ادعيه و آداب الحرمين في العمره المفرده

اشارة

عنوان و نام پديدآورص: ادعيه و آداب الحرمين في العمره المفرده تهيه و تنظيم مركز ابحاث الحج

مشخصات نشرص: تهران مشعر، 1384.

مشخصات ظاهريص: 399ص.

شابكص: 964-7635-63-x

وضعيت فهرست نويسيص: فاپا

يادداشتص: كتابنامه به صورت زيرنويس موضوعص: حج -- كتابهاي دعا

موضوعص: دعاها

موضوعص: زيارتنامه ها

موضوعص: حج شناسه افزودهص: حوزه نمايندگي ولي فقيه در امور حج و زيارت مركز تحقيقات حج رده بندي كنگرهص: BP267/8/الف 348

رده بندي ديوييص: 297/772

شماره كتابشناسي مليص: م 83-29226

ص:1

اشارة

ص:2

ص:3

ص:4

المقدّمة

اشارة

ص:5

إنّ الدعاء والزيارة جناحان يحلّق بهما الإنسان صوب الكمال المطلق والقرب الإلهي المنشود، والإنسان يحتاج إلى الدعاء والمناجاة مع الحقّ تعالى لأجل الترفّع بروحه من ظلمة الذنب والمعصية ووساوس الشيطان، ولأجل تقوية إرادته وقوّة تفكّره.

من هنا نجد أنّ الدعاء يشكّل القسم الأعظم من تعاليم وإرشادات الأنبياء خصوصاً نبينا المصطفى صلى الله عليه و آله وعترته الميامين الذين بيّنوا بلسان الدعاء مضامين عالية تعكس حقائق قلب الإنسان وروحه وتلبّي حاجاته المختلفة في مجالات متنوّعة، وذلك بناءً على معرفتهم الواسعة باللَّه سبحانه، وبالإنسان ومختلف متطلّباته.

ص: 6

فالرسول الأكرم صلى الله عليه و آله، يعتبر الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض، حيث يقول صلى الله عليه و آله: «الدعاء سلاح المؤمن، وعمود الدين، ونور السماوات والأرض» (1)

.وقد بشّر اللَّه سبحانه عباده باستجابة الدعاء إذا توجّهوا إليه بإخلاص، قال تعالى وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَ لْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (2)

.والزيارة في الإسلام- سيّما في الفكر الشيعي- تحظى بأهمّية خاصّة ومكانة عالية، لأنّها تستبطن مزيداً من العطاءات العقائديّة والتاريخيّة والتربويّة التي تشدّ الأمّة إلى عقيدتها وتاريخها وقادتها الرساليّين.

وفي الوقت الذي تعتبر الزيارة ذات أهمّية بالغة من


1- أصول الكافي، ج 2، ص 468.
2- البقره: 186.

ص: 7

وجهة نظر الأئمّة المعصومين عليهم السلام، يُعدّ الزائر أيضاً عزيزاً ومحترماً عندهم عليهم السلام.

وبعبارة أخرى إنّ الأهمّية والاعتبار الخاصّ والتكريم والاحترام التي توليها الشريعة للمزارات، باعتبارها تنطوي على تأصيل حالة الولاء والحبّ لرموز مسيرتها، وتعبّر عن عمق الارتباط بخطّ الأولياء، تولّيها أيضاً للزائرين فتكنّ لهم أسمى معاني التكريم والاحترام، فهم ضيوف مائدة أولياء اللَّه المعنويّة، وبالزيارة يحظون بعناية الخالق جلّ وعلا والأئمّة المعصومين عليهم السلام.

وممّا لا شكّ فيه أنّ كلّ دعاء أو رجاء من اللَّه الواحد، هو مطلوب الشارع المقدّس، غير أنّ ثواب وفضيلة الدعاء أو الزيارة المأثورة عن المعصومين أكثر وأعلى بمراتب من غيرها.

من هنا فإنّ الأدعية والزيارات المنقولة عن

ص: 8

أئمّةالدين، يمكن قراءتها بقصد الورود في حال صحّة سندها ومصدرها، وإذا لم يكن لها مثل هذا الاعتبار فيجب أن لا ننسبها إلى المعصوم عليه السلام، بل يجب قراءتها رجاء إدراك الثواب ونيل المكرمات الإلهية، وهكذا حال كلّ دعاء أو زيارة أو عمل ورد لزمان أو مكان خاصّ، إذا أُريد به أن يُقرأ في غير ذلك، فمن اللازم أن يُقرأ بقصد الرجاء ونيل الثواب الإلهي.

وممّا نودّ التنبيه عليه هنا، هو أنّنا امتنعنا في هذا الكتاب عن ذكر بعض النقاط المطروحة في الزيارات، نظراً للظروف الحاليّة، ولأنّ تلك النقاط غير قابلة للتطبيق والعمل.

لقد أتاح اللَّه سبحانه ظروفاً مكانيّة وزمانيّة لحجّاج بيت اللَّه الحرام والحرم النبويّ الشريف وأئمّة البقيع عليهم السلام، كي يستجاب فيها الدعاء ويقبل فيها العمل، لذلك فإنّنا سعينا إلى تقديم هذا الكتاب بين يدي الزوّار

ص: 9

المحترمين، بعد أن جمعنا فيه كثيراً من الأدعية والزيارات المتعلّقة بالمدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة، وكذلك بعض الأدعية الأخرى التي تُقرأ عادة في مثل تلك البقاع المقدّسة، مع رعاية الاختصار قدر الإمكان، ورأينا أنّه ينبغي قبل كلّ شي ء الإشارة إلى شروط استجابة الدعاء وآداب السفر.

أخيراً نأمل أن يفيد الإخوة المؤمنين، وأن يحقّق أغراضه التي من أجلها كُتب، وأن ينتفع به الجميع، واللَّه من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.

الف: شرائط استجابة الدعاء

الف: شرائط استجابة الدعاء

ذكرت الأحاديث والروايات شرائط متعدّدة لاستجابة الدعاء، وللتعرّف عليها يمكن مراجعة كتب الروايات، ونحن نشير هنا إلى بعض تلك الأحاديث (1):


1- يُراجع بحار الأنوار، الجزء 90 طبعة بيروت و 93 طبعة إيران.

ص: 10

قال الإمام الصادق عليه السلام في جواب قوم سألوا: نحن ندعوا فلا يُستجاب لنا: «لأنّكم تدعون من لا تعرفونه» (1).

فالشرط الأوّل إذن لاستجابة الدعاء هو معرفة اللَّه تعالى، لأنّه لا يكافأ المرء إلّا على قدر معرفته.

وقد سُئِل الإمام علي عليه السلام: فما بالنا ندعو فلا نُجاب؟

فقال: «إنّ قلوبكم خانت بثمان خصال: أوّلها أنّكم عرفتم اللَّه فلم تؤدّوا حقّه كما أوجب عليكم ...» (2).

وقال الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله: «من أحبّ أن يُستجاب دعاؤه فليطيّب مطعمه ومكسبه» (3).

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «إذا أراد أحدكم أن يُستجاب له فليطيّب كسبه وليخرج من مظالم الناس،


1- بحار الأنوار 90/ 368.
2- بحار الأنوار، 90/ 376.
3- بحار الأنوار، 90/ 372.

ص: 11

وإنّ اللَّه لا يرفع إليه دعاء عبد وفي بطنه حرام أو عنده مظلمة لأحد من خلقه». (1)

وقال الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله: «اعلموا أنّ اللَّه لا يستجيب دعاء من قلبه غافل لاه» (2).

وقال الإمام الصادق عليه السلام: قال اللَّه تبارك وتعالى:

«وعزّتي وجلّالي لا أُجيب دعوة مظلوم ولأحد عنده مثل تلك المظلمة» (3).

وقال الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله: «لا يُردّ دعاء أوّله بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم» (4).

وقال الرسول صلى الله عليه و آله أيضاً: «صلاتكم عليّ إجابة لدعائكم وزكاة لأعمالكم» (5).


1- بحار الأنوار، 90/ 321.
2- بحار الأنوار، 90/ 321.
3- بحار الأنوار، 90/ 320.
4- بحار الأنوار، 90/ 313.
5- بحار الأنوار، 91/ 54، طبعة بيروت.

ص: 12

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «مَنْ قَدّم أربعين من المؤمنين ثمّ دعا استُجيب له» (1).

وفيما وعظ اللَّه به عيسى عليه السلام: «يا عيسى ادعني دعاء الحزين الغريق الّذي ليس له مغيث» (2).

ومن هنا نلاحظ أنّ هناك شروطاً لاستجابة الدعاء، يقع في مقدمتها المعرفة وبناء النفس والاستعداد لضيافة اللَّه ومعرفة المضيف الحقيقي.

ب: آداب السفر


1- بحار الأنوار، 90/ 317.
2- بحار الأنوار، 90/ 314.

ص:13

قال اللَّه تبارك وتعالى: «إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ» (1).

وقال سبحانه: «فَاللَّه خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ». (2)

آداب السفر وأدعيته كثيرة، ونشير هنا إلى بعضها:

1- الوصية: يُستحبّ أن يوصي الإنسان قبل سفره خاصّة حول الحقوق الواجبة وأداء الديون. وقد أكّدت روايات أهل البيت عليهم السلام كثيراً على الوصية لا سيّما لمن أراد السفر.

2- إبلاغ الإخوة في الدين والمعارف: قال


1- سورة القصص/ 85.
2- سورة يوسف/ 64.

ص: 14

النبي صلى الله عليه و آله: «حقّ على المسلم إذا أراد سفراً أن يعلم إخوانه، وحقّ على إخوانه إذا قدم أن يأتوه» (1).

3- دعاء السفر: ذكر العلّامة المجلسي في تحفة الزائر: يُستحبّ أن يغتسل المرء قبل السفر ويقول:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ الّا بِاللَّهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَالصادِقِينَ عَنِ اللَّهِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، اللَّهُمَّ طَهِّرْ بِهِ قَلْبِي وَاشْرَحْ بِهِ صَدرِي وَنَوِّرْ بِهِ قَبْرِي، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لِي نُوراً وَطَهُوراً وَحِرْزاً وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وَآفَةٍ وَعاهَةٍ وَسُوءٍ مِما أَخافُ وَأَحْذَرُ، وَطَهِّرْ قَلْبِي وَجَوارِحِي وَعِظامِي وَدَمِي وَشَعْرِي وَبَشَرِي وَمُخِّي وَعَصَبِي وَما أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّي، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لِي شاهِداً يَوْمَ حاجَتِي وَفَقْرِي وَفاقَتِي إِلَيْكَ يا رَبَ


1- وسائل الشيعة، 8/ 329 الباب 56 من أبواب آداب السفر، الحديث 1.

ص: 15

العالَمِينَ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ.

4- يجمع أفراد العائلة ويصلّي ركعتين ويسبّح بعد الصلاة تسبيح الزهراء عليها السلام، ويقرأ آية الكرسي، ثمّ يحمد اللَّه ويثني عليه ويصلّي على رسول اللَّه وآله ويقول:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ الْيَوْمَ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي وَوُلْدِي وَمَنْ كانَ مِنِّي بِسَبِيلِ الْإِيمانِ الشاهِدَ مِنْهُمْ وَالْغائِبَ، اللَّهُمَّ احْفَظْنا بِحِفْظِ الْإِيمانِ وَاحْفَظْ عَلَيْنا، اللَّهُمَّ اجْمَعْنا فِي رَحْمَتِكَ وَلا تَسْلُبْنا فَضْلَكَ إِنا إِلَيْكَ راغِبُونَ، اللَّهُمَّ إِنا نَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمالِ وَالْوَلَدِ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي اتَوَجَّهُ إِلَيْكَ هذَا التَّوَجُّهَ طَلَباً لِمَرْضاتِكَ وَتَقَرُّباً إِلَيْكَ، فَبَلِّغْنِي ما أُؤَمِّلُهُ وَأَرْجُوُه فِيكَ وَفِي أَوْلِيائِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ص: 16

5- وروي أنّه يقرأ قبل السفر سورة الفاتحة والناس والفلق وآية الكرسي وسورة القدر وآيات 190 الى 194 من سورة آل عمران و هي:

«إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهار لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النارِ* رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ* رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْايمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ* رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلاتُخْزِنا يَوْمَ الْقِيمَةِ إِنَّكَ لاتُخْلِفُ الْمِيعاد».

ثمّ يقول:

ص: 17

اللَّهُمَّ بِكَ يَصُولُ الصائِلُ وَبِقُدْرَتِكَ يَطُولُ الطائِلُ وَلاحَوْلَ لِكُلِّ ذِي حَوْلٍ إِلّا بِكَ وَلاقُوَّةً يَمْتارُها ذُو قُوَّةٍ إِلّا مِنْكَ، أَسْأَ لُكَ بِصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَعِتْرَتِهِ وَسُلالَتِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمْ، وَاكْفِنِي شَرَّ هذَا الْيَوْمِ وَضُرَّهُ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ ويُمْنَهُ، وَاقْضِ لِي فِي مُتَصَرِّفاتِي بِحُسْنِ الْعاقِبَةِ وَبُلُوغِ الْمَحَبَّةِ وَالظَّفَرِ بِالْأُمْنِيَّةِ وَكِفايَةِ الطاغِيَةِ الْغَوِيَّةِ وَكُلِّ ذِي قُدْرَةٍ لِي عَلى أَذِيَّةٍ، حَتّى أَكُونَ في جُنَّةٍ وَعِصْمَةٍ مِنْ كُلِّ بَلاءٍ وَنِقْمَةٍ، وَأَبْدِلْنِي فِيهِ مِنَ الْمَخاوِفِ أَمْناً وَمِنَ الْعَوائِقِ فِيهِ يُسْراً، حَتّى لايَصُدَّنِي صادٌّ عَنِ الْمُرادِ وَلايَحُلَّ بِي طارِقٌ مِنْ أَذَى الْعِبادِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، وَالْأُمُورُ إِلَيْكَ تَصِيرُ، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.

ص: 18

6- قُل عند الركوب:

«سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لنا هذا وَما كُنا لَهُ مُقْرِنِينَ»، ثمّ قُل سبع مرّات: «سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ».

7- تصدّق قبل السفر بما تستطيع وروي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنّه قال: «كان عليّ بن الحسين عليهما السلام إذا أراد الخروج إلى بعض أمواله اشترى السلامة من اللَّه عزّ وجلّ بما تيسَّر له، ويكون ذلك إذا وضع رجله في الركاب، وإذا سلّمه اللَّه وانصرف حمداللَّه وشكره أيضاً وتصدّق بما تيسّر له» (1)، وقُل بعد الصدقة:

اللَّهُمَّ إِنِّي اشْتَرَيْتُ بِهذِهِ الصَّدَقَةِ سَلامَتِي وَسَلامَةَ سَفَرِي وَما مَعِي، فَسَلِّمْنِي وَسَلِّمْ ما مَعِي وَبَلِّغْنِي وَبَلِّغْ ما مَعِي بِبَلاغِكَ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ.


1- بحار الأنوار 76: 231/ 9 و 233.

ص: 19

ثمّ قُل:

لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، وَلا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبِّ الأَرَضِينَ السَّبْعِ وَما فِيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ وَرَبِّ العَرْشِ الْعَظِيمِ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطاهِرِينَ، اللَّهُمَّ كُنْ لِي جاراً مِنْ كُلِّ جَبارٍ عَنِيدٍ وَمِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ، بِسْمِ اللَّهِ دَخَلْتُ وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْتُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْ نِسْيانِي وَعَجَلَتِي بِسْمِ اللَّهِ وَما شاءَ اللَّهُ فِي سَفَرِي هذا ذَكَرْتُهُ أَمْ نَسَيْتُهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمُسْتَعانُ عَلَى الْأُمُورِ كُلِّها وَأَنْتَ الصاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنا سَفَرَنا وَاطْوِ لَنَا الْأَرْضَ وَسَيِّرْنا فِيها بِطاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنا ظَهْرَنا وَبارِكْ لَنا فِيما

ص: 20

رَزَقْتَنا وَقِنا عَذابَ النارِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمالِ وَالْوَلَدِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَناصِرِي، اللَّهُمَّ اقْطَعْ عَنِّي بُعْدَهُ وَمَشَقَّتَهُ وَاصْحَبْنِي فِيهِ وَاخْلُفْنِي فِي أَهْلِي بِخَيْرٍ وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ العَلِيِّ الْعَظِيمِ.

8- نُقِل عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: «من قرأ آية الكرسي في السفر في كلّ ليلةٍ سَلِم وسَلِم ما معه». (1)

9- من المؤكّد أنّ على المسافر أن يقول بعد كلّ صلاة ثلاثين مرّة:

«سُبْحانَ اللَّهِ والحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكْبَرُ».

10- اقرأ في السفر الدعاء التالي كي تكون في أمان اللَّه:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَمِنَ اللَّهِ وَإِلَى اللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، اللَّهُمَ


1- مكارم الأخلاق: 266، بحار الأنوار 76: 252/ 47.

ص: 21

إِلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي، وَإِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي، وَإِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي، فَاحْفَظْنِي بِحِفْظِ الْإِيمانِ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمالِي وَمِنْ فَوقِي وَمِنْ تَحْتِي وَادْفَعْ عَنِّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، فَإِنَّهُ لاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

الفصل الأوّل: الأدعية والزيارات المشتركة

تعقيبات الصلوات اليومية

ص: 22

ص: 23

ص: 24

ص: 25

ورد في مصباح الشيخ الطوسي (1) وغيره أنّه متى أنهيت الصلاة فقُل ثلاث مرّات «اللَّهُ أَكبَرُ» رافعاً في كلّ مرّة يديك إلى محاذاة أذنيك، ثمّ قُل:

«لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، إِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ، لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلا نَعْبُدُ إِلّا إِياهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، رَبُّنا وَرَبُّ آباءِنَا الأَوَّلِينَ، لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَأَعَزَّ جُنْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُمِيتُ وَيُحْيِي، وَهُوَ حَيٌ


1- مصباح المتهجد: 50.

ص: 26

لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ»، ثمّ قُل:

«أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ»، ثمّ قُل:

«اللَّهُمَّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكاتِكَ، سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّها جَمِيعاً، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ كُلَّها جَمِيعاً إِلّا أَنْتَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ عافِيَتَكَ فِي أُمُورِي كُلِّها، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْيِ الدُّنْيا وَعَذابِ الْآخِرَةِ، وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَعِزَّتِكَ الَّتِي لا تُرامُ وَقُدْرَتِكَ الَّتِي لا يَمْتَنِعُ مِنْها شَيْ ءٌ مِنْ شَرِّ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَمِنْ شَرِّ الْأَوْجاعِ كُلِّها، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها، إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ،

ص: 27

وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ العَلِيِّ الْعَظِيمِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبّرهُ تَكْبِيراً».

ثمّ آتِ بتسبيح الزهراء عليها السلام ثمّ قُل- قبل أن تتحرّك من مكانك- عشر مرّات:

«أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، إِلهاً واحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً»، ولهذا التهليل فضيلة كبيرة، خاصّة في تعقيب صلاتي الصبح والعشاء وعند طلوع وغروب الشمس.

وذكرت الصحيفة العلويّة تعقيباً لكلّ فريضة:

«يا مَنْ لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ، وَيا مَنْ لا يُغَلّطُهُ السائِلوُنَ، وَيا مَنْ لا يُبْرِمُهُ إِلْحاحُ الْمُلِحّينَ، أَذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَحَلاوَةَ رَحْمَتِكَ وَمَغْفِرَتِكَ».

ص: 28

ثمّ قُل: «إِلهِي هذِهِ صَلاتِي صَلَّيْتُها لا لِحاجَةٍ مِنْكَ إِلَيْها، وَلا رَغْبَةٍ مِنْكَ فِيها إِلّا تَعْظِيماً وَطاعَةً وَإِجابَةً لَكَ إِلى ما أَمَرْتَنِي بِهِ، إِلهِي إِنْ كانَ فِيها خَلَلٌ أَوْ نَقْصٌ مِنْ رُكُوعِها أَوْ سُجُودِها فَلا تُؤاخِذْنِي، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِالْقَبُولِ وَالْغُفْرانِ».

واقرأ كذلك بعد كلّ صلاة دعاء الرسول صلى الله عليه و آله لتقوية الذاكرة الذي علّمه لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام:

«سُبْحان مَنْ لا يَعْتَدِي عَلى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ، سُبْحانَ مَنْ لا يَأْخُذُ أَهْلَ الْأَرْضِ بِأَلْوانِ الْعَذابِ، سُبْحانَ الرَّءُوفِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُوراً وَبَصَراً وَفَهْماً وَعِلْماً، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ».

وكما جاء في مصباح الكفعمي، اقرأ ثلاث مرّات بعد كلّ صلاة:

«أُعِيذُ نَفْسِي وَدِينِي وَأَهْلِي وَمالِي وَوُلْدِي وإِخْوانِي فِي

ص: 29

دِينِي وَما رَزَقَنِي رَبِّي وَخَواتِيمِ عَمَلِي وَمَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ بِاللَّهِ الْواحِدِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، وَبِرَبّ الْفَلَقِ مِنْ شَرّ ما خَلَقَ، وَمِنْ شَرّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ، وَمِنْ شَرّ النَّفاثاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِنْ شَرّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ، وَبِرَبّ الناسِ، مَلِكِ الناسِ، إِلهِ الناسِ، مِنْ شَرّ الْوَسْواسِ الْخَناسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ الناسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالناسِ». (1)

ونُقل عن الشيخ الشهيد أنّ الرسول صلى الله عليه و آله قد قال: «مَن أراد أن لا يقفه اللَّه يوم القيامة على قبيح أعماله، ولا ينشر له ديوان، فليقرأ هذا الدعاء في دبر كلّ صلاة:

اللَّهُمَّ إِنَّ مَغْفِرَتَكَ أَرْجى مِنْ عَمَلِي، وَإِنَّ رَحْمَتَكَ أَوْسَعُ مِنْ ذَنْبِي، اللَّهُمَّ إِنْ كانَ ذَنْبِي عِنْدَكَ عَظِيماً فَعَفْوُكَ


1- بحار الأنوار 86: 47/ 54.

ص: 30

أَعْظَمُ مِنْ ذَنْبِي، اللَّهُمَّ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلَاً أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ فَرَحْمَتُكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَنِي وَتَسَعَنِي، لِأَنَّها وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ». (1)

ونُقِل عن ابن بابويه رحمه الله أنّه قال: عندما تفرغ من تسبيح فاطمة الزهراء- صلوات اللَّه عليها-، قُل:

«اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، وَلَكَ السَّلامُ، وَإِلَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ، سُبْحانَ رَبّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَما يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرسَلِينَ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَركاتُهُ، السَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الْهادِينَ الْمَهْدِيّينَ، السَّلامُ عَلى جَمِيعِ أَنْبِياءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ اللَّهِ الصالِحِينَ، السَّلامُ عَلى عَلِيّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيّدَيْ شَبابِ أَهْلِ


1- بحار الأنوار 86: 37/ 44.

ص: 31

الْجَنَّةِ أَجْمَعِينَ، السَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدِينَ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ باقِرِ عِلْمِ النَّبِيّينَ، السَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصادِقِ، السَّلامُ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْكاظِمِ، السَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرّضا، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوادِ، السَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهادِي، السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيِّ الْعَسْكَرِيِّ، السَّلامُ عَلَى الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ الْقائِمِ الْمَهْدِيِّ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ»، ثمّ اطلب حوائجك من اللَّه تعالى.

وذكر الشيخ الكفعمي، قُل بعد كلّ صلاة:

«رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبّاً، وَبِالْإِسْلامِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ نَبِيّاً وَبِعَلِيٍّ إِماماً وَبِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعِلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْخَلَفِ الصالِحِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ أَئِمَّةً وَسادَةً وَقادَةً،

ص: 32

بِهِمْ اتَوَلّى وَمِنْ أَعْداءِهِمْ أَتَبَرَّءُ»، ثمّ قُل ثلاث مرّات:

«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ الْعَفْوَ وَالْعافِيَةَ وَالْمُعافاةَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ».

والمسنون في ليلة الجمعة أن يقول عشر مرّات: «يا دَائِمَ الْفَضْلِ على الْبَرِيَّةِ، يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالْعَطِيَّةِ، يا صاحِبَ الْمَواهِبِ الْسَنِيّةِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، خَيْرِ الوَرَى سَجِيَّةِ، وَاغْفِر لَنا يا ذا العُلى في هذِهِ الْعَشِيَّةِ.

دعاء كميل

ص:33

إنّ دعاء كميل من الأدعية المعروفة التي علّمها الإمام عليّ عليه السلام لكميل بن زياد الذي كان من خواصّ أصحابه. وهو مناجاة محبّة وعرفان عبد على أبواب ربّ غفّار يطلب منه الرحمة والعفو.

وقد اعتبره العلّامة المجلسي رحمه الله من أفضل الأدعيّة.

ويُقرأ في ليلة النصف من شعبان وليلة الجمعة، ويجدي في كفاية شر الأعداء، وفي فتح باب الرزق، وفي غفران الذنوب.

والدعاء هو كالآتي:

بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم

اللهُمَّ إِني أَسْأَ لُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ،

ص: 34

وَبِقُوَّتِكَ الَّتي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْ ءٍ، وَخَضَعَ لَها كُلُّ شَيْ ءٍ، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيْ ءٍ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيْ ءٍ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتي لا يَقُومُ لَها شَيْ ءٌ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتي مَلَأَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ، وَبِسُلْطانِكَ الَّذي عَلا كُلَّ شَيْ ءٍ، وَبِوَجْهِكَ الْباقي بَعْدَ فَناءِ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَبِأَسْمائِكَ الَّتي مَلَأَتْ أَرْكانَ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَبِعِلْمِكَ الَّذي أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذي أَضاءَ لَهُ كُلُّ شيْ ءٍ، يا نُورُ يا قُدُّوسُ، يا أَوَّلَ الْأَوَّلينَ وَيا آخِرَ الْآخِرينَ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِكُ الْعِصَمَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ الدُّعاءَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ الْبَلاءَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُنُوبَ الَّتي تَقْطَعُ الرَّجاءَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ خَطيئَةٍ أَخْطَأْتُها، اللَّهُمَّ إِني أَتَقَرَّبُ

ص: 35

إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ، وَأَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلى نَفْسِكَ، وَأَسْأَ لُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَني مِنْ قُرْبِكَ، وَأَنْ تُوزِعَني شُكْرَكَ، وَأَنْ تُلْهِمَني ذِكْرَكَ، اللَّهُمَّ إِني أَسْأَ لُكَ سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ، أَنْ تُسامِحَني وَتَرْحَمَني، وَتَجْعَلَني بِقَسْمِكَ راضِياً قانِعاً، وَفي جَميعِ الْأَحْوالِ مُتَواضِعاً، اللَّهُمَّ وَأَسْأَ لُكَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ، وَعَظُمَ فيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ.

اللَّهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُكَ، وَعَلا مَكانُكَ، وَخَفِيَ مَكْرُكَ، وَظَهَرَ أَمْرُكَ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ، وَلا يُمْكِنُ الْفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ.

اللَّهُمَّ لا أَجِدُ لِذُ نُوبي غافِراً، وَلا لِقَبائِحي ساتِراً، وَلا لِشَيْ ءٍ مِنْ عَمَلِيَ الْقَبيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلًا غَيْرَكَ، لا إِلهَ إلّا أَنْتَ، سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ، ظَلَمْتُ نَفْسي، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلي، وَسَكَنْتُ إِلى قَديمِ ذِكْرِكَ لي

ص: 36

وَمَنِّكَ عَلَيَّ.

اللَّهُمَّ مَوْلايَ كَمْ مِنْ قَبيحٍ سَتَرْتَهُ، وَكَمْ مِنْ فادِحٍ مِنَ الْبَلاءِ أَقَلْتَهُ، وَكَمْ مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ، وَكَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ، وَكَمْ مِنْ ثَناءٍ جَميلٍ لَسْتُ أَهْلًا لَهُ نَشَرْتَهُ، اللَّهُمَّ عَظُمَ بَلائي، وَأَفْرَطَ بي سُوءُ حالي، وَقَصُرَتْ بي أَعْمالي، وَقَعَدَتْ بي أَغْلالي، وَحَبَسَني عَنْ نَفْعي بُعْدُ آمالي، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها، وَنَفْسي بِخِيانَتِها، وَمِطالي يا سَيِّدي، فَأَسْأَ لُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعائي، سُوءُ عَمَلي وَفِعالي، وَلا تَفْضَحْني بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِري، وَلا تُعاجِلْني بِالْعُقُوبَةِ عَلى ما عَمِلْتُهُ في خَلَواتي، مِنْ سُوءِ فِعْلي وَإِساءَتي، وَدَوامِ تَفْريطي وَجَهالَتي، وَكَثْرَةِ شَهَواتي وَغَفْلَتي، وَكُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لي في كُلِّ الْأَحْوالِ رَؤُوفاً، وَعَلَيَّ في جَميعِ الْأُمُورِ عَطُوفاً.

ص: 37

إِلهي وَرَبي مَنْ لي غَيْرُكَ، أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُري، وَالنَّظَرَ في أَمْري، إِلهي وَمَوْلايَ، أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فيهِ هَوى نَفْسي، وَلَمْ أَحْتَرِسْ فيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوي، فَغَرَّني بِما أَهْوى وَأَسْعَدَهُ عَلى ذلِكَ الْقَضاءُ، فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ بَعْضَ حُدُودِكَ، وَخالَفْتُ بَعْضَ أَوامِرِكَ، فَلَكَ الْحُجَّةُ عَلَيَّ في جَميعِ ذلِكَ، وَلا حُجَّةَ لي فيما جَرى عَلَيَّ فيهِ قَضاؤُكَ، وَأَلْزَمَني حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ يا إِلهي بَعْدَ تَقْصيري وَإِسْرافي عَلى نَفْسي، مُعْتَذِراً نادِماً، مُنْكَسِراً مُسْتَقيلًا، مُسْتَغْفِراً مُنيباً، مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً، لا أَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا كانَ مِني، وَلا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ في أَمْري، غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْري، وَإِدْخالِكَ إيَّايَ في سَعَةِ رَحْمَتِكَ. إِلهي فَاقْبَلْ عُذْري، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُري، وَفُكَّني مِنْ شَدِّ وَثاقي، يا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَني، وَرِقَّةَ جِلْدي، وَدِقَّةَ

ص: 38

عَظْمي، يا مَنْ بَدَأَ خَلْقي وَذِكْري وَتَرْبِيَتي، وَبِري وَتَغْذِيَتي، هَبْني لِابْتِداءِ كَرَمِكَ، وَسالِفِ بِرِّكَ بي. يا إِلهي وَسَيِّدي وَرَبي، أَتُراكَ مُعَذِّبي بِنارِكَ بَعْدَ تَوْحيدِكَ، وَبَعْدَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبي مِنْ مَعْرِفَتِكَ، وَلَهِجَ بِهِ لِساني مِنْ ذِكْرِكَ، وَاعْتَقَدَهُ ضَميري مِنْ حُبِّكَ، وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرافي وَدُعائي، خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ، هَيْهاتَ أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ، أَوْ تُبَعِّدَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ، أَوْ تُسَلِّمَ إِلَى الْبَلاءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ، وَلَيْتَ شِعْري يا سَيِّدي وَإِلهي وَمَوْلايَ، أَتُسَلِّطُ النَّارَ عَلى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً، وَعَلى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحيدِكَ صادِقَةً، وَبِشُكْرِكَ مادِحَةً، وَعَلى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً، وَعَلى ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتّى صارَتْ خاشِعَةً، وَعَلى جَوارِحَ سَعَتْ إِلى أَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً،

ص: 39

وَأَشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً، ما هكَذَا الظَّنُّ بِكَ، وَلا أُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ، يا كَريمُ يا رَبِّ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفي، عَنْ قَليلٍ مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها، وَما يَجْري فيها مِنَ الْمَكارِهِ عَلى أَهْلِها، عَلى أَنَّ ذلِكَ بَلاءٌ وَمَكْرُوهٌ، قَليلٌ مَكْثُهُ، يَسيرٌ بَقاؤُهُ، قَصيرٌ مُدَّتُهُ، فَكَيْفَ احْتِمالي لِبَلاءِ الْآخِرَةِ وَجَليلِ وُقُوعِ الْمَكارِهِ فيها، وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ، وَيَدُومُ مَقامُهُ، وَلا يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ، لِأَنَّهُ لا يَكُونُ إِلّا عَنْ غَضَبِكَ وَاْنتِقامِكَ وَسَخَطِكَ، وَهذا ما لا تَقُومُ لَهُ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ، يا سَيِّدي فَكَيْفَ بي، وَأَنَا عَبْدُكَ الضَّعيفُ الذَّليلُ الْحَقيرُ الْمِسْكينُ الْمُسْتَكينُ، يا إِلهي وَرَبي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ، لِأَيِّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو، وَلِما مِنْها أَضِجُّ وَأَبْكي، لِأَليمِ الْعَذابِ وَشِدَّتِهِ، أَمْ لِطُولِ الْبَلاءِ وَمُدَّتِهِ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَني فِي الْعُقُوباتِ مَعَ أَعْدائِكَ، وَجَمَعْتَ بَيْني وَبَيْنَ أَهْلِ

ص: 40

بَلائِكَ، وَفَرَّقْتَ بَيْني وَبَيْنَ أَحِبَّائِكَ وَأَوْلِيائِكَ، فَهَبْني يا إِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ وَرَبي، صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ، وَهَبْني صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلى كَرامَتِكَ، أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النَّارِ وَرَجائي عَفْوُكَ، فَبِعِزَّتِكَ يا سَيِّدي وَمَوْلايَ، أُقْسِمُ صادِقاً، لَئِنْ تَرَكْتَني ناطِقاً، لَأَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِها ضَجيجَ الْآمِلينَ، وَلَأَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُراخَ الْمُسْتَصْرِخينَ، وَلَابْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكاءَ الْفاقِدينَ، وَلَأُنادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ، يا غايَةَ آمالِ الْعارِفينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا حَبيبَ قُلُوبِ الصَّادِقينَ، وَيا إِلهَ الْعالَمينَ، أَفَتُراكَ سُبْحانَكَ يا إِلهي وَبِحَمْدِكَ، تَسْمَعُ فيها صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ فيها بِمُخالَفَتِهِ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ، وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَريرَتِهِ، وَهُوَ يَضِجُّ إِلَيْكَ ضَجيجَ

ص: 41

مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ، وَيُناديكَ بِلِسانِ أَهْلِ تَوْحيدِكَ، وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ، يا مَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقى فِي الْعَذابِ، وَهُوَ يَرْجُو ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ، أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمُلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ، أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهيبُها وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرى مَكانَه، أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفيرُها وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ، أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أَطْباقِها وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ، أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُناديكَ يا رَبَّهُ، أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ في عِتْقِهِ مِنْهافَتَتْرُكُهُ فيها، هَيْهاتَ ما ذلِكَ الظَّنُّ بِكَ، وَلَا الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلا مُشْبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدينَ مِنْ بِرِّكَ وَإِحْسانِكَ، فَبِالْيَقينِ أَقْطَعُ لَوْلا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذيبِ جاحِديكَ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ مُعانِديكَ، لَجَعَلْتَ النَّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً، وَما كانَتْ لِأَحَدٍ فيها مَقَرّاً وَلا مُقاماً، لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ

ص: 42

أَسْماؤُكَ، أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلَأَها مِنَ الْكافِرينَ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعينَ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فيهَا الْمُعانِدينَ، وَأَنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وَتَطَوَّلْتَ بِالْإِنْعامِ مُتَكَرِّماً:

أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ.

إِلهي وَسَيِّدي، فَأَسْأَ لُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتي قَدَّرْتَها، وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها، أَنْ تَهَبَ لي في هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفي هذِهِ السَّاعَةِ، كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبيحٍ أَسْرَرْتُهُ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعْلَنْتُهُ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبينَ، الَّذينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِني، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ، وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ، وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تُنْزِلُهُ، أَوْ

ص: 43

إِحْسانٍ تُفْضِلُهُ، أَوْ بِرٍّ تَنْشُرُهُ، أَوْ رِزْقٍ تَبْسُطُهُ، أَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ، أَوْ خَطَأٍ تَسْتُرُهُ،

يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، يا إِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقي، يا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتي، يا عَليماً بِضُري وَمَسْكَنَتي، يا خَبيراً بِفَقْري وَفاقَتي، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، أَسْأَ لُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ، وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتي مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَأَعْمالي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً، حَتّى تَكُونَ أَعْمالي وَأَوْرادي كُلُّها وِرْداً واحِداً، وَحالي في خِدْمَتِكَ سَرْمَداً، يا سَيِّدي يا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلي، يا مَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوالي، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحي، وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزيمَةِ جَوانِحي، وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ في خَشْيَتِكَ، وَالدَّوامَ فِي الْاتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ، حَتَّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ في مَيادينِ السَّابِقينَ، وَأُسْرِعَ إِلَيْكَ فِي

ص: 44

المُبادِرينَ، وَأَشْتاقَ إِلى قُرْبِكَ فِي الْمُشْتاقينَ، وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الْمُخْلِصينَ، وَأَخافَكَ مَخافَةَ الْمُوقِنينَ، وَأَجْتَمِعَ في جِوارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنينَ.

اللَّهُمَّ وَمَنْ أَرادَني بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ، وَمَنْ كادَني فَكِدْهُ، وَاجْعَلْني مِنْ أَحْسَنِ عَبيدِكَ نَصيباً عِنْدَكَ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ، فَإِنَّهُ لا يُنالُ ذلِكَ إلّا بِفَضْلِكَ، وَجُدْ لي بِجُودِكَ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ، وَاحْفَظْني بِرَحْمَتِكَ، وَاجْعَلْ لِساني بِذِكْرِكَ لَهِجاً، وَقَلْبي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً، وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجابَتِكَ، وَأَقِلْني عَثْرَتي، وَاغْفِرْ زَلَّتي، فَإِنَّكَ قَضَيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ، وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الْإِجابَةَ، فَإِلَيْكَ يا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهي، وَإِلَيْكَ يا رَبِّ مَدَدْتُ يَدي، فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لي دُعائي، وَبَلِّغْني مُنايَ، وَلا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائي، وَاكْفِني شَرَّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ

ص: 45

مِنْ أَعْدائي، يا سَريعَ الرِّضا، إِغْفِرْ لِمَنْ لا يَمْلِكُ إلَّا الدُّعاءَ، فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تَشاءُ، يا مَنِ اسْمُهُ دَواءٌ، وَذِكْرُهُ شِفاءٌ، وَطاعَتُهُ غِنىً، إِرْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجاءُ، وَسِلاحُهُ الْبُكاءُ، يا سابِغَ النِّعَمِ، يا دافِعَ النِّقَمِ، يا نُورَ الْمُسْتَوْحِشينَ فِي الظُّلَمِ، يا عالِماً لا يُعَلَّمُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ وَالْأَئِمَّةِ الْمَيامينِ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً.

دعاء الندبة

ص:46

وهذا الدعاء الشريف من أشهر أدعية الشيعة المعتبرة، وذو مضامين عالية ومفاهيم سامية، وهو نجوى المسلم المنتظر لإمامه الغائب عن النظر على باب ربّ العالمين. ويتطرق إلى عقائد الشيعة ذات العلاقة بفضائل أهل البيت ويبشر بظهور الإمام المهدي- عجل اللَّه تعالى فرجه الشريف- وإصلاح العالم وبسط العدالة تحت ظل الحكومة العالمية لهذا العادل الموعود. ويُستحبّ أن يُقرأ في أيّام عيد الفطر والأضحى والغدير والجمعة.

وروى الشيخ الكبير محمد بن المشهدي في كتاب «المزار» الذي يعدّ من مراجع كتاب «بحار الأنوار»

ص: 47

للعلّامة المجلسي، و «مصباح الزائر» للسيد ابن طاوُس، و «الأيام الأربعة» لمير داماد- أنّ الإمام الصادق عليه السلام كان يقرأ دعاء الندبة في أيّام عيد الغدير، والفطر، والأضحى، والجمعة. وهذا هو الدعاء:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ الْعالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيّهِ وَآلِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤُكَ فِي أَوْلِياءِكَ الَّذِينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدِينِكَ، إِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزِيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ الَّذِي لا زَوالَ لَهُ وَلَا اضْمِحْلالَ، بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ فِي دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ، وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ، فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ، وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذّكْرَ الْعَلِيَّ وَالثَّناءَ الْجَلِيَّ، وَأَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ، وَكَرَّمْتَهُمْ

ص: 48

بِوَحْيِكَ، وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُمُ الذَّرِيعَةَ إِلَيْكَ، وَالْوَسِيلَةَ إِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ إِلى أَنْ أَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ فِي فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَلِيلًا، وَسَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ، فَأَجَبْتَهُ، وَجَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَرَةٍ تَكْلِيماً، وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ رِدْءًا وَوَزِيراً، وَبَعْضٌ أَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ أَبٍ، وَآتَيْتَهُ الْبَيّناتِ، وَأَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَرِيعَةً، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ أَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ، مِنْ مُدَّةٍ إِلى مُدَّةٍ، إِقامَةً لِدِينِكَ، وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرّهِ، وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى أَهْلِهِ، وَلا يَقُولَ أَحَدٌ لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا مُنْذِراً، وَأَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً، فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى إِلى أَنِ انْتَهَيْتَ

ص: 49

بِالْأَمْرِ إِلى حَبِيبِكَ وَنَجِيبِكَ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَأَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَأَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى أَنْبِيائِكَ، وَبَعَثْتَهُ إِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَأَوْطَأْتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَعَرَجْتَ بِهِ إِلى سَمائِكَ، وَأَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ إِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَحَفَفْتَهُ بِجَبْرَئِيلَ وَمِيكائِيلَ وَالْمُسَوّمِينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ، وَوَعَدْتَهُ أَنْ تُظْهِرَ دِينَهُ عَلَى الدِّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَذلِكَ بَعْدَ أَنْ بَوَّأْتَهُ مُبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ أَهْلِهِ، وَجَعَلْتَ لَهُ وَلَهُمْ «أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلناسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ، فِيهِ آياتٌ بَيّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ، وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً»، وَقُلْتَ: «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً»،

ص: 50

ثُمَّ جَعَلْتَ أَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُمْ فِي كِتابِكَ، فَقُلْتَ: «قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ، وَقُلْتَ: «ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ»، وَقُلْتَ: «ما أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا»، فَكانُوا هُمُ السَّبِيلَ إِلَيْكَ، وَالْمَسْلَكَ إِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ أَيامُهُ أَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَآلِهِما هادِياً، إِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَلِكُلّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَالْمَلَأُ أَمامَهُ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ»، وَقالَ: «مَنْ كُنْتُ أَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ أَمِيرُهُ»، وَقالَ: «أَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ، وَسائِرُ الناسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى ، وَأَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى فَقالَ لَهُ: «أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى إِلّا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي»، وَزَوَّجَهُ

ص: 51

ابْنَتَهُ، سَيّدَةَ نِساءِ الْعالَمِينَ، وَأَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ وَسَدَّ الْأَبْوابَ إِلّا بابَهُ، ثُمَّ أَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَحِكْمَتَهُ، فَقالَ: «أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بابُها، فَمَنْ أَرادَ الْمَدِينَةَ وَالْحِكْمَةَ فَلْيَأْتِها مِنْ بابِها»، ثُمَّ قالَ: «أَنْتَ أَخِي وَوَصِيّي وَوارِثِي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمِي، وَدَمُكَ مِنْ دَمِي، وَسِلْمُكَ سِلْمِي، وَحَرْبُكَ حَرْبِي، وَالْإِيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَدَمَكَ، كَما خالَطَ لَحْمِي وَدَمِي، وَأَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَلِيفَتِي، وَأَنْتَ تَقْضِي دَيْنِي، وَتُنْجِزُ عِداتِي، وَشِيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ، مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ، حَوْلِي فِي الْجَنَّةِ، وَهُمْ جِيرانِي، وَلَوْلا أَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدِي»، وَكانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ، وَنُوراً مِنَ الْعَمى وَحَبْلَ اللَّهِ الْمَتِينَ وَصِراطَهُ الْمُسْتَقِيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ فِي رَحِمٍ، وَلا بِسابِقَةٍ فِي دِينٍ، وَلا يُلْحَقُ فِي مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو

ص: 52

حَذْوَ الرَّسُولِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما، وَيُقاتِلُ عَلَى التَّأْوِيلِ، وَلا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فِيهِ صَنادِيدَ الْعَرَبِ، وَقَتَلَ أَبْطالَهُمْ، وَناوَشَ ذُؤْبانَهُمْ، فَأَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ أَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَخَيْبَرِيَّةً وَحُنَيْنِيَّةً وَغَيْرَهُنَّ، فَأَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ، وَأَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ الناكِثِينَ وَالْقاسِطِينَ وَالْمارِقِينَ، وَلَما قَضى نَحْبَهُ، وَقَتَلَهُ أَشْقَى الْآخِرِينَ، يَتْبَعُ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي الْهادِينَ بَعْدَ الْهادِينَ، وَالْأُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ، مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمِهِ، وَإِقْصاءِ وُلْدِهِ، إِلَّا الْقَلِيلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقّ فِيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ، وَأُقْصِيَ مَنْ أُقْصِيَ، وَجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، إِذْ كانَتِ الْأَرْضُ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ، وَسُبْحانَ

ص: 53

رَبّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبّنا لَمَفْعُولًا، وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، فَعَلَى الْأَطائِبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما، فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَإِياهُمْ فَلْيَنْدُبِ النادِبُونَ، وَلِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ الدُّمُوعُ، وَلْيَصْرُخِ الصارِخُونَ، وَيَضِجَّ الضاجّونَ، وَيَعِجَّ الْعاجُّونَ، أَيْنَ الْحَسَنُ، أَيْنَ الْحُسَيْنُ أَيْنَ أَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِحٍ، وَصادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، أَيْنَ السَّبِيلُ بَعْدَ السَّبِيلِ، أَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، أَيْنَ الشُّمُوسُ الطالِعَةُ، أَيْنَ الْأَقْمارُ الْمُنِيرَةُ، أَيْنَ الْأَنْجُمُ الزّاهِرَةُ، أَيْنَ أَعْلامُ الدِّينِ وَقَواعِدُ الْعِلْمِ، أَيْنَ بَقِيَّةُ اللَّهِ الَّتِي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيَةِ، أَيْنَ الْمُعَدُّ لِقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، أَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لِإقامَةِ الْأَمْتِ وَالْعِوَجِ، أَيْنَ الْمُرْتَجى لِإزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ، أَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْدِيدِ الْفَرائِضِ وَالسُّنَنِ، أَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لِإِعادَةِ الْمِلَّةِ

ص: 54

وَالشَّرِيعَةِ، أَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لِإِحْياءِ الْكِتابِ وَحُدُودِهِ، أَيْنَ مُحْيِي مَعالِمِ الدِّينِ وَأَهْلِهِ، أَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدِينَ، أَيْنَ هادِمُ أَبْنِيَةِ الشّرْكِ وَالنّفاقِ، أَيْنَ مُبِيدُ أَهْلِ الْفُسُوقِ وَالْعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ، أَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيّ وَالشّقاقِ، أَيْنَ طامِسُ آثارِالزَّيْغِ وَالْأَهْواءِ، أَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ وَالْإِفْتِراءِ، أَيْنَ مُبِيدُ الْعُتاةِ وَالْمَرَدَةِ، أَيْنَ مُسْتَأْصِلُ أَهْلِ الْعِنادِ وَالتَّضْلِيلِ وَالْإِلْحاد، أَيْنَ مُعِزُّ الْأَوْلِياءِ وَمُذِلُّ الْأَعْداءِ، أَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ عَلَى التَّقْوى أَيْنَ بابُ اللَّهِ الَّذِي مِنْهُ يُؤْتى أَيْنَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِي إِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الْأَوْلِياءُ، أَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الْأَرْضِ وَالسَّماءِ، أَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَناشِرُ رايَةِ الْهُدى أَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرّضا، أَيْنَ الطالِبُ بِذُحُولِ الْأَنْبِياءِ وَأَبْناءِ الْأَنْبِياءِ، أَيْنَ الطالِبُ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، أَيْنَ

ص: 55

الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَافْتَرى أَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذِي يُجابُ إِذا دَعا، أَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُو الْبِرّ وَالتَّقْوى أَيْنَ ابْنُ النَّبِيّ الْمُصْطَفى وَابْنُ عَلِيّ الْمُرْتَضى وَابْنُ خَدِيجَةَ الْغَرَّاءِ، وَابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي لَكَ الْوِقاءُ وَالْحِمى يَابْنَ السادَةِ الْمُقَرَّبِينَ، يَابْنَ النُّجَباءِ الْأَكْرَمِينَ، يَابْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيِّينَ، يَابْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبِينَ، يَابْنَ اْلغَطارِفَةِ الْأَنْجَبِينَ، يَابْنَ الْأَطائِبِ الْمُطَهَّرِينَ، يَابْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبِينَ، يَابْنَ الْقَماقِمَةِ الْأَكْرَمِينَ، يَابْنَ الْبُدُورِ الْمُنِيرَةِ، يَابْنَ السُّرُجِ الْمُضِيئَةِ، يَابْنَ الشُّهُبِ الثاقِبَةِ، يَابْنَ الْأَنْجُمِ الزَّاهِرَةِ، يَابْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَابْنَ الْأَعْلامِ اللّائِحَةِ، يَابْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَابْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَابْنَ الْمَعالمِ الْمَأْثُورَةِ، يَابْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَابْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ، يَابْنَ الصّراطِ

ص: 56

الْمُسْتَقِيمِ، يَابْنَ النَّبَأِ الْعَظِيمِ، يَابْنَ مَنْ هُوَ فِي أُمّ الْكِتابِ لَدَى اللَّهِ عَلِيٌّ حَكِيمٌ، يَابْنَ الْآياتِ وَالْبَيّناتِ، يَابْنَ الدَّلائِلِ الظاهِراتِ، يَابْنَ الْبَراهِينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَابْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَابْنَ النّعَمِ السابِغاتِ، يَابْنَ طه وَالْمُحْكَماتِ، يَابْنَ يس وَالذَّارِياتِ، يَابْنَ الطُّورِ وَالْعادِياتِ، يَابْنَ مَنْ دَنى فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى دُنُوّاً وَاقْتِراباً مِنَ الْعَلِيّ الْأَعْلى لَيْتَ شِعْرِي أَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى بَلْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّكَ أَوْ ثَرى أَبِرَضْوى أَوْ غَيْرِها أَمْ ذِي طُوى عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَرَى الْخَلْقَ وَلا تُرى وَلا أَسْمَعُ لَكَ حَسِيساً وَلا نَجْوى عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ تُحِيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَلا يَنالُكَ مِنّي ضَجِيجٌ وَلا شَكْوى بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنا، بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ عَنا، بِنَفْسِي أَنْتَ أُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى مِنْ مُؤْمِنٍ

ص: 57

وَمُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنا، بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ عَقِيدِ عِزٍّ لا يُسامى بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ أَثِيلِ مَجْدٍ لا يُجارى بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نَصِيفِ شَرَفٍ لا يُساوى إِلى مَتى أَحارُ فِيكَ يا مَوْلايَ، وَإِلى مَتى وَأَيَّ خِطابٍ أَصِفُ فِيكَ وَأَيَّ نَجْوى عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أُجابَ دُونَكَ وَأُناغى عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَبْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الْوَرى عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى هَلْ مِنْ مُعِينٍ فَأُطِيلَ مَعَهُ الْعَوِيلَ وَالْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزوُعٍ فَأُساعِدَ جَزَعَهُ إِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْنِي عَلَى الْقَذى هَلْ إِلَيْكَ يَابْنَ أَحْمَدَ سَبِيلٌ فَتُلْقى هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى مَتى نُغادِيكَ وَنُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً، مَتى تَرانا وَنَراكَ وَقَدْ

ص: 58

نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى أَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَأَنْتَ تَؤُمُّ الْمَلَأَ، وَقَدْ مَلَأْتَ الْأَرْضَ عَدْلًا، وَأَذَقْتَ أَعْداءَكَ هَواناً وَعِقاباً، وَأَبَرْتَ الْعُتاةَ وَجَحَدَةَ الْحَقّ، وَقَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبّرِينَ، وَاجْتَثَثْتَ أُصُولَ الظالِمِينَ، وَنَحْنُ نَقُولُ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ الْعالَمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ كَشافُ الْكَرْبِ وَالْبَلْوى وَإِلَيْكَ أَسْتَعْدِي فَعِنْدَكَ الْعَدْوى وَأَنْتَ رَبُّ الْآخِرَةِ وَالأُولى فَأَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى وَأَرِهِ سَيّدَهُ يا شَدِيدَ الْقُوى وَأَزِلْ عَنْهُ بِهِ الْأَسى وَالْجَوى وَبَرّدْ غَلِيلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى وَمَنْ إِلَيْهِ الرُّجْعى وَالْمُنْتَهى اللَّهُمَّ وَنَحْنُ عَبِيدُكَ التائِقُونَ إِلى وَلِيّكَ الْمُذَكّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَمَلاذاً، وَأَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَمَعاذاً، وَجَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنا إِماماً، فَبَلّغْهُ مِنا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَزِدْنا بِذلِكَ يا رَبّ إِكْراماً، وَاجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً

ص: 59

وَمُقاماً، وَأَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْدِيمِكَ إِياهُ أَمامَنا، حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ وَمُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ، اللَّهُمَّ صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدّهِ وَرَسُولِكَ السَّيّدِ الْأَكْبَرِ، وَعَلى أَبِيهِ السَّيّدِ الْأَصْغَرِ، وَجَدَّتِهِ الصّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَآلِهِ، وَعَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَعَلَيْهِ أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ وَأَتَمَّ وَأَدْوَمَ وَأَكْثَرَ وَأَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيائِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَلّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها، وَلا نِهايَةَ لِمَدَدِها، وَلا نَفادَ لِأَمَدِها، اللَّهُمَّ وَأَقِمْ بِهِ الْحَقَّ، وَأَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ، وَأَدِلْ بِهِ أَوْلِياءَكَ، وَأَذْلِلْ بِهِ أَعداءَكَ، وَصِلِ اللَّهُمَّ بَيْنَنا وَبَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّي إِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَأْخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَيَمْكُثُ فِي ظِلّهِمْ، وَأَعِنا عَلى تَأْدِيَةِ حُقُوقِهِ إِلَيْهِ، وَالْإِجْتِهادِ فِي طاعَتِهِ،

ص: 60

وَاجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَدُعاءَهُ وَخَيْرَهُ، ما نَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ، وَفَوْزاً عِنْدَكَ، وَاجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقْبُولَةً، وَذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَدُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً، وَاجْعَلْ أَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَهُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَحَوائِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَأَقْبِلْ إِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وَاقْبَلْ تَقَرُّبَنا إِلَيْكَ، وَانْظُرْ إِلَيْنا نَظْرَةً رَحِيمَةً، نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنا بِجُودِكَ، وَاسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِكَأْسِهِ وَبِيَدِهِ، رَيّاً رَوِيّاً هَنِيئاً سائِغاً لا ظَمَأَ بَعْدَهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء السمات

ص:61

ويُعرف أيضاً بدعاء «الشبّور»، ويتميّز بمضمون عقائدي وتاريخي، وهو يشير إلى أسماء اللَّه وعجائب الخلق وقدرة اللَّه العظيمة التي تجلّت في بعثة الأنبياء والمعاجز، كما يذكر أسماء كلّ من موسى وإبراهيم ويعقوب وإسحاق ومحمد صلى الله عليه و آله والأحداث ذات الصلة بأنبياء اللَّه، ويتضمّن قسماً بأجلّ المقدسات طلباً لمغفرة اللَّه ورحمته.

وروي هذا الدعاء في «مصباح» الشيخ الطوسي و «جمال الأسبوع» للسيد ابن طاوُس وكتب الكفعمي عن محمد بن عثمان العمري- وهو أحد النواب الأربعة للإمام المهدي- عجّل اللَّه تعالى فرجه الشريف- عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام. ويُستحبّ أن يقرأ في آخر ساعة من نهار الجمعة. وقد واظب على قراءته أغلب العلماء السلف.

ص: 62

وفيما يلي النص الكامل للدعاء كما ورد في مصباح الشيخ الطوسي:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الْأَعْظَمِ الْأَعَزِّ الْأَجَلّ الْأَكْرَمِ الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ عَلى مَغالِقِ أَبْوابِ السَّماءِ لِلْفَتْحِ بِالرَّحْمَةِ انْفَتَحَتْ، وَإِذا دُعِيتَ بِهِ عَلى مَضائِقِ أَبْوابِ الْأَرْضِ لِلْفَرَجِ انْفَرَجَتْ، وَإِذا دُعِيتَ بِهِ عَلَى الْعُسْرِ لِلْيُسْرِ تَيَسَّرَتْ، وَإِذا دُعِيتَ بِهِ عَلَى الْأَمْواتِ للِنُّشُورِ انْتَشَرَتْ، وَإِذا دُعِيتَ بِهِ عَلى كَشْفِ الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ انْكَشَفَتْ، وَبِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ، أَكْرَمِ الْوُجُوهِ وَأَعَزّ الْوُجُوهِ، الَّذِي عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ، وَخَضَعَتْ لَهُ الرّقابُ، وَخَشَعَتْ لَهُ الْأَصْواتُ، وَوَجِلَتْ لَهُ الْقُلُوبُ مِنْ مَخافَتِكَ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي بِها تُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلّا بِاذْنِكَ، وَتُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا، وَبِمَشِيَّتِكَ الَّتِي دانَ لَهَا الْعالَمُونَ،

ص: 63

وَبِكَلِمَتِكَ الَّتِي خَلَقْتَ بِهَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ، وَبِحِكْمَتِكَ الَّتِي صَنَعْتَ بِهَا الْعَجائِبَ، وَخَلَقْتَ بِهَا الظُّلْمَةَ وَجَعَلْتَها لَيْلًا، وَجَعَلْتَ اللَّيْلَ سَكَناً، وَخَلَقْتَ بِهَا النُّورَ وَجَعَلْتَهُ نَهاراً، وَجَعَلْتَ النَّهارَ نُشُوراً مُبْصِراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الشَّمْسَ وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ ضِياءً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْقَمَرَ وَجَعَلْتَ الْقَمَرَ نُوراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْكَواكِبَ وَجَعَلْتَها نُجُوماً وَبُرُوجاً وَمَصابِيحَ وَزِينَةً وَرُجُوماً، وَجَعَلْتَ لَها مَشارِقَ وَمَغارِبَ، وَجَعَلْتَ لَها مَطالِعَ وَمَجارِيَ، وَجَعَلْتَ لَها فَلَكاً وَمَسابِحَ، وَقَدَّرْتَها فِي السَّماءِ مَنازِلَ فَأَحْسَنْتَ تَقْدِيرَها، وَصَوَّرْتَها فَأَحْسَنْتَ تَصْوِيرَها، وَأَحْصَيْتَها بِأَسْمائِكَ إِحْصاءً، وَدَبَّرْتَها بِحِكْمَتِكَ تَدْبِيراً، وَأَحْسَنْتَ تَدْبِيرَها، وَسَخَّرْتَها بِسُلْطانِ اللَّيْلِ وَسُلْطانِ النَّهارِ وَالسَّاعاتِ وَعَدَدِ السّنِينَ وَالْحِسابِ، وَجَعَلْتَ رُؤْيَتَها لِجَمِيعِ

ص: 64

الناسِ مَرْئً واحِداً، وَأَسْأَ لُكَ اللَّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَك وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي الْمُقَدَّسِينَ فَوْقَ إِحْساسِ الْكَرُوبِيِّينَ، فَوْقَ غَمائِمِ النُّورِ فَوْقَ تابُوتِ الشَّهادَةِ فِي عَمُودِ النار، وَفِي طُورِ سَيْناءَ، وَفِي جَبَلِ حُورِيثَ، فِي الْوادِ الْمُقَدَّسِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَفِي أَرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ آياتٍ بَيِّناتٍ، وَيَوْمَ فَرَقْتَ لِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ، وَفِي الْمُنْبَجِساتِ الَّتِي صَنَعْتَ بِهَا الْعَجائِبَ فِي بَحْرِ سُوفٍ، وَعَقَدْتَ ماءَ الْبَحْرِ فِي قَلْبِ الْغَمْرِ كَالْحِجارَةِ، وَجاوَزْتَ بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ، وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ الْحُسْنى عَلَيْهِمْ بِما صَبَرُوا، وَأَوْرَثْتَهُمْ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْتَ فِيها لِلْعالَمِينَ، وَأَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ وَمَراكِبَهُ فِي الْيَمِّ، وَبِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الْأَعْظَمِ الْأَعَزّ الْأَجَلّ الْأَكْرَمِ،

ص: 65

وَبِمَجْدِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسى كَلِيمِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي طُورِ سَيْناءَ، وَلِإِبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ خَلِيلِكَ مِنْ قَبْلُ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، وَلِإِسْحاقَ صَفِيّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي بِئْرِ شِيَعٍ، وَلِيَعْقُوبَ نَبِيّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي بَيْتِ إِيلِ، وَأَوْفَيْتَ لِإِبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِمِيثاقِكَ، وَلِإِسْحاقَ بِحَلْفِكَ، وَلِيَعْقُوبَ بِشَهادَتِكَ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ بِوَعْدِكَ، وَللِدَّاعِينَ بِأَسْمائِكَ، فَأَجَبْتَ، وَبمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ لِمُوسَى بْنِ عِمْرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلى قُبَّةِ الرُّمانِ، وَبِآياتِكَ الَّتِي وَقَعَتْ عَلى أَرْضِ مِصْرَ بِمَجْدِ الْعِزَّةِ وَالْغَلَبَةِ، بِآياتٍ عَزِيزَةٍ، وَبِسُلْطانِ الْقُوَّةِ، وَبِعِزَّةِ الْقُدْرِةَ، وَبِشَأْنِ الْكَلِمَةِ التامَّةِ، وَبِكَلِماتِكَ الَّتِي تَفَضَّلْتَ بِها عَلى أَهْلِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، وَأَهْلِ الدُّنْيا وَأَهْلِ الْآخِرَةِ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتِي مَنَنْتَ بِها عَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ، وَبِاسْتِطاعَتِكَ الَّتِي أَقَمْتَ بِها عَلَى الْعالَمِينَ، وَبِنُورِكَ

ص: 66

الَّذِي قَدْ خَرَّ مِنْ فَزَعِهِ طُورُ سَيْناءَ، وَبِعِلْمِكَ وَجَلالِكَ وَكِبْرِيائِكَ وَعِزَّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ الَّتِي لَمْ تَستَقِلَّهَا الْأَرْضُ، وَانْخَفَضَتْ لَهَا السَّماواتُ، وَانْزَجَرَ لَهَا الْعُمْقُ الْأَكْبَرُ، وَرَكَدَتْ لَهَا الْبِحارُ وَالْأَنْهارُ، وَخَضَعَتْ لَهَا الْجِبالُ، وَسَكَنَتْ لَهَا الْأَرْضُ بِمناكِبِها، وَاسْتَسْلَمَتْ لَهَا الْخَلائِقُ كُلُّها، وَخَفَقَتْ لَهَا الرِّياحُ فِي جَرَيانِها، وَخَمَدَتْ لَهَا الِنّيرانُ فِي أَوْطانِها، وَبِسُلْطانِكَ الَّذِي عُرِفَتْ لَكَ بِهِ الْغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ، وَحُمِدْتَ بِهِ فِي السَّماواتِ وَالْأَرَضِينَ، وَبِكَلِمَتِكَ كَلِمَةِ الصّدْقِ الَّتِي سَبَقَتْ لِأَبِينا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَذُرّيَّتِهِ بالرَّحْمَةِ، وَأَسْأَ لُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتِي غَلَبَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّاً، وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ عَلى طُورِ سَيْناءَ، فَكَلَّمْتَ بِه عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ، وَبِطَلْعَتِكَ فِي

ص: 67

ساعِيرَ، وَظُهُورِكَ فِي جَبَلِ فارانَ بِرَبَواتِ الْمُقَدَّسِينَ، وَجُنُودِ الْمَلائِكَةِ الصافّينَ، وَخُشُوعِ الْمَلائِكَةِ الْمُسَبّحِينَ، وَبِبَرَكاتِكَ الَّتِي بارَكْتَ فِيها عَلى إِبْراهِيمَ خَلِيلِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَبارَكْتَ لِإِسْحاقَ صَفِيّكَ فِي أُمَّةِ عِيسى عَلَيْهِمَا السَّلامُ، وَبارَكْتَ لِيَعْقُوبَ إِسْرائِيلِكَ فِي أُمَّةِ مُوسى عَلَيْهِمَا السَّلامُ، وَبارَكْتَ لِحَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي عِتْرَتِهِ وَذُرّيَّتِهِ وَأُمَّتِهِ، اللَّهُمَّ وَكَما غِبْنا عَنْ ذلِكَ وَلَمْ نَشْهَدْهُ، وَآمَنا بِهِ وَلَمْ نَرَهُ صِدْقاً وَعَدْلًا، أَنْ تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُبارِكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَرَحَّمَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، فَعالٌ لِما تُرِيدُ، وَأَنْتَ عَلى كُلّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ.

ص: 68

ثمّ اذكر حاجتك وقُل: «اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذَا الدُّعاءِ، وَبِحَقّ هذِهِ الْأَسْماءِ الَّتِي لايَعْلَمُ تَفْسِيرَها وَلايَعْلَمُ باطِنَها غَيْرُكَ، صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنَا أَهْلُهُ، وَاغْفِرْ لِي مِنْ ذُنُوبِي ما تَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ، وَوَسّعْ عَلَيَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ، وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ إِنْسانِ سَوْءٍ، وَجارِ سَوْءٍ، وَقَرِينِ سَوْءٍ، وَسُلْطانِ سَوْءٍ، إِنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَدِيرٌ، وَبِكُلّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ، آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ». وجاء في بعض النسخ أن تذكر بعد: «وأنتَ عَلى كُلِّ شَي ءٍ قَدِيرٌ» حاجتك وتقول:

«يا اللَّهُ يا حَنانُ يا مَنانُ، يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ بِحَقّ هذَا الدُّعاءِ ...» إلى آخر الدعاء.

ثمّ اقرأ بعد دعاء السمات الدعاء التالي:

«اللَّهُمَّ بِحَقّ هذَا الدُّعاءِ، وَبِحَقّ هذِهِ الْأَسْماءِ الَّتِي

ص: 69

لا يَعْلَمُ تَفسْيرَها وَلا تَأْوِيلَها، وَلا باطِنَها وَلا ظاهِرَها غَيْرُكَ، أَنْ تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَرْزُقَنِي خَيْرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ»،

ثمّ اذكر حاجتك وقُل:

«وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بي ما أَنَا أَهْلُهُ، وَانْتَقِمْ لِيْ مِنْ فُلانِ بْنِ فُلان (واذكر اسم العدو) وَاغْفِرْ لِي مِنْ ذُنوُبِي ما تَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ، وَلِوالِدَيَّ، وَلِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ، وَوَسّعْ عَلَيَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ، وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ إِنْسانِ سَوْءٍ، وَجارِ سَوْءٍ، وَسُلْطانِ سَوْءٍ، وَقَرِينِ سَوْءٍ، وَيَوْمِ سَوْءٍ، وَساعَةِ سَوْءٍ، وَانْتَقِمْ لِي مِمَّنْ يَكِيدُنِي، وَمِمَّنْ يَبْغِي عَلَيَّ، وَيُرِيدُ بِي، وَبِأَهْلِي، وَأَوْلادِي، وَإِخْوانِي، وَجِيرانِي، وَقَراباتِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ظُلْماً، إِنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَدِيرٌ، وَبِكُلّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ، آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ».

ص: 70

ثُمَّ قُلْ: «اللَّهُمَّ بِحَقّ هذَا الدُّعاءِ تَفَضَّلْ عَلى فُقَراءِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْغِنى وَالثَّرْوَةِ، وَعَلى مَرْضىَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالشّفاءِ وَالصّحَّةِ، وَعَلى أَحْياءِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِاللُّطْفِ وَالْكَرامَةِ، وَعَلى أَمْواتِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلى مُسافِرِي الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالرَّدّ إِلى أَوْطانِهِمْ سالِمِينَ غانِمِينَ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيّدِنا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَعِتْرَتِهِ الطاهِرِينَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً»، ويُستحبّ أن تقول بعد دعاء السمات:

«اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَ لُكَ بِحُرْمَةِ هذَا الدُّعاءِ، وِ بِما فاتَ مِنْهُ مِنَ الْأَسْماءِ، وَبِما يَشتَمِلُ عَلَيْهِ مِنَ التَّفْسِيرِ وَالتَّدْبِيرِ الَّذِي لايُحِيطُ بِهِ إِلّا أَنْتَ، أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذا وَكَذا»، واذكر حاجتك بدلًا من (كذاوكذا).

دعاء لرفع الشدائد

ص:71

روى المرحوم الشيخ الكفعمي في «البلد الأمين» دعاءً للإمام عليّ عليه السلام لو قرأه كلّ ملهوف ومكروب ومحزون وخائف، كان حقّاً على اللَّه تعالى أن يفرّج عنه، وهذا هو الدعاء:

يا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، وَيا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخرَ لَهُ، وَيا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ، وَيا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، وَيا غِياثَ مَنْ لاغِياثَ لَهُ، وَيا كَنْزَ مَنْ لا كَنْزَ لَهُ، وَيا عِزَّ مَنْ لا عِزَّ لَهُ، يا كَرِيمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا عَوْنَ الضُّعَفاءِ، يا كَنْزَ الْفُقَراءِ، يا عَظِيمَ الرَّجاءِ، يا مُنْقِذَ الْغَرْقى يا مُنْجِيَ الْهَلْكى يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ، أَنْتَ الَّذِي سَجَدَ لَكَ سَوادُ اللَّيْلِ وَنُورُ النَّهارِ وَضَوْءُ الْقَمَرِ وَشُعاعُ الشَّمْسِ وَحَفِيفُ الشَّجَرِ

ص: 72

وَدَوِيُّ الْماءِ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ، يا رَباهُ يا اللَّهُ، صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بِنا ما أَنْتَ أَهْلُهُ.

ثمّ اطلب حاجتك فإنّها ستقضى إن شاء اللَّه.

دعاء الأمن

أورد المرحوم الكفعمي في «المصباح» دعاءً قال فيه: إنّ هذا الدعاء علّمه الإمام الهادي عليه السلام لليَسَع بن حمزة القمي، وقال: إنّ آل محمّد صلى الله عليه و آله يقرؤون هذا الدعاء عند البلاء وفي مواجهة الأعداء والخوف من الأخطار والفقر، وهو دعاء للأمن من كلّ ضارّ (1)، كما أنّه من أدعية الصحيفة السجادية:


1- بحار الأنوار، 95: 229/ 27.

ص: 73

يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِ، وَيا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ، وَيا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الْمَخْرَجُ إِلى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصّعابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الْأَسْبابُ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضاءُ، وَمَضَتْ عَلى إِرادَتِكَ الْأَشْياءُ، فَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ، أَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِماتِ، وَأَنْتَ الْمَفْزَعُ فِي الْمُلِماتِ، لا يَنْدَفِعُ مِنْها إِلاّ ما دَفَعْتَ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْها إِلّا ما كَشَفْتَ، وَقَدْ نَزَلَ بِي يا رَبّ ما قَدْ تَكَأَّدَنِي ثِقْلُهُ، وَأَلَمَّ بِي ما قَدْ بَهَظَنِي حَمْلُهُ، وَبِقُدْرَتِكَ أَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ، وَبِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ إِلَيَّ، فَلا مُصْدِرَ لِما أَوْرَدْتَ، وَلا صارِفَ لِما وَجَّهْتَ، وَلا فاتِحَ لِما أَغْلَقْتَ، وَلا مُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ، وَلا مُيَسّرَ لِما عَسَّرْتَ، وَلا ناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ، فَصَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَافْتَحْ لِي يا رَبّ بابَ الْفَرَجِ بِطَوْلِكَ، وَاكْسِرْ عَنّي سُلْطانَ

ص: 74

الْهَمّ بِحَوْلِكَ، وأَنِلْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيما شَكَوْتُ، وَأَذِقْنِي حَلاوَةَ الصُّنْعِ فِيما سَأَلْتُ، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَفَرَجاً هَنِيئاً، وَاجْعَلْ لِي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً، وَلا تَشْغَلْنِي بِالاهْتمامِ عَنْ تَعاهُدِ فُرُوضِكَ وَاسْتِعْمالِ سُنَّتِكَ، فَقَدْ ضِقْتُ لِما نَزَلَ بِي يا رَبّ ذَرْعاً، وَامْتَلَأْتُ بِحَمْلِ ما حَدَثَ عَلَيَّ هَمّاً، وَأَنْتَ الْقادِرُ عَلى كَشْفِ ما مُنِيتُ بِهِ، وَدَفْعِ ما وَقَعْتُ فِيهِ، فَافْعَلْ بِي ذلِكَ وَإِنْ لَمْ أَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ، يا ذَا الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَذَا الْمَنّ الْكَرِيمِ، فَأَنْتَ قادِرٌ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ.

دعاء سريع الإجابة

نقل الكفعمي في «البلد الأمين» دعاءً للإمام موسى الكاظم عليه السلام، وقال بأنّه ذو منزلة عظيمة وسريع الإجابة، وهو:

ص: 75

«اللَّهُمَّ إِنّي أَطَعْتُكَ فِي أَحَبّ الْأَشْياءِ إِلَيْكَ وَهُوَ التَّوْحِيدُ، وَلَمْ أَعْصِكَ فِي أَبْغَضِ الْأَشْياءِ إِلَيْكَ وَهُوَ الْكُفْرُ، فَاغْفِرْ لِي ما بَيْنَهُما يا مَنْ إِلَيْهِ مَفَرّي، آمِنّي مِما فَزِعْتُ مِنْهُ إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الْكَثِيرَ مِنْ مَعاصِيكَ، وَاقْبَلْ مِنّي الْيَسِيرَ مِنْ طاعَتِكَ، يا عُدَّتِي دُونَ الْعُدَدِ، ويا رَجائِي وَالْمُعْتَمَدَ، وَيا كَهْفِي وَالسَّنَدَ، وَيا واحِدُ يا أَحَدُ، يا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، أَسْأَ لُكَ بِحَقّ مَنِ اصْطَفَيْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ، وَلَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ أَحَداً، أَنْ تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَتَفْعَلَ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَ لُكَ بِالْوَحْدانِيَّةِ الْكُبْرى وَالْمُحَمَّدِيَّةِ الْبَيْضاءَ، وَالْعَلَوِيَّةِ الْعُلْيا، وَبِجَمِيعِ مَا احْتَجَجْتَ بِهِ عَلى عِبادِكَ، وَبِالاسْمِ الَّذِي حَجَبْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ، فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْكَ إِلّا إِلَيْكَ، صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ

ص: 76

وَآلِهِ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ، إِنَّكَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ».

دعاء الإمام المهدي

- صلوات اللَّه عليه-

اللَّهُمَّ ارْزُقْنا تَوْفِيقَ الطاعَةِ، وَبُعْدَ الْمَعْصِيَةِ، وَصِدْقَ النّيَّةِ، وَعِرْفانَ الْحُرْمَةِ، وَأَكْرِمْنا بِالْهُدى وَالاسْتِقامَةِ، وَسَدّدْ أَلْسِنَتَنا بِالصَّوابِ وَالْحِكْمَةِ، وَامْلَأْ قُلُوبَنا بِالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ، وَطَهّرْ بُطُونَنا مِنَ الْحَرامِ وَالشُّبْهَةِ، وَاكْفُفْ أَيْدِيَنا عَنِ الظُّلْمِ وَالسَّرِقَةِ، وَاغْضُضْ أَبْصارَنا عَنِ الْفُجُورِ وَالْخِيانَةِ، وَاسْدُدْ أَسْماعَنا عَنِ اللَّغْوِ وَالْغِيبَةِ، وَتَفَضَّلْ عَلى عُلَمائِنا بِالزُّهْدِ وَالنَّصِيحَةِ، وَعَلَى الْمُتَعَلّمِينَ بِالْجُهْدِ وَالرَّغْبَةِ، وَعَلَى الْمُسْتَمِعِينَ بِالاتّباعِ وَالْمَوْعِظَةِ، وَعَلى مَرْضَى الْمُسْلِمِينَ بِالشّفاءِ

ص: 77

وَالرَّاحَةِ، وَعَلى مَوْتاهُمْ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلى مَشايِخِنا بِالْوَقارِ وَالسَّكِينَةِ، وَعَلى الشَّبابِ بِالْإِنابَةِ وَالتَّوْبَةِ، وَعَلَى النّساءِ بِالْحَياءِوَالْعِفَّةِ، وَعَلَى الْأَغْنِياءِ بِالتَّواضُعِ وَالسَّعَةِ، وَعَلَى الْفُقَراءِ بِالصَّبْرِ وَالْقَناعَةِ، وَعَلَى الْغُزاةِ بِالنَّصْرِ وَالْغَلَبَةِ، وَعَلَى الْأُسَراءِ بِالْخَلاصِ وَالرَّاحَةِ، وَعَلَى الْأُمَراءِ بِالْعَدْلِ وَالشَّفَقَةِ، وَعَلَى الرَّعِيَّةِ بِالْإِنْصافِ وَحُسْنِ السّيرَةِ، وَبارِكْ لِلْحُجاجِ وَالزُّوَّارِ فِي الزَّادِ وَالنَّفَقَةِ، وَاقْضِ ما أَوْجَبْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ».

دُعاءُ المجير

وَهوَ دُعاء رَفيع الشّأن مَروِيّ عَنِ النّبي صلى الله عليه و آله و سلم نَزَل به جَبرائيل عَلَى الّنَبي صلى الله عليه و آله و سلم وَهْو يصلّي في مَقامِ إبراهيم عليه السلام. ذكر الكفعمي هذا الدّعاءِ في كِتابيه البَلد

ص: 78

الأمين وَالمِصباح وأشارَ في الهامِش إِلى ما له مِنَ الفَضْل، وَمِن جُملتها إِنّ مَنْ دعا به في الأيّام البيض مِنْ شَهر رَمَضان غفرت ذنوبه وَلَوْ كانت عَدَد قطر المطر، وَوَرق الشجر، وَرَمل البرّ، وَيجدي في شِفاءِ المريض و قضاءِ الدين وَالغنى عَنِ الفقر وَيفرّج الغَم ويكشف الكرب، وهو هذا الدّعاء:

سُبْحانَكَ يا اللَّهُ تَعالَيْتَ يا رَحْمنُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا رَحيِمُ تَعالَيْتَ يا كَرِيمُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا مَلِكُ تَعالَيْتَ يا مالِكُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا قُدُّوسُ تَعالَيْتَ يا سَلامُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا مُؤْمِنُ تَعالَيْتَ يا مُهَيْمِنُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا عَزيزُ تَعالَيْتَ يا جَبارُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا مُتَكَبِّرُ تَعالَيْتَ يا مُتَجَبِّرُ أَجِرْنا مِنَ

ص: 79

النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا خالِقُ تَعالَيْتَ يا بارِئُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا مُصَوِّرُ تَعالَيْتَ يا مُقَدِّرُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا هادِي تَعالَيْتَ يا باقِي أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا وَهابُ تَعالَيْتَ يا تَوَّابُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا فَتاحُ تَعالَيْتَ يا مُرْتاحُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ ياسَيِّدِي تَعالَيْتَ يامَوْلايَ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا قَريبُ تَعالَيْتَ يا رَقِيبُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا مُبْدِئُ تَعالَيْتَ يا مُعِيدُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا حَمِيدُ تَعالَيْتَ يا مَجِيدُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا قَدِيمُ تَعالَيْتَ يا عَظِيمُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا غَفُورُ

ص: 80

تَعالَيْتَ يا شَكُورُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا شاهِدُ تَعالَيْتَ يا شَهِيدُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا حَنانُ تَعالَيْتَ يا مَنانُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا باعِثُ تَعالَيْتَ يا وارِثُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا مُحْيِي تَعالَيْتَ يا مُمِيتُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا شَفِيقُ تَعالَيْتَ يا رَفِيقُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا أَنِيسُ تَعالَيْتَ يا مُونِسُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا جَلِيلُ تَعالَيْتَ يا جَمِيلُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا خَبِيرُ تَعالَيْتَ يا بَصِيرُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا حَفِيُّ تَعالَيْتَ يا مَلِيُّ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا مَعْبُودُ تَعالَيْتَ يا مَوجُودُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا

ص: 81

مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا غَفارُ تَعالَيْتَ يا قَهارُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا مَذْكُورُ تَعالَيْتَ يا مَشْكُورُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا جَوادُ تَعالَيْتَ يا مَعاذُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا جَمالُ تَعالَيْتَ يا جَلالُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا سابِقُ تَعالَيْتَ يا رازِقُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا صادِقُ تَعالَيْتَ يا فالِقُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا سَميعُ تَعالَيْتَ يا سَرِيعُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا رَفِيعُ تَعالَيْتَ يا بَدِيعُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا فَعالُ تَعالَيْتَ يا مُتَعالٍ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا قاضِي تَعالَيْتَ يا راضِي أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا قاهِرُ تَعالَيْتَ يا طاهِرُ

ص: 82

أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا عالِمُ تَعالَيْتَ يا حاكِمُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا دائِمُ تَعالَيْتَ يا قائِمُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا عاصِمُ تَعالَيْتَ يا قاسِمُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا غَنِيُّ تَعالَيْتَ يا مُغْنِي أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا وَفِيُّ تَعالَيْتَ يا قَوِيُّ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا كافِي تَعالَيْتَ يا شافِي أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا مُقَدِّمُ تَعالَيْتَ يا مُؤَخِّرُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا أَوَّلُ تَعالَيْتَ يا آخِرُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا ظاهِرُ تَعالَيْتَ يا باطَنُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا رَجاءُ تَعالَيْتَ يا مُرْتَجى أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا ذَا الْمَنِّ تَعالَيْتَ يا ذَا

ص: 83

الطَّوْلِ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا حَيُّ تَعالَيْتَ يا قَيّوُمُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا واحِدُ تَعالَيْتَ يا أَحَدُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا سَيِّدُ تَعالَيْتَ يا صَمَدُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا قَدِيرٌ تَعالَيْتَ يا كَبِيرُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا والِي تَعالَيْتَ يا مُتَعالي أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا عَلِيُّ تَعالَيْتَ يا أَعْلى أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا وَلِيُّ تَعالَيْتَ يا مَوْلى أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا ذارِئُ تَعالَيْتَ يا بارِئُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا خافِضُ تَعالَيْتَ يا رافِعُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا مُقْسِطُ تَعالَيْتَ يا جامِعُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا مُعِزُّ تَعالَيْتَ يا مُذِلُّ أَجِرْنا مِنَ

ص: 84

النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا حافِظُ تَعالَيْتَ يا حَفِيظُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا قادِرُ تَعالَيْتَ يا مُقْتَدِرُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا عَلِيمُ تَعالَيْتَ يا حَلِيمُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا حَكَمُ تَعالَيْتَ يا حَكِيمُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا مُعْطِي تَعالَيْتَ يا مانِعُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا ضارُّ تَعالَيْتَ يا نافِعُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا مُجِيبُ تَعالَيْتَ يا حَسِيبُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا عادِلُ تَعالَيْتَ يا فاصِلُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا لَطِيفُ تَعالَيْتَ يا شَرِيفُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا رَبُّ تَعالَيْتَ يا حَقُّ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا ماجِدُ

ص: 85

تَعالَيْتَ يا واحِدُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا عَفُوُّ تَعالَيْتَ يا مُنْتَقِمُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا واسِعُ تَعالَيْتَ يا مُوَسِّعُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا رَؤُوفُ تَعالَيْتَ يا عَطُوفُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا فَرْدُ تَعالَيْتَ يا وِتْرُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا مُقِيتُ تَعالَيْتَ يا مُحِيطُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا وَكِيلُ تَعالَيْتَ يا عَدْلُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا مُبِينُ تَعالَيْتَ يا مَتِينُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا بَرُّ تَعالَيْتَ يا وَدُودُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا رَشِيدُ تَعالَيْتَ يا مُرْشِدُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا نُورُ تَعالَيْتَ يا مُنَوِّرُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا نَصِيرُ

ص: 86

تَعالَيْتَ يا ناصِرُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا صَبُورُ تَعالَيْتَ يا صابِرُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا مُحْصِي تَعالَيْتَ يا مُنْشِئُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا سُبْحانُ تَعالَيْتَ يا دَيانُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا مُغِيثُ تَعالَيْتَ يا غِياثُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا فاطِرُ تَعالَيْتَ يا حاضِرُ أَجِرْنا مِنَ النارِ يا مُجِيرُ، سُبْحانَكَ يا ذَا الْعِزِّ والْجَمالِ تَبارَكْتَ يا ذَا الْجَبَرُوتِ وَالْجَلالِ، سُبْحانَكَ لا إِلهِ إِلّا أَنْتَ، سُبْحانَكَ إِنّي كُنْتُ مِنَ الظالِمينَ، فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤمِنينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ، وَالْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ العَظِيمِ.

المناجاة الشعبانيّة

ص:87

دعاء غني بالمضامين العرفانية السامية، وقد رُوي عن ابن خالويه. وذكر أنّه كان مناجاة أمير المؤمنين عليه السلام وبقية الأئمّة، حيث كانوا يواظبون على قراءته في شهر شعبان، ولهذا أولاه كبار علماء الدين كالإمام الخميني قدس سره اهتماماً خاصّاً.

ويمكن للمرء قراءة هذا الدعاء ذي المفاهيم الرائعة متى ما شعر بحضور القلب والتهيؤ النفسي.

«اللَّهُمَّ صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاسْمَعْ دُعائِي إِذا دَعَوْتُكَ وَاسْمَعْ نِدائِي إِذا نادَيْتُكَ، وَأَقْبِلْ عَلَيَّ إِذا ناجَيْتُكَ، فَقَدْ هَرَبْتُ إِلَيْكَ، وَوَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ، مُسْتَكِيناً لَكَ مُتَضَرّعاً إِلَيْكَ، راجِياً لِما لَدَيْكَ ثَوابِي، وَتَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي، وَتَخْبُرُ حاجَتِي، وَتَعْرِفُ

ص: 88

ضَمِيرِي، وَلا يَخْفى عَلَيْكَ أَمْرُ مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ، وَما أُرِيدُ أَنْ أُبْدِئَ بِهِ مِنْ مَنْطِقِي وَأَتَفَوَّهَ بِهِ مِنْ طَلِبَتِي، وَأَرْجُوهُ لِعاقِبَتِي، وَقَدْ جَرَتْ مَقادِيرُكَ عَلَيَّ ياسَيّدِي فِيما يَكوُنُ مِنّي إِلى آخِرِ عُمْرِي مِنْ سَرِيرَتِي وَعَلانِيَتِي، وَبِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيْرِكَ زِيادَتِي وَنَقْصِي وَنَفْعِي وَضَرّي، إِلهِي إِنْ حَرَمْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْزُقُنِي، وَإِنْ خَذَلْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُنِي، إِلهِي أَعُوُذ بِكَ مِنْ غَضَبِكَ وَحُلُولِ سَخَطِكَ، إِلهِي إِنْ كُنْتُ غَيْرَ مُسْتَأْهِلٍ لِرَحْمَتِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَيَّ بِفَضْلِ سَعَتِكَ، إِلهِي كَأَنّي بِنَفْسِي واقِفَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ وَقَدْ أَظَلَّها حُسْنُ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ، فَقُلْتَ ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَتَغَمَّدْتَنِي بِعَفْوِكَ، إِلهِي إِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلى مِنْكَ بِذلِكَ، وَإِنْ كانَ قَدْ دَنا أَجَلِي وَلَمْ يُدْنِنِي مِنْكَ عَمَلِي، فَقَدْ جَعَلْتُ الْإِقْرارَ بِالذَّنْبِ إِلَيْكَ وَسِيلَتِي، إِلهِي قَدْ جُرْتُ عَلى نَفْسِي فِي النَّظَرِ

ص: 89

لَها، فَلَهَا الْوَيْلُ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَها، إِلهِي لَم يَزَلْ بِرُّكَ عَلَيَّ أَيامَ حَياتِي، فَلا تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنّي فِي مَماتِي، إِلهِي كَيْفَ آيَسُ مِنْ حُسْنِ نَظَرِكَ لِي بَعْدَ مَماتِي، وَأَنْتَ لَمْ تُوَلّنِي إِلَّا الْجَمِيلَ فِي حَياتِي، إِلهِي تَوَلَّ مِنْ أَمْريِ ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَعُدْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ عَلى مُذْنِبٍ قَدْ غَمَرَهُ جَهْلُهُ، إِلهِي قَدْ سَتَرْتَ عَلَيَّ ذُنُوباً فِي الدُّنْيا، وَأَنَا أَحْوَجُ إِلى سَتْرِها عَلَيَّ مِنْكَ فِي الْاخْرى، إِلهِي قَدْ أَحْسَنْتَ إِلَيَّ إِذْ لَمْ تُظْهِرْها لِأَحَدٍ مِنْ عِبادِكَ الصالِحِينَ، فَلا تَفْضَحْنِي يَوْمَ الْقِيمَةِ عَلى رُؤُوسِ الْأَشْهادِ، إِلهِي جُودُكَ بَسَطَ أَمَلِي، وَعَفْوُكَ أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِي، إِلهِي فَسُرَّنِي بِلِقائِكَ يَوْمَ تَقْضِي فِيهِ بَيْنَ عِبادِكَ، إِلهِي اعْتِذارِي إِلَيْكَ اعْتِذارُ مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ، فَاقْبَلْ عُذْرِي يا أَكْرَمَ مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ الْمُسِيئُونَ، إِلهِي لا تَرُدَّ حاجَتِي وَلا تُخَيّبْ طَمَعِي،

ص: 90

وَلا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجائِي وَأَمَلِي، إِلهِي لَوْ أَرَدْتَ هَوانِي لَمْ تَهْدِنِي، وَلَوْ أَرَدْتَ فَضِيحَتِي لَمْ تُعافِنِي، إِلهِي ما أَظُنُّكَ تَرُدُّنِي فِي حاجَةٍ قَدْ أَفْنَيْتُ عُمْرِي في طَلَبِها مِنْكَ، إِلهِي فَلَكَ الْحَمْدُ أَبَداً أَبَداً دائِماً سَرْمَداً، يَزِيدُ وَلا يَبِيدُ كَما تُحِبُّ وَتَرْضى إِلهِي إِنْ أَخَذْتَنِي بِجُرْمِي أَخَذْتُكَ بِعَفِوكَ، وَإِنْ أَخَذْتَنِي بِذُنُوبِي أَخَذْتُكَ بِمَغْفِرتِكَ، وَإِنْ أَدْخَلْتَنِي النارَ اعْلَمْتُ أَهْلَها أَنّي أُحِبُّكَ، إِلهِي إِنْ كانَ صَغُرَ فِي جَنْبِ طاعَتِكَ عَمَلِي، فَقَدْ كَبُرَ فِي جَنْبِ رَجائِكَ أَمَلِي، إِلهِي كَيْفَ أَنْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ بالْخَيْبَةِ مَحْرُوماً، وَقَدْ كانَ حُسْنُ ظَنّي بِجُودِكَ أَنْ تَقْلِبَنِي بِالنَّجاةِ مَرْحُوماً، إِلهِي وَقَدْ أَفْنَيْتُ عُمْرِي فِي شِرَّةِ السَّهْوِ عَنْكَ، وَأَبْلَيْتُ شَبابِي فِي سَكْرَةِ التَّباعُدِ مِنْكَ، إِلهِي فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ أَيامَ اغْتِرارِي بِكَ وَرُكُونِي إِلى سَبِيلِ سَخَطِكَ، إِلهِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ

ص: 91

عَبْدِكَ قائِمٌ بَينْ يَدَيْكَ، مُتَوَسّلٌ بِكَرَمِكَ إِلَيْكَ، إِلهِي أَنَا عَبْدٌ أَتَنَصَّلُ إِلَيْكَ مِما كُنْتُ أُواجِهُكَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ اسْتِحْيائِي مِنْ نَظَرِكَ، وَأَطْلُبُ الْعَفْوَ مِنْكَ، إِذِ الْعَفْوُ نَعْتٌ لِكَرَمِكَ، إِلهِي لَمْ يَكُنْ لِي حَوْلٌ فَأَنْتَقِلَ بِهِ عَنْ مَعْصِيَتِكَ إِلَّا فِي وَقْتٍ أَيْقَظْتَنِي لِمَحَبَّتِكَ، وَكَما أَرَدْتَ أَنْ أَكُونَ كُنْتُ، فَشَكَرْتُكَ بِإِدْخالِي فِي كَرَمِكَ وَلِتَطْهِيرِ قَلبْي مِنْ أَوْساخِ الْغَفْلَةِ عَنْكَ، إِلهِي انْظُرْ إِلَيَّ نَظَرَ مَنْ نادَيْتَهُ فَأَجابَكَ، وَاسْتَعْمَلْتَهُ بِمَعُونَتِكَ فَأَطاعَكَ، يا قَرِيباً لا يَبْعُدُ عَنِ الْمُغْتَرّ بِهِ، وَيا جَواداً لا يَبْخَلُ عَمَّنْ رَجا ثَوابَهُ، إِلهِي هَبْ لِي قَلْباً يُدْنِيهِ مِنْكَ شَوْقُهُ، وَلِساناً يُرْفَعُ إِلَيْكَ صِدْقُهُ، وَنَظَراً يُقَرّبُهُ مِنْكَ حَقُّهُ، إِلهِي إِنَّ مَنْ تَعَرَّفَ بِكَ غَيْرُ مَجْهُولٍ، وَمَنْ لاذَ بِكَ غَيْرُ مَخْذُولٍ، وَمَنْ أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ غَيْرُ مَمْلُوكٍ، إِلهِي إِنَّ مَنِ انْتَهَجَ بِكَ لَمُسْتَنِيرٌ، وَإِنَّ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ لَمُسْتَجِيرٌ، وَقَدْ

ص: 92

لُذْتُ بِكَ يا إِلهِي، فَلا تُخَيّبْ ظَنّي مِنْ رَحْمَتِكَ وَلا تَحْجُبْنِي عَنْ رَأْفَتِكَ، إِلهِي أَقِمْنِي فِي أَهْلِ وِلايَتِكَ مُقامَ مَنْ رَجَا الزّيادَةَ مِنْ مَحَبَّتِكَ، إِلهِي وَأَلْهِمْنِي وَلَهاً بِذِكْرِكَ إِلى ذِكْرِكَ، وَهِمَّتِي فِي رَوْحِ نَجاحِ أَسْمائِكَ وَمَحَلّ قُدْسِكَ، إِلهِي بِكَ عَلَيْكَ إِلَّا أَلْحَقْتَنِي بِمَحَلّ أَهْلِ طاعَتِكَ، وَالْمَثْوَى الصالِحِ مِنْ مَرْضاتِكَ، فَإِنّي لا أَقْدِرُ لِنَفْسِي دَفْعاً وَلا أَمْلِكُ لَها نَفْعاً، إِلهِي أَنَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الْمُذْنِبُ وَمَمْلُوكُكَ الْمُنِيبُ، فَلا تَجْعَلْنِي مِمَّنْ صَرَفْتَ عَنْهُ وَجْهَكَ، وَحَجَبَهُ سَهْوُهُ عَنْ عَفْوِكَ، إِلهِي هَبْ لِي كَمالَ الانْقِطاعِ إِلَيْكَ، وَأَنِرْ أَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها إِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ أَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ، فَتَصِلَ إِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصِيرَ أَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزّ قُدْسِكَ، إِلهِي وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَأَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ

ص: 93

فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً، إِلهِي لَمْ أُسَلّطْ عَلى حُسْنِ ظَنّي قُنُوطَ الْأَياسِ، وَلَا انْقَطَعَ رَجائِي مِنْ جَمِيلِ كَرَمِكَ، إِلهِي إِنْ كانَتِ الْخَطايا قَدْ أَسْقَطَتْنِي لَدَيْكَ، فَاصْفَحْ عَنّي بِحُسْنِ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ، إِلهِي إِنْ حَطَّتْنِي الذُّنوُبُ مِنْ مَكارِمِ لُطْفِكَ، فَقَدْ نَبَّهَنِي الْيَقِينُ إِلى كَرَمِ عَطْفِكَ، إِلهِي إِنْ أَنامَتْنِي الْغَفْلَةُ عَنِ الاسْتِعْدادِ لِلِقائِكَ، فَقَدْ نَبَّهَتْنِي الْمَعْرِفَةُ بِكَرَمِ آلائِكَ، إِلهِي إِنْ دَعانِي إِلَى النارِ عَظِيمُ عِقابِكَ فَقَدْ دَعانِي إِلَى الْجَنَّةِ جَزِيلُ ثَوابِكَ، إِلهِي فَلَكَ أَسْأَلُ وَإِلَيْكَ أَبْتَهِلُ وَأَرْغَبُ، وَأَسْأَ لُكَ أَنْ تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يُدِيمُ ذِكْرَكَ، وَلا يَنْقُضُ عَهْدَكَ، وَلا يَغْفُلُ عَنْ شُكْرِكَ، وَلا يَسْتَخِفُّ بِأَمْرِكَ، إِلهِي وَأَلْحِقْنِي بِنُورِ عِزّكَ الْأَبْهَجِ، فَأَكُونَ لَكَ عارِفاً وَعَنْ سِواكَ مُنْحَرِفاً وَمِنْكَ خائِفاً مُراقِباً، يا ذَا الْجَلالِ

ص: 94

وَالْإِكْرامِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ وَآلِهِ الطاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً».

مناجاة أمير المؤمنين عليه السلام

اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَ لُكَ الْأَمانَ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَليمٍ، وَأَسْأَ لُكَ الْأَمانَ يَومَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا، وَأَسْأَ لُكَ الْأَمانَ يَوْمَ يُعْرَفُ الُمجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ، وَأَسْأَ لُكَ الْأَمانَ يَوْمَ لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ، وَأَسْأَ لُكَ الْأَمانَ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدّارِ، وَأَسْأَ لُكَ الْأَمانَ يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ

ص: 95

يَومَئِذٍ لِلّهِ، وَأَسْأَ لُكَ الْأَمانَ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ، وَأَسْأَ لُكَ الْأَمانَ يَوْمَ يَوَدُّ الُمجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمَئِذٍ بِبَنِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ كَلَّا إِنَّها لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى مَولايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الْمَولى وَأَنَا الْعَبْدُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْعَبْدَ إِلَّا الْمَوْلى مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الْمالِكُ وَأَنَا الْمَمْلُوكُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَمْلُوكَ إِلَّا الْمالِكُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الْعَزِيزُ وَأَنَا الذَّلِيلُ وَهَلْ يَرْحَمُ الذَّلِيلَ إِلَّا الْعَزِيزُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الخالِقُ وَأَنَا الْمَخْلُوقُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَخْلُوقَ إِلَّا الْخالِقُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الْعَظِيمُ وَأَنَا الْحَقِيرُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْحَقِيرَ إِلَّا الْعَظِيمُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أنْتَ الْقوِيُّ وَأَنَا الضَّعِيفُ وَ هَلْ يَرْحَمُ الضّعِيفَ إلّاالْقَوِيُّ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الغَنِيُ

ص: 96

وَأَنَا الْفَقِيرُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ إِلَّا الْغَنِيُّ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الْمُعْطِي وَأَنَا السَّائِلُ، وَهَلْ يَرْحَمُ السائِلَ إِلَّا الْمُعْطِي، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الْحَيُّ، وَأَنَا الْمَيِّتُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَيِّتَ إِلَّا الْحَيُّ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الْباقِي وَأَنَا الْفانِي وَهَلْ يَرْحَمُ الْفانِيَ إِلَّا الْباقِي، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الدّائِمُ وَأَنَا الزّائِلُ وَهَلْ يَرْحَمُ الزَّائِلَ إِلَّا الدَّائِمُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الرّازِقُ وَأَنَا الْمَرْزُوقُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَرْزُوقَ إِلَّا الرّازِقُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الْجَوادُ وَأَنَا الْبَخِيلُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْبَخِيلَ إِلَّا الْجَوادُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الْمُعافِي وَأَنَا الْمُبْتَلى وَهَلْ يَرْحَمُ الْمُبْتَلى إِلَّا الْمُعافِي، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الْكَبِيرُ وَأَنَا الصَّغِيرُ وَهَلْ يَرْحَمُ الصَّغِيرَ إِلَّا الْكَبِيرُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الْهادِي وَأَنَا الضالُّ وَهَلْ يَرْحَمُ الضالَّ إِلَّا الْهادِي، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الرَّحْمنُ

ص: 97

وَأَنَا الْمَرْحُومُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَرْحُومَ إِلَّا الرَّحْمنُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ السُّلْطانُ وَأَنَا الْمُمْتَحَنُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمُمْتَحَنَ إِلَّا السُّلْطانُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الدَّلِيلُ وَأَنَا الْمُتَحَيِّرُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمُتَحَيِّرَ إِلَّا الدَّلِيلُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الْغَفُورُ، وَأَنَا الْمُذْنِبُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمُذْنِبَ إِلَّا الْغَفُورُ مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الْغالِبُ وَأَنَا الْمَغْلُوبُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَغْلُوبَ إِلَّا الْغالِبُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الرَّبُّ وَأَنَا الْمَرْبُوبُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَرْبُوبَ إِلَّا الرَّبُّ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَنْتَ الْمُتَكَبِّرُ وَأَنَا الْخاشِعُ وَهَلْ يَرْحَمُ الْخاشِعَ إِلَّا الْمُتَكَبِّرُ، مَوْلايَ يا مَوْلايَ ارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ، وَارْضَ عَنِّي بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ يا ذَاالْجُودِ وَالْإِحْسانِ وَالطَّوْلِ وَالامْتِنانِ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ.

ثلاث مناجيات من المناجيات الخمس عشرة

ص:98

روي عن الإمام زين العابدين عليه السلام خمس عشرة مناجاة، وقد قال المرحوم العلّامة المجلسي في بحار الأنوار: إنّي قد وجدت هذه المناجيات في كتب بعض الأصحاب، وسنذكر هنا ثلاث منها:

مناجاة التائبين

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلهِي أَلْبَسَتْنِي الْخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتِي، وَجَلَّلَنِي التَّباعُدُ مِنْكَ لِباسَ مَسْكَنَتِي، وَأَماتَ قَلْبِي عَظِيمُ جِنايَتِي، فَأَحْيِهِ بِتَوْبَةٍ مِنْكَ يا أَمَلِي وَبُغْيَتِي، وَيا

ص: 99

سُؤْلِي وَمُنْيَتِي، فَوَعِزَّتِكَ ما أَجِدُ لِذُنُوبِي سِواكَ غافِراً، وَلا أَرى لِكَسْرِي غَيْرَكَ جابِراً، وَقَدْ خَضَعْتُ بِالْإِنابَةِ إِلَيْكَ، وَعَنَوْتُ بالِاسْتِكانَةِ لَدَيْكَ، فَإِنْ طَرَدْتَنِي مِنْ بابِكَ فَبِمَنْ أَلُوذُ، وَإِنْ رَدَدْتَنِي عَنْ جَنابِكَ فَبِمَنْ أَعُوذُ، فَوا أَسَفاهُ مِنْ خَجْلَتِي وَافْتِضاحِي، وَوالَهْفاهُ مِنْ سُوءِ عَمَلِي وَاجْتِراحِي، أَسْأَ لُكَ يا غافِرَ الذَّنْبِ الْكَبِيرِ، وَيا جابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِيرِ، أَنْ تَهَبَ لِي مُوبِقاتِ الْجَرائِرِ، وَتَسْتُرَ عَلَيَّ فاضِحاتِ السَّرائِرِ، وَلا تُخْلِنِي فِي مَشْهَدِ الْقِيامَةِ مِنْ بَرْدِ عَفْوِكَ وَغَفْرِكَ، وَلا تُعْرِنِي مِنْ جَمِيلِ صَفْحِكَ وَسَتْرِكَ، إِلهِي ظَلّلْ عَلى ذُنُوبِي غَمامَ رَحْمَتِكَ، وَأَرْسِلْ عَلى عُيُوبِي سَحابَ رَأْفَتِكَ، إِلهِي هَلْ يَرْجِعُ الْعَبْدُ الْآبِقُ إِلاّ إِلى مَوْلاهُ، أَمْ هَلْ يُجِيرُهُ مِنْ سَخَطِهِ أَحَدٌ سِواهُ، إِلهِي إِنْ كانَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْبِ تَوْبَةً فَإِنّي وَعِزَّتِكَ مِنَ النادِمِينَ، وَإِنْ كانَ الاسْتِغْفارُ مِنَ

ص: 100

الْخَطِيئَةِ حِطَّةً فَإِنّي لَكَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِينَ، لَكَ الْعُتْبى حَتّى تَرْضى إِلهِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ تُبْ عَلَيَّ، وَبحِلِمِكَ عَنّي اعْفُ عَنّي، وَبِعِلْمِكَ بِي ارْفَقْ بِي، إِلهِي أَنْتَ الَّذِي فَتَحْتَ لِعِبادِكَ باباً إِلى عَفْوِكَ سَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ، فَقُلْتَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبةً نَصُوحاً، فَما عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ الْبابِ بَعْدَ فَتْحِهِ، إِلهِي إِنْ كانَ قَبُحَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ، إِلهِي ما أَنَا بِأَوَّلِ مَنْ عَصاكَ فَتُبْتَ عَلَيْهِ وَتَعَرَّضَ لِمَعْرُوفِكَ فَجُدْتَ عَلَيْهِ، يا مُجِيبَ الْمُضْطَرّ، يا كاشِفَ الضُّرّ، يا عَظِيمَ الْبِرّ، يا عَلِيماً بِما فِي السّرّ، يا جَمِيلَ السّتْرِ، اسْتَشْفَعْتُ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ إِلَيْكَ، وَتَوَسَّلْتُ بِجَنابِكَ، وَتَرَحُّمِكَ لَدَيْكَ، فَاسْتَجِبْ دُعائِي، وَلا تُخَيّبْ فِيكَ رَجائِي، وَتَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَكَفّرْ خَطِيئَتِي، بِمَنّكَ وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

مناجاة الشاكين

ص:101

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلهِي إِلَيْكَ أَشْكُو نَفْساً بِالسُّوءِ أَمارَةً، وَإِلَى الْخَطِيئَةِ مُبادِرَةً، وَبِمَعاصِيكَ مُولَعَةً، وَ لِسَخَطِكَ مُتَعَرّضَةً، تَسْلُكُ بِي مَسالِكَ الْمَهالِكِ، وَتَجْعَلُنِي عِنْدَكَ أَهْوَنَ هالِكٍ، كَثِيرَةَ الْعِلَلِ طَوِيلَةَ الْأَمَلِ، إِنْ مَسَّهَا الشَّرُّ تَجْزَعُ، وَإِنْ مَسَّهَا الْخَيْرُ تَمْنَعُ، مَيالَةً إِلَى اللَّعِبِ وَاللَّهْوِ، مَمْلُوَّةً بِالْغَفْلَةِ وَالسَّهْوِ، تُسْرِعُ بِي إِلَى الْحَوْبَةِ، وَتُسَوّفُنِي بِالتَّوْبَةِ، إِلهِي أَشْكُو إِلَيْكَ عَدُوّاً يُضِلُّنِي، وَشَيْطاناً يُغْوِينِي، قَدْ مَلَأَ بِالْوَسْواسِ صَدْرِي، وَأَحاطَتْ هَواجِسُهُ بِقَلْبِي، يُعاضِدُ لِيَ الْهَوى وَيُزَيِّنُ لِي حُبَّ الدُّنْيا، وَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ الطاعَةِ وَالزُّلْفى إِلهِي

ص: 102

إِلَيْكَ أَشْكُو قَلْباً قاسِياً، مَعَ الْوَسْواسِ مُتَقَلّباً، وَبِالرَّيْنِ وَالطَّبْعِ مُتَلَبّساً، وَ عَيْناً عَنِ الْبُكاءِ مِنْ خَوْفِكَ جامِدَةً، وَ إِلى ما يَسُرُّها طامِحَةً، إِلهِي لا حَوْلَ لِي وَ لا قُوَّةَ إِلاّبِقُدْرَتِكَ، وَلا نَجاةَ لِي مِنْ مَكارِهِ الدُّنْيا إِلاّ بِعِصْمَتِكَ، فَأَسْأَ لُكَ بِبَلاغَةِ حِكْمَتِكَ، وَنَفاذِ مَشِيَّتِكَ، أَنْ لا تَجْعَلَنِي لِغَيْرِ جُودِكَ مُتَعَرّضاً، وَلا تُصَيّرَنِي لِلْفِتَنِ غَرَضاً، وَكُنْ لِي عَلَى الْأَعْداءِ ناصِراً، وَعَلَى الْمَخازِي وَالْعُيُوبِ ساتِراً، وَمِنَ الْبَلاءِ واقِياً، وَعَنِ الْمَعاصِي عاصِماً، بِرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

مناجاة الخائفين

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِلهِي أَتَراكَ بَعْدَ الْإِيمانِ بِكَ تُعَذّبُنِي، أَمْ بَعْدِ حُبّي إِياكَ تُبَعّدُنِي، أَمْ مَعَ رَجائِي لِرَحْمَتِكَ وَصَفْحِكَ تَحْرِمُنِي، أَم مَعَ اسْتِجارَتِي بِعَفْوِكَ

ص: 103

تُسْلِمُنِي، حاشا لِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَنْ تُخَيّبَنِي، لَيْتَ شِعْرِي أَلِلشَّقاءِ وَلَدَتْنِي أُمّي، أَمْ لِلْعَناءِ رَبَّتْنِي، فَلَيْتَها لَمْ تَلِدْنِي وَلَمْ تُرَبّنِي، وَلَيْتَنِي عَلِمْتُ أَمِنْ أَهْلِ السَّعادَةِ جَعَلْتَنِي، وَبِقُرْبِكَ وَجِوارِكَ خَصَصْتَنِي، فَتَقِرَّ بِذلِكَ عَيْنِي وَتَطْمَئِنَّ لَهُ نَفْسِي، إِلهِي هَلْ تُسَوّدُ وُجُوهاً خَرَّتْ ساجِدةً لِعَظَمَتِكَ، أَوْ تُخْرِسُ أَلْسِنَةً نَطَقَتْ بِالثَّناءِ عَلى مَجْدِكَ وَجَلالَتِكَ، أَوْ تَطْبَعُ عَلى قُلوُبٍ انْطَوَتْ عَلى مَحَبَّتِكَ، أَوْ تُصِمُّ أَسْماعاً تَلَذَّذَتْ بِسَماعِ ذِكْرِك فِي إِرادَتِكَ، أَوْ تَغُلُّ أَكُفّاً رَفَعَتْهَا الْآمالُ إِلَيْكَ رَجاءَ رَأْفَتِكَ، أَوْ تُعاقِبُ أَبْداناً عَمِلَتْ بِطاعَتِكَ حَتّى نَحِلَتْ فِي مُجاهَدَتِكَ، أَوْ تُعَذّبُ أَرْجُلًا سَعَتْ فِي عِبادَتِكَ؟

إِلهِي لا تُغْلِقْ عَلى مُوَحّدِيكَ أَبْوابَ رَحْمَتِكَ، وَلاتَحْجُبْ مُشْتاقِيكَ عَنِ النَّظَرِ إِلى جَمِيلِ رُؤْيَتِكَ، إِلهِي نَفْسٌ أَعْزَزْتَها بِتَوْحِيدِكَ كَيْفَ تُذِلُّها بِمَهانَةِ

ص: 104

هِجْرانِكَ، وَضَمِيرٌ انْعَقَدَ عَلى مَوَدَّتِكَ كَيْفَ تُحْرِقُهُ بِحَرارَةِ نِيرانِكَ؟ إِلهِي أَجِرْنِي مِنْ أَلِيمِ غَضَبِكَ وَعَظِيمِ سَخَطِكَ، يا حَنانُ يا مَنانُ، يا رَحِيمُ يا رَحْمنُ، يا جَبارُ ياقَهارُ، يا غَفارُ يا سَتارُ، نَجّنِي بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذابِ النارِ، وَفَضِيحَةِ الْعارِ، إِذَا امْتازَ الْأَخْيارُ مِنَ الْأَشْرارِ، وَحالَتِ الْأَحْوالُ، وَهالَتِ الْأَهْوالُ، وَقَرُبَ الُمحْسِنُونَ، وَبَعُدَ الْمُسِيئُونَ، وَوُفّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لايُظْلَمُونَ.

الزيارة الجامعة الأولى

وردت هذه الزيارة في عدّة مصادر منها: الكافي والتهذيب وكامل الزيارات، وتقرأ في كافّة مزارات الأئمّة والأنبياء والأوصياء عليهم السلام:

«السَّلامُ عَلى أَوْلِياءِ اللَّهِ وَأَصْفِيائِهِ، السَّلامُ عَلى

ص: 105

أُمَناءِ اللَّهِ وَأَحِبائِهِ، السَّلامُ عَلى أَنْصارِ اللَّهِ وَخُلَفائِهِ، السَّلامُ عَلى مَحالّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مَساكِنِ ذِكْرِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مُظهِرِي أَمْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ، السَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ إِلَى اللَّهِ، السَّلامُ عَلَى المُسْتَقِرّينَ فِي مَرْضاةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَى الُمخْلِصِينَ فِي طاعَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَى الْأَدِلّاءِ عَلَى اللَّهِ، السَّلامُ عَلَى الَّذِينَ مَنْ والاهُمْ فَقَدْ والَى اللَّهَ، وَمَنْ عاداهُمْ فَقَدْ عادَى اللَّهَ، وَمَنْ عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللَّهَ، وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللَّهَ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ، وَمَنْ تَخَلّى مِنْهُمْ فَقَدْ تَخَلَّى مِنَ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ، وَأُشْهِدُ اللَّهَ أَنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمْتُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبْتُمْ، مُؤُمِنٌ بِسِرّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ، مُفَوّضٌ فِي ذلِكَ كُلّهِ إِلَيْكُمْ، لَعَنَ اللَّهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الْجِنّ وَالْإِنْسِ، وَأَبَرءُ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ».

الزيارة الجامعة الكبيرة

ص:106

وسُمّيت بالجامعة لما تجمع من صفات وخصوصيّات الأئمّة عليهم السلام، ويمكن بها زيارة كلّ إمام معصوم على حدة.

وهناك نماذج كثيرة للزيارة الجامعة نقلتها لنا الكتب، إلّا أنّ الزيارة الجامعة الكبيرة أفضلها وأكملها، ويمكن أن تُعدّ دورة في «معرفة الإمام» لما احتوته من صفات وفضائل وخصوصيّات للأئمّة المعصومين عليهم السلام وقد ألّفت كتب كثيرة في شرحها:

والزائر الذي يقرؤها عند قبور الأئمّة عن معرفة وبصيرة وتفهم لمعناها، تُعدّ قراءته نوعاً من التأكيد على المعتقدات وتجديد للميثاق مع أولياء الدين.

ص: 107

وروى الصدوق في «الفقيه» و «العيون» (1) عن موسى بن عبد اللَّه النخعي أنّه قال: قلتُ للإمام عليّ النقي عليه السلام: علّمني يابن رسول اللَّه قولًا أقوله بليغاً كاملًا إذا زرتُ واحداً منكم، فقال: إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين، أي قُل:

«أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وأشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»، وأنت على غُسل، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقُل: «اللَّهُ أَكْبَرُ» ثلاثين مرّة، ثمّ امش قليلًا وعليك السكينة والوقار، وقارب بين خطاك، ثمّ قف وكبّر اللَّه عزّ وجلّ ثلاثين مرّة، ثمّ ادنُ من القبر المطهّر وكبّر اللَّه أربعين مرّة حتّى يصبح مجموع التكبيرات مائة تكبيرة، ثمّ قُل:


1- من لا يحضره الفقيه 2: 609/ 3213، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 305.

ص: 108

«الَسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَوْضِعَ الرّسالَةِ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلائِكَةِ، وَمَهْبِطَ الْوَحْيِ، وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ، وَخُزَّانَ الْعِلْمِ، وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ، وَأُصُولَ الْكَرَمِ، وَقادَةَ الْأُمَمِ، وَأَوْلِياءَ النّعَمِ، وَعَناصِرَ الْأَبْرارِ، وَدَعائِمَ الْأَخْيارِ، وَساسَةَ الْعِبادِ، وَأَرْكانَ الْبِلادِ، وَأَبْوابَ الْإِيمانِ، وَأُمَناءَ الرَّحْمنِ، وَسُلالَةَ النَّبِيّينَ، وَصَفْوَةَ الْمُرْسَلِينَ، وَعِتْرَةَ خِيَرَةِ رَبّ الْعالَمِينَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى أَئِمَّةِ الْهُدى وَمَصابِيحِ الدُّجى وَأَعْلامِ التُّقى وَذَوِي النُّهى وَأُوْلِي الْحِجى وَكَهْفِ الْوَرى وَوَرَثَةِ الْأَنْبِياءِ، وَالْمَثَلِ الْأَعْلى وَالدَّعْوَةِ الْحُسْنى وَحُجَجِ اللَّهِ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَالْأُولى وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى مَحالّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ، وَمَساكِنِ بَرَكَةِ اللَّهِ، وَمَعادِنِ حِكْمَةِ اللَّهِ، وَحَفَظَةِ سِرّ اللَّهِ، وَحَمَلَةِ كِتابِ اللَّهِ، وَأَوْصِياءِ نَبِيّ

ص: 109

اللَّهِ، وَذُرّيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ إِلَى اللَّهِ، وَالْأَدِلّاءِ عَلى مَرْضاةِ اللَّهِ، وَالْمُسْتَقّرِينَ فِي أَمْرِ اللَّهِ، وَالتامّينَ فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ، وَالْمُخْلَصِينَ فِي تَوْحِيدِ اللَّهِ، وَ الْمُظْهِرِينَ لِأَمْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ، وَعِبادِهِ الْمُكْرَمِينَ، الَّذِينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الدُّعاةِ، وَالْقادَةِ الْهُداةِ، وَالسادَةِ الْوُلاةِ، وَالذَّادَةِ الْحُماةِ، وَأَهْلِ الذّكْرِ وَأُولِي الْأَمْرِ، وَبَقِيَّةِ اللَّهِ وَخِيَرَتِهِ وَحِزْبِهِ وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ وَحُجَّتِهِ وَصِراطِهِ وَنُورِهِ وَبُرْهانِهِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، كَما شَهِدَ اللَّهُ لِنَفْسِهِ وَشَهِدَتْ لَهُ مَلائِكَتُهُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ مِنْ خَلْقِهِ، لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْمُنْتَجَبُ وَرَسُولُهُ الْمُرْتَضى أَرْسلَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقّ لِيُظْهِرَهُ

ص: 110

عَلَى الدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ الْمَعْصُومُونَ الْمُكَرَّمُونَ الْمُقَرَّبُونَ الْمُتَّقُونَ الصادِقُونَ الْمُصْطَفَوْنَ، الْمُطِيعُونَ لِلَّهِ، الْقَوَّامُونَ بِأَمْرهِ، الْعامِلُونَ بِإِرادَتِهِ، الْفائِزُونَ بِكَرامَتِهِ، إِصْطَفاكُمْ بِعِلْمِهِ، وَارْتَضاكُمْ لِغَيْبِهِ، وَاخْتارَكُمْ لِسِرّهِ، وَاجْتَباكُمْ بِقُدْرَتِهِ، وَأَعَزَّكُمْ بِهُداهُ وَخَصَّكُمْ بِبُرْهانِهِ، وَانْتَجَبَكُمْ لِنُورِهِ، وَأَيَّدَكُمْ بِرُوحِهِ، وَرَضِيَكُمْ خُلَفاءَ فِي أَرْضِهِ، وَحُجَجاً عَلى بَرِيَّتِهِ، وَأَنْصاراً لِدِينِهِ، وَحَفَظَةً لِسِرّهِ، وَخَزَنَةً لِعِلْمِهِ، وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِهِ، وَتَراجِمَةً لِوَحْيِهِ، وَأَرْكاناً لِتَوْحِيدِهِ، وَشُهَداءَ عَلى خَلْقِهِ، وَأَعْلاماً لِعِبادِهِ، وَمَناراً فِي بِلادِهِ، وَأَدِلّاءَ عَلى صِراطِهِ، عَصَمَكُمُ اللَّهُ مِنَ الزَّلَلِ، وَآمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ، وَطَهَرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرّجْسَ وَطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً، فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ، وَأَكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ، وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ،

ص: 111

وَأَدَمْتُمْ ذِكْرَهُ، وَوَكَّدْتُمْ مِيثاقَهُ، وَأَحْكَمْتُمْ عَقْدَ طاعَتِهِ، وَنَصَحْتُمْ لَهُ فِي السّرِّ وَالْعَلانِيَةِ، وَدَعَوْتُمْ إِلى سَبِيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَبَذَلْتُمْ أَنْفُسَكُم فِي مَرْضاتِهِ، وَصَبَرْتُمْ عَلى ما أَصابَكُم فِي جَنْبِهِ، وَأَقَمْتُمُ الصَّلاةَ، وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتُمْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِه، حَتّى أَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ، وَبَيَّنْتُمْ فَرائِضَهُ، وَأَقَمْتُمْ حُدُودَهُ، وَنَشَرْتُمْ شَرائِعَ أَحْكامِهِ، وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ، وَصِرْتُمْ فِي ذلِكَ مِنْهُ إِلَى الرّضا، وَسَلَّمْتُمْ لَهُ الْقَضاءَ، وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضى فَالرَّاغِبُ عَنْكُمْ مارِقٌ، وَاللَّازِمُ لَكُمْ لاحِقٌ، وَالْمُقَصّرُ فِي حَقّكُمْ زاهِقٌ، وَالْحَقُّ مَعَكُمْ وَفِيكُمْ وَمِنْكُمْ وَإِلَيْكُمْ، وَأَنْتُمْ أَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ، وَمِيراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكُمْ، وَإِيابُ الْخَلْقِ إِلَيْكُمْ، وَحِسابُهُمْ عَلَيْكُمْ، وَفَصْلُ الْخِطابِ عِنْدَكُمْ، وَآياتُ اللَّهِ لَدَيْكُمْ، وَعَزائِمُهُ فِيكُمْ،

ص: 112

وَنُورُهُ وَبُرْهانُهُ عِنْدَكُمْ، وَأَمْرُهُ إِلَيْكُمْ، مَنْ والاكُمْ فَقَدْ والَى اللَّهَ، وَمَنْ عاداكُمْ فَقَدْ عادَى اللَّهَ، وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ، وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ، أَنْتُمُ الصّراطُ الْأَقْوَمُ، وَشُهَداءُ دارِ الْفَناءِ، وَشُفَعاءُ دارِ الْبَقاءِ، وَالرَّحْمَةُ الْمَوْصُولَةُ، وَالْآيَةُ الْمَخْزُونَةُ وَالْأَمانَةُ الْمَحْفُوظَةُ، وَالْبابُ الْمُبْتَلى بِهِ الناسُ، مَنْ أَتاكُمْ نَجا، وَمَنْ لَمْ يَأْتِكُمْ هَلَكَ، إِلَى اللَّهِ تَدْعُونَ، وَعَلَيْهِ تَدُلُّونَ، وَبِهِ تُؤْمِنُونَ، وَلَهُ تُسَلّمُونَ، وَبِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ، وَإِلى سَبِيلِهِ تُرْشِدُونَ، وَبِقَوْلِهِ تَحْكُمُونَ، سَعَدَ مَنْ والاكُمْ، وَهَلَكَ مَنْ عاداكُمْ، وَخابَ مَنْ جَحَدَكُمْ، وَضَلَّ مَنْ فارَقَكُمْ، وَفازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ، وَأَمِنَ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكُمْ، وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ، وَهُدِيَ مَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ، مَنِ اتَّبَعَكُمْ فَالْجَنَّةُ مَأْواهُ، وَمَنْ خالَفَكُمْ فَالنارُ مَثْواهُ، وَمَنْ جَحَدَكُمْ

ص: 113

كافِرٌ، وَمَنْ حارَبَكُمْ مُشْرِكٌ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُم فِي أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ الْجَحِيمِ، أَشْهَدُ أَنَّ هذا سابِقٌ لَكُمْ فِيما مَضى وَجارٍ لَكُمْ فِيما بَقِيَ، وَأَنَّ أَرْواحَكُمْ وَنُورَكُمْ وَطِينَتَكُمْ واحِدَةٌ، طابَتْ وَطَهُرَتْ بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ، خَلَقَكُمُ اللَّهُ أَنْواراً، فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقِينَ، حَتّى مَنَّ عَلَيْنا بِكُمْ، فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ، وَجَعَلَ صَلاتَنا عَلَيْكُمْ وَما خَصَّنا بِهِ مِنْ وِلايَتِكُمْ طِيباً لِخَلْقِنا، وَطَهارَةً لِأَنْفُسِنا، وَتَزْكِيَةً لَنا، وَكَفارَةً لِذُنُوبِنا، فَكُنا عِنْدَهُ مُسَلّمِينَ بِفَضْلِكُمِ، وَمَعْرُوفِينَ بِتَصْدِيقِنا إِياكُمْ، فَبَلَغَ اللَّهُ بِكُمْ أَشْرَفَ مَحَلّ الْمُكَرَّمِينَ، وَأَعْلى مَنازِلِ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَرْفَعَ دَرَجاتِ الْمُرْسَلِينَ، حَيْثُ لا يَلْحَقُهُ لاحِقٌ، وَلا يَفُوقُهُ فائِقٌ، وَلا يَسْبِقُهُ سابِقٌ، وَلا يَطْمَعُ فِي إِدْراكِهِ طامِعٌ، حَتّى لا يَبْقى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَلاصِدِّيقٌ

ص: 114

وَلا شَهِيدٌ، وَلا عالِمٌ وَلا جاهِلٌ، وَلادَنِيٌّ وَلا فاضِلٌ، وَلا مُؤْمِنٌ صالِحٌ، وَلا فاجِرٌ طالِحٌ، وَلا جَبارٌ عَنِيدٌ، وَلا شَيْطانٌ مَرِيدٌ، وَلاخَلْقٌ فِيما بَيْنَ ذلِكَ شَهِيدٌ، إِلّا عَرَّفَهُمْ جَلالَةَ أَمْرِكُمْ، وَعِظَمَ خَطَرِكُمْ، وَكِبَرَ شَأْنِكُمْ، وَتَمامَ نُورِكُمْ وَصِدْقَ مَقاعِدِكُمْ، وَثَباتَ مَقامِكُمْ، وَشَرَفَ مَحَلّكُمْ، وَمَنْزِلَتَكُمْ عِنْدَهُ، وَكَرامَتَكُمْ عَلَيْهِ، وَخاصَّتَكُمْ لَدَيْهِ، وَقُرْبَ مَنْزِلَتِكُمْ مِنْهُ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمّي وَأَهْلِي وَمالِي وَأُسْرَتِي، أُشْهِدُ اللَّهَ وَأُشْهِدُكُمْ أَنّي مُؤْمِنٌ بِكُمْ وَبِما آمَنْتُمْ بِهِ، كافِرٌ بِعَدُوّكُمْ وَبِما كَفَرْتُمْ بِهِ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكُمْ، مُوالٍ لَكُمْ وَلِأَوْلِيائِكُمْ، مُبْغِضٌ لِأَعْدائِكُمْ وَمُعادٍ لَهُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، مُحَقّقٌ لِما حَقَّقْتُمْ، مُبْطِلٌ لِما أَبْطَلْتُمْ، مُطِيعٌ لَكُمْ، عارفٌ بِحَقّكُمْ، مُقِرٌّ بِفَضْلِكُمْ، مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكُمْ، مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكُمْ، مُعْتَرِفٌ

ص: 115

بِكُمْ، مُؤْمِنٌ بِإِيابِكُمْ، مُصَدّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ، مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكُمْ، مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ، آخِذٌ بِقَوْلِكُمْ، عامِلٌ بِأَمْرِكُمْ، مُسْتَجِيرٌ بِكُمْ، زائِرٌ لَكُمْ، لائِذٌ عائِذٌ بِقُبُورِكُمْ، مُسْتَشْفِعٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِكُمْ، وَمُتَقَرّبٌ بِكُمْ إِلَيْهِ، وَمُقَدّمُكُمْ أَمامَ طَلِبَتِي وَحَوائِجِي وَإِرادَتِي فِي كُلّ أَحْوالِي وَأُمُورِي، مُؤْمِنٌ بِسِرّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَأَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَمُفَوّضٌ فِي ذلِكَ كُلّهِ إِلَيْكُمْ، وَمُسَلّمٌ فِيهِ مَعَكُمْ، وَقَلْبِي لَكُمْ مُسَلّمُ، وَرَأْيِي لَكُمْ تَبَعٌ، وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتّى يُحْيِيَ اللَّهُ تَعالى دِينَهُ بِكُمْ، وَيَرُدَّكُمْ فِي أَيامِهِ، وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ، وَيُمَكّنَكُمْ فِي أَرْضِهِ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ غَيْرِكُمْ، آمَنْتُ بِكُمْ، وَتَوَلَّيْتُ آخِرَكُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ أَوَّلَكُمْ، وَبَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَمِنَ الْجِبْتِ وَالطاغُوتِ وَالشَّياطِينِ وَحِزْبِهِمُ الظالِمِينَ لَكُمْ، وَالْجاحِدِينَ لِحَقّكُمْ،

ص: 116

وَالْمارِقِينَ مِنْ وِلايَتِكُمْ، وَالْغاصِبِينَ لِإِرْثِكُمْ، وَالشاكّينَ فِيكُمُ، الْمُنْحَرِفِينَ عَنْكُمْ، وَمِنْ كُلّ وَلِيجَةٍ دُونَكُمْ، وَكُلّ مُطاعٍ سِواكُمْ، وَمِنَ الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ يَدْعُونَ إِلَى النارِ، فَثَبَّتَنِيَ اللَّهُ أَبَداً ما حَيِيتُ عَلى مُوالاتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَدِينِكُمْ، وَوَفَّقَنِي لِطاعَتِكُمْ، وَرَزَقَنِي شَفاعَتَكُمْ، وَجَعَلَنِي مِنْ خِيارِ مَوالِيكُمُ، التابِعِينَ لِما دَعَوْتُمْ إِلَيْهِ، وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثارَكُمْ، وَيَسْلُكُ سَبِيلَكُمْ، وَيَهْتَدِي بِهُداكُمْ، وَيُحْشَرُ فِي زُمْرَتِكُمْ، وَيَكِرُّ فِي رَجْعَتِكُمْ، وَيُمَلَّكُ فِي دَوْلَتِكُمْ، وَيُشَرَّفُ فِي عافِيَتِكُمْ، وَيُمَكَّنُ فِي أَيامِكُمْ، وَتَقَرُّ عَيْنُهُ غَداً بِرُؤْيَتِكُمْ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي، مَنْ أَرادَ اللَّهَ بَدَءَ بِكُمْ، وَ مَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُمْ، وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ، مَوالِيَّ لا أُحْصِي ثَناءَكُمْ، وَلا أَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ، وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ، وَأَنْتُمْ نُورُ

ص: 117

الْأَخْيارِ، وَهُداةُ الْأَبْرارِ، وَحُجَجُ الْجَبارِ، بِكُمْ فَتَحَ اللَّهُ وَ بِكُمْ يَخْتِمُ، وَبِكُمْ يُنَزّلُ الْغَيْثَ، وَبِكُمْ يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِهِ، وَبِكُمْ يُنَفّسُ الْهَمَّ وَيَكْشِفُ الضُّرَّ، وَعِنْدَكُمْ ما نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ، وَهَبَطَتْ بِهِ مَلائِكَتُهُ، وَإِلى جَدّكُمْ» (ولو كنتَ تزور أمير المؤمنين عليه السَّلام فبدلًا من «وَإلى جَدِّكُمْ» قُل:

«وَإلى أَخيكَ»)، بُعِثَ الرُّوحُ الْأَمِينُ، آتاكُمُ اللَّهُ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ، طَأْطَأَ كُلُّ شَرِيفٍ لِشَرَفِكُمْ، وَبَخَعَ كُلُّ مُتَكَبّرٍ لِطاعَتِكُمْ، وَخَضَعَ كُلُّ جَبارٍ لِفَضْلِكُمْ، وَذَلَّ كُلُّ شَيْ ءٍ لَكُمْ، وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِكُمْ، وَفازَ الْفائِزُونَ بِوِلايَتِكُمْ، بِكُمْ يُسْلَكُ إِلَى الرّضْوانِ، وَعَلى مَنْ جَحَدَ وِلايَتَكُمْ غَضَبُ الرَّحْمنِ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي، ذِكْرُكُمْ فِي الذَّاكِرِينَ، وَأَسْماؤُكُمْ فِي الْأَسْماءِ، وَأَجْسادُكُمْ فِي

ص: 118

الْأَجْسادِ، وَأَرْواحُكُمْ فِي الْأَرْواحِ، وَأَنْفُسُكُمْ فِى النُّفُوسِ، وَآثارُكُمْ فِي الْآثارِ، وَقُبُورُكُمْ فِي الْقُبُورِ، فَما أَحْلى أَسْماءَكُمْ، وَأَكْرَمَ أَنْفُسَكُمْ، وَأَعْظَمَ شَأْنَكُمْ، وَأَجَلَّ خَطَرَكُمْ، وَأَوْفى عَهْدَكُمْ، وَأَصْدَقَ وَعْدَكُمْ، كَلامُكُمْ نُورٌ، وَأَمْرُكُمْ رُشْدٌ، وَصِيَّتُكُمُ التَّقْوى وَفِعْلُكُمُ الْخَيْرُ، وَعادَتُكُمُ الْإِحْسانُ، وَسَجِيَّتُكُمُ الْكَرَمُ، وَشَأْنُكُمُ الْحَقُّ وَالصّدْقُ وَالرّفْقُ، وَقَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَرَأْيُكُمْ عِلْمٌ وَحْلِمٌ وَحَزْمٌ، إِنْ ذُكِرَ الْخَيْرُ كُنْتُمْ أَوَّلَهُ وَأَصْلَهُ وَفَرْعَهُ وَمَعْدِنَهُ وَمَأْواهُ وَمُنْتَهاهُ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمّي وَنَفْسِي، كَيْفَ أَصِفُ حُسْنَ ثَنائِكُمْ، وَأُحْصِي جَمِيلَ بَلائِكُمْ، وَبِكُمْ أَخْرَجَنَا اللَّهُ مِنَ الذُّلّ، وَفَرَّجَ عَنا غَمَراتِ الْكُرُوبِ، وَأَنْقَذَنا مِنْ شَفا جُرُفِ الْهَلَكاتِ وَمِنَ النار، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمّي وَنَفْسِي، بِمُوالاتِكُمْ عَلَّمَنَا اللَّهُ مَعالِمَ دِينِنا، وَأَصْلَحَ ما كانَ فَسَدَ مِنْ دُنْيانا،

ص: 119

وَبِمُوالاتِكُمْ تَمَّتِ الْكَلِمةُ، وَعَظُمَتِ النّعْمَةُ، وَائْتَلَفَتِ الفُرْقَةُ، وَبِمُوالاتِكُمْ تُقْبَلُ الطاعَةُ الْمُفْتَرَضَةُ، وَلَكُمُ الْمَوَدَّةُ الْواجِبَةُ، وَالدَّرَجاتُ الرَّفِيعَةُ، وَالْمَقامُ الْمَحْمُودُ، وَالْمَكانُ الْمَعْلُومُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْجاهُ الْعَظِيمُ، وَالشَّأْنُ الْكَبِيرُ، وَالشَّفاعَةُ الْمَقْبُولَةُ، رَبَّنا آمَنا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشاهِدِينَ، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهابُ، سُبْحانَ رَبّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبّنا لَمَفْعُولًا، يا وَلِيَّ اللَّهِ، إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذُنُوباً لا يَأْتِي عَلَيْها إِلاّ رِضاكُمْ، فَبِحَقّ مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلى سِرّهِ، وَاسْتَرْعاكُمْ أَمْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طاعَتَكُمْ بِطاعَتِهِ، لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبِي، وَكُنْتُمْ شُفَعائِي، فَإِنّي لَكُمْ مُطِيعٌ، مَنْ أَطاعَكُمْ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصاكُمْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ

ص: 120

أَحَبَّ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ، اللَّهُمَّ إِنّي لَوْ وَجَدْتُ شُفَعاءَ أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الْأَخْيارِ الْأَئِمَّةِ الْأَبْرارِ لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعائِي، فَبِحَقّهِمُ الَّذِي أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَيْكَ أَسْأَ لُكَ أَنْ تُدْخِلَنِي فِي جُمْلَةِ الْعارِفِينَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ، وَفِي زُمْرَةِ الْمَرْحُومِينَ بِشَفاعَتِهِمْ، إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطاهِرِينَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ».

زيارة أمين اللَّه

وهي زيارة في غاية الاعتبار ومرويّة في جميع كتب الزيارات، وقال العلّامة المجلسي: إنّها أحسن الزيارات متناً وسنداً، وينبغي المواظبة عليها في جميع الروضات المقدّسة للأئمّة عليهم السلام.

ص: 121

وتعدّ هذه الزيارة من الزيارات المطلقة التي يمكن قراءتها في كلّ وقت، ومن الزيارات الجامعة التي تُقرأ في كافّة أضرحة الأئمّة الأطهار، وتحتوي على مضامين عرفانيّة، وتنضح بالاشتياق إلى القرب الإلهي.

وهي كما روي بأسانيد معتبرة عن جابر عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام أنّ الإمام زين العابدين عليه السلام زار أمير المؤمنين عليه السلام فوقف عند القبر وبكى (1) وقال:

«السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ جاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ، وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، حَتّى دَعاكَ اللَّهُ إِلى جِوارِهِ، فَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيارِهِ، وَأَلْزَمَ أَعْداءَكَ الْحُجَّةَ مَعَ ما لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلى جَمِيعِ


1- بحار الأنوار، 100: 264/ 2.

ص: 122

خَلْقِهِ، اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ، راضِيَةً بِقَضائِكَ، مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعائِكَ، مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِيائِكَ، مَحْبُوبَةً فِي أَرْضِكَ وَسَمائِكَ، صابِرَةً عَلى نُزُولِ بَلائِكَ، شاكِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمائِكَ، ذاكِرَةً لِسَوابِغِ آلائِكَ، مُشْتاقَةً إِلى فَرْحَةِ لِقائِكَ، مُتَزَوّدَةً التَّقْوى لِيَوْمِ جَزائِكَ، مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِياءِكَ، مُفارِقَةً لِأَخْلاقِ أَعْداءِكَ، مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيا بِحَمْدِكَ وَثَنائِك.

ثمّ وضع خدّه الشريف على القبر وقال:

اللَّهُمَّ إِنَّ قُلُوبَ الُمخْبِتِينَ إِلَيْكَ والِهَةٌ، وَسُبُلَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْكَ شارِعَةٌ، وَأَعْلامَ الْقاصِدِينَ إِلَيْكَ واضِحَةٌ، وَأَفْئِدَةَ الْعارِفِينَ مِنْكَ فازِعَةٌ، وَأَصْواتَ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ صاعِدَةٌ، وَأَبْوابَ الْإِجابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ، وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاكَ مُسْتَجابَةٌ، وَتَوْبَةَ مَنْ أَنابَ إِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ، وَعَبْرَةَ مَنْ بَكى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ، وَالْإِغاثَةَ لِمَنِ

ص: 123

اسْتَغاثَ بِكَ مَوْجُودَةٌ، وَالْإِعانَةَ لِمَنِ اسْتَعانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ، وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَةٌ، وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَكَ مُقالَةٌ، وَأَعْمالَ الْعامِلِينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ، وَأَرْزاقَكَ إِلَى الْخَلائِق مِنْ لَدُنْكَ نازلَةٌ، وَعَوائِدَ الْمَزِيدِ إِلَيْهِمْ واصِلَةٌ، وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرِينَ مَغْفُورَةٌ، وَحَوائِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ، وَجَوائِزَ السائِلِينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ، وَعَوائِدَ الْمَزِيدِ مُتَواتِرَةٌ، وَمَوائِدَ الْمُسْتَطْعِمِينَ مُعَدَّةٌ، وَمَناهِلَ الظِّماءِ لَدَيْكَ مُتْرَعَةٌ، اللَّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعائِي، وَاقْبَلْ ثَنائِي، وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَوْليِائِي، بِحَقّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمائِي وَمُنْتَهى مُنايَ وَغايَةُ رَجائِي فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ.

وجاء في كتاب كامل الزيارات السطور التالية بعد هذه الزيارة:

ص: 124

أَنْتَ إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ، اغْفِرْ لِأَوْلِيائِنا، وَكُفَّ عَنا أَعْداءَنا، وَاشْغَلْهُمْ عَنْ أَذانا، وَأَظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقّ وَاجْعَلْهَا الْعُلْيا، وَأَدْحِضْ كَلِمَةَ الْباطِلِ وَاجْعَلْهَا السُّفْلى إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ.

زيارة وارث

تُعرف زيارة الإمام الحسين عليه السلام المطلقة بزيارة وارث، وهي زيارة معتبرة وكثيرة المضامين، وتعبّر عن الحبّ والولاء لسيّد الشهداء وبقية شهداء كربلاء، كما أنّها تتحدّث عن السلسلة النورانيّة لأجداد الإمام الحسين عليه السلام وسلالة الرسالة، وتوثّق عرى التمسّك بأهل بيت العصمة.

وبعد أن تنوي زيارة الإمام الحسين عليه السلام قُل:

ص: 125

«السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلامُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرى السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَاللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَطَعْتَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَتّى أَتاكَ الْيَقِينُ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً

ص: 126

سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، يا مَوْلايَ يا أَباعَبْدِاللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلابِ الشامِخَةِ وَالْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِماتِ ثِيابِها، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدّينِ وَأَرْكانِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادِي الْمَهْدِيُّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَأَعْلامُ الْهُدى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا، وَأُشْهِدُ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ، أَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإِيابِكُمْ مُوقِنٌ، بِشَرائِعِ دِينِي وَخَواتِيمِ عَمَلِي، وَقَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَأَمْرِي لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، وَعَلى أَرْواحِكُمْ، وَعَلى أَجْسادِكُمْ، وَعَلى أَجْسامِكُمْ، وَعَلى شاهِدِكُمْ،

ص: 127

وَعَلى غائِبِكُمْ، وَعَلى ظاهِرِكُمْ، وَعَلى باطِنِكُمْ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمّي يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمّي يا أَباعَبْدِاللَّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ، وَجَلَّتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ أَهْلِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ، يا مَوْلايَ يا أَباعَبْدِ اللَّهِ، أَسْأَلُ اللَّهَ بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ وَبِالْمَحَلّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ أَنْ يُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.

ثمّ قم وصلِّ ركعتين، واقرأ في كلّ ركعة أيّ سورة تشاء، ثمّ قُل بعد أن تفرغ من الصلاة:

«اللَّهُمَّ إِنّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ، وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ، لِأَنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا تَكُونُ إِلّا

ص: 128

لَكَ، لِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، اللَّهُمَّ صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَبْلِغْهُمْ عَنّي أَفْضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِيَّةِ، وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلامَ، اللَّهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنّي إِلى مَوْلايَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، اللَّهُمَّ صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ، وَتَقَبَّلْ مِنّي، وَاجْزِنِي عَلى ذلِكَ بِأَفْضَلِ أَمَلِي وَرَجائِي فِيكَ وفِي وَلِيّكَ، يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ».

ثمّ اقصد زيارة عليّ بن الحسين عليهما السلام، وقُل:

«السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ وَابْنُ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ الْمَظْلوُمِ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ.

ص: 129

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَ ابْنَ وَلِيّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ وَ جَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَ عَلى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكَ مِنْهُمْ.

ثمّ توجه نحو الشهداء وقُل:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَوْلِياءَ اللَّهِ وَ أَحِبائَهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَصْفِياءَ اللَّهِ وَ أَوِدَّائَهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ دِينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ فاطِمَةَ سَيّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَلِيِّ الزَّكِيِّ الناصِحِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ أَبِي عَبْدِاللَّهِ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمّي، طِبْتُمْ وَطابَتِ الْأَرْضُ الَّتِي فِيها دُفِنْتُمْ، وَفُزْتُمْ فَوْزاً عَظِيماً، فَيا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ مَعَكُمْ.

زيارة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله

ص:130

والأئمّة المعصومين عليهم السلام في أيّام الأسبوع

قال السيّد ابن طاووس في كتاب الإقبال: إنّه قد وجد في الروايات المعتبرة أنّ أيّام الأسبوع خاصّة بالمعصومين عليهم السلام، والمرء ضيف على مائدة هؤلاء الكرام. فيوم السبت خاصّ بالرسول الأكرم صلى الله عليه و آله، ويوم الأحد بأمير المؤمنين عليه السلام، ويوم الاثنين بالإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام، ويوم الثلاثاء بالإمام السجّاد والإمام الباقر والإمام الصادق عليهم السلام، ويوم الأربعاء بالإمام الكاظم والإمام الرضا والإمام الجواد والإمام الهادي عليهم السلام، ويوم الخميس بالإمام العسكري عليه السلام، ويوم الجمعة بالإمام المهدي المنتظر عليه السلام.

ولكلّ يوم من هذه الأيام زيارة خاصّة.

ص: 131

زيارة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله في يوم السبت

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُهُ وَأَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَأَدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقّ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَغَلُظْتَ عَلَى الْكافِرِينَ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتّى اتاكَ الْيَقِينُ، فَبَلَغَ اللَّهُ بِكَ أَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ وَأَنْبِياءِكَ والْمُرْسَلِينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحِينَ وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالْأَرَضِينَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمِينَ

ص: 132

مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيبِكَ وَحَبِيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَصِفْوَتِكَ وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضِيلَةَ وَالْوَسِيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً، إِلهِي فَقَدْ أَتَيْتُ نَبِيَّكَ مُسْتَغْفِراً تائِباً مِنْ ذُنُوبِي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاغْفِرْها لِي، يا سَيِّدَنا أَتَوَجَّهُ بِكَ وَبِأَهْلِ بَيْتِكَ إِلَى اللَّهِ تَعالى رَبِّكَ وَرَبِّي لِيَغْفِرَ لِي.

ثمّ قل ثلاث مرّات: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ».

ثمّ قُل: أُصِبْنا بِكَ يا حَبِيبَ قُلُوبِنا، فَما أَعْظَمَ الْمُصِيبَةَ بِكَ حَيْثُ انْقَطَعَ عَنَّا الْوَحْيُ وَحَيْثُ فَقَدْناكَ، فَإِنا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، يا سَيِّدَنا يا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَواتُ اللَّهِ

ص: 133

عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، هذا يَوْمُ السَّبْتِ وَهُوَ يَوْمُكَ، وَأَنَا فِيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ، فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي، فَإِنَّكَ كَرِيمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ وَمَأْمُورٌ بِالْإِجارَةِ، فَأَضِفْنِي وَأَحْسِنْ ضِيافَتي، وَأَجِرْنا وَأَحْسِنْ إِجارَتَنا، بِمَنْزِلَةِ اللَّهِ عِنْدَكَ وَعِندَ آلِ بَيْتِكَ، وَبِمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَهُ، وَبِمَا اسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ عِلْمِهِ، فَإِنَّهُ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ.

زيارة علي أميرالمؤمنين عليه السلام في يوم الأحد

زيارة علي أميرالمؤمنين عليه السلام في يوم الأحد

السَّلامُ عَلَى الشَّجَرَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَالدَّوْحَةِ الْهاشِمِيَّةِ الْمُضِيئَةِ الْمُثْمِرَةِ بالنَّبُوَّةِ الْمُونِقَةِ بِالْإِمامَةِ، وَعَلى ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنوُحٍ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ وَالْحافِّينَ بِقَبْرِكَ، يا

ص: 134

مَوْلايَ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هذا يَوْمُ الْأَحَدِ وَهُوَ يَوْمُكَ وَباسْمِكَ، وَأَنَا ضَيْفُكَ فِيهِ وَجارُكَ، فَأَضِفْنِي يا مَوْلايَ وَأَجِرْني، فَإِنَّكَ كَرِيمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ وَمَأْمُورٌ بِالْإِجارَة، فَافْعَلْ ما رَغِبْتُ إِلَيْكَ فِيهِ، وَرَجَوْتُهُ مِنْكَ، بِمَنْزِلَتِكَ وَآلِ بَيْتِكَ عِنْدَ اللَّهِ، وَمَنْزِلَتِهِ عِنْدَكُمْ، وَبِحَقِّ ابْنِ عَمِّكَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.

زيارة فاطمة الزهراء عليها السلام

السَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ، امْتَحَنَكِ الّذِي خَلَقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، أَنَا لَكِ مُصَدِّقٌ صابِرٌ عَلى ما أَتى بِهِ أَبُوكِ وَوَصِيُّهُ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِما، وَأَنَا أَسْأَ لُكِ إِنْ كُنْتُ صَدَّقْتُكِ إِلاّ أَلْحَقْتِنِي بِتَصْدِيقِي لَهُما لِتُسَرَّ

ص: 135

نَفْسِي، فَاشْهَدِي أَنِّي ظاهِرٌ بِوِلايَتِكِ وَوِلايَةِ آلِ بَيْتِكِ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.

زيارة الإمام الحسن عليه السلام في يوم الاثنين

زيارة الإمام الحسن عليه السلام في يوم الاثنين

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صِفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صِراطَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَيانَ حُكْمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ دِينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا السَّيِّدُ الزَّكيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْبَرُّ الْوَفِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْقائِمُ الْأَمِينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعالِمُ بِالتَّأْوِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا

ص: 136

الْهادِي الْمَهْدِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الطَّاهِرُ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْحَقُّ الْحَقِيْقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبامُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

زيارة الإمام الحسين عليه السلام في يوم الاثنين

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً وَجاهَدْتَ فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ، حَتّى أَتاكَ الْيَقِينُ، فَعَلَيْكَ السَّلامُ مِنّي مابَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيّبِينَ الطَّاهِرِينَ، أَنَا يا مَوْلايَ مَوْلىً لَكَ ولِآلِ

ص: 137

بَيْتِكَ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ، لَعَنَ اللَّهُ أَعْداءَكُمْ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَأَنَا أَبْرَءُ إِلَى اللَّهِ تَعالى مِنْهُمْ، يا مَوْلايَ يا أَبامُحَمَّدٍ، يا مَوْلايَ يا أَباعَبْدِاللَّهِ، هذا يَومُ الاثْنَيْنِ وَهُوَ يَوْمُكُما وَبِاسْمِكُما، وَأَنَا فِيهِ ضَيْفُكُما، فَأَضِيفانِي وَأَحْسِنا ضِيافَتِي، فَنِعْمَ مَنِ اسْتُضِيفَ بِهِ أَنْتُما، وَأَنَا فِيهِ مِنْ جِوارِكُما فَأَجِيرانِي، فَإِنَّكُما مَأْمُورانِ بِالضّيافَةِ وَالْإِجارَةِ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُما وَآلِكُمَا الطَّيِّبِينَ.

زيارة الإمام السجّاد و... في يوم الثلاثاء

زيارة الإمام السجّاد والإمام الباقر والإمام الصادق عليهم السلام في يوم الثلاثاء

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا خُزَّانَ عِلْمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا تَراجِمَةَ وَحْيِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَئِمَّةَ

ص: 138

الْهُدى السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَعْلامَ التُّقى السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَوْلادَ رَسُولِ اللَّه، أَنَا عارِفٌ بِحَقِّكُمْ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ، مُعادٍ لِأَعْداءِكُمْ، مُوالٍ لِأَوْلِياءِكُمْ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمّي صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، اللَّهُمَّ إِنّي أَتَوالى آخِرَهُمْ كَما تَوالَيْتُ أَوَّلَهُمْ، وَأَبْرَءُ مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَهُمْ، وَأَكْفُرُ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَاللاّتِ وَالْعُزّى صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ يا مَوالِيَّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْعابِدِينَ وَسُلالَةَ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا باقِرَ عِلْمِ النَّبِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صادِقاً مُصَدَّقاً فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، يا مَوالِيَّ هذا يَوْمُكُمْ وَهُوَ يَوْمُ الثُّلاثاءِ، وَأَنَا فِيهِ ضَيْفٌ لَكُمْ وَمُسْتَجِيرٌ بِكُمْ، فَأَضِيفُونِي وَأَجِيرُونِي بِمَنْزِلَةِ اللَّهِ عِنْدَكُمْ وَآلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.

زيارة الإمام الكاظم و... في يوم الأربعاء

ص:139

زيارة الإمام الكاظم والإمام الرضا والإمام الجواد والإمام الهادي عليهم السلام في يوم الأربعاء

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَوْلِياءَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا حُجَجَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا نُورَ اللَّهِ فِي ظُلُماتِ الْارْضِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى آلِ بَيْتِكُمُ الطَّيّبِينَ الطَّاهِرِينَ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمّي، لَقَدْ عَبَدْتُمُ اللَّهَ مُخْلِصِينَ وَجاهَدْتُمْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى أَتاكُمُ الْيَقِينُ، فَلَعَنَ اللَّهُ أَعْداءَكُمْ مِنَ الْجِنّ وَ الْإِنْسِ أَجْمَعِينَ، وَأَنَا أَبْرَءُ إِلىَ اللَّهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ، يا مَوْلايَ يا أَبا إِبْراهِيمَ مُوسَى بنَ جَعْفَرٍ، يا مَولايَ يَا أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضا، يا مَوْلايَ يا أَبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ ابْنَ عَلِيٍّ، يا مَوْلايَ يا أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ،

ص: 140

أَنَا مَوْلىً لَكُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرّكُمْ وَجَهْرِكُمْ، مُتَضَيِّفٌ بِكُم فِي يَوْمِكُمْ هذا وَهُوَ يَوْمُ الْارْبَعاءِ، وَمُسْتَجِيرٌ بِكُمْ، فأَضِيفُونِي وَأَجِيرُونِي بِآلِ بَيْتِكُمُ الطَّيّبِينَ الطَّاهِرِينَ.

زيارة الإمام الحسن العسكري عليه السلام في يوم الخميس

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَخالِصَتَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْمُؤْمِنِينَ وَوارِثَ الْمُرْسَلِينَ وَحُجَّةَ رَبِّ الْعالَمِينَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيّبِينَ الطَّاهِرِينَ، يامَوْلايَ ياأَبا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَنَا مَوْلىً لَكَ وَلآِلِ بَيْتِكَ، وَهذا يَوْمُكَ وَهُوَ يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَأَنَا ضَيْفُكَ فِيهِ، وَمُسْتَجِيرٌ بِكَ فِيهِ، فَأَحْسِنْ ضِيَافَتِي وَإِجارَتِي، بِحَقِّ آلِ بَيْتِكَ الطَّيّبِينَ الطَّاهِرِينَ.

زيارة الإمام المهدي عليه السلام في يوم الجمعة

ص:141

زيارة الإمام المهدي عليه السلام في يوم الجمعة

يوم الجمعة خاصّ بوليّ العصر وإمام الزمان عليه السلام، وهو يوم ظهوره أيضاً.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ الَّذِي يَهْتَدِي بِهِ الْمُهْتَدُونَ، وَيُفَرَّجُ بِهِ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُهَذَّبُ الْخائِفُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَلِيُّ النَّاصِحُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفِينَةَ النَّجاةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الْحَياةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيّبِينَ الطَّاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ، عَجَّلَ اللَّهُ لَكَ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَظُهُورِ الْأَمْرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ، أَنَا مَوْلاكَ عارِفٌ بِأُوليكَ وَأُخْريكَ، أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ تَعالى بِكَ وَبِآلِ بَيْتِكَ، وَأَنْتَظِرُ ظُهُورَكَ

ص: 142

وَظُهُورَ الْحَقِّ عَلى يَدَيْكَ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ المُنْتَظِرِينَ لَكَ، وَالتَّابِعِينَ وَالنَّاصِرِينَ لَكَ عَلى أَعْداءِكَ، وَالْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْك فِي جُمْلَةِ أَوْلِياءِكَ، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ، هذا يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ الْمُتَوَقَّعُ فِيهِ ظُهُورُكَ، وَالْفَرَجُ فِيهِ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلى يَدَيْكَ، وَقَتْلُ الْكافِرينَ بِسَيْفِكَ، وأَنَا يا مَوْلايَ فِيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ، وَأَنْتَ يا مَوْلايَ كَرِيمٌ مِنْ أَوْلادِ الْكِرامِ، وَمَأْمُورٌ بِالضّيافَةِ وَالْإِجارَةِ، فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِينَ.

زيارة آل يس

ص:143

عن الشيخ الجليل أحمد بن أبي طالب الطّبرسي في كتاب الاحتجاج أنّه خرج من النّاحية المقدّسة إلى محمّد الحميري بعد الجواب عن المسائل التي سألها:

بسم اللَّه الرحمن الرحيم لا لأمره تعقلون ولا من أوليائه تقبلون «حكمةبالغة فماتغنِ النّذر» (1) عن قوم لا يؤمنون، السّلام علينا وعلى عباد اللَّه الصّالحين، إذا أردتم التّوجه بنا إلى اللَّه تعالى وإلينا فتقولوا كما قال اللَّه تعالى (2):

سَلامٌ عَلى آلِ يس، السَّلامُ عَلَيْكَ يا داعِيَ اللَّهِ وَرَبّانِيَّ آياتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللَّهِ وَدَيّانَ دِينِهِ، السَّلامُ


1- القمر: 5.
2- الاحتجاج 2: 316.

ص: 144

عَلَيْكَ يا خَليفَةَ اللَّهِ وَناصِرَ حَقِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَدَليلَ إِرادَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِيَ كِتابِ اللَّهِ وَتَرْجُمانَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ في آناءِ لَيْلِكَ وَأَطْرافِ نَهارِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللَّهِ في أَرْضِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ميثاقَ اللَّهِ الَّذِي أَخَذَهُ وَوَكَّدَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَعْدَ اللَّهِ الَّذي ضَمِنَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ، وَالْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ، وَالْغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الْواسِعَةُ وَعْداً غَيْرَ مَكْذُوبٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقُومُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْعُدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصَلّي وَتَقْنُتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصْبِحُ وَتُمْسِي، السَّلامُ عَلَيْكَ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلّى السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ

ص: 145

الْمَأْمُونُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُقَدَّمُ الْمَأْمُولُ، السَّلامُ عَلَيْكَ بِجَوامِعِ السَّلام، أُشْهِدُكَ يا مَولايَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَه، وَأَنَّ مُحَمَّداً عبْدُهُ وَرَسُولُهُ لا حَبيبَ إِلَّا هُوَ وَأَهْلُهُ، وَأُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَالْمُؤْمِنينَ حُجَّتُهُ، وَالْحَسَنَ حُجَّتُهُ، وَالْحُسَيْنَ حُجَّتُهُ وَعَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ حُجَّتُهُ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍّ حُجَّتُهُ، وَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بْنَ مُوسى حُجَّتُهُ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ، أَنْتُمُ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ، وَأَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لا رَيْبَ فِيها، يَوْمَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إِيمانِها خَيْراً، وَأَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ، وَأَنَّ ناكِراً وَنَكيراً حَقٌّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ النَّشْرَ حَقٌّ، وَالْبَعْثَ حَقٌّ، وَأَنَّ الصِّراطَ حَقٌّ،

ص: 146

وَالْمِرْصادَ حَقٌّ، وَالْمِيزانَ حَقٌّ، وَالْحَشْرَ حَقٌّ، وَالْحِسابَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَقٌّ، وَالْوَعْدَ وَالْوَعيدَ بِهِما حَقّ، يا مَوْلايَ شَقِيَ مَنْ خالَفَكُمْ وَسَعِدَ مَنْ أَطاعَكُمْ، فَاشْهَدْ عَلى ما أَشْهَدْتُكَ عَلَيْهِ، وَأَنَا وَلِيٌّ لَكَ بَري ءٌ مِنْ عَدُوِّكَ، فَالحَقُّ ما رَضيتُمُوهُ، وَالْباطِلُ ما أَسْخَطْتُمُوهُ، وَالْمَعْرُوفُ ما أَمَرْتُمْ بِهِ، وَالْمُنْكَرُ ما نَهَيْتُمْ عَنْهُ، فَنَفْسِي مُؤْمِنَةٌ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَبِرَسُولِهِ وَبِأَمِيرِالْمُؤْمِنينَ وَبِكُمْ يا مَولايَ أَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَنُصْرَتِي مُعَدَّةٌ لَكُمْ، وَمَوَدَّتِي خالِصَةٌ لَكُمْ آمِينَ آمِينَ.

الدّعاء عقيب هذا القول:

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَ لُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّ رَحْمَتِكَ وَكَلِمَةِ نُورِكَ، وَأَنْ تَمْلأَ قَلْبِي نُورَ الْيَقِينِ، وَصَدْرِي نُورَ الْإِيمانِ، وَفِكْري نُورَ النِّياتِ، وَعَزْمِي نُورَ الْعِلْمِ،

ص: 147

وَقُوَّتِي نُورَ الْعَمَلِ، وَلِسانِي نُورَ الصِّدْقِ، وَدينِي نُورَ الْبَصائِرِ مِنْ عِنْدِكَ، وَبَصَرِي نُورَ الضِّياءِ، وَسَمْعِي نُورَ الْحِكْمَةِ، وَمَوَدَّتِي نُورَ الْمُوالاةِ لُمحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ حَتّى أَلْقاكَ وَقَدْ وَفَيْتُ بِعَهْدِكَ وَميثاقِكَ فَتُغَشِّيَني رَحْمَتَكَ يا وَلِيُّ يا حَمِيدُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ حُجَّتِكَ فِي أَرْضِكَ، وَخَليفَتِكَ فِي بِلادِكَ، وَالدّاعِي إِلى سَبيلِكَ، وَالْقائِمِ بِقِسْطِكَ، وَالثّائِرِ بِأَمْرِكَ، وَلِيِّ الْمُؤْمِنينَ وَبَوارِ الْكافِرينَ، وَمُجَلِّي الظُّلْمَةِ، وَمُنِيرِ الْحَقِّ، والناطِقِ بِالْحِكْمَةِ وَالصِّدْقِ، وَكَلِمَتِكَ التّآمَّةِ فِي أَرْضِكَ، الْمُرْتَقِبِ الْخآئِفِ، وَالْوَلِيِّ النّاصِحِ، سَفِينَةِ النَّجاةِ، وَعَلَمِ الْهُدى وَنُورِ أَبْصارِ الْوَرى وَخَيْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدى وَمُجَلِّي الْعَمى الَّذِي يَمْلَأُ الأَرْضَ عَدْلًا وَقِسْطاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَديرٌ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيائِكَ الَّذِينَ

ص: 148

فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ، وَأَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ، وَأَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً. اللَّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ لِدِينِكَ، وَانْصُرْ بِهِ أَوْلِياءَكَ وَأَوْلِياءَهُ وَشِيعَتَهُ وَأَنْصارَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ. اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ، وَمِنْ شَرِّ جَميعِ خَلْقِكَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ مِنْ أَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ بِسُوءٍ، وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ وَآلَ رَسُولِكَ، وَأَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِريهِ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ، وَاقْصِمْ قاصِميهِ، وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ، وَاقْتُلْ بِهِ الْكُفّارَ وَالْمُنافِقينَ وَجَميعَ الْمُلْحِدينَ حَيْثُ كانُوا مِنْ مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها، بَرِّها وَبَحْرِها، وَامْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا، وَأَظْهِرْ بِهِ دينَ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاجْعَلْنِي اللَّهُمَّ مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَتْباعِهِ وَشيعَتِهِ، وَأَرِنِي في آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ

ص: 149

السَّلامُ ما يَأْمُلُونَ وَفي عَدُوِّهِمْ ما يَحْذَرُونَ، إِلهَ الْحَقِّ آمينَ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

دعاء بعد زيارة الأئمة عليهم السلام

قال السيّد ابن طاوُس: يُستحبّ بعد زيارة الأئمّة عليهم السلام قراءة هذا الدعاء في المشاهد المشرفة:

اللَّهُمَّ إِنْ كانَتْ ذُنُوبِي قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي عِنْدَكَ، وَحَجَبَتْ دُعائِي عَنْكَ، وَحالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَأَسْأَ لُكَ أَنْ تُقْبِلَ عَلَيَّ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وَتَنْشُرَ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ، وَتُنَزِّلَ عَلَيَّ بَرَكاتِكَ، وَإِنْ كانَتْ قَدْ مَنَعَتْ أَنْ تَرْفَعَ لِي إِلَيْكَ صَوْتاً أَوْ تَغْفِرَ لِي ذَنْباً أَوْ تَتَجاوَزَ عَنْ خَطِيئَةٍ مُهْلِكَةٍ، فَها أَنَا ذا مُسْتَجِيرٌ بِكَرَمِ وَجْهِكَ، وَعِزِّ جَلالِكَ، مُتَوَسِّلٌ إِلَيْكَ، مُتَقَرِّبٌ إِلَيْكَ بِأَحَبِّ خَلْقِكَ

ص: 150

إِلَيْكَ، وَأَكْرَمِهِمْ عَلَيْكَ، وَأَوْلاهُمْ بِكَ، وَأَطْوَعِهِمْ لَكَ، وَأَعْظَمِهِمْ مَنْزِلَةً وَمَكاناً عِنْدَكَ، مُحَمَّدٍ وَبِعِتْرَتِهِ الطاهِرِينَ، الْأَئِمَّةِ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ، الَّذِينَ فَرَضْتَ عَلى خَلْقِكَ طاعَتَهُمْ، وَأَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ، وَجَعَلْتَهُمْ وُلاةَ الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِ رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مُذِلَّ كُلِّ جَبارٍ عَنِيدٍ، وَيا مُعِزَّ الْمُؤْمِنِينَ، بَلَغَ مَجْهُودِي، فَهَبْ لِي نَفْسِي الساعَةَ، وَرَحْمَةً مِنْكَ تَمُنُّ بِها عَلَيَّ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثمّ قُل:

اللَّهُمَّ إِنَّ هذا مَشْهَدٌ لايَرْجُو مَنْ فاتَتْهُ فِيهِ رَحْمَتُكَ أَنْ يَنالَها فِي غَيْرِهِ، وَلا أَحَدٌ أَشْقى مِنِ امْرِئٍ قَصَدَهُ مُؤَمِّلًا فَآبَ عَنْهُ خائِباً، اللَّهُمَّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْإِيابِ، وَخَيْبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْمُناقَشَةِ عِنْدَ الْحِسابِ، وَحاشاكَ يا رَبِّ أَنْ تَقْرِنَ طاعَةَ وَلِيّكَ بِطاعَتِكَ

ص: 151

وَمُوالاتَهُ بِمُوالاتِكَ، وَمَعْصِيَتَهُ بِمَعْصِيَتِكَ، ثُمَّ تُؤْيِسَ زائِرَهُ وَالْمُتَحَمِّلَ مِنْ بُعْدِ الْبِلادِ إِلى قَبْرِهِ، وَعِزَّتِكَ يا رَبِّ لايَنْعَقِدُ عَلى ذلِكَ ضَمِيرِي، إِذْ كانَتِ الْقُلُوبُ إِلَيْكَ بِالْجَمِيلِ تُشِيرُ.

وذكر الشيخ المفيد- عليه الرحمة- هذا الدعاء أيضاً، إلّا أنّه أضاف إليه بعد «بالجميل تُشير» ما يلي:

يا وَلِيَّ اللَّهِ، إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ ذُنُوباً لايَأْتِي عَلَيْها إِلّا رِضاكَ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلى سِرِّهِ، وَاسْتَرْعاكَ أَمْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طاعَتَكَ بِطاعَتِهِ، وَمُوالاتِكَ بِمُوالاتِهِ، تَوَلَّ صَلاحَ حالِي مَعَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَاجْعَلْ حَظّي مِنْ زِيارَتِكَ تَخْلِيطِي بِخالِصِي زُوَّارِكَ، الَّذِينَ تَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي عِتْقِ رِقابِهِمْ، وَتَرْغَبُ إِلَيْهِ فِي حُسْنِ ثَوابِهِمْ، وَها أَنَا الْيَوْمَ بِقَبْرِكَ لائِذٌ، وَبِحُسْنِ دِفاعِكَ عَنّي عائِذٌ، فَتَلافَنِي يا مَوْلايَ

ص: 152

وَأَدْرِكْنِي، وَاسْأَلِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَمْرِي، فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَقاماً كَرِيماً وَجاهاً عَظِيماً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

الدعاء للإمام الحجّة بن الحسن

- عجل اللَّه فرجه الشريف-

لو أراد الزائر أن يدعو في إحدى العتبات المقدّسة لنفسه أو لغيره، ويطلب أيّة حاجة يريد، فالأفضل أن يدعو أوّلًا للإمام وليّ العصر- عجّل اللَّه فرجه الشريف-، وأقصر الأدعية هو:

اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ، فِي هذِهِ الساعَةِ وَفِي كُلِّ ساعَةٍ، وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَلِيلًا وَعَيْناً، حَتّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً، وَتُمَتِّعَهُ فِيها طَوِيلًا.

دعاء العهد

ص:153

روي عن الصّادق عليه السلام انّه قال: «من دعا إلى اللَّه تعالى أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، فإن مات قبله أخرجه اللَّه تعالى من قبره، وأعطاه بكلّ كلمة ألف حسنة، ومَحا عنه ألف سيّئة» (1) وهو هذا:

اللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفِيعِ، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، وَمُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ، وَرَبَّ الظِّلِّ وَالْحَرُورِ، وَمُنْزِلَ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَرَبَّ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَالْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ، اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْكَرِيمِ، وِبِنُورِ وَجْهِكَ الْمُنِيرِ وَمُلْكِكَ الْقَدِيمِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي اشْرَقَتْ


1- مستدرك الوسائل 5: 393/ 6169.

ص: 154

بِهِ السَّماواتُ وَالأَرَضُونَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي يَصْلُحُ بِهِ الأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، يا حَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَيا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، وَيا حَيّاً حِينَ لا حَيَّ، يا مُحْيِيَ الْمَوْتى وَمُمِيتَ الْأَحْياءِ، يا حَيُّ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، اللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلانَاالْإِمامَ الْهادِيَ الْمَهْدِيَّ الْقائِمَ بِأَمْرِكَ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الطّاهِرينَ، عَنْ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها، سَهْلِها وَجَبَلِها وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَعَنِّي وَعَنْ والِدَيَّ مِنَ الصَّلَواتِ زِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَما أَحْصاهُ عِلْمُهُ وَأَحاطَ بِهِ كِتابُهُ، اللَّهُمَّ إِنّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِي هذا وَما عِشْتُ مِنْ أَيَّامِي عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي، لا أَحُولُ عَنْها وَلا أَزُولُ أَبَداً، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ، وَالذّابِّينَ عَنْهُ، وَالْمُسارِعِينَ إِلَيْهِ

ص: 155

فِي قَضاءِ حَوائِجِهِ، وَالْمُمْتَثِلِينَ لِأَوامِرِهِ، وَالْمُحامِينَ عَنْهُ، والسَّابِقِينَ إِلى إِرادَتِهِ، وَالْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ، اللَّهُمَّ إِنْ حالَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ الْمَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْماً مَقْضِيّاً، فَأَخْرِجْنِي مِنْ قَبْرِي، مُؤْتَزِراً كَفَنِي، شاهِراً سَيْفِي، مُجَرِّداً قَناتِي، مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدّاعِي فِي الْحاضِرِ وَالْبادِي، اللَّهُمَّ أَرِنِي الطَّلْعَةَ الرَّشِيدَةَ، والْغُرَّةَ الْحَمِيدَةَ، وَاكْحَلْ ناظِرِي بِنَظْرَةٍ مِنِّي إِلَيْهِ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ، وَأَوْسِعْ مَنْهَجَهُ وَاسْلُكْ بِي مَحَجَّتَهُ، وَانْفِذْ أَمْرَهُ وَاشْدُدْ أَزْرَهُ، وَاعْمُرِ اللَّهُمَّ بِهِ بِلادَكَ، وَأَحْيِ بِهِ عِبادَكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ: «ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النّاسِ»، فَأَظْهِرِ اللَّهُمَّ لَنا وَلِيَّكَ وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ الْمُسَمّى بِاسْمِ رَسُولِكَ حَتّى لا يَظْفَرَ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْباطِلِ

ص: 156

إِلَّا مَزَّقَهُ، ويُحِقَّ الْحَقَّ وَيُحَقِّقَهُ، وَاجْعَلْهُ اللَّهُمَّ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبادِكَ، وَناصِراً لِمَنْ لا يَجِدُ لَهُ ناصِراً غَيْرَكَ، وَمُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِنْ أَحْكامِ كِتابِكَ، وَمُشَيِّداً لِما وَرَدَ مِنْ أَعْلامِ دِينِكَ وَسُنَنِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاجْعَلْهُ اللَّهُمَّ مِمَّن حَصَّنْتَهُ مِنْ بَأْسِ الْمُعْتَدِينَ، اللَّهُمَّ وَسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِرُؤْيَتِهِ وَمَنْ تَبِعَهُ عَلى دَعْوَتِهِ، وَارْحَمِ اسْتِكانَتَنا بَعْدَهُ، اللَّهُمَّ اكْشِفْ هذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ هذِهِ الْأُمَّةِ بِحُضُورِهِ، وَعَجِّلْ لَنا ظُهُورَهُ، إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

ثمّ تضرب على فخذك الأيمن بيدك ثلاث مرّات وتقول كلّ مرّة:

الْعَجَلَ الْعَجَلَ يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ.

صلاة الليل

ص:157

الروايات المأثورة عن المعصومين عليهم السلام في فضل قيام الليل والصلاة فيه كثيرة، منها ما روي عن الصادق عليه السلام قال: قال النبيّ صلى الله عليه و آله في وصيّته لعليّ عليه السلام: «يا عليّ أوصيك في نفسك بعدّة خصال، فاحفظها ...

وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة الليل ... (1).

وعن أنس قال: سمعت النبيّ صلى الله عليه و آله يقول:

«صلاة ركعتين في جوف الليل أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها». (2)

صلاة الليل إحدى عشرة ركعة، وكيفيّتها- بصورة


1- الكافي 8: 79/ 33.
2- بحار الأنوار 87: 148/ 23.

ص: 158

مبسطة- في القرائة والأفعال كالفرائض، ويجوز الاقتصار على الحمد وحدها. فصلِّ ثماني ركعات بنيّة صلاة الليل، وسلِّم بعد كلّ ركعتين، ثمّ صلِّ ركعتين بنيّة صلاة الشفع، ثمّ ركعة واحدة بنيّة صلاة الوتر.

وينبغي أن يقول المصلّي في قنوت الوتر سبعين مرّة:

«أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ». وسبع مرّات: «هذا مَقامُ الْعائِذِ بِكَ مِنَ النّار» وثلاثمائة مرّة «العَفْو العَفْو» وأن يدعو لأربعين نفساً من المؤمنين ثمّ يدعو بعد ذلك لنفسه، ثمّ يركع ويسجد ويتمّ الصلاة، ويسبّح بعد السَّلام تسبيح فاطمة الزهراء عليها السَّلام ثمّ يدعو بكلّ ما شاء.

إعلم أنّ كيفية صلاة الليل والأدعية المأثورة فيها (على نقل الشيخ في مصباح المتهجّد) كثيرة، فمن أراد الاطلاع عليها، فليراجع الكتب المفصّلة.

صلاة فاطمة الزهراء عليها السلام

ص:159

رُوي أنّه كانت لفاطمة عليها السلام ركعتان تصلّيهما، كما علّمها جبرائيل عليه السلام (1). تقرأ في الرّكعة الاولى بعد الفاتحة سُورة القدر مائة مرّة، وفي الثّانية بعد الحمد تقرأ سورة التّوحيد، وإذا سلّمت قالت:

سُبْحانَ ذِي الْعِزِّ الشّامِخِ الْمُنِيفِ، سُبْحانَ ذِي الْجَلالِ الْباذِخِ الْعَظِيمِ، سُبْحانَ ذِي الْمُلْكِ الْفاخِرِ الْقَدِيمِ، سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْبَهْجَةَ وَالْجَمالَ، سُبْحانَ مَنْ تَرَدّى بِالنُّورِ وَالْوَقارِ، سُبْحانَ مَنْ يَرى أَثَرَ النَّمْلِ فِي الصَّفا، سُبْحانَ مَنْ يَرى وَقْعَ الطَّيْرِ فِي الْهَواءِ،


1- بحار الأنوار 91: 181/ 8 و 184/ 10.

ص: 160

سُبْحانَ مَنْ هُوَ هكَذا لا هكَذا غَيْرُهُ.

قال السّيد: وروي أنّه يُسبّح بعد الصلاة تسبيحها المنقول عقيب كلّ فريضةٍ، ثمّ يصلّي على محمّد وآل محمّد مائة مرّة.

وقال الشيخ في كتاب (مصباح المتهجّدين) (1): إنّ صلاة فاطمةعليها السَّلام ركعتان، تقرأ في الأُولى الحمد وسورة القدر مائة مرّة، وفي الثانية بعد الحمد سورة التّوحيد مائة مرّة، فإذا سلّمت سبّحت تسبيح الزّهراءعليها السَّلام ثمّ تقول: (سُبْحانَ ذِي الْعِزِّ الشَّامِخِ) إلى آخر ما مرّ من التّسبيح.

ثمّ قال: وينبغي لمَن صلّى هذه الصلاة وفرغ من التّسبيح أن يكشف رُكبتيه وذراعَيه ويُباشر بجميع مَساجده الأرض بغير حاجز يَحجز بَينه وبَيْنها ويَدعو ويسأل حاجته وما شاءَ من الدّعاء ويقول وهو ساجِدٌ:


1- مصباح المتهجد 301.

ص: 161

يا مَنْ لَيْسَ غَيْرَهُ رَبٌّ يُدْعى يا مَنْ لَيْسَ فَوْقَهُ إِلهٌ يُخْشى يا مَنْ لَيْسَ دُونَهُ مَلِكٌ يُتَّقى يا مَنْ لَيْسَ لَهُ وَزِيرٌ يُؤْتى يا مَنْ لَيْسَ لَهُ حاجِبٌ يُرْشى يا مَنْ لَيْسَ لَهُ بَوَّابٌ يُغْشى يا مَنْ لا يَزْدادُ عَلى كَثْرَةِ السُّؤالِ إِلَّا كَرَماً وَ جُوداً وَعَلى كَثْرَةِ الذُّنُوبِ إِلَّا عَفْواً وَصَفْحاً، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي كَذا وَكَذا. ويسأل حاجته.

صلاة أُخرى لها عليها السلام، روى الشيخ والسيّد عن صفوان قال: دخل محمّد بن عليّ الحلبي على الصّادق عليه السلام في يوم الجُمعة فقال له: تعلّمني أفضل ما أصنع في هذا اليوم، فقال: «يا محمّد ما أعلم أنّ أحداً كان أكبر عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من فاطمة ولا أفضل ممّا علّمها أبوها محمّد بن عبد اللَّه صلى الله عليه و آله، قال: من أصبح يوم الجمعة فاغتسل وصفّ قدَميه وصلّى أربع ركعات مثنى مثنى يقرأ في أوّل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو اللَّه أحد

ص: 162

خمسين مرّة، وفي الثانية فاتحة الكتاب والعاديات خمسين مرّة، وفي الثّالثة فاتحة الكتاب وإذا زلزلت خمسين مرّة، وفي الرّابعة فاتحة الكتاب وإذا جاء نصرُ اللَّهِ خمسين مرّة- وهذه سورة النّصر وهي آخر سورة نزلت- فإذا فرغ منها دعا فقال (1):

إِلهِي وَسَيِّدِي مَنْ تَهَيَّأَ أَوْ تَعَبَّأَ أَوْ أَعَدَّ أَوِ اسْتَعَدَّ لِوِفادَةِ مَخْلُوقٍ رَجاءَ رِفْدِهِ وَفَوائِدِهِ ونائِلهِ وَفَواضِلِهِ وَجَوائِزِهِ، فَإِلَيْكَ يا إِلهِي كانَتْ تَهْيِئَتِي وَتَعْبِئَتِي وَإِعْدادِي وَاسْتِعْدادِي، رَجاءَ فَوائِدِكَ وَمَعْرُوفِكَ وَنائِلِكَ وَجَوائِزِكَ، فَلا تُخَيِّبْنِي مِنْ ذلِكَ، يا مَنْ لاتَخِيبُ عَلَيْهِ مَسْأَلةُ السّائِلِ، وَلا تَنْقُصُهُ عَطِيَّةُ نائِلٍ، فَإِنّي لَمْ آتِكَ بِعَمَلٍ صالِحٍ قَدَّمْتُهُ، وَلا شَفاعَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِشَفاعَتِهِ، إلَّا مُحَمَّداً وَأَهْلَ بَيْتِهِ


1- وسائل الشيعة 7: 371/ 9609، الباب 39 من أبواب صلاة الجمعة.

ص: 163

صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، أَتَيْتُكَ أَرْجُوا عَظِيمَ عَفْوِكَ الَّذِي عُدْتَ بِهِ عَلَى الْخَطَّائِينَ عِنْدَ عُكُوفِهِمْ عَلَى الْمَحارِمِ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلَى الْمَحارِمِ أَنْ جُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالْمَغْفِرَةِ، وَأَنْتَ سَيِّدِي الْعَوَّادُ بِالنَّعْماءٍ، وَأَنَا الْعَوَّادُ بِالْخَطاءِ، أَسْأَ لُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرينَ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِيَ الْعَظِيمَ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الْعَظِيمَ إلَّا الْعَظِيمُ، يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ.

صلاة الحُجّةِ القائم

- عجّل اللَّهُ تعالى فَرَجهُ الشَّريفَ-

ركعتان تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب إلى «إيّاكَ نَعْبُدُ وَإيّاكَ نَسْتَعينُ»

ثمّ تكرّر هذه الآية مائة مرّة، ثمّ تتمّ قراءة القاتحة وتقرأ بعدها الإخلاص: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» مرّة واحدة

ص: 164

وتدعو عقيبهما فتقول:

اللَّهُمَّ عَظُمَ الْبَلاءُ، وَبَرِحَ الْخَفاءُ، وَانْكَشَفَ الْغِطاءُ، وَضاقَتِ الْأَرْضُ بِما وَسِعَتِ السَّماءُ، وَإِلَيْكَ يا رَبِّ الْمُشْتَكى وَعَلَيْكَ الْمُعَوَّلُ فِي الشِّدَةِ وَالرَّخاءِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، الَّذِينَ أَمَرْتَنا بِطاعَتِهِمْ، وَعَجِّلِ اللَّهُمَّ فَرَجَهُمْ بِقائِمِهِمْ، وَأَظْهِرْ إِعْزازَهُ، يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ، اكْفِيانِي فَإِنَّكُما كافِيايَ، يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ، انْصُرانِي فَإِنَّكُما ناصِرايَ، يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ، احْفَظانِي فَإِنَّكُما حافِظايَ، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، يا مَولايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، الْغَوثَ الْغَوثَ الْغَوْثَ، أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي، الْأَمانَ الْأَمانَ الْأَمانَ.

صلاة الحاجة

ص:165

وقد وردت بكيفيّات كثيرة، منها ما قيل: أنّه مجرّب مراراً، (1) وهو ما رواه الكليني في الكافي (2) بسنده، عن عبد الرحيم القصير عن أبي عبداللَّه عليه السلام: «... إذا نزل بك أمر فأفزع إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وصلّ ركعتين تهديهما إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله»، قلت: ما أصنع؟ قال: «تغتسل وتصلّي ركعتين تستفتح بهما افتتاح الفريضة، وتشهّد تشهّد الفريضة، فإذا فرغت من التشهّد وسلّمت قلت:

اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ، وَإِلَيْكَ يَرجِعُ السَّلامُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد، وَبَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ مِنِّي السَّلامُ، وَأَرْواحَ الْأَئِمَّةِ الصَّادِقِينَ سَلامِي، وَارْدُدْ


1- راجع العروةالوثقى، فصل في صلاة قضاء الحاجات.
2- الكافي 3: 476/ 1.

ص: 166

عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلامُ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اللَّهُمَّ إِنَّ هاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إلى رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَأَثِبْنِي عَلَيْهِما ما أَمَّلْتُ وَرَجَوْتُ فِيكَ وَفِي رَسُولِكَ يا وَلِيَّ المُؤْمِنِينَ.

ثمّ تخرّ ساجداً وتقول: يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا حَيُّ لا يَمُوتُ، يا حَيُّ لا إلهَ إلَّا أَنْتَ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإكْرامِ، يا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ (أربعين مرّة).

ثمّ ضع خدّك الأيمن فتقولها أربعين مرّة، ثمّ ضع خدّك الأيسر فتقولها أربعين مرّة، ثمّ ترفع رأسك وتمدّ يدك فتقول أربعين مرّة، ثمّ تردّ يدك إلى رقبتك وتلوذ بسبّابتك، وتقول ذلك أربعين مرّة، ثمّ خذ لحيتك بيدك اليسرى وابكِ أو تباك وقل:

يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِه وَسَلَّمَ

ص: 167

أَشْكُو إلَى اللَّهِ وَإلَيْكَ حاجَتِي، وإلى أَهْلِ بَيْتِكَ الرَّاشِدِينَ حاجَتِي، وَبِكُمْ أَتَوَجَّهُ إلَى اللَّهِ فِي حاجَتِي.

ثُمّ تسجد وتقول:

يا اللَّهُ يا اللَّهُ، حتّى ينقطع نفسك، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وافْعل بِي كَذا وكذا».

قالَ أبو عبد اللَّه عليه السلام: «فأنا الضامن على اللَّهِ عزّ وجلّ أن لا يبرح حتّى تقضى حاجته».

صلاة جعفر الطيّار

وهي مرويّة بما لها من الفضل العظيم بأسانيد معتبرة غاية الاعتبار، وأهمّ ما لها من الفضل غفران الذنوب العظام، وأفضل أوقاتها قبل ظهر يوم الجمعة. وهي أربع ركعات بتشهدين وتسليمين، يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد والسورة وقبل الركوع خمس عشرة مرّة:

ص: 168

«سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلهَ إلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ»، ويقولها في ركوعه- بعد ذكر الركوع- عشراً، وإذا استوى من الركوع قائماً قالها عشراً، فإذا سجد قالها- بعد ذكر السجود- عشراً، فإذا جلس بين السجدتين قالها عشراً، فإذا سجد الثانية قالها عشراً، فإذا جلس قالها قبل أن يقوم عشراً، يفعل ذلك في الأربع ركعات فتكون ثلاثمائة تسبيحة. ولم يُشار إلى قراءة سورة بحدّ ذاتها في هذه الصلاة، ولكن الأفضل أن يقرأ بعد الحمد في الركعة الأولى سورة الزلزلة، وفي الركعة الثانية سورة العاديات، وفي الركعة الثالثة سورة النصر، وفي الركعة الرابعة سورة الإخلاص. كما يُستحبّ أن يقول في السجدة الثانية من الركعة الرابعة بعد إتمام التسبيحات:

سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَالْوَقارَ، سُبْحانَ مَنْ تَعَطَّفَ بِالْمَجْدِ وَتَكَرَّمَ بِهِ، سُبْحانَ مَنْ لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلّا لَهُ،

ص: 169

سُبْحانَ مَنْ أَحْصى كُلَّ شَيْ ءٍ عِلْمُهُ، سُبْحانَ ذِي الْمَنِّ وَالنِّعَمِ، سُبْحانَ ذِى الْقُدْرَةِ وَالْكَرَمِ، اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَ لُكَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ، وَمُنتَهَى الرَّحْمَةِ مِن كِتابِكَ، وَاسْمِكَ الْأَعْظَمِ، وَكَلِماتِكَ التامَّةِ الَّتِي تَمَّتْ صِدْقاً وَعَدْلًا، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَافْعَلْ بِي كَذا وَكَذا. وبدلًا من «كذا وكذا» اذكر حاجتك فإنّها تُقضى إن شاء اللَّه تعالى.

ويُستحبّ أن ترفع يديك بعد أن تفرغ من الصلاة وتقول: «ياربِّ ياربِّ» حتّى ينقطع النفس و «يا ربّاهُ يا ربّاه» حتّى ينقطع النفس، و «ربِّ ربِّ» حتّى ينقطع النفس، و «يا اللَّهُ يا اللَّهُ» حتّى ينقطع النفس، و «يا حَيُّ يا حَيُّ» حتّى ينقطع النفس، و «يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ» حتّى ينقطع النفس، و «يا رَحْمنُ يا رَحْمنُ» سبع مرّات، و «يا أَرْحَمَ الراحِمِينَ» سبع مرّات، ثمّ قُل:

ص: 170

اللَّهُمَّ إِنّي أَفْتَتِحُ الْقَوْلَ بِحَمْدِكَ، وَأَنْطِقُ بِالثَّناءِ عَلَيْكَ، وَأُمَجِّدُكَ وَلا غايَةَ لِمَدْحِكَ، وَأُثْنِي عَلَيْكَ، وَمَنْ يَبْلُغُ غايَةَ ثَنائِكَ، وَأَمَدَ مَجْدِكَ؟ وَأَنَّا لِخَلِيقَتِكَ كُنْهُ مَعْرِفَةِ مَجْدِكَ؟ وَأَيُّ زَمَنٍ لَمْ تَكُنْ مَمْدُوحاً بِفَضْلِكَ، مَوْصُوفاً بِمَجْدِكَ، عَوَّاداً عَلَى الْمُذْنِبِينَ بِحِلْمِكَ؟ تَخَلَّفَ سُكانُ أَرْضِكَ عَنْ طاعَتِكَ، فَكُنْتَ عَلَيْهِمْ عَطُوفاً بِجُودِكَ، جَواداً بِفَضْلِكَ، عَوَّاداً بِكَرَمِكَ، يا لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ الْمَنانُ ذُوالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.

ص: 171

الفصل الثاني: أعمال المدينة المنوّرة

الفصل الثاني:

أعمال المدينة المنوّرة

في قسمين:

1- مزارات المدينة المنوّرة وآدابها

2- المساجد والأماكن المباركة في المدينة المنوّرة

الفصل الثاني: أعمال المدينة المنورة

القسم الاول: مزارات المدينة المنورة و آدابها

فضيلة زيارة رسول اللَّه و...

ص:172

ص:173

مزارات المدينة المنوّرة وآدابها

فضيلة زيارة رسول اللَّه و...

فضيلة زيارة رسول اللَّه وفاطمة الزهراء وأئمة البقيع- صلوات اللَّه عليهم أجمعين-

يُستحبّ استحباباً مؤكّداً لكافّة الناس ولاسيّما للحجّاج أن يتشرّفوا بزيارة الروضة الطاهرة والعتبة المنوّرة لمفخرة الورى سيّد المرسلين محمّد بن عبد اللَّه- صلوات اللَّه وسلامه عليه وآله-، وترك زيارته جفاءٌ في حقّه.

وقال الشيخ الشهيد: فإنْ تَرَكَ الناسُ زيارته، فعلى الإمام أن يُجبرهم عليها، فإنّ تَرْك زيارته جفاءٌ محرّمٌ.

ص: 174

وروى الشيخ الصدوق عن الصادق عليه السلام: إذا حجّ أحدكم فليختم حجّه بزيارتنا؛ لأنّ ذلك من تمام الحجّ». (1)

كما روى أيضاً: أنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال: «أتمُّوا (2) بزيارة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حجّكم إذا خرجتم إلى بيت اللَّه، فإنّ تركه جفاء، وبذلك أُمرتُم، وأتمُّوا بالقبور التي ألزمكم اللَّه- عزّ وجلّ- حقّها وزيارتها، واطلبوا الرزق عندها». (3)

وروى أيضاً عن أبي الصّلت الهروي قال: قُلتُ للرضا عليه السلام يا بن رسول اللَّه ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث أنّ المؤمنين يزورون ربّهم من منازلهم في الجنّة (أي ما معنى الرواية لو صحّت؟).


1- علل الشرائع 2: 459، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 293.
2- في نسخة من المصدر: ألّموا، يقال: ألمّ به، أي زاره.
3- الخصال: 616.

ص: 175

فأجابه عليه السلام: يا أبا الصَّلت إنَّ اللَّه تباركَ وتعالى فَضّلَ نبيَّه محمّداً صلى الله عليه و آله على جميع خَلقِهِ من النبيينَ والملائكةِ وجعلَ طاعتَهُ طاعتَه ومُبايعتَهُ مبايعتَه وزيارتَهُ زيارتَه، فقال اللَّهُ- عزّ وجلّ-: «مَنْ يُطِع الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه» (1)

وقال: «إنّ الّذِينَ يُبايِعُونَكَ إنَّمَا يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيِهِمْ». (2)

وقال النّبي صلى الله عليه و آله: «مَنْ زارني في حياتي أو بعد مماتي فقد زارَ اللَّهَ تعالى ...». (3)

وروى الحميري في «قرب الإسناد» عن الصادق عليه السلام عن النّبي صلى الله عليه و آله قال: «مَنْ زارني حيّاً أو ميِّتاً كنتُ لهُ شفيعاً يومَ القيامةِ». (4)


1- النساء: 80.
2- الفتح: 10.
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 105.
4- قرب الإسناد 65: 205.

ص: 176

وفي راوية أنّ الإمام الصادق عليه السلام شَهِدَ عيداً بالمدينةِ فانصرفَ فَدَخَل على النبيّ صلى الله عليه و آله فَسَلَّمَ عليه ثمَّ قال لمن حضره: «أمّا لقد فُضِّلنا على أهلِ البلدانِ كلّهم- مكّة فَمَن دونَها- لسلامنا على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله». (1)

وروى المرحوم الشيخ الطوسي في التهذيب عن يزيد بن عبد الملك عن أبيه، عن جدّه أنّه قال: دخلت على فاطمةعليها السَّلام فبدأتني بالسلام ثمّ قالت: «ما غدا بِكَ؟» قُلتُ: طلب البركة، قالت: «أخبرني أبي وهُو ذا، هُو أنّهُ مَنْ سلَّمَ عليه وعلَيَّ ثلاثة أيّام أوجَبَ اللَّهُ له الجنّة». قُلتُ لها: في حياته وحياتك؟ قالت: «نعم وبعد موتنا». (2)

وقال العلّامة المجلسي: روى عبد اللَّه بن عباس في حديث معتبر أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: «مَن زارَ الحسن


1- بحار الأنوار 100: 144/ 33.
2- التهذيب 6: 9/ 11.

ص: 177

في بقيعهِ ثَبُتَ قَدَمُهُ على الصِّراطِ يومَ تزلُّ فيهِ الأَقدامُ». (1)

وورد في «المقنعة» عن الصادق عليه السلام: مَنْ زارَني غُفِرَتْ له ذنوبُهُ ولم يَمُت فقيراً». (2)

وروى ابنُ قولويه في «كامل الزيارات» حديثاً طويلًا عن هشام بن سالم عن الصادق عليه السلام: أنّه أتاهُ رجلٌ فقالَ: هل يُزارُ والدُك؟ فقَالَ: «نعم» قال: فما لمن أتاه؟

قال: «الجنّة إنّ كانَ يأتمّ به» قال: فما لمن تركه رغبة عنه؟ قال: «الحسرة يوم الحسرة» ... إلى آخر الحديث. (3)

وهناك أحاديث كثيرة في هذا الباب.

آداب الزيارة


1- بحار الأنوار 100: 141/ 14.
2- المقنعة: 474.
3- كامل الزيارات 239/ 357 الباب 44.

ص:178

الزيارة، لقاء بالأرواح الطاهرة ونماذج الكمال ومرايا الحقّ. فالزائر الذي يجد نفسه أمام الوجودات العُليا والأئمّة المعصومين عليهم السلام سيعترف بنقصه وكمال هؤلاء الأولياء، ممّا سيدفعه إلى الإشادة بفضائلهم وإرسال التحيات إليهم، وتوثيق العلاقة بهم وبطريقهم وتعاليمهم والتثقّف بثقافتهم.

ولهذا فإنّ مِن أُولى شروط الزيارة «الأدب».

والأدب لا يتجلّى إلّا في ظلّ المعرفة والمحبّة.

إنّ الحضور عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، والوقوف أمام القبور الطاهرة للأئمّة تستلزم آداباً ظاهريّة وآداباً باطنيّة، وقد ورد في المصادر الروائيّة وكتابات العلماء، الكثير حول آداب الزيارة، ونشير هنا إلى بعض تلك الآداب.

ص: 179

1- الغُسل والطهارة قبل دخول الروضة المقدّسة، ويُستحبّ الدعاء بهذا الدعاء أثناء غُسل الزيارة:

«بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ نُوراً وَطَهُوراً وَحِرْزاً وَشِفاءً مِنْ كُلّ داءٍ وَسُقْمٍ وَآفَةٍ وَعاهَةٍ، اللَّهُمَّ طَهِّرْ بِهِ قَلْبِي، وَاشْرَحْ بِهِ صَدْرِي، وَسَهِّلْ لِي بِهِ أَمْرِي».

2- ارتداء الثياب الطاهرة والتطيّب.

3- تقصير الخطى عند الخروج للزيارة والسير بسكينة ووقار وخضوع وخشوع مع طأطأة الرأس وعدم الالتفات إلى الجوانب أو إلى الأعلى، وتجنّب اللغو والخصام والجدال حتّى الوصول إلى الروضة المقدّسة.

4- إشغال اللسان أثناء المضيّ إلى الحرم المطهّر بالتكبير والتسبيح والتهليل والتمجيد، وتعطير الفم بالصلاة على محمّد وآله.

5- الوقوف على باب الحرم الشريف، والدعاء

ص: 180

والاستئذان بالدخول، والاجتهاد لتحصيل الرقّة والخشوع، والتفكير في عظمة صاحب ذلك المرقد وأنّه يرانا ويسمعنا ويردّ سلامنا. ومتى ما رقّ القلب واستعدّت النفس، فهو إيذان بالدخول والزيارة.

6- تقديم الرجل اليمنى عند الدخول، وتقديم اليسرى عند الخروج من الحرم، مثلما هو مستحبّ عند دخول المسجد والخروج منه.

7- الوقوف على الضريح وقراءة الزيارة.

8- أن يزور وهو واقف إلّا إذا كان له عذر أو به ضعف.

9- أن يكبّر بهدوء إذا شاهد القبر المطهّر وقبل البدء بالزيارة.

10- أن يزور بالزيارات المأثورة الواردة عن الأئمّة عليهم السلام.

11- أن يصلّي ركعتي الزيارة ثمّ الدعاء بالأدعية المأثورة وطلب الحاجة وترتيل القرآن بهدوء وطمأنينة وإهداؤه إلى الروح المقدّسة لذلك المعصوم،

ص: 181

وفي المدينة المنورّة في زماننا هذا يناسب أن تكون قرائة الصلاة والقرآن في مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله.

12- أن يترك اللغو وما لا ينبغي من الكلام والجدال الفارغ في البقاع الطاهرة.

13- أن لا يرفع صوته كثيراً في الصلاة والزيارة كي لا يؤثر على الآخرين.

14- أن يودّع الرسول صلى الله عليه و آله والإمام عليه السلام عند الخروج من البلد. (1)

15- تعجيل الخروج عند قضاء الوطر من الزيارة مع الازدحام وكثرة الزائرين و ينبغي التفكير بالآخرين والسماح لهم بالزيارة.

16- خشوع القلب في كافّة مراحل الزيارة، وكذلك التوبة والاستغفار والتصدّق على الفقراء والانفاق على المستحقّين.


1- توجد في هذا الكتاب زيارة وداع الأئمّة.

ص: 182

17- يجب خلال الزيارة إيجاد الأرضيّة للتكامل الروحي والنموّ المعنوي وتطهير القلب، كي يقترب الزائر في أخلاقه وعفافه وتقواه وحياته من أولياء اللَّه، وتتحوّل زيارته إلى وسيلة للتوبة والتطهير والتزكية الباطنيّة، وهذا لا يتحقّق بدون التوفيق الإلهي ومعرفة ومحبّة هؤلاء العظماء. فالزيارة إذن تكتسب أهمّيتها من خلال المعرفة، ولهذا يجب على المسلم الزائر للإمام أن يكون «عارفاً بحقّه» كما ورد في المأثور، وإلّا فالزيارة بلا معرفة ليس لها الثواب والكمال المطلوب.

الاستئذان بالدخول للزيارة

قال المرحوم الشيخ الكفعمي: إذا أردت دخول مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله أو أحد المشاهد الشريفة للأئمة عليهم السلام فقُل:

ص: 183

«اللَّهُمَّ إِنّي قَدْ وَقَفْتُ عَلى بابٍ مِنْ أَبْوابِ بُيُوتِ نَبِيّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَقَدْ مَنَعْتَ الناسَ أَنْ يَدْخُلُوا إِلّا بِإِذْنِهِ، فَقُلْتَ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِىّ إِلّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ»، اللَّهُمَّ إِنّي أَعْتَقِدُ حُرْمَةَ صاحِبِ هذَا الْمَشْهَدِ الشَّرِيفِ فِي غَيْبَتِهِ، كَما أَعْتَقِدُها فِي حَضْرَتِهِ، وَأَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَكَ وَخُلَفاءَكَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ أَحْياءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ، يَرَوْنَ مَقامِي وَيَسْمَعُونَ كَلامِي وَيَرُدُّونَ سَلامِي، وَأَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعِي كَلامَهُمْ، وَفَتَحْتَ بابَ فَهْمِي بِلَذِيذِ مُناجاتِهِمْ، وَإِنّي أَسْتَاْذِنُكَ يا رَبّ أَوَّلًا، وَأَسْتَأْذِنُ رَسُولَكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآِلهِ ثانِياً، وَأَسْتَأْذِنُ خَلِيفَتَكَ الْإِمامَ الْمَفْرُوضَ عَلَيَّ طاعَتُهُ فُلانَ ابْنَ فُلانٍ»، وبدلًا من «فلان بن فلان» اذكر اسم الإمام

ص: 184

الذي تزوره واسم أبيه، فقُل في زيارة الإمام الحسين عليه السلام: «الحسين بن عليٌ عليهما السلام» وفي زيارة الإمام الرضا عليه السلام: «عَلِيَ بنَ مُوسَى الرِّضا عليهما السلام»، وهكذا.

ثمّ قُل:

«وَالْمَلائِكَةَ الْمُوَكَّلِينَ بِهذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ ثالِثاً، أَأَدْخُلُ يارَسُولَ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يا حُجَّةَ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللَّهِ الْمُقَرَّبِينَ الْمُقِيمِينَ فِي هذَا الْمَشْهَدِ، فَأْذَنْ لِي يا مَولايَ فِي الدُّخُولِ أَفْضَلَ ما أَذِنْتَ لِأَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلًا لِذلِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ لِذلِكَ»، ثمّ ادخل في حال الخشوع وقل:

«بِسْمِ اللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اللَّهُمَّ اغْفِر لِي وَارْحَمْنِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ».

الزيارة الأولى للرسول صلى الله عليه و آله

ص:185

إذا دخلت مدينة النّبي صلى الله عليه و آله فاغتسل للزيارة واستأذن للدخول، ثمّ ادخل من باب جبرائيل وقدّم رجلك اليمنى ثمّ قُل: «اللَّهُ أَكْبَرُ» مائة مرّة، ثمّ صلّ ركعتين تحيّةً للمسجد، ثمّ امض إلى الحجرة الشريفة، فإذا بلغتها فقف وقُل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يارَسُولَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَبْنَ عَبْدِاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيّينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الِرّسالَةَ، وَأَقَمْتَ الصَّلَاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ الْيَقِينُ، فَصَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطاهِرِينَ.

ص: 186

ثمّ قف عند الأسطوانة المقدّمة من جانب القبر الأيمن مستقبل القبلة ومنكبك الأيسر إلى جانب القبر ومنكبك الأيمن ممّا يلي المنبر فإنّه موضع رأس النبيّ صلى الله عليه و آله، وقُل:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبّكَ، وَنَصَحْت لِأُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ حَتّى أَتاكَ الْيَقِينُ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَأَدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقّ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَغَلُظْتَ عَلَى الْكافِرِينَ، فَبَلَّغَ اللَّهُ بِكَ أَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلّ الْمُكَرَّمِينَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشّرْكِ وَالضَّلالَةِ، اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِكَ

ص: 187

الْمُرْسَلِينَ وَعِبادِكَ الصالِحِينَ، وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالْأَرَضِينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخاصَّتِكَ وَصَفْوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، اللَّهُمَّ أَعْطِهِ الدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ، وَآتِهِ الْوَسِيلَةَ مِنَ الْجَنَّةِ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: «وَلَو أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً»، وَإِنّي أَتَيْتُكَ مُسْتَغْفِراً تائِباً مِنْ ذُنُوبِي، وَإِنّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللَّهِ رَبّي وَرَبّكَ لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، ثمّ اذكر حاجتك فإنّه أحرى أن تُقضى إن شاء اللَّه تعالى.

ثمّ اقرأ التحيّات الخاصّة بالرسول الأكرم:

«اللَّهُمَّ صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما حَمَلَ وَحْيَكَ وَ بَلَّغَ

ص: 188

رِسالاتِكَ، وَصَلّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما أَحَلَّ حَلالَكَ، وَحَرَّمَ حَرامَكَ، وَعَلَّمَ كِتَابَكَ، وَصَلّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما أَقامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَدَعا إِلى دِينِكَ، وَصَلّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما صَدَّقَ بِوَعْدِكَ، وَأَشْفَقَ مِنْ وَعِيدِكَ، وَصَلّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما غَفَرْتَ بِهِ الذُّنُوبَ، وَسَتَرْتَ بِهِ الْعُيُوبَ، وَفَرَّجْتَ بِهِ الْكُرُوبَ، وَصَلّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما دَفَعْتَ بِهِ الشَّقاءَ، وَكَشَفْتَ بِهِ الْغَمّاءَ، وَأَجَبْتَ بِهِ الدُّعاءَ، وَنَجَّيْتَ بِهِ مِنَ الْبَلاءِ، وَصَلّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما رَحِمْتَ بِهِ الْعِبادَ، وَأَحْيَيْتَ بِهِ الْبِلادَ، وَقَصَمْتَ بِهِ الْجَبابِرَةَ، وَأَهْلَكْتَ بِهِ الْفَراعِنَةَ، وَصَلّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما أَضْعَفْتَ بِهِ الْأَمْوالَ، وَأَحْرَزْتَ بِهِ مِنَ الْأَهْوالِ، وَكَسَرْتَ بِهِ الْأَصْنَامَ، وَرَحِمْتَ بِهِ الْأَنامَ، وَصَلّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما بَعَثْتَهُ بِخَيْرِ الْأَدْيانِ، وَأَعْزَزْتَ بِهِ الْإِيمانَ، وَتَبَّرْتَ بِهِ الْأَوْثانَ، وَعَظَّمْتَ بِهِ الْبَيْتَ الْحَرامَ، وَصَلّ

ص: 189

عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطاهِرِينَ الْأَخْيارِ وَسَلِّمْ تَسْلِيماً».

الزيارة الثانية للرسول صلى الله عليه و آله

رُوي عن الإمام الرضا عليه السلام روايتان وبسند صحيح أن تستقبل القبر الطاهر وتقول وأنت واقف:

«السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْداللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبّكَ، وَعَبَدْتَهُ حَتّى أَتاكَ الْيَقِيْنُ، فَجَزاكَ اللَّهُ أَفْضَلَ ما جَزى نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ، اللَّهُمَ

ص: 190

صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى إِبراهِيمَ وَآلِ إِبراهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيْدٌ».

ثمّ استقبل القبلة واقرأ ما كان يقرؤه الإمام السجّاد عليه السلام بعد زيارة قبر الرسول صلى الله عليه و آله: «اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَلْجَأْتُ أَمْرِي، وَإِلى قَبْرِ نَبِيّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ أَسْنَدْتُ ظَهْرِي، وَالْقِبْلَةَ الَّتِي رَضِيتَ لِمُحَمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عَليْهِ وَآلِهِ اسْتَقْبَلْتُ، اللَّهُمَّ إِنّي أَصْبَحْتُ لاأَمْلِكُ لِنَفْسِي خَيْرَ ما أَرْجُو لَها، وَلا أَدْفَعُ عَنْها شَرَّ ما أَحْذَرُ عَلَيْها، وَأَصْبَحَتِ الْأُمُوْرُ بِيَدِكَ، وَلا فَقِيرَ أَفْقَرُ مِنّي، إِنّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ، اللَّهُمَّ ارْدُدْنِي مِنْكَ بِخَيْرٍ وَلا رَادَّ لِفَضْلِكَ، اللَّهُمَّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تُبَدّلَ اسْمِي، وَتُغَيّرَ جِسْمِي، أَوْ تُزِيلَ نِعْمَتَكَ عَنّي، اللَّهُمَّ زَيّنّي بِالتَّقْوى، وَجَمّلْنِي بِالنّعَمِ، وَاغْمُرْنِي بِالْعافِيَةِ، وَارْزُقْنِي شُكْرَ الْعافِيَةِ».

ص: 191

وطبقاً لما جاء في كثير من الزيارات، إقرأ بعد ذلك سورة القدر إحدى عشرة مرّة، ولو كانت لديك حاجة فاستقبل القبلة وارفع يديك واطلب حاجاتك، فإنّها مقضيّة إن شاء اللَّه.

صلاة الزيارة والدعاء بعدها

ثمّ صلّ ركعتي الزيارة واهدِ ثوابهما إلى الرسول صلى الله عليه و آله، وقُل:

«اللَّهُمَّ إِنّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ، وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ، لِأَنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا تَكُونُ إِلَّا لَكَ، لِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، اللَّهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنّي إِلى سَيّدِي وَمَوْلايَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَتَقَبَّلْهُما مِنّي بِأَحْسَنِ قَبُولِكَ، وَأْجُرْنِي عَلى ذلِكَ بِأَفْضَلِ أَمَلِي، وَرَجائِي فِيكَ وَفِي

ص: 192

رَسُولِكَ، يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ».

ويُستحبّ قراءة الدعاء التالي بعد الصلاة:

«اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ لِنَبِيّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً»، وَلَمْ أَحْضُرْ زَمانَ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَقَدْ زُرْتُهُ راغِباً تائبِاً مِنْ سَيّئِ عَمَلِي، وَمُسْتَغْفِراً لَكَ مِنْ ذُنُوبِي، وَمُقِرّاً لَكَ بِها، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِها مِنّي، وَمُتَوَجّهاً إِلَيْكَ بِنَبِيّكَ نَبِيّ الرَّحْمَةِ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَاجْعَلْنِي اللَّهُمَّ بِمُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمّي يا نَبِيَّ اللَّهِ، يا سَيّدَ خَلْقِ اللَّهِ، إِنّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللَّهِ رَبّكَ وَرَبّي، لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، وَيَتَقَبَّلَ مِنّي عَمَلِي، وَيَقْضِيَ لِي حَوائِجِي، فَكُنْ لِي شَفِيعاً عِنْدَ رَبّكَ وَرَبّي،

ص: 193

فَنِعْمَ الْمَسْؤُولُ الْمَوْلى رَبّي، وَنِعْمَ الشَّفِيعُ أَنْتَ يا مُحَمَّدُ، عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ السَّلامُ، اللَّهُمَّ وَأَوْجِبْ لِي مِنْكَ الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ، والرّزْقَ الْواسِعَ الطَّيّبَ النافِعَ، كَما أَوْجَبْتَ لِمَنْ أَتى نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَهُوَ حَيٌّ، فَأَقَرَّ لَهُ بِذُنُوبِهِ، وَاسْتغْفَرَ لَهُ رَسُولُكَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَغَفَرْتَ لَهُ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطاهِرِينَ».

الزيارة الثالثة لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله

وفي الكافي عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال:

قلت لأبي الحسن [الرّضا] عليه السلام كيف السلام على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عند قبره؟ فقال: قل:

«السَّلامُ على رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللَّهِ،

ص: 194

أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ فِى سَبِيلِ اللَّه، وَعَبَدْتَهُ حَتّى أَتيكَ الْيَقِينُ، فَجَزاكَ اللَّهُ أَفْضَلَ ماجَزى نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ، اللَّهُمَّ صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» (1).

بعض مستحبّات مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله

الدعاء والصلاة في روضة المسجد المباركة

أكثِر من الصلاة في مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله فإنّ الصلاة فيه بألف صلاة خاصّة بين منبر الرسول ومرقده الطاهر، فقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «ما بينَ قبري ومنبري روضةٌ مِن رياضِ الجنّةِ». (2)


1- الكافي 4/ 552؛ تهذيب الأحكام 6/ 6؛ وفي مصباح الكفعمي، ص 474، الفصل 41.
2- الفقيه 2: 568/ 3158.

ص: 195

وتقع الروضة الشريفة طولًا بين القبر المنوّر وحتّى موضع منبره صلى الله عليه و آله، وعرضاً من المنبر وحتّى الأسطوانة الرابعة، ويُستحبّ قراءة هذا الدعاء في الروضة المباركة:

«اللَّهُمَّ إِنَّ هذِهِ رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ جَنَّتِكَ، وَشُعْبَةٌ مِنْ شُعَبِ رَحْمَتِكَ الَّتِي ذَكَرَها رَسُولُكَ وَأَبانَ عَنْ فَضْلِها وَشَرَفِ التَّعَبُّدِ لَكَ فِيها، فَقَدْ بَلَّغْتَنِيها فِي سَلامَةِ نَفْسِي، فَلَكَ الْحَمْدُ يا سَيّدِي عَلى عَظِيمِ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ فِي ذلِكَ، وَعَلى ما رَزَقْتَنِيهِ مِنْ طاعَتِكَ، وَطَلَبِ مَرْضاتِكَ، وَتَعْظِيمِ حُرْمَةِ نَبِيِّكَ، بِزِيارَةِ قَبْرِهِ وَالتَّسْلِيمِ عَلَيْهِ، وَالتَّرَدُّدِ فِي مَشاهِدِهِ وَمَواقِفِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا مَوْلايَ، حَمْداً يَنْتَظِمُ بِهِ مَحامِدُ حَمَلَةِ عَرْشِكَ وَسُكانِ سَماواتِكَ لَكَ، وَيَقْصُرُ عَنْهُ حَمْدُ مَنْ مَضى وَيَفْضُلُ حَمْدَ مَنْ بَقِيَ مِنْ خَلْقِكَ لَكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ يا مَوْلايَ،

ص: 196

حَمْدَ مَنْ عَرَفَ الْحَمْدَ لَكَ، وَالتَّوْفِيقَ لِلْحَمْدِ مِنْكَ، حَمْداً يَمْلَأُ ما خَلَقْتَ، وَيَبْلُغُ حَيْثُ ما أَرَدْتَ، وَلا يَحْجُبُ عَنْكَ، وَلا يَنقَضِي دُونَكَ، وَيَبْلُغُ اقْصى رِضاكَ، وَلا يَبْلُغُ آخِرَهُ أَوائِلُ مَحامِدِ خَلْقِكَ لَكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ ما عَرَفْتُ الْحَمْدَ، وأَعتَقِدُ الْحَمْدَ، وَجُعِلَ ابْتِداءُ الْكَلامِ الْحَمْدُ، يا باقِيَ العِزّ وَالعَظَمَةِ، وَدائِمَ السُّلْطانِ وَالْقُدْرَةِ، وَشَدِيدَ الْبَطْشِ وَالْقُوَّةِ، وَنافِذَ الْأَمْرِ وَالْإِرادَةِ، وَواسِعَ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ، وَرَبَّ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لَكَ عَلَيَّ يَقْصُرُ عَنْ أَيْسَرِها حَمْدِي، وَلا يَبْلُغُ أَدْناها شُكْرِي، وَكَمْ مِنْ صَنائِعَ مِنْكَ إِلَيَّ لا يُحِيطُ بِكَثِيرِها وَهْمِي، وَلا يُقَيّدُها فِكْرِي، اللَّهُمَّ صَلّ عَلى نَبِيِّكَ الْمُصْطَفى بَيْنَ الْبَرِيَّةِ طِفْلًا، وَخَيْرِها شابّاً وَكَهْلًا، أَطْهَرِ الْمُطَهَّرِينَ شِيمَةً، وَأَجْوَدِ الْمُسْتَمِرّينَ دِيمَةً، وَأَعْظَمِ الْخَلْقِ جُرْثُومَةً، الَّذِي أَوْضَحْتَ بِهِ

ص: 197

الدِّلالاتِ، وَأَقَمْتَ بِهِ الرّسالاتِ، وَخَتَمْتَ بِهِ النُّبُوَّاتِ، وَفَتَحْتَ بِهِ الْخَيْراتِ، وَ أَظْهَرتَهُ مَظْهَراً، وَابْتَعَثْتَهُ نَبِيّاً وَهادِياً أَمِيناً مَهْدِيّاً، وَداعِياً إِلَيْكَ، وَدالًّا عَلَيْكَ، وَحُجَّةً بَيْنَ يَدَيْكَ، اللَّهُمَّ صَلّ عَلَى الْمَعْصُومِينَ مِنْ عِتْرَتِهِ وَالطَّيّبِينَ مِن أُسْرَتِهِ، وَشَرّفْ لَدَيْكَ بِهِ مَنازِلَهُمْ، وَعَظّمْ عِنْدَكَ مَراتِبَهُمْ، وَاجْعَلْ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلى مَجالِسَهُمْ، وَارْفَعْ إِلى قُرْبِ رَسُولِكَ دَرَجاتِهِمْ، وَتَمِّمْ بِلِقائِهِ سُرُورَهُمْ، وَوَفّرْ بِمَكانِهِ أُنْسَهُمْ».

الدعاء والصلاة عند أسطوانة التوبة

الدعاء والصلاة عند أسطوانة التوبة:

صلّ ركعتين عند أسطوانة أبي لبابة المعروفة ب «أسطوانة التوبة»، ثمّ ادع بهذا الدعاء:

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ لاتُهِنّي بِالْفَقْرِ، وَلا تُذِلَّنِي بالدَّيْنِ، وَلا تَرُدَّنِي إِلَى الْهَلَكَةِ، وَأَعْصِمْنِي

ص: 198

كَيْ أَعتَصِمَ، وَأَصْلِحْنِي كَيْ أَنْصَلِحَ، وَاهْدِنِي كَيْ أَهْتَدِيَ، اللَّهُمَّ أَعِنّي عَلَى اجْتِهادِ نَفْسِي، وَلا تُعَذّبْنِي بِسُوءِ ظَنّي، وَلا تُهْلِكْنِي وَأَنْتَ رَجائِى، وَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَغْفِرَلِي وَقَدْ أَخْطَأْتُ، وَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَعْفُوَ عَنّي وَقَدْ أَقْرَرْتُ، وَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تُقِيلَ وَقَدْ عَثِرْتُ، وَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تُحْسِنَ وَقَدْ أَسَأْتُ، وَأَنْتَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ، فَوَفّقْنِي لِما تُحِبُّ وَتَرْضى وَيَسّرْ لِيَ الْيَسِيرَ، وَجَنّبْنِي كُلَّ عَسِير، اللَّهُمَّ أَغْنِنِي بِالْحَلالِ عَنِ الْحَرامِ، وَبِالطاعاتِ عَنِ الْمَعاصِي، وَبِالْغِنى عَنِ الْفَقْرِ، وَبِالْجَنَّةِ عَنِ النارِ، وَبِالْأَبْرارِ عَنِ الفُجارِ، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، وَأَنْتَ عَلى كُلّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ».

ثمّ اسأل حاجاتك فإنّها ستُقضى بإذن اللَّه.

استحباب الصيام والدعاء في المدينة المنوّرة...

استحباب الصيام والدعاء

في المدينة المنوّرة ومسجد النبيّ صلى الله عليه و آله

استحباب الصيام والدعاء في المدينة المنوّرة...

ص:199

يُستحبّ الصيام في المدينة المنوّرة لمدّة ثلاثة أيّام بقصد قضاء الحوائج، وإن كان الحاجّ مسافراً، والأفضل صيام أيّام الأربعاء والخميس والجمعة. كما يُستحبّ الصلاة ليلة الأربعاء ويومها عند أسطوانة أبي لبابة، وليلة الخميس ويومها عند الأسطوانة التي تقابل أسطوانة أبي لبابة، وليلة الجمعة ويومها إلى جانب محراب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وسؤال الحاجات الدنيويّة والأخرويّة من اللَّه تعالى. ومن بين الأدعيّة التي تُدعى الدعاء التالي:

«اللَّهُمَّ ما كانَتْ إِلَيْكَ مِنْ حاجَةٍ شَرَعْتُ أَنَا فِي طَلَبِها أَوِ الْتِماسٍ أَوْ لَمْ أَشْرَعْ، سَالْتُكَها أَوْ

ص: 200

لَمْ أَسْأَلْكَها، فَإِنّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ نَبِيّ الرَّحْمَةِ، فِي قَضاءِ حَوائِجِي صَغِيرِها وَكَبِيرِها، اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَ لُكَ بِعِزَّتِكَ وَقُوَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ، وَجَمِيعِ ما أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، أَنْ تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَأَنْ تَفعَلَ بِي كَذا وَكَذا»، واطلب حاجاتك بدلًا من «كذا وكذا» فإنّها مستجابة إن شاء اللَّه.

الصلاة والدعاء عند مقام جبرائيل

يُستحبّ الصلاة عند مقام جبرائيل والدعاء هناك، وهو المقام الذي كان يستأذن فيه جبرائيل على النبيّ صلى الله عليه و آله، ومكانه تحت الميزاب الذي كان في أعلى باب بيت الزهراء عليها السلام، وباب بيتها- طبقاً للرواية القائلة أنّ قبرها في بيتها- هو نفس الباب المحاذي لقبرها،

ص: 201

وقُل بعد الصلاة:

«يا مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ، وَمَلَاها جُنُوداً مِنَ الْمُسَبّحِينَ لَهُ مِنْ مَلائِكَتِهِ، وَالْمُمَجِّدِينَ لِقُدْرَتِهِ وَعَظَمَتِهِ، وَأَفْرَغَ عَلى أَبْدانِهِمْ حُلَلَ الْكَراماتِ، وَأَنْطَقَ أَلْسِنَتَهُمْ بِضُرُوبِ اللُّغاتِ، وَأَلْبَسَهُمْ شِعارَ التَّقْوى وَقَلَّدَهُمْ قَلائِدَ النُّهى وَجَعَلَهُمْ أَوْفَرَ أَجْناسِ خَلْقِهِ مَعْرِفَةً بِوَحْدانِيَّتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَجَلالَتِهِ وَعَظَمَتِهِ، وَأَكْمَلَهُمْ عِلْماً بِهِ، وَأَشَدَّهُمْ فَرَقاً، وأَدْوَمَهُمْ لَهُ طاعَةً وَخُضُوعاً وَاسْتِكانَةً وَخُشُوعاً، يا مَنْ فَضَّلَ الْأَمِينَ جَبْرَائِيلَ بِخَصائِصِهِ وَدَرَجاتِهِ وَمَنازِلِهِ، وَاخْتارَهُ لِوَحْيِهِ وَسِفارَتِهِ وَعَهْدِهِ وَأَمانَتِهِ، وَإِنْزالِ كُتُبِهِ وَأَوامِرِهِ عَلى أَنْبِيائِهِ وَرُسُلِهِ، وَجَعَلَهُ واسِطَةً بَيْنَ نَفْسِهِ وَبَينَهُمْ، أَسْأَ لُكَ أَنْ تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَلى جَمِيعِ مَلائِكَتِكَ وَسُكانِ سَماواتِكَ، أَعْلَمِ خَلْقِكَ بِكَ، وَأَخْوَفِ خَلْقِكَ

ص: 202

لَكَ، وَأَقْرَبِ خَلْقِكَ مِنْكَ، وَأَعْمَلِ خَلْقِكَ بِطاعَتِكَ، الَّذِينَ لا يَغْشاهُمْ نَوْمُ الْعُيُونِ، وَلا سَهْوُ الْعُقُولِ، وَلا فَتْرَةُ الْأَبْدانِ، الْمُكَرَّمِينَ بِجِوارِكَ، وَالْمُؤْتَمَنِينَ عَلى وَحْيِكَ، الْمُجْتَنَبِينَ الْآفاتِ، وَالْمُوقِينَ السَّيّئاتِ، اللَّهُمَّ وَاخْصُصِ الرُّوحَ الْأَمِينَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ باضْعافِها مِنْكَ، وَعَلى مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَطَبَقاتِ الْكَرُوبِيّينَ والرُّوحانِيّينَ، وَزِدْ فِي مَراتِبِهِ عِنْدَكَ، وَحُقُوقِهِ الَّتِي لَهُ عَلى أَهْلِ الْأَرْضِ، بِما كانَ يَنْزِلُ بِهِ مِنْ شَرائِعِ دِينِكَ، وَما بَيَّنْتَهُ عَلى أَلْسِنَةِ أَنْبِيائِكَ، مِنْ مُحَلَّلاتِكَ وَمُحَرَّماتِكَ، اللَّهُمَّ أَكْثِرْ صَلَواتِكَ عَلى جَبْرائِيلَ، فَإِنَّهُ قُدْوَةُ الْأَنْبِياءِ، وَهادِي الْأَصْفِياءِ وَسادِسُ أَصْحابِ الْكِساءِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ وُقُوفِي فِي مَقامِهِ هذا سَبَباً لِنِزُولِ رَحْمَتِكَ عَلَيَّ، وَتَجاوُزِكَ عَنّي، رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ، أَنْ آمِنُوا بِرَبّكُمْ

ص: 203

فَآمَنا، رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا، وَكَفّرْ عَنا سَيّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ، رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ، وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ، إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ، أَيْ جَوادُ أَيْ كَرِيمُ، أَيْ قَرِيْبُ أَيْ بَعِيدُ، أَسْأَ لُكَ أَنْ تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُوَفّقَنِي لِطاعَتِكَ، وَلا تُزِيلَ عَنّي نِعْمَتَكَ، وَأَن تَرْزُقَنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَتُوَسّعَ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَتُغْنِيَنِي عَنْ شِرارِ خَلْقِكَ، وَتُلْهِمَنِي شُكْرَكَ وَذِكْرَكَ، وَلا تُخَيّبَ يا رَبّ دُعائِي، وَلا تَقْطَعَ رَجائِي، بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ»،

وقُل:

«وَأَسْأَ لُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِكَ شَيْ ءٌ، أَنْ تَعْصِمَنِي عَنِ الْمَهالِكِ، وَأَنْ تُسَلّمَنِي مِنْ آفاتِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَوَعْثاءِ السَّفَرِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ، وَأَنْ تَرُدَّنِي سالِماً إِلى وَطَنِي، بَعْدَ حَجّ مَقبُولٍ وَسَعْيٍ مَشْكُورٍ

ص: 204

وَعَمَلٍ مُتَقَبَّلٍ، وَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ حَرَمِكَ وَحَرَمِ رَسُولِكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ».

ورُوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «احضر عند مقام جبرائيل عليه السلام وقُل:

أَيْ جَوادُ أَيْ كَرِيمُ، أَيْ قَرِيبُ أَيْ بَعِيدُ، أَسْأَ لُكَ أَنْ تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيتِهِ، وَأَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ». (1)

فضيلة زيارة فاطمة الزهراء عليها السلام

للزهراء عليها السلام مكان رفيع عند اللَّه تعالى، ولزيارة هذه السيّدة العظيمة المضحية أجر كبير.

وروى العلّامة المجلسي عن «مصباح الأنوار» أنّ الزهراءعليها السَّلام قالت: «قالَ لي أبي: مَن صلّى عليكِ غفرَ اللَّهُ عزَّ وجَلّ لَهُ وألحقَهُ بي حَيثُما كنتُ


1- الكافي 4: 557/ 1.

ص: 205

مِنَ الجَنَّةِ». (1)

وقال المرحوم الشيخ الطوسي في «التهذيب»: ما رُوي في فضل زيارة فاطمة الزهراءعليها السَّلام أكثر مِن أن يُحصى. (2)

وُلدَت فاطمةعليها السَّلام في الأعوام الأولى من البعثة، وتربّت في حجر الرسول صلى الله عليه و آله، واهتمّت براحة أبيها ودافعت عنه في سنيّ الرسالة الصعبة، تزوّجت من عليّ بن أبي طالب عليهما السلام، والتحقت بأبيها بعد وفاته ب 75 يوماً أو 95 يوماً.

ولا يُعرف بالضبط مكان قبرها، ويرى البعض أنّها مدفونة في حرم الرسول صلى الله عليه و آله (بين القبر والمنبر)، ويقول البعض: إنّ قبرها في بيتها (إلى جانب مرقد الرسول)، بينما يعتقد آخرون أنّها مدفونة في البقيع عند قبور


1- بحار الأنوار 100: 194/ 10.
2- التهذيب 6: 9/ 11.

ص: 206

الأئمة. والذي عليه أكثر أصحابنا أنّها تُزار في الروضة من عند قبر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، والأفضل زيارتها في هذه المواضع الثلاثة.

الزيارة الأولى لفاطمة عليها السلام

عندما تقف في أحد هذه المواضع، فخاطب تلك المعصومة المطهّرة وبضعة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله، وقُل:

«السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَلِيْلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ نَبِيّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ صَفِيّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أَمِينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أَفْضَلِ أَنْبِياءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا سَيّدَةَ نِساءِ الْعالَمِينَ، السَّلامُ

ص: 207

عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ وَلِيّ اللَّهِ وَخَيْرِ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الشَّهِيدَةُ الصّدّيقَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الرَّضِيَّةُ الْمَرْضِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْفاضِلَةُ الزَّكِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْحَوْرِيَّةُ الْإِنْسِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى بَعْلِكِ وَبَنِيكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ، أَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَيْتِ عَلى بَيّنَةٍ مِنْ رَبّكِ، وَأَنَّ مَنْ سَرَّكِ فَقَدْ سَرَّ رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ جَفاكِ فَقَدْ جَفا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ قَطَعَكِ فَقَدْ قَطَعَ رَسُولَ اللَّهِ، لِأَنَّكِ بَضْعَةٌ مِنْهُ، وَرُوحُهُ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ، كَما قالَ عَلَيْهِ أَفْضَلُ سَلامِ اللَّهِ وَأَفْضَلُ صَلَواتِهِ، أُشْهِدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَنّي راضٍ عَمَّنْ رَضِيتِ عَنْهُ، ساخِطٌ عَمَّنْ سَخِطْتِ عَلَيْهِ، مُتَبَرّئٌ مِمَّنْ تَبَرَّأْتِ

ص: 208

مِنْهُ، مُوالٍ لِمَنْ والَيْتِ، مُعادٍ لِمَنْ عادَيْتِ، مُبْغِضٌ لِمَنْ أَبْغَضْتِ، مُحِبٌّ لِمَنْ أَحْبَبْتِ، وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً وَحَسِيباً وَجازِياً وَمُثِيباً»، ثمّ قُل:

«اللَّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ عَلى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَخَيْرِ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، وَصَلّ عَلى وَصِيّهِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طالِبٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِمامِ الْمُسْلِمِينَ، وَخَيْرِ الْوَصِيّينَ، وَصَلّ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ سَيّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، وَصَلّ عَلى سَيّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، الْحَسَنِ والْحُسَيْنِ، وَصَلّ عَلى زَيْنِ الْعابِدِينَ عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَصَلّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ باقِرِ عِلْمِ النَّبِيّينَ، وَصَلّ عَلَى الصادِقِ عَنِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَصَلّ عَلى كاظِمِ الْغَيْظِ فِي اللَّهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَصَلّ عَلَى الرّضا عَلِيّ بْنِ مُوسى وَصَلّ عَلَى التَّقِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ، وَصَلّ عَلَى النَّقِيِّ عَلِيّ بْنِ مُحَمَّدٍ،

ص: 209

وَصَلّ عَلَى الزَّكِيّ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ، وَصَلّ عَلَى الْحُجَّةِ الْقائِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ، اللَّهُمَّ أَحْيِ بِهِ الْعَدْلَ، وأَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَزَيّنْ بِبَقائِهِ الْأَرْضَ، وأَظْهِرْ بِهِ دِينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيّكَ، حَتّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْحَقّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ، وَاجْعَلْنا مِنْ أَشْياعِهِ وَأَتْباعِهِ، وَالْمَقْبُولِينَ فِي زُمْرَةِ أَوْلِيائِهِ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، الَّذِينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً».

ثمّ صلّ ركعتين واهدِ ثوابهما إلى الروح الطاهرة للزهراء عليها السلام، ثمّ اقرأ هذا الدعاء:

«اللَّهُمَّ إِنّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَبِأَهْلِ بَيْتِهِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ، وَأَسْأَ لُكَ بِحَقّكَ الْعَظِيمِ الَّذِي لا يَعْلَمُ كُنْهَهُ سِواكَ، وَأَسْأَ لُكَ بِحَقّ مَنْ حَقُّهُ عِنْدَكَ عَظِيمٌ، وَبِأَسْمائِكَ الْحُسْنَى الَّتِي أَمَرْتَنِي أَنْ

ص: 210

أَدْعُوَكَ بِها، وأَسْأَ لُكَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الَّذِي أَمَرْتَ بِهِ إِبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَنْ يَدْعُوَ بِهِ الطَّيْرَ فَأَجابَتْهُ، وَبِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي قُلْتَ لِلنارِ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ، فَكانَتْ بَرْداً وَسَلاماً، وَبِأَحَبّ الْأَسْماءِ إِلَيْكَ وَأَشْرَفِها وَأَعْظَمِها لَدَيْكَ، وَأَسْرَعِها إِجابةً وَأَنْجَحِها طَلِبَةً، وَبِما أَنْتَ أَهْلُهُ وَمُستَحِقُّهُ وَمُسْتَوْجِبُهُ، وأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ، وَأَتَضَرَّعُ وأُلِحُّ عَلَيْكَ، وَأَسْأَ لُكَ بِكُتُبِكَ الَّتِي أَنْزَلْتَها عَلى أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ، مِنَ التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْقُرآنِ الْعَظِيمِ، فَإِنَّ فِيهَا اسْمَكَ الْأَعْظَمَ، وَبِما فِيها مِنْ أَسْمائِكَ الْعُظْمى أَنْ تُصَلّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وأَنْ تُفَرّجَ عَنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَشِيعَتِهِمْ وَمُحِبّيهِمْ وَعَنّي، وَتَفْتَحَ أَبْوابَ السَّماءِ لِدُعائِي، وَتَرْفَعَهُ فِي عِلّيِّينَ، وَتَأْذَنَ لِي فِي هذَا اليَوْمِ وَفِي هذِهِ الساعَةِ

ص: 211

بِفَرَجِي وَإِعْطاءِ أَمَلِي وَسُؤْلِي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ أَحَدٌ كَيْفَ هُوَ وَقُدْرَتَهُ إلّا هُوَ، يا مَنْ سَدَّ الْهَواءَ بِالسَّماءِ، وَكَبَسَ الْأَرْضَ عَلَى الْماءِ، وَاخْتارَ لِنَفْسِهِ أَحْسَنَ الْأَسْماءِ، يا مَنْ سَمّى نَفْسَهُ بِالاسْمِ الَّذِي تُقْضى بِهِ حاجَةُ مَنْ يَدْعُوهُ، أَسْأَ لُكَ بِحَقِّ ذلِكَ الاسْمِ، فَلا شَفِيعَ أَقْوى لِي مِنْهُ، أَنْ تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وأَنْ تَقْضِيَ لِي حَوائِجِي، وَتَسْمَعَ بِمُحَمَّدٍ وَعَلِيّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلِيّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِيّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ، وَعَلِيّ بْنِ مُحَمَّدٍ، والْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ والْحُجَّةِ المُنْتَظِرِ لِإِذْنِكَ، صَلَواتُكَ وَسَلامُكَ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكاتُكَ عَلَيْهِمْ صَوْتِي لِيَشْفَعُوا لِي إِلَيْكَ، وَتُشَفّعَهُمْ فِيَّ، وَلا تَرُدَّنِي خائِباً، بِحَقّ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ»، واطلب حوائجك فإنّها مقضيّة إن شاء اللَّه.

الزيارة الثانية لفاطمة الزهراء عليها السلام

ص:212

السَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ، قَدِ امْتَحَنَكِ الَّذِي خَلَقَكِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَنَحْنُ لَكِ أَوْلِياءُ صابِرُونَ، وَمُصَدّقُونَ لِكُلّ ما أَتانا بِهِ أَبُوكِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَأَتانا بِهِ وَصِيُّهُ، فَإِنا نَسْأَلُكِ إِنْ كُنا صَدَّقْناكِ إِلّا أَلْحَقْتِنا بِتَصْدِيقِنا لَهُما لِنُبَشّرَ أَنْفُسَنا أَنا قَدْ طَهُرْنا بِوِلايَتِكِ».

ثمّ تقول: «السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ نَبِيّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أَمِينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ، أُشْهِدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَلائِكَتَهُ أَنّي راضٍ عَمَّنْ رَضِيتِ عَنْهُ، ساخِطٌ عَلى مَنْ سَخِطْتِ

ص: 213

عَلَيْهِ، مُتَبَرّئٌ مِمَّنْ تَبَرَّأْتِ مِنْهُ، مُوالٍ لِمَنْ والَيْتِ، مُعادٍ لِمَنْ عادَيْتِ، مُبْغِضٌ لِمَنْ أَبْغَضْتِ، مُحِبٌّ لِمَنْ أَحْبَبْتِ، وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً وَحَسِيباً وَجازِياً وَمُثِيباً».

ثمّ صلّ ركعتي الزيارة واهدِ ثوابهما إلى روح الزهراء الطاهرة عليها السَّلام، وصلّ على محمّد وآل محمّد واطلب حوائجك.

الزيارة المشتركة لأئمة البقيع عليهم السلام

إذا أردت زيارة هؤلاء الأطهار فاعمل بما سبق من آداب الزيارة (من الغسل والطهارة وارتداء الثياب الطاهرة النظيفة والتطيّب والاستئذان للدخول ونحو ذلك)، وقُل أيضاً:

«يا مَوالِيَّ يا أَبْناءَ رَسُولِ اللَّهِ، عَبْدُكُمْ وَابْنُ أَمَتِكُمْ، الذَّلِيلُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، وَالْمُضْعَفُ فِي عُلُوّ قَدْرِكُمْ،

ص: 214

وَالْمُعْتَرِفُ بَحَقّكُمْ، جاءَكُمْ مُسْتَجِيراً بِكُمْ، قاصِداً إِلى حَرَمِكُمْ، مُتَقَرّباً إِلى مَقامِكُمْ، مُتَوَسّلًا إِلَى اللَّهِ تَعالى بِكُمْ، أَأَدخُلُ يا مَوالِيَّ، أَأَدخُل يا أَوْليِاءَ اللَّهِ، أَأَدخُلُ يا مَلائِكَةَ اللَّهِ الْمُحْدِقِينَ بِهذَا الْحَرَمِ، الْمُقِيمِينَ بِهذَا الْمَشْهَدِ»

وبعد الخضوع والخشوع ورقّة القلب، قدِّم رجلك اليمنى وادخل وقُل:

«اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً، وَسُبْحانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ، الْماجِدِ الْأَحَدِ، الْمُتَفَضّلِ الْمَنانِ، الْمُتَطَوّلِ الْحَنانِ، الَّذِي مَنَّ بِطَوْلِهِ، وَسَهَّلَ زِيارَةَ ساداتِي بِإِحْسانِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيارَتِهِمْ مَمْنُوعاً، بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ»

ثمّ اقترب من قبورهم المقدّسة واستقبلها واستدبر القبلة وقُل:

ص: 215

«السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الْهُدى السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ التَّقْوى السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْحُجَجُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْقُوَّامُ فِي الْبَرِيَّةِ بِالْقِسْطِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الصَّفْوَةِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ آلَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ النَّجْوى أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ وَصَبَرْتُمْ فِي ذاتِ اللَّهِ، وَكُذّبْتُمْ وَأُسِيئَ إِلَيْكُمْ فَغَفَرْتُمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمُهْتَدُونَ، وَأَنَّ طاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةٌ، وَأَنَّ قَوْلَكُمُ الصّدْقُ، وَأَنَّكُمْ دَعَوْتُم فَلَمْ تُجابُوا، وَأَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطاعُوا، وَأَنَّكُمْ دَعائِمُ الدّينِ وَأَرْكانُ الْأَرْضِ، لَمْ تَزالُوا بِعَيْنِ اللَّهِ، يَنْسَخُكُمْ مِنْ أَصْلابِ كُلّ مُطَهَّرٍ، وَيَنْقُلُكُمْ مِنْ أَرْحامِ الْمُطَهَّراتِ، لَمْ تُدَنّسْكُمُ الْجاهِلِيَّةُ الْجَهْلاءُ، وَلَمْ تَشْرَكْ فِيكُمْ فِتَنُ الْأَهْواءِ، طِبْتُمْ وَطابَ مَنْبَتُكُمْ، مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنا دَيانُ الدّينِ، فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا

ص: 216

اسْمُهُ، وَجَعَلَ صَلاتَنا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنا وَكَفارَةً لِذُنُوبِنا، إِذِ اخْتارَكُمُ اللَّهُ لَنا، وَطَيَّبَ خَلْقَنا بِما مَنَّ عَلَيْنا مِنْ وَلايَتِكُمْ، وَكُنا عِنْدَهُ مُسَمّينَ بِعِلْمِكُمْ، مُعْتَرِفِينَ بِتَصْدِيقِنا إِياكُمْ، وَهذا مَقامُ مَنْ أَسْرَفَ وَأَخْطَا وَاسْتَكانَ وَأَقَرَّ بِما جَنى وَرَجى بِمَقامِهِ الْخَلاصَ، وَأَنْ يَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ مُسْتنْقِذُ الْهَلْكى مِنَ الرَّدى فَكُونُوا لِي شُفَعاءَ، فَقَدْ وَفَدْتُ إِلَيْكُمْ إِذْ رَغِبَ عَنْكُمْ أَهْلُ الدُّنْيا، وَاتَّخَذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً، وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها، يا مَنْ هُوَ قائِمٌ لا يَسْهُو، وَدائِمٌ لا يَلْهُو، وَمُحِيطٌ بِكُلّ شَيْ ءٍ، لَكَ الْمَنُّ بِما وَفَّقْتَنِي، وَعَرَّفْتَنِي بِما أَقَمْتَنِي عَلَيْهِ، إِذْ صَدَّ عَنْهُ عِبادُكَ وَجَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ، وَاسْتَخَفُّوا بِحَقّهِ، وَمالُوا إِلى سِواهُ، فَكانَتِ الْمِنَّةُ مِنْكَ عَلَيَّ مَعَ أَقْوامٍ خَصَصْتَهُمْ بِما خَصَصْتَنِي بِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ إِذْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِي مَقامِي هذا مَذْكُوراً

ص: 217

مَكْتُوباً، فَلا تَحْرِمْنِي ما رَجَوْتُ، وَلا تُخَيّبْنِي فِيما دَعَوْتُ، بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطاهِرِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ».

ثمّ ادعُ لنفسك بما تريد.

وقال الطوسي في التهذيب والصدوق في الفقيه: «ثمّ صلّ ثمان ركعات» (1) أي صلّ صلاة الزيارة لكلّ إمام ركعتين. وفي هذا العصر ينبغي أن يؤتي بالصلوات المذكورة في مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله.

وذكر كبار العلماء أنّ أفضل الزيارات لأئمة البقيع هي الزيارة الجامعة الكبيرة التي ذُكِرت في الأدعية والزيارات المشتركة، وهي ذات مفاهيم عالية وتتحدّث عن مناقب وصفات أهل البيت عليهم السلام.

الزيارة الثانية لأئمّة البقيع عليهم السلام


1- تهذيب الأحكام، ج 6/ 79- 80؛ ومن لا يحضره الفقيه، 2/ 575- 577.

ص:218

قال الكفعمي في مصباحه (1): تقول في زيارة الأئمّة الأربعة في البقيع بعد أن تجعل القبر بين يديك وأنت على غسل:

«السَّلامُ عَلَيْكُم يا خُزّانَ عِلْمِ اللَّهِ وحَفَظَةَ سِرِّهِ وَتَراجِمَةَ وَحْيِهِ، أَتَيْتُكُمْ يا بَنِي رَسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله عارِفاً بِحَقِّكُمْ مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكُمْ مُعادِياً لِأَعْدائِكُمْ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمّي، صَلّى اللَّه عَلى أرْواحِكُم وَأبْدانِكُمْ. اللَّهُمَّ إِنّي أَتَوَلى آخِرَهُمْ كَما تَوَلَّيْتَ أَوَّلَهُمْ وَأَبْرَأُ مِنْ كُلِّ وَليجَةٍ دُونَهُمْ، آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَفَرْتُ بِالْجِبْتِ وَالطّاغُوتِ وَاللّاتِ وَالْعُزّى وَكُلِّ نِدٍّ يُدْعى مِنْ دُونِ اللَّهِ».

زيارة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام


1- مصباح الكفعمي، ص 475، الفصل 41.

ص:219

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ نَبِيّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرى السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صِراطَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا لِسانَ حِكْمَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ دِينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا السَّيّدُ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْبَرُّ التَّقِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْقائِمُ الْأَمِينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعالِمُ بِالتَّنْزِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْهادِي الْمَهْدِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا

ص: 220

الْباهِرُ الْخَفِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الطاهِرُ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصّدّيقُ الشَّهِيدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْحَقُّ الْحَقيِقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَولايَ يا أَبا مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

زيارة الإمام زين العابدين عليه السلام

السَّلامُ عَلَيْكَ يا زَيْنَ الْعابِدِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا زَيْنَ الْمُتَهَجّدِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْمُتَّقِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الْمُسْلِمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قُرَّةَ عَيْنِ الناظِرِينَ الْعارِفِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ وَصايَا الْمُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ضَوْءَ الْمُسْتَوْحِشِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الْمُجْتَهِدِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سِراجَ الْمُرْتاضِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ذَخِيرَةَ الْمُتَعَبّدِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا

ص: 221

مِصْباحَ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفِينَةَ الْعِلْمِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَكِينَةَ الْحِلْمِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مِيزانَ الْقِصاصِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفِينَةَ الْخَلاصِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَحْرَ النَّدى السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَدْرَ الدُّجى السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَوَّاهُ الْحَلِيمُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصابِرُ الْحَكِيمُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَئِيسَ الْبَكائِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مِصْباحَ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَولايَ يا أَبا مُحَمَّدٍ، أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ وَابْنُ حُجَّتِهِ وَأَبُو حُجَجِهِ، وَابْنُ أَمِينِهِ وَابْنُ أُمَنائِهِ، وَأَنَّكَ ناصَحْتَ فِي عِبادَةِ رَبِّكَ، وَسارَعْتَ فِي مَرْضاتِه، وَخَيَّبْتَ أَعْداءَهُ، وَسَرَرْتَ أَوْلِياءَهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ عَبَدْتَ اللَّهَ حَقَّ عِبادَتِهِ، وَاتَّقَيْتَهُ حَقَّ تُقاتِهِ، وَأَطَعْتَهُ حَقَّ طاعَتِهِ، حَتّى أَتاكَ الْيَقِينُ، فَعَلَيْكَ يا مَوْلايَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

زيارة الإمام محمّد الباقر عليه السلام

ص:222

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْباقِرُ بِعِلْمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْفاحِصُ عَنْ دِينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُبَيّنُ لِحُكْمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْقائِمُ بِقِسْطِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الناصِحُ لِعِبادِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الدَّاعِي إِلَى اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الدَّلِيلُ عَلَى اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْحَبْلُ الْمَتِينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْفَضْلُ الْمُبِينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النُّورُ الساطِعُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْبَدْرُ الْلَّامِعُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْحَقُّ الْأَبْلَجُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا السّراجُ الْأَسْرَجُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّجْمُ الْأَزْهَرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْكَوْكَبُ

ص: 223

الْأَبْهَرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُنَزَّهُ عَنِ الْمُعْضِلاتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَعْصُومُ مِنَ الزَّلَّاتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الزَّكِيُّ فِي الْحَسَبِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الرَّفِيعُ فِي النَّسَبِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْقَصْرُ الْمَشِيدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ أَجْمَعِينَ، أَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنَّكَ قَدْ صَدَعْتَ بِالْحَقّ صَدْعاً، وَبَقَرْتَ العِلْمَ بَقْراً، وَنَثَرْتَهُ نَثْراً، لَمْ تَأْخُذْكَ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، وَكُنْتَ لِدِينِ اللَّهِ مُكاتِماً، وَقَضَيْتَ ما كانَ عَلَيْكَ، وَأَخْرَجْتَ أَوْلِياءَكَ مِنْ وَلايَةِ غَيْرِ اللَّهِ إِلى وَلايةِ اللَّهِ، وَأَمَرْتَ بِطاعَةِ اللَّهِ، وَنَهَيْتَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، حَتّى قَبَضَكَ اللَّهُ إِلى رِضْوانِهِ، وَذَهَبَ بِكَ إِلى دارِ كَرامَتِهِ، وَإِلى مَسَاكِنِ أَصْفِيائِهِ، وَمُجاوِرَةِ أَوْلِيائِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

زيارة الإمام جعفر الصادق عليه السلام

ص:224

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الصادِقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الناطِقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْفائِقُ الرَّائِقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا السَّنامُ الْأَعْظَمُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصّراطُ الْأَقْوَمُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مِصْباحَ الظُّلُماتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا دافِعَ المُعْضَلاتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مِفْتاحَ الْخَيْراتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْبَرَكاتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْحُجَجِ وَالدَّلالاتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْبَراهِينَ الْواضِحاتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ دِينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناشِرَ حُكْمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا فاصِلَ الْخَطاباتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا كاشِفَ الْكُرُباتِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمِيدَ

ص: 225

الصادِقِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا لِسانَ الناطِقِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلَفَ الْخائِفِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا زَعِيمَ الصادِقِينَ الصالِحِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيّدَ الْمُسْلِمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا هادِيَ الْمُضَلِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَكَنَ الطائِعِينَ، أَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنَّكَ عَلَى الْهُدى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَشَمْسُ الضُّحى وَبَحْرُ الْمَدى وَكَهْفُ الْوَرى وَالْمَثَلُ الْأَعْلى صَلَّى اللَّهُ عَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، والسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْعَباسِ عَمّ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

زيارة العباس بن عبدالمطلّب

العباس بن عبد المطلّب هو عمّ الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله وذو منزلة رفيعة، وقدّم تضحيات جسيمة من أجل

ص: 226

الإسلام والرسول صلى الله عليه و آله، فقُل في زيارته:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَنا يا عَباسُ يا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ نَبِيّ اللَّه، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ الْمُصْطَفى السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَنَا الْإِمامُ الْحَسَنُ الْمُجْتَبى السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَنَا الْإِمامُ زَيْنُ الْعابِدِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَنَا الْإِمامُ الْباقِرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَنَا الْإِمامُ جَعْفَرٌ الصادِقُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنَ الرّسالَةِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَأَرْضاكُمْ أَحْسَنَ الرِّضا، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَثْواكُمْ وَمَسْكَنَكُمْ وَمَحَلَّكُمْ وَمَأْواكُمْ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

ووردت في مفتاح الجنّات هذه الزيارة:

السَّلامُ عَلَيْكَ ياعَباسُ بْنُ عَبْدِالْمُطَلِّبِ، السَّلامُ عَلَيْكَ

ص: 227

يا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ السِّقايَةِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

زيارة فاطمة بنت أسد

(أُمّ أمير المؤمنين) عليهما السلام

فاطمة بنت أسد امرأة ذات مكانة مرموقة وحظيت باحترام خاصّ من لدن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وقدّمت للعالم ولداً مثل عليّ بن أبي طالب عليه السلام. قبرها بالقرب من أئمة البقيع، إلّا أنّ البعض قال: إنّ قبر هذه المخدّرة بالقرب من قبر حليمة السعديّة.

فقف عند قبرها وقُل:

«السَّلامُ عَلى نَبِيّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ سَيّدِ الْمُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ سَيّدِ الْأَوَّلِينَ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ سَيّدِ الْآخِرِينَ، السَّلامُ

ص: 228

عَلى مَنْ بَعَثَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ الْهاشِمِيَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الصّدّيقَةُ الْمَرِضِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْكَرِيمَةُ الرَّضِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا كافِلَةَ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ سَيّدِ الْوَصِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ ظَهَرَتْ شَفَقَتُها عَلى رَسُولِ اللَّهِ خاتَمِ النَّبِيّينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ تَربِيَتُها لِوَلِيّ اللَّهِ الْأَمِينِ، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ الطاهِرِ، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى وَلَدِكِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكِ أَحْسَنْتِ الْكَفالَةَ، وَأَدَّيْتِ الْأَمانَةَ، وَاجْتَهَدْتِ في مَرْضاةِ اللَّهِ، وَبالَغْتِ فِي حِفْظِ رَسُولِ اللَّهِ، عارِفَةً بِحَقّهِ، مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِ، مُعْتَرِفَةً بِنُبُوَّتِهِ، مُسْتَبْصِرَةً بِنِعْمَتِهِ، كافِلَةً بِتَرْبِيَتِهِ، مُشْفِقَةً عَلى نَفْسِهِ، واقِفَةً عَلى خِدْمَتِهِ،

ص: 229

مُخْتارَةً رِضاهُ، مُؤْثِرَةً هَواهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَيْتِ عَلَى الْإِيمانِ وَالتَّمَسُّكِ بِأَشْرَفِ الْأَدْيانِ، راضِيَةً مَرْضِيَّةً، طاهِرَةً زَكِيَّةً، تَقِيَّةً نَقِيَّةً، فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْكِ وَأَرْضاكِ، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَمَأْواكِ، الَلَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْفَعْنِي بِزِيارَتِها، وَثَبّتْنِي عَلى مَحَبَّتِها، وَلا تَحرِمْنِي شَفاعَتَها وَشَفاعَةَ الْأَئِمَّةِ مِن ذُرّيَّتِها، وَارْزُقْنِي مُرافَقَتَها، وَاحْشُرْنِي مَعَها وَمَعَ أَوْلادِهَا الطاهِرِينَ، اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إِياها، وَارْزُقْنِي الْعَوْدَ إِلَيْها أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي، وَإِذا تَوَ فَّيْتَنِي فَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِها، وَ أَدْخِلْنِي فِي شَفاعَتِها، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ بِحَقِّها عِندَكَ وَمَنزِلَتِها لَدَيْكَ، اغْفِرلِي وَلِوالِدَيَّ وَلِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النارِ.

زيارة بنات الرسول صلى الله عليه و آله

ص:230

للرسول صلى الله عليه و آله بنات أخريات غير فاطمة الزهراءعليها السَّلام وهنّ زينب وأُم كلثوم ورُقيّة، وقبورهنّ في البقيع، فإذا أردت زيارتهنّ فاقترب من قبورهنّ وقُل بقصد الرجاء والثواب:

«السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ رَبِّ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ جَمِيعِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنِ اخْتارَهُ اللَّهُ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى بَناتِ السَّيّدِ الْمُصْطَفى السَّلامُ عَلى بَناتِ النَّبِيّ الْمُجْتَبى السَّلامُ عَلى بَناتِ مَنِ اصْطَفَاهُ اللَّهُ فِي السَّماءِ، وَفَضَّلَهُ عَلى جَمِيعِ الْبَرِيَّةِ وَالْوَرى السَّلامُ عَلى ذُرّيَّةِ السَّيّدِ الْجَلِيلِ، مِنْ نَسْلِ إِسْماعِيلَ، وَسُلالَةِ إِبْراهِيمَ الْخَلِيلِ، السَّلامُ عَلى بَناتِ

ص: 231

النَّبِيّ الرَّسُولِ، السَّلامُ عَلى أَخَواتِ فاطِمَةَ الزَّهْراءَ الْبَتُولِ، السَّلامُ عَلَى الذُّرّيَّةِ الطَّيّبَةِ الطاهِرَةِ، وَالْعِتْرَةِ الزَّاكِيَةِ الزَّاهِرَةِ، بَناتِ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَسَيّدِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرسَلِينَ، وَخِيَرَةِ رَسُولِ اللَّهِ أَجْمَعِينَ، السَّلامُ عَلَى الذُّرّيَّةِ الطاهِرَةِ الزَّاكِيَةِ، وَالْعِتْرَةِ الْمُصْطَفَوِيَّةِ، السَّلامُ عَلى زَيْنَبَ وَأُمِّ كُلْثُومَ وَرُقَيَّةَ، السَّلامُ عَلَى الشَّرِيفاتِ الْأَحْسابِ، وَالطاهِراتِ الْأَنْسابِ، السَّلامُ عَلى بَناتِ الْآباءِ الْأَعاظِمِ، وَسُلالَةِ الْأَجْدادِ الْأَكارِمِ الْأَفاخِمِ، عَبْدِالْمُطَلّبِ وَعَبْدِمَنافٍ وَهاشِمٍ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.»

زيارة زوجات الرسول صلى الله عليه و آله

نساء الرسول الطاهرات ذات الدرجات الرفيعة، مدفونات في البقيع. ولَقَّب القرآن الكريم زوجات

ص: 232

الرسول صلى الله عليه و آله بأُمّهات المؤمنين، وأوجب حرمتهن.

السَّلامُ عَلَيْكُنَّ يا زَوْجاتِ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُنَّ يا زَوْجاتِ نَبِيِّ اللَّهِ، أُمَّهاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اللَّهُمَّ ارْضِ عَنْهُنَّ، وَارْفَعْ دَرَجاتِهِنَّ، وَأَكْرِمْ مَقامَهُنَّ، وَأَجْزِلْ ثَوابَهُنَّ، آمِينَ يا رَبَّ الْعالَمِينَ.

زيارة عقيل بن أبي طالب وعبد اللَّه بن جعفر الطيّار عليه السلام

عقيل وجعفر الطيّار أخوا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وعبد اللَّه بن جعفر الطيّار، زوج زينب بنت عليّ عليه السلام. ويقع قبرا عقيل وعبد اللَّه بن جعفر في البقيع، وقُل في زيارتهما:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَنا يا عَقِيلَ بْنَ أَبِي طالِبٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ

ص: 233

عَمِّ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَمِّ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَمِّ الْمُصْطَفى السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَخا عَلِيٍّ الْمُرْتَضى السَّلامُ عَلى عَبْدِاللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الطَّيارِ فِي الْجِنانِ، وَعَلى مَنْ حَوْلَكُما مِنْ أَصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ تَعالى عَنْكُمْ وَأَرْضاكُمْ أَحْسَنَ الرِّضا، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَكُمْ وَمَسْكَنَكُمْ وَمَحَلَّكُمْ وَمَأْواكُمْ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَركاتُهُ.

زيارة إبراهيم بن الرسول صلى الله عليه و آله

تُوفّي إبراهيم بن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهو طفل، فأدخل فقده الحزن إلى قلب الرسول صلى الله عليه و آله ودمعت عيناه من أجله، وقال صلى الله عليه و آله: «تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلّا ما يرضي ربّنا، وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون». (1)


1- بحار الأنوار، 16/ 235/ 35 و 77: 142/ 1.

ص: 234

وقد دُفن الابن الذي كان يكنّ له الرسول صلى الله عليه و آله حبّاً شديداً، في البقيع. ولزيارته قف بالقرب من قبره، وقُل:

«السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى صَفِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى نَجِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، سَيّدِ الْأَنْبِياءِ وَخاتَمِ الْمُرْسَلِينَ، وَخِيَرَةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ فِي أَرْضِهِ وَسَمائِهِ، السَّلامُ عَلى جَمِيعِ أَنْبِيائِهِ وَرُسُلِهِ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَداءِ وَالسُّعَداءِ وَالصالِحِينَ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِاللَّهِ الصالِحِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُهَا الرُّوحُ الزّاكِيَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الشَّرِيفَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُهَا السُّلالَةُ الطاهِرَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُهَا النَّسَمَةُ الزَّاكِيَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَيْرِ الْوَرى السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ النَّبِيّ الْمُجْتَبى السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْمَبْعُوثِ إِلى كافَّةِ الْوَرى السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْبَشِيرِ

ص: 235

النَّذِيرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ السِّراجِ الْمُنِيرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْمُؤَيَّدِ بِالْقُرْآنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْمُرْسَلِ إِلَى الْإِنْسِ وَالْجانِّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ صاحِبِ الرَّايَةِ وَالْعَلامَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الشَّفِيعِ يَوْمَ الْقِيامَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ مَنْ حَباهُ اللَّهُ بِالْكَرامَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَد اخْتارَ اللَّهُ لَكَ دارَ إِنْعامِهِ قَبْلَ أَنْ يَكْتُبَ عَلَيْكَ أَحْكامَهُ، أَوْ يُكَلّفَكَ حَلالَهُ وَحَرامَهُ، فَنَقَلَكَ إِلَيْهِ طَيّباً زاكِياً مَرْضِيّاً طاهِراً مِنْ كُلِّ نَجَسٍ، مُقَدَّساً مِنْ كُلِّ دَنَسٍ، وَبَوَّأَكَ جَنَّةَ الْمَأْوى وَرَفَعَكَ إِلَى الدَّرَجاتِ الْعُلى وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ صَلاةً تَقَرُّ بِها عَيْنُ رَسُولِهِ، وَتُبَلّغُهُ أَكْبَرَ مَأْمُولِهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَفْضَلَ صَلَواتِكَ وَأَزْكاها، وَأَنْمى بَرَكاتِكَ وَأَوْفاها، عَلى رَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَعَلى مَنْ نَسَلَ مِنْ أَوْلادِهِ

ص: 236

الطَّيّبِينَ، وَعَلى مَنْ خَلَّفَ مِنْ عِتْرَتِهِ الطاهِرِينَ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَ لُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ صَفِيِّكَ، وَإِبْراهِيمَ نَجْلِ نَبِيِّكَ أَنْ تَجْعَلَ سَعْيِي بِهِمْ مَشْكُوراً، وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً، وَحَياتِي بِهِمْ سَعِيدَةً، وَعاقِبَتِي بِهِمْ حَمِيدَةً، وَحَوائِجِي بِهِمْ مَقْضِيَّةً، وَأَفْعالِي بِهِمْ مَرْضِيَّةً، وَأُمُورِي بِهِمْ مَسْعُودَةً، وَشُؤُونِي بِهِمْ مَحْمُودَةً، اللَّهُمَّ وَأَحْسِنْ لِيَ التَّوْفِيقَ، وَنَفِّسْ عَنّي كُلَّ هَمٍّ وَضِيقٍ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي عِقابَكَ، وَامْنَحْنِي ثَوابَكَ، وَأَسْكِنّي جِنانَكَ، وَارْزُقْنِي رِضْوانَكَ وَأَمانَكَ، وَأَشْرِكْ لِي فِي صالِحِ دُعائِي والِدَيَّ وَوُلْدِي وَجَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ، الْأَحْياءَ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتَ، إِنَّكَ وَلِيُّ الْباقِياتِ الصالِحاتِ، آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ.

ثمّ اسأل حاجاتك وصلّ ركعتي الزيارة وفي هذا العصر ينبغي أن تصلّي في مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله.

زيارة شهداء واقعة الحَرَّة وشهداء أُحد في البقيع

ص:237

للبقيع تاريخ مفصّل، ويضمّ قبور الكثير من الشخصيّات الطاهرة والمجاهدة، ومن بينهم جرحى معركة أُحد الذين تُوفّوا في المدينة.

ومدفون في البقيع أيضاً شهداء واقعة الحرّة، فبعد واقعة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره، ثار أهل المدينة ضدّ الأمويّين، وخلعوا الوالي الأموي، فأرسل يزيد الألوف من جنوده إلى المدينة، وأباح لهم أرواح المسلمين وأموالهم وأعراضهم مدّة ثلاثة أيّام، وقد قُتل في تلك المجزرة الرهيبة ألوف المسلمين، كان من بينهم ثمانون صحابياً وسبعمائة من أبناء المهاجرين والأنصار، وعُرفت هذه الحادثة ب «واقعة الحرّة».

ص: 238

وقُل في زيارة قبور شهداء واقعة الحَرَّة وأُحد:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا شُهداءُ يا سُعَداءُ يا نُجَباءُ يا نُقَباءُ يا أَهْلَ الصّدْقِ وَالْوَفاءِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا شُهَداءُ كافَّةً عامَّةً وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَركاتُهُ.

زيارة إسماعيل بن الإمام الصادق عليه السلام

إسماعيل الابن الأكبر للإمام الصادق عليه السلام، وقد اعتقد بعض الشيعة بعد وفاة الإمام الصادق عليه السلام بإمامته، فعُرفوا بالإسماعيليّة، رغم أنّ إسماعيل نفسه كان يعتقد بإمامة أخيه موسى الكاظم عليه السلام. وفي زيارة إسماعيل قُل:

ص: 239

السَّلامُ عَلى جَدِّكَ الْمُصْطَفى السَّلامُ عَلى أَبِيكَ الْمُرتَضَى الرِّضا، السَّلامُ عَلَى السَيّدَيْنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَينِ، السَّلامُ عَلى خَدِيجَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أُمّ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ أُمِّ الْأَئِمَّةِ الطاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَى النُّفُوسِ الْفاخِرَةِ، بُحُورِ الْعُلُومِ الزّاخِرَةِ، شُفَعائِي فِي الْآخِرَةِ، وَأَوْلِيائِى عِنْدَ عَوْدِ الرُّوحِ إِلَى الْعِظامِ النَّخِرَةِ، أَئِمَّةِ الْخَلْقِ وَوُلاةِ الْحَقِّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّخْصُ الشَّريِفُ، إِسْماعِيلُ بنُ مَوْلانا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصادِقِ الطاهِرِ الْكَرِيمِ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَمُصْطَفاهُ، وَأَنَّ عَلِيّاً وَلِيُّهُ وَمُجْتَباهُ، وَأَنَّ الْإِمامَةَ فِي وُلْدِهِ إِلى يَوْمِ الدّينِ، نَعْلَمُ ذلِكَ عِلْمَ الْيَقِينِ، وَنَحْنُ لِذلِكَ مُعْتَقِدُونَ، وَفِي نَصْرِهِمْ مُجْتَهِدُونَ.

زيارة حليمة السعديّة

ص:240

حليمة السعديّة هي مرضعة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وقد أخذت الرسول وهو رضيع من جدّه عبدالمطلّب وذهبت به إلى قبيلتها خارج مكّة، فراحت ترضعه، وأخذ الرسول صلى الله عليه و آله يترعرع في حجرها. كانت امرأة عطوف وحنون، وتفتخر أنّها احتضنت الرسول صلى الله عليه و آله، وكان الرسول صلى الله عليه و آله يكنّ لها الاحترام والحبّ.

وفي زيارة هذه المرأة العظيمة، قُل:

السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّ صَفِيّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّ الْمُصْطَفى السَّلامُ عَلَيْكِ يا مُرْضِعَةَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّةِ، فَرَضِيَ

ص: 241

اللَّهُ تَعالى عَنْكِ وَأَرْضاكِ، وَجَعَلَ الجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَ مَأْواكِ، وَرَحمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

زيارة عمّات الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله

صفيّة وعاتكة ابنتا عبد المطلّب وعمّتا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وأُمّ البنين- أمّ أبي الفضل العباس- مدفونات في البقيع وقبورهنّ متجاورة. وصفيّة امرأة شجاعة ذات كمال وأدب وشاعرة، أسلمت في بداية الدعوة الإسلامية وبايعت الرسول صلى الله عليه و آله، وهاجرت إلى المدينة، وشهدت معركتي أُحد والخندق، وتوفّيت في عام 20 للهجرة عن 73 عاماً. وكانت عاتكة امرأة مؤمنة، وفي مستوى صحابة الرسول صلى الله عليه و آله، وهاجرت مع المسلمين إلى المدينة. وعند زيارة عمّتي الرسول «صفيّة وعاتكة»، فقُل:

ص: 242

السَّلامُ عَلَيْكُما يا عَمَّتَيْ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا عَمَّتَيْ نَبِيِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا عَمَّتَيْ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا عَمَّتَيِ الْمُصْطَفى رَضِيَ اللَّهُ تَعالى عَنْكُما وَجَعَلَ الجَنَّةَ مَنْزِلَكُما وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَركاتُهُ.

زيارة أُمّ البنين «أُمّ العباس عليه السلام»

أُمّ البنين هي فاطمة بنت حزام، وهي امرأة كيّسة وشجاعة وعارفة وفاضلة وشريفة ومخلصة، تزوّج منها الإمام عليّ عليه السلام بعد وفاة الزهراءعليها السَّلام، وكان له منها أربعة أولاد؛ هم: العبّاس وعبد اللَّه وجعفر وعثمان، وقد قاتلوا إلى جانب الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء واستشهدوا بين يديه. فأقامت أُمّ البنين مأتماً في المدينة لشهداء كربلاء وشهدائها الأربعة، ورثتهم

ص: 243

بالشعر، وكانت ممّن أحيا ذكرى كربلاء وشهدائها. وفي زيارة أُمّ البنين عليها السَّلام، قُل:

السَّلامُ عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ وَلِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ أَمِيرِالمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّ الْبَنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّ الْعَباسِ ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ تَعالى عَنْكِ، وَجَعَلَ الجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَمَأْويكِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَركاتُهُ.

زيارة أهل القبور

السَّلامُ عَلى أَهْلِ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، مِنْ أَهْلِ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، يا أَهْلَ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، بِحَقِّ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، كَيْفَ وَجَدْتُمْ قَوْلَ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، مِنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، يا لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، بِحَقِّ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، اغْفِرْ لِمَنْ قالَ لا إِلهَ إِلَّااللَّهُ، وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَةِ مَنْ قالَ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، عَلِيٌّ وَلِيُّ اللَّهِ.

ص: 244

ورُوي عن عليّ عليه السلام: «أنّ مَن دخل المقابر وزارها أعطاه اللَّه سبحانه وتعالى ثواب عبادة خمسين سنة، وكفّر عنه وعن أبويه سيّئات خمسين سنة». (1)

ورُوي عن الرسول صلى الله عليه و آله: «أنّ مَن قَرأَ «إنّا أنزلناهُ» على قَبرِ مؤمنٍ سبعَ مرّاتٍ، بعثَ اللَّهُ إليهِ ملكاً يعبدُ اللَّهَ عندَ قَبرهِ ويكتب للميّتِ ثواب ما يعمل ذلك الملكُ، فإذا بعثه اللَّه من قبرهِ لمْ يمرّ على هَولٍ إلّا صَرَفَهُ اللَّهُ عنهُ بذلكَ الملكِ حَتّى يُدخله اللَّهُ الجنّةَ». (2)

زيارة عبد اللَّه بن عبد المطلّب عليه السلام

والد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله

تُوفّي والد الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله عند رجوعه من رحلته إلى الشام، والرسول صلى الله عليه و آله لم يُولَد بعد. وقبره


1- بحار الأنوار، 102: 300/ 31.
2- بحار الأنوار، 102: 298/ 17.

ص: 245

بالقرب من السوق السابق، ويقع حالياً أمام باب السلام في محلّ المصلّى تقريباً. وقُل في زيارته:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُسْتَوْدَعَ نُورِ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا والِدَ خاتَمِ الْأَنْبِياءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنِ انْتَهَتْ إِلَيْهِ الْوَدِيعَةُ وَالْأَمانَةُ الْمَنِيعَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ أَوْدَعَ اللَّهُ فِي صُلْبِهِ الطَّيِّبِ الطاهِرِ الْمَكِينِ نُورَ رَسُولِ اللَّهِ الصادِقِ الْأَمِينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا والِدَ سَيِّدِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَليِنَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ حَفِظْتَ الْوَصِيَّةَ، وَأَدَّيْتَ الْأَمانَةَ عَنْ رَبِّ الْعالَمِينَ فِي رَسُولِهِ، وَكُنْتَ فِي دِينِكَ عَلى يَقيِنٍ، وَأَشهَدُ أَنَّكَ اتَّبَعْتَ دِينَ اللَّهِ عَلى مِنْهاجِ جَدِّكَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ فِي حَياتِكَ وَبَعْدَ وَفاتِكَ، عَلى مَرْضاةِ اللَّهِ فِي رَسُولِهِ، وَأَقْرَرْتَ وَصَدَّقْتَ بِنُبُوَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى

ص: 246

اللَّهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَوَلايَةِ أَمِيرِالمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَالْأَئِمَّةِالطاهِرِينَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ حَيّاً وَمَيِّتاً، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَركاتُهُ.

زيارة حمزة سيّد الشهداء

فضيلة زيارة حمزة وبقية شهداء أُحد

قال فخر المحقّقين في الرسالة الفخرية: يُستحبّ زيارة حمزة (رض) وباقي الشهداء بأُحد لما رُوي عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: من زارني ولم يزر عمّي حمزة فقد جفاني». (1)

وقال الشيخ المفيدقدَّس سرَّه: كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قد أمر في حياته بزيارة قبر حمزة (رض) وكان يلمّ به وبالشهداء، ولم تزل فاطمة عليها السلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و آله تغدو إلى قبره وتروح والمسلمون يثابرون على زيارته


1- مستدرك وسائل الشيعة 10: 198/ 11839.

ص: 247

وملازمة قبره. (1)

وجاء في الروايات أنّ الزهراء عليها السلام قد عاشت بعد أبيها 75 يوماً ولم تُشاهَد مبتسمة، وكانت تخرج يومي الاثنين والخميس من كلّ أسبوع بعد وفاة أبيها إلى زيارة قبور الشهداء وتقول: «كان هنا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وكان هنا المشركون». (2) وفي قول آخر: كانت تصلّي وتدعو هناك. (3)

وعدد شهداء أُحد سبعون شهيداً، ومن بينهم حمزة (رض) وعبد اللَّه بن جحش ومصعب بن عُمير وعمّارة بن زياد وشمّاس بن عثمان.

فإذا ذهبت لزيارة حمزة، فاقترب من قبره وقُل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ،


1- الفصول المختارة: 131.
2- الكافي 3: 328/ 3 و 4: 561/ 3.
3- الكافي 4: 561/ 3.

ص: 248

السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ الشُّهَداءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَسَدَاللَّهِ وَأَسَدَ رَسُولِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ، وَنَصَحْتَ رَسُولَ اللَّهِ، وَكُنْتَ فِيما عِنْدَ اللَّهِ سُبْحانَهُ راغِباً، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمّي، أَتَيْتُكَ مُتَقَرّباً إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِزِيارَتِكَ، وَمُتَقَرّباً إِلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِذلِكَ، راغِباً إِلَيْكَ فِي الشَّفاعَةِ، أَبْتَغِي بِزِيارَتِكَ خَلاصَ نَفْسِي مَتَعَوّذاً بِكَ مِنْ نارٍ اسْتَحَقَّها مِثْلِي بِما جَنَيْتُ عَلى نَفْسي، هارِباً مِنْ ذُنُوبِي الَّتِي احْتَطَبْتُها عَلى ظَهْرِي، فَزِعاً إِلَيْكَ رَجاءَ رَحْمَةِ رَبّي، أَتَيْتُكَ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ، طالِباً فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النارِ، وَقَدْ أَوْقَرَتْ ظَهْرِي ذُنُوبِي، وَأَتَيْتُ ما أَسْخَطَ رَبّي، وَلَمْ أَجِدْ أَحَداً أَفْزَعُ إِلَيْهِ خَيْراً لِي مِنْكُمْ أَهْلَ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، فَكُنْ لِي شَفِيعاً يَوْمَ فَقْرِي وَحاجَتِي، فَقَدْ سِرْتُ إِلَيْكَ مَحْزُوناً، وَأَتَيْتُكَ مَكْرُوباً، وَسَكَبْتُ عَبْرَتِي

ص: 249

عِنْدَكَ باكِياً، وَصِرْتُ إِلَيْكَ مُفْرَداً، وَأَنْتَ مِمَّنْ أَمَرَنِيَ اللَّهُ بِصِلَتِهِ، وَحَثَّنِي عَلى بِرّهِ، وَدَلَّنِي عَلى فَضْلِهِ، وَهَدانِي لِحُبّهِ، وَرَغَّبَنِي فِي الْوِفادَةِ إِلَيْهِ، وَأَلْهَمَنِي طَلَبَ الْحَوائِجِ عِنْدَهُ، أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتٍ لا يَشْقى مَنْ تَوَلَّاكُمْ، وَلايَخِيبُ مَنْ أَتاكُمْ، وَلايَخْسَرُ مَنْ يَهْواكُمْ، وَلا يَسْعَدُ مَنْ عاديكُمْ.

ثمّ استقبل القبلة وقُل:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ إِنّي تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِكَ بِلُزُومِي لِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، لِيُجِيرَنِي مِنْ نِقْمَتِكَ وَسَخَطِكَ وَمَقْتِكَ فِي يَوْمٍ تَكْثُرُ فِيهِ الْأَصْواتُ، وَتَشْغَلُ كُلُّ نَفْسٍ بِما قَدَّمَتْ، وَتُجادِلُ عَنْ نَفْسِها، فَإِنْ تَرْحَمْنِي الْيَوْمَ فَلا خَوْفَ عَلَيَّ وَلاحُزْنَ، وَإِنْ تُعاقِبْ فَمَوْلىً لَهُ الْقُدْرَةُ عَلى عَبْدِهِ، وَلاتُخَيِّبْنِي بَعْدَ الْيَوْمِ، وَلاتَصْرِفْنِي بِغَيْرِ حاجَتِي، فَقَدْ لَصِقْتُ بِقَبْرِ

ص: 250

عَمِّ نَبِيِّكَ، وَتَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَرَجاءَ رَحْمَتِكَ، فَتَقَبَّلْ مِنّي، وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلِي، وَبِرَأْفَتِكَ عَلى جِنايَةِ نَفْسِي، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِي، وَما أَخافُ أَنْ تَظْلِمَنِي، وَلكِنْ أَخافُ سُوءَ الْحِسابِ، فَانْظُرِ الْيَوْمَ تَقَلُّبِي عَلى قَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ، فَبِهِما فُكَّنِي مِنَ النارِ، وَلاتُخَيِّبْ سَعْيِي، وَلا يَهُونَنَّ عَلَيْكَ ابْتِهالِي، وَلاتَحْجُبَنَّ عَنْكَ صَوْتِي، وَلاتَقْلِبْنِي بِغَيْرِ حَوائِجِي، يا غِياثَ كُلّ مَكْرُوبٍ وَمَحْزُونٍ، وَيا مُفَرّجاً عَنِ الْمَلْهُوفِ الْحَيْرانِ الْغَرِيقِ الْمُشْرِفِ عَلَى الْهَلَكَةِ، فَصَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْظُرْ إِلَيَّ نَظْرَةً لا أَشْقى بَعْدَها ابَداً، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَعَبْرَتِي وَانْفِرادِي، فَقَدْ رَجَوْتُ رِضاكَ، وَتَحَرَّيْتُ الْخَيْرَ الَّذِي لايُعْطِيهِ أَحَدٌ سِواكَ، فَلا تَرُدَّ أَمَلِي، الَلّهُمَّ إِنْ تُعاقِبْ فَمَوْلىً لَهُ الْقُدْرَةُ عَلى عَبْدِهِ وَجَزائِهِ بِسُوءِ فِعْلِهِ، فَلا أَخِيبَنَّ الْيَوْمَ،

ص: 251

وَلاتَصْرِفْنِي بِغَيْرِ حاجَتِي، وَلاتُخَيّبَنَّ شُخُوصِي وَوِفادَتِي، فَقَدْ أَنْفَدْتُ نَفَقَتِي، وَأَتْعَبْتُ بَدَنِي، وَقَطَعْتُ الْمَفازاتِ، وَخَلَّفْتُ الْأَهْلَ وَالْمالَ وَما خَوَّلْتَنِي، وَأَثَرْتُ ما عِنْدَكَ عَلى نَفْسِي، وَلُذْتُ بِقَبْرِ عَمّ نَبِيّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَتَقَرَّبْتُ بِهِ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ، فَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلِي، وَبِرَأْفَتِكَ عَلى ذَنْبِي، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِي، بِرَحْمَتِكَ يا كَريِمُ يا كَريِمُ.

زيارة شهداء أُحد

في العام الثالث للهجرة نشبت حرب شمالي المدينة عند سفح جبل أُحد بين المسلمين والكفّار، وقد انتصر المسلمون أوّل الأمر، إلّا أنّ عدم انصياع البعض لأوامر الرسول صلى الله عليه و آله، أُخذ المسلمون على حين غرّة، فاستشهد ما يربو على سبعين منهم كان من بينهم حمزة

ص: 252

سيّد الشهداء.

وقُل في زيارة شهداء معركة أُحد المدفونين هناك أيضاً:

السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى نَبِيِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِبْنِ عَبْدِاللَّهِ، السَّلامُ عَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الشُّهَداءُ الْمُؤْمِنُونَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَهْلَ بَيْتِ الْإِيمانِ وَالتَّوْحِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ دِينِ اللَّهِ وَأَنْصارَ رَسُولِهِ، عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ، أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ اخْتارَكُمْ لِدِينِهِ، وَاصْطَفاكُمْ لِرَسُولِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ جاهَدْتُمْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَذَبَبْتُمْ عَنْ دِينِ اللَّهِ وَعَنْ نَبِيّهِ، وَجُدْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ دُونَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قُتِلْتُمْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ اللَّهِ، فَجَزاكُمُ اللَّهُ عَنْ نَبِيّهِ وَعَنِ الْإِسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الْجَزاءِ، وَعَرَّفَنا

ص: 253

وُجُوهَكُمْ فِي مَحَلِّ رِضْوانِهِ وَمَوْضِعِ إِكْرامِهِ مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقِينَ وَالشُّهَداءِ والصالِحِينَ، وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ حِزْبُ اللَّهِ، وَأَنَّ مَنْ حارَبَكُمْ فَقَدْ حارَبَ اللَّهَ، وَأَنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ الْفائِزِينَ، الَّذِينَهُمْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَعَلى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالناسِ أَجْمَعِينَ، أَتَيْتُكُمْ يا أَهْلَ التَّوْحِيدِ زائِراً وَبِحَقّكُمْ عارِفاً، وَبِزِيارَتِكُمْ إِلَى اللَّهِ مُتَقَرّباً، وَبِما سَبَقَ مِنْ شَرِيفِ الْأَعْمالِ وَمَرْضِيّ الْأَفْعالِ عالِماً، فَعَلَيْكُمْ سَلامُ اللَّهِ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكاتُهُ، وَعَلى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَغَضَبُهُ وَسَخَطُهُ، الَلَّهُمَّ انْفَعْنِي بِزِيارَتِهِمْ، وَثَبِّتْنِي عَلى قَصْدِهِمْ، وَتَوَفَّنِي عَلى ما تَوَفَّيْتَهُمْ عَلَيْهِ، وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فِي مُسْتَقَرّ دارِ رَحْمَتِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ لَنا فَرَطٌ، وَنَحْنُ بِكُمْ لاحِقُونَ.

ثمّ إقرأ سورة القدر ما تمكّنت.

ص: 254

وقال بعض العلماء: صلّ لكلّ شهيد ركعتي الزيارة، ومن المناسب الذهاب إلى أقرب مسجد وإِتيان صلاة الزيارة بقصد رجاء المطلوبيّة والثواب.

زيارة وداع الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله

إذا أردت الخروج من المدينة فاغتسل وامض إلى قبر النبي صلى الله عليه و آله، واعمل ما كنت تعمله من مراسم الزيارة والدعاء، ثمّ ودّعه وقُل:

«السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، أَسْتَودِعُكَ اللَّهَ وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَءُ عَلَيْكَ السَّلامَ، آمَنْتُ باللَّهِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيهِ، اللَّهُمَّ لاتَجْعَلهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَةِ قَبْر نَبِيّكَ، فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذلِكَ فَإِنّي أَشْهَدُ فِي مَماتِي عَلى ما شَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي، أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ»

ص: 255

وقال الصادق عليه السلام ليونس بن يعقوب: «قُل في وداع النبيّ صلى الله عليه و آله: «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ، السَّلامُ، عَلَيْكَ، لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ»

و هناك شكل آخر: إذا أردت الخروج من المدينة المنوّرة، اغتسل بعد إتمام كافّة الأعمال، والبس أطهر ثيابك، وتشرّف بزيارة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وزره بالطريقة التي ذكرناها من قبل، ثمّ ودّعه قائلًا:

السَّلامُ، عَلَيْكَ، يا رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ، عَلَيْكَ أَيُّهَا الْبَشِيرُ النَّذِيرُ، السَّلامُ، عَلَيْكَ أَيُّهَا السِّراجُ الْمُنِيرُ، السَّلامُ، عَلَيْكَ أَيُّهَا السَّفِيرُ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ، أَشْهَدُ يا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلابِ الشامِخَةِ وَالْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِهَا، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِماتِ ثِيابِها، وَأَشْهَدُ يا رَسُولَ اللَّهِ أَنّي مُؤْمِنٌ بِكَ وَبِالْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ

ص: 256

بَيْتِكَ، مُوقِنٌ بِجَمِيعِ ما أَتَيْتَ بِهِ، راضٍ مُؤْمِنٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ أَعْلامُ الْهُدى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنيا، اللَّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ نَبِيّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي فإِنّي أَشْهَدُ فِي مَماتِي عَلى ما أَشْهَدُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي، أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ أَوْلِياؤُكَ وَأَنْصارُكَ وَحُجَجُكَ عَلى خَلْقِكَ، وَخُلَفاؤُكَ فِي عبادِكَ وَأَعْلامُكَ فِي بِلادِكَ، وَخُزَّانُ عِلْمِكَ، وَحَفَظَةُ سِرّكَ، وَتراجِمَةُ وَحْيِكَ، اللَّهُمَّ صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبَلِّغْ رُوحَ نَبِيّكَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، فِي ساعَتِي هذِهِ وَفِي كُلّ ساعَةٍ تَحِيَّةً مِنّي وَسَلاماً، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

وقُل: اللَّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ قَبْرِ نَبِيّكَ،

ص: 257

فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذلِكَ، فَإِنّي أَشْهَدُ فِي مَماتِي عَلى ما أَشْهَدُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي، أَنْ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأَنَّكَ قَدِاخْتَرْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ، ثُمَّ اخْتَرْتَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ الْأَئِمَّةَ الطاهِرِينَ، الَّذِينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيرًا، فَاحْشُرْنا مَعَهُمْ، وَفِي زُمْرَتِهِمُ، وَتَحْتَ لِوائِهِمْ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ، لاجَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ.

زيارة وداع أئمة البقيع عليهم السلام

قال المرحوم الشيخ الطوسي والسيّد ابن طاوُس: إذا أردت وداع أئمّة البقيع، فقُل:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الْهُدى وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ وَأَقْرَءُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ، آمَنا باللَّهِ

ص: 258

وَبالرَّسُولِ وَبِما جِئْتُم بِهِ وَدَلَلْتُمْ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ فَاكتُبْنا مَعَ الشاهِدِينَ.

ثمّ ادعُ كثيراً واسأل اللَّه أن يقسم لك مرّة أخرى زيارتهم، وأن لا يكون هذا العهد آخر عهد، ولا هذه الزيارة آخر زيارة لك.

ص: 259

محلّ إلصاق نقشه مسجد النبي

القسم الثاني من الفصل الثاني:

المساجد والأماكن المباركة في المدينة المنوّرة

ص:260

ص:261

المساجد والأماكن المباركة في المدينة المنوّرة

تزخر المدينة المنوّرة بالآثار والأبنية الإسلاميّة المقدّسة، وهي من الكثرة بحيث إنّ التحدّث عنها وبيان خصوصيّاتها بحاجة إلى كتاب مستقلّ، ونظراً لقيام معاونية شؤون التعليم والبحوث في بعثة الحجّ الإيرانيّة بإعداد كتب في هذا المجال فقد انصرفنا عن التحدّث عن هذه الأماكن في كتاب الأدعية والزيارات، واكتفينا بذكر أسمائها ومستحبّات بعضها:

1- مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله: شُيّد هذا المسجد على يد الرسول صلى الله عليه و آله وبمساعدة المسلمين في صدر الإسلام،

ص: 262

كان طوله في زمن الرسول صلى الله عليه و آله من الشمال إلى الجنوب 35 م، وعرضه من الشرق إلى الغرب 30 م، ويقوم على عشرة أعمدة هي عبارة عن جذوع النخيل، وفي العام السابع للهجرة وبعد فتح خيبر وسّع الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله المسجد. والأماكن المقدسة والمهمّة في هذا المسجد هي:

أ- الحُجرة المطهّرة: وطول حجرة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله ستّة عشر متراً، وعرضها خمسة عشر متراً، وتقع القبّة الخضراء فوق هذه الحجرة.

ب- منبر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: في العام الخامس للهجرة صُنع للرسول منبر ذو ثلاث درجات، وكان الرسول صلى الله عليه و آله يجلس على الدرجة الثالثة عندما يتحدّث للناس.

ج- المحراب: لم يكن لمسجد النبيّ محراب في زمن الرسول صلى الله عليه و آله والخلفاء، وقد بُني له محراب في عهد عمر بن عبد العزيز في محلّ صلاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وهو

ص: 263

يُعرف اليوم بمحراب النبيّ.

د- الروضة المنوّرة.

ه-- أساطين المسجد: وتُعرف بأبي لبابة، والحنّانة، والمهاجرين، والسرير، والمخلّقة.

و- مقام جبرائيل.

ز- محلّ أصحاب الصفّة.

ح- محراب التهجّد.

ط- بيت فاطمةعليها السَّلام.

2- مقبرة البقيع: مدفون فيها أربعة أئمة معصومين هم: الإمام الحسن المجتبى، والإمام زين العابدين، والإمام محمّد الباقر، والإمام جعفر الصادق عليهم السلام، وتضمّ أيضاً قبور كثير من الصحابة، وزوجات الرسول، وبناته، وابنه إبراهيم، وعدد غفير من الرجال والنساء ممّن عُرفوا بالفضل في صدر الإسلام.

3- مسجد قُبا: أوّل مسجد أُسّس في المدينة على

ص: 264

التقوى من قبل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

4- مَشرَبة أُمّ إبراهيم ومسجد الفضيخ أو ردّ الشمس: بالقرب من مسجد قُبا.

5- مسجد المأة: ويقع بين قُبا والمدينة.

6- مقبرة أُحد: وفيها قبر حمزة سيّدالشهداء وقبور سائر شهداء معركة أُحد.

7- مسجد العسكر ومسجد ثنايا رسول اللَّه: في أُحد.

8- المساجد السبعة: وهي مُشادة في مكان وقوع حرب الأحزاب، وهي:

أ- مسجد الفتح.

ب- مسجد عليّ عليه السلام.

ج- مسجد سلمان.

د- مسجد فاطمة عليها السلام

ه-- مسجد أبي بكر.

ص: 265

و- مسجد عمر.

9- مسجد «ذو القبلتين»: وفي هذا المسجد تغيّرت القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة.

10- مسجد الغمامة أو مصلّى النبيّ.

11- مسجد عليّ عليه السلام ومسجد الزهراء عليها السلام في المناخة، وهما مسجدان متقاربان.

12- مسجد المباهلة: وفيه خرج الرسول صلى الله عليه و آله مع عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام لمباهلة نصارى نجران.

13- مسجد الشجرة: وهو ميقات أهل المدينة وكلّ من يتوجّه إلى الحجّ منه.

14- المسجد المعرّس: وقد أُوصى بالتعريس والاستراحة والصلاة فيه.

15- محلّة بني هاشم: وكان فيها بيت الإمام السجاد والإمام الصادق- عليهماالسّلام- وذريّة

ص: 266

الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله، وقد خُرّبت هذه البيوت بعد توسيع الحرم.

16- وهناك مساجد أخرى وهي: مسجد أبي ذر، ومسجد النفس الزكيّة، ومسجد ظفر أو مسجد بني ظفر، ومسجد السُقيا، ومسجد المسيجد، ومسجد الغزالة أو مسجد المنصرف، ومسجد بني سالم، ومسجد بني قريظة، ومسجد الراية، و ...

ويُستحبّ صلاة ركعتي تحية المسجد في كلّ منها والدعاء فيها. ولبعض هذه الأماكن أعمال ومستحبّات خاصّة، نذكرها باختصار:

مستحبّات المدينة المنوّرة ومسجد النبيّ صلى الله عليه و آله

1- غُسل الدخول إلى المدينة ومسجد النبيّ وزيارة الرسول صلى الله عليه و آله وأئمّة البقيع عليهم السلام، ويمكن الغُسل غسلة واحدة بنية زيارة الجميع.

ص: 267

2- الإقامة في المدينة المنوّرة: ويقول صاحب الجواهر: ليس هناك اختلاف في استحباب السكن ومجاورة المدينة المنوّرة. ويؤكّد المرحوم الشهيد في دروسه على وجود إجماع على ذلك.

وينقل السمهودي عن مالك بن أنس- إمام المالكيّة- بأنّه سُئِل: هل الإقامة في المدينة أفضل عندك أم في مكّة؟ فقال: ولماذا لا تكون المدينة أحبّ وليس فيها مسلك إلّا ومرّ منه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وهبط جبرائيل من اللَّه عليه.

3- يُستحبّ الصيام ثلاثة أيّام في المدينة بقصد قضاء الحاجات، والأفضل صيام أيّام الأربعاء والخميس والجمعة، ويُستحبّ الصلاة ليلة الأربعاء عند أسطوانة أبي لبابة، وليلة ويوم الخميس عند الأسطوانة التي تقابلها، وليلة ويوم الجمعة عند الأسطوانة المجاورة لمحراب الرسول، واطلب حاجاتك من ربّ

ص: 268

العالمين في هذه الأماكن، واقرأ الدعاء الذي يُدعى به بعد زيارة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله.

4- يُستحبّ ختم القرآن في فترة الإقامة بالمدينة لا سيّما في مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله.

5- يُستحبّ التصدّق في المدينة بما تستطيع، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام- في حديث- قال: ... والمدينة حرم اللَّه وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين- صلوات اللَّه عليهما- الصّلاة فيها بعشرة آلاف صلاة، والدّرهم فيها بعشرة آلاف درهم. (1)

ولهذا ساعد إخوتك في الدين خاصّة السادة وذريّة الرسول صلى الله عليه و آله ولا تقصّر في ذلك.

6- راقب أعمالك وتصرّفاتك في المدينة، واغتنم الفرصة، وصلِّ ما استطعت، لا سيّما في مسجد النبيّ، فركعة الصلاة فيه تعدل ألف ركعة من الصلاة في غيره،


1- بحارالأنوار، ج 99: 242/ 10.

ص: 269

عدا المسجد الحرام، وأفضل مكان فيه للصلاة هي روضة الرسول صلى الله عليه و آله.

7- أكثِر من الصلاة على محمّد وآله عند دخول المسجد والخروج منه.

8- عند الدخول إلى المسجد، صلّ ركعتي تحية المسجد.

9- سلِّم على الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله نيابة عن والديك وإخوتك في الدين ومعاريفك.

10- صلِّ بعد الزيارة- ومثلما أُشير من قبل- ركعتي صلاة الزيارة واهدِ ثوابهما إلى الرسول صلى الله عليه و آله.

11- قف على مقربة من مرقد الرسول المطهّر، واحمد اللَّه واثنِ عليه ثمّ ادعُ.

12- صلّ وادع في مقام جبرائيل.

13- صلّ في محراب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، إن كان ذلك ممكناً.

ص: 270

14- لا ترفع صوتك في المسجد.

15- صلّ ركعتين وادعُ عند أسطوانة أبي لبابة (أسطوانة التوبة).

16- يُستحبّ الصلاة والدعاء في روضة الرسول المباركة، وفي بيت الزهراء، وإذا تعذّر ذلك، فمن الأفضل القيام بذلك في أقرب مكان منهما.

ومن الجدير بالذكر أنّ لكلّ من الروضة المباركة وأسطوانة التوبة ومقام جبرائيل دعاءً خاصّاً، وقد ذكرنا تلك الأدعية في هذا الكتاب بعد زيارة الرسول صلى الله عليه و آله.

مسجد قُبا

في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأوّل من العام الهجري الأوّل، دخل الرسول إلى قرية قبا في طريق هجرته من مكّة إلى المدينة، وهي تقع جنوبي المدينة وتبعد عنها خمسة كيلو مترات، وظلّ الرسول فيها حتّى

ص: 271

يوم الجمعة، أي لمدّة أربعة أيّام كي يتمكّن الإمام عليّ عليه السلام من إعادة الأمانات التي كانت عند الرسول صلى الله عليه و آله إلى أصحابها وإجراء بقية أوامره ومن ثمّ الالتحاق مع عائلة الرسول بالرسول صلى الله عليه و آله في قبا، وكذلك لإعطاء الفرصة لأهل المدينة لاستقبال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله. وخلال تلك الأيّام الأربعة أمر النبيّ صلى الله عليه و آله ببناء المسجد، وعمل فيه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ليرغِّبَ المسلمين في العمل فيه، فعمل فيه المهاجرون والأنصار ودأبوا فيه، فقال قائل من المسلمين:

لئن قعدنا والنبيُّ يَعْمَلُ لذاك منّا العملُ المضلِّل (1)

وعن ابن عباس وجماعة من المفسّرين: نزلت هذه الآية في شأن مسجد قبا: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ، فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ


1- بحار الأنوار 19: 124 ذ 9.

ص: 272

يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (1)

.وجُدّد بناء هذا المسجد عدّة مرّات ووُسِّع، وذلك للأهمية الفائقة التي يحظى بها لدى المسلمين، وكان الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله يزور هذا المسجد في كلّ يوم اثنين ويصلّي فيه، وورد عن الرسول صلى الله عليه و آله: «من أتى قبا فصلّى ركعتين، رجع بعمرة». (2) كما أكّد الإمام جعفر الصادق عليه السلام على البدء بمسجد قبا والإكثار من الصلاة فيه قبل زيارة المشاهد والمساجد الاخرى الواقعة في أطراف المدينة.

أعمال مسجد قبا

صلِّ عند الدخول إليه ركعتي تحيّة المسجد، ثمّ سبّح تسبيحات الزهراء عليها السلام، واقرأ الزيارة الجامعة الأولى، ثمّ


1- سورة التوبة، الآية 108؛ مجمع البيان، 3/ 73، ذيل الآية الشريفة.
2- بحار الأنوار 100: 222/ 20.

ص: 273

ادعُ، والأفضل أن تدعو بالدعاء التالي:

«اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ عَلى صَدْرِ نَبِيّكَ الْمُرْسَلِ: «لَمَسْجِدٌ أُسّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ اوَّلِ يَوْمٍ احَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ، فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهّرِينَ»، اللَّهُمَّ طَهّرْ قُلُوبَنا مِنَ النّفاقِ، وَأَعْمالَنا مِنَ الرّياء، وَفُرُوجَنا مِنَ الزّنا، وَأَلْسِنَتَنا مِنَ الْكِذْبِ وَالْغِيْبَةِ، وَأَعْيُنَنا مِنَ الْخِيانَةِ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ، رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْلَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ».

وكان خلف هذا المسجد منزل لعليّ عليه السلام، وأمامه بئر ماء عذب، ولم يبق لهما أثر حاليّاً. وقد رُوي أنّ خاتم الرسول صلى الله عليه و آله قد سقط في تلك البئر، فعرفت ب «بئر الخاتم»، وهي تُعرف أيضاً ب «بئر التفلة»، حيث قيل إنّ الرسول صلى الله عليه و آله قد تفل فيها فصار ماؤها عذباً وقد كان ملحاً أجاجاً. والنقطة الجديرة بالملاحظة هي أنّ فئة من

ص: 274

المنافقين قامت في العام الهجري التاسع بتشييد مسجد، عسى أن يتمكّنوا من خلاله الكيد بالإسلام والمسلمين، وطلب المنافقون من الرسول صلى الله عليه و آله افتتاح ذلك المسجد والصلاة فيه تبرّكاً، إلّا أنّ نزول الآية الشريفة:

«... وَالّذِينَ اتَّخذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً ...» (1)

قد فضح أغراض المنافقين، الأمر الذي دفع بالرسول صلى الله عليه و آله إلى إصدار أمر بتهديم المسجد.

مسجد «ذو القبلتين»

في يوم الخامس عشر من شهر رجب أو شعبان من العام الهجري الثاني (2) توجّه الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله إلى


1- التوبة: 107.
2- هذا هو القول المشهور، راجع السيرة لابن هشام 3/ 198؛ الطبقات لابن سعد 1/ 241- 243؛ الكامل في التاريخ لابن أثير 2/ 115؛ مجمع البيان 1/ 223.

ص: 275

قبيلة بني سالم في شمال غربي المدينة بناءً على دعوة تلقاها من أُم بشر بن البراء بن معرور، ولم يكد الرسول صلى الله عليه و آله يصلّي ركعتين من صلاة الظهر باتّجاه بيت المقدس، حتى جاء الأمر الإلهي بأن يولّى وجهه شطر المسجد الحرام، فأدار الرسول صلى الله عليه و آله وجهه وجاء ببقية صلاته باتّجاه الكعبة. ومنذ ذلك الحين أصبحت الكعبة المشرّفة القبلة الدائميّة للمسلمين. وعلى هذا الأساس سُمّي ذلك المسجد بمسجد «ذو القبلتين» أو مسجد القبلتين. ويقع هذا المسجد في الجانب الغربي من مسجد الفتح وعلى مقربة منه.

ومن الآيات الكريمة التي نزلت بهذه المناسبة هذه الآية الشريفة: «قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّماءِ فَلَنُوَلّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضيها فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ...». (1)


1- البقرة: 144.

ص: 276

وكان في هذا المسجد محرابان متقابلان: شمالي وجنوبي واحد باتّجاه بيت المقدس وآخر باتّجاه الكعبة، لكن وللأسف لم يبق سوى محراب واحد إثر توسيع المسجد في السنوات الأخيرة، وبذلك تكون قد مُحيت آثار ذلك الحدث العظيم.

ويُستحبّ الصلاة في هذا المسجد ركعتي تحيّة المسجد، ومن الأفضل قراءة الدعاء التالي بعد ذلك:

اللَّهُمَّ إِنَّ هذا مَسْجِدُ الْقِبْلَتَيْنِ، وَمُصَلّى نَبِيّنا وَحَبِيبِنا وَسَيّدِنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ عَلى صَدْرِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: «قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّماءِ فَلَنُوَلّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضيها فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ»، اللَّهُمَّ كَما بَلَّغْتَنا فِي الدُّنْيا زِيارَتَهُ وَمَآثِرَهُ الشَّرِيفَةَ، فَلا تُحْرِمْنا يا اللَّهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ فَضْلِ شَفاعَةِ مُحَمَّدٍ

ص: 277

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ وَتَحْتَ لِوائِهِ، وَأَمِتْنا عَلى مَحَبَّتِهِ وَسُنَّتِهِ، وَاسْقِنا مِنْ حَوْضِهِ الْمَوْرِدِ بِيَدِهِ الشَّرِيفَةِ، شَرْبَةً هَنِيئَةً مَرِيئَةً لا نَظْمَأُ بَعْدَها أَبَداً، إِنَّكَ عَلى كُلّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ.

مسجد الفتح (مسجد الأحزاب)

بمحاذاة سلسلة جبال السلع، تقع عدّة مساجد صغيرة تبيّن موقع حرب الأحزاب (الخندق). ويقال: إنّ جيش الإسلام كان يعسكر في تلك المنطقة. وقد شيّد على قمّة الجبل مسجد عُرِف بمسجد الفتح، وسبب هذه التسمية أنّ الرسول صلى الله عليه و آله قد دعا في هذا المكان لنصرة المسلمين، وبشّر اللَّه الرسول صلى الله عليه و آله بالفتح وانتصار جيش الإسلام في هذا المكان أيضاً.

وفي تلك المعركة قَتَل عليّ عليه السلام فارس العرب الشهير عمرو بن عبد ود العامري، وقيل: إنّ الرسول صلى الله عليه و آله قد قال

ص: 278

في حينها: «ضربة عليّ يوم الخندق خيرٌ من عبادة الثقلين». (1)

ويُستحبّ بعد أداء ركعتي صلاة تحيّة المسجد الدعاء بما يلي:

يا صَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ، وَيا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ، وَيا مُغِيْثَ الْمَهْمُومِينَ، اكْشِفْ عَنّي ضُرّي وَهَمّي وَكَرْبِي وَغَمّي، كَما كَشَفْتَ عَنْ نَبِيّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ هَمَّهُ، وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوّهِ، وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

وبالقرب من مسجد الفتح توجد عدّة مساجد صغيرة هي: مسجد عليّ، و مسجد فاطمة، ومسجد سلمان، ومسجد عمر، ومسجد أبي بكر. ومن المحبّذ صلاة ركعتي تحيّة المسجد في كلّ مسجد.

الدعاء في مسجد الإجابة


1- بحار الأنوار 39: 2/ 1.

ص:279

مسجد الإجابة هو مسجد المباهلة، حيث جرت في هذا المكان المباهلة بين الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله مع نصارى نجران في الرابع والعشرين من ذي الحجة.

وهو طبقاً لسنّة قديمة، لو تنازع شخصان أو فئتان في أمر ما، لجآ إلى المباهلة طالبين من اللَّه إنزال العذاب والهلاك على الجانب المبطل ونصرة الجهة المحقّة.

وعندما لم يؤمن نصارى نجران برسالة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وادّعوا الحقّ لأنفسهم و أرادوا المباهلة، خاطب اللَّه سبحانه حبيبه المصطفى صلى الله عليه و آله بقوله: «فَمَنْ حَاجَّكَ فيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَ

ص: 280

نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبينَ». (1)

فلهذا خرجوا النصارى في اليوم والمكان المعينين لإجراء المباهلة بزينتهم، وخرج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مع أهل بيته.

وكان قبل ذلك قد اكتسى بعباءة وأدخل معه تحتها علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وقال: اللّهمّ هؤلاء أهلُ بيتي فأذهِبْ عَنهم الرِّجسَ وطهِّرهُم تَطهِيراً»، فهبط جبرائيل بآية التطهير في شأنهم. (2) ثمّ خرج النبي صلى الله عليه و آله بهؤلاء الأربعة العظام الذين خصّهم اللَّه بهذه المنزلة العظيمة دون سائر أفراد الأُمّة، فلمّا بصرهم النصارى ورأوا فيهم الصدق وشاهدوا أمارات العذاب لم يجرؤوا على المباهلة فطلبوا المصالحة وقبلوا الجزية.


1- آل عمران: 61.
2- راجع: صحيح مسلم 4: 1871 و 1883، سنن الترمذي 5: 225/ 2999، مصابيح السنة 4: 183/ 4795، أسباب النزول/ الواحدي: 60 و 200، معالم التنزيل 1: 480 وسائر كتب التفسير والمناقب.

ص: 281

وفي هذا المسجد بعد أداء ركعتي صلاة تحية اقرأ هذا الدعاء:

اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَ لُكَ صَبْرَ الشاكِرِينَ لَكَ، وَعَمَلَ الْخائِفِينَ مِنْكَ، وَيَقِينَ الْعابِدِينَ لَكَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، وَأَنَا عَبْدُكَ الْبائِسُ الْفَقِيرُ، أَنْتَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ، وَأَنَا الْعَبْدُ الذَّلِيلُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَامْنُنْ بِغِناكَ عَلى فَقْرِي، وَبِحِلْمِكَ عَلى جَهْلِي، وَبِقُوَّتِكَ عَلى ضَعْفِي، يا قَوِيُّ يا عَزِيزُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْأَوْصِياءِ الْمَرْضِيِيّنَ، وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

الفصل الثالث: أعمال وآداب مكّة المكرّمة

المقدمة الفصل الثالث:

اشارة

ص:282

ص:283

أعمال وآداب مكّة المكرّمة

في مقدّمة وثلاثة أقسام

المقدّمة: الحجّ والعمرة في الإسلام:

1- أقسام الحجّ والعمرة وآداب العمرة المفردة

2- زيارة المزارات المباركة في مكّة المكرّمة

3- الأماكن المباركة في مكّة المكرّمة

ص:284

ص: 285

مقدّمة الفصل الثالث

الحجّ والعمرة في الإسلام:

قال اللَّه تعالى: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلناسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ* فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيْمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى الناسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ». (1)

وقال: وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ (2)

.الحجّ في اللغة بمعنى «القصد»، وفي الشرع بمعنى زيارة بيت اللَّه وأداء أعمال ومناسك في المشاعر المخصوصة والعمرة هي لغة الزيارة لأنّ الزائر يعمر


1- سورة آل عمران: 96 و 97.
2- البقرة: 196.

ص: 286

المكان بزيارته، وشرعاً اسم لمناسك مخصوصة واقعة في الميقات ومكّة زادها اللَّه تعالى شرفاً.

والحجّ بمعنى زيارة بيت اللَّه وأداء أعمال ومناسك خاصّة، وهو من أركان الإسلام الخمسة، وهو- على رأي علماء الفريقين- مِن ضروريات الدين، ومنكره كافر.

وقد هدّد اللَّه تعالى تارك الحجّ بقوله: «وللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِليْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهُ غَنيٌّ عَنِ العَالَمِينَ». (1)

وقال الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله: «مَنْ سَوَّفَ الْحَجَّ حَتّى يَمُوتَ بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَهُودِيّاً أَوْ نَصْرانِيّاً». (2)

وقال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيّته: «وَاللَّهَ اللَّهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ فَلَا تُخَلُّوهُ ما بَقِيتُمْ فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ


1- آل عمران: 3: 97.
2- وسائل الشيعة 5: 21 طبعة دار الكتب الإسلامية طهران.

ص: 287

لَمْ تُناظَرُوا» (1).

وإطلاق هذه الرواية يشمل كلّ من يريد زيارة بيت اللَّه الحرام حتّى في غير أيّام الحجّ فالعمرة مرغَّب فيها كالحجّ بل هي الحجّ الأصغر كما عُبِّرَ عنها في الروايات:

فعن الصادق عليه السلام: سألته عن قوله تعالى الحجّ الأكبر، ما يعني بالحجّ الأكبر؟ فقال: «الحجّ الأكبر الوقوف بعرفة ورمي الجمار، والحجّ الأصغر العمرة» (2).

وفي رواية أخرى سألت أباعبداللَّه عليه السلام عن يوم الحجّ الأكبر؟ فقال: «هو يوم النحر، والحجّ الأصغر العمرة» (3).

لمحة من فلسفة تشريع الحجّ:


1- نهج البلاغة، الكتاب 47.
2- الكافي 4/ 264، باب فرض الحجّ والعمرة، الحديث 1.
3- الكافي 4/ 290، باب الحجّ الأكبر والأصغر، الحديث 1.

ص:288

نزل أمر وجوب الحجّ، بعد هجرة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله إلى المدينة المنوّرة، وفُرِضَ على كلّ مسلم مستطيع أداء الحجّ الواجب (حجَّة الإسلام) مرّة واحدة في عمره (بغضّ النظر عن العناوين الأخرى التي توجب الحجّ كالنذر وغيره). والحجّ ورغم أنّه من فروع الدين، إلّا أنّه من أفضل العبادات، وذو فوائد وآثار دنيويّة وأُخرويّة وفرديّة واجتماعيّة وسياسيّة ومعنويّة عظيمة جدّاً قلمّا وُجدت في عبادة أخرى.

فالحجّ استعراض للتعبّد المحض والعبادة الخالصة للَّه ومظهر للعبوديّة و خلق الارتباط القلبي باللَّه جلّ و علا.

الحجّ قاعة تعليم وتربية، ومدرسة تُعلِّم علم الحياة، وحسن المعاشرة، وتوطِّد أُسس الأخلاق الإسلاميّة

ص: 289

في العمل.

الحجّ درس جهاد وتضحية بالمال والنفس، والتجرّد عن الذات والأنانيّات، والانقطاع عن اللذات الماديّة، والإقبال على عالم المعنى، والحركة نحو اللَّه.

الحجّ يعلّمنا التوحيد في العقيدة، والوحدة في الرويّة، وضرورة تبادل الأفكار والآراء، والتعاون الاجتماعي والعلمي والثقافي والاقتصادي والسياسي بين جموع المسلمين، والحجّ في مجموعة الأعمال والمناسك عبارة عن لوحة تصور الإطار العامّ للإسلام المقدّس والحياة الدنيويّة والأخرويّة. وهو يرتفع بالحاجّ من العالم الترابي إلى الأعلى، إلى عالم القدس والملكوت، وينفخ في جسم الحاجّ المتعب حياة جديدة من المعنويّة والارتباط بالحقّ والحضور عند الربّ. ويقول الإمام الصادق عليه السلام في بيان الآداب الباطنيّة للحجّ:

ص: 290

«إِذا أَرَدْتَ الْحَجَّ فَجَرِّدْ قَلْبَكَ لِلَّهِ مِنْ قَبْلِ عَزْمِكَ مِنْ كُلِّ شاغِلٍ وَحِجابِ كُلّ حاجِبٍ، وَفَوِّضْ أُمُورَكَ كُلَّها إِلى خالِقِكَ، وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ فِي جَمِيعِ ما يَظْهَرُ مِنْ حَرَكاتِكَ وَسَكَناتِكَ، وَسَلّمْ لِقَضائِهِ وَحُكْمِهِ وَقَدَرِهِ، وَوَدِّعِ الدُّنْيا وَالرَّاحَةَ وَالْخَلْقَ ... إلى أن قال:

ثُمَّ اغْتَسِلْ بِماءِ التَّوْبَةِ الْخالِصَةِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْبَسْ كِسْوَةَ الصّدْقِ وَالصَّفاءِ وَالْخُضُوعِ وَالْخُشُوعِ، وَأَحْرِمْ عَنْ كُلّ شَيْ ءٍ يَمْنَعُكَ مِنْ ذِكْرِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَيَحْجُبُكَ عَنْ طاعَتِهِ، وَلَبِّ بِمَعْنى إجابَةٍ صافِيَةٍ خالِصَةٍ زاكِيَةٍ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي دَعْوَتِكَ مُتَمَسِّكاً بِالْعُرْوَةِالْوُثْقى وَطُفْ بِقَلْبِكَ مَعَ الْمَلائِكةِ حَوْلَ الْعَرْشِ كَطَوافِكَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ بِنَفْسِكَ حَوْلَ الْبَيْتِ ...». (1)


1- مصباح الشريعة، ص 16 و 17، طبعة طهران، مركز نشر الكتاب في عام 1378 ه.

ص: 291

فيا حجّاج بيت اللَّه الكرام، إنّ الأدعية معكم في كافّة المراحل والمواقيت والمواقف، وفي جميع المناسك، فمن الأحرى بكم أن تدعوا بها بتفاعل وخلوص كامل، واعلموا أنّ الحجّ تزكية وسموّ نفسي لا يتحقّق إلّا باداء المناسك، والمواظبة على الأدعية والأذكار، وقراءة القرآن الكريم، واقتطاف الثمرات المعنويّة ومعرفة الأسرار الباطنيّة والعمل بالواجبات والمستحبّات.

فضل العمرة

الروايات في فضل العمرة من طرق الفريقين كثيرة، أشير إلى بعضها:

1- عن أبي عبداللَّه عن آبائه عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، قال:

«الحجّة ثوابها الجنّة والعمرة كفّارة لكلّ ذنب» (1).


1- الكافي 4/ 253 باب فضل الحجّ والعمرة، الحديث 4؛ والفقيه 2/ 220، الحديث 2230 وفي آخره «وأفضل العمرة عمرة رجب».

ص: 292

2- وعن الرضا عليه السلام قال: «العمرة إلى العمرة كفّارة ما بينهما» (1).

3- وعن جعفر بن محمّد صلى الله عليه و آله عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال:

«تابعوا بين الحجّ والعمرة، فإنّهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكَيرُ خبث الحديد» (2).

4- وعن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: «الحجّ والعمرة سوقان من أسواق الآخرة، اللازم لهما في ضمان اللَّه، إن أبقاه أدّاه إلى عياله وإن أماته أدخله الجنّة» (3).

5- وفي الفقيه ذكر مثله عن أبي جعفر الباقر عليه السلام إلّا أنّه قال: «واللازم لهما من أضياف اللَّه عزّوجلّ، إن أبقاه أبقاه ولا ذنب له، وإن أماته أدخله الجنّة» (4).


1- الفقيه 2/ 220، الحديث 2229.
2- الكافي 4/ 255، باب فضل الحجّ والعمرة، الحديث 12.
3- المصدر السابق، الحديث 13.
4- الفقيه 2/ 221، الحديث 2232.

ص: 293

6- وعن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: «الحاجّ والمعتمر وفداللَّه إن سألوه أعطاهم، وإن دعوه أجابهم، وإن شفّعوا شفّعهم، وإن سكتوا ابتدءهم ويعوِّضون بالدّرهم ألف ألف درهم» (1)

7- ويكفي في فضل العمرة سنّة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فإنّه اعتمر بعد الهجرة ثلاث عُمُرات (غير العمرة في حجّة الوداع) فعن معاوية بن عمّار عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:

«اعتمر رسول اللَّه ثلاث عُمَر متفرقات: عمرة في ذي القعدة أهلّ من عُسْقان، وهي عمرة الحديبيّة، وعمرة أهلّ من الجُحفة، وهي عمرة القضاء، وعمرة أهلّ من الجِعْرانَة بعدما رجع من الطائف من غزوة حنين» (2).

لقسم الأوّل من الفصل الثالث

تقسيم الحجّ والعمرة وآداب العمرة المفردة


1- الكافي 4/ 255، باب فضل الحجّ والعمرة، الحديث 14.
2- الكافي 4/ 251، باب حجّ النبيّ صلى الله عليه و آله، الحديث 10؛ ونحوه في الفقيه 2/ 450، الحديث 2943. و «أَهَلَّ» أي رفع صوته بالتلبية.

ص:294

أقسام الحجّ والعمرة

أقسام الحجّ والعمرة

الحجّ إمّا واجب (كحجّة الإسلام، وما يجب بالنذر، وما في معناه، والنيابة) أو مندوب وكلّ منهما ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

الف: حجّ التمتّع: ويؤدّيه من يبعد عن مكّة 48 ميلًا (16 فرسخاً) وحجّ التمتّع مقترن مع عمرة التمتّع خلافاً للإفراد والقران، وواجباته ثلاثةعشر:

1- الإحرام في مكّة.

2- الوقوف بعرفات.

3- الوقوف بالمشعر الحرام.

ص: 295

4- رمي جمرة العقبة في يوم العيد.

5- النحر في منى.

6- حلق الرأس أو التقصير في منى.

7- طواف الحجّ في مكّة.

8- ركعتا الطواف.

9- السعي بين الصفا والمروة.

10- طواف النساء.

11- ركعتا صلاة طواف النساء.

12- المبيت في منى ليلتي الحادي عشر والثاني عشر (وأحياناً ليلة الثالث عشر أيضاً).

13- رمي الجمار في يومي الحادي عشر والثاني عشر.

ب: حجّ الإفراد: وهو شبيه بحجّ التمتّع، غير أنّ الهدي واجب في حجّ التمتّع ومستحبّ في حجّ الإفراد.

ص: 296

د: حجّ القِران: وهو مثل حجّ الإفراد إلّاأنّ سياق الهدي لازم في حجّ القران عند إحرامه وبذلك يجب الهدي عليه، والإحرام في هذا القسم من الحجّ يكون بالتلبية أو بالإشعار أو بالتقليد (1).

وأمّا العمرة فكذلك واجب ومندوب وتنقسم إلى عمرة التمتّع والعمرة المفردة:

واجبات عمرة التمتّع:

هناك خمسة واجبات في عمرة التمتّع:

1- الإحرام.

2- الطواف حول الكعبة.

3- صلاة الطواف.

4- السعي بين الصفا والمروة.


1- طالعوا تفصيلات مسائل الحجّ في كتاب المناسك.

ص: 297

5- التقصير (قصّ مقدار من الشعر أو الظفر). (1)

واجبات العمرة المفردة:

في العمرة المفردة سبعة واجبات:

1- الإحرام.

2- الطواف حول الكعبة.

3- صلاة الطواف.

4- السعي بين الصفا والمروة.

5- التقصير (أو الحلق للرجال).

6- طواف النساء.

7- صلاة طواف النساء. (2)

ما يفترق به العمرة المفردة عن عمرة التمتّع:


1- اطلبوا المسائل الشرعيّة الخاصّة بعمرة التمتّع في كتاب المناسك، والأدعية والأذكار من هذا الكتاب.
2- اطلبوا المسائل الخاصّة بواجبات العمرة المفرة في كتاب المناسك، والأدعية والأذكار. في هذا الكتاب.

ص:298

صورة العمرة المفردة كعمرة التمتّع إلّافي أمور:

أحدها: أنّ في عمرة التمتّع يتعيّن التقصير ولا يجوز الحلق وفي العمرة المفردة تخيّر [الرجال بينهما.

ثانيها: أنّه لا يكون في عمرة التمتّع طواف النساء وإن كان أحوط، وفي العمرة المفردة يجب طواف النساء.

ثالثها: ميقات عمرة التمتّع أحد المواقيت الخمسة المعروفة، وميقات العمرة المفردة أدنى الحلّ وإن جاز فيها الإحرام من تلك المواقيت (1).


1- راجع تحرير الوسيلة، 1/ 385.

ص: 299

وقد عدّ بعض العلماء إثني عشر فرقاً (1) يذكر بعضها:

منها: أنّ عمرة التمتّع لا تقع إلّافي أشهر الحجّ وهي شوّال، وذوالقعدة، وذوالحجّة، وتصّح العمرة المفردة في جميع الشهور، وأفضلها شهر رجب وبعده شهر رمضان.

ومنها: يجب أن تقع عمرة التمتّع والحجّ في سنة واحدة، وليس كذلك في العمرة المفردة.

ومنها: لا يجوز تكرار عمرة التمتّع في عامٍ واحدٍ ولا مانع من تكرار العمرة المفردة.

ومنها: أنّ من جامع في العمرة المفردة عالماً عامداً قبل الفراغ من السعي فسدت عمرته وعليه الإعادة بأن يبقى في مكّة إلى الشهر القادم فيعيدها فيه، بخلاف عمرة التمتّع فإنّها لا تبطل بذلك على المشهور (2).

وجوب الإحرام لمن أراد دخول مكّة:


1- راجع مناسك الحجّ لآية اللَّه العظمى الزنجاني، ص 42 وما بعدها.
2- اطلبوا تفصيل المسألة في مناسك الحجّ للمراجع العظام.

ص:300

وممّا تقدّم يتّضح أنّ للحجّ بأقسامه زمان خاصّ وهو أشهر الحجّ ومن أركانه الوقوفين في يوم عرفة وليلة العيد وكذا من واجباته أعمال يوم العيد في منى وأنّ لعمرة التمتّع أيضاً زمان خاصّ وهو أشهر الحجّ في سنة التي تقع فيها حجّ التمتّع. ومن جهة أخرى لا يجوز دخول مكّة إلّامحرماً ويستثني من ذلك بعض الموارد، منها: من يكون مقتضى شغله الدخول والخروج كراراً. (1)

فعلى هذا تجب العمرة المفردة لمن أراد أن يدخل مكّة- بمعنى حرمته بدونها- في غير أشهر الحجّ وأمّا في أشهر الحجّ فيتخيّر بين الإحرام للعمرة أو الحجّ بأقسامهما مع وجود سائر الشروط المذكورة لهما.

مواقيت مَن يريد الذهاب إلى مكّة:


1- مناسك الحجّ للإمام الخميني، المسألة 172.

ص:301

إنّ مَن يريد التوجّه إلى بيت اللَّه الحرام بقصد الحجّ أو العمرة، عليه أن يدخل مكّة وهو مُحرِم، وتُطلق كلمة «الميقات» على الموضع المخصّص للإحرام، وتختلف المواقيت باختلاف الطرق التي يسلكها الحجّاج نحو مكّة، والمواقيت خمسة:

1- ذو الحليفة، وهو نفسه «مسجد الشجرة»، وهو ميقات مَنْ يتّجه إلى مكّة من جهة المدينة.

2- الجُحفة، ميقات مَن يتّجه إلى مكّة من جهة الشام.

3- وادي العقيق، ميقات من يتّجه إلى مكّة من العراق ونجد.

4- قرن المنازل، ميقات مَن يتّجه إلى مكّة من

ص: 302

جهة الطائف.

5- يلملم، ميقات مَن يتّجه إلى مكّة من اليمن.

واجبات الإحرام:

الواجبات في وقت الإحرام ثلاثة:

1- لبس الثوبين (الرداء والإزار).

2- النيّة: ويُعتبر في النية ثلاثة أُمور:

أ- القربة إلى اللَّه.

ب- مقارنتها للشروع في لبس لباس الإحرام.

ج- تعيين نوع الإحرام: للعمرة أو للحجّ، له أو نيابة عن غيره.

3- التلبية: وصورتُها أن يقول القول الشريف التالي:

«لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَريكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لا شَريكَ لَكَ لَبَّيْكَ».

مستحبّات الإحرام:

ص:303

1- الغُسل: يُستحبّ الغسل قبل الإحرام بنيّة الإحرام.

وقد قال الشيخ الصدوق: يُستحبّ قراءة هذا الدعاء أثناء غُسل الإحرام:

«بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لِي نُوراً وَطَهُوراً وَحِرْزًا وَأَمْناً مِنْ كُلّ خَوْفٍ، وَشِفاءً مِنْ كُلّ داءٍ وَسُقْمٍ، اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي وَطَهِّرْ لِي قَلْبِي، وَاشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَأَجْرِ عَلى لِسانِي مَحَبَّتَكَ وَمِدْحَتَكَ وَالثَّناءَ عَلَيْكَ، فَإِنَّهُ لا قَوَّةَ لِي إِلّا بِكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ قِوامَ دِينِي التَّسْلِيمُ لِأَمْرِكَ، وَالاتِّباعُ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ». (1)


1- من لا يحضرة الفقيه 2: 527، طبعة جامعة المدرسين بقم.

ص: 304

2- أن يدعو عند لبس ثوبي الإحرام ويقول:

«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي ما أُوارِي بِهِ عَوْرَتِي، وَأُؤَدِّي فِيهِ فَرْضِي، وَأَعْبُدُ فِيهِ رَبِّي، وَأَنْتَهِي فِيهِ إِلى ما أَمَرَنِي، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَصَدْتُهُ فَبَلَّغَنِي، وَأَرَدْتُهُ فَأَعانَنِي وَقَبِلَنِي، وَلَمْ يَقْطَعْ بِي، وَوَجْهَهُ أَرَدْتُ فَسَلَّمَنِي، فَهُوَ حِصْنِي وَكَهْفِي وَحِرْزِي وَظَهْرِي ومَلاذِى وَرَجائِي وَمَنْجايَ وذُخْرِي وَعُدَّتِي فِي شِدَّتِي وَرَخائِي». (1)

3- أن يكون ثوباه للإحرام من القطن.

4- أن يكون إحرامه بعد فريضة الظهر. فإن لم يتمكّسن فعبد فريضة أخرى وإلّا فبعد ركعيتن أو ستّ ركعات من النوافل، والستّ أفضل، يقراً في الركعة الأولى الفاتحة وسورة التوحيد، وفي الثانية الفاتحة وسورة الجحد.


1- مناسك الحجّ للإمام الخميني قدس سره، ومن لا يحضره الفقيه 2: 527.

ص: 305

5- التلفّظ بنيّة الإحرام مقارناً للتلبية.

6- رفع الصوت بالتلبية للرجال.

7- أن يقول بعد التلبية الواجبة:

لَبَّيْكَ ذَا الْمَعارِجِ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ داعِياً إِلى دارِ السَّلامِ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ غَفارَ الذُّنُوبِ لَبَّيْك، لَبَّيْكَ أَهْلَ التَّلْبِيَةِ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تُبْدِئُ وَالْمَعادُ إِلَيْكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تَسْتَغْني وَيُفْتَقَرُ إِلَيْكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ مَرْهُوباً وَمَرْغُوباً إِلَيْكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ إِلهَ الْحَقِّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ ذَا النَّعْماءِ وَالْفَضْلِ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ كَشافَ الْكُرَبِ الْعِظامِ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدَيْكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ يا كَرِيمُ لَبَّيْكَ.

8- يستحبّ تكرار التلبية حال الإحرام، خصوصاً في وقت اليقظة من النوم، وبعد كلّ صلاة، وعند الركوب والنزول، وعند كلّ علوّ وهبوط، وعند ملاقاة

ص: 306

الراكب، وفي الأسحار يستحبّ إكثارها ولو كان جنباً أو حائضاً.

والمعتمر بعمرة مفردة يقطع التلبية عند دخول الحرم لو جاء من خارجه، وعند مشاهدة الكعبة إن كان خرج من مكّة لإحرامها. وفي عمرة التمتّع يقطعها عند مشاهدة بيوت مكّة.

مكروهات الإحرام

يكره في الإحرام أمور:

1- الإحرام في ثوب أسود، والأفضل الإحرام في ثوب أبيض.

2- النوم على الفراش الأصفر، و على الوسادة الصفراء.

3- الإحرام في الثياب الوسخة، ولو وسخت حال الإحرام فالأولى أن لا يغسلها ما دام محرماً، ولا بأس بتبديلها.

ص: 307

4- الإحرام في ثياب مخطّط.

5- استعمال الحناء قبل الإحرام إذا كان أثره باقياً إلى وقت الإحرام.

6- دخول الحمّام والأولى بل الأحوط أن لا يدلك المحرم جسده.

7- تلبية من يناديه.

محرّمات الإحرام:

يُحرم على الحاجّ الُمحرِم أربعة وعشرون أمراً:

1- صيد الحيوان البريّ.

2- النساء وطأً وتقبيلًا ونظراً بشهوة وكلّ لذّة منها.

3- عقد النساء لنفسه أو لغيره.

4- الاستمناء.

5- استعمال الطيب والرائحة الطيبة.

ص: 308

6- لبس المخيط للرجال.

7- الاكتحال بالسواد إن كان فيه زينة.

8- النظر في المرآة.

9- لبس ما يستر جميع ظهر القدم للرجال.

10- الفسوق (ويشمل الكذب والسباب والمفاخرة والمباهاة).

11- الجدال وقول لا واللَّه، وبلى واللَّه (القسم بلفظ الجلالة).

12- قتل هوام الجسد.

13- لبس الخاتم للزينة.

14- لبس المرأة للحليّ.

15- تدهين البدن.

16- إزالة شعر البدن عن نفسه أو عن غيره، محرماً أو محلًّا.

17- تغطية الرجل رأسه بكلّ ما يغطّيه.

ص: 309

18- تغطية المرأة وجهها.

19- التظليل فوق الرأس للرجال بحال السير وأثناء الطريق.

20- إخراج الدم من البدن.

21- تقليم الأظفار.

22- قلع الضرس.

23- قلع الشجر والنبات من الحرم.

24- حمل السلاح.

وأضاف بعض المراجع محرّمات غير هذه المذكورات فراجع المناسك.

مستحبّات دخول الحرم:

1- الغُسل.

2- النزول من المركوب عند وصول الحرم.

ص: 310

3- الدعاء بالدعاء التالي:

«اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ: «وَأَذِّنْ فِى الناسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجّ عَمِيقٍ»، اللَّهُمَّ إِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ أَجابَ دَعْوَتَكَ، وَقَدْ جِئْتُ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ وَفَجّ عَمِيقٍ، سامِعاً لِنِدائِكَ، وَمُسْتَجِيباً لَكَ، مُطِيعًا لِأَمْرِكَ، وَكُلُّ ذلِكَ بِفَضْلِكَ عَلَيَّ وَإِحْسانِكَ إِلَيَّ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى مَا وَفَّقْتَنِي لَهُ، أَبْتَغِي بِذلِكَ الزُّلْفَةَ عِنْدَكَ، وَالْقُرْبَةَ إِلَيْكَ، وَالْمَنْزِلَةَ لَدَيْكَ، وَالْمَغْفِرَةَ لِذُنُوبِي، وَالتَّوْبَةَ عَلَيَّ مِنْها بِمَنِّكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَحَرِّمْ بَدَنِي عَلَى النارِ، وَآمِنِّي مِنْ عَذابِكَ وَعِقابِكَ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ». (1)

آداب الدخول إلى المسجد الحرام:


1- مناسك الحجّ للإمام الخميني قدس سره، ومن لا يحضره الفقيه 2: 529.

ص:311

1- الغُسل.

2- السير حافياً وبشكل متّزن ووقور.

3- الدخول من باب بني شيبة، وهو مقابل باب السلام الحالي.

ويُستحبّ الوقوف عند باب المسجد الحرام، وقراءة:

«السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُاللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَمِنَ اللَّهِ وَماشاءَ اللَّهُ، السَّلامُ عَلى أَنْبِياءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ، السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلى إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ».

وفي رواية أخرى، أن يقول عند باب المسجد:

«بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَمِنَ اللَّهِ وَإِلَى اللَّهِ وَما شاءَ اللَّهُ وَعَلى

ص: 312

مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَخَيْرُ الْأَسْماءِ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَالسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، السَّلام عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَى أَنْبِياءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ، السَّلامُ عَلى خَلِيلِ اللَّهِ الرَّحْمنِ، السَّلامُ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ اللَّهِ الصالِحِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، كَماصَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى إِبْراهِيمَ خَلِيلِكَ وَعَلى أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ الْعالَمِينَ، اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوابَ رَحْمَتِكَ، وَ اسْتَعْمِلْنِي فِي طاعَتِكَ وَمَرْضاتِكَ،

ص: 313

وَاحْفَظْنِي بِحِفْظِ الْإِيمانِ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي، جَلَّ ثَناءُ وَجْهِكَ، الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي جَعَلَنِي مِنْ وَفْدِهِ وَزُوَّارِهِ، وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يَعْمُرُ مَساجِدَهُ، وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يُناجِيهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَزائِرُكَ فِي بَيْتِكَ، وَعَلى كُلّ مَأْتِيٍّ حَقٌّ لِمَنْ أَتاهُ وَزارَهُ، وَأَنْتَ خَيْرُ مَأْتِيٍّ وَأَكْرَمُ مَزُورٍ، فَأَسْأَ لُكَ يا اللَّهُ يا رَحْمنُ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، بِأَنَّكَ واحِدٌ أَحَدٌ صَمَدٌ، لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ (لَكَ خ ل) كُفُواً أَحَدٌ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ، يا جَوادُ يا كَرِيمُ يا ماجِدُ يا جَبارُ يا كَرِيمُ، أَسْأَ لُكَ أَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِيايَ بِزِيارَتِي إِياكَ أَوَّلَ شَيْ ءٍ تُعْطِيَنِي فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النارِ».

ثمّ ليقُل ثلاث مرّات:

«اللَّهُمَّ فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النارِ».

ص: 314

ثمّ ليقُل:

«وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ الطَيِّبِ، وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ شَياطِينِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَشَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ». (1)

ثمّ ليدخل إلى المسجد الحرام، ويقف أمام الكعبة ويرفع يديه وهو يقول:

«اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَ لُكَ فِي مَقامِي هذا، وَفِي أَوَّلِ مَناسِكِي أَنْ تَقْبَلَ تَوْبَتِي، وَأَنْ تَتَجاوَزَ عَنْ خَطِيئَتِي، وَأَنْ تَضَعَ عَنِّي وِزْرِي، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بَلَّغَنِي بَيْتَهُ الْحَرامَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ هذا بَيْتُكَ الْحَرامُ الَّذِي جَعَلْتَهُ مَثابَةً لِلناسِ وَأَمْناً مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَالْبَلَدُ بَلَدُكَ، وَالْبَيْتُ بَيْتُكَ، جِئْتُ أَطْلُبُ رَحْمَتَكَ، وَأَؤُمُّ طاعَتَكَ، مُطِيعًا لِأَمْرِكَ، راضِياً بِقَدَرِكَ،


1- مناسك الحجّ، والكافي 4: 401 و 402، كتاب الحجّ طبعة دار الكتب الإسلامية تصحيح علي أكبر الغفاري.

ص: 315

أَسْأَ لُكَ مَسْأَلَةَ الْفَقِيرِ إِلَيْكَ الْخائِفِ لِعُقُوبَتِكَ، اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوابَ رَحْمَتِكَ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ وَمَرْضاتِكَ».

ثمّ يخاطب الكعبة قائلًا:

«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَظَّمَكِ وَشَرَّفَكِ وَكَرَّمَكِ وَجَعَلَكِ مَثابَةً لِلناسِ وَأَمْناً مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ». (1)

ويُستحبّ أن يقول عندما يحاذي الحجر الأسود:

«أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، آمَنْتُ بِاللَّهِ، وَكَفَرْتُ بِالْجِبْتِ وَالطاغُوتِ وَاللَّاتِ وَالْعُزّى وَبعِبادَةِ الشَّيْطانِ، وَبِعِبادَةِ كُلِّ نِدٍّ يُدْعى مِنْ دُونِ اللّهِ».

وقد قال الإمام الصادق عليه السلام لأبي بصير: عندما تدخل المسجد إذهب إلى الأمام حتّى إذا صرت إلى


1- مناسك الحجّ، ومن لا يحضره الفقيه 2: 530.

ص: 316

الحجر الأسود، ادعُ بهذا الدعاء:

«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ، سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلهَ إلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِما أَخْشى وَأَحْذَرُ، لا إِلهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُمِيتُ وَيُحْيِي، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَ بارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَسَلامٌ عَلى جَمِيعِ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ الْعالَمِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أُومِنُ بِوَعْدِكَ، وَأُصَدّقُ رُسُلَكَ، وَأَتَّبِعُ كِتابَكَ». (1)


1- مناسك الحجّ، للإمام الخميني، والكافي 4: 403.

ص: 317

وجاء في رواية معتبرة: أنّك متى ما اقتربت من الحجر الأسود ارفع يديك واحمد اللَّه واثنِ عليه، وابعث الصلوات إلى الرسول، واسأل اللَّه أن يقبل منك الحجّ، ثمّ قبّل الحجر الأسود واستلمه، وإذا تعذّر تقبيله فالمسه، وإذا تعذّر هذا أيضاً فأشر إليه وقُل:

«اللَّهُمَّ أَمانَتِي أَدَّيْتُها وَمِيثاقِي تَعاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي بِالْمُوافاةِ، اللَّهُمَّ تَصْدِيقاً بِكِتابِكَ، وَعَلى سُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، آمَنْتُ بِاللَّهِ، وَكَفَرْتُ بِالْجِبْتِ وَالطاغُوتِ وَاللَّاتِ وَالْعُزّى وَعِبادَةِ الشَّيْطانِ، وَعَبادَةِ كُلِّ نِدٍّ يُدْعى مِنْ دُونِ اللَّهِ».

وإذا تعذّر عليك قراءته كلّه فاقرأ شطراً منه، وقُل:

«اللَّهُمَّ إِلَيْكَ بَسَطْتُ يَدِي، وَفِيما عِنْدَكَ عَظُمَتْ رَغْبَتِي، فَاقْبَلْ سُبْحَتِي، وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ

ص: 318

مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ وَمَواقِفِ الْخِزْيِ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ». (1)

مستحبّات الطواف:

يُستحبّ للحاجّ الطائف أن يتّجه إلى اللَّه ويخلص له كمال الإخلاص ويدعوه في كلّ شوط من الأشواط السبعة بهدوء وسكينة، ويمكنه أيضاً أن يدعو بالأدعية التالية:

قال الإمام الصادق عليه السلام: ادعُ في الطواف هذا الدعاء:

«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي يُمْشى بِهِ عَلى طَلَلِ الْماءِ، كَما يُمْشى بِهِ عَلى جُدَدِ الْأَرْضِ، وَأَسْأَ لُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي يَهْتَزُّ لَهُ عَرْشُكَ، وَأَسْأَ لُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي تَهْتَزُّ لَهُ أَقْدامُ مَلائِكَتِكَ، وَأَسْأَ لُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ


1- مناسك الحجّ، والكافي 4: 403.

ص: 319

بِهِ مُوسى مِنْ جانِبِ الطُّورِ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَأَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةً مِنْكَ، وَأَسْأَ لُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي غَفَرْتَ بِهِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه وَما تَأَخَّرَ، وَأَتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذا وَكَذا». واذكر حاجتك بدلًا من (كذا وكذا)، ثمّ قُل:

«اللَّهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيْرٌ، وَإِنِّي خائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَلا تُغَيِّرْ جِسْمِي، وَلا تُبَدِّلِ اسْمِي». (1)

وقال الإمام الصادق عليه السلام أيضاً: اقرأ بين الركن والحَجَر هذه الكلمات:

«رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النارِ»، وقُل أمام باب الكعبة:

«سائِلُكَ فَقِيرُكَ مِسْكِينُكَ بِبابِكَ، فَتَصَدَّقْ عَلَيْهِ بِالْجَنَّةِ، اللَّهُمَّ الْبَيْتُ بَيْتُكَ، وَالْحَرَمُ حَرَمُكَ، وَالْعَبْدُ


1- مناسك الحجّ، والكافي 4: 406، 407.

ص: 320

عَبْدُكَ، وَهذا مَقَامُ الْعائِذِ الْمُسْتَجِيْرِ بِكَ مِنَ النارِ، فَأَعْتِقْنِي وَوالِدَيَّ وَأَهْلِي وَوُلْدِي وَإخْوانِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ النارِ، يا جَوادُ يا كَرِيمُ».

وعندما تصل إلى مقام إبراهيم، قُل:

«اللَّهُمَّ أَعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ النارِ، وَوَسِّعْ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ، وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ وَفَسَقَةِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ».

وكان الإمام السجّاد عندما يطوف ينظر إلى الميزاب ويقول:

«اللَّهُمَّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَأَجِرْنِي بِرَحْمَتِكَ مِنَ النارِ، وَعافِنِي مِنَ السُّقْمِ، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنَ الرّزْقِ الْحَلالِ، وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَشَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ». (1)

مستحبّات صلاة الطواف:


1- مناسك الحجّ، والكافي 4: 407.

ص:321

يُستحبّ في صلاة الطواف أن تقرأ في الركعة الأولى بعد الحمد سورة «التوحيد» وفي الركعة الثانية بعد الحمد سورة «الكافرون»، وبعد الصلاة احمد اللَّه واثنِ عليه واذكر النبيّ وآله وصلّ عليهم، واطلب من اللَّه القبول، ثمّ قُل:

«اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي، وَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي، الْحَمْدُ لِلَّهِ بِمَحامِدِهِ كُلِّها عَلى نَعْمائِهِ كُلِّها، حَتّى يَنْتَهِيَ الْحَمْدُ إِلى ما يُحِبُّ وَيَرْضى اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَتَقَبَّلْ مِنِّي، وَطَهِّرْ قَلْبِي، وَزَكِّ عَمَلِي».

وفي رواية أخرى:

«اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِطاعَتِي إياكَ، وَطاعَةِ رَسُولِكَ صَلَّى

ص: 322

اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي أَنْ أَتَعَدّى حُدُودَكَ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يُحِبُّكَ وَيُحِبُّ رَسُولَكَ وَمَلائِكَتَكَ وَعِبادَكَ الصالِحِينَ».

ورُوي أنّ الإمام الصادق عليه السلام كان يسجد بعد صلاة الطواف، ويقول:

«سَجَدَ لَكَ وَجْهِي تَعَبُّداً وَرِقّاً، لاإِلهَ إِلّا أَنْتَ حَقّاً حَقّاً، الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَالْآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَها أَنَا ذا بَيْنَ يَدَيْكَ ناصِيَتِي بِيَدِكَ، فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ غَيْرُكَ، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنِّي مُقِرٌّ بِذُنُوبِي عَلى نَفْسِي، وَلا يَدْفَعُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ غَيْرُكَ».

وبعد تلك السجدة كان وجهه المبارك يبدو وكأنّه كان غارقاً في الماء.

مستحبّات السعي:

ص:323

يُستحبّ بعد صلاة الطواف وقبل السعي الذهاب إلى بئر زمزم والشرب من مائها، وإراقة شي ء منه على الرأس والظهر والبطن، ثمّ قُل:

«اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْماً نافِعاً، وَرِزْقاً واسِعاً، وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وَسُقْمٍ».

ثمّ اذهب نحو الحجر الأسود، ويُستحبّ الذهاب نحو الصفا من الباب المقابل للحجر الأسود، والصعود إلى الصفا بقلب مطمئنّ، والنظر من هناك إلى الكعبة وإلى الركن الذي فيه الحجر الأسود، ثمّ احمد اللَّه واثنِ عليه وتذكّر نعمه عليك، وقُل بعد ذلك:

«اللَّهُ أَكْبَرُ» سبع مرّات.

«الحَمْدُللَّهِ» سبع مرّات.

ص: 324

«لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ» سبع مرّات.

«لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ» ثلاث مرّات.

ثمّ صلّ على محمد وآله، وقُل ثلاث مرّات:

«اللَّهُ أَكْبَرُ عَلى ما هَدانا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى ما أَبْلانا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الْحَيِّ الدَّائِمِ».

ثمّ قُل ثلاث مرّات:

«أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، لا نَعْبُدُ إِلّا إِياهُ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»

ثمّ قُل ثلاث مرّات:

«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ الْعَفْوَ وَالْعافِيَةَ وَالْيَقِينَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ».

ص: 325

وقُل ثلاث مرّات:

«اللَّهُمَّ آتِنا فِي الدُّنْياحَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النارِ».

ثمّ قُل:

«اللَّهُ أَكْبَرُ» مائة مرّة.

«لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ» مائة مرّة.

«الحَمْدُللَّهِ» مائة مرّة.

«سُبْحانَ اللَّهِ» مائة مرّة.

ثمّ قُل:

«لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الْأَحْزابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَحْدَهُ، اللَّهُمَّ بارِكْ لِي فِي الْمَوْتِ وَفِيما بَعْدَ الْمَوتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ظُلْمَةِ الْقَبْرِ وَوَحْشَتِهِ، اللَّهُمَّ أَظِلَّنِي فِي ظِلِّ عَرْشِكَ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلّا ظِلُّكَ».

ص: 326

وكرّر كثيراً: «أستودع اللَّه ديني ونفسي وأَهلي ومالي»، وقُل:

«أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ الرَّحْمنَ الرَّحِيمَ الَّذِي لا تَضِيعُ وَدائِعُهُ دِينِي وَنَفْسِي وَأَهْلِي، اللَّهُمَّ اسْتَعْمِلْنِي عَلى كِتَابِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ، وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِهِ، وَأَعِذْنِي مِنَ الْفِتْنَةِ».

ثمّ قُل: «اللَّهُ أَكْبَرُ» ثلاث مرّات.

ثمّ كرّر الدعاء السابق مرّتين، ثمّ كبّر مرّة أخرى وادعُ، وإن لم تتمكّن من أداء كلّ ذلك، فاعمل بما تستطيع.

ويُستحبّ استقبال الكعبة وقراءة هذا الدعاء:

«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ قَطُّ، فَإِنْ عُدْتُ فَعُدْ عَلَيَّ بِالْمَغْفِرَةِ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، اللَّهُمَّ افْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ تَرْحَمْنِي، وَإِنْ تُعَذِّبْنِي فَأَنْتَ غَنِيٌّ عَنْ عَذابِي، وَأَنَا مُحْتَاجٌ إلى

ص: 327

رَحْمَتِكَ، فَيا مَنْ أَنَا مُحْتاجٌ إلى رَحْمَتِهِ ارْحَمْنِي، اللَّهُمَّ لا تَفْعَلْ بِي ما أَنَا أَهْلُهُ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ بِي ما أَنَا أَهْلُهُ تُعَذِّبْنِي، وَلَمْ تَظْلِمْنِي، أَصْبَحْتُ أَتَّقِي عَدْلَكَ، وَلا أَخافُ جَوْرَكَ، فَيا مَنْ هُوَ عَدْلٌ لا يَجُورُ ارْحَمْنِي».

ثمّ قُل:

«يا مَنْ لا يَخِيبُ سائِلُهُ، وَلا يَنْفَدُ نائِلُهُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَجِرْنِي مِنَ النارِ بِرَحْمَتِكَ».

وجاء في الحديث الشريف: عندما ينزل من الصفا ينظر إلى الكعبة ويقول:

«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ الْقَبْرِ وَفِتْنَتِهِ وَغُرْبَتِهِ وَوَحْشَتِهِ وَظُلْمَتِهِ وَضِيقِهِ وَضَنْكِهِ، اللَّهُمَّ أَظِلَّنِي فِي ظِلِّ عَرْشِكَ يَوْمَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّكَ».

ثمّ يقول:

«يا رَبَّ الْعَفْوِ، يا مَنْ أَمَرَ بَالْعَفْوِ، يا مَنْ هُوَ أَوْلى

ص: 328

بِالْعَفْوِ، يامَنْ يُثِيبُ عَلَى الْعَفْوِ، الْعَفْوَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ، يَا جَوادُ يَاكَرِيمُ يَا قَرِيبُ يَا بَعِيدُ، أُرْدُدْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ وَمَرْضاتِكَ».

ويُستحبّ السعي مشياً من الصفا إلى المنارة الواقعة في منتصف الطريق، وأن تُقطع المسافة منها وحتّى المكان الذي كان سوقاً للعطّارين (وهذه المسافة مضاءة بمصابيح خضراء) هرولة كالجمل السريع، وإذا كان راكباً فليسرع بعض الشي ء، ولا هرولة على النساء، ويُستحبّ أن يقول الساعي عند وصوله إلى هذا المكان:

«بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجاوَزْ عَما تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَجَلُّ الْأَكْرَمُ، وَاهْدِنِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ، اللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضاعِفْهُ لِي، وَتَقَبَّلْهُ مِنِّي، اللَّهُمَّ لَكَ سَعْيِي، وَبِكَ حَوْلِي وَقُوَّتِي، تَقَبَّلْ مِنِّي عَمَلِي، يا مَنْ

ص: 329

يَقْبَلُ عَمَلَ الْمُتَّقِينَ».

وعندما تترك هذا المكان، فقُل:

«يا ذَا الْمَنِّ وَالْفَضْلِ وَالْكَرَمِ وَالنَّعْماءِ وَالْجُودِ، اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنوُبَ إِلّا أَنْتَ».

وعندما تصل إلى المروة اصعد فوقها وافعل مثل ما فعلت في الصفا، وادعُ بالأدعية التي ذُكرت هناك وبنفس الترتيب، ثمّ قُل:

«اللَّهُمَّ يا مَنْ أَمَرَ بِالْعَفْوِ، يا مَنْ يُحِبُّ الْعَفْوَ، يا مَنْ يُعْطِي عَلَى الْعَفْوِ، يا مَنْ يَعْفُو عَلَى الْعَفْوِ، يارَبَّ الْعَفْوِ، الْعَفْوَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ».

ويُستحبّ البكاء بل وحتّى التباكي، والدعاء كثيراً أثناء السعي، ثمّ اقرأ هذا الدعاء:

«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ حُسْنَ الظَّنِّ بِكَ عَلى كُلِّ حَالٍ، وَصِدْقَ النِّيَّةِ فِي التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ».

آداب التقصير أو الحلق في العمرة المفردة:

ص:330

يجب بعد إتمام أشواط السعي بين الصفا والمروة، أن تأخذ شيئاً من شعرك أو أظفارك بنيّة التقصير، والأفضل أن لا تكتفي بقصّ الأظفار وتأخذ شيئاً من الشعر أيضاً، بل أنّه يتّفق مع الاحتياط، ولا يكفي حلق الرأس في تقصير عمرة التمتّع، بل إنّه حرام.

ولكن في العمرة المفردة يتخيّر الرجال بين الحلق والتقصير.

والأفضل أن تقرأ عند التقصير هذا الدعاء:

«اللَّهُمَّ أَعْطِنِي بِكُلِّ شَعْرَةٍ نُوراً يَوْمَ الْقِيامَةِ» (1)

طواف النساء وصلاته


1- ثواب الحجّ للدخيّل.

ص:331

يجب طواف النساء وصلاته بعد التقصير أو الحلق في العمرة المفردة وكيفيّة وآداب طواف النساء وركعتيه كطواف العمرة وركعتيه بعينها إلّافي النيّة.

مستحبّات وأعمال مكّة المكرّمة:

1- صلّ الصلوات الواجبة في المسجد الحرام.

2- اذكر اللَّه كثيراً، واحفظ في نفسك حالة التذكّر والتنبّه.

3- اختم القرآن، كي لا تموت إلّا وأنت ترى مكانك في الجنّة، وتشاهد الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله.

4- أطِل النظر إلى الكعبة المعظّمة، ففيه غفران الذنوب.

ص: 332

5- طف- ما استطعت- طوافاً مستحبّاً عنك وعن أبيك وأُمّك ومعارفك. ولو طفت بعدد أيّام السنة لحصلت على أجر عظيم.

6- اشرب من ماء زمزم.

7- يستحبّ الدخول إلى الكعبة- لو كان ذلك ميسّراً- وأداء الأعمال التي ذكرت في الكتب المفصّلة، فإنّ في ذلك أجراً عظيماً.

8- أداء طواف الوداع.

طواف الوداع:

إعلم أنّه يُستحبّ لمن يريد الخروج من مكّة أن يطوف طواف الوداع، ويحمد اللَّه ويثني عليه، ويصلّي على الرسول وآله، ويدعو:

«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ، وَحَبِيبِكَ وَنَجِيِّكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، اللَّهُمَ

ص: 333

كَما بَلَّغَ رِسالاتِكَ، وَجاهَدَ فِي سَبِيلِكَ، وَصَدَعَ بِأَمْرِكَ، وَأُوذِيَ فِيكَ وَفِي جَنْبِكَ حَتّى أَتاهُ الْيَقِينُ، اللَّهُمَّ اقْلِبْنِي مُنْجِحاً مُفْلِحاً مُسْتَجاباً لِي، بِأَفْضَلِ ما يَرْجِعُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ وَفْدِكَ مِنَ الْمَغْفِرَةِ وَالْبَرَكَةِ وَالرِّضْوانِ وَالْعافِيَةِ، فِيما يَسَعُنِي أَنْ أَطْلُبَ أَنْ تُعْطِيَنِي مِثْلَ الَّذِي أَعْطَيْتَهُ أَفْضَلَ مَنْ عَبَدَكَ، وَتَزِيدَنِي عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ بَيْتِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، حَمَلْتَنِي عَلى دابَّتِكَ، وَسَيَّرْتَنِي فِي بِلادِكَ، حَتّى أَدْخَلْتَنِيِ حَرَمَكَ وَأَمْنَكَ، وَقَدْ كانَ فِي حُسْنِ ظَنِّي بِكَ أَنْ تَغْفِرَلِي ذُنُوبِي، فَإِنْ كُنْتَ قَدْ غَفَرْتَ ذُنُوبِي فَازْدَدْ عَنِّي رِضىً، وَقَرِّبْنِي إِلَيْكَ زُلْفى وَلاتُباعِدْنِي، وَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَغْفِرْلِي فَمِنَ الْآنَ فَاغْفِرْ لِي قَبْلَ أَنْ تَنْأى عَنْ بَيْتِكَ دارِي، فَهذا أَوانُ انْصِرافِي، إِنْ كُنْتَ قَدْ أَذِنْتَ لِي غَيْرَ راغِبٍ عَنْكَ وَلا عَنْ بَيْتِكَ،

ص: 334

وَلا مُسْتَبْدِلٍ بِكَ وَلا بِهِ، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَعَنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمالِي، حَتّى تُبَلِّغَنِي أَهْلِي، فَإِذا بلَّغْتَنِي أَهْلِي فَاكْفِنِي مَؤُونَةَ عِيالِي، فَإِنَّكَ وَلِيُّ ذلِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَمِنِّي».

ثمّ يشرب شيئاً من ماء زمزم، ويدعو:

«آئِبُونَ تائِبُونَ عابِدُونَ لِرَبِّنا حامِدُونَ، إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ راغِبُونَ، إِلى رَبِّنا راجِعُون».

القسم الثاني من الفصل الثالث:

زيارة المزارات المباركة في مكّة المكرّمة

توضيح مختصر حول مزارات مكّة المكرّمة:

ص:335

من الأعمال المفيدة البنّاءة التي أكّد عليها كثيراً الأئمة الأطهار، هو تذكّر الماضين وزيارة قبورهم.

وعلى هذا الأساس، نشير هنا إلى المراقد المعروفة في مكّة المكرّمة والتي بإمكان الحجّاج الكرام زيارتها من قريب أو بعيد والحصول على الأجر والثواب:

1- مقبرة أبي طالب: وتُدعى أيضاً بالحَجون وجنّة المعلّى، وهي أشرف المقابر بعد البقيع، وكان الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله يكثر الذهاب إليها.

ص: 336

وفيها قبر عبد مناف الجدّ الأكبر للرسول صلى الله عليه و آله، وعبد المطلّب جدّ الرسول صلى الله عليه و آله، وأبي طالب عمّ الرسول صلى الله عليه و آله، وخديجة زوجة الرسول صلى الله عليه و آله، ومجموعة من العلماء الكبار، وكثير من المؤمنين.

ويقال: إنّ والدة الرسول «آمنة بنت وهب» مدفونة فيها أيضاً، ولكنّ المشهور أنّها مدفونة في الأبواء بين مكّة والمدينة.

زيارة عبد مناف عليه السلام جدّ الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله

«السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا السَّيِّدُ النَّبِيلُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْغُصْنُ الْمُثْمِرُ مِنْ شَجَرَةِ إِبْراهِيمَ الْخَلِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَدَّ خَيْرِ الْوَرى السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْأَنْبِياءِ الْأَصْفِياءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْأَوْصِياءِ الْأَوْلِياءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْحَرَمِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ

ص: 337

مَقامِ إِبْراهِيمَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ بَيْتِ اللَّهِ الْعَظِيمِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ وَ أَبْنائِكَ الطاهِرِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ».

زيارة عبد المطلّب جدّ الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله

«السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْبَطْحاءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ ناداهُ هاتِفُ الْغَيْبِ بِأَكْرَمِ نِداءٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ إِبْراهِيمَ الْخَلِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الذَّبِيحِ إِسْماعِيلَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ أَهْلَكَ اللَّهُ بِدُعائِهِ أَصْحابَ الْفِيلِ، وَجَعَلَ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ، وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ، تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ تَضَرَّعَ فِي حاجاتِهِ إِلَى اللَّهِ، وَتَوَسَّلَ فِي دُعائِهِ بِنُورِ

ص: 338

رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسلَّمَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنِ اسْتَجابَ اللَّهُ دُعاءَهُ، وَنُودِيَ فِي الْكَعْبَةِ، وَبُشِّرَ بِالْإِجابَةِ فِي دُعائِهِ، وَأَسْجَدَ اللَّهُ الْفِيلَ إِكْراماً وَإِعْظاماً لَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ أَنْبَعَ اللَّهُ لَهُ الْماءَ حَتّى شَرِبَ وَارْتَوى فِي الْأَرْضِ الْقَفْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الذَّبِيحِ وَأَبَا الذَّبِيحِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ساقِيَ الْحَجِيجِ وَحافِرَ زَمْزَمَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ جَعَلَ اللَّهُ مِنْ نَسْلِهِ سَيِّدَ الْمُرْسَلِينَ وَخَيْرَ أَهْلِ السَّماواتِ وَالْأَرَضِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ طافَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ وَجَعَلَهُ سَبْعَةَ أَشْواطٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ رَأى فِي الْمَنامِ سِلْسِلَةَ النُّورِ وَعَلِمَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَيْبَةَ الْحَمْدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ وَأَجْدادِكَ وَأَبْنائِكَ جَمِيعاً وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ».

زيارة أبي طالب عمّ الرسول صلى الله عليه و آله ووالد أمير المؤمنين عليه السلام

ص:339

السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْبَطْحاءِ وَابْنَ رَئِيسِها، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الْكَعْبَةِ بَعْدَ تَأْسِيسِها، السَّلامُ عَلَيْكَ يا كافِلَ الرَّسُولِ وَناصِرَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ الْمُصْطَفى وَأَبَا الْمُرْتَضى السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَيْضَةَ الْبَلَدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الذَّابُّ عَنِ الدّينِ، وَالْباذِلُ نَفْسَهُ فِي نُصْرَةِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى وَلَدِكَ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ».

زيارة خديجة بنت خويلد أُمّ المؤمنين و أولى زوجات الرسول صلى الله عليه و آله

ص:340

السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ سَيّدِ الْمُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا أَوَّلَ الْمُؤْمِناتِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ أَنْفَقَتْ مالَها فِي نُصْرَةِ سَيِّدِ الْأَنْبِياءِ، وَنَصَرَتْهُ مَااسْتَطاعَتْ وَدافَعَتْ عَنْهُ الْأَعْداءَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ سَلَّمَ عَلَيْها جَبْرائِيلُ، وَبلَّغَهَا السَّلامَ مِنَ اللَّهِ الْجَلِيلِ، فَهَنِيئاً لَكِ بِما أَوْلاكِ اللَّهُ مِنْ فَضْلٍ، وَالسَّلامُ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ».

زيارة القاسم بن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله في مقبرة أبي طالب

ص:341

السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيّدَنا يا قاسِمَ بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْمُصْطَفى السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ حَوْلِكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ، رَضِيَ اللَّهُ تَعالى عَنْكُمْ وَأَرْضاكُمْ أَحْسَنَ الرِّضا، وَجَعَلَ الْجنَّةَ مَنْزِلَكُمْ وَ مَسْكَنَكُمْ وَ مَأْواكُمْ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُاللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

2- مزار شهداء فخ: مدفون في هذا المكان حوالي مائة من أبناء الزهراء عليها السلام وثلّة من أصحابهم المؤمنين، الذين استشهدوا في زمان موسى الهادي الخليفة

ص: 342

العباسي، وكان قد أمر بقتلهم ويزارون بزيارة أبناء الأئمّة، وهي:

السَّلامُ عَلى جَدّكُمُ الْمُصْطَفى السَّلامُ عَلى أَبِيكُمُ الْمُرْتَضَى الرِّضا، السَّلامُ عَلَى السَّيّدَيْنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلى خَدِيجَةَ أُمّ الْمُؤْمِنِينَ أُمّ سَيّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ أُمّ الْأَئِمَّةِ الطاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَى النُّفُوسِ الْفاخِرَةِ، بُحُورِ الْعُلُومِ الزَّاخِرَةِ، شُفَعائِي فِي الْآخِرَةِ، وَأَوْلِيائِي عِنْدَ عَوْدِ الرُّوحِ إِلَى الْعِظامِ النَّخِرَةِ، أَئِمَّةِ الْخَلْقِ وَوُلاةِ الْحَقّ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْأَشْخاصُ الشَّرِيفَةُ الطاهِرَةُ الْكَرِيمَةُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَمُصْطَفاهُ، وَأَنَّ عَلِيّاً وَلِيُّهُ وَمُجْتَباهُ، وَأَنَّ الْإِمامَةَ فِي وُلْدِهِ إِلى يَوْمِ الدِّينِ، نَعْلَمُ ذلِكَ عِلْمَ الْيَقِينِ، وَنَحْنُ لِذلِكَ مُعْتَقِدُونَ، وَفِي نَصْرِهِمْ مُجْتَهِدُونَ.

ص: 343

3- حجر إسماعيل: في داخل المسجد الحرام وإلى جوار الكعبة بين الركن الشمالي والركن الغربي، يقع بيت إسماعيل، وفيه قبره وقبر أُمّه هاجر وقبور كثير من الأنبياء عليهم السلام. ويُفهَم من بعض الروايات كثرة قبور الأنبياء حول الكعبة، وهم يُزارون في هذا المكان.

ويُستحبّ الإحرام لحجّ التمتّع في حجر إسماعيل وتحت ميزاب الرحمة، وهو مكان دعاء واستغفار وطلب الرحمة والحاجة.

زيارة إسماعيل وهاجر عليهما السلام في حجر إسماعيل

السَّلامُ عَلى سَيِّدِنا إِسْماعِيلَ ذَبِيحِ اللَّهِ ابْنِ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللَّهِ وَابْنَ نَبِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللَّهِ وَابْنَ صَفِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ

ص: 344

أَنْبَعَ اللَّهُ لَهُ بِئْرَ زَمْزَمٍ حِينَ أَسْكَنَهُ أَبُوهُ بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ، وَاسْتَجابَ اللَّهُ فِيهِ دَعْوَةَ أَبِيهِ إِبْراهِيمَ حِينَ قَالَ: «رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ الناسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعلَّهُمْ يَشْكُرُونَ»، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ سَلَّمَ نَفْسَهُ لِلذِّبْحِ طاعَةً لِأَمْرِ اللَّهِ تَعالى إِذْ قالَ لَهُ أَبُوهُ: «إِنِّي أَرى فِى الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ماذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصابِرِينَ»، فَدَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ الذَّبْحَ وَفَداهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ أَعانَ أَباهُ عَلى بِناءِ الْكَعْبَةِ كَما قالَ اللَّهُ تَعالى «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقبَّلْ مِنا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ مَدَحَهُ اللَّهُ تَعالى

ص: 345

فِي كِتابِهِ بِقَوْلِهِ: «وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيّاً* وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً»، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ جَعَلَ اللَّهُ مِنْ ذُرّيَّتِهِ مُحَمَّداً سَيِّدَ الْمُرْسَلِينَ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَبِيكَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، وَعَلى أَخِيكَ إِسْحاقَ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى جَمِيعِ أَنْبِياءِ اللَّهِ الْمَدْفُونِينَ بِهذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ الْمُعَظَّمَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أُمِّكَ الطاهِرَةِ الصابِرَةِ هاجَرَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، حَشَرَنَا اللَّهُ فِي زُمْرَتِكُمْ تَحْتَ لِواءِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسلَّمَ، وَلا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ».

ثمّ صلّ ركعتي الزيارة، واهدِ ثوابهما لهما.

زيارة سائر الأنبياء عليهم السلام في حجر إسماعيل

ص:346

لزيارة الروح الطيّبة لأيّ من الأنبياء العظام- سلام اللَّه عليهم أجمعين-، أو لزيارتهم جميعاً، إقرأ الزيارة التي أوردها المرحوم الكليني في كتاب «الكافي»، والمرحوم الشيخ الطوسي في «التهذيب»، وابن قولويه في «كامل الزيارات». وهي الزيارة الجامعة الأُولى التي أوّلها «السَّلامُ عَلى أَوْلِياء اللَّهِ وَ أَصْفِيائِهِ ...» وقد تقدّمت في الفصل الأوّل من هذا الكتاب، وذكرنا هناك أنّها تُقرأ في زيارة كافّة المراقد المباركة. ثمّ صلّ كثيراً على محمّد وآل محمّد، ثمّ ادع ما شئت لك وللمؤمنين والمؤمنات.

القسم الثالث من الفصل الثالث

الأماكن المباركة في مكّة المكرّمة

حدود الحرم:

ص:347

هناك منطقة محددة في مكّة تحيط بالمسجد الحرام يُطلق عليها اسم الحرم، والحرم- من أيّ جانب من مكّة- حدّ لا يمكن اجتيازه بدون إحرام، وقد جعل اللَّه ذلك الحدّ محلّ أمن للإنسان والحيوان والنبات.

وحدود الحرم هي كالآتي:

1- من الشمال مسجد التنعيم، وهو في طريق المدينة، ويبعد عن المسجد الحرام مسافة 6 كيلو مترات.

2- من الجنوب محلّ إضاءة اللَّبِن، وهو في طريق

ص: 348

اليمن، ويبعد عن المسجد الحرام حوالي 12 كيلو متر.

3- من الشمال الشرّقي الجعرانة، وهي في طريق الطائف، ومنها أحرم الرسول صلى الله عليه و آله للعمرة.

4- من الغرب الحديبية (الشُّميسي)، عند طريق جدّة السابق، ومحلّ بيعة الرضوان.

وللحرم أحكام خاصّة يجب أن يعرفها الحجّاج وكلّ من يدخل هذه الأرض، وهي مذكورة في كتب الفقه والمناسك.

بعض مساجد مكّة:

فضلًا عن المسجد الحرام، توجد في مكّة مساجد تاريخية كثيرة، منها:

1- مسجد الجنّ: بالقرب من مقبرة المعلّى، وهو محلّ نزول سورة الجنّ على الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله،

ص: 349

والأجدر صلاة ركعتي التحيّة فيه.

2- مسجد الراية: بعد فتح مكّة، أمر الرسول صلى الله عليه و آله بنصب راية النصر في هذا المكان، ثمّ أُسّس مسجد فيه سمّي بمسجد الراية.

المسجد الحرام وخصوصيّات الكعبة

المسجد الحرام مسجد عظيم جداً، ولا نظير لفضله وشرفه، ومشهده يبعث على الابتهاج والسعادة، والصلاة فيه تعدل مائة ألف صلاة في غيره، إذن فاغتنم الفرصة وتزوّد من فضائله المعنويّة ما استطعت. والكعبة تقع في وسط المسجد الحرام، وذات بناء بسيط مكعّب الشكل، وارتفاعها حوالي 15 متراً.

وعندما ترى الكعبة، قُل:

«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَظَّمَكِ وَشَرَّفَكِ وَجَعَلَكِ مَثابَةً لِلناسِ وَأَمْناً مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ».

أركان الكعبة:

ص:350

الركن الشرقي: وفيه الحجر الأسود.

الركن العراقي: هو الركن الذي تصل إليه أثناء الطواف قبل اجتياز حجر إسماعيل.

الركن الغربي: ويعرف أيضاً بالركن الشّامي.

الركن اليماني، وهو الركن الذي قال عنه الإمام الصادق عليه السلام: «الرُّكْنُ الْيَمانِي بابُنَا الَّذِي نَدْخُلُ مِنْهُ إِلَى الْجَنَّةِ» (1).

الحجر الأسود: حجر أسود بيضي الشكل واقع في الركن الشرقي من الكعبة، وقد وضعه النبيّ إبراهيم- عليه وعلى نبيّنا السلام- يرتفع عن سطح


1- مجمع البيان: 1: 478، طبعة مكتبة آية اللَّه العظمى المرعشي النجفي.

ص: 351

الأرض متر ونصف.

الملتزم: بين الركن، و باب الكعبة أو بين الركن و المقام، (1) و هو محلّ دعاء و استغفار، و في حديث: «إنّ هذا مكان لم يقرّ عبد لربّه بذنبه ثمّ استغفر اللَّه إلّا غفراللَّه له».

المستجار: محلّ قريب من الركن اليماني، و يقابل باب الكعبة و فيه يلجأ المذنبون. و يستحبّ لمس المستجار و الدعاء:

اللَّهُمَّ الْبَيْتُ بَيْتُكَ، وَالْعَبْدُ عَبْدُكَ، وَهذا مَقامُ الْعائِذِ بِكَ مِنَ النارِ ...، وطلب المغفرة من اللَّه.

ميزاب الرحمة: يقع في أعلى الكعبة، في جهة حجر إسماعيل، وهو محلّ نزول الرحمة ومكان التضرّع والاستغفار.


1- و قيل: «الملتزم قريب من الركن اليماني و يقابل باب الكعبة فعلى هذا القول هو نفس المستجار.

ص: 352

الحطيم: محلّ بين باب الكعبة والحجر الأسود، وسُمّي بالحطيم لأنّ الناس يتدافعون من أجل استلام الحجر.

وقال البعض: إنّ الحطيم هو الجدار نصف الدائري الذي يحيط بحجر إسماعيل، والذي يقع بين الزاويتين الشماليّة والغربيّة للكعبة، وارتفاعه 31، 1 م وعرضه من الأعلى 52، 1 م ومن الأسفل 44، 1 م، والمسافة بينه من الوسط وبين جدار الكعبة حوالي 10 أمتار.

حجر إسماعيل:

بناء نصف دائري ارتفاعه 30، 1 متر ويقع في الجانب الشمالي من الكعبة، ويضمّ قبر إسماعيل وأُمّه هاجر، وكذلك قبور بعض الأنبياء طبقاً لبعض الروايات.

مقام إبراهيم:

ص:353

محلّ قرب الكعبة، ويبعد عنها حوالي 13 م، ويشتمل على قبّة صغيرة محاطة بالزجاج، وفي داخلها صخرة يقال: إنّ إبراهيم الخليل عليه السلام قد وقف عليها، ودعا الناس إلى اللَّه سبحانه، ولا زالت آثار أقدامه المباركة واضحة عليها، ويصلّي الحجّاج الكرام صلاة الطواف خلف هذا المقام.

زمزم:

وهي البئر التي أجراها اللَّه تعالى تحت أقدام إسماعيل عليه السلام، وقد رُمِّمت ونُظّفت كرّات عديدة عبر التاريخ، ولا زال الحجّاج ينتفعون بها. وكان الرسول صلى الله عليه و آله يهتمّ بمائها، ويتبرّك المسلمون به على مدى التاريخ

ص: 354

الإسلامي، يستعملونه للاستشفاء.

وكان الرسول صلى الله عليه و آله وهو في المدينة المنوّرة يطلب ماء زمزم. وورد في الرواية، إذا شربت من ماء زمزم، فقُل:

«اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْماً نافِعاً وَرِزْقاً واسِعاً وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وَسَقَمٍ».

ويُستحبّ شرب ماء زمزم بعد صلاة الطواف.

الصفا والمروة:

يقع الصفا في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة من الكعبة، وتقع المروة في الجهة الشماليّة الشرقيّة منها.

وللصفا والمروة منظر جميل جدّاً وعظيم، ويُستحبّ أن يسعى الرجال لسبعين متراً على شكل هرولة، وهذه المسافة مضاءة بمصابيح خضراء اللون.

الدعاء في محلّ شقّ القمر وجبل أبي قبيس:

ص:355

جبل أبي قبيس بالقرب من المسجد الحرام ويشرف على جبل الصفا، والدعاء فيه مستجاب، ومدفون فيه عدد الأنبياء، وشوهدت فيه معجزة شقّ القمر.

إقرأ في محلّ شقّ القمر الدعاء التالي:

«اللَّهُمَ صَلِّ عَلى نَبِيٍّ هَلَّلَ وَكَبَّرَ وَحَجَّ وَاعْتَمَرَ وَانْشَقَّ لَهُ الْقَمَرُ، وَبِدِينِ اللَّهِ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ، اللَّهُمَ إِنِّى أَوْدَعْتُ فِى هذَا الْمَحَلِّ الشَّرِيفِ مِنْ يَوْمِنا هذا إِلى يَوْمِ الْقِيمَةِ خالِصاً مُخْلِصاً، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ».

وادعُ أيضاً على قمّة جبل أبي قبيس:

«اللَّهُمَ إِنِّى أَسْأَ لُكَ إِيماناً كامِلًا تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَيَقِيناً صادِقاً حَتّى أَعْلَمَ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَنِي إِلاّ ما كَتَبْتَ لِي، إِنَ

ص: 356

وَلِيّيَ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَ إِنِّي أَوْدَعْتُ فِي هذَا الْمَحَلِّ الشَّرِيفِ مِنْ يَوْمِنا هذا إِلى يَوْمِ الْقِيمَةِ خالِصاً مُخْلِصاً، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ».

بيت خديجة عليها السلام

بيت خديجة الكبرى عليها السلام، هو البيت الذي ضمّها مع الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله، ووُلدت فيه الزهراء عليها السلام وبقيّة أولاد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، كما تُوفّيت خديجة أمّ المؤمنين في هذا البيت أيضاً. وظلّ الرسول مقيماً في هذا البيت حتّى هجرته إلى المدينة، وهبط عليه جبرائيل الأمين فيه مرّات عديدة، وتقع فيه قبّة الوحي وما أكثر الليالي التي أمضاها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في هذا البيت وهو يصلّي ويدعو ويناجي قاضي الحاجات. وفي هذا البيت أيضاً تآمر

ص: 357

كفّار قريش لقتل الرسول صلى الله عليه و آله وبات عليّ عليه السلام في فراش الرسول صلى الله عليه و آله مضحّياً بنفسه الشريفة في سبيل اللَّه.

والأحرى بحجّاج بيت اللَّه الحرام أن يدعوا في هذا المكان الشريف بالدعاء التالي:

«اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَ لُكَ بِالْبِضْعَةِ الزَّهْراءِ وَأَوْلادِهَا الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، يَسِّرْ أُمُورَنا، وَاشْرَحْ صُدُورَنا، وَاخْتِمْ بِالصالِحاتِ أَعْمالَنا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَوْدَعْتُ فِى هذَا الْمَحَلِّ الشَّرِيفِ مِنْ يَوْمِنا هذا إِلى يَوْمِ الْقِيمَةِ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ».

بيت الأرقم بن أبي الأرقم

كان الرسول صلى الله عليه و آله يجتمع مع عدد من المسلمين في هذا البيت إبّان المرحلة السريّة من دعوته. وقد

ص: 358

استمرّت الدعوة بشكلها السرّي أربع سنوات حتّى أمره اللَّه تعالى ب: وأَنذِرْ عَشيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ.

كان بيت الأرقم مجاوراً لجبل الصفا الذي دُمّر حالياً وقد هاجر الأرقم مع المهاجرين إلى المدينة، وتوفّي في عام 55 ه. ودفن في البقيع.

شِعب أبي طالب:

موضع معروف، وهو وادٍ يقع في جنب جبل أبي قُبيس بالقرب من سوق الليل، ونقل المؤرّخون أنّ زعماء القريش قد اجتمعوا في دار الندوة، وكتبوا عهداً حرّموا فيه التعامل مع أبناء عبد المطلّب فلجأ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعدد من المسلمين وتعرّضوا لمختلف أنواع الضغوط الاقتصاديّة والنفسيّة بعد الدعوة الإسلاميّة، إلى الشعب وبعد 3 سنوات من المقاطعة

ص: 359

الظالمة التي مارستها قريش ضدّ أبناء عبد المطلّب مزّق خمسة من المشركين الوثيقة.

محلّ ولادة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله:

يوجد بالقرب من سوق الليل ميدانٌ، تقع فيه مكتبة تُدعى «مكتبة مكّة المكرّمة»، وفي هذه البقعة سطع نور النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله على العالم، وعاش فيه مدّة في حجر أُمّه. ويُدعى في هذا المكان المقدّس بهذا الدعاء:

«اللَّهُمَّ بِجاهِ نَبِيِّكَ الْمُصْطَفى وَرَسُوْلِكَ الْمُرْتَضى وَأَمِينِكَ عَلى وَحْيِ السَّماءِ، طَهِّرْ قُلُوبَنا مِنْ كُلِّ وَصْفٍ يُباعِدُنا عَنْ مُشاهَدَتِكَ وَمَحَبَّتِكَ، وَأَمِتْنَا عَلى مُوالاةِ أَوْلِيائِكَ، وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ، وَالشَّوْقِ إِلى لِقائِكَ، يا ذَاالْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، اللَّهُمَّ إِنِّيْ أَوْدَعْتُ فِي هذَا الْمَحَلِ

ص: 360

الشَّرِيفِ مِنْ يَوْمِنا هذا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ خالِصاً مُخْلِصاً، [إيماني وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ».

جبل النور (حِراء)

جبل النور اسم جبل على مشارف مكّة، وفيه غار حراء الذي كان الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله يتردّد عليه ويعبد اللَّه فيه قبل البعثة، وينظر منه إلى سماء الرحمة الإلهيّة حتّى نزل عليه جبرائيل في 27 رجب حاملًا معه: «إقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الَّذِي خَلَقَ» ومبشّره بالنبوّة، ويُدعى هذا الجبل أيضاً «جبل النور». ولو وُفقت أيّها الحاجّ الكريم لزيارة غار حراء، فصلّ ركعتين وزر الرسول صلى الله عليه و آله من بُعد (الزيارة المذكورة في هذا الكتاب)، وتذكّر الصعوبات والمشاقّ التي لاقاها رسولنا الأكرم صلى الله عليه و آله.

جبل ثور:

ص:361

جبل يقع في أسفل مكّة، ويبعد عن المسجد الحرام حوالي 6 كم. وفي هذا الجبل غار اختفى فيه الرسول صلى الله عليه و آله أثناء هجرته إلى المدينة، وسمّي بجبل ثور لأنّ ثور بن مناة قد نزل فيه.

ونقل المرحوم الشيخ الأنصاري قدس سره في المناسك هذا الدعاء الذي يقرأ بقصد الرجاء:

«اللَّهُمَّ بِجاهِ مُحَمَدٍ وَآلِهِ يَسِّرْ أُمُورَنا، وَاشْرَحْ صُدُورَنا، وَنَوِّرْ قُلُوبَنا، وَاخْتِمْ بِالْخَيْرِ أُمُورَنا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ سِرِّي وَعَلانِيَتِي فَاقْبَلْ مَعْذِرَتِي، وَتَعْلَمُ حاجَتِي وَتَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، فَإِنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاّ أَنْتَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَوْدَعْتُ فِي هذَا الْمَحَلِ

ص: 362

الشَّرِيفِ مِنْ يَوْمِنا هذا إِلى يَوْمِ الْقِيمَةِ خالِصاً مُخْلِصاً، أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ».

عرفات:

أرض عرفات صحراء منبسطة تقع شمالي مكّة، وتبعد عن المسجد الحرام [من الطريق السابق حوالي 21 كم، وهي خارج حدود الحرم.

وهي أرضٌ التقى فيها آدم وحواء عليهما السلام بعد فراق طويل وتعرّف كلّ منهما على الآخر، اعترف فيها آدم بذنبه، وهي من الأماكن التي يُستجاب فيها الدعاء، ويُقال لجبل عرفات، «جَبَلُ الرَّحْمَةِ»، ودعا الإمام الحسين عليه السلام بدعائه المعروف بمحاذاة هذا الجبل.

والوقوف في عرفات (في يوم التاسع من ذي الحجّة) مِن أركان الحجّ. فراجع المناسك في كيفيّته وشرائطه.

المزدلفة (المشعر الحرام):

ص:363

وهي المنطقة المحصورة بين نهاية المأزمين من جهة عرفات وبين وادي مُحسّر من جهة منى، وقد عُلِّمت في السنين الأخيرة حدود هذه المنطقة، والوقوف في المشعر الحرام ليلة العاشر من ذي الحجة (بين الطلوعين) مِن أركان الحجّ.

منى:

وهي أرض بين وادي محسّر وجمرة العقبة التي هي جزء من الحرم، وتقع إلى الشرق قليلًا بين مكّة والمشعر الحرام؛ فهي إذن تقع بين جمرة العقبة التي هي الحدّ النهائي لمكّة وبين وادي محسّر في جهة المزدلفة، وطولها حوالي 3600 متراً.

ص: 364

وقيل إنّها سمّيت بمنى لأنّ جبرائيل الأمين نزل فيها على إبراهيم عليه السلام وقال له: تمنّ على اللَّه.

مسجد الخيف:

من المساجد العظيمة جدّاً ويقع في منى، ومن الأعمال التي يجب أن تؤدّى في منى في أيّام الحجّ؛ رمي الجمار، والهدي، والحلق أو التقصير، ومبيت ليلة الحادي عشر والثاني عشر وأحياناً ليلة الثالث عشر من ذي الحجة والأعمال المستحبّة لمجسد الخيف هي كما يلي:

1- يستحبّ لمن أقام في منى أن يصلّي صلواته (الواجبة والمستحبّة) في مسجد الخيف وأفضل محلّ فيه مصلّى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهو من المنارة إلى نحو من ثلاثين ذرعاً باتّجاه القبلة ومن اليمين والشمال والخلف نحواً من ذلك.

ص: 365

2- يستحبّ صلاة مائة ركعة، وقد ورد في الحديث:

«من صلّى في مسجد منى مائة ركعة قبل أن يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاماً».

3- التسبيح (سُبحانَ اللَّهِ) مائة مرّة، وقد ورد في الحديث: «من سبّح اللَّه في مسجد منى مائة تسبيحة كتب اللَّه عزّوجلّ له أجر عتق رقبة».

4- التهليل (لا إله إلّااللَّه) مائة مرّة، فقد ورد أيضاً:

«من هلّل اللَّه فيه (أي مسجد منى مائة مرّة عدلت إحياء نسمة».

5- التحميد (الحَمْدُ للَّه) مائة مرّة، وقد ورد أيضاً:

«من حمد اللَّه عزّوجلّ فيه [أي مسجد منى مائة مرّة عدلت أجر خراجع العراقين [يتصدّق في سبيل اللَّه عزّوجلّ».

6- صلاة ستّ ركعات في المكان الأصلي من المسجد.

خاتمة الكتاب

الأماكن المقدّسة الواقعة بين مكّة و المدينة:

ص:366

ص:367

أهمّ تلك الأمكان هي: قبور شهداء فخ بالقرب من مسجد التنعيم، وقبر عبد اللَّه بن عبّاس في وادي الطائف، وقبر ميمونة زوجة الرسول الأكرم صلَّى اللَّه عليه و آله و سلَّم في سَرَف على بعد فرسخين من مكّة، وقبر حوّاء في جدّة، وقبر آمنة بنت وهب في الأبواء، ومسجد غدير خم بالقرب من الجحفة (على بعد 2- 3 أميال منها)، وقبر أبي ذر الغفاري في الربذة، وقبور شهداء بدر في بدر، وقبر عبد اللَّه بن الحارث بن عبد المطلّب الذي استشهد بفعل الجراح التي أصيب بها في

ص: 368

بدر ودُفن في الروحاء على بعد 17 كم من المدينة.

ومن المناسب أن نتحدّث عن بعض هذه الأماكن باختصار:

مسجد غدير خم: ويقع على بعد 3 أميال من الجحفة (وفي رواية على بعد ميلين منها).

ونقل المرحوم الشيخ الصدوق في الفقيه رواية عن الإمام الكاظم عليه السَّلام جاء فيها: أنّه عليه السَّلام سئل عن الصلاة في مسجد غدير خم فقال: «صلّ فيه، فإنّ فيه فضلًا، وقد كان أبي عليه السَّلام يأمر بذلك». (1)

مزارالسيّدة آمنة في الأبواء: الأبواء: قرية تقع بين المدينة و مكّة. وقد مرضت فيها والدة الرسول الأكرم السيّدة آمنة بنت وهب بعد عودتها من زيارة قبر زوجها عبد اللَّه في المدينة، ثمّ توفّيت فيها أيضاً.

وقبرها معروف في الأبواء، وتُزار بالزيارة التي سبق


1- الفقيه 2: 559/ 3143.

ص: 369

أن ذُكرت في قسم المزارات المباركة في مكّة المكرّمة، وهي زيارة مستحبّة.

زيارة أبي ذر الغفاري في الربذة:

تقع الربذة في الشمال الشرقي للمدينة المنوّرة في طريق درب زبيدة، وتضمّ قبر الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري و بعض الصحابة و يُستحبّ زيارة أبي ذر كمايلي:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا ذَرِّ الْغِفارِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ قالَ فِي حَقِّهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: ما أَقلَّتِ الْغَبْراءُ وَلا أَظَلَّتِ الْخَضْراءُ عَلى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَن نَطَقَ بِالْحَقِّ، وَلَمْ يَخَفْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، وَلا ظُلْمَ ظالِمٍ، أَتَيْتُكَ زائِراً شاكِراً

ص: 370

لِبَلائِكَ فِي الْإِسْلامِ، فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي خَصَّكَ بِصِدْقِ اللَّهْجَةِ وَالْخُشُونَةِ فِي ذاتِ اللَّهِ وَمُتابَعَةِ الْخَيِّرِينَ الْفاضِلِينَ أَنْ يُحْيِيَنِي حَياتَكَ، وَيُمِيتَنِي مَماتَكَ، وَيَحْشُرَنِي مَحْشَرَكَ، عَلى إِنْكارِ ما أَنْكَرْتَ، وَمُنابَذَةِ مَنْ نابَذْتَ، جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رَسُولِهِ وَآلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

زيارة شهداء بدر

- رضوان اللَّه عليهم أجمعين-

تقع بدر بين المدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة، وفيها استُشهد 14 صحابياً خلال معركة بدر الكبرى.

ويُستحبّ صلاة ركعتين في مسجد العريش بالقرب من قبور شهداء بدر، ثمّ قراءة زيارة الشهداء، وهي:

السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى نَبِّيِ اللَّهِ، السَّلامُ

ص: 371

عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الشُّهَداءُ الْمُؤْمِنُونَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَهْلَ بَيْتِ الْإِيمانِ وَالتَّوْحِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ دِينِ اللَّهِ وَأَنْصارَ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ، أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ قَدِ اخْتارَكُمْ لِدِينِهِ وَاصْطَفاكُمْ لِرَسُولِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ جاهَدْتُمْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَنَصَرْتُمْ لِدِينِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وَجُدْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ دُونَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قُتِلْتُمْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَجَزاكُمُ اللَّهُ عَنْ نَبِيِّهِ وَعَنِ الْإِسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الْجَزاءِ، وَعَرَّفَنا فِي مَحَلِّ رِضْوانِهِ وَمَوْضِعِ إِكْرامِهِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصالِحِينَ، وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ حِزْبُ اللَّهِ، وَأَنَّ مَنْ حارَبَكُمْ فَقَدْ حارَبَ اللَّهَ،

ص: 372

وَأَنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ الْفائِزِينَ، الَّذِينَ هُمْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَعَلى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالناسِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

***

أدعية أشواط الطواف:

ص:373

لكي لا يشكّ الطائف في عدد أشواط الطواف بإمكانه تقسيم الأدعية الواردة، ويقرأ في كلّ شوط قسماً منها، ولا مانع من تكراره.

دعاء الشوط الأوّل:

«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي يُمْشى بِه عَلى طَلَلِ الْماءِ، كَما يُمْشى بِه عَلى جُدَدِ الْأَرْضِ، وَأَسْأَ لُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي يَهْتَزُّ لَهُ عَرْشُكَ، وَأَسْأَلْكَ

ص: 374

بِاسْمِكَ الَّذِي تَهْتَزُّ لَهُ أَقْدامُ مَلائِكَتِكَ، وَأَسْأَ لُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ مُوسى مِنْ جانِبِ الطُّورِ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَأَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةً مِنْكَ، وَأَسْأَ لُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي غَفَرْتَ بِهِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَما تَأَخَّرَ، وَأَتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ، أَنْ تَرزُقَنِي خَيْرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ...» واسأل حاجاتك.

دعاء الشوط الثاني:

«اللَّهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنّي خائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَلا تُغَيِّرْ جِسْمِي وَلا تُبَدِّلِ اسْمِي.

ثمّ قُل: سائِلُكَ فَقِيرُكَ مِسْكِينُكَ بِبابِكَ، فَتَصَدَّقْ عَلَيْهِ بِالْجَنَّةِ، اللَّهُمَّ الْبَيْتُ بَيْتُكَ، وَالْحَرَمُ حَرَمُكَ، وَالْعَبْدُ عَبْدُكَ، وَهذا مَقامُ الْعائِذِ بِكَ الْمُسْتَجِيرُ بِكَ مِنَ النارِ،

ص: 375

فَأَعْتِقْنِي وَوالِدَيَّ وَأَهْلِي وَوُلْدِي وَإِخْوانِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ النارِ، يا جَوادُ يا كَرِيمُ».

دعاء الشوط الثالث:

«اللَّهُمَّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، وَأَجِرْنِي مِنَ النارِ بِرَحْمَتِكَ، وَعافِنِي مِنَ السُّقْمِ، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ، وَادْرَءْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَشَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، يا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ، يا ذَا الْجُودِ وَالْكَرَمِ، إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضاعِفْهُ لِي، وَتَقَبَّلْهُ مِنِّي، إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».

دعاء الشوط الرابع:

«يا اللَّهُ يا وَلِيَّ الْعافِيَةِ، وَخالِقَ الْعافِيَةِ، وَرازِقَ الْعافِيَةِ، وَالْمُنْعِمُ بِالْعافِيَةِ، وَالْمُتَفَضِّلُ بِالْعافِيَةِ عَلَيَ

ص: 376

وَعَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ، يا رَحْمنَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَرَحِيمَهُما، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْزُقْنَا الْعافِيَةَ، وَتَمامَ الْعافِيَةِ، وَشُكْرَ الْعافِيَةِ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ».

دعاء الشوط الخامس:

«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي شَرَّفَكِ وَعَظَّمَكِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً نَبِيّاً، وَجَعَلَ عَلِيّاً إِماماً، اللَّهُمَّ اهْدِ لَهُ خِيارَ خَلْقِكَ، وَجَنِّبْهُ شِرارَ خَلْقِكَ، (فتقول): رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ».

دعاء الشوط السادس:

«اللَّهُمَّ الْبَيْتُ بَيْتُكَ، وَالْعَبْدُ عَبْدُكَ، وَهذا مَقامُ الْعائِذِ بِكَ مِنَ النارِ، اللَّهُمَّ مِنْ قِبَلِكَ الرَّوْحُ وَالْفَرَجُ وَالْعافِيَةُ،

ص: 377

اللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضاعِفْهُ لِي، وَاغْفِرْ لِي مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّي وَخَفِيَ عَلى خَلْقِكَ، أَسْتَجيرُ بِاللَّهِ مِنَ النارِ».

دعاء الشوط السابع:

«اللَّهُمَّ إِنَّ عِنْدِي أَفْواجاً مِنْ ذُنُوبٍ، وَأَفْواجاً مِنْ خَطايا، وَعِنْدَكَ أَفْواجٌ مِنْ رَحْمَةٍ، وَأَفْواجٌ مِنْ مَغْفِرَةٍ، يا مَنِ اسْتَجابَ لِأَبْغَضِ خَلْقِه إِذْ قالَ: أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، اسْتَجِبْ لِي».

ثمّ اطلب حاجاتك وقُل:

«اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِما رَزَقْتَنِي، وَبارِكْ لِي فِيما آتَيْتَنِي».

أدعية أشواط السعي دعاء الشوط الأوّل (من الصفا إلى المروة)

ص:378

اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً، وَالْحَمْدُ للَّهِ كَثِيراً، وَسُبْحانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ الْكَرِيمِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا، لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزابَ وَحْدَهُ، لا شَيْ ءَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَىٌّ لا يَمُوتُ وَلايَفُوتُ أَبَداً، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَاعْفُ وَتَكَرَّمْ وَتَجاوَزْ عَما تَعْلَمْ إِنَّكَ تَعْلَمُ ما لا نَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ، رَبِّ نَجِّنا مِنَ النّارِ سالِمِينَ غانِمِينَ، فَرِحِينَ مُسْتَبْشِرِينَ مَعَ عِبادِكَ الصالِحِينَ، مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ

ص: 379

عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً، ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ عَلِيماً، لا إِلهَ إِلّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً، لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَلا نَعْبُدُ إِلّا إِياهُ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ.

وعند المروة يقرأ هذه الآية:

إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَفَ بِهِما، وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ.

دعاء الشوط الثاني (من المروة إلى الصفا)

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَللَّهِ الْحَمْدُ، لا إِله إِلَّا اللَّهُ الْواحِدُ الْأَحَدُ، الْفَرْدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِرْهُ تَكْبِيراً، الّلهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ:

ص: 380

«أُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ»، دَعَوْناكَ رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا كَما أَمَرْتَنا إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ، رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِى لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنّا، رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ، رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ، رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ، وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا، رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَاعْفُ وَتَكَرَّمْ وَتَجاوَزْ عَمّا تَعْلَمُ، إِنَّكَ تَعْلَمُ ما لا نَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ.

إِنَّ الصَّفا وَالْمَرُوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَفَ بِهِما، وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ.

دعاء الشوط الثالث (من الصفا إلى المروة)

ص:381

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَللَّهِ الْحَمْدُ، رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، الّلهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ الْخَيْرَ كُلَّهُ عاجِلَهُ وَآجِلَهُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِي، وَأَسْأَ لُكَ رَحْمَتَكَ يا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ. رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَاعْفُ وَتَكَرَّمْ وَتَجاوَزْ عَما تَعْلَمُ، إِنَّكَ تَعْلَمُ ما لا نَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ، رَبِّ زِدْنِي عِلْماً وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ. الّلهُمَّ عافِنِي فِي سَمْعِي وَبَصَرِي، لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ، الّلهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، الّلهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعافاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ

ص: 382

مِنْكَ لا أُحْصِي ثَناءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَما أَثْنَيْتَ عَلى نَفْسِكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ حَتّى تَرْضى

إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَفَ بِهِما، وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ.

دعاء الشوط الرابع (من المروة إلى الصفا)

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَللَّهِ الْحَمْدُ، الّلهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ مِنْ خَيْرِ ما تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ما تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الصِّادِقُ الْوَعْدُ الْأَمِينُ، الّلهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ كَما هَدَيْتَنِي لِلْإِسْلام أَنْ لا تُنْزِعَهُ مِنِّي حَتّى تَتَوَفانِي عَلَيْهِ وَأَنَا مُسْلِمٌ،

ص: 383

الّلهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً، وَفِي سَمْعِي نُوراً، وَفِي بَصَرِي نُوراً، الّلهُمَّ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ وَساوِسِ الصَّدْرِ وَشَتاتِ الْأَمْرِ، وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ، الّلهُمَ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما يَلِجُ فِي اللَّيْلِ وَمِنْ شَرِّ ما يَلِجُ فِي النَّهارِ، وَمِنْ شَرِّ ما تَهَبُ بِهِ الرِّياحُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، سُبْحانَكَ ما عَبَدْناكَ حَقَّ عِبادَتِكَ يا اللَّهُ، سُبْحانَكَ ما ذَكَرْناكَ حَقَّ ذِكْرِكَ يا اللَّهُ، رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَاعْفُ وَتَكَرَّمْ وَتَجاوَزْ عَما تَعْلَمُ، إِنَّكَ تَعْلَمُ ما لا نَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ.

إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَفَ بِهِما، وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ.

دعاء الشوط الخامس (من الصفا إلى المروة)

ص:384

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَللَّهِ الْحَمْدُ، سُبْحانَكَ ما شَكَرْناكَ حَقَّ شُكْرِكَ يا اللَّهُ، سُبْحانَكَ ما أَعْلى شَأْنَكَ يا اللَّهُ، الّلهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمانَ، وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ، وَاجْعَلْنا مِنَ الرَّاشِدِينَ، رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَاعْفُ وَتَكَرَّمْ وَتَجاوَزْ عَما تَعْلَمُ، إِنَّكَ تَعْلَمُ ما لا نَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ، الّلهُمَّ قِنِي عَذابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبادَكَ، الّلهُمَّ اهْدِنِي بِالْهُدى وَنَقِّنِي بِالتَّقْوى وَاغْفِرْ لِي فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولى الّلهُمَّ أَبْسِطْ عَلَيْنا مِنْ بَرَكاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ، الّلهُمْ إِنِّي أَسْأَ لُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي يَحُولُ وَلا يَزُولُ أَبَداً، الّلهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي

ص: 385

نُوراً، وَفِي سَمْعِي نُوراً، وَفِي بَصَرِي نُوراً، وَفِي لِسانِي نُوراً، وَعَنْ يَمِيِني نُوراً، وَمِنْ فَوْقِي نُوراً، وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُوراً، وَعَظِّمْ لِي نُوراً.

رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيسِّرْ لِي أَمْرِي.

إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَفَ بِهِما، وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيم

دعاء الشوط السادس (من المروة إلى الصفا)

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَللَّهِ الْحَمْدُ، لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزابَ وَحْدَهُ، لا إِلهِ إِلَّا اللَّهُ وَلا نَعْبُدُ إِلّا إِياهُ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُون، الّلهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ الْهُدى وَالتُّقى

ص: 386

وَالْعِفافَ وَالْغِنى الّلهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَالَّذِي تَقُولُ وَخَيْراً مِما تَقُولُ، الّلهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ رِضاكَ وَالْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَالنارَ وَما يُقَرِّبُنِي إِلَيْها مِنْ قَوْلٍ وَفِعْلٍ أَوْ عَمَلٍ، الّلهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْنا، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْنا، وَفِي كَنَفِكَ وَإِنْعامِكَ وَعَطائِكَ وَإِحْسانِكَ أَصْبَحْنا وَأَمْسَيْنا، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلا قَبْلَكَ شَيْ ءٌ، وَالْآخِرُ فَلا بَعْدَكَ شَيْ ءٌ، وَالظاهِرُ فَلا شَيْ ءَ فَوْقَكَ، وَالبْاطِنُ فَلا شَيْ ءَ دُونَكَ، نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَلْسِ وَالْكَسَلِ وَعَذابِ الْقَبْرِ، وَفِتْنَةِ الْغِنى وَنَسْأَلُكَ الْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ، رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَاعْفُ وَتَكَرَّمْ وَتَجاوَزْ عَما تَعْلَمُ، إِنَّكَ تَعْلَمُ ما لا نَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ.

إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَفَ بِهِما، وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ.

دعاء الشوط السابع (من الصفا إلى المروة)

ص:387

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً، وَالْحَمْدُ للَّهِ كَثِيراً، الّلهُمَّ حَبِّبْ إِلَىَّ الْإِيمانَ، وَزَيِّنْهُ فِي قَلْبِي، وَكَرِّهْ إِلَيَّ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ وَاجْعَلْنِي مِنَ الرَّاشِدِينَ، رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَاعْفُ وَتَكَرَّمْ وَتَجاوَزْ عَما تَعْلَمُ، إِنَّكَ تَعْلَمُ ما لا نَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ، الّلهُمَّ اخْتِمْ بِالْخَيْراتِ آجالَنا، وَحَقِّقْ بِفَضْلِكَ آمالَنا وَسَهِّلْ لِبُلُوغِ رِضاكَ سُبُلَنا، وَحَسِّنْ فِي جَمِيعِ الْأَحْوالِ أَعْمالَنا، يا مُنْقِذَ الْغَرْقى يا مُنْجِيَ الْهَلْكى يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى يا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى يا قَدِيمَ الْإِحْسانِ، يا دائِمَ الْمَعْرُوفِ، يا مَنْ لا غِنى بِشَيْ ءٍ عَنْهُ، وَلابُدَّ لِكُلِّ شَيْ ءٍ مِنْهُ، يا مَنْ رِزْقُ كُلِّ شَيْ ءٍ عَلَيْهِ،

ص: 388

وَمَصِيرُ كُلِّ شَيْ ءٍ إِلَيْهِ، الّلهُمَّ إِنِّي عائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ ما أَعْطَيْتَنا، وَمِنْ شَرِّ ما مَنَعْتَنا، الّلهُمَّ تَوَفَّنا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنا بِالصالِحِينَ، غَيْرَ خَزايا وَلا مَفْتُونِينَ، رَبِّ يَسِّرْ وَلا تُعَسِّرْ، رَبِّ أَتْمِمْ بِالْخَيْرِ.

إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَفَ بِهِما، وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.