفيه " أعبد الناس علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) " .

( 3 ) آل عمران : 190 .

قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله إلا أطفأت بحارا من النيران . يا نوف ، إنه ليس

من رجل أعظم منزلة عند الله من رجل بكى من خشية الله وأحب في الله وأبغض في الله . يا نوف ، من أحب في الله لم يستأثر على محبته ، ومن أبغض في الله لم ينل مبغضيه خيرا ، عند ذلك استكملتم حقائق الإيمان .

ثم وعظهما وذكرهما ، وقال في أواخره : فكونوا من الله على حذر ، فقد أنذرتكما . ثم جعل يمر وهو يقول : ليت شعري في غفلاتي أمعرض أنت عني أم ناظر إلي ؟ ! وليت شعري في طول منامي وقلة شكري في نعمك علي ما حالي ؟ قال : فوالله ما زال في هذا الحال حتى طلع الفجر ( 1 ) .

601 - أبو صالح : دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية ، فقال له : صف لي عليا ، فقال : أو تعفيني يا أمير المؤمنين ؟ قال : لا أعفيك . قال : أما إذ لا بد . . . فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه ، يميل في محرابه قابضا على لحيته ، يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، فكأني أسمعه الآن وهو يقول : يا ربنا يا ربنا - يتضرع إليه - ثم يقول للدنيا : إلي تغررت ؟ ! إلي تشوفت ؟ ! هيهات هيهات ، غري غيري ، قد بتتك ثلاثا ، فعمرك قصير ، ومجلسك حقير ، وخطرك يسير ، آه آه من قلة الزاد ، وبعد السفر ، ووحشة الطريق .

فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها ، وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء ، فقال : كذا كان

أبو الحسن ، كيف وجدك عليه يا ضرار ؟ قال : وجد من ذبح واحدها في حجرها ، لا ترقأ دمعتها ولا يسكن حزنها . ثم قام فخرج ( 2 ) .

----------

( 1 ) فلاح السائل : 266 .

( 2 ) حلية الأولياء : 1 / 84 ، وراجع الصواعق المحرقة : 131 ، مروج الذهب : 2 / 433 ، الاستيعاب : 3 / 209 ، خصائص الأئمة ( عليهم السلام ) : 70 ، كنز الفوائد : 2 / 103 ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 103 ، نهج البلاغة : الحكمة 77 ، الفصول المهمة : 127 .

‹ صفحه 272 ›

602 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) : رأيت أمي فاطمة ( عليها السلام ) قائمة في محرابها ليلة الجمعة ، فلم تزل راكعة ساجدة حتى انفجر عمود الصبح ، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشئ ، فقلت : يا أماه ، لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك ؟ فقالت : يا بني ، الجار ثم الدار ( 1 ) .

603 - الحسن البصري : ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة ، كانت تقوم حتى تورمت قدماها ( 2 ) .

604 - عبد الله بن الزبير - لما سمع مقتل الحسين ( عليه السلام ) - : أما والله لقد قتلوه ! طويلا بالليل قيامه ، كثيرا في النهار صيامه ( 3 ) .

605 - قيل لعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) : ما أقل ولد أبيك ! قال : العجب كيف ولدت له ، إنه كان يصلي في اليوم

والليلة ألف ركعة فمتى كان يفرغ للنساء ؟ ! ( 4 ) .

606 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان علي بن الحسين ( عليه السلام ) شديد الاجتهاد في العبادة ، نهاره صائم ، وليله قائم ، فأضر ذلك بجسمه ، فقلت له : يا أبه ( 5 ) ، كم هذا الدؤوب ( 6 ) ؟ ! فقال : أتحبب إلى ربي لعله يزلفني ( 7 ) .

----------

( 1 ) دلائل الإمامة : 152 / 65 ، علل الشرائع : 181 / 1 ، كشف الغمة : 2 / 94 ، ضيافة الإخوان : 265 كلها عن فاطمة الصغرى عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) .

( 2 ) المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 341 ، ربيع الأبرار : 2 / 104 .

( 3 ) تاريخ الطبري : 5 / 475 ، مقتل الحسين لأبي مخنف : 247 عن عبد الملك بن نوفل .

( 4 ) تاريخ اليعقوبي : 2 / 247 ، العقد الفريد : 2 / 343 وفيه " قيل لمحمد بن علي بن الحسين أو لعلي بن الحسين ( عليهم السلام ) : ما أقل ولد أبيك . . . " ، فلاح السائل : 269 .

( 5 ) مضى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) في عام خمسة وتسعين من الهجرة ، وكان مولد جعفر بن محمد سنة ثلاث و ثمانين من الهجرة ، فكان مقامه مع جده اثنتي عشرة سنة ( راجع تاريخ أهل بيت : 77 و 81 ) .

( 6 ) دأب في العمل : إذا جد وتعب ( النهاية : 2

/ 95 ) .

( 7 ) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 155 عن معتب .

‹ صفحه 273 ›

607 - عنه ( عليه السلام ) : كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) إذا أخذ كتاب علي ( عليه السلام ) فنظر فيه قال : من يطيق هذا ؟ من يطيق ذا ؟ قال : ثم يعمل به ، وكان إذا قام إلى الصلاة تغير لونه حتى يعرف ذلك في وجهه ، وما أطاق أحد عمل علي ( عليه السلام ) من ولده من بعده إلا علي ابن الحسين ( عليهما السلام ) ( 1 ) .

608 - عمرو بن عبد الله بن هند الجملي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما نظرت إلى ما يفعل ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة أتت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام الأنصاري فقالت له : يا صاحب رسول الله ، إن لنا عليكم حقوقا ، ومن حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه ، وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه دأبا منه لنفسه في العبادة .

فأتى جابر بن عبد الله باب علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، وبالباب أبو جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك ، فنظر جابر إليه مقبلا فقال : هذه مشية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسجيته ، فمن أنت يا غلام ؟

فقال : أنا

محمد بن علي بن الحسين ، فبكى جابر بن عبد الله ( رضي الله عنه ) ، ثم قال : أنت والله الباقر عن العلم حقا ، أدن مني بأبي أنت وأمي ، فدنا منه فحل جابر إزاره ووضع يده في صدره فقبله وجعل عليه خده ووجهه وقال له : أقرؤك عن جدك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) السلام ، وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت ، وقال لي : يوشك أن تعيش وتبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه محمد يبقر العلم بقرا ، وقال لي : إنك تبقى حتى تعمى ثم يكشف لك عن بصرك . ثم قال لي : ائذن لي على أبيك ، فدخل أبو جعفر على أبيه فأخبره الخبر

----------

( 1 ) الكافي : 8 / 163 / 172 عن سلمة بياع السابري .

‹ صفحه 274 ›

وقال : إن شيخا بالباب وقد فعل بي كيت وكيت ، فقال : يا بني ، ذلك جابر بن عبد الله . ثم قال : أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال وفعل بك ما فعل ؟ قال : نعم ، إنا لله ، إنه لم يقصدك فيه بسوء ولقد أشاط بدمك ( 1 ) .

ثم أذن لجابر فدخل عليه ، فوجده في محرابه قد أنضته العبادة ، فنهض علي ( عليه السلام ) فسأله عن حاله سؤالا حفيا ثم أجلسه بجنبه ، فأقبل جابر عليه يقول : يا بن رسول الله ، أما علمت أن الله تعالى إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم ، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك ؟ قال له علي

بن الحسين ( عليهما السلام ) : يا صاحب رسول الله ، أما علمت أن جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد له ، وتعبد - بأبي هو وأمي - حتى انتفخ الساق وورم القدم ، وقيل له : أتفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ ! فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) وليس يغني فيه من قول يستميله من الجهد والتعب إلى القصد قال له : يا بن رسول الله ، البقيا على نفسك ، فإنك لمن أسرة بهم يستدفع البلاء وتستكشف اللاواء ( 2 ) وبهم تستمطر السماء .

فقال : يا جابر ، لا أزال على منهاج أبوي مؤتسيا بهما صلوات الله عليهما حتى ألقاهما . فأقبل جابر على من حضر فقال لهم : والله ، ما أرى في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب ( عليهما السلام ) . والله لذرية علي بن الحسين ( عليهما السلام ) أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب ، إن منهم لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ( 3 ) .

----------

( 1 ) أي عمل في هلاكك ( راجع لسان العرب : 7 / 338 ) .

( 2 ) اللأواء : المشقة والشدة ( لسان العرب : 15 / 238 ) .

( 3 ) أمالي الطوسي : 636 / 1314 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 148 مختصرا ، بشارة المصطفى : 66 عن عمر بن عبد الله

بن هند الجملي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

‹ صفحه 275 ›

609 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان أبي ( رضي الله عنه ) يصلي في جوف الليل ، فيسجد السجدة فيطيل حتى نقول : إنه راقد ( 1 ) .

610 - عنه ( عليه السلام ) : إني كنت أمهد لأبي فراشه فأنتظره حتى يأتي ، فإذا أوى إلى فراشه ونام قمت إلى فراشي ، وإنه أبطأ علي ذات ليلة فأتيت المسجد في طلبه ، وذلك بعد ما هدأ الناس ، فإذا هو في المسجد ساجد وليس في المسجد غيره ، فسمعت حنينه وهو يقول : سبحانك اللهم أنت ربي حقا حقا ، سجدت لك يا رب تعبدا ورقا ، اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي ، اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ، وتب علي إنك أنت التواب الرحيم ( 2 ) .

611 - عنه ( عليه السلام ) : كان أبي ( عليه السلام ) كثير الذكر ، لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله ، وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله ، ولقد كان يحدث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله ، وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه يقول : لا إله إلا الله ، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس ، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منا ، ومن كان لا يقرأ منا أمره بالذكر ( 3 ) .

612 - يحيى العلوي : كان موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده . روى أصحابنا أنه دخل مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فسجد سجدة في

أول الليل ، وسمع وهو يقول في سجوده : عظيم ( 4 ) الذنب عندي فليحسن العفو عندك ، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة . فجعل يرددها حتى أصبح ( 5 ) .

613 - حفص : ما رأيت أحدا أشد خوفا على نفسه من موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ولا أرجى

----------

( 1 ) قرب الإسناد : 5 / 15 عن مسعدة بن صدقة .

( 2 ) الكافي : 3 / 323 / 9 عن إسحاق بن عمار .

( 3 ) الكافي : 2 / 499 / 1 عن ابن القداح .

( 4 ) كذا في المصدر والظاهر " عظم الذنب . . . " وفي المناقب لابن شهرآشوب ( 4 / 318 ) قبح الذنب من عبدك .

( 5 ) تاريخ بغداد : 13 / 27 .

الناس منه ، وكانت قراءته حزنا ، فإذا قرأ فكأنه يخاطب انسانا ( 1 ) .

614 - الثوباني : كانت لأبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، بضع عشرة سنة ، كل يوم سجدة بعد انقضاض الشمس إلى وقت الزوال ، فكان هارون ربما صعد سطحا يشرف منه على الحبس الذي حبس فيه أبا الحسن ( عليه السلام ) ، فكان يرى أبا الحسن ( عليه السلام ) ساجدا ، فقال للربيع : يا ربيع ، ما ذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، ما ذاك بثوب وإنما هو موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) له كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال . قال الربيع : فقال لي هارون :

أما إن هذا من رهبان بني هاشم . قلت : فما لك قد ضيقت عليه في الحبس ؟ ! قال : هيهات ، لا بد من ذلك ! ( 2 ) .

615 - عبد السلام بن صالح الهروي : جئت إلى باب الدار التي حبس فيها الرضا ( عليه السلام ) بسرخس وقد قيد ( عليه السلام ) ، فاستأذنت عليه السجان فقال : لا سبيل لك إليه ( عليه السلام ) ، قلت : ولم ؟ قال : لأنه ربما صلى في يومه وليلته ألف ركعة ، وإنما ينفتل من صلاته ساعة في صدر النهار وقبل الزوال وعند اصفرار الشمس ، فهو في هذه الأوقات قاعد في مصلاه ويناجي ربه ( 3 ) .

( 4 / 3 )

صلاتهم

616 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : جعلت قرة عيني في الصلاة ( 4 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 2 / 606 / 10 .

( 2 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 95 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 318 عن اليوناني إلى قوله " بعد انقضاض الشمس إلى وقت الزوال " .

( 3 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 183 / 6 .

( 4 ) تاريخ بغداد : 12 / 372 عن أنس بن مالك ، المعجم الكبير : 20 / 420 / 1012 عن المغيرة .

‹ صفحه 277 ›

617 - عبد الله بن مسعود : كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا يكون ذاكرون إلا كان معهم ، ولا مصلون إلا كان أكثرهم صلاة ( 1

) .

618 - فضالة بن عبيد : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا نزل منزلا في سفر أو دخل بيته لم يجلس حتى يركع ركعتين ( 2 ) .

619 - عائشة : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يحدثنا ونحدثه ، فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه ( 3 ) .

620 - مطرف بن عبد الله عن أبيه : أتيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو يصلي ولجوفه أزيز ( 4 ) كأزيز المرجل ( 5 ) .

621 - جعفر بن علي القمي - في كتاب زهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) - : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان إذا قام إلى الصلاة كأنه ثوب ملقى ( 6 ) .

622 - جابر بن عبد الله : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا يؤخر الصلاة لطعام ولا لغيره ( 7 ) .

623 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا يؤثر على صلاة المغرب شيئا إذا غربت الشمس حتى يصليها ( 8 ) ( 9 ) .

----------

( 1 ) حلية الأولياء : 7 / 112 ، تاريخ بغداد : 10 / 94 وفيه " ذاكرين . . . مصلين " بدل " ذاكرون ومصلون " .

( 2 ) حلية الأولياء : 5 / 148 .

( 3 ) عدة الداعي : 139 ، عوالي اللآلي : 1 / 324 / 61 وزاد في آخره " شغلا بالله عن كل شئ " .

( 4 ) أي

خنين من ا لخوف ، وهو صوت البكاء . وقيل : هو أن يجيش جوفه ويغلي بالبكاء . ( النهاية : 1 / 45 ) .

( 5 ) عيون أخبار الرضا : 2 / 299 ، الخصال : 282 عن عبد الله بن حامد رفعه إلى بعض الصالحين عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إنه كان إذا صلى سمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل من الهيبة ، الاحتجاج : 1 / 519 / 127 عن الإمام الكاظم عن آبائه عن الإمام علي ( عليهم السلام ) ، فلاح السائل : 161 عن جعفر بن علي القمي في كتاب زهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

( 6 ) فلاح السائل : 161 .

( 7 ) السنن الكبرى : 3 / 105 / 5043 . ( 8 ) في المصدر " يصلها " والصحيح ما أثبتناه . ( 9 ) علل الشرائع : 350 / 5 عن ليث ، تنبيه الخواطر : 2 / 78 عن الإمام علي ( عليه السلام ) وفيه " كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا يؤثر على الصلاة عشاء ولا غيره ، وكان إذا دخل وقتها كأنه لا يعرف أهلا ولا حسبا " .

‹ صفحه 278 ›

624 - مطرف بن عبد الله بن الشخير : صليت أنا وعمران بن حصين بالكوفة خلف علي ابن أبي طالب ، فكبر بنا هذا التكبير حين يركع وحين يسجد ، فكبره كله ، فلما انصرفنا قال لي عمران : ما صليت منذ حين - أو قال : منذ كذا وكذا - أشبه بصلاة رسول الله ( صلى

الله عليه وآله ) من هذه الصلاة ، يعني صلاة علي ( عليه السلام ) ( 1 ) .

625 - الإمام علي ( عليه السلام ) - إنه كان في حرب صفين مشتغلا بالحرب والقتال وهو مع ذلك بين الصفين يرقب الشمس ، فقال له ابن عباس : يا أمير المؤمنين ما هذا الفعل ؟ - : أنظر إلى الزوال حتى نصلي ، فقال له ابن عباس : وهل هذا وقت صلاة ؟ ! إن عندنا لشغلا بالقتال عن الصلاة ! فقال ( عليه السلام ) : على ما نقاتلهم ؟ ! إنما نقاتلهم على الصلاة ( 2 ) .

626 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان علي ( عليه السلام ) يركع فيسيل عرقه حتى يطأ في عرقه من طول قيامه ( 3 ) .

627 - روي أنه كان علي ( عليه السلام ) إذا حضره وقت الصلاة تلون وتزلزل ، فقيل له : ما لك ؟ فيقول : جاء وقت أمانة عرضها الله تعالى على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الانسان ، في ضعفي ، فلا أدري أحسن إذا ما حملت أم لا ( 4 ) .

628 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أما ابنتي فاطمة . . . قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله ، ظهر نورها لملائكة السماء كما يظهر نور الكواكب لأهل الأرض ، ويقول الله

----------

( 1 ) مسند ابن حنبل : 7 / 200 / 19881 .

( 2 ) إرشاد القلوب : 217 .

( 3 ) فلاح السائل : 109 عن أبي الصباح .

( 4 ) المناقب لابن شهرآشوب

: 2 / 124 ، وراجع عوالي اللآلي : 1 / 324 / 63 ، إحقاق الحق : 18 / 4 نقلا عن تنبيه الغافلين .

‹ صفحه 279 ›

عز وجل لملائكته : يا ملائكتي ، انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي ، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي ( 1 ) .

629 - ابن فهد الحلي : كانت فاطمة ( عليها السلام ) تنهج في الصلاة من خيفة الله تعالى ( 2 ) .

630 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : إن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم ، وكان إذا حج حج ماشيا وربما مشى حافيا ، وكان إذا ذكر الموت بكى ، وإذا ذكر القبر بكى ، وإذا ذكر البعث والنشور بكى ، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى ، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها ، وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل ، وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم ، ويسأل الله الجنة ويعوذ به من النار ، وكان ( عليه السلام ) لا يقرأ من كتاب الله عز وجل : * ( يا أيها الذين آمنوا ) * إلا قال : لبيك اللهم لبيك . ولم ير في شئ من أحواله إلا ذاكرا لله سبحانه ( 3 ) .

631 - عنه ( عليه السلام ) : كان الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) يصلي ، فمر بين يديه رجل فنهاه بعض جلسائه ، فلما

انصرف من صلاته قال له : لم نهيت الرجل ؟ قال : يا بن رسول الله ، حظر ( 4 ) فيما بينك وبين المحراب ، فقال : ويحك ! إن الله عز وجل أقرب إلي من أن يحظر فيما بيني وبينه أحد ( 5 ) .

632 - السبزواري : كان الحسين بن علي ( عليهما السلام ) إذا توضأ تغير لونه وارتعدت مفاصله ، فقيل له في ذلك ، فقال : حق لمن وقف بين يدي الله الملك الجبار أن يصفر لونه

----------

( 1 ) أمالي الصدوق : 100 / 2 ، الفضائل لشاذان بن جبرئيل : 8 كلاهما عن ابن عباس .

( 2 ) عدة الداعي : 139 .

( 3 ) أمالي الصدوق : 150 / 8 ، فلاح السائل : 268 ، عدة الداعي : 123 إلى قوله " من النار " كلها عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عن أبيه ( عليهما السلام ) .

( 4 ) الحظر : المنع ( مجمع البحرين : 1 / 424 ) .

( 5 ) التوحيد : 184 / 22 عن منيف عن الإمام الصادق عن أبيه ( عليهما السلام ) .

‹ صفحه 280 ›

وترتعد مفاصله ( 1 ) .

633 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : كان أبي علي بن الحسين ( عليهما السلام ) إذا حضرت الصلاة يقشعر جلده ، ويصفر لونه ، وترتعد فرائصه ( 2 ) ، ويقف شعره ، ويقول ودموعه تجري على خديه : لو علم العبد من يناجي ما انفتل ( 3 ) ( 4 ) .

634 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان علي

بن الحسين ( عليهما السلام ) إذا توضأ اصفر لونه ، فقيل له : ما هذا الذي يغشاك ؟ فقال : أتدري لمن أتأهب للقيام بين يديه ؟ ( 5 ) .

635 - عنه ( عليه السلام ) : كان أبي ( عليه السلام ) يقول : كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما إذا قام في الصلاة كأنه ساق شجرة ، لا يتحرك منه شئ إلا ما حركه الريح منه ( 6 ) .

636 - أبان بن تغلب : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إني رأيت علي بن الحسين ( عليهما السلام ) إذا قام في الصلاة غشي لونه لون آخر ، فقال لي : والله إن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) كان يعرف الذي يقوم بين يديه ( 7 ) .

637 - أبو أيوب : كان أبو جعفر وأبو عبد الله ( عليهما السلام ) إذا قاما إلى الصلاة تغيرت ألوانهما حمرة

----------

( 1 ) جامع الأخبار : 166 / 397 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 14 نحوه عن الفتال وفيه " الحسن بن علي كان إذا توضأ . . . " .

( 2 ) الفريصة : لحمة عند نغض الكتف في وسط الجنب عند منبض القلب ، وهما فريصتان ترتعدان عند الفزع . ( لسان العرب : 7 / 64 ) .

( 3 ) انفتل فلان عن صلاته أي انصرف ، ولفت فلانا عن رأيه وفتله أي صرفه ولواه ، وفتله عن وجهه فانفتل أي صرفه فانصرف . ( لسان العرب : 11 / 514 ) .

( 4 ) مقتل الحسين ( عليه السلام )

للخوارزمي : 2 / 124 عن حنان بن سدير عن أبيه .

( 5 ) إعلام الورى : 255 عن سعيد بن كلثوم ، الإرشاد : 2 / 143 ، كشف الغمة : 2 / 298 كلاهما عن عبد الله بن محمد القرشي ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 148 ، مكارم الأخلاق : 2 / 97 / 2277 .

( 6 ) الكافي : 3 / 300 / 4 ، فلاح السائل : 161 كلاهما عن جهم بن حميد .

( 7 ) علل الشرائع : 231 / 7 ، وراجع الخصال : 517 / 4 .

ومرة صفرة ، وكأنما يناجيان شيئا يريانه ( 1 ) .

638 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لقد صلى أبو جعفر ( عليه السلام ) ذات يوم فوقع على رأسه شئ ، فلم ينزعه من رأسه حتى قام إليه جعفر فنزعه من رأسه ، تعظيما لله وإقبالا على صلاته ، وهو قول الله : * ( أقم وجهك للدين حنيفا ) * ( 2 ) ( 3 ) .

639 - السيد ابن طاووس : روي أن مولانا جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) - كان يتلو القرآن في صلاته فغشي عليه فلما أفاق - سئل : ما الذي أوجب ما انتهت حالك إليه ؟ فقال ما معناه : ما زلت أكرر آيات القرآن حتى بلغت إلى حال كأنني سمعت مشافهة ممن أنزلها على المكاشفة والعيان ، فلم تقم القوة البشرية بمكاشفة الجلالة الإلهية ( 4 ) .

( 4 / 4 )

صلاتهم بالليل

640 - الإمام الباقر والإمام الصادق ( عليهما السلام ) - في قوله تعالى :

* ( ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ) * ( 5 ) - : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يقوم من الليل ثلاث مرات ، فينظر في آفاق السماء ويقرأ الخمس من آل عمران ، التي آخرها : * ( إنك لا تخلف الميعاد ) * ( 6 ) ، ثم يفتتح صلاة الليل ( 7 ) .

----------

( 1 ) فلاح السائل : 161 ، دعائم الاسلام : 1 / 159 .

( 2 ) يونس : 105 .

( 3 ) الأصول الستة عشر " أصل جعفر بن محمد الحضرمي " : 70 عن جابر .

( 4 ) فلاح السائل : 107 .

( 5 ) الطور : 49 .

( 6 ) آل عمران : 194 .

( 7 ) مجمع البيان : 9 / 257 عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم ، عوالي اللآلي : 2 / 26 / 62 .

‹ صفحه 282 ›

641 - عائشة : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان ينام أول الليل ويحيي آخره ( 1 ) .

642 - عائشة : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان لا يدع قيام الليل ، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدا ( 2 ) .

643 - ابن عباس : ذكر النبي ( صلى الله عليه وآله ) قيام الليل وفاضت عيناه ، فقرأ : * ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) * ( 3 ) ( 4 ) .

644 - عبد الله بن عباس : بت ليلة عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) فلما استيقظ من منامه أتى طهوره فأخذ

سواكه فاستاك ، ثم تلا هذه الآيات : * ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) * ( 5 ) حتى قارب أن يختم السورة أو ختمها ، ثم توضأ فأتى مصلاه فصلى ركعتين ، ثم رجع إلى فراشه فنام ما شاء الله ، ثم استيقظ ففعل مثل ذلك ، ثم رجع إلى فراشه فنام ، ثم استيقظ ففعل مثل ذلك ، ثم رجع إلى فراشه فنام ، ثم استيقظ ففعل مثل ذلك ، كل ذلك يستاك ويصلي ركعتين ، ثم أوتر ( 6 ) .

645 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - وذكر صلاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) - : كان يؤتى بطهور فيخمر عند رأسه ، ويوضع سواكه تحت فراشه ثم ينام ما شاء الله ، فإذا استيقظ جلس ، ثم قلب بصره في السماء ، ثم تلا الآيات من آل عمران : * ( إن في خلق السماوات

----------

( 1 ) صحيح مسلم : 1 / 510 / 739 ، سنن النسائي : 3 / 218 ، سنن ابن ماجة : 1 / 434 / 1365 .

( 2 ) سنن أبي داود : 2 / 32 / 1307 ، مسند ابن حنبل : 10 / 98 / 26174 ، السنن الكبرى : 3 / 21 / 4722 عن عبد الله بن أبي موسى النصري .

( 3 ) السجدة : 16 .

( 4 ) حلية الأولياء : 5 / 87 ، تفسير الطبري : 11 / الجزء 21 / 103 وزاد فيه " ففاضت عيناه حتى تحادرت دموعه " عن مجاهد مرسلا .

( 5

) آل عمران : 190 .

( 6 ) سنن أبي داود : 1 / 15 / 58 ، وراجع مسند ابن حنبل : 1 / 798 / 3541 .

‹ صفحه 283 ›

والأرض واختلاف الليل والنهار . . . ) * ، ثم يستن ويتطهر ، ثم يقوم إلى المسجد فيركع أربع ركعات على قدر قراءته ركوعه ، وسجوده على قدر ركوعه .

يركع حتى يقال متى يرفع رأسه ؟ ! ويسجد حتى يقال متى يرفع رأسه ؟ ! ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله ، ثم يستيقظ فيجلس ، فيتلو الآيات من آل عمران ، ويقلب بصره في السماء ، ثم يستن ويتطهر ، ويقوم إلى المسجد فيصلي أربع ركعات كما ركع قبل ذلك ، ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله ، ثم يستيقظ فيجلس فيتلو الآيات من آل عمران ويقلب بصره في السماء ، ثم يستن ويتطهر ، ويقوم إلى المسجد فيوتر ويصلي الركعتين ثم يخرج إلى الصلاة ( 1 ) .

646 - الإمام علي ( عليه السلام ) : ما تركت صلاة الليل منذ سمعت قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : صلاة الليل نور . فقال ابن الكواء : ولا ليلة الهرير ؟ قال : ولا ليلة الهرير ( 2 ) .

647 - كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) سيد العابدين يقول : " العفو العفو " ثلاثمائة مرة في الوتر في السحر ( 3 ) .

648 - إبراهيم بن العباس : كان [ الرضا ] ( عليه السلام ) قليل النوم بالليل ، كثير السهر ( 4 ) .

649 - روي أن الإمام الهادي

( عليه السلام ) كان بالليل مقبلا على القبلة لا يفتر ساعة ، عليه جبة صوف ، وسجادته على حصير ( 5 ) .

( 4 / 5 )

صومهم

650 - حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : سمعته يقول : صام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى قيل ما

----------

( 1 ) التهذيب : 2 / 334 / 1377 عن معاوية بن وهب .

( 2 ) المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 123 .

( 3 ) الفقيه : 1 / 489 / 1408 .

( 4 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 184 / 7 ، إعلام الورى : 314 .

( 5 ) الخرائج والجرائح : 2 / 901 .

‹ صفحه 284 ›

يفطر ، ثم أفطر حتى قيل ما يصوم ، ثم صام صوم داود ( عليه السلام ) يوما ويوما لا ( 1 ) ، ثم قبض على صيام ثلاثة أيام في الشهر ، قال : إنهن يعدلن صوم الشهر ويذهبن بوحر الصدر - والوحر : الوسوسة - .

قال حماد : فقلت : وأي الأيام هي ؟ قال ( عليه السلام ) : أول خميس في الشهر ، وأول أربعاء بعد العشر منه ، وآخر خميس فيه . فقلت : كيف صارت هذه الأيام التي تصام ؟ فقال ( عليه السلام ) : إن من قبلنا من الأمم كان إذا نزل على أحدهم العذاب نزل في هذه الأيام ، فصام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هذه الأيام المخوفة ( 2 ) .

651 - أبو سلمة : سألت عائشة كيف كان

رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يصوم ؟ فقالت : كان يصوم حتى نقول لا يفطر ، ويفطر حتى نقول لا يصوم . ولم أره في شهر أكثر صياما منه في شعبان ، كان يصوم شعبان كله إلا قليلا ، بل كان يصوم شعبان كله ( 3 ) .

652 - الإمام علي ( عليه السلام ) : حبب إلي الصوم بالصيف ( 4 ) .

653 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يدخل إلى أهله ويقول : عندكم شئ ؟ وإلا صمت ، فإن كان عندهم شئ أتوه به وإلا صام ( 5 ) .

654 - عنه ( عليه السلام ) : كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) إذا كان اليوم الذي يصوم فيه أمر بشاة فتذبح وتقطع أعضاء وتطبخ ، فإذا كان عند المساء أكب على القدور حتى يجد ريح

----------

( 1 ) أي يوما يصوم ويوما لا يصوم ( مرآة العقول : 16 / 252 ) .

( 2 ) الكافي : 4 / 89 / 1 ، الفقيه : 2 / 82 / 1786 وليس فيه بعد " يوما " الثانية " لا " ولعله سقط ، التهذيب : 4 / 302 / 913 ، الاستبصار : 2 / 136 / 444 وفيهما " قال حماد : فقلت : ما الوحر ؟ قال : الوحر : الوسوسة " ، ثواب الأعمال : 105 / 6 ، الدروع الواقية : 55 .

( 3 ) مسند ابن حنبل : 9 / 474 / 25155 و : 515 / 25373 ، وراجع صحيح مسلم :

2 / 810 / 1156 ، مسند أبي يعلى : 4 / 339 / 4613 .

( 4 ) مستدرك الوسائل : 7 / 505 / 8758 نقلا عن لب اللباب للراوندي .

( 5 ) التهذيب : 4 / 188 / 531 ، عوالي اللآلي : 3 / 135 / 15 كلاهما عن هشام بن سالم .

‹ صفحه 285 ›

المرق وهو صائم ، ثم يقول : هاتوا القصاع ، أغرفوا لآل فلان وأغرفوا لآل فلان ، ثم يؤتى بخبز وتمر فيكون ذلك عشاءه ، صلى الله عليه وعلى آبائه ( 1 ) .

655 - إبراهيم بن العباس : وكان [ الرضا ( عليه السلام ) ] كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر ، ويقول : ذلك صوم الدهر ( 2 ) .

656 - علي بن أبي حمزة : سألت مولاة لعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) بعد موته فقلت : صفي لي أمور علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، فقالت : أطنب أو أختصر ؟ فقلت : بل اختصري ، قالت : ما أتيته بطعام نهارا قط ، ولا فرشت له فراشا بليل قط ( 3 ) .

( 4 / 6 )

حجهم

657 - عبد الله بن عبيد بن عمير : لقد حج الحسن بن علي ( عليهما السلام ) خمسا وعشرين حجة ماشيا ، وإن النجائب لتقاد معه ( 4 ) .

658 - مصعب بن عبد الله : حج الحسين ( عليه السلام ) خمسا وعشرين حجة ماشيا ( 5 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 4 / 68 / 3 ، المحاسن : 2 / 158 / 1432

كلاهما عن حمزة بن حمران .

( 2 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 184 / 7 ، إعلام الورى : 314 .

( 3 ) علل الشرائع : 232 / 9 ، الخصال : 518 / 4 عن حمران بن أعين عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 155 .

( 4 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 185 / 4788 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 142 / 236 ، السنن الكبرى : 4 / 542 / 8645 كلاهما عن عبد الله بن عباس ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 14 عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) وليس فيه " وإن النجائب . . . " ، وراجع التهذيب : 5 / 11 / 29 و : 12 / 33 ، الاستبصار : 2 / 141 / 461 و : 142 / 465 ، علل الشرائع : 447 / 6 ، قرب الإسناد : 170 / 624 .

( 5 ) المعجم الكبير : 3 / 115 / 2844 .

659 - الزمخشري : رئي الحسين بن علي ( عليهما السلام ) يطوف بالبيت ، ثم صار إلى المقام فصلى ، ثم وضع خده على المقام فجعل يبكي ويقول : عبيدك ببابك . . . سائلك ببابك مسكينك ببابك . يردد ذلك مرارا ( 1 ) .

660 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : كانت لعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) ناقة حج عليها اثنتين وعشرين حجة ما قرعها قرعة قط . قال :

فجاءت بعد موته وما شعرنا بها إلا وقد جاءني بعض خدمنا أو بعض الموالي ، فقال : إن الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فانبركت عليه فدلكت بجرانها القبر وهي ترغو فقلت : أدركوها وجيئوني بها قبل أن يعلموا بها أو يروها ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : وما كانت رأت القبر قط ( 2 ) .

661 - سفيان بن عيينة : حج علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، فلما أحرم واستوت به راحلته اصفر لونه وانتفض [ ووقع ] عليه الرعدة ولم يستطع أن يلبي ، فقيل له : ما لك لا تلبي ؟ فقال : أخشى أن أقول : لبيك فيقول : لا لبيك . فقيل له : لا بد من هذا . قال : فلما لبى غشي عليه وسقط من راحلته ، فلم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجه ( 3 ) .

662 - أفلح مولى الإمام الباقر ( عليه السلام ) : خرجت مع مولاي حاجا ، فلما دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته ، فقلت : بأبي وأمي ، إن الناس ينظرون إليك فلو رفعت بصوتك قليلا ، فبكى وقال : ويحك ! لم لا أبكي ؟ ! لعل الله أن ينظر إلي برحمة منه ، فأفوز بها عنده . ثم طاف بالبيت وركع عند المقام ورفع رأسه

----------

( 1 ) ربيع الأبرار : 2 / 149 .

( 2 ) الكافي : 1 / 467 / 2 ، بصائر الدرجات : 353 / 15 ، الاختصاص : 300 كلها عن زرارة .

(

3 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) " : 40 / 63 ، كفاية الطالب : 450 ، سير أعلام النبلاء : 4 / 392 ، تهذيب الكمال : 20 / 390 ، عوالي اللآلي : 4 / 35 / 121 .

‹ صفحه 287 ›

من سجوده ، فإذا موضعه مبتل من دموعه ( 1 ) .

663 - القاسم بن حسين النيسابوري : رأيت أبا جعفر ( عليه السلام ) عند ما وقف بالموقف مد يديه جميعا ، فما زالتا ممدودتين إلى أن أفاض ، فما رأيت أحدا أقدر على ذلك منه ( 2 ) .

664 - مالك بن أنس : كنت أدخل على الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) فيقدم لي مخدة ويعرف لي قدرا ويقول : يا مالك ، إني أحبك ، فكنت أسر بذلك وأحمد الله عليه . وكان ( عليه السلام ) لا يخلو من إحدى ثلاث خصال : إما صائما وإما قائما وإما ذاكرا ، وكان من عظماء العباد وأكابر الزهاد الذين يخشون الله عز وجل ، وكان كثير الحديث ، طيب المجالسة ، كثير الفوائد ، فإذا قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اخضر مرة واصفر أخرى حتى ينكره من يعرفه .

ولقد حججت معه سنة ، فلما استوت به راحلته عند الإحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد يخر من راحلته ، فقلت : قل يا بن رسول الله ، فلا بد لك من أن تقول . فقال ( عليه السلام ) : يا ابن أبي عامر ، كيف أجسر أن أقول : لبيك

اللهم لبيك ، وأخشى أن يقول عز وجل [ لي ] : لا لبيك ولا سعديك ( 3 ) .

665 - علي بن مهزيار : رأيت أبا جعفر الثاني ( عليه السلام ) في سنة مائتين وخمس وعشرين ( 4 ) ودع البيت بعد ارتفاع الشمس ، وطاف بالبيت يستلم الركن اليماني في كل شوط ،

----------

( 1 ) تذكرة الخواص : 339 ، صفة الصفوة : 2 / 64 ، الفصول المهمة : 209 ، مطالب السؤول : 80 ، كشف الغمة : 2 / 360 ، نور الأبصار : 158 .

( 2 ) إقبال الأعمال : 2 / 73 .

( 3 ) الخصال : 167 / 219 ، علل الشرائع : 235 ، أمالي الصدوق : 143 / 3 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 275 من قوله " حججت مع الصادق ( عليه السلام ) " .

( 4 ) روى الشيخ في التهذيب هذا الخبر من الكافي وفي أكثر نسخه سنة خمس عشرة ومأتين وفي بعضها كما هنا وفي تلك النسخ زيادة بعد نقل الخبر ، وهي هذه : قال محمد بن الحسن مصنف هذا الكتاب : هذا غلط لأن أبا جعفر ( عليه السلام ) مات سنة عشرين ومأتين والصحيح أن يقول : خمس عشرة إنتهى ( مرآة العقول : 18 / 229 ) .

‹ صفحه 288 ›

فلما كان في الشوط السابع استلمه واستلم الحجر ومسح بيده ثم مسح وجهه بيده ، ثم أتى المقام فصلى خلفه ركعتين ، ثم خرج إلى دبر الكعبة إلى الملتزم فالتزم البيت وكشف الثوب عن بطنه ثم وقف عليه طويلا يدعو ، ثم خرج من

باب الحناطين وتوجه .

قال : فرأيته في سنة سبع عشرة ومائتين ودع البيت ليلا ، يستلم الركن اليماني والحجر الأسود في كل شوط ، فلما كان في الشوط السابع التزم البيت في دبر الكعبة قريبا من الركن اليماني وفوق الحجر المستطيل وكشف الثوب عن بطنه ، ثم أتى الحجر فقبله ومسحه وخرج إلى المقام فصلى خلفه ، ثم مضى ولم يعد إلى البيت ، وكان وقوفه على الملتزم بقدر ما طاف بعض أصحابنا سبعة أشواط وبعضهم ثمانية ( 1 ) .

666 - محمد بن عثمان العمري ( رضي الله عنه ) : والله إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة ، فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه ( 2 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 4 / 532 / 3 ، التهذيب : 5 / 281 / 959 وفيه " تسع عشرة " بدل " سبع عشرة " .

( 2 ) الفقيه : 2 / 520 / 3115 ، كمال الدين : 440 / 8 ، الغيبة للطوسي : 363 / 329 ، إثبات الهداة : 3 / 452 / 68 .

‹ صفحه 289 ›

الفصل الخامس سيرتهم في الصبر والرضا

667 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) - من خطبته لما عزم على الخروج إلى العراق - : الحمد لله وما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، صلى الله على رسوله وسلم ، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي ! اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخير لي مصرع أنا لاقيه ، كأني بأوصال يتقطعها ( 1 ) عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء ، فيملأن مني أكراشا

جوفي وأجربة سغبى لا محيص عن يوم خط بالقلم ، رضا الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين ، لن تشذ عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لحمته ، وهي مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم عينه ، ويتنجز لهم وعده . من كان فينا باذلا مهجته وموطنا على لقائنا ( لقاء الله - خ ل ) نفسه فليرحل ، فإني راحل مصبحا إن شاء الله ( 2 ) .

----------

( 1 ) كذا في المصدر ، والأصح " بأوصالي تقطعها " كما في الملهوف .

( 2 ) كشف الغمة : 2 / 241 ، الملهوف : 126 ، نثر الدر : 1 / 333 .

‹ صفحه 290 ›

668 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : لما اشتد الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم ، لأنهم كلما اشتد الأمر تغيرت ألوانهم وارتعدت فرائصهم ووجبت ( 1 ) قلوبهم .

وكان الحسين ( عليه السلام ) وبعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم وتهدأ جوارحهم وتسكن نفوسهم ، فقال بعضهم لبعض : انظروا ، لا يبالي بالموت ! فقال لهم الحسين ( عليه السلام ) : صبرا بني الكرام ، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة ، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر ؟ ! وما هو لأعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب .

إن أبي حدثني عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ،

والموت جسر هؤلاء إلى جناتهم وجسر هؤلاء إلى جحيمهم ، ما كذبت ولا كذبت ( 2 ) .

669 - أبو مخنف : بقي الحسين ( عليه السلام ) ثلاث ساعات من النهار ملطخا بدمه رامقا بطرفه إلى السماء وينادي : يا إلهي ، صبرا على قضائك ، ولا معبود سواك يا غياث المستغيثين . فتبادر إليه أربعون فارسا يريدون حز رأسه الشريف المكرم المبارك المقدس المنور ، ويقول عمر بن سعد : ويلكم ! عجلوا بقتله ( 3 ) .

670 - حاجب عبيد الله بن زياد : إن ابن زياد دعا بعلي بن الحسين ( عليه السلام ) والنسوة وأحضر رأس الحسين ( عليه السلام ) ، وكانت زينب ابنة علي ( عليهما السلام ) فيهم ، فقال ابن زياد : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحاديثكم ! فقالت زينب ( عليها السلام ) : الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد وطهرنا تطهيرا ، إنما يفضح الله الفاسق ويكذب الفاجر . قال : كيف رأيت صنع الله بكم أهل البيت ؟ ! قالت : كتب عليهم القتل فبرزوا إلى

----------

( 1 ) وجب القلب وجيبا : إذا خفق ( النهاية : 5 / 154 ) .

( 2 ) معاني الأخبار : 288 / 3 .

( 3 ) ينابيع المودة : 3 / 82 .

مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتتحاكمون عنده ( 1 ) .

671 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) - وقد مات ابن له ، فلم ير كآبة ( 2 ) عليه ، فعوتب على ذلك - : إنا أهل بيت نسأل الله عز وجل فيعطينا ، فإذا أراد ما نكره فيما يحب

رضينا ( 3 ) .

672 - إبراهيم بن سعد : سمع علي بن الحسين ناعية في بيته وعنده جماعة ، فنهض إلى منزله ثم رجع إلى مجلسه ، فقيل له : أمن حدث كانت الناعية ؟ قال : نعم ، فعزوه وتعجبوا من صبره ، فقال : إنا أهل بيت نطيع الله فيما نحب ، ونحمده فيما نكره ( 4 ) .

673 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ندعو الله فيما نحب ، فإذا وقع الذي نكره لم نخالف الله عز وجل فيما أحب ( 5 ) .

674 - علاء بن كامل : كنت جالسا عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) فصرخت صارخة من الدار ، فقام أبو عبد الله ( عليه السلام ) ثم جلس فاسترجع وعاد في حديثه حتى فرغ منه ، ثم قال : إنا لنحب أن نعافى في أنفسنا وأولادنا وأموالنا ، فإذا وقع القضاء فليس لنا أن نحب ما لم يحب الله لنا ( 6 ) .

675 - قتيبة الأعشى : أتيت أبا عبد الله ( عليه السلام ) أعود ابنا له ، فوجدته على الباب فإذا هو مهتم حزين ، فقلت : جعلت فداك ، كيف الصبي ؟ فقال : والله إنه لما به ، ثم دخل فمكث ساعة ، ثم خرج إلينا وقد أسفر ( 7 ) وجهه وذهب التغير والحزن . قال :

----------

( 1 ) أمالي الصدوق : 140 / 3 ، روضة الواعظين : 210 ، الملهوف : 200 ، إعلام الورى : 247 كلاهما نحوه .

( 2 ) الكآبة : سوء الحال والانكسار من الحزن ( لسان العرب : 1 /

694 ) .

( 3 ) مقتل الحسين ( عليه السلام ) للخوارزمي : 1 / 147 نقلا عن الشافعي .

( 4 ) حلية الأولياء : 3 / 138 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) " : 57 / 88 ، كشف الغمة : 2 / 314 عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .

( 5 ) حلية الأولياء : 3 / 187 عن عمرو بن دينار ، كشف الغمة : 2 / 363 عن أحمد بن حمدون .

( 6 ) الكافي : 3 / 226 / 13 .

( 7 ) أي أضاء وأشرق ( لسان العرب : 4 / 369 ) .

‹ صفحه 292 ›

فطمعت أن يكون قد صلح الصبي ، فقلت : كيف الصبي جعلت فداك ؟ فقال : وقد مضى لسبيله ، فقلت : جعلت فداك ، لقد كنت وهو حي مهتما حزينا ، وقد رأيت حالك الساعة وقد مات ، غير تلك الحال ، فكيف هذا ؟ فقال : إنا أهل البيت إنما نجزع قبل المصيبة ، فإذا وقع أمر الله رضينا بقضائه وسلمنا لأمره ( 1 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 3 / 225 / 11 .

‹ صفحه 293 ›

الفصل السادس سيرتهم في طلب المعاش

676 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لا تكسلوا في طلب معايشكم ، فإن آباءنا كانوا يركضون فيها ويطلبونها ( 1 ) .

677 - جابر بن عبد الله : كنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بمر الظهران ( 2 ) نجني الكباث ( 3 ) ، فقال : عليكم بالأسود منه فإنه أيطب ( 4 ) ، فقيل

: أكنت ترعى الغنم ؟ قال : نعم ، وهل من نبي إلا رعاها ؟ ( 5 ) .

678 - عبدة بن حزم : تفاخر أهل الإبل وأصحاب الشاء . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : بعث موسى

----------

( 1 ) الفقيه : 3 / 157 / 3576 عن حماد اللحام .

( 2 ) الظهران : واد قرب مكة وعنده قرية يقال لها : " مر " تضاف إلى هذا الوادي ، فيقال : مر الظهران . ( معجم البلدان : 4 / 63 ) .

( 3 ) الكباث : هو النضيج من ثمر الأراك . ( النهاية : 4 / 139 ) .

( 4 ) مقلوب " أطيب " ، وهو في معناه .

( 5 ) صحيح البخاري : 5 / 2077 / 5138 ، صحيح مسلم : 3 / 1621 / 2050 وليس فيه " فإنه أيطب " ، مسند ابن حنبل : 5 / 75 / 14504 ، مسند أبي يعلى : 2 / 404 / 3058 .

‹ صفحه 294 ›

وهو راعي غنم ، وبعث داود وهو راعي غنم ، وبعثت أنا وأنا أرعى غنما لأهلي بأجياد ( 1 ) .

679 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : قسم نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) الفئ ، فأصاب عليا ( عليه السلام ) أرضا ، فاحتفر فيها عينا فخرج ماء ينبع في السماء كهيئة عنق البعير فسماها ينبع ، فجاء البشير يبشر فقال ( عليه السلام ) : بشر الوارث هي صدقة بتة بتلا في حجيج بيت الله وعابري سبيل الله ، لا تباع ولا توهب ولا

تورث ، فمن باعها أو وهبها فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ( 2 ) .

680 - الإمام علي ( عليه السلام ) : جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا ، فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة ، فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا ، فظننتها تريد بله ، فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب ( 3 ) على تمرة ، فمددت ستة عشر ذنوبا ، حتى مجلت يداي ( 4 ) ، ثم أتيت الماء فأصبت منه ، ثم أتيتها فقلت بكفي هكذا بين يديها - وبسط إسماعيل ( 5 ) يديه وجمعهما - فعدت لي ست عشرة تمرة ، فأتيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأخبرته ، فأكل معي منها ( 6 ) .

681 - كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يخرج في الهاجرة في الحاجة قد كفيها ، يريد أن يراه الله يتعب نفسه في طلب الحلال ( 7 ) .

----------

( 1 ) الأدب المفرد : 175 / 577 .

( 2 ) الكافي : 7 / 54 / 9 ، التهذيب : 9 / 148 / 609 وفيه " عابر سبيله " بدل " عابري سبيل الله " وكلاهما عن أيوب بن عطية الحذاء .

( 3 ) الذنوب : الدلو الملأى ماء . ( الصحاح : 1 / 129 ) .

( 4 ) مجلت يده : إذا ثخن جلدها ، وظهر فيها ما يشبه البثر من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة . ( النهاية : 4 / 300 ) .

( 5 ) إسماعيل هو راوي الخبر ( يراجع المصدر ) .

( 6 ) مسند ابن

حنبل : 1 / 286 / 1135 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 717 / 1229 ، صفة الصفوة : 1 / 135 كلها عن مجاهد ، وراجع فضائل الصحابة لابن حنبل : 1 / 537 / 896 .

( 7 ) الفقيه : 3 / 163 / 3596 ، عوالي اللآلي : 3 / 200 / 24 .

‹ صفحه 295 ›

682 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - عند ذكر علي ( عليه السلام ) - : والله ، لقد أعتق ألف مملوك لوجه الله عز وجل دبرت فيهم يداه ( 1 ) .

683 - عبد الله بن الحسن [ بن الحسن ] بن علي بن أبي طالب : أعتق علي ( عليه السلام ) ألف أهل بيت بما مجلت يداه وعرق جبينه ( 2 ) .

684 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن محمد بن المنكدر كان يقول : ما كنت أرى أن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) يدع خلفا أفضل منه حتى رأيت ابنه محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، فأردت أن أعظه فوعظني ، فقال له أصحابه : بأي شئ وعظك ؟ قال : خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة ، فلقيني أبو جعفر محمد بن علي - وكان رجلا بادنا ثقيلا - وهو متكئ على غلامين أسودين أو موليين ، فقلت في نفسي : سبحان الله ! شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا ! أما لأعظنه ، فدنوت منه فسلمت عليه ، فرد علي السلام بنهر ( 3 ) وهو يتصاب عرقا ،

فقلت : أصلحك الله ، شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا ! أرأيت لو جاء أجلك وأنت على هذه الحال ما كنت تصنع ؟ فقال : لو جاءني الموت وأنا على هذه الحال ، جاءني وأنا في [ طاعة من ] طاعة الله ، أكف بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس ، وإنما كنت أخاف أن لو جاءني الموت وأنا على معصية من معاصي الله ، فقلت : صدقت

----------

( 1 ) الكافي : 8 / 165 / 175 عن معاوية بن وهب ، وذكره أيضا في : 5 / 74 / 2 عن الفضل بن أبي قرة وفيه " إن أمير المؤمنين أعتق . . . من ماله وكد يده " ، الغارات : 1 / 92 وفيه " أعتق علي ( عليه السلام ) . . . مما عملت يداه " ، ودبرت يداه : أصابتهما الدبرة ، وهي القرحة . ( لسان العرب : 4 / 273 ) .

( 2 ) الغارات : 1 / 91 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 2 / 202 عن عبد الله بن الحسين بن الحسن وفيه " أعتق علي ( عليه السلام ) في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . . . " .

( 3 ) النهر : الزجر ، يقال : نهره وانتهره . ( المصباح المنير : 628 ) .

يرحمك الله ، أردت أن أعظك فوعظتني ( 1 ) .

685 - أبو عمرو الشيباني : رأيت أبا عبد الله ( عليه السلام ) وبيده مسحاة وعليه إزار غليظ يعمل في حائط

له والعرق يتصاب عن ظهره ، فقلت : جعلت فداك ، أعطني أكفك . فقال لي : إني أحب أن يتأذى الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة ( 2 ) .

686 - عبد الأعلى مولى آل سام : استقبلت أبا عبد الله ( عليه السلام ) في بعض طرق المدينة في يوم صائف شديد الحر ، فقلت : جعلت فداك ، حالك عند الله عز وجل وقرابتك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنت تجهد لنفسك في مثل هذا اليوم ؟ ! فقال : يا عبد الأعلى ، خرجت في طلب الرزق لاستغني عن مثلك ( 3 ) .

687 - علي بن أبي حمزة : رأيت أبا الحسن ( عليه السلام ) يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق ، فقلت له : جعلت فداك ، أين الرجال ؟ فقال : يا علي ، قد عمل باليد من هو خير مني في أرضه ومن أبي ، فقلت له : ومن هو ؟ فقال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ، وآبائي ( عليهم السلام ) كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم ، وهو من عمل النبيين والمرسلين والأوصياء والصالحين ( 4 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 5 / 73 / 1 ، التهذيب : 6 / 325 / 894 ، الإرشاد : 2 / 161 كلها عن عبد الرحمن بن الحجاج .

( 2 ) الكافي : 5 / 76 / 13 .

( 3 ) الكافي : 5 / 74 / 3 .

( 4 ) الكافي : 5 / 75 / 10 ، الفقيه : 3

/ 162 / 3593 ، عوالي اللآلي : 3 / 200 .

‹ صفحه 297 ›

الفصل السابع سيرتهم في العطاء والصلة

688 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنا لنعطي غير المستحق حذرا من رد المستحق ( 1 ) .

689 - محمد بن الحنفية : كان أبي يدعو قنبرا بالليل فيحمل دقيقا وتمرا فيمضي به إلى أبيات قد عرفها فيصلهم ولا يطلع عليه أحد ، فقلت له : يا أبه ، ما يمنعك أن تدفعه إليهم نهارا ؟ قال : يا بني ، إن صدقة السر تطفئ غضب الرب عز وجل ( 2 ) .

690 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن الحسن بن علي ( عليهما السلام ) قاسم ربه ثلاث مرات ، نعلا ونعلا ، وثوبا وثوبا ، ودينارا ودينارا ( 3 ) .

691 - الحسن البصري : كان الحسين بن علي سيدا زاهدا ورعا صالحا ناصحا حسن الخلق ، فذهب ذات يوم مع أصحابه إلى بستانه ، وكان في ذلك البستان غلام له

----------

( 1 ) عدة الداعي : 91 .

( 2 ) مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 2 / 69 / 552 ، ربيع الأبرار : 2 / 148 .

( 3 ) التهذيب : 5 / 11 / 29 ، الاستبصار : 2 / 141 / 461 ، حلية الأبرار : 3 / 56 / 5 كلها عن الحلبي ، وراجع تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 142 / 236 - 241 ، السنن الكبرى : 4 / 542 / 8645 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 14 .

‹ صفحه

298 ›

اسمه صافي ، فلما قرب من البستان رأى الغلام قاعدا يأكل خبزا ، فنظر الحسين إليه وجلس عند نخلة مستترا لا يراه ، فكان يرفع الرغيف فيرمي بنصفه إلى الكلب ويأكل نصفه الآخر . فتعجب الحسين من فعل الغلام ، فلما فرغ من أكله قال : الحمد لله رب العالمين ، اللهم اغفر لي ، واغفر لسيدي ، وبارك له كما باركت على أبويه ، برحمتك يا أرحم الراحمين . فقام الحسين وقال : يا صافي ، فقام الغلام فزعا وقال : يا سيدي وسيد المؤمنين ، إني ما رأيتك ، فاعف عني .

فقال الحسين : اجعلني في حل يا صافي ، لأني دخلت بستانك بغير إذنك . فقال صافي : بفضلك يا سيدي وكرمك وسؤددك تقول هذا . فقال الحسين : رأيتك ترمي بنصف الرغيف للكلب وتأكل النصف الآخر ، فما معنى ذلك ؟ فقال الغلام : إن هذا الكلب ينظر إلي حين آكل ، فأستحي منه يا سيدي لنظره إلي ، وهذا كلبك يحرس بستانك من الأعداء ، فأنا عبدك ، وهذا كلبك ، فأكلنا رزقك معا .

فبكى الحسين وقال : أنت عتيق لله ، وقد وهبت لك ألفي دينار بطيبة من قلبي . فقال الغلام : إن أعتقتني فأنا أريد القيام ببستانك . فقال الحسين : إن الرجل إذا تكلم بكلام فينبغي أن يصدقه بالفعل ، فأنا قد قلت : دخلت بستانك بغير إذنك ، فصدقت قولي ، ووهبت البستان وما فيه لك ، غير أن أصحابي هؤلاء جاؤوا لأكل الثمار والرطب فاجعلهم أضيافا لك وأكرمهم من أجلي ، أكرمك الله يوم القيامة وبارك لك في حسن خلقك وأدبك .

فقال الغلام

: إن وهبت لي بستانك فأنا قد سبلته لأصحابك وشيعتك . قال الحسن [ البصري ] : فينبغي للمؤمن أن يكون كنافلة رسول الله ( 1 ) .

692 - أبو حمزة الثمالي : سمعت علي بن الحسين ( عليه السلام ) يقول لمولاة له : لا يعبر على بابي سائل إلا أطعمتموه ، فإن اليوم يوم الجمعة . قلت له : ليس كل من يسأل

----------

( 1 ) مقتل الحسين ( عليه السلام ) للخوارزمي : 1 / 153 .

‹ صفحه 299 ›

مستحقا ، فقال ( عليه السلام ) : أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقا فلا نطعمه ونرده ، فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب ( 1 ) .

693 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إنا أهل البيت نصل من قطعنا ونحسن إلى من أساء إلينا ، فنرى والله في ذلك العاقبة الحسنة ( 2 ) .

694 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان أبي ( عليه السلام ) أقل أهل بيته مالا وأعظمهم مؤونة ، وكان يتصدق كل جمعة بدينار ، وكان يقول : الصدقة يوم الجمعة تضاعف ، لفضل يوم الجمعة على غيره من الأيام ( 3 ) .

695 - سلمى مولاة أبي جعفر ( عليه السلام ) : كان يدخل عليه إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيب ويكسوهم الثياب الحسنة ويهب لهم الدراهم ، فأقول له في ذلك ليقل منه ، فيقول : يا سلمى ، ما حسنة الدنيا إلا صلة الإخوان والمعارف ( 4 ) .

696 - الحسن بن كثير : شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي 8 الحاجة وجفاء الإخوان

، فقال : بئس الأخ أخ يرعاك غنيا ويقطعك فقيرا . ثم أمر غلامه فأخرج كيسا فيه سبعمائة درهم ، وقال : استنفق هذه فإذا نفدت فأعلمني ( 5 ) .

697 - هشام بن سالم : كان أبو عبد الله ( عليه السلام ) إذا أعتم ( 6 ) وذهب من الليل شطره أخذ جرابا فيه خبز ولحم والدراهم فحمله على عنقه ، ثم ذهب به إلى أهل الحاجة من أهل المدينة فقسمه فيهم ولا يعرفونه ، فلما مضى أبو عبد الله ( عليه السلام ) فقدوا ذلك

----------

( 1 ) علل الشرائع : 45 / 1 .

( 2 ) الكافي : 2 / 488 / 1 عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) .

( 3 ) ثواب الأعمال : 220 / 1 عن عبد الله بن بكير وغيره .

( 4 ) كشف الغمة : 2 / 330 ، الفصول المهمة : 212 .

( 5 ) الإرشاد : 2 / 166 ، روضة الواعظين : 225 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 207 .

( 6 ) عتم الليل وأعتم : إذا مر قطعة من الليل ، والعتمة : ثلث الليل الأول بعد غيبوبة الشفق ، وقيل : وقت صلاة العشاء الأخيرة ، وأعتم الرجل : صار في ذلك الوقت ( راجع لسان العرب : 12 / 381 ) .

‹ صفحه 300 ›

فعلموا أنه كان أبا عبد الله ( عليه السلام ) ( 1 ) .

698 - معلى بن خنيس : خرج أبو عبد الله ( عليه السلام ) في ليلة قد رشت وهو يريد ظلة بني ساعدة ،

فأتبعته فإذا هو قد سقط منه شئ ، فقال : بسم الله ، اللهم رد علينا ، فأتيته فسلمت عليه ، فقال : معلى ؟ قلت : نعم جعلت فداك ، فقال لي : التمس بيدك ، فما وجدت من شئ فادفعه إلي .

قال : فإذا أنا بخبز منتشر كثير ، فجعلت أدفع إليه ما وجدت ، فإذا أنا بجراب أعجز عن حمله من خبز ، فقلت : جعلت فداك ، أحمله على رأسي ؟ فقال : لا ، أنا أولى به منك ولكن امض معي . قال : فأتينا ظلة بني ساعدة ، فإذا نحن بقوم نيام فجعل يدس الرغيف والرغيفين حتى أتى على آخرهم ثم انصرفنا ، فقلت : جعلت فداك ، يعرف هؤلاء الحق ؟ فقال : لو عرفوا لواسيناهم بالدقة ( 2 ) .

699 - أبو جعفر الخثعمي : أعطاني أبو عبد الله ( عليه السلام ) خمسين دينارا في صرة ، فقال لي : أدفعها إلى رجل من بني هاشم ولا تعلمه أني أعطيتك شيئا . فأتيته فقال : من أين هذه ؟ جزاه الله خيرا ، فما يزال كل حين يبعث بها فنكون مما نعيش فيه إلى قابل ، ولكن لا يصلني جعفر بدرهم في كثرة ماله ! ( 3 )

700 - الهياج بن بسطام : كان جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يطعم حتى لا يبقى لعياله شئ ( 4 ) .

701 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : نحن في العلم والشجاعة سواء ، وفي العطايا على قدر ما نؤمر ( 5 ) .

702 - اليسع بن حمزة : كنت في مجلس أبي الحسن الرضا

( عليه السلام ) أحدثه ، وقد اجتمع إليه

----------

( 1 ) الكافي : 4 / 8 / 1 .

( 2 ) الكافي : 4 / 8 / 3 ، ثواب الأعمال : 173 / 2 ، وراجع المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 75 .

( 3 ) أمالي الطوسي : 677 / 1433 ، وراجع المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 273 .

( 4 ) حلية الأولياء : 3 / 194 ، تذكرة الخواص : 342 ، سير أعلام النبلاء : 6 / 262 ، كشف الغمة : 2 / 369 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 273 ، إحقاق الحق : 19 / 510 نقلا عن الأنوار القدسية ، وفيه " يطعم المساكين " ، وأيضا : 12 / 230 نقلا عن مطالب السؤول .

( 5 ) الكافي : 1 / 275 / 2 ، بصائر الدرجات : 480 / 3 كلاهما عن علي بن جعفر .

خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام ، إذ دخل عليه رجل طوال آدم ( 1 ) فقال : السلام عليك يا بن رسول الله ، رجل من محبيك ومحبي آبائك وأجدادك ، مصدري من الحج ، وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ مرحلة ، فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي ولله علي نعمة ، فإذا بلغت بلدي تصدقت بالذي توليني عنك فلست موضع صدقة ، فقال له : اجلس رحمك الله . وأقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا ، وبقي هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا ، فقال : أتأذنون لي في الدخول ؟ فقال له سليمان : قدم الله أمرك .

فقام فدخل الحجرة وبقي ساعة ،

ثم خرج ورد الباب وأخرج يده من أعلى الباب وقال : أين الخراساني ؟ فقال : ها أنا ذا ، فقال : خذ هذه المائتي دينار واستعن بها في مؤونتك ونفقتك ، وتبرك بها ولا تصدق بها عني ، واخرج فلا أراك ولا تراني . ثم خرج ، فقال له سليمان : جعلت فداك ، لقد أجزلت ورحمت فلماذا سترت وجهك عنه ؟ فقال : مخافة أن أرى ذل السؤال في وجهه لقضائي حاجته ، أما سمعت حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : المستتر بالحسنة يعدل سبعين حجة ، والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بها مغفور له ؟ أما سمعت قول الأول ( 2 ) : متى آته يوما لأطلب حاجة * رجعت إلى أهلي ووجهي بمائه ( 3 )

703 - محمد بن عيسى بن زياد : كنت في ديوان ابن عباد فرأيت كتابا ينسخ ، سألت ( 4 ) عنه فقالوا : كتاب الرضا إلى ابنه ( عليهما السلام ) من خراسان ، فسألتهم أن يدفعوه إلي فدفعوه إلي ، فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، أبقاك الله طويلا وأعاذك من عدوك يا ولدي فداك أبوك ، قد فسرت لك ما لي وأنا حي سوي رجاء أن

----------

( 1 ) آدم : السمرة الشديدة ( النهاية : 1 / 32 ) .

( 2 ) أي القدماء الذين تقدم عهدهم ( كما في الوافي ) .

( 3 ) الكافي : 4 / 23 / 3 .

( 4 ) كذا في المصدر ، وفي البرهان " فسألت " وهو الأصح .

‹ صفحه 302 ›

يمنك [ الله ] بالصلة لقرابتك ولموالي موسى وجعفر

رضي الله عنهما . . . ، قال الله : * ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ) * ( 1 ) وقال : * ( لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله ) * ( 2 ) وقد أوسع الله عليك كثيرا ، يا بني فداك أبوك ، لا يستر في الأمور بحسبها فتحظى حظك ( 3 ) ، والسلام ( 4 ) .

704 - أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي : قرأت كتاب أبي الحسن الرضا إلى أبي جعفر ( عليهما السلام ) : يا أبا جعفر ، بلغني أن الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير ، فإنما ذلك من بخل منهم لئلا ينال منك أحد خيرا ، وأسألك بحقي عليك لا يكن مدخلك ومخرجك إلا من الباب الكبير ، فإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة ، ثم لا يسألك أحد إلا أعطيته ، ومن سألك من عمومتك أن تبره فلا تعطه أقل من خمسين دينارا والكثير إليك ، ومن سألك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين دينارا والكثير إليك ، إني إنما أريد بذلك أن يرفعك الله ، فأنفق ولا تخش من ذي العرش إقتارا ( 4 ) .

705 - علي بن عيسى : أتاه - أي الإمام الجواد ( عليه السلام ) - رجل فقال له : أعطني على قدر مروتك ، فقال : لا يسعني . فقال : على قدري ، قال : أما ذا فنعم ، يا غلام أعطه مائة دينار ( 5 ) .

----------

( 1 ) البقرة : 245 .

( 2 )

الطلاق : 7 .

( 3 ) كذا المصدر ، وفي البرهان ( ط . مؤسسة البعثة - قم ) 1 / 505 / لا تستر دوني الأمور لحبها فتخطئ حظك " .

( 4 ) تفسير العياشي : 1 / 131 / 436 ، البرهان : 1 / 234 / 25 .

( 5 ) الكافي : 4 / 43 / 5 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 8 / 20 ، مشكاة الأنوار : 233 .

(

5 ) كشف الغمة : 3 / 158 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 360 ذكره في أحوال الإمام الرضا ( عليه السلام ) نقلا عن يعقوب بن إسحاق النوبختي .

‹ صفحه 303 ›

الفصل الثامن سيرتهم مع الخدم

706 - أنس : قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المدينة ليس له خادم ، فأخذ أبو طلحة بيدي ، فانطلق بي إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله ، إن أنسا غلام كيس فليخدمك . قال : فخدمته في السفر والحضر ، ما قال لي لشئ صنعته : لم صنعت هذا هكذا ؟ ولا لشئ لم أصنعه : لم لم تصنع هذا هكذا ؟ ( 1 ) .

707 - بكير : سمعت مهاجرا مولى أم سلمة يقول : خدمت النبي ( صلى الله عليه وآله ) عشر سنين - أو خمس سنين - فلم يقل لشئ صنعته : لم صنعته ؟ ولا لشئ تركته : لم تركته ؟ ( 2 ) .

708 - إسحاق : قال أنس : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من أحسن الناس

خلقا ، فأرسلني يوما لحاجة ، فقلت : والله لا أذهب ، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق ، فإذا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد

----------

( 1 ) صحيح البخاري : 3 / 1018 / 2616 ، وذكره أيضا في : 5 / 2245 / 5691 وفيه " خدمت النبي ( صلى الله عليه وآله ) عشر سنين ، فما قال لي : أف ، ولا : لم صنعت ؟ ولا : ألا صنعت " ، صحيح مسلم : 4 / 1805 / 2309 نحوه وفيه " خدمته تسع سنين " ، مسند ابن حنبل : 4 / 203 / 11988 ، الطبقات الكبرى : 7 / 19 .

( 2 ) أسد الغابة : 5 / 266 / 5137 .

‹ صفحه 304 ›

قد قبض بقفاي من ورائي . قال : فنظرت إليه وهو يضحك ، فقال : يا أنيس ، أذهبت حيث أمرتك ؟ قال : قلت : نعم ، أنا أذهب يا رسول الله ( 1 ) .

709 - زياد بن أبي زياد عن خادم للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : كان [ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ] مما يقول للخادم : ألك حاجة ؟ ( 2 )

710 - أبو النوار بياع الكرابيس : أتاني علي بن أبي طالب ومعه غلام له ، فاشترى مني قميص كرابيس ، قال لغلامه : اختر أيهما شئت ، فأخذ أحدهما وأخذ علي الآخر فلبسه ، ثم مد يده فقال : اقطع

الذي يفضل من قدر يدي ، فقطعه وكفه ( 3 ) فلبسه وذهب ( 4 ) .

711 - أبو مطر البصري : أتى [ علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ] سوق الكرابيس فإذا هو برجل وسيم ، فقال : يا هذا ، عندك ثوبان بخمسة دراهم ؟ فوثب الرجل فقال : نعم يا أمير المؤمنين ، فلما عرفه مضى عنه وتركه ، فوقف على غلام فقال له : يا غلام ، عندك ثوبان بخمسة دراهم ؟ قال : نعم عندي ثوبان ، أحدهما أخير من الآخر ، واحد بثلاثة والآخر بدرهمين .

قال : هلمهما ، فقال : يا قنبر ، خذ الذي بثلاثة ، قال : أنت أولى به يا أمير المؤمنين ، تصعد المنبر وتخطب الناس . فقال : يا قنبر ، أنت شاب ولك شره الشباب وأنا أستحيي من ربي أن أتفضل عليك ، لأني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ألبسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون ، ثم لبس القميص ومد يده في ردنه فإذا هو يفضل عن أصابعه ، فقال : يا غلام ،

----------

( 1 ) صحيح مسلم : 4 / 1805 / 2310 .

( 2 ) مسند ابن حنبل : 5 / 439 / 16076 ، مجمع الزوائد : 2 / 515 / 3503 .

( 3 ) كف الثوب : تركه بلا هدب ، كففت الثوب أي خطت حاشيته ، وهي الخياطة الثانية بعد الشل ، كفاف الثوب : نواحيه . ( لسان العرب : 9 / 304 ) .

( 4 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 1 / 544 / 911

، أسد الغابة : 4 / 97 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 9 / 235 نحوه .

‹ صفحه 305 ›

اقطع هذا الفضل فقطعه ، فقال الغلام : هلمه أكفه يا شيخ ، فقال : دعه كما هو فإن الأمر أسرع من ذلك ( 1 ) .

712 - أبو مطر البصري : دعا - علي ( عليه السلام ) - غلاما له مرارا فلم يجبه ، فخرج فوجده على باب البيت ، فقال : ما حملك على ترك إجابتي ؟ قال : كسلت عن إجابتك وأمنت عقوبتك ، فقال : الحمد لله الذي جعلني ممن تأمنه خلقه ، امض فأنت حر لوجه الله ( 2 ) .

713 - أنس : كنت عند الحسين ( عليه السلام ) فدخلت عليه جارية بيدها طاقة ريحان ، فحيته بها فقال لها : أنت حرة لوجه الله تعالى . فقلت : تحييك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها ؟ ! قال : كذا أدبنا الله تعالى ، قال : * ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) * ( 3 ) فكان أحسن منها عتقها ( 4 ) .

714 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : في كتاب رسول الله : إذا استعملتم ما ملكت أيمانكم في شئ يشق عليهم فاعملوا معهم فيه ، وإن كان أبي ليأمرهم فيقول : كما أنتم ، فيأتي فينظر فإن كان ثقيلا قال : بسم الله ، ثم عمل معهم ، وإن كان خفيفا تنحى عنهم ( 5 ) .

715 - حفص بن أبي عائشة : بعث أبو عبد الله ( عليه السلام ) غلاما له في

حاجة فأبطأ ، فخرج أبو عبد الله ( عليه السلام ) على أثره لما أبطأ عليه فوجده نائما ، فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه ، فلما انتبه قال له أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا فلان ، والله ما ذاك لك تنام الليل والنهار ، لك الليل ولنا منك النهار ( 6 ) .

----------

( 1 ) الغارات : 1 / 106 .

( 2 ) المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 133 ، وراجع الفخري : 19 .

( 3 ) النساء : 86 . ( 4 ) نثر الدر : 1 / 335 ، نزهة الناظر : 83 / 8 ، كشف الغمة : 2 / 243 ، إحقاق الحق : 11 / 444 .

( 5 ) الزهد للحسين بن سعيد : 44 / 117 عن داود بن فرقد .

( 6 ) الكافي : 8 / 87 / 50 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 274 .

716 - دخل سفيان الثوري على الصادق ( عليه السلام ) فرآه متغير اللون ، فسأله عن ذلك ، فقال : كنت نهيت أن يصعدوا فوق البيت ، فدخلت فإذا جارية من جواري ممن تربي بعض ولدي قد صعدت في سلم والصبي معها ، فلما بصرت بي ارتعدت وتحيرت وسقط الصبي إلى الأرض فمات ، فما تغير لوني لموت الصبي وإنما تغير لوني لما أدخلت عليها من الرعب . وكان ( عليه السلام ) قال لها : أنت حرة لوجه الله ، لا بأس عليك - مرتين - ( 1 ) .

717 - ياسر الخادم : كان الرضا ( عليه السلام ) إذا كان خلا

جمع حشمه عنده ، الصغير والكبير فيحدثهم ويأنس بهم ويؤنسهم . وكان ( عليه السلام ) إذا جلس على المائدة لا يدع صغيرا ولا كبيرا - حتى السائس ( 2 ) والحجام - إلا أقعده معه على مائدته ( 3 ) .

718 - نادر الخادم : كان أبو الحسن ( عليه السلام ) إذا أكل أحدنا لا يستخدمه حتى يفرغ من طعامه ( 4 ) .

719 - ياسر الخادم ونادر جميعا قالا : قال لنا أبو الحسن ( عليه السلام ) : إن قمت على رؤوسكم وأنتم تأكلون فلا تقوموا حتى تفرغوا ، ولربما دعا بعضنا فيقال له : هم يأكلون ، فيقول : دعهم حتى يفرغوا ( 5 ) .

720 - عبد الله بن الصلت عن رجل من أهل بلخ : كنت مع الرضا ( عليه السلام ) في سفره إلى خراسان ، فدعا يوما بمائدة له ، فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم ، فقلت : جعلت فداك ، لو عزلت لهؤلاء مائدة ، فقال : مه ! إن الرب تبارك وتعالى واحد والأم واحدة والأب واحد ، والجزاء بالأعمال ( 6 ) .

----------

( 1 ) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 274 .

( 2 ) يقال : هو يسوس الدواب إذا قام عليها وراضها . ( لسان العرب : 6 / 108 ) .

( 3 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 159 ، حلية الأبرار : 2 / 366 .

( 4 ) الكافي : 6 / 298 / 11 .

( 5 ) الكافي : 6 / 298 / 10 ، المحاسن : 2 / 199 / 1583

.

( 6 ) الكافي : 8 / 230 / 296 .

‹ صفحه 307 ›

الفصل التاسع جوامع مكارم أخلاقهم

721 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في صفة النبي ( صلى الله عليه وآله ) - : أجود الناس كفا ، وأشرحهم صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشرة . من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ( 1 ) .

722 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) : سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي - وكان وصافا - عن حلية النبي ( صلى الله عليه وآله ) : صف لي منطقه . قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متواصل الأحزان ، دائم الفكرة ، ليست له راحة ، لا يتكلم في غير حاجة ، طويل السكتة ، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ( 2 ) ، ويتكلم بجوامع الكلم ، فصل لا فضول ولا تقصير ، دمث ( 3 ) ليس بالجافي ولا المهين ، يعظم النعمة وإن دقت ، لا يذم منها شيئا ، ولا يذم ذواقا ولا يمدحه ، ولا تغضبه الدنيا وما كان لها ، فإذا تعوطي ( 4 ) الحق لم يعرفه

----------

(1 ) سنن الترمذي : 5 / 599 / 3638 عن إبراهيم بن محمد من ولد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .

( 2 ) الأشداق : جوانب الفم ( لسان العرب : 2 / 149 ) ، والمراد أنه لا يفتح فاه كله .

( 3 ) الدماثة : سهولة الخلق ( لسان العرب : 2 / 149 ) .

( 4 ) أي إذا تنول الحق غضب لله تبارك

وتعالى . ( معاني الأخبار : 88 ) .

‹ صفحه 308 ›

أحد ، ولم يقم لغضبه شئ حتى ينتصر له ، لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها . إذا أشار أشار بكفه كلها ، وإذا تعجب قلبها ، وإذا تحدث اتصل بها ، يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى ، وإذا غضب أعرض وأشاح ( 1 ) ، وإذا فرح غض طرفه . جل ضحكه التبسم ، ويفتر عن مثل حب الغمام ( 2 ) ( 3 ) .

723 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) : سألت أبي ( عليه السلام ) عن . . . مجلسه [ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ] فقال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر ، ولا يوطن الأماكن ، وينهى من إيطانها ، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث انتهى به المجلس ويأمر بذلك ، يعطي كل جلسائه نصيبه ، لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه ، من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول ، قد وسع الناس منه بسطه وخلقه ، فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء ، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة ، لا ترفع فيه الأصوات ، ولا تؤبن فيه الحرم ( 4 ) ، ولا تنثى فلتاته ( 5 ) ، متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى ، متواضعين ، يوقرون فيه الكبير ، ويرحمون فيه الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة ، ويحفظون الغريب .

----------

( 1 ) أشاح : جد

في الإعراض . ( لسان العرب : 2 / 501 ) .

( 2 ) الغمام : السحاب ، وحب الغمام : البرد ، شبه به ثغره ( صلى الله عليه وآله ) في بياضه وصفائه وبرده . ( لسان العرب : 1 / 293 ) .

( 3 ) دلائل النبوة للبيهقي : 1 / 286 ، شعب الإيمان : 2 / 154 / 1430 ، الطبقات الكبرى : 1 / 422 ، تهذيب الكمال : 1 / 214 كلها عن ابن أبي هالة التميمي ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 317 / 1 ، معاني الأخبار : 81 / 1 كلاهما عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام زين العابدين ( عليهم السلام ) ، مكارم الأخلاق : 1 / 43 / 1 عن كتاب محمد بن إبراهيم بن إسحاق عن ثقاته ، حلية الأبرار : 1 / 171 .

( 4 ) أي يذكرن بقبيح ، كان يصان مجلسه عن رفث القول . ( النهاية : 1 / 17 ) .

( 5 ) أي لا تشاع ولا تذاع ، ولا يتحدث بتلك الفلتات . ( لسان العرب : 15 / 304 ) .

‹ صفحه 309 ›

قلت : كيف كانت سيرته في جلسائه ؟ قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مزاح ، يتغافل عما لا يشتهي ، ولا يؤيس منه ولا يحبب فيه ، قد ترك نفسه من ثلاث

: المراء ، والإكثار ، وما لا يعنيه ، وترك الناس من ثلاث : كان لا يذم أحدا ولا يعيره ، ولا يطلب عورته ، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه .

إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده ، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ .

حديثهم عنده حديث أولهم ، يضحك مما يضحكون منه ، ويتعجب مما يتعجبون منه ، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى إذا كان أصحابه ليستجلبونهم ، ويقول : إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه ، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ( 1 ) ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام ( 2 ) .

724 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ما أكل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متكئا منذ بعثه الله عز وجل إلى أن قبضه تواضعا لله عز وجل ، وما أرى ركبتيه أمام جليسه في مجلس قط ، ولا صافح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رجلا قط فنزع يديه من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده ، ولا كافأ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بسيئة قط ، قال الله تعالى له : * ( ادفع بالتي هي أحسن السيئة ) * ( 3 ) ففعل ، وما منع سائلا قط ، إن كان عنده أعطى وإلا قال : يأتي الله به . ولا أعطى على الله عز وجل شيئا قط إلا أجازه الله ، إن كان ليعطي الجنة فيجيز الله عز وجل له ذلك ( 4 ) .

----------

( 1

) معناه : من صح عنده إسلامه حسن موقع ثنائه عليه عنده ، ومن استشعر منه نفاقا وضعفا في ديانته ألقى ثناءه عليه ولم يحفل به . ( معاني الأخبار : 89 ) .

( 2 ) دلائل النبوة للبيهقي : 1 / 290 ، وراجع نفس المصادر في الحديث السابق .

( 3 ) المؤمنون : 96 .

( 4 ) الكافي : 8 / 164 / 175 عن معاوية بن وهب .

‹ صفحه 310 ›

725 - خارجة بن زيد : إن نفرا دخلوا على أبيه زيد بن ثابت فقالوا : حدثنا عن بعض أخلاق النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : كنت جاره ، فكان إذا نزل الوحي بعث إلي فآتيه فأكتب الوحي . وكنا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا ، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا ، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا ، أوكل هذا نحدثكم عنه ؟ ( 1 ) .

726 - ابن شهرآشوب - في آداب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - : كان لا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف صلاته وأقبل عليه ، وقال : ألك حاجة ؟ ( 2 ) .

727 - جابر بن عبد الله : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يتخلف في المسير ، فيزجي الضعيف ويردف ويدعو لهم ( 3 ) .

728 - أبو أمامة سهل بن حنيف الأنصاري عن بعض أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يعود مرضى مساكين المسلمين وضعفائهم ، ويتبع جنائزهم ، ولا يصلي عليهم أحد غيره ، وإن امرأة

مسكينة من أهل العوالي طال سقمها فكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يسأل عنها من حضرها من جيرانها ، وأمرهم أن لا يدفنوها إن حدث بها حدث فيصلي عليها ، فتوفيت تلك المرأة ليلا واحتملوها فأتوا بها مع الجنائز - أو قال : موضع الجنائز - عند مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليصلي عليها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كما أمرهم ، فوجدوه قد نام بعد صلاة العشاء فكرهوا أن يهجدوا ( 4 ) رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من نومه ، فصلوا عليها ثم انطلقوا بها ، فلما أصبح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سأل عنها من حضره من جيرانها ، فأخبروه خبرها وأنهم كرهوا أن يهجدوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لها ، فقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ولم فعلتم ؟ انطلقوا ، فانطلقوا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى قاموا على قبرها ، فصفوا وراء

----------

( 1 ) السنن الكبرى : 7 / 83 / 13340 .

( 2 ) المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 147 .

( 3 ) السنن الكبرى : 5 / 422 / 10352 . ( 4 ) هجد : أيقظ . ( لسان العرب : 3 / 432 ) .

رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كما يصف للصلاة على الجنائز ، فصلى عليها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 1 ) .

729 - أنس : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من

أشد الناس لطفا بالناس ، فوالله ما كان يمتنع في غداة باردة من عبد ولا أمة ولا صبي أن يأتيه بالماء فيغسل وجهه وذراعيه ، وما سأله سائل قط إلا أصغى إليه ، فلم ينصرف حتى يكون هو الذي ينصرف عنه ، وما تناول أحد بيده قط إلا ناولها إياه ، فلم ينزع حتى يكون هو الذي ينزعها منه ( 2 ) .

730 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إن الله كريم حليم عظيم رحيم ، دلنا على أخلاقه وأمرنا بالأخذ بها وحمل الناس عليها ، فقد أديناها غير متخلفين ، وأرسلناها غير منافقين ، وصدقناها غير مكذبين ، وقبلناها غير مرتابين ( 3 ) .

731 - عنه ( عليه السلام ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مكفرا لا يشكر معروفه ( 4 ) ، ولقد كان معروفه على القرشي والعربي والعجمي . ومن كان أعظم معروفا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على هذا الخلق ؟ ! وكذلك نحن أهل البيت مكفرون لا يشكروننا ، وخيار المؤمنين مكفرون لا يشكر معروفهم ( 5 ) .

732 - عنه ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت أمرنا أن نطعم الطعام ، ونؤدي في الناس البائنة ، ونصلي إذا نام الناس ( 6 ) .

733 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت إذا علمنا الحق تمسكنا به ( 7 ) .

----------

( 1 ) السنن الكبرى : 4 / 79 / 7019 .

( 2 ) حلية الأولياء : 3 / 26 .

( 3 ) تحف العقول : 175 ، بشارة المصطفى : 29

كلاهما عن كميل . ( 4 ) في المصدر " معروف " والصحيح ما في المتن .

( 5 ) علل الشرائع : 560 / 3 عن الحسين بن موسى عن الإمام الكاظم عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 6 ) الكافي : 4 / 50 / 4 عن جابر عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .

( 7 ) مقاتل الطالبيين : 76 عن سفيان بن الليل .

‹ صفحه 312 ›

734 - مصعب بن عبد الله : لما استكف ( 1 ) الناس بالحسين ( عليه السلام ) ركب فرسه واستنصت الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : . . . ألا وإن الدعي ابن الدعي قد تركني بين السلة والذلة ، وهيهات له ذلك مني ، هيهات منا الذلة ، أبي الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون وحجور طهرت وجدود طابت أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ( 2 ) .

735 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : إن الله تعالى أعطانا الحلم والعلم والشجاعة والسخاوة والمحبة في قلوب المؤمنين ( 3 ) .

736 - أبو بصير : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يتعوذ من البخل ؟ فقال : نعم يا أبا محمد في كل صباح ومساء ، ونحن نتعوذ بالله من البخل ، يقول الله : * ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) * ( 4 ) .

737 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت إذا علمنا من أحد خيرا لم تزل ذلك عنه منا أقاويل الرجال (

5 ) .

738 - حريز أو غيره : نزل على أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قوم من جهينة فأضافهم ، فلما أرادوا الرحلة زودهم ووصلهم وأعطاهم ، ثم قال لغلمانه : تنحوا لا تعينوهم ، فلما فرغوا جاؤوا ليودعوه ، فقالوا له : يا بن رسول الله ، لقد أضفت فأحسنت الضيافة وأعطيت فأجزلت العطية ! ثم أمرت غلمانك أن لا يعينونا على الرحلة !

----------

( 1 ) استكف به الناس : إذا أحدقوا به ، واستكفوا حوله : ينظرون إليه ( النهاية : 4 / 190 ) .

( 2 ) الاحتجاج : 2 / 97 / 167 .

( 3 ) منتخب الأثر : 172 / 96 نقلا عن الكامل ، معجم أحاديث الإمام المهدي : 3 / 200 ، وراجع : ص 175 / 325 من كتابنا هذا .

( 4 ) علل الشرائع : 548 / 4 ، قصص الأنبياء : 118 / 118 وليس فيه " يا أبا محمد . . . بالله من البخل " والآية 9 من سورة الحشر .

( 5 ) بصائر الدرجات : 362 / 3 عن داود بن فرقد .

‹ صفحه 313 ›

فقال ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت لا نعين أضيافنا على الرحلة من عندنا ( 1 ) .

739 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ليس في الجملة من أخلاق الصالحين ولا من شعار المتقين التكلف ! من أي باب كان . قال الله تعالى لنبيه : * ( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ) * ( 2 ) .

وقال النبي ( صلى الله عليه وآله

) : نحن معاشر الأنبياء والأمناء والأتقياء براء من التكلف ( 3 ) .

740- حماد بن عثمان : أصاب أهل المدينة غلاء وقحط ، حتى أقبل الرجل الموسر يخلط الحنطة بالشعير ويأكله ويشتري ببعض الطعام . وكان عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) طعام جيد قد اشتراه أول السنة ، فقال لبعض مواليه : اشتر لنا شعيرا فاخلط بهذا الطعام أو بعه ، فإنا نكره أن نأكل جيدا ويأكل الناس رديا ( 4 ) .

741 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : - لما طلب منه السندي بن شاهك أن يكفنه - : إنا أهل بيت حج صرورتنا ومهور نسائنا وأكفاننا من طهور أموالنا ( 5 ) .

742 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت ورثنا العفو من آل يعقوب ، وورثنا الشكر من آل داود ( 6 ) .

743 - عنه ( عليه السلام ) - في كتابه للفضل بن سهل - : إن من دينهم [ أي الأئمة ( عليهم السلام ) ] الورع

----------

( 1 ) أمالي الصدوق : 437 / 9 ، روضة الواعظين : 233 مرسلا .

( 2 ) ص : 86 .

( 3 ) مصباح الشريعة : 208 . ( 4 ) الكافي : 5 / 166 / 1 .

( 5 ) الفقيه : 1 / 189 / 577 ، الإرشاد : 2 / 243 ، تحف العقول : 412 ، روضة الواعظين : 243 ، فلاح السائل : 72 ، الغيبة للطوسي : 30 / 6 .

( 6 ) الكافي : 8 / 308 / 480 عن محمد بن الحسين بن يزيد

. وقال علي بن أسباط بعد ذكر الحديث عن محمد بن الحسين : زعم أنه كان كلمة أخرى ونسيها محمد ، فقلت له : لعله ، قال : وورثنا الصبر من آل أيوب ! فقال : ينبغي .

‹ صفحه 314 ›

والعفة ، والصدق والصلاح والاجتهاد ، وأداء الأمانة إلى البر والفاجر ، وطول السجود ، والقيام بالليل ، واجتناب المحارم ، وانتظار الفرج بالصبر ، وحسن الصحبة وحسن الجوار ، وبذل المعروف ، وكف الأذى ، وبسط الوجه ، والنصيحة ، والرحمة للمؤمنين ( 1 ) .

744 - عنه ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت نرى وعدنا علينا دينا كما صنع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) .

745 - عنه ( عليه السلام ) : لنا أهل البيت عند نومنا عشر خصال ( 3 ) : الطهارة ، وتوسد اليمين ، وتسبيح الله ثلاثا وثلاثين ، وتحميده ثلاثا وثلاثين ، وتكبيره أربعا وثلاثين ، ونستقبل القبلة بوجوهنا ، ونقرأ فاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، وشهد الله أنه لا إله إلا هو . . . إلى آخرها ، فمن فعل ذلك فقد أخذ بحظه من ليلته ( 4 ) .

746 - عبيد بن أبي عبد الله البغدادي عمن أخبره : نزل بأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ضيف ، وكان جالسا عنده يحدثه في بعض الليل ، فتغير السراج ، فمد الرجل يده ليصلحه ، فزبره أبو الحسن ( عليه السلام ) ، ثم بادره بنفسه فأصلحه ، ثم قال له : إنا قوم لا نستخدم أضيافنا ( 5 ) .

747 - إبراهيم بن العباس : ما

رأيت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) جفا أحدا بكلمة قط ، ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه ، وما رد أحدا عن حاجة يقدر عليها ،

----------

( 1 ) تحف العقول : 416 .

( 2 ) تحف العقول : 446 ، مشكاة الأنوار : 173 وفيه " ما وعدنا " .

( 3 ) قال علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس : هكذا وجدت هذا الحديث ، فإن الراوي ذكر عشر خصال ثم عدد تسع خصال ، فلعله سها في الجملة أو التفصيل ، والظاهر أنه في التفصيل لأن خصالهم عند النوم أكثر من تسع كما رويناه . ولعله قد وقع السهو عن ذكر قراءة " قل هو الله أحد " أو قراءة " إنا أنزلناه " . ( البحار : 76 / 210 ) .

( 4 ) فلاح السائل : 280 عن الحسن بن علي العلوي .

( 5 ) الكافي : 6 / 283 / 2 .

‹ صفحه 315 ›

ولا مد رجله بين يدي جليس له قط ، ولا اتكأ بين يدي جليس له قط ، ولا رأيته شتم أحدا من مواليه ومماليكه قط ، ولا رأيته تفل ، ولا رأيته يقهقه في ضحكه قط ، بل كان ضحكه التبسم . وكان إذا خلا ونصب مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب [ و ] السائس .

وكان ( عليه السلام ) قليل النوم بالليل كثير السهر ، يحيي أكثر لياليه من أولها إلى الصبح ، وكان كثير الصيام ، فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر ، ويقول : ذلك صوم الدهر . وكان (

عليه السلام ) كثير المعروف والصدقة في السر ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة ، فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدق ( 1 ) .

748 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة ( عليهم السلام ) - : كلامكم نور ، وأمركم رشد ، ووصيتكم التقوى ، وفعلكم الخير ، وعادتكم الإحسان ، وسجيتكم الكرم ، وشأنكم الحق والصدق والرفق ( 2 ) .

----------

( 1 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 184 / 7 .

( 2 ) التهذيب : 6 / 100 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 .

القسم السابع وصايا أهل البيت

التمهيد :

لا بد أن نشير - قبل مطالعة روايات هذا القسم - إلى أن وصايا أهل البيت ( عليهم السلام ) لا تقتصر على ما جاء هنا ، بل ينبغي لمن أراد جمع وصاياهم في شتى المواضيع أن يفرد لذلك كتابا خاصا .

وسوف نلاحظ في هذا القسم أبرز مواعظ أهل البيت ( عليهم السلام ) - الخلقية منها والسياسية والاجتماعية للأمة الإسلامية وبخاصة أتباعهم والعلماء ، ومع أخذ الظروف الحاكمة في العالم الإسلامي بعين الاعتبار . وسوف نستعرض هذه المواعظ في الفصول الأربعة التالية .

‹ صفحه 319 ›

الفصل الأول الاجتهاد في العمل

749 - الإمام علي ( عليه السلام ) : معاشر شيعتي ، اصبروا على عمل لا غنى بكم عن ثوابه ، واصبروا عن عمل لا صبر لكم على عقابه ، إنا وجدنا الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله عز وجل . اعلموا أنكم في أجل محدود وأمل ممدود ونفس معدود ، ولا بد للأجل أن يتناهى وللأمل أن يطوى وللنفس أن يحصى . ثم دمعت عيناه وقرأ : * ( وإن عليكم لحافظين * كراما كاتبين * يعلمون ما تفعلون ) * ( 1 ) ( 2 ) .

750 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : معاشر أصحابي ، أوصيكم بالآخرة ولست أوصيكم بالدنيا ، فإنكم بها مستوصون وعليها حريصون وبها مستمسكون .

----------

( 1 ) الانفطار : 10 - 12 .

( 2 ) أمالي الصدوق : 96 / 5 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، روضة الواعظين : 535 وذكر ذيله في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 20 / 281 / 223

وفيه " إنما الناس في نفس معدود ، وأمل معدود ، وأجل محدود ، ولا بد للأجل أن يتناهى وللنفس أن يحصى وللأمل أن ينقضي ، ثم قرأ : * ( وإن عليكم لحافظين * كراما كاتبين ) * " .

‹ صفحه 320 ›

معاشر أصحابي ، إن الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر ، فخذوا من ممركم لمقركم ، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم ، وأخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم ( 1 ) .

751 - عمرو بن سعيد بن هلال : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) ونحن جماعة فقال : كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي ، ويلحق بكم التالي ، واعملوا يا شيعة آل محمد ، والله ما بيننا وبين الله من قرابة ولا لنا على الله حجة ، ولا يتقرب إلى الله إلا بالطاعة ، من كان مطيعا نفعته ولايتنا ، ومن كان عاصيا لم تنفعه ولايتنا . قال : ثم التفت إلينا وقال : لا تغتروا ولا تفتروا ، قلت : وما النمرقة الوسطى ؟ قال : ألا ترون أهلا تأتون أن تجعلوا للنمط الأوسط فضله ( 2 ) .

752 - جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : قال لي : يا جابر ، أيكتفي من ينتحل ( 3 ) التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت ؟ ! فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه ، وما كانوا يعرفون ، يا جابر ، إلا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف

الألسن عن الناس إلا من خير ، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء .

قال جابر : فقلت : يا بن رسول الله ، ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة ، فقال : يا جابر ، لا تذهبن بك المذاهب ، حسب الرجل أن يقول : أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا ؟ فلو قال : إني أحب رسول الله فرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خير من علي ( عليه السلام ) ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا ، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله عز وجل [ وأكرمهم عليه ] أتقاهم وأعملهم بطاعته .

----------

( 1 ) أمالي الصدوق : 182 / 5 عن طاووس اليماني .

( 2 ) مشكاة الأنوار : 60 ، شرح الأخبار : 3 / 502 / 1440 نحوه .

( 3 ) أي يدعيه من غير أن يتصف به .

يا جابر ، والله ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة ، وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة ، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو ، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع ( 1 ) .

753 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : أعينونا بالورع ، فإنه من لقي الله عز وجل منكم بالورع كان له عند الله فرج ، وإن الله عز وجل يقول : * ( من يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن

أولئك رفيقا ) * ( 2 ) فمنا النبي ومنا الصديق والشهداء والصالحون ( 3 ) .

754 - عنه ( عليه السلام ) - لفضيل - : بلغ من لقيت من موالينا عنا السلام ، وقل لهم : إني لا أغني عنكم من الله شيئا إلا بورع ، فاحفظوا ألسنتكم وكفوا أيديكم ، وعليكم بالصبر والصلاة ، إن الله مع الصابرين ( 4 ) .

755 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : يا بن جندب ، بلغ معاشر شيعتنا وقل لهم : لا تذهبن بكم المذاهب ، فوالله لا تنال ولايتنا إلا بالورع والاجتهاد في الدنيا ، ومواساة الإخوان في الله ، وليس من شيعتنا من يظلم الناس ( 5 ) .

756 - عنه ( عليه السلام ) : عليك بتقوى الله والورع والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الخلق وحسن الجوار ، وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم ، وكونوا

‹ صفحه 322 ›

زينا ولا تكونوا شينا ، وعليكم بطول الركوع والسجود ، فإن أحدكم إذا أطال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال : يا ويله ! أطاع وعصيت ، وسجد وأبيت ( 1 ) .

757- عنه ( عليه السلام ) : معاشر الشيعة ، كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا ، قولوا للناس حسنا ، احفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول وقبيح القول ( 2 ) .

758 - عنه ( عليه السلام ) : كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم ، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير ، فإن ذلك داعية ( 3 ) .

759 - عنه ( عليه السلام ) : أي مفضل ، قل لشيعتنا : كونوا دعاة إلينا بالكف عن

محارم الله واجتناب معاصيه واتباع رضوان الله ، فإنهم إذا كانوا كذلك كان الناس إلينا مسارعين ( 4 ) .

760 - عنه ( عليه السلام ) : إياكم أن تعملوا عملا يعيرونا به ، فإن ولد السوء يعير والده بعمله ، كونوا لمن انقطعتم إليه زينا ولا تكونوا عليه شينا ( 5 ) .

‹ صفحه 323 ›

الفصل الثاني حسن العشرة

761 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلما ( 1 ) .

762 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في وصيته لبنيه عند احتضاره - : يا بني ، عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنوا إليكم ، وإن فقدتم بكوا عليكم ( 2 ) .

763 - عنه ( عليه السلام ) : أبذل لأخيك دمك ومالك ، ولعدوك عدلك وإنصافك ، وللعامة بشرك وإحسانك ( 3 ) .

764 - عنه ( عليه السلام ) : أبذل لصديقك نصحك ، ولمعارفك معونتك ، ولكافة الناس بشرك ( 4 ) .

765 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : صانع المنافق بلسانك ، وأخلص ودك للمؤمن ، وإن جالسك

‹ صفحه 324 ›

يهودي فأحسن مجالسته ( 1 ) .

766 - عنه ( عليه السلام ) - عند وداع جماعة من شيعته أتوه من الكوفة - : أوصيكم بتقوى الله ، والعمل بطاعته ، واجتناب معاصيه ، وأداء الأمانة لمن ائتمنكم ، وحسن الصحابة لمن صحبتموه ، وأن تكونوا لنا دعاة صامتين .

فقالوا : يا بن رسول الله ، وكيف ندعوا إليكم ونحن صموت ؟ قال : تعملون ما أمرناكم به من العمل بطاعة الله ، وتتناهون عما نهيناكم عنه من ارتكاب

محارم الله ، وتعاملون الناس بالصدق والعدل ، وتؤدون الأمانة ، وتأمرون بالمعروف ، وتنهون عن المنكر ، ولا يطلع الناس منكم إلا على خير ، فإذا رأوا ما أنتم عليه قالوا : هؤلاء الفلانية ، رحم الله فلانا ، ما كان أحسن ما يؤدب أصحابه ، وعلموا فضل ما كان عندنا ، فسارعوا إليه .

أشهد على أبي محمد بن علي رضوان الله عليه ورحمته وبركاته ، لقد سمعته يقول : كان أولياؤنا وشيعتنا فيما مضى خير من كانوا فيه ، إن كان إمام مسجد في الحي كان منهم ، وإن كان مؤذن في القبيلة كان منهم ، وإن كان صاحب وديعة كان منهم ، وإن كان صاحب أمانة كان منهم ، وإن كان عالم من الناس يقصدونه لدينهم ومصالح أمورهم كان منهم ، فكونوا أنتم كذلك ، حببونا إلى الناس ، ولا تبغضونا إليهم ( 2 ) .

767 - الإمام العسكري ( عليه السلام ) - لشيعته - : أوصيكم بتقوى الله ، والورع في دينكم ، والاجتهاد لله ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر ، وطول السجود ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمد ( صلى الله عليه وآله ) .

صلوا في عشائرهم ، واشهدوا جنائزهم ، وعودوا مرضاهم ، وأدوا حقوقهم ، فإن الرجل منكم إذا

‹ صفحه 325 ›

ورع في دينه وصدق في حديثه وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل : هذا شيعي ، فيسرني ذلك .

اتقوا الله وكونوا زينا ولا تكونوا شينا ، جروا إلينا كل مودة وادفعوا عنا كل قبيح ، فإنه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله ، وما قيل

فينا من سوء فما نحن كذلك .

لنا حق في كتاب الله وقرابة من رسول الله وتطهير من الله ، لا يدعيه أحد غيرنا إلا كذاب . أكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فإن الصلاة على رسول الله عشر حسنات . احفظوا ما وصيتكم به ، وأستودعكم الله ، وأقرأ عليكم السلام ( 1 ) .

----------

( 1 ) تحف العقول : 487 .

الفصل الثالث مسؤولية العلماء

768 - الإمام علي ( عليه السلام ) : أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أولها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز ( 1 ) .

769 - عنه ( عليه السلام ) : - في بيان صفات المتقين وصفات الفساق ، والتنبيه إلى مكان العترة الطيبة والظن الخاطئ لبعض الناس - : عباد الله ، إن من أحب عباد الله إليه عبدا أعانه الله على نفسه ، فاستشعر الحزن وتجلبب الخوف ، فزهر مصباح الهدى في قلبه ، وأعد القرى ليومه النازل به . . . فهو من معادن دينه وأوتاد أرضه .

قد ألزم نفسه العدل ، فكان أول عدله نفي الهوى عن نفسه ، يصف الحق ويعمل به ، لا يدع للخير غاية إلا أمها ، ولا مظنة إلا قصدها ، قد أمكن الكتاب من زمامه ، فهو قائده وإمامه ، يحل حيث حل ثقله ، وينزل حيث كان منزله .

----------

( 1 ) نهج البلاغة : الخطبة 3

.

‹ صفحه 328 ›

وآخر قد تسمى عالما وليس به ، فاقتبس جهائل من جهال ، وأضاليل من ضلال ، ونصب للناس أشراكا من حبائل غرور ، وقول زور ، قد حمل الكتاب على آرائه ، وعطف الحق على أهوائه ، يؤمن الناس من العظائم ، ويهون كبير الجرائم ، يقول : أقف عند الشبهات وفيها وقع ، ويقول : أعتزل البدع وبينها اضطجع ، فالصورة صورة انسان ، والقلب قلب حيوان ، لا يعرف باب الهدى فيتبعه ، ولا باب العمى فيصد عنه ، وذلك ميت الأحياء . فأين تذهبون ؟ ! وأنى تؤفكون ؟ ! والأعلام قائمة ، والآيات واضحة ، والمنار منصوبة ، فأين يتاه بكم ؟ ! وكيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم ؟ ! وهم أزمة الحق ، وأعلام الدين ، وألسنة الصدق ؟ ! فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وردوهم ورود الهيم العطاش .

أيها الناس ، خذوها عن خاتم النبيين ( صلى الله عليه وآله ) : إنه يموت من مات منا وليس بميت ، ويبلى من بلي منا وليس ببال ، فلا تقولوا بما لا تعرفون ، فإن أكثر الحق فيما تنكرون ، وأعذروا من لا حجة لكم عليه وهو أنا . ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر ؟ ! وأترك فيكم الثقل الأصغر ؟ ! قد ركزت فيكم راية الإيمان ، ووقفتكم على حدود الحلال والحرام ، وألبستكم العافية من عدلي ، وفرشتكم المعروف من قولي وفعلي ، وأريتكم كرائم الأخلاق من نفسي ، فلا تستعملوا الرأي فيما لا يدرك قعره البصر ، ولا تتغلغل إليه الفكر ( 1 ) .

770 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) - في

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويروي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أيضا - : اعتبروا أيها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول : * ( لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم ) * ( 2 )

----------

( 1 ) نهج البلاغة : الخطبة 87 .

( 2 ) المائدة : 63 .

‹ صفحه 329 ›

وقال : * ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل - إلى قوله : - لبئس ما كانوا يفعلون ) * ( 1 ) . وإنما عاب الله ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك ، رغبة فيما كانوا ينالون منهم ، ورهبة مما يحذرون ، والله يقول : *

( فلا تخشوا الناس واخشون ) * ( 2 ) وقال : * ( المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) * ( 3 ) ، فبدأ الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة منه ، لعلمه بأنها إذا أديت وأقيمت استقامت الفرائض كلها هينها وصعبها ، وذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الاسلام مع رد المظالم ومخالفة الظالم وقسمة الفئ والغنائم وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها في حقها .

ثم أنتم أيتها العصابة ، عصابة بالعلم مشهورة ، وبالخير مذكورة ، وبالنصيحة معروفة ، وبالله في أنفس الناس مهابة ، يهابكم الشريف ، ويكرمكم الضعيف ، ويؤثركم من لا فضل لكم عليه ولا يد لكم عنده ، تشفعون في الحوائج إذا امتنعت من طلابها ، وتمشون في الطريق بهيبة ( بهيئة - خ ل ) الملوك وكرامة

الأكابر ، أليس كل ذلك إنما نلتموه بما يرجى عندكم من القيام بحق الله وإن كنتم عن أكثر حقه تقصرون ؟ ! فاستخففتم بحق الأئمة ، فأما حق الضعفاء فضيعتم ، وأما حقكم بزعمكم فطلبتم ، فلا مالا بذلتموه ، ولا نفسا خاطرتم بها للذي خلقها ، ولا عشيرة عاديتموها في ذات الله ، أنتم تتمنون على الله جنته ومجاورة رسله وأمانا من عذابه .

لقد خشيت عليكم ، أيها المتمنون على الله ، أن تحل بكم نقمة من نقماته ، لأنكم بلغتم من كرامة الله منزلة فضلتم بها ، ومن يعرف بالله لا تكرمون وأنتم

----------

( 1 ) المائدة : 78 و 79 .

( 2 ) المائدة : 44 .

( 3 ) التوبة : 71 .

‹ صفحه 330 ›

بالله في عباده تكرمون ، وقد ترون عهود الله منقوضة فلا تفزعون ، وأنتم لبعض ذمم آبائكم تفزعون ، وذمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) محقورة ( مخفورة - خ ل ) ، والعمي والبكم والزمنى ( 1 ) في المدائن مهملة ، لا ترحمون ولا في منزلتكم تعملون ، ولا من عمل فيها تعينون ، وبالإدهان والمصانعة عند الظلمة تأمنون ، كل ذلك مما أمركم الله به من النهي والتناهي وأنتم عنه غافلون .

وأنتم أعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تشعرون ( تعنون - خ ل ) . ذلك بأن مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء بالله الأمناء على حلاله وحرامه ، فأنتم المسلوبون تلك المنزلة ، وما سلبتم ذلك إلا بتفرقكم عن الحق واختلافكم في السنة بعد البينة الواضحة .

ولو صبرتم على الأذى وتحملتم المؤونة في ذات الله

كانت أمور الله عليكم ترد وعنكم تصدر وإليكم ترجع ، ولكنكم مكنتم الظلمة من منزلتكم وأسلمتم ( 2 ) أمور الله في أيديهم ، يعملون بالشبهات ويسيرون في الشهوات ، سلطهم على ذلك فراركم من الموت وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم ، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم ، فمن بين مستعبد مقهور وبين مستضعف على معيشته مغلوب ، يتقلبون في الملك بآرائهم ( بآرائكم - خ ل ) ويستشعرون الخزي بأهوائهم ، اقتداء بالأشرار وجرأة على الجبار . في كل بلد منهم على منبره خطيب يصقع ، فالأرض لهم شاغرة ، وأيديهم فيها مبسوطة ، والناس لهم خول ( 3 ) ، لا يدفعون يد لامس ، فمن بين جبار عنيد وذي سطوة على الضعفة شديد ، مطاع لا يعرف المبدئ المعيد .

فيا عجبا ! وما لي [ لا ] أعجب والأرض من غاش غشوم ، ومتصدق ظلوم ، وعامل على المؤمنين بهم غير رحيم ، فالله الحاكم فيما فيه تنازعنا ، والقاضي

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

( 1 ) الزمنى : جمع زمن : جنس للبلايا التي يصابون بها ويدخلون فيها وهم لها كارهون . ( لسان العرب : 13 / 199 ) .

( 2 ) في المصدر " واستسلمتم " والصحيح ما أثبتناه كما في طبعة النجف سنة 1380 ه: ص 169 .

( 3 ) الخول : الخدم والحشم . ( المصباح المنير : 184 ) .

بحكمه فيما شجر بيننا .

اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافسا

في سلطان ولا التماسا من فضول الحطام ، ولكن لنري المعالم من دينك ، ونظهر الإصلاح في بلادك ، ويأمن المظلومون من عبادك ، ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك ، فإن لم تنصرونا وتنصفونا قوي الظلمة عليكم وعملوا في إطفاء نور نبيكم .

وحسبنا الله ، وعليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير ( 1 ) .

771 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) - في كتابه إلى محمد بن مسلم الزهري يعظه - : كفانا الله وإياك من الفتن ورحمك من النار ، فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك ، فقد أثقلتك نعم الله بما أصح من بدنك وأطال من عمرك ، وقامت عليك حجج الله بما حملك من كتابه ، وفقهك فيه من دينه ، وعرفك من سنة نبيه محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فرضي لك في كل نعمة أنعم بها عليك ، وفي كل حجة احتج بها عليك الفرض بما قضى ، فما قضى إلا ابتلى شكرك في ذلك وأبدى فيه فضله عليك ، فقال : * ( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) * ( 2 ) .

فانظر أي رجل تكون غدا إذا وقفت بين يدي الله فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها ؟ وعن حججه عليك كيف قضيتها ؟ ولا تحسبن الله قابلا منك بالتعذير ولا راضيا منك بالتقصير ، هيهات هيهات ! ليس كذلك ، أخذ على العلماء في كتابه إذ قال : * ( لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) * ( 3 ) .

وأعلم أن أدنى ما كتمت وأخف ما احتملت أن آنست وحشة الظالم وسهلت له طريق الغي بدنوك منه

حين دنوت وإجابتك له حين دعيت ، فما أخوفني أن تكون تبوء بإثمك غدا مع الخونة ، وأن تسأل عما أخذت بإعانتك

----------

( 1 ) تحف العقول : 237 .

( 2 ) إبراهيم : 7 .

( 3 ) آل عمران : 187 .

‹ صفحه 332 ›

على ظلم الظلمة ، إنك أخذت ما ليس لك ممن أعطاك ، ودنوت ممن لم يرد على أحد حقا ولم ترد باطلا حين أدناك ، وأحببت ( وأجبت - خ ل ) من حاد الله .

أوليس بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم ، وسلما إلى ضلالتهم ؟ ! داعيا إلى غيهم ، سالكا سبيلهم ، يدخلون بك الشك على العلماء ، ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم ، فلم يبلغ أخص وزرائهم ولا أقوى أعوانهم إلا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم واختلاف الخاصة والعامة إليهم . فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك ؟ ! وما أيسر ما عمروا لك ؟ ! فكيف ما خربوا عليك ؟ ! فانظر لنفسك فإنه لا ينظر لها غيرك ، وحاسبها حساب رجل مسؤول .

وانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيرا وكبيرا ؟ فما أخوفني أن تكون كما قال الله في كتابه : * ( فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا ) * ( 1 ) . إنك لست في دار مقام ، أنت في دار قد آذنت برحيل ، فما بقاء المرء بعد قرنائه ؟ ! طوبى لمن كان في الدنيا على وجل ، يا بؤس لمن يموت وتبقى ذنوبه من بعده ! احذر فقد

نبئت .

وبادر فقد أجلت . إنك تعامل من لا يجهل . وإن الذي يحفظ عليك لا يغفل . تجهز فقد دنا منك سفر بعيد ، وداو ذنبك فقد دخله سقم شديد . ولا تحسب أني أردت توبيخك وتعنيفك وتعييرك ، لكني أردت أن ينعش الله ما [ قد ] فات من رأيك ويرد إليك ما عزب من دينك ، وذكرت قول الله تعالى في كتابه : * ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) * ( 2 ) .

----------

( 1 ) الأعراف : 169 .

( 2 ) الذاريات : 55 .

‹ صفحه 333 ›

أغفلت ذكر من مضى من أسنانك وأقرانك ، وبقيت بعدهم كقرن أعضب . أنظر هل ابتلوا بمثل ما ابتليت ؟ أم هل وقعوا في مثل ما وقعت فيه ؟ أم هل تراهم ذكرت خيرا أهملوه وعلمت شيئا جهلوه ؟ بل حظيت بما حل من حالك في صدور العامة وكلفهم ( 1 ) بك ، إذ صاروا يقتدون برأيك ويعملون بأمرك .

إن أحللت أحلوا وإن حرمت حرموا ، وليس ذلك عندك ، ولكن أظهرهم عليك رغبتهم فيما لديك ، [ و ] ذهاب علمائهم وغلبة الجهل عليك وعليهم ، وحب الرئاسة وطلب الدنيا منك ومنهم .

أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرة وما الناس فيه من البلاء والفتنة ؟ ! قد ابتليتهم وفتنتهم بالشغل عن مكاسبهم مما رأوا ، فتاقت نفوسهم إلى أن يبلغوا من العلم ما بلغت ، أو يدركوا به مثل الذي أدركت ، فوقعوا منك في بحر لا يدرك عمقه ، وفي بلاء لا يقدر قدره ، فالله لنا ولك وهو المستعان .

أما بعد ، فأعرض عن كل ما

أنت فيه حتى تلحق بالصالحين ، الذين دفنوا في أسمالهم ، لاصقة بطونهم بظهورهم ، ليس بينهم وبين الله حجاب ، ولا تفتنهم الدنيا ولا يفتنون بها ، رغبوا فطلبوا فما لبثوا أن لحقوا .

فإذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا المبلغ - مع كبر سنك ورسوخ علمك وحضور أجلك - فكيف يسلم الحدث في سنه ، الجاهل في علمه ، المأفون في رأيه ، المدخول في عقله ؟ ! إنا لله وإنا إليه راجعون . على من المعول ؟ وعند من المستعتب ؟ نشكو إلى الله بثنا وما نرى فيك ، ونحتسب عند الله مصيبتنا بك .

فانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيرا وكبيرا ؟ وكيف إعظامك لمن جعلك بدينه في الناس جميلا ؟ وكيف صيانتك لكسوة من جعلك بكسوته في

----------

( 1 ) كلف بالشئ كلفا وكلفة فهو كلف ومكلف : لهج به ، كلف بها أشد الكلف أي أحبها . الكلف : الولوع بالشئ مع شغل قلب ومشقة . ( لسان العرب : 9 / 307 ) .

‹ صفحه 334 ›

الناس ستيرا ؟ وكيف قربك أو بعدك ممن أمرك أن تكون منه قريبا ذليلا ؟ ما لك لا تنتبه من نعستك وتستقيل من عثرتك ؟ ! فتقول : والله ما قمت لله مقاما واحدا أحييت به له دينا أو أمت له فيه باطلا ، فهذا شكرك من استحملك ( استعملك - خ ل ) ! ما أخوفني أن تكون كمن قال الله تعالى في كتابه : * ( أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) * ( 1 ) استحملك كتابه واستودعك علمه فأضعتها ، فنحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به

، والسلام ( 2 ) .

772 - يزيد بن عبد الله عمن حدثه : كتب أبو جعفر ( عليه السلام ) إلى سعد الخير : بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد ، فإني أوصيك بتقوى الله فإن فيها السلامة من التلف والغنيمة في المنقلب ، إن الله عز وجل يقي بالتقوى عن العبد ما عزب عنه عقله ( 3 ) ، ويجلي بالتقوى عنه عماه وجهله ، وبالتقوى نجا نوح ومن معه في السفينة وصالح ومن معه من الصاعقة ، وبالتقوى فاز الصابرون ونجت تلك العصب ( 4 ) من المهالك ،

ولهم إخوان على تلك الطريقة يلتمسون تلك الفضيلة ، نبذوا طغيانهم من الإيراد بالشهوات لما بلغهم في الكتاب من المثلات ، حمدوا ربهم على ما رزقهم وهو أهل الحمد ، وذموا أنفسهم على ما فرطوا وهم أهل الذم ، وعلموا أن الله تبارك وتعالى الحليم العليم ، إنما غضبه على من لم يقبل منه رضاه ، وإنما يمنع من لم يقبل منه عطاه ، وإنما يضل من لم يقبل منه هداه .

ثم أمكن أهل السيئات من التوبة بتبديل الحسنات ، دعا عباده في الكتاب إلى ذلك بصوت رفيع لم ينقطع ولم يمنع دعاء عباده ، فلعن الله الذين يكتمون ما أنزل الله ، وكتب على نفسه الرحمة فسبقت قبل الغضب فتمت صدقا وعدلا ، فليس يبتدئ العباد بالغضب

----------

( 1 ) مريم : 59 .

( 2 ) تحف العقول : 274 .

( 3 ) عزب : أي بعد ، وفي بعض النسخ " نفى بالتقوى عن العبد ما عزب عنه عقله " . ( كما في هامش الكافي ) .

( 4 ) العصب :

جمع العصبة ، وهي من الرجال والخيل والطير ما بين العشرة إلى الأربعين . ( كما في هامش الكافي ) .

‹ صفحه 335 ›

قبل أن يغضبوه ، وذلك من علم اليقين وعلم التقوى .

وكل أمة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه وولاهم عدوهم حين تولوه . وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده ، فهم يروونه ولا يرعونه ، والجهال يعجبهم حفظهم للرواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية .

وكان من نبذهم الكتاب أن ولوه الذين لا يعلمون ( 1 ) ، فأوردوهم الهوى ، وأصدروهم إلى الردئ ، وغيروا عرى الدين ، ثم ورثوه في السفه والصبا ( 2 ) ، فالأمة يصدرون عن أمر الناس بعد أمر الله تبارك وتعالى وعليه يردون ، فبئس للظالمين بدلا ولآية الناس ( 3 ) بعد ولاية الله ، وثواب الناس بعد ثواب الله ، ورضا الناس بعد رضا الله ، فأصبحت الأمة كذلك وفيهم المجتهدون في العبادة على تلك الضلالة ، معجبون مفتونون ، فعبادتهم فتنة لهم ولمن اقتدى بهم .

وقد كان في الرسل ذكرى للعابدين ، إن نبيا من الأنبياء كان يستكمل الطاعة ، ثم يعصي الله تبارك وتعالى في الباب الواحد ، فخرج به من الجنة ( 4 ) . و ( 5 ) ينبذ به في بطن الحوت ، ثم لا ينجيه إلا الاعتراف والتوبة . فاعرف أشباه الأحبار والرهبان الذين ساروا بكتمان الكتاب وتحريفه ، فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين .

----------

( 1 ) أي جعلوا ولي الكتاب والقيم عليه والحاكم به الذين لا يعلمونه ، وجعلوهم رؤساء على أنفسهم يتبعونهم في الفتاوى وغيرها . ( كما في هامش

الكافي نقلا عن مرآة العقول ) .

( 2 ) أي جعلوه ميراثا يرثه كل سفيه جاهل أو صبي غير عاقل . وقوله الآتي : " بعد أمر الله " أي صدوره أو الاطلاع عليه أو تركه ، والورود والصدور كنايتان عن الإتيان للسؤال والأخذ والرجوع بالقبول . ( كما في هامش الكافي نقلا عن مرآة العقول ) .

( 3 ) " ولآية الناس " هو المخصوص بالذم . ( كما في هامش الكافي ) .

( 4 ) أشار به إلى آدم ( عليه السلام ) ، والمراد بالعصيان هنا ترك الأولى .

( 5 ) الواو هنا بمعنى " أو " ، أشار به إلى يونس ( عليه السلام ) .

ثم اعرف أشباههم من هذه الأمة الذين أقاموا حروف الكتاب وحرفوا حدوده ( 1 ) ، فهم مع السادة والكبرة ( والكثرة - خ ل ) ، فإذا تفرقت قادة الأهواء كانوا مع أكثرهم دنيا ، وذلك مبلغهم من العلم ( 2 ) . لا يزالون كذلك في طبع وطمع ، لا يزال يسمع صوت إبليس على ألسنتهم بباطل كثير .

يصبر منهم العلماء على الأذى والتعنيف ، ويعيبون على العلماء بالتكليف ( 3 ) .

والعلماء في أنفسهم خانة إن كتموا النصيحة ، إن رأوا تائها ضالا لا يهدونه أو ميتا لا يحيونه ، فبئس ما يصنعون ! لأن الله تبارك وتعالى أخذ عليهم الميثاق في الكتاب أن يأمروا بالمعروف وبما أمروا به ، وأن ينهوا عما نهوا عنه ، وأن يتعاونوا على البر والتقوى ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان ، فالعلماء من الجهال في جهد وجهاد ، إن وعظت قالوا : طغت وإن علموا ( عملوا

- خ ل ) الحق الذي تركوا قالوا : خالفت ، وإن اعتزلوهم قالوا : فارقت ، وإن قالوا : هاتوا برهانكم على ما تحدثون قالوا : نافقت ، وإن أطاعوهم قالوا : عصت الله عز وجل ، فهلك جهال فيما لا يعلمون ، أميون فيما يتلون ، يصدقون بالكتاب عند التعريف ( التحريف - خ ل ) ويكذبون به عند التحريف ، فلا ينكرون .

أولئك أشباه الأحبار والرهبان قادة في الهوى ، سادة في الردى . وآخرون منهم جلوس بين الضلالة والهدى ، لا يعرفون إحدى الطائفتين من الأخرى ، يقولون ما كان

----------

( 1 ) إنما شبه هؤلاء العباد وعلماء العوام المفتونين بالحطام بالأحبار والرهبان لشرائهم الدنيا بالآخرة بكتمانهم العلم ، وتحريفهم الكلم عن مواضعه وأكلهم أموال الناس بالباطل ، وصدهم عن سبيل الله ، كما أنهم كانوا كذلك على ما وصفهم الله في القرآن في عدة مواضع ، والمراد بالسادة والكبرة : السلاطين والحكام وأعوانهم الظلمة . ( كما في هامش الكافي نقلا عن الوافي ) .

( 2 ) إشارة إلى الآية 31 من سورة النجم . والطبع - بالتحريك - : الرين ، و - بالسكون - : الختم ( كما في هامش الكافي ) .

( 3 ) " منهم " أي من أشباه الأحبار والرهبان " العلماء " يعني العلماء بالله الربانيين . " بالتكليف " يعني تكليفهم بالحق . ( كما في هامش الكافي نقلا عن الوافي ) .

‹ صفحه 337 ›

ما كان الناس يعرفون هذا ولا يدرون ما هو ، وصدقوا تركهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على البيضاء ( 1 ) ليلها من نهارها ،

لم يظهر فيهم بدعة ولم يبدل فيهم سنة ، لا خلاف عندهم ولا اختلاف ،

فلما غشى الناس ظلمة خطاياهم صاروا إمامين : داع إلى الله تبارك وتعالى وداع إلى النار ، فعند ذلك نطق الشيطان ، فعلا صوته على لسان أوليائه ، وكثر خيله ورجله ( 2 ) ، وشارك في المال والولد من أشركه ، فعمل بالبدعة وترك الكتاب والسنة .

ونطق أولياء الله بالحجة وأخذوا بالكتاب والحكمة ، فتفرق من ذلك اليوم أهل الحق وأهل الباطل ، وتخاذل ( 3 ) وتهادن أهل الهدى ، وتعاون أهل الضلالة ، حتى كانت الجماعة مع فلان وأشباهه ،

فاعرف هذا الصنف . وصنف آخر ، فأبصرهم رأي العين نجباء ( 4 ) ، وألزمهم حتى ترد أهلك ، ف* ( إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين ) * ( 5 ) ( 6 ) .

----------

( 1 ) يعني الشريعة ، الواضح مجهولها عن معلومها ، وعالمها عن جاهلها . ( كما في هامش الكافي ) .

( 2 ) الخيل : جماعة الفرسان ، والرجل : جماعة المشاة ، أي أعوانه الأقوياء والضعفاء . ( كما في هامش الكافي نقلا عن مرآة العقول ) .

( 3 ) أي تركوا نصرة الحق . وفي بعض النسخ " تخادن " من الخدن وهو الصديق . وتهادن من المهادنة بمعنى المصالحة ، وفي بعض النسخ " تهاون " أي عن نصرة الحق ، وهذا أنسب للتخاذل ، كما أن التهادن أنسب للتخادن . ( كما في هامش الكافي نقلا مرآة العقول ) . ( 4 ) بالنون والجيم والباء الموحدة ، وفي بعض النسخ

" تحيا " من الحياة . ( كما في هامش الكافي نقلا عن الوافي ) .

( 5 ) الزمر : 15 .

( 6 ) الكافي : 8 / 52 / 16 .

‹ صفحه 339 ›

الفصل الرابع جوامع وصاياهم

773 - عبد الرحمن بن الحجاج : بعث إلي أبو الحسن موسى ( عليه السلام ) بوصية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهي :

بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب ، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، صلى الله عليه وآله ، ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين .

ثم إني أوصيك يا حسن وجميع أهل بيتي وولدي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ربكم ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول :

صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام ، وإن المبيرة ( 1 ) الحالقة ( 2 ) للدين فساد ذات البين ، ولا قوة إلا بالله العلي

‹ صفحه 340 ›

العظيم ، انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب .

الله الله في الأيتام ، فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم ، فقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله عز وجل له بذلك الجنة ، كما أوجب لأكل مال اليتيم النار .

الله الله في القرآن ، فلا يسبقكم

إلى العمل به أحد غيركم . الله الله في جيرانكم ، فإن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أوصى بهم ، وما زال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم .

الله الله في بيت ربكم ، فلا يخل منكم ما بقيتم ، فإنه إن ترك لم تناظروا ، وأدنى ما يرجع به من أمه أن يغفر له ما سلف .

الله الله في الصلاة ، فإنها خير العمل ، إنها عمود دينكم .

الله الله في الزكاة ، فإنها تطفئ غضب ربكم . الله الله في شهر رمضان ، فإن صيامه جنة من النار . الله الله في الفقراء والمساكين ، فشاركوهم في معايشكم .

الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ، فإنما يجاهد رجلان : إمام هدى ، أو مطيع له مقتد بهداه .

الله الله في ذرية نبيكم ، فلا يظلمن بحضرتكم وبين ظهرانيكم وأنتم تقدرون على الدفع عنهم .

الله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يؤوا محدثا ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أوصى بهم ، ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدث .

الله الله في النساء وفيما ملكت أيمانكم ، فإن آخر ما تكلم به نبيكم ( عليه السلام ) أن قال : أوصيكم بالضعيفين : النساء وما ملكت أيمانكم . الصلاة الصلاة الصلاة ، لا تخافوا في الله لومة لائم ، يكفكم الله من آذاكم وبغى عليكم ، قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عز وجل ، ولا تتركوا الأمر

----------

( 1 ) مبيرة : مهلكة ( لسان العرب : 4 / 86 ) .

( 2 ) الحالقة :

الخصلة التي من شأنها أن تحلق ، أي تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموس الشعر ، وقيل : هي قطيعة الرحم والتظالم . ( النهاية : 1 / 428 ) .

بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله أمركم شراركم ، ثم تدعون فلا يستجاب لكم عليهم . وعليكم يا بني ، بالتواصل والتباذل والتبار ، وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق ، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب ، حفظكم الله من أهل بيت ، وحفظ فيكم نبيكم ، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ( 1 ) .

774 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - في وصيته لجابر بن يزيد الجعفي - : إعلم بأنك لا تكون لنا وليا حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك وقالوا : " إنك رجل سوء " لم يحزنك ذلك ، ولو قالوا : " إنك رجل صالح " لم يسرك ذلك ، ولكن أعرض نفسك على كتاب الله ، فإن كنت سالكا سبيله ، زاهدا في تزهيده ، راغبا في ترغيبه ، خائفا من تخويفه فاثبت وأبشر ، فإنه لا يضرك ما قيل فيك .

وإن كنت مبائنا للقرآن فماذا الذي يغرك من نفسك ؟ ! ( 2 ) .

775 - عنه ( عليه السلام ) : - إنه أوصى بعض شيعته - : يا معشر شيعتنا ، اسمعوا وافهموا وصايانا وعهدنا إلى أوليائنا ، أصدقوا في قولكم ، وبروا في أيمانكم لأوليائكم وأعدائكم ، وتواسوا بأموالكم ، وتحابوا بقلوبكم ، وتصدقوا على فقرائكم ، واجتمعوا على أمركم ، ولا تدخلوا غشا ولا خيانة على أحد ، ولا تشكوا

بعد اليقين ، ولا ترجعوا بعد الإقدام جبنا ، ولا يول أحد منكم أهل مودته قفاه ، ولا تكونن شهوتكم في مودة غيركم ، ولا مودتكم فيما سواكم ، ولا عملكم لغير ربكم ، ولا إيمانكم وقصدكم لغير نبيكم ، واستعينوا بالله واصبروا ، * ( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) * ( 3 ) ، وإن الأرض لله يورثها عباده

----------

( 1 ) الكافي : 7 / 51 / 7 .

( 2 ) تحف العقول : 284 .

( 3 ) الأعراف : 128 .

‹ صفحه 342 ›

الصالحين .

ثم قال : إن أولياء الله وأولياء رسوله من شيعتنا : من إذا قال صدق ، وإذا وعد وفى ، وإذا ائتمن أدى ، وإذا حمل في الحق احتمل ، وإذا سئل الواجب أعطى ، وإذا أمر بالحق فعل .

شيعتنا من لا يعدو علمه سمعه ، شيعتنا من لا يمدح لنا معيبا ، ولا يواصل لنا مبغضا ، ولا يجالس لنا قاليا ، إن لقي مؤمنا أكرمه ، وإن لقي جاهلا هجره . شيعتنا من لا يهر هرير الكلب ، ولا يطمع طمع الغراب ، ولا يسأل أحدا إلا من إخوانه وإن مات جوعا . شيعتنا من قال بقولنا وفارق أحبته فينا ، وأدنى البعداء في حبنا ، وأبعد القرباء في بغضنا ( 1 ) .

776 - عبد الله بن بكير عن رجل عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : دخلنا عليه جماعة ، فقلنا : يا بن رسول الله ، إنا نريد العراق فأوصنا ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ليقو شديدكم ضعيفكم ، وليعد غنيكم على

فقيركم ، ولا تبثوا سرنا ولا تذيعوا أمرنا ، وإذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهدا أو شاهدين من كتاب الله فخذوا به وإلا فقفوا عنده ، ثم ردوه إلينا حتى يستبين لكم . . . ( 2 ) .

777 - الخطاب الكوفي ومصعب بن عبد الله الكوفي : دخل سدير الصيرفي على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، وعنده جماعة من أصحابه ، فقال له : يا سدير ، لا تزال شيعتنا مرعيين محفوظين مستورين معصومين ما أحسنوا النظر لأنفسهم فيما بينهم وبين خالقهم ، وصحت نياتهم لأئمتهم ، وبروا إخوانهم ، فعطفوا على ضعيفهم ، وتصدقوا على ذوي الفاقة منهم ، إنا لا نأمر بظلم ، ولكنا نأمركم بالورع ، الورع الورع ، والمواساة المواساة لإخوانكم ، فإن أولياء الله لم يزالوا مستضعفين قليلين منذ خلق الله آدم ( عليه السلام ) ( 3 ) .

----------

( 1 ) دعائم الاسلام : 1 / 64 .

( 2 ) الكافي : 2 / 222 / 4 .

( 3 ) المحاسن : 1 / 258 / 492 .

‹ صفحه 343 ›

778 - إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه كتب بهذه الرسالة إلى أصحابه وأمرهم بمدارستها والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها ، فكانوا يضعونها في مساجد بيوتهم ، فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها : أما بعد ، فاسألوا ربكم العافية ، وعليكم بالدعة والوقار والسكينة ، وعليكم بالحياء والتنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم . . .

وإياكم أن تزلقوا ألسنتكم بقول الزور والبهتان والإثم والعدوان ، فإنكم إن كففتم ألسنتكم عما يكرهه الله مما نهاكم عنه كان خيرا

لكم عند ربكم من أن تزلقوا ألسنتكم به ، فإن زلق اللسان فيما يكره الله وما [ ي] نهى عنه مرداة للعبد عند الله ومقت من الله وصم وعمي وبكم ( 1 ) يورثه الله إياه يوم القيامة فتصيروا كما قال الله : * ( صم بكم عمي فهم لا يرجعون ) * ( 2 ) يعني لا ينطقون * ( ولا يؤذن لهم فيعتذرون ) * ( 3 ) .

وإياكم وما نهاكم الله عنه أن تركبوه ، وعليكم بالصمت إلا فيما ينفعكم الله به من أمر آخرتكم ويأجركم عليه . وأكثروا من التهليل والتقديس والتسبيح والثناء على الله والتضرع إليه والرغبة فيما عنده من الخير الذي لا يقدر قدره ولا يبلغ كنهه أحد ، فاشغلوا ألسنتكم بذلك عما نهى الله عنه من أقاويل الباطل التي تعقب أهلها خلودا في النار ، من مات عليها ولم يتب إلى الله ولم ينزع عنها .

وعليكم بالدعاء فإن المسلمين لم يدركوا نجاح الحوائج عند ربهم بأفضل من الدعاء والرغبة إليه والتضرع إلى الله والمسألة [ له ] ، فارغبوا فيما رغبكم الله فيه ، وأجيبوا الله إلى ما دعاكم إليه لتفلحوا وتنجوا من عذاب الله ، وإياكم أن تشره أنفسكم إلى شئ مما حرم الله عليكم ، فإنه من انتهك ما حرم الله عليه هاهنا

----------

( 1 ) كذا في المصدر ، والصحيح " صمم وعمي وبكم " .

( 2 ) البقرة : 18 .

( 3 ) المرسلات : 36 .

‹ صفحه 344 ›

في الدنيا حال الله بينه وبين الجنة ونعيمها ولذتها وكرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين .

واعلموا أنه بئس الحظ الخطر لمن خاطر الله بترك طاعة

الله وركوب معصيته ، فاختار أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها على خلود نعيم في الجنة ولذاتها وكرامة أهلها .

ويل لأولئك ! ما أخيب حظهم وأخسر كرتهم وأسوأ حالهم عند ربهم يوم القيامة ! استجيروا الله أن يجيركم في مثالهم أبدا وأن يبتليكم بما ابتلاهم به ، ولا قوة لنا ولكم إلا به . . . أكثروا من أن تدعوا الله فإن الله يحب من عباده المؤمنين أن يدعوه ، وقد وعد الله عباده المؤمنين بالاستجابة ، والله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة ، فأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل والنهار ، فإن الله أمر بكثرة الذكر له ، والله ذاكر لمن ذكره من المؤمنين .

واعلموا أن الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين إلا ذكره بخير ، فأعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته ، فإن الله لا يدرك شئ من الخير عنده إلا بطاعته واجتناب محارمه التي حرم الله في ظاهر القرآن وباطنه ، فإن الله تبارك وتعالى قال في كتابه وقوله الحق : * ( وذروا ظاهر الإثم وباطنه ) * ( 1 ) واعلموا أن ما أمر الله به أن تجتنبوه فقد حرمه . واتبعوا آثار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسنته ، فخذوا بها ولا تتبعوا أهواءكم وآراءكم فتضلوا ، فإن أضل الناس عند الله من اتبع هواه ورأيه بغير هدى من الله .

وأحسنوا إلى أنفسكم ما استطعتم ، فإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها . . . أيتها العصابة الحافظ الله لهم أمرهم ، عليكم بآثار رسول الله (

صلى الله عليه وآله ) وسنته وآثار الأئمة الهداة من أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من بعده وسنتهم ، فإنه من أخذ

‹ صفحه 345 ›

بذلك فقد اهتدى ومن ترك ذلك ورغب عنه ضل ، لأنهم هم الذين أمر الله بطاعتهم وولايتهم ، وقد قال أبونا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : المداومة على العمل في اتباع الآثار والسنن وإن قل أرضى لله وأنفع عنده في العاقبة من الاجتهاد في البدع واتباع الأهواء . ألا إن اتباع الأهواء واتباع البدع بغير هدى من الله ضلال ، وكل ضلالة بدعة وكل بدعة في النار . ولن ينال شئ من الخير عند الله إلا بطاعته والصبر والرضا ، لأن الصبر والرضا من طاعة الله .

واعلموا أنه لن يؤمن عبد من عبيده حتى يرضى عن الله فيما صنع الله إليه وصنع به ، على ما أحب وكره . ولن يصنع الله بمن صبر ورضي عن الله إلا ما هو أهله وهو خير له مما أحب وكره . وعليكم بالمحافظة على الصلوات والصلاة الوسطى ، وقوموا لله قانتين كما أمر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم وإياكم .

وعليكم بحب المساكين المسلمين ، فإنه من حقرهم وتكبر عليهم فقد زل عن دين الله ، والله له حاقر ماقت ، وقد قال أبونا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أمرني ربي بحب المساكين المسلمين [ منهم ] .

واعلموا أن من حقر أحدا من المسلمين ألقى الله عليه المقت منه والمحقرة حتى يمقته الناس والله له أشد مقتا ، فاتقوا الله في إخوانكم المسلمين المساكين ، فإن لهم عليكم حقا أن

تحبوهم ، فإن الله أمر رسوله ( صلى الله عليه وآله ) بحبهم ، فمن لم يحب من أمر الله بحبه فقد عصى الله ورسوله ، ومن عصى الله ورسوله ومات على ذلك مات وهو من الغاوين . وإياكم والعظمة والكبر ، فإن الكبر رداء الله عز وجل ، فمن نازع الله رداءه قصمه الله وأذله يوم القيامة .

وإياكم أن يبغي بعضكم على بعض ، فإنها ليست من خصال الصالحين ، فإنه من بغى صير الله بغيه على نفسه وصارت نصرة الله لمن بغي عليه ، ومن نصره الله غلب وأصاب الظفر من الله .

وإياكم أن يحسد بعضكم بعضا ، فإن الكفر أصله الحسد . وإياكم أن تعينوا على مسلم مظلوم

----------

( 1 ) الأنعام : 120 .

فيدعو الله عليكم ويستجاب له فيكم ، فإن أبانا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يقول : إن دعوة المسلم المظلوم مستجابة .

وليعن بعضكم بعضا ، فإن أبانا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يقول : إن معونة المسلم خير وأعظم أجرا من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام . وإياكم وإعسار أحد من إخوانكم المسلمين أن تعسروه بالشئ يكون لكم قبله وهو معسر ، فإن أبانا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يقول : ليس لمسلم أن يعسر مسلما ، ومن أنظر معسرا أظله الله بظله يوم لا ظل إلا ظله . . . واعلموا أن الاسلام هو التسليم ، والتسليم هو الاسلام ، فمن سلم فقد أسلم ، ومن لم يسلم فلا إسلام له ، ومن سره أن يبلغ إلى نفسه في الإحسان فليطع الله ، فإنه من

أطاع الله فقد أبلغ إلى نفسه في الإحسان .

وإياكم ومعاصي الله أن تركبوها ، فإنه من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ في الإساءة إلى نفسه . وليس بين الإحسان والإساءة منزلة ، فلأهل الإحسان عند ربهم الجنة ، ولأهل الإساءة عند ربهم النار ، فاعملوا بطاعة الله واجتنبوا معاصيه .

واعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه شيئا ، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك ، فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله فليطلب إلى الله أن يرضى عنه . واعلموا أن أحدا من خلق الله لم يصب رضا الله إلا بطاعته وطاعة رسوله وطاعة ولاة أمره من آل محمد صلوات الله عليهم ، ومعصيتهم من معصية الله ، ولم ينكر لهم فضلا عظم أو صغر .

. . سلوا الله العافية واطلبوها إليه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . صبروا النفس على البلاء في الدنيا ، فإن تتابع البلاء فيها والشدة في طاعة الله وولايته وولاية من أمر بولايته خير عاقبة عند الله في الآخرة من ملك الدنيا وإن طال تتابع نعيمها وزهرتها وغضارة عيشها في معصية الله وولاية من نهى الله عن ولايته وطاعته ، فإن الله أمر بولاية الأئمة الذين سماهم الله في كتابه في قوله :

‹ صفحه 347 ›

( وجعلنا هم أئمة يهدون بأمرنا ) * ( 1 ) وهم الذين أمر الله بولايتهم وطاعتهم ، والذين نهى الله عن ولايتهم وطاعتهم وهم أئمة الضلالة . . . . واعلموا أن الله إذا أراد بعبد خيرا شرح صدره للإسلام ، فإذا أعطاه ذلك أنطق لسانه بالحق وعقد قلبه عليه فعمل به ،

فإذا جمع الله له ذلك تم له إسلامه وكان عند الله - إن مات على ذلك الحال - من المسلمين حقا .

وإذا لم يرد الله بعبد خيرا وكله إلى نفسه وكان صدره ضيقا حرجا ، فإن جرى على لسانه حق لم يعقد قلبه عليه ، وإذا لم يعقد قلبه عليه لم يعطه الله العمل به ، فإذا اجتمع ذلك عليه حتى يموت وهو على تلك الحال كان عند الله من المنافقين ، وصار ما جرى على لسانه - من الحق الذي لم يعطه الله أن يعقد قلبه عليه ولم يعطه العمل به - حجة عليه يوم القيامة ، فاتقوا الله وسلوه أن يشرح صدوركم للإسلام ، وأن يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتى يتوفاكم وأنتم على ذلك ، وأن يجعل منقلبكم منقلب الصالحين قبلكم ، ولا قوة إلا بالله ، والحمد لله رب العالمين .

ومن سره أن يعلم أن الله يحبه فليعمل بطاعة الله وليتبعنا ، ألم يسمع قول الله عز وجل لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) : * ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) * ( 2 ) ؟ والله ، لا يطيع الله عبد أبدا إلا أدخل الله عليه في طاعته إتباعنا . ولا والله ، لا يتبعنا عبد أبدا إلا أحبه الله . ولا والله ، لا يدع أحد اتباعنا أبدا إلا أبغضنا . ولا والله ، لا يبغضنا أحد أبدا إلا عصى الله ، ومن مات عاصيا لله أخزاه الله وأكبه على وجهه في النار ، والحمد لله رب العالمين ( 3 ) .

779 - عبد السلام بن صالح الهروي : سمعت أبا

الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول : رحم الله عبدا أحيا أمرنا . فقلت له : وكيف يحيي أمركم ؟ قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس ،

----------

( 1 ) الأنبياء : 73 .

( 2 ) آل عمران : 31 .

( 3 ) الكافي : 8 / 2 .

‹ صفحه 348 ›

فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا ( 1 ) .

780 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) - لعبد العظيم الحسني - : يا عبد العظيم ، أبلغ عني أوليائي السلام ، وقل لهم أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلا ، ومرهم بالصدق في الحديث وأداء الأمانة ، ومرهم بالسكوت ، وترك الجدال فيما لا يعنيهم ، وإقبال بعضهم على بعض ، والمزاورة ، فإن ذلك قربة إلي .

ولا يشتغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضا ، فإني آليت على نفسي أنه من فعل ذلك وأسخط وليا من أوليائي دعوت الله ليعذبه في الدنيا أشد العذاب وكان في الآخرة من الخاسرين .

وعرفهم أن الله قد غفر لمحسنهم وتجاوز عن مسيئهم ، إلا من أشرك به أو آذى وليا من أوليائي أو أضمر له سوءا ، فإن الله لا يغفر له حتى يرجع عنه ، فإن رجع وإلا نزع روح الإيمان عن قلبه وخرج عن ولايتي ، ولم يكن له نصيبا ( 2 ) في ولايتنا ، وأعوذ بالله من ذلك ( 3 ) .

----------

( 1 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 307 / 69 ، معاني الأخبار : 180 / 1 .

( 2 ) كذا في المصدر والظاهر أنه : نصيب .

( 3 ) الاختصاص : 247 .

‹ صفحه

349 ›

القسم الثامن حقوق أهل البيت

الفصل الأول معرفة حقوقهم

[احاديث]

781 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا ( 1 ) .

782 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : سراج المؤمن معرفة حقنا ، وأشد العمى من عمي عن فضلنا ( 2 ) .

783 - الإمام علي ( عليه السلام ) : لنا حق ، فإن أعطيناه ، وإلا ركبنا أعجاز الإبل وإن طال السرى ( 3 ) .

784 - عنه ( عليه السلام ) : من مات على فراشه وهو على معرفة حق ربه ورسوله وحق أهل بيته

----------

( 1 ) المعجم الأوسط : 2 / 360 / 2230 عن ابن أبي ليلى عن الإمام الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، ينابيع المودة : 2 / 272 / 775 عن جابر ، مجمع الزوائد : 9 / 272 / 15007 ، أمالي المفيد : 44 / 2 ، وذكره أيضا في : 13 / 1 وفيه " بمعرفتنا " بدل " بمعرفة حقنا " ، المحاسن : 1 / 134 / 169 والثلاثة الأخيرة عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) وفيها " لا ينتفع عبد بعمله " ، وراجع الغدير : 2 / 301 ، و : 10 / 280 ، إحقاق الحق : 9 / 428 .

( 2 ) جامع الأخبار : 505 / 1399 ، الخصال : 633 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام علي ( عليهم السلام ) ، تفسير فرات الكوفي : 368 / 499 عن

الإمام علي ( عليه السلام ) .

( 3 ) نهج البلاغة : الحكمة 22 .

‹ صفحه 352 ›

مات شهيدا ، ووقع أجره على الله سبحانه ، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله ، وقامت نيته مقام إصلاته سيفه ، فإن لكل شئ أجلا لا يعدوه ( 1 ) .

785 - جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) : سألته عن قول الله عز وجل : * ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ) * ( 2 ) ، فقال الظالم منا من لا يعرف حق الإمام ، والمقتصد العارف بحق الإمام ، والسابق بالخيرات بإذن الله هو الإمام * ( جنات عدن يدخلونها ) * ( 3 ) يعني السابق والمقتصد ( 4 ) .

786 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن الله عز وجل أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبينا عن دينه ، وأبلج بهم عن سبيل منهاجه ، وفتح بهم عن باطن ينابيع علمه ، فمن عرف من أمة محمد ( صلى الله عليه وآله ) واجب حق إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه وعلم فضل طلاوة إسلامه ( 5 ) .

----------

( 1 ) غرر الحكم : 9061 .

( 2 ) فاطر : 32 .

( 3 ) فاطر : 33 .

( 4 ) معاني الأخبار : 104 ، وراجع الكافي : 1 / 214 باب " في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة ( عليهم السلام ) " .

( 5 ) الكافي : 1 / 203

، الغيبة للنعماني : 224 / 7 ، مختصر بصائر الدرجات : 89 وفيه " طراوة " بدل " طلاوة " كلها عن إسحاق بن غالب ، بصائر الدرجات : 413 / 2 وفيه " طلاقة " بدل " طلاوة " عن ابن إسحاق بن غالب .

‹ صفحه 353 ›

الفصل الثاني الحث على رعاية حقوقهم

787 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ( 1 ) .

788 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أنشدكم الله في أهل بيتي ( 2 ) .

789 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أوصيكم بعترتي خيرا ( 3 ) .

----------

( 1 ) صحيح مسلم : 4 / 1873 / 2408 ، سنن الدارمي : 2 / 890 / 3198 ، مسند ابن حنبل : 7 / 75 / 19285 ، السنن الكبرى : 10 / 194 / 20335 ، تهذيب تاريخ دمشق : 5 / 439 ، الدر المنثور : 7 / 349 نقلا عن الترمذي والنسائي ، فرائد السمطين : 2 / 234 كلها عن زيد بن أرقم ، وراجع إحقاق الحق : 9 / 391 .

( 2 ) المعجم الكبير : 5 / 183 / 5027 ، كنز العمال : 13 / 640 / 37619 نقلا عن ابن جرير ، كلاهما عن زيد بن أرقم ، وراجع إحقاق الحق : 9 / 434 .

( 3 ) المستدرك على الصحيحين : 2 / 131 / 2559 ، مجمع الزوائد : 9 / 257 /

14960 كلاهما عن عبد الرحمن بن عوف ، كفاية الأثر : 41 عن سلمان الفارسي ، وذكر أيضا في : 129 عن حذيفة بن أسيد ، و : 132 عن عمران بن حصين ، و : 104 عن زيد بن أرقم وفيه " معاشر الناس ، أوصيكم الله في عترتي وأهل بيتي خيرا " ، وراجع إحقاق الحق : 9 / 432 .

‹ صفحه 354 ›

790 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أنا أول وافد على العزيز الجبار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثم أمتي ، ثم أسألهم : ما فعلتم بكتاب الله وبأهل بيتي ( 1 ) ؟

791 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أيها الناس ، الله الله في أهل بيتي ، فإنهم أركان الدين ومصابيح الظلم ومعدن العلم ( 2 ) .

792 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : اللهم أهل بيتي وأنا مستودعهم كل مؤمن ( 3 ) .

793 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من حفظني في أهل بيتي فقد اتخذ عند الله عهدا ( 4 ) .

794 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : احفظوني في عترتي ( 5 ) .

795 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أخلفوني في أهل بيتي ( 6 ) .

796 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : مؤمنوا أمتي يحفظون وديعتي في أهل بيتي إلى يوم القيامة ( 7 ) .

797 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من أحب أن يبارك له في أجله ، وأن يمتعه الله بما خوله فليخلفني في أهلي

خلافة حسنة ( 8 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 2 / 600 / 4 عن أبي الجارود عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، مختصر بصائر الدرجات : 89 نحوه عن شعيب الحداد عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

( 2 ) خصائص الأئمة ( عليهم السلام ) : 75 عن عيسى الضرير عن الإمام الكاظم عن أبيه ( عليهما السلام ) ، والمتن موافق لما في البحار : 22 / 487 / 31 نقلا عن خصائص الأئمة .

( 3 ) تهذيب تاريخ دمشق : 4 / 322 عن أنس ، ينابيع المودة : 2 / 71 / 11 وفيه " اللهم هؤلاء أهلي . . . " ، وراجع إحقاق الحق : 9 / 435 .

( 4 ) ذخائر العقبى : 18 عن عبد العزيز بإسناده ، ينابيع المودة : 2 / 114 / 323 عن عبد العزيز مرسلا ، وراجع إحقاق الحق : 9 / 418 .

( 5 ) مسند الشهاب : 1 / 419 / 474 عن أنس ، إحقاق الحق : 9 / 434 نقلا عن تاريخ حضرموت .

( 6 ) الصواعق المحرقة : 150 ، الجامع الصغير : 1 / 50 / 302 ، مجمع الزوائد : 9 / 257 / 14961 ، ينابيع المودة : 1 / 126 / 62 وزاد في آخره " خيرا " كلها عن ابن عمر ، وراجع إحقاق الحق : 9 / 448 .

( 7 ) الكافي : 2 / 46 / 3 عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن الإمام الجواد عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 8

) كنز العمال : 12 / 99 / 34171 عن عبد الله بن بدر الخطمي عن أبيه .

‹ صفحه 355 ›

798 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي ( 1 ) .

799 - ابن عباس : صعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المنبر ، فخطب واجتمع الناس إليه فقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا معشر المؤمنين ، إن الله عز وجل أوحى إلي إني مقبوض - إلى أن قال : - أيها الناس ، اسمعوا قولي واعرفوا حق نصيحتي ولا تخلفوني في أهل بيتي إلا بالذي أمرتم به من حفظهم ، فإنهم حامتي وقرابتي وإخوتي وأولادي ، وإنكم مجموعون ومساءلون عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، إنهم أهل بيتي ( 2 ) .

800 - ابن عباس : لما رجعنا من حجة الوداع جلسنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مسجده فقال . . . - وذكر الحديث إلى أن قال : - أيها الناس ، الله الله في عترتي وأهل بيتي ، فإن فاطمة بضعة مني ، وولديها عضداي ، وأنا وبعلها كالضوء ، اللهم ارحم من رحمهم ، ولا تغفر لمن ظلمهم ( 3 ) .

801 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في وصيته - : الله الله في ذرية نبيكم ، فلا يظلمن بحضرتكم وبين ظهرانيكم وأنتم تقدرون على الدفع عنهم ( 4 ) .

802 - عنه ( عليه السلام ) - لما ولى محمد بن أبي بكر مصر - : يا عباد الله ، إن اتقيتم وحفظتم نبيكم في

أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ما عبد ، وذكرتموه بأفضل ما ذكر ، وشكرتموه بأفضل ما شكر ، وأخذتم بأفضل الصبر والشكر ، واجتهدتم أفضل الاجتهاد ،

----------

( 1 ) المعجم الكبير : 4 / 192 / 4111 عن خالد بن عرفطة .

( 2 ) أمالي الصدوق : 62 / 11 ، التحصين : 598 باب 4 .

( 3 ) البحار : 23 / 143 / 97 نقلا عن الفضائل وكتاب الروضة ، إحقاق الحق : 9 / 198 .

( 4 ) الكافي : 7 / 52 / 7 عن عبد الرحمن بن الحجاج عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، التهذيب : 9 / 177 / 714 عن جابر عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) وأبان رفعه إلى سليم بن قيس ، الفقيه : 4 / 191 / 5433 عن سليم بن قيس ، تحف العقول : 198 وفيه " المنع " بدل " الدفع " ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 926 وفيها " فلا يظلمن بين أظهركم " .

وإن كان غيركم أطول منكم صلاة ، وأكثر منكم صياما ، فأنتم أتقى لله منه وأنصح لأولي الأمر ( 1 ) .

803 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : احفظوا فينا ما حفظ العبد الصالح في اليتيمين ، وكان أبوهما صالحا ( 2 ) .

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 27 / 31 عن أبي إسحاق الهمداني .

( 2 ) أمالي الطوسي : 273 / 514 عن البرذون بن شبيب .

‹ صفحه 357 ›

الفصل الثالث عناوين حقوقهم

( 3 / 1 )

المودة

* ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة

في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور ) * ( 1 ) . * ( قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله وهو على كل شئ شهيد ) * ( 2 ) . * ( قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ) * ( 3 ) .

804 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن الأنصار جاؤوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا : يا رسول الله ، إنا كنا ضلالا فهدانا الله بك ، وعيلة فأغنانا الله بك ، فاسألنا من أموالنا ما شئت

----------

( 1 ) الشورى : 23 .

( 2 ) سبأ : 47 .

( 3 ) الفرقان : 57 .

‹ صفحه 358 ›

فهو لك ، فأنزل الله عز وجل : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * . ثم رفع أبو عبد الله يده إلى السماء وبكى حتى اخضلت لحيته وقال : الحمد لله الذي فضلنا ( 1 ) .

805 - طاووس عن ابن عباس في قول الله عز وجل : * ( إلا المودة في القربى ) * : فقال سعيد بن جبير : قربى آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) .

806 - ابن عباس : لما نزلت : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * قالوا : يا رسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وابناها ( عليهم السلام ) (

3 ) .

807 - ابن عباس : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : * ( لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * أن تحفظوني في أهل بيتي وتودوهم بي ( 4 ) .

808 - جابر : جاء أعرابي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا محمد ، أعرض علي الاسلام ، فقال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله . قال : تسألني عليه أجرا ؟ قال : لا ، إلا المودة في القربى . قال : قرباي أو قرباك ؟ قال : قرباي ، قال : هات أبايعك ، فعلى من لا يحبك ولا يحب قرباك لعنة الله ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : آمين ( 5 ) .

----------

( 1 ) دعائم الاسلام : 1 / 67 ، وراجع : ص 68 .

( 2 ) صحيح البخاري : 4 / 1819 / 4541 ، وذكر أيضا في : 3 / 1289 / 3306 وفيه " قربى محمد " ، سنن الترمذي : 5 / 377 / 3251 ، مسند ابن حنبل : 1 / 614 / 2599 ، وراجع إحقاق الحق : 3 / 3 ، المستدرك على الصحيحين : 2 / 482 / 3659 .

( 3 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 669 / 1141 ، المعجم الكبير : 3 / 47 / 2641 ، الكشاف : 3 / 402 ، الدر المنثور : 7 / 348 نقلا عن ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه ، تفسير

فرات الكوفي : 389 / 516 - 520 ، مجمع البيان : 9 / 43 ، وراجع شواهد التنزيل : 2 / 189 ، الغدير : 2 / 307 / 1 .

( 4 ) الدر المنثور : 7 / 348 نقلا عن أبي نعيم والديلمي ، وراجع مجمع البيان : 9 / 43 .

( 5 ) حلية الأولياء : 3 / 201 ، كفاية الطالب : 90 .

‹ صفحه 359 ›

809 - ابن عباس : قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقد أرسلني إلى حاجة : فإن أردت حاجتك فأحب عليا وذريته ، فإن حبهم فرض من الله عز وجل للعباد ( 1 ) .

810 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى فليتمسك بحب علي وأهل بيتي ( 2 ) .

811 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من أراد أن يتمسك بعروة الله الوثقى التي قال الله تعالى في كتابه ، فليوال علي بن أبي طالب والحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، فإن الله يحبهما ( 3 ) من فوق عرشه ( 4 ) .

812 - الإمام علي ( عليه السلام ) : عليكم بحب آل نبيكم فإنه حق الله عليكم والموجب على الله حقكم ، ألا ترون إلى قول الله تعالى : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ( 5 ) .

813 - زاذان عن الإمام علي ( عليه السلام ) : فينا آل حم ، إنه لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن ، ثم قرأ * ( قل لا أسألكم عليه

أجرا إلا المودة في القربى ) * ( 6 ) .

814 - الإمام علي ( عليه السلام ) : العروة الوثقى المودة لآل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ( 7 ) .

815 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : خطب الحسن بن علي الناس حين قتل علي ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : . . . وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل

----------

( 1 ) ينابيع المودة : 2 / 292 / 842 .

( 2 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 58 / 216 عن أبي محمد التميمي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، ينابيع المودة : 2 / 268 / 761 عن الإمام علي ( عليه السلام ) .

( 3 ) هكذا في المصدر ، والصواب " يحبهم " .

( 4 ) كامل الزيارات : 51 عن جابر عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .

( 5 ) غرر الحكم : 6169 .

( 6 ) تاريخ إصبهان : 2 / 134 / 1309 ، كنز العمال : 2 / 290 / 4030 عن ابن مردويه وابن عساكر وفيه " فينا في الرحم آية " ، الصواعق المحرقة : 170 ، شواهد التنزيل : 2 / 205 / 838 ، مجمع البيان : 9 / 43 ، الغدير : 2 / 308 / 6 وفيها " فينا آل حم آية " .

( 7 ) ينابيع المودة : 1 / 331 / 2 عن حصين بن مخارق عن الإمام الكاظم عن آبائه ( عليهم السلام ) .

‹ صفحه

360 ›

مسلم ، فقال تبارك وتعالى لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ) * فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت ( 1 ) .

816 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) - في قول الله عز وجل : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * - : إن القرابة التي أمر الله بصلتها وعظم من حقها وجعل الخير فيها قرابتنا أهل البيت الذين أوجب [ الله ] حقنا على كل مسلم ( 2 ) .

817 - حكيم بن جبير : سألت علي بن الحسين بن علي عن هذه الآية * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ، قال : هي قرابتنا أهل البيت من محمد ( صلى الله عليه وآله ) ( 3 ) .

818 - أبو الديلم : لما جئ بعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) أسيرا فأقيم على درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قربى الفتنة ، فقال له علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : أقرأت القرآن ؟ قال : نعم ، قال : أقرأت آل حم ؟ قال : قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم ؟ قال : ما قرأت * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ؟ قال : وإنكم لأنتم هم ؟ قال : نعم ( 4 ) .

819 - سلام بن المستنير : سألت أبا جعفر ( عليه السلام )

عن قول الله تعالى : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ، فقال : هي والله فريضة من الله على العباد لمحمد ( صلى الله عليه وآله ) في أهل بيته ( 5 ) .

----------

( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 189 / 4802 عن عمر بن علي ، مجمع الزوائد : 9 / 203 / 14798 نحوه عن أبي الطفيل عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، تأويل الآيات الظاهرة : 530 عن الحسن بن زيد عن أبيه ( عليهم السلام ) .

( 2 ) تأويل الآيات الظاهرة : 531 عن عبد الملك بن عمير .

( 3 ) تفسير فرات الكوفي : 392 / 523 .

( 4 ) تفسير الطبري : 13 / الجزء 25 / 25 ، العمدة : 51 / 46 ، وراجع الغدير : 2 / 309 / 8 .

( 5 ) المحاسن : 1 / 240 / 441 ، دعائم الاسلام : 1 / 68 .

820 - عبد الله بن عجلان عن الباقر ( عليه السلام ) في قوله تعالى : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * قال : هم الأئمة ( عليهم السلام ) ( 1 ) .

821 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( قل ما سألتكم من أجر فهو لكم ) * - : الأجر الذي هو المودة في القربى التي لم أسألكم غيرها فهو لكم ، تهتدون بها وتسعدون بها ، وتنجون من عذاب الله يوم القيامة ( 2 ) .

822 -

الفضيل عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة فقال : هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية ، إنما أمروا أن يطوفوا بها ، ثم ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم ومودتهم ويعرضوا علينا نصرتهم ، ثم قرأ هذه الآية * ( فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ) * ( 3 ) .

823 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : لما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بات آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) بأطول ليلة - إلى أن قال : - فبينا هم كذلك إذ أتاهم آت لا يرونه ويسمعون كلامه فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته . . . فأنتم الأمانة المستودعة ، ولكم المودة الواجبة والطاعة المفروضة ( 4 ) .

824 - إسماعيل بن عبد الخالق : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول لأبي جعفر الأحول وأنا أسمع : أتيت البصرة ؟ فقال : نعم . قال : كيف رأيت مسارعة الناس إلى هذا الأمر ودخولهم فيه ؟ قال : والله إنهم لقليل ، ولقد فعلوا وإن ذلك لقليل ، فقال : عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير .

ثم قال : ما يقول أهل البصرة في هذه الآية : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ؟ قلت : جعلت فداك ، إنهم يقولون : إنها لأقارب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : كذبوا ، إنما نزلت فينا

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 413 / 7 ، المحاسن : 1 / 241 /

443 .

( 2 ) ينابيع المودة : 1 / 316 / 5 .

( 3 ) الكافي : 1 / 392 / 1 ، والآية 37 من سورة إبراهيم .

( 4 ) الكافي : 1 / 445 / 19 عن يعقوب بن سالم عن رجل .

‹ صفحه 362 ›

خاصة في أهل البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء ( عليهم السلام ) ( 1 ) .

825 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن الرجل [ ربما ] يحب الرجل ويبغض ولده ، فأبى الله عز وجل إلا أن يجعل حبنا مفترضا - أخذه من أخذه ، وتركه من تركه - واجبا ، فقال : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ( 2 ) .

826 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة ( عليهم السلام ) - : بأبي أنتم وأمي ونفسي ، بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا ، وأصلح ما كان فسد من دنيانا ، وبموالاتكم تمت الكلمة وعظمت النعمة وائتلفت الفرقة ، وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ، ولكم المودة الواجبة ( 3 ) .

827 - في دعاء الندبة : ثم جعلت أجر - محمد صلواتك عليه وآله - مودتهم في كتابك ، فقلت : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ، وقلت : * ( ما سألتكم من أجر فهو لكم ) * ، وقلت : * ( ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ) * ، فكانوا هم السبيل إليك ، والمسلك

إلى رضوانك ( 4 ) . ( 3 / 2 ) التمسك

828 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا ، فمن تمسك بنا

----------

( 1 ) الكافي : 8 / 93 / 66 ، قرب الإسناد : 128 / 450 وفيه " إنها لقرابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته : فقال : إنما . . . " .

( 2 ) المحاسن : 1 / 240 / 440 عن محمد بن مسلم .

( 3 ) التهذيب : 6 / 100 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 .

( 4 ) مصباح الزائر : 447 وفي سنده قال ابن طاووس : ذكر بعض أصحابنا قال : قال محمد بن علي بن أبي قرة : نقلت من كتاب محمد بن الحسين بن سنان البزوفري ( رضي الله عنه ) دعاء الندبة ، وذكر أنه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه ، ويستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة .

‹ صفحه 363 ›

اتخذ إلى ربه سبيلا ( 1 ) .

829 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من تمسك بعترتي من بعدي كان من الفائزين ( 2 ) .

830 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : الأئمة ( عليهم السلام ) بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين ، ومنا مهدي هذه الأمة . من تمسك من بعدي بهم فقد استمسك بحبل الله ، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله ( 3 ) .

831 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : تمسكوا بطاعة

أئمتكم ولا تخالفوهم ، فإن طاعتهم طاعة الله ، وإن معصيتهم معصية الله ( 4 ) .

832 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من أحب أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليا بعدي ، وليعاد عدوه ، وليأتم بالأئمة الهداة من ولده ، فإنهم خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي وسادة أمتي وقادة الأتقياء إلى الجنة ، حزبهم حزبي وحزبي حزب الله ، وحزب أعدائهم حزب الشيطان ( 5 ) .

833 - أبو ذر : سمعته - أي النبي ( صلى الله عليه وآله ) - يقول لعلي ( عليه السلام ) : يا علي ، من أحبكم وتمسك بكم فقد تمسك بالعروة الوثقى ( 6 ) .

----------

( 1 ) ذخائر العقبى : 16 عن عبد العزيز بإسناده ، وراجع ينابيع المودة : 2 / 113 / 317 ، و : 439 / 209 .

( 2 ) كفاية الأثر : 22 عن ابن عباس .

( 3 ) كفاية الأثر : 94 عن عثمان بن عفان عن أبيه .

( 4 ) المعجم الكبير : 22 / 374 / 935 ، 936 ، تهذيب تاريخ دمشق : 7 / 197 ، السنة لابن أبي عاصم : 499 / 1080 ، الدر المنثور : 5 / 178 نقلا عن ابن مردويه كلها عن أبي ليلى الأشعري ، إحقاق الحق : 18 / 522 / 112 نقلا عن مودة القربى .

(

5 ) أمالي الصدوق : 26 / 5 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 292 / 43 كلاهما عن الحسين بن خالد عن الإمام الرضا عن

آبائه ( عليهم السلام ) ، بشارة المصطفى : 15 عن داود بن سليمان عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، روضة الواعظين : 174 ، إرشاد القلوب : 2 / 424 ، ينابيع المودة : 2 / 316 / 912 عن الإمام علي ( عليه السلام ) .

( 6 ) كفاية الأثر : 71 ، إرشاد القلوب : 415 .

‹ صفحه 364 ›

834 - الإمام علي ( عليه السلام ) : قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، . . . أنتم حجة الله على خلقه والعروة الوثقى ، من تمسك بها اهتدى ، ومن تركها ضل ( 1 ) .

835 - عنه ( عليه السلام ) : من تمسك بنا لحق ، من تخلف عنا غرق ( 2 ) .

836 - عنه ( عليه السلام ) : أين تذهبون وأنى تؤفكون ، والأعلام قائمة ، والآيات واضحة ، والمنار منصوبة ؟ ! فأين يتاه بكم ؟ ! وكيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم ، وهم أزمة الحق ، وأعلام الدين ، وألسنة الصدق ؟ ! فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وردوهم ورود الهيم العطاش ( 3 ) .

837 - عنه ( عليه السلام ) : عليكم بتقوى الله وطاعة من أطاع الله من أهل بيت نبيكم ، الذين هم أولى بطاعتكم فيما أطاعوا الله فيه من المنتحلين المدعين المقابلين إلينا ، يتفضلون بفضلنا ويجاحدونا أمرنا ، وينازعونا حقنا ويدافعونا عنه ، فقد ذاقوا وبال ما اجترحوا ، فسوف يلقون غيا ( 4 ) .

838 - عنه ( عليه السلام ) : انظروا أهل بيت

نبيكم ، فالزموا سمتهم ، واتبعوا أثرهم ، فلن يخرجوكم من هدي ، ولن يعيدوكم في ردى ، فإن لبدوا فالبدوا وإن نهضوا فانهضوا ،

----------

( 1 ) أمالي المفيد : 110 / 9 عن أبي جعفر محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 2 ) أمالي الطوسي : 654 / 1354 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 206 ، كمال الدين : 206 / 20 وفيه " تأخر " بدل " تخلف " كلها عن خيثمة الجعفي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، تحف العقول : 116 ، غرر الحكم : 7891 ، 7892 وفيهما " محق " بدل " غرق " .

( 3 ) نهج البلاغة : الخطبة 87 .

( 4 ) وقعة صفين : 4 ، الإرشاد : 1 / 359 وفيه " القائلين : إلينا " كما في بعض نسخ وقعة صفين ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 3 / 1030 نقلا عن وقعة صفين وفيه " المستحلين " بدل " المنتحلين " و " يجاحدوننا " بدل " يجاحدونا " وكذلك الفعلين الأخيرين ، وفي هامش وقعة صفين حذف نون الرفع لغير ناصب أو جازم ، وهي لغة صحيحة .

‹ صفحه 365 ›

ولا تسبقوهم فتضلوا ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا ( 1 ) .

839 - عنه ( عليه السلام ) : لنا راية الحق ، من استظل بها كنته ، ومن سبق إليها فاز ، ومن تخلف عنها هلك ، ومن فارقها هوى ، ومن تمسك بها نجا ( 2

) .

840 - عنه ( عليه السلام ) : من تمسك بنا لحق ، ومن سلك غير طريقتنا غرق . لمحبينا أفواج من رحمة الله ، ولمبغضينا أفواج من غضب الله . وطريقنا القصد ، وفي أمرنا الرشد ( 3 ) .

841 - عنه ( عليه السلام ) - في أول خطبة خطبها بعد بيعة الناس له على الأمر - : ألا إن أبرار عترتي وأطائب أرومتي أحلم الناس صغارا ، وأعلم الناس كبارا . ألا وإنا أهل بيت من علم الله علمنا ، وبحكم الله حكمنا ، وبقول صادق أخذنا ، فإن تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا ، وإن لم تفعلوا يهلككم الله بأيدينا . معنا راية الحق ، من تبعها لحق ، ومن تأخر عنها غرق ، ألا وبنا تدرك ترة كل مؤمن ، وبنا تخلع ربقة الذل من أعناقهم ، وبنا فتح لا بكم ، وبنا يختم لا بكم ( 4 ) .

842 - جابر عن لإمام الباقر ( عليه السلام ) : آل محمد ( عليهم السلام ) هم حبل الله الذي أمرنا بالاعتصام به ، فقال : * ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) * ( 5 ) .

----------

( 1 ) نهج البلاغة : الخطبة 97 .

( 2 ) الخصال : 633 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 3 ) الخصال : 627 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، تفسير فرات الكوفي : 368 / 499 عن عبيد بن كثير معنعنا وفيه " من اتبع

أمرنا لحق " .

( 4 ) الإرشاد : 1 / 240 عن أبي عبيدة معمر بن المثنى ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1 / 276 ، ينابيع المودة : 1 / 80 / 19 كلاهما عن أبي عبيدة عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، العقد الفريد : 3 / 119 عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وراجع إحقاق الحق : 9 / 476 ، كنز العمال : 14 / 592 / 39679 ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 716 .

( 5 ) تفسير العياشي : 1 / 194 / 123 ، وذكر أيضا في : 1 / 102 / 298 ، والآية 103 من سورة آل عمران .

843 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) * - : نحن الحبل ( 1 ) .

844 - عنه ( عليه السلام ) : ما يمنعكم إذا كلمكم الناس أن تقولوا لهم : ذهبنا من حيث ذهب الله ، واخترنا من حيث اختار الله . إن الله سبحانه اختار محمدا ( صلى الله عليه وآله ) واختار لنا آل محمد ، فنحن متمسكون بالخيرة من الله عز وجل ( 2 ) . 845 - عنه ( عليه السلام ) : كذب من زعم أنه يعرفنا وهو متمسك بعروة غيرنا ( 3 ) .

846 - يونس بن عبد الرحمن : قلت لأبي الحسن الأول ( عليه السلام ) : بم أوحد الله ؟ فقال : يا يونس ، لا تكونن مبتدعا ، من نظر برأيه هلك

، ومن ترك أهل بيت نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ضل ، ومن ترك كتاب الله وقول نبيه كفر ( 4 ) .

847 - سويد السائي : كتب إلي أبو الحسن الأول ( عليه السلام ) في كتاب : إن أول ما أنعى إليك نفسي في ليالي هذه ، غير جازع ولا نادم ، ولا شاك فيما هو كائن مما قضى الله وحتم ، فاستمسك بعروة الدين آل محمد صلوات الله عليه وعليهم ، والعروة الوثقى الوصي بعد الوصي ، والمسالمة والرضا بما قالوا ( 5 ) .

أقول : الأحاديث التي تدل على وجوب التمسك بأهل البيت فوق حد التواتر ، منها حديث الثقلين ، وقد مر في القسم الثالث / الفصل الأول / عدل القرآن ، فراجع ص 126 .

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 272 / 510 عن عمر بن راشد ، وراجع مجمع البيان : 2 / 805 ، ينابيع المودة : 1 / 356 / 10 ، إحقاق الحق : 13 / 84 نقلا عن الأشراف .

( 2 ) أمالي الطوسي : 227 / 397 والمتن موافق لما في البحار : 27 / 326 / 5 عن أمالي الطوسي ، بشارة المصطفى : 111 كلاهما عن كليب بن معاوية الصيداوي ، وراجع الكافي : 2 / 212 / 1 .

( 3 ) معاني الأخبار : 399 / 57 عن إبراهيم بن زياد ، صفات الشيعة : 82 / 4 عن المفضل بن عمر وفيه " من شيعتنا " بدل " يعرفنا " .

( 4 ) الكافي : 1 / 56 / 10 .

( 5 ) قرب الإسناد : 333

/ 1235 .

‹ صفحه 367 ›

( 3 / 3 )

الولاية

848 - زيد بن أرقم : لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن . . . ثم قال : إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن . ثم أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ( 1 ) .

849 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب وورثته الطاهرين ، أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعدي ، فإنهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة ( 2 ) .

850 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من أراد أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن التي غرسها الله

----------

( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 118 / 4576 ، وراجع 2589 و 4578 و 4579 و 4601 و 4652 و 5477 و 5594 ، سنن الترمذي : 5 / 633 / 3713 ، سنن ابن ماجة : 1 / 43 / 116 ، خصائص الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للنسائي : 42 - 47 و : 150 - 163 ، مسند ابن حنبل : 641 و 950 و 961 و 964 و 1310 و 23090 و 23119 و 23168 و 23204 و 23622 و 25751 و 25752 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 1007 و 1016 و 1017 و 1021 و 1022

و 1048 و 1168 و 1177 و 1206 ، المعجم الكبير : 5 / 166 / 4969 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 5 - 90 ، البداية والنهاية : 5 / 210 - 214 ، و 7 / 335 ، الغدير للعلامة الأميني : 1 / 14 - 151 وقد نقل رحمه الله من كتب أهل السنة أسماء مائة وعشرة من أعاظم صحابة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، وأربعة وثمانين من التابعين ، وثلاثمائة وستين من العلماء والحفاظ من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر للهجرة ، ممن رووا حديث الغدير ونقلوه .

( 2 ) أمالي الشجري : 1 / 136 عن محمد بن عبد الله عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، كنز العمال : 11 / 611 / 32960 وفيه " وذريته من بعده " بدل " ورثته الطاهرين ، أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعدي " ، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 291 نقلا عن كتاب الأربعين بإسناده عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) عنه ( صلى الله عليه وآله ) .

‹ صفحه 368 ›

ربي بيده ( 1 ) ، فليتول علي بن أبي طالب ، وليتول وليه ، وليعاد عدوه ، وليسلم للأوصياء من بعده ، فإنهم عترتي من لحمي ودمي ، أعطاهم الله فهمي وعلمي . إلى الله أشكو [ أمر ] أمتي المنكرين لفضلهم ، القاطعين فيهم صلتي . وأيم الله ، ليقتلن ابني ، لا أنالهم الله شفاعتي ( 2 ) .

851 - عنه ( صلى الله عليه وآله

) - لعلي ( عليه السلام ) - : من سره أن يلقى الله عز وجل آمنا مطهرا لا يحزنه الفزع الأكبر فليتولك ، وليتول بنيك الحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمدا ، وعليا ، والحسن ، ثم المهدي وهو خاتمهم ( 3 ) .

852 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : - في الأئمة ( عليهم السلام ) - : يا بن عباس ، ولايتهم ولايتي وولايتي ولاية الله ، وحربهم حربي وحربي حرب الله ( 4 ) ، وسلمهم سلمي وسلمي سلم الله ( 5 ) .

853 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ولايتي وولاية أهل بيتي أمان من النار ( 6 ) .

854 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم فرحوا واستبشروا ، وإذا ذكر عندهم آل محمد ( عليه السلام ) اشمأزت قلوبهم ؟ ! والذي نفس محمد بيده ، لو أن عبدا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيا ما قبل الله ذلك منه حتى يلقاه بولايتي

----------

( 1 ) أي بقوته وقدرته .

( 2 ) الكافي : 1 / 209 / 5 عن أبان بن تغلب عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

( 3 ) الغيبة للطوسي : 136 / 100 عن عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور عن الإمام العسكري عن آبائه ( عليهم السلام ) ، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 293 ، الصراط المستقيم : 2 / 151 وفيهما " قائمهم "

بدل " خاتمهم " .

( 4 ) وفي نسخة " حزبهم حزبي وحزبي حزب الله " .

( 5 ) كفاية الأثر : 18 عن ابن عباس .

( 6 ) أمالي الصدوق : 383 / 8 ، بشارة المصطفى : 176 كلاهما عن عبد الله بن عباس .

‹ صفحه 369 ›

وولاية أهل بيتي ( 1 ) .

855 - الإمام علي ( عليه السلام ) : هم أساس الدين وعماد اليقين ، إليهم يفئ الغالي ، وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة ( 2 ) .

856 - عنه ( عليه السلام ) : لنا على الناس حق الطاعة والولاية ، ولهم من الله سبحانه حسن الجزاء ( 3 ) .

857 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : بني الاسلام على خمس دعائم : إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحج البيت ، والولاية لنا أهل البيت ( 4 ) .

858 - عنه ( عليه السلام ) : إن الله جل وعز طهر أهل بيت نبيه ( عليهم السلام ) وسألهم أجر المودة ، وأجرى لهم الولاية ، وجعلهم أوصياءه وأحباءه ثابتة بعده في أمته ، فاعتبروا يا أيها الناس فيما قلت ، حيث وضع الله عز وجل ولايته وطاعته ومودته واستنباط علمه وحججه ، فإياه فتقبلوا ، وبه فاستمسكوا ، تنجوا به وتكون لكم الحجة يوم القيامة ، وطريق ربكم جل وعز ، ولا تصل ولاية إلى الله عز وجل إلا بهم ، فمن فعل ذلك كان حقا على الله أن يكرمه ولا يعذبه ، ومن يأت الله عز وجل بغير ما أمره كان حقا على

الله عز وجل أن يذله وأن يعذبه ( 5 ) .

859 - أبو حمزة : قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : إنما يعبد الله من يعرف الله ، فأما من لا يعرف الله فإنما يعبده هكذا ضلالا ، قلت : جعلت فداك ، فما معرفة الله ؟ قال : تصديق الله

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 140 / 229 ، بشارة المصطفى : 81 ، وذكره أيضا في : 133 كلها عن يونس بن الحباب عن الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، كشف الغمة : 2 / 10 عن الإمام السجاد ( عليه السلام ) ، وراجع أمالي المفيد : 115 / 8 عن مرازم عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

( 2 ) نهج البلاغة : الخطبة 2 .

( 3 ) غرر الحكم : 7628 .

( 4 ) أمالي الطوسي : 124 / 192 ، الخصال : 278 / 21 ، أمالي المفيد : 353 / 4 ، بشارة المصطفى : 69 كلها عن أبي حمزة الثمالي ، وراجع الكافي : 2 / 18 باب دعائم الاسلام ، التهذيب : 4 / 151 / 418 .

( 5 ) الكافي : 8 / 120 / 92 عن أبي حمزة .

‹ صفحه 370 ›

عز وجل وتصديق رسوله ( صلى الله عليه وآله ) وموالاة علي ( عليه السلام ) والائتمام به وبأئمة الهدى ( عليهم السلام ) والبراءة إلى الله عز وجل من عدوهم ، هكذا يعرف الله عز وجل ( 1 ) .

860 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : من دخل في ولاية آل محمد دخل

الجنة ، ومن دخل في ولاية عدوهم دخل النار ( 2 ) .

861 - محمد بن علي الحلبي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في قوله عز وجل : * ( رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا ) * ( 3 ) يعني الولاية ، من دخل في الولاية دخل في بيت الأنبياء ( عليهم السلام ) ، وقوله : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 4 ) يعني الأئمة ( عليهم السلام ) وولايتهم ، من دخل فيها دخل في بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( 5 ) .

862 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن ، وقطب جميع الكتب ، عليها يستدير محكم القرآن ، وبها نوهت الكتب ويستبين الإيمان . وقد أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يقتدي بالقرآن وآل محمد ، وذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها : إني تارك فيكم الثقلين : الثقل الأكبر ، والثقل الأصغر ، فأما الأكبر فكتاب ربي ، وأما الأصغر فعترتي أهل بيتي ، فاحفظوني فيهما فلن تضلوا ما تمسكتم بهما ( 6 ) .

863 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : من تقدم إلى ولايتنا أخر عن سقر ، ومن تأخر عنا تقدم إلى سقر ( 7 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 180 / 1 ، تفسير العياشي : 2 / 116 / 155 نحوه .

( 2 ) تفسير العياشي : 2 / 160 / 66 .

( 3 ) نوح :

28 . ( 4 ) الأحزاب : 33 .

( 5 ) الكافي : 1 / 423 / 54 .

( 6 ) تفسير العياشي : 1 / 5 / 9 عن مسعدة بن صدقة .

( 7 ) الكافي : 1 / 434 / 91 عن محمد بن الفضيل ، مجمع البيان : 10 / 591 عن محمد بن الفضيل عن أبي الفضل .

864 - عبد السلام بن صالح الهروي : كنت مع الرضا ( عليه السلام ) لما دخل نيسابور ، وهو راكب بغلة شهباء وقد خرج علماء نيسابور في استقباله ، فلما سار إلى المرتعة تعلقوا بلجام بغلته وقالوا : يا بن رسول الله ، حدثنا بحق آبائك الطاهرين ، حدثنا عن آبائك صلوات الله عليهم أجمعين ، فأخرج رأسه من الهودج وعليه مطرف ( 1 ) خز فقال : حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين سيد شباب أهل الجنة عن أبيه أمير المؤمنين عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : أخبرني جبرئيل الروح الأمين عن الله تقدست أسماؤه وجل وجهه قال : إني أنا الله ، لا إله إلا أنا وحدي ، عبادي فاعبدوني ، وليعلم من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله مخلصا بها أنه قد دخل حصني ، ومن دخل حصني أمن عذابي . قالوا : يا بن رسول الله ، وما إخلاص الشهادة لله ؟ قال : طاعة الله ورسوله وولاية أهل بيته ( عليهم السلام ) ( 2 ) .

865 - الإمام الرضا ( عليه السلام )

: كمال الدين ولايتنا والبراءة من عدونا ( 3 ) .

866 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة ( عليهم السلام ) - : وأشرقت الأرض بنوركم ، وفاز الفائزون بولايتكم ، بكم يسلك إلى الرضوان ، وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمن ( 4 ) .

( 3 / 4 )

التقديم

867 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أيها الناس ، إني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض . ألا وإني

----------

( 1 ) المطرف : بكسر الميم وفتحها وضمها : الثوب الذي في طرفيه علمان ، والميم زائدة . ( النهاية : 3 / 121 ) .

( 2 ) أمالي الطوسي : 589 / 1220 ، تنبيه الخواطر : 2 / 75 وراجع أيضا : ص 398 / 956 من كتابنا هذا .

( 3 ) مستطرفات السرائر : 149 / 3 .

( 4 ) التهذيب : 6 / 100 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .

‹ صفحه 372 ›

سائلكم عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإن اللطيف الخبير نبأني : أنهما لن يفترقا حتى يلقياني ، وسألت ربي ذلك فأعطانيه ، ألا وإني قد تركتهما فيكم : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فلا تسبقوهم فتفرقوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ( 1 ) .

868 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أيها الناس ، قد بينت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم ودليلكم وهاديكم ، وهو أخي علي بن أبي طالب ، وهو فيكم بمنزلتي فيكم ، فقلدوه دينكم

وأطيعوه في جميع أموركم ، فإن عنده جميع الله تبارك وتعالى وحكمته ، فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده ، ولا تعلموهم ولا تتقدموهم ولا تخلفوا عنهم ، فإنهم مع الحق والحق معهم ، لا يزايلونه ولا يزايلهم ( 2 ) .

869 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلب علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) . . . فقدموهم ولا تتقدموا عليهم ، فإنهم أحلمكم صغارا وأعلمكم كبارا ، فاتبعوهم فإنهم لا يدخلونكم في ضلال ولا يخرجونكم من هدى ( 3 ) .

870 - عثمان بن حنيف : سمعنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : أهل بيتي نجوم لأهل الأرض ، فلا تتقدموهم وقدموهم فهم الولاة بعدي ، فقام إليه رجل ، فقال : يا رسول الله ، وأي أهل بيتك ؟ فقال : علي والطاهرون من ولده ( 4 ) .

871 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في خطبة له في رسول الله وأهل بيته ( عليهم السلام ) - : أرسله بأمره صادعا ( ناطقا ) ، وبذكره ناطقا ( قاطعا ) ، فأدى أمينا ، ومضى رشيدا ، وخلف فينا راية

----------

( 1 ) الإرشاد : 1 / 180 ، وراجع تفسير العياشي : 1 / 4 / 3 .

( 2 ) كمال الدين : 277 / 25 عن سليم بن قيس الهلالي عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 646 وفيه " وليكم " بدل " دليلكم " .

( 3 )

الفضائل لشاذان بن جبرئيل : 130 عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 4 ) الاحتجاج : 1 / 198 / 11 ، اليقين : 341 نحوه .

‹ صفحه 373 ›

الحق ، من تقدمها مرق ، ومن تخلف عنها زهق ، ومن لزمها لحق ( 1 ) .

872 - عنه ( عليه السلام ) : لما خطب أبو بكر قام إليه أبي بن كعب ، وكان يوم الجمعة أول يوم من شهر رمضان ، فقال : . . . ألستم تعلمون أن رسول الله قال : أوصيكم بأهل بيتي خيرا ، فقدموهم ولا تقدموهم ، وأمروهم ولا تأمروا عليهم . . . فقامت إليه رجال من الأنصار فقالوا [ له ] : أقعد رحمك الله يا أبي ، فقد أديت ما سمعت ووفيت بعهدك ( 2 ) .

873 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من تولى آل محمد وقدمهم على جميع الناس بما قدمهم من قرابة رسول الله فهو من آل محمد لتوليه آل محمد ، لا أنه من القوم بأعيانهم وإنما هو منهم بتوليه إليهم واتباعه إياهم ، وكذلك حكم الله في كتابه : * ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) * ( 3 ) وقول إبراهيم : * ( فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) * ( 4 ) ( 5 ) .

( 3 / 5 )

الاقتداء

874 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي وليوال وليه ، وليقتد بالأئمة من بعدي ، فإنهم

عترتي ، خلقوا من طينتي ، رزقوا فهما وعلما ، وويل للمكذبين بفضلهم من

----------

( 1 ) نهج البلاغة : الخطبة 100 .

( 2 ) الاحتجاج : 1 / 297 / 52 عن محمد ويحيى ابني عبد الله بن الحسن عن أبيهما عن جدهما عنه ( عليه السلام ) ، اليقين : 448 باب 170 عن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن جده عنه ( عليه السلام ) .

( 3 ) المائدة : 51 .

( 4 ) إبراهيم : 36 .

( 5 ) تفسير العياشي : 2 / 231 / 34 عن أبي عمرو الزبيري .

‹ صفحه 374 ›

أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي ( 1 ) .

875 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من أحب أن يحيا حياة تشبه حياة الأنبياء ويموت ميتة تشبه ميتة الشهداء ويسكن الجنان التي غرسها الرحمن فليتول عليا وليوال وليه وليقتد بالأئمة من بعده ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي . اللهم ارزقهم فهمي وعلمي ، وويل للمخالفين لهم من أمتي ، اللهم لا تنلهم شفاعتي ( 2 ) .

876 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أهل بيتي يفرقون بين الحق والباطل ، وهم الأئمة الذين يقتدى بهم ( 3 ) .

877 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : الروح والراحة والرحمة والنصرة واليسر واليسار والرضا والرضوان والمخرج والفلج ( 4 ) والقرب والمحبة من الله ومن رسوله لمن أحب عليا وائتم بالأوصياء من بعده ( 5 ) .

878 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به

قبل قيامه ، يأتم به وبأئمة الهدى من قبله ، ويبرأ إلى الله عز وجل من عدوهم ، أولئك رفقائي وأكرم أمتي علي ( 6 ) .

----------

( 1 ) حلية الأولياء : 1 / 86 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 95 / 596 ، فرائد السمطين : 1 / 53 / 18 ، كنز العمال : 12 / 103 / 34198 وفيه " بأهل بيتي " بدل " بالأئمة " كلها عن ابن عباس ، أمالي الطوسي : 578 / 1195 نحوه عن أبي ذر ، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 292 ، وراجع بصائر الدرجات : 48 - 52 ، ينابيع المودة : 1 / 379 / 2 .

( 2 ) الكافي : 1 / 208 / 3 عن سعد بن طريف عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .

(

3 ) الخصال : 464 / 4 ، الاحتجاج : 1 / 197 / 8 كلاهما عن خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين ، اليقين : 341 ، إثبات الهداة : 1 / 730 / 247 كلاهما عن أبي بن كعب .

( 4 ) الفلج : الفوز والظفر ( لسان العرب : 2 / 347 ) .

( 5 ) تفسير العياشي : 1 / 169 / 33 ، وراجع المحاسن : 1 / 237 / 432 كلاهما عن أبي كلدة عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .

( 6 ) كمال الدين : 286 / 3 عن سدير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وذكره أيضا في : 2 نحوه عن أبي حمزة

عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، الغيبة للطوسي : 456 / 466 نحوه عن رفاعة بن موسى ومعاوية بن وهب عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وراجع الخرائج والجرائح : 3 / 1148 / 57 .

‹ صفحه 375 ›

879 - جابر بن عبد الله الأنصاري : صلى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوما صلاة الفجر ، ثم انفتل وأقبل علينا يحدثنا ، فقال : أيها الناس ، من فقد الشمس فليتمسك بالقمر ، ومن فقد القمر فليتمسك بالفرقدين .

قال : فقمت أنا وأبو أيوب الأنصاري ومعنا أنس بن مالك فقلنا : يا رسول الله ، من الشمس ؟ قال : أنا ، فإذا هو ( صلى الله عليه وآله ) ضرب لنا مثلا فقال : إن الله تعالى خلقنا وجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم ، فأنا الشمس ، فإذا ذهب بي فتمسكوا بالقمر .

قلنا : فمن القمر ؟ ، قال : أخي ووصيي ووزيري وقاضي ديني وأبو ولدي وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب ، قلنا : فمن الفرقدان ؟ قال : الحسن والحسين . ثم مكث مليا وقال : فاطمة هي الزهرة ، وعترتي أهل بيتي هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ( 1 ) .

880 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : من سره أن ينظر إلى الله بغير حجاب وينظر الله إليه بغير حجاب ، فليتول آل محمد ، وليتبرأ من عدوهم ، وليأتم بإمام المؤمنين منهم ، فإنه إذا كان يوم القيامة نظر الله إليه بغير حجاب ونظر إلى الله بغير

حجاب ( 2 ) . ( 3 / 6 ) الإكرام * ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ) * ( 3 ) .

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 516 / 1131 .

( 2 ) المحاسن : 1 / 133 / 165 عن بكر بن صالح .

( 3 ) النور : 36 .

881 - أنس بن مالك وبريدة : قرأ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هذه الآية * ( في بيوت أذن الله أن ترفع ) * فقام إليه رجل فقال : أي بيوت هذه يا رسول الله ؟ قال : بيوت الأنبياء ، فقام إليه أبو بكر ، فقال : يا رسول الله ، هذا البيت منها ؟ - لبيت ( 1 ) علي وفاطمة - قال : نعم من أفاضلها ( 2 ) .

882 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة : المكرم لذريتي من بعدي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم إليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه ( 3 ) .

883 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أيها الناس ، عظموا أهل بيتي في حياتي ومن بعدي ، وأكرموهم وفضلوهم ( 4 ) .

884 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) : أرسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى الأنصار فأتوه ، فقال لهم : يا معشر الأنصار ، ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : هذا

علي ، فأحبوه بحبي وكرموه لكرامتي ، فإن جبرئيل ( عليه السلام ) أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل ( 5 ) .

----------

( 1 ) في المصدر " البيت " والصحيح ما أثبتناه كما في شواهد التنزيل .

( 2 ) الدر المنثور : 6 / 203 نقلا عن ابن مردويه ، شواهد التنزيل : 1 / 534 / 568 ، مجمع البيان : 7 / 227 ، العمدة : 291 / 478 .

( 3 ) كنز العمال : 12 / 100 / 34180 نقلا عن الديلمي ، أمالي الطوسي : 366 / 779 عن علي بن علي بن رزين أخي دعبل عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 254 / 2 عن دعبل بن علي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) وذكره أيضا في : 2 / 25 / 4 عن داود بن سليمان وأحمد بن عبد الله الهروي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، بشارة المصطفى : 36 ، فرائد السمطين : 2 / 277 / 541 كلاهما عن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 4 ) كتاب سليم بن قيس : 2 / 687 ، إحقاق الحق : 5 / 42 نقلا عن در بحر المناقب ، كلاهما عن أبي ذر والمقداد وسلمان عن الإمام علي ( عليه السلام ) .

( 5 ) المعجم الكبير : 3 / 88 / 2749 ، حلية الأولياء : 1 / 63 كلاهما عن ابن أبي ليلى

، وراجع أمالي الطوسي : 223 / 386 ، بشارة المصطفى : 109 كلاهما عن سلمان الفارسي .

‹ صفحه 377 ›

885 - ابن عباس : صعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المنبر فخطب واجتمع الناس إليه فقال : أيها الناس ، إنكم مجموعون ومساءلون عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما . إنهم أهل بيتي ، فمن آذاهم آذاني ، ومن ظلمهم ظلمني ، ومن أذلهم أذلني ، ومن أعزهم أعزني ، ومن أكرمهم أكرمني ، ومن نصرهم نصرني ، ومن خذلهم خذلني ( 1 ) .

886 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما تقدم على الله أمة يوم القيامة أكرم عليه من أمتي ، ولا أهل بيت أكرم عليه من أهل بيتي ، ألا فاتقوا الله فيهم ( 2 ) .

887 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إن لله تعالى حرمات ثلاثا من حفظهن حفظ الله له أمر دينه ودنياه ، ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله له شيئا : حرمة الاسلام ، وحرمتي ، وحرمة عترتي ( 3 ) .

888 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : دعا رسول الله أصحابه بمنى فقال : . . . يا أيها الناس ، إني تارك فيكم حرمات الله : كتاب الله ، وعترتي ، والكعبة البيت الحرام ( 4 ) .

889 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لله عز وجل في بلاده خمس حرم : حرمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وحرمة آل رسول الله صلى الله عليهم ، وحرمة كتاب الله عز وجل ، وحرمة كعبة الله

، وحرمة المؤمن ( 5 ) .

----------

( 1 ) أمالي الصدوق : 62 / 11 ، التحصين : 599 ، مشارق أنوار اليقين : 53 نحوه .

( 2 ) جامع الأحاديث للقمي : 261 عن ابن عباس .

( 3 ) الخصال : 146 / 173 عن أبي سعيد الخدري ، روضة الواعظين : 297 مرسلا ، المعجم الكبير : 3 / 126 / 2881 ، المعجم الأوسط : 1 / 72 / 203 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 2 / 97 كلها عن أبي سعيد الخدري ، وفيها " حرمة رحمي " بدل " حرمة عترتي " ، وراجع إحقاق الحق : 9 / 511 ، وأيضا : 18 / 442 .

( 4 ) بصائر الدرجات : 413 / 3 عن جابر ، مختصر بصائر الدرجات : 90 عن جابر بن يزيد الجعفي .

( 5 ) الكافي : 8 / 107 / 82 عن علي بن شجرة .

‹ صفحه 378 ›

890 - عنه ( عليه السلام ) : إن لله عز وجل حرمات ثلاثا ليس مثلهن شئ : كتابه وهو حكمته ونوره ، وبيته الذي جعله قبلة للناس لا يقبل من أحد توجها إلى غيره ، وعترة نبيكم ( صلى الله عليه وآله ) ( 1 ) .

( 3 / 7 )

الخمس

* ( واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ) * ( 2 ) .

891 - ابن الديلمي : قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) لرجل من أهل الشام : أما قرأت في الأنفال : * ( واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن

لله خمسه وللرسول ) * . . . الآية ؟ قال : نعم ، قال : فإنكم لأنتم هم ؟ قال : نعم ( 3 ) .

892 - المنهال بن عمرو : سألت عبد الله بن محمد بن علي وعلي بن الحسين عن الخمس ، فقال : هو لنا ، فقلت لعلي : إن الله يقول : * ( واليتامى والمساكين وابن السبيل ) * فقال : يتامانا ومساكيننا ( 4 ) .

893 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - في قول الله تعالى : * ( واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ) * - : هم قرابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والخمس لله وللرسول ولنا ( 5 ) .

894 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : وإنما جعل الله هذا الخمس خاصة لهم دون مساكين الناس

----------

( 1 ) أمالي الصدوق : 339 / 13 ، معاني الأخبار : 117 / 1 كلاهما عن عبد الله بن سنان ، الخصال : 146 / 174 عن ابن عباس قال : إن لله . . . ، روضة الواعظين : 297 .

( 2 ) الأنفال : 41 .

( 3 ) تفسير الطبري : 6 / الجزء 10 / 5 .

( 4 ) تفسير الطبري : 6 / الجزء 10 / 8 .

( 5 ) الكافي : 1 / 539 / 2 عن محمد بن مسلم .

‹ صفحه 379 ›

وأبناء سبيلهم ، عوضا لهم من صدقات الناس ، تنزيها من الله لهم لقرابتهم برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكرامة من الله لهم عن

أوساخ الناس ، فجعل لهم خاصة من عنده ما يغنيهم به عن أن يصيرهم في موضع الذل والمسكنة ( 1 ) .

( 3 / 8 )

الصلة

895 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافيته يوم القيامة ( 2 ) .

896 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من أراد التوسل إلي وأن تكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم ( 3 ) .

897 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) - في صفة الأئمة من ولد الإمام علي ( عليه السلام ) - : من جفا واحدا منكم فقد جفاني ، ومن وصلكم فقد وصلني ( 4 ) .

898 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لا تدعوا صلة آل محمد من أموالكم ، من كان غنيا فعلى قدر غناه ، ومن كان فقيرا فعلى قدر فقره ، فمن أراد أن يقضي الله له أهم الحوائج إلى الله فليصل آل محمد وشيعتهم بأحوج ما يكون من ماله ( 5 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 540 / 4 عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابنا .

( 2 ) الكافي : 4 / 60 / 8 ، التهذيب : 4 / 110 / 312 كلاهما عن عيسى بن عبد الله عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، الفقيه : 2 / 65 / 1725 مرسلا ، ذخائر العقبى : 19 عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، كنز العمال : 12 / 95 / 34152 ، الجامع الصغير

: 2 / 619 / 8821 كلاهما عن ابن عساكر عن الإمام علي ( عليه السلام ) .

( 3 ) أمالي الطوسي : 424 / 947 ، أمالي الصدوق : 310 / 5 كلاهما عن أبان بن تغلب عن الإمام الباقر عن آبائه ( عليهم السلام ) ، كشف الغمة : 2 / 25 عن الإمام الباقر عن أبيه عن جده ( عليهم السلام ) ، روضة الواعظين : 300 مرسلا ، ينابيع المودة : 2 / 379 / 75 نقلا عن الديلمي في الفردوس ، إحقاق الحق : 9 / 424 / 31 ، و 18 / 475 / 52 .

( 4 ) كمال الدين : 413 / 13 عن محمد بن الفضيل عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 5 ) بشارة المصطفى : 6 عن عمران بن معقل .

‹ صفحه 380 ›

899 - عنه ( عليه السلام ) : من لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا يكتب له ثواب صلتنا ، ومن لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا ( 1 ) .

900 - عمر بن مريم : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله تعالى * ( الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ) * ( 2 ) قال : من ذلك صلة الرحم ، وغاية تأويلها صلتك إيانا ( 3 ) .

( 3 / 9 )

الصلاة

901 - أبو سعيد الخدري : قلنا : يا رسول الله ، هذا التسليم ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما

صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم ( 4 ) .

902 - عبد الرحمن بن أبي ليلى : لقيني كعب بن عجرة فقال : ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقلت : بلى ، فأداها لي ، فقال : سألنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقلنا : يا رسول الله ، كيف الصلاة عليكم أهل البيت ؟ فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم .

قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد . اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد

----------

( 1 ) ثواب الأعمال : 124 / 1 عن أحمد بن محمد بن عيسى بإسناده ، الفقيه : 2 / 73 / 1765 مرسلا ، كامل الزيارات : 319 عن عمرو بن عثمان عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) .

( 2 ) الرعد : 21 .

( 3 ) تفسير العياشي : 2 / 208 / 30 .

( 4 ) صحيح البخاري : 4 / 1802 / 4520 ، وراجع صحيح مسلم : 1 / 305 / 405 ، سنن الدارمي : 1 / 330 / 1317 كلاهما عن بشير بن سعد ، سنن أبي داود : 1 / 257 / 978 ، سنن النسائي : 3 / 49 .

مجيد ( 1 ) .

903 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : سمع أبي رجلا متعلقا بالبيت وهو يقول : اللهم صل

على محمد ، فقال له أبي : يا عبد الله ، لا تبترها ، لا تظلمنا حقنا ، قل : اللهم صل على محمد وأهل بيته ( 2 ) .

904 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من صلى صلاة لم يصل فيها علي ولا على أهل بيتي لم تقبل منه ( 3 ) .

905 - قال الشافعي : يا أهل بيت رسول الله ، حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم من عظيم القدر أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له ( 4 )

( 3 / 10 )

الذكر

906 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما من قوم اجتمعوا يذكرون فضائل محمد وآل محمد إلا هبطت الملائكة من السماء حتى ألحقوا بهم بحديثهم ، فإذا تفرقوا عرجت الملائكة إلى السماء ، فيقول لهم الملائكة الآخر : إنا نشم رائحة منكم ما شممنا رائحة أطيب منها ، فيقولون : إنا كنا عند قوم يذكرون فضل محمد وآل محمد فعطرونا من ريحهم ، فيقولون : اهبطوا بنا إليهم ، فيقولون : إنهم قد تفرقوا ، فيقولون : اهبطوا

----------

( 1 ) صحيح البخاري : 3 / 1233 / 3190 ، وراجع : 4 / 1802 / 4519 ، صحيح مسلم : 1 / 305 / 406 ، سنن أبي داود : 1 / 257 / 976 ، سنن الدارمي : 1 / 329 / 1316 ، سنن النسائي : 3 / 45 .

( 2 ) الكافي : 2 / 495 / 21 ، عدة الداعي : 149 كلاهما عن ابن القداح .

( 3 ) سنن الدارقطني

: 1 / 355 / 6 ، عوالي اللآلي : 2 / 40 / 101 ، إحقاق الحق : 18 / 310 ، مستدرك الوسائل : 5 / 15 / 5256 كلها عن أبي مسعود الأنصاري .

( 4 ) الصواعق المحرقة : 148 ، نور الأبصار : 127 وفيه " الفخر " بدل " القدر " .

‹ صفحه 382 ›

بنا إلى المكان الذي كانوا فيه ( 1 ) .

907 - الإمام علي ( عليه السلام ) : ذكرنا أهل البيت شفاء من العلل والأسقام ووسواس الريب ( 2 ) .

908 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إن ذكرنا من ذكر الله ، وذكر عدونا من ذكر الشيطان ( 3 ) .

909 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : [ إن ذكرنا من ذكر الله ] ، إنا إذا ذكرنا ذكر الله ، وإذا ذكر عدونا ذكر الشيطان ( 4 ) .

910 - عنه ( عليه السلام ) - لداود بن سرحان - : يا داود ، أبلغ موالي عني السلام ، وأني أقول : رحم الله عبدا اجتمع مع آخر فتذاكرا أمرنا ، فإن ثالثهما ملك يستغفر لهما . وما اجتمع اثنان على ذكرنا إلا باهى الله تعالى بهما الملائكة ، فإذا اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر ، فإن في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياءنا . وخير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا ودعا إلى ذكرنا ( 5 ) .

911 - عنه ( عليه السلام ) : إن من الملائكة الذين في السماء ليطلعون على الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمد ، فيقولون : أما ترون إلى هؤلاء في قلتهم وكثرة عدوهم يصفون فضل

آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ! فتقول الطائفة الأخرى من الملائكة : * ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) * ( 6 ) .

----------

( 1 ) إحقاق الحق : 18 / 522 ، ينابيع المودة : 2 / 271 / 773 كلاهما عن مودة القربى عن أم سلمة ، البحار : 38 / 199 / 38 نقلا عن الفضائل والروضة نحوه .

( 2 ) الخصال : 625 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، تفسير فرات الكوفي : 367 / 499 عن عبيد بن كثير معنعنا .

( 3 ) الكافي : 2 / 496 / 2 عن أبي بصير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

( 4 ) الكافي : 2 / 186 / 1 عن علي بن أبي حمزة .

( 5 ) أمالي الطوسي : 224 / 390 ، بشارة المصطفى : 110 وفيه " إحياء لأمرنا " بدل " إحياءنا " ، كلاهما عن معتب مولى أبي عبد الله .

( 6 ) الكافي : 8 / 334 / 521 ، وذكره أيضا في : 2 / 187 / 4 ، تأويل الآيات الظاهرة : 667 كلها عن المستورد النخعي عمن رواه ، والآية : 4 من سورة الجمعة .

‹ صفحه 383 ›

( 3 / 11 )

ذكر المصائب

912 - أحمد بن يحيى الأودي بسنده عن المنذر عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله تعالى بها في

الجنة حقبا . قال أحمد بن يحيى الأودي : فرأيت الحسين بن علي ( عليهما السلام ) في المنام فقلت : حدثني مخول بن إبراهيم عن الربيع بن المنذر عن أبيه عنك أنك قلت : ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها في الجنة حقبا . قال : نعم . قلت : سقط الإسناد بيني وبينك ( 1 ) .

913 - الحسين بن أبي فاختة : كنت أنا وأبو سلمة السراج ويونس بن يعقوب والفضل ابن يسار عند أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) فقلت له : جعلت فداك ، إني أحضر مجالس هؤلاء القوم فأذكركم في نفسي ، فأي شئ أقول ؟ فقال : يا حسين ، إذا حضرت مجالسهم فقل : اللهم أرنا الرخاء والسرور ، فإنك تأتي على ما تريد .

قال : فقلت : جعلت فداك ، إني أذكر الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، فأي شئ أقول إذا ذكرته ؟ فقال : قل : صلى الله عليك يا أبا عبد الله ، تكررها ثلاثا . ثم أقبل علينا وقال : إن أبا عبد الله الحسين ( عليه السلام ) لما قتل بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ، ومن يتقلب في الجنة والنار ، وما يرى وما لا يرى إلا ثلاثة أشياء ، فإنها لم تبك عليه ، فقلت : جعلت فداك ، وما هذه الثلاثة الأشياء التي لم تبك عليه ؟ فقال ( عليه السلام ) : البصرة ، ودمشق ، وآل الحكم

----------

( 1 ) أمالي المفيد : 340 / 6

، أمالي الطوسي : 117 / 181 ، بشارة المصطفى : 62 ، كامل الزيارات : 100 نحوه عن المنذر عن الإمام السجاد ( عليه السلام ) من دون ذيله .

‹ صفحه 384 ›

ابن أبي العاص ( 1 ) .

914 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من دمعت عينه دمعة لدم سفك لنا ، أو حق لنا انقصناه ، أو عرض انتهك لنا أو لأحد من شيعتنا بوأه الله تعالى بها في الجنة حقبا ( 2 ) . 915 - بكر بن محمد الأزدي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : تجلسون وتتحدثون ؟ قلت : جعلت فداك ، نعم . قال : إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا ، إنه من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينيه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر ( 3 ) .

916 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من ذكرنا عنده ففاضت عيناه حرم الله وجهه على النار ( 4 ) .

917 - أبان بن تغلب عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : نفس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمه لنا عبادة ، وكتمان سرنا جهاد في سبيل الله . ثم قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب ( 5 ) .

918 - مسمع بن عبد الملك : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا مسمع ، إن الأرض والسماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) رحمة لنا ، وما بكى لنا من الملائكة أكثر ، وما رقأت دموع الملائكة منذ

قتلنا . وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا إلا رحمه الله تعالى قبل أن تخرج الدمعة من عينه ، فإذا سألت دموعه على خده فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم لأطفأت حرها حتى لا يوجد لها حر ، وأن الموجع لنا

‹ صفحه 385 ›

قلبه ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض ( 1 ) .

919 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة . ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون . ومن جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ( 2 ) .

920 - دعبل الخزاعي : دخلت على سيدي ومولاي علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) في مثل هذه الأيام ، فرأيته جالسا جلسة الحزين الكئيب وأصحابه من حوله ، فلما رآني مقبلا قال لي : مرحبا بك يا دعبل ، مرحبا بناصرنا بيده ولسانه .

ثم إنه وسع لي في مجلسه وأجلسني إلى جانبه ، ثم قال لي : يا دعبل ، أحب أن تنشدني شعرا ، فإن هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت ، وأيام سرور كانت على أعدائنا خصوصا بني أمية . يا دعبل ، من بكى وأبكى على مصابنا ولو واحدا كان أجره على الله . يا دعبل ، من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا . يا دعبل ، من بكى على مصاب جدي الحسين غفر الله له ذنوبه البتة ( 3 ) .

921

- عنهم ( عليهم السلام ) : من بكى وأبكى فينا مائة فله الجنة ، ومن بكى وأبكى خمسين فله الجنة ، ومن بكى وأبكى ثلاثين فله الجنة ، ومن بكى وأبكى عشرين فله الجنة ، ومن بكى وأبكى عشرة فله الجنة ، ومن بكى وأبكى واحدا فله الجنة ، ومن تباكى فله الجنة ( 4 ) .

----------

( 1 ) كامل الزيارات : 101 .

( 2 ) أمالي الصدوق : 68 / 4 عن علي بن فضال ، وراجع عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 294 / 48 ، مكارم الأخلاق : 2 / 93 / 2663 .

( 3 ) البحار : 45 / 257 / 15 نقلا عن بعض مؤلفات المتأخرين ، الدمعة الساكبة : 4 / 173 .

( 4 ) الملهوف : 86 .

القسم التاسع حب أهل البيت

الفصل الأول فضل حبهم

أساس الاسلام

922 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الاسلام عريان ، فلباسه الحياء وزينته الوقار ومروءته العمل الصالح وعماده الورع . ولكل شئ أساس ، وأساس الاسلام حبنا أهل البيت ( 1 ) .

923 - الإمام علي ( عليه السلام ) : قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، إن الاسلام عريان ، لباسه التقوى ، ورياشه الهدى ، وزينته الحياء ، وعماده الورع ، وملاكه العمل الصالح ، وأساس الاسلام حبي وحب أهل بيتي ( 2 ) .

924 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - عن أبيه عن جده - : لما قضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مناسكه من حجة

----------

( 1 ) الكافي : 2 / 46 / 2

، المحاسن : 1 / 445 / 1031 كلاهما عن مدرك بن عبد الرحمن عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) عنه ( صلى الله عليه وآله ) أمالي الصدوق : 221 / 16 عن مبارك بن عبد الرحمن عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، شرح الأخبار : 3 / 8 / 927 عن مدرك بن عبد الرحمن عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) كما في الكافي بطريق آخر .

( 2 ) كنز العمال : 13 / 645 / 37631 عن ابن عساكر عن علي بن حمزة الصوفي عن أبيه عن موسى بن جعفر عن آبائه ( عليهم السلام ) ، كنز العمال : 12 / 105 / 34206 عن ابن عساكر عن علي ( عليه السلام ) .

‹ صفحه 390 ›

الوداع ركب راحلته وأنشأ يقول : لا يدخل الجنة إلا من كان مسلما . فقام إليه أبو ذر الغفاري ( رحمه الله ) فقال : يا رسول الله ، وما الاسلام ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : الاسلام عريان ، لباسه التقوى ، وزينته الحياء ، وملاكه الورع ، وجماله الدين ( كماله - خ ل ) ، وثمره العمل الصالح ، ولكل شئ أساس وأساس الاسلام حبنا أهل البيت ( 1 ) .

925 - الإمام علي ( عليه السلام ) - من خطبة له يذكر فيها آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) - : هم دعائم الاسلام ، وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحق إلى نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته ( 2 ) .

926 - الإمام الباقر

( عليه السلام ) : حبنا أهل البيت نظام الدين ( 3 ) .

927 - عنه ( عليه السلام ) : بني الاسلام على خمس : على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ، ولم يناد بشئ كما نودي بالولاية ( 4 ) .

راجع :

حقوق أهل البيت / عناوين حقوقهم / الولاية ص 376 ( 1 / 2 ) حبهم حب الله

928 - الإمام علي ( عليه السلام ) : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : أنا سيد ولد آدم ، وأنت يا علي والأئمة من بعدك سادة أمتي ، من أحبنا فقد أحب الله ، ومن أبغضنا فقد أبغض الله ، ومن والانا فقد والى الله ، ومن عادانا فقد عادى الله ، ومن أطاعنا فقد أطاع

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 84 / 126 عن جابر بن يزيد ، تحف العقول : 52 ، الفقيه : 4 / 364 / 5762 .

( 2 ) نهج البلاغة : الخطبة 239 .

( 3 ) أمالي الطوسي : 296 / 582 عن جابر بن يزيد الجعفي .

( 4 ) الكافي : 2 / 18 / 3 عن فضيل بن يسار و ح 1 ، المحاسن : 1 / 445 / 1033 كلاهما عن أبي حمزة ، وراجع البحار : 68 / 329 / باب 27 .

الله ، ومن عصانا فقد عصى الله ( 1 ) .

929 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من عرف حقنا وأحبنا فقد أحب الله تبارك وتعالى ( 2 ) .

930 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة

( عليهم السلام ) - : من والاكم فقد والى الله ، ومن عاداكم فقد عادى الله ، ومن أحبكم فقد أحب الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله ( 3 ) .

( 1 / 3 )

حبهم حب رسول الله

931 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه ، وأحبوني بحب الله ، وأحبوا أهل بيتي لحبي ( 4 ) .

932 - زيد بن أرقم : كنت عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فمرت فاطمة ( عليها السلام ) عليها كليم ( 5 ) ، وهي خارجة من بيتها إلى حجرة نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ومعها ابناها الحسن والحسين ، وعلي ( عليهم السلام ) في آثارهم ، فنظر إليهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : من أحب هؤلاء فقد أحبني ،

( 1 ) أمالي الصدوق : 384 / 16 ، بشارة المصطفى : 151 كلاهما عن الأصبغ بن نباتة .

( 2 ) الكافي : 8 / 129 / 98 عن حفص بن غياث ، تنبيه الخواطر : 2 / 137 .

( 3 ) التهذيب : 6 / 97 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .

( 4 ) سنن الترمذي : 5 / 622 / 3789 ، تاريخ بغداد : 4 / 160 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 163 / 4716 ، المعجم الكبير : 3 / 46 / 2639 ، وذكره أيضا في : 10 / 281 / 10664 ، شعب الإيمان : 1 / 366 / 408 ،

وذكره أيضا في : 2 / 130 / 1378 ، أسد الغابة : 2 / 18 ، أمالي الصدوق : 298 / 6 ، علل الشرائع : 139 / 1 ، بشارة المصطفى : 61 ، وذكره أيضا في : 237 كلها عن ابن عباس و : 132 ، أمالي الطوسي : 278 / 531 كلاهما عن عيسى بن أحمد بن عيسى عن الإمام الهادي عن آبائه ( عليهم السلام ) ، الصواعق المحرقة : 230 وفي بعضها " يغدوكم " بالدال المهملة .

( 5 ) أي ثياب منسوجة من صوف الأغنام وأشعار الماعز .

‹ صفحه 392 ›

ومن أبغضهم فقد أبغضني ( 1 ) .

933 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : أحبوا الله وأحبوا رسول الله لحب الله ، وأحبونا لحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) .

( 1 / 4 )

هدية من الله

934 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله خلق الاسلام فجعل له عرصة وجعل له نورا وجعل له حصنا وجعل له ناصرا ، فأما عرصته فالقرآن ، وأما نوره فالحكمة ، وأما حصنه فالمعروف ، وأما أنصاره فأنا وأهل بيتي وشيعتنا ، فأحبوا أهل بيتي وشيعتهم وأنصارهم ، فإنه لما أسري بي إلى السماء الدنيا فنسبني جبرئيل ( عليه السلام ) لأهل السماء استودع الله حبي وحب أهل بيتي وشيعتهم في قلوب الملائكة ، فهو عندهم وديعة إلى يوم القيامة ، ثم هبط بي إلى أهل الأرض ، فنسبني إلى أهل الأرض فاستودع الله عز وجل حبي وحب أهل بيتي وشيعتهم في قلوب مؤمني أمتي ، فمؤمنوا أمتي يحفظون وديعتي في

أهل بيتي إلى يوم القيامة ( 3 ) .

935 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إني لأعلم أن هذا الحب الذي تحبونا ليس بشئ صنعتموه ، ولكن الله صنعه ( 4 ) .

936 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن حبنا [ أهل البيت ] ينزله الله من السماء من خزائن تحت

----------

( 1 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 91 / 126 .

( 2 ) مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 2 / 160 / 637 عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب .

( 3 ) الكافي : 2 / 46 / 3 ، بشارة المصطفى : 157 وفيه " في قلوب أهل الأرض فمؤمن " كلاهما عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن الإمام الجواد عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 4 ) المحاسن : 1 / 246 / 457 عن أبي بصير .

‹ صفحه 393 ›

العرش كخزائن الذهب والفضة ، ولا ينزله إلا بقدر ، ولا يعطيه إلا خير الخلق ، وإن له غمامة كغمامة القطر ، فإذا أراد الله أن يخص به من أحب من خلقه أذن لتلك الغمامة فتهطلت كما تهطلت السحاب ، فتصيب الجنين في بطن أمه ( 1 ) .

( 1 / 5 )

أفضل العبادة

937 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : حب آل محمد يوما خير من عبادة سنة ، ومن مات عليه دخل الجنة ( 2 ) .

938 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) - في وصيته لأبي ذر -

: إعلم أن أول عبادته المعرفة به . . . ثم الإيمان بي والإقرار بأن الله عز وجل أرسلني إلى كافة الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، ثم حب أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 3 ) .

939 - الإمام علي ( عليه السلام ) : أحسن الحسنات حبنا ، وأسوأ السيئات بغضنا ( 4 ) .

940 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن فوق كل عبادة عبادة ، وحبنا أهل البيت أفضل عبادة ( 5 ) .

941 - الفضيل : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : أي شئ أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله فيما افترض عليهم ؟ فقال : أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله طاعة الله وطاعة

----------

( 1 ) تحف العقول : 313 عن أبي جعفر محمد بن النعمان الأحول .

( 2 ) الفردوس : 2 / 142 / 2721 ، ينابيع المودة : 3 / 191 كلاهما عن ابن مسعود .

( 3 ) أمالي الطوسي : 526 / 1162 ، مكارم الأخلاق : 2 / 363 / 2661 ، تنبيه الخواطر : 2 / 51 ، أعلام الدين : 189 .

( 4 ) غرر الحكم : 3363 .

( 5 ) المحاسن : 1 / 247 / 462 عن حفص الدهان .

‹ صفحه 394 ›

رسوله ، وحب رسوله ( صلى الله عليه وآله ) وأولي الأمر ( 1 ) .

( 1 / 6 )

حبهم من الباقيات الصالحات

942 - محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي : دخلت أنا وعمي الحصين بن عبد الرحمن على أبي عبد الله ( عليه السلام

) فأدناه وقال : ابن من هذا معك ؟ قال : ابن أخي إسماعيل ، فقال : رحم الله إسماعيل وتجاوز عنه سيئ عمله ، كيف خلفتموه ؟ قال : بخير ما آتاه الله لنا من مودتكم ، فقال : يا حصين ، لا تستصغروا مودتنا ، فإنها من الباقيات الصالحات ، قال : يا بن رسول الله ، ما استصغرتها ، ولكن أحمد الله عليها ( 2 ) .

----------

( 1 ) المحاسن : 1 / 247 / 463 ، الكافي : 1 / 187 / 12 عن محمد بن الفضيل نحوه مضمرا .

( 2 ) الاختصاص : 86 ، وراجع المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 215 .

‹ صفحه 395 ›

الفصل الثاني خصائص حبهم

علامة طيب الولادة

943 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - في صفة علي ( عليه السلام ) - : يا أيها الناس ، امتحنوا أولادكم بحبه ، فإن عليا لا يدعو إلى ضلالة ولا يبعد عن هدى ، فمن أحبه فهو منكم ، ومن أبغضه فليس منكم ( 1 ) .

944 - الإمام علي ( عليه السلام ) : قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا أبا ذر ، من أحبنا أهل البيت فليحمد الله على أول النعم . قال : يا رسول الله ، وما أول النعم ؟ قال : طيب الولادة ، إنه لا يحبنا إلا من طاب مولده ( 2 ) .

----------

( 1 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 225 / 730 .

( 2 ) أمالي الطوسي : 455 / 1018 عن الحسين بن زيد وعبد الله

بن إبراهيم الجعفري عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، وراجع معاني الأخبار : 161 / 1 ، أمالي الصدوق : 383 / 12 ، علل الشرائع : 141 / 1 ، المحاسن : 1 / 232 / 419 كلها عن الحسين بن زيد عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) .

945 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، من أحبني وأحبك وأحب الأئمة من ولدك فليحمد الله على طيب مولده ، فإنه لا يحبنا إلا من طابت ولادته ، ولا يبغضنا إلا من خبثت ولادته ( 1 ) .

946 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) - لعلي ( عليه السلام ) - : لا يبغضك من العرب إلا دعي ( 2 ) .

947 - الإمام علي ( عليه السلام ) : لا يحبني كافر ولا ولد زنا ( 3 ) .

948 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : من أصبح يجد برد حبنا على قلبه فليحمد الله على بادئ النعم . قيل : وما بادئ النعم ؟ فقال : طيب المولد ( 4 ) .

949 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من وجد برد حبنا على قلبه فليكثر الدعاء لأمه ، فإنها لم تخن أباه ( 5 ) .

950 - ابن بكير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من كان يحبنا وهو في موضع لا يشينه فهو من خالص الله تبارك وتعالى . قلت : جعلت فداك ، وما الموضع الذي لا يشينه ؟ قال : لا يرمى في مولده . - وفي خبر آخر :

لم يجعل ولد زنا - ( 6 ) . ( ؟ )

951 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : والله لا يحبنا من العرب والعجم إلا أهل البيوتات والشرف

----------

( 1 ) أمالي الصدوق : 384 / 14 ، معاني الأخبار : 161 / 3 ، بشارة المصطفى : 150 كلها عن زيد بن علي عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 2 ) المناقب للخوارزمي : 323 / 330 عن ابن عباس ، وراجع فرائد السمطين : 1 / 135 / 97 ، الخصال : 577 / 1 ، علل الشرايع : 143 / 7 ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 267 .

( 3 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 4 / 110 عن أبي مريم الأنصاري ، وراجع شرح الأخبار : 1 / 152 / 92 ، وص 447 / 128 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 208 .

( 4 ) أمالي الصدوق : 384 / 13 ، علل الشرائع : 141 / 2 ، معاني الأخبار : 161 / 2 كلها عن أبي محمد الأنصاري عن غير واحد .

( 5 ) معاني الأخبار : 161 / 4 ، بشارة المصطفى : 9 كلاهما عن المفضل بن عمر .

( 6 ) معاني الأخبار : 166 / 1 .

‹ صفحه 397 ›

والمعدن ، ولا يبغضنا من هؤلاء وهؤلاء إلا كل دنس ملصق ( 1 ) .

952 - عبادة بن الصامت : كنا نبور ( 2 ) أولادنا بحب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فإذا رأينا أحدا لا يحب علي بن أبي طالب علمنا أنه ليس منا وأنه

لغير رشدة ( 3 ) ( 4 ) .

953 - محبوب بن أبي الزناد : قالت الأنصار : إن كنا لنعرف الرجل لغير أبيه ببغضه علي ابن أبي طالب ( 5 ) . أقول : ذكر عيسى بن أبي دلف أن أخاه دلف - وبه كان يكنى أبوه أبا دلف - كان ينتقص علي بن أبي طالب ، ويضع منه ومن شيعته ، وينسبهم إلى الجهل ، وأنه قال يوما - وهو في مجلس أبيه ، ولم يكن أبوه حاضرا - : إنهم يزعمون أن لا ينتقص عليا أحد إلا كان لغير رشدة ، وأنتم تعلمون غيرة الأمير - يعني أباه - وأنه لا يتهيأ الطعن على أحد من حرمه ، وأنا أبغض عليا ! قال : فما كان بأوشك من أن خرج أبو دلف ، فلما رأيناه قمنا له ، فقال : قد سمعت ما قاله دلف ، والحديث لا يكذب ، والخبر الوارد في هذا المعنى لا يختلف ، هو والله لزنية وحيضة ، وذلك أني كنت عليلا فبعثت إلي أختي جارية لها ، كنت بها

----------

( 1 ) الكافي : 8 / 316 / 497 عن ربعي ، الملصق - بتشديد الصاد ويخفف - : الدعي المتهم في نسبه ، والرجل المقيم في الحي وليس منهم ، ووردت الأخبار المتواترة على أن حب أهل البيت علامة طيب الولادة وبغضهم علامة خبثها . ( مرآة العقول : 26 / 420 ) .

( 2 ) باره يبوره أي جربه واختبره ( الصحاح : 2 / 597 ) .

( 3 ) يقال الرشدة بالفتح أو الكسر : إذا كان لنكاح صحيح ، ضدا لزنية ( راجع

النهاية : 2 / 225 ) .

( 4 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 224 / 727 ، وراجع النهاية : 1 / 161 ، لسان العرب : 4 / 87 ، تاج العروس : 6 / 118 ، مجمع البيان : 9 / 160 ، شرح الأخبار : 1 / 446 / 124 ، رجال الكشي : 1 / 241 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 207 .

( 5 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 224 / 729 و ح 728 ، فرائد السمطين : 1 / 365 / 293 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 207 .

‹ صفحه 398 ›

معجبا ، فلم أتمالك أن وقعت عليها وكانت حائضا فعلقت به ، فلما ظهر حملها وهبتها لي . فبلغ من عداوة دلف هذا لأبيه ونصبه ومخالفته له - لأن الغالب على أبيه التشيع والميل إلى علي - أن شنع عليه بعد وفاته ( 1 ) .

( 2 / 2 )

شرط التوحيد

954 - جابر بن عبد الله الأنصاري : جاء أعرابي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله ، هل للجنة من ثمن ؟ قال : نعم . قال : ما ثمنها ؟ قال : لا إله إلا الله ، يقولها العبد الصالح مخلصا بها . قال : وما إخلاصها ؟ قال : العمل بما بعثت به في حقه ، وحب أهل بيتي . قال : وحب أهل بيتك لمن حقها ؟ قال : أجل ، إن حبهم لأعظم

حقها ( 2 ) .

955 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إن ل" لا إله إلا الله " شروطا ، وإني وذريتي من شروطها ( 3 ) .

956 - إسحاق بن راهويه : لما وافى أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) بنيسابور وأراد أن يخرج منها إلى المأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث ، فقالوا له : يا بن رسول الله ، ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك ؟ ! وكان قد قعد في العمارية ، فأطلع رأسه وقال : سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد يقول : سمعت أبي محمد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول : سمعت أبي الحسين بن علي بن أبي طالب يقول : سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : سمعت جبرئيل يقول : سمعت الله جل

----------

( 1 ) مروج الذهب : 4 / 62 ، كشف اليقين : 476 / 573 .

( 2 ) أمالي الطوسي : 583 / 1207 .

( 3 ) غرر الحكم : 3479 .

‹ صفحه 399 ›

جلاله يقول : لا إله إلا الله حصني ، فمن دخل حصني أمن من عذابي . قال : فلما مرت الراحلة نادانا : بشروطها ، وأنا من شروطها ( 1 ) .

( 2 / 3 )

آية الإيمان

957 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : عاهدني ربي أن لا يقبل إيمان عبد إلا بمحبة أهل بيتي ( 2 ) .

958 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لا

يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه ، و [ أهلي ] أحب إليه من أهله ، وعترتي أحب إليه من عترته ، وذاتي أحب إليه من ذاته ( 3 ) .

959 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لا يتم الإيمان إلا بمحبتنا أهل البيت ( 4 ) .

960 - الإمام علي ( عليه السلام ) : أما إنه ليس عبد من عباد الله ممن امتحن الله قلبه للإيمان إلا وهو يجد مودتنا على قلبه ، فهو يحبنا . وليس عبد من عباد الله ممن سخط الله عليه إلا وهو يجد بغضنا على قلبه ، فهو يبغضنا . فأصبح محبنا ينتظر الرحمة ، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت له . وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار فأنهار به في نار جهنم ، فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم ، وتعسا لأهل النار مثواهم ( 5 ) .

----------

( 1 ) التوحيد : 25 / 23 ، أمالي الصدوق : 195 / 8 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 135 / 4 ، معاني الأخبار : 371 / 1 ، ثواب الأعمال : 21 / 1 ، بشارة المصطفى : 269 ، روضة الواعظين : 51 .

( 2 ) إحقاق الحق : 9 / 454 نقلا عن المناقب المرتضوية وخلاصة الأخبار .

( 3 ) المعجم الأوسط : 6 / 59 / 5790 ، المعجم الكبير : 7 / 75 / 6416 من دون " وعترتي أحب إليه من عترته " ، الفردوس : 5 / 154 / 7796 ، أمالي الصدوق : 274 / 9 ، علل الشرائع : 140

/ 3 ، بشارة المصطفى : 52 كلها عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه ، روضة الواعظين : 298 مرسلا .

( 4 ) كفاية الأثر : 110 عن واثلة بن الأسقع .

( 5 ) أمالي الطوسي : 34 / 34 ، أمالي المفيد : 270 / 2 ، بشارة المصطفى : 48 ، كشف الغمة : 1 / 140 كلها عن الحارث الأعور .

‹ صفحه 400 ›

961 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا كافر أو منافق ( 1 ) .

962 - الإمام علي ( عليه السلام ) : عهد إلي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق ( 2 ) .

963 - أم سلمة : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي ( عليه السلام ) : لا يبغضك مؤمن ، ولا يحبك منافق ( 3 ) .

964 - أبو ذر : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي ( عليه السلام ) : إن الله أخذ ميثاق المؤمنين على حبك ، وأخذ ميثاق المنافقين على بغضك . ولو ضربت خيشوم المؤمن ما أبغضك ، ولو نثرت الدنانير على المنافق ما أحبك . يا علي ، لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق ( 4 ) .

965 - الإمام علي ( عليه السلام ) : لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ، ولو

صببت الدنيا بجماتها على المنافق على أن يحبني ما أحبني ، وذلك أنه قضي فانقضى على لسان النبي الأمي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : يا علي ، لا يبغضك مؤمن ،

----------

( 1 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 188 / 671 عن يعلى بن مرة الثقفي .

( 2 ) سنن النسائي : 8 / 117 ، مسند ابن حنبل : 1 / 204 / 731 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 564 / 948 ، كنز الفوائد : 2 / 3 8 ، الغارات : 2 / 520 ، تاريخ بغداد : 2 / 255 و 14 / 426 كلها عن زر بن حبيش ، وفي : 8 / 417 عن علي بن ربيعة الوالبي وفي بعضها " لا يحبك " و " لا يبغضك " .

( 3 ) مسند ابن حنبل : 10 / 176 / 26569 ، سنن الترمذي : 5 / 635 / 3717 وفيه " لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن " ، البداية والنهاية : 7 / 355 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 208 / 99 ، وراجع : 1 / 247 / 313 ، المحاسن : 1 / 248 / 465 ، أعلام الدين : 278 ، عوالي اللآلي : 4 / 85 / 95 ، الاحتجاج : 1 / 149 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 4 / 83 قال : قد اتفقت الأخبار الصحيحة التي لا ريب فيها

عند المحدثين على أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : " لا يبغضك إلا منافق ولا يحبك إلا مؤمن " .

( 4 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 204 / 695 ، الغارات : 2 / 520 عن حبة العرني ، من دون ذيله .

ولا يحبك منافق ( 1 ) .

966 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : حبنا إيمان ، وبغضنا كفر ( 2 ) .

967 - عنه ( عليه السلام ) : واعلم - يا أبا الورد ويا جابر - أنكما لم تفتشا مؤمنا إلى أن تقوم الساعة عن ذات نفسه إلا عن حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . وأنكما لم تفتشا كافرا ، إلى أن تقوم الساعة ، عن ذات نفسه إلا وجدتماه يبغض أمير المؤمنين عليا ، وذلك أن الله تعالى قضى على لسان محمد ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : إنه لا يبغضك مؤمن ، ولا يحبك كافر أو منافق ، * ( وقد خاب من حمل ظلما ) * ( 3 ) ، ولكن أحبونا حب قصد ترشدوا وتفلحوا ، أحبونا محبة الاسلام ( 4 ) .

968 - عنه ( عليه السلام ) : من أراد أن يعلم أنه من أهل الجنة فيعرض حبنا على قلبه ، فإن قبله فهو مؤمن ( 5 ) .

969 - علي بن محمد بن بشر : كنت عند محمد بن علي جالسا إذ جاء راكب أناخ بعيره ، ثم أقبل حتى دفع إليه كتابا ، فلما قرأه قال

: ما يريد منا المهلب ؟ ! فوالله ، ما عندنا اليوم من دنيا ، ولا لنا من سلطان . فقال : جعلني الله فداك ، إنه من أراد الدنيا والآخرة فهو عندكم أهل البيت . قال : ما شاء الله ، أما إنه من أحبنا في الله نفعه الله بحبنا ، ومن أحبنا لغير الله فإن الله يقضي في الأمور ما يشاء . إنما حبنا أهل البيت شئ يكتبه الله في قلب العبد ، فمن كتبه الله في قلبه لم يستطع

‹ صفحه 402 ›

أحد [ أن ] يمحوه . أما سمعت الله يقول : * ( أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ) * ( 1 ) ، فحبنا أهل البيت [ من أصل ] الإيمان ( 2 ) .

( 2 / 4 )

أول ما يسأل عنه يوم القيامة

970 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أول ما يسأل عنه العبد حبنا أهل البيت ( 3 ) .

971 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله فيما أنفقه ومن أين كسبه ، وعن حبنا أهل البيت ( 4 ) .

972 - أبو برزة : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربعة : عن جسده فيما أبلاه ، وعمره فيما أفناه ، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حب أهل البيت . فقيل : يا رسول الله ، فما علامة حبكم ؟ فضرب ( صلى الله عليه

وآله ) بيده على

‹ صفحه 403 ›

منكب علي ( 1 ) .

973 - حنان بن سدير : حدثني أبي قال : كنت عند جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) فقدم إلينا طعاما ما أكلت طعاما مثله قط ، فقال لي : يا سدير ، كيف رأيت طعامنا هذا ؟ قلت : بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله ، ما أكلت مثله قط ، ولا أظن آكل أبدا مثله . ثم إن عيني تغرغرت فبكيت ، فقال : يا سدير ، ما يبكيك ؟ قلت : يا بن رسول الله ، ذكرت آية في كتاب الله تعالى .

قال : وما هي ؟ قلت : قول الله في كتابه : * ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) * ( 2 ) ، فخفت أن يكون هذا الطعام [ من النعيم ] الذي يسألنا الله عنه . فضحك حتى بدت نواجذه ، ثم قال : يا سدير ، لا تسأل عن طعام طيب ، ولا ثوب لين ، ولا رائحة طيبة ، بل لنا خلق وله خلقنا ، ولنعمل فيه بالطاعة . قلت له : بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله ، فما النعيم ؟ قال : حب علي وعترته ، يسألهم الله يوم القيامة : كيف كان شكركم لي حين أنعمت عليكم بحب علي وعترته ؟ ( 3 )

‹ صفحه 405 ›

الفصل الثالث تأديب الأولاد بحبهم

974 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أدبوا أولادكم على حبي وحب أهل بيتي والقرآن ( 1 ) .

975 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أدبوا أولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم ،

وحب أهل بيته ، وقراءة القرآن ، فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه ( 2 ) .

976 - أبو الزبير المكي : رأيت جابرا متوكئا على عصاه وهو يدور في سكك الأنصار ومجالسهم وهو يقول : . . . يا معشر الأنصار ، أدبوا أولادكم على حب علي ، فمن أبى فانظروا في شأن أمه ( 3 ) .

----------

( 1 ) إحقاق الحق : 18 / 498 .

( 2 ) كنز العمال : 16 / 456 / 45409 نقلا عن عبد الكريم الشيرازي في فوائده والديلمي وابن النجار عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، فرائد السمطين : 2 / 304 / 559 عن مخارق بن عبد الرحمن عن الإمام الصادق عن أبيه [ عن جده ] عن الإمام علي ( عليهم السلام ) ، الصواعق المحرقة : 172 نقلا عن الديلمي ، إحقاق الحق : 18 / 497 نقلا عن أبي يعلى في مسنده عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) .

( 3 ) علل الشرائع : 142 ، الفقيه : 3 / 493 / 4744 ، رجال الكشي : 1 / 236 ، الثاقب في المناقب : 124 / 123 .

977 - أبو الزبير وعطية العوفي وجواب ( 1 ) - قال كل واحد منهم - : رأيت جابرا يتوكأ على عصاه وهو يدور في سكك المدينة ومجالسهم ، وهو يروي هذا الخبر ( 2 ) ثم يقول : معاشر الأنصار ، أدبوا أولادكم على حب علي ، فمن أبى فلينظر في شأن أمه ( 3 ) .

978 - الإمام الصادق ( عليه السلام

) : يا معشر الشيعة ، علموا أولادكم شعر العبدي ( 4 ) ، فإنه على

‹ صفحه 407 ›

دين الله ( 1 ) .

وإليك نماذج من شعره :

هل في سؤالك رسم المنزل الخرب ** برء لقلبك من داء الهوى الوصب

أم حره يوم وشك البين يبرده ** ما استحدثته النوى من دمعك السرب

هيهات أن ينفد الوجد المثير له ** نأي الخليط الذي ولى ولم يؤب

يا رائد الحي حسب الحي ما ضمنت ** له المدامع من ماء ومن عشب

إلى أن يقول :

يا راكبا جسرة تطوي مناسمها ** ملاءة البيد بالتقريب والجنب

تقيد المغزل الأدماء في صعد ** وتطلح الكاسر الفتخاء في صبب

تثني الرياح إذا مرت بغايتها ** حسرى الطلائح بالغيطان والخرب

بلغ سلامي قبرا بالغري حوى ** أوفى البرية من عجم ومن عرب

واجعل شعارك لله الخشوع به ** وناد خير وصي صنو خير نبي

إلى أن يقول :

ما أنت إلا أخو الهادي وناصره ** ومظهر الحق والمنعوت في الكتب

وزوج بضعته الزهراء يكنفها ** دون الورى وأبو أبنائه النجب

من كل مجتهد في الله معتضد ** بالله معتقد ، لله محتسب

هادين للرشد إن ليل الضلال دجا ** كانوا لطارقهم أهدى من الشهب

‹ صفحه 408 ›

لقبت بالرفض لما أن منحتهم ** ودي وأحسن ما أدعى به لقبي

صلاة ذي العرش تترى كل آونة ** على ابن فاطمة الكشاف للكرب

وابنيه : من هالك بالسم مخترم ** ومن معفر خد في الثرى ترب

والعابد الزاهد السجاد يتبعه ** وباقر العلم داني غاية الطلب

وجعفر وابنه موسى ويتبعه البر ** بر الرضا والجواد العابد الدئب

والعسكريين والمهدي قائمهم ** ذو الأمر لابس أثواب الهدى القشب

من يملأ الأرض عدلا بعد ما ملئت ** جورا ويقمع أهل الزيغ والشغب

القائد البهم الشوس الكماة

إلى ** حرب الطغاة على قب الكلأ الشزب

ومن شعره :

يا سادتي يا بني علي ** يا آل طه وآل صاد

من ذا يوازيكم ، وأنتم ** خلائف الله في البلاد

أنتم نجوم الهدى اللواتي ** يهدي بها الله كل هاد

لولا هداكم إذا ضللنا ** والتبس الغي بالرشاد

لا زلت في حبكم أوالي ** عمري ، وفي بغضكم أعادي

وما تزودت غير حبي ** إياكم ، وهو خير زاد

وذاك ذخري الذي عليه ** في عرصة المحشر إعتمادي

ولاكم والبراء ممن ** يشناكم إعتقادي

‹ صفحه 409 ›

الفصل الرابع الحث على تحبيبهم إلى الناس

979 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : رحم الله عبدا حببنا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم ( 1 ) .

980 - عنه ( عليه السلام ) : رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلينا فحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون ( 2 ) .

981 - علقمة : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أوصني جعلت فداك ، فقال : أوصيك بتقوى الله والورع والعبادة وطول السجود وأداء الأمانة وصدق الحديث وحسن الجوار ، صلوا عشائرهم وعودوا مرضاهم ( 3 ) واحضروا جنائزهم ، كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا ، أحبونا إلى الناس ولا تبغضونا إليهم ، جروا إلينا كل مودة

‹ صفحه 410 ›

وادفعوا عنا كل قبيح ، ما فينا من خير فنحن أهله ، وما قيل فينا من شر فوالله ما نحن كذلك ، لنا حق في كتاب الله وقرابة من رسول الله وولادة طيبة ، فهكذا قولوا ( 1 ) . راجع :

وصايا أهل البيت / حسن العشرة ص 323 .

----------

(1) لكافي : 8 / 229 / 293 ، تنبيه الخواطر : 2 / 152 كلاهما عن

أبي بصير ، مشكاة الأنوار : 180 عن علي بن أبي حمزة ، الاعتقادات وتصحيح الاعتقادات : 109 ، دعائم الاسلام : 1 / 61 عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، فقه الرضا : 356 عن العالم ( عليه السلام ) .

( 2 ) أمالي الصدوق : 88 / 7 عن مدرك بن زهير ، بشارة المصطفى : 15 ، شرح الأخبار : 3 / 590 / 1456 كلاهما عن مدرك بن الهزهاز ، وراجع الخصال : 25 / 89 .

( 3 ) وفي المصدر " عشايركم " و " مرضاكم " وما أثبتناه موافق لسياق الحديث وما جاء في ح 767

الفصل الخامس علامات حبهم

الاجتهاد في العمل

982 - الإمام علي ( عليه السلام ) : أنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعي عترتي وسبطاي على الحوض ، فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل عملنا ( 1 ) .

983 - حماد اللحام عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أن أباه قال : يا بني ، إنك إن خالفتني في العمل لم تنزل معي غدافي المنزل . ثم قال : أبى الله عز وجل أن يتولى قوم قوما يخالفونهم في أعمالهم ينزلون معهم يوم القيامة ، كلا ورب الكعبة ( 2 ) .

984 - الإمام علي ( عليه السلام ) : من أحبنا فليعمل بعملنا ، وليتجلبب الورع ( 3 ) .

----------

( 1 ) الخصال : 624 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، تفسير فرات الكوفي : 367 / 499 نحوه ، جامع الأخبار : 495 / 1376 ، غرر الحكم في

هامش : 3763 نحوه .

( 2 ) الكافي : 8 / 253 / 358 ، تنبيه الخواطر : 2 / 176 .

( 3 ) غرر الحكم : 8483 .

‹ صفحه 412 ›

985 - عنه ( عليه السلام ) : من أحبنا فليعمل بعملنا ، وليستعن بالورع ، فإنه أفضل ما يستعان به في أمر الدنيا والآخرة ( 1 ) .

986 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : خرجت أنا وأبي ( عليه السلام ) حتى إذا كنا بين القبر والمنبر إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم فردوا عليه السلام ، ثم قال : إني والله لأحب رياحكم وأرواحكم ، فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد ، واعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع والاجتهاد ، ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله ( 2 ) .

987 - الإمام المهدي ( عليه السلام ) - فيما ورد عنه إلى الشيخ المفيد - : فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبتنا ، وليتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا ، فإن أمرنا بغتة فجأة حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة ( 3 ) . راجع : القسم السابع / وصايا أهل البيت / الاجتهاد في العمل ص 319 .

( 5 / 2 )

حب محبيهم

988 - حنش بن المعتمر : دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، كيف أمسيت ؟ قال : أمسيت محبا لمحبنا ، ومبغضا لمبغضنا ، وأمسى محبنا مغتبطا برحمة من الله كان ينتظرها ، وأمسى عدونا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار

، وكأن ذلك الشفا قد أنهار به في نار جهنم ، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت لأهلها ، فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم ، والتعس لأهل النار والنار لهم .

‹ صفحه 413 ›

يا حنش ، من سره أن يعلم أمحب لنا أم مبغض فليمتحن قلبه ، فإن كان يحب وليا لنا فليس بمبغض لنا ، وإن كان يبغض ولينا فليس بمحب لنا ، إن الله تعالى أخذ الميثاق لمحبنا بمودتنا ، وكتب في الذكر اسم مبغضنا ، نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء ( 1 ) .

989 - الإمام علي ( عليه السلام ) : من أحب الله أحب النبي ، ومن أحب النبي أحبنا ، ومن أحبنا أحب شيعتنا ( 2 ) .

990 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من تولى محبنا فقد أحبنا ( 3 ) .

( 5 / 3 )

بغض عدوهم

991 - صالح بن ميثم التمار ( رحمه الله ) : وجدت في كتاب ميثم ( رضي الله عنه ) يقول : تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقال لنا : ليس من عبد امتحن الله قلبه بالإيمان إلا أصبح يجد مودتنا على قلبه ، ولا أصبح عبد ممن سخط الله عليه إلا يجد بغضنا على قلبه ، فأصبحنا نفرح بحب المؤمن لنا ، ونعرف بغض المبغض لنا ، وأصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من الله ينتظرها كل يوم ، وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار ، فكأن ذلك الشفا قد أنهار به في نار جهنم ، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت لأصحاب الرحمة ، فهنيئا لأصحاب الرحمة رحمتهم ، وتعسا لأهل

النار مثواهم . إن عبدا لن يقصر في حبنا لخير جعله الله في قلبه ، ولن يحبنا من يحب مبغضنا ، إن ذلك لا يجتمع في قلب واحد

‹ صفحه 414 ›

و * ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) * ( 1 ) يحب بهذا قوما ويحب بالآخر عدوهم ، والذي يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب لا غش فيه .

نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء ، وأنا وصي الأوصياء ، وأنا حزب الله ورسوله ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه ، فإن وجد فيه حب من ألب ( 2 ) علينا فليعلم أن الله عدوه وجبرئيل وميكائيل ، والله عدو للكافرين ( 3 ) .

992 - أبو الجارود عن أبي جعفر ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) * - : قال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف انسان . إن الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه فيحب هذا ويبغض هذا ، فأما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه ، فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه ، فإن شاركه في حبنا حب عدونا فليس منا ولسنا منه ، والله عدوهم وجبرئيل وميكائيل ، والله عدو للكافرين ( 4 ) .

993 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - لمن قال له : إن فلانا يواليكم إلا أنه يضعف عن البراءة من عدوكم - : هيهات ، كذب من ادعى محبتنا ولم

يتبرأ من عدونا ( 5 ) .

( 5 / 4 )

الاستعداد للبلاء

994 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - لما شكا إليه أبو سعيد الخدري حاجته - : اصبر أبا سعيد ، فإن

‹ صفحه 415 ›

الفقر إلى من يحبني منكم أسرع من السيل على أعلى الوادي ، ومن أعلى الجبل إلى أسفله ( 1 ) .

995 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) - لأبي ذر لما قال له : إني أحبكم أهل البيت - : الله الله ! فأعد للفقر تجفافا ( 2 ) ، فإن الفقر أسرع إلى من يحبنا من السيل من أعلى الأكمة إلى أسفلها ( 3 ) .

996 - ابن عباس : أصاب نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) خصاصة فبلغ ذلك عليا ( عليه السلام ) ، فخرج يلتمس عملا ليصيب منه شيئا يبعث به إلى نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأتى بستانا لرجل من اليهود ، فاستقى له سبعة عشر دلوا كل دلو بتمرة ، فخيره اليهودي من تمره سبع عشرة تمرة عجوة ، فجاء بها إلى نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : من أين هذا يا أبا الحسن ؟ قال : بلغني ما بك من الخصاصة يا نبي الله فخرجت ألتمس عملا لأصيب لك طعاما . قال : فحملك على هذا حب الله ورسوله ؟ قال علي : نعم يا نبي الله ، فقال نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) : والله ما من عبد يحب الله ورسوله إلا الفقر أسرع إليه من جرية السيل على وجهه ، من أحب الله

ورسوله فليعد تجفافا ، وإنما يعني الصبر ( 4 ) .

997 - عنمة الجهني : خرج النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم فلقيه رجل من الأنصار فقال : يا رسول الله بأبي وأمي أنت ، إنه ليسوؤني الذي أرى بوجهك وعما هو ؟ قال : فنظر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى وجه الرجل ساعة ثم قال : الجوع . فخرج الرجل يعدو أو شبيها بالعدو ، حتى أتى بيته فالتمس فيه الطعام فلم

----------

( 1 ) مسند ابن حنبل : 4 / 85 / 11379 ، شعب الإيمان : 7 / 318 / 10442 ، وذكره أيضا في : 2 / 174 / 1473 نحوه ، الفردوس : 3 / 155 / 4421 .

( 2 ) تجفافا - بكسر التاء وسكون الجيم - : شئ من سلاح يترك على الفرس يقيه الأذى . ( النهاية : 1 / 279 ) .

( 3 ) المستدرك على الصحيحين : 4 / 367 / 7944 ، وراجع سنن الترمذي : 4 / 576 / 2350 ، شعب الإيمان : 2 / 173 / 1471 .

( 4 ) السنن الكبرى : 6 / 197 / 11649 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 449 / 966 نحوه .

يجد شيئا ، فخرج إلى بني قريظة فأجر نفسه بكل دلو ينزعها تمرة حتى جمع حفنة أو كفا من تمر ، ثم رجع بالتمر حتى وجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) في مجلس لم يرم ( 1 ) ، فوضعه بين يديه وقال : كل أي رسول

الله ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : من أين لك هذا التمر ؟ فأخبره الخبر ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني لأظنك تحب الله ورسوله ؟ قال : أجل ، والذي بعثك بالحق ، لأنت أحب إلي من نفسي وولدي وأهلي ومالي ، فقال : أما لا فاصطبر للفاقة ، وأعد للبلاء تجفافا ، فوالذي بعثني بالحق لهما إلى من يحبني أسرع من هبوط الماء من رأس الجبل إلى أسفله ( 2 ) .

998 - الإمام علي ( عليه السلام ) : من أحبنا فليعد للبلاء جلبابا ( 3 ) .

999 - عنه ( عليه السلام ) : من تولانا فليلبس للمحن إهابا ( 4 ) .

1000 - عنه ( عليه السلام ) : من أحبنا أهل البيت فليستعد عدة للبلاء ( 5 ) .

1001 - عنه ( عليه السلام ) : من أحبنا أهل البيت فليستعد للفقر جلبابا ( 6 ) .

1002 - الأصبغ بن نباتة : كنت عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قاعدا ، فجاء رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، والله إني لأحبك [ في الله ] ، فقال : صدقت ، إن طينتنا مخزونة ، أخذ الله ميثاقها من صلب آدم ، فاتخذ للفقر جلبابا ، فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : والله يا علي ، إن الفقر لأسرع إلى محبيك من السيل إلى بطن الوادي ( 7 ) .

1003 - الأصبغ بن نباتة : كنت جالسا عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فأتاه رجل فقال : يا

----------

( 1 )

رام بالمكان : أقام وثبت ، ولم يزل فيه . ( المنجد : 290 ) .

( 2 ) المعجم الكبير : 18 / 84 / 155 ، الإصابة : 4 / 611 / 6097 ، أسد الغابة : 4 / 294 / 4112 .

( 3 ) غرر الحكم : 9037 .

( 4 ) غرر الحكم : 9038 .

( 5 ) الغارات : 2 / 588 ، تأويل الآيات الظاهرة : 775 .

( 6 ) نهج البلاغة : الحكمة 112 .

( 7 ) المؤمن : 16 / 5 ، أعلام الدين : 432 .

‹ صفحه 417 ›

أمير المؤمنين إني لأحبك في السر كما أحبك في العلانية ، قال : فنكت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الأرض بعود كان في يده ساعة ، ثم رفع رأسه فقال : كذبت والله ، ما أعرف وجهك في الوجوه ، ولا اسمك في الأسماء . فعجبت من ذلك عجبا شديدا ، فلم أبرح حتى أتاه رجل آخر فقال : والله يا أمير المؤمنين ، إني لأحبك في السر كما أحبك في العلانية ، فنكت بعوده ذلك في الأرض طويلا ثم رفع رأسه فقال : صدقت ، إن طينتنا طينة مرحومة ، أخذ الله ميثاقها يوم أخذ الميثاق ، فلا يشذ منها شاذ ، ولا يدخل فيها داخل إلى يوم القيامة . أما إنه فاتخذ للفاقة جلبابا ، فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : الفاقة إلى محبيك أسرع من السيل المنحدر من أعلى الوادي إلى أسفله ( 1 ) .

1004 - محمد بن مسلم : خرجت إلى المدينة وأنا وجع ثقيل ، فقيل له

[ أي لأبي جعفر ( عليه السلام ) ] : محمد بن مسلم وجع ، فأرسل إلي أبو جعفر بشراب مع الغلام مغطى بمنديل ، فناولنيه الغلام وقال لي : إشربه فإنه قد أمرني أن لا أرجع حتى تشربه ، فتناولته فإذا رائحة المسك منه ، وإذا شراب طيب الطعم بارد ، فلما شربته قال لي الغلام : يقول لك إذا شربت فتعال .

ففكرت فيما قال لي ولا أقدر على النهوض قبل ذلك على رجلي ، فلما استقر الشراب في جوفي كأنما نشطت من عقال ، فأتيت بابه فاستأذنت عليه ، فصوت بي : صح الجسم ، أدخل أدخل .

فدخلت وأنا باك ، فسلمت عليه وقبلت يده ورأسه ، فقال لي : وما يبكيك يا محمد ؟ فقلت : جعلت فداك ، أبكي على اغترابي وبعد الشقة وقلة المقدرة على المقام عندك والنظر إليك .

فقال لي : أما قلة المقدرة فكذلك جعل الله أولياءنا وأهل مودتنا وجعل البلاء إليهم سريعا ، وأما ما ذكرت من الغربة فلك بأبي عبد الله أسوة بأرض ناء عنا

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 409 / 921 ، وراجع بصائر الدرجات : 390 و 391 ، الاختصاص : 311 و 312 .

‹ صفحه 418 ›

بالفرات . وأما ما ذكرت من بعد الشقة ، فإن المؤمن في هذه الدار غريب وفي هذا الخلق المنكوس حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله ، وأما ما ذكرت من حبك قربنا والنظر إلينا وأنك لا تقدر على ذلك فالله يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه ( 1 ) .

( 1 ) رجال الكشي : 1 / 391 / 281 ، كامل الزيارات :

275 ، الاختصاص : 52 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 181 نحوه ، وفيهما " منكوس " بدل " المنكوس " .

‹ صفحه 419 ›

الفصل السادس آثار حبهم

تمحيص الذنوب

1005 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : حبنا أهل البيت يكفر الذنوب ويضاعف الحسنات ( 1 ) .

1006 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) : والله ، لا يحبنا عبد أبدا ولو كان أسيرا بالديلم إلا نفعه الله بحبنا ، وإن حبنا ليساقط الذنوب من ابن آدم كما يساقط الريح الورق من الشجر ( 2 ) .

1007 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : من أحبنا لله نفعه حبنا ولو كان في جبل الديلم ، ومن أحبنا لغير ذلك فإن الله يفعل ما يشاء ، إن حبنا أهل البيت يساقط عن العباد

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 164 / 274 عن علي بن مهدي عن أبيه عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، إرشاد القلوب : 253 عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 2 ) الاختصاص : 82 ، رجال الكشي : 1 / 329 / 178 كلاهما عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .

‹ صفحه 420 ›

الذنوب كما يساقط الريح الورق من الشجر ( 1 ) .

1008 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : بحبنا تغفر لكم الذنوب ( 2 ) .

1009 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن حبنا أهل البيت ليحط الذنوب عن العباد كما تحط الريح الشديدة الورق عن الشجر ( 3 ) .

1010 - عنه ( عليه السلام ) : من

أحبنا لله وأحب محبنا لا لغرض دنيا يصيبها منه ، وعادى عدونا لا لإحنة كانت بينه وبينه ثم جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر غفر الله تعالى له ( 4 ) .

( 6 / 2 )

طهارة القلب

1011 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : لا يحبنا عبد ويتولانا حتى يطهر الله قلبه ، ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا ويكون سلما لنا ، فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب ، وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر ( 5 ) .

1012 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لا يحبنا عبد إلا كان معنا يوم القيامة ، فاستظل بظلنا ورافقنا

----------

( 1 ) بشارة المصطفى : 3 عن أبي رزين ، شرح الأخبار : 2 / 513 / 906 نحوه عن علي بن حمزة عن الحسين ، وذكر أيضا في : 1 / 163 / 116 نحوه عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) .

( 2 ) أمالي الطوسي : 452 / 1010 عن شجرة ، بشارة المصطفى : 67 عن خالد بن طهماز أبي العلاء الخفاف ، وفيه " لحبنا يغفر لكم " .

( 3 ) ثواب الأعمال : 223 / 1 ، قرب الإسناد : 39 / 126 ، بشارة المصطفى : 270 كلها عن بكر بن محمد الأزدي .

( 4 ) أمالي الطوسي : 156 / 259 ، بشارة المصطفى : 90 كلاهما عن الحسين بن مصعب ، إرشاد القلوب : 253 ، وراجع أعلام الدين : 448 عن صفوان ، ثواب الأعمال : 204 / 1 عن صالح بن سهل الهمداني

.

( 5 ) الكافي : 1 / 194 / 1 عن أبي خالد الكابلي .

في منازلنا . والله والله ، لا يحبنا عبد حتى يطهر الله قلبه ، ولا يطهر قلبه حتى يسلم لنا ، وإذا سلم لنا سلمه الله من سوء الحساب يوم القيامة ، وأمن من الفزع الأكبر . إنما يغتبط أهل هذا الأمر إذا انتهت نفس أحدهم إلى هذه - وأومأ بيده إلى حلقه - ( 1 ) .

( 6 / 3 )

اطمئنان القلب

1013 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما نزلت هذه الآية : * ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) * ( 2 ) قال : ذاك من أحب الله ورسوله ، وأحب أهل بيتي صادقا غير كاذب ، وأحب المؤمنين شاهدا وغائبا ، ألا بذكر الله يتحابون ( 3 ) .

1014 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) * - : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : تدري فيمن نزلت ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : فيمن صدق لي ، وأمن بي ، وأحبك وعترتك من بعدك ، وسلم الأمر لك وللأئمة من بعدك ( 4 ) .

1015 - أنس بن مالك : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : * ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) * : أتدري من هم يا بن أم سليم

؟ قلت : من هم يا رسول الله ؟ قال : نحن أهل البيت وشيعتنا ( 5 ) .

----------

( 1 ) دعائم الاسلام : 1 / 73 ، شرح الأخبار : 3 / 471 / 1367 عن عبد العلي بن أعين إلى قوله " الفزع الأكبر " .

( 2 ) الرعد : 28 .

( 3 ) كنز العمال : 2 / 442 / 4448 ، الدر المنثور : 4 / 642 كلاهما نقلا عن ابن مردويه ، الجعفريات : 224 بطريقه عنه ( صلى الله عليه وآله ) .

( 4 ) تفسير فرات الكوفي : 207 / 274 عن محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا .

( 5 ) البحار : 35 / 405 / 29 ، وذكره أيضا في : 23 / 184 / 48 عن ابن بطريق في المستدرك ، تأويل الآيات الظاهرة : 239 ، البرهان : 2 / 291 / 2 كلاهما عن ابن عباس ، والظاهر أنه سهو لأن ابن أم سليم هو أنس بن مالك كما في تهذيب الكمال : 3 / 353 / 568 .

‹ صفحه 422 ›

( 6 / 4 )

الحكمة

1016 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من أحبنا أهل البيت وحقق حبنا في قلبه جرت ينابيع الحكمة على لسانه ، وجدد الإيمان في قلبه ( 1 ) .

راجع :

ص 434 / 1060 . ( 6 / 5 ) استكمال الدين

1017 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : حب أهل بيتي وذريتي استكمال الدين ( 2 ) .

1018 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : فضل عشيرتي وأهل بيتي وذريتي

كفضل الماء على كل شئ ، بالماء يبقى كل ويحيى كما قال ربي تبارك وتعالى : * ( وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون ) * ( 3 ) ومحبة ( 4 ) أهل بيتي وعشيرتي وذريتي يستكمل الدين ( 5 ) .

( 6 / 6 )

الاغتباط عند الموت

1019 - عبد الله بن الوليد : دخلنا على أبي عبد الله ( عليه السلام ) في زمن مروان فقال : من أنتم ؟

----------

( 1 ) المحاسن : 1 / 134 / 167 عن المفضل بن عمر .

( 2 ) أمالي الصدوق : 161 / 1 عن الحسن بن عبد الله عن أبيه عن جده الإمام الحسن ( عليه السلام ) .

( 3 ) الأنبياء : 30 .

( 4 ) كذا ، ولعل الأنسب " وبمحبة " .

( 5 ) الاختصاص : 37 عن الحسين بن عبد الله عن أبيه عن جده عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) .

‹ صفحه 423 ›

فقلنا : من أهل الكوفة ، فقال : ما من بلدة من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة ، ولا سيما هذه العصابة . إن الله جل ذكره هداكم لأمر جهله الناس ، وأحببتمونا وأبغضنا الناس ، واتبعتمونا وخالفنا الناس ، وصدقتمونا وكذبنا الناس ، فأحياكم الله محيانا ، وأماتكم مماتنا ، فأشهد على أبي أنه كان يقول : ما بين أحدكم وبين أن يرى ما يقر الله به عينه وأن يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هذه - وأهوى بيده إلى حلقه - وقد قال الله عز وجل في كتابه : * ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا

وذرية ) * ( 1 ) ، فنحن ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) .

( 6 / 7 )

شفاعة أهل البيت ( عليهم السلام )

1020 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي ، وهم شيعتي ( 3 ) .

1021 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ألزموا مودتنا أهل البيت ، فإنه من لقي الله يوم القيامة وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا ( 4 ) .

1022 الإمام علي ( عليه السلام ) : لا تعنونا في الطلب والشفاعة لكم يوم القيامة فيما قدمتم . . . لنا شفاعة ولأهل مودتنا شفاعة ، فتنافسوا في لقائنا على الحوض فإنا نذود عنه

----------

( 1 ) الرعد : 38 .

( 2 ) الكافي : 8 / 81 / 38 ، أمالي الطوسي : 144 / 234 ، بشارة المصطفى : 82 وفيهما " بني مروان " بدل " مروان " ، وهو الصحيح لأن ولادة الإمام الصادق ( عليه السلام ) كانت في أيام عبد الملك بن مروان .

( 3 ) تاريخ بغداد : 2 / 146 عن الإمام علي ( عليه السلام ) .

( 4 ) المعجم الأوسط : 2 / 360 / 2230 عن ابن أبي ليلى عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، أمالي المفيد : 13 / 1 ، أمالي الطوسي : 187 / 314 ، المحاسن : 1 / 134 / 169 ، بشارة المصطفى : 100 كلها عن ابن أبي ليلى عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، إرشاد القلوب : 254 عن الإمام الحسن ( عليه السلام )

.

‹ صفحه 424 ›

أعداءنا ونسقي منه أحباءنا وأولياءنا ( 1 ) .

( 6 / 8 )

نور يوم القيامة

1023 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أكثركم نورا يوم القيامة أكثركم حبا لآل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) .

1024 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أما والله لا يحب أهل بيتي عبد إلا أعطاه الله عز وجل نورا حتى يرد علي الحوض ، ولا يبغض أهل بيتي عبد إلا احتجب الله عنه يوم القيامة ( 3 ) .

( 6 / 9 )

الأمن يوم القيامة

1025 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أحبنا أهل البيت حشره الله تعالى آمنا يوم القيامة ( 4 ) .

1026 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ألا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط ( 5 ) .

1027 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهن عظيمة : عند الوفاة ، وفي القبر ، وعند النشور ، وعند الكتاب ، وعند الحساب ، وعند الميزان ، وعند

----------

( 1 ) الخصال : 614 و 624 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 2 ) شواهد التنزيل : 2 / 310 / 948 عن سالم عن أبيه .

( 3 ) شواهد التنزيل : 2 / 310 / 947 عن أبي سعيد الخدري وراجع ص 130 / 179 من كتابنا هذا .

( 4 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 58

/ 220 عن أبي محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 5 ) فضائل الشيعة : 47 / 1 ، بشارة المصطفى : 37 ، مائة منقبة : 149 ، أعلام الدين : 464 وفيه " من أحب عليا وآل محمد " ، إرشاد القلوب : 235 ، المناقب للخوارزمي : 73 / 51 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 40 ، فرائد السمطين : 2 / 258 / 526 كلها عن ابن عمر .

‹ صفحه 425 ›

الصراط ( 1 ) .

1028 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن حبنا أهل البيت لينتفع به في سبعة مواطن : عند الله ، وعند الموت ، وعند القبر ، ويوم الحشر ، وعند الحوض ، وعند الميزان ، وعند الصراط ( 2 ) .

( 6 / 10 )

الثبات على الصراط

1029 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لي ولأهل بيتي ( 3 ) .

1030- عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أثبتكم قدما على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي ( 4 ) .

1031- عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ما أحبنا أهل البيت أحد فزلت به قدم إلا ثبتته قدم أخرى حتى ينجيه الله يوم القيامة ( 5 ) .

1032 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لا تجد وليا لنا تزل قدماه جميعا ، ولكن إذا زلت به قدم اعتمد على الأخرى حتى ترجع التي زلت ( 6 ) .

----------

( 1 ) الخصال : 360 / 49 ،

أمالي الصدوق : 18 / 3 ، بشارة المصطفى : 17 كلها عن جابر عن الإمام الباقر عن آبائه ( عليهم السلام ) ، روضة الواعظين : 297 ، جامع الأخبار : 513 / 1441 عن جابر بن عبد الله الأنصاري وليس فيه " حبي " ، كفاية الأثر : 108 عن واثلة بن الأسقع .

( 2 ) المحاسن : 1 / 250 / 471 عن محمد بن الفضل الهاشمي .

( 3 ) جامع الأحاديث للقمي : 231 عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 4 ) فضائل الشيعة : 48 / 3 عن إسماعيل بن مسلم الشعيري عن الإمام الصادق عن أبيه ( عليهما السلام ) ، الجعفريات : 182 ، نوادر الراوندي : 15 كلاهما عن موسى بن إسماعيل بإسناده ، كنز العمال : 12 / 97 / 34163 ، الصواعق المحرقة : 187 كلاهما عن الديلمي عن الإمام علي ( عليه السلام ) وزاد في الأربعة الأخيرة " ولأصحابي " ، إحقاق الحق : 18 / 459 نقلا عن وسيلة النجاة قال : روى أبي يعلى في مسنده عن سلمة بن الأكوع .

( 5 ) درر الأحاديث النبوية : 51 .

( 6 ) دعائم الاسلام : 1 / 63 .

( 6 / 11 )

النجاة من النار

1033 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - في بيان فضل فاطمة ( عليها السلام ) يوم القيامة - : يوحي الله عز وجل إليها : يا فاطمة ، سليني أعطك ، وتمني علي أرضك . فتقول : إلهي أنت المنى وفوق المنى ، أسألك أن لا تعذب محبي ومحب عترتي بالنار

. فيوحي الله إليها : يا فاطمة ، وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني ، لقد آليت على نفسي ، من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام ، أن لا أعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار ( 1 ) .

1034 - بلال بن حمامة : خرج علينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم ضاحكا مستبشرا ، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : بشارة أتتني من عند ربي ، إن الله لما أراد أن يزوج عليا فاطمة أمر ملكا أن يهز شجرة طوبى ، فهزها فنثرت رقاقا - يعني صكاكا - وأنشأ الله ملائكة التقطوها ، فإذا كانت القيامة ثارت الملائكة في الخلق ، فلا يرون محبا لنا أهل البيت محضا إلا دفعوا إليه منها كتابا : براءة له من النار . من أخي وابن عمي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من أمتي من النار ( 2 ) .

1035 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : والله ، لا يموت عبد يحب الله ورسوله ويتولى الأئمة ( عليهم السلام ) فتمسه النار ( 3 ) .

----------

( 1 ) تأويل الآيات الظاهرة : 474 عن أبي ذر .

( 2 ) تاريخ بغداد : 4 / 210 ، وراجع أسد الغابة : 1 / 415 / 492 ، ينابيع المودة : 2 / 460 / 278 ، المناقب للخوارزمي : 341 / 361 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 346 ، مائة منقبة : 145 ، الخرائج والجرائح : 2 / 536 / 11 .

( 3 ) رجال النجاشي : 1 / 138 عن

إلياس بن عمرو البجلي ، شرح الأخبار : 3 / 463 / 1355 عن الحضرمي .

‹ صفحه 427 ›

( 6 / 12 )

الحشر مع أهل البيت ( عليهم السلام )

1036 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخذ بيد حسن وحسين فقال : من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة ( 1 ) .

1037 - عنه ( عليه السلام ) : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : أنا وفاطمة وحسن وحسين مجتمعون ، ومن أحبنا يوم القيامة ، نأكل ونشرب حتى يفرق بين العباد . فبلغ ذلك رجلا من الناس ، فسأل عنه فأخبرته فقال : كيف بالعرض والحساب ؟ فقلت له : كيف كان لصاحب ياسين بذلك حين أدخل الجنة من ساعته ؟ ( 2 )

1038 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يرد علي الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين - يعني السبابتين - ( 3 ) .

1039 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من أحبني وأهل بيتي كنا نحن وهو كهاتين - وأشار بالسبابة والوسطى - ( 4 ) .

1040 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من أحبنا أهل البيت في الله حشر معنا وأدخلناه معنا الجنة ( 5 ) .

----------

( 1 ) سنن الترمذي : 5 / 641 / 37733 ، مسند ابن حنبل : 1 / 168 / 576 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 694 / 1185 ، تاريخ بغداد : 13 / 287 ، المناقب للخوارزمي : 138 / 156 ، تاريخ

دمشق " ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) " : 52 / 95 و 96 ، أمالي الصدوق : 190 / 11 ، بشارة المصطفى : 32 ، وذكره أيضا في : 52 كلها عن علي بن جعفر عن الإمام الكاظم عن آبائه ( عليهم السلام ) ، وراجع إحقاق الحق : 9 / 174 .

( 2 ) المعجم الكبير : 3 / 41 / 2623 عن عمر بن علي ، وراجع تهذيب تاريخ دمشق : 4 / 213 .

( 3 ) مقاتل الطالبيين : 76 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 16 / 45 كلاهما عن سفيان عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، ذخائر العقبى : 18 ، كتاب الغارات : 2 / 586 عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، وراجع مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 2 / 129 / 614 .

( 4 ) كفاية الأثر : 35 عن أبي ذر .

( 5 ) كفاية الأثر : 296 عن زيد بن علي عن آبائه ( عليهم السلام ) ، وراجع : 74 .

‹ صفحه 428 ›

1041 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من أحبنا كان معنا يوم القيامة ، ولو أن رجلا أحب حجرا لحشره الله معه ( 1 ) .

1042 - أبو ذر : قلت : يا نبي الله ، إني أحب أقواما ما أبلغ أعمالهم . فقال : يا أبا ذر ، المرء مع من أحب وله ما اكتسب . قلت : فإني أحب الله ورسوله وأهل بيت نبيه . قال : فإنك مع من أحببت (

2 ) .

1043 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) : من أحبنا للدنيا فإن صاحب الدنيا يحبه البر والفاجر ، ومن أحبنا لله كنا نحن وهو يوم القيامة كهاتين - وأشار بالسبابة والوسطى - ( 3 ) .

1044 - عنه ( عليه السلام ) : من أحبنا لله وردنا نحن وهو على نبينا ( صلى الله عليه وآله ) هكذا - وضم إصبعيه - ومن أحبنا للدنيا فإن الدنيا تسع البر والفاجر ( 4 ) .

1045 - عنه ( عليه السلام ) : من أحبنا لا يحبنا إلا لله جئنا نحن وهو كهاتين - وقدر بين سبابتيه - ، ومن أحبنا لا يحبنا إلا للدنيا فإنه إذا قام قائم العدل وسع عدله البر والفاجر ( 5 ) .

1046 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : قصيرة من طويلة ( 6 ) : من أحبنا لا لدنيا يصيبها منا ، وعادى عدونا لا لشحناء كانت بينه وبينه ، أتى الله يوم القيامة مع محمد ( صلى الله عليه وآله ) وإبراهيم وعلي ( عليهما السلام ) ( 7 ) .

----------

( 1 ) أمالي الصدوق : 174 / 9 عن نوف عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، روضة الواعظين : 457 ، مشكاة الأنوار : 84 .

( 2 ) أمالي الطوسي : 632 / 1303 ، كشف الغمة : 2 / 41 .

( 3 ) المعجم الكبير : 3 / 125 / 2880 عن بشر بن غالب .

( 4 ) أمالي الطوسي : 253 / 455 ، بشارة المصطفى : 123 نحوه ، كلاهما عن بشر بن غالب .

( 5 ) المحاسن

: 1 / 134 / 168 عن بشر بن غالب الأسدي .

( 6 ) قوله " قصيرة من طويلة " إما كلام الراوي ، أي : اقتصر ( عليه السلام ) من الكلام الطويل على قليل يغني غناءه ، أو من كلامه ( عليه السلام ) بأن يكون معمولا لفعل محذوف أي : خذها كما هو المتعارف ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي : هذه . ( كما في هامش المحاسن ) .

( 7 ) المحاسن : 1 / 267 / 517 عن أبي خالد الكابلي .

‹ صفحه 429 ›

1047 - بريد بن معاوية العجلي : كنت عند أبي جعفر ( عليه السلام ) إذ دخل عليه قادم من خراسان ماشيا ، فأخرج رجليه وقد تغلفتا وقال : أما والله ، ما جاء بي من حيث جئت إلا حبكم أهل البيت ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : والله ، لو أحبنا حجر حشره الله معنا ، وهل الدين إلا الحب ( 1 ) .

1048 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من أحبنا لم يحبنا لقرابة بيننا وبينه ولا لمعروف أسديناه إليه ، إنما أحبنا لله ولرسوله ، فمن أحبنا جاء معنا يوم القيامة كهاتين - وقرن بين سبابتيه - ( 2 ) .

1049 - يوسف بن ثابت بن أبي سعيدة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنهم قالوا حين دخلوا عليه : إنما أحببناكم لقرابتكم من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولما أوجب الله عز وجل من حقكم ، ما أحببناكم للدنيا نصيبها منكم إلا لوجه الله والدار الآخرة ، وليصلح لامرئ منا دينه

. فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : صدقتم صدقتم ، ثم قال : من أحبنا كان معنا - أو : جاء معنا - ( 3 ) يوم القيامة هكذا - ثم جمع بين السبابتين - ( 4 ) .

1050- الحكم بن عتيبة : بينا أنا مع أبي جعفر ( عليه السلام ) والبيت غاص بأهله إذ أقبل شيخ يتكئ على عنزة ( 5 ) له حتى وقف على باب البيت ، فقال : السلام عليك يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته ، ثم سكت ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته . ثم أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت وقال : السلام عليكم ، ثم سكت

----------

( 1 ) تفسير العياشي : 1 / 167 / 27 .

( 2 ) أعلام الدين : 460 عن عبيدة بن زرارة .

( 3 ) الشك من الراوي .

( 4 ) الكافي : 8 / 106 / 80 ، تفسير العياشي : 2 / 89 / 61 .

( 5 ) العنزة : عصا في قدر نصف الرمح أو أكثر شيئا ، في طرفها الأسفل زج كزج الرمح يتوكأ عليها الشيخ الكبير . ( لسان العرب : 5 / 384 ) .

‹ صفحه 430 ›

حتى أجابه القوم جميعا وردوا عليه السلام ، ثم أقبل بوجهه على أبي جعفر ( عليه السلام ) ثم قال : يا بن رسول الله ، أدنني منك جعلني الله فداك ، فوالله إني لأحبكم وأحب من يحبكم ، ووالله ما أحبكم وأحب من يحبكم لطمع في دنيا .

و [ الله ] إني لأبغض عدوكم وأبرأ

منه ، ووالله ما أبغضه وأبرأ منه لوتر ( 1 ) كان بيني وبينه . والله إني لأحل حلالكم ، وأحرم حرامكم ، وأنتظر أمركم ، فهل ترجو لي جعلني الله فداك ؟ فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إلي إلي ، حتى أقعده إلى جنبه ، ثم قال : أيها الشيخ ، إن أبي علي بن الحسين ( عليهما السلام ) أتاه رجل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه فقال له أبي ( عليه السلام ) : إن تمت ترد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ، ويثلج قلبك ، ويبرد فؤادك ، وتقر عينك ، وتستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسك هاهنا - وأهوى بيده إلى حلقه - وإن تعش تر ما يقر الله به عينك ، وتكون معنا في السنام الأعلى . [ ف] قال الشيخ : كيف قلت يا أبا جعفر ؟ فأعاد عليه الكلام ، فقال الشيخ : الله أكبر يا أبا جعفر ، إن أنا مت أرد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ( عليهم السلام ) ، وتقر عيني ، ويثلج قلبي ، ويبرد فؤادي ، وأستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسي إلى هاهنا ، وإن أعش أر ما يقر الله به عيني فأكون معكم في السنام الأعلى ! ثم أقبل الشيخ ينتحب ، ينشج ها ها ها حتى لصق بالأرض ، وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون لما يرون من حال الشيخ . وأقبل أبو جعفر ( عليه

السلام ) يمسح بإصبعه الدموع من حماليق ( 2 ) عينيه وينفضها .

----------

( 1 ) الوتر بالفتح : الذحل وهو الحقد والعداوة ( الصحاح : 2 / 842 ) .

( 2 ) الحماليق : ما يلي المقلة من لحمها ، وقيل : هو ما في المقلة من نواحيها . ( لسان العرب : 10 / 69 ) .

ثم رفع الشيخ رأسه ، فقال لأبي جعفر ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله ، ناولني يدك جعلني الله فداك . فناوله يده فقبلها ووضعها على عينيه وخده ، ثم حسر ( 1 ) عن بطنه وصدره فوضع يده على بطنه وصدره ، ثم قام فقال : السلام عليكم .

وأقبل أبو جعفر ( عليه السلام ) ينظر في قفاه وهو مدبر ، ثم أقبل بوجهه على القوم فقال : من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا . فقال الحكم بن عتيبة : لم أر مأتما قط يشبه ذلك المجلس ( 2 ) .

( 6 / 13 )

الجنة

1051 - حذيفة : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخذ بيد الحسين بن علي فقال : أيها الناس ، جد الحسين أكرم على الله من جد يوسف بن يعقوب ، وإن الحسين في الجنة وأباه في الجنة وأمه في الجنة وأخاه في الجنة ومحبهم في الجنة ومحب محبهم في الجنة ( 3 ) .

1052 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : بينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في سفر إذ نزل فسجد خمس سجدات ، فلما ركب قال له بعض أصحابه : رأيناك يا رسول

الله صنعت ما لم تكن تصنعه ! قال : نعم ، أتاني جبرئيل ( عليه السلام ) فبشرني أن عليا في الجنة ، فسجدت شكرا لله تعالى ، فلما رفعت رأسي قال : وفاطمة في الجنة ، فسجدت شكرا لله تعالى ، فلما رفعت رأسي قال : والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، فسجدت شكرا لله تعالى ، فلما رفعت رأسي قال : ومن يحبهم في الجنة ، فسجدت لله تعالى شكرا ، فلما رفعت رأسي قال : ومن يحب من يحبهم في الجنة [ فسجدت

----------

( 1 ) حسر : كشف . ( المصباح المنير : 135 ) .

( 2 ) الكافي : 8 / 76 / 30 .

( 3 ) مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 67 .

‹ صفحه 432 ›

شكرا لله تعالى ] ( 1 ) .

1053 - جابر بن عبد الله الأنصاري : بينا نحن بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مسجده بالمدينة فذكر بعض الصحابة الجنة ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن لله لواء من نور وعموده من زبرجد ، خلقه الله تعالى قبل أن يخلق السماء بألفي عام ، مكتوب عليه : لا إله إلا الله محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وآل محمد خير البرية . وأنت يا علي أكرم القوم .

فعند ذلك قال علي ( عليه السلام ) : الحمد لله الذي هدانا لهذا وأكرمنا بك وشرفنا بك ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، أما علمت أن من أحبنا واتخذ محبتنا أسكنه الله تعالى معنا ،

وتلا هذه الآية : * ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) * ( 2 ) .

1054 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، من أحب ولدك فقد أحبك ، ومن أحبك فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أحب الله أدخله الجنة . ومن أبغضهم فقد أبغضك ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، ومن أبغض الله كان حقيقا على الله أن يدخله النار ( 3 ) .

1055 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من أحبنا بقلبه وأعاننا بيده ولسانه كنت أنا وهو في عليين ، ومن أحبنا بقلبه وأعاننا بلسانه وكف يده فهو في الدرجة التي تليها ، ومن أحبنا بقلبه وكف عنا لسانه ويده فهو في الدرجة التي تليها ( 4 ) .

1056 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : في الجنة ثلاث درجات وفي النار ثلاث دركات ، فأعلى درجات الجنة لمن أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه ويده ، وفي الدرجة الثانية من أحبنا بقلبه

----------

( 1 ) أمالي المفيد : 21 / 2 عن أبي عبد الرحمن .

( 2 ) الفضائل لشاذان بن جبرئيل : 104 ، إحقاق الحق : 4 / 284 عن در بحر المناقب ، والآية 55 من سورة القمر .

( 3 ) درر الأحاديث النبوية : 51 .

( 4 ) إحقاق الحق : 9 / 484 نقلا عن وسيلة المآل قال : رواه أبو نعيم بن حماد عن الإمام علي ( عليه السلام ) .

‹ صفحه 433 ›

ونصرنا بلسانه ، وفي الدرجة الثالثة من أحبنا بقلبه ( 1

) .

1057 - الإمام علي ( عليه السلام ) : من أحبنا بقلبه وأعاننا بلسانه وقاتل معنا أعداءنا بيده فهو معنا في الجنة في درجتنا . ومن أحبنا بقلبه وأعاننا بلسانه ولم يقاتل معنا أعداءنا فهو أسفل من ذلك بدرجتين ، ومن أحبنا بقلبه ولم يعنا بلسانه ولا بيده فهو في الجنة ( 2 ) .

1058 - يروى أنه [ علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ] مرض ، فدخل عليه جماعة من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يعودونه ، فقالوا : كيف أصبحت يا بن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فدتك أنفسنا ؟ قال : في عافية والله المحمود على ذلك ، فكيف أصبحتم أنتم جميعا ؟ قالوا : أصبحنا والله لك يا بن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) محبين وأدين ، فقال لهم : من أحبنا لله أسكنه الله في ظل ظليل يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله ، ومن أحبنا يريد مكافأتنا كافأه الله عنا الجنة ، ومن أحبنا لغرض دنيا آتاه الله رزقه من حيث لا يحتسب ( 3 ) .

1059 - يونس ( 4 ) : قلت للصادق ( عليه السلام ) : لولائي لكم وما عرفني الله من حقكم أحب إلي من الدنيا بحذافيرها . قال يونس : فتبينت الغضب فيه ، ثم قال ( عليه السلام ) : يا يونس ، قستنا بغير قياس ، ما الدنيا وما فيها هل هي إلا سد فورة ، أو ستر عورة ؟ وأنت لك بمحبتنا الحياة الدائمة ( 5 ) .

----------

( 1 ) المحاسن : 1 / 251 /

472 عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) .

( 2 ) الخصال : 629 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، جامع الأخبار : 496 / 1377 ، وذكره أيضا في : 506 / 1400 ، أمالي المفيد : 33 / 8 عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن الإمام الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، غرر الحكم : 8146 و 8147 و 8173 ، تحف العقول : 118 .

( 3 ) نور الأبصار : 154 ، الفصول المهمة : 203 .

( 4 ) الظاهر أنه أبو علي يونس بن يعقوب بن قيس البجلي الكوفي من أصحاب الإمام الصادق والإمام الكاظم والإمام الرضا ( عليهم السلام ) . ( كما في هامش تحف العقول ) .

( 5 ) تحف العقول : 379 .

‹ صفحه 434 ›

( 6 / 14 )

خير الدنيا والآخرة

1060 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أراد التوكل على الله فليحب أهل بيتي ، ومن أراد أن ينجو من عذاب القبر فليحب أهل بيتي ، ومن أراد الحكمة فليحب أهل بيتي ، ومن أراد دخول الجنة بغير حساب فليحب أهل بيتي ، فوالله ما أحبهم أحد إلا ربح الدنيا والآخرة ( 1 ) .

راجع :

ص 435 / 1061 .

----------

( 1 ) مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 59 ، مائة منقبة : 106 نحوه ، فرائد السمطين : 2 / 294 / 551 ، ينابيع المودة : 2 / 332 / 969 ، جامع الأخبار : 62 / 77 كلها

عن ابن عمر .

‹ صفحه 435 ›

الفصل السابع جوامع آثار حبهم

1061 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من رزقه الله حب الأئمة من أهل بيتي فقد أصاب خير الدنيا والآخرة ، فلا يشكن أحد أنه في الجنة ، فإن في حب أهل بيتي عشرين خصلة : عشر منها في الدنيا ، وعشر منها في الآخرة .

أما التي في الدنيا : فالزهد ، والحرص على العمل ، والورع في الدين ، والرغبة في العبادة ، والتوبة قبل الموت ، والنشاط في قيام الليل ، واليأس مما في أيدي الناس ، والحفظ لأمر الله ونهيه عز وجل ، والتاسعة بغض الدنيا ، والعاشرة السخاء .

وأما التي في الآخرة : فلا ينشر له ديوان ، ولا ينصب له ميزان ، ويعطى كتابه بيمينه ، وتكتب له براءة من النار ، ويبيض وجهه ، ويكسى من حلل الجنة ، ويشفع في مائة من أهل بيته ، وينظر الله عز وجل إليه بالرحمة ، ويتوج من تيجان الجنة ، والعاشرة يدخل الجنة بغير حساب ، فطوبى لمحبي أهل بيتي ( 1 ) .

----------

( 1 ) الخصال : 515 / 1 عن أبي سعيد الخدري ، روضة الواعظين : 298 وفيه " الحرص على العلم " .

‹ صفحه 436 ›

1062 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من مات على حب آل محمد مات شهيدا .

ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له .

ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا .

ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان .

ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر

ونكير .

ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها . ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة .

ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة .

ألا ومن مات على حب آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) مات على السنة والجماعة ( 1 ) .

1063 - الإمام علي ( عليه السلام ) - للحارث الأعور - : لينفعنك حبنا عند ثلاث : عند نزول ملك الموت ، وعند مسألتك في قبرك ، وعند موقفك بين يدي الله ( 2 ) .

1064 - عنه ( عليه السلام ) : من أحبنا أهل البيت عظم إحسانه ورجح ميزانه ، وقبل عمله وغفر زلله ، ومن أبغضنا لا ينفعه إسلامه ( 3 ) .

----------

( 1 ) الكشاف : 3 / 403 مرسلا ، فرائد السمطين : 2 / 255 / 524 ، ينابيع المودة : / 333 / 972 ، العمدة : 54 / 52 نقلا عن تفسير الثعلبي ، بشارة المصطفى : 197 كلها عن جرير بن عبد الله ، جامع الأخبار : 473 / 1335 مرسلا ، إحقاق الحق : 9 / 487 نقلا عن تفسير الثعلبي عن جرير بن عبيد الله البجلي .

( 2 ) أعلام الدين : 461 عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .

( 3 ) مشارق أنوار اليقين : 51 عن أبي سعيد الخدري .

‹ صفحه 437 ›

القسم العاشر بغض أهل البيت

الفصل الأول التحذير من بغضهم

1065 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الأئمة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب

الحسين ، والتاسع قائمهم ، فطوبى لمن أحبهم ، والويل لمن أبغضهم ( 1 ) .

1066 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل كانوا اثني عشر - ثم وضع يده على صلب الحسين ( عليه السلام ) وقال : - من صلبه تسعة أئمة أبرار ، والتاسع مهديهم ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، فالويل لمبغضيهم ( 2 ) .

1067 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ، ثم ألف عام ، ثم ألف عام ، ثم لم يدرك محبتنا لأكبه الله على منخريه في النار . ثم تلا : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ( 3 ) .

168 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لو أن عبدا عبد الله ألف عام ، ثم ذبح كما يذبح الكبش ، ثم أتى الله

----------

( 1 ) كفاية الأثر : 30 عن أبي سعيد الخدري .

(

2 ) المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 295 عن سلمان الفارسي .

( 3 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 1 / 132 / 182 عن أبي أمامة الباهلي ، وراجع المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 198 ، والآية 23 من سورة الشورى .

‹ صفحه 440 ›

ببغضنا أهل البيت لرد الله عليه عمله ( 1 ) .

1069 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله يبغض الآكل فوق شبعه ، والغافل عن طاعة ربه ، والتارك لسنة

نبيه ، والمخفر ذمته ، والمبغض عترة نبيه ، والمؤذي جيرانه ( 2 ) .

1070 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لا يبغضنا إلا من خبثت ولادته ( 3 ) .

1071 - الإمام علي ( عليه السلام ) : أشد العمى من عمي عن فضلنا وناصبنا العداوة بلا ذنب سبق إليه منا ، إلا أنا دعونا إلى الحق ، ودعاه من سوانا إلى الفتنة والدنيا ، فأتاهما ونصب البراءة منا والعداوة لنا ( 4 ) .

1072 - عنه ( عليه السلام ) : ما من عبد إلا وعليه أربعون جنة ( 5 ) حتى يعمل أربعين كبيرة ، فإذا عمل أربعين كبيرة انكشفت عنه الجنن ، فيوحي الله إليهم أن استروا عبدي بأجنحتكم ، فتستره الملائكة بأجنحتها . فما يدع شيئا من القبيح إلا قارفه ، حتى يمتدح إلى الناس بفعله القبيح ، فيقول الملائكة : يا رب ، هذا عبدك ما يدع شيئا إلا ركبه ، وإنا لنستحيي مما يصنع . فيوحي الله عز وجل إليهم أن ارفعوا أجنحتكم عنه ، فإذا فعل ذلك أخذ في بغضنا أهل البيت ، فعند ذلك ينهتك ستره في السماء وستره في الأرض ، فيقول الملائكة : يا رب ، هذا عبدك قد بقي مهتوك الستر ، فيوحي الله عز وجل إليهم : لو كانت لله فيه حاجة ما

----------

( 1 ) المحاسن : 1 / 271 / 527 عن جابر عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .

( 2 ) كنز العمال : 16 / 87 / 44029 ، إحقاق الحق : 9 / 521 نقلا عن إحياء الميت مطبوع بهامش الاتحاف ، كلاهما عن

الديلمي عن أبي هريرة .

( 3 ) أمالي الصدوق : 384 / 14 ، علل الشرائع : 141 / 3 عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) ، الفقيه : 1 / 96 / 203 عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) وزاد " أو حملت به أمه في حيضها " .

( 4 ) الخصال : 633 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، غرر الحكم : 3296 وفيه " أشد الناس عمى من عمي عن حبنا وفضلنا . . . " .

( 5 ) الجنة - بالضم - : السترة ، والجمع : جنن - بضم الجيم وفتح النون - . ( لسان العرب : 13 / 94 ) .

أمركم أن ترفعوا أجنحتكم عنه ( 1 ) .

1073 - جميل بن ميسر عن أبيه النخعي : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا ميسر ، أي البلدان أعظم حرمة ؟ قال : فما كان منا أحد يجيبه حتى كان الراد على نفسه ، فقال : مكة ، فقال : أي بقاعها أعظم حرمة ؟ قال : فما كان منا أحد يجيبه حتى كان الراد على نفسه ، فقال : ما بين الركن إلى الحجر ، والله لو أن عبدا عبد الله ألف عام حتى ينقطع علباؤه ( 2 ) هرما ثم أتى الله ببغضنا أهل البيت لرد الله عليه عمله ( 3 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 2 / 279 / 9 ، علل الشرائع : 532 / 1 كلاهما عن

عبد الله بن مسكان عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

( 2 ) العلباء : عصب العنق . ( لسان العرب : 1 / 622 ) .

( 3 ) المحاسن : 1 / 271 / 528 .

‹ صفحه 443 ›

الفصل الثاني آثار بغضهم

سخط الله

1074 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي حبيب الله ، والحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة خيرة الله ، على باغضهم لعنة الله ( 1 ) .

1075 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لما أسري بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا بالذهب : لا إله إلا الله ، محمد حبيب الله ، علي ولي الله ، فاطمة أمة الله ، الحسن والحسين صفوة

----------

( 1 ) تاريخ بغداد : 1 / 259 وفيه " حب الله " والصحيح ما أثبتناه كما في سائر المصادر ، تهذيب تاريخ دمشق : 4 / 322 ، المناقب للخوارزمي : 302 / 297 ، فرائد السمطين : 2 / 74 / 396 ، أمالي الطوسي : 355 / 737 ، كشف الغمة : 1 / 94 ، كشف اليقين : 449 / 551 كلها عن ابن عباس ، وراجع الفضائل لشاذان بن جبرئيل : 71 .

‹ صفحه 444 ›

الله ، على مبغضيهم لعنة الله ( 1 ) .

1076 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها إلا ولد فاطمة ، فأنا وليهم وأنا عصبتهم ، وهم عترتي خلقوا من طينتي ،

ويل للمكذبين بفضلهم ، من أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله ( 2 ) .

1077 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ألا ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه : آيس من رحمة الله ( 3 ) .

1078 - الإمام علي ( عليه السلام ) : لمبغضينا أفواج من سخط الله ( 4 ) .

( 2 / 2 )

اللحاق بالمنافقين

1079 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أبغضنا أهل البيت فهو منافق ( 5 ) .

1080 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي ، ولا يبغضنا إلا منافق شقي ( 6 ) .

----------

( 1 ) مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 108 ، الخصال : 324 / 10 ، مائة منقبة : 109 / 54 كلها عن إسماعيل ابن موسى عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 2 ) كنز العمال : 12 / 98 / 34168 عن ابن عساكر عن جابر ، بشارة المصطفى : 40 عن جابر .

( 3 ) المناقب للخوارزمي : 73 / 51 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 40 ، مائة منقبة : 150 / 95 كلها عن ابن عمر ، الكشاف : 3 / 403 مرسلا ، فرائد السمطين : 2 / 256 / 524 ، بشارة المصطفى : 197 ، العمدة : 54 / 52 كلها عن جرير بن عبد الله ، إحقاق الحق : 9 / 487 وفي بعضها " ألا ومن مات على بغض آل محمد . . . " .

( 4 )

تحف العقول : 116 ، الخصال : 627 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، غرر الحكم : 7342 نحوه .

( 5 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 661 / 1126 ، الدر المنثور : 7 / 349 نقلا عن ابن عدي المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 205 ، كشف الغمة : 1 / 47 كلها عن أبي سعيد .

( 6 ) ذخائر العقبى : 18 عن جابر بن عبد الله ، كفاية الأثر : 110 عن واثلة بن الأسقع .

‹ صفحه 445 ›

1081 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : والذي نفسي بيده ، لا تفارق روح جسد صاحبها حتى يأكل من ثمر الجنة ، أو من شجر الزقوم ، وحتى يرى ملك الموت ، ويراني ويرى عليا وفاطمة والحسن والحسين ، فإن كان يحبنا قلت : يا ملك الموت ، أرفق به فإنه كان يحبني وأهل بيتي ، وإن كان يبغضني ويبغض أهل بيتي قلت : يا ملك الموت ، شدد عليه فإنه كان يبغضني ويبغض أهل بيتي . لا يحبنا إلا مؤمن ، ولا يبغضنا إلا منافق شقي ( 1 ) .

1082 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من أبغض عترتي فهو ملعون ومنافق خاسر ( 2 ) .

1083 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ألا فلو أن الرجل من أمتي عبد الله عز وجل عمره أيام الدنيا ، ثم لقي الله عز وجل مبغضا لأهل بيتي وشيعتي ما فرج الله صدره إلا عن النفاق ( 3 ) .

1084 -

أبو سعيد الخدري : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الأئمة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين ، والتاسع قائمهم . ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : لا يبغضنا إلا منافق ( 4 ) .

1085 - أبو سعيد الخدري : إنا كنا لنعرف المنافقين - نحن معشر الأنصار - ببغضهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ( 5 ) .

----------

( 1 ) مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 109 عن زيد بن علي عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 2 ) جامع الأخبار : 214 / 527 .

( 3 ) الكافي : 2 / 46 / 3 ، وراجع بشارة المصطفى : 157 وكلاهما عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن الإمام الجواد عن آبائه ( عليهم السلام ) .

( 4 ) كفاية الأثر : 31 .

( 5 ) سنن الترمذي : 5 / 635 / 3717 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 220 / 718 ، تاريخ الخلفاء : 202 ، المعجم الأوسط : 4 / 264 / 4151 ، المناقب للخوارزمي : 1 / 332 / 353 كلاهما عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) عن جابر بن عبد الله ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 639 / 1086 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 2 / 470 / 965 كلاهما عن جابر بن عبد الله ، تذكرة الخواص : 28 عن أبي الدرداء ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2

/ 67 / 305 عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) وفيهما " عليا وولده " ، كفاية الأثر : 102 عن زيد بن أرقم ، العمدة : 216 / 334 عن جابر بن عبد الله ، وذكره أيضا في : 218 / 343 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 207 ، مجمع البيان : 9 / 160 كلها عن أبي سعيد الخدري ، قرب الإسناد : 26 / 86 عن عبد الله بن عمر .

( 2 /

اللحاق بالكفار

1076 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة ( 1 ) .

1077 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ثلاث من كن فيه فليس مني ولا أنا منه : بغض علي بن أبي طالب ، ونصب أهل بيتي ، ومن قال : الإيمان كلام ( 2 ) . ( 2 / 4 ) اللحاق باليهود والنصارى

1078 - جابر بن عبد الله عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أيها الناس ، من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهوديا ، فقلت : يا رسول الله ، وإن صام وصلى ؟ قال : وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم ( 3 ) .

----------

( 1 ) الكشاف : 3 / 403 مرسلا ، مائة منقبة : 90 / 37 عن ابن عمر ، بشارة المصطفى : 197 ، فرائد السمطين : 2 / 256 / 254 كلاهما عن جرير بن عبد الله ، جامع الأخبار : 474 /

1335 مرسلا ، وراجع إحقاق الحق : 9 / 487 .

( 2 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 218 / 712 ، الفردوس : 2 / 85 / 2459 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 2 / 97 وليس فيه " ولا أنا منه " ، مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 2 / 473 / 969 ، كلها عن جابر .

( 3 ) المعجم الأوسط : 4 / 212 / 4002 ، أمالي الصدوق : 273 / 2 كلاهما عن سديف المكي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) عن جابر ، روضة الواعظين : 297 .

‹ صفحه 447 ›

1089 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - عن جابر بن عبد الله الأنصاري - : أقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى صعد المنبر ، واجتمع المهاجرون والأنصار في الصلاة ، فقال : أيها الناس ، من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا . قال جابر : فقمت إليه ، فقلت : يا رسول الله ، وإن شهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ؟ قال : نعم وإن شهد ، إنما احتجز بذلك من أن يسفك دمه أو يؤدي الجزية عن يد وهو صاغر . ثم قال : أيها الناس ، من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا ، وإن أدرك الدجال آمن به ، وإن لم يدركه بعث من قبره حتى يؤمن به ، إن ربي عز وجل مثل لي أمتي في الطين ، وعلمني أسماء أمتي كما علم آدم الأسماء كلها

، فمر بي أصحاب الرايات ، فاستغفرت لعلي وشيعته .

قال حنان [ بن سدير راوي هذا الخبر ] : وقال لي أبي : أكتب هذا الحديث فكتبته ، وخرجنا من غد إلى المدينة فقدمنا فدخلنا على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فقلت له : جعلت فداك ، إن رجلا من المكيين يقال له سديف حدثني عن أبيك بحديث ، فقال : وتحفظه ؟ فقلت : كتبته ، قال : فهاته ، فعرضته عليه ، فلما إنتهى إلى " مثل لي أمتي في الطين ، وعلمني أسماء أمتي كما علم آدم الأسماء كلها " قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا سدير ، متى حدثك بهذا عن أبي ؟ قلت : اليوم السابع منذ سمعناه منه يرويه عن أبيك ، فقال : قد كنت أرى أن هذا الحديث لا يخرج عن أبي إلى أحد ( 1 ) .

1090 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله ، أكل من قال لا إله إلا الله مؤمن ؟ قال : إن عداوتنا تلحق باليهود والنصارى ، إنكم لا تدخلون الجنة حتى تحبوني ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا - يعني عليا ( عليه السلام ) - ( 2 ) .

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 649 / 1347 ، وراجع أمالي المفيد : 126 / 4 كلاهما عن حنان بن سدير عن سديف المكي ، المحاسن : 1 / 173 / 266 ، ثواب الأعمال : 243 / 1 ، دعائم الاسلام : 1 /

75 .

( 2 ) أمالي الصدوق : 221 / 17 عن جابر بن يزيد الجعفي ، بشارة المصطفى : 120 عن جابر .

‹ صفحه 448 ›

( 2 / 5 )

الحرمان من رؤية النبي ( صلى الله عليه وآله ) في القيامة

1091 - عبد السلام بن صالح الهروي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) - في حديث - : فقلت له : يا ابن رسول الله ، فما معنى الخبر الذي رووه : إن ثواب لا إله إلا الله النظر إلى وجه الله تعالى ؟ فقال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت ، من وصف الله تعالى بوجه كالوجوه فقد كفر ، ولكن وجه الله تعالى أنبياؤه ورسله وحججه صلوات الله عليهم ، هم الذين بهم يتوجه إلى الله عز وجل وإلى دينه ومعرفته ، وقال الله تعالى : * ( كل من عليها فإن * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) * ( 1 ) ، وقال عز وجل : * ( كل شئ هالك إلا وجهه ) * ( 2 ) فالنظر إلى أنبياء الله تعالى ورسله وحججه ( عليهم السلام ) في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة ، وقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة ( 3 ) .

( 2 / 6 )

الجذام يوم القيامة

1092 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا بعثه الله يوم القيامة أجذم ( 4 ) ( 5 ) .

----------

( 1 ) الرحمن : 26 و 27 .

( 2 ) القصص : 88 .

( 3 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 115 / 3 ، أمالي الصدوق : 372 / 7 ، التوحيد : 117 / 21 ، الاحتجاج : 2 / 380 / 286 .

( 4

) أجذم : أي مقطوع اليد ، من الجذم . ( النهاية : 1 / 251 ) .

( 5 ) ثواب الأعمال : 243 / 2 ، المحاسن : 1 / 174 / 269 كلاهما عن إسماعيل الجعفي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، الكافي : 2 / 337 / 2 عن السكوني عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) عنه ( صلى الله عليه وآله ) وفيه " يجئ كل غادر - يوم القيامة - بإمام مائل شدقه حتى يدخل النار ، ويجئ كل ناكث بيعة إمام أجذم حتى يدخل النار " ، وفي : 1 / 405 / 5 عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) " من فارق جماعة المسلمين ونكث صفقة الإمام جاء إلى الله عز وجل أجذم " .

‹ صفحه 449 ›

( 2 / 7 )

الحرمان من الشفاعة

1093 - أنس بن مالك : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوما مقبلا على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وهو يتلو هذه الآية : * ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) * ( 1 ) ، فقال : يا علي ، إن ربي عز وجل ملكني الشفاعة في أهل التوحيد من أمتي ، وحظر ذلك عمن ناصبك وناصب ولدك من بعدك ( 2 ) .

1094 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن المؤمن ليشفع لحميمه إلا أن يكون ناصبا ، ولو أن ناصبا شفع له كل نبي مرسل وملك مقرب ما شفعوا ( 3 ) .

( 2 / 8 )

دخول النار

1095 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : والذي نفسي بيده ، لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار ( 4 ) .

----------

( 1 ) الإسراء : 79 .

( 2 ) أمالي الطوسي : 455 / 1017 ، كشف الغمة : 2 / 27 ، تأويل الآيات الظاهرة : 279 وفيه " وليك " بدل " ولدك " .

( 3 ) ثواب الأعمال : 251 / 21 ، المحاسن : 1 / 296 / 595 كلاهما عن علي الصائغ .

( 4 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 162 / 4717 ، موارد الظمآن : 555 / 2246 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 2 / 120 / 607 ، الدر المنثور : 7 / 349 نقلا عن أحمد وابن حبان ، كلها عن أبي سعيد الخدري .

صفحه 450 ›

1096 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : والذي نفسي بيده ، لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أكبه الله في النار ( 1 ) .

197 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : يا بني عبد المطلب ، إني سألت الله لكم ثلاثا : أن يثبت قائمكم ، وأن يهدي ضالكم ، وأن يعلم جاهلكم ، وسألت الله أن يجعلكم جوداء نجداء رحماء ، فلو أن رجلا صفن ( 2 ) بين الركن والمقام فصلى وصام ، ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار ( 3 ) .

1098 - معاوية بن حديج : أرسلني معاوية بن أبي سفيان إلى الحسن بن علي أخطب على يزيد بنتا له أو أختا له ، فأتيته فذكرت له يزيد فقال : إنا قوم لا تزوج نساؤنا حتى نستأمرهن ، فائتها . فأتيتها فذكرت لها يزيد فقالت : والله لا يكون ذاك حتى يسير فينا صاحبك كما سار فرعون في بني إسرائيل ، يذبح أبناءهم ، ويستحيي نساءهم .

فرجعت إلى الحسن فقلت : أرسلتني إلى فلقة ( 4 ) من الفلق تسمي أمير المؤمنين فرعون ! فقال ( عليه السلام ) : يا معاوية ، إياك وبغضنا ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا ذيد ( 5 ) يوم القيامة بسياط من نار ( 6 ) .

1099 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : لو أن كل ملك خلقه الله عز وجل وكل نبي بعثه الله وكل صديق

----------

( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 4 / 392 / 8036

، مجمع الزوائد : 7 / 580 / 12300 نقلا عن البزار ، شرح الأخبار : 1 / 161 / 110 ، أمالي المفيد : 217 / 3 وفيه " أكبه الله على وجهه في نار جهنم " كلها عن أبي سعيد الخدري .

( 2 ) كل صاف قدميه قائما فهو صافن . ( النهاية : 3 / 39 ) .

( 3 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 161 / 4712 ، المعجم الكبير : 11 / 142 / 11412 ، وراجع أمالي الطوسي : 21 / 26 ، 117 / 184 ، 247 / 435 ، بشارة المصطفى : 260 كلها عن ابن عباس .

( 4 ) الفلقة : الداهية والأمر العجيب . ( لسان العرب : 10 / 311 ) .

( 5 ) أي طرد ، وفي المصدر " زيد " والصحيح ما أثبتناه في المتن كما في المعجم الأوسط .

( 6 ) المعجم الكبير : 3 / 81 / 2726 ، وراجع المعجم الأوسط : 3 / 39 / 2405 .

وكل شهيد شفعوا في ناصب لنا أهل البيت أن يخرجه الله عز وجل من النار ما أخرجه الله أبدا ، والله عز وجل يقول في كتابه : * ( ماكثين فيه أبدا ) * ( 1 ) .

1100 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من سره أن يعلم أن الله يحبه فليعمل بطاعة الله وليتبعنا ، ألم يسمع قول الله عز وجل لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) : * ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) * ( 2 ) ؟

والله لا يطيع الله عبد أبدا إلا أدخل الله عليه في طاعته إتباعنا ، ولا والله لا يتبعنا عبد أبدا إلا أحبه الله ، ولا والله لا يدع أحد إتباعنا أبدا إلا أبغضنا ، ولا والله لا يبغضنا أحد أبدا إلا عصى الله ، ومن مات عاصيا لله أخزاه الله وأكبه على وجهه في النار ، والحمد لله رب العالمين ( 3 ) .

1101 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : من أبغضنا فقد أبغض محمدا ، ومن أبغض محمدا فقد أبغض الله ، ومن أبغض الله عز وجل كان حقا على الله أن يصليه النار وما له من نصير ( 4 ) .

----------

( 1 ) ثواب الأعمال : 247 / 5 عن حمران بن أعين ، والآية 3 من سورة الكهف .

( 2 ) آل عمران : 31 .

( 3 ) الكافي : 8 / 14 / 1 عن إسماعيل بن مخلد وإسماعيل بن جابر .

( 4 ) كامل الزيارات : 336 عن عبد الرحمن بن مسلم .

‹ صفحه 453 ›

القسم الحادي عشر ظلم أهل البيت

الفصل الأول تحذير النبي من ظلمهم

1102 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ويل لأعداء أهل بيتي المستأثرين عليهم ، لا نالتهم شفاعتي ، ولا رأوا جنة ربي ( 1 ) .

1103 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : اشتد غضب الله على من آذاني في عترتي ( 2 ) .

1104 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : اشتد غضب الله وغضبي على من أهرق دمي وآذاني في عترتي ( 3 ) .

1105 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أيها الناس ، لا تأتوني غدا بالدنيا تزفونها

زفا ، ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين تسيل دماؤهم ( 4 ) .

----------

( 1 ) أمالي الشجري : 1 / 154 عن الإمام علي ( عليه السلام ) .

( 2 ) كنز العمال : 12 / 93 / 34143 ، الجامع الصغير : 1 / 158 / 1045 كلاهما عن الديلمي عن أبي سعيد .

( 3 ) أمالي الصدوق : 377 / 7 ، الجعفريات : 183 كلاهما عن إسماعيل بن موسى عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 27 / 11 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 2 / 84 ، صحيفة الرضا ( عليه السلام ) : 155 / 99 كلها عن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، مسند زيد : 465 بإسناده عن آبائه وفيهما " دم ذريتي " ، وراجع ذخائر العقبى : 39 عن الإمام الرضا عن الإمام علي ( عليهما السلام ) .

( 4 ) خصائص الأئمة ( عليهم السلام ) : 74 .

‹ صفحه 456 ›

1106 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من سب أهل بيتي فأنا برئ منه ( 1 ) .

1107 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : من آذاني في أهلي فقد آذى الله ( 2 ) .

1108 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب : الزائد في كتاب الله ، والمكذب بقدر الله ، والمتسلط بالجبروت ليذل من أعز الله ويعز من أذل الله ، والتارك لسنتي ، والمستحل

من عترتي ما حرم الله ، والمستحل لحرم الله ( 3 ) .

1109 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : خمسة لعنتهم وكل نبي مجاب : الزائد في كتاب الله ، والتارك لسنتي ، والمكذب بقدر الله ، والمستحل من عترتي ما حرم الله ، والمستأثر بالفئ [ و ] المستحل له ( 4 ) .

1110 - زيد بن علي ، عن أبيه : إن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) أتى عمر بن الخطاب وهو على المنبر يوم الجمعة ، فقال له : أنزل عن منبر أبي . فبكى عمر ثم قال : صدقت يا بني ، منبر أبيك لا منبر أبي ، فقال علي ( عليه السلام ) : ما هو والله عن رأيي ، قال : صدقت ، والله ما اتهمتك يا أبا الحسن .

ثم نزل عن المنبر فأخذه فأجلسه إلى جانبه على المنبر ، فخطب الناس وهو جالس معه على المنبر ، ثم قال : أيها الناس ، سمعت نبيكم ( صلى الله عليه وآله ) يقول : احفظوني في عترتي وذريتي ، فمن حفظني فيهم حفظه الله ، ألا لعنة الله على من

----------

(

1 ) ينابيع المودة : 2 / 378 / 74 نقلا عن الجعابي في الطالبيين عن فاطمة الصغرى عن أبيها الحسين ( عليه السلام ) .

( 2 ) كنز العمال : 12 / 103 / 34197 عن أبي نعيم عن الإمام علي ( عليه السلام ) .

( 3 ) المستدرك على الصحيحين : 2 / 572 / 3940 عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب عن علي بن الحسين عن أبيه

عن جده ( عليهم السلام ) ، وراجع المعجم الكبير : 3 / 126 / 2883 ، المعجم الأوسط : 2 / 186 / 1667 عن عائشة ، شرح الأخبار : 2 / 494 / 878 عن سفيان الثوري بإسناده عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، الخصال : 338 / 41 عن عبد الله بن ميمون عن جعفر بن محمد عن أبيه عن الإمام علي بن الحسين ( عليهم السلام ) .

( 4 ) الكافي : 2 / 293 / 14 عن ميسر عن أبيه عن أبي جعفر ( عليه السلام ) .

‹ صفحه 457 ›

آذاني فيهم - ثلاثا - ( 1 ) .

1111 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله عز وجل اشتد غضبه على اليهود أن قالوا : عزير ابن الله ، واشتد غضبه على النصارى أن قالوا : المسيح ابن الله ، وإن الله اشتد غضبه على من أراق دمي وآذاني في عترتي ( 2 ) .

1112 - أبو سعيد الخدري : لما كان يوم أحد شج النبي ( صلى الله عليه وآله ) في وجهه وكسرت رباعيته ، فقام ( عليه السلام ) رافعا يديه يقول : إن الله اشتد غضبه على اليهود أن قالوا : عزير ابن الله ، واشتد غضبه على النصارى أن قالوا : المسيح ابن الله ، وإن الله اشتد غضبه على من أراق دمي وآذاني في عترتي ( 3 ) .

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 703 / 1504 .

( 2 ) كنز العمال : 1 / 267 / 1343 نقلا عن ابن النجار عن أبي سعيد

الخدري .

( 3 ) أمالي الطوسي : 142 / 231 ، تفسير العياشي : 2 / 86 / 43 ، بشارة المصطفى : 280 عن فضل بن عمرو ، كنز العمال : 10 / 435 / 30050 نقلا عن ابن النجار .

‹ صفحه 459 ›

الفصل الثاني الجنة محرمة على من ظلمهم

1113 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أغار عليهم أو سبهم ( 1 ) .

1114 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ( 2 ) .

1115 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي ، وعلى من قاتلهم ، وعلى المعين عليهم ، وعلى من سبهم * ( أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) * ( 3 ) ( 4 ) .

----------

( 1 ) ذخائر العقبى : 20 ، ينابيع المودة : 2 / 119 / 344 وفيهما " أخرجه الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) عن الإمام علي ( عليه السلام ) " .

( 2 ) تفسير القرطبي : 16 / 22 ، الكشاف : 3 / 402 ، سعد السعود : 141 ، كشف الغمة : 1 / 106 وفيه " عشيرتي " بدل " عترتي " ، لباب الأنساب : 1 / 215 ، العمدة : 53 ، فرائد السمطين : 2 / 278 / 542 .

( 3 ) آل عمران : 77 .

(

4 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 34 / 65 ، أمالي الطوسي : 164 / 272 ، تأويل الآيات الظاهرة : 120 ، كلها عن داود بن سليمان عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، صحيفة الرضا ( عليه السلام ) : 99 / 39 ، فرائد السمطين : 2 / 278 / 543 كلاهما عن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، كشف الغمة : 2 / 15 عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، روضة الواعظين : 300 ، جامع الأخبار : 456 / 1284 كلها نحوه .

‹ صفحه 460 ›

1116 - الإمام علي ( عليه السلام ) : والله ، لأذودن بيدي هاتين القصيرتين عن حوض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أعداءنا ، ولأوردنه أحباءنا ( 1 ) .

1117 - عنه ( عليه السلام ) : أنا مع رسول الله صلوات الله عليه ومعي عترتي على الحوض ، وإنا لنذود عنه أعداءنا ونسقي منه أولياءنا ، فمن شرب منه شربة ، لم يظمأ بعدها أبدا ( 2 ) .

1118 - أنس بن مالك : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : قد أعطيت الكوثر ، قلت : يا رسول الله ، وما الكوثر ؟ قال : نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب ، ولا يشرب منه أحد فيظمأ ، ولا يتوضأ منه أحد فيشعث ، لا يشربه انسان خفر ذمتي ولا قتل أهل بيتي ( 3 ) .

1119 - علي بن أبي

طلحة مولى بني أمية : حج معاوية بن أبي سفيان وحج معه معاوية ابن حديج ، وكان من أسب الناس لعلي ، فمر في المدينة في مسجد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، والحسن بن علي جالس في نفر من أصحابه ، فقيل له : هذا معاوية بن حديج الساب لعلي ( عليه السلام ) .

فقال : علي بالرجل ، فأتاه الرسول ، فقال : أجب ، قال : من ؟ قال : الحسن بن علي يدعوك . فأتاه فسلم عليه ، فقال له الحسن بن علي ( عليه السلام ) : أنت معاوية بن حديج ؟ قال : نعم ، فرد عليه ثلاثا ، فقال له الحسن : الساب لعلي ؟ فكأنه استحيى ، فقال له الحسن ( عليه السلام ) : أم والله ، لئن وردت عليه الحوض - وما أراك أن ترده - لتجدنه مشمر الإزار على ساق يذود المنافقين ذود غريبة الإبل ، قول الصادق المصدوق * ( وقد خاب من افترى ) * ( 4 ) .

راجع :

ص 423 / 1022 و 455 / 1102 .

----------

( 1 ) بشارة المصطفى : 95 عن أبي الأسود الدؤلي ، كشف الغمة : 2 / 15 .

( 2 ) غرر الحكم : 3763 ، وراجع تفسير فرات الكوفي : 367 / 499 .

( 3 ) المعجم الكبير : 3 / 126 / 2882 .

( 4 ) المعجم الكبير : 3 / 91 / 2758 ، سير أعلام النبلاء : 3 / 39 ، والآية 61 من سورة طه .

الفصل الثالث عذاب ظالميهم

1120 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الويل

لظالمي أهل بيتي ، عذابهم مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار ( 1 ) .

1121 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : في الجنة ثلاث درجات ، وفي النار ثلاث دركات . . . وفي أسفل درك من النار : من أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه ويده . وفي الدرك الثانية من النار : من أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه . وفي الدرك الثالثة من النار : من أبغضنا بقلبه ( 2 ) .

1122 - الإمام علي ( عليه السلام ) : من أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه ويده فهو مع عدونا في النار .

----------

( 1 ) صحيفة الرضا ( عليه السلام ) : 122 / 80 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 47 / 177 وفيه " كأني بهم غدا " بدل " عذابهم " ، مقتل الحسين ( عليه السلام ) للخوارزمي : 2 / 83 ، المناقب لابن المغازلي : 66 / 94 كلها عن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، جامع الأحاديث للقمي : 128 عن موسى بن إبراهيم عن الإمام الكاظم عن آبائه ( عليهم السلام ) ، ينابيع المودة : 2 / 326 / 950 ، ربيع الأبرار : 2 / 828 كلاهما عن الإمام علي ( عليه السلام ) مرفوعا ، تأويل الآيات الظاهرة : 743 .

( 2 ) المحاسن : 1 / 251 / 472 عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) .

‹ صفحه 462 ›

ومن أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه فهو في النار ، ومن

أبغضنا بقلبه ولم يعن علينا بلسانه ولا بيده فهو في النار ( 1 ) .

1123 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) - في فضل كربلاء وزيارة الحسين ( عليه السلام ) - : يوحي الله إلى السماوات والأرض والجبال والبحار ومن فيهن . . . وعزتي وجلالي لأعذبن من وتر رسولي وصفيي ، وانتهك حرمته ، وقتل عترته ، ونبذ عهده ، وظلم أهل بيته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ( 2 ) .

----------

( 1 ) الخصال : 629 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، وراجع تحف العقول : 119 ، شرح الأخبار : 1 / 165 / 120 ، و : 3 / 121 ، جامع الأخبار : 496 / 1377 ، و : 506 / 1400 .

( 2 ) كامل الزيارات : 264 عن قدامة بن زايدة عن أبيه .

‹ صفحه 463 ›

الفصل الرابع إخبار النبي بما يقع عليهم من الظلم

1124 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ويح الفراخ فراخ آل محمد من خليفة مستخلف مترف ( 1 ) .

1125 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : يجئ يوم القيامة المصحف والمسجد والعترة ، فيقول المصحف : يا رب حرقوني ومزقوني ، ويقول المسجد : يا رب خربوني وعطلوني وضيعوني ، وتقول العترة : يا رب طردونا وقتلونا وشردونا . وأجثو بركبتي للخصومة ، فيقول الله : ذلك إلي وأنا أولى بذلك ( 2 ) .

1126 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلا وتشريدا ، وإن أشد قومنا

لنا بغضا بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم ( 3 ) .

----------

( 1 ) الفردوس : 4 / 307 / 7147 ، الجامع الصغير : 2 / 718 / 6939 نقلا عن ابن عساكر كلاهما عن سلمة بن الأكوع ، وراجع كنز العمال : 14 / 593 / 39679 عن الأصبغ بن نباتة عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، بشارة المصطفى : 202 عن أبي طاهر عن أبيه عن جده عن الإمام علي ( عليه السلام ) .

( 2 ) كنز العمال : 11 / 193 / 31190 نقلا عن الطبراني وابن حنبل وسعيد بن منصور عن أبي أمامة والديلمي عن جابر ، الخصال : 175 / 232 نحوه عن جابر .

( 3 ) المستدرك على الصحيحين : 4 / 534 / 8500 ، الملاحم والفتن : 28 كلاهما عن أبي سعيد الخدري ، إثبات الهداة : 2 / 363 / 177 .

‹ صفحه 464 ›

1127 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : لما نزلت هذه الآية : * ( يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ) * ( 1 ) قال المسلمون : يا رسول الله ، ألست إمام الناس كلهم أجمعين ؟ قال : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى الناس أجمعين ، ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي ، يقومون في الناس فيكذبون ، ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم ، فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو مني ومعي وسيلقاني ، ألا ومن ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وأنا منه برئ

( 2 ) .

1128 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الحسن والحسين إماما أمتي بعد أبيهما وسيدا شباب أهل الجنة ، وأمهما سيدة نساء العالمين ، وأبوهما سيد الوصيين .

ومن ولد الحسين تسعة أئمة ، تاسعهم القائم من ولدي ، طاعتهم طاعتي ، ومعصيتهم معصيتي ، إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم ، والمضيعين لحرمتهم بعدي ، وكفى بالله وليا وناصرا لعترتي وأئمة أمتي ، ومنتقما من الجاحدين لحقهم * ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) * ( 3 ) .

1129 - جنادة بن أبي أمية : دخلت على الحسن بن علي ( عليهما السلام ) في مرضه الذي توفي فيه ، وبين يديه طشت يقذف فيه الدم من السم الذي أسقاه معاوية لعنه الله ، فقلت : يا مولاي ، ما لك لا تعالج نفسك فقال : يا عبد الله ، بماذا أعالج الموت ؟ ! قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون .

ثم التفت إلي وقال : والله ، إنه لعهد عهده إلينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي وفاطمة ( عليهما السلام ) ، ما منا إلا مسموم أو مقتول ، ثم رفعت الطشت واتكأ صلوات الله عليه ( 4 ) .

----------

( 1 ) الإسراء : 71 .

( 2 ) الكافي : 1 / 215 / 1 ، المحاسن : 1 / 254 / 480 ، بصائر الدرجات : 33 / 1 كلها عن جابر .

( 3 ) كمال الدين : 260 / 6 ، فرائد السمطين : 1 / 54 / 19 كلاهما

عن الحسين بن خالد عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، والآية 227 من سورة الشعراء .

( 4 ) كفاية الأثر : 226 ، وراجع الصراط المستقيم : 2 / 128 .

‹ صفحه 465 ›

1130 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نظر إلى علي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فبكى وقال : أنتم المستضعفون بعدي ( 1 ) .

1131 - عنه ( عليه السلام ) : لما احتضر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) غشي عليه ، فبكت فاطمة ( عليها السلام ) فأفاق وهي تقول : من لنا بعدك يا رسول الله ؟ ! فقال : أنتم المستضعفون بعدي والله ( 2 ) .

1132 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - لبني هاشم - : أنتم المستضعفون بعدي ( 3 ) .

1133 - ابن عباس : قال علي ( عليه السلام ) لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا رسول الله ، إنك لتحب عقيلا ؟ قال : إي والله إني لأحبه حبين : حبا له ، وحبا لحب أبي طالب له ، وإن ولده لمقتول في محبة ولدك ، فتدمع عليه عيون المؤمنين ، وتصلي عليه الملائكة المقربون ، ثم بكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى جرت دموعه على صدره ، ثم قال : إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي ( 4 ) .

1134 - أنس بن مالك : دخلت مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) على علي بن أبي طالب

( عليه السلام ) يعوده وهو مريض وعنده أبو بكر وعمر ، فتحولا حتى جلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال أحدهما لصاحبه : ما أراه إلا هالكا ( 5 ) ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنه لن يموت إلا مقتولا ، ولن يموت حتى يملأ غيظا ( 6 ) .

----------

( 1 ) معاني الأخبار : 79 / 1 .

( 2 ) دعائم الاسلام : 1 / 225 ، وراجع الإرشاد : 1 / 184 ، أمالي المفيد : 212 / 2 ، مسند ابن حنبل : 10 / 257 / 26940 ، المعجم الكبير : 25 / 23 / 32 .

( 3 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 61 / 244 عن الحسن بن عبد الله عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، وراجع كفاية الأثر : 118 عن أبي أيوب .

( 4 ) أمالي الصدوق : 111 / 3 .

( 5 ) في المصدر " هالك " والصحيح ما أثبتناه .

( 6 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 150 / 4673 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 3 / 74 / 1118 وص 267 / 1343 .

‹ صفحه 466 ›

1135 - جابر : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : إنك امرؤ مستخلف ، وإنك مقتول ، وهذه مخضوبة من هذه - لحيته من رأسه - ( 1 ) .

1136 - عائشة : رأيت النبي ( صلى الله عليه وآله

) التزم عليا وقبله ويقول : بأبي الوحيد الشهيد ، بأبي الوحيد الشهيد ( 2 ) .

1137 - الإمام علي ( عليه السلام ) : بينما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آخذ بيدي ، ونحن نمشي في بعض سكك المدينة ، إذ أتينا على حديقة ، فقلت : يا رسول الله ، ما أحسنها من حديقة ! قال : لك في الجنة أحسن منها . ثم مررنا بأخرى فقلت : يا رسول الله ، ما أحسنها من حديقة ! قال : لك في الجنة أحسن منها .حتى مررنا بسبع حدائق ، كل ذلك أقول : ما أحسنها ! ويقول : لك في الجنة أحسن منها .

فلما خلا له الطريق اعتنقني ، ثم أجهش باكيا . [ قال : قلت : يا رسول الله ، ما يبكيك ؟ قال : ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي ] . قال : قلت : يا رسول الله في سلامة من ديني ؟ قال : في سلامة من دينك ( 3 ) .

1138 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يقتل ابني الحسن ( عليه السلام ) بالسم ( 4 ) .

----------

( 1 ) المعجم الكبير : 2 / 247 / 2038 ، المعجم الأوسط : 7 / 218 / 7318 ، دلائل النبوة لأبي نعيم : 553 / 491 ، وفي الأخيرين " مؤمر " بدل " امرؤ " ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 3 / 268 / 1345 .

( 2 ) مسند أبي يعلى : 4 / 318 /

4558 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 3 / 285 / 1376 ، المناقب للخوارزمي : 65 / 34 ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 220 .

( 3 ) مسند أبي يعلى : 1 / 285 / 561 ، وراجع تاريخ بغداد : 12 / 398 ، المناقب للخوارزمي : 65 / 35 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 321 / 827 - 831 ، الايضاح : 454 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 652 / 1109 .

( 4 ) كتاب سليم بن قيس : 2 / 838 عن عبد الله بن جعفر ، الخرائج والجرائح : 3 / 1143 / 55 عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الحسن ( عليه السلام ) أنه مقتول بالسم ، عوالي اللآلي : 1 / 199 / 14 في حديث قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي فيما أخبره به جبرئيل " يقتل ولدك الحسن بالسم " .

‹ صفحه 467 ›

1139 - أم سلمة : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر ( 1 ) ، ثم اضطجع فرقد ، ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ، ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله ؟ قال : أخبرني جبرئيل عليه الصلاة والسلام أن هذا يقتل بأرض العراق - [ يعني ] الحسين - فقلت لجبرئيل : أرني تربة الأرض التي يقتل

بها ، فهذه تربتها ( 2 ) .

1140 - سحيم عن أنس بن الحارث : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إن ابني هذا يقتل بأرض العراق ، فمن أدركه منكم فلينصره . قال : فقتل أنس مع الحسين ( عليه السلام ) ( 3 ) .

1141 - أنس بن مالك : إن ملك المطر استأذن ربه أن يأتي النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأذن له ، فقال لأم سلمة : أملكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد . قال : وجاء الحسين ليدخل فمنعته ، فوثب فدخل ، فجعل يقعد على ظهر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلى منكبه وعلى عاتقه ، فقال الملك للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : أتحبه ؟ قال : نعم ، قال : أما إن أمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه ، فضرب بيده فجاء بطينة حمراء ، فأخذتها أم سلمة فصرتها في خمارها . قال ثابت - من رواة الحديث - : بلغنا أنها كربلاء ( 4 ) .

----------

( 1 ) أي متحير ، وفي بعض المصادر " وهو خاثر " أو " خاثر النفس " معناه ثقيل النفس غير طيب ولا نشيط . ( النهاية : 1 / 11 ) .

( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 4 / 440 / 8202 ، المعجم الكبير : 3 / 109 / 2821 نحوه ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 173 / 221 ، إعلام الورى : 43 .

( 3 ) دلائل النبوة لأبي نعيم : 554

/ 493 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 239 / 283 ، الإصابة : 1 / 271 / 266 ، أسد الغابة : 1 / 288 / 246 ، البداية والنهاية : 8 / 199 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 159 ، ذخائر العقبى : 146 .

( 4 ) مسند ابن حنبل : 4 / 482 / 13539 ، المعجم الكبير : 3 / 106 / 2813 نحوه ، مسند أبي يعلى : 3 / 370 / 3389 ، دلائل النبوة لأبي نعيم : 553 / 492 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 168 / 217 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 160 ، ذخائر العقبى : 146 .

‹ صفحه 468 ›

1142 - أم سلمة : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالسا ذات يوم في بيتي فقال : لا يدخل علي أحد ، فانتظرت فدخل الحسين ( عليه السلام ) ، فسمعت نشيج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يبكي ، فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي ( صلى الله عليه وآله ) يمسح جبينه وهو يبكي ، فقلت : والله ، ما علمت حين دخل ، فقال : إن جبرئيل ( عليه السلام ) كان معنا في البيت فقال : تحبه ؟ قلت : أما من الدنيا فنعم ، قال : إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء ، فتناول جبرئيل ( عليه السلام ) من تربتها ، فأراها النبي ( صلى الله عليه وآله ) . فلما أحيط بحسين

حين قتل ، قال : ما اسم هذه الأرض ؟ قالوا : كربلاء ، قال : صدق الله ورسوله أرض كرب وبلاء ( 1 ) .

1143 - عبد الله بن نجي عن أبيه : إنه سار مع علي ( عليه السلام ) ، وكان صاحب مطهرته ، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي ( عليه السلام ) : أصبر أبا عبد الله ، أصبر أبا عبد الله بشط الفرات . قلت : وماذا ؟ قال : دخلت على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم وعيناه تفيضان ، قلت : يا نبي الله ، أغضبك أحد ؟ ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال : بل قام من عندي جبرئيل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات . قال : فقال : هل لك إلى أن أشمك من تربته ؟ قال : قلت : نعم ، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا ( 2 ) .

1144 - محمد بن عمرو بن حسن : كنا مع الحسين ( عليه السلام ) بنهر كربلاء ، فنظر إلى شمر بن ذي الجوشن فقال : صدق الله ورسوله ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله : كأني أنظر إلى كلب أبقع يلغ في دماء أهل بيتي ، وكان شمر أبرص ( 3 ) .

----------

( 1 ) المعجم الكبير : 3 / 108 / 2819 .

( 2 ) مسند ابن حنبل : 1 / 184 / 648 ، المعجم الكبير : 3 / 105 / 2811 ، مسند أبي يعلى : 1 / 206 / 358 ،

ذخائر العقبى : 148 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 2 / 253 / 19 ، وراجع الملاحم والفتن : 104 باب 24 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 165 - 171 .

( 3 ) الخصائص الكبرى للسيوطي : 2 / 125 .

‹ صفحه 469 ›

1145 - الإمام علي ( عليه السلام ) : زارنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فعملنا له حريرة ، وأهدت لنا أم أيمن قعبا من لبن وزبدا وصفحة من تمر ، فأكل النبي وأكلنا معه ، ثم وضأت رسول الله ، فقام واستقبل القبلة فدعا الله ما شاء .

ثم أكب على الأرض بدموع غزيرة مثل المطر ، فهبنا رسول الله أن نسأله ، فوثب الحسين فقال : يا أبتي ، رأيتك تصنع ما لم أرك تصنع مثله ! فقال : يا بني ، إني سررت بكم اليوم سرورا لم أسر بكم مثله ، وإن حبيبي جبرئيل ( عليه السلام ) أتاني فأخبرني أنكم قتلى ، وأن مصارعكم شتى ، فدعوت الله لكم وأحزنني ذلك . فقال الحسين : يا رسول الله ، فمن يزورنا على تشتتنا ، ويتعاهد قبورنا ؟ قال : طائفة من أمتي يريدون بري وصلتي ، فإذا كان يوم القيامة شهدتها بالموقف ، وأخذت بأعضادها فأنجيتها والله من أهواله وشدائده ( 1 ) .

----------

( 1 ) مقتل الحسين للخوارزمي : 2 / 166 ، بشارة المصطفى : 195 نحوه ، كلاهما عن محمد بن الحسين عن جده الإمام زين العابدين عن الإمام الحسين بن علي ( عليهم السلام ) ، إعلام الورى

: 44 .

الفصل الخامس ما وقع عليهم من الظلم

1146 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) - في خطبة بعد قتل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) - : لقد حدثني جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن الأمر يملكه اثنا عشر إماما من أهل بيته وصفوته ، ما منا إلا مقتول أو مسموم ( 1 ) .

1147 - الإمام علي ( عليه السلام ) : حتى إذا قبض الله رسوله ( صلى الله عليه وآله ) رجع قوم على الأعقاب ، وغالتهم السبل ، واتكلوا على الولائج ، ووصلوا غير الرحم ، وهجروا السبب الذي أمروا بمودته ، ونقلوا البناء عن رص أساسه ، فبنوه في غير موضعه . معادن كل خطيئة ، وأبواب كل ضارب في غمرة ( 2 ) .

1148 - المنهال بن عمرو : إن معاوية سأل الحسن ( عليه السلام ) أن يصعد المنبر ينتسب ، فصعد فحمد الله وأثنى عليه . . . ثم قال : أصبحت قريش تفتخر على العرب بأن محمدا منها ، وأصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمدا منها ، وأصبحت

----------

( 1 ) كفاية الأثر : 160 عن هشام بن محمد عن أبيه .

( 2 ) نهج البلاغة : الخطبة 150 .

‹ صفحه 472 ›

العجم تعرف حق العرب بأن محمدا منها ، يطلبون حقنا ولا يردون إلينا حقنا ( 1 ) .

1149 - حبيب بن يسار : لما أصيب الحسين بن علي ( عليهما السلام ) قام زيد بن أرقم إلى باب المسجد فقال : أفعلتموها ؟ ! أشهد أني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : اللهم أستودعكهما ( 2 ) وصالح

المؤمنين ، فقيل لعبيد الله بن زياد : إن زيد بن أرقم قال كذا وكذا ، فقال : ذلك شيخ قد ذهب عقله ( 3 ) .

1150 - اليعقوبي - في ذكر وفاة فاطمة ( عليها السلام ) - : دخل إليها في مرضها نساء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وغيرهن من نساء قريش ، فقلن : كيف أنت ؟ قالت : أجدني والله كارهة لدنياكم ، مسرورة لفراقكم ، ألقى الله ورسوله بحسرات منكن ، فما حفظ لي الحق ، ولا رعيت مني الذمة ، ولا قبلت الوصية ، ولا عرفت الحرمة ( 4 ) .

1151 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) : لما قبضت فاطمة ( عليها السلام ) دفنها أمير المؤمنين سرا وعفا على موضع قبرها ، ثم قام فحول وجهه إلى قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : السلام عليك يا رسول الله عني ، والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك والمختار الله لها سرعة اللحاق بك ، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ، وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي ، إلا أن لي في التأسي بسنتك في فرقتك موضع تعز ، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت نفسك بين نحري وصدري .

بلى ، وفي كتاب الله [ لي ] أنعم القبول ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، قد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة ، وأخلست الزهراء ، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله ! أما حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهد ، وهم لا يبرح من

----------

( 1 ) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 12

.

( 2 ) أي الحسن والحسين ( عليهما السلام ) .

( 3 ) المعجم الكبير : 5 / 185 / 5037 ، أمالي الطوسي : 252 / 450 ، شرح الأخبار : 3 / 170 / 1116 و 1117 .

( 4 ) تاريخ اليعقوبي : 2 / 115 .

‹ صفحه 473 ›

قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم . كمد مقيح ، وهم مهيج ، سرعان ما فرق بيننا وإلى الله أشكو ، وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها ، فأحفها السؤال واستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا ، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين . سلام مودع لا قال ولا سئم ، فإن أنصرف فلا عن ملالة ، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين ( 1 ) .

1152 - عبد الرحمن بن أبي نعم : إن رجلا من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب ، فقال ابن عمر : انظروا إلى هذا يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا ( 2 ) .

1153 - المنهال بن عمرو : دخلت على علي بن الحسين فقلت : السلام عليكم ، كيف أصبحتم رحمكم الله ؟ قال : أنت تزعم أنك لنا شيعة وأنت لا تعرف صباحنا ومساءنا ! ! أصبحنا في قومنا بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون ، يذبحون الأبناء ويستحيون النساء ، وأصبح خير البرية بعد نبيها ( صلى

الله عليه وآله ) يلعن على المنابر ، ويعطى الفضل والأموال على شتمه ، وأصبح من يحبنا منقوصا حقه ( 3 ) على حبه

----------

( 1 ) الكافي : 1 / 459 / 3 ، أمالي المفيد : 281 / 7 نحوه ، أمالي الطوسي : 109 / 166 ، بشارة المصطفى : 258 كلها عن علي بن محمد الهرمزاني عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، نهج البلاغة : الخطبة 202 .

( 2 ) سنن الترمذي : 5 / 657 / 3770 ، مسند ابن حنبل : 2 / 405 / 5679 ، وذكره أيضا في : 452 / 5947 ، الأدب المفرد : 38 / 85 ، المعجم الكبير : 3 / 127 / 2884 ، ذخائر العقبى : 124 ، مسند أبي يعلى : 5 / 287 / 5713 ، أسد الغابة : 2 / 26 ، أمالي الصدوق : 123 / 12 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 75 ، وراجع صحيح البخاري : 3 / 1371 / 3543 ، خصائص الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للنسائي : 259 / 144 ، الأدب المفرد : 259 / 144 ، أنساب الأشراف : 3 / 227 / 85 ، حلية الأولياء : 5 / 70 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 36 / 58 - 60 .

( 3 ) في المصدر " منقوص بحقه " والصحيح هو ما أثبتناه كما في تفسير القمي .

‹ صفحه 474 ›

إيانا ، وأصبحت قريش تفضل على جميع العرب بأن محمدا ( صلى الله عليه وآله

) منهم ، يطلبون بحقنا ولا يعرفون لنا حقا ، أدخل فهذا صباحنا ومساؤنا ( 1 ) .

1154 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : من لم يعرف سوء ما أوتي إلينا من ظلمنا وذهاب حقنا وما نكبنا به فهو شريك من أتى إلينا فيما ولينا به ( 2 ) .

1155 - المنهال بن عمرو : كنت جالسا مع محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) إذ جاءه رجل فسلم عليه ، فرد عليه السلام ، قال الرجل : كيف أنتم ؟ فقال له محمد ( عليه السلام ) : أو ما آن لكم أن تعلموا كيف نحن ؟ ! إنما مثلنا في هذه الأمة مثل بني إسرائيل ، كان يذبح أبناؤهم وتستحيى نساؤهم ، ألا وإن هؤلاء يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا ، زعمت العرب أن لهم فضلا على العجم ، فقال العجم : وبماذا ؟ قالوا : كان محمد عربيا ، قالوا لهم : صدقتم ، وزعمت قريش أن لها فضلا على غيرها من العرب ، فقالت لهم العرب من غيرهم : وبما ذاك ؟ قالوا : كان محمدا ( صلى الله عليه وآله ) قرشيا ، قالوا لهم : صدقتم .

فإن كان القوم صدقوا فلنا فضل على الناس ، لأنا ذرية محمد ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته خاصة وعترته ، لا يشركه في ذلك غيرنا . فقال له الرجل : والله إني لأحبكم أهل البيت . قال : فاتخذ للبلاء جلبابا ، فوالله إنه لأسرع إلينا وإلى شيعتنا من السيل في الوادي ، وبنا يبدأ البلاء ثم بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم ( 3 ) .

1156

- ابن أبي الحديد : روي أن أبا جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) قال لبعض أصحابه : يا فلان ، ما لقينا من ظلم قريش إيانا وتظاهرهم علينا ! وما لقي شيعتنا ومحبونا

----------

( 1 ) جامع الأخبار : 238 / 607 ، وراجع تفسير القمي : 2 / 134 عن عاصم بن حميد عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 169 ، مثير الأحزان : 105 .

( 2 ) ثواب الأعمال : 248 / 6 عن جابر .

( 3 ) أمالي الطوسي : 154 / 255 ، بشارة المصطفى : 89 .

‹ صفحه 475 ›

من الناس ! إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبض وقد أخبر أنا أولى الناس بالناس ، فتمالأت علينا قريش حتى أخرجت الأمر عن معدنه ، واحتجت على الأنصار بحقنا وحجتنا .

ثم تداولتها قريش ، واحد بعد واحد ، حتى رجعت إلينا ، فنكثت بيعتنا ، ونصبت الحرب لنا ، ولم يزل صاحب الأمر في صعود كؤود حتى قتل . فبويع الحسن ابنه وعوهد ، ثم غدر به ، وأسلم ، ووثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه ، ونهبت عسكره ، وعولجت خلاليل ( 1 ) أمهات أولاده ، فوادع معاوية وحقن دمه ودماء أهل بيته ، وهم قليل حق قليل . ثم بايع الحسين ( عليه السلام ) من أهل العراق عشرون ألفا ، ثم غدروا به ، وخرجوا عليه ، وبيعته في أعناقهم ، وقتلوه .

ثم لم نزل - أهل البيت - نستذل ونستضام ، ونقصى ونمتهن ، ونحرم ونقتل ، ونخاف

ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا . ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعا يتقربون به إلى أوليائهم وقضاة السوء وعمال السوء في كل بلدة ، فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ، ورووا عنا ما لم نقله وما لم نفعله ، ليبغضونا إلى الناس . وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن ( عليه السلام ) ، فقتلت شيعتنا بكل بلدة ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة ، وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله ، أو هدمت داره .

ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين ( عليه السلام ) ، ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة ، وأخذهم بكل ظنة وتهمة ، حتى إن الرجل ليقال له : " زنديق أو كافر " أحب إليه من أن يقال : شيعة علي ( 2 ) !

----------

( 1 ) كذا في المصدر ولعل الصحيح " خلاخيل " .

( 2 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 11 / 43 .

1157 - حمزة بن حمران : دخلت إلى الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) فقال لي : يا حمزة ، من أين أقبلت ؟ قلت له : من الكوفة . قال : فبكى ( عليه السلام ) حتى بلت دموعه لحيته ، فقلت له : يا بن رسول الله ، ما لك أكثرت البكاء ؟ ! فقال : ذكرت عمي زيدا وما صنع به فبكيت ، فقلت له : وما الذي ذكرت منه ؟ فقال : ذكرت مقتله وقد أصاب جبينه سهم ، فجاءه ابنه يحيى فانكب عليه وقال له : أبشر يا أبتاه

فإنك ترد على رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم .

قال : أجل يا بني ، ثم دعا بحداد فنزع السهم من جبينه فكانت نفسه معه ، فجئ به إلى ساقية تجري عند بستان زائدة ، فحفر له فيها ودفن وأجري عليه الماء . وكان معهم غلام سندي لبعضهم ، فذهب إلى يوسف بن عمر من الغد فأخبره بدفنهم إياه ، فأخرجه يوسف بن عمر فصلبه في الكناسة أربع سنين ، ثم أمر به فأحرق بالنار وذري في الرياح ، فلعن الله قاتله وخاذله ، وإلى الله جل اسمه أشكو ما نزل بنا أهل بيت نبيه بعد موته ، وبه نستعين على عدونا وهو خير مستعان ( 1 ) .

1158 - محمد بن الحسن عن محمد بن إبراهيم : أتي ببعض بني الحسن ( عليه السلام ) إلى أبي جعفر ( 2 ) فنظر إلى محمد بن إبراهيم بن حسن فقال : أنت الديباج الأصفر ؟ قال : نعم . قال : أما والله لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحدا من أهل بيتك . ثم أمر باسطوانة مبنية ففرقت ، ثم أدخل فيها فبني عليه وهو حي ( 3 ) .

1159 - محمد بن إسماعيل : سمعت جدي موسى بن عبد الله يقول : حبسنا في المطبق ، فما كنا نعرف أوقات الصلوات إلا بأجزاء يقرأها علي بن الحسن ابن الحسن بن

----------

( 1 ) أمالي الصدوق : 321 / 3 ، أمالي الطوسي : 434 / 973 .

( 2 ) هو المنصور الدوانيقي .

( 3 ) تاريخ الطبري : 7 / 546 ، مقاتل الطالبيين : 181 .

‹ صفحه 477 ›

الحسن ( 1 )

.

1160 - موسى بن عبد الله بن موسى : توفي علي بن الحسن وهو ساجد في حبس أبي جعفر ، فقال عبد الله : أيقظوا ابن أخي ، فإني أراه قد نام في سجوده . قال : فحركوه فإذا هو قد فارق الدنيا . فقال : رضي الله عنك ، إن علمي فيك أنك تخاف هذا المصرع ( 2 ) .

1161 - محمد بن المنصور المرادي : قال يحيى بن الحسين بن زيد : قلت لأبي : يا أبه ، إني أشتهي أن أرى عمي عيسى بن زيد ، فإنه يقبح بمثلي أن لا يلقى مثله من أشياخه . فدافعني عن ذلك مدة ، وقال : إن هذا أمر يثقل عليه ، وأخشى أن ينتقل عن منزله كراهية للقائك إياه فتزعجه .

فلم أزل به أداريه وألطف به حتى طابت نفسه لي بذلك ، فجهزني إلى الكوفة وقال لي : إذا صرت إليها فاسأل عن دور بني حي ، فإذا دللت عليها فاقصدها في السكة الفلانية ، وسترى في وسط السكة دارا لها باب صفته كذا وكذا ، فاعرفه واجلس بعيدا منها في أول السكة ، فإنه سيقبل عليك عند المغرب كهل طويل مسنون الوجه ، قد أثر السجود في جبهته ، عليه جبة صوف يستقي الماء على جمل ، وقد انصرف يسوق الجمل لا يضع قدما ولا يرفعها إلا ذكر الله عز وجل ودموعه تنحدر ، فقم وسلم عليه وعانقه فإنه سيذعر منك كما يذعر الوحش ،

فعرفه نفسك وانتسب له ، فإنه يسكن إليك ويحدثك طويلا ، ويسألك عنا جميعا ، ويخبرك بشأنه ولا يضجر بجلوسك معه ، ولا تطل عليه وودعه ، فإنه سوف

يستعفيك من العودة إليه ، فافعل ما يأمرك به من ذلك ، فإنك إن عدت إليه توارى عنك واستوحش منك وانتقل

----------

( 1 ) مقاتل الطالبيين : 176 .

( 2 ) المصدر السابق .

‹ صفحه 478 ›

عن موضعه وعليه في ذلك مشقة . فقلت : أفعل كما أمرتني . ثم جهزني إلى الكوفة وودعته وخرجت . فلما وردت الكوفة قصدت سكة بني حي بعد العصر ، فجلست خارجها بعد أن تعرفت الباب الذي نعته لي ، فلما غربت الشمس إذا أنا به قد أقبل يسوق الجمل ، وهو كما وصف لي أبي لا يرفع قدما ولا يضعها إلا حرك شفتيه بذكر الله ، ودموعه ترقرق في عينيه وتذرف أحيانا . فقمت فعانقته ، فذعر مني كما يذعر الوحش من الإنس ، فقلت : يا عم ، أنا يحيى بن الحسين ابن زيد ، ابن أخيك .

فضمني إليه وبكى حتى قلت قد جاءت نفسه ، ثم أناخ جمله وجلس معي فجعل يسألني عن أهله رجلا رجلا وامرأة امرأة وصبيا صبيا ، وأنا أشرح له أخبارهم وهو يبكي . ثم قال : يا بني ، أنا أستقي على هذا الجمل الماء ، فأصرف ما أكتسب - يعني من أجرة الجمل - إلى صاحبه وأتقوت باقيه ، وربما عاقني عائق عن استقاء الماء فأخرج إلى البرية - يعني بظهر الكوفة - فألتقط ما يرمي الناس به من البقول فأتقوته . وقد تزوجت إلى هذا الرجل ابنته ، وهو لا يعلم من أنا إلى وقتي هذا ، فولدت مني بنتا فنشأت وبلغت وهي أيضا لا تعرفني ولا تدري من أنا ، فقالت لي أمها :

زوج ابنتك بابن فلان السقاء -

لرجل من جيراننا يسقي الماء - فإنه أيسر منا وقد خطبها . وألحت علي ، فلم أقدر على إخبارها - بأن ذلك غير جائز ، ولا هو بكف ء لها - فيشيع خبري ، فجعلت تلح علي ، فلم أزل أستكفي الله أمرها حتى ماتت بعد أيام ، فما أجدني آسى على شئ من الدنيا أساي على أنها ماتت ولم تعلم بموضعها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

قال : ثم أقسم علي أن أنصرف ولا أعود إليه ، وودعني ، فلما كان بعد ذلك صرت إلى الموضع الذي انتظرته فيه لأراه فلم

‹ صفحه 479 ›

أره ، وكان آخر عهدي به ( 1 ) .

1162 - المنذر بن جعفر العبدي عن أبيه قال : خرجت أنا والحسن وعلي ابنا صالح بن حي وعبد ربه بن علقمة وجناب بن نسطاس مع عيسى بن زيد حجاجا بعد مقتل إبراهيم ، وعيسى بيننا يستر نفسه في زي الجمالين ، فاجتمعنا بمكة ذات ليلة في المسجد الحرام ، فجعل عيسى بن زيد والحسن بن صالح يتذاكران أشياء من السيرة ، فاختلف هو وعيسى في مسألة منها ، فلما كان من الغد دخل علينا عبد ربه بن علقمة فقال :

قدم عليكم الشفاء فيما اختلفتم فيه ، هذا سفيان الثوري قد قدم . فقاموا بأجمعهم فخرجوا إليه ، فجاؤوه وهو في المسجد جالس ، فسلموا عليه ، ثم سأله عيسى بن زيد عن تلك المسألة ، فقال :

هذه مسألة لا أقدر على الجواب عنها ، لأن فيها شيئا على السلطان ، فقال له الحسن : إنه عيسى ابن زيد ، فنظر إلى جناب بن نسطاس مستثبتا ، فقال

له جناب : نعم ، هو عيسى بن زيد . فوثب سفيان فجلس بين يدي عيسى وعانقه وبكى بكاء شديدا واعتذر إليه مما خاطبه به من الرد ، ثم أجابه عن المسألة وهو يبكي . وأقبل علينا فقال : إن حب بني فاطمة والجزع لهم مما هم عليه من الخوف والقتل والتطريد ليبكي من في قلبه شئ من الإيمان . ثم قال لعيسى : قم بأبي أنت فأخف شخصك لا يصبك من هؤلاء شئ نخافه . فقمنا فتفرقنا ( 2 ) .

1163 - علي بن جعفر الأحمر : حدثني أبي قال : كنت أجتمع أنا وعيسى بن زيد ، والحسن وعلي ابنا صالح بن حي ، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق وجناب بن نسطاس ، في جماعة من الزيدية في دار بالكوفة . فسعى ساع إلى

----------

( 1 ) مقاتل الطالبيين : 345 .

( 2 ) مقاتل الطالبيين : 351 .

‹ صفحه 480 ›

المهدي بأمرنا ودله على الدار ، فكتب إلى عامله بالكوفة بوضع الأرصاد علينا ، فإذا بلغه اجتماعنا كبسنا وأخذنا ووجه بنا إليه . فاجتمعنا ليلة في تلك الدار ، فبلغه خبرنا فهجم علينا ، ونذر ( 1 ) القوم به وكانوا في علو الدار ، فتفرقوا ونجوا جميعا غيري ، فأخذني وحملني إلى المهدي ، فأدخلت إليه ، فلما رآني شتمني بالزنا وقال لي :

يا بن الفاعلة ! أنت الذي تجتمع مع عيسى بن زيد وتحثه على الخروج علي وتدعو إليه الناس ؟ ! فقلت له :

يا هذا ، أما تستحيي من الله ، ولا تتقي الله ولا تخافه ، تشتم المحصنات وتقذفهن بالفاحشة ، وقد كان ينبغي لك ويلزمك في دينك

وما وليته ، أن لو سمعت سفيها يقول مثل قولك أن تقيم عليه الحد ؟ ! فأعاد شتمي ، ثم وثب إلي فجعلني تحته وضربني بيديه وخبطني برجليه وشتمني . فقلت له : إنك لشجاع شديد أيد حين قويت على شيخ مثلي تضربه لا يقدر على المنع من نفسه ولا انتصار لها . فأمر بحبسي والتضيق علي ، فقيدت بقيد ثقيل ، وحبست سنين .

فلما بلغه وفاة عيسى بن زيد بعث إلي فدعاني ،

فقال لي : من أي الناس أنت ؟

قلت : من المسلمين ، قال : أعرابي أنت ؟

قلت : لا ، قال : فمن أي الناس أنت ؟

قلت : كان أبي عبدا لبعض أهل الكوفة وأعتقه فهو أبي ،

فقال لي : إن عيسى بن زيد قد مات ،

فقلت : أعظم بها مصيبة ، رحمه الله ، فلقد كان عابدا ورعا مجتهدا في طاعة الله غير خائف لومة لائم .

قال : أفما علمت بوفاته ؟

قلت : بلى ، قال : فلم لم تبشرني بوفاته ؟

فقلت : لم أحب أن أبشرك بأمر لو عاش رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فعرفه لساءه .

فأطرق طويلا ثم قال : ما أرى في جسمك فضلا للعقوبة ، وأخاف أن

----------

( 1 ) الإنذار : الإعلام . ونذرت به إذا علمت . ( النهاية : 5 / 38 و 39 ) .

أستعمل شيئا منها فيك فتموت ، وقد كفيت عدوي ، فانصرف في غير حفظ الله ، والله لئن بلغني أنك عدت لمثل فعلك لأضربن عنقك .

قال : فانصرفت إلى الكوفة ،

فقال المهدي للربيع : أما ترى قلة خوفه وشدة قلبه ؟ ! هكذا يكون والله أهل البصائر

( 1 ) .

1164 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : اللهم صل على أهل بيته أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأمنائك في خلقك ، وأصفيائك من عبادك ، وحججك في أرضك ، ومنارك في بلادك ، الصابرين على بلائك ، الطالبين رضاك ، الموفين بوعدك ، غير شاكين فيك ولا جاحدين عبادتك ، وأوليائك وسلائل أوليائك وخزان علمك ، الذين جعلتهم مفاتيح الهدى ، ونور مصابيح الدجى ، صلواتك عليهم ورحمتك ورضوانك . اللهم صل على محمد وآل محمد ، وعلى منارك في عبادك ، الداعي إليك بإذنك ، القائم بأمرك ، المؤدي عن رسولك عليه وآله السلام .

اللهم إذا أظهرته فأنجز له ما وعدته ، وسق إليه أصحابه وانصره ، وقو ناصريه ، وبلغه أفضل أمله ، وأعطه سؤله ، وجدد به عن محمد وأهل بيته بعد الذل الذي قد نزل بهم بعد نبيك ، فصاروا مقتولين مطرودين ، مشردين خائفين غير آمنين . لقوا في جنبك - ابتغاء مرضاتك وطاعتك - الأذى والتكذيب ، فصبروا على ما أصابهم فيك ، راضين بذلك ، مسلمين لك في جميع ما ورد عليهم وما يرد إليهم . اللهم عجل فرج قائمهم بأمرك ، وانصره وانصر به دينك الذي غير وبدل ، وجدد به ما امتحى منه وبدل بعد نبيك ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) .

1165 - أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : والله ، ما منا إلا

----------

( 1 ) مقاتل الطالبيين : 352 .

( 2 ) جمال الأسبوع : 186 .

‹ صفحه 482 ›

مقتول شهيد ، فقيل له :

فمن يقتلك يا بن رسول الله ؟ قال : شر خلق الله في زماني ، يقتلني بالسم ثم يدفنني في دار مضيقة وبلاد غربة ( 1 ) .

1166 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : الحمد لله الذي حفظ منا ما ضيع الناس ، ورفع منا ما وضعوه ، حتى لقد لعنا على منابر الكفر ثمانين عاما ، وكتمت فضائلنا ، وبذلت الأموال في الكذب علينا ، والله تعالى يأبى لنا إلا أن يعلي ذكرنا ، ويبين فضلنا . والله ، ما هذا بنا وإنما هو برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقرابتنا منه ، حتى صار أمرنا وما نروي عنه أنه سيكون بعدنا من أعظم آياته ودلالات نبوته ( 2 ) .

1167 - الإمام العسكري ( عليه السلام ) : قد وضع بنو أمية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلتين ، إحداهما : أنهم كانوا يعلمون أنه ليس لهم في الخلافة حق ، فيخافون من إدعائنا إياها وتستقر في مركزها . وثانيهما : أنهم قد وقفوا ، من الأخبار المتواترة ، على أن زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد القائم منا ، وكانوا لا يشكون أنهم من الجبابرة والظلمة ، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وإبادة نسله ، طمعا منهم في الوصول إلى منع تولد القائم عجل الله فرجه ، أو قتله ، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد منهم ، إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ( 3 ) .

1168 - في دعاء الندبة : فعلى الأطائب من أهل بيت محمد وعلي صلى الله عليهما وآلهما فليبك الباكون ، وإياهم فليندب النادبون

، ولمثلهم فلتذرف الدموع ، وليصرخ الصارخون ، ويعج العاجون . أين الحسن ؟ أين الحسين ؟ أين أبناء الحسين ؟ صالح بعد صالح ، وصادق بعد صادق . أين السبيل بعد السبيل ؟ أين الخيرة

----------

( 1 ) الفقيه : 2 / 585 / 3192 ، أمالي الصدوق : 61 / 8 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 256 / 9 ، جامع الأخبار : 93 / 150 ، روضة الواعظين : 257 ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 209 وفيه عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) " والله ما منا إلا مقتول شهيد " .

( 2 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 164 / 26 عن محمد بن أبي الموج بن الحسين الرازي عن أبيه عمن سمعه ( عليه السلام ) .

( 3 ) إثبات الهداة : 3 / 570 / 685 عن عبد الله بن الحسين بن سعيد الكاتب .

‹ صفحه 483 ›

بعد الخيرة ؟ أين الشموس الطالعة ؟ أين الأقمار المنيرة ؟ أين الأنجم الزاهرة ؟ أين أعلام الدين وقواعد العلم ؟ ( 1 )

راجع البحار : 27 / 208 باب 9 شدة محنهم وأنهم أعظم الناس مصيبة لا يموتون إلا بالشهادة ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 201 فصل في ظلامة أهل البيت ( عليهم السلام ) .

----------

( 1 ) مصباح الزائر : 449 ، راجع أيضا : ص 362 / 827 من كتابنا هذا .

‹ صفحه 485 ›

القسم الثاني عشر دولة أهل البيت

الفصل الأول البشارات بدولتهم

* ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) * ( 1 )

.

* ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) * ( 2 ) .

*( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ) * ( 3 ) .

* ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) * ( 4 ) .

* ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من

----------

( 1 ) الأنبياء : 105 .

( 2 ) القصص : 5 .

( 3 ) الفتح : 28 .

( 4 ) الصف : 9 .

‹ صفحه 488 ›

بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) * ( 1 ) .

1169 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ( 2 ) .

1170 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ( 3 ) .

1171 - أبو ليلى : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - لعلي ( عليه السلام ) - : أنت معي في الجنة ، وأول من يدخلها أنا وأنت والحسن والحسين وفاطمة . . . ثم قال : يا علي ! اتق الضغائن التي هي في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي ، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون . ثم بكى ( صلى الله عليه وآله ) وقال

: أخبرني جبرئيل أنهم يظلمونه بعدي ، وأن ذلك الظلم يبقى حتى إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الأمة على محبتهم وكان الشانئ لهم قليلا والكاره لهم ذليلا وكثر المادح لهم وذلك حين تغيرت البلاد وضعف العباد واليأس من الفرج ، فعند ذلك يظهر القائم المهدي من ولدي بقوم يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل بأسيافهم ويتبعهم الناس راغبا إليهم أو خائفا .

ثم قال : معاشر الناس ، أبشروا بالفرج فإن وعد الله حق لا يخلف وقضاءه لا يرد وهو الحكيم الخبير ، وإن فتح الله قريب . اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اللهم اكلأهم وارعهم وكن لهم وانصرهم وأعزهم ولا تذلهم واخلفني فيهم ، إنك على ما تشاء قدير ( 4 ) .

----------

( 1 ) النور : 55 .

( 2 ) مسند ابن حنبل : 2 / 10 / 3571 عن عبد الله بن مسعود .

( 3 ) سنن الترمذي : 4 / 505 / 2230 ، سنن أبي داود : 4 / 107 / 4282 ، مسند ابن حنبل : 2 / 11 / 3573 ، المعجم الكبير : 10 / 131 / 10208 ، الملاحم والفتن : 148 ، بشارة المصطفى : 281 عن عبد الله بن مسعود وفي بعضها عن عبد الله .

( 4 ) ينابيع المودة : 3 / 279 / 2 ، وراجع المناقب للخوارزمي : 62 / 31 ، أمالي الطوسي : 351 / 726 .

‹ صفحه 489 ›

1172 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أبشروا ثم أبشروا - ثلاث مرات - إنما مثل أمتي كمثل غيث لا يدرى أوله

خير أم آخره . إنما مثل أمتي كمثل حديقة أطعم منها فوج عاما ، ثم أطعم منها فوج عاما ، لعل آخرها فوج يكون أعرضها بحرا وأعمقها طولا وفرعا وأحسنها حبا ( جناء - خ ل ) .

وكيف تهلك أمة أنا أولها واثنا عشر من بعدي من السعداء وأولوا الألباب والمسيح عيسى بن مريم آخرها ؟ ! ولكن يهلك من بين ذلك نتج الهرج ، ليسوا مني ولست منهم ( 1 ) .

1173 - حذيفة : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة ، كيف يقتلون ويخيفون المطيعين ، إلا من أظهر طاعتهم ، فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويفر منهم بقلبه .

فإذا أراد الله عز وجل أن يعيد الاسلام عزيزا قصم كل جبار ، وهو القادر على ما يشاء أن يصلح أمة بعد فسادها . ثم قال : يا حذيفة ، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي ، تجري الملاحم على يديه ، ويظهر الاسلام ، لا يخلف وعده ، وهو سريع الحساب ( 2 ) .

1174 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم للحق منا ، وذلك حين يأذن الله عز وجل له ، ومن تبعه نجا ومن تخلف عنه هلك . الله الله عباد الله ، فأتوه ولو على الثلج ، فإنه خليفة الله عز وجل وخليفتي ( 3 ) .

1175 - سلمان : لما ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دخلنا عليه ، فقال للناس : أخلوا [

لي عن ] أهل

----------

( 1 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 52 / 18 ، الخصال : 476 / 39 ، كمال الدين : 269 / 14 كلها عن الحسين بن زيد عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، كفاية الأثر : 231 عن يحيى بن جعدة بن هبيرة عن الحسين بن علي ، وراجع العمدة : 432 / 906 عن مسعدة عن الإمام الصادق عن أبيه عن جده ( عليهم السلام ) .

( 2 ) عقد الدرر : 62 ، كشف الغمة : 3 / 262 ، حلية الأبرار : 2 / 704 ، ينابيع المودة : 3 / 298 / 10 .

( 3 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 59 / 230 ، دلائل الإمامة : 452 / 428 كلاهما عن الحسن بن عبد الله بن محمد الرازي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، كفاية الأثر : 106 عن أبي أمامة .

‹ صفحه 490 ›

البيت . فقام الناس وقمت معهم فقال : أقعد [ يا سلمان ] إنك منا أهل البيت ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : . . . فاتقوا الله في عترتي أهل بيتي ، فإن الدنيا لم تدم لأحد قبلنا ولا تبقى لنا ولا تدوم لأحد بعدنا . ثم قال لعلي : دولة الحق أبر الدول ، أما إنكم ستملكون بعدهم باليوم يومين وبالشهر شهرين وبالسنة سنتين ( 1 ) .

1176 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قال الله تعالى : * ( أن الأرض ( 2

) يرثها عبادي الصالحون ) * ( 3 ) فنحن الصالحون ( 4 ) .

1177 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله زوى لي ( 5 ) الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ( 6 ) .

----------

( 1 ) مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 2 / 171 / 650 .

( 2 ) ثلاثة آراء في معنى الأرض ،

الأول : المقصود أرض الدنيا ، بقرينة قوله تعالى : * ( ليستخلفنهم في الأرض ) * النور : 55 ، والروايات الواردة في النص .

الثاني : أرض الجنة ، بقرينة قوله تعالى : * ( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء ) * الزمر : 74 ، والأحاديث المروية في الدر المنثور : 5 / 685 ، 686 ، وتفسير الطبري : 17 / 104 ، ومجمع البيان : 7 / 106 ، وغيرها .

الثالث : مطلق الأرض ، وتشمل أرض الدنيا وأرض الجنة . وهو ما اختاره ابن كثير في تفسيره المعروف ، والعلامة الطباطبائي في الميزان ، وهو الأقرب .

( 3 ) الأنبياء : 105 .

( 4 ) الدر المنثور : 6 / 687 نقلا عن البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم عن أبي الدرداء .

( 5 ) زويت الشئ : جمعته وقبضته ( لسان العرب : 14 / 363 ) .

( 6 ) صحيح مسلم : 4 / 2215 / 2889 ، سنن أبي داود : 4 / 97 / 4252 ، سنن الترمذي : 4 / 472 / 2176 ،

مسند ابن حنبل : 8 / 326 / 22458 ، السنن الكبرى : 9 / 305 / 18617 كلها عن ثوبان .

قال الآلوسي البغدادي - بعد نقل الرواية - : هذا وعد منه تعالى بإظهار الدين وإعزاز أهله و استيلائهم على أكثر المعمورة التي يكثر تردد المسافرين إليها وإلا فمن الأرض ما لم يطأها المؤمنون كالأرض الشهيرة بالدنيا الجديدة وبالهند الغربي : وإن قلنا بأن جميع ذلك يكون في حوزة المؤمنين أيام المهدي ( عليه السلام ) ونزول عيسى ( عليه السلام ) فلا حاجة إلى ما ذكر ( روح المعاني : 17 / 104 ) .

‹ صفحه 491 ›

1178 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لما عرج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى ومن السدرة إلى حجب النور ناداني ربي جل جلاله : يا محمد بالقائم منكم . . . أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي ( 1 ) .

1179 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) * - : نحن هم ( 2 ) .

1180 - عنه ( عليه السلام ) - في تفسير الآية - : هم آل محمد صلوات الله عليهم ( 3 ) .

1181 - عنه ( عليه السلام ) أيضا : هم أصحاب المهدي ( عليه السلام ) في آخر الزمان ( 4 ) .

1182 - عنه ( عليه السلام ) أيضا : إن ذلك وعد للمؤمنين بأنهم يرثون جميع الأرض ( 5 ) .

1183 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في

خطبة له يذكر فيها آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) - : بهم عاد الحق إلى نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ( 6 ) .

1184 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لتعطفن علينا الدنيا بعد شماسها عطف الضروس ( 7 ) على ولدها ، ثم قرأ : * ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) * ( 8 ) .

----------

( 1 ) أمالي الصدوق : 731 / 1002 عن ابن عباس .

( 2 ) تأويل الآيات الظاهرة : 326 عن أبي صادق .

( 3 ) تأويل الآيات الظاهرة : 326 عن أبي الورد .

( 4 ) مجمع البيان : 7 / 106 عن ابن عباس ، تأويل الآيات الظاهرة : 327 عن محمد بن عبد الله بن الحسن ، راجع ينابيع المودة : 3 / 243 / 28 ، تفسير القمي : 2 / 77 .

( 5 ) التبيان : 7 / 284 .

( 6 ) نهج البلاغة : الخطبة 239 .

( 7 ) الناقة الضروس : هي التي تعض حالبتها . ( لسان العرب : 6 / 118 ) .

( 8 ) خصائص الأئمة ( عليهم السلام ) : 70 ، تأويل الآيات الظاهرة : 407 ، شواهد التنزيل : 1 / 556 / 590 كلها عن ربيعة بن ناجذ ، نهج البلاغة : الحكمة 209 ، تفسير فرات الكوفي : 314 / 420 عن حنش .

‹ صفحه 492 ›

1185 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * (

ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) * - : هم آل محمد ، يبعث الله مهديهم بعد جهدهم ، فيعزهم ويذل عدوهم ( 1 ) .

1186 - محمد بن سيرين : سمعت غير واحد من مشيخة أهل البصرة يقولون : لما فرغ علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) من الجمل ، عرض له مرض ، وحضرت الجمعة ، فتأخر عنها ، وقال لابنه الحسن ( عليه السلام ) : انطلق يا بني فجمع بالناس . فأقبل الحسن ( عليه السلام ) إلى المسجد ، فلما استقل على المنبر حمد الله وأثنى عليه وتشهد وصلى على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقال : أيها الناس ، إن الله اختارنا بالنبوة ، واصطفانا على خلقه ، وأنزل علينا كتابه ووحيه ، وأيم الله لا ينتقصنا أحد من حقنا شيئا إلا تنقصه الله في عاجل دنياه وآجل آخرته ، ولا يكون علينا دولة إلا كانت لنا العاقبة * ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) * ( 2 ) .

ثم جمع بالناس ، وبلغ أباه كلامه ، فلما انصرف إلى أبيه ( عليه السلام ) نظر إليه وما ملك عبرته أن سألت على خديه ، ثم استدناه إليه فقبل بين عينيه ، وقال : بأبي أنت وأمي * ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) * ( 3 ) ( 4 ) .

1187 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) - لسفيان بن أبي ليلى - : أبشر يا سفيان ، فإن الدنيا تسع البر والفاجر حتى يبعث الله إمام الحق من آل محمد (

صلى الله عليه وآله ) ( 5 ) .

----------

( 1 ) الغيبة للطوسي : 184 / 143 عن محمد بن الحسين بن علي عن أبيه عن جده .

( 2 ) ص : 88 . ( 3 ) آل عمران : 34 .

( 4 ) أمالي الطوسي : 82 / 121 ، وذكره أيضا في : 104 / 159 ، بشارة المصطفى : 263 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 11 .

( 5 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 16 / 45 عن سفيان بن أبي ليلى ، مقاتل الطالبيين : 76 ، الملاحم والفتن : 99 .

‹ صفحه 493 ›

1188 - عنه ( عليه السلام ) - في خطبتة يوم الجمعة - : إن الله لم يبعث نبيا إلا اختار له نقيبا ورهطا وبيتا ، فوالذي بعث محمدا بالحق نبيا ، لا ينتقص من حقنا أهل البيت أحد إلا نقصه الله من عمله مثله ، ولا تكون علينا دولة إلا وتكون لنا العاقبة ، * ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) * ( 1 ) .

1189 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : وجدنا في كتاب علي ( عليه السلام ) : * ( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) * ( 2 ) أنا وأهل بيتي الذين أورثنا الله الأرض ونحن المتقون والأرض كلها لنا ، فمن أحيا أرضا من المسلمين فليعمرها وليؤد خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل منها ، فإن تركها أو أخربها وأخذها رجل من المسلمين من بعده فعمرها وأحياها فهو أحق بها من الذي تركها ، يؤدي خراجها

إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل منها حتى يظهر القائم من أهل بيتي بالسيف ، فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها ، كما حواها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومنعها ، إلا ما كان في أيدي شيعتنا فإنه يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم ( 3 ) .

1190 - أبو بكر الحضرمي : لما حمل أبو جعفر ( عليه السلام ) إلى الشام إلى هشام بن عبد الملك وصار ببابه ، قال لأصحابه ومن كان بحضرته من بني أمية : إذا رأيتموني قد وبخت محمد بن علي ثم رأيتموني قد سكت فليقبل عليه كل رجل منكم فليوبخه . ثم أمر أن يؤذن له ، فلما دخل عليه أبو جعفر ( عليه السلام ) قال بيده : السلام عليكم ، فعمهم جميعا بالسلام ، ثم جلس ، فازداد هشام عليه حنقا بتركه السلام عليه بالخلافة وجلوسه بغير إذن ، فأقبل يوبخه ويقول فيما يقول له : يا محمد بن علي ، لا يزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمين ودعا إلى نفسه وزعم أنه

----------

( 1 ) مروج الذهب : 3 / 9 ، وراجع نثر الدر : 1 / 328 .

( 2 ) الأعراف : 128 .

( 3 ) الكافي : 1 / 407 / 1 عن أبي خالد الكابلي .

‹ صفحه 494 ›

الإمام سفها وقلة علم ، ووبخه بما أراد أن يوبخه ، فلما سكت أقبل عليه القوم رجل بعد رجل يوبخه حتى انقضى آخرهم . فلما سكت القوم نهض ( عليه السلام ) قائما ، ثم قال : أيها الناس ، أين تذهبون ؟ ! وأين يراد بكم

؟ ! بنا هدى الله أولكم وبنا يختم آخركم ، فإن يكن لكم ملك معجل فإن لنا ملكا مؤجلا ، وليس بعد ملكنا ملك ، لأنا أهل العاقبة ، يقول الله عز وجل : * ( والعاقبة للمتقين ) * ( 1 ) ( 2 ) .

1191 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إعلم أن لبني أمية ملكا لا يستطيع الناس أن تردعه ، وأن لأهل الحق دولة إذا جاءت ولاها الله لمن يشاء منا أهل البيت ، فمن أدركها منكم كان عندنا في السنام الأعلى ، وإن قبضه الله قبل ذلك خار له ( 3 ) .

1192 - عنه ( عليه السلام ) - في قوله عز وجل : * ( وقل جاء الحق وزهق الباطل ) * ( 4 ) - : إذا قام القائم ( عليه السلام ) ذهبت دولة الباطل ( 5 ) .

1193 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن لنا أياما ودولة يأتي بها الله إذا شاء ( 6 ) .

1194 - عنه ( عليه السلام ) : بنا يبدأ البلاء ثم بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم ، والذي يحلف به لينتصرن الله بكم كما انتصر بالحجارة ( 7 ) .

1195 - عنه ( عليه السلام ) : سئل أبي عن قول الله : * ( قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ) * ( 8 )

----------

( 1 ) الأعراف : 128 ، القصص : 83 .

( 2 ) الكافي : 1 / 471 / 5 .

( 3 ) الغيبة للنعماني : 195 / 2 عن أبي الجارود .

( 4 ) الإسراء :

81 .

( 5 ) الكافي : 8 / 287 / 432 عن أبي حمزة .

( 6 ) أمالي المفيد : 28 / 9 عن حبيب بن نزار بن حيان .

( 7 ) أمالي المفيد : 301 / 2 ، أمالي الطوسي : 74 / 109 كلاهما عن سفيان بن إبراهيم الغامدي القاضي .

( 8 ) التوبة : 36 .

‹ صفحه 495 ›

* ( حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) * ( 1 ) فقال : إنه لم يجئ تأويل هذه الآية ، ولو قد قام قائمنا بعده سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية ، وليبلغن دين محمد ( صلى الله عليه وآله ) ما بلغ الليل حتى لا يكون شرك ( مشرك - خ ل ) على ظهر الأرض ، كما قال الله ( 2 ) .

1196 - عنه ( عليه السلام ) - في معنى قوله عز وجل : * ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ) * ( 3 ) - : نزلت في القائم وأصحابه ( 4 ) .

1197 - في دعاء الندبة : جرى القضاء لهم بما يرجى له حسن المثوبة ، وكانت الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، والعاقبة للمتقين ، وسبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ، ولن يخلف الله وعده وهو العزيز الحكيم ( 5 ) .

----------

( 1 ) الأنفال : 39 .

( 2 ) تفسير العياشي : 2 / 56 / 48

عن زرارة ، مجمع البيان : 4 / 834 عن زرارة وغيره عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) وليس فيه " سئل أبي " ، ينابيع المودة : 3 / 239 / 13 عن زرارة وفيه " قال : سئل الباقر ( عليه السلام ) عن قوله تعالى . . . " .

( 3 ) النور : 55 .

( 4 ) الغيبة للنعماني : 240 / 35 عن أبي بصير ، تأويل الآيات الظاهرة : 365 وفيه " عنى به ظهور القائم " ، ينابيع المودة : 3 / 245 / 32 عن الإمام الباقر والإمام الصادق ( عليهما السلام ) ، وذكره أيضا في : ح 31 عن إسحاق ابن عبد الله عن الإمام السجاد ( عليه السلام ) .

( 5 ) مصباح الزائر : 449 ، راجع أيضا : ص 362 / 827 من كتابنا هذا .

الفصل الثاني الممهدون لدولتهم

1198 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي ( 1 ) .

1199 - عبد الله : بينما نحن عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ أقبل فتية من بني هاشم ، فلما رآهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) اغرورقت عيناه وتغير لونه . قال : فقلت : ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ! فقال : إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا ، حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه ، فيقاتلون فينصرون ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه ، حتى يدفعوها

إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطا كما ملؤوها جورا ، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج ( 2 ) .

----------

( 1 ) سنن ابن ماجة : 2 / 1368 / 4088 ، المعجم الأوسط : 1 / 94 / 285 ، مجمع الزوائد : 7 / 617 / 12414 ، عقد الدرر : 125 ، كشف الغمة : 3 / 267 كلها عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي .

( 2 ) سنن ابن ماجة : 2 / 1366 / 4082 ، الملاحم والفتن : 47 ، المصنف لابن أبي شيبة : 8 / 697 / 74 ، دلائل الإمامة : 442 / 414 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 2 / 110 / 599 والثلاثة الأخيرة عن عبد الله بن مسعود ، كشف الغمة : 3 / 262 عن عبد الله بن عمر ، وراجع المستدرك على الصحيحين : 4 / 511 / 8434 ، العدد القوية : 91 / 157 ، ذخائر العقبى : 17 .

‹ صفحه 498 ›

1200 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : تجئ الرايات السود من قبل المشرق ، كأن قلوبهم زبر الحديد ، فمن سمع بهم فليأتهم فيبايعهم ، ولو حبوا على الثلج ( 1 ) .

1201 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ، ثم يطلبونه فلا يعطونه ، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم ، فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه ، حتى يقوموا ، ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم . قتلاهم شهداء

، أما إني لو أدركت ذلك لأستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر ( 2 ) .

1202 - الإمام علي ( عليه السلام ) : ويحا لك يا طالقان ، فإن لله عز وجل بها كنوزا ليست من ذهب ولا فضة ، ولكن بها رجال مؤمنون عرفوا الله حق معرفته ، وهم أنصار المهدي ( عليه السلام ) في آخر الزمان ( 3 ) .

1203 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذكر بلاء يلقاه أهل بيته ( عليهم السلام ) ، حتى يبعث الله راية من المشرق سوداء ، من نصرها نصره الله ، ومن خذلها خذله الله ، حتى يأتوا رجلا اسمه كاسمي ، فيولونه أمرهم ، فيؤيده الله وينصره ( 4 ) .

1204 - محمد بن الحنفية : كنا عند علي ( عليه السلام ) ، فسأله رجل عن المهدي ، فقال علي ( عليه السلام ) : هيهات ، ثم عقد بيده سبعا ، فقال : ذاك يخرج في آخر الزمان ، إذا قال الرجل : " الله الله " ، قتل ، فيجمع الله تعالى له قوما ، قزع ( 5 ) كقزع السحاب ( 6 ) ، يؤلف الله

----------

( 1 ) عقد الدرر : 129 عن ثوبان .

( 2 ) الغيبة للنعماني : 273 / 50 عن أبي خالد الكابلي .

( 3 ) الفتوح : 2 / 320 ، كفاية الطالب : 491 كلاهما عن ابن أعثم الكوفي ، ينابيع المودة : 3 / 298 / 12 نحوه .

( 4 ) عقد الدرر : 130 ، الملاحم والفتن : 49 عن العلاء

بن عتبة .

( 5 ) القزع : كل شئ يكون قطعا متفرقة . ( المصباح المنير : 502 ) .

( 6 ) قزع السحاب : قطع من السحاب . ( لسان العرب : 8 / 271 ) .

‹ صفحه 499 ›

بين قلوبهم ، لا يستوحشون إلى أحد ، ولا يفرحون بأحد يدخل فيهم ، على عدة أصحاب بدر ، لم يسبقهم الأولون ، ولا يدركهم الآخرون ، على عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر ( 1 ) .

11205 - عفان البصري عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : قال لي : أتدري لم سمي قم ؟ قلت : الله ورسوله وأنت أعلم ، قال : إنما سمي قم لأن أهله يجتمعون مع قائم آل محمد صلوات الله عليه ويقومون معه ويستقيمون عليه وينصرونه ( 2 ) .

1206 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : تربة قم مقدسة وأهلها منا ونحن منهم ، لا يريدهم جبار بسوء إلا عجلت عقوبته ما لم يخونوا إخوانهم ( يحولوا أحوالهم - خ ل ) ، فإذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم جبابرة سوء . أما إنهم أنصار قائمنا ودعاة حقنا . ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم اعصمهم من كل فتنة ، ونجهم من كل هلكة ( 3 ) .

207 1 - عنه ( عليه السلام ) : ستخلو كوفة من المؤمنين ، ويأرز ( 4 ) عنها العلم كما تأرز الحية في جحرها ، ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم ، وتصير معدنا للعلم والفضل ، حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال ، وذلك عند قرب

ظهور قائمنا ، فيجعل الله قم وأهله قائمين مقام الحجة ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها ، ولم يبق في الأرض حجة ، فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب ، فيتم حجة الله على الخلق ، حتى لا يبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه الدين والعلم ، ثم يظهر القائم ( عليه السلام ) ( 5 ) .

1208 - عنه ( عليه السلام ) : إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد ، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم

----------

( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 4 / 597 / 8659 ، عقد الدرر : 131 .

( 2 ) البحار : 60 / 216 / 38 نقلا عن كتاب تاريخ قم .

( 3 ) البحار : 60 / 218 / 49 نقلا عن كتاب تاريخ قم .

( 4 ) وفي المصدر : يأزر ، والصحيح ما في المتن . أرزت الحية : لاذت بجحرها ورجعت إليه . ( لسان العرب : 5 / 305 ) .

( 5 ) البحار : 60 / 213 / 23 نقلا عن كتاب تاريخ قم .

‹ صفحه 500 ›

من أهل البلاد ، واحتج ببلدة قم على سائر البلاد ، وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والإنس ، ولم يدع الله قم وأهله مستضعفا بل وفقهم . . . وسيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجة على الخلائق ، وذلك في زمان غيبة قائمنا ( عليه السلام ) إلى ظهوره ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها . وإن الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهله ، وما قصده جبار بسوء إلا قصمه قاصم الجبارين ( 1 ) .

1209

- عنه ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار ) * ( 2 ) - : قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم ( عليه السلام ) ، فلا يدعون وترا لآل محمد إلا قتلوه ( 3 ) .

1210 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : رجل من أهل قم يدعو الناس إلى الحق ، يجتمع معه قوم كزبر الحديد ، لا تزلهم الرياح العواصف ، ولا يملون من الحرب ، ولا يجبنون ، وعلى الله يتوكلون ، والعاقبة للمتقين ( 4 ) .

----------

( 1 ) البحار : 60 / 212 / 22 نقلا عن كتاب تاريخ قم .

( 2 ) الإسراء : 5 .

( 3 ) الكافي : 8 / 206 / 250 ، تأويل الآيات الظاهرة : 272 كلاهما عن عبد الله بن القاسم البطل ، تفسير العياشي : 2 / 281 / 20 عن صالح بن سهل .

( 4 ) البحار : 60 / 216 / 37 نقلا عن كتاب تاريخ قم عن أيوب بن يحيى الجندل .

الفصل الثالث دولتهم آخر الدول

1211 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : دولتنا آخر الدول ، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا ، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا : إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء ! وهو قول الله عز وجل : * ( والعاقبة للمتقين ) * ( 1 ) ( 2 ) .

1212 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لكل أناس دولة يرقبونها * ودولتنا في آخر الدهر تظهر ( 3 )

1213 - عنه ( عليه

السلام ) : ما يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا وقد ولوا على الناس ، حتى لا يقول قائل : " إنا لو ولينا لعدلنا " ، ثم يقوم القائم بالحق والعدل ( 4 ) .

----------

( 1 ) الأعراف : 128 ، القصص : 83 .

( 2 ) الغيبة للطوسي : 472 / 493 عن أبي صادق كيسان بن كليب ، روضة الواعظين : 291 .

( 3 ) أمالي الصدوق : 396 / 3 ، روضة الواعظين : 234 ، وذكره أيضا في : 293 .

( 4 ) الغيبة للنعماني : 274 / 53 عن هشام بن سالم .

‹ صفحه 503 ›

الفصل الرابع الانتظار لدولتهم

1214 - إسماعيل الجعفي : دخل رجل على أبي جعفر ( عليه السلام ) ومعه صحيفة ، فقال له أبو جعفر ( عليه السلام ) : هذه صحيفة مخاصم يسأل عن الدين الذي يقبل فيه العمل ، فقال : رحمك الله هذا الذي أريد ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا ( صلى الله عليه وآله ) عبده ورسوله ، وتقر بما جاء من عند الله ، والولاية لنا أهل البيت ، والبراءة من عدونا ، والتسليم لأمرنا ، والورع والتواضع ، وانتظار قائمنا ، فإن لنا دولة إذا شاء الله جاء بها ( 1 ) .

1215 - الإمام علي ( عليه السلام ) : المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله ( 2 ) .

1216 - زيد بن صوحان - لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) - : أي الأعمال أحب إلى الله

عز وجل ؟ قال : انتظار الفرج ( 3 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 2 / 22 / 13 ، وراجع أمالي الطوسي : 179 / 299 .

( 2 ) الخصال : 625 / 10 ، كمال الدين : 645 / 6 كلاهما عن محمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، تحف العقول : 115 .

( 3 ) الفقيه : 4 / 383 / 5833 عن عبد الله بن بكر المرادي عن الإمام موسى بن جعفر عن آبائه عن الإمام الحسين ( عليهم السلام ) .

‹ صفحه 504 ›

1217 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : العارف منكم هذا الأمر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن جاهد والله مع قائم آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) بسيفه ( 1 ) .

1218 - عنه ( عليه السلام ) : ليقو شديدكم ضعيفكم ، وليعد غنيكم على فقيركم ، ولا تبثوا سرنا ، ولا تذيعوا أمرنا ، وإذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهدا أو شاهدين من كتاب الله فخذوا به ، وإلا فقفوا عنده ثم ردوه إلينا حتى يستبين لكم . واعلموا أن المنتظر لهذا الأمر له مثل أجر الصائم القائم ، ومن أدرك قائمنا فخرج معه فقتل عدونا كان له مثل أجر عشرين شهيدا ، ومن قتل مع قائمنا كان له مثل أجر خمسة وعشرين شهيدا ( 2 ) .

1219 - عنه ( عليه السلام ) : ما ضر من مات منتظرا لأمرنا أن لا يموت في وسط فسطاط المهدي وعسكره ( 3 ) ؟ !

1220 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن

من انتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الأذى والخوف هو غدا في زمرتنا ( 4 ) .

1221 - عنه ( عليه السلام ) : المنتظر ( المقر - خ ل ) للثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يذب عنه ( 5 ) .

1222 - عنه ( عليه السلام ) : من مات منتظرا لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه ، لا بل كان كالضارب بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالسيف ( 6 ) .

----------

( 1 ) مجمع البيان : 9 / 359 عن الحارث بن المغيرة ، تأويل الآيات الظاهرة : 640 .

( 2 ) الكافي : 2 / 222 / 4 عن عبد الله بن بكير عن رجل ، وراجع أمالي الطوسي : 232 / 410 ، بشارة المصطفى : 113 كلاهما عن جابر .

( 3 ) الكافي : 1 / 372 / 6 عن هاشم .

( 4 ) الكافي : 8 / 37 / 7 عن حمران .

( 5 ) كمال الدين : 335 / 5 ، الغيبة للنعماني : 91 / 21 ، إعلام الورى : 404 كلها عن إبراهيم الكرخي .

( 6 ) كمال الدين : 338 / 11 عن المفضل بن عمر .

‹ صفحه 505 ›

1223 - عنه ( عليه السلام ) : من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر ، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه ، فجدوا وانتظروا ، هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة ( 1

) .

1224 - الإمام الجواد ( عليه السلام ) - في قنوته - : اللهم أدل لأوليائك من أعدائك الظالمين . . . الذين . . . اتخذوا - اللهم مالك دولا ، وعبادك خولا ، وتركوا اللهم عالم أرضك في بكماء عمياء ظلماء مدلهمة ، فأعينهم مفتوحة ، وقلوبهم عمية ، ولم تبق لهم اللهم عليك من حجة . لقد حذرت اللهم عذابك وبينت نكالك ، ووعدت المطيعين إحسانك ، وقدمت إليهم بالنذر ، فآمنت طائفة ، فأيد اللهم الذين آمنوا على عدوك وعدو أوليائك ، فأصبحوا ظاهرين وإلى الحق داعين وللإمام المنتظر القائم بالقسط تابعين ( 2 ) .

1225 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة ( عليهم السلام ) - : أشهد الله وأشهدكم أني . . . مؤمن بإيابكم ، مصدق برجعتكم ، منتظر لأمركم ، مرتقب لدولتكم ( 3 ) .

----------

( 1 ) الغيبة للنعماني : 200 / 16 عن أبي بصير .

( 2 ) مهج الدعوات : 60 .

( 3 ) التهذيب : 6 / 98 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .

الفصل الخامس الدعاء لدولتهم

1226 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : رب صل على أطائب أهل بيته الذين اخترتهم لأمرك ، وجعلتهم خزنة علمك ، وحفظة دينك ، وخلفاءك في أرضك ، وحججك على عبادك ، وطهرتهم من الرجس والدنس تطهيرا بإرادتك ، وجعلتهم الوسيلة إليك والمسلك إلى جنتك . . .

اللهم فأوزع لوليك شكر ما أنعمت به عليه ، وأوزعنا مثله فيه ، وآته من لدنك سلطانا نصيرا ، وافتح له فتحا

يسيرا ، وأعنه بركنك الأعز ، واشدد أزره ، وقو عضده ، وراعه بعينك ، واحمه بحفظك ، وانصره بملائكتك ، وامدده بجندك الأغلب ، وأقم به كتابك وحدودك وشرائعك وسنن رسولك صلواتك اللهم عليه وآله ، وأحي به ما أماته الظالمون من معالم دينك ، واجل به صدأ الجور عن طريقتك ، وأبن به الضراء من سبيلك ، وأزل به الناكبين عن صراطك ، وامحق به بغاة قصدك عوجا ، وألن جانبه لأوليائك ، وابسط يده على أعدائك ، وهب لنا رأفته ورحمته ، وتعطفه وتحننه ، واجعلنا له سامعين مطيعين ، وفي رضاه ساعين ، وإلى نصرته والمدافعة عنه مكنفين ، وإليك وإلى رسولك صلواتك اللهم عليه وآله بذلك

‹ صفحه 508 ›

متقربين ( 1 ) .

1227 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - في تعليم الخطبة الثانية من صلاة الجمعة - :

اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة ، تعز بها الاسلام وأهله ، وتذل بها النفاق وأهله ، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك ، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة ( 2 ) .

1228 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - في دعاء له - : اللهم صل على محمد وآل محمد ، وعلى إمام المسلمين ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ، وافتح له فتحا يسيرا ، وانصره نصرا عزيزا ، واجعل له من لدنك سلطانا نصيرا . اللهم عجل فرج آل محمد ، وأهلك أعداءهم من الجن والإنس ( 3 ) .

1229 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) - في بيان ذكر سجدة الشكر -

: اللهم إني أنشدك بإيوائك ( 4 ) على نفسك لأوليائك لتظفرنهم بعدوك وعدوهم أن تصلي على محمد وعلى المستحفظين من آل محمد . اللهم إني أسألك اليسر بعد العسر ( 5 ) .

----------

( 1 ) الصحيفة السجادية : الدعاء 47 ص 190 و 191 ، إقبال الأعمال : 2 / 91 .

( 2 ) الكافي : 3 / 424 / 6 عن محمد بن مسلم .

( 3 ) مصباح المتهجد : 392 ، جمال الأسبوع : 293 .

( 4 ) قوله ( عليه السلام ) : " بإيوائك " الوأي بمعنى الوعد ، والإيواء لم يأت في اللغة بهذا المعنى ، وعدم ذكرهم لا يدل على العدم ، مع أنه يمكن أن يكون من قولهم : آوى فلانا : أي أجاره وأسكنه ، فكان الواعد يؤدي الوعد إلى نفسه لكنه بعيد . قال في النهاية في حديث وهب : إن الله تعالى قال : إني أويت على نفسي أن أذكر من ذكرني . قال القتيبي : هذا غلط ، إلا أن يكون من المقلوب . والصحيح : وأيت من الوأي وهو الوعد ، يقول : جعلته وعدا على نفسي ، إنتهى . والوعد هو الذي قال الله تعالى : * ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ) * ( مرآة العقول : 15 / 135 ، راجع : البحار : 101 / 221 وملاذ الأخيار : 9 / 163 ) .

( 5 ) الكافي : 3 / 325

/ 17 عن عبد الله بن جندب .

‹ صفحه 509 ›

1230 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) - كان يأمر لصاحب الأمر بهذا الدعاء - : اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ، ولسانك المعبر عنك الناطق بحكمك ، وعينك الناظرة بإذنك ، وشاهدك على عبادك ، الجحجاح المجاهد ، العائذ بك العابد عندك ، وأعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وأنشأت وصورت ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك وآباءه أئمتك ودعائم دينك ، واجعله في وديعتك التي لا تضيع ، وفي جوارك الذي لا يخفر ، وفي منعك وعزك الذي لا يقهر ، وآمنه بأمانك الوثيق الذي لا يخذل من آمنته به ، واجعله في كنفك الذي لا يرام من كان فيه ، وانصره بنصرك العزيز ، وأيده بجندك الغالب ، وقوه بقوتك ، وأردفه بملائكتك ، ووال من والاه ، وعاد من عاداه ، وألبسه درعك الحصينة ، وحفه بالملائكة حفا .

اللهم اشعب به الصدع ، وارتق به الفتق ، وأمت به الجور ، وأظهر به العدل ، وزين بطول بقائه الأرض ، وأيده بالنصر ، وانصره بالرعب ، وقو ناصريه ، واخذل خاذليه ، ودمدم من نصب له ، ودمر من غشه ، واقتل به جبابرة الكفر وعمده ودعائمه ، واقصم به رؤوس الضلالة وشارعة البدع ومميتة السنة ومقوية الباطل ، وذلل به الجبارين ، وأبر به الكافرين وجميع الملحدين في مشارق الأرض ومغاربها وبرها وبحرها وسهلها وجبلها ، حتى لا تدع منهم ديارا ولا تبقي لهم آثارا

.

اللهم طهر منهم بلادك ، واشف منهم عبادك ، وأعز به المؤمنين ، وأحي به سنن المرسلين ، ودارس حكم النبيين ، وجدد به ما امتحى من دينك وبدل من حكمك ، حتى تعيد دينك به وعلى يديه جديدا غضا محضا صحيحا لا عوج فيه ولا بدعة معه ، وحتى تنير بعدله ظلم الجور ، وتطفئ به نيران الكفر ، وتوضح به معاقد الحق ومجهول العدل ، فإنه عبدك الذي استخلصته

‹ صفحه 510 ›

لنفسك واصطفيته على غيبك وعصمته من الذنوب وبرأته من العيوب وطهرته من الرجس وسلمته من الدنس . اللهم فإنا نشهد له يوم القيامة ويوم حلول الطامة أنه لم يذنب ذنبا ، ولا أتى حوبا ، ولم يرتكب معصية ، ولم يضع لك طاعة ، ولم يهتك لك حرمة ، ولم يبدل لك فريضة ، ولم يغير لك شريعة ، وأنه الهادي المهتدي الطاهر التقي النقي الرضي الزكي .

اللهم أعطه في نفسه وأهله وولده وذريته وأمته وجميع رعيته ما تقر به عينه وتسر به نفسه ، وتجمع له ملك المملكات كلها ، قريبها وبعيدها وعزيزها وذليلها ، حتى يجري حكمه على كل حكم ويغلب بحقه كل باطل .

اللهم أسلك بنا على يديه منهاج الهدى والمحجة العظمى والطريقة الوسطى التي يرجع إليها الغالي ويلحق بها التالي ، وقونا على طاعته ، وثبتنا على مشايعته ، وامنن علينا بمتابعته ، واجعلنا في حزبه ، القوامين بأمره ، الصابرين معه ، الطالبين رضاك بمناصحته ، حتى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره وأعوانه ومقوية سلطانه .

اللهم واجعل ذلك لنا خالصا من كل شك وشبهة ورياء وسمعة ، حتى لا نعتمد به غيرك ولا نطلب به إلا وجهك

، وحتى تحلنا محله وتجعلنا في الجنة معه ، وأعذنا من السأمة والكسل والفترة ، واجعلنا ممن تنتصر به لدينك ، وتعز به نصر وليك ، ولا تستبدل بنا غيرنا ، فإن استبدالك بنا غيرنا عليك يسير وهو علينا كثير .

اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده ، وبلغهم آمالهم ، وزد في آجالهم ، وأعز نصرهم ، وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم ، وثبت دعائمهم ، واجعلنا لهم أعوانا وعلى دينك أنصارا ، فإنهم معادن كلماتك وخزان علمك وأركان توحيدك ودعائم دينك وولاة أمرك وخالصتك من

‹ صفحه 511 ›

عبادك وصفوتك من خلقك وأولياؤك وسلائل أوليائك وصفوة أولاد نبيك ، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته ( 1 ) .

- الإمام الهادي ( عليه السلام )

1231 - في زيارة الإمام المهدي ( عليه السلام ) - : اللهم فكما وفقتني للإيمان بنبيك والتصديق لدعوته ، ومننت علي بطاعته واتباع ملته ، وهديتني إلى معرفته ومعرفة الأئمة من ذريته ، وأكملت بمعرفتهم الإيمان ، وقبلت بولايتهم وطاعتهم الأعمال ، واستعبدت بالصلاة عليهم عبادك ، وجعلتهم مفتاحا للدعاء وسببا للإجابة ، فصل عليهم أجمعين ، واجعلني بهم عندك وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين . . . اللهم أنجز لهم وعدك ، وطهر بسيف قائمهم أرضك ، وأقم به حدودك المعطلة ، وأحكامك المهملة والمبدلة ، وأحي به القلوب الميتة ، واجمع به الأهواء المتفرقة ، واجل به صدأ الجور عن طريقتك ، حتى يظهر الحق على يديه في أحسن صورته ، ويهلك الباطل وأهله بنور دولته ، ولا يستخفي بشئ من الحق مخافة أحد من الخلق ( 2 ) .

1232 - الإمام

العسكري ( عليه السلام ) - في الصلاة على ولي الأمر المنتظر ( عليه السلام ) - : اللهم صل على وليك وابن أوليائك الذين فرضت طاعتهم ، وأوجبت حقهم ، وأذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا . اللهم انتصر به لدينك ، وانصر به أولياءك وأولياءه وشيعته وأنصاره واجعلنا منهم . اللهم أعذه من شر كل باغ وطاغ ومن شر جميع خلقك ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، واحرسه وامنعه أن يوصل إليه بسوء ، واحفظ فيه رسولك وآل رسولك ، وأظهر به العدل وأيده بالنصر ، وانصر

----------

( 1 ) مصباح المتهجد : 409 ، المصباح للكفعمي : 548 ، جمال الأسبوع : 307 كلها عن يونس بن عبد الرحمن .

( 2 ) مصباح الزائر : 480 .

‹ صفحه 512 ›

ناصريه ، واخذل خاذليه ، واقصم به جبابرة الكفرة ، واقتل به الكفار والمنافقين وجميع الملحدين ، حيث كانوا وأين كانوا من مشارق الأرض ومغاربها وبرها وبحرها ، واملأ به الأرض عدلا ، وأظهر به دين نبيك عليه وآله السلام ، واجعلني اللهم من أنصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته ، وأرني في آل محمد ما يأملون وفي عدوهم ما يحذرون ، إله الحق آمين ( 1 ) .

1233 - أبو علي بن همام - ذكر أن الشيخ العمري أملاه عليه وأمره أن يدعو به ، وهو الدعاء في غيبة القائم ( عليه السلام ) - : اللهم عرفني نفسك ، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك . اللهم عرفني نبيك فإنك إن لم تعرفني نبيك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت

عن ديني . اللهم لا تمتني ميتة جاهلية ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ،

اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته علي من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله حتى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجة القائم المهدي صلوات الله عليهم أجمعين . . . اللهم عجل فرجه وأيده بالنصر ، وانصر ناصريه ، واخذل خاذليه ، ودمر على من نصب له وكذب به ، وأظهر به الحق ، وأمت به الباطل ، واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذل ، وانعش به البلاد ، واقتل به جبابرة الكفر ، واقصم به رؤوس الضلالة ، وذلل به الجبارين والكافرين ، وأبر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين في مشارق الأرض ومغاربها ، وبرها وبحرها ، وسهلها وجبلها ، حتى لا تدع منهم ديارا ولا تبقي لهم آثارا ، وتطهر منهم بلادك ، واشف منهم صدور عبادك ، وجدد به ما امتحى من دينك ، وأصلح به

----------

( 1 ) مصباح المتهجد : 405 ، جمال الأسبوع : 300 كلاهما عن أبي محمد عبد الله بن محمد العابد .

‹ صفحه 513 ›

ما بدل من حكمك ، وغير من سنتك ، حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا جديدا صحيحا لا عوج فيه ولا بدعة معه ، حتى تطفئ بعدله نيران الكافرين ، فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك ، وارتضيته لنصرة نبيك ، واصطفيته بعلمك ، وعصمته من الذنوب ، وبرأته من العيوب ، وأطلعته على الغيوب ، وأنعمت عليه ، وطهرته من الرجس ، ونقيته من الدنس . . . اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا

، وغيبة ولينا ، وشدة الزمان علينا ، ووقوع الفتن [ بنا ] ، وتظاهر الأعداء [ علينا ] ، وكثرة عدونا ، وقلة عددنا . اللهم فافرج ذلك بفتح منك تعجله ، ونصر منك تعزه ، وإمام عدل تظهره ، إله الحق رب العالمين . . .

اللهم وأحي بوليك القرآن ، وأرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه ، وأحي به القلوب الميتة ، واشف به الصدور الوغرة ، واجمع به الأهواء المختلفة على الحق ، وأقم به الحدود المعطلة والأحكام المهملة ، حتى لا يبقى حق إلا ظهر ، ولا عدل إلا زهر . واجعلنا يا رب من أعوانه ، ومقوي سلطانه ، والمؤتمرين لأمره ، والراضين بفعله ، والمسلمين لأحكامه ، وممن لا حاجة له به إلى التقية من خلقك . أنت يا رب الذي تكشف السوء وتجيب المضطر إذا دعاك ، وتنجي من الكرب العظيم ، فاكشف يا رب الضر عن وليك ، واجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له .

اللهم ولا تجعلني من خصماء آل محمد ، ولا تجعلني من أعداء آل محمد ، ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمد ، فإني أعوذ بك من ذلك فأعذني ، وأستجير بك فأجرني . اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين ( 1 ) .

----------

( 1 ) كمال الدين : 512 / 43 ، مصباح المتهجد : 411 ، جماع الأسبوع : 315 .

‹ صفحه 514 ›

1234 - في دعاء الافتتاح : اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة ، تعز بها الاسلام وأهله ، وتذل بها النفاق وأهله ، وتجعلنا

فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك ، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة ، اللهم ما عرفتنا من الحق فحملناه ، وما قصرنا عنه فبلغناه . اللهم ألمم به شعثنا ، واشعب به صدعنا ، وارتق به فتقنا ، وكثر به قلتنا ، وأعز به ذلتنا ، وأغن به عائلنا ، واقض به عن مغرمنا ، واجبر به فقرنا ، وسد به خلتنا ، ويسر به عسرنا ، وبيض به وجوهنا ، وفك به أسرنا ، وأنجح به طلبتنا ، وأنجز به مواعيدنا ، واستجب به دعوتنا ، وأعطنا به آمالنا ، وأعطنا به فوق رغبتنا .

يا خير المسؤولين وأوسع المعطين ! أشف به صدورنا ، وأذهب به غيظ قلوبنا ، واهدنا به لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ، وانصرنا به على عدوك وعدونا إله الحق آمين . اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا صلواتك عليه وآله ، وغيبة إمامنا ، وكثرة عدونا ، وشدة الفتن بنا ، وتظاهر الزمان علينا ، فصل على محمد وآل محمد ، وأعنا على ذلك بفتح تعجله ، وبضر تكشفه ، ونصر تعزه ، وسلطان حق تظهره ، ورحمة منك تجللناها ، وعافية تلبسناها ، برحمتك يا أرحم الراحمين ( 1 ) .

----------

( 1 ) إقبال الأعمال : 1 / 142 عن محمد بن أبي قرة بإسناده فقال : حدثني أبو الغنائم محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الله الحسني قال : أخبرنا أبو عمرو محمد بن محمد بن نصر السكوني ( رضي الله عنه ) قال : سألت أبا بكر أحمد ابن محمد بن عثمان البغدادي (

رحمه الله ) أن يخرج إلي أدعية شهر رمضان التي كان عمه أبو جعفر محمد بن عثمان بن السعيد العمري رضي الله عنه وأرضاه يدعو بها ، فأخرج إلي دفترا مجلدا بأحمر ، فنسخت منه أدعية كثيرة وكان من جملتها : وتدعو بهذا الدعاء في كل ليلة من شهر رمضان .

‹ صفحه 515 ›

القسم الثالث عشر الغلو في أهل البيت

الفصل الأول التحذير من الغلو

1235 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إياكم والغلو فينا ، قولوا : إنا عبيد مربوبون ، وقولوا في فضلنا ما شئتم ( 1 ) .

1236 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) : أحبونا بحب الاسلام ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : لا تعرفوني فوق حقي ، فإن الله تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني رسولا ( 2 ) .

1237 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من قال إنا أنبياء فعليه لعنة الله ، ومن شك في ذلك فعليه لعنة الله ( 3 ) .

1238 - عنه ( عليه السلام ) - في ذكر الغلاة - : إن فيهم من يكذب ، حتى إن الشيطان لاحتاج إلى كذبه ( 4 ) .

----------

( 1 ) الخصال : 614 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، غرر الحكم : 2740 وفيه " واعتقدوا في فضلنا " ، تحف العقول : 104 ، نوادر الأخبار : 137 .

( 2 ) المعجم الكبير : 3 / 128 / 2889 عن يحيى بن سعيد عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) .

( 3 ) رجال الكشي : 2 / 590 / 540 عن

الحسن الوشاء عن بعض أصحابنا .

( 4 ) رجال الكشي : 2 / 587 / 526 عن هشام بن سالم .

‹ صفحه 518 ›

1239 - المفضل بن عمر : كنت أنا والقاسم شريكي ونجم بن حطيم وصالح بن سهل بالمدينة ، فتناظرنا في الربوبية ، فقال بعضنا لبعض : ما تصنعون بهذا ؟ نحن بالقرب منه وليس منا في تقية ، قوموا بنا إليه . قال : فقمنا ، فوالله ما بلغنا الباب إلا وقد خرج علينا بلا حذاء ولا رداء ، قد قام كل شعرة من رأسه منه وهو يقول : لا ، لا يا مفضل ويا قاسم ويا نجم ، لا ، لا بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ( 1 ) .

1240 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - بعد ذم بعض الغلاة - : فوالله ، ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا ، ما نقدر على ضر ولا نفع ، وإن رحمنا فبرحمته ، وإن عذبنا فبذنوبنا . والله ، ما لنا على الله من حجة ، ولا معنا من الله براءة ، وإنا لميتون ومقبورون ، ومنشرون ومبعوثون ، وموقوفون ومسؤولون ( 2 ) .

1241 - صالح بن سهل : كنت أقول في أبي عبد الله ( عليه السلام ) بالربوبية ، فدخلت عليه ، فلما نظر إلي قال : يا صالح ، إنا والله عبيد مخلوقون ، لنا رب نعبده ، وإن لم نعبده عذبنا ( 3 ) .

1242 - إسماعيل بن عبد العزيز : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا إسماعيل ، ضع لي في المتوضأ ماء ، فقمت

فوضعت له ، فدخل فقلت في نفسي : أنا أقول فيه كذا وكذا ويدخل المتوضأ يتوضأ ! فلم يلبث أن خرج ، فقال : يا إسماعيل ، لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم ، اجعلونا مخلوقين وقولوا بنا ما شئتم ( 4 ) .

1243 - كامل التمار : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ذات يوم فقال لي : يا كامل ! اجعل لنا ربا

----------

( 1 ) الكافي : 8 / 231 / 303 .

( 2 ) رجال الكشي : 2 / 491 / 403 عن عبد الرحمن بن كثير .

( 3 ) رجال الكشي : 2 / 632 / 632 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 219 نحوه .

( 4 ) بصائر الدرجات : 236 / 5 ، الخرائج والجرائح : 2 / 735 / 45 وزاد في آخره " إلا النبوة " ، الثاقب في المناقب : 402 / 330 ، وراجع كشف الغمة : 2 / 403 .

‹ صفحه 519 ›

نؤوب إليه وقولوا فينا ما شئتم ، فقلت : نجعل لكم ربا تؤوبون إليه ونقول فيكم ما شئنا ! فاستوى جالسا فقال : ما عسى أن تقولوا ؟ ! والله ، ما خرج إليكم من علمنا إلا ألف غير معطوفة ( 1 ) .

1244 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لا تصل خلف الغالي وإن كان يقول بقولك ، والمجهول والمجاهر بالفسق وإن كان مقتصدا ( 2 ) .

1245 - عنه ( عليه السلام ) : إحذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدونهم ، فإن الغلاة شر خلق الله ، يصغرون عظمة الله ويدعون الربوبية لعباد الله

. والله ، إن الغلاة أشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا ( 3 ) .

1246 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : نحن آل محمد النمط الأوسط الذي لا يدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي ( 4 ) .

----------

( 1 ) مختصر بصائر الدرجات : 59 ، وراجع بصائر الدرجات : 507 / 8 .

( 2 ) التهذيب : 3 / 31 / 109 عن خلف بن حماد عن رجل ، الفقيه : 1 / 379 / 1110 نحوه .

( 3 ) أمالي الطوسي : 650 / 1349 عن فضيل بن يسار .

( 4 ) الكافي : 1 / 101 / 3 عن إبراهيم بن محمد الخزاز ومحمد بن الحسين .

الفصل الثاني براءة أهل البيت من الغالين

1247 - الإمام علي ( عليه السلام ) : اللهم إني برئ من الغلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى ، اللهم اخذلهم أبدا ولا تنصر منهم أحدا ( 1 ) .

1248 - عنه ( عليه السلام ) : لا تتجاوزوا بنا العبودية ، ثم قولوا ما شئتم ولن تبلغوا ، وإياكم والغلو كغلو النصارى ، فإني برئ من الغالين ( 2 ) .

1249 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : إن اليهود أحبوا عزيرا حتى قالوا فيه ما قالوا ، فلا عزير منهم ولا هم من عزير . وإن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا ، فلا عيسى منهم ولا هم من عيسى . وإنا على سنة من ذلك ، إن قوما من شيعتنا سيحبوننا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير وما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، فلا هم منا

----------

( 1 ) أمالي الطوسي

: 650 / 1350 عن الأصبغ بن نباتة ، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 263 .

( 2 ) الاحتجاج : 2 / 453 / 314 عن الإمام العسكري عن الإمام الرضا ( عليهما السلام ) ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري ( عليه السلام ) : 50 / 24 .

‹ صفحه 522 ›

ولا نحن منهم ( 1 ) .

1250 - عبد السلام الهروي : قلت له [ الإمام الرضا ( عليه السلام ) ] : يا بن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ما شئ يحكيه عنكم الناس ؟ قال : وما هو ؟ قلت : يقولون إنكم تدعون أن الناس لكم عبيد ، فقال : اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة ، أنت شاهد بأني لم أقل ذلك قط ولا سمعت أحدا من آبائي قاله قط ، وأنت العالم بما لنا من المظالم عند هذه الأمة ، وإن هذه منها .

ثم أقبل علي فقال لي : يا عبد السلام ، إذا كان الناس كلهم عبيدنا على ما حكوه عنا فممن نبيعهم ؟ قلت : يا بن رسول الله ، صدقت . ثم قال : يا عبد السلام ، أمنكر أنت لما أوجب الله تعالى لنا من الولاية كما ينكره غيرك ؟ قلت : معاذ الله ، بل أنا مقر بولايتكم ( 2 ) .

1251 - الحسن بن الجهم : حضرت مجلس المأمون يوما وعنده علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة . . . قال له المأمون : يا أبا الحسن ، بلغني أن قوما يغلون فيكم ويتجاوزون فيكم الحد

. فقال الرضا ( عليه السلام ) : حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا ترفعوني فوق حقي ، فإن الله تبارك وتعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا ، قال الله تبارك وتعالى : * ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون * ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ) * ( 3 ) . قال علي ( عليه السلام ) : يهلك في اثنان ولا ذنب لي : محب

----------

( 1 ) رجال الكشي : 1 / 336 / 191 عن أبي خالد الكابلي .

( 2 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 184 / 6 .

( 3 ) آل عمران : 79 و 80 .

‹ صفحه 523 ›

مفرط ، ومبغض مفرط ، وأنا أبرأ إلى الله تبارك وتعالى ممن يغلو فينا ويرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسى بن مريم ( عليه السلام ) من النصارى ، قال الله تعالى : * ( وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا

أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب * ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد ) * ( 1 ) ، وقال عز وجل : * ( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ) * ( 2 ) ، وقال عز وجل : * ( ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام ) * ( 3 ) . ومعناه أنهما كانا يتغوطان ، فمن ادعى للأنبياء ربوبية وادعى للأئمة ربوبية أو نبوة أو لغير الأئمة إمامة فنحن منه براء في الدنيا والآخرة ( 4 ) .

1252 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) - كان يقول في دعائه - : اللهم إني أبرأ من الحول والقوة فلا حول ولا قوة إلا بك . اللهم إني أبرأ إليك من الذين ادعوا لنا ما ليس لنا بحق ، اللهم إني أبرأ إليك من الذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا .

اللهم لك الخلق ومنك الأمر وإياك نعبد وإياك نستعين . اللهم أنت خالقنا وخالق آبائنا الأولين وآبائنا الآخرين ، اللهم لا تليق الربوبية إلا بك ، ولا تصلح الإلهية إلا لك ، فالعن النصارى الذين صغروا عظمتك ، والعن المضاهين لقولهم من بريتك .

----------

( 1 ) المائدة : 116 و 117 .

( 2 ) النساء : 172 .

( 3 ) المائدة : 75 .

( 4 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 200 / 1 .

صفحه 524 ›

اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك ، لا نملك لأنفسنا ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا . اللهم من زعم أننا أرباب فنحن إليك منه براء ، ومن زعم أن إلينا الخلق وعلينا الرزق فنحن إليك براء منه كبراءة عيسى ( عليه السلام ) من النصارى .

اللهم إنا لم ندعهم إلى ما يزعمون ، فلا تؤاخذنا بما يقولون ، واغفر لنا ما يزعمون ، و * ( رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا * إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ) * ( 1 ) .

----------

( 1 ) الاعتقادات للصدوق : 99 .

‹ صفحه 525 ›

الفصل الثالث كفر الغالي

1253 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الاسلام : الناصب لأهل بيتي حربا ، وغال في الدين مارق منه ( 1 ) .

1254 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يجلس إلى غال فيستمع إلى حديثه ويصدقه على قوله ، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده ( عليهم السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الاسلام : الغلاة ، والقدرية ( 2 ) .

1255 - عنه ( عليه السلام ) - للمفضل بن مزيد بعد ما ذكر أصحاب أبي الخطاب والغلاة - : يا مفضل ، لا تقاعدوهم ولا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا تؤاثروهم ( 3 ) ( 4 ) .

----------

( 1 ) الفقيه : 3 / 408 / 4425 .

( 2 )

الخصال : 72 / 109 عن سالم .

( 3 ) رجال الكشي : 2 / 586 / 525 .

( 4 ) قال السيد المير داماد في تعليقته في هامش المصدر : قوله ( عليه السلام ) " ولا تؤاثروهم " بالهمز على المفاعلة من الأثر ، بمعنى الخبر ، أي لا تحادثوهم ولا تعاوضوهم بالآثار والأخبار . وفي نسخة " ولا توارثوهم " على المفاعلة من الوراثة ، أي لا تواصلوهم بالمصاهرة الموجبة للتوارث .

1256 - عنه ( عليه السلام ) : لعن الله المغيرة بن سعيد ، إنه كان يكذب على أبي ، فأذاقه الله حر الحديد . لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا وإليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا ( 1 ) .

1257 - أبو هاشم الجعفري : سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الغلاة والمفوضة ، فقال : الغلاة كفار والمفوضة مشركون ، من جالسهم أو خالطهم أو آكلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زوجهم أو تزوج منهم أو آمنهم أو ائتمنهم على أمانة أو صدق حديثهم أو أعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية الله عز وجل وولاية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وولايتنا أهل البيت ( 2 ) .

1258 - الحسين بن خالد عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) : من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك ، ونحن منه براء في الدنيا والآخرة . يا بن خالد ، إنما وضع الأخبار عنا في التشبيه والجبر الغلاة الذين صغروا عظمة الله تعالى ، فمن أحبهم فقد أبغضنا ، ومن أبغضهم فقد

أحبنا ، ومن والاهم فقد عادانا ، ومن عاداهم فقد والانا ، ومن وصلهم فقد قطعنا ، ومن قطعهم فقد وصلنا ، ومن جفاهم فقد برنا ، ومن برهم فقد جفانا ، ومن أكرمهم فقد أهاننا ، ومن أهانهم فقد أكرمنا ، ومن قبلهم فقد ردنا ، ومن ردهم فقد قبلنا ، ومن أحسن إليهم فقد أساء إلينا ، ومن أساء إليهم فقد أحسن إلينا ، ومن صدقهم فقد كذبنا ، ومن كذبهم فقد صدقنا ، ومن أعطاهم فقد حرمنا ، ومن حرمهم فقد أعطانا . يا بن خالد ، من كان من شيعتنا فلا يتخذن منهم وليا ولا نصيرا ( 3 ) .

----------

( 1 ) رجال الكشي : 2 / 590 / 542 عن ابن مسكان عمن حدثه من أصحابنا .

( 2 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 203 / 4 .

( 3 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 143 / 45 ، التوحيد : 364 ، الاحتجاج : 2 / 400 .

‹ صفحه 527 ›

الفصل الرابع هلاك الغالي

1259 - الإمام علي ( عليه السلام ) : يهلك فينا أهل البيت فريقان : محب مطر ، وباهت مفتري ( 1 ) .

1260 - عنه ( عليه السلام ) : يهلك في رجلان : مفرط غال ، ومبغض قال ( 2 ) .

1261 - عنه ( عليه السلام ) - في خطبته - : سيهلك في صنفان : محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق ، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق ، وخير الناس في حالا النمط الأوسط فالزموه ( 3 ) .

1262

- رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، إن فيك مثلا من عيسى بن مريم : أحبه قوم فأفرطوا في حبه فهلكوا فيه ، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا فيه ، واقتصد فيه قوم فنجوا ( 4 ) .

----------

( 1 ) السنة لابن أبي عاصم : 470 / 1005 عن النزال بن بسرة .

( 2 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 571 / 964 عن أبي مريم ، وراجع نهج البلاغة : الحكمة 117 ، خصائص الأئمة ( عليهم السلام ) : 124 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 20 / 220 .

( 3 ) نهج البلاغة : الخطبة 127 .

( 4 ) أمالي الطوسي : 345 عن عبيد الله بن علي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، وراجع تفسير فرات الكوفي : 404 ، كشف الغمة : 1 / 321 .

‹ صفحه 528 ›

1263 - الإمام علي ( عليه السلام ) : قال لي النبي ( صلى الله عليه وآله ) : فيك مثل من عيسى ، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه ، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به . ثم قال : يهلك في رجلان : محب مفرط يقرظني بما ليس في ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني ( 1 ) .

----------

( 1 ) مسند ابن حنبل : 1 / 336 / 1376 ، مسند أبي يعلى : 1 / 274 / 530 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 237 / 742 ، أمالي الطوسي : 256

/ 462 كلها عن ربيعة بن ناجذ ، الصواعق المحرقة : 123 نقلا عن البزار وأبي يعلى والحاكم ، وراجع عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 63 / 263 ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 260 .

‹ صفحه 529 ›

الفصل الخامس أخبار الغلو موضوعة

1264 - إبراهيم بن أبي محمود : قلت للرضا ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله ، إن عندنا أخبارا في فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وفضلكم أهل البيت ، وهي من رواية مخالفيكم ولا نعرف مثلها عندكم ، أفندين بها ؟ فقال : يا بن أبي محمود ، لقد أخبرني أبي عن أبيه عن جده ( عليهم السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق عن الله عز وجل فقد عبد الله ، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس .

ثم قال الرضا ( عليه السلام ) : يا بن أبي محمود ، إن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام : أحدها الغلو ، وثانيها التقصير في أمرنا ، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا ، فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا ، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا ، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا ، وقد قال الله عز وجل : * ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) * ( 1 ) .

----------

( 1 ) الأنعام : 108 .

‹ صفحه 530 ›

يا بن أبي محمود ، إذا أخذ الناس يمينا وشمالا فألزم طريقتنا

، فإن من لزمنا لزمناه ومن فارقنا فارقناه . إن أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة : هذه نواة ، ثم يدين بذلك ويتبرأ ممن خالفه . يا بن أبي محمود ، احفظ ما حدثتك به ، فقد جمعت لك فيه خير الدنيا والآخرة ( 1 ) .

----------

( 1 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 304 / 63 ، بشارة المصطفى : 221 .

القسم الرابع عشر من هو من أهل البيت و من ليس منهم ؟

الفصل الأول صفة من هو منهم

* ( فمن تبعني فإنه مني ) * ( 1 ) .

1265 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : آل محمد كل تقي ( 2 ) .

1266 - أنس : سئل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من آل محمد ؟ فقال : كل تقي ، وتلا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : * ( إن أولياؤه إلا المتقون ) * ( 3 ) ( 4 ) .

1267 - أبو عبيدة عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : من أحبنا فهو منا أهل البيت ، قلت : جعلت فداك ، منكم ؟ قال : منا والله ، أما سمعت قول إبراهيم ( عليه السلام ) : * ( فمن تبعني فإنه مني ) * ( 5 ) ؟ !

1268 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من اتقى منكم وأصلح فهو منا أهل البيت . قال : منكم يا بن

----------

( 1 ) إبراهيم : 36 .

( 2 ) ( 3 ) الأنفال : 34 .

( 4 ) المعجم الأوسط : 3 / 338 / 3332 .

( 5 ) تفسير العياشي

: 2 / 231 / 32 .

‹ صفحه 534 ›

رسول الله ؟ قال : نعم منا ، أما سمعت قول الله عز وجل : * ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) * ( 1 ) ، وقول إبراهيم ( عليه السلام ) : * ( فمن تبعني فإنه مني ) * ( 2 ) ؟ !

1269 - الحسن بن موسى الوشاء البغدادي : كنت بخراسان مع علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) في مجلسه ، وزيد بن موسى حاضر قد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول : نحن ونحن ، وأبو الحسن ( عليه السلام ) مقبل على قوم يحدثهم ، فسمع مقالة زيد فالتفت إليه فقال : يا زيد ، أغرك قول بقالي الكوفة : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ؟ ! والله ، ما ذلك إلا للحسن والحسين وولد بطنها خاصة ، فأما أن يكون موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) يطيع الله ويصوم نهاره ويقوم ليله وتعصيه أنت ، ثم تجيئان يوم القيامة سواء ؟ ! لأنت أعز على الله عز وجل منه ! إن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) كان يقول : لمحسننا كفلان من الأجر ولمسيئنا ضعفان من العذاب .

وقال الحسن الوشاء : ثم التفت إلي فقال : يا حسن ، كيف تقرؤون هذه الآية : * ( قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ) * ( 3 ) ؟ فقلت : من الناس من يقرأ : * ( إنه عمل غير صالح ) * ومنهم من يقرأ * ( إنه عمل غير

صالح ) * ( 4 ) ، فمن قرأ : * ( إنه عمل غير صالح ) * نفاه عن أبيه ، فقال ( عليه السلام ) : كلا ، لقد كان ابنه ولكن لما عصى الله عز وجل نفاه الله عن أبيه ، كذا من كان منا لم يطع الله عز وجل فليس منا ، وأنت إذا أطعت الله فأنت منا أهل البيت ( 5 ) .

راجع :

مذهب أهل البيت / صفة شيعتهم ص 245 .

----------

( 1 ) المائدة : 51 .

( 2 ) دعائم الاسلام : 1 / 62 ، وراجع تفسير العياشي : 2 / 231 / 33 عن محمد الحلبي .

( 3 ) هود : 46 .

( 4 ) في مجمع البيان : 5 / 251 قرأ الكسائي ويعقوب وسهل إنه " عمل غير صالح " على الفعل ، ونصب " غير " والباقون " عمل " اسم مرفوع منون و " غير " بالرفع .

( 5 ) معاني الأخبار : 106 / 1 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 232 / 1 نحوه .

‹ صفحه 535 ›

الفصل الثاني صفة من ليس منهم

1270 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أقر بالذل طائعا فليس منا أهل البيت ( 1 ) .

1271 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ليس منا من لم يوقر كبيرنا ، ولم يرحم صغيرنا ، ولم يعرف فضلنا أهل البيت ( 2 ) .

1272 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ليس منا من لم يوقر الكبير ، ويرحم الصغير ، ويأمر بالمعروف ، وينه عن المنكر (

3 ) .

1273 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أيها الناس ، إنا أهل البيت عصمنا الله من أن نكون مفتونين أو فاتنين أو مفتنين أو كذابين ( كاذبين - خ ل ) أو كاهنين أو ساحرين أو عائقين

----------

( 1 ) تحف العقول : 58 .

( 2 ) جامع الأحاديث للقمي : 112 عن طلحة بن زيد عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، الجعفريات : 183 بطريقه عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أمالي المفيد : 18 / 6 عن أبي القاسم محمد بن علي بن الحنفية ، وفيه " ولم يعرف حقنا " بدل " ولم يعرف فضلنا أهل البيت " ، الكافي : 2 / 165 / 2 عن أحمد بن محمد رفعه عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) وليس فيه " ولم يعرف فضلنا أهل البيت " .

( 3 ) مسند ابن حنبل : 1 / 554 / 2329 عن ابن عباس .

( عائفين - خ ل ) أو خائنين ( خائبين - خ ل ) أو زاجرين أو مبتدعين أو مرتابين أو صادفين ( صادين - خ ل ) عن الخلق ( أو - خ ل ) منافقين ، فمن كان فيه شئ من هذه الخصال فليس منا ( مني - خ ل ) ولا أنا منه ، والله منه برئ ونحن منه براء ، ومن برئ الله منه أدخله جهنم وبئس المهاد ( 1 ) .

1274 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ليس منا من لم يأمن جاره بوائقه ( 2 ) ( 3 ) .

1275 -

عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ليس منا من غشنا ( 4 ) .

1276 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ليس منا من غش مسلما ( 5 ) .

1277 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ليس منا من أخلف بالأمانة ( 6 ) .

1278 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : اعلموا أنه ليس منا من لم يحسن مجاورة من جاوره ( 7 ) .

1279 - عنه ( عليه السلام ) : ليس منا من لم يصل صلاة الليل ( 8 ) .

1280 - عنه ( عليه السلام ) : ليس منا - ولا كرامة - من كان في مصر فيه مائة ألف وكان في ذلك

----------

( 1 ) تفسير فرات الكوفي : 307 / 412 عن عبد الله بن عباس .

( 2 ) البائقة : الداهية . ( لسان العرب : 10 / 30 ) .

( 3 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 24 / 2 عن إبراهيم بن أبي محمود عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، عوالي اللآلي : 1 / 259 / 33 وفيه " ليس بمؤمن " .

( 4 ) مسند ابن حنبل : 5 / 544 / 16489 عن أبي بردة بن نيار ، وذكر أيضا في : 3 / 34 / 7296 ، سنن ابن ماجة : 2 / 749 / 2224 وفيهما " ليس منا من غش " ، المستدرك على الصحيحين : 2 / 11 / 2153 ، كلها عن أبي هريرة ، الكافي : 5 / 160 / 1 ، التهذيب

: 7 / 12 / 48 كلاهما عن هشام بن سالم عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

( 5 ) الفقيه : 3 / 273 / 3986 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 29 / 26 ، مسند زيد : 489 وفيهما " مسلما أو ضره أو ماكره " ، فقه الرضا ( عليه السلام ) : 369 وفيه " غش مؤمنا ضره أو ماكره " .

( 6 ) الكافي : 5 / 133 / 7 عن السكوني عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

( 7 ) الكافي : 2 / 668 / 11 عن أبي الربيع الشامي .

( 8 ) المقنع : 131 ، المقنعة : 119 ، روضة الواعظين : 321 وفيهما " شيعتنا " بدل " منا " .

‹ صفحه 537 ›

المصر أحد أورع منه ( 1 ) .

1281 - عنه ( عليه السلام ) : ليس منا من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه ( 2 ) .

1282 - عنه ( عليه السلام ) : ليس من شيعتنا من وافقنا بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا ( 3 ) .

1283 - أبو الربيع الشامي : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) والبيت غاص بأهله ، فيه الخراساني والشامي ومن أهل الآفاق ، فلم أجد موضعا أقعد فيه ، فجلس أبو عبد الله ( عليه السلام ) وكان متكئا ، ثم قال : يا شيعة آل محمد ، اعلموا أنه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه ، ومن لم يحسن صحبة من صحبه ، ومخالقة من خالقه ، ومرافقة من رافقه

، ومجاورة من جاوره ، وممالحة من مالحه . يا شيعة آل محمد ، اتقوا الله ما استطعتم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ( 4 ) .

1284 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن الله تبارك وتعالى أوجب عليكم حبنا وموالاتنا ، وفرض عليكم طاعتنا ، ألا فمن كان منا فليقتد بنا ، وإن من شأننا الورع والاجتهاد وأداء الأمانة إلى البر والفاجر ، وصلة الرحم وإقراء الضيف والعفو عن المسئ ، ومن لم يقتد بنا فليس منا ( 5 ) .

1285 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم ، فإن عمل حسنا استزاد الله ، وإن عمل سيئا استغفر الله منه وتاب إليه ( 6 ) .

----------

( 1 ) الكافي : 2 / 78 / 10 عن علي بن أبي زيد عن أبيه .

( 2 ) الفقيه : 3 / 156 / 3568 ، فقه الرضا ( عليه السلام ) : 337 وفيه " ليس منا من ترك دنياه لدينه ودينه لدنياه " .

( 3 ) مشكاة الأنوار : 70 ، مستطرفات السرائر : 147 / 21 عن محمد بن عمر بن حنظلة .

( 4 ) الكافي : 2 / 637 / 2 ، وراجع الفقيه : 2 / 274 / 2423 ، المحاسن : 2 / 102 / 1270 ، تحف العقول : 380 ، مستطرفات السرائر : 61 / 33 .

( 5 ) الاختصاص : 241 .

( 6 ) الكافي : 2 / 453 / 2 عن إبراهيم بن عمر اليماني ، وراجع تحف العقول : 396 ، الاختصاص

: 26 و 243 ، مشكاة الأنوار : 70 و 247 ، الزهد للحسين بن سعيد : 76 / 203 .

‹ صفحه 538 ›

1286 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : من واصل لنا قاطعا أو قطع لنا واصلا أو مدح لنا عائبا أو أكرم لنا مخالفا فليس منا ولسنا منه ( 1 ) .

1287 - الهروي : قلت لعلي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله ، فأخبرني عن الجنة والنار ، أهما اليوم مخلوقتان ؟ فقال : نعم ، وإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد دخل الجنة ورأى النار لما عرج به إلى السماء . قال : فقلت له : إن قوما يقولون : إنهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين . فقال ( عليه السلام ) : ما أولئك منا ولا نحن منهم ، من أنكر خلق الجنة والنار فقد كذب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وكذبنا ، ولا من ولايتنا على شئ ، ويخلد في نار جهنم ، قال الله عز وجل : * ( هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون * يطوفون بينها وبين حميم آن ) * ( 2 ) ( 3 ) .

----------

( 1 ) صفات الشيعة : 85 / 10 عن ابن فضال .

( 2 ) الرحمن : 43 و 44 .

( 3 ) التوحيد : 118 / 21 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 116 / 3 ، الاحتجاج : 2 / 381 / 286 .

‹ صفحه 539 ›

الفصل الثالث طائفة ممن عد منهم

أبو ذر

1288 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا

أبا ذر ، إنك منا أهل البيت ( 1 ) .

( 3 / 2 )

أبو عبيدة

1289 - أبو الحسن : جاءت امرأة أبي عبيدة إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) بعد موته ، قالت : إنما أبكي أنه مات وهو غريب ، فقال لها ( عليه السلام ) : ليس هو بغريب ، إن أبا عبيدة منا أهل البيت ( 2 ) .

----------

( 1 ) أمالي الطوسي : 525 / 1162 ، مكارم الأخلاق : 2 / 363 / 2661 ، تنبيه الخواطر : 2 / 51 كلها عن أبي ذر .

( 2 ) مستطرفات السرائر : 40 / 4 .

‹ صفحه 540 ›

( 3 / 3 )

راهب بليخ

1290 - حبة العرني : لما نزل علي ( عليه السلام ) بمكان يقال له البليخ ( 1 ) على جانب الفرات نزل راهب من صومعته فقال لعلي ( عليه السلام ) : إن عندنا كتابا توارثناه من آبائنا ، كتبه أصحاب عيسى بن مريم ( عليه السلام ) ، أعرضه عليك ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : نعم ، فما هو ؟ قال الراهب : بسم الله الرحمن الرحيم الذي قضى فيما قضى ، وسطر فيما كتب ، أنه باعث في الأميين رسولا منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويدلهم على سبيل الله ، لا فظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح . أمته الحمادون الذين يحمدون الله على كل نشز ( 2 ) ، وفي كل صعود وهبوط ، تذل ألسنتهم بالتهليل والتكبير ، وينصره الله على كل من ناواه . فإذا توفاه الله اختلفت أمته ثم اجتمعت ، فلبثت بذلك ما شاء . ثم يمر رجل من أمته

بشاطئ هذا الفرات ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويقضي بالحق ولا يوكس ( 3 ) الحكم ، الدنيا أهون عليه من الرماد في يوم عصفت به الريح ، والموت أهون عليه من شرب الماء على الظماء ، يخاف الله في السر ، وينصح له في العلانية ، لا يخاف في الله لومة لائم ، فمن أدرك ذلك النبي من أهل هذه البلاد فآمن به كان ثوابه رضواني ( 4 ) والجنة ، ومن أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره ، فإن القتل معه

----------

(

1 ) البليخ : اسم نهر بالرقة يجتمع فيه الماء من عيون . . . فإذا خرج من تحت الحصن يسمى بليخا . ( معجم البلدان : 1 / 493 ) .

( 2 ) النشز : المتن المرتفع من الأرض ، جمعه : أنشاز ونشوز . ( لسان العرب : 5 / 417 ) .

( 3 ) الوكس : النقص . ( لسان العرب : 6 / 257 ) ، وفي " وقعة صفين " : ولا يرتشي .

( 4 ) في المصدر " رضوان " والصحيح ما أثبتناه كما في وقعة صفين .

شهادة ، [ ثم قال له : ] فأنا مصاحبك لا أفارقك حتى يصيبني ما أصابك . قال : فبكى علي وقال : الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسيا ، الحمد لله الذي ذكرني عنده في كتب الأبرار .

فمضى الراهب ، وكان فيما ذكر يتغدى مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ويتعشى ، حتى أصيب بصفين ، فلما خرج الناس يدفنون قتلاهم قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : اطلبوه ، فلما وجده صلى عليه ودفنه

وقال : هذا منا أهل البيت ، واستغفر له مرارا ( 1 ) .

( 3 / 4 )

سعد الخير

1291 - أبو حمزة : دخل سعد بن عبد الملك - وكان أبو جعفر ( عليه السلام ) يسميه سعد الخير وهو من ولد عبد العزيز بن مروان - على أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فبينا ينشج كما تنشج النساء ، فقال له أبو جعفر ( عليه السلام ) : ما يبكيك يا سعد ؟ قال : وكيف لا أبكي وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن ؟ ! فقال له : لست منهم ، أنت أموي منا أهل البيت ، أما سمعت قول الله عز وجل يحكي عن إبراهيم : * ( فمن تبعني فإنه مني ) * ( 2 ) ؟

( 3 / 5 )

سلمان

1292 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - لعلي ( عليه السلام ) - : سلمان منا أهل البيت ، وهو ناصح فاتخذه لنفسك ( 3 ) .

----------

( 1 ) المناقب للخوارزمي : 242 ، وقعة صفين : 147 .

( 2 ) الاختصاص : 85 ، والآية 36 من سورة إبراهيم .

( 3 ) مسند أبي يعلى : 6 / 177 / 6739 عن سعد الإسكاف عن الإمام الباقر عن أبيه عن جده ( عليهم السلام ) ، الفردوس : 2 / 337 / 3522 عن الإمام علي ( عليه السلام ) .

‹ صفحه 542 ›

1293 - ابن شهرآشوب : كان الناس يحفرون الخندق وينشدون ، سوى سلمان ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : اللهم أطلق لسان سلمان ولو على بيتين من الشعر ، فأنشأ سلمان : ما لي لسان فأقول شعرا * أسأل ربي قوة ونصرا

على عدوي وعدو الطهرا

* محمد المختار حاز الفخرا

حتى أنال ( 1 ) في الجنان قصرا * مع كل حوراء تحاكي البدرا

فضج المسلمون ، وجعلت كل قبيلة تقول : سلمان منا ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : سلمان منا أهل البيت ( 2 ) .

1294 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا سلمان ، أنت منا أهل البيت ، وقد آتاك الله العلم الأول والآخر ، والكتاب الأول والكتاب الآخر ( 3 ) .

1295 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في وصف سلمان الفارسي - : أدرك علم الأول وعلم الآخر ، بحر لا يدرك قعره ، وهو منا أهل البيت ( 4 ) .

1296 - ابن الكواء : يا أمير المؤمنين ، فأخبرني عن سلمان الفارسي ، قال : بخ بخ ، سلمان منا أهل البيت ، ومن لكم بمثل لقمان الحكيم ، علم علم الأول والآخر ( 5 ) ؟ !

1297 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : دخل أبو ذر على سلمان وهو يطبخ قدرا له ، فبينا هما يتحدثان

----------

( 1 ) كذا في البحار : 18 / 19 / 45 ، وفي المصدر " أتاك " .

( 2 ) المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 85 .

( 3 ) تهذيب تاريخ دمشق : 6 / 203 عن زيد بن أبي أوفى .

( 4 ) تهذيب تاريخ دمشق : 6 / 201 عن أبي البختري ، ونحوه في أمالي الصدوق : 209 / 8 عن المسيب بن نجية ، الاختصاص : 11 ، رجال الكشي : 1 / 52 / 25 كلاهما عن زرارة عن

الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، الطرائف : 119 / 183 عن ربيعة السعدي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، الدرجات الرفيعة : 209 عن أبي البختري .

( 5 ) الاحتجاج : 1 / 616 / 139 عن الأصبغ بن نباتة ، الغارات : 1 / 177 عن أبي عمرو الكندي نحوه ، تهذيب تاريخ دمشق : 6 / 204 .

‹ صفحه 543 ›

إذ انكبت القدر على وجهها على الأرض ، فلم يسقط من مرقها ولا ودكها ( 1 ) شئ ، فعجب من ذلك أبو ذر عجبا شديدا ، وأخذ سلمان القدر فوضعها على حالها الأول على النار ثانية ، وأقبلا يتحدثان ، فبينا هما يتحدثان إذ انكبت القد ر على وجهها ، فلم يسقط منها شئ من مرقها ولا ودكها .

قال : فخرج أبو ذر وهو مذعور من عند سلمان ، فبينا هو متفكر إذ لقي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال له : يا أبا ذر ، ما الذي أخرجك من عند سلمان ؟ وما الذي ذعرك ؟ فقال له أبو ذر : يا أمير المؤمنين ، رأيت سلمان صنع كذا وكذا ، فعجبت من ذلك . فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا أبا ذر ، إن سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت : رحم الله قاتل سلمان ! . . . وإن سلمان منا أهل البيت ( 2 ) .

1298 - الحسن بن صهيب عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : ذكر عنده سلمان الفارسي فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : مه ! لا تقولوا سلمان الفارسي ، ولكن

قولوا سلمان المحمدي ، ذلك رجل منا أهل البيت ( 3 ) .

( 3 / 6 )

عمر بن يزيد

1299 - عمر بن يزيد : قال الصادق ( عليه السلام ) : يا بن يزيد ، أنت والله منا أهل البيت . قلت : جعلت فداك ، من آل محمد ؟ قال : إي والله من أنفسهم . قلت : من أنفسهم ، جعلت فداك ؟ قال : إي والله من أنفسهم . يا عمر ، أما تقرأ كتاب الله عز وجل : * ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا

----------

( 1 ) الودك : الدسم . ( لسان العرب : 10 / 509 ) .

( 2 ) رجال الكشي : 1 / 59 / 33 عن جابر .

( 3 ) رجال الكشي : 1 / 54 / 26 ، وذكره أيضا في : 71 / 42 عن محمد بن حكيم ، روضة الواعظين : 310 .

‹ صفحه 544 ›

والله ولي المؤمنين ) * ( 1 ) ؟ وما تقرأ قول الله عز اسمه : * ( فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) * ( 2 ) ( 3 ) ؟

( 3 / 7 )

عيسى بن عبد الله القمي

1300 - يونس : كنت بالمدينة فاستقبلني جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) في بعض أزقتها ، فقال : اذهب يا يونس ، فإن بالباب رجلا منا أهل البيت ، قال : فجئت إلى الباب فإذا عيسى بن عبد الله جالس ، فقلت له : من أنت ؟ قال : [ أنا ] رجل من أهل قم . قال : فلم يكن بأسرع من أن أقبل أبو عبد الله ( عليه السلام ) على حمار ، فدخل على الحمار الدار

، ثم التفت إلينا فقال : أدخلا .

ثم قال : يا يونس ، أحسب أنك أنكرت قولي لك : " إن عيسى بن عبد الله منا أهل البيت " ! قال : قلت : إي والله جعلت فداك ، لأن عيسى بن عبد الله رجل من أهل قم ، فكيف يكون منكم أهل البيت ؟ قال : يا يونس ، عيسى بن عبد الله رجل منا حيا ، وهو منا ميتا ( 4 ) .

1301 - يونس بن يعقوب : دخل عيسى بن عبد الله القمي على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فلما انصرف قال لخادمه : ادعه ، فانصرف إليه فأوصاه بأشياء ، ثم قال : يا عيسى ابن عبد الله ، إن الله يقول : * ( وأمر أهلك بالصلاة ) * ( 5 ) ، وإنك منا أهل البيت ، فإذا كانت الشمس من هاهنا مقدارها من هاهنا من العصر فصل ست ركعات . قال : ثم ودعه وقبل ما بين عيني عيسى وانصرف ( 6 ) .

----------

( 1 ) آل عمران : 68 .

( 2 ) إبراهيم : 36 .

( 3 ) أمالي الطوسي : 45 / 53 ، بشارة المصطفى : 68 .

( 4 ) أمالي المفيد : 140 / 6 ، الاختصاص : 68 ، رجال الكشي : 2 / 624 / 607 .

( 5 ) طه : 132 .

( 6 ) الاختصاص : 195 ، رجال الكشي : 2 / 625 / 610 .

‹ صفحه 545 ›

( 3 / 8 )

فضيل بن يسار

1302 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : رحم الله الفضيل بن يسار

، هو منا أهل البيت ( 1 ) .

( 3 / 9 )

يونس بن يعقوب

1303 - يونس بن يعقوب : ذكر لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) - أو أبو الحسن ( عليه السلام ) - شيئا أستر به ، فقال لي : لا والله ما أنت عندنا متهم ، إنما أنت رجل منا أهل البيت ، فجعلك الله مع رسوله وأهل بيته ، والله فاعل ذلك إن شاء الله ( 2 ) .

راجع : ص 557 " ترجمة الذين عدوا من أهل البيت "

ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين . ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب . ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم .

اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأطهار ، الأئمة الأبرار ، لجعلتهم شفعائي فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك أسألك أن تجعلني من العارفين بهم وبحقهم ، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم ، إنك أنت أرحم الراحمين .

محمد الريشهري 10 محرم الحرام 1419

----------

( 1 ) الفقيه : 4 / 441 ، رجال الكشي : 2 / 473 / 381 كلاهما عن ربعي بن عبد الله عن غاسل الفضيل بن يسار .

( 2 ) رجال الكشي : 2 / 685 / 724 .

[القسم الخامس عشر] ترجمة الذين رووا في تفسير أهل البيت ( عليهم السلام )

أم سلمة ( زوج النبي ( صلى الله عليه وآله ) )

اسمها : هند بنت أبي أمية ، ويقال : رملة ، واسم أبيها حذيفة ويقال سهيل بن المغيرة بن عبد الله ، وهو أحد أجواد قريش المشهورين بالكرم .

تزوجها النبي ( صلى الله عليه وآله ) سنة ( 2 ه) أو ( 3 ه) أو ( 4 ه) . وكانت قبله تحت أبي سلمة بن عبد الله الأسد المخزومي وكانت هي وزوجها أول من هاجر

إلى الحبشة ، ويقال أنها أول ظعينة هاجرت إلى المدينة .

روت عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعن فاطمة ( عليها السلام ) وعن أبي سلمة بن عبد الله الأسد وروى عنها جماعة .

عاشت نحوا من تسعين سنة وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين حيث ماتت بعد مقتل الحسين الشهيد ( عليه السلام ) في آخر سنة ( 61 ه( .

عائشة ( زوج النبي ( صلى الله عليه وآله ) )

هي عائشة بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة القرشية التيمية أم عبد الله ، تزوجها النبي ( صلى الله عليه وآله ) قبل الهجرة بسنتين وقيل ببضعة عشر شهرا ، روت عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وروى عنها

‹ صفحه 548 ›

جماعة .

وتوفيت في سنة ( 58 ه) .

أبو سعيد الخدري

هو سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة الخزرجي الأنصاري ، من مشاهير الصحابة ونجباء الأنصار وعلمائهم وفضلائهم .

استشهد أبوه مالك يوم أحد . وشهد أبو سعيد الخندق وبيعة الرضوان . وحدث عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأكثر وأطاب .

عده الرضا ( عليه السلام ) على ما حكاه الفضل بن شاذان من الذين مضوا على منهاج نبيهم ( صلى الله عليه وآله ) ولم يغيروا ولم يبدلوا .

توفي سنة ( 74 ه) وقيل ( 63 ه) وقيل مات بعد الحرة بسنة .

أبو برزة الأسلمي

هو فضلة بن عبيد ، وقيل : فضلة بن عمرو ، وقيل فضلة بن عائذ ، وقيل : ابن عبد الله ، وقيل خالد بن فضلة .

أسلم قديما وشهد فتح مكة وخيبر ، كما حضر حرب الحرورية مع علي ( عليه السلام ) . قال أبو نعيم : هو الذي قتل عبد العزى بن خطل تحت أستار الكعبة بإذن النبي ( صلى الله عليه وآله )

روى عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) عدة أحاديث وروى عنه ابنه المغيرة وحفيدته منية بنت عبيد وأبو عثمان الهندي وأبو المنهال سيار وآخرون .

وتوفي سنة ( 60 ه) قبل موت معاوية وقيل سنة ( 64 ه) .

أبو الحمراء

اسمه هلال بن الحارث ، وقيل : هلال بن ظفر ، وقيل : إن كنيته أبو الجمل .

‹ صفحه 549 ›

كان مولى للنبي ( صلى الله عليه وآله ) وروى عنه ، كما روى عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

أبو ليلى الأنصاري

( والد عبد الرحمن بن أبي ليلى ) اختلف في اسمه فقيل يسار بن نمير ، وقيل أوس بن خولي ، وقيل داود بن بلال ، وقيل بلال بن بليل ، وقيل اليسر ، وقيل اسمه كنيته ، وقيل بليل ، وقيل لا يحفظ اسمه .

صحب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وشهد معه أحدا وما بعدها من المشاهد وشهد هو وابنه مع الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) مشاهده كلها .

روى عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وروى عنه ولده عبد الرحمن .

قيل : أنه قتل بصفين .

أنس بن مالك

هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم الأنصاري الخزرجي النجاري أبو حمزة .

كان خادما لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عشر سنين وقيل ثمان سنين وقيل سبع سنين ،

وروى عنه ( صلى الله عليه وآله ) .

توفي سنة ( 91 ) وقيل ( 92 ) وقيل ( 93 ) وقيل ( 90 ) وكان له من العمر ( 103 ) سنة وقيل ( 110 ) وقيل ( 107 ) وقيل بضع وتسعون سنة .

وهو آخر من توفي بالبصرة من الصحابة .

البراء بن عازب

هو البراء بن عازب بن الحارث بن عدي الأنصاري الأوسي أبو عامر وقيل : أبو عمارة .

من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، غزا مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) خمس

‹ صفحه 550 ›

عشرة غزوة وأول مشاهده أحد وقيل الخندق .

وشهد مع أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) حرب الجمل وصفين والنهروان . روى عنه عدي بن ثابت وأبو إسحاق وآخرون .

وتوفي بالكوفة أيام مصعب بن الزبير .

ثوبان ، مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

هو ثوبان بن بجدد وقيل : ابن جحدر ، يكنى أبا عبد الله ، وقيل : أبو عبد الرحمن .

أصيب سباء فاشتراه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأعتقه وقال له " إن شئت أن تلحق بمن أنت منهم وإن شئت أن تكون منا أهل البيت " فثبت على ولاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولم يزل معه سفرا وحضرا إلى أن توفي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

روى عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وروى عنه شداد بن أوس وجبير ،

توفي في حمص سنة ( 54 ) .

جابر بن عبد الله الأنصاري

هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام بن ثعلبة الأنصاري العقبي ، كنيته أبو عبد الله ، وقيل : أبو عبد الرحمن .

صحابي مشهور عظيم الشأن عالي المرتبة صحيح العقيدة مستقيم الطريقة خالص الانقطاع إلى أهل البيت ( عليهم السلام ) .

شهد بدرا واحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو أول من أسلم من الأنصار قبل العقبة الأولى ،

وقد عد من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأصحاب أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) وأصحاب الحسن والحسين والسجاد والباقر ( عليهم السلام ) .

وروى عنه ابن عباس . مات سنة ( 78 ) وهو ابن نيف وتسعين سنة .

زيد بن أرقم

هو زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان الأنصاري الخزرجي ، كنيته أبو عمر ، وقيل : أبو عامر ، وقيل : أبو سعد ، وقيل : أبو سعيد وقيل : أبو أنيسة .

شهد غزوة مؤتة وغيرها . وهو الذي أظهر نفاق المنافقين من بني الخزرج .

وقد ذكر في عداد من روى عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ،

كما عد من أصحاب أمير المؤمنين والحسن والحسين ( عليهم السلام ) .

توفي سنة ( 68 ) وقيل ( 66 ) .

زينب بنت أبي سلمة المخزومية

هي زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال .

ربيبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأمها أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة زوج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

ولدتها أمها بأرض الحبشة حين هاجرت إليها مع زوجها ، وقدمت بها المدينة . وكان اسمها برة ، فسماها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) زينب .

يروى أنها دخلت على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو يغتسل فنضح في وجهها ، فلم يزل ماء الشباب في وجهها حتى كبرت وعجزت ، وقد قيل : إنها كانت من أفقه نساء أهل زمانها ، روت عن أمها وروى عنها عروة بن الزبير وهي أخته من الرضاعة ، وروى عنها ابنها أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة ومحمد بن عطاء وآخرون .

توفيت بالمدينة وطارق أمير الناس ، فأتي بجنازتها بعد صلاة الصبح فوضعت بالبقيع .

سعد بن أبي وقاص

هو سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف ، أبو إسحاق الزهري .

شهد بدرا والحديبية ، وأحد الستة أهل الشورى .

وهو ممن اعتزل عليا ( عليه السلام )

‹ صفحه 552 ›

ومعاوية ، وممن تخلف عن علي ( عليه السلام ) في حروبه كلها .

وروي أنه كتب علي ( عليه السلام ) إلى والي المدينة " لا تعطين سعدا ولا ابن عمر من الفئ شيئا " ، وفيه دلالة على ذمه .

وعد من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، روى عنه بنوه عامر ومصعب وإبراهيم وعمر ومحمد وعائشة بنو سعد ، وبسر بن سعيد وسعيد بن المسيب وآخرون .

وتوفي سنة ( 55 ) وقيل ( 58

) وقيل ( 57 ) ، وله أربع وسبعون سنة .

صبيح بالتصغير

( مولى أم سلمة ) في الإصابة : روى الطبراني في الأوسط من طريق إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح مولى أم سلمة ، عن جده صبيح ، قال : كنت بباب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فجاء علي وفاطمة والحسن والحسين فجلسوا ، فجاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فجللهم بكساء له خيبري . . . الحديث .

وقال : لا يروي عن صبيح إلا بهذا الإسناد ، وقد رواه السدي عن صبيح عن زيد بن أرقم . قلت : صبيح شيخ السدي وصفوه بأنه مولى زيد بن أرقم ، وأنه تابعي .

فإن كانت رواية إبراهيم محفوظة فهما اثنان ، وكلام أبي حامد يقتضي أنهما واحد .

عبد الله بن جعفر

هو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن هاشم أبو جعفر الهاشمي الحبشي المولد المدني الدار . أبوه جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين وأمه أسماء بنت عميس ولد بأرض الحبشة وهو أول مولود ولد في الاسلام بأرض الحبشة .

ثقة جليل كريم النفس جواد حليم يسمى بحر الجود ، وقصصه في الكرم مشهورة .

شهد صفين مع عمه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقدم ولده عونا ومحمدا وعبد الله فداء

‹ صفحه 553 ›

للحسين ( عليه السلام ) حين كان معذورا من القتال .

وله مواقف مشهورة مع معاوية .

عده الشيخ - كغيره - في أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ،

ثم عده في أصحاب علي ( عليه السلام ) وقال " قليل الرواية " ،

ثم عده في أصحاب الحسن ( عليه السلام ) ، ولا شبهة أنه من أصحاب الحسين ( عليه السلام ) أيضا .

روى عن عمه علي

وعن أمه أسماء ، وروى عنه أولاده : إسماعيل وإسحاق ومعاوية ، وأبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) وعبد الله بن محمد بن عقيل وآخرون .

وتوفي في زمان السجاد ( عليه السلام ) في سنة ( 80 ) وقيل ( 84 ) وقيل ( 85 ) ، وعمره ( 90 ) وقيل ( 91 ) وقيل ( 92 ) سنة ، وهو آخر من رأى النبي ( صلى الله عليه وآله ) من بني هاشم .

عبد الله بن عباس

هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، أبو العباس القرشي الهاشمي ، ابن عم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

ولد والنبي ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته بالشعب من مكة ، فأتي به النبي ( صلى الله عليه وآله ) فحنكه بريقه ، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقيل غير ذلك .

وكان يسمى " البحر " لسعة علمه ، ويسمى " حبر الأمة " .

واستعمله علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على البصرة فبقي عليها أميرا ، ثم فارقه قبل أن يقتل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وعاد إلى الحجاز ، وشهد مع علي ( عليه السلام ) صفين ، وكان أحد الأمراء فيها .

روى عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعن علي ( عليه السلام ) وعن أبي ذر ومعاذ بن جبل ، وعمر . وروى عنه عبد الله بن عمر ، وأنس بن مالك وأبو الطفيل وأبو أمامة بن سهل بن حنيف ، وأخوه كثير بن عباس ، وولد علي بن عبد الله بن عباس

وآخرون .

توفي سنة ( 80 ) وقيل ( 70 ) وقيل ( 73 ) وقيل ( 65 ) وقيل ( 67 ) وقيل ( 68 ) وعمره ( 71 ) وقيل ( 72 ) وقيل ( 74 ) ، واتفقوا على أنه مات بالطائف .

‹ صفحه 554 ›

عمر بن أبي سلمة

هو عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد القرشي المخزومي .

ربيب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لأن أمه أم سلمة زوج النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، يكنى أبا حفص .

ولد في السنة الثانية من الهجرة بأرض الحبشة ، وقيل : إنه كان له يوم قبض النبي ( صلى الله عليه وآله ) تسع سنين .

وشهد مع علي ( عليه السلام ) الجمل ، واستعمله على البحرين وعلى فارس . روى عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أحاديث .

وتوفي بالمدينة أيام عبد الملك بن مروان سنة ثلاث وثمانين .

عمر بن الخطاب

هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوي .

ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة . ويكنى أبا حفص .

قال ابن الأثير : لما بعث الله محمدا ( صلى الله عليه وآله ) كان عمر شديدا عليه وعلى المسلمين ، ثم أسلم بعد رجال سبقوه ، واختلف في أنه بعد كم رجل وامرأة أسلم ، وقال محمد بن سعد : كان إسلامه في السنة السادسة .

أراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يرسله إلى أهل مكة يوم الحديبية ، فقال : يا رسول الله ، قد علمت قريش شدة عداوتي لها ، وإن ظفروا بي قتلوني ، فتركه .

استخلفه أبو بكر من بعده ، قتل سنة ثلاث وعشرين .

كانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وخمس ليال . وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة .

واثلة بن الأسقع

هو واثلة بن الأسقع بن كعب بن عامر بن ليث ، ويقال : واثلة بن الأسقع بن عبيد الله ، ويقال : ابن عبد العزى بن عبد يا ليل بن ناشب ، كنيته أبو الأسقع ، ويقال : أبو قرصافة ، ويقال : أبو محمد ، ويقال : أبو الخطاب ، ويقال : أبو شداد . الليثي .

‹ صفحه 555 ›

أسلم قبل تبوك والنبي ( صلى الله عليه وآله ) يتجهز لها ، وشهدها مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان من أهل الصفة .

سكن البصرة بعد قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وله بها دار ، ثم سكن الشام على ثلاثة فراسخ من دمشق بقرية البلاط .

وشهد فتح دمشق ، وشهد المغازي بدمشق وحمص ، ثم تحول إلى

فلسطين ، ونزل بيت المقدس ، وقيل : توفي به ، وقيل : توفي بدمشق . قال أبو مسهر : مات سنة ( 85 ه. ق ) وهو ابن ثمان وتسعين سنة .

قال سعيد بن خالد : توفي سنة ( 83 ه. ق ) وهو ابن مائة وخمس سنين . وكان قد عمي .

[القسم السادس عشر] ترجمة الذين عدوا من أهل البيت ( عليهم السلام )

أبو ذر الغفاري

اختلف في اسمه اختلافا كثيرا ، فقيل : هو جندب بن جنادة ، وهو أكثر وأصح ما قيل فيه ، وقيل : برير بن عبد الله ، وبرير بن جنادة ، وبرير بن عشرقة ، وقيل : جندب بن عبد الله ، وقيل : جندب بن سكن ، والمشهور جندب بن جنادة بن قيس الغفاري .

من كبار الصحابة و فضلائهم ، قديم الاسلام ، أسلم والنبي ( صلى الله عليه وآله ) بمكة أول الاسلام ، فكان رابع أربعة ، وقيل : خامس خمسة . وهو أول من حيا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بتحية الاسلام ، ولما أسلم رجع إلى بلاد قومه ، فأقام بها حتى هاجر النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأتاه بالمدينة بعد ما ذهبت بدر وأحد والخندق ، وصحبه إلى أن مات ، وكان يعبد الله تعالى قبل مبعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) بثلاث سنين ، وبايع النبي ( صلى الله عليه وآله ) على أن لا تأخذه في الله لومة لائم ، وعلى أن يقول الحق وإن كان مرا .

وقد روي في وصفه فضائل كثيرة ، منها عن عبد الله بن عمرو عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : " ما أظلت الخضراء ، ولا

أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر " . ومنها أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : " أبو ذر يمشي على الأرض في زهد عيسى بن مريم " .

وقال علي ( عليه السلام ) : " وعى أبو ذر علما عجز الناس عنه " .

عده الشيخ في أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وفي أصحاب أمير المؤمنين

‹ صفحه 558 ›

علي ( عليه السلام ) .

ولما اشتد إنكاره على عثمان في أحداثه نفاه إلى الشام ، ثم استقدمه لشكوى معاوية منه فأسكنه الربذة حتى مات بها سنة إحدى وثلاثين أو اثنتين وثلاثين .

أبو عبيدة الحذاء

هو زياد بن عيسى ، وقيل زياد بن رجاء ، وقيل : زياد بن أبي رجاء واسم أبي رجاء منذر ، وقيل زياد بن أحزم أو أحرم .

راو ثقة صحيح ، من أصحاب الإمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، وأخته حمادة بنت رجاء وقيل : بنت الحسن روت عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، كان حسن المنزلة عند آل محمد ( عليهم السلام ) ، وقد زامل الإمام الباقر ( عليه السلام ) إلى مكة ، وله كتاب يرويه علي بن رئاب .

ومما روي في شأنه أن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ذهب إلى قبره بعد أن دفن وقال : " اللهم برد على أبي عبيدة ، اللهم نور له قبره ، اللهم ألحقه بنبيه " .

والحذاء : صانع الأحذية وبايعها ،

روى عن الإمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) . وروى عنه فضيل بن عثمان وجميل بن صالح وأبو أيوب إبراهيم بن عثمان وعلي بن زيد وهشام بن الحكم وحماد بن

عثمان وهشام بن سالم وآخرون .

توفي في حياة الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

سعد الخير

هو سعد بن عبد الملك ، المستفاد من جملة من الأخبار جلالة قدره وعظم منزلته عند الإمام الباقر ( عليه السلام )

فقد روى المفيد بإسناده عن أبي حمزة الثمالي قال : دخل سعد - وكان أبو جعفر ( عليه السلام ) يسميه سعد الخير ، وهو من ولد عبد العزيز بن مروان - على أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فبينا ينشج كما تنشج النساء فقال له أبو جعفر ( عليه السلام ) : ما يبكيك يا سعد ؟ قال : وكيف لا أبكي وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن ! ! فقال ( عليه السلام ) : لست منهم ، أنت منا

‹ صفحه 559 ›

أهل البيت . . .

وقد كتب الإمام الباقر ( عليه السلام ) إليه رسالتين طويلتين جاء في إحداهما " واعلم رحمك الله . . . يا أخي أن الله عز وجل . . . " فترحمه عليه يدل على جلالته وقوة ديانته ووفور تقواه ، بل إن خطابه ب" يا أخي " يدل على عظم قدره عنده ( عليه السلام ) .

سلمان الفارسي

كان اسمه قبل الاسلام روزبه بن خشنودان أو ماهويه أو بهبود بن بدخشان ، وقد سماه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سلمان ، وكان يلقب سلمان الخير ، وسلمان المحمدي ، وكنيته أبو عبد الله ، وأبو البينات ، وأبو المرشد . أصله من شيراز أو رامهرمز أو الأهواز أو شوشتر أو أصفهان من قرية الناجي ، وهو وصي عيسى ( عليه السلام ) ولعله السر في مباشرة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لغسله لأن الوصي لا يغسله إلا نبي أو وصي نبي

وقد ورد أنه لم يكن مجوسيا بل كان يبطن الإيمان .

وحاله في علو الشأن وجلالة القدر وعظم المنزلة وسمو الرتبة ووفور العلم والتقوى والزهد والنهى أشهر من أن يحتاج إلى تحرير فقد اتفق أهل الاسلام قاطبة على علو شأنه ،

وقد ورد في فضله روايات كثيرة ، منها أنه ذكر سلمان الفارسي عند الإمام الباقر ( عليه السلام ) فقال : " مه لا تقولوا سلمان الفارسي ، ولكن قولوا سلمان المحمدي ، ذلك رجل منا أهل البيت " ، وعنه ( عليه السلام ) : " كان سلمان من المتوسمين " وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " سلمان علم الاسم الأعظم " .

أول مشاهده الخندق وشهد بقية المشاهد وفتوح العراق وولي المدائن .

روى عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وروى عنه أبو وقاص ، وسليم بن قيس الهلالي .

مات سنة ( 36 ) أو ( 37 ) .

‹ صفحه 560 ›

عمر بن يزيد

عنون في كتب الرجال بعدة عناوين ، هي : عمر بن يزيد بن ذبيان الصيقل أبو موسى ، وعمر بن محمد بن يزيد أبو الأسود بياع السابري ، وعمر بن يزيد بياع السابري ، والمراد بالجميع واحد .

راو ، ثقة ، له كتاب في مناسك الحج وفرائضه وما هو مسنون من ذلك ، سمعه كله من أبي عبد الله ( عليه السلام ) .

روى عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) والإمام الكاظم ( عليه السلام ) وروى عنه أبو سعيد القماط ، وصفوان بن يحيى ، ومحمد بن عباس ، ومحمد بن عذافر وآخرون .

عيسى بن عبد الله

قال النجاشي : هو عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري ،

وقال الشيخ : هو عيسى بن عبد الله القمي ، والمراد من العنوانين واحد فهو عيسى بن عبد الله بن مالك الأشعري القمي . وهو جد أحمد بن محمد بن عيسى .

روى الكشي عن يونس بن يعقوب قال : كنت بالمدينة فاستقبلني جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) في بعض أزقتها فقال : اذهب يا يونس فإن بالباب رجلا منا أهل البيت ، قال فجئت إلى الباب فإذا عيسى بن عبد الله القمي - . . . يا يونس ، عيسى بن عبد الله هو منا حيا وهو منا ميتا ( وقد مضى الخبر في متن الكتاب ) . وفيها دلالة على جلالته وعلو مقامه .

له مسائل للإمام الرضا ( عليه السلام ) . روى عن الإمام الصادق والإمام الكاظم ( عليهما السلام ) .

وروى عنه ابنه محمد بن عيسى ومحمد بن الحسن بن أبي خالد وأبان .

الفضيل بن يسار

هو الفضيل بن يسار النهدي أبو القاسم وقيل أبو مسور .

راوي ، ثقة ، جليل القدر ، عده الكشي ممن أجمعت العصابة على تصديقهم .

وقال الشيخ المفيد في رسالته العددية : من الفقهاء الأعلام والرؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام ، الذين لا يطعن عليهم ولا طريق لذم واحد منهم .

روي في فضله عدة روايات منها ما روي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : " رحم الله الفضيل بن يسار وهو منا أهل البيت " .

روى عن الإمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) وعن علي بن الحسن وزكريا النقاض وعبد الواحد بن المختار الأنصاري .

وروى عنه

ابن بكير وابن رئاب وأبان بن عثمان وجميل بن دراج وغيرهم . مات في حياة الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

يونس بن يعقوب

هو يونس بن يعقوب بن قيس ، أبو علي الجلاب البجلي الدهني الكوفي ، أمه منية بنت عمار أخت معاوية بن عمار .

راو ، ثقة ، جليل ، عده الشيخ المفيد في رسالته العددية من الفقهاء والأعلام والرؤساء ، المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام ، الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم .

وقال النجاشي : اختص بأبي عبد الله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) وكان يتوكل لأبي الحسن ( عليه السلام ) .

روى عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) والإمام الكاظم ( عليه السلام ) وعن أبي بصير ، وأبي عبيدة ، وعبد الأعلى بن أعين وغيرهم .

وروى عنه ابن أبي عمير وابن أبي نصر وابن محبوب وابن فضال وأحمد بن أبي عبد الله وغيرهم .

مات بالمدينة أيام الرضا ( عليه السلام ) فتولى أمره .

‹ صفحه 645 ›

مع الشكر الجزيل للمساعدين في تنظيم هذا الأثر القيم

التخريج : روح الله الطبائي ، غلام حسين المجيدي ، علي العسكري

تقويم النص : علي البصري وكمال الكاتب

مقابلة النص : عبد الكريم المسجدي وحسنين الدباغ وحيدر الوائلي

الفهارس : رعد البهبهاني ، مهدي الهوشمند التراجم : حيدر المسجدي

تعريب نص البيانات : علي هاشم

تنضيد الحروف والإخراج : محمد باقر النجفي ومحمد ضياء السلطاني ومؤيد السلطاني

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.