اكذوبة تحريف القرآن

اشارة

سرشناسه : جعفريان رسول - 1343

عنوان و نام پديدآور : اكذوبه تحريف القرآن بين الشيعه و السنه رسول جعفريان مشخصات نشر : ممثله الامام القائد السيد الخامنئي في الحج قسم التحقيق و التعليم 1413ق = 1372.

مشخصات ظاهري : ص 139

شابك : بها:800ريال وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي يادداشت : كتابنامه ص [131] - 139؛ همچنين به صورت زيرنويس موضوع : قرآن -- تحريف موضوع : قرآن -- دفاعيه ها و رديه ها

رده بندي كنگره : BP89/2/ج 7الف 7 1372

رده بندي ديويي : 297/159

شماره كتابشناسي ملي : م 72-264

ص:1

المقدمه

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمدلله رب العالمين والصلاه والسلام على سيدنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين.

... لنا ان ندّعى بكل ثقه ان الواعز لحفظ القرآن بين المسلمين لا يمكن ان يُقارن باىّ كتاب اخر لاىّ مله اخرى؛ كما لا توجد اىّ مشكله تاريخيه للمسلمين تكون باعثه لانقطاع المسلمين عن القرآن كما حصل للنصارى و اليهود فى بدء الامر و على مرور الزمن ايضاً؛ والقرآن كان منتشراً بين المسلمين من بدء الامر الى يومنا الحاضر فى حد وسيع وهو عين القرآن الذى بين أيدينا اليوم.

ولكن مع الاسف يوجد فى كتب الاثار والاخبار لاهل السنّه بعض الروايات فى باب جمع القرآن التى وُضعت لاجل اثبات الفضيله لبعض الصحابه فاوجدت المشكله فى اثبات تواتر القرآن. كما ان بعض القرّاء او الادباءاو جداو القراءات ورووها فى كتبهم والحال انه ليس لها اصل و لا تواتر من زمن النبى صلى الله عليه و آله و سلم. و ايضاً يوجد فى وسط اخباريىّ الشيعه اشخاص لعدم و عيهم أو لتأثرهم بمجعولات الغلاه، ذهبوا يفتّشون فى القرآن عن اسم على و الأئمه عليهم السلام.

ص:2

ص:3

ص:4

ص:5

ص:6

ص:7

ص: 8

ولكن ... بقى القرآن محافظاً على اعتباره وعنوانه وكونه كتابا سماويا بمجموعه ذاك الذى نزل على الرسول صلى الله عليه و آله و سلم بواسطه الوحى و لم يدخل فيه اى شى من الزياده و النقصان.

... ومع الاسف بعد اضمحلال الغلاه والحشويه وانهدام عقائدهم؛

وبعد تثبت ان القرآن كان مكتوبا كله فى عهد الرسول صلى الله عليه و آله عنده العلماءوعدم اعتبار الروايات المعجعوله حول جمعه وتاليفه من الصدور؛

وبعد اعتراف جمع من المحققين على عدم اعتبار القراءات الشاذه وحتى المشهوره منها؛

والخلاصه بعد اضمحلال الارضيه التى يمكن ان توهم عقيده التحريف؛

ذهب جمع من المتطرفين الذين يخالفون الشيعه الى احياءالمسأله مجدداً بدلًا من نفيها من اساسها، فانهم يطرحونها فى كل يوم بعناوين مختلفه وطبعا فى مقابل هذه يجاب من قبل الشيعه بايراد روايات اهل السنه التى يشم منها عدم تواتر القرآن ووجود الاختلاف فى قراءه الكلمات او بعض الروايات التى تدلّ على النقصان أو الزياده فيه؛

اما موقفنا فى البحث هو النفى الكلى للقضيه والجواب عن الاخبار الوارده فى الآثار الاسلاميه والتى تُوهم وجود التحريف أو النقص. وخلاصه هذه الاجوبه هو ان الروايات، روايات آحاد وطرقها ضعيفه لاتمكّنها من الوقوف والصمود امام تلك الروايات المتواتره للقرآن الكريم.

الطريقه التى سلكتها فى كتابتى كانت طرح المسأله بصوره موجزه و

ص: 9

مختصره وبما ان الذى كتبها رجل مسلم فارسى لايحيط باللغه العربيه بتمامها لزم ان تكون بسيطه ومختصره وخاليه عن العبارات البليغه.

وهذا الكتاب كان قد طبع فى سنه 1405 الهجرى وبعد ذلك ترجم الى الفارسيه والاردويه والانكليزيه؛ وطبعته الاخيره تشتمل على اضافات وإصلاحات جديده.

وهنا اتقدم بجزيل الشكر والتقدير لاستاذى العلامه السيد جعفر مرتضى العاملى على افاضاته الجليله فى سبيل هذا الكتاب. وعلى كل حال فأى خطأ او اشتباه فى هذه الكتاب يرتبط بى شخصاً.

والرجو من الله العلى القديران يستقبل من العبد الحقير هذه الخدمه البسيطه فى معرض الدفاع عن القرآن الشريف.

رسول جعفريان- قم المقدسه

25 محرم الحرام 1413

الفصل الاول

معنى التحريف لغتا و اصطلاحا

يقول الراغب: «و تحريم الكلام ان تجعله على حرف من الاحتمال يمكن حمله على الوجهين.» (1)

فعلى هذا ليس لكلمه التحريف ظهور فى التحريف اللفظى بمعنى تغيير العبارات وتبديلها بعبارات اخرى، بل كلام الراغب ظاهر فى التحريف المعنوى وعلى ذلك جاء قول قول الله تعالى:

«يحرفون الكلم عن مواضعه.» (2)

ويقول الشيخ الطبرسى بعد ذكر الآيه الشريفه: اى يفسرونه على غير ما انزل؛ ثم ذكر للتحريف معنين اولها سؤ التاويل وثانيهما التغيير والتبديل. (3)

فالآيه تدل على ان اليهود مع حفظهم العبارات يغيرون مواضع الكلم ويحملون العبارات على معانٍ اخرى.

ص:10


1- مفردات ص 112.
2- النساء/ 46.
3- مجمع البيان ج 3 ج 173.

ص:11

ص: 12

الا انه رغم ظهور كلمه التحريف، فى التحريف المعنوى فقد استعملت أيضا- كما ذكر الطبرسى- فى التحريف اللفظى. وعلى ذلك: ينقسم التحريف فى معناه الاصطلاحى الى التحريف المعنوى واللفظى:

الاول: التحريف المعنوى: هذا النوع من التحريف، وقع فى القرآن قطعا، ولعل بعض ما ورد فى التفاسير كان يهدف الى تأييد بعض المذاهب فتحمل فيه الآيات على غير معانيها الاصليه وهذا هو التحريف المعنوى. وفى هذا النوع من التحريف يقول الامام الباقر عليه السلام:

«انهم أقاموا حروفه، وحرّفوا حدوده، فهم يروونه ولايرعونه.» (1)

الثانى: التحريف اللفظى: وذلك إمّا فى الحروف والحركات وإمّا فى الكلمات وإمّا فى الآيات والسور.

أمّا التغيير فى الحروف والحركات فقد وقع بدليل وجود الاختلاف فى قراءه بعض الآيات. وبلوغ القراءات الى السبع او العشر يشهد بذلك. واننا نعتقدان اختلافها لم يأتِ من الله عزوجل او الرسول صلى الله عليه و اله و سلم، بل جاء من المسلمين نتيجه عدم وقوفهم الدقيق على القراءه التى علّمهم إيّاها الرسول صلى الله عليه و اله و سلم، وتفرقهم فى البلاد كالعراق والشام مع وجود بعض اللهجات


1- روضة الكافي ص 128، الوافي ج 5 ص 274.

ص: 13

الخاصه فى هذا البلاد مما تمهد الارضيه اللازمه لوقوع التحريف فى الاعراب والحروف، كما يمكن ان تكون عله ذلك عدم وجود النقط والاعراب فى المصحف فى ذلك الزمان كقراءه «فتبينوا»، «فتثبتوا» و لدلائل اخرى ... وهذه الاختلافات فى القراءه دوَّنها اهل السنه فى كتبهم التفسيريه وكتب القراءات وصار علم القراءه علماً خاصاً من علوم القرآن؛ كما رواها الشيعه اكثرها عن طريق اهل السنه، و قليل منها من طرقهم الخاصه.

يراجع فى ذلك تفسير مجمع البيان الذى روى هذه الاختلافات عن طريق علماء اهل السنه.

ولكن، يمكن ان يقال ان التواتر ثابتٌ بالنسبه الى القراءات المشهوره لا الشاذه؛ ومع طرح القراءات الشاذه يقلل الاختلاف فى القراءات وهذا مهم بالنسبه الى سلامه القران من اى تغيير ولو كان جزئيا، والمهم هو ان القرآن الذى كان فى ايدى الناس لم يكتب فى اى زمان على اساس هذه القراءات الشاذه.

اما التحريف فى الكلمات فقد وقع فى نوع خاص من هذا، واكثر ما روى فيه من طريق اهل السنه بعنوان اخبار آحاد لا المتواتر. وما نروى بعد ذلك فى امثلتنا للتحريف يعد شاهدا على ذلك.

و منشؤه هنا إما بعض ما ذكرناه فى التحريف فى الحروف والحركات، وإما اعتقاد بعضهم بجواز تبديل بعض الكلمات المشتركه فى المعنى ووضعها بدلا من الاخرى كما اعلن الجواز فى ذلك ابن

ص: 14

مسعود على ما يروى عنه. (1)

لكن الذى يجب علينا ذكره هو ان هذا النوع لم يكن مهما، لأننا نطرح روايات الآحاد حول تحريف هذه الكلمات.

و اما وقوع التحريف فى الكلمات بمعنى حذف بعض الأسماء او العبارات بشكل يختلف معناه مع ما هو المتواتر (وهو القرآن الموجود بين الدفتين) فهو مما لم يقبله عامه المسلمين إلّا القليل منهم.

وأما التحريف فى الآيات والسور فقد جاءت روايات أكثرها من الطرق السنيه وبعضها من الطرق الشيعيه الا انها جميعا كانت موضع رفض من قبل المسلمين جمعيا اللّهم إلّامن بعض الاخباريين والحشويه (شيعه وسنه) وسنبحث فيما يلى فى مجمل الأمر بعونه تعالى.

الفصل الثانى

ادله عدم تحريف القرآن

استدل بعض المفسرين لا ثبات عدم التحريف ببعض الآيات:

منها: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ» (2)

يقول العلامه الطباطبائى رحمه الله فى الآيه:

«... فهو ذكر حى خالد مصون من أن يموت وينسى من اصله، مصون من الزياده عليه بما يبطل به كونه ذكرا، مصون من النقص كذلك، مصون من التغيير فى صورته وسياقه بحيث يتغيّر به صفه كونه ذكراً لله مبيّنا لحقائق معارفه، فالآيه تدل على كون كتاب الله محفوظا من التحريف، بجميع أقسامه بجهه كونه ذكراً لله سبحانه فهو ذكر حى خالد.» (3)

ويقول الزمخشرى حول الآيه:

«... وهو حافظه فى كل وقت من كل زياده ونقصان وتحريف و


1- غريب الحديث، ج 2، ص 65.
2- الحجر: 9.
3- الميزان: ج 12، ص 103- 104.

ص:15

دليل عدم التحريف من الكتاب:

ص: 16

تبديل بخلاف الكتب المتقدمه ... قد جعل ذلك دليلا على انه منزل من عنده آيه، لانه لو كان من قول البشر او غير آيه لتطرق عليه الزياده والنقصان كما يتطرق على كل كلام سواه ...». (1)

ويقول السيد الخوئى:

«... فان فى هذه الآيه دلاله على حفظ القرآن من التحريف، وان الأيدى الجائره لن تتمكن من التلاغب فيه». (2)

ويقول الفخر الرازى حول الآيه:

«... وانا نحفظ ذلك الذكر من التحريف والزياده والنقصان». (3)

ويقول الفيض الكاشانى:

« (وانا له لحافظون) من التحريف والتغيير والزياده والنقصان». (4)

ويقول الشيخ ابوعلى الطبرسى:

«وانا له لحافظون» عن الزياده والنقصان والتحريف و التغيير. وعن الحسن: معناه متكفل بحفظه الى آخر الدهر على ما هو عليه فتنقله الأمه وتحفظه عصرا بعد عصر الى يوم القيامه لقيام الحجه به على الجماعه من كل من لزمته دعوه النبى صلى الله عليه واله وسلم. (5)

اشكالات واجوبتها

الف: يمكن ان يقال: اننا لا ننكر ان الآيه فى صدد بيان حفظ القرآن من الزياده والنقصان ولكن يصدق هذا المفهوم على حفظ القرآن فى الجمله عند بعض الأفراد.

الا أننا نقول:

ان هذا لا يصح، لان هدف انزال القرآن من قبل الله هو ايصال الانسان الى غايته وهدايته الصراط المستقيم وهذه الهدايه لا تختص بانسان دون آخر حتى يحفظ القرآن عند بعض دون بعض فعلى ذلك يقتضى هدف الانزال، حفظ القرآن عند الناس عامه. اذ ما الفائده فى حفظه عند شخص؟ وهل الغرض حفظ فقط دون افادته للناس؟؟ ان كان هذا، فحفظه فى اللوح المحفوظ يكفى! اما اذا كان بقصد الهدايه فلا معنى لتصور حفظه عند بعض الافراد.

يقول السيد الخوئى ردا على هذا الاشكال:

«... انما المراد بالذكر هو المحكى بهذا القرآن الملفوظ او المكتوب وهو المنزل على رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم. والمراد بحفظه صيانته من التلاعب والضياع، فيمكن للبشر عامه ان يصلوا اليه وهو نظير قولنا (القصيده الفلانيه محفوظه) فانا نريد من حفظها صيانتها وعدم ضياعها بحيث يمكن الحصول عليها». (6)

ص:17


1- الكشاف ج 3 ص 572
2- البيان في تفسير القرآن ص 226.
3- التفسير الكبير، ج 19، ص 160- 161.
4- تفسير الصافي، ج 1، ص 898 ط اسلامية.
5- مجمع البيان ج 5، ص 331 ويقول قتادة حول الآية: «فلا يستطيع ابليس ان يزيد فيه باطلا و لا ينقص منه حقاً» الدرالمنثور: ج 4، ص 94.
6- البيان في تفسير القرآن، ص 227- 228.

ص: 18

باء- وان قيل: ان الاستدلال يمكن نقضه بوقوع التحريف فى القرآن فى اخطاء غير عمديه- فيما انتشر من القرآن فى البلاد الاسلاميه- بحذف كلمه او آيه دون قصد وعمد، فاذا كان الحفظ يعنى حفظه من كل تحريف وتغيير فما هذه التحريفات غير العمديه؟؟

فهنا نقول:

ان هذه التحريفات لا تضر بمسأله حفظ القرآن من قبل الله لانها لا تصل حد تغيير القرآن بحيث لا يتبين اصله، ذلك ان انتشار القرآن بالشكل الصحيح المحقق سوف يوضح الموقف دونما غبش.

جيم- يمكن ان يقال: ان التمسك بالقرآن لاثبات عدم تحريفه غير صحيح، لامكان وقوع التحريف فى نفس الآيه التى استدل بها على عدم التحريف فالآيه الشريفه «انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون» يمكن ان تكون محرفه واذا كانت كذلك فالاستدلال بها لا يصح.

فنقول: ان هناك اجماعا على عدم تحريف هذه الآيه وغيرها مما لم يدّع التحريف فيه ويدل على عدم التحريف. (1)

ومنها: «وَ إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ»(2)

ان الآيه الشريفه تدل على عدم ورود الباطل فى الكتاب، وعدم امكان تبديل الآيات بما هى غير آيات، فالتحريف من اتم واكمل مصاديق الباطل فاذا انتفى امكان ورود الباطل فيه انتفى امكان ورود


1- 1-
2- 2-

ص: 19

التحريف فى الآيه.

يقول العلامه الطباطبائى: «معنى اتيان الباطل، وروده فيه وصيروره بعض اجزائه او جميعها باطلا بان يصير ما فيه من المعارف الحقه او بعضها غير حقه، او ما فيه من الاحكام والشرائع وما يلحقها من الاخلاق او بعضها لغىً لا ينبغى العمل به».(1)

فالآيه تنكر ورود ذلك فى الكتاب.

والدليل الاخر من القرآن على عدم تحريف القرآن من حيث الزياده، هو آيات التحدى والاستدلال به اوضح من ان يذكر.

ادله عدم التحريف فى الروايات

الف: وردت من طرق السنه والشيعه عن النبى صلى الله عليه واله وسلم والأئمه الطهار عليهم السلام روايات كثيره تحض على عرض الخبر على الكتاب وتدعو لقبول الروايات الموافقه به وردِّ ما كانت مخالفه له.

منها ما جاء عن النبى صلى الله عليه واله وسلم يقوله:

«تكثر لكم الاحاديث بعدى، فاذا روى لكم عنى حديث فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فاقبلوه وما خالف فردّوه».

وقوله ايضا:

«ان على كل حق حقيقه، و على كل صواب نورا. فما وافق كتاب


1- الميزان: ج 17، ص 424.

ص: 20

الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه».

وعن الصادق عليه السلام:

«كل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف». (1)

فاذا كان القرآن هو المعيار لصحه الاخبار (ومنها الاخبار التى ظاهرها التحريف) وجب ان يكون سالما من التحريف والتغيير. وطبعا مقبوليه حديث العرض عند الشيعه يدل على اعتقادهم ان القرآن سالما من اى تحريف وتغيير؛ كما ان اجماعهم على عدم جواز نسخ الكتاب بالخبر الواحد يدل على اعتقادهم بان القرآن الموجود هو تمام القرآن الذى نزل على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

قال الشيخ على بن عبدالعالى فى رسالته التى كتبها فى نفى التحريف: ان الحديث اذا جاء على خلاف الدليل القاطع من الكتاب والسنّه المتواتر والاجماع، ولم يمكن تأويله على بعض الوجوه، وجب طرحه.

ثم حكى الاجماع على هذه الضابطه واستفاضه النقل عنهم عليهم السلام وروى قطعه من اخبار العرض، ثم قال: لا يجوز ان الكتاب المعرض عليه غير هذا المتواتر الذى بايدينا وايدى الناس و الا لزم التكليف بما لا يطاق. فقد ثبت وجوب عرض الاخبار على هذا


1- راجع في الموارد الثلاثة: اصول الحنفية ص 43 نقلا عن الصحيح من سيرة النبي ص ج 1 ص 30، ووسائل الشيعة ج 18 ص 78 عن الكافي والمحاسن والامالي وكذا ص 79، والمصنف لعبد الرازق ج 11 ص 1

ص: 21

الكتاب، واخبار النقيصه اذا عرضت عليه، كانت مخالفه له، لدلالتها على انه ليس هو؛ واى تكذيب اشد من هذا. (1)

وهنا طريقان فى الاستدلال باحاديث العرض:

1- ان القرآن مقدم على الاخبار وهو الميزان فى تصحيحها وهذا يدل على سلامه القرآن وعدم تحريفه والا كان أمرهم بعرض الخبر على الكتاب مع تحريفه غير معقول.

2- ان الذين استدلوا ببعض الروايات على التحريف يعد استدلالهم هذا مخالفا للعمل بهذه الروايات، لان بعض الآيات يدل صراحه على عدم التحريف، فاذا وجدت روايه ظاهرها التحريف وجب طرحها. كما أمر بهذا النبى صلى الله عليه واله وسلم و الأئمه عليهم السلام.

ولذا يقول الفيض الكاشانى رحمه الله:

«وقد استفاض عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم والأئمه عليهم السلام حديث عرض الخبر المروى على كتاب الله لتعلم صحته بموافقته له، أو فساده بمخالفته، فاذا كان القرآن الذى بأيدينا محرّفا فما فائده العرض، مع أن خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذب له، فيجب رده والحكم بفساده أو تاويله». (2)

اما الاشكال الذى يمكن ان يورد على ذلك من امكان وقوع الحذف


1- كشف الارتياب في رد فصل الخطاب ص 21 نقلًا عن البغدادي في شرح الوافي
2- تفسير الصافي: ج 1 ص 51.

ص: 22

والتحريف فى قسم من القرآن الذى لا يخل بالمعنى ولا يؤثر فى العقائد والاحكام (فهو و ان امكن دفعه بعد الدقه فى توضيحنا لدلاله الروايه) الا انه لا داعى للمنحرفين والمنافقين فى تحريف هذا القسم من الآيات والقرآن، كما ان الدواعى متوفره من ناحيه الصحابه والتابعين والعلماء وجميع المسلمين لحفظ القرآن حتى فى واوه. كما سترى.

باء: ومن الروايات التى تدل سلامه القرآن من التحريف روايه الثقلين المتوافره والمتواتره بين فرق المسلمين. واليك هذه الروايه على ما رواه الدارمى: عن النبى صلى الله عليه واله وسلم:

«انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وفيه الهدى والنور فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به (فحث عليه ورغب فيه)، واهل بيتى، اذكركم الله فى اهل بيتى ثلاث مرات».(1)وراجع مصادرها الكثير

فمعنى التمسك بالقرآن كما تذكر الروايه أخذ الهدايه والنور منه كما يقول أميرالمؤمنين على عليه السّلام:

«... وعليك بكتاب الله فانه الحبل المتين والنور المبين والشفاء النافع والرِّىُّ الناقع والعصمه للمتمسك والنجاه للمتعلق، لايعوج فيقام ولا يزيغ فيستعتب ولا يخلقه كثره الرّد وولوج السمع من قال به صدق ومن عمل به سبق».


1- سنن الدارمي: ج 2 ص 431، 432

ص: 23

ويقول ايضا ...

«واعلموا ان هذا القرآن هو الناصح الذى لا يغش، والهادى الذى لا يضل، والمحدث الذى لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحدٌ الاقام عنه بزياده أو نقصان، زياده فى الهدى او نقصان فى العمى، اعلموا انه ليس على احد بعد القرآن من فاقه، ولا لاحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوه من أدوائكم، واستعينوه على لاوائكم فانه فيه شفاء من اكبر الداءوهو الكفر والنفاق والغىّ والضلال».

ويقول أيضا:

«ان القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق لا تفنى عجائبه ولا تنقضى غرائبه ولا تكشف الظلمات الّا به». (1)

وفى روايه ان الحارث الاعور دخل على علىّ فقال: يا اميرالمؤمنين، الا ترى الى الناس قد أقبلوا على هذه الاحاديث وتركوا كتاب الله؟ قال: قد فعلوها؟ قال: نعم. قال: اما انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول «ستكون فتنه»؛ قلت فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال «كتاب الله: فيه نبأ ما كان قبلكم، و خبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم؛ هو الفصل ليس بهزل، من تركه من حمار قصَمَه الله، ومن اراد الهدى فى غيره اضله الله، هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم، والصراط المستقيم وهو الذى لا تزيغ عنه العقول، ولا تلتبس به الالسن، ولا تنقضى عجائبه ولا يعلم علم مثله، هو الذى لما سمعته


1- ربيع الابرار: ج 2 ص 80- 82.

ص: 24

الجن، قالوا: «انّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِى الَى الرُّشْدِ»، من قال به صدق ومن زال عنه عدا، و من عمل به اجر ومن تمسك به هدى الى صراط مستقيم؛ خذها اليك يا اعور. (1)

فالامام عليه السلام يصرّح بان المتمسك بهذا القرآن والعامل به يهدى الى صراط مستقيم. وكما يقول النبى صلى الله عليه واله وسلم: «ما ان تضلوا بعده ان اعتصمتم به، كتاب الله». (2)

التواتر يدل على عدم التحريف

والدليل الاخر على عدم وقوع التحريف هو التواتر. والتواتر ثابت بالنسبه الى كل القرآن فى جميع الاعصار ولم يوجد شى من السنه يمكن ادعاء التواتر فيه اكثر مما يمكن ان يقال فى القرآن. سيما الروايات الضعيفه التى يدل على النقيصه. ويدل عليه روايه عن الامام الهادى عليه السلام يقول: وقد اجتمعت الامه قاطبه لا اختلاف بينهم ان القران حق لا ريب فيه عند جميع الفرق. (3)

ويقول الشريف المرتضى: ان العلم بصحه نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والواقايع العظام والكتب المشهوره واشعار العرب المسطوره. (4)

الدليل من التاريخ على عدم التحريف

ان الشواهد فى التاريخ تدل على عدم تحريف القرآن عمدا من أحد الصحابه.

فمن ذلك ما قاله عمر: «لولا ان يوقل الناس ان عمر زاد فى كتاب الله لكتبت آيه الرجم بيدى». (5)

فانك ترى ان عمر لم يجرؤ أن يضيف الى القرآن قصه الرجم لخوفه من الناس فكيف يمكن ان يجرؤ على حذف آيات و سور من القرآن؟!!

وايضا: ان عثمان أصر على حذف الواو من آيه الكنز ولكن الصحابه اعترضوا عليه.

عن علباء بن احمد: ان عثمان بن عفان لما اراد ان يكتب المصاحف أراد ان يلقوا الواو التى فى براءه «والذين يكنزون ...» فقال أبى: لتلحقنّها او لأضعنَّ سيفى على عاتقى، فألحقوها. (6) وقال اخر

والتفق مثل هذا بالنسبه للخليفه الثانى فى سوره التوبه.

اخرج ابوعبيد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن حبيب الشهيد عن عمرو بن عامر الأنصارى ان عمر بن الخطاب قرأ:


1- مروج الذهب ج 3، ص 96- 97.
2- مصنف ابن ابي شيبة: ج 10، ص 505، وفي هامشه عن سنن ابن ماجة، ص 228.
3- تحف العقول ص 338.
4- مجمع البيان ج 1 ص 15.
5- سنذكر مصادر آية الرجم في المباحث الآتية.
6- الدرالمنثور ج 3 ص 233

ص:25

ص: 26

«والسابقون الأولون من المهاجرين والانصارُ (1) الذين اتبعوهم بإحسان».

فرفع الانصار ولم يحلق الواو بالذين، فقال له زيد بن ثابت (والذين) فقال عمر (الذين) فقال زيد، اميرالمؤمنين اعلم! فقال عمر رضى الله عنه ائتونى بأبىّ بن كعب فأتاه فسأله عن ذلك فقال أبىّ والذين ...».

واخرج ابوالشيخ عن ابى اسامه ومحمد بن ابراهيم التميمى، قالا: «مر عمر بن الخطاب برجل وهو يقرأ «والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار [و] الذين اتبوهم بإحسان»، فوقف عمر فلما انصرف الرجل قال: من اقرأك هذه، قال أقر أنيها أبىّ بن كعب قال: فانطلق اليه، فانطلقا اليه فقال يا ابا المنذر، اخبرنى هذا انك أقرأته هذه الآيه قال: صدق تلقيتها من فىِّ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال عمر: أنت تلقيتها من فىّ رسول الله قال، فقال فى الثالثه وهو غضبان!!! نعم، والله لقد انزلها الله على جبرئيل عليه السلام ولم يستأمر فيها الخطاب ولا ابنه!! فخرج عمر رافعا يديه الله الكبر الله اكبر». (2)

الفصل الثالث

جمع القرآن فى عهد النبى (ص) وعدم التحريف

ادلّه جمع القرآن فى عهد النبى صلى الله عليه واله وسلم

اننا لا نشك فى ان القرآن قد جمع كله فى عهد النبى صلى الله عليه واله وسلم، وكتب بأمره فى ظهر بعض الاشياء. وعلى هذا فلا يمكن قبول القول بأن جمع القرآن قد كان بعده صلى الله عليه واله وسلم الا اذا كان المراد استنساخ نسخه مما جمع فى عهد النبى صلى الله عليه واله وسلم. وإليك بعض الأدله على ذلك:

الف: توجد هنا روايات نقلها الرواه حول جمع بعض الصحابه للقرآن على عهد النبى صلى الله عليه واله وسلم:

* عن قتاده قال سألت أنس بن مالك: «من جمع القرآن على عهد النبى صلى الله عليه واله وسلم؟ قال: اربعه كلهم من الانصار ابىّ بن كعب ومعاذبن جبل و زيد بن ثابت وابوزيد و نحن ورثناه». (3)


1- (و لم يقرأ الواو.)
2- الدرالمنثور ج 3 ص 269. وروايات هذا الباب كثيرة من طرق مختلفة.
3- صحيح البخاري: ج 6 ص 230 الطبقات الكبرى ج 2 ص 355 و 356 وقالبانهم خمسة، بحوث حول علوم القرآن ص 215، البرهان في علوم القرآن ج 1 ص 241، وتفسير ابن كثير ج 1 قسم فضفاذا

ص:27

ص: 28

كان الجمع بمعنى الحفظ فانحصاره فى اربعه فى غير محله لأنهم رووا أيضا أن مسلمين آخرين حفظوا القرآن كله فالجمع يكون بمعنى ان مجموعه كان مكتوبه فى مصحف واحد.

* عن زيد بن ثابت قال: «كنا عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم نؤلف القرآن من الرقاع».(1)

* أخرج ابن ابى داود بسند حسن عن محمد بن كعب القرظى قال: «جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من الانصار: معاذ بن جبل، وعباده بن ثابت و ابىّ بن كعب وابوالدرداء وابو ايوب انصارى». (2)

* واخرج البيهقى وابن ابى داود عن الشعبى قال: «جمع القرآن فى عهد النبى صلى الله عليه واله وسلم سته، ابىّ، وزيد، ومعاذ، وابوالدرداء، وسعيد بن عبيد، وابو زيد».

وهذه الروايه مشهوره عن الشعبى ولكن بعض الرواه غيّروا عباره الشعبى بان قراء القرآن فى عهد النبى صلى الله عليه واله وسلم كان الكثير منهم قُرّاءً للقرآن وذِكْر سته منهم بمعنى أنهم


1- البرهان ج 1 ص 237 عن المستدرك، المصنف لابن أبي شيبة ج 12 ص 191.
2- الاتقان: ج 1 ص 72.

ص: 29

جمعوا القرآن كله.

* و يدل على المطلبوب ما قيل حول جمع على عليه السلام للقرآن فى ثلاثه ايام بعد النبى صلى الله عليه واله وسلم و سنذكر مصادره، فهذا يدل على ان القرآن كان قد كتب فى عهد النبى صلى الله عليه واله وسلم بتمامه وعلىّ عليه السلام جمعه فى مصحف فى ثلاثه ايام والّا فلا يمكن ان نقول انه عليه السلام قد كتب القرآن فى ثلاثه ايام او حفظه كما قال البعض. (1)

* عن على بن ابراهيم «... ان النبى صلى الله عليه واله وسلم أمر بجمع القرآن الذى كان فى صحف وحرير وقرطاس فى بيته لا يضيع كما ضيع التواره والانجيل».

(2)

* عن ابن النديم قال: «ان الجماع للقرآن على عهد النبى صلى الله عليه واله وسلم: على بن ابى طالب عليه السلام وسعد بن عبيد، وابوالدرداء، وعويمر بن زيد، و معاذ بن جبل وابوزيد، و ابىّ بن كعب، وعبيد بن معاويه، وزيد بن ثابت». (3)

* عن ابن سعد عن الكوفيين فى ترجمه مجمع بن حارثه انه جمع القرآن على عهد النبى صلى الله عليه واله وسلم الا سوره او سورتين. وقال ابن اسحاق كان مجمع غلاما حدثا قد جمع القرآن


1- تاريخ القرآن لعبد الصبور شاهين: ص 71.
2- المصاحف للسجستاني: ص 20، وعمدة القاري ج 20 ص 16.
3- الفهرست ص 30

ص: 30

على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. (1)

* عن ابن حبان: ان ابىّ جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأمر الله صفيه صلوات الله عليه ان يقرأ على أُبىٍّ القرآن. (2)

فنفهم من انحصار جمع القرآن فى اربعه او اكثر حتى سته انه جمع القرآن فى المصحف والّا فقد كان القراء والحفاظ للقرآن كثيرين. فثبت من ذلك ان القرآن جمع فى عهد النبى صلى الله عليه واله وسلم. كما ان الزركشى يصرح بأسامى سبعه من الذين عرضوا القرآن كله على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.(3)

باء: وتدل ايضا على جمع القرآن فى عهد النبى اقول بعض العلماء فى ذلك:

* قال الحارث المحاسبى: «كتابه القرآن ليست بمحمدثه، فانه صلى الله عليه (وآله) وسلم كان يأمر بكتابته ولكنه كان مفرقا فى الرقاع والاكتاف والعسب، فأمر الصديق بنسخه من مكان الى مكان مجتمعا، وكان ذلك بمنزله الاوراق وجدت فى بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فيها القرآن منتشرا فجمعها جامع وربطها بخيط لا يضيع منها شى ء». (4)


1- التراتيب الادارية: ج 1 ص 46 عن الطبقات ج 1 ص 34.
2- كتاب مشاهير علماء الامصار، ص 12.
3- البرهان في علوم القرآن: ج 1 ص 243.
4- الاتقان: ج 1 ص 58 عن كتاب فهم السنن.

ص: 31

* وقال ابوشامه: «وكان غرضهم (ابى بكر و غيره) ان لا يكتب الا من عين ما كتب بين يدى النبى صلى الله عليه واله وسلم». (1)

* قال الزركشى: «اما ابىّ بن كعب وعبدالله بن مسعود ومعاذ بن جبل فبغير شك جمعوا القرآن والدلائل عليها متظافره».(2)

وقال المسعودى: «ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اقام يدعوا الخلق الى الله اثنين وعشرين سنه وهو ينزل عليه الوحى ويمليه على اصحابه فيكتبونه ويدونونه ويلتقطونه لفظه لفظه». (3)

* قال الزرقانى: «... وكان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يدلهم على موضع المكتوب من سورته فيكتبونه فيما يسهل عليهم من العسب واللخاف والرقاع وقطع الأديم وعظام الاكتاف والاضلاع ثم يوضع المكتوب فى بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهكذا انقضى العهد النبوى والقرآن مجموع على هذا النمط».»(4)

* وقال الدكتور صبحى صالح: اتخذ النبى كتاباً للوحى ... كان يأمرهم بكتابه كل ما ينزل من القرآن حتى تظاهر الكتابه جمع القرآن فى الصدور. (5) ويقول فى موضع آخر: فالقرآن كتب كله فى عهد رسول الله. (6) وايد ذلك الدكتور السيد محمدباقر حجتى مصرحا بان


1- الاتقان ج 1 ص 58
2- البرهان في علوم القرآن.
3- مروج الذهب، ج 3، ص 35.
4- مناهل العرفان: ج 1 ص 240.
5- مباحث في علوم القرآن ص 69.
6- نفس المصدر ص 73

ص: 32

القرآن كتب كله فى رسوله الله. (1) وكذلك القرطبى المفسر الكبير يتمسك ببعض الروايات حول جمع كل القرآن فى عهد النبى صلى الله عليه وآله وسلم لدفع بعض التوهمات. (2)وتفصيل البحث فى ذلك واثبات ان جمع القرآن كان فى عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فى كتاب استاذنا المحقق العلامه السيد جعفر مرتضى المسمى به «حقايق هامه حول القرآن الكريم»

* وقال الدكتور عبدالصبور شاهين: «ان القرآن ثبت تسجيلا ومشافهه فى عهد رسول الله». (3)

* وقال الشيخ محمد الغزالى: «فلما انتقل الرسول الى الرفيق الاعلى كان القرآن كله محفوظا فى الصدور وكان كذلك مثبتا فى السطور». (4)

* وقال الباقلانى: «وما على جديد الارض اجهل ممن يظن بالنبى صلى الله عليه واله وسلم انه اهمل القرآن او ضيعه مع ان له كُتّابا افاضل معروفين بالانتصار بذلك من المهاجرين والانصار». (5)

وقال السيد الشريف المرتضى: ان القرآن كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مجموعا مؤلفا على ما هو عليه فى ذلك


1- پژوهشى درباره قرآن ص 208.
2- الجامع لاحكام القرآن ج 1 ص 56- 57.
3- تاريخ القرآن: ص 57.
4- نظرات في القرآن: ص 35.
5- نكت الانتصار: ص 99.

ص: 33

الزمان حتى عين النبى صلى الله عليه وآله وسلم على جماعه من الصحابه حفظهم له، و كان يعرض على النبى صلى الله عليه وآله وسلم ويُتلى عليه وان جماعه من الصحابه مثل عبدالله بن مسعود و ابىّ بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبى صلى الله عليه وآله وسلم عده ختمات وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على انه كان مجموعاً مرتبا غير مبتور ولا مبثوث. (1)

ونحن نقول ايضا ما قال الباقلانى، فهل على ظهر الارض اجهل ممن يقول بان النبى صلى الله عليه و اله وسلم لم يهتم بجمع القرآن، مع ان الرواه ذكروا أسامى اربعين من الصحابه الذين يكتبون القرآن، وجعل النبى صلى الله عليه واله وسلم بعضهم لذلك. «2»

فمع امر النبى صلى الله عليه واله وسلم بكتابه الوحى وتأكيده على ان «قيدوا العلم بالكتابه» «3». ومع قوله لعبدالله بن عمرو بن العاص بكتابه العلم «4» وقوله لرجل آخر حول حفظ العلم بالاستعانه باليمين «5»، هل يمكن اهمال كتابه القرآن بتمامه وعدم جمع القرآن؟

وايضاً مع الظروف التى فى الجزيره والتى تشير الى امكان ضياع القرآن، ومع تأكيد الكتاب على ان اليهود والنصارى حرفوا الكتاب


1- رك: مجمع البيان، ج 1، ص 15 عنه.

ص: 34

«فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ...» «1» هل يمكن فرض اهمال النبى صلى الله عليه واله وسلم لكتابه القرآن حتى يضطر الخلفاء او زيد بن ثابت الى جمعه من صدور الرجال.

ومع وجود روايات مثل:

«ان الوحى اذا انزل على النبى صلى الله عليه واله وسلم أمر احد الكتاب كزيد او غيره ان يكتب ذلك الوحى» (1)

او مثل روايه وردت عن عثمان بن ابى العاص يقول فيها: «كنت جالسا عند رسول الله اذ شخص ببصره ثم صوّبه ثم قال: أتانى جبرئيل فأمرنى أن أضع هذه الآيه هذا الموضع من هذه السوره» (2).

ومع روايه عن ابن عباس انه قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا نزلت عليه سوره دعا بعض من كتب فقال ضعوا هذه السوره فى الموضع الذى يذكر فيه كذا و كذا» (3).

ومع روايه «عرض القرآن من قبل النبى صلى الله عليه واله وسلم على جرئيل سيما فى العام الاخير الذى عرض على جبرئيل مرتين» (4).

مع كل هذه الروايات هل يمكن فرض اهمال النبى لجمع القرآن؟ و


1- تاريخ القرآن دكتر راميار ص 96، و صبح الاعشي ج 1 ص 92،.
2- التراتيب الاداربة ج 2 ص 244 و 247 و 248، اخبار اصبهان ج 2 ص 228
3- نفس المصدر ص 248
4- تقييد العلم، ص 33.

ص: 35

هل هذا الا قدح فى النبى صلى الله عليه واله وسلم واظهار عدم اهتمامه بحفظ الكتاب؟

فبعد ثبوت ان القرآن جمع كله فى عهد النبى صلى الله عليه واله وسلم وثبوت ان جمع ابى بكر وغيره للقرآن بمعنى استنساخ ما هو مكتوب من قبل، ينهدم اكثر ما اورده البعض فى اثبات التحريف؛ لأنهم يقولون بتواتر القرآن بعد جمعه فاذا كان جمعه فى عهد النبى صلى الله عليه واله وسلم ثبت تواتره منذ زمن حياه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتصور التحريف بعد ذلك غير معقول. والجدير بالذكر هو ان الذين يدعون التحريف، تمسكوا بالروايات المذكوره حول جمع القرآن فى كتب اهل السنّه بادعاء ان هذه الروايات يدل على عدم تواتر القرآن والحال ان هذه الروايات كلها كذب وسبب وضعها ايراد الفضائل لبعض الناس الا قصّه عثمان فيما فعل حول توحيد المصاحف.

يقول الرافعى: ... فذهب جماعه من اهل الكلام- ممن لا صناعه لهم الا الظن والتأويل واستخراج الأساليب الجدليه من كل حكم وكل قول- الى جواز ان يكون قد سقط عنهم من القرآن شى، حملًا على ما وصفوا من كيفيّه جمعه. (1)

والخلاص من هذا القول نفى الروايات التى رووها فى جمع القرآن و نتكلم ايضا حول جمع القرآن ورواياته فراجع.

الفصل الرابع

اهل السنه والتحريف

ان الهدف من دراستنا لقصه التحريف هو الاجابه عن شبهه بعض الاخباريين فى ذكرهم بعض الاخبار التى ظاهرها التحريف والجواب عمن نسب القول بالتحريف الى الشيعه لاعتقاد قليل منهم بهذا القول فى تمسكهم بالاخبار دون دقه فى اسنادها ومتونها ولكن لما نجد ان ما فى كتب اهل السنه اكثر مما فى كتب الشيعه حول النقص فى القرآن!! او رفع تلاوته، او حول حذف بعضهم البسمله من القرآن و .. اردنا ان نجيب اولًا عما رواه السنه و [ثانياً] الشيعه فى كتبهم سندا ودلاله وان كان بحثنا السابق فى ايراد ادله عدم التحريف من الكتاب والسنه يلزمنا بطرح هذه الروايات منذ البدايه.

اهل السنه وروايتهم حول التحريف

اختلاف مصاحف الاصحاب

1- حدثنا عبدالله بن سعيد حدثنا يحيى بن ابراهيم بن سويد النخعى حدثنا ابان بن عمران قال: قلت لعبدالرحمن بن


1- اعجاز القرآن ص 41.

ص:36

ص:37

ص: 38

اسود: انك تقرأ:

«صراط من انعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين». (1)

حدثنا عبدالله ... عن الاسود وعلقمه أنهما صليا خلف عمر فقرأ بهذا. وكذا عن علقمه وأسود قالا سمعنا عمر بن الخطاب يقرأ: «صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين» (2) نفس المصدر 61. وفي القرآن «القيّوم»(3) نفس المصدر ص 61- 62. والايةالشريفه هكذا «في جنّات يتسائلون عن المجرمين ما سلككم في سقر». المدثر/ 42(4) المصاحف ص 63 ومصادرها فوق حد الاحصاء راجع: الزواج الموقت للسيد جعفر مرتضى. والاية الشريفة هكذا «فما استمتَعْتُمْ به منهنَّ فَاتوهنّ اجورهنّ فريضة». نس


1- المصاحف: ص 60.
2- نفس المصدر ص 61. وفي القرآن «صراط الذين . وخمس روايات اخرى من طرق مختلفه تقول بان عمر قرأ بمثل ذلك. 2- وكذا نقل عن عمر أنه قرأ «ألم الله لا إله الا هو الحى القَيّام» من سبعه طرق.
3- 3- حدثنا عبدالله، حدثنا ابوالطاهر، حدثنا سفيان بن عمرو و سمع ابن الزبير يقرأ «فى جنات يتساءَلون يا فلان ما سلكك فى سقر» قال عمرو: فاخبرنى لقيط انه سمع ابن الزبير يذكر انه سمع عمر بن الخطاب يقرأها كذلك.
4- 4- حدثنا عبدالله ... عن سعيد بن جبير «فما استمتعتم به منهن الى اجل مسمى» وقال هذه قراءه ابىّ بن كعب.

ص: 39

5- عن حماد قال: قرأت فى مصحف ابىّ «للذين يُقْسِمُونَ» (1)

6- وكذا عن حماد قال: وجدت فى مصحب ابىّ «فلا جناح عليه الّا يَطُوفَ بهما» (2).

7- عن الربيع قال: كانت فى قراءه ابىّ بن كعب «فصيام ثلاثه متتابعات فى كفاره اليمين» (3) 4-(4) 5-(5) نفس المصدر ص 64- 65. وفي القرآن «ليس عليكم ان تبتغوا فضلًا من ربكم» من دون كلمة «في مواسم الحج» بقره/ 198(6) نفس المصدر. وفي القرآن «مَبْسُوطتان» مائده.

12- عن سفيان قال: قراءه ابن مسعود «وتزودوا وخير الزاد التقوى» (7).


1- نفس المصدر. وفي القرآن «للّذين يؤْلون من نسائهم». بقره/ 226
2- نفس المصدر. وفي القرآن «الّا ان يَطَّوَّفَ». بقره/ 226
3- المصاحف، ص 64. وفي القرآن «ثلاثة ايام ذلك كَفّارة ايْمانِكُمْ» مائده/ 121. و. 8- ... عن يسير بن عمرو عن عبدالله بن مسعود أنه قرأ «انّ الله لا يظلم مثال نمله»
4- . 9- ... عن النزال عن ابن مسعود انه كان يقرأ «واركعى واسجدى فى الساجدين»
5- . 10- عن عطاء قال: هى فى قراءه ابن مسعود (فى مواسم الحج و فى قراءه عطاء «لاجناح عليكم ...»)
6- . 11- عن الحكم قال: فى قراءه ابن مسعود «بل يداه بسطان»
7- نفس المصدر. وفي القرآن «وتزودوا فانّ خير الزاد التقوى» بقره/ 197

ص: 40

13- ... عن هارون فى قراءه ابن مسعود «من بقلها وقثائها وثومها وعدسها وبصلها» (1) قال هارون وكان ابن عباس يأخذ بها.

14- ... عن ميمون بن مهران وتلا هذه السوره:

«والعصر ان الانسان لفى خسر* و انه فيه الى آخر الدهر* الا الذين آمنوا وعملو الصاحالت وتواصوا بالصبر» ذكر انها فى قراءه ابن مسعود (2)

15- عن سفيان كان اصحاب ابن مسعود يقرؤونها «اولئك لهم نصيب ما اكتسبوا» (3)

16- وكذا فى موضع آخر: «ولكل جعلنا قبله يرضونها» (4)

17- وأيضا: «وأقيموا الحج والعمره للبيت» (5)

18- وكذا «وحيث ما كنتم فَوَلُّوا وجوهكم قبله».

19- «ولا تُخافِتْ بصوتك ولا تطال به».

20- «كذلك اخذ ربك اذا أخذ القرى» بغير واو. (6)

21- وكذا «وزلزلوا فزلزلوايقول حيقيقه الرسول والذين آمنوا» (7).


1- المصاحف ص 64- 65 من طريق آخر. وفي القرآن «وفُومها» بقره/ 61
2- نفس المصدر ص 65. وليس في القرآن «وانه في.
3- نفس المصدر ص 66. وفي القرآن «اولئك لهم نصيب ممّا كسب
4- نفس المصدر. وفي القرآن «ولكل وجة هو موليها» بقره/.
5- نفس المصدر. وفي القرآن «واتّموا الحج
6- كل هذا في المصاحف ص 67. وفي القرآن بدل قبله «شطره» بقره/ 14
7- المصاحف، ص 67. وفي القرآن «وزلزلزوا حتّى يقول الرسول والذين آمنوا» بقره/ 214

ص: 41

ومن هنا يشرع السجستانى فى قراءه ابن مسعود فى السور مرتبا من صفحه 67 الى 83 ويختلف عن غيره. ويروى- غيرما ذكرنا من موارد- اكثر من ثلاثين ومائه مورد.

وبعد ذلك يذكر موارد اختلاف مصحف ابن عباس مع غيره. منها:

1- انه قرأ: «فلا جناح عليه الّا يَطَّوَفَ بهما» و ذكر ذلك من سبعه طرق. (1) نفس المصدر، ص 84. وليس في القرآن

3- انه كان يقرأ: «انما ذلكم الشيطان يخوفّكم اولياءه».

4- كذا عنه: «أولئك لهم نصيب مما اكتسبوا» قال ابو يعلم هكذا قرأ الأعمش. (2)

5- وكذا يقرأ: «وأقيموا الحج والعمره للبيت».

6- وكذا يقرأ: «وشاورهم فى بعض الامر».

7- وكذا يقرأ: «وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى محدَّث».

8- وكذا يقرأ: «يا حسره العباد».

9- وكذا يقرأ: «كأنك حفىٌّ بها».


1- نفس المصدر، ص 83. وفي القرآن «ان يطوف 2- انه قرأ: «ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم فى مواسم الحج» من عده طرق.
2- نفس المصدر، ص 85- 84. وفي القرآن «يُخَوِّفُ» آل عمران/ 175. وفي القرآن «ما كسبوا» بقره/ 202

ص: 42

10- وكذا يقرأ: «وان عزموا السّراح». (1)، و ليس في القرآن كلمة «بعض». آل عمران/ 159 وايضا ليس في القرآن بعد:

وكذا فى تسعه موارد اخرى. (2)

مصحف ابن الزبير

1- ابن الزبير يقرأ: «لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم فى مواسم الحج».(3)

2- عن عمرو قال سمعت ابن الزبير يقول «اين صبيانا هاهنا يقرؤون (سوره 21 آيه 295: «وحرم» وانما هى «حَرامٌ» ويقرؤون (س 6 آيه 105) «دارَسْتَ» وانما هى «دَرَسْتَ» ويقرؤون (س 88 آيه 4 و س 101 آيه 11) «حمئه» وانما هى «حامِيَهٌ». (4)

3- عن ابن الزبير انه يقرأ: «فى جنات يتساءلون يا فلان ما سلك فى سقر». (5)

4- وانه يقرأ: «فيصبح الفساق على ما اسروا فى انفسهم نادمين». (6)

5- وانه يقرأ: «ولتكن منكم أمه يدعون الى اخير ... ويستعينون بالله على ما اصابهم» (7)

مصحف عبدالله بن عمرو بن العاص

حدثنا عبدالله، حدثنا محمد حاكم، حدثنا زكريا بن عدى، حدثنا ابوبكر بن عياش قال: «قدم علينا شعيب بن محمد بن عمر العاص فكان الذى بينى وبينه فقال: يا ابابكر الا أخرج لك مصحف عبدالله بن عمرو بن العاص: فاخرج حروفا تخالف حروفنا فقال: واخرج رايه سوداء من ثوب خشن فيه زران وعروه فقال: هذه رايه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم التى كانت مع عمرو؛ قال ابوبكر وزاد أى فى هذا الحديث عن محمد بن العلاء عن ابى بكر قال: مصحف جده الذى كتبه هو وما هو فى قراءه عبدالله ولا فى قراءه اصحابنا، قال ابوبكر بن عياش قرأ قوم من اصحاب النبى صلى الله عليه واله وسلم القرآن فذهبوا ولم اسمع قراءتهم». (8)

مصاحف امهات المؤمنين

1- عن عروه قال: كان مكتوبا فى مصحف عائشه: «حافظوا على الصلوات والصّلاه الوسطى وصلاه العصر».(9)

2- ... اخبرنى ابن ابى حميد قال: اخبرتنى حميده قال: اوصت لنا عائشه بمتاعها فكان فى مصحفها «ان الله وملائكته يصلون على النبى صلى الله عليه واله وسلم والذين يصلون فى الصفوف الاول».


1- كل ذلك في نفس المصدر، ص 86- 85. وفي القرآن «واتمّوا الحج والعمرة لله» بقره/ 196
2- نفس المصدر، ص 86، 87.
3- المصاحف: ص 92. وليس في القرآن «في مواسم الحج»
4- نفس المصدر
5- المصاحف: ص 92 و رك ص: 61 وليس في القرآن «يا فلان».
6- نفس المصدر ص 93. وفي القرآن «فيصبحوا على ما اسروا في انفسهم نادمين» مائده/ 52.
7- نفس المصدر ص 93. «ويستعينون بالله على ما اصابهم» غير موجود في القرآن.
8- المصاحف: ص 93.
9- المصاحف: ص 93- 95. وفي القرآن «حافظوا عن الصلوات والصلاة الوسطى» بقره/ 238

ص:43

ص: 44

قالت: «قبل ان يغير عثمان المصاحف». (1)

3- عن سالم بن عبدالله ان حفصه امرت انسانا ان يكتب لها مصحفا وقالت اذا بلغت هذه الآيه (س 2 آيه 238) فاكتب «حافظوا على الصلوات والصلاه الوسطى وصلاه العصر». (2)من عده طرق.

4- عن عبدالله بن رافع مولى ام سلمه قالت له اكتب مصحفا فاذا بلغت هذه الآيه فأخبرنى ... فقالت اكتب: «حافظوا على الصلوات والصلاه الوسطى وصلاه العصر». (3)

مصاحف التابعين

1- سمعت عبيد بن عمير يقول: «اول ما نزل من القرآن: «سبح اسم ربك الذى خلقك».

2- عن عطاء انه قرأ: «يخوّفكم أولياءه». (4)

3- عن عكرمه كان يقرأ: «وعلى الذين يُطَوِّقونه».

4- عن مجاهد كان يقرأ: «فلاح جناح الّا يُطَوِّفَ بهما».

5- عن سعيد بن جبير كان يقرأ: «احلَّ لكم الطيبات وطعام الذين


1- نفس المصدر ص 95، الاتقان، ج 2 ص 25، الدرالمنثور، ج 5 ص 320. وفي القرآن «يصلّون على النبي» فقط
2- المصاحف: ص 95-.
3- المصاحف: ص 97- 98.
4- كلا الموردين في المصاحف: ص 98. وفي القرآن «سبّح اسم ربك الاعلى الذي خلق» اعلى/ 1، وفي القرآن «يخوّف»

ص: 45

أُتوا الكتاب من قبلكم». «1»

6- وعنه ايضا يقرأ: «فاذا هى تلقم ما يأفكون». «2»

7- عن علقمه وأسود يقرآن: «صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين» «3».

8- عن محمد بن ابى موسى: «ولكن الذين كفرو يفترون على الله الكذب واكثرهم لا يفقهون». «4»

9- كان حطان بن عبدالله يحلف عليها «وما محمد الا رسول قد خلت من قبله رسل»

10- قرأ صالح بن كيسان: «وجاءهم البينات»، «وجاءتهم البينات» وقال «يكاد»، «تكاد السموات».

11- سمعت الاعمش: «الله لا اله الا هو الحى القيّام». «5»

12- وايضا عنه يقرأ: «انعام وحرث حرج» «6» وفى القرآن «حجر».

والروايات كما ترى ليس فقط اختلاف القراءه من حيث الاعراب وليس ايضا اختلاف اللحن او ما يرتبط باللهجه بل فيه اضافات واسقاطات من الايه فى حد الكلمه او استعمال المترادفات او غير ذلك من الكلمات المفسره.

التحريف فى الصحاح وغيرها

يوجد فى كتب الصحاح وغيرها روايات كثيره تدل على التحريف.

وهذه الروايات على فرض صحتها لابد معها من القول بالتحريف ونحن نذكر قسما من هذه الروايات:

1- حدثنا قبصه بن عقبه ... عن ابراهيم بن علقمه قال: «دخلت فى نفر من اصحاب عبدالله الشام فسمع بنا ابوالدرداء فاتانا فقال: أفيكم من يقرأ؟ فقلنا: نعم. قال: فأيكم؟ فاشاروا الىّ، فقال: إقرأ، فقرات:

«والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى والذكر والانثى»

قال: أنت سمعتها من فىّ صاحبك قلت نعم، قال: وانا سمعتها من فىّ النبى صلى الله عليه واله وسلم وهؤلاءيأبون علينا» (1)

2- حدثنى الاعلى ... عن أنس بن مالك ان رعلا وذكوان وعصيه وبنى كيان استمدوا رسول الله على عدوهم فامدهم بسبعين من الانصار كنا نسميهم القراء فى زمانهم كانوا يحتطبون بالنهار ويصلون بالليل حتى اذا كانوا ببئر معونه قتلوهم وغدروا بهم فبلغ النبى صلى الله عليه واله وسلم ذلك فقنت شهرا يدعون فى الصبح على احياء


1- البخاري: مع حاشية السندي ج 3 ص 139، ج 2 ص 197. جامع الاصول ج 3 ص 49، مسند احمد ج 6 ص 449 و 451، الدر المنثور ج 6 ص 358، عن سعيد بن منصور و احمد و عبد بن حميد و البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر و ابن مردويه وابن علقمة وغيرهم. وفي القرآن «وما خلق الذكر والانثى»

ص:46

ص: 47

من احياء العرب على رعل و ذكوان و عصيه وبنى كيان. قال انس: فقر أنا فيهم قرآنا ثم ان ذلك رفع ... «بلغوا عنا قومنا أنَّا قد لقينا ربنا فرضى عنا وارضانا».

(1)

3- عن عمر: «لولا ان يقول الناس ان عمر زاد فى كتاب الله لكتبت آيه الرجم بيدى»

(2) عن مالك والبخاري ومسلم وابن الضريس . و هذا يعنى ان عمر قائل بالتحريف والنقص لان آيه الرجم ليست فى القرآن وهو لم يقل بنسخ التلاوه لانه يريد ان يكتبها ولكن يخاف من قول الناس ولذا نقل السيوطى عن صاحب البرهان للزركشى انه قال: «ظاهره ان كتابتها جائزه و انما منعه قول الناس والجائز فى نفسه قد يقوم من خارج ما يمنعه فاذا كانت جائزه لزم ان تكون ثابته لان هذا شأن المكتوب» (3)


1- البخاري: ج 3 ص 30 الاتقان ج 2 ص 26 عن الصحيحين، مسند ابي عوانة ج 2 ص 311 و 312، حياةالصحابة ج 1 ص 545 الثقات لابن حبان ج 1 ص 239، الطبقات الكبرى ج 2 ص 54.
2- البخاري: ج 4 ص 152، 153 باب الشهادةعند الحاكم في ولاية القضاء، الاتقان ج 2 ص 25 و 26 عن طرق كثيرة، وكذا الدر المنثور ج 1 ص 330 ج 5 ص 179
3- الاتقان ج 2 ص 26.

ص: 48

وقال ابن عبدالشكور: ... وهذا ثابت بطرق لا يبعد ان يدعو التواتر.(1)

وعن ابن اشته: ان عمر أتى بايه الرجم الى زيد فلم يكتبها لانه كان وحده. (2)

4- نقل عن ابن مسعود انه حذف المعوذتين من مصحفه وقال انهما ليستا من كتاب الله. (3)

5- اخرج البخارى ى تاريخه عن حذيفه قال: «قرأت سوره الاحزاب على النبى صلى الله عليه واله وسلم فنسيت منها سبعين آيه ما وجدتها». (4)

وكذا قالت عائشه على ما اخرجه ابوعبيد فى الفضائل وابن الانبارى وابن مردويه عنها:

«كانت سوره الاحزاب تقرأ فى زمان النبى صلى الله عليه واله وسلم مائتى آيه فما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها الا على ما هو الآن».

(5)


1- فواتح الرحموت بهامش المستصفي ج 2 ص 73، حقايق هامة، عنه ص 347.
2- الاتقان ج 1 ص 58.
3- مجمع الزوائد ج 7 ص 149 و 150 عن احمد وقال: رجاله صحيح، وكذا عن الطبراني في الكبير والاوسط، ارشاد الساري ج 7 ص 442، مصنف ابن ابي شيبة ج 10 ص 538، الدرالمنثور ج 6 ص 416، مشكل الآثا
4- الدرالمنثور ج 5 ص 180 ورك: الايضاح ص 221
5- الاتقان، ج 2 ص 25، الدرالمنثور، ج 5 ص 180. عن ابي عبيد في الفضائل وابن الانباري، وابن مردويه، الجامع لاحاكم القرآن ج 14 ص 13، مناهل العرفان ج 1 ص 273 المخاضرات ج 4 ص 434.

ص: 49

وكذا عن عبدالرزاق عن الثورى ... عن زربن حبيش قال: قال لى أبى بن كعب كأيِّنْ تقرؤون سوره الاحزاب قال: قلت ثلاثا وسبعين واما اربعا وسبعين قال قط: ان كانت لتقارب سوره البقره أو هى اطول منها و ان كانت فيها آيه الرجم قال قلت: ابا المنذر ما آيه الرجم؟ قال: «اذا زنيا الشيخ والشيخه فارجموهما البته نكالا من الله والله عزيز حكيم». (1) واخرجها الدر المنثور عن عبدالرزاق والطيالسي و سعيد بن منصور و عبدا

والعجب من القاضى عبدالجبار الذى ينسب القول بالتحريف الى جماعه من الاماميه ويقول: انّهم قالوا: ان سوره الاحزاب كانت بحمل جمل وانه زيد فيه ونقص وغير و حرف (2) و انت ترى ان الروايات حول تحريف سوره الاحزاب وتنقيصه من طرق اهل السنه ومروى فى كثير من كتبهم!! فلما ذا يتهم الشيعه؟

6- اخبرنا عبدالرزاق عن ابن جريج عن عمرو بن دينار قال: سمعت بجاله التميمى قال: وجد عمر بن الخطاب مصحفا فى حجر غلام فى المسجد فيه:


1- الاتقان ج 2 ص 25، اخبار اصبهان ج 2 ص 328، المصنف لعبد الرزاق ج 7 ص 110 و ج 3 ص 36 مناهل العرفان ج 2 ص 111
2- شرح اصول الخمسة ص 601

ص: 50

«النبى اولى بالمؤمنين من انفسهم وهو ابوهم».

فقال حَكِّها يا غلام. فقال: لا احكها وهى فى مصحف أبىّ بن كعب، فانطلق الى ابىّ فقال له: «انى شغلنى القرآن وشغلك الصفق بالاسواق».(1) وذكرها السيوطي عنه و عن سعيد بن منصور واسحق بن راهويه و ابن المنذر والبيهقي عن بجالة، وكذا نقل عن الفريابي وابن مردويه والبيهقي في سننه

7- حدثنا عبدالله بن صالح عن هشام بن سعيد عن زيد بن اسلم عن عطاء عن يسار عن ابى واقد الليثى قال:

«كان رسول الله اذا أوحى اليه أتيناه فعلَّمنا مما أوحى اليه قال: فجئت ذات يوم فقال ان الله يقول:

«انا أنزلنا المال لاقامه الصلاه وايتاء الزكاه ولو ان لابن آدم واديا لاحب ان يكون اليه الثانى ولو كان اليه الثانى لأحب أن يكون اليهما الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم الا التراب ويتوب الله على من تاب». (2)


1- المصنف لعبد الرازق ج 10 ص 181،
2- مجمع الزوائد ج 7 ص 140، 141 عن احمد و قال رجاله صحيح وكذا عن الطبراني في الاوسط وكذا عن الترمذي وابن ماجة وايضا الاتقان ج 2 ص 25، مسند احمد ج 5 ص 131 و 132، جامع الاصول ج 3 ص 52، والدر المنثور ج 1 ص 105، 106، عن عدة طرق، ومناهل العرفان ج 2 ص 111 و صحيح مسلم ج 3 ص 100 مسند احمد ج 6 ص 55، والمصنف لعبد الرازق ج 10 ص 436 اخبار اصبهان ج 2 ص 183، وكذا صحيح مسلم كتاب الزكاة ج 2 ص 726؛ البرهان في علوم القرآن ج 2 ص 36، 37 المعجم الكبير ج 5 ص 184 مختصر تاريخ دمشق ج 3 ص 194

ص: 51

8- و روى ابوحرب من ابى الاسود عن أبيه قال: بعث ابوموسى الاشعرى الى قراء اهل البصره فدخل عليه ثلاثمائه رجل قد قرأوا القرآن، فقال: انتم خيار اهل البصره وقرأهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم وانا كنا نقرأ سوره نشبهها فى الطول والشدّه ببراءه فأنسيتها، غير أنى قد حفظت منها، «... لو كان لابن آدم و اديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب».

وكنا نقرأ سوره كنا نشبهها با حدى المسبحات فأنسيتها أنى حفظت منها:

«يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، فتكتب شهاده فى اعناقكم فتسألون يوم القيامه». (1)

9- عن سفيان عن الاعمش ... عن عبدالله بن سلمه. قال: قال حذيفه: ما تقرؤون ربعها!! يعنى البراءه. (2)

10- عن ابن عباس: لما نزلت:

وأنذر عشيرتك الأقربين «ورهطك منهم المخلصين» ...


1- صحيح مسلم ج 3 ص 100، الاتقان ج 2 ص 25، البرهان ج 2 ص 27
2- رواه الهيثمي في مجمع ال

ص: 52

11- اخرج ابن عبدالبر فى التمهيد من طريق عدى بن عمره بن فروه عن ابيه عن جده عميره بن فروه أن عمر بن الخطاب قال لأَبىّ: او ليس كنا نقرأ فيما نقرأمن كتاب الله:

«ان انتفاء كم من آبائكم كفر بكم»؟ فقال بلى ثم قال: أو ليس كنا نقرأ «الولد للفراش و للعاهر الحجر فيما فقدنا من كتاب الله؟». وفى روايه آخر عن ابن عباس انه سمع عمر يقول: قد كنا نقرأ: «لا ترغبوا عن آبائكم فانه كفر بكم» او «ان كفراً بكم ان ترغبوا عن ابائكم». (1)

12- عن الثورى: «بلغنا ان اصحاب النبى صلى الله عليه واله وسلم (الذين) كانوا يقرؤون القرآن اصيبوا يوم مسيلمه فذهبت حروف من القرآن». (2)

13- عبدالرزاق عن عيينه عن عمرو بن عبيد عن الحسن قال: «هَمَّ عمربن الخطاب ان يكتب فى المصاحف: ان رسول الله ضرب فى الخمر ثمانين». (3)

14- اخرج الطبرانى بسند موثق عن عمر بن الخطاب مرفوعا:

«القرآن الف الف وسبعه وعشرون الف حرفا». (4)


1- المصنف لابن ابي شيبة ج 14 ص 564، الدر
2- الدر المنثور ج 5 ص 179، المصنف لعبد الرزاق ج 7 ص 330
3- المصنف لعبد الرزاق ج 7 ص 379 و 380
4- الاتقان ج 1 ص 70، وكنز العمال ج 1 ص 460 عن الطيالسى وابن نصر السجزى في الابانة وابن مردويه والطبرانى في الصغير، مجمع الزوائد ج 7 ص 163، البرهان ج 1 ص 249، ج 2 ص 127 مناهل العرفان ج

ص: 53

بينما ان حروف القرآن لا يتجاوز عددها ثلث هذا المقدار.

فمع وجود هذا والكثير من أمثاله فى كتب اهل السنه فلم ينسب بعض المنحرفين قول التحريف الى الشيعه؟ (1)

15- عن نافع عن ابن عمر قال:

«ليقولن احدكم قد اخذت القرآن كله، وما يدريه ما كله، قد ذهب منه قرآن كثير ولكن ليقل قد اخذت منه ما ظهر». (2)

16- عن عائشه قالت: «كان فيما انزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرّمن». (3)

17- عن مالك: «ان اولها [سوره البراءه لما سقط، سقط معه البسمله فقد ثبت انها كانت تعدل سوره البقره». (4)

18- اخرج ابن مردويه عن ابن مسعود: قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:

«يا أيها الرسل بلغ ما انزل اليك من ربك «ان علياً مولى المؤمنين» و ان لم تغفل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس». (5)


1- الشيعة والسنة ص 70
2- الاتقان ج 2 ص 25
3- صحيح مسلم ج 4 ص 167 و 168، المص
4- الاتقان ج 1 ص 65.
5- الدرالمنثور ج 2 ص 298، والتمهيد في علوم القرآن عنه، ج 1 ص 261.

ص: 54

19- اخرج ابن ماجه عن عائشه قالت:

«لقد نزلت آيه الرجم ورضاعه الكبير عشرا ولقد كانت فى صحيفه تحت سريرى فلما مات رسول الله وتشاغلنا بموته دخل الداجن فأكلها». (1) الاتقان ج 2 ص 26(2) الاتقان ج 2 ص 25، البيان في تفسير القرآن عنه ص 223، كنزالعمال ج 2 ص 358، الدرالمنثور ج 1 ص 106 عن ابي عبيد و ابن الضريس وابن الانبارى و رك: مشكل الاثار ج 2 ص 415


1- تأويل مختلف الحديث ص 310 وراجع مسند احمد 20- و روى ابوسفيان الكلاعى ان مسلمه بن مخلد الأنصارى قال لهم ذات يوم: اخبرونى بايتين فى القرآن لم يكتبا فى المصحف، فلم يخبروه وعندهم ابوالكنود سعد بن مالك، فقال ابن مسلمه: «ان الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، الا ابشرو انتم المفلحون والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما اخفى لهم من قره أعين جزاءً بما كانوا يعلمون».
2- 21- وروى المسور بن مخرمه قال «قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: الم تجد فيما انزل علينا: «ان جاهدوا كما جاهدتم اول مره» فانا لا نجدها؟ قال: اسقطت فيما اسقط من القرآن.

ص: 55

22- روى عن ابىّ بن كعب أنه كتب فى مصحفه سورتى الحفد و الخلع: «اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونثنى عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم اياك نعبد و لك نصلى ونسجد واليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك ان عذابك بالكافرين ملحق». (1) نقلها عن ابي عبيد والطبرانى والبيهقى وابن جريح وم

قال حسين بن المنارى فى كتابه الناسخ والمنسوخ: ومما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظ سورتا القنوت فى الوتر وسمى سورتى الخلع والحفد.

(2)

جوابنا عن روايات أهل السنه فى التحريف

ألف- لقد ثبت عند جميع المسلمين تواتر القرآن ولم يقل احد منهم- اعتقاداً- انه قد ثبت عن طريق الآحاد لا كلًا ولا بعضا، فعلى هذا نطرح كل الروايات التى يشم منها ثبوت القرآن أو بعضه بغير التواتر، وكذا نطرح الروايات التى تقول بنسخ التلاوه لبعض الآيات، فهذه الروايات كلها آحاد لا تثبت قرآنا و لا تصمد امام تواتر القرآن الثابت عند جميع المسلمين، فيجب الحكم ببطلانها حتى ولو افترضت صحه سندها أيضا لمخالفتها للكتاب (كما قلنا فى السابق)


1- مجمع الزوائد ج 7 ص 157، والاتقان ج 2 ص 26 و عن المستدرك على الصحيحين وروح المعانى ج 1 ص 25، والبرهان ج 2 ص 37، الاتقان ج 1 ص 65
2- الاتقان، ج 2، ص 26.

ص: 56

بالاضافه الى اعتقاد جميع المسلمين بتواتر الكتاب.

ب- اما بالنسبه الى القراءات المختلفه التى نقلت عن بعض الصحابه فى قسم من الآيات، فنناقشها فى المباحث الآتيه. ولكن نقول هنا باختصار:

ان هذه القراءات مما وجد بعد عصر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من قِبَلِ الصحابه الذين كان كل واحد منهم من قبيله وبلد، ولم يكن سماعهم من النبى صلى الله عليه واله وسلم كاملًا، كما ان بعضهم كان ينسى الآيات او قراءتها الصحيحه، فيتخيل على النحو الذى يراه- كما يظهر من كثير من الروايات المتقدمه-، بل ذهب كل منهم الى بلد فقرأ القرآن بنحو يختلف به مع غيره من حيث القراءه، و لذا لما رأى حذيفه ذلك فى آذربيجان، خاف من الاختلافات بين اهل الشام و العراق، فجاء الى عثمان و عرض عليه هذا الامر، فحمل عثمان الناس على قراءه واحده حفظا للقرآن من التحريف والنقصان وأيده الامام على عليه السلام أيضا فى ذلك.

فعلى هذا نقول: ان القراءات التى نقلها القراء والمفسرون و ... لم تكن كلها صحيحه، بل ما تواتر و ثبت التواتر فى حقها واقعا يكون فى نظرنا صحيحا مع القول بأن واحده منها فى الواقع صحيحه فقط ولكن اذا لم يكن تشخيص هذه الواحده من بين القراءات المتعدده المتواتره ممكنا فاننا نقول بصحه ما هو المتواتر فقط ولو كان اثنين أو ثلاثه أو ... والموارد المتواتر قليل جداً.

ص: 57

ج- اما بالنسبه الى ما نسب الى ابن مسعود حول انكاره كون المعوذتين من القرآن فنقول: انه بالاضافه الى عدم قبول هذا من ابن مسعود لتواتر القرآن وثبوتهما عند جميع المسلمين، نرى ان بعض الناس نفى هذه النسبه الى ابن مسعود كما يظهر ذلك من الفخر الرازى فى تفسيره، ويقول النَوَوى أيضا: أجمع المسلمون على ان فاتحه الكتاب والمعوذتين من القرآن ... وما نقل عن ابن مسعود باطل ليس بصحيح، كما ان ابن حزم انكر هذه النسبه الى ابن مسعود، وأيضا روى ان عاصم أخذ قراءتها من ابن مسعود والحال ان المعوذتين و فاتحه الكتاب ثابته فى مصحف عاصم!

ويقول حول ذلك صاحب المناهل: «اذا انكر ابن مسعود هاتين السورتين لا يضرنا لوجود التواتر على انهما من القرآن». (1)

اما القسطلانى فانه لما رأى ان تكذيب هذا القول بالنسبه الى ابن مسعود ينتهى الى تكذيب الرواه الذين نقلوا ذلك قال بتوجيه آخر؛ و هو ان ابن مسعود لمن ينكر قرآنيتهما بل انكر اثباتهما فى مصحفه». (2)

... ونحن نقول للقسطلانى لماذا هذا التوجيه فاذا لم ينكر ابن مسعود قرآنيتهما فلماذا لم يثبتهما فى مصحفه؟!

اما الباقلانى فيكذب رواه هذه النسبه ويقول: «اما المعوذتان فكل


1- راجع كل ذلك في: مناهل العرفان ج 1 ص 268 و 269، البرهان في علوم القرآن ج 2 ص 128.
2- ارشاد السارى، ج 7 ص 442.

ص: 58

من ادَّعى ان ابن مسعود أنكر أن تكونا من القران فقد جهل وبَعُد عن التحصيل لان سبيل نقلهما سبيل نقل القرآن». (1)

وأما بالنسبه الى ما نسبت الى ابىّ من أنه أضاف الى مصحفه سورتى الخلع والحفد! فيقول القاضى:

«ولا يجوز أن يضاف الى عبدالله أو الى أبىّ بن كعب او زيد أو عثمان أو على عليه السلام أو واحد من ولده أو عترته جحد آيه أو حذف من كتاب الله وتغييره او قراءته على خلاف الوجه المرسوم ... وان كلام القنوت المروى عن أبىّ بن كعب الذى اثبته فى مصحفه لم تقم حجه بانه قرآن منزل بل هو ضرب من الدعاء وانما روى عنه انه اثبته فى مصحفه وقد ثبت فى مصحفه ما ليس بقرآن، من دعاء أو تاويل». (2)

ويقول الباقلانى: ان كلام القنوت المروى عن ابىّ بن كعب أثبته فى مصحفه لم تقم الحجه بأنه قرآن منزل بل هو ضرب من الدعاء!! و انه لو كان قرآنا لنقل الينا نقل القرآن وحصل العلم بصحته». (3)

فهذه الروايات التى نقلت من كتب اهل السنه والتى تدل على التحريف، اما انها من خلط الصحابه، أو سهوهم، أو اجتهادهم الخاطئ فى ذلك، واما تخليط من الرواه لنقل هذه الروايات كذبا وافتراءً


1- نكت الانتصار لنقل القرآن ص 90.
2- البرهان في علوم القرآن ج 2 ص 128.
3- نكت الانتصار لنقل القرآن ص 80 وراجع مناهل العرفان ج 1 ص 264 عنه. ورك: مقدمتان في علوم القرآن ص 75

ص: 59

عليهم، فبعد ثبوت تواتر القرآن عند جميع المسلمين يجب طرح هذه الروايات وان وجدت فى البخارى او مسلم او غيرهما من السنن والصحاح ...

وبالنسبه الى القراءات العجيبه التى رواها ابن ابى داود فى المصاحف نقول ان اكثرها ناش من خلط التفسير مع التنزيل واشار الى ذلك السيوطى وابن الجزرى وغيرهما (1) كما ان قسما منها اجتهادات واوهام من قبل الصحابه والتابعين والقرّاء يجب طرحها من تراثنا الدينى والقرآنى.

قصه البسمله والتحريف

هنا قصه أخرى تدل ايضا على قولهم بالتحريف وان لم يصرحوا به: وهو ادعاء بعضهم عدم كون البسمله من الآيات القرآنيه.

يقول الزمخشرى: قُرّاء المدينه والبصره والشام وفقهاؤها على ان التسميه ليست بآيه من فاتحه الكتاب ولا من غيرها من السور (2)،ورووا ايضا روايه فى نزول البسمله بانها نزلت ابتداء بسم الله وبعد من مده الحق بها الرحمن وبعد مده نزلت بتمامها (3)فمعنى هذا ان


1- الاتقان ج 1 ص 77، النشر ج 1 ص 32 و رك: حقايق هامة ص 243 و 249
2- الكشاف ج 1 ص 1، وراجع حول نفيهم ذلك: المدوَّنة الكبرى ج 1 ص 64
3- التشبيه والاشراف ص 225، السيرة الحلبية ج 3 ص 23، كنزالعمال ج 5 ص 244، الطبقات الكبرى ج 1 ص 263 و 264، روح المعانى ج 1 ص 37، العقد الفريد ج 3 ص 4.

ص: 60

البسمله ليست من فاتحه الكتاب التى يقرؤها النبى صلى الله عليه واله وسلم من ابتداء البعثه.

والباقلانى كتب صفحات متعدده حول اثبات أن البسمله ليست آيه من فاتحه الكتاب ولا من فاتحه كل سوره وانما هى القرآن فى سوره النمل فقط.(1) والذى فهم ان القول بحذف البسمله يعنى القول بتحريف القرآن هو الفخر الرازى الذى يقول: ردا على من يعتقد ان البسمله ليست من القرآن:

«فلو لم تكن التسميه من القرآن لما كان القرآن مصونا من التغيير، و لما كان محفوظا من الزياده، ولو جاز أن يظن بالصحابه أنهم زادوا لجاز أيضا أن يظن بهم النقصان، وذلك يوجب خروج القرآن عن كونه حجه». (2)

وكذا نبه السبد ابن طاووس رضى الله عنه على ذلك ردا على احد أهل السنه الذى اتهم الشيعه بالاعتقاد بالتحريف قال:

«... قد رأينا فى تفسيرك انك ادَّعيت ان بسم الله الرحمن الرحيم ما هى من القرآن الشريف وقد اثبتها عثمان فيه وهو مذهب سلفكم انهم لا يرونها آيه من القرآن وهى مائه وثلاثه عشره آيه من المصحف الشريف تزعمون أنها زائده وليست من القرآن فهل هذا الاعتراف منك يا ابا على بزيادتكم ى المصحف الشريف والقرآن ما ليس فيه».


1- الانتصار ص 71 الى 74.
2- التفسير الكبير ج 19 ص 160.

ص: 61

وقال ابن طاووس ايضا: ان ذلك هو مذهب اهل السلف من السنه. (1)

والذى نقول به هو ان البسمله جزء من القرآن لانما كتبت فى المصاحب وتَقرِء من بدء الامر ولا يمكن الترديد فى ذلك و الترديد فيه ينتهى الى ما اشاره اليه الرازى فى تفسيره.

الحروف المقطعه أسماء للسور!

هذا الكلام الذى ذكره عده من اهل السنه يدل على التحريف ايضا. يقول ابن طاووس رحمه الله ردا على احد اهل السنه:

«... وجدناك فى تفسيرك تذكر أن الحروف المقطعه التى فى اول سور القرآن أسماء السور، ورأينا هذا المصحف الشريف الذى تذكر ان سيدك عثمان بن عفان جمع الناس عليه قد سمى كثيرا من السور التى اولها حروف مقطعه بغير هذه الحروف ...». وأيضا نقل عن عبدالرحمن بن اسلم ان الحروف المقطعه هى أسماء السور، (2) فمع تصريحهم بأن أسماء السور قد وضعت من قبل الصحابه من جهه، وكون الحروف المقطعه هى أسماء السور من جهه أخرى- كما يقولون- فوجود هذه الحروف المقطعه فى القرآن يدل على التحريف.

نسخ التلاوه

قيل فى جواب الروايات التى نقلناها فيما سبق- والتى تدل على نقص فى بعض السور كالبراءه والاحزاب وغيرهما- ان هذا النقص قد نسخت تلاوته ونسخ من قبل الله، ويعبر عن ذلك ب- «نسخ التلاوه».

اما نحن فلا نستطيع ان نقبل هذا القول بل نقول: ان نسخ التلاوه امر وضع فى وقت متأخر من أجل تصحيح ما رواه اهل السنه حول النقص فى بعض السور أو حذف بعض الآيات اوضياع قسم منها، او اكل الشاه والداجن له. نعم لقد وضعوا ذلك من اجل توجيه ما رواه بعض الناس من دون فهم. لذا نرى أن جمعا من علماء السنه ايضا ينكرون هذا النوع من النسخ.

يقول الامام السرخسى: «لايجوز هذا النوع من النسخ فى القرآن عند المسلمين، وقال بعض الملحدين ممن يتستر باظهار الاسلام- وهو قاصد الى فساده- هذا جائر. بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم، واستدل فى ذلك بما روى عن ابى بكر «لا ترغبوا عن آبائكم فانه كفر بكم» وما روى عن أنس «بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا» وما قاله عمر «قرأنا آيه الرجم فى كتاب الله ورعيناها» وما قاله أبىّ: «ان سوره الاحزاب كانت مثل سوره البقره او اطول منها» [فاضاف السرخسى:] والشافعى لايظن به موافقه هؤلاء فى هذا القول، ولكنه استدل بما هو قريب من هذا فى عدد الرضعات فانه


1- سعدالسعود، ص: 145.
2- تفسير القرآن العظيم، ج 1 ص 36،

ص:62

ص: 63

صحح ما يروى عن عائشه: «ان مما أنزل فى القرآن «عشر رضعات معلومات يحرمن» فنسخن بخمس رضعات معلومات وكان ذلك مما يتلى فى القرآن بعد وفاه رسول الله».

وقال السرخسى بعد ذلك: «والدليل على بطلان هذا القول قوله تعالى: «انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون» ومعلوم أنه ليس المراد الحفظ لديه تعالى فانه يتعالى من ان يوصف بالغفله والنسيان فعرفنا ان المراد الحفظ لدينا.

وقد ثبت انه لا ناسخ لهذه الشريعه بوحى ينزل بعد وفاه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولو جوزنا هذا فى بعض ما اوحى اليه لوجب القول بتجويز ذلك فى جميعه فيؤدى ذلك الى القول بأن لا يبقى شى ء مما ثبت بالوحى بين الناس فى حال بقاء التكليف. وأى قول اقبح من هذا ...». (1)

ويقول أيضا الدكتور صبحى الصالح:

«وجعلوا النسخ على ثلاثه أضرب: نسخ الحكم دون التلاوه، و نسخ التاوه دون الحكم، ونسخ لتلاوه مع الحكم ... اما الجرأه العجيبه ففى الضربين الثانى والثالث نسخت فيهما- بزعمهم- تلاوه آيات معينه، إمّا مع نسخ الحكم وإمّا من دونه، والناظر فى صنيعهم هذا سرعان ما يكتشف فيه خطأ مركِّبا: فتقسيم المسائل الى أضراب انما يصلح اذا كان لكل ضرب شواهد كثيره او كافيه- على الاقل-


1- اصول السرخى ج 2 ص 78- 80 نقلا عن التمهيد ج 2 ص 281.

ص: 64

ليتيسِّر استنباط قاعده منها، وما لعشاق النسخ الا شاهد او اثنان على كل من هذين الضربين وجميع ما ذكروه منها اخبار آحاد ولا يجوز القطع على انزال القرآن ونسخه باخبار آحاد لا حجه فيها. وبهذا الرأى السديد أخذ ابن ظرفر فى كتاب الينبوع (1)اذا انكر أن هذا مما نسخت تلاوته وقال «لان الخبر الواحد لا يثبت القرآن». (2) وذكر الشيخ صبحى امثله من ذلك كآيه الرجم، وعشر رضعات و ...

أما نحن فنقول للشيخ صبحى: ماذا تقولون إذن بهذه الروايات الوارده فى كتب اهل السنه وصحاحهم؟ فان كانت روايات آحاديه- كما ذكرت وهو الحق- وجب الحكم ببطلان الروايات التى أوردها البخارى ومسلم وغيرهما.

فآيه الرجم مثلا ان كانت باطله فمن المقصر فى ذلك؟

ومن المضحك توجيه السيوطى حول نسخ التلاوه بالنسبه آيه الرجم يقول: وخطر لى فى ذلك نكته حسنه [!!] وهو ان سببه التخفيف على الامّه بعدم اشتهار تلاوتها وكتابتها فى المصحف وان كان حكمها باقيا لانه اثقل الاحكام واشدها واغلظ الحدود».

اذا كان الامر كذلك فلماذا انزل الله تعالى الايه ثم نسخها نسخ التلاوه لا الحكم، فلما ذا لا يمكن ان يكون سنه من ناحيه الرسول من الاول وهل كل ما يدعى فيه نسخ التلاوه من هذا القبيل؟


1- هو ابوعبدالله بن ظفر المتوى 568 ومن كتاب الينبوع اجزاء متفرقة من نسخة خطية بدار الكتب بالقاهرة برقم 310 تفسير.
2- مباحث في علوم القرآن ص 265 و 266.

ص: 65

وبعد فاننا نسئل ان ما روى عن ابى موسى الاشعرى و ابن عمر وأبىّ بن كعب وغيرهم هل هو صحيح عنهم او مكذوب عليهم؟ فهل روايه هذه الروايات الآحاد التى لا تثبت قرآنا الا القول بالتحريف من ناحيه الصحاح ...

فلذا يقول السيد الخوئى:

«ان القول بنسخ التلاوه عين القول بالتحريف والاسقاط، وبيان ذلك أن نسخ التلاوه هذا اما أن يكون قد وقع من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واما ان يكون ممن تصدى للزعامه من بعده. فان أراد القائلون بالنسخ وقوعه من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فهو أمر يحتاج الى الاثبات، وقد اتفق العلماء أجمع على عدم جواز نسخ الكتاب بخبر الواحد، وقد صرح بذلك جماعه فى كتب الاصول وغيرهما، (1)بل قطع الشافعى واكثر أصحابه وأكثر اهل الظاهر بامتناع نسخ الكتاب بالسنَّه المتواتره، واليه قد ذهب احمد بن حنبل فى احدى الروايتين عنه، بل كان جماعه ممن قالو بإمكان نسخ الكتاب بالسنَّه المتواتره منعوا وقوعه. (2) وعلى ذلك فكيف تصح نسبه النسخ الى النبى صلى الله عليه واله وسلم بإخبار هؤلاء الرواه.

مع أن نسبه النسخ الى النبى صلى الله عليه واله وسلم تنافى جمله من الروايات التى تضمنت ان الاسقاط قد وقع بعده [كما


1- الموافقات، ج 3 ص 106.
2- الاحكام في أصول الاحكام، ج 3 ص 217.

ص: 66

ذكرنا ذلك فى المباحث السابقه . وان أرادوا أن النسخ قد وقع من الذين تصدوا للزعامه بعد النبى صلى الله عليه واله وسلم فهو عين القول بالتحريف وعلى هذا فيمكن أن يدّعى ان القول بالتحريف هو مذهب اكثر علماء اهل السنه لانهم يقولون بجواز نسخ التلاوه سواء أنسخ الحكم، ام لم ينسخ ... نعم ذهبت طائفه من المعتزله (1) والى عدم جواز نسخ التلاوه». (2)

وقد نفى القول بنسخ التلاوه أيضا كل من: الجزيرى فى كتابه «الفقه على المذاهب الربعه» ج 3 ص 257، والاستاذ السايس فى كتابه «فتح المنان على حسن العريض» ص 216 و 217. (3) وغيرهم كما حكى الزركشى عنهم ذلك (4) وعلى ذلك يحب التصريح بان هذه الا باطيل قد دُسّ فى الصحاح!

جمع القرآن والتحريف

ان سيره المسلمين فى قبال القرآن فى التاريخ هى عدم الشك فى آيه من آيات الله واعتقادهم بأنه كله هو المنزل من جانب الله من دون نقص او زياده فيه.

ومع ذلك فقد روى اهل السنه فى صحاحهم وغيرها من السنن


1- الاحكام في اصول الاحكام، ج 3 ص 201
2- البيان في تفسير القرآن، ص 224، 225.
3- راجع: التمهيد في علوم القرآن، ج 2 ص 281.
4- البرهان في علوم القرآن ج 2 ص 39، 40.

ص: 67

روايات حول جمع القرآن يفهم منها عدم تواتر الآيات القرآنيه بل ثبتت بالآحاد. وها نحن نذكر بعض هذه الروايات ثم نناقشها:

* عن البخارى: عن زيد بن ثابت. قال: أرسل إلىَّ أبوبكر مقتل أهل اليمامه فاذا عمر بن الخطاب عنده فقال ابوبكر: إنعمر أتانى فقال: «ان القتل قد استحر يوم اليمامه بقُرّاء القرآن، وإنى أخشى أن يستحر القتل بالقُرّاء فى الموطن فيذهب كثير من آى القرآن، وإنى أرى أن تأمر بجمع القرآن» فقلت لعمر: «كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه واله وسلم؟ قال عمر هو والله خير؛ فلم يزل يراجعنى حتى شرح الله صدرى لذلك ورأيت فى ذلك رأى عمر» قال زيد: قال ابوبكر:

«انك شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحى لرسول الله، فتتبع القرآن أجْمَعَهُ، فو الله لو كلفونى نقل جبل من الجبال ما كان اثقل مما امرنى به من جمع القرآن، قلت: «كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه واله وسلم»!!؟ قال: «هو والله خير» فلم يزل أبوبكر يراجعنى حتى شرح الله صدرى للذى شرح الله له صدر أبى بكر وعمر، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال!! فوجدت آخر سوره التوبه مع أبى خزيمه الانصارى لم اجدها مع غيره: «لقد جاءكم رسول ...» حتى خاتمه البراءه فكانت الصحف عند ابى بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصه بنت عمر». (1)


1- البخارى، كتاب التفسير باب جمع القرآن، ج 3، ص 21، 139، 140 وأيضا الاتقان ج 1 ص 57 عنه تاريخ الخلفاءص 77 وتفسير الطبرى ج 1 ص 20. تفسير القرطبي ج 1 ص 50 مختصر تاري

ص: 68

* وعن ابن ابى داود من طريق الحسن: «ان عمر سأل عن آيه من كتاب الله فقيل كانت مع فلان قتل يوم اليمامه فقال: إنا لله وأمر بجمع القرآن فكان اول من جمعه فى المصحف». (1)

* وعن ابن اشته فى المصاحف عن ابن بريده قال: «اول من جمع القرآن فى مصحف سالم مولى حذيفه، أقسم لا يرتدى برداء حتى يجمعه، وثم ائتمروا ما يسمونه فقال بعضهم سموه السِّفْر، قال ذلك تسميه اليهود فكرهوه فقال: رأيت مثله بالحبشه يسمى المصحف فاجمتع رأيهم على ان يسموه المصحف». (2)

* وعن زيد بن ثابت: «كتبنا المصاحف، ففقدت آيه كنت أسمعها من رسول الله فوجدت عند خزيمه «من المؤمنين رجال صدقوا ...» وكان عمر لا يقبل آيه من كتاب الله حتى يشهد عليها شاهدان فجاء رجل من الانصار بآيتين فقال عمر، لا اسألك عليها شاهدا غيرك». (3)

* وعن يحيى بن عبدالرحمن حاطب قال: «أراد عمر ان يجمع القران فقام فى الناس فقال «من كان تلقى من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم شيئا من القرآن فليأتنا به» وكانوا كتبوا ذلك فى الصحف والألواح والعسب، وكان لا يقبل شيئا من ذلك حتى يشهد عليه شاهدان. فجاء خزيمه فقال: انى رأيتكم تركتم آيتين لم تكبتوهما،


1- الاتقان ج 1 ص 58.
2- الاتقان ج 1 ص 58.
3- تهذيب تاريخ دمشق ج 5 ص 136، البخارى، كتاب التفسير وراجع البرهان ج 1 ص 234 عنه. تفسير القرطبي ج 1 ص 51

ص: 69

فقال وما هما؟ قال تلقيت من رسول الله «لقد جاءكم رسول ...».(1)

* عن أنس بن مالك: «كنت فيمن أملى عليهم فربما اختلفوا فى الآيه فيذكرون الرجل قد تلقاها من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولعله يكون غائبا او فى بعض البوادى فيكتبون ما قبل الآيه وما بعدها ويدعون موضعها حتى يجى ء الرجل او يرسل اليه».(2)

* عن أبىّ بن كعب «انهم جمعوا القرآن فى المصاحف فى خلافه ابى بكر رحمه الله وكان رجال يكتبون ويملى عليهم أبىّ فلما انتهوا الى هذه الآيه من سوره براءه: «ثم انصرفوا صرف الله ...» فظنوا أن هذا آخر ما نزل من القرآن فقال: أبىّ بن كعب اقرأنى بعدها آيتين «لقد جاءكم رسول ...». (3)

* عن ابى داود بن الزبير أن أبابكر قال لعمر ولزيد: «أقعد على باب المسجد فمن جاءكم بشاهدين على شى ء من كتاب الله فاكتباه». (4)

* عن ابن سيرين: «مات ابوبكر وعمر ولم يجمع القرآن». (5)

* وروى ابن سعد «ان اول من جمع القرآن عمر». (6)

فهذه الروايات وامثالها كثيره فى كتب الصحاح وغيرها والقبول بها فى شأن جمع القرآن انما يعنى القبول بعدم تواتر القرآن، واثباته


1- تهذيب تاريخ دمشق ج 4 ص 136.
2- تفسير الطبرى ج 1 ص 21.
3- مجمع الزوائد، ج 7 ص 35.
4- ارشاد السارى، ج 7 ص 44.
5- مصنف ابن ابي شيبة ج 13 ص
6- الطبقات الكبرى، ج 3 ص 281.

ص: 70

بإخبار آحاد كقول خزيمه، او بشاهدينا و بنقل ابىّ بن كعب او بقول رجل كان فى البوادى فيرسل اليه حتى يقرأها لهم، او كانت الآيه مع رجل قتل فى اليمامه، او غير ذلك من المسائل التى لا يمكن التغاضى عنها لو أريد قبول مرويات الصحاح بهذا الشأن. ونحن لا نعلم كيف يرضى بعض المحدثين نقل هذه الروايات بعنوان فضائل الخلفاء مع دلالتها على عدم اهتمام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بجمع القرآن والحطّ من شأنه صلى الله عليه وآله وسلم. وكم يوجد مثل ذلك فى روايات الفضائل التى يشر بشكل غير صيح الى بعض الخطاء فى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع ان ظاهره يدل على فضل بعض الصحابه! كما فى قصه اسارى بدر وقصه الحجاب وكم له نظير فى السيره.

وقد تنبه الزركشى لهذا الأمر وذكر توجيها فى المقام لايمكن قبوله؛ يقول بالنسبه لقول زيد بأخذ آيتين من خزيمه:

«ليس فيه اثبات القرآن بخبر الواحد لأن زيدا كان قد سمعها وعلم موضعها فى سوره الاحزاب بتعليم (النبى) فكذلك من الصحابه ثم نسيها فلما سمع ذكّره، وتتبعه للرجال كان للاستظهار لا استحداث العلم» (1)

ولكن لا دليل على مثل هذا التوجيه اذا لو قبلنا ذلك فهل ثبت التواتر بعلم زيد و خزيمه فقط؟ وهل نسى كل من الصحابه هذه


1- البرهان، ج 1، ص 236.

ص: 71

الآيه؟!! واذن فلعلهم جميعا قد نسوا بعض الآيات حتى خزيمه! ولم يوجد من يذكرهم ويستظهر لهم العلم!

واقبح من هذا توجيهه حول آيات آخر سوره التوبه التى قال زيد عنها: «وجدت آخر سوره براءه مع خزيمه بن ثابت ولم اجدها مع غيره» اذا يقول الزركشى: «يعنى ممن كانوا فى طبقه زيد ممن لم يجمع القرآن». (1) فهذا توجيه لا سند له.

وقد حاول آخرون تصحيح قصه خزيمه بأن معناها: «ان الصحابه لم يجدوا تلك الآيه مكتوبه الا عند خزيمه بخلاف غيرها من الآيات». (2) ولكن هذا لا يصح، لان هذه القيد- قيد الكتابه- لم يوجد فى أى روايه تتعلق بهذا الأمر ولايمكن قبوله بدون دليل، بالاضافه الى ان قيد شهاده خزيمه بمنزله الشهادتين ينفى ذلك.

كما ان توجيه البعض الآخر بالقول «ان معنى ذلك هو ان زيدا يطلب التثبت عمن تلقاها بغير واسطه» (3) كذلك هذا التوجيه لادليل عليه أيضا.

كما ان توجيه ابن حجر لقصه قبول الآيات فى معنى الشاهدين غير صحيح لانه لا سند له كما ان المعنى المتبادر من الشاهدين ينفى هذا التوجيه. (4)اما نحن فنرفض هذه الروايات حول جمع القرآن وذلك لما يلى:


1- نفس المصدر ص 239.
2- مناهل العرفان، ج 1 ص 266.
3- ارشاد السارى، ج 7 ص 448.
4- الاتقان، ج 1 ص 58.

ص: 72

ألف- لوجود التناقض فى نقل هذه الروايات كثيرا ولا يمكن جمعها بوجه فهل الجامع هو ابوبكر أم عمر ام حذيفه ام كما قال ابن سيرين غيرهم.

ب- قيل انّ عله جمع القرآن هو قتل القُرّاءِ فى اليمامه. وهذا لا يمكن قبوله لان كُتّابَ الوحى والحافظين له كلهم موجودون فى المدينه كعلى بن ابى طالب وأُبىِّ بن كعب الذى قال فيه النبى صلى الله عليه واله وسلم: «اقرؤهم أبىّ بن كعب» (1) (2) فمع وجود هؤلاء الأفراد فى المدينه لا يمكن تصور خوف ابى بكر وعمر من ذهاب القرآن؟!

ج- اننا أثبتنا فى السابق أن القرآن قد جمع فى عهد النبى صلى الله عليه واله وسلم، وأن قصه جمع القرآن فى عهد الخلفاء كذب محض، وقدح فى النبى صلى الله عليه واله وسلم بعدم اهتمامه بجمع القرآن. مع أنه لم يكن له شغل أهم من جمع القرآن وحفظه للاجيال المسلمه اللاحقه. فاذا ثبت ان جمع القرآن كان فى زمن النبى صلى الله عليه واله وسلم فلا يمكن قبول هذه الروايات.

د- بعد قبول تواتر القرآن كله وعدم وجود نقص أو زياده فيه عند الجميع؛ وجب طرح هذه الروايات التى تثبت القرآن بالآحاد.

الفصل الخامس

التحريف وروايات الشيعه

لقد نقل رواه الشيعه بعض الروايات التى يشم منها التحريف و وقوعه فى كتاب الله ظاهرا، واستدل البعض- من غير المتثبتين فى الأمور- بهذه الروايات على أن الشيعه قائلون بالتحريف. ونحن نقول فى جواب هؤلاء المستدلِّين:

1- ان ذكر الروايات ونقلها فى الكتب لا يعنى الاعتراف الضمنى بصحتها لا سيما عند عامه الاماميه، وكذلك الحال بالنسبه لأهل السنه وان كانوا يعتقدون بصحه كل ما جاء فى صحيحى البخارى ومسلم وغيرهما من الصحاح السنه، وكيف يمكن قبول دعوى صحه كل ما فى الكتب فى حين نجدهم يذكرون روايات متناقضه فى كثير من المسائل الاسلاميه من الاصول والفروع، وعلى فرض تصريح مصنف بأنه ذكر الروايات الصحيحه فقط فانه لا يمكن الاعتماد على قوله والحكم بصحه جميع مروياته.

وخلاصه الأمر هى أن الشيعه لا يعتقدون بصحه جميع مروياتهم. ولذا ذكروا أسناد الأحاديث لكى ينظر المدقق ويتحقق- بعد إنعام


1- مستدرك الصحيحين، ج 3 ص 53، الطبقات الكبرى، ج 2 ص 340، اخباروكذا عبدالله بن مسعود الذى قال النبى صلى الله عليه واله وسلم فيه: «اقرؤوا بقراءه ابن ام عبد».
2- المصنف لابن ابي شيبة، ج 10 ص 520 و 521.

ص:73

ص: 74

النظر فى رجال الحديث، او غير ذلك من المزايا- من صحه الحديث أو ضعفه. وهذا ما ينسحب على كتاب الكافى وغيره من كتب الشيعه.

اما بالنسبه الى تفسير القمى الذى ذكر بعض هذه الروايات فنقول: ان ما ذكرناه آنفا يشمل هذا الكتاب أيضا، اضافه الى انه قد خلط مع تفسير آخر يسمى ب- «تفسير ابى الجارود» وقد ذكر ذلك وثبته: الشيخ آقا بزرگ الطهرانى. (1)مجمع الرجال، ج 3 ص 73 و 74، و

واما توثق السيد الخوئى لابى الجارود لأجل وقوعه فى اسانيد كامل الزيارات الذى قد شهد محمد بن قولويه بوثاقه جميع رواته (2)فغير صحيح لتقدم الجرح على التوثيق، وورود الروايات فى ذم ابى الجارود يقدم على توثيق ابن قولويه له، بالاضافه الى عدم صحه ما ذكره من وثاقه جميع رجال كامل الزيارات، وابن قولويه لايظهر من


1- الذريعة الى تصانيف الشيعة، ج 4 ص 3 فهذا التفسير (تفسير ابى الجارود) بالاضافه الى ان فى سنده كثير بن عياش- وهو ضعيف- فانه ينتهى الى ابى الجارود المنحرف عن مدرسه اهل البيت عليه السلام، والذى كان قد لعنه الامام الصادق عليه السلام- كما قال النديم- وقال فيه وفى جماعه آخرين بأنهم كذابون، ووردت روايات فى جرحه وعدم مقبوليته عند أهل البيت عليه السلام.
2- معجم رجال الحديث، ج 7 ص 325.

ص: 75

كلامه ذلك. وعلى كل حال فقد قال المامقانى بعد نقل الروايات فى جرح ابى الجارود:

«ان الرجل لم يرد فيه توثيق بوجه، بل هو مذموم أشد الذم وقد ضعفه فى الوجيزه وغيرها». (1)

اما نقل بعض الثقات عنه فلا يوجب توثيقه. كما صرح بذلك السيد الخوئى بالنسبه الى ابى الجارود. (2)

وأمّا بالنسبه الى الكافى الذى الف خلال عشرين سنه بيد الشيخ المتقى الكلينى رحمه الله فنحن لا نقول بصحه كل الروايات التى نقلها الكلينى فيه لأن قسما منها يعدّ من حيث السند ضعيفا او مرسلا او غير ذلك، وقسماً آخر منها لا يوافق الكتاب ويمكن أن يخدش فيه من حيث المتن، ومنها روايات التحريف ان وجدت. فليس الكافى فى نظر الاماميه الاصوليه كالبخارى ومسلم وسائر السنن فى نظر اهل السنه الذين يقولون بصحه كل مرويات تلك الكتب وان خالفت الكتاب! بل يقولون بأن «السنه قاضيه على الكتاب» (3) فراجع مرآه العقول للعلامه المجلسى وانظر ما اصدره المجلسى من احكام بالنسبه الى الروايات من حيث السند فقط لترى انه يحكم بضعف جمع من الروايات او بارساله او غير ذلك من وجوه الضعف.


1- تنقيح المقال، ج 1 ص 46.
2- معجم رجال الحديث، ج 7 ص 325.
3- 3-

ص: 76

يقول السيد هاشم معروف الحسنى: «ان المتقدمين لم يُجمِعوا على الاعتماد على جميع مروياته جمله وتفصيلا». (1)

ويقول ايضا: «ان احاديث الكافى التى بلغت سته عشر ألف حديث ومائه وتسعه وتسعين- 16199- حديثاً، يكون الصحيح منها خمسه آلاف واثنين وسبعين حديثا، والحسن مائه واربعه واربعين حديثا، والموثق الفا ومائه وثمانيه وعشرين حديثا، والقوى ثلاثمائه وحديثين، والضعف تسعه آلاف واربعمائه وثمانين حديثا. (2) هذا من حيث السند فقط.

بالاضافه الى ما سبق «ان الكلينى انما اورد جانباً من هذا النوع من الروايات فى قسم النوادر الامر الذى يشير الى انه يعتبرها اخبار آحاد وردت مورد اشذود والندره التى يرى العلماء انها لا تنسجم كثيراً مع ماعداها فيفر دون لها باباً بهذا الاسم عاده».(3)

بعد ذلك نقول: ان اكثر روايات التحريف روايات ضعيفه ينتهى اسنادها الى الضعفاء (4) والذين هم متهمون بالغلّو وفساد المذهب.

فقسم كبير من هذه الروايات ينتهى الى احمد بن محمد السيارى. يقول الشيخ ميرزا مهدى البروجردى: عددت روايات التحريف، فرأيت


1- دراسات في الحديث والمحدثين، ص 132 و 134.
2- دراسات في الحديث والمحدثين، ص 137 عن روضات الجنات.
3- حقايق هامة حول القرآن الكريم، ص
4- مجمع البيان، ج 1 ص 15، واوائل المقالات، ص 195 الهامش، وبحارالانوار، ج 89 ص 75.

ص: 77

أن اكثر من 188 منها ينتهى الى السيارى؛ ولكنا عددنا هذه الروايات فرأينا انها اكثر من ثلاثمائه حديث عنه،

ويقول الشيخ النجاشى فى رجاله حول السيارى:

«ضعيف الحديث، فاسد المذهب». (1) وحكم الشيخ الطوسى عليه بالضعف فى الاستبصار بعد نقل حديث عنه. (2) قاموس الرجال، ج 1 ص 608- 612.(3) معجم رجال الحديث ج 2 ص 290.(4) رجال النجاشى ص 838- و خلاصة الرجال للعلامة

ومنهم منخل بن جميل الكوفى: نص المؤلفون فى الرجال على أنه «ضعيف، فاسد الروايه» وأضافوا الى ذلك «انه من الغلاه المنحرفين». (5)


1- رجال النجاشى، ص 80.
2- قاموس الرجال، ج 1 ص 608- 609 وقال ابن الغضائرى عن السيارى: «يكنى آبا عبيدالله المعروف بالسيارى ضعيف متهالك غال منحرف».
3- وأيضا عن الشيخ بشأن السيارى: «ضعيف الحديث، فاسد المذهب، مجفو الروايه، كثير المراسيل».
4- ومن رواه هذه الروايات يونس بن ظبيان الذى قال فيه النجاشى: «ضعيف جدا، لا يتلفت الى ما رواه، كل كتبه تخليط»، وقال ابن الغضائرى: «ابن ظبيان كوفى غالٍ كذّابٌ وضّاع الحديث».
5- دراسات في الحديث والمحدثين ص 198.

ص: 78

ومنهم محمد بن حسن بن جمهور الذى قال الحلى فيه: «كان ضعيفا فى الحديث، غاليا فى المذهب، فاسدا فى الروايه، لا يلتفت الى حديثه، ولا يعتمد على ما يرويه» (1) وكذا قال النجاشى فيه: «ضعيف الحديث، فاسد المذهب». (2)

وهكذا يتضح أن هؤلاء الاشخاص ما كانوا مقبولين عند الرجاليين بل هم من الغلاه، و. و. الخ. وروايه بعض الاخباريين عنهم لم تكن عن دقه وتأمل ولذا اعتقد بعضهم طبقا لهذه الروايات عن هؤلاء الضعفاء بالنقص فى القرآن ولكن هؤلاء ليسوا الا شر ذمه قليلين وكما يقول الشيخ ابوزهره: «خالفهم فى ذلك الكثيرون من الاماميه وعلى رأسهم المرتضى والطوسى وغيرهما». (3)

يقول السيد آيه الله العظمى البروجردى رحمه الله: ان الضروره قائمه على خلافه [القول بالتحريف وضعف اخبار النقيصه غايه التضعيف سنداً ودلاله، وان بعض هذه الروايات ما يخالف القطع والضروره وما يخالف مصلحه النبوه ... ثم العجب كل العجب من قوم يزعمون ان الاخبار محفوظه فى الالسن والكتب فى مده تزيد على الف وثلاثمأه وانه لو حدث فيها نقص لظهر ومع ذلك تحتملون تطرق النقيصه فى القرآن المجيد. (4)


1- خلاصةالرجال ص 251.
2- رجال النجاشى، ص 238.
3- الامام زيد على، ص 350 و 351.
4- نقلًا عن كتاب: مع الخطيب في خططه العريضة ص 49

ص: 79

ويقول العلامه الشهشهانى بالنسبه الى ضعف روايات النقيصه: انها اخبار لاعبره باسانيدها حتى ان المستدلين بها لم يصححوا واحداً منها وانها مهجوره بين معظم اصحابنا. (1) ويقول سيدنا الامام الخمينى قدس سره حول روايات التحريف: اما ضعيف لا يصلح للاستدلال به، او مجعول تلوح عليه امارات الجعل او غريب يقتضى بالعجب والصحيح منها فيومى الى مسأله التاويل والتفسير وان التحريف انما حصل فى ذلك لا فى لفظه وعباراته. (2)

2- ومن الروايات فى هذا الباب قسم يرجع الى الاختلاف فى القراءات وقد ذكر بعض هذه الروايات فى كتب الشيعه وقسم كبير منها فى كتب أهل السنه وما جاء فى كتب الشيعه قد نسب أكثره الى أهل البيت عليه السلام ولا سيما الى مصحف على بن أبى طالب عليه السلام كما نسبت هذه الاختلافات التى جاءت فى كتب أهل السنه الى الصحابه كابن مسعود او ابىّ او غيرهما.

ونقول: ان هذه الروايات التى وردت فيها الآيات مخالفه لما هو المتواتر والمشهور بين الناس وهى اخبار آحاد لا يثبت بها القرآن ولا يمكن رفع اليد عن المتواتر بالآحاد، كما ان الأئمه عليه السلام قد امروا متابعيهم بقراءه القرآن كما يقرؤه الناس. (3)


1- هامش انوار النعامنية، ج
2- تهذيب الاصول ج 2 ص 165.
3- الكافي، ج 2 ص 219.

ص: 80

يقول الدكتور عبدالصبور شاهين:

«ان جميع ما روى من وجوه القراءه بزياده أو نقصان عن المصحف الذى بين ايدينا لا يخرج عن كونه شاذ الروايه وهو لا يثبت قرآنا، او هو من المدرج الذى اقحم فى النص تفسيرا او بيانا وذلك ليس بقرآن». (1)

واتفاق الشيعه على عدم جواز قراءه الشواذ من القراءآت فى الصلاه يدل على عدم العتبارهم روايات القراءات المروى اكثرها من طرق اهل السنّه وقليل منها عن الشيعه. قال السيد الطباطبائى: المعتبر فى الحجيه ما تواتر اصلًا وقراءه. وقال: لاعبره باشواذ. وقال الفاضل القمى فى قوانينه: لا عمل بالشواذ لعدم ثبوت كونها قراناً. (2) البحر، ج 1 ص 159 نقلا عن تاريخ القرآوهكذا الحال بالنسبه الى بعض الروايات التى نقلها الاماميه.


1- تاريخ القرآن، ص 81.
2- كشف الارتياب في رد فصل الخطاب ص فعلى هذا لا يمكن ولا يجوز استعمال هذه القراءات الشاذه فى القرآن لانها آحاد، بالاضافه الى امكان كون هذه القراءات بيانا لأصل الآيات وتفسيراً للبيانات كما اشاره اليه الدكتور عبدالصبور، ويؤيد ما قاله ابوحيان فى تعليقته على قراءه ابن مسعود: (فوسوس لهما الشيطان عنها) فى موضع (فأزلهما الشيطان عنها): وهذه القراءه مخالفه سواد المصحف المجمع عليه فينبغى ان تجعل تفسيرا

ص: 81

ويوجد فى كتب اهل السنه الاختلاف فى القراءات أيضا، كما ألفت فى اختلاف القراءات والمصاحف عشرات الكتب، راجع كتاب المصاحف لابن ابى داود السجستانى حول اختلاف المصاحف او تفسير الزمخشرى او الطبرى او غير ذلك فسترى شيئا تتعجب منه قطعا، وراجع امثله اخرى لاختلاف المصاحف فى كتب اهل السنه مما نذكره من المصادر فى الهامش. (1) المصنف، ج 11 ص 219.(2) صحيح مسلم ج 2 ص 202، 203، وصحيح البخارى، ج 6 ص 100 و 111 و ج 3 ص 90، صحيح الترمذى، ج 11 ص 60- 62، تفسير طبرى، ج 1 ص 9- 15، وتفسير الق وحملها على جواز قراءه القرآن، بقراءات مختلفه فمما لا يمكن قبوله


1- سنن ابي داود، ج 2 ص 31 الى 38، مصنف ابن ابي شيبة، ج 2 ص 504، مجمع الزوائد، ج 7 ص 154، 155، و 156، سنن الدار قطنى، ج 2 ص 192، المصنف لعبد الرزاق، ج فهذه الاختلافات يرجع اكثرها الى التفسير والبيان لا سيما بالنسبه الى بعض من كان يعتقد بجواز تبديل كلمات القرآن لاجل توضيحه
2- وان كان هذا يودى بمرور الزمان الى القول بالتحريف ولذا لا يجوز ثبت المترادفات فى المصحف كما يعتقد او ينتسب الى ابن مسعود. واما ما روى عن اهل السنه من ان القرآن على سبعه أحرف

ص: 82

نقلا و لا عقلا. ذلك لان الروايه معارضه لما نقل عنهم ايضا من ان القرآن نزل على ثلاثه أحرف. (1)

كما أنها مناقضه لما روى صحيحا من طريق الاماميه عن ابى عبدالله عليه السلام لما سأله فضيل بن يسار حول ما روى فى نزول القرآن على سبعه أحرف فقال الامام عليه السلام: «كذبوا- أعداءالله- لكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد». (2)

كما روى عن أبى جعفر عليه السلام «ان القرآن واحد، نزل من عند واحد، ولكن الاختلاف يجى ء من قبل الرواه». (3)رسالة النعمانى في صنوف آى القرآن را

وعن طريق العامه نقل عن ابن مسعود فى نزول القرآن على خمسه أحرف وهو حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال. (4) و روى أيضا عن على عليه السلام أن القرآن نزل على أرباع، ربع حلال، وربع حرام، وربع مواعظ ومثل وربع قصص وآثار.(5)ومثل هذه


1- مصنف ابن ابي شيبة، ج 10 ص 517.
2- الكافي، كتاب فضل القرآن، باب النو
3- الكافي، كتاب فضل القرآن، باب النوا وأيضا ينفى تفسير سبعه أحرف بتجويز سبع قراءات ما روى عن طريق الخاصه من ان المقصود من سبعه أحرف، أحرف المعانى وهى أمر و زجر و ترغيب وترهيب و جدل و مَثَلٌ و قَصَصٌ.
4- تفسير الطبرى، ج 1 ص 24.
5- مسند زيد بن على رضى الله عنه ص 385.

ص: 83

الروايات كثيره عن أهل السنه. (1) آلاء الرحمن، ص 30 و 31 عن المستدرك واب وإمّا غال متهم فى دينه (2) او كان المقصود منه غير ما ذكره من تجويز اختلاف القراءات.

وايضا فقد ورد فى الروايات ما ينكر اختلاف القراءات مثل: ما رواه احمد فى مسنده: عن زربن حبيش عن ابن مسعود قال: «أقرأنى رسول الله سوره الأحقاف فخرجت الى المسجد فاذا رجل يقرؤها على غير ما أقرأنى فقلت من أقرأك فقال: رسول الله. قال: قلت: للآخر اقرأها، فقرأها على غير قراءتى وقراءه صاحبى فانطلقت بهما الى النبى صلى الله عليه واله وسلم فقلت: يا رسول الله هذان يخالفانى فى القراءه فغضب وتعمَّر وجهه وقال صلى الله عليه واله وسلم: انما اهلك من كان قبلكم الاختلاف، قال زر: وعنده صلى الله عليه واله وسلم قال: فقال: ان رسول الله يأمركم أن يقرأ كل رجل كما أُقرِئَ، فانما اهلك من كان قبلكم الاختلاف. (3)

فصريح الروايه نهى النبى صلى الله عليه واله وسلم عن الاختلاف فى القراءه والغضب من ذلك، ويتبين من الروايه ان الاختلاف لم يكن من ناحيه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بل


1- آلاء الرحمن، ص 30 و 31 عن المستدر ومن روى من الشيعه حول نزول القرآن على سبعه: إمّا أنه مجهول
2- 3-
3- 4- راجع مسند احمد ج 1 ص 419 و 421.

ص: 84

النبى صلى الله عليه واله وسلم يؤكد ان هذا الاختلاف هو الذى اهلك الامم السابقه ولا ينبغى ان يوجد فى امه الاسلام.

ويقول سيدنا الامام الخمينى قدس سره: ان الاختلاف فى القراءات امر حادث، ناش عن اختلاف فى الاجتهادات من غير ان يمسّ جانب الوحى الذى نزل به الروح الامين على قلب سيد المرسلين.(1)

فهذا الاختلاف الذى وجد فى عهد النبى صلى الله عليه واله وسلم من ناحيه بعض الصحابه لاختلاف لهجاتهم مع النبى صلى الله عليه واله وسلم وقبيلته او وجد بعد النبى صلى الله عليه واله وسلم سيما بعد ما انتشر الاصحاب فى الافاق فقرؤوا القرآن عند الناس كل واحد منهم على قراءه خاصه فى بعض المواضع من الكتاب هذا الاختلاف هو الذى خاف منه بعض الاصحاب و اوجب على عثمان ان يجمع الناس على قراءه واحده وهى القراءه المتواتره عن النبى ويظهر ذلك من الروايات التاليه حول جمع عثمان له:

عن انس: ان حذيفه بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازى أهل الشام فى فتح أرمينيه وآذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفه اختلافهم فى القراه فقال حذيفه لعثمان: يا أميرالمؤمنين ادرك هذه الأمه قبل ان يختلفوا فى الكتاب اختلاف اليهود والنصارى ... فأمر عثمان بجمع المصاحف. (2)


1- تهذيب الاصول ج 2 ص 165.
2- صحيح البخارى كتاب التفسير، باب جمع القرآن،

ص: 85

وايضا ان حذيفه قال: غزوت فى فتح أرمينيه فحضرها اهل العراق واهل الشام فاذا اهل الشام يقرؤون على قراءه ابىّ بن كعب فيأتون بما لم يسمع اهل العراق فتكفرهم اهل العراق، واذا اهل العراق يقرؤون بقراءه ابن مسعود فيأتون بما لم يسمع اهل الشام فتكفر هم أهل الشام. قال زيد: فأمرنى عثمان بجمع القرآن.(1)

فاذا كان الاختلاف فى القراءه بحيث ينتهى الى القول بالتحريف كما اتفق ذلك بالنسبه الى اليهود والنصارى فهل يجوز عقلا ان يجوّزه النبى صلى الله عليه واله وسلم؟! وما معنى قول الطبرى: ان امر النبى صلى الله عليه واله وسلم بقراءه القرآن على سبعه أحرف (التى لم يعمل بها عثمان بل حمل الناس على قراءه واحده) أمر رخصه وايجاب؟ (2) فلا يمكن ان يكون معنى الحديث هو اختلاف اللهجات والاشاره الى تباين مستويات الأداء الناشئه عن اختلاف الألسن وتفاوت التعليم والى اختلاف بعض الالفاظ وترتيب الجمل ولو لم يتغير به المعنى كمال اختار ذلك الدكتور عبدالصبور. لان ذلك عين القول بالتحريف وهو الذى غضب النبى صلى الله عليه وآله وسلم له وخاف منه حذيفه وأمر عثمان بجمعه لحفظه من هذه الاختلافات وأيده الامام أميرالمؤمنين عليه السلام وقال: «لو وليت لفعلت مثل الذى فعل». (3)


1- تفسير الطبرى، ج 1 ص 21.
2- تفسير الطبرى، ج 1 ص 22.
3- البرهان في علوم القرآن، ج 1 ص 240، ومناهل العرفان، ج 1 ص 255، وتاريخ القرآن للزنجانى، ص 45، وسعد السعود، ص 278، والمصاحف، ص 12، وارشاد السارى، ج 7 ص 448.

ص: 86

والذى يسهل الامر فى امر القراءات هو كلام الزركشى: القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان. (1)

3- ومن الروايات فى هذا الباب التى ذكرت فيها بعض الآيات على خلاف ما هو المتواتر ما يشير الى شأن نزول الآيات واضافه بعض الكلمات لتوضيح الآيات. اما من قبل النبى صلى الله عليه واله وسلم لتوضيح الآيه واضافه بعض أصحابه فى مصحفه، واما من قبل نفس الصحابه.

فيقول على عليه السلام: ولقد جئتهم بالكتاب مشتملا على التنزيل والتأويل. (2)

وقيل ان الامام قد ذكر فى مصحفه شأن نزول الآيات وقد طلب ابن سيرين ذلك المصحف من اجل هذه المطالب التى فيه لكنه لم يجده.

فالروايات التى ذكر فيها اسم على عليه السلام، بالاضافه الى امكان الخدش فى سندها، يمكن ان تكون من هذا القسم، ويدل عليه بعض الروايات الّتى تنفى وجود اسم على عليه السلام فى القرآن.

عن ابى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام فقلت له ان الناس يقولون: فما له لم يسمّ عليا فى القرآن و اهلِ بيته فى كتاب الله؟ فقال: فقولوا لهم ان رسول الله نزلت عليه الصلاه ولم يسمّ الله ثلاثا


1- تاريخ القرآن للابيارى ص 147
2- آلاء الرحمن ص 257.

ص: 87

واربعا حتى كان رسول الله هو الذى فسر لهم ذلك.(1)

فهذه الروايه صريحه فى نفى كون اسم على عليه السلام قد ورد فى القرآن، فتحمل الروايات التى ذكرت فى بعض الآيات اسم على عليه السلام، على الشرح والتفصيل.

كما ان الامام الصادق عليه السلام كان كثيرا ما يقرأ آيه: يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته ولكنه لم يقرأ منها ولم يضف اليها اسم على عليه السلام(2) الدرالمنثور ج 2 ص 298.(3) اصول الكافي كتاب الحجة باب النكت من

فهذا يدل على ان اسم اميرالمؤمنين لم يكن من القرآن بل من التنزيل الذى نزل من عندالله تفسيراً للمراد من الآيه. (4) والروايه تدل على ذلك.

وقد صرّح احد علما الشيعه فى القرن السادس ان من يقول بان


1- اصول الكافي كتاب الحجة ب
2- راجع رواياته في الكافي والحال ان اهل السنه ايضا قد رووا هذه الآيه مع اضافه اسم على عليه السلام اليها
3- وايضا يدل على ما ذكر روايه اخرى عن ابى الحسن الماضى قال: قلت هذا الذى كنتم به تكذبون فقال الامام عليه السلام يعنى أميرالمؤمنين: قلت: تنزيل؟ قال: نعم.
4- على ما نقل عن بعض الاعلام حول معنى التنزيل والرواية ايضا تدل على ذلك. رك: اوائل المقالات، ص 53- 54.

ص: 88

كلمه «فى على» كان فى القرآن، فهو ملحد كافر زنديق. (1) ومن مصاديق هذا الباب ما رواه السنه والشيعه على حد سواء بشأن آيه:

«حافظوا على الصلوات والصلاه الوسطى» حيث اضيف اليها صلاه العصر. (2)قد صرح بذلك الزركشى في البرهان ج 1 ص 215، مباحث في علوم القرآن ص 112.(3) البرهان في علوم القرآن ج 2

وايضا فقد اجاب الباقلانى عن ذلك: «بأن الذكر فى القنوت المروى أن أبىّ بن كعب قد اثبته فى مصحفه لم تقم الحجه بأنه قرآن منزل بل هو ضرب من الدعاء وانه لو كان قرآنا لنقل الينا وحصل العلم بصحته». (4)

كما ان السيوطى جزم بان الروايه التى ذكر فيه الآيه: ليس عليكم


1- نقض ص 180، 283
2- تفسير القمى، ج 1 ص 84، مصنف اب واضح أن اضافه «صلاه العصر» فى المصحف لم يكن بمعنى انها من الآيه، بل هو تفسير لهذه الكلمه.
3- ولذا قال القاضى ردا على من نسب الى ابن مسعود حذف المعوذتين من مصحفه وان ابىّ بن كعب اضاف الى مصحفه سورتى الحفر والخلع، انه يمكن ان يكون قد أثبت بعض التأويلات والدعاء فى مصحفه ويقول: قد ثبت فى مصفحه ما ليس بقرآن من دعاء أو تأويل».
4- مناهل العرفان ج 1 ص 264 عن الانتصار.

ص: 89

جناح ان تبتغوا فضلًا من ربكم «فى مواسم الحج» بانها قراءه تفسيريه (1) وهكذا بالنسبه الى اضافات اخرى التى نقلناها عن المصاحف لابن ابى داود فى السابق.

يقول العلامه السيد جعفر مرتضى: ان كتابه تفسير القرآن ممزوجا به قد بدأت منه الصدر الاول الاول. (2)

ويقول القرطبى: ... وما يؤثر عن الصحابه والتابعين انهم قرؤا بكذا وكذا انما ذلك على جهه البيان والتفسير. (3)

وقال ابن الجرزى: انما يدخلون التفسير فى القراءه ايضاحاً وبيانا لانهم محققون لما تلقوه عن النبى صلى الله عليه واله وسلم قرآنا فهم آمنون من الالتباس وربما كان بعضهم يكتب معه. (4)

ونحن هنا نشير الى السؤال التالى: كيف يقولون هذا بالنسبه الى ما رواه كبراؤهم ولا يقولون بنفس هذا الكلام فى توجيه ما روى عن أئمه الشيعه عليهم السلام (ان صح وثبت عنهم). ولكن البعض- و قد يكون بدافع التهام لا الموضوعيه- ذكر بعض هذه الروايات وزعم انه قد اثبت ان الشيعه يقولون بالتحريف.

يقول الفيض الكاشانى: «ولا يبعد ايضا ان يقال: ان بعض


1- الاتقان ج 1 ص 77.
2- حقايق هامه ص 243.
3- الجامع لاحكام القرآن ج 1 ص 85
4- النشر ج 1 ص 32.

ص: 90

المحذوفات كان من قبيل التفسير والبيان ولم يكن من اجزاء القرآن فيكون التبديل من حيث المعنى اى حرفوه وغيرّوه فى تفسيره و تأويله أعنى حملوه على خلاف ما هو به، فمعنى قولهم عليهم السلام «كذا نزلت» ان المراد به ذلك لا انها نزلت مع هذه الزياده فى لفظها فحذف منها ذلك اللفظ». (1)

4- ومن الروايات التى ذكر انها يشم منها التحريف؛ الروايات التى ذكر فيها ان القرآن محرَّف.

ولكننا نقول: ان الروايات التى تقول بتحريف القرآن انما تشير الى التحريف المعنوى لا اللفظى، بقرينه تصريح روايه اخرى بذلك:

عن على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن فضال عن ثعلبه بن ميمون عن بدر بن الخليل الاسدى نقل رساله الامام أبى جعفر عليه السلام الى سعد الخير جاء فيها:

«... وكان من نبذهم الكتاب ان اقاموا حروفه وحرّفوا حدوده فهم يروونه، ولا يرعونه، والجهال يعجبهم حفظهم للروايه، والعلماء يحزنهم تركهم للرعايه، وكان من نبذهم الكتاب ان ولوه الذين لا يعلمون فأوردوهم الهوى واصدروهم الى الردى وغيروا عرى الدين ثم ورثوه فى السفه والصبا».(2)

فالامام عليه السلام يصرح بأنهم اقاموا حروف القرآن ولكن


1- تفسير الصافي ج 1 ص 52.
2- روضة الكافي، ج 1 ص 76.

ص: 91

حرَّفوا حدوده. فعلى ذلك تحمل الروايات التى ورد فيها ذكر تحريف القرآن. أى ان المراد هو التحريف المعنوى. (1)

فمع اعتقاد الصدوق بعدم التحريف، وذكره ايضا هذه الروايه؛ نفهم ان المقصود من التحريف، هو التحريف المعنوى لا اللفظى.

كما ان ذكر كلمه التمزيق والنبذ بالنسبه الى القرآن فى بعض الروايات (2) ايضا يدل على التحريف المعنوى.

بعد كل ما مرّ نقول:

اذا وجدت روايه لا يمكن تطبيقها على واحد من التوجيهات الاربعه التى ذكرنا، فانا نعرضها على القرآن. ولما كان القرآن يصرح بحفظ الله له، فقد وجب ان نضرب هذه الروايات عرض الجدار. وهذا ما امرنا به النبى الاعظم صلى الله عليه واله وسلم والأئمه البرره الكرام عليهم السلام.

الفصل السادس

علماء الشيعه والتحريف

توجد فى كتب اعلام الشيعه بعض النصوص الداله على اعتقادهم بسلامه القرآن من التبديل والنقصان. وهذه النصوص أتم دليل على ان القرآن الموجود بين الدفتين هو عين ما انزل الله، وعدم اعتقاد الاماميه بزياده فيه او نقصان منه، وهنا نذكر كلمات زعماءالشيعه وكبار علمائهم وبعض كتبهم ورسالاتهم فى اثبات عدم التحريف.

1- الفضل بن شاذان و هو احد مصنفى الشيعه فى القرون الثالث الهجرى ومن يقرأ كتابه المسمى ب- «الايضاح» يفهم منه انه اتهم بعض فرق اهل السنه باعتقادهم بالتحريف وخطابه فى الكتاب يوجد اليهم بما رووا حول نقص القرآن. فأما من استنبط من نقله هذه الروايات انه قائل بالتحريف فهو واهم قطعا، بل هو فى كتابه يقول: «ومما رويتهم ...» ويكرر هذا فى صفحات متعدده.

2- ابوجعفر محمد بن على بن الحسين بن بابويه القمى المشهور بالصدوق المتوفى 381 يقول:


1- رك: روضةالكافي ص 18
2- الخصال، ص 83.

ص:92

ص:93

ص: 94

«اعتقادنا فى القرآن انه كلام الله ووحيه وتنزيله وقوله وكتابه وانه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم عليم؛ وانه القصص الحق وانه لقول فصل وما هو بالهزل وانّ الله تبارك و تعالى محدثه ومنزله ورّبه وحافظه والمتكلم به؛ اعتقادنا ان القرآن الذى انزل الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم ما هو بين الدفتين وهو ما فى ايدى الناس ليس بأكثر من ذلك ومبلغ سور، عند الناس مائه واربع عشر سوره وعندنا «الضحى» و «الم نشرح» سوره واحده و «لا يلاف» و «الم تر كيف» سوره واحده ومن نسب إلينا ان نقول اكثر من ذلك فهو كاذب».(1)

فالصدوق من أجل علماءالشيعه وهو مع تبحره فى الحديث والتاريخ ينكر نسبه الاعتقاد بالتحريف الى الاماميه.

3- الشيخ المفيد المتوفى 413 يقول: وعندى ان هذا القول [ان القرآن لم ينقص من كلمه ولا من آيه و لا سوره اشبه من مقال من ادعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقه دون التأويل واليه اميل والله اسئل توفيقه للصواب واما الزياده فيه فمقطوع فسادها. (2)

4- السيد المرتضى على بن الحسين الموسوى العلوى المتوفى 436 ه- يقول فى جواب المسائل الطرابلسيات:

«... ان العلم بصحه نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار،


1- الاعتقادات للشيخ الصدوق ص 92 و 93.
2- اوائل المقالات، ص 55- 56

ص: 95

والوقائع العظام، الكتب المشهوره، وأشعار العرب المسطوره. فان العنايه اشتدت، والدواعى توفرت على نقله وحراسته، وبلغت الى حدّ لم يبلغه فيما ذكرناه لان القرآن معجزه النبوه ومَأْخذ العلوم الشرعيه والاحكام الدينيه وعلماء المسلمين قد بلغوا فى حفظه وحمايته الغايه حتى عرفوا كل شى ء اختلف فيه من اعرابه وقراءته وحروفه وآياته، فكيف يجوز ان يكون مغيراً او منقوصاً مع العنايه الصادقه والضبط الشديد ان القرآن كان على عهد رسول الله مجموعا مؤلفا على ما هو عليه الان ... حتى عين النبى صلى الله عليه واله وسلم على جماعه من الصحابه مثل عبدالله بن مسعود، وابىّ بن كعب، وغيرهما ختموا القرآن على النبى صلى الله عليه واله وسلم عده ختمات وكل ذلك يدل بأنى تأمل على انه كان مجموعا مرتبا غير مبتور ولا مبثوت ... وان من خالف من الاماميه والحشويه لايعتد بخلافهم فان الخلاف فى ذلك مضاف الى قوم من اصحاب الحديث نقلوا اخبارا ضعيفه ظنوا صحتها لا يُرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته».(1)

5- شيخ الطائفه ابوجعفر محمد بن الحسن الطوسى المتوفى 461 ه- يقول:

«و اما الكلام فى زيادته ونقصانه فمما لا يليق به لان الزياده فيه


1- مجمع البيان ج 1 ص 15.

ص: 96

مُجمَعٌ على بطلانها، واما النقصان منه فالظاهر ايضا من مذاهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا، وهو الذى نصره المرتضى رضى الله عنه، وهو الظاهر من الروايات، غير أنه رويت روايات كثيره من جهه الخاصه و العامه بنقصان كثير من آى القرآن و نقل شى ء منه من موضع الى موضع، طريقها الآحاد ولا يستوجب علما؛ فالأولى الاعراض عنها وترك التشاغل بها، لانه يمكن تأويلها، ولو صحت لما كان ذلك طعناً على ما هو موجود بين الدفتين، فان ذلك معلوم صحته لا يعترضه احد من الأمه ولا يدفعه، ورواياتنا متناصره على قراءته والتمسك بما فيه، وردّ ما يرد من اختلاف الاخبار فى الفروع إليه وعرضها عليه فما وافقه عُوَّل عليه، وما خلفه يجتنب ولم يلتفت اليه، وقد ورد عن النبى صلى الله على واله وسلم روايه لا يدفعها احد انه صلى الله عليه واله وسلم قال «انى مخلف فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا، كتاب الله وعترتى اهل بيتى وانهما لن يفترقا حتى يردا علىَّ الحوض» وهذا يدل على انه موجود فى كل عصر لانه لا يجوز ان يأمرنا بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به، كما ان اهل البيت عليهم السلام ومن يجب اتباع قوله حاصل فى كل وقت، واذا كان الموجود بيننا مجمعا على صحته فينبغى ان يتشاغل بتفسره وبيان معانيه وترك ما سواه». (1)

6- ابوعلى الطبرسى صاحب تفسير مجمع البيان المتوفى 548 ه- يقول:


1- التبيان ج 1 ص 3.

ص: 97

«... الكلام فى زياده القرآن ونقصانه. فاما الزياده فيه فمجمع على بطلانها واما النقصان منه فقد روى جماعه من اصحابنا وقوم من الحشويه العامه ان فى القرآن تغيير او نقصانا والصحيح من مذهب اصحابنا خلافه وهو الذى نصره المرتضى قدس الله روحه».(1)ويقول ذيل الآيه الشريفه «انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون» عن الزياده والنقصان والتحريف والتفسير. (2)

7- ابو الراشيد عبدالجليل قزوينى رازى صاحب كتاب نقض فى القرن السادس؛ وهو يكذب نسبه القول بالتحريف الى الشيعه مصرحاً فى موردين من كتابه الشريف (3) ويقول فى موضع آخر بتكفير من قال ان كلمه «فى على» بعد آيه يا ايها الرسول بلّغ ... وايضا يقول فيمن بقرأ: ما كان على ابا احد من رجالكم، اذا كان المقرء يقرء عن اعتقاد يكون ملحداً وكافراً وضالًا على اىَّ مذهب يدعى انه عليه. (4)

8- السيد ابن طاووس المتوفى: 664 ه- يقول فى كتابه المسمى بسعد السعود:

«ان رأى الاماميه هو عدم التحريف» (5). ويقول ردا على أهل السنه:

«قد تعجبت ممن استدل على ان القرآن محفوظ من عند رسول الله


1- مجمع البيان ج 1 ص 15.
2- مجمع البيان ج 5 ص 33
3- نقض ص 136 و 137 و 271 و 272.
4- نقض ص 180 و 283.
5- سعد السعود ص 144 و 145 و 192 و 193.

ص: 98

وهو الذى جمعه ثم ذكرها هنا اختلاف اهل مكه والمدينه واهل الكوفه واهل البصره واختار ان بسم الله الرحمن الرحيم ليست من السوره، واعجب من ذلك احتجاجه بأنها لو كانت من نفس السوره لكان قد ذكر قبلها افتتاح. فيالله وياللعجب اذا كان القرآن مصونا من الزياده والنقصان كما يقتضيه العقل والشرع، فكيف يلزم ان يكون قبلها ما ليس فيها وكيف كان يجوز ذلك اصلا». (1)

9- العلامه الحلى (م 726) يسئل عنه: ما يقول سيدنا فى الكتاب العزيز هل يصح عند اصحابنا انه نقص منه شى ءاو زيد فيه او غير ترتيبه ام لم يصح عندهم شى ءمن ذلك؟ افِدْنا افادك الله من فضله وعاملك بما هو من اهله.

فاجاب: الحق انه لا تبديل ولا تأخير ولا تقديم فيه، وانه لم يزد و لم ينقص ونعوذ بالله تعالى من ان يعتقد مثل ذلك وامثال ذلك؛ فانه يوجب التطرق الى معجزه الرسول عليه وآله السلام المنقوله بالتواتر. (2)

وقال ايضا: واتفقوا على ان ما نقل الينا متواتراً من القرآن فهو حجه ... لأن النبى صلى الله عليه وآله كان مكلفاً باشاعه ما نزل عليه من القرآن الى عدد التواتر ليحصل القطع بنبوته فى انه المعجزه له؛ وحينئذ لا يمكن التوافق على ما نقل مما سمعوه منه بغير تواتر، وراوى


1- نفس المصدر ص 193.
2- اجوبةالمسائل المهناوية ص 121.

ص: 99

واحده ان ذكره على انه قرآن فهو خطأ ... والاجماع دل على وجوب القائه صلى الله عليه وآله على عدد التواتر، فانه المعجزه الداله على صدقه، فلو لم يبلغه الى حدّ التواتر انقطعت معجزته، فلا يبقى هناك حجه على نبوته.(1)

10- ملا محسن المعروف بالفيض الكاشانى المتوفى 1091 ه-: بعد نقل جمع من الروايات التى يشم منها التحريف يقول:

«ويرد على هذا كله اشكال وهو انه على هذا التقدير لم يبق لنا اعتماد على شى ء من القرآن اذ على هذا يحتمل فى كل آيه منه ان يكون محرفا ومغيرا ويكون على خلاف ما انزل الله فلم تبق لنا فى القرآن حجه اصلا فتنتفى فائدته وفائده الأمر باتباعه والوصيه بالتمسك به الى غير ذلك، وايضا قال الله تعالى «وانه لكتاب عزيز لأياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه» وقال «انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون». فكيف يتطرق اليه التحريف والتغيير وايضا قد استفاض من النبى صلى الله عليه واله وسلم والأئمه عليهم السلام حديث عرض الخبر المروى، على الكتاب لتعلم صحته بموافقته له، وفساده بمخالفته. فاذا كان القرآن الذى بأيدينا محرفا فما فائده العرض، مع ان خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذب له فيجب رده والحكم بفساده أو تأويله». (2)


1- نهاية الاصول، مبح
2- تفسير الصافي، ج 1

ص: 100

وراجع حول عدم اعتقاده بالتحريف الى موارد اخرى فى بعض كتبه. (1) هذا صريح قول الفيض فى عدم التحريف بعد نقله بعض روايات التحريف؛ وانك ترى انه يحكم بمخالفتها للكتاب ولزوم الحكم بفسادها عند المخالفه؛ ولكن بعض المنحرفين- الذين يسعون فى الارض فساداً- ينسب القول بالتحريف اليه؛ لنقله بعض الروايات دون أن يذكر رده لها عقيده ليشوشوا سمعه الاماميه وهو يؤكد نسبه القول بالتحريف الى الفيض فى صفحات من كتابه (2)

11- محمد بهاء الدين العاملى المعروف بالشيخ البهائى المتوفى سنه 1030 ه- يقول:

«واختلفوا فى وقوع الزياده والنقصان فيه والصحيح ان القرآن العظيم محفوظ من ذلك زياده كان او نقصانا ويدل عليه قول تعالى- انا له لحافظون- وما اشتهر بين الناس من اسقاط اسم اميرالمؤمنين فى بعض المواضع مثل قوله: «يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك فى على» وغير ذلك فهو غير معتبر عند العلماء»(3)


1- راجع الوافي، ج 5 ص 274، وعلم اليقين ص 130 نقلا عن البيان، ص
2- الشيعة والسنة، احسان الّهى ظهير، ص «ان هذا الامر ضلال مبين».
3- راجع تفسير آلاء الرحمن ص 26.

ص: 101

12- شيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملى: صاحب الكتاب القيّم «وسائل الشيعه» المتوفى 1104 ه- يقول فى رساله له حول اثبات عدم التحريف:

«ومن له تتبع فى التاريخ والاخبار والآثار يعلم علما يقينا بأن القرآن ثبت بغايه التواتر وبنقل آلاف من الصحابه، وان القرآن كان مجموعا مؤلفا فى عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم». (1)

هذا صريح قول الشيخ الحر العاملى احد اعلام الشيعه ومحدثيهم اثبته فى رساله له فى اثبات عدم نقص القرآن ولكنك ترى ان بعض الكذابين ينسبون اليه القول بالتحريف. (2)

13- العالم المحقق زين الدين البياضى صاحب كتاب «الصراط المستقيم» يقول فى تفسير قوله تعالى: «انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون» «اى انا لحافظون له من التحريف والتبديل والزياده والنقصان». (3)

14 القاضى الشهيد سيد نورالله التسترى يقول:

«ما نسب الى الشيعه الاماميه من وقوع التغيير فى القرآن ليس مما يقول به جمهور الاماميه، انما قال به شر ذمه قليله منهم لا اعتداد بهم فى ما بينهم». (4)


1- اظهار الحق، رحمة الله
2- السنة والشيعة ص 93.
3- اظهار الحق ج 2 ص 130.
4- آلاء الرحمن للشيخ المجاهد البلاغى، ص 25- 26 عن مصائب النواصب واظهار الحق، ج 2 ص 129.

ص: 102

15- المقدِّس البغدادى: فى كتابه «شرح الوافيه» نقل الاجماع على عدم النقيصه بين أصحابنا. (1)

16- كاشف الغطاء. وهو ينفى القول بالتحريف ونسبته الى الاماميه فى كتابه «كشف الغطاء عن مبهمات الشريعه الغراء». قال فى مبحث الثامن من كتابه: لا ريب ان القرآن محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديان كما دل عليه صريح الفرقان واجماع العلماء فى جميع الازمان و لا عبره بالنادر. وما ورد عن اخبار النقيصه تمنع البديهه من العقل بظاهرها.

17- السيد المجاهد محمد جواد البلاغى فى مقدمه كتابه التفسير المسمى ب- «آلاء الرحمن» ينكر نسبه التحريف الى الاماميه.

18- السيد مهدى الطباطبائى المعروف ببحرالعلوم فى كتابه «فوائد الاصول» فى قسم حجيه الكتاب يقول بعدم التحريف. (2)

19- آيه الله كوه كمرى يقول بعدم التحريف على ما حكى عنه تلميذه فى كتاب «بشرى الاصول».

20- السيد محسن الأمين العاملى: ينادى بالقول بعدم التحريف فى كتابه أعيان الشيعه الذى ألّف حول حياه شخصيات الشيعه واعيانها فى التاريخ ويقول بالنسبه الى من نسب ذلك الى الشيعه:

«فهذا كذب وافتراء تبع فيه ابن حزم ... ونص كبراء الشيعه و


1- آلاء الرحمن، ص 26، والشيعة في الميزان ص 314، وبرهان روشن ص 113.
2- راجع كشف الارتياب في رد فصل الخطاب [النسخة المخطوطه عند بعض العلماء].

ص: 103

محدثيهم على خلافه». ويقول ايضا فى موضع آخر:

«لا يقول احد من الاماميه لا قديما ولا حديثا ان القرآن مزيد فيه قليل او كثير بل كلهم متفقون على عدم الزياده و من يعتد بقولهم متفقون على انه لم ينقص منه ... ومن نسب اليهم خلاف ذلك فهو كاذب مفتر مجترئ على الله ورسوله». (1)راجع كتاب «برهان روشن»، للميرزا مهدى البروجر

22- الميرزا حسن الاشتيانى: فى كتابه بحر الفوائد.

23- الشيخ المامقانى: فى كتابه تنقيح المقال ...

24- الشيخ محمد النهاوندى فى تفسيره المسمى بنفحات الرحمن.

25- السيد على نقى الهندى فى مقدمه كتابه المسمى بتفسير القرآن.

26- السيد محمد مهدى الشيرازى.

27- السيد شهادب الدين المرعشى النجفى على مانقل عنه بعض تلاميذه.

28- السيد عبدالحسين شرف الدين العاملى فى كتابه (اجوبه مسائل موسى جارالله). وفى كتابه: الفصول المهمه ص 165، 166.

29- السيد محمدرضا الكلبايكانى على ما نقل عنه بعض تلاميذه.

30- السييد الامام الخمينى قدس سره يقول: ان الواقف على عنايه المسلمين بجمع القرآن وحفظه وضبطه، قراءه وكتابه، يقف على


1- اعيان الشيعة ج 1 ص 51 و 46 دار 21- ملا فتح الله الكاشانى: صاحب تفسير منهج الصادقين.

ص: 104

بطلان تلك المزعومه [التحريف وما ورد فيه من اخبار- حسبما تمسكوا- إما ضعيف لا يصلح للاستدلال به، او مجعول تلوح عليه امارات الجعل او غريب يقضى بالعجب، أما الصحيح منها فيرمى الى مسأله التاويل والتفسير وان التحريف انما حصل فى ذلك، لا فى لفظه وعباراته وتفصيل ذلك يحتاج الى تأليف كتاب حافل ببيان تاريخ القرآن والمراحل التى قضاها طيله قرون. ويتلخص فى ان الكتاب العزيز هو عين ما بين الدفتين، لا زياده فيه و لا نقصان. وان الاختلاف فى القراءات امر حادث، ناش عن اختلاف فى الاجتهادات، من غير ان يمسّ الوحى الذى نزل به الروح الامين على قلب سيد المرسلين. (1)

وعده اخرى من علماء المعاصر فى بلاد الشيعه فى العالم.

وهناك نصوص اخرى من علماء الشيعه حول نفيهم القول بالتحريف لم نذكرها هنا فمن اراد فليراجع كتبهم الاصوليه فى بحث حجيه الكتاب وايضاً كتاب: «كشف الارتياب فى رد فصل الخطاب».

وقد ترك لنا هؤلاء العلماء الذين ذكرناهم أخيرا كتابات تدل على قولهم بعدم التحريف اوردها صاحب كتاب (برهان روشن) لميرزا مهدى البروجردى، وذكر ايضا عده من الافاضل غير من ذكرنا.


1- تهذيب الاصول ج 2 ص 165 [تقريرات درس سيدنا الامام الخمى رحمه الله].

ص: 105

منها:

1- رساله من الشيخ الحر العاملى نقله صاحب كتاب لؤلؤه البحرين. (1)

2- رساله من الشيخ عبدالعالى الكركى فى نفى النقيصه. (2)

3- بحث للسيد الخوئى فى كتابه «البيان فى تفسير القرآن».

4- بحث للسيد العلامه محمد حسين الطباطبائى فى تفسيره الكبير المسمى ب- «الميزان فى تفسير القرآن» ذيل آيه انا نحن نزلنا الذكر ...

5- رساله من عبدالحسين الرشتى الحائرى باسم: «كشف الاشتباه» فى رد موسى جارالله.

6- الشيخ عبدالرحيم التبريزى ألف كتاباً المسمى ب- «آلاء الرحيم» فى الرد على التحريف.

7- رساله فى اثبات عدم التحريف من السيد صدر الدين الصدر. (3)

8- الاستاد الفاضل لنكرانى فى كتابه «المدخل فى التفسير».

9- السيد محمد حسين الشهرستانى فى كتاب سماه: رساله فى حفظ الكتاب الشريف عن الشبهه القول بالتحريف.

10- الاستاذ محمد هادى معرفه، الف كتابا قيما مفصلًا حول نفى


1- افسانه تحريف 239. فارسى.
2- آلاء الرحمن ص 26. ونقل كثيراً
3- مجلة نور علم عدد 7 ص 76

ص: 106

التحريف سماه: صيانه القرآن عن التحريف.

11- الاستاذ السيد على الميلانى؛ الف كتابا مستقلًا فى ذلك سماه: التحقيق فى نفى التحريف.

وى ختام نقل كلمات علماء الشيعه نذكر كلام احد علماء السنه حول اعتقاد الشيعه بعدم التحريف. يقول العالم السنى رحمه الله الهندى رحمه الله صاحب كتاب «اظهار الحق» حول الشيعه والقرآن:

«ان القرآن المجيد عند جمهور علماء الشيعه الاماميه الاثنى عشريه محفوظ عن التغيير والتبديل، ومن قال منهم بوقوع النقصان فيه فقوله مردود غير مقبول عندهم». (1)

ويقول بعد نقل بعض كلمات من اكابر الاماميه: فظهر ان المذهب المحقق عند علماء الفرقه الاماميه الاثنى عشريه ان القرآن الذى انزله الله على نبيه ما بين الدفتين وهو ما فى ايدى الناس ليس باكثر من ذلك وانه كان مجموعاً مؤلفاً فى عهد رسول الله. (2)

والذى يؤكد على عدم اعتقاد اصحاب الائمه عليهم السلام وعظماء الشيعه بالتحريف، عدم انعكاس القصه فى كتب المصادر التى يذكرون احوال صحابه الأئمه عليهم السلام مثل رجال الكشى. والكتاب مع اهميته وعظمته حول تاريخ اصحاب الأئمه عليهم السلام، لم يشر فى اى مورد منها الى الاعتقاد بالتحريف بينهم مع


1- اظهار الحق، ج 2 ص 128.
2- اظهار الحق، ص 89 طبعة استانبول.

ص: 107

اهميه القصه، ولم يوجد ايضا فى رجال النجاشى اى عنوان من مؤلفات علماء الشيعه فى القرون الثالث والرابع والخامس حول التحريف؛ غير عناوين فى القراءات التى يوجد عند علماء اهل السنه ايضا. وهذا دليل مهم على عدم وجود الاعتقاد بالتحريف فى المجامع الشيعيه المهمه فى القرون الاولى وان كان يوجد عند بعض الغلاه المنحرفين عن الأئمه عليهم السلام والشيعه الاماميه الاصوليه.

الفصل السابع

قصه مصحف على عليه السلام

على عليه السلام وجمع القرآن

ورد فى كتب التاريخ والحديث ان عليا عليه السلام جمع القرآن و حفظه كله، وثبت انه من كتّاب الوحى ومن أجلّهم.

يقول ابن ابى الحديد: «اتفق الكل على انه كان يحفظ القرآن على عهد رسول الله ولم يكن غيره يحفظه، ثم هو اول من جمعه». (1)

وعن سليم بن قيس: «ان عليا عليه السلام بعد وفاه النبى صلى الله عليه واله وسلم لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه فلم يخرج من بيته حتى جمعه». (2)

وعن الكلبى قال: «لما توفى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قعد على بن ابى طالب فى بيته فجمع القرآن». (3)

وعن الكتانى: «ان عليا جمع القرآن على ترتيب النزول عقب


1- شرح نهج البلاغه لابن ابي
2- كتاب سليم بن قيس، ص 25.
3- التسهيل لعلوم التنزيل، ج 1 ص 4.

ص:108

ص:109

ص: 110

موت النبى صلى الله عليه واله وسلم». (1) الوافي ج 5 ص 274.(2)الفهرست لابن النديم ص 30، اعيان الشيعة، ج 1 ص 89، مصنف ابن ابى شبية، ج 1 ص 545، الطبقات الكبرى ج 2 ص 338، تفسير ابن كثير، ج 4، قسم فضائل القرآن، دائما يقتضى ذلك طبعا أن يكون جمعه للقرآن بأحسن وجه، فهو عليه السلام يقول: «ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثر امه يرفع لى فى كل يوم من اخلاقه علما ويأمرنى بالاقتداء به، ولقد كان يجاور فى كل سنه بحراء فأراه ولايراه غيرى، ولم يجمع بيت واحد يومئذ فى الاسلام غير رسول الله وخديجه وانا ثالثهما ارى نور الوحى والرساله، واشم ريح النبوه، ولقد سمعت رنه الشيطان حين نزل الوحى عليه فقلت: يا رسول الله ما هذه الرّنَّهُ؟ فقال: هذا


1- التراتيب الادارية، ج وعن ابى جعفر عليه السلام: «ما احد من هذه الامه جمع القرآن الاوصى محمد صلى الله عليه واله وسلم».
2- وعن ابن المنادى: «حدثنى الحسن بن العباس قال: اخبرت عن عبدالرحمن بن أبى حماد عن الحكم بن ظهير السدوسى عن عبد خير عن على عليه السلام انه رأى من الناس طيره عند وفاه النبى فأقسم انه لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن؛ فجلس فى بيته ثلاثه ايام حتى جمع القرآن فهو اول مصحف جمع فيه القرآن من قبيله». «3» فمع قرابه على عليه السلام من النبى صلى الله عليه واله وسلم وكونه مع النبى

ص: 111

الشيطان قد آيس من عبادته. انك تسمع ما اسمع وترى ما ارى الا انك لست بنبى لنك لوزير وانك لعلى خير». (1)تفسير العياشى، ج 1 ص 17، البحار، ج 89 ص 97، الطبقات الكبرى، ج 2 ص 338.(2) الطبقات الكبرى ج 2 ص 338.(3) اكمال الدين ج 1 ص 401 بحارالانوار، 89 ص 98- 99 و 79 عنه، البرهان ج 1 ص 16. الاحتجاج ص 139، راجع نهج السعادة ج 2 ص 618، 623، 620- 623،

ولما كان الامام عالما بتمام الآيات علما وافيا، وعالما بشأن نزولها، فقد كتب مصحفه طبقا لما نزل ولما امره به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حسب الروايه السابقه، وكتب ايضا فى مصحفه تأويل


1- نهج البلاغة، صبحى الصالح، ص 300 و 301، الخطبة القا ونقل ايضا عن سليمان الاعمش قال: قال على عليه السلام: ما نزلت آيه الا وانا علمت فيما انزلت واين نزلت وعَلى من نزلت: ان ربى وهب لى قلبا عقولا ولسانا طلقا».
2- وعنه عليه السلام: «سلونى عن كتاب الله فانه ليس من آيه الا وقد عرفت بليل نزلت ام بنهار، فى سهل ام فى جبل».
3- وكذا عن سليم بن قيس: عن على عليه السلام: «ما نزلت على رسول الله آيه من القرآن الا أقرانيها وأملاها علىّ فكتبتها بخطى وعلمنى تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ودعا الله عزوجل ان يعلمنى فهمها وحفظها فما نسيت آيه من كتاب الله عزوجل ولا علما املاه علىّ فكتبته».

ص: 112

الآيات طبقا لما علّمه اياه رسول الله ولذا كان مصحفه عليه السلام اتم المصاحف واكملها، بلحاظ وجود التأويلات وشأن نزول الآيات، كما كان تأليفه للمصحف طبقا لما نزل فى الازمنه المختلفه.

روى محمد بن سيرين عن عكرمه قال: «عند بدء خلافه ابى بكر قعد على بن ابى طالبفى بيته يجمع القرآن. قال فقلت لعكرمه: هل كان تأليف غيره كما انزِلَ. الاول فالاول؟ قال لو اجتمعت الجن والانس على ان يؤلفوه هذا التاليف ما استطاعوا». (1)

ويقول المفيد حول مصحف الامام عليه السلام: «فقدم المكى على المدنى، والمنسوخ على الناسخ، ووضع كل شى ء منه فى حقه». (2)

وهذا صريح فى ان من ادعى انه قد كان فى مصحف الامام بعض النصوص المثبته لخلافته عليه السلام انما كان من قبيل تأويل القرآن وتنزيله.

وعن ابن جزى الكلبى: «لو وجد مصحف على عليه السلام لكان فيه علم كثير». (3)

وعن السيوطى حول اختلاف ترتيب السور فى مصاحف السلف قوله: «فمنهم من رتبها على ترتيب النزول وهو مصحف على. كان اوله اقرأ ثم المدثر ثم نون ثم المزمل ثم التكوير وهكذا الى آخر المكى والمدنى». (4)


1- الاتقان ج 1 ص 57 و 58.
2- بحارالانوار ج 89 ص 74.
3- التسهيل لعلوم التنزيل، ج
4- الاتقان، ج 1 ص 62.

ص: 113

وكذا عن ابن سيرين على ما حكى عنه ابن أشته: «ان عليا كتب فى مصحفه الناسخ والمنسوخ» وكذا عن ابن سيرين: «تطلبْتُ ذلك الكتاب وكتبت فيه الى المدينه فلم اقدر عليه»(1)وكذا عن ابن سيرين «ولو اصيب ذلك الكتاب لكان فيه العلم». (2)آلاء الرحمن: ص 257. عن نهج البلاغة وغيره.(3)الاحتجاج، راجع البحار، ج 29 ص 42، ط ايراتصرح بوجود بعض اسماء المنافقين من قريش فى مصحف الامام عليه السلام وهذه الاسماء من التأويلات ولشرح شأن نزول الآيات.

ولما كان هذا النحو من الجمع لا يكون الّا من اميرالمؤمنين عليه السلام فاننا نجد الامام اباجعفر عليه السلام يقول: «ما ادّعى احد من الناس انه جمع القرآن كله كما انزل إلّا كذّاب، وما جمعه وحفظه كما انزل الّا على بن ابى طالب والأئمه بعده». (4)


1- الاتقان: ج 1 ص 58، والطبقات الكبرى: ج 2 ص 338، مناهل العرفان ج 1 ص 247.
2- تاريخ الخلفاء: ص 185، والطبقات الكبر فهل كان ابن سيرين يعتقد بأن مصحف على عليه السلام فيه بعض الآيات التى ليست فى المصاحف الاخرى؟ لا بل هذه الاضافات ما هى الا تأويلات وتنزيلات. وهذا عين ما صرح به الامام عليه السلام نفسه اذ قال: «ولقد جئتهم بالكتاب مشتملا على التنزيل والتأويل».
3- وتشير الى ذلك روايات
4- الكافي، كتاب فضل القرآن.

ص: 114

أما حمل جمع على عليه السلام للقرآن على جمعه فى الصدر (1) فهو مخالف لما صرحت به الروايات الوارده فى تأليف القرآن فى المصحف، وما ورد حول كيفيه تأليفه.

فتبين انه ليس فى النصوص التى وردت حول مصحف على عليه السلام اشاره الى وجود بعض الآيات اضافه لما كان فى مصاحف غيره، بل فيه التأويلات وتبيين محل نزول بعض الآيات فقط.

وقال البغدادى فى شرح الوافيه حول عدم اعتناءهم بما جمعه على عليه السلام: وذلك لما اشتمل عليه من التأويل والتفسير. وقد كانت عاده منهم ان يكتبوا التأويل مع التنزيل لا ان ذلك كله كان فى التنزيل؛ والذى يدل على ذلك قوله عليه السلام: ولقد جئتهم بالكتاب مشتملًا على التأويل والتنزيل والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ. فانه صريح فى انالذى جائهم به ليس تنزيلًا كله ويؤيده ما اشتهر من ان الذى جائهم به مشتملًا على جميع ما يحتاج اليه الناس حتى ارش الخدش ومن المعلوم ان صريح القرآن غير مشتمل على ذلك. (2)

وقال استاذنا العلامه السيد جعفر مرتضى استنباطاً من روايات حول مصحف على عليه السلام، ان مصحف على عليه السلام يمتاز بما يلى:


1- روح المعانى: ج 1 ص 21.
2- رد فصل الخطاب ص 28.

ص: 115

1- انه كان مرتبا على حسب النزول.

2- قدم فيه المنسوخ على الناسخ.

3- انه قد كتب فيه تأويل بعض الآيات بالتفصيل.

4- كتب فيه التفاسير المنزله تفسيراً من قبل الله.

5- فيه المحكم والمتشابه.

6- لم يسقط منه حرف الف ولا لام ولم يزد فيه حرف ولم يسقط منه حرف.

7- ان فيه اسماء اهل الحق والباطل.

8- انه كان باملاء رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وخط على عليه السلام.

9- كان فيه فضائح القوم. (1)

مصحف فاطمه عليها السلام

يمكن ان يتوهم ان مصحف فاطمه عليها السلام من قسم مصحف عائشه او حفصه او غيرهما من الصحابه والتابعين، فيه ذكرت الآيات على نحو يختلف عما ذكرنا فى القرآن المتواتر، نحن نقول:

ورد فى روايات كثيره ذكر مصحف فاطمه عليها السلام، وصرح فى بعضها أن فى هذا المصحف علم ما يكون وليس فيه ذكر حلال ولا حرام، كما صرحت بعض روايات أخرى بأن فيه وصيه فاطمه


1- حقايق هامه ص 160- 161.

ص: 116

الزهراء عليهاالسلام. و على هذا يمكن ان تكون فيه بعض المعارف التى تعلمتها فاطمه عليهاالسلام من ابيها فى طيله حياتها، تصرح بعض الروايات أيضا بأن مصحف فاطمه ليس فيه قرآن ولم يكن مصحفا قرآنيا. (1)

نحن لا نريد ان نعرف ماذا فى مصحف فاطمه بل نريد ان نقول ان مصحفها ليس مصحفا قرآنيا ولذا لم يقع ما توهمه بعض المتوهمين فى المقام.

الفصل الثامن

التحريف عند الغلاه وبعض الاخباريين

بعد بيان اعتقاد الاماميه بالنسبه الى سلامه القرآن وعدم تحريفه يجب ان ننبه الى بعض الأمور:

الف: ان من المغالطات بعض المؤلفين من اخواننا السنه (عمدا أو سهوا) هو الخلط بين فرق الشيعه وعدم التمييز بين اعتقادات كل فرقه منهم، فلا يفرقون بين الغلاه والمعتدلين، وعدم تفريقهم بين هذه الفرق اوجب لهم نسبه اعتقادات بعضهم الى بعض آخر، ولذا يقول الدكتور حفنى داود بالنسبه الى احمد امين المصرى بأنه «لم يفرق التفرقه العلميه بين الاماميه والمؤلّهه ... بل اكثر من ذلك لم يميز التمييز الدقيق بين المعتدلين من هؤلاء الاتباع ومن المتعصبين الذين يتناولون عقائد غيرهم بألسنه حداد»(2)

ويقول أيضا:

«فالاماميه والزيديه من المذاهب الشيعيه المعتدله يختلفون كل الاختلاف عن الكيسانيه والمؤلّهه والحلوليه المتطرفه». (3)


1- راجع في كل ذلك الكافي، باب فيه ذكر الصحيفة، ج 1 ص 240.
2- مع الكتب الخالدة، ص 170.
3- نفس المصدر، ص 16

ص:117

ص: 118

هذا الخلط ناشئ من جهلهم باعتقادات الشيعه الاماميه ونعتقد انهم لم يميزوا هذا التميز من أجل ان يستفيدوا من ذلكفى هجمتهم على الاماميه وهذا مما لا يليق بفكر سليم وعاقل مسلم.

وعلى هذا، المسائل التى كانت جزءاً من بعض معتقدات الغلاه فلا تجوز نسبتها الى الشيعه الاماميه، ومسأله التحريف من هذا القبيل، واعتقاد الغلاه بذلك كالسيارى أو أحمد بن محمد الكوفى او غيرهما، ونقلهم لبعض هذه الروايات؛ يشير الى ان ذلك كان من عقائدهم الغلاه ولا تصح نسبته الى الاماميه.

ولكن الجاهلين او المغرضين قد نسبوا هذا القول الى الشيعه من دون تفريق بين فرقهم من متقدميهم ومتأخريهم».(1)الخاز

ونحن نرى ان معظم هذه الروايات قد ورد من طريق الذين كانوا متهمين بالغلوّ والكذب فى كتب رجاليىّ الشيعه.

والشاهد على ان التحريف منسوب الى الغلاه هو ان الاعتقاد بذلك يوجد فى بعض الغلاه الموجودين فى النواحى، المشهورين به «على اللّهى». (2)

والآن نجد بعض العلماء المشهور بانهم من الاماميه فى بعض المناطق يميلون الى بعض الغلاه كما فى الهند و الباكستان هم يكتبون


1- البرهان في علوم القرآن ج 2 ص 127،
2- رك: كرمانشاهان وكردستان ج 1 ص 99.

ص: 119

بعض الكتابات العقائديه التى يفهم منها انهم قائلون بالتحريف.

كما ان سائر اعتقاداتهم ايضا تشير اى ميلهم الى الغلاه. وهذا مما لم يقبله كبار الشيعه الذين ذكرناهم، ولاتتحمل الاماميه وزرهم، بل كانت هذه آراؤهم الشخصيه ولا يمكن نسبتها الى الاماميه، كما ان بعض علماء العامه فى التاريخ كابن تيميه وغيره قد اظهروا بعض الاقوال فى بعض المسائل مما لا يقبله اهل السنه عامه ولا يمكن نسبه هذه الاعتقادات اليهم كلهم.

يقول الشيخ عبدالجليل الرازى من علماء الشيعه فى القرن السادس: ان نسبه الزياده والنقصان الى القرآن كانت بدعه وضلاله وليس هذا مذهب الاصوليه من الشيعه الاماميه فروايه بعض الغلاه او الحشويه خبراً فى ذلك لا يكون حجه على الشيعه كما يقال بالنسبه الى عقايد الكراميّه فى الحنفيه والمشبّهه فى الشافعيه. (1)

فما نقل من قبل هؤلاءالأفراد لا تصح نسبته الى الشيعه الاماميه، و الذى أنصف فى ذلك هو الزرقانى حيث قال:

«يزعم بعض غلاه الشيعه ان عثمان ومن قبله ابوبكر وعمر أيضا حرَّفوا القرآن و أسقطوا كثيرا من آياته وسوره». (2)

ويقول ايضا: «ان بعض علماءالشيعه تبرأوا من هذا السخف ولم يطق ان يكون منسوبا اليهم». (3)


1- نقض ص 272
2- مناهل العرفان، ج 1 ص 273.
3- - نفس المصدر ص 274.

ص: 120

كما يقول الدكتور عبدالصبور شاهين: «ان الذين الصقوا بالمصحف بعض روايات الكذب هم الغلاه».

فانظر الى آثار الشيعه تجد انهم قد ألفوا فى رد الغلاه عشرات الكتب وتبرأوا منهم ومن اعتقاداتهم حتى يتبين لك الفرق العلمى بينهم.(1)

وقال العلامه كاشف الغطاء فى كتابه الحق المبين: وصدرت منهم [يعنى من الاخباريين احكام غريبه واقوال منكره عجيبه منها قولهم بنقص القرآن مستندين الى روايات تقضى البديهه بتأويلها وطرحها.

ويقول بلاشر بعد الاشاره الى عقيده الغلاه حول التحريف: اما الاماميه فقد امتنعوا عن الغلو فى هذه الهجمات وكفوا بحكمه عن الالحاج على ما كابده المصحف من تحريف ... فانهم كانوا يرجعون دائماً فى امور التوحيد والعقائد الاسلاميه الاساسيه الى نص عثمان الذى تبنتها الامه الاسلاميه كلها مصحفاً. (2)

باء: من الامور التى يجب التنبيه اليها هو وجود بعض الاخباريين بين الشيعه والسنه الذين يهتمون بالروايات من حيث الروايه والخبر من دون النظر فى القرآن ومطابقه الروايات للكتاب وعدمها؛ فهؤلاء يأخذون الروايات من دون تدقيق فى اسنادها، ولا يفرقون التفرقه العلميه بين الروايات وقبول ما هو صحيح منها ورود ما هو غير


1- الذريعة الى تصانيف الشيعة ج 10 ص 2
2- القرآن، جمعه وتدوينه، ص 36

ص: 121

صحيح.

فلذا لما رأى هؤلاء بعض الروايات التى ظاهرها التحريف خدعوا بها واعتقدوا بالتحريف وحتى لو لم يكونوا معتقدين بالتحريف فانهم على أى حال قد رووا هذه الأباطيل فى كتبهم لأنهم احتملوا صحتها أو احتملوا لها وجيها ليس من قبيل التحريف بنظرهم. والعهده ى ذلك عليهم لنقلهم هذه الروايات. وعلى أى حال فان علماء الشيعه وكبراءهم كالصدوق والطوسى والمرتضى والطبرسى وغيرهم لم يعتقدوا بالتحريف وأنكروا نسبته الى الشيعه وهذا هو الصحيح، وقد اكدوا على ضعف الروايات التى وردت فى التحريف.

راجع مقدمه التبيان ومجمع البيان وآثار الشريف المرتضى وغيرهما من كتب الشيعه الاصوليه.

الفصل التاسع

فصل الخطاب والتحريف

ان بعض الذين يحبون خداع الناس يظهرون بان فصل الخطاب الذى ألف فى تحريف الكتاب لميرزا حسين النورى الطبرسى كله وارد من طرق الشيعه وذكروا اثنين من ادله النورى التى ترجع الى احاديث الشيعه فى الظاهر ولم يذكروا عشره من أدلته الاخرى التى ترجع تسعه منها الى روايات اهل السنه (1)

أما دليله الاول: فقد نقل الروايات التى رواها العامه وبعض من الخاصه (الشيعه) حول ان ما وقع فى الامم السالفه كبنى اسرائيل، يقع فى الامه الاسلاميه ايضا، وذكر روايات الصحاح من أهل السنه فى ذلك. وينتج من ذلك ان ما وقع فى بنى اسرائيل ومنها تحريف كتابهم، هو واقع فى امتنا الاسلاميه أيضا.

ومع غض النظر عن عدم صحه هذا الاستدلال لأن ما اشارت اليه


1- الشيعة والقرآن لم وها نحن نذكر أدله النورى واحدا بعد واحد حتى يتبين للناس ان اكثرها منقول عن اهل السنه.

ص:122

صك123

ص: 124

الروايه هو الحوادث الاجتماعيه والسنن التاريخيه التى أشار اليها القرآن؛ نقول ان اكثر هذه الروايات منقول عن أهل السنه وان كان فيها بعض ما روى عن الشيعه.

وأما دليله الثانى: فيذكر النورى فيه روايات السنه فى جمع القرآن وما فيه من الخزعبلات كجمع القرآن بشاهدين، أو وجود الآيات عند بعض الافراد فقط و ... فينتج من هذه الروايات عدم تواتر القرآن واحتمال وقوع التحريف.

ومع ان قصه جمع القرآن بهذا الشكل انما رواها السنه فان الشيعه يعتقدون بان القرآن قد جمع فى عهد النبى صلى الله عليه واله وسلم كما اشاره الى ذلك الطبرسى فى مقدمته على مجمع البيان وغيره مما ذكرنا اقوالهم سابقا.

وأما دليله الثالث: ففيه يذكر النورى روايات اهل السنه حول الآيات والسور التى رفعت تلاوتها! فهو بعد نفيه نسخ التلاوه يقول: إن هذه الروايات تدل على وجود آيات وسور قد حذفت بأيدى الخلفاء، فهذا ايضا كما ترى مما رواه اهل السنه.

ونحن ايضا نحكم ببطلان نسخ التلاوه ولكننا نقول بالنسبه الى ما روى فى ذلك من الموارد انها آحاد لا يثبت بها القرآن ويجب علينا وعلى كل المسلمين طرحها والضرب بها عرض الجدار.

وأما دليله الرابع: فانه يذكر فيه التقديم والتأخير فى الآيات ثم يورد روايات تدل على وجود التقديم والتأخير خلاف ما انزل الله و

ص: 125

منها مصاحف السلف وقول اهل السنه بأن ترتيب القرآن اجتهاد من الصحابه، وترتيب القرآن فى مصاحف الصحابه من ابىّ وعلى عليه السلام، وابن مسعود، وفيه يذكر ايضا شواهد عن الشيعه.

ونحن ايضا نعتقد بالتقديم والتأخير فى السور ولكن لا فى الآيات لأن بعض الروايات تصرح بأن تعيين الآيات قد كان من قبل الرسول صلى الله عليه واله وسلم نفسه واختلاف ترتيب السور فى المصاحف لا يثبت وقوع التحريف.

وأما دليله الخامس: فيذكر فيه المصنف اختلاف مصاحف الصحابه فى نقل بعض الآيات والكلمات والسور، ويذكر الروايات فى ذلك عن أهل السنه كالدر المنثور، والثعلبى، والطبرى، والاتقان، والكشاف وغير ذلك، ثم يستنتج من ذلك وقوع التحريف فى الكتاب فهذا الدليل ايضا كل رواياته مأخوذه عن السنه وان كان فيه بعض الروايات عن الشيعه ايضا حول اختلاف هذه المصاحف.

ونحن نقول ان هذه القراءات الشاذه التى تنسب الى بعض الصحابه وكذا مادل على وجود بعض السور والآيات الاخرى ما هى الا روايات آحاد واكثرها مكذوب ولا يثبت بها قرآن؛ خلاف القرآن الموجود الذى ثبت تواتره عند جميع المسلمين سوى الجاعلين لهذه الروايات.

واما دليله السادس: فيذكر فيه روايات اهل السنه حول ابى بن كعب بانّه أقْراءُ الامّه، ثم يذكر ايضا رواياتهم حول مصحفه وان فيه

ص: 126

اكثر مما هو موجود الآن. فيستنتج من ذلك ان المصحف الموجود ليس شاملا لجميع ما فى مصحفه فيثبت التحريف عنده. وروايات هذا الباب اكثرها عن السنه كما ان بعضها عن الشيعه.

وقولنا فى ذلك هو ما قلناه فى السابق.

واما دليله السابع: ففيه ذكر عمل عثمان بإحراق المصاحف وحمل الناس على قراءه واحده، وهذا ايضا مما رواه اهل السنه كما رواه الشيعه ولعلهم أخذوه منهم، وكلاهما رويا مخالفه ابن مسعود لعمل عثمان. ثم يستنتج المصنف من هذا وجود التحريف مع توضيحات اخرى.

ونحن نقول بعد ذلك ان عمل عثمان قد ايده الامام على بن ابى طالب عليه السلام ومخالفه ابن مسعود اما مكذوبه عليه، واما انها كانت لأمر آخر، أو ناشئه عنعدم معرفته بوجود اختلاف كثير فى ذلك الزمان فى قراءه القرآن كما اشاره اليه حذيقه.

اما دليله الثامن: فتعرض فيه لما ذكره أهل السنه من الروايات والاقوال حول نقص القرآن، كما روى عن ابن عمر حول نقص القرآن و ذهاب كثير من آياته وما رواه المستدرك حول قصه ابى موسى الاشعرى بجمع القراء وقوله لهم فى احد المسبحات (كما مر) وكذا قصه الخلع والحفر عن اهل السنه، (1) وما عشت أراك الدهر عجبا وايضا ما رواه البخارى حول زياده


1- هذا مما رواه اهل السنة ونقله النورى عنهم، اما الذين خسروا في الدنيا والآخرة- كما ذكر ذلك النورى في كتابه- فقد نسبوا نقله الى الشيعة.

ص: 127

صلاه العصر فى الآيه وما نقل فى ذلك عن مصحف عائشه وعن البخارى حول تحريف آيات اخرى كمواسم الحج وما استمتعتم عن الثعلبى والاتقان والموطأ والمحاضرات للراغب الاصفهانى.

اما نحن فنقول فى ذلك مثل قولنا فى ما روى حول نسخ التلاوه وقد تقدم.

اما دليله التاسع: فهو استنباط خاص من بعض الروايات الوارده فى بعض كتب الشيعه والتى ليس فيها ذكر القرآن ولا التحريف ولا اختلاف القراءه بل كل ما ورد فيها ان اسامى الأئمه عليهم السلام قد ذكرت فى الكتب السماويه، ثم يستنتج المصنف من هذا انه لابد وان أساميهم كما ذكرت فى الكتب السابقه فلابد وان تكون مذكوره فى القرآن لانها مما يختص بالامه الاسلاميه فاذا لم نجدها فى القرآن فلا يعنى ذلك عدم ذكرها بل يدل على حذف هذه الاسماء من القرآن بأيدى المغرضين.

ونحن نقول اننا لا نقبل هذا الاستدلال لامكان الخدش فى مقدماته، كما يمكن ان يكون عدم ذكر اسامى الأئمه فى القرآن انما هو لدلائل اخرى لم نعلمها. وهناك ايضا رواياتأخرى تصرح بعدم ذكر اسم على عليه السلام فيه (وقد ذكرناها فى مامضى).

اما دليله العاشر: فيذكر فيه المصنف من رواياتاختلاف القراءات التى رواها اهل السنه بطرق اكثر من ان تحصى، ويوجهونها بروايه نزول القرآن على سبعه أحرف، ويجوزون هذه القراءات وان زاد عددها على العشر كما صرح بذلك بعضهم، وايضا روى الشيعه فى

ص: 128

ذلك بعض القراءات التى لا يصح اكثر رواياتها وان صح بعضها فاننا نجد فى مقابلها ما أمر به الأئمه عليهم السلام: «اقرؤوا كما يقرأ الناس» و: «اقرؤوا كما علمتم». كما ان هذه القراءات روايات آحاد لا تثبت قرآنا الا ما تواتر منها (وان امكن عدم قبول تواتر بعضها ايضا)، او لعلها تفسيرات.

فالى هنا كما ترى ان الادله كانت متخذتا من مصادر اخواننا السنّه، او ما رواها الشيعه من كتبهم فنسب الشيخ النورى الى الشيعه كما اورد روايات القراءات التى كانت للتابعين من المجموع البيان!

اما دليله الحادى عشر: فهو- ودليله الآتى- ترجع رواياتها فى الظاهر الى الشيعه ففى هذا الدليل يذكر روايات الشيعه حول ان القرآن وفع فيه التحريف ... وجوابنا عن هذه الروايات اضافه الى ان اكثرها مروى عن السيارى (الغالى) وغيره من الضعفاء فان المقصود بها هو التحريف المعنوى لا اللفظى لوجود روايه صحيحه تصرح بذلك وهى رساله الامام الباقر عليه السلام لسعد الخير كما ذكرها الكلينى فى روضه الكافى (ذكرناها فيما مضى فراجعها).

اما دليله الثانى عشر: فقد جميع فيه المصنف روايات الشيعه فى موارد مخصوصه من اختلاف القراءه فى الآيات ويبلغ عددها ألف حديث.

ونحن نقول:

* ان اكثر من 320 روايه من هذه الاحاديث يرجع الى السيارى (الغالى) الملعون على لسان الصادق عليه السلام والمخدوش من قبل

ص: 129

جميع الرجاليين.

* و ان اكثر من 600 حديث من مجموع الالف حديث مكرره. والفرق فيها اما من جهه نقلها من كتاب آخر مع وحده السند او نقلها عن طريق آخر.

اما غير ما ورد الروايات عن السيارى وكذلك غير المكررات فاننا نجد ان اكثر من 100 حديث عباره عن قراءات مختلفه اكثرها عن الطبرسى فى مجمع البيان، وايضا فان اكثرها مشترك بين السنه و الشيعه، والطبرسى يروى عن رجال اهل السنه مثل: الكسائى، وابن مسعود، والجحدرى، وابى عبدالرحمن السلمى، والضحاك وقتاده، وابن عمرو، وابن حجاز، ومجاهد، وعكرمه، وعائشه، وابن الزبير، وحمزه، وابن يعمر، وابن نهيك، وسعيد بن جبير، والشعبى، وعمرو بن قائذ، وغيرهم من رجال السنه.

... وبعد كل هذا هل يمكن القول بالتحريف الستنادا الى قسم قليل من الروايات التى تبقى بعد ذلك حتى ولو كانت منقوله نقلها الكلينى او على بن ابراهيم القمى؟!! مع ان اكثر علماء الشيعه يعتقدون بسلامته طبقا للتواتر.

اضافه الى كل ما سبق فان بعض هذه الروايات التى ذكرها النورى يرجع الى التفسير وشأن نزول الآيات كما صرّح به المجلسى فى شرحه على أصول الكافى وراجع ما ذكرنا سابقا حول الروايات الشيعه والسنه فى التحريف.

دليل المراجع

1. آلاء الرحمن، الشيخ محمد جواد البلاغى قم، مطبعه الوجدانى

2. آلاءالرحيم فى رد تحريف القرآن، عبدالرحيم التبريزى طبع 1381 ه-. ق

3. الاتقان فى علوم القرآن، جلال الدين سيوطى بيروت، المكتبه الثقافه

4. اجوبه المسائل المهنائيه، العلامه الحلى، قم، مطبعه الخيام 1401 ه-. ق

5. الإحكام فى اصول الاحكام، الآمدى، مصر، مؤسسه الحلبى وشركاء، 1387 ه-. ق

6. احكام القرآن، ابن عربى، تحقيقى البجاوى، بيروت، دارالمعرفه

7. احكام القرآن، الجصاص، بيروت، دارالكتاب العربى

8. اخبار اصبهان، ابونعيم الصبهانى، تهران، مؤسسه النصر

9. اختيار معرفه الرجال، الطوسى، تحقيق: مصطفوى، مشهد، جامعه مشهد 1348 ه-. ش

10. ارشاد السارى، القسطلانى، بيروت، دار صادر 1392 ه-. ق

11. الاستيعاب، در حاشيه الاصابه، مصر 1328 ه-. ق

12. اظهار الحق، رحمه الله الهندى، طبع تركيه

13. الاعتقادات، للصدوق

14.

ص:130

ص:131

ص: 132

اعيان الشيعه، السيد محسن الامين العاملى، بيروت دارالتعارف، الطبعه الجديده

15. افسانه تحريف، سيد احمد مهدوى [فخر كرمانى 1350 ه-. ش (با همكارى كانون انتشار)

16. اكمال الدين، للشيخ الصدوق، قم، السلامى

17. الالما، النويرى الاسكندرانى، هند، 1388 ه-. ق

18. الامام زيد بن على، ابوزهره، بيروت، المكتبه الاسلاميه

19. الانتصار، ابوالحسين خياط المعتزلى، تحقيق نيبرج، مصر

20. انوار النعمانيه، السيد نعمه الله الجزائرى، طبع تبريز

21. اوائل المقالات، الشيخ المفيد، مطبعه الداورى

22. الايضاح، فضل بن شاذان، تحقيق: محدث ارموى، تهران، انتشارات جامعه طهران

23. بحارالانوار، العلامه المجلسى، بيروت، مؤسسه الوفاء

24. بحوث فى تاريخ القرآن وعلومه، ميرمحمدى، بيروت، دارالتعارف، 1400 ه-. ق

25. بحوث مع اهل السنه والسلفيه، السيد مهدى الروحانى، بيروت 1399 ه-. ق

26. بدايه المجتهد، ابن رشد، 1386 ه-. ق

27. برهان روشن، حاج ميرزا مهدى بروجردى، قم، اسماعيليان، 1374 ه-. ق

28.

ص: 133

البرهان فى تفسير القرآن، البحرانى، قم اسماعيليان

29. البرهان فى علوم القرآن، الزركشى، بيروت، دارالمعرفه، 1391 ه-. ق

30. بصائرالدرجات، الصفار، طبع 1381 ه-. ق

31. البصائر والذخائر، ابوحيان التوحيدى، قاهره 1373 ه-. ق

32. البيان فى تفسير القرآن، للامام الخوئى، قم المطبعه العلميه، 1394

33. البيان والتبيين، ابوعمرو الجاحظ، تحقيق عبدالسلام هارون، قاهره 1380 ه-. ق

34. پژوهشى درباره قرآن، دكتر محمدباقر حجتى، تهران، نهضت زنان مسلمان الطبعه الاولى 1358 ه-. ش

35. تأويل مختلف الحديث، ابن قتيبه، بيروت، درالجليل، 1393 ه-. ق

36. تاريخ بغداد، الخطيب البغدادى، بيروت، دارالكتاب العربى

37. تاريخ الخلفاء، جلال الدين سيوطى، مصر، مطبعه السعاده، 1371 ه-. ق

38. تاريخ القرآن، ابى عبدالله الزنجانى، تهران، منظمه الاعلام الاسلامى 1404 ه-. ق

39. تاريخ القرآن، عبدالصبور شاهين، دارالقلم 1966 م

40. تاريخ قرآن، دكتر محمود راميار، تهران، اميركبير

41. تحت رايه القرآن، مصطفى صادق الرافعى، بيروت، درالكتاب العربى 1394 ه-. ق

42. تحف العقول، ابن شعبه الحرانى، قم، اسلامى

43.

ص: 134

التحقيق فى نفى التحريف، السيد على الميلانى، قم، دارالقرآن

44. التراتيب الاداريه، اكتانى، بيروت، دار احياء التراث العربى

45. التسهيل لعلوم التنزيل، ابن جزىّ الكلبى، بيروت، دارالكتب العربى 1393 ه-. ق

46. تفسير الصافى، فيض الكاشانى، بيروت، مؤسسه الاعلمى

47. تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، بيروت، دارالفكر

48. تفسير القمى، بيروت 1387 ه-. ق

49. التفسير الكبير، فخر الرازى، بيروت دارالفكر

50. تفسير المنار، رشيد رضا، بيروت، دارالمعرفه

51. تقييد العلم، الخطيب البغدادى، تحقيق: يوسف العش، حلب، دارالوعى

52. التمهيد فى علوم القرآن، محمد هادى معرفت، قم، 1396 ه-. ق

53. التنبيه والاشراف

54. تهذيب تاريخ دمشق، بدران، بيروت، دارالميسره 1399 ه-. ق

55. تهذيب الاصول، تقريرات ابحاث السيد الامام الخمينى، بقلم الشيخ جعفر السبحانى، قم، اسلامى، 1363 ه-. ش

56. الثقات، ابن حبان، هند، 1397 ه-. ق

57. جامع الاصول، ابن اثير

58. جامع البيان، الطبرسى، مصر، 1323 ه-. ق

59. الجامع لاحكام القرآن، القرطبى، بيروت دار احياءالتراث العربى

60.

ص: 135

حقايق هامه حول القرآن الكريم، السيد جعفر مرتضى، قم، اسلامى 1409 ه-. ق

61. حياه الصحابه، الكاند هلوى، قاهرهه دارالنصر 1389 ه-. ق

62. الخصال، للشيخ الصدوق، قم، اسلامى

63. دراسات فى الحديث والمحدثين، السيد هاشم معروف الحسنى، بيروت، دارالتعارف، 1398 ه-. ق

64. الدرالمنثور، جلال الدين سيوطى، قم، مكتبه آيه الله مرعشى

65. الذريعه الى تصانيف الشيعه، علامه آقا بزرگ طهرانى، بيروت، دارالاضواء

66. ربيع الابرار، زمخشرى، قم، رضى 1412 ه-. ق

67. الرجال، العلامه الحلى؛ تحقيق: بحرالعلوم نجف المطبعه الحيدريه، الطبعه الثانيه، 1381 ه-. ق

68. رجال النجاشى، تحقيق، آيه الله الزنجانى، قم، اسلامى

69. روح المعانى، السيد محمود الآلوسى، تهران، انتشارات جهان [افست

70. روضه الكافى، الكلينى، تهران، مطبعه الاسلاميه

71. سعد السعود، ابن طاووس، قم، الرضى

72. كتاب سليم بن قيس، بيروت، مؤسسه الاعلمى

73. سنن الدار قطنى، المدينه المنوره 1386 ه-. ق

74. سنن الدارمى، بيروت، دارالفكر

75.

ص: 136

سنن الكبرى، البيهقى، هند 1344 ه-. ق

76. السيره الحلبيه، الحلبى الشافعى، مصر 1320 ه-. ق

77. شرح اصول الخمسه، قاضى عبدالجبار، مصر، مكتبه وهبه، 1384 ه-. ق

78. شرح نهج البلاغه، ابن ابى الحديد، تحقيق محمد ابوالفضل ابراهيم

79. الشيعه فى الميزان، محمد جواد مغنيه، بيروت، دارالتعارف

80. الشيعه والسنه، احسان الهى ظهير، لاهور 1396 ه-. ق

81. الشيعه والقرآن، احسان الهى ظهير، اداره ترجمان القرآن، لاهور

82. صبح الاعشى فى صناعه الانشاء، القلقشندى

83. صحيح البخارى، بيروت، دارالمعرفه

84. صحيح الترمذى [الجامع الصحيح

85. صحيح مسلم، مسلم بن حجاج، مصر، طبع محمد على صبيح

86. الصحيح من سيره النبى الاعظم، السيد جعفر مرتضى، قم، 1403 هجرى

87. الطبقات الكبرى، ابن سعد، بيروت

88. العقد الفريد، ابن عبد ربه، دارالكتاب العربى، بيروت 1384 ه-. ق

89. عون المعبود شرح سنن ابى داود، ابوطالب عظيم آبادى، المدينه المنوره، المكتبه السلفيه 1388 ه-. ق

90. غريب الحديث، الهروى، بيروت، دارالكتاب العربى

91. فتح البارى، العسقلانى، بيروت، دارالمعرفه

92.

ص: 137

فصل الخطاب، ميرزا حسين النورى

93. فقه السنّه، السيد السابق، بيروت، دارالكتاب العربى

94. الفهرست، ابن نديم، تهران طبع تجدد

95. قاموس الرجال، التسترى، قم، اسلامى

96. القرآن نزولًا، تدوينه، ترجمته وتأثيره، بلاشير، ترجمه: رضا سعاده، دارالكتاب اللبنانى، بيروت 1974 م

97. الكافى، ثقه الاسلام كلينى، تهران، دارالكتب الاسلاميه

98. كرمانشاهان وكردستان، مسعود گلزارى، تهران، انجمن آثار ملى

99. الكشاف، زمخشرى، بيروت، دارالمعرفه

100. كشف الارتيبا فى رد فصل الخطاب، شيخ محمود بن ابى القاسم الطهرانى، النسخه المخطوطه

101. كشف الاستار عن مسند البزار، الهيثمى، بيروت، مؤسسه الرساله 1399 ه-. ق

102. كنزالعمال، متقى الهندى، هند، 1381 ه-. ق

103. المجروحين، ابن حبان، حلب، دارالوعى

104. مجمع البيان، الطبرسى، تهران، مكتبه العلميه الاسلاميه

105. مجمع الزوائد، الهيثمى، بيروت دارالكتاب العربى 1968 م

106. المحلى، ابن حزم، بيروت، دارالافاق الجديده

107. مختصر تاريخ دمشق، ابن منظور، دمشق، دارالكفر

108. المدوّنه الكبرى، مالك بن انس، بيروت، دار صادر

109.

ص: 138

مروج الذهب ومعادن الجوهر، مسعودى، بيروت، دارالاندلس

110. مستدرك على الصحيحين، حاكم نيشابورى هند، 1342 ه-. ق

111. مسند ابن عوانه، هند، 1362 ه-. ق

112. المسند، احمد بن حنبل، بيروت، دار صادر

113. مسند زيد بن على، جمعه عبدالعزيز بن اسحاق البغدادى، بيروت، دارالكتب العلميه 1401 ه-. ق

114. مشاهير علماء الامصار، ابن حبان، هند

115. مشكل الاثار، الطحاوى، هند، 1333 ه-. ق

116. المصاحف، لابى داود السجستانى، بيروت دارالكتب العلميه

117. المصنف، ابوبكر بن ابى شيبه، هند

118. المصنف، عبدالرزاق بن همام، طبع سنه 1390، بيروت

119. مع الخطيب فى خططه العريضه، لطف الله الصافى، قم، دارالقرآن

120. مع الكتب الخالده، الدكتور حنفى داود

121. المعتصر من المختصر من مشكل الاثار، يوسف بن موسى، هند 1362 ه-. ق

122. معجم رجال الحديث، للسيد الخوئى، قم، مؤسسه نشر آثار شيعه

123. المعجم الكبير، الطيرانى، بيروت، دار احيائ التراث العربى

124. مفردات القرآن، للراغب اصفهانى، تهران، المكتبه المرتضويه

125. مقالات الاسلاميين، ابوالحسن اشعرى تحقيق: محمد محيى الدين عبدالحميد، مصر، مكتبه النهضه المصريه 1369 ه-. ق

126.

ص: 139

مكاتيب الرسول، العلامه احمدى، قم، نشر يس

127. مناهل العرفان، الزرقانى، دار احياء الكتب العربيه 1372 ه-. ق

128. منتخب كنزالعمال، المطبوع فى حاشيه مسند احمد، بيروت دار صادر

129. الموافقات، الشاطبى، بيروت، دارالمعرفه

130. الميزان فى تفسير القرآن، العلامه محمد حسين الطباطبائى، بيروت، اعلمى

131. النش لقراءات العشر، ابن جزرى دمشقى، دارالكتاب العربى

132. نظرات فى القرآن، الغزالى، مصر، الخانجى 1377

133. نقض، عبدالجليل قزوينى رازى، تصحيح: محدث ارموى، انجمن آثار ملى 1358 ه-. ش

134. نكت الانتصار لنقل القرآن، ابوبكر الباقلانى، تحقيق زغلول، مصر، المعارف 1971 م

135. نور القبس، اليغمورى، طبع 1384 ه-. ق

136. نهج السعاده فى مستدرك نهج البلاغه، الشيخ محمد باقر المحمودى، بيروت

137. الوافى، فيض كاشانى، اصفهان، مكتبه الامام اميرالمؤمنين عليه السلام.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.